المزار
تأليف
الشهيد السعيد محمّد بن مكي العاملي الجزيني
الشهير ب- «الشهيد الأوّل»
من أعاظم فقهاء الإماميّة وعلماء الأمّة
734 - 786 ه-ق
3/4/28
مؤسّسة المعارف الاسلامية
هويّة الكتاب:
إسم الكتاب:...المزار.
تأليف:...محمّد بن مكّي العاملي «الشهيد الأوّل».
تحقيق...محمود البدري.
نشر:...مؤسّسة المعارف الإسلاميّة..
الطبعة:...الأولى 1416 ه. ق.
المطبعة:...پاسدار اسلام.
العدد:...1000 نسخة.
السعر:...تومان.
محرر الرقمي: زهرا شريفيان
ص: 1
هويّة الكتاب:
إسم الكتاب:...المزار.
تأليف:...محمّد بن مكّي العاملي «الشهيد الأوّل».
تحقيق...محمود البدري.
نشر:...مؤسّسة المعارف الإسلاميّة..
الطبعة:...الأولى 1416 ه. ق.
المطبعة:...پاسدار اسلام.
العدد:...1000 نسخة.
السعر:...تومان.
ص: 2
بسم الله الرحمن الرحیم
ص: 3
جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة
لمؤسّسة المعارف الإسلاميّة
ایران - قم المقدّسة
ص. ب 768 / 37185
تلفون 732009
ص: 4
هذا المجهود المتواضع أدفعه بكلتا يديَّ إلى وصي رسول الله صلّى الله عليه وآله ومولى المسلمين أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، راجياً من الله أن يكون لي ذريعة «يوم لا ينفع مال ولا بنون إلّا من أتى الله بقلب سليم».
ولقلّة بضاعتي، وضعف حيلتي، أقول كما قال إخوة يوسف لأخيهم.
«وقالوا يا أيّها العزيز مسّنا وأهلنا الضر وجئنا ببضاعة مزجاة فأوف لنا الكيل وتصدّق علينا إن الله يجزي المتصدّقين».
أبو ذر
ص: 5
ص: 6
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد صلّى الله عليه وآله.
محنة الانسان على هذه الأرض هي نسيان الآخرة والتعلّق بعالم الدنيا، والحرص عليها، فما يمارسه الانسان من معاصي، وما يسلكه من سلوك عدوانی منحرف تجاه نفسه ومجتمعه إن هو إلّا نتيجة طبيعية لضعف الايمان بعالم الآخرة وبوجوب التهيّؤ لها أو نكرانها. وذلك شأن من تستأثر الدنيا بهمه وتستولى زخارفها على سعيه ونشاطه، فعلى الرغم من أنَّ الموت أبرز ظاهرة في هذه الحياة وأكثرها وضوحاً في عالم الانسان، فان نسيان هذه الحقيقة والاشتغال بما يلهيه عن عالم الآخرة هو الحالة المسيطرة على همّه وتفكيره، ومساره في الحياة.
لذا حشد القرآن آيات من صيحات الوعظ، ونداءات الايقاظ وعبارات الزجر للغافلين الذين ألهاهم جمع المال والصراع على الجاه والمناصب وزخرف الدنيا وملاذ الحياة وشهواتها، فأنساهم الإعداد لعالم الآخرة.
ص: 7
ولعلّنا نجد أفضل صيغ التصوير القرآني لتلك الحقيقة المؤلمة في مصير الانسان مجسَّدة في ندائه وخطابه الاستنكاري للعاصين:
«ألهيكُمُ التَّكَاثُرُ ٭ حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ»(1).
ثم يُشفِع هذا التصوير المعبِّر عن طبيعة اللاهين عن ذكر الله والغافلين عمّا ينتظرهم بعد الموت، يُشفعه بالتهديد والوعيد فيقول:
«كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ٭ ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ»(2).
ويواصل القرآن نداءات الإيقاظ والتحذير ليكشف عن عيون الغافلين سحی الجهل، وحجب العمى ويضع أمامهم صورة الآخرة ماثلة بعذابها ونعيمها فیقول:
«كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ ٭ لَتَرَوُنَ الجَحِيمَ ٭ ثُمَّ لَتَرَوُنّهَا عَيْنَ الْيَقينِ ٭ ثُمَّ لَتُسئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعيمِ»(3).
وكما حشد القرآن العديد من المواعظ، وتوالت خطابات المنقذ الهادي محمّد صلّى الله عليه وآله للتحذير والانذار، حثّت الشريعة الاسلامية الانسان المسلم على تشييع الميت وحضور جنازته ودفنه، وزيارة المقابر لتكون موعظة حيّة ومناراً للاحساس المؤثر في ضمير الانسان ووعيه الباطني، ليرى بعينيه كيف يُدفن فى التراب من كانوا بالامس يملأون الحياة حيوية ونشاطاً، ويمارسون الوان السلوك، ويتركون وراء ظهورهم ما خوّلهم الله من مال وجمال ومتع وجاه وسلطة، وليرى بنفسه كيف يقهر الموت طغيان الانسان وقوته وكبرياءهُ المصطنع كما يستلهم من زيارة قبور الصالحين المدد الروحي
ص: 8
والسلوك الأخلاقي.
من هنا كانت زيارة المقابر والمشاهد المطهّرة موعظة حيّة تفوق لمن يتأمّل فيها موعظة الكلمة، وأفقاً رحباً للوعي والتأمّل، ومصدراً لاستلهام معاني الهدى ومكارم الأخلاق والاستقامة.
لذا فقد جاء الحثُّ عن أئمة الهدى بالدعوة إلى زيارة المقابر للعبرة والاستلهام من مآثر الصالحين والاتّعاظ بما صار إليه المجرمون، وما روي في هذا الشأن من روايات هو كغيره من روايات العبادات والعقائد وغيرها بحاجة إلى تحقيق وتثبيت لإثبات ما صحّ عنهم عليهم السلام لاعتماده في العلم والعمل وإلغاء ما دون ذلك.
وللاتّعاظ بسير الصالحين، سجّل القرآن حادثة أصحاب الكهف الأبرار ومقالة الصالحين فيهم والتعامل مع مآثرهم الايمانية الخالدة لتكون موعظة للأجيال:
«قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَسجِداً»(1).
ولكي تتعمّق الموعظة، وتتّسع مضامين الزيارة في نفوس الأحياء ویعي الانسان المسلم مآثر الشهداء والصالحين، ويتركز همّه في الاتّجاه إلى الله وحده، كانت المزارات التي تُتلى عند زيارة المقابر والمشاهد المباركة للرسول الهادي محمّد صلّى الله عليه وآله وللأنبياء والأئمّة الهداة والصالحين.
وقد حوت كتب المزارات والروايات الكثير ممّا روي وأثر عن أئمّة أهل البيت من الزيارات.
ص: 9
و (كتاب المزار) الذي بين يديك أيها الزائر الكريم هو للفقيه الشهيد محمد بن مكّي العاملي - المعروف بالشهيد الأول - على ما انتهى اليه تحقيق بعض المحقّقين، في حين نسبه آخرون إلى الشيخ المفيد رحمه الله، كما أورده البعض دون أن ينسبه إلى أحد.
وختاماً نسأل الله سبحانه أن ينفع الزائرين بهذا الجهد، وأن يرزقنا شفاعة محمّد وآله الطاهرين إنّه سميع مجيب.
ص: 10
الحمد لله ولىّ كلّ نعمة، يمنّ بالتوفيق ثمّ يثيب عليه، ويُلهم الحمد ثمّ يجزي به!... وأشهد أن لا إله إلّا الله تفرّد بالربوبيّة المطلقة فلا ربّ، ولا معبود، ولا حاكم سواه، ظهر فى آثاره وبديع مخلوقاته، فلو رأته العين لم يزدَدْ برؤيتها له طهوراً، وخفي في كنهه وحقيقته، فمهما تأمّله العقل وانساق وراء تصوّره الخيال لم يبلغ العقل ولا الخيال منه شيئاً.
وأفضل الصلاة والسلام على خير الأنام، عبده المقرّب لديه، أفضل أصفيائه، وأشرف أنبيائه، وخاتم رُسله، محمّد صلّى الله عليه وآله البشير النذير، والمبعوث رحمة إلى العالمين.
وخالص الصلوات الزاكيات على الحجج الطاهرة، والأنوار الزاهرة، أئمّة أهل البيت، الّذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً، سادات الخلق، وخلفاء الرسول بالنصِّ والصدق والحقِّ، أولوا الأمر الّذين أمر الله تعالى بطاعتهم، فهم الشهداء على الناس، وأبواب الله، والسبيل إليه، والأدلّاء عليه.
وأنّهم عيبة علمه، وتراجمة وحيه، وأركان توحيده، وخزّان معرفته، وأنّ مثلهم كسفينة نوح من ركبها نجا، ومن تخلّف عنها غرق وهوى.
وبعد؛ فإنّ ممّا أدّب بهِ الرسول وآله صلوات الله عليهم أجمعين شيعتهم
ص: 11
ص: 12
ص: 13
(يا وليّ الله [يا أولياء الله] إنّ بيني وبين الله عزّ وجلّ ذنوباً لا يأتي عليها إلّا رضاكم، فبحقِّ من ائتمنكم على سرّهِ، واسترعاكم أمر خلقه، وقرن طاعتكم بطاعته لما استوهبتم ذنوبي وكنتم شفعائي، فإنّي لكم مطيع...).
وهناك... وهناك... وهناك...
(اللَّهُمَّ اجعل محياي محيا محمّد وآل محمّد، ومماتي ممات محمّد وآل محمّد...).
٭ ٭ ٭
وكما للزيارة فوائد، فإنَّ لها آداب تحتوي على معاني وتعاليم سامية؛ فهي ترفع من معنويّة المسلم الزائر، وتنمي عنده روح العطف على الفقراء، وحسن المعاشرة والسلوك مع الناس.
ومن آدابها الّتي يستحبّ أن يقوم بها الزائر قبل البدء بالدخول إلى المرقد المطهّر وزيارته:
• أن يغتسل الزائر ويتطهّر قبل الشروع بالزيارة، أي أنّه يُطهرّ بدنه من الأوساخ، ثمّ يطهّر نفسه من الرذائل بعد إتمام الزيارة.
• التصدّق على الفقراء.
• المشي على سكينة ووقار، غاضّاً من بصره، وهذا يعني توقير للحرم الطاهر، وتعظيم للمزور، وتوجّه إلى الله، والانقطاع الكامل إليه.
• أن يكبّر بقوله: (الله أكبر) ويكرّر ذلك ما شاء، وفي ذلك فائدة إشعار النفس بعظمة الله، وأنّه لا شيء أكبر منه، وأنّ الزيارة ما هي إلّا إحياء لشعائر الله، وتأييد
ص: 14
دينه.
• الصلاة ركعتين بعد الفراغ من الزيارة تطوّعاً وعبادة الله تعالى، ليشكره على توفيقه إيّاه لأداء هذا العمل.
• ومن الآداب الاُخرى للزيارة: أن يلزم الزائر حُسن الصحبة لمن يصحبه، وقلّة الكلام إلّا بالخير، والاكثار من ذكر الله، والخشوع وكثرة الصلاة، والصلاة على محمد وآل محمد، وغضّ البصر، وقضاء حوائج المؤمنين والمواساة لهم، والورع عمّا نهى الله عنه وعن الخصومة، و..... الخ.
ولهذه الفوائد وغيرها، اهتمّ العلماء بتدوين الزيارات ونقلها وروايتها عن أئمّة الهدى، وقد ذكر الشیخ آقا بزرگ الطهراني في كتابه (الذريعة إلى تصانيف الشيعة) أكثر من 300 كتاب اُلّفت فى باب الزيارات (1).
ص: 15
الإمامية.
أمّا نسبه من جهة الاُمّ فينتهي إلى سعد بن معاذ، سيّد الأوس.
ولادته:
ولد في جزّين عام 734 ه-، واستشهد بدمشق يوم الخميس التاسع من جمادى الاُولى عام 786 ه فيكون عمره حينئذٍ اثنتين وخمسين سنة.
نبذة من حياته:
وكان والده الشيخ جمال الدين من علماء تلك الديار، وهو المعلّم الأوّل للشهید.
بعد اکمال شهیدنا دراسته الابتدائية، شدّ الرحال إلى مدينة الحلّة(1)، وهو لم يتجاوز السابعة عشرة من عمره، حيث كانت بلدة الحلّة يومذاك تُعدّ من أكبر المدارس في العالم الشيعي، وكانت تزخر بالعلماء والفقهاء من أمثال فخر المحقّقين الحلّى وغيره.
أقوال العلماء فيه:
جاء في إجازة فخر المحقّقين في الرواية عنه، وذلك سنة 751 ه، والّتي كتبت على ظهر القواعد: قرأ عليّ مولانا الإمام العلّامة الأعظم، أفضل علماء العالم، سيّد فضلاء بني آدم، مولانا شمس الحقّ والدين محمد بن مكّي بن حامد أدام الله أيّامه من هذا الكتاب مشكلاته، وأجزتُ له رواية جميع كتب والدي
ص: 17
قدّس سرّه، وجميع ما صنّفه أصحابنا المتقدّمون قدّس سرّهم عن والدي بالطرق المذكورة.
وقال في حقّه الحرّ العاملى فى أمل الآمل: كان عالماً ماهراً فقيهاً مدقّقاً، ثقة شاعراً أديباً منشئاً، فريد دهره، عديم النظير في زمانه.
وقال الشهيد الثاني في إجازته للشيخ حسين بن عبد الصمد: شيخنا الإمام الأعظم محيي ما درس من سنن المرسلين، ومحقّق حقائق الأوّلين والآخرين، الإمام السعيد أبي عبدالله الشهيد....
وقال أيضاً: شيخنا وإمامنا المحقّق البدل النحرير المدقّق، الجامع بين منقبة العلم والسعادة، ومرتبة العمل والشهادة، الإمام السعيد، أبو عبدالله الشهيد....
وقال عنه الشيخ شمس الأئمّة محمد بن يوسف بن علي الكرماني القرشي الشافعي في إجازته له: المولى الأعظم الأعلم، إمام الأئمّة، صاحب الفضلين، مجمع المناقب والكمالات الفاخرة، جامع علوم الدنيا والآخرة، شمس الملّة والدين محمد ابن الشيخ العالم جمال الدين بن مكّي ابن شمس الدين محمّد الدمشقي، رزقهُ الله في أولاه وأخراه ما هو أولاه وأخراه.
وذكره السيّد الخوانساري في الروضات وقال: وكان - رحمه الله - بعد مولانا المحقّق على الاطلاق، أفقه الفقهاء، وأفضل من انعقد على كمال خبرته وأستاديته اتّفاق أهل الوفاق، وتوحّده في حدود الفقه وقواعد الأحكام، مثل تفرّد شيخنا الصدوق في نقل أحاديث أهل البيت الكرام صلوات الله عليهم.
ص: 18
وقال عنه العلّامة النوري واعلم أنّه رحمه الله أوّل من لقب ب- «الشهيد»، وأوّل من هذّب كتاب الفقه عن نقل أقاويل المخالفين، وذكر آراء المبدعين، وقد أكمل الله تعالى له النعمة، وجعل العلم والفضل والتقوى فيه، وفي ولده، وأهل بيته....
وقال عنه العلّامة التستري: الشيخ الهمام، قدوة الأنام، فريدة الأيّام، علّامة العلماء العظماء، مفتي طوائف الاسلام، ملاذ الفضلاء الكرام، السارح في مسارح العرفاء والمتألّهين، العارج إلى أعلى مراتب العلماء الفقهاء المتبحّرين، وأقصى منازل الشهداء السعداء المنتجبين، الشيخ شمس الدين أبو عبدالله محمد ابن مكّي العاملي المطّلبي أعلى الله رتبته في حظائر القدس، وبوّأه مع مواليه في مقاعد الاُنس، وله كتب زاهرة فاخرة، ومصنّفات دائرة باهرة، وأكثرها في الفقه.
وقال رضوان الله عليه في بعض إجازاته: «وأروي عن نحو من أربعين شيخاً من علمائهم(1) بمكّة، والمدينة، ودار السلام بغداد، ومصر، ودمشق، وبيت المقدس، ومقام إبراهيم الخليل.
مشائخه:
1 - والده الشيخ جمال الدين مكّي بن الشيخ محمّد شمس الدين.
2 - فخر المحقّقين أبو طالب محمد بن الحسن بن المطهّر الحلّي.
3 - السيّد عميد الدين عبد المطّلب الحسيني الحلّي، شارح «تهذيب» خاله العلّامة فى الأصول، المعروف ب-«العميدي».
ص: 19
4 - الشيخ أبو محمد الحسن بن أحمد بن نجيب الدين أبي عبدالله محمد بن جعفر بن نما الحلّي.
5 - العلّامة المحقّق زين الدين على بن أحمد بن طراد المطار آبادي.
6 - العلّامة تاج الدين محمد بن معية الحسني.
7 - السيّد ضياء الدين عبدالله بن عبد المطّلب الحسيني.
8 - قطب الدین محمد بن محمد البويهي الرازي.
9 - رضيّ الدين أبو الحسن علي بن أحمد المشتهر ب- «المزيدي».
10 - السيّد علاء الدين بن زهرة الحسيني.
11 - الشيخ جلال الدين محمّد بن الشيخ شمس الدين محمد الحارثي.
12 - الشيخ محمد بن جعفر المشهدي.
13 - الشيخ إبراهيم بن عمر، الملقّب ببرهان الدين الجعبري.
14 - الشيخ إبراهيم بن عبد الرحيم بن محمد بن سعد الله بن جماعة.
تلامذته:
حينما كان شيخنا الشهيد في الحلّة عرف بتدريسه لقواعد العلّامة في الفقه وتهذيب الأصول، فالتفّ حوله الطلّاب يدرسون لديه، ولمّا رجع إلى جزّين أسّس مدرسة فيها، فاجتمع حوله عدد كبير من طلبة العلم، وأخذوا يدرسون عليه الكتب الأصوليّة والفقهيّة، ومن العلماء والأفاضل الذين يروون عنه:
1 - ولده رضيّ الدين أبو طالب محمد.
2 - ولده ضياء الدين أبو القاسم (أو أبو الحسن) علي.
ص: 20
3 - ولده جمال الدين أبو منصور الحسن.
4 - ابنته الفقيهة الفاضلة أُمّ الحسن فاطمة المدعوّة ب «ستّ المشائخ»، كان أبوها يثني عليها ويأمر النساء بالاقتداء بها والرجوع إليها.
5 - السيّد بدر الدين الحسن بن أيّوب الشهير بابن نجم الدين الأعرج الحسيني.
6 - الشيخ زين الدين علي بن خازن الحارثي.
7 - الشيخ مقداد بن عبدالله السيوري الحلّى الأسدي.
8 - الشيخ شمس الدين محمد بن نجدة الشهير ب- «ابن عبد العالي».
9 - الشيخ حسن بن سليمان الحلّي: صاحب مختصر البصائر والمحتضر.
10 - شمس الدین محمد بن عبد العلي الكركي العاملي.
11 - الشيخ عبد الرحمان العتائقي.
أهمّ آثاره الخالدة:
خلّف شيخنا الشهيد من الآثار العلميّة ما يربو على اثنتين وثلاثين كتاباً، بالرغم من انشغاله في نشر العقائد الاماميّة في الديار المختلفة والترويج لها، والدفاع عن مذهب أهل البيت عليهم السلام، ومن هذه الآثار الخالدة:
1 - اللمعة الدمشقيّة: رسالة فقهيّة جليلة، جمع فيها الشهيد أبواب الفقه، ولخّص فيها أحكامه ومسائله، ولقد كتبها جواباً لرسالة حاكم خراسان علي بن مؤيّد التي كان يطلب منه التوجّه إلى خراسان ليكون مرجعاً للشيعة، فاعتذر وصنّف له هذه الرسالة، وهو مسجون في قلعة دمشق في سبعة أيّام، ولم
ص: 21
يحضره من المراجع الفقهيّة غير «المختصر النافع» للمحقّق الحلّي.
2 - ذكرى الشيعة في أحكام الشريعة: خرج منه الطهارة والصلاة.
3 - الدروس الشرعيّة في فقه الاماميّة: كتاب جليل يشتمل على كثير من أبواب الفقه من الطهارة حتى الرهون، وقد أدركته الشهادة قبل إتمامه.
4 - البيان: كتاب في الفقه.
5 - غاية المراد في شرح نكت الارشاد: المتن للعلّامة الحلّي، والشرح للشهيد.
6 - القواعد والفوائد: كتاب جليل يضمّ ما يقرب من 300 قاعدة فقهيّة ماعدا الفوائد والتنبيهات.
7 - الأربعون حديثاً: أكثرها في العبادات العامّة.
8 - النفليّة: رسالة تشتمل على ثلاثة آلاف نافلة في الصلاة.
9 - الألفيّة في فقه الصلاة اليوميّة: وتشتمل على ألف واجب في الصلاة.
10 - الأربعون مسألة.
11 - جامع البين من فوائد الشرحين: والشرحان للأخوين الأعرجيّين، السيّد عميد الدين والسيّد ضياء الدين ابنا أخت العلّامة الحلّى، واستاذا الشهيد على كتاب «تهذيب طريق الوصول إلى علم الأصول».
12 - جوابات الفاضل المقداد: وهي مجموعة الأجوبة على أسئلة الفاضل المقداد بن عبدالله السيوري تلميذ الشهيد البالغة سبعاً وعشرين مسألة.
13 - جوابات مسائل الاطراوي: مجموعة أجوبة الشهيد على مسائل السيد الحسن بن أيّوب بن نجم الدين الاطراوي العاملي، تلميذ الشهيد.
14 - الحاشية على الذكرى.
ص: 22
15 - جواز إبداع السفر في شهر رمضان: رسالة شريفة في تحقيق هذه المسألة.
16 - خلاصة الاعتبار في الحجّ والاعتمار: رسالة صغيرة في المناسك.
17 - اختصار الجعفريّات من مجموعته: الجعفريّات من الكتب القديمة، يشتمل على نحو ألف حديث، اختصره الشهيد بما يقرب من الثلث.
18 - أحكام الأموات: رسالة فقهيّة في أحكام الأموات من الوصيّة إلى الزيارة.
19 - العقيدة: رسالة صغيرة في العقيدة الاسلامية.
20 - مجموعة الاجازات: وهي ما جمعها الشهيد من إجازات العلماء المتقدّمين.
21 - مجموعة الشهيد الأوّل: وهي ثلاث مجلّدات كبار، قال عنها آغا بزرگ الطهراني في مصفى المقال: «وكتب الشهيد الأوّل ثلاث مجاميع ذات فوائد كثيرة».
22 - المقالة التكليفية: رسالة في العقائد والكلام.
23 - مسائل ابن مكّي: مرتّبة على أبواب الفقه، وألّفت في السنة التي استشهد فيها قدّس سرّه وقيل: أنّها آخر مؤلّفاته.
24 - شرح قصيدة الشهفيني الحلّي: والقصيدة في مدح أمير المؤمنين عليه السلام.
25 - المزار «وهو هذا الكتاب».
وللشهيد الأوّل أشعار عديدة وجميلة، منها قوله في مسايرة ابن الجوزي في قوله:
ص: 23
أقسمت باللهِ وآلائه ٭٭٭ إليه ألقى بها ربّي
أنّ عليّ بن أبي طالب ٭٭٭ إمام أهل الشرق والغرب
من لم يكن مذهبه مذهبي ٭٭٭ فإنّه أنجس من كلب
فقال الشهيد:
لأنّه صنو نبيّ الهدى ٭٭٭ من سيفه القاطع في الحرب
وقد وقاه في جميع الردى ٭٭٭ بنفسه في الخصب والجدب
والنصّ في الذكر وفي (إنّما ٭٭٭ وليّكم) كاف لذي لبّ
من لم يكن مذهبه هكذا ٭٭٭ فإنّه أنجس من كلب
استشهاده:
لقد اختار الشهيد الأوّل في أخريات أيّامه مدينة دمشق موطناً له، ليكون قريباً من الحركة الفكريّة فيها، حيث كانت مدينة دمشق تزخر بالعلماء والفقهاء من مختلف المذاهب، ولكي يستطيع كذلك أن يدافع عن مذهب أهل البيت علیهم السلام، والتصدّي للتيّارات المختلفة الأخرى التي تحاول إجهاض هذا المذهب وتتّهمه بالرفض تارة وبالكفر تارة أخرى، فكان شهيدنا يعقد في داره ندوة يوميّة يحضرها عدد من العلماء، وكان شهيدنا مشعلاً لروّاد العلم، وسهماً في عيون الأعداء الحاقدين والنواصب، أعداء آل محمد علیهم السلام، وقد عاش شهيدنا تلك الفترة في ظروف حرجة حافلة بالتعصّب والعداء لمذهب الحقّ، مذهب أهل البيت علیهم السلام.
قال الحرّ العاملي: كانت وفاته سنة 786 ه، التاسع من جمادى الأولى، قتل بالسيف، ثُمّ صلب، ثُمّ رجم بدمشق في دولة بيدمر وسلطنة برقوق، بفتوى
ص: 24
القاضي برهان الدين المالكي، وعباد بن جماعة الشافعي، بعدما حبس سنة كاملة، في قلعة دمشق..... وكان سبب حبسه وقتله أنّه وشى به رجل من أعدائه، وكتب محضراً يشتمل على مقالات شنيعة، وشهد بذلك جماعة كثيرة، وكتبوا عليه شهاداتهم، وثبت ذلك عند قاضي صيدا، ثُمّ أتوا به إلى قاضي الشام، فحبس سنة، ثُمّ أفتى الشافعي بتوبته، والمالكي بقتله، فتوقّف فى التوبة خوفاً من أن يثبت عليه الذنب، وأنكر ما نسبوه إليه، فقالوا: قد ثبت ذلك عليك، وحكم القاضي لا ينقض، والانكار لا يفيد، فغلب رأي المالكي لكثرة المتعصّبين عليه، فقُتل، ثمّ صلب ورجم، ثمّ أحرق.
ويحكي لنا صاحب الروضات قصّة استشهاد شيخنا فيقول: نقل عن خطّ ولد الشهيد على ورقة إجازته لابن الخازن الحائري ما صورته:
استشهد والدي الإمام العلّامة، كاتب الخطّ الشريف، شمس الدين أبو عبدالله محمد بن مكّي شهيداً، حريقاً بعده بالنار يوم الخميس جمادى الأولى سنة ستّ وثمانين وسبعمائة، وكلّ ذلك فعل برحبة قلعة دمشق.
وجاء في اللؤلؤة: أنّه قتل بالسيف، ثُمّ صلب، ثُمّ رجم، ثمّ أحرق بالنار ببلدة دمشق في سلطنة (برقوق) بفتوى برهان الدین المالكي، وعباد بن جماعة الشافعي، وتعصّب جماعة كثيرة بعد أن حبس في القلعة الدمشقيّة سنة كاملة.
وكان سبب حبسه أن وشى عليه تقي الدين الجبلي، ويوسف بن يحيى، وكتب يوسف محضراً يشنع فيه على الشيخ المترجم بأقاويل شنيعة. وعقائد غير مرضية عزاها إليه، وشهد فيه سبعون من أهل الجبل من أقوام حناق على المترجم، وأثبتوا ذلك عند قاضي بيروت، وقاضي صيدا، وأتوا بالمحضر إلى القاضي عباد بن جماعة بدمشق فأنفذه إلی القاضي المالكي، فقال له: تحكم فيه
ص: 25
بمذهبك وإلّا عزلتك، فجمع الملك بيدمر الأمراء والقضاة والشيوخ، وأحضروا شيخنا المترجم، وقرأ عليه المحضر، فأنكر ذلك فلم يقبل، وقيل له: قد ثبت ذلك عندنا، ولا ينتقض حكم القاضي.
فقال الشيخ: الغائب على حجّته، فإن أتى بما يناقض الحكم جاز نقضه وإلاّ فلا، وها أنا أبطل شهادات من شهد بالجرح، ولي على كلّ واحد حجّة بيّنة، فلم یسمع ذلك منه، ولم يقبل، فعاد الحكم إلى المالكي، فقام وتوضّأ وصلّى ركعتين، ثم قال: قد حكمت بإهراق دمه، فاكسوه اللباس. وفعل به ما قدّمناه من القتل والصلب والرجم والاحراق.
وممّا يذكر هنا أنّ القاضى عباد بن جماعة كان حاقداً على شيخنا الشهيد لكلام جرى بينهما في بعض المسائل، حين تقابلا وكان بين يدي الشهيد محبرة، وكان ابن جماعة رجلاً بديناً، وأمّا الشهيد فإنّه كان صغير الجثّة، فقال له ابن جماعة في أثناء المناظرة، وهو يريد تحقيره: إنّي لا أحسّ إلّا صوتاً من وراء الدواة، ولا أفهم ما يكون معناه، فأجابه الشيخ قائلاً: نعم ابن الواحد لا يكون أعظم من هذا. فخجل ابن جماعة من هذه المقالة كثيراً، وامتلأ منه غيضاً وحقداً، إلى أن فعل به ما فعل.
هذا بعض ما كتب عن الشهيد، بل قطرة من بحره، فسلام عليه يوم ولد، ويوم استشهد في سبيل الله، وسلام عليه يوم يبعث حيّاً.
«وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمواتاً بَل أَحيَاءٌ عِندَ رَبِّهِم يُرزَقُونَ»(1).
ص: 26
كما هو واضح من اسمه، فهو منتخب للزيارات، قال المحقّق الشيخ آغا بزرگ الطهراني قدّس سرّه: «مزار المفيد»! للشيخ المفيد (413 م) في زيارة النبي والأئمّة عليهم السلام أوّله: «يا من جعل الحضور في مشاهد أصفيائه ذريعة إلى الفوز بدرجات......».
وقال: كذا في «كشف الحجب»، وعبّر عنه النجاشي ب- «المزار الصغير»، وهو مشتمل على بابين(1) - ثمّ ذكر أبواب وفصول كتابنا هذا «مزار الشهيد»-.
وقال أيضاً: «مراد المريد المزار الشهيد» ترجمة له، ترجمه الشيخ علي بن الحسين الكربلائي للشاه سلطان حسين الصفوي، رأيت نسخة منه بخط السيد محمد علي حبيب الله الحسيني..... وخطبته «الحمد لله الذي جعل زيارة أوليائه من أقرب القربات......»(2).
ثمّ ذكر ما لفظه: «مزار الشهيد» للشيخ شمس الدين أبي عبدالله محمد بن مكّي الشهيد سنة 786، أوّله: «الحمد لله الذي جعل زيارة أوليائه من أقرب القربات .......»، وقد ترجمه الشيخ علي الكربلائي للشاه سلطان حسین (1105- 1135) وسمّاه «مراد المريد لمزار الشهيد» كما مرّ....(3)
والظاهر أن الشيخ الطهراني خلط بين خطبة ترجمة المزار للشيخ علي الكربلائي، وبين خطبة كتاب المزار للشهيد الأوّل، والصحيح أن
ص: 27
خطبة «الحمد لله الذي جعل زيارة أوليائه من أقرب القربات ......» هي مقدّمة لترجمة المزار، وخطبة «يا من جعل الحضور في مشاهد أصفيائه....» هى المزار.
نسخ الكتاب:
أن جميع النسخ التي تمّت مراجعتها لتحقيق هذا الكتاب موجودة في مكتبة المرحوم آية الله العظمى السيد المرعشي النجفي قدّس سرّه الشريف، وقد تكرّم علينا نجله العلّامة السيد محمود المرعشي حفظه الله ورعاه بالسماح لنا بمراجعة النسخ التالية:
1 - النسخة الأولى والتي تحمل الرقم 490، وهي نسخة مصحّحة، كُتب عليها المزار للشيخ المفيد! وقد وقفها المتوكّل على الله محمد إبراهيم الحسيني بتاريخ 1262 ه-.
2 - النسخة الثانية وتحمل الرقم 950، وقد كتبت بخط محمد بن اسماعیل الترشيزي وذلك سنة 1258.
3 - النسخة الثالثة وتحمل الرقم 3314، وهي نسخة مصحّحة، تعود إلى القرن الحادي عشر الهجري، وقد أكمل خرومها الشيخ محمد باقر البهاري في سنة 1311 ه-.
4 - النسخة الرابعة وتحمل الرقم 3342، وهي نسخة مصحّحة جيدة وقد كتبت سنة 1359 ه-.
5 - النسخة الخامسة وتحمل الرقم 4642، حيث ترجمت فيها الأحاديث بالفارسية وكتبت في الهامش، وذكر في آخرها انها كتبت بخط جعفر، وذلك
ص: 28
سنة 1000 ه-.
6 - النسخة السادسة وتحمل الرقم 4675، وهي نسخة مصحّحة تعود إلى القرن الحادي عشر الهجري.
7 - النسخة السابعة وتحمل الرقم 4938، وهي نسخة مصحّحة ترجمت إلى الفارسية بين السطور، وكتبت بقلم الحاج أبو طالب بن أبي تراب بأمر الميرزا عبد العظيم.
8 - النسخة الثامنة وتحمل الرقم 7811، وقد تم الفراغ من نسخها يوم الأربعاء 13 / شوال / 1075 في النجف الأشرف، وهي بقلم محمد بن عبد النبي المحاويلي.
وقد قمنا بمراجعة هذه النسخ بعد اعتماد النسخة 490 كأصل، وكذلك راجعنا ما ذكره العلّامة المجلسي في بحاره نقلاً عن مزار الشهيد، وكذلك مراجعة النسخة المحقّقة التي نشرها العلّامة المحقّق آية الله السيد الأبطحي الأصفهاني حفظه الله، والتي اعتمد فيها على النسخة المحفوظة في مكتبة آية الصفائي الخوانساري.
وقد اتبعنا في تحقيقنا لهذا السفر الخالد طريقة التلفيق بين هذه النسخ وذلك لاثبات النصّ الصحيح، مشيرين بحرفي «خ ل» لكلِّ كلمة أو عبارة تم أخذها من بقية النسخ، وكذلك قمنا بذكر التخريجات المهمّة في الكتاب، مع ذكر بعض التعليقات الضرورية، وأنشأنا في آخر الكتاب فهارس فنّيّة عامّة للآيات الشريفة الواردة في الكتاب، وكذلك لأهم المصادر التي اعتمدناها في تحقيقنا لهذا السفر الخالد.
ص: 29
وختاماً أقدّم خالص شكري وتقديري للأخ المحقّق الفاضل فارس حسّون كريم الذي لم يبخل علينا بملاحظاته القيّمة.
مع دعائي لابنتي العزيزة «زهراء» التي ساهمت معي في صفّ حروف الكتاب واخراجه فنّياً.
والحمد للّهِ ربِّ العالمين، وصلّى الله على محمّد وآله الطاهرين.
محمود البدري
13 / رجب / 1416 قم المقدّسة
ص: 30
بسم الله الرحمن الرحیم
صورة الصفحة الأولى من النسخة رقم 490.
ص: 31
صورة
صورة الصفحة الأخيرة من النسخة رقم 490.
ص: 32
بسم الله الرحمن الرحیم
اللّهُمّ یَا مَنْ جَعَلَ الْحُضُور في مَشاهِد اَصْفِياً ذريعة إلى الفوز بِدَ رَجَاتِ احِباتُهُ نَسْئَلُكَ ان تصلی علی محمدٍ سید انبیائكَ واله امنائكَ وَإِن توفقنا الزيارة ضرایحهم المُشرفة كلهَا وَإِن تُنطَقَ السَنتَنَا بِادَاءِ المناسكِ موضوع لا يا ما ينبغى از تَعمَل المَاثورُ فیها وبعد فهذا المنتخب موضوع البیان ما ینبغی ان لعمید في المشاهد المقدسة والأمكنة المشرفة من الأفعال المرعية
صورة الصفحة الأولى من النسخة رقم 950
صورة
ص: 33
الَّذي اوجبت لهم علیكَ اسئلكَ ان تدخلنی فی جملة العارفین بهم و بحقهم وفي زمر المرحومین بشفاعتهم انكَ ارحم الراحمین وصلی الله علی محمد واله وسلم کتبی وحسبنا الله ونعم الوکیل
کتبه العبد لا قل محمد علی ابن
اسمعیل نزشیزی فی سنة
التماس دعا دارم از هر دوست دوروضات متبرکه که مشرف شوند
صورة
صورة الصفحة الأخيرة من النسخة رقم 950
ص: 34
صورة
صورة الصفحة الأولى من النسخة رقم 3314.
ص: 35
صورة
صورة الصفحة الأخيرة من النسخة رقم 3314.
ص: 36
صورة
صورة الصفحة الأولى من النسخة رقم 3342
ص: 37
صورة
صورة الصفحة الأخيرة من النسخة رقم 3342
ص: 38
صورة
صورة الصفحة الأولى من النسخة رقم 4642.
ص: 39
صورة
صورة الصفحة الأخيرة من النسخة رقم 4642.
ص: 40
صورة
صورة الصفحة الأولى من النسخة رقم 4675.
ص: 41
صورة
صورة الصفحة الأخيرة من النسخة رقم 4675.
ص: 42
صورة
صورة الصفحة الأولى من النسخة رقم 4938.
ص: 43
صورة
صورة الصفحة الأخيرة من النسخة رقم 4938.
ص: 44
صورة
صورة الصفحة الأولى من النسخة رقم 7811.
ص: 45
صورة
صورة الصفحة الأخيرة من النسخة رقم 7811.
ص: 46
بسم الله الرحمن الرحیم
وَبِهِ نَسْتَعِيْن
اللَّهُمَّ يا مَنْ جَعَلَ الْحُضورَ في مَشَاهِدِ أَصْفِيَائِهِ ذَريْعَةً إِلَى الفَوْز بِدَرَجَاتِ أَحِبَائِهِ، نَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى سَيِّدِ أَنْبِيَائِكَ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ أَمَنائِكَ، وَأَنْ تُوَفِقَنَا لِزِيَارَةِ ضَرَائِحِهِمْ المُشَرَّفَةِ كُلُّها، وَأَنْ تَنْطِقَ أَلْسِنَتِنَا باداءِ الْمَنَاسِكَ الْمَأثورَةِ فِيهَا.
وَبَعْدُ؛ فَهَذا المُنْتَخَبُ مَوْضُوعٌ لِبَيانِ مَا يَنْبَغِى يُعْمَلَ فِي المَشاهِدِ المُقَدَّسَةِ، وَالْامْكِنَةِ المُشَرَّفَةِ مِنَ الأَفْعَال المُرَغَّبَةِ، وَالأَقْوَالِ المَرْويَّةِ، وَهوَ مُشْتَمِلٌ عَلَى بَابَینِ:
البابُ الأَوَّلُ في الزيَارَاتِ، وَهوَ مُرَتَّبٌ عَلَى فُصولٍ وَخَاتِمَةِ.
أَمّا الفُصولُ فَثَمانية:
ص: 47
ص: 48
الفصل الأوّل
في زيارة النبي صلی الله علیه وآله وسلم من بُعد أو قُرب(1)
فإذا أردت زيارتهُ من البعد فَمَثِّل بَيْنَ يَدَيْكَ شِبْهَ الْقَبْرِ، وَأكتُبْ عَلَيهِ أَسْمَهُ، وتكون عَلَى غُسْل، ثُمّ قُم قائِماً وأنتَ مُتَخيّلٌ مواجَهَتَهُ صلی الله علیه وآله وسلم، وَقُلْ:
أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَنَّهُ سَيِّدُ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ، وَأَنَّهُ سَيِّدُ الأَنْبِياءِ وَالمُرْسَلِينَ. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ الأَئِمَّةِ الطَّيِّبِينَ.
ثُمَّ قُلْ:
السَّلَامُ عَلَيْكَ يا رَسُولَ اللهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يا خَلِيلَ اللهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يا نَبِيَّ اللهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يا صَفِيَّ اللهِ السَّلَامُ عَلَيْكَ يا رَحْمَةَ اللهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يا خِيرَةَ اللَّهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يا حَبِيبَ اللهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يا نَجِيبَ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا خَاتَمَ
ص: 49
النَّبِيِّينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا سَيِّدَ المُرْسَلِينَ، عَلَيْكَ يا قَائِماً بِالقِسْطِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا َفاتِحَ الخَيْرِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَعْدِنَ الوَحْى وَالتَّنْزِيلِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مُبَلِّغاً عَنِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا السِّراجُ المُنِيرُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مُبَشِّرُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا نَذِيرُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مُنْذِرُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا نُورَ اللهِ الَّذِي يُسْتَضاءُ بِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِكَ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ الهادِينَ المَهْدِيِّينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ، وَعَلَى جَدِّكَ عَبْدِ المُطَّلِب، وَعَلَى أَبِيكَ عَبْدِ اللهِ، السَّلامُ عَلَى أُمِّكَ آمِنَةَ بِنْتِ وَهَبِ، السَّلامُ عَلَى(1) عَمِّكَ حَمْزَةَ سَيّدِ الشَّهَداءِ السَّلامُ عَلَى عَمِّكَ العَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ السَّلامُ عَلَى عَمِّكَ وَكَفِيلِكَ أبي طالِبٍ.
السَّلامُ عَلَيْكَ يا مُحَمَّدُ السَّلامُ عَلَيْكَ يا أحْمَدُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللهِ عَلَى الأَوَّلِينَ وَالآخِرينَ، وَالسَّابِقَ إلى طاعَةِ رَبِّ العالَمِينَ، وَالمُهَيْمِنِ عَلَى رُسُلِهِ، وَالخَاتِمَ لِأَنْبِيائِهِ، الشَّاهِدَ عَلَى خَلْقِهِ، الشَّفِيعَ إِلَيْهِ، وَالمَكِينَ لَدَيْهِ، وَالمُطاع فِي مَلَكُوتِهِ، الأَحْمَدَ مِنَ الأَوْصَافِ، المُحَمَّدَ لِسائِرِ الأَشْرافِ، الكَرِيمَ عِنْدَ الرَّبِّ، وَالمُكَلَّمَ مِنْ وَراءِ الحُجُب، الفائِزَ بِالسِّباقِ، وَالفَائِتَ عَنِ اللحاقِ، تَسْلِيمَ عارِفٍ بِحَقِّكَ، مُعْتَرفِ بالتَّقْصِير فِي قِيامِهِ بواجِبِكَ، غَيْرِ مُنْكِرٍ مَا انْتَهَى إِلَيْهِ مِنْ فَضْلِكَ، مُوقِنٍ بِالمَزِيدَاتِ
ص: 50
مِن رَبِّكَ، مُؤْمِنٍ بِالكِتابِ المُنْزَلِ عَلَيْكَ، مُحَلِّلٍ حَلالَكَ، مُحَرِّمٍ حَرَامَكَ.
أَشْهَدُ يا رَسُولَ اللهِ مَعَ كُلِّ شَاهِدٍ، وَأَتَحَمَّلُها عَنْ كُلّ جاحِدٍ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ رِسالاتِ رَبِّكَ(1)، وَنَصَحْتَ لِأُمَّتِكَ، وَجَاهَدْتَ فِي سَبِيلِ رَبِّكَ، وَصَدَعْتَ بِأَمْرِهِ، وَاحْتَمَلْتَ الأَذَى فِي جَنْبِهِ، وَدَعَوْتَ إِلَى سَبِيلِهِ بِالْحِكْمَةِ وَالمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ الجَمِيلَةِ، وَأَدَّيْتَ الحَقَّ الَّذِي كَانَ عَلَيْكَ.
وَأَنَّكَ قَدْ رَؤُفْتَ بِالمُؤْمِنِينَ، وَغَلُظْتَ عَلَى الكَافِرِينَ، وَعَبَدْتَ اللهَ مُخْلِصاً حَتَّى أَتَاكَ اليَقِينُ، فَبَلَغَ اللَّهُ بِكَ أَشْرَفَ مَحَلِّ المُكْرَمِينَ، وَأَعْلَى مَنازِلِ المُقَرَّبِينَ، وَأَرْفَعَ دَرَجَاتِ المُرْسَلِينَ، حَيْثُ لا يَلْحَقُكَ لاحِقٌ، وَلا يَفُوقُكَ فَائِقٌ، وَلا يَسْبِقُكَ سابقٌ، وَلا يَطْمَعُ فِي إِدْراكِكَ طَامِعٌ.
والحَمْدُ للهِ الَّذِي اسْتَنْقَذَنا بِكَ مِنَ الهَلَكَةِ، وَهَدانا بِكَ مِنَ الضَّلالَةِ، وَنَوَّرَنَا بِكَ مِنَ الظُّلْمَةِ.
فَجَزَاكَ اللهُ يا رَسُولَ اللهِ [مِنْ مَبْعُوثٍ](2) أَفْضَلَ ما جازَى(3) نَبِيّاً عَنْ أُمَّتِهِ، وَرَسُولاً عَمَّنْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يا رَسُولَ اللهِ زُرْتُكَ عارِفاً بِحَقِّكَ، مُقِرّاً بِفَضْلِكَ، مُسْتَبْصِراً
ص: 51
بِضَلالَةِ مَنْ خَالَفَكَ وَخالَفَ أَهْلَ بَيْتِكَ، عارِفاً بِالهُدَى الَّذِي أَنْتَ عَلَيْهِ، بِأَبِى أَنْتَ وَأُمِّى وَنَفْسِي وَأَهْلِي وَوَلَدِي وَمالِي أَنَا أُصَلَّى عَلَيْكَ كَما صَلَّى اللهُ عَلَيْكَ وَصَلَّى عَلَيْكَ مَلائِكَتُهُ وَأَنْبِياؤُهُ وَرُسُلُهُ صَلاةً مُتتَابِعَةً وافِرَةً مُتَواصِلَةً لَا انْقِطاعَ لَها وَلا أَمَدَ وَلا أَجَلَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِكَ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ كَمَا أَنْتُمْ أَهْلَهُ.
ثمّ ابسُط كَفَّيكَ وَقُلْ:
اللَّهُمَّ اجْعَلْ جَوامِعَ صَلَواتِكَ، وَنَوامِيَ بَرَكَاتِكَ، وَفَواضِلَ خَيراتِكَ، وَشَرائِفَ تَحِيَّاتِكَ وَتَسْلِيماتِكَ وَكَرامَاتِكَ وَرَحْمَاتِكَ، وَصَلَواتِكَ وَصَلَواتِ مَلائِكَتِكَ المُقَرَّبِينَ، وَأَنْبِيَائِكَ المُرْسَلِينَ، وَأَئِمَّتِكَ المُنْتَجَبِينَ، وَعِبادِكَ الصَّالِحِينَ، وَأَهْلِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِينَ، وَمَنْ سَبَّحَ لَكَ يا رَبَّ العالَمِينَ مِنَ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ وَشَاهِدِكَ وَنَبِيِّكَ وَنَذِيرِكَ وَأَمِينِكَ وَمَكِينِكَ وَنَجِيِّكَ وَنَجِيبِكَ وَحَبِيبِكَ وَخَلِيلِكَ وَصَفِيِّكَ وَصَفْوَتِكَ وَخاصَّتِكَ وَخالِصَتِكَ وَرَحْمَتِكَ وَخَيْرٍ خِيرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ، نَبِيِّ الرَّحْمَةِ، وَخازِنِ المَغْفِرَة، وَقائِدِ الخَيْرِ وَالبَرَكَةِ، وَمُنْقِذِ العِبادِ مِنَ الهَلَكَةِ بِإِذْنِكَ، وَداعِيَهُمْ إِلَى دِينِكَ، القَيِّمِ بِأَمْرِكَ، أوَّلَ النَّبِيِّينَ مِيثاقاً، وَآخِرِهِمْ مَبْعَثاً، الَّذِي غَمَسْتَهُ فِي بَحْرٍ الفَضِيلَةِ، للمَنْزِلَةِ(1) الجَلِيلَةِ، وَالدَّرَجَةِ الرَّفِيعَةِ، وَالمَرْتَبَةِ
ص: 52
الخَطِيرَةِ، فَأَوْدَعْتَهُ(1) الأَصْلابَ الطَّاهِرَةَ، وَنَقَلْتَهُ مِنْها إلَى الأَرْحَامِ المُطَهَّرَةِ لُطْفاً مِنْكَ لَهُ، وَتَحَنُّنَا مِنْكَ عَلَيْهِ إِذْ وَكَّلْتَ لِصَونِهِ وَحِرَاسَتِهِ وَحِفْظِهِ وَحِياطَتِهِ مِنْ قُدْرَتِكَ عَيْناً عَاصِمَةً حَجَبْتَ بها عَنْهُ مَدانِسَ العَهْرِ وَمَعَائِبَ السِّفاحِ حَتَّى رَفَعْتَ بِهِ نَواظِرَ العِبادِ، وَأَحْيَيْتَ بِهِ مَيْتَ البِلادِ، بِأَنْ كَشَفْتَ عَنْ نُور ولادَتِهِ ظُلَمَ الأَسْتارِ، وَأَلْبَسْتَ حَرَمِكَ فِيْهِ حُلَلَ الأَنْوارِ.
اللَّهُمَّ فَكَما خَصَصْتَهُ بِشَرَفِ هَذِهِ المَرْتَبَةِ الكَرِيمَةِ، وَذُخْرِ هَذِهِ المَنْقَبَةِ العَظِيمَةِ، صَلِّ عَلَيْهِ كَمَا وَفِي بِعَهْدِكَ، وَبَلَّغَ رسالاتِكَ، وَقاتَلَ أَهْلَ الجُحُودِ عَلَى تَوْحِيدِكَ، وَقَطَعَ رَحِمَ الكُفْرِ فِي إِعْرَازِ دِينِكَ، وَلَبِسَ ثَوْبَ البَلْوَى فِي مُجَاهَدَةِ أَعْدائِكَ، وَأَوْجِبْ لَهُ بِكُلِّ أَذىً مَسَّهُ أَوْ كَيْدٍ أَحَسَّ بِهِ مِنَ الفِئَةِ الَّتِي حَاوَلَتْ قَتْلَهُ فَضِيلةً تَفُوقُ الفَضائِلَ وَيَمْلِكُ بها الجَزيلَ مِنْ نَوالِكَ، فَلَقَدْ(2) أَسَرَّ الحَسْرَةَ، وَأَخْفَى الزَّفْرَةَ، وَتَجَرَّعَ الغُصَّةَ، وَلَمْ يَتَخَطَّ ما مُثِلَ لَهُ وَحْيِكَ.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ صَلاةً تَرْضَاهَا لَهُمْ، وَبَلِّغْهُمْ مِنّا تَحِيَّةً كَثِيرةً وَسَلاماً، وَآتِنا مِنْ لَدُنْكَ فِى
ص: 53
مُوالاتِهِمْ(1) فَضْلاً وَإِحْسَاناً وَرَحْمَةً وَغُفْراناً إِنَّكَ ذُو الفَضْلِ العَظِيمِ.
ثمّ َصلِّ صلاة الزيارة ركعَتين تَقرأ فيها ما شِئت(2)، فإذا فرغت سبّح تسبيح الزهراء علیها السلام، وَقُلْ:
اللَّهُمَّ إِنَّكَ قُلْتَ لِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ: «وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللهَ تَوَّاباً رَحِيماً»(3) وَلَمْ أَحْضُرْ زَمانَ رَسُولِكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ السَّلامُ.
اللَّهُمَّ وَقَدْ زُرْتُهُ راغِباً تائِباً مِنْ سَيِّءِ عَمَلِي، وَمُسْتَغْفِراً لَكَ مِنْ ذُنُوبِي، وَمُقِرّاً لَكَ بِها وَأَنْتَ أَعْلَمُ بِها مِنِّي، وَمُتَوَجِّهَا إِلَيْكَ بِنَبِيِّكَ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ، فَاجْعَلْنِي(4) اللَّهُمَّ بِمُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ [عِنْدَكَ](5) وَجِيهاً فِي الدُّنْيا وَالآخِرَةِ وَمِنَ المُقَرَّبِينَ.
يا مُحَمَّدُ، يا رَسُولَ اللهِ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، يا نَبِيَّ الله، يا سَيِّدَ خَلْقِ اللَّهِ، إِنِّي أَتَوَجَّهُ بِكَ إِلَى اللهِ رَبِّكَ وَرَبِّي لِيَغْفِرَ لِي
ص: 54
ذُنُوبِي، وَيَتَقَبَّلَ مِنِّي عَمَلِي، وَيَقْضِيَ لِي حَوائِجِي، فَكُنْ لِي شَفِيعاً عِنْدَ رَبِّكَ وَرَبِّي، فَنِعْمَ المَسْؤُولُ رَبِّى، وَنِعْمَ الشَّفِيعُ أَنْتَ، يا مُحَمَّدُ، عَلَيْكَ وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِكَ السَّلامُ.
اللَّهُمَّ وَأَوْجِبْ لِي مِنْكَ المَغْفِرَةَ وَالرَّحْمَةَ وَالرِّزْقَ الواسِعَ الطَّيِّبَ النَّافِعَ كَمَا أَوْجَبْتَ لِمَنْ أَتَى نَبِيِّكَ مُحَمَّداً عَلَيْهِ وَآلِهِ السَّلام(1) وَهُوَ حَيٌّ فَأَقَرَّ لَهُ بِذُنُوبِهِ، وَاسْتَغْفَرَ لَهُ رَسُولُكَ عَلَيْهِ [وَآلِهِ](2) السَّلامُ، فَغَفَرْتَ لَهُ بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
اللَّهُمَّ وَقَدْ أَمَّلْتُكَ، وَرَجَوْتُكَ، وَقُمْتُ بَيْنَ يَدَيْكَ، وَرَغِبْتُ إِلَيْكَ عَمَّنْ سِواكَ، وَقَدْ أَمَّلْتُ جَزيلَ ثَوابِكَ وَإِنِّي لَمْقِرٌّ(3) غَيْرُ مُنْكِرٍ، وَتَائِبٌ مِمَّا اقْتَرَفْتَ، وَعائِذٌ بِكَ فِى هَذا المَقامِ مِمَّا قَدَّمْتُ مِنَ الأَعْمَالِ الَّتِي تَقَدَّمْتَ إِلَيَّ فِيها وَنَهَيْتَنِي عَنْهَا وَأَوْعَدْتَ عَلَيْهَا العِقابَ.
وَأَعُوذُ بِكَرَم وَجْهِكَ أَنْ تُقِيمَنِي مَقامَ الخِزْيِ وَالذُّلِّ، يَوْمَ تُهْتَكُ فِيهِ الأَسْتارُ، وَتَبْدُو فِيهِ الأسْرارُ وَالفَضائِحُ الكِبارُ، وَتَرْعَدُ فِيهِ الفَرائِصُ، يَوْمَ الحَسْرَةِ(4) وَالنَّدَامَةِ، يَوْمَ الآفِكَةِ، يَوْمَ
ص: 55
الآزِفَةِ(1)، يَوْمَ التَغابُن(2)، يَوْمَ الفَصْل(3)، يَوْمَ الجَزاءِ، يَوْماً كانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ(4)، يَوْمَ النَّفْخَةِ(5)، يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ(6)، يَوْمَ النَّشْرِ، يَوْمَ العَرْضِ، يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ العالَمِينَ، يَوْمَ يَفِرُّ المَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ(7)، يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ وَأَكْنافُ السَّمَاءِ(8)، يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجادِلُ عَنْ نَفْسِها(9)، يَوْمَ يُرَدُّونَ إِلَى اللهِ فَيُنَبِّئُهُمْ بما عَمِلُوا(10)، يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلَىً عَن مَوْلى شَيْئاً وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللهُ إِنَّهُ هُوَ العَزِيزُ الرَّحِيمُ(11)، يَوْمَ يُرَدُّونَ إِلَى اللهِ مَوْلاهُمُ الْحَقُّ(12)، يَوْمَ يَخْرَجُونَ مِنَ الأجْداثِ سِراعاً كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصْبٍ يُوفِضُونَ(13) كأنَّهُمْ جَرادٌ مُنْتَشِرٌ مُهْطِعِينَ إِلَى
ص: 56
الدَّاعِي(1) إِلَى اللهِ، يَوْمَ الواقِعَةِ(2)، يَوْمَ تُرَجُّ الأَرْضُ رَجّاً(3)، يَوْمَ تَكُونُ السَّماءُ كَالمُهْلِ وَتَكُونُ الجِبالُ كَالعِهْنِ وَلا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً(4)، يَوْمَ الشَّاهِدِ وَالْمَشْهُودِ(5)، يَوْمَ تَكُونُ المَلائِكَةُ صَفّاً صَفّاً(6).
اللَّهُمَّ ارْحَمْ مَوْقِفِي فِي ذلِكَ اليَوْمِ، وَلا تُخْزِني في ذلِكَ المَوْقِفِ(7) بِما جَنَيْتُ عَلَى نَفْسِي، وَاجْعَلْ يا رَبِّ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ مَعَ أَوْلِيائِكَ مُنْطَلَقِى، وَفِي زُمْرَةِ مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ علیهم السلام مَحْشَرِي، وَاجْعَلْ حَوْضَهُ مَوْرِدِي، وَفِي الغُرِّ الكِرامِ مَصْدَرِي، وَأَعْطِنِي كِتابِي بِيَمِينِي حَتَّى أَفُوزَ بِحَسَناتِي، وَتُبَيِّضَ بِهِ وَجْهِي، وَتُيَسِّرَ بِهِ حِسَابِي، وَتُرَجِّحَ بِهِ مِيزَانِي، وَأَمْضِي مَعَ الفائِزينَ مِنْ عِبادِكَ الصَّالِحِينَ إلَى رضوانِكَ وَجِنانِكَ إِلهَ العالَمِينَ.
اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ أَنْ تَفْضَحَنِي فِي ذَلِكَ اليَوْمِ بَيْنَ يَدَيِ الخَلائِقِ بِجَرِيرَتِي، أَوْ أَنْ أَلقَى الخِزْيَ وَالنَّدامَةَ بِخَطِيئَتِي،
ص: 57
وَأنْ تُظْهِرَ فِيهِ سَيِّئَاتِي عَلَى حَسَناتِي، أَوْ أَنْ تُبَوِّءَ(1) بَيْنَ الخَلائِقِ بِاسْمِي، يا غَنيُّ يا كَرِيمُ(2)، العَفْوَ العَفْوَ العَفْوَ، السَّتْرَ السَّتْرَ [السَّتْرَ](3).
اللَّهُمَّ وَأَعُوذُ بكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ فِي ذَلِكَ اليَوْمِ فِي مَواقِفِ الخِزْيِ وَمَواقِفِ الأَشْرَار مَوْقِفِى، أَوْ فِي مَقامِ الأَشْقِياءِ مَقامِي، وَإِذا مَيّزْتَ بَيْنَ خَلْقِكَ فَسُقْتَ كُلَّاً بِأَعْمَالِهِمْ زُمَراً إِلَى مَنازِلِهِمْ فَسُقْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبادِكَ الصَّالِحِينَ، وَفِي زُمْرَةِ أَوْلِيَائِكَ المُتَّقِينَ إِلَى جِنانِكَ(4) يا رَبَّ العالَمِينَ(5).
ثُمَّ زر فاطمة علیها السلام(6) من عند الروضة، وقُل:
السَّلامُ علَى الْبَتُولِ الطَّاهِرَةِ، الصِّدِّيقَةِ الْمَعْصُومَةِ،
ص: 58
الْبَرَّةِ التَّقيَّةِ، سَلِيلَةِ الْمُصْطَفى، وَحَلِيلَةِ المُرتَضَى، وأُمِّ الأَئِمَّةِ النُّجَباءِ.
اللَّهُمَّ إِنَّها خَرَجَتْ مِنْ دُنْياها مَظْلُومَةً مَعْشُومَةً قَدْ مُلِئَتْ داءً وَحَسْرَةً وَكَمَداً(1) وَغُصَّةً تَشْكُو إِلَيْكَ وَإِلى أَبِيْهَا مَا فُعِلَ بها.
اللَّهُمَّ انْتَقِمْ لَهَا، وَخُذْ لَها بِحَقِّها.
اللَّهُمَّ وَصَلِّ عَلَى الزَّكِيَّةِ الزَّهْراءِ الْمُبَارَكَةِ المَيْمُونَةِ صَلَاةً تَزِيدُ في شَرَفِ مَحَلِّها عِنْدَكَ وَجَلَالَةِ مَنْزِلَتِها لَدَيْكَ وَبَلِّغْها مِنّى السَّلامَ، وَالسَّلامُ عَلَيْها وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ(2)
قال في المصباح(3) إذا وقف للزيارة فَقُلْ:
يا مُمْتَحَنَةُ امْتَحَنَكِ اللهُ الَّذِى خَلَقَكِ [قَبْلَ أَنْ يَخلُقَكِ](4) فَوَجَدَكِ لِمَا أَمْتَحَنَكِ صَابِرَةً، وَزَعَمْنا أَنَّا لَكِ أَوْلِيَاءُ وَمُصَدِّقُونَ وَصَابِرُونَ لِكُلِّ مَا آتَانَا بِهِ أَبُوكِ وَأتَى(5) بهِ وَصِيُّهُ فَإِنَّا نَسْأَلُكِ إنْ كُنَّا صَدَّقْناك إِلَّا الْحَقتَنا َ بَتَصْدِيقِنَا لَهُمَا لِنُبَشِّرَ أَنْفُسَتَا بِأنَّا قَدْ طَهُرْنا بولايَتِكِ(6).
ص: 59
ويُستَحبُّ أيضاً أن تقول:
السَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ رَسُولَ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ نَبِيِّ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ حَبيب اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ خَلِيلِ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ خَيْرِ خَلْقِ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ أَفْضَلِ أَنْبِياءِ اللهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرَسُلِهِ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ صَفِيّ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ أمينِ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ خَيْرِ الْبَريَّةِ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا سَيِّدَةَ نِساءِ الْعالَمينَ مِنَ الأَوّلينَ وَالآخِرينَ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا زَوْجَةَ وَلِيِّ اللهِ وَخَيْرَ الْخَلْقِ بَعْدَ رَسُولِ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا أُمَّ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ سَيِّدَيْ شَباب أَهْلِ الْجَنَّةِ، السَّلامُ عَلَيْكِ أَيَّتُهَا الصِّدِّيقَةُ الشَّهِيدَةُ، السَّلامُ عَلَيْكِ أَيَّتُها الرَّضِيَّةُ المَرْضِيَّةُ، [السَّلامُ عَلَيْكِ أَيَّتُهَا الفَاضِلَةُ الزَّكِيَّةُ، السَّلامُ عَلَيْكِ أَيَّتُهَا الحَوْراءُ الإِنْسِيَّةُ](1)، السَّلامُ عَلَيْكِ أَيَّتُها التَّقِيَّةُ النَّقِيَّةُ، السَّلامُ عَلَيْكِ أَيَّتُهَا المُحَدَّثَةُ(2) الْعَلِيمَةُ، [السَّلامُ
ص: 60
عَلَيْكِ أَيَّتُها المَغْصُوبَةُ(1) المَظْلُومَةُ](2)، السَّلامُ عَلَيْكِ أَيَّتُها المُضْطَهَدَةُ المَقْهُورَةُ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا فَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولَ اللهِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْكِ وَعَلَى رُوحِكِ وَبَدَنِكِ.
أَشهَدُ أَنَّكِ قَدْ مَضَيْتِ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكِ، وَأَنَّ مَنْ سَرَّكِ فَقَدْ سَرَّ رَسُولَ اللهِ صلی الله علیه وآله، وَمَنْ جَفَاكِ فَقَدْ جَفا رَسُولَ اللهِ صلی الله علیه وآله، وَمَنْ قَطَعَكِ فَقَدْ قَطَعَ رَسُولَ اللَّهِ صلی الله علیه وآله لِأَنَّكِ بِضْعَةٌ مِنْهُ وَرُوحُهُ الَّتِي بَيْنَ جَنْبَيْهِ، أَشْهَدُ اللهَ وَرَسُولَهُ(3) وَمَلائِكَتِهُ أَنِّى رَلضٍ عَمَّنْ رَضِيتِ عَنْهُ، سَاخِطٌ عَلَى مَنْ سَخِطْتِ عَلَيْهِ، مُتَبَرِّيءٌ مِمَّنْ تَبَرَّأْتِ مِنْهُ، مُوالِ لِمَنْ والَيْتِ، مُعادٍ لِمَنْ عَادَيْتِ، مُبغِضٌ لِمَنْ أَبْغَضْتِ، مُحِبٌّ لِمَنْ أَحْبَبْتِ، وَكَفَى بِاللهِ شَهيداً وَحَسِيباً وَجَازِياً وَمُثِيْباً.
ثُمَّ تُصلّي على النبيّ صلّى الله عليه وعلى الأئمةِ علیهم السلام(4).
فإذا أردتَ وداع النبي صلی الله علیه وآله فَأتِ قبرهُ بَعد فَراعَكَ مِن حوائجِكَ فَودَّعْهُ وأصنَعْ مِثلَ ما صَنَعتَ عِند وصولَك وَقُل:
اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلَهُ آخِرَ العَهْدِ مِنْ زِيارَةِ قَبْرِ نَبِيِّكَ [عَلَيْهِ وَآلِهِ
ص: 61
السَّلامُ](1) فَإِنْ(2) تَوَفَّيْتَنِي قَبْلَ ذَلِكَ فَإِنِّي أَشْهَدُ فِي مَمَاتِي عَلَى ما أَشْهَدُ عَلَيْهِ فِي حَياتِي أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ(3)، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ، وَأنَّكَ قَدِ اخْتَرْتَهُ مِنْ خَلْقِكَ، ثُمَّ اخْتَرْتَ مِنْ أهْل بَيتهِ الأشِمةَ الطَّاهِرِينَ الَّذينَ أذْهَبْتَ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهَّرتَهُمْ تَطْهِيراً(4) فَاحْشُرنا مَعَهُمْ، وَفِي زُمْرَتِهِمْ، وَتَحْتَ لِوائِهِمْ، وَلا تُفرّق بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فِي الدُّنْيا وَالآخِرَةِ يا أَرْحَمَ الرّاحِمِيْنَ.
وَتقولُ إذا أتيتَ قبور الشُّهداءِ(5).
السَّلامُ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ، أنْتُمْ لَنا فَرَطٌ، وَإِنَّا بِكُمْ لَاحِقُونَ(6).
ص: 62
الفصل الثانى
زيارة الأئمّة الأربعة علیهم السلام بالبقيع(1)
وهم: أبو محمّد الحسن بن علي، وَأبو محمّد علي بن الحسين، وَأبو جَعْفَرٍ مُحمّد بن علي الباقر، وَأبو عبداللهِ جعفر بن محمّد الصادق صلوات اللهِ عليهم أجمعين تزورهم هُناك فإِنَّ قُبورَهُم في مكانٍ واحدٍ، فإذا جِئتَهم فَاجعل القَبر بينَ يَديكَ وَإِلَّا فَمَثّل شبه القبر بينَ يَديكَ وَقلْ وَأنتَ على غُسل:
السَّلامُ عَلَيْكُمْ أَئِمَّةَ الهُدَى، السَّلامُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ التَّقْوَى، السَّلامُ عَلَيْكُمْ أَيُّهَا الحُجَجُ(2) عَلَى أَهْلِ الدُّنْيا، السَّلَامُ عَلَيْكُمُ
ص: 63
القُوَّامُ فِى الْبَرِيَّةِ بِالْقِسْطِ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الصَّفْوَةِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ النَّجْوى.
أَشْهَدُ أَنَّكُمْ قَدْ بَلَّغْتُمْ وَنَصَحْتُمْ وَصَبَرْتُمْ فِي ذاتِ اللهِ وَكُذِّبْتُمْ وَأَسِيءَ إِلَيْكُمْ فَغَفَرْتُمْ(1)، وَأَشْهَدُ أَنَّكُمُ الْأَئِمَّةُ الرَّاشِدُونَ الْمُهْتَدُونَ(2)، وَأَنَّ طَاعَتَكُمْ مُفْتَرَضَةٌ(3)، وَأَنَّ قَوْلَكُمُ الصِّدْقُ، وَأَنَّكُمْ دَعَوْتُمْ فَلَمْ تُجَابُوا، وَأَمَرْتُمْ فَلَمْ تُطاعُوا، وَأَنَّكُمْ دَعائِمُ الدِّينِ(4) وَأَرْكَانُ الْأَرْضِ لَمْ تَزالُوا بِعَيْنِ اللهِ يَنْسَخُكُمْ فِي(5) أَصْلابِ كُلّ مُطَهِّر، وَيَنْقُلُكُمْ مِنْ أَرْحامِ الْمُطَهَّرَاتِ، لَمْ تُدَنِّسْكُمُ الجاهِلِيَّةُ الْجَهْلَاءُ، وَلَمْ تُشْرِكْ فِيكُمْ فِتَنُ الأَهْواءِ، طِبْتُمْ وَطَابَ مَنْبَتُكُمْ(6).
مَنَّ بِكُمْ عَلَيْنا دَيَّانُ الدِّينِ فَجَعَلَكُمْ(7) فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ، وَجَعَلَ صَلَاتَنا عَلَيْكُمْ رَحْمَةً لَنا وَكَفَّارَةً لِذُنُوبِنا، وَاخْتارَكُمْ(8) لَنَا، وَطَيَّبَ(9) خَلْقَنا بِمَا مَنَّ عَلَيْنا
ص: 64
مِنْ وَلَايَتِكُمْ، وَكُنَّا عِنْدَهُ مُسَمِّينَ بِعِلْمِكُمْ، مُقِرِّينَ بِفَضْلِكُمْ، مُعْتَرِفِينَ بِتَصْدِيقِنا إِيَّاكُمْ، وَهَذَا مَقَامُ مَنْ أسْرَفَ وَأَخْطَأَ وَاسْتَكَانَ وَأَقَرَّ بِما جَنَى وَرَجَا بِمَقَامِهِ الْخَلَاصَ وَأَنْ يَسْتَنْقِذَهُ بكُمْ مُسْتَنْقِذُ الهَلْكَى مِنَ الرَّدَى فَكُونُوا لِي شُفَعَاءَ فَقَدْ وَفَدْتُ إِلَيْكُمْ إِذْ رَغِبَ عَنْكُمْ َأهْلُ الدُّنْيا وَاتَّخَذُوا آيَاتِ اللهِ هُزُواً [وَلَعِباً] (1) وَاسْتَكْبَرُوا عَنْها.
ثمّ ارفع رأسك وَيديكَ، وقل:
يَا مَنْ هُوَ قَائِمٌ(2) لَا يَسْهُو، وَدَائِمٌ لَا يَلْهُو، وَمُحِيطٌ بكُل شَيْءٍ، لَكَ الْمَنُّ بِمَا وَفَّقْتَنِي، وَعَرَّفْتَنِي أَئِمَّتِي علیهم السلام وَثَبّتَّنِي عَلَى مَحَبَّتِهِمْ إِذْ صَدَّ عَنْهُمْ(3) عِبَادُكَ وَجَحَدُوا بِمَعْرِفَتِهِمْ(4)، وَاسْتَخَفُّوا بِحَقِّهِمْ(5)، وَمَالُوا إِلَى سِوَاهُمْ(6) وَكَانَتِ الْمِنَّةُ لَكَ وَمِنْكَ عَلَيَّ مَعَ أَقْوامِ خَصَصْتَهُمْ بِمَا خَصَصْتَنِي بِهِ، فَلَكَ الحَمْدُ إِذْ كُنْتُ عِنْدَكَ فِي مَقَامِي هذا مَذْكُوراً مَكْتُوباً، وَلَا(7) تَحْرِمْنِي مَا رَجَوْتُ، وَلَا تُخَيِّيْنِي فِيمَا دَعَوْتُ، بحُرْمَةِ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ،
ص: 65
وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ.
ثمّ تدعو لنفسك بما أحببتَ وصلِّ لكلِّ إمامٍ ركْعتين زيارة وَأنصرف.
فإذا أردتَ وداعهم فقل بعد ما صَنعت مِثلَ ما صنعتَ في وصولك أوّلاً:
السَّلامُ عَلَيْكُمْ أَئِمَّةَ الْهُدَى وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، أَسْتَوْدِعُكُمُ اللَّهَ، وَأَقْرَأُ عَلَيْكُمُ السَّلامَ، آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَبِما جِئْتُمْ بِهِ وَدَلَلْتُمْ عَلَيْهِ. اللَّهُمَّ فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِينَ(1).
ثمّ ادع الله كثيراً واسأله أن لا يجعله آخر العهد من زيارتهم.
ص: 66
الفصل الثالث
فى زيارة أمير المؤمنين صلوات الله عليه(1)
روي عن صفوان أنّه قال سألت الصادق علیه السلام: كيف تزور أمير المؤمنين علیه السلام؟ فقال: يا صفوان، إذا أردت ذلك فاغتسل والبس ثوبين طاهرين ونَلْ شيئاً من الطِّيب، فإن لم تنل أجزاك، فإذا خرجت من منزلك فقل:
اللَّهُمَّ إِنِّى خَرَجْتُ مِنْ مَنْزِلِى أَبْغِي فَضْلَكَ، وَأَزُورُ وَصِيَّ نَبِيِّكَ صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِمَا. اللَّهُمَّ فَيَسِّرْ ذَلِكَ لِى وَسَبِّبِ المَزارَ لَهُ، وَاخْلُفْنِي فِي عَاقِبَتِي وَحُزَانَتِي بِأَحْسَنِ الْخِلَافَةِ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
وسر وأنت تحمد الله وتسبّحهُ. وتهلّله فإذا بلغت الخندق(2) فقف
ص: 67
عنده وقُلْ:
اللَّهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ أَهْلَ الكِبْرِياءِ وَالْعَظَمَةِ، اللهُ أَكْبَرُ أَهْلَ التَّكْبِيرِ وَالتَّقْدِيسِ وَالتَّسْبيحِ وَالْمَجْدِ وَالآلَاءِ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أكْبَرُ عِمَادِي وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ(1)، جَلَّتْ عَظَمَتْهُ عَلَيْهِ مُتَّكَلِى وَاللهُ أَكْبَرُ [رَجائِي](2) وَإِلَيْهِ أُنِيبُ. وَاللَّهُ أَكْبَرُ وَإِلَيْهِ أَتُوبُ.
اللَّهُمَّ أنْتَ وَلِيُّ نِعْمَتِي، وَالْقَادِرُ عَلَى طَلِبَتي، تَعْلَمُ حَاجَتِي وَمَا تُضْمِرُ هَوَاجِسُ الْقُلُوبِ(3) وَخَوَاطِرُ النُّفُوسِ، فَأَسْأَلُكَ بِمُحَمَّدٍ الْمُصْطَفَى الَّذِي قَطَعْتَ بِهِ حُجَجَ المُحْتَجِّينَ وَعُذْرَ الْمُعْتَذِرِينَ، وَجَعَلْتَهُ رَحْمَةً لِلعالَمِينَ أَنْ لَا(4) تَحْرِمَنِي [ثَوابَ](5) زِيَارَةِ وَلِيِّكَ وَأَخِي نَبِيِّكَ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ وَقَصْدَهُ، وَتَجْعَلَنِي مِنْ وَفْدِهِ الصَّالِحِينَ، وَشِيْعَتِهِ الْمُتَّقِينَ، بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
فإذا تراءت لك القُبَّة الشريفة فقل:
الْحَمْدُ للهِ عَلَى مَا اخْتَصَّنِي مِنْ طِيبِ الْمَوْلِدِ، وَاسْتَخْلَصَنِي إِكْرَاماً بِهِ مِنْ مُوَالَاةِ الْأَبْرَارِ السَّفَرَةِ الأَطْهَارِ،
ص: 68
وَالْخِيَرَةِ الأَعْلَامِ. اللَّهُمَّ فَتَقَبَّلْ سَعْيِي إِلَيْكَ، وَتَضَرُّعِي بَيْنَ يَدَيْكَ، وَاغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي لَا تَخْفَى عَلَيْكَ، إِنَّكَ أَنْتَ اللهُ الْمَلِكُ الْغَفَّارُ.
فإذا نزلت الثويَّة وهي الآن تلّ بقرب الحَنّانة(1) عن يسار الطريق لمن يقصد مِن الكوفة إلى المشهد، فَصَلّ عندها ركعتين. كما روي أنّ جماعةً من خواصّ مولانا أمير المؤمنين علیه السلام دُفِنوا هُناك، وقل ما تقوله عند رؤية القُبَّة الشريفة.
فإذا بَلَغت العَلَم وهي الحنّانة فَصَلّ ركعتين؛ فقد روى محمّد بن أبي عمير، عن المفضّل قال: جاز الصادق علیه السلام بالقائم المائل في طريق الغَريِّ فَصَلَّى ركعتين. فقيل له: ما هذه الصّلاة؟
فقال: هذا موضع رأس جدّي الحسين بن علي علیهما السلام، وضعوه هاهنا لمّا توجّهوا من كربلاء، ثم حُملوا إلى عبيد الله بن زياد لعنة الله عليه، فقُلْ هُناك:
اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَرَى مَكَانِي، وَتَسْمَعُ كَلَامِي، وَلَا يَخْفَى عَلَيْكَ شَيْءٌ مِنْ أَمْرِي، وَكَيْفَ يَخْفَى عَلَيْكَ ما أَنْتَ مُكَوِّنُهُ وَبَارِئُهُ؟ وَقَدْ جئْتُكَ مُسْتَشْفِعاً بِنَبِيِّكَ نَبِيّ الرَّحْمَةِ، وَمُتَوَسِّلاً بِوَصِيّ رَسُولِكَ، فَأَسْأَلُكَ بِهِما ثَباتَ الْقَدَمِ، وَالْهُدَى وَالْمَغْفِرَةِ فِي الدُّنْيا وَالآخِرَةِ.
ص: 69
فإذا بلغت باب الحصن(1) فقل:
الحَمْدُ للهِ الَّذِي هَدَانَا لِهذا وَما كُنَّا لِنَهْتَدِي لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللهُ، الْحَمْدُ للهِ الَّذِي سَيّرنِي فِي بِلَادِهِ، وَحَمَلَنِي عَلَى دَوَابِّهِ، وَطَوَى لِيَ الْبَعِيدَ، وَصَرَفَ عَنِّي المَحْذُورَ، وَدَفَعَ عَنِّى الْمَكْرُوهَ حَتَّى أَقْدَمَنِي [حَرَمَ](2) أَخِي رَسُولِهِ صلی الله علیه وآله.
ثمّ ادخل، وقل:
الْحَمْدُ للهِ الَّذِي أَدْخَلَنِي هَذِهِ الْبُقْعَةَ الْمُبَارَكَةَ الَّتِي بَارَكَ اللَّهُ فِيهَا وَاخْتَارَها لِوَصِيّ نَبِيِّهِ. اللَّهُمَّ فَاجْعَلْها شَاهِدَةً لِى.
فإذا بلغت الباب(3) فقل:
اللَّهُمَّ لِبَابِكَ قَرَعْتُ(4)، وَبِفِنَائِكَ نَزَلْتُ، وَبِحَبْلِكَ اعْتَصَمْتُ، وَلِرَحْمَتِكَ تَعَرَّضْتُ، وَبوَلِيِّكَ صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِ تَوَسَّلْتُ، فَاجْعَلْهَا زِيَارَةً مَقْبُولَةً، وَدُعَاءً مُسْتَجاباً.
فإذا بلغت إلى الصّحن فَقُل:
اللَّهُمَّ إِنَّ هَذَا الْحَرَمَ حَرَمُكَ، وَالْمَقَامُ مَقامُكَ، وَأَنَا أَدْخُلُ إِلَيْهِ أنَاجِيكَ بِمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّى وَمِنْ سِرّى وَنَجْوايَ، الْحَمْدُ للهِ الْحَنَّانِ الْمَنَّانِ الْمُتَطَوِّلِ الَّذِي مِنْ تَطَوُّلِهِ سَهَّلَ لِي زِيَارَةَ مَوْلَايَ
ص: 70
بِإِحْسانِهِ، وَلَمْ يَجْعَلْنِي عَنْ زِيَارَتِهِ مَمْنُوعاً، وَلَا عَنْ ولَايَتِهِ مَدْفُوعاً، بَلْ تَطَوَّلَ وَمَنَحَ. اللَّهُمَّ كَمَا مَنَنْتَ عَلَيَّ بِمَعْرِفَتِهِ فَاجْعَلْنِي مِنْ شِيْعَتِهِ، وَأَدْخِلْنِي الْجَنَّةَ بِشَفاعَتِهِ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
ثمّ ادخل إلى الصحن وقُل:
الْحَمْدُ للهِ الَّذِي أَكْرَمَنِى بِمَعْرِفَتِهِ وَمَعْرِفَةِ رَسُولِهِ وَمَنْ فَرَضَ عَلَىَّ طَاعَتَهُ رَحْمَةً مِنْهُ لِي، وَتَطَوُّلاً مِنْهُ عَلَيَّ، وَمَنَّ عَلَيَّ بالإيْمَانِ، الْحَمْدُ للهِ الَّذِي أَدْخَلَنِي حَرَمَ أَخِي رَسُولِهِ وَأَرَانِيهِ فِى عافيَةٍ.
الْحَمْدُ للهِ الَّذِي جَعَلَنِي مِنْ زُوَّارِ قَبْرِ وَصِيِّ(1) رَسُولِهِ، أَشْهَدُ أَنْ لا إلهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ جَاءَ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِ الله، وَأَشْهَدُ أَنَّ عَلِيّاً عَبْدُ اللهِ وَأَخْو رَسُولِ اللَّهِ، اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ وَالْحَمْدُ للهِ عَلَى هِدَايَتِهِ وَتَوْفِيقِهِ(2) لِمَا دَعَانَا إِلَيْهِ مِنْ سَبِيلِهِ(3).
اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَفْضَلُ مَقْصُودٍ، وَأَكْرَمُ مَأْتِيٍّ، وَقَدْ أَتَيْتُكَ مُتَقَرِّباً إِلَيْكَ بِنَبِيِّكَ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ، وَبِأخِيهِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبي طَالِبٍ علیهما السلام، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَلَا تُخَيِّبْ سَعْيِي،
ص: 71
وَانْظُرْ إِلَيَّ نَظْرَةً(1) رَحِيمَةً تَنْعَشُنِي بِهَا، وَاجْعَلْنِي عِنْدَكَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ.
ثمّ امش حتّى تقف على الباب فى الصّحن وَقُلْ:
السَّلامُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ أَمِينِ اللهِ عَلَى وَحْيِهِ وَعَزَائِمِ أَمْرِهِ،
الْخَاتِمِ لِمَا(2) سَبَقَ، وَالْفَاتِحَ لِمَا اسْتُقْبِلَ، وَالْمُهَيْمِنِ عَلَى ذَلِكَ كُلِّهِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ.
السَّلامُ عَلَى صَاحِبِ السَّكِينَةِ(3)، السَّلامُ عَلَى الْمَدْفُونِ بِالْمَدِينَةِ، السَّلامُ عَلَى الْمَنْصُورِ الْمُؤَيَّدِ، السَّلامُ عَلَى أَبِي الْقَاسِمِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ(4).
ثمّ ادخل وقدّم رجلك اليمنى قبل اليسرى وقف على باب القبة وَقُلْ:
أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً
ص: 72
عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، جَاءَ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِهِ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ، [السَّلامُ عَلَيْكَ يا رَسُولَ اللهِ](1)، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا حَبِيبَ اللهِ وَخِيَرَتَهُ مِنْ خَلْقِهِ، السَّلامُ عَلى أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ عَبْدِ اللهِ وأخِى رَسُولِ اللهِ، يا مَوْلايَ، يا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ، عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ أمَتِكَ جَاءَكَ مُسْتَجِيراً بذِمَّتِكَ، قَاصِداً إِلَى حَرَمِكَ، مُتَوَجِّهاً إِلَى مَقامِكَ، مُتَوَسِّلاً إِلَى اللهِ تعالى بِكَ.
ءَأَدْخُلُ يا رَسُولِ اللهِ(2)؟ ءَأَدْخُلُ يا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ ءَأَدْخُلُ يا حُجَّةَ اللهِ؟ [ءَأَدْخُلُ يَا أَمِينَ اللهِ؟](3) ءَأَدْخُلُ يَا مَلائِكَةَ اللهِ الْمُقِيمِينَ(4) فِي هَذَا المَشْهَدِ، يَا مَوْلايَ أَتَأْذَنُ لِي بِالدُّخُولِ أَفْضَلَ مَا أَذِنْتَ لِأَحَدٍ مِنْ أَوْلِيائِكَ؟ فَإِنْ لَمْ أَكُنْ لَهُ أَهْلاً فَأَنْتَ أَهْلُ لِذلِكَ.
ثمّ قبِّل العتبة وقدِّم رجلك اليمنى قبل اليسرى وادخل وأنت تقول:
بِسْمِ اللَّهِ، وَبِاللَّهِ، وَفِي سَبِيلِ اللهِ، وَعَلَى مِلَّةِ رَسُولِ اللهِ صلی الله علیه وآله. اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي وَتُبْ عَلَيَّ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ.
ثمّ امش حتّى تحاذي القبر واستقبله بوجهك، وقف قبل
ص: 73
وصولك إليه وقُل:
السَّلامُ مِنَ اللَّهِ عَلَى مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ، أَمِينِ اللَّهِ عَلَى وَحْيِهِ وَرِسَالَاتِهِ، وَعَزَائِمِ أَمْرِهِ، وَمَعْدِنِ الْوَحْيِ وَالتَّنْزِيلِ، الْخَاتِمِ لِمَا سَبَقَ، وَالْفَاتِح لِمَا اسْتُقْبِلَ، وَالمُهَيْمِنِ عَلَى ذلِكَ كُلِّهِ، وَالشَّاهِدِ عَلَى الْخَلْقِ، السِّرَاجِ الْمُنِيرِ، وَالسَّلامُ عَلَيْهِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَهْل بَيْتِهِ الْمَظْلُومِينَ أَفْضَلَ وَأَكْمَلَ وَأَرْفَعَ وَأَشْرَفَ ما صَلَّيْتَ عَلَى أَحَدٍ مِنْ أَنْبِيَائِكَ وَرُسُلِكَ وَأَصْفِيَائِكَ.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَبْدِكَ وَخَيْرِ خَلْقِكَ بَعْدَ نَبِيِّكَ، وَأخِي رَسُولِكَ، وَوَصِيٌّ حَبِيبِكَ الَّذِي انْتَجَبْتَهُ مِنْ خَلْقِكَ، وَالدَّلِيلِ عَلَى مَنْ بَعَثْتَهُ بِرِسَالَاتِكَ، وَدَيَّانِ الدِّينِ بِعَدْلِكَ، وَفَصْلِ قَضَائِكَ بَيْنَ خَلْقِكَ، وَالسَّلامُ عَلَيْهِ(1) وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى الأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِهِ القَوّامِينَ بِأَمْرِكَ مِنْ بَعْدِهِ، المُطَهَّرينَ الَّذِينَ ارْتَضَيْتَهُمْ أَنْصَاراً لِدِينِكَ، وَحَفَظَةً لِسِرِّكَ، وَشُهَداءَ عَلَى خَلْقِكَ، وَأَعْلَاماً لِعِبَادِكَ، صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ.
السَّلامُ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أبِي طَالِبٍ، وَصِيّ رَسُولِ اللهِ وَخَلِيفَتِهِ، وَالْقَائِمِ بِأَمْرِهِ مِنْ بَعْدِهِ، وَسَيّدِ الْوَصِيِّينَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ.
ص: 74
السَّلامُ عَلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللهِ، سَيِّدَةِ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ.
السَّلامُ عَلَى الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ سَيِّدَى شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ مِنَ الْخَلْقِ أَجْمَعِينَ.
السَّلامُ عَلَى الأئِمَّةِ الرَّاشِدِينَ السَّلامُ عَلَى الأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَ، السَّلامُ عَلَى الأَئِمَّةِ الْمُسْتَوْدَعِينَ، السَّلامُ عَلَى خَاصَّةِ اللَّهِ مِنْ خَلْقِهِ، السَّلامُ عَلَى الْمُتَوَسِّمِينَ، السَّلامُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ قَامُوا بِأَمْرِهِ وَآزَرُوا(1) أَوْلِيَاءَ اللهِ وَخَافُوا بِخَوْفِهِمْ، السَّلامُ عَلَى الْمَلَائِكَةِ الْمُقَرَّبِينَ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ(2).
ثمّ امش حتى تقف على القبر، واستقبله بوجهكَ، واجعل القبلة بين كتفيك، وقُل:
[السَّلامُ عَلَيْكَ يا َأمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا حَبِيبَ اللهِ](3)، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا صَفْوَةَ اللهِ، [السَّلامُ عَلَيْكَ يَا صَفِيَّ اللَّهِ السَّلامُ](4) عَلَيْكَ يَا وَلِيَّ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا حُجَّةَ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا إِمَامَ الْهُدَى، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا عَلَمَ التُّقَى، السَّلامُ عَلَيْكَ
ص: 75
أَيُّهَا الْوَصِيُّ الْبَرُّ التَّقِيُّ النَّقِيُّ الْوَفِيُّ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا عَمُودَ الدِّينِ.
السَّلامُ عَلَيْكَ يَا سَيِّدَ الْوَصِيِّينَ، وَأمِينَ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَدَيَّانَ يَوْمِ الدِّينِ، وَخَيْرَ الْمُؤْمِنِينَ، وَسَيّدَ الصِّدِّيقِينَ، وَالصَّفْوَةَ مِنْ سُلالَةِ النَّبِيِّينَ، وَبَابَ حِكْمَتِكَ يَا رَبِّ الْعَالَمِينَ(1)، وَخَازِنَ وَحْيِكَ(2)، وَعَيْبَةَ عِلْمِكَ(3)، وَالنَّاصِحَ لِأُمَّةِ نَبِيِّكَ(4)، وَالتَّالِيَ لِرَسُولِكَ(5)، وَالمُواسِيَ لَهُ بِنَفْسِهِ، وَالنَّاطِقَ بِحُجَّتِهِ، وَالدَّاعِيَ إِلى شَرِيعَتِهِ، وَالمَاضِيَ عَلَى سُنَّتِهِ.
اللَّهُمَّ إِنِّي أَشْهَدُ أَنَّهُ قَدْ بَلَّغَ عَنْ رَسُولِكَ مَا حُمِّلَ، وَرَعى مَا اسْتُحْفِظَ، وَحَفِظَ مَا اسْتُودِعَ، وَحَلَّلَ حَلَالَكَ، وَحَرَّمَ حَرَامَكَ، وَأَقَامَ أَحْكَامَكَ، وَجَاهَدَ النَّاكِثِينَ فِي سَبِيلِكَ، وَالْقَاسِطِينَ فِي حُكْمِكَ، وَالْمَارِقِينَ عَنْ أَمْرِكَ، صَابِراً مُحْتَسِباً لَا تَأْخُذُهُ فِيكَ لَوْمَةُ لَائِمٍ.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ أَفْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلَى أَحَدٍ مِنْ أَوْلِيَائِكَ وَأَصْفِيَائِكَ وَأَوْصِياءِ أَنْبِيائِكَ.
اللَّهُمَّ هَذَا قَبْرُ وَلِيِّكَ الَّذِى فَرَضْتَ طَاعَتَهُ، وَجَعَلْتَ فِي
ص: 76
أَعْناقِ عِبَادِكَ مُبَايَعَتَهُ، وَخَلِيفَتِكَ الَّذِي بِهِ تَأخُذُ وَتُعْطِي، وَبِهِ تُثِيبُ وَتُعاقِبُ، وَقَدْ قَصَدْتُهُ طَمَعاً لِمَا أَعْدَدْتَهُ لِأَوْلِيَائِكَ. فَبِعَظِيمِ قَدْرِهِ عِنْدَكَ، وَجَلِيلِ خَطَرِهِ لَدَيْكَ، وَقُرْبٍ مَنْزِلَتِهِ مِنْكَ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَافْعَلْ بِي مَا أَنْتَ أَهْلُهُ، فَإِنَّكَ أَهْلُ الْكَرَمِ وَالْجُودِ، وَالسَّلامُ عَلَيْكَ يَا مَوْلَايَ وَعَلَى ضَجِيعَيْكَ آدَمَ وَنُوحٍ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ.
ثمّ قبِّل الضريح وقف ممّا يلى الرأس، وقُل:
يَا مَوْلَايَ، إِلَيْكَ وُفُودِي، وَبِكَ أتَوَسَّلُ إِلَى رَبِّي فِي بُلُوغِ مَقْصُودِي، وَأَشْهَدُ أَنَّ الْمُتَوَسِّلَ بِكَ غَيْرُ خَائِبٍ، وَالطَّالِبَ بِكَ عَنْ مَعْرِفَةٍ غَيْرُ مَرْدُودٍ إِلَّا بِقَضَاءِ حَوَائِجِهِ فَكُنْ لِى شَفِيعاً إِلَى اللهِ رَبِّكَ وَرَبِّي فِي قَضَاءِ حَوَائِجِي، وَتَيْسِير أُمُورى، وَكَشْفِ شِدَّتِي، وَغُفْرانِ ذَنْبِي، وَسَعَةِ رِزْقِى، وَتَطويلِ عُمْرِي، وَإِعْطَاءِ سُؤْلِى فِي آخِرَتِى وَدُنْيَايَ.
اللَّهُمَّ الْعَنْ قَتَلَةَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ. اللَّهُمَّ الْعَنْ قَتَلَةَ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ. اللَّهُمَّ الْعَنْ قَتَلَةَ الأَئِمَّةِ، وَعَذِّبْهُمْ عَذَاباً أَلِيماً لا تُعَذِّبُهُ أَحَداً مِنَ الْعَالَمِينَ، عَذَاباً كَبِيراً(1) لَا انْقِطَاعَ لَهُ وَلَا أَجَلَ وَلَا أَمَدَ بِمَا شَاقُوا وُلَاةَ أَمْرِكَ، وَأَعِدَّ لَهُمْ عَذَاباً لَمْ تُحِلَّهُ بِأَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ.
اللَّهُمَّ وَأَدْخِلْ عَلَى قَتَلَةِ [أَنْصَارِ رَسُولِكَ، وَعَلَى قَتَلَةِ أَمِيرِ
ص: 77
الْمُؤْمِنِينَ، وَعَلَى قَتَلَةِ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ، وَعَلَى قَتَلَةِ](1) أَنْصارِ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ، وَقَتَلَةِ مَنْ قُتِلَ فِي وِلَايَةِ آلِ مُحَمَّدٍ أَجْمَعِينَ عَذَاباً أَلِيماً مُضَاعَفاً فِى أَسْفَلِ دَرَكٍ مِنَ الْجَحِيمِ لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ مَلْعُونُونَ نَاكِسُوا رُؤُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ قَدْ عَايَنُوا النَّدَامَةَ وَالْخِزْيَ الطُّوِيلَ لِقَتْلِهِمْ عِتْرَةَ أَنْبِيائِكَ وَرُسُلِكَ وَأَتْبَاعَهُمْ مِنْ عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ.
اللَّهُمَّ الْعَنْهُمْ فِي مُسْتَسِرِّ السِّرِّ، وَظَاهِرِ الْعَلَانِيَةِ فِى أَرْضِكَ وَسَمَائِكَ.
اللَّهُمَّ اجْعَلْ لِي قَدَمَ صِدْقٍ فِي أَوْلِيَائِكَ وَحَبِّبْ إِلَيَّ مَشَاهِدَهُمْ وَمُسْتَقَرَّهُمْ حَتَّى تُلْحِقَنِي بِهِمْ وَتَجْعَلَنِي لَهُمْ تَبَعاً فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
ثمّ قبّل الضريح واستقبل قبر الحسين بن علي علیهما السلام بوجهك، واجعل القبلة بين كتفيك، وقُل:
السَّلامُ عَلَيْكَ يا أَبَا عَبْدِ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ رَسُولِ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ سَيِّدَةِ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا الْأَئِمَّةِ الْهَادِينَ الْمَهْدِيِّينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا صَرِيعَ الدَّمْعَةِ السَّاكِبَةِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا صَاحِبَ المُصِيبَةِ الرَّاتِبَةِ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلَى
ص: 78
جَدِّكَ وَأَبِيكَ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمِّكَ وَأَخِيكَ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلَى الأَئِمَّةِ مِنْ [ذُرِّيَتِكَ و](1) بَنِيكَ، أَشْهَدُ لَقَدْ طَيَّبَ اللهُ بِكَ التُّرابَ، وَأَوْضَحَ بِكَ الْكِتَابَ، وَجَعَلَكَ وَأَبَاكَ وَجَدَّكَ وَأَخَاكَ(2) عِبْرَةً لِأُولِي الْأَلْبَابِ، يَا ابْنَ الْمَيَامِينِ الْأَطْيَابِ، التَّالِينَ الكِتابَ، وَجَّهْتُ سَلامِي إِلَيْكَ صَلَوَاتُ اللهِ [وَسَلامُهُ](3) عَلَيْكَ وَجَعَلَ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْكَ ما خَابَ مَنْ تَمَسَّكَ بِكَ وَلَجَأَ إِلَيْكَ.
ثمّ تحوّل إلى عند الرجلين، وقُل:
السَّلامُ عَلَى أَبِي الأَئِمَّةِ، وَخَلِيلِ النُّبُوَّةِ، وَالْمَخْصُوص بالأخُوَّةِ السَّلامُ عَلَى يَعْسُوب الدِّينِ وَالإِيْمَانِ، وَكَلِمَةِ الرَّحْمَنِ، السَّلامُ عَلَى مِيزَانِ الأَعْمَالِ، وَمُقَلِّبَ الأَحْوَالِ، وَسَيْفِ ذِي الجَلَالِ وَساقِي السَّلْسَبِيلَ الزُّلالِ، السَّلامُ عَلَى صَالِحٍ الْمُؤْمِنِينَ، وَوَارِثِ عِلْمِ النَّبِيِّينَ، وَالحَاكِمِ يَوْمَ الدِّينَ، السَّلامُ عَلَى شَجَرَةِ التَّقْوَى، وَسَامِع السِّرِّ وَالنَّجْوَى، السَّلامُ عَلَى حُجَّةِ اللهِ الْبَالِغَةِ، وَنِعْمَتِهِ السَّابِغَةِ، وَنَقْمَتِهِ الدَّامِغَةِ، السَّلامُ عَلَى الصِّرَاطِ الْوَاضِحِ، وَالنَّجْمِ اللَّائِحِ، وَالإِمَامِ النَّاصِحِ، وَالزِّنادِ القَادِحِ، وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ.
ثمّ تقول:
ص: 79
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ أخِي نَبِيِّكَ وَوَلِيِّهِ وَنَاصِرِهِ، وَوَصِيِّهِ وَوَزيرهِ، وَمُسْتَوْدَع عِلْمِهِ، وَمَوْضِع سِرِّهِ، وَبَابٍ حِكْمَتِهِ، وَالنَّاطِق بحُجَّتِهِ، وَالدَّاعِى إِلَى شَرِيعَتِهِ، [وَالْمَاضِي عَلَى سُنَّتِهِ](1)، وَخَلِيفَتِهِ فِي أُمَّتِهِ، وَمُفَرِّج الْكَرْبِ عَنِ وَجْهِهِ، قَاصِمِ الْكَفَرَةِ، وَمُرْغِمِ الْفَجَرَةِ الَّذِي جَعَلْتَهُ مِنْ نَبِيِّكَ بمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى.
اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالَاهُ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ، وَانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ، وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ، وَالْعَنْ مَنْ نَصَبَ لَهُ مِنَ الأَوَّلِينَ وَالآخِرينَ، وَصَلِّ عَلَيْهِ أَفْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلَى أَحَدٍ مِنْ أَوْصِيَاءِ أَنْبِيَائِكَ، يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ(2).
ثمّ تعود إلى عند الرأس لزيارة آدم ونوح علیهما السلام، وتقول في زيارة آدم علیه السلام:
السَّلامُ عَلَيْكَ يَا نَبِيَّ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا صَفِيَّ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أَمِينَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا حَبِيبَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا خَلِيفَةَ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبا البَشَرِ(3)، السَّلامُ عَلَيْكَ(4) وَعَلَى رُوحِكَ وَبَدَنِكَ، وَعَلَى الطَّاهِرِينَ مِنْ وُلْدِكَ
ص: 80
وَذُرِّيَّتِكَ، [وَصَلَّى اللهُ عَلَيْكَ](1) صَلَاةً لَا يُحْصِيهَا إِلَّا هُوَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ(2).
وتقول في زيارة نوح علیه السلام:
السَّلامُ عَلَيْكَ يا نَبِيَّ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا صَفِيَّ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حَبِيبَ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا شَيْخَ الْمُرْسَلِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أَمِينَ اللَّهِ فِى أَرْضِهِ، صَلَوَاتُ اللهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْكَ وَعَلَى رُوحِكَ وَبَدَنِكَ وَعَلَى الطَّاهِرِينَ مِنْ ولْدِكَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ(3).
ثمّ تصلَّي ستّ ركعات؛ ركعتين منها زيارة لأمير المؤمنين علیه السلام تقرأ في الأولى: فاتحة الكتاب وسورة الرحمن، وفي الثانية: الحمد وسورة يس، وتتشهّد وسلّم وتسبّح تسبيح الزهراء علیها السلام وتستغفر الله وادع لنفسك، ثمّ قُل:
اللَّهُمَّ إِنِّي صَلَّيْتُ هَاتَيْنِ الرَّكْعَتَيْن هَدِيَّةً مِنِّي إِلَى سَيِّدِي وَمَوْلايَ، وَلِيِّكَ وَأَخِي رَسُولِكَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَسَيِّدِ الْوَصِيِّينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ.
اللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَتَقَبَّلْهَا مِنِّي وَاجْزِنِي عَلَى ذَلِكَ جَزَاءَ الْمُحْسِنِينَ.
ص: 81
اللَّهُمَّ لَكَ صَلَّيْتُ، وَلَكَ رَكَعْتُ، وَلَكَ سَجَدْتُ، وَحْدَكَ لا شَريكَ لَكَ، لِأَنَّهُ لا تَكُونُ(1) الصَّلاةُ وَالرُّكُوعُ والسُّجُودُ إِلَّا لَكَ لأَنَّكَ أَنْتَ اللهُ لا إلهَ إلَّا أَنْتَ.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَتَقَبَّلْ مِنِّي زِيَارَتِي، وَأَعْطِنِي سُؤْلِي بِمُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ.
وتهدي أربع ركعات أخر إلى آدم ونوح علیهما السلام، ثمّ تسجد سجدة الشكر وقل فيها:
اللَّهُمَّ إِلَيْكَ تَوَجَّهْتُ، وَبِكَ اعْتَصَمْتُ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ.
اللَّهُمَّ أَنْتَ ثِقَتِي وَرَجَائِي فَاكْفِنِي مَا أَهَمَّنِي وَمَا لَا يُهِمُّنِي وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، عَزَّ جَارُكَ، وَجَلَّ ثَناؤُكَ، وَلا إِلَهَ غَيْرُكَ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَقَرِّبْ فَرَجَهُمْ.
ثمّ ضع خدّك الأيمن على الأرض، وقل:
ارْحَمْ ذُلّى بَيْنَ يَدَيْكَ، وَتَضَرُّعِي إِلَيْكَ، وَوَحْشَتِي مِنَ النَّاسِ(2)، وَأُنْسِي بِكَ، يا كَرِيمُ یا كَرِيمُ يَا كَرِيمُ.
ثمّ ضع خدّك الأيسر على الأرض، وقل:
لا إلهَ إِلَّا أَنْتَ [رَبِّي](3) حَقَّاً حَقَّاً، سَجَدْتُ لَكَ يَا رَبِّ تَعَبُّداً وَرِقّاً.
ص: 82
اللَّهُمَّ إِنَّ عَمَلِي ضَعِيفٌ فَضاعِفْهُ [لِي](1)، يَا كَرِيمُ يَا كَرِيمُ يَا كَرِيمُ.
ثمّ عد إلى السجود وقل: شُكراً مائة مرّة، واجتهد في الدعاء فإنّه موضع مسألة، وأكثر من الاستغفار فإنّه موضع مغفرة، واسأل الحوائج فإنّه مقام إجابة. وكلّما صلّيت صلاة فرضاً كانت أو نفلاً مدّة مقامك بمشهد أمير المؤمنين وادع بهذا الدعاء:
اللَّهُمَّ لَا بُدَّ مِنْ أَمْرِكَ، وَلَا بُدَّ مِنْ قَدَركَ وَلَا بُدَّ مِنْ قَضَائِكَ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلَّا بِكَ. اللَّهُم فَما(2) قَضَيْتَ عَلَيْنَا مِنْ قَضاءِ، أَوْ قَدَّرْتَ عَلَيْنَا مِنْ قَدَرٍ، فَأَعْطِنَا مَعَهُ صَبْراً يَقْهَرُهُ وَيَدْمَغُهُ، وَاجْعَلْهُ لَنَا صَاعِداً فِى رِضْوَانِكَ، يُنْمِي فِى حَسَنَاتِنَا [وَتَفْضِيلِنَا](3) وَسُؤْدَدِنَا وَشَرَفِنَا وَمَجْدِنَا وَنَعْمَائِنَا وَكَرامَتِنا(4) فِي الدُّنْيا وَالآخِرَةِ، وَلا تَنْقُصْ مِنْ حَسَنَاتِنَا.
اللَّهُمَّ مَا أَعْطَيْتَنَا مِنْ عَطَاءٍ، أَوْ فَضَّلْتَنَا بِهِ مِنْ فَضِيلَةٍ، أَوْ أَكْرَمْتَنَا بِهِ مِنْ كَرَامَةٍ فَأَعْطِنَا مَعَهُ شُكْراً يَقْهَرُهُ وَيَدْمَغُهُ، وَاجْعَلْهُ لَنَا صَاعِداً إِلَى(5) رِضْوانِكَ وَفِي حَسَناتِنا وَسُؤْدَدِنا
ص: 83
وَشَرَفِنا وَنَعْمائِكَ وَكَرَامَتِكَ(1) فِي الدُّنْيا وَالآخِرَةِ [وَلا تَجْعَلْهُ(2) أشراً وَلا بَطَراً وَلا فِتْنَةً وَلا عَذَاباً وَلا خِزْياً فِي الدُّنْيا وَالآخِرَةِ](3).
اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ عَثْرَةِ اللّسانِ، وَسُوءِ المَقَالِ(4)، وَخِفَّةِ المِيزَانِ.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَلَقِّنَا حَسَنَاتِنَا فِي الْمَمَاتِ، وَلا تُرنَا أَعْمَالَنَا حَسَرَاتٍ، وَلا تُخْزِنَا عِنْدَ قَضَائِكَ، وَلا تَفْضَحْنَا بِسَيِّئَاتِنَا يَوْمَ نَلْقَاكَ، وَاجْعَلْ قُلُوبَنَا تَذْكُرُكَ وَلا تَنْساكَ، وَتَخْشَاكَ كَأَنَّهَا تَرَاكَ حَتَّى تَلْقَاكَ، وَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَبَدِّلْ سَيِّئَاتِنَا حَسَنَاتٍ، وَاجْعَلْ حَسَنَاتِنَا دَرَجاتٍ، وَاجْعَلْ دَرَجاتِنا غُرُفاتٍ، وَاجْعَلْ غُرُفَاتِنَا عَالِيَاتٍ.
اللَّهُمَّ وَأَوْسِعْ لِفَقِيرنَا مِنْ سَعَةِ مَا قَضَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَمُنَّ عَلَيْنَا بِالْهُدَى ما أَبْقَيْتَنَا، وَالْكَرامَةِ إِذَا تَوَفَّيْتَنا، وَالْحِفْظِ فِيمَا تَبَقَّى مِنْ عُمْرِنَا، وَالْبَرَكَةِ فِيمَا رَزَقْتَنَا، وَالْعَوْنِ عَلَى مَا حَمَّلْتَنَا، وَالثَّبَاتِ عَلَى مَا
ص: 84
طَوَّقْتَنَا، وَلا تَؤَاخِذْنَا بِظُلْمِنَا، وَلا تُقَايِسنَا (1) بِجَهْلِنَا، وَلا تَسْتَدْرِجْنَا بِخَطَايَانَا، وَاجْعَلْ أَحْسَنَ مَا نَقُولُ ثَابتاً فِي قُلُوبِنَا، وَاجْعَلْنَا عُظَمَاءَ عِنْدَكَ، وَفِي أَنْفُسِنَا أَذِلَّةً، وَانْفَعْنَا بِمَا عَلَّمْتَنَا، وَزِدْنَا عِلْماً نَافِعاً، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ قَلْبِ لا يَخْشَعُ، وَعَيْنٍ(1) لا تَدْمَعُ، وَمِنْ صَلَاةٍ لا تُرْفَعُ(2)، أَجِرْنَا مِنْ سُوءِ الْفِتَنِ يَا وَلِيَّ الدُّنْيا وَالآخِرَةِ(3).
دعاء آخر يستحبّ أن يدعى به عقيب صلاة الزيارة لأمير المؤمنين علیه السلام:
يَا اللَّهُ يَا اللهُ يَا اللهُ، يَا مُجِيبَ دَعْوَةِ الْمُضْطَّرِينَ، يَا كَاشِفَ كُرَبِ الْمَكْرُوبِينَ، وَيَا غِيَاثَ المُسْتَغِيثِينَ، وَيَا صَرِيخَ الْمُسْتَصْرِخِينَ، وَيَا مَنْ هُوَ أَقْرَبُ إِلَيَّ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ، وَيَا مَنْ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ، وَيَا مَنْ هُوَ بِالْمَنْظَرِ الأعْلَى، وَبالأفُق(4) الْمُبِينِ، وَيَا مَنْ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى، وَيَا مَنْ يَعْلَمُ هُوَ خَائِنَةَ الأعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ، يَا مَنْ لَا تَخْفَى عَلَيْهِ خَافِيَةٌ، يَا مَنْ لَا تَشْتَبِهُ عَلَيْهِ الأَصْوَاتُ، وَيَا مَنْ لا تُغَلِّطُهُ(5)
ص: 85
الْحَاجَاتُ، وَيَا مَنْ لَا يُبْرِمُهُ الْحاحُ الْمُلِحِّينَ [عَلَيهِ](1)، يَا مُدْرِكَ كُلِّ فَوْتٍ، وَيَا جَامِعَ كُلِّ شَمْلٍ، وَيَا بَارِئَ النُّفُوسِ بَعْدَ الْمَوْتِ، يَا مَنْ هُوَ كُلَّ يَوْمٍ فِي شَأْنٍ، يَا قَاضِيَ الْحَاجَاتِ، يَا مُنَفِّسَ الْكُرُبَاتِ، يَا مُعْطِيَ الْمَسْأَلَاتِ(2)، يَا وَلِيَّ الرَّغَبَاتِ، يَا كَافِيَ الْمُهِمَّاتِ، يَا مَنْ يَكْفِي مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلا يَكْفِي مِنْهُ شَئٌ فِي السَّمَواتِ وَالأَرْضِ، أَسْأَلُكَ ِبحَقِّ مُحَمَّدٍ نَبِيِّكَ(3)، وَعَلِيٍّ أمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَصِيِّ(4) نَبِيِّكَ، وَبِحَقِّ فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ، وَبِحَقِّ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ وَعَلِيٍّ وَمُحَمَّدٍ وَجَعْفَرٍ وَمُوسَى وَعَلِيٍّ وَمُحَمَّدٍ وَعَلِيٍّ وَالْحَسَنِ والْحُجَّةِ علیهم السلام.
فإنِّى بِهِمْ أتَوَجَّهُ إِلَيْكَ فِى مَقَامِي هَذَا، وَبِهِمْ أتَوَسَّلُ، وَبِهِمْ أتَشَفَّعُ إِلَيْكَ، وَبِحَقِّهِمْ أَسْأَلُكَ وَأقْسِمُ وَأَعْزِمُ عَلَيْكَ، وَبِالشَّأْن الَّذِي لَهُمْ عِنْدَكَ وَبِالْقَدْرِ الَّذِي لَهُمْ عِنْدَكَ، وَبِالَّذِي فَضَّلْتَهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ، وَبِاسْمِكَ الَّذِي جَعَلْتَهُ عِنْدَهُمْ، وَبِهِ خَصَصْتَهُمْ دُونَ الْعَالَمِينَ، وَبِهِ أَبَنْتَهُمْ وَأَبَنْتَ(5) فَضْلَهُمْ فَضْلِ الْعَالَمِينَ حَتَّى فَاقَ فَضْلُهُمْ فَضْلَ الْعَالَمِينَ جَمِيعاً، أَسْأَلُكَ أنْ تُصَلِّيَ عَلَى
ص: 86
مُحَمَّدٍ َوآلِ مُحَمَّدٍ وَأنْ تَكْشِفَ عَنِّي غَمِّي وَهَمِّي وكَرْبِي، وَتَكْفِيَنِيَ المُهِمَّ مِنْ أُمُورِى، وَتَقْضِيَ عَنِّى دَيْنِي، وَتُجِيرَنِي مِنَ الْفَقْرِ، وَتُغْنِيَنِي عَنِ الْمَسْأَلَةِ إِلَى الْمَخْلُوقِينَ، وَتَكْفِيَنِي هَمَّ مَنْ أخَافُ هَمَّهُ، وَعُسْرَ مَنْ أخَافُ عُسْرَهُ، وَحُزُونَةَ مَنْ أخَافُ حُزُونَتَهُ، وَشَرَّ مَا(1) أَخَافُ شَرَّهُ، وَمَكْرَ مَنْ أخَافُ مَكْرَهُ، وَبَغْيَ مَنْ أخَافُ بَغْيَهُ، وَجَوْرَ مَنْ أخَافُ جَوْرَهُ، وَسُلْطَانَ مَنْ أخَافُ سُلْطَانَهُ، وَكَيْدَ مَنْ أَخَافُ كَيْدَهُ، وَمَقْدُرَةَ مَنْ أَخَافُ بَلَاءَ مَقْدُرَتَهُ عَلَيَّ، وَتَرُدَّ عَنِّي كَيْدَ الْکَيَدَةِ، وَمَكْرَ الْمَكَرَةِ.
اللّهُمَّ مَنْ أرادَنى بِسُوءٍ فَأرِدْهُ، وَمَنْ كَادَنِي فَكِدْهُ، وَأَصْرِفُ عَنِّي كَيْدَهُ وَمَكْرَهُ وَبَأْسَهُ وَأَمَانِيَّهُ، وَأَمْنَعْهُ عَنِّي كَيْفَ شِئْتَ، وَأَنِّى شِئْتَ.
اللهُمَّ اشْغَلْهُ عَنّى بِفَقْرٍ لا تَجْبُرُهُ، وَبِبَلاءٍ لَا تَسْتُرُهُ، وَبِفَاقَةٍ لا تَسُدَّهَا، وَبِسُقْمِ لا تُعَافِيهِ، وَذُلّ لا تُعِزُّهُ، وَبِمَسْكَنَةٍ لا تَجْبُرُها.
اللّهُمَّ أَضْرِبْ بِالذُّلّ نَصْبَ عَيْنهِ(2)، وَأَدْخِلْ عَلَيْهِ الْفَقْرَ فِي مَنْزِلِهِ، وَالْعِلَّةَ وَالسَّقْمَ فِي بَدَنِهِ حَتَّى يَشْغَلَهُ عَنِّي بِشُغْلِ شَاغِلٍ لا فَرَاغَ لَهُ، وَأَنْسِهِ ذِكْرِي كَما أَنْسَيْتَهُ ذِكْرَكَ، وَخُذْ عَنِّى
ص: 87
بِسَمْعِهِ وَبَصَرِهِ وَلِسَانِهِ وَيَدِهِ وَرِجْلِهِ وَقَلْبِهِ وَجَمِيعِ جَوَارِحِهِ، وَأَدْخِلْ عَلَيْهِ فِي جَميع ذَلِكَ السُّقْمَ، وَلا تَشْفِهِ حَتَّى تَجْعَلَ ذَلِكَ لَهُ شُغْلاً شَاغِلاً بِهِ عَنِّى وَعَنْ ذِكْرِي.
وَاَكْفِنِي يَا كَافِى مَا لا يَكْفِي سِوَاكَ فَإِنَّكَ الْكَافِي لَا كَافِي سِوَاكَ، وَمُفَرِّجٌ لا مُفَرِّجَ سِوَاكَ، وَمُغِيتٌ لا مُغِيثَ سِوَاكَ، وَجَارٌ لا جارَ سِوَاكَ، خَابَ مَنْ كَانَ جَارُهُ سِوَاكَ، وَمُغِيثُهُ سِوَاكَ، وَمَفْزَعَهُ إِلَى سِوَاكَ، وَمَهْرَبُهُ وَمَلْجَأَهُ إلى غَيْرِكَ(1)، وَمَنْجَاهُ مِنْ مَخْلُوقٍ غَيْرِكَ، فَأَنْتَ ثِقَتِي وَرَجَائِي وَمَفْزَعِي وَمَهْرَبِي وَمَلْجَأَى وَمَنْجَايَ، فَبِكَ أَسْتَفْتِحُ، وَبِكَ أسْتَنْجِحُ، وَبِمُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ أَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ وَأتَوسَّلُ وَأتَشَفَّعْ، فَأَسْأَلُكَ يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ، فَلَكَ الْحَمْدُ، وَلَكَ الشَّكْرُ،، وَإِلَيْكَ المُشْتَكَى وَأَنْتَ المُسْتَعَانُ، فَأَسْأَلُكَ يَا اللهُ يَا اللهُ يَا اللهُ، بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وآل مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَكْشِفَ عَنِّى غَمّى وَهَمِّي وَكَرْبِي فِي مَقَامِي هَذَا كَمَا كَشَفْتَ عَنْ نَبِيِّكَ هَمَّهُ وَغَمَّهُ وَكَرْبَهُ، وَكَفَيْتَهُ هَوْلَ عَدُوِّهِ، فَاكْشِفْ عَنِّى كَمَا كَشَفْتَ عَنْهُ، وَفَرِّجْ عَنِّى كَمَا فَرَّجْتَ عَنْهُ، وَأَكْفِنِي كَمَا كَفَيْتَهُ [وَأَصْرِفْ عَنِّى](2) هَوْلَ مَا أَخَافُ هَوْلَهُ وَمَؤُونَةَ مَا أخَافُ مَؤُونَتَهُ، وَهَمَّ مَا أَخَافُ هَمَّهُ بِلا مَؤُونَةٍ عَلَى
ص: 88
نَفْسِي مِنْ ذلِكَ، وَأَصْرِفْنِي بِقَضَاءِ حَوَائِجِي، وَكِفَايَةِ ما أَهَمَّنِي هَمُّهُ مِنْ أمْرِ آخِرَتِى وَدُنْيَايَ.
يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ وَيَا أَبَا عَبْدِ الله، عَلَيْكُما(1) مِنِّى سَلامُ اللهِ أبَداً [ما بَقِيتُ وَ](2) بَقِيَ الليْلُ وَالنَّهَارُ، وَلا جَعَلَهُ اللهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيَارَتِكُمَا وَلا فَرَّقَ اللهُ بَيْنِي وَبَيْنَكُما.
اللَّهُمَّ أحْيِنِي مَحْيَا(3) مُحَمَّدٍ وَذُرِّيَّتِهِ، وَأمِتْنِي مَمَاتَهُمْ، وَتَوَفَّنِي عَلَى مِلَّتِهِمْ، وَاحْشُرْني في زُمْرَتِهِمْ، وَلا تُفَرِّقْ بَيْني وَبَيْنَهُمْ طَرْفَةَ عَيْنٍ أَبَداً في الدُّنْيا وَالآخِرَةِ.
يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَيَا أبَا عَبْدِ اللَّهِ، أَتَيْتُكُما(4) زائِراً وَمُتَوَسِّلاً إلَى الله رَبِّي وَرَبِّكُمَا، وَمُتَوَجِّهَاً إِلَيْهِ بِكُمَا، وَمُسْتَشْفِعاً بِكُمَا إِلَى اللهِ [تَعَالَى](5) في حَاجَتِي هَذِهِ فَاشْفَعَا لِي فَإِنَّ لَكُما عِنْدَ الله الْمَقَامَ الْمَحْمُودَ، وَالْجَاهَ الوَجيهَ، وَالْمَنْزِلَ الرَّفِيعَ وَالوَسِيلَةَ، إِنِّي أنْقَلِبُ عَنْكُما مُنْتَظِراً لَتَنَجُّزَ(6) الحَاجَةِ وَقَضائِهَا وَنَجَاحِهَا مِنَ اللهِ بِشَفاعَتِكُما لِى إِلَى اللَّهِ فِي ذلِكَ فَلا أخِيبُ، وَلا يَكُونُ مُنْقَلَبِي مُنْقَلَباً خَائِباً خَاسِراً بَلْ يَكُونُ مُنْقَلَبِي
ص: 89
مُنْقَلَباً راجِياً(1) مُفْلِحاً مُنْجِحاً مُسْتَجَابَاً بِقَضاءِ جَمِيعِ حَوَائِجِي وَتَشَفُّعاً لِى إلَى الله، أنْقَلَبُ عَلَى مَا شَاءَ اللهُ وَلَا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلَّا بالله، مُفَوّضاً أَمْري إلَى اللهِ، مُلْجِئاً ظَهْرِي إِلَى اللَّهِ، وَمُتَوَكِّلاً عَلَى اللهِ، وَأَقُولُ حَسْبِيَ اللهُ وَكَفَى، سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ دَعَا، لَيْسَ لى وَراءَ الله وَوَراءَكُمْ يا سادَتِي مُنْتَهى،، ما شاءَ رَبِّي كانَ، وَمَا لَمْ يَشأَ لَمْ يَكُنْ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ أسْتَوْدِعُكُما اللهَ، وَلا جَعَلَهُ اللهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنِّي إِلَيْكُمَا، انْصَرَفْتُ يَا سَيِّدِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَمَوْلايَ وَأَنْتَ يَا أبَا عَبْدِ اللهِ(2)، وَسَلامِي عَلَيْكُما مُتَّصِلٌ مَا اتَّصَلَ الليْلُ وَالنَّهَارُ وَاصِلٌ ذَلِكَ إِلَيْكُمَا غَيْرُ مَحْجُوبٍ عَنْكُمَا، سَلَامِي إِنْ شَاءَ اللهُ وَأَسْأَلُهُ بِحَقِّكُما أَنْ يَشَاءَ ذَلِكَ وَيَفْعَلَ فَإِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، انْقَلَبْتُ يَا سَيِّدِي عَنْكُما تَائِباً حَامِداً للهِ، شاكِراً رَاجِياً للإجابَةِ، غَيْرَ آيِسٍ وَلا قَانِطٍ، آيِباً عَائِداً راجِعاً إِلَى زِيَارَتِكُمَا غَيْرَ رَاغِب عَنْكُما وَلا مَنْ(3) زيارَتِكُما، بَلْ رَاجِعٌ عَائِدٌ إِنْ شَاءَ اللهُ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظيم، يَا سَيِّدَيَّ(4) رَغِبْتُ إِلَيْكُمَا وَإِلَى زِيارَتِكُمَا بَعْدَ أَنْ زَهِدَ فِيكُمَا وَفِي زِيَارَتِكُمَا أهْلُ الدُّنْيا فَلا
ص: 90
خَيَّبَنِي اللهُ مَا رَجَوْتُ، وَمَا أَمَلْتُ فِي زِيَارَتِكُمَا، إنّه قَريبٌ مُجِیبٌ(1).
ذكر وداعه علیه السلام
إذا أردت ذلك فاستأنف الزيارة واصنع فيها من أوّل الدخول إلى آخره كما قدّمناه، وَودّعهُ في آخرها فقل:
آمَنتُ باللهِ وَبالرُّسُلِ(2)، وَبِمَا جِئْتَ بِهِ وَدَلَلْتَنِي عَلَيْهِ وَدَعَوْتَني إِلَيْهِ، آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ وَآلِ الرَّسُولِ فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِينَ.
اللّهُمَّ لَا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيَارَةِ مَوْلايَ أَمِير الْمُؤْمِنِينَ وَأَخِي رَسُولِ اللَّهِ، وَارْزُقْنِي زِيارَتَهُ أَبَداً ما أحْيَيْتَنِي(3).
اللَّهُمَّ لَا تَحْرِمْنِي ثَوابَ زِيَارَتِهِ، وَارْزُقْنِى الْعَوْدَ ثُمَّ الْعَوْدَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا مَوْلَايَ سَلَامَ مُوَدِّعٍ لَا سَئِمٍ وَلَا قَالٍ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ.
ص: 91
اللّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآل مُحَمَّدٍ، وَبَلّغْ أَرْوَاحَهُمْ وَأَجْسَادَهُمْ مِنِّي أَفْضَلَ التَّحِيَّةِ وَالسَّلَامِ، وَالسَّلامُ عَلَى مَلائِكَةِ اللهِ الْحافِّينَ بهذَا الْمَشْهِدِ الشَّرِيفِ، السَّلامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ، السَّلامُ عَلَى فَاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ، السَّلامُ عَلَى أَمِير الْمُؤْمِنِينَ، السَّلامُ عَلَى الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ، وَعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، وَمُحَمَّد بْن عَلِيٍّ، وَجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَمُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ، وَعَلِيٍّ بْنِ مُوسَى، وَمُحَمَّد بْنِ عَلِيٍّ، وَعَلِيِّ بْنِ مُحَمَّد، وَالْحَسَنِ بْنِ عَليّ، وَالْحُجَّةِ الْقائِمِ بأمْرِ اللهِ، الْمُنتَقِمِ مِنْ أَعْدَائِهِ.
السَّلامُ عَلَى سَمِيِّ رَسُولِ اللهِ، مُظْهِرِ دِينِ اللهِ، سَلَاماً وَاصَلاً دَائِماً سَرْمَداً لَا انْقِطَاعَ لَهُ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ.
الْحَمْدُ للهِ الَّذِي أَنْقَذَنَا مِنَ الشِّرْكِ وَالضَّلالَةِ.
اللّهُمَّ اجْعَلْنِي مِمَّنْ تَنَالُهُ مِنْكَ صَلَوَاتٌ وَرَحْمَةٌ، واحْفَظْنِي بِحِفظِ الإِيمَانِ وَلا تُشُمِتْ بِي مَنْ عَادَيْتَهُ فِيكَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ.
ثُمَّ قبّل الضريح المُقدّس صلوات الله على صاحبه، وادع بما تريد، وانصرف مغبوطاً مرحوماً(1)
ص: 92
ذكر زيارة أمير المؤمنين المخصوصة بالأيّام والشهور، وما يتعلّق بها من قولٍ أو عملٍ مبرورٍ وأحقَّ هذه الزيارات بالتقديم زيارته يوم الغدير لأنه يوم إكمال النعمة عَلَى العباد(1).
ص: 93
ص: 94
ص: 95
ص: 96
ص: 97
ص: 98
ص: 99
ص: 100
ص: 101
ص: 102
ص: 103
ص: 104
ص: 105
ص: 106
ص: 107
فإذا أردت زيارته علیه السلام في هذا اليوم فاغتسل، والبس أطهر ثيابِكَ، فإذا وصلت إلى المشهد المقدّس، ووقفت على باب القبّة، وعاينت الجدث استأذن للدخول فقل:
اللّهُمَّ إِنِّى وَقَفْتُ عَلَى بَاب بَيْتِ مِنْ بُيُوتِ نَبِيِّكَ علیه السلام وَقَدْ مَنَعْتَ النَّاسَ الدُّخُولَ إِلَى بُيُوتِهِ إِلَّا بِإِذْنِ نَبِيِّكَ، فَقُلْتَ: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيُ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ»(1)، وَإِنِّى أَعْتَقِدُ حُرْمَةَ نَبِيِّكَ فِي غَيْبَتِهَ كَمَا أَعْتَقِدُ فِي حَضْرَتِهِ، وَأَعْلَمُ أَنَّ رَسُولَكَ وَخُلَفَاءَكَ أَحْيَاءٌ عِنْدَكَ يُرْزَقُونَ يَرَوْنَ مَكَانِي فِي وَقْتِي هَذَا، وَيَسْمَعُونَ كَلَامِي، وَأَنَّكَ حَجَبْتَ عَنْ سَمْعِي كَلَامَهُمْ وَفَتَحْتَ بَابَ فَهْمِي بِلَذِيذِ مُنَاجَاتِهِمْ، فَإِنِّى أَسْتَأْذِنُكَ يَا رَبِّ أَوَّلاً، وَأَسْتَأْذِنُ رَسُولَكَ ثَانِياً، وَأَسْتَأْذِنُ خَلِيفَتَكَ الْإِمَامَ الْمُفْتَرَضَ عَلَيَّ طَاعَتَهُ فِي الدُّخُولِ فِي سَاعَتِي هَذِهِ، وَأَسْتَأْذِنُ مَلَائِكَتِكَ المُوكَّلِينَ بِهَذِهِ الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ المُطِيَعةِ لَكَ السَّامِعَةِ، السَّلَامُ
ص: 108
عَلَيْكُمْ ایها الْمَلائِكَةُ الْمُوَكَّلُونَ بهذَا الْمَشْهِدِ الْمُبَارِكِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ.
بإِذْنِ اللَّهِ، وَإِذْنِ رَسُولِهِ، وَإِذْنَ خُلَفَائِهِ، وَإِذْنَ هَذَا الإِمَامِ وإِذْنِكُمْ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ أَجْمَعِينَ، أَدْخُلُ هَذَا الْبَيْتَ مُتَقَرِّباً إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ مُحَمَّدٍ وآلِهِ الطَّاهِرِينَ، وَكُونُوا مَلَائِكَةَ اللَّهِ أَعْوَانِي، وكونو أنْصَارِي حَتَّى أَدْخُلُ هَذَا الْبَيْتَ، وَأَدْعُوَ الله بفُنُونِ الدَّعَوَاتِ، وأَعْتَرِفُ اللَّهِ بِالْعُبُودِيَّةِ، وَلِهَذَا الْإِمَامِ وَأَبْنَائِهِ صَلَواتُ اللهِ عَلَيْهِمْ بِالطَّاعَةِ.
ثم ادخل مقدّماً رجلك اليمنى، وامش حتّى تقف على الضّريح واستقبله واجعل القبلة بين كتفيك، وقل:
السَّلامُ عَلَى مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللهِ خَاتَمِ النَّبِيِّينَ، وَسَيّدِ الْمُرْسَلِينَ، وَصَفْوَةِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، أَمِينِ اللهِ عَلَى وَحْيِهِ، وَعَزَائِمِ أَمْرِهِ، وَالْخَاتِمِ لَمَا سَبَقَ، وَالْفَاتِحَ لِمَا اسْتُقْبِلَ، وَالْمُهَيْمِنِ عَلَى ذَلِكَ كُلِّهِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ وَصَلَواتُهُ وَتَحِيَّاتُهُ، وَالسَّلَامُ عَلَى أَنْبِيَاءِ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَمَلَائِكَتِهِ الْمُقَرَّبِينَ، وَعِبَادِهِ الصَّالِحِينَ.
السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، وَسَيِّدَ الْوَصِيِّينَ، وَوَارِثَ عِلْمِ النَّبِيِّين الأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ](1) وَوَلِيَّ رَبِّ الْعَالَمِينَ
ص: 109
وَمَوْلَايَ وَمَولَى الْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.
السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مَوْلَايَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، يَا أَمِينَ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ، وَسَفِيرِهُ فِي خَلْقِهِ، وَحُجَتُهُ الْبَالِغَةُ عَلَى عِبَادِهِ.
السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا دِينَ اللَّهِ الْقَوِيمَ وَصِرَاطَهُ المُسْتَقِيمَ.
السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَبَأُ الْعَظِيمُ الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ(1) وَعَنْهُ يُسْأَلُونَ.
السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، آمَنْتَ بِاللَّهِ وَهُمْ مُشْرِكُونَ وَصَدَّقْتَ بِالْحَقِّ وَهُمْ مُكَذِّبُونَ، وَجَاهَدْتَ وَهُمْ مُحْجِمُونَ، وَعَبَدْتَ اللهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ صَابِراً مُحْتَسِباً حَتَّى أَتَاكَ الْيَقِينُ، ألَا لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ.
السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا سَيِّدَ الْمُسْلَّمِينَ، وَيَعْسُوبِ المُؤْمِنِينَ، وَإمامَ المُتَّقِينَ، وَقائِدَ الغُرِّ المُحَجَّلِينَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.
أَشْهَدُ أَنَّكَ أَخْو رَسُولِ اللَّهِ وَوَصِيُّهُ، وَوَارثَ عِلْمِهِ وَأَمِينُهُ عَلَى شَرْعِهِ وَخَلِيفَتِهِ فِى أُمَّتِهِ، وَأَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَصَدَّقَ بِمَا نْزلَ عَلَى نَبِيِّهِ.
وَأَشْهَدُ أَنَّهُ قَدْ بَلَّغَ عَنِ اللَّهِ مَا أَنْزَلَهُ فِيكَ فَصَدَعَ بِأَمْرِهِ، وَأَوْجَبَ عَلَى أُمَّتِهِ فَرْضَ طَاعَتِكَ وَوِلَايَتِكَ وَعَقَدَ عَلَيْهِمُ الْبَيْعَةَ لَكَ وَجَعَلَكَ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِن أَنْفُسِهِمْ كَمَا جَعَلَهُ اللهُ كَذَلِكَ ثُمَّ
ص: 110
أَشْهَدَ اللهَ تَعَالَى عَلَيْهِمْ، فَقَالَ: أَلَسْتُ قَدْ بَلَّغْتُ؟
فقالوا: اللَّهُمَّ بَلَى.
فَقَالَ: اللَّهُمَّ اشْهَدْ وَكَفَى بِكَ شَهيداً وَحَاكِماً بَيْنَ الْعِبَادِ، فَلَعَنَ اللهُ جَاحِدَ ولَايَتِكَ بَعْدَ الإِقْرَارِ، وَنَاكِثَ عَهْدِكَ بَعْدَ الْمِيْثَاقِ.
وَأَشْهَدُ أَنَّكَ وَفَيْتَ بِعَهْدِ اللَّهِ تَعَالَى، وَأَنَّ اللَّهِ تَعَالَى مُوفٍ لَكَ بِعَهْدِهِ، وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهِ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً.
وَأَشْهَدُ أَنَّكَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ الْحَقُّ الَّذِي نَطَقَ بِوِلَايَتِكَ التّنْزِيلُ. وَأَخَذَ لَكَ الْعَهْدَ عَلَى الْأُمَّةِ بِذلِكَ الرَّسُولُ.
وَأَشْهَدُ أَنَّكَ وَعَمَّكَ وَأَخَاكَ الَّذِينَ تَاجَرْتُمْ مَعَ اللهِ بِنُفُوسِكُمْ فَأَنْزَلَ اللهُ فِيكُمْ «إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقَّاً فِي التَّوْرَاةِ والإِنْجِيلِ وَالْقُرآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ٭ التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ»(1).
أَشْهَدُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّ الشَّاكَّ فِيكَ مَا آمَنَ بِالرَّسُولِ الأَمِينِ، وَأَنَّ الْعَادِلْ بِكَ غَيْرَكَ عَادِلٌ عَنِ الدِّينِ الْقَوِيمِ الَّذِي
ص: 111
أَرْتَضَاهُ لَنَا رَبُّ الْعَالَمِينَ وَأَكْمَلَهُ(1) بِوِلَايَتِكَ يَوْمَ الْغَدِيرِ.
وَأَشْهَدُ َأنَّكَ الْمَعْنِيُّ بِقَوْلِ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ «وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ»(2)، ضَلَّ وَاللهِ وَأَضَلَّ مَنِ اتَّبَعَ سِوَاكَ، وَعَنَدَ عَنِ الْحَقِّ مَنْ عَادَاكَ.
اللَّهُمَ سَمِعْنَا لأَمْرِكَ وَأَطِعْنَا وَاتَّبَعْنَا صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ، فَاهْدِنَا رَبَّنا ولا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا لِطَاعَتِكَ وَأَجْعَلْنَا مِنْ الشَّاكِرِينَ لأَنْعَمَكَ.
وَأشْهَدُ أَنَّكَ لَمْ تَزَلْ لِلْهَوَى مُخَالِفاً، وَلِلتُّقَى مُحَالِفاً، وَعَلَى عَظْمِ الْغَيْظِ قَادِراً، وَعَنِ النَّاسِ غَافِراً عَافِياً، وَإِذَا عُصِيَ اللهُ سَاخِطاً، وَإِذَا أُطيعَ اللَّهُ رَاضِياً، وَبِمَا عَهِدَ إِلَيْكَ عَامِلاً، رَاعِياً لِمَا اسْتُخفِضْتَ، حَافِظاً مَا اسْتُودِعْتَ، مُبَلّغاً مَا حُمِّلْتَ، مُنْتَظِراً مَا وُعِدْتَ.
وَأشْهَدُ أَنَّكَ مَا اتَّقَيْتَ ضَارعاً، وَلَا أَمْسَكْتَ عَنْ حَقِّكَ جَازِعاً، وَلَا أَحْجَمْتَ عَنْ مُجَاهَدَةِ غَاصِبيكَ نَاكِلاً، وَلَا أَظْهَرْتَ الرّضَا بِخِلَافِ مَا يُرْضِي اللَّهَ مُدَاهِناً، وَلَا وَهَنْتَ لِمَا أَصَابَكَ فِى سَبِيلِ اللَّهِ، وَلَا ضَعُفْتَ وَلَا اسْتَكَنْتَ عَنْ طَلَبٍ حَقِّكَ مُرَاقِباً، مَعَاذَ
ص: 112
اللهِ أَنْ تَكُونَ كَذَلِكَ، بَلْ إِذْ ظُلِمتَ احْتَسَبْتَ رَبَّكَ وَفَوَّضْتَ إِلَيْهِ أَمْرَكَ، وَذَكَّرْتَهُمْ فَمَا أَذْكَّرُوا، وَوَعَظْتَهُمْ فَمَا اتَّعَظُوا، وخَوَّفْتَهُمْ اللَّهَ فَلَمْ يَخَافُوا.
وأشْهَدُ أَنَّكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ جَاهَدْتَ فِي اللَّهِ حَقَّ جَهَادِهِ حَتَّى دَعَاكَ اللهُ إِلَى جِوَارِهِ، وَقَبَضَكَ إِلَيْهِ بِاخْتِيَارِهِ، وَأَلْزَمَ أَعْدَاءَكَ الْحُجَّةَ بِقَتْلِهِمْ إِيَّاكَ لِتَكُونَ الْحُجَّةُ لَكَ عَلَيْهِمْ مَعَ مَا لَكَ مِنَ الحُجِجِ الْبَالِغَةِ عَلَى جَمِيعِ خَلْقِهِ.
السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، عَبَدْتَ اللهَ مُخْلِصاً، وَجَاهَدْتَ فِي اللهِ صَابِراً، وَجُدْتَ بِنَفْسِكَ مُحْتَسِباً، وَعَمَلْتَ بِكِتَابِهِ، وَاتَّبَعْتَ سُنَّةَ نَبِيِّهِ، وَأَقَمْتَ الصَّلاَةَ، وَآتَيْتَ الزَّكَاةَ، وَأمِرْتَ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ مَا اسْتَطَعْتَ مُبْتَغِياً مَا عِنْدَ اللهِ، رَاغِباً فِيمَا وَعَدَ اللهُ، لَا تَحْفَلُ بِالنَّوَائِبِ، وَلَا تَهِنُ عِنْدَ الشَّدَائِدِ، وَلَا تُحْجِمُ عَنْ مَحَارِبٍ، أَفِكَ مَنْ نَسِبَ غَيْرَ ذَلِكَ إِلَيْكَ، وَافْتَرَى بَاطِلاً عَلَيْكَ، وَأَوْلَى لِمَنْ عَنَدَ عَنْكَ، لَقَدْ جَاهَدْتَ فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ، وَصَبَرْتَ عَلَى الْأَذَى صَبْرَ احْتِسَابٍ، وَأَنْتَ أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِاللهِ، وَصَلَّى لَهُ، وَجَاهَدَ وَأبْدَى صَفْحَتَهُ فِي دَارِ الشِّرْكِ وَالْأَرْضُ مَشْحُونَةٌ ضَلَالَةٌ، وَالشَّيْطَانُ يُعْبَدُ جَهْرَةً، وَأَنْتَ الْقَائِلُ: «لَا تَزِيدُنِي كَثْرَةُ النَّاسِ حَوْلِي عِزَّةً، وَلَا تَفَرُّقُهُمْ عَنِّى
ص: 113
وَحْشَةً، وَلَوْ أَسْلَمْنِي النَّاسُ جَمِيعاً لَمْ أَكُنْ مُتَضَرِّعاً»(1). اعْتَصَمْتَ بِاللهِ فَعَزَزْتَ، وآثَرْتَ الْآخِرَةَ عَلَى الأَوْلَى، فَزَهِدْتَ، وَأَيَّدَكَ اللهُ وَهَدَاكَ وَأَخْلَصَكَ وَاجْتَبَاكَ فَمَا تَنَاقَضَتْ أَفْعَالُكَ، وَلَا اخْتَلَفَتْ أَقْوَالُكَ، وَلَا تَقَلَّبْتَ أحْوَالُكَ، وَلَا ادَّعَيْتَ وَلَا افْتَرَيْتَ عَلَى اللهِ كَذِباً، وَلَا شَرِهْتَ إِلَى الْحُطَامِ وَلَا دَنَّسَتْكَ الْآثَامُ، وَلَمْ تَزَلْ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكَ، وَيَقِينِ مِنْ أَمْرِكَ، تَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ.
أَشْهَدُ شَهَادَةَ حَقٍّ، وَأُقْسِمُ بِاللَّهِ قَسَمَ صِدْقٍ أَنَّ مُحَمَّداً وَآلَهُ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمْ سَادَاتُ الْخَلْقِ، وَأَنَّكَ مَوْلَايَ وَمَوْلَى المُؤْمِنِينَ، وَأَنَّكَ عَبْدُ اللَّهِ وَوَلِيُّهُ وَأَخُو الرسُول وَوَصِيُّهُ وَوَارتُهُ، وَأَنَّهُ الْقَائِلُ لَكَ: «وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ مَا آمَنَ بِي مَنْ كَفَرَ بِكَ، وَلَا أَقَرَّ بِاللَّهِ مَنْ جَحَدَكَ»(2)، وَقَدْ ضَلَّ مَنْ صَدَّ عَنْكَ وَلَمْ يَهْتَدِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى وَلَا إِلَيَّ مَنْ لَمْ يَهْتَدِ بِكَ، وَهُوَ قَوْلُ رَبِّي عَزَّوَجَلَّ: «وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ أَهْتَدَى»(3) إِلَى ولَايَتِكَ.
مَوْلَايَ فَضْلُكَ لَا يَخْفَى، وَنُورُكَ لَا يُطْفَأُ، وَأَنَّ مَنْ جَحَدَكَ
ص: 114
الظُّلُومُ الأَشْقَى، مَوْلَايَ أَنْتَ الْحُجَّةُ عَلَى الْعِبَادِ، وَالْهَادِيُ إِلَى الرَّشَادِ، وَالْعُدَّةُ لِلْمَعَادِ، مَوْلَايَ لَقَدْ رَفَعَ اللهُ فِى الأولَى مَنْزلَتِكَ، وَأَعْلَى فِي الْآخِرَةِ دَرَجَتَكَ وَبَصَرَكَ مَا عَمِيَ عَلَى مَنْ خَالَفَكَ، وَحَالَ بَيْنَكَ وَبَيْنَ مَوَاهِبِ اللَّهِ لَكَ، فَلَعَنَ اللهُ مُسْتَحِلَّى الْحُرْمَة مِنْكَ وَدَائِدِي الْحَقَّ عَنْكَ.
وَأَشْهَدُ أَنَّهُمُ الْأَخْسَرُونَ الَّذِينَ تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ(1).
وَأشْهَدُ أَنَّكَ مَا أَقْدَمْتَ وَلَا أَحْجَمْتَ وَلَا نَطَقْتَ وَلَا أَمْسَكْتَ إِلَّا بِأَمْرِ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ قُلْتَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ نَظَرَ إِلَيَّ رَسُوْلُ اللهِ صلی الله علیه وآله أَضْرِبُ بالسَّيْفِ قُدَماً، فَقَالَ يَا عَلِيُّ، أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مَنْ مُوسَى إِلَّا أَنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي(2)، وَأَعْلِمُكَ أَنَّ
ص: 115
مَوْتَكَ وَحيَاتِكَ مَعِي وَعَلَى سُنَّتِي، فَوَاللهِ مَا كَذِبْتُ وَلَا كُذِّبْتُ، وَلَا ضَلَلْتَ وَلَا ضُلَّ بِي، وَلَا نَسَيْتُ مَا عَهِدَ إِلَيَّ رِبِّي، وَإِنِّي لَعَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي بَيْنَهَا لنَبِيِّهِ، وَبَيَّنَهَا النَّبِيُّ لِي، وإنِّي لَعَلَى الطَّرِيقِ الْوَاضِحِ أَلْفَظُهُ لَفْظاً.
صَدَقْتَ وَاللَّهِ وَقُلْتَ الْحَقَّ، فَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ سَاوَاكَ بِمَنْ نَاوَاكَ وَاللهُ جِلَّ اسْمُهُ يَقُولُ: «هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ»(1) فَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ عَدَلَ بِكَ مَنْ فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْهِ وِلَايَتِكَ، وَأَنْتَ وَلِيُّ اللهِ وَأَخُو رَسُولِهِ وَالذَّابُّ عَنْ دِينِهِ، وَالَّذِي نَطَقَ الْقُرْآنُ بتَفْضِيلِهِ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: «وَفَضَّلَ اللهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً ٭ دَرَجَاتٍ مِنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً»(2) وَقَالَ اللهُ تَعَالَى: «أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجُ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهِ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ٭ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فَي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ
ص: 116
دَرَجَةً عِنْدَ اللهِ وَأَوْلئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ ٭ يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ ٭ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ»(1).
أَشْهَدُ أَنَّكَ الْمَخْصُوصُ بمدْحَةِ اللَّهُ، الْمُخْلِصُ لِطَاعَةِ اللهِ، لَمْ تَبْغِ بِالْهُدَى بَدَلاً، وَلاَ تُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّكَ أَحَداً، وَأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى اسْتَجَابَ لِنَبِيِّهِ صلی الله علیه وآله فِيكَ دَعْوَتَهُ، ثُمَّ أَمَرَهُ بِإظْهَارِ مَا أَوْلَاكَ لِأُمَّتِهِ إعْلَاءً لِشَأْنِكَ، وَإعْلَاناً لِبُرْهَانِكَ، وَدَحْضاً لِلأَبَاطِيلِ، وَقَطعاً لِلْمَعَاذِيرِ، فَلَمَّا أَشْفَقَ مِنْ فِتْنَةِ الْفَاسِقِينَ، وَاتَّقَى فِيكَ الْمُنَافِقِينَ، أَوْحَىٰ إِلَيْهِ رِبُّ الْعَالَمِينَ: «يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ»(2)، فَوَضَعَ عَلَى نَفْسِهِ أَوْزَارَ الْمَسِيرِ، وَنَهَضَ فِى رَمْضَاءِ الْهَجِيرِ، فَخَطَبَ وَأَسْمَعَ، وَنَادَىٰ فَأَبْلَغَ، ثُمَّ سَأَلَهُمْ أَجْمَعَ، فَقَالَ هَلْ بَلَّغْتُ؟
فَقَالُوا: اللَّهُمَّ بَلَى.
فَقَالَ: اللَّهُمَّ أشْهَدْ.
ثُمَّ قَالَ: أَلَسْتُ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ؟
فَقَالُوا: بَلَى. فَأَخَذَ بِيَدِكَ وَقَالَ: مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَهَذَا عَلِيُّ مَوْلَاهُ، اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالَاهُ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ، وَأَنْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ،
ص: 117
وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ(1).
فَمَا آمَنَ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فِيكَ عَلَى نَبِيِّهِ إِلَّا قَلِيلٌ، وَمَا زَادَ أَكْثَرَهُمْ إِلَّا تَجَبُّرٌ وَتَضْلِيلٌ، وَلَا زَادَ أَكْثَرَهُمْ غَيْرُ تَخْسِيرٍ، وَلَقَدْ أَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى فِيكَ مِنْ قَبْلُ وَهُمْ كَارِهُونَ: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِّلَةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ
ص: 118
عَلِيمٌ ٭ إِنَّمَا وَلِیُّكُمُ الله وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ٭ وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغَالِبُونَ»(1)، «رَبَّنا آمَنَّا بِمَا
ص: 119
ص: 120
ص: 121
وَتَسْلِيماً»(1) فَقَتَلْتَ عَمْرَهُمْ، وَهَزَمْتَ جَمْعَهُمْ، «وَرَدَّ اللهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْراً وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ - بِكَ - وَكَانَ اللَّهُ قَوِياً عَزِيزاً»(2)، وَيَوْمَ أُحْدٍ «إِذْ تُصْعِدُونَ وَلَا تَلُوُنَ عَلَى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أَخْرَاكُمْ»(3) وأَنْتَ تَذُودُ بِهِمُ الْمُشْرِكِينَ عَنِ النَّبِيِّ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشَّمَالِ حَتَّى رِدَّهُمُ اللهُ تَعَالَى عَنْكُمَا خَائِفِينَ وَنَصَرَ بِكَ الْخَاذِلِينَ «وَيَوْمَ حُنَيْنٍ - عَلَى مَا نَطَقَ بِهِ التَّنْزِيلُ - إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتَكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرينَ ٭ ثُمَّ أَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ»(4) والمُؤْمِنُونَ أَنْتَ وَمَنْ يَلِيكَ، وَعَمُّكَ الْعَبَّاسُ يُنَادِي الْمُنْهَزِمِينَ إِلَيْهِمْ: يَا أَصْحَابَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، يَا أَهْلَ بَيْعَةِ الشَّجَرَةِ، حَتَّى اسْتَجَابَ لَهُ قَوْمٌ قَدْ كَفِيتَهُمْ الْمَؤُونَةَ، وَتَكَفَّلْتَ دُونَهُمُ الْمَعُونَةَ فَعَادَوا آيسِينَ مِنَ الْمَثُوبَةِ، رَاجِينَ وَعْدَ اللهِ تَعَالَى بِالتَّوْبَةِ وَذَلِكَ قَوْلُهُ جَلَّ ذِكْرُهُ: «ثُمَّ يَتُوبُ اللَّهُ بَعْدَ ذَلِكَ عَلَى مَنْ يَشَاءُ»(5) وَأَنْتَ حَائِزُّ دَرَجَةً الصَّبْرِ، فَائِزٌ بِعَظِيمِ الأَجْرِ، وَيَوْمَ خَيْبَرَ إِذْ أَظْهَرَ اللهُ خُوَرَ
ص: 122
الْمُنَافِقِينَ، وَقَطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ، وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَلَقَدْ كَانُوا عَاهَدُوا اللهَ مِنْ قَبْلُ لَا يُوَلُّونَ الأَدْبَارَ، وَكَانَ عَهْدُ اللهِ مَسْؤُولاً، مَوْلَايَ أَنْتَ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ، وَالْمَحَجَّةُ الوَاضِحَةُ، وَالنِّعْمَةُ السَّابِغَةُ، وَالْبُرْهَانُ الْمُنِيرُ، فَهَنِيئاً لَكَ بِمَا أَتَاكَ اللَّهُ مِنْ فَضْلٍ، وَتَبّاً لِشَانِئِكَ ذِي الْجَهْلِ.
شَهِدْتَ مَعَ النَّبِيَّ صلی الله علیه وآله جَمِيعَ حُرُوبِهِ وَمَغَازِيهِ، تَحْمِلُ الرَّايَةَ أَمَامَهُ، وَتَضْرِبُ بالسَّيْفِ قُدَّامَهُ، ثُمَّ بِحَزْمِكَ الْمَشْهُور، وَبَصِيرَتِكَ فِى الأُمُورِ، أَمَّرَكَ فِى الْمَوَاطِن، وَلَمْ يَكُنْ عَلَيْكَ أَمِيرٌ، وَكَمْ مِنْ أَمْرٍ صَدَّكَ مِنْ إِمْضَاءِ عَزْمِكَ فِيهِ التُّقَى، وَاتَّبَعَ غَيْرُكَ فِي مِثْلِهِ الْهَوَى، فَظَنَّ الْجَاهِلُونَ أَنَّكَ عَجَزْتَ عَمَّا إِلَيْهِ أَنْتَهَى، ضَلَّ وَاللهِ الظَّاَنُّ لِذلِكَ وَمَا اهْتَدَى، وَلَقَدْ أَوْضَحْتَ مَا أَشْكَلَ مِنْ ذَلِكَ لِمَنْ تَوَهَّمَ وَأَمْتَرَى بِقَوْلِكَ صَلَّى اللهُ عَلَيْكَ: قَد يَرَى الْحُوَّلُ الْقُلَّبُ وَجْهَ الْحِيلَةِ وَدُونَهَا حَاجِزٌ مِنْ تَقْوَى اللهِ فَيَدَعُها رَأَى الْعَيْنِ، وَيَنْتَهِزُ فُرْصَتَها مَنْ لَا حَرِيجَةَ لَهُ فِي الدِّينِ، صَدَقْتَ وَخَسِرَ الْمُبْطِلُونَ وَإِذْ مَاكَرَكَ النَّاكِثَانِ، فَقَالَا: نُرِيدُ الْعُمْرَةَ، فَقُلْتَ لَهُمَا: لَعَمْرُكُمَا مَا تُرِيدَانِ الْعُمْرَةَ لَكِنْ تُرِيدَانِ الْغَدْرَةَ(1).
فَأَخَذْتَ الْبَيْعَةَ عَلَيْهِما، وَجَدَّدْتَ الْمِيثَاقَ، فَجَدَّا فِي النِّفَاقِ، فَلَمَّا
ص: 123
نَبَّهْتَهُمَا عَلَى فِعْلِهِمَا أَغْفَلَا وَعَادَا وَمَا أَنْتَفَعَا، وَكَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهِما خُسْراً.
ثُمَّ ثَلَاهُمَا أَهْلَ الشَّامِ(1) فَسِرْتَ إِلَيْهِمْ بَعْدَ الإِعْذَارِ وَهُمْ لَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ وَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ، هَمَجٌ رُعَاعٌ ضَالُّونَ، وَبِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صلی الله علیه وآله فِيكَ كَافِرُونَ، وَلأَهْلِ الْخِلَافِ عَلَيْكَ نَاصِرُونَ، وَقَدْ أَمَرَ اللهُ تَعَالَى بِاتِّبَاعِكَ، وَنَدَبَ الْمُؤْمِنِينَ إلَى نَصْرِكَ، وَقَالَ اللهُ تَعَالَى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ»(2).
مَوْلَايَ بِكَ ظَهَرَ الْحَقُّ، وَقَدْ نَبَذَهُ الْخَلْقُ، وَأَوْضَحْتَ السُّنَنَ بَعْدَ الدُّرُوسِ وَالطَّمْسِ، فَلَكَ سَابِقَةُ الْجِهَادِ عَلَى تَصْدِيقِ التَّنْزِيلِ، وَلَكَ فَضِيلِةُ الْجِهَادِ عَلَى تَحْقِيقِ التَّأْوِيلِ، وَعَدُوَّكَ عَدُوَّ اللهِ، جَاحِدٌ لِرَسُولِ اللهِ، يَدْعُو بَاطِلاً، وَيَحْكُمُ جَائِراً، وَيَتَأَمَّرُ غَاصِباً، وَيَدْعُو حِزْبَهُ إِلَى النَّارِ، وَعَمّارُ(3) يُجَاهِدُ وَيُنَادِي بَيْنَ
ص: 124
الصَّفَّيْنِ: الرَّوَاحَ إِلَى الْجَنَّةِ، وَلَمَّا اسْتَسْقَى فَسُقِيَ اللَّبَنَ كَبَّرَ، وَقَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلی الله علیه وآله: آخِرُ شَرَابِكَ مِنَ الدُّنْيَا ضِيَاحٌ مِنْ لَبَنٍ، وَتَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ(1) فَاعْتَرَضَهُ أَبُو الْعَادِيَةِ(2) القِرَارِيُّ فَقَتَلَهُ، فَعَلَى أَبِي الْعَادِيَةِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَلَعْنَةُ مَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ أَجْمَعِينَ، وَعَلَى مَنْ سَلَّ سَيْفَهُ عَلَيْكَ، وَسَلَلْتَ سَيْفَكَ عَلَيْهِ، يَا أمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِلَى يَوْمَ الدِّينِ، وَعَلَى مَنْ رَضِيَ بِمَا سَاءَكَ وَلَمْ يَكْرَهُ، وَأَغْمَضَ عَيْنَيْهِ وَلَمْ يُنْكِرْ، أَوْ أَعَانَ عَلَيْكَ بِيَدٍ أَوْ لِسَانِ أَوْ قَعَدَ عَنْ نَصْرِكَ، أوْ خَذَلَ عَنِ الْجِهَادِ مَعَكَ، أَوْ غَمَطَ فَضْلَكَ، وَجَحَدَ حَقَّكَ، أَوْ عَدَلَ بِكَ مَنْ جَعَلَكَ اللهُ أَوْلَى بِهِ مِنْ نَفْسِهِ، وَصَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ وَبَرَكَاتُهُ وَسَلَامُهُ وَتَحِيَّاتُهُ وَعَلَى الأَئِمَّةِ مِنْ آلِكَ الطَّاهِرِينَ، إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَالأمْرُ الأَعْجَبُ، وَالْخَطْبُ الأَفْضَعُ، بَعْدَ جَحْدِكَ حَقِّكَ غَصْبُ الصِّدِّيقَةِ الطَّاهِرَةِ الزَّهْرَاءِ سَيِّدَةِ النِّسَاءِ فَدَكاً(3)، وَرَدُّ
ص: 125
شَهَادَتِكَ وَشَهَادَةِ السَّيِّدَيْنِ سُلَالَتِكَ وَعِتْرَةِ أَخِيكَ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهِ عَلَيْكُمْ، وَقَدْ أَعَلَى اللَّهُ تَعَالَى عَلَى الْأُمَّةِ دَرَجَتَكُمْ، وَرَفَعَ مَنْزِلَتَكُمْ، وَأَبَانَ فَضْلَكُمْ، وَشَرَّفَكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ، فَأَذْهَبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ وَطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرا، قَالَ اللهُ تَعَالَى: «إِنَّ الإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً ٭ إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً ٭ وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً ٭ إِلَّا المُصَلِّينَ ٭ الَّذِينَ»(1) فَاسْتَثْنَى اللهُ تَعَالَى نَبِيَّهُ الْمُصْطَفَى وَأَنْتَ يَا سَيِّد الْأَوْصِيَاءِ مِنْ جَمِيعِ الْخَلْقِ، فَمَا أَعْمَهَ مَنْ ظَلَمَكَ عَنِ الْحَقِّ، ثُمَّ أَفْرَضُوكَ(2) سَهْمَ ذَوِى الْقُرْبَى مَكْراً، وَأَحَادُوهُ عَنْ أَهْلِهِ جَوْراً، فَلَمَّا آلَ الأَمْرُ إِلَيْكَ أَجْرَيْتَهُمْ عَلَى مَا أَجْرَيَا عَلَيْهِ، رَغْبَةً عَنْهُمَا بِمَا عِنْدَ اللهِ لَكَ، فَأَشْبَهَتْ مِحْنَتُكَ بِهِمَا مِحَنَ الأَنْبِيَاءِ علیهم السلام عِنْدَ الْوَحْدَةِ وَعَدَم الأنْصَارِ، وَأَشْبَهتَ فِي الْبَيَاتِ عَلَى الْفِرَاشِ الذَّبِيحَ علیه السلام إِذْ أَجَبْتَ كَمَا أَجَابَ، وَأَطَعْتَ كَمَا أطَاعَ، إِسْمَاعِيلُ صَابِراً مُحْتَسِباً إِذْ قَالَ لَهُ «يَا بُنَيَّ إِنَّي أَرَى فِي الْمَنَامِ
ص: 126
أَنَّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى، قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلَ مَا تُؤْمَر سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللهُ مِنَ الصَّابِرِينَ»(1).
وَكَذَلِكَ أَنْتَ لَمَّا أَبَاتَكَ النَّبِيَّ صلی الله علیه وآله وَأَمَرَكَ أَنْ تَضْجَعَ في مَرْقَدِهِ وَاقِيَاً لَهُ بِنَفْسِكَ، أسْرَعْتَ إِلَى إِجَابَتِهِ مُطِيعاً، وَلِنَفْسِكَ عَلَى الْقَتْلِ مُوَطِّناً، فَشَكَرَ اللهُ تَعَالَى طَاعَتَكَ، وَأَبَانَ عَنْ جَمِيلِ فِعْلِكَ بِقَوْلِهِ جَلَّ ذِكْرَهُ «وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ اُبْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللهِ»(2).
ثُمَّ مِحْنَتُكَ يَوْمَ صِفِّينَ، وَقَدْ رُفِعَتْ الْمَصَاحِفُ حِيلَةً وَمَكْراً، فَأَعْرَضَ الشَّكُّ، وَعُزِفَ الْحَقُّ، وَاتَّبِعَ الظَّنُّ أَشْبَهَتْ مِحْنَةَ هَارُونَ إِذْ أَمَّرَهُ مُوسَى عَلَى قَوْمِهِ فَتَفَرِّقُوا عَنْهُ، وَهَارُونَ يُنَادِي بِهِمْ وَيَقُولُ: «يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنْتِمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْري ٭ قَالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجَعَ إِلَيْنَا مُوسَى»(3).
وَكَذَلِكَ أَنْتَ لَمَّا رُفِعَتِ الْمَصَاحِفُ قُلْتَ: يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهَا فَخُدِعْتُمْ، فَعَصَوْكَ وَخَالَفُوا عَلَيْكَ وَاسْتَدْعُوا نَصْبَ الْحَكَمَيْنَ، فَأَبَيْتَ عَلَيْهِمْ وَتَبَرَّأْتَ إِلَى اللهِ مِنْ فَعْلِهِمْ وَفَوَّضْتَهُ إلَيْهِمْ، فَلَمَّا أَسْفَرَ الْحَقُّ، وَسَفِهَ الْمُنْكَرُ وأَعْتَرَفُوا بِالزَّلَلِ وَالْجَوْرِ
ص: 127
عَنِ الْقَصْدِ، وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِهِ، وَأَلْزَمُوكَ عَلَى سِفِهِ التَّحْكِيمِ الَّذِي أَبَيْتَهُ وَأَحَبُّوهُ، وَحَظَرْتَهُ وَأَبَاحُوا ذَنْبَهُمُ الَّذِي اقْتَرَفُوهُ، وَأَنْتَ عَلَى نَهْجِ بَصِيرَةً وَهُدىً، وَهُمْ عَلَى سُنَنِ ضِلِالَةٍ وَعَمىً فَمَا زَالُوا عَلَى النِّفَاقِ مُصِرِّينَ، وَفِي الْغَيِّ مُتَرَدِّدِينَ، حَتَّى أَذَاقَهُمُ اللهُ وَبَالَ أمْرِهِمْ فَأَمَاتَ بِسَيْفِكَ مَنْ عَانَدَكَ، فَشَقِيَ وَهَوَى، وَأَحْيَا بحُجَّتِكِ مَنْ سَعِدَ فَهُدِىَ، صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْكَ غَادَيَةً وَرَائِحةً، وَعَاكِفِةً وَرَاهِبَةً، فَمَا يُحِيطُ الْمَادِحُ وَصْفَكَ وَلَا يُحْبِطُ(1) الطَّاعِنُ فَضْلَكَ أَنْتَ أَحْسَنُ الْخَلْقِ عِبَادَةً وَأَخْلَصُهُمْ زَهَادةً وَأَذَبُّهُمْ عَنِ الدِّينِ، أَقَمْتَ حُدُودَ اللَّهِ بِجَهْدِكَ، وَفَلَلْتَ عَسَاكِرَ الْمَارِقِينَ(2) بِسَيْفِكَ، تُخْمِدُ لَهَبَ الْحُرُوبِ بِبَنَانِكَ، وَتَهْتِكُ سُتُورَ الشَّبَه بِبَيَانِكَ، وَتَكْشِفُ لَبْسَ الْبَاطِلِ عَنْ صَرِيحِ الْحَقِّ، لاَ تَأْخُذُكَ فِي اللهِ لَوْمَةُ لَائِمٍ، وَفِي مَدْحِ اللَّهِ تَعَالَى لَكَ غِنىً عَنْ مَدْحِ الْمَادِحِينَ، وَتَفْرِيطِ الْوَاصِفِينَ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: «مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمَنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً»(3)، وَلَمَّا رَأَيْتَ أَنْ قَتَلْتَ النَّاكِثِينَ وَالْقَاسِطِينَ وَالْمَارِقِينَ، وَصَدَّقَكَ رَسُولُ اللهُ صلی الله علیه وآله وَعْدَهُ،
ص: 128
وَأَوْفَيْتَ بِعَهْدِهِ، قُلْتَ: «أَمَا آنَ أَنْ تُخْضَبَ هَذِهِ مِنْ هَذِهِ؟ أَمْ مَتَى يُبْعَثُ أَشْقَاهَا»(1) واثِقاً بِأَنَّكَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِن رَبِّكَ، وَبَصِيرَةٍ مِنْ أَمْرِكَ، قادِمٌ عَلَى اللهِ، مُسْتَبْشِرٌ بِبَيْعِكَ الَّذِي بَايَعْتَهُ بِهِ، وَذَلِكَ هُوَ الفُوْزُ العَظِيمُ.
اللَّهُمَّ الْعَنْ قَتَلَةَ أَنْبِيائِكَ وَأَوْصِيَاءِ أَنْبِيَائِكَ بِجَمِيْعِ لَعَنَاتِكَ، وَأَصْلِهِمْ حَرَّ نارِكَ، وَالْعَنْ مَنْ غَصَبَ وَلِيَّكَ حَقَّهُ، وَأَنْكَرَ عَهْدَهُ، وَجَحَدَهُ بَعْدَ الْيَقِيْنِ، وَالإقْرَارِ بِالْوِلَايَةِ لَهُ يَوْمَ أَكْمَلْتَ لَهُ الدِّينَ.
اللَّهُمَّ العَنْ قَتَلَةَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِيْنَ وَمَنْ ظَلَمَهُ وَأَشْيَاعَهُمْ(2) وَأَنْصارَهُمْ.
اللَّهُمَّ العَنْ ظَالِمِي الْحُسَيْنِ وَقَاتِلِيْهِ، وَالْمُتابِعِيْنَ عَدُوَّهُ وَناصِرِيهِ، وَالرَّاضِينَ بِقَتْلِهِ وَخاذِلِيهِ لَعْناً وَبِيلاً.
اللَّهُمَّ الْعَنْ أَوَّلَ ظالِمِ ظَلَمَ آلَ مُحَمَّدٍ وَمَانِعِيهِمْ(3) حُقُوقَهُمْ.
ص: 129
اللَّهُمَّ خُصَّ أَوَّلَ ظَالِمٍ وَغَاصِبٍ لَآلِ مُحَمَّدٍ بِالْلَعْنِ وَكُلَّ مُسْتَنٍّ بِمَا سَنَّ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ خاتَمِ(1) النَّبِيِّينَ، وَعَلَى عَلِيٍّ سَيِّدِ الْوَصِيِّينَ وَآلِهِ الطَّاهِرِيْنَ، وَاجْعَلْنا بِهِمْ مُتَمَسِّكِيْنَ، وَبِوِلَايَتِهِمْ مِنَ الْفَائِزِينَ الآمِنِينَ الَّذِينَ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ(2).
ص: 130
كيفيّة زيارته علیه السلام في اليوم السّابع عشر من ربيع الأول(1)
روي(2) أنَّ جعفر بن محمد الصادق علیه السلام زار أمير المؤمنين علیه السلام بهذه الزيارة لمحمّد بن مسلم الثقفي، فقال: إذا أتيتَ مشهد أمير المؤمنين علیه السلام فاغتسل للزيارة، والبس أنظف ثيابك، وَشُمّ شيئاً من الطِّيب، وسر وعليك السكينة والوقار، فإذا وصلت إلى باب السلام(3) فاستقبل القبلة وَكبّر الله ثلاثين مرّة، وقل:
السَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ، السَّلامُ عَلَى خِيَرَةِ اللهِ، السَّلامُ عَلَى الْبَشِيْرِ النَّذِيْرِ السِّرَاج الْمُنِيرِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلامُ عَلَى الطُّهْرِ الطَّاهِرِ، السَّلامُ عَلَى الْعَلَمِ الزَّاهِرِ، السَّلامُ عَلَى الْمَنْصُورِ الْمُؤَيَّدِ، السَّلامُ عَلَى أَبِي الْقاسِمِ مُحَمَّدٍ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ.
السَّلَامُ عَلَى أَنْبِيَاءِ اللَّهِ المُرْسَلِيْنَ وَعِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِيْنَ، السَّلَامُ عَلَى مَلائِكَةِ اللهِ الْحافِّيْنَ بِهَذَا الْحَرَمِ وَبِهَذَا الضَّرِيْحِ اللَّائِذِيْنَ بِهِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.
ص: 131
ثمّ ادن من القبر وقل:
السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَصِيَّ الأَوْصِيَاءِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا عِمَادَ الأتْقِيَاءِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَلِيَّ الأَوْلِيَاءِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا سَيِّدَ الشُّهَدَاءِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا آيَةَ اللهِ الْعُظْمَى، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا خَامِسَ أهْل الْعَبَاءِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا قَائِدَ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِيْنَ الأَثْقِيَاءِ، [السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا عِصْمَةَ الأَوْلِياءِ](1)، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا زَيْنَ المُوَحِّدِينَ النُّجَبَاءِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا َخالِصَ الْأَخِلّاءِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا َوالِدَ الأَئِمَّةِ الأمَناءِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا صَاحِبَ الْحَوْضِ وَحامِلَ اللِّواءِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا قَسِيْمَ الجَنَّةِ وَلَظَى، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مَنْ شُرِّفَتْ بهِ مَكَّةُ وَمِنى، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا بَحْرَ العُلُومِ وَكَهَفَ(2) الفُقَراءِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مَنْ وُلِدَ فِي الْكَعْبَةِ وَزُوِّجَ فِي السَّماءِ بِسَيِّدَةِ النِّسَاءِ وَكانَ شُهُودُهَا المَلائِكَةُ السَّفَرَةُ والأصْفِياءُ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مِصْباحَ الضَّياءِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مَنْ خَصَّهُ النَّبِيُّ بِجَزِيلِ الحِباءِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مَنْ بِاتَ عَلَى فِراشِ خاتَمِ الأَنْبِياءِ وَوَقاهُ بِنَفْسِهِ شَرَّ الأَعْدَاءِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مَنْ رُدَّتْ لَهُ الشَّمْسُ فَسامى شَمْعُونَ الصَّفاءِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مَنْ أَنْجَى اللَّهُ سَفِينَةَ نُوحٍ بِاسْمِهِ وَأَسْمِ أَخِيْهِ حَيْثُ التَطَمَ الْمَاءُ
ص: 132
حَوْلَها وَطَمَا، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مَنْ تابَ اللَّهُ بِهِ وَبِأَخِيهِ عَلَى آدَمَ إِذْ غَوَى، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا فُلْكَ النَّجاةِ الَّذِي مَنْ رَكِبَهُ نَجِي وَمَنْ تأَخَّرَ عَنْهُ هَوَى، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مَنْ خَاطَبَ الثُّعْبانَ وَذِنْبَ الْفَلَا، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِيْنَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا حُجَّةَ اللهِ عَلَى مَنْ كَفَرَ وَأَنَابَ، [السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا إِمامَ ذَوِي الْأَلْبابِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مَعْدِنَ الحِكْمَةِ وَفَصْلَ الْخِطَابِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مَنْ](1) عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مِيْزَانَ يَوْم الْحِسَابِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا فَاصِلَ الْحُكْمِ النَّاطِقَ بِالصَّوابِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْمَتَصَدِّقُ بِالخَاتَمِ فِى المِحْرابِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مَنْ كَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِيْنَ الْقِتَالَ بِهِ يَوْمَ الْأَحْزَابِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مَنْ أَخْلَصَ ِللهِ الوَحْدانِيَّةَ وَأنابَ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا قَاتِلَ خَيْبَرَ وَقالِعَ البابِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مَنْ دَعاهُ خَيْرُ الأَنامِ لِلْمَبِيتِ عَلَى فِراشِهِ فَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لِلْمَنِيَّةِ وَأَجابَ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مَنْ لَهُ طُوبَى وَحُسْنُ مَآبٍ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَلِيَّ عِصْمَةِ الدِّينِ وَيَا سَيِّدَ السَّاداتِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا صَاحِبَ المُعْجِزاتِ، [السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مَنْ نَزَلَتْ فِى فَضْلِهِ سُورَةُ العادِيَات](2)، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مَنْ كُتِبَ اسْمُهُ فِي السَّمَاءِ عَلَى
ص: 133
السُّرَادِقَاتِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مُظْهِرَ العَجائِبِ وَالآيَاتِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الغَزَوَاتِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مُخْبِراً بِما غَبَرَ وَبِما هُوَ آتِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مُخَاطِبَ ذِئْبِ الفَلَواتِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا خاتِمِ الْحَصَى وَمُبَيِّنَ الْمُشْكِلَاتِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا مَنْ عَجِبَتْ مِنْ حَمَلَاتِهِ فِى الوَغَى مَلائِكَةُ السَّمَاوَاتِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا مَنْ نَاجَى الرَّسُوْلَ فَقَدَّمَ بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاهُ الصَّدَقَاتِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَالِدَ الأَئِمَّةِ الْبَرَرَةِ السَّاداتِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا تالِي المَبْعُوثِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا َوارثَ عِلْمٍ خَيْرِ مَوْرُوثِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا سَيِّدَ الوَصِيِّينَ(1)، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا إمَامَ الْمُتَّقِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا غِيَاثَ الْمَكْرُوبِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا عِصْمَةَ الْمُؤْمِنِيْنَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا مُظْهِرَ الْبَرَاهِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا طه وَيسَ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا حَبْلَ اللهِ المَتِين، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا مَنْ تَصَدَّقَ [فِي صَلاتِهِ](2) بِخَاتَمِهِ عَلَى الْمِسْكِيْنِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا قَالِعَ الصَّخْرَةِ عَنْ فَمِ الْقَلِيْبِ، وَمُظْهِرَ الْمَاءِ الْمَعِيْنِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا عَيْنَ اللَّهِ النَّاظِرَةَ فِي الْعَالَمِيْنَ، وَيَدَهُ في البَاسِطَةَ، وَلِسَانَهُ الْمُعَبِّرَ عَنْهُ فِى بَرِيَّتِهِ أَجْمَعِيْنَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وارِثَ عِلْمِ النَّبِيِّينَ، وَمُسْتَوْدَعَ عِلْمِ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ،
ص: 134
وَصاحِبَ لِواءِ الحَمْدِ، وَساقِيَ أَوْلِيَائِهِ مِنْ حَوضِ خَاتَمِ النَّبِيِّينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا يَعْسُوبَ الدِّينِ، وَقَائِدَ الغُرِّ المُحَجَّلِينَ، وَوالِدَ الأَئِمَّةِ الْمَرْضِيِّيْنَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلامُ عَلَى اسْمِ اللهِ الرَّضِيِّ، وَوَجْهِهِ الْمُضِيءِ، وَجَنْبِهِ الْقَويِّ، وَصِراطِهِ السَّويِّ. السَّلامُ عَلَى الإمامِ التَّقِيِّ الْمُخْلِصِ الصَّفِيّ. السَّلامُ عَلَى الْكَوْكَبِ الدُّرّيّ. السَّلامُ عَلَى الإِمَام أبِي الحَسَنِ عَلِيٍّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ.
السَّلامُ عَلَى أَئِمَّةِ الْهُدَى، وَمَصَابِيحَ الدُّجَى، وَأَعْلَامِ التُّقَى، وَمَنَارِ الْهُدَى، وَذَوِي النُّهَى، وَكَهْفِ الْوَرَى، وَالعُرْوَةِ الْوُثْقَى، وَالْحُجَّةِ عَلَى أَهْلِ الدُّنْيَا وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.
السَّلامُ عَلَى نُور الأَنْوَارِ، وَحُجَّةِ الْجَبَّارِ، وَوَالِدِ الأَئِمَّةِ الأَطْهَارِ، وَقَسِيْمِ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، الْمُخْبِرِ عَنِ الْآثَارِ، الْمُدَمِّرِ عَلَى الْكُفَّارِ، مُسْتَنْقِذِ الشَّيعَةِ الْمُخْلِصِيْنَ مِنْ عَظِيمِ الأَوْزارِ. السَّلامُ عَلَى المَخْصُوصِ بِالطَّاهِرَةِ التَّقِيَّةِ ابْنَةِ المُخْتَارِ، المَوْلُودِ فِي البَيْتِ ذِي الأَسْتَارِ، الْمُتَزَوَّج(1) فِي السَّماءِ بِالْبَرَّةِ الطَّاهِرَةِ الرَّضِيَّةِ الْمَرْضِيَّةِ ابْنَةِ الأَطْهارِ(2) وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ. السَّلامُ عَلَى النَّبَأُ الْعَظِيْمِ الَّذِي هُمْ فِيْهِ مُخْتَلِفُونَ، وَعَلَيْهِ يُعْرَضُونَ،
ص: 135
وَعَنْهُ يُسْأَلُونَ.
السَّلامُ عَلَى نُورِ اللهِ الأَنْوَرِ، وَضِيَائِهِ الأَظْهَرِ(1) وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ.
السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ اللَّهِ وَحُجَّتَهُ، وَخالِصَةَ اللَّهِ وَخاصَّتَهُ، أَشْهَدُ أَنَّكَ يَا وَلِيَّ اللَّهِ وَحُجَّتَهُ لَقَدْ جَاهَدْتَ فِي سَبِيْلِ اللهِ حَقَّ جهَادِهِ، وَاتَّبَعْتَ مِنْهَاجَ رَسُولِ اللهِ صلی الله علیه وآله، وَحَلَّلْتَ حَلالَ اللهِ، وَحَرَّمْتَ حَرامَ اللهِ، وَشَرَعْتَ أَحْكامَهُ، وَأَقَمْتَ الصَّلاةَ، وَآتَيْتَ الزَّكَاةَ، وَأَمَرْتَ بِالمَعْرُوفِ، وَنَهَيْتَ عَنِ المُنْكَرِ، وَجَاهَدْتَ فِي سَبِيْلِ اللَّهِ صَابِراً نَاصِحاً مُجْتَهِداً مُحْتَسِباً عِنْدَ اللَّهِ عَظِيْمَ الْأَجْرِ حَتَّى أَتَاكَ اليَقِيْنُ، فَلَعَنَ اللهُ مَنْ دَفَعَكَ عَنْ حَقِّكَ، وَأَزَالَكَ عَنْ مَقَامِكَ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ بَلَغَهُ ذَلِكَ فَرَضِيَ بِهِ، أُشْهِدُ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ وَأَنْبِيَاءَهُ وَرُسُلَهُ أَنِّي وَلٍ لِمَنْ وَالاَكَ، وَعَادٍ(2) لِمَنْ عَادَاكَ. وَالسَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ.
ثمّ انكبَّ على القبر وقبِّله، وقل:
أَشْهَدُ أَنَّكَ تَسْمَعُ كَلَامِي، وَتَشْهَدُ مَقَامِي، وَأَشْهَدُ لَكَ يَا وَلِيَّ اللهِ بِالْبَلَاعْ وَالأَدَاءِ، يَا مَوْلَايَ يَا حُجَّةَ اللهِ، يَا أَمِيْنَ اللهِ، يَا وَلِيَّ اللهِ، إنَّ بَيْنِي وَبَيْنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ذُنُوباً قَدْ أَثْقَلَتْ ظَهْرِي، وَمَنَعتْنِي مِنَ
ص: 136
الرُّقَادِ، وَذِكْرُهَا يُقَلْقِلُ أَحْشَائِي، وَقَدْ هَرَبْتُ إِلَى اللهِ تَعَالَى وَإِلَيْكَ فَبِحَقِّ مَنِ ائْتَمَنَكَ عَلَى سِرِّهِ، وَاسْتَرْعَاكَ أَمْرَ خَلْقِهِ، وَقَرَنَ طَاعَتَكَ بِطَاعَتِهِ، وَمُوَالَاتَكَ بِمُوَالَاتِهِ، كُنْ لِي إِلَى اللَّهِ شَفِيعاً، وَمِنَ النَّارِ مُجِيراً، وَعَلَى الدَّهْرِ ظَهِيْراً.
ثمّ انكبَّ أيضاً على القبر(1)، وقل:
يَا وَلِيَّ اللهِ، يَا حُجَّةَ اللهِ، يَا بَابَ حِطَّةِ اللهِ، وَلِيُّكَ وَزَائِرُكَ وَاللَّائِذُ بِقَبْرِكَ، وَالنَّازِلُ بِفِنَائِكَ، وَالْمُنِيْخُ رَحْلَهُ فِي جِوَارِكَ يَسْأَلُكَ أَنْ تَشْفَعَ لَهُ إِلَى اللهِ فِي قَضَاءِ حَاجَتِهِ، وَنُجْحٍ طَلِبَتِهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ فَإِنَّ لَكَ عِنْدَ اللهِ الْجَاهَ الْعَظِيْمَ، وَالشَّفَاعَةَ الْمَقْبُولَةَ، فَاجْعَلْنِي يَا مَوْلَايَ مِنْ هَمِّكَ وَأَدْخِلْنِي فِي حِزْبِكَ، وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ وَعَلَى ضَجِيْعَيْكَ آدَمَ وَنُوحٍ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلَى وَلَدَيْكَ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ، وَعَلَى الأَئِمَّةِ الطَّاهِرِيْنَ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ.
ثمّ صلِّ ستّ ركعات: لأمير المؤمنين علیه السلام ركعتين زيارة، ولآدم علیه السلام ركعتين زيارة، ولنوح علیه السلام ركعتين زيارة، وادع الله كثيراً يجاب لك إن شاء الله تعالى(2).
ص: 137
زيارة أخرى مختصّة بليلة
سبع وعشرين من رجب(1)
كيفيّتها إذا أردت ذلك فقف علب باب القبّة مقابل ضريحه علیه السلام وقل:
أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيْكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ، وَأَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ أَمِيْرَ المُؤْمِنِينَ عَبْدُ اللَّهِ وَأَخُو رَسُولِهِ، وَأَنَّ الأَئِمَّةَ الطَّاهِرِينَ مِنْ وُلْدِهِ حُجَجُ اللَّهِ عَلَى خَلْقِهِ.
ثمّ ادخل وقف على ضريحه علیه السلام مستقبلاً له بوجهك والقبلة وراء ظهرك، ثمَّ كبِّر الله مائة مرّة، وقل:
السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ آدَمَ خَلِيفَةِ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ نُوحٍ صِفْوَةِ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ مُوسى كَلِيمِ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ عِيسَى رُوْحِ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارثَ مُحَمَّدٍ سَيِّدِ رُسُلِ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا َأمِيرَ المُؤْمِنِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا إِمَامَ المُتَّقِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا سَيِّدَ الوَصِيِّينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَصِيَّ رَسُولِ
ص: 138
رَبِّ العالَمِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ عِلْمِ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبَأُ العَظِيمُ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الصِّراطُ المُسْتَقِيمُ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْمُهَذَّبُ الْكَرِيمُ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا. الْوَصِيُّ التَّقِيُّ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الرَّضِيُّ الزَّكِيُّ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْبَدْرُ المُضِيءُ، [السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ الأَكْبَرُ](1)، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْفَارُوقُ الأَعْظَمُ، [السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها السّراجُ المُنِيرُ](2)، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا إِمَامَ الْهُدَى، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا عَلَمَ التُّقَى، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا حُجَّةَ اللهِ الْكُبْرَى، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا خَاصَّةَ اللَّهِ وَخَالِصَتَهُ، وَأَمِيْنَ اللَّهِ وَصَفْوَتَهُ، وَبَابَ اللَّهِ وَحُجَّتَهُ، وَمَعْدِنَ حُكْمِ اللَّهِ وَسِرِّهِ، وَعَيْبَةَ عِلْمِ اللَّهِ وَخَازِنَهُ، وَسَفِيرَ اللهِ فِي خَلْقِهِ.
أَشْهَدُ أَنَّكَ أَقَمْتَ الصَّلاةَ، وَآتَيْتَ الزَّكَاةَ، وَأَمَرْتَ بالمَعْرُوفِ، وَنَهَيْتَ عَن المُنْكَر، وَاتَّبَعْتَ الرَّسُولَ، وَتَلَوْتَ الكِتابَ حَقَّ تِلاوَتِهِ، وَبَلَّغْتَ عَنِ اللهِ، وَوَفَيْتَ بِعَهْدِ اللهِ، وَتَمَّتْ بِكَ كَلِماتُ اللهِ، وَجاهَدْتَ فِي اللهِ حَقَّ جِهَادِهِ، وَنَصَحْتَ للهِ وَلِرَسُولِهِ صلی الله علیه وآله، وَجُدْتَ بِنَفْسِكَ صابراً مُحْتَسِباً مُجاهِداً عَنْ دِيْنِ اللهِ، مُوَقِّياً لِرَسُولِ اللهِ، طَالِباً مَا عِنْدَ اللهِ، رَاغِباً فِيمَا وَعَدَ اللهُ، وَمَضَيْتَ لِلَّذِي كُنْتَ عَلَيْهِ شَهِيْداً وَشاهِداً وَمَشْهُوداً، فَجَزَاكَ اللهُ
ص: 139
عَنْ رَسُوْلِهِ وَعَنِ الإِسْلامِ وَأَهْلِهِ مِنْ صِدِّيقِ أَفْضَلَ الْجَزاءِ.
أَشْهَدُ أَنَّكَ كُنْتَ أوَّلَ الْقَوْمِ إِسْلَاماً، وَأَخْلَصَهُمْ إِيْمَاناً، وَأَشَدَّهُمْ يَقِيْناً، وَأَخْوَفَهُمْ لِلَّهِ، وَأَعْظَمَهُمْ عَنَاءً، وَأَحْوَطَهُمْ عَلَى رَسُوْلِ اللَّهِ صلی الله علیه وآله، وَأَفْضَلَهُمْ مَناقِبَ، وَأَكْثَرَهُمْ سَوَابِقَ، وَأَرْفَعَهُمْ دَرَجَةً، وَأَشْرَفَهُمْ مَنْزِلَةً، وَأَكْرَمَهُمْ عَلَيْهِ، فَقَوِيْتَ(1) حِيْنَ وَهَنُوا، وَلَزِمْتَ مِنْهَاجَ رَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وآله. أَشْهَدُ أَنَّكَ كُنْتَ خَلِيفَتَهُ حَقّاً. لَمْ تُنازَعْ بِرَغْمِ الْمُنَافِقِيْنَ، وَغَيْظِ الْكَافِرِيْنَ، وَضِغْنِ الْفَاسِقِيْنَ، وَقُمْتَ بِالأَمْرِ حِيْنَ فَشِلُوا، وَنَطَقْتَ حِيْنَ تَتَعْتَعُوا، وَمَضَيْتَ بنُور اللهِ إِذْ وَقَفُوا، فَمَن اتَّبَعَكَ فَقَدِ اهْتَدَى(2)، كُنْتَ أَوَّلَهُمْ كَلَاماً، وَأَشَدَّهُمْ خِصَاماً، وَأَصْوَبَهُمْ مَنْطِقاً، وَأَسَدَّهُمْ رَأياً، وَأَشْجَعَهُمْ قَلْباً، وَأَكْثَرَهُمْ يَقِيناً، وَأَحْسَنَهُمْ عَمَلاً، وَأَعْرَفَهُمْ بِالأُمُورِ، كُنْتَ لِلْمُؤْمِنِين أَباً رَحِيْماً إِذْ صَارُوا عَلَيْكَ عِيَالاً، فَحَمَلْتَ أَثْقَالاً(3) مَا عَنْهُ ضَعُفُوا، وَحَفِظْتَ مَا أَضَاعُوا، وَرَعَيْتَ مَا أَهْمَلُوا، وَشَمَّرْتَ وَعَلَوْتَ إِذْ هَلِعُوا(4)، وَصَبَرْتَ إِذْ جَزِعُوا، كُنْتَ عَلَى الْكَافِرِينَ عَذَاباً صَبّاً وَغِلْظَةً وَغَيْظاً، وَلِلْمُؤْمِنِيْنَ غَيْثاً وَخِصْباً وَعِلْماً، لَمْ تُفْلَلْ حُجَّتُكَ، وَلَمْ يَزِغَ قَلْبُكَ، وَلَمْ تَضْعُفُ بَصِيرَتُكَ، وَلَمْ تَجْبُنْ
ص: 140
نَفْسُكَ، كُنْتَ كَالْجَبَلِ لا تُحَرِّكُهُ الْعَوَاصِفُ، وَلَا تُزِيلُهُ الْقَوَاصِفُ، كُنْتَ كَمَا قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صلی الله علیه وآله قَوِيّاً فِي بَدَنِكَ، مُتَوَاضِعاً فِي نَفْسِكَ، عَظِيْماً عِنْدَ اللهِ، كَبِيْراً فِي الأرْضِ، جَلِيْلاً فِي السَّمَاءِ، لَمْ يَكُنْ لِأَحَدٍ فِيْكَ مُهْمَزٌ، وَلَا لِقَائِلٍ فِيكَ مَغْمَزٌ، وَلا لِخَلْقٍ فِيكَ مَطْمَعٌ، وَلَا لِأَحَدٍ عِنْدَكَ هَوادَةٌ، يُوجَدُ الضَّعِيْفُ الذَّلِيْلُ عِنْدَكَ قَوِيّاً عَزِيزاً حَتَّى تَأَخُذَ لَهُ بِحَقِّهِ، وَالْقَوِيُّ الْعَزِيْزُ عِنْدَكَ ضَعِيْفاً ذَلِيْلاً حَتَّى تَأْخُذَ مِنْهُ الحَقَّ، الْقَرِيْبُ وَالْبَعِيْدُ عِنْدَكَ فِي ذَلِكَ سَوَاءٌ، شَأْنُكَ الْحَقُّ وَالصِّدْقُ وَالرِّفْقُ، وَقَوْلُكَ حُكْمٌ وَحَتْمٌ، وَأَمْرُكَ حِلْمٌ وَعَزْمٌ، وَرَأَيُكَ عِلْمٌ وَحَزْمٌ(1)، اعْتَدَلَ َبكَ الدِّينُ، وَسَهُلَ بكَ الْعَسِيْرُ، وَأُطْفِئَتْ بكَ النَّيْرَانُ، وَقَويَ بِكَ الإِيْمَانُ، وَثَبَتَ بِكَ الإِسْلَامُ، وَهَدَّتْ مُصِيبَتُكَ الأَنامَ، فَإِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ.
لَعَنَ اللهُ مَنْ قَتَلَكَ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ خَالَفَكَ، وَلَعَنَ اللهُ مَنِ افْتَرى عَلَيْكَ، وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ ظَلَمَكَ وَغَصَبَكَ حَقَّكَ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ بَلَغَهُ ذَلِكَ فَرَضِيَ بِهِ، إِنَّا إِلَى اللهِ مِنْهُمْ بُرَاءُ، لَعَنَ اللهُ أُمَّةً خَالَفَتْكَ، وَاُمَّةً جَحَدَتْ وِلايَتَكَ، وَتَظَاهَرَتْ عَلَيْكَ وَقَتَلَتْكَ، وَحَادَتْ عَنْكَ وَخَذَلَتْكَ.
الْحَمْدُ للهِ الَّذِي جَعَلَ النَّارَ مَثْوَاهُمْ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ.
ص: 141
أَشْهَدُ لَكَ يَا وَلِيَّ اللَّهِ وَوَلِيَّ رَسُولِهِ صلی الله علیه وآله بِالبَلاغِ وَالأَداءِ(1)، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ جَنْبُ(2) اللهِ وَبَابُهُ، وَأَنَّكَ حَبِيبُ(3) اللهِ وَوَجْهُهُ الَّذِى مِنْهُ يُؤْتِي، وَأَنَّكَ سَبِيْلُ اللَّهِ، وَأَنَّكَ عَبْدُ اللَّهِ، وَأَخُو رَسُوْلِهِ صلی الله علیه وآله، أتَيْتُكَ زَائِراً لِعَظِيمِ جَلَالَتِكَ(4) وَمَنْزِلَتِكَ عِنْدَ اللهِ وَعِنْدَ رَسُوْلِهِ صلی الله علیه وآله، مُتَقَرِّباً إِلَى اللَّهِ بزيَارَتِكَ، رَاغِباً إِلَيْكَ فِي الشَّفَاعَةِ، أَبْتَغِي بِشَفَاعَتِكَ خَلَاصَ نَفْسِي، مُتَعَوِّذاً بِكَ مِنَ النَّارِ، هَارِباً مِنْ ذُنُوبِي الَّتِي احْتَطَبْتُها عَلَى ظَهْرِي، فَزِعاً إِلَيْكَ رَجَاءَ رَحْمَةِ رَبِّي، أَتَيْتُكَ أَسْتَشْفِعُ بكَ يَا مَوْلَايَ إِلَى اللهِ وَأَتَقَرَّبُ بِكَ إِلَيْهِ لِيَقْضِيَ بِكَ حَوَائِجِي فَاشْفَعْ لِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِيْنَ إِلَى اللَّهِ فَإِنِّي عَبْدُ اللَّهِ وَمَوْلَاكَ وَزَائِرُكَ وَلَكَ عِنْدَ اللهِ الْمَقَامُ الْمَعْلُومُ، وَالْجَاهُ الْعَظِيمُ، وَالشَّأْنُ الْكَبِيرُ، وَالشَّفَاعَةُ الْمَقْبُولَةُ.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَصَلِّ عَلَى عَبْدِكَ، وَأَمِيْنِكَ الأَوْفَى، وَعُرْوَتِكَ الْوُثْقَى، وَيَدِكَ الْعُلْيَا، وَكَلِمَتِكَ الْحُسْنَى، وَحُجَّتِكَ عَلَى الْوَرى، وَصِدِّيقِكَ الأَكْبَرِ، سَيِّدِ الْأَوْصِيَاءِ، وَرُكْنِ الْأَوْلِيَاءِ، وَعِمَادِ الأَصْفِيَاءِ، أَمِيرِ الْمُؤْمِنِيْنَ،
ص: 142
وَيَعْسُوبِ الدِّين(1)، وَقُدْوَةِ الصِّدِّيقِيْنَ، وَإمامِ الصَّالِحِيْنَ، الْمَعْصُومِ مِنَ الزَّلَلِ، وَالْمَفْطُومِ مِنَ الْخَلَلِ، وَالْمُهَذَّبِ مِنَ الْعَيْبِ، وَالْمُطَهَّرِ مِنَ الرَّيْبِ، أخِي نَبِيِّكَ، وَوَصِيِّ رَسُولِكَ، وَالْبَائِتِ عَلَى فِرَاشِهِ، وَالْمُوَاسِى لَهُ بِنَفْسِهِ، وَكَاشِفِ الْكَرْبِ عَنْ وَجْهِهِ، الَّذِي جَعَلْتَهُ سَيْفاً لِنُبُوَّتِهِ، وَمُعْجِزاً لِرَسَالَتِهِ، وَدَلالَةً واضِحَةً لِحُجَّتِهِ، وَحَامِلاً لِرَايَتِهِ، وَوَقَايَةً لِمُهْجَتِهِ، وَهَادِياً لِاُمَّتِهِ، وَيَداً لِبَأْسِهِ، وَتاجاً لِرَأْسِهِ، وَبَاباً لِنَصْرِهِ، وَمِفْتَاحاً لِظَفَرِهِ حَتَّى هَزَمَ جُنُودَ الشِّرْكِ بِأَيْدِكَ(2)، وَأَبَادَ عَساكِرَ الْكُفْرِ بِأَمْرِكَ، وَبَذَلَ نَفْسَهُ فِي مَرْضاتِ رَسُولِكَ(3)، وَجَعَلَها وَقْفاً عَلَى طَاعَتِهِ، وَمَجِنّاً دُونَ نَكْبَتِهِ، حَتَّى فَاضَتْ نَفْسُهُ صلی الله علیه وآله فِي کَفِّهِ وَاسْتَلَبَ بَرْدَهَا، وَمَسَحَهُ عَلَى وَجْهِهِ، وَأَعَانَتْهُ مَلَائِكَتِكَ عَلَى غُسْلِهِ وَتَجْهِيزِهِ(4)، وَصَلَّى عَلَيْهِ وَوَارَى شَخْصَهُ، وَقَضَى دَيْنَهُ، وَأَنْجَزَ وَعْدَهُ، وَلَزِمَ عَهْدَهُ، وَاحْتَذَى مِثَالَهُ، وَحَفِظَ وَصِيَّتَهُ، وَحِيْنَ وَجَدَ أنْصاراً نَهَضَ مُسْتَقِلّاً بِأَعْبَاءِ الخِلَافَةِ، مُضْطَلِعاً بِأَثْقَالِ الْإِمَامَةِ، فَنَصَبَ رَايَةَ الْهُدَى فِى عِبَادِكَ، وَنَشَرَ ثَوْبَ الأَمْنِ فِي بِلادِكَ، وَبَسَطَ العَدْلَ فِي بَرِيَّتِكَ، وَحَكَمَ بِكِتابِكَ فِي خَلِيقَتِكَ، وَأَقامَ الحُدُودَ.
ص: 143
وَقَمَعَ الجُحُودَ، وَقَوْمَ الزَّيْغَ، وَسَكَّنَ الغَمْرَةَ، وَأَبَادَ الفَتْرَةَ، وَسَدَّ الفُرْجَةَ، وَقَتَلَ النَّاكِثَةَ وَالْقَاسِطَةَ وَالْمَارِقَةَ، وَلَمْ يَزَلْ عَلَى مِنْهاجِ رَسُولِ اللهِ صلی الله علیه وآله وَوَتِيرَتِهِ، وَلُطْفِ شَاكِلَتِهِ، وَجَمَالِ سِيرَتِهِ، مُقْتَدِياً بسُنَّتِهِ، مُتَعَلِّقاً بِهِمَّتِهِ، مُباشِراً لِطَرِيقَتِهِ وَأَمْثِلَتُهُ نَصْبُ عَيْنَيْهِ يَحْمِلُ عِبَادَكَ عَلَيْهَا وَيَدْعُوهُمْ إِلَيْهَا إِلَى أَنْ خُضِبَتْ شَيْبَتُهُ مِنْ دَمٍ رَأْسِهِ.
اللَّهُمَّ فَكَمَا لَمْ يُؤْثِرْ فِي طَاعَتِكَ شَكّاً عَلَى يَقِينٍ، وَلَمْ يُشْرِكْ بِكَ طَرْفَةَ عَيْنٍ صَلِّ عَلَيْهِ صَلَاةً رَاكِيَةً نَامِيَةً يَلْحَقُ بِهَا دَرَجَةَ النُّبُوَّةِ فِي جَنَّتِكَ، وَبَلِّغْهُ مِنَّا تَحِيَّةً وَسَلَاماً، وَآتِنَا مِنْ لَدُنْكَ فِي مُوالاتِهِ فَضْلاً وَإِحْسَاناً وَمَغْفِرَةً وَرِضْوَاناً، إِنَّكَ ذُو الفَضْلِ الجَسِيمِ، بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
ثمّ قبِّل الضريح، وصلِّ ركعتين، وادعُ بِما تريد.
وممّا يختصّ بهذه الزيارة في ليلة السابع والعشرين من رجب ويومهِ أن يقول بعد تسبيح الزهراء علیها السلام بعد صلاة الزيارة:
اللَّهُمَّ إِنَّكَ بَشَّرْتَنِي عَلَى لِسَانِ نَبِيِّكَ وَرَسُولِكَ مُحَمَّدٍ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ فَقُلْتَ: «وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ»(1) اللَّهُمَّ وَإِنِّي مُؤْمِنٌ بِجَمِيعِ أَنْبِيَائِكَ وَرُسُلِكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِمْ فَلا تَقِفْنِي بَعْدَ مَعْرِفَتِهِمْ مَوْقِفاً تَفْضَحُنِي فِيهِ
ص: 144
عَلَى رُؤُوسِ الْخَلَائِقِ(1)، بَلْ قِفْنِي مَعَهُمْ وَتَوَفَّنِي عَلَى التَّصْدِيقِ بِهِمْ.
اللَّهُمَّ وَأَنْتَ خَصَصْتَهُمْ بِكَرَامَتِكَ، وَأَمَرْتَنِي بِاتِّبَاعِهِمْ.
اللَّهُمَّ وَإِنِّى عَبْدُكَ وَزَائِرُكَ مُتَقَرِّباً إِلَيْكَ بِزِيَارَةِ أَخِي رَسُولِكَ وَعَلَى كُلِّ مَأْتِيٍّ وَمَزُورٍ حَقٌّ لِمَنْ أَتَاهُ وَزَارَهُ، وَأَنْتَ خَيْرُ مَأْتِيٍّ، وَأَكْرَمُ مَزُورٍ، فَأَسْأَلُكَ يَا اللَّهُ يَا رَحْمَنُ يَا رَحِيمُ يَا جَوادُ يَا ماجِدُ يَا أَحَدُ يَا صَمَدُ يَا مَنْ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ وَلَمْ يَتَّخِذْ صاحِبَةً وَلا وَلَداً أَنْ تُصَلِّي عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تَجْعَلَ تُحْفَتَكَ إِيَّايَ مِنْ زِيَارَتِي أَخا رَسُولِكَ فَكاكَ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ، وَأَنْ تَجْعَلَنِي مِمَّنْ يُسَارِعُ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُوكَ رَهَباً وَرَغَباً، وَتَجْعَلَنِى لَكَ مِنَ الخاشِعِينَ.
اللَّهُمَّ إِنَّكَ مَنَنْتَ عَلَيَّ بِزِيَارَةِ مَوْلايَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَوِلايَتِهِ وَمَعْرِفَتِهِ فَاجْعَلْنِي مِمَّنْ يَنْصُرُهُ وَيَنْتَصِرُ بِهِ، وَمُنَّ عَلَيَّ بِنَصْرِكَ لِدينِكَ.
اللَّهُمَّ وَاجْعَلْنِي مِنْ شِيعَتِهِ، وَتَوَفَّنِي عَلَى دِينِهِ.
اللَّهُمَّ أَوْجِبْ لِي مِنَ الرَّحْمَةِ وَالرِّضْوانِ وَالمَغْفِرَةِ وَالإِحْسَانِ وَالرِّزْقِ الْوَاسِعِ الحَلَالِ الطَّيِّبِ مَا أَنْتَ أَهْلُهُ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، وَالحَمْدُ للهِ رَبِّ العالَمِينَ.
ص: 145
فإذا أردت وَداعهُ علیه السلام
فقف علیه وقل:
السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا َأمِيرَ المُؤْمِنِيْنَ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا تَاجَ الأوْصِياءِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ [عِلْمَ](1) الأَنْبِيَاءِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَأْسَ الصِّدِّيقِينَ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا بَابَ الْأَحْكَامِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا يَا رُكْنِ المَقامِ، اَسْتَوْدِعُكَ الله وأَسْتَرْعِيكَ وَأَقْرأُ عَلَيْكَ السَّلَامُ، آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولَ وَبِما جَاءَ بِهِ وَدَعَا إِلَيْهِ وَدَلَّ عَلَيْهِ، اللَّهُمَّ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ.
اللّهُمَّ فَلَا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيَارَتي إِيَّاهُ وَلَا تَحْرِمْني ثَوَابَ مَنْ زَارَهُ، وأَسْتَعْمِلْني بِالَّذِي افْتَرَضتَ لَهُ عَلَيَّ وَارْزُقْني الْعَوْدَ إِلَيْهِ فَإِنْ تَوَفَّيْتَنى قَبَلَ ذَلِكَ فَإِنِّى أَشْهَدُ أَنَّهُمْ أَعْلَامُ الْهُدَى، وَالْعُرْوَةُ الْوُثْقَى، وَالْكَلِمَةُ الْعُلْيَا، وَالْحُجَّةُ الْعُظْمَى، وَالنُّجُومُ الْعُلى، وَالْعُذْرُ البَالِغُ بَيْنَكَ وَبَيْنَ خَلْقِكَ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مَنْ رَدَّ ذَلِكَ فِى اَسْفَلِ دَرَكِ الْجَحيمِ.
اللّهُمَّ وَاجْعَلْنى مِنْ وَفْدِهِ الْمُبارَكيْنَ، وَزُوَارِهِ الْمُخْلَصِينَ، وَشيعَتِهِ الصَّادِقِينَ وَمَوالِيهِ الْمَيامِينَ، وَأَنْصارِهِ المُكَرَّمينَ
ص: 146
وَأَصْحَابِهِ المُؤيَّدينَ.
اللّهُمّ أَجْعَلْني أَكْرَمَ وَافِدٍ، وَأَفْضَلَ وَارِدٍ، وَأَنْيَلَ(1) قاصِدٍ قَصَدَكَ إِلَى هَذَا الحَرَمِ الْكَرِيمِ وَالْمَقَامِ الْعَظيمِ وَالْمَنْهَلِ الجَليلِ الَّذى أوْجَبْتَ فِيهِ غُفْرَانَكَ وَرَحْمَتكَ.
اللّهُمَ إنّى أَشْهِدُكَ وَأشْهِدُ مَنْ حَضَرَ مِنْ مَلائِكَتِكَ أَنَّ الَّذِي سَكَنَ هُذَا الرَّمْسَ وَهُذَا الضَّريحَ طُهْرٌ مُقَدَّسٌ مُنْتَجَبٌ وَصِيٌّ مَرضِيٌّ، طُوبَى لَكِ مِنْ تُربَةٍ ضَمِنَتْ كَنْزَاً مِنَ الخَيْرِ وَشِهَاباً مِنَ النُّورِ وَيَنْبُوعَ الْحِكْمَةِ وَعَيْناً مِنَ الرَّحْمَةِ وَمُبَلِّغَ الْحُجَّةَ. أَنَا أَبْرَءُ إِلَى اللَّهِ مِنْ قَاتِلِكَ وَالمُناصِبِينَ وَالمُعَبِّبِينَ عَلَيْكَ وَالمُحَارِبِينَ لَكَ.
اللّهُمَّ ذَلّلْ قُلُوبَنَا لَكَ بالطَّاعَةِ وَالْمُنَاصَحَةِ وَالْمُوالَاةِ وَحُسْنِ الْمُوازَرَةِ وَالتَّسْلِيمِ حَتَّى نَسْتَكْمِلَ بِذَلِكَ طَاعَتَكَ وَنَبْلغَ بهِ مَرْضاتِكَ وَنَستَوْجِبَ ثَوابَكَ وَرَحْمَتَكَ.
اللّهُمَّ وَفِّقْنَا لِكُلِّ مَقَامِ مَحْمُودٍ وَاقِلِبْني مِن هَذَا الْحَرَمِ لِكُلِّ خَيرٍ مَوْجودٍ يَا ذَاالجَلَالِ وَالإِكْرَامِ.
أَوَدِّعُكَ يَا مَولَايَ يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِيْنَ وَداعَ مَحْزُونٍ عَلَى فِرَاقِكَ، لَا جَعَلَهُ اللَّهُ آخِرَ عَهْدِي مِنْكَ وَلَا زِيَارَتي لَكَ إِنَّهُ قَرِيبٌ مُجِيبٌ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ.
ص: 147
ثُمَّ استقبل القبلة وأبسط يَدَيكَ، وَقلْ:
اللّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأبْلِغْ عَنَّا الْوَصِيَّ الخَليفَةَ وَالدّاعى إِلَيْكَ وَإِلَى دار السَّلَامِ، صِدِّيقَكَ الأَكْبَرَ فِي الإِسِلامِ، وفاروقَكَ بَيْنَ الحَقِّ وَالْباطِلِ، وَنورَكَ الظَّاهِرَ(1)، وَلِسَانَكَ النَّاطِقَ بأَمْرِكَ بِالَحقِّ الْمُبِينِ، وَعُرْوَتَكَ الْوُثْقَى، وَكَلِمَتِكَ الْعُلْيَا، وَوَصِيَّ رَسولِكَ المُرتَضَى، عَلَم الدّينِ، وَمَنارَ المُسْلِمِينَ، وَخاتَمَ الوَصِيِّينَ، وَسَيِّدَ المُؤْمِنِيْنَ، عَلِيَّ بْنَ أَبِى طَالِبٍ، أَمِيرَ المُؤْمِنِيْنَ، وَإِمَامَ المُتَّقِينَ، وَقَائِدَ الغُّرِ المُحَجَّلِينَ، صَلاةً تَرْفَعُ بِهَا ذِكْرَهُ، وَتُحْيِي بِها أَمْرَهُ، وَتُظهِرُ بِها دَعوتَهُ، وَتَنصُرُ بِها ذُرِّيَتَهُ، وَتُفلِحُ بِهَا حُجَّتَهُ، وَتُعْطِيهِ بَصِيْرَتَهُ.
اللَّهُمَّ وَأَجْزِهِ عَنّا خَيْرَ جَزاءِ المُكْرَمِينَ، وَأَعْطِهِ سُؤْلَهُ يَا رَبَّ الْعالَمينَ، فَإِنّا نَشْهَدُ أَنَّهُ قَد نَصَحَ لِرَسُولِكَ، وَهَدَى إِلَى سَبِيلِكَ، وَقَامَ بِحَقِّكَ، وَصَدَعَ بِأَمْرِكَ، وَلَمْ يَجُرْ فِي حُكْمِكَ، وَلَمْ يَدْخُلْ فِي ظُلْمٍ، وَلَمْ يَسْعَ فِي إِثْمٍ، وَأَنَّهُ أَخو رَسُولِكَ، وَأَوَّلَ مَنْ آمَنَ بِهِ وَصَدَّقَهُ واتَّبَعَهُ وَنَصَرَهُ، وَأَنَّهُ وَصِيُّهُ وَوَارثُ عِلْمِهِ، وَمَوْضِعُ سِرَّهِ، وَأَحَبُّ الخَلْقَ إِلَيْهِ، فَأَبْلِغْهُ عَنَّا السَّلَامَ، وَرُدَّ عَلَيْنَا مِنْهُ السَّلَامَ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
ص: 148
تتمّة
قال في المصباح(1):
زيارة أمير المؤمنين علیه السلام
يوم الغدير
روى جابر الجعفي قال: قال أبو جعفر علیه السلام مضى أبي، علي بن الحسين علیهما السلام إلى مشهد أمير المؤمنين صلوات الله عليه فوقف عليه ثمّ بكى وقال:
السَّلامُ عَلَيْكَ يا أَمِينَ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ وَحُجَّتِهِ عَلَى عِبَادِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا َأمِيرَ المُؤْمِنِينَ.
أَشْهَدُ أَنَّكَ جَاهَدْتَ فِي اللهِ حَقَّ جهادِهِ، وَعَمِلْتَ بِكتابِهِ، وَاتَّبَعْتَ سُنَنَ نَبِيِّهِ صلی الله علیه وآله حَتَّى دَعَاكَ اللَّهُ إِلَى جِوارِهِ فَقَبَضَكَ إِلَيْهِ باخْتِيارِهِ، وَأَلْزَمَ أَعْداءَكَ الحُجَّةَ مَعَ مَا لَكَ مِنَ الحُجَجِ البالِغَةِ عَلَى جَمِيعِ خَلْقِهِ.
اللَّهُمَّ فَاجْعَلْ نَفْسِى مُطْمَئِنَّةً بِقَدَرِكَ، رَاضِيَةً بِقَضائِكَ، مُولَعَةً بِذِكْرِكَ، وَدُعائِكَ مُحِبَّةَ لِصَفْوَةِ أَوْلِيَائِكَ، مَحْبُوبةً فِي
ص: 149
أَرْضِكَ وَسَمائِكَ، صابرَةً عَلَى نُزُولِ بَلائِكَ، [شاكِرَةً لِفَواضِلِ نَعْمَائِكَ، ذاكِرَةً لِسَوابِغِ آلائِكَ](1) مُشْتَاقَةً إِلَى فَرْحَةِ لِقَائِكَ، مُتَزَوِّدةً التَّقْوَى لِيَوْمٍ جَزَائِكَ، مُسْتَنَّةً بِسُنَنِ أَوْلِيَائِكَ، مُفارِقَةً لِأَخْلاقِ أَعْدائِكَ، مَشْغُولَةً عَنِ الدُّنْيا بِحَمْدِكَ وَثَنائِكَ.
ثمّ وضع خدّه على القبر، وقال:
اللَّهُمَّ إِنَّ قُلُوبَ المُخْبِتِينَ إِلَيْكَ وَالِهَةٌ، وَسُبُلَ الرَّاغِبِينَ إِلَيْكَ شَارِعَةٌ، وَأَعْلامُ القَاصِدِينَ إِلَيْكَ وَاضِحَةٌ، وَأَفْئِدَةُ العَارِفِينَ مِنْكَ فازِعَةٌ، وَأَصْواتَ الدَّاعِينَ إِلَيْكَ صَاعِدَةٌ، وَأَبْوابَ الإجابَةِ لَهُمْ مُفَتَّحَةٌ، وَدَعْوَةَ مَنْ ناجاكَ مُسْتَجابَةٌ، وَتَوْبَةَ مَنْ أَنابَ إِلَيْكَ مَقْبُولَةٌ، وَعَبْرَةَ مَنْ بَكَى مِنْ خَوْفِكَ مَرْحُومَةٌ، وَالإغاثَةَ لِمَنِ اسْتَغاثَ بِكَ مَرْجُوَّةٌ(2)، وَالإعانَةَ لِمَنْ اسْتَعانَ بِكَ مَبْذُولَةٌ(3)، وَعِداتِكَ لِعِبادِكَ مُنْجَزَةٌ، وَزَلَلَ مَنِ اسْتَقالَكَ مُقالَةٌ، وَأَعْمالَ العامِلِينَ لَدَيْكَ مَحْفُوظَةٌ، وَأَرْزاقَكَ إلَى الخَلائِقِ مِنْ لَدُنْكَ نازِلَةٌ، وَعَوائِدِ المَزِيدِ إِلَيْهِمْ واصِلَةٌ، وَذُنُوبَ المُسْتَغْفِرِينَ مَغْفُورَةٌ، وَحَوائِجَ خَلْقِكَ عِنْدَكَ مَقْضِيَّةٌ، وَجَوائِزَ السَّائِلِينَ عِنْدَكَ مُوَفَّرَةٌ، وَعَوائِدَ المَزيدِ مُتَواتِرَةٌ، وَمَوائِدَ المُسْتَطْعِمِينَ مُعَدَّةٌ، وَمَناهِلَ
ص: 150
الظَّمَاءِ [لَدَيْكَ](1) مُتْرَعَةٌ.
اللَّهُمَّ فَاسْتَجِبْ دُعائِي، وَاقْبَلْ ثَنائِي، وَاجْمَعْ بَيْنِي وَبَيْنَ أوْلِيائِي، بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَعَلِيٍّ وَفَاطِمَةَ وَالحَسَنِ وَالحُسَيْنِ إِنَّكَ وَلِيُّ نَعْمائِي، وَمُنْتَهى مُنايَ، وَغايَةَ رَجائِي فِي مُنْقَلَبِي وَمَثْواي(2). (3)
ص: 151
الفصل الرابع ها في زيارة أبي عبدالله الحسين علیه السلام
روي عن صفوان بن مهران الجمّال أنّه قال: استأذنت الصادق علیه السلام لزيارة مولانا الحُسين علیه السلام فسألته أن يعرِّفني ما أعمل عليه، فقال: يا صفوان، صُمْ ثلاثة أيّام قبل خروجك، واغتسل في اليوم الثَّالث، ثمّ اجمع إليك أهلك، ثمّ قُلْ:
اللَّهُمَّ إِنِّى أَسْتَوْدِعُكَ نَفْسِي وَأهْلِي وَمَالِي [وَوَلَدِي](1) وَمَنْ كان مِنِّي بِسَبِيلٍ، الشَّاهِدَ مِنْهُمْ وَالغَائِبَ.
اللّهُمَّ صَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاحْفَظْنَا بِحِفْظِ(2) الإيمانِ وَاحْفَظْ عَلَيْنا.
اللّهُمَّ اجْعَلْنَا فِي حِرْزَكَ وَلا تَسْلُبْنا نِعْمَتِكَ، وَلَا تُغَيَّرْ مَا
ص: 152
بِنَا مِنْ عَافِيَتِكَ، وَزِدْنَا مِنْ فَضْلِكَ إِنَّا إِلَيْكَ رَاغِبُونَ.
اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ وَمِنْ كَابَةِ الْمُنقَلَبِ، وَمِنْ سُوءِ الْمَنْظَرِ فِي النَّفْسِ وَالأهْلِ وَالْمَالِ وَالْوَلَدِ.
اللّهُمَّ ارْزُقْنَا حَلَاوَةَ الإِيْمَانِ وَبَردَ الْمَغْفِرةِ، وَآمِنَّا عَذَابَكَ إِنَّا إِلَيْكَ رَاغِبُونَ، وَآتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ، وَآتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قدِيرٌ(1).
فإذا أتيت الفرات اعني شِرعَة الصادق علیه السلام بالعلقمي، فَقُل:
اللَّهُمَّ أَنْتَ خَيْرُ مَنْ وَفَدَتْ إِلَيْهِ الرِّجَالُ، وَأَنْتَ سَيّدِي أَكْرَمُ مَقْصُودٍ وَأَفْضَلُ مَزورٍ، وَقَد جَعَلْتَ لِكُلِّ زَائِرِ كَرَامَةً وَلِكُلِّ وَافِدٍ تُحْفَةً، فَأَسْأَلُكَ أنْ تَجْعَلَ تُحْفَتَكَ إِيَّايَ فَكَاكَ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ وَقَد قَصَدْتُ وَلِيَّكَ وَابْنَ نَبِيِّكَ وَصَفِيِّكَ وَابْنَ صَغِيِّكَ وَنَجِيِّكَ وابْنَ نَجِيِّكَ وَحَبِيبَكَ وَابْنَ حَبِيبِكَ.
اللَّهُمَّ فَاشْكُرْ سَعْيِي وَارْحَمْ مَسيري إِلَيْكَ بِغَيْرِ مَنٍّ مِنّى عَلَيْكَ بَلْ لَكَ الْمَنُّ عَلَيَّ إِذْ جَعَلْتَ لِيَ السَّبِيلَ إِلَى زِيَارَتَهُ وَعَرَّفْتَني فَضْلَهُ وَحَفِظْتَني فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ حَتَّى بَلَّغْتَني هَذَا الْمَكَانَ.
ص: 153
اللَّهُمَّ فَلَكَ الْحَمْدُ عَلَى نَعْمَائِكَ كُلُّها وَلَكَ الشُّكْرُ عَلَى مِنَنِكَ کُلِّها.
ثُمَّ اغتسلْ من الفرات فإنّ أبي حَدّثني عن آبائهِ علیهم السلام قال: قال رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم إِنَّ ابنى هذا الحسين يُقتل بعدي على شاطىء الفرات فَمَن زاره واغتسل من الفرات تساقطت خطاياه كهيأته يوم لدته أُمُّهُ.
فإذا اغتسلت فَقُل في غُسلك:
بِسْمِ اللهَ وبِاللهِ، اللّهُمَّ اجْعَلْهُ نُوْراً وَطَهُوْراً، وَحِرْزاً وَشِفَاءً مِنْ كُلِّ دَاءٍ وَسُقْمِ وَآفَةٍ وَعاهَةٍ.
اللَّهُمَّ طَهِّرْ بِهِ قَلْبِي، وَأَشْرَحْ بِهِ صَدْرِي، وَسَهِّلْ لِي بِهِ أمْري.
فإذا فرغت مِن غُسلِكَ فالْبس ثوبين طاهرين، وَصَلِّ ركعتين خارج المَشرعة، وهو المكان الذّي قال الله تَعالى: «وَفِي الْأَرْضِ قِطَعْ مُتَجاوراتٌ وَجَنَّاتُ مِنْ أَعَنابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوانٌ وَغَيْرِ صِنْوانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ واحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الأُكُلِ»(1).
فإذا فرغت من صلاتك فتوجَّه نحو الحائِر وَعَلَيْكَ السّكينة وَالوقار وقصِّر خُطاك، فإنَّ الله تَعالى يكتب لك بكُلّ خُطوة
ص: 154
حجّة وعُمرة، وَسِرْ خاشعاً قَلبُك، باكِيةً عينُكَ، وأكثِرْ من التّكبير والتّهليل وَالثَّناء عَلَى الله عَزَّ وجلَّ وَالصَّلاة عَلَى نبيِّه صلی الله علیه وآله وسلم، والصَّلاة على الحسين علیه السلام خاصَّة، وَالْعَن مَنْ قَتلَه، والبراءة مِمّن أسَّس ذلِكَ.
فإذا أتيت باب الحائِر فقف وقل:
اللهُ أَكْبَرُ كَبِيراً، وَالْحَمْدُ للهِ كَثِيراً، وَسُبْحَانَ اللهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً، الْحَمْدُ للهِ الَّذِى هَدَانَا لِهذا وَمَا كُنَّا لِنهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللهُ، لَقَدْ جاءَتْ رُسُلُ رَبَّنا بِالْحَقِّ.
وقُلْ:
السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا نَبِيَّ اللهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا خَاتَمِ النَّبِيِّينَ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا سَيِّدَ الْمُرْسَلِينَ. السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا حَبِيبَ اللهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِيْنَ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا سَيِّدَ الْوَصيِّينَ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا قَائِدَ الْغُرّ الْمُحَجَّلِينَ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ فَاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِسَاءِ الْعَالَمِيْنَ، السَّلَامُ عَلَيْكَ وَعَلَى الأئِمَّةِ مِنْ وُلْدِكَ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَصِيَّ أمير الْمُؤْمِنِيْنَ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ الشَّهيدُ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا مَلائِكَةَ الله(1) الْمُقِيمِينَ فِي هَذَا الْمَقامِ الشَّرِيفِ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا مَلائِكَةَ رَبِّي الْمُحْدِقِينَ بِقَبْرِ الْحُسَيْنِ علیه السلام،
ص: 155
السَّلَامُ عَلَيْكُمْ مِنِّي أبَداً ما بَقيتُ وَبَقِيَ الليْلُ وَالنَّهارُ.
ثمّ تقول:
السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا َأبَا عَبْدِاللهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ أمير الْمُؤْمِنينَ، عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ، وَابْنُ أَمَتِكَ، الْمُقِرُّ بِالرِّقِّ، وَالتَّارِكُ لِلْخِلافِ عَلَيْكُمْ، وَالْمُوالِى لِوَلِيّكُمْ، وَالمُعادِي لِعَدُوِّكُم، قَصَدَ حَرَمَكَ، وَاسْتَجارَ بِمَشْهَدِكَ وَتَقَرَّبَ إِلَيْكَ بِقَصْدِكَ.
وَأَدْخُلُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ عَأَدْخُلُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ؟ عَأَدْخُلُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ عَأَدْخُلُ يَا سَيِّدَ الْوَصِيِّينَ؟ عَأَدْخُلُ يَا فَاطِمَةُ سَيِّدَةُ نِساءِ الْعالَمِينَ؟ وَأَدْخُلُ يَا مَوْلايَ يَا أَبَا عَبْدِاللهِ؟ عَأَدْخُلُ يَا مَوْلَايَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ؟
فَإنْ خشع قلبكَ ودمعت عَينك فهُو علامة الإذن، فادخل، ثُمّ قُل:
الْحَمْدُ للهِ الْوَاحِدِ الْأَحَدِ الْفَرْدِ الصَّمَدِ الَّذِي هَدانِي لِولايَتِكَ، وَخَصَّنِي بِزِيَارَتِكَ، وَسَهَّلَ لِي قَصْدَكَ.
ثمّ تأتي باب القبر وَقِف مِنْ حَيث عَلى الرّأس، وَقُل:
السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ آدَمَ صَفْوَةِ الله، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ نُوحٍ نَبِيِّ اللَّهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ الله، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا َوارِثَ مُوسَى كَلِيمِ اللهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ عِيسى رُوحِ الله، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ مُحَمَّدٍ حَبِيبِ اللهِ، السَّلَامُ
ص: 156
عَلَيْكَ يَا وَارِثَ َأمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَليّ اللهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ مُحَمَّدٍ الْمُصْطَفى، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ عليٍّ الْمُرْتَضَى، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ فاطِمَةِ الزَّهراءِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ خَدِيجَةَ الْكُبْرِي، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ثأرَ(1) اللهِ وَابْنَ ثارِهِ وَالْوِتْرَ الْمَوْتُورَ.
أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ أَقَمْتَ الصَّلاةَ، وَآتَيْتَ الزَّكَاةَ، وَأمَرْتَ بِالمَعْرُوفِ وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَأطَعْتَ اللهَ وَرَسُولَهُ حَتَّى أَتَاكَ الْيَقينُ فَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً قَتَلَتْكَ(2)، وَلَعَنَ اللهُ أُمَّةً ظَلَمَتْكَ، وَلَعَنَ اللهُ أُمَّةً سَمِعَتْ بِذلِكَ فَرَضِيَتْ به، يَا مَوْلايَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، أَشْهَدُ أَنَّكَ كُنْتَ نُوراً فِي الأصْلَابِ الشَّامِخَةِ وَالأرْحَامِ الْمُطَهَّرَةِ، لَمْ تُنَجِّسْكَ الْجاهِلِيَّةُ بِأنْجَاسِها، وَلَمْ تُلْبِسْكَ مِنْ مُدْلَهِمَّاتِ ثِيَابِها.
وَأَشْهَدُ أَنَّكَ مِنْ دَعائِمِ الدِّين، وَأَرْكَانِ الْمُؤْمِنِينَ.
وَأشْهَدُ أَنَّكَ الإمامُ الْبَرُّ التَّقِيُّ الرَّضِيُّ الزَّكِيُّ الْهادِي الْمَهْدِيُّ.
ص: 157
وَأَشْهَدُ أَنَّ الأئِمَّةَ مِنْ وُلْدِكَ كَلِمَةُ التَّقْوى، وَأَعْلامُ الْهُدى، وَالْعُرْوَةُ الْوُثْقَى، وَالْحُجَّةُ عَلَى أهْلِ الدُّنْيَا.
وَأَشْهِدُ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ وَأَنْبِيَاءَهُ وَرُسُلَهُ أنّي بِكُمْ مُؤْمِنٌ وَبِإِيَابِكُمْ(1) مُوقِنٌ، بِشَرايع دِينِي، وَخَواتِيمٍ عَمَلِي، وَقَلْبِي لِقَلْبِكُمْ سِلْمٌ، وَأَمْرِي لأمْرِكُمْ مُتَّبِعٌ، وَنُصرَتي لَكُمْ مُعدَّةٌ، صَلَواتُ اللهِ عَلَيْكُمْ، وَعَلَى أرْوَاحِكُمْ، وَعَلَى أَجْسَادِكُمْ، وَعَلَى أَجْسَامِكُمْ، وَعَلَى شَاهِدِكُمْ، وَعَلَى غَائِبَكُمْ، وَعَلَى ظَاهِركُمْ، وَعَلَى بَاطِنِكُمْ.
ثُمّ انكبّ عَلَى القبر وقبِّله، وقُلْ:
بِأَبِي أَنْتَ وَأمّي يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ، بَأبِي أَنْتَ وَأمّي يَا أَبا عَبْدِ الله، لَقَدْ عَظُمَتِ الرَّزيَّةُ، وَجَلَّتِ الْمُصِيبَةُ بِكَ عَلَيْنَا وَعَلى جَمِيعِ أَهْلِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ، فَلَعَنَ اللهُ أُمَّةً أَسْرَجَتْ وَأَلْجَمَتْ وَتَهَيَّأَتْ لِقِتالِكَ، يَا مَوْلايَ يَا أَبا عَبْدِ اللَّهِ قَصَدْتُ حَرَمَكَ، وَأَتَيْتُ إلى مَشْهَدِكَ، أَسْأَلُ الله بِالشَّأنِ الَّذِي لَكَ عِنْدَهُ، وَبِالْمَحَلَّ الَّذِي لَكَ لَدَيْهِ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ يَجْعَلَنِي مَعَكُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ.
ثم قُمْ فَصَلِّ ركعتين عند الرَّأْس [اقرأ فيها ما أحببت](2)، فإذا
ص: 158
فرغتَ [مِنْ صَلاتِك](1) فقُل:
اللّهُمَّ إنِّى صَلَّيْتُ وَرَكَعْتُ وَسَجَدْتُ لَكَ وَحْدَكَ لا شَرِيكَ لَكَ، لأَنَّ الصَّلاةَ وَالرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ لا تَكُونُ إلَّا لَكَ، لأنَّكَ أَنْتَ الله لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ.
اللهمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأبْلِغْهُمْ عَنّى افْضَلَ السَّلَامَ وَالتَّحِيَّةِ، وَارْدُدْ عَلَيَّ مِنْهُمْ السَّلامَ.
اللّهُمَّ وَهاتانِ الرَّكْعَتَانِ هَدِيَّةٌ مِنِّى إِلى مَوْلايَ الْحُسَيْنِ ابْنِ عَلِيٍّ علیهما السلام.
اللّهُمَّ صَلَّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَيْهِ وَتَقَبَّلْ مِنِّى وَأَجِرْنِي عَلَى ذلِكَ بأفْضَلِ أَمَلِي وَرَجَائِي فِيكَ وَفِي وَليِّكَ يَا وَلِيُّ الْمُؤْمِنِيْنَ.
ثُمَّ قُمْ وَصِرْ إلى عند رجلي القبر وَقِف عِند رأس عليّ بن الحسين علیهما السلام، فقُل:
السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ نَبِيِّ الله، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ أمِير المُؤْمِنِيْنَ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ الْحُسَيْنِ الشَّهِيدِ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الشَّهِيدُ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْمَظْلُومُ وَابْنُ الْمَظْلُوم، لَعَنَ اللهُ اُمَّةً قَتَلَتْكَ، وَلَعَنَ اللهُ أُمَّةً ظَلَمَتْكَ، وَلَعَنَ اللهُ أُمَّةً سَمِعَتْ بِذلِكَ فَرَضِيَتْ بِهِ.
ثمّ انكبَّ عَلَى القبر وقبِّله، وَقُل:
ص: 159
السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَلِيَّ اللهِ وَابْنَ وَلِيّهِ، لَقَدْ عَظُمَتِ الْمُصيبَةُ وَجَلَّتِ الرَّزِيَّةُ بِكَ عَلَيْنا وَعَلَى جَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ فَلَعَنَ اللهُ أُمَّةً قَتَلَتْكَ، وَأَبْرَأُ إلى اللهِ وَإِلَيْكَ مِنْهُمْ فِي الدُّنْيَا والآخِرَةِ.
ثمّ اخرج من الباب الَّذي عند رِجلي عَلي بن الحُسَين علیهما السلام ثمّ توجَّه إلى الشهداء، وقل:
السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا أَوْلِيَاءَ اللَّهِ وَأحِبَّاءَهُ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا أَصْفِيَاءَ اللهِ وَأودَّءَهُ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا أَنْصارَ دِينِ اللهِ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا أَنْصارَ رَسُولِ اللهِ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا أَنْصارَ أَمِيرٍ الْمُؤْمِنِيْنَ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا أَنْصارَ فَاطِمَةَ الزَّهرَاءِ سَيِّدَةِ نِسَاءِ الْعالَمِينَ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا أَنْصارَ أبى مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ بْنِ عَليّ [الْوَفيِّ](1) الزَّكِيَ النَّاصِحِ الوَلِيّ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا أَنْصَارَ أَبِي عَبْدِ اللهِ، بِأَبِي أَنْتُمْ وَأُمِّى طِبْتُمْ وَطابَتِ الأَرْضُ الَّتِى فِيها دُفِنْتُمْ وَفُزْتُمْ فَوْزاً عَظِيماً، فَيَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَكُمْ فَافُوزَ مَعَكُمْ [في الْجِنَانِ مَعَ الشُّهداءِ وَالصَّالِحينَ وَحَسُنَ أُوْلئِكَ رفيقاً، وَالسَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبركاتُهُ](2).
ثمّ عد إلى عِنْد رَأس الحسين علیه السلام وأكثر من الدُّعاء لك ولأهلكِ
ص: 160
ولِولدك ولِوالديكَ ولإخوانِك فإنَّ مشهده لا تُردّ فيه دعوة داع ولا سؤال سائِل.
فإذا أردت الخروج فانكب على القبر، وقل:
السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مَوْلايَ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا حُجَّةَ اللهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا صَفْوَةَ اللهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا َخاصّةَ اللهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا خالِصَةَ اللهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَمِينَ اللهِ سَلامَ مُوَدِّعٍ لا قالٍ وَلا سَئِمٍ، فَإِنْ أَمْضِ فَلا عَنْ مَلَالَةٍ، وَإِنْ أُقِمْ فَلا عَنْ سُوءِ ظَنٍّ بِمَا وَعَدَ اللهُ الصَّابِرِينَ، وَلا جَعَلَهُ اللهُ يَا مَولايَ آخِرَ الْعَهْدِ مِنِّي لِزِيَارَتِكَ، وَرَزَقَنِيَ الْعَوْدَ إلى مَشْهَدِكَ، وَالْمَقامَ فِي حَرَمِكَ، وَإِيَّاهُ أَسْأَلُ أَنْ يُسْعِدَنِي بِكَ، أو [بالأئمَةِ مِنْ ُولْدِكَ وَيَجْعَلَنِى مَعَكُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ](1).
ثمّ قم واخرج ولا تولّ ظهرك، وأكثر من قولِ: إنّا لله وإنّا إليه رَاجِعون حتى تغيب عن القبر(2)
ثم امش حتّى تأتي مشهد العبّاس بن علي علیهما السلام، فإذا أتيته فقف على باب السقيفة، وقل:
سَلَامُ اللهِ وَسَلَامُ مَلَائِكَتِهِ الْمُقَرَّبِينَ، وَأَنْبِيَائِهِ الْمُرْسَلِينَ
ص: 161
وَعِبَادِهِ الصَّالِحِينَ، وَجَمِيعِ الشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ(1)، الزَّاكِيَاتُ الطَّيِّبَاتُ فِيمَا تَغْتَدِى وَتَرُوحُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ أَمِيرِ المُؤْمِنِيْنَ.
أَشْهَدُ لَكَ بِالتَّصْدِيقِ وَالتَّسْلِيمِ وَالوَفَاءِ وَالنَّصِيحَةِ لِخَلَفِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم المُرْسَلِ، وَالسِّبْطِ المُنْتَجَبِ، وَالدَّلِيلِ الْعَالِمِ، وَالْوَصِيّ المُبَلِّغ، وَالْمَظْلُومِ الْمُضْطَهَدِ(2)، فَجَزَاكَ اللَّهُ عَنْ رَسُولِهِ وَعَنْ فَاطِمَةَ وَعَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِيْنَ وَالحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ أفْضَلَ الْجَزَاءِ بِمَا صَبَرْتَ وَاحْتَسَبْتَ وَأعَنْتَ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ، لَعَنَ اللهُ مَنْ قَتَلَكَ، [وَلَعَنَ اللهُ مَنْ ظَلَمَكَ](3) وَلَعَنَ اللهُ مَنْ جَهِلَ حَقَّكَ، وَاسْتَخَفَّ بِحُرْمَتِكَ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ حَالَ بَيْنَكَ وَبَيْنَ مَاءِ الْفُرَاتِ.
أَشْهَدُ أَنَّكَ قُتِلْتَ مَظْلُوماً، وَأَنَّ اللهَ مُنْجِزٌ لَكُمْ مَا وَعَدَكُمْ(4)، جِئْتُكَ يَا ابْنَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِيْنَ وَافِداً إلَيْكُمْ، وَقَلْبِي لَكُمْ مُسَلِّمْ، وَأَنَا لَكُمْ تَابِعٌ، وَنُصْرَتي لَكُمْ مُعَدَّةً حَتَّى يَحْكُمَ اللهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ، فَمَعَكُمْ مَعَكُمْ لَا مَعَ عَدُوِّكُمْ إِنِّى بِكُمْ وَبِإيابِكُمْ(5) مِنَ الْمُؤْمِنِيْنَ، وَبِمَنْ خَالَفَكُمْ وَقَتَلَكُمْ مِنَ الْكافِرِينَ، قَتَلَ(6) اللهُ اُمَّةً
ص: 162
قَتَلَتْكُمْ بِالأيْدِى وَالْألْسُنِ.
ثم ادخل فانكبّ عَلَى القبر، وقُلْ:
السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ الْمُطِيعُ اللَّهِ وَلِرَسُولِهِ ولأمير الْمُؤْمِنِيْنَ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ علیه السلام، السَّلَامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ وَمَغْفِرَتُهُ وَرِضْوانُهُ وَعَلَى رُوحِكَ وَبَدَنِكَ.
أَشْهَدُ وَاُشْهدُ اللهَ أَنَّكَ مَضَيْتَ عَلَى مَا مَضَى بِهِ البَدْرِيُّونَ وَالمُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، الْمُنَاصِحُونَ لَهُ فِي جِهَادِ أَعْدَائِهِ، الْمُبَالِغُونَ فِى نُصْرَةِ أَوْلِيائِهُ، الذَّابُونَ عَنْ أحِبَّائِهِ، فَجَزَاكَ اللهُ أَفْضَلَ الجَزَاءِ، وَأوْفَرَ الجَزَاءِ، وَأوْفَى جَزَاءِ أَحَدٍ مِمَّنْ وَفَى بِبَيْعَتِهِ، وَاسْتَجَابَ لَهُ دَعْوَتَهُ، وَأَطَاعَ وُلَاةَ أَمْرِهِ.
وأشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ َبالَغْتَ(1) فِي النَّصِيحَةِ، وَأعْطَيْتَ غَايَةَ المَجْهُودِ، فَبَعَثَكَ اللهُ فِي الشُّهَدَاءِ، وَجَعَلَ رُوحَكَ مَعَ أَرْوَاحٍ السُّعَداءِ، وَأعْطَاكَ مِنْ جِنَانِهِ أفْسَحَهَا مَنْزِلاً، وَأفْضَلَها غُرَفاً، وَرَفَعَ ذِكْرَكَ [فِي](2) عِليِّينَ(3)، وَحَشَرَكَ مَعَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقاً.
أشْهَدُ أنَّكَ لَمْ تَهِنْ وَلَمْ تَنْكُل، وأشْهَدُ أنَّكَ مَضَيْتَ عَلَى
ص: 163
بَصِيرَةٍ مِنْ أَمْرِكَ، مُقْتَدِياً بِالصَّالِحينَ، وَمُتَّبِعاً لِلْنَبِيِّينَ، فَجَمَعَ اللهُ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ وَبَيْنَ رَسُولِهِ وَأَوْلِيَائِهِ(1) فِي مَنازِلِ المُخْبِتِينَ(2) فَإِنَّهُ أرْحَمُ الرَّاحِمِينَ، وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ(3).
ثم انكبّ عَلَى القبر وقل:
اللّهُمَّ لَكَ تَعَرَّضْتُ وَلِزِيَارَةِ أَوْلِيَائِكَ قَصَدْتُ رَغْبَةً فِي ثَوَابِكَ، وَرَجَاءَ لِمَغْفِرَتِكَ وَجَزِيلِ إحْسَانِكَ، فَأَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تَجْعَلَ رِزْقِي بِهِمْ دَارَاً، وَعَيْشِي بِهِمْ قَارّاً، وَزِيَارَتِي بِهِمْ مَقْبُولَةً، وَذَنْبِي بِهِمْ مَغْفُوراً، وَاقْلُبْنِي بِهِمْ مُفْلِحاً مُنجحاً مُسْتَجَاباً لِى دُعَائِي بِأفْضَلِ مَا يَنقَلِبُ بِهِ أَحَدٌ مِنْ زُوَّارِهِ الْقَاصِدِينَ إِلَيْهِ ِبرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
ثمّ قبّل الضريح وانصرف إلى عند الرأس فصلّ ركعتين، ثمّ صلِّ بعدهما ما بدا لكَ، وادع الله كثيراً.
ص: 164
فإذا أردت وداعه علیه السلام فقف عند القبر، وقل:
اسْتَوْدِعُكَ اللَّهَ وَاسْتَرْعِيْكَ وَأَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلَامَ، آمَنَّا بِاللهِ وَبِرَسُولِهِ وَبِمَا جَاءَ بِهِ مِنْ عِنْدِ اللهِ، اللّهُمَّ اكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِينَ.
اللّهُمَّ لَا تَجْعَلْهُ آخِرَ العَهْدِ مِنْ زِيَارَتِي قَبْرَ وَلِيِّكَ وَابْنَ أخي نبيّكَ صلی الله علیه وآله وسلم، وَارْزُقْنِي زِيَارَتَهُ أَبَداً مَا أَبْقَيْتَنِي، وَاحْشُرْنِي مَعَهُ وَمَعَ آبَائِهِ فِى الْجِنَانِ، وَعَرِّفْ بَيْنِي وَبَيْنَهُ وَبَيْنَ رَسُولِكَ وَأوْلِيائِكَ.
اللّهُمَّ صَلَّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَتَوَفَّنِي عَلَى الْإِيمَانِ بكَ، وَالتَّصْدِيقِ بِرَسُولِكَ، وَالْوِلَايَةِ لِعَلِيِّ بْنِ أبِي طَالِبٍ وَالأَئِمَّةِ علیهم السلام(1)، وَالبَراءَةُ مِنْ أعدائِهِمْ(2)، فَإِنِّى رَضيْتُ بِذَلِكَ.
وَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وادع لنفسك ولوالديكَ وللمؤمنينَ والمؤمنات(3).
ص: 165
ثم أرجع إلى مشهد الحسين علیه السلام للوداع، فإذا أردت أن تودّعه فقف عليه كوقوفك أوّل الزيارة وتستقبله بوجهك، وتقول:
السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَلِيَّ اللهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا عبداللهِ، أَنْتَ لي جُنَّةٌ مِنَ الْعَذَابِ، وَهَذا أوانُ أنْصِرافِي غَيْرَ رَاغِبٍ عَنْكَ وَلَا مُسْتَبْدِلِ بِكَ سِواكَ وَلا مُؤثِر عَلَيْكَ غَيْرَكَ، وَلا زاهِدٍ فِي قُربِكَ، وَقَد جُدْتُ بِنَفسي للحَدَثَانِ، وَتَرَكْتُ الأهل والأوطانَ، فَكنْ لي شافعاً يومَ حَاجَتي وَفَقري وَفاقَتي يومَ لا يُغنى عَنِّي والِدي وَلا وَلَدَي وَلا حَميمي وَلا قَريبي.
أسأل الله الّذى قَدَّرَ وَخَلَقَ أَنْ يُنفّس بِكُم کَربي، وَأَسأل اللهَ الَّذي قَدَّرَ عَلَيَّ فِراقَ مَكانكَ أنْ لا يَجْعَلَهُ آخِرَ العَهْدِ مِنّي وَمِنْ رُجوعي.
أسأل اللهَ الّذي أَبكى عَينى عَلَيْكَ أنْ يَجْعَلَهُ سَنَداً لي، وَأسأل الله الّذى نَقَلَنى إليكَ مِنْ رَحلي وأهلي أنْ يَجعلهُ ذُخراً لي، وَأسأل الله الذي أراني مَكانِكَ وَهَداني للتَّسليم عَلَيْكَ وَلِزيارتي إِيَّاكَ أنْ يُوردَني حَوضَكَ وَيَرْزُقني مُرافَقَتكَ في الجِنانِ مَعَ آبَائِكَ الصَّالِحِينَ.
السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا صَفَوَةَ اللهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ وَعَلَى مُحَمَّدِ بن عَبدِ اللَّهِ حَبيب اللهِ وَصِفْوَتِهِ وَأَمينهِ وَرَسُولهِ وَسَيّدِ النَّبِيِّينَ، السَّلَامُ عَلَى أَميرِ المُؤْمِنينَ وَوَصيَّ رَسولِ رَبِّ العالَمينَ،
ص: 166
وَقائِدِ الغُرِّ المُحَجلين، السَّلَامُ عَلَى مَنْ فِي الحَائِرِ مِنْكُم وَرَحمة الله وبركاتهُ.
السَّلَامُ عَلَى مَلائِكَةِ اللهِ الباقينَ المُقيمينَ المُسبّحينَ الَّذِينَ هُم بِأَمْرِ الله مُقيمونَ.
السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبادِ اللهِ الصالحينَ والحَمدُ للهِ ربِّ الْعَالَمِينَ
ثمَّ أشّر إلى القبر بمسبحتكَ اليمنى وقُل:
سَلامُ اللهِ وَسَلامُ مَلَائِكَتِهِ الْمُقَرَّبِينَ، وَأَنْبِيائِهِ المُرسَلينَ، وَعِبَادِهِ الصَّالِحِينَ، يَا بن رَسولِ اللهِ عَلَيْكَ وَعَلَى روحِكَ وَبَدَنَكَ وَعَلَى ذُرِّيتِكَ وَمَن حَضَرَ مِن أَوْلِيَائِكَ.
اسْتَوْدِعُكَ اللَّهَ وَاسْتَرْعِيْكَ وَأَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلَامَ، آمَنَّا بِاللهِ وَبِرَسُولِهِ وَبِمَا جَاءَ بِهِ مِنْ عِنْدِ اللهِ، اللّهُمَّ اكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِينَ.
ثمّ أرفع يديكَ إلى السماءِ وَقُل:
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ أَنْ تُصلّى عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ لَا تَجْعَلْهُ آخِرَ العَهْدِ مِنْ ُزيَارَتِي إيّاه، فإن جَعَلتهُ يا ربّ فاحشُرني مَعَهُ وَمَعَ آبانهِ وَأوْلِيائهِ، وَإِنْ أبقَيتَني يا ربّ فَارزُقْني العودْ إِلَيهِ، ثُمَّ العَودَ إِلَيهِ بِرَحْمَتِكَ يا أَرحَم الرَاحِمِينَ.
اللَّهُمَّ اجْعَل لي لِسانَ صِدق في أوليائِكَ، اللهمَّ صلّي عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَلا تَشغلني عَنْ ذِكركَ بإكثار مِنَ الدُّنيا
ص: 167
تُلهيني عجائِبَ بَهجَتِها، وَتَفتنَنى زَهراتُ زِينَتِها، وَلا بإقْلالٍ يَضرُّ بِعَمَلِي كَدَّهُ وَيَمَلأ صَدري هَمَّهُ، أَعْطِنِي مِنْ ذلِكَ غِناءً عَنْ شِرارِ خَلَقِكَ وَبَلاغاً أَنالُ بهِ رِضاكَ يَا رَحمَنُ، السّلَامُ عَلَيْكُم يَا مَلائِكَةَ اللهِ وَزُوّار قَبر أبي عبداللهِ الحُسَينِ علیه السلام.
ثُمّ ضع خدّكَ الأيمن على القبر مرّة، والأيسر مرّة وأَلحّ في الدعاء والمسألة.
وداع الشُّهداء رحمة اللهِ عليهم
ثمّ حوّل وجهك إلى قبور الشهداء فودّعهم وقُل:
السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ، اللَّهُمَّ [إِنِّي أَسْأَلُكَ أَنْ تُصلّى عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ](1) لَا تَجْعَلْهُ آخِرَ العَهْدِ مِنْ زِيَارَتِي إِيَّاهُم وَأَشركني مَعَهُم فى صالح ما أعطَيْتَهُمْ عَلى نُصرَتِهم ابنْ نَبيّكَ وَحُجَتِكَ عَلَى خَلْقِكَ وَجِهَادِهِمْ مَعَهُ.
اللّهُمَّ أجْعَلنَا(2) وَإيّاهم في جَنْتِكَ مَعَ الشُّهداءِ وَالصَّالِحينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقاً.
أستَودِعُكُم اللهَ وَأَقْرَأُ عَلَيكُم السَّلامُ، اللَّهُمَّ ارْزُقنى العَوْدَ إلَيهِمْ وَأحْشُرنى مَعَهُمْ يَا أَرْحَمَ الرّاحِمِينَ.
ص: 168
ثمّ أخرج ولا تولّ وجهك عن القبر حتى تغيب عن معاينتك وقف قبل الباب متوجّهاً إلى القبلة وقُل:
اللّهُمَّ إِنِّي أسألك بحق مُحمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تَتَقبّل عَمَلي، وَتَشكر سَعيي وَلَا تَجْعَلْهُ آخِرَ العَهْدِ مِنّى بِهِ وَزِيَارَتِي إِلَيهِ، وَتُقَرَبَنِى وَتُعَرفني(1) بَرَكَتَهُ عاجِلاً، صَبَاً صَبّاً مِن غَير كدٍّ، وَلا نَكدٍ، وَلا مَنِ مِن أَحَدٍ مِن خَلْقِكَ، وَاجعَلْهُ واسِعاً مِنْ فَضْلِكَ، وَكَثير مِن عَطِيتِكَ مِن فَضلِكَ الواسع الفاضل الممْفَضّلُ الطَّيِّب، وأرزُقني رِزقاً وَاسِعاً حَلالاً كثيراً، فَإِنَّكَ تَقولُ «وَأسألُوا اللهَ مِنْ فَضْلِهِ»(2)، فَمِنْ فَضْلِكَ أسألُ، وَمِنْ عَطِيَّتِكَ أَسْأَلُ، وَمِن كَثيرِ مَا عِندكَ أَسْأَلُ، وَمِن خَزَائِنكَ أَسْأَلُ، وَمِنْ يَدِكَ أَسْأَلُ، فَلا تَرُدَّنى خائِباً فَإِنِّي ضَعِيفٌ، فَضاعِفُ لي وَعافِني إلى مُنتهى أجَلِي، وَاجْعَلْ لي خَيْراً مِمَّا أَنا عَلَيْهِ، وَاجْعَلْ ما أصيرُ إليهِ خَيْراً مِمَّا يَنقَطِعُ عَنِّي، وَاجْعَل سَريرَتي خَيراً مِن عَلانيتي، وأعدني مِن أن أُرِيَ النَّاسَ أَنَّ في خَيْراً وَلا خَيْر فيَّ، وَأرزقنى من التجارة أوْسَعها رزقاً، وَأَعْظَمها فَضَلاً، وَخَيْرَها لي وَلِعيالي وَأَهْلِ عِنايَتي في الدُّنيا وَالآخِرَةِ عاقِبةَ، وَآتِني يا سيّدي وعيالي بِرزقٍ واسِعٍ تُغنينا عَن دُناةِ خَلقِكَ، وَلا تَجْعَلْ لإحدٍ مِن العِباد فيه مَناً غَيْرَكَ
ص: 169
وَاجْعَلْنى مِمَّن اسْتجاب لَكَ، وَأَمَنَ بِوَعْدِكَ، وَاتَّبِعَ أَمْرَكَ، وَلا تَجْعَلَنِى أَخيبَ وَفْدِكَ، وَزُوّار ابن نَبيكَ، وَأَعدنى مِن الفَقرِ، وَمواقِفِ الخزيِ في الدُّنيا والآخِرة، وَأصرِف عَنِّى شَرَّ الدُّنيا وَالآخِرة، وأقلِبني مُفلِجاً مُنجِحاً مُستجاباً لي، بأفضَلِ ما يَنقَلِبُ به أحَدٌ مِنْ زُوّار أوليائِكَ، وَلا تَجْعَلْهُ آخِرَ العَهْدِ مِنْ زيَارَتِهم، وإن لم يكن استَجَبَتَ لي، وَغَفَرتَ لى، وَرَضَيتَ عَنّي، فَمِن الآنِ فاستَجِب لي، واغفِر لي، وأرضَ عَنِّي قَبلَ أَن تَنأَى عَن ابن نَبِيِّكَ داري، فَهَذا أوانُ انِصرافي إِنْ كُنتَ أذِنْتَ لى غَيرَ رَاغِبٍ عَنكَ، وَلا عَن أوليائِكَ وَلا مُستَبدلٍ بِكَ وَلا بِهم.
اللّهُمَّ أَحْفَظني مِن بَينَ يَديَّ، وَمِنْ خَلفِي، وَعَنْ يَميني، وَعَن شِمالي، حَتَّى تُبَلِّغني أَهلي، فإذا أَبَلَعْتَني فَلا تَبِرأُ مِنّى: وَأَلْبِسني وَإِيَّاهُم دِرعَكَ الحَصينة، وَاكْفِني مؤونَةً عيالي وَمَؤونة نَفسي وَمَوؤنة جَميعِ خَلقِكَ، وَأَمْنَعني مِنْ أَنْ يَصلَ إِليَّ أَحدٌ مِنْ خَلقِكَ بِسوءٍ، فَإِنَّكَ وَلِيّي فِي كُلِّ ذَلِكَ، وَالقَادِر عَلَيْهِ، وَأَعْطِني جَمِيعَ ما سَأَلتُكَ، وَمُنَّ عَلَيَّ بِهِ وَزِدني مِن فَضْلِكَ يَا أَرحم الرّاحِمينَ.
ثمّ أنصرف وأنت تحمد الله وتُسبّحه وتهللّه وتُكبّره إن شاء الله تعالى(1).
ص: 170
ذكر زيارات أبى عبد الله علیه السلام المخصوصة بالأيّام والشهور وما يتعلّق منها من قولٍ أو عمل مبرورٍ
منها زيارة أوّل يوم من رجب(1) وليلته وليلة النصف من شعبان(2).
فإذا أردت زيارته عليه السلام في الأوقات المذكورة، فاغتسل، والبس أطهر ثيابك، وقف على باب قبّته مستقبل القبلة، وسلّم على سيّدنا رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم، و على أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين والأئمّة علیهم السلام، ثُمَّ ادخل وقف على ضريحه علیه السلام، وكبّر الله
ص: 171
مائة مرّة، وقل:
السَّلامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ خاتَمِ النَّبيِّينَ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ سَيِّدِ المُرْسَلِينَ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ سَيِّدِ الوَصِيِّينَ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أبَا عَبْدِ اللَّهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا حُسَيْنَ بْنَ عَلِيٌّ علیهما السلام، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ فَاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِسَاءِ الْعالَمِينَ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَلِيَّ الله وَابْنَ وَليّهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا صَفِيَّ الله وَابْنَ صَفيّه، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا حُجَّةَ اللهِ وَابْنَ حُجَّتِهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا حَبِيبَ الله وَابْنَ حَبِيبِهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا سَفِيرَ اللَّهُ وَابْنَ سَفِيرِهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا خَازِنَ الكِتابِ المَسْطُورِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَارثَ التَّوْراةِ وَالإنجيل وَالزَّبُور، السَّلَامُ عَلَيْكَ يا أمينَ الرَّحْمنِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا شَريكَ القُرْآنِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا عَمُودَ الدِّينِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا بابَ حِكْمَةِ رَبِّ العَالَمِينَ، [السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا بِابَ حِطَّةٍ الَّذِي مَنْ دَخَلَهُ كانَ مِنَ الْآمِنِينَ](1)، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا عَيْبَةَ عِلْمِ اللهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مَوْضِعَ سِرِّ اللَّهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ثارَ اللهُ وابْنَ ثارِهِ وَالْوِتْرَ الْمَوْتُور.
السَّلَامُ عَلَيْكَ وَعَلَى الأرواح التي حَلَّتْ بِفِنَائِكَ، وَأناخَتْ بِرَحْلِكَ، بأبِي أَنْتَ وَأُمِّي وَنَفْسِي يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ، لَقَدْ عَظُمَتِ المُصِيبَةُ، وَجَلَّتِ الرَّزِيَّةُ بِكَ عَلَيْنا وَعَلَى جَمِيعِ أَهْلِ الإسْلامِ،
ص: 172
فَلَعَنَ الله أُمَّةً أَسَّستْ أساسَ الظُّلْمِ وَالجَوْرِ عَلَيْكُمْ أَهْلَ البَيْتِ، وَلَعَنَ الله اُمَّةً دَفَعَتْكُمْ عَنْ مَقامِكُمْ، وَأزالَتْكُمْ عَنْ مَرَاتِبِكُمُ الَّتِي رَتَّبَكُمُ الله فِيها، بِأبِي أَنْتَ وَأُمِّي وَنَفْسِي يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، أَشْهَدُ لَقَد اقْشَعَرَّتْ لِدِمائِكُمْ أَظِلَّةُ العَرْشِ مَعَ أَظِلَّةِ الخَلائِقِ، وَبَكَتْكُمُ السَّماءُ وَالْأَرْضُ وَسُكانُ الجِنانِ وَالبَرِّ وَالبَحْرِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْكَ عَدَدَ مَا فِي عِلْمِ اللهِ، لَبَّيْكَ داعِيَ الله إِنْ كانَ لَمْ يُجِبْكَ بَدَنِي عِنْدَ اسْتِعَاثَتِكَ(1)، وَلِسانِي عِنْدَ اسْتِنْصارِكَ، فَقَدْ أَجابَكَ قَلْبِي وَسَمْعِي وَبَصَرِي، سُبْحانَ رَبِّنا إنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولاً!
أَشْهَدُ أَنَّكَ طُهْرٌ طَاهِرٌ مُطَهَرٌ مِنْ طُهْرٍ طَاهِرٍ مَطْهَّرٍ، طَهُرْتَ وَطَهُرَتْ بكَ البِلادُ، وَطَهُرَتْ أرْضُ أنْتَ بِها(2) وَطَهُرَ حَرَمُكَ.
أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ أَمَرْتَ بِالقِسْطِ وَالعَدْلِ وَدَعَوْتَ إِلَيْهِمَا، وَأَنَّكَ صادِقٌ صِدِّيقُ صَدَقْتَ فِيما دَعَوْتَ إِلَيْهِ، وَأَنَّكَ ثارُ اللهُ فِي الأرْضِ.
وَأَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ عَنِ اللهِ، وَعَنْ جَدِّكَ رَسُولِ اللَّهِ، وَعَنْ أبيكَ أمِيرِ المُؤْمِنِينَ، وَعَنَ أخِيكَ الحَسَنِ، وَنَصَحْتَ وَجَاهَدْتَ فِي سَبيلِ الله وَعَبَدْتَهُ مُخْلِصاً حَتَى أَتَاكَ اليَقِينُ، فَجَزَاكَ الله خَيْرَ جَزاءِ السَّابِقِينَ، وَصَلَّى اللهُ عَلَيْكَ وسلَّم تَسْلِيماً.
ص: 173
اللّهمّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وَصَلِّ عَلَى الحُسَينِ المَظْلُوم، الشَّهِيدِ الرَّشِيدِ، قَتِيلِ العَبرَاتِ، وَاسِيرِ الكُرُبَاتِ، صَلاةً نامِيَةً رَاكِيَةً مُبَارَكَةً يَصْعَدُ َأوَلَها وَلا يَنْفَدُ آخِرُها أَفْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلَى أَحَدٍ مِنْ أوْلادِ أنْبِيائِكَ المُرْسَلِينَ، يَا إِلَهَ العالَمِينَ.
ثم قبّل الضريح وضع خدك الأيمن عليه، ثم الأيسر، ودر حول الضريح وقبّله من أربع جوانبه.
ثمّ امض إلى ضريح عَليّ بن الحسين علیه السلام، وقف عليه وقُل:
السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّها الصِّدِّيقُ الطَّيِّبُ الزَّكِيُّ الحَبِيبُ المُقَرَّبُ وابْنَ رَيْحَانَةِ رَسُولِ اللهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ مِنْ شَهِيدٍ مُحْتَسِب وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ، ما أَكْرَمَ مَقامَكَ، وَأَشْرَفَ مُنْقَلَبَكَ، أَشْهَدُ لَقَدْ شَكَرَ اللهُ سَعْيَكَ، وَأجْزَلَ ثَوابَكَ، وَالْحَقَكَ بالذَّرْوَةِ العالِيَةِ حَيْثُ الشَّرَفُ كُلُّ الشَّرَفِ وَفِى الغُرَفِ [السَّامِيَةِ](1) كَما مَنَّ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَجَعَلَكَ مِنْ أَهْلِ البَيْتِ الَّذِينَ أَذْهَبَ الله عَنْهُمُ الرِّجْسَ وطَهَّرَهُمْ تَطْهِيراً، صَلَواتُ الله عَلَيْكَ وَرَحمَةُ الله وَرِضْوانُهُ فَاشْفَعْ أَيُّهَا السَّيِّدُ الطَّاهِرُ إِلَى رَبِّكَ فِي حَطَّ الأَثْقَالِ عَنْ ظَهْرِي وَتَخفِيفِها عَنِّي، وَارْحَمْ ذُلّى وَخُضَوعِى لَكَ وَلِلسَّيِّدِ أَبِيكَ صَلَّى اللهُ عَلَيْكُما.
ص: 174
ثُمَّ انكبّ على القبر، وقُل:
زادَ اللَّهُ فِي شَرَفِكُمْ فِي الْآخِرَةِ كَما شَرَّفَكُمْ فِي الدُّنْيا، وَأَسْعَدَكُمْ كَما أَسْعَدَ(1) بِكُمْ، وَأشْهَدُ أَنَّكُمْ أَعْلامُ الدِّينِ، وَنُجُومُ العالَمِينَ، وَالسَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ.
ثم توجّه الى الشهداء رضوان الله عليهم، وقُل:
السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا أَنْصارَ اللهِ، وَانْصارَ رَسُولِهِ، وَأنْصارَ عَلِيِّ بْن أبي طالِب علیه السلام، وَأنْصارَ فاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ علیها السلام، وَأَنْصارَ الحَسَنِ وَالحُسَيْنِ علیهما السلام، وَأنْصارَ الإسلام، أَشْهَدُ [أَنَّكُمْ](2) لَقَدْ نَصَحْتُمْ ِللهِ وَجاهَدْتُمْ فِى سَبِيلِهِ فَجَزاكُمُ الله عَنِ(3) الإسْلامِ وَأَهْلِهِ أَفْضَلَ الجَزاءِ، فُرْتُمْ وَالله فَوْراً عَظِيماً، يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَكُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً.
أَشْهَدُ أَنَّكُمْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّكُمْ تُرزَقُونَ.
أَشْهَدُ أَنَّكُمُ الشُّهَداءُ وَالسُّعَداءُ وَأَنَّكُمُ الفَائِزُونَ فِى دَرَجاتِ العُلَى، وَالسَّلَام عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ.
ثمّ عد إلى الرأس فصلّ صلاة الزيَارة وادع لنفسك ولوالديكَ ولإخوانك.
ص: 175
زيَارة اُخرى لعليّ بن الحسين علیهما السلام وسائر الشهداء على التفصيل.
فإذا أردت ذلك فقف على ضريح عليّ بن الحسين علیهما السلام مُستقبلاً للقبلة، وَقُل:
السَّلَامُ مِنَ اللهِ، وَالسَّلَامُ مِن مَلَائِكَتِهِ الْمُقَرَّبِينَ، وَأَنْبِيائِهِ المُرسَلينَ، وَعِبَادِهِ الصَّالِحِينَ، وَجَميعِ أَهْلِ طَاعَتِهِ مِنْ أَهْلِ السَّمَواتِ وَالْأَرَضِينَ عَلَى أَبي عَبدِاللهِ الحُسَينِ بنِ عَليٍّ علیهما السلام وَرَحمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ.
السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَوّلَ قَتيلٍ مِنْ نَسْلٍ خَيرٍ سَلِيلٍ مِن سُلالةِ الْخَلیل صلی الله علیه وآله وسلم.
صَلَّى اللهُ عَلَيْكَ وَعَلَى أبيكَ إذْ قَالَ فِيكَ قَتَلَ اللهُ قَوْماً قَتَلُوكَ يَا بُنَيَّ، مَا أَجْرأَهُم عَلَى الرَّحمنِ وَعَلَى أَنْتِهاكِ حُرْمَةِ الرَّسولِ، عَلَى الدُّنْيَا بَعْدَكَ الْعَفا.
أَشْهَدُ أَنَّكَ ابْنُ حُجَّةِ اللهِ وَابْنُ أَمِينِهِ حَكَمَ اللهُ لَكَ عَلَى قاتِليكَ وَأَصْلاهُمْ جَهَنَّمَ وَساءَتْ مَصِيراً، وَجَعَلَنَا اللهُ يَوْمَ القيامةِ مِن مُلاقِيكَ وَمُرافِقِيكَ وَمُرافِقى جَدِّكَ وَأَبيكَ وَعَمِّكَ وَأَخِيكَ وَأُمِّكَ المَظلومَةِ الطَّاهِرَةِ المُطَهَّرَةِ أَبْرأُ إِلى اللَّهِ مِمَّن قَتَلَكَ
ص: 176
وَقَاتَلَكَ وَأَسْأَلُ اللهَ مُرافَقَتَكُم في دارِ الخُلودِ وَالسَّلَامُ عَلَيكُمْ وَرَحمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ.
السَّلَامُ عَلَى عَبدِاللَّهِ بِنْ الحُسَيْنِ الطِّفْلِ الرَّضِيعِ، لَعَنَ اللهُ رَامِيَهُ حَرمَلَة بنْ كاهِلِ الأَسَدِيَّ وَذَويهِ، السَّلَامُ عَلَى العَبَّاسِ مِنْ أمير المُؤمِنينَ، السَّلَامُ عَلَى جَعْفَرٍ بن أمير المُؤمِنينَ، السَّلَامُ عَلَى عُبَيْدِ اللهِ بن أمير المُؤمِنينَ، السَّلَامُ عَلَى عَبدِاللهِ بن أمير المُؤْمِنينَ، السَّلَامُ عَلَى أبي بَكْر بن أمير المُؤْمِنِينَ، السَّلَامُ عَلَى عُثمان بن أمير المُؤْمِنِينَ، السَّلَامُ عَلَى القاسم بن الْحَسَنِ، السَّلَامُ عَلَى عَبدِ اللَّهِ بِنْ الحَسنِ، السَّلَامُ عَلَى عُبَيْدِ اللهِ بِنْ الحَسَنِ، السَّلَامُ عَلَى مُحَمَّدِ بِنْ عَبدِ اللهِ بِنْ جَعفَرِ بِنْ أبي طَالِبٍ، السَّلَامُ عَلَى جَعفَرِ بِنْ عَقيلٍ، السَّلَامُ عَلَى عَبدِ الرَّحمنِ بِنْ عَقيلٍ، السَّلَامُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بِنْ عَقِيلٍ السَّلَامُ عَلَى مُحَمَّدِ بِنْ أَبِي سَعْدِ بنْ عَقيلٍ، السَّلَامُ عَلَى عَوْنِ بِنْ عَبدِ اللهِ مِنْ جَعْفَرِ بِنْ أبِي طَالِبٍ علیه السلام، السَّلَامُ عَلَى عَبدِ اللَّهِ بِنْ مُسْلِم بِنْ عَقِيلٍ.
السَّلَامُ عَلَيكُم أَهْلُ الشُّكْر وَالرّضا، السَّلَامُ عَلَيكُم يَا أَنصَارَ اللهِ وَرجالَهُ مِنْ أَهْلِ الحَقِّ وَالْبَلْوى وَالْمُجَاهِدِينَ عَلَى بصيرةٍ في سَبيله.
أَشْهَدُ أَنَّكُمْ كَمَا قَالَ اللهُ تَعَالَى: «وَكَأَيِّنْ مِن نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبّيِّونَ كَثِيرٌ فَما وَهَنوا لِما أَصابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا
ص: 177
أَسْتكانوا وَاللهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ»(1)، فَمَا ضَعُفْتُمْ وَلَا أَسْتَكَنْتُمْ حَتَّى لَقَيتُمُ اللهَ عَلَى سَبِيلِ الحَقِّ وَنَصْرِهِ، وَكَلِمَةِ اللَّهِ التّامَّةِ صَلَّى اللهُ عَلَيْكُمْ وَعَلَى أَرْوَاحِكُمْ وَأَبْدانِكُم وَسَلَّمَ تَسْلِيماً، فُزْتُمْ وَاللَّهِ لَوَدَدْتُ أَنّى كُنْتُ مَعَكُمْ فَأفوْزَ فَوْزاً عَظيماً، أَبْشِرُوا بِمَوْعِدِ اللهِ [الَّذِي](2) لا خُلْفَ لَهُ إِنَّهُ لا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ.
أَشْهِدُ أَنَّكُمْ النُّجَبَاء وَسَادَةُ الشُّهداء في الدُّنيا وَالآخِرَةِ وَأَشْهَدُ أَنَّكُمْ جَاهَدْتُمْ فى سَبِيلِ اللَّهِ وَقُتِلْتُمْ عَلَى مِنْهاج رَسول اللهِ وَأَنْتُمُ السابقون والمجاهِدونَ أَشْهَدُ أَنَّكُمْ أَنْصار الله وَأنصارُ رَسولِهِ الْحَمدُ للهِ الَّذِي صَدَقَكُمْ وَعْدَهُ وَأَرَاكُمْ مَا تُحِبّونَ والسَّلَامُ عَلَيكُم وَرَحمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ.
ثُمَّ التفت نحو الشُّهداء رضي الله عَنهُمْ فسلّم عليهم، وقُل:
السَّلَامُ عَلَى سَعِيدِ بن عَبدِ اللَّهِ الحَنفَيّ، السَّلَامُ عَلَى حُرِّ بِنْ يَزيد الرِّياحيِّ، السَّلَامُ عَلَى زُهَيْرِ بِنْ الْقَيْنِ، السَّلَامُ عَلَى حَبِيبٍ بِنْ مُظاهِرِ، السَّلَامُ عَلَى مُسْلِمٍ بِنْ عَوْسَجَةَ، السَّلَامُ عَلَى عُقْبَةَ بن سَمْعَانَ، السَّلَامُ عَلَى بُرَيْر بن خُضَيْرِ، السَّلَامُ عَلَى عَبدِ اللهِ مِنْ عُمَيْرِ، السَّلَامُ عَلَى نَافِعْ بِنْ هِلالٍ، السَّلَامُ عَلَى مُنْذِرِ بنُ الْفَضْلِ(3) الجُعْفِي السَّلَامُ عَلَى عَمرو بن قُرظَةَ الأنصْاريّ.
ص: 178
السَّلَامُ عَلَى أَبى ثُمَامَة الصَّائِديّ، السَّلَامُ عَلَى جَوْنِ مَولى أبي ذَرِّ الْغِفاريّ، السَّلَامُ عَلَى عَبدِ الرَّحمنِ بِنْ عَبدِ اللهِ الأَزْدِيّ، السَّلَامُ عَلَى عَبْدِ الرّحمَنِ وَعَبدِ اللَّهِ أَبْنَي عُرْوَةَ، السَّلَامُ عَلَى سَيفِ بِنْ الحَارِثِ، السَّلَامُ عَلَى مَالِكِ بِنْ عَبدِاللهِ الحائِريّ، السَّلَامُ عَلَى حَنظَلَةَ بِنْ أَسْعَدِ الشَّابِيّ، السَّلَامُ عَلَى قَاسِم بِنْ الحَارِثِ الكاهِلِيّ، السَّلَامُ عَلَى بَشيرِ بِنْ عَمْرو الحَضْرَميّ، السَّلَامُ عَلَى عَابِس بِنْ أبي شَبِيبٍ الشَّاكِريّ، السَّلَامُ عَلَى حَجّاجِ بِنْ مَسْروقٍ الجُعْفِيّ، السَّلَامُ عَلَى عَمْرُو بِنْ خَلَفٍ وَسَعِيدٍ مَوْلَاهُ، السَّلَامُ عَلَى حَيّانِ بِنْ الحَارِثِ، السَّلَامُ عَلَى مَجمِعَ بِنْ عَبدِاللهِ العَائِديّ، السَّلَامُ عَلَى نَعيمْ بِنْ عَجْلانَ، السَّلَامُ عَلَى عَبدِ الرّحمنِ بِنْ يَزيد، السَّلَامُ عَلَى عُمران(1) بِنْ كَعب الأنصاري، السَّلَامُ عَلَى سُلَيمان بِنْ عَوْفِ الحَضْرَميّ، السَّلَامُ عَلَى قَيس بنْ مُسْهِر الصَّيْدَاوِيّ، السَّلَامُ عَلَى عُثْمَانَ مِنْ فَروَةَ الغِفَاريّ، السَّلَامُ عَلَى غَيلَانَ بِنْ عَبدِ الرَّحمنِ، السَّلَامُ عَلَى قَيس بِنْ عَبدِ اللَّهِ الهَمَدانِي، السَّلَامُ عَلَى عُمَير بِنْ كِنادٍ، السَّلَامُ عَلَى جَبَلَة بِنْ عَلَيَّ الشَّيْبَاني، السَّلَامُ عَلَى مُسلِم بِنْ كِنادٍ، السَّلَامُ عَلَى سَلَمَانَ مِنْ سُلَيْمَانَ الأزديّ، السَّلَامُ عَلَى حَمَّادِ بِنْ حَمَّادٍ المُرادِيّ، السَّلَامُ عَلَى عَامِرِ بِنْ مُسْلِمٍ وَمَولَاهُ مُسلمٍ، السَّلَامُ
ص: 179
عَلَى بَدر بن رُقَيطٍ وَأَبْنَيهِ عَبدِ اللَّهِ وَعُبَيدِ اللهِ، السَّلَامُ عَلَى رُمَيثَ بِنْ عُمَرَ، السَّلَامُ عَلَى سُفيانَ بِنْ مَالِكٍ، السَّلَامُ عَلَى زُهَير بِنْ سَيّابٍ(1)، السَّلَامُ عَلَى قَاسِطٍ وَكرشٍ أَبْنَي زُهَيْرِ، السَّلَامُ عَلَى كِنَانَةَ بِنْ عَتيقِ، السَّلَامُ عَلَى عَامِرٍ بِنْ مَالِكٍ، السَّلَامُ عَلَى مُنيع بنْ زِيادٍ، السَّلَامُ عَلَى نُعْمَانَ بِنْ عَمرورٍ، السَّلَامُ عَلَى الحَلَّاسِ بِنْ عَمرو، السَّلَامُ عَلَى عَامِرٍ بِنْ خَلَيدَةَ(2)، السَّلَامُ عَلَى زائِدَةَ بِنْ مُهاجِرِ، السَّلَامُ عَلَى شَبِيبٍ بِنْ عَبدِ اللَّهِ النَّهْشَلِيّ، السَّلَامُ عَلَى الحجَّاجِ بِنْ بَدْرٍ(3)، السَّلَامُ عَلَى جُوَين مِنْ مَالِكَ، السَّلَامُ عَلَى ضُبَيعَةَ بِنْ عَمروٍ، السَّلَامُ عَلَى زُهَيْر بِنْ بَشِيرٍ، السَّلَامُ عَلَى مسعودِ مِنْ الحُجّاج، السَّلَامُ عَلَى عَمّار بن حَسَّانِ، السَّلَامُ عَلَى جُنْدُبٍ بِنْ حُجَيرِ، السَّلَامُ عَلَى سُلَيمان بِنْ كَثِيرٍ، السَّلَامُ عَلَى زُهَيْر بِنْ سُلِيمٍ، السَّلَامُ عَلَى قَاسِمِ مِنْ حَبِيبٍ، السَّلَامُ عَلَى أَنَسِ بن كثيرٍ، السَّلَامُ عَلَى أَنَسِ بِنْ كَاهِلِ الأَسَديّ، السَّلَامُ عَلَى الحُرِّ بنْ يَزيدَ الرّيَاحِيّ، السَّلَامُ عَلَى ضَرغامَةَ(4) بِنْ مَالِك، السَّلَامُ عَلَى زاهِرٍ مَوْلَى عَمرو بن الحَمقِ، السَّلَامُ عَلَى عَبدِ اللهِ مِنْ يَقْطِرَ بِنْ رَضيع الحُسَينِ علیه السلام، السَّلَامُ عَلَى مُنجحٍ مَوْلَى الحُسَينِ علیه السلام،
ص: 180
السَّلَامُ عَلَى سُوَيْدٍ مَولَى شَاكِرٍ.
السَّلَامُ عَلَيْكُم أَيُّها الرَّبَّانيّونَ، أَنْتُمْ خِيرَةً اخْتَارَكُمُ اللهُ لأبى عَبدِ اللهِ علیه السلام، وَأَنْتُمْ َخاصَّةً اخْتَصَّكُم الله.
أَشْهَدُ أَنّكُمْ قُتِلْتُمْ عَلَى الدُّعاءِ إلى الحَقِّ، وَنَصَرْتُمْ وَوَفَيتُمْ وَبَذَلْتُم مُهَجَكُمْ مَعَ ابنْ رَسول الله صلی الله علیه وآله وسلم، وَأَنْتُمْ السُّعَداءُ سَعَدْتُمْ وَفُزْتُمْ بِالدَّرَجاتِ العُلَىٰ، فَجَزاكُمُ اللَّهُ مِنْ أَعْوانٍ وَاخوانِ خَيْرَ مَا جَازَىٰ مَنْ صَبَرَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلی الله علیه وآله وسلم، وَهَنيئاً لَكُمْ مَا أَعْطيتُمْ، وَهَنيئاً لَكُمْ مَا بِهِ حُيِّيتُمْ َطافَتْ عَلَيكُم مِن اللَّهِ الرَّحْمةُ، وَبَلغْتُمْ بِها شَرَفَ الْآخِرَةِ(1).
ص: 181
ومنها زيَارة ليلة الفطر و عيد الأضحى
فإذا أردت ذلك فقف على باب القبّة وَأوم بطرفك نحو القبر مُستأذناً، وقُل:
يَا مَوْلايَ يَا أَبا عَبْدِ اللهُ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ أمَتِكَ الذُّلِيلُ بَيْنَ يَدَيْكَ، وَالْمُصَغَّرُ فِي عُلُوّ قَدْركَ، وَالمُعْتَرِفُ بِحَقِّكَ جَاءَكَ مُسْتَجِيراً بِكَ قاصداً إلى حَرَمِكَ، مُتَوَجِّهاً إلى مَقامِكَ، مُتَوَسِّلاً إلى الله تَعَالَى بِكَ، وَأَدْخُلُ يَا مَوْلايَ؟ عَأَدْخُلُ يَا وَلِيَّ اللَّهِ؟ عَأَدْخُلُ يَا مَلائِكَةَ اللَّهِ الْمُحْدِقِينَ بِهِذَا الْحَرَمِ الْمُقِيمِينَ فِى هَذَا الْمَشْهَدِ؟
فإن خَشَعَ قلبُكَ ودمعتْ عَينُكَ فهو علامة القبول والاذن وأدخلْ رجلَك اليمنى وأخّر اليُسرى وقُل:
بسْمِ اللهِ وَبِاللهِ، وَفِي سَبِيلِ اللهِ، وَعَلَى مِلَّةِ رَسُول الله. اللّهُمَّ انْزِلْنِي مُنْزَلاً مُبارَكاً وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ.
ثُمَّ قُل:
الله أَكْبَرُ كَبيراً، وَالْحَمْدُ للهِ كَثِيراً، وَسُبْحانَ اللهُ بُكْرَةً وَأصِيلاً، وَالْحَمْدُ للهِ الْفَرْدِ الصَّمَدِ، الْمَاجِدِ الأَحَدِ، الْمُتَفَضّل الْمَنَّانِ، الْمُتَطَوِّلِ الْحَنَّانِ، الَّذِي مِنْ تَطَوُّلِهِ سَهَّلَ لِي زِيَارَةَ مَوْلايَ بِإِحْسانِهِ وَلَمْ يَجْعَلْنِي عَنْ ُزيَارَتِهِ مَمْنُوعاً، وَلا عَنْ ذِمَّتِهِ
ص: 182
مَدْفُوعاً، بَلْ تَطَوَّلَ وَمَنَحَ.
ثمّ ادخل، فإذا صرت حَذاء القبر فَقُم حَذاءه بخشوع وبكاء وتضرُّع، وَقُل:
السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ آدَمَ صَفْوَةِ اللهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ نوح أمِينِ اللهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ اللَّهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ مُوسَى كَلِيمِ اللهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ عِيسى رُوحِ اللَّهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ مُحَمَّدٍ حَبِيبِ اللهِ صلی الله علیه وآله وسلم، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ عَلى حُجَّةِ اللهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْوَصِيُّ الْبَرُّ التَّقِيُّ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا َثارَ الله وَابْنَ ثارِهِ وَالْوِتْرَ الْمَوْتُورَ.
أشْهَدُ َأنَّكَ قَدْ أقَمْتَ الصَّلاةَ، وَآتَيْتَ الزَّكاة، وأمَرْتَ بالمعرُوفِ، وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَجاهَدْتَ فِي اللهِ حَقَّ جِهادِهِ حَتَّى اسْتُبِيحَ حَرَمْكَ، وَقُتِلْتَ مَظْلُوماً.
ثمّ قُمْ عن الرأس خاشعاً قلبك دامعةً عينُك، ثمّ قُل:
السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أبا عَبْدِ الله، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ رَسُولِ الله، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ أمير الْمُؤْمِنِينَ سَيّدِ الْوَصِيِّينَ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمِينَ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا بَطَلَ الْمُسْلِمِينَ.
يَا مَوْلايَ أَشْهَدُ أَنَّكَ كُنْتَ نُوراً فِي الأصْلاب الشَّامِخَةِ وَالأرْحامِ الطَّاهِرة الْمُطَهَّرَةِ، لَمْ تُنَجِّكَ الْجَاهِلِيَّةُ بأنْجَاسِها وَلَمْ تُلْبِسْكَ مِنْ مُدْلَهِمَّاتِ ثِيَابِها.
ص: 183
وَأشْهَدُ أَنَّكَ مِنْ دَعائِمِ الدِّينِ، وَأَرْكَانِ الْمُسْلِمِينَ، وَمَعْقِلِ الْمُؤْمِنِينَ، وَأشْهَدُ َأنَّكَ الإمامُ الْبَرُّ التَّقِيُّ الرَّضِيُّ الزَّكِيُّ الْهَادِي الْمَهْدِيُّ.
وَأشْهَدُ أَنَّ الأئِمَّةَ مِنْ وُلْدِكَ كَلِمَةُ التَّقْوى، وَأَعْلامُ الْهُدَى، وَالْعُرْوَةُ الْوُثْقَى، وَالْحُجَّةُ عَلَى أهْل الدُّنْيا.
ثمّ تنكبَّ عَلَى القبر ثُمَّ تقول:
إنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، يَا مَوْلايَ، أَنَا مُوالٍ لِوَلِيِّكُمْ، وَمُعادٍ لِعَدُوِّكُمْ، [وَأَنَا بِكُمْ مُؤْمِنٌ](1)، وَبِإِيَابِكُمْ مُوقِنٌ، وَبِشَرايع دِينِي، وَخَواتِيم عَمَلِي، وقَلْبِى لِقَلْبِكُمْ سِلْمٌ، وَأمْرى لأمْركُمْ مُتَّبعٌ.
يَا مَوْلايَ، أَتَيْتُكَ خَائِفاً فَآمِنِّي، وَأتَيْتُكَ مُسْتَجِيراً فَأجِرْنِي.
وَأتَيْتُكَ فَقِيراً فَأغْنِنِي، سَيِّدِي وَمَوْلاي أَنْتَ مَوْلايَ حُجَّةً الله عَلَى الْخَلْقِ أَجْمَعِينَ، آمَنْتُ بِسِرِّكُمْ وَعَلَانِيَتِكُمْ، وَبِظَاهِرِكُمْ وَباطِنِكُمْ، وَأَوَّلِكُمْ وَآخِرِكُمْ.
وَأشْهَدُ أَنَّكَ التَّالِي لِكِتابِ اللهِ وَأمِينُ اللهِ الدَّاعِي إلى الله بالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ، لَعَنَ اللهُ اُمَّةً ظَلَمَتْكَ، وَأُمَّةً قَتَلَتْكَ. وَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً سَمِعَتْ بِذلِكَ فَرَضِيَتْ بِهِ.
ص: 184
ثمَّ صلِّ عند الرَّأس ركعتَين فإذا سلَّمت فقُل:
اللّهُمَّ لَكَ صَلَّيْتُ، وَلَكَ رَكَعَتُ، وَلَكَ سَجَدْتُ وَحْدَكَ لا شَرِيكَ لَكَ ولا تَجُوزُ الصَّلاةُ وَالرُّكُوعُ وَالسُّجُودُ إلَّا لَكَ لأنَّكَ أَنْتَ الله [الَّذِى](1) لا إلَهَ إِلَّا أَنْتَ.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأبْلِغْهُمْ عَنّى أفْضَلَ التَّحِيَّةِ وَالسَّلَام، وَارْدُدْ عَلَيَّ مِنْهُمُ السَّلَامَ، وَاجْعَل هاتين الرّكْعَتينِ هَدِيَّةٌ مِنِّي إِلى سَيِّدِي الْحُسَيْنِ بْنِ عَليّ علیه السلام.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَليهِ وَتَقَبَّلْهُما مِنِّى وَأجُرْنِي(2) عَلَيْهِما أَفْضَلَ أَمَلِي وَرَجائِي فِيكَ وَفِي وَليّكَ، يَا وَلِيَّ الْمُؤْمِنِينَ.
ثمّ تنكبَّ عَلَى القبر وتقبِّله وتقول:
السَّلَامُ عَلَى الْحُسَيْنِ بْنِ عَليَّ الْمَظْلُومِ الشَّهِيدِ، قَتِيلِ الْعَبَراتِ، وَأسِير الْكُرُباتِ.
اللّهُمَّ إنِّى أَشْهَدُ أنَّهُ وَلِيُّكَ وَابْنُ وَليّكَ وَصَفيكَ النَّائِرُ بحَقِّكَ، أَكْرَمْتَهُ بِكَرامَتِكَ، وَخَتَمْتَ لَهُ بِالشَّهادَةِ، وَجَعَلْتَهُ سَيِّداً مِنَ السَّادَةِ، وَقائِداً مِنَ الْقادَةِ، وَأَكْرَمْتَهُ بِطِيبِ الْوِلَادَةِ، وَأَعْطَيْتَهُ مواريث الأنبياءِ، وَجَعَلْتَهُ حُجَّتَكَ عَلى خَلْقِكَ مِنَ الْأَوْصِيَاءِ، فَأَعْذَرَ في الدُّعاءِ، وَمَنَحَ النَّصِيحَةَ، وَبَذَلَ مُهْجَتَهُ فِيكَ حَتَّى
ص: 185
يسْتَنْقِذَ عِبَادَكَ مِنَ الْجَهالَةِ، وَخَيْبَةِ(1) الضَّلالَةِ، وَقَدْ تَوازَرَ عَلَيْهِ مَنْ غَرَّتْهُ الدُّنْيا، وَباعَ حَظِّهُ مِنَ الآخِرَةِ بِالأدْنى، وَتَرَدَّى فِى هَواهُ، وَأَسْخَطَكَ وَأسْخَطَ نَبِيِّكَ، وَأطاعَ مِنْ عِبادِكَ أُولِى الشَّقَاقِ والنّفاق، وَحَمَلَةَ الأوْزارِ، الْمُسْتَوْجِبينَ النَّارَ، فَجَاهَدَهُمْ فِيكَ صابِراً مُحْتَسِباً، مُقْبِلاً غَيْرَ مُدْبِر، لا تَأْخُذُهُ فِى الله لَوْمَةُ لائم حَتَّى سُفِكَ فِي طَاعَتِكَ دَمُهُ وَاسْتُبِيحَ حَرِيمُهُ.
اللّهُمَّ الْعَنْهُمْ لَعْناً وَبِيلاً، وَعَذِّبْهُمْ عَذاباً أَلِيماً.
ثمّ اعطف عَلَى عَليِّ بن الحسين علیه السلام وهو عند رجلي الحسين علیه السلام وقُل:
السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَلِيَّ الله، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ رَسُولِ الله، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ خَاتَمِ النَّبيينَ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ فَاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمِينَ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْمَظْلُومُ الشَّهِيدُ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي عِشْتَ سَعيداً وَقُتِلْتَ مَظْلُوماً شَهيداً.
ثُمّ انحرف إلى قُبور الشّهداء، وقل:
السَّلَامُ عَلَيْكُمْ أيُّها الذَّابُونَ عَنْ تَوْحِيدِ الله، السَّلامُ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ بِأبِي أَنْتُمْ وَأُمّي فُزْتُمْ فَوزاً عَظِيماً(2).
ص: 186
ومنها زيَارة الغفيلة في النصف من رجب
فإذا أردت ذلك وأتيت الصحن فادخل فكبّر الله تعالى ثلاثاً وَقِف على القبر وقُل:
السَّلَام عَلَيْكُمْ يَا آلَ الله، السَّلَام عَلَيْكُمْ يَا صَفْوَةَ الله، السَّلَام عَلَيْكُمْ يَا سَادَةَ السَّاداتِ، السَّلَام عَلَى لُيُوثَ الغاباتِ، السَّلَام عَلَيْكُمْ يَا سُفْنَ النَّجاةِ، السَّلَام عَلَيْكَ يَا أبا عَبْدِ الله الحُسَيْنِ، السَّلام عَلَيْكَ يَا وَارثَ عِلْم الأنْبِياءِ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ، [السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ آدَمَ صَفْوَةِ الله، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ نوح نبيِّ الله، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ الله،](1) السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ إِسْمَاعِيلَ ذَبِيح الله، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ مُوسَى كَلِيمِ اللهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ عِيسَى رُوحِ الله، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ مُحَمَّدٍ حَبِيبِ اللَّهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ مُحَمَّدٍ المُصْطَفَى، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ عَلَى المُرْتَضَى، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ فَاطِمَةَ الزَّهْراءِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ َخدِيجَةَ الكُبْرَى، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا شَهِيدُ بْنَ الشَّهِيدِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا قَتِيلُ بْنَ القَتِيلِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَليَّ الله وَابِنْ وَليّهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا
ص: 187
حُجَّةَ الله وَابْنَ حُجَّتِهِ عَلَى خَلْقِهِ.
أشْهَدُ َأنَّكَ قَدْ أقَمْتَ الصَّلاةَ، وَآتَيْتَ الزَّكَاةَ، وَأَمَرْتَ بِالمَعْرُوفِ، وَنَهَيْتَ عَنِ المُنْكَرِ، وَعَبدَت اللَّهَ مُخلِصاً حَتَّى أتاكَ اليَقينُ وَبَرَرْت(1) بوالِدَيْكَ، وَجَاهَدْتَ عَدُوَّكَ.
وَأَشْهَدُ أَنَّكَ تَسْمَعُ الكَلامَ، وَتَرُدُّ الجَوابَ، وأنَّكَ حَبِيبُ الله وَخَلِيلُهُ وَنَجِيبهُ(2) وَصَفِيَّهُ وَابْنُ صَفِيّهِ.
يَا مَوْلايَ وَابْنَ مَوْلاي زُرْتُكَ مُشْتَاقاً فَكُنْ لِى شَفِيعاً إلى اللهِ يَا سَيِّدِي وَاسْتَشْفِعُ إلى الله بجَدِّكَ سَيِّدِ النَّبِيِّينَ وَبأبيكَ سَيّد الوَصِيِّينَ وبِأَمِّكَ فاطِمَة سَيِّدَةِ نِساءِ العَالَمِينَ، أَلا لَعَنَ اللهُ قاتِليكَ، وَلَعَنَ الله ظالِمِيكَ، وَلَعَنَ الله سالِبِيكَ وَمُبْغِضِيكَ مِنَ الأولِينَ وَالآخِرينَ، وصَلَّى الله عَلَى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ.
ثم قبّل الضريح، وتوجّه إلى قبر عَليّ بن الحسين علیهما السلام وزُرْهُ، فقل.
السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مَوْلايَ وَابْنَ مَوْلايَ، لَعَنَ اللَّهُ قَاتِلِيكَ، وَلَعَنَ الله ظَالِمِيكَ، إِنِّى أَتَقَرَّبُ إلى الله بزيارتِكُمْ وَبِمَحَبَّتِكُمْ، وَأَبْرَاً إلى الله مِنْ أَعْدائِكُمْ، وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مَوْلايَ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ.
ص: 188
ثم امش حتى تأتى قبور الشهداء فقف وقل:
السَّلَامُ عَلَى الأرواح الْمُنِيخَةِ بِقَبْرِ أَبِي عَبْدِالله الحُسَيْنِ علیه السلام، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا َطاهِرينَ مِنَ الدَّنَس، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يَا مَهْدِيِّيْنَ(1) السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا ابْرَارَ اللهِ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَعَلى المَلائِكَةِ الحافِّينَ بِقُبُورِكُمْ أَجْمَعِينَ، جَمَعَنا اللهُ وَإِيَّاكُمْ فِي مُسْتَقَرٌّ رَحْمَتِهِ وَتَحْتَ عَرْشِهِ إِنَّهُ أرْحَمُ الرَّاحِمِينَ، وَالسَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ(2).
ص: 189
فإذا أتيت مشهده فقف على باب القبة وقُل:
سَلامُ اللهِ وَسَلامُ مَلائِكَتِهِ المُقَرَّبِينَ، وَأَنْبِيَائِهِ المُرْسَلِينَ، وَعِبادِهِ الصَّالِحِينَ، وَجَمِيعِ الشُّهَدَاءِ وَالصِّدِّيقِينَ(1)، الزَّاكِياتُ الطَّيِّباتُ فِيمَا تَغْتَدِى وَتَرُوحُ عَلَيْكَ يَا ابْنْ أمِير المُؤْمِنينَ.
أَشْهَدُ لَكَ بالنَّصِيحَةِ وَالتَّصْدِيقِ وَالتَّسْلِيمِ وَالوَفَاءِ لِخَلَفِ النَّبِيِّ صلی الله علیه وآله وسلم الشَّهيد المُرْسَلِ، وَالسِّبْطِ المُنْتَجَبِ، وَالدَّلِيلِ العالِمِ، وَالوَصِيِّ الْمُبَلِّغ، وَالمَظْلُومِ المُهْتَضَمِ(2)، فَجَزَاكَ اللَّهُ عَنْ رَسُولِهِ وَعَنْ أمِيرِ المؤمِنينَ وَعَنْ فَاطِمَةَ وَعَن الحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ أَفْضَلَ الجَزاءِ بِما صَبَرْتَ وَاحْتَسَبْتَ وَأعَنْتَ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ، أَلا لَعَنَ الله مَنْ قَتَلَكَ، وَلَعَنَ الله مَنْ جَهِلَ حَقَّكَ، وَلَعَنَ الله مَنِ اسْتَخَفَّ بِحُرْمَتِكَ، وَلَعَنَ الله مَنْ حَالَ بَيْنَكَ وَبَيْنَ مَاءِ الفُراتِ.
أَشْهَدُ أَنَّكَ قُتِلْتَ مَظْلُوماً، وَأنَّ الله مُنْجِزٌ لَكُمْ ما وَعَدَكُمْ، جِئْتُكَ يَا ابْنَ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ وَافِداً إِلَيْكُمْ وَقَلْبِي لَكُمْ مُسَلِّمٌ، وَأَنَا
ص: 190
لَكُمْ تابِعٌ، وَنُصْرَتى لَكُمْ مُعَدَّةً حَتَّى يَحْكُمَ الله وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ، مَعَكُمْ مَعَكُمْ لا مَعَ عَدُوِّكُمْ إِنِّى بِكُمْ وَبِايَابِكُمْ(1) مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، وَبِمَنْ خَالَفَكُمْ وَقَتَلَكُمْ مِنَ الكَافِرِينَ، فَلَعَنَ اللهُ أُمَّةً قَتَلَتْكُمْ بِالأيْدِى وَالألْسُن.
ثم انكبّ عَلَى القبر، وقُل:
السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ الْمُطِيعُ اللَّهِ وَلِرَسُولِهِ وَلَأمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَالحَسَنِ وَالْحُسَينِ علیهم السلام، والسَّلَامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ وَمَغْفِرَتْهُ [وَرِضْوانُهُ وَ](2) عَلَى رُوحِكَ [وَبَدَنِكَ](3).
أشْهَدُ وَأشْهدُ اللهَ أنَّكَ مَضَيْتَ عَلَى مَا مَضَى بِهِ البَدْرِيُّونَ وَالمُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ، والمُناصِحُونَ لَه فِي جِهادِ أعْدائِهِ، المُبالِغُونَ فِى نُصْرَةِ أَوْلِيائِهُ، الذَّابُونَ عَنْ أَحِبَّائِهِ، فَجَزاك الله أفْضَلَ الجَزاءِ، وَأَوْفَرَ جَزاءِ احَدٍ وَفَى بِبَيْعَتِهِ للحسين علیه السلام، وَاسْتَجابَ لَهُ دَعْوَتَهُ، وَأَطاعَ وَلاةَ أَمْرِهِ.
وأشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ َبالَغْتَ فِى النَّصِيحَةِ، وَأَعطَيْتَ غايَةَ المَجْهُودِ، فَبَعَثَكَ اللهُ فِي النَّبيِّين والشُّهَداءِ، وَجَعَلَ رَوحَكَ مَعَ
ص: 191
ص: 192
ص: 193
وَضاعَفَ عَلَيْهِمُ الْعَذابَ الألِيمَ، أَتَيْتُكَ يَا مولايَ يَا ابْنَ رَسُول الله زائِراً عارفاً بحَقِّكَ، مُوالِياً لأوْلِيائِكَ، مُعادِيَاً لأعْدِيْكَ، مُسْتَبْصِراً بالْهُدَى الَّذِي أنْتَ عَلَيْهِ، عارفاً بضَلالَةِ مَنْ خَالَفَكَ، فَاشْفَعْ لِي عِنْدَ رَبِّكَ.
ثُمّ تنكبَّ عَلَى القبر، وتضع خدَّك عليه، وتتحوّل إلى الرَّأس، وَتقُول:
السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا حُجَّةَ الله فِي أَرْضِهِ وَسَمائِهِ، صَلَّى الله عَلَى رُوحِكَ الطَّيِّبِ وَجَسَدِكَ الطَّاهِرِ، وَعَلَيْكَ السَّلَامُ يَا مَوْلايَ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكَاتُهُ.
ثُمّ تنكبّ عَلَى القبر وتقبِّله وتضع خدَّك عليه، ثمّ تنحرف إلى عند الرأس فتصَلّي ركعتين، ثم تتحوّل الى عند الرِّجلين فتزور عَليّ بن الحسين، علیهما السلام وقُل:
السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مَوْلايَ وَابْنَ مَوْلایَ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ، لَعَنَ الله مَنْ ظَلَمَكَ، َولَعَنَ الله مَنْ قَتَلَكَ، وَلَعَنَ الله مَن أَستَخَفَّ حُرمَتَكَ وضاعَفَ عَلَيْهِمُ الْعَذابَ الأَلِيمَ. وتدعو بما تريد.
ثمّ تزور الشهداء، فتقول:
السَّلَام عَلَيْكُمْ أيُّهَا الصِّدِّيقُونَ السَّلَام عَلَيْكُمْ أَيُّهَا الشُّهَدَاءُ الصَّابِرُونَ، أَشْهَدُ أَنَّكُمْ جَاهَدْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَقَّ جهادِهِ، وَصَبَرْتُمْ عَلَى الأذى فِى جَنْب اللهِ، وَنَصَحْتُمْ ِللهِ
ص: 194
وَلِرَسُولِهِ حَتَّى أَتَاكُمُ الْيَقِينُ، أشْهَدُ أَنَّكُمْ أحْيَاء عِنْدَ رَبِّكُمْ تُرْزَقُونَ، فَجَزاكُمُ اللهُ عَنِ الإِسْلامِ وَأهْلِهِ أَفْضَلَ جَزاءِ الْمُحْسِنِينَ، وَجَمَعَ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ فِي مَحَلَّ النَّعِيم.
وتقول في زيارة العبّاس علیه لسلام
السَّلَام عَلَيْكَ يَا ابْنَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، السَّلَام عَلَيْكُمْ أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ المُطِيعُ اللَّهِ وَلِرَسُولِهِ، أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ جاهَدْتَ وَنَصَحْتَ وَصَبَرْتَ حَتَّى أَتَاكَ الْيَقِينُ، لَعَنَ اللهُ الظَّالِمِينَ لَكُمْ مِنَ الأوَّلِينَ وَالآخِرينَ وَالْحَقَهُمْ بِدَرْكِ الْجَحِيمِ(1).
ص: 195
وَمنها زيَارة يوم عَرفة
فإذا أتيت مشهدهُ فاغتسل [من الفرات إن أمكنك وإلّا فَمِن حيث أمكنك](1)، والْبَس أطهر ثيابك، واقصد حضرتَهُ الشَّريفَةَ [وأنت عَلَى سكينة ووقار، فإذا بلغت باب الحائر فكبّر الله تعالى](2) وَقُل:
السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ آدَمَ صَفْوَةِ الله، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ اللهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ نوح نبيّ اللهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَارثَ مُوسَى كَلِيمِ اللهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ عِيسى رُوحِ اللَّهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ مُحَمَّدٍ رَسولِ اللهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَارثَ أمِيرَ الْمُؤْمِنينَ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ الحَسنِ الزّكيّ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ مُحَمَّدٍ الْمُصْطَفى، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ عَلَى الْمُرْتَضَى، السَّلَامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ.
ثُمّ قف على الباب، فَقُل:
اللهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيراً، وَالْحَمْدُ للهِ كَثِيراً، وَسُبْحانَ اللهِ
ص: 196
بُكْرَةً وَأَصِيلاً، والْحَمْدُ للهِ الَّذِى هَدانا لِهذا وَما كُنَّا لِنهْتَدِيَ لَوْلا أنْ هَدَانَا اللهُ، لَقَدْ جاءَتْ رُسُلُ رَبِّنا بالْحَقِّ، السَّلَامُ عَلَى رَسُول الله صلی الله علیه وآله وسلم، السَّلَامُ عَلَى أمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، السَّلَامُ عَلَى فَاطِمَةَ الزَّهْراءِ سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمِينَ، السَّلَامُ عَلَى الْحَسَنِ وَالحُسَيْنِ، السَّلَامُ عَلَى عَلَى بْنِ الْحُسَيْنِ، السَّلَامُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، السَّلَامُ عَلَى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، السَّلَامُ عَلَى مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ، السَّلَامُ عَلَى عَلَيّ بْنِ مُوسى، السَّلَامُ عَلى مُحَمَّدٍ بْنِ عَلِيٍّ، السَّلَامُ عَلَى عَليِّ بْنِ مُحَمَّدٍ، السَّلَامُ عَلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، السَّلَامُ عَلَى الْخَلَفِ الصَّالِحِ القَائِمِ الْمُنْتَظَرِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا عَبْدِ الله، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنينَ، عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ أمَتِكَ، الْمُوالِى لِوَليّكَ، الْمُعادِي لِعَدُوّكَ، أسْتَجارَ بِمَشْهَدِكَ، وَتَقَرَّبَ إلى اللهِ بِقَصْدِكَ، والْحَمْدُ للهِ الَّذِي هَدَانِي لِوِلايَتِكَ وَخَصَّنِي بزيَارَتِكَ، وَسَهَّلَ لِى قَصْدَكَ.
ثُمّ تدخل وتقف ممّا يلى الرأس وتقول:
السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ آدَمَ صَفْوَةِ اللهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ نوح نبيّ اللهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ اللهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ مُوسَى كَلِيمِ اللهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ عِيسى روح اللهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ مُحَمَّدٍ حَبِيبِ اللهِ، السَّلَامُ
ص: 197
عَلَيْكَ يَا وَارثَ أمِيرَ الْمُؤْمِنينَ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابنَ فاطِمَةِ الزَّهراءِ، [السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ مُحَمَّدٍ الْمُصْطَفى](1)، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ عَلَى الْمُرْتَضَى، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ خَدِيجَةَ الكُبْرَى، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ثَارَ الله وابْنَ ثارِهِ وَالْوِتْرَ الْمَوْتُورَ.
أشْهَدُ أنَّكَ قَدْ أقَمْتَ الصَّلاةَ، وَآتَيْتَ الزَّكَاةَ، وأمَرْتَ بِالمَعْرُوفِ وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَأطَعْتَ اللهَ حَتَّى أَتَاكَ الْيَقِينُ، فَلَعَنَ اللهُ أُمَّةً ظَلَمَتْكَ، وَلَعَنَ اللهُ أُمَّةً قَتَلَتْكَ، وَلَعَنَ اللهُ أُمَّةً سَمِعَتْ بِذلِكَ فَرَضِيَتْ به، يَا مَوْلايَ يَا ابا عَبْدِ اللَّهِ، أَشْهَدُ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ وَأَنْبِيَاءَهُ وَرُسُلَهُ أَنِّى بِكُمْ مُؤْمِنٌ، وَبِايَابِكُمْ مُوقِنُ، بِشَرايع ديني، وَخَواتِيمٍ عَمَلِي، فَصَلَواتُ اللهِ عَلَيْكُمْ، وَعَلَى أَرْواحِكُمْ وَأجْسادِكُمْ، وَعَلَى شاهِدِكُمْ وَعَلَى غَائِبِكُمْ، وَظَاهِرِكُمْ وَباطِنِكُمْ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ خاتم النَّبِيِّينَ، وَابْنَ سَيّدِ الْوَصِيِّينَ، وَابْنَ إمَامِ الْمُتَّقِينَ، وَابْنَ قَائِدِ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ إِلى جَنَّاتِ النَّعِيمِ، وَكَيْفَ لا تَكُونُ كَذلِكَ وَأنْتَ بابُ الْهُدَى، وَإمامُ التَّقى، وَالْعُرْوَةُ الْوُثْقَى، وَالْحُجَّةُ عَلَى أَهْلِ الدُّنْيَا، وَخامِسٌ أهل(2) الكِساءِ، غَذَّتْكَ يَدُ الرَّحْمَةِ، وَرَضَعْتَ مِنْ ثَدْي الإيمانِ، وَرُبِّيتَ فِي حِجْرِ الإِسْلامِ، فَالنَّفْسُ غَيْرُ رَاضِيَةٍ بِفَراقِكَ، وَلا
ص: 198
شاكَةٍ في حَيَاتِكَ صَلَواتُ اللهِ عَلَيْكَ وَعَلَى آبائِكَ [وَأَبْنائِكَ](1).
السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا صَرِيعَ الْعَبْرَةِ(2) السَّاكِبَةِ، وَقَرِينَ الْمُصِيبَةِ الرَّائِبَةِ، لَعَنَ اللهُ أُمَّةً اسْتَحَلَّتْ مِنْكَ الْمَحارِمَ، فَقُتِلْتَ صَلَّى اللهُ عَلَيْكَ مَقْهُوراً، وَأصْبَحَ رَسُولُ اللهِ صلی الله علیه وآله وسلم [بِكَ](3) مَوْتُوراً، وَأَصْبَحَ كِتابُ اللهِ بِفَقْدِكَ مَهْجُوراً، السَّلَامُ عَلَيْكَ وَعَلَى جَدِّكَ وَأبِيكَ، وَأُمِّكَ وَأخِيكَ، [وَعَلَى الأئِمَّةِ مِنْ بَنِيكَ،](4) وَعَلَى الْمَلائِكَةِ الْحافِّينَ بِقَبْركَ، وَالْمُسْتَشْهَدِينَ مَعَكَ وَالشَّاهِدِينَ لِزُوَّارِكَ الْمُؤْمِنِينَ [بِالْقَبُول عَلَى دُعاء شيعَتِكَ](5)، وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ.
بِأَبِي أَنْتَ وَأمّي يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، لَقَدْ عَظُمَتِ الرَّزِيَّةُ، وَجَلَّتِ الْمُصِيبَةُ بِكَ عَلَيْنَا وَعَلَى جَمِيع أهْلِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ، فَلَعَنَ اللهُ أُمَّةً أَسْرَجَتْ وَالْجَمَتْ وَتَهَيَّأَتْ لِقِتالِكَ يَا مَوْلايَ، يَا أَبَا عَبْدِاللهِ، قَصَدْتُ حَرَمَكَ وَأَتَيْتُ مَشْهَدَكَ اسْألُ اللهَ بِالشَّأنِ الَّذِي لَكَ عِنْدَهُ، وَبِالْمَحَلَّ الَّذِي لَكَ لَدَيْهِ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مَحَمَّدٍ وَأنْ يَجْعَلَنِي مَعَكُمْ فِي
ص: 199
الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ بِمَنْهِ وَجُودِهِ وَكَرَمِهِ.
ثمّ قبّل الضَّريح وصل عند الرَّأس ركعتين تقرأ فيهما ما أحببت، ثُمّ زُر عليّ بن الحسين علیهما السلام فقُل:
السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ نَبِيِّ اللهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنينَ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ الْحُسَيْنِ الشَّهِيدِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الشَّهِيدُ [بْنُ الشَّهيد](1)، السَّلَامُ عَلَيْكَ ايُّهَا الْمَظْلُومُ بْنُ الْمَظْلُوم، لَعَنَ اللهُ أُمَّةً ظَلَمَتْكَ، وَلَعَنَ اللهُ أُمَّةً سَمِعَتْ بِذلِكَ فَرَضِيَتْ بِهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَلِيّ اللهِ وَابْنَ وَليّهِ، لَقَدْ عَظُمَتِ الْمُصِيبَةُ، وَجَلَّتِ الرَّرْيَّةُ بِكَ عَلَيْنَا وَعَلَى جَمِيعِ المُؤْمِنِينَ، فَلَعَنَ اللهُ أُمَّةً قَتَلَتْكَ، وَأبرَأ إلى اللهِ وَإِلَيْكَ مِنْهُمْ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ.
ثمّ توجَّه إلى زيارة الشُّهداء، وقُلْ:
السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا أَوْلِياءَ اللَّهِ وَأَحِبَّاءَهُ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا أَصْفِياءَ اللَّهِ وَأَوِدَّاءَهُ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا أَنْصارَ دِينِ اللَّهِ، وَأَنْصَارَ نَبيِّهِ، وَأنْصارَ أمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، وأنصار فاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمِينَ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا َأنْصارَ أبى مُحَمَّدٍ الزَّكي الْحَسَنِ الْوَلِي النَّاصِح، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا أَنْصارَ أَبي عَبْدِ اللهِ الْحُسَيْنِ الشَّهِيدِ الْمَظْلُومِ صَلَواتُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ.
ص: 200
بأبي أنْتُمْ وَأُمِّي طِبْتُمْ وَطابَتِ الأَرْضُ الَّتِي فِيها دُفِنْتُمْ وَفُزْتُمْ وَاللهِ فَوْزاً عَظِيماً، يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَكُمْ فَأفُوزَ مَعَكُمْ فِي الْجِنانِ مَعَ الشَّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً، وَالسَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ.
ثمَّ عُد إلى عند راس الحُسين علیه السلام، واستكْثِر من الدّعاء لنفسك ولأهلك ولإخوانكَ من المؤمنين.(1)
ثمّ ودّعه وامشِ إلى مشهد العبّاس بِنْ أمير المؤمنين علیه السلام، فإذا أتيته فقف عَلَى قبره، وقُل:
السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أبا الْفَضْلِ الْعَبَّاسَ بْنَ أمِير المؤمِنِينَ علیه السلام، السَّلامُ عَلَيْكَ َيا ابْنَ سَيّدِ الْوَصِيِّينَ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ أوَّلِ الْقَوْمِ إسْلاماً، وَأقْدَمِهِمْ إيماناً، وَأَقْوَمِهِمْ بِدِين اللهِ، وَأَحْوَطِهِمْ عَلَى الإِسْلامِ.
أشْهَدُ لَقَدْ نَصَحْتَ اللهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَخِيكَ فَنِعْمَ الأُخُ الْمُواسِى لأخيهِ، فَلَعَنَ الله أُمَّةً قَتَلَتْكَ، وَلَعَنَ الله أُمَّةً ظَلَمَتْكَ، وَلَعَنَ الله أمَّةً اسْتَحَلَّتْ مِنْكَ الْمَحارمَ، وَانْتَهَكَتْ فِي قَتْلِكَ حُرْمَةَ الإِسْلامِ، فَنِعْمَ الأخُ الصَّابِرُ الْمُجاهِدُ والمُحامِي النَّاصِرُ وَالأَخُ الدَّافِعُ عَنْ أَخِيهِ، الْمُجِيبُ إِلى طَاعَةِ رَبِّهِ، الرَّاغِبُ فِيمَا زَهِدَ فِيهِ غَيْرُهُ مِنَ الثَّوابِ الْجَزِيلِ وَالثَّناءِ الْجَمِيلِ، فَأَلْحَقَكَ اللهُ بِدَرَجَةِ
ص: 201
آبائِكَ فِى دار النَّعِيمِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.
ثُم انكبّ عَلَى القبر وقُل:
اللَّهُمَّ لَكَ تَعَرَّضْتُ، وَلِزِيَارَةِ أَوْلِيائِكَ قَصَدْتُ، رَغْبَةً فِي ثَوابِكَ، وَرَجَاءَ لِمَغْفِرَتِكَ، وَجَزِيلِ إِحْسانِكَ، فَأَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأنْ تَجْعَلَ رِزْقِى بهم دارّاً، وَعَيْشِى بهِمْ بِهِمْ قارّاً، وَزِيَارَتِي بِهِمْ مَقْبُولَةً، وَذَنْبِي بِهِمْ مَغْفُوراً، وَاقْلِبْني بِهِمْ مُفْلِحاً مُنجحاً مُسْتَجاباً دُعانِى بأفْضَلِ مَا يَنْقَلِبُ بِهِ أَحَدٌ مِنْ زُوَّارِهِ وَالْقَاصِدِينَ إِلَيْهِ، بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.(1)
ص: 202
ومنها زيَارة يوم عاشوراء قبل أن تزول الشمس من قرب أو بعدٍ
إذا أردت ذلك أومأتَ إليهِ بالسّلام، واجتهدت في الدعاء على قاتليه، فقُل عند الإيماء:
السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا َابَا عَبْدِ اللهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ رَسُول اللهِ(1)، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ أَمِيرِ المُؤْمِنينَ، وَابْنَ سَيِّدَ الوَصِيِّينَ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ فاطِمَةَ الزّهراءِ سَيِّدَةِ نِساءِ العَالَمِينَ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ثَارَ الله وابْنَ ثارِهِ وَالْوثرَ المَوْتُورَ، السَّلَامُ عَلَيْكَ وَعَلَى الأرواح الّتى حَلَّتْ بِفِنائِكَ وَأناخَتْ بِرَحْلِكَ، عَلَيْكُمْ مِنّى جَميعاً سَلامُ اللهِ أبَداً ما بَقِيتُ وَبَقِيَ الليْلُ وَالنَّهارُ.
يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، لَقَدْ عَظُمَتِ الرَّزيَّةُ، وجَلَّتْ وعَظْمَتِ المُصِيبَةُ بِكَ(2) عَلَيْنا وَعَلَى جَمِيع أهْلِ الإسْلامِ، وَجَلَّتْ وَعَظُمَتْ مُصِيبَتُكَ فِي السَّمَوَاتِ عَلَى جَمِيعِ أَهْلِ السَّمَوَاتِ، فَلَعَنَ اللهُ أُمَّةً
ص: 203
أسَّسَتْ أساسَ الظُّلْم وَالجَوْر عَلَيْكُمْ أَهْلَ البَيْتِ، وَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً دَفَعَتْكُمْ عَنْ مَقَامِكُمْ وَأَزالَتْكُمْ عَنْ مَراتِبِكُمُ الَّتِي رَتَّبَكُمُ اللهُ فِيها، وَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً قَتَلَتْكُمْ، وَلَعَنَ اللهُ الْمُمَهِّدِينَ لَهُمْ بِالتَّمْكِينَ مِنْ قِتالِكُمْ، بَرئْتُ إلى اللهِ وَإِلَيْكُمْ مِنْهُمْ وَمِنْ أشْياعِهِمْ وَأَتْباعِهِمْ وَأوْلِيائِهِمْ.
يَا أبَا عَبْدِ اللهِ، إِنِّى سِلْمٌ لِمَنْ سالَمَكُمْ، وَحَرْبٌ لِمَنْ حارَبَكُمْ إلى يَوْمِ القِيامَةِ، وَلَعَنَ اللهُ آلَ زِيَادٍ وَآلَ مَرْوانَ، وَلَعَنَ اللَّهُ بَنِي أمَيَّةَ قاطِبَةً، وَلَعَنَ اللهُ ابْنَ مَرْجانَةَ، وَلَعَنَ اللهُ عُمَرَ بْنَ سَعْدٍ، وَلَعَنَ اللهُ شِمْراً، وَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً أَسْرَجَتْ وَالْجَمَتْ وَتَنَقَّبَتْ وَتَهَيّأتْ لِقِتالِكَ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي لَقَدْ عَظُمَ مُصَابِي بِكَ، فَأَسْأَلُ الله الَّذِي أكْرَمَ مَقامَكَ، وَأَكْرَمَنِي بِكَ، أنْ يَرْزُقَنِي طَلَبَ ثارِكَ مَعَ إِمَامٍ مَنْصُورٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ.
اللّهمّ أجْعَلْنى عِنْدَكَ وَجيهاً بالحُسَيْنِ علیه السلام فِي الدُّنْيا وَالآخِرَةِ.
يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، إِنِّي أَتَقَرَّبُ إِلى اللهِ، وَإلَى رَسُولِهِ، وَإلى أمير المُؤْمِنينَ، وَإِلَى فَاطِمَةَ، والى الحَسَنِ وَإِلَيْكَ بِمُوالاتِكَ، وَبِالْبَرَاءَةِ مِمَّنْ أسَّسَ أساسَ الظُّلْم وَالجَوْرِ عَلَيْكُمْ، وَأَبْرَأُ إلى اللَّهِ وَإِلَى رَسُولِهِ مِمَّنْ أَسَّسَ أَساسَ ذلِكَ، وَبَنى عَلَيْهِ بُنْيَانَهُ، وَجَرَى فِى ظُلْمِهِ وَجَوْرِهِ عَلَيْكُمْ َأهْلَ البَيْتِ وَعَلَى أشْياعِكُمْ،
ص: 204
بَرِئْتُ إلى اللهِ وَإِلَيْكُمْ مِنْهُمْ، وَأتَقَرَبُّ إلى اللهِ وَإلى رَسولِهِ ثُمَّ إلَيْكُمْ بمُوالاتِكُم وَمُوالاةِ وَلِيِّكُمْ، وَبِالْبَرَاءَةِ مِنْ أعْدائِكُمْ، وَالنَّاصِبِينَ لَكُمْ الحَرْبَ، وَبِالبَرَاءَةِ مِنْ أشْياعِهِمْ وَأتْباعِهِمْ، إِنِّى سِلْمٌ لِمَنْ سالَمَكُمْ، وَحَرْبٌ لِمَنْ حارَبَكُمْ، وَوَلِيُّ لِمَنْ والاكُمْ، وَعَدُوُّ لِمَنْ عاداكُمْ، فَأَسْأَلُ اللهُ الَّذِي أكْرَمَنى بِمَعْرِفَتِكُمْ، وَمَعْرِفَةِ أَوْلِيَائِكُمْ، وَرَزَقَنى البَراءَةَ مِنْ أعْدائِكُمْ، أَنْ يَجْعَلَنِى مَعَكُمْ فِى الدُّنْيا وَالآخِرَةِ، وَأنْ يُثَبِّتَ لى عِنْدَكُمْ قَدَمَ صِدْقٍ في الدُّنْيا وَالآخِرَةِ، وَأسْألُهُ أنْ يُبَلِّغَنِى الْمَقامَ الْمَحْمُودَ لَكُمْ عِنْدَ اللهِ، وَأَنْ يَرْزُقَنِي طَلَبَ ثَارِي مَعَ إِمَامٍ مَهْدِيٍّ هُدىً ظَاهِرٍ نَاطِقِ بِالحَقِّ مِنْكُمْ، وَأَسْأَلُ الله بِحَقِّكُمْ وَبِالشَّانِ الَّذِي لَكُمْ عِنْدَهُ أنْ يُعْطِيَنِي بِمُصَابِي بِكُمْ أَفْضَلَ ما يُعْطِي مصاباً بِمُصِيبَتِهِ، [مُصِيبَةً](1) مَا أَعْظَمَها وَأَعْظَمَ رَزِيّتهَا فِي الإِسْلامِ وَفِي جَمِيعِ أهل السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ.
اللَّهُمَّ اجْعَلْني فِي مَقَامِي هذا مِمَّن تَنالَهُ مِنْكَ صَلَواتُ وَرَحْمَةً وَمَغْفِرَةٌ.
اللّهُمَّ اجْعَلْ مَحْيَايَ مَحْيا مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَمَماتى ممات مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ.
اللّهُمَّ إنَّ هَذا يَوْمٌ تَبَرَّكَتْ بِهِ بَنُو اُمَيَّةَ وَابْنُ آكِلَةِ الأكْباد،
ص: 205
اللعِينُ بْنُ اللعِينِ عَلَى لِسانِكَ وَلِسانِ نَبِيِّكَ صلی الله علیه وآله وسلم في كُلِّ مَوْطِنٍ وَمَوْقِفٍ وَقَفَ فِيهِ النَّبيّ(1) صلی الله علیه وآله وسلم.
اللَّهُمَّ الْعَنْ أَبَا سُفْيانَ وَمُعَاوِيَةَ(2) وَيَزِيدَ بْنَ مُعَاوِيَةَ(3) عَلَيْهِمْ مِنْكَ اللعْنَةُ َأبَدَ الآبِدِينَ، وَهذا يَوْمٌ فَرِحَتْ بِهِ آلُ زِيَادٍ وَآلُ مَرْوانَ بِقَتْلِهِمُ الحُسَيْنَ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ.
اللّهُمَّ فَضاعِفْ عَلَيْهِمُ اللعْنَ مِنْكَ وَالعَذابَ [الْأَلِيمَ](4).
اللّهُمَّ إنِّي أتَقَرَّبُ إلَيْكَ في هذَا اليَوْمِ، وَفِي مَوْقِفِي هَذا، وَأيَّامٍ حَيَاتِي بِالبَرَاءَةِ مِنْهُمْ، وَاللعْنَةِ عَلَيْهِمْ، وَبِالْمُوالاةِ لِنَبِيِّكَ وَآلِ نَبِيِّكَ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ.
ثمّ تقول:
اللَّهُمَّ الْعَنْ َأوّلَ َظالِم ظَلَمَ حَقَّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَآخِرَ تَابِعِ لَهُ عَلَى ذلِكَ، اللّهُمَّ الْعَنِ العِصابَةَ الَّتِي جَاهَدَتِ الْحُسَيْنَ وَسايَعَتْ وَبايَعَتْ وَتابَعَتْ عَلَى قَتْلِهِ. اللَّهُمَّ الْعَنْهم جميعاً.
تقول ذلك مائة مرّة.
ثمّ تقول:
السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أبا عَبْدِ اللهِ وَعلَى الأرواح التي حَلَّتْ
ص: 206
بِفِنائِكَ، وَأناخَتْ بِرَحْلِكَ، عَلَيْكَ مِنِّي سَلامُ اللهِ أَبَداً مَا بَقِيتُ وَبَقِيَ الليْلُ وَالنَّهارُ، وَلا جَعَلَهُ اللهُ آخِرَ العَهْدِ مِنِّى لِزِيَارَتِكُمْ(1)، السَّلَامُ عَلَى الحُسَيْنِ، وَعَلَى عَلىّ بْنِ الحُسَيْنِ، وَعَلَى أوْلادِ الحُسَيْنِ، وَعَلَى أَصْحَابِ الحُسَينِ. تقول ذلك مائة مرّة.
ثمّ تقول:
اللّهمَّ خُصَّ أنْتَ أوّلَ ظالم بِاللَّعْنِ مِنِّي، وَابْدَأْ بِهِ أوّلاً، ثُمَّ الثَّانِي، ثُمّ الثَّالِث وَالرَّابِع.
اللّهُمَّ الْعَنْ يَزِيدَ خامِساً، وَالْعَنْ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ زِيَادٍ وَابْنَ مَرْجانَةَ وَعُمَرَ بْنَ سَعْدٍ وَشِمْراً وَآلَ أبي سُفْيانَ وَآلَ زِيَادٍ وآلَ مرْوانَ إلَى يَوْمِ القِيامَةِ.
ثم تسجد وتقول:
اللّهمَّ لَكَ الحَمْدُ حَمْدَ الشَّاكِرِينَ لَكَ عَلَى مُصابِهِمْ، الحَمْدُ اللهِ عَلَى عَظِيمٍ رَزِيّتي.
اللّهُمَّ ارْزُقْنى شَفاعَةَ الحُسَيْن يَوْمَ الوُرُودِ، وَثَبِّتْ لي قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَكَ مَعَ الحُسَيْنِ وَأصْحَابِ الحُسَيْنِ الَّذِينَ بَذَلُوا مُهَجَهُمْ دُونَ الْحُسَيْن علیه السلام(2).
فإن كُنت فى المشهد المُقدّس الغروي وزُرتَ الحُسين علیه السلام بهذه
ص: 207
الزيَارة من عند رأس أمير المؤمنين علیه السلام فصلِّ ركعتين وودّع أمير المؤمنين علیه السلام وأومىء إلى الحسين علیه السلام مُنصرِفاً وَجهكَ نحوه فَقُل:
يَا اللهُ يَا اللهُ يَا اللهُ، يَا مُجِيبَ دَعْوَةِ المُضْطَرِّينَ، يَا كَاشِفَ كُرَبِ المَكْرُوبِينَ - إلى آخر الدعاء المذكور في آخر الزيَارة لأمير - المؤمنين الان علیه السلام-.
ص: 208
ومنها زيارة الأربعين وهو اليوم العشرون من شهر صفر
فإذا أردّت زيَارته علیه السلام في ذلك اليوم فَزرهُ عِند ارتفاع النهار، فَقُل:
السَّلَامُ عَلَى وَلِيّ اللهِ وَحَبِيبِهِ، السَّلَامُ عَلَى خَلِيلِ اللهِ وَنَجِيبِهِ، السَّلَامُ عَلَى صَفِيِّ اللَّهِ وَابْنِ صَفِيّهِ، السَّلَامُ عَلَى الحُسَيْنِ المَظْلُوم الشَّهِيدِ، السَّلَامُ عَلَى أسير الكُرُباتِ وَقَتِيل العَبَراتِ.
اللّهُمَّ إنِّى أشْهَدُ أنّهُ وَلِيُّكَ وَابْنُ وَلِيِّكَ، وَصَفِيكَ وَابْنُ صَفِيّكَ، الفائِزُ بكَرامَتِكَ، أكْرَمْتهُ بالشَّهادَةِ، وَحَبَوْتَهُ بالسَّعادَةِ، وَاجْتَبَيْتَهُ بِطِيب الوِلادَةِ، وَجَعَلْتَهُ سَيِّداً مِنَ السَّادَةِ، وَقائِداً مِنَ القادَةِ، وَذائِداً مِنَ الذَّادَةِ(1)، وَأعْطَيْتَهُ مَواريث الأنبياءِ، وَجَعَلْتَهُ
ص: 209
حُجَّةً عَلَى خَلْقِكَ مِنَ الأوْصِياءِ، فَأعْذَرَ فِي الدُّعاءِ(1)، وَمَنَحَ النُّصْحَ، وَبَذَلَ مُهْجَتَهُ فِيكَ لِيَسْتَنْقِذَ عِبادَكَ مِنَ الجَهالَةِ، وَحَيْرَةِ الضَّلالَةِ، وَقَدْ تَوازَرَ عَلَيْهِ(2) مَنْ غَرَّتْهُ الدُّنْيا، وَباعَ حَظَّهُ بالأَرْذَلِ الأدْنَى، وَشَرى آخِرَتَهُ بِالثَّمَنِ الأَوْكَسِ(3)، وَتَغَطْرَسَ(4) وَتَرَدَّى فِي هَوَاهُ، وَأَسْخَطَكَ وَأسْخَطَ نَبِيَّكَ، وَأطاعَ مِنْ عِبادِكَ أَهْلَ الشَّقَاقِ وَالنّفاقِ، وَحَمَلَةَ الأوْزار، المُسْتَوْجبينَ النَّار(5) فَجاهَدَهُمْ فِيكَ صابِراً مُحْتَسِباً حَتَّى سُفِكَ فِي طَاعَتِكَ دَمَّهُ وَاسْتُبِيحَ حَرِيمُهُ.
اللّهُمَّ فَالْعَنْهُمْ لَعْناً وَبِيلاً، وَعَذِّبْهُمْ عَذاباً أَلِيماً.
السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ سَيِّدِ الأوصياء، أشْهَدُ أنَّكَ أمِينُ اللهِ وَابْنُ أَمِينِهِ، عِشْتَ سَعِيداً، وَمَضَيْتَ حَمِيداً، وَمُتَّ فَقِيداً مَظْلُوماً شَهيداً، وأنا أشْهَدُ أَنَّ الله مُنْجِزٌ مَا وَعَدَكَ، وَمُهْلِكٌ مَنْ خَذَلَكَ، وَمُعَذِّبُ مَنْ قَتَلَكَ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ [قَدْ](6) وَفَيْتَ بِعَهْدِ اللَّهِ، وَجاهَدْتَ فِي سَبِيلِهِ حَتَّى أَتَاكَ اليَقِينُ فَلَعَنَ اللهُ مَن قَتَلَكَ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ ظَلَمَكَ، وَلَعَنَ اللهُ أُمَّةً سَمِعَتْ بِذَلِكَ فَرَضِيَتْ بِهِ.
ص: 210
اللَّهُمَّ إنِّى أَشْهدُكَ أنّى وَلِيٌّ لِمَنْ والاهُ، وَعَدُوُّ لِمَنْ عاداهُ، بأبي أنْتَ وَأُمِّي يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ، أشْهَدُ أَنَّكَ كُنْتَ نُوراً فِى الأصْلاب الشَّامِخَةِ، وَالأرْحامِ الطَّاهِرَةِ(1) لَم تُنَجِّسْكَ الجَاهِلِيَّةُ بأنْجاسِها، وَلَمْ تُلْبِسْكَ المُدْلَهمَّاتُ مِنْ ثِيابها.
وَأَشْهَدُ أَنَّكَ مِنْ دَعائِمِ الدِّينِ، وَأَرْكَانِ المُسْلِمِينَ، وَمَعْقِلِ المُؤْمِنِينَ.
وَأشْهَدُ َأنَّكَ الإمامُ البَرُّ التَّقِيُّ الرَّضِيُّ الزَّكِيُّ الهادِي ال.
وَأشْهَدُ أَنَّ الأئِمَّةَ مِنْ وُلْدِكَ كَلِمَةُ التَّقْوَى، وَأَعْلامُ الهُدَى وَالعُرْوَةُ الوُثْقَى، وَالحُجَّةُ عَلَى أهْل الدُّنْيَا.
وَأشْهَدُ أَنِّى بِكُمْ مُؤْمِنٌ، وَبايَابِكُمْ مُوقِنٌ، بِشَرايع دِيني، وَخَواتِيم عَمَلِي، وَقَلْبِي لِقَلْبِكُمْ سِلْمٌ، وَأمْري لأمْرِكُمْ مُتَّبعٌ، وَنُصْرَتِى لَكُمْ مُعَدَّةً حَتَّى يَأْذَنَ اللهُ لَكُمْ، فَمَعَكُمْ مَعَكُمْ لا مَعَ عَدُوِّكُمْ، صَلَواتُ الله عَلَيْكُمْ، وَعَلى أرْواحِكُمْ وَأجْسادِكُمْ(2)، وَشَاهِدِكُمْ وَغَائِبكُمْ، وَظَاهِركُمْ وَبَاطِنِكُمْ، آمِينَ رَبَّ العالَمِينَ.
ثم تصلّي ركعتين وتدعو بما أحببت وتنصرف إن شاء اللهُ تعالى(3).
ص: 211
الفصل الخامس في زيَارة أبي الحسن موسى بِنْ جعفر الكاظم علیه السلام
فإذا أردْت ذلك، وردتَ إن شاء الله بغداد، فيستحبّ أنْ تغتسل للزِّيارة مندوباً، ثمّ تقصد المشهد الشريف، وتدخل إلى الضريح الطاهر بسكينة ووقارٍ وتقول:
بِسْمِ اللهِ وَبِاللهِ، وَفِي سَبِيلِ اللهِ، وَعَلى مِلَّةِ رَسُول الله صلی الله علیه وآله وسلم، وَالسَّلَامُ عَلَى أَوْلِياءِ اللَّهِ.
فإذا وقفت عليه فقل:
السَّلامُ عَلَيْكَ يَا نُورَ اللهِ فِى ظُلُماتِ الْأَرْضِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَلِيَّ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا حُجَّةَ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا بَابَ اللَّهِ.
أَشْهَدُ أنَّكَ قَد أَقَمْتَ الصَّلاةَ، وَآتَيْتَ الزَّكاةَ، وَأمَرْتَ بالْمَعْرُوفِ، وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَتَلَوْتَ الكِتابَ حَقَّ تِلاوَتِهِ، وَجَاهَدْتَ فِي اللهِ حَقَّ جِهادِهِ، وَصَبَرْتَ عَلَى الأذى فِي جَنْبِهِ(1)
ص: 212
مُحْتَسِباً، وَعَبَدْتَهُ مُخْلِصاً حَتَّى أَتَاكَ الْيَقِينُ.
أشْهَدُ أَنَّكَ أوْلى باللهِ وَبِرَسُولِهِ، وَأَنَّكَ ابْنُ رَسُول اللهِ حَقَّاً أَبْرَأُ إِلى اللَّهِ مِنْ أَعْدائِكَ، وَأَتَقَرَّبُ إِلى اللهِ بِمُوالاتِكَ، أَتَيْتُكَ يَا مَوْلايَ عارِفاً بِحَقِّكَ، مُوالِياً لأَوْلِيائِكَ، مُعادِياً لأَعْدائِكَ، فَاشْفَعْ لِي عِنْدَ رَبِّكَ.
ثمّ تنكبَّ على القبر وتقبِّله، وتضعْ خدّيك عليه، وتحوَّل إلى عند الراس وقف وقُل:
السَّلامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ، أَشْهَدُ أَنَّكَ صادِقٌ صِدِّيقٌ، أَدَّيْتَ ناصحاً، وَقُلْتَ أمِيناً، وَمَضَيْتَ شَهِيداً، لَمْ تُؤْثِرْ عَمىً عَلَى هُدىً، وَلَمْ تُمِلْ مِنْ حَقٍّ إلى باطِلٍ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آبائِكَ وَأَبْنائِكَ الطَّاهِرِينَ.
ثمّ قبل القبر وصلِّ ركعتين عند الرأس، وصلِّ بعدها ما أحببت واسجُد وقُل:
اللّهُمَّ إِلَيْكَ اعْتَمَدْتُ، وَإِلَيْكَ قَصَدْتُ، وَلِفَضْلِكَ(1) رَجَوْتُ، وَقَبْرَ إمامِي الَّذِي أَوْجَبْتَ عَلَيَّ طاعَتَهُ زُرْتُ، وَبِهِ إِلَيْكَ تَوَسَّلْتُ وَبِحَقِّهِمُ(2) الَّذِي أوْجَبْتَ على نَفْسِكَ، أَغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَا كَرِيمٌ.
ص: 213
ثمّ تقلب خدَّك الأيمن وتقول:
اللّهُمَّ قَدْ عَلِمْتَ حَوائِجِي، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاقْضِها.
ثمّ تقلّب خدَّك الأيسر فتقول:
اللّهُمَّ قَدْ أَحْصَيْتَ ذُنُوبِي فَبِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاغْفِرْها، وَتَصَدَّقْ عَلَيَّ بما أنْتَ أهْلُه.
ثمّ عُدْ الى السُّجود وقُل:
شكراً شُكراً مائة مرَّة.
ثمَّ ارفعْ رأسك من السُّجود وادعُ بما شئت(1).
ص: 214
الفصل السادس في زيارة مولانا أبي جعفر محمد بن علي الجواد علیه السلام
وهو بظهر جدّه علیه السلام: تقف عليه بعد فراغك من زيارة جدّهِ علیه السلام وتقول:
السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَلِيَّ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا حُجَّةَ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا نُورَ اللَّهِ فِي ظُلُماتِ الْأَرْضِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلى آبائِكَ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلَى أَبْنائِكَ: السَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلَى أَوْلِيائِكَ، أشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ أَقَمْتَ الصَّلاةَ، وَآتَيْتَ الزَّكَاةَ، وَأمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَتَلَوْتَ الْكِتَابَ حَقَّ تِلاوَتِهِ، وَجَاهَدْتَ فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ، وَصَبَرْتَ عَلَى الأَذِى في جَنْبِهِ حَتَّى أَتَاكَ الْيَقِينُ.
أتَيْتُكَ زائراً، عارفاً بحَقَّكَ، مُوالِياً لأوْليائِكَ، مُعادِياً لِأعْدائِكَ، فَاشْفَعْ لِي عِنْدَ رَبِّكَ.
ثمّ قبّل القبر وضع خدَّيك عليه، ثمّ صلّ ركعتين للزِّيارة وصلِّ بعدهما ما شئت، ثمّ اسجد وقُل:
ص: 215
إِرْحَمْ مَنْ أَساءَ واقْتَرَفَ وَاسْتَكانَ وَاعْتَرَفَ.
ثمّ اقلب خدّك الأيمن وقُل:
إن كُنْتُ بئْسَ الْعَبْدُ فَأنْتَ نِعْمَ الرَّبُّ.
ثمّ اقلب خدّك الأيسر وقل:
عَظُمَ الذَّنَبُ مِنْ عَبْدِكَ، فَلْيَحْسُنِ الْعَفْوُ مِنْ عِنْدِكَ يَا كَرِيمُ.
ثمّ تعود الى السُّجود وتقول: شُكْراً شُكْراً مائة مرّة(1).
زيارة اُخرى لهما علیهما السلام
فإذا أردت ذلك قف على ضريحها الطاهر، وقُل:
السَّلامُ عَلَيْكُما يَا وَلِيّي اللهِ، السَّلَامُ عَلَيْكُما يا حُجَّتَي الله، السَّلَامُ عَلَيْكُما يَا نُورَى اللهِ فِي ظُلُماتِ الْأَرْضِ، أَشْهَدُ أَنَّكُما قَدْ بَلَّغْتُما عَن اللهِ ما حَمَّلَكُما، وَحَفِظْتُما مَا اسْتَوْدَعْتُمَا، وَحَلَّلْتُما حَلالٌ اللهِ، وَحَرَّمْتُما حَرامَ اللهِ، وَأَقَمْتُما حُدُودَ الله، وَتَلَوْتُما كِتابَ الله، وَصَبَرْتُما عَلَى الأذَى فِي جَنْبِ اللهِ مُحْتَسَبِينَ حَتَّى أَتَاكُما اليَقِينُ، أَبْرأُ إِلى اللهِ مِنْ أَعْدائِكُما وَأَتَقَرَّبُ إِلى اللهِ بِوِلايَتَكُما، أتَيْتُكُما زائِراً، عارِفاً بِحَقِّكُما، مُوالِياً لأوْلِيائِكُما، مُعادِيَاً
ص: 216
لأعْدائِكُما، مُسْتَبْصِراً بالهُدَى الَّذِي أنْتُما عَلَيْهِ، عارفاً بضَلالَةِ مَنْ خَالَفَكُما، فَاشْفَعا لِي عِنْدَ [الله](1) رَبِّكُمَا، فَإِنَّ لَكُما عِنْدَ اللهِ جَاهاً [عَظِيماً](2)، وَمَقاماً مَحْمُوداً.
ثم قبّل التربة وضع خدّك الأيمن عليها، وتحوّل الى عند الرأس فقُل:
السَّلَامُ عَلَيْكُما يَا حُجَّتَيْ اللهِ فِي ارْضِهِ وَسَمائِهِ، عَبْدُكُما وَوَلِيُّكُما زائِرُكُما مُتَقَرِّباً إلى اللهِ بِزِيَارَتِكُما.
اللّهمَّ اجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي أَوْلِيَائِكَ المُصْطَفِينَ، وَحَبِّبْ إِلَيَّ مَشاهِدَهُم، وَاجْعَلْنِي مَعَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
وتصلّي لكلِّ إمامٍ ركعتين زيارة مندوباً وتدعو بما أحببت.
فإذا أردت الانصراف فودّعهما 8 تقف عليهما كما وقفت أوّل مرّة وتقول:
السَّلامُ عَلَيْكُما يَا وَلِيّي اللهِ، أَسْتَودِعُكُمَا اللَّهَ وَأَسْتَرْعِيكُمَا وَأَقْرَأَ عَلَيكُمَا السَّلَام.
آمَنَّا بِاللهِ وَبالرَّسولِ وَبمَا جِئْتُما بهِ وَدَلَلتُما عَلَيْهِ. اللَّهُمَّ اكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِينَ.
ص: 217
اَللَّهُمَّ لَا تَجَعَلَهُ آخِرَ العَهْدِ مِن زيَارَتي لَهُما، وارزقنى مُرافَقَتُهما، وأحشُرنى مَعَهُما [وَانفَعني](1) بِحُبِّهُما وَالسَّلَامُ عَلَيْكُما وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ(2).
ص: 218
الفصل السابع في زيارة ثامن الأئمّة الأطهار أبي الحسن الرضا علي بن موسى علیهما السلام
فإذا أردت زيارته علیه السلام [بأرض طوس فاغتسل وأقصد مشهده وقف على باب القبّة واستأذن ثمَّ ادخل مقدّماً رجلك اليمنى](1)، صلى الله فقف على قبره الشريف فصل على رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم وأمير المؤمنين علیه السلام والحسن والحسين والأئمة واحداً وَاحداً إلى آخرهم علیهم السلام، ثم تجلس عند رأسه وتقول:
السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَلِيَّ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا حُجَّةَ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا نُورَ اللهِ فِي ظُلُماتِ الْأَرْضِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا عَمود الدِّينِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ آدَمَ صَفْوَةِ اللهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ نُوحٍ نَبِيَّ اللهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ اللَّهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا َوارثَ مُوسَى كَلِيمِ اللهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ عِيسى رُوحِ اللَّهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللهِ، السَّلَامُ
ص: 219
عَلَيْكَ يَا وَارِثَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَليّ اللَّهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ الحَسَنِ وَالحُسَينِ سَيّدئ شَبَاب أَهلِ الجَنَّةِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ عَلي بْنِ الحُسَينِ سَيِّدِ الْعابِدِينَ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ مُحَمَّدِ بْن عَليّ باقر عِلْم الأَوّلينَ وَالآخَرِينَ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ البارِّ الأمينِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ مُوسَى بْنِ جَعفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ العَبدِ الصالِح الأمينِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّها الشَّهيدُ الصِّديقُ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الرِّضَيُّ الزَّكَيُّ التَّقيُّ.
أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ أقَمْتَ الصَّلاةَ، وَآتَيْتَ الزَّكَاةَ، وأمَرْتَ بِالمَعْرُوفِ، وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَعَبَدتَ اللهَ [مُخْلِصاً](1) حَتَّى أتاكَ الْيَقِينُ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أبَا الحَسَنِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ إِنَّهُ حميدٌ مَجِيدٌ.
ثُمّ تنكب على القبر فتقبّله وتضع خدّك الأيمن عليه وتقول:
اللّهُمَّ إلَيكَ صَممَدتُ مِنْ أرضي، وَقَطَعتُ البِلادَ رَجاءَ رَحْمَتِكَ، فَلَا تُخَيِّبنى وَلَا تَرُدّنى بغَيرِ قَضاءِ حَوَائِجِي، وَأَرْحَمْ تَقَلُّبِي عَلى قَبرِ أَبْنِ رَسولِكَ صلی الله علیه وآله وسلم.
بِأَبي أَنتَ وَأُمّي، أَتَيْتُكَ زائِراً، وَافِداً، عَائِدَاً مِمَّا جَنَيتُ عَلَى نفسي، واختطبتُ عَلَى ظَهري، فَكُن لي شَفيعاً شافعاً إلى الله
ص: 220
تَعَالَى يَوْمَ [حَاجَتى و](1) فَقْري وَفاقَتي، فَلَكَ عِندَ اللَّهِ مَقامُ محمودٌ، وَأَنتَ عِندَهُ وَجيهٌ.
ثمّ ارفع يدك اليمنى وابسط اليُسرى على القبر، وقُل:
اللّهُمَّ إنِّى أَتَقَرَّبُ إلَيْكَ بِحُبِّهُمْ وَبولايَتِهِمْ، أَتَولَّى آخِرَهُمْ كَمَا تَولَّيتَ أَوَّلَهُمْ، وَأَبْرأُ مَنْ كُلِّ وَليجةٍ دونَهُمْ.
اللّهُمَّ الْعَنِ الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَكَ، وَاتَّهموا نَبِيَّكَ، وَجَحَدُوا بآياتِكَ، [وَسَخروا بامامِكَ](2)، وَحَمَلُوا النَّاسَ عَلَى أَكْتَافِ آل مُحَمَّدٍ.
اللّهُمَّ إنِّى أَتَقَرَّبُ إلَيْكَ باللَّعنة عَلَيْهُم، وَالبَراءَةِ مِنهُمْ فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ يَا رَحمَنُ.
ثُمّ تحوّل عند رجلهَ وَقُل:
صَلَّى اللهُ عَلَيْكَ يَا أبَا الحَسَنِ، صَلَّى اللهُ عَلَى رُوحِكَ وَبَدَنِكَ، وَلَعَنَ اللهُ الظَّالِمِينَ لَكُمْ مِنَ الأولينَ وَالآخِرينَ.
ثُمّ ارجع إلى عند رأسه فصلّ ركعتين وصلّ بعدهما ما بدا لك إن شاء الله(3).
فإذا أردتَ الإنصراف فقف عند قبره علیه السلام وودّعه وقُل:
السَّلامُ عَلَيْكَ يَا مَولايَ وَابْنَ مَولَايَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ
ص: 221
أَنتَ لَنا جُنَّةٌ مِنَ العَذابِ وَهَذا أَوانُ انِصرافي غَيرُ راغبٍ عَنْكَ وَلا مُستَبْدِل بِكَ وَلا مُؤثِرِ عَلَيْكَ غَيْرَكَ وَلَا زَاهِدٍ فِي قُربِكَ جدتُ بنَفسي للحَدَثَانِ وَتَرَكْتُ الأَهلَ والأوطانَ فَكُنْ لي شافعاً يَومَ فَقْرِي وَفَاقَتي يَومَ لا يُغنى عَنى حَمِيمٌ وَلا قَريبٌ.
أسألُ اللهَ الَّذي قَدَّرَ رَحيلى إِلَيْكَ أَنْ يُنَفِّسَ بِكُمْ كَربي، وأسألَهُ أَلَّا يَجَعَلَهُ آخِرَ العَهْدِ مِن رُجوعى وَأَسأَلَهُ أَنْ يَجعل زيَارَتي لَكَ ذُخْراً عِندهُ وَأَسأَلُ اللهُ الَّذِي هَدَانِي لِلتَّسْلِيمِ عَلَيْكَ أن يورِدَني حَوضَكُمْ وَيَرْزَقَنى مُرافَقَتَكُمْ فِي الجِنانِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا صَفْوَةَ اللهِ، السَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبدِاللهِ خاتِمِ النَّبِيِّين، السَّلَامُ عَلَى أمِيرِ الْمُؤْمِنينَ سيّد الوَصيِّين، السَّلَامُ عَلَى الحَسَنِ وَالحُسَينِ سَيِّدَى شَبَابٍ أَهلِ الجَنَّةِ مِنَ الخَلْقِ أَجمَعينَ، السَّلَامُ عَلَى الأَئِمَّةِ الرّاشِدينَ، السَّلَامُ عَلَينا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ.
ثُمّ تدعو لنفسك ولوالديك ولجميع إخوانكَ المؤمنينَ وتَسأل الله أن لا يجعلهُ آخِر العهد إن شاء الله تعالى(1).
ص: 222
الفصل الثامن في زيارة الإمامين الهمّامين السيّدين أبى الحسن علي بن محمد الهادي، وأبي محمد الحسن بن على العسكري علیهما السلام بسرّ من رَأَى
فإذا أردت ذلك ووردت مشهدهما علیهما السلام اغتسل مندوباً، فإذا وقفت على قبريهما، قل:
السَّلامُ عَلَيْكُما يَا وَليَّى الله، السَّلامُ عَلَيْكُما يَا نَجِيَّي(1) اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَما يَا نُورَيِ اللهِ فِى ظُلُماتِ الأَرْضِ، السَّلامُ عَلَيْكَما يَا أَمِيني اللهِ(2)، أَتَيْتُكُما زائِراً لَكُما، عارفاً بحَقِّكُما، [مُعادِيَاً لأعْدائِكُما، مُوالِياً لأوْلِيائِكُما،](3) مُؤْمِناً بما آمَنْتُما بِهِ، كافِراً بمَا كَفَرْتُما بهِ، مُحَقِّقاً لِما حَقَّقْتُما، مُبْطِلاً لما أبْطَلْتُما، أَسْأَلُ اللهَ رَبِّي وَرَبَّكُما أَنْ يَجْعَلَ حَظِّى مِنْ زِيَارَتِكُما الصَّلاةَ
ص: 223
عَلَى مُحَمدٍ وَآلِهِ، وَأَنْ يَرْزُقَنِي [مُرافَقَتَكُما فِي الجِنانِ مَعَ آبائِكُمَا الصَّالِحِينَ، وَأسْألُهُ أنْ يُعْتِقَ رَقَبَتِى مِنَ النَّار، وَيَرْزُقَنِي](1) شَفاعَتَكُما، وَلا يُفَرِّقَ بَيْنِي وَبَيْنَكُما، وَلَا يَسْلُبَنِي حُبُّكُما وَحُبَّ آبائِكُمَا الصَّالِحِينَ، وَأنْ لا يَجْعَلَهُ آخِرَ العَهْدِ مِنْ زيَارَتِكُما وَأَنْ يَحْشُرَنِي مَعَكُما وَيجْمَعَ بَيني وَبَينكُما فِي الجَنَّةِ بِرَحْمَتِهِ.
ثمّ تنكب على كلّ واحد من القبرين فتقبّله وتضع خدّيك عليه، ثُمّ ترفع رأسكَ وتقول:
اللّهُمَّ ارْزُقْنِي حُبَّهُم(2)، وَتَوَفَّنِي عَلَى وِلايَتَهم(3).
[اللّهُمَّ الْعَنْ َظالِمِي آل مُحَمَّدٍ حَقَّهُمْ وَانْتَقِمْ مِنْهُمْ.](4)
اللّهُمَّ الْعَنِ الأولين منهُم وَالآخِرِينَ وَضاعِفْ عَلَيْهِمُ العَذابَ الأليمَ، إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.
اللّهمَّ عَجِّلْ فَرَجَ وَليّكَ وَابْنِ نَبِيِّكَ، وَاجْعَلْ فَرَجَنامَعَ فَرَجِهِم(5)، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
ثُمّ تُصلّ عند الرأسِ أربع ركعات وتصلّي بعدها ما بدالك
ص: 224
وتدعو لنفسك ولوالديك ولجميع المؤمنين بما تريد(1)
السَّلامُ عَلَيْكُما يَا وَلِيّى اللهِ، اسْتَودِعُكُمَا الله، وَأَقْرَاَ عَلَيْكُمَا السَّلَام.
آمَنَّا بِاللهِ وَبِالرَّسولِ وَبمَا جِئْتُما بهِ وَدَلَلتُما عَلَيْهِ. اللَّهُمَّ اكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِينَ.
[ثمّ اخرج ووجهك إلى القبرين على أعقابك](2).(3)
ص: 225
تتمّة في زيارة سيّدنا ومولانا حجّة الله الخلف الصالح أبي القاسم مُحمَّد المهديّ صاحب الزمان صلوات الله عليه وعلى آبائهِ بسرّ من رأى
فإذا وصلت إلى حرمة بسرّ من رأى فاغتسل وألبس أطهر ثيابك وقف على باب حرمه علیه السلام وقبل أن تنزل السرداب وزر بهذه الزيارة فقل:
السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا خَلِيفَةَ اللهِ وَخَلِيفَةَ آبائِهِ الْمَهْدِيِّينَ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَصِيَّ الأوصِياءِ الْمَاضِينَ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا بَقِيَّةَ اللهِ مِنَ الصَّفْوَةِ الْمُنْتَجَبِينَ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا َحافِظَ أَسْرار رَبِّ العالَمِينَ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ الأنْوارِ الظَّاهِرَة(1)، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ الأعْلام الباهِرَةِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ الْعِتْرَةِ الطَّاهِرَةِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مَعْدِنَ الْعُلُومِ النَّبَوِيَّة، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا بِابَ اللَّهِ الَّذِي لا يُؤْتَى إِلّا مِنْهُ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا سَبِيلَ اللَّهِ الَّذِي مَنْ سَلَكَ غَيْرَهُ هَلَكَ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ناظِرَ شَجَرَةِ طُوبَى
ص: 226
وَسِدْرَةِ الْمُنْتَهَى، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا نُورَ اللهِ الَّذِى لا يُطْفَأ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا حُجَّةَ اللهِ التى لا تَخْفَى، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا حُجَّةَ اللهِ عَلَى مَنْ فِي الأرْضِ وَالسَّمَاءِ، السَّلَامُ عَلَيْكِ سَلَام مَنْ عَرَفَكَ بِما عَرَّفَكَ بِهِ اللَّهِ وَنَعَتَكَ بِبَعْضِ نُعُوتِكَ التى أنْتَ أهْلُها وَفَوْقها.
أشْهَدُ أنَّكَ الحُجَّةُ عَلَى مَنْ مَضَى وَمَنْ بَقِيَ، وَأنّ حِزْبَكَ هُمُ الغالِبُونَ، وَأوْلِياءَكَ هُمُ الفَائِزُونَ، وَأعْداءَكَ هُمُ الخاسِرُونَ، وَأَنّكَ خازِنُ كُلّ عِلْمٍ، وَفاتِقُ كُلِّ رَتْقِ، وَمُحَقِّقُ كُلّ حَقٌّ، وَمُبْطِلُ كُلِّ باطِلٍ، رَضيتُكَ يَا مَوْلايَ إماماً وَهادِيَا وَوَلِيَّاً وَمُرْشِداً لا أبْتَغِي بِكَ بَدَلاً، وَلا أتَّخِذُ مِنْ دُونِكَ وَلِيّاً.
أشْهَدُ أَنَّكَ الحَقُّ الثَّابِتُ الذى لا عَيْبَ فِيهِ، وَإِنَّ وَعْدَ اللَّهِ فِيكَ حَقٌّ، لا أَرْتابُ لِطُولِ الْغَيْبَةِ وَبُعْدِ الْأَمَدِ، وَلَا أَتَحَيَّرُ مَعَ مَنْ جَهِلَكَ وَجَهِلَ بِكَ، مُنتَظِرُ مَتَوَقَع لأِيّامِكَ، وَانْتَ الشَّافِعُ الَّذي لا تُنازَعُ، وَالْوَلِيُّ الَّذِي لا تُدافَعُ(1) ذَخَرَكَ اللهُ لِنُصْرَةِ الدِّينِ، وَإِعْزازِ الْمُؤْمِنِينَ، وَالإنْتِقَام مِنَ الجَاحِدِينَ المارِقِينَ.
أشْهَدُ أَنَّ بولايَتِكَ تُقْبَلُ الأعْمَالُ، وَتُزَكَّى الأفعال، وَتُضاعَفُ الحَسَناتُ، وَتُمْحَى السَّيْئَاتُ، فَمَنْ جَاءَ بِوِلايَتِكَ، وَاعْتَرَفَ بِإمَامَتِكَ، قُبِلَتْ أعْمَالُهُ، وَصُدِّقَتْ أقْوالُهُ، وَتَضاعَفَتْ حَسَناتُهُ، وَمُحِيَتْ سَيَّئَاتُهُ، وَمَنْ عَدَلَ عَنْ وِلايَتِكَ، وَجَهِلَ
ص: 227
مَعْرِفَتِكَ، وَاسْتَبْدَل بِكَ، غَيْرَكَ أَكَبَّة الله عَلَى مَنْخَرِهِ، فِي النَّار وَلَمْ يَقْبَلِ اللَّهُ مِنهُ عَمَلاً، وَلَمْ يُقِمْ لَهُ يَوْمَ القِيَامَةِ وَزْنَاً.
أشْهدُ الله [وأشْهِدُ مَلائِكَتَهُ](1)، وَأُشْهِدُكَ يَا مَوْلاَيَ بِهذا، ظاهِرُهُ كَباطِنِهِ، وَسِرُّهُ كَعَلانِيَتِهِ، وَأنْتَ الشَّاهِدُ عَلَى ذلِك، وَهُوَ عَهْدِي إِلَيْكَ وَمِيثَاقِي لَدَيْكَ إذ أنْتَ نِظامُ الدِّينِ، وَيَعْسُوبُ الْمُتَّقِينَ، وَعِزُ المُوَحَدِّينَ، وَبِذلِكَ أمَرَنِي رَبُّ الْعَالَمِينَ، فَلَوْ تَطاوَلَتِ الدُّهُورُ، وَتَمادَتْ الأَعْمَارُ، لَمْ أَزْدَدْ فِيكَ إِلَّا يَقِيناً، وَلَكَ إِلَّا حُبّاً، وَعَلَيْكَ إِلَّا مُتَّكلاً وَمُعْتَمَداً(2)، ولِظُهُورِكَ إلَّا مُتَوَقِّعاً وَمُنْتَظِراً(3) لِجهادِي بَيْنَ يَدَيْكَ وَمُتَرَقِّبَاً(4) فَابْذُلْ نَفْسِي وَمَالِي وَوَلَدِي وَأهْلِي وَجَمِيعَ مَا خَوَّلَنِي رَبِّي بَيْنَ يَدَيْكَ وَالتَّصَرُّفَ بَينَ أمْرِكَ وَنَهْيكَ مَوْلاىَ فَإِنْ أدْرَكْتُ أيَّامَكَ الزَّاهِرَةَ، وَأعْلامَكَ الباهِرَةَ، فَهَا أَنَاذَا عَبْدُكَ المُتَصَرِّفُ بَيْنَ أَمْرِكَ وَنَهْيكَ أَرْجُو بِهِ الشَّهادَةَ بَيْنَ يَدَيْكَ وَالْغَوْزَ لَدَيْكَ مَوْلايَ فَإِنْ أَدْرَكَنِي الْمَوْتُ قَبْلَ ظُهُورِكَ فَإني أتَوَسَّلُ بِكَ وَبِآبَائِكَ الطَّاهِرِينَ إِلَى اللَّهُ تَعَالَى، وَأَسْأَلُهُ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ يَجْعَلَ لِي كَرَّةً فِي ظُهُورِكَ، وَرَجْعَةً فِي أَيَّامِكَ لأَبْلُغَ مِنْ طَاعَتِكَ مُرادِي، وَأَشْفِيَ مِنْ
ص: 228
أعْدائِكَ فُؤَادِي، مَوْلايَ وَقَفْتُ فِي زِيَارَتِكَ مَوْقِفَ الخَاطِئِينَ النَّادِمِينَ، الْخَائِفِينَ مِن عِقَابِ رَبِّ العَالَمِينَ، وَقَدِ اتَّكَلْتُ عَلَى شَفاعَتِكَ، وَرَجَوْتُ بِمُوالاتِكَ وَشَفاعَتِكَ مَحْوَ ذُنُوبِي، وَسَتْرَ عُيُوبِي، وَمَغْفِرَةَ زَلَلِي، فَكُنْ لِوَلِيِّكَ يَا مَوْلايَ عِنْدَ تَحْقِيقِ أَمَلِهِ، وَأَسْأَلُ اللهَ غُفْرانَ زَلَلهِ، فَقَدْ تَعَلَّقَ بِحَبْلِكَ، وَتَمَسَّكَ بِوِلايَتِكَ، وَتَبَرَّأَ مِنْ أَعْدائِكَ.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَانْجِزْ لِوَلِيِّكَ ما وَعَدْتَهُ.
اللهُمَّ أظْهرُ كَلِمَتَهُ، وَأَعْلِ دَعْوَتَهُ، وَانْصُرْهُ عَلَى عَدُوِّهِ وَعَدُوِّكَ يَارَبَّ العَالَمِينَ.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَظْهِرْ كَلِمَتِكَ التَّامَةَ، وَمُغَيَّبَكَ فِي أَرْضِكَ، الْخَائِفَ الْمُتَرَقِّبَ.
اللَّهُمَّ انْصُرْهُ نَصْراً عَزِيزاً، وَافْتَحْ لَهُ فَتِّحاً يَسِيراً. اللّهُمَّ وَأَعِزَّ بِهِ الدِّينَ بَعْدَ الخُمُولِ، وَأَطْلِعْ بِهِ الحَقَّ بَعْدَ الأُفُولِ، وَاجْلِ بِهِ الظُّلْمَةَ، وَاكْشِفْ ِبهِ الغُمَّةَ. اللّهُمَّ وَآمِنْ بِهِ البِلادَ، وَاهْدِ بِهِ بِهِ الْعِبادَ.
اللّهُمَّ امْلاً بهِ الأرْضَ عَدْلاً وَقِسْطاً كَما مُلِئَتْ ظُلْماً وَجَوْراً إِنَّكَ سَمِيعٌ مُجِيبٌ.
السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَلِيَّ اللَّهِ ائْذَنْ لِوَليِّكَ فِي الدُّخُولِ إِلَى حَرَمِكَ، صَلَواتُ اللهِ عَلَيْكَ وَعَلى آبائِكَ الطَّاهِرينَ وَرَحْمَةُ اللهِ
ص: 229
وَبَرَكاتُهُ(1).
فإذا نزلت السرداب فقل:
السَّلَامُ عَلَى الحَقِّ الجَديدِ، والعَالَمِ الَّذِي عِلمُهُ لا يَبيدُ، السَّلَامُ عَلَى مُحيي المُؤمِنينَ وَمُبيرِ الكافِرِينَ، السَّلَامُ عَلَى مَهديِّ الأمَمِ، وَجامِعِ الكَلِمِ، السَّلَامُ عَلَى خَلَفِ السَّلَفِ وَصَاحِبٍ الشَّرَفِ، السَّلَامُ عَلَى حُجّةِ المَعبودِ وَكَلِمَةِ المَحمود، السَّلَامُ عَلَى مُعزِّ الأولياءِ وَمُذلّ الأَعداءَ، السَّلَامُ عَلَى وَارِثِ الأنبياء وَخاتِمِ الأوصِيَاءِ، السَّلَامُ عَلَى الإِمَامِ المُنتَظَرِ وَالغَائِبِ المُشتَهر، السَّلَامُ عَلَى السَّيفِ الشَّاهِرِ، وَالقَمَرِ الزَّاهِرِ، وَالنور الباهِرِ، السَّلَامُ عَلَى شَمسِ الظُّلامِ وَبَدْرِ التَّمامِ، السَّلَامُ عَلَى عَلَى رَبيعِ الأَيتَامِ وَفِطرَةِ الأَنامِ، السَّلَامُ عَلَى صاحبِ الصَّمصام وَفَلّاق الهام، السَّلَامُ عَلَى صاحب الدين المَأْثورِ وَالكِتَابِ المَسْطورِ، وَالسَّلَامُ عَلَى بَقِيَّةِ اللهِ فِي بِلادِهِ، وَحُجَّتِهِ عَلَى عِبَادِهِ، وَالمُنتَهَى إِلَيهِ مَواريث الأنبياءِ، وَلَدَيهِ آثَارُ الأصفياءِ، السَّلَامُ عَلَى المُؤْتَمَنِ عَلَى السرِّ وَالوَليّ لِلامرِ، وَالسَّلَامُ عَلَى المَهدى الَّذى وَعَدَ اللهُ تَعَالَى بِهِ الأَمَمَ أَنْ يَجْمَعَ بِهِ الكَلِمَ، وَيَلُمَّ بهِ الشَعثَ، وَيَمْلَاً بهِ الأرْضَ قِسْطاً وَعَدْلاً، وَيُمَكِّنَ لَهُ، وَيُنجِزَ بِهِ وَعْدَ المُؤْمِنينَ.
ص: 230
أَشْهَدُ أَنَّكَ وَالأَئِمَّةِ مِنْ آبَائِكَ أَئِمَّتِي وَمَوالِيَّ في حياةِ الدُّنيا وَيَومَ يَقومُ الأَشهادُ.
أسألُكَ يَا مَولايَ أَنْ تَساَلَ اللهَ تَبارَكَ وَتَعالى في صَلاحِ شَأني، وَقَضَاءِ حَوائِجِي، وَغُفْرانِ ذُنوبي، وَالأَخذ بِيَدي في ديني وَدُنيايَ وَآخِرتى لي وَلِكافَّةِ إخواني المُؤْمِنينَ وَالمُؤمِناتِ إِنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ، وَصَلَى الله عَلى سَيِّدِنا مُحمَّدٍ رسولِ اللهِ وَآلِهِ الطّاهرينَ.
ثُمّ تُصلّي صلاة الزيارة إثنتي عشرة ركعة، كلّ ركعة بتسليمة، ويُستحبّ أن تدعو بهذا الدعاء بعد صلاة الزيارة فهو مرويّ عنه علیه السلام:
إِلهِي(1) عَظُمَ البَلاءُ، وَبَرِحَ الخَفاءُ، وَأَنْكَشَفَ الغِطاء، [وَانْقَطَعَ الرَّجاءُ](2)، وَضاقَتِ الأَرْضُ، وَمُنِعَتِ السَّماءُ، وَإِلَيْكَ يَا رَبِّ المُشْتَكَى، وَعَلَيْكَ المُعَوَّلُ فِى الشَّدّةِ وَالرَّخاءِ.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ [أُولِى الأَمْر](3) الَّذِينَ فَرَضْتَ عَلَيْنا طَاعَتَهُمْ، فَعَرَّفْتَنا بِذلِكَ مَنْزِلَتَهُمْ، فَرِّجْ عَنَّا بِحَقِّهِمْ فَرَجاً عاجلاً [قَريباً](4) كَلَمْحِ البَصَر أَوْ هُوَ أَقْرَبُ مِنْ ذلِكَ، يَا مُحَمَّدُ يَا
ص: 231
عَلِيُّ، يَا عَلِيُّ يَا مُحَمَّدُ، أَنْصُرانِي فَإِنَّكُما نَاصِرانِ(1)، وَأَكْفِيانِي فَإِنَّكُما كَافِيانِ(2)، يَا مَوْلايَ يَا صاحِبَ الزَّمانِ، الغَوْثَ الغَوْثَ [الغَوْثَ](3) أَدْرِكْنِي أَدْرِكْنِي أَدْرِكْنِي، [السَّاعَةَ السَّاعَةَ السَّاعَةَ، العَجَلَ الْعَجَلَ العَجَلَ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرينَ](4).(5)
ص: 232
فإذا فرغت من المناسكِ المتعلّقة بزيارة القائم علیه السلام، فعُد إلى حرم العسكريين علیهما السلام، وقف على قبر أمّ الحُجّة علیه السلام، وقل:
السَّلَام عَلَى رَسُولِ اللهِ الصَّادِقِ الأمِينِ، السَّلَام عَلَى مَوْلانَا أمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، السَّلَام عَلَى الأئِمَّةِ الطَّاهِرِينَ الْحُجَج الْمَيامِينَ، السَّلَام عَلَى وَالِدَةِ الإِمَامِ، وَالمُودَعَةِ أَسْرارِ الْمَلِكِ الْعَلَّامِ، وَالْحَامِلَةِ أَشْرَفِ(1) الأنَامِ، السَّلَام عَلَيْكِ أَيَّتُهَا الصِّدِّيقَةُ الْمَرْضِيَّةُ، السَّلَام عَلَيْكِ يا شَبِيهَةَ أُمِّ مُوسى وَابْنَةَ حَوارِيِّ عيسى، السَّلَام عَلَيْكِ أَيَّتُهَا التَّقِيَّةُ النَّقِيَّةُ، السَّلَام عَلَيْكِ َأيَّتُهَا الرَّضِيَّةُ الْمَرْضِيَّةُ، السَّلَام عَلَيْكِ أَيَّتُهَا الْمَنْعُوتَةُ في الإِنْجِيلِ، الْمَخْطُوبَةُ مِنْ رُوح الله الأمينِ وَمَنْ رَغِبَ فِي وُصْلَتِها محَمَّدُ صلی الله علیه وآله وسلم سَيِّدُ الْمُرْسَلِينَ، وَالْمُسْتَوْدَعَةُ اسْرَارَ رَبِّ الْعالَمِينَ، السَّلَام عَلَيْكِ وَعَلَى آبائِكَ الحوارِيّينَ، السَّلَام [عَلَيْكِ وَ](2) عَلَى بِعْلِكِ وَوَلَدِكِ، السَّلَام عَلَيْكِ وَعَلَى رُوحِكِ وَبَدَنِكِ الطَّاهِرِ.
أَشْهَدُ أَنَّكِ أَحْسَنْتِ الْكَفالَةَ، وَأدَّيْتِ الأمانَةَ، وَاجْتَهَدْتِ فِي مَرْضاةِ اللهِ، وَصَبَرْتِ في ذاتِ اللهِ، وَحَفِظْتِ سِرَّ اللَّهِ، وَحَمَلْتِ وَلِيَّ
ص: 233
اللَّهِ، وَبالَغْتِ فِي حِفْظِ حُجَّةِ اللهِ، وَرَغِبْتِ فِي وُصْلَةِ أَبْناءِ رَسُولِ الله، عارِفَةً بِحَقِّهِمْ، مُؤْمِنَةٌ بِصِدْقِهِمْ، مُعْتَرِفَةً بِمَنْزِلَتِهِمْ، مُسْتَبْصِرَةً بِأَمْرِهِمْ مُشْفِقَةً عَلَيْهِمْ، مُؤْثِرَةً هَواهُمْ.
وأشْهَدُ أنَّكِ مَضَيْتِ عَلى بَصِيرَةٍ مِنْ أَمْرِكِ، مُقْتَدِيَةٌ بالصَّالِحِينَ راضِيَةً مَرْضِيَّةً تَقِيَّةً [نَقِيَّةً](1) زَكِيَّةً، فَرَضِيَ اللهُ [عَنْكِ وَارْضاكِ، وَجَعَلَ الْجَنَّةَ مَنْزِلَكِ وَمَأْوَاكِ، فَلَقَدْ أَوْلَاكِ مِنَ الْخَيْراتِ [مَا أوْلاكِ](2)، وَأَعْطَانِ مِنَ الشَّرَفِ ما بهِ أَغْناكِ، فَهَنَّاكِ الله بما مَنَحَكِ مِنَ الْكَرامَةِ وَأَمْرَاكِ.
[السَّلَام عَلَيْكِ يَا اُمّ القائِم وَعَلَى وَلَدَكِ الخَلَفِ الصَّالِح وَرَحمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتَهُ](3).
ثمَّ ارفع رأسك، وقُل:
اللّهُمَّ إيَّاكَ َاعْتَمَدْتُ، وَلِرضاكَ طَلَبْتُ، وَبِأَوْلِيَائِكَ إِلَيْكَ تَوَسَّلْتُ، وَعَلى غُفْرانِكَ وَحِلْمِكَ اتَّكَلْتُ، وَبِكَ إعْتَصَمْتُ، وَبِقَبْرِ أُمِّ وَلِيِّكَ لُذْتُ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَانْفَعْنِي بِزِيارَتِها، وَثَبِّتْنِي عَلَى مَحَبَّتِها، وَلا تَحْرِمَنِى شَفاعَتَهَا وَشَفاعَةً وَلَدِها عَجَّلَ اللهُ فَرَجَهُ، [وَارْزُقْنِي](4) كَمَا رَزَقْتَنِي مُرافَقَتَهَا، وَاحْشُرْنِي
ص: 234
مَعَها وَمَعَ وَلَدِها صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ، كَمَا وَفَّقْتَنِي لِزِيارَتِها وَزِيارَةِ وَلَدِها.
اللّهُمَّ إنِّى أتَوَجَّهُ إلَيْكَ بالأئِمَّةِ الطَّاهِرينَ صَلَواتُ اللهِ عَلَيهم، وَأتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِالْحُجَجِ الْمَيامِينِ مِنْ آلِ طَهَ وَيسَ أنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّيِّبِينَ، وَأَنْ تَجْعَلَنِي مِنَ الْمُطْمَئِنِّينَ الْفائِزينَ الْفَرِحِينَ الْمُسْتَبْشِرِينَ الَّذِينَ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ.
وَاجْعَلْنِي مِمَّنْ قَبِلْتَ سَعْيَهُ، وَيَسَّرْتَ أَمْرَهُ، وَكَشَفْتَ ضُرَّهُ، وَآمَنْتَ خَوْفَهُ.
اللّهُمَّ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ أَنْ تُصَلِّي عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَعَجِّلْ لَهُمْ بِانتِقَامِكَ مِنْ عَدُوِّكَ وَعَدُوِّهِمْ يَا إِلهَ العالَمينَ، وَلا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيارَتِى إِيَّاهَا، وَارْزُقْنِى الْعَوْدَ إِلَيْها أبَداً مَا أَبْقَيْتِنِي، وَإِذا تَوَفَّيْتَنِي فَاحْشُرْنِي فِي زُمْرَتِهَا، وَأَدْخِلْنِي فِي شَفاعَةِ وَلَدِها وَشَفاعَتِهَا، وَاغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالنُّؤْمِناتِ، وَآتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنا برَحْمَتِكَ عَذابَ النَّارِ، وَالسَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا مَواليَّ وَسَاداتِي وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ(1).
ص: 235
وأمّا الخاتمة ففيها فصول:
الفصل الأوّل فى زيارة مختصرة جامعة يزار بها في جميع المشاهد المشرفة على ساكنها السلام
فإذا أردت أحد المشاهد فقف مستقبلاً بوجهكَ نحو القبر الشريف فقل:
السَّلَامُ عَلَى أَوْلِيَاءِ اللَّهِ وَأَصْفِيائِهِ، السَّلَامُ عَلَى أُمَناءِ اللَّهِ وَأحِبَّائِهِ، السَّلَامُ عَلَى أنْصارِ اللهِ وَخُلَفَائِهِ، السَّلَامُ عَلَى مَحلّ مَعْرِفَةِ اللهِ، السَّلَامُ عَلَى مَعادنِ حِكمةِ اللَّهِ، السَّلَامُ عَلَى مَسَاكِنِ ذِكْر الله، السَّلَامُ عَلَى عِبادِ اللهِ المُكَرَّمينَ الَّذِينَ لا يَسبقونَهُ بالقوْلِ وَهُمْ بِأمْرِهِ يَعْمَلُونَ، السَّلَامُ عَلَى مُظْهِري(1) أمْرِ اللهِ وَنَهْيِهِ، السَّلَامُ عَلَى الأَدِلَاءِ عَلَى اللهِ، السَّلَامُ عَلَى الْمُسْتَقِرِّينَ فِي مَرْضاةِ اللهِ، السَّلَامُ عَلَى الْمُخْلِصِينَ(2) فِى طاعَةِ اللهِ، السَّلَامُ عَلَى الَّذِينَ مَنْ وَالاهُمْ فَقَدْ والى اللهَ، وَمَنْ عاداهُمْ فَقَدْ عَادَى اللَّهَ
ص: 236
وَمَنْ عَرَفَهُمْ فَقَدْ عَرَفَ اللَّهَ، وَمَنْ جَهِلَهُمْ فَقَدْ جَهِلَ اللَّهَ، وَمَنِ اعْتَصَمَ بهِمْ فَقَدِ اعْتَصَمَ بِاللهِ، وَمَنْ تَخَلَّى مِنْهُمْ فَقَدْ تَخَلَّى مِنَ اللهِ.
أشْهِدُ اللهَ أَنِّى حَرْبٌ لِمَنْ حَارَبْكُمْ، سِلْمٌ لِمَنْ سالَمَكُمْ، مُؤْمِنٌ بِمَا آمَنتُم بِهِ كَافِرٌ بِما كَفَرتُمْ بِهِ، مُحِقَّقٌ لِما حَقَّقْتُمْ، مُبطِلٌ لِما أَبْطَلْتُمْ، مُؤْمِنٌ بِسِرِّكُمْ وَعَلانِيَتِكُمْ، مُفَوِّضٌ فِي ذلِكَ كُلِّهِ إلَيْكُمْ، لَعَنَ اللهُ عَدُوَّكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ فَضاعِفَ عَلَيْهِمُ العَذَابَ الأليمَ(1).
فإذا أردت الإنصراف فَوَدّعهُم وَقُلْ:
السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا أَهْلَ بَيْتِ النُّبُوَّةِ، وَمَعْدِنَ الرِّسالَةِ، سَلام مُوَدِّعٍ لا سَيْمٍ وَلا قَالٍ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهلَ البَيتِ إِنَّهُ وَلِيٌّ حَميدٌ مَجِيدٌ، سَلَام وَلِيٌّ غَيرَ رَاغِبٍ عَنكُم، وَلَا مُنحَرِفٍ عَنكُمْ وَلا مُستَبدِل بِكُمْ، وَلا مُؤْثِرِ عَلَيْكُمْ، وَلا زَاهِدٍ فِي قُربَكُمْ.
وَلا جَعَلَهُ اللهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيارَةِ قُبورِكُم، وَإِتيانِ مَشَاهِدَكُمْ، وَالسَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، وَحَشَرَنى اللهُ في زُمْرَتِكُم، وَأَورَدَني حَوضَكُمْ، وَجَعَلَني مِن حِرْبَكُمْ، وأَرْضَاكُم عَنّي، وَمَكَّنَني فِي دَولَتِكُم، وأحياني في رَجعتِكُم،
ص: 237
وَمَلَّكَني في أَيَّامِكُمْ، وَشَكَرَ سَعيِي بِكُم، وَغَفَرَ ذَنبِي بِشَفَاعَتِكُمْ، وَأَقالَ عَشْرَتي بِمَحَبَّتِكُمْ، وأعلا كَعبي بموالاتِكُممْ، وَشَرَفَني بِطاعَتِكُم، وَأعَزّني بِهُدِيكُم(1)، وَجَعَلَني مِمَّن يَنقَلِبُ مُفلِحاً غَائِماً، سالِماً معافاً، غَنياً فائِزاً بِرِضوانِ اللَّهِ وَفَضْلِهِ وَكِفَايَتِهِ، بأَفْضَلِ مَا يَنقَلِبُ بِهِ أَحَدٌ مِن زُوّارِكُم وَمُوالِيكُم وَمُحبِّيكُمْ وَشِيعَتِكُمْ، وَرَزَقَنى اللهُ العَودَ ثُمَّ العَودَ أَبَداً مَا أَبْقَانِى رَبِّي بنيَّة صادِقَةٍ، وَإيمانِ وَتَقوىً، وَإِخباتٍ وَرِزْقٍ واسِعٍ حَلالِ طَيِّب.
اللّهُمَّ لَا َتجْعَلَهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيارَتِهِمْ وَذِكرهم، والصَّلواةِ عَلَيهم، وَأَوجِبْ لِيَ المَغفِرَةَ وَالرَّحمَةَ، وَالخَير وَالبَرَكَة، والفَوزَ وَالإِيمَانَ، وَحُسنَ الاجابَةِ كَمَا أُوجَبْتَ لأُولِيائِكَ العَارَفينَ بِحَقِّهِمُ المُوجِبينَ طَاعَتَهُمْ، وَالراغبين فى زيارَتِهُم. المُقَرَبِينَ إِلَيْكَ وَإليهم.
بِأَبي أنْتُم وَأمّى وَنَفسي وَأَهلي وَمالي، أجعَلوني في هَمِّكُم، وَصَيّروني في حِزبِكُمْ، وَادخِلوني في شفاعَتِكُم، وَاذْكُرونى عِندَ رَبِّكُم.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأبلغ أَرواحَهُم وَأَجسادَهُم منّي السَّلَامَ، وَالسَّلَام عَلَيكُم وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَركَاتُهُ(2).
ص: 238
الفصل الثاني في زيارة سلمان الفارسي رحمه الله
فإذا أردت زيارته ووردت مشهده فقف على قبره، وَقُل:
السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا عَبْدِاللهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا تَابِعَ صِفْوَةِ الرَّحمَنِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مَنْ لَمْ يَتَمَيّز مِنْ بَيتِ الإِيمَانِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مَنْ خَالَفَ حِرْبَ الشَّيطانِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مَنْ نَطَقَ بالحقِّ وَلَم يَخَفْ صَولَةَ السُّلطانِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مَنْ نَابَذَ عَبَدَة الأَوثان، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مَنْ تَبِعَ الوَصيَّ زَوج سَيِّدَةِ النِسوان، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مَنْ جَاهَدَ فِي اللَّهِ مَرَّتينَ مَعَ النَّبي والوصى أبى السِّبطينِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مَنْ صَدَّقَ فَكَذَّبَهُ أَقوامٌ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مَنْ قَالَ لَهُ سَيِّدُ الخَلقَ مِنَ الإِنسِ والجانِّ أنتَ مِنَّا أهلِ البَيتِ(1) لا يُدانيكَ إنسانٌ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مَنْ تَوَلَّى أَمْرَهُ عِندَ وَفَاتِهِ أَبو الحَسَنَين، السَّلَامُ
ص: 239
ص: 240
ص: 241
الفصل الثالث فى زيارة قبور الشيعة
رُوي عن أَبي الحسن الرضا علیه السلام أنّه قال: من أتى قبرَ أخيه المؤمن ثُمّ وضع يدهُ على القبرِ وقرأ إنَّا أَنْزَلْناه في ليلةِ القدرِ سَبْعَ مرّات أمَنَ يومَ الفزعِ الأكبر(1).
وروي عن أبي الحسن الأوّل علیه السلام أنّه قال: من لم يقدر يزورنا فليزر صالحي إخوانهِ يكتب لهُ ثوابُ صلتنا(2).
فإذا أردت زيَارة قبر أخيك المؤمن فاستقبل القبلة وضع يَدكَ على القبرِ وَقُلْ:
اللّهُمَّ أَرْحَم غُرْبَتَهُ، وَصِلْ وَحْدَتَهُ، وَآنِسْ وَحْشَتَهُ، وَآمِنْ رَوْعَتَهُ، وَأَسْكِنْ إِلَيْهِ مِنْ رَحْمَتِكَ رَحْمَةً يَسْتَغْنِي بِهَا عَنْ رَحْمَةِ مَنْ سِواكَ، وَألْحِقْهُ بِمَن كانَ يَتَوَلَّاهُ.
واقرأ إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ القَدْرِ سَبْعَ مرَّات(3).
ص: 242
الفصل الرابع فيما يقول الزائر عن غيره بالاجرة وما يقوله [عن أخيه] تطوّعاً
فإذا خرجت زائراً عن أخ لك أو حاجاً باُجرة فصلّ ركعتين بالموضع الذي تقصده فإذا فرغت منهما فسبّح ثم قُل:
اللَّهُمَّ إِنَّ فُلاناً أَوفَدنى إِلَيكَ لِعِلْمِهِ بحُسن ثوابكَ مُعتَقِداً إِنَّكَ تَسْمَعُ وَتُجِيبُ وَتُعاقِبُ وَتُثيبُ.
اللَّهُمَّ فَاجْعَل خُطُواتي عَنْهُ كَفَّارَةً لِما سَلَفَ مِنْ ذُنوبي وَصَلَوَاتِي عَنْهُ شَاهِدَةً لَهُ بِصدقِ الإِيمَانِ مُثْبِتَةً لَهُ في ديوانِ الغُفْرانِ.
اللَّهُمَّ ما أَصابَني مِنْ تَعَبٍ أو نَصَبٍ أو سَغَبٍ أو لغوب فَأَجْر فُلانَ بْنَ فُلانِ فِيهِ وَأَجْرني عَلَيْهِ وَآلِهِ.
وكذلك قُل عند النبي صلی الله علیه وآله وسلم وَ عِندَ الأئمّةَ علیهم السلام
ثمّ قُل:
ص: 243
السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مَولايَ مِنْ فُلانَ ابْنَ فُلانٍ فَإِنِّي أَتَيْتُكَ زائِراً عَنْهُ فَاشْفَع لي وَلَهُ عِندَ رَبِّكَ.
اللّهُمَّ أَوْصِلْ إِلَيهِ مِنْ رَحْمَتِكَ مَا يَستَعْنى بِهِ عَنْ رَحْمَةِ مَنْ سِواكَ.
وإِنْ كانَ مَيْتاً قال النائب عنهُ بعد ذلك:
اللّهُمَّ جافِ الْأَرْضِ عَنْ جُنبَيْهِ، وَاجْعَل رَحْمَتِكَ وَاصِلَةٌ إلَيهِ، وَاجْعَلْ مِنَ المَناسِكِ شَاهِداً لَهُ بِرَحمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
فإذا زرت عَن أخيك أو أبيك أو أمّكَ تَطوّعاً فسلم على الإمام علیه السلام على نَسَقَّ التسليم، ثُمَّ قُل:
اللّهُمَّ كُنْ لِفُلانَ ابْنَ فُلانٍ عَوناً وَمُعيناً وَناصِراً وَكالياً وَراعِياً حَيثُ كانَ بِمُحَمَّدٍ وَآله الطاهرين.
ثُمَّ صلِّ ركعتين فإذا سَلّمت منهما فاسجد، وقُل في سجودك:
اللَّهُمَّ لَكَ صَلَّيتُ وَلَكَ رَكَعْتُ وَلَكَ سَجَدْتُ لإِنَّهُ لَا تَنبَغى الصَّلوةَ إِلَّا لَكَ.
اللّهُمَّ قَدْ جَعَلْتُ ثَوابَ صَلاتِي وَسلامي وَزِيارَتي هديَّة مِنّى إلى فُلانَ بْنَ فُلانٍ فَتَقَبَّل ذلِكَ لَهُ مِنِّي وَأَجْزِنِي عَلَيْهِ خَيْرَ الجَزاءِ بِرَحمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ(1).
ص: 244
الباب الثانى
مشتمل على فصول وخاتمة:
أما الفصول فسبعة
الفصل الأوّل في العمل عند ورود الكوفة
فإذا وردت الكوفة فاخلع نعليك وثياب سفرك، وانزل واغتسل قبل دخولها فإنّها حرم الله، وحرم رسوله صلی الله علیه وآله وسلم، وحرم أمير المؤمنين علیه السلام(1).
وإذا أردت المضيّ إلى المشهد فاغتسل غسل الزيَارة، وصفة النيّة لهذا الغسل أن تنوي بقلبك: «أغتسل لدخول الكوفة مندوباً قربة إلى اللهِ تعالى» وقُل وأنت تغتسل:
ص: 245
بِسْمِ اللهِ، وَبِاللَّهِ، وَفِي سَبِيلِ اللهِ، وَعَلَى مِلَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمّدٍ وآلِ مُحَمّدٍ، وَطَهِّر قَلبي، وَزَةٌ عَمَلي، وَنوِّرْ بَصَرِي، وَاجْعَلْ غُسلى هذا طَهوراً وَحِرزاً وَشِفاءً مِنْ كُلّ داءٍ وَسُقْمِ وَآفَةٍ وَعاهَةٍ، وَمِنْ شَرِّ مَا أُحاذِرُ، إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمّدٍ وآلِ مُحَمّدٍ، وَأَغْسِلني مِنَ الذُّنوبِ كُلّها، وَالاثَامِ وَالخَطَايَا، وَطَهِّرْ جِسمي وَقَلبِي مِنْ كُلِّ آفَةٍ تَمحَقُ بها ديني، وَاجْعَلْ عَمَلى خَالِصاً لِوَجْهِكَ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمّدٍ وآلِ مُحَمّدٍ، وَاجْعَلْهُ لى شَاهِداً يَوْمَ حاجَتي وفقري وَفاقَتِي، إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.
واقرأ إِنَّا أنْزَلْنَاهُ [فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ](1).
فإذا فرغت من الغسل فالبس أطهر ثيابك، وامش ووقار، فإذا دخلت الكوفة فقل:
بِسْمِ اللَّهِ وَبِاللَّهِ، وَفِي سَبِيلِ اللهِ، وَعَلَى مِلَّةِ رَسُولِ الله صلی الله علیه وآله وسلم. اللَّهُمَّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلاً مُبَارَكاً وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزَلِينَ.
ثُمّ صلِّ ركعتين تحيّة المنزل مندوباً، ثمّ امش وَأنت تقول:
سُبْحانَ اللهِ، وَالحَمْدُ للهِ، وَلا إلهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ ما
ص: 246
استطعت(1).
ثُمّ ادخل إلى مشهد يونس علیه السلام فزره بالزيَارة المختصرة الجامعة الّتي يزار بها في جميع المشاهد المذكورة في الفصل الأوّل من خاتمة الباب الأوّل وهي:
السَّلَامُ عَلَى أَوْلِياءِ اللَّهِ وَأصْفِيائِه...... إلى آخرها.
ثُمّ قبّل التربة وصلّ ركعتين تحيّة المسجد، وركعتين زيَارة، وادع لنفسك ولمن أحببت، ويستحبّ أن تدعو بالدعاء الذي دعا به زين العابدين عليّ بِنْ الحسين علیهما السلام عنده، ويسمّى دعاء الاستقالة، وهو:
يَا مَنْ بِرَحْمَتِهِ يَسْتَغِيثُ المُذنِبونَ، وَيَا مَنْ إلى ذِكرِ إِحْسانِهِ يَفْزَعُ المُضْطَرّونَ، وَيَا انْسَ كُلّ مُسْتَوحِشِ غَرِيبٍ، وَيَا فَرَجَ كُلِّ مَحرُونٍ كَئيبٍ، وَيَا عَونَ كُلَّ مَخذولٍ فَرِيدٍ، وَيَا عَضْدَ كُلٌّ مُحتاجِ طَريدٍ، أنتَ وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحمَةً وَعِلماً، وَجَعَلتَ لِكُلِّ مخلوقٍ في نِعَمِكَ سَهْماً، وأنتَ الَّذي عَفْوُهُ أَنساني عِقابُهُ، وَأَنْتَ الَّذي تَسعَى رَحْمَتُهُ أَمامَ غَضَبِهِ، وَأَنْتَ الَّذى عَطَاؤُهُ أَكْثَرُ مِنْ مَنْعِهِ، وَأَنْتَ الَّذِي لَا يَرْغَبُ فِى جَزاءِ مَنْ أَعطاهُ، وَأَنتَ الَّذى لَا يُفرط فى عِقاب مَنْ عَصَاهُ، وَأَنَا عَبْدُكَ الَّذى أَمَرْتَهُ بِالدُّعاءِ، فَقَالَ لَبَّيْكَ وَسَعْدَيكَ، هَا أَنَنا بَيْنَ يَدَيكَ، وَأَنَا الَّذى أَوْقَرَتِ الخَطَايَا ظَهْرَهُ، وَأَنَا الَّذِي أَفْنَتِ الذُّنوبُ عُمْرَهُ، وَأَنَا الَّذِي بِجَهْلِهِ عَصَاكَ
ص: 247
وَلَمْ تَكُنْ أَهْلاً لِذلِكَ، هَلْ أَنْتَ يَا إلهي راحِمٌ مَنْ دَعَاكَ، فَأَبْلِغَ فِي الدُّعاءِ أَمْ أَنْتَ غَافِرٌ لِمَنْ بَكَى [إِلَيْكَ](1)، فَأَسْرِعَ فِي البُكَاءِ؟ أَمْ أَنْتَ مُتَجَاوِزٌ عَمَّن عَفَّرٍ لَكَ وَجْهَهُ تَذلُّلاً أَمْ أَنْتَ مُغْنِ مَنْ شَكَ-ى إِلَيْكَ فَقْرَهُ تَوَكُلاً؟
إلهى لَا تُخَيِّبُ مَنْ لَا يَجِدُ مَطْلَباً غَيْرَكَ، وَلَا تَخْذُلُ مَنْ لَا يَستَعْني عَنْكَ بِأَحَدٍ دونَكَ.
إلهي صَلِّ عَلى مُحَمّدٍ وآلِ مُحَمّدٍ، وَلَا تُعرِضْ عَنِّي وَقَدْ أَقبَلتُ عَلَيْكَ، [وَلَا تَحرمني](2) وَقَد رَغِبتُ إِلَيْكَ، وَلَا تُخَيبني(3) بِالرَّدِّ وَقَدْ أَنتَصَبْتُ بَينَ يَدَيْكَ، أَنْتَ الَّذِي وَصَفتَ نَفْسَكَ بالرَّحمَةِ، فَصَلِّ عَلى مُحَمّدٍ وآلِ مُحَمّدٍ وَاعْفُ عَنِّي، وَقَدْ تَرى يَا إلهي فَيْضَ دَمْعِي مِنْ خَيفَتِكَ، وَوَجيبَ قَلبِي مِنْ خَشْيَتِكَ، وَانْتِقاضَ(4) جَوارحى مِنْ هَيْبَتِكَ(5).
ص: 248
الفصل الثانى في ذكر العمل بالمسجد الجامع بالكوفة
فإذا أتيته فقف على الباب المعروف بباب الفيل فإنّه روي عن مولانا أمير المؤمنين علیه السلام أنه قال: ادخل إلى جامع الكوفة من الباب الأعظم فإنّه روضة من ريَاض الجنّة(1).
السَّلَامُ عَلَى سَيِّدِنا رَسُولِ اللهِ [السَّلَامُ](2) عَلَى أَمِير الْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، وَمُنْتَهى مَشَاهِدِهِ، وَمَوْضِع مَجْلِسِهِ وَمَقَامِ حِكْمَتِهِ، وَآثَارِ آبَائِهِ: آدَمَ وَنُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ، وَبُنْيَانِ(3) بَيِّنَاتِهِ، السَّلَامُ عَلَى الإمام الحَلِيم(4)
ص: 249
العَدْلِ، الصِّدِّيقِ الأَكْبَرِ، والفارُوقِ الأَعْظَمِ، الْقَائِمِ بِالقِسْطِ الَّذِي فَرَّقَ اللهُ بِهِ بَيْنَ الحَقِّ وَالبَاطِلِ، وَالكُفْرِ وَالشِّرْكِ وَالتَّوْحِيدِ، وَالكُقر والإيمَانِ، لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بِيِّنَةٍ، وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَة.
أَشْهَدُ [أَنَّكَ](1) يَا أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ، وَخَاصَّةُ المُنْتَجَبِينَ، وَزَيْنُ الصِّدِّيقِينَ، وَصَابِرُ المُمْتَحَنِينَ، وَأَنَّكَ حَكَمُ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ، وَقَاضِي أَمْرِهِ، وَبَابُ حِكْمَتِهِ، وَعَاقِدُ عَهْدِهِ، وَالنَّاطِقُ بِوَعْدِهِ، وَالوْاصِلُ(2) بَيْنَهُ وَبَيْنَ عِبادِهِ، وَكَهْفُ النَّجَاةِ، وَمِنْهَاجُ التَّقَى، وَالدَّرَجَةُ العُلْيَا، وَمُهَيْمِنُ القاضي الأَعْلَى.
يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ، بِكَ أَتَقَرَّبُ إِلَى اللَّهِ زُلْفَى، أَنْتَ وَلِيِّي وَسَيِّدِي وَوَسِيلَتِى فِى الدُّنْيا وَالآخِرَةِ.
ثمّ تدخل المسجد وتقول:
اللهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، هذَا مَقامُ العائِذِ بِاللَّهِ، وَبِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَبولايَةِ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ وَالأَئِمَّةِ المَهْدِيِّينَ الصَّادِقِينَ النَّاطِقِينَ الرَّاشِدِينَ الَّذِينَ أَذْهَبَ اللهُ عَنْهُمْ الرِّجْسَ وَطَهَّرْهُمْ تَطْهِيراً، رَضَيْتُ بهِمْ َأئِمَّةً وَقادَةً وَسادَةً وَهُداةً وَمَوالِيَ، سَلَّمْتُ لِأَمْرِ اللهِ لا أُشْرتُ بهِ شَيْئاً، وَلا أَتَّخِذُ مَعَ اللَّهِ وَلِيّاً،
ص: 250
كَذَبَ العادِلُونَ(1) بِاللَّهِ وَصَلُّوا ضَلالاً بَعِيداً، حَسْبِيَ اللَّهُ وَأَوْلِيَاءُ الله.
أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ.
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صلی الله علیه وآله وسلم، وَأَنَّ عَلِيّاً وَالأَئِمَّةَ المَهْدِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ علیهم السلام أَوْلِيائِي وَحُجَّةُ اللهِ عَلَى خَلْقِهِ.(2)
ثُمَّ صِرْ إلى الرابعة ممّا يلى باب الأنماط تصير إلى الاُسطوانة بمقدار سبعة أذرع أو أقلّ أو أكثر.
فقد روي عن مولانا الصادق جعفر بِنْ محمد علیهما السلام أنّه جاء في أيّام السفّاح حتى دخل من باب الفيل فتياسر قليلاً، ثمّ دخل فصلّى عند الاسطوانة الرابعة وهي بحذاء الخامسة، فقيل له في ذلك، فقال: تلك اسطوانة ابراهيم علیه السلام.(3)
وتصلي أربع ركعات؛ ركعتان بالحمد وقُلْ هو الله أَحَد، وركعتان بالحمد وإِنَّا أَنْزَلْنَاهُ، فإذا سلّمت، فسبّح تسبيح الزهراء علیهما السلام وتقول:
السَّلَامُ عَلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ الرَّاشِدِينَ الَّذِينَ أَذْهَبَ اللهُ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهَّرَهُمْ تَطهيراً، وَجَعَلَهُمْ أَنْبِياءَ مُرْسَلِينَ، وَحُجَّةً عَلَى الخَلْقِ أَجْمَعِينَ، وَسَلامٌ عَلَى المُرْسَلِينَ، وَالحَمْدُ للهِ
ص: 251
رَبِّ العَالَمِينَ ذلِكَ تَقْدِيرُ العَزِيزِ العَلِيمِ. سَلامٌ عَلَى نُوحٍ فِي العالَمِينَ. - سَبع مرّات-.
وتقول:
نَحْنُ عَلَى وَصِيَّتِكَ يَا وَلِيَّ المُؤْمِنِينَ الَّتِي أَوْصَيْتَ بها ذُرِّيَّتَكَ مِنَ المُرْسَلِينَ وَالصِّدِّيقِينَ(1)، نَحْنُ مِنْ شِيعَتِكَ وَشِيعَةِ نَبِيِّكَ وَنَبيّنا(2) مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَعَلَيْكَ وَعَلَى جَمِيع المُرْسَلِينَ وَالأنْبِياءِ وَالصِّدِّيقِينَ، وَمِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَدِينِ مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ، وَالآئِمَةِ المَهْدِيِّينَ، وَوِلَايَةِ مَوْلَانَا عَلِيٌّ أَمِيرٍ المُؤْمِنِينَ.
السَّلَامُ عَلَى البَشِيرِ النَّذِيرِ صَلَواتُ اللهِ عَلَيْهِ وَرَحْمَتُهُ وَرِضْواتُهُ وَبَرَكاتُهُ، وَعَلَى وَصِيِّهِ وَخَلِيفَتِهِ الشَّاهِدِ اللَّهِ مِنْ بَعْدِهِ عَلَى خَلْقِهِ عَلِيٌّ أمِيرِ المُؤْمِنِينَ، الصِّدِّيقِ الأَكْبرِ، وَالفارُوقِ الْمُبِينِ الَّذِي أَخَذْتَ بَيْعَتَهُ(3) عَلَى العَالَمِينَ، رَضَيْتُ بهِمْ أَوْلِياءَ وَمَوَالِيَ وَحُكّاماً فِي نَفْسِي وَوُلدِي(4) وَأَهْلِي وَمَالِي وَقِسْمِي، وَحِلًّى وَإِحْرامِي وَإِسْلامِي وَدِينِي، وَدُنْيَايَ وَآخِرَتِي، وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي، أَنْتُمُ الأَئِمَّةُ فِى الكِتابِ، وَفَضْلُ المَقامِ، وَفَصْلُ
ص: 252
الخِطَابِ، وَأَعْيُنُ الحَيِّ الَّذِي لا يَنامُ، وَأَنْتُمْ حُكماء اللَّهِ، وَبِكُمْ حَكَمَ اللهُ، وَبِكُمْ عُرِفَ حَقٌّ اللَّهِ، لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ، أَنْتُمْ نُورُ اللهِ مِنْ بَيْن أَيْدِينَا وَمِنْ خَلْفِنا، أنْتُمْ سُنَّةُ اللهِ الَّتِي بِها سَبَقَ القَضاءُ.
يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ، أَنا لَكُمْ مُسَلِّمٌ تَسْلِيماً لا أُشْرِكْ بِاللهِ شَيْئاً، وَلا أَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ وَلِيّاً، الحَمْدُ للهِ الَّذِي هَدَانِي بِكُمْ وَما كُنْتُ لِأَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانِي اللهُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ الحَمْدُ للهِ عَلَى مَا هَدانا(1).
ثُم تصلّي في صحن المسجد أربع ركعات للحوائج؛ ركعتين بالحمد وقل هو الله أحد، وركعتين بالحمد وإنّا أنزلناهُ، فإذا فرغت فسبِّح تسبيح الزَّهراء علیها السلام.
فقد روي عن أبي عبد الله علیه السلام أنّه قال لبعض أصحابه: يَا فلان، أما تغدو في الحاجة؟ أما تمر في المسجد الأعظم عندكم في الكوفة؟ قال: بلى.
قال: فصلّ فيه أربع ركعات، وقل(2):
إلهِي إِنْ كُنْتُ قَدْ عَصَيْتُكَ فَإِنِّي قَدْ أَطَعْتُكَ فِي أَحَبِّ الأَشْيَاءِ إليكَ [الإِيْمَانِ بِكَ مَنْاً مِنْكَ بِهِ عَلَيَّ / لا مَنَّاً مِنِّي بِهِ عَلَيْكَ]، لَمْ
ص: 253
أَتَّخِذْ لَكَ وَلَداً، وَلَمْ أَدْعُ لَكَ شَريكاً، وَقَدْ عَصَيْتُكَ فِي أَشْيَاءَ كَثِيرَةٍ عَلَى غَيْرِ وَجْهِ المُكابَرَةِ لَكَ وَلا الإِسْتِكْبَارِ عَنْ عِبادَتِكَ، وَلا الجُحُودِ لِرُبُوبِيَّتِكَ، وَلَا الخُرُوجِ عَنِ الْعُبُودِيَّةِ لَكَ(1)، وَلَكِن اتَّبَعْتُ هَوايَ وَأَزَلَّنِي الشَّيْطانُ بَعْدَ الحُجَّةِ عَلَيَّ وَالبَيانِ، فَإِنْ تُعَذِّبْنِي فَبِذُنُوبِي غَيْرُ ظَالِم لِي، وَإِنْ تَعْفُ عَنِّي فَبِجُودِكَ وَكَرِمِكَ يَا كَرِيمُ.
وتقول أيضاً:
غَدَوتُ بِحَولَ اللَّهِ وَقُوَّتِهِ، غَدَوتُ بِغَيْرِ حَولٍ مِنِّي وَلَا قُوَّةٍ، وَلَكِنْ بِحَولِ اللَّهِ وَقُوَّتِهِ.
يَا رَبِّ أَسأَلُكَ بَرَكَةَ هَذَا البَيتِ، وَبَرَكَةَ أَهْلِهِ، وَأَسْأَلُكَ أَنْ تَرْزُقَنِي رِزْقَاً حَلالاً طَيِّبَاً تَسوقُهُ إِلَيَّ بِحَولِكَ وَقُوَّتِكَ، وَأَنَا خافِضُ فِى عَافِيَتِكَ(2).
الصلاة والدعاء عند الاسطوانة الثالثة ممّا يلى باب كندة لزين العابدين علي بِنْ الحسين علیهما السلام.
تعدّ ثلاث أساطين من باب كندة، ثم صر إلى آخرها ممّا يلي القبلة، ثُمَّ صلِّ ركعتين وقُل:
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، اللَّهُمَّ إِنَّ ذُنُوبِي قَدْ كَثُرَتْ وَلَمْ
ص: 254
يَبْقَ لَهَا إِلَّا رَجَاءُ عَفْوكَ وَقَدْ قَدَّمْتُ آلَةَ الحِرْمَانِ وَأَسْأَلُكَ ما لا أَسْتَوْجِبْهُ عَلَيْكَ.
اللَّهُمَّ إِنْ تُعَذِّبْنِي فَبِذُنُوبِي وَلَمْ تَظْلِمْنِي شَيْئاً، وَإِنْ تَغْفِرْ لِي فَخَيْرُ رَاحِمٍ أَنْتَ يَا سَيِّدِي.
اللَّهُمَّ أَنْتَ أَنْتَ وَأَنا أَنا، أَنْتَ العَوَّادُ بِالمَغْفِرَةِ، وَأَنَا العَوَّادُ بالذُّنُوبِ، وَأَنْتَ المُتَّصِفُ(1) بِالحِلْمِ، وَأَنَا العَوَّادُ بِالجَهْلِ.
اللَّهُمَّ فَإِنِّى أَسْأَلُكَ يَا كَنْزَ الضُّعَفَاءِ، وَيَا عَظِيمَ الرَّجَاءِ، وَيَا مُنْقِذَ الغَرْقَى َويَا مُنْجِيَ الهَلْکَى، ويَا مُمِيتَ الْأَحْيَاءِ، وَيَا مُحْيِيَ المَوْتَى، أَنْتَ اللهُ الَّذِي لا إلَهَ إِلَّا أَنْتَ سَجَدَ لَكَ شُعاعُ الشَّمْسِ، وَدَويُّ الماءِ، وَحَفِيفُ الشَّجرِ، وَنُورُ القَمَرِ، وَظُلْمَةُ اللَّيْلِ، وَضَوْءُ النَّهارِ، وَخَفَقَانُ الطَّيْرِ، فَأَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ يَا عَظِيمُ بِحَقِّكَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِينَ، وَبِحَقٍّ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الصَّادِقِينَ عَلَيْكَ، وَبِحَقِّكَ عَلَى عَلِيٍّ، وَبِحَقِّ عَلِيٍّ عَلَيْكَ، وَبِحَقِّكَ عَلَى فَاطِمَةَ، وَبحَقِّ فَاطِمَةَ عَلَيْكَ، وَبِحَقِّكَ عَلَى الحَسَنِ، وَبِحَقِّ الحَسَنِ عَلَيْكَ، وَبِحَقِّكَ عَلَى الحُسَيْنِ، وَبِحَقِّ الحُسَيْنِ عَلَيْكَ، فَإِنَّ حُقُوقَهُمْ مِنْ أَفْضَلِ إنْعامِلَ عَلَيْهِمْ، وَبِالشَّأْنِ الَّذِي لَكَ عِنْدَهُمْ، وَبِالشَّأْنِ الَّذِي لَهُمْ عِنْدَكَ، صَلِّ يَا رَبِّ عَلَيْهِمْ صَلاةً دَائِمَةً مُنْتَهَى رِضَاكَ، وَاغْفِرْ لِي بِهِمُ الذُّنُوبَ الَّتِي بَيْنِي وَبَيْنكَ، وَأَرْضِ عَنِّى خَلْقَكَ، وَأَتْمِمْ
ص: 255
نِعْمَتَكَ عَلَيَّ كَمَا أَتْمَمْتَها عَلَى آبائِي مِنْ قَبْلُ، وَلا تَجْعَلْ لاحدٍ مِنَ المخلوقينَ عَليَّ فيها امتناناً، وَأَمْنُنْ عَليَّ كما مَنَنْتَ عَلَى آبَائِي مِنْ قَبْلِي يَا كَهْيَعَصَ.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَسْتَجِبْ لِي دُعائِي فِيمَا سَأَلْتُكَ، يَا كَرِيمُ، يَا كَرِيمُ يَا كَرِيمُ.
ثُمّ ضع خدّك الايمن على الأرض وَقلْ:
يَا سَيِّدِي يَا سَيِّدِي، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاَغْفِرْ لي، وأكثر من قولك ذلك مهما أسكنك، وكذلك تقول في الخدّ الأيسر، وفي السجود الأخير.(1)
الصلاة والدعاء عند الاسطوانة الخامسة
روي عن مولانا أبي عبدالله جعفر بِنْ محمد الصادق علیهما السلام أنّه قال لبعض أصحابه: يَا فلان، إذا دخلت المسجد من الباب الثاني عن ميمنة المسجد فعدّ خمسة أساطين؛ اثنتان منها في الظلال، وثلاث منها في صحن الحائط فصل هناك فعند الثالثة مصلّى إبراهيم علیه السلام وهي الخامسة من المسجد ركعتين وقُل(2):
ص: 256
السَّلَامُ عَلَى أَبِينَا آدَمَ وَأَمِّنا حَوَّاءَ، السَّلَامُ عَلَى هَابِيلَ الْمَقْتُول ظُلْماً وَعُدْوَاناً عَلَى مَوَاهِب اللهِ وَرِضْوَانِهِ، السَّلَامُ عَلَى شيْءٍ صَفْوَةِ اللهِ المُخْتَارِ الأَمِينِ، وَعَلَى الصَّفْوَةِ الصَّادِقِينَ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ الطَّيِّبِينَ أَوَّلِهِمْ وَآخِرِهِمْ، السَّلَامُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَعَلَى ذُرِّيَّتِهِمُ المُخْتارِينَ، السَّلَامُ عَلَى مُوسى كَلِيمِ اللهِ، السَّلَامُ عَلَى عِيسَى رُوحِ اللَّهِ، السَّلَامُ عَلَى مُحَمَّدِ حَبِيبِ اللهِ، السَّلَامُ عَلَى المُصطَفينَ عَلَى العالَمينَ، السَّلَامُ عَلَى أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ وَذُرِّيَّتِهِ الطَّيِّبِينَ الطاهِرِينَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْكَ فِى الأَوَّلِينَ وَالآخِرينَ، السَّلَامُ عَلَى فاطِمَةَ الزَّهْراءِ، السَّلَامُ عَلَى الرَّقِيبِ الشَّاهِدِ عَلَى الأمَم للهِ رَبِّ العالمين.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَكتُبْنِي عِنْدَكَ مِنَ المَقْبُولِينَ وَاجْعَلْنِي مِنَ الْفَائِزِينَ المُطمئِنِّينَ الَّذِينَ لَا خَوفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحزَنُونَ.(1)
الصلاة والدعاء عند الاسطوانة السابعة
وبالاسناد مرفوعاً إلى أبي حمزة الثمالي، قال: بينا أنا قاعد يوماً
ص: 257
في المسجد عند السابعة إذا برجل ممّا يلى أبواب كندة وقد دخل، فنظرت إلى أحسن الناس وجهاً، وأطيبهم ريحاً، وأنظفهم ثوباً، معمّم بلا طيلسان ولا ازار، عليه قميص ودراعة وعمامة، وفي رجليه نعلان عربيّان، فخلع نعليه، ثمّ قام عند السابعة ورفع مسبحته حتّى بلغتا شحمتي اُذنيه، ثُمّ أرسلهما بالتكبير، فلم يبق في بدني شعرة إلّا قامت، ثُمّ صلّى أربع ركعات أحسن ركوعهنّ وسجودهنّ، وقال(1).
إلهى إِنْ كُنْتُ قَدْ عَصَيْتُكَ فَقَدْ أَطَعْتُكَ فِي أَحَبِّ الأَشْيَاء إِليكَ الإِيْمَانِ بِكَ مَنَا مِنْكَ بِهِ عَلَيَّ لا مَنْاً [مِنِّى](2) بِهِ عَلَيْكَ، لَمْ أَتَّخِذْ لَكَ وَلَداً، وَلَمْ أَدْعُ لَكَ شَرِيكاً، وَقَدْ عَصَيْتُكَ عَلَى غَيْرِ وَجْهِ المُكابَرَةِ، وَلا الخُرُوجِ عَنْ عُبُودِيَّتِكَ، وَلا الجُحُودِ لِرُبُوبِيَّتِكَ، وَلَكِنِ اتَّبَعْتُ هَوايَ وَأَزَلَّنِي الشَّيْطَانُ بَعْدَ الحُجَّةِ عَلَيَّ وَالبَيانِ، فَإِنْ تُعَذِّبْنِي فَبِذُنُوبِي غَيْرَ ظَالِمٍ لِي، وَإِنْ تَعْفُ عَنِّي فَبِجُودِكَ وَكَرِمِكَ يَا كَرِيمُ.
ثُمَّ خرّ ساجداً يقولها حتّى انقطع نفسه، وقال في سجوده:
يَا مَنْ يَقْدِرُ عَلَى [قَضَاءِ](3) حَوَائِجَ السَّائِلِينَ، يَا مَنْ يَعْلَمُ ضَمِير الصَّامِتِينَ، يَا مَنْ لا يَحْتَاجُ إِلى تَفْسِيرِ، يَا مَنْ يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ، يَا مَنْ أَنْزَلَ العَذابَ عَلَى قَوْمِ
ص: 258
يُونُسَ وَهُوَ يُريدُ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ فَدَعَوْهُ وَتَضَرَّعُوا إِلَيْهِ فَكَشَفَ عَنْهُمُ العَذابَ وَمَتِّعَهُمْ إِلَى حِينٍ، قَدْ تَرَى مَكَانِي، وَتَسْمَعُ كَلامي، وَتَعْلَمُ حَاجَتي فَأَكْفِنِي مَا أَهَمَّنِي مِنْ أَمْرِ دِينِي وَدُنْيايَ وَآخِرَتِي، يَا سَيِّدِي، يَا سَيِّدِي. - سبعين مرّة -.
ثُمّ رفع رأسه فتأمّلته فإذا هو مولاي زين العابدين علي بِنْ الحسين علیهما السلام، فانكببتُ على يديه أقبّلهما، فنزع يده (منّي)(1) وأومأ إليَّ بالسكوت، فقلت: يا مَولاي أنا من عرفته في ولائكم، فما الّذي أقدمكَ إلى هاهنا؟
فقال: هو لما رأيت(2).
الصلاة والدعاء عند باب أمير المؤمنين علیه السلام للحاجة
تصلّي ركعتين وتقول:
اللَّهُمَّ إِنِّي حَلَلْتُ بِساحَتِكَ لِعِلْمِي بِوحْدانِيَّتِكَ وَصَمَدَانِيَّتِكَ، وَأَنَّهُ لا قَادِرَ عَلَى قَضَاءِ حَاجَتِي غَيْرُكَ، وَقَدْ عَلِمْتُ يَا رَبِّ أَنَّهُ كُلَّما شَاهَدْتُ نِعْمَتَكَ عَلَيَّ اشْتَدَّتْ فَاقَتِي إِلَيْكَ، وَقَدْ طَرَقَنِي يَا رَبِّ مِنْ مُهِمْ أَمْرِي مَا قَدْ عَرَفْتَهُ لِأَنَّكَ عَالِمٌ غَيْرُ مُعَلَّمٍ،
ص: 259
فَأَسْأَلُكَ مزار الشهيد بالاسْمِ الَّذِي وَضَعْتَهُ عَلَى السَّماواتِ فَانْشَقَّتْ، وَعَلى الأَرض فَانْبَسَطَتْ، وَعَلَى النُّجُوم فَانْتَشَرَتْ، وَعَلَى الجِبالِ فَاسْتَقَرَّتْ، وَأَسْأَلُكَ بِالاسْمِ(1) الَّذِي جَعَلْتَهُ عِنْدَ مُحَمَّدٍ وَعِنْدَ عَلِيٍّ وَعِنْدَ الحَسَنِ وَالحُسَيْنِ وَعِنْدَ الأَئِمَّةِ كُلِّهِمْ صَلَواتُ اللهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَقْضِيَ لِي يَا رَبِّ حاجَتِي، وَتُيَسِّرَ لي عَسِيرَها، وَتَكْفِينِي مُهمَّهَا، وَتَفْتَحَ لِي مُقَفَّلَها، فَإِنْ فَعَلْتَ فَلَكَ الحَمْدُ، وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَلَكَ الحَمْدُ، غَيْرَ جَائِرٍ فِي حُكْمِكَ، وَلا خَائِفٍ فِي عَدْلِكَ.
ثمّ تبسط خدّك الأيمن على الأرض وتقول:
اللَّهُمَّ إِنَّ يُونُسَ بْنَ مَتّى عَبْدَكَ وَنَبِيَّكَ دَعَاكَ فِي بَطْنِ الحُوتِ فَاسْتَجَبْتَ لَهُ، وَأَنَا أَدْعُوكَ فَاسْتَجِبْ لِي بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ عَلَيكَ.
وتدعو بما تُحِبُّ، وتقلّب خدَّك الأيسر وتقول:
اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَمَرْتَ بِالدُّعاءِ وَتَكَفَّلْتَ بِالإِجَابَةِ، وَأَنا أَدْعُوكَ كَمَا أَمَرْتَنِي فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مَحَمَّدٍ وَأَسْتَجِبْ لِي كَما وَعَدْتَنِي يَا كَرِيمٌ.
ثمّ تعود إلى السجود وتقول:
يَا مُعِزَّ كُلِّ ذَلِيلٍ، وَيَا مُذِلَّ كُلِّ عَزِيزِ تَعْلَمُ كُرْبَتِي، فَصَلِّ
ص: 260
عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَفَرِّجْ عَنِّي يَا كَرِيمُ.(1)
صلاة اُخرى للحاجة في جامع الكوفة
تصلّي أربع ركعات بمهما شئت، فإذا فرغت فقل:
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ يَا مَنْ لا تَرَاهُ العُيُونُ، وَلا تُحِيطُ بِهِ الظُّنُّونُ، وَلا يَصِفُهُ الواصِفُونَ، وَلا تُغَيِّرُهُ الحَوادِثُ، وَلا تُفْنِيهِ الدُّهُورُ، يَعْلَمُ مَثاقِيلَ الجِبالِ، وَمَكائِيلَ البحار، وَوَرَقَ الأشْجار، وَرَمْلَ القِفارِ، وَما أَضَاءَتْ بِهِ الشَّمْسُ وَالقَمَرُ، وَأَظْلَمَ عَلَيْهِ الليْلُ، وَوَضَحَ بِهِ النَّهارُ، وَلا يُوارِي مِنْكَ سَماءٌ سَماءً، وَلا أَرْضٌ أَرْضاً، وَلا جَبَلٌ ما فِي أَصْلِهِ، وَلا بَحْرٌ ما فِي قَعْرِهِ، أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلَّى عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَجْعَلَ خَيْرَ أَمْرِي آخِرَهُ، وَخَيْرَ أَعْمَالِي خَواتِيمَهَا، وَخَيْرَ أَيَّامِي يَوْمَ أَلْقَالَ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.
اللَّهُمَّ مَنْ أَرادَنِي بِسُوءٍ فَأرِدْهُ، وَمَنْ كادَنِي فَكِدْهُ، وَمَنْ بَعَانِي بِهَلَكَةٍ فَأَهْلِكْهُ، وَاكْفِنِي مَا أَهَمَّنِي مِمَّن دَخَلَ هَمُّهُ عَلَيَّ.
اللَّهُمَّ أدْخِلْنِي فِى دِرْعِكَ الحَصِيئَةِ، وَاسْتُرْنِي بِسِتْركَ الواقِي، يَا مَنْ يَكْفِي مِنْ كُلِّ شَيْءٌ وَلا يَكْفِي مِنْهُ شَيْءٌ اكْفِنِي ما أَهَمَّنِي مِنْ أَمْرِ الدُّنْيا وَالآخِرَةِ، وَصَدِّقْ قَوْلِي وَفِعْلِي، يَا شَفِيقُ
ص: 261
يَا رَفِيقُ، فَرِّجْ عَنِّى المَضِيقَ، وَلَا تُحَمِّلْنِي ما لا أُطِيقُ.
اللَّهُمَّ احْرُسْنِي بِعَيْنِكَ الَّتِي لَا تَنامُ، وَارْحَمْنِي بِقُدْرَتِكَ عَلَيَّ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، يَا عَلِيُّ يَا عَظِيمُ، أَنْتَ عَالِمٌ بِحاجَتِي وَعَلَى قَضانِها قَدِيرٌ، وَهِيَ لَدَيْكَ يَسِيرٌ، وَأَنا إِلَيْكَ فَقِيرٌ، فَمُنَّ بِهَا عَلَيَّ يَا كَرِيمٌ، إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.
ثمّ تسجد وتقول:
إِلهِي قَدْ عَلِمْتَ حَوائِجِي فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَاقْضِها وَقَدْ أَحْصَيْتَ ذُنُوبِي فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَاغْفِرْهَا يَا كَرِيمٌ.
ثمّ تقلّب خدّك الأيمن وتقول:
إِنْ كُنْتُ بِئْسَ العَبْدُ فَأَنْتَ نِعْمَ الرَّبُّ، افْعَلْ بى ما أَنْتَ أَهْلُهُ وَلا تَفْعَلْ بِي مَا أَنا أَهْلُهُ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
ثمّ تقلّب خدّك الأيسر وتقول:
إلهي(1) إِنْ عَظْمَ الذَّنْبُ مِنْ عَبْدِكَ فَلْيَحْسُنِ العَفْو مِنْ عِنْدِكَ يَا كَرِيمٌ.
وتعود إلى السجود وتقول:
ارْحَمْ مَنْ أَسَاءَ وَأَقْتَرَفَ وَاسْتَكانَ وَاعْتَرَفَ(2).
ص: 262
يَا مَنْ أَظْهَرَ الجَمِيلَ، وَسَتَرَ القَبِيحَ، يَا مَنْ لَمْ يُؤَاخِذْ بِالجَرِيرَةِ، وَلَمْ يَهْتِكِ السِّتْرَ وَالسَّرِيرَةَ، يَا عَظِيمَ العَفْوِ يَا حَسَنَ التَّجاوُزِ، يَا َواسِعَ المَغْفِرَةِ، يَا بِاسِطَ اليَدَيْنِ بِالرَّحْمَةِ، يَا صاحِبَ كُلِّ نَجْوى، يَا مُنْتَهى كُلِّ شَكْوَى، يَا كَرِيمَ الصَّفْحِ، يَا عَظِيمَ الرَّجاءِ، يَا سَيِّدِي صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَافْعَلْ بي ما أَنْتَ أَهْلُهُ يَا كَرِيمُ(1).
وتقول أيضاً:
إلهِي، قَدْ مَدَّ إِلَيْكَ الخاطيءُ المُذْنِبُ يَدَيْهِ لِحُسْنِ(2) ظَنّه بِكَ.
إلهِي، قَدْ جَلَسَ المُسِيءُ بَيْنَ يَدَيْكَ مُقِرّاً لَكَ بِسُوءٍ عَمَلِهِ، راجياً مِنْكَ الصَّفْحَ عَنْ زَلَلِهِ.
إلهِي، قَدْ رَفَعَ الظَّالِمُ كَفَّيْهِ إِلَيْكَ رَاجِياً لِمَا لَدَيْكَ(3) فَلا تُخَيِّبْهُ بِرَحْمَتِكَ مِنْ فَضْلِكَ.
إلهي، قَدْ جَثَا العائِدُ إِلَى المَعاصِي بَيْنَ يَدَيْكَ خَائِفاً مِنْ
ص: 263
يَوْمٍ تَجْلُو فِيهِ الخَلائِقُ بَيْنَ يَدَيْكَ.
إلهِي، جاءَكَ العَبْدُ الخاطيء فَزعاً مُشْفِقاً، وَرَفَعَ إِلَيْكَ طَرْفَهُ حَذِراً راجياً، وَفاضَتْ عَبْرَتُهُ مُسْتَغْفِراً نادماً.
إِلهِي، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَغْفِرْ لِي بِرَحْمَتِكَ يَا خَيْرَ الغَافِرِينَ(1).
مناجاة أمير المؤمنين علیه السلام
اللَّهُمَّ إِنِّى أَسْأَلُكَ الأَمانَ يَوْمَ لا يَنفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ(2)، وَأَسْأَلُكَ الأَمانَ يَوْمَ يَعضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً(3)، وَأَسْأَلُكَ الأمانَ يَوْمَ يُعْرَفُ المُجْرِمُونَ بسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّواصِي وَالأَقْدامِ(4)، وَأَسْأَلُكَ الأَمانَ يَوْمَ لا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازِ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئاً إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ(5)، وَأَسْأَلُكَ الأَمانَ يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّار(6).
ص: 264
وَأَسْأَلُكَ الأَمانَ يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسِ شَيْئاً وَالأَمْرُ يَوْمَئِذٍ للهِ(1)، وَأَسْأَلُكَ الأمانَ يَوْمَ يَفِرُّ المَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأمِّهِ وَأبيهِ وَصاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ لِكُلِّ امْرِىءٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأنٌ يُغْنِيهِ(2)، وَأَسْأَلُكَ الأمانَ يَوْمَ يَوَدُّ المُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذابَ يَوْمَئِذٍ بِبَنِيهِ وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْويهِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ يُنْجِيهِ كَلَا إنَّها لظى نَزَّاعَةً لِلْشَّوَى(3).
مَوْلايَ يَا مَوْلَايَ أَنْتَ المَوْلَى وَأَنَا العَبْدُ وَهَلْ يَرْحَمُ العَبْدَ إلَّا المَوْلَى، مَوْلَايَ يَا مَوْلَايَ أَنْتَ المَالِكُ وَأَنَا المَمْلُوتُ وَهَلْ يَرْحَمُ المَمْلُونَ إِلَّا المَالِكُ، مَوْلَايَ يَا مَوْلَايَ أَنْتَ العَزِيزُ وَأَنَا النَّلِيلُ وَهَلْ يَرْحَمُ الذُّلِيلَ إِلَّا العَزِيزُ، مَوْلَايَ يَا مَوْلَاي أَنْتَ الخالِقُ وَأَنَا المَخْلُوقُ وَهَلْ يَرْحَمُ المَخْلُوقَ إِلَّا الخالِقُ، مَوْلَاى يَا مَوْلَاى أَنْتَ العَظِيمُ وَأَنَا الحَقِيرُ وَهَلْ يَرْحَمُ الحَقِيرَ إِلَّا العَظِيمُ، مَوْلَايَ يَا مَوْلَايَ أَنْتَ القَوِيُّ وَأَنَا الضَّعِيفُ وَهَلْ يَرْحَمُ الضَّعِيفَ إِلَّا القَوِيُّ، مَوْلَايَ يَا مَوْلَايَ أَنْتَ الغَنِيُّ وَأَنَا الفَقِيرُ وَهَلْ يَرْحَمُ الفَقِيرَ إِلَّا الغَنِيُّ، مَوْلَايَ يَا مَوْلَايَ أَنْتَ المُعْطِي، وَأَنَا السَّائِلُ وَهَلْ يَرْحَمُ السَّائِلَ إِلَّا المُعْطِي، مَوْلَايَ يَا مَوْلَايَ أَنْتَ الحَيُّ وَأَنَا المَيِّتُ وَهَلْ يَرْحَمُ المَيْتَ إِلَّا الحَيُّ، مَوْلَايَ يَا مَوْلَايَ أَنْتَ الباقِي وَأَنَا
ص: 265
الفَانِي وَهَلْ يَرْحَمُ الفَانِيَ إِلَّا الباقِي، مَوْلَايَ يَا مَوْلَايَ أَنْتَ الدَّائِمُ وَأَنَا الزَّائِلُ وَهَلْ يَرْحَمُ الزَّائِلَ إِلَّا الدَّائِمُ، مَوْلَايَ يَا مَوْلَايَ أَنْتَ الرَّازِقُ وَأَنَا المَرْزُوقُ وَهَلْ يَرْحَمُ المَرْزُوقَ إِلَّا الرَّازِقُ، مَوْلَايَ يَا مَوْلَايَ أَنْتَ الجَوادُ وَأَنَا البَخِيلُ وَهَلْ يَرْحَمُ البَخِيلَ إِلَّا الجَوادُ، مَوْلَايَ يَا مَوْلَايَ أَنْتَ المُعافِي وَأَنَا المُبْتَلَى وَهَلْ يَرْحَمُ المُبْتَلَى إِلَّا المُعافِي، مَوْلَايَ يَا مَوْلَايَ أَنْتَ الكَبِيرُ وَأَنَا الصَّغِيرُ وَهَلْ يَرْحَمُ الصَّغِيرَ إِلَّا الكَبِيرُ، مَوْلَايَ يَا مَوْلَايَ أَنْتَ الهَادِي وَأَنَا الضَّالُّ وَهَلْ يَرْحَمُ الضَّالَ إِلَّا الهادِي، مَوْلَايَ يَا مَوْلَايَ أَنْتَ الرَّحْمَنُ وَأَنَا المَرْحُومُ وَهَلْ يَرْحَمُ المَرْحُومَ إِلَّا الرَّحْمَنُ، مَوْلَايَ يَا مَوْلَايَ أَنْتَ السُّلْطانُ وَأَنا المُمْتَحَنُ وَهَلْ يَرْحَمُ المُمْتَحَنَ إِلَّا السُّلْطانُ، مَوْلَايَ يَا مَوْلَايَ أَنْتَ الدَّلِيلُ وَأَنَا المُتَحَيِّرُ وَهَلْ يَرْحَمُ المُتَحَيِّرَ إِلَّا الدَّلِيلُ، مَوْلَايَ يَا مَوْلَايَ أَنْتَ الغَفُورُ وَأَنَا المُذْنِبُ وَهَلْ يَرْحَمُ المُذْنِبَ إِلَّا الغَفُورُ، مَوْلَايَ يَا مَوْلَايَ أَنْتَ الغَالِبُ وَأَنَا المَغْلُوبُ وَهَلْ يَرْحَمُ المَغْلُوبَ إِلَّا الغَالِبُ، مَوْلَايَ يَا مَوْلَايَ أَنْتَ الرَّبُّ وَأَنَا المَرْبُوبُ وَهَلْ يَرْحَمُ المَرْبُوبَ إِلَّا الرَّبُّ، مَوْلَايَ يَا مَوْلَايَ أَنْتَ المُتَكَبِّرُ وَأنَا الخاشِعُ وَهَلْ يَرْحَمُ الخَاشِعَ إِلَّا المُتَكَبِّرُ، مَوْلَايَ يَا مَوْلَايَ ارْحَمْنِي بِرَحْمَتِكَ، وَارْضَ عَنِّي بِجُودِكَ وَكَرَمِكَ وَفَضْلِكَ، يَا ذَا الجُودِ وَالإِحْسانِ وَالطَّوْلِ
ص: 266
وَالامْتِنانِ، بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ(1).
الصَّلاة والدُّعاء على دكّة الصّادق علیه السلام
تصلّي ركعتين وتقول بعدهما:
يَا صَانِعَ كُلِّ مَصْنُوعِ، وَيَا جَابِرَ كُلِّ كَسِيرٍ، وَيَا حَاضِرَ كُلٌّ مَلَأٍ، وَيَا شَاهِدَ كُلِّ نَجْوَى، وَيَا عَالِمَ كُلِّ خَفِيَّة، وَيَا شَاهِداً غَيْرَ غَائِبِ، وَغالِباً غَيْرَ مَغْلُوبٍ، وَيَا قَرِيباً(2) غَيْرَ بَعِيدٍ، وَيَا مُؤْنِسَ كُلِّ وَحِيدٍ، وَيَا حَيُّ حِينَ لا حَيَّ غَيْرُهُ، يَا مُحْيِي المَوْتَى وَمُمِيتَ الأحْياءِ، القائِمَ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ.
وادع بما أحببت(3).
الصَّلاة والدُّعاء على دكّة القضاء
تصلّي ركعتين وتقول:
يَا مَالِكِي وَمُمَلِّكي وَمُعْتَمَدِي(4) بِالنِّعَمِ الجِسامِ بِغَيْرِ
ص: 267
اسْتِحْقَاقِ، وَجْهِي خاضعٌ(1) لِما تَعْلُوهُ الأقدامُ لِجَلالِ وَجْهِكَ الكَرِيمِ لا تَجْعَلْ هَذِهِ الشِّدَّةَ وَلا هَذِهِ المِحْنَةَ مُتَّصِلَةٌ بِاسْتِئْصالِ الشَّأَفَةِ، وَأَمْنَحْنِي مِنْ فَضْلِكَ مَا لَمْ تَمْنَحَ بِهِ أَحَداً مِنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ، إنّكَ القَدِيمُ الأَوَّلُ الَّذِى لَمْ تَزَلْ وَلا تَزالُ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي، وَزَكِّ عَمَلِي، وَبَارِكْ لِي فِي أَجَلِي، وَاجْعَلْنِي مِنْ عُتَقَائِكَ وَطُلَقَائِكَ مِنَ النَّارِ، بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
ثُمّ صلّ في بيت الطَّشْت ركعتين تقرأ فيهما ممّا أردت، فإذا فرغت فقل:
اللَّهُمَّ إِنِّي ذَخَرْتُ تَوْحِيدِي إِيَّاكَ، وَمَعْرِفَتِي بِكَ، وَإِخْلاصِي لَكَ، وَإِقْرارِي بِرُبُوبِيَّتِكَ، وَذَخَرْتُ ولايَةَ مَنْ أَنْعَمْتَ عَلَيَّ بمَعْرِفَتِهِمْ مِنْ بَرِيَّتِكَ مَحَمَّدٍ وَعِتْرَتِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِمْ لِيَوْمٍ فَزَعِى إِلَيْكَ عاجلاً وَاجِلاً، وَقَدْ فَزِعْتُ إِلَيْكَ وَإِلَيْهِمْ يَا مَوْلايَ فِي هذَا اليَوْم وَفِي مَوْقِفِى هذا وَسَأَلْتُكَ مَادَّتِي(2) مِنْ نِعْمَتِكَ، وَإِزاحَةَ ما أَخْشَاهُ مِنْ نِقْمَتِكَ، وَالبَرَكَةَ فِى جَميع مَا رَزَقْتَنِيهِ، وَتَحْصِينَ صَدْرِي مِنْ كُلِّ هَمِّ وَجائِحَةٍ وَمَعْصِيَةٍ فِي دِينِي وَدُنْيَايَ وَآخِرَتِي، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ(3).
ص: 268
الفصل الثالث في فضل مسجد السَّهلةِ، والصَّلاة به والدُّعاء فيهِ
روي عن بشّار المكاري أنّه قال: دخلت علي أبي عبد الله علیه السلام بالكوفة وقد قدّم طبق رطب طبرزد، وهو يأكل، فقال لي: يَا بشّار، اُدن فكل.
قلت: هناك الله، وجعلني الله فداك، قد أخذتني الغيرة من شيء رأيته في طريقي أوجع قلبي وبلغ منّي.
فقال لي: بحقّي عليك لما دنوت فأكلت.
قال: فدنوت وأكلت، فقال لى: حديثك.
قلت: رأيت جلوازاً يضرب رأس امرأة، ويسوقها إلى الحبس، وهي تنادي بأعلى صوتها: المستغاث بالله ورسوله، ولا يغيثها أحد.
قال: ولم فعل بها ذاك؟
قال: سمعت الناس يقولون إنّها عثرت، فقالت: لعن الله ظالميك، يَا فاطمة فارتكب منها ما ارتكب.
قال: فقطع الأكل، ولم يزل يبكي حتى ابتلّ منديله ولحيته
ص: 269
وصدره بالدموع، ثُمّ قال: قم يَا بشّار بنا إلى مسجد السّهلة فندعوا الله عزّ وجلّ، ونسأله خلاص هذه المرأة.
قال: ووجّه بعض الشيعة إلى باب السّلطان وتقدّم إليه بأن لا يبرح إلى أن يأتيه رسوله، فإن حدث بالمرأة حدث صار إلينا حيث كنّا.
قال: فصرنا إلى مسجد السهلة، وصلّى كلّ واحد منّا ركعتين، ثُمّ رفع الصّادق علیه السلام يده إلى السماءِ وقال:
أَنْتَ اللهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ مُبْدِىءُ الخَلْقِ وَمُعِيدُهُمْ، وَأَنْتَ اللهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ خَالِقُ الخَلْقِ وَرازِقَهُمْ، وَأَنْتَ اللهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ القَابِضُ الباسِطُ، أَنْتَ اللهُ لا إلهَ إِلَّا أَنْتَ مُدَبِّرَ الأمور، وَباعِثُ مَنْ فِي القُبُورِ، وَأَنْتَ وَارِثَ الْأَرْضِ وَمَنْ عَلَيْهَا، أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ المَخْزُونِ المَكْنُونِ الحَيُّ القَيُّوم، وَأَنْتَ اللهُ لا إلهَ إِلَّا أَنْتَ عالِمُ السِّرِّ وَأَخْفَى، أسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي إِذَا دُعِيتَ بِهِ أَجَبْتَ، وَإِذَا سُئِلْتَ بِهِ أَعْطَيْتَ، وَأَسْأَلُكَ بِحَقِّكَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ، وَبِحَقِّهِم الَّذِي أَوْجَبْتَهُ عَلَى نَفْسِكَ أَنْ تُصَلَّى عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَقْضِي لِي حاجَتِي، السَّاعَةَ السَّاعَةَ السَّاعَةَ، يَا سَامِعَ الدُّعاءِ، يَا سَيِّداهُ يَا مَوْلاهُ يَا غِياثاهُ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمِ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ، أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تُعَجِّلَ خَلاصَ هذهِ المرأةِ، يَا مُقَلِّبَ القُلُوبِ وَالأبْصارِ، يَا سَمِيعَ الدُّعاءِ.
ص: 270
ثمّ خرّ ساجداً لا أسمع منه إلّا النّفس، ثمّ رفع رأسه فقال: قم فقد اُطلقت المرأة.
قال: فخرجنا جميعاً، فبينما نحن في بعض الطريق إذ لحق بنا الرجل الَّذي وجّهنا إلى باب السلطان، فقال له: ما الخبر؟
قال: لقد اُطلق عنها.
قال: كيف كان إخراجها؟
قال: لا أدري، ولكنّني كنت واقفاً على باب السلطان إذ خرج حاجب فدعاها، وقال لها: ما الّذي تكلّمت به؟
قالت: عثرت، فقلت: لعن الله ظالميك يَا فاطمة، ففعل بي ما فعل.
قال: فأخرج مائتي درهم، وقال: خذي هذه واجعلي الأمير في حلّ، فأبَت أن تأخذها، فلمّا رأى ذلك دخل وعلم صاحبه بذلك، ثمّ خرج فقال: انصرفي إلى بيتك، فذهبت إلى منزلها.
فقال أبو عبدالله علیه السلام: أبَتْ أن تأخذ مائتي درهم؟
قال: نعم، وهي والله محتاجة إليها.
قال: فأخرج من جيبه صرّة فيها سبعة دنانير، وقال: اذهب أنت بهذه إلى منزلها، فاقرأها منّي السلام، وادفع إليها هذه الدنانير.
فقال: فذهبنا جميعاً، فأقرأناها منه السّلام.
فقالت: بالله أقرأني جعفر بِنْ محمد علیهما السلام؟
ص: 271
فقلت لها: رحمكِ اللهُ، والله إنّ جعفر بِنْ محمد علیهما السلام أقرأكِ السّلام، فشهقت ووقعت مغشيّة عليها.
قال: فصبرنا حتّى أفاقت، وقالت أعِدها عليّ، فأعدناها عليها حتى فعلت ذلك ثلاثاً، ثمّ قلنا لها: خذي هذا ما أرسل به إليك وأبشري بذلك، فأخذته منّا وقالت: سلوه أن يستوهب أمته من الله فما أعرف أحداً أتوسّل بهِ إلى الله أكبر منه ومن آبائه وأجداده علیهم السلام.
قال: فرجعنا إلى أبي عبدالله علیه السلام فجعلنا نحدّثه بما كان منها فجعل يبكي ويدعو لها. ثمّ قلت: ليت شعري يرى أرى فرج آل محمّد صلی الله علیه وآله وسلم.
قال: يَا بشّار، إذا توفّي وليّ الله وهو الرابع من ولدي في أشدّ البقاع بين شرار العباد فعند ذلك تصل إلى بني فلان مصيبة سوداء مظلمة، فإذا رأيت ذلك التقت حلق البطان، ولا مردّ لأمر الله(1).
الصلاة والدُّعاء في زوايَاه
روي عن علي بِنْ إبراهيم [عن أبيه](2) قال: حججت إلى بيت الله الحرام، فوردنا عند نزولنا الكوفة، فدخلنا إلى مسجد السهلة، فإذا نحن بشخص راكع وساجد، فلمّا فرغ دعا بهذا الدعاء:
ص: 272
[أَنْتَ اللهُ](1) لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ... إلى آخر الدعاء، ثمّ نهض إلى زاوية المسجد، فوقف هناك، وصلّى ركعتين ونحن معه، فلمّا انفتل من الصلاة سبّح، ثمّ دعا فقال:
اللَّهُمَّ بِحَقِّ هَذِهِ البُقْعَةِ الشَّرِيفَةِ، وَبِحَقِّ مَنْ تَعَبَّدَ لَكَ فِيهَا قَدْ عَلِمْتَ حَوائِجِي فَصَلِّ عَلَى مَحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَقْضِها، وَقَدْ أَحْصَيْتَ ذُنُوبِي فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَغْفِرْها لي.
اللَّهُمَّ أَحْيِنِى مَا كَانَتِ الحَياةُ خَيْراً لِي، وَأُمِثْنِي إِذَا كَانَتِ الوَفَاةُ خَيْراً لِي عَلَى مُوالاةِ أَوْلِيائِكَ وَمُعاداةِ أَعْدائِكَ، وَأَفْعَلْ بِي ما أَنْتَ أَهْلُهُ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
ثمّ نهض فسألناه عن المكان، فقال: إنّ هذا الموضع بيت إبراهيم الخليل علیه السلام الّذي كان يخرج منه إلى العمالقة، ثمّ مضى إلى الزاوية الغربية فصلّى ركعتين، ثم رفع يديه وقال:
اللَّهُمَّ إِنِّي صَلَّيْتُ هذِهِ الصَّلاةَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِكَ، وَطَلَبَ نائِلِكَ، وَرَجَاءَ رِفْدِكَ وَجَوائِزِكَ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَتَقَبَّلَها مِنِّي بِأَحْسَنِ قَبُولٍ، وَبَلِّغْنِي بِرَحْمَتِكَ المَأْمُولَ، وَافْعَلْ بي ما أَنْتَ أَهْلُهُ [يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ](2).
ثمّ قام ومضى إلى الزاوية الشرقيّة فصلّى ركعتين ثمّ بسط كفّيه
ص: 273
وقال:
اللَّهُمَّ إنْ كانَت الذُّنُوبُ وَالخَطَايَا قَدْ أَخْلَقَتْ وَجْهِي عِنْدَكَ فَلَمْ تَرْفَعْ لِي إِلَيْكَ صَوْتاً وَلَمْ تَسْتَجِبْ لِي دَعْوَةً، فَإِنِّي أَسْأَلُكَ بِكَ يَا اللَّهُ فَإِنَّهُ لَيْسَ مِثْلُكَ أَحَدٌ، وَأَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِمُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَأَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تُقْبِلَ عَلَيَّ(1) بِوَجْهِكَ الكَرِيمِ، وَتُقْبِلَ بِوَجْهِي إِلَيْكَ، وَلَا تُخَيِّبِنِي حِينَ أَدْعُوكَ وَلا تَحْرِمْنِي حِينَ أَرْجُوكَ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
وعفّر خديه على الأرض وقام فخرج، فسألناه: بم يعرف هذا المكان؟
فقال: إنّه مقام الصالحين والأنبياء والمرسلين.
وقال واتبعناه، فإذا به قد دخل إلى مسجد صغير بين يدي السّهلة، فصلّى فيه ركعتين بسكينة ووقار كما صلّى أول مرّة، ثمّ بسط كفّيه فقال:
إلهِي قَدْ مَدَّ إِلَيْكَ الخاطِئَءُ المُذْنِبُ يَدَيْهِ بِحُسْنِ ظَلَنْهِ بِكَ، إلهي قَدْ جَلَسَ المُسيءُ بَيْنَ يَدَيْكَ مُقِرّاً لَكَ بِسُوءٍ عَمَلِهِ، وَراجِياً مِنْكَ الصَّفْحَ عَنْ زَلَلِهِ، إِلهِي قَدْ رَفَعَ إِلَيْكَ الظَّالِمُ كَفَّيْهِ راجِياً بَيْنَ يَدَيْكَ(2) فَلا تُخَيِّبْهُ بِرَحْمَتِكَ مِنْ فَضْلِكَ، إِلهِي قَدْ جَثَا العائِدُ إِلَى
ص: 274
المَعاصِي بَيْنَ يَدَيْكَ خَائِفاً مِنْ يَوْم تَجْتُو فِيهِ الخَلائِقُ بَيْنَ يَدَيْكَ، إلهى جاءَكَ العَبْدُ الخاطيء فَزعاً مُشْفِقاً، وَرَفَعَ إِلَيْكَ طَرْفَهُ حَذِراً راجِياً، وَفاضَتْ عَبْرَتُهُ مُسْتَغْفِراً نادِماً، وَعِزَّتِكَ وَجَلالِكَ ما أَرَدْتُ بِمَعْصِيَتِي [مُخالَفَتَكَ](1)، وَمَا عَصَيْتُكَ إِذْ عَصَيْتُكَ وَأَنا بِكَ جَاهِلٌ، وَلَا لِعُقُوبَتِكَ مُتَعَرِّضٌ، وَلا لِنَظَرِكَ مُسْتَخِفٌّ، وَلَكِنْ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي، وَأَعانَتْنِي عَلَى ذَلِكَ شَقْوَتِي، وَغَرَّنِي سِتْرُكَ المُرْخَى عَلَيَّ، فَمِنَ الآنَ مِنْ عَذابِكَ مَنْ يَسْتَنْقِذْنِي؟ وَبِحَبْلٍ مَنْ أَعْتَصِمُ إِنْ قَطَعْتَ حَبْلَكَ عَنِّي؟ فَيَا سَوْأَتاهُ غَداً مِنَ الوَقُوفِ بَيْنَ يَدَيْكَ إِذَا قِيلَ لِلْمُخِفِّينَ: جُوزُوا وَلِلْمُثْقِلِينَ: حُطُوا؟ أَفَمَعَ المُخِفِّينَ أَجوزُ أَمْ مَعَ المُثْقِلِينَ أَحَطُّ؟ وَيْلِي كُلَّمَا كَبُرَت سِنِّي كَثُرَتْ(2) ذُنُوبِي! [وَيْلِي](3) كُلَّما طالَ عُمْرِي كَثْرَتْ مَعاصِيَّ! فَكَمْ أَتُوبُ؟ وَكَمْ أَعُودُ؟ أَما آنَ لِي أَنْ أَسْتَحْيِي مِنْ رَبِّي؟ اللَّهُمَّ فَبِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ اغْفِرْ لِي وَاَرْحَمْنِي، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ وَخَيْرَ الغَافِرِينَ.
ثمّ بكى وعفّر خدّه وقال:
إرحَمْ مَنْ أساءَ وَأعترفَ وأَسْتَكَانَ وأَقْتَرَفَ.
ثمّ قلب خده الأيمن وقال:
ص: 275
إِنْ كُنْتُ بِئسَ العَبدُ فَأَنْتَ نِعْمَ الرَّبُّ.
ثمّ قلب خدّه الأيسر وقال:
عَظْمَ الذَّنْبُ مِنْ عَبْدِكَ فَلْيَحْسُنِ الْعَفْوُ مِنْ عِنْدِكَ يَا كَرِيمُ.
ثمّ خرج فاتّبعته، وقلت له: يَا سيّدي، بم يعرف هذا المسجد؟
فقال: إنّه مسجد زيد بِنْ صوحان صاحب علي بِنْ أبي طالب علیه السلام، وهذا مأواه وتهجّده، ثمّ غاب عنّا فلم نره.
فقال لي صاحبي: أنّه الخضر علیه السلام(1).
ص: 276
الفصل الرابع في فضل مسجد صعصعة، والصّلاة به، والدُّعاء فيه
روي عن محمد بِنْ عبد الرحمان التستري أنّه قال: مررت ببني رواس، فقال لي بعض إخواني: لو مِلْتَ بنا إلى مسجد صعصعة فصلّينا فيه فإنّ هذا رجب ويستحبّ فيه زيَارة هذه المواضع المشرّفة الّتي وطئها الموالي بأقدامهم وصلّوا فيها ومسجد صعصعة منها.
قال: فملت معه إلى المسجد، وإذا ناقة معلّقة مرحلة قد اُنيخت بباب المسجد فدخلنا وإذا برجل عليه ثياب الحجاز، وعِمّة كعمّتهم، قاعد يدعو بهذا الدعاء، فحفظته أنا وصاحبي وهو:
اللّهُمَّ يَا ذَا الْمِنَن السَّابِغَةِ، وَالآلاءِ الوَارْعَةِ، وَالرَّحْمَةِ الواسِعَةِ، وَالقُدْرَةِ الجامِعَةِ، وَالنِّعَمِ الجَسِيمَةِ، وَالمَوَاهِبِ العَظِيمَةِ، وَالأَيَادِى الجَمِيلَةِ، وَالعَطَايَا الجَزِيلَةِ.
يَا مَنْ لَا يُنْعَتُ بِتَمْثِيلِ، وَلا يُمَثَّلُ بِنَظِيرِ، وَلَا يُغْلَبُ بِظَهْيرٍ، يَا مَنْ خَلَقَ فَرَزَقَ، وَأَلْهَمَ فَأَنْطَقَ، وَابْتَدَعَ فَشَرَعَ، وَعَلا
ص: 277
فَارْتَفَعَ، وَقَدَّرَ فَأَحْسَنَ، وَصَوَّرَ فَأَتْقَنَ، وَاحْتَجَّ فَأَبْلَغَ، وَأَنْعَمَ فَأَسْبَغَ، وَأَعْطَى فَأَجْزَلَ، وَمَنَحَ فَأَفْضَلَ.
يَا مَنْ سَما فِى العِزْ فَفَاتَ خَوَاطِرَ(1) الأَبْصارِ، وَدَنَا فِى اللُّطْفِ فَجَازَ هَواجِسَ الأَفْكارِ، يَا مَنْ تَوَجَّدَ بِالْمُلْكِ فَلا نِدَّ لَهُ فِي مَلَكُوتِ سُلْطانِهِ، وَتَفَرَّدَ بالآلاءِ وَالكِبْرِيَاءِ فَلا ضِدَّ لَهُ فِي جَبَرُوتِ شَأْنه.
يَا مَنْ حَارَتْ فِي كِبْرِيَاءِ الوهِيَّتِهِ(2) دقائِقُ لَطَائِفِ الأَوْهامِ، وَأَنْحَسَرَتْ دُونَ إِدْراكِ عَظَمَتِهِ خَطَائِفُ أَبْصَارِ الأَنام.
يَا مَنْ عَنَتِ الوُجُوهُ لِهَيْبَتِهِ، وَخَضَعَتِ الرِّقابُ لِعَظَمَتِهِ، وَوَجِلَتِ القُلُوبُ مِنْ خِيفَتِهِ، أَسْأَلُكَ بِهِذِهِ المِدْحَةِ الَّتِي لَا تَنْبَغِي إِلَّا لَكَ، وَبِما وَأَيْتَ بِهِ عَلَى نَفْسِكَ لِداعِيكَ مِنَ المُؤْمِنِينَ، وَبِما ضَمِنْتَ الإِجابَةَ فِيهِ عَلَى نَفْسِكَ لِلدَّاعِينَ.
يَا أَسْمَعَ السَّامِعِينَ، وَأَبْصَرَ النَّاظِرِينَ، وَأَسْرَعَ ،الحاسِبينَ، يَا ذَا القُوَّةِ المَتِينَ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ خاتَم النَّبِيِّينَ وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ الأيْمَةِ الصَّادِقِينَ، وَاقْسِمْ لِي فِي شَهْرِنا هذا خَيْرَ ما قَسَمْتَ، وَأَخْتِمْ(3) لِي فِي قَضَائِكَ خَيْرَ ما
ص: 278
خَتَمْتَ(1)، وَاخْتِمْ لِى بِالسَّعادَةِ فِيمَنْ خَتَمْتَ، وَأَحْيِنِى ما أَحْيَيْتَنِي مَوْفُوراً، وَأَمِتْنِي مَسْرُوراً وَمَغْفُوراً، وَتَوَلَّ أَنْتَ نَجاتي مِنْ مُساءَلَةِ البَرْزَخِ، وَادْراً عَنِّى مُنْكَراً وَنَكِيراً، وَأَر عَيْنِي مُبَشِّراً وَبَشِيراً، وَاجْعَلْ لِى إِلَى رِضْوانِكَ وَجِنانِكَ(2) مَصِيراً وَعَيْشاً قَرِيراً، وَمُلْكاً كَبِيراً، وَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ كَثِيراً.
ثُمّ سجد طويلاً، وقام وركب الراحلة وذهب. فقال لي صاحبي: نراه الخضر علیه السلام، فما بالنا لا نكلّمه كأنّما أمسك على ألسنتنا، فخرجنا فلقينا ابِنْ أبي رواد الرواسي، فقال: من أين أقبلتما؟
قلنا من مسجد صعصعة، وأخبرناه بالخبر.
فقال: هذا الراكب يأتي مسجد صعصعة في اليومين والثلاثة لا يتكلّم.
قلنا: من هو؟
قال: فمن تريَانه أنتما؟
قلنا: نظنّه الخضر علیه السلام.
فقال: فأنا والله ما أراه من الخضر علیه السلام المحاج إلى رؤيته، فانْصَرفا راشدين.
فقال لي صاحبي: هو والله صاحب الزمان علیه السلام(3).
ص: 279
الفصل الخامس في فضل مسجد غَني، والصلاة به، والدُّعاء فيه
روي عن طاووس اليماني أنّه قال مررت بالحجر في رجب، وإذا أنا بشخص راكع وساجد فتأملته، فإذا هو علي بن الحسين علیهما السلام فقلت: يا نفسي رجلٌ صالح من أهل بيت النبوة والله لاغتنمنّ دعاءه، فجعلت ارقبه حتى فرغ من صلاته ورفع باطن كفّيه إلى السماء وجعل يقول:
سَيِّدي سَيِّدي، هَذِهِ يَدَايَ قَدْ مَدَدْتُهُما إِلَيْكَ، بالذُّنوب مَمْلوَّةً، وَعَيْنَايَ إِلَيْكَ بِالرَّجَاءِ مَمْدودَةً، وَحَقٌّ لِمَنْ دَعَاكَ بِالنَّدَمِ تَذَلُّلاً أَنْ تُجِيبَهُ بِالكَرَمِ تَفَضَّلاً.
سَيِّدي، أمِنْ أَهْلِ الشَّقَاءِ خَلَقْتَنى فَاطِيلُ بُكَائي، أَمْ مِنْ أَهْلِ السَّعادةِ خَلَقْتَنى فَأَبْشِرُ رَجَائِي.
سَيِّدي لِضَرْبِ المقامِع خَلَقتَ أَعْضَائي، أَمْ لِشُرْب
(مخطوط).
وأورده ابن طاووس في الاقبال: 625، عنه بحار الأنوار: 447/100 - 24.
وأورده ابن طاووس أيضاً في مصباح الزائر: 38 (مخطوط).
ص: 280
الحَمِيمِ خَلَقْتَ أَمْعَائي.
سَيِّدي، لو أنّ عَبْداً اسْتَطَاعَ الهَرَبَ مِنْ مَوْلَاهُ لَكُنْتُ أَوّل الهاربينَ مِنكَ، لَكِنِّى أَعْلَمُ أَنَّى لَا أَفوتُكَ.
سَيِّدي، لَو أَنَّ عَذَابِي يَزِيدُ فِى مُلْكِكَ طَاعَةُ المُطيعينَ، وَلَا يَنْقُصُ مِنهُ مَعْصِيَةُ العَاصِينَ.
سَيِّدي، مَا أَنَا وَخَطَرِي، هَبْ لِي خَطائي بِفَضْلِكَ وَجَلِّلْني بِسِتْرِكَ، وَأَعْفُ عَنْ تَوبِيخي بِكَرَمِ وَجْهِكَ.
إلهي وَسَيِّدي، أرحمني مطروحاً عَلَى الفِرَاشِ تُقَلِبُني أيدي أَحِبَّتِي وَارْحَمْني مطروحاً عَلَى المُغْتَسَلِ يغَسِّلُني صالح جيرَتي، وَاَرحَمْنِي مَحْمُولاً قَدْ تَنَاوَلَ الأقرِبَاءُ أَطْرَافَ جَنازَتي، وَارْحَمْ مِنْ ذَلِكَ البَيتِ المُظْلِم وَحْشَتي وَغُربَتي وَوَحْدَتي فَمَا لَلعَبدِ مَنْ يَرْحَمُهُ إِلَّا مَوْلَاهُ.
ثمّ سجد وقال:
أعوذُ بِكَ مِنْ نَارٍ حَرُّهَا لَا يُطْفى، وَحَديدُهَا لَا يُبْلَى، وَعَطْشَانُهَا لَا يُروى.
وقلب خدّه الايمن وقال:
اَللّهُمَّ لَا تُقَلِّبْ وَجْهى فِى النار بَعدَ تَعْفِيرى وسُجودى لَكَ بِغَيْرِ مَنْ مِنِّي عَلَيْكَ بَلْ لَكَ الْحَمْدُ وَالمَنُّ عَلَيَّ.
ثم قلّب خدّه الأيسر وقال:
ص: 281
إِرْحَمْ مَنْ أَسَاءَ وَأَقتَرَفَ وَاسْتَكَانَ وَاعْتَرَفَ.
ثم عاد إلى السجود وقال:
إِنْ كُنْتْ بِئْسَ العَبْدُ فَأَنْتَ نِعْمَ الرَّبُّ العَفو العفو مائة مرّة.
قال طاووس: فبكيت حتى علا نحيبي، فالتفت إِليّ وقال ما يبكيك يا يماني، أوليس هذا مقام المذنبين.
فقلت: حبيبي حقيق على الله أن لا يردّكَ وجدّك محمد صلی الله علیه وآله وسلم.
قال طاووس: فلمّا كان العام المقبل في شهر رجب بالكوفة فمررت بمسجد غني فرأيته علیه السلام يصلّي فيه، ويدعو بهذا الدّعاء وفعل كما فعل في الحجر تمام الحديث(1).
ص: 282
الفصل السادس في فضل مسجد الجعفي، والصَّلاة والدُّعاء فيه
روي عن ميثم رضی الله عنه أنه قال: اصحر بي مولاي أَمير المؤمنين [علي بن أبي طالب](1) علیه السلام ليلة من الليالي قد خرج من الكوفة وانتهى إلى مسجد جعفي، توجّه إلى القبلة وصلّى اربع ركعات، فلمّا سلّم وسبّح بسط كفّيه وقال:
إلهى كَيفَ أدعوكَ وَقَد عَصَيتُكَ، وَكَيفَ لَا أَدْعُوكَ وَقَد عَرَفْتِكَ وَحُبُّكَ فِي قَلبي مَكِينٌ مَدَدتُ إِلَيْكَ يَداً بالذُّنوبِ مَملوَّةً، وعيناً بالرَّجاءِ مَمْدودَة.
إلهي أنْتَ مَالِكُ العَطَايَا، وَأَنَا أَسيرُ الخَطَايَا، وَمِنْ كَرَم العُظماء الرّفقُ بالأسراءِ وَأَنَا أَسِيرٌ بِجُرمى مُرْتَهَنَّ بِعَمَلَي.
إلهي مَا أَضْيَقَ الطَّرِيقَ عَلَى مَنْ لَمْ تَكُنْ دَليلَهُ وَأَوْحَشَ المَسْلَكَ عَلَى مَنْ لَمْ تَكُنْ أَنيسَهُ.
إلهي لَئِنْ طَالَبتَني بِذُنوبي لأطالِبَنَّكَ بِعَفْوِكَ وَإِنْ
ص: 283
طَالَبْتَنَّي بِسَرِيرَتي لَأطَالِبَنَكَ بِكَرَمِكَ، وَإِنْ طَالَبْتَني بِشَرِي لأطالبَنَّكَ بِخَيْركَ، وَإِنْ جَمْعتَ بَيْنِي وَبَيْنَ أَعْدائِكَ في النَّارِ لَأُخْبِرَنَّهُمْ إِنِّى كُنْتُ لَكَ مُحِبّاً، وَإِنَّني كُنْتُ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ.
إلهي هذا سُروري بِكَ خائِفاً فَكَيْفَ سُروري بِكَ آمِناً.
إلهي الطاعَةُ تَسُرُّكَ، وَالمَعْصِيَةُ لَا تَضُرُّكَ، فَهَبْ لِي مَا يَسُرُّكَ وَاغْفِرْ لي مَا لَا يَضُرُّكَ، وَتُبْ عَلَى إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَابُ الرَّحيمُ.
اللّهُمَّ صَلَّ عَلَى ُمحمَّدٍ وَآلِ مُحمَّدٍ، وَأَرْحَمْنِي إِذَا انْقَطعَ مِنَ الدنْيا أَثَرى، وَامْتحَى مِنَ المخلوقينَ ذِكْرِي، وَصِرْتُ مِنَ المَنْسِيِّينَ كَمَنْ قَدْ نُسِيَ.
إلهي كَبُرَ سِنِّي وَدَقَّ عَظْمي ونالَ الدَّهرُ مِنّي وَاقْتَرَبَ أِجَلي وَنَفِذَتْ أيّامى، وَذَهَبَتْ مَحاسِنِي، وَمَضَتْ شَهْوَتي وَبَقِيَتْ تَبعَتى وَبَلِيَ جِسْمي وَتَقَطَّعَتْ أَوْصَالى وَتَفَرَّقَت أَعْضائي وَبِقَيتُ مَرْتَهناً بِعَمَلي.
إلهي أَفْحَمَتْني ذُنوبي وأنْقَطَعَتْ مَقالَتى وَلَا حُجَّةَ لي.
إلهي أَنَا المُقْرِ بِذَنْبي، المعتَرِفُ بِجُرْمي، الأسيُرِ بإساءَتي، المُرتَهِنُ بِعَمَلي، المُتَهَوِّرُ في خَطِيئَتِي، المُتَحَيْرُ عِنْ قَصدِي، المُنقَطِعُ بي، فَصَلَّ عَلى مُحَمّدٍ وَآلِ مُحَمّدٍ، وَتَفَضَّلْ عَلَيَّ، وَتَجاوَزْ عَنِّى.
ص: 284
إلهي إن كانَ صَغُرَ فِي جَنْبِ طَاعَتِكَ عَمَلي، فَقَدْ كَبُرَ في جَنْبِ رَجَائِكَ أَمَلي.
إلهي كَيْفَ أَنقِلبُ بِالخَيْبَةِ مِنْ عِنْدكَ مَحْروماً، وَكُلُّ ظَنّى بجودِكَ أَنْ تَقْلِبَنى بالنَّجاةِ مَرحوماً.
إِلهي لَمْ أَسَلَّطْ عَلَى حُسْنِ ظَنِّي بِكَ قُنوطَ الآيسينَ، فَلَا تُبْطِلْ صِدْقَ رَجائى مِنْ بَيْنِ الآمِلِينَ.
إلهي عَظُمَ جُرْمِي إِذْ كُنْتَ المُطالِبَ بِهِ، وَكَبُرَ ذَنْبِي إِذْ كُنْتَ المُبارِزَ بِه، إِلّا أنّى إِذَا ذَكَرْتُ كِبَرَ ذَنْبي وَعِظَمَ عَفْوِكَ وَغَفْرانِكَ، وَجَدتُ الحَاصِلَ بَينَهُما لي أَقْرِ بَهَا إِلَى رَحْمَتِكَ وَرِضْوانِكَ.
إلهي اِنْ دَعاني إِلى النَّارِ مَخْشِيُّ عِقابِكَ، فَقَدْ نَادَانِي إِلَى الجَنَّةِ بالرَّجاءِ حُسْنُ ثَوابِكَ.
إلهي إِنْ أَوْحَشَتْني الخَطايا عَنْ مَحاسِنِ لُطْفِكَ، فَقَدْ آنستنى بِالْيَقين مَكارِمُ عَطْفِكَ.
إلهِي إِنْ أَنَا مَتْني الغَفْلَةُ عَن الاسْتِعْدادِ لِلِقائِكَ، فَقَدْ اَنْبَهَتْنِي المَعْرِفَةُ يَا سَيِّدِي بِكَرمَ الْآئِكَ.
إلهي اِنْ عَزَبَ لُبّي عَنْ تَقْويمِ مَا يُصْلِحُني، فَمَا عَزَبَ إيقاني بِنَظَرِكَ فِيمَا يَنْفَعُني.
إلهي اِنِ انقَرَضَتْ بِغَيرِ مَا أَجْبَبْتَ مِنَ السَّعْي أيّامي
ص: 285
[فبالإيمانِ أَمضيت السَّالِفات](1) فَما لِايّامي الَّتى أَمْضَيْتُها الصّارِفاتِ مِنْ أَعْوامى.
إلهي جِئْتُكَ مَنْهوفاً، وَقَدْ البِسْتُ عَدَمَ فَاقَتِي وَأَقامنَي مَعَ الْأَذِلّاءِ بَيْنَ يَدَيْكَ صِدَقُ حَاجَتي.
إلهي كَرُمْتَ فَاكِرمْني، إِذْ كُنْتُ مِنْ سُؤَالِكَ وَجُدْتَ بِالمَعْرُوفِ فَأَخْلِطْني بِأَهْلِ نَوالِكَ.
إِلهِي أَصْبَحْتُ عَلَى بَابٍ مِنْ أَبْوابِ مِنَحِكَ سَائِلاً، وَعَنِ التَّعَرُّضِ لِسِواكَ بِالمْسأَلَةِ عادِلاً وَلَيْسَ مِنْ شَأْنِكَ رَدُّ سَائِلٍ مَلْهُوفٍ، وَمُضْطَر لإنتِظار خَيْر مِنْكَ مَأْلُوفِ.
إلهي أَقَمْتُ عَلى قَنْطَرَةِ الأَخْطَارِ مَبْلُوا بِالأَعْمالِ وَالِاخْتِبارِ إِنْ لَمْ تُمِنْ عَلَيْهِما بِتَخْفِيفِ الأَثْقَالِ والاصارِ.
إلهي أَمِنْ أَهْلِ الشَّقَاءِ خَلَقْتَني فَأطِيلُ بُكائي، أَمَ مِنْ أَهْلِ السَّعادَةِ خَلَقْتَنى فَأَبْشِرُ رَجَائِي.
اِلهي إِنْ حَرَمْتَني رُؤْيَةَ مُحمَّدٍ صلی الله علیه وآله وسلم وَصَرَفْتَ وَجَهَ تَأميلي بِالخَيْبَةِ فِي ذَلِكَ المَقامِ فَغَيْرَ ذلكَ مَنَّتْني نَفْسي، يَا ذا الجَلالِ وَالْإِكْرَامِ، وَالطَّوْلِ وَالِانْعامِ.
إلهي لَوْ لَمْ تَهْدِني إِلَى الإِسْلَامِ مَا اهْتَدَيْتُ وَلَوْ لَمْ تَرزْقُنى الإيمانَ بِكَ مَا آمَنْتُ، وَلَوْ لَمْ تُطْلِقْ لِسانِي بِدُعَائِكَ مَا دَعَوْتُ
ص: 286
وَلَوْ لَمْ تُعَرِفْني حَلَاوَةَ مَعْرِفَتِكَ ما عَرَفْتُ.
إلهي إِنْ أَقْعَدَنِي التَّخَلُفُ عَنِ السَّبْقِ مَعَ الأَبْرَارَ فَقَدْ أَقامَتْنِي التَّقَةُ بِكَ عَلَى مَدارِج الأخيارِ.
إلهي قَلْبٌ حَشَوْتَهُ مِنْ مَحَبَّتِكَ في دار الدُّنْيا، كَيْفَ تُسَلَّطُ عَلَيْهِ نَاراً تُحْرِقْهُ فِي لَظَیً.
إلهي كُلُّ مَكْرُوبٍ إِلَيْكَ يَلتَجِيءُ، وَكُلُّ مَحرُومٍ إِلَيْكَ يَرْتَجِي إلهي سَمِعَ الْعابِدُونَ بِجَزِيلِ ثَوابِكَ فَخَشَعوا، وَسَمِعَ المُزلّونَ عَنْ القَصْد بجودِكَ فَرجَعوا، وَسَمَعَ المُذْنِبُونَ بِسَعَةِ رَحْمَتِكَ فَتَمَتَّعوا، وَسَمِعَ المجرمونَ بِكَرَم عَفُوكَ فَطِمِعوا حينَ(1) أَزْدَحَمَتْ عَصَائِبُ الْعُصاةِ مِنْ عِبادِكَ، وَعَجَّ إِلَيْكَ(2) مِنهُمْ عَجيجَ الضَّجيج بِالدُّعاءِ في بِلادِكَ، وَلِكُلِّ أَصَلُّ ساقَ صاحِبُهُ إلَيكَ حَاجَةٌ، وَأنتَ المَسؤول الَّذِي لا تَسْوَدُّ عِنْدَهُ وُجوهُ المَطالِب صَلَّ عَلى مُحَمَّدٍ نَبِيِّكَ وَآلِهِ، وَأَفْعَلْ بي ما أنتَ أَهْلُهُ إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعاءِ.
وَأَخفت دعاءه، وسجد وعفّر وقال: العَفو العَفو مائة مرة، [وقام و](3) خرج وَاتَّبعته حتى خرج إلى الصحراء خطّ لي خطّة قال: إياك ان تجاوز هذه الخطّة، ومضى عنّي، وكانت ليلة مدلهمّة، فقلت: يا
ص: 287
نفسی اسلمت مولاك وله أعداء كثيرة أيّ عذر يكون لك عند الله وعند رسوله صلی الله علیه وآله وسلم، والله لأقفونّ أثره ولأعملنّ خبره، وإن كنت خالفت أَمره.
وجعلت أتّبع أثره، فوجدته علیه السلام مطّلعاً في البئر إلى نصفه، يخاطب البئر والبئر يخاطبه فحسَّ بي والتفت علیه السلام وقال: من؟ قلت: میثم.
فقال: يا ميثم ألم آمرك أن لا تجاوز الخطّة؟
قلت: يا مولاي خشيت عليك من الأعداء، فلم يصبر لذلك قلبي فقال: أَسمعت ممّا قلت شيئاً.
قلت: لا يا مولاي نکت فقال: يا ميثم وفي الصدر لبانات إذا ضاق لها صدري نکتُّ الأرض بالكفّ، وأبديت لها سرّي، فمهما تنبت الأرض فذاك النبت من بذري(1).
ص: 288
الفصل السابع في فضل مسجد بني كاهل، ويُعرف بمسجد أمير المؤمنين علیه السلام، والصَّلاة والدعاء فيه
روی حبيب بن أبي ثابت، عن عبد الرحمن بن الأسود الكاهلي، قال: قال لي: ألَا تذهب بنا إلى مسجد أمير المؤمنين علیه السلام فنصلّي فيه. قلت: وأيّ المساجد هذا؟
قال: مسجد بني كاهل، وأنّه لم يبق منه سوى أُسّه واُس مئذنته.
قلت: حدّثني بحديثه.
قال: صلّى علي بن أبي طالب علیه السلام بنا في مسجد بني كاهل الفجر فَقَنَتَ بِنا فقال:
اللّهُمَّ إِنَّا نَسْتَعِيتُكَ وَنَستَغفِرُكَ وَنَستَهْدِيكَ وَنُؤْمِنُ بكَ وَنَتَوَكَّلُ عَلَيْكَ، وَنُثْنى عَلَيْكَ الخَيرَ كُلَّهُ، وَلَا نَكْفُرُكَ وَنَخْلعُ وَنَتْرُكُ مَن يُنكِرُكَ.
اَللّهُمَّ إِيّاكَ نَعْبُدُ، وَلَكَ نُصَلّى وَنَسْجُدَ، وَإِلَيْكَ نَسْعَى وَنَحْفَدُ نَرْجُوا رَحْمَتَكَ، وَنَخْشى عَذابِكَ، إِنَّ عَذَابِكَ كَانَ
ص: 289
بالكافِرينَ مُحيطاً.
اَللّهُمَّ اهْدِنَا فِيمَنْ هَدَيْتَ، وَعافِنَا فِيمَنْ عَافَيْتَ، وَتَوَلَّنَا فيمَنْ تَوَلَّيتَ، وَبَاركَ لَنا فِيمَا أَعْطَيْتَ، وَقِنَا شَرَّ مَا قَضَيتَ إِنَّكَ تَقْضِي وَلَا يُقْضَى عَلَيْكَ إِنَّهُ لَا يَذِلُّ مَنْ والَيْتَ، وَلَا يَعِزُّ مَنْ عَادَيْتَ، تَبَارَكتَ رَبَّنَا وَتَعَالَيْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إلَيكَ.
رَبَّنَا لَا تؤاخِذْنَا إِنْ نَسَيْنَا أَو أَخْطَأْنَا، رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا، رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنا بهِ، وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا، وَأَرْحَمْنَا، أَنْتَ مَولَانَا، فَانْصُرْنَا عَلَى القَوْمِ الْكَافِرِينَ.
وروي عن عبدالله بن يحيى الكاهلي أنّه قال: صلّى بنا أبو عبد الله علیه السلام في مسجد بني كاهل الفجر فجهر في السورتين، وقنت قبل الركوع، وسلّم واحدة تجاه القبلة(1).
ص: 290
أمّا الخاتمة ففيها فصول:
الفصل الأوّل فى زيَارة مسلم بِنْ عقيل رضی الله عنه
[إذا وردتَ مشهدهُ](1) فقف على بابه وَتقول:
سَلامُ اللهِ(2)، وَسَلامُ مَلائِكَتِهِ المُقَرَّبِينَ، وَأَنْبِيائِهِ المُرْسَلِينَ، [وَأَئِمَّتِهِ المُنْتَجَبِينَ](3)، وَعِبَادِهِ الصَّالِحِينَ، وَجَمِیعِ الشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَالصِّدِّيقِينَ، وَالزَّاكِياتُ الطَّيِّبَاتُ فِيما تَغْتَدِي وَتَرُوحُ عَلَيْكَ يَا مُسْلِمَ بْنَ عَقِيلٍ، أَشْهَدُ لَكَ صلى بِالتَّسْلِيمِ وَالتَّصديقِ، وَالوَفَاءِ وَالنَّصِيحَةِ لِخَلَفِ النَّبِيِّ صلی الله علیه وآله وسلم المُرْسَلِ، وَالسِّبْطِ المُنْتَجَبِ، وَالدَّلِيلِ العالِمِ، وَالوَصيّ المُبَلِّغ، وَالمَظْلُومِ المُهْتَضَمِ، فَجَزاكَ اللهُ عَنْ رَسُولِهِ، وَعَنْ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ، وَعَن الحَسَنِ وَالحُسَيْنِ أَفْضَلَ الجَزاءَ بِمَا صَبَرْتَ وَاحْتَسَبْتَ وَأَعَنْتَ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ، لَعَنَ اللهُ مَنْ خَذَلَكَ وَغَشَّكَ،
ص: 291
أَشْهَدُ أَنَّكَ قُتِلْتَ مَظلوماً، وَأَنَّ اللهَ مُنْجِزٌ لَكُمْ ما وَعَدَكُمْ، جِئْتُكَ يَا عَبْدَ اللَّهِ وَافِداً إِلَيكُمْ، وقَلْبِي مُسَلّمْ لَكُمْ، وَأنا لَكُمْ تابعٌ، وَنُصْرَتِي لَكُمْ مُعَدَّةٌ حَتَّى يَحْكُمَ اللهُ بأمرِهِ وَهُوَ خَيْرُ الحَاكِمِينَ، فَمَعَكُمْ مَعَكُمْ لا مَعَ عَدُوِّكُمْ إِنِّى بِكُمْ وَبِايَابِكُم مِنَ المُؤْمِنينَ، وَبِمَنْ خالَفَكُمْ وَقَتَلَكُمْ(1) مِنَ الكافِرِينَ، قَتَلَ اللهُ أُمَّةً قَتَلَتْكُمْ بِالأَيْدِي وَالأَلسُنِ.
ثمّ ادخل وانكب على القبر وقُل:
السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا العَبْدُ الصَّالِحُ المُطِيعُ اللَّهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَمِيرِ المُؤْمِنِينَ وَالحَسَنِ وَالحُسَيْنِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَسَلّم، السَّلَامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ وَمَغْفِرَتْهُ عَلَى رُوحِكَ وَبَدَنِكَ.
أَشْهَدُ وَأَشْهَدُ اللهَ أَنَّكَ مَضَيْتَ عَلَى مَا مَضى بِهِ(2) البَدْرِيُّونَ والمُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، المُناصِحُونَ فِي جِهادِ أَعْدائِهِ، المُبالِغُونَ فِى نُصْرَةِ أَوْلِيائِهِ، الذّابُّونَ عَنْ أَحِبّائِهِ، فَجَزَاكَ اللهُ أَفْضَلَ الجَزاءِ، وَأَوْفَرَ جَزَاءِ أَحَدٍ مِمَّنْ وَفَى بِبَيْعَتِهِ، وَاسْتَجَابَ لَهُ دَعْوَتَهُ، وَأَطاعَ وُلاةَ أَمْرِهِ.
أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بِالغْتَ فِي النَّصِيحَةِ، وَأَعْطَيْتَ غَايَةً المَجْهُودِ فَبَعَثَكَ اللهُ فِي الشُّهَداءِ، وَجَعَلَ رُوحَكَ مَعَ أَرْواح
ص: 292
السُّعَداءِ، وَأَعْطَاكَ مِنْ جِنانِهِ أَفْسَحَها مَنْزِلاً، وَأَفْضَلها غُرَفاً، وَرَفَعَ ذِكْرَكَ فِي عِلِّيِّينَ، وَحَشَرَكَ مَعَ النَّبِيِّينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً، أَشْهَدُ أَنَّكَ لَمْ تَهِنْ وَلَمْ تَنْكُلْ، وَأَنَّكَ مَضَيْتَ عَلَى بَصِيرَةٍ مِنْ أَمْرِكَ مُقْتَدِيَا بِالصَّالِحِينَ، ومتَّبِعاً لِلنَّبِيِّينَ، فَجَمَعَ اللهُ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ وَبَيْنَ رَسُولِهِ وَأَوْلِيَائِهِ فِى مَنازِلِ المُخْبِتِينَ فَإِنَّهُ أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
ثُمّ انحرف إلى عند الرأس، وصلّ ركعتين، وصلّ بعدهما ما بدا لك، وسبّح وادع بما أحببت، وقل:
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَلا تَدَعْ لِي ذَنْباً إِلَّا غَفَرْتَهُ، وَلا هَمَا إِلَّا فَرَّجْتَهُ، وَلا مَرَضاً إِلَّا شَفَيْتَهُ، وَلَا عَيْباً إِلَّا سَتَرْتَهُ، وَلَا شَمْلاً إِلَّا جَمَعْتَهُ، وَلَا غَائِباً إِلَّا حَفَظْتَهُ وَأَدْنَيْتَهُ، وَلا عُرْيَاناً إِلَّا كَسَوتَهُ، وَلا رِزْقاً إلَّا بَسَطتَهُ، وَلا خَوْفاً إِلَّا آمَنْتَهُ، وَلا حاجَةً مِنْ حَوائِجِ الدُّنْيا وَالآخِرَةِ لَكَ فِيها رِضا وَلي فِيها صَلاحٌ إِلَّا قَضَيْتَهَا يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
فإذا أردت وداعه فقف عليه كوقوفك الأوّل، وقُل هذا الدّعاء:
أسْتَوْدِعُكَ الله وَاسْتَرْعِيْكَ وَأَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلَامَ، آمَنَّا بالله وَبِرَسُولِهِ وَبِكِتَابِهِ وَبِما جاءَ بِهِ مِنْ عِنْدِ اللهِ، اللّهُمَّ فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِينَ.
اللّهُمَّ لا تَجْعَلْهُ آخِرَ العَهْدِ مِنْ زِيَارَتِي قَبْرَ ابْنَ عَمِّ
ص: 293
نبِيِّكَ صلی الله علیه وآله وسلم، وَارْزُقْنِي زِيَارَتَهُ أبَداً ما أَبْقَيْتَنِي، وَاحْشُرْنِي مَعَهُ وَمَعَ آبائِهِ فِى الجِنانِ، وَعَرِّفْ بَيْني وَبَيْنَهُ وَبَيْنَ رَسُولِكَ وَأوْلِيائِكَ.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآل مُحَمَّدٍ وَتَوَفَّنِي عَلَى الإيمانِ بكَ، وَالتَّصْدِيق بِرَسُولِكَ، وَالوِلايَةِ لِعَليّ بن أبي طالب علیه السلام وَالأئِمَّةِ علیهم السلام مِنْ وُلْدِهِ علیه السلام، وَالبَراءَةِ مِنْ عَدُوِّهِمْ، فَإِنِّي رَضِيْتُ عال لا عليها بِذَلِكَ يَا رَبَّ العالمينَ.
وادع لنفسك ولوالديك وللمؤمنين والمؤمنات، واكثر من الدعاء ما شئت، واخرج في دعة الله(1).
ص: 294
الفصل الثانى في زيَارة هانیء بِنْ عروة رضی الله عنه
[إذا وردتَ مشهدهُ](1) تقف على قبره، وتسلّم على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتقول:
سَلامُ اللهِ العَظِيمِ وَصَلَواتُهُ عَلَيْكَ يَا هَانِيءَ بْنَ عُرْوَةَ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا العَبْدُ الصَّالِحُ النَّاصِحُ اللهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَمِير المُؤْمِنِينَ وَالحَسَنِ وَالحُسَيْنِ علیهم السلام.
أَشْهَدُ أَنَّكَ قُتِلْتَ مَظْلُوماً، فَلَعَنَ اللهُ مَنْ قَتَلَكَ، وَاسْتَحَلَّ دَمَكَ، وَحَشَى اللَّهُ قُبُورَهُمْ ناراً.
أَشْهَدُ أَنَّكَ لَقِيتَ اللهَ وَهُوَ راضِ عَنْكَ بِما فَعَلْتَ وَنَصَحْتَ الله ولِرَسولِهِ.
وَأَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَغْتَ دَرَجَةَ الشُّهَداءِ، وَجُعِلَ رُوحُكَ مَعَ أرْواحِ السُّعداءِ بِما نَصَحْتَ اللَّهِ وَلِرَسُولِهِ مُجْتَهِداً، وَبَذَلْتَ نَفْسَكَ
ص: 295
في ذاتِ(1) اللَّهِ وَمَرْضاتِهِ فَرَحِمَكَ اللهُ وَرَضِيَ عَنْكَ وَحَشَرَكَ مَعَ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ وَجَمَعَنا وَإِيَّاكَ(2) مَعَهُمْ فِي دارِ النَّعِيمِ، وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ وَرِضوانُهُ وَمَغْفِرَتُهُ.
ثمّ صلّ عنده ما بدا لك، وادع لنفسك بما شئت، وقبله وانصرف(3).
ص: 296
الفصل الثالث فى زيَارة المختار رضی الله عنه
[إذا وقفت على ضريحه فقل](1)
السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا العَبْدُ الصَّالِحُ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الوَلِيُّ النّاصِحُ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا إِسْحَاقَ المُخْتار، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الآخِذُ بالثأر، المُحارِبُ لِلْكَفَرَةِ الفُجّار، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا المُخْلِصُ للهِ فِي طَاعَتِهِ وَلِزَيْنِ العابِدِينَ علیه السلام في مَحَبَّتِهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مَنْ رَضِيَ عَنْهُ النَّبِيُّ المُخْتَارُ، وَقَسيمُ الجَنَّةِ وَالنّار، وَكاشِفُ الْكَرْبِ وَالغُمَّةِ قَائِماً مُقاماً لَمْ يَصِلْ إِلَيْهِ أَحَدٌ مِنَ الأمّة، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مَنْ بَذَلَ نَفْسَهُ فِي رِضاءِ الأَئِمَّةِ في نُصْرَةِ الْعِتْرَةِ الطَّاهِرينَ، والأَخْذِ بثأرهِمْ مِنَ الْعِصَابَةِ المَلْعُونَةِ الْفَاجِرةِ، فَجَزَاكَ اللهُ عَنِ النَّبِيِّ صلی الله علیه وآله وسلم وَ مِنْ أَهلِ بَيْتِهِ علیهم السلام.
هذا آخر ما أردنا ذكره في هذه المجموعة والحمد لله رب العالمين وصلّى الله على محمد وآله الطاهرين.
ص: 297
ص: 298
الفهارس الفنّيّة العامّة
1- فهرس الآيات القرآنيّة
2 - فهرس الأماكن والبقاع
3 - فهرس المصادر والمراجع
ص: 299
ص: 300
(1)
فهرس الآيات القرآنيّة
الآية - رقمها - الصفحة
«سورة البقرة - 2 -»
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ... - 207 - 127
«سورة آل عمران - 3-»
رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ... - 8 - 120
رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَأَتَّبَعْنَا الرَّسُولَ... - 53 - 120
وَكأَيِّنْ مِن نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيونَ كَثِيرٌ... - 146 - 177
إِذْ تُصْعِدُونَ وَلَا تَلُونَ عَلَى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ... - 153 - 122
«سورة النساء - 4 - »
وَأَسأَلُوا اللهَ مِنْ فَضْلِهِ - 32 - 169
وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ... - 54 - 64
ص: 301
وَفَضَّلَ اللهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ... - 95 - 116
دَرَجَاتٍ مِنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ اللهُ... - 96 - 116
«سورة المائدة - 5 -»
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ... - 54 - 118
إنَّمَا وَلِيُّكُمُ الله وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا... - 55 - 119
وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا... - 56 - 119
يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ... - 67 - 117
«سورة الأنعام - 6 -»
وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ... - 153 - 112
«سورة التوبة - 9 -»
إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ... - 111 - 111
التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ... - 112 - 111
أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجُ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ... - 19 - 116
الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فَي... - 20 - 117
يُبشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ... - 21 - 117
خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ... - 22 - 117
ص: 302
وَيَوْمَ حُنَيْنِ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتَكُمْ فَلَمْ... - 25 - 122
ثُمَّ أَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى... - 26 - 122
ثُمَّ يَتُوبُ اللهُ بَعْدَ ذَلِكَ عَلَى مَنْ يَشَاءُ... - 27 - 122
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا... - 119 - 124
«سورة يونس - 10 -»
وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ... - 2 - 144
«سورة الرعد - 13 -»
وَفِي الأَرْضِ قِطَعْ مُتَجاوراتٌ وَجَنَّاتُ... - 4 - 154
«سورة طه - 20 -»
وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمَلَ... - 82 - 114
يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنْتِمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ... - 90 - 127
قَالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجَعَ... - 91 - 127
«سورة الشعراء - 26 -»
وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَب يَنْقَلِبُونَ - 227 - 120
ص: 303
«سورة السجدة - 32 -»
أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كَانَ فَاسِقاً لَا... - 18 - 121
أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ... - 19 - 121
«سورة الأحزاب - 33 -»
إذْ زَاغَتِ الأبْصَارُ وَبَلَغَتِ القُلُوبُ... - 10 - 121
هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً... - 11 - 121
وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ... - 12 - 121
وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا... - 13 - 121
وَلَمَّا رأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا... - 22 - 121
مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا... - 23 - 128
وَرَدَّ اللهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا... - 25 - 122
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ... - 53 - 108
«سورة الصافات - 37 -»
يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَام أَنِّي أَذْبَحُكَ... - 102 - 126
ص: 304
«سورة الزمر - 39 -»
هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا... - 9 - 116
«سورة الحشر - 59 -»
وَيُؤْثِرُون عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ... - 9 - 120
«سورة المعارج - 70 -»
إِنَّ الإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً - 19 - 126
إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً - 20 - 126
وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً - 21 - 126
إِلَّا المُصَلِّينَ - 22 - 126
«سورة الانسان - 76 -»
الطَّعَامِ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً... - 8 - 120
إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ... - 9 - 120
ص: 305
ص: 306
باب الأعظم - 252
باب الأنماط - 254
باب الحصن - 70
باب السلام - 131
باب الفيل - 252، 257
باب كندة - 257، 260
بغداد - 215
البقيع - 63
بيت الطشت - 272
الثويّة - 69
الحنّانة (العَلَم) - 69
الخندق - 67
دكّة الصادق (ع) - 270
دكّة القضاء - 271
سرّ من رأى - 229، 231
طوس - 222
العلقمي - 156
ص: 307
الغريّ - 69
الفرات - 158، 199
القائم المائل - 69
الكوفة 69، 248، 249، 256، 264، 273، 276، 286، 287
المسجد الأعظم - 273
مسجد بني كاهل (مسجد أمير المؤمنين) - 248، 249، 256،
المسجد الجامع (في الكوفة) - 264، 273، 276
مسجد الجعفي - 287
مسجد زید بن صوحان - 281
مسجد السهلة - 273، 274، 276
مسجد صعصعة - 281، 282
مسجد غني - 285، 287
المشرعة - 157
المشهد المقدّس - 108، 131، 213
مشهد یونس - 250
مصلّی ابراهیم (ع) - 259
مصلّى أمير المؤمنين - 267
ص: 308
«حرف الألف»
1 - الإتحاف بحبِّ الأشراف للشيخ عبدالله بن محمد بن عامر الشبراوي الشافعي، منشورات الرضيّ - قم-.
2 - إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات للشيخ محمد بن الحسن الحرّ العاملي، طبع المطبعة العلميّة - قم -.
3 - إثبات الوصيّة للامام علي بن أبي طالب عليه السلام للعلّامة أبي الحسن علي ابن الحسين بن علي المسعودي الهذلي، المتوفّى سنة 346 ه، منشورات الرضي - قم-.
4 - الاحتجاج لأبي منصور أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي، نشر المرتضى 1403 ه.
5 - الاحسان في تقريب صحيح ابن حبّان للأمير علاء الدين علي بن بلبان الفارسي، المتوفى سنة 739 ه، نشر مؤسّسة الرسالة - بيروت 1408 ه -
6 - الاختصاص للشيخ أبي عبدالله محمد بن محمد بن النعمان العكبري البغدادي الملقّب بالشيخ المفيد، المتوفّى سنة 413 ه، منشورات جماعة المدرّسين في الحوزة العلميّة - قم -.
ص: 309
7 - الارشاد للشيخ أبي عبدالله محمد بن محمد المفيد، نشر مؤسّسة الأعلمي للمطبوعات - بيروت 1399 ه-.
8 - إرشاد القلوب للشيخ أبي محمد الحسن بن محمد الديلمي، نشر مؤسسة الأعلمي للمطبوعات - بيروت 1398 ه-.
9 - أسباب النزول لأبي الحسن علي بن أحمد الواحدي النيسابوري، المتوفّى سنة 468 ه، نشر دار الكتب العلميّة - بيروت 1395 ه-.
10 - الاصابة في تمييز الصحابة لشهاب الدين أبي الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، المتوفّى سنة 852 ه، نشر دار إحياء التراث العربي - بيروت-.
11 - إعلام الورى بأعلام الهدى لأبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي، نشر دار المعرفة للطباعة والنشر - بيروت 1399 ه-.
12 - أعيان الشيعة للسيد محسن الأمين العاملي، نشر دار التعارف للمطبوعات - بیروت 1403 ه-.
13 - إقبال الأعمال لرضيّ الدين أبي القاسم علي بن موسى بن جعفر بن طاووس، نشر دار الكتب الاسلاميّة - طهران 1390 ه-.
14 - الأمالي للشيخ أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي، المتوفّى سنة 381 ه، منشورات مؤسّسة الأعلمي للمطبوعات - بيروت 1400 ه-.
15 - الأمالي لأبي عبدالله محمد بن محمد بن النعمان العكبري البغدادي «الشيخ المفيد»، المتوفّى سنة 413 ه، منشورات جماعة المدرّسين في الحوزة العلميّة - قم 1403 ه-.
16 - الأمالي للشيخ أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي، المتوفّى سنة 460 ه - منشورات المكتبة الأهليّة - بغداد 1384 ه -.
ص: 310
17 - الأمالي للمرشد بالله يحيى بن الحسين الشجري، المتوفّى سنة 465 ه، الشهيرة ب «الأمالي الخميسيّة»، نشر عالم الكتب - بيروت - ومكتبة وهي المتنبّي -القاهرة-.
18 - الأمالي الشجریّة لضیاء الدین أبي السعادات هبة الله بن علي بن حمزة الشجرية لضياء الدين العلوي الحسني المعروف ب«ابن الشجري»، نشر دار المعرفة - بیروت-.
19 - أمل الآمل للحر العاملي، نشر دار الكتاب الاسلامي - قم 1402 ه-.
20 - الامامة والتبصرة من الحيرة لأبي الحسن علي بن الحسين بن بابويه القمّي «والد الشيخ الصدوق»، المتوفّى سنة 329 ه، تحقيق ونشر مدرسة الامام ن المهدي عجّل الله فرجه - قم 1404 ه-.
21 - الامامة والسياسة لأبي محمد عبدالله بن مسلم بن قتيبة الدينوري، المتوفّى سنة 276 ه، نشر دار المعرفة - بيروت -.
22 - الأمان من أخطار الأسفار والأزمان للسيّد رضيّ الدين علي بن موسى بن طاووس، المتوفّى سنة 664 ه، تحقيق ونشر مؤسّسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث - قم 1409 ه-.
23 - أنساب الأشراف لأحمد بن يحيى بن جابر البلاذري، نشر مؤسّسة الأعلمي للمطبوعات - بيروت 1394 ه-.
24 - الانصاف في النصّ على الأئمّة الاثنى عشر من آل محمد الأشراف صلّى الله عليهم للسيّد هاشم الحسيني التوبلي البحراني، المتوفّى سنة 1107 أو 1109 ه، طبع المطبعة العلميّة - قم -.
25 - الأنوار في شمائل النبي المختار للحسين بن مسعود البغوي، المتوفّى سنة 516 ه، نشر دار الضياء - بيروت 1409 ه-.
ص: 311
«حرف الباء»
26 - بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمّة الأطهار للشيخ محمد باقر المجلسي، نشر مؤسّسة الوفاء - بيروت 1403 ه-.
27 - البداية والنهاية لأبي الفداء ابن كثير، المتوفّى سنة 774 ه، نشر دار الفكر - بیروت 1402 ه-.
28 - بشارة المصطفى لشيعة المرتضى لأبي جعفر محمد بن أبي القاسم الطبري، منشورات المكتبة الحيدريّة - النجف 1383 ه-.
29 - بصائر الدرجات في فضائل آل محمد عليهم السلام لأبي جعفر محمد بن الحسن بن فروخ الصفّار القميّ، المتوفّى سنة 290 ه، منشورات مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي - قم 1404 ه-.
«حرف التاء»
30 - تاريخ بغداد أو مدينة السلام لأبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي، المتوفّى سنة 463 ه، نشر دار الباز - مكّة المكرّمة-.
31 - تاريخ الخلفاء لجلال الدين عبد الرحمان السيوطي، المتوفّى سنة 911 ه، نشر المكتبة التجاريّة - مصر 1389 ه-.
32 - تاريخ الطبري أبي جعفر بن جرير «تاريخ الاُمم والملوك»، المتوفّى سنة 310 ه، نشر دار سويدان - بيروت-.
33 - تاريخ مدينة دمشق لأبي القاسم علي بن الحسن الشافعي المعروف ب «ابن عساكر»، المتوفّى سنة 571 ه، من مصوّرات مجمع اللغة العربية بدمشق.
34 - تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة للسيّد شرف الدين
ص: 312
الحسيني الاسترابادي النجفي، تحقيق ونشر مدرسة الامام المهدي عجّل الله فرجه - قم 1407 ه-.
35 - ترجمة الامام الحسين عليه السلام من تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر نشر مؤسّسة المحمودي - بيروت 1398 ه-.
36 - ترجمة الامام علي بن أبي طالب عليه السلام من تاريخ مدنة دمشق لابن عساکر، نشر دار التعارف للمطبوعات - بيروت 1395 ه-.
37 - تفسير البغوي المسمّى «معالم التنزيل» لأبي محمد الحسين الفراء البغوي الشافعي، المتوفّى سنة 516 ه، نشر دار المعرفة - بيروت 1406 ه
38 - تفسير الطبري «جامع البيان في تفسير القرآن»، نشر دار المعرفة - بيروت 1403 ه-.
39 - تهذيب الأحكام لشيخ الطائفة أبي جعفر الطوسي، نشر دار الكتب الاسلاميّة طهران-.
40 - تنقيح المقال للشيخ عبدالله المامقاني، طبعة حجريّة - قم -.
«حرف الثاء»
41 - الثاقب في المناقب لعماد الدين أبي جعفر محمد الطوسي المعروف بابن حمزة، نشر دار الزهراء - بيروت 1411 ه-.
42 - ثواب الأعمال للشيخ أبي جعفر الصدوق، المتوفّى سنة 381 ه، نشر مكتبة الصدوق - طهران 1391 ه-.
«حرف الجيم»
43 - جامع الأخبار أو معارج اليقين في اُصول الدين للشيخ محمد بن
ص: 313
محمد السبزواري، منشورات الرضي - قم -.
44 - جمال الأسبوع بكمال العمل المشروع لرضيّ الدين علي بن موسى بن طاووس الحلّي، المتوفى سنة 664 ه، منشورات الرضي - قم - «طبعة حجريّة».
45 - جامع الأحاديث لجعفر بن أحمد بن علي القميّ، نشر استانة قدس رضوي - مشهد 1413 ه-.
46 - جامع الرواة لمحمد بن علي الأردبيلي، نشر دار الأضواء - بيروت 1403 ه.
«حرف الحاء»
47 - حلية الأبرار في فضائل محمد وآله الأطهار للسيّد هاشم بن سليمان البحراني، نشر دار الكتب العلمية - قم 1397 ه-.
«حرف الخاء»
48 - خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام لأبي عبد الرحمان النسائي، نشر دار الكتاب العربي - بيروت 1407 ه-.
49 - الخصال للشيخ أبي جعفر بن بابويه الصدوق، منشورات جماعة المدرّسين في الحوزة العلميّة - قم 1403 ه-.
«حرف الدال»
50 - الدرّ المنثور في التفسير بالمأثور لجلال الدين السيوطي، نشر دار الفكر - - بیروت 1403 ه-.
ص: 314
51 - دلائل الامامة لأبي جعفر محمد بن جرير بن رستم الطبري، منشورات الرضي - قم -.
«حرف الذال»
52 - ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى لمحبّ الدين أحمد الطبري، نشر - مكتبة القدسي - القاهرة 1356 ه-.
53 - الذريعة إلى تصانيف الشيعة للشيخ آغا بزرگ الطهراني، نشر دار الأضواء - بيروت 1983 م-.
54 - الذرّية الطاهرة لأبي بشر محمد الأنصاري الرازي الدولابي، المتوفّى سنة 310 ه، نشر جماعة المدرّسين - قم 1407 ه-.
«حرف الراء»
55 - روضات الجنات لمحمد باقر الخوانساري، نشر مكتبة اسماعيليان - قم 1390 ه-.
56 - روضة الواعظين لمحمد الفتّال النيسابوري، الشهيد في سنة 508 ه، منشورات المكتبة الحيدريّة - النجف 1386 ه-.
57 - رياض العلماء لعبد الله افندي الأصفهاني، نشر مكتبة آية الله العظمى السيد المرعشي النجفي - قم 1401.
«حرف السين»
58 - سعد السعود لعلي بن موسى بن طاووس، منشورات الرضي - قم 1403 ه.
ص: 315
59 - سنن ابن ماجة القزويني، المتوفّى سنة 275 ه، نشر دار الفكر.
60 - سنن أبي داود السجستاني الأزدي، المتوفّى سنة 275 ه، نشر دار إحياء السنّة النبويّة .
61 - سنن الترمذي «الجامع الصحيح» لأبي عيسى محمد بن عيسى، المتوفّى سنة 297 ه، نشر دار الكتب العلميّة - بيروت -.
62 - سنن الدارمي المتوفّى سنة 255 ه، نشر دار الفكر.
63 - السنن الكبرى لأبي بكر البيهقي، المتوفّى سنة 458 ه، نشر مكتبة المعارف - الرياض-.
64 - السيرة النبوية لابن هشام الأنصاري، نشر دار الباز - السعوديّة -.
65 - السيرة النبويّة لأبي الفداء إسماعيل بن كثير، المتوفّى سنة 747 ه، نشر دار إحياء التراث العربي - بيروت -.
«حرف الشين»
66 - شرح السنة للحسين بن مسعود البغوي المتوفّى سنة 516 ه، نشر 67 المكتب الاسلامي - بيروت 1403 ه-.
6 - شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، نشر دار الكتب العلميّة - قم-.
68 - الشفا بتعريف حقوق المصطفى للقاضي عياض، المتوفّى سنة 544 ه، طبع مطبعة الحلبي وشركاه - القاهرة -.
69 - شواهد التنزيل لقواعد التفضيل لعبيد الله المعروف بالحاكم الحسكاني النيسابوري، نشر وزارة الثقافة والارشاد الاسلامي - طهران 1411 -.
ص: 316
«حرف الصاد»
70 - صحيح البخاري، المتوفّى سنة 256 ه، نشر دار إحياء التراث العربي - بيروت-.
«حرف الطاء»
71 - الطبقات الكبرى لابن سعد، المتوفّى سنة 230 ه، نشر دار صادر ودار بيروت - بيروت 1377 ه-.
72 - الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف لعلي بن موسى بن طاووس، نشر مطبعة الخيام - قم 1400 ه.
73 - الطرف من المناقب في الذرّيّة الأطائب لرضي الدين أبي القاسم علي بن طاووس، منشورات مكتبة ومطبعة الحيدريّة - النجف-.
«حرف العين»
74 - عدّة الداعي ونجاح الساعي لأحمد بن فهد الحلّي، المتوفّى سنة 841 ه نشر مكتبة الوجداني - قم -.
75 - العقد الفريد لأحمد بن محمد بن عبد ربّه الأندلسي، المتوفى سنة 328 ه نشر دار الكتاب العربي - بيروت 1406 ه-.
76 - علل الحديث لأبي محمد عبد الرحمان الرازي بن أبي حاتم، المتوفّى 327 ه، نشر دار المعرفة - بيروت 1405 ه.
77 - علل الشرائع للشيخ الصدوق أبي جعفر محمد بن علي بن بابويه القمّي،
ص: 317
المتوفّى سنة 381 ه، نشر مكتبة الداوري - قم.
78 - عوالي اللئالىء العزيزيّة في الأحاديث الدينيّة لمحمد بن علي الأحسائي المعروف بابن أبي جمهور، طبع مطبعة سيّد الشهداء - قم 1403 ه-.
79 - عيون الأخبار لأبي محمد عبدالله بن مسلم بن قتيبة الدينوري، المتوفّى سنة 276 ه، نشر دار الكتب العلميّة - بيروت 1406 ه-.
80 - عيون أخبار الرضا عليه السلام للشيخ أبي جعفر بن بابويه الصدوق، منشورات العالم - طهران -.
81 - عيون المعجزات للشيخ حسين بن عبد الوهّاب، نشر مكتبة الداوري - قم 1395 ه-.
«حرف الغين»
82 - غاية المرام في حجّة الخصام للسيّد هاشم بن سليمان البحراني «طبعة حجريّة».
«حرف الفاء»
83 - فتح الباري بشرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني - نشر دار إحياء التراث العربي - بيروت-.
84 - فرائد السمطين لإبراهيم بن محمد بن المؤيّد الجويني، المتوفّى سنة 730 ه، نشر مؤسسة المحمودي - بيروت 1398 ه-.
85 - فرج المهموم لرضي الدين أبي القاسم علي بن طاووس، منشورات الرضي - قم-.
86 - فرحة الغري للسيّد غياث الدين عبد الكريم بن طاووس، المتوفّى سنة 693
ص: 318
ه، منشورات الرضي - قم -.
87 - الفضائل لشاذان بن جبرئيل القمّي، المتوفّى سنة 660 ه، منشورات الرضي - قم -.
«حرف القاف»
88 - قرب الاسناد لأبي العبّاس عبدالله بن جعفر الحميري، نشر مؤسّسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث - قم 1413-.
«حرف الكاف»
89 - الكافي للشيخ أبي جعفر محمد بن يعقوب الكليني، المتوفّى سنة 328 ه، نشر دار الكتب الاسلاميّة - طهران 1388 ه-.
90 - الكامل لأبي العبّاس محمد بن يزيد المعروف بالمبرّد النحوي، المتوفّى سنة 285 ه، نشر دار الفكر.
91 - كامل الزيارات للشيخ أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه، المتوفّى سنة 367 ه، طبع المطبعة المرتضويّة - النجف 1356 ه-.
92 - الكامل في التاريخ لابن الأثير الشيباني، نشر دار صادر ودار بيروت - بیروت 1385 ه-.
93 - كشف اليقين في فضائل أمير المؤمنين للحسن بن يوسف بن المطهّر الحلّي، المتوفّى سنة 726 ه، نشر مجمع إحياء الثقافة الاسلاميّة - قم 1413 ه-.
94 - كفاية الأثر في النصّ على الأئمّة الاثني عشر لأبي القاسم علي الخزّاز القمّي الرازي - نشر مكتبة بيدار - قم 1401 ه-.
ص: 319
95 - كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب عليه السلام لمحمد بن يوسف الگنجي الشافعي، المتوفى سنة 658 ه، نشر دار إحياء تراث أهل البيت عليهم السلام - طهران 1404 ه-.
96 - كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق أبي جعفر محمد بن علي بن بابويه، نشر جماعة المدرّسين - قم 1405 ه-.
97 - كنز الفوائد لمحمد بن علي بن عثمان الكراجكي، نشر دار الأضواء - بيروت 1405 ه-.
«حرف اللام»
98 - لسان العرب لابن منظور المصري، المتوفّى سنة 711 ه، نشر أدب الحوزة - قم 1405 ه-.
«حرف الميم»
99 - مائة منقبة من مناقب أمير المؤمنين علي عليه السلام لأبي الحسن محمد القمّي المعروف بابن شاذان، تحقيق ونشر مدرسة الامام المهدي عجّل الله فرجه - قم 1407 ه-.
100 - مجمع البيان في تفسير القرآن للشيخ أبي على الفضل الطبرسي، منشورات.
مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي - قم 1403 ه-.
101 - مجمع الزوائد ومنبع الفوائد لنور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي، المتوفّى سنة 807 ه، نشر دار الكتاب العربي - بيروت 1402 ه-.
102 - المزار للشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان، نشر مدرسة الامام المهدي - قم 1409 ه.
ص: 320
103 - المزار الكبير لمحمد بن جعفر المشهدي (مخطوط).
104 - المستدرك على الصحيحين لأبي عبدالله الحاكم النيسابوري، نشر دار المعرفة - بيروت -.
105 - مستدرك الوسائل للميرزا حسين النوري الطبرسي، نشر مؤسّسة آل البيت عليهم السلام - قم 1408 ه-.
106 - المسترشد في إمامة علي بن أبي طالب عليه السلام لأبي جعفر محمد بن جریر بن رستم الطبري، طبع المطبعة الحيدريّة - النجف -.
107 - المسند لأبي بكر عبدالله بن الزبير الحميدي، المتوفّى سنة 219 ه، نشر المكتبة السلفيّة - المدينة المنوّرة-.
108 - مسند أبي داود الطيالسي المتوفّى سنة 204 ه، نشر دار المعرفة - بيروت-.
109 - مسند أحمد بن حنبل، نشر دار الفكر.
110 - مصابيح السنّة لأبي محمد الحسين بن مسعود الفرّاء البغوي، المتوفّى سنة 516 ه، نشر دار المعرفة - بيروت 1407 ه-.
111 - مصباح الزائر لعلي بن موسى بن طاووس (مخطوط).
112 - مصباح المتهجد للشيخ محمد بن الحسن الطوسي، نشر مؤسّسة فقه نية الشيعة - بيروت 1411 ه.
113 - المصنّف في الأحاديث والآثار لعبد الله بن محمد بن أبي شيبة الكوفي، المتوفّى سنة 235 ه، نشر الدار السلفيّة - بومباي -.
114 - مطالب السؤول في مناقب آل الرسول لكمال الدين بن الشافعي، المتوفّی سنة 652 ه، نشر دار الکتب التجاریّة - النجف -.
125 - معاني الأخبار للشيخ الصدوق ابن بابويه القمّي، نشر جماعة المدرّسين -
ص: 321
قم 1379 ه-.
116 - المعجم لأبي يعلى الموصلي، نشر دار المأمون للتراث - بيروت 1410 ه-.
117 - المعجم الأوسط للطبراني، المتوفّى سنة 360 ه، نشر مكتبة المعارف الرياض 1405 ه-.
118 - معجم البلدان لأبي عبدالله ياقوت الحموي الرومي، نشر دار إحياء التراث العربي - بيروت 1399 ه-.
119 - مفتاح الفلاح للشيخ البهائي، نشر دار الأضواء - بيروت 1405 ه-.
120 - مكارم الأخلاق لرضي الدين أبي نصر الحسن الطبرسي، نشر مؤسّسة الأعلمي للمطبوعات - بيروت 1392 ه-.
121 - المناقب لأبي المؤيّد الخوارزمي، نشر مكتبة نينوى الحديثة - طهران -.
122 - مناقب آل أبي طالب لأبي جعفر رشيدالدين ابن شهراشوب السروي المازندراني، المتوفّى سنة 588 ه، نشر مكتبة العلّامة - قم -.
123 - مناقب الامام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام لمحمد بن سليمان الكوفي القاضي، نشر مجمع إحياء الثقافة الاسلاميّة - قم 1412 ه -
124 - مناقب علي بن أبي طالب عليه السلام لأبي الحسن الشافعي الشهير بابن المغازلي، المتوفّى سنة 483 ه، نشر المكتبة الاسلاميّة - طهران 1394 ه-
125 - المنتخب من مسند عبد بن حميد، المتوفّى سنة 249 ه، نشر عالم الكتب ومكتبة النهضة العربيّة - بيروت 1408 ه-.
126 - من لا يحضره الفقيه للشيخ الصدوق ابن بابويه القمّي، نشر جماعة المدرّسين - قم -.
127 - مهج الدعوات ومنهج العبادات للسيّد رضي الدين علي بن طاووس «
ص: 322
طبعة حجريّة».
«حرف النون»
128 - نفس الرحمان في فضائل سلمان للشيخ حسين النوري الطبرسي، نشر مؤسسة آفاق - بيروت 1411 ه-.
129 - النهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير الجزري، المتوفّى سنة 606 ه، نشر المكتبة الاسلاميّة.
130 - نوادر المعجزات في مناقب الأئمّة الهداة عليهم السلام لمحمد بن جرير بن رستم الطبري، تحقيق ونشر مدرسة الامام المهدي عجّل الله فرجه - قم 1410 ه.
131 - النور المشتعل من كتاب ما نزل من القرآن في علي عليه السلام لأبي نعيم الاصبهاني، تأليف الشيخ محمد باقر المحمودي، نشر وزارة الارشاد الاسلامي - طهران 1406 ه-.
«حرف الواو»
132 - وسائل الشيعة للشيخ محمد بن الحسن الحرّ العاملي، المتوفّى سنة 1104 ه، نشر دار إحياء التراث الاسلامي - بيروت 1403 ه-.
133 - الوفا بأحوال المصطفى لأبي الفرج بن الجوزي، المتوفّى سنة 597 ه، نشر دار المعرفة - بيروت -.
134 - وفاء الوفاء لعلي بن أحمد السمهودي، نشر دار احياء التراث العربي بيروت 1404 ه.
ص: 323
«حرف الياء»
135 - اليقين في إمرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام للسيّد رضيّ الدين علي بن طاووس، نشر مؤسّسة دار الكتاب - قم -.
136 - ينابيع المعاجز واُصول الدلائل للسيّد هاشم بن سليمان البحراني، نشر دار الكتب العلميّة - قم -.
ص: 324
الموضوع - الصفحة
كلمة الناشر...7
المقدّمة...11
ترجمة المؤلّف...16
التعريف بالكتاب...27
مقدّمة المؤلّف...47
الباب الأول وهو مرتّب على ثمانية فصول
الفصل الأول
في زيارة النبي صلی الله علیه وآله وسلم من بُعد أو قرب...49
زيارة فاطمة علیها السلام عند الروضة...58
وداع النبي صلی الله علیه وآله وسلم...61
الفصل الثاني
زيارة الأئمّة الأربعة علیهم السلام بالبقيع...63
ص: 325
الفصل الثالث
زيارة أمير المؤمنين علیه السلام...67
زيارة الحسين علیه السلام...78
زيارة آدم علیه السلام...80
زيارة نوح علیه السلام...81
دعاء زيارة أمير المؤمنين علیه السلام...83
دعاء آخر مستحب بعد صلاة زيارة أمير المؤمنين علیه السلام...85
ذكر وداع أمير المؤمنين علیه السلام...91
زيارة أمير المؤمنين علیه السلام المخصوصة (زيارة الغدير)...93
زيارة أمير المؤمنين علیه السلام في اليوم السابع عشر من ربيع الأول...131
زيارة أخرى مختصّة بليلة 27 رجب...138
وداع أمير المؤمنين علیه السلام...146
زيارة أمير المؤمنين علیه السلام (أمين الله)...149
الفصل الرابع
زيارة أبي عبدالله الحسين علیه السلام...152
زيارة علي بن الحسين علیهما السلام...159
زيارة الشهداء...160
زيارة العبّاس علیه السلام...161
وداع العبّاس علیه السلام...165
وداع الحسين علیه السلام...166
وداع الشهداء...168
زيارات أبي عبد الله الحسين علیه السلام المخصوصة بالأيّام والشهور...171
ص: 326
زيارته علیه السلام أول يوم من رجب وليلته وليلة النصف من شعبان...171
زيارة علي بن الحسين علیهما السلام...174
زيارة الشهداء...175
زيارة أخرى لعلي بن الحسين علیهما السلام وسائر الشهداء...176
زيارة الحسين علیه السلام ليلة الفطر وعيد الأضحى...182
زيارة الحسين علیه السلام (الغفيلة) في النصف من رجب...187
زيارة العبّاس علیه السلام بن أمير المؤمنين علیهما السلام...190
زيارة الحسين علیه السلام ليلة القدر والعيدين...193
زيارة علي بن الحسين علیهما السلام والشهداء...194
زيارة العبّاس علیه السلام...195
زيارة الحسين علیه السلام يوم عرفة...196
زيارة علي بن الحسين علیهما السلام...200
زيارة الشهداء...200
وداع الحسين وزيارة العبّاس علیهما السلام...201
زيارة الحسين علیه السلام يوم عاشوراء قبل أن تزول الشمس...203
زيارة الحسين علیه السلام يوم الأربعين...209
الفصل الخامس
زيارة أبي الحسن موسى بن جعفر علیهما السلام...212
الفصل السادس
زيارة أبي جعفر محمد بن علي الجواد علیهما السلام...215
زيارة أخرى لهما (الكاظم والجواد) علیهما السلام...216
ص: 327
الفصل السابع
زیارة ثامن الأئمّة الرضا علیه السلام...219
وداعه علیه السلام عند الإنصراف...221
الفصل الثامن
زيارة الامامين الهادي والعسكري علیه السلام ووداعهما...223
زيارة صاحب الزمان علیه السلام...226
زيارة أُمّ الحجّة القائم علیه السلام...233
الخاتمة
وفيها أربعة فصول
الفصل الأول
زيارة مختصرة جامعة لجميع المشاهد المشرّفة...236
الفصل الثانى
زيارة سلمان الفارسي...239
الفصل الثالث
زيارة قبور الشيعة...242
الفصل الرابع
فيما يقوله الزائر عن غيره بالاُجرة أو تطوّعاً...243
ص: 328
الباب الثانى يشتمل على سبعة فصول وخاتمة
الفصل الأول
في العمل عند ورود الكوفة...245
زيارة يونس علیه السلام...247
الفصل الثاني
في ذكر العمل في المسجد الجامع في الكوفة...249
الصلاة والدعاء عند الاسطوانة الرابعة...251
الصلاة والدعاء في صحن المسجد...253
الصلاة والدعاء عند الاسطوانة الثالثة...254
الصلاة والدعاء عند الاسطوانة الخامسة...256
الصلاة والدعاء عند الاسطوانة السابعة...257
الصلاة والدعاء عند باب أمير المؤمنين علیه السلام...259
الصلاة والدعاء للحاجة في مسجد الكوفة...261
الصلاة والدعاء عند مصلّى أمير المؤمنين علیه السلام...263
مناجاة أمير المؤمنين علیه السلام...263
الصلاة والدعاء عند دكّة الصادق علیه السلام...267
الصلاة والدعاء عند دكّة القضاء...267
الصلاة والدعاء في بيت الطشت...268
ص: 329
الفصل الثالث
فضل مسجد السهلة والصلاة والدعاء فيه...269
الفصل الرابع
فضل مسجد صعصعة والصلاة والدعاء فيه...277
الفصل الخامس
فضل مسجد غني والصلاة والدعاء فيه...280
الفصل السادس
فضل مسجد الجعفي والصلاة والدعاء فيه...283
الفصل السابع
فضل مسجد بني كاهل والصلاة والدعاء فيه...289
الخاتمة وفيها ثلاثة فصول
الفصل الأول
زيارة مسلم بن عقيل...291
الفصل الثاني
زيارة هانيء بن عروة...295
الفصل الثالث
زيارة المختار...297
ص: 330
الفهارس الفنّيّة العامّة
فهرس الآيات القرآنيّة...301
فهرس الاماكن والبقاع...307
فهرس المصادر والمراجع...309
فهرس الموضوعات...325
ص: 331
الكتب التي صدرت عن مؤسّسة المعارف الإسلاميّة
الکتب العربیّة
مؤلّفات المؤسّسة:
1 - معجم أحاديث الإمام المهدي - عليه السلام -: ج 1 - 5.
2 - الأحاديث الغيبية: ج 1 - 3.
مؤلّفات السيّد هاشم البحراني - رحمه الله -:
1 - تبصرة الوليّ فيمن رأى القائم المهدي - عليه السلام -.
2 - حلية الأبرار: ج 1 - 5.
3 - مدينة معاجز الأئمّة الإثني عشر - عليهم السلام -: ج 1 - 8.
4 - ينابيع المعاجز واُصول الدلائل.
متفرّقة:
1 - كتاب الغيبة للشيخ الطوسي.
2 - مسالك الأفهام إلى تنقيح شرائع الاسلام للشهيد الثاني - رحمه الله -: ج 1 - 9.
3 - الأنوار القدسيّة نظم الشيخ محمد حسين الاصفهاني.
4 - شرائع الاسلام للمحقق الحلّي: ج 1 - 4.
5 - المزار للشهيد الأوّل - رحمه الله -.
قيد التأليف والإعداد:
1 - النصوص على الأئمّة الاثني عشر - عليهم السلام -.
2 - فهارس معجم أحاديث الإمام المهدي - عليه السلام -.
قيد الطبع:
1 - مسالك الأفهام إلى تنقيح شرائع الإسلام للشهيد الثاني: ج 10.
2 - خطب النبي - صلى الله عليه وآله -.
قيد التحقيق:
1 - مسالك الأفهام إلى تنقيح شرائع الإسلام للشهيد الثاني: ج 11.
ص: 332