سرشناسه:سیوطی، عبدالرحمن بن ابی بکر، 849 - 911ق.
عنوان و نام پديدآور:العرف الوردی فی الاخبار المهدی/ تالیف عبد الرحمان بن ابی بکر السیوطی الشافعی. عقیده اهل السنه والاثر فی المهدی المنتظر/عبدالمحسن العباد آل بدر ؛ تحقیق محمدکاظم الموسوی.
مشخصات نشر:تهران: المجمع العالمی للتقریب بین المذاهب الاسلامیه ، مرکز التحقیقات و الدراسات العلمیه ، المعاونیه الثقافیه، 1385.
مشخصات ظاهری:208 ص.
فروست:سلسله فضائل اهل البیت عند اهل السنه؛ 3
شابک:18000 ریال: 964-8889-66-X
وضعیت فهرست نویسی:فاپا
يادداشت:عربی
يادداشت:"عقیده اهل السنه و الاثر فی المهدی المنتظر" قبلا به صورت مقاله ای در مجله "الجامعه الاسلامیه، العدد(3)" منتشر شده است.
یادداشت:نمایه.
یادداشت:کتابنامه: ص. [199] ص - 206.
مندرجات:ص. 19- 74. عقیده اهل السنه و الاثر فی المهدی المنتظر.-- ص.75- 177. العرف الوردی فی اخبار المهدی.--ص. 179- 208.-- فهارس کتاب العرف الوردی
موضوع:محمدبن حسن (عج)، امام دوازدهم، 255ق - -- احادیث اهل سنت.
موضوع:احادیث اهل سنت -- قرن 9ق.
موضوع:مهدویت -- احادیث اهل سنت.
موضوع:تقریب مذاهب
شناسه افزوده:عباد، عبدالمحسن.
شناسه افزوده:موسوی، محمدکاظم ، محقق
شناسه افزوده:مجمع جهانی تقریب مذاهب اسلامی. مرکز مطالعات و تحقیقات علمی. معاونت فرهنگی
رده بندی کنگره:BP124/5/س9ع4 1385
رده بندی دیویی:297/211
شماره کتابشناسی ملی:م85-31648
ص :1
ص :2
العرف الوردی فی الاخبار المهدی
تالیف عبد الرحمان بن ابی بکر السیوطی الشافعی. عقیده اهل السنه والاثر فی المهدی المنتظر
عبدالمحسن العباد آل بدر ؛ تحقیق محمدکاظم الموسوی.
ص :3
ص :4
إنّ من يطالع أخبار الفتن و الملاحم الواقعة في آخر الزمان،يجد نفسه-ضمن استحقاقات التغطية التاريخية لمستقبل الإسلام و المسلمين-أنّه يحفل ببعض التصوّرات التي تتناول صورة العصر آنذاك،و طبيعة الحياة في ظلّ محيط يتخلّله فرقعة السيوف و غياب الحوار.
و يكفينا قراءة ما كان يحرّره المحدّثون و المؤرّخون من روايات و أخبار تثير الرعب في النفوس من حوادث الدمار و التقاتل،و ضياع الحقّ،و تسلّط القوي على الضعيف، و انعدام الأمن و السلام بين الشعوب و الأمم،خاصة في الجزء الذي يبرز صورا تعدّ تجسيدا لصراع الأديان و صدام الحضارات،و أنّ الأمل معقود على شخص من آل محمّد صلّى اللّه عليه و آله مصرّح باسمه و اسم أبيه،و موصوف بصفات جسمانية و أخلاقية معيّنة، يظهر في آخر الزمان ليملأ الأرض قسطا و عدلا بعد ما ملئت ظلما و جورا،فيمثّل الفرصة الكبرى للإسلام الأصيل لأن يزحف باتّجاه النصر،و يفتح البلدان و ينقذ أهلها من جحيم الظلمة و المبطلين.
و هذا في الوقت الذي نجده في النظرية المسيحية،و هي تتحدّث عن منجي العالم السفلي،صاحب الراية العتيقة،الذي يظهر و يواجه المغرورين و المفسدين،فتذعن له الحكومات رغم جبروتها و تسلّطها.و هذه النظرية الغربية غالبا ما تحمل بداخلها إطارا فئويا،لا يخرج عن كون ذلك المنقذ هو المسيح نفسه.
ص:5
و ثمة نظرية أخرى مفادها أنّ المنقذ العالمي هذا لا يعيد مجد المسيحية،بل اليهودية التي أصابها القمع و المظالم!و بذات الوتيرة تسعى إلى تقديم صور و نمطيات عن مجتمع اليهود تسندها قوى مقتدرة على الصعيدين:المالي و العسكري،لتمكّنها من ممارسة تشويه التاريخ بأبلغ صوره.
كما و أنّ لقضية منجي البشرية و ظهوره في آخر الزمان صدى بشكل دعاو و اشارات، بصورة صريحة أو مختزلة،في الديانات القديمة لدى الصينيّين و المغول و البوذيّين و المجوس و الهنود و الأحباش أيضا.
فالإيمان بحتمية ظهور المصلح الديني،و إقامة دولة العدل المرتقبة في كلّ أرجاء العالم لم يقتصر على المسلمين وحدهم،و لم يبتدعوه من فكرهم،بل يعدّ من النقاط المشتركة و البارزة بين الأديان السماوية و غير السماوية.
فالمسلمون يرتقبون ظهور المهدي المنتظر عجل اللّه تعالى فرجه،و المسيحيون آمنوا بغيبة عيسى عليه السّلام و عودته في آخر الزمان،و اليهود ينتظرون عودة عزير عليه السّلام،كما أنّ مسيحيي الأحباش ينتظرون عودة ملكهم«ثيودور»كمهدي في آخر الزمان،و الهنود آمنوا بعودة«فيشفوا»،و المجوس أيضا بانتظار عودة و ظهور«روشيدر»،و هكذا البوذيّون ل«بوذا»الذي يتمتمون باسمه في صلواتهم ليعجّل بعودته!
فالاتّفاق على حتمية ظهور منقذ البشرية بمعونة السماء،لكن الاختلاف في مسألة تحديد«هوية»هذا المنقذ العالمي الذي هو مكلّف بتحقيق أهداف الأنبياء.
و نقطة أخرى و هي أنّ ذلك كلّه راجع إلى ما ذكرته كتبهم المقدّسة،تصريحا أو إشارة، و ليس إلى تفسيرات أحبارهم و رهبانهم،ممّا يقتضي الاطمئنان إلى مسألة حسّاسة،ألا و هي عراقة هذه العقيدة و قدمها،و كونها تمثّل أصلا مشتركا في دعوات الأنبياء و تعاليمهم المقدّسة.
و من الجدير الإشارة إليه:أنّ الإيمان بحتمية ظهوره لا يختصّ بالأديان فحسب،بل
ص:6
يشمل أيضا المدارس الفكرية و الفلسفية الشهيرة.إذ نجد في التراث الفكري الإنساني الكثير من النصوص المصرّحة بذلك:
فقد كتب المفكّر و الفيلسوف البريطاني الشهير«براتراند راسل»يقول:إنّ العالم في انتظار مصلح يوحّده تحت لواء واحد و شعار واحد.
و كتب العالم المعروف«ألبرت اينشتاين»يقول:إنّ اليوم الذي يسود العالم كلّه فيه السلام و الصفاء،و يكون الناس متحابّين متآخين ليس ببعيد.و هي إشارة واضحة إلى ضرورة ظهور المصلح الكبير.
و يقول المفكّر الايرلندي الشهير«برنارد شو»مبشّرا بظهور مصلح يمتلك طاقات جسمية و عقلية خارقة،و يعمر مدة طويلة،في كتابه الذي أسماه«الإنسان السوپرمان» فكتب يقول:«إنسان حيّ ذو بنية جسدية صحيحة،و طاقة عقلية خارقة،إنسان أعلى يترقى إليه هذا الإنسان الأدنى بعد جهد طويل،و أنّه يطول عمره حتّى ينيف على ثلاثمائة سنة،و يستطيع أن ينتفع بما استجمعه من أطوار العصور،و ما استجمعه من أطوار حياته الطويلة».
و قد كتب الأستاذ العقّاد معلّقا في كتابه«برناردشو»يقول:يلوح لنا أنّ سوپرمان شو ليس بالمستحيل،و أنّ دعوته لا تخلو من حقيقة ثابتة.
و على ضوء ما تقدّم فإنّ قضية المهدي المنتظر قضية إنسانية قبل أن تكون دينية، و عالمية قبل أن تكون إسلامية،لأنّها قبل كل شيء تمثّل تعبيرا دقيقا عن طموح الإنسانية جمعاء بظهور من يأتي لينتشلها من واقعها المؤلم،و ينقذها من ظروف القهر التي تحيط بها.
كتب الشهيد محمّد باقر الصدر يقول في هذا الصدد،في كتابه«بحث حول المهدي»:
ليس المهدي تجسيدا لعقيدة إسلامية ذات طابع ديني فحسب،بل هو عنوان لطموح اتّجهت إليه البشرية بمختلف أديانها و مذاهبها،و صياغة لإلهام فطري أدرك الناس من
ص:7
خلاله أنّ للإنسانية يوما موعودا على الأرض تحقّق فيه الرسالات مغزاها الكبير و هدفها النهائي.
و كتب المرحوم النسّابة آية اللّه المرعشي النجفي في مقدمة المجلّد الثالث عشر من كتابه«إحقاق الحقّ»يقول:«إنّ الأمم و المذاهب و الأديان اتّفقت كلمتهم على مجيء مصلح سماوي إلهي ملكوتي لإصلاح ما فسد من العالم....غاية الأمر أنّه اختلف كلمتهم بين من يراه عزيرا،و بين من يراه مسيحا،و من يراه خليلا،و من يراه من المسلمين من نسل الإمام مولانا أبي محمّد الحسن السبط،و من يراه من نسل الإمام مولانا أبي عبد اللّه الحسين السبط الشهيد...».
فالاهتمام العالمي شامل لهذه القضية،و ليس الإسلام وحده و إن فاقهم بما لا مزيد عليه من أحاديث تجاوزت حدّ الاستفاضة،و أخبار كثيرة و عن طرق مختلفة و متعدّدة، لا يمكن إنكارها أو صرف النظر عنها،يرويها ائمة الحديث و أكابر الحفّاظ على اختلاف طبقاتهم.
و هذا الكتاب«العرف الوردي في أخبار المهدي»الماثل بين يديك-عزيزنا القارئ- يسعى إلى الكشف عن حقيقة الاهتمام الإسلامي تجاه هذه القضية،و إماطة اللثام عن أخرى أكثر إثارة و هي اهتمام المسلمين عموما،بجميع مذاهبهم و مشاربهم،بأهل البيت عليهم السلام الذي يمثّل المهدي أحد أقطابهم و خاتم كبّارهم،و هو ما يعني المزيد من المشتركات الموجودة بين الفريقين:الشيعة و السنّة في ميدان الحديث و السيرة و التاريخ و الملاحم المتعلّقة بآخر الزمان.
لكن ما يميّز هذا الكتاب أمران:
الأول:اعتماده على الأصول الحديثية المشهورة عند المسلمين،و لا يشكّ اثنان في دقّتها و أصالتها و صحّتها،إضافة إلى كون المؤلّف العلاّمة السيوطي يعدّ من أعلام الحديث و كبّار المحدّثين المبرزين في القرن العاشر الهجري،الذي عرف بسعة علمه في هذا
ص:8
المجال،و إحاطته بالعلوم النقلية و أسانيدها و مصادرها المحقّقة.
و الثاني:دقّة الملاحظة في مطالب الكتاب،حيث ما يظهر اختلاف في الرواية حتّى يعقبه بالرأي الآخر،مشيرا إلى وجود اختلاف فيه ينبغي ملاحظته،أو أنّ ثمة معارض من الأخبار يجب الالتفات إليه،و هذا ما يزيد من قيمته،إضافة إلى أنّه لم يقتصر على مراجع و كتب مذهبه،بل أورد ما يسعه ذلك من طرق عديدة،و رواة ينتمون إلى مذاهب أخرى أيضا.
و هذا يعدّ جانبا مضيئا حرص الإسلام و ائمته على تثبيته في نفوس الاتباع،و التأكيد على السير وفق هذا المنهج السليم.
و لذا انبرى مركزنا العلمي-كعادته-ليتحمّل مسئوليته تجاه هذا الكتاب الذي يمكن أن يساهم في تكريس طموح المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلاميّة و محاولة تجسيد أهدافه السامية،فسعى إلى تقديم يد العون لمحقّقه الأخ الفاضل محمد كاظم الموسوي الذي لم يتردّد في الإجابة،و بذل الجهد في العناية بمتن الكتاب و محاولة التعليق على بعض موارده من باب التوضيح أو الشرح أو كشف غموض،فشارك مشكورا في مشروع المركز الذي لم يتوان في تقديم ما يلزم لغرض طبعه و نشره و هو مزيّن بتحقيق مفيد ينفع طلبة العلوم الدينية و المثقفين أيضا.
و بالتعاون المثمر بين مسئول المركز و رئيس قسم التاريخ و السيرة مع أفراده الذين لم يبخلوا في تقديم أيّ خدمة أو رعاية أو متابعة في هذا السياق،استطاعوا أن يذلّلوا الصعاب التي واجهتم أثناء العمل.
و في غضون ذلك عثر المحقّق الفاضل على مقال منشور في مجلة الجامعة الإسلاميّة، العدد(3)المدينة المنوّرة،تحت عنوان«عقيدة أهل السنّة و الأثر في المهدي المنتظر، للشيخ عبد المحسن العباد،و المقال كان في الواقع محاضرة ألقاها الشيخ في إحدى جامعات المدينة المنورة،يردّ فيها على مزاعم البعض كون أحاديث المهدي لم ترد في
ص:9
الصحيحين على وجه التفصيل،و ما ورد عن البعض من الطعن في هذه الأحاديث بغير علم أو لغرض مستور،فقام بردّهم بأسلوب علمي متين،مع ذكر قائمة بأسماء الصحابة و التابعين الذين رووا هذه الأحاديث،و أسماء الأئمة الذين خرّجوها،و أبرز المؤلّفين الذين صنّفوا في المهدي بصورة كتب مفردة من علماء السنّة،إضافة إلى سرده لبعض ما ورد في الصحيحين من الأحاديث التي تتعلّق بشأن المهدي.
و قد وجد المركز قيمة هذا المقال عالية من الجانب العلمي،و لأنّه لا يهمّ كون كاتب الأثر سنّيا أو شيعيا،مصريا كان أو سعوديا أو إيرانيا..،بل المهم نوع الأثر،و ما يحمله من مواضيع هادفة تخدم مصلحة المسلمين،و تصبّ في طموحاتهم التي أكّدها نبي الأمّة صلّى اللّه عليه و آله و أهل بيته الكرام عليهم السّلام و علماء هذه الأمّة العظيمة.
فتقرّر طبع هذا المقال مع تحقيقه و توثيقه بما يوائم و أسلوب العصر الحديث،و جعله كرسالة مقدّمة لكتاب العرف الوردي،لتنفع القارئ،و تزيد من معلوماته في هذا الاتجاه.
و في الوقت الذي نثمّن جهود المحقّق الكريم المتميّزة،و نخصّه بالشكر و التقدير على مساهمته هذه،و نقدّر جهود قسم التاريخ و السيرة الحثيثة،فإنّنا نجدّد الدعوة إلى أصحاب القلم و التحقيق إلى المساهمة في تكثيف الجهود لإحياء تراثنا الغزير،و تكريس العمل الجدّي من أجل توحيد الصفوف و الأقلام للوقوف بوجه كلّ الهجمات الثقافية و الأخلاقية التي يتعرّض لها عالمنا الإسلامي في الوقت الراهن.
نسأل المولى العليّ القدير أن يوفّقنا إلى تقديم الأفضل إلى المسلمين،من آثار علمائنا و محدّثينا،لا من المؤلّفات المستوردة إلينا على أنّها بديل لها،و اللّه هو الموفّق و المعين.
مركز التحقيقات و الدراسات العلمية
التابع للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلاميّة
ص:10
بسم اللّه الرحمن الرحيم و الحمد للّه ربّ العالمين،و الصلاة و السلام على خير خلقه و أشرف بريّته محمد و آله الطيّبين الطاهرين.
يعتبر الإيمان بحتمية ظهور المصلح الديني العالمي،و إقامة الدولة الإلهية العادلة في كلّ الأرض،من نقاط الاشتراك البارزة في الأديان.و الاختلاف فيما بينهم إنّما هو في تحديد هوية هذا المصلح الديني العالمي الذي سيحقّق أهداف و آمال الأنبياء عليهم السّلام.
و الملاحظ في جميع الديانات هو رسوخ هذه العقيدة عندهم،و أنّها أصل مشترك في دعوات الأنبياء،و من هنا كان التبشير بحتمية ظهور المصلح العالمي يشكّل عاملا فعّالا باتّجاه تحقيق أهداف الرسالات،و بناء و تأهيل المجتمع نحو عصر المنقذ العالمي،و الدولة الإلهية،و الحكومة العادلة.
ثم إنّ الإيمان بفكرة ظهور المنقذ العالمي تعبّر عن حاجة فطرية عامّة،يشترك بها بنو البشر عموما،و هذه الحاجة أساسها ما جبل عليه الانسان من تطلّع مستمرّ نحو الكمال،و أنّ ظهور المنقذ العالمي تعبير عن وصول المجتمع البشري إلى كماله المنشود.
ص:11
يقول السيد محمد باقر الصدر رحمه اللّه:«ليس المهدي تجسيد لعقيدة إسلامية ذات طابع ديني فحسب،بل هو عنوان لطموح اتّجهت إليه البشرية بمختلف أديانها و مذاهبها،و صياغة لإلهام فطري أدرك الناس من خلاله أنّ للإنسانية يوما موعودا على الأرض،تحقّق فيه رسالات السماء مغزاها الكبير و هدفها النهائي...» (1).
و بعد وضوح الفكرة،و كونها من المشتركات بين الأديان،و حتميتها و فطريتها بالنسبة لأبناء البشر،فمن الطبيعي أن يقوم أتباع كلّ دين و فرقة إلى اختيار مصداق لهذه الشخصية الغيبية الإلهية التي تتحدّث عنها نصوص الأديان و بشارات الأنبياء.
و من هنا عمدت بعض الطوائف و الديانات إلى أسلوب التأويل للنصوص، و البشارات التي لا تنسجم مع فكرتها في تعيين هوية المصلح العالمي،و أوّلتها بما ينسجم مع فهمها الخاصّ لهذه النصوص.
فأمّا بالنسبة لأصحاب الديانات-كاليهودية و النصرانية-فلعلّ الذي فتح لهم باب التأويل في تحديد هوية المصلح العالمي،هو غيبية المسألة،و جهلهم بالدين الإسلامي،و عدم اطّلاعهم على النصوص الواردة عن النّبي صلّى اللّه عليه و آله و عن أهل بيته عليهم السّلام في خصوص تحديد من هو المصلح العالمي.
و ممّا يميّز المسلمين عن غيرهم من الديانات الأخرى:اتّحاد الفكرة عندهم، و إجماعهم على أنّ المصلح العالمي الذي بشّرت به كلّ الأديان هو المهدي المنتظر، و أنّه من ذرّية النّبي صلّى اللّه عليه و آله و من ولد فاطمة صلوات اللّه و سلامه عليها.
و قد اختصّت مدرسة أهل البيت عليهم السّلام من بين فرق الإسلام بالقول بغيبة الإمام المهدي عليه السّلام،و أنّه هو الإمام الثاني عشر من أئمة أهل البيت الذين بشّر بهم النّبي صلّى اللّه عليه و آله
ص:12
و أنّه سيظهر في آخر الزمان،و يملأ الأرض عدلا كما ملئت ظلما و جورا.
و قد اعتنق هذه العقيدة بالمهدي عليه السّلام البعض من علماء بقية الفرق من المسلمين و آمنوا بها (1)،و البقية منهم و إن لم يوافقوا مذهب أهل البيت،إلاّ أنّهم وافقوهم في الكثير ممّا ورد بشأن المهدي عليه السّلام،و هذا الاشتراك هو عامل مهمّ من عوامل وحدة المسلمين،و نقطة التقاء بين المذاهب الإسلاميّة.
و إيمانا منّا بجميع ما تقدّم،و مساهمة في رفد المكتبة الإسلامية بأثر مهمّ ضمّ المئات من الآثار و الأحاديث النبوية الواردة في المهدي عليه السّلام،قمنا بتحقيق هذا الأثر،ألا و هو كتاب«العرف الوردي في أخبار المهدي»للحافظ جلال الدين السيوطي.
ثم شرع و هو دون البلوغ في الاشتغال بطلب العلم،و حضر عند أساتيد مصر و أعيان علمائها،فحضر و هو صغير درس الشيخ زين العابدين العتبي (1)،و درس الشيخ سراج الدين عمر الوردي (2).
ثم لازم الشيخ البلقيني (3)مدة،و أجازه بالتدريس و الإفتاء.
و لزم بعده الشرف المناوي (4)،و سيف الدين قطلوبغا الحنفي (5)،ثم حضر عند
ص:14
التقي الشمني الحنفي (1)،فشهد له بالتقدّم في العلوم و الفنون.
ثم شرع بالتدريس،فتخرج على يديه الكثير من العلماء و أعيان مصر،منهم:
1-عبد الوهاب الأنصاري الشافعي المصري،المعروف بالشعراوي أو الشعراني،صاحب كتاب«اليواقيت و الجواهر في بيان عقائد الأكابر».و قد ذهب في كتابه هذا إلى أنّ الإمام المهدي عليه السّلام من أولاد الحسن العسكري،و ولد بسامراء ليلة النصف من شعبان سنة خمس و خمسين و مائتين للهجرة،و هو باق إلى أن يجتمع بعيسى عليه السّلام،و وافقه على ذلك شيخه علي الخواصّ (2).
2-أبو البركات محمد بن إياس الحنفي،صاحب كتاب«مرج الزهور في وقائع الدهور»و«نزهة الأمم في العجائب و الحكم».
ص:15
3-شمس الدين الداودي الشافعي،صاحب كتاب ذيل طبقات الشافعية،و له مصنّف في ترجمة شيخه الجلال السيوطي.
و لمّا بلغ الجلال السيوطي الأربعين اعتزل الناس،منزويا حتّى عن الصحب و الخلاّن،فألّف أكثر كتبه و مصنّفاته،فألّف الكثير،حتّى فاقت مصنّفاته على الخمسمائة مصنّف في شتّى العلوم و الفنون،و كان مع ذلك،جميل العبارة،لطيف الإشارة،حسن الجمع،بديع الترتيب،و نالت مصنّفاته شهرة و قبولا بين المسلمين على اختلاف مذاهبهم،و تداولها الناس و تلقّوها بالقبول.
و من أشهر مصنّفاته:تفسير الدرّ المنثور،تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي في علم الحديث،جمع الجوامع في الحديث و يسمّى أيضا بالجامع الكبير، الجامع الصغير و هو مختصر لجامعه الكبير،العرف الوردي في أحاديث المهدي، كشف اللبس في حديث ردّ الشمس،إحياء الميت بفضائل أهل البيت،التعظيم و المنّة في أنّ أبوي النّبي في الجنّة،البهجة المرضية شرح ألفية ابن مالك في النحو، شرح ألفية العراقي في علم الدراية و الحديث،الديباج على صحيح مسلم بن الحجّاج،تنوير الحوالك على موطأ مالك،حسن المحاضرة في أخبار مصر و القاهرة،اللآلي المصنوعة في الأحاديث الموضوعة،لباب النقول في أسباب النزول،تلخيص طبقات الحفّاظ للذهبي،الحاوي في الفتاوي و هو مجموعة رسائل في التفسير و الحديث و سائر الفنون،و غيرها من المصنّفات و الرسائل.
توفّي الجلال السيوطي بمنزله بالقاهرة في جمادى الأولى سنة 911 للهجرة،
ص:16
عن إحدى و ستين سنة،و دفن في حوش قوصون خارج باب القرافة (1).
و قد اعتمدنا على نسختين من كتاب«العرف الوردي»،و كلاهما مطبوع في ضمن مجموعة كتب و رسائل للسيوطي باسم«الحاوي للفتاوي».
النسخة الأولى:طبع دار الكتب العلمية سنة 1408 للهجرة و 1988 ميلادي، و هي النسخة المصحّحة على نسخة دار الكتب المصرية،و دار الكتب الأزهرية، و قام بتصحيحها و نشرها جماعة من طلاّب العلم بالأزهر سنة 1352 للهجرة.
النسخة الثانية:طبع المكتبة العصرية سنة 1990 ميلادي،و هي مصوّرة على طبعة الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد المصري.
هذا و قمنا بتحقيق رسالة الأستاذ الشيخ عبد المحسن العباد آل بدر،و التي هي بعنوان:«عقيدة أهل السنّة و الأثر في المهدي المنتظر»،و جعلناها كمقدّمة لكتاب «العرف الوردي»لأهمّيتها العلمية و التاريخية،و لما تحمل بين طيّاتها من مباحث مهمّة حول مسألة«المهدي المنتظر»لا غنى للباحث عنها.
الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد آل بدر،من أساتذة التدريس في المعهد العلمي في الرياض،ثم أستاذ في كلّية الشريعة و عضو الهيئة التدريسية في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنوّرة،و مدرّسا في الحرم النبوي الشريف،له عدّة من المؤلّفات،منها:
ص:17
*فضائل أهل البيت و علو مكانتهم عند أهل السنّة و الجماعة
*فضل المدينة المنوّرة و آداب سكناها و زيارتها
*شرح العقيدة القيروانية
*الردّ على من كذّب بالأحاديث الصحيحة الواردة في المهدي
*عقيدة أهل السنّة و الأثر في المهدي المنتظر و هي هذه الرسالة التي قمنا بتحقيقها و التعليق على بعض فصولها،و جعلناها كمقدّمة لكتاب«العرف الوردي في أحاديث المهدي»لما تشتمل عليه من مطالب مهمة مع إيجازها و اختصارها؛ كإثبات وجوب الإيمان بالمهدي المنتظر،و أنّ وجوب الإيمان به عليه السلام هو من عقيدة المسلمين كافّة،و كإثبات صحّة روايات المهدي،و تواترها،و ذكر أسماء الرواة من الصحابة،و أسماء المخرّجين لها،و أسماء المصنّفين في المهدي عليه السلام، و غير ذلك من الأمور العشرة التي بحثها المؤلّف،و التي تتألّف منها هذه الرسالة.
و لم يقتصر عملنا في الكتابين على استخراج الأحاديث و الأقوال من مصادرها فقط،بل أشرنا أيضا إلى موارد الاختلاف في النسخ،مع التعليق على الموارد المهمّة فيما يخصّ بعض المسائل العقائدية و التاريخية،و الحديثية و السندية و غيرها،و نقل ما ينفع القارئ الكريم في الكثير من الموارد المهمّة.نتمنّى أن نكون قد وفّقنا في عملنا هذا.
على أن لا يفوتنا تقديم الشكر الجزيل لأفراد مركز التحقيقات و الدراسات العلمية التابع للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلاميّة،على تقديمهم العون لي في إنجاز عملي،و جهودهم المكثّفة من أجل طبع و نشر هذا الكتاب بأجمل حلله،فجزاهم اللّه عن الإسلام و المسلمين جزاء المحسنين.
و الحمد للّه ربّ العالمين و صلّى اللّه على محمّد و آل محمّد الطاهرين.
ص:18
عقيدة أهل السنّة و الأثر في المهدي المنتظر
الشيخ عبد المحسن العباد آل بدر
ص:19
ص:20
عقيدة أهل السنّة و الأثر في المهدي المنتظر(1)
بسم اللّه الرحمن الرحيم أخبر الرسول صلّى اللّه عليه و آله أمته عن الأمم الماضية بأخبار لا بدّ من التصديق بها،و أنّها وقعت وفق خبره صلّى اللّه عليه و آله،كما أخبر عن أمور مستقبلة لا بدّ من التصديق بها،و الاعتقاد أنّها ستقع على وفق ما جاء عنه صلّى اللّه عليه و آله و ما من شيء يقرب إلى اللّه إلاّ و قد دلّ الأمّة عليه،و رغّبها فيه،و ما من شرّ إلاّ حذّرها منه.
و إنّ من بين الأمور المستقبلة التي تجري في آخر الزمان،عند نزول عيسى بن مريم عليه السّلام من السماء،هو خروج رجل من أهل بيت النبوّة من ولد علي بن أبي طالب،يوافق اسمه اسم الرسول صلّى اللّه عليه و آله و يقال له:المهدي،يتولّى إمرة المسلمين، و يصلّي عيسى بن مريم عليه السّلام خلفه،و ذلك لدلالة الأحاديث المستفيضة عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله التي تلقتها الأمّة بالقبول،و اعتقدت بموجبها إلاّ من شذّ.
و سيكون الكلام حول هذا الموضوع لأمرين:
ص:21
الأول:أنّ الأحاديث الواردة في المهدي لم ترد في الصحيحين على وجه التفصيل،بل جاءت مجملة،و قد وردت في غيرهما مفسّرة لما فيهما،فقد يظنّ ظانّ أنّ ذلك يقلّل من شأنها،و ذلك خطأ واضح (1).
ص:22
فالصحيح بل الحسن في غير الصحيحين مقبول معتمد عند أهل الحديث (1).
الثاني:أنّ بعض الكتاب في هذا العصر أقدم على الطعن في الأحاديث الواردة في المهدي بغير علم،بل جهلا أو تقليدا لأحد لم يكن من أهل العناية بالحديث.
و قد اطّلعت على تعليق لعبد الرحمن محمد عثمان على كتاب تحفة الأحوذي الذي طبع أخيرا في مصر.
قال في الجزء السادس،في باب:ما جاء في الخلفاء،في تعليقه:«يرى الكثيرون من العلماء أنّ كلّ ما ورد من أحاديث عن المهدي،إنّما هو موضع شكّ، و أنّها لا تصحّ عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله،بل إنّها من وضع الشيعة».
و قال معلّقا بشأن المهدي في باب:ما جاء في تقارب الزمن و قصر الأمل،في الجزء المذكور:«و يرى الكثيرون من العلماء الثقات الأثبات أنّ ما ورد في أحاديث
ص:23
خاصّة بالمهدي ليست إلاّ من وضع الباطنية و الشيعة و أضرابهم و أنّها لا تصحّ نسبتها إلى الرسول صلّى اللّه عليه و آله» (1).
ص:24
ص:25
ص:26
ص:27
بل لقد تجرّأ بعضهم إلى ما هو أكثر من ذلك،فنجد محيي الدين عبد الحميد في تعليقته على الحاوي للفتاوي للسيوطي،يقول في آخر جزء في العرف الوردي في أخبار المهدي(ص 166)من الجزء الثاني:«يرى بعض الباحثين أنّ كلّ ما ورد عن المهدي و عن الدجّال من الإسرائيليات» (1).
لهذين الأمرين،و لكون الواجب على كلّ مسلم ناصح لنفسه ألاّ يتردّد في تصديق الرسول صلّى اللّه عليه و آله فيما يخبر به،رأيت أن يكون الكلام حول هذا الأمر كما قلت، تحت عنوان:«عقيدة أهل السنّة و الأثر في المهدي المنتظر».
و لكي نكون على علم مقدّما بعناصر الموضوع،أسوقها لكم فيما يلي:
ص:28
الأول:ذكر أسماء الصحابة الذين رووا أحاديث المهدي عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله.
الثاني:ذكر أسماء الأئمة الذين أخرجوا الأحاديث و الآثار الواردة في المهدي في كتبهم.
الثالث:ذكر الذين أفردوا مسألة المهدي بالتأليف من العلماء.
الرابع:ذكر الذين حكوا تواتر أحاديث المهدي،و حكاية كلامهم في ذلك.
الخامس:ذكر بعض ما ورد في الصحيحين من الأحاديث التي لها تعلّق بشأن المهدي.
السادس:ذكر بعض الأحاديث في شأن المهدي الواردة في غير الصحيحين،مع الكلام عن أسانيد بعضها.
السابع:ذكر بعض العلماء الذين احتجّوا بأحاديث المهدي،و اعتقدوا موجبها، و حكاية كلامهم في ذلك.
الثامن:ذكر من وقفت عليه ممّن حكي عنه إنكار أحاديث المهدي،أو التردّد فيها،مع مناقشة كلامه باختصار.
التاسع:ذكر بعض ما يظنّ تعارضه مع الأحاديث الواردة في المهدي،و الجواب عن ذلك.
العاشر:كلمة ختامية.
جملة ما وقفت عليه من أسماء الصحابة الذين رووا أحاديث المهدي عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله ستة و عشرون (1)،و هم:
ص:29
1-عثمان بن عفّان.
2-علي بن أبي طالب.
3-طلحة بن عبيد اللّه.
4-عبد الرحمن بن عوف.
5-الحسين بن علي.
6-أم سملة.
7-أم حبيبة.
8-عبد اللّه بن عباس.
9-عبد اللّه بن مسعود.
10-عبد اللّه بن عمر.
11-عبد اللّه بن عمرو.
12-أبو سعيد الخدري.
13-جابر بن عبد اللّه.
14-أبو هريرة.
15-أنس بن مالك.
16-عمّار بن ياسر.
17-عوف بن مالك.
18-ثوبان مولى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله.
19-قرّة بن إياس.
20-علي الهلالي.
21-حذيفة بن اليمان.
22-عبد اللّه بن الحارث بن جزء.
ص:30
و أحاديث المهدي خرّجها جماعة كثيرون من الأئمة في الصحاح و السنن و المعاجم و المسانيد و غيرها،و قد بلغ عدد الذين وقفت على كتبهم،و اطّلعت على
ص:32
ذكر تخريجهم لها:ثمانية و ثلاثين،و هم:
1-أبو داود في سننه (1).
2-الترمذي في جامعه (2).
3-ابن ماجة في سننه (3).
4-النسائي،ذكر السفاريني في لوامع الأنوار البهية،و المناوي في فيض القدير، و ما رأيته في الصغرى،و لعلّه في الكبرى (4).
5-أحمد في مسنده (5).
6-ابن حبّان في صحيحه (6).
7-الحاكم في المستدرك (7).
8-أبو بكر بن أبي شيبة في المصنّف (8).
9-نعيم بن حمّاد في كتاب الفتن (9).
ص:33
10-الحافظ أبو نعيم في كتاب المهدي،و في الحلية (1).
11-الطبراني في الكبير و الأوسط و الصغير (2).
12-الدارقطني في الإفراد (3).
13-البارودي في معرفة الصحابة (4).
14-أبو يعلى الموصلي في مسنده (5).
15-البزّار في مسنده (6).
16-الحارث بن أبي أسامة في مسنده (7).
17-الخطيب في تلخيص المتشابه،و في المتّفق و المفترق (8).
18-ابن عساكر في تاريخه (9).
19-ابن مندة في تاريخ أصبهان (10).
ص:34
20-أبو الحسن الحربي في الأول من الحربيات (1).
21-تمّام الرازي في فوائده (2).
22-ابن جرير في تهذيب الآثار (3).
23-أبو بكر ابن المقري في معجمه (4).
24-أبو عمرو الداني في سننه (5).
25-أبو غنم الكوفي في كتاب الفتن (6).
26-الديلمي في مسند الفردوس (7).
27-أبو بكر الاسكاف في فوائد الأخبار (8).
28-أبو حسين ابن المناوي في كتاب الملاحم (9).
29-البيهقي في دلائل النبوّة (10).
ص:35
30-أبو عمرو المقرئ في سننه (1).
31-ابن الجوزي في تاريخه (2).
32-يحيى بن عبد الحميد الحماني في مسنده (3).
33-الروياني في مسنده (4).
34-ابن سعد في الطبقات (5).
35-ابن خزيمة (6).
36-عمرو بن شبّة (7).
37-الحسن بن سفيان (8).
38-أبو عوانة (9).
ص:36
و هؤلاء الأربعة ذكر السيوطي في العرف الوردي كونهم ممّن خرّج أحاديث المهدي،دون عزو التخريج إلى كتاب معيّن (1).
ص:37
و كما اعتنى علماء هذه الأمّة بجمع الأحاديث الواردة عن نبيّهم صلّى اللّه عليه و آله تأليفا و شرحا،كان للأحاديث المتعلّقة بأمر المهدي قسطها الكبير من هذه العناية،فمنهم من أدرجها ضمن المؤلّفات العامة كما في السنن و المسانيد و غيرها (1)،و منهم من أفردها بالتأليف،و كلّ ذلك حصل منهم حماية لهذا الدين،و قياما بما يجب من النصح للمسلمين،فمن الذين أفردوها بالتأليف:
1-أبو بكر بن أبي خيثمة زهير بن حرب قال ابن خلدون في مقدّمة تاريخه:
«و لقد توغّل أبو بكر بن أبي خيثمة على ما نقل السهيلي عنه في جمعه للأحاديث الواردة في المهدي» (2).
2-الحافظ أبو نعيم،ذكره السيوطي في المجمع الصغير (3)،و ذكره في العرف الوردي،بل قد لخّص السيوطي الأحاديث التي التي جمعها أبو نعيم في المهدي، و جعلها ضمن كتابه العرف الوردي،و زاد عليها فيه أحاديث و آثارا كثيرة جدّا.
3-السيوطي،فقد جمع فيه جزءا سمّاه«العرف الوردي في أخبار المهدي»، و هو مطبوع ضمن كتابه الحاوي للفتاوي في الجزء الثاني منه.قال في أوّله:
«الحمد للّه و سلام على عباده الذين اصطفى،هذا جزء جمعت فيه الأحاديث و الآثار
ص:38
الواردة في المهدي،لخّصت فيه الأربعين التي جمعها الحافظ أبو نعيم،و زدت عليه ما فات،و رمزت عليه صورة(ك)» (1).
و الأحاديث و الآثار التي أوردها السيوطي في شأن المهدي تزيد على المائتين، و فيها الصحيح و الحسن و الضعيف و الموضوع،و إذا أورد الحديث الواحد أضافه إلى كلّ من الذين خرّجوه،فيقول مثلا في أحدها:أخرج أبو داود و ابن ماجة و الطبراني و الحاكم عن أم سلمة:سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يقول:«المهدي من عترتي،من ولد فاطمة» (2).
4-الحافظ عماد الدين ابن كثير قال في كتابه الفتن و الملاحم:«و قد أفردت في ذكر المهدي جزءا على حدة،و للّه الحمد و المنّة» (3).
5-الفقيه ابن حجر المكّي،و قد سمّى مؤلّفه:«القول المختصر في علامات المهدي المنتظر»،ذكر ذلك البرزنجي في الإشاعة،و نقل منه،و كذلك السفاريني في لوامع الأنوار البهية،و غيرهما (4).
6-علي المتّقي الهندي صاحب كنز العمال،فقد ألّف في شأن المهدي رسالة ذكرها البرزنجي في الإشاعة،و ذكر ذلك قبله أيضا ملاّ علي القاري الحنفي،في المرقاة شرح المشكاة (5).
ص:39
7-ملاّ علي القاري،و سمّى مؤلّفه:«المشرب الوردي في مذهب المهدي»، ذكره في الإشاعة،و نقل جملة كبيرة منه (1).
8-مرعي بن يوسف الحنبلي المتوفّى سنة ثلاث و ثلاثين بعد الألف،و سمّى مؤلّفه:«فوائد الفكر في ظهور المهدي المنتظر»،ذكره السفاريني في لوامع الأنوار البهيّة،و ذكره الشيخ صدّيق حسن القنوجي في كتابه الإذاعة لما كان و ما يكون بين يدي الساعة،و غيرها (2).
9-و من الذين ألّفوا في شأن المهدي،بالإضافة إلى مسألتي نزول عيسى عليه السّلام و خروج المسيح و الدجّال:القاضي محمّد بن علي الشوكاني،و سمّى مؤلّفه:
«التوضيح في تواتر ما جاء في المهدي المنتظر و الدجّال و المسيح»،ذكر ذلك صدّيق حسن في الإذاعة،و نقل جملة منه.و الشوكاني ممّن ألّف بشأنه،و حكى تواتر الأحاديث الواردة فيه (3).
10-الأمير محمّد بن إسماعيل الصنعاني صاحب«سبل السلام»المتوفّى سنة 1182 ه،قال صدّيق حسن في الإذاعة:«و قد جمع السيد العلاّمة بدر الملّة المنير،محمّد بن إسماعيل الأمير اليماني،الأحاديث القاضية بخروج المهدي،و أنّه من آل محمّد صلّى اللّه عليه و آله،و أنّه يظهر في آخر الزمان»ثم قال:«و لم يأت تعيين زمنه إلاّ أنّه يخرج قبل خروج الدجّال» (4).
ص:40
1- الحافظ أبو الحسن محمّد بن الحسين الابري السجزي صاحب كتاب «مناقب الشافعي» المتوفّى سنة ثلاث و ستين و ثلاث مائة من الهجرة.قال في محمّد بن خالد الجندي راوي حديث:«لا مهدي إلاّ عيسى بن مريم»:«محمّد بن خالد هذا غير معروف عند أهل الصناعة من أهل العلم و النقل،و قد تواترت الأخبار و استفاضت عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله بذكر المهدي،و أنّه من أهل بيته،و أنّه يملك سبع سنين،و أنّه يملأ الأرض عدلا،و أنّ عيسى عليه السّلام يخرج فيساعده على قتل الدجّال، و أنّه يؤمّ هذه الأمّة و يصلّي عيسى خلفه».
نقل ذلك عنه ابن القيّم في كتابه«المنار»،و سكت عليه (1)،و نقله عنه أيضا
ص:41
الحافظ ابن حجر في تهذيب التهذيب،في ترجمة محمّد بن خالد الجندي،و سكت عليه (1)،و نقل عنه ذلك و سكت عليه أيضا في«فتح الباري»،في باب نزول عيسى ابن مريم عليه السّلام (2)،و نقل عنه ذلك أيضا السيوطي في آخر جزء«العرف الوردي في أخبار المهدي»،و سكت عليه (3)،و نقل ذلك عنه مرعي بن يوسف في كتابه«فوائد الفكر في ظهور المهدي المنتظر»،كما ذكر ذلك صدّيق حسن في كتابه«الإذاعة لما كان و ما يكون بين يدي الساعة» (4).
2- محمّد البرزنجي المتوفّى سنة ثلاث بعد المائة و الألف في كتابه«الإشاعة لأشراط الساعة».قال:«الباب الثالث في الأشراط العظام و الأمارات القريبة التي تعقبها الساعة،و هي أيضا كثيرة،فمنها المهدي،و هو أولها.و اعلم أنّ الأحاديث الواردة فيه على اختلاف رواياتها لا تكاد تنحصر...إلى أن قال:ثمّ الذي في الروايات الكثيرة الصحيحة الشهيرة أنّه من ولد فاطمة...إلى أنّ قال:قد علمت أنّ أحاديث وجود المهدي و خروجه آخر الزمان،و أنّه من عترة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله من ولد فاطمة،بلغت حدّ التواتر المعنوي،فلا معنى لإنكارها».
و قال في ختام كتابه المذكور،بعد الإشارة إلى بعض أمور تجري في آخر الزمان:«و غاية ما ثبت بالأخبار الصحيحة الكثيرة الشهيرة،التي بلغت التواتر المعنوي:وجود الآيات العظام التي فيها بل أولها خروج المهدي،و أنّه يأتي في آخر الزمان من ولد فاطمة يملأ الأرض عدلا كما ملئت ظلما» (5).
ص:42
3- الشيخ محمّد السفاريني المتوفّى سنة ثمان و ثمانين بعد المائة و الألف،في كتابه«لوامع الأنوار البهيّة»قال:«و قد كثرت بخروجه-يعني المهدي-الروايات، حتّى بلغت حدّ التواتر المعنوي»،و أورد الأحاديث في خروج المهدي،و أسماء بعض الصحابة الذين رووها،ثمّ قال:«و قد روي عمّن ذكر من الصحابة و غير من ذكر منهم رضي اللّه عنهم بروايات متعدّدة،و عن التابعين من بعدهم،ما يفيد مجموعه العلم القطعي،فالإيمان بخروج المهدي واجب كما هو مقرّر عند أهل العلم،و مدوّن في عقائد أهل السنّة و الجماعة» (1).
4- القاضي محمّد بن علي الشوكاني المتوفّى سنة خمسين بعد المائتين و الألف،و هو صاحب التفسير المشهور،و مؤلّف«نيل الأوطار»،قال في كتابه «التوضيح في تواتر ما جاء في المهدي المنتظر و الدجّال و المسيح»:«فالأحاديث الواردة في المهدي التي أمكن الوقوف عليها منها:خمسون حديثا فيها الصحيح و الحسن و الضعيف المنجبر،و هي متواترة بلا شكّ و لا شبهة،بل يصدق وصف المتواتر على ما هو دونها في جميع الاصطلاحات المحرّرة في الأصول،و أمّا الآثار عن الصحابة المصرّحة بالمهدي،فهي كثيرة جدا،لها حكم الرفع؛إذ لا مجال للاجتهاد في مثل ذلك».
و قال في مسألة نزول المسيح عليه السّلام:«فتقرّر أنّ الأحاديث الواردة في المهدي المنتظر متواترة،و الأحاديث الواردة في الدجّال متواترة،و الأحاديث الواردة في نزول عيسى عليه السّلام متواترة» (2).
ص:43
5- الشيخ صدّيق حسن القنوجي المتوفّى سنة سبع بعد الثلاثمائة و الألف.قال في كتابه«الإذاعة لما كان و ما يكون بين يدي الساعة»:«و الأحاديث الواردة في المهدي على اختلاف رواياتها كثيرة جدّا،تبلغ حدّ التواتر المعنوي،و هي في السنن و غيرها من دواوين الإسلام من المعاجم و المسانيد» (1)إلى أن قال:«لا شكّ أنّ المهدي يخرج في آخر الزمان من غير تعيين شهر و لا عام،لما تواتر من الأخبار في الباب،و اتّفق عليه جمهور الأمّة خلفا عن سلف،إلاّ من لا يعتدّ بخلافه» (2)إلى أن قال:«فلا معنى للريب في أمر ذلك الفاطمي الموعود المنتظر،المدلول عليه بالأدلّة،بل إنكار ذلك جرأة عظيمة في مقابلة النصوص المستفيضة المشهورة،البالغة إلى حدّ التواتر» (3).
6- الشيخ محمّد بن جعفر الكتّاني المتوفّى سنة خمس و أربعين بعد الثلاثمائة و الألف.قال في كتابه«نظم المتناثر في الحديث المتواتر»:«و قد ذكروا أنّ نزول سيدنا عيسى عليه السّلام ثابت بالكتاب و السنّة و الإجماع»ثم قال:«و الحاصل أنّ الأحاديث الواردة في المهدي المنتظر متواترة،و كذا الواردة في الدجّال،و في نزول سيدنا عيسى بن مريم عليه السّلام» (4).
1-روى البخاري في باب نزول عيسى بن مريم عن أبي هريرة قال:
ص:44
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:
«كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم،و إمامكم منكم؟» (1).
2-و روى مسلم في كتاب الإيمان من صحيحه عن أبي هريرة مثل حديثه عن البخاري و رواه أيضا عن أبي هريرة بلفظ:«كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم فأمّكم منكم؟».
و فيه تفسير ابن أبي ذئب راوي الحديث لقوله:«و أمّكم منكم»بقوله:«فأمّكم بكتاب ربّكم تبارك و تعالى و سنّة نبيّكم صلّى اللّه عليه و آله» (2).
3-و روى مسلم في صحيحه عن جابر أنّه سمع النّبي صلّى اللّه عليه و آله يقول:
«لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحقّ ظاهرين إلى يوم القيامة».قال:
«فينزل عيسى بن مريم عليه السّلام فيقول أميرهم:تعال صلّ لنا،فيقول:لا،إنّ بعضكم على بعض أمراء؛تكرمة اللّه هذه الأمّة» (3).
فهذه الأحاديث التي وردت في الصحيحين و إن لم يكن فيها التصريح بلفظ المهدي،تدلّ على صفات رجل صالح يؤمّ المسلمين في ذلك الوقت.و قد جاءت الأحاديث في السنن و المسانيد و غيرها مفسّرة لهذه الأحاديث التي في الصحيحين، و دالّة على أنّ ذلك الرجل الصالح اسمه محمّد،و يقال له:المهدي.و السنّة يفسّر بعضها بعضا.
و لمّا كان المقام لا يتّسع لإيراد الكثير من الأحاديث الواردة في غير الصحيحين، في شأن المهدي،و الكلام عليها،رأيت الاقتصار هنا على إيراد بعضها،مع الكلام على بعض أسانيدها.
ص:45
1-عن أبي سعيد الخدري قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:
«أبشّركم بالمهدي،يبعث على اختلاف من الناس،و زلازل،فيملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا،يرضى عنه ساكن السماء و ساكن الأرض، يقسم المال صحاحا».قال له رجل:ما صحاحا؟قال:«بالسويّة،و يملأ اللّه قلوب أمة محمّد صلّى اللّه عليه و آله غناء،و يسعهم عدله»إلى آخر الحديث (1).
قال الهيثمي في مجمع الزوائد:رواه أحمد بأسانيد أبو يعلى باختصار كثير (2).
2-عن أبي هريرة عن النّبي صلّى اللّه عليه و آله قال:
«يكون في أمتي المهدي»إلى آخر الحديث (3).
قال الهيثمي:رواه الطبراني في الأوسط،و رجاله ثقات (4).
3-عقد أبو داود في سننه كتابا،قال في أوّله:«أوّل كتاب المهدي»،و قال في آخره:«آخر كتاب المهدي»،و جعل تحته بابا واحدا أورد فيه ثلاثة عشر حديثا، و صدّر هذا الكتاب بحديث جابر بن سمرة قال:سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يقول:
«لا يزال هذا الدين قائما حتّى يكون عليكم اثنا عشر خليفة»الحديث (5).
ص:46
قال السيوطي في آخر جزء من«العرف الوردي في أخبار المهدي»:إنّ في ذلك إشارة إلى ما قاله العلماء:إنّ المهدي أحد الاثني عشر 1.
4-روى أبو داود في سننه من طريق عاصم بن أبي النجود،عن أبي زرعة،عن عبد اللّه بن مسعود،عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله قال:
«لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم لطوّل اللّه ذلك اليوم حتّى يبعث فيه رجلا منّي (أو من أهل بيتي)يواطئ اسمه اسمي»الحديث 2.
ص:47
و هذا الحديث سكت عليه أبو داود و المنذري (1)،و كذا ابن القيّم في تهذيب السنن،و قد أشار إلى صحّته في المنار المنيف (2)،و صحّحه ابن تيمية في منهاج السنّة النبوية (3)،و قد أورده في مصابيح السنّة في فصل الحسان (4)،و قال عنه الألباني في تخريج أحاديث المشكاة:«و إسناده حسن» (5).
5-قال أبو داود في سننه:حدّثنا سهل بن تمام بن بديع،حدّثنا عمران القطّان، عن قتادة،عن أبي نضرة،عن أبي سعيد الخدري قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:
«المهدي منّي أجلى الجبهة،أقنى الأنف،يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما،و يملك سبع سنين» (6).
ص:48
قال ابن القيّم في المنار المنيف:«رواه أبو داود بإسناد جيد» (1)،و أورده في مصابيح السنّة في فصل الحسان (2)،و قال الألباني في تخريج أحاديث المشكاة:
«و إسناده حسن» (3)،و رمز لصحّته السيوطي في الجامع الصغير (4).
6-قال أبو داود في سننه:حدّثنا أحمد بن إبراهيم،حدّثنا عبد اللّه بن جعفر الرقي،حدّثنا أبو المليح الحسن بن عمر،عن زياد بن بيان،عن علي بن نفيل،عن سعيد بن المسيّب،عن أم سلمة قالت:سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يقول:
«المهدي من عترتي،من ولد فاطمة» (5).
7-و أخرجه ابن ماجة عن سعيد بن المسيّب قال:كنّا عند أم سلمة،فتذاكرنا المهدي،فقالت:سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يقول:
«المهدي من ولد فاطمة» (6).
و قد أورد هذا الحديث السيوطي في الجامع الصغير (7)،و رمز لصحّته،و أورده في مصابيح السنّة في فصل الحسان (8)،و قال الألباني في تخريج أحاديث المشكاة:
«و إسناده جيد» (9).
ص:49
و حكاية كلامهم في ذلك
قال الحافظ أبو جعفر العقيلي المتوفّى سنة اثنتين و عشرين و ثلاثمائة:«إنّ في المهدي أحاديث جيادا» (1).
قال الحافظ ابن حجر في تهذيب التهذيب،في ترجمة علي بن نفيل بن زارع النهدي:«قلت:ذكره العقيلي في كتابه،و قال:لا يتابع على حديثه في المهدي، و لا يعرف إلاّ به».قال:«و في المهدي أحاديث جياد من غير هذا الوجه» (2).
و يرى الإمام ابن حبّان البستي المتوفّى سنة 354 ه أنّ الأحاديث الواردة في المهدي مخصّصة لحديث:«لا يأتي عليكم زمان إلاّ و الذي بعده شرّ منه» (3).
قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري،في الكلام على الحديث الذي رواه البخاري في صحيحه في كتاب الفتن:«إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله قال:لا يأتي عليكم زمان إلاّ و الذي بعده شرّ منه،حتّى تلقوا ربّكم».قال:«و استدلّ ابن حبّان في صحيحه بأنّ الحديث ليس على عمومه بالأحاديث الواردة في المهدي،و أنّه يملأ الأرض عدلا بعد أن ملئت ظلما» (4).
و قال الإمام البيهقي المتوفّى سنة 458 ه،بعد كلامه على تضعيف«لا مهدي
ص:50
إلاّ عيسى بن مريم»قال:«و الأحاديث في التنصيص على خروج المهدي أصحّ البتة إسنادا».نقل ذلك عنه الحافظ ابن حجر في تهذيب التهذيب،في ترجمة محمّد بن خالد الجندي،راوي حديث:«لا مهدي إلاّ عيسى بن مريم»،و نقله عنه أيضا ابن القيّم في المنار المنيف في الحديث الصحيح و الضعيف (1).
و قال الإمام محمّد بن أحمد بن أبي بكر القرطبي،صاحب التفسير المشهور المتوفّى سنة 671 ه،في كتابه التذكرة في أمور الآخرة،بعد ذكر حديث:
«و لا مهدي إلاّ عيسى بن مريم»قال:«إسناده ضعيف،و الأحاديث عن النّبي صلّى اللّه عليه و آله في التنصيص على خروج المهدي من عترته من ولد فاطمة ثابتة أصحّ من هذا الحديث،فالحكم بها دونه»،و قال:«يحتمل أن يكون قوله صلّى اللّه عليه و آله:و لا مهدي إلاّ عيسى بن مريم،أي:لا مهدي كاملا إلاّ عيسى».قال:«و على هذا تجتمع الأحاديث و يرتفع التعارض».نقل ذلك عنه السيوطي في آخر جزء من العرف الوردي في أخبار المهدي (2).
و قال ابن تيمية المتوفّى سنة 728 ه في كتابه منهاج السنّة النبوية،في التعليق على الحديث الذي رواه ابن عمر عن النّبي صلّى اللّه عليه و آله:«يخرج في آخر الزمان رجل من ولدي،اسمه كاسمي،و كنيته كنيتي،يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا،و ذلك هو المهدي»،قال:«إنّ الأحاديث التي يحتجّ بها على خروج المهدي أحاديث صحيحة،رواها أبو داود و الترمذي و أحمد و غيرهم من حديث ابن مسعود و غيره، كقوله صلّى اللّه عليه و آله في الحديث الذي رواه ابن مسعود:
«لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم،لطوّل اللّه ذلك اليوم حتّى يخرج فيه رجل منّي (أو من أهل بيتي)يواطئ اسمه اسمي،و اسم أبيه اسم أبي،يملأ الأرض قسطا
ص:51
و عدلا كما ملئت ظلما و جورا»
و رواه الترمذي و أبو داود من رواية أم سلمة،و فيه:
«المهدي من عترتي،من ولد فاطمة»
و رواه أبو داود من طريق أبي سعيد،و فيه:«يملك الأرض سبع سنين»
و رواه عن علي رضي اللّه عنه أنّه نظر إلى الحسن و قال:
«إنّ ابني هذا سيد كما سمّاه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله،و سيخرج من صلبه رجل يسمّى باسم نبيكم،يشبهه في الخلق و لا يشبهه في الخلق،يملأ الأرض قسطا».
و هذه الأحاديث غلط فيها طوائف،طائفة أنكروها،و احتجّوا بحديث ابن ماجة أنّ النّبي صلى اللّه عليه و آله قال:«لا مهدي إلاّ عيسى بن مريم»،و هذا الحديث ضعيف،و قد اعتمد أبو محمّد ابن الوليد البغدادي و غيره عليه،و ليس ممّا يعتمد عليه،و رواه ابن ماجة عن يونس عن الشافعي،و الشافعي رواه عن رجل من أهل اليمن يقال له:محمّد بن خالد الجندي،و هو ممّن لا يحتجّ به،و ليس في مسند الشافعي،و قد قيل:إنّ الشافعي لم يسمعه من الجندي،و إنّ يونس لم يسمعه من الشافعي.
و طائفة قالت:جدّه الحسين،و كنيته:أبو عبد اللّه،فمعناه:محمّد بن أبي عبد اللّه، و جعلت الكنية اسما،و ممّن سلك هذا ابن طلحة في كتابه الذي سمّاه غاية السئول في مناقب الرسول (1).
و قد عقد ابن القيّم في آخر كتابه المنار المنيف في الحديث الصحيح و الضعيف، فصلا في الكلام على أحاديث المهدي و خروجه،و الجمع بينها و بين حديث:
«لا مهدي إلاّ عيسى بن مريم»،قال فيه:فأمّا حديث:لا مهدي إلاّ عيسى بن مريم،
ص:52
فرواه ابن ماجة في سننه عن يوسف بن عبد الأعلى عن الشافعي عن محمّد بن خالد الجندي عن أبان بن صالح عن الحسن عن أنس بن مالك عن النّبي صلّى اللّه عليه و آله،و هو ممّا تفرّد به محمد بن خالد.قال أبو الحسن محمّد بن الحسين الابري في كتاب مناقب الشافعي:محمّد بن خالد هذا غير معروف عند أهل الصناعة من أهل العلم و النقل.و قد تواترت الأخبار و استفاضت عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله بذكر المهدي،و أنّه من أهل بيته،و أنّه يملك سبع سنين،و أنّه يملأ الأرض عدلا،و أنّ عيسى يخرج فيساعده على قتل الدجّال،و أنّه يؤمّ هذه الأمّة و يصلّي عيسى خلفه.
و قال البيهقي:تفرّد به محمّد بن خالد هذا،و قد قال الحاكم أبو عبد اللّه:هو مجهول،و قد اختلف عليه في إسناده،فروي عنه عن أبان بن أبي عياش عن الحسن مرسلا عن النّبي صلّى اللّه عليه و آله.قال:فرجع الحديث إلى رواية محمّد بن خالد-و هو مجهول-عن أبان بن أبي عياش-و هو متروك-و الأحاديث على خروج المهدي أصحّ إسنادا.قال ابن القيّم:قلت:كحديث عبد اللّه بن مسعود عن النّبي صلّى اللّه عليه و آله:
«لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم،لطوّل اللّه ذلك اليوم حتّى يبعث رجل منّي (أو من أهل بيتي)يواطئ اسمه اسمي،و اسم أبيه اسم أبي،يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا».
رواه أبو داود و الترمذي،و قال:«حديث حسن صحيح».قال(يعني الترمذي):
و في الباب عن علي و أبي سعيد و أم سلمة و أبي هريرة،ثم روى حديث أبي هريرة و قال:«حسن صحيح» (1).
ص:53
ثمّ قال ابن القيم:و في الباب عن حذيفة بن اليمان و أبي أمامة الباهلي و عبد الرحمن بن عوف و عبد اللّه بن عمرو بن العاص و ثوبان و أنس بن مالك و جابر و ابن عباس و غيرهم (1)،ثم أورد عدّة أحاديث رواها بنصّ أهل السنن و المسانيد و غيرها، منها ما هو صحيح،و منها ما هو ضعيف،أورده للاستئناس به.
ثم قال:و هذه الأحاديث أربعة أقسام:صحاح و حسان و غرائب و موضوعة، و قد اختلف الناس في المهدي عن أربعة أقوال:
أحدها:أنّه المسيح بن مريم.
و احتجّ أصحاب هذا القول بحديث محمّد بن خالد الجندي المتقدّم،و قد بيّنا حاله،و أنّه لا يصحّ،و لو صحّ لم يكن به حجّة؛لأنّ عيسى أعظم مهديّ بين يدي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و بين الساعة،و قد دلّت السنّة الصحيحة عن النّبي صلّى اللّه عليه و آله على نزوله على المنارة البيضاء شرقي دمشق (2)،و حكمه بكتاب اللّه،و قتله اليهود و النصارى، و وضعه الجزية،و إهلاك أهل الملل في زمانه،فيصحّ أن يقال:لا مهدي في الحقيقة سواه و إن كان غيره مهديا،كما يقال:لا علم إلاّ ما نفع،و لا مال إلاّ ما وقى وجه صاحبه،و كما يصحّ أن يقال:إنّما المهدي عيسى بن مريم،يعني:المهدي الكامل المعصوم (3).
ص:54
القول الثاني:إنّه المهدي الذي ولي من بني العباس،و قد انتهى زمانه 1.
ثم ذكر حديثين منهما ذكر مجيء الرايات السود من قبل المشرق من جهة خراسان، و أشار إلى ضعفهما 2،ثم قال مشيرا إلى أولها و ثانيها:«هذا و الذي قبله لو صحّ لم يكن فيه دليل على أنّ المهدي الذي تولّى من بني العباس هو المهدي الذي يخرج من آخر الزمان،بل هو مهديّ من جملة المهديّين،و عمر بن عبد العزيز كان مهديا» 3.
ثمّ قال:«القول الثالث:إنّه رجل من أهل بيت النّبي صلّى اللّه عليه و آله يخرج في آخر الزمان، و قد امتلأت الأرض جورا و ظلما،فيملؤها قسطا و عدلا،و أكثر الأحاديث على هذا تدلّ» 4.ثم أورد بعض الأحاديث في خروج المهدي.
ص:55
ثم قال:«و أمّا الإمامية فلهم قول رابع،و هو:أنّ المهدي هو محمّد بن الحسن العسكري المنتظر،من ولد الحسين بن علي،لا من ولد الحسن،الحاضر في الأمصار،الغائب عن الأبصار» (1).
ص:56
و قال أبو الحسن السمهودي المتوفّى سنة 911 هجري:«و يتحصّل ممّا ثبت في الأخبار عنه(أي المهدي):أنّه من ولد فاطمة،في أبي داود أنّه من ولد الحسن، و السرّ فيه ترك الحسن الخلافة للّه شفقة على الأمّة،فجعل القائم بالخلافة-الحقّ- عند شدّة الحاجة،و امتلاء الأرض ظلما من ولده،و هذه سنّة اللّه في عباده،أنّه يعطي لمن ترك شيئا من أجله أفضل ممّا ترك أو ذرّيته،و قد بالغ الحسن في ترك الخلافة»انتهى بواسطة نقل المناوي في فيض القدير شرح الجامع الصغير للسيوطي (1).
ص:57
و قال ابن حجر المكّي المتوفّى سنة 974 هجري في كتابه القول المختصر في علامات المهدي المنتظر:«الذي يتعيّن اعتقاده ما دلّت عليه الأحاديث الصحيحة من وجود المهدي المنتظر،الذي يخرج الدجّال و عيسى خلفه 1،و أنّه المراد حيث أطلق المهدي».انتهى بواسطة نقل البرزنجي في الإشاعة لأشراط الساعة 2.
و قال الحافظ عماد الدين ابن كثير،في كتاب الفتن و الملاحم،تحت عنوان:في ذكر المهدي الذي يكون في آخر الزمان:«و هو أحد الخلفاء الراشدين الأئمة المهديين» 3.
و قال الترمذي :حدّثنا محمد بن جعفر،حدّثنا شعبة،سمعت زيدا العمّي، سمعت أبا الصدّيق الناجي يحدّث عن أبي سعيد الخدري قال:خشينا أن يكون بعد نبيّنا حدث،فسألنا نبي اللّه صلّى اللّه عليه و آله فقال:«إنّ في أمتي المهدي،يخرج فيعيش خمسا أو سبعا أو تسعا(زيد الشاكّ)»قال:قلنا:و ما ذاك؟قال:«سنين»قال:«فيجيء إليه الرجل فيقول:يا مهدي أعطني» 4،قال:«فيحثي له في ثوبه ما استطاع أن يحمله».هذا حديث حسن،و قد روي من غير وجه عن أبي سعيد عن النّبي صلّى اللّه عليه و آله.
و أبو الصدّيق الناجي اسمه:بكر بن عمرو،و يقال:بكر بن قيس 5.
ص:58
و هذا دليل على أنّ أكثر مدّته تسع،و أقلّها خمس أو سبع،و لعلّه هو الخليفة الذي يحثي المال حثيا.و اللّه أعلم.و في زمانه تكون الثمار كثيرة،و الزروع غزيرة،و المال وافر،و السلطان قاهر،و الدين قائم،و العدوّ راغم،و الخير في أيامه دائم.
قال الإمام أحمد :حدّثنا حسن بن موسى،حدّثنا حمّاد بن زيد،عن مجالد، عن الشعبي،عن مسروق قال:كنّا جلوسا عند عبد اللّه بن مسعود،و هو يقرئنا القرآن،فقال له رجل:يا أبا عبد الرحمن،هل سألتم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:
كم يملك هذه الأمّة من خليفة؟قال عبد اللّه:ما سألني عنها أحد منذ قدمت العراق قبلك،ثم قال:نعم،و لقد سألنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فقال:«اثنا عشر،كعدد نقباء بني إسرائيل» (1).
و أصل الحديث ثابت في الصحيحين من حديث جابر بن سمرة قال:سمعت النّبي صلّى اللّه عليه و آله يقول:«لا يزال أمر الناس ماضيا ما وليهم اثنا عشر رجلا»،ثم تكلّم النّبي صلّى اللّه عليه و آله بكلمة خفيت عليّ،فسألت أبي:ما ذا قال النّبي صلّى اللّه عليه و آله؟قال:«كلّهم من قريش»و هذا لفظ مسلم (2).و معنى هذا الحديث:البشارة بوجود اثني عشر خليفة صالحا،يقيم الحقّ،و يعدل فيهم (3).
و قال الشيخ عبد الرءوف المناوي صاحب فيض القدير شرح الجامع الصغير، المتوفّى سنة 1032 ه،في كتابه المذكور:«و أخبار المهدي كثيرة شهيرة،أفردها غير واحد في التأليف...»إلى أن قال:«أخبار المهدي لا يعارضها خبر:لا مهدي
ص:59
إلاّ عيسى بن مريم؛لأنّ المراد به،كما قال القرطبي:لا مهدي كاملا إلاّ عيسى بن مريم» (1).
و قال المناوي عند حديث:«لن تهلك أمة أنا في أوّلها،و عيسى بن مريم في آخرها،و المهدي في وسطها»:أراد بالوسط ما قبل الآخر؛لأنّ نزوله عليه السّلام لقتل الدجّال يكون في زمن المهدي،و يصلّي عيسى خلفه،كما جاءت به الأخبار، و جزم به جمع من الأخيار (2).
و ذكر عند حديث:«منّا الذي يصلّي عيسى بن مريم خلفه»:أنّه بعد نزوله يجيء فيجد الإمام المهدي يريد الصلاة،فيتأخّر ليتقدّم،فيقدّمه عيسى عليه السّلام و يصلّي خلفه.قال:فأعظم به فضلا و شرفا لهذه الأمّة (3).
ثم قال:و لا ينافي ما ذكر في هذا الحديث ما اقتضاه بعض الآثار،من أنّ عيسى هو الإمام المهدي،و جزم به السعد التفتازاني،و علّله بأفضليته؛لإمكان الجمع بأنّ عيسى يقتدي بالمهدي أولا ليظهر أنّه نزل تابعا لنبيّنا،حاكما بشرعه،ثم بعد ذلك يقتدي المهدي به على أصل القاعدة من اقتداء المفضول بالفاضل (4).
ص:60
و قال الشيخ محمد السفاريني في كتابه:«لوامع الأنوار البهية و سواطع الأسرار الأثرية»الذي شرح فيه نظمه في العقيدة المسمّى:«الدرّة المغنية في عقد الفرقة المرضية» (1):
و ما أتى بالنصّ من أشراط فكلّه حقّ بلا شطاط
منها الإمام الخاتم النصيح (2) محمد المهدي و المسيح
[قال:]منها،أي من أشراط الساعة التي وردت بها الأخبار،و تواترت في مضمونها الآثار،أي من العلامات العظمى،و هي أوّلها:أن يظهر الإمام المقتدى بأقواله و أفعاله،الخاتم للائمة فلا إمام بعده،كما أنّ النّبي صلّى اللّه عليه و آله هو الخاتم للنبوّة و الرسالة،فلا نبي و لا رسول بعد الفصيح اللسان،لأنّه من صحيح العرب أهل الفصاحة و البلاغة.
ص:61
ثم قال:و قوله:محمّد المهدي،هذا اسمه و أشهر أوصافه،فأمّا اسمه فمحمد، جاء ذلك في عدّة أخبار،و في بعضها:أنّ اسمه محمّد،و اسم أبيه:عبد اللّه،فقد صحّ عن النّبي صلّى اللّه عليه و آله أنّه قال:«يواطئ اسمه اسمي،و اسم أبيه اسم أبي».رواه أبو نعيم من حديث أبي هريرة،و لفظه:أنّ النّبي صلّى اللّه عليه و آله قال:«لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم،لطوّل اللّه ذلك اليوم حتّى يلي رجل من أهل بيتي،يواطئ اسمه اسمي،و اسم أبيه اسم أبي، يملؤها قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا»،و روى نحوه الترمذي و أبو داود و النسائي و البيهقي و غيرهم من حديث ابن مسعود رحمه اللّه (1).
و في رواية من حديث ابن مسعود أيضا:«لا تذهب الدنيا حتّى يملك رجل من أهل بيتي،يواطئ اسمه اسمي،يملأ الأرض عدلا و قسطا كما ملئت جورا و ظلما...»أخرجه الطبراني في معجمه الصغير (2)،و أخرجه الترمذي،و لفظه:«حتّى يملك العرب رجل من أهل بيتي»،و قال:حديث حسن صحيح (3)،و كذلك أخرجه أبو داود في سننه (4)،و روى ابن مسعود أيضا رفعه:اسم المهدي محمّد.و في مرفوع حذيفة:محمد بن عبد اللّه،و يكنّى أبا عبد اللّه،و من أسمائه:أحمد بن عبد اللّه،كما في بعض الروايات (5)...إلى أن قال:و أمّا تسميته و وصفه بالمهدي،فقد ثبتت له هذه
ص:62
الصفة في عدّة أخبار...إلى أن قال:و أمّا كنيته فأبو عبد اللّه،و أمّا نسبه فإنّه من أهل بيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله (1).
ثم إنّ الروايات الكثيرة و الأخبار الغزيرة ناطقة أنّه من ولد فاطمة البتول ابنة النّبي الرسول صلّى اللّه عليه و آله،و رضي عنها و عن أولادها الطاهرين،و جاء في بعض الأحاديث أنّه من ولد العباس،و الأول أصحّ.
قال ابن حجر في كتابه القول المختصر :و أمّا ما روي:أنّ المهدي من ولد العباس عمي،فقال الدارقطني:حديث غريب تفرّد به محمد بن الوليد مولى بني هاشم (2).قال:و لا ينافيه خبر الرافعي عن ابن عباس مرفوعا:«ألا أبشّرك يا عم أنّ من ذرّيتك الأصفياء،و من عترتك الخلفاء،و منك المهدي في آخر الزمان،به ينشر اللّه الهدى،و يطفئ نيران الضلالة.إنّ اللّه فتح بنا هذا الأمر،و بذرّيتك يختم» (3).ثم
ص:63
أورد ابن حجر عدّة أخبار في هذا المعنى،ثم قال:فهذه الأخبار كلّها لا تنافي أنّ المهدي من ذرّية رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله من ولد فاطمة الزهراء؛لأنّ الأحاديث التي فيها أنّ المهدي من ولدها أكثر و أصحّ،بل قال بعض حفّاظ الأمّة و أعيان الأئمة:أنّ كون المهدي من ذرّيته صلّى اللّه عليه و آله ممّا تواتر عنه ذلك،فلا يسوغ العدول و لا الالتفات إلى غيره.
ثم ذكر الشيخ السفاريني رحمه اللّه خمس فوائد،تكلّم على كلّ واحدة منها،الأولى:
في حليته و صفته،و الثانية:في سيرته،و الثالثة:في علامات ظهوره،و الرابعة:في الإشارة إلى بعض الفتن الواقعة قبل خروجه،و الخامسة:في مولده و بيعته و مدّة ملكه و متعلّقات ذلك،ثم قال بعد الانتهاء من الكلام على الفوائد الخمس:قد كثرت الأقوال في المهدي،حتّى قيل:لا مهدي إلاّ عيسى،و الصواب الذي عليه أهل الحقّ أنّ المهدي غير عيسى،و أنّه يخرج قبل نزول عيسى عليه السّلام،و قد كثرت بخروجه الروايات حتّى بلغت حدّ التواتر المعنوي،و شاع ذلك بين علماء السنّة حتّى عدّ من معتقداتهم.
ص:64
ثم ذكر بعض الآثار و الأحاديث في خروج المهدي،و أسماء بعض الصحابة الذين رووها،ثم قال:و قد روي عمّا ذكر من الصحابة و غير من ذكر منهم رضي اللّه عنهم روايات متعدّدة،و عن التابعين من بعدهم ما يفيد مجموعه العلم القطعي، فالإيمان بخروج المهدي واجب،كما هو مقرّر عند أهل العلم،و مدوّن في عقائد أهل السنّة و الجماعة (1).
و قال الشيخ محمد بشير السهسواني الهندي المتوفّى سنة ستّ و عشرين و ثلاثمائة و ألف في كتابه«صيانة الإنسان عن وسوسة الشيخ دحلان»:و بعد انقراض قرن الصحابة أتى أمته ما يوعدون من الحوادث و البدع،و كلّما أحدثت بدعة رفع مثلها من السنّة،و لكن في قرن التابعين و أتباع التابعين لم تظهر البدع ظهورا فاشيا،و أمّا بعد قرن أتباع التابعين فقد تغيّرت الأحوال تغيّرا فاحشا،و غلبت البدع،و صارت السنّة غريبة،و اتّخذ الناس البدعة سنّة و السنّة بدعة،و لا تزال السنّة في المستقبل غريبة إلاّ ما استثني من زمان المهدي رضي اللّه عنه، و عيسى عليه السّلام إلى أن تقوم الساعة على شرار الناس (2).
و قال الشيخ شمس الحقّ العظيم آبادي المتوفّى سنة 1329 ه في حاشيته المسمّاة«عون المعبود على سنن أبي داود»:و خرّج أحاديث المهدي جماعة من الأئمة،منهم:أبو داود و الترمذي و ابن ماجة و البزّار و الحاكم و الطبراني و أبو يعلى الموصلي،و أسندوها إلى جماعة من الصحابة،مثل:علي و ابن عباس و ابن عمر و طلحة و عبد اللّه بن مسعود و أبي هريرة و أنس و أبي سعيد الخدري و أم حبيبة و أم سلمة و ثوبان و قرّة بن إياس و علي الهلالي و عبد اللّه بن الحارث بن جزء،و إسناد
ص:65
أحاديث هؤلاء بين صحيح و حسن و ضعيف (1).
و قال الشيخ محمد أنور شاه الكشميري المتوفّى سنة 1352 ه في كتابه «عقيدة الإسلام»:أخرج مسلم في نزول عيسى عليه السّلام عن جابر يقول:سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يقول:«لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحقّ،ظاهرين إلى يوم القيامة».قال:«فينزل عيسى بن مريم عليه السّلام فيقول أميرهم:تعال صلّ لنا،فيقول:لا، إنّ بعضكم على بعض أمراء؛تكرمة اللّه هذه الأمّة».قال الكشميري:المراد به:أنّه لا يؤمّ في تلك الصلاة،حتّى لا يتوهّم أنّ الأمّة المحمدية سلبت الولاية (2).
هذه بعض الكلمات التي وقفت عليها لبعض أهل السنّة و الأثر في شأن المهدي، و الاحتجاج بالأحاديث الواردة فيه،و أعني بأهل السنّة و الأثر:أهل الحديث و من سار على منوالهم،ممّن جعل مستنده في الاعتقاد كتاب اللّه و ما ثبت عن رسوله صلّى اللّه عليه و آله،دون الاعتراض على ذلك بخيال يسمّيه صاحبه معقولا.
مع مناقشة كلامه باختصار
فإن قال قائل:قد أكثرت من النقل عن أهل العلم في إثبات خروج المهدي في آخر الزمان،فلما ذا؟و هل وقفت على ذكر إنكار أحد لخروج المهدي،أو التردّد في شأنه على الأقلّ؟
و الجواب عن السؤال الأول هو: أنّني أوردت بعض ما وقفت عليه من كلام أهل العلم،بشأن خروج المهدي في آخر الزمان،لتزداد ثباتا و يقينا بأنّ اعتقاد خروجه
ص:66
آخر الزمان هو الجادّة المسلوكة،و لتعلم أنّه الحقّ الذي لا يسوغ العدول عنه، و الالتفات إلى غيره.و عمدة أهل العلم في ذلك:الأحاديث الواردة عن الرسول صلّى اللّه عليه و آله فيه،إذ لا مجال للرأي في مثل هذا الأمر،بل سبيله الوحيد هو الوحي؛لأنّه من الأمور الغيبية.
أمّا الجواب عن السؤال الثاني فهو :أنّي لم أقف على تسمية أحد في الماضين أنكر أحاديث المهدي،أو تردّد فيها،سوى رجلين اثنين.أمّا أحدهما:فهو أبو محمد ابن الوليد البغدادي،الذي ذكره ابن تيمية في منهاج السنّة،و قد مضى حكاية كلام ابن تيمية عنه،و أنّه قد اعتمد على حديث«لا مهدي إلاّ عيسى بن مريم»، و قال ابن تيمية:«و ليس ممّا يعتمد عليه؛لضعفه» (1).و سبق في أثناء الكلام الذين نقلت عنهم أنّه لو صحّ هذا الحديث لكان الجمع بينه و بين أحاديث المهدي ممكنا.
و لم أقف على ترجمة لأبي محمد المذكور (2).
و أمّا الثاني فهو عبد الرحمن بن خلدون المغربي المؤرّخ المشهور،و هو الذي
ص:67
اشتهر بين الناس عنه تضعيفه لأحاديث المهدي.و قد رجعت إلى كلامه في مقدّمة تاريخه (1)،فظهر لي منه التردّد،لا الجزم بالإنكار (2).
و على كلّ حال فإنكارها أو التردّد في التصديق بما دلّت عليه شذوذ عن الحقّ، و نكوب عن الجادّة المطروقة.
و قد تعقّبه الشيخ صدّيق حسن في كتابه«الإذاعة»حيث قال:لا شكّ أنّ المهدي يخرج في آخر الزمان من غير تعيين لشهر و لا عام؛لما تواتر من الأخبار في الباب،و اتّفق عليه جمهور الأمة خلفا عن سلف،إلاّ من لا يعتدّ بخلافه (3).
و قال:لا معنى للريب في أمر ذلك الفاطمي الموعود،و المنتظر المدلول عليه بالأدلّة،بل إنكار ذلك جرأة عظيمة في مقابلة النصوص المستفيضة المشهورة، البالغة إلى حدّ التواتر (4).
ولي ملاحظات على كلام ابن خلدون أرى أن أشير إليها هنا:
الأولى:أنّه لو حصل التردّد في أمر المهدي من رجل له خبرة بالحديث،لاعتبر ذلك زللا منه،فكيف إذا كان من الأخباريّين الذين هم ليسوا من أهل الاختصاص؟
و قد أحسن الشيخ أحمد شاكر في تخريجه لأحاديث المسند،حيث قال:«أمّا ابن خلدون فقد قفا ما ليس له به علم،و اقتحم قحما لم يكن من رجالها»و قال:«إنّه تهافت في الفصل الذي عقده في مقدّمته للمهدي تهافتا عجيبا،و غلط أغلاطا
ص:68
واضحة»و قال:«إنّ ابن خلدون لم يحسن قول المحدّثين:الجرح مقدّم على التعديل،و لو اطّلع على أقوالهم و فقهها ما قال شيئا ممّا قال» (1).
الثانية:صدّر ابن خلدون الفصل الذي عقده في مقدّمته للمهدي بقوله:اعلم أنّ في المشهور بين الكافّة من أهل الإسلام على ممرّ الأعصار:أنّه لا بدّ في آخر الزمان من ظهور رجل من أهل البيت يؤيّد الدين،و يظهر العدل،و يتبعه المسلمون، و يستولي على الممالك الإسلامية،و يسمّى بالمهدي،و يكون خروج الدجّال و ما بعده من أشراط الساعة الثابتة في الصحيح على أثره،و أنّ عيسى ينزل من بعده فيقتل الدجّال،أو ينزل معه فيساعده على قتله،و يأتمّ بالمهدي في صلاته، و يحتجّون في هذا الشأن بأحاديث خرّجها الأئمة،و تكلّم فيها المنكرون لذلك، و ربّما عارضوها ببعض الأخبار (2).
أقول:هذه الشهادة التي شهدها ابن خلدون،و هي أنّ اعتقاد خروج المهدي هو المشهور بين الكافّة من أهل الإسلام على ممرّ الأعصار،ألا يسعه في ذلك ما وسع الناس على ممرّ الأعصار،كما ذكر ابن خلدون نفسه؟و هل ذلك إلاّ شذوذ بعد معرفة أنّ الكافّة على خلافه؟و هل هؤلاء الكافّة اتّفقوا على الخطأ؟
و الأمر ليس اجتهاديا،و إنّما هو غيبي،لا يسوغ لأحد إثباته إلاّ بدليل من كتاب اللّه أو سنّة نبيّه صلّى اللّه عليه و آله،و الدليل معهم و هم أهل الاختصاص.
الثالثة:أنّه قال قبل إيراد الأحاديث:«و نحن الآن نذكر هنا الأحاديث الواردة في هذا الشأن (3).و قال في نهايتها:فهذه جملة الأحاديث التي خرّجها الأئمة في
ص:69
شأن المهدي،و خروجه في آخر الزمان» (1).و قال في موضع آخر بعد ذلك:«و ما أورده أهل الحديث من أخبار المهدي قد استوفينا جميعه بمبلغ طاقتنا». (2)
و أقول:إنّه قد فاته الشيء الكثير،يتّضح ذلك بالرجوع إلى ما أثبته السيوطي في العرف الوردي في أخبار المهدي عن الأئمة،بل إنّ ممّا فاته الحديث الذي ذكره ابن القيّم في المنار المنيف عن الحارث بن أبي أسامة،و قال:«إسناده جيد»،و تقدّم ذكره بسنده،و حاصل ما قيل في رجاله (3).
الرابعة:أنّ ابن خلدون نفسه قد اعترف بسلامة بعض أحاديث المهدي من النقد،حيث قال بعد إيراد الأحاديث التي خرّجها الأئمة في شأن المهدي، و خروجه آخر الزمان:«و هي كما رأيت لم يخلص منها من النقد إلاّ القليل» (4).
و أقول:إنّ القليل الذي يسلم من النقد يكفي للاحتجاج به،و يكون الكثير الذي لم يسلم عاضدا له و مقوّيا،على أنّه قد سلم الشيء الكثير،كما تقدّم ذلك في حكاية كلام القاضي محمد بن علي الشوكاني،الذي حكى تواترها،و قال:«إنّ فيها خمسين حديثا،فيها الصحيح و الحسن و الضعيف المنجبر» (5).
ثم إنّه في آخر البحث ذكر ما يفيد تردّده في أمر المهدي،و ذلك يفيد عدم ثبات رأيه،لكونه تكلّم فيه بما ليس باختصاصه.
هذه بعض الملاحظات على كلام ابن خلدون في شأن المهدي،و سأستوفي الكلام فيها مع ملاحظات أخرى عليه،في الرسالة التي أنا بصدد تأليفها في هذا
ص:70
الموضوع،إن شاء اللّه تعالى.
الجواب عن ذلك
1-تقدّم في أثناء كلام الأئمة الذين حكيت كلامهم:أنّ حديث«لا مهدي إلاّ عيسى بن مريم»لا يتعارض مع الأحاديث الصحيحة الواردة في المهدي؛لضعفه، و لإمكان الجمع بينها لو صحّ،بأن يكون معناه:لا مهدي كاملا إلاّ عيسى بن مريم عليه السّلام،و ذلك لا ينفي أن يكون غيره مهديّا،كالمهدي الذي دلّت عليه الأحاديث (1).
2-إنّ ما دلّت عليه أحاديث المهدي من قيامه بنصرة الدين،و امتلاء الأرض في زمانه من العدل،لا ينافيه وجود الدجّال و أتباعه في زمانه،و معاداتهم للمسلمين، و كذا الأدلّة الدالّة على بقاء الأشرار مع الأخيار،حتّى تخرج الريح الليّنة التي تقبض روح كلّ مؤمن و مؤمنة (2)،و لا يبقى بعد ذلك إلاّ شرار الخلق الذين تقوم عليهم الساعة؛لأنّ المراد ممّا جاء في أحاديث المهدي كثرة الخير،و قوّة أهل الإسلام، و حصول الغلبة لهم،و قهرهم لغيرهم،و هذا لا ينفي وجود أشرار مغمورين في زمانه،كما أنّنا نعتقد أنّ الرسول صلّى اللّه عليه و آله و خلفاءه قد ملئوا الأرض عدلا (3)،و كان مع
ص:71
ذلك في الأرض في زمانهم من أعدائهم الكثير قُلْ فَلِلّهِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ فَلَوْ شاءَ لَهَداكُمْ أَجْمَعِينَ (1).
3-أنّ ما دلّت عليه أحاديث المهدي من امتلاء الأرض ظلما و جورا قبل خروجه،لا يدلّ على خلو الأرض من أهل الخير قبل زمانه،فالرسول صلّى اللّه عليه و آله أخبر في أحاديث صحيحة بأنّه لا تزال طائفة من أمته على الحقّ ظاهرين حتّى يأتي أمر اللّه،و منها الحديث الذي رواه مسلم عن جابر أنّه سمع النّبي صلّى اللّه عليه و آله يقول:«لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحقّ ظاهرين إلى يوم القيامة»قال:«فينزل عيسى ابن مريم فيقول أميرهم:تعال صلّ لنا،فيقول:لا،إنّ بعضكم على بعض أمراء، تكرمة اللّه هذه الأمّة» (2).
و هذه الأحاديث،و أحاديث المهدي تدلّ على أنّ الحقّ مستمرّ لا ينقطع،لكنّه في بعض الأزمان تكون لأهله الغلبة و يحصل له الانتشار،كما في زمن الرسول صلّى اللّه عليه و آله،و كما في زمن المهدي و عيسى بن مريم،و في بعض الأزمان يضعف أهل الحقّ و يتضاءل انتشاره.أمّا أنّ الحقّ يتلاشى و يضمحلّ،فهذا ما لم يكن فيما مضى منذ زمن الرسول صلّى اللّه عليه و آله،و لا يكون في المستقبل حتّى خروج الريح التي تقبض روح كلّ مؤمن و مؤمنة كما أخبر بذلك الذي لا ينطق عن الهوى،صلوات اللّه و سلامه عليه.
فما من زمن في الماضي إلاّ و قد هيّأ اللّه لهذا الدين من يقوم به،و في هذا الزمن الذي تكالب أعداء الإسلام عليه،و غزي بأبنائه المنتسبين إليه أعظم من غزوه
ص:72
بأعدائه،لم تخل الأرض من إقامة شعائر الدين الإسلامي.
إنّ أحاديث المهدي الكثيرة،التي ألّف فيها مؤلّفون،و حكى تواترها جماعة،و اعتقد موجبها أهل السنّة و الجماعة و غيرهم،تدلّ على حقيقة ثابتة بلا شكّ،و إنّ أحاديث المهدي على كثرتها و تعدّد طرقها،و إثباتها في دواوين أهل السنّة،يصعب كثيرا القول بأنّه لا حقيقة لمقتضاها،إلاّ على جاهل أو مكابر،أو من لم يمعن النظر في طرقها و أسانيدها،و لم يقف على كلام أهل العلم المعتدّ بهم فيها،و التصديق بها داخل في الإيمان بأنّ محمدا هو رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله؛لأنّ من الإيمان به صلّى اللّه عليه و آله تصديقه فيما أخبر به،و داخل في الإيمان بالغيب الذي امتدح اللّه المؤمنين به بقوله: الم ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ اَلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ (1)و داخل في الإيمان بالقدر؛فإنّ سبيل علم الخلق بما قدّره اللّه أمران:
أحدهما:وقوع الشيء،فكلّ ما كان و وقع علمنا أنّ اللّه قد شاءه؛لأنّه لا يكون و لا يقع إلاّ ما شاءه اللّه،و ما شاء اللّه كان،و ما لم يشأ لم يكن.
الثاني:الإخبار بالشيء الماضي الذي وقع،و بالشيء المستقبل قبل وقوعه من الذي لا ينطق عن الهوى صلّى اللّه عليه و آله،فكلّ ما ثبت إخباره به من الأخبار في الماضي علمنا بأنّه كان على وفق خبره صلّى اللّه عليه و آله،و كلّ ما ثبت إخباره عنه ممّا يقع في المستقبل نعلم بأنّ اللّه قد شاءه،و أنّه لا بدّ أن يقع على وفق خبره صلّى اللّه عليه و آله كإخباره صلّى اللّه عليه و آله بنزول عيسى عليه السّلام في آخر الزمان،و إخباره بخروج المهدي،و بخروج
ص:73
الدجّال،و غير ذلك من الأخبار،فإنكار أحاديث المهدي أو التردّد في شأنه أمر خطير.نسأل اللّه السلامة و العافية،و الثبات على الحقّ حتّى الممات،و الحمد للّه ربّ العالمين.
انتهت الرسالة المسمّاة ب«عقيدة أهل السنّة و الأثر في المهدي المنتظر».
ص:74
العرف الوردي في أخبار المهدي تأليف الحافظ عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي الشافعي
ص:75
ص:76
صورة(ك).
(1)أخرج(ك)ابن جرير في تفسيره عن السدّي في قوله تعالى: وَ مَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَساجِدَ اللّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَ سَعى فِي خَرابِها (1)قال:هم الروم، كانوا ظاهروا بخت نصّر (2)على خراب بيت المقدس (3).
و في قوله تعالى: أُولئِكَ ما كانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوها إِلاّ خائِفِينَ قال:فليس في
ص:78
الأرض رومي يدخله اليوم إلاّ و هو خائف أن تضرب عنقه،أو قد أخيف بأداء الجزية فهو يؤدّيها (1).
و في قوله تعالى: لَهُمْ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ قال:أمّا خزيهم في الدنيا فإنّه إذا قام المهدي و فتحت القسطنطينية قتلهم،فذلك الخزي (2).
(2)و أخرج(ك)أحمد و ابن أبي شيبة و ابن ماجة و نعيم بن حمّاد في الفتن عن علي قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:
«المهدي منّا أهل البيت،يصلحه اللّه في ليلة» (3).
(3)و أخرج(ك)أبو داود و نعيم بن حمّاد و الحاكم عن أبي سعيد الخدري قال:
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:
«المهدي منّي،أجلى الجبهة،أقنى الأنف،يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا،يملك سبع سنين» (4).
ص:79
(4)و أخرج أبو نعيم عن أبي سعيد قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله
«المهدي منّا،أجلى الجبين،أقنى الأنف» (1).
(5)و أخرج أبو نعيم عن أبي سعيد عن النّبي صلّى اللّه عليه و آله قال:
ص:80
«المهدي منّا أهل البيت،رجل من أمتي أشمّ الأنف يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا» (1).
(6)و أخرج(ك)أبو داود و ابن ماجة و الطبراني و الحاكم عن أم سلمة:سمعت النّبي صلّى اللّه عليه و آله يقول:
«المهدي من عترتي،من ولد فاطمة» (2).
ص:81
(7)و أخرج ابن ماجة و أبو نعيم عن أنس:سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يقول:
«نحن سبعة ولد عبد المطلب سادة أهل الجنّة:أنا و حمزة و علي و جعفر و الحسن و الحسين و المهدي» 1.
(8)و أخرج أحمد و الباوردي في المعرفة 2و أبو نعيم عن أبي سعيد الخدري قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:
«أبشّركم بالمهدي،رجل من قريش[من عترتي] 3يبعث في أمتي على اختلاف من الناس و زلازل،فيملأ الأرض قسطا كما ملئت جورا و ظلما،و يرضى عنه ساكن السماء و ساكن الأرض،و يقسم المال صحاحا»فقال له رجل:ما صحاحا؟قال:«بالسوية بين الناس،و يملأ قلوب أمة محمّد غنى،و يسعهم عدله،حتّى إنّه يأمر مناديا فينادي:من له حاجة إليّ؟فما يأتيه أحد إلاّ رجل
ص:82
واحد يأتيه فيسأله،فيقول:ائت السادن (1)حتّى يعطيك،فيأتيه فيقول:أنا رسول المهدي إليك لتعطيني مالا[فيقول:احث،فيحثي و لا يستطيع أن يحمله،فيلقي حتّى يكون قدر ما يستطيع أن يحمله،فيخرج به فيندم فيقول:] (2)أنا كنت أجشع أمة محمّد نفسا،كلّهم دعي إلى هذا المال فتركه غيري،فيردّه عليه،فيقول:إنّا لا نقبل شيئا أعطيناه،فيلبث في ذلك ستّا أو سبعا أو ثمانيا أو تسع سنين و لا خير في الحياة بعده» (3).
(9)و أخرج(ك)أبو داود و الطبراني عن عبد اللّه بن مسعود عن النّبي صلّى اللّه عليه و آله قال:
«لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم لطوّل اللّه ذلك اليوم،حتّى يبعث فيه رجلا من أهل بيتي،يواطئ اسمه اسمي،و اسم أبيه اسم أبي،يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا» (4).
ص:83
ص:84
ص:85
(10)و أخرج(ك)أحمد و أبو داود و الترمذي و قال:حسن صحيح عن ابن مسعود عن النّبي صلّى اللّه عليه و آله:
«لا تذهب الدنيا حتّى يملك العرب رجل من أهل بيتي،يواطئ اسمه اسمي» (1).
(11)و أخرج(ك)ابن أبي شيبة و الطبراني و الدار قطني في الأفراد و أبو نعيم و الحاكم عن ابن مسعود قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله
«لا تذهب الدنيا حتّى يبعث اللّه تعالى رجلا من أهل بيتي،يواطئ اسمه اسمي،
ص:86
و اسم أبيه اسم أبي،فيملأ الأرض عدلا و قسطا كما ملئت ظلما و جورا» (1).
(12)و أخرج(ك)الطبراني عن ابن مسعود عن النّبي صلّى اللّه عليه و آله قال:
«لو لم يبق من الدنيا إلاّ ليلة،لملك فيها رجل من أهل بيتي» (2).
(13)و أخرج(ك)أحمد و ابن أبي شيبة و أبو داود عن علي عن النّبي صلّى اللّه عليه و آله قال:
«لو لم يبق من الدهر إلاّ يوم لبعث اللّه تعالى رجلا من أهل بيتي،يملؤها عدلا كما ملئت جورا» (3).
ص:87
(14)و أخرج أبو داود و نعيم بن حمّاد في الفتن عن علي عليه السّلام:أنّه نظر إلى ابنه الحسن فقال:
«إنّ ابني هذا سيد كما سمّاه النّبي صلّى اللّه عليه و آله،سيخرج من صلبه رجل يسمّى اسم نبيّكم،يشبهه في الخلق،و لا يشبهه في الخلق»ثم ذكر القصة و زاد:
«يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا» (1).
ص:88
(15)و أخرج(ك)ابن أبي شيبة و أحمد و أبو داود و أبو يعلى و الطبراني عن أم سلمة عن النّبي صلّى اللّه عليه و آله قال:
ص:89
«يكون اختلاف عند موت خليفة،فيخرج رجل من أهل المدينة هاربا إلى مكة (1)فيأتيه ناس من أهل مكّة،فيخرجونه و هو كاره،فيبايعونه بين الركن و المقام،و يبعث إليه بعث من الشام،فيخسف بهم بالبيداء بين مكّة و المدينة،فإذا رأى الناس ذلك أتاه أبدال الشام (2)،و عصائب أهل العراق فيبايعونه (3)،ثم ينشأ رجل من قريش أخواله كلب (4)،فيبعث إليهم بعثا،فيظهرون عليهم و ذلك بعث كلب،و الخيبة لمن لم يشهد غنيمة كلب،فيقسم المال،و يعمل في الناس بسنّة نبيّهم صلّى اللّه عليه و آله،و يلقي الإسلام بجرانه إلى الأرض 5،يلبث سبع سنين،ثمّ يتوفّى
ص:90
و يصلّي عليه المسلمون» 1.
(16)و أخرج(ك)أبو داود عن علي قال:قال النّبي صلّى اللّه عليه و آله:
«يخرج رجل من وراء النهر 2،يقال له:الحرث،حرّاث 3،على مقدّمته رجل يقال له:منصور،يوطّئ أو يمكّن لآل محمد كما مكّنت قريش لرسول اللّه،وجب على كلّ مؤمن نصره»أو قال:«إجابته» 4.
ص:91
هذا آخر ما أورده أبو داود في باب المهدي من سننه 1.
(17)و أخرج الترمذي و صحّحه عن ابن مسعود عن النّبي صلّى اللّه عليه و آله:
«يلي رجل من أهل بيتي،يواطئ اسمه اسمي» 2.
(18)و أخرج الترمذي و صحّحه عن أبي هريرة قال:
«لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم لطوّل اللّه ذلك اليوم حتّى يلي» 3.
(19)و أخرج الترمذي و حسّنه عن أبي سعيد الخدري عن النّبي صلّى اللّه عليه و آله قال:
«إنّ في أمتي المهدي يخرج،يعيش خمسا أو سبعا أو تسعا-زيد الشاكّ- فيجيء إليه الرجل فيقول:يا مهدي،أعطني أعطني،فيحثي له في ثوبه ما استطاع أن يحمله» 4.
ص:92
(20)و أخرج(ك)نعيم بن حمّاد و ابن ماجة عن أبي سعيد الخدري:أنّ النّبي صلّى اللّه عليه و آله قال:
«يكون في أمتي المهدي،إن قصر فسبع و إلاّ فتسع،فتنعم فيه أمتي نعمة لم يسمعوا مثلها قط،يؤتى أكلها و لا تدخر عنهم شيئا،و المال يومئذ كدوس، فيقوم الرجل فيقول:يا مهدي أعطني،فيقول:خذوا» (1).
(21)و أخرج ابن أبي شيبة و نعيم بن حمّاد في الفتن و ابن ماجة و أبو نعيم عن ابن مسعود قال:بينما نحن عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله إذ أقبل فتية من بني هاشم،فلمّا رآهم النّبي صلّى اللّه عليه و آله اغرورقت عيناه و تغيّر لونه،فقلت:ما نزال نرى في وجهك شيئا نكرهه،فقال:
«إنّا أهل بيت اختار اللّه لنا الآخرة على الدنيا،و إنّ أهل بيتي سيلقون بعدي بلاء و تشريدا و تطريدا،حتّى يأتي قوم من قبل المشرق معهم رايات سود،فيسألون
ص:93
الحقّ فلا يعطونه،فيقاتلون فينصرون فيعطون ما سألوا،فلا يقبلونه حتّى يدفعوها إلى رجل من أهل بيتي،فيملؤها قسطا كما ملئوها جورا،فمن أدرك ذلك منكم فليأتهم و لو حبوا على الثلج،فإنّه المهدي» (1).
قال الحافظ عماد الدين ابن كثير:«في هذا السياق إشارة إلى ملك بني العباس، و فيه دلالة على أنّ المهدي يكون بعد دولة بني العباس» (2).
(22)و أخرج ابن ماجة و الحاكم و صحّحه و أبو نعيم عن ثوبان قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:
«يقتتل عند كنزكم ثلاثة،كلّهم ابن خليفة،ثم لا تصير إلى واحد منهم،ثم تطلع الرايات السود من قبل المشرق،فيقتلونكم قتلا لم يقتله قوم،ثم يجيء خليفة اللّه المهدي،فإذا سمعتم به فأتوه فبايعوه و لو حبوا على الثلج،فإنّه خليفة اللّه المهدي» (3).
ص:94
(23)و أخرج(ك)ابن ماجة و الطبراني عن عبد اللّه بن الحرث بن جزء الزبيدي قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:
«يخرج ناس من المشرق،فيوطّئون للمهدي سلطانه» (1).
(24)و أخرج(ك)أحمد و الترمذي و نعيم بن حمّاد عن أبي هريرة قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:
«تخرج من خراسان رايات سود،فلا يردّها شيء حتّى تنصب بإيلياء» (2).
قال ابن كثير:هذه الرايات السود ليست هي التي أقبل بها أبو مسلم الخراساني فاستلب بها دولة بني أمية،بل هي رايات سود أخر تأتي صحبة المهدي (3).
(25)و أخرج(ك)البزّار و الحارث بن أبي أسامة و الطبراني عن قرّة المزني قال:
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:
«لتملأنّ الأرض جورا و ظلما،فإذا ملئت جورا و ظلما بعث اللّه رجلا منّي، اسمه اسمي،و اسم أبيه اسم أبي،فيملؤها عدلا و قسطا كما ملئت جورا و ظلما، فلا تمنع السماء شيئا من قطرها،و لا الأرض شيئا من نباتها،يمكث فيهم سبعا أو
ص:95
ثمانيا،فإن أكثر فتسعا» (1).
(26)و أخرج(ك)البزّار عن أنس:أنّ النّبي صلّى اللّه عليه و آله كان نائما في بيت أم سلمة، فانتبه و هو يسترجع،فقالت:يا رسول اللّه،ممّ تسترجع؟قال:
«من قبل جيش يجيء من قبل العراق في طلب رجل من أهل المدينة يمنعه اللّه منهم فإذا علوا البيداء من ذي الحليفة خسف بهم،فلا يدرك أعلاهم أسفلهم، و لا يدرك أسفلهم أعلاهم إلى يوم القيامة» (2).
(27)و أخرج(ك)البزّار عن جابر قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:
«سيكون في أمتي خليفة يحثو المال حثيا،لا يعدّه عدّا» (3).
ص:96
(28)و أخرج أحمد عن أبي سعيد:سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يقول:
«إنّ من أمرائكم أميرا يحثو المال حثوا و لا يعدّه،يأتيه الرجل فيسأله،فيقول:
خذ،فيبسط ثوبه فيحثو فيه،فيأخذه ثم ينطلق» 1.
(29)و أخرج(ك)الطبراني في الأوسط عن طلحة بن عبيد اللّه عن النّبي صلّى اللّه عليه و آله قال:«ستكون فتنة لا يهدأ منها جانب إلاّ جاش منها جانب،حتّى ينادي مناد من السماء:إنّ أميركم فلان» 2.
(30)و أخرج أبو نعيم عن ابن عمر قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:«يخرج المهدي و على رأسه غمامة،فيها مناد ينادي:هذا المهدي خليفة اللّه فاتّبعوه» 3.
(31)و أخرج(ك)أبو نعيم و الخطيب في تلخيص المتشابه عن ابن عمر قال:
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:
«يخرج المهدي و على رأسه ملك ينادي:إنّ هذا المهدي فاتّبعوه» 4.
ص:97
(32)و أخرج(ك)ابن أبي شيبة عن عاصم بن عمر البجلي قال:
«لينادينّ باسم رجل من السماء،لا ينكره الدليل،و لا يمتنع منه الذليل» (1).
(33)و أخرج(ك)الطبراني في الأوسط من طريق عمر بن علي عن علي بن أبي طالب أنّه قال للنبي صلّى اللّه عليه و آله:أمنّا المهدي أم من غيرنا يا رسول اللّه؟قال:
«بل منّا،بنا يختم اللّه كما بنا فتح،و بنا يستنقذون من الشرك،و بنا يؤلّف اللّه بين قلوبهم بعد عداوة بيّنة،كما ألّف بين قلوبهم بعد عداوة الشرك» 2.
(34)و أخرج نعيم بن حمّاد و أبو نعيم من طريق مكحول عن علي،قال:قلت:
يا رسول اللّه،أمنّا آل محمد المهدي أم من غيرنا؟قال:
«لا بل منّا،يختم اللّه به الدين كما فتح بنا،و بنا ينقذون من الفتنة،كما أنقدوا من الشرك،و بنا يؤلّف اللّه بين قلوبهم بعد عداوة الفتنة،كما ألّف بين قلوبهم بعد عداوة الشرك،و بنا يصبحون بعد عداوة الفتنة إخوانا كما أصبحوا بعد عداوة الشرك إخوانا في دينهم» 3.
ص:98
(35)و أخرج(ك)الطبراني في الأوسط و الحاكم عن أم سلمة قالت:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:
«يبايع لرجل بين الركن و المقام عدّة أهل بدر،فيأتيه عصائب أهل العراق و أبدال أهل الشام،فيغزو جيش من أهل الشام،حتّى إذا كانوا بالبيداء خسف بهم» (1).
(36)و أخرج(ك)الطبراني في الأوسط عن أم سلمة قالت:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:
«يسير ملك المشرق إلى ملك المغرب فيقتله،فيبعث جيشا إلى المدينة فيخسف بهم،ثم يبعث جيشا فينشأ ناس من أهل المدينة،فيعوذ عائذ بالحرم فيجتمع الناس إليه الواردة المتفرّقة،حتّى يجتمع إليه ثلاثمائة و أربعة عشر رجلا» (2)،منهم نسوة،فيظهر على كلّ جبّار و ابن جبار،و يظهر من العدل ما يتمنّى له الأحياء أمواتهم،فيجيء سبع سنين،ثم ما تحت الأرض خير ممّا فوقها» (3).
(37)و أخرج(ك)الطبراني في الأوسط عن ابن عمر:أنّ النّبي صلّى اللّه عليه و آله أخذ بيد
ص:99
علي فقال:
«سيخرج من صلب هذا فتى يملأ الأرض قسطا و عدلا،فإذا رأيتم ذلك فعليكم بالفتى التميمي،فإنّه يقبل من قبل المشرق،و هو صاحب راية المهدي» (1).
(38)و أخرج(ك)الطبراني في الأوسط عن أم حبيبة:سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يقول:
«يخرج ناس من قبل المشرق،يريدون رجلا عند البيت،حتّى إذا كانوا ببيداء من الأرض خسف بهم» (2).
(39)و أخرج(ك)الطبراني في الأوسط و نعيم و ابن عساكر عن علي:أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله قال:
«يكون في آخر الزمان فتنة،تحصّل الناس كما يحصّل الذهب في المعدن، فلا تسبّوا أهل الشام،و لكن سبّوا شرارهم،فإنّ فيهم الأبدال،يوشك أن يرسل على أهل الشام سيّب (3)من السماء فيغرق جماعتهم،حتّى لو قابلتهم الثعالب غلبتهم،فعند ذلك يخرج خارج من أهل بيتي،في ثلاث رايات،المكثر يقول:هم خمسة عشر ألفا،و المقلّل يقول:هم اثنا عشر ألفا،أماراتهم:أمت أمت،يلقون سبع رايات،تحت كلّ راية منها رجل يطلب الملك،فيقتلهم اللّه جميعا،و يردّ اللّه إلى المسلمين ألفتهم و نعمتهم،و قاصيّهم و دانيهم» (4).
ص:100
(40)و أخرج نعيم بن حمّاد و الحاكم و صحّحه عن علي بن أبي طالب قال:
«ستكون فتنة،يحصّل الناس منها كما يحصّل الذهب في المعدن،فلا تسبّوا أهل الشام،و سبّوا ظلمتهم،فإنّ فيهم الأبدال،و سيرسل اللّه إليهم سيّبا من السماء فيغرقهم،حتّى لو قاتلتهم الثعالب غلبتهم،ثم يبعث اللّه عند ذلك رجلا من عترة الرسول صلّى اللّه عليه و آله في اثني عشر ألفا إن قلّوا،و خمسة عشرة ألفا إن كثروا،أمارتهم-أي علامتهم-:أمت أمت،على ثلاث رايات،يقاتلهم أهل سبع رايات،ليس من صاحب راية إلاّ و هو يطمع بالملك،فيقتلون و يهزمون،ثم يظهر الهاشمي فيردّ اللّه إلى المسلمين ألفتهم و نعمتهم،فيكونون على ذلك حتّى يخرج الدجّال» (1).
(41)و أخرج الطبراني في الأوسط و أبو نعيم عن أبي سعيد الخدري:سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يقول:
«يخرج رجل من أهل بيتي،يقول بسنّتي،ينزل اللّه له القطر من السماء، و تخرج له الأرض من بركتها،تملأ الأرض منه قسطا و عدلا،كما ملئت جورا و ظلما،يعمل على هذه الأمّة سبع سنين،و ينزل بيت المقدس» (2).
(42)و أخرج(ك)الدارقطني في الأفراد و الطبراني في الأوسط عن أبي هريرة
ص:101
عن النّبي صلّى اللّه عليه و آله قال:
«يكون في أمتي المهدي،إن قصر عمره فسبع،و إلاّ فثمان و إلاّ فتسع سنين، تنعم أمتي فيها نعمة لم ينعموا مثلها البرّ منهم و الفاجر،يرسل اللّه عليهم السماء مدرارا،و لا تدخر الأرض شيئا من النبات،و يكون المال كدوسا،يقول الرجل:
يا مهدي أعطني،فيقول:خذ» (1).
(43)و أخرج(ك)أبو يعلى عن أبي هريرة قال:حدّثني خليلي أبو القاسم صلّى اللّه عليه و آله قال:
«لا تقوم الساعة حتّى يخرج عليهم رجل من أهل بيتي،فيضربهم حتّى يرجعوا إلى الحقّ».
قلت:و كم يملك؟قال:«خمسا و اثنين» (2).
(44)و أخرج(ك)أبو يعلى و ابن عساكر عن أبي سعيد قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:
«يكون في آخر الزمان عند تظاهر من الفتن و انقطاع من الزمن أمير،أوّل ما يكون عطاؤه للناس أن يأتيه الرجل فيحثي له في حجره،يهمّه من يقبل منه صدقة ذلك المال؛لما يصيب الناس من الفرج» (3).
ص:102
(45)و أخرج(ك)أحمد و مسلم عن جابر قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:
«يكون في آخر أمتي خليفة،يحثي المال حثيا و لا يعدّه عدّا» (1).
(46)و أخرج(ك)أحمد و مسلم عن أبي سعيد و جابر عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله قال:
«يكون في آخر الزمان خليفة،يقسم المال و لا يعدّه» (2).
(47)و أخرج أبو نعيم عن أبي سعيد عن النّبي صلّى اللّه عليه و آله قال:
«يكون في أمتي المهدي،إن قصر عمره فسبع سنين،و إلاّ فثمان،و إلاّ فتسع سنين،تتنعم أمتي في زمانه نعيما لم يتنعّموا مثله قطّ،البرّ و الفاجر،يرسل اللّه السماء عليهم مدرارا،و لا تدخر الأرض شيئا من نباتها» (3).
(48)و أخرج أبو نعيم عن أبي سعيد عن النّبي صلّى اللّه عليه و آله أنّه قال:
«تملأ الأرض ظلما و جورا،فيقوم رجل من عترتي،فيملؤها قسطا و عدلا،
ص:103
يملك سبعا،أو تسعا» (1).
(49)و أخرج أحمد و أبو نعيم عن أبي سعيد قال:قال النّبي صلّى اللّه عليه و آله:
«لا تنقضي الدنيا حتّى يملك الأرض رجل من أهل بيتي،يملأ الأرض عدلا كما ملئت قبله جورا،يملك سبع سنين» (2).
(50)و أخرج أبو نعيم و الحاكم عن أبي سعيد:أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله قال:
«يخرج المهدي في أمتي،يبعثه اللّه غياثا للناس،تنعم الأمّة،و تعيش الماشية، و تخرج الأرض نباتها،و يعطي المال صحاحا» (3).
(51)و أخرج أبو نعيم عن عبد الرحمن بن عوف قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:
«ليبعثنّ اللّه من عترتي رجلا أفرق الثنايا،أعلى الجبهة،يملأ الأرض عدلا، يفيض المال فيضا» (4).
ص:104
(52)و أخرج أبو نعيم عن حذيفة قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:
«لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم واحد،لبعث اللّه رجلا اسمه اسمي،و خلقه خلقي، يكنّى أبا عبد اللّه» (1).
(53)و أخرج الحارث بن أبي أسامة و أبو نعيم عن أبي سعيد الخدري قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:
«لتملأنّ الأرض ظلما و عدوانا،ثم ليخرجنّ رجل من أهل بيتي،حتّى يملؤها قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و عدوانا» (2).
(54)و أخرج الطبراني في الكبير و أبو نعيم عن ابن مسعود قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:
«يخرج رجل من أهل بيتي،يواطئ اسمه اسمي،و خلقه خلقي،يملؤها قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا» (3).
(55)و أخرج نعيم و أبو نعيم عن أبي سعيد قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:
ص:105
«يكون عند انقطاع من الزمان،و ظهور من الفتن،رجل يقال له:المهدي، يكون عطاؤه هنيئا» (1).
(56)و أخرج أحمد و نعيم بن حمّاد و الحاكم و أبو نعيم عن ثوبان قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:
«إذا رأيتم الرايات السود قد أقبلت من خراسان فآتوها و لو حبوا على الثلج، فإنّ فيها خليفة اللّه المهدي» (2).
ص:106
(57)و أخرج أبو نعيم عن حذيفة:سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يقول:
«ويح هذه الأمّة من ملوك جبابرة،كيف يقتلون و يخيفون المطيعين،إلاّ من أظهر طاعتهم!فالمؤمن التقي يصانعهم بلسانه،و يقوّمهم بقلبه 1،فإذا أراد اللّه أن يعيد الإسلام عزيزا قصم كلّ جبار عنيد،و هو القادر على ما يشاء أن يصلح أمة بعد فسادها.يا حذيفة،لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم واحد لطوّل اللّه ذلك اليوم، حتّى يملك رجل من أهل بيتي،تجري الملاحم على يديه،و يظهر الإسلام، لا يخلف وعده،و هو سريع الحساب» 2.
(58)و أخرج الحسن بن سفيان 3و أبو نعيم عن أبي هريرة قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:
«لو لم يبق من الدنيا إلاّ ليلة،لملك فيها رجل من أهل بيتي» 4.
ص:107
(59)و أخرج الحسن بن سفيان و أبو نعيم عن ثوبان قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:
«تجيء الرايات السود من قبل المشرق،كأنّ قلوبهم زبر الحديد (1)،فمن سمع بهم فليأتهم فليبايعهم و لو حبوا على الثلج» (2).
(60)و أخرج أبو نعيم عن ابن مسعود قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:
«لو لم يبق من الدنيا إلاّ ليلة لطوّل اللّه تلك الليلة،حتّى يملك رجل من أهل بيتي،يواطئ اسمه اسمي،و اسم أبيه اسم أبي،يملؤها قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا،و يقسم المال بالسوية،و يجعل اللّه الغنى في قلوب هذه الأمّة، فيمكث سبعا أو تسعا،ثم لا خير في عيش الحياة بعد المهدي» 3.
(61)و أخرج ابن ماجة و أبو نعيم عن أبي هريرة عن النّبي صلّى اللّه عليه و آله قال:
«لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم لطوّله اللّه،حتّى يملك رجل من أهل بيتي،يفتح القسطنطينية 4
ص:108
(62)و أخرج الطبراني في الكبير و ابن مندة و أبو نعيم و ابن عساكر عن قيس بن جابر عن أبيه عن جده:أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله قال:
«سيكون بعدي خلفاء،و من بعد الخلفاء أمراء،و من بعد الأمراء ملوك،و من بعد الملوك جبابرة،ثم يخرج رجل من أهل بيتي،يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا،ثم يؤمر بعده القحطاني،فو الذي بعثني بالحقّ ما هو بدونه» (3).
ص:109
(63)و أخرج أبو نعيم عن أبي سعيد قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:
«منّا الذي يصلّي عيسى بن مريم خلفه» (1).
(64)و أخرج أبو نعيم عن جابر قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:
«ينزل عيسى بن مريم عليه السّلام،فيقول أميرهم المهدي:تعال صلّ بنا،فيقول:ألا
ص:110
و إنّ بعضكم على بعض أمراء،تكرمة اللّه لهذه الأمّة» (1).
(65)و أخرج أبو نعيم عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:
«لن تهلك أمة أنا أولها،و عيسى بن مريم في آخرها،و المهدي في وسطها» (2).
(66)و أخرج(ك)ابن أبي شيبة عن أبي سعيد عن النّبي صلّى اللّه عليه و آله قال:
«يخرج في آخر الزمان خليفة،يعطي الحقّ بغير عدد» (3).
(67)و أخرج(ك)ابن أبي شيبة عن أبي سعيد قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:
«يخرج رجل من أهل بيتي عند انقطاع من الزمان،و ظهور من الفتن،يكون عطاؤه حثيا» (4).
(68)و أخرج(ك)الحاكم عن أبي هريرة:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:
«يخرج رجل يقال له:السفياني في عمق دمشق و عامة من يتبعه من كلب،
ص:111
فيقتل حتّى يبقر بطون النساء،و يقتل الصبيان فتجمع لهم قيس فيقتلها،حتّى لا يمنع ذنب تلعة (1)،و يخرج رجل من أهل بيتي في الحرة،فيبلغ السفياني فيبعث إليه جندا من جنده فيهزمهم،فيسير إليه السفياني بمن معه،حتّى إذا صار ببيداء من الأرض خسف بهم،فلا ينجو منهم إلاّ المخبر عنهم» (2).
(69)و أخرج(ك)الحاكم عن أبي سعيد قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:
«ينزل بأمتي في آخر الزمان بلاء شديد من سلطانهم،حتّى تضيق الأرض عنهم،فيبعث اللّه عز و جل رجلا من عترتي،فيملأ الأرض قسطا و عدلا،كما ملئت ظلما و جورا،يرضى عنه ساكن السماء و ساكن الأرض،لا تدخر الأرض
ص:112
شيئا من بذرها إلاّ أخرجته،و لا السماء شيئا من قطرها إلاّ صبّته،يعيش فيهم سبع سنين أو ثمان أو تسعا» (1).
(70)و أخرج ابن ماجة و الروياني و ابن خزيمة و أبو عوانة و الحاكم و أبو نعيم و اللفظ له عن أبي أمامة قال:خطبنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و ذكر الدجّال و قال:
«فتنفي المدينة الخبث منها كما ينفي الكير خبث الحديد،و يدعى ذلك اليوم يوم الخلاص».
فقالت أم شريك:فأين العرب يا رسول اللّه يومئذ؟
قال:«هم يومئذ قليل،و جلّهم ببيت المقدس،و إمامهم المهدي رجل صالح، فبينما إمامهم قد تقدّم يصلّي بهم الصبح إذ نزل عليهم عيسى بن مريم،فرجع ذلك الإمام ينكص يمشي القهقرى ليتقدّم عيسى فيضع عيسى يده بين كتفيه،ثمّ يقول له:تقدّم فصلّ،فإنّها لك أقيمت،فيصلّي بهم إمامهم» (2).
(71)و أخرج(ك)ابن أبي شيبة في المصنّف عن ابن سيرين قال:
«المهدي من هذه الأمّة،و هو الذي يؤمّ عيسى بن مريم عليهما السلام» (3).
ص:113
(72)و أخرج(ك)ابن أبي شيبة عن مجاهد قال:حدّثني فلان،رجل من أصحاب النّبي صلّى اللّه عليه و آله:
«أنّ المهدي لا يخرج حتّى تقتل النفس الزكية،فإذا قتلت النفس الزكية غضب عليهم من في السماء،و من في الأرض،فأتى الناس المهدي فزفّوه كما تزفّ العروس إلى زوجها ليلة عرسها،و هو يملأ الأرض قسطا و عدلا،و تخرج الأرض نباتها،و تمطر السماء مطرها،و تنعم أمتي ولايته نعمة لم تنعمها قطّ» (1).
(73)و أخرج(ك)ابن أبي شيبة عن أبي الجلد قال:
«تكون فتنة بعدها فتنة،الأولى في الآخرة كثمرة السوط يتبعها ذباب السيف (2)،
ص:114
ثم يكون بعد ذلك فتنة تستحلّ فيها المحارم كلّها،ثم تأتي خلافة خير أهل الأرض،و هو قاعد في بيته» (1).
(74)و أخرج(ك)نعيم بن حمّاد،و أبو الحسن الحربي في الأول من الحربيات، عن علي بن عبد اللّه بن عباس قال:
«لا يخرج المهدي حتّى تطلع مع الشمس آية» (2).
(75)و أخرج(ك)الدارقطني في سننه عن محمّد بن علي قال:
«إنّ لمهدينا آيتين لم تكونا منذ خلق اللّه السماوات و الأرض:ينكسف القمر لأول ليلة من رمضان،و تنكسف الشمس في النصف منه،و لم يكونا منذ خلق اللّه السماوات و الأرض» (3).
(76)و أخرج(ك)نعيم بن حمّاد و عمر بن شبّة عن عبد اللّه بن عمرو قال:
«إذا خسف بالجيش بالبيداء فهو علامة خروج المهدي» (4).
(77)و أخرج(ك)نعيم بن حمّاد و ابن عساكر و تمام في فوائده عن عبد اللّه بن عمرو قال:
«يخرج رجل من ولد حسن،من قبل المشرق،لو استقبل به الجبال لهدّها
ص:115
و اتّخذ فيها طرقا» (1).
(78)و أخرج أبو نعيم عن أبي أمامة قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:
«بينكم و بين الروم أربع هدن،يوم الرابعة على يدي رجل من أهل هرقل، يدوم سبع سنين»
فقال له رجل:يا رسول اللّه،من إمام الناس يومئذ؟
قال:«المهدي من ولدي،ابن أربعين سنة،كأنّ وجهه كوكب درّي،في خدّه الأيمن خال أسود،عليه عباءتان قطوانيتان (2)،كأنّه من رجال بني إسرائيل (3)، يستخرج الكنوز،و يفتح مدائن الشرك» (4).
(79)و أخرج(ك)نعيم بن حمّاد و الحاكم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:
«في ذي القعدة تجاذب القبائل،و عامئذ ينهب الحاجّ،فتكون ملحمة بمنى، حتّى يهرب صاحبهم فيبايع بين الركن و المقام و هو كاره،يبايعه مثل عدّة أهل بدر،يرضى عنه ساكن السماء و ساكن الأرض» (5).
ص:116
(80)و أخرج الروياني في مسنده و أبو نعيم عن حذيفة قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:
«المهدي رجل من ولدي،وجهه كالكوكب الدرّي» 1.
(81)و أخرج الروياني في مسنده و أبو نعيم عن حذيفة قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:
«المهدي رجل من ولدي،لونه لون عربي،و جسمه جسم إسرائيلي،على خدّه الأيمن خال كأنّه كوكب درّي،يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا،يرضى في خلافته أهل الأرض و أهل السماء،و الطير في الجوّ» 2.
(82)و أخرج(ك)ابن جرير في تهذيب الآثار و فيه:
«و وليكم الجابر خير أمة محمّد،الحقوه بمكّة فإنّه المهدي،و اسمه محمّد بن عبد اللّه،يخرج إليه الأبدال من الشام و عصب أهل المشرق،كأنّ قلوبهم زبر الحديد،رهبان بالليل ليوث بالنهار» 3.
(83)و أخرج أبو نعيم و أبو بكر بن المقري في معجمه عن ابن عمرو قال:
ص:117
قال النّبي صلّى اللّه عليه و آله:
«يخرج المهدي من قرية يقال لها:كرعة» (1).
(84)و أخرج أبو نعيم عن الحسين:أنّ النّبي صلّى اللّه عليه و آله قال لفاطمة:
«المهدي من ولدك» (2).
(85)و أخرج(ك)ابن عساكر عن الحسين:أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله قال:
«أبشري يا فاطمة المهدي منك» (3).
(86)و أخرج الطبراني في الكبير و أبو نعيم عن علي الهلالي:أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله قال لفاطمة:
«و الذي بعثني بالحقّ إنّ منهما-يعني من الحسن و الحسين-مهدي هذه الأمّة،إذا صارت الدنيا هرجا و مرجا،و تظاهرت الفتن،و تقطّعت السبل،و أغار بعضهم على بعض،فلا كبير يرحم صغيرا،و لا صغير يوقّر كبيرا،بعث اللّه عند ذلك منهما من يفتح حصون الضلالة و قلوبا غلفا،يقوم بالدين في آخر الزمان،كما قمت في أول الزمان،و يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا» (4).
ص:118
(87)و أخرج(ك)الطبراني عن عوف بن مالك:أنّ النّبي صلّى اللّه عليه و آله قال:
«تجيء فتنة غبراء مظلمة،ثمّ يتبع الفتن بعضها بعضا،حتّى يخرج رجل من أهل بيتي،يقال له:المهدي،فإن أدركته فاتّبعه و كن من المهتدين» (1).
(88)و أخرج(ك)الخطيب في المتّفق و المفترق عن أبي هريرة قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:
«يخلين الروم على و آل من عترتي،اسمه يواطئ اسمي،فيقتتلون بمكان يقال له:العماق (2)،فيقتلون فيقتل من المسلمين الثلث أو نحو ذلك،ثم يقتتلون يوما آخر،فيقتل من المسلمين نحو ذلك،ثم يقتتلون اليوم الثالث فيكون على الروم، فلا يزالون حتّى يفتتحوا القسطنطينية،فبينما هم يقتسمون فيها بالأترسة إذ أتاهم صارخ:إنّ الدجّال قد خلفكم في ذراريكم» (3).
(89)و أخرج(ك)ابن سعد و ابن أبي شيبة عن عبد اللّه بن عمرو أنّه قال:
«يا أهل الكوفة،أنتم أسعد الناس بالمهدي» (4).
(90)و أخرج(ك)نعيم بن حمّاد في كتاب الفتن بسند صحيح على شرط مسلم
ص:119
عن علي قال:
«الفتن أربع:فتنة السرّاء،و فتنة الضرّاء،و فتنة كذا-فذكر معدن الذهب-ثم يخرج رجل من عترة النّبي صلّى اللّه عليه و آله،يصلح اللّه على يديه أمرهم» (1).
(91)و أخرج(ك)نعيم بن حمّاد عن ابن أرطاة قال:
«يدخل السفياني الكوفة فيستلّها ثلاثة أيام،و يقتل من أهلها ستين ألفا،ثم يمكث فيها ثمان عشرة ليلة يقسم أموالها،و دخول الكوفة بعد ما يقاتل الترك و الروم بقدفنسيا (2)،ثم يبعث عليهم خلفهم فتن،فترجع طائفة منهم إلى خراسان، فيقتل السفياني و يهدم الحصون حتّى يدخل الكوفة،و يطلب أهل خراسان،و يظهر بخراسان قوم تذعن إلى المهدي،ثم يبعث السفياني إلى المدينة،فيأخذ قوما من آل محمّد صلّى اللّه عليه و آله حتّى يؤدّيهم الكوفة،ثم يخرج المهدي و منصور هاربين،و يبعث السفياني في طلبهما،فإذا بلغ المهدي و منصور الكوفة نزل جيش السفياني إليهما فيخسف بهم،ثم يخرج المهدي حتّى يمرّ بالمدينة،فيستنقذ من كان فيها من بني هاشم،و تقبل الرايات السود حتّى تنزل على الماء،فيبلغ من بالكوفة من أصحاب السفياني نزولهم،فيهربون،ثم ينزل الكوفة حتّى يستنقذ من فيها من بني هاشم،
ص:120
ثم يخرج قوم من سواد الكوفة يقال لهم:العصب (1)،ليس معهم سلاح إلاّ قليل، و فيهم بعض أهل البصرة،قد تركوا أصحاب السفياني،فيستنقذون ما في أيديهم من سبي الكوفة،و تبعث الرايات السود بالبيعة إلى المهدي» (2).
(92)و أخرج(ك)نعيم بن حمّاد عن محمد بن الحنفية قال:
«تخرج رايات سود لبني العباس،ثم تخرج من خراسان أخرى سود،قلانسهم سود،و ثيابهم بيض،على مقدّمتهم رجل يقال له:شعيب بن صالح من تميم، يهزمون أصحاب السفياني،حتّى ينزل بيت المقدس،و يوطئ للمهدي سلطانه، و يمدّ إليه ثلاثمائة من الشام،يكون بين خروجه و بين أن يسلّم الأمر للمهدي اثنان و سبعون شهرا» (3).
(93)و أخرج(ك)نعيم بن حمّاد عن الحسن قال:
«يخرج بالريّ رجل ربعة أسمر من بني تميم،محروم كوسج (4)،يقال له:شعيب ابن صالح،في أربعة آلاف،ثيابهم بيض،و راياتهم سود،يكون على مقدّمة المهدي،لا يلقاه أحد إلاّ فلّه» (5).
ص:121
(94)و أخرج(ك)نعيم عن علي قال:
«لا يخرج المهدي حتّى يقتل ثلث،و يموت ثلث،و يبقى ثلث» (1).
(95)و أخرج(ك)نعيم عن علي قال:
«لا يخرج المهدي حتّى يبصق بعضكم في وجه بعض» (2).
(96)و أخرج(ك)نعيم عن عمرو بن العاص قال:
«علامة خروج المهدي:إذا خسف بجيش بالبيداء،فهو علامة خروج المهدي» (3).
(97)و أخرج(ك)نعيم عن أبي قبيل قال:
«اجتماع الناس على المهدي سنة أربع و مائتين» (4).
(98)و أخرج(ك)نعيم عن عمّار بن ياسر قال:
«علامة المهدي:إذا انساب عليكم الترك،و مات خليفتكم الذي يجمع الأموال، و يستخلف بعده رجل ضعيف،فيخلع بعد سنتين من بيعته،و يخسف بغربي مسجد دمشق،و خروج ثلاثة نفر بالشام،و خروج أهل المغرب إلى مصر،و تلك أمارة السفياني» (5).
(99)و أخرج(ك)نعيم عن علي قال:
«إذا نادى مناد من السماء:أنّ الحقّ في آل محمّد،فعند ذلك يظهر المهدي
ص:122
على أفواه الناس،و يشربون حبّه،و لا يكون لهم ذكر غيره» (1).
(100)و أخرج(ك)نعيم بن حمّاد عن عمّار بن ياسر قال:
«المهدي على أوّله شعيب بن صالح» (2).
(101)و أخرج(ك)نعيم بن حمّاد عن أبي جعفر قال:
«يخرج شاب من بني هاشم،بكفّه اليمين خال،من خراسان برايات سود،بين يديه شعيب بن صالح،يقاتل أصحاب السفياني فيهزمهم» (3).
(102)و أخرج(ك)أيضا عن كعب بن علقمة قال:
«يخرج على لواء المهدي غلام حدث السنّ،خفيف اللحية،أصفر،لو قاتل الجبال لهدّها،حتّى ينزل إيلياء» (4).
(103)و أخرج(ك)أيضا عن كعب قال:
«إذا ملك رجل الشام،و آخر مصر،فاقتتل الشامي و المصري،و سبى أهل الشام قبائل من مصر،و أقبل رجل من المشرق برايات سود صغار قتل صاحب الشام،فهو الذي يؤدّي الطاعة إلى المهدي» (5).
ص:123
(104)و أخرج(ك)أيضا عن أبي قبيل:
«يكون بإفريقية أمير اثنتي عشرة سنة،و يكون بعده فتنة،ثمّ يملك رجل أسمر،يملؤها عدلا،ثمّ يسير إلى المهدي،فيؤدّي إليه الطاعة و يقاتل عنه» (1).
(105)و أخرج(ك)أيضا عن الحسن:
«أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله ذكر«فلا» (2)يلقاه أهل بيته،حتّى يبعث اللّه راية من المشرق سوداء،من نصرها نصره اللّه،و من خذلها خذله اللّه،حتّى يأتوا رجلا اسمه كاسمي فيولّونه أمرهم،فيؤيّده اللّه و ينصره» (3).
(106)و أخرج(ك)أيضا عن سعيد بن المسيب قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:
«تخرج من المشرق رايات سود لبني العباس،ثم يمكثون ما شاء اللّه،ثم تخرج رايات سود صغار تقاتل رجلا من ولد أبي سفيان و أصحابه،من قبل المشرق،يؤدّون الطاعة للمهدي» (4).
(107)و أخرج(ك)أيضا عن علي قال:
«تخرج رايات سود تقاتل السفياني،فيهم شاب من بني هاشم،في كفّه اليسرى خال،و على مقدّمته رجل من تميم،يدعى شعيب بن صالح،فيهزم أصحابه» (5).
(108)و أخرج(ك)أيضا عن عمّار بن ياسر قال:
ص:124
«إذا بلغ السفياني الكوفة و قتل أعوان آل محمد،خرج المهدي،على لوائه شعيب بن صالح» (1).
(109)و أخرج(ك)أيضا عن أبي جعفر قال:
«تنزل الرايات السود التي تخرج من خراسان الكوفة،فإذا ظهر المهدي بمكّة بعث إليه بالبيعة» (2).
(110)و أخرج(ك)أيضا عن كعب قال:
«إذا دارت رحى بني العباس،و ربط أصحاب الرايات خيولهم بزيتون الشام، يهلك اللّه لهم الأصهب،و يقتله و عامة أهل بيته على أيديهم،حتّى لا يبقى امرؤ منهم إلاّ هارب أو مختف،و تسقط الشعبتان:بنو جعفر و بنو العباس،و يجلس ابن آكلة الأكباد على منبر دمشق،و يخرج البرير إلى سرة الشام،فهو علامة خروج المهدي» (3).
(111)و أخرج(ك)أيضا عن علي بن أبي طالب قال:
«إذا خرجت خيل السفياني إلى الكوفة بعث في طلب أهل خراسان،و يخرج أهل خراسان في طلب المهدي،فيلتقي هو و الهاشمي برايات سود،على مقدّمته شعيب بن صالح،فيلتقي هو و السفياني بباب اصطخر (4)،فيكون بينهم ملحمة عظيمة،فتظهر الرايات السود،و تهرب خيل السفياني،فعند ذلك يتمنّى الناس
ص:125
المهدي و يطلبونه» (1).
(112)و أخرج(ك)أيضا عن أبي جعفر قال:
«بعث السفياني جنوده في الآفاق بعد دخوله الكوفة و بغداد،فيبلغه فزعه من وراء النهر من أرض خراسان،عليهم رجل من بني أمية،فيكون لهم وقعة بتونس (2)،و وقعة بدولاب الريّ (3)،و وقعة بتخوم زريح (4)،فعند ذلك تقبل الرايات السود من خراسان،على جميع الناس شاب من بني هاشم،بكفّه اليمنى خال،سهّل اللّه أمره و طريقه،ثم تكون لهم وقعة بتخوم خراسان،و يسير الهاشمي في طريق الريّ،فيبرح رجل من بني تميم من الموالي يقال له:شعيب ابن صالح إلى اصطخر،إلى الأموي،فيلتقي هو و المهدي و الهاشمي ببيضاء اصطخر،فتكون بينهما ملحمة عظيمة،حتّى تطأ الخيل الدماء إلى أرساغها،ثم يأتيه جنود من سجستان عظيمة،عليهم رجل من بني عدي،فيظهر اللّه أنصاره و جنوده،ثم تكون واقعة بالمدائن (5)،بعد وقعة الريّ،و في عاقرقوفا (6)،وقعة
ص:126
صلمية (1)،يخبر عنها كلّ ناج،ثمّ يكون بعدها ذبح عظيم ببابل،و وقعة في أرض من أرض نصيبين (2)،ثم يخرج على الأحوص قوم من سوادهم و هم العصب،عامتهم من الكوفة و البصرة،حتّى يستنقذوا ما في يديه من سبي كوفان» (3).
(113)و أخرج(ك)أيضا عن ضمرة بن حبيب و مشايخهم قالوا:
«يبعث السفياني خيله و جنوده،فيبلغ عامة المشرق من أرض خراسان و أرض فارس،فيثور بهم أهل المشرق فيقاتلونهم،و يكون بينهم وقعات في غير موضع، فإذا طال عليهم قتالهم إياه بايعوا رجلا من بني هاشم،و هم يومئذ في آخر المشرق،فيخرج بأهل خراسان على مقدّمته رجل من بني تميم مولى لهم،يقال له:شعيب بن صالح،أصفر،قليل اللحية،يخرج إليه في خمسة آلاف،فإذا بلغه خروجه شايعه،فيصيّره على مقدّمته،لو استقبل بهم الجبال الرواسي لهدّها (4)، فيلتقي هو و خيل السفياني فيهزمهم،فيقتل منهم مقتلة عظيمة،ثم تكون الغالبة للسفياني،و يهرب الهاشمي،و يخرج شعيب بن صالح مختفيا إلى بيت المقدس، يوطّئ للمهدي منزله إذا بلغه خروجه إلى الشام» (5).
قال الوليد:بلغني أنّ هذا الهاشمي أخو المهدي لأبيه.و قال بعضهم:هو ابن عمه،و قال بعضهم:إنّه لا يموت،و لكنّه بعد الهزيمة يخرج إلى مكّة،فإذا ظهر
ص:127
المهدي خرج (1).
(114)و أخرج(ك)أيضا عن علي بن أبي طالب قال:
«يخرج رجل قبل المهدي من أهل بيته بالمشرق،يحمل السيف على عاتقه ثمانية أشهر،يقتل و يمثّل،و يتوجّه إلى بيت المقدس،فلا يبلغه حتّى يموت» (2).
(115)و أخرج(ك)أيضا عن علي قال:
«يبعث بجيش إلى المدينة،فيأخذون من قدروا عليه من آل محمد و يقتل من بني هاشم رجالا و نساء،فعند ذلك يهرب المهدي و البيض من المدينة إلى مكة، فيبعث في طلبهما،و قد لحقا بحرم اللّه و أمنه» (3).
(116)و أخرج(ك)أيضا عن يوسف بن ذي قربا قال:
«يكون خليفة بالشام يغزو المدينة،فإذا بلغ أهل المدينة خروج الجيش إليهم خرج سبعة نفر منهم إلى مكة فاستخفوا،فيكتب صاحب المدينة إلى صاحب مكة:
إذا قدم عليك فلان و فلان-يسمّيهم بأسمائهم-فاقتلهم،فيعظم ذلك صاحب مكّة،ثم بنو مروان بينهم (4)،فيأتونه ليلا و يستجيرون به،فيقول:اخرجوا آمنين، فيخرجون.ثم يبعث إلى رجلين منهم فيقتل أحدهم و الآخر ينظر،ثم يرجع إلى أصحابه فيخرجون،ثم ينزلون جبلا من جبال الطائف،فيقيمون فيه و يبعثون إلى الناس،فينساب إليهم ناس،فإذا كان كذلك غزاهم أهل مكّة،فيهزمونهم
ص:128
و يدخلون مكّة،فيقتلون أميرها،و يكونون بها حتّى إذا خسف بالجيش استعدّ أمره و خرج» (1).
(117)و أخرج(ك)أيضا عن أبي قبيل قال:
«يبعث السفياني جيشا إلى المدينة،فيأمر بقتل كلّ من كان فيها من بني هاشم، فيقتلون و يفترقون هاربين إلى البراري و الجبال،حتّى يظهر أمر المهدي،فإذا ظهر بمكة اجتمع كلّ من شذّ منهم إليه بمكّة» (2).
(118)و أخرج(ك)أيضا عن أبي هريرة قال:
«يكون بالمدينة وقعة،يغرق فيها أحجار الزيت (3)،ما الحرّة عندها إلاّ كضربة سوط (4)،فيتنحّى عن المدينة قدر بريدين،ثم يبايع للمهدي» (5).
(119)و أخرج(ك)أيضا عن ابن عباس قال:
«يبعث صاحب المدينة إلى الهاشميّين بمكّة جيشا،فيهزمونهم،فيسمع بذلك الخليفة بالشام،فيقطع إليهم بعثا فيهم ستمائة غريب،فإذا أتوا البيداء،فينزلها في
ص:129
ليلة مقمرة،أقبل راعي ينظر إليهم و يعجب،فيقول:يا ويح أهل مكّة ما جاءهم! فينصرف إلى غنمه،ثمّ يرجع فلا يرى أحدا،فإذا هم قد خسف بهم،فيقول:
سبحان اللّه!ارتحلوا في ساعة واحدة،فيأتي منزلهم فيجد قطيفة قد خسف ببعضها و بعضها على ظهر الأرض،فيعالجها،فيعلم أنّه قد خسف بهم،فينطلق إلى صاحب مكّة،فيبشّره،فيقول صاحب مكة:الحمد للّه،هذه العلامة التي كنتم تخبرون،فيسيرون إلى الشام» (1).
(120)و أخرج(ك)أيضا عن أبي قبيل قال:
«لا يفلت منهم أحد إلاّ بشير و نذير،فأمّا الذي هو بشير فإنّه يأتي المهدي بمكّة و أصحابه،فيخبرهم بما كان من أمرهم،و الثاني يأتي السفياني فيخبره بما يؤول بأصحابه،و هما رجلان من كلب» (2).
(121)و أخرج(ك)أيضا عن كعب قال:
«علامة خروج المهدي:ألوية تقبل من المغرب،عليها رجل أعرج من كندة» (3).
(122)و أخرج(ك)أيضا عن أبي هريرة قال:
«يخرج السفياني و المهدي كفرسي رهان،فيغلب السفياني على ما يليه، و المهدي على ما يليه» (4).
(123)و أخرج(ك)أيضا عن جعفر:
ص:130
«يقوم المهدي سنة مائتين» (1).
(124)و أخرج(ك)أيضا عن الزهري قال:
«يستخرج المهدي كارها من مكّة من ولد فاطمة فيبايع» (2).
(125)و أخرج(ك)أيضا عن أبي جعفر قال:
«يظهر المهدي بمكّة عند العشاء،معه راية رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و قميصه و سيفه، و علامات و نور و بيان،فإذا صلّى العشاء نادى بأعلى صوته،يقول:أذكّركم اللّه أيها الناس و مقامكم بين يدي ربّكم،فقد اتّخذ الحجر (3)،و بعث الأنبياء،و أنزل الكتاب و أمركم أن لا تشركوا به شيئا،و أن تحافظوا على طاعته و طاعة رسوله صلّى اللّه عليه و آله و أن تحيوا ما أحيا القرآن،و تميتوا ما أمات،و تكونوا أعوانا على الهدى،و وزراء على التقوى،فإنّ الدنيا قد دنا فناؤها و زوالها،و أذنت بانصرام، فإنّي أدعوكم إلى اللّه و إلى رسوله،و العمل بكتابه،و إماتة الباطل،و إحياء سنّته، فيظهر في ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا،عدد أهل بدر على غير ميعاد،قزعا كقزع الخريف (4)،رهبان بالليل أسد بالنهار،فيفتح اللّه للمهدي أرض الحجاز،و يستخرج من كان في السجن من بني هاشم،و تنزل الرايات السود الكوفة،فيبعث بالبيعة إلى المهدي،و يبعث المهدي جنوده في الآفاق،و يميت الجور و أهله،و تستقيم له البلدان،و يفتح اللّه على يديه القسطنطينية» (5).
ص:131
(126)و أخرج(ك)أيضا عن ابن مسعود قال:
«إذا انقطعت التجارات و الطرق،و كثرت الفتن،خرج سبعة نفر علماء من أفق شتّى على غير ميعاد،يبايع لكلّ رجل منهم ثلاثمائة و بضعة عشر رجلا،حتّى يجتمعوا بمكّة،فيلتقي السبعة،فيقول بعضهم لبعض:ما جاء بكم؟فيقولون:جئنا في طلب هذا الرجل الذي ينبغي أن تهدأ على يديه هذه الفتن،و تفتح له القسطنطينية،قد عرفناه باسمه و اسم أبيه و أمه و جيشه (1)،فيتّفق السبعة على ذلك، فيطلبونه فيصيبونه بمكّة،فيقولون له:أنت فلان ابن فلان؟فيقول:لا،بل أنا رجل من الأنصار،حتّى يفلت منهم،فيصفونه لأهل الخبر منه و المعرفة به،فيقال:هو صاحبكم الذي تطلبونه،و قد لحق بالمدينة،فيطلبونه بالمدينة،فيخالفهم إلى [أهل] (2)مكة،فيطلبونه بمكّة فيصيبونه،فيقولون:أنت فلان بن فلان،و أمك فلانة ابنة فلان،و فيك آية كذا و كذا؟و قد أفلت منّا مرة،فمدّ يدك نبايعك، فيقول:لست بصاحبكم،حتّى يفلت منهم،فيطلبونه بالمدينة فيخالفهم إلى مكّة، فيصيبونه بمكّة عند الركن،و يقولون له:إثمنا عليك،و دماؤنا في عنقك إن لم تمدّ يدك نبايعك،هذا عسكر السفياني قد توجّه في طلبنا،عليهم رجل من حرام (3)، فيجلس بين الركن و المقام،فيمدّ يده،فيبايع له،فيلقي اللّه محبّته في صدور الناس،فيصير مع قوم أسد بالنهار رهبان بالليل» (4).
(127)و أخرج(ك)أيضا عن الوليد بن مسلم قال:حدثني محمد:
ص:132
«أنّ المهدي و السفياني و كلبا يقتتلون في بيت المقدس حين تستقبله البيعة، فيؤتى بالسفياني أميرا،فيأمر به فيذبح على باب الرحبة،ثم تباع نساؤهم و غنائمهم على درج دمشق» (1).
(128)و أخرج(ك)أيضا عن الوليد بن مسلم،عن محمد بن علي قال:
«إذا سمع العائذ الذي بمكّة الخسف خرج مع اثني عشر ألفا،فيهم الأبدال،حتّى ينزلوا إيلياء،فيقول الذي بعث الجيش حين يبلغه الخبر من إيلياء:لعمر اللّه،لقد جعل اللّه في هذا الرجل عبرة،بعثت إليه ما بعثت فساحوا في الأرض (2)،إنّ في هذا لعبرة و نصرة،فيؤدّي إليه السفياني الطاعة،فيخرج حتّى يلقى كلبا،و هم أخواله،فيعيّرونه بما صنع،و يقولون:
كساك اللّه قميصا فخلعته!فيقول:ما ترون أستقيله البيعة؟فيقولون:نعم، فيأتيه إلى إيلياء فيقول:أقلني،فيقول:بلى،فيقول له:أ تحبّ أن أقيلك؟فيقول:
نعم،فيقيله،ثم يقول:هذا رجل قد خلع طاعتي،فيأمر به عند ذلك فيذبح على بلاطة باب إيلياء،ثم يسير إلى كلب فينهبهم،فالخائب من خاب يوم نهب كلب» (3).
(129)و أخرج(ك)أيضا عن علي قال:
«إذا بعث السفياني إلى المهدي جيشا فخسف بهم بالبيداء،و بلغ ذلك أهل الشام،قال لخليفتهم:قد خرج المهدي فبايعه و ادخل في طاعته و إلاّ قتلناك، فيرسل إليهم بالبيعة،و يسير المهدي حتّى ينزل بيت المقدس،و تنقل إليه
ص:133
الخزائن،و يدخل العرب و العجم،و أهل الحرب و الروم و غيرهم في طاعته من غير قتال،حتّى يبني المساجد بالقسطنطينية و ما دونها،و يخرج قبله رجل من أهل بيت بالمشرق،و يحمل السيف على عاتقه ثمانية أشهر،يقتل و يمثّل،و يتوجّه إلى بيت المقدس،فلا يبلغه حتّى يموت» (1).
(130)و أخرج(ك)أيضا عن علي قال:
«تفرج الفتن برجل منّا،يسومهم خسفا،لا يعطيهم إلاّ السيف،يضع السيف على عاتقه ثمانية أشهر،حتّى يقولوا:و اللّه ما هذا من ولد فاطمة!و لو كان من ولدها لرحمنا،يغريه اللّه ببني العباس و بني أمية» (2).
(131)و أخرج(ك)أيضا عن أبي جعفر قال:
«لا يخرج المهدي حتّى تروا الظلمة» (3).
(132)و أخرج(ك)أيضا عن مطر الورّاق قال:
«لا يخرج المهدي حتّى يكفر باللّه جهرا» (4).
(133)و أخرج(ك)أيضا عن ابن سيرين قال:
«لا يخرج المهدي حتّى يقتل من كلّ تسعة سبعة» (5).
(134)و أخرج(ك)أيضا عن كعب قال:
ص:134
«المهدي خاشع للّه،كخشوع النسر لجناحه» (1).
(135)و أخرج(ك)أيضا عن عبد اللّه بن الحارث قال:
«يخرج المهدي و هو ابن أربعين سنة،كأنّه رجل من بني إسرائيل» (2).
(136)و أخرج(ك)أيضا عن أبي الطفيل:
أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله وصف المهدي فذكر ثقلا في لسانه،و ضرب فخذه اليسرى بيده اليمنى إذا أبطأ عليه الكلام،اسمه اسمي،و اسم أبيه اسم أبي (3).
(137)و أخرج(ك)أيضا عن محمّد بن حمير قال:
«المهدي أزجّ (4)،أبلج (5)،أعين (6)،يجيء من الحجاز،حتّى يستوي على منبر
ص:135
دمشق،و هو ابن ثمان عشرة سنة» (1).
(138)و أخرج(ك)أيضا عن علي بن أبي طالب قال:
«المهدي مولده بالمدينة (2)،من أهل بيت النّبي صلّى اللّه عليه و آله،و اسمه اسم نبي،و مهاجره بيت المقدس،كثّ اللحية،أكحل العينين (3)،برّاق الثنايا (4)،في وجهه خال،في كتفه علامة النّبي صلّى اللّه عليه و آله،يخرج براية النّبي صلّى اللّه عليه و آله من مرط معلّمة (5)،سوداء مربعة،فيها حجر (6)،
ص:136
لم تنشر منذ توفّي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله،و لا تنشر حتّى يخرج المهدي،يمدّه اللّه بثلاثة آلاف من الملائكة،يضربون وجوه من خالفهم و أدبارهم،يبعث و هو ما بين الثلاثين إلى الأربعين» (1).
(139)و أخرج(ك)أيضا عن علي قال:
«المهدي منّي،من قريش،آدم،ضرب من الرجال» (2).
(140)و أخرج(ك)أيضا عن أرطاء قال:
«المهدي ابن عشرين سنة» (3).
(141)و أخرج(ك)أيضا عن ابن مسعود عن النّبي صلّى اللّه عليه و آله قال:
«اسم المهدي محمد» (4).
(142)و أخرج(ك)أيضا عن أبي سعيد الخدري عن النّبي صلّى اللّه عليه و آله قال:
«اسم المهدي اسمي» (5).
(143)و أخرج(ك)أيضا عن قتادة قال:
قلت لسعيد بن المسيّب:المهدي حقّ هو؟
ص:137
قال:نعم
قلت:ممّن هو؟
قال:من ولد فاطمة (1).
(144)و أخرج(ك)أيضا عن ابن عباس قال:
«المهدي شاب منّا أهل البيت».
قيل:عجز عنها شيوخكم و يرجوها شبابكم؟!قال:«يفعل اللّه ما يشاء» (2).
(145)و أخرج(ك)أيضا عن ابن عباس قال:
«المهدي منّا،يدفعها إلى عيسى بن مريم» (3).
(146)و أخرج(ك)أيضا عن علي عن النّبي صلّى اللّه عليه و آله قال:
«المهدي رجل من عترتي،يقاتل على سنّتي كما قاتلت أنا على الوحي» (4).
(147)و أخرج(ك)أيضا عن الزهري قال:
«يخرج المهدي بعد الخسف،في ثلاثمائة و أربعة عشر رجلا عدد أهل بدر (5)، فيلتقي هو و صاحب جيش السفياني،و أصحاب المهدي يومئذ جنّتهم البرادع
ص:138
-يعني تراسهم-و يقال:إنّه يسمع يومئذ صوت مناد من السماء ينادي:ألا إنّ أولياء اللّه أصحاب فلان-يعني المهدي-فتكون الدبرة (1)،على أصحاب السفياني،فيقتلون لا يبقى منهم إلاّ الشريد،فيهربون إلى السفياني فيخبرونه، و يخرج المهدي إلى الشام،فيتلقى السفياني المهدي ببيعته،و يسارع الناس إليه من كلّ وجه،و يملأ الأرض عدلا» (2).
(148)و أخرج(ك)أيضا عن عبد اللّه بن مسعود قال:
«يبايع المهدي سبعة رجال علماء،توجّهوا إلى مكّة من أفق شتّى،على غير ميعاد،قد بايع لكلّ رجل منهم ثلاثمائة و بضعة عشر رجلا،فيجتمعون بمكّة فيبايعونه،و يقذف اللّه محبّته في صدور الناس،فيسير بهم،و قد توجّه إلى الذين بايعوا السفياني بمكّة،عليهم رجل من جرم (3)،فإذا خرج بين مكّة خلف أصحابه، و مشى في إزار و رداء،حتّى يأتي الحرم فيبايع له،فيندمه كلب على بيعته،فيأتيه فيستقيله البيعة،فيقتله،ثم يغير جيوشه لقتاله،فيهزمهم،و يهزم اللّه على يديه الروم،و يذهب اللّه على يديه الفقر،و ينزل الشام» (4).
(149)و أخرج(ك)أيضا عن أرطاة قال:
«يدخل الصخري (5)الكوفة،ثم يبلغه ظهور المهدي بمكّة،فيبعث إليه من الكوفة بعثا فيخسف به،فلا ينجوا منهم إلاّ بشير إلى المهدي،و نذير إلى
ص:139
الاصطخري (1)،فيقبل المهدي من مكة،و الصخري من الكوفة نحو الشام،كأنّهما فرسا رهان،فيسبقه الصخري،فيقطع بعثا آخر من الشام إلى المهدي،فيأتون المهدي بأرض الحجاز،فيبايعونه بيعة الهدى،و يقبلون معه حتّى ينتهوا إلى حدّ الشام،الذي بين الشام و الحجاز،فيقيم بها و يقال له:انفذ،فيكره المجاز، و يقول:أكتب إلى ابن عمي فلان بخلع طاعتي،فأنا صاحبكم،فإذا وصل الكتاب إلى الصخري بايع،و سار إلى المهدي حتّى ينزل بيت المقدس،و لا يترك المهدي بيد رجل من الشام فترا من الأرض إلاّ ردّها على أهل الذمة (2)،و ردّ المسلمين إلى الجهاد،فيمكث في ذلك ثلاث سنين،ثم يخرج رجل من كلب يقال له:كنانة، يعينه كوكب،في رهط من قومه حتّى يأتي الصخري،فيقول:بايعناك و نصرناك حتّى إذا ملكت بايعت هذا؟!ليخرجنّ فليقاتلنّ،فيقول:في من أخرج؟فيقول:
لا تبقى عامرية أمها أكبر منك إلاّ لحقتك،لا يتخلّف عنك ذات خفّ و لا ظلف، فيرحل و ترحل معه عامر بأسرها حتّى ينزل بيسان (3)،و يوجّه إليهم المهدي راية، و أعظم راية في زمان المهدي مائة رجل،فينزلون على ماء ثم إبراهيم (4)،فتصفّ
ص:140
كلب خيلها و رجالها و إبلها و غنمها،فإذا تشاءمت الخيلات (1)،ولّت كلب أدبارها، و أخذ الصخري فيذبح على الصفا المتعرّضة على وجه الأرض،عند الكنيسة التي في بطن الوادي،على طرف درج طور زيتا (2)،المقنطرة التي على يمين الوادي على الصفا المتعرّضة على وجه الأرض،عليها يذبح كما تذبح الشاة،فالخائب من خاب يوم كلب،حتّى تباع العذراء بثمانية دراهم» (3).
(150)و أخرج(ك)أيضا عن الوليد بن مسلم قال:
«لا يخرج المهدي حتّى يقوم السفياني على أعوادها» (4).
(151)و أخرج(ك)أيضا عن كعب قال:
«المهدي يبعث بقتال الروم،يعطى معه عشرة،يستخرج تابوت السكينة من غار أنطاكية» (5).
ص:141
(152)و أخرج(ك)أيضا عن كعب قال:
«إنّما سمّي المهدي لأنّه يهدي لأمر قد خفي،يستخرج التابوت من أرض يقال لها:أنطاكية» (1).
(153)و أخرج(ك)أيضا عن عبد اللّه بن شريك قال:
«مع المهدي رآية رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله المعلّمة» 2.
(154)و أخرج(ك)أيضا عن ابن سيرين قال:
«على رآية المهدي مكتوب:البيعة للّه» 3.
(155)و أخرج(ك)أيضا عن طاوس قال:
«علامة المهدي أن يكون شديدا على العمّال،جوادا بالمال،رحيما بالمساكين» 4.
ص:142
(156)و أخرج(ك)أيضا عن علي قال:
«تكون فتن،ثم تكون جماعة على رأس رجل من أهل بيتي،ليس له عند اللّه خلاق،فيقتل أو يموت،فيقوم المهدي» (1).
(157)و أخرج(ك)أيضا عن ضمرة عن بعض أصحابه قال:
«لا يخرج المهدي حتّى لا يبقى قيل و لا ابن قيل إلاّ هلك»و القيل:الرأس (2).
(158)و أخرج(ك)أيضا عن أبي قبيل قال:
«يملك رجل من بني هاشم فيقتل بني أمية حتّى لا يبقي منهم إلاّ اليسير، لا يقتل غيرهم،ثم يخرج رجل من بني أمية فيقتل لكلّ رجل اثنين حتّى لا يبقي إلاّ النساء،ثمّ يخرج المهدي» (3).
(159)و أخرج(ك)أيضا عن سعيد بن المسيب قال:
«تكون فتنة،كأنّ أولها لعب الصبيان،كلّما سكنت من جانب طمت من جانب آخر (4)،فلا تتناهى حتّى ينادي مناد من السماء:ألا إنّ الأمير فلان،ذلكم الأمير حقّا،ثلاث مرّات» (5).
(160)و أخرج(ك)أيضا عن أبي جعفر قال:
«ينادي مناد من السماء:أنّ الحقّ في آل محمد،و ينادي مناد من الأرض:إنّ الحقّ في آل عيسى-أو قال:العباس،شكّ فيه-و إنّما الصوت الأسفل كلمة
ص:143
الشيطان،و الصوت الأعلى كلمة اللّه العليا» (1).
(161)و أخرج(ك)أيضا عن إسحاق،عن يحيى،عن أمه و كانت قديمة،قال:
«قلت لها في فتنة ابن الزبير:إنّ هذه الفتنة تهلك الناس؟
قالت:كلاّ يا بني،و لكن بعدها فتنة تهلك الناس،لا يستقيم أمرهم حتّى ينادي مناد من السماء:عليكم بفلان (2).
(162)و أخرج(ك)أيضا عن شهر بن حوشب قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:
«في المحرّم ينادي مناد من السماء:ألا إنّ صفوة اللّه فلان،فاسمعوا له و أطيعوا،في سنة الضرب و المعمعة» (3).
(163)و أخرج(ك)أيضا عن عمّار بن ياسر قال:
«إذا قتل النفس الزكية و آخره تقتل بمكّة صنيعة،نادى مناد من السماء:إنّ أميركم فلان،و ذلك المهدي الذي يملأ الأرض خصبا و عدلا» (4).
(164)و أخرج(ك)أيضا عن سعيد بن المسيب قال:
«تكون فرقة و اختلاف حتّى يطلع كفّ من السماء و ينادي مناد من السماء:إنّ أميركم فلان» (5).
ص:144
(165)و أخرج(ك)أيضا عن الزهري قال:
«[إذا]التقى السفياني و المهدي للقتال،يومئذ يسمع صوت من السماء:ألا إنّ أولياء اللّه أصحاب فلان،يعني المهدي».
و قالت أسماء بنت عميس:إنّ أمارة ذلك اليوم:أنّ كفّا من السماء مدلاة ينظر إليها الناس (1).
(166)و أخرج(ك)أيضا عن الحكم بن نافع قال:
«إذا كان الناس بمنى و عرفات نادى مناد بعد أن تتحارب القبائل:ألا إنّ أميركم فلان،و يتبعه صوت آخر:ألا إنّه قد صدق،فيقتتلون قتالا شديدا،فجلّ سلاحهم البرادع،و عند ذلك يرون كفّا معلّمة في السماء و يشتدّ القتال،حتّى لا يبقى من أنصار الحقّ إلاّ عدّة أهل بدر،فيذهبون حتّى يبايعوا صاحبهم» (2).
(167)و أخرج(ك)أيضا عن عبد اللّه بن عمرو قال:
«يحجّ الناس معا،و يعرفون معا،على غير إمام،فبينما هم نزول بمنى إذ أخذهم كالكلب (3)،فثارت القبائل بعضهم إلى بعض،فاقتتلوا حتّى تسيل العقبة دما،
ص:145
فيفزعون إلى خيرهم فيأتونه و هو ملصق وجهه إلى الكعبة يبكي،كأنّي أنظر إلى دموعه،فيقولون:هلمّ إلينا فلنبايعك،فيقول:ويحكم كم من عهد نقضتموه؟!و كم من دم سفكتموه؟!فيبايع كرها،فإن أدركتموه فبايعوه،فإنّه المهدي في الأرض، و المهدي في السماء» (1).
(168)و أخرج(ك)أيضا عن ابن عباس يقول:
«يبعث المهدي بعد إياس،و حتّى يقول الناس:لا مهدي،و أنصاره ناس من أهل الشام،عددهم ثلاثمائة و خمسة عشر رجلا،عدد أصحاب بدر،يسيرون إليه من الشام حتّى يستخرجوه من بطن مكّة،من دار عند الصفا،فيبايعونه كرها، فيصلّي بهم ركعتين،عند المقام يصعد المنبر» (2).
(169)و أخرج(ك)أيضا عن أبي هريرة قال:
«يبايع المهدي بين الركن و المقام،لا يوقظ نائما،و لا يهريق دما» (3).
(170)و أخرج(ك)أيضا عن قتادة قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:
«يخرج المهدي من المدينة إلى مكّة،فيستخرجه الناس من بينهم،فيبايعونه بين الركن و المقام و هو كاره» (4).
ص:146
(171)و أخرج(ك)أيضا عن علي قال:
«إذا خرجت الرايات السود من السفياني التي فيها شعيب بن صالح،تمنّى الناس المهدي،فيطلبونه،فيخرج من مكّة و معه راية رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فيصلّي ركعتين بعد أن ييأس الناس من خروجه،لما طال عليهم من البلايا،فإذا فرغ من صلاته انصرف فقال:يا أيها الناس،ألحّ البلاء بأمة محمّد و بأهل بيته خاصّة،فهو باغ بغى علينا» (1).
(172)و أخرج(ك)أيضا عن كعب قال قتادة:
«المهدي خير الناس،أهل نصرته و بيعته من أهل كوفان و اليمن و أبدال الشام، مقدّمته جبريل،و ساقته ميكائيل،محبوب في الخلائق،يطفئ اللّه به الفتنة العمياء،و تأمن الأرض،حتّى إنّ المرأة لتحجّ في خمس نسوة ما معهنّ رجل، لا تتّقي شيئا إلاّ اللّه،تعطي الأرض زكاتها،و السماء بركتها» (2).
(173)و أخرج(ك)أيضا عن مطر (3)،أنّه ذكر عنده عمر بن عبد العزيز،فقال:
«بلغنا أنّ المهدي يصنع شيئا لم يصنعه عمر بن عبد العزيز،قلنا:ما هو؟قال:يأتيه [رجل]فيسأله،فيقول:ادخل بيت المال فخذ،فيدخل و يخرج،و يرى الناس شباعا، فيندم فيرجع إليه،فيقول:خذ ما أعطيتني،فيأبى و يقول:إنّا نعطي و لا نأخذ» (4).
ص:147
(174)و أخرج(ك)أيضا عن كعب يقول:
«إنّي أجد المهدي مكتوبا في أسفار الأنبياء،ما في عمله ظلم و لا عيب» (1).
(175)و أخرج(ك)أيضا من طريق ضمرة عن محمّد بن سيرين،أنّه ذكر فتنة تكون فقال:
«إذا كان ذلك فاجلسوا في بيوتكم حتّى تسمعوا على الناس بخير من أبي بكر و عمر،قيل:أ فيأتي خير من أبي بكر و عمر؟قال:قد كان يفضل على بعض» (2).
قلت:في هذا ما فيه،و قد قال ابن أبي شيبة في المصنّف في باب المهدي:
حدّثنا أبو أسامة عن عوف عن محمّد-هو ابن سيرين-قال:
«يكون في هذه الأمّة خليفة لا يفضل عليه أبو بكر و لا عمر» (3).
قلت:هذا إسناد صحيح،و هذا اللفظ أخفّ من اللفظ الأول،و الأوجه عندي
ص:148
تأويل اللفظين على ما أوّل عليه حديث:«بل أجر خمسين منكم»لشدّة الفتن في زمان المهدي،و تمالؤ الروم بأسرها عليه،و محاصرة الدجّال له،و ليس المراد بهذا التفضيل الراجع إلى زيادة الثواب و الرفعة عند اللّه،فالأحاديث الصحيحة و الإجماع على أنّ أبا بكر و عمر أفضل الخلق بعد النبيّين و المرسلين (1).
(176)و أخرج(ك)نعيم بن حمّاد عن أبي سعيد الخدري عن النّبي صلّى اللّه عليه و آله قال:
«يأوي إلى المهدي أمته كما تأوي النحل إلى يعسوبها (2)،يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا،حتّى يكون الناس على مثل أمرهم الأول،لا يوقظ نائما، و لا يهريق دما» (3).
(177)و أخرج(ك)أيضا عن الوليد بن مسلم قال:سمعت رجلا يحدّث
ص:149
قوما فقال:
«المهديون ثلاثة:مهدي الخير عمر بن عبد العزيز،و مهدي الدم و هو الذي تسكن عليه الدماء،و مهدي الدين عيسى بن مريم تسلم أمته في زمانه» (1).
(178)و أخرج(ك)أيضا عن كعب أنّه قال:
«مهدي الخير يخرج بعد السفياني» (2).
(179)و أخرج(ك)أيضا عن طاوس قال:
«إذا كان المهدي:يبذل المال،و يشدّ على العمال،و يرحم المساكين» (3).
(180)و أخرج(ك)أيضا عن طاوس قال:
«وددت أنّي لا أموت حتّى أدرك زمان المهدي،يزاد للمحسن في إحسانه، و يثاب فيه على المسيء» (4).
(181)و أخرج(ك)أيضا عن أبي سعيد الخدري عن النّبي صلّى اللّه عليه و آله قال:
«المهدي يصلحه اللّه في ليلة واحدة» (5).
(182)و أخرج(ك)أيضا عن عمر بن الخطاب أنّه ولج البيت و قال:
«و اللّه ما أدري،أدع خزائن البيت و ما فيه من السلاح و المال أو أقسمه في سبيل اللّه؟».
ص:150
فقال له علي بن أبي طالب:«امض يا أمير المؤمنين،فلست بصاحبه،إنّما صاحبه منّا،شاب من قريش،يقسمه في سبيل اللّه في آخر الزمان» (1).
(183)و أخرج(ك)أيضا عن كعب قال:
«لواء يعقده المهدي يبعثه إلى الترك،فيهزمهم و يأخذ ما معهم من السبي و الأموال،ثم يصير إلى الشام فيفتحها،ثم يعتق كلّ مملوك معه،و يعطي أصحابه قيمتهم» (2).
(184)و أخرج(ك)أيضا عن ابن لهيعة قال:
«يتمنّى في زمن المهدي الصغير الكبر،و الكبير الصغر» (3).
(185)و أخرج(ك)أيضا عن صباح قال:
«يمكث المهدي فيهم تسعا و ثلاثين سنة،يقول الصغير:يا ليتني كبرت،و يقول الكبير:يا ليتني كنت صغيرا» (4).
(186)و أخرج(ك)أيضا عن عبد اللّه بن عمرو قال:
«المهدي ينزل عليه عيسى بن مريم،و يصلّي خلفه عيسى» (5).
(187)و أخرج(ك)أيضا عن كعب قال:
ص:151
«المهدي من ولد العباس» (1).
(188)و أخرج(ك)أيضا عن الزهري قال:
«المهدي من ولد فاطمة» (2).
(189)و أخرج(ك)أيضا عن كعب قال:
ص:152
«ما المهدي إلاّ من قريش،و ما الخلافة إلاّ فيهم» (1).
(190)و أخرج(ك)أيضا عن علي قال:
«المهدي رجل منّا،من ولد فاطمة» (2).
(191)و أخرج(ك)أيضا عن ابن عمر أنّه قال لابن الحنفية:
«المهدي الذي يقولون كما يقال:الرجل الصالح،إذا كان الرجل صالحا قيل له:
المهدي» (3).
(192)و أخرج(ك)أيضا عن أرطاة قال:
«يبقى المهدي أربعين عاما» (4).
(193)و أخرج(ك)أيضا عن بقية بن الوليد قال:
«حياة المهدي ثلاثون سنة» (5).
(194)و أخرج(ك)أيضا عن محمد بن حمير عن أبيه قال:
«يملك المهدي سبع سنين و شهرين و أياما» (6).
(195)و أخرج(ك)أيضا عن دينار بن دينار قال:
«بقاء المهدي أربعون سنة» (7).
(196)و أخرج(ك)أيضا عن الزهري قال:
ص:153
«يعيش المهدي أربع عشرة سنة،ثم يموت موتا» (1).
(197)و أخرج(ك)أيضا عن علي قال:
«يلي المهدي أمر الناس ثلاثين أو أربعين سنة» (2).
(198)و أخرج(ك)أيضا عن كعب قال:
«يموت المهدي موتا ثم يلي الناس بعده رجل من أهل بيته،فيه خير و شرّ، و شرّه أكثر من خيره،يغصب الناس،يدعوهم إلى الفرقة بعد الجماعة،بقاؤه قليل، يثور به رجل من أهل بيته فيقتله» (3).
ص:154
(199)و أخرج(ك)أيضا عن الزهري قال:
«يموت المهدي موتا،ثم يصير الناس بعده في فتنة،و يقبل إليهم رجل من بني مخزوم فيبايع له،فيمكث زمانا،ثم ينادي مناد من السماء ليس بإنس و لا جان:
بايعوا فلانا،و لا ترجعوا على أعقابكم بعد الهجرة،فينظرون فلا يعرفون الرجل، ثم ينادي ثلاثا،ثم يبايع المنصور فيصير إلى المخزومي،فينصره اللّه عليه،فيقتله و من معه» (1).
(200)و أخرج(ك)أيضا عن كعب قال:
«يتولّى رجل من بني مخزوم،ثم رجل من الموالي،ثم يسير رجل من المغرب،رجل جسيم طويل عريض ما بين المنكبين،فيقتل من لقيه حتّى يدخل بيت المقدس،فيموت موتا،فتكون الدنيا شرّا ممّا كانت،ثم يلي بعده رجل من مضر يقتل أهل الصلاح،ظلوم غشوم،ثم يلي من بعد المضري العماني القحطاني،يسير سيرة أخيه المهدي،و على يديه تفتح مدينة الروم» (2).
(201)و أخرج(ك)أيضا عن الوليد عن معمر قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:
«ما القحطاني بدون المهدي» (3).
(202)و أخرج(ك)أيضا عن عبد اللّه بن عمرو قال:
«بعد الجبابرة:الجابر،ثم المهدي،ثم المنصور،ثمّ السلم،ثم أمير العصب» (4).
(203)و أخرج(ك)أيضا عن ابن عمرو أنّه قال:
«يا معشر اليمن،يقولون:إنّ المنصور منكم،و الذي نفسي بيده،إنّه لقرشي
ص:155
أبوه،و لو أشاء أن أسمّيه إلى أقصى جدّ هو له لفعلت» (1).
(204)و أخرج(ك)أيضا عن قيس بن جابر الصدفي:أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله قال:
«سيكون من أهل بيتي رجل يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا،ثم من بعده القحطاني،و الذي نفسي بيده ما هو دونه» (2).
(205)و أخرج(ك)أيضا عن أرطاة قال:
«ينزل المهدي بيت المقدس،ثم يكون خلف من أهل بيته بعده،تطول مدّتهم و يحبرون (3)،حتّى يصلّي الناس على بني العباس،فلا يزال الناس كذلك حتّى يغزو مع واليهم القسطنطينية،و هو رجل صالح يسلّمها إلى عيسى بن مريم،و لا يزال الناس في رخاء ما لم ينتقص ملك بني العباس،فإذا انتقص ملكهم لم يزالوا في فتن حتّى يقوم المهدي» (4).
(206)و أخرج(ك)أيضا عن عبد اللّه بن عمرو قال:
ص:156
«ثلاثة أمراء يتوالون،تفتح كلّها عليهم،كلّهم صالح:الجابر ثم المفرّج ثم ذو العصب،يمكثون أربعين سنة،ثم لا خير في الدنيا بعدهم» (1).
(207)و أخرج(ك)أيضا عن سليمان بن عيسى قال:
«بلغني أنّ المهدي يمكث أربع عشرة سنة ببيت المقدس،ثم يموت،ثم يكون من بعده رجل من قوم تبّع يقال له:المنصور،يمكث ببيت المقدس إحدى و عشرين سنة،ثم يقتل،ثم يملك المولى،يمكث ثلاث سنين،ثم يقتل،ثم يملك بعده هشيم (2)المهدي ثلاث سنين و أربعة أشهر و عشرة أيام» (3).
(208)و أخرج(ك)أيضا عن كعب قال:
«يكون بعد المهدي خليفة من أهل اليمن من قحطان،أخو المهدي في دينه، يعمل بعمله،و هو الذي يفتح مدينة الروم و يصيب غنائمها» (4).
(209)و أخرج(ك)أيضا عن أرطاة قال:
«يكون بين المهدي و بين الروم هدنة،ثم يهلك المهدي،ثم يلي رجل من أهل بيته يعدل قليلا،ثم يقتل» (5).
(210)و أخرج(ك)أيضا عن قيس بن جابر الصدفي:أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله قال:
ص:157
«القحطاني بعد المهدي و ما هو دونه» (1).
(211)و أخرج(ك)أيضا عن أرطاة قال:
«بلغني أنّ المهدي يعيش أربعين عاما،ثم يموت على فراشه،ثم يخرج رجل من قحطان مثقوب الأذنين،على سيرة المهدي بقاؤه عشرون سنة،ثم يموت قتيلا بالسلاح،ثم يخرج رجل من أهل بيت النّبي صلّى اللّه عليه و آله،مهدي حسن السيرة،يغزو مدينة قيصر،و هو آخر أمير من أمة محمّد صلّى اللّه عليه و آله،ثم يخرج في زمانه الدجّال، و ينزل في زمانه عيسى بن مريم» (2).
هذه الآثار كلّها لخصتها من كتاب«الفتن»لنعيم بن حمّاد،و هو أحد الأئمة الحفّاظ،و أحد شيوخ البخاري (3).
و بقي من أخبار المهدي ما:
(212)أخرج(ك)ابن أبي شيبة في«المصنّف»عن أبي سعيد الخدري قال:
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:
«يكون في أمتي المهدي،إن طال عمره أو قصر عمره ملك سبع سنين أو ثمان سنين أو تسع سنين،فيملؤها قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما،و تمطر السماء
ص:158
مطرها،و تخرج الأرض بركتها،و تعيش أمتي في زمانه عيشا لم تعشه قبل ذلك» (1).
(213)و أخرج(ك)ابن أبي شيبة عن ابن عباس قال:
«لا تمضي الأيام و الليالي حتّى يلي منّا أهل البيت فتى لم تلبسه الفتن و لم يلبسها».
قيل:يا أبا العباس،يعجز عنها مشيختكم و ينالها شبابكم؟!
قال:«هو أمر اللّه يؤتيه من يشاء» (2).
(214)و أخرج(ك)ابن أبي شيبة عن حكيم بن سعد قال:
«لمّا قام سليمان فأظهر ما أظهر قلت لأبي يحيى:هذا المهدي الذي يذكر؟ قال:لا» (3).
(215)و أخرج(ك)ابن أبي شيبة عن إبراهيم بن ميسرة قال:
«قلت لطاوس:عمر بن عبد العزيز،المهدي؟قال:قد كان مهديا،و ليس به، إنّ المهدي إذا كان:زيد[المحسن]في إحسانه،و يكتب على المسيء من إساءته، و هو يبذل المال،و يشتدّ على العمّال،و يرحم المساكين» (4).
(216)و أخرج(ك)أبو نعيم في«الحلية»عن إبراهيم بن ميسرة قال:
«قلت لطاوس:عمر بن عبد العزيز هو المهدي؟قال:هو مهدي،و ليس به، إنّه لم يستكمل العدل كلّه» (5).
ص:159
(217)و أخرج المحاملي في«أماليه»عن أبي جعفر محمد بن علي بن حسين قال:
«يزعمون أنّي أنا المهدي،و إنّي إلى أجلي أدنى منّي إلى ما يدّعون» (1).
(218)و أخرج(ك)أبو عمرو الداني في«سننه»عن حذيفة قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:
«يلتفت المهدي و قد نزل عيسى بن مريم كأنّما يقطر من شعره الماء،فيقول المهدي:تقدّم صلّ بالناس،فيقول عيسى:إنّما أقيمت الصلاة لك،فيصلّي خلف رجل من ولدي» (2).الحديث.
(219)و أخرج(ك)ابن الجوزي في«تاريخه»عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:
«ملك الأرض أربعة:مؤمنان و كافران،فالمؤمنان:ذو القرنين و سليمان، و الكافران:نمرود و بخت نصّر،و سيملكها خامس من أهل بيتي» (3).
(220)و أخرج(ك)أبو عمرو الداني في«سننه»عن ابن شوذب:
«إنّما سمّي المهدي لأنّه يهدي إلى جبل من جبال الشام،يستخرج منه أسفار
ص:160
التوراة،يحاجّ بها اليهود،فيسلم على يديه جماعة من اليهود» (1).
(221)و أخرج(ك)الداني عن الحكم بن عتيبة قال:
قلت لمحمد بن علي:سمعنا أنّه سيخرج منكم رجل يعدل في هذه الأمّة.
فقال:«إنّا نرجو ما يرجو الناس،و إنّا نرجو لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم لطوّل ذلك اليوم حتّى يكون ما ترجو هذه الأمّة،و قبل ذلك فتنة شرّ فتنة،يمسي الرجل مؤمنا و يصبح كافرا،و يصبح مؤمنا و يمسي كافرا،فمن أدرك ذلك منكم فليتقّ اللّه، و ليكن من أحلاس بيته» (2).
(222)و أخرج(ك)الداني عن سلمة بن زفر قال:
«قيل يوما عند حذيفة:قد خرج المهدي،فقال:لقد أفلحتم إن خرج و أصحاب محمّد بينكم،إنّه لا يخرج حتّى لا يكون غائب أحبّ إلى الناس منه،ممّا يلقون من الشرّ» (3).
(223)و أخرج(ك)الداني عن قتادة قال:
«يجاء إلى المهدي في بيته،و الناس في فتنة يهراق فيها الدماء،فيقال له:قم علينا،فيأبى،حتّى يخوّف بالقتل،فإذا خوّف بالقتل قام عليهم،فلا يهراق بسببه
ص:161
محجمة دم» (1).
(224)و أخرج(ك)الداني عن حذيفة قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:
«تكون وقعة بالزوراء» (2).
قالوا:يا رسول اللّه،و ما الزوراء؟قال:
«مدينة بالمشرق بين أنهار،يسكنها شرار خلق اللّه،و جبابرة من أمتي،يقذف بأربعة أصناف من العذاب:بالسيف و خسف و قذف و مسخ».
و قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:«إذا خرجت السودان (3)طلبت العرب مكشوفون (4)،حتّى يلحقوا ببطن الأرض أو قال:ببطن الأردن،فبينما هم كذلك إذ خرج السفياني في ستين و ثلاثمائة راكب،حتّى يأتي دمشق،فلا يأتي عليه شهر حتّى يتابعه من كلب ثلاثون ألفا،فيبعث جيشا إلى العراق،فيقتل بالزوراء مائة ألف،و ينجرّون إلى الكوفة فينهبونها،فعند ذلك تخرج راية من المشرق،يقودها رجل من تميم، يقال له:شعيب بن صالح،فيستنقذ ما في أيديهم من سبي أهل الكوفة،و يقتلهم،
ص:162
و يخرج جيش آخر من جيوش السفياني إلى المدينة،فينهبونها ثلاثة أيام،ثم يسيرون إلى مكة،حتّى إذا كانوا بالبيداء بعث اللّه عزّ و جلّ جبريل فيقول:يا جبريل عذّبهم،فيضربهم برجله ضربة يخسف اللّه بهم،فلا يبقى منهم إلاّ رجلان، فيقدمان على السفياني فيخبرانه بخسف الجيش،فلا يهوله،ثم إنّ رجالا من قريش يهربون إلى قسطنطينية،فيبعث السفياني إلى عظيم الروم أن يبعث بهم في المجامع،فيبعث بهم إليه،فيضرب أعناقهم على باب المدينة بدمشق».
قال حذيفة:حتّى إنّه يطاف بالمرأة في مسجد دمشق في الثوب على مجلس مجلس،حتّى تأتي فخذ السفياني فتجلس عليه،و هو في المحراب قاعد،فيقوم رجل مسلم من المسلمين فيقول:ويحكم !أكفرتم باللّه بعد إيمانكم؟إنّ هذا لا يحلّ، فيقوم فيضرب عنقه في مسجد دمشق،و يقتل كلّ من شايعه على ذلك،فعند ذلك ينادي مناد من السماء:أيّها الناس،إنّ اللّه قد قطع عنكم مدّة الجبّارين و المنافقين و أشياعهم،و ولاّكم خير أمة محمّد صلّى اللّه عليه و آله،فالحقوا به بمكّة فإنّه المهدي،و اسمه أحمد بن عبد اللّه (1).
قال حذيفة:فقام عمران بن الحصين فقال:يا رسول اللّه،كيف لنا حتّى نعرفه؟ فقال:«هو رجل من ولدي،كأنّه من رجال بني إسرائيل،عليه عباءتان قطوانيتان،كأنّ وجهه الكوكب الدرّي[في اللون]في خدّه الأيمن خال أسود ابن أربعين سنة،فيخرج الأبدال من الشام و أشباههم،و يخرج إليه النجباء من مصر، و عصائب أهل الشرق و أشباههم،حتّى يأتوا مكّة،فيبايع له بين الركن و المقام، ثم يخرج متوجّها إلى الشام،و جبريل على مقدّمته،و ميكائيل على ساقته،فيفرح به أهل السماء و أهل الأرض،و الطير و الوحوش و الحيتان في البحر،و تزيد المياه
ص:163
في دولته،و تمدّ الأنهار،و تضعف الأرض أهلها،و تستخرج الكنوز،فيقدم الشام،فيذبح السفياني تحت الشجرة التي أغصانها إلى بحيرة طبرية،و يقتل كلبا».
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:«فالخائب من خاب يوم كلب و لو بعقال».
قال حذيفة:يا رسول اللّه،كيف يحلّ قتالهم و هم موحّدون؟
فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:«يا حذيفة،هم يومئذ على ردّة،يزعمون أنّ الخمر حلال، و لا يصلّون» (1).
(225)و أخرج(ك)الداني عن شهر بن حوشب قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:
«سيكون في رمضان صوت،و في شوال معمعة (2)،و في ذي القعدة تحارب القبائل و علامته ينهب الحاجّ،و تكون ملحمة بمنى تكثر فيها القتلى،و تسيل فيها الدماء،حتّى تسيل دماؤهم على الجمرة،حتّى يهرب صاحبهم،فيؤتى بين الركن و المقام،فيبايع و هو كاره،و يقال له:إن أبيت ضربنا عنقك،يرضى به ساكن السماء و ساكن الأرض» (3).
(226)و أخرج(ك)نعيم عن كعب أنّه قال:
«يطلع نجم من المشرق قبل خروج المهدي،له ذنب يضيء» (4).
ص:164
(227)و أخرج نعيم عن شريك أنّه قال:
«بلغني أنّه قبل خروج المهدي ينكسف القمر في شهر رمضان مرّتين» (1).
(228)و أخرج أبو غنم الكوفي في كتاب«الفتن»عن علي بن أبي طالب قال:
«ويحا للطالقان (2)فإنّ للّه فيه كنوزا ليست من ذهب و لا فضة،و لكن بها رجال عرفوا اللّه حقّ معرفته،و هم أنصار المهدي آخر الزمان» (3).
(229)و أخرج أبو بكر الإسكاف في«فوائد الأخبار»عن جابر بن عبد اللّه قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:
«من كذّب بالدجّال فقد كفر،و من كذّب بالمهدي فقد كفر» (4).
(230)و أخرج(ك)نعيم عن جعفر بن يسار الشامي قال:
«يبلغ ردّ المهدي المظالم،حتّى لو كان تحت ضرس إنسان شيء انتزعه حتّى يردّه» (5).
(231)و أخرج(ك)نعيم عن سلمان بن عيسى قال:
«بلغني أنّه على يدي المهدي يظهر تابوت السكينة من بحيرة طبرية (6)، حتّى يحمل فيوضع بين يديه ببيت المقدس،فإذا نظرت إليه اليهود أسلمت،
ص:165
إلاّ قليلا منهم» (1).
(232)و في(ك)«الفردوس»من حديث ابن عباس مرفوعا:
«المهدي طاوس أهل الجنّة» (2).
(233)و أخرج(ك)أبو عمرو الداني في سننه عن جابر بن عبد اللّه قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:
«لا تزال طائفة من أمتي تقاتل على الحقّ،حتّى ينزل عيسى بن مريم عند طلوع الفجر ببيت المقدس،ينزل على المهدي،فيقال:تقدّم يا نبي اللّه فصلّ بنا، فيقول:هذه الأمّة أمراء بعضهم على بعض» (3).
(234)و أخرج(ك)نعيم عن خالد بن سمير قال:
«هرب موسى بن طلحة بن عبيد اللّه من المختار إلى البصرة،و كان الناس يرون في زمانه أنّه المهدي» (4).
ص:166
(235)و أخرج نعيم عن صباح قال:
«لا خلافة بعد حمل بني أمية حتّى يخرج المهدي» (1).
(236)و أخرج نعيم عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص قال:
«وجدت في بعض الكتب يوم اليرموك:أبو بكر الصدّيق أصبتم اسمه،عمر الفاروق قرن من حديد أصبتم اسمه،عثمان ذو النورين أو في كفلين من الرحمة؛ لأنّه قتل مظلوما أصبتم اسمه،ثم يكون سفّاح،ثم يكون منصور،ثم يكون الأمين،ثمّ يكون مهدي،ثم يكون سيف و سلام (2)-يعني صلاحا و عافية-ثم يكون أمير العصب،ستة منهم من ولد كعب بن لؤي،و رجل من قحطان،كلّهم صالح،لا يرى مثله» (3).
(237)و أخرج(ك)نعيم عن عبد اللّه بن عمرو قال:
«يكون بعد الجبّارين الجابر،يجبر اللّه به أمة محمد صلّى اللّه عليه و آله،ثم المهدي،ثم المنصور،ثم السلام،ثم أمير العصب،فمن قدر على الموت بعد ذلك فليمت» (4).
ص:167
(238)و أخرج نعيم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:
«إذا مات الخامس من أهل بيتي فالهرج فالهرج،حتّى يموت السابع»
قالوا:و ما الهرج؟قال:«القتل كذلك حتّى يقوم المهدي» (1).
(239)و أخرج(ك)نعيم عن محمّد بن الحنفية قال:
«يملك بنو العباس حتّى ييأس الناس من الخير،ثم يتشعّث أمرهم في سنة خمس و تسعين،فإن لم تجدوا إلاّ جحر عقرب فادخلوا فيه،فإنّه يكون في الناس شرّ طويل،ثم يزول ملكهم،في سنة سبع و تسعين أو تسع و تسعين،و يقوم المهدي في سنة مائتين» (2).
(240)و أخرج(ك)نعيم عن عبد السلام بن مسلم (3)قال:
«لا يزال الناس بخير في رخاء ما لم ينقض ملك بني العباس،فإذا انتقض ملكهم لم يزالوا في فتن حتّى يقوم المهدي» (4).
(241)و أخرج(ك)نعيم عن الحكم بن نافع قال:
«يقاتل السفياني الترك،ثم يكون استئصاله على يدي المهدي،و أول لواء يعقده المهدي يبعثه إلى الترك» (5).
ص:168
(242)و قال ابن سعد في«الطبقات»حدّثنا الواقدي قال:سمعت مالك بن أنس يقول:
«خرج محمد بن عجلان مع محمد بن عبد اللّه بن حسن حين خرج بالمدينة، فلمّا قتل محمد بن عبد اللّه و ولي جعفر بن سليمان بن علي المدينة بعث إلى محمد بن عجلان فأتي به،فبكّته و كلّمه كلاما شديدا،و قال:خرجت مع الكذّاب،فلم يتكلّم محمد بن عجلان بكلمة،إلاّ أنّه يحرّك شفتيه بشيء لا يدرى ما هو،فيظنّ أنّه يدعو،فقام من حضر جعفر بن سليمان من فقهاء أهل المدينة و أشرافهم فقالوا:
أصلح اللّه الأمير،محمد بن عجلان فقيه أهل المدينة و عابدها،و إنّما شبّه عليه و ظنّ أنّه المهدي الذي جاءت فيه الرواية،فلم يزالوا يطلبون إليه حتّى تركه، فولّى محمد بن عجلان منصرفا،لم يتكلّم بكلمة حتّى أتى منزله» (1).
(243)و أخرج(ك)نعيم عن كعب قال:
«يحاصر الدجّال المؤمنين ببيت المقدس،فيصيبهم جوع شديد،حتّى يأكلوا أوتار قسيّهم من الجوع،فبينما هم على ذلك إذ سمعوا صوتا في الغلس،فيقولون:
إنّ هذا لصوت رجل شبعان،فينظرون فإذا بعيسى بن مريم،و تقام الصلاة،فيرجع إمام المسلمين المهدي،فيقول عيسى:تقدّم فلك أقيمت الصلاة،فيصلّي بهم تلك الليلة،ثمّ يكون عيسى إماما بعده» (2).
(244)و أخرج أبو الحسين ابن المنادي في كتاب«الملاحم»عن سالم بن
ص:169
أبي الجعد قال:
«يكون المهدي إحدى و عشرين سنة أو اثنين و عشرين سنة،ثم يكون آخر من بعده،و هو دونه،و هو صالح[أربع عشرة سنة ثم يكون آخر من بعده،و هو دونه،و هو صالح،تسع سنين] (1)» (2).
(245)و أخرج ابن عساكر عن خالد بن معدان قال:
«يهزم السفياني الجماعة مرّتين،ثم يهلك،و لا يخرج المهدي حتّى يخسف بقرية بالغوطة تسمّى:حرستا» (3).
(246)و أخرج ابن المنادي في«الملاحم»قال:
«ليخرجنّ رجل من ولدي عند اقتراب الساعة،حتّى تموت قلوب المؤمنين كما تموت الأبدان،لما لحقهم من الضرر و الشدّة،و الجوع و القتل،و تواتر الفتن
ص:170
و الملاحم العظام،و إماتة السنن و إحياء البدع،و ترك الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر،فيحيي اللّه بالمهدي محمد بن عبد اللّه السنن التي قد أميتت،و تسرّ بعدله و بركته قلوب المؤمنين،و تتألّف إليه عصب العجم و قبائل من العرب،فيبقى على ذلك سنين ليست بالكثيرة،دون العشرة،ثم يموت» (1).
(247)قال ابن المنادي:و في كتاب دانيال:
«أنّ السفيانيّين ثلاثة،و أنّ المهديّين ثلاثة،فيخرج السفياني الأول،فإذا خرج و فشا ذكره خرج عليه المهدي الأول،ثم يخرج السفياني الثاني فيخرج عليه المهدي الثاني،ثم يخرج السفياني الثالث فيخرج عليه المهدي الثالث،فيصلح اللّه به كلّ ما أفسد قبله و يستنقذ اللّه به أهل الإيمان،و يحيي به السنّة،و يطفئ به نيران البدعة،و يكون الناس في زمانه أعزّاء ظاهرين على من خالفهم،و يعيشون أطيب عيش،و يرسل اللّه السماء عليهم مدرارا،و تخرج الأرض زهرها و نباتها، فلا تدخر من نباتها شيئا،فيمكث على ذلك سبع سنين ثم يموت» (2).
(248)ثم قال:حدّثنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن عبد اللّه بن صدقة،حدّثنا محمد بن إبراهيم أبو أمية الطرسوسي،حدّثنا أبو نعيم الفضل بن دكين،حدّثنا شريك بن عبد اللّه،عن عمّار بن عبد اللّه الدهني،عن سالم بن أبي الجعد قال:
«يكون المهدي إحدى و عشرين سنة أو اثنتين و عشرين سنة،ثم يكون آخر من بعده و هو صالح[أربع عشرة سنة،ثم يكون آخر من بعده و هو صالح تسع سنين] (3)» (4).
ص:171
(249)و أخرج(ك)ابن مندة في تاريخ أصبهان عن ابن عباس قال:
«المهدي شاب منّا أهل البيت» (1).
فصل (250)قال عبد الغافر الفارسي في مجمع الغرائب و ابن الجوزي في غريب الحديث و ابن الأثير في النهاية في حديث علي:أنّه ذكر المهدي من ولد الحسن، فقال:«إنّه أزيل الفخذين» (2).
و المراد:انفراج فخذيه و تباعد ما بينهما (3).
ص:172
الأول:عقد أبو داود في«سننه»بابا في المهدي،و أورد في صدره:
(251)حديث جابر بن سمرة عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:
«لا يزال هذا الدين قائما حتّى يكون اثنا عشر خليفة،كلّهم تجتمع عليه الأمّة» (1).
(252)و في رواية:«لا يزال هذا الدين عزيزا إلى اثني عشر خليفة،كلّهم من قريش» (2).
فأشار بذلك إلى ما قاله العلماء:إنّ المهدي أحد الاثني عشر،فإنّه لم يقع إلى الآن وجود اثني عشر اجتمعت الأمّة على كلّ منهم (3).
ص:173
الثاني:روى الدارقطني في الأفراد و ابن عساكر في تاريخه:
(253)عن عثمان بن عفّان سمعت النّبي صلّى اللّه عليه و آله يقول:«المهدي من ولد العباس عمي» (1).
قال الدارقطني:«هذا حديث غريب،تفرّد به محمد بن الوليد مولى بني هاشم» (2).
الثالث:روى ابن ماجة:
(254)عن أنس:أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله قال:«لا يزداد الأمر إلاّ شدّة،و لا الدنيا إلاّ إدبارا،و لا الناس إلاّ شحّا،و لا تقوم الساعة إلاّ على شرار الناس،و لا مهدي إلاّ عيسى بن مريم» (3).
ص:174
قال القرطبي في«التذكرة»:إسناده ضعيف،و الأحاديث عن النّبي صلّى اللّه عليه و آله في التنصيص على خروج المهدي من عترته من ولد فاطمة ثابتة،أصحّ من هذا الحديث،فالحكم بها دونه (1).
ص:175
و قال أبو الحسن محمد بن الحسين بن إبراهيم بن عاصم السحري 1:«قد تواترت الأخبار و استفاضت بكثرة رواتها عن المصطفى صلّى اللّه عليه و آله بمجيء المهدي،و أنّه من أهل بيته،و أنّه سيملك سبع سنين،و أنّه يملأ الأرض عدلا،و أنّه يخرج مع عيسى عليه السّلام،فيساعده على قتل الدجّال بباب لد بأرض فلسطين 2،و أنّه يؤمّ هذه الأمّة و عيسى عليه السّلام يصلّي خلفه،في طول من قصّته و أمره» 3.
قال القرطبي:و يحتمل أن يكون قوله عليه السلام:«و لا مهدي إلاّ عيسى»أي:
لا مهدي كاملا معصوما إلاّ عيسى عليه السّلام.قال:و على هذا تجتمع الأحاديث و يرفع التعارض 4.
ص:176
و قال ابن كثير:هذا الحديث فيما يظهر ببادئ الرأي مخالف للأحاديث الواردة في إثبات مهدي غير عيسى بن مريم،و عند التأمّل لا ينافيها،بل يكون المراد من ذلك أنّ المهدي حقّ المهدي هو عيسى،و لا ينفي ذلك أن يكون غيره مهديا أيضا (1).
الرابع:أورد القرطبي في«التذكرة»:
(255)«أنّ المهدي يخرج من الغرب الأقصى»في قصة طويلة 2.
و لا أصل لذلك 3،و اللّه أعلم 4.
ص:177
ص:178
كتاب العرف الوردي
ص:179
ص:180
الم ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً البقرة1/ و 2 73
أُولئِكَ ما كانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوها البقر114/ 78
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ 3
بَقِيَّتُ اللّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ هود86/ 3
قُلْ فَلِلّهِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ فَلَوْ شاءَ الانعام149/ 72
لَهُمْ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ المائدة41/ 79
وَ قالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ البقرة248/ 141
وَ مَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَساجِدَ اللّهِ البقرة114/ 78
وَ نَحْنُ عُصْبَةٌ يوسف8/ و 14 121
وَ يُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَها لَهُمْ محمد6/ 77
ص:181
ص:182
اجتماع الناس على المهدي سنة أربع،122
إذا انقطعت التجارات و الطرق،و كثرت،132
إذا بعث السفياني إلى المهدي،133
إذا بلغ السفياني الكوفة و قتل أعوان،125
إذا خرجت الرايات السود،147
إذا خرجت خيل السفياني إلى الكوفة،125
إذا خسف بالجيش بالبيداء فهو علامة،115
إذا دارت رحى بني العباس،و ربط،125
إذا رأيتم الرايات السود قد أقبلت،106
إذا سمع العائذ الذي بمكّة الخسف،133
إذا قتل النفس الزكية و آخره تقتل،144
إذا كان المهدي يبذل المال،150
إذا كان الناس بمنى و عرفات نادى مناد،145
إذا كان ذلك فاجلسوا في بيوتكم،148
إذا مات الخامس من أهل بيتي،168
إذا ملك رجل الشام،و آخر مصر،123
إذا نادى مناد من السماء:أنّ الحقّ،122
اسم المهدي اسمي،137
اسم المهدي محمد،137
الفتن أربع:فتنة السرّاء،و فتنة الضرّاء،120
القحطاني بعد المهدي و ما هو دونه،158
المهدي ابن عشرين سنة،137
المهدي الذي يقولون كما يقال،153
المهدي أزجّ،أبلج،أعين،يجيء،135
المهدي خاشع للّه،كخشوع النسر،135
المهدي خير الناس،أهل نصرته،147
المهدي رجل منّا،من ولد فاطمة،153
المهدي رجل من عترتي،يقاتل على،138
المهدي رجل من ولدي،لونه لون،117
المهدي رجل من ولدي،وجهه،117
ص:183
المهدي شاب منّا أهل البيت،138،172
المهدي طاوس أهل الجنّة،166
المهدي على أوّله شعيب بن صالح،123
المهدي منّا،أجلى الجبين،أقنى الأنف،80
المهدي منّا أهل البيت،رجل من أمتي،81
المهدي منّا أهل البيت،يصلحه اللّه،79
المهدي منّا،يدفعها إلى عيسى،138
المهدي من عترتي من ولد فاطمة،49
المهدي من عترتي،من ولد فاطمة،81
المهدي من ولد العباس،152
المهدي من ولد فاطمه،152
المهدي من ولدك،118
المهدي من ولدي،ابن أربعين سنة،116
المهدي من هذه الأمّة،و هو الذي،113
المهدي منّي أجلى الجبهة،أقنى،48 و 79
المهدي منّي،من قريش،آدم،137
المهدي مولده بالمدينة،من أهل بيت،136
المهديون ثلاثة:مهدي الخير عمر،150
المهدي يبعث بقتال الروم،يعطى،141
المهدي يصلحه اللّه في ليلة واحدة،150
المهدي ينزل عليه عيسى بن مريم،151
امض يا أمير المؤمنين،فلست بصاحبه،151
إنّا أهل بيت اختار اللّه لنا الآخرة،93
إنّ ابني هذا سيد كما سمّاه النّبي،88
إنّ ابني هذا سيد كما سمّاه رسول اللّه،52
إنّا نرجو ما يرجو الناس،و إنّا نرجو،161
إنّ في أمتي المهدي يخرج،يعيش،92
إنّ لمهدينا آيتين لم تكونا منذ،115
إنّما سمّي المهدي لأنّه يهدي إلى أمر خفي، 142
إنّما سمّي المهدي لأنّه يهدي إلى جبل، 160
إنّ من أمرائكم أميرا يحثو المال حثوا،97
إنّ هذه الفتنة تهلك الناس،144
إنّي أجد المهدي مكتوبا في أسفار،148
أبشّركم بالمهدي،رجل من قريش،82
أبشّركم بالمهدي،يبعث على اختلاف،46
أبشري يا فاطمة المهدي منك،118
أنّ السفيانيّين ثلاثة،و أنّ المهديّين،171
أنّ المهدي لا يخرج حتّى تقتل النفس،114
أنّ المهدي و السفياني و كلبا يقتتلون،133
أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله ذكر«فلا»يلقاه أهل بيته، 124
أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله وصف المهدي فذكر،135
ص:184
بعث السفياني جنوده في الآفاق بعد،126
بعد الجبابرة:الجابر،ثم المهدي،155
بقاء المهدي أربعون سنة،153
بلغنا أنّ المهدي يصنع شيئا لم يصنعه،147
بلغني أنّ المهدي يعيش أربعين عاما،158
بلغني أنّ المهدي يمكث أربع عشرة،157
بلغني أنّه على يدي المهدي يظهر،165
بلغني أنّه قبل خروج المهدي ينكسف،165
بل منّا،بنا يختم اللّه كما بنا فتح،98
بينكم و بين الروم أربع هدن،116
تجيء الرايات السود من قبل المشرق،108
تجيء فتنة غبراء مظلمة،ثمّ يتبع،119
تخرج رايات سود تقاتل السفياني،124
تخرج رايات سود لبني العباس،121
تخرج من المشرق رايات سود لبني،124
تخرج من خراسان رايات سود،95
تفرج الفتن برجل منّا،يسومهم خسفا،134
تكون فتن،ثم تكون جماعة،143
تكون فتنة بعدها فتنة،114
تكون فتنة،كأنّ أولها لعب الصبيان،143
تكون فرقة و اختلاف حتّى يطلع كفّ،144
تكون وقعة بالزوراء،162
تملأ الأرض ظلما و جورا،فيقوم،103
تنزل الرايات السود التي تخرج،125
ثلاثة أمراء يتوالون،تفتح كلّها،157
حياة المهدي ثلاثون سنة،153
ستكون فتنة لا يهدأ منها جانب إلاّ،97
ستكون فتنة،يحصّل الناس منها كما،101
سيخرج من صلب هذا فتى يملأ،100
سيكون بعدي خلفاء،و من بعد الخلفاء أمراء، 109
سيكون في أمتي خليفة يحثو المال حثيا،96
سيكون في رمضان صوت،و في،164
سيكون من أهل بيتي رجل يملأ،156
علامة المهدي إذا انساب عليكم الترك،122
علامة المهدي أن يكون شديدا،142
علامة خروج المهدي إذا خسف،122
علامة خروج المهدي:ألوية تقبل،130
على راية المهدي مكتوب:البيعة للّه،142
فتنفي المدينة الخبث منها كما ينفي،113
في المحرّم ينادي مناد من السماء،144
في ذي القعدة تجاذب القبائل،116
قلت لطاوس:عمر بن عبد العزيز هو المهدي؟،159
ص:185
قيل يوما عند حذيفة:قد خرج المهدي،161
كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم،45
لا بل منّا،يختم اللّه به الدين كما فتح بنا،98
لا تذهب الدنيا حتّى يبعث اللّه تعالى،86
لا تذهب الدنيا حتّى يملك العرب رجل،86
لا تذهب الدنيا حتّى يملك رجل من،62
لا تزال طائفة من أمتي تقاتل على،166
لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على،45
لا تقوم الساعة حتّى يخرج عليهم،102
لا تمضي الأيام و الليالي حتّى يلي منّا،159
لا تنقضي الدنيا حتّى يملك الأرض،104
لا خلافة بعد حمل بني أمية حتّى،167
لا يخرج المهدي حتّى تروا الظلمة،134
لا يخرج المهدي حتّى تطلع،115
لا يخرج المهدي حتّى لا يبقى قيل و لا،143
لا يخرج المهدي حتّى يبصق بعضكم،122
لا يخرج المهدي حتّى يقتل ثلث،122
لا يخرج المهدي حتّى يقتل من كلّ،134
لا يخرج المهدي حتّى يقوم السفياني،141
لا يخرج المهدي حتّى يكفر باللّه جهرا،134
لا يزال الناس بخير في رخاء،168
لا يزال أمر الناس ماضيا ما وليهم،59
لا يزال هذا الدين عزيزا إلى اثني عشر،173
لا يزال هذا الدين قائما حتّى يكون،46
لا يزال هذا الدين قائما حتّى يكون،173
لا يفلت منهم أحد إلاّ بشير و نذير،130
لتملأنّ الأرض ظلما و عدوانا،105
لتملأنّ الأرض جورا و ظلما،فإذا ملئت،95
لن تهلك أمة أنا أولها،و عيسى بن مريم،111
لواء يعقده المهدي يبعثه إلى الترك،151
لو لم يبق من الدنيا إلاّ ليلة،47،53،83، 87،92،105،107،108،
لو لم يبق من الدهر إلاّ يوم لبعث اللّه،87
ليبعثنّ اللّه من عترتي رجلا أفرق الثنايا،104
ليخرجنّ رجل من ولدي عند اقتراب،170
لينادينّ باسم رجل من السماء،98
ما القحطاني بدون المهدي،155
ما المهدي إلاّ من قريش،153
مع المهدي راية رسول اللّه،142
ملك الأرض أربعة:مؤمنان و كافران،160
منّا الذي يصلّي عيسى بن مريم،110
من قبل جيش يجيء(لمّا قيل له صلّى اللّه عليه و آله:ممّ تسترجع؟)،96
من كذّب بالدجّال فقد كفر،و من كذّب،165
ص:186
مهدي الخير يخرج بعد السفياني،150
نحن سبعة ولد عبد المطلب سادة،82
و الذي بعثني بالحقّ إنّ منهما،118
و اللّه ما أدري،أدع خزائن البيت،150
وجدت في بعض الكتب يوم اليرموك،167
وددت أنّي لا أموت حتّى أدرك زمان،150
و وليكم الجابر خير أمة محمّد،الحقوه،117
ويحا للطالقان فإنّ للّه فيه كنوزا،165
ويح هذه الأمّة من ملوك جبابرة،107
هرب موسى بن طلحة بن عبيد اللّه،166
هم يومئذ قليل،و جلّهم ببيت المقدس،113
يا أهل الكوفة،أنتم أسعد الناس،119
يا معشر اليمن،يقولون:إنّ المنصور،155
يأوي إلى المهدي أمته كما تأوي،149
يبايع المهدي بين الركن و المقام،146
يبايع المهدي سبعة رجال علماء،139
يبايع لرجل بين الركن و المقام عدّة،99
يبعث السفياني جيشا إلى المدينة،129
يبعث السفياني خيله و جنوده،فيبلغ،127
يبعث المهدي بعد إياس،و حتّى يقول،146
يبعث بجيش إلى المدينة،فيأخذون،128
يبعث صاحب المدينة إلى الهاشميّين،129
يبقى المهدي أربعين عاما،153
يبلغ ردّ المهدي المظالم،حتّى لو كان،165
يتمنّى في زمن المهدي الصغير الكبر،151
يتولّى رجل من بني مخزوم،ثم رجل،155
يجاء إلى المهدي في بيته،و الناس،161
يحاصر الدجّال المؤمنين ببيت المقدس،169
يحجّ الناس معا،و يعرفون معا،على،145
يخرج السفياني و المهدي كفرسي،130
يخرج المهدي بعد الخسف،في،138
يخرج المهدي في أمتي،يبعثه اللّه،104
يخرج المهدي من المدينة إلى مكّة،146
يخرج المهدي من قرية يقال لها كرعة،118
يخرج المهدي و على رأسه غمامة،97
يخرج المهدي و على رأسه ملك ينادي،97
يخرج المهدي و هو ابن أربعين سنة،135
يخرج بالريّ رجل ربعة أسمر،121
يخرج رجل قبل المهدي من أهل بيته،128
يخرج رجل من أهل بيتي عند انقطاع،111
يخرج رجل من أهل بيتي،يقول،101
يخرج رجل من أهل بيتي،يواطئ،105
يخرج رجل من وراء النهر،91
يخرج رجل من ولد حسن،من قبل،115
ص:187
يخرج رجل يقال له:السفياني،111
يخرج شاب من بني هاشم،بكفّه،123
يخرج على لواء المهدي غلام حدث،123
يخرج في آخر الزمان خليفة،يعطي،111
يخرج ناس من المشرق،فيوطّئون،95
يخرج ناس من قبل المشرق،يريدون،100
يخلين الروم على وال من عترتي،119
يدخل السفياني الكوفة فيستلّها ثلاثة،120
يدخل الصخري الكوفة،ثم يبلغه،139
يزعمون أنّي أنا المهدي،و إنّي إلى،160
يستخرج المهدي كارها من مكّة من،131
يسير ملك المشرق إلى ملك المغرب،99
يطلع نجم من المشرق قبل خروج،164
يظهر المهدي بمكّة عند العشاء،131
يعيش المهدي أربع عشرة سنة،154
يقاتل السفياني الترك،ثم يكون،168
يقتتل عند كنزكم ثلاثة،كلّهم ابن خليفة،94
يقوم المهدي سنة مائتين،131
يكون اختلاف عند موت خليفة،90
يكون المهدي إحدى و عشرين سنة،170، 171
يكون بالمدينة وقعة،يغرق فيها،129
يكون بإفريقية أميرا اثنتي عشرة سنة،124
يكون بعد الجبّارين الجابر،يجبر اللّه،167
يكون بعد المهدي خليفة من أهل،157
يكون بين المهدي و بين الروم هدنة،157
يكون خليفة بالشام يغزو المدينة،128
يكون عند انقطاع من الزمان،106
يكون في آخر الزمان خليفة،103
يكون في آخر الزمان عند تظاهر،102
يكون في آخر الزمان فتنة،تحصّل،100
يكون في آخر أمتي خليفة،يحثي،103
يكون في أمتي المهدي،إن طال عمره،158
يكون في أمتي المهدي،إن قصر،93،102، 103
يكون في هذه الأمّة خليفة لا يفضل،148
يلتفت المهدي و قد نزل عيسى،160
يلي المهدي أمر الناس ثلاثين،154
يلي رجل من أهل بيتي،يواطئ،92
يمكث المهدي فيهم تسعا و ثلاثين سنة،151
يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا،88
يملك المهدي سبع سنين و شهرين،153
يملك بنو العباس حتّى ييأس الناس،168
يملك رجل من بني هاشم فيقتل،143
ص:188
يموت المهدي موتا،ثم يصير الناس،155
يموت المهدي موتا ثم يلي الناس بعده،154
ينادي مناد من السماء:أنّ الحقّ،143
ينزل المهدي بيت المقدس،ثم يكون،156
ينزل بأمتي في آخر الزمان بلاء شديد،112
ينزل عيسى بن مريم عليه السّلام،فيقول،110
يهزم السفياني الجماعة مرّتين،170
[إذا]التقى السفياني و المهدي للقتال،145
ص:189
ص:190
الفهرس مرتّب بحسب رقم الحديث
الأبدال:39،40،82،128،244.
أبدال الشام:15،35،172.
ابن آكلة الأكباد:110.
ابن الزبير:161.
ابن عباس:65،119،144،145،168، 213،219،232،238،249.
أبي بكر و عمر:175،236.
أبي سفيان:106.
الأحوص:112.
أسماء بنت عميس:165.
أصحاب السفياني:92،101.
أصحاب محمد:222.
أصحاب المهدي:147.
الأصطخري:149.
الأصهب:110.
آل عيسى:160.
آل محمّد،16،34،91،99،108،115، 160.
أم سلمة:6،15،26،35،36.
أم شريك:70.
أمة محمد:8،211،224.
الأموي:112.
أمير:28،44.
أمير العصب:202،236،237.
أمراء:62،64،206،233.
الأمير:159.
أميركم:29،163،164.
أنصار المهدي:228.
ص:191
أهل بدر:35،79،147،166.
أهل البصرة:91.
أهل بيت النّبي:211.
أهل البيت:2،5،144،213،249.
أهل بيتي:9،10،11،12،13،17،21، 39،41،43،49،53،54،57،58، 60،62،67،68،87،156،204، 219.
أهل بيته:105،253.
أهل الذمة:149.
أهل الشام:35،39،40،129،168.
أهل الكوفة:89،224.
أهل المدينة:15،26،36،116،242.
أهل المغرب:98.
أهل مكة:15،116،119.
أهل هرقل:78.
أهل اليمن:62،208.
بخت نصّر:1،219.
البربر:110.
بنو إسرائيل:78،135،224.
بنو أمية:112،130،158،235.
بنو تميم:107،112،113،224.
بنو جعفر:110.
بنو العباس:92،106،110،130،205، 239،240.
بنو عدي:112.
بنو مخزوم:199،200.
بنو مروان:116.
بنو هاشم:21،91،101،112،113، 115،117،125،158.
الترك:91،98،183،241.
تميم:92،93.
الجابر:82،202،206،237.
الجبابرة:57،62،202،224.
جبرئيل:172،224.
جرم:148.
جعفر(بن أبي طالب):7.
جعفر بن سليمان:242.
حذيفة:52،57،80،81،218،222، 224.
حرث،الحارث:16.
الحسن بن علي عليه السّلام:7،14،250.
الحسين بن علي عليه السّلام:7،84،85،86.
حمزة:7.
ص:192
خلفاء:62.
خليفة:27،45،46،66.
خليفة اللّه(المهدي):22،30.
دانيال:247.
الدجّال:40،70،88،211،243،253.
ذو العصب:206.
ذو القرنين:219.
الروم:1،87،88،91،129،148، 151،209.
زيد:19.
السادن:8.
السفياني:68،91،98،107،108، 111،112،113،117،120،122، 126،127،128،129،147،148، 150،165،171،178،224،241، 245،247.
السفيانيون الثلاثة:247.
سليمان:214،219.
السودان:224.
الشامي:130.
شعيب بن صالح:92،93،100،101، 107،108،112،113،171،224.
صاحب المدينة:116،119.
صاحب مكة:116،119.
الصخري:149.
العباس:187،252.
عبد اللّه بن الحسن:242.
عترتي:6،8،48،51،69.
عترة الرسول،أو النبي صلّى اللّه عليه و آله:40.
العرب:10،70،129،224.
العجم:129.
عصائب العجم:246.
عصائب أهل الشرق:224.
عصائب أهل العراق:15،35.
العصب:91،112.
عصب أهل المشرق:82.
عظيم الروم:224.
علي بن أبي طالب عليه السّلام:7،33،40،111، 114،138،182،228.
العماني:200.
عمر بن عبد العزيز:173،177،215، 216.
عيسى بن مريم عليه السّلام:63،64،65،70، 71،145،177،186،205،211،
ص:193
218،233،243،253.
العائذ:128.
فاطمة(بنت رسول اللّه)عليهما السّلام:6،84،86، 85.
الفتى التميمي:37.
قحطان:208،211،236.
القحطاني:62،200،201،204،210.
قريش:8،15،16،39،182،188، 224،251.
قوم تبّع:207.
كعب بن لؤي:236.
كلب:15،68،120،127،128،148، 149،224.
كنانة:149.
كندة:121.
محمد بن عجلان:242.
المختار:234.
المخزومي:199.
المصري:103.
مضر،المضري:200.
المفرّج:206.
ملك المشرق:36،113.
ملك المغرب:36.
منصور:16،91،236.
المنصور:199،202،203،237.
مهدي الخير:177،178.
مهدي الدم:177.
المهديون الثلاثة:247.
ميكائيل:172،224.
النجباء:224.
النفس الزكية:72،162.
نمرود:219.
ولد الحسن:250.
ولد العباس:187،252.
ولد عبد المطلب:7.
ولد فاطمة(بنت رسول اللّه)عليها السّلام:6،124، 130،143،188،190،253.
الهاشمي:40،111،112،113.
الهاشميون:119.
هشيم المهدي:207.
اليهود:220،231.
ص:194
الفهرس مرتّب بحسب رقم الحديث
أحجار الزيت:116.
أرض الحجاز:125،148،149.
أرض فارس:113.
اصطخر:112.
إفريقية:104.
أنطاكية:152.
إيلياء:24،102،128.
باب الرحبة:127.
باب اصطخر:111.
باب لد:253.
باب إيلياء:128.
بابل:112.
بحيرة طبرية:224،231.
البصرة:112،234.
بطن الأردن:224.
بغداد:112.
بيت المقدس:1،41،70،92،113، 114،127،129،138،149،200، 205،207،233،243.
بيداء،البيداء:35،38،68،76،96، 119،129.
بيسان:149.
تخوم خراسان:112.
تخوم ذريح:112.
تونس:112.
جبال الشام:220.
جبل الديلم:61.
الجمرة:225.
ص:195
الحجاز:137،149.
حرستا:245.
الحرم:36،148.
الحرة:68،118.
حصون الضلالة:86.
خراسان:24،56،91،92،101،109، 111،112،113.
درج الشام:127.
دمشق:224.
دولاب الري:112.
ذي الحليفة:26.
الركن:126.
الركن و المقام:15،35،79،126،169، 170،224،225.
الري:93،112.
الزوراء:224.
زيتون الشام:110.
سجستان:112.
سرة الشام:110.
الشام:15،98،103،113،119،147، 148،149،168،183،244.
الصفا:168.
الطالقان:228.
طور زيتا:149.
الطائف،جبال الطائف:116.
عاقرقوفا:112.
العراق:26،224.
عرفات:166.
العقبة:167.
العماق:88.
عمق دمشق:68.
غار أنطاكية:151.
الغرب الأقصى:254.
الغوطة:245.
فلسطين:253.
قدفنسيا:91.
القسطنطينية:1،61،88،125،126، 129،205،224.
كرعة:82.
كوفان:112،172.
الكوفة:91،109،112،125،149، 224.
الكعبة:167.
المدائن:112.
ص:196
مدائن الشرك:78.
المدينة:15،36،70،91،115،117، 118،126،138،170.
مدينة الروم:200،208.
مدينة قيصر:211.
مسجد دمشق:98،224.
المشرق:21،22،23،37،38،59، 105،106،113،114،224،226.
مصر:98،103،224.
المغرب:121،200.
المقام:168.
مكة:15،82،109،113،115،116، 117،125،126،128،148،149، 163،168،170،171،224.
منى:79،166،167،225.
منبر دمشق:110،137.
نصيبين:112.
اليرموك:236.
اليمن:172،203،208.
ص:197
ص:198
1.إبراز الوهم المكنون-أحمد بن الصدّيق الغماري-مطبعة الترقي دمشق.
2.الإكمال-ابن مأكولا-دار الكتب الاسلامية،مصر.
3.الاعتقاد-البيهقي-دار الآفاق الجديدة.
4.الإشاعة-البرزنجي-الطبعة الأولى،مصر،طبعة عبد الحميد حنفي.
5.الإذاعة-صدّيق خان القنوجي-طبعة المدني،مصر.
6.إيضاح المكنون-إسماعيل باشا البغدادي-دار إحياء التراث العربي.
7.الإتحاف بحبّ الأشراف-الشبراوي-دار الذخائر.
8.الأعلام-الزركلي-دار العلم للملايين.
9.الأنساب-السمعاني-دار الجنان،بيروت.
10.الإصابة في معرفة الصحابة-ابن حجر-دار الكتب العلمية.
11.الأحاديث المختارة-عبد الواحد المقدسي-مكتبة النهضة،مكة.
12.أسد الغابة في معرفة الصحابة-ابن الأثير-إسماعيليان،قم.
13.أصحاب الإمام الصادق-الشبستري-مؤسسة النشر الإسلامي.
14.الباعث الحثيث-ابن كثير-دار الفيحاء،دمشق،تحقيق أحمد شاكر.
15.البدء و التاريخ-المقدسي-مكتبة الثقافة،مصر.
16.البيان في أخبار صاحب الزمان-الكنجي الشافعي-دار إحياء التراث،طهران.
ص:199
17.البداية و النهاية-ابن كثير-دار إحياء التراث العربي،بيروت.
18.بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث-الهيثمي-دار الطلائع.
19.توجيه النظر-الدمشقي-دار المعرفة بيروت.
20.تدريب الراوي-السيوطي-دار الكتب العلمية.
21.التقييد و الإيضاح-العراقي-مؤسسة الكتب الثقافية.
22.تذكرة الحفّاظ-الذهبي-مكتبة الحرم المكي.
23.تهذيب الكمال-المزي-مؤسسة الرسالة.
24.تاريخ ابن معين-يحيى بن معين-دار القلم.
25.تهذيب التهذيب-ابن حجر-دار الفكر.
26.تقريب التهذيب-ابن حجر-دار الكتب العلمية.
27.تحفة الأحوذي-المباركفوري-دار الكتب العلمية.
28.تذكرة الموضوعات-الفتني-الطبعة الأولى.
29.تاريخ ابن خلدون-ابن خلدون الأندلسي-دار إحياء التراث العربي.
30.التاريخ الكبير-البخاري-المكتبة الإسلامية.
31.تاريخ دمشق-ابن عساكر-دار الفكر.
32.تاريخ بغداد-الخطيب البغدادي-دار الكتب العلمية،تحقيق بيضون.
33.تاريخ واسط-الرزاز الواسطي-عالم الكتب.
34.تذكرة الخواص-ابن الجوزي-المطبعة الحيدرية.
35.تفسير ابن كثير-دار المعرفة،بيروت.
36.تعريف أهل التقديس-ابن حجر-مكتبة المنار،عمان.
37.تأويل مختلف الحديث-ابن قتيبة-دار الكتب العلمية.
38.تاريخ المدينة-ابن شبة النميري-دار الفكر.
39.ترتيب إصلاح المنطق-ابن السكيت-مشهد.
ص:200
40.تاج العروس-الزبيدي-مكتبة الحياة،بيروت.
41.التذكرة بأحوال الآخرة-القرطبي-الطبعة الأولى،مصر.تعليق أحمد مرسي.
42.تفسير القرطبي-دار إحياء التراث العربي،بيروت.
43.الثقات-ابن حبان-مؤسسة الكتب الثقافية.
44.جامع الأصول-ابن الأثير الجزري-دار إحياء التراث العربي.
45.جامع البيان-ابن جرير الطبري-دار الفكر.
46.الجامع الصحيح-الترمذي-دار الفكر.
47.الجامع الصغير-السيوطي-دار الفكر.
48.الجامع لأحاديث معمر بن راشد-المكتب الإسلامي.
49.جواهر المطالب-الباعوني الشافعي-مجمع إحياء الثقافة الإسلاميّة،قم.
50.الحاوي للفتاوى-السيوطي-دار الكتب العلمية،المكتبة العصرية.
51.حديث خيثمة-الطرابلسي-دار الكتاب العربي.
52.حلية الأولياء-أبو نعيم-دار الكتاب العربي.
53.خريدة العجائب(تاريخ ابن الوردي).-عمر ابن الوردي-الطبعة الأولى القاهرة، سنة 1309.
54.خلاصة الأقوال-العلاّمة الحلي-الطبعة الأولى،النجف.
55.دلائل النبوة-الاصفهاني-دار طيبة،الرياض.
56.الديباج على صحيح مسلم-السيوطي-دار ابن عفان.
57.ذكر أخبار أصفهان-أبو نعيم-الطبعة الأولى سنة 1934.
58.رجال النجاشي-جامعة المدرسين،قم.
59.زاد المسير-ابن الجوزي-دار الفكر.
60.سنن ابن ماجة-أبو عبد اللّه القزويني-دار الفكر،تحقيق فؤاد عبد الباقي.
61.سنن أبي داود-أبو داود السجستاني-دار الفكر،تحقيق اللحام.
ص:201
62.سنن الدارقطني-علي بن عمر الدارقطني-دار الكتب العلمية.
63.السنن الواردة في الفتن-أبو عمرو الداني-دار العاصمة،الرياض.
64.سير أعلام النبلاء-الذهبي-مؤسسة الرسالة.
65.سبل الهدى و الرشاد-الصالحي-دار الكتب العلمية.
66.شذرات الذهب-عبد الحي العكري الدمشقي-دار الكتب العلمية.
67.شرح السنّة-البغوي-دار الفكر.
68.شرح سنن ابن ماجة-السيوطي و الدهلوي-الطبعة الأولى،باكستان.
69.شرح صحيح مسلم-النووي-دار الكتاب العربي.
70.شرح نهج البلاغة-ابن أبي الحديد-دار إحياء الكتب العربية،تحقيق أبو الفضل إبراهيم.
71.شواهد التنزيل-الحاكم الحسكاني-مجمع إحياء الثقافة،تحقيق المحمودي.
72.الصحاح-الجوهري-دار العلم للملايين.
73.صحيح ابن حبان-علاء الدين الفارسي-مؤسسة الرسالة.
74.صحيح البخاري-محمّد بن إسماعيل البخاري-دار ابن كثير،اليمامة،تحقيق مصطفى ديب.
75.صحيح مسلم-مسلم بن الحجاج-دار إحياء التراث العربي،تحقيق فؤاد عبد الباقي.
76.الصواعق المحرقة-ابن حجر-مؤسسة الرسالة.
77.الضعفاء الكبير-العقيلي-دار الكتب العلمية،تحقيق القلعچي.
78.طبقات ابن سعد-محمّد بن سعد-دار صادر.
79.طبقات المحدّثين بأصبهان-محمّد بن حيان الأنصاري-مؤسسة الرسالة،تحقيق البلوشي.
80.الطرائف-ابن طاوس-الطبعة الأولى،الخيام.
81.عون المعبود- العظيم آبادي-دار الكتب العلمية.
ص:202
82.العطر الوردي-البلبيسي-الطبعة الأولى،مصر،بولاق.
83.العقيدة السفارينية-السفاريني-مكتبة أضواء السلف،الرياض.
84.عقد الدرر-السلمي الشافعي-مكتبة عالم الفكر.
85.علل الدارقطني-علي بن عمر الدارقطني-دار طيبة،الرياض.
86.العلل المتناهية-ابن الجوزي-دار الكتب العلمية،تحقيق خليل الميس.
87.علوم الحديث-ابن الصلاح-دار الفكر المعاصر،تحقيق عتر.
88.العين-الفراهيدي-دار الهجرة،تحقيق المخزومي.
89.غريب الحديث-ابن قتيبة-دار الكتب العلمية.
90.غالية المواعظ-الآلوسي-مكتبة المثنى،بغداد.
91.الفائق في غريب الحديث-الزمخشري-دار الكتب العلمية.
92.الفتاوى الحديثية-ابن حجر-دار الفكر.
93.فتح الباري-ابن حجر-دار المعرفة.
94.فتح القدير-الشوكاني-عالم الكتب.
95.الفتن-نعيم بن حمّاد-دار الفكر،تحقيق سهيل زكار و مكتبة التوحيد،القاهرة، تحقيق سمير الزهيري.
96.فرائد السمطين-الجويني-الطبعة الأولى،تحقيق المحمودي.
97.فردوس الأخبار-الديلمي-دار الكتب العلمية،تحقيق زغلول.
98.الفصول العشرة-المفيد-دار المفيد بيروت.
99.الفصول المهمة-ابن الصباغ المالكي-دار الأضواء.
100.فضائل بيت المقدس-عبد الواحد المقدسي-دار الفكر،تحقيق مطيع الحافظ.
101.الفهرست-الطوسي-مؤسسة النشر الإسلامي.
102.فيض القدير-المناوي-دار الكتب العلمية.
103.القول المسدّد في الذب عن مسند أحمد-ابن حجر-مكتبة ابن تيمية،القاهرة.
ص:203
104.الكاشف في من له رواية في الكتب الستة-الذهبي-دار القبلة.
105.كشف الخفاء-العجلوني-دار الكتب العلمية.
106.كشف الظنون-حاجي خليفة-دار إحياء التراث.
107.كشف الغمة-الأربلي-دار الأضواء.
108.الكفاية في علم الرواية-الخطيب البغدادي-المكتبة العلمية،المدينة المنورة.
109.كنز العمال-المتقي الهندي-مؤسسة الرسالة.
110.لب اللباب في الأنساب-السيوطي-دار صادر.
111.لسان العرب-ابن منظور-دار إحياء التراث.
112.لوائح الأنوار-السفاريني-مطبعة المنار،مصر.
113.المبسوط-السرخسي-دار المعرفة.
114.مجلة التمدّن الإسلامي-دمشق.
115.مجلة الجامعة الإسلامية-المدينة المنورة.
116.مجمع الزوائد-الهيثمي-دار الكتب العلمية.
117.المجموع-النووي-دار الفكر.
118.مختار الصحاح-عبد القادر الرازي-دار الكتب العلمية.
119.مختصر السنن-المنذري-دار المعرفة،تحقيق حامد الفقي.مطبوع مع معالم السنن للخطابي.
120.مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح-ملاّ علي القاري-الطبعة الأولى.
121.المستدرك على الصحيحين-الحاكم النيسابوري-دار المعرفة.
122.مسند ابن راهويه-إسحاق بن إبراهيم المروزي-مكتبة الإيمان،المدينة المنورة.
123.مسند أبي يعلى-دار المأمون للتراث.
124.مسند أحمد-أحمد بن حنبل-دار الفكر،و بشرح الشيخ أحمد شاكر-دار الحديث، القاهرة.
ص:204
125.مسند البزّار-أبو بكر البزّار-مكتبة العلوم،المدينة،تحقيق زين اللّه.
126.مسند الروياني-محمّد بن هارون الروياني-مؤسسة قرطبة،مصر.
127.مسند الشاشي-أبو سعيد الشاشي-مكتبة العلوم،المدينة المنورة،تحقيق زين اللّه.
128.مسند الشاميين-الطبراني-مؤسسة الرسالة.
129.مسند علي بن الجعد-دار الكتب العلمية.
130.مشارق الأنوار-الحمزاوي-المطبعة العثمانية.
131.مشكاة المصابيح-ولي اللّه التبريزي-دار الفكر.
132.مصابيح السنّة-البغوي-دار القلم.
133.المصنّف-ابن أبي شيبة الكوفي-دار الفكر.
134.مصنّف عبد الرزاق-الصنعاني-طبعة المجلس العلمي.
135.مطالب السئول-ابن طلحة-مؤسسة البلاغ.
136.معالم السنن-الخطابي البستي-المطبعة العلمية،حلب،تحقيق راغب الطباخ.
137.معاني القرآن-النحاس-جامعة أم القرى.
138.المعجم الأوسط-الطبراني-دار الحرمين.
139.معجم البلدان-ياقوت الحموي-دار إحياء التراث العربي.
140.معجم رجال الحديث-الخوئي-الطبعة الأولى
141.معجم الشيوخ-أبو بكر الإسماعيلي-مكتبة العلوم،المدينة.
142.معجم الصحابة-ابن قانع-المكتبة الأثرية،المدينة المنورة.
143.المعجم الصغير-الطبراني-دار الكتب العلمية.
144.معجم قبائل العرب-عمر رضا كحالة-دار العلم للملايين.
145.المعجم الكبير-الطبراني-دار إحياء التراث.
146.معجم ما استعجم-الأندلسي-عالم الكتب.
147.معجم المؤلّفين-رضا كحّالة-دار إحياء التراث العربي.
ص:205
148.معجم المطبوعات العربية-اليان سركيس-طبعة المرعشي.
149.مقاتل الطالبيّين-أبو الفرج الأصفهاني-مؤسسة دار الكتاب.
150.المنار المنيف-ابن القيّم-مكتبة المطبوعات الإسلامية.
151.المنتظم-ابن الجوزي-دار الكتب العلمية.
152.منهاج السنّة النبوية-ابن تيمية-مؤسسة قرطبة.
153.المنهل الروي-ابن جماعة-دار الفكر.
154.الملاحم-ابن المنادي-دار السيرة،تحقيق العقيلي.
155.موارد الضّمان-الهيثمي-دار الكتب العلمية،تحقيق حمزة.
156.ميزان الاعتدال-الذهبي-دار المعرفة.
157.نظم المتناثر في الحديث المتواتر-الكتاني-دار الكتب السلفية.
158.نقد الرجال-التفريشي-مؤسسة آل البيت.
159.نور الأبصار-الشبلنجي-دار الفكر.
160.النور السافر-العيدروسي-دار الكتب العلمية.
161.النهاية في الملاحم و الفتن-ابن كثير-دار الحديث،القاهرة.
162.وفيات الأعيان-ابن خلّكان-دار الثقافة.
163.هدية العارفين-إسماعيل باشا البغدادي-دار إحياء التراث العربي.
164.ينابيع المودّة-القندوزي الحنفي-دار الأسوة.
ص:206
المقدّمة 5
كلمة المحقّق 11
ترجمة السيوطي 13
اسمه و نسبه 13
أبرز أساتذته و مشايخه 14
أبرز تلامذته 15
أشهر مصنّفاته 16
وفاته 16
علمنا في الكتاب 17
نبذة عن حياة الشيخ عبد المحسن العباد آل بدر 17
عقيدة أهل السنّة و الأثر في المهدي المنتظر عقيدة أهل السنّة و الأثر في المهدي المنتظر 21
أسماء الصحابة الذين رووا عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أحاديث المهدي 29
أسماء الأئمة الذين خرجوا الأحاديث و الآثار الواردة في المهدي في كتبهم 32
ذكر لبعض الذين ألّفوا كتبا في شأن المهدي 38
ص:207
ذكر بعض الذين حكوا تواتر أحاديث المهدي و نقل كلامهم في ذلك 41
ذكر بعض ما ورد في الصحيحين من الأحاديث ممّا له تعلّق بشأن المهدي 44
ذكر بعض الأحاديث في المهدي الواردة في غير الصحيحين 46
ذكر بعض العلماء الذين احتجّوا بأحاديث المهدي و اعتقدوا 50
ذكر من وقفت عليه ممّن حكي عنه إنكار أحاديث المهدي أو التردّد 66
ذكر بعض ما قد يظنّ تعارضه مع الأحاديث الواردة في المهدي 71
كلمة ختامية 73
العرف الوردي في أخبار المهدي العرف الوردي في أخبار المهدي 77
فصل 172
تنبيهات 173
فهارس كتاب العرف الوردي فهرس الآيات و الآثار 181
فهرس الأحاديث 183
فهرس الأعلام و الأقوام 191
فهرس الأماكن و البلدان و الجهات 195
فهرس المصادر 199
فهرس الموضوعات 207
ص:208