معجم مقائيس اللغة

اشارة

سرشناسه : ابن فارس، احمد بن فارس، ۳۲۹ - ۳۹۵ق.
عنوان و نام پديدآور : معجم مقاييس‌اللغة/ لابي‌الحسين احمدبن‌فارس‌بن‌زكريا؛ بتحقيق و ضبط عبدالسلام‌محمد هارون.
مشخصات نشر : قم: الحوزه‌العلميه بقم، مكتب‌الاعلام‌الاسلامي، مركزالنشر، ۱۴۰۴ق.= ۱۳۶۲.
مشخصات ظاهري : ۶ ج.
وضعيت فهرست نويسي : برونسپاري
يادداشت : عربي.
يادداشت : ج. ۲ و ۳ (چاپ ؟: ۱۳).
يادداشت : ج.۵ و ۶(چاپ؟: ۱۴۰۴ق . = ۱۳۶۲).
يادداشت : نمايه.
موضوع : زبان عربي -- واژه‌نامه‌ها -- متون قديمي تا قرن ۱۴
شناسه افزوده : هارون، عبدالسلام محمد
شناسه افزوده : حوزه علميه قم. دفتر تبليغات اسلامي. مركز انتشارات
رده بندي كنگره : PJ۶۶۲۰/الف۱۸۵م۶ ۱۳۶۲ط
رده بندي ديويي : ۴۹۲/۷۳
شماره كتابشناسي ملي : ۱۰۴۸۷۱۹

[مقدمة الناشر]

اشارة

بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ*

1 التعريف بابن فارس

اشارة

لم تعين كتب التراجم تاريخاً لولادة أبي الحسين أحمد بن فارس بن زكريا بن حبيب الرازي، علي حين نجد الرواة يختلفون في نسبه و موطنه.
أما اختلافهم في اسمه فقد زعم ابن الجوزي- علي ما رواه ياقوت، و هو ما رأيته في كتابه المنتظم نسخة دار الكتب المصرية- أن اسمه أحمد بن زكريا بن فارس «1».
ولكنَّ ياقوتا لا يعبأ بهذا القول الشاذ، و يذهب أنه قول «لا يعاج به».
و أما موطنه فندع القفطي «2» يقول فيه: «و اختلفوا في وطنه، فقيل كان من قزوين. و لا يصح ذلك، و إنما قالوه لأنه كان يتكلم بكلام القزاونة «3». و قيل:
كان من رستاق الزهراء، من القرية المدعوة كرسف جياناباذ».
______________________________
(1) نجد هذه التسمية أيضاً فيما سيأتي من نقل عن ياقوت في ص 5 عن يحيي بن منده الأصبهاني.
لكن ابن فارس نفسه يسمي والده في مقدمة المقاييس ص 5 و كذلك في خاتمة الصاحبي 232:
«فارس بن زكريا». و هو نص قاطع.
(2) إنباء الرواة مصورة دار الكتب المصرية.
(3) ممن ذكره بنسبته «القزويني» أيضا، السيوطي في بغية الوعاة. و قال ياقوت: «و ذكره الحافظ السلفي في شرح مقدمة معالم السنن للخطابي، فقال: أصله من قزوين».
معجم مقائيس اللغة، المقدمة، ص: 4
و قال ياقوت: «وجدت علي نسخة قديمة لكتاب المجمل من تصنيف ابن فارس ما صورته: تأليف الشيخ أبي الحسين أحمد بن فارس بن زكريا الزهراوي الأستاذ خرزي. و اختلفوا في وطنه، فقيل كان من رستاق الزهراء من القرية المعروفة بكرسفة و جياناباذ. و قد حضرت القريتين مراراً. و لا خلاف في أنه قروي.
حدثني والدي محمد بن أحمد، و كان من جملة حاضري مجالسه، قال: أتاه آت فسأله عن وطنه، فقال: كرسف. قال: فتمثل الشيخ:
بلاد بها شُدّت عليَّ تمائمي و أولُ أرض مس جلدي ترابها «1»
و كتبه مجمع بن محمد بن أحمد بخطه، في شهر ربيع الأول سنة ست و أربعين و أربعمائة». قال ياقوت: «و كان في آخر هذا الكتاب ما صورته أيضاً: قضي الشيخ أبو الحسين أحمد بن فارس رحمه اللّٰه في صفر سنة خمس و تسعين و ثلاثمائة بالري، و دفن بها مقابل مشهد قاضي القضاة أبي الحسن علي بن عبد العزيز.
يعني الجرجاني».
فهذا النص الذي أورده ياقوت يكسب أبا الحسين بن فارس نسبتين أخريين.
هما «الزهراوي» و «الأستاذ خرزي»، غير نسبته المشهورة «الرازي» إلي مدينه «الري» قصبة بلاد الجبال.
و لعل في كثرة اضطراب أبي الحسين في بلاد شتي، ما يدعو إلي هذا الخلاف في معرفة وطنه الأول.
و يروي القفطي أيضاً أن «أصله من همذان، و رحل إلي قزوين إلي أبي الحسين إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن سلمة بن فخر،.. فأقام هناك مدة. و رحل إلي زنجان إلي أبي بكر أحمد بن الحسن بن الخطيب رواية ثعلب. و رحل إلي ميانج».
______________________________
(1) انظر زهر الآداب (3: 100).
معجم مقائيس اللغة، المقدمة، ص: 5
و يروي ياقوت عن يحيي بن منده الأصبهاني، قال: «سمعت عمي عبد الرحمن ابن محمد العبدي يقول: سمعت أبا الحسين أحمد بن زكريا بن فارس النحوي يقول: دخلت بغداد «1» طالباً للحديث؛ فحضرت مجلس بعض أصحاب الحديث و ليست معي قارورة، فرأيت شابًّا عليه سِمَة من جمال فاستأذنته في كَتب الحديث من قارورته فقال: من انبسط إلي الإخوان بالاستئذان، فقد استحق الحرمان».
فهو كما تري قد تنقل في جملة من البلاد ساعياً للعلم، شأنَ طلاب العلم في ذلك الزمان، فاكتسب بذلك جماعة من الأنساب.

إقامته بهمذان:

و لكن المقام استقر به في معظم الأمر بمدينة همذان. قال ابن خلكان:
«و كان مقيماً بهمذان». و يقول الثعالبي «2» في ترجمته: «أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكريا، المقيم كان بهمذان. من أعيان العلم و أفذاذ الدَّهر، يجمع إتقان العلماء، و ظرف الكتاب و الشعراء. و هو بالجبل كابن لنكك بالعراق، و ابن خالويه بالشام، و ابن العلاف بفارس، و أبي بكر الخوارزمي بخراسان».
و قد تَلْمَذ له في أثناء إقامته الطويلة بهمذان أديبها المعروف «بديع الزمان الهمذاني» الذي يرجع الفضل كل الفضل في تكوينه و تأديبه إلي أبي الحسين أحمد بن فارس. قال الثعالبي في ترجمته بديعَ الزمان: «و قد درس علي أبي الحسين ابن فارس، و أخذ عنه جميع ما عنده، و استنفد علمه، و استنزف بحره».
______________________________
(1) من العجب أن الخطيب البغدادي لم يترجم له في كتابه تاريخ بغداد، مع أنه من شرط كتابه.
(2) يتيمة الدهر (3: 214).
معجم مقائيس اللغة، المقدمة، ص: 6‌

انتقاله إلي الري:

و لما اشتهر أمره بهمذان و ذاع صوته، استدعي منها إلي بلاط آل بويه بمدينة الري، ليقرأ عليه أبو طالب بن فخر الدَّولة علي بن ركن الدَّولة الحسن بن بويه الدَّيلمي. و هناك التقي برجل خطير كان يبغي من قبل أن يعقد صلة بينه و بينه، حتي لقد أنفذ إليه من همذان كتاباً من تأليفه، هو «كتاب الحجر «1»».
ذلك الرجل الخطير هو الصاحب إسماعيل بن عباد «2». و في هذه الآونة زال ما كان بين أبي الحسين و بين الصاحب من انحراف، كانت علته انتساب ابن فارس إلي خدمة آل العميد «3» و تعصبه لهم. و اصطفاه الصاحب حينئذ، و أخذ عنه الأدب،
______________________________
(1) في إرشاد الأريب «كان الصاحب منحرفا عن أبي الحسين بن فارس؛ لانتسابه إلي خدمة آل العميد و تعصبه لهم، فأنفذ إليه من همذان كتاب الحجر من تأليفه، فقال الصاحب: رد الحجر من حيث جاءك. ثم لم تطب نفسه بتركه فنظر فيه و أمر له بصلة».
(2) هو أبو القاسم إسماعيل بن عباد بن العباس بن عباد. و هو أول من لقب بالصاحب من الوزراء؛ لأنه كان يصحب أبا الفضل بن العميد، فقيل له «صاحب ابن العميد» ثم أطلق عليه هذا اللقب لما تولي الوزارة، و بقي علما عليه. و قيل إنما سمي الصاحب لأنه صحب مؤيد الدولة أبا منصور بويه بن ركن الدولة بن بويه الديلمي، و تولي وزارته بعد أبي الفتح علي بن أبي الفضل بن العميد، فلما توفي مؤيد الدولة في سنة 373 بجرجان استولي علي مملكته أخوه فخر الدين أبو الحسن علي، فأقر الصاحب علي وزارته. توفي سنة 385 بالري.
(3) كان من أشهر آل العميد، أبو الفضل محمد بن الحسين. و العميد لقب والده الحسين، لقبوه بذلك علي عادة أهل خراسان في إجرائه مجري التعظيم. و كان أبو الفضل عماد آل بويه، و صدر وزرائهم، و هو الذي قيل فيه: «بدئت الكتابة بعبد الحميد، و ختمت بابن العميد». قال الثعالبي في اليتيمة (3: 8) في ترجمته ابن العميد: «و كان كل من أبي العلاء السروي، و أبي الحسن العلوي العباسي، و ابن خلاد القاضي، و ابن سمكة القمي، و أبي الحسين بن فارس، و أبي محمد هندو يختص به و يداخله و ينادمه حاضراً، و يكاتبه و يجاوبه و يهادبه نثراً و نظما». و كان أبو الفضل وزير ركن الدولة أبي الحسن علي بن بويه، والد عضد الدولة، تولي وزارته عقب موت وزيره أبي علي بن القمي سنة 328. و للصاحب فيه مدائح كثيرة. و لما توفي أبو الفضل ولي الوزارة بعده لركن الدولة ولده أبو الفتح علي. و لما توفي ركن الدولة و ولي بعده ولده «مؤبد الدولة» استوزره أيضا. و كان بين أبي الفتح و الصاحب منافرة، و يقال إن الصاحب أوغر قلب مؤيد الدولة عليه، فقيض عليه و اعتقله و سامه سوء العذاب، و ولي مكانه الصاحب بن عباد و قد روي ابن فارس في هذا الجزء من المقاييس ص 206 عن أبي الفضل بن العميد.
معجم مقائيس اللغة، المقدمة، ص: 7
و اعترف له بالأستاذية و الفضل، و كان يقول فيه: «شيخنا أبو الحسين ممن رزق حسن التصنيف، و أمن فيه من التصحيف «1»».

شيوخ ابن فارس و تلاميذه:

كان والد أبي الحسين فقيهاً شافعياً لغوياً، و قد أخذ عنه أبو الحسين فقه الشافعي، و روي عنه في كتبه «2». قال ابن فارس: «سمعت أبي يقول: سمعت محمد بن عبد الواحد يقول: إذا نُتِج ولدُ الناقة في الربيع و مضت عليه أيام فهو رُبَع، فإذا نُتج في الصيف فهو هُبَع، فإذا نتج بين الصيفِ و الربيع فهو بُعَّة «3»».
و أنت تجد في مقدمة ابن فارس لكتاب المقاييس نصًّا علي أنه روي كتاب المنطق لابن السكيت عن أبيه فارس بن زكريا.
و كان أبوه أيضاً رجلًا أديباً راوية للشعر. قال ياقوت: «وحدث ابن فارس:
سمعت أبي يقول: حججت فلقيت ناساً من هذيل، فجاريتهم ذكر شعرائهم فما عرفوا أحداً منهم، و لكني رأيت أمثل الجماعة رجلًا فصيحاً، و أنشدني:
إذا لم تَحظَ في أرضٍ فدعْها و حُثَّ اليَعمَلاتِ علي وَجاها
و لا يَغررك حَظُّ أخيك فيها إذا صفرت يمينُك مِن جَداها
______________________________
(1) ابن الأنباري و ياقوت و السيوطي في البغية.
(2) مما هو جدير بالذكر أن ابن فارس ظل دهراً شافعي المذهب، و لكنه في آخر أمره حين استقر به المقام في مدينة الري، تحول إلي مذهب المالكية. و لما سئل في ذلك قال: «أخذتني الحمية لهذا الإمام أن يخلو مثل هذا البلد عن مذهبه، فعمرت مشهد الانتساب إليه حتي يكمل لهذا البلد فخره؛ فإن الري أجمع البلاد للمقالات و الاختلافات في المذاهب، علي تضادها و كثرتها».
انظر نزهة الألباء 393.
(3) نزهة الألباء 393- 394.
معجم مقائيس اللغة، المقدمة، ص: 8
و نفسَك فُزْ بها إن خفت ضيما و خَلِّ الدَّارَ تنعَي مَن بكاها
فإنك واجدٌ أرضاً بأرض و لستَ بواجدٍ نفساً سواها
و من شيوخه أيضا أبو بكر أحمد بن الحسن الخطيب رواية ثعلب. و هذه الأستاذية تفسر لنا السر في أن ابن فارس كان نحويا علي طريقة الكوفيين.
و من شيوخه كذلك أبو الحسن علي بن إبراهيم بن سلمة القطان. و قد أكثر ابن فارس من الرواية عنه في كتابه «الصاحبي»، و نص في مقدمة المقاييس أنه قرأ عليه كتاب العين المنسوب إلي الخليل.
و في عداد شيوخه أبو الحسن علي بن عبد العزيز صاحب أبي عبيد القاسم بن سلام، و قد روي عنه ابن فارس كتابَيْ أبي عبيد: غريب الحديث، و مصنفِ الغريب، كما نص في المقدَّمة.
و منهم أبو بكر محمد بن أحمد الأصفهاني، و علي بن أحمد الساوي، و أبو القاسم سلمان بن أحمد الطبراني.
و الشيخ الذي كان يسترعي انتباه ابن فارس و إعجابَه الشديد، هو أبو عبد اللّٰه أحمد بن طاهر المنجم. و فيه يقول ابن فارس «1»: «ما رأيت مثل أبي عبد اللّٰه بن طاهر، و لا رأي هو مثل نفسه».
و أما تلاميذ ابن فارس فكثيرون، و كان من أشهرهم بديع الزمان الهمذاني، و أبو طالب بن فخر الدَّولة البويهي، و الصاحب إسماعيل بن عباد، كما أسلفنا القول.
و قال ابن الأنباري: «و كان له صاحب يقال له أبو العباسِ أحمد بن محمد الرازي المعروف بالغضبان، و سبب تسميته بذلك أنه كان يخدمه و يتصرف في بعض
______________________________
(1) نزهة الألباء، و ارشاد الأريب.
معجم مقائيس اللغة، المقدمة، ص: 9
أموره. قال: فكنت ربما دخلت فأجد فرش البيت أو بعضه قد وهبه، فأعاتبه علي ذلك و أضجر منه، فيضحك من ذلك و لا يزول عن عادته. فكنت متي دخلت عليه و وجدت شيئاً من البيت قد ذهب علمت أنه قد وهبه، فأعبس و تظهر الكآبة في وجهي، فيبسطني و يقول: ما شأن الغضبان! حتي لحق بي هذا اللقب منه. و إنما كان يمازحني به».
و من تلاميذه أيضا علي بن القاسم المقري، و قد قرأ عليه كتابه (أوجز السير لخير البشر) المطبوع في الجزائر و بمباي، و يفهم من هذا الكتاب أن ابن فارس أقام في مدينة الموصل زماناً و قرأ عليه المقري فيها هذا الكتاب.

وفاته:

لم يختلف المؤرخون في أن ابن فارس قد قضي نحبه في مدينة الري، أو المحمدية «1»، و أنه دُفن بها مقابلَ مشهد قاضي القضاة أبي الحسن علي بن عبد العزيز الجرجاني.
و لكنهم يختلفون في تاريخ وفاته علي أقوال خمسة:
فقيل توفي سنة (360) كما نقل ياقوت عن الحميدي، و عقب علي ذلك بأنه قول لا اعتبار به. و قيل كانت وفاته سنة (369) ذكر ذلك ابن الجوزي في المنتظم، و نقله عنه ياقوت. و عَدَّه ابن الأثير أيضا في وفيات سنة 369.
و ذكر ابن خلكَان أنه توفي سنة (375) بالمحمدية.
و قيل إنه توفي سنة (390) ذكر ذلك ابن خلكان أيضا، و ابن كثير
______________________________
(1) المحمدية هذه محلة بالري، كما حقق ياقوت في معجم البلدان.
معجم مقائيس اللغة، المقدمة، ص: 10
في أحد قوليه في كتابه البداية و النهاية، و كذا اليافعي في مرآة الجنان، و صاحب شذرات الذهب.
و أصح الأقوال و أولاها بالصواب أن وفاته كانت سنة (395) كما ذكر القفطي في إنباه الرواة، و كما نقل السيوطي عن الذهبي في بغية الوعاة، قال:
«و هو أصح ما قيل في وفاته». و ذكره أيضا في هذه السنة ابن تغري بَردي في النجوم الزاهرة، و ابن كثير في البداية و النهاية. و هو الذي استظهره ياقوت، إذ وجد هذا التاريخ علي نسخة قديمة من كتاب المجمل «1».
و ذكر في معجم البلدان (7: 339) أنه وجد كتاب تمام الفصيح بخط ابن فارس، كتبه سنة 390.
و في إرشاد الأريب أنه وجد خطه علي كتاب [تمام] الفصيح تصنيفه و قد كتبه سنة 391.
فهذا كله يؤيد القول أنه توفي سنة 395.
و روي أكثر من ترجم له أنه قال قبل وفاته بيومين:
يا ربِّ إنَّ ذنوبي قد أحطتَ بها علما و بي و بإعلاني و إسراري
أنا الموحِّد لكني المقرُّ بها فهب ذنوبي لتوحيدي و إقراري
______________________________
(1) انظر ص 4 من هذه المقدمة. و كذا ما سيأتي من الكلام علي «تمام فصيح الكلام» في مؤلفات ابن فارس؛ إذ تجد نسخة منه قد كتبت في سنة 393.
معجم مقائيس اللغة، المقدمة، ص: 11‌

2 ابن فارس الأديب

اشارة

لم يكن ابن فارس من العلماء الذين ينزَوُون علي أنفسهم و يكتفون بمجالس العلم و التعليم، بل كان متصلا بالحياة أكمل اتصال، مادّا بسببه إلي نواحٍ شتي منها.

شعره:

فهو شاعر يقول الشعر و يرقّ فيه، حتي لَينم شعره عن ظَرفه و حسن تأتِّيه في الصنعة علي طريقة شعراء دهره. و هو ملحٌّ في التهكم و السخرية، لا ينسي السخرية في الغزل فيقول «1»:
مرت بنا هيفاءُ مقدودةٌ تُركيَّةٌ تُنمَي لتركيِّ
ترنو بطرف فاتن فاتر كأنه حُجّة نحويّ
فيجعل من حجة النحوي في ضعفها علي ما يراه، شبها لطرف صاحبته الفاتن الفاتر. و هو يستعملها في تصوير حظوظ العلماء و الأدباء إذ يقول:
و صاحبٍ لي أتاني يستشير و قد أرادَ في جنَبات الأرض مُضطرَبَا «2»
قلتُ اطَّلِبْ أيَّ شئ شئتَ واسْعَ ورِد منه المَواردَ إلَّا العلمَ و الأدبا
______________________________
(1) ياقوت، و الثعالبي، و ابن خلكان، و اليافعي، و ابن العماد في شذرات الذهب.
(2) ياقوت و الثعالبي.
معجم مقائيس اللغة، المقدمة، ص: 12
و هو يتبرم بهمَذان و العيشِ فيها، فيرسم حياته فيها علي هذَا النحو الساخر البديع:
سقي همذانَ الغيثُ لستُ بقائل سوي ذا و في الأحشاء نار تَضرّمُ «1»
و ما لي لا أُصفِي الدُّعاءَ لبلدةٍ أفدتُ بها نسيانَ ما كنتُ أَعلم
نَسِيت الذي أحسنتُه غير أنني مَدِينٌ و ما في جوف بيتيَ درهم
و هو صاحبُ حملة ما جنة علي من يزهدون فِي الدِّينار و الدِّرهم، و يطلبون المجد في العلم و العقل، أنشد البِيروني له «2»:
قد قال فيما مضي حكيم ما المرء إلا بأصغريه
فقلت قول امرئ لبيبٍ ما المرء إِلا بدرهميه
من لم يكن مَعْهُ درهماه لم تلتفت عِرسُه إِليه
و كان من ذُلِّهِ حقِيرا تبول سنَّورُه عليه
و لابن فارس التفات عجيب إلي السنور، و قد سجل في غير هذا الموضع من شعره أنه كان يصطفي لنفسه هرة تلازمه، و تنفي عنه هموم قلبه و وساوس النفس:
و قالوا كيف أنت فقلت خيرٌ تُقَضَّي حاجةٌ و تفوت حاجُ
إِذا ازدحمت همومُ القلب قلنا عَسي يوما يكون لها انفراجُ
نديمي هِرّتي و سرور قلبي دفاتر لي و معشوقي السراج «3»
و هو بصير ذو خبرة بطبائع الناس، و استئسارهم للمال، و خضوعهم له:
إذا كنت في حاجة مرسِلا و أنت بها كَلِفٌ مغرمُ
______________________________
(1) ياقوت، و الثعالبي، و ابن خلكان، و ابن العماد.
(2) الآثار الباقية ص 338 و ياقوت.
(3) يتيمة الدهر، و دمية القصر، و نزهة الألباء، و المنتظم، و ياقوت، و ابن خلكان، و اليافعي، و ابن العماد.
معجم مقائيس اللغة، المقدمة، ص: 13
فأَرسِلْ حكيما و لا توصِهِ و ذاك الحكيم هو الدرهم «1»
و يقول:
عتبتُ عليه حين ساء صنيعه و آليت لا أمسيتُ طَوع يديه
فلما خَبَرت الناس خُبر مجرِّب و لم أر خيراً منه عدت إِليه «2»
و يقول أيضا:
يا ليت لي ألف دينارٍ موجَّهةً و أن حظيَ منها حظُّ فَلّاسِ «3»
قالوا فما لَكَ منها، قلت تخدمُني لها و منَ أجلها الحمقي من الناس «2»
و يستعمل التهكم في أمور أخري إذ يقول لمن يتكاسل في طِلاب العلم:
إذا كان يؤذيك حر المصيف و يُبْس الخريف و بردُ الشتا
و يلهيك حُسنُ زمان الربيع فأخذك للعلم قل لي متي «4»
و لمن يقدِّر لأمر الدُّنيا، و يَجْري القضاءُ بخلاف ما قدَّر:
تَلَبَّسْ لباسَ الرضا بالقضا و خلِّ الأمورَ لمن يَملِكُ
تقدِّرُ أنت و جارِي القضا ءِ مما تقدِّرُه يَضحكُ «5»
و روي له الثعالبي في خاص الخاص 153:
اسمع مقالة ناصح جمع النصيحة و المقه
إياك و احذر أن تكو ن من الثقات علي ثقه

استعماله الشعر في تقييد مسائل اللغة:

و لعلّ ابن فارس من أقدم من استعمل أسلوب الشعر في تقييد مسائل اللغة و العربية. قال ياقوت: «قرأت بخط الشيخ أبي الحسن عليّ بن عبد الرحيم السُّلَمي:
______________________________
(1) الثعالبي، و ياقوت، و ابن خلكان و اليافعي، و ابن العماد.
(2) الثعالبي، و ياقوت.
(3) الفلاس: بائع الفلوس.
(4) الثعالبي و ياقوت و القفطي.
(5) الثعالبي و ياقوت.
معجم مقائيس اللغة، المقدمة، ص: 14
وجدت بخط ابن فارس علي وجه المجمل، و الأبياتُ له. ثم قرأتها علي سعد الخير الأنصاري، و أخبرني أنه سمعها من ابن شيخه أبي زكريا، عن سليمان بن أيوب، عن ابن فارسِ:
يا دارَ سُعدي بذات الضال من إضَمٍ سقاكِ صوبُ حياً من واكف العينِ
العين: سحاب ينشأ من قبل القبلة.
تُدني معشقةً منَّا معتَّقة في كل إِصباح يومٍ قرَةُ العينِ
العين‌ها هنا: عين الإنسان و غيره.
إذا تمزَّزَها شيخٌ به طَرَقٌ سرت بقُوَّتها في الساق و العينِ
العين‌ها هنا: عين الركبة. و الطرق: ضعف الركبتين.
و الزقُّ ملآنُ من ماء السرور فلا تخشي تولُّهَ ما فيه من العين
العين‌ها هنا: ثقب يكون في المزادة. و قوله الماء: أن يتسرب.
و غاب عُذَّالُنا عنَّا فلا كدرٌ في عيشنا من رقيب السَّوْءِ و العينِ
العين‌ها هنا: و الرقيب.
يقسِّم الودَّ فيما بيننا قِسَما ميزانُ صدقٍ بلا بَخْسٍ و لا عينِ
العين‌ها هنا: العين في الميزان «1».
و فائض المال يغنينا بحاضره فنكتفي من ثقيل الدَّين بالعين «2»
العين‌ها هنا: المال الناض.
______________________________
(1) هو الميل فيه.
(2) كتاب العين هو المنسوب إلي الخليل، و كتاب الجيم لأبي عمرو الشيباني، رووا أنه أودعه.
تفسير القرآن و غريب الحديث، و كان ضنينا به لم ينسخ في حياته ففقد بعد موته. و قال أبو الطيب اللغوي: «وقفت علي نسخة منه فلم نجده بدأ من الجيم». انظر كشف الظنون. و روي السيوطي في المزهر (1: 91) عن ابن مكتوم القيسي قوله: «وقفنا علي نسخة من كتاب الجيم فلم نجده مبدوءاً بالجيم». و انظر قصيدة تشبه هذه، في معني «الحال» رواها صاحب اللسان (13: 246- 247).
معجم مقائيس اللغة، المقدمة، ص: 15‌

رأيه في النقد:

و ابن فارس يلم أيضاً بالحياة الأدبية في عصره، و لا يتزمّت كما يتزمّت كثير من اللغويين الذين ينصرفون عن إِنتاج معاصريهم و لا يقيمون له وزناً، فهو يصغي إلي نشيدهم و يروي لكثير منهم، و ينتصر للمحسن و ينتصف له من المتعصبين الجامدين، الذين يزيِّفون شعر المحدَثين و يستسقطونه.
و إِليك فصلًا من رسالة له كتبها لأبي عمرو محمد بن سعيد الكاتب «1»؛ لتستبينَ مذهبه ذلك، و تلمس أسلوبه الفني الأدبي:
«ألهمك اللّٰه الرشاد، و أصْحَبَك السداد، و جنَّبك الخلافَ، و حبب إِليك الإِنصافَ. و سبب دعائي بهذا لك إنكارك علي أبي الحسن محمد بن علي العجلي تأليفه كتاباً في الحماسة و إعظامُك ذلك. و لعله لو فعل حتي يُصيبَ النرض الذي يريده، و يَرِد المنهل الذي يؤمُّه، لَاستدركَ من جيّد الشعر و نقيِّه، و مختاره و رضيِّه، كثيراً مما فات المؤلِّف الأول. فماذا الإنكار، و لَمه هذا الاعتراضُ، و من ذا حَظَر علي المتأخِّر مضادَّة المتقدِّم، و لمه تأخذ بقول من قال: ما ترك الأول للآخر شيئاً، و تدع قول الآخر:
* كم ترك الأوَّل للآخِر*
و هل الدُّنيا إلا أزمان، و لكل زمان منها رجال. و هل العلوم بعد الأصول المحفوظة إِلا خطرات الأوهام و نتائج العقول. و مَن قصر الآداب علي زمانٍ
______________________________
(1) يتيمة الدهر (2: 214- 218).
معجم مقائيس اللغة، المقدمة، ص: 16
معلوم، و وقفها علي وقت محدود؟! و لمه لا ينظر الآخر مثلما نظر الأوَّل حتي يؤلف مثلَ تأليفه، و يجمع مثل جمعه، و يري في كل مثل رأيه. و ما تقول لفقهاء زماننا إذا نزلت بهم من نوادر الأحكام نازلة لم تخطر علي بال مَن كان قبلهم. أو ما علمت أن لكل قلب خاطراً، و لكل خاطر نتيجة. و لمه جاز أن يقال بعد أبي تمام مثل شعره و لَمْ يجزُ أن يؤلف مثلُ تأليفه. و لمه حجرت واسعاً و حظرت مباحاً، و حرمت حلالًا و سددتَ طريقاً مسلوكاً. و هل حبيبٌ إلا واحد من المسلمين له ما لهم و عليه ما عليهم. و لمه جاز أن يُعارَض الفقهاء في مؤلفاتهم، و أهل النحو في مصنفاتهم، و النّظار في موضوعاتهم، و أرباب الصناعات في جميع صناعاتهم، و لم يجز معارضة أبي تمام في كتابٍ شذ عنه في الأبواب التي شرعها فيه أمرٌ لا يدرك و لا يدري قدره.
و لو اقتصر الناس علي كتب القدماء لضاع علم كثير، و لذهَب أدب غزير، و لضلت أفهام ثاقبة، و لكلَّتْ ألسنٌ لِسنة، و لما توشَّي أحد بالخطابة، و لا سلك شعباً من شعاب البلاغة، و لمجت الأسماع كل مردود مكرر، و لَلَفظت القلوب كل مرجَّع ممضَّغ. و حَتَّامَ لا يسأم:
* لو كنتُ من مازن لم تستبح إبلي* * صفَحْنا عن بَني ذَهل*
و إلي متي و لمه أنكرت علي العجليّ معروفاً، و اعترفت لحمزة بن الحسين ما أنكره علي أبي تمام، في زعمه أن في كتابه تكريراً و تصحيفاً، و إيطاءً و إِقواءً، و نقلا لأبياتٍ عن أبوابها إِلي أبوابٍ لا تليق بها و لا تصلح لها؛ إلي ما سوي ذلك من روايات مدخولة، و أمور عليلة. و لمه رضيت لنا بغير الرضي، و هلا حثثت علي إثارة ما غيبته الدهور، و تجديد ما أخلقته الأيام، و تدوين ما نُتِجته خواطر هذا الدَّهر،
معجم مقائيس اللغة، المقدمة، ص: 17
و أفكار هذا العصر. علي أن ذلك لو رامه رائم لأتعبه، و لو فعله لقرأتَ ما لم ينحط عن درجة من قبله، مِن جدٍّ يروعك، و هزل يروقك، و استنباط يعجبك، و مزاحٍ يُلهيك.
و كان بقزوين رجل معروف بأبي حامد الضرير القزويني، حضر طعاما و إلي جنبه رجل أكون، فأحسَّ أبو حامد بجودة أكله فقال:
و صاحب لي بطنه كالهاويه كأن في أمعائه معاويه «1»
فانظر إلي و جازة هذا اللفظ، وجودة وقوع الأمعاء إلي جنبِ معاوية.
و هل ضر ذلك أن لم يقله حماد عجرد و أبو الشمقمق. و هل في إثبات ذلك عار علي مثبته، أو في تدوينه و صمة علي مدوِّنه.
و بقزوين رجل يعرف بابن الرياشي القزويني، نظر إلي حاكم من حكامها من أهل طبرستان مقبلا، عليه عمامة سوداء و طيلسان أزرق، و قميص شديد البياض، و خُفٌّ أحمر، و هو مع ذلك كله قصير، علي برذون أبلقَ هزيل الخلق، طويل الحلق، فقال حين نظر إليه:
و حاكمٍ جاء علي أبلقِ كعَقعَقٍ جاء علي لَقلقِ
فلو شهدت هذا الحاكم علي فرسه لشهدتَ للشاعر بصحَّة التشبيه وجودة التمثيل، و لعلمت أنه لم يقصر عن قول بشار:
كأن مثار النقع فوق رءوسهم و أسيافنا ليل تهاوي كواكبه
فما تقول لهذا. و هل يَحسن ظلمه، في إِنكار إِحسانه، و جحود تجويده.
و أنشدني الأستاذ أبو علي محمد بن أحمد بن الفضل، لرجل بشيراز يعرف
______________________________
(1) المعاوية: الكلبة التي تعاوي الكلاب و تنابحها، و بها سمي الرجل.
معجم مقائيس اللغة، المقدمة، ص: 18
بالهمذاني و هو اليوم حي يرزق، و قد عاتبَ «1» بعضَ كتابها علي حضوره طعاما مرض منه:
وُقيتَ الردي و صروفَ العلل و لا عَرَفت قدماك العللْ
شكا المرضَ المجدُ لما مرض تَ فلما نهضتَ سليماً أبلّ
لك الذنب لا عتب إلا عليك لماذا أكلت طعام السِّفَلْ
و أنشدني له في شاعر هو اليوم هناك يعرف بابن عمرو الأسدي، و قد رأيته فرأيت صفة وافقت الموصوف:
و أصفر اللون أزرق الحدقه في كل ما يدعيه غير ثقه
كأنه مالك الحزين إذا همَّ بزَرْقٍ و قد لوي عنقَه
إن قمتُ في هجوه بقافيةٍ فكل شعرٍ أقوله صدقَه
و أنشدني عبد اللّٰه بن شاذان القاري، ليوسف بن حمويه من أهل قزوين؛ و يعرفُ بابن المنادي:
إذا ما جئتَ أحمد مستميحا فلا يغرركَ منظرُه الأنيقُ
له لطف و ليس لديه عرفُ كبارقةٍ تروق و لا تريق
فما يخشي العدو له وعيداً كما بالوعد لا يثق الصدِيق
و ليوسفَ محاسن كثيرة، و هو القائل- و لعلك سمعت به-:
حجُّ مثلي زيارةُ الخمارِ و اقتنائي العَقارَ شُربُ العُقارِ
و وقاري إذا توقر ذو الشَّيْ بةِ وَسْطَ النَّديِّ تركُ الوقارِ
ما أبالي إذا المدامةُ دامتْ عَذْلَ ناهٍ و لا شناعةَ جارِ
رُبَّ ليلٍ كأنه فرعُ ليلي ما به كوكبٌ يلوح لسارِي
______________________________
(1) في الأصل: «عاب».
معجم مقائيس اللغة، المقدمة، ص: 19
قد طويناه فوق خِشفٍ كحيلٍ أحورِ الطرفِ فاترٍ سَحّارِ
و عكفنا علي المُدامة فيه فرأينا النهار في الظهر جاري
و هي مليحةٌ كما تري. و في ذكرها كلِّها تطويل، و الإيجاز أمثل و ما أحسبك تري بتدوين هذا و ما أشبهه بأسا.
و مدح رجلٌ بعض أمراء البصرة، ثم قال بعد ذلك و قد رأي توانياً في أمره، قصيدَةً يقول فيها كأنه يجيب سائلًا:
جوَّدتَ شعرَك في الأمي رِ فكيفَ أمْرُك قلتُ فاترْ
فكيفَ تقول لهذا، و من أي وجه تأتي فتظلمه، و بأي شئٍ تعانده فتدفعه عن الإيجاز، و الدلالة علي المراد بأقصر لفظٍ و أوجز كلام. و أنت الذي أنشدتني:
سَدَّ الطريقَ علي الزما نِ وقام في وجه القطوب
كما أنشدتَني لبعض شُعراء الموصل:
فدَيتك ما شبت عن كُبرةٍ و هذي سِنِيَّ و هذا الحسابُ
و لكن هُجِرتُ فحَلَّ المشيبُ و لو قد وُصِلتُ لعاد الشبابُ
فلِمَ لم تخاصم هذين الرجلين في مزاحمتهما فحولة الشعراء و شياطين الإِنس، و مَرَدة العالَم في الشعر.
و أنشدني أبو عبد اللّٰه المغلسي المراغي لنفسه:
غداةَ تولت عِيسُهم فترحلوا بكيت علي ترحالهم فعميتُ
فلا مُقلتِي أدّت حقوقَ وِدادهم و لا أنا عن عيني بذاك رضيتُ
و أنشدني أحمد بن بندار لهذا الذي قدمت ذكره، و هو اليوم حي يرزق:
زارَني في الدُّجي فنمَّ عليه طيبُ أردانِه لدي الرقباءِ
معجم مقائيس اللغة، المقدمة، ص: 20
و الثريا كأنها كفُّ خَودٍ أُبرِزَت من غِلالةٍ زرقاءِ
و سمعت أبا الحسين السروجي يقول: كان عندنا طبيب يسمي النعمان، و يكني أبا المنذر، فقال فيه صديقٌ لي:
أقول لنعمانٍ و قد ساق طبُّه نفوساً نفيساتٍ إلي باطن الأرضِ
أبا منذر أفنيتَ فاستبقِ بعضَنا حنانيك بعضُ الشرِّ أهون من بعض» «1»
و هذا الفَصل الذي أورده الثعالبي من رسالة ابن فارس، إلي ما رواه ياقوت في إرشاد الأريبِ «2» من مساجلة أدبية بين ابن فارس و عبد الصَّمد بن بابك الشاعر المعروف، يظهرنا علي مدي اتصال أبي الحسين بالحركة الأدبية في عصره.
______________________________
(1) البيت لطرفة في ديوانه 48.
(2) انظر نهاية ترجمة ابن فارس في إرشاد الأريب.
معجم مقائيس اللغة، المقدمة، ص: 21‌

3- ابن فارس اللغوي

اشارة

عرف ابن فارس بمعرفته الواسعة باللغة. و كتابه «المجمل» في اللغة لا يقل كثيرا في الشهرة عن كتاب العين، و الجمهرة، و الصِّحاح.

توثيقه:

و قد عرف ابن فارس بالتزامه إيراد الصحيح من اللغات. قال السيوطي بعد أن سرد طائفة من كتب اللغة المشهورة «1»: «و غالب هذه الكتب لم يلتزم فيها مؤلفوها الصحيح، بل جمعوا فيها ما صح و غَيْرَه، و ينبهون علي ما لم يثبت غالبا.
و أول من التزم الصحيحَ مقتصرا عليه، الإمامُ أبو نصر إسماعيل بن حماد الجوهري.
و لهذا سمي كتابه بالصحاح». ثم قال: «و كان في عصر صاحب الصحاح ابن فارس، فالتزم أن يذكر في مجمله الصَّحيح، قال في أوله: قد ذكرنا الواضح من كلام العرب و الصَّحيحَ منه، دون الوحشي و المستنكر … و قال في آخر المجمل:
قد توخيت فيه الاختصار، و آثرت فيه الإيجاز، و اقتصرت علي ما صح عندي سماعا، و من كتاب صحيح النسب مشهور. و لولا تَوَخِّي ما لم أشكُك فيه من كلام العرب لوجدْت مقالا».
______________________________
(1) المزهر (1: 97).
معجم مقائيس اللغة، المقدمة، ص: 22
و الناظر في كتاب المقاييس، يلمس من ابن فارس حرصَه علي إيراد الصَّحيح من اللغات، و يري أيضا صدق تحرّيه، و تحرّجَه من إثبات ما لم يصحّ. و هو مع كثرة اعتماده علي ابن دريد، ينقد بعض ما أورده في كتابه «الجمهرةِ» من اللغات، و يضعه علي محك امتحانه و توثيقه، فإذا فيه الزيف و الرَّيب «1».

ولوعه باللغة:

و قد بلغ من حبه للغة و عشقه لها، أن ألَّف فيها ضروباً من التأليف، و كان يستحث عزيمة معاصريه من الفقهاء أن ينهضوا بتعرُّف اللغة و التبحر فيها، و ألف لهم فناً من الإلغاز سماه «فتيا فقيه العرب»، يضع لهم مسائل الفقه و نحوَها في معرض اللغة. و لعل الإمام الشافعي أول من عرف بهذا الضرب من المعاياة اللغوية الفقهية «2».
قال السيوطي، عند الكلام علي فتيا فقيه العرب: «و قد ألف فيه ابن فارس تأليفاً لطيفاً في كراسة، سماه بهذا الاسم. رأيته قديماً و ليس هو عندي الآن».
و قد أجمع المترجمون لابن فارس علي أن الحريري في المقامة الثانية و الثلاثين (الطَّيْبيَّة) قد اقتبس من ابن فارسٍ ذلك الأسلوب، في وضع المسائل الفقهية بمعرض اللغة.
و يصوِّر لنا القفطي في إنباه الرواة صدق دعوته للغة بقوله: «و إذا وجد فقيهاً، أو متكلماً، أو نحوياً، كان يأمر أصحابه بسؤالهم إياه، و يناظره في مسائل
______________________________
(1) انظر المقاييس (جعم 461 س 10- 11، 462 س 1- 2) و (حلز س 1- 2) و ص 464 س 5- 6.
(2) انظر نماذج شتي من فتياه في نهاية الجزء الأول من مزهر السيوطي. علي أن من أقدم من ألف في فن الإلغاز اللغوي، ابن دريد، و كتابه «الملاحن» قد طبع في القاهرة 1347 بالمطبعة السلفية.
معجم مقائيس اللغة، المقدمة، ص: 23
من جنس العلم الذي يتعاطاه، فإن وجده بارعاً جَدِلًا جَرَّه في المجادلة إلي اللغة فيغلبه بها. و كان يحثُّ الفقهاء دائماً علي معرفة اللغة، و يلقي عليهم مسائل ذكرها في كتاب سماه فتيا فقيه العرب، و يخجلهم بذلك؛ ليكون خجلهم داعياً إلي حفظ اللغة. و يقول: من قصر علمه في اللغة و غولط غلط».

حذقه باللغة و تأليفه كتاب المقاييس:

علي أن ابن فارس في كتابِه هذا «المقاييس»، قد بلغ الغاية في الحذق باللغة، و تكنُّه أسرارها، و فهم أصولها؛ إذ يردُّ مفرداتِ كلِّ مادة من مواد اللغة إلي أصولها المعنوية المشتركة فلا يكاد يخطئه التوفيق. و قد انفرد من بين اللغويين بهذا التأليف، لم يسبقه أحدٌ و لم يخلُفْه أحَد. و أري أن صاحبَ الفضل في الإيحاء إليه بهذه الفكرة العبقرية هو الإمام الجليل أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد «1»؛ إذ حاول في كتاب «الاشتقاق» أن يرد أسماء قبائل العرب و عمائرها، و أفخاذها و بطونها، و أسماء ساداتها و ثُنيانها، و شعرائها و فرسانها و حكامها، إلي أصول لغوية اشتُقَّت منها هذه الأسماء. و يقول ابن دريد في مقدِّمة الاشتقاق: «و لم نتَعدَّ ذلك إلي اشتقاق أسماء صنوف النامي من نبات الأرض نجمِها و شجرِها و أعشابها و لا إلي الجماد من صخرها و مَدَرها و حَزْنها و سهلها؛ لأنا إن رُمْنا ذلك احتجنا إلي اشتقاق الأصول التي تشتق منها. و هذا ما لا نهاية له».
و مما هو بالذكر جدير، أن ابن فارسٍ كان يتأسّي بابن دريد في حياته العلمية و الأدبية و التأليفية، و هو بلا ريب قد اطَّلع علي هذه الإشارة من ابن دريد،
______________________________
(1) ولد ابن دريد بالبصرة سنة 223 و توفي بعمان سنة 321.
معجم مقائيس اللغة، المقدمة، ص: 24
فحاول أن يقوم بما عجز عنه ابن دريد أو نكص عنه، فألَّف كتابه هذا المقاييسَ، يطرُد فيه قاعدة الاشتقاق فيما صحَّ لديه من كلام العرب.

الاشتقاق:

و الكلام في الاشتقاق قديم، يرجع العهد به إلي زمان الأصمعي و قطرب و أبي الحسن الأخفش، و كلهم قد ألَّف في هذا الفن «1». و لكن ابن دريد بدأ النجاح الكبير لهذه الفكرة بتأليف كتاب الاشتقاق، و ثَنَّاه ابن فارس بتأليف المقاييس، و حاول معاصراه أبو علي الفارسي «2»، و تلميذه أبو الفتح بن جني «3» أن يصعدا درجةً فوق هذا، بإذاعة قاعدة الاشتقاق الأكبر، التي تجعل للمادة الواحدة و جميع تقاليبها أصلًا أو أصولًا ترجع إليها «4»، فأخفقا في ذلك، و لم يستطيعا أن يشيعا هذا المذهب في سائر مواد اللغة.
______________________________
(1) المزهر 1: 351.
(2) كانت وفاته سنة 377.
(3) وفاة ابن جني سنة 392.
(4) مثال ذلك ما أورده ابن جني في صدر الخصائص، من أن معني (ق و ل) أين وجدت و كيف وقعت من تقدم بعض حروفها علي بعض و تأخره عنه، إنما هو للخفوف و الحركة. يعني (ق و ل) و (ق ل و) و (و ق ل) و (و ل ق) و (ل ق و) و (ل و ق).
معجم مقائيس اللغة، المقدمة، ص: 25‌

4 مؤلفات ابن فارس

اشارة

و ابن فارس يعدُّ في طليعة العلماء الذين أخذوا من كل فن بسهم وافر، و لم يقف بنفسه عند حدِّ المعرفة و التعليم، بل اقتحم بها ميدان التأليف الموفق، فهو يذهب فيه إلي مدي متطاول. و يحتفظ التاريخ له بهذه المؤلفات العديدة القيمة:

1- الاتباع و المزاوجة

و هو ضرب من التأليف اللغوي. قال السيوطي في المزهر «1»: «و قد ألَّف ابن فارس المذكور تأليفاً مستقلًّا في هذا النوع، و قد رأيته مرتباً علي حروف المعجم. وفاته أكثر مما ذكره. و قد اختصرت تأليفه و زدت عليه ما فاته، في تأليف لطيف سمَّيتُه: الإلماع في الإتباع».
ذكر هذا الكتاب السيوطي في بغية الوعاة و المزهر. و منه نسخة مخطوطة.
بدار الكتب المصرية برقم 55 ش لغة، و هي نسخة قديمة جيدة كتبت سنة 711 بخط عمر بن أحمد بن الأزرق الشاذلي. و قد نشره المستشرق رودلف برونو، بمدينة غيسن سنة 1906. و يقع في 24 صفحة.
______________________________
(1) المزهر (1: 414). و جاء في (1: 420): «كتاب إلماع الإتباع لابن فارس» و هو تحريف، صوابه «الإتباع» فقط.
معجم مقائيس اللغة، المقدمة، ص: 26‌

2- اختلاف النحويين

ذكره السيوطي في البغية، و حاجي خليفة في كشف الظنون باسم «اختلاف النحاة». و قد ذكره ياقوت باسم «كفاية المتعلمين، في اختلاف النحويين».

3- أخلاق النبي صلي اللّه عليه و سلم

ذكره ياقوت في إرشاد الأريب.

4- أصول الفقه

ذكره ياقوت في إرشاد الأريب

5- الإفراد

ذكره السيوطي في الإتقان 1: 143.

6- الأمالي

ذكره ياقوت في معجم البلدان (أوطاس) و نقل عنه.

7- أمثلة الأسجاع

وجدته يذكر هذا الكتاب في نهاية كتاب «الإتباع و المزاوجة».
قال: و ستري ما جاء من كلامهم في الأمثال و ما أشبه الأمثال من حكمهم علي السجع، في كتاب أمثلة الأسجاع إن شاء اللّٰه تعالي».

8- الانتصار لثعلب

أورده السيوطي في بغية الوعاة، و حاجي خليفة. و قد سرد حاجي خليفة طائفة من الكتب التي تحمل عنوان «الانتصار» ينتصر فيها عالم الآخر. و ثعلب من أئمة الكوفيين. و كان ابن فارس يميل إلي الجانب الكوفي و يتأثر مذاهبه.

… أوجز السير

انظر سيرة النبي صلي اللّٰه عليه و سلم.
معجم مقائيس اللغة، المقدمة، ص: 27‌

9- التاج

ذكره ابن خير الأندلسي في فهرسته ص 374 طبع سرقسطة.

10- تفسير أسماء النبي عليه الصلاة و السلام

و هو ضرب من التأليف الاشتقاق. عدَّه ابن الأنباري في نزهة الألباء، و ياقوت في الإرشاد الأريب، و السيوطي في بغية الوعاة.

11- تمام فصيح الكلام

منه نسخة بالمكتبة التيمورية برقم 523 لغة. و يقع هذا الكتاب في 27 صفحة صغيرة. قرأت في أواخره: «قال أحمد بن فارس: هذا آخر ما أردت إثباته في هذا الباب. و لم أعنِ أن أبا العباس «1» قصَّر عنه، لكن المشيخة آثروا الاختصار.
و حقَّا أقول إن ما ذكرته من علم أبي العباس جزاه اللّٰه عنا خيراً». فهو قد جعل هذا الكتاب ذيلًا لفصيح ثعلب. و جاء في نهاية تمام الفصيح: «و كتب أحمد ابن فارس بن زكريا بخطه في شهر رمضان سنة ثلاث و تسعين و ثلاثمائة بالمحمدية.
و فرغ من نسخ هذه النسخة عن خط مؤلفها، ياقوت بكرة الأحد سنة 616 بمرور الشاهجان. و كتب عن هذه النسخة غرة ربيع الثاني سنة 1345».
و ذكره بروكلمان في ملحق الجزء الأول ص 198 و ذكر أن منه نسخة بالنجف كتبها ياقوت في مرو الروذ في 7 ربيع الثاني سنة 616 عن نسخة المؤلف التي يرجع تاريخها إلي سنة 393. قلت: ذكر ياقوت في معجم البلدان (رسم المحمدية) أنه وجد بمرو نسخة من هذا الكتاب بخط ابن فارس كتبها في شهر رمضان سنة 390 بالمحمدية. و هذا التاريخ يغاير التاريخ الذي سبق. و يبدو أن ابن فارس قد كتب هذا الكتاب عدة مرات «2»
______________________________
(1) يعني أبا العباس أحمد بن يحيي ثعلب.
(2) انظر ما سبق في المقدمة ص 10.
معجم مقائيس اللغة، المقدمة، ص: 28‌

12- الثلاثة

ذكره بروكلمان في الجزء الأول ص 130، و أن منه نسخة بمكتبة الإسكوربال (فهرس ديرنبورج 363).

13- جامع التأويل

في تفسير القرآن، أربع مجلدات، كما يذكر ياقوت في إرشاد الأريب

14- الحجر

و قد سبقت الإشارة إلي هذا الكتاب في ص 6 من هذه المقدمة. و هو من الكتب التي سردها ياقوت. و قد أشار ابن فارس إلي هذا الكتاب في الصاحبي 15- 16.

15- حلية الفقهاء

جاء في سرد ياقوت، و ابن خلكان، و السيوطي في بغية الوعاة، و اليافعي في مرآة الجنان، و ابن العماد في شذرات الذهب (في وفيات 390)، و حاجي خليفة.

16- الحماسة المحدثة

هو في عداد الكتب التي ذكرها ياقوت له «1»، و ذكره ابن النديم في الفهرست 119.

17- خضارة

«2»
ذكره ابن فارس نفسه في نهاية كتابه «فقه اللغة» المعروف بالصاحبي ص 232.
______________________________
(1) إن الرسالة التي رواها الثعالبي- و تجد نصها في ص 15- 20 من هذه المقدمة- توضح نظرة ابن فارس إلي الحماسات المحدثة.
(2) خضارة، بضم الخاء: علم جنس للبحر. يقال للبحر خضارة، و خضير كزبير، و الأخضر.
معجم مقائيس اللغة، المقدمة، ص: 29
قال: «و ما سوي هذا مما ذكرت الرواةُ أن الشعراء غلطوا فيه فقد ذكرتُه في كتاب خُضارة، و هو كتاب نعت الشعر «1»».

18- خلق الإنسان

في أسماء أعضائه و صفاته. و قد ألَّف في هذا الضرب كثير من اللغويين، و منهم ابن فارس، كما في كشف الظنون. و ذكر هذا الكتاب أيضاً ياقوت في إرشاد الأريب، و السيوطي في بغية الوعاة. و قد أثبته بروكلمان في ملحق الجزء الأول ص 198 باسم «مقالة في أسماء أعضاء الإنسان»، و هي في مخطوطات الموصل ص 33 بالمجموعة 152 رقم 5. و نبشره داود الجلبي في مجلة المشرق السنة التاسعة 110- 116.

19- دارات العرب

ذكره ابن الأنباري في نزهة الألباء، و ياقوت في إرشاد الأريب. و ذكره مرة أخري في معجم البلدان (4: 14)، قال: «و لم أر أحداً من الأئمة القدماء زاد علي العشرين دارة، إلا ما كان من أبي الحسين بن فارس؛ فإنه أفرد له كتاباً فذكر نحو الأربعين، فزدت أنا عليه بحول اللّٰه و قوته نحوها «2»».

20- ذخائر الكلمات

عدَّه ياقوت في إرشاد الأريب.

21- ذم الخطاء في الشعر

ذكره السيوطي في بغية الوعاة، و حاجي خليفة في كشف الظنون. و قد طبع
______________________________
(1) نقل هذا النص السيوطي في المزهر (2: 498) بلفظ «نقد الشعر».
(2) هذه مبالغة منه، و إلا فإن مجموع ما ذكره هو سبعون دارة.
معجم مقائيس اللغة، المقدمة، ص: 30
هذا الكتاب مع «الكشف عن مساوي شعر المتنبي للصاحب بن عباد» بمطبعة المعاهد بالقاهرة 1349، نشره القدسي. و هذا الكتاب لا يتجاوز أربع صفحات، يبتدي من صفحة 29 و ينتهي إلي ص 32. و منه نسخة مخطوطة بدار الكتب المصرية برقم 181 صرف، و بمكتبة برلين برقم 7181. و استظهر بروكلمان في ملحق الجزء الأول أنه الذي يسمي نقد الشعر. و ليس كذلك.

22- ذم الغيبة

قال حاجي خليفة: «ذم الغيبة لأبي الحسين أحمد بن فارس المار ذكره ذكره ابن حجر في المجمع «1»».
… رائع الدرر، و رأئق الزهر، في أخبار خير البشر انظر: سيرة النبي صلي اللّٰه عليه و سلم.

23- سيرة النبي صلي اللّه عليه و سلم

وصفه ياقوت بأنه كتاب صغير الحجم. و قد نبه بروكلمان علي كتاب «مختصر سير رسول اللّٰه» منه نسخة بالإسكوريال (ديرنبورج 1615) و نسختان بالقاهرة إحداهما برقم 460 تاريخ و الثانية برقم 494 مجاميع. و عنوانها «سيرة ابن فارس اللغوي المختصرة» و قال بروكلمان: لعله الموجود ببرلين برقم 9570 باسم «مختصر في نسب النبي و مولده و منشئه و مبعثه»، و لعله الموجود في الفاتيكان (فهرس بورج ص 144) باسم «ائع الدرر، و رائق الزهر، في أخبار خير البشر «2»»، و لعله أيضاً كتاب «أخلاق النبي» الذي كتب فيه «كاسان» في مجلة (إسلام) 17: 194.
______________________________
(1) المجمع المؤسس، للمعجم المفهرس، للحافظ ابن حجر العسقلاني، منه نسخة بدار الكتب برقم 75 مصطلح.
(2) منه صورة شمسية بالمكتبة التيمورية 354 مجاميع.
معجم مقائيس اللغة، المقدمة، ص: 31
و أقول: هذا الاحتمال الأخير ضعيف؛ فإن ياقوتاً ذكرهما كتابين، كما أن العنوانين يحملان معنيين متغايرين عند مؤلفي الإسلام، و قد اطلعتُ علي كتاب السيرة، فإذا هو موضوع وضع السير لا وضع كتب الشمائل النبوية. و يقع في ثماني صفحات، أوله: «هذا ذكر ما يحق علي المرء المسلم حفظه، و يجب علي ذي الدين معرفته من نسب رسول اللّٰه صلي اللّٰه عليه و سلم و مولده و منشئه و مبعثه و ذكر أحواله في مغازيه، و معرفة أسماء ولده و عمومته و أزواجه».
و أقول أيضاً: قد طبع الكتاب مرتين باسم «أوجز السير لخير البشر» إحداهما في الجزائر سنة 1301 و الأخري في بمباي سنة 1311.

24- شرح رسالة الزهري إلي عبد الملك بن مروان

ذكره ياقوت. و الزهري هذا هو أبو بكر محمد بن مسلم بن عبيد اللّٰه بن عبد اللّٰه ابن شهاب الزهري، أحد أعلام التابعين. و كان الزهري مع عبد الملك، ثم هشام ابن عبد الملك، و كان يزيد بن عبد الملك قد استقضاه «1»

25- الشيات و الحلي

و قد جاء محرفا في الطبعة الحديثة من إرشاد الأريب باسم «الثياب و الحلي».

26- الصاحبي

و هو الاسم الذي شهر به كتابه فقه اللغة. و قد عرف هذا الكتاب ابن الأنباري و السيوطي باسم «فقه اللغة». و أما ياقوت فقد أخطأ في السرد؛ إذ
______________________________
(1) انظر وفيات الأعيان.
معجم مقائيس اللغة، المقدمة، ص: 32
جعل «الصاحبي» كتابا آخر غير فقه اللغة. و إنما الكتاب «فقه اللغة» صنفه للصاحب بن عباد فسمي بالصاحبي. و أنت تجد أول كتاب فقه اللغة: «هذا الكتاب الصاحبي في فقه اللغة العربية و سنن العرب في كلامها؛ و إنما عنونته بهذا الاسم لأني لما ألفته أودعته خزانة الصاحب».
و قد عني بنشر هذا الكتاب في القاهرة الأخ الجليل الأستاذ السيد محب الدين الخطيب، نشره بمطبعة المؤيد سنة 1328 عن نسخة الشنقيطي المودعة بدار الكتب المصرية تحت رقم 7 ش لغة، و هي بخط الشنقيطي. و ذكر بروكلمان من مخطوطاته نسخة بمكتبة أبا صوفيا برقم 4715 و أخري بمكتبة بايزيد برقم 3129.
و قد اقتبس الثعالبي اسم هذا الكتاب «فقه اللغة»، كما اقتبس كثيراً من فصوله الأخيرة في «سر العربية» و إن كان الثعالبي قد أربي علي ابن فارس. و كما ألَّف ابن فارس كتابه للصاحب، ألَّف الثعالبي كتابه للأمير أبي الفضل الميكالي.

… العرق

ذكره ياقوت. و يبدو أنه تصحيف «الفرق» الذي سيأتي.

27- الصم و الخال

ذكره ياقوت.

28- غريب إعراب القرآن

ذكره ابن الأنباري و ياقوت.
معجم مقائيس اللغة، المقدمة، ص: 33‌

29- فتيا فقيه العرب

«1»
ذكره ابن الأنباري، و القفطي في إنباه الرواة. و قال السيوطي في المزهر، عند الكلام علي (فتيا فقيه العرب): «و ذلك أيضا ضرب من الإلغاز. و قد ألَّف فيه ابن فارس تأليفا لطيفا في كراسة، سماه بهذا الاسم. رأيته قديماً و ليس هو عندي الآن. فنذكر ما وقع من ذلك في مقامات الحريري، ثم إن ظفرت بكتاب ابن فارس ألحقت ما فيه». و لكن السيوطي لم يلحق بالمزهر شيئا من كتاب ابن فارس.
و قد ذكر هذا الكتاب في البغية باسم «فتاوي فقيه العرب». و ذكر ابن خلكان هذا الكتاب باسم «مسائل في اللغة و تعاني بها الفقهاء»، و السيوطي في بغية الوعاة بلفظ: «مسائل في اللغة يغالي بها الفقهاء» و اليافعي في مرآة الجنان برسم «مسائل في اللغة يتعاني الفقهاء»، و صواب هذا كله «مسائل في اللغة يعايا بها الفقهاء» و المعاياة: أن تأتي بكلامٍ لا يُهتَدَي إليه. و قد نبه بروكلمان أنه في مكتبة مشهد بفهرسها (15: 29، 84).

30- الفرق

ذكره ابن فارس في نهاية تمام الفصيح، قال: «فأما الفرق فقد كنت ألفت علي اختصاري له كتابا جامعا، و قد شهر، و باللّٰه التّوفيق».

31- الفريدة و الخريدة

ذكره في طبقات الشافعية 4: 2.

… - الفصيح

ذكره ياقوت، قال: «وجدت خط كفه علي كتا- الفصيح تصنيفه. و قد كتبه سنة إحدي و تسعين و ثلاثمائة. قلت: صوابه «تمام الفصيح»، و قد سبق.
______________________________
(1) انظر ما سبق في هذه المقدمة ص 22.
معجم مقائيس اللغة، المقدمة، ص: 34‌

… - فقه اللغة

سبق الكلام عليه في رسم «الصاحبي».

32- قصص النهار و سمر الليل

أورده بروكلمان في ملحق الجزء الأول. و منه نسخة في مكتبة ليبسك برقم 870.

33- كفاية المتعلمين في اختلاف النحويين

ذكره ياقوت. و أراه كتاب «اختلاف النحويين». و قد مضي.

34- اللامات

نبه بروكلمان أن منه نسخة بالمكتبة الظاهرية. و قد نشره برجستراسر في مجلة(islamica)الألمانية ص 77- 99. و وجدت العلامة عبد العزيز الميمني الراجكوتي في مقدِّمة «مقالة كلا» يقول: «و بين يدي نسخةٌ مسخها ناسخها». و أقول:
قد عقد ابن فارس في الصَّاحبي 83- 87 بابا كبيراً لِلَّامات. و قد أورد حاجي خليفة «كتاب اللامات» لابن الأنباري.

35- الليل و النهار

ذكره ياقوت و السيوطي في بغية الوعاة، و حاجي خليفة. و لعله «قصَص النهار و سمر الليل».

36- مأخذ العلم

ذكره ابن حجر في المجمع المؤسس ص 208 من مخطوطة دار الكتب المصرية، و ذكره أيضا حاجي خليفة في كشف الظنون.
معجم مقائيس اللغة، المقدمة، ص: 35‌

37- متخير الألفاظ

ذكره ابن الأنباري و ياقوت. و ذكره الجرجاني في الكنايات 145 باسم «مختار الألفاظ».

38- المجمل

و هو أشهر كتُب ابن فارس. و قد سبق الكلام عليه في ص 21 من هذه المقدِّمة.
و منه ثلاث نسخ مخطوطة بدار الكتب المصرية برقم 238، 382، 18 ش.
و قد طبع الجزء الأول منه بالقاهرة في مطبعة السعادة سنة 1331 عن نسخة بخط مصرف بن شبيب بن الحسين سنة 591 قرأها الإمام الشنقيطي. و قد سرد بروكلمان منه نحو عشرين مخطوطة في مكتبات برلين، و جوته، و ليدن، و باريس، و المتحف البريطاني، و المكتب الهندي، و بودليان، و امبروزيانا، و بني جامع، و كوبريلي، و دمشق، و نور عثمانية، و لالالي، و دمشق، و الموصل، و مشهد.

..- مختصر سير رسول اللّٰه

انظر: سيرة النبي صلي اللّٰه عليه و سلم.

39- مختصر في المؤنث و المذكر

منه نسخة بالمكتبة التيمورية بالقاهرة برقم 265 لغة، تقع في 15 صفحة.
قرأت في أوله: «هذا مختصر في معرفة المذكر و المؤنث لا غني بأهل العلم عنه، لأن تأنيث المذكر و تذكير المؤنث قبيح جداً».
معجم مقائيس اللغة، المقدمة، ص: 36‌

… - مختصر في نسب النبي و مولده و منشئه و مبعثه

انظر: سيرة النبي صلي اللّٰه عليه و سلم.

… - مسائل في اللغة

انظر: فتيا فقيه العرب.

… - مقالة في أسماء أعضاء الإنسان

انظر: خلق الإنسان.

40- مقالة كلا و ما جاء منها في كتاب اللّٰه

نشرها العلامة عبد العزيز الميمني الراجكوتي في القاهرة سنة 1344 بالمطبعة السلفية، عن نسخة في مجموعة بمكتبة المرحوم عبد الحي اللكنوي، و تقع في نحو 12 صفحة. و هي مطبوعة في أول مجموعة تشمل أيضاً كتابَ ما تلحن فيه العوام للكسائي، و رسالة محيي الدين بن عربي إلي الإمام الفخر الرازي. و قد ذكرها ابن فارس في الصاحبي ص 134، و قال: «و قد ذكرنا وجوه كلا، في كتاب أفردناه».

41- المقاييس

و سأفرد له قولا خاصاً.

42- مقدمة الفرائض

ذكره ياقوت في إرشاد الأريب.
معجم مقائيس اللغة، المقدمة، ص: 37‌

43- مقدمة في النحو

ذكره ابن الأنباري، و السيوطي في بغية الوعاة، و حاجي خليفة في كشف الظنون.

… - نعت الشعر، أو نقد الشعر

انظر: خضارة.

44- النيروز

منه نسخة بمكتبة تيمور باشا برقم 402 لغة، تقع في ثماني صفحات. و هذه النسخة مستنسخة من المكتبة الظاهرية بدمشق، كتبت في سنة 1339.

45- اليشكريات

منها جزء بالمكتبة الظاهرية (فهرسها 29: 11) كما ذكر بروكلمان.
<>
معجم مقائيس اللغة، المقدمة، ص: 39‌

5 كتاب المقاييس

اشارة

يبدو من قول ياقوت في أثناء سرده لكتب ابن فارس «كتاب مقاييس اللغة، و هو كتاب جليل لم يصنف مثله»، أنه اطلع علي هذا الكتاب و نظر فيه.
و لم أجدْ أحداً غير ياقوت يذكر هذا الكتاب لابن فارس، و لعله من أواخر الكتب التي ألَّفها، فلذلك لم يظفر بالشهرة التي ظفر بها غيره.

معني المقاييس:

و هو يعني بكلمة المقاييس ما يسميه بعض اللغويين «الاشتقاق الكبير» الذي يرجع مفردات كل مادة إلي معني أو معانٍ تشترك فيها هذه المفردات. قال في الصاحبي ص 33: «أجمع أهل اللغة إلا من شذ منهم، أن للغة العرب قياساً، و أن العرب تشتق بعض الكلام من بعض، و أن اسم الجن مشتق من الاجتنان». و ابن فارس لا يعتمد اطراد القياس في جميع مواد اللغة، بل هو ينبه علي كثير من المواد التي لا يطرد فيها القياس «1»، كما أنه يذهب إلي أن الكلمات الدالة علي الأصوات و كثيراً من أسماء البلدَان ليس مما يجري عليه القياس. و يفطن إلي الإبدال فطنة عجيبة، فلا يجعل للمواد ذات الإبدال معني قياساً جديداً، بل يردها إلي ما أبدلت منه «2»
______________________________
(1) انظر للمثال مادة (تبن) و (جعل) من هذا الجزء.
(2) انظر للمثال مادة (شجر، حجم، جر، جمخ، جهف).
معجم مقائيس اللغة، المقدمة، ص: 40‌

نسخ المقاييس:

و هذا الكتاب لم يسترع انتباه العُلماء إلا منذ عهد قريب، و كانت وزارة المعارف المصرية قد اعتزمت نشره منذُ بضع سنوات، و لكن لم يحقق ما اعتزمته حينئذٍ. و قد أشار بروكلمان إلي أن كتاب المقاييس قد وضع في البرنامج الذي وضعَته دائرة معارف حيدر أباد الدكن سنة 1354 للكتب الَّتي انتَوت نشرها، و هذا العَزم لم يحقق أيضاً.
و لقَد دفَعتُ بنفسي إلي تحرِيرِ هذا الكتاب دَفْعاً، بَعد ما آذنَتْ بارتِداد، فإني لم أجِد أمامي منه إلا نُسخة واحِدة مودعة بِدار الكتب المصرية.
و هذا الكتاب لم ينل حظوة المجمل في كثرة نُسخة و تعَدُّد أصوله، فإن منه نُسخةَ بالمدرسةِ المَرْويةِ بالبلاد الفارسية، و عن هذه النسخةِ أخذت صورتان لدار الكُتب المِصرية، و صورة للمكتَبةِ التَّيمورية، و أخرَي لمكتَبَة مجمع فؤاد الأول للغةِ العربية، و رابعَةً للمحقق الكبِير المَرحوم الأب أنَستَاس ماري الكِرِملي، فيما أخبرني عن النسخة الأخيرة بعض الثقات.
و صورة دار الكتب المصرية إحداهما مُوجبَةً و الأخرَي سالبَةً، كما اصطلح أصحاب التَّصوير. فالموجبَة برقم 652 لغة و السالبة برقم 651 لغة.
و قد نشَرْت إزاء صدر هذَا الفصل مِنَ المقدَّمة صورَةً لبَعْضِ المواضع مِنَ النسخة الموجبَة. و النسخةُ في 779 صفحة، يضاف إليها صفحتان كُرر الترقيم فيهما سهواً، و هما صفحتا 497، 498 و كل صفحَتين مِنها في لوحٍ واحد مِنْ ألواح التَّصوير الشمسي، عدد أسطُره سبعة و عشرون. و حجم الصفحة (12+ 24).
معجم مقائيس اللغة، المقدمة، ص: 41
و هذه النسخة يشيع فيها التحريف و الاضطراب، كما أن بها بعضا مِنَ الفجواتِ و الأسقاط، و بعضاً مِنَ الإقحام و التزيُّد.
و قد أشارَ بروكلمان إلي نسخةٍ بالنجف. و زعم أن أصل نسخة القاهرة في «مَرَاكُش»، و هو سهو منه.

المجمل و المقاييس:

لا يساورني الريب أن «المقاييس» مِنْ أواخرِ مُؤلفاتِ ابن فارِس، فإن هذَا النضج اللغوي الذي يتَجلّي فيه، مِنْ دلائل ذلك، كما أن خمول ذكْرِ هذَا الكتَاب بين العُلماء و المؤلفين، مِنْ أدلة ذلك. و لو أنه أتيح له أن يحيا طويلًا في زمان مُؤلفه لاستَولي علي بعْضِ الشهرة الَّتي نالها صنوهُ «المجمل».
و أستَطيع أن أذهب أيضاً إلي أنه ألَّف «المقاييس» بعدَ تأليفه «المجمل»، فإن الناظرَ في الكِتابين يلمس القوة في الأول، و يجِد أن ابن فارسٍ في المجمل إذا حاول الكلام في الاشتِقاق فإنما يحاوله في ضعف و التواء، فهو في مادة (جن) مِنَ المجمل يقول: «و سميت الجن لأنها تتَّقي و لا ترَي. و هذا حَسَنٌ». فهو يعجبه أن يهتدي إلي اشتقاق كلمة واحدة من مادة واحدة، و ليس يكون هذا شأنَ رجلٍ يكون قد وضع من قبلُ كتاباً فيه آلاف من ضروب الاشتقاق، بل هو كلام رجل لم يكن قد أوغل من قبل في هذا الفن.
و هو في المجمل يترك بعض مسائل اللغة علي علاتها، علي حين ينقدها في المقاييس.
نقداً شديداً. ففي المجمل: و يقال الأترور الغلام الصغير في قوله:
* مِنْ عامِلِ الشرطةِ و الأترور*
معجم مقائيس اللغة، المقدمة، ص: 42
و في المقاييس: «و كذلك قولهم إن الأترور الغلام الصعير. و لولا وجداننا ذلك في كتبهم لكان الإعراض عنه أصوب. و كيف يصح شئ يكون شاهده مثل هذا الشعر:
أعوذ باللّٰه و بالأمير من عامل الشرطة و الأترور»
علي أني لو أمعنت في الموازنة بين المجمل و المقاييس لأعضد هذا الرأي، لاقتضاني ذلك أن أكتب كثيراً. و لكن يستطيع القارئ بالنظر في الكتابين أن يذهب معي هذا المذهب.

نظام المعجم و المقاييس:

جري ابن فارس علي طريقة فاذَّةٍ بين مؤلفي المعاجم، في وضع معجميه: المجمل و المقاييس. فهو لم يرتِّب موادهما علي أوائل الحروف و تقليباتها كما صنع ابن دريد في الجمهرة، و لم يطردها علي أبواب أواخر الكلمات، كما ابتدع الجوهري في الصحاح، و كما فعل ابن منظور و الفيروز اباديّ في معجميها، و لم ينَسُقْها علي أوائل الحروف فقط كما صنع الزمخشري في أساس البلاغة، و الفيومي في المصباح المنير.
و لكنه سلك طريقاً خاصَّا به، لم يفطن إليه أحد من العلماء و لا نَبَّه عليه. و كنت قد ظننت أنه لم يلتزم نظاماً في إيراد المواد علي أوائل الحروفِ و أنه ساقها في أبوابها هملًا علي غير نظام. و لكني بتتبُّع المجمل و المقاييس ألفَيْته يلتزم النظامَ الدقيق التالي:
1- فهو قد قسم مواد اللغة أوَّلًا إلي كتب، تبدأ بكتاب الهمزة و تنتهي بكتاب الياء.
معجم مقائيس اللغة، المقدمة، ص: 43
2- ثم قسم كل كتاب إلي أبواب ثلاثة أولها باب الثنائي المضاعف و المطابق، و ثانيها أبواب الثلاثي الأصول من المواد، و ثالثها بابُ ما جاء علي أكثر من ثلاثة أحرفٍ أصلية.
3- و الأمر الدقيق في هذا التقسيم أن كل قسم من القسمين الأوَّلين قد التُزم فيه ترتيب خاص، هو ألا يبدأ بعد الحرفِ الأوَّل إلا بالذي يليه، و لذا جاء بابُ المضاعف في كتاب الهمزة، و باب الثلاثي مما أوله همزة و باء مرتباً ترتيباً طبيعياً علي نسق حروفِ الهجاء.
و لكن في «باب الهمزة و التاء و ما يثلثهما» يتوقع القارئ أن يأتي المؤلف بالمواد علي هذا الترتيب: (أتب، أتل، أتم، أتن، أته، أتو، أتي)، و لكن الباء في (أتب) لا تلي التاء بل تسبقها، و لذلك أخرها في الترتيب إلي آخر الباب فجعلها بعد مادة (أتي).
و في باب التاء من المضاعف يذكر أوَّلًا (تخ) ثم (تر) إلي أن تنتهي الحروف، ثم يرجع إلي التاء و الباء (تب)، لأن أقرب ما بلي التاء من الحروفِ في المواد المستعملة هو الخاء.
و في أبواب الثلاثي من التاء لا يذكر أولًا التاء و الهمزة و ما يثلثهما، بل يؤخر هذا إلي أواخر الأبواب، و يبدأ بباب التاء و الجيم و ما يثلثهما، ثم باب التاء و الحاء و ما يثلثهما، و هكذا إلي أن ينتهي من الحروف، ثم يرجع أدراجه و يستأنف الترتيب من باب التاء و الهمزة و ما يثلتهما. و ذلك لأن أقرب ما يلي التاء من الحروفِ في المواد المستعملة هو الجيم. و تجد أيضاً أن الحرفَ الثالث يراعي
معجم مقائيس اللغة، المقدمة، ص: 44
فيه هذا الترتيب، ففي باب التاء و الواو و ما يثلثهما يبدأ ب (توي) ثم (توب) ثم (توت) إلي آخره، و ذلك لأن أقرب الحروفِ التي تلي الواو هو الياء.
و في باب الثاء من المضاعف لا يبدأ بالثَّاء و الهمزة ثم بالثَّاء و الباء، بل يرجئ ذلك إلي أواخر الأبواب، و يبدأ بالثَّاء و الجيم (ثج)، ثم بالثَّاء و الراء (ثر) إلي أن تنتهي الحروف، ثم يستَأنف الترتيب بالثَّاء و الهمزة (ثأ) ثم بالثَّاء و البَاء (ثب).
و في أبواب الثلاثي من الثَّاء لا يبدأ بالثَّاء و الهمزة و ما يثلثهما ثم يعقّب بالثَّاء و الباء و ما يثلثهما، بل يدع ذلك إلي أواخر الأبواب؛ فيبدأ بالثَّاء و الجيم و ما يثلثهما إلي أن تنتهي الحروف، ثم يرجع إلي الأبواب التي تركها. و تجد أيضاً أن الحرف الثَّالث يراعي فيه الترتيب. ففي باب الثَّاء و اللام و ما يثلثهما يكون هذا الترتيب (ثلم، ثلب، ثلث ثلج) … الخ.
و في باب الجيم من المضاعف يبدأ بالجيم و الحاء (جح) إلي أن تنتهي الحروف (جو) ثم ينسقُ بعد ذلك (جأ، جب).
و في أبواب الثلاثي من الجيم يبدأ بباب الجيم و الحاء و ما يثلثهما إلي أن تنتهي الحروف، ثم يذكر باب الجيم و الهمزة و ما يثلثهما، ثم باب الجيم و الباء، ثم الجيم و الثَّاء، مع مراعاة الترتيب في الحرف الثَّالث، ففي الجيم و النون و ما يثلثهما يبدأ أوَّلًا ب (جنه) ثم (جني) و يعود بعد ذلك إلي (جنأ، جنب، جنث) الخ.
هذا هو الترتيب الذي التزمه ابن فارس في كتابيه «المجمل» و «المقاييس».
و هو بِدْع كما تري.
معجم مقائيس اللغة، المقدمة، ص: 45‌

تحقيق المقاييس:

حينما طلب إليّ متفضِّلا السيد/ مدير دار إحياء الكتب العربية، في أواخر العام الماضي، أن أتولَّي تحقيق هذا الكتاب لم أكن درسته بعد أو أحطت به خبْراً، فلما نظرت فيه ألفيتُني إزاء مجدٍ لا ينبغي أن يضاع، أعني هذا المَجْد الثَّقافي العربي، فإن كتابنا هذا لا يختلف اثنان بَعْدَ النظر فيه، أنَّه فذ في بابه، و أنه مفخرة من مفاخر التأليف العربي، و لا إخال لغةً في العالم ظفرت بمثل هذا الضرب من التأليف. و لقد أضفي ابن فارسٍ عليه من جمال العبارة و حسن الذوق، و رُوحِ الأديب، ما يبعد به عن جفوة المؤلفات اللغوية و عنف ممارستها. فأنت تستطيع أن تتخذ من هذا الكتاب متاعاً لك إذْ تَبْغِي المتاع، و سنداً حين تطلب التحقّق و الوُثوق. و الكتاب بعد كل أولئك، يضم في أعطافه و ثناياه ما يَهَبُ القارئَ ملكة التفهّم لهذه اللغة الكريمة، و الظهورِ علي أسرارها.
و أذِن اللّٰه فشرعت في تحقيقه مستمدَّا العون منه، و جعلت من الكتب التي اعتمد عليها ابن فارس في صدر كتابه، و من كتب أخري يتطلبها التحقيق و الضبط مرجعاً لي في تحرير هذا الكتاب.
و عنيت بضبط الكتاب معتمدا علي نصوص اللغويين الثِّقات. و قد أضبط الكلمة الواحدة بضبطين أو ثلاثة حسب ما تنص المعاجمُ عليه. و عُنيت أيضا بنسبة الأشعار و الأرجاز المهملة إلي قائليها، و بنصِّ الأشعار و الأرجاز المنسوبة، إلي دواوينها المخطوطة و المطبوعة، مع التزام معارضة النصوص و النِّسَب بنظيراتها في المجمل و جمهرة ابن دريد و لسان العرب و غيرها من الكتب.
معجم مقائيس اللغة، المقدمة، ص: 46
و أحياناً يعوز النسخة بعض كلمات تتطلبها العبارات، فأزيدها من هذه المصادر مع التنبيه عليها، أو أتمها بدون تنبيه إلا بوضعها بين معكفي الزيادة إن لم أجد لها سندا إلا ضرورة الكلام.
و كنت ارتأيت أن ألتزم تفسير غوامض هذا الكتاب و تأويل شواهده و نصوصه، و لكني وجدت أدب النشر يردُّني عن ذلك، و لو قد فعلت لاستطال الكتاب و اقتضي بعثه دهراً طويلا، علي ما يكون في ذلك من عنت و إرهاق.
لذلك اكتفيت بهذَا القدر الضئيل من التفسير الذي يتطلبه التحقيق.

فهارس الكتاب:

و سيخرج هذَا الكتاب بعون اللّٰه في ستة مجلداتٍ، يلحق بها سابع يتضمن الفهارس التالية:
1- فهرس ترتيب المواد.
2- فهرس الألفاظ التي وردت في غير موردها.
3- فهرس الأشعار.
4- فهرس الأرجاز.
5- فهرس الأمثال.
6- فهرس الأعلام.
7- فهرس البلدان.
8- فهرس الكتب.
هذا عدا ما قد يستدعيه الكتاب من ضروب أُخَر.
معجم مقائيس اللغة، المقدمة، ص: 47
و أما بعد فإِني إذ أقدم هذا الجهد، أرجو أن أكون قد أصبت من النجح في خدمة لغة الكتاب ما يرضي اللّٰه، و من البر بهذه اللغة ما ينفع أبناء العروبة، و من التوفيق و لِزام الصواب ما تَرَاحُ له النفسُ و يغتبط الضمير.
الإسكندرية في 10 شعبان سنة 1366 عبد السلام محمد هارون
معجم مقائيس اللغة، المقدمة، ص: 48‌

مقدمة الطبعة الثانية

هذه هي الطبعة الثانية من «مقاييس اللغة» أقدمها لجمهرة الباحثين بعد أن مضي علي نفاد نسخ الطبعة الأولي نحوست سنوات حالت بعض الظروف دون المبادرة بإعادة طبعه في حينه المناسب.
و قد لقي الكتاب منذ ظهوره اهتماماً خاصاً من أئمة العلماء و الباحثين و الهيئات العلمية، التي حرصت علي أن يكون في مكتباتها أكثر من نسخة منه، و عملت علي الإفادة منه في أكثر من مجال علمي.
و قد اقتضي نفاد الأعداد الضخمة التي طبعت منه أن يعاد طبعه في ثوب آخر، فاستخرت اللّٰه في ذلك، و أردت بعونه سبحانه أن تمتاز هذه الطبعة عن سابقتها بزيادة في التحقيق و التعليق، و إضافات في تخريج الشواهد و استكمال نسبة ما كان مجهول النسب منها، مع الإفادة من تحقيقاتي فيما أصدرته بعد الطبعة الأولي من مختلف كتب التراث العربي. فكان حظ هذه الطبعة الثانية أسعد من سابقتها.
و لست أنسي هنا أن أنوه بفضل إخواني الفضلاء أصحاب (مكتبة و مطبعة مصطفي البابي الحلبي و أولاده) الذين لم يألوا جهداً في العمل علي تبني طبع هذه الموسوعة اللغوية الممتازة، و إخراجها في المعرض اللائق بها، متابَعةً لما قام به أسلافهم الكرام من تفانٍ في نشر التراث العربي و توسيع نطاق إذاعته. فلهم من اللّٰه و من العلم خير الجزاء.
و من اللّٰه أستمد العون، و هو ولي التوفيق.
عبد السلام محمد هارون مصر الجديدة في منتصف رمضان 1389
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 1‌

[الجزء الأوّل]

اشارة

مقاييسُ اللّغة لأبي الحُسَين أحَمد بن فارِس بن زكَرِيّا بتحقيق و ضبط عبد السَلام محمَد هارون
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 3‌

[مقدمة المؤلف]

بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ* هذا كتاب المقاييس في اللغة الحمد للّٰه و به نستعين، و صلَّي اللّٰه علي سيدنا محمد و آله أجمعين قال أحمد: أقول و باللّٰه التوفيق: إِنَّ لِلُغةِ العرب مقاييسَ صحيحةً، و أصولًا تتفرّع منها فروع. و قد ألَّف النَّاسُ في جوامع اللغة ما ألَّفوا، و لم يُعربوا في شئٍ من ذلك عن مقياس من تلك المقاييس، و لا أصل من الأصول.
و الذي أَوْمأْنا إليه باب من العلم جليلٌ، و له خطرٌ عظيمٌ. و قد صدَّرْنَا كلَّ فصلٍ بأصله الذي يتفرّع منه مسائلُه، حتّي تكونَ الجملةُ الموجَزةُ شاملةً للتَّفصيل، و يكونَ المجيبُ عما يُسألُ عنه مجيِباً عن الباب المبسوطِ بأوجزِ لفظٍ و أقربِه.
و بناءُ الأمرِ في سائر ما ذكرناه علي كتبٍ مشتهرة عالية، تحوِي أكثرَ اللُّغة.
فأعلاها و أشرفُهَا كتابُ أبي عبد الرحمن الخليل بن أحمد، المسمَّي (كتابَ العين) أخبرَنا به عليُّ بن إبراهيم القَطَّان «1»، فيما قرأت عليه،
______________________________
(1) هو علي بن إبراهيم بن سلمة القطان. ذكره ياقوت في معجم الأدباء (4: 82) و كذا السيوطي في بغية الوعاة 153 في شيوخ أحمد بن فارس. و قد أكثر ابن فارس من الرواية عنه في كتابه «الصاحبي».
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 4
أخبرنا أبو العبَّاسِ أحمد بن إبراهيم المَعْدَانيّ «1»، عن أبيه إبراهيم بن إسحاق «2» عن بُنْدَار بن لِزَّة الأصفهاني «3»، و معروف بن حسان «4» عن الليثِ، عن الخليل.
و منها كتابا أبي عُبيدٍ «5» في (غريب الحدِيث)، و (مصنَّف الغريب) حدَّثنا بهما علي بن عبد العزيز «6» عن أبي عُبيدٍ.
______________________________
(1) لم أجد له و لا لأبيه ترجمة فيما لدي من المصادر، لكن يؤيد صحة هذا السند ما ورد في كتاب الصاحبي ص 30 من قول ابن فارس: «حدثنا علي بن إبراهيم المعداني، عن أبيه، عن معروف بن حسان، عن الليث، عن الخليل».
(2) انظر التنبيه السابق.
(3) هو بندار بن عبد الحميد الكرخي الأصبهاني، و يعرف بابن لزة. ذكره ابن النديم في الفهرست 123 و قال: أخذ عن أبي عبيد القاسم بن سلام، و أخذ عنه ابن كيسان، و كان له كل أسبوع دخلة علي المتوكل يجمع فيها بينه و بين النحويين. و بندار، بضم الباء. و لزة بلام بعدها زاي، و في الأصل: «لوة» محرفة. انظر معجم الأدباء (7: 128- 134) و بغية الوعاة 208.
(4) معروف بن حسان، ممن أخذ عن الليث. انظر الحاشية رقم 3 ص 5.
(5) هو أبو عبيد القاسم بن سلام، كان أبوه عبداً رومياً لرجل من أهل هراة. و كان أبو عبيد قد أقام ببغداد مدة، ثم ولي القضاء بطرسوس و خرج بعد ذلك إلي مكة فسكنها حتي مات بها. و من شيوخه إسماعيل بن جعفر، و سفيان بن عيينة، و أبو معاوية الضرير و أبو بكر ابن عياش. و سمع منه أبو بكر بن أبي الدنيا، و محمد بن يحيي المروزي، و علي بن عبد العزيز البغوي. و كان من العلماء المحدثين النحويين علي مذهب الكوفيين، و كان إذا ألف كتابا أهداه إلي عبد اللّٰه بن طاهر فيحمل إليه مالا خطيرا. و مات سنة 224. انظر تاريخ بغداد (12: 403- 416) و إرشاد الأريب (16: 254- 261).
(6) هو أبو الحسن علي بن عبد العزيز بن المرزبان بن سابور البغوي نزيل مكة، صاحب أبي عبيد القاسم بن سلام، روي عنه غريب الحديث، و كتاب الحيض، و كتاب الطيور و غير ذلك.
و حدث عن أبي نعيم، و حجاج بن المنهال، و محمد بن كبير العبدي، و روي عنه ابن أخيه عبد اللّٰه ابن محمد البغوي، و سليمان بن أحمد الطبري. توفي سنة 287. انظر إرشاد الأريب (14: 11- 14)، و تذكرة الحفاظ (20: 178).
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 5
و منها (كتاب المنطق) و أخبرني به فارس بن زكريا «1» عن أبي نصْر ابن أختِ الليثِ بن إدريس «2»، عن الليثِ «3»، عن ابن السكِّيتِ.
و منها كتاب أبي بكر بن دريد المسمَّي (الجمهرة)؛ و أخبرنا به أبو بكر محمد بن أحمد الأصفهانيّ «4»، و علي بن أحمد الساويّ عن أبي بكر.
فهذِه الكتبُ الخمسةُ معتمَدُنَا فيما استنبَطناه من مقاييس اللغة، و ما بعدَ هذِه الكتبِ فمحمولٌ عليها، و راجعٌ إليها؛ حتي إذا وقع الشي‌ءُ النادر نَصَصْناه إلي قائله إن شاء اللّٰه.
فأوَّلُ ذلك:
______________________________
(1) هو فارس بن زكريا بن محمد بن حبيب، والد المصنف. و قد أخذ عنه كما ورد في أثناء ترجمة أحمد بن فارس في بغية الوعاة 153. و قد أورد ياقوت في ترجمة ابن فارس نصوصاً كثيرة من سماع ابن فارس من والده.
(2) الليث هذا، غير الليث بن المظفر اللغوي المشهور. و لم أجد له ترجمة فيما لدي من المراجع.
(3) هو الليث بن المظفر، و قيل الليث بن رافع بن نصر بن سيار. كان بارعاً في الأدب بصيرا بالشعر و الغريب و النحو. و كان كاتباً للبرامكة، و قيل إنه الذي صنع كتاب العين و نحله الخليل لينفق كتابه باسمه و يرغب فيه. انظر معجم الأدباء (17: 43- 52) و بغية الوعاة 383.
(4) في تاريخ بغداد (1: 310) محمد بن أحمد بن طالب، يحدث فيمن يحدث عن محمد بن الحسن بن دريد. و قال توفي سنة 370. فلعله هو.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 6‌

كتاب الهمزة

باب الهمزة في الذي يقال له المضاعف

أبّ

اعلم أن للهمزة و الباء في المضاعف أصلين، أحدهما المرعَي، و الآخر القَصْدَ و التهيُّؤ. فأما الأول فقول اللّٰه عزَّ و جلَّ: وَ فٰاكِهَةً وَ أَبًّا قال أبو زيد الأنصاريّ: لم أسمع للأبِّ ذكرًا إلَّا في القرآن. قال الخليل و أبو زيد: الأبُّ المرعي، بوزن فَعْل. و أنشدَ ابنُ دريد:
جِذْمُنا قيسٌ و نجدٌ دارُنا و لنا الأبُّ به و المَكْرَعُ
و أنشدَ شُبيل بن عَزْرَة لأبي دُواد:
يَرعي برَوْضِ الحَزْنِ من أَبِّهِ قُريانه في عانةٍ تصحبُ «1»
أي تحفظ. يقال: صَحِبَكَ اللّٰه أي حفِظك.
قال أبو إسحاق الزجَّاج:
الأبّ جميع الكلأ الذي تعتلفه الماشية، كذَا رُوِيَ عن ابن عبَّاس رضي اللّٰه عنه
. فهذا أصلٌ. و أما الثاني فقال الخليل و ابن دُريد: الأبّ مصدَر أَبَّ فلانٌ إلي سيفه إذا ردَّ يدَه إليه ليستلّه. الأبّ في قول ابن دريد: النزاع إلي الوطن، و الأبّ في روايتهما التهيُّؤ للمسير. و قال الخليل وحدَه: أبّ
______________________________
(1) في اللسان (صحب): «قربانه في عابه يصحب»، و نسب البيت إلي أحد الهذليين.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 7
هذا الشي‌ءٌ، إذا تهيَّأ و استقامت طريقته إبَابَةً «1». و أنشدَ للأعشي:
صَرَمْتُ و لم أصرمْكُمُ و كصارمٍ أخٌ قَدْ طوي كشحاً و أبّ ليذْهَبا «2»
قال هشام بن عقُبة «3» * في الإبَابَة:
و أبّ ذُو المحضَرِ البَادِي إبابَتَهُ و قَوَّضَتْ نِيَّةٌ أطنَابَ تَخْييمِ
و ذكر ناسٌ أنَّ الظِّبَاء لا ترِدُ و لا يُعرَف لها وِرد. قالوا: و لذلك قالت العَرَب في الظِّبَاء: «إن وَجَدَتْ فلا عَبَاب، و إن عَدِمت فلا أَباب» معناه إنْ وجدَتْ ماءً لم تعُبَّ فيه و إن لم تجِدْه لم تأبُبْ لطلبِه «4». و اللّٰهُ أعلم بصحَّة ذلك. و الأبّ: القصدُ، يقال أببت أبّه، و أمَمت أمَّهُ، و حَمَمت حمَّهُ، و حرَدْتُ حردهُ، وَ صَمَدتُ صَمْده. قال الراجز يصفُ ذئباً:
مَرَّ مُدِلٍّ كرِشاء الغَرْبِ فأبَّ أبَّ غنَمِي و أبِّي
أي قصدَ قصْدَها و قصدِي.

أتّ

قال ابن دريد: أتّه يؤته، إذا غلبه بالكلام، أو بكته بالحجة. و لم يأت في الباب غيرُ هذا، و أحسب الهمزة منقلبةً عن عين.
______________________________
(1) إبابة، بالفتح و الكسر. و في اللسان: «و المعروف عن ابن دريد الكسر».
(2) فسره في اللسان بقوله: «أي صرمتكم في تهيئ لمفارقتكم». و في الجمهرة: «يذكر قوماً نزل فيهم فخانوه». و سيرد البيت في (كشح).
(3) هو أخو ذي الرمة غيلان بن عقبة. انظر الأغاني (16: 107).
(4) يقال أب يؤب و يئب، إذا تهيأ و تجهز. و في اللسان (أبب، عبب): «لم تأتب لطلبه»؛ و الوجهان صحيحان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 8‌

أثّ

هذا بابٌ يتفرع من الاجتماع و اللين، و هو أصلٌ واحد.
قال ابن دريد: أثَّ النبتُ أثًّا إذا كثُر. و نبتٌ أثيث، و كلُّ شي‌ءٍ موطَّأٍ أثيثُ و قد أُثِّث تأثيثا. و أثاث البيت من هذا، يقال إنّ واحده أثَاثَة، و يقالُ لا واحدَ له من لفظه. و قال الرّاجز في الأثيث:
يَخْبِطنَ منه نبتَه الأثِيثا حَتَّي تري قائِمَه جَثيثا
أي مجثوثاً مقلوعا. و يقال نِساءٌ أثائث، و ثيرات اللحم. و أنشد:
و مِنْ هَوَايَ الرُّجُحُ الأثائثُ تُمِيلُهَا أعجازُها الأواعِثُ «1»
و في الأثاث يقول الثَّقفيّ:
أشَاقتْكَ الظَّعائنُ يومَ بانُوا بذي الزّيِّ الجميلِ من الأثاثِ «2»

أجّ

و أما الهمزة و الجيم فلها أصلان: الحَفِيف، و الشدَّة إِمّا حرًّا و إمّا ملوحة. و بيان ذلك قولهم أجَّ الظليمُ إذا عدا أجيجاً و أجًّا، و ذلك إذا سمِعت حَفِيفه في عَدوه. و الأجيج: أجيج الكِير من حفيف النَّار.
قال الشاعرُ يصف ناقة:
فراحتْ و أطرافُ الصُّوَي مُحْزئلّةٌ تئجُّ كما أجَّ الظَّليمُ المفَزَّعُ «3»
______________________________
(1) الرجز لرؤبة، انظر ديوانه 29 و اللسان (أثث، وعث، رجح). و الأواعث: اللينات، جمع وعثة علي غير قياس، أو يكون قد جمع وعثاء علي أوعث ثم جمع أوعثا علي أواعث.
(2) ذي، زائدة، و معناه بالزي. و الثقفي هو محمد بن عبد اللّٰه بن نمير، كما في الجمهرة (1: 14). و انظر الأبيات في الكامل 376- 377 و زهر الآداب (1: 158). و انظر للبيت أيضا اللسان (رأي) و معجم البلدان (نقب).
(3) في الأصل: «فأجت» صوابه في الجمهرة (1: 14) و اللسان (3: 28)، و في (13: 159): «فمرت».
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 9
و قال آخر يصف فرساً:
كأنَّ تردُّدَ أنفاسِه أجيجُ ضِرامٍ زَفَتْهُ الشّمالُ
و أَجَّةُ القومِ: حفيفُ مشيِهم و اختلاطُ كلامِهم، كلُّ ذلك عن ابن دريد. و الماء الأُجاج: الملح، و قال قومٌ: الأجاج الحارّ المشتعل المتوَهِّج، و هو من تأجّجَت النَّار. و الأجَّة: شدَّة الحرّ، يقال منه ائتج النَّهار ائتجاجاً.
قال حُميد:
* و لهَبُ الفِتنةِ ذو ائتجاجِ*
و قال ذو الرُّمّة في الأجّة:
حتَّي إذا مَعْمعانُ الصَّيف هبَّ له بأَجَّةٍ نشَّ عنها الماءُ و الرُّطُبُ «1»
و قال عُبيد بن أيوبٍ العنبريّ يرثي ابنَ عمٍّ له:
و غبتُ فلم أَشْهَدْ و لو كنتُ شاهداً لخفّفَ عَنِّي من أجيجِ فؤادِيَا

أحّ

و للهمزة و الحاء أصلٌ واحد، و هو حكاية السُّعال و ما أشبهه من عطَشٍ و غيظٍ، و كلُّه قريبٌ بعضه من بعض. قال الكسائيّ: في قلْبي عليه أُحاح، أي إحنةٌ و عَداوة. قال الفرّاء: الأحاح العطش. قال ابن دريد:
سمعتُ لفلان أُحاحا و أحيحاً، إذا توجَّعَ من غيظٍ أو حُزن. و أنشد:
* يطوي الحيازيمَ علي أُحاحِ*
و أُحيحة اسم رجلٍ، مشتقُّ من ذلك. و يقال في حكاية السُّعال أحّ أحًّا. قال:
______________________________
(1) سيأتي في (مع).
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 10
يَكادُ مِنْ تنحنُحٍ و أَحِّ يَحكِي سُعالَ الشَّرِق الأبَحَّ «1»
و ذكر بعضهم أنَّه ممدود: آح. و أنشد:
كأنَّ صوتَ شَخْبِها المُمتاحِ سُعالُ شيخٍ من بني الجُلاحِ
يقولُ مِن بَعْدِ السُّعالِ آحِ‌

أخّ

و أما الهمزة و الخاء فأصلان: [أحدهما] تأوُّه أو تكرُّه، و الأصل الآخَر طعامٌ بعينه. قال ابن دُريد: أَخِّ «2» كلمة تقال عند التأوُّه، و أحسبُها مُحدَثة. و يقال إنَّ أخِّ كلمة تقال عند التكرُّه للشئ.
و أنشد:
* و كانَ وصْلُ الغانيات أخَّا «3» *
و كانت دَخْتَنُوس بنتُ لَقيطٍ، عند عمرو بن عمرو بن عُدُس، و هو شيخٌ كبير، فوضع رأسَه في حجرها فنفخ كما ينفخ النائم، فقال أخِّ! فقالت أخِّ و اللّٰهِ منك! و ذلك بسَمْعه، ففتح عينيه و طلَّقها، فتزوَّجها عَمرو بن معبد بن زُرارة، و أغارت عليهم خيلٌ لبكر بن وائل فأخذوها* فيمن أُخذ، فركب الحيُّ و لحق عمرُو بنُ عمرٍو فطاعَنَ دونَها حتي أخَذَها، و قال و هو راجعٌ بها:
______________________________
(1) نسب إلي رؤبة في اللسان و الصحاح (أحح).
(2) ضبطت في اللسان بضم الخاء، و في الجمهرة بفتحها، و في القاموس بالسكون.
(3) في اللسان:
و انثنت الرجل فصارت فخا و صار وصل الغانيات أخا
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 11
أيَّ زَوْجَيكِ رأيتِ خَيْرَا أألعظيمُ فَيْشةً و أيرَا
أم الذي يأتِي الكُماةَ سَيْرَا
فقالت: ذاك في ذاك، و هذا في هذا. و الأَخيخة: دقيقٌ يصبُّ عليه ماءٌ فيُبرَق بزيتٍ أو سمن و يُشْرَب «1» قال:
* تجَشُّؤَ الشيخِ عن الأخِيخهْ*

أدّ

و أمّا الهمزة و الدال في المضاعف فأصلان: أحدهما عِظَم الشئ و شدّته و تكرُّره، و الآخر النُّدود. فأمّا الأوَّل فالإدُّ و هو الأمر العظيم.
قال اللّٰه تعالي: لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدًّا أي عظِيما من الكفر. و أنشد ابنُ دريد:
يا أُمَّتَا رَكبتُ أمراً إدَّا رأيتُ مَشْبوحَ اليدينِ نَهْدَا
أبيض و ضاحَ الجَبين نَجْدَا فنلتُ منهُ رشَفاً و بَرْدَا «2»
و أنشد الخليل:
و نتَّقِي الفحشاءَ و النَّآطِلا و الإدَدَ الإِداد و العَضائلا «3»
و يقال أدَّتِ الناقة، إذا رجَّعت حَنينَها. و الأَدَّ: القُوَّة، قاله ابن دريد و أنشد:
______________________________
(1) برق الأدم بالزيت و الدسم يبرقه برقاً و بروقاً، جعل فيه شيئاً يسيرا.
(2) في الأصل: «قتلت» مع إسقاط الكلمة بعدها، و التصحيح و التكملة من الجمهرة و اللسان. و الرشف بالتحريك و بالفتح: تناول الماء بالشفتين.
(3) الرجز لرؤبة كما في ديوانه 123 و اللسان. و في الأصل: «و الأد و الأداد».
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 12
نَضَوْنَ عَنِّي شِرَّةً و أَدَّا «1» من بَعدِ ما كنتُ صُمُلًّا نَهْدَا
فهذا الأصل الأوَّل. و أمَّا الثاني فقال ابن دريد: أدَّتِ الإبل، إِذا نَدّت.
و أما أُدُّ بن طابخة بن الياس بن مضر فقال ابن دريد: الهمزة في أدّ واوٌ، لأنه من الوُدّ. و قد ذكر في بابه.

أذّ

و أما الهمزة و الذال فليس بأصلٍ، و ذلك أنَّ الهمزة فيه محوَّلة من هاء، و قد ذكر في الهاء. قال ابن دريد: أذَّ يَؤُذُّ أذًّا: قطع، مثل هَذَّ. و شَفْرةٌ أذُوذٌ: قَطَّاعة. أنشد المفضَّل:
يَؤُذُّ بالشَّفْرَةِ أيَّ أذِّ مِنْ قَمَعٍ و مَأْنَةٍ و فَلْذِ

أرّ

أصلُ هذا البابِ واحد، و هو هَيْج الشّي‌ء بتَذكيةٍ و حَمْي، فالأرُّ الجِماع، يقال أرَّها يؤرُّها أرًّا؛ و المئَرُّ: الكثير الجماع. قال الأغلب:
بَلَّتْ به عُلابِطاً مِئَرَّا «2» ضَخْمَ الكراديسِ وَأْي زِبرَّا
و الأرُّ: إيقاد النار، يقال أرَّ الرجلُ النَّارَ إِذا أوقدها. أنشدنا أبو الحسن.
علي بن إبراهيم القطّان، قال أملي علينا ثعلبٌ:
قد هاج سارٍ لسارِي ليلةٍ طربا و قد تصَرَّم أو قد كاد أو ذَهَبَا
______________________________
(1) الشرة: النشاط. و في اللسان: «شدة».
(2) العلابط: الضخم العظيم، و في الأصل: «علائطا» تحريف. و نسب الرجز في اللسان.
و الجمهرة إلي بنت الحمارس أيضاً.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 13
كأن حِيرّيةً غَيْرَي مُلَاحِيَةً باتَتْ تَؤُرُّ به من تَحتِه لَهَبَا «1»
و الأرُّ: أن تُعالج النَّاقة إذا انقطع وِلادها، و هو أنْ يُؤخذَ غصنٌ من شوك قَتَادٍ فيُبلَّ ثمَّ يذرَّ عليه مِلح فيُؤَرّ به حياؤُها حتَّي يَدْمي، يقال ناقة مأرورة، و ذلك الذي تعالج به هو الإرَار.

أزّ

و الهمزة و الزاء يدلّ علي التحرّك و التحريك و الإزعاج.
قال الخليل: الأزُّ حمل الإنسانِ الإِنسانَ علي الأمرِ برفقٍ و احتيال. الشيطان يؤزّ الإِنسانَ علي المعصية أزًّا. قال اللّٰه تعالي: أَ لَمْ تَرَ أَنّٰا أَرْسَلْنَا الشَّيٰاطِينَ عَلَي الْكٰافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا. قال أهل التفسير: تُزعجهم إزعاجاً.
و أنشد ابن دريد:
لا يأخُذُ التَّأفِيكُ و التَّحَزِّي فينا و لا طَيْخُ العِدَي ذو الأزِّ «2»
قال ابنُ الأعرابيّ: الأزّ حلْب النَّاقة بشدة. و أنشد:
شديدة أزِّ الآخِرَينِ كأنَّهَا إذا ابتَدَّها العِلجانِ زجْلَةُ قافِلِ «3»
قال أبو عبيد: الأزّ ضم الشَّئ إلي الشئ. قال الخليل: الأزّ غلَيان
______________________________
(1) ملاحية من الملاحاة، و الشعر ليزيد بن الطثرية، كما في اللسان (7: 172)، و قد رواه:
«تؤز» بالزاي، بمعني تؤر.
(2) الرجز لرؤبة كما في الجمهرة و اللسان. و في الأصل: «و لا طبخ و العدي و الأز». و انظر ديوانه ص 64.
(3) في اللسان: «قال الآخرين و لم يقل القادمين لأن بعض الحيوان يختار آخري أمه علي مقادميها … و الزجلة: صوت الناس. شبه حفيف شخبها بحفيف الزجلة».
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 14
القِدر، و هو الأزيز أيضاً. و
في الحديث: «كان يصلِّي و لِجَوفه أزيزٌ كأزيز المِرجَل من البكاء»
. قال أبو زيد: الأزّ صوتُ الرعد، يقال أزّ يئزُّ أزًّا و أزيزاً. قال أبو حاتم: و الأزيز القُرّ الشَّديد، يقال ليلةٌ ذات أزيزٍ و لا يقال يومٌ ذو أزيز. قال: و الأزيز شدَّة السير، يقال أزَّتْنا الرِّيح أي ساقتنا.
قال ابن دريد: بيت أَزَزٌ، إذا امتلأ ناساً.

أسّ

الهمزة و السين يدلّ علي الأصل و الشئ الوطيد الثابت، فالأُسّ أصل البناء، و جمعه آساس. و يقال للواحد أساس بقصر الألف، و الجمع أُسُسٌ. قالوا: الأُسُّ أصل الرجل، و الأسُّ وجْه الدهر، و يقولون كان ذلك علي أُسّ الدَّهر. قال الكذّاب الحِرْمازيّ «1»:
و أسُّ مَجْدٍ ثابتٌ وطيدُ نال السماءَ فرعُه المديدُ
فأمّا الآس فليس هذا بابه، و قد ذكر في موضعه.

أشّ

الهمزة و الشين يدل علي الحركة للِّقاء. قال ابن دريد:
أشَّ القوم يَؤُشُّون أشًّا، إذا قام بعضُهم إلي بعضٍ للشرّ لا للخير. و قال غيره:
الاشاش مثل الهَشَاش «2». و في الحديث: «كان إذا رأي من أصحابه بعضَ الأَشاش وعَظَهُم».
______________________________
(1) في الجمهرة: «قال الراجز في أس البناء، و أحسبه كذاب بني الحرماز».
(2) الهشاش، بالفتح: النشاط و الارتياح و الطلاقة.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 15‌

أصّ

و أما الهمزة و الصاد فله معنيان، أحدهما أصل الشئ و مجتمعه، و الأصل الآخر الرِّعدة. قال أهل اللغة: الإصّ «1» الأصل. و يقال للناقة المجتمعة الخلْق أَصُوصٌ. و جمع الإصِّ الذي هو الأصل آصاص. قال:
قِلالُ مَجْدٍ فَرَّعَت آصاصا و عزةٌ قعساءُ لا تُناصي «2»
و الأصيص أصل الدنّ يجعل فيه شَراب. قال عديّ:
* مَتَي أري شَرْباً حَوَالَيْ أصيصْ* «3»
فهذا أصل. و أما الآخر فقالوا: أفْلَتَ فلانٌ و له أصِيص، أي رِعدةٌ.

أضّ

و للهمزة و الضاد معنيان: الاضطرار و الكسر، و هما متقاربان. قال ابن دريد: أضَّني إلي كذا [و كذا] يؤُضُّني أضًّا، إذا اضطرّني إليه. قال رؤبة:
* و هي تَرَي ذا حاجةٍ مؤْتَضَّا*
أي مضطرّا. قال: و الأضّ أيضا الكسر، يقال أضه مثل هَضَّه سواء.
و حكي أبو زيد الأَضاضة: الاضطرار. قال:
زمانَ لم أخالِفِ الأَضاضَهْ أكحلُ ما في عينِه بياضَهْ
______________________________
(1) ضبطت في الأصل بكسر الهمزة، و في الجمهرة بكسرها و فتحها، و في اللسان بالتثليث.
(2) و كذا ضبط في الجمهرة و أمالي القالي (2: 16)، لكن في اللسان: «و عزة» بالرفع.
(3) صدره كما في اللسان:
* يا ليت شعري و أنا ذو غني*
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 16‌

أطّ

و للهمزة و الطاء معنًي واحد، و هو صوت الشي‌ء إذا حنّ و أَنْقَض، يقال أطَّ الرَّحْل يئط أطيطا، و ذلك إذا كان جديداً فسمعتَ له صريراً. و كلُّ صوتٍ أشبَهَ ذلك فهو أطيط. قال الرّاجز:
يَطِحَرْنَ «1» ساعاتِ إني الغَبُوقِ من كِظَّةِ الأَطَّاطة السَّنُوقِ «2»
يصف إبلًا امتلأَت بطونُها. يَطحَرْن: يتنفَّسْنَ تنفُّسا شديدا كالأَنين.
و الإِنَي: وقت الشُّرب عشيًّا. و الأَطَّاطة: التي تسمع لها صوتا. و
في الحديث: «حتي يُسمعَ أطيطُه من الزِّحام»
، يعني باب الجنَّة. و يقال أطَّتِ الشجرة إذا حنَّت. قال الراجز «3»:
قد عَرَفَتْني سِدرتي و أطَّتِ «4» و قد شَمِطْتُ بَعدَها و اشمَطَّتِ

أفّ

و أما الهمزة و الفاء في المضاعف فمعنيان، أحدهما تكرُّهُ الشئ، و الآخَر الوقت الحاضر. قال ابنُ دريد: أفَّ يؤفُّ أفًّا، إذا تأفَّف من كرب أو ضَجَر، و رجلٌ أفَّافٌ كثير التأفّف. قال الفراء: أُفِّ خفضاً بغير نون، و أُفٍّ خفضا مع النون، و ذلك أنه صوت، كما تخفض الأصوات فيقال طاقِ
______________________________
(1) ضبطت «يطحرن» في اللسان (أطط) بكسر الحاء، و هو تقييد الجوهري كما في مادة (طحر) و ضبطت في الأصل و الجمهرة بفتح الحاء.
(2) السوق، وصف من السنق، و هو البشم و الكظة. و في اللسان و الجمهرة: «السبوق» و وجهه ما هنا.
(3) هو الأغلب أو الراهب و اسمه زهرة بن سرحان، كان يأتي عكاظ فيقوم إلي سدرة فيرجز عندها ببني سليم قائماً، فلا يزال ذلك دأبه حتي يصدر الناس عن عكاظ.
(4) بهذه الرواية روي للأغلب، و روي للراهب: «سرحتي».
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 17
طاقِ. و من العرب من يقول أفٌّ له «1». قال: و قد قال بعضُ العرب: لا تقولن له أُفًّا و لا تُفًّا، يجعله كالاسم. قال: و العرب تقول: جعل يتأفَّف من ريحٍ وجَدَها و يتأفَّف من الشدَّة تُلِمَّ به. و
قال متمِّم بن نُويرة، حين سأله عُمرُ عن أخيه مالكٍ، فقال: «كان يركب الجَمَل الثَّفَال «2»، و يقتاد الفرسَ البطئ، و يكتفل الرُّمْح الخَطِل، و يلبس الشَّملة الفَلوت، بين سَطِيحتين نَضُوحين «3»، في الليل البليل، و يُصَبِّحُ الحيِّ ضاحكا لا يتأنَّنُ و لا يتأفَّف»
. قال الخليل:
الأُفُّ و التُّف، أحدهما وسخ الأَظفار و الآخر وسخ الأُذن. قال:
* عليهم الّلعنةُ و التأفيفُ
قال ابنُ الأعرابي: يقال أفًّا له و تُفًّا و أُفَّةً له و تُفَّةً. قال ابن الأعرابيّ:
الأفَف الضَّجر. و من هذا القياس اليأفوف الحديدُ القلب «4».
و المعني الآخَر قولهم: جاء علي تَئِفّة ذاك و أفَفِه و إفّانه، أي حينه. قال:
* علي إفِّ هِجرانٍ و ساعةِ خَلْوةٍ*
«5»

أك

و أمّا الهمزة و الكاف فمعني الشدَّة من حرٍّ و غيره.
قال ابن السِّكّيت: الأَكّة الحرّ المحتدم، يقال أصابتنا أكّةُ من حرٍّ،
______________________________
(1) انظر لغاته العشر في اللسان.
(2) بعير ثفال، بفتح الثاء المثلثة و الفاء: بطئ.
(3) السطيحة: المزادة تكون من جلدين.
(4) و في اللسان: الخفيف السريع، و قيل الضعيف الأحمق. و أنشد:
* هوجا يآفيف صغارا زعرا*
(5) أنشد في كتاب ما اختلفت ألفاظه و اتفقت معانيه للأصمعي، لابن الطثرية:
بإذن هجران و ساعة خلوة من الناس تخشي أعينا أن تطلعا
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 18
و هذا يومٌ أكٌّ و يوم ذو أكٍّ. قال ابن الأَعرابيّ: الأَكّة سوء خُلُق و ضِيق نَفْس. و أنشدَ:
إذا الشَّريبُ أخذتْه أَكَّهْ «1» فَخَلِّهِ حَتَّي يَبكّ بَكَّهْ
قال ابنُ الأَعرابيّ: ائتكّ الرجل، إذا اصطكَّتْ رجلاه. قال:
* في رِجْلِه من نَعْظِهِ ائتكاكُ*
قال الخليل: الأَكَّة الشدِيدَة من شدَائدِ الدهر، و قد ائتكّ فلانٌ من أمرٍ أرمَضَه ائتكاكا. قال ابن دريد: يومٌ عكٌّ أكٌّ، و عكِيكٌ أكيكٌ، و ذٰلك من شدَّة الْحر.

أل

و الهمزة و اللام في المضاعف ثلاثة أصول: اللَّمعان في اهتزاز، و الصَّوت، و السَّبَب يحافَظ عليه. قال الخليل و ابن دريد: ألّ الشئِ، إذا لمع. قال ابن دريد: و سِّميت الحربة ألّة للمعانها. و ألَّ الفرسُ يئل ألًّا، إذَا اضطرب في مشْيه. و ألّت فرائصُه إِذَا لمعَتْ في عَدْوه. قال:
حتَّي رَمَيتُ بها يئِلُّ فريصُهَا و كأنَّ صَهْوَتَهَا مَدَاكُ رُخامِ «2»
و ألّ الرّجلُ في مِشْيته اهتزّ. قال الخليل: الأَلّة الحربة، و الجمع إلالٌ. قال:
______________________________
(1) الرجز لعامان بن كعب التميمي. و الشريب: الذي يسقي إبله مع إبلك. و في الأصل:
«الشرير» صوابه في الجمهرة و اللسان و نوادر أبي زيد 128. و ترجمة (عامان) في نوادر أبي زيد 16.
(2) الفريص: جمع فريصة، و هي اللحمة التي بين الجنب و الكتف التي لا تزال ترعد من الدابة.
و في الأصل: «صريفها»، صوابه في الجمهرة و اللسان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 19
مُضئِ رَبابُه في المُزْن حُبْشاً قياماً بالحِراب و بالإِلالِ
و يقال للحربة الأَليلة أيضا و الأَليل. قال:
يُحَامِي عن ذِمار بني أبيكم و يطعن بالأَليلة و الأليلِ
قال: و سمِّيت الألّةَ لِأَنها دقيقة الرأس. و ألّ الرجل بالأَلّة أي طعن.
و قيل لامرأةٍ من العرب قد أُهْترَت «1»: إنّ فلاناً أرسل يخطُبك. فقالت:
أَمُعْجِلِي أَنْ أَدَّرِيَ وَ أَدَّهِن «2»، مالَه غُلَّ و أُلَّ! قال: و التأليل تحريفك الشئ، كرأس القلم. و المؤلَّل أيضاً المُحدَّد. يقال أذُنٌ مؤلَّلة أي محدَّدة؛ قال طرفة:
مؤلَّلتان تَعْرِفُ العِتْق فيهما كسامعتَيْ شاةٍ بحومَلَ مُفْرَدِ
و أذن مألولةٌ و فَرسٌ مألول. قال:
* مألولة الأُذْنَين كَحْلَاء الْعَيْنَ*
و يقال يومٌ أليلٌ لليومِ الشديد. قال الأفوهُ:
بكلِّ فَتي رَحيبِ الباعِ يسمُو إِلي الغاراتِ في اليوم الأليلِ
قال الخليل: و الأَلَلُ و الألَلَانِ: وجها السكين و وجها كلِّ عريض.
قال الفرّاء: و منه يقال لِلَّحمتين المطابقتين بينهما فجوة يكونان في الكتف إذا قشرت إحداهما عن الأخرَي سال من بينهما ماءٌ: ألَلَانِ. و قال امرَأةٌ لجارتها:
لا تُهْدِي لضَرَّتِكِ الكَتِف، فإن الماءَ يجْرِي بين أَلَلَيْهَا. أي أَهْدِي شرًّا منها.
______________________________
(1) أهترت، بالبناء للمفعول و للفاعل: فقدت عقلها من الكبر. و في الأصل: «اهتزت».
و المرأة هي أم خارجة كما في أمثال الميداني (1: 317).
(2) تدري: تسرح شعرها بالدري.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 20
و أمَّا الصوت فقالوا في قوله:
و طعَن تُكثِر الألَلَيْنِ مِنهُ فَتَاةُ الحيِّ تُتْبِعُهُ الرّنينا «1»
إنّه حكاية صوت المولول. قال: و الأليل الأنين في قوله:
* إمَّا ترَينْي تُكثِري الأَليلا «2» *
و قال ابن ميّادة:
و قُولا لها ما تأمُرِينَ بوامقٍ لَهُ بعدَ نَوْمات العُيونِ ألِيلُ «3»
قال ابن الأعرابيّ: في جوفهِ أَليلٌ و صليل. و سمعت أَليل الماءِ أي صوته.
و قيل الأليلة الثكْل. و أنشد:
وليَ الأَليلةُ إِن قتلت خُؤولتِي ولِيَ الأليلةُ إِن هُم لم يُقْتَلوا
قالوا: و رجل مِئَلّ، أي كثير الكلام وَقّاعٌ في الناس. قال الفرَّاءِ:
الألُّ رفْع الصوت بالدُّعاء و البكاء، يقال منه ألّ يئِلُّ أليلا. و
في الحديث:
«عجِبَ ربُّكم من أَلِّكم و قُنوطكم و سرعةِ إِجابته إيَّاكم»
و أنشدوا للكميت:
و أنتَ ما أنتَ في غبراءَ مُظلمةٍ إِذا دَعَت ألَلَيْهَا الكاعبُ الفُضُلُ
و المعني الثالث الإلُّ الرُّبوبية. و
قال أبو بكرٍ لمَّا ذكِرَ له كلامُ مسيلمة:
______________________________
(1) البيت للكميت كما في اللسان. و الرواية فيه:
بضرب يتبع الأللي منه فتاة الحي وسطهم الرنينا
و هو تحريف. و انظر للأللين ما سيأتي في بيت الكميت: «و أنت ما أنت».
(2) في الأصل: «تكثر» و في اللسان:
«إما تراني أشتكي …»
(3) انظر أمالي القالي (1: 98/ 3: 58).
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 21
«ما خرَج هذا من إِلٍّ».
و قال اللّٰه تعالي: لٰا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَ لٰا ذِمَّةً. قال المفسِّرون: الإلُّ اللّٰه جلَّ ثناؤه. و قال قوم: هي قُرْبي الرَّحِم. قال:
هم قَطَعُوا منْ إلِّ ما كَانَ بيننا عُقوقاً و لم يُوفُوا بعهدٍ و لا ذِمَمْ
قال ابنُ الأعرَابيّ: الإلُّ كلُّ سببٍ بين اثنين. و أنشد:
لعمرك إِنَّ إِلّكَ في قرَيش كإِلِّ السَّقْبِ مِنْ رَألِ النَّعامِ «1»
و الإلّ العهد. و مما شذَّ عن هذه الأُصول قولهم ألِلَ السّقاءُ تغيّرت رائحته و يمكن أن يكون من أحد الثلاثة؛ لأَنَّ ابْنَ الأَعرَابيّ ذكرَ أنه الذي فَسَد أَلَلَاهُ، و هو أن يدخل الماءُ بين الأَديم و البشَرة. قال ابن دريد: قد خَفّفت العَرَبُ الإلَّ. قال الأعشي:
أبيض لا يرهبُ الهُزَالَ و لا يَقْطَعُ رِحْماً وَ لَا يخُونُ إِلَا «2»

أم

و أمَّا الهمزة و الميم فأصلٌ واحدٌ، يتفرَّع منه أربعة أبواب، و هي الأَصل، و المرجِع، و الجماعة، و الدِّين. و هذه الأربعَة متقاربة، و بعد ذلك أصولٌ ثلاثة، و هي القامة، و الحِين، و القَصْد. قال الخليل: الأُمّ الواحدُ و الجمع أمّهات، و ربما قالوا أمٌّ و أمَّات. قال شاعرٌ و جَمَع بين الّلغَتين:
______________________________
(1) البيت لحسان بن ثابت يهجو أبا سفيان بن الحارث. انظر اللسان و حواشي الحيوان (4: 360).
(2) في الأصل: «الأخت»، تحريف. و أنشده في اللسان و قال: «قال أبو سعيد السيرافي: في هذا البيت وجه آخر و هو أن يكون إلا في معني نعمة، و هو واحد آلاء اللّه».
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 22
إذا الأُمَّهات قَبَحْنَ الوجوهَ فَرَجْتَ الظَّلامَ بأُمَّاتِكا
و قال الرَّاعي:
* أَمَّاتُهُنَّ و طَرْقُهُنَّ فَحِيلا «1» *
و تقول العَرَب: «لا أمَّ له» في المدح و الذمّ جميعاً. قال أبو عبيدة:
ما كنتِ أُمًّا و لقد أَمَمْتِ أُمُومةً. و فلانةُ تؤمُّ فلاناً أَي تغذوه، أي تكون لهُ أمَّا تغذوه و تربِّيه قال:
نَؤمُّهُم و نأبُوهُمْ جميعاً كما قُدَّ السُّيورُ من الأَديمِ
أي نكون لهم أُمَّهاتٍ و آباءً. و أنشد:
اطلُبْ أبا نَخْلةَ من يأبُوكا فكلُّهمْ ينْفِيك عن أبيكا «2»
و تقول أُمٌّ و أُمَّةٌ بالهاء. قال:
تَقَبّلتَها من أُمَّةِ لَكَ طَالمَا تُنُوزِعَ في الأَسواقِ عنها خِمارُها «3»
قال الخليل: كلُّ شئٍ يُضَمُّ إليه ما سواه مما يليه فإنَّ العَرَب تسمِّي ذلك الشئَ أُمًّا. و من ذلك أُمُّ الرأس و هو الدِّماغ. تقول أممْتُ فلاناً بالسَّيف و العَصا أَمًّا، إذا ضربتَه ضربةً تصل إلي الدِّماغ. و الأَميم: المأموم، و هي أيضاً الحجارة التي تُشْدَخ بها الرءُوس؛ قال:
* بالمنْجَنيقاتِ و بالأمائِمِ «4» *
______________________________
(1) صدره كما في اللسان (فحل) و جمهرة أشعار العرب 173.
* كانت نجائب منذر و محرق*
(2) الرجز لشريك بن حيان العنبري يهجو أبا نخيلة. انظر اللسان (18: 8).
(3) في اللسان:
«تقبلها من أمة و لطالما»
. (4) قبله كما في اللسان:
* و يوم جلينا عن الأهاتم*
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 23
و الشَّجةُ الآمَّة: التي تبلغ أُمَّ الدماغ، و هي المأمومة أيضاً. قال:
يحُجُّ مأمُومةً في قَعْرِها لَجَف فاستُ الطَّبِيبِ قَذَاها كالمَغَارِيدِ «1»
قال أبو حاتم: بعيرٌ مأموم، إِذا أُخرِجت من ظهرِه عِظامٌ فذهبَت قَمعَتُه. قال:
* ليس بمأمومٍ و لا أَجَبِّ «2» *
قال الخليل: أُمُّ التَّنَائف أَشدُّها و أبعدها. و أُمُّ القُري: مَكَّة؛ و كلُّ مدِينةٍ هي أُمُّ ما حولها من القُري، و كذلك أُمُّ رُحْمٍ «3». و أُمُّ القُرآن: فاتحة الكتاب. و أُمُّ الكتاب: ما في اللَّوح المحفوظ. و أُمُّ الرُّمح: لولؤه و ما لُفَّ عليه. قال:
و سلبنَ الرُّمْحَ فيه أُمُّهُ مِنْ يَد العَاصي و ما طال الطِّوَلْ «4»
و تقول العَرَبُ للمَرأَة التي يُنزَل عليها: أُمُّ مَثْوًي؛ و للرّجُل أبو مَثْوًي.
قال ابن الأعرابيّ: أمَّ مِرْزَم الشَّمال، قال:
إِذا هو أَمسَي بالحِلَاءَة شاتياً تُقَشِّرُ أَعْلَي أَنفِهِ أُمُّ مِرزَمِ «5»
______________________________
(1) البيت لعذار بن درة الطائي، كما في اللسان (11: 225): و انظر منه مادة (غرد) و حواشي الحيوان (3: 425). و المخصص (13: 182).
(2) انظر إنشاده في اللسان (14: 299).
(3) أم رحم، بضم الراء، من أسماء مكة، كما في معجم البلدان. و انظر للأمهات و الأبناء كنايات الجرجاني 85- 95.
(4) في اللسان: «و سلبنا».
(5) الحلاءة، بالفتح و الكسر: موضع شديد البرد، كما في معجم البلدان. و البيت لصخر الغي الهذلي يهجو أبا المثلم. انظر المعجم و اللسان (16: 132). و سيأتي في (رزم).
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 24
و أم كلْبَةٍ الحمَّي. ففيه
قول النبي صلي اللّٰه عليه و سلم لزيدِ الخيل:
«أَبْرَحَ فَتًي إِنْ نجا مِنْ أُمِّ كَلْبة»
. و كذلك أُمُّ مِلْدَم «1». و أُمُّ النُّجوم السَّماءَ. قال تأبَّط شرًّا:
يري الوَحْشَةَ الأُنْسَ الأَنيسَ و يهتدِي بجيث اهتدت أُمُّ النُّجومِ الشَّوابِكِ
أخبرنا أبو بكرٍ بن السُّنِّي «2»، أخبرنا الحسين بن مسبّح، عن أَبي حنيفة قال: أُمُّ النجوم المجرّة، لأَنَّه ليس مِنْ السماء بقعَةٌ أَكثرَ عدَدَ كواكبَ منها. قال تأبَّط شرًّا. و قَدْ ذكَرنا البَيت. و قال ذو الرُّمَّة:
بُشعثٍ يَشُجُّون الفَلَا فِي رؤوسِه إِذا حَوَّلَت أُمُّ النُّجومِ الشَّوابِكِ
حوَّلت يريدُ أَنَّها تنحرِف. و أُمُّ كفاتٍ: الأَرض. و أُمُّ القُراد، في مؤخّر الرُّسغ فوق الخُفِّ، و هي التي تجتمع فيها القِرْدان كالسّكُرُّجة.
قال أبو النَّجم:
* للأَرض مِنْ أُمِّ القُرادِ الأَطحلِ «3» *
______________________________
(1) في الأصل: «أم مدرم» تحريف. و في اللسان: «أم ملدم كنية الحمي. و العرب تقول: قالت الحمي: أنا أم ملدم، آكل اللحم و أمص الدم». و في ثمار القلوب 206:
«قال أصحاب الاشتقاق: هي مأخوذة من الدم، و هو ضرب الوجه حتي يحمر». و يقال أيضاً «أم ملذم» بالذال المعجمة. انظر المزهر (1: 515- 516) و المخصص (13: 188).
(2) هو أبو بكر أحمد بن محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن أسباط السني الحافظ الدينوري يروي عن ابن أبي عروبة و النسائي، و روي عنه أبو بكر بن شاذان. انظر أنساب السمعاني 315. و حفيده روح بن محمد بن أحمد يروي عن ابن فارس، كما في الأنساب.
(3) انظر الحيوان (5: 444) حيث أنشد البيت؛ و فسر أم القراد بأنه يقال للواحدة الكبيرة من القردان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 25
و أُمُّ الصَّدَي هي أُمُّ الدِّماغ. و أم عُوَيفٍ: دويْبَّةٌ منَقَّطة إِذا رأَت الإنسان قامت علي ذَنبها و نشرت أَجنحتها، يُضرَبُ بها المثلُ في الجبْن.
قال:
يا أُمَّ عَوفٍ نَشِّري بُردَيْك إنَّ الأَميرَ واقفَ عليكْ
و يقال هي الجرَادة «1». و أُمُّ حُمارِسٍ «2» دويْبَّة سوداءِ كثيرة القوائِم.
و أُم صَبُّور: الأَمرُ الملتبِس، و يقال هي الهضَبَة التي ليس لها منفذ «3». و أُمُّ غَيْلان: شجرَةٌ كثيرة الشَّوك «4». و أُمُّ الُّلهيم: المنِيَّة. و أُمُّ حُبَيْنٍ: دابّة.
و أمُّ الطَّريق مُعظَمه. و أُمُّ وَحْشٍ: المفازة، و كذلك أُمُّ الظِّباء. قال:
و هانت علي أُمِّ الظباء بحاجتي إِذا أَرسلت تربّا عليه سَحُوق «5»
و أُمُّ صَبَّار الحَرَّة «6». قال النَّابغة:
تُدافِعُ النَّاسَ عَنَّا حينَ نَركَبُهَا مَن المَظالم تُدعَي أُمَّ صَبَّارِ
و أُمُّ عامرٍ و أم الطريق: الضَّبع. قال يعقوب: أمُّ أوعالٍ: هضْبة بعينها قال:
* و أمَّ أَوعالٍ كَهَا أَو أَقْرَبا*
«7»
______________________________
(1) انظر الحيوان.
(2) وقعت في المخصص (13: 189) بالشين المعجمة. و انظر المرهر
(3) في المخصص: «هي هضبته لا منفذ فيها».
(4) في اللسان (14: 27): «شجر السمر».
(5) في المخصص (13: 185):
«و هان … يوماً عليك سحوق»
. (6) في الأصل: «الحسرة» تحريف. و انظر المخصص (13: 185)
(7) انظر الخزانة (4: 277) و المخصص (13: 185) و اللسان (14: 285) و هو من أرجوزة للعجاج في ديوانه 74. و قبله:
* خلي الذنابات شمالا كثبا*
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 26
و أُمُّ الكفّ: اليدِ. قال:
* ليس له في أُمِّ كفٍّ إِصبَعُ*
و أُمُّ البَيض: النَّعامة. قال أَبو دُؤاد:
و أَتانَا يَسْعَي تفرُّشَ أمِّ ال بيض … «1»
و أمُّ عامرٍ: المفازة «2». و أمُّ كليبٍ «3»: شجيرة لها نَور أصفر. و أَمُّ عِرْيَط:
العقربُ. و أمُّ الندَّامة: العَجَلة. و أمّ قَشْعَمٍ، و أمُّ خَشَّاف، و أمّ الرَّقوبِ، و أمُّ الرَّقِم «4»، و أمُّ أرَيق، و أمّ رُبَيْق، و أمُّ جُنْدَبٍ، و أمّ البَلِيل، و أمّ الرُّبيس «5»، و أمُّ حَبَوْ كَرَي، و أمّ أدراصٍ، و أمُّ نَآدٍ، كلها كُنَي الدَّاهية.* و أمّ فَرْوة: النَّعجة. و أمُّ سُوَيْد و أمّ عِزْم: سافلة الإنسان.
و أمُّ جابر: إِيادٌ «6». و أمُّ شَمْلَة: الشَّمال الباردةُ. و أُمُّ غِرْس: الرَّكية «7».
______________________________
(1) البيت لأبي دواد الإيادي كما في اللسان (7: 221) و الحيوان (4: 365). و تمامه.
«شداً و قد تعالي النهار»
. و التفرش: أن يفتح الطائر جناحيه حين العدو.
(2) الذي في اللسان (14: 298) أن أم عامر «المقبرة».
(3) في اللسان (2: 220) و المخصص (13: 191): «أم كلب».
(4) بفتح فكسر كما في اللسان (رقم)، و ضبطت في المخصص بالتحريك و بفتح فكسر و بالفتح ضبط قلم فيهما.
(5) كذا في اللسان بضبط القلم. و في المخصص (13: 187) بفتح الراء و كسر الباء.
(6) في المخصص (13: 189): «أم جابر إياد، و قيل بنو أسد. و قيل إنما سموا بذلك لأنهم زراعون» و في اللسان (14: 298) أن أم جابر كنية للخبز و للسنبلة أيضا.
(7) في المزهر (1: 517): «و أم غرس ركية». و في المرصع لابن الأثير أنها ركية لعبد اللّٰه بن قرة.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 27
و أمُّ خُرْمانَ: طريق «1». و أم الهشيمة: شجرةٌ عظيمة مِنْ يابس الشَّجَر.
قال الفرزدق يصفُ قِدْراً:
إذا أطْعِمَتْ أمَّ الهشيمة أرْزَمَتْ كما أرزَمَتْ أمُّ الحُوَارِ المجلَّدِ «2»
و أمُّ الطَّعام: البَطْنِ. قال
ربَّيتُه و هو مثلُ الفرخ أعْظَمُهُ أمُّ الطَّعَامِ تَرَي في جِلْدِهِ زَغَبَا «3»
قال الخليل: الأمَّة الدِّين، قال اللّٰه تعالي: إِنّٰا وَجَدْنٰا آبٰاءَنٰا عَليٰ أُمَّةٍ*. و حكي أبو زيدٍ: لا أمَّة له، أي لا دينَ له. و
قال النبي صلي اللّٰه عليه و آله و سلم في زيدِ بن عمرو بن نُفَيْل: «يُبْعَثُ أمَّةً وحْدَهُ».
و كذلك كلُّ مَنْ كان علي دينٍ حقٍّ مخالفٍ لسائر الأَديان فهو أمَّة. و كلُّ قومٍ نُسبوا إِلي شئٍ و أُضيفوا إليه فهم أمَّة، و كلُّ جِيل من النَّاس أمَّةٌ علي حِدَة. و
في الحديث: «لولا أَنَّ هذه الكلابَ أمَّةٌ من الأمم لَأَمَرْتُ بقتلها، و لكن اقتُلُوا منها كلَّ أَسوَدَ بَهيم»
. فأمَّا قوله تعالي: كٰانَ النّٰاسُ أُمَّةً وٰاحِدَةً فقيل كانوا كفّاراً فَبَعَثَ اللّٰهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَ مُنْذِرِينَ. و قيل: بل كان جميعُ مَنْ مع نوحٍ عليه السلام في السفينة مؤمناً ثمَّ تفرقوا. و قيل: إِنَّ إِبْرٰاهِيمَ كٰانَ أُمَّةً أي إماماً يُهتدَي به، و هو سبب الاجتماع. و قد تكون الأمَّة جماعة العلماءِ، كقوله تعالي: وَ لْتَكُنْ
______________________________
(1) في المخصص: «ملتقي طريق حاج البصرة و حاج الكوفة».
(2) انظر ديوانه ص 167.
(3) البيت لامرأة من بني هزان يقال لها أم ثواب. انظر الحماسة (1: 316) و الكامل 136- 137 ليبسك.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 28
مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَي الْخَيْرِ و قال الخليل: الأمَّة القَامَة، تقول العَرَب إنَّ فلاناً لَطويل الأُمَّة، و هم طِوال الأمَم، قال الأعشي:
و إِنَّ مُعاويةَ الأكرَمِينَ حِسان الوُجوهِ طِوالُ الامَمْ
قال الكسائيّ: أمَّة الرجل بَدَنه و وجْهه. قال ابن الأعرابيّ: الامّة الطاعة، و الرَّجلُ العالم. قال أَبو زيد: يقال إنّه لحسَنُ أمَّة الوجْه، يغزُون السّنَة «1». و لا أمَّة لبني فلانٍ، أي ليس لهم وجه يقصِدون إليه لكنهم يخْبِطون خَبْط عَشْواءَ. قال اللِّحيانيّ: ما أَحسن أمَّته أَي خَلْقه. قال أبو عُبيد: الأمّيّ في اللغةِ المنسوبُ إلي ما عليه جِبِلة الناس لا يكتُب، فهو [في] أَنّه لا يكتُبُ علي ما وُلِدَ عليه. قال: و أَمَّا قول النَّابغة:
* و هَلْ يأْثَمْنَ ذو أمَّةٍ و هو طائِعُ*
«2» فمن رفَعه أراد سنّة ملكة، و من جعله مكسوراً جعَله دِيناً من الائتمام، كقولك ائتم بفلان إِمَّةً. و الامة في قوله تعالي: وَ ادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَي بعد حين. و الإِمام: كلُّ من اقتُدِي به و قُدِّم في الأمور. و النبيُّ صلي اللّٰه عليه و سلم إمام الأئمة، و الخليفة إِمام الرَّعية، و القرآن إِمام المسلمين. قال الخليل: الإمَّة النِّعمة. قال الأعشي:
______________________________
(1) بغزون، أي يقصدون. و سنة الوجه: صورته.
(2) صدره كما في خمسة دواو بن العرب 53:
* حلفت و لم أترك لنفسك ربة*
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 29
* و أصابَ غزؤكَ إِمَّةً فأزالها «1» *
قال و يقال للخَيطِ الذي يقوَّمُ عليه البِناءُ إِمام. قال الخليل: الأمام القدَّام، يقول صدرُك أَمامُك، رَفَعَ لأنَّه جعَله اسماء. و يقول أخوك أمامك نصب لأنه في حال الصفة، يعني به ما بين يديه. و أَمَّا قول لَبيد:
فغَدَتْ كِلَا الفَرْجَيْنِ تَحْسَبُ أَنَّه مَوْلَي المخافةِ خَلْفُهَا وَ أَمامُها
فإِنه ردَّ الخلف و الأمام علي الفرجين، كقولك كلا جانبيك مولي المخافة يمينك و شِمالُك، أَي صاحبها و وليُّهَا. قال أَبو زيد: امض يَمامِي في معني امض أَمامي. و يقال: يمامِي وَ يمامتي «2». قال:
* فقُلْ جابَتِي لَبَّيكَ و اسمَعْ يمامتي «3» *
و قال الأصمعيُّ: «أَمَامَها لقِيتْ أَمَةٌ عملَهَا» أَي حيثما توجَّهَتْ وجدَت عملًا. و يقولون: «أَمامك تري أَثَرَك» أَي تري ما قدَّمْت. قال أَبو عبيدة:
و من أَمثالهم:
رُوَيْدَ تَبَيَّنْ مَا أمَامَةُ مِنْ هندِ*
«4»
______________________________
(1) صدره كما في الديوان 27 و اللسان (14: 289):
* و لقد جررت إلي الغني ذا فاقة*
(2) في الأصل. «في معني امض أمامتي و أمامي و يمامتي»، و وجهته بناء علي ما في اللسان (يمم).
(3) الجابة: الجواب. و في الأصل: «جانبي» صوابه في اللسان. و عجزه.
* و ألين فراشي إن كبرت و مطعمي*
(4) هو عجز لبيت لعارق الطائي كما في الحماسة (2: 198) و اللسان (14: 30) و معجم البلدان (1: 105) و صدره:
* أ يوعدني و الرمل بيني و بينه*
و قد فسرت الأمامة بأنها الثلاثمائة من الإبل، و الهند بأنها المائة.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 30
يقول: تثّبتْ في الأَمر و لا تَعْجَل يتبيَّنْ لك. قال الخليل: الأَمَم الشئ اليسير الحقير، تقول فعلت شيئاً ما هو بأَمَمٍ و لا دُونٍ. و الأمم: الشئ القريب المتناوَل. قال:
كوفِيَّةٌ نازحٌ مَحَلَّتُهَا لا أَمَمٌ دارُها و لا صَقَبُ «1»
قال أبو حاتم: قال أَبو زيد: يقال أَمَمٌ أَي [صغيرٌ و «2»] عظيم، من الأضداد. و قال ابن قميئة في الصغير:
يا لَهْفَ نفسِي علي الشَّباب و لم أَفقِدْ به إذْ فَقَدْتُه أمَمَا «3»
قال الخليل: الأمَم: القصد. قال يونس: هذا أَمْرٌ مأمُومٌ يأخذْ* به الناس. قال أَبو عمرو: رجل مِئَمٌّ أَي يَؤُمُّ البلادَ بغير دليل. قال:
* احذَرْنَ جوَّاب الفلا مِئمَّا*
و قال اللّٰه تعالي: وَ لَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرٰامَ جمع آمٍّ يؤمُّون بيتَ اللّٰه أَي يقصِدونه. قال الخليل: التيمُّم يجري مجري التوخّي، يقال له تيَمَّمْ أَمراً حسَنا و تيمَّموا أَطيب ما عندكم تَصدَّقوا به «4». و التيمُّم بالصَّعيد من هذا المعني، أَي توخَّوْا أَطيبَه و أَنظَفَه و تعمّدوه. فصار التيمُّم في أفواه العامة فعلًا للتمسُّح بالصعيد، حتي يقولوا قد تَيمَّم فلان بالتُّراب. و قال اللّٰه تعالي: فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً* أي تعمَّدوا. قال:
______________________________
(1) البيت لابن قيس الرقيات في ديوانه 76.
(2) تكملة يقتضيها السياق.
(3) أي لم أفقد به شيئاً صغيراً، انظر الأضداد لابن الأنباري 106.
(4) في الأصل: «و تيمم أطيب ما عندكم فصدقوا به»، تحريف.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 31
إِن تكُ خيِلي قد أُصيب صميمُها فعمداً علي عَيْنٍ تيمَّمْتُ مالِكا «1»
و تقول يمّمتُ فلاناً بسهمي و رُمحي، أي توخَّيته دونَ مَن سِواه؛ قال:
يمَّمتُه الرُّمحَ شزْراً ثم قلتُ له هذه المرُوَّةُ لا لِعْبُ الزَّحاليقِ «2»
و من قال في هذا المعني أمّمته فقد أخطأ لأنه قال «شزْراً» و لا يكون الشَّزْر إلّا من ناحية، و هو لم يقصد به أمامه. قال الكسائيّ: الامامة الثمانون من الإبل «3». قال:
فمَنَّ و أعطانِي الجزيلَ و زادَني أُمَامَةَ يحدُوها إليَّ حداتُها «4»
و الأمّ: الرَّئيس، يقال هو أُمُّهم. قال الشّنْفَري:
و أمُّ عِيالٍ قد شَهدتُ تَقُوتُهم إذا أطعمَتهم أحْتَرَتْ و أَقلَّتِ «5»
أراد بأمّ العيال رئيسَهم الذي كان يقوم بأمرهم، و يقال إِنّه كان تأبَّط شرًّا.

أن

و أما الهمزة و النون مضاعفة فأصلٌ واحد، و هو صوتٌ بتوجّع. قال الخليل يقول: أنّ الرجل يئِنّ أنيناً و أنّةً و أنًّا، و ذلك صوته بتوجُّع قال ذو الرّمّة:
______________________________
(1) علي عين، أي بجد و يقين. و البيت لخفاف بن ندبة، كما في اللسان (عين) و الأغاني (16: 134).
(2) البيت لعامر بن مالك ملاعب الأسنة، كما في اللسان (12: 3/ 14: 288).
(3) الذي في اللسان (14: 300) أن الأمامة الثلاثمائة من الإبل.
(4) يشبه هذا البيت ما ورد في المخصص (7: 131):
أنار له من جانب البرك غدوة هنيدة يحدوها إليه حداتها
(5) انظر المفضليات (المفضلية 20: 19).
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 32
تشكو الخِشاشَ و مَجْرَي النِّسْعَتَيْنِ كما أنَّ المريضُ إلي عُوّادِهِ الوَصِبُ
و يقال رجل أنّانٌ، أي كثير الأنين. اللِّحيانيّ: يقال القوس تئنّ أنيناً، إذا لان صوتها و امتدّ؛ قال الشّاعر:
نئنُّ حين تجذب المخْطُوما «1» أنيِنَ عَبْرَي أسلَمَتْ حَميما
قال يعقوب: الأنّانة من النِّساء التي يموت عنها زوجُها و تتزوّج ثانياً «2»، فكلَّما رأته رَنَّتْ و قالت: رحم اللّٰه فُلاناً.
و أما‌

الهمزة و الهاء

فليس بأصلٍ واحد، لأنّ حكايات الأصوات ليست أصولًا يقاس عليها لكنهم يقولون: أهّ أهَّةً و آهة قال مثقِّب:
إذا ما قمت أرحُلُها بليلٍ تأوَّه آهَةَ الرَّجُلِ الحزينِ

أو

كلمة شكٍّ و إِباحة.

أيّ

كلمة تعجُّب و استفهام، يقال تأيّيتُ علي تفعّلت أي تمكَّثت «3». و هو قول القائل:
* و علمت أنْ ليست بدارِ تَئِيّة*
و أَمّا تأيَّيت و الآيَة فقد ذكر في بابه. و آء ممدود شجرٌ، و هو قوله:
______________________________
(1) الرجز لرؤبة، كما في اللسان (16: 169). و في الأصل:
«ثئن حتي …»
. (2) في الأصل: «ثانية».
(3) في الأصل و كذا في الغريب المصنف 276: «تمكنت» صوابه بالثاء.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 33
أَصَكَّ مُصَلَّمِ الأذُنينِ أَجْنَي له بالسِّيِّ تَنُّومٌ و آءٍ «1»
قال الخليل: يقال لحكاية الأصوات في العساكر و نحوها: آء. قال:
في جحفَلٍ لَجِبٍ جَمٍّ صَوَاهِلُه بالليل تَسمَعُ في حافاتِهِ آءٍ «2»
و قد قلنا إِنَّ الأصوات في الحكايات ليست أصولًا يقاس عليها.

باب الثلاثي الذي أوّله الهمزة

أبت

الهمزة و الباء و التاء أصلٌ واحد، و هو الحرّ و شدّته.
قال ابنُ السكّيت و غيره: أَبَتَ يومنا يأبُتُ «3» إذا اشتدّ حرُّه، فهو أَبِتٌ.
و أنشد:
بَرْك هجُود بفَلاةٍ قَفْرِ «4» * أحْمَي عليها الشمسَ أُبْتُ الحَرِّ
و يقال يومٌ أبْتٌ و ليلة أبْتَةٌ. و رجل مأبُوتٌ أصابه الحرّ قال أبو علي الأصفهانيّ: الأَبْتة كالوَغْرة من القَيظ.

أبث

و هذا الباب مهملٌ عند الخليل. قال الشّيبانيّ:
الأبِثُ الأشِرُ النّشيط. قال:
______________________________
(1) البيت لزهير. انظر ديوانه 68 و الحيوان (4: 395، 398) و المجمل (1: 10).
(2) قبله كما في اللسان (1: 16):
إن تلق عمراً فقد لاقيت مدرعاً و ليس من همه إبل و لا شاء
(3) يقال أبت بأبت، كيضرب و يدخل، و أبت بكسر الباء.
(4) البرك: الإبل الكثيرة. و في الأصل «بزل»، و أراه تحريفاً. قال طرفة:
و برك هجود قد أثارت مخافتي نواديها أمشي بعضب مجرد
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 34
أصبَحَ عمَّارٌ نشيطا أبِثَا يأكُلُ لحماً بائتا قد كَبِثَا «1»
و هذا الباب مهمل عند الخليل، و ليست الكلمة عند ابن دريد «2».
و الكَبِث: المتغيِّر المُرْوِح. و ليس الكَبِث عند الخليل و لا ابن دريد.
و يقال للذي لا يَقِرّ من المَرَح إِنه لأبِثٌ. قال الشَّيباني: أصبت إِبلًا أبَائَي «3» يعني برُوكاً شَبَاعَي. و ناقة أبثَة.

أبد

الهمزة و الباء و الدال يدلّ بناؤها علي طول المدة، و علي التوحّش. قالوا: الأبد الدهر، و جمعه آباد.* و العرب تقول: أبدٌ أبيدٌ، كما يقولون دهرٌ دَهير. و الأَبْدَةُ الفَعْلة تبقي علي الأبَد. و تأبَّد البعير توحَّشَ.
و
في الحديث: «إِنّ هذه البهائمَ لها أوابدُ كأوابد الوحْشِ»
. و تأبّد المنزلُ خَلَا.
قال لبيد:
عفَتِ الدِّيارُ مَحلُّها فمُقامها بِمِنًي تأَبَّدَ غَوْلُها فرِجامُها «4»
و قال ابنُ الأعرابي: الإِبِد ذات النتاج من المال، كالأمَة و الفرس و الأتان، لأنَّهن يَضْنأن في كلِّ عامٍ، أي يلدْن. و يقال تأبَّد وجهُه كَلِفَ.
______________________________
(1) الرجز لأبي زرارة النصري كما في اللسان (2: 415).
(2) و ذكر في الجمهرة (3: 199) من هذه المادة «أبث الرجل بالرجل، إذا سبه عند السلطان خاصة».
(3) في الأصل «أباي».
(4) الغول و الرجام: موضعان. و البيت مطلع معلقة لبيد.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 35‌

أبر

الهمزة و الباء و الراء يدلُّ بناؤها علي نخس الشئ بشئ محدَّد. قال الخليل: الإِبرة معروفة، و بائعها أَبَّار. و الأَبْرُ ضرب العقرب بإِبرتها، و هي تأبِرُ. و الأَبْرُ إِلقاح النخل، يقال أَبَرَهُ أَبْراً، و أَبَّرَه تأبيرا.
قال الخليل: و الأَبْر علاج الزرع بما يُصلحه من السَّقي و التعهُّد. قال طَرَفة:
ولِيَ الأصلُ الذي في مثله يُصلح الآبرُ زرعَ المُؤْتَبِرْ «1»
المؤتبر الذي يَطلُبُ أن يقام بزرعه. قال الخليل: المآبر النّمائم، واحدها مِئبر. [قال النابغة «2»]:
و ذلك من قولِ أتاك أقولُه و مِنْ دسِّ أعداءٍ إليكَ المآبرا «3»
و يقال إِنه لذو مِئبر، إذا كان نَمَّاما. قال:
و مَن يكُ ذا مِئْبرٍ باللسا ن يَسْنَحْ به القولُ أو يَبْرَحِ
قال الخليل: الإِبرة عُظَيْمٌ مستوٍ مع طرف الزَّند من الذراع إلي طرف الإصبع. قال:
* حيث تلاقي الإبرةُ القبيحا «4» *
و يقال إِن إبرة اللسان طرفه.
______________________________
(1) في الأصل: «في الذي مثله»، صوابه في الديوان 67.
(2) التكملة من اللسان (5: 59).
(3) في اللسان و الديوان 40:
«و من دس أعدائي …»
. (4) لأبي النجم كما في اللسان (3: 387). و القبيح: طرف عظم المرفق.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 36‌

أبز

الهمزة و الباء و الزاء يدلّ علي القلق و السرعة و قلّة الاستقرار.
قال الخليل: الإِنسان يَأبِزُ في عَدْوه و يستريح ساعةً و يمضي أحيانا «1» قال الفرّاء: الأبَزَي و القَفَزَي اسمان من أبز الفرسُ و قَفَزَ. و الأبْزُ الوثْب.
قال أبو عمرو: نَجِيبَة أبُوز، أي تصبر صبرا عجيبا، و قد أبَزَت تَأْبِز أبْزاً. قال:
لقد صَبَحْتُ حمَلَ بنَ كُوزِ عُلالةً مِنْ وَكَرَي أَبُورِ «2»
قال الشَّيبانيّ: الآبز الذي يأبِز بصاحبه، أي يبغِي عليه و يعرِّض به.
يقال: أراك تأبِز به.

أبس

الهمزة و الباء و السين تدلّ علي القهر، يقال منه أبَسَ الرجُلُ الرجُلَ، إِذا قَهَره. قال:
* أُسُود هيْجا لَمْ تُرَمْ بأَبْسِ «3» *
و الأَبس: كلّ مكانٍ خشنٍ. و يقال أبَسْت بمعني حَبَسْت «4» و تأَبّس الشئ تغيَّر. قال المتلمس:
ألم تر أنَّ الجَونَ أَصْبَح راسِياً تُطيف به الأيام لا يتأبَّسُ
و يقال هي بالياء:
«… لا يتأيَّس»
، و قد ذكر في بابه.
______________________________
(1) في الأصل. «إحسانا».
(2) لجران العود، كما في اللسان (أبز) و ديوان جران العود 52.
(3) للعجاج. و أنشده في الجمهرة (3: 205). و في اللسان:
* و ليث غاب لم يرم يأبس*
(4) هذا المعني لم يرد في اللسان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 37‌

أبش

الهمزة و الباء و الشين ليس بأصل، لأنّ الهمزة فيه مبدلة من هاء. قال ابن دريد: أَبَشْتُ الشئ و هَبَشْتُه إِذا جمعته.

أبض

الهمزة و الباء و الضاد تدلّ علي الدهر، و علي شئ من أرفاغ البطن. الأُبْضُ «1» الدهر و جمعه آباضٌ؛ قال رؤبة:
* في حقْبةٍ عشْنا بذاك أُبْضا*
و الإباض حبلٌ يُشدّ به رسغ البعير إِلي عضده؛ تقول أَبَضْته. و يقال لباطن ركبة البعير المَأبِض. و تصغير الإباض أُبَيِّض. قال:
أقول لصاحِبي و الليلُ داجٍ أُبَيِّضَك الأسَيِّدَ لا يَضيعُ
يقول: احفظ إباضك الأسود كي لا يضيع. و قال لبيد:
كأنّ هجانَها متأبِّضاتٍ و في الأقران، أصورةُ الرَّغامِ «2»
متأبِّضات: معتقَلات «3» بالأبُض. يقول كأنّها في هذه الحال و في الحبال أصورة الرَّغام.

أبط

الهمزة و الباء و الطاء أصل واحد، و هو إبط الإنسان أو استعارة في غيره. الإبط معروف. و تأَبَّطْت الشئ تحت إبطي.
______________________________
(1) ضبط في الأصل ضبط قلم بالفتح. و قيده في اللسان «بالضم».
(2) الأصورة: جمع صوار، و هو القطيع من بقر الوحش. و الرغام، بالفتح: رملة بعينها.
(3) في الأصل: «متعقلات» تحريف. و في اللسان «معقولات».
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 38
قال ابن دريد: تأبَّط سيفه إذا تقلّده؛ لأنه يصير تحت إبطه. و كلُّ شئ تقلّدته في موضع السيف فقد تأبّطته. قال الهذليّ «1»:
شرِبت بجَمِّه و صدَرْتُ عنه و أبيض صارم ذَكَرٌ إباطي
قال قوم: قوله إباطي، أي هو ناحيةَ إبطي. و قال آخرون: هو إباطيٌّ نسَبَهُ إِلي إبطه ثم خفّفه. و الاستعارة: الإبط من الرمل، و هو أن ينقطع معظمُه و يبقي منه شئٌ رقيقٌ منبسط متَّصل بالجَدَد، فمنقطع معظمه الإِبط؛ و الجمع الآباط. قال ذو الرمَّة:
و حَوْمانةٍ ورقاءَ يجري سَرابُها بمنسحَّةِ الآباط حُدْبٍ ظهورُها «2»

أبق

الهمزة و الباء و القاف يدلُّ علي إِباق العبد، و التشدُّد في الأمر. أَبَق العبد يأبِق أَبْقاً و أَبَقاً «3» قال الرَّاجز:
أَمسِكْ بنيكَ عمرُو إنِّي آبقُ بَرقٌ علي أَرضِ السَّعالِي آلقُ «4»
و يقال عبدٌ أَبُوقٌ و أَبَّاق. قال أبو زيد: تأبَّقَ الرجل استتر.
قال الأعشي:
______________________________
(1) هو المتنخل الهذلي، كما في الجمهرة (3: 207) و اللسان (9: 121/ 11: 29) و القسم الثاني من مجموع أشعار الهذليين ص 89.
(2) الورقاء: الغبراء تضرب إلي السواد، كما في شرح ديوان ذي الرمة ص 309. و في الأصل:
«زرقاء» تحريف. و المنسحة: التي تنسح آباطها و تعرق.
(3) في اللسان: «أبقا و إباقا». و ضبط ضبط قلم بضم الباء و كسرها مع فتح باء الماضي.
«في الجمهرة و المجمل: أبق يأبق، و أبق يأبق من بابي ضرب و تعب.
(4) ينسب إلي «السعلاة» الخرافية زوج عمرو بن يربوع. انظر نوادر أبي زيد 147 و الفصول و الغايات 210 و الحيوان (6: 197).
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 39
* و لكن أتاه الموتُ لا يتأبَّقُ «1» *
و قال آخر:
أَلَا قالَتْ بَهَانِ و لم تأَبَّق نَعِمْت و لا يليقُ بك النَّعيمُ «2»
قال بعضهم: يقال للرَّجل إنَّ فيك كذا، فيقول: «أَمَا و اللّٰه ما أتأبَّق»، أي ما أنكِر. و يقال له يا ابنَ فلانة، فيقول: «ما أتأبَّقُ منها» أي ما أنكِرُها.
قال الخليل: الأَبَق قِشْر القِنَّب. قال أبو زياد: الأَبَق نبات تُدَقُّ سوقُه حتي يَخلُص لحاؤه، فيكون قِنَّبا قال رؤبة:
* قُودٌ ثمانٍ مثلُ أَمْراسِ الأَبَقْ «3» *
و قال زهير:
* قد أحكمِتْ حَكَمَاتِ القِدِّ و الأَبَقا «4» *

أبك

الهمزة و الباء و الكاف أصل واحد، و هو السِّمَن، يقال أبِكَ الرجل، إذا سَمِنَ.

أبل

الهمزة و الباء و اللام بناء علي أصول ثلاثة: [علي] الإبل، و علي الاجتزاء، و علي الثِّقل، و [علي] الغلبة. قال الخليل: الإبل معروفة.
______________________________
(1) صدره كما في الديوان ص 146 و اللسان (11: 283):
* فذاك و لم يعجز من الموت ربه*
(2) البيت في نوادر أبي زيد 16 منسوباً إلي غامان بن كعب. و رواية اللسان (11: 283):
«كبرت و لا يليق …»
. و بهان: اسم امرأة مثل حذام. و سيأتي في (بهن).
(3) قود: جمع أقود و قوداء. و البيت في ديوان رؤبة 104.
(4) صدره كما في الديوان ص 49:
* القائد الخيل منكوبا دوابرها*
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 40
و إبل مؤبّلة جُعلت قطيعا قطيعا، و ذلك نعتٌ في الإبل خاصَّة. و يقال للرجل ذي الإِبل آبل. قال أبو حاتم: الإبل يقال لَمسانِّها و صغارها، و ليس لها واحدٌ من اللفظ، و الجمع آبال. قال:
قد شَرِبت آبالهم بالنَّارِ و النَّار قد تَشْفِي من الأُوارِ «1»
قال ابنُ الأعرابي: رجل آبلٌ، إِذا كان صاحب إِبِل، و أَبِلٌ بوزن فَعِلٍ إذا كان حاذقاً برعيها؛ و قد أَبِل يَأْبَل. و هو من آبَلِ النَّاس، أي أحذقِهم بالإِبل، و يقولون: «هو آبَلُ من حُنَيفِ الحَنَاتِم «2»». و الإِبِلات:
الإِبل، و أَبَّل الرَّجُل كثرت إبله فهو مؤبِّل، و مالٌ مؤبَّل في الإِبل خاصَّة، و هو كثرتها و ركوبُ بعضِها بعضاً، و فلان لا يأتَبل، أي لا يثبت علي الإِبل.
و روي أبو عليٍّ الأصفهاني عن العامري قال: الأَبَلة «3» كالتَّكرِمة للإِبل، و هو أن تُحسِن القِيام عليها، و كان أَبو نخيلة يقُول: «إِنَّ أَحقَّ الأموالِ بالأَبَلة و الكِنِّ، أَموالٌ تَرْقَأ الدِّماء «4»، و يُمْهَر منهَا النِّسَاء، و يُعْبد عليهَا الإلٰه في السماء؛ ألبَانُهَا شفَاء، و أبوالهَا دواء، و مَلَكتهَا سَنَاء»، قال أبو حاتم:
يُقَال لفلانٍ إبل، أَي له مائة من الإِبل، جُعل ذلك اسماً للإِبل المائة،
______________________________
(1) في اللسان (7: 102) «أي سقوا إبلهم بالسمة، إذا نظروا في سمة صاحبه عرف صاحبه فسقي و قدم علي غيره لشرف أرباب تلك السمة، و خلوا لها الماء».
(2) حنيف الحناتم: رجل من بني تبم اللات بن ثعلبة. انظر الميداني.
(3) كذا ضبطت في اللسان. و في الأصل: «الآبلة» في هذا الموضع فقط
(4) ترقأ الدماء: أي تحقنها و تسكنها. و هو نظير الحديث: «لا تسبوا الإبل فإن فيها رقوء الدم و مهر الكريمة»، أي إنها تعطي في الديات بدلا من القود. و في الأصل:
«ترقاء الدماء»
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 41
كهُنَيدة، و
قال رسول اللّٰه صلي اللّٰه عليه و سلم: «النَّاس كإبلٍ مائةٍ ليست فيها راحلة»
. قال الفرَّاء: يقال فلان يُؤبِّل علي فلان، إذا كان يُكثِّر عليه و تأويله التفخيم و التعظيم. قال:
جزَي اللّٰه خيراً صاحباً كلما أَتي أَقرَّ و لم ينظُرْ لقول المؤبِّلِ
قال: و من ذلك سمِّيت الإبل لعظم خَلْقها. قال الخليل: بعير آبِلٌ في موضع لا يبرح يجتزئ عن الماء. و تأَبَّل الرجل عن المرأة كما يجتزئ الوحش عن الماء، و منه
الحديث: «تأَبَّل آدمُ عليه السلام علي ابنه المقتول أَيَّاماً لا يُصِيب حَوَّاءَ»
. قال لَبيد:
و إذا حرَّكت غَرْزِي أَجْمَرَتْ أَوْ قِرابي عَدْوَ جَوْنٍ قد أَبَلْ «1»
يعني حِماراً اجتزأ عن الماء. و يقال منه أَبَلَ يَأْبِل وَ يَأْبلُ أبُولا.
قال العجاج:
* كَأَنَّ جَلْداتِ المَخَاض الأُبَّالْ «2» *
قال ابن الأعرابيّ: أَبَلَتْ تأبِل أَبْلًا، إِذا رعَتْ في الكلأ- و الكلأ [الرُّطْبُ و «3»] اليابسُ- فإذا أكلت الرُّطْبُ فهو الجَزْء. و قال أبو عبيد:
إِبِلٌ أوابِلُ، و أُبَّلٌ، و أبَّال، أي جوازئ قال:
______________________________
(1) أحمرت، بالراء المهملة: أسرعت و عدت. و في الأصل «أجمزت» و هو خطأ. و قد أنشد البيت في اللسان (5: 218) و قال: «و لا تقل أحمز بالزاي».
(2) أنشده في اللسان (جلد) و قال:
«و ناقة جلدة لا تبالي البرد»
و بعده كما في ملحق ديوان العجاج 86:
* ينضحن من حمأته بالأبوال*
(3) تكملة بها يستقيم الكلام. و في اللسان: «و الكلأ مهموز مقصور: ما يرعي. و قيل الكلأ العشب رطبه و يابسه».
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 42
* به أَبَلَتْ شهرَيْ ربيعٍ كِلَيْهما «1» *
قال الأصمعيُّ: إِبلٌ مُؤَبَّلَةٌ كثيرة، كقولهم غنم مُغَنَّمة، و بَقَرٌ مُبَقرَة.
و يقال هي المقْتناة. قال ابنُ الأعرابيِّ: ناقة أَبِلَة، أي شديدة. و يقولون «ما له هابِلٌ و لا آبلٌ»، الهابِل: المحتال المُغْنِي عنه؛ و الأبل: الراعي «2».
قال الخليل في قول اللّٰه تعالي: طَيْراً أَبٰابِيلَ: أي يتبع بعضُها بعضاً، واحِدها إِبَّالَةٌ و إِبَّوْل. قال الخليل: الأَبِيل من رءوس النصاري، و هو الأَبِيلِيّ. قال الأعشي:
و ما أَيْبُلِيٌّ علي هيكلٍ بَنَاهُ وَصَلَّبَ فيه و صارا «3»
قال: يريد أَبِيليّ، فلمَّا اضطُرَّ قدَّمْ الياء، كما يقال أينق و الأصل أَنْوُق.
قال عديّ:
إنَّني و اللّٰهِ فاقْبَلْ حَلْفَتِي بأَبِيلٍ كلما صَلَّي جَأَرْ
و بعضهم: تأبَّل علي الميت حَزِن عليه، و أبَّلت الميت مثل أَبَّنْت.
فأمَّا قول القائل:
قَبِيلانِ، منهم خاذلٌ ما يُجيبُني و مُستأبِلٌ منهم يُعَقُّ و يُظْلَمُ
______________________________
(1) البيت لأبي ذؤيب في ديوان الهذليين 23 و اللسان (13: 23). و تمامه:
* فقد مار فيها نسؤها و اقترارها*
(2) انظر اللسان (هبل) ص 211.
(3) الديوان و اللسان (صلب، صور، أبل). صلب: اتخذ صليباً. و صار: صور، عن أبي علي الفارسي. قال ابن سيده: «و لم أرها لغيره». و في شرح ديوان الأعشي ص 40:
«و صارا: سكن».
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 43
فيقال إنه أراد بالمستأبَل الرجل المظلوم. قال الفرَّاء: الأَبَلَات الأحقاد، الواحدة أَبلَة. قال العامريّ: قضي أَبَلَته من كذا أي حاجته. قال: و هي خصلةُ شرٍّ ليست بخير. قال أبو زيد: يقال ما لي إِليك أَبِلة بفتح الألف و كسر الباء، أي حاجة. و يقال أنا أطلبه بأَبِلة أي تِرَة. قال يعقوب:
أُبْلَي موضع. قال الشماخ:
فباتَتْ بأُبْلَي ليلةً ثم ليلةً بحاذَةَ و اجتابتْ نوّي عَنْ نواهُما «1»
و يقال أبَل الرجل يَأبِل أَبْلًا إذا غَلَب و امتنع. و الأبَلَة: الثّقل. و
في الحديث: «كلُّ مالٍ أدِّيت زكاتُه فقد ذهبت أَبَلتُه»
. و الإِبَّالة: الحُزْمة من الحطب «2».

أبن

الهمزة و الباء و النون يدلَّ علي الذِّكْرِ، و علي العُقَد، و قَفْوِ الشّئ. الأُبَن: العُقَد في الخشبة. قال:
* قَضِيبَ سَرَاءِ قَلِيلَ الأُبَنْ «3» *
و الأُبَنُ: العَدَاوات. و فلان يُؤْبَن بكذا أي يُذَمّ. و
جاء في ذكر
______________________________
(1) ديوان الشماخ 89. و حاذة: موضع.
(2) و قد تبدل الباء الأولي ياء فيقال في المثل: «ضغث علي إيبالة» أي بلية علي أخري كانت قبلها.
(3) السراء: شجر نتخذ منه القسي، و البيت للأعشي. و صدره كما في الديوان ص 21 و اللسان (16: 140):
* سلاجم كالنخل أنحي لها*
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 44
مجلس رسول اللّٰه صلي اللّٰه عليه و آله: «لا تُؤْبَن فيه الْحُرَمُ»
أي لا تُذْكَر «1». و التأبين: مَدْحُ الرجل بعد موته قال:
لعمري و ما دَهرِي بتأينِ هالكٍ و لا جَزِعاً مِمَّا أصابَ فأوجَعا «2»
و هذا إبَّانُ ذلك أي حِينُه. و تقول: أَنَّنْتُ أَثَرَه، إذا قفوتَه، و أَنَّنْت ي‌ءَ رقَبْته. قال أوس «3»:
يقولُ له الراؤون هٰذَاكَ راكبٌ يُؤَبِّنُ شخصاً فوقَ علياءَ واقفُ

أبه

الهمزة و الباء و الهاء يدلّ علي النباهة و السموِّ ما أَبَهْتُ به لم أعلم مكانه و لا أَنِسْت به. و الأُبَّهَة: الجلال.

أبو

الهمزة و الباء و الواو يدلّ علي التربية و الغَذْو. أَبَوْتُ الشئ آبُوه أَبْواً إِذا غذوته. و بذلك سمِّي الأب أبا. و يقال في النسبة إلي أَبٍ أَبَوِيّ. و عنزٌ أبواءٍ، إِذا أصابها وجعٌ عن شمِّ أَبوال الأَرْوَي. قال الخليل: الأبُ معروف، و الجمع آباء و أَبُوَّةٌ. قال:
أُحاشِيِ نزارَ الشَّامِ إِنَّ نِزَارَهَا أبُوَّةُ آبائي و مِنِّي عميدُهَا
قال: و تقول: تأبَّيْتُ أَباً، كما تقول تَبَنَّيْتُ ابْناً و تَأَمَّهْتُ أَمًّا. قال:
______________________________
(1) في اللسان: «أي لا ترمي بسوء و لا تعاب و لا يذكر منها القبيح و ما لا ينبغي مما يستحي منه».
(2) من قصيدة لمتمم بن نويرة في المفضليات (6502).
(3) يصف حماراً كما في اللسان (16: 141) و الديوان ص 16.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 45
و يجوز في الشِّعر «هذان أَباك» و أَنت تريد أَبَوَاك، و «رأَيت أَبِيك» يريد أَبويك. قال:
وَهْوَ يُفَدَّي بالأبِينَ و الخالْ «1» *
و يجوز في الجمع أَبُونَ. و هؤلاء أَبوكم أَي آباؤكم. أَبو عبيد: ما كنتَ أَبَا و لقد أَبِيْتَ أبوّة. و أَبَوْتُ القوم أَي كنتُ لهم أَبَا. قال:
نؤمُّهمُ و نأْبُوهُمْ جميعاً كما قُدَّ السُّيُورُ من الأديمِ
قال الخليل: فلانٌ يَأْبُو اليتيمَ، أَي يغذو، كما يغذو الوالد ولده.

أبي

الهمزة و الباء و الياء يدلّ علي الامتناع. أَبَيْتَ الشي‌ء آباهُ، و قوم أَبيُّونَ و أباةٌ. قال:
* أَبيّ الضَّيْمِ من نَفَرٍ أباة*
و الإِبَاء: أَن تعرض علي الرجل الشئَ فيأبَي قبولَه، فتقول ما هذا الإبَاءُ، بالضم و الكسر. العرب ما كان من نحو فَعَل يَفْعَل «2». و الأبِيَّة من الإبل: الصَّعبة. قال الِّلحيانيُّ: رجلٌ أَبَيَانٌ إِذا كان يَأبَي الأشياء «3»؛ و ماءٌ مَأْبَاةٌ علي مثال مَعْباة، أي تَأْبَاهُ الإِبل. قال ابنُ السكِّيت: أَخذَهُ أُبَاءٌ
______________________________
(1) صدره كما في اللسان (18: 7):
* أقبل يهوي من دوبن الطربال*
(2) كذا وردت العبارة. و في اللسان: «قال الفراء: م يجئ عن العرب حرف علي فعل يفعل مفتوح العين في الماضي و الغابر إلا و ثانيه أو ثالثه أحد حروف الحلق، غير أبي يأبي فإنه جاء نادراً».
(3) أبيان، بالتحريك. قال المحشر الباهلي:
و قبلك ما هاب الرجل ظلامتي وفقأت عين الأشوس الأبيان
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 46
إذا كان يَأْبَي الطَّعامَ. قال أَبو عمرو: الأَوَابِي من الإِبل الحِقاق و الجِذَاع و الثِّنَاء «1» إذا ضربها الفحل فلم تلقح، فهي تسمَّي الأَوَابِي حتَّي تلقح مرَّة، و لا تسمَّي بعد ذلك أَوَابِيَ، واحدتها آبِيَةٌ. و لا يبعد أَن يكون الأُبَاء من هذا القياس، و هو وجعٌ يأخذ المِعْزَي عن شمِّ أَبوَال الأَرْوَي. قال:
فقلتُ لكَنَّازٍ تَرَكَّلْ فإنَّهُ أُباً لَا إِخالُ الضَّأْنَ منه نَوَاجِيا «2»
الأَباء: أَطراف القصب، الواحدة أَباءَة، ثم قيل للأَجَمَة أَبَاءَةٌ، كما قالوا للغَيضَة أَرَاكةٌ. قال:
و أَخُو الأبَاءَةِ إذْ رأَي خُلَّانَهُ تَلَّي شِفاعاً حولَه كالإِذْخِرِ «3»
و يجوز أَن يكون أَراد بالْأبَاءَة الرِّماح، شبَّهها بالقَصب كثرةً «4». قال:
مَنْ سَرَّهُ ضَرْبٌ يُرعْبِلُ بَعْضُه بعضاً كمعمعةِ الأَبَاءِ المُحْرَقِ «5»
______________________________
(1) تقرأ بضم الثاء و كسرها مع المد. و رسمت في الأصل: «الثني».
(2) البيت لابن أحمر كما في اللسان (دكل، أبي)، و تركل، بالراء. و في الأصل:
«توكل» تحريف. و يروي: «تدكل» بالدال، و هما بمعني.
(3) البيت لأبي كبير الهذلي، كما في اللسان (10: 49) و ديوان الهذليين 63 نسخة الشقيطي.
قال في اللسان: «شبههم بالإذخر لأنه لا يكاد ينبت إلا زوجاً زوجا».
(4) في الأصل: «كره».
(5) البيت لكعب بن مالك الأنصاري، كما في اللسان (18: 5).
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 47‌

باب الهمزة و التاء و ما يثلثهما

أتل

الهمزة و التاء و اللام يدلّ علي أَصلٍ واحد، و هو البطء و التّثاقل. قال أَبو عبيد: الأَتَلانُ تقارب الْخَطْو في غَضَبِ، يقال: أَتَلَ يَأْتِلُ، وَ أَتَنَ يَأْتِنُ. و أنشد:
أرانِيَ لا آتَيكَ إلّا كأَنَّمَا أَسَأْتُ و إِلَّا أَنتَ غضبانُ تَأتِلُ «1»
و هو أيضاً مشيٌ بتثاقل. و أنشد:
مَالكِ يا ناقة تَأْتِلِينا عليَّ بالدَّهناءِ تَأْرَخِينا «2»
قال أَبو علي الأصفهانيّ: أَتَلَ الرجل يَأْتِل أُتُولَا، إذا تأَخر و تخلَّفَ. قال:
و قد ملأْت بطنَه حَتَّي أَتَلْ «3» *

أتم

الهمزة و التاء و الميم يدلُّ علي انضمام الشئ بعضِه إلي بعض، الأَتَم في الخُرَزِ أَن تتفتق خُرْزتان فتصيرا واحدةً. و منه المرأَة الأَتُوم و هي المُفْضاةُ التي صار مَسْلكاها واحداً، قال أَبو عمرو: الأُتُم لغة في العُتُم، و هو شجر الزَّيتون. و يقال: أَتَم بالمكان، إِذا ثوي، و يقال الأتَم الثواءُ «4»، و المَأْتَم: النِّساءِ يجتمعن في الخير و الشرّ، كذا قال القُتَبيّ، و أَنشد.
______________________________
(1) البيت لثروان العكلي، كما في اللسان (أتل).
(2) أرخ إلي مكانه يأرخ أروخا: حن إليه. و في الأصل. «تادخينا» محرف.
(3) الرجز في نوادر أبي زيد 49 و اللسان (أتل).
(4) في الأصل: «التوي» بالتاء المثناة.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 48
رَمَتْهُ أَنَاةٌ مِنْ رَبيعةِ عَامِرٍ نَؤُومُ الضُّحَي في مأْتَم أَيِّ مَأْتَمِ «1»
يريد في سَاءٍ أَيِّ سَاءٍ. و قال رؤبةُ:
إِذا تَدَاعَي في الصِّمادِ مأتمُهْ أَحَنَّ غِيراناً تنادي زُجَّمُه «2»
شبّه البُومَ بنساءٍ يَنُحْنَ. و قوله: أَحَنَّ غِيراناً، يريدُ أن البُوم إذا صوّتَتْ أحنَّت الغِيرانَ بمجاوَبَة الصدي، و هو الصَّوت الذي تسمعه من الجبل أو الغَارِ بَعْدَ صوتِك.

أتن

الهمزة و التاء و النون أصل واحد، و هو الأنثي من الْحُمُر، أو شئٌ استعير له هذا الاسم. قال الخليل: الأتَان معروفة، و الجمع الاتُن. قال ابن السكّيت: هذه أتانٌ و ثلاثُ آتُنٍ، و الجمع أُتُن و أُتْن بالتخفيف و لا يجوز أتانةُ، لأنّه اسم خصّ به المؤنّث. قال أبو عبيد: استأتن فلانٌ أتاناً أي اتّخذها. و استأتن الحمارُ: صار أتاناً بعد أن كان حماراً. و المأتُوناء:
الأتُن. و أَتَانُ الضَّحْلِ: صخرةٌ كبيرةٌ تكون في الماءِ القليلِ يَركبُها الطُّحْلُبْ. قال أوس:
بِجَسْرَةٍ كَأَتَانِ الضَّحْلِ صَلَّبَها أكْلُ السَّوَادِيِّ رَضُّوهُ بمِرْضاحِ «3»
______________________________
(1) انظر أدب الكاتب 22. و البيت لأبي حية النميري كما في الاقتضاب 293 و اللسان (أتم).
(2) الصماد: جمع صمد، و هو ما غلظ من الأرض. و الغيران: جمع غار. و زجم: جمع زاجم، و هو الذي يصوت صوتا لا تفهمه. و في الأصل: «تنازجمه»، صوابه من الديوان ص 151.
(3) البيت مع نظائره في اللسان (16: 144).
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 49
قال يونس: الأتان مَقامُ المستَقِي علي فم الرّكيّة. قال النَّضْر: الأتان:
قاعدة الهودج «1»، و الجمع الاتُن. قال أبو عُبيد: الأَتَنَانُ تقارُب الخطو في غَضَب، يقال أتَنَ يَأتِن. و هذا ليس من الباب، لأنّ النون مبدلةٌ من اللام، و الأصل الأتَلان. و قد مضي ذِكره «2».

أته

الهمزة و التاء و الهاء، يقال إِنّ التأتُّه الكِبْر و الخَيلاء.

أتو

الهمزة و التاء و الواو و الألف و الياء يدلُّ علي مجئِ الشئِ و إصْحابِه و طاعَتِه. الأَتْو الاستقامة في السَّير، يقال أَتَا البعيرُ يأتُو. قال:
توكَّلْنَ و استَدْبَرْنَه كيف أَتْوُه بها رَبِذاً سَهْوَ الأراجيح مِرْجَما «3»
و يقال ما أحسن أَتْوَ يدَيْها في السيرِ. و قال مزاحم:
فلا سَدْوَ إِلا سَدْوُهُ و هو مدبرٌ و لا أَتْوَ إِلا أتْوُهُ و هو مقبلْ
و تقول العرب: أتَوْتُ فلانا بمعني أتيته. قال «4»:
يا قَوم مَا لِي و أبَا ذُؤيبِ كُنْتُ إذَا أتَوْتُهُ مِنْ غَيْبِ
______________________________
(1) الذي في اللسان: «قاعدة الفودج» بالفاء. و الفودج: الهودج، و قيل أصغر» من الهودج.
(2) انظر ما مضي ص 47 س 3.
(3) السهو: اللين. و الأراجيح: اهتزاز الإبل في رتكانها. و في الأصل: «المراجيح» صوابه في اللسان (3: 271). و رواية عجزه فيه:
* علي ربذ سهو الأراجيح مرجم*
(4) هو خالد بن زهير الهذلي، كما في اللسان (18: 18) يقوله لأبي ذؤيب الهذلي، كما في ديوان الهذليين ص 165 من القسم الأول طبع دار الكتب.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 50
قال الضّبيّ: يقال للسِّقاء إِذا تمخّض قد جاء أَتْوُهُ. الخليل: الإِتاوة الخَراج، و الرِّشوة، و الجَعالة، و كلُّ قسمةٍ تقسم علي قوم فتُجْبَي كذلك. قال:
* يُؤَدُّون الإتاوةَ صاغرينا*
و أنشد:
و في كلِّ أسْواقِ العِراقِ إِتاوَةٌ و في كل ما باع امرؤٌ مَكْسُ درْهَمِ «1»
قال الأصمعيّ: يقال أَتَوْته أَتْواً، أعطيتُه الإِتاوة.

أتي

تقول أتانِي فلانٌ إِتْياناً و أَتْياً و أَتْيَةً و أَتْوَةً واحدة، و لا يقال إِتيانةً واحدة إِلا في اضطرارِ شاعر، و هو قبيح لأنّ المصادر كلها إذا جعلت واحدةً رُدّت إلي بناءِ فعلِها، و ذلك إِذا كان الفِعْل علي فعل، فإِذا دخلت في الفعل زياداتٌ فوقَ ذلك أُدخِلت فيها زياداتُها في الواحدة، كقولنا إِقبالةً واحدة. قال شاعرٌ في الأتْيِ:
إِنِّي و أَتْيَ ابنِ غَلَّاقٍ ليَقْرِيَنِي كغَابِطِ الكَلْبِ يَرْجُو الطِّرْقَ في الذَّنَبِ «2»
و حكي اللِّحيانيّ إِتْيَانَة. قال أبو زيد: يقال تِنِي بفلان ائتني، و للاثنين
______________________________
(1) هو البيت 17 من المفضلية 42.
(2) البيت لرجل من بني عمرو بن عامر يهجو قوماً من بني سليم، كما في اللسان (غبط).
و انظر الحيوان (2: 169) و الميداني (2: 20).
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 51
تِيانِي به، و للجمع تُوني به، و للمرأة تِيني به، و للجمع تِيننِي. و أتيت الأمرَ منْ مأتاهُ و مأْتاتِه. قال:
و حاجةٍ بِتُّ علي صِماتِها «1» أتيتُها وَحْدِيَ مِنْ مأتاتها «2»
قال الخليل: آتَيت فلاناً* علي أمره مؤاتاةً، و هو حُسْن المطاوعة. و لا يقالُ وَاتَيْتَهُ إلا في لغةٍ قبيحةٍ في اليمن. و ما جاء من نحو آسيت و آكلت و آمرت و آخيت، إنما يجعلونها واواً علي تخفيف الهمزة في يُوَاكل و يُوَامر و نحو ذلك قال اللِّحيانيّ: ما أتيتَنا حَتّي استأتيناك، أي استبْطَأناك و سألْناكَ الإتيان و يقال تأتَّ لهذا الأمر، أي ترفَّقْ له. و الإِيتاء الإعطاء، تقول آتي يؤتي إِيتاء و تقول هاتِ بمعني آتِ أي فاعِلْ، فدخلت الهاء علي الألف. و تقول تأتَّي لفلانٍ أمرُه، و قد أتَّاه اللّٰه تأْتيةً. و منه قوله:
* و تَأْتَي له الدَّهرُ حَتَّي جَبَرْ*
و هو مخفف من تأتّي. قال لَبيد:
* بمؤتَّر تَأْتَي لَهُ إبهامُها «3» *
قال الخليل: الأتِيّ ما وقع في النْهر من خشبٍ أوْ وَرَق ممّا يَحبِس الماء تقول أَتِّ لهذا الماءِ أي سهِّل جَرْيَهُ. و الأَتيّ عند العامة: النهر الذي يجري
______________________________
(1) علي صماتها، بالكسر: أي علي شرف قضائها. و البيت في اللسان (2:
361/ 18: 15).
(2) في الأصل: «مؤتاتها» صوابه ما أثبت من اللسان (18: 15).
(3) و يروي: «تأتاله»، من قولك ألت الأمر أصلحته. و صدره في المعلقة:
* بصبوح صافية و جذب كرينة*
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 52
فيه الماء إلي الحوض، و الجمع الأَتِيُّ و الآتَاءُ. و الأَتِيُّ أيضا: السَّيل الذي يأتِي من بلدٍ غيرِ بلدك. قال النابغة:
خَلَّتْ سَبِيلَ أَتِيٍّ كانَ يحبِسُه وَ رَفَعَته إلي السَّجْفَينِ فالنَّضَدِ
قال بعضهم: أراد أتِيّ النُّؤْي، و هو مَجراهُ. و يقال عَنَي به ما يحبِس المجري من ورقٍ أو حشيش. و أتَّيت للماء تأتيةً إذا وجَّهت له مَجْرًي. اللِّحيانيّ:
رجل أَتِيٌّ إذا كان نافذا. قال الخليل: رجلٌ أتيٌّ، أي غريبٌ في قومٍ ليس منهم. و أَتاوِيٌّ كذلك. و أنشد الأصمعي:
لا تَعْدِلَنَّ أَتاوِيِّينَ تضْرِبُهُمْ نكْبَاءُ صِرٌّ بأصْحَاب المُحِلّاتِ «1»
و
في حديث ثابت بن الدّحْدَاح «2»: «إنما هو أتِيٌّ فينا».
و الإِتاء: نَماء الزَّرع و النخل. يقال نخلٌ ذو إتاءٍ أي نماء. قال الفرّاء: أتَتِ الأرضُ و النخلُ أتْوًا، و أتي الماءُ إتاءً، أي كثُر. قال:
و بعضُ القول ليس له عِناجٌ كسَيْل الماء ليس له إتَاءُ «3»
و قال آخر:
هنالك لا أبالي نَخْلَ سَقْيٍ و لا بَعْلٍ و إنْ عظُمَ الإتاءُ «4»
______________________________
(1) روايات البيت و تخريجاته في حواشي الحيوان (5: 97) و سيأتي في (نكب).
(2) في اللسان: «و روي أن النبي صلي اللّٰه عليه و سلم سأل عاصم بن عدي عن ثابت بن الدحداح و توفي: هل تعلمون له نسباً فيكم؟ فقال: لا، إنما هو أتي فينا. قال: فقضي رسول اللّه صلي اللّٰه عليه و سلم بميراثه لابن أخته».
(3) رواية اللسان: (عنج، أني): «كمخض الماء».
(4) السقي: ما شرب بماء الأنهار و العيون الجارية. و البعل، ما رسخت عروقه في الماء فاستغني عن أن يسقي. و البيت لعبد اللّٰه بن رواحة الأنصاري كما في اللسان (بعل، أتي، سقي). قال ابن منظور: «عني بهنالك موضع الجهاد. أي أستشهد فأرزق عند اللّٰه فلا أبالي نخلا و لا زرعاً».
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 53‌

أتب

الهمزة و التاء و الباء أصلٌ واحد، و هو شئٌ يشتمل به الإِبط، قميصٌ غير مَخِيط الجانبين. قال امرؤ القيس:
مِنَ القاصِرات الطَّرف لو دَبَّ مُحْوِلٌ من الذَّرِّ فوقَ الإِتْبِ منها لَأَثَّرَا
قال الأصمعيّ: هو البقيرة، و هو أنْ يُؤخَذ بُردٌ فيشقّ، ثم تُلقِيه المرأةُ في عُنُقها من غير كُمَّينِ و لا جَيْب. قال أبو زيد: أتَّبْت المرأةَ أُؤَتِّبُها إذا ألبستَها الإِتْب. قال الشيبانيّ: التأتُّبُ أن يجعل الرّجلُ حِمالةَ القَوس في صدره و يُخرِجَ مَنكِبيه منها فتصيرَ القوسُ علي كَتفيه. قال النُّميريّ:
المِئْتَبُ المِشْمَل، و قد تأتَّبَه إذا ألقاه تحتَ إبطه ثم اشتمل. و رجل مُؤَتَّب الظهر، و يقال مُؤْتَبٌ، أي أجنَؤُهُ قال:
* علي حَجَلِّي راضعٍ مُؤْتَبِ الظَّهْرِ*

باب الهمزة و الثاء و ما يثلثهما

أثر

الهمزة و الثاء و الراء، له ثلاثة أصول: تقديم الشئ، و ذكر الشئ، و رسم الشئ لباقي. قال الخليل: لقد أثِرْتُ بأن أفعل كذا، و هو همٌّ في عَزْم. و تقول افعل يا فلان هذا آثِراً ما، و آثِرَ [ذي] أثير، أي إنْ اخترتَ «1» ذلك الفعل فافعل هذا إمّا لا. قال ابنُ الأعرابيّ: معناه افعلْه أوَّلَ كلِّ شئ. قال عُروة بن الورد:
______________________________
(1) في الأصل: «أخرت»، صوابه من اللسان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 54
و قالوا ما نَشاءُ فقلتُ ألهُو إِلي الإِصباح آثِرَ ذي أثير
و الآثِر بوزن فاعل. و أمّا
حديث عمر: «ما حَلَفتُ بعدها آثِرًا و لا ذاكراً»
فإنه يعني بقوله آثِراً مُخْبِراً عن غيري أنه حَلَف به. يقول لم أقل إنّ فلانا قال و أبِي لأفعلنّ. من قولك أثَرْتُ الحديثَ، و حديث مأثور.
و قوله:
«و لا ذاكرا»
أي لم أذكُرْ ذلك عن نفسي. قال الخليل: و الآثر الذي يؤثِّر خُفّ البعير «1». و الأثير من الدوابّ: العظيم الأثر في الأرض بخُفِّهِ أو حافِرِه. قال الخليل: و الأثَر بقيّة ما يُرَي من كلِّ شئ و ما لا يري بعد أن تبقي فيه علقة. و الأَثَار الأَثَر، كالفَلَاح و الفَلَح، و السَّدَاد و السَّدَد. قال الخليل: أثَر السَّيف ضَرْبته. و تقول: «من يشتري سَيْفي و هذا أَثَرُه» يضرب للمُجرَّب المخْتَبَر. قال الخليل: المئثرة مهموز: سكين يؤثَّر بها في باطن فِرْسِنِ البَعير «2»، فحيثما ذهبَ عُرِف بها* أثَرُه؛ و الجمع المآثر. قال الخليل:
و الأَثَر الاستقفاء و الاتّباع، و فيه لغتان أَثَر و إثْر، و لا يشتقّ من حروفه فعلٌ في هذا المعني، و لكن يقال ذهبت في إثرِه. و يقولون: «تَدَعُ الْعَيْنَ وَ تَطْلُبُ الأَثَر» يضرب لمن يترك السُّهولة إلي الصُّعوبة. و الأثير: الكريم عليك الذي تُؤْثِره بفَضْلك وصِلَتك. و المرأة الأثيرة، و المصدر الأثَرَة، تقول عندنا أثَرَةٌ. قال أبو زَيد: رجل أَثيرٌ علي فَعيل، و جماعة أثِيرُونَ، و هو بيّن
______________________________
(1) في اللسان: «و أثر خف البعير يأثر أثراً و أثره: حزه» يجعلون له في باطن خفه سمة ليعرف أثره في الأرض إذا مشي.
(2) فرسن البعير: خفه. و في الأصل: «فرس»، تحريف.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 55
الأَثَرة، و جمع الأثير أُثَرَاء «1». قال الخليل: استأثر اللّٰه بفلانٍ، إذا مات و هو يُرجَي له الجنّة «2» و
في الحديث: «إذا استأثر اللّٰهُ بشئٍ فَالْهَ عنه»
أي إذا نهي عن شئٍ فاتركْه أبو عمرو بن العلاء: أخذت ذلك بلا أثَرَةٍ عليك، أي لم أستأثِر عليك و رجلٌ أَثُرٌ علي فَعُلٍ «3»، يستأثر علي أصحابه.
قال الِّلحيانيّ: أخذتُه بِلَا أُثْرَي عليك. و أنشد:
فقلت له يا ذئبُ هل لَكَ في أخٍ يُواسِي بلا أُثْرَي عَليك و لا بُخْلِ «4»
و
في الحديث: «سترون بعدي أَثَرَةً»
أي [مَنْ] يستأثرون بالفَي‌ء.
قال ابنُ الأعرابيّ: آثرتُه بالشئ إيثاراً، و هي الأَثَرَة و الإِثْرَة؛ و الجمع الإِثَر. قال:
لم يُؤْثروكَ بها إذ قدَّمُوكَ لها لا بَلْ لأنفُسهم كانت بك الإِثَرُ «5»
و الأَثَارة: البقية من الشئ، و الجمع أثارات، و منه قوله تعالي: أَوْ أَثٰارَةٍ مِنْ عِلْمٍ. قال الأصمعيّ: الإِبلُ علي أَثارةٍ، أي علي شحمٍ قديم. قال:
______________________________
(1) في الأصل: «رجل أثر علي فعل و جماعة أثرون … و جمع الأثر أثراء»، و الوجه ما أثبت. انظر اللسان (5: 62 س 14- 15).
(2) في الحيوان (1: 335): «و جاء عن عمرو مجاهد و غيرهما النهي عن قول القائل:
«استأثر اللّٰه بفلان».
(3) كذا ضبط بالأصل. و يقال أيضا «أثر» بكسر الثاء و إسكانها، كما في اللسان.
(4) البيت في اللسان (5: 63).
(5) البيت للحطيئة من شعر يمدح به عمر، انظر ديوانه 81 و اللسان (5: 62) و نوادر أبي زيد 87.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 56
و ذاتِ أَثارةٍ أكلَتْ عليهَا نَباتاً في أكِمَّتِهِ تُؤَامَا «1»
قال الخليل: الأَثْرُ في السيف شبه الذي يقال له الفِرنْد، و يسمَّي السيفُ مأثوراً لذلك. يقال منه أَثَرْتُ السيف آثُرُهُ أَثْراً إذا جلَوْتَه حتي يبدُوَ فِرِنْدُه. الفرّاء: الأثر مقصور «2» بالفتح أيضا. و أنشد:
جَلَاها الصَّيْقلونَ فأبْرَزُوها فجاءت كلُّها يَتَقِي بأَثْرِ «3»
قال: و كان الفرّاء يقول: أثَرُ السيف محرّكة، و ينشد:
كأنَّهُمْ أسْيُفٌ بِيضٌ يمانِيَةٌ صَافٍ مضاربُها باقٍ بها الأَثَرُ «4»
قال النَّضر: المأثورة من الآبار التي اخْتُفِيت قَبلَك «5» ثم اندفَنتْ ثم سقَطْتَ أنت عليها فرأيْتَ آثار الأرْشيةِ و الحِبال، فتلك المأثورةُ. حكي الكلبيّ أثِرْت بهذا المكان أي ثبتُّ فيه. و أنشد:
فإنْ شئتَ كانَتْ ذِمّةُ اللّٰهِ بيننا و أعْظَمُ مِيثاقٍ و عَهْد جِوارِ
مُوادغةً ثم انصرفْتُ و لم أدَعْ قَلُوصِي و لم تَأْثَرْ بسُوءِ قَرَارِ
قال أبو عمرو: طريق مأثورٌ أي حديث الأثَر. قال أبو عُبيد:
______________________________
(1) روي البيت في اللسان (أثر 62) للشماخ و قافيته فيه «ففارا». و البيت بروايتيه ليس في ديوان الشماخ.
(2) أي مقصور الهمزة لا ممدودها.
(3) البيت لخفاف بن ندبة كما في اللسان. يتقي، مخفف يتقي.
(4) و يروي:
«عضب مضاربها …»
و
«بيض مضاربها …»
كما في اللسان.
(5) اختفيت بالبناء للمفعول: استخرجت و أظهرت.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 57
إذا تخلَّص اللَّبَن من الزُّيد «1» و خَلَص فهو الأُثْر. قال الأصمعيّ: هو الأثْر بالضم.
و كسَرَها يعقوبُ. و الجمع الأُثُور. قال:
و تصدُرُ و هي راضيةٌ جميعاً عَنَ امرِي حينَ آمُرُ أوْ أُشِيرُ
و أنت مؤخَّرٌ في كلِّ أمرٍ تُوَارِبُكَ الجَوازِمُ و الأُثُورُ
تواربك أي تَهُمُّك، من الأَرَب و هي الحاجة. و الجوازم: وِطابُ اللبن المملوّة.

أثف

الهمزة و الثاء و الفاء يدلّ علي التجمُّع و الثَّبات. قال الخليل: تقول تأَثَّفت بالمكان تأثُّفاً أي أقمتُ به، و أثَفَ القومُ يَأْثِفون أَثْفاً، إِذا استأخروا و تخلَّفوا. و تأثَّف القوم اجتمعوا. قال النابغة:
* و لو تأثَّفَكَ الأعداءُ بالرِّفَدِ «2» *
أي تكنَّفُوك فصاروا كالأثافيُ و الأثفيّة هي الحجارة تُنصَب عليها القِدْر، و هي أفْعُولة من ثَفّيت، يقال قِدْرٌ مُثَفّاة. و يقولون مؤثَّفة، و المُثَفّاة أعرف و أعمّ. و من العرب من يقول مُؤَثْفَاةٌ بوزن مُفَعْلاة في اللفظ، و إنما هي مُؤَفْعَلة؛ لأنّ أَثْفَي يُثْفَي علي تقدير أفعل يُفعِل، ولكنّهم ربما تركوا ألف أفعل في يُؤَفْعَل، لأنّ أفعل أخرِجت من حدّ الثلاثي بوزن الرباعي.
______________________________
(1) في الغريب المصنف 87: «من الثفل». و في اللسان (5: 64): «و قيل هو اللبن إذا فارقه السمن».
(2) الرفد: جمع رفدة. و صدر البيت:
* لا تقذفني بركن لا كفاء له*
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 58
و قد جاء: كِساءُ مُؤَرْنَبٌ، أثبتوا الألفَ التي كانت في أرنب، و هي أفعل، فتركوا في مُؤفعل همزة. و رجل مُؤَنْمَل للغليظ الأنامل. قال:
* و صَالياتٍ كَكمَا يُؤَثْفيْن «1» *
قال أبو عبيد: يقال الإِثفيّة أيضاً بالكسرة. قال أبو حاتم: الأثافيّ كواكبُ بحيال رأس القِدْر «2»، كأثافي القِدْر. و القِدْر أيضا كواكبُ مستديرة.
قال الفرَّاء: المثفّاة سِمَةٌ علي هيئة الأثافيّ*. و يقال الأثافيّ أيضا. قال: و يقال امرأةٌ مُثَفّاة أي مات عنها ثلاثة أزواج، و رجل مثَفَّي تزوج ثلاثَ نسوة.
أبو عمرو: أَثَفَه يأثِفُه طلَبَه. قال: و الأثِف الذي يتبع القوم، يقال مرّ يَأثِفُهم و يُثَفِّيهم، أي يتبعهم. قال أبو زيد: أثَفَهَ يأثِفُهُ طردَه. قال ابنُ الأعرابيّ:
بَقِيَتْ من بني فُلانٍ أُثْفِيّةٌ خَشْناء، إِذا بقي منهم عددٌ كثير و جماعة عزيزة.
قال أبو عمرو: الْمؤتَفُ من الرِّجال القصير العريض الكثير اللَّحم. و أنشد:
ليس من القُرِّ بمسْتَكِينِ مَؤَثَّفٍ بلَحْمه سَمِينِ

أثل

الهمزة و الثاء و اللام يدلُّ علي أصْلِ الشئِ و تجمُّعِه قال الخليل: الأَثْل شجرٌ يُشبه الطَّرْفاء إلا أنه أعظمُ منه و أجود عُوداً منه، تُصنَع منه الأقداحُ الجِياد. قال أبو زياد: الأثْل من العِضاهِ طُوَالٌ في السماء،
______________________________
(1) من رجز للخطام المجاشعي. انظر الخزانة (1: 367/ 2: 353/ 4: 273) و اللسان (ثفي).
(2) انظر الأزمنة و الأمكنة (1: 189 س 1- 2 و 316) و هي التي تسمي الهقعة.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 59
له هَدَب طُوالٌ دُقَاقٌ لا شوكَ له. و العرب تقول: «هو مُولَعٌ بنحْتِ أَثْلَتِه» أي مُولَعٌ بثَلْبِهِ و شَتْمه. قال الأعشي:
ألَسْتَ منْتَهِياً عن نحتِ أثلتِنَا وَ لَسْتَ ضائِرَها ما أطَّتِ الإِبلُ «1»
قال الخليل: تقول أَثَّلَ فلانٌ تأثيلًا، إذا كثر مالُه و حسُنَتْ حالُه.
و المتأثِّل: الذي يجمع مالًا إلي مال. و تقول أثَّل اللّٰه مُلْكَك أي عظَّمه و كثّرهُ. قال:
* أثَّلَ مُلْكاً خِنْدِفِيًّا فَدْغَما «2» *
قال أبو عمرو: الأثال المَجْد أو المال. و حكاها الأصمعيّ بكسر الهمزة و ضمّها. و أثَلَة كلِّ شئٍ أصلُه. و تأثّلَ فلانٌ اتّخذ أصلَ مالٍ. و المتأثِّل من فروع الشجر الأثيث. و أنشد:
و الأصلُ ينبُتُ فَرْعُهُ متأثِّلًا و الكفُّ ليسَ بَنَانُهَا بسَواءِ
قال الأصمعيّ: أثّلْتُ عليه الدُّيونَ تأثيلًا أي جمعتها عليه، و أثَّلْتُه برجال أي كثَّرْتُه بهم. قال الأخطل:
أَتَشْتُمُ قوماً أثَّلوكَ بنَهْشَلٍ و لولاهُم كنتمْ كعُكْلٍ مَوالِيَا «3»
و يقال تأثَّلْتُ للشِّتاء أي تأهَّبت له. قال أبو عبيدة: أُثال اسم جبل.
قال ابنُ الأعرابيِّ في قوله:
______________________________
(1) في الأصل: «أثلته» صوابه في اللسان. و انظر ديوانه 46 و المعلقات 248.
(2) خندفي: منسوب إلي خندف. و الفدغم: الضخم.
(3) ديوان الأخطل 66 يخاطب بالشعر جريراً.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 60
تُؤَثِّلُ كَعبٌ عليّ القضاءَ فرَبِّي يُغَيِّرُ أعمالهَا «1»
قال: تؤثِّل، أي تلزمنيه. قال ابنُ الأعرابيّ و الأصمعيّ: تأثلت البئر حفرتها. قال أبو ذؤيب:
و قد أرْسَلُوا فُرَّاطَهُم فتأثَّلُوا قَلِيباً سَفَاهَا كالإِماءِ القَواعِدِ «2»
و هذا قياسُ الباب؛ لأنّ ذلك إخراج ما قد كان فيها مؤثَّلا.

أثم

الهمزة و الثاء و الميم تدلُّ علي أصلٍ واحد، و هو البطء و التأخُّر. يقال ناقة آثِمةٌ أي متأخِّرة. قال الأعشي:
* إِذا كَذَبَ الآثِماتُ الهَجِيرا «3»
و الإِثم مشتقٌّ من ذلك، لأنّ ذا الإِثمِ بطي‌ءٌ عن الخير متأخِّر عنه. قال الخليل: أثِمَ فلانٌ وقع في الإِثم، فإذا تَحَرَّج و كَفّ قيل تَأثّم كما يقال، حَرِجَ «4» وقع في الحَرج، و تحرّج تباعد عن الحَرَج. و قال أبو زيد: رجل أثيمٌ أثُومٌ. و ذكر ناسٌ عن الأخفش- و لا أعلم كيف صحّتُه- أنّ الإِثم الخمر،
______________________________
(1) اللسان (13: 9).
(2) عني بالقليب هاهنا القبر. سقاها: ترابها. و في الأصل:
«… أسقاها …»
صوابه في الديوان 122 و اللسان (13: 9).
(3) أنشده في اللسان (أثم) و كذا في (كذب) و قال: «و كذب البعير في سيره، إذا ساء سيره». و صدره كما في اللسان و الديوان ص 70:
* جمالية تغتلي بالرداف*
(4) في الأصل: «تحرج»، صوابه من المجمل لابن فارس.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 61
و علي ذلك فسّر قوله تعالي: قُلْ إِنَّمٰا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوٰاحِشَ مٰا ظَهَرَ مِنْهٰا وَ مٰا بَطَنَ وَ الْإِثْمَ. و أنشد:
شَرِبْتُ الإثْمَ حتَّي ضَلَّ عَقْلِي كذاك الإِثمُ تفْعَلُ بالعُقولِ «1»
فإنْ كان هذا صحيحاً فهو القياس لأنَّها تُوقِع صاحبهَا في الإِثم.

أثن

الهمزة و الثاء و النون ليس بأصلٍ، و إنّما جاءت فيه كلمةٌ من الإبدال، يقولون الأُثُن لغة في الوُثُن «2». و يقولون الأُثْنَة حَرَجة الطَّلْح. و قد شَرَطْنا في أوَّلِ كتابنا هذا ألّا نقيس إِلّا الكلامَ الصحيح.

أثوي

الهمزة و الثاء و الواو و الياء أصلٌ واحدٌ تختلط الواو فيه بالياء، و يقولون أثَي عليه يَأْثِي إِثَاوَةً و إِثَايَةً و أثْواً و أثْياً، إذا نَمَّ عليه.
و ينشدون:
* و لا أكون لكم ذا نَيْرَبٍ آثِ*
و النيرب: النميمة. و قال:
و إِنّ امرأً يأثُو بسادةِ قَومِهِ حَرِيٌّ لَعَمرِي أن يُذَمَّ و يُشتَما
______________________________
(1) رواية اللسان (أثل): «تذهب بالعقول».
(2) في اللسان (وثن): «و قد قرئ: إن يدعون من دونه إلا أثنا، حكاه سيبويه» قلت: هي قراءة ابن المسيب، و مسلم بن جندب، و رويت عن ابن عباس، و ابن عمر، و عطاء.
انظر تفسير أبي حيان (3: 352) و فيه باقي القراءات الثماني في الآية.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 62‌

(باب الهمزة و الجيم و ما يثلثهما)

أجح

الهمزة و الجيم و الحاء فرعٌ ليس بأصل، و ذلك أنّ الهمزة فيه مبدلةٌ من واو، فالأُجاح: * السِّتر، و أصله وُجاح. و قد ذُكر في الواو.

أجد

الهمزة و الجيم و الدال أصل واحد، و هو الشَّئ المعقود، و ذلك أن الإِجَاد الطّاقُ الذي يُعقَد في البِناء، و لذلك قيل ناقةٌ أُجُدٌ.
قال النابغة:
فَعَدِّ عَمّا تَرَي إِذْ لا ارتجاعَ له و انْمِ القُتُودَ علي عَيرانةٍ أُجُدِ
و يقال هي مُؤْجَدة القَرَي. قال طَرَفة:
صُهابيّةُ العُثْنونِ مُؤْجَدَةُ القَرَي بَعِيدةُ وَخْدِ الرِّجْلِ مَوَّارَةُ اليَدِ
و قيل هي التي تكون فَقارُها عظماً واحداً بلا مَفْصِل، و هذا ممَّا أجمع عليه أهل اللغة، أَعني القياسَ الذي ذكرتُه.

أجر

الهمزة و الجيم و الراء أصلان يمكن الجمعُ بينهما بالمعني، فالأول الكِراء علي العمل، و الثاني حَبْر العظم الكَسِير. فأمَّا الكِراء فالأَجر و الأُجْرة. و كان الخليل يقول: الاجر جزاء العمل، و الفعل أَجَرَ
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 63
يَأْجُرُ أَجْرا، و المفعول مأجور. و الأجير: المستأجَر. و الأُجارة ما أعطيتَ مِنْ أجرٍ في عمل. و قال غيره: و من ذلك مَهر المرأة، قال اللّٰه تعالي:
فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ*. و أمَّا جَبْر العظم فيقال منه أُجِرَتْ يدُه. و ناسٌ يقولون أَجَرَتْ يَدَه «1». فهذان الأصلان. و المعني الجامع بينهما أنَّ أَجْرَة العامِل كأنّها شئٌ يُجْبر به حالُه فيما لحِقه من كَدٍّ فيما عمله. فأمّا الإجّار فلغةٌ شاميّة، و ربّما تكلَّم بها الحِجازيّون. فيروي
أنّ رسول اللّٰه صلي اللّٰه عليه و آله و سلم قال: «مَن باتَ علي إِجّارٍ ليس عليه ما يردُّ قدمَيْهِ فقد برِئَتْ منه الذِّمَّة».
و إِنّما لم نذكُرْها في قياسِ الباب لِمَا قُلْناه أنّها ليست من كلام البادية.
و ناسٌ يقولون إنْجار «2»، و ذلك مما يُضعِف أمْرَها. فإِنْ قال قائلٌ: فكيف هذا و قد تكلَّم بها رسول اللّٰه صلي اللّٰه عليه و آله؟ قيل له ذلك
كقوله صلي اللّٰه عليه و آله و سلم: «قومُوا فقد صَنَع جابرٌ لكم سُوراً»
و سُورٌ فارسيّة، و هو العُرْس «3». فإنْ رأيتَها في شِعرٍ فسبيلُها ما قد ذكرناه. و قد نشد أبو بكر بن دريد:
* كالحَبشِ الصَّفِّ علي الإجَّارِ «4» *
شبّه أعناق الخيلِ بحَبَشٍ صَفٍّ علي إجّارٍ يُشرِفُون.
______________________________
(1) الجوهري: «أجر العظم يأجر و يأجر أجرا و أجوراً: برئ علي عثم».
(2) إنجار، بالنون.
(3) العرس، بضم العين، و بضمتين: طعام الإملاك و البناء. و في الأصل: «الفرس» تحريف و انظر اللسان (سور) و المعرب 192.
(4) أراد كصف الحبش. و قبله كما في الجمهرة (3: 222):
* تبدو هواديها من الغبار*
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 64‌

أجص

الهمزة و الجيم و الصاد ليست أصلا، لأنّه لم يجئْ عليها إلّا الإِجّاص. و يقال إِنّه ليس عربيًّا، و ذلك أن الجيم تقلّ مع الصاد.

أجل

اعلم أنَّ الهمزة و الجيم و اللام يدلُّ علي خمس كلماتٍ متباينة، لا يكادُ يمكنُ حمْلُ واحدةٍ علي واحدة من جهة القياس، فكلُّ واحدةٍ أصلٌ في نفسها. وَ رَبُّكَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ. فالأَجَل غاية الوقت في مَحَلِّ الدَّين و غيره. و قد صرّفه الخليلُ فقال أَجِل هذا الشّئِ و هو يَأْجَلُ، و الاسم الآجِل نقيض العاجل. و الأجيل المُرْجأ، أي المؤخَّر إلي وقتٍ. قال:
* و غايةُ الأَجِيْلِ مَهْوَاةُ الرِّدَي «1» *
و قولهم «أجَلْ» في الجواب، هو من هذا الباب، كأنّه يريد انتَهي و بلغ الغاية. و الإجْلُ: القطيع من بقر الوحش، و الجمع آجال. و قد تأجّل الصُّوار: صار قَطِيعاً. و الأجْلُ مصدر أَجَلَ عليهم شَرًّا، أي جناه و بَحَثَه «2» قال خوّات بن جُبَير «3»:
و أهلِ خِبَاءٍ صَالحٍ ذاتُ بَيْنهِم قد احتَرَبُوا في عَاجلٍ أنا آجلُه
اي جانيه. و الإجْل: وَجَعَ في العنق. و حكي عن أبي الجرّاح: «بي إجْلٌ فأجِّلُوني»، أي داووني منه. و المَأْجَلُ: شبه حوضِ واسع يؤجَّل فيه ماءُ البئر
______________________________
(1) في الأصل: «يهواه الردي»، صوابه من اللسان (13: 10).
(2) في اللسان: «جناه وهيجه».
(3) و في اللسان أنه يروي أيضاً للخنوت، و لزهير من قصيدته التي مطلعها:
صحا القلب عن ليلي و أقصر باطله و عري أفراس الصبا و رواحله
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 65
أو القناةِ أيّاماً ثم يُفَجَّر في الزّرع، و الجمع مآجِل. و يقولون: أجِّلْ لنخلتك، أي اجعل لها مثلَ الحوض. فهذه هي الأصول. و بقيت كلمتان إحداهما من باب الإبدال، و هو قولهم أَجَلُوا ما لَهُم يأجِلونه أجْلًا أي حبّسوه، و الأصل في ذلك الزاء «أزَلُوه». و يمكن أن يكون اشتقاقُ هذا و مأجَلِ الماء واحداً، لأن الماء يُحبَس فيه. و الأُخري قولهم من أجْلِ ذلك فعلتُ كذا؛ و هو محمول علي أَجَلْت الشئَ أي جنيته، فمعناه [من] أَنْ أُجِلَ كذا فَعلتُ، أي من أن جُنِي. فأما أَجَلَي علي فَعَلَي فمكان. و الأماكن أكثرها موضوعة الأسماء، غير مَقِيسة. قال:
حَلَّتْ سُليمي جانبَ الجَريبِ «1» بِأَجَلَي مَحَلَّةِ الغَرِيبِ

أجم

الهمزة و الجيم و الميم لا يخلو من التجمُّع و الشدّة. فأما التجمُّع فالأَجَمَة، و هي مَنْبِت الشجر المتجمِّع كالغيضة «2»، و الجمع الآجام.
و كذلك الأُجُم و هو الحِصْن. و مثلهُ أُطُم و آطام. و
في الحديث: «حتي توارَتْ بآجَامِ المدينة»
. و قال امرؤ القيس:
وَ تَيْمَاءَ لم يَتْرُكْ بها جِذْعَ نخلةٍ و لا أُجُماً إلا مَشِيداً بجَنْدَلِ «3»
______________________________
(1) في الأصل: «الحريب» صوابه بالجيم، كما في الصحاح و معجم البلدان (أجلي).
(2) في الأصل: «كالفضة»، صوابه من اللسان.
(3) الرواية السائرة: «و لا أطما». و رواية (المجمل) كالمقاييس، و قبلها:
«و قد يروي».
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 66
و ذلك متحمّع البُنيان و الأهل.
و أما الشدّة فقولهم: تأجّم الحَرّ، اشتدّ. و منه أَجَمْت الطعامِ مَلِلْته. و ذلك أمرٌ يشتدُّ علي الإنسان.

أجن

الهمزة و الجيم و النون كلمةٌ واحدة. و أجَنَ الماءُ يَأْجُنُ و يَأْجِنُ إِذا تغيَّر، و هي الفصيحة. و ربما قالوا أجِنَ يأْجَنُ، و هو أَجُونٌ «1» قال:
* كَضِفْدِعِ ماءِ أَجونٍ يَنِقّ*
فأما المِئجنة خشبة القَصَّار فقد ذكرت في الواو. و الإِجَانُ كلامٌ لا يكاد أهل اللُّغة يحقُّونه «2».

أجأ

جبل لِطَيّ. و قد قلنا إنّ الأماكنَ لا تكاد تنقاس أسماؤُها «3». و قال شاعرٌ في أجأ:
و من أَجَأٍ حَوْلِي رِعانٌ كأنَّها قنابِلُ خيلٍ من كُميتٍ و من وَرْدِ «4»
______________________________
(1) ضبطت في الأصل بضم الهمزة هنا و في الشاهد.
(2) إذ يذهب بعضهم إلي أنه معرب «إكانه» كما في اللسان.
(3) انظر ص 65 س 7.
(4) البيت لعارق الطائي كما في معجم البلدان (1: 105). و في الأصل: «قبائل» تحريف.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 67‌

(باب الهمزة و الحاء و ما معهما في الثلاثي)

أحد

الهمزة و الحاء و الدال فرع و الأصل الواو وَحَد، و قد ذكر في الواو. و قال الدريديّ: ما اسْتَأْحَدت بهذا الأمر أي ما انفردت به.

أحن

الهمزة و الحاء و النون كلمةٌ واحدة. قال الخليل:
الإِحْنَة الحِقْد في الصَّدر. و أنشد غيرُه:
مَتَي تكُ في صدرِ ابنِ عَمِّكَ إحْنَةٌ فلا تَسْتَثِرْها سوف يبدُو دفِينُها «1»
و قال آخر في جمع إحْنة:
ما كنتم غيرَ قوم بينكم إحَنٌ تُطالبونَ بها لو يَنْتهي الطَّلَبُ
و يقال أَحِنَ عليه يَأْحَنُ إحْنة. قال أبو زيد: آحَنْتُهُ مُؤَاحَنَةً، أي عاديته.
و ربما قالوا أحِنَ إذا غَضِب.
و اعلم أن الهمزة لا تُجامِعُ الحاء إِلا فيما ذكرناه، و ذلك لقرب هذه من تلك.
______________________________
(1) البيت للأقيبل القيني، كما في اللسان (16: 146).
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 68‌

(باب الهمزة و الخاء و ما معهما في الثلاثي)

أخذ

الهمزة و الخاء و الذال أصل واحد تتفرَّع منه فروعٌ متقاربة في المعني. [أمّا] أخذ فالأصل حَوْز الشئ و جبْيُه «1» و جمعه. تقول أخذت الشئ آخُذه أخْذاً. قال الخليل: هو خلاف العطاء، و هو التناول.
قال: و الأُخْذَةُ رُقْيَةٌ تَأْخُذُ العينَ و نحوَها. و المؤَخَّذ: الرجل الذي تؤخِّذه المرأة عن رأيه و تُؤَخِّذُه عن النِّساء، كأنه حُبِس عنهن. و الإِخَاذة- و أبو عبيد يقول الإِخاذ بغير هاءٍ-: مجمع الماء شبيه بالغدير. قال الخليل: لأنّ الإنسان يأخُذه لنفسه. و جائزٌ أن يسمَّي إخَاذاً، لأخْذِه من ماء. و أنشد أبو عُبيدٍ و غيرُه لعديّ بن زيد يصف مطراً:
فآضَ فيه مثلُ العُهُون من الرَّوضِ و ما ضَنَّ بالإِخَاذِ غُدُرْ «2» و جمع الإِخاذ أُخُذ. قال الأخطل:
فظل مرتبِئاً و الأُخْذ قد حَمِيَتْ و ظَنَّ أنّ سَبِيلَ الأُخْذِ مَثْمُودُ «3»
و
قال مسروق بن الأجدع: «ما شبَّهت بأصحاب محمدٍ صلي اللّٰه عليه و آله و سلم إلا الإخاذَ، تكفِي الإِخاذةُ الرّاكبَ و تكفي الإِخاذةُ الراكبَينِ
______________________________
(1) في الأصل: «وحيه». و الجبي هو أصل قولهم «الإخاذ» التالية.
(2) أنشده في اللسان (5: 5).
(3) حميت، من الشمس. و المثمود: الذي فيه بقية من ماء. و البيت محرف في اللسان (5: 5) صوابه ما هنا، و ما هنا يطابق الديوان ص 149.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 69
و تكفِي الإخاذة الفِئَامَ من الناس»
. و يستعمل هذا القياس في أدواءٍ. تأخذ في الأشياء، و في غير الأدواء، إلا أنّ قياسها واحد. قال الخليل: الآخِذُ من الإبل الذي أخَذَ فيه السمن، و هُنّ الأواخذ. قال: و أخِذَ البعيرُ يَأْخَذُ أَخَذاً فهو أَخِذٌ، خفيف، و هو كهيئة الجنون يأخذه، و يكون ذلك في الشَّاءِ «1» أيضا. فإنْ قال قائل: فقد مضي القياسُ في هذا البناء صحيحا إلي هذا المكان فما قولك في الرَّمَد؛ فقد قيل: إنّ الأُخُذَ الرَّمَدُ و الأَخِذُ الرَّمِدُ؟
قيل له: قد قُلْنَا إنّ الأدواء تسمَّي بهذا لأخْذها الإِنسان و فيه. و قد قال مفسِّرُو شعرِ هذيلِ في قول أبي ذؤيب.
يَرْمِي الغُيوب بعينَيهِ و مَطْرِفُه مُغْضٍ كما كَسَفَ المستأخَذُ الرَّمِدُ «2»
يريد أنَّ الحمار يرمي بعينيه كلَّ ما غاب عنه و لم يره، و طرفُه مُغْضٍ،* كما كسَف المستأخَذ الذي قد اشتدّ رمدُه أي اشتدّ أَخْذُه له، و استأخذ الرَّمد فيه فكسَفَ نكّس رأسه، و يقال غَمّض. فقد صحَّ بهذا ما قلناه أنه سمِّي أُخُذا لأنه يستأخِذ فيه. و هذه لفظةٌ معروفة، أعني استأخذ. قال ابن أبي ربيعة:
إليْهم متي يَسْتأخِذُ النَّوْمُ فيهمُ ولي مجلسٌ لولا اللُّبَانَةُ أَوْعَرُ
فأمَّا نجوم الأَخْذ فهي منازل القمر، و قياسها ما قد ذكرناه، لأنّ القمر يأخُذ كلَّ ليلةٍ في منزلٍ منها. قال شاعر:
______________________________
(1) في الأصل: «الشتاء»، صوابه في اللسان (5: 6).
(2) ديوان أبي ذؤيب 125 و اللسان (أخذ، كسف). و في الجمهرة (3: 237):
«و يروي المستأخذ الرمد. و هو الجيد»، يعني يفتح الخاء.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 70
و أَخْوَتْ نُجومُ الأَخْذِ إلا أَنِضَّةً أَنِضَّةَ مَحْلٍ ليس قاطرها يُثْرِي «1»

أخر

الهمزة و الخاء و الراء أصل واحدٌ إليه ترجع فروعُه، و هو خلاف التقدُّم. و هذا قياس أخذْناه عن الخليل فإِنّه قال: الآخِر نقيض المتقدّم. و الأُخرُ نقيض القُدُم، تقول مضي قُدُما و تأخَّرَ أُخُرّا. و قال: و آخِرَة الرحل و قادمته و مُؤَخّر الرَّحْل و مُقَدَّمه. قال: و لم يجئْ مُؤْخِر مخفّفة في شئٍ من كلامهم إلا في مُؤْخِر العين و مُقْدم العين فقط. و من هذا القياس بِعتُك بيعا بِأَخِرَةٍ أي نَظِرَة، و ما عرفته إلا بأَخَرَة. قال الخليل: فعل اللّٰه بالأَخِرِ أي بالأَبْعد. و جئت في أُخْرَياتهم و أُخْرَي القوم. قال:
* أنا الذي وُلِدْتُ في أُخرَي الإِبِلْ «2» *
و ابن دريد يقول: الآخِر تَالٍ للأوَّل. و هو قريبٌ ممّا مضي ذكره، إلّا أنّ قولنا قال آخِر الرَّجُلين و قال الآخِر، هو لقول ابن دريد أشد مُلاءمةً و أحسَنُ مطابقة. و أُخَرُ: جَماعة أُخْرَي.

أخو

الهمزة و الخاء و الواو ليس بأصلٍ؛ لأنّ الهمزة عندنا مبدلة من واو، و قد ذكرت في كتاب الواو بشرحها، و كذلك الآخِيَّة.
______________________________
(1) اللسان (أخذ، نضض، خوي) و الأزمنة و الأمكنة للمرزوقي (1: 185). و يثري:
؟؟؟ الثري. و في الأصل: «تتري» تحريف. و سيأتي في (خوي).
(2) اللسان (5: 69).
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 71‌

باب الهمزة و الدال و ما معهما في الثلاثي

أدر

الهمزة و الدال و الراء كلمةٌ واحدة، فهي الأَدْرَةُ و الأَدَرَةُ، يقال أَدِرَ يَأْدَرُ، و هو آدَرُ. قال:
نُبِّئتُ عُتْبةَ خَضَّافاً تَوَعَّدَني يا رُبَّ آدَرَ من مَيْثاءَ مَأْفُونِ

أدل

الهمزة و الدال و اللام أصلٌ واحدٌ يتفرّع منة كلمتان متقاربتان في المعني، متباعدتان في الظَّاهر. فالإِدْلُ الَّلبَنُ الحامض. و العرب تقول: جاء بِإدْلَةٍ ما تُطاقُ [حَمَضاً «1»]، أي من حموضتها. قال ابن السكّيت:
قال الفرّاء: الإِدْلُ وجَع العنق. فالمعني في الكراهة واحد، و فيه علي رواية أبي عبيد قياسٌ أجود ممّا ذكرناه، بل هو الأصل. قال أبو عبيد: إذا تلبّد اللبن بعضُه علي بعضٍ فلم ينقطع فهو إدْلٌ «2». و هذا أشبهُ بما قاله الفرّاء، لأنّ الوجع في العنق قد يكون من تضامِّ العروق و تلَوِّيها.

أدم

الهمزة و الدال و الميم أصلٌ واحد، و هو الموافقة و الملاءمة، و ذلك
قول النبي صلي اللّٰه عليه و آله و سلم للمُغيرةِ بن شُعْبة- و خَطَب المَرْأة-:
«لو نَظَرْتَ إليها، فإنّه أحْرَي أن يُؤْدَمَ بينكما».
قال الكسائيّ: يُؤدَم يعني
______________________________
(1) التكملة من اللسان (أول) و الغريب المصنف 84
(2) النص في الغريب المصنف 84.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 72
أن يكون بينهما المحبّة و الاتفاق، يقال أَدَمَ يَأْدِمُ أَدْماً. و قال أبو الجرّاح العُقَيليّ مِثْلَه. قال أبو عُبيد: و لا أري هذا إلَّا من أَدْمِ الطَّعام، لأنّ صلاحَه و طِيبَه إنّما يكون بالإِدام، و كذلك «1» يقال طعام مَأْدوم. و
قال ابن سِيرِينَ في طعام كفّارة اليمين: «أَكْلَةٌ مَأْدُومَةٌ حَتَّي يَصُدُّوا»
. قال: و حدَّثني بعضُ أهل العلم أنَّ دُريدَ بنَ الصِّمّة أراد أن يطلّق امرأته فقالت: «أبا فلان، أَ تُطَلِّقُني، فو اللّٰه لقد أطعمتك مأْدُومي و أبْثَثْتُك مكتومي، و أتيتُك بَاهِلًا غيرَ داتِ صرار «2»». قال أبو عبيد: و يقال آدَم اللّٰهُ بينهما يُؤْدِم إيداماً فهو مُؤْدَمٌ بينهما. قال شاعر:
* و البِيضُ لا يُؤْدِمْنَ إلَّا مُؤْدَمَا «3» *
أي لا يُحبِبْنَ إلا مُحَبَّباً موضعاً لذلك. و من هذا الباب قولهم جعلت فلاناً أَدَمَةَ أهلي أي أُسْوتهم، و هو صحيح لأنَّه إذا فعل ذلك فقد وفّق بينهم.
و الأدَمَةُ الوسيلة إلي الشئ، و ذلك أنّ المخالِف لا يُتوسَّل به. فإن قال قائلٌ:
فعلي أيِّ شئٍ تحمل الأدَمَة و هي باطن الجلد؟ قيل له: الأدَمة أحسن ملاءمة للَّحْم من البشرة، و لذلك سُمِّي آدم عليه* السلام؛ لأنّه أخذ من أَدَمة الأرض.
و يقال هي الطبقة الرابعة. و العرب تقول مُؤْدَمٌ مُبْشَرٌ، أي قد جمع لِينَ الأدَمة و خشونة البشَرة. فأما الَّلون الآدَم فلأنّه الأغلبُ علي بني آدم. و ناس تقول:
أديم الأرض و أَدَمَتُها وجهها.
______________________________
(1) في اللسان (14: 273): «و لذلك».
(2) القصة في اللسان (14: 274)، و ستأتي في (بهل).
(3) البيت و تفسيره في اللسان (14: 273).
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 73‌

أدو

الهمزة و الدال و الواو كلمةٌ واحدة. الأدْوُ كالخَتْل و المراوَغَة. يقال أدا يأدُو أدْواً. و قال:
أدَوْتُ له لآخذه فهيهات الفتي حَذِرَا «1»
و هذا شئٌ مشتقٌّ من الأداة، لأنّها تعمل أعمالًا حتَّي يُوصَل بها إلي ما يراد. و كذلك الخَتْل و الخَدْع يَعْملانِ أعمالًا. قال الخليل: الألف التي في الأداة لا شك أنّها واو، لأن الجِماع أدواتٌ. و يقال رجلٌ مُؤْدٍ عَامِلٌ.
و أداةُ [الحرب «2»]: السِّلاحُ. و قال:
أمُرُّ مُشِيحاً مَعِي فِتْيَةٌ فمِن بينِ مُؤْدٍ و [مِنْ] حاسرِ
و من هذا الباب: استأديت علي فلانٍ بمعني استعديت، كأنّك طلبت به أداةً تمكِّنُك من خَصْمك. و آدَيْتُ فلاناً أي أعَنْتُه. قال:
* إنِّي سأُودِيك بسَيْرٍ وكْزِ «3» *
______________________________
(1) في اللسان (17: 25): «حذراً» و قال: «نصب حذراً بفعل مضمر، أي لا يزال حذراً». و ورد البيت في الأصل:
«… لتأخذه فهيهات الفتي حذر»
، و صواب روايته من اللسان و الجمهرة (3: 276).
(2) تكملة بها يلتئم الكلام. و في اللسان: «و أداة الحرب سلاحها».
(3) البيت في اللسان (17: 345/ 18: 26) برواية:
«… بسير وكن»
. و فسره في (وكن) بأنه سير شديد. لكن رواية الأصل و المجمل أيضاً: «وكز» بالزاي.
و هو من قولهم وكز وكزا في عدوه من فزع أو نحوه. و يقال أيضا وكز يوكز توكيزاً.
روي الأخيرة ابن دريد في الجمهرة (3: 17) و قال: «و ليس بثبت». و رواية اللسان عن الجمهرة محرفة.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 74‌

أدي

الهمزة و الدّال و الياء أصلٌ واحد، و هو إيصال الشئ إلي الشئ أو وُصوله إليه من تِلقاء نَفْسه. قال أبو عُبيد: تقول العرب للَّبَن إذا وصل إلي حال الرُّؤوبِ، و ذلك إذا خَثُر: قد أدَي يَأْدِي أُدِيًّا.
قال الخليل: أدّي فلان يؤدِّي ما عليه أدَاءَ و تَأْدِيَةً. و تقول فلانٌ آدَي للأمانة منك «1». و أنشد غيره:
أدّي إلي هِنْدٍ تَحيَّاتِها و قال هذا من وَدَاعي بِكِرْ «2»

أدب

الهمزة و الدال و الباء أصل واحد تتفرع مسائله و ترجع إليه: فالأدْب أن تجمع النّاس إلي طعامك. و هي المَأْدَبَة و المَأْدُبَة. و الآدِب الداعي. قال طَرَفة:
نحنُ في المَشْتاةِ ندْعُو الجَفَلَي لا تَرَي الآدبَ فينا ينتقِرْ
و المآدِب: جمع المأْدُبَة، قال شاعر:
كأنَّ قلوبَ الطَّيرِ في قعر عُشِّها نَوَي القَسْبِ مُلْقًي عند بَعْضِ المآدب «3»
______________________________
(1) في اللسان: «قال أبو منصور: و ما علمت أحداً من النحويين أجاز آدي».
(2) البيت من أبيات لابن أحمر، رواها ابن منظور في اللسان (19: 57) و الرواية فيه:
«من دواعي دبر»، محرفة. و بكر، أراد بكر، بالكسر، فأتبع الكاف الباء في الكسر.
(3) البيت لصخر الغي، يصف عقابا. اللسان (1: 200).
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 75
و من هذا القياس الأدَبُ أيضاً، لأنّهُ مُجمَعٌ علي استحسانه. فأمَّا
حديث عبدِ اللّٰه بن مسعود: «إنَّ هذا القرآنَ مَأْدُبَةُ اللّٰه تعالي فتعلموا «1» مِن مأدُبته»
فقال أبو عبيد: من قال مأدبة فإنّه أراد الصّنيع يصنعه الإِنسان يدعو إليه النّاس. يقال منه أَدَبْتُ علي القوم آدِبُ أَدْباً، و ذكر بيت طرفة، ثمّ ذكر بيت عدي:
زجِلٌ وَبْلُه يُجَاوِبُه دُ فٌّ لِخُونٍ مَأْدُوبةٍ و زَميرُ «2»
قال: و من قال مَأْدَبَة فإنّه يذهب إلي الأدَب، يجعله مَفْعَلة من ذلك.
و يقال إن الإدْبَ العَجَبُ «3»، فإنْ كان كذا فلتجمُّع الناس له.

(باب الهمزة و الذال و ما معهما في الثلاثي

أذن

الهمزة و الذال و النون أصلان متقارِبان في المعني، متباعدان في اللفظ، أحدهما أُذُنُ كلِّ ذي أُذُن، و الآخر العِلْم؛ و عنهما يتفرَّع البابُ كلُّه. فأمّا التّقارب فبالأُذُن يقع علم كلِّ مسموعٍ. و أمّا تفرُّع الباب
______________________________
(1) في الأصل: «فقاموا»، صوابه في اللسان (1: 201).
(2) البيت محرف في اللسان (أدب) و عجزه في (16: 304). و أنشده الجواليقي في العرب 130 برواية
«زجل عجزه …»
و قال: «يعني أنه يجاوبه صوت رعد آخر من بعض نواحيه كأنه قرع دف يقرعه أهل عرس دعوا الناس إليها». و انظر شعراء النصرانية 454- 456.
(3) في اللسان: «الأصمعي: جاء فلان بأمر أدب مجزوم الدال، أي بأمر عجيب».
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 76
فالأذُن معروفة مؤنّثة. و يقال لذي الأُذُنِ «1» آذَنُ، و لذات الأُذُن أَذْنَاء.
أنشد سلمة عن الفرّاء:
مثل النَّعامة كانت و هي سالمةٌ أذْنَاءَ حتَّي زهاها الحَيْنُ و الجُنُنُ «2»
أراد الجُنون.
جاءت لتَشرِيَ قَرْناً أو تعوِّضَه و الدَّهرُ فيه رَبَاحُ البيع وَ الغبَنُ «3»
فقيل أُذْناكِ ظُلْمٌ ثمت اصْطُلِمتْ إلي الصِّماخِ فلا قَرْنٌ و لا أُذُنُ
و يقال للرجل السامعِ مِن كلِّ أحدٍ أُذُنٌ. قال اللّٰه تعالي: وَ مِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَ يَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ. و الأذُن عُروة الكوز، و هذا مستعار و الأَذَنُ الاستماع، و قيل أَذَنٌ لأنه بالأُذُن يكون. و ممّا جاء مجازاً و استعارة
الحديث: «ما أذِنَ اللّٰهُ تعالي لشئٍ كأَذَنِهِ لنبيٍّ يتغنَّي بالقُرآن»
. و قال عديُّ بنُ زيدٍ:
أيُّها القَلْبُ تَعَلَّلْ بِدَدَنْ إنَّ هَمِّي في سمَاع و أَذَنْ
و قال أيضا:
و سماعٍ بأذَنُ الشَّيخُ لهُ و حديثٍ مِثْلِ مَاذِيٍّ مُشارِ «4»
______________________________
(1) أي الأذن الطويلة العظيمة.
(2) الأبيات الثلاثة في اللسان (16: 249).
(3) في الأصل:
«… رباح العين …»
، صلوبه من اللسان.
(4) الماذي: العسل الأبيض. و المشار: المجتني. و البيت في اللسان (6: 103/ 16:
148) برواية:
«في سماع …»
. و قبله:
و ملاه قد تلهبت بها و قصرت اليوم في بيت عذاري
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 77
و الأصل الآخر العِلْم و الإعلام. تقول العرب قد أَذِنْتُ بهذا الأمْرِ أي عَلِمْت.
و آذَنَني فلانٌ أعلَمَني. و المصدر الأَذْن و الإيذان. و فَعَلَه بإِذْني أي بعِلمي، و يجوز بأمري، و هو قريبٌ من ذلك. قال الخليل: و من ذلك أذِن لي في كذا. و من الباب الأذان، و هو اسم التَأذين، كما أنّ العذاب اسمُ التعذيب، و ربما حوّلوه إلي فَعِيل فقالوا أذِينٌ. قال:
* حتَّي إذا نُودِيَ بالأَذينِ*
و الوجه في هذا أنّ الأذين [الأذان «1»]، و حجته ما قد ذكرناه.
و الأذين أيضا: المكان يأتيه الأذانُ من كلِّ ناحيةٍ. و قال:
طَهُور الحصي كانَتْ أذيناً و لم تكن بها رِيبةٌ مما يُخافُ تَرِيبُ
و الأذين أيضا: المؤذِّن. قال الراجز:
فانكشَحَتْ له عليها زَمْجَرَهْ سَحْقاً و ما نادَي أَذِينُ المدَرَهْ «2»
أراد مؤذِّن البيوت التي تبَني بالطِّين و اللَّبِن و الحِجارة. فأمّا قوله تعالي:
وَ إِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ فقال الخليل: التَّأذُّن من قولك لأفعلنَّ كذا، تريد به إيجاب الفعل، أي سأفعله لا محالة. و هذا قَولٌ. و أوضَحُ منه قولُ الفرّاء تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ: أَعلَمَ رَبُّكم. و ربما قالت العرب في معني أفعَلْتُ تفَعَّلْتُ. و مثله أَوْعَدَنِي و تَوَعَّدني؛ و هو كثير.
و آذِنُ الرَّجُلِ حاجبُه، و هو من الباب.
______________________________
(1) تكملة يلتئم بها الكلام.
(2) الرجز للحصين بن بكير الربعي، يصف حمار وحش. و بدل الأول في اللسان (16:
150):
* شد علي أمر الورود مئزره*
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 78‌

أذي

الهمزة و الذال و الياء أصل واحد، و هو الشئ تتكرَّهُه و لا تَقِرُّ عليه. تقول: آذَيْتُ فلانا أوذِيهِ. و يقال بعير أَذٍ و ناقةٌ أَذِيَةٌ إذا كان لا يَقِرُّ في مكانٍ من غير وجع، و كأنه يَأْذَي بمكانه.

باب الهمزة و الراء و ما معهما في الثلاثي

أرز

الهمزة و الراء و الزاء أصل واحد لا يُخْلف قياسُه بتّةً، و هو التجمُّع و التَّضامّ.
قال رسول اللّٰه صلي اللّٰه عليه و آله و سلم: «إنّ الإِسلام ليَأْرِزُ إلي المدينة كما تَأْرِزُ الحيَّة إلي جُحرها»
. و يقولون: أَرَزَ فلانٌ، إذا تَقَبَّض من بُخْله. و
كان بعضهم «1» يقول: «إنّ فلاناً إذا سئل أَرَزَ، و إذا دُعِي انتَهَزَ»
. و رجلٌ أَرُوزٌ إذا لم ينبسط للمعروف. قال شاعر «2»:
* فذاك بَخَّالٌ أرُوزُ الأَرْزِ*
يعني أنّه لا يَنبسط لكنّه ينضمّ بعضَه إلي بعض. قال الخليل: يقال ما بلغ فلانٌ أعْلَي الجبلِ إِلَّا آرِزاً، أي منقبضاً عن الانبساط في مَشْيه، من شدّة إعيائه. و قد أَعْيَا و أرَزَ. و يقال ناقَةٌ آرِزَةُ الفَقارَةِ، إذا كانت شديدةً متداخلًا بعضها في بعض «3». و قال زهير:
______________________________
(1) هو أبو الأسود الدؤلي، كما في اللسان (أرز). يقول: إذا سئل المعروف تضام و تقبض من بخله و لم ينبسط له، و إذا دعي إلي طعام أسرع إليه.
(2) هو رؤبة. انظر ديوانه 65 و اللسان (7: 168) و ما سيأتي في (بخل).
(3) في الأصل: «إذا خلا بعضها في بعض»، تحريف.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 79
بآرِزَةِ الفَقَارَةِ لم يَخُنْها قِطَافٌ في الرِّكابِ و لا خِلاءَ
فأمّا قولُهم لليلة الباردة آرِزَة فمن هذا، لأنَّ الخَصِر يتضامّ.

أرس

الهمزة و الراء و السين ليست عربيّة. و يقال إنّ الأراريس الزرّاعون «1»، و هي شاميّة.

أرش

الهمزة و الراء و الشين يمكن أن يكون أصلا، و قد جعلها بعضُ أهل العلم فرعاً، و زَعَم أنّ الأصل الهرشُ، و أنّ الهمزة عِوَضُ من الهاء. و هذا عندي متقارب، لأنّ هذين الحرفين- أعني الهمزة و الهاء- متقاربان، يقولون إياك وَهِيَّاك، و أرقْتُ و هَرَقت. و أَيًّا كان فالكلام من باب التحريش، يقال أرَّشْت الحربَ و النارَ إذا أوقدتَهما. قال:
و ما كنتُ مِمَّنْ أَرَّشَ الحرْبَ بينهم و لكنَّ مَسْعوداً جناها وَ جُنْدُبَا «2»
وَ أَرْشُ الجِنَايَة: دِيَتُها، و هو أيضاً ممّا يدعو إلي خلافٍ و تحريش، فالباب واحد.

أرض

الهمزة و الراء و الضاد ثلاثة أصول، أصل يتفرع و تكثر مسائله، و أصلان لا ينْقاسانِ بل كلُّ واحدٍ موضوع حيث وضَعتْه
______________________________
(1) واحدهم إربس، كسكيت.
(2) في الأصل: «و لكن ما سعودا».
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 80
العرب. فأمّا هذان الأصلان فالأرْض الزُّكْمَةُ «1»؛ رجل مأروضٌ أي مزكوم. و هو أحدهما، و فيه يقول الهذليّ «2»:
جَهِلْتَ سَعُوطَكَ حتَّي تَخَا ل أَنْ قد أُرِضْتَ و لم تُؤْرَض
و الآخر الرِّعدة، يقال بفلان أرْضٌ أي رِعْدَةٌ، قال ذو الرُّمّة:
إذا توجَّسَ رِكْزاً مِن سَنابِكِها أو كان صاحبَ أَرْضٍ* أو به مُومُ «3»
و أمّا الأصل الأوّل فكلُّ شئٍ يسفلُ و يقابِل السَّماءَ؛ يُقال لأعْلَي الفَرس سَماءٌ و لِقوائمه أرْض. قال:
و أحمرَ كالدِّيباجِ أمّا سَماؤُه فرَيَّا و أما أرْضُه فَمُحُولُ «4»
سماؤه: أعاليه، و أرضه: قوائمه. و الأرضُ: التي نحنُ عليها، و تجمع أَرَضْين «5»، و لم تجئْ في كتاب اللّٰه مجموعةً فهذا هو الأصل ثمَّ يتفرع منه قولهم أَرْضٌ أَرِيضَةٌ، و ذلك إذا كانت ليّنة طيِّبة. قال امرؤ القيس:
بلادٌ عَرِيضَةٌ و أرْضٌ أرِيضَةٌ مدافعُ غَيْثٍ في فَضاءٍ عَرِيضِ «6»
و منه رجل أرِيضٌ للخَيْر أي خليقٌ له، شُبِّه بالأرْض الأريضة. و منه تَأَرَّضَ النَّبْتُ إذا أمكَن أن يُجَزّ، و جَدْيٌ أريضٌ «7» إذا أمكنه أنْ
______________________________
(1) يقال: زكمة و زكام.
(2) هو أبو المثلم الخناعي الهذلي، يخاطب عامر بن العجلان الهذلي. انظر الشعر و قصته في شرح أشعار الهذليين للسكري 51- 53
(3) في الأصل: «أم به»، صوابه من الديوان 587 و اللسان (وجس، أرض، موم).
(4) البيت ينسب لطفيل الغنوي. انظر الاقتضاب ص 335 و اللسان (19: 124).
و ليس في ديوان طفيل. انظر الملحقات ص 62.
(5) يقال أرضون بفتح الراء و سكونها، و أرضات بفتح الراء، و آروض بالضم.
(6) الديوان 108 و اللسان (أرض).
(7) في الأصل: «عريض»، صوابه في اللسان (8: 382).
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 81
يَتَأرَّضُ النَّبْت. و الإرَاض: بِساطٌ ضخم من وبَرٍ أو صُوف. و يقال فلانٌ ابنُ أرضٍ، أي غريب. قال:
* أتانا ابْنُ أَرْضٍ يَبْتغي الزَّاد بعد ما «1» *
و يقال تأرّض فلانٌ إذا لزِم الأرضَ. قال رجلٌ من بني سعد:
و صاحبٍ نبّهتُه ليَنْهَضا نام ما التاثَ و لا تأَرَّضَا

أرط

الهمزة و الراء و الطاء كلمة واحدة لا اشتقاق لها، و هي الأَرْطَي الشجرة، الواحدة منها أرْطاة، و أرْطاتان و أرْطَيَاتٌ. و أَرْطًي منوَّن، قال أبو عمرو: أرْطاةٌ و أرْطًي، لم تُلحَق الألف للتأنيث. قال العجّاج:
* في مَعْدِنِ الضَّالِ و أرطًي مُعْبِلِ «2» *
و هو يُجْرَي و لا يُجْرَي. و يقال هذا أَرْطًي كثير و هذه أرْطَي كثيرة.
و يقال أَرْطَتِ الأرض: أنبتت الأَرْطي، فهي مُرْطِئَة «3». و ذكر الخليل كلمةً إنْ صحّت فهي من الإبدال، أُقيمت الهمزةُ فيها مُقام الهاء. قال الخليل:
الأَرِيط العاقِرُ من الرِّجال. و أنشد:
______________________________
(1) ابن أرض هنا، الوجه فيه أنه شخص معين. ففي معجم البلدان (3: 309):
«قال أبو محمد الأعرابي: و نزل باللعين المنقري ابن أرض المري، فذبح له كلباً فقال:
دعاني ابن أرض يبتغي الزاد بعدما ترامي حلامات به و أجارد»
و أنشد بعده ستة أبيات أخري. و الذي في اللسان (18: 100) و ثمار القلوب 212 أن ابن أرض: نبت معين. و البيت في المجمل كما رواه ياقوت.
(2) روايته في الديوان 52:
* في هيكل الضال و أرطي هيكل*
(3) كذا. و في اللسان: «قال أبو الهيثم: أرطت لحن، و إنما هو آرطت بألفين؛ لأن ألف أرطي أصلية».
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 82
* ماذا ترجِّينَ من الأَريطِ «1» *
و الأصل فيها الهَرَط يقال نعجة هَرِطَةٌ، و هي المهزولة التي لا يُنتفع بلحمها غُثُوثة. و الإنسان يَهْرِطُ في كلامه، إذا خلط. و قد ذكر هذا في بابه.

أرف

الهمزة و الراء و الفاء أصل واحد، لا يقاس عليه و لا يتفرَّع منه. يقال أُرِّفَ علي الأرضِ إذا جُعِلَتْ لها حدودٌ. و
في الحديث:
«كلُّ مالٍ قُسِم وَ أرِّفَ عليه فلا شَفعَة فيه»
، و
«الأُرَفُ تَقْطع كلَّ شُفْعَة»

أرق

الهمزة و الراء و القاف أصلان، أحدهما نِفار النَّوم ليلًا، و الآخر لون من الألوان. فالأوَّل قولهم أرِقْتُ أَرَقاً، و أرَّقَنِي الهَمُّ يُؤَرِّقُنِي.
قال الأعشي:
أَرِقْتُ و مَا هذا السُّهادُ المُؤَرِّقُ و ما بيَ مِن سُقْمٍ و ما بي مَعْشَقُ
و يقال آرَقنِي أيضا. قال تأبّط شرًّا:
يا عِيدُ مالَكَ مِنْ شوقٍ و إبرَاقِ و مَرِّ طَيفٍ علي الأهوالِ طَرّاقِ «2»
و رجل أرِقٌ و آرِق، علي وزن فَعِلٍ و فاعل. قال:
* فمتُّ بليلِ الآرِقِ المتملمِل «3» *
______________________________
(1) بعده كما في المجمل:
حزنبل يأتيك بالبطيط ليس بذي حزم و لا سفيط
(2) هو أول بيت في المفضليات. و انظر اللسان (3: 314).
(3) عجز بيت لذي الرمة في ديوانه 905. و هو في اللسان (11: 284) و برواية:
«المتملل». و المتململ و المتملل سيان. و صدر البيت:
* أتاني بلا شخص و قد نام صحبتي*
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 83
و لأصل الآخر قولُ القائل:
و يتركُ القِرْنَ مُصْفرًّا أناملُه كأنَّ في ريطتَيْهِ نَضحَ أَرْقانِ «1»
فيقال إنّ الأَرْقان شجرٌ أحمر. قال أبو حنيفة: و من هذا أيضاً الأرَقان «2» الذي يصيب الزَّرع، و هو اصفرارٌ يعتريه، يقال زَرْعٌ مأرُوقٌ و قد أُرِق.
و رواه اللِّحيانيُّ الإراق و الأرْق.

أرك

الهمزة و الراء و الكاف أصلان عنهما يتفرّع المسائل، أحدهما شجر، و الآخر الإقامة. فالأول الأراك و هو شجرٌ معروف.
* حدثنا ابن السُّنّيّ عن ابن مسبّح، عن أبي حنيفة أحمد بن داود قال:
الواحد من الأرَاك أرَاكَة، و بها سمِّيت المرأة أراكة. قال: و يقال ائترك الأرَاكُ إذا استحكم. قال رؤبة:
* من العِضاهِ و الأراك المُؤْتَرِكْ «3» *
قال أبو عمرو: و يقال للإبل التي تأكل الأراك أَرَاكِيَّةٌ و أوَارك.
و
في الحديث «أن النبي صلي اللّٰه عليه و سلم أُتِيَ بعَرَفَةَ بلَبنِ إبل أَوَارِكَ».
و أرض أرِكَةٌ كثيرة الأراك. و يقال للإبل التي ترعي الأرَاك أَرِكَةٌ أيضا، كقولك حامض من الحمْضِ. و قال أبو ذُؤيب:
______________________________
(1) البيت في اللسان (أرق).
(2) يقال أرقان بالفتح، و بالكسر، و بالتحريك، و بكسرتين، و بفتح فضم.
(3) ديوان رؤبة 118.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 84
تَخَيَّرُ مِنْ لبن الآركا ت بالصَّيفِ «1» …
و الأصل الثاني الإقامة. حدّثني ابن السُّنّيّ عن ابن مُسَبِّح عن أبي حنيفة قال: جَعَل الكسائيُّ الإبل الأَرَاكِيَّةَ من الأُرُوك و هو الإقامة. قال أبو حنيفة: و ليس هذا مأخوذاً من لفظ الأرَاكِ، و لا دالًّا علي أنها مُقِيمةٌ في الأراك خاصّة، بل هذا لكلِّ شئٍ، حتي في مُقَام الرّجُل في بيتِه، يقال منه أرَكَ يَأْرِكُ و يَأرُكُ أُرُوكاً. و قال كُثَيِّر في وصف الظَّعُنْ:
و فوقَ جِمال الحيِّ بِيضٌ كأنَّها علي الرَّقم أَرْآمُ الأثيل الأواركُ
و الدليل علي صحَّة ما قاله أبو حنيفة تسميتهم السَّرير في الحَجَلة أَرِيكةً، و الجمع أرائك. فإن قال قائلٌ: فإنَّ أبا عُبيدٍ زعَمَ أنه يقال للجرح إِذا صَلَحَ و تماثل أَرك يَأرُك أروكا؛ قيل له: هذا من الثاني، لأنه إذا اندمَلَ سكن بَغْيَه «2» و ارتفاعُه عن جِلْدة الجريح.
و من هذا الباب اشتقاق اسم أَرِيك، و هو موضع. قال شاعر:
فمرَّتْ علي كُشُبٍ غُدْوَةً و حاذَت بجَنْبِ أَرِيكٍ أَصِيلَا «3»
______________________________
(1) تخير: تتخير. و البيت بتمامه في ديوان الهذليين ص 146 طبع دار الكتب.
و البيت بتمامه:
تخير من لبن الآركا ت بالصيف بادية و الحضر
و قبله:
أقامت به و ابتنت خيمة علي قصب و فرات النهر
(2) في اللسان (18: 84): «يغي الجرح يبغي بغيا: فسد و أمد و ورم و ترامي إلي فساد». و انظر المخصص (5: 93).
(3) كتب و أريك: جبلان بالبادية بينهما نأي من الأرض، وصف سرعتها و أنها سارت في يوم ما يسار في أيام. و البيت لبشامة بن عمرو في المفضليات (1: 55).
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 85
و أما (الهمزة و الراء و اللام) فليس بأصل و لا فرع، علي أنهم قالوا:
أُرُلُ جبل، و إنما هو بالكاف «1».

أرم

الهمزة و الراء و اللام أصلٌ واحد، و هو نَضْد الشئِ إلي الشئ في ارتفاعٍ ثم يكون القياس في أعلاه و أسفلِه واحدا. و يتفرَّع منه فرعٌ واحد، هو أخْذُ الشئ كلِّه، أكلًا و غيره. و تفسير ذلك أنّ الأَرْمَ «2» ملتقي قبائل الرأس، و الرأس الضَّخم مؤرَّم. و بيضة مُؤَرَّمَةٌ واسعةُ الأعلي.
و الإرَم العَلَم، و هي حجارةٌ مجتمعة كأنَّها رجلٌ قائم. و يقال إرَمِيٌّ و أَرَمِيٌّ، و هذه أسنِمةٌ كالأيارِم. قال:
* عَنْدَلَة سَنَامَها كالأيرمِ*
قال أبو حاتم: الارُومُ حروف هامة البعير المسِنّ. و الأَرُومَة أصل كلِّ شجرة. و أصل الْحَسَب أَرومة، و كذلك أصلُ كلِّ شئٍ و مجْتَمَعَهُ. و الأُرَّم الحجارة في قول الخليل، و أنشد:
* يَلُوكُ مِنْ حَرْدٍ عَلَيْنَا الأُرَّما*
و يقال الأرَّم الأضراس، يقال هو يَحْرُق عليه الارَّمَ. فإن كان كذا فلأنّها تَأْرِمُ ما عَضَّت. قال:
______________________________
(1) روي باللام في قول النابغة الذبياني، و روي اللسان و معجم البلدان:
وهبت الريح من تلقاء ذي أرل تزجي مع الصبح من ضرادها صرما
(2) في اللسان: «الأرام».
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 86
نُبّئْتُ أَحْمَاءَ سُلَيْمي إنّمَا «1» باتُوا غِضاباً يَحْرُقُون الأُرَّما
وَ أزمَتْهم السَّنَةُ استأصَلَتْهُم، و هي سنونَ أَوَارِم. و سِكِّينٌ آرِمٌ قاطع وَ أَرَمَ ما علي الخِوان أكَلَه كلَّه. و قولهم أَرَمَ حَبْلَهُ من ذلك؛ لأنّ القوَي تُجمَع و تُحكَمُ فَتْلًا. و فلانة حَسَنَةُ الأَرْم أي حَسَنَةَ فَتْلِ اللَّحْم. قال أبو حاتم: ما في فلان إِرْمٌ، بكسر الألف و سكون الراء، لأن السِّن يأرِمُ.
و أرضٌ مَأْرُومَةٌ أُكِل ما فيها فلم يُوجَد بها أصلٌ و لا فَرع. قال:
* و نَأْرِمُ كلَّ نابتةٍ رِعَاءً «2» *

أرن

الهمزة و الراء و النون أصلان، أحدهما النَّشاط. و الآخر مَأْوًي يَأْوِي إليه وحْشِيٌّ أو غيرُه. فأمَّا الأول فقال الخليل: الأَرَنُ النشاط، أرِنَ يَأْرَنُ أَرَناً. قال الأعشي:
تراه إذا ما غدا صَحْبُه به جانِبَيْهِ كشَاةِ الأَرَنْ «3»
و الأصل الثاني قولُ القائل:
و كم من إرَانٍ قد سَلَبْتُ مَقِيلَهُ إذا ضَنَّ باوَحْشِ العِتَاق معَاقِلُه
______________________________
(1) انظر الكلام علي فتح همزة «أنما» في اللسان (14: 279). و البيت و تاليه في اللسان (حرق)، و هما مع ثالث فيه مادة (أرم).
(2) صدر لبيت للكميت في اللسان (أرم). و البيت و سابقه:
تضيق بنا الفجاج و هن فيح و نجهر ماءها السدم الدفينا
و نأرم كل نابتة رعاء وحشاشا لهن وحاطبينا
(3) في الديوان ص 18:
تراه إذا ما عدا صحبه بجانبه مثل شاة الأرن
و قال: «روي أبو عبيدة: له جانبيه كشاة الأرن». و الشاة: الثور الوحشي.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 87
أراد المَكْنَس «1»، أي كم مَكنَسٍ قد سلبْتُ أن يُقالَ فيه، من القيلولة.
قال ابنُ الأعرابي: المئْرانُ مأوي البَقَر من الشَّجر. و يقال للموضع الذي يأوي إِليه الحِرباء أُرْنَةٌ. قال ابنُ أحمر:
و تَعَلَّلَ الحِرْبَاءُ أُرْنَتَهُ متشاوِساً لِوَريدهِ نَقْرُ «2»

أرو

و أما الهمزة و الراء و الواو فليس إلّا الأَرْوَي، و ليس هو أصلًا يُشْتَقُّ منه و لا يُقاس عليه. قال الأصمعيّ: الارْوِيَّة الأنثي من الوُعُول و ثلاثُ أَرَاوِيّ إلي العشر، فإذا كثرت فهي الأَرْوَي. قال أبو زيد: يقال للذكر و الأنثي أُرْوِية.

أري

أما الهمزة و الراء و الياء فأصل يدلّ علي التثبُّت و الملازمة. قال الخليل: أَرْيُ القِدْر ما التزق بجوانبها من مَرَقٍ، و كذلك العسل الملتزِق بجوانب العَسّالة. قال الهُذَلي:
أرْيُ الجَوارِسِ في ذُؤَابَةِ مُشْرِفٍ فيه النُّسُورُ كما تحبَّي الموكبُ «3»
______________________________
(1) الحق أن الإران هاهنا الثور الوحشي، كما في اللسان، قال: «لأنه يؤارن البقرة اي يطلبها». و أما الشاهد النص في المعني الذي أراده فهو قول القائل:
* كأنه تيس إران منبتل*
(2) كلمة «متشاوسا» ساقطة من الأصل. و إثباتها من المجمل 25 و اللسان.
(3) البيت لساعدة بن جؤية الهذلي من قصيدة في ديوان الهذليين 177 طبع دار الكتب و اللسان (18: 174). و في الأصل:
«… تجني المواكب»
، تحريف. و قبل البيت:
خصر كأن رضابه إذ ذقته بعد الهدو و قد تعالي الكوكب
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 88
يقول: نزلت النُّسور فيه لوعورته فكأنَّها مَوكِبٌ. قعدوا مُحْتَبِينَ مطمئنّين «1». و قال آخر:
* ممَّا تَأْتَرِي و تُتِيعُ «2» *
أي مَا تُلْزِق و تُسِيل. و التزاقه ائتِراؤُه «3». قال زُهير:
يَشِمْنَ بُرُوقَهُ و يُرِشُّ أرْيَ ال جَنوبِ علي حَواجِبِها العَماءِ «4»
فهذا أريُ السحاب، و هو مستعارٌ من الذي تَقدَّم ذكره. و من هذا الباب التَّأرِّي التوقُّع. قال:
لا يَتَأَرَّي لِمَا في القِدْرِ يَرْقُبُهُ و لا يَعَضُّ علي شَرسُوفِهِ الصَّفَرُ «5»
يقول: يأكل الخبز القَفَارَ و لا ينتظر غِذاءَ القوم و لا ما في قُدورهم.
ابنُ الأعرابيّ: تَأَرَّي بالمكان أقام، وَ تَأَرَّي عن أصحابه تخلّف. و يقال بينهم أرْيُ عداوةٍ، أي عداوةٌ لازِمة. و أَرْيُ النَّدَي: ما وقع من النَّدَي علي الشَّجَر و الصَّخر و العُشب فلم يزَلْ يلتزقُ بعضُه ببعض. قال الخليل: آرِيُّ الدَّابّةِ معروف، و تقديره فاعول. قال:
* يَعْتَادُ أَرْبَاضاً لَها آرِيُّ*
______________________________
(1) جعل للنسور ضمير العاقلين.
(2) قطعة من بيت للطرماح، و هو بتمامه كما في الديوان و اللسان (18: 29):
إذا ما تأوت بالخلي بنت به شريجين مما تأتري «و تتبع
(3) في اللسان (18: 30): «و التزاق الأري بالعسالة: ائتراؤه».
(4) انظر ديوان زهير 57 و اللسان (18: 30).
(5) البيت لأعشي باهلة من قصيدة له في جمهرة أشعار العرب.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 89
قال أبو علي الأصفهانيّ: عن العامريّ التَّأرية أن تعتَمد علي خشبةٍ فيها ثِنْيُ حبلٍ شديد فتُودِعَها حُفرةً ثم تحثُوَ التُّرابَ فوقَها ثمّ يشدَّ البَعيرُ لِيَلِينَ و تَنكسِرَ نَفْسُه. يقال أَرِّ لِبعيرِكَ و أَوْكِد له. و الإيكاد و التأرية واحد، و قد يكون للظِّباء أيضاً. قال:
و كانَ الظِّباءِ العُفْرُ يَعْلَمْنَ أَنَّه شَديدُ عُرَي الأَرِيِّ في العُشَراتِ

أرب

الهمزة و الراء و الباء لها أربعةُ أصولٍ إليها ترجِع الفروع: و هي الحاجة، و العقل، و النَّصيب، و العَقْد. فأمّا الحاجة فقال الخليل: الأرَب الحاجة، و ما أَرَبُك إلي هذا، أي ما حاجتك. و المَأْرَبة و المَأْرُبَة و الإرْبة كل ذلك الحاجة. قال اللّٰه تعالي: غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجٰالِ. و في المثل: «أرَبٌ لا حَفَاوَةٌ «1»» أي حاجةٌ جاءت بك و لا وُدُّ و لا حُبّ. و الإرْب: العقل قال ابن الأعرابيّ: يقال للعقل أيضاً إربٌ و إرْبة كما يقال للحاجة إرْبَةٌ و إرْبٌ. و النعت من الإرْبِ أرِيبٌ، و الفعل أَرُب بضم الراء. و قال ابن الأعرابيّ: أرُبَ الرَّجل يَأْرُبُ إرَباً «2». و من هذا الباب الفَوز و المهارة بالشَّئ، يقال أرِبْتُ بالشئ أي صِرتُ به ماهراً.
قال قيس:
أرِبْتُ بدَفْعِ الحَرْبِ لمَّا رأيتُها علي الدَّفْعِ لا تزدَادُ غير تقارُبِ «3»
______________________________
(1) المعروف في الأمثال: «مأربة لا حفاوة».
(2) في اللسان: «مثال صغر يصغر صغرا».
(3) ديوان قيس بن الخطيم 11 و اللسان (2: 203).
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 90
و يقال آرَبْتُ عليهم فُزْتُ. قال لَبيد:
* و نَفْسُ الفَتَي رَهْنٌ بقَمْرةِ مُؤْرِبِ «1» *
و من هذا الباب المُؤارَبة و هي المُدَاهاة، كذا قال الخليل. و كذلك الذي جاء
في الحديث: «مُؤَارَبَةُ الْأَرِيبِ جَهْل»
. و أما النَّصيب فهو و العُضْو من بابٍ واحد، لأنَّهما جزء الشَّئ. قال الخليل و غيرُه: الأُرْبَة نَصيب اليَسَرِ من الجَزُور. و قال ابن مُقْبِل:
لا يفرحون إِذا ما فاز فائزهم و لا تُرَدُّ عليهم أُرْبَةُ اليَسَرِ «2»
و من هذا ما
في الحديث: «كانَ أَملَكَكُم لإِرْبِه «3»»
أي لعُضوه.
و يقال عضو مُؤَرَّب أي موَفّر اللحم تامُّهُ. قال الكُميت:
وَ لَا نَتْشَلَتْ عُضْوينِ منها يُحَابِرٌ و كانَ نعبْدِ القَيْسِ عُضوٌ مُؤَرَّبُ «4»
اي صار لهم نصيبٌ وافر. و يقال أَرِبَ أي تساقطت آرَابُه. و
قال عمر ابن الخطاب لرجلٍ: «أَرِبْتَ من يَدَيْك، أتسألُني عن شئٍ سألتُ عنه رسول اللّٰه صلي اللّٰه عليه و آله و سلم»
. يقال منه أَرِبَ. و أما العَقْد و التشديد فقال أبو زيد: أرِبَ الرجل يَأْرَبُ إذا تشدَّد و ضَنَّ و تَحَكَّر. و من هذا الباب
______________________________
(1) أي نفس الفتي رهن بقمرة غالب يسلبها. و صدره كما في الديوان 32 برواية الطوسي و اللسان (1: 206) و المجمل 26:
* قضيت لبانات و سليت حاجة*
(2) اللسان (1: 206) و الميسر و القداح 148، و سيأتي برواية أخري في ص 92.
(3) الحديث لعائشة. تعني أنه كان صلي اللّه عليه و سلم أغلبهم لهواه و حاجته. اللسان (1: 202).
(4) يحابر و عبد القيس: قبيلتان. و البيت في ديوان الكميت 45 ليدن. و في الأصل:
«كأن بعبد القيس …»
، تحريف.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 91
التأريب، و هو التحريش، يقال أرَّبت عليهم. و تَأَرَّب فلانٌ علينا إِذا التوي و تَعَسَّر و خالَف. قال الأصمعيّ: تَأَرَّبْتُ في حاجتي تشدّدت، و أَرَّبْت العقدة أي شدّدتها. و هي التي لا تَنْحلُّ حتي تُحَلّ حَلًّا. و إنما سميت قِلادة الفَرَس و الكلب أُرْبَةً لأنَّها عُقِدَتْ في عنُقهما. قال المتلمِّس:
لو كنتَ كَلْبَ قنيصٍ كنت ذا جُدَدٍ تكون أُرْبَتُه في آخر المَرَسِ «1»
قال ابنُ الأعرابيّ: الأُرْبة خِلاف الأُنشُوطة. و أنشد:
و أرْبَةٍ قد علا كَيدِي معاقِمَها ليست بفَوْرَةِ مَأْفونٍ و لا بَرَمِ «2»
قال الخليل: المستأرِب من الأوتار الشديد الجيّد. قال:
* من نَزْعِ أحْصَدَ مستأربِ* «3»
و أما قول ابن مُقْبل:
شُمُّ العَرانينِ يُنْسِيهِمْ مَعَاطِفَهُمْ ضَرْبُ القِداحِ و تأريبٌ علي الخَطَر «4»
فقيل يتمِّمون النَّصيب، و قيل يتشدَّدون في الخَطَر. و قال:
______________________________
(1) البيت ليس في ديوان المتلمس. و قد رواه أبو الفرج في (21: 125) منسوباً إليه.
و انظر أمالي ثعلب ص 200. و قد نسبه في اللسان (مرس) إلي طرفة. و لم أجده في ديوانه أيضاً.
(2) في الأصل:
«… كبدي …»
. و أراد بالمعاقم العقد، و المعاقم: فقر في مؤخر الصلب و لم أجد للبيت مرجعا.
(3) شطر من بيت للنابغة الجعدي، كما في اللسان (4: 129 س 18).
(4) الرواية في الميسر و القداح 147 و اللسان (1: 206):
«ببض مهاضيم …»
. و يروي:
«شم مخاميص ينسيهم مراديهم»
. و المرادي: الأردية، واحدها مرداة.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 92
لا يَفْرَحُون إذا ما فازَ فائزُهم و لا تُرَدُّ عليهم أُرْبَةُ العَسِرِ «1»
أي هم سمحاءِ لا يَدْخُل عليهم عَسِرٌ يفسد أمورَهم. قال ابنُ الأعرابي:
رجل أَرِبٌ إذا كان مُحكَم الأمر. و من هذا الباب أرِبْتُ بكذا أي استعنْتُ.
قال أوس:
و لقد أرِبْتُ علي الهُمومِ بجَسْرة عَيْرَانَةٍ بالرِّدفِ غيرِ لَجُونِ «2»
و اللَّجون: الثقيلة. و من هذا الباب الأُرَبَي، و هي الدّاهية المستنكَرة.
و قالوا: سمِّيت لتأريب عَقْدِها كأنَّه لا يُقدَر علي حَلِّها. قال ابنُ أحمر:
فلما غَسَا ليْلِي و أيقنْتُ أنَّها هي الأُرَبَي جاءَتْ بأُمِّ حَبَوْكَرَي
فهذه أصولُ هذا البِناء. و من أحدها إرَابٌ، و هو موضع و به سمِّي [يوم] إِراب «3»، و هو اليومُ الذي غَزَا فيه الهُذَيل بن حسّان التغلبي بني يربوع، فأغار عليهم. و فيه يقول الفرزدق:
و كأنَّ راياتِ الهُذَيلِ إذا بدَتْ فَوْقَ الخَميسِ كَواسِرُ العِقْبانِ
ورَدُوا إرَابَ بجحفل من وائل لجِب العَشِيِّ ضُبَارِكِ الأَقْرانِ «4»
ثم أغار جَزْء بن سعدٍ الرِّياحيُّ ببني يربوعٍ علي بكر بن وائلٍ و هم خلُوفٌ، فأصاب سَبْيَهم و أموالَهم، فالتقيا علي إرَاب، فاصطلحا علي أن
______________________________
(1) سبق البيت في ص 90 برواية أخري.
(2) في الأصل: «بالدف»، صوابه في الديوان 29 و اللسان (1: 206).
(3) انظر خبر اليوم في معجم البلدان و العقد (3: 362) و الميداني (2: 365) و الخزانة (2: 191- 193).
(4) الضبارك: الضخم الثقيل. و في الأصل: «صبارك»، صوابه في الديوان 882 و اللسان (12: 345).
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 93
خَلَّي جَزْءٌ ما في يديه من سَبْي يربوعٍ و أموالِهم، و خلَّوْا بين الهُذيل و بين الماء يَسقي خيلَه و إبلهُ. و في هذا اليومِ يقول جرير:
و نحن تداركنا ابنَ حِصْنٍ وَ رَهْطَهُ و نحن مَنَعْنَا السَّبْيَ يومَ الأَرَاقِمِ

أرث

الهمزة و الراء و الثاء تدل علي قَدْح نارٍ أو شَبِّ عداوة.
قال الخليل: أَرَّثْتُ النّارَ أي قدحتُها. قال عَدِيّ:
و لها ظَبْيٌ يُوَرِّثُها عاقدٌ في الجِيدِ تِقصارا
و الإسم الأُرْثَة. و في المثل: «النَّمِيمَةُ أُرْثَةُ العَداوة». قال الشَّيبانيّ:
الإرَاثُ ما ثَقَبْتَ به النّارَ. قال و التَّأَرُّث الالتهاب. قال شاعر:
فإنَّ بِأَعْلَي ذي المجَازَةِ سَرْحَةً طَويلًا علي أهل المَجَازَةِ عَارُها
و لو ضربُوها بالفُؤُوسِ و حَرَّقُوا علي أصلها حَتَّي تَأَرَّثَ نَارُها
و يقال أَرِّثْ نَارَكَ تَأْرِيثاً. فأما الارْثة فالحدُّ «1». و [أما الإرث ف «2»] ليس من الباب لأنّ الألفَ مبدلةٌ عن واو، و قد ذُكِر في بابه. و أما قولهم نَعْجَةٌ أَرْثَاءٌ فهي التي اشتعل بياضُها في سوادِها، و هو من الباب.
و يقال لذلك الأرْثَةُ، و كَبْشٌ آرَثُ.
______________________________
(1) أي الحد بين الأرضين، يقال أرثة و أرفة، بالضم.
(2) تكملة يستقيم بها الكلام.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 94‌

أرج

الهمزة و الراء و الجيم كلمةٌ واحدة و هي الأَرَج، و هو و الأَرِيجُ رائحة الطِّيب. قال الهُذَليّ «1»:
كَأَنَّ عليها بَالَةً لَطَمِيَّةً لها من خِلال الدَّأْيَتَيْنِ أَريجُ

أرخ

الهمزة و الراء و الخاء كلمةٌ واحدة عربيَّة، و هي الإرَاخُ لبقر الوحش. قالت الخنساء:
و نَوْحٍ بَعَثْتَ كَمِثْلِ الإرَا خِ آنَسَتِ العِينُ أَشْبَالَها «2»
و أما تأريخ الكتاب فقد سُمِع، و ليس عربيًّا و لا سُمِعَ من فَصيحٍ «3».

باب الهمزة و الزاء و ما بعدهما في الثلاثي

أزف

الهمزة و الزاء و الفاء يدلّ علي الدّنُوّ و المقارَبة، يقال أَزِفَ الرَّحِيلُ «4» إذا اقترب و دنا. قال اللّٰه تعالي: أَزِفَتِ الْآزِفَةُ يعني القيامة. فأما المتَآزِف فمن هذا القياس، يقال رجل مُتآزف أي قصير متقارب الخَلْق. قالت أمُّ يزيد بن الطَّثْرِيَّة «5»:
______________________________
(1) هو أبو ذؤيب: انظر ديوان الهذليين 1: 59 طبع دار الكتب، و اللسان (13:
79/ 16: 18).
(2) من مرثية لصخر. و قبل البيت كما في ديوان الخنساء 77:
و تمنح خيلك أرض العدي و تنبذ بالغزو أطفالها
(3) في الجمهرة (2: 216): «ذكر عن يونس و أبي مالك أنهما سمعاء من العرب».
و في المجمل: «و تأريخ الكتاب كلمة معربة معروفة».
(4) في الأصل: «الرجل».
(5) نسب في الحماسة (1: 381) و اللسان (أزف) إلي العجير السلولي.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 95
فَتًي قُدَّ قَدَّ السَّيفِ لا مُتَآزِفٌ و لا رَهِلٌ لَبَّاتُهُ و بآدِلُه
قال الشَّيبانيّ: الضَّيّقُ الخُلُق. و أنشد:
كبير مُشَاشِ الزَّوْر لا مُتَآزِف أَرَحّ و لا جَاذِي اليدين مُجَذَّر
المُجَذَّر: القصير. و الجاذي: اليابس. و هذا البيت لا يدلُّ علي شئ في الخُلُق و إنما هو في الخَلْق و إنما أراد الشاعرُ القصيرَ. و يقال تآزَفَ القوم إذا تَدَانَي بعضُهم من بَعْض. قال الشَّيبانيّ: آزَفنِي فلانٌ أي أعجلني يُؤْزِفُ إيزَافاً. و المآزِف: المواضع القِذِرة، واحدتها* مأزَفَةٌ. و قال:
كأَنَّ رداءَيهِ إذا ما ارتداهما علي جُعَلٍ يَغْشَي المآزِفَ بالنُّخَرْ «1»
و ذلك لا يكاد يكون إلا في مَضِيق.

أزق

الهمزة و الزاء و القاف قياسٌ واحد و أصلٌ واحد، و هو الضِّيق. قال الخليل و غيره: الأَزْقُ الضِّيق في الحرب، و كذلك يدعي مكان الوَغَي المَأْزِق. قال ابنُ الأعرابيّ: يقال استؤْزِق علي فلانٍ إذا ضاق عليه المكان فلم يُطِقْ أن يَبْرُز. و هو في شعر العجّاج:
* [مَلَالةً يَمَلُّهَا] وَ أَزْقَا «2» *
______________________________
(1) البيت للهيثم بن حسان التغلبي كما في اللسان.
(2) وردت هذه الكلمة الأخيرة فقط في الأصل. و إكمال البيت من الديوان 40- و قبله:
* أصبح مسحول يؤازي شقا*
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 96‌

أزل

و أما الهمزة و الزاء و اللام فأصلان: الضِّيق، و الكَذِب.
قال الخليل: الأَزْل الشدّة، تقول هم في أَزْلٍ من العَيْش إذا كانوا في سَنَةٍ أو بَلْوَي. قال.
ابنا نزَارٍ فَرَّجَا الزّلازِلَا عن المُصَلِّينَ وَ أَزْلًا آزِلا «1»
قال الشَّيبانيّ: أزَلْتُ الماشيةَ و القومَ أزْلًا أي ضيّقْت عليهم. و أُزِلَتِ الإِبلُ: حُبِست عن المرعَي. و أنشد ابن دُرَيد:
حَلَفَ خَشَّافٌ فأَوْفَي قِيلَهْ ليُرْعِيَنَّ رِعْيَةً مأزُولَهْ
و يقال أُزِلَ القوم يُؤْزَلُونَ إذا أجْدَبُوا. قال:
فَلْيُؤْزَلَنَّ و تبكُؤَنَّ لقاحُهُ و يُعَلَّلَنَّ صَبِيُّه بِسَمارِ «2»
السَّمارُ: المَذِيق الذي يكثر ماؤُه. و الآزِل: الرجل المُجْدِب. قال شاعر:
المُرْبِعِينَ و مِنْ آزِلِ إذا جَنَّهُ اللَّيلُ كالنَّاحِطِ «3»
قال الخليل: يقال أزَلْتُ الفرسَ إذا قَصَّرْتَ حَبْلَه ثم أرسلتَه في مَرْعًي.
قال أبو النَّجم:
* لم يَرْعَ مأْزُولًا و لَمَّا يُعْقَلِ «4» *
______________________________
(1) ازل آزل: شديد. و؟؟؟ في اللسان (أزل).
(2) الشعر لأبي مكعت الأسدي كما في الجمهرة (3: 255). و البيت في اللسان (أزل).
(3) البيت لأسامة بن الحارث الهذلي، كما في الجمهرة (1: 264) و الجزء الثاني من مجموعة أشعار الهذليين ص 103.
(4) البيت في اللسان (13: 13).
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 97
و أما الكَذِب فالإِزْل، قال ابن دارة «1»:
يقولونَ إِزْلٌ حُبُّ لَيْلَي وَ وُدُّها و قد كَذَبُوا ما في مَوَدَّتِهَا إزْلُ «2»
و أما الأزَل الذي هو القِدَم فالأصل ليس بقياس، و لكنّه كلامٌ مُوَجزٌ مُبدَل، إِنَّما كان «لم يَزَلْ» فأرادوا النِّسبة إليه فلم يستقم، فنسَبُوا إلي يَزَل، ثم قلبوا الياء همزة فقالوا أزَلِيٌّ، كما قالوا في ذي يَزَن «3» حين نسبوا الرُّمْحَ إليه: أَزَنيٌّ.

أزم

و أما الهمزة و الزاء و الميم فأصلٌ واحد، و هو الضِّيق و تَدانِي الشّئِ من الشئ لشدّةٍ و التِفَافٍ؛ قال الخليل: أَزَمْتُ و أنا آزِمٌ. و الأزْم لشدّة العَضّ. و الفرسُ. يأزِم علي فأس اللِّجام. قال طَرَفَة:
هَيْكَلَاتٌ وَ فُحُولٌ حُصُنٌ أَعْوَجِيَّاتٌ علي الشَّأْوِ أُزُمْ «4»
قال العامريّ: يقال أَزَمَ عليه إذا عَضَّ و لم يفتح فَمَه. قال أبو عُبيد:
أَزَمَ عليه إذا قبض بفمه، و بَزَم إذا كان بمقدَّم فيه. و الحِمْيَةُ تسمَّي أَزْماً
______________________________
(1) هو عبد الرحمن بن مسافع بن دارة، شاعر إسلامي، ترجم له أبو الفرج في (21:
49- 57).
(2) و كذا جاءت رواية البيت في اللسان (13: 14)، و صواب الرواية: «حب حمل» و «جمل» اسم صاحبته، و قد تكرر ذكرها في الأغاني (21: 50) في أبيات القصيدة.
(3) قال ابن جني: ذو يزن غير مصروف، و أصله يزأن، بدليل قولهم رمح يزأني و أزأني. انظر اللسان (17: 348).
(4) البيت في ديوان طريفة 59.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 98
من هذا، كأن الإنسانِ يُمْسِكُ علي فمه. و يقال أزَم الرّجل علي صاحبه أي لزِمه، و آزَمَني كذا أي ألْزَمَنِيه. و السّنة أَزمَةٌ للشِّدَّة التي فيها. قال:
* إذا أَزَمَتْ أَوَازِمُ كلِّ عامِ*
و أنشد أبو عمرو:
أبقَي مُلِمَّاتُ الزَّمانِ العَارِمِ منها و مَرُّ الغيَرِ الأَوَازِمِ
قال الأصمعيّ: سَنَةٌ أَزُومٌ و أَزامِ مخفوضة، قال:
أَهَانَ لهَا الطَّعَامَ فَلَمْ تُضِعْهُ غَدَاةَ الرَّوْعِ إذْ أَزَمَتْ أَزَامِ «1»
و الأمْر الأَزُوم المُنكَر. قال الخليل: أَزَمْت العِنَانَ و الحَبْل فأنا آزِمٌ و هو مَأْزُومٌ، إذا أحكَمْتَ ضَفْرَهُ. و المَأْزِم: مضيق الوادي ذِي الحُزُونة و المأْزِمان: مَضيقَان بالحَرَم.

أزي

الهمزة و الزاء و ما بعدهما من المعتلّ أصلان، إليهما نرجع فروعُ الباب كلِّه بإِعمالِ دقيقِ النَّظر: أحدهما انضمام الشئِ بعضِه إلي بعض، و الآخر المحاذاة. قال الخليل: أزَي الشئُ يَأْزِي إذا اكتَنَز بعضُه إلي بعض و انضمّ. قال:
* فهو آز لحمُه زِيَم*
قال الشَّيبانيّ: أَزَتِ الشمس للمغيب أزْياً. و أَزَي الظل يَأْزِي أَزْياً وَ أَزِيًّا إذا قَلَصَ. و أنشد غيره:
______________________________
(1) و يروي: «أزوم» كما في اللسان (14: 282)
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 99
بادِر بشَيْخَيْكَ أُزِيَّ الظِّلِّ «1» إِنَّ الشَّبابَ عنهما مُوَلٌّ
و إذا نقصَ الماء قيل أَزَي، و القياس واحد. و كذلك أَزَي المالُ. قال:
* حتي أَزَي ديوانُهُ المَحْسُوبُ*
و من الباب قول الفرّاء: أَزَأْتُ عن الشئ إذا كَعَعْت عنه؛ لأنه إذا كَعَّ تَقَبَّض و انضمّ. فهذا أحد الأصلين، و الآخر الإزاء و هو الحِذاء، يقال آزيت فلانا أي حاذيتُهُ. فأما القيّم الذي يقال له الإزاء فمن هذا أيضا، لأنّ القيِّم بالشئ يكون أبداً إزَاءَه يَرقُبُه. و كذلك إزاء الحوض، لأنه محاذٍ ما يقابلُه.
قال شاعرٌ «2» في الإِزاء الذي هو القيّم:
إزاءُ مَعاشٍ لا يزال نِطاقُها شديداً و فيها سَوْرةٌ و هي قاعدُ «3»
قال أبو العَميثَل: سألني الأصمعيّ عن قول الراجز في وصف حوض:
* إزاؤُه كالظَّرِبَانِ المُوفِي*
فقلت: الإِزاء مصبّ الدّلو في الحوض. فقال لي: كيف يشبه مصبّ الدّلو بالظَّرِبان؟! فقلت: ما عندك فيه؟ قال لي: إنما أراد المستَقِيَ، من قولك فلان إزاءُ مالٍ إِذا قام به [و وَلِيَه «4»]. و شبَّهه بالظَّرِبان لِذَفَرِ «5»
______________________________
(1) في الأصل: «بشيخك»، تحريف.
(2) هو حميد بن ثور الهلالي، كما في اللسان (18: 34).
(3) في الأصل: «قاعدة»، و صواب الرواية ما أثبت من اللسان، و ما سيأتي في (عيش) حيث نسبه إلي حميد. و رواه في المحكم:
إزاء معاش ما تحل إزارها من الكيس فيها سورة و هي قاعد
(4) التكملة من اللسان.
(5) في اللسان: «لدفر» بالدال المهملة، و هما بمعني.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 100
رائحته. و إمّا إِزاء الحوض فمصبّ الماء فيه، يقال آزَيتُ الحوض إيزاء.
قال الهذلي «1»:
لَعَمْرُ أبي لَيْلَي لقد ساقه المَنَي إلي جَدَثٍ يُوزَي له بالأَهاضِبِ «2»
و تقول آزيتُ، إذا صَبَبْتَ علي الإزاءِ. قال رؤبة:
* نَغْرِفُ من ذِي غَيِّثٍ و نُؤْزِي «3» *
و بعضهم يقول: إنما هو من قولك أَزَيتُ علي صَنيع فلانٍ أي أضْعَفْتُ فإن كان كذا فلأن الضِّعفين كلُّ واحدٍ منهما إزاءَ الآخر. و يقال ناقة أَزِيَةٌ «4» إذا كانت لا تشرب إلا من إزاءِ الحوض.

أزب

الهمزة و الزاء و الباء أصلان: القِصَر و الدقّة و نحوهما، و الأصل الآخر النَّشاط و الصَّخَب في بَغْي. قال ابن الأعرابي: الإِزْب القصير. و أنشد:
و أُبْغِضُ من هُذَيلٍ كلَّ إِزْبٍ قَصيرِ الشّخص تحسِبَهُ ولِيدا «5»
______________________________
(1) هو صخر الغي الهذلي، كما في اللسان (20: 161). و رواه في (2: 283) بنسبة الهذلي فقط، و هو مطلع قصيدة له في شرح أشعار الهذليين ص 6.
(2) المني، بالفتح و القصر: القدر و المنية. و رسمت في الأصل بالألف، و الوجه الياء.
و الأهاضب، أراد الأهاضيب فحذف الياء اضطراراً. و هو جمع أهضوبة، و هي الهضبة.
و روي في اللسان (2: 283): «لعمر أبي عمرو»، و هي رواية الهذليين. و أبو عمرو هو أخو صخر الغي.
(3) في الأصل: «تغرف»، و «توزي»، صوابهما من اللسان (2: 481/ 19: 35). و في الديوان ص 64:
«أغرف من ذي حدب و أوزي»
. و قبل البيت كما في الديوان و اللسان (19: 35):
لا توعدني حية بالنكز أنا ابن أنضاد إليها أرزي
(4) يقال أزية و آزية.
(5) البيت مع قرين له في اللسان (أزب).
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 101
و قال الخليل: الإزْب الدقيق المفاصل؛ و الأصل واحد. و يقال هو البخيل.
و من هذا القياس الميزاب و الجمع المآزيب، و سمِّي لدقته و ضيق مجري الماء فيه.
و الأصل الثاني، قال الأصمعيّ: الأُزْبيّ «1» السُّرعة و النشاط. قال الراجز «2»:
* حَتي أَتي أُزْبِيُّها بالإدْبِ «3» *
قال الكسائيّ: أُزْبيٌّ و أزابيُّ الصَّخَب. و قوسٌ ذاتُ أُزْبيّ، و هو الصوت العالي. قال «4»:
كأَنَّ أُزْبِيَّها إذا رَدَمَتْ هَزْمُ بُغَاةٍ في إثْرِ ما وَجَدُوا «5»
قال أبو عمرو: الأَزَابيُّ البغي «6». قال:
ذات أزَابيَّ و ذات دَهْرَسِ «7» مما عليها دحمس «8»
______________________________
(1) الوجه فيه أن يكون في مادة (زبي) كما في اللسان (19: 72)، و وزنه أفعول.
(2) هو منظور بن حبة، كما في اللسان (1: 201/ 19: 72) و الجمهرة (3:
365- 366). و قبل البيت:
بشمجي المشي عجول الوثب أرأمتها الأنساع قبل السقب
(3) الإدب، بالكسر: العجب، كما نقل في اللسان عن ابن فارس.
(4) هو صخر الغي، كما في اللسان (15: 128/ 19: 73).
(5) ردمت: صوتت بالإنباض. و الهزم: الصوت. و الباغي: الذي يطلب الشئ الضال.
و رواية اللسان:
«… في إثر ما فقدوا»
، و المعني يتوجه بكلا الروايتين، فهم يصيحون عند الطلب، و هم يضجون عند حصولهم علي ما فقدوا.
(6) كذا، و في اللسان أنه ضروب مختلفة من السير.
(7) ذات دهرس: ذات خفة و نشاط. و هذا البيت في اللسان (دهرس).
(8) كذا ورد البيت علي ما به من نقص.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 102‌

أزح

الهمزة و الزاء و الحاء. يقال أزَح إذا تخلَّف عن الشئ يَأْزِحُ. و أزح إذا تقبّض و دنا بعضُه من بعض «1».

أزد

قبيلة، و الأصل السين. و قد ذكر في بابه.

أزر

الهمزة و الزاء و الراء أصل واحد، و هو القوّة و الشدّة، يقال تأزَّر النَّبت، إذا قوي و اشتدّ. أنشدنا عليُّ بن إبراهيم القطّان قال:
أملي علينا ثعلب:
تأَزّر فيه النَّبْتُ حتَّي تخَايَلَتْ رُبَاهُ و حتي ما تُري الشَّاءُ نُوَّما «2»
يصف كثرةَ النَّبات و أنّ الشاءَ تنام فيه فلا تُري. و الأَزْرُ: القوّة، قال البَعِيث:
شدَدْتُ له أَزْرِي بمِرَّةِ حازمٍ علي مَوْقِعٍ مِنْ أمْرِهِ مُتَفاقِمِ «3»
______________________________
(1) لم يصرح بالأصل المعنوي للمادة و ذلك لقلة مفرداتها، فاكتفي بالشرح عن النص علي المعني السائر فيها.
(2) و كذا روايته في اللسان (5: 76) لكن في (13، 243):
«… حتي تخيلت»
و هما صحيحتان؛ يقال وجدت أرضا متخيلة و متخايلة، إذا بلغ نبتها المدي و خرج زهرها.
(3) روايته في اللسان (5: 75): «من أمره ما يعاجله»؛ و لعلهما من قصيدتين له.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 103‌

باب الهمزة و السين و ما يثلثهما

أسف

الهمزة و السين و الفاء أصلٌ واحد يدلّ علي الفَوت و التلهُّف و ما أشبه ذلك. يقال أسِفَ علي الشئ يَأْسَفُ أسَفاً مثل تلهف.
و الأَسِفُ الغضْبان، قال اللّٰه تعالي: وَ لَمّٰا رَجَعَ مُوسيٰ إِليٰ قَوْمِهِ غَضْبٰانَ أَسِفاً، و قال الأعشي:
أرَي رَحْلًا منهُمْ أسيفاً كأنَّما يضُمُّ إلي كشْحَيهِ كَفًّا مُخَضَّبا
فيُقال هو الغضبان. و يقال إنّ الأُسَافة «1» الأرض التي لا تنبت شيئاً؛ و هذا هو القياس، لأنّ النّبات «2» قد فاتَها. و كذلك الجمل الأسيف، و هو الذي لا يكاد يَسْمَنُ. و أمَّا التابع و تسميتهِم إيّاه أسيفاً فليس من الباب، لأنّ الهمزة منقلبةٌ من عين، و قد ذكر في بابه.

أسك

الهمزة و السين و الكاف بناؤه في الكتابين «3» و قال أهل اللغة: المأسوكة التي أخطأت خافِضتُها فأصابت غيرَ موضع الخَفْض.
______________________________
(1) فقال بفتح الهمزة و ضمها.
(2) في الأصل: «النباس.
(3) لم يتضح ما يريد بهذه الكلمة. و لعلها: «لم يرد بناؤه في الكتابين».
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 104‌

أسل

الهمزة و السين و اللام تدلُّ علي حِدّة الشئ و طوله في دقّة. و قال الخليل: الأسَل الرِّماح. قال: و سمِّيت بذلك* تشبيهاً لها بأسَل النبات. و كلُّ نبتٍ له شوكٌ طويل فشوكه أَسَلٌ. و الأَسَلةُ مستدَقُّ الذِّراع.
و الأسَلة: مستدَقُّ اللِّسان. قالوا: و كلُّ شئٍ مُحَدّد فهو مؤسَّل. قال مزاحم:
يُبارِي سَدِيسَاها إذا ما تلمَّجتْ شَباً مثلَ إبزيم السِّلاح المؤَسَّلِ «1»
يباري: يعارض. سديساها: ضرسان في أقْصي الفم، طالا حتَّي صارا يعارضان النّابين، و هما الشبا الذي ذَكَر. و الإِبزيم: الحديدة التي تراها في المِنْطقة دقيقةً تُمسِك المِنْطَقة إذا شُدّت.

أسم

الهمزة و السين و الميم كلمة واحدة، و هو أُسامةُ، اسمٌ من أسماء الأسد.

أسن

الهمزة و السين و النون أصلان، أحدهما تغيُّر الشئ، و الآخر السَّبب. فأ [مّا ا] لأوّل فيقال أسَنَ الماء يأسِنُ و يأسُنُ، إِذا تغير.
هذا هو المشهور، و قد يقال أَسِنَ. قال اللّٰه تعالي: مِنْ مٰاءٍ غَيْرِ آسِنٍ و أسِنَ الرّجُل إذا غُشِيَ عليه مِن ريح البئر. و هاهنا كلمتان مَعْلولتان ليستا بأصل، إحداهما الأُسُن و هو بقيّة الشَّحم، و هذه همزةٌ مبدلة من عَين، إنما هو عُسُنٌ. و الأخري قولهم تأسَّنَ تأسُّناً إذا اعتلّ و أبطأ. و علّة هذه أنّ أبا زيدٍ قال-
______________________________
(1) تلمجت: تلمظت. و في الأصل: «تلجمت»، صوابه من اللسان (13: 15).
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 105
إنّما هي تأَسَّرَ تأسُّراً، فهذه علّتها. و الأصل الآخر قولهم الآسانُ: الحبال.
قال «1»:
و قد كنت أهوي النّاقِمِيَّةَ حِقْبةً فقد جَعَلَت آسَانُ بينٍ تَقَطَّعُ «2»
و استعير هذا في قولهم: هو علي آسانٍ من أبيه، أي طرائق.

أسو

الهمزة و السين و الواو أصل واحد يدلّ علي المداواة.
و الإصلاح، يقال أسَوْت الجُرْحَ إذا داويتَه، و لذلك يسمَّي الطبيب الآسِي.
قال الحُطَيئَة:
هم الآسُونَ أُمَّ الرَّأسِ لَمَّا تَوَاكَلَها الأطِبَّةُ و الإِساءُ «3»
أي المُعالجُون. كذا قال الأمويّ «4». و يقال أسوت الجرح أسْواً و أساً، إذا داويتَه. قال الأعشي:
عندَهُ البِرُّ و التُّقي و أسا الشَّقِّ و حَمْلٌ لمُضْلِعِ الأثْقالِ
و يقال أسَوتُ بين القوم، إذا أصلحتَ بينهم. و من هذا الباب: لي في فُلانٍ أُسْوَةٌ أي قُدوة، أي إِنِّي أقتدي به. و أسَّيتُ فلاناً إذا عَزَّيتَهُ، من هذا،
______________________________
(1) نسب في اللسان (16: 71، 156) إلي سعد بن زيد مناة.
(2) في اللسان: «الناقمية هي رقاش بنت عامر. و بنو الناقمية بطن من عبد القيس..
و ناقم: حي من اليمن». و البيت في (16: 71) مطابق ماهنا. و في (16: 156):
«آسان وصل»؛ و هذه واضحة لا تحتاج إلي تكلف.
(3) ديوان الحطيئة 27 و اللسان (18: 36).
(4) جعله جمعاً لآس، كما تقول راع و رعاء. و الإساء بالكسر أيضاً: الدواء؛ و يقال.
كذلك في جمع آس أساة. قال كراع: ليس في الكلام ما يعتقب عليه فعلة و فعال إلا هذا و قولهم رعاة و رعاء في جمع راع.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 106
أي قلت له: ليكنْ لك بفلان أسوة فقد أصيب بمثل ما أُصِبتَ به فرضِي و سَلَّم و من هذا الباب: آسَيْتُه بنفسي.

أسي

الهمزة و السين و الياء كلمة واحدةٌ، و هو الحزن؛ يقال أ أَسِيتُ علي الشئ آسَي أَسًي، أي حزنتُ عليه.

أسد

الهمزة و السين و الدال، يدلّ علي قوّة الشَّئ، و لذلك سُمِّي الأسدُ أسداً لقوّته، و منه اشتقاق كلِّ ما أشبهه، يقال استأسَدَ النَّبت قَوِيَ. قال الحطيئة:
بِمُستأسِدِ القُرْيانِ حُوٍّ تِلاعُهُ فنُوّارُهُ مِيلٌ إلي الشّمسِ زاهِرُه
و يقال استَأْسَدَ عليه اجْتَرَأ. قال ابن الأعرابي: أَسَدْتُ الرَّجُل «1» مثل سَبَعْتُه و أَسْدٌ بسكون السين، الذين يقال لهم الأَزْد، و لعلّه من الباب.
و أمّا الإسادَةُ فليست من الباب، لأنّ الهمزة منقلبة عن واو. و [كذا «2»] الأُسْدِي في قول الحطيئة:
مستهلك الورْدِ كالأُسْدِيِّ قد جَعَلَتْ أيْدِي المَطِيِّ به عَادِيَّةً رُغُبا
______________________________
(1) لم أجد هذه الكلمة فيما لدي من المعاجم.
(2) بمثلها يتم الكلام، و قد أنشد البيت في اللسان (4: 39). و الأسدي: ضرب من الثياب. قال ابن بري: «و وهم من جعله في فصل أسد، و صوابه أن يذكر في فصل سدي. قال أبو علي: يقال أسدي و أستي، و هو جمع سدي و ستي للثوب المسدي، كأمعوز جمع معز». و البيت في ديوان الحطيئة 4.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 107‌

أسر

الهمزة و السين و الراء أصل واحد، و قياسٌ مطّرد، و هو الحبس، و هو الإمساك. من ذلك الأسير، و كانوا يشدُّونه بالقِدِّ و هو الإِسار، فسمي كلُّ أخيذٍ و إنْ لم يُؤْسرْ أسيراً. قال الأعشي:
و قيَّدَنِي الشِّعْرُ في بيته كما قَيَّد الآسِراتُ الحِمارَا «1»
أي أنا في بيته، يريد بذلك بلوغه النِّهاية فيه. و العرب تقول أَسَرَ قَتَبَهُ «2»، أي شدّه. و قال اللّٰه تعالي: وَ شَدَدْنٰا أَسْرَهُمْ يقال أراد الخَلْق، و يقال بل أراد مَجري ما يخرج من السَّبيلَين. و أُسْرَةُ الرّجُل رَهْطه، لأنّه يتقوَّي بهم. و تقول أسيرٌ و أَسْرَي في الجمع و أساري بالفتح «3». و الأُسْرُ احتباس البَوْل.

باب الهمزة و الشين و ما بعدهما في الثلاثي

أشف

الهمزة و الشين و الفاء كلمةٌ ليست بالأصلية فلذلك لم نذكرها. و الذي سمع فيه الإشْفَي.

أشا

الهمزة و الشين و الألف. الأشاء صغار النَّخلِ، الواحدة أَشاءَة.
______________________________
(1) البيت في ديوان الأعشي 410، و رواه في اللسان (5: 292) و ذكر أن الآسرات النساء اللواتي يؤكدن الرحائل بالقد و يوثقنها. و الحمار، هاهنا: خشبة في مقدم الرحل تقبض عليها المرأة. و في الأصل: «الآسران»، صوابه من الديوان و اللسان و المجمل.
(2) القتب للجمل كالإكاف لغيره. و في الأصل: «قبة» و انظر اللسان (5: 76).
(3) يقال أساري، بفتح الهمزة و ضمها، و يقال أيضا أسراء.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 108‌

أشب

الهمزة و الشين و الباء يدلّ علي اختلاطٍ و التفاف، يقال عِيصٌ أَشبٌ أي ملتفّ، و جاء فلانٌ في عددٍ أشِبٍ. و تأشَّب القَومُ اختلطوا. و يقال أَشَبْتُ فلاناً آشِبُهُ «1»، إذا لُمْتَه، كأَنّك لفّقْتُ عليه قبيحاً فَلُمْتَه فيه «2». قال أبو ذؤيب:
و يأشِبني فيها الذين يَلُونَها و لو عَلِمُوا لَم يَأْشِبُونِي بطَائِلِ «3»
و الأَشابة الأخلاط من النَّاس في قوله «4»:
وثِقْتُ له بالنَّصر إذْ قيل قد غَزَتْ قبائلُ من غَسَّانَ غير أشائِب

أشر

الهمزة و الشين و الراء، أصلٌ واحدٌ يدلّ علي الحِدّة.
من ذلك قولهم: هو أشِرٌ، أي بَطِرٌ مُتَسرِّعٌ ذو حِدّة. و يقال منه أَشِر يَأْشَر. و منه قولهم ناقةٌ مِئْشِيرٌ، مِفعيل من الأَشَر. قال أوس:
حَرْفٌ أخوها أبوها من مُهَجَّنَةٍ و عَمُّها خالُها وَحْنَاءُ مِئشِيرُ «5»
______________________________
(1) يقال أشبه يأشبه و يأشبه أشبا، من باب ضرب و نصر.
(2) في الأصل: «فلمه فيه». و قد تكون: «فلففته فيه».
(3) في الأصل:
«و يأشبني فيه …»
، و الصواب من اللسان (1: 209) و الديوان ص 144 و رواية الديوان:
«… الأولاء يلونها»
. (4) هو النابغة الذيباني، من قصيدة له في ديوانه 2- 9. و يروي:
«كتائب من غسان …»
. (5) البيت في ديوانه ص 8 طبع جاير. و نظيره بيت كعب بن زهير:
حرف أخوها أبوها من مهجنة و عمها خالها قوداء شمليل
انظر شرح ابن هشام لبانت سعاد 55- 56. و في الأصل:
«أبوها أخوها …»
و صواب الرواية من الديوان. و قد عني بذلك أن أخاها يشبه أباها في الكرم، كما عمها يشبه خالها في ذلك. و زعم بعضهم أنه يريد التحقيق و أنها من إبل كرام، فبعضها يحمل علي
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 109
و رجل أَشِرٌ و أَشُرٌ. و الأُشُر: رقّة و حِدّةٌ في أطراف الأسنان:
قال طرفة:
بَدّلَتْهُ الشَّمْسُ من مَنْبِتِهِ برَداً أبْيَضَ مَصقُولَ الأُشُرْ «1»
و أشَرت الخشبَة بالمئشار من هذا.

باب الهمزة و الصاد و ما بعدهما في الثلاثي

أصل

الهمزة و الصاد و اللام، ثلاثة أصولٍ متباعدٍ بعضها من بعض، أحدها أساس الشئ، و الثاني الحَيّة، و الثالث ما كان من النَّهار بعد العشيّ. فأما الأوّل فالأصل أصل الشئ، قال الكِسائيّ في قولهم:
«لا أصْلَ له و لا فَصْل له «2»»: إنّ الأصل الحسب، و الفَصْل اللسان. و يقال مجْدٌ أصيلٌ. و أمّا الأصَلة فالحيّة العظيمة. و
في الحديث في ذكر الدجّال:
______________________________
- بعض حفظا للنوع. و لهذا النسب صور، منها أن فحلا ضرب بنته فأتت ببعيرين فضربها أحدهما فأتت بهذه الناقة. و قال الفارسي في تذكرته: صورة قوله أخوها أبوها أن أمها أتت بفحل فألقي عليها فأتت بهذه الناقة. و أما عمها خالها فيتجه علي النكاح الشرعي، تزوج أبو أبيك بأم أمك فولد لهما غلام فهو عمك و خالك إلا أنه عم لأب و خال لأم. صورة أخري: تزوجت أختك من أمك أخاك من أبيك فولد لهما ولد، فأنت عم هذا الغلام أخو أبيه، و خاله لأنك أخو أمه من أمها. ا ه. قال ابن هشام: «و لا ينطبق تفسير أبي علي رحمه اللّه علي ما ذكرت في البيت؛ لأن الشاعر لم يصف الناقة بأحد النسبين، بل بهما معاً».
(1) كان الغلام من العرب إذا سقطت له سن أخذها بين السبابة و الإيهام و استقبل الشمس إذا طلعت، و قذف بها و قال: يا شمس أبدليني بسن أحسن منها و لتجر في ظلمها إياتك. انظر شرح ديوان طرفة 22، 65.
(2) لا يزال هذا التعبير معروفاً إلي زماننا هذا، و لكن بمعني الكذب، يقولون: هذا الكلام لا أصل له و لا فصل، و أحيانا يعبر عنه عن ضعة النسب فيقال: فلان لا أصل له و لا فصل و في الأصل: «و لا وصل له».
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 110
«كأَنّ رأسَهُ أصَلَةٌ»
. و أمّا الزمان فالأصيل بعد العَشِيّ و جمعه أصُلُ و آصالٌ و [يقال] أصيلٌ و أصيلَةٌ، و الجمع أصائل. قال «1»:
لعَمْري لَأَنْت البيتُ أُكرِمُ أهْلَهُ و أقْعُدُ في أفيَائِهِ «2» بالأصائلِ

أصد

الهمزة و الصاد و الدال، شئ يشتمل علي الشئ يقولون للحظيرة أصيدةٌ؛ سمِّيت بذلك لاشتمالها علي ما فيها. و من ذلك الأُصْدة، و هو قميصٌ صغير يلبسه الصبايا. و يقال صَبِيَّةٌ ذات مُؤَصَّد. قال:
تعلّقت ليلَي و هي ذات مؤَصَّدٍ و لم يَبْدُ [للأتراب] من ثديها حَجْم «3»

أصر

الهمزة و الصاد و الراء، أصلٌ واحدٌ يتفرّع منه أشياءُ متقاربة. فالأصر الحبسُ و العَطف و ما في معناهما. و تفسيرُ ذلك أنَّ العهد يقال له إصْرٌ، و القرابة تسمي آصِرَةٌ، و كل عقدٍ و قرابةٍ وَ عهدٍ إِصْرٌ. و البابُ كلُّه واحد. و العرب تقول: «ما تأصِرْني علي فلان آصِرَةٌ»، أي ما تعطفني عليه قرابة. قال الحطيئة:
______________________________
(1) هو أبو ذؤيب الهذلي. انظر ديوانه ص 110 و الخزانة (2: 489- 497) و اللسان (13: 16) و الإنصاف 428.
(2) في الأصل: «في أفيائه»، صوابه من المراجع السابقة.
(3) التكملة من أمالي ثعلب 600 و أمالي القالي (1: 216). و صدره في أمالي القالي:
* و علقت ليلي و هي غر صغيرة*
و البيت للمجنون. و يروي شبهه لكثير عزة في الجمهرة (3: 275) و اللسان (أصد):
و علقت ليلي و هي ذات مؤصد محوب و لما تلبس الدرع ريدها
و في الجمهرة:
«صبيا و لما تلبس الإتب»
.معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 111
عطفوا عليّ بغير آ صرَةٍ فقد عظُم الأواصِرْ «1»
أي عطفوا عليَّ بغير عهدٍ و لا قرابة. و المَأْصِرُ «2» من هذا، لأنه شئ يُحْبَس [به]. فأما قولهم إنّ [العهد «3»] الثّقيل إصْرٌ فهو [من] هذا؛ لأنَّ العهدَ و القرابةَ لهما إصْرٌ ينبغي أن يُتَحمَّل. و يقال أصَرْتُه إذا حبستَه.
و من هذا الباب الإصار، و هو الطُّنُب، و جمعه أُصُرٌ. و يقال هو وَتِد الطُّنُب.
فأمّا قول الأعشي:
فهذا يُعِدُّ لَهنَّ الخلا و يَجعلُ ذا بينهنَّ الإصَارا «4»

باب الهمزة و الضاد و ما بعدهما في الثلاثي

أضم

الهمزة و الضاد و الميم أصلٌ واحدٌ و كلمة واحدة، و هو الحقد؛ يقال أضِمَ عليه، إذا حقَد و اغتاظ. قال الجعديّ:
وَ أَزْجُرُ الكاشِحَ العَدُوَّ إذا اغْ تابَكَ زَجْراً مِنِّي علي أَضَمِ «5»
______________________________
(1) ديوان الحطيئة ص 19.
(2) ضبطه في القاموس كمجلس و مرقد، و هو المحبس. و في اللسان أنه ما يمد علي طريق أو نهر تؤصر به السفن و السابلة، لتؤخذ منهم العشور.
(3) التكملة من اللسان (5: 80).
(4) رواية الديوان 36:
* و يجمع ذا بينهن الخضارا*
و في الكلام نقص بعد البيت، و قد أنشد هذا البيت في اللسان (5: 82) مستشهداً به علي أن «الإصار» ما حواه المحش من الحشيش.
(5) البيت في الكامل 326 ليبسك، و بعده:
زجر أبي عروة السباع إذا آشفق أن يختلطن بالغنم
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 112‌

أضا

الهمزة و الضاد مع اعتلال ما بعدهما كلمةٌ واحدة، و هي الأضاة، مكان يَستَنقِع فيه الماءُ كالغدير. قال أبو عُبيد: الأضاة الماء المستنقِع، من سيلٍ أو غيره، و جمعه أَضاً، و جمع الأَضا إِضاءٌ ممدود، و هو نادر «1».

باب الهمزة و الطاء و ما بعدهما في الثلاثي

أطل

الهمزة و الطاء و اللام، أصلٌ واحد و كلمة واحدة، و هو الإِطِلُ و الإِطْلُ، و هي الخاصرة؛ و جمعه آطال. و كذلك الأَيْطَل. قال امرؤ القيس:
له أيْطَلا ظيٍ و ساقا نَعامةٍ و إرْخاءُ سِرْحان و تقريبُ تَتْفُلِ
و ذا لا يُقاس عليه.

أطم

الهمزة و الطاء و الميم، يدلُّ علي الحبس و الإحاطة بالشئ، يقال للحصْنِ الأُطُم و جمعُهُ آطامٌ، قال امرؤ القيس:
وَ تيْماءَ لم يَتْركْ بها جِذعَ نَخلةٍ و لا أُطُماً إلّا مَشِيداً بجَنْدلِ
______________________________
(1) قال ابن سيده: «و هذا غير قوي، لأنه إنما يقضي علي الشئ أنه جمع جمع إذا لم يوجد من ذلك بد. فاما إذا وجدنا منه بداً فلا. و نحن نجد الآن مندوحة من جمع الجمع، فإن نظير أضاة و إضاء ما قدمناه من رقبة و رقاب، و رحبة و رحاب، فلا ضرورة بنا إلي جمع الجمع».
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 113
و من هذا الباب الاطامُ «1»: احتباسُ البطن. و الأَطيمة: موقد النَّار و الجمع الأطائم. قال الأسْعر «2»:
في موقِفٍ ذَرِبِ الشَّبَا و كأنّما فيه الرجال علي الأطائِمِ و اللّظي

أطر

الهمزة و الطاء و الراء أصل واحد، و هو عطف الشئ علي الشئ أو إحاطتُه به. قال أهلُ اللَّغة: كلُّ شئٍ أحاط بشئٍ فهو إطارٌ.
و يقال لما حول الشَّفة من حَرْفها إطار «3». و يقال بنو فلانٍ إطارٌ لبني فلان، اذا حَلُّوا حَولَهم. قال بشر:
و حَلَّ الحيُّ حيُّ بني سُبَيعٍ قُرَاضِبَةً و نحن لهمْ إطارُ «4»
و يقال أطَرْتُ العُودَ، إذا عطفتَه، فهو مَأْطُورٌ. و منه
حديث النبيّ صلي اللّٰه عليه و آله و سلم: «حتَّي تأخذوا علي يَدَيِ الظَّالم و تَأطِرُوه علي الحقِّ أطْراً «5»»
، أي تعطفوه. و يقال أطَرْتُ القوسَ، إذا عطفتَها؛ قال طَرَفة:
كَأَنَّ كِنَاسَيْ ضَالَةٍ يكنُفانها و أَطْرَ قِسِيٍّ تحتَ صُلْبٍ مؤيَّدِ
و يقال للعَقَبة التي تجمع [الفُوق «6»] أُطْرَةٌ؛ يقال منه أطَرْتُ السَّهم
______________________________
(1) في الأصل: «أطام».
(2) البيت روي في اللسان (14: 285) منسوبا الي الافوه الاودي، و ليس في ديوانه كما أنه ليس في قصيدة الأسعر التي علي هذا الروي في الأصمعيات ص 3.
(3) و هو ما بين مقص الشارب و الشفة.
(4) يروي «قراضبة» بالفتح، جمع قرضوب و قرضاب، و هو المحتاج، موقعه حال.
و بالضم: بلد. انظر المفضليات (2: 141 طبع المعارف).
(5) في الأصل: «علي بيتي الظالم» صوابه من اللسان (5: 83).
(6) التكملة من اللسان (5: 84). و الفوق من السهم: مشق رأسه حيث يقع الوتر.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 114
أَطْراً. و سمعت علي بن إبراهيم القطان يقول: سمعت ثعلباً يقول: التأطُّر التمكُّث. و قد شذَّت من الباب كلمة واحدة، و هي الأَطِيرُ، و هو الذّنْب يقال أخذني بأَطيرٍ غيري، أي بذنْبه. و كذلك فسَّرُوا قول عبد اللّٰه بن سلمة:
و إنْ أكْبَرْ فَلَا بأطِيرِ إصْرٍ يُفَارِقُ عاتِقي ذَكَرٌ خَشِيبُ «1»

باب الهمزة و العين و ما بعدهما في الثلاثي

مهمل.

باب الهمزة و الفاء و ما بعدهما في الثلاثي

أفق

الهمزة و الفاء و القاف أصل واحد، يدلّ علي تباعُد ما بين أطراف الشئ و اتساعِه، و علي بلوغ النهاية. من ذلك الآفاق: النواحي و الأطراف؛ و آفاق البيت من بيوت الأعراب: نواحيه دون سَمْكِهِ. و أنشد يصف الخِلال:
و أقصَمَ سَيَّارٍ مع الناس لم يَدَعْ تراوُحُ آفاقِ السَّماءِ له صدرَا «2»
و لذلك يقال أَفَق الرَّجُل، إذا ذهب في الأرض. و أخبرني أبو بكر أحمد بن محمد بن إسحاق الدِّينوريُّ قراءةً عليه، قال: حدَّثني أبو عبد اللّٰه الحسين بن مسبِّح قال: سمِعت أبا حنيفة يقول: للسَّماء آفاقٌ و للأرض آفاق،
______________________________
(1) بأطير إصر، قسم بعهد و ميثاق يحيط به و لا يخرج عنه، و هو قسم معترض بين النافي و المنفي. انظر المفضليات (1: 101).
(2) البيت لذي الرمة في ديوانه 181 و الأزمنة و الأمكنة (2: 4).
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 115
فأمّا آفاق السماء فما انتهي إليه البصر منها مع وجه الأرض من جميع نواحيها، و هو الحدُّ بين ما بَطَن من الفَلَك و بين ما ظَهَر من الأرض، قال الراجز:
* قبلَ دُنُوِّ الأُفْق من جَوْزائِه*
يريد: قبل طلوع الجوزاء؛ لأنَّ الطلوع و الغُروب هما علي الأفق. و قال يصف الشمس:
* فهي علي الأُفْقِ كَعينِ الأحولِ «1» *
و قال آخر:
حتي إذا منظر الغربيِّ حارَ دَماً من حُمرة الشَّمسِ لمّا اغتالَها الأُفُقُ «2»
و اغتيالُه إيّاها تغييبه لها. قال: و أما آفاق الأرض فأطرافها من حيث أحاطت بك. قال الراجز «3»:
تكفيك من بعض ازديارِ الآفاقْ «4» سَمْراءُ ممَّا دَرَس ابنُ مِخْراق «5»
و يقال للرّجُل إذا كان من أُفُقٍ من الآفاق أُفُقِيٌّ و أَفَقِيٌّ، و كذلك الكوكب إذا كان قريباً مجراه من الأفق لا يكبِّد السماء «6»، فهو أُفُقِيٌّ و أَفَقِيٌّ.
______________________________
(1) البيت من أرجوزة لأبي النجم يقال إنها أجود أرجوزة للعرب، قالها يمدح بها هشام ابن عبد الملك. انظر الشعراء لابن قتيبة في ترجمة أبي النجم. و في الأصل: «فهو» تحريف.
(2) في الأزمنة و الأمكنة (2: 8):
«حتي إذا المنظر الغربي …»
(3) هو ابن ميادة، كما في اللسان (6: 42/ 7: 382). و انظر الرجز في الأزمنة و الأمكنة (2: 8).
(4) الازديار: الزيارة. و يروي بدله:
* هلا اشتريت حنطة بالرستاق*
(5) السمراء، يعني بها الحنطة. و قيل السمراء هنا ناقة أدماء، فتكون «درس» معها بمعني راض. و الصواب في تفسيره الوجه الأول ليلتئم مع الرواية التي أشرت إليها.
(6) يقال كد النجم السماء تكبيدا: توسطها.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 116
إلي هاهنا كلام أبي حنيفة. و يقال الرّجُل الآفق الذي بلغ النِّهاية* في الكرم.
و امرأة آفِقَةٌ. قال الأعشي:
آفِقاً يُجْبَي إليه خَرْجُهُ كلُّ ما بين عُمَانٍ فَمَلَحْ «1»
أبو عمرو: الآفِق: مثل الفائق، يقال أفَقَ يأفِق أَفْقاً إِذا غَلَبَ، و الأفق الغَلَبة. و يقال فرس أُفُقٌ علي فُعُل، أي رائعة. فأمّا قول الأعشي:
و لا الملك النُّعمانُ يومَ لقيتُه [بغبطته] يُعْطِي القُطُوطَ و يأفِقُ «2»
فقال الخليل: معناه أنَّه يأخذ من الآفاق. قال: واحد الآفاق أُفُق، و هي الناحية من نواحي الأرض. قال ابن السّكّيت: رجل أَفَقِيٌّ من أهل الآفاق، جاء علي غير قياس. و قد قيل أُفقيٌّ. قال ابنُ الأعرابيّ: أَفَقُ الطَّرِيقِ مِنهاجُه؛ يقال قعدت علي أَفَق الطَّريق و نَهْجه. و من هذا الباب قول ابن الأعرابي: الأَفَقَةُ الخاصرةِ، و الجماعة الأفَق. قال:
* يَشْقَي بِه صَفْحُ الفَريصِ و الْأَفَقْ «3» *
و يقال شَرِبْت حتي مَلَأت أَفَقَتَيَّ «4». و قال أبو عمرو و غيره: دلوٌ أفِيقٌ، إذا كانتْ فاضلة علي الدِّلاء. قال:
* ليستْ بِدَلْوٍ بل هِيَ الأَفِيقْ*
______________________________
(1) في شرح الديوان ص 160: «و الملح من بلاد بني جعدة باليمامة».
(2) القطوط: كتب الجوائز، كما فسر بذلك البيت في اللسان (11: 286). و انظر ديوان الأعشي ص 146. و التكملة من اللسان و ما سيأتي في (قط). و في الديوان: «بإمته».
و قبل البيت:
فذاك و لم يعجز من الموت ربه و لكن أتاه الموت لا يتأبق
(3) البيت لرؤبة كما في ديوانه 108 و اللسان (11: 287). و الفريص: جمع فريصة.
و في الأصل: «الفريض» تحريف.
(4) في الأصل: «أفقي»، و الوجه ما أثبت.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 117
و لذلك سمِّي الجِلْد بعد الدَّبغ الأَفيق، و جمعه أَفَقٌ «1»، و يجوز أُفُقٌ «2» فهذا ما في اللُّغة و اشتقاقها. و أمّا يوم الأُفاقة فمن أيام العرب، و هو يوم العُظَالي، و يوم أَعْشاشٍ، و يوم مُلَيْحة- و أُفَاقَة موضع- و كان من حديثه أنّ بسطامَ بنَ قيسٍ أقْبَل في ثلاثمائَة فارسٍ يتوكَّفُ انحدارَ بني يربوعٍ في الحَزْن، فأوَّلُ مَن طَلَع منهم بنو زُبَيْد حَتي حَلُّوا الحديقةَ بالأُفاقة، و أقبل بِسطامٌ يَرْتَبئ، فرأي السَّوادَ بحديقة الأُفاقة، و رأي منهم غلاماً فقال له: من هؤلاء؟ فقال:
بنو زُبيد. قال: فأَين بنو عُبيدٍ و بنو أَزْنَمَ؟ قال: بروضة الثَّمَد. قال بسطامٌ لقومه: أطيعُوني و اقبِضوا علي هذا الحيّ الحَريدِ من زُبيد، فإِنَّ السَّلامة إحدي الغنيمتين. قالوا: انتفَخَ سَحْرك، بل نَتَلَقَّطُ بني زُبيدٍ ثمّ نتلقَّط سائرّهم كما تُتَلقَّط الكَمأَة. قال: إني أخشَي أنْ يتلقَّاكُم غداً طعْنٌ يُنسيكم الغنيمةَ! و أحسَّتْ فرسٌ لِأُسيدِ بن حِنَّاءَة بالخيل، فبحثت بيدها، فركب أُسَيد و توجَّه نحوَ بني يربوعٍ، و نادي: يا صباحاه، يآل يربوع! فلم يرتفع الضَّحاءُ حتَّي تلاحَقُوا بالغَبِيط، و جاء الأُحَيْمِر بنُ عبد اللّٰه فرمي بِسطاماً بفرسه الشَّقراء- و يزعمون أنّ الأحيمر لم يطعن برمح قطّ إلا انكسر، فكان يقال له «مكسِّر الرِّماح» - فلما أَهْوَي ليطعُنَ بِسطاماً انهزم بسطامٌ و مَن معه بعد قتْل من قُتِل منهم، ففي ذلك يقول شاعر «3»:
______________________________
(1) مثل أديم و أدم، فهو اسم جمع و ليس بجمع؛ لأن فعيلا لا يكسر علي فعل.
(2) مثل رغيف و رغف. لكن قال اللحياني: «لا يقال في جمعه أفق البتة».
(3) هو العوام بن شوذب الشيباني. انظر معجم المرزباني 300 و حواشي الحيوان (5: 240).
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 118
فإنْ يك في جَيش الغَبيطِ ملامةٌ فجيشُ العُظَالَي كان أخْزَي و أَلْوَما
و فَرَّ أبو الصَّهباءِ إِذ حَمِسَ الوَغي و ألقي بأبدان السّلاح و سَلّما «1»
فلو أنَّها عُصفورةٌ لحسبتَها مُسوَّمَةً تدعُو عُبَيْداً و أَزْنَما
و هذا اليوم هو يوم الإيادِ، الذي يقول فيه جرير:
و ما شهدَتْ يوم الإيادِ مُجَاشِعٌ و ذا نَجَبٍ يومَ الأسنَّة تَرْعُفُ «2»

أفك

الهمزة و الفاء و الكاف أصل واحد، يدلُّ علي قلب الشئِ و صرْفِه عن جِهَته «3». يقال أُفِكَ الشَّئُ. و أَفِكَ الرَّجُلُ، إذا كذَب «4».
و الإِفك الكذِب. و أفكتُ الرّجُلَ عن الشئ، إذا صرفتَه عنه. قال اللّٰه تعالي: قٰالُوا أَ جِئْتَنٰا لِتَأْفِكَنٰا عَنْ آلِهَتِنٰا. و قال شاعر «5»:
إن تكُ عن أفضل الخليفةِ مَأْ فُوكاً ففي آخَرِينَ قد أُفِكُوا «6»
و المؤتفكات: الرياح التي تختلف مَهابُّها. يقولون: «إذا كثُرت المؤتفكات زَكَتِ الأرض «7»».
______________________________
(1) أبو الصهباء: كنية بسطام، كما في معجم المرزباني. و الأبدان: الدروع.
(2) انظر ديوانه ص 375. و انظر يوم العظالي في كامل ابن الأثير و العقد.
(3) في الأصل: «جبهته».
(4) يقال أفك من بابي ضرب و علم.
(5) هو عروة بن أذينة، كما في الصحاح و تاج العروس. و في اللسان (12: 270):
«عمرو بن أذينة»، تحريف.
(6) في الصحاح: «عن أحسن الصنيعة»، و في اللسان و المجمل: «عن أحسن المروءة».
(7) زكت الأرض، أي زكا نباتها، كما في اللسان (12: 271). و في الأصل:
«ركت»، تحريف صوابه في اللسان و المجمل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 119‌

أفل

الهمزة و الفاء و اللام أصلان: أحدهما الغيبة، و الثاني الصِّغار من الإبل. فأمّا الغَيبة فيقال أفَلت الشّمس غابت، و نجوم أُفَّلٌ. و كلُّ شئِ غابَ فهو آفلٌ. قال:
فدعْ عنك سُعدَي إنَّما تُسعِفُ النَّوي قِرانَ الثَريَّا مرّةً ثم تَأفِلُ «1»
قال الخليل: و إذا استقرّ اللِّقاح في قَرار الرَّحِم فقد أفَل.
و الأصل الثاني الأفيل، و هو الفصيل، و الجمع الإفَال. قال الفرزدق:
و جاءَ قَرِيعُ الشَّولِ قبلَ إفالِها يَزِفُّ* و جاءتْ خَلْفَه و هي زُفَّفُ «2»
قال الأصمعي: الأفيل ابنُ المخاض و ابن اللبون، الأنثي أفيلة، فإذا ارتفع عن ذلك فليس بأفيل. قال إهاب بن عمير:
ظَلَّتْ بمندَحِّ الرَّجا مُثُولُها ثامنةً و مُعْوِلًا أفيلُها
ثامنة، أي واردة ثمانية أيّام «3». مُثُولها: قيامها ماثلة. و في المثل:
«إنّما القَرْمُ من الأَفيل «4»»، أي إنّ بدءَ الكبير من الصَّغير.

أفن

الهمزة و الفاء و النون يدلّ علي خلوّ الشئ و تفريغه قالوا: الأُفَنْ قلّة العقل؛ و رجل مأفونٌ. قال:
______________________________
(1) نسب في (عدد) إلي كثيرة عزة.
(2) في ديوان الفرزدق 589:
«… و راحت خلفه …»
. (3) كذا في الأصل، و الوجه: «واردة ثمناً». و الثمن، بالكسر: ظم‌ء من أظماء الإبل، و هي أن ترد يوماً ثم تحبس عن الماء ستة أيام و ترد في الثامن.
(4) و منه قول الراجز- و أنشده في الحيوان (1: 8)-:
قد يلحق الصغير بالجليل و إنما القرم من الأفيل
و سحق النخل من الفسيل
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 120
نُبِّئْتُ عُتبةَ خَضَّافاً تَوَعَّدَنِي يا رُبَّ آدَرَ مِنْ مَيثاءَ مأفُونِ «1»
و يقال إنّ الجَوز المأفُونَ هو الذي لا شي‌ء في جوفه. و أصل ذلك كلِّه من قولهم: أَفَنَ الفَصيلُ ما فِي ضرع أُمّه، إذا شربَه كلَّه. و أَفَنَ الحالبُ النّاقَةَ، إذا لم يَدَعْ في ضَرْعِها شَيئاً. قال:
إذا أُفِنَتْ أَرْوَي عِيالَكَ أَفْنُها و إنْ حُيِّنَتْ أَوْبَي علي الوَطْبِ حينُها «2»
و قال بعضهم: أَفَنت النّاقةُ قلّ لبنها فهي أَفِنَةٌ، مقصورة.

أفد

الهمزة و الفاء و الدال تدلُّ علي دنو الشئ و قُرْبه يقال أَفِدَ الرَّحيل: قَرُب. و الأَفِدُ المستَعْجِل. قال النّابغة:
أَفِدَ الترحُّلُ غير أنَّ رِكابَنا لَمَّا تَزُلْ برِحَالِنا و كَأَنْ قَدِ
و بعثَت أعرابيّةٌ بنتاً لها إلي جارتها فقالت: «تقول لكِ أُمِّي: أعطِيني نَفَساً أو نَفَسين أَمْعَسُ به مَنيئَتِي فإنِّي أَفِدَةٌ «3»».

أفر

الهمزة و الفاء و الراء يدلُّ علي خفّةٍ و اختلاط. يقال أَفَرَ الرَّجُل، إذا خفَّ في الخدمة. و المِئْفَرُ الخادم. و الأُفْرة: الاختلاط.
______________________________
(1) سبق البيت في مادة (ادر) ص 71.
(2) البيت للمخبل، كما في اللسان (16: 158، 292). و في اللسان أن الأفن أن تحلبها أني شئت من غير وقت معلوم. و التحيين: أن تحلب كل يوم و ليلة مرة واحدة. و سيأتي في (حين).
(3) الخبر في اللسان (منأ، مص، نفس). و النفس: قدر دبغة من القرظ الذي يدبغ به.
و قد ضبطت في اللسان بسكون الفاء، و لكن ابن فارس ضبطها بالفتح في (نفس). و المعس:
تليين الأديم في الدباغ. المنيئة: الجلد ما كان في الدباغ. و في الأصل: «منيتي» بالتسهيل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 121‌

باب الهمزة و القاف و ما بعدهما في الثلاثي

أقر

أقر: موضِعٌ. قال النابغة:
لقد نَهَيْتُ بَنِي ذُبْيان عن أُقُرٍ و عن تربُّعِهِمْ في كلِّ أَصْفارِ «1»
و ليس هذا أصلًا.

أقط

الهمزة و القاف و الطاء تدلُّ علي الخلط و الاختلاط.
قالوا: الأَقِطُ من اللَّبن مَخِيضٌ يُطْبَخُ ثمّ يُترَك حتَّي يمْصُل؛ و القطعة أَقِطَةٌ.
و أَقَطْتُ القومَ أَقِطاً «2» أي أطعمتهم ذلك. و طعام مَأْقُوطٌ خُلِط بالأَقِط. قال:
أتتكُمُ الجوفاء جَوْعَي تَطَّفِحْ «3» طُفَاحَةَ القِدْرِ و حيناً تَصْطَبِحْ «4»
* مأقوطة عادت ذباح المدَّبِحْ «5» *
و المأقِط: موضع الحرب، و هو المَضِيق، لأنّهم يختلطون فيه.
______________________________
(1) انظر خبر هذا الشعر في معجم البلدان (أقر).
(2) في الأصل: «أقطاء»، و لا وجه له. و مما يجدر ذكره أن الأقط إنما بجمع علي «أقطان» كرغفان.
(3) تطفح، علي وزن تفتعل: تأخذ الطفاحة؛ و الطفاحة، بالضم: زبد القدر. و البيت.
مع تاليه في اللسان (طفح).
(4) في اللسان:
* طفاحة الأثر وحينا تجتدح*
(5) كذا ورد البيت في الأصل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 122‌

أقن

الهمزة و القاف و النون كلمة واحدة لا يقاس عليها.
الأُقْنة: حفرةٌ تكون في ظهورِ القِفافِ ضيِّقة الرأس، و ربَّما كانت مَهْوَاةً بين نِيقينِ «1» أو شُنْخُوبَيْن. قال الطرِمّاح:
في شَنَاظِي أُقَنٍ بينها عُرَّةُ الطَّيْرِ كصَوْم النَّعامْ «2»

باب الهمزة و الكاف و ما يثلثهما

أكل

الهمزة و الكاف و اللام بابٌ تكثر فُروعه، و الأصل كلمة واحدة، و معناها التنقُّص. قال الخليل: الأكل معروف، و الأَكْلَة مَرّة، و الأُكلة اسمٌ كاللُّقمة. و يقال رجل أكُولٌ كثير الأكل. قال أبو عُبيد:
الأَكَلة جمع آكل، يقال: «ما هم إلّا أَكَلَة رأسٍ «3»». و الأكيل:
الذي يُؤاكلك. و المَأْكَل ما يُؤْكَل، كالمَطْعَم. و المُؤْكِل المُطعِم. و
في الحديث:
«لعَنَ اللّٰه آكِلَ الرِّبا و مُؤْكِلَه»
. و المأكَلَة الطُّعمة. و ما ذُقْتَ أَكالًا، أي ما يُؤْكل. و الأُكْل- فيما ذكر ابن الأعرابي: - طُعمة كانت الملوك تُعطيها الأشراف كالقُرَي، و الجمع آكالٌ «4». قال:
جُنْدُك التالد الطَّرِيفُ من السا دات أهلِ القِبابِ و الآكالِ «5»
______________________________
(1) في الأصل: «مهودة بين نيفين».
(2) ديوان الطرماح 97. و انظر (هر).
(3) أي هم قليل، قدر ما يشبعهم رأس واحد.
(4) في شرح ديوان الأعشي: «الآكال قطائع و طعم كانت الملوك تطعمها الأشراف».
(5) رواية الديوان 11 و اللسان (13: 22):
«جندك التالد العتيق …»
: و في شرح الديوان: «و يروي:
… الطارف التليد …
»:
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 123
قال أبو عبيد: يقال «أَكَّلْتني ما لم آكُلْ «1»»، أي ادَّعيته عليّ.
و الأَكولة: الشاة تُرعَي للأكل لا للبيع و النَّسل، يقولون: «مَرْعيً و لا أَكُولةَ»، أي مال مجتمع لا مُنْفِق له. و أكيل الذِّئب: الشاة و غيرها إذا أردتَ معني المأكول، و سواءٌ الذَّكر و الأنثي؛ و إذا أردتَ به اسماً جعلتَها أكيلة ذئب. قال أبو زيد: الأكيلة فريسة الأسد. و أكائِل النَّخل:
المحبوسة للأكل. و الآكِلَة علي فاعلة: الراعية «2»، و يقال هي الإكْلة «3».
و الأَكِلة، علي فَعِلة: الناقة ينبت وبرُ ولدِها في بطنها يُؤْذيها و يأكلها.
و يقال ائتكلت* النّار، إذا اشتد التهابها؛ و ائتكل الرّجُل، إذا اشتدّ غضَبُه.
و الجمهرة تتأكّل، أي تتوهّج؛ و السيف يتأكّل إِثْرُه. قال أوس:
إذا سُلَّ مِنْ جفْنٍ تأكَّل إثْرُهُ علي مِثْلِ مِصْحاةِ اللُّجَين تأكُّلَا «4»
و يقال في الطِّيب إذا توهَّجَتْ رائحتُه تأَكَّلَ. و يقال أَكَلَتِ النّارُ الحَطَبَ؛ و آكَلْتُها أطعمتُها إياه. و آكَلْت بين القوم أفْسَدت «5». و لا تُؤْكِلْ فلاناً عرضَك، أي لا تُسابَّه فتدَعَه يأكلُ عِرضَك. و المَؤْكِل النّمام.
______________________________
(1) يقال فيه: أكلتني، بالتشديد، و آكلتني بالهمز. انظر اللسان (13: 19).
(2) في الأصل: «و الأكلة علي فعلة الراعية» صوابه من اللسان و القاموس. يقال كثرت الآكلة في بلاد بني فلان، أي الراعية.
(3) الإكلة بالكسر، و الأكال بالضم: الحكة و الجرب.
(4) المصحاة، بالصاد المهملة: الكأس أو القدح من الفضة. و قد روي في اللسان (13: 23): «مسحاة» بالسين، صوابه ما هنا. و هو المطابق لما في الديوان 20 و اللسان (19: 185).
(5) يقال فيه آكلت بالمد و بالتضعيف كذلك.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 124
و فلان ذو أُكْلَةٍ في النّاس، إذا كان يغتابهم. و الأُكْل: حظّ الرجل و ما يُعطاه من الدُّنيا. و هو ذو أُكْلٍ، و قومٌ ذَوُو آكالٍ. و قال الأعشي:
حَوْلِي ذَوُو الآكالِ من وائِلٍ كاللَّيلِ مِن بادٍ و من حاضرِ «1»
و يقال ثوب ذو أُكْلٍ، أي كثير الغَزْل. و رجل ذو أُكْلٍ: ذو رأي و عقلٍ. و نخلةٌ ذاتُ أُكْلٍ. و زرعٌ ذو أُكْلٍ. و الأُكَال: الحُكَاك:
يقال أصابه في رأسه أُكالٌ. و الأَكَل في الأديم: مكانٌ رقيقٌ ظاهِرُهُ تراه صحيحاً، فإذا عُمِل بدا عُوارُه. و بأَسنانه أَكَلٌ، أي متأَكِّلة؛ و قد أُكِلَتْ أسنانُه تَأكَلُ أكَلًا. قال الفرّاء: يقال للسكّين آكِلَةُ اللحم، و منه الحديث
أنَّ عمرَ «2» قال: «يضرب أحدُكم أخاه بمثل آكِلة اللحم ثم يَري أن لا أُقِيدَه «3»»
. قال أبو زياد: المِئْكلة قِدْرٌ دون الجِمَاع «4»، و هي القدر التي يستخف الحيُّ أن يطبخوا فيها. و أُكُل الشجرة: ثمرها، قال اللّٰه تعالي: تُؤْتِي أُكُلَهٰا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهٰا «5».
______________________________
(1) انظر ديوان الأعشي ص 107.
(2) في الأصل: «أن عمر عليه اللعنة». و هذا من إقحام ناسخ من غلاة الشيعة.
(3) تمامه في اللسان (13: 22): «و اللّٰه لأقيدنه منه».
(4) قدر جماع، بكسر الجيم: جامعة عظيمة، و قيل هي التي مجمع الجزور.
(5) قرأ بسكون الكاف نافع و ابن كثير و أبو عمرو، و سائر القراء. بضمها. إتخاف فضلاء البشر 272.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 125‌

أكم

الهمزة و الكاف و الميم أصل واحد، و هي تجمُّعُ الشئِ و ارتفاعُه قليلًا. قال الخليل: الأكمة تلٌّ من القُفِّ، و الجمع آكام و أَكَمٌ.
و استأكم المكانُ، أي صار كالأكمة. و تجمع علي الآكام أيضاً، قال أبو خراش:
و لا أمْغَر السَّاقَينِ ظَلّ كأنّه علي محْزئلّاتِ الإكام نَصِيلُ «1»
يعني صَقْراً. احزألَّ: انتصَبَ. نصيل: حَجَر قدْر ذِراع. و من هذا القياس المَأكَمَتان «2»: لحمتان وصَلَتَا بين العجزُ و التْنَين، قال:
إذا ضربتها الرِّيح في المِرْطِ أشرفَتْ مآكِمُها و الزُّلُّ في الرِّيح تُفْضَحُ «3»

أكن

الهمزة و الكاف و النون ليست أصلا، و ذلك أنّ الهمزة فيه مبدلةٌ من واو، و الأصل وُكْنة، و هو عشّ الطائر. و قد ذكر في كتاب الواو.

أكد

الهمزة و الكاف و الدال ليست أصلًا، لأنّ الهمزة مبدلة من واو، يقال وَكَّدت العَقْدَ. و قد ذكر في بابه.
______________________________
(1) البيت في اللسان (14: 188). و في الأصل: «مجزئلات» صوابه بالحاء المهملة.
(2) يقال مأكمان و مأكمتان.
(3) البيت، دون نسبة في اللسان (14: 286).
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 126‌

أكر

الهمزة و الكاف و الراء أصل واحد، و هو الحَفْر، قال الخليل: الأُكْرَة حُفرة إِلي جنب الغدير و الحوض، ليصفوَ فيها ماء؛ يقال تأكَّرْت أُكْرة. و بذلك سُمِّي الأَكَّارُ. قال الأخطل:
* عَبْداً لِعِلْجٍ من الحِصْنَين أَكّارِ «1» *
قال العامريّ: وجدت ماءً في أُكْرَةٍ في الجبل، و هي نُقْرةٌ في الصَّفا قدر القَصْعة.

أكف

الهمزة و الكاف و الفاء ليس أصلًا، لأنّ الهمزة مبدلة من واو، يقال وِكافٌ و إكافٌ.

باب الهمزة و اللام و ما يثلثهما

ألم

الهمزة و اللام و الميم أصل واحد، و هو الوجع. قال الخليل: الألم: الوجع، يقال وجَع ألِيمٌ، و الفعل من الألم ألِمَ. و هو ألِمٌ، و المجاوز أَلِيمٌ، فهو علي هذا القياس فَعِيل بمعني مُفْعِل، و كذلك وجِيعٌ بمعني مُوجِع: قال «2»:
______________________________
(1) الحصنان: موضع بعينه، ذكره ياقوت. و البيت في تكملة شعر الأخطل من نسخة طهران الخطية ص 43 طبع بيروت سنة 1938، من أبيات تسعة يهجو بها زيد بن منذر النمري. و صدره:
* لكن إلي جرثم المقاء إذ ولدت*
و في الأصل: «أكارا». و القصيدة مكسورة الروي.
(2) هو عمرو بن معديكرب من قصيدة له في الأصمعيات ص 43. و عجز البيت كما في الأصمعيات و اللسان (10: 28):
* يؤرقني و أصحابي هجوع*
و مما يستشهد به من هذه القصيدة لفعيل بمعني مفعل، بكسر العين، قوله:
و خيل قد دلفت لها بخيل تحية بينهم ضرب وجيع
انظر الخزانة (3: 56).
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 127
* أمِنْ رَيحانة الدَّاعي السميعُ*
فوضع السميع موضع مُسْمِع. قال ابن الأعرابي عذاب أليم أي مؤلم و رجل ألِيمٌ و مُؤْلَمٌ أي موجَعٌ. قال أبو عبيد: يقال ألِمْتَ نَفْسَك، كما تقول سفِهْتَ نَفْسَك. و العرب تقول: «الحُرُّ يُعطِي و العبد يألم قَلْبَه».

أله

الهمزة و اللام و الهاء أصل واحد، و هو التعبُّد. فالإله اللّٰه تعالي، و سمِّي بذلك لأنّه معبود. و يقال تألَّه الرجُل، إذا تعبّد. قال رؤبة:
للّٰهِ دَرُّ الغانِيَاتِ المُدَّةِ «1» سَبَّحْنَ و استَرْجَعْنَ مِن تَأَلُّهِي
و الإلاهة: الشَّمْس «2»، سمِّيت بذلك لأنَّ قوما كانوا يعبدونها. قال شاعر «3»:
* فبادَرْنا الإلاهَةَ أنْ تؤوبا*
فأما قولهم في التحيُّر ألِهَ يَأْلَهُ فليس من الباب، لأنّ الهمزة واو. و قد ذكر في بابه.

ألوي

الهمزة و اللام و ما بعدهما في المعتلّ أصلان متباعدان:
أحدهما الاجتهاد* و المبالغة، [و الآخر التقصير «4»] و الثاني «5» خلاف ذلك الأول. قولهم آلَي يُولِي إذا حلَف ألِيَّةً وَ إِلْوَةً «6»، قال شاعر:
______________________________
(1) المده، من المده، و هو المدح. و البيتان في اللسان (مده، أله) و ديوان رؤبة ص 165.
(2) في الأصل: «الشئ» تحريف.
(3) هو امية أم عتيبة بن الحارث، أو أم البنين بنت عتيبة بن الحارث، ترثي عتيبة، و قيل هي بنت الحارث اليربوعي. انظر اللسان (17: 360).
(4) ليست في الأصل، و بمثلها يتم الكلام.
(5) في الأصل: «و الأول».
(6) الألوة، مثلثة ساكنة اللام.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 128
أتاني عن النُّعمان جَوْرُ أَلِيَّةٍ يجُورُ بها من مُتْهِمٍ بعد مُنْجِدِ
و قال في الألْوَة:
* يُكذِّبُ أقوالي و يُحْنِثُ ألْوتِي «1» *
و الأَلِيَّةُ محمولة علي فَعولة، و أَلْوَة علي فعْلَة نحو القَدْمَة. و يقال يُؤْلِي وَ يَأْتلِي، و يتأَلَّي في المبالغة. قال الفرّاء: يقال ائتلي الرَّجُل إذا حلف، و في كتاب اللّٰه تعالي: وَ لٰا يَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ. و ربَّما جمعوا أَلْوَةً أُلًي. و أنشد:
قليلًا كتحليل الأُلَي ثم قلّضت به شِيمَةٌ رَوْعَاءُ تقليصَ طائِر «2»
قال: و يقال لليمين أَلْوَةٌ و أَلْوَةٌ و إلْوَة وَ أَلِيَّة. قال الخليل: يقال ما أَلَوْتُ عن الجُهْدِ في حاجتك، و ما ألَوْتُك نُصْحاً، قال:
* نحنُ فَصَلْنا جُهْدَنَا لَمْ نَأْتَلِه*
أي لم نَدَعْ جُهْدا. قال أبو زيد: يقال أَلَوْتُ في الشئ آلو، إذا قصرت فيه. و تقول في المثل: «إِلَّا حَظِيَّةٌ فلا أَلِيَّةٌ»، يقول: إن أَخْطأَتْك الحُظوة فلا تَتَأَلَّ أن تتودَّد إلي النّاس. الشيباني: آليت توانيت و أبطأت. قال «3»:
* فما آلَي بَنِيَّ و ما أساءُوا*
و ألَّي الكلب عن صيده، إذا قصّر، و كذلك البازِي و نحوُه. قال بعض الأعراب:
______________________________
(1) في الأصل: «ألوي».
(2) في الأصل: «شمة روعاء»، و إنما هي الشيمة بمعني السجية و الطبيعة.
(3) هو الربيع بن ضبع الفزاري. انظر المعمرين 7 و الخزانة (3: 306). و صدر البيت كما فيهما و كما في اللسان (18: 41):
* و إن كنائني لنساء صدق*
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 129
و إني إِذ تُسَابِقُنِي نَوَاها مُؤَلٍّ فِي زيارتها مُلِيمُ «1»
فأمّا قول الهذلي «2»:
جهراءِ لا تألو إذا هي أَظْهَرَتْ بَصَراً و لا من عَيْلَةٍ تُغْنيني «3»
و أما قول الأعشي:
… و لا يقطع رِحْماً و لا يَخُون إلَا «4»

ألب

الهمزة و اللام و الباء يكون من التجمُّع و المعطف و الرُّجوع و ما أشبه ذلك. قال الخليل: الأَلْبُ الصِّغَوُ «5»، يقال أَلْبُه معه، و صاروا عليه إلْباً وَاحدا في العداوة و الشرّ. قال
و الناس إِلْبٌ علينا فيك ليس لنا إِلا السُّيوفَ و أطرافَ القناوزَرُ «6»
الشَّيباني: تَأَلَّبُوا عليه اجتمعوا، وَ أَلَبُوا يَأْلِبُونَ أَلْباً. و يقال إِنَّ الألْبَةَ المجاعة، سمِّيت بذلك لتَأَلُّبِ النَّاس فيها. و قال ابن الأعرابيّ: أَلَبَ: رجع. قال:
و حدَّثني رجلٌ من بني ضَبَّة بحديث ثم أخذ في غيره، فسألته عن الأوّل فقال:
______________________________
(1) عجزه في اللسان (18: 41).
(2) هو أبو العيال الهذلي، يصف منيحة منحه إياها. بدر بن عمار الهذلي. انظر شرح أشعار الهذليين للسكري ص 130 و اللسان (5: 223).
(3) في الأصل:
«بطرا و لا من عليه يغنيني»
، صوابه من شرح أشعار الهذليين و اللسان.
و أظهرت: دخلت في وقت الظهر.
(4) البيت بتمامه، كما في ديوان الأعشي 157 و المجمل و اللسان (18: 46):
أبيض لا يرحب الهزال و لا يقطع رحما و لا يخون إلا
و قد نقص كلام بعد البيت، و بالرجوع إلي اللسان يمكن تقدير هذا النقص. و قد جاء به في المجمل شاهداً لواجد الآلاء بمعني النعم.
(5) الإلب بفتح الهمزة و كسرها، و كذا الصغو، بالفتح و الكسر، أي الميل. و في الأصل:
«الضعو» تحريف.
(6) في الأصل: «ليس علينا».
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 130
«السَّاعةَ يَأْلِبُ إِليك» أي يرجِع إليك. و أنشد ابن الأعرابي:
ألم تعلمي أن الأحاديث في غَدٍ و بعد غَدٍ يَأْلِبْنَ أَلْبَ الطَّرائدِ «1»
أي ينضمّ بعضها إلي بعض. و من هذا القياس قولهم: فلان يَالُبُ إِبِلَه أي يطردُها. و منه أيضاً قول ابن الأعرابي: رجل إِلْبُ حَرْبٍ، إِذا كان يُؤَلِّبُ فيها و يجمِّع.
و منه قولهم: أَلَبَ الجُرْحُ يَأْلُبُ أَلْباً إِذا بدأ [برؤه «2»] ثم عاوَدَه في أسفله نَغَل.
و أمَّا قولهم لما بين الأصابع إِلْبٌ «3» فمن هذا أيضا، لأنه مجمع الأصابع. قال:
* حَتَّي كأنّ الفَرْسَخينِ إِلْبُ*
و الذي حكاه ابن السّكّيت من قولهم: ليلة أَلُوبٌ، أي باردة، ممكنٌ أن يكون من هذا الباب، لأن واجد «4» البرد يتجمّع و يتضامّ، و ممكنٌ أن يكون هذا من باب الإبدال، و يكول الهمزة بدلًا من الهاء، و قد ذُكِر في بابه. و قول الراجز:
* تَبَشَّرِي بماتِحٍ أَلُوبِ «5» *
فقيل هو الذي يُتابع الدِّلاء يستقي ببعضها في إِثر بعض، كما يتألَّب القومُ بعضُهم إِلي بعض.

ألت

الهمزة و اللام و التاء كلمةٌ واحدة، تدلُّ علي النُّقصان، يقال أَلَتَهُ يَأْلِتُهُ أي نقصه. قال اللّٰه تعالي: لا يألتكم من أعمالكم شيئا «6» أي لا ينقصكم.
______________________________
(1) البيت في اللسان (1: 209) بدون نسبة.
(2) التكملة من اللسان (1: 210). و نصه: «و الألب ابتداء برء الدمل».
(3) في اللسان عن ابن جني: «ما بين الإبهام و السبابة». و في القاموس: «الإلب بالكسر: الفتر».
(4) في الأصل: «واحد» بالحاء المهملة، صوابه بالجيم.
(5) البيت في اللسان (1: 210).
(6) هي قراءة الحسن و الأعرج و أبي عمرو، كما في تفسير أبي حيان (8: 117). و في الأصل «لٰا يَلِتْكُمْ» بقراءة جمهور القراء، و إيرادها هنا خطأ، و موضعها مادة (ليت).
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 131‌

ألس

الهمزة و اللام و السين كلمةٌ واحدة، و هي الخيانة. العرب تسمِّي الخيانة ألْساً، يقولون: «لا يُدالِسُ و لا يُؤَالِس».

ألف

الهمزة و اللام و الفاء أصل واحد، يدلُّ علي انضمام الشئ إِلي الشئ، و الأشياءِ الكثيرة أيضا. قال الخليل: الأَلْفُ معروفٌ، و الجمع الآلاف.
و قد آلَفَتِ الإبلُ، ممدودة، أي صارت ألفاً. قال ابنُ الأعرابي: آلَفْتُ القومَ:
صيَّرتهم أَلْفاً، و آلَفْتهم: صيَّرتهم ألفا بغيري، و آلفوا: صارُوا ألفاً. و مثله أَخْمَسُوا، و أماءوا. و هذا قياس صحيح، لأنّ الألف اجتماع المِئين. قال الخليل: أَلِفْتُ الشئَ آلَفُه. و الأُلْفَة مصدر الائتلاف. و إلْفُكَ و أليفك: الذي تألفه [و] كلُّ شئٍ ضممتَ* بعضَه إلي بعضٍ فقد ألّفته تأليفا. الأصمعيّ: يقال ألِفْتُ الشئ آلَفُه إلْفاً و أنا آلِفٌ، و آلَفْتُه و أنا مُؤْلِفٌ. قال ذو الرمّة:
من المؤْلِفَات الرَّمْلَ أدْماءُ حُرَّةٌ شُعاعُ الضُّحَي في لَوْنِها يتوضح «1»
قال أبو زيد: أهل الحجاز يقولون آلَفْتُ المكانَ و القومَ و آلَفْتُ غيري أيضا حملته علي أن يألَفَ. قال الخليل: و أوالِفُ الطَّير: التي بمكة و غيرِها. قال «2»:
* أوَالِفاً مَكَّة مِنْ وُرْقِ الحَمِي «3» *
و يقال آلفَت هذه الطَّيرُ موضعَ كذا، و هن مُؤْلِفاتٌ، لأنّها لا تبرح.
______________________________
(1) البيت في ديوانه 80 و اللسان (10: 352). و يروي:
«من الآفات …»
و
«من الموطنات …»
كما في شرح الديوان.
(2) هو العجاج من أرجوزة في ديوانه ص 58- 62. و انظر سيبويه (1: 8، 56) و اللسان (15: 48).
(3) هذه رواية سيبويه في (1: 56) و اللسان (10: 354) و في غيرهما:
«قواطنا مكة …»
و «الحمي» أراد: الحمام، فحذف الميم و قلب الألف ياء. و قبل هذا البيت:
و رب هذا البلد المحرم و القاطنات البيت غير الريم
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 132
فأما قوله تعالي: لِإِيلٰافِ قُرَيْشٍ «1». قال أبو زيد: المألف: الشجر المُودِق الذي يدنو إليه الصَّيد لإلْفِه إيَّاهُ، فيَدِقُ إليه «2».

ألق

الهمزة و اللام و القاف أصلٌ يدلُّ علي الخفّة و الطيش، و اللَّمعانِ بسُرعة. قال الخليل: الإِلْقَة: السِّعلاة، و الذِّئبة، و المرأة الجريئة، لخبثهنّ. قال ابنُ السِّكِّيت: و الجمع إلَقٌ. قال شاعر «3»:
* جَدَّ وَ جَدَّتْ إِلْقَةً من الإلَقْ*
قال: و يقال امرأةٌ أَلَقَي سريعة الوَثْب. قال بعضهم: رجل أَلَّاقٌ أي كذّاب.
و قد أَلَق بالكذب يَأْلِقُ أَلْقاً. قال أبو عليّ الأصفهاني، عن القريعيّ: تأَلَّقَت المرأة، إذا شمَّرت للخصومة و استعدَّت للشرّ و رفعت رأسَها. قال ابن الأعرابيّ:
معناه صارت مثل الإلْقة. و ذكر ابن السكّيت: امرأة إلْقَةٌ و رجل إِلْقٌ. و من هذا القياس: ائتلق البرق ائتلاقاً إِذا برَق، و تألَّق تأَلُّقاً. قال:
يُصِيخُ طَوْراً و طَوْراً يقْترِي دَهِساً كأنّه كوكبٌ بالرَّمْلِ يأتلِقُ

ألك

الهمزة و اللام و الكاف أصلٌ واحد، و هو تَحمّلُ الرِّسالة.
قال الخليل: الأَلُوكُ الرسالة، و هي المألُكةُ علي مَفْعَلُةَ. قال النابغة «4»:
______________________________
(1) كذا جاء الكلام هاهنا ناقصاً. و في اللسان: «يقول تعالي: أهلكت أصحاب الفيل لأولف قريشاً مكة، و لتؤلف قريش رحلة الشتاء و الصيف، أي تجمع بينهما، إذا فرغوا من ذه أخذوا في ذه».
(2) ودق الصيد يدق ودقا، إذا دنا منك.
(3) هو الراجز رؤبة بن العجاج، انظر ديوانه 107 و الحيوان (2: 285/ 6: 314)
(4) من قصيدة له في ديوانه ص 78 من خمسة دواوين العرب، قالها حين قتلت بنو عبس نضلة الأسدي و قتلت بنو أسد منهم رجلين، فأراد عيبنة بن حصن عون بني عبس، و أن يخرج بني أسد من حلف بني ذبيان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 133
ألَكْني يا عُيَيْنُ إليك قولًا ستحمِلُه الرُّواة إليكَ عَنِّي «1»
قال: و إِنما سمِّيت الرسالة أَلُوكاً لأنَّها تؤلَكُ «2» في الفمِ، مشتقٌّ من قول العرب: الفرس يَأْلُكُ باللِّجام و يعلُكه، إذا مضغ الحديدة. قال: و يجوز للشاعر تذكير المَأْلَكَة «3». قال عديّ:
أبْلِغِ النُّعمان عنِّي مألُكاً أنَّه قد طال حَبْسي و انتظاري
و قول العرب: «أَلِكْني إلي فلانٍ»، لمعني تَحَمَّلْ رسالتي إليه. قال:
ألِكْني إِليها عَمْرَك اللّٰهَ يا فَتَي بآيةٍ ما جاءت إلينا تهادِيا «4»
قال أبو زيد: أَلَكْته أُلِيكُهُ «5» إلاكةً، إذا أرسلته. قال يونس بن حبيب:
استلأْك فلانٌ لِفلان «6» أي ذهب برسالته، و القياس استألك.

(باب الهمزة و الميم و ما بعدهما في الثلاثي

أمن

الهمزة و الميم و النون أصلان متقاربان: أحدهما الأمانة التي هي ضدّ الخيانة، و معناها سُكون القلب؛ و الآخر التصديق. و المعنيان كما قلنا متدانيان.
قال الخليل: الْأَمَنَةُ مِن الأمْن. و الأمان إِعطاء الأَمَنة. و الأمانة ضدُّ الخيانة.
______________________________
(1) في اللسان (12: 273).
«… يا عتيق …»
محرف. و عجزه في اللسان:
«ستهديه الرواة إليك عني»
، و في الديوان:
«سأهديه إليك إليك عني»
. (2) في الأصل: «توالك».
(3) في الأصل: «تنكير المألكة»، و الوجه ما أثبت. علي أنه قد روي في اللسان عن محمد بن يزيد أنه قال: «مألك جمع مألكة».
(4) البيت لحيم، كما في المجمل. و في الأصل: «جاءت إليها» صوابه من المجمل.
(5) في الأصل: «ألكة» صوابه من المجمل. و هو في وزن أقمته أقيمه إقامة، و أصبته أصيبه إصابة.
(6) في الأصل: «بفلان».
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 134
يقال أَمِنْتُ الرَّجُلَ أَمْنا وَ أَمَنَةً و أَماناً، و آمنني يُؤْمنني إِيمانا. و العرب تقول: رجل أُمَّانٌ، إذا كان أمِيناً. قال الأعشي «1»:
و لقد شَهِدْتُ التّاجِر ال أْمّانَ موْرُوداً شرابُه
و ما كان أميناً و لقد أَمُنَ. قال أبو حاتم: الأَمِين المؤتَمَن. قال النابغة:
و كنتَ أمينَهُ لو لم تخُنْه و لكن لا أمانَةَ لليماني «2»
و قال حسَّان:
و أَمينٍ حَفَّظْتُه سِرَّ نفسِي فوَعاهُ حِفْظَ الأمينِ الأمِينا «3»
الأوّل مفعول و الثاني فاعل، كأنّه قال: حفْظ المؤتَمَن المؤتَمِن. وَ بَيْتٌ آمِنٌ ذو أَمْن. قال اللّٰه تعالي: رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً. و أنشد اللِّحيانيّ:
ألم تعلَمِي يا اسْمَ وَيْحَكَ أَنَّني حَلَفْتُ يميناً لا أَخُون أمِيني «4»
أي آمِني. و قال اللِّحياني و غيره: رجلٌ أُمَنَة إِذا كان يأمَنه الناسُ و لا يخافون غَائِلَتَهُ؛ و أَمَنَةٌ بالفتح يصدّق ما سَمِع و لا يكذِّب بشئٍ، يثق بالناس. فأما قولهم:
أعطيتُ فلاناً من آمَنِ مالي فقالوا: معناه مِن أعَزِّه عليّ. و هذا و إن كان كذا فالمعني معني الباب كلِّه، لأنّه إذا كان من أعزّه عليه فهو الذي تسكن نفسُه. و أنشدوا قولَ القائل:
و نَقِي بآمَن مالِنا أحسابَنَا و* نُجِرُّ في الهَيْجَا الرِّماحَ و نَدْعِي «5»
______________________________
(1) انظر ديوانه ص 54 و اللسان (أمن 162).
(2) ديوان النابغة 78.
(3) ديوان حسان 414 بلفظ:
«… حدثته سر نفسي فرعاه …»
. (4) و يروي:
«… لا أخون يميني»
أي الذي يأتمني. و قيل إن الأمين في هذا البيت بمعني المأمون.
نظر اللسان (أمن 160- 161).
(5) البيت للحادرة الذبياني في المفضليات (1: 43) و يروي: «بآمن» بكسر الميم.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 135
و في المثل: «مِن مَأمّنِه يُؤْتَي الحَذِر». و يقولون: «البَلَوِيُّ أخُوك و لا تأمَنْه «1»» يُراد به التَّحذير.
و أمَّا التّصديق فقول اللّٰه تعالي: وَ مٰا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنٰا أي مصدِّقٍ لنا. و قال بعض أهل العلم: إن «المؤمن» في صفات اللّٰه تعالي هو أن يَصْدُق ما وَعَدَ عبدَه من الثَّواب. و قال آخرون: هو مؤمنٌ لأوليائه يؤْمِنُهم عذابَه و لا يظلمُهم. فهذا قد عاد إلي المعني الأوّل. و منه قول النّابغة:
و المؤمنِ العَائِذاتِ الطَّيرِ يمسحُها رُكْبانُ مَكة بين الغِيَلِ و السَّعَدِ «2»
و من الباب الثاني- و اللّٰهُ أعلمُ- قولنا في الدعاء: «آمين»، قالوا: تفسيره اللهم افْعَل؛ و يقال هو اسمٌ من أسماء اللّٰه تعالي. قال:
تباعَدَ منِّي فُطْحُلٌ و ابنُ أُمِّهِ أَمِينَ فزادَ اللّٰهُ ما بيننا بُعْدا «3»
و ربما مَدُّوا، و حُجّتُه قولُه «4»:
يا رَبِّ لا تسلِبَنّي حُبَّها أبداً و يَرْحَمُ اللّٰهُ عَبْداً قالَ آمِينَا
______________________________
(1) البلوي: منسوب إلي بلي، و هم بنو عمرو بن الجاف بن قضاعة، انظر الإنباه علي قبائل الرواه ص 132.
(2) و المؤمن، بالجر علي القسم، أو هو عطف علي «الذي» في البيت قبله. و هو كما في الديوان 24:
فلا لعمر الذي مسحت كعبته و ما هريق علي الأنصاب من جسد
و في الأصل
«… و السند»
، صوابه من الديوان. و السعد: أجمة بين مكة و مني.
(3) أنشده في اللسان (16: 167) برواية:
«… فطحل إذ سألته»
و علق عليه بقوله:
أراد زاد اللّٰه ما بيننا بعداً. أمين».
(4) البيت لعمر بن أبي ربيعة، كما في اللسان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 136‌

أمه

و أما الهمزة و الميم و الهاء فقد ذكروا في قول اللّٰه: و ادّكر بعد أمه علي قراءة من قرأها كذلك «1»، أنّه اللِّسيان؛ يقال أمِهْتُ إذَا نِسيتَ. و ذا حرفٌ واحد لا يُقاسُ عليه.

أموي

و أما الهمزة و الميم و [ما] بعدهما من المعتلِّ فأصلٌ واحد.
و هو عُبوديّة المملوكة. قال الخليل: الأمَة المرأة ذات عُبوديّة. تقول أقرّتْ بالأمُوَّة. قال:
* كما تَهْدِي إلي العُرُسَاتِ آمِ «2» *
و تقول: تأمَّيْت فُلانةَ جعلتُها أَمَةً. و كذلك اسْتَأْمَيْتُ. قال:
* يرضَوْنَ بالتَّعْبيدِ و التّأَمِّي «3» *
و لو قيل تَأَمَّتْ، أي صارت أمةً، لكان صواباً. و قال في الأُمِيّ «4»:
إذا تبارَين معاً كالأُمِيِّ في سَبْسَبٍ مطَّرِد القَتَامْ
و لقد أَمِيتِ و تَأَمَّيْتِ أُمُوَّةً. قال ابنُ الأعرابيّ. يقال استَأمَتْ إذا أشْبَهَت الإماء؛ و ليست بمستأميةٍ إذا لم تشبِهْهن. و كذلك عبدٌ مستعبِدٌ.
______________________________
(1) هي قراءة ابن عباس، و زيد بن علي، و الضحاك، و قتادة، و أبي رجاء، و شبيل بن عزرة و ربيعة بن عمرو، و كذلك قرأها ابن عمر، و مجاهد و عكرمة باختلاف عنهم. و قرئ أيضا:
(إمة) بكسر الهمزة و تشديد الميم. و قرأها الجمهور بضم الهمزة و تشديد الميم. انظر تفسير أبي حيان (5: 314) و اللسان (أمه).
(2) تهدي: تتقدم. و رواية اللسان (18: 47): «تردي» و صدره:
* تركت الطير حاجله عليه*
(3) البيت لرؤبة في 143 و اللسان (18: 48). و قبله:
* ما الناس إلا كالثمام الثم*
(4) يقال «أمي» و «أمي» بضم الهمزة و فتحها، كما في أمالي ثعلب 643.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 137‌

أمت

الهمزة و الميم و التاء أصلٌ واحد لا يقاس عليه، و هو الأَمْتُ، قال اللّٰه تعالي: لٰا تَريٰ فِيهٰا عِوَجاً وَ لٰا أَمْتاً. قال الخليل: العِوَج و الأمْتُ بمعنًي واحد. و قال آخرون- و هو ذلك المعني- إنّ الأمْتَ أن يغلُظ مكانٌ و يَرِقَ مكان.

أمد

الهمزة و الميم و الدال، الأمد: الغاية. كلمةٌ واحدة لا يقاس عليها.

أمر

الهمزة و الميم و الراء أصولٌ خمسةٌ: الأمر من الأمور، و الأمر ضدّ النهي، و الأَمَر النَّماء و البَرَكة بفتح الميم، و المَعْلَم، و العَجَب.
فأمّا الواحد من الأمور فقولهم هذا أمر رَضِيتُهُ، و أمرٌ لا أرضاه. و في المثل:
«[أمْرٌ] ما أتَي بك». و من ذلك في المثل: «لأمْرٍ ما يُسوَّد من يَسُودُ «1»».
و الأمر الذي هو نقيض النَّهْي قولك افعَلْ كذا. قال الأصمعيّ: يقال: لي عليك أمْرَةٌ مطاعَةٌ، أي لي عليك أنْ آمُرَكَ مرّةً واحدةً فتُطِيعَني. قال الكسائي:
فلان يُؤَامِرُ نفسَيْه، أي نفسٌ تأمره بشئٍ و نفسٌ تأمره بآخَر. و قال: إنّه لأَمُورٌ بالمعروف و نَهِيٌّ عن المنكر «2»، من قوم أُمُرٍ. و من هذا الباب الإمْرَة و الإمارة، و صاحبها أميرٌ و مؤمَّر. قال ابن الأعرابيّ: أمَّرتُ فلاناً أي جعلتُه أميراً. و أَمَرْتُه و آمرتُه كلُّهن بمعنًي واحد «3». قال ابنُ الأعرابيّ: أَمر فلانٌ علي قومه، إذا صار
______________________________
(1) لعل أقدم من استعمل هذا المثل في شعره أنس بن مدركة الخثعمي، قال:
عزمت علي إقامة ذي صباح لأمر ما يسود من يسود
انظر الحيوان (3: 81) و سيبويه (1: 116) و الخزانة (10: 476). و أمثال الميداني (2: 130).
(2) نقل في اللسان كلام ابن بري علي «نهي» فروي العبارة: «نهو عن المنكر» و قال:
كان قياسه أن يقال نهي، لأن الواو و الياء إذا اجتمعتا و سبق الأول بالسكون قلبت الواو ياء.
(3) المعروف في هذا المعني صيغة التشديد فقط.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 138
أميراً «1». و من هذا الباب الإِمَّرُ الذي لا يزال يستأمِر النّاس و ينتهي إلي أمرهم.
قال الأصمعيّ: الإمّرُ الرّجل الضعيف الرّأي الأحمق، الذي يَسمعُ كلامَ هذا [و كلام هذا «2»] فلا يدرِي بأيِّ شئ يأخُذ. قال:
و لستُ بِذِي رَثْيَةٍ إِمَّرٍ إذا قِيدَ مُستكْرَهاً أَصْحَبَا «3»
و تقول العرب: «إذا طلعت الشِّعرَي سَحَراً، و لم تَرَ فيها مَطراً، فلا تُلْحِقَنَّ فيها إمَّرَةً و لا إمَّراً» «4»، يقول: لا تُرسِل في إبلك رجلًا لا عقل له.
و أمّا النمّاء فقال الخليل: الأَمرُ النمّاءُ و البَرَكة و امْرَأَةٌ أَمِرَةٌ أي مباركةٌ علي زوجها. و قد أَمِرَ الشَّئُ أي كثُر. و يقول العرب: «من قَلَّ ذلَّ، و من أَمِر فَلّ «5»» أي من كثُرَ غَلَبَ. و تقول: أمِرَ بنو فلان أمَرَةً «6» أي كثُروا و ولدَتْ نَعَمُهُم. قال لبيد:
إنْ يُغْبَطُوا يَهْبِطُوا و إِنْ أَمِرُوا يَوْماً يصيروا للهُلْكِ و النَّفَدِ «7»
قال الأصمعيّ: يقول العرب: «خيرُ المالِ سِكَّةٌ مَأْبُورَة، أوْ مُهْرَةٌ مأمورة» و هي الكثيرةُ الولدِ المبارَكة. و يقال: أمَرَ اللّٰه ماله و آمَرَه. و منه «مُهرةٌ مأمورة»
______________________________
(1) يقال أمر و أمر و أمر، بفتح الهمزة و تثليث الميم.
(2) زدتها مطاوعة للسياق.
(3) البيت لامرئ القيس في ديوانه 156 و اللسان (أمر 92): و الرثية: الضعف، و الحمق.
و في الأصل و اللسان: «ريئة» صواب روايته من الديوان و أمالي ثعلب 45 و اللسان (2: 9).
(4) انظر أمالي ثعلب ص 558.
(5) بالفاء، و التي قبلها بالقاف من القلة. و في اللسان (14: 46) بالفاء في الموضعين، محرف.
(6) في الأصل: «أمارة» صوابه من القاموس، يقال: أمر أمراً و أمرة.
(7) البيت في ديوان لبيد ص 19 طبع فينا 1880. و قد أنشده في اللسان (هبط 300) برواية:
«يوماً فهم للفناء …»
. و في (أمر 88):
«يوما يصيروا للهلك و النكد»
. و هذه الأخيرة هي رواية الديوان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 139
و من الأوّل: أَمَرْنٰا مُتْرَفِيهٰا. و من قرأ أمّرنا فتأويله وَلَّيْنا «1» و أمّا المَعْلَمُ و المَوْعِد فقال الخليل: الأَمارة المَوْعِد. قال العجّاج «2»:
* إلي أمَارٍ وَ أمَارِ مُدَّتِي «3» *
قال الأصمعيّ: الأمارة العلامة، تقول اجعَلْ بيني و بينك أمَارة و أمَاراً. قال:
إذا الشّمسُ ذرّتْ في البلادِ فإِنّها أَمَارةُ تسليمي عليكِ فسلِّمي «4»
و الأمارُ أمارُ الطَّريق مَعالِمُه، الواحدة أَمارة. قال حُمَيد بن ثَور:
بِسواءِ مَجْمَعَةٍ كأنَّ أمَارةً فيها إذا برزَتْ فَنيقٌ يَخْطِر «5»
و الأَمَر و اليَأْمُور «6» العَلَم أيضاً، يقال: جعلتُ بيني و بينَه أمَاراً و وَقْتا و مَوْعِداً و أَجَلًا، كل ذلك أَمارٌ.
و أمّا العَجَبُ فقول اللّٰه تعالي: لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً.

أمع

الهمزة و الميم و العين، ليس بأصل، و الذي جاء فيه رجلٌ إِمَّعَةٌ، و هو الضعيف الرّأي، القائلُ لكلِّ أحدٍ أنا معَك.
قال ابنُ مسعود:
«لا يكونَنَّ أحَدُكم إمَّعَةً»
، و الأصل «مع» و الألف زائدة.
______________________________
(1) انظر أمالي ثعلب ص 609.
(2) في الأصل: «الحجاج» تحريف. انظر ديوان العجاج ص 6 و اللسان (5: 93).
(3) في الأصل: «مدي»، محرف. و قبل البيت:
* إذ ردها بكبده فارتدت*
(4) رواية اللسان (5: 93):
«إذا طلعت شمس النهار …»
. (5) في اللسان:
«… كأن أمارة منها …»
. (6) لم يذكرها في اللسان. و بدلها في القاموس: «التؤمور» قال: «التآمير الأعلام في المفاوز، الواحد تؤمور».
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 140‌

أمل

الهمزة و الميم و اللام أصلان: الأول التثبُّت و الانتظار، و الثاني الحَبْل من الرَّمل. فأمّا الأول فقال الخليل: الأمل الرَّجاء، فتقول أمَّلتُه أُؤَمِّله تأميلًا، و أَمَلْتُه آمُلُه أَمْلًا و إمْلَةً علي بناء جِلْسَة. و هذا فيه بعضُ الانتظار.
و قال أيضاً: التأمُّل التثبّت في النّظر. قال «1»:
تَأَمَّلْ خَليلِي هَلْ تَرَي مِن ظعائنٍ تَحَمَّلْنَ بالعَلياءِ من فوق جُرْثُم
و قال المرار:
تَأَمَّلْ ما تَقُولُ و كُنْتَ قِدْماً قُطَامِيًّا تأمُّلُهُ قليلُ «2»
القُطَاميّ: الصَّقْر، و هو مُكتَفٍ بنظرةٍ واحدة.
و الأصل الثاني قال الخليل: و الأمِيلُ حبْلٌ من الرمل معتزِلٌ معْظَمَ الرّمل:
و هو علي تقدير فَعِيل، و جمْعُه أُمْل. أنشد ابنُ الأعرابيِّ:
* و قد تجشَّمت أمِيلَ الامْلِ* «3»
تجشَّمت: تعسَّفت. و أمِيل الأُمُلِ: أعظَمُها. و قال:
فانصاعَ مذْعُوراً و ما تَصَدَّفَا كالبَرْقِ يجتازُ أَمِيلًا أَعْرَفَا «4»
قال الأصمعيّ: في المثل: «قد كان بينَ الأميلَين مَحَلّ»، يُراد قد كان في الأرض متّسَعٌ.
______________________________
(1) هو زهير، في معلقته.
(2) البيت و تفسيره في اللسان (قطم) بدون نسبة.
(3) سكن ميم «الأمل» للشعر.
(4) البيت في اللسان (أمل).
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 141‌

(باب الهمزة و النون و ما بعدهما في الثلاثي)

أني

الهمزة و النون و ما بعدهما من المعتل، له أصول أربعة: البُطء و ما أشبهه مِن الحِلم و غيره «1»، و ساعةٌ من الزمان، و إدراك الشئ، و ظَرف من الظروف.
فأ [مّا ا] لأوّل فقال الخليل: الأناةُ «2» الحِلم، و الفعل منه تأنَّي و تأَيَّا. و ينشد قول الكُمَيت:
قِفْ بالدِّيارِ وُقُوفَ زائِرْ وَ تأَنَّ إنّك غَيرُ صَاغِرْ «3»
و يروي
«و تأَيَّ …»
. و يقال للتمكُّث في الأمور التأنِّي. و
قال رسول اللّٰه صلي اللّٰه عليه و آله و سلم للذي تَخَطَّي رقابَ النّاس يوم الجمعة: «رأيتك آذَيْتَ و آنَيْتَ»
يعني أخّرت المجئَ و أبطأْت «4»، و قال الحطيئة:
و آنَيْتُ العِشاء إلي سُهَيلٍ أو الشِّعْرَي فطال بيَ الأَنَاءُ «5»
و يقال من الأَناة رجُلٌ أَنِيٌّ ذو أَنَاةٍ. قال:
* و احْلُمْ فذُو الرَّأْيِ الأنِيُّ الأحْلَمُ*
و قيل لابنة الخُسّ: هل يُلْقِحُ الثَّنِيّ. قالت: نعم و إلقاحه أَنِيٌّ. أي بطيَ.
______________________________
(1) في الأصل: «و الحلم و غيره».
(2) في الأصل: «الأناءة».
(3) في الأصل:
«… صاعر»
صوابه من اللسان (18: 67) حيث أنشده برواية:
«و تأي …»
. و انظر بعض أبيات القصيدة في الأغاني (15: 111، 113، 114) في ترجمة الكميت ابن زيد.
(4) و «آذيت» أي آذيت الناس بتخطيك.
(5) ديوانه ص 25 و اللسان (18: 51). و فيه (18: 52): «و رواه أبو سعيد: و أنيت، بتشديد النون».
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 142
و يقال: فلان خَيْرُهُ أَنِيٌّ، أي بطيّ. و الأَنَا، من الأناة و التُّؤَدة. قال.
* طالَ الأَنَا وَ زَايَلَ الحقَّ الأَشَرْ* «1»
و قال:
أَنَاةً وَ حِلْماً و انتظارا بهم غداً فما أنا بِالوانِي و لا الضَّرَع الغُمْرِ «2»
و تقول للرّجل: إنّه لذو أَناةٍ، أي لا يَعجَل في الأمور، و هو آنٍ وقورٌ.
قال النابغة:
الرِّفْق يُمْنٌ و الأَناةُ سَعادَةٌ فاستأْنِ في رفق تلاق نجاحا «3»
و استأنيت فلاناً، أي لم أُعْجِلْه. و يقال للمرأة الحليمة المباركة أناةٌ، و الجمع أنَوَاتٌ. قال أبو عُبيد: الأَناة المرأة التي فيها فُتورٌ عند القيام.
و أما الزَّمان فالإِنَي و الأَنَي، ساعةٌ من ساعات الليل. و الجمع آناءٌ، و كلُّ إِنّي ساعةٌ. و ابنُ الأعرابيّ: يقال أُنِيٌّ في الجميع «4». قال:
يا ليتَ لي مثلَ شَريبِي من غَنِي «5» و هو شَرِيبُ الصِّدْقِ ضَحَّاكُ الانِي
إذ الدَّلاء حَملتْهُنّ الدُّلِي
يقول: فِي أيِّ ساعةٍ جِئتَه وجدتَه يَضحك.
______________________________
(1) البيت للعجاج في ديوانه ص 16 و اللسان (18: 52).
(2) البيت لابن الذئبة الثقفي، كما في أمالي ثعلب ص 173، و شرح شواهد المغني للسيوطي 264 و تنبيه البكري علي القالي 24. و نسب إلي عامر بن مجنون الجرمي في حماسة البختري 104 و إلي وعلة بن الحارث الجري في المؤتلف 196 و إلي الأجرد الثقفي في الشعراء 172.
و انظر الكامل 155 ليبسك، و يروي:
«فما أنا بالواني …»
. (3) البيت لم يرد في ديوان النابغة، و صدره بدون نسبة في اللسان (18: 51).
(4) أي في الجمع، و يقال في جمعه «آناء» أيضاً، كما سبق.
(5) هم غني بن أعصر بن سعد بن قيس بن عيلان. انظر المعارف 36 و الاشتقاق 164. و في اللسان (18: 52):
«… من نمي»
؛ و لم أجده في قبائلهم.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 143
و أمّا إدراك الشئ* فالإنَي، تقول: انتظرنا إنَي اللَّحم، إي إدراكه. و تقول:
ما أَنَي لك و لم يَأْنِ لك، أي لم يَحِنْ. قال اللّٰه تعالي: أَ لَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أي لم يَحِنْ. و آنَ يَئِينُ. و استأنَيت الطعامَ، أي انتظرتُ إدراكه. وَ حَمِيمٍ آنٍ قد انتهي حَرُّه. و الفعل أَنَي الماءُ المسخَّنُ يَأْنِي. و «عَيْنٍ آنِيَةٍ «1»» قال عباس:
عَلانِيَةً و الخيلُ يَغْشَي مُتُونَها حَمِيمٌ و آنٍ من دَمِ الجوف ناقِعُ
قال ابنُ الأعرابيّ: يقال آن يَئِين أَيْناً و أَنَي لك يأْنِي أَنْياً، أي حان. و يقال:
أتّيْتُ فلانا آيِنَةً بعد آيِنَةٍ، أي أحياناً بعد أحيان، و يقال تارةً بعد تارة. و قال اللّٰه تعالي: غَيْرَ نٰاظِرِينَ إِنٰاهُ.
و أَمَّا الظَّرف فالإِناء ممدود، من الآنيةِ. و الأوانِي جمع جمعٍ، يُجْمَع فِعال علي أفعِلة.

أنب

الهمزة و النون و الباء، حرفٌ واحد، أنّبْته تأنيباً أي وبَّخته و لُمته. و الأُنبوب ما بين كلِّ عُقْدتين. و يزعمون أن الأنَابَ المِسْك «2»، و اللّٰهُ أعلمُ بصحّته. و ينشدون قولَ الفرزدق:
كأنَّ تريكةً من ماء مُزْنٍ و دَارِيَّ الأنَابِ مع المُدامِ «3»

أنت

الهمزة و النون و التاء، شذَّ عن كتاب الخليل في هذا النّسق، و كذلك عن ابن دريد «4». و قال غيرهما: و هو يأنِت أي يَزْحَرُ «5». و قالوا أيضاً:
______________________________
(1) هي في قوله تعالي: (تُسْقيٰ مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ).
(2) في اللسان أنه ضرب من العطر يضاهي المسك.
(3) روايته في الديوان 836:
و داري الذكي مع المدام*
(4) كذا، و لعله ساقط من نسخته. انظر الجمهرة (3: 269).
(5) ذكر في اللسان أن الأنيت الأنين. و في الجمهرة: «و هو أشد من الأنين».
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 144
المأنُوتُ المعْيُون. هذا عن أبي حاتم. و يقال المأنوت المُقَدَّر. قال:
* هيهات منها ماؤُها المأَنُوتُ*

أنث

و أما الهمزة و النون و الثاء فقال الخليل و غيره: الأُنثي خلاف الذكر. و يقال سيف [أنِيثُ «1»] الحديدِ، إذا كانت حديدته أُنثي «2». و الأُنثَيانِ:
الخُصيتَان. و الأُنْثَيانِ أيضاً: الأُذُنانِ. قال:
و كنَّا إذا الجَبَّار صَعَّر خدَّه ضربناه تحتَ الانْثَيينِ علي الكَرْدِ «3»
و أرضٌ أنِيثَةٌ: حسنَة النَّبات.

أنح

الهمزة و النون و الحاء أصلٌ واحدٌ، و هو صوتُ تنحنُح و زَحِير، يقال أُنَحَ يأنِحُ أَنْحاً، إذا تنحنح من مَرضٍ أو بُهْرٍ و لم يئِنَّ. قال:
تري الفِئامَ قياماً يأنِحونَ لها دَأْبَ المُعضِّلُ إذْ ضاقَتْ مَلَاقِيها
قال أبو عُبيد: و هو صوتٌ مع تنحنُحٍ. و مصدره الأُنُوح. و الفِئام: الجماعة يَأْنِحون لها، يريد للمنجنيق. قال أبو عمرو: الآنِح علي مثال فاعل: الذي إذا سُئِل شيئاً تنحنح من بُخْلِه، و هو يأنِح و يأنِح مثل يزْحَرَ سواء. و الأَنَّاح فَعّال منه. قال:
ليسَ بأنَّاحٍ طويلٍ غُمَرُهْ جافٍ عن المولَي بِطئٍ نَظَرُه
______________________________
(1) تكملة يقتضيها السياق.
(2) أي لينة. و يقابله السيف الذكير، و هو الصلب الحديدة.
(3) الكرد: العنق. و البيت للفرزدق في ديوانه 210 و اللسان (2: 417).
و نحوه قول ذي الرمة:
و كنا إذا القيسي نب عتوده ضربناه فوق الأنثيين علي الكرد
و مختلف الرواة في بيت الفرزدق فيرونه أيضاً:
«… إذا القيسي نب عتوده»
.معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 145
قال النَّضر: الأَنوح من الرِّجال الذي إذا حَمَل حِمْلًا قال: أح أح. قال:
لِهَمُّونَ لا يستطيعُ أَحْمالَ مِثْلِهم أَنُوحٌ و لا جاذٍ قصيرُ القوائمِ
الجاذي: القصير.

أنس

الهمزة و النون و السين أصلٌ واحد، و هو ظهورُ الشئ، و كلُّ شئٍ خالَفَ طريقة التوحُّش. قالوا: الإنْس خلاف الجِنّ، و سُمُّوا لظهورهم.
يقال آنَسْتُ الشئ إذا رأيتَه. قال اللّٰه تعالي: فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْداً. و يقال:
آنَسْتُ الشئَ إذا سمعتَه. و هذا مستعارٌ من الأوّل. قال الحارث «1»:
آنَسَتْ نَبأةً و أفزعَها القُ نَّاصُ عَصْراً و قد دَنَا الإمساءُ
و الأُنْس: أنْسُ الإنسانِ بالشئ إذا لم يسْتَوْحِشْ «2» منه. و العرب تقول:
كيف ابن إنْسِك؟ إِذا سأله عن نفسه. و يقال إنسان و إنسانان و أناسيُّ. و إنسان العين: صَبِيّها الذي في السَّواد «3».

أنض

الهمزة و النون و الضاد كلمةٌ واحدة لا يقاس عليها، يقال لحم أَنِيضٌ، إذا بقي فيه نُهُوءَةٌ، أي لم يَنْضَج. و قال زهير:
يُلَجْلِجُ مُضْغَةً فيها أَنيضٌ أَصَلَّتْ فهي تحتَ الكشحِ داءُ «4»
تقول: آنَضْتُه إيناضاً، و أَنُضَ أَناضَةً.
______________________________
(1) هو الحارث بن حلزة اليشكري. و البيت في معلقته. و في الأصل: «الحراث» محرف.
(2) في الأصل: «يتوحش».
(3) في اللسان 19: 183- (184): «و الصبي ناظر العين، و عزاه كراع إلي العامة».
(4) و كذا ورد إنشاده في اللسان (لجج، أنض)، و صواب الرواية:
«تلجلج …»
بالخطاب.
انظر ديوان زهير 82. و بعد البيت:
غصصت بنيَّها فبشمت عنها و عندك لو أردت لها دواء
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 146‌

أنف

الهمزة و النون و الفاء أصلان منهما يتفرَّع مسائلُ الباب كلّها:
أحدهما أخْذ الشئِ من أوّلِه، و الثاني أَنْف كلِّ ذي أَنْف. و قياسه التحديد. فأمّا الأصل الأوّل فقال الخليل: استأنفت كذا، أي رجعتُ إلي أوّله، و ائتنفت ائتنافا.
و مُؤْتَنَف الأَمْر: ما يُبْتَدأُ فيه. و من هذا الباب قولهم: فعل كذا آنِفا، كأنّه ابتداؤه.
و قال اللّٰه تعالي: * قٰالُوا … مٰا ذٰا قٰالَ آنِفاً.
و الأصل الثاني الأنف، معروف، و العدد آنُفٌ «1»، و الجَمْعُ أُنُوفٌ. و بعيرٌ مأنوفٌ.
يساق بأنفه، لأنه إذا عَقَره الخِشاشُ انقاد. و بعير أَنِفٌ و آنِفٌ مقصور ممدود.
و منه
الحديث: «المسلمون هَيِّنُون لَيِّنون، كالجمل الأَنِف، إنْ قِيدَ انْقَاد، و إن أُنِيخ اسْتَنَاخ «2»»
. و رجل أُنَافِيٌّ عظيم الأنف. و أَنَفْتُ الرَّجلَ: ضربْتُ أنْفَه.
و امرأةٌ أَنُوفٌ: طيِّبة ريح الأنْف. فأما قولهم: أَنِفَ مِن كذا، فهو من الأنْف أيضاً، و هو كقولهم للمتكبِّر: «ورِمَ أنفُهُ». ذكر الأَنْف دون سائر الجسَد لأنه يقال شمَخ بأنْفه، يريد رفع رأسه كِبْرا، و هذا يكون من الغَضَب. قال:
* و لا يُهاجُ إِذا ما أَنْفُه وَرِما*
أي لا يُكلَّم عند الغضَب. و يقال: «وجَعُهُ حيثُ لا يضَعُ الرَّاقِي «3» أَنْفَه».
يضرَب لما لا دواءَ له. قال أبو عبيدة: بنو أنف النَّاقة بنو جعفر بن قُريع بن عَوف ابن كعب بن سعد، يقال إنهم نَحَروا جَزُوراً كانوا غنِموها في بعض غَزَواتهم،
______________________________
(1) يراد بهذا التعبير أقل الجمع، و هو ما يسمونه «جمع القلة». و صيغه أفعلة و أفعل و فعلة و أفعال. و هو يطلق علي الثلاثة إلي العشرة، و سائر الصبغ للعشرة فما فوقها. انظر اللسان (أهن س 2) و ما سيأتي هنا في مادة (أهن) ص 151.
(2) في اللسان (10: 355): «و إن أنيخ علي صخرة استناخ».
(3) في الأصل: «الرامي» محرفة.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 147
و قد تخلف جعفر بن قُريع، فجاءَ و لم يبقَ من النّاقة إلا الأنف فذهب به، فسمَّوه به.
هذا قول أبي عُبيدَة. و قال الكَلْبيّ: سُمُّوا بذلك لأن قُريع بنَ عوفٍ نَحَر جزوراً و كان له أربعُ نِسوة، فبعث إليهنَّ بلحمٍ خلا أمَّ جعفرٍ، فقالتْ أمُّ جعفر: اذهَبْ و اطلُبْ من أبيك لحما. فجاء و لم يبق إلا الأنف فأخذهُ فلزِمَه و هُجِيَ به. و لم يزالوا يُسَبُّون بذلك، إلي أن قال الحطيئة:
قومٌ هم الأنفُ و الأذنابُ غيرهمُ و من يُسَوِّي بأنفِ النّاقةِ الذَّنَبَا
فصار بذلك مدحاً لهم. و تقول العرب: فلان أَنْفِي، أي عِزِّي و مَفْخَرِي.
قال شاعر:
* و أَنْفِي في المَقامَة و افتخارِي*
قال الخليل: أنْف اللِّحية طرَفُها، و أنف كلِّ شئٍ أوّله. قال:
* و قد أخَذَتْ مِن أَنْفِ لِحيتَك اليدُ* «1»
و أنف الجبَل أوّلُه و ما بَدَا لك منه. قال:
خذا أنْفَ هَرْشَي أوْقَفَاها فإنّه كِلا جانِبَيْ هَرْشَي لهنَّ طريقُ «2»
قال يعقوب: أنف البرد: أشدُّه. و جاء يعدُو أَنْفَ الشدّ، أي أشدّه. و أنف الأرض ما استقبل الأرضَ من الجَلَد و الضَّواحي. و رجل مِئنافٌ يسير في أنْف النهار.
و خَمْرَةٌ أُنُفٌ أوّلُ ما يَخرج منها. قال:
______________________________
(1) هو لأبي خراش الهذلي. انظر اللسان (10: 356). و صدره:
* تخاصم قوماً لا تلقي جوابهم*
(2) هرشي: ثنية في طريق مكة. و يروي:
«خذي أنف هرشي …»
. و يروي:
«خذا جنب هرشي …»
. انظر المقاييس و اللسان (هرش). و لم أجد للبيت نسبة.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 148
أُنُفٍ كَلَوْنِ دمِ الغَزالِ مُعَتَّقٍ من خَمْرِ عانَةَ أو كُرُوم شِبَامِ «1»
و جارية أُنُفٌ مُؤتَنِفَة «2» الشَّبابِ. قال ابنُ الأعرابيّ: أَنَّفت السِّراج إذا أحْدَدتَ طرفَه و سوَّيته، و منه يقال في مدح الفَرس: «أُنِّفَ تأنيف السَّيْر» أي قُدَّ و سُوِّي كما يسوَّي السَّيْر. قال الأصمعيّ: سنانٌ مؤنَّف أي محدَّد. قال:
بكُلِّ هَتُوفٍ عَجْسُها رَضَوِيَّةٍ و سهمٍ كسَيْف الحميريِّ المؤنَّفِ
و التأنيف في العُرقوب: التَّحديد، و يُستحَبُّ ذلك من الفرس.

أنق

الهمزة و النون و القاف يدلُّ علي أصلٍ واحد، و هو المُعْجِبُ و الإِعجاب. قال الخليل: الأَنَق الإعجاب بالشَّئ، تقول أنِقْت به، و أنا آنَقُ به أَنَقاً، [و أنا به أَنِقٌ «3»] أي مُعْجَبٌ. و آنَقَني يُونِقُني إِيناقاً. قال:
إذا بَرزَتْ مِنْ بَيْتها راق عَيْنَها مُعَوِّذُهُ و آنَقَتْها العَقائِقُ «4»
و شئٌ أنيقٌ و نباتٌ أنيق. و قال في الأَنِقِ:
* لا أَمِنٌ جَليسُهُ و لا أَنِقْ* «5»
أبو عمرو: أنِقْتُ الشئَ آنَقُه أي أَحبَبْتُه، و تأَنَّقْتُ المكانَ أحبَبْته. عن
______________________________
(1) البيت لامرئ القيس في ديوانه 162. و عانة و شبام: موضعان.
(2) في الأصل: «مؤتنف».
(3) تكملة يقتضيها السياق. انظر أول المادة في اللسان.
(4) البيت لكثير عزة، كما في اللسان (5: 34/ 12: 127). و ما سيأتي في (عوذ) و معوذ النبت، بتشديد الواو المكسورة أو المفتوحة، و هو ما ينبت في أصل شجرة أو حجر يستره. و في الأصل: «معوذها» صوابه من اللسان. يقول: إذا خرجت من بينها راقها معوذ النبت حول بيتها. و رواية اللسان في الموضعين:
«… و أعجبتها …»
موضع
«… و آنقتها …»
. (5) من رجز للقلاخ بن حزن المنقري يهجو به الجليد الكلابي. انظر اللسان (12: 11) و قد صحف في (12: 264) بالشماخ. و يقال أمن و آمن و أمين بمعني.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 149
الفَرّاء. و قال الشَّيبانيّ: هو يتأنَّق في الأَنَق. و الأَنَقُ من الكلأ و غيرِه. و ذلك أن ينتقي أفضلَه. قال:
* جاء بنُو عَمِّك رُوَّادُ الأَنَقْ* «1»
و قد شذّت عن هذا الأصل كلمةٌ واحدة: الأَنُوقُ، و هي الرَّخَمَة. و في المثل:
«طلَبَ بَيْضَ الأَنوق». و يقال إنّها لا تبيض، و يقال بَلْ لا يُقدَر لها علي بيضٍ. و قال:
طلبَ الأبلقَ العقوقَ فلمَّا لمْ ينَلْهُ أرادَ بيضَ الأَنُوقِ «2»

أنك

الهمزة و النون و الكاف ليس فيه أصلٌ، غير أنّه قد ذُكِر الآنُك. و يقال هو خالص الرصاص، و يقال بل جنسٌ منه.

(باب الهمزة و الهاء و ما بعدهما في الثلاثي)

أهب

الهمزة و الهاء و الباء كلمتان متباينتا الأصل، فالأُولي الإِهاب.
قال ابنُ دُريد: الإِهاب* الجِلْد قبل أن يُدْبَغ، و الجمع أَهَبٌ. و هو أَحَدُ ما جُمع علي فَعَلٍ و واحدُه فعيلٌ [و فعولٌ و فِعال «3»]: أديمٌ و أَدَمٌ، و أَفِيقٌ و أَفَقٌ، و عمُود و عَمَدٌ، و إهاب و أَهَبٌ. و قال الخليل: كلُّ جلدٍ إهابٌ، و الجمع أَهَبٌ «4».
______________________________
(1) الرجز في اللسان (11: 29).
(2) انظر حواشي الحيوان (3: 522) و الشريشي (2: 204) و الإصابة 1098 من قسم النساء.
(3) تكملة يقتضيها السياق. أثبتها مستضيئاً بما في الجمهرة (3: 213).
(4) و يقال أيضاً «أهب» بضمتين علي القياس.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 150
و الكلمة الثَّانية التَّأهُّب. قال الخليل: تأَهّبُوا للسَّير. و أخَذَ فلانٌ أُهْبَتَهُ، و تطرح الألف فيقال: هُبَتَه.

أهر

الهمزة و الهاء و الراء كلمةٌ واحدة، ليست عند الخليل و لا ابنِ دُرَيد «1». و قال غيرهما: الأهَرَةُ متاعُ البيت.

أهل

الهمزة و الهاء و اللام أصلان متباعدان، أحدهما الأَهْل.
قال الخليل: أهل الرجل زَوْجُه. و التأهُّل التَّزَوّج. و أهْل الرّجُل أخصُّ النّاسِ به. و أهل البيت سُكَّانه. و أهل الإسلام مَن يَدِينُ به. و جميع الأهل أَهْلُون.
و الأَهالِي جماعةُ الجماعة. قال النابغة «2».
ثلاثَةَ أهْلِينَ أفْنَيْتُهُمْ و كان الإِلهُ هو المُسْتَآسا
و تقول: أهَّلتُه لهذا الأمر تأهيلًا. و مكان آهِلٌ مَأهول. قال:
و قِدْماً كانَ مَأْهولًا فأَمْسَي مرتَعَ العُفْرِ «3»
و قال الراجز «4»:
عرَفْتُ بالنَّصرية المنازلا «5» قفراً و كانت مِنْهُمُ مآهِلَا
و كلُّ شئٍ من الدوابّ و غيرها إذا ألف مكاناً فهو آهِلٌ و أَهْلِيٌّ. و
في الحديث:
______________________________
(1) الحق أن ابن دريد قد ذكرها في الجمهرة (1: 29/ 2: 376). و عذر ابن فارس أن ابن دريد ذكرها عرضاً في تركيب (ب ز ز، رزم) و لم يرسم لها. و يبدو بوضوح هنا فائدة الفهارس الحديثة في إظهار خبايا المصنفات.
(2) هو النابغة الجعدي، كما في كتاب المعمر بن 65، و اللسان (أوس)، و الأغاني (4: 129).
و انظر ما سيأتي في مادة (أوس).
(3) البيت في اللسان (13: 30).
(4) هو رؤبة. انظر ديوانه 121 و اللسان (13: 30).
(5) في الأصل: «بالضربة»، صوابه من الديوان و اللسان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 151
«نَهَي عن لُحومِ الحُمُر «1» الأهليّة»
. و قال بعضهم: تقولُ العرب: «آهَلَكَ اللّٰه في الجنَّة إِيهالًا»، أي زَوَّجَك فيها.
و الأصل الآخر: الإِهالة، قال الخليل: الإهالة الأَلْيَة و نحوُها، يُؤخَذ فيُقَطّع و يذاب. فتلك الإهالة، و الجميل «2»، و الجُمَالة.

أهن

الهمزة و الهاء و النون كلمة واحدة لا يقاس عليها. قال الخليل: الإِهان العُرْجون، و هو ما فوقَ شماريخ عِذْق التَّمر، أي النخلة. و قال:
إنّ لها يَداً كمثل الإِهان مَلْسَا وَ بَطْناً بات خُمْصانا «3»
و العَدَد «4» آهِنَة، و الجميع أُهُنٌ.

باب الهمزة و الواو و ما بعدهما في الثلاثي

أوي

الهمزة و الواو و الياء أصلان: أحدهما التجمُّع، و الثاني الإشفاق. قال الخليل: يقال أوَي الرّجُل إلي منزله و آوَي غَيرَه أُوِيًّا و إيواءً. و يقال أَوَي إواءً أيضاً. و الأُوِيُّ أحسن. قال اللّٰه تعالي: إِذْ أَوَي الْفِتْيَةُ إِلَي الْكَهْفِ و قال: وَ آوَيْنٰاهُمٰا إِليٰ رَبْوَةٍ. و المأوَي مكانُ كلِّ شئٍ يأوي إليه ليلًا أو نهاراً.
و أوَت الإبِلُ إلي أهلها تأوِي أوِيًّا فهي آوِيَةٌ. قال الخليل: التأوِّي التجمُّع، يقال
______________________________
(1) في الأصل: «حمر»، محرفة.
(2) في الأصل: «الجميلة». و إنما «هي الجميل» الشحم المذاب.
(3) ملسا: مقصور ملساء، و في الأصل: «إن لها ليدا ملساء مثل الاهان و بطنا» الخ، و بذلك يختل الوزن. و البيت من السريع.
(4) نحو هذا التعبير في اللسان (أهن) قال: «و العدد ثلاثة آهنة»، يقصد به أقل الجمع، و هو ما يسمونه جمع القلة. و انظر ما سبق في مادة (أنف) ص 146.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 152
تأوَّت الطَّيرُ إذا انضمَّ بعضُها إلي بعضِ، و هنَّ أُوِيٌّ و مُتَأَوِّيات. قال:
* كما تَدَانَي الحِدَأُ الاوِيُّ* «1»
شبّه كلَّ أُثفِيَّةٍ بحِدَأة.
و الأصل الآخر قولهم: أَوَيْتُ لفلانٍ آوِي له مَأْوِيَةً، و هو أَنْ يرِق له و يَرْحمه.
و يقال في المصدر أَيَّة أيضا «2». قال أبو عُبيد: يقال استَأوَيْتُ فلاناً، أي سألته أن يَأْوِيَ لي. قال:
* و لو أَنَّني استأوَيْتُه ما أَوَي لِيا* «3»

أوب

الهمزة و الواو و الباء أصلٌ واحد، و هو الرجوع، ثم يشتق منه ما يبعد في السَّمْع قليلًا، و الأصل واحد. قال الخليل: آبَ فلانٌ إلي سيفه أي ردَّ يدَه ليستلَّه. و الأَوب: ترجِيع الأيدي و القوائم في السَّيْر. قال كعبُ بنُ زُهير:
كأَنَّ أَوْبَ ذراعَيْها و قد عَرِقَتْ و قد تلَفَّعَ بالقُورِ العساقيلُ
أَوْبُ يدَيْ فاقدٍ شَمْطَاءَ مُعْولَةٍ باتَت و جَاوَبَهَا نُكْدٌ مَثاكِيلُ «4»
و الفعل منه التأوِيب، و لذلك يسمُّون سيرَ [النَّهارِ تَأْويباً، و سَيرَ «5»] الليل إسآداً. و قال:
______________________________
(1) البيت للعجاج. انظر ديوانه 67 و اللسان (18: 55). و في الأصل: «الجداء» و إنما هو جمع حدأة.
(2) يقال في المصدر أية، و أوية، و مأوية، و مأواة.
(3) هو لذي الرمة، و صدره كما في ديوانه 651 و اللسان (18: 56):
* علي أمر من لم يشوني ضر أمره*
(4) و كذا أنشدهما في اللسان (1: 214) متتاليين. و الحق أن بينهما بيتين معترضين، هما كما في شرح البردة لابن هشام 64- 66:
يوماً يظل به الحرباء مصطخدا كأن ضاحيه بالشمس مملول
و قال للقوم حاديهم و قد جعلت ورق الجنادب يركضن الحصي قيلوا
و رواية صدر الثاني في البردة:
«شد النهار ذراعا عيطل نصف قامت …»
. و الفاقد: التي فقدت ولدها. و في اللسان: «ناقة» محرفة، و انظر اللسان (فقد) حيث أنشد البيت مضطربا.
(5) تكملة يقتضيها السياق.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 153
يومانِ يومُ مَقاماتٍ و أندِيَةٍ و يومُ سَيرٍ إلي الأعداءِ تأويبِ «1»
قال: و الفَعْلة الواحدة تأويبة. و التأويب: التَّسبيح في قوله تعالي: يٰا جِبٰالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَ الطَّيْرَ. قال الأصمعيّ: أوّبْتُ الإبلَ إذا روَّحتَها إلي مَباءتِها. و يقال تأوَّبِني أي أتانِي ليلًا. قال:
تأوَّبَنِي دائِي القَديمُ فَغَلَّسَا أُحاذِر أن يرتدَّ دائِي فأُنْكَسَا «2»
قال أبو حاتم: و كان الأصمعي يفسر الشِّعر* الذي فيه ذِكْر «الإِيابِ» أنّه مع الليل، و يحتج بقوله:
* تأوَّبنِي داءٌ مع اللَّيلِ مُنصِبُ* «3»
و كذلك يفسِّر جميع ما في الأشعار. فقلتُ له: إنما الإِياب الرُّجوع، أيَّ وقْتٍ رجَعَ، تقول: قد آبَ المسافرُ؛ فكأنه أراد أن أُوضِّح له، فقلت: قولُ عَبيدٍ «4»:
و كلُّ ذي غَيْبَةٍ يَؤُوبُ و غائِبُ الموتِ لا يَؤُوبُ
أ هذا بالعشِيّ؟ فذَهَبَ يكلِّمُني فيه، فقلت: فقولُ اللّٰه تعالي: إِنَّ إِلَيْنٰا إِيٰابَهُمْ أ هذا بالعشيّ؟ فسكت. قال أبو حاتم: و لكنّ أكثرَ ما يجئُ علي ما قال.
رحِمَنا اللّٰه و إيّاه.
و المآب: المرجِع. قال أبو زياد: أُبْتُ القوم، أي إلي القوم. قال:
* أَنَّي وَ مِنْ أَيْنَ آبَكَ الطَّرَبُ*
______________________________
(1) البيت لسلامة بن جندل في المفضليات (1: 188). و اللسان (1: 213).
(2) البيت لامرئ القيس في ديوانه 140 و أساس البلاغة (أوب). و كلمة: «دائي» ساقطة من الأصل، و إثباتها من الديوان و الأساس.
(3) نظيره في اللسان (2: 255) قول أبي طالب:
* ألا من لهم آخر الليل منصب*
(4) في الأصل: «أبي عبيد»، و إنما هو عبيد بن الأبرص، من قصيدته البائية التي عدها التبريزي في المعلقات العشر. و انظر اللسان (1: 213).
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 154
قال أبو عُبَيد «1»: يسمَّي مَخْرَجُ الدّقيقِ من الرَّحَي المآبَ، لأنّه يَؤوب إليه ما كان تحتَ الرَّحَي. قال الخليل: و تقول آبت الشمسُ إياباً، إذا غابت في مَآبِها، أي مَغِيبها. قال أمية:
* فرأي مغِيبَ الشَّمْسِ عند إيابها* «2»
قال النَّضْر «3»: المؤَوِّبة «4» الشمس، و تأويبها ما بينَ المشرِق و المغرب، تدأبُ يومَها و تؤُوب المغرِب. و يقال: «جاءُوا من كلِّ أوبٍ» أي ناحيةٍ و وَجْهٍ؛ و هو من ذلك أيضاً. و الأوْبُ: النَّحل. قال الأصمعيّ: سمِّيت لانتِيابها المباءة، و ذلك أنّها تَؤُوب من مسارحِها. و كأَنَّ واحد الأَوْبِ آيب، كما يقال [آبَكَ اللّٰهُ «5»] أبعدك اللّٰه. قال:
فآبكَ هَلَّا و اللَّيالِي بِغِرَّةٍ تَزُورُ و في الأيّامِ عنك شُغُولُ «6»

أود

الهمزة و الواو و الدال أصلٌ واحد، و هو العطف و الانثناء.
أُدْتُ الشئَ عطفتُه. و تأوّدَ النَّبْتُ مثلُ تعطَّفَ و تعوَّج. قال شاعر «7»:
______________________________
(1) في الأصل: «أبو عبيدة».
(2) صدر بيت له في ديوانه ص 26. و تمامه:
في عين ذي خلب و تأط حرمد*
و قد اضطرب اللسان في نسبته، فنسبه في (1: 213) إلي تبع، و في (1: 352) إلي تبع أو غيره. و في (4: 125/ 9: 135) إلي أمية.
(3) هو النضر بن شميل تلميذ الخليل، المتوفي سنة 203. و في الأصل: «النظر» محرفة.
(4) في الأصل: «الماوية».
(5) تكملة يقتضيها السياق. و انظر اللسان (1: 214) حيث أنشد البيت.
(6) في اللسان و أساس البلاغة (أوب): «غفول» و هما صحيحتان. و قد نسبه الزمخشري إلي رجل من بني عقيل، و أنشد قبله:
و أخبرتني يا قلب إنك ذو عري بليلي فذق ما كنت قبل تقول
(7) هو الأعشي، كما في العمدة (2: 49) في باب الغلو. و قد روي في ملحقات ديوانه ص 40.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 155
فلو أنَّ ما أبقيتِ مِنِّي معلَّقٌ بعْود ثُمامٍ ما تأوّدَ عُودُها
و إلي هذا يرجع آدَنِي الشئُ يؤُودُني، كأَنّه ثقُل عليك حتي ثَنّاك و عَطَفَك.
و أَوْدٌ قَبيلة، و يمكن أن يكون اشتقاقها من هذا. و أود موضع. قال:
أَهَوّي أَرَاكَ برامَتَيْنِ وَقُودَا أم بالجُنَيْنَةِ من مَدَافعِ أُودَا «1»

أور

الهمزة و الواو و الراء أصلٌ واحد، و هو الحرّ. قال الخليل:
الأُوار حَرّ الشَّمس، و حَرّ التَّنُّور. و يقال أرضٌ أَوِرَةٌ. قال: و ربما جمعوا الأُوَارَ علي الأُوَرِ. و أُوَارَةُ: مكان. و يوم أُوارةَ كان أنَّ عمرَو بنَ المنذرِ اللخميَّ بَنَّي «2» زُرارةَ بن عُدس ابناً له يقال له أَسعد، فلما تَرَعرَع الغُلامُ مرّتْ به ناقةٌ كَوماءُ فرمي ضَرعَها، فشَدَّ عليه ربُّها سُوَيْدٌ أحدُ بني عبدِ اللّٰه بن دارم فقتله، ثمّ هرب سُوَيدٌ فلحق مكّة، و زُرارة يومئذٍ عند عمرو بن المنذر، فكتَمَ قتْلَ ابنه أسعد، و جاء عمرو بن مِلْقطٍ الطائيُّ- و كانت في نفسه حَسيكةٌ علي زُرارة- فقال:
مَنْ مُبْلِغٌ عَمْراً فإنَّ المرءَ لم يُخْلَقْ صُبَارَهْ
ها إنّ عِجْزَةَ أُمِّه بالسَّفح [أسْفَلَ] من أُوَارهْ «3»
و حوادث الأيّام لا يَبقَي لها إلّا الحجارَه «4»
______________________________
(1) البيت لجرير في ديوانه 169 و أمالي القالي (3: 7). يقول: أخيل إليك الهوي أنك تري هذا الوقود للحبية في تلك المواضع. و الجنينة، بلفظ تصغير الجنة. و في الأمالي:
«… بالجنيبة …»
، محرفة.
(2) كذا في الأصل، أراد جعله يتبناه. و لم أجد لهما سنداً. و انظر يوم أوارة في كامل ابن الأثير، و الخزانة (3: 140- 142)، و كامل المبرد 97 ليبسك، و العمدة (2: 168).
(3) العجزة، بالكسر: آخر ولد الرجل. و قد عني به أسعد أخا عمرو بن المنذر، و بعد البيت كما في الخزانة:
تسفي الرياح خلال كش حيه و قد سلبوا إزاره
(4) بعده في كامل المبرد و الخزانة:
فاقتل زرارة لا أري في القوم أوفي من زرارة
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 156
فقال عمرو بن المنذر: يا زُرارةُ [ما تقول؟ «1»]. قال: كذب، و قد علمتَ عداوته لي، قال: صدقْتَ. فلما جَنَّ عليه اللّيلُ اجلَوَّذَ «2» زُرارة و لحق بقومه، ثم لم يلبث أن مرِض و مات، فلمّا بلغ عَمراً موتُه غزا بني دارم، و كان حَلَفَ ليقتُلنَّ منهم مائةً، فجاء حتَّي أناخ علي أُوارة و قد نَذِرُوا و فرّوا «3»، فقتل منهم تسعةً و تسعين، فجاءه رجلٌ من البراجم شاعر ليمدحَه، فأخذَهُ فقتله ليُوَفِّيَ به المائةَ، و قال: «إنّ الشقيّ وافِدُ البَرَاجم». و قال الأعشي في ذلك:
و نَكُونُ في السَّلفِ الموا زِي مِنقراً و بني زرارة «4»
أبناءَ قَومٍ قُتِّلُوا يومَ القُصَيبةِ من أُوَارَهْ
و الأُوَار: المكانُ «5». قال:
مِن اللائِي غذِينَ بغير بُؤْسٍ مَنَازِلُها القَصِيمةُ فالأُوَارُ «6»

أوس

الهمزة و الواو و السين كلمة واحدة، و هي العطيّة.
و قالوا أُسْتُ الرّجُلَ أَؤُوسُه أَوساً أعطيته. و يقال الأُوْس العِوَض. قال الجعديّ:
ثلاثةَ أهْلين أفنَيْتُهُمْ و كان الإِلٰه هو المستآسا «7»
______________________________
(1) التكملة من كامل ابن الأثير.
(2) اجلوذ اجلواذا: أسرع.
(3) يقال أنذره إنذارا أعلمه، فنذر هو كعلم وزنا و معني.
(4) في الأصل:
«و يكون في الثلف …»
صوابه من ديوان الأعشي 115 و معجم البلدان (7: 115): و في معجم البلدان:
«و تكون …»
و كذا في كامل المبرد 97:
«و تكون في الشرف …»
. و قبل هذا البيت بيتين:
لسنا نقاتل بالعصي و لا ترامي بالحجاره
(5) الوجه: «مكان».
(6) البيت لبشر بن أبي خازم في المفضليات (2: 139). و في الأصل: «القصيبة» صوابه من المفضليات و معجم البلدان (الأوار، قصيبة). و علة التحريف التباسه بما مضي في شعر الأعشي.
(7) سبق الكلام علي البيت في مادة (أهل).
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 157
أي المُسْتَعاض. و أوسٌ: الذئب، و يكون اشتقاقه مما ذكرناه، و تصغيره أُوَيْس. قال:
* ما فَعَلَ اليومَ أُوَيْسٌ في الغَنَمْ* «1»

أوق

الهمزة و الواو و القاف أصلان: الأول الثِّقل، و الثاني مكان منْهبط. فأمّا الأول فالأَوْق الثِّقَل. قال ابنُ الأعرابيّ: يقال آقَ عليهم، أي ثقُل. قال:
سوائح آقَ عليهنَّ القَدَرْ يَهْوِينَ من خَشْيَةِ مَا لَاقَي الأُخَرْ «2»
يقول: أثقلهنَّ ما أَنْزَلَ «3» بالأوَّل القَدَرُ، فهن يَخَفْنَ مثلَه. قال يعقوب:
يقال أوَّقت الإنسانَ، إذا حَمَّلْتَه ما لا يُطيقه. و أما التّأويق في الطَّعام فهو من ذلك أيضاً؛ لأنّ علي النفس منه ثِقَلًا، و ذلك تأخيره و تقليله. قال:
لقد كان حُتْرُوشُ بن عَزّة راضياً سِوَي عَيْشِه هذا بعيشٍ مُؤَوَّقِ «4»
و قال الراجز «5»:
عَزَّ عَلَي عَمِّكِ أن تُؤَوَّقي أو أَنْ تَبِيتِي ليلةً لم تُغْبَقِي
* أو أن تُرَيْ كَأَباءَ لمْ تَبْرَنْشِقِي*
______________________________
(1) الرجز يروي لعمرو ذي الكلب، أو لأبي خراش الهذلي، كما في شرح أشعار الهذليين للسكري 239. و نسب في اللسان (عمم، مرخ، جول، لجب، حشك، رخم، شوي، شرم) إلي عمرو ذي الكلب. و انظر أمالي ثعلب ص 240 من المخطوطة.
(2) في الأصل:
«… بالاقي الأخر»
. (3) في الأصل: «نزل».
(4) في الأصل: «خروه شر بن غرة»، و أثبت ما في اللسان (11: 293). و صدره فيه:
«لو كان …»
. (5) هو جندل بن المثني الطهوي، كما في اللسان (كأب، أوق، برشق).
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 158
و أمّا الثّاني فالأُوقة، و هي هَبْطَةُ يجتمع فيها الماء، و الجمْع الأُوَق قال رؤبة:
* و انغَمَس الرَّامِي لها بَيْنَ الأَوَقْ*
و يقال الأُوقة القَلِيب «1».

أول

الهمزة و الواو و اللام أصلان: ابتداء الأمر، و انتهاؤه. أما الأوّل فالأوّل، و هو مبتدأ الشي‌ء، و المؤنَّثة الأولي، مثل أفعل و فُعْلي، و جمع الأُولَي أولَيات مثل الأخْري. فأمّا الأوائل فمنهم من يقول: تأسيس بناء «أوّل» من همزة و واو و لام، و هو القولُ. و منهم مَن يقول: تأسيسُه من وَاوَينِ بعدهما لام.
و قد قالت العربُ للمؤنَّثة أَوّلَةٌ. و جمعوها أَوَّلَات. و أنشد في صفة جَمَلٍ:
آدَم معروف بأَوَّلاتِهِ خالُ أبِيهِ لِبَنِي بَنَاتِهِ
أي خُيَلاءُ ظاهرٌ في أولاده. أبو زَيد: ناقَةٌ أَوّلة و جمل أوّل، إذا تقدّما الإبل. و القياس في جمعه أَواوِل، إلّا أنَّ كلَّ واوٍ وقعَتْ طرفا أو قريبةً منه بعد ألفٍ ساكنة قُلِبَتْ همزة. الخليل: رأيتُه عاماً أوَّلَ يا فَتي؛ لأنَّ أوّلَ علي بناء أفْعل، و من نوَّن حَملَه علي النكرة. قال أبو النَّجْم:
* ما ذَاقَ ثُفْلًا مُنْذُ عَامٍ أوَّلِ* «2»
ابنُ الأعرابيّ: خُذْ هذا أوّلَ ذاتِ يَدَينِ. و أوَّلَ ذِي أوّل،. و أُوَّلَ أوّل، أي قَبْلَ كلِّ شئ. و يقولون: «أما أوَّل ذاتِ يدين فإنِّي أحمَدُ اللّٰه». و الصَّلاة
______________________________
(1) القليب: البئر التي لم تطو. و في الأصل: «القلب».
(2) البيت بدون نسبة في اللسان (13: 89). و قبله:
* يحلف باللّٰه و إن لم يسأل*
ضيفا و الثفل بالضم: كل ما يؤكل من لحم أو خبز أو تمر.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 159
الأُولي سمِّيت بذلك لأنّها أوّل ما صُلِّي. قال أبو زيد: كان الجاهليَّة يسمُّون يومَ الأحد الأَوّل. و أنشدوا فيه:
أؤَمّل أن أعِيشَ و أنَّ يَوْمِي بأوَّلَ أوْ بأهْوَنَ أَو جُبَارِ «1»
و الأصل الثَّاني قال الخليل: الأَيِّل الذّكَر من الوُعول، و الجمع أيائِل. و إنّما سمّي أَيِّلًا لأنّه يَؤُول إلي الجبل يتحصَّن. قال أبو النجم:
كأنَّ في أذْنابِهِنَّ الشُّوَّلِ مِنْ عَبَسِ الصَّيفِ قُرُونَ الأَيِّلِ «2»
شبّه ما التزَقَ بأذنابهنّ من أبعارِهنّ فيَبِس، بقرون الأوعال. و قولهم آل اللّبنُ أي خَثُر من هذا الباب، و ذلك لأنه لا يخثر [إلَّا] آخِر أمْرِه. قال الخليل أو غيرُه:
الإيال علي فِعالٍ: وعاءٌ يُجمع فيه الشَّرابُ أيّاماً حتّي يَجُود. قال:
يفُضّ الخِتامَ و قد أزْمَنَتْ و أَحْدَثَ بعدَ إيالٍ إِيالا «3»
و آلَ يَؤُول أي رجع. قال يعقوب: يقال
«أَوَّلَ الحُكمَ إلي أهْلِه»
أي أرجَعه و رَدَّه إليهم. قال الأعشي:
* أؤَوِّلُ الحُكْمَ إلي أهلِهِ* «4»
______________________________
(1) البيت في اللسان (هون، جبر، دبر، أنس، عرب، شير). و انظر الأزمنة و الأمكنة (1. 268- 271). و بعد البيت:
أو التالي دبار فإن يفتني فمؤنس أو عروبة أو شيار
و بسجل هذان البيتان أسماء أيام الأسبوع في الجاهلية مرتبة من الأحد إلي السبت.
(2) البيتان في اللسان (13: 34، 397- 398/ 8: 2) و روي في (13: 11):
«… قرون الأجل»
علي إبدال الياء جيما.
(3) رواية اللسان (13: 36):
«ففت الختام …»
. (4) في الأصل:
«و أول الحكم …»
، صوابه من الديوان 106، و إنشاده فيه:
أؤول الحكم علي وجهه ليس قضائي بالهوي الجائر
و في هذه القصيدة:
إن ترجع الحكم إلي أهله فلست بالمستي و لا النائر
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 160
قال الخليل: آلَ اللّبَنُ يَؤُولُ أَوْلًا و أَوُولًا «1»: خَثُرَ. و كذلك النبات.
قال أبو حاتم: آلَ اللَّبَنُ علي الإصبع، و ذلك أن يَرُوب فإذا جعلت فيه الإصبعَ قيل آلَ عليها. و آلَ القَطِران، إذا خَثُرَ. و آلَ جِسمُ الرّجل إذا نَحُفَ. و هو من الباب، لأنّه يَحُورُ و يَحْرِي، أي يرجعُ إلي تلك الحال. و الإِيالة السِّياسةُ من هذا الباب، لأن مرجعَ الرّعيةِ إلي راعيها. قال الأصمعي: آلَ الرّجلُ رعِيّتَه يَؤُولُها إذا أحْسَنَ سياستَها. قال الراجز:
* يَؤُولُها أوَّلُ ذي سِياس*
و تقول العرب في أمثالها: «أُلْنَا و إيلَ عَلَيْنا» أي سُسْنا و ساسَنا غيرُنا.
و قالوا في قول لبيد:
* بِمُؤَتَّرٍ تأتألُه إبْهَامُهَا* «2»
هو تفتعل من ألْتُهُ أي أصلحته. و رجل آيل مالٍ، مثال خائل مال، أي سائسه. قال الأصمعيّ: يقال رددته إلي آيلته أي طَبْعه و سُوسه. و آلُ الرّجُلِ أهلُ بيتِه من هذا أيضاً لأنه إليه مآلُهم و إليهم مآلُه. و هذا معنَي قولهم يالَ فلان.
و قال طَرَفة:
تحسِبُ الطَّرْفَ عليها نَجْدَةً يالَ قَوْمِي للشّبابِ المُسْبَكِرّ «3»
______________________________
(1) في الأصل: «و أولا»، صوابه من اللسان (11: 37 س 19- 20)
(2) من معلقته. و صدره:
* بصبوح صافية و جذب كرينة*
و انظر ما سبق من كلام ابن فارس علي البيت في (أتي ص 51).
(3) ديوان طرفة 64.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 161
و الدليل علي أنّ ذلك من الأوّل «1» و هو مخَفَّفٌ منه، قول شاعر «2»:
قد كان حقُّكَ أنْ تَقُولَ لبارقٍ يآل يارِقَ فيم سُبَّ جريرُ
و آلُ الرّجلِ شخصُه من هذا أيضاً. و كذلك آلُ كلِّ شئ. و ذلك أنَّهم يعبِّرون عنه بآلِهِ، و هم عشيرته، يقولون آل أبي بكر، و هم يريدون أبا بكر و في هذا غموضٌ قليل. قال الخليل: آلُ الجَبَلِ أطرافُه و نَواحِيه. قال:
كأَنْ رَعْن الآلِ منه في الآلْ «3» إذَ بدا دُهَانِجٌ ذو أَعْدَالْ
و آل البعير ألواحه «4» و ما أشْرَفَ من أقطارِ جسمه. قال:
مِن اللَّواتي إذا لانَتْ عريكتُها يبقي لها بعدها آلٌ و مَجْلودُ «5»
و قال آخر:
* تري له آلًا و جِسْماً شَرْجَعَا*
و آلُ الخَيْمة: العُمُد. قال:
فلم يَبْقَ إِلّا آلُ خَيْمٍ مُنَضَّدٌ وَ سُفْعٌ علي آس و نُؤْيٌ مُعَثْلَبُ «6»
و الآلة: الحالة. قال:
______________________________
(1) أي من الأهل.
(2) هو جرير يخاطب بشر بن مروان في شأن تفضيل سراقة البارقي شعر الفرزدق علي شعر جرير. انظر بالقصة في الأغاني (7: 63- 64). و القصيدة في ديوانه 300.
(3) الرجز للعجاج في ملحقات ديوانه ص 86 و اللسان (دهنج)، و في الأصل:
«كان الرعن منه في الآل»
صوابه في الديوان و اللسان.
(4) في الأصل: «الواحد». و ألواح البعير: عظامه.
(5) المجلود: الجلادة، أو بقية الجلد. و البيت في اللسان (4: 100) و التاج (جلد).
(6) البيت للنابغة، كما في اللسان (عثلب، نأي). و قد أنشده أيضاً في (أوس) بدون نسبة.
و ليس في ديوانه. و الآس: الرماد. و العثلب: المهدوم. و في الأصل: «الثعلب» محرف.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 162
سأَحْمِلُ نفسِي علي آلةٍ فإِمَّا عليها و إمَّا لها
و من هذا الباب تأويل الكلام، و هو عاقبتُهُ و ما يؤُولُ إليه، و ذلك قوله تعالي:
هَلْ يَنْظُرُونَ إِلّٰا تَأْوِيلَهُ. يقول: ما يَؤُول إليه في وقت بعثهم و نشورهم.
و قال الأعشي:
علي أَنَّها كانَتْ تأَوُّلُ حُبِّها تأَوُّلُ رِبْعِيِّ السِّقابِ فأصحبا «1»
يريد مرجعَه و عاقبتَه. و ذلك مِنْ آل يَؤُولُ.

أون

الهمزة و الواو و النون كلمةٌ واحدة تدلُّ علي الرفق «2». يقال آن يَؤُون أَوْناً، إذا رَفَق. قال شاعر:
و سَفَرٌ كانَ قلِيلَ الأَوْنِ* «3»
و يقال للمسافر: أُنْ علي نفسك، أي اتَّدِعْ. و أُنْتُ أَؤُون أَوْناً؛ و رجل آئِنٌ.

أوه

الهمزة و الواو و الهاء كلمةٌ ليست أصلًا يقاس عليها. يقال تأَوّه إذا قال أَوَّهْ و أَوْهِ «4». و العرب تقول ذلك. قال:
إذا ما قمتُ أَرْحُلُها بِلَيلٍ تأَوَّهُ آهَةَ الرَّجُلِ الحَزِينِ «5»
______________________________
(1) أصحب: انقاد. و في الأصل: «أصبحا»، صوابه من ديوان الأعشي ص 88 و اللسان (أول، صحب، ربع).
(2) في الأصل: «علي أن الرفق».
(3) البيت في أمالي ثعلب 143 من المخطوطة، و اللسان (أون، جون). و قبله:
غير يا بنت الحليس لوني مر الليالي و اختلاف الجون
(4) انظر باقي لغاته الثلاث عشرة في القاموس.
(5) البيت للمثقب العبدي في المفضليات (2: 91). و في الأصل:
«إذا ما قلت …»
، صوابه من المفضليات و اللسان (13: 293).
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 163
و قوله تعالي: إِنَّ إِبْرٰاهِيمَ لَأَوّٰاهٌ حَلِيمٌ «1» هو الدَّعَّاء. أَوَّهْ فيه لغاتٌ:
مدُّ الألف و تشديد الواو، و قصر الألف و تشديد الواو، و مدّ الألف و تخفيف الواو.
و أَوْه بسكون الواو و كسر الهاء، وَ أَوّهْ بتشديد الواو و كسرها و سكون الهاء، و آهِ، و آوِ، و أَوّتَاه.

باب الهمزة و الياء و ما يثلثهما في الثلاثي

أيد

الهمزة و الياء و الدال أصلٌ واحد، يدلّ علي القوة و الحِفْظ.
يقال أيّدَه اللّٰه أي قوّاه اللّٰه. قال اللّٰه تعالي: وَ السَّمٰاءَ بَنَيْنٰاهٰا بِأَيْدٍ. فهذا معني القوّة. و أمّا الحفظ فالإياد كلُّ حاجزٍ الشئَ يَحْفَظُه. قال ذو الرمّة:
دفَعْناهُ عن بَيْضٍ حِسَانٍ بأجْوَعٍ حَوَي حَوَلَها مِنْ تُربِهِ بإيادِ «2»

أير

الهمزة و الياء و الراء كلمةٌ واحدة و هي الرِّيح. و اختُلِف فيها، قال قوم: هي حارّة ذات أُوارٍ. فإن كانَ كذا فالياء في الأصل واوٌ، و قد مضي تفسير ذلك في الهمزة و الواو و الراء. و قال الآخرون: هي الشَّمال الباردة بلغة هُذَيل. قال:
و انّا مَسامِيحٌ إذا هَبّت الصَّبا و انّا مَراجِيحٌ إذا الأَيرُ هُبَّتِ «3»
______________________________
(1) من الآية 114 في سورة التوبة. و في سورة هود الآية 75: (إِنَّ إِبْرٰاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوّٰاهٌ مُنِيبٌ).
(2) البيت في ديوان ذي الرمة 141 و اللسان (4: 43). و هو في صفة ظليم. و رواية الديوان:
«ذعرناه عن بيض …»
. (3) لحذيفة بن أس الهذلي من قصيدة في أشعار الهذليين بشرح السكري ص 223 علي هذا الروي و ليس فيها البيت. و في اللسان:
* و إنا لأيسار إذا الاير هبت*
و الأير للريح يقال بفتح الهمزة و كسرها، و يقال أيضاً بفتح الهمزة و تشديد الياء المكسورة.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 164‌

أيس

الهمزة و الياء و السين ليس أصلًا يقاس عليه، و لم يأتِ فيه إلا كلمتان ما أحسِبَهما من كلام العرب، و قد ذكرناهما لذكر الخليل إيّاهما. قال الخليل:
أَيْسَ كلمةٌ قد أُمِيتَتْ «1»، غير أنّ العرب تقول: «ائت به من حيثُ أَيْسَ و ليس» لم يُستعمل أَيْسَ إلا في هذه فقط، و إنما معناها كمعني [حيث «2»] هو في حال الكينونة و الوُجْد و الجِدَة. و قال: إنّ «ليس» معناها لا أَيْسَ، أي لا وُجْدَ.
و الكلمة الأخري قول الخليل إنّ التأييس الاستقلال؛ يقال ما أيَّسْنَا فلاناً «3» أي ما استقلَلْنا منه خيراً.
و كلمةٌ أخري في قول المتلمِّس:
* تُطيف به الايَّامُ ما يتَأَيَّسُ* «4»
قال أبو عبيدة: لا يتأيَّس لا يؤثِّر فيه شئ. و أنشد:
* إنْ كنت جُلْمودَ صَخْرٍ لا يُؤَيّسُهُ* «5»
أي لا يؤثر فيه.

أيض

الهمزة و الياء و الضاد كلمة واحدةٌ تدلُّ علي* الرّجوع و العَوْد، يقال آضَ يَئيضُ، إذا رجع. و منه قولهم قال ذاك أيضا، و فعَله أيضا.
______________________________
(1) نسب في اللسان هذا الكلام إلي الليث. و قال بعده: «إلا أن الخليل ذكر أن العرب تقول …» الخ.
(2) التكملة من اللسان.
(3) في الأصل: «فلاناً» و في اللسان: «ما أيسنا فلاناً خيراً».
(4) صدره كما في ديوانه ص 6 من نسخة الشنقيطي و اللسان (أيس):
* ألم تر أن الجون أصبح راسيا*
(5) في المخصص (10: 95) و اللسان (5: 133) مع نسبته في اللسان إلي العباس بن مرداس
* إن تك جامود بصر لا أؤبسه*
و تمامه فيهما:
* أوقد عليه فأحميه فينصدع*
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 165‌

أيق

الهمزة و الياء و القاف كلمةٌ واحدةٌ لا يُقاس عليها قال الخليل:
الأَيق الوَظيف، و هو موضع القَيد من الفَرَس. قال الطرماح:
و قامَ المَهَا يُقْفِلْنَ كلَّ مُكَبَّلٍ كما رُصَّ أَيْقَا مُذْهبِ اللَّونِ صَافِنِ «1»
الأصمعي و أبو عمرو: الأَيق القَبْن، و هو موضع القَيْد من الوظيف.

أيك

الهمزة و الياء و الكاف أصلٌ واحد، و هي اجتماعُ شجر قال الخليل: الأيكة غَيضةٌ تُنْبِتُ «2» السِّدرَ و الأراك. و يقال [أيكةٌ «3»] أَيِّكَةٌ، و تكون من ناعم الشّجر. و قال أَصحاب التفسير: كانوا أصحابَ شجرٍ ملْتَفّ.
يعني قوله تعالي: كَذَّبَ أَصْحٰابُ الْأَيْكَةِ قال أبو زياد: الأيْكة جماعة الأَرَاك. قال الأخطل «4» من النَّخيل «5» في قوله:
يكادُ يَحَارُ المجتَنِي وَسْطَ أَيْكِهَا إذا ما تنادَي بالعَشِيِّ هديلُها

أيم

الهمزة و الياء و الميم ثلاثة أصول متباينة: الدُّخَان، و الحيَّة، و المرأة لا زوج لها.
أما الأوّل فقال الخليل: الأُيَام الدُّخَان. قال أبو ذؤيب:
______________________________
(1) الكلمة الأولي من البيت ساقطة في الأصل، و إثباتها من ديوان الطرماح 164 و اللسان (أيق، صفن). و المها: البقر، يعني بها النساء. يقفلن: يسددن. و رواية اللسان:
«… يعقلن …»
و المكبل، أراد به الهودج، كما في شرح الديوان. ورص، بالصاد المهملة، أي قيد و ألزق.
و في الأصل: «رص»، صوابه من الديوان.
(2) في الأصل: «تنته» صوابه في اللسان.
(3) تكملة ليست في الأصل. و في اللسان: «و أيك أيك مثمر، و قيل هو علي المبالغة».
(4) في الأصل: «قال أبو ذوب الأخطل». و البيت التالي في ديوان الأخطل 243.
(5) لعلهما: «يعني النخيل».
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 166
فلمَّا جَلاهَا بالإِيام تحيَّزَتْ ثُبَاتٍ عَليها ذُلُّها و اكتئابُها «1»
يعني أنَّ العاسِل جَلَا النّحلَ بالدُّخان. قال الأصمعيّ: آمَ الرجل يؤوم إياماً، دَخَّنَ علي الخليّة ليخرج نَحلُها فيشتار عسلَها، فهو آيم، و النَّحلة مَؤُومةٌ، و إن شئتَ مَؤُومٌ عليها.
و أما الثَّاني فالأيْم من الحيّات الأبيض، قال شاعر:
كأن زِمَامَها أَيْمٌ شُجَاعٌ ترأَّدَ في غُصُونٍ مُغْضَئِلَّه «2»
و قال رؤبة «3»:
و بَطْنَ أيْمٍ و قَواماً عُسْلُجَا و كفلًا وَعْثاً إذا تَرَجْرَجا «4»
قال يونس: هو الجانّ من الحيات. و بنو تميم تقول أيْنٌ. قال الأصمعيّ:
أصله التشديد، يقال أَيِّمٌ وَ أَيْمٌ، كَهَيِّن وَ هَيْن. قال:
إِلّا عواسِرُ كالمِراط مُعِيدَةٌ باللَّيلِ مَوْرِدَ أَيِّمٍ مُتَغَضِّفِ «5»
و الثالث الأَيِّم: المرأة لا بَعْلَ لها و الرجل لا مَرأَةَ له. و قال تعالي: وَ أَنْكِحُوا الْأَيٰاميٰ مِنْكُمْ. و آمت المرأة تئِيمُ أَيْمَةً وَ أُيُوماً. قال:
أفاطِمُ إنِّي هالِكٌ فتأيَّمي و لا تَجْزَعِي كلُّ النساء تَئِيمُ «6»
______________________________
(1) البيت في ديوان أبي ذؤيب ص 79 برواية:
«فلما اجتلاها …»
. (2) أنشده في اللسان (رأد، غضل): و في الأصل: «معضله» صوابه في اللسان (غضل).
(3) كذا، و صوابه «العجاج». و الرجز في ديوان العجاج ص 8. و بهذه النسبة الصحيحة ورد في اللسان (14: 306).
(4) في الأصل: «و كفا» صوابه من الديوان.
(5) البيت لأبي كبير الهذلي، كما في ديوان الهذليين (2: 105)، و أمالي القالي (2: 89) و اللسان (صيف، غضف). و انظر الحيوان (4: 254). و قبل البيت:
و لقد وردت الماء لم تشرب به زمن الربيع إلي شهور الصيف
(6) كان المفضل ينشده: «كل النساء يتيم» انظر اللسان (يتم). و الرواية في اللسان:
… فتثبتي
».
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 167‌

أين

الهمزة و الياء و النون يدلّ علي الإعياء، و قُرب الشَّئ. أما الأوَّل فالأيْن الإعياء. و يقال لا يُبْنَي منه فِعلٌ. و قد قالوا آنَ يَئين أَيْناً. و أما القُرب فقالوا: آنَ لَكَ يَئِينُ أيْنا.
و أما الحيَّة التي تُدْعَي «الأيْن» فذلك إبدالٌ و الأصل الميم. قال شاعر:
يَسْرِي علي الأَيْنِ و الحَّياتِ محْتفِياً نَفِسي فِداؤُك مِن سارٍ علي ساقٍ «1»

أيه

و أما الهمزة و الياء و الهاء فهو حرفٌ واحد، يقال أَيَّهَ تَأيِيهاً إذا صوَّت. و قد قلنا إنّ الأصواتَ لا يُقاس عليها.

أيي

الهمزة و الياء و الياء أصلٌ واحد، و هو النَّظَر «2». يقال تَأيَّا يَتَأيَّا تَأيِّياً، أي تمكَّث. قال:
قِفْ بالدِّيار وقوفَ زائرْ و تأَيْ إنّك غيرُ صاغرْ «3»
قال لبيد:
و تَأَيَّيْتُ عليه قَافِلًا و علي الأرض غَيَايَاتُ الطَّفَلْ «4»
أي انصرفتُ علي تُؤَدة. ابن الأعرابيّ: تأيّيْت [الأَمرَ «5»] انتظرت إمكانَه.
قال عديّ:
______________________________
(1) لتأبط شراً من القصيدة الأولي في المفضليات. محتفيا: حافياً. و في الأصل:
«… مخفياً»
محرف.
(2) النظر، بمعني الانتظار، يقال نظره و انتظره و تنظره.
(3) البيت للكميت كما سبق في 141، و كما في الأغاني (15: 111) و اللسان (18: 67).
(4) البيت في ديوان لبيد 15 طبع فينا سنة 1881 و اللسان (19: 381). و عجزه في اللسان (13: 428). و الغياية، بياءين: ظل الشمس بالغداة و العشي، أو ضوء شعاع الشمس. في الأصل: «غيابات» محرف. و كلمة «الطفل» وردت ساقطة في الأصل مثبتة قبل بيت الكميت السابق.
(5) بمثلها يلتئم الكلام
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 168
تَأَيَّيْتُ منهن المصير فلم أزَلْ أُكَفْكِفُ عنِّي واتِناً و مُنَازِعا «1»
و يقال: ليست هذه بدار تَئِيّة «2»، أي مُقام.
و أصلٌ آخر و هو التعمُّد، يقال تَآيَيْتُ، علي تفاعلت، و أصله تعمَّدت آيَتَه و شخْصَه. قال:
* به أتَآيا كُلَّ شأنٍ و مَغْرِق «3» *
و قالوا: الآيَة العلامة، و هذه آيةٌ مَأْيَاةٌ، كقولك عَلامَة مَعْلَمَة. و قد أيَّيْت «4». قال:
ألا أبلغ لَدَيْكَ بني تميم بآيةِ ما تُحِبُّون الطَّعاما «5»
قالوا: و أصل آية أَأْيَة بوزن أعْية، مهموز همزتين، فخففت الأخيرة فامتدّت.
قال سيبويه: موضع العين من الآية واو؛ لأنّ ما كان* موضع العين [منه «6»] واواً، و اللام ياءً، أكثَرُ ممّا موضِع العينِ و اللامِ منه ياءان، مثل شوَيتُ، هو أكثر في الكلام من حَيِيتُ. قال الأصمعيّ: آيَةُ الرّجُل شخْصُه. قال الخليل:
خرَجَ القوم بآيتهم أي بجماعتهم. قال بُرْج بن مُسْهِر:
______________________________
(1) الواتن: الدائم الذي لا ينقطع. و في الأصل:
«… و أنا منازعا»
. (2) في الأصل: «تأية» تحريف. و في شعر الحادرة:
و مناخ غير تئية عرسته قمن من الحدثان نابي المضجع
(3) في الأصل: «به تيا ايا».
(4) في اللسان: «و أيا آية: وضح علامة».
(5) انظر صحة إنشاد هذا البيت في الخزانة (3: 139) حيث نسب إلي يزيد بن عمرو ابن الصعق.
(6) التكملة من اللسان (18: 67) حيث نقل عن سيبويه.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 169
خَرَجْنَا من النَّقْبَينِ لا حَيَّ مِثْلنا بآيَتِنا نُزْجِي المَطِيَّ المَطَافِلَا «1»
و منه آية القرآن لأنَّها جماعةُ حروفٍ، و الجمعُ آيٌ. و إياة الشَّمس ضوءِها، و هو من ذاك، لأنَّه كالعلامة لها. قال:
سَقَتْه إياة الشَّمسِ إلّا لِثَاتِهِ أَسِفَّ و لم يُكْدَمْ عليه بإثمِدِ «2»
تم كتاب الهمزة و يتلوه كتاب الباء
______________________________
(1) البيت في اللسان (18: 66) برواية: «نزجي اللقاح».
(2) البيت لطرفة في معلقته. و يروي:
«… و لم تكدم …»
.معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 170
بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ*

كتاب البَاء

باب الباء و ما بعدها في الذي يقال له المضاعف

بتّ

الباء و التاء له وجهان و أصلان: أحدهما القطع، و الآخر ضربٌ من اللباس. فأما الأوّل فقالوا: البتّ القطع المستأصِل؛ يقال بَتَتُّ الحبلَ وَ أَبْتَتُّ.
و يقال أعطيتُه هذه القَطيعةَ بَتًّا بَتْلًا. «و البتّةَ» اشتقاقُه من القَطْع، غير أنّه مستعملٌ في كل أمرٍ يُمضَي و لا يُرجَع فيه. و يقال انقطع فلانٌ عن فلان فانبتَّ و انقبض. قال:
فَحَلَّ في جُشَمٍ و انبتَّ مُنْقَبِضاً بحبلهِ مِنْ ذُرَي الغُرِّ الغَطَاريفِ «1»
قال الخليل: أبَتَّ فلانٌ طلاقَ فُلانةَ، أي طلاقاً باتّا. قال الكسائي: كلام العرب أبْتَتُّ عليه القضاءَ بالألف، و أهل الحجاز يقولون: بَتَتُّ، و أنا أَبُتّ.
و ضَرَب يَدَه فأبَتَّها وَ بَتَّها، أي قطعها. و كلُّ شئٍ أنفَذْتَه و أمْضَيتَه فقد بتَتَّه. قال الخليل و غيره: رجل أحمقُ باتٌّ شديد الحُمْق، و سكرانُ باتٌّ أي منقطعٌ عن العمل، و سكران ما يَبُتُّ، أي ما يقطَعُ أمْراً «2». قال أبو حاتم: البعير [الباتّ] الذي لا
______________________________
(1) في اللسان (2: 312):
«… من ذوي الغر …»
. (2) في الأصل: «المرا» صوابه في اللسان (2: 311).
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 171
يتحرّك من الإعياء فيموت. و
في الحديث: «إنّ المُنْبَتَّ لا أرضاً قَطَعَ و لا ظَهْراً أَبْقَي»
هو الذي أتعَبَ دابّتَه حتَّي عطِب ظَهرُه فبِقي مُنقَطعاً به. قال التميمي:
«هذا بَعيرٌ مُبْدَعٌ و أَخاف أنْ أحمِلَ عليه فأبُتَّه» أي أقطعه. و مُبْدَعٌ: مُثْقَلٌ، و منه قوله «1»: «إنّي أُبْدِعَ بي». قال النَّضر: البعير البات المهزول الذي لا يقدر علي التحرُّك. و الزاد يقال له بَتاتٌ، من هذا؛ لأنه أَمارة الفِراق. قال الخليل: يقال بَتَّتَهُ أهلُه أي زوَّدُوه. قال:
أبُو خَمْسٍ يُطِفْنَ به جميعاً غدا مِنْهنَّ ليس بذِي بَتَاتِ
قال أبو عُبيدٍ: و
في الحديث: «لا يُؤخذ عُشْر البَتات»
يريد المتاع، أي ليس عليه زكاةٌ. قال العامِريّ: البَتات الجِهَاز من الطَّعام و الشَّراب؛ و قد تَبَتَّتَ الرّجلُ للخُروج، أي تجهَّز. قال العامريّ: يقال حجَّ فلانٌ حجًّا بَتًّا أي فَرْداً، و كذلك الفردُ من كلِّ شئ. قال: و رجلٌ بتٌّ، أي فرد؛ و قميص بَتٌّ أي فَرْد بليس علي صاحبه غيرُه. قال:
* يا رُبَّ بَيضاءَ عليها بَتُّ*
قال ابن الأعرابيّ: أعطيته كذا فبَتَّتَ به، أي انفرد به.
و مما شذ عن الباب قولُهم طَحَن بالرَّحَي بَتًّا إذا ذهب بيده عن يساره، و شَزْراً إذا ذهب به عن يمينه.
______________________________
(1) في الأصل: «من قوله». و في اللسان: «و في الحديث أن رجلا أتي النبي صلي اللّه عليه و سلم فقال: يا رسول اللّه إني أبدع بي فاحملني».
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 172‌

بثّ

الباء و الثاء أصلٌ واحد، و هو تفريق الشئ و إظهاره؛ يقال بثُّوا الخيلَ في الغارة. و بثّ الصيَّاد كلابَه علي الصَّيد. قال النابغة:
فبَثَّهُنَّ عليه و اسْتَمَرّ بِهِ صُمْعُ الكُعُوبِ بريئاتٌ من الحَرَدِ «1»
و اللّٰه تعالي خلَقَ الخلْقَ و بثَّهمْ في الأرض لمعاشهم. و إذا بُسِط المتاعُ بنَواحِي البيت و الدّار فهو مَبثُوث. و في القرآن: وَ زَرٰابِيُّ مَبْثُوثَةٌ أي كثيرة متفرّقة.
قال ابنُ الأعرابيِّ: تمْرٌ بَثٌّ، أي متفرِّق لم يجمعه كَنْزٌ «2». قال: و بثَثْتُ الطَعامَ و التمرَ إذا قَلَّبْته* و ألقيتَ بعضَه علي بعض، و بثثْتُ الحديثَ أي نشَرْتُه. و أما البثُّ من الحزْن فمِنْ ذلك أيضاً، لأنه شئٌ يُشَتكَي و يُبَثّ و يُظهَر. قال اللّٰه تعالي في قصَّة مَن قال: إِنَّمٰا أَشْكُوا بَثِّي وَ حُزْنِي إِلَي اللّٰهِ. قال أبو زيد: يقال أبَثَّ فلانٌ شُقُورَه و فُقُورَه إلي فلانٍ يُبِثّ إبثاثاً. و الإبثاث أن يشكو إليه فقره «3» و ضَيعته. قال:
و أَبِكيهِ حَتَّي كاد مِمَّا أُبِثُّهُ تُكَلِّمُني أَحْجَارُهُ و مَلاعِبُهْ «4»
و قالت امرأةٌ «5» لزوجها: «و اللّٰه لقد أطعَمْتُك مأدُومِي، و أبْثَثْتُكَ مكتُومِي، باهلًا غيرَ ذاتِ صِرار».
______________________________
(1) البيت للنابغة في ديوانه ص 19.
(2) في المجمل: «و تمر بث، إذا لم يجد كنزه في وعائه». و في اللسان: «و تمر بث إذا لم يجود كنزه فتفرق».
(3) في الأصل: «فقرته»، و ليس لها وجه.
(4) البيت لذي الرمة في ديوانه 28 برواية: «و أسقيه».
(5) هي امرأة دريد بن الصمة. انظر الخبر في اللسان (13: 75).
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 173‌

بجّ

الباء و الجيم يدلّ علي أصلٍ واحد و هو التفتُّح. من ذلك قولُهم للطعن بجّ. قال رؤبة:
* قَفْخاً علي الهامِ و بَجًّا وَخْضاً* «1»
قال أبو عُبيدٍ: هو طعنٌ يصل إلي الجوف فلا ينفُذ؛ يقال منه بَجَجْتُه أبُجُّه بَجًّا.
و يقال رجلٌ أَبَجُّ إذا كان واسعَ مَشَقِّ العينِ «2». قال ابنُ الأعرابيّ: البجُّ القطع، و شقُّ الجلدِ و اللَّحمِ عن الدّم. و أنشد الأصمعي:
فجاءتْ كأنَّ القَسْوَرَ الجَوْنَ بَجَّها عَسَالِيجُهُ و الثَّامِرُ المتناوحُ «3»
يصف شاةً يقول: هي غزيرةٌ، فلو لم تَرْعَ لجاءَتْ من غُزْرِها ممتلئةً ضُروعُها حتي كأنَّها قد رعَتْ هذه الضروبَ من النَّبات، و كأنَّها قد بُجَّتْ ضروعها و نُفِجتْ «4» و يقال ما زال يَبُجُّ إبلَه أي يسقيها. و بَجَجْتُ الإبلَ بالماء بَجًّا إذا أرْوَيتَها. و قد بَجَّها العُشْبُ إذا ملأَها شحماً. و البجباج: البَدَن الممتلِئ. قال:
* بعد انتفاخِ البَدَن البَجْباجِ*
______________________________
(1) في الأصل: «قفجا»، صوابه في ديوان رؤبة 81 و المجمل و اللسان (قفخ، بجج، وخض).
(2) و منه قول ذي الرمة:
و مختلق للملك أبيض فدغم أشم أبج العين كالقمر البدر
(3) البيت لجيهاه الأشجعي في المفضليات (1: 166). و اللسان (6: 402/ 3: 31).
و قبله:
و لو أنها طافت بظنب معجم نفي الرق عنه جدبه فهو كالح
و «فجاءت» كذا وردت في الأصل و صحاح الجوهري. و صواب روايتها: «لجاءت» و قد عقبه ابن بري علي خطأ رواية الفاء. انظر اللسان (بجج).
(4) يقال نفج السقاء نفجاً ملأه.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 174
و جمعه بَجابِج. و يقال عينٌ بَجَّاءٌ، و هي مثل النَّجلاء. و رجلٌ بَجيج العَين. و أنشد:
يكونُ خِمَارُ القَزِّ فوقَ مُقَسَّمٍ أغَرَّ بَجيجِ المُقْلتينِ صَبِيحِ
فأما البجباج الأحمق فيحتملُ أن يَكون من الباب، لأنّ عَقْله ليس ينام، فهو يتفتَّح في أبواب الجهل، و يحتمل أن يقال إنه شاذٌّ.
و مما شذَّ عن الباب البَجَّة و هي اسم إلٰهٍ كان يُعبَد في الجاهلية «1»

بح

الباء و الحاء أصلان: أحدهما أن لا يصفُوَ صوتُ ذِي الصَّوت، و الآخَر سعَة الشئ و انفساحُه. فالأوَّل البحَحُ، و هو مصدر الأبَحّ. تقول منه بَحَّ يُبَحُّ بَحَحاً و بُحوحا «2»؛ و إذا كان من داءٍ فهو البُحَاح. قال:
و لقد بَحِحْتُ من النِّدا ءِ بجمعكمْ هَلْ مِن مُبارِزْ «3»
و عُودٌ أبَحُّ إذا كان في صوته غِلَظ. قال الكِسائيّ: ما كنتَ أَبَحَّ و لقد بَحِحْتَ بالكسر تَبَحُّ بَحَحاً و بُحوحة. و البُحَّة الاسم، يقال به بُحَّةٌ شديدة.
أبو عبيدة: بَحَحْت بالفتح لغة. قال شاعر «4»:
إذا الحسناءُ لم تَرْحَضْ يَدَيْها و لم يُقْصَرْ لها بَصَرٌ بسِتْرِ
قَرَوْا أضيافَهم رَبَحاً بِبُحٍّ يَعيشُ بفَضْلِهِنَّ الحَيُّ سُمْرِ
الرَّبَح الفِصال. و البُحُّ قِداحٌ يُقامَرُ بها «5». كذا قال الشيبانيّ. و قال الأصمعي في قول القائل:
______________________________
(1) و به فسر حديث: «إن اللّه قد أراحكم من الشجة و البجة» في أحد تأويليه.
(2) من بابي تعب، و دخل.
(3) البيت لعمرو بن عبد ود، من أبيات في زهر الآداب (1: 42) قالها في يوم الأحزاب.
(4) هو خفاف بن ندبة. انظر اللسان (بحح، ربح). و الأغاني (13: 134).
(5) في اللسان: «سميت بحا لرزانتها».
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 175
و عاذلةٍ هَبَّتْ بليلٍ تلومُنِي و في كفّها كِسْرٌ أَبَحُّ رَذُومُ «1»
الرَّذُوم السَّائل دَسَما. يقول: إنّها لامَتْه علي نحرِ مالِهِ لأضيافِهِ، و في كفِّها كِسرٌ، و قالت: أَ مِثْلُ هذا يُنْحَر. و نُرَي أنَّ السَّمينَ و ذَا اللَّحمِ إنما سمِّيَ أبَحَّ مقابلةً لقولهم في المهزول: هو عِظامٌ تُقَعْقِع.
و الأصل الآخر البُحْبُوحة وَسَط الدار، و وَسط مَحَلّة القوم. قال جرير:
قومي تميمٌ همُ القومُ الذين هُمُ ينْفُون تَغلِبَ عن بُحبُوحَة الدَّارِ «2»
و التَّبَحْبُح «3»: التمكُّن في الحُلول و المُقام. قال الفراء: يقال نحن في باحَّة الدّارِ بالتشديد، و هي أوسعُها. و لذلك قيل فلانٌ يتبحبح في المجْد أي يتّسِع.
و قال أعرابيٌّ في امرأةٍ ضَرَبَها الطَّلْق: «تركتها تَتَبَحْبَحُ علي أيدي القَوابل».

بخ

الباءٍ و الخاء. و قد روي فيه كلامٌ ليس أصلًا يقاسُ عليه، و ما أراه عربيا، و هو قولهم عند مَا الشئ: بَخْ؛ و بخبَخَ فلانٌ إذا قال ذلك مكرِّراً له. قال:
بين الأشَجِّ و بين قيس باذخٌ بَخْ بَخْ لوالدهِ و للمولُودِ «4»
و ربما قالوا بَخٍ. قال:
روافدهُ أكرَمُ الرَّافداتِ بَخٍ لك بَخٍّ لِبَحرٍ خِضَمّ «5»
فأمّا قولهم: «بخبخُوا عنكم من الظَّهيرة» أي أبردوا، فهو ليس أصلًا؛ لأنه مقلوب خَبَّ. و قد ذكر في بابه.
______________________________
(1) البيت في اللسان (كسر، بحح، رذم).
(2) البيت في ديوانه 311 و اللسان (بحج).
(3) في الأصل: «و التبحح»، محرفة.
(4) البيت لأعشي همدان، كما في المجمل و اللسان و الصحاح (بخخ). و في الأساس أنه يقوله في عبد الرحمن بن الأشعث.
(5) استشهد به في اللسان (3: 483) علي جمعه بين لغتي التخفيف و التشديد مع التنوين.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 176‌

بد

الباء و الدال في المضاعف أصلٌ واحد، و هو التفرُّق و تباعُدُ ما بينَ الشَّيئين. يقال فرسٌ أَبدُّ، و هو البعيد ما بين الرِّجلَين. و بَدَدْتُ الشئَ إذا فرّقتَه. و من ذلك
حديثُ أمِّ سلمة: «يا جارية أَبِدِّيهِمْ تَمْرةً تَمْرةً»
، أي فرِّقيها فيهم تَمرة تَمْرة. و منه قول الهذلي «1»:
فأَبَدَّهُنَّ حُتُوفَهُنَّ فهاربٌ بِذَمائِهِ أو باركٌ مُتَجَعْجِعُ
أي فرَّق فيهنّ الحُتوفَ. و يقال فرّقْناهم بَدَادِ «2». قال:
* فشلوا بالرِّماح بَدَادِ «3» *
و تقول بادَدْتُه في البَيع، أي بِعتُه مُعاوَضة. فإن سأل سائلٌ عن قولهم: لا بدَّ من كذا، فهو من هذا الباب أيضاً، كأنه أراد لا فِراق منه، لا بُعد عنه.
فالقياس صحيحٌ. و كذلك قولهم للمفازة الواسعة «بَدْبَدٌ «4»» سمِّيت لتباعُدِ ما بين أقطارها و أطرافها. و البادّان: باطنا الفَخِذين من ذلك، سمِّيا بذلك للانفراج الذي بينهما.
و قد شذّ عن هذا الأصل كلمتان: قولهم للرجل العظيم الخَلْق «أبَدّ». قال:
* أَلَدَّ يَمْشِي مِشْيَةَ الأَبَدِّ* «5»
و قولهم: ما لك به بَدَدٌ «6»، أي ما لك به طاقةٌ.
______________________________
(1) هو أبو ذؤيب الهذلي، و قصيدته في ديوانه ص 1 و المفضليات (2: 121)
(2) بداد، بفتح أوله و البناء علي الكسر. و في الأصل: «بدادا» محرف.
(3) قطعة من بيت لحسان، و هو و سابقه في ديوانه 108 و اللسان (بدد):
هل سر أولاد اللقيطة أننا سلم غداة فوارس المقداد
كنا ثمانية و كانوا جحفلا لجبا فشلوا بالرماح بداد
(4) كذا وردت مضبوطة في الأصل و في المجمل. و في اللسان: «البديدة»، و في القاموس:
«البديد».
(5) و كذا ورد إنشاده في المجمل. و قد نبه صاحب القاموس علي خطأ هذه الرواية، و أن صوابها:
* بداء تمشي مشية الأبد*
و علي هذا الوجه جاء إنشاده في اللسان (4: 46) منسوباً إلي أبي نخيلة السعدي.
(6) و يقال أيضاً مالك بدة و بدة، بكسر الباء و فتحها
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 177‌

بذّ

الباء و الذال أصلٌ واحد، و هو الغَلَبة و القَهْر و الإذلال. يقال بذّ فلانٌ أقرانَه إذا غلَبَهم، فهو باذٌّ يَبُذُّهم. و إلي هذا يرجع قولهم: هو بَاذّ الهيئة و بَذُّ الهيئة، بيِّن البَذَاذة، أي إن الأيّام أتَتْ عليها فأَخلقَتْها فهي مقْهورة، و يكون فاعلٌ في معني مفعولٍ.

برّ

الباء و الراء في المضاعف أربعة أصول: الصدق، و حكايةُ صَوتٍ، و خِلافُ البَحْرِ، و نبتٌ. فأمّا الصِّدق فقولهم: صدَق فلانٌ و بَرَّ، و بَرَّتْ يمينُه صدَقت، و أَبَرَّها أمضاها علي الصِّدق. و تقول: بَرَّ اللّٰه حَجَّك و أبَرَّهُ، و حِجَّةٌ مَبْرُورة، أي قُبِلَتْ قَبولَ العملِ الصَّادق: و من ذلك قولهم يَبَرُّ ربَّه أي يُطِيعه.
و هو من الصِّدق. قال:
لَا هُمَّ لو لا أنَّ بَكراً دُونَكا يَبَرُّكَ النّاسُ و يَفْجُرُونَكا «1»
و منه قول اللّٰه تعالي: لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ.
و [أمّا] قولُ النابغة:
* عليهنَّ شُعْثٌ عَامِدُون لبِرِّهِمْ «2» *
فقالوا: أراد الطاعة، و قيل أراد الحج. و قولهم للسَّابقِ الجواد «المُبرّ» هو من هذا؛ لأنه إذا جري صدق، و إذا حمل صدق.
______________________________
(1) هذا البيت في اللسان (5. 116).
(2) في الديوان 54: «لحجهم». و عجزه:
* فهن كأطراف الحني خواضع*
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 178
قال ابنُ الأعرابيّ: سألتُ أعرابيًّا «1»: هل تعرفُ الجوادَ المُبِرّ من البطئ المِقْرِف؟ قال: نعم. قلت: صفهُما لِي. قال: «أمّا الجواد فهو الذي لُهِزَ لَهْزَ العَيْر «2»، و أُنِّف تَأنيفَ السَّير «3»، الذي إذا عَدَا اسْلَهَبَّ «4»، و إذا انتصبَ اتلأَبّ «5» و أما البطئ المِقْرِف فالمدلوك الحَجَبَة، الضَّخمُ الأرنبة، الغليظ الرَّقَبة، الكثير الجَلَبَة، الذي إذا أمسَكْته قال أرسِلْني، و إذا أرسَلْتَه قال أمسِكْني».
و أصل الإبرار ما ذكرناه في القهر و الغلَبة، و مرجعُه إلي الصِّدق. قال طرَفة
يَكشفون الضُّرَّ عن ذِي ضُرِّهِمْ و يُبِرُّونَ علي الآبِي المُبِرّ «6»
و من هذا الباب قولهم هو يَبَرُّ ذا قَرابته، و أصله الصِّدق في المحّبة. يقال رجل بَرٌّ وَ بَارٌّ. و بَرَرْت والدي و بَرِرْت في يميني. و أبَرَّ الرَّجُلُ ولَدَ أولاداً أبْرَاراً.
قال أبو عُبيدة: وَ بَرَّةُ اسمٌ للبِرّ معرفةٌ لا تنصرف. قال النابغة:
يومَ اخْتَلَفْنَا خُطَّتَيْنا بينَنا فحملتُ بَرَّةَ و احتَمِلْتَ فَجارِ «7»
و أمّا حكايةُ الصَّوتِ فالعرب تقول: «لا يَعْرِفُ هِرًّا من بِرّ» فالهِرّ دُعاء
______________________________
(1) في اللسان (5: 119): «سئل رجل من بني أسد».
(2) أي ضبر تضبير العير. و في الأصل: «البعير»، صوابه من اللسان (5: 119/ 6: 275/ 10: 356).
(3) أي قد حتي استوي كما يستوي السير المقدود.
(4) اسلهب: مضي في عدوه. و في الأصل: «إذا علا اسلف»، صوابه في اللسان (5:
119/ 1: 457).
(5) اتلأب: امتد و استوي. و في الأصل: «إذا انتصف»، صوابه في اللسان (1: 226/ 5: 119). و زاد في اللسان بين هذا و سابقه: «و إذا قيد اجلعب» أي مضي في سيره.
(6) ديوان طرفة 70 و اللسان (5: 119).
(7) في الديوان 34:
«أنا قسمنا خطتينا …»
، و في اللسان:
«أنا اقتسمنا …»
. و قبله:
أرأيت يوم عكاظ حين لقيتني تحت العجاج فما شققت غباري
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 179
الغنم، و البِرّ الصَّوتُ بها إذا سِيقَتْ. [و] يقال لا يعرف مَن يكرهُه ممّن يبَرّه.
و البربرة: كثرة الكلامِ و الجَلَبَةُ باللِّسان. قال:
* بالعَضْرِ كلّ عَذَوَّرٍ بَرْبارٍ*
و رجل بَرْبارٌ و بَربارةٌ. و لعلّ* اشتقاق البَربَرِ مِن هذا. فأما قولُ طرَفَة:
و لكن دعا من قيس عَيلان عصبةً يسوقون في أعلي الحجازِ البَرابِرا «1»
فيقال إنه جمع بُرْبُر «2»، و هي صِغارُ أولادِ الغنَم. قالوا: و ذلك من الصَّوت أيضا، و ذلك أنّ البَربرة صوتُ المَعْز.
و الأصل الثالث خلاف البحر. و أَبَرَّ الرّجلُ صار في البَرّ، و أبْحَرَ صار في البحر. و البرّيّة الصحراء. و البَرّ نقيض الكِنّ. و العرب تستعمل ذلك نَكِرةً، يقولون خرجت بَرًّا و خرجتُ بحراً. قال اللّٰه تعالي: ظَهَرَ الْفَسٰادُ فِي الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ.
و أما النَّبْت فمنه البُرّ، و هي الحنطة، الواحدة بُرّة. قال الأصمعيّ: أبَرَّت الأرضُ إذا كثر بُرُّها، كما يقال أَبْهَمَت إذا كثر بُهْمَاها. و البُرْبُور «3» الجَشيش من البُرّ. يقال للخُبز ابن بُرَّةَ، و ابنُ حَبّةَ، غير مصروفَين. قال الشيباني:
«هو أقصر من بُرّة» يعني «4» واحدة البُرّ. أي إن البُرّةَ غايةٌ في القِصَر.
قال الخليل: البَرير حَمْل الأَراك. قال النابغة:
______________________________
(1) كذا ورد إنشاده: «يسوقون» بالقاف، و الشرح يؤيد هذه الرواية، لكن في ديوان طرفة 2: «يسوفون» بالفاء، و قافية البيت في الديوان «البرائرا»، قال ابن السكيت:
«البرائر: جمع برير، و هو ثمر الأراك. و يسوفون: يشمون».
(2) انفرد ابن فارس من بين أصحاب المعاجم بهذه الكلمة.
(3) الجشيش: المجشوش، أي المدقوق. و في الأصل: «الحشيش» محرف، صوابه في اللسان (5: 120 س 17).
(4) في الأصل: «بقي»، تحريف.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 180
* تَسَفُّ بَرِيرَهُ و تَرُودُ فِيهِ* «1»
قال أبو زيادِ الكِلابيّ: البَرِير أصغر حَبًّا من المَرْد و الكَبَاث، كأنّه خَرَزٌ صِغارٍ. قال الأصمَعيّ: البَرِير اسمٌ لما أدْرَك من ثَمَر العِضاهِ، فإِذا انتهي يَنْعُهُ اشتدَّ سوادُه. قال بشر:
رأي دُرَّةً بيضاءَ يحفِلُ لَوْنَهَا سُخامٌ كغِرْبَانِ البَرِيرِ مُقَصَّبُ «2»
يصِفُ شَعَرَها.

بز

الباء و الزاء [أصل واحدٌ]، و هو الهيئة من لباسٍ أو سِلاحٍ يقال هو بَزّازٌ يبيع البَزّ. و فلانٌ حسَنُ البِزّة. و البَزّ: السلاح. قال شاعر:
كأنِّي إذْ غدَوْا ضَمّنْتُ بَزِّي مِنَ العِقْبَانِ خَائنَةً طَلُوبَا «3»
يقول: كأن ثيابي و سلاحي حين غدوتُ علي عقابٍ، من سرعتي. و قوله:
خائنة، تسمع لجناحها صوتاً إذا انقَضَّتْ. و قولهم بزَزْتُ الرّجُل، أي سلبته، من هذا لأنّه فِعلٌ وقَعَ ببَزِّه، كما يقال رأسْتُه ضربتُ رأسَه.
ممَّا شَذّ عن هذا الباب البَزْبَزَة سُرْعَة السَّير.
______________________________
(1) صدر بيت له في ديوانه 75 و عجزه:
* إلي دبر النهار من البشام*
(2) يحفل لونها: يجلوه. و المقصب: المجعد. و البيت في اللسان (قصب، حفل). و سيأتي في (حفل).
(3) البيت لأبي خراش الهذلي، كما في أشعار الهذليين (2: 57) و اللسان (2: 16) و انظر الحيوان (6: 337) و اللسان (7: 176). و في أشعار الهذليين:
«… إذ عدوا …»
بالمهملة. و في الأصل:
«… خاتية …»
في البيت و تفسيره، و إنما هي
«… خائتة …»
.معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 181‌

بسّ

الباء و السين أصلان: أحدهما السَّوْق، و الآخر فَتُّ الشَّئ و خَلْطه. فالأوّل قوله تعالي: وَ بُسَّتِ الْجِبٰالُ بَسًّا يقال سِيقَت سَوْقا. و جاء
في الحديث: «يجئُ قومٌ من المدينة يبسُّون «1»، و المدينةُ خيرٌ لهم لو كانُوا يَعْلَمُون»
. و منه قول أبي النجم:
* و انبَسَّ حَيَّاتُ الكَثيب الأهْيَلِ «2» *
أَي انْسَاقَ. و الأصل الآخر قولهم بُسّت الحنطة و غيرها أي فُتّتْ. و فُسِّر قوله تعالي: وَ بُسَّتِ الْجِبٰالُ بَسًّا علي هذا الوجهِ أيضاً. و يقال لتلك البَسِيسة.
و قال شاعر:
* لا تَخبِزَا خَبْزاً و بُسَّا بَسَّا «3» *
يقول: لا تخبزا فتُبطِئَا «4» بل بُسَّا السَّويقَ بالماء و كُلَا. فأمّا قولهم: بَسَّ بالنّاقة و أبسّ بها إذا دعاها للحَلَبْ فهو من الأوَّل. و في أمثال العرب: «لا أفْعَلُ ذَلِكَ ما أبَسَّ عبْدٌ بناقة»، أي ما دَعاها للحَلَبْ. قال شاعر:
فَلَحَا اللّٰهُ طالبَ الصُّلحِ مِنّا ما أَطافَ المُبِسُّ بالدَّهْماءِ «5»
______________________________
(1) لفظه في اللسان (7: 325): «من المدينة إلي الشام و اليمن و العراق يبسون».
و يقال بسست الدابة و أبسستها، إذا سقتها و زجرتها و قلت لها بس بس. و في الأصل: «يبيتون» محرفة.
(2) أنشده الجاحظ في الحيوان (4: 256) و قال: «انبست الحيات، إذا تفرقت و كثرت».
و أنشده في اللسان (7: 327) بدون نسبة، و فسره بمعني انسابت علي وجه الأرض.
(3) الرجز للهفوان العقيلي أحد لصوص العرب. انظر معجم المرزباني 492 و نوادر أبي زيد 12، 70 و الحيوان (4: 490) و المخصص (7: 127) و تهذيب الألفاظ 636.
(4) في الأصل: «قبطيا»، صوابه ما أثبت مطابقاً ما في معجم المرزباني.
(5) البيت لأبي زبيد الطائي، كما في أمالي القالي (1: 132).
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 182‌

بشّ

الباء و الشين أصلٌ واحد، و هو اللِّقاء الجَميل، و الضِّحكِ إلي الإنسان سروراً به. أنشد ابنُ دريد:
لا يَعدَمُ السّائلُ مِنهُ وَفْرا «1» و قَبْلهُ بَشَاشةً و بِشْرا
يقال بَشّ به بَشًّا و بَشاشة.

بصّ

الباء و الصاد أصلٌ واحدٌ و هو بَريق الشَّئ و لَمَعانُه في حركَتِه. يقال بَصَّ إذا لَمعَ يَبصُّ بصيصاً و بَصًّا إذا لَمعَ. قال:
يَبِصُّ منها لِيطُها الدُّلامِصُ كدُرَّةِ البَحْرِ زَهاهَا الغائِصُ «2»
الدُّلامِص: البَرّاق. زَهَاها: رَفَعها و أخْرَجها. و البَصَّاصة: العين.
و بَصبَصَ الكلبُ إذا حرَّك ذنَبَه، و كذلك الفَحْلُ. قال:
* بَصْبَصْنَ إذْ حُدِينا «3» *
و قال رُؤْبة:
* بصبصْنَ بالأذْنابِ من لُوح و بَقّ «4» *
و بصبَصَ جَرْوُ الكلْبِ إذا لَمعَ ببصره قبل أن تتفَتَّح عينُه. و خِمْسٌ بَصْبَاصٌ: بعيدٌ. و قال أبو دُوَاد:
______________________________
(1) الوفر: المال و المتاع الكثير الواسع. و في اللسان (8: 153): «و قرا» و الوقر، بالكسر: الحمل من أحمال الدواب. و ما في الأصل يطابق رواية ابن دريد في الجمهرة (1: 32)
(2) البيتان في اللسان (بصص).
(3) لعله جزء من بيت، أو صحة إنشاده كما في اللسان (8: 272):
* بصبصن إذ حدين بالأذناب*
(4) رواية الديوان 108 و اللسان (10: 412/ 11: 304):
«… يمصعن بالأذناب»
و ستأتي هذه الرواية في نهاية (بقق). و قبله:
* بصبصن و اقشعررن من خوف الرهق*
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 183
و لقد ذَعَرْتُ بناتِ عَمِّ المُرْشِقَاتِ لَهَا بَصابصْ «1»
قالوا: أراد أن يقول: ذعرت البقر،* فلم يستقم له الشِّعر فقال: بنات عَمِّ المُرْشِقات، و هي الظّباء. و أراد بالبصابص تحريكَها أذنابَها. و البَصِيصُ الرِّعدة من هذا القياس.

بضّ

الباء و الضاد أصلٌ واحدٌ، و هو تندِّي الشئ كأنّه يعرق.
يقال بَضّ الماءُ يَبِضّ بَضًّا و بُضوضاً إذا رَشَح من صَخْرةٍ أو أرض. و من أمثال العرب قولهم: «لا يَبِضّ حَجَرُه»، أي لا يُنال منه خَير. و رَكِيٌّ بضُوض «2»:
قليلة الماء. و لا يقال بَضَّ السِّقاءُ و لا القِربة، إنّما ذلك الرَّشْح أو النَّتْح، فإِذا كان من دُهنٍ أو سمن فهو النَثُّ و المَثّ. فأمّا قولهم للبدن الممتلئ بَضٌّ فهو من هذا أيضاً، لأنّه مِنْ سِمَنِه و امتلائِه كأنّه يرشَح فيبرُقُ لونُه. قالوا: و البدن البَضُّ الممتلئ، و لا يكون ذلك من البياض وحدَه، قد يقال ذلك للأبيض و الآدَم. قال ابنُ دريد:
رجلٌ بَضٌّ بَيِّنُ البَضاضة و البُضوضة، إذا كان ناصِعَ البياض في سِمَنٍ. قال شاعرٌ «3» يصف قتيلًا:
و أبيَضُ بَضٌّ عليه النُّسورُ و في ضِبْنِهِ ثَعْلَبٌ مُنْكَسِرْ «4»
______________________________
(1) البيت في اللسان (بصص) محرفاً، و في (رشق) علي الصواب.
(2) و كذا في اللسان (8: 386). و الركي: جمع ركية.
(3) هو أوس بن حجر. انظر ديوانه 6 و الحيوان (5: 582) و الأضداد لابن الأنباري 303.
(4) و كذا جاءت روايته في اللسان (8: 387)، و صواب روايته كما في المصادر السابقة:
«و أحمر جعدا …»
. و قبله:
بكل مكان تري شطبة مولية ربها مسيطر
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 184
و قال أبو زُبيدٍ الطائيّ:
يا عُثمَ أَدْرِكْنِي فإِنَّ ركِيّتِي صَلَدَتْ فأعيَتْ أنْ تَبِضَّ بمائِها «1»

بطّ

الباء و الطاء أصلٌ واحد، و هو البَطُّ و الشّقّ. يقال بَطّ الجُرْحَ يبُطُّه بَطّا، أي شقه. فأمّا البطيط الذي هو العَجَب فمِنْ هذا أيضاً؛ لأنّه أمرٌ بُطَّ عَنْهُ فأُظْهِرَ حتي أعْجَبَ. و قال الكميت:
أَلَمَّا تَعْجَبي و تَرَيْ بَطيطاً من اللَّائِينَ في الحِجَجِ الخَوالِي «2»
و ما سِوي ذلك من الباء و الطاء ففارسيٌّ كلُّه.

بظّ

الباء و الظاء. يقال إنّهم يقولون بَظّ أو تارَه للضَّرْب، إذا هيّأها. و مثلُ هذا لا يعوّل عليه.

بعّ

الباء و العين أصلٌ واحد، علي ما ذكره الخليل، و هو الثِّقَل [و] الإلحاح. قال الخليل: البَعَاع ثِقَل السَّحاب من المطر. قال امرؤ القيس:
و ألقي بصَحراءِ الغَبيط بَعَاعَهُ نُزُولَ اليَمانِي ذِي العِيَابِ المحمَّلِ
قال: و يقال للرّجُل إذا ألقَي بنفسه: ألقي علينا بَعَاعَه. و يقال للسَّحاب إذا ألقَي كلَّ ما فيه من المطر: ألقَي بَعاعه. يقال بَعَّ السّحابُ و المطرُ بعًّا و بَعَاعاً، إذا
______________________________
(1) البيت في اللسان (8: 386).
(2) البيت في اللسان (بطط) بدون نسبة، و برواية:
«… في الحقب الخوالي»
. و اللائين:
الذين، كما سمع اللاءات في قوله:
أولئك أخداني الذين ألفتهم و أخدانك اللاءات زين بالكتم
و في اللسان: «و حكي عنهم اللاءوا فعلوا ذلك. يريد اللاءون فحذف النون تخفيفاً».
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 185
ألحَّ بمكان. و أما ابنُ دريدٍ فلم يذكر من هذا شيئاً «1»، و ذكر في التكرير البَعْبَعَة تكرير الكلام في عجلةٍ. و قد قلنا إنّ الأصواتَ لا يُقاسُ عليها‌

بغّ

الباء و الغين في المضاعف أصلان متباينان عند الخليل و ابن دريد فالأول البغبغة، و هي حكايةُ ضربٍ من الهدير. و أنشد الخليل:
بِرَجْسِ بَغْبَاغِ الهديرِ البَهْبَهِ «2» *
و الأصل الثاني ذكره ابنُ دريد قال: البَغْبَغ. و تصغيرها بُغيْبِغ، و هي الرّكِيّة القريبة المَنْزَع. قال:
يا رُبَّ ماءٍ لكَ بالأجْبالِ «3» بُغَيْبِغٍ يُنْزَعُ بالعِقَالِ «4»

بق

الباء و القاف في قول الخليل و ابنِ دُريدٍ أصلان: أحدهما التفَتُّح في الشئ، قولًا و فِعْلًا، و الثاني الشَّئ الطَّفيف اليسير. فأمّا الأول فقولهم بَقَّ يَبُقُّ بَقًّا؛ إذا أوسع من العطية. و كذلك بَقَّتِ السماء بَقًّا، إذا جاءت بمطر شديد. قال الراجز:
و بَسَطَ الخيرَ لنا و بَقَّهُ فالخَلْقُ طُرًّا يَأكُلونَ رِزْقَهُ «5»
______________________________
(1) الحق أن ابن دريد عقد لها رسماً في الجمهرة (3: 185) و أما المكرر، اي (بعبع) فقد عقد له رسما في (1: 127).
(2) البيت لرؤبة في ديوانه 166 و اللسان (بهبه). و روي في الديوان و اللسان: «بخباخ» و نبه أيضاً علي رواية: «بهباه الهدير». و في الأصل: «البههة» محرف.
(3) في الأصل: «بالأحبال» صوابه في المحمل و الجمهرة (1: 127) و اللسان (10: 301) و بعده في اللسان:
* أجبال سلمي الشمخ الطوال*
(4) في اللسان: «يعني أنه ينزع بالعقال لقصر الماء؛ لأن العقال قصير».
(5) البيتان في اللسان (بقق)، و هما في الجمهرة (1: 36) منسوبان إلي عويف القوافي.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 186
و بَقَّ فلانٌ علينا كلامَه إذا كَثَّرَه. و البقبقة: كثْرة الكلام، يقال رجلٌ بَقَاق و بَقْبَاق. قال الرّاجز:
و قد أقود بالدَّوَي المزَمَّلِ أَخْرَسَ في الرَّكْبِ بَقَاقَ المَنْزِلِ «1»
و من ذلكَ بقبَقةُ الماءِ في حَرَكَتِه، و القِدرِ في غليانها.
و الأصل الآخَر البَقُّ من البَعوض، الواحدة بَقّة. قال الراجز:
* يَمْصَعْنَ بالأذناب من لُوحٍ و بَقّ «2» *
و من هذا الباب البَقَاق أسْقاطُ مَتاعِ البيت.

بكّ

الباء و الكاف في المضاعف أصلٌ يجمع التَّزَاحُمَ و المغالبة.
قال الخليل: البَكّ دقُّ العنُق. و يقال سمِّيت بكّة لأنّها كانت تَبكُّ أعناق الجبابرة إذا أَلحَدُوا فيها بظُلْمٍ لم يُنْظَرُوا. و يقال بل سُمِّيَتْ بكّةَ لأنَّ النّاسَ بعضُهم يبكُّ بعضاً في الطَّواف، أي يدفع. و قال الحسن: أي يتباكُّون فيها من كُلِّ وجهٍ.
و قيل أيضاً: بَكَّةُ فَعْلَة من بكَكْتُ الرّجلَ إذا ردَدْتَه و وضعتَ منه. قال:
إذَا الشَّرِيبُ أخَذَتْهُ أَكَّهْ فَخَلِّهِ حَتّي يَبُكَّ بَكَّهْ «3»
و قال آخر:
يَبُكَّ الحَوْضَ عَلَّاهَا و نَهْلَي و دُونَ ذِيادِها عَطَنٌ مُنِيمُ «4»
______________________________
(1) البيتان في اللسان (بقق، دوا). و سيأتي في (دوي) و تقديره: أقود البعير بالدوي المزمل، أي الأحمق المدثر. و هما في الجمهرة (1: 36) منسوبان إلي أبي النجم العجلي.
(2) البيت لرؤبة، كما سبق في ص 182.
(3) الرجز لعامان بن كعب التميمي، كما في الجمهرة (1: 19). و انظر نوادر أبي زيد 128 و اللسان (أكك، بكك).
(4) البيت لعامان بن كعب، كما في اللسان (12: 495) و نوادر أبي زيد ص 16.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 187
تبكّ: تزدحم عليه. قال ابنُ الأعرابيّ: تَبَاكَّت الإبل، إذا ازدحمَتْ علي الماء فشرِبَتْ. و رجل أبَكُّ شديدٌ غَلَّاب و جمعه بُكٌّ. و يقال بكّهُ إذا غلبَه.
قال الفَرّاء: يقال للرِّشاء الغليظ الأبكّ. و الأبكّ في قول الأصمعي الشَّجَر المجتمع. يريد قول القائل:
صَلَامَةٌ كحُمُرِ الأَبَكِّ «1» لا جَذَعٌ فيها و لا مُذَكِّ «2»

بل

الباء و اللام في المضاعف له أصولٌ خمسة هي معظم الباب.
فالأول النَّدي، يقال بلَلْتُ الشئ أَبُلُّهُ. و البِلَّةُ البَلَل، و قد تضمّ الباء فيقال بُلَّة.
و ربما ذكَرُوا ذلك في بقيَّة الثَّمِيلة في الكَرِش. قال الراجز «3»:
* و فارقَتْهَا بُلَّة الأوابِلِ «4» *
و يقال: ذهبت أبْلَالُ الإبِل، أي نِطافُها التي في بُطونها. قال الضَّبيّ.
ليس من النُّوق ناقةٌ تَرِدُ الماءَ فيها بُلَّةٌ إلّا الصَّهباء. أي إنّها تصبر علي العطش:
و من ذلك التي هي العطيَّة. قال الخليل: يقال للإنسان إذا حسُنَتْ حالُه بعد الهزال:
قد ابتلّ و تبلَّل. و يقولون: «لا أَفعَلُ كذا ما بلَّ بَحْرٌ صُوفَة». و يقال للبخيل:
ما تَبُلُّ إحدي يَدَيْهِ الأُخْري. و منه:
«بُلُّوا أرحامَكم و لو بالسَّلام»
. و يقال لا تبلَك عندي بَالَّةٌ و لا بِلَالٌ و لا بَلَالِ علي وزن حَذَامِ. قال:
فلا و اللّٰهِ يا ابنَ أبِي عَقيلٍ تبلُّك بعدَها فينا بَلَالِ «5»
______________________________
(1) و كذا رويت في اللسان (صلم)، و روي في (جرب، بكك) «جربة كحمر الأيك».
(2) في اللسان (جرب): «لا جذع فينا». و الرجز لقطية بنت بشر في الأغاني (1: 129).
(3) هو إهاب بن عمير، كما في اللسان (13: 69/ 1: 177).
(4) في الأصل: «الأوائل» صوابه في اللسان في الموضعين.
(5) البيت للبلي الأخيلية، كما في الجمهرة (3: 210) و اللسان (13: 71). و بعده في اللسان:
فلو آسيته لخلاك ذم و فارقك ابن عمك غير قالي
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 188
و في أمثال العرب «1»: «اضربوا أميالًا تَجِدُوا بَلَالًا». قال الخليل: بِلّة اللِّسان «2» وقوعُه علي مواضع الحروف و استمراره علي النُّطق، يقال ما أحسن بِلّة لسانه. و قال أبو حاتم: البَلَّة عَسَل السَّمُرِ «3». و يقال أبلَّ العُود إذا جري فيه نَدَي الغيث. قال الكسائيّ: انصرَفَ القومُ ببَلَّتهم «4»، أي انصرفوا و بهم بقيّة.
و يقال اطوِ الثَّوب علي بُلَّته «5» أي علي بقيةِ بالٍ فيه لئلا يتكسَّر. و أصله في السقاء يتَشَنَّنّ، فإذا أريد استعمالُه نُدِّي. و منه قولهم: طويتُ فلاناً علي بِلالَه «6»، أي احتملتُه علي إساءته. و يقال علي بُلَتَّه و بُلُلتَه. و أنشَدُوا:
و لقد طويتكُمُ علي بُلُلاتِكمْ و علمتُ ما فيكم من الأَذْرابِ «7»
قال أبو زَيد: يقال ما أحسَن بَلَلَ الرَّجُل، أي ما أحسن تحمُّله، بفتح اللامين جميعاً. و أمّا قولهم للرِّيح الباردة بَلِيلٌ، فقال الأصمعيّ: هي ريحٌ باردة
______________________________
(1) هو من كلام طليحة بن خويلد الأسدي المتنبي، قاله في سجعه و قد عطش أصحابه، قال:
«اركبوا إلالا، واضربوا أميالا، تجدوا بلالا» و قد وجدوا الماء في المكان الذي أشار إليه، ففتنوا به. و إلال: فرس طليحة. انظر الجمهرة (3: 210).
(2) ضبطت في الأصل بضم الباء، و في القاموس و اللسان بالكسر.
(3) في القاموس أن «البلة» بالفتح، نور العرقط و السمر أو عسله. قال: «و يكسر».
و في المجمل: «و البلة عسل السمر، و ربما كسروا الباء، و يقال هو نور العضاه، أو الزغب الذي يكون عليه بعد النور». و في الأصل: «عسل السم» محرف.
(4) في اللسان و القاموس: «انصرف القوم ببلتهم، محركة و بضمتين و بلولتهم بالضم، أي و فيهم بقية».
(5) فيه لغات كثيرة، سردها صاحب القاموس.
(6) شاهده في اللسان (بلل 70):
و صاحب موامق داجيته علي بلال نفسه طويته
(7) البيت لحضرمي بن عامر كما في اللسان (ذرب، بلل). و يروي للقتال الكلابي كما في الجمهرة (1: 37).
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 189
يجئ في الشتاء، و يكون معها نَدًي. قال الهذلي «1»:
* وَ سَاقَتْهُ بِلِيلٌ زَعْزَعُ*
و الأصل الثاني: الإِبلال من المرض، يقال بلّ و أبَلّ و استبلَّ، إذا بَرَأَ. قال:
إذا بَلَّ من داءٍ به ظَنَّ أنه نَجَا و به الدّاءِ الذي هُو قاتلُه «2»
و الأصل الثالث: أخذ الشّئِ و الذَّهابُ به. يقال بَلَّ فلانٌ بكذا، إذا وَقَعَ في يده. قال ذو الرّمّة:
* بَلّتْ بِهِ غير طَيّاشٍ و لا رَعِشٍ «3» *
و يقولون: «لئن بَلَّ به لَيَبَلَّنَّ بما يودّه «4»». و منه قوله:
إنَّ عليكِ فاعلِمنَّ سائِقَا بَلا بأعْجازِ المَطِيِّ لاحقَا
أي ملازِماً لأعجازها. و يقال: إنّه لَبَلٌّ بالقَرينةِ. و أنشد:
و إنّي لَبَلٌّ بالقَرِينَةِ ما ارعَوَتْ و إنّي إذا صارَمْتُهَا لَصَرُومُ «5»
و قال آخر:
بَلَّتْ عُرَيْنَةُ في اللِّقاء بفارسٍ لا طائشٍ رَعِشٍ و لا وَقَّافِ
و يقولون: إنَّه ليَبَلُّ بِهِ الخَيْرُ، أي يوافِقُه.
______________________________
(1) هو أبو ذؤيب في ديوانه 11 و المفضليات (2: 226). و البيت التالي بتمامه:
و يعوذ بالأرطي إذا ما شفه قطر و راحته بليل زعزع
(2) يعني الهرم و الشيخوخة، كما في اللسان (بلل 68- 69)* و البيت كذلك في الجمهرة (1: 37).
(3) صدر بيت في ديوانه 25. و عجزه:
* إذ جلن في معرك يخشي به العطب*
(4) لعلها: «بما يوده».
(5) البيت في اللسان (13: 70)
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 190
و الأصل الرابع: البَلَل، و هو مصدر الأبلِّ من الرِّجال، و هو الجرِئ المُقْدِم الذي لا يستحيي و لا يُبالِي. قال شاعر:
أَلَا تَتَّقُونَ اللّٰه يا آلَ عامِرٍ و هَلْ يَتَّقي اللّٰهَ الأبَلُّ المصَمِّمُ «1»
و يقال هو الفاجر الشَّديد الخُصُومة، و يقال هو الحَذِر الأريب. و يقال أبَلَّ الرَّجُل يُبِلّ إبلالًا، إذا غَلَب و أعْيَا. قال أبو عُبيدٍ: رجلٌ أبَلٌّ و امرأةٌ بلّاءِ و هو الذي لا يُدرَكْ ما عِندَه.
و ما بعد ذلك فهي حكايةُ أصواتٍ و أشياءَ ليست أُصولًا تَنقاس. قال أبو عمرو البَلِيل: صوتٌ كالأنين. قال المرّار:
صوادِيَ كُلُّهُنَّ كأُمِّ بَوٍّ إذا حَنّتْ سمِعتَ لها بليلا
قال اللحْيانيّ: بَليلُ الماء صَوتُه. و الحمام المبَلِّل هو الدائم الهدير قال:
ينفِّرْن بالحَيْحَاءِ شَاءَ صُعَائِدٍ و من جانب الوادِي الحمامَ المبَلِّلَا «2»
و بابِل: بلد. و البُلْبُل طائر. و البَلْبَلَةُ وَسْواس الهموم في الصَّدر، و هو البَلبال. و بَلبَلةُ الألسُنِ اختلاطُها في الكلام. و يقال بَلْبَلَ القومُ، و تلك ضَجَّتُهم. و البُلبُلُ من الرِّجال الخفيف، و هو المشبَّه بالطائر الذي يسمَّي البلْبل و الأصل فيه الصَّوت، و الجمع بلابل. قال:
______________________________
(1) البيت في اللسان (13: 71). و نسب في حواشي الجمهرة (1: 38) إلي المسيب بن علس.
(2) الحيحاء بفتح الحاء و كسرها: مصدر حاحيت بالمعز دعوتها. فالفتح بإجراء الفعل مجري دعدعت، و الكسر بتقديره في وزن فاعلت. و في الأصل و اللسان (13: 68): «بالحيجاء» صوابه ما أثبت. انظر اللسان (20: 333). و صعائد بضم أوله: موضع.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 191
ستُدْرِك ما يَحمِي عُمَارَةُ و ابنُهُ قَلَائصُ رَسْلاتٌ و شُعثٌ بلابِلُ «1»

بن

الباء و النون في المضاعف أصلٌ واحد، هو اللزوم و الإقامة، و إليه ترجع مسائلُ البابِ كلُّها. قال الخليل: الإِبنان اللُّزوم، يقال: أبَنَّتِ السَّحابةُ إذا لزِمَتْ، و أَبَنَّ القومُ بمَحَلَّةٍ أقاموا. قال:
* يأَيُّهَا الرَّكْبُ بالنَّعْفِ المُبِنُّونا*
و من هذا الباب قولُهم: بَنَّنَ الرَّجُل فهو مُبَنّنٌ، و ذلك أن يرتبط الشَّاةَ ليسمِّنها.
و أنشد:
يعُيِّرُني قومي بأنِّي مُبَنِّنٌ و هل بَنَّنَ الأشراطَ غيرُ الاكارِم «2»
قال الخليل: البَنَانُ أطرافُ الأصابع في اليدَين. و البَنَان في قوله تعالي:
وَ اضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنٰانٍ يعني الشَّوَي، و هي الأيدِي و الأرْجُل. قال:
و قد يجئ في الشِّعر البَنانَة بالهاء للإِصبع الواحدة. و قال:
لا همّ كَرَّمْتَ بَنِي كِنانَهْ «3» ليس لِحَيٍّ فوقَهُمْ بنَانَهْ
أي لأحدٍ [عليهم «4»] فضلٌ قِيسَ إصبع. و قال في البَنَان:
______________________________
(1) البيت لكثير بن مزرد، كما في اللسان (13: 73). و روي صدره في اللسان و الجمهرة.
(1: 129):
* ستدرك ما تحمي الحمارة و ابنها*
قال ابن منظور: «و الحمارة: اسم حرة، و ابنها الجبل الذي يجاورها. أي ستدرك هذه القلائص ما منعته هذه الحرة و ابنها».
(2) الأشراط: حواشي المال و صغاره. و في اللسان: «الغنم أشراط المال». و في الأصل:
«الأشواط»، محرفة.
(3) في اللسان (16: 206): «أكرمت».
(4) التكملة من اللسان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 192
لمّا رأَتْ صَدَأَ الحديدِ بجِلْدِهِ فالّلونُ أَوْرَقَ و البَنانُ قِصارُ
و قال أبو إسحاق إبراهيم بن السّرِيّ الزجّاج: واحد البَنانِ بَنانةٌ. و معناه في قوله تعالي: وَ اضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنٰانٍ الأصابعُ و غيرها من جميع الأعضاء.
و إنّما اشتقاق البَنَان من قولهم أَبَنَّ بالمكان إذا قام؛ فالبنان به يُعتَمَدُ كلُّ ما يكون للإِقامة و الحياة. قال الخليل: و البَنَّة الرِّيح من أرْبَاضِ «1» البقَر و الغَنم و الظبِّاء؛ و قد يُستعمَل في الطيِّب، فيقال: أجِدُ في هذا الثوب بَنَّةً طيِّبةً من عَرْف تُفَّاحٍ أو سفَرجَل. و أنشد
* بَلَّ الذُّنَابَي عَبَساً مُبِنَّا «2» *
و هذا أيضاً من الأوّل، لأنّ الرائحة تلزم. و قال الرَّاجز في الإِبنان و هو الإقامة:
قلائصاً لا يَشْتَكِين المَنَّا لا يَنْتَظِرْنَ الرّجُل المُبِنَّا
قال أبو عمرو: البَنِينُ من الرِّجال العاقلُ المتثبِّت. قال: و هو مشتقٌّ من البَنَّة.
و البُنَانة الرَّوضة المعِشبَة الحَالية. و منه ثابتُ البُنانيّ، و هو من ولد سَعْد بن لُؤيّ بن غالبٍ، كانت له حاضنةٌ تسمَّي بُنَانَة «3». و هذا من ذاك الأوّل، لأن الرَّوضة المعْشِبةَ لا تَعْدَم الرائحةَ الطيِّبة.
______________________________
(1) أرباض: جمع ربض، و هو الموضع الذي تربض فيه الدابة، كالمربض. و في الأصل:
«أرض» محرفة. و في اللسان: «و البنة ريح مرابض الغنم و الظباء و البقر».
(2) من رجز لمدرك بن حصن الأسدي، كما في اللسان (17، 109، 117، 233). و انظر الرجز أيضاً في نوادر أبي زيد 50 و اللسان (خفض). و البيت في اللسان (بنن) بدون نسبة.
(3) الذي في اللسان (16: 206) و المعارف 209 أن «بنانة» كانت تحت سعد بن لؤي، لا أنها كانت حاضنته.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 193‌

به

الباء و الهاء في المضاعف ليس بأصلٍ، و ذلك أنه حكاية صوتٍ، أو حملُ لفْظٍ علي لفظ. فالبهبهة هدير الفحل. قال شاعر «1»:
* بِرَجْسٍ بَغْباغِ الهَديرِ البَهْبَهِ*
قال أبو زيد: البَهْبَهةُ الأصوات الكثيرة. و البهبهة: الخَلْق الكثير. فأما قولهم للجسيم الجرئ البَهْبَهِيّ، فهو من هذا، لأنه يُبَهبِه في صَوته. قال:
لا تَرَاهُ في حادث الدهر إلّا و هو يغدو بِبَهْبَهِيٍّ جَرِيمِ «2»
و قولهم تَبَهْبَهَ القومُ إذا تشرَّفوا، هو من حَمْل لفظٍ علي لفظ؛ لأنّ أصله بخبخوا، من قولهم في التعظّم و التعظيم: بَخْ بَخْ. و قال شاعر:
ألم تر أنِّي من زُبَيْدٍ بذِرْوَةٍ تَفَرَّع فيها مَعْشَرِي و تَبهْبَهُوا

ببّ

الباء و الباء في المضاعف، ليس أصلا، لأنه حكايةُ صوتٍ.
قال الخليل: البَبّة هدير الفَحْل في ترجيعه. و قال رؤبة:
يسوقُها أعْيَسُ هَدَّارٌ يَبِبّ إذا دَعَاها أقْبَلَتْ لا تَتَّئِبْ «3»
و قد قالوا رجل بَبٌّ أَي سمين، و كان بعضهم* يلقّب «بَبَّة «4»».
______________________________
(1) هو رؤبة، كما سبق في حواشي مادة (بغ).
(2) الجريم: العظيم الجرم. و البيت في اللسان (17: 372).
(3) البيتان رويا في ملحقات ديوانه ص 169، بلفظ «هدار يبب».
(4) منهم عبد اللّٰه بن الحارث بن نوفل بن عبد المطلب والي البصرة، لقبته به أمه هند بنت أبي سفيان، كانت ترقصه و تقول:
لأنكحن ببه جارية خدبه
و فيه يقول الفرزدق:
و بايعت أقواماً وفيت بعهدهم و ببة قد بايعته غير نادم
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 194‌

بوّ

البَوُّ كلمةٌ واحدة، و هو جلد حِوارٍ يُحشَي و تُعطف عليه النّاقةُ إذا مات ولدُها. قال الكميت:
* مُدْرَجَة كالبَوِّ بين الظِّئْرَيْن «1» *
و الرَّماد بَوّ الأثافيّ علي التشبيه.

بئ

الباء و الياء و الباء و الهمزة، ليست أصولا تقاس، لأنها كلمات مفردة. يقولون «هَيّ بنُ بَيٍّ» لمن لا يُعرَف. و يقولون بأبأت الصّيّ قلت له بابا.
قال الأحمر: بأْبأَ الرَّجُل أسرع. و قد تبأْبأنا إذا أسرعنا. و البؤبؤ: السيِّد الظريف.
و البؤبؤ: الأصل. قال:
* في بؤبؤ المجد و بُحبُوحِ الكَرمْ «2» *
و اللّٰه أعلم‌

باب الباء و التاء و ما بعدهما في الثلاثي

بتر

الباء و التاء و الراء أصلٌ واحد، و هو القطع قبل أن تتمَّه.
و السيفُ الباتر القَطَّاع. و يقال للرجُل الذي لا عقِب له أَبتَر. و كلُّ مَن انقطع من الخَيْر أثرُه فهو أبتَر. و الأبتَر من الدّوابِّ ما لا ذَنَب له. و
في الحديث: «اقتلوا ذا الطُّفْيتينِ و الأبتر»
. و خطب زيادٌ خطبتَه البتراء لأنَّه لم يفتتِحْها بحمدِ اللّٰه تعالي و الصلاة علي النبي صلي اللّٰه عليه و آله. و رجلٌ أُبَاتِرٌ: يقطع رَحِمَه يبترها. قال:
______________________________
(1) البيت في اللسان (18: 108).
(2) البيت لحرير، كما في أمالي القالي (2: 16) و اللسان (1: 17)
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 195
* علي قَطعِ ذِي القُرْبَي أحَذُّ أُباتِرُ «1» *

بتع

الباء و التاء و العين أصلٌ واحد يدلُّ علي القوّة و الشدّة. فالبَتَع طولُ العُنْق مع شِدّة مَغْرِزه. و يقال لِكلِّ شديدِ المفاصل بَتِع. فأمّا البِتْعُ فيقولون إنه نَبيذ العَسَل. و يمكن أن يكون سمِّيَ بذلك لعلّة أن تكون فيه.

بتك

الباء و التاء و الكاف أصلٌ واحد، و هو القطع. قالوا:
بتكْتُ الشئ قطَعته أبْتُكه بَتْكاً. قال الخليل: البَتْك قطع الأذُن. و في القرآن:
فَلَيُبَتِّكُنَّ آذٰانَ الْأَنْعٰامِ. قال: و الباتك السَّيف القاطع. قال: و البَتْك أن تقبص علي شَعَرِ أو ريشِ أو نحوِ ذلك ثم تجذبَه إليك فيبتِكَ من أصله، أي ينقطع و يَنتتِفُ «2»؛ و كلُّ طائفةٍ من ذلك بِتْكَةٌ، و الجمع بِتَك. قال زُهير:
حتي إذا ما هَوَت كَفُّ الغلامِ لها طارت و في كَفهِ مِنْ ريشِها بِتَكُ «3»

بتل

الباء و التاء و اللام أصلٌ واحد، يدلُّ علي إبانةِ الشئ من غيره يقال بتَلْتُ الشئ إذا أَبنْتَهُ من غيره. و يقال طلّقها بَتَّةً بَتلَةً. و منه يقال مريمَ العذراء «البَتُول» لأنها انفردت فلم يكن لها زوج. و يقال نحلةٌ مُبْتِلٌ، إذا انفردت عنها الصّغيرة النابتةُ معها. قال الهذليُّ «4»:
______________________________
(1) من بيت لأبي الربيس الثعلبي، و اسمه عباد بن طهفة. و قد وقع تحريف في كنيته و اسمه في اللسان (5: 100) و القاموس (ربس). و انظر الخزانة (2: 534). و صدره:
* لئيم نزت في أنفه خنزوانة*
و قال ابن بري: صدره:
* شديد وكاء البطن ضب ضغينة*
(2) في الأصل: «فيبتك من أصله أي ينقطع و ينتف»، و إنما المراد التعبير بالمطاوع، كما ورد بذلك في اللسان، و المجمل (بتل).
(3) ديوان زهير 175 و اللسان (بتك) و الجمهرة (1: 196).
(4) هو المتنخل الهذلي، كما في ديوان الهذليين نسخة الشنقيطي ص 45، و اللسان (بكر، بتل).
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 196
ذلك مادِينُك إذْ قُرِّبَتْ أجمالُها كالبُكُرِ المُبْتِلِ «1»
و البَتِيلة: كلُّ عضوٍ بلحمه مُكتنزِ اللَّحم، الجمع بتائِل، كأنه بكثْرةِ «2» لحمه بائنٌ عن العضو الآخَر. و منه قولهم: امرأةٌ مبتَّلَةُ الخلق. و التَّبَتُّل إخلاص النية للّٰه تعالي و الانقطاعُ إليه. قال اللّٰه تعالي: وَ تَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا أي انقطِع إليه انقطاعاً.

باب الباء و الثاء مع الذي بعدهما في الثلاثي

بثر

الباء و الثاء و الراء أصلٌ واحد، و هو انقطاع الشئ مع دوام و سهولةٍ و كَثْرة. قال الخليل: بَثَر جلدُه تنفَّطَ «3». قال الخليل: البَثْر خُرَّاجٌ صِغار، الواحدة بَثْرة. قال أبو عليّ الأصفهانيّ: بَثَرَ جلدُه بُثوراً فهو باثِر، و بُثِر فهو مبثور.
قال: و الماء البَثْر الذي يَنِشُّ و يبقَي منه علي وجه الأرضِ كالعِرْمِض، و هو مرتفع عن وَجْهِ الأرض. يقولون صار الغَدير بَثْرا. قال أبو حاتم: ماءُ بَثْرٌ كثير.
قال الهذليُّ «4»:
فافتَنَّهُنَّ مِنَ السَّواءِ و ماؤه بَثر و عارَضَهُ طريقٌ مَهْيَعُ
و يقال بائرٌ و بائع إذا بدا و نتأ.
______________________________
(1) في اللسان «أراد جمع مبتلة، كتمرة و تمر. و قولك ذلك ما دينك أي ذلك البكاء دينك و عادتك. و البكر: جمع بكور، و هي التي تدرك أول النخل». و روايته في ديوان الهذليين:
«إذ جنيت». و سيأتي في (بكر).
(2) في الأصل: «بكنزة»، و الوجه ما أثبت.
(3) في الأصل: «تنعظ»، تحريف.
(4) هو أبو ذؤيب الهذلي، من مرثيته المشهورة. انظر ديوانه ص 1 و المفضليات (2: 221).
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 197‌

بثع

الباء و الثاء و العين كلمةٌ واحدة تدلُّ علي مثل الأصل الذي قبلها.
يقال شفة باثعة، أي ممتلئة‌

بثق

الباء و الثاء و القاف يدلُّ علي التفتُّح في الماء و غيره. البَثْق بَثْق الماء، و ربما كُسِرَت فقيل بِثْق*، و الفتحُ أفصح.

بثن

الباء و الثاء و النون أصلٌ واحد يدلُّ علي السهولة و اللين. يقال أرضٌ بَثْنةٌ أي سهلة، و تصغيرها بُثَينة. و بها سمِّيت المرأة بُثَينة. و البَثَنِيَّةُ حنطةٌ منسوبة. و من ذلك
حديثُ خالدِ بنِ الوليد: «إنّ عمرَ استعمَلَني علي الشام، فلمَّا ألقي بَوانِيَهُ «1» و صارَ بَثَنِيَّةً وَ عَسَلًا عَزَلني و استعمَلَ غيري»

بثا

الباء و الثاء و الألف كلمةٌ واحدة لا يُقاس عليها و لا يشتقّ منها، و هي البَثَاء: أرضٌ سهلة. و هي أرضٌ بعينها «2». قال:
رفعت لها طَرْفِي و قد حَالَ دُونها جُموعٌ و خيلٌ بالبَثَاءِ تُغِيرُ «3»

باب الباء و الجيم و ما بعدهما

بجح

الباء و الجيم و الحاء كلمةٌ واحدة. يقال بَجَحَ بالشئ إذا فرِح به و يُبَجَّح بكذا. و في حديث أمّ زَرْع: «بجّحني فَبجَحْتُ» أي فرَّحني ففرِحت.
قال الراعي:
______________________________
(1) البواني: الأكتاف و القوائم، الواحدة بانية. و في اللسان (بثن، بون، بني): «فلما ألقي الشام بوانيه».
(2) في بلاد بني سليم، كما في المجمل و اللسان و معجم البلدان (2: 59).
(3) البيت لأبي ذؤيب الهذلي. ديوانه 137 و اللسان و معجم البلدان و المجمل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 198
فما الفَقْرُ من أرضِ العَشيرة ساقَنَا إليكَ و لكِنّا بقرْباكَ نَبْجَحُ «1»

بجد

الباء و الجيم و الدّال أصلانِ: أحدهما دُخْلَة الأمر و باطنُه، و الآخر جِنْسٌ من اللِّباس. فأمّا الأول فقولهم: هو عالمٌ ببَجْدة أمرِك و بُجْدَتِه، أي دُخْلَتِه و باطنه. و يقولون للدَّليل الحاذق: «هو ابنُ بَجْدَتِها»، كأنَّه نشأ بتلك الأرض.
و الأصل الآخَر البِجاد، و هو كساءُ مخطَّطٌ، و جمعه بُجْد. قال الشاعر «2»:
بخُبزٍ أو بتمرٍ أو بسمنٍ أو الشَّئِ الملفَّفِ في البِجادِ
و منه قولهم بَجَدَ بالمكان أقام به.

بجر

الباء و الجيم و الراء أصلٌ واحد، و هو تعقّد الشَّئ و تجمُّعُه.
يقال للرّجُل الذي تخرج سُرّته و تتجمَّع عندها العُروق: الأَبْجَرُ؛ و تلك البُجْرَة.
و العرب تقول: «أفْضَيْتُ إليه بِعُجَري و بُجَري» أي أطلعْتُه علي أمري كلِّه.
و من هذا الباب البَجَارِيِ، و هي الدَّواهِي؛ لأنَّها أمورٌ متعقِّدة مشْتبهة؛ و الواحد منها بُجْرِيُّ.
______________________________
(1) اللسان (بجج) و المجمل.
(2) هو يزيد بن الصعق الكلابي، كما في معجم المرزباني 494 و كنايات الجرجاني 73 و الاقتصاب 288. أو أبو مهوش الفقعسي، كما في حواشي الكامل 98. و انظر العقد (2: 10) و الميداني (1: 171) و أدب الكاتب 12 و الخزانة (3: 142) و أخبار الظراف 24 و الحيوان (3: 66).
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 199‌

بجس

الباء و الجيم و السين: تفتح الشئِ بالماء خاصّة. قال الخليل:
البَجس انشقاقٌ في قِربة أو حَجَر أو أرض يَنْبع منها ماء؛ فإنْ لم ينْبع فليسَ بانبِجاس. قال العجّاج:
* وَ كِيفَ غَرْبَي دَالِجٍ تَبَجَّسا «1» *
قال: و الانبجاس عامٌّ، و النُّبُوع للعَين خاصَّة. قال اللّٰه تعالي: فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتٰا عَشْرَةَ عَيْناً. و يقول العرب: تَبَجَّس الغَرْبُ. و هذه أرضٌ تَبَجَّسُ عُيوناً، و السّحاب يتبجَّسُ مَطَراً. قال يعقوب: جاءنا بثَريدةٍ تَتَبَجَّسَ. و ذلك من كثرة الدّسَم. و ذكر عن رَجُلٍ يقال له أبو تُراب، و لا نعرِفُه نحنُ: بَجَسْتُ الجِرْح مثل بَطَطْته.

بجل

الباء و الجيم و اللام أصولٌ ثلاثة: أحدها الكفاف و الاحتساب، و الآخر الشَّئ العظيم، و الثالث عِرْقٌ.
فالأوّل قولهم بَجَلْ بمعني حَسْب. يقول منه: أبْجَلَنِي كذا كما يقول كَفَاني و أحْسَبَنِي. قال الكميت «2»:
إليه موارِدُ أهلِ لخَصَاصِ و مِنْ عِنْدِهِ الصَّدَرُ المُبْجِلْ
قال ثعلب: بَجَلْ بمعني حَسْب. قال: و لم أسْمَعْهُ مضافاً إلّا في بيتٍ واحد و هو قول لبيد:
______________________________
(1) ديوان العجاج 31. و هو في اللسان (بجس) بدون نسبة. و قبله في الديوان:
* و انحلبت عيناه من فرط الأسي*
(2) يمدح عبد الرحيم بن عنبسة بن سعيد بن العاص، كما في اللسان (13: 48). و قبل البيت:
و عبد الرحيم جماع الأمور إليه انتهي اللقم المعمل
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 200
* بَجَلِي الآنَ مِنَ العيشِ بَجَلْ «1» *
كذا قال ثعلب. و قد قال طرفة:
ألّا إنَّنِي سُقِّيتُ أسودَ حالِكاً ألَا بَجَلي من الشراب ألَا بَجَلْ «2»
و بَجِيلة قبيلة، يجوز أن تكون مشتقَّةً من هذا أو ما بعده.
و الأصل الثاني قولهم للرجل العظيم بَجَالٌ و بَجِيلٌ. و البُجْل البُهْتان العظيم.
و حجّتُه قولُ أبي دُواد:
* قلتَ بُجْلًا قُلْتَ قولًا كاذباً «3» *
و الأصل الثالث و هو عِرْقٌ في باطن الذراع. قال شاعر «4»:
* سارت إليهمْ سُؤُورَ الأَبْجَلِ الضَّارِي «5» *

بجم

الباء و الجيم و الميم أصل واحد، و هو من الجمع. يقال للجمْع الكثير بَجْم. و من ذلك بَجَّمَ في نظره، و ذلك إذا جَمَّع أجفانَه و نَظَرَ.
______________________________
(1) صدره كما في ديوان لبيد 17 طبع فينا 1881، و اللسان (بجل) و الخزانة (3: 34):
* فمتي أهلك فلا أحفله*
(2) في ديوان طرفة 20 و شرح شواهد المغني 119:
«إلا إنني شربت …»
. (3) عجزه في اللسان (13: 47) و المجمل:
* إنما يمنعني سيفي و يد*
و نسب في المجمل إلي أبي ذؤيب، صوابه أبو دواد.
(4) هو الأخطل. ديوانه 118 و اللسان (سور، ضري). و في الأصل: «شارع»
(5) صدره كما في المصادر المتقدمة:
* لما أتوها بمصباح و مبزلهم*
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 201‌

باب الباء و الحاء و ما معهما في الثلاثي

بحر

الباء و الحاء و الراء. قال الخليل سمِّي البحر بحراً لاستبحارِه و هو انبساطُه و سَعَتُه. و استبحر فلان في العلم، و تبَحَّر الرّاعِي في رِعْيٍ كثير.
قال أميّة «1»:
انعِقْ بِضَانِكَ في بَقْلٍ تَبَحَّرُهُ بَيْنَ الأباطِح و احبِسْها بِجِلْدَانِ «2»
و تبحَّر فلانٌ في المال. و رجلٌ بَحْرٌ، إذا كانَ سخيًّا، سمَّوْه لفَيضِ كفِّه بالعَطاءِ كما يَفيض البحر. قال العامريّ: أبحَرَ القومُ إذا ركبوا البحر، و أبَرُّوا أخَذُوا في البَرّ. قال أبو زَيد: بَحِرَتِ الإبلُ أَكلَتْ شَجَر البَحرْ. و بَحِرَ الرّجُلُ سَبَح في البَحْرِ فانقطعت سِبَاحتُه. و يقال للماء إذا غلُظ بعد عُذُوبةٍ استبحَرَ.
و ماءٌ بَحْرٌ أي مِلْح. قال:
و قد عادَ ماء الأرضِ بَحْراً فزادنِي علي مَرَضي أنْ أبْحَرَ المشرَبُ العذبُ «3»
قال: و الأنهار كلُّها بِحارٌ. قال الفَرّاء: البَحْرة الرَّوضة. و قال الأمويّ البَحْرة البلدة. و يقال هذه بَحْرَتُنا. قال بعضهم: البَحْرة الفَجْوة من الأرض تَتَّسع. قال النّمْرُ بنُ تَولَب:
______________________________
(1) هو أمية بن الأسكر، كما في معجم البلدان (3: 122).
(2) جلدان، بالكسر، و بعد اللام دال مهملة أو ذال: موضع. و في الأصل: «في الأباطح» تحريف. و في معجم البلدان:
و انعق بضأنك في أرض تطيف بها بين الأصافر و انتجها بجلذان
(3) البيت لنصيب، كما في المجمل، و اللسان (5: 103).
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 202
و كأنَّها دَقَرَي تَخَيَّلُ، نَبْتُهَا أُنُفٌ، يَغُمُّ الضَّالَ نَبْتُ بِحَارِها «1»
و الأصل الثاني داءٌ، يقال بَحِرَتِ الغَنَمُ و أبحروها إذا أكلَتْ عُشْباً عليه نَدًي فبَحِرَت عنه، و ذلك أن تخمص بُطونُها و تُهْلَسَ أجسامُها «2» قال الشَّيبانيّ:
بَحِرَت الإبلُ إذا أكَلَت النَّشْر «3»، فتخرج من بطونها «4» دَوَابُّ كأنّها حَيّات. قال الضّبّي: البَحَر في الغَنَم بمنزلة السُّهامِ في الإبل، و لا يكون في الإبل بَحَرٌ و لا في الغنم سُهَام.
قال ابنُ الأعرابيّ: رجل بَحِرٌ إذا أصابه سُلالٌ. قال:
* و غِلْمَتِي مِنْهُمْ سَحِيرٌ و بَحِرْ «5» *
قال الزِّيَادِيّ: البَحَر اصفرارُ اللَّوْن. و السَّحِير الذي يشتكي سَحْرَه.
فإن قال قائل: فأين هذا من الأصل الذي ذكرتموه في الاتِّساع و الانبساط؟
قيل له: كلُّه محمولٌ علي البحر؛ لأنَّ ماء البحر لا يُشْرَبُ، فإِن شُرِبَ أوْرَثَ داءً.
كذلك كل ماءٍ ملحٍ و إن لم يكن ماءَ بَحْرٍ.
و من هذا الباب الرَّجل الباحِر، و هو الأحمق، و ذلك أنّه يتّسع بجهله فيما لا يتسع فيه العاقل. و من هذا الباب بَحَرْتُ الناقَةَ نَحْراً، و هو شقُّ أُذُنها، و هي
______________________________
(1) البيت في اللسان (بحر، دقر). و الدقري: الروضة الخضراء الناعمة. تخيل: تتلون بالنور.
(2) يقال هلسه المرض يهلسه: هزله. و في الأصل: «تلهس»، محرفة.
(3) النشر: الكلأ يهيج أعلاه و أسفله ندي أخضر.
(4) في الأصل: «في بطونها».
(5) البيت للعجاج كما في اللسان (سحر، هجر) و ليس في ديوانه و لا ملحقات ديوانه. و بعده في اللسان (بحر، سحر، هجر):
* و آبق من جذب دلويها هجر*
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 203
البَحِيرة، و كانت العرب تفعل ذلك بها إذا نُتِجَتْ عشرةَ أبطُنٍ، فلا تُركب و لا يُنتفع بظهرها، فنهاهم اللّٰه تعالي عن ذلك، و قال: مٰا جَعَلَ اللّٰهُ مِنْ بَحِيرَةٍ.
و أمّا الدّمُ الباحر و البَحْرَانيُّ فقال قوم: هو الشَّديد الحُمْرَةِ. و الأصحُّ في ذلك قولُ عبد اللّه بن مسلم «1»: أنّ الدَّمَ البَحْرانيَّ منسوبٌ إلي البَحْر. قال: و البَحْرُ عُمْق الرَّحم، فقد عاد الأمر إلي الباب الأوّل. و قال الخليل: رجُل بَحْرَانيٌّ منسوبٌ إِلي البَحْرَيْن، و قالوا بحرانيٌّ فرقاً بينه و بين المنسوب إِلي البحر. و من هذا الباب قولهم: «لَقِيتُهُ صَحْرَةَ بَحْرَةَ «2»» أي مُشَافَهَةً. و أما قولُ ذِي الرُّمّة:
بأرضٍ هِجانِ التّرْبِ وَسْمِيَة الثَّرَي عَذَاةٍ نأَتْ عنها الملوحةُ و البَحْرُ «3»
فإنَّه يعني كلَّ ماءِ مِلْحٍ. و البَحْر هو الريف.

بحن

الباء و الحاء و النون أصلٌ واحدٌ يدلُّ علي الضِّخَم، يقال جُلةٌ بَحْوَنةٌ، أي ضَخْمة. و قال الأصمعيّ: يقول العربُ للغَرْبِ إذا كان عظيماً كثير الأخْذِ: إنّه لَبَحْوَن، علي مثال جَدْوَل.

بحت

الباء و الحاء و التاء، يدلُّ علي خُلوص الشئ و ألّا يخلِطَه غيرُه. قال الخليل: البَحْت الشئ الخالص، و مِسْك بَحْت. و لا يصغّر و لا يثنّي قال العامريّ: باحَتَني الأمرَ، أي جاهَرَني به و بيَّنَهُ و لم يُخفِه عليَّ. قال الأصمعيّ:
______________________________
(1) هو عبد اللّه بن مسلم بن قتيبة الدينوري، صاحب أدب الكاتب.
(2) في اللسان (6: 114): «قيل لم يجريا لأنهما اسمان جعلا اسماً واحداً». يريد لم يصرفا للتركيب.
(3) هجان الترب: بيضاء التراب. و في الأصل: «هيجان». و العذاة، بفتح العين:
الطيبة التربة. و في الأصل: «غداة». و البيت في ديوان ذي الرمة 211.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 204
باحَتَ فلانٌ دابَّتَه بالضَّرِيعِ و غيرِه من النَّبت، أي أطعَمَهَا إيّاه بَحْتا. و قال مالك بن عوف:
ألا مَنَعَتْ ثُمَالَةُ بطنَ وَجّ بجُرْدٍ لم تُبَاحَتْ بالضَّريعِ «1»
أي لم تُطعم الضَّريعَ بَحْتاً لا يخلِطه [غيره «2»]. و يقال ظُلْمٌ بَحْتٌ أي لا يشُوبُه شئٌ. و بَرْدٌ بَحْتٌ و مَحْتٌ أي صادق، و حُبٌّ بَحْتٌ مثله. و عربيٌّ بحتٌ و مَحْضٌ و قلْبٌ. و كذلك الجَمْعُ علي لفظ الواحد.

بحث

الباء و الحاء و الثاء أصلٌ واحد، يدلُّ علي إثارة الشئ.
قال الخليل: البحث طلبك شيئاً في التُّراب. و البحث أن تسأل عن شئٍ و تَستَخبِر.
تقول استَبْحِثْ عن هذا الأمر، و أنا أستَبْحِثُ عنه. و بحثْتُ عن فلانٍ بحثاً، و أنا أبحث عنه. و العرب تقول: «كالباحثِ عَن مُدْية» يُضْرَبُ لمن يكون حَتْفُه بيده. و أصله في الثَّوْر تُدْفَن له المُدْيةَ في التُّرابِ فيستثيرُها و هو لا يعلَم فتذبحه، قال:
و لا تَكُ كالثَّوْرِ الذي دُفِنَتْ له حديدةُ حَتفٍ ثمَّ ظلَّ يُثِيرُها «3»
قال: و البحث لا يكون إلّا باليد. و هو بالرِّجْل الفَحْص «4». قال الشَّيبانيّ:
البَحُوث من الإبل: [التي] إذا سارت بحثت التُّراب بيدها أُخُراً أُخُراً، ترمي به وراءَها قال:
______________________________
(1) ثمالة: القبيلة المعروفة. و في الأصل: «ثماكة».
(2) تكملة يقتضيها القول.
(3) البيت لأبي ذؤيب الهذلي في ديوانه 158 و حماسة البحتري 286 حيث أورد ثمانية أشعار في هذا المعني. و انظر الحيوان (5: 470).
(4) في الأصل: «و هو بالرجل الرجل».
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 205
* يَبْحَثْنَ بَحْثاً كمُضِلَّاتِ الخَدَمْ*
و يقال بَحَثَ عن الخبر، أي طلب عِلْمَه. الدَّرَيديّ: يقال «تركتُه بمَبَاحِثِ البقَر» أي بحيث لا يُدْرَي أين هُو «1». قال أبو زيد: الباحِثا، علي وزن القاصعاء ترابٌ يجمعه اليربوع؛ و يُجمَعُ باحِثَاوَات.

باب الباء و الخاء و ما يثلثهما

بخد

الباء و الخاء و الدال. ليس في هذا الباب إلّا كلمةٌ واحدة بدخيل «2» و لا يقاس عليها. قالوا: امرأةٌ بخَنْداة، أي ثقيلة الأوراك.

بخر

الباء و الخاء و الراء أصلٌ واحد، و هي رائحةٌ أو ريحٌ تثُور.
من ذلك البُخَار، و منه البَخور بفتح الباء. و كان ثعلبٌ يقول: علي وزن فَعُول مثل البَرُود و الوَجُور. فأمّا قولهم للسحائب التي تأتي قُبُلَ الصَّيف بنَاتُ بَخْر فليس من الباب، و ذلك أنّ هذه الباء مبدَلة من ميم، و الأصل مَخْرٌ. و قد ذُكِرَ قياسُه في بابه بشواهِدِه.

بخس

الباء و الخاء و السين أصلٌ واحد، و هو النَّقْصُ. قال اللّٰه تعالي: وَ شَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ أي نَقْص. و من هذا الباب قولهم في المُخِّ: بَخَّسَ
______________________________
(1) الجمهرة (1: 200) و اللسان (2: 419).
(2) كذا وردت هذه الكلمة، و لعلها مقحمة.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 206
تَبخيساً، إذا صار في السُّلامي و العَين، و ذلك حين نُقصانه و ذهابه من سائر البدن.
و قال شاعر «1»:
لا يَشْتَكِين عَمَلًا ما أنْقَيْن ما دام مُخٌّ في سُلامَي أَوْ عَيْنْ

بخص

الباء و الخاء و الصاد كلمةٌ واحدةٌ، و هي لحمةٌ خاصة «2»:
يقال للَحمة العين بَخَصَة. و بخصت الرّجُل إذا ضربتَ منْهُ [ذلك «3»]. و البَخَصَة لحمُ باطن خُفِّ البعير. و بَخَصُ اليدِ لحمُ أصول الأصابع ممّا يلي الراحة.

بخع

الباء و الخاء و العين أصلٌ واحد، و هو القتل و ما داناه من إذلالٍ و قهر.
قال الخليل: بخَع الرّجُل نفسَه إذا قتلَها غيظاً من شدّة الوَجْد. قال ذو الرّمّة «4»:
ألَا أَيُّهَذَا الباخِعُ الوجْدُ نفسَه لشئٍ نَحَتْهُ عن يَدَيْهِ المَقَادِرُ «5»
و منه قول اللّٰه تعالي: فَلَعَلَّكَ بٰاخِعٌ نَفْسَكَ عَليٰ آثٰارِهِمْ. قال أبو علي الأصفهانيّ فيما حدثنا به أبو الفضل محمد بن العميد، عن أبي بكر الخيّاط عنه قال:
______________________________
(1) هو الراجز أبو ميمون النضر بن سلمة، كما في اللسان (نقي). و الرجز في صفة خيل، و قبله:
* بنات وطاء علي خد الليل*
و هذا ما يسمي في علم العروض بالإجازة في تسمية الخليل، و بالإلفاء في قول أبي زيد. انظر اللسان (7: 195).
(2) في الأصل: «خالصة»
(3) هذه التكملة من المجمل لابن فارس.
(4) ديوانه ص 251 و اللسان (بخع).
(5) كلمة «الوجد» ساقطة من الأصل، و إثباتها من اللسان و الديوان. و في اللسان:
«… عن يديك …»
علي الخطاب.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 207
قال الضّبيّ: بَخَعْتُ الذَّبيحةَ إذا قطعتَ عظْمَ رقَبتها، فهي مبخوعة؛ و نَخْعتُها دون ذلك، لأنَّ النخاعَ الخيطُ الأبيضُ الذي يجري في الرقبة و فَقَارِ الظّهر، و البِخاع «1»، بالباء: العِرْق الذي في الصُّلب. قال أبو عُبيدٍ: بخْعتُ له نَفْسي و نُصْحي، أي جَهَدْتُ «2». و أرضٌ مَبْخُوعة «3»، إِذا بُلِغَ مجهودُها بالزَّرع.
و بخَعَ لي بحقِّي إذا أقرَّ.

بخق

الباء و الخاء و القاف أصلٌ واحد و كلمة واحدة، يقال بخَقْتُ عينَه إذا ضربتَها حتي تَعُورَها «4» قال رؤبة:
* وَمَل بعَينَيْه عَوَاوِيرُ البَخَقْ «5» *

بخل

الباء و الخاء و اللام كلمة واحدة، و هي البُخْل و البَخَلُ و رجلٌ بخيلٌ و باخلٌ. فإذا كان ذلك شأنَه فهو بخَّالٌ. قال رؤبة:
* فَذاكَ بَخَّالٌ أَرُوزُ الأَرْزِ «6» *
______________________________
(1) في اللسان (بخع): «قال ابن الأثير: هكذا ذكره في الكشاف، و في كتاب الفائق في غريب الحديث. و لم أجده لغيره. قال: و طالما بحثت عنه في كتب اللغة و الطب و التشريح فلم أجد البخاع بالباء مذكوراً في شئ منها. قلت: و ما هنا يؤيد ما رواه الزمخشري المتوفي سنة 538. و وفاة ابن فارس 395. و قد ضبط البخاع في الأصل و اللسان و الفائق بكسر الباء ضبط قلم.
(2) في اللسان: «أي جهدتها».
(3) في الأصل: «بخوعة». و في اللسان: «يقال بخعت الأرض بالزراعة أنخعها، إذا نهكتها».
(4) يقال عار عينه يعورها، و عورها يعورها تعويرا.
(5) ديوان رؤبة 107 و اللسان (بخق). و قبله:
* كسر من عينيه تقويم الفوق*
(6) ديوان رؤبة 65 و اللسان (أرز، بخل) و قد سبق في مادة (أرز 78) بدون نسبة.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 208‌

بخو

الباء و الخاء و الواو، كلمةٌ واحدةٌ لا يُقاسُ عليها. قال ابنَ دريد: البَخْو الرُّطَب الردِيّ، يقال رُطَبَةُ بَخْوةٌ.

بخت

الباء و الخاء و التاء كلمةٌ ذكرها ابنُ دريدٍ، زعم أنّ البُخْت من الجمال عربيّة صحيحة، [و أنشد]:
* لبنَ البُخْتِ في قِصاع الخَلَنْجِ «1» *

باب الباء و الدال و ما بعدهما في الثلاثي

بدر

الباء و الدال و الراء، أصلان: أحدهما كمال الشئ و امتلاؤه، و الآخر الإسراع إلي الشَّئ.
[أمّا] الأوّل فهو قولهم لكلّ شئِ تَمَّ بَدْرٌ، و سمِّي البدرُ بدراً لتمامه و امتلائه.
و قيل لعشرة آلافِ درهمٍ بَدْرةٌ، لأنَّها تمام العدد و منتهاه. و عينٌ بَدْرَةٌ أي ممتلئةٌ*.
قال شاعر:
و عين لها حَدْرةٌ بدرةٌ إلي حاجبٍ غُلَّ فيه الشُّفُر «2»
و يقال لِمَسْكِ السَّخْلة بَدْرَة. و هذا محمولٌ علي العَدْو، كأنَّه سُمِّي بذلك لأنّه يسع
______________________________
(1) في الأصل: «الخلخ»، صوابه من اللسان (خلنج). و البيت لابن قيس الرقيات كما في ملحقات ديوانه 283 و اللسان (خلنج). و صدره:
* ملك يطعم الطعام و يسقي*
و البيت في الجمهرة (1: 193) بدون نسبة في الأصل.
(2) في الأصل «الشفرة». و قد استشهد في المجمل بصدره. و انظر ما سيأتي في (4: 376).
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 209
هذا العدد. و يقولون غُلامٌ بدرٌ، إِذا امتلَأَ شباباً. فأمّا «بدرٌ» المكانُ فهو ماءٌ معروف، نُسِب إِلي رجلٍ اسمه بدر «1». و أمَّا البوادر من الإِنسان و غيره فجمع بادرة، و هي اللَّحمة التي بَينَ المنكب و العنُق «2»، و هي من الباب لأنّها ممتلئة.
قال شاعر:
* و جاءت الخيل محمَرًّا بوادرُها «3» *
و الأصل الآخر: قولُهم بَدَرت إلي الشئ و بادَرْت. و إنما سمِّي الخَطاءُ بادرةً لأنّها تبدُر من الإِنسان عند حِدّةٍ و غضب. يُقالُ كانت منه بَوَادِرُ، أي سَقَطاتٌ.
و يقال بَدَرَتْ دَمْعتُه و بادرَتْ، إِذا سبقَت، فهي بادرة، و الجمعُ بوادر. قال كثير:
إذا قِيلَ هَذِي دارُ عَزَّةَ قَادني إليها الهَوي و استعجلْتنِي البوادِرُ

بدع

الباء و الدال و العين أصلان: أحدهما ابتداءِ الشئ و صنعه لا عَنْ مِثال، و الآخر الانقطاع و الكَلال.
فالأول قولهم أبْدعْتُ الشئَ قولًا أو فِعلًا، إذا ابتداتَه لا عن سابِق مِثال و اللّٰه بَدِيعُ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ*. و العرب تقول: ابتدَعَ فلان الرَّكِيَّ إذا استنبَطَه.
و فلانٌ بِدعٌ في هذا الأمر. قال اللّٰه تعالي: مٰا كُنْتُ بِدْعاً مِنَ الرُّسُلِ أي ما كنتُ أوّل.
______________________________
(1) انظر معجم البلدان (بدر) حيث الخلاف في نسبته.
(2) في الأصل: «من المنكب و العنق»، صوابه من المجمل و اللسان (5: 113).
(3) لخراشة بن عمرو العبسي، كما في اللسان (بدر). و عجزه:
* زورا و زلت يد الرامي عن الفوق*
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 210
و الأصل الآخَر قولهم: أُبْدعَتِ الراحلةُ، إذا كَلّت و عَطِبت؛ وَ أُبدِع بالرَّجُل، إذا كَلَّتْ رِكابُه أو عَطِبت و بقي مُنْقَطَعاً به. و
في الحديث: «أنّ رجلًا أتاه فقال يا رسول اللّٰه، إني أُبْدِعَ بي فاحمِلني «1»»
. و يقال الإبداع لا يكون إلا بظَلْعٍ و من بعض ذلك اشتُقّت البِدْعة «2»

بدغ

الباء و الدال و الغين، ليست فيه كلمةٌ أصلية، لأنّ الدال في أحد أصولها مبدَلة من طاءِ، و هو قولهم بَدِغَ الرَّجُل إذا تلطَّخ بالشّرّ، و هو بَدِغٌ من الرِّجال. و هذا إنما هو في الأصل طاء، و قد ذكر في بابه (بطغ). و بقيت كلمتان مشكوك فيهما: إحداهما قولهم البَدَغ التزحُّف علي الأرض. و الأخري قولهم:
إنّ بني فُلانٍ لبَدِغُونَ، إذا كانوا سِماناً حسنةً أحوالُهم. و اللّٰه أعلمُ بصحَّة ذلك.

بدل

الباء و الدال و اللام أصلٌ واحد، و هو قيام الشئِ مَقامَ الشئِ الذاهب. يقال هذا بَدَلُ الشئِ و بَدِيلُه. و يقولون بدّلْتُ الشئَ إذا غيّرتَه و إنْ لم تأْتِ له ببَدَلٍ «3». قال اللّٰه تعالي: قُلْ مٰا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقٰاءِ نَفْسِي. و أبْدَلْتُه إذا أتيتَ له ببدلٍ. قال الشاعر «4»:
* عَزْلَ الأمِيرِ للأَميرِ المُبْدَلِ*
______________________________
(1) في الأصل: «فاحملني به».
(2) في المجمل: «لأن قائلها ابتدعها من غير مقال إمام».
(3) في الأصل: «و إن لما تأت»، صوابه في المجمل.
(4) هو أبو النجم العجلي الراجز، كما في اللسان (13: 50).
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 211‌

بدن

الباء و الدال و النون أصلٌ واحد، و هو شخص الشئ دون شَوَاه، و شَواهُ أطرافُه. يقال هذا بدَنُ الإنسان، و الجمع الأبدان. و سمي الوَعِل المُسِنُّ بَدَناً مِن هذا. قال الشاعر:
قد ضمّها و البَدَنَ الحِقَابُ «1» جِدِّي لِكُلِّ عاملٍ ثَوابُ
الرأسُ و الأكْرُعُ و الإِهابُ
و إنما سمِّي بذلك لأنهم إذا بالَغُوا في نَعْت الشئ «2» سمَّوهُ باسمِ الجِنس، كما يقولون للرّجُل المبالَغِ في نعته: هو رجُل، فكذلك الوَعِل الشَّخيص «3»، سُمِّي بَدَنا. و كذلك البَدَنَة التي تُهدَي للبيت، قالوا: سمِّيت بذلك لأنَّهم كانوا يستسمنونها. و رجلٌ بَدَنٌ أي مُسِنٌّ. قال الشاعر «4»:
هل لِشبابٍ فَاتَ مِنْ مَطْلَبِ أمْ ما بُكاءُ البَدَنِ الأشْيَبِ
و رجل بادِنٌ و بَدِينٌ، أي عظيم الشَّخصِ و الجِسم، يقال منه بَدُن. و
في الحديث: «إني قد بَدُنْتُ «5»»
. و النَّاس قد يروُونه: «بَدَّنتُ». و يقولون: بَدَّنَ إذا أسَنَّ. قال الشاعر «6»:
______________________________
(1) يصف كلبة اسمها «العقاب» طلبت و علا مسنا في جبل يدعي «الحقاب». انظر اللسان (حقب، بدن) و معجم البلدان (الحقاب). قال ابن بري: «الصواب: و ضمها». و قبله:
* قد قلت لما جدت العقاب*
و في المجمل:
أقول لما خاتت العقاب و ضمها و البدن الحقاب
(2) في الأصل: «الشمس».
(3) الشخيص: العظيم الشخص. و في الأصل: «الواعل الشخص سمي الشخت بدنا»، و هي عبارة محرفة.
(4) هو الأسود بن يعفر، كما في اللسان (بدن).
(5) انظر الحديث بتمامه في اللسان (16: 192).
(6) هو حميد الأرقط، كما في اللسان (بدن).
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 212
و كنتُ خِلتُ الشَّيبَ و التَّبدِينَا و الهَمَّ مما يُذْهِلُ القَرِينا
و تسمَّي الدِّرعُ البَدَنَ لأنها تَضُمّ البَدَن.

بده

الباء و الدال و الهاء أصلٌ واحد يدلُّ علي أوَّل الشئِ و الذي يفاجِئُ منه. يقال بادَهْتُ فُلاناً بالأمر، إذا فاجأتَه. و فلانٌ ذو بَديهة إذا فجِئَه الأمرُ لم يتحيَّر. و البُدَاهة أوّل جَرْي الفرَس؛ قال الأعشي:
إِلّا بُداهَةَ أو عُلا لَةَ سابحٍ نَهْدِ الجُزَارَهْ «1»

بدو

الباء و الدال و الواو أصلٌ واحد، و هو ظُهور الشئِ. يقال بَدَا الشئُ يَبدُو، إذا ظهَرَ، فهو بادٍ. و سُمِّي خلافُ الحَضَر بَدْواً من هذا، لأنَّهم في بَرَازٍ من الأرض، و ليسوا في قُرًي تستُرُهم أبنِيتُها. و البادية خِلاف الحاضرة. قال الشاعر «2»:
فمن تكن الحِضارةُ أعجبَتْهُ فأيَّ رِجالِ بادِيةٍ تَرَانا
و تقول بدا لي في هذا الأمر بَدَاءٌ «3»، أي تغيَّر رأْيي عما كان عليه.

بدأ

الباء و الدال و الهمزة من افتتاح الشئ، يقال بدأت بالأمر و ابتدأت، من الابتداء. و اللّٰه تعالي المبْدِئُ و البادئُ. قال اللّٰه تعالي عزّ و جلّ:
إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَ يُعِيدُ، و قال تعالي: كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ. و يقال للأمر العَجَبِ بَدِيُّ، كأنَّه من عَجَبِه يُبْدَأُ به. قال عَبِيد:
______________________________
(1) ديوان الأعشي 114، و اللسان (بده، علل، جزر).
(2) هو القطامي. انظر ديوانه 58 و اللسان (5: 272) و حماسة أبي تمام (1: 129).
(3) بداء، كسماء. و في الأصل: «بدء»، تحريف.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 213
* فلا بديٌّ و لا عجِيبُ «1» *
و يقال للسَّيّد البَدْءُ، لأَنّه يُبدَأُ بذكره. قال:
تَرَي ثِنانَا إذا ما جاء بَدْأَهُمُ و بدؤُهم إنْ أتانا كان ثُنيانَا «2»
و تقول: أبدأْت من أرضٍ إلي أُخري أُبدِئُ إبداءً، إذا خرجتَ منها إلي غيرها.
و البُدْأَة النَّصيب، و هو من هذا أيضاً، لأنَّ كلَّ ذي نصيبٍ فهو يُبْدأ بذِكْره دونَ غيره، و هو أهمُّها إليه. قال الشَّاعر «3»:
فَمنحْتُ بُدْأَتَها رَقِيباً جانِحاً و النّارُ تَلفحُ وَجْهَهُ بأُوارِها «4»
و البُدُوءِ مفاصِل الأصابع، واحدها بَدْءٌ، مثل بَدْع. و أظنّه مما هُمِز و ليس أصله الهمز. و إنّما سمِّيت بُدُوءاً لبُروزها و ظُهورِها؛ فهي إذاً من الباب الأوّل.
و ممّا شذَّ عن هذا الأصل و لا أدرِي ممّ اشتقاقُه قولُهم بُدئ فهو مبدوءٌ، إذا جُدِرَ أو حُصِب. قال الشَّاعر «5»:
و كأنَّما بُدِئَتْ ظَواهِرُ جِلدِه ممّا يُصافِحُ من لهيبِ سِهامِها
______________________________
(1) صدره كما في ديوان عبيد بن الأبرص 6 و المعلقات 305:
* إن يك حول منها أهلها*
و يروي:
* إن تك حالت و حول أهلها*
(2) البيت لأوس بن مغراء السعدي، كما في اللسان (بدأ، ثني). و يروي:
* ثنياننا إن أتاهم كان بدأهم*
و انظر حواشي الحيوان (6: 487).
(3) هو النمر بن تولب، كما في المجمل و اللسان (1: 21).
(4) ضبطت «بدأتها» في الأصل بضم الباء. و يؤيده تعقيب اللسان علي البيت. و انظر أيضا اللسان (4: 47). و يقال أيضا «بدأتها» بفتح الباء.
(5) هو الكميت كما في المجمل و اللسان (1: 21).
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 214‌

بدح

الباء و الدال و الحاء أصلٌ واحدٌ تُرَدُّ إليه فُروعٌ متشابهة، و ما بعد ذلك فكلُّه محمولٌ علي غيره أو مُبْدَلٌ منه. فأمّا الأصل فاللِّين و الرَّخاوَة و السُّهولة. قال الهُذَليُّ «1»:
كأنَّ أتِيَّ السَّيْلِ مَدَّ عليهمُ إذا دفعَتْهُ في البَدَاحِ الجَراشِعُ «2»
ثم اشتُقّ من هذا قولُهم للمرأة البَادِن الضَّخمة بَيْدَح «3». قال الطرمّاح:
أَغَارُ علي نَفْسِي لسَلْمةَ خالِياً و لو عرَضَتْ لي كلُّ بَيضاءَ بَيْدَحِ «4»
قال أبو سعيد: البَدْحاء من النِّساء الواسعة الرُّفْغ. قال:
* بَدْحَاء لا يَسْتُرُهُ فَخْذَاها*
يقال بَدَحَتِ المرأةُ [و] تبدَّحَتْ، إذا حسُنَتْ مِشْيتها. قال الشّاعر:
يَبْدَحْنَ في أَسْوُقٍ خُرْسٍ خَلاخِلها مَشْيَ المِهارِ بماء تَتَّقِي الوَحَلا «5»
و قال آخر:
يَتْبَعْنَ سَدْوَ رَسْلَةٍ تَبدَّحُ «6» يقودُها هادٍ و عينٌ تَلْمَحُ
تَبَذح: تَبَسَّط. و من هذا الباب قول الخليل: [البَدْح] ضربُك بشئ فيه
______________________________
(1) هو أسامة بن الحارث الهذلي من قصيدة في ديوان الهذليين نسخة الشنقيطي ص 85.
(2) في الأصل: «الخراشع» تحريف. و الجراشع، كما في اللسان (9: 397): أودية عظام. و أنشد البيت.
(3) لم يذكرها في اللسان، و جاءت في المجمل و القاموس. و في القاموس و اللسان (بذخ):
«امرأة يبذخ أي باذن».
(4) البيت لم يرو في ديوان الطرماح.
(5) صدر هذا البيت في اللسان (3: 231).
(6) هذه الكلمة ساقطة من الأصل، و إثباتها من اللسان (3: 231).
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 215
رَخاوة، كما تأخذ بِطِّيخة فَتَبْدَح بها إنساناً. و تقول: رأيتهم يتَبادَحُون بالكُرِينَ و الرُّمانِ و نحوِ ذلك عبثاً. فهذا الأصل الذي هو عمدة الباب.
و أمّا الكلماتُ الاخَر فقولهم بدحَه الأمرُ، و إنما هي حاءٌ مبدلة من هاء، و الأصل بَدَهَهُ. و كذلك قولهم ابتدحت الشئَ، إذا ابتدأتَ به من تِلقاءِ نفسك، إنما هو في الأصل ابتدَعْت و اختلقْت. قال الشاعر:
يأيُّها السّائِلُ بالجَحْجاحِ لَفِي مُرادٍ غَيْرَ ذِي ابتداحِ
و كذلك البَدْح، و هو العَجْز عن الحَمَالة إذا احتَمَلها الإنسان، و كذلك عَجْزُ البعير عن حَمْل حِمْله. قال الشاعر:
و كاين بالمَعن مِن أغَرَّ سَمَيْدَعٍ إِذا حُمِّل الأثْقالَ ليسَ ببادِح «1»
فهذا من العين، و هو الإبداع الذي مضي ذكره، إذا كلَّ و أعيا. فأمَّا قول القائل «2»:
بالهَجْر من شعثاءَ و ال حَبْلِ الذي قَطَعَتْه بَدْحَا
فهو من الهاء، كأنَّها فاجأَتْ به من البديهه، و قد مضي ذكره، و أما الذي حكاه أبو عُبيدٍ مِن قولهم بَدَحْتُه بالعصا، أي ضربتُه بها، فمحمول* علي قولهم: بدحْتُه بالرُّمّان و شبهِها، و الأصل ذاك.
______________________________
(1) كذا وردت كلمة «بالمعن».
(2) هو أبو دواد الإيادي، كما في اللسان (بدح) برواية: «بالصرم». و قبله:
نزجرت أولها و قد أبقيت حين خرجن جنحا
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 216‌

باب الباء و الذال و ما يثلثهما في الثلاثي

بذر

الباء و الذال و الراء أصلٌ واحد، و هو نَثْر الشئِ و تفريقُه يقال بذرْتُ البَذْرَ أبْذُرُهُ بَذْراً، و بذَّرت المالَ أُبَذِّرُه تبذيراً. قال اللّٰه تعالي وَ لٰا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً. إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كٰانُوا إِخْوٰانَ الشَّيٰاطِينِ. و البُذُر القومُ لا يكتمُون حديثاً و لا يحفَظُون ألسِنَتهم.
قال عليٌّ عليه السلام: «أُولئك مَصابيحُ الدُّجَي، ليسوا بالمَسَاييح و لا المَذَايِيع البُذُر»
. فالمذاييع الذين يُذِيعُون، و البُذُر الذين ذكرناهم «1». و بَذَّرٌ مكانٌ، و لعلّه أن يكون مشتقًّا من الأصل الذي تقدَّم قال الشّاعر «2»:
سَقَي اللّٰهُ أمواهاً عَرَفْتُ مَكانَها جُرَاباً و مَلكوماً و بَذَّرَ و الغَمْرَا «3»

بذع

الباء و الذال و العين، كلمة واحدة فيها نظرٌ و لا يقاسُ عليها، يقولون بَذَعْتُه و أبْذَعْتُه إذا أفزَعْتَه.

بذل

الباء و الذال و اللام كلمةٌ واحدة، و هو تركُ صِيانةِ الشّئ، يقال بذَلْتُ الشَّئَ بَذْلًا، فأنا باذلٌ و هو مبذول، و ابتذلْتُه ابْتِذالًا. و جاء فلانٌ في مَباذِلِه، و هي ثيابُه التي يَبْتَذِلُها. و يقال لها مَعَاوِزُ، و قد ذُكِرتْ في بابها
______________________________
(1) و أما المساييح فجمع مسياح، و هو الذي يسيح في الأرض بالنميمة و الشر. و البذر: جمع بذور و بذير، كصبور و صبر و نذير و نذر.
(2) هو كثير عزة، كما في اللسان (بذر). و أنشد، ياقوت في (بذر، جراب، ملكوم) و لم ينسه.
(3) هذه كلها آبار بمكة. و في الأصل: «ملكوكا»، تحريف.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 217‌

بذأ

الباء و الذال و الهمزة أصلٌ واحد، و هو خروج الشئ عن طريقةِ الإحْماد، تقول: هو بَذِئِ اللِّسان، و قد بَذَأْتُ علي فلانٍ أبْذَأُ بُذاءً.
و يقال بَذَأت المكانَ أبذَؤُه، إذا أتيتَه فلم تُحْمِدْه.

بذج

الباء و الذال و الجيم أصلٌ واحد ليس من كلام العرب، بل هي كلمةٌ مُعَرَّبة، و هي البَذَجُ من وُلْدِ الضَّأن، و الجمع بِذْجانٌ «1». قال الشاعر «2»:
قد هلكَتْ جارتُنا من الهَمْجَ و إنْ تَجُعْ تأكُلْ عَتُوداً أوْ بَذَج

بذح

الباء و الذال و الحاء أصلٌ واحد، و هو الشّقّ و التَّشْريح و ما قارَبَ ذلك. قال أبو عليّ الأصفهانيّ: قال العامريّ: بَذَحْتُ اللَّحْمَ إذا شَرَّحْتَه.
قال: و البَذْح الشقُّ. و يقال: أصابه بَذْحٌ في رِجْلِه، أي شُقاقٌ. و أنشد:
لَأَعْلِطَنَّ حَرْزَماً بِعَلْطِ «3» ثلاثةً عندَ بُذُوحِ الشَّرْط «4»
قال أبو عُبيدٍ: بَذَحْتُ لِسَانَ الفَصيلِ بَذْحاً، و ذلك عند التفليك «5» و الإجرار.
و ما يقاربُ هذا البابَ قولُهم لسَحج الفَخِذَين مَذحٌ.
______________________________
(1) لم أجد من نص علي تعريبه إلا ابن دريد في الجمهرة (1: 207) و الجواليقي في المعرب 58. و البذجان بكسر الباء، كما نص عليه في القاموس، و كما ضبط في اللسان، و نبه علي الكسر أيضا ابن دريد في الجمهرة (3: 512). و ضبط في الأصل هنا و في نسخة من المعرب بضم الباء، و لا سند له.
(2) هو أبو محرز عبيد المحاربي، كما في اللسان (بذج). و أنشده الجواليقي و الجاحظ في الحيوان (5: 501) و ثعلب في مجالسه 585 و الميداني (1: 261) بدون نسبة.
(3) حرزم، بتقديم الراء: جمل معروف و في الأصل: «حزرما» صوابه في اللسان (حرزم، يذج) حيث أنشد البيتين.
(4) رواية اللسان في الموضعين: «بلته». و الليت، بالكسر: صفحة العنق.
(5) التفليك: أن يجعل الراعي من الشعر مثل فلكة المغزل، ثم يثقب لسان الفصيل فيجعله فيه لئلا يرضع أمه. و مثله الإجرار. و في الأصل: «التقليل»، محرف.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 218‌

بذخ

الباء و الذال و الخاء أصلٌ واحد، و هو العلُوّ و التعظُّم. يقال بَذَخَ إذا تَعَظَّمَ، و فلانٌ [في] باذخٍ من الشَّرف أي عالٍ.

باب الباء و الراء و ما معهما في الثلاثي

برز

الباء و الراء و الزاء أصلٌ واحد، و هو ظهور الشئ و بُدُوُّه، قياسٌ لا يُخْلِفُ. يقال بَرَزَ الشئ فهو بارزٌ. و كذلك انفرادُ الشئِ من أمثاله، نحو: تبارُزِ الفارِسَيْن، و ذلك أنَّ كلَّ واحدٍ منهما ينفرد عن جماعته إلي صاحبه و البَرَاز المتَّسع من الأرض؛ لأنه بادٍ ليس بغائِطٍ و لا دَحْلٍ و لا هُوَّة. و يقال امرأةٌ بَرْزَةٌ أي جليلةٌ تبرُزُ و تجلِسُ بفِناءِ بيتها. قال بعضُهم: رجل بَرْزٌ و امرأةٌ بَرزَةٌ، يوصَفانِ بالجَهارَةِ و العَقْل. و في كتاب الخليل: رجل بَرْزٌ طاهرٌ عفِيف. و هذا هو قياسُ سائِرِ الباب؛ لأنَّ المُرِيبَ يدُسُّ نفسَه و يُخْفيها. و يقال بَرَّزَ الرّجُلُ و الفَرَسُ إذا سَبَقَا، و هو [من] الباب. و يقال أبرزْتُ الشَّئَ أُبرِزُهُ إبرازاً.
و قد جاء المبروزُ. قال لَبيد:
أَوْ مُذْهَبٌ جَدَدٌ علي ألواحه النّاطقُ المبروزُ و المخْتُومُ «1»
المبروز: الظاهر. و المختوم: غير الظاهر. و قال قوم: المبروز المنشور.
و هو وجهٌ حَسَنٌ.
______________________________
(1) ديوان لبيد 91 طبع فينا سنة 1880، و اللسان (برز).
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 219‌

برس

الباء و الراء و السين أصلٌ واحدٌ، يدلُّ علي السهولة و اللين قال أبو زيد «1»: بَرَّسْت المكانَ إذا سَهَّلْتَه و ليّنْتَه. قال: و منه اشتقاق بُرْسان قبيلة من الأزد. و البُرِس القُطْن. و القياسُ واحد. و مما شذَّ عن هذا الأصل قولُهم:
ما أدري أيُّ البَرَاساءِ و البَرْنَساءِ هو، أي أيُّ الخلقِ هو.

برش

الباء و الراء و الشين كلمةٌ واحدةٌ، و هو أن يكون الشئِ ذا نُقَطٍ متفرّقةٍ بِيضٍ. و كان جَذِيمَةُ أبرَصَ، فكُنِّيَ بالأبرش.

برص

الباء و الراء و الصاد أصلٌ واحدٌ، و هو أن يكون في الشئ لُمْعَةٌ تخالف سائرَ لونه، من ذلك البرصُ. و ربما سمَّوا القمرَ أبرص. و البَرِيص مثل البصيص، و هو ذلك القياس. قال:
* لهنَّ بخدِّهِ أبداً بريصُ «2» *
و البِرَاصُ بِقَاعٌ في الرَّمْل لا تُنْبِتُ «3». و سامُّ أبْرَصَ معروفٌ. قال القُتيبيّ:
و يجمع علي الأبارِصِ. و أنشد:
و اللّٰهِ لو كنتُ لهذا خالصا «4» لكُنتُ عبداً يأكل الأَبارِصا «5»
______________________________
(1) في الأصل: «ابن دريد» تحريف، صوابه في المجمل. و لم تذكر الكلمة في جمهرة ابن دريد و لم تذكر في اللسان أيضا. لكن جاء في القاموس: «و التبريس تسهيل الأرض و تليينها».
(2) في الأصل: «لهن بخدا»، صوابه في المجمل.
(3) واحدها «برصة» بالضم.
(4) في الأصل: «لها خالصا»، صوابه في اللسان (برص).
(5) الرواية في أدب الكاتب 152 و الاقتضاب 355 و الحيوان (4: 300)، و اللسان.
«لكنت عبداً آكل الأبارصا». و في الأصل: «تأكل الأبارصا»، صوابه من الجمهرة (1: 258) حيث عقب بقوله: «خاطب أباه فقال: لو كنت أصلح لهذا العمل الذي تأخذني به لكنت عبداً يأكل الأبارصا».
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 220
و قال ثعلب في كتاب الفصيح: و هو سامُّ أبْرَص، و سامَّا أبرصَ، و سَوامُّ أبرصَ.

برض

الباء و الراء و الضاد أصلٌ واحد، و هو يدلُّ علي قلَّةِ الشئ و أخذِهِ قليلًا قليلًا. قال الخليل: التبرُّض التبلُّغ بالبُلْغَة من العيش و التطلَّب له هاهنا و هاهنا قليلًا بعد قليل. و كذلك تبرَّضَ الماءَ من الخوض، إذا قلَّ صبّ في القِربة من هنا و هنا. قال:
و قد كنتُ بَرَّاضاً لها قبلَ وَصْلِها فكيفَ وَ لَزَّتْ حَبْلَها بحِبالها «1»
يقول: قد كنتُ أطلبُها في الفَيْنَةِ بعدَ الفينة، أي أحياناً، فكيف و قد عُلِّق بعضُنا بعضاً. و الابتراضُ منه. و تقول: قد بَرَضَ فلان لي من مالِه، و هو يَبْرُضُ بَرْضاً، إذا أعطاكَ منه القليلَ. قال:
لَعَمْرُكَ إنّنِي و طِلابَ سَلْمَي لكالمتبرِّضِ الثَّمَدَ الظَّنُونا «2»
و ثَمَدٌ أي قليل، كقول رؤبة:
* في العِدِّ لم تقدَحْ ثِمادا بَرْضا «3» *
و من هنا الباب: بَرَض النّبات يَبْرِضُ بُرُوضاً، و هو أوَّلُ ما يتناول النَّعَمُ و البارِض: أوّلُ ما يبدو مِن البُهْمَي. قال:
______________________________
(1) البيت في اللسان (برض).
(2) في الأصل: «لكا المبرض»، صوابه في اللسان (ثمد).
(3) آخر بيت من ارجوزنه الضادية في ديوانه ص 18. و قبله.
* أولاك يحمون المصاص المحضا*
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 221
رَعَي بارِضَ البُهْمَي جَميماً و بُسْرَةً و صَمْعَاءَ حَتَّي آنفَتْهُ نِصَالُها «1»

برع

الباء و الراء و العين أصلان: أحدهما التطوُّع بالشئ من غير وجوبٍ. و الآخر التبريز و الفَضْل. قال الخليل: تقول بَرَعَ يَبْرَعُ بُرُوعاً «2» و بَراعةً؛ و هو يتبرَّع من قِبَلِ نَفسِه بالعَطاء. و قالت الخنساء:
جلدٌ جميلٌ أصيل بارِعٌ وَرِعٌ مأوي الأراملِ و الأيتامِ و الجارِ
قال: و البارع: الأصيل الجيِّد الرأي. و تقول: وهبت للانسان نتياء «3» تبرُّعا إذا لم يَطْلُب.

برق

الباء و الراء و القاف أصلانِ. تتفرع الفروع منهما: أحدهما لمعانُ الشئ؛ و الآخر اجتماع السَّوادِ و البياضِ في الشئ. و ما بعْدَ ذلك فكلُّه مجازٌ و محمولٌ علي هذين الأصلين.
أمّا الأول فقال الخليل: البرق وَمِيضُ السَّحاب، يقال بَرَقَ السَّحَابُ بَرْقاً و بَريقاً. قال: و أبْرَقَ أيضا لغة. قال بعضهم: يقال بَرْقَة للمرّة الواحدة، إذا بَرَقَ، و بُرْقَة بالضم، إذا أردْتَ المقدار من البرق. و يقال: «لا أفعلُه ما بَرَقَ في السَّماءِ نجم»، أي ما طَلَعَ. و أتانا عند مَبْرَقِ الصُّبح، أي حين بَرَق. اللِّحْياني:
______________________________
(1) البيت لذي الرمة كما في اللسان (بسر، أنف). و هو في (صمع) بدون نسبة. و انظر ديوانه ص 529. و صواب إنشاده:
«رعت …»
و
«… حتي آنفتها …»
. و قبله.
طوال الهوادي و الحوادي كأنها سماحيج قب طار عنها نسالها
(2) في الأصل: «برعا»، تحريف.
(3) كذا في الأصل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 222
و أَبْرَقَ «1» الرّجل إِذا أمَّ البَرْقَ حينَ يراه. قال الخليل: البارقة السَّحابة ذاتُ البرق. و كلُّ شئٍ يتلألأ لونُه فهو بارقٌ يبرُق بَريقاً. و يقال للسُّيوف بَوَارِق لمعيُّ: يقال أبرَقَ فلان بسيفهِ إبراقاً، إذا لمع به. و يقال رأيت البارقةَ، ضوءَ بَرْق السُّيوف. و يقال مرّت بنا اللَّيلَة بارقةٌ، أي سحابةٌ فيها برق، فما أدري أينَ أصابَتْ. و العرب تقول: «هو أَعْذَبُ من ماء البارقة».
و يقال للسيف و لكلِّ ما له بَريقٌ إبْريق، حتي إِنَّهم يقولون للمرأة الحَسْناءِ البَرّاقة «2» إبريق. قال:
* ديار إبريقِ العَشِيِّ خَوْزَلِ*
الخوزَل المرأة المتثنِّية في مِشْيتها. و أنشد:
أشْلَي عليه قانصٌ لمَّا غَفَلْ «3» مُقَلَّدَاتِ القِدِّ يَقْرُونَ الدَّغَلْ
فزَلّ كالإبريقِ عن مَتْنِ القَبَل «4»
قال أبو علي الأصفهانيّ: يقال أبْرَقَتِ السَّماءُ علي بلادِ كذا. و تقول أبْرَقْتُ إذا أصابتكَ السَّماء. و أَبْرَقْتُ ببلدِ كَذَا، أي أُمطرْتُ. قال الخليل: [إذا] شَدَّدَ مُوعِدٌ بالوَعيد، قيل أَبْرق و أَرْعَد. قال.
أَبْرِقْ و أَوْعِدْ يا يَزي دُ فمَا وَعِيدُك لي بِضائرْ «5»
يقال بَرَقَ و رَعَدَ أيضاً. قال:
______________________________
(1) في الأصل: «أو برق»، صوابه ما أثبت.
(2) في الأصل: «الخنساء الراقة»، تحريف.
(3) في الأصل: «شد عليه قابض».
(4) متن القبل، أي ظهر الجبل. و في الأصل:
«… كالإبريق المتن القبل»
. (5) البيت للكميت، كما في اللسان (برق، رعد). و سيأتي في (رعد)
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 223
فإذا جعلتُ … فارسَ دونَكُمْ فارْعُدْ هُنالِكَ ما بدا لَكَ و ابرُقِ «1»
أبو حاتم عن* الأصمعيّ: بَرَقت السَّماءُ، إذا جاءَتْ ببرقٍ. و كذلك رعدت، و بَرَق الرّجُل و رَعَد. و لم يعرف الأصمعيُّ أَبْرَقَ و أَرعَدَ. و أنشد:
يا جَلَّ ما بَعدَتْ عليكَ بلادُنا فابرُق بأرضِكَ ما بَدَا لك و ارْعُدَ «2»
و لم يلتفت إلي قول الكُميت:
أبرق و أرْعِدْ يا يزي د …
قال أبو حاتم: و قد أخبرنا بها أبو زيدٍ عن العرب. ثم إنّ أعرابيًّا أتانا من بني كلاب و هو محرِم. فأردنا أن نسأله فقال أبو زيد: دَعُوني أتولَّي مسألتَه فأنا أرفَقُ به. فقال له: كيف تقول إنّك لتُبْرق و تُرْعِد؟ فقال: في الخجيف؟ يعني التهدُّد.
قال: نعم «3». قال: أقول إنّك لتُبرِق و تُرْعد. فأخبرتُ به الأصمعيَّ فقال: لا أعرف إلَّا بَرَق و رَعَد.
و من هذا الأصل «4» قال الخليل: أبرَقَت النّاقةُ إذا ضربَتْ ذَنبهَا مرّةً علي فَرْجها، و مرّة علي عجُزِها، فهي بَرُوقٌ و مُبْرِق. قال اللِّحياني: يقال للنّاقة إذا شالت ذنبهَا كاذبةً و تلقّحت و ليست بلاقِح: أبرقت النّاقة فهي مُبْرِقٌ و بُروقٌ. و ضدُّها المِكْتَام.
______________________________
(1) كذا ورد البيت بنقص كلمة قبل «فارس» و لعله «ديار فارس» أو «بلاد فارس».
(2) البيت لابن أحمر، كما في اللسان (جلل، برق، رعد): و جل ما بعدت، أي ما أجل ما بعدت.
(3) كلمة «فأخبرت» وردت في الأصل قبل «فقال في الخجيف» و هنا موضعها. و انظر الاشتقاق 265. و المخصص (14: 228) حيث ساق القصة في وضوح و تفصيل.
(4) في الأصل: «و عن علي هذا الأصل».
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 224
قال ابن الأَعرابيّ: بَرَقَت فهي بارق إذا تشذَّرَت بذَنبها من غير لَقْحٍ.
قال بعضهم: بَرَّقَ الرجلُ: إذا أتي بشئٍ لا مِصداق له.
و حكي ابنُ الأَعرابيّ، أنّ رجلا عمل عملًا فقال له بعض أصحابه:
«بَرَّقْتَ و عَرّقْت «1»» أيْ لوّحت بشئ ليس له حقيقة. و عَرّقت أقْلَلْتَ، من قولهم:
لا تملَأِ الدَّلْوَ و عَرِّقْ فيها أَلا تَري حَبَار مَنْ يسقِيها «2»
قال الخليل: الإنسان البَرُوقُ هو الفَرِقُ لا يزال. قال:
* يُرَوِّعُ كلَّ خَوّارٍ بَرُوقِ*
و الإِنسانُ إذا بَقِيَ كالمتحيِّر قيل بَرِق بَصَرُه بَرَقاً، فهو بَرِقٌ فَزِعٌ مبهوت.
و كذلك تفسيرُ مَنْ قَرَأها: فَإِذٰا بَرِقَ الْبَصَرُ فأمَّا مَن قرأ: بَرَقَ الْبَصَرُ فإنّه يقول: تراه يَلْمَع مِن شدَّة شُخوصه تراه لا يطيق. قال:
لَمَّا أتاني ابنُ عُميْرٍ راغباً أعطيته عَيْسَاءَ منها فبَرَقْ «3»
أي لعَجَبِه بذلك. و بَرَّقَ بعينه إذا لَأْلَأَ من شدة النظر. قال:
فعَلِقَتْ بكفِّها تَصْفِيقَا و طَفِقَتْ بِعَينها تبريقا
* نحوَ الأميرِ تَبْتَغِي التَّطْليقا «4» *
______________________________
(1) الخبر في اللسان (برق 296).
(2) البيتان في أمالي ثعلب 238، و اللسان (6: 231/ 12: 114).
(3) إصلاح المنطق 58. و نسبه التبريزي إلي الأعور بن براء الكلابي.
(4) البيت و سابقه في اللسان (11: 296).
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 225
قال ابنُ الأعرابيّ: بَرِق الرَّجُل ذهبَتَ عَيناهُ في رأسه، ذهَب عقلُه. قال اليزيديّ: بَرَق وجهَهُ بالدُّهن يَبْرُقُ بَرْقاً، و له بَرِيقٌ، و كذلك بَرقْتُ الأَديمَ أَبرُقُه بَرْقاً، و برّقته تبرِيقاً.
قال أبو زيد: بَرَق طعامَهُ بالزَّيت أو السّمن أو ذَوْب الإهالة، إذا جعَلَه في الطّعام و قلَّلَ مِنه.
قال اللِّحيانيّ: بَرِق السّقاءِ يَبْرَقُ «1» بَرَقاً و بُرُوقا، إذا أصابَهُ حَرٌّ فذاب زُبْدُه. قال ابنُ الأعرابيّ: يقال زُبْدَةٌ بَرِقة و سقاءُ بَرِقٌ، إذا انقطَعَا من الحرّ.
و ربما قالوا زُبْدٌ مُبْرِقٌ. و الإِبريق معروفٌ، و هو من الباب. قال أبو زيد:
البَرْوَقُ شجرةٌ ضعيفة. و تقول العرب: «هو أشْكَرُ مِنْ بَرْوَقَةٍ»، و ذلك أنَّها إذا غابت السماءِ اخضرَّت. و يقال إنّه إذا أصابَها المطرُ الغزير هَلَكتْ. قال الشاعر يذكُرُ حَرباً «2»:
تَطِيحُ أَكُفُّ القَوم فيها كأنما يَطِيحُ بها في الرَّوْعِ عيدانُ بَرْوَقِ
و قال الأسود يذكر امرأةً:
و نالَتْ عَشاءً من هَبِيدٍ و بَرْوَقٍ و نالت طعاماً مِن ثلاثَةِ أَلْحُمِ
و إنما قال ثلاثة ألحُمٍ، لأنَّ الذي أطعمها قانِصٌ.
قال يعقوب: بَرِقَتِ الإبل تَبْرَق بَرَقاً، إذا اشتكت بطونُها مِنه.
______________________________
(1) كذا ضبط في الأصل، و في اللسان ضبط قلم: «برق يبرق» كدخل يدخل، و جعله في القاموس من بابي فرح و نصر.
(2) في الأصل: «يذكر حزنا».
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 226
و أما الأصل الآخرُ فقال الخليل و غيرُه: تسمَّي العَين بَرقَاءَ لسوادِه و بياضِها. و أنشد:
و منحدرٍ مِنْ رأسِ بَرْقَاءَ حطَّهُ مَخافَةُ بَيْنٍ من حبيبٍ مزايِلِ «1»
المنحدر: الدمع. قالوا: و البَرَق مصدر الأبرق من الحِبال و الجِبال، و هو الحَبْل أَبْرِم بقُوّةٍ سَوْداءَ و قوّةٍ بيضاء. و من الجبال ما كان منه جُدَدٌ بيضٌ و جُدَدٌ سودٌ.
و البَرْقاء من الأرض طرائق، بقعة فيها حجارةٌ سودٌ تخالطها رَملةٌ بيضاء. و كلُّ قطعةٍ علي حِيالِها بُرقَة. و إذا اتَّسَعَ فهو الأبْرَق و الأبارق و البراق. قال:
لَنَا المصانِعُ* من بُصْرَي إلي هَجَرٍ إلي اليمامةِ فالأجْرَاعِ فالبُرَقِ
و البُرْقَةُ ما ابيضَّ من فَتْل الحَبْلِ الأسوَد.
قال أبو عمرٍو الشَّيبانيّ: البُرَق ما دَفَع في السَّيل من قَبَل الجَبَل. قال:
* كأنَّها بالبُرَقِ الدَّوافِعِ*
قال قطْرُب: الأبْرَق الجبلُ يعارضُك يوماً و ليلةً أمْلس لا يُرْتَقَي. قال أبو زيادٍ الكِلابيّ: الأبْرَق في الأرض أَعَالٍ فيها حجارةٌ، و أسافلُها رملٌ يحلُّ بها الناس. و هي تُنْسَب إلي الجِبال. و لمّا كانت صفةً غالِبةً جمِعتْ جَمْعَ الأسماء، فقالوا الأبارِق، كما قالوا الأباطح و الأَداهِم في جمع الأدهم الذي هو القيد، و الأساوِد في جمع الأسود الذي هو الحيَّة. قال الرَّاعي:
و أفَضْنَ بعد كُظُومِهِنَّ بحَرَّةٍ مِنْ ذِي الأبارِقِ إذ رعَيْن حقيلا «2»
______________________________
(1) روايته في اللسان (11: 298) و أمالي ثعلب 179: «بمنحدر».
(2) حقيل. نبت، أو جبل من ذي الأبارق. و البيت في اللسان (13: 172) و قصيدته في جمهرة أشعار العرب 172- 176. و سيأتي في (حقل، فيض).
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 227
قال قُطرُب: بنو بارقٍ حَيٌّ من اليمن من الأشَعرِينَ. و اسم بارقٍ سعدُ بنُ عدِيّ، نَزَل جبَلًا كان يقال له بارق، فنُسِب إليه. و يقال لولده بنو بارقٍ، يُعرَفون به.
قال بعضُ الأعراب: الأُبْرَق و الأبارِق من مَكارم النَّبات، و هي أرضٌ نصفٌ حجارةٌ و نصفٌ تُرابٌ أبيضُ يَضرِبُ إلي الحمرة، و بها رَفَضُ حجارةٍ حُمْرٍ.
و إذا كان رملٌ و حجارةٌ فهو أيضاً أبرق. و إذا عَنَيْتَ الأرضَ قلتَ بَرْقاء.
و الأبرقُ يكونُ علماً سامِقاً مِن حجارةٍ علي لونين، أو من طينٍ و حجارة. و الأبرقُ و البُرْقَةُ، و الجميع البُرَق و البِراق و البَرْقَاوات.
قال الأصمعيّ: البُرْقَانُ ما اصفرَّ مِن الجراد و تلوَّنت فيه [خطوطٌ و اسودّ «1»].
و يقال رأيت دَباً بُرْقاناً كثيراً في الأرض، الواحدة بُرْقانة، كما يقال ظَبْيةٌ أُدْمَانَةٌ و ظباءٌ أُدْمَانٌ. قال أبو زياد: البُرْقان فيه سوادٌ و بياضٌ كمثل بُرْقَةِ الشَّاةِ.
قال الأصمعيُّ: و بَرْقاء أيضاً. قال أبو زياد: يمكث أوّلَ ما يخرُجُ أبيضَ سبعاً، ثم يسودُّ سَبْعاً، ثم يصير بُرقاناً.
و البرقاء من الغنَم كالبَلْقاء من الخيل.

برك

الباء و الراء و الكاف أصلٌ واحدٌ، و هو ثَباتُ الشئِ، ثم يتفرع فروعاً يقارِبُ بعضُها بعضاً. يقال بَرَك البَعيرُ يَبْرُك بُرُوكاً. قال الخليل:
البَرْك يَقَعُ علي ما بَرَك مِن الجِمال و النُّوق علي الماء أو بالفلاة، من حرِّ الشمس أو الشِّبع، الواحد باركٌ، و الأنثي باركة. و أنشد في البَرْك أيضاً:
______________________________
(1) التكملة من الحيوان (5: 551) حيث روي عن الأصمعي.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 228
بَرْك هُجُود بفَلَاةٍ قَفْرِ أحْمي عليها الشمسَ أبْتُ الحَرِّ «1»
الأبْتُ: شِدّة الحرّ بلا ريح. قال أبو الخطَّاب: البَرْك الإبلُ الكثيرةُ تَشربُ ثم تَبْرُك في العَطَن، لا تكونُ بَرْكاً إلا كذا. قال الخليل: أبركْتُ الناقةَ فبرَكَت. قال: و البَرْك أيضاً كَلْكَل البعير و صدره الذي يدكُّ «2» به الشئَ تحتَه. تقول: حَكَّه و دَكَّهُ بِبرْكِهِ. قال الشاعر
فأقعَصَتْهُمْ و حَكَّت بَرْكَها بهمُ و أعْطَت النهْبَ هَيَّان بنَ بَيَّان «3»
و البِرْكَة: ما وَلِيَ الأرضَ من جلدِ البَطْن و ما يليه من الصَّدر، مِن كلِّ دابة.
و اشتقاقُه مِن مَبرَكِ الإبل، و هو الموضع الذي تَبرُكَ فيه، و الجمع مبارك. قال يعقوب: البِرْكة من الفَرَس حيثُ انتصَبتْ فهْدَتَاه من أسفل، إلي العِرْقين اللذين دون العَضدين إلي غُضُون الذِّراعين من باطن.
قال أبو حاتم: البَرْك بفتح الباء: الصدر، فإذا أدخلت الهاء كسرت الباء قال بعضهم: البَرْكُ القَصَّ قال الأصمعيّ: كان أهلُ الكوفة يسمُّون زياداً أشْعر بَرْكاً. قال يعقوب: يقول العرب: «هذا أمرٌ لا يَبْرُك عليه إبلي» أي لا أقرَبه و لا أقبله. و يقولون أيضاً: «هذا أمْرٌ لا يَبْرُك عليه الصُّهْبُ المحزَّمَة» يقال ذلك للأمر إذا تفاقمَ و اشتدّ. و ذلك أنّ الإبلَ إذا أنكرت الشّئَ نَفَرتْ مِنه.
______________________________
(1) سبق البيتان في مادة (أبت).
(2) في الأصل: «يذل»، محرف.
(3) يصف حربا. و في الأصل:
«فأقصعتهم …»
و:
«… البهت …»
، صوابهما من إنشاده في اللسان 12: 278/ 19: 109/ 20: 252
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 229
قال أبو عليّ: خصّ الإِيلَ لأنَّها لا تكاد تبرك في مَبْرَكٍ حَزْنٍ، إنَّما تطلُب السُّهولَة، تذوقُ الأرضَ بأخفافها، فإن كانَتْ سهلةً بَرَكَتْ فيها. قال أبو زيد:
و في أنواءِ الجَوْزاء نَوْءُ يقال له «البُرُوك»،* و ذلك أنّ الجوزاء لا تسقُط أنواؤُها حتَّي يكون فيها يومٌ و ليلةٌ تَبرك الإبلُ من شِدَّة بردِه و مَطَره. قال: و البُرَكُ عوفُ بن مالك بن ضُبَيعة، سُمِّي به «1» يوم قِضَّة؛ لأَنه عقر جَمَله علي ثَنِيَّة و أقام، و قال: «أنا البُرَك أبْرُك حيثُ أُدْرَك «2»».
قال الخليل: يقال ابتَرَك الرَّجُل في آخر يَتَنَقَّصه و يشتمهُ. و قد ابتركوا في الحرب إذا جَثَوا علي الرُّكَبِ ثمَّ اقتتلوا ابتِراكاً. و البَرَاكاءُ اسمٌ من ذلك، قال بِشْرٌ فيه:
و لا يُنْجِي مِن الغَمَراتِ إلّا بَرَاكاءُ القِتالِ أو الفِرارُ «3»
قال أبو عبيدة: يقولون بَرَاكِ بَرَاكِ، بمعني ابرُكوا. قال يعقوب: يقال بَرَك فلانٌ علي الأمر و بَارَك جميعاً، إذا واظَبَ عليه. و ابتَرَك الفَرَسُ في عَدْوه، أي اجتهَد. قال:
* و هنّ يَعْدُونَ بنا بُروكَا* «4»
قال الخليل: يقال أبْرَكَ السَّحابُ، إذا ألحّ بالمطر علي مكان. قال غيره: بل يقال ابترك. و هو الصحيح. و أنشد:
______________________________
(1) في الأصل: «سميه».
(2) انظر الاشتقاق لابن دريد 214- 215. و البرك هذا غير البرك الضروعي، الذي ضرب معاوية علي أليته. انظر الاشتقاق 151.
(3) البيت في اللسان (12: 278) و هو آخر بيت من قصيدته في المفضليات (2: 138).
(4) البيت في اللسان (12: 278).
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 230
ينْزع عنها الحَصَي أجَشُّ مُبْتَرِكٌ كأنَّهُ فاحصٌ أو لاعِبُ لاحِ «1»
فأمّا قول الكميت:
ذو برْكةٍ لم تَغِض قَيداً تشيع به من الأفاويق في أحيانها الوُظُبِ
الدَّائمة. فإنَّ البِركة فيما يقال أن تُحلَب قبل أن تخرج
قال الأصفهاني عن العامريّ: يقال حلْبَتُ النّاقة بِركتَها، و حلبْتُ الإبل بِركتها، إذا حَلَبْتَ لبنَها الذي اجتمع في ضرعها في مَبْرَكها. و لا يقال ذلك إلّا بالغُدُوات. و لا يسمَّي بِركةً إلّا ما اجتمع في ضرعها باللّيل و حُلِب بالغُدْوة.
يقال احلُبْ لنا مِنْ بِرَك إبلك.
قال الكسائيّ: البِركة أن يدرّ لبنُ الناقة باركة فيقيمَها فيحلُبها.
قال الكُميت:
* لَبون جودِك غير ماضِرْ «2» *
قال الخليل: البرْكة شبه حوضٍ يُحفَر في الأرض، و لا تُجعَل له أعضادٌ فوقَ صعيدِ الأرض. قال الكلابيُّون: البركة المَصْنَعة، و جمعها بِرَكٌ، إلّا أنّ المَصْنعةَ لا تُطوَي، و هذه تُطوَي بالآجُرّ.
قال الخليل: البَرَكة من الزيادة و النماء. و التّبريك: أن تَدعُوَ بالبَرَكة.
______________________________
(1) البيت لأوس بن حجر في ديوانه 4. و صدره فيه:
* ينفي الخصي عن جديد الأرض مبتركا*
و روي صدره في اللسان (دحا) مع نسبته إلي أوس أو عبيد:
* ينزع جلد الحصي أجش مبترك*
(2) هو بتمامه كما في اللسان (12: 277):
و حلبت بركتها اللبو ن لبون جودك غير ماضر
.معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 231
و تَبٰارَكَ اللّٰهُ* تمجيدٌ و تجليل. و فُسِّر علي «تعالي اللّه». و اللّه أعلم بما أراد.
قال أبو حاتم: طعامٌ بَريكٌ أي ذو بَرَكة.

برم

الباء و الراء و الميم يدلُّ علي أربعة أصولٍ: إحكام الشَّئ، و الغَرَض به، و اختِلاف اللَّونين، و جنسٌ من النَّبات.
فأمّا الأوّل فقال الخليل: أبْرَمْتُ الأمرَ أحكمتُه. قال أبو زياد: المَبَارم مغازلُ ضِخامٌ تُبْرِم عليها المرأةُ غَزلَها، و هي من السَّمرُ. و يقال أبرمْتُ الحبْلَ، إذا فتَلْتَه متيناً. و المُبْرَم الغزْل، و هو ضد السَّحِيل؛ و ذلك أنّ المُبْرَم علي طاقَين مفتولين، و السَّحِيل علي طاقٍ واحد.
و أمَّا الغَرَض فيقولون: بَرِمْتُ بالأمرِ عَيِيتُ به، و أبرمَنِي أعْيَاني. قال:
و يقولون أرجُو أنْ لا أَبْرَمَ بالسُّؤالِ عن كذا، أي لا أعْيَا. قال:
* فلا تْعذُلِيني قد بَرِمْتُ بحِيلتي*
قال الخليل: بَرِمْتُ بكَذَا، أي ضَجِرتُ به بَرَماً. و أنشد غيرُه:
ما تأمُرِين بنَفْسٍ قد بَرِمْتُ بها كأنَّما عُروةُ العُذْريُّ أَعْدَاها
مشعوفة بالتي تُرْبانُ مَحْضَرُها ثم الهِدَمْلَةُ أَنْفَ البَرْدِ مَبْدَاها «1»
و يقال أبرمَنِي إبراماً. و قال [ابنُ] الطَّثْرِيّة:
فلمّا جِئْتُ قالت لي كلاما برِمْتُ فما وجَدْتُ له جَوَابا
و أمّا اختلاف اللَّونَين فيقال إنّ البريمَينِ النُّوعانِ مِن كلِّ ذي خِلْطَيْنِ، مثل سوادِ اللَّيل مختلطاً ببياض النهار، و كذلك الدَّمع مع الإثْمِد بَريمٌ. قال علقمة:
______________________________
(1) تربان، بالضم: قربة علي ليلة من المدينة. و الهدملة. موضع.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 232
بعيْنَيْ مَهَاةٍ تَحدُرُ الدَّمْعَ مِنْهُما بَرِيمَيْنِ شَتَّي من دُموعٍ و إثمِدِ «1»
قال أبو زياد. و لذلك سُمِّي الصُّبحُ أوّلُ ما يبدُو بَرِيماً، لاختلاط بياضِه بسواد اللَّيل. قال:
علي عَجَلٍ و الصُّبْحُ بادٍ كأنَّهُ بأدْعَجَ من ليل التِّمام بَريمُ «2»
قال الخليل: * يقول العرب: هؤلاء بَرِيمُ قومٍ، أي لفِيفُهم من كلِّ لونٍ.
قالت ليلي:
يأيُّها السَّدِمُ المُلَوِّي رأسَه ليَقُودَ مِنْ أهلِ الحِجازِ بَريمَا «3»
قال أبو عُبيدٍ: تقول اشْوِ لَنَا من بَريمَيْهَا، أي من الكَبِدِ و السَّنام. و البَريم:
القَطيعُ من الظِّباء. قال: و البريم شئٌ تشدُّ به المرأةُ وسَطَها منظَّم بخَرَزٍ. قال الفرزدق:
محضَّرَةٌ لا يُجْعَلُ السِّتْرُ دُونَها إذا المُرْضِعُ العَوْجَاء جال بَرِيمُهَا «4»
و الأصل الرابع: البرَم، [و أطيبُها ريحاً «5»] بَرَمُ السَّلَم، و أخْبثُها ريحاً بَرَمَةٌ
______________________________
(1) في ديوانه 135:
«… يحدر الدمع منهما»
. و قبله:
تراءت و أستار من البيت دونها إلينا و حانت غفلة المتفقد
(2) البيت لجامع بن مرخية، كما في اللسان (14: 130).
(3) البيت في اللسان (14: 311) و الجمهرة (1: 277) و أمالي القالي (1: 248).
قال: «كان الأصمعي يرويها لحميد بن ثور الهلالي» ثم قال: وجدته بخط ابن زكريا وراق الجاحظ في شعر حميد». و انظر حماسة أبي تمام (2: 279).
(4) انظر الحماسة (2: 328). و المحضرة: التي لا يمنع منها أحد، كما في شرح التبريزي.
و في الأصل: «مخصرة» صوابه من الحماسة و اللسان (14: 130). و العوجاء: التي اعوجت هزالا. و في اللسان: «العرجاء»، تحريف. و يروي للكروس بن حصن:
و قائلة نعم الفتي أنت من فتي إذا المرضع العوجاء جال بريمها
(5) تكملة يقتضيها السياق. و في اللسان: «و برمة السلم أطيب البرم ريحا».
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 233
العُرْفُط، و هي بيضاءُ كبَرَمَةِ الآس. قال الشيبانيّ: أبْرَمَ الطَّلْحُ، و ذلك أوّلَ ما يُخْرِجُ ثمرتَه. قال أبو زياد: البَرَمَةُ الزَّهرةُ التي تخرج فيها الحُبْلة.
أبو الخطّاب: البَرَم أيضاً حُبوبُ العِنَب إذا زادَتْ علي الزَّمَعِ، أمثال رُءُوس الذّرّ.
و شذّ عن هذِهِ الاصول البُرَام، و هو القُرَادُ الكبير. يقول العرب: «هو أَلْزَقُ مِنْ بُرام «1»». و كذلك البُرْمَة، و هي القِدْر.

برو- ي

الباء و الراء و الحرف المعتلّ بعدهما و هي الواو و الياء أصلان: أحدهما تسويةُ الشَّيْ‌ءِ نحتاً، و الثاني التعرُّض و المحاكاة، فالأصل الأوَّلُ قولُهم بَرَي العُودَ يَبرِيه بَرْياً، و كذلك القلم. و ناسٌ يقولون يَبْرو، و هم الذين يقولون للبُرّ يَقْلُو، و هو بالياء أصوب. قال الأصمعيّ: يقال بَرَيْتُ القَوْسَ بَرْياً و بُرَايةً، و اسمُ ما يسقط منه البُرَايَة، و يتوسَّعُون في هذا حتي يقولوا مَطَرٌ ذو بُرَاية أي يَبرِي الأرْضَ و يَقْشُرُها.
قال الخليل: البَرِيّ السَّهْمُ الذي قد أُتِمَّ بَرْيُه و لم يُرَشْ و لم يُنَصَّلْ. قال أبو زيد: يقول العربُ: «أَعْطِ القَوْسَ بَارِيهَا» أي كِلِ الأمْرَ إلي صاحبِه.
فأمّا قولْهم للبعير إنّه لذُو بُرَايةٍ فمن هذا أيضاً، أي إنّهُ بُرِيَ برياً مُحْكما.
قال الأصمعيّ: يُقال للبعير إذا كان باقياً علي السير: إنَّه لَذُو بُرايةٍ. قال الأعلم:
علي حَتِّ البُرَاية زَمْخَرِي ال سَّوَاعِدِ ظَلَّ في شَرْيٍ طِوَالِ «2»
______________________________
(1) انظر الحيوان (5: 437- 438).
(2) في الأصل: «علي حب»، صوابه في اللسان (حتت، زمخز، بري) و شرح السكري.
للهذليين. و قد استشهد به ابن فارس علي البعير، و الصواب أنه في صفة ظليم شبه به فرسه أو بعيره.
و قبل البيت، كما في شرح السكري لأشعار الهذليين ص 61:
كأن ملاءتي علي هزف يعين مع العشية للرئال
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 234
و هو أنْ ينحتَّ من لحمه ثم ينحَتَّ، لا ينْهَمُّ في أوَّل سفَرِه «1»، و لكنَّه يذهَبُ منِه ثمّ تَبقي بُرَايَةٌ، ثم تذهب و تبقي بُراية. و فلانٌ ذو بُرايةٍ أيضاً.
و من هذا الباب أيضاً البُرَةُ، و هي حَلْقَةٌ تُجعل في أنف البعير، يقال ناقة مُبْرَاةٌ و جملٌ مُبْرًي، قال الشاعر «2»:
فقَرَّبْتُ مُبْراةً يُخالُ ضُلوعُها مِنَ الماسِخِيَّاتِ القِسِيَّ الموتَّرَا
و هذه بُرَةٌ مَبْرُوَّةٌ، أي معمولة. و يقال: أَبْرَيْتُ النَّاقةَ أُبريها إبراءً، إذا جعَلْتَ في أنفها بُرَة. و البُرَةُ أيضا حَلْقَةٌ مِن ذهبٍ أو فِضّة إذا كانتْ دقيقةً معطُوفَةَ الطَّرَفين، و الجمع البُرَي و البُرُون و البِرُون «3». و كلُّ حلقةٍ بُرَةٌ.
قال أبو عُبيدٍ: ذُو البُرَةِ الذي ذكره عَمرو بن كلثومٍ:
و ذُو البُرَةِ الذي حُدِّثْتَ عنه به نُحْمَي و نَحمي المُلْجَئِينا
رجلٌ تَغْلِبيّ كان جعَلَ في أنفِه بُرَةً لنَذْرٍ كان عليه. و قيل البُرَة سيفٌ، كان له سيف يسمَّي البُرَة. و البُرَاءُ النُّحَاتة، و هو من الباب. قال الهُذَليّ «4»:
حَرِق المفارِق كالبُرَاءِ الأعفَرِ «5»
______________________________
(1) ينهم: يذهب سمنه. و في الأصل: «يتهم»، محرفة.
(2) هو الشماخ، ديوانه 27 و اللسان (4: 24). و قد وهم في اللسان (18: 76) في نسبته إلي النابغة الجعدي، و ذلك لأن للجعدي قصيدة علي هذا الروي. و سيأتي في (مسخ).
(3) في اللسان و القاموس أن جمعه «برين و برين» بضم فكسر و بكسرتين. و ما في المقاييس أظهر لأنه يصور حلة الجمع المرفوع، و أما اللسان و القاموس فيصور حالة الجمع المنصوب و المجرور مع أن مقام التعبير فيها يقتضي إثبات حالة الرفع فقط. و هو مثل عضون في الرفع و عضين في النصب و الجر جمعا لعضة.
(4) هو أبو كبير الهذلي، كما في ديوان الهذليين 64 نسخة الشنقيطي و المجمل و اللسان (18: 85).
(5) و سيأتي في (حرق). و صدره كما في اللسان و ديوان الهذليين:
* ذهبت بشاشته و أصبح واضحاً*
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 235
و من الباب البَرَي الخَلْقُ، و البَرَي التُّرَاب. يقال: «بِفِيهِ البَرَي»، لأنَّ الخَلْق منه.
و الأصل الآخَر المحاكاة في الصَّنيع و التعرُّضُ. قال الخليل: تقول: بارَيْتُ فلاناً أي حاكيتُه. و المباراة أن يبارِيَ الرّجلُ آخَرَ فيصنعَ كما يصنَعُ. و منه قولهم: فلانٌ يُبارِي جِيرانَه، و يُبارِي الرِّيحَ، أي يُعطي ما هبَّتِ الرِّيح، و قال الرَّاجز:
* يَبْرِي لها في العومان عائمُ «1» *
أي يعارِضها. قال الأصمعيّ: يقال انْبَرَي له و بَرَي له أي تَعَرَّضَ، و قال:
* هِقْلَة شَدِّ تَنْبَرِي لِهِقْلِ*
و قال ذو الرمّة:
* تَبْرِي لَهُ صَعْلةٌ خَرْجاء خَاضِعَةٌ «2» *
قال ابن السّكيت: تبرَّيتُ مَعروفَ فلانٍ و تَبَرَّيْتُ لمعروفه، أي تعرَّضْتُ.
قال:
وَ أَهْلَةِ وُدٍّ قَدْ تَبَرَّيْتُ وُدَّهُمْ و أبْلَيْتُهُمْ في الوُدِّ جُهْدِي و نَائِليِ «3»
______________________________
(1) كذا ورد البيت.
(2) عجزه كما في ديوان ذي الرمة 32:
* فالخرق دون بنات البيض منتهب*
(3) البيت لأبي الطمحان القيني، كما في اللسان (أهل، بري). و نسب في (بري) إلي خوات ابن جبير أيضا. و رواية اللسان: «في الحمد».
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 236
يقال أهْلٌ و أهْلَةٌ. و قال الراجز:
وَ هْوَ إذا ما للصِّبَا تَبَرَّي وَ لَبِسَ القَمِيصَ لم يُزَرَّا
وَ جَرَّ أطْرَافَ الرِّدَاءِ جَرَّا

[برأ]

فأما الباء و الراء و الهمزة فأصلان إليهما ترجع فُروع الباب:
أحدهما الخَلْق، يقال بَرَأَ اللّه الخلقَ يَبْرَؤُهم بَرْءاً. و البارئ اللّه جَلَّ ثناؤه. قال اللّه تعالي: فَتُوبُوا إِليٰ بٰارِئِكُمْ، و قال أميّة:
* الْخٰالِقُ الْبٰارِئُ الْمُصَوِّرُ*
و الأصل الآخَر: التّباعُد مِن الشئ و مُزَايَلَتُه، من ذلك البُرْءُ و هو السَّلامة من السُّقم، يقال بَرِئْت و بَرَأْت. قال اللِّحْيانيّ: يقول أهل الحجاز: بَرَأت من المرض أبرُؤُ بُرُوءاً. و أهل العالِيَة يقولون: [بَرَأْتُ أبْرَأ «1»] بَرْءًا. و من ذلك قولهم برئْتُ إليك من حقِّكَ. و أهلُ الحجاز يقولون: أنا بَرَاءٌ منك، و غيرهم يقول أنا برئُ منك. قال اللّهُ تعالي في لغة أهل الحجاز: إِنَّنِي بَرٰاءٌ مِمّٰا تَعْبُدُونَ و في غير موضعٍ من القرآن إِنِّي بَرِي‌ءٌ*، فمن قال أنا بَرَاءُ لم يُثَنِّ و لم يؤنث، و يقولون: نحن البَرَاءُ و الخَلَاء من هذا. و مَنْ قال برئ قال بريئان و بريئون، و بُرَآء علي وزن بَرْعاء، و بُراء بلا أجر «2» نحو بُراع، و بِراءُ مثل بِراعٍ. و من ذلك البَرَاءة من العَيبِ و المكروه، و لا يقال منه إلا بَرِئ يَبرَأُ. و بارَأْت الرّجْلَ، أي برئْتُ إليه و بَرِئَ إليَّ. و بارَأَتِ المرأةُ صاحِبَها علي المفارقة، و كذلك بارَأْتُ
______________________________
(1) التكملة من اللسان.
(2) كذا في الأصل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 237
شَريكِي و أبرأْتُ من الدّين و الضَّمان. و يقال إنّ البَرَاءَ آخِرُ ليلةٍ من الشَّهْو، سُمِّي بذلك لتبرُّؤ القَمر من الشهر. قال:
* يوماً إذا كانَ البرَاءُ نَحْسَا «1» *
قال ابنُ الأعرابي: اليوم البرَاءُ السَّعْدُ، أي إنه برئُ مما يُكْرَه. قال الخليل:
الاسْتِبْرَاء أنْ يشترِيَ الرَّجُلُ جاريةٍ فلا يَطَأها حتي تَحِيض. و هذا من الباب لأنّها قد بُرّئَتْ من الرِّيبة التي تَمنَع المشتريَ من مُبَاشَرَتِها. و بُرْأَةُ الصّائِدِ ناموسُه و هي قُتْرَتُه و الجمع بُرَأُ؛ و هو من الباب، لأنه قد زايَلَ «2» إليها كل أحد. قال:
* بها بُرَأُ مثلُ الفَسِيل المُكَمَّمِ «3» *

برت

الباء و الراء و التاء أصلٌ واحدٌ، و هو أنْ يَغِلَ الشَّي‌ء وُغولًا.
من ذلك البَرُت، و هي الفأس، و بها شُبِّه الرَّجُل الدّليلُ، لأنّه يَغِلُ في الأرضِ و يهتدي في الظُّلَم.

برث

الباء و الراء و الثاء أصلٌ واحد، و هي الأرض السَّهلة، يقال للأرض السهلة بَرْثٌ، و الجمعِ براثٌ. و جعلها رُؤبة البَرارِث «4»، و يقال إنّه خطأ.
______________________________
(1) في اللسان (1: 24):
يا عين بكي مالكا و عبسا يوما إذا كان البراء تحسا
و في (1: 25):
إن عبيدا لا يكون غسا كما البراء لا يكون نحسا
(2) في الأصل: «زيل».
(3) في الأصل «به»، تحريف. و البيت للأعشي في ديوانه 93 و اللسان. و صدره:
* فأوردها عينا من السيف ربة*
(4) و ذلك في قوله:
أقفرت الوعاء فالعثاعث من أهلها فالبرق البرارث
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 238‌

برج

الباء و الراء و الجيم أصلان: أحدهما البُروز و الظُّهور، و الآخر الوَزَرُ و الملجأ. فمن الأوّل البَرَج و هو سَعَة العين في شدّةِ سوادِ سَوادِها و شدّة [بياض] بَياضها، و منه التَّبرُّج، و هو إظهار المرأةِ مَحاسِنَها.
و الأصل الثاني البُرْجُ واحِدُ بُروجِ السَّماء. و أصل البُرُوجِ الحُصونُ و القُصور قال اللّه تعالي: وَ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ. و يقال ثوبٌ مُبَرَّجٌ إذا كان عليه صور البُرُوج.

برح

الباء و الراء و الحاء أصلانِ يتفرَّع عنهما فروعٌ كثيرة. فالأول:
الزَّوال و البروزُ و الانكِشاف. و الثاني: الشِّدَّة و العِظَم و ما أشبههُما.
أمَّا الأول فقال الخليل: بَرَحَ يَبْرَحُ بَرَاحا إذا رَامَ مِن موضِعِه، و أبرحته أنا. قال العامريّ: يقول الرّجُل لِراحلتِه إذا كانت بطيئةً: لا تَبْرَحُ بَرَاحاً يُنْتفَعُ به. و يقول: ما برِحْتُ أفْعَلُ ذلك، في معني ما زِلْت. قال اللّه تعالي حكاية عمَّن قال: لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عٰاكِفِينَ أي لن نَزَالَ. و أنشد:
فأبْرَحُ مَا أَدَامَ اللّهُ قَوْمي بِحَمْدِ اللّهِ مُنْتَطِقاً مُجِيدَا «1»
أي لا أزال. و مُجيدٌ: صاحبُ فرسٍ جَواد؛ و مُنْتطقٌ: قد شَدّ عليه النِّطاق.
و يقول العرب: «بَرِحَ الخَفَاء» أي انكشَفَ الأمر. و قال:
* بَرَحِ الخفاءُ فما لَدَيَّ تجلُّد «2» *
قال الفرّاء: و بَرَح بالفتح أيضاً، أي مضي، و منه سُمِّيت البارحة. قالوا:
______________________________
(1) البيت لخداش بن زهير كما في اللسان (12: 332)، و رواية عجزه في (نطق) و اللسان أيضاً:
* علي الأعداء منتطقاً مجيدا*
(2) يقال فيه برح، بفتح الراء و كسرها. و هذا الشطر في اللسان (3: 232).
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 239
البارحة الليلة التي قبلَ لَيْلَتِك، صفةٌ غالبةٌ لها. حتَّي صار كالاسم. و أصلها من بَرِح، أي زال عَنْ موضعه.
قال أبو عبيدة في* المثل: «ما أشْبَهَ اللَّيْلَةَ بالبارِحة» للشئ ينتظرُه خيراً من شئ، فيَجئُ مِثْلَه.
قال أبو عُبيد: البِرَاح المكاشَفة، يقال بَارَحَ بِراحاً كاشَفَ. و أحسبُ أنّ البارحَ الذي هو خلافُ السّانح مِن هذا؛ لأنّه شئُ يبرُزُ و يَظْهر. قال الخليل:
البُرُوح «1» مصدر البَارح و هو خلافُ السَّانح، و ذلك من الظِّباء و الطير يُتشاءم به أو يُتَمَيَّن، قال:
و هنَّ يَبْرُحْنَ لَهُ بُرُوحا و تَارَةً يأتِينَهُ سُنُوحَا «2»
و يقول العربُ في أمثالها: «هو كبارِحِ الأَرْوَي، قليلًا ما يُرَي». يُضْرَبُ لمن لا يكادُ يُرَي، أو لا يكونُ الشئُ منه إلّا في الزَّمان مرّةً. و أصلُهُ أنّ الأرْوَي مساكِنُها الجِبالُ و قِنانُها، فلا يكاد الناسُ يَرَوْنَهَا سانحَةً و لا بارحةً إلّا في الدَّهرِ مرَّةً. و قد ذَكَرْنا اختلافَ الناسِ في ذلك في كتاب السِّين، عند ذكرنا للسَّانح. و يقال في قولهم: «هو كبارحِ الأرْوَي» إنّه مشئُوم من وجهين:
و ذلك أنّ الأروي يُتشاءَم بها حيث أتَتْ، فإذا بَرَحَتْ كانَ أعظَمَ لشُؤْمِها و الأصل الآخرُ قال أبو عُبيدٍ: يقال ما أبْرَحَ هذا الأمرَ، أي أعجَبَه.
و أنشد للأعشي:
______________________________
(1) في الأصل: «البرح».
(2) البيتان في اللسان (3: 234).
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 240
* فَأَبْرَحْتِ رَبَّا و أَبْرَحْتِ جَارَا «1» *
و قالوا: معناه أعظَمْت، و المعني واحدٌ. قال ابنُ الأعرابيّ: يقال أبْرَحْتُ بفلانٍ، أي حَمَلْتَه علي ما لا يُطيق فتَبَرَّحَ به و غَمَّه. و أنشد:
* أبْرَحْتَ مُغْرُوساً و أنْعَمْتَ غارِسا*
ابن الأعرابيّ: البَرِيح التَّعب. قال أبو وَجْزة:
علي قَعُودٍ قد وَنَي و قد لَغِبْ به مَسِيحٌ و بَرِيحٌ و صَخَبْ
المسيح: العَرَق. أبو عمرو: و يقال أبْرَحْتَ لُؤْماً و أبْرَحْتَ كَرماً. و يقال بَرْحَي له إذا تعجَّبتَ له. و يقال: البعيرُ بُرْحَةٌ من البُرَح، أي خِيار. و أعْطِنِي مِنْ بُرَحِ إبلك، أي من خِيارها.
قال الخليل: يقال بَرّح فلانٌ تَبْرِيحاً فهو مُبَرِّح إذا أذي بالإِلحاح؛ و الاسم البَرْح. قال ذو الرّمّة:
* و الهوي بَرْحٌ علي من يُطالِبُهْ «2» *
و التَّباريح: الكُلْفة و المَشَقَّة. و ضَربَهُ ضَرباً مُبَرِّحا. و هذا الأمر أبْرَحْ عليَّ مِن ذَاكَ، أي أشق. قال ذو الرُّمة:
______________________________
(1) كذا ورد بالفاء في أوله. و روايته في الديوان 37 و اللسان (برح):
أقول لها حين جد الرحي ل أبرحت ربا و أبرحت جارا
و انظر الكلام علي البيت في الخزانة (1: 575- 578).
(2) البيت في ديوان ذي الرمة 43:
متي تظعني يامي عن دار جبرة لنا و الهوي برح علي من يناليه
و بعده:
أكن مثل ذي الألاف لزت كراعه إلي أختها الأخري و ولي صواجبه
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 241
أنيناً وَ شَكْوَي بالنَّهارِ كَثيرةً عَلَيَّ و ما يأتِي به الليلُ أَبْرَحُ «1»
أي أشَقّ. و يقال لقِيتُ منه البُرَحِين و البَرَحَين «2» و بناتِ بَرْحٍ «3» و بَرْحاً بارحاً. و من هذا الباب البَوارح من الرِّياح، لأنَّها تحمل التُّراب لشدّة هبوبها.
قال ذو الرّمّة:
لا بلْ هو الشَّوْقُ مِنْ دَارٍ تَخَوَّنُها مَرًّا سحابٌ و مرًّا بارِحٌ تَرِبُ «4»
فأمّا قول القائلِ عند الرَّامي إِذا أخطأ: بَرْحَي، علي وزن فَعْلي، فقال ابنُ دُريد و غيرُه: إنه من الباب، كأنه قال خُطّة بَرْحَي، أي شديدة.

برخ

الباء و الراء و الخاء أصل واحدٌ، إن كانَ عربِيًّا فهو النمَّاء و الزِّيادة، و يقال إنَّها من البَرَكة و هي لغة نَبَطيّة.

برد

الباء و الراء و الدال أصول أربعة: أحدها خلاف الحَرّ، و الآخَرْ السُّكون و الثبوت، و الثالث الملبوس، و الرابع الاضطراب و الحركة. و إليها تَرجِع الفُروع.
فأمّا الأوَّل فالبَرْد خلافُ الحَرِّ. يقال بَرَدَ فهو بارِد، و بَرَد الماءُ حرارةَ جَوْفِي يَبْرُدُها. قال:
______________________________
(1) البيت في اللسان (2: 233) و ليس في ديوان ذي الرمة، بل ورد في ملحقاته ص 663 عن اللسان و تاج العروس.
(2) و يقال أيضا البرحين، بالتحريك.
(3) و بني برح أيضا.
(4) البيت في ديوان ذي الرمة ص 2 و اللسان (3: 234).
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 242
و عَطِّلْ قَلُوصِي في الرِّكاب فإِنَّها سَتَبْرُدُ أكْباداً و تُبكِي بَواكِيا «1»
و منه قول الآخر «2»:
لئن كان بَرْدُ الماءِ حَرّانَ صَادِياً إليَّ عجيبا إنّها لعَجِيبُ
و بَرَدْتُ عينَه بالبَرُودِ «3». و البَرَدَةُ: التُّخَمةُ. و سَحاب بَرِدٌ، إذا كانَ ذا بَرَد.
و الأبردان: طرَفَا النهار. قال:
إذا الأرْطَي تَوَسَّدَ أبردَيْهِ خُدودُ جَوازِئٍ بالرَّمْلِ عِينِ «4»
و يقال البَرْدَانِ. و يقال للسُّيوف البَوارِد، قال قوم: هي القواتلُ، و قال آخرون:
مَسُّ الحديد باردٌ. و أنشد:
و أنَّ أميرَ المؤمِنينَ أَغصَّني مُغَصَّهما بالمُرْهَفاتِ البوارِدِ «5»
و يقال جاءوا مُبْرِدين، أي جاءوا و قد باخَ الحرُّ.
______________________________
(1) البيت لمالك بن الريب من قصيدة له في أمالي القالي (3: 135) و الخزانة (1: 318) و جمهرة أشعار العرب 143 و قد انفردت بالرواية المطابقة لما هنا. و في الأمالي و الخزانة:
«ستفلق أكبادا …»
. و انظر الأغاني (11: 142) و اللسان (4: 49).
(2) هو عروة بن حزام من قصيدة له في ديوانه 10 مخطوطة الشنقيطي، و الخزانة (1: 534) برواية:
* إلي حبيبا إنها لحبيب*
(3) هو بفتح الباء: الكحل تبرد به العين من الحر. و في الحديث «أنه كان يكتحل بالبرود و هو محرم».
(4) البيت للشماخ في الديوان 94 و اللسان (4: 50).
(5) البيت لكلثوم بن عمرو العتابي، كما في الحيوان (4: 265) و عيون الأخبار (1: 231) و العقد (2: 135) و البيان (3: 199) و زهر الآداب (3: 39) و حماسة ابن الشجري 140 و اللسان (برد). و يروي:
«… أعضني معضهما …»
، و في الأصل:
«… أغمضني مغضهما …»
تحريف أثبت صوابه مطابقا ما في المحمل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 243
و أما الأصل الآخر فالبرد النَّوم. قال اللّه تعالي: لٰا يَذُوقُونَ فِيهٰا بَرْداً وَ لٰا شَرٰاباً. و قال الشاعر «1»:
فإنْ شِئْتِ حَرّمْتُ النِّساءَ عليكُم و إن شِئْتِ لم أطْعم نُقاخاً و لا بردَا «2»
و يقال بَرَد الشئُ إذا دامَ. أنشد أبو عبيدةَ:
اليوم يومٌ بارِدٌ سَمُومُه مَن جَزِع اليومَ فلا تَلومُه «3»
بارد بمعني دائم. و بَردَ لي علي فلانٍ من المال كَذَا، أي ثَبَتَ. و بَرَدَ في يدِي كذا، أي حَصَل. و يقولون بَرَدَ الرّجُلُ إذا ماتَ. فيحتمِل أن يكون من هذا، و أن يكون مِن الذي قَبْلَه.
و أما الثالث فالبُرْد، معروفٌ. قال:
و إني لَأَرْجُو أنْ تُلَفَّ عَجَاجَتِي علي ذِي كِساءٍ من سَلَامانَ أو بُرْدِ
و بُرْدَا الجرادة: جناحاها «4».
و الأصل الرابع بَرِيد العَسَاكر؛ لأنه يَجي‌ءُ و يذْهَب. قال:
خَيَالٌ لأُمِّ السَّلْسَبِيل و دُونها مَسيرةُ شَهْر للبريد المذَبذَبِ «5»
و محتمل أن يكون المِبْرَدُ من هذا، لأن اليَدَ تَضْطَرِبُ به إذا أُعمِلَ.
______________________________
(1) هو العرجي، كما في اللسان و الصحاح (نقخ، برد) و أضداد ابن الأنباري 53.
(2) الرواية المعروفة: «حرمت النساء سواكم».
(3) البيتان في اللسان (4: 52) و أضداد ابن الأنباري 53. و يروي «من عجز» كما عند ابن الأنباري و في إحدي روايتي اللسان. و قد روي في المجمل و الأضداد: «فلا نلومه» بالنون.
(4) في الأصل: «جناحان». و انظر الحيوان (5: 556).
(5) البيت للبعيث بن حريث، كما في حماسة أبي تمام (1: 141). و في الأصل: «لأم السليل»، تحريف.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 244‌

(باب الباء و الزاء و ما يثلثهما)

بزع

الباء و الزاء و العين أصل واحد و هو الظَّرْف، يقال للظَّريف يَزيع، و تَبَزَّع الغُلامُ ظَرُف، و لا يكونُ ذلك إلا مِن صِفَة الأحداث. و ربما قالوا تَبَزَّعَ الشّرُّ إذا تفاقَمَ، فإن كان صحيحاً فهو أصلٌ ثان.

بزغ

الباء و الزاء و الغين أصل واحد، و هو طُلوع الشَّئِ و ظُهورُه.
يقال بَزَغَتِ الشمسُ و بَزَغ نابُ البَعيرِ إذا طلع. و يقولون للبَيْطار إذا أُوْدَجَ الدَّابّةَ قد بَزَغه، و هو قياسُ الباب.

بزق

الباء و الزاء و القاف أصلٌ واحد، و هو إلقاء الشئ، يقال بَزَق الإنسانُ، مثلُ بَصَق. و أهل اليَمَن يقولون: بَزَق الأرَضَ إذا بَذَرَها «1»

بزل

الباء و الزاء و اللام أصلان: تفتُّح الشئ، و الثاني الشدّةُ و القُوّة. فأمّا الأوّل فيقال بَزَلْتُ الشَّرابَ بالمِبْزَل أَبْزُلُه بَزْلًا. و من هذا قولهُم بَزَل البعيرُ إذا فَطَر نابُه، أي انشقَّ، و يكون ذلك لحجّتِه التّاسعة. و شَجّةٌ بازِلة إذا سَالَ دَمُها. و انبَزَل الطَّلْع إذا تفَتَّق. و من الباب البَأْزَلَة و هي المِشْيَةُ السريعة؛ لأن المُسْرِع مُفتِّح في مِشْيته. قال:
* فأدْبَرَتْ غَضْبَي تَمَشَّي البازَلَهْ «2» *
______________________________
(1) في الأصل: «ندرها»، صوابه من اللسان (بزق).
(2) البيت لأبي الأسود العجلي، كما في اللسان (بأزل، شهل) و الهمزة فيه مسهلة. و قبل البيت:
* قد كان فيما بيننا مشاهله*
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 245
و الأصل الثاني قولُهم أمر ذو بَزْل أي شِدَّة. قال عَمرُو بن شأسٍ:
يفلِّقْنَ رأْسَ الكَوكَبِ الفَخْمِ بعد ما تَدُور رَحي المَلْحاءِ في الأمْرِ ذِي البَزْلِ «1»
و من هذا قولهم: فلان نهّاضٌ ببزْلاءَ، إذا كان محتملًا للأمور العِظام.
و قال قوم، و هو هذا الأصل: ذو بَزْلاء، أي ذو رأي. أنشد أبو عُبيد «2»:
إني إذا شغلَتْ قوماً فُروجهُم رَحْبُ المسالِكِ نهَّاضٌ ببَزْلاءِ

بزم

الباء و الزاء و الميم أصلٌ واحد: الإمساك و القَبْض. يقال بَزَم علي الشئِ إذا قَبَض عليه بمُقَدَّم فيه. و الإبزيم عربيٌّ فصيح، و هو مشتق من هذا. و البَزِيم فَضْلَة الزّادِ، سمِّيت بذلك لأنه أُمْسِكَ عن إنفاقها.

بزو

الباء و الزاء و الواو أصلٌ واحد، و هو هيئةٌ من هيئات الجسم في خروجِ صدرٍ، أو تَطَاوُلٍ، أو ما أشبه ذلك. يقال للرَّجُل الذي دخَلَ ظهْرُهُ و خرَجَ صَدْرُه: هو أَبْزَي. قال كثَيِّر:
* من القَومِ أَبْزَي مُنْحنٍ مُتَباطِنُ «3» *
و قال قومٌ: تبازَي إذا حرّك عَجُزَه في مِشْيَته. قال أبو عُبيد: الإبْزَاء أن يرفع الإنسان مُؤَخَّره؛ يقال منه أَبْزَي يُبْزِي. و البَازِي يَبْزُو في تطاوله، أو إيناسه، و قد يقال له البازُ بلا ياءٍ في ضرورة الشِّعر. قال عنترةُ يذكر فَرَساً:
______________________________
(1) البيت في اللسان (13: 65) و المجمل. و في الأصل: «يقلقلن»، صوابه في اللسان و المجمل.
(2) في الأصل: «قال أبو عبيد».
(3) صدره كما في اللسان (18: 78):
* رأتني كأشلاء اللجام و بعلها*
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 246
كأنَّهُ بازُ دُجْنٍ فَوقَ مَرْقَبَةٍ جَلَا القَطَا فهو ضَارِيْ سَمْلَقٍ سَنِقْ «1»
البازِي في الدَّجْن أشَدُّ طَلَباً للصَّيد، ضَارِي سَمْلق، أي مُعتادٌ للصَّيد في السَّملق، و هي الصحراء. سَنِق: بَشِمٌ «2». و أظنُّ أنا أنَّ وصْفَه إيَّاه بالبَشَمِ ليس بجيِّد. و يقولون: أخَذْتُ مِن فُلانٍ بَزْوَ* كَذَا، أي المبلغ الذي يبلغه و يَرتَفِع إليه. و ربما قالوا أبزَيْتُ بفُلانٍ إذا بَطَشْتَ به؛ و هو من هذا لأنَّه يَعلُوه و يَقْهَرُه.

بزخ

الباء و الزاء و الخاء أصلٌ يقْرُب من الذي قبلَه. و البَزَخ خروج الصَّدْرِ و دُخولُ الظَّهر؛ يقال رجلٌ أبْزَخُ و امرأةٌ بَزْخاء. و تبازَخَتْ له المرأةُ، إذا حَرَّكَت عَجُزَها في مِشْيَتِها.

بزر

الباء و الزاء و الراء أصلان: أحدهما شئ من الحبوب، و الأصل الثَّاني من الآلات التي تستعمل عند دقِّ الشئ.
فأمّا الأوّل فمعروف. قال الدُّرَيديُّ: و قولُ العامَّة بَزْرُ البَقلِ خطأ، إنّما هو بَذْر. و في الكتاب الذي للخليل: البَزْر كلُّ حبٍّ يُبذَر، يقال بَذَرتُهُ. و بَزَرْتُ القِدْرَ بأَبزارِها.
و الأصل الثاني: البَيْزَرَة خشَبة القَصَّار التي يدُقّ بها، و لذا قال أوس:
* بأيديهم بيازيرُ «3» *
و يقال بَزَرْته بالعَصَا إذا ضربْتَهُ بها.
______________________________
(1) هذا ما يقتضيه تفسيره بعده. و رواية اللسان (7: 18): «سملق سلق» باللام و بكسر الروي. و السلق، بالتحريك: القاع الصفصف، كالسملق.
(2) في الأصل: «بشر».
(3) البيت بتمامه كما في ديوان أوس ص 8:
نكبتها ماءهم لما رأيتهم صهب السبال بأيديهم بيازير
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 247‌

(باب الباء و السين و ما يثلثهما)

بسط

الباء و السين و الطاء أصلٌ واحدٌ، و هو امتِدادُ الشَّئ في عِرَض أو غير عِرَض. فالبِساط ما يُبْسط. و البَسَاط الأرض، و هي البسيطة.
يقال مكان بَسِيطٌ و بَساط. قال:
و دونَ يَدِ الحَجّاج مِن أنْ تنالَني بَسَاطٌ لأيْدِي النَّاعِجاتِ عريضُ «1»
و يَدُ فلانٍ بِسْطٌ، إذا كان مِنْفَاقا، و البَسْطة في كلّ شئ السَّعَة و هو بَسيط الجسْمِ و الباعِ و العِلْم. قال اللّه تعالي: وَ زٰادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَ الْجِسْمِ. و من هذا الأصل و إليه يرجع، قولُهم للنَّاقة التي خُلِّيت هي و وَلَدَها لا تُمنَع منه: بُسْط.

بسق

الباء و السين و القاف أصلٌ واحد، و هو ارتِفاع الشَّئ و عُلُوُّه. قال الخليل: يقال بَسَقَتِ النَّخلةُ بُسُوقاً إذا طالَتْ وَ كَمُلَتْ. و في القرآن:
وَ النَّخْلَ بٰاسِقٰاتٍ، أي طويلات.
قال يعقوب: نخلةٌ باسقة و نَخِيلٌ بواسِقُ، المَصْدر البُسُوق. قال: و يقال بَسَق الرَّجل طَالَ، و بَسَق في عِلْمه عَلَا.
أبو زَيْدٍ عن المنْتَجِع بن نَبْهان: غَمامَةٌ باسِقَةٌ أي بيضاءُ عالية. و بواسِق السَّحاب أعالِيه.
فإن قال قائل: فقد جاء بَسق، و ليس من هذا القياس. قيل له: هذا ليس أصلًا؛ لأنّه من باب الإبدال، و ذلك أنّ السين فيه مَقام الصّاد و الأصل بَصَق.
______________________________
(1) البيت للعديل بن الفرخ كما في حماسة ابن الشجري 199 و اللسان (بسط).
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 248
ثمَّ حُمِل علي هذا شئُ آخر، و هو قولهم أبْسَقَت الشّاةُ فهي مُبْسِقٌ إذا أنْزلَتْ لبنا مِن قَبْلِ الولادةِ بشَهْرٍ و أكثَرَ من ذلك فيُحْلَب. و هذا إذا صَحَّ فكأنَّها جاءت ببُساقٍ، تَشبيهاً له ببُساق الإنسان. و الدَّليل علي ذلك أنّهم يقولون:
الجارية و هي بِكْرٌ، يصير في ثَدْيها لبَنٌ، فهل ذلك إلّا كالبُساق.
قال أبو عُبيدةَ: المِبْساق التي تَدِرُّ قبل نِتاجها. و أنشَدَ- و أكثَرُ ظَنّي أنَّ هذا شعرٌ صنَعَه أبو عبيدة-:
و مُبْسِق تُحْلَبُ نِصْفَ الحَمْلِ تدُرُّ من قبل نِتاجِ السَّخْلِ

بسل

الباء و السين و اللام أصلٌ واحد تتقارب فُروعُه، و هو المَنْع و الحبس، و ذلك قولُ العرب للحرام بَسْلٌ. و كلُّ شئ امتَنَعَ فهو بَسْلٌ.
قال زُهَير:
* فإن تُقْوِيا مِنْهُمْ فإنَّهُم بَسْلُ «1» *
و البَسالة الشَّجاعة من هذا؛ لأنّها الامتناع علي القِرْن. و من هذا الباب قولهم:
أَبْسَلْتُ الشّئَ أسلمتُهُ للهَلَكَةِ. و منه أَبْسَلْتُ وَلَدِي رهنْتُه. قال اللّه تعالي:
أُولٰئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا بِمٰا كَسَبُوا. ثُمَّ قالَ عوفُ بنُ الأحوص «2»:
و إبسالِي بَنِئَ بِغَيرِ جُرْمٍ بَعَوْنَاهُ و لا بِدَمٍ مُرَاقِ «3»
______________________________
(1) صدره كما في ديوانه 101:
* بلاد بها نادمتهم و عرفتهم*
(2) و كذا وردت العبارة في المجمل (بل).
(3) أنشده في اللسان (13: 57) برواية:
«… بدم قراض»
. ثم قال: و في الصحاح:
«… بدم مراق»
. و أنشده في اللسان (18: 80) برواية:
«… بغير بعو جرمناه و لا بدم مراق»
. و في الجمهرة (1: 317): «يصف أنه رهن بنيه في حرب كانت بينه و بين قوم اخرين». يقال بعي الذنب يبعاه و يبعوه بعوا اجترمه و اكتسبه. و قال ابن بري: «البيت لعبد الرحمن بن الأحوص». و سيأتي البيت في مادة (بعل).
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 249
و أما البُسْلَةُ فأُجرة الرَّاقِي، و قد يُرَدُّ بدقيقٍ من النّظر إلي هذا «1». و الأحسنُ عندي أن يقال هو شاذٌّ عن معظم الباب. و كان ابنُ الأعرابي يقول: البَسَل الكَرِيه الوَجْه «2»؛ و هو قياسٌ صَحِيحٌ مطّرِدٌ علي ما أصَّلْناه.

بسم

الباء و السين و الميم أصلٌ واحد، و هو إبداء مُقَدَّم الفَمِ لمسَرّة؛ و هو دون الضَّحِك. يقال بَسَم يَبْسِم و تَبَسَّم و ابْتَسَم.

بسأ

الباء و السين* و الهمزة أصلٌ واحدٌ، و هو الأُنْس بالشَّئ، يقال بَسَأْتُ به و بَسِئْتُ أيضاً. و ناقة بَسُوءُ لا تَمْنَع الحالب.

بسر

الباء و السين و الراء أصلان: أحدُهما الطَّراءة و أن يكون الشَّئ قَبْل إنَاه. و الأصل الآخر وُقوف الشَّئِ و قِلّةُ حَرَكته.
فالأوّل قولُهم لِكلِّ شئٍ غَضٍّ بُسْرٌ؛ و نباتٌ بُسْرٌ إذا كان طَرِيًّا. و ماءُ بُسْرٌ قريبُ عَهْدٍ بالسَّحاب. و ابتَسَرَ الفَحْلُ النّاقَةَ إذا ضَرَبَهَا علي غيرِ ضَبَعَة.
و يقال للشَّمس في أوَّلِ طُلوعِها بُسْرة. و من هذا قولُهمْ بَسَر الرَّجُل الحاجةَ إِذَا طَلَبها مِن غير مَوضِع الطَّلَب. و قياسُه صحيح، لأنّه كأنَّه طَلَبها قبل إناها «3» و البَسْر ظَلْمُ السِّقَاء، و ذلك شُرْبُه قبل رَوْبه.
______________________________
(1) في الأصل: «و قد يرد بدقيق من النظر أن يرد إلي هذا».
(2) البسل، بالتحريك، كما ضبط في الأصل، و كما نبه عليه في تاج العروس. و يقال أيضاً في معناه باسل و بسيل.
(3) في الأصل: «إناه».
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 250‌

(باب الباء و الشين و ما يثلثهما)

بشع

الباء و الشين و العين أصلٌ واحد و هو كرَاهَةُ الشَّئ و قلَّةُ نفُوذه.
قال الخليل: البَشَع طَعْمٌ كَرِيهٌ فيه جُفوفٌ و مَرارةٌ كطعم الهَلِيلَج البشعة.
قال: و يقال رجل بَشِعٌ و امرأةٌ بَشِعة، و هو الكريهُ رِيحِ الفَمِ مِن أنّه لا يتخلَّلُ و لا يَستَاك. و المصْدَر البَشَع و البشَاعة. و قد بَشِعَ يَبْشَعُ بَشَعاً. و الطعام البَشِع الذي لا يَسُوغ في الحَلْق.
قال ابنُ دُريد: البَشَع تَضَايُق الحَلْق بالطَّعام الخَشِن. قال ابنُ الأعرابيّ:
البَشِع الذي لا يَجُوز. يقال بَشِع الوَادِي بالنَّاس، إذا كَثُروا فيه حَتَّي يَضِيقَ بهم. و أنشد:
إذا لقِيَ الغُصُونَ انْسَلَّ منها فلا بَشِعٌ و لا جافٍ جَفُوفُ
قال الدُّريديّ: بَشِعت بهذا الأمر، أي ضِقْت به ذَرْعاً. قال النَّضْر:
نَحَتُّ مَتْنَ العُودِ حتي ذهب بَشَعُه، أي أُبَنُه. قال الضّبّيّ: الطعام البَشِع الغليظ الذي ليس بمنخولٍ، فلا يَسُوغ في الحَلْق خُشونةً.

بشك

الباء و الشين و الكاف أصلٌ واحد، و منه يتفرَّع ما يقرُبُ من الخِفّة. يقال ناقةٌ بَشَكَي، أي سَرِيعة. و يقال امرأةٌ بَشَكَي عَمُولٌ. و ابتَشَكَ فُلانٌ الكَذِبَ إذا اخْتَلقَهُ. و بَشَكْتُ الثوب قَطعْتُه. و كلُّ ذلك من البَشْكِ في السَّير و خفّة نَقْل القوائم.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 251‌

بشم

الباء و الشين و الميم أصلٌ واحد، و هو جِنْسٌ من السَّآمةِ لمأكولٍ ما، ثمَّ يُحْمَل عليه غيرُه. يقال بَشِمْتُ من الطَّعام، كأنَّك سَئِمْتَه. قال الخليل: البَشَم يُخَصُّ به الدَّسَم. قال: و يقال في الفَصِيل «1»: بَشِم مِن كَثْرَة شُرْبِ اللَّبن.
و ممّا شذّ عن الأصل البَشَامُ، و هو شجَرٌ.

بشر

الباء و الشين و الراء أصلٌ واحد: ظهور الشَّئ مع حُسْنٍ و جمال فالبَشَرة ظاهِرُ جِلْد الإنسان، و منه بَاشَرَ الرّجُلُ المرأةَ، و ذلك إفضاؤه بِبَشَرتِه إلي بَشَرتها. و سُمِّيَ البَشَرُ بَشَرًا لظُهورِهمْ. و البَشِير الحَسَنُ الوَجْه.
و البَشَارة، الجَمَال. قال الأعشي:
و رَأتْ بأنَّ الشَّيْبَ جا نَبَهُ البَشَاشَةُ و البشَارَهْ «2»
و يقال بَشَّرْتُ فُلاناً أُبَشِّرُهُ تَبشيراً، و ذلك يكون بالخَيْر، و ربما حُمِل عليه غيرُه من الشّرّ، و أظن ذلك جنساً من التَّبكيت. فأمّا إذا أُطلِقَ الكلامُ إطلاقاً فالبِشارة بالخير و النِّذارةُ بغَيرهِ. يقال أبْشَرَتِ الأرضُ إذا أخرَجَت نَبَاتَها.
و يقال ما أَحسَنَ بَشَرَةَ الأرض. و يقال بَشَرْتُ الأدِيمَ إذا قَشَرْتَ وَجْهَه.
و فلانٌ مُؤْدَمٌ مُبْشَرٌ، إذا كان كاملًا من الرِّجال، كأنَّهُ جَمَع لِينَ الأَدَمَةِ و خُشونَةَ البَشَرَة. و يقال إن بحنة «3» بنَ ربيعة، زوّج ابنَتَه فقال لامرأته:
«جَهِّزِيها فإنَّها المؤْدَمَة المُبْشَرَة «4»».
______________________________
(1) الفصيل: ولد الناقة. و في الأصل: «الفصل».
(2) البيت في ديوان الأعشي 113 و اللسان (5: 128).
(3) في الأصل: «بحبة» و أثبت ما في اللسان (5: 126).
(4) في الأصل: «فإنك المؤدمة». و في اللسان: «ابنتك المؤدمة».
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 252
و حكي بعضُهم أبْشَرْتُ الأدِيمَ، مثل بَشَرْتُ. و تَبَاشِير الصُّبحِ أَوَائلُهِ؛ و كذلك أوائِلُ كلِّ شئٍ. و لا يكونُ منه فِعْل. و المُبَشِّرَات الرِّياح التي تُبَشِّرُ بالغَيْثِ.

(باب الباء و الصاد و ما يثلثهما)

بصط

الباء و الصاد و الطاء ليس بأصلٍ؛ لأنّ الصاد فيه سين في الأصل. يقال بَصَط* بمعني بسط، و في جسم فلان بَصْطة مثل بَسْطة‌

بصع

الباء و الصاد و العين أصلٌ واحد، و هو خُروج الشَّئِ بشدّةٍ و ضِيق. قال الخليل: البَصْع الخَرْق الضيِّق الذي لا يكاد الماءُ ينفُذُ منه، يقال بَصَعَ يَبْصَعُ بَصاعةً. قال الخليل: و يقال تَبَصَّعَ العَرَقُ من الجَسَدِ إذا نَبَعَ من أُصول الشَّعَر قليلًا.
قال الدُّرَيديّ: بَصَع العَرَقُ إذا رَشَحَ. و ذكرَ أنَّ الخليل كان يُنشِد:
بأبَي بِدِرَّتها إذا ما اسْتُكْرِهَتْ إلَّا الحَمِيمَ فإنَّه يتبَصَّعُ «1»
بالصاد، يذهب إلي ما ذَكَرْنَاه. و الذي عليه الناس الضَّاد، و هو السَّيَلان.
و قال الدُّرَيديّ: البَصِيع العَرَق بعَيْنه. و مما شَذَّ عن هذا الأصل [بصعٌ، أي] شئٌ. يُحكي عن قُطْرُب: مضي بِصْعٌ من اللَّيل، أي شي‌ءٌ منه.
______________________________
(1) البيت لأبي ذؤيب الهذلي في ديوان الهذليين 17 و اللسان (بصع)، و الجمهرة (1: 296).
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 253‌

بصق

الباء و الصاد و القاف أصلٌ واحدٌ يشارك الباء و السين و القاف، و الأمرُ بينهما قريبٌ. يقال بَصَقَ بمعني بَزَقَ و بَسَقَ. قال الخليل:
و هو بالصَّاد أحْسَن. و الاسم البُصاق.
قال أبو زياد: يقال أَبصَقَتِ الشَّاةُ؛ و إِبصاقُها أن تُنزل اللَّبنَ قبلَ الوِلادِ، فيكونَ في قرارِ ضَرْعِها شئ من لَبَن و ما فَوْقَه خالٍ. قال: و ذلك من الشَّاةِ علي قِلَّةِ اللَّبن إذا وَلَدَتْ. قال: و مَباصِيق الغَنَم تُنْتَجُ بعد إنزال اللَّبن بأيَّامٍ كثيرة، و لا يكونُ لبنُها إلَّا في قَرَارِ الضَّرْع و طَرَفه.
قال بعضُهم: بصَقْتُ الشَّاةَ حلبتُها و في بطنها وَلَدٌ. قال: و البَصُوق أَبْكأُ الغَنم و أقَلُّها لبناً. قال الدُّرَيْدِيّ: بُصاقُ الإبل خِيارُها، الواحد و الجميعُ سَواء. فأما قولُهم للحَجَر الأبيض الذي يتلألأُ: بُصَاقَةُ القمر، و بَصْقَة القمر، فمُشَبَّهٌ بِبُصاقِ الإنسان. و البُصاق: جِنسٌ من النَّخل، و كأَنه مِن قِياس البُساق. و هو في بسق «1».

بصل

الباء و الصاد و اللام أصلٌ واحدٌ. البصل معروف، و به شَبَّهَ لَبيدٌ البَيضَ فقال:
فَخْمَةً ذَفْرَاءَ تُرْتَي بالعُرَي قُرْدُمانِيًّا و تَرْكاً كالبَصَلْ «2»

بصر

الباء و الصاد و الراء أصلان: أحدهما العِلْمُ بالشئ؛ يقال هو بَصِيرٌ به. و من هذه البَصيرةُ، و القِطعةُ من الدَّمِ إذا وقعَتْ بالأرض استدارت.
قال الأسْعر:
______________________________
(1) في الاصل: «بسقت».
(2) البيت في ديوانه 15 طمع فينا 1881، و اللسان (ذفر، رتي، قردم، ترك، بصل).
و سيأتي في (ترك، عرو).
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 254
راحُوا بَصَائِرُهُمْ علي أكتَافِهِمْ و بَصيرتي يَعْدُو بها عَتَدٌ وَأَي «1»
و البَصيرة التُّرْس فيما يُقال. و البَصيرَةُ: البُرْهان. و أصل ذلك كلِّه وُضُوحُ الشئ. و يقال رَأَيْتُه لَمْحاً باصراً، أي ناظراً بتحديقٍ شديد. و يقال بَصُرْتُ بالشي‌ءِ إِذا صِرْتَ به بصيراً عالماً، و أبْصَرْتُه إذا رأيتَهَ.
و أمّا الأصل الآخَر فبُصْر الشَّيْ‌ءِ غلَظُه. و منه البَصْرُ، هو أن يضمَّ أدِيمٌ إلي أديم، يخاطانِ «2» كما تُخلَطُ حاشِيَةُ الثَّوْبِ. و البَصيرةُ: ما بينَ شُقتيِ البيت، و هو إلي الأصل الأول أقرب. فأمّا البَصْرَةُ فالحجارة الرِّخوة، فإِذا سقطت الهاء قلت بِصْر بكسر الباء، و هو من هذا الأصل الثاني.

(باب الباء و الضاد و ما يثلثهما)

بضع

الباء و الضاد و العين أصولٌ ثلاثة: الأوّل الطَّائفة من الشَّئ عضواً أو غيرَه، و الثاني بُقْعة، و الثالث أن يشفي شئ بكلامٍ أو غيره.
فأمَّا الأول فقال الخليل: بَضَعَ الإنسانُ اللَّحْمَ يَبْضعُهُ بَضْعاً و [بضّعَه] يبضّعُه تبْضيعاً، إذا جَعَلَه قِطَعاً. و البَضْعة القِطْعة و هي الهَبْرَة. و يقولون: إنّ فلاناً لَشَدِيدُ البَضيِع و البَضْعة، إذا كانَ ذَا جسمٍ و لحمٍ سمينٍ. قال:
______________________________
(1) البيت من قصيدة للأسعر، هي في أول الأصمعيات. و انظر اللسان (بصر، عتد، و أي).
(2) في الأصل: «يخلطان».
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 255
* خَاظي البَضِيعِ لحمُهُ خَظَا بَظَا* «1»
قال: خَاظِي البَضِيع شَديدُ اللَّحم. و قال يعقوب: البَضِيع من اللحم جمع بَضْع، كقولِكَ عَبد و عَبيد. فأمَّا الباضِعة فهي «2» القِطعة من الغنَم، يقال فِرْق بَواضِعٌ. قال الأصمعيّ: البَضْعةُ قِطعة من اللَّحم مجتمعة، و جمعها بِضَع، كما تقول بَدْرَة و بِدَر، و تجمع علي بَضْعٍ أيضاً «3». قال زُهير:
دَماً عِنْدَ شِلْوٍ تَحْجُلُ الطَّيْرُ حَوْلَهُ و بَضْعَ لِحَامٍ في إهابٍ مقَدَّدِ «4»
و من هذا قولُهم: بضَعْتُ الغُصنَ أبْضَعُه، أي قطعْتُه. قال أوس:
و مبضوعةً مِنْ رَأْسِ فَرْعٍ شَظِيَّةً بِطَوْدٍ تَرَاهُ بالسَّحابِ مُكَلَّلَا «5»
فأمَّا المُباضَعَة التي هي المبَاشَرَة فإنَّها من ذلك، لأنَّها مُفاعَلةٌ من البُضْعِ، و هو من حَسَن الكِنايات.
قال الأصمعيّ: باضَعَ الرّجُلُ امرأتَه، إذا جامَعَها، بِضَاعاً. و في المثل:
«كمعَلّمةٍ أُمَّها البِضَاعَ»، يُضْرَبُ لِلرّجل يعلّمُ من هو أَعْلَمُ منه. قال: و يقال فلانٌ مالِكُ بُضْعِها، أي تزْوِيجها. قال الشاعر:
يا ليتَ ناكِحَها و مَالِكَ بُضْعِها وَ بَني أبِيهم كلَّهُمْ لم يُخْلَقُوا
______________________________
(1) البيت للأغلب، كما في اللسان (18: 79). و قد أنشده في (بضع) بدون نسبة. و روي البيت الألف لا الظاء، فإن بعده كما في الجمهرة (1: 301/ 3: 208).
* يمشي علي قوائم له زكا*
(2) في الأصل: «و هي».
(3) و بضعات أيضا، كما يقال تمرة و تمر و تمرات.
(4) البيت في ديوانه 227 و اللسان (بضع). و قبله:
أضاعت فلم تغفر لها غفلاتها فلاقت بيانا عند آخر معهد
(5) البيت في ديوان أوس 21، و صدره في اللسان (بضع 360).
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 256
قال ابن الأعرابيّ: البُضْع النِّكاح، و البِضاع الْجِماع.
و ممّا هو محمولٌ علي القِياس الأوَّلِ بِضاعةُ التَّاجر مِن ماله طائفةٌ منه. قال الأصمعيّ: أبضَعَ الرّجلُ بِضاعة. قال: و منه قولهم: «كمُسْتَبضِع التَّمر إلي هَجَر» يُضرَب مَثَلًا لمن يَنْقُل الشئَ إلي مَن هو أعْرَفُ به و أقدر عليه. و جمع البِضاعة بضاعات و بضائع.
قال أبو عمرو: الباضع الذي يَجْلِب بَضائِعَ الحيِّ. قال الأصمعيّ: يقال اتَّخَذَ عِرضَه بِضاعةً، أي جعله كالشئِ يُشتَرَي و يُباع. و قد أفصَحَ الأصمعيُّ بما قُلناه؛ فإنَّ في نصِّ قوله: إنما سمِّيت البضاعةُ بِضاعةً لأنها قطعة من المال تُجعَل في التِّجارة.
قال ابنُ الأعرابيّ: البضائع كالعلائق، و هي الجَنَائب بجنب مع الإبل.
و أنشد:
احمِلْ عليها إنها بَضائِعُ و ما أَضاعَ اللّٰهُ فَهْوَ ضائِعُ
و مثله.
أَرْسَلَها عَلِيقَةً و ما عَلِمْ أنَّ العَلِيقَاتِ يُلاقِينَ الرَّقَمْ «1»
و من باب الأعضاء التي هي طوائفُ من البَدَن قولُهم الشَّجَّة الباضِعة، و هي التي تشُقُّ اللَّحم و لا تُوضِح عن العَظْم. قال الأصمعيّ: هي التي تشقّ اللحم شقًّا خفيفاً. و منه
حديث عمر «أنه ضرب الذي أقْسَمَ علي أُمِّ سلَمةَ أنْ تُعطِيَه، فضَرَبَهُ أدباً له ثلاثين سوطا كلها تَبْضَعُ و تحدُرُ»
، أي تشقُّ الجِلْد و تَحْدُر الدّمَ
______________________________
(1) الشطران في اللسان (12: 136/ 15: 141) و كذا فيما سيأتي في (علق) برواية:
«… و قد علم»
.معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 257
و من هذا الباب البِضْعُ من العَدَد، و هو ما بَين الثلاثةِ إلي العشرة. و يقال البِضْع سَبعة. قالوا: و ذلك تفسير قوله تعالي: بِضْعَ سِنِينَ*. و من أمثالهم:
«تُشْرِط البِضاعَةُ»، يقول: إذا احتاج بَذَلَ بِضاعَتَه و ما عِنده.
و أمَّا البقعة فالبُضَيْع بلد، قال فيه حسَّان:
أسألْتَ رَسْمَ الدّارِ أم لم تَسألِ بَيْنَ الجَوابي فالبُضَيْعِ فحَوْمَلِ «1»
و باضع: موضع. و بَضِيع: جَبَل. و هو في شعر لَبِيد. و البَضيع البَحْر. قال.
الهذلي «2»:
فَظَلَّ يُرَاعِي الشَّمْسَ حَتي كأنّها فُوَيقَ البَضِيعِ في الشُّعاعِ خَمِيلُ «3»
و قال الدُّرَيدي: البَضِيع جزيرة تقطع من الأرض في البحر «4». فإنْ كان ما قاله ابنُ دريدٍ صحيحاً فقد عاد إلي القياس الأوَّل.
و أما الأصل الثالث فقولهم: بَضَعْتُ من الماء رَوِيت منه. و ماءُ بَضِيعٌ أي نَمِير.
قال الأصمعيّ: شربَ فلانٌ فما بَضَعَ، أي ما روِيَ. و البَضْع الرِّيّ قال الشَّيباني:
بَضَعَ بُضُوعا، كما يقال نَقَع.
______________________________
(1) البيت في ديوان حسان 207 و اللسان (بضع).
(2) هو أبو خراش الهذلي كما في اللسان (بضع، خمل) و ديوان الهذليين ص 67 مخطوطة الشنقيطي.
(3) في الأصل: «جميل» صوابه بالخاء، كما في ديوان الهذليين و اللسان. و إنشاده في الديوان و في اللسان (بضع):
«فلما رأين الشمس صارت …»
. و في اللسان (خمل):
«و ظلت تراعي الشمس …»
. (4) انظر الجمهرة (1: 301). و أنشد ابن دريد في ذلك لأبي خراش الهذلي:
سئد تجرم في البضيع ثمانيا يلوي بغيقات البحور و يجنب
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 258‌

(باب الباء و الطاء و ما يثلثهما)

بطغ

الباء و الطاء و الغين «1» أصلٌ واحد، و هو التلطُّخ بالشئ قال الراجز «2»:
* لَولَا دَبُوقاءُ ستِهِ لم يَبْطَغِ*

بطل

الباء و الطاء و اللام أصلٌ واحد، و هو ذَهاب الشئ و قِلَّة مُكثه و لُبْثه. يقال بَطَلَ الشئُ يَبطُل بُطْلًا و بُطُولًا. و سُمِّي الشيطانُ الباطلَ لأنه لا حقيقةَ لأفعاله، و كلُّ شي‌ءِ منه فلا مَرْجُوعَ له و لا مُعَوَّلَ عليه. و البَطَل الشُّجاع. قال اصحب هذا القياس «3» سُمِّي بذلك لأنه يُعرِّض نَفْسَه للمَتَالف.
و هو صحيحٌ، يقال: * بَطَلٌ بيِّنُ البُطولة و البَطَالة. و قد قالوا: امرأةٌ بَطَلَةٌ. فأمَّا قولهم في المَثَل: «مُكرَهٌ أخوكَ لا بَطَل» فقد اخْتُلِفَ فيه. قال قوم: المثل لجَرْول بن نَهْشلِ بن دارم، و كان جباناً ذا خَلْقٍ كامل، و أنَّ حَيًّا مِن العرب غَزَا بني دارم فاقتَتَلُوا هم و بنُو دارمٍ قِتالًا شديدا، حتي كَثُرتِ القَتْلي، و جاءَ جَروَلٌ فرأي رجلًا يَسُوقُ ظعِينةً، فلمّا رآهُ الرّجل خَشِيهُ لكمالِ خَلْقِه، و هو لا يعرفه، فقال جَرول: «أنا جَرْوَل بنُ نَهشَل، في الحَسَب المُرَفَّل «4»»، فعطَفَ عليه الرّجلُ و أخذَهُ و كَتَفه و هو يقول:
إِذا ما رأيت امرأَ في الوغي فذكِّرْ بنفسك يا جرولَ
______________________________
(1) في الأصل: «بطع، الباء و الطاء و العين»، صوابهما بالغين.
(2) هو رؤبة بن العجاج. انظر ديوانه 98 و اللسان (بطغ، دبق). و روايته في الديوان و اللسان (بدغ):
«… لم يبدغ»
. (3) كذا وردت هذه العبارة.
(4) الترفيل: التسويد و التعظيم. و في الأصل: «المرقل» بالقاف، تحريف.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 259
حتي انتهي به إِلي قائِد الجَيش، و قد كان عَرفَ جُبْنَ جرول، فقال: يا جَرْولُ، ما عَهدْناك تُقاتِل الأبطال، و تُحبُّ النِّزال! فقال جرول: «مُكرَهٌ أخُوكَ لا بَطَلٌ».
و قال قوم: بل المَثل لِبَيْهَس، و قد ذكر حديثُه في غير هذا الباب بطُوله.
و يقال رجل بطَّالٌ بيِّن البَطَالة. و ذَهَبَ دمُه بُطْلًا، أي هَدَرا.

بطن

الباء و الطاء و النون أصلٌ واحدٌ لا يكاد يُخْلِف، و هو إِنْسِيُّ الشي‌ءِ و المُقْبِل مِنه. فالبطن خِلاف الظهر. تقول بَطَنْتُ الرّجلَ إذا ضربْتَ بَطنَه.
قال بعضهم:
* إذا ضَرَبْتَ موقَراً فابْطُنْ لَه* «1»
و باطِنُ الأمْرِ دِخَلْتَه، خلافُ ظاهِرِه. و اللّٰه تعالي هو الباطنُ؛ لأنه بَطَنَ الأشياءَ خُبْراً. تقول: بطَنْتُ هذا الأمْرَ، إذا عرفْتَ باطنَه. و البَطِين: الرّجلُ العظيم البَطْن. و المَبْطُون العَليل البَطْن. و المِبْطان: الكثيرُ الأكْل. و المُبْطِن الخَمِيصُ البَطْن. و البُطْنانُ بُطْنانُ القُذَذ. و البَطنُ من العرب دونَ القَبيلة.
و البُطَيْنُ نَجْمٌ، يقال إنه بَطْنُ الحَمَل «2». و البِطان بِطان الرَّحْل، و هو حِزامُه، و ذلك أنه يَلِي البَطنَ.
و من هذا الباب قولُهم لِدُخَلاء الرَّجُل الذين يَبْطُنُون أمْرَه: هم بِطانَتْه.
قال اللّٰه تعالي: لٰا تَتَّخِذُوا بِطٰانَةً مِنْ دُونِكُمْ. و يقال تبطَّنْتُ الكَلأَ، إذا جَوَّلْتَ فيه. قال:
______________________________
(1) بعده كما في اللسان (16: 199):
تحت قصيراه و دون الجله فإن أن تبطنه خير له
يقول: إذا ضربت بعيرا موقرا بحمله فاضربه في موضع لا يضره، مثل بطنه.
(2) الحمل: نجوم علي صورة الحمل. و في الأصل: «الجمل»، تحريف.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 260
قَدْ تَبَطَّنْتُ و تَحتي جَسْرَةٌ حَرَجٌ في مِرْفَقَيْها كالفَتَلْ «1»

بطأ

الباء و الطاء و الهمزة اصلٌ واحد و هو البُطْءِ في الأمْر. أبطأ إبطاءً و بُطْأً «2»، و رجلٌ بَطِي‌ءٌ و قومٌ بِطَاءُ. قال:
و مبثوثةٍ بَثَّ الدّبا مُسَبْطرة رددت علي بِطَائها من سِراعِها

بطح

الباء و الطاء و الحاء أصلٌ واحد، و هو تبسُّطُ الشي‌ءِ و امتدادُه.
قال الخليل: البَطْح من قولك بَطَحَه علي وَجْهه بَطْحاً. و البطحاء: مَسِيلٌ فيه دُقَاق الحَصَي، فإذا اتَّسع و عَرُض سُمِّي أبطَح. قال ذو الرُّمَّة:
كأنَّ البُرَي و العَاجَ عِيجَتْ مُتُونها علي عُشَرِ نَهَّي به السَّيْلَ أَبطَحُ «3»
و قال في التبطح:
إذا تَبَطَّحْنَ علي المَحَامِلِ تَبَطَّحَ البَطِّ بجَنْبِ السَّاحل «4»
و تبطَّح السَّيْلُ إذا سَالَ سَيْلًا عريضاً. قال ذو الرُّمَّة:
و لا زَالَ مِنْ نَوْءِ السِّماكِ عليكُما و نوء الزُّبانَي وابِلٌ متبطِّحُ «5»
قال ابنُ الأعرابيّ: الأبطح أثَرُ السَّيل واسعاً كان أو ضيِّقا، و الجمع أباطِح.
______________________________
(1) البيت للبيد في ديوانه 11 طبع فينا سنة 1881. و عجزه في اللسان (فتل). و الكلمة الأولي من البيت ساقطة في الأصل.
(2) في الجمهرة: «أبطأ يبطئ إبطاء، و الاسم البطء يا هذا».
(3) البيت في ديوان ذي الرمة 81.
(4) البيتان في اللسان (بطح).
(5) البيت في الديوان 77 و اللسان (بطح). و الزباني: واحد زبانيا العقرب، و هما كوكبان مفترقان يسقطان في زمان الصيف. و في اللسان و الديوان
«و نوء الثريا …»
. و انظر الأزمنة و الأمكنة (1: 193، 311). و قبل البيت و هو مطلع القصيدة:
أمنزلتي مي‌سلام عليكما علي النأي و النائي يود و ينصح
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 261
قال أهلُ العربيّة: [جُمِعَ] جَمْعَ الأسماء التي جاءت علي أفعل، نحو الأحامد و الأساود، و ذلك لغلبته علي المعني، حتي صار كالاسم. قال الخليل: البَطيحة ما بين وَاسطٍ و البَصْرة ماءٌ مستَنْقِعٌ لا يُري طَرَفاه مِن سَعَتِه، و هو مَغِيض دِجلَةَ و الفُرات «1». و بَطحاء مَكَّةَ مِن هذا. قال الدُّرَيديّ: قُريش البِطاح الذين يَنزِلُون بَطحاءَ مكّة، و قُريشُ الظَّواهِرِ الذين يَنْزِلون ما حَوْلَ مكّة. قال:
فلو شَهِدَتْني مِن قُريشٍ عِصابةٌ قُريشِ البِطاحِ لا قُريشِ الظَّواهِرِ «2»
قال: فيُسمَّي التُّراب البَطْحاء؛ يُقال دَعَا ببَطحا قشرها «3». و أنشَد
شَرَّابَة لِلَبَنِ اللِّقاحِ حَلَّالة بجَرَعِ البِطاحِ
قال الفرّاء: ما بيني و بينَه إلَّا بَطْحَة، يريد قامة الرَّجُل، فما كان بينَك و بينَه في الأرض قيل بَطْحة، و ما كان بينَك و بينه في شئٍ مرتفع فهو قامة. و البُطاح مَرَضٌ شَبِيهٌ «4» بالبِرْسام و ليس* به؛ يقال هو مَبْطُوحٌ.

بطخ

الباء و الطاء و الخاء كلمةٌ واحدة، و هو البِطِّيخ. و ما أُرَاهَا أصلًا، لأنَّها مقلوبة من الطِّبِّيخ «5»، و هذا أَقْيَس و أحْسَن اطراداً. و قد كتب في بابه.
______________________________
(1) مثله في اللسان. و زاد «و كذلك مغايض ما بين بصرة و الأهواز».
(2) البيت في اللسان (بطح) و الجمهرة (1: 225)، و قد نسب في معجم البلدان (2: 213) إلي ذكوان مولي مالك الدار.
(3) كذا وردت هذه العبارة.
(4) في الأصل: «تنبيه».
(5) في اللسان: «و الطبيخ بلغة أهل الحجاز البطيخ، و قيده أبو بكر بفتح الطاء».
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 262‌

بطر

الباء و الطاء و الراء أصلٌ واحد و هو الشَّقُّ. و سُمِّي البيطار لذلك. و يقال له أيضاً المُبَيْطِر. قال النَّابغة:
شَكَّ الفَرِيصَةَ بالمِدْرَي فَأنْفَذَهَا شَكَّ المُبَيْطِر إذْ يَشْفِي من العَضَدِ «1»
فالعضَدُ دَاءٌ يأخُذُ في العَضُد.
و يُحمَل عليها البَطَر، و هو تَجاوُزُ الحَدِّ في المَرَح.
و أما قولهم: ذهب دَمُه بَطْراً، فقد يجوز أن يكون شاذًّا عن الأصل، و يمكن أن يقالْ إنّه شقَّ مَجْراه شَقًّا فذهب، و ذلك إذا أُهْدِر.

بطش

الباء و الطاء و الشين أصلٌ واحد، و هو أخْذ الشّي‌ءِ بقَهْر و غلَبةٍ و قُوّة. قال اللّٰه تعالي: إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ. و يَدٌ باطشة.

باب الباء و الظاء و ما يثلثهما

بظي

الباء و الظاء و الحرف المعتل أصلٌ واحد، و هو تمكُّن الشئ مع لِينٍ و نَعْمَةٍ فيه. يقال بَظِيَ لَحْمُه اكتَنَزَ، و لَحْمه خَظَا بَظَا. و رُبَّما قالوا خَظِيت المرأةُ و بَظِيت، و هو من ذلك الأصل، لكنَّها فيما يقال دَخيل.

بظر

الباء و الظاء و الراء أصلٌ واحدٌ لا يُقاس عليه. فالبُظَارة اللَّحمة المتدلِّية مِن ضَرْع الشَّاة، و هي الحَلَمة. و البُظارة هَنَةٌ ناتئة من الشَّفَةِ العُلْيا، لا تكونُ بكلِّ أحَدٍ.
قال عليٌّ عليه السلام لشُريحٍ في فُتْيا: «ما تقولُ أنتَ أيُّها العَبْدُ الأبْظَر»
. و اللّٰه أعلم.
______________________________
(1) في الأصل: «الفريسة»، صوابه في الديوان 20 و اللسان (عضد، بطر) و ما سيأتي في (عضد).
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 263‌

باب الباء و العين و ما يثلثهما

بعق

الباء و العين و القاف أصلٌ واحد، و هو شقُّ الشَّي‌ءِ و فَتْحُه.
ثمّ يُتَّسَع فيه فيُحمَل عليه ما يقارِبُه. قال الخليل: البُعَاقُ شدَّة الصوت. و المطر البُعاق، بَعَق الوابلُ إذا انفتح فَجْأَةً. قال أبو زياد: البُعاق من الأمطارِ أشَدُّها؛ يقال أرضٌ مبعوقةٌ. قال: و الانبعاقُ أن ينْبَعِقَ عليك الشَّئِ فجأة. و أنشد:
بينَمَا المرء آمِنٌ راعَه رَا ئِعُ حَتْفٍ لم يَخْشَ منه انبعاقَهْ «1»
و يقال: بعَقْتُ الإبِلَ، أي نَحَرْتُها. و
في الحديث: «مَنْ هَؤُلاءِ الَّذِين يَبْعَقُون لِقاحَنا»
أي ينحرونها «2». أصله من سَيلان الدَّم.
قال أبو عليّ: البَعْق الشَّقُّ الذي يكون في أَلْيَة الحَافر «3». حكي بعضُ الأعراب:
بَعَقْتُ فُلاناً عن الأمر بَعْقاً، أي مَزَّقْته و كَشَفْته. و مُنْبَعَق المَفَازةِ مُتَّسَعُها. و قال جَنْدَلٌ الطُّهَويّ:
للرِّيحِ في مَبْعَقِها المَجْهُولِ مَسَاحِبٌ مَيَّاسَةُ الذُّيُولِ
قال الضّبيّ في كَلامٍ: «كانت قِبَلَنَا ذِئْبةٌ مُجْرِيَةٌ، فأقْبَلَتْ هي و عِرْسُها «4» ليلًا، فَبَعَقَا غَنَمَنَا»، أي شقّقَا بطونَها.
______________________________
(1) البيت في اللسان (بعق 304).
(2) في الأصل: «يحجرونها». و انظر اللسان (11: 304).
(3) كذا في الأصل.
(4) عرسها، أي ذكرها. يقال للذكر و الأنثي عرسان. و في الأصل: «غرسها».
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 264‌

بعك

الباء و العين و الكاف أصلٌ واحدٌ، يجمع التجمُّعَ و الازدِحامَ و الاختِلاط. قال الدُّرَيديّ: البَعَك الغِلَظ في الجِسْم و الكَزَازَة، و منه اشتقاق بَعْكَكٍ، و هو رجلٌ من قُرَيش.
قال غيره: تركتُه في بَعكُوكةِ القوم، أي مجتمع منازِلِهم. و نري أنّه فتح الباء فقال فَعلولة، لأَنّه أخرجهُ مُخْرَجَ المصادر، مثل سار سَيرورةً، و حادَ حَيدُودَةً، و قالَ قَيْلُولة. و أنشَد:
يخرُجْنَ من بَعْكوكة الخِلاطِ و هُنَّ أمثَالُ السِّري الْأَمْرَاطِ «1»
و أمَّا البَصريُّونُ فإنَّهم يأبَوْنَ هذا البناءَ في المصادِر إلَّا للمعتَلَّات. قال بعضُ العلماء: بُعْكوكة الشئ وَسَطه. قال عُبَيْدُ بنُ أيّوب:
و يا ربِّ إلَّا تَعْفُ عَنِّي تُلْقِنِي مِنَ النَّار في بُعْكوكها المُتَدَانِي
و يقال وقع في بَعْكوكاءَ أيّ شرّ و جَلَبَة. قال الفَرَّاء: البَعْكُوكة ازدِحام الإبل في اجتماعِها، و قيل هي الجَماعةُ منها، و الجمع بَعَاكيك.
قال أبو زيد: الباعِكُ مِن الرِّجال الهالِكُ حُمْقاً، و هو من ذلك الأصل لأَنَّهُ مُخْتَلِط.

بعل

الباء و العين و اللام أصولٌ ثلاثةٌ: فالأوّل الصاحب،* يقال للزَّوج بَعْل. و كانُوا يُسَمُّون بعضَ الأصنام بَعْلًا. و من ذلك البِعالُ، و هو مُلاعَبَةُ الرَّجلِ أهْلَه. و
في الحديث في أيّام التشريق: «إنّها أيّامُ التْشْريق، إنَّها أيّامُ أَكْل و شُرْبٍ و بِعالٍ»
. قال الحطيئة:
______________________________
(1) البيت الأول في اللسان (بعك) و الثاني فيه (مرط، سرا).
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 265
و كم مِن حَصَانٍ ذاتِ بَعْلٍ تَرَكْتَهَا إذا اللَّيْلُ أَدْجَي لَمْ تَجِدْ مَنْ تُبَاعلُهْ «1»
و الأصل الثاني جِنْسٌ من الحَيْرة و الدَّهَش، يقال بَعِلَ الرجُلَ إذا دَهِشَ. و لعلَّ من هذا قولَهم امرأةٌ بَعِلةٌ، إذا كانت لا تُحسِنُ لُبْسَ الثِّياب
و الأصل الثالث البَعْل من الأرض، المرتَفِعة التي لا يُصِيبُها المطَر في السّنةِ الا مرّةً واحدةً. قال الشَّاعر:
إذا ما عَلَوْنا ظَهْرَ بَعْلٍ عَريضةٍ تَخَالُ عَلَينَا قَيْضَ بَيضٍ مُفَلَّق «2»
و مما يُحمَل علي هذا الباب الثَّالث البَعْل، و هو ما شَرِب بعُرُوقه من الأرض من غير سَقْي سَماءٍ. و هو في
قوله صلي اللّٰه عليه و آله و سلم في صدقة النَّخْل: «ما شَرِبَ مِنْهُ بَعْلًا فَفِيهِ العُشْر»
. و قال ابنُ رَوَاحة:
هنالِكَ لا أبالي نَخْل سَقْيٍ و لا بَعْلٍ و إنْ عَظُمَ الإِناءُ «3»

بعوي

الباء و العين و الواو و الياء أصلان: الجناية و أخْذُ الشئ عارِيَّةً أو قَمْراً.
فالأصل الأوّل قولهم بَعَوْتُ أبْعُو و أبْعَي، إذا اجْترَمْتَ. قال عوفُ ابنُ الأحوص:
______________________________
(1) البيت من قصيدة له في ديوانه 36- 39 يمدح بها الوليد بن عقبة بن أبي معيط. و أنشده في اللسان (13: 62).
(2) البيت لسلامة بن جندل السعدي من قصيدة له في ديوانه 15- 19 و هي من الأصمعيات.
و رواية الديوان:
«إذا ما علونا ظهر نشز كأنما»
، و الأصمعيات:
«إذا ما علونا ظهر بعل كأنما»
. و القيض: قشرة البيضة العليا، و في الأصل: «فيض» تحريف. و أنشده في اللسان برواية «عليها» و قال: «أنها- يعني البعل- علي معني الأرض».
(3) البيت لعبد اللّه بن رواحة. و قد سبق الكلام عليه في حواشي ص 52.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 266
و إبسالِي بَنِيَّ بغَيْرِ جُرْمٍ بَعَونَاهُ و لا بِدَمٍ مُرَاقِ «1»
قالوا: و مِنه بَعَوْتُه بعَينِي أي أصبتُه.
و الأصل الثَّاني البَعْو. قال الخليل: هو العاريَّة، يقال استَبْعَيْتُ منه، أي استعرت. و قال أيضاً البَعْوُ القَمْر، يقال بَعوْتُه بَعْواً أي أصبتُ مِنْه و قَمَرتُه. قال:
صَحَا القَلْبُ بعد الإلْفِ و ارتَدَّ شَأْوُهُ و رَدَّتْ عَلَيْهِ ما بَعَتْهُ تُماضِرُ «2»
قال الأصمعيّ: يقال أبْعَيْتُ فلاناً فَرَساً، في معنَي أخْبَلْتُه «3»، و ذلك إذا أَعَرْتَه إيَّاه ليغْزُوَ عليه. و الاستبعاء أن يَستعِير الرَّجلُ فَرَساً من آخَرَ يسابِق عليه. يقال استبعَيتُه فأبْعَاني؛ و هو البَعْو. قال الكميت:
ليستَبْعِيا كَلْباً بَهِيماً مُخَزَّماً و مَنْ يَكُ أفْيالًا أُبُوَّتُهُ يَفِلْ

بعث

الباء و العين و الثاء أصلٌ واحد، و هو الإثارة. و يقال بعثْتُ النّاقةَ إذا أثَرْتَها. و قال ابنُ أحمر «4»:
فبعثْتُها تَقصُ المَقَاصِرُ بَعْدَ ما كَرَبَتْ حَياةُ النَّارِ للمُتَنَوِّرِ «5»

بعج

الباء و العين و الجيم أصل واحدٌ، و هو الشَّقّ و الفَتْح. هذا و البابُ الذي ذكرنَاهُ في الباء و العين و القاف من وادٍ واحد، لا يكادانِ يَتَزَمّلان.
______________________________
(1) سبق الكلام علي البيت في حواشي مادة (بسل).
(2) أنشده في اللسان (بعا):
(3) الإخبال: أن يعطي الرجل الرجل البعير أو الناقة لينتفع بها ثم يردها إليه. قال زهير:
هنالك إن يستخبلوا المال يخبلوا و إن يسألوا يعطوا و إن ييسروا يغلوا
(4) نسب البيت التالي في اللسان (6: 409/ 7: 375) إلي ابن مقبل يصف ناقة.
(5) انظر اللسان (18: 233).
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 267
قال الخليل: بَعَجَ بطنَه بالسّكّين، أي شجّه و شقّه و خَضْخَضَهُ. قال: و قد تَبَعَّجَ السَّحابُ تبعُّجاً، و هو انفراجُه عن الوَدْق. قال:
حيثُ استهلَّ المُزْنُ أو تبعَّجا «1» *
و بَعَّجَ المطرْ الأرضَ تبعيجاً «2» و ذلك من شدّة فَحْصِه الحجارةَ. و رجُلٌ بَعِجٌ كأنَّه منفَرِج البَطْن من ضعف مَشْيه. قال:
ليلةَ أَمْشِي علي مُخَاطَرَةٍ مَشْياً رُوَيْداً كَمِشْيَةِ البَعِجِ «3»
و حكي أبو عَمرٍو: بَعَجْتُ إليه بَطْني، أي أخرجْتُ إليه بَطْني، أي أخرجْتُ إليه سِرّي «4». و يقال:
بَعَجَهُ حُزْنٌ. و بطنٌ بَعِيجٌ في معني مبعُوج. قال أبو ذؤيب:
و ذَلِكَ أعلي مِنْكِ فَقْداً لأنَّهُ كَرِيمٌ و بَطْنِي بالكرامِ بَعيجُ «5»
قال اللَّحيانيّ: رجلٌ بعيجٌ و امرأَةٌ بعيج، و نِسْوةٌ بَعْجي. و كذلك الرِّجال.
و يقال هو تَخَرُّقُ الصِّفاقِ و انْدِيالُ ما فيه. و الانديال: الزَّوال «6». قال الخليل:
باعِجَةَ الوادِي حيثُ ينبعِج و يتَّسع. قال:
______________________________
(1) البيت للعجاج في ديوانه 9 و اللسان (3: 36). و قبله:
* رعي بها مرج ربيع ممرجا*
(2) الأصل: «تبعجا» تحريف. و في اللسان: «و بعج المطر تبعيجا في الأرض فحص الحجارة لشدة وقعه».
(3) البيت في اللسان (3: 36).
(4) شاهده قول الشماخ:
بعجت إليه البطْن حتي انتصحته و ما كل من يفشي إليه بناصح
(5) البيت في القسم الأول من ديوان الهذليين ص 61 طبع دار الكتب. و إنشاده في الديوان و اللسان (بعج): «فذلك».
(6) في اللسان. «و اندال ما في بطنه من معي أو صفاق طعن فخرج ذلك منه».
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 268
* و نَصِيُّ باعِجةٍ و مَحْضٌ مُنْقَعُ «1» *
قال أبو زياد: [و] أبو فقعس: الباعجة الرُّحَيْبَة الصغيرة بَعَجَتِ الوادِيَ من أحَدِ جانبَيْه؛ و هي مِن مَنابت النَّصيّ. و يقال الباعِجة آخرُ الرَّمل، مكانٌ بين السَّهل و الحَزْن رُبما كان مرتفِعاً و ربما كان مُنْحَدِراً. قال النَّضر: الباعجة مكان مطمئنٌّ من الرِّمال كهيئة الغائط، أرض مَدْكوكة لا أسناد لها، تُنبت الرِّمْث و الحَمْضَ* و أطايب العُشْب.
و كلُّ ما تَرَكْنَاهُ من هذا الجِنْس كنَحو ما ذَكرناه «2». و باعِجة القِرْدان مَوضِعٌ في قول أوس:
* فباعِجةِ القِرْدان فالمُتَثَلِّمِ «3» *

بعد

الباء و العين و الدال أصلان: خِلَافُ القُرْبِ، و مُقابِلُ قَبْل. قالوا: البُعْد خِلاف القُرْب، و البُعْد و البَعَد الهلاك. و قالوا في قوله تعالي:
كَمٰا بَعِدَتْ ثَمُودُ أي هَلَكَت. و قياسُ ذلك واحدٌ. و الأباعد خلاف الأقارب.
قال:
إذا أنْتَ لم تَعْرُكْ بِجَنْبِكَ بَعْضَ ما يُريب مِن الأدْنَي رَمَاكَ الأباعدُ
و تقول: تَنَحَّ غير باعِدٍ، أي غيرَ صاغر. و تَنَحَّ غير بَعيدٍ أي كُنْ قريباً و أمَّا الآخَرُ فقولك جاء مِن بَعْدُ، كما تقولُ في خلافِهِ: مِن قَبْلُ.
______________________________
(1) هو في صفة فرس. و النصي: نبت سبط أبيض ناعم من أفضل المرعي. و في الأصل «نضي» تحريف. و صدر البيت كما في اللسان (3: 36):
* فأني له بالصيف ظل بارد*
(2) في الأصل: «ما ذكرناه و هو».
(3) صدره كما في ديوان أوس بن حجر 26 و اللسان (3: 36):
* و بعد ليالينا بنعف سويقة*
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 269‌

بعر

الباء و العين و الراء أصلان: الجمال، و البَعَرْ. يقال بعير و أبعِرةٌ و أباعِرُ و بُعْرَانٌ. قال بعضُ اللصوص «1»:
و إنِّي لأسْتَحْيي مِنَ اللّٰه أَنْ أُرَي أُجَرِّرُ حَبْلًا ليس فيه بَعِيرٌ
و أن أسألَ المرءَ اللَّئِيمَ بَعِيرَهُ و بُعْرَانُ رَبِّي في البلادِ كثيرُ «2»
و البَعَر معروف.

بعص

الباء و العين و الصاد أصلٌ واحد، و هو الاضطِراب. قال أبو مَهْدِيّ: تَبَعْصَصَ الشي‌ءُ ارتَكَضَ في اليَدِ و اضطَرَبَ، و كذلك تَبَعْصَصَ في النَّار، إذا أُلقِيَ فيها فأَخَذَ يعدو و لا عَدْوَ به. و الأرْنَب تتبعصَص في يَدِ الإنسان.
و يقال للحيّة إذا ضُرِبَتْ و لَوَتْ بذَنبها قد تَبَعْصَصَتْ

بعض

الباء و العين و الضاد أصلٌ واحدٌ، و هو تجزئة الشي‌ءِ. و كلُّ طائفةٍ منه بَعْضٌ. قال الخليل: بعضُ كلِّ شئٍ طائفةٌ منه. تقول: جاريةٌ يُشْبِهُ بعضُها بعْضاً. و بَعْضٌ مذكَّر. تقول هذه الدّارُ متَّصِلٌ بعضُها ببعْض. و بعّضْتُ الشي‌ءَ تبعِيضاً إذا فَرّقْتَه أجزاءً. و يقال: إنّ العَرَبَ تَصِلُ ببعض كما تصل بما، كقوله تعالي فَبِمٰا رَحْمَةٍ مِنَ اللّٰهِ و مِمّٰا خَطِيئٰاتِهِمْ. قال: و كذلك بعضُ في قوله تعالي: وَ إِنْ يَكُ صٰادِقاً يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ «3». و قال أعرابيّ: «رأيتُ غِرْبَاناً يَتَبَعْضَضْنَ» كأنّه أراد يتناوَلُ بعضُها بعضاً
______________________________
(1) هو الأحيمر السعدي، كما في ترجمته من الشعراء لابن قتيبة.
(2) و كذا ورد إنشاده في المجمل. و في الشعراء: و أن أسأل العبد»
(3) الآية 28 من سورة غافر. و في الأصل: «يعدكم به» تحريف.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 270
و ممّا شذّ عن هذا الأصل البعوضة، و هي معروفة، و الجمع بعوض. قال
* و صرت عبدا للبعوض أخضعا*
و هذه ليلة بعضة، أي كثيرة البعوض، و مبعوضة أيضا، كقولهم: مكان سبع و مسبوع، و ذئب و مذءوب. و في المثل: «كلّفتني مخّ البعوض»، لما لا يكون. قال ابن أحمر:
ما كنت من قومي بدالهة لو أنّ معصيّا له أمر «1»
كلّفتني مخ البعوض فقد أقصرت لا نجح و لا عذر «2»
و أصحاب البعوضة قوم قتلهم خالد بن الوليد في الرّدّة، و فيهم يقول الشاعر «3»:
* علي مثل أصحاب البعوضة فاخمشي «4» *

بعط

الباء و العين و الطاء ليس بأصل، و ذلك أنّ الطاء في أبعط مبدلة من دال. يقال أبعط في السّوم، مثل أبعد.
______________________________
(1) الدالهة: الضعيف النفس، كما في اللسان (دله). و في الحيوان (3: 318):
«… بمهتضم»
و في بعض نسخه:
«… بذاهلة»
، (2) البيت في الحيوان و ثمار القلوب 399.
(3) هو متمم بن نويرة كما في اللسان (8: 389)، و معجم البلدان (البعوضة).
(4) من أبيات علي روي الألف رواها ياقوت في معجمه. و عجز البيت:
* لك الويل حر الوجه أو يبك من بكي*
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 271‌

(باب الباء و الغين و ما يثلثهما)

بغل

الباء و الغين و اللام يدلّ علي قوّة في الجسم. من ذلك البغل، قال قوم: سمّي بذلك لقوّة خلقه. و قد قالوا: سمّي بغلا من التّبغيل، و هو ضرب من السّير. و الذي نذهب إليه أنّ التّبغيل مشتقّ من سير البغل.

بغم

الباء و الغين و الميم أصل يسير، و هو صوت و شبيه به لا يتحصّل فالبغام صوت النّاقة تردّده، و صوت الظّبية بغام أيضا. و ظبية بغوم. قال الشاعر «1» في النّاقة:
حسبت بغام راحلتي عناقا و ما هي ويب غيرك بالعناق
و مما يحمل عليه قولهم بغمت للرّجل بالحديث إذا لم تفسّره له.

بغو

الباء و الغين و الواو ليس فيه إلا البغو. و ذكر ابن دريد أنه التمر قبل أن يستحكم يبسه «2».

بغي

الباء و الغين و الياء أصلان: أحدهما طلب الشئ، و الثاني جنس من الفساد. فمن الأوّل بغيت الشئ أبغيه إذا طلبته. و يقال بغيتك الشّي‌ء إذا طلبته لك، و أبغيتك الشّئ إذا أعنتك علي طلبه. و البغية و البغية الحاجة.
و تقول: ما ينبغي لك أن تفعل كذا. و هذا من أفعال المطاوعة، تقول بغيت فانبغي، كما تقول كسرته فانكسر.
______________________________
(1) هو ذو الخرق؟ الطهوي، كما في اللسان (ويب بغم)
(2) انظر الجمهرة (1: 319).
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 272
و الأصل الثاني: قولهم بغي الجرح، إذا ترامي إلي فساد، ثم يشتقّ من هذا ما بعده «1». فالبغيّ الفاجرة، تقول بغت تبغي بغاء، و هي بغيّ «2». و منه أن يبغي الإنسان علي آخر. و منه بغي المطر، و هو شدّته و معظمه. و إذا كان ذا بغي فلا بدّ أن يقع منه فساد.
قال الأصمعي: دفعنا بغي السّماء خلفنا «3»، أي معظم مطرها.
و البغي: الظلم. قال:
و لكنّ الفتي حمل بن بدر بغي و البغي مرتعه وخيم «4»
و ربما قالوا لاختيال الفرس و مرحه بغي.
قال الخليل: و لا يقال فرس باغ.

بغت

الباء و الغين و التاء أصل واحد لا يقاس عليه، منه البغت، و هو أن يفجأ الشئ. قال:
* و اعظم شئ حين يفجؤك البغت «5» *

بغث

الباء و الغين و الثاء أصل واحد، يدلّ علي ذلّ الشي‌ء و ضعفه.
من ذلك بغاث الطّير، و هي التي لا تصيد و لا تمتنع. ثم يقال لأخلاط الناس
______________________________
(1) في الأصل: «من بعده»
(2) و تقول أيضا: باغت تباغي بغاء.
(3) و روي اللحياني: «دفعنا بغي السماء عنا». انظر اللسان (18: 84)
(4) البيت لقيس بن زهير، كما في حماسة أبي تمام (1: 163).
(5) ليزيد بن ضبة الثقفي. و صدره كما في اللسان (بغت):
* و لكنهم ماتوا و لم أدر بغتة*
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 273
و خشارتهم البغثاء. و الأبغث مكان ذو رمل. و هو من ذاك «1» لأنه ليّن غير صلب.

بغر

الباء و الغين و الراء أصل واحد، و فيه كلمات متقاربة، في الشّرب و معناه. فالبغر أن يشرب الإنسان و لا يروي؛ و هو يصيب الإبل أيضا. و عيّر رجل فقيل: «مات أبوه بشما و ماتت أمّه بغرا». و يقولون: بغر النّوء، إذا هاج بالمطر.
و حكي بعضهم: بغرت الأرض، إذا ليّنها المطر.

بغز

الباء و الغين و الزاء أصل، و هو كالنّشاط و الجراءة في الكلام.
قال ابن مقبل:
* تخال باغزها بالليل مجنونا «2» *
و قالوا: الباغز الرّجل الفاحش. و ذلك كلّه يرجع إلي الجرأة.

بغش

الباء و الغين و الشين أصل واحد، و هو المطر الضّعيف «3»، و يقال له البغش. و أرض مبغوشة. و جاء في الشّعر: مطر باغش «4»

بغض

الباء و الغين و الضاد أصل واحد، و هو يدلّ علي خلاف الحبّ.
يقال أبغضته أبغضه. فأمّا قوله:
______________________________
(1) في الأصل: «في ذاك».
(2) صدره كما في اللسان (بغز):
* و استحمل السير مني عرمسا أجدا*
(3) بعده في الأصل: «و يقال له الضعيف»، و هي عباره مقحمة.
(4) مثل هذا في الجمهرة (1: 292). و لم ينصا علي شاهد.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 274
و من العوادي أن تقتك ببغضة و تقاذف منها و أنّك ترقب «1»
فقيل البغضة الأعداء، و قيل أراد ذوي بغضة. و ربما قالوا بغض جدّه، كقولهم عثر. و اللّه أعلم.

(باب الباء و القاف و ما يثلثهما في الثلاثي)

بقل

الباء و القاف و اللام أصل واحد، و هو من النّبات، و إليه ترجع فروع الباب كلّه.
قال الخليل: البقل من النّبات ما ليس بشجر دقّ و لا جلّ. و فرق ما بين البقل و دقّ الشّجر بغلظ العود و جلّته، فإنّ الأمطار و الرّياح لا تكسر عيدانها، تراها قائمة أكل ما أكل و بقي ما بقي. قال الخليل: ابتقل القوم إذا رعوا البقل و الإبل تبتقل و تتبقّل تأكل البقل. قال أبو النّجم:
* تبقّلت في أوّل التّبقّل «2» *
قال الخليل: أبقلت الأرض و بقلت، إذا أنبتت البقل، فهي مبقلة. و المبقلة و البقّالة ذات البقل.
قال أبو الطّمحان في مكان باقل:
تربّع أعلي عرعر فنهاءه فأسراب موليّ الأسرّة باقل «3»
______________________________
(1) البيت لساعدة بن جؤية، كما في القسم الأول من ديوان الهذليين 168 و اللسان (بغض).
و في شرح الديوان: «تقتك، يقول أن اتقتك». و فيه: «ترقب: ترصد و تخرس».
(2) البيت في اللسان (بقل 65).
(3) النهاء: جمع نهي، بالكسر، و هو الغدير. و في الأصل: «فنهاه» صوابه من المخصص (10: 874) حيث أنشد البيت و ذكر أنه في صفة ثور.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 275
قال الفرّاء: أرض بقلة و بقيلة «1»، أي كثيرة البقل
قال الشّيباني: بقل الحمار إذا أكل البقل يبقل. قال بعضهم: أبقل المكان ذو الرّمث. ثم يقولون باقل، و لا نعلمهم [يقولون] بقل المكان، يجرونها مجري أعشب البلد فهو عاشب، و أورث الرّمث فهو وارس. قال أبو زياد: البقل اسم لكلّ ما ينبت أوّلا. و منه قيل لوجه الغلام أوّل ما ينبت: قد بقل يبقل بقولا و بقلا. و بقل ناب البعير، أي طلع.
قال الشيبانيّ: و لا يسمّي الخلا بقلا إلا إذا كان رطبا. قال الخليل: الباقل ما يخرج في أعراض الشجر، إذا دنت أيّام الربيع و جري فيها الماء رأيت في أعراضها شبه أعين الجراد قبل أن يستبين ورقه، فذلك الباقل. و قد أبقل الشّجر.
و يقال عند ذلك: صار الشّجر بقلة واحدة. قال أبو زيد: يقال للرّمث أوّل ما ينبت باقل، و ذلك إذا ضربه المطر حتي تري في أفنانه مثل رؤوس النّمل، و هو خير ما يكون، ثم يكون حانطا، ثم وارسا، فإذا جاز ذلك فسد و انتهت عنه الإبل.
فأما باقل فرجل ضرب به المثل في العيّ.

[بقم

الباء و القاف و الميم] … «2»
و قد ذكر أن البقامة الرّجل الضعيف. قال: و البقامة ما يسقط من الصّوف إذا طرق. و ذكر الآخر أنّ البقمّ الأكول الرّغيب. و ما هذا عندي بشئ.
فإن صحّ فلعلّه أن يكون إنباعا للهقمّ؛ يقال للأكول هقمّ بقمّ. و الذي ذكره
______________________________
(1) في الأصل: «بقيلة و بقيلة». و انظر اللسان (بقل 64).
(2) عنوان هذه المادة ساقط من الأصل، كما سقط أولها. و لم يشر إلي هذا السقط ببياض في الأصل، بل الكلام متصل فيه.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 276
الكسائيّ من قولهم أراد أن يتكلّم فتبقّم إذا أرتج عليه، فإن كان صحيحا فإنما هو تبكّم، ثم أقيمت القاف مقام الكاف. و أمّا البقّم فإنّ النّحويّين ينكرونه و يأبون أن يكون عربيّا. و قال الكسائيّ: البقّم صبغ أحمر. قال:
كمرجل الصّبّاغ جاش بقّمه «1» *
و أنشد آخر:
* نفيّ قصر مثل لون البقّم*
و معني الباب ما ذكرته أوّلا‌

بقي

الباء و القاف و الياء أصل واحد، و هو الدّوام. قال الخليل:
يقال بقي الشئ يبقي بقاء، و هو ضدّ الفناء. قال: و لغة طيّ بقي يبقي، و كذلك لغتهم في كلّ مكسور ما قبلها، يجعلونها ألفا، نحو بقي و رضا «2». و إنما فعلوا ذلك لأنّهم يكرهون اجتماع الكسرة و الياء، فيفتحون ما قبل الياء، فتنقلب الياء ألفا. و يقولون في جارية جاراة، و في بانية باناة، و في ناصية ناصاة. قال:
و ما صدّ عنّي خالد من بقيّة و لكن أتت دوني الأسود الهواصر
يريد بالبقيّة هاهنا البقيا عليه. و يقول العرب: نشدتك اللّه و البقيا.
و ربما قالوا البقوي. قال الخليل: استبقيت فلانا، و ذلك أن تعفو عن زلله فتستبقي مودّته. قال النابغة:
______________________________
(1) البيت للعجاج في ديوانه 64 و اللسان (بقم) و الجمهرة (1: 322). و قبله.
* يجيش من بين تراقيه دمه*
(2) في الأصل: «و بضا»، تحريف.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 277
فلست بمستبق أخا لا تلمّه علي شعث أيّ الرّجال المهذّب «1»
و يقول العرب: هو يبقي الشئ ببصره إذا كان ينظر إليه و يرصده.
قال الكميت:
ظلّت و ظلّ عذوبا فوق رابية تبقيه بالأعين المحرومة العذب «2»
يصف الحمار أنّه أراد أن يرد بأتنه فوق رابية، و انتظر غروب الشمس و كذلك بات فلان يبقي البرق إذا صار ينظر إليه أين يلّمع. قال الفزاريّ:
قد هاجني الليلة برق لامع فبتّ أبقيه و طرفي هامع
قال ابن السّكّيت: بقيت فلانا أبقيه، إذا رعيته و انتظرته. و يقال ابق لي الأذان، أي ارقبه لي. و أنشد:
فما زلت أبقي الظّعن حتي كأنّها أواقي سدي تغتالهنّ الحوائك «3»
و من ذلك
حديث معاذ رضي اللّه عنه: «بقينا رسول اللّه صلي اللّه عليه و آله و سلم»
، يريد انتظرناه. و هذا يرجع إلي الأصل الأول؛ لأنّ الانتظار بعض الثّبات و الدّوام.

[بقر

الباء و القاف و الراء «4»] أصلان، و ربما جمع ناس بينهما و زعموا أنه أصل واحد، و ذلك البقر. و الأصل الثاني التوسّع في الشئ و فتح الشئ.
______________________________
(1) الرواية في الديوان 14 و اللسان (18: 87): «و لست».
(2) العذب: جمع عذوب، بالفتح، و هو الذي لا يأكل و لا يشرب. و في الأصل:
«… و ظل عذونا …»
تحريف.
(3) هو للكميت، أو لكثير، كما في اللسان (18: 87).
(4) ليست في الأصل، و أثبتها اعتمادا علي أسلوب ابن فارس.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 278
فأمّا البقر فجماعة البقرة «1»، و جمعها أيضا البقير و الباقر، كقولك: حمير و ضئين. قال:
* يكسعن أذناب البقير الكنّس*
و قال في الباقر:
و ما ذنبه أن عافت الماء باقر و ما إن تعاف الماء إلّا ليضربا «2»
و الباقر مثل الجامل في الجمال. قال أبو عبيدة: يقال للذّكر أيضا بقرة، كما يقال للدّيك دجاجة.
قال الأصمعيّ: يقال رأيت لبني فلان بقرا و بقيرا و باقرا و باقورة. قال:
و أبقور مثل أمعوز. قال: و أنشدني ابن [أبي «3»] طرفة:
فسكّنتهم بالقول حتّي كأنّهم بواقر جلح أسكنتها المراتع «4»
قال: و البواقر جمع* لا واحد لها، و يجوز أن يكون جمع باقرة. قال:
و البقير لا واحد له، و هو جمع مثل الضّئين و الشّويّ «5».
و يقال بقر الرّجل إذا نظر إلي بقر كثير مفاجأة فذهب عقله.
______________________________
(1) في الأصل: «كجماعة البقرة».
(2) البيت للأعشي في ديوانه. 9 و الحيوان (1: 19).
(3) التكملة من اللسان (3: 248/ 5: 139) حيث أنشد البيت. و البيت لقيس بن عيزارة الهذلي، كما في اللسان (3: 248) و شرح السكري لأشعار الهذليين 148 و مخطوطة اشنقيطي من الهذليين 116. و قبل البيت كما في الديوان:
و قالوا عدو مسرف في دمائكم و هاج لأعراض العشيرة قاطع
(4) في الأصل: «الموانع» صوابه في اللسان. و أنشده في (3: 248) برواية:
«فسكنتهم بالمال …»
. (5) الشوي جمع شاه. انظر اللسان (19: 180).
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 279
و ممّا حمل علي هذا الباب قولهم في العيال البقرة، يقال جاء فلان يسوق بقرة، أي عيالا كثيرا. و قال يونس: البقرة المرأة.
و أمّا الأصل الثّاني فالتبقّر التوسّع و التفتّح، من بقرت البطن. قال الأصمعيّ:
تبقّر فلان في ماله أي أفسده. و إليه يذهب
في حديثه صلي اللّه عليه و سلم: «أنّه نهي عن التّبقّر في الأهل و المال «1»»
. قال الأصمعيّ: يقال ناقة بقير، للتي يبقر بطنها عن ولدها. و فتنة باقرة كداء البطن «2». و المهر البقير الذي تموت أمّه قبل النّتاج فيبقر بطنها فيستخرج.
قال أبو حاتم للمهر إذا خرج من بطن أمّه و هو في السّلا و الماسكة، فيقع بالأرض جسده: هو بقير؛ و ضدّه السّليل.
و من هذا الباب قولهم: بقّروا ما حولهم، أي حفروا؛ يقال: كم بقّرتم لفسيلكم. و البقّيري لعبة لهم، يدقدقون دارات مثل مواقع الحوافر. و قال طقيل:
و ملن فما تنفكّ حول متالع لها مثل آثار المبقّر ملعب «3»
و منه قول الخضريّ:
نيط بحقويها جميش أقمر جهم كبقّار الوليد أشعر «4»
______________________________
(1) و يذهب أيضا إلي أن التبقر في هذا الحديث بمعني الكثرة و السعة.
(2) في اللسان: «قال أبو عبيد: و من هذا حديث أبي موسي، حين أقبلت الفتنة بعد مقتل عثمان رضي اللّه عنه فقال: إن هذه الفتنة باقرة كداء البطن، لا يدري أني يؤتي له. إنما أراد أنها مفسدة للدين، و مفرقة بين الناس، و مشتتة أمورهم».
(3) البيت في ديوانه 22 و اللسان (5: 142) برواية:
«أبنت فما تنفك …»
. (4) البيتان في اللسان (5: 142). و الجميش: المحلوق.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 280
فهذا الأصل الثاني. و مَنْ جمَعَ بينهما ذهَب إلي أنَّ البقَر سُمِّيت لأنّها تَبْقُر الأرضَ؛ و ليس ذلك بشئ.
و مما شذَّ عن الباب قولهم بَيْقَر، إذا هاجَرَ من أرضٍ إلي ارض. و يقال بَيْقَرَ إذا تعرَّض للهَلَكة. و يُنْشَد قولُ امرئ القيس:
ألا هل أتاها و الحوادثُ جَمّةٌ بأنَّ امرأَ القَيْسِ بنَ تَمْلِكَ بَيْقَرَا «1»
و يقال بيقَرَ، أي أتي أرضَ العِراق. و يقال أيضاً بيقَرَ، إذا عَدَا مُنَكِّساً رأسَه ضَعْفاً. قال:
* كما بيقَرَ مَنْ يَمْشِي إلي الجَلْسَدِ «2» *
و قال ابنُ الأعرابيّ: بَيْقَر سَاقَ نَفْسَهُ «3». و إلي بعض ما مَضَي يرجع البقّار، و هو موضع. قال النابغة:
سَهِكينَ مِنْ صَدَأ الحديدِ كأنَّهمْ تَحْتَ السَّنَوَّرِ جِنّةُ البَقّارِ «4»
و بقر: اسم كثيب. قال:
______________________________
(1) اللسان (5: 141).
(2) البيت للمثقب العبدي، أو عدي بن الرقاع، كما في اللسان (جلسد). و نسب إلي المثقب أو عدي بن وداع كما في اللسان (بقر). و عدي بن وداع ذكره المرزباني في معجمه 252.
و الجلسد: صنم. و البيت بتمامه:
فبات يجتاب شقاوي كما بيقر من يمشي إلي الحلسد
(3) ساق نفسه، أي صار في حال الموت و النزع. و في الأصل: «شان نفسه» تحريف.
و انظر اللسان (سوق). و في اللسان (بقر) أن يبقر بمعني هلك، و بمعني مات.
(4) ديوان النابغة 35. و رواه في معجم البلدان (بقار):
«… قنة البقار»
. «و قال قنة البقار جبل لبني أسد». و انظر الحيوان (6: 189) و اللسان (6: 47/ 12: 33) و الكامل 212، 316 ليبسك. و سيأتي في (سهك).
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 281
تَنْفِي الطوارفَ عنه دِعْصَتا بَقَرٍ و يَافِعٌ من فِرِنْدادَينِ مَلْمُومُ «1»

بقع

الباء و القاف و العين أصلٌ واحدٌ ترجع إليه فروعُها كلُّها، و إنْ كان في بعضِها بُعْدٌ فالجنسُ واحدُ، و هو مخالَفةُ الألوانِ بعضِها بعضاً، و ذلك مثلُ الغُرابِ الأبقع، و هو الأسودُ في صَدْرِهِ بياضٌ. يُقال غرابٌ أبقَعُ، و كلبٌ أبقع و قال بعضُهم للحجَّاج في خيلِ ابنِ الأشْعَث: رأيتُ قوماً بُقْعاً. قال: ما البقع قال: رقَّعوا ثيابَهم من سوء الحال.
و
في الحديث «2»: «يُوشِكُ أن يُسْتَعْمَلَ عليكم بُقْعَانُ أهل الشَّام».
قال أبو عُبَيدٍ: الرُّوم و الصَّقالبة، و قَصَد باللَّفظ البَيَاض. قال الخليل: البُقْعة قِطعةٌ من الأرضِ علي غير هيئةِ التي إلي جَنْبها، و جمعها بِقاعٌ و بُقَعٌ. أبو زَيد:
هي البَقْعَةُ أيضاً بفتح الباء «3». أبو عُبَيدَة: الأبقع من الخيل الذي يكون في جَسَده بُقَعٌ متفرِّقة مخالفةٌ للونه. قال أبو حنيفة. البَقْعاء من الأَرَضِينَ التي يُصيبُ بعضَها المطرُ و لم يُصب البَعْضَ. و كذلك مُبَقَّعَةٌ، يقال أرضٌ بَقِعَةٌ إذا كان فيها بُقَعٌ من نبتٍ، و قيل هي الجَرِدَةُ «4» التي لا شَيْ‌ء فيها، و الأوّلُ أصحّ.
ابنُ الأعرابيّ: البَقْعاء من الأرض المَعْزَاءُ ذاتُ الحَصَي و الحِجارة. قال الخليل:
______________________________
(1) البيت لذي الرمة في ديوانه 571 و معجم البلدان (369) و اللسان (يقع). و عجزه في اللسان (فرند). و الطوارف: العيون. و في الأصل: «الطوارق» محرف. و الفرندادان جبلان بناحية الدهناء، يقال بدالين، و بدال ثم ذال معجمة، و قد دفن ذو الرمة في أحدهما تنفيذا لوصيته. انظر لذلك معجم البلدان و اللسان (فرند). و ذكر ابن منظور أن ذا الرمة ثني الفرنداد ضرورة.
(2) هو من كلام أبي هريرة، في اللسان (بقع).
(3) في اللسان: «و الضم أعلي».
(4) الجردة: التي لا نبات بها. و في الأصل: «الجرادة»، تحريف.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 282
البَقيع من الأرض مَوضع فيه أَرُومُ شَجرٍ من ضُروبٍ شتَّي. و به سُمِّي بَقِيع الغَرقَد بالمدينة. أبو زَيد: كلُّ جوٍّ من الأرضِ و ناحيةٍ بقيع. قال:
و رُبَّ بقيعٍ لو هَتَفْتُ بجَوِّهِ أتانِي كريمٌ يُنْغِضَ الرأس مُغْضِيا «1»
و في المثل: «نَجَّي حِماراً بالبَقِيع سِمَنُه». و الباقعة: الداهية. يقال بقعتهم باقعةُ، أي داهية؛ و ذلك أنّه أمْرٌ يَلْصَق حتّي [يذهب] أثره. قال ابنُ الأعرابيّ*:
سنةٌ بَقْعاءِ، أي مُجدِبَة.
قال أبو عبيدة: بنو البَقْعاءِ بنو هاربةَ بنِ ذُبيان، و أمُّهم البَقْعاء بنتُ سلامان بنِ ذُبيان «2». و لهم يقول بشر «3»:
و لم نَهْلِكْ لمُرَّة إذْ تَوَلّوا فسارُوا سَيْرَ هاربةٍ فغَارُوا
قال أبو المنذر «4»: يقال لهاربةَ «البَقْعاء»، و هم قليلٌ. قال: «و لم أرَ هاربِيًّا قطّ». و فيهم يقول الحُصين بن حُمَام:
و هاربةُ البَقْعاءِ أصبَحَ جَمْعُها أمامَ جُموعِ النّاسِ جمعاً مقدّماً «5»
و قال بعضهم: بقعاء قريةٌ من قري اليمامة. قال:
و لكن قَدْ أتَانِي أنَّ يحيَي يقال عليه في بَقْعاءَ شَرُّ «6»
فقلتُ له تجنَّبْ كلَّ شئ يُعابُ عليكَ إنَّ الحُرَّ حُرُّ
______________________________
(1) أنغض رأسه: حركه. و في الأصل: «ينفض الرأس».
(2) انظر لهاربة البقعاء المفضليات (1: 65/ 2: 142) و معجم البلدان (الهاربية).
(3) بشر بن أبي خازم في المفضليات (2: 142).
(4) هو أبو المنذر هشام بن محمد بن السائب الكلبي النسابة المتوفي سنة 204. و انظر معجم البلدان (الهاربية).
(5) انظر المفضليات (1: 65).
(6) البيتان لمخيس بن أرطاة الأعرجي، من أبيات في معجم البلدان (2: 251) يقولها لرجل من بني حنيفة يقال له يحيي.. و البيت الأول بدون نسبة في اللسان (9: 366).
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 283
قال ابن السِّكِّيت: يقال بُقِعَ فُلانٌ بكلام سَوْءٍ، أي رُمِيَ. و هو في الأصل الذي ذكرناه. فأما قولهم: ابْتُقِع لَونُه، فيجوز أن يكونَ من هذا، و يجوز أن يكونَ من باب الإبدال؛ لأنّهم يقولون امتُقِعَ لونُه. قال الكسائي:
إذا تغيَّر اللَّونُ من حُزْنٍ يصيبُ صاحبَه أو فزَعٍ قيل ابتُقِع.
قال ابنُ الأعرابيّ: يقال لا أدري أينَ سَقَع و بَقَع، أي أين ذهب. قال غيره:
يقال بَقَع في الأرضِ بُقُوعاً، إذا خَفِي فذهَبَ أثَرُه. قال بعضُ الأعراب:
البقعة «1» من الرجال ذُو الكلامِ الكثير الذاهبِ في غيرِ مَذْهبِه، و هو الذي يَرْمِي بالكلام لم يُعلَمْ له أوّلٌ و لا آخِرٌ. قال بعضهم: بقَعَ الرّجُلَ إذا حلَف له حَلِفاً. و عامٌ أبقَعُ و أربَدُ، إذا لم يكن فيه مَطَرٌ.

باب الباء و الكاف و ما يثلثهما

بكل

الباء و الكاف و اللام أصلان: أحدهما الاختلاط و ما أشبَهه، و الآخَر إفادةُ الشَّئِ و تَغَنُّمُه.
فالأوّل البَكِيلة، و هو أن تُؤخَذَ الحِنطةُ فتُطحَنَ مع الأَقِط فتُبْكَلَ بالماءِ، أي تُخْلط، ثم تُؤْكَل. و أنشد:
* غَضْبانُ لم تُؤْدَمْ له البَكِيلهْ «2» *
______________________________
(1) لم أجد لهذه الكلمة ضبطا و لا ذكرا فيما لدي من المعاجم، و ظني أنها بضم الباء و فتح القاف.
(2) قبله كما في اللسان (بكل):
* هذا غلام شرث النقيله*
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 284
قال أبو زياد: البَكلَة و البَكالَة الدَّقيق يُخلَط بالسَّويق، و يُبلُّ بالزَّيت أو السَّمْن. قال أبو زيد: و كذلك المَعْز إذا خالطَتْها الضَّأن. قال ابنُ الأعرابي عن امرأةٍ كانت تُحمَّقُ فقالت:
لَسْتُ إذاً لزَعْبَلهْ إنْ لم أُغَيَرْ بِكْلَتِي إنْ لم أُسَاو بالطُّوَلْ «1» تقول: إنْ لم أغيّر ما أُخلِّطُ فيه من كلامٍ و لم أطلُب الخِصالَ الشَّريفة، فلست لِزَعْبَلَة. و زَعْبَلةُ أبُوها.
زعم اللّحيانيّ أنِّ البِكْلة الهَيئة و الزِّيّ، و فسَّرَ ما ذكرناه من قول المرأةِ.
قال أبو عُبيدٍ: المتبكِّل المُخَلِّط في كلامه. و من هذا الباب قولُ أبي زيد: يقال تبكَّلَ القوم علي الرَّجُل تبكُّلًا، إذا عَلَوْهُ بالضَّربِ و الشَّتْمِ و القهر؛ لأنّ ذلك من الجماعة اختلاط.
و أمّا الأصل الثَّاني فقالوا: التبكّل التَّغَنُّم و التَّكسُّب. قال أوس:
علي خَيْرِ ما أبْصَرْتُهَا مِنْ بِضَاعةٍ لمُلْتَمِسٍ بَيْعاً بها أوْ تَبَكُّلَا «2»
قال الخليل: الإنسان يتبكّل، أي يَحْتَال.

بكم

الباء و الكاف و الميم أصلٌ واحدٌ قليل، و هو الخَرس. قال الخليل: الأبكَمُ الأخرس لا يتكلَّم، و إذا امتَنَع مِن الكلامِ جَهلًا أو تعمداً يُقال بَكَم عن الكلام. و قد يقال للذي لا يُفْصِح: إنّه لَأَبْكَمُ. و الأبْكَم في
______________________________
(1) البيت من مسدس الرجز جاء علي التمام، كما ذكر ابن بري. انظر اللسان (13: 67).
و جعله ثعلب في أماليه 541 صدر بيت و بيتا.
(2) ديوان أوس 21 و اللسان (بكل). و هو في صفة قوس.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 285
التَّفْسِير الذي وُلِدَ أخْرَسَ «1». قال الدُّرَيْدِيّ: يقال بَكِيمٌ في معني أبكم «2»، و جَمَعُوهُ علي أبكامٍ، كشَرِيفٍ و أشراف.

بكوء

الباء و الكاف و الواو و الهمزة أصلان: أحدهما البُكاء، و الآخر نُقْصَان الشي‌ءِ و قِلّتُه.
فالأوَّل بَكَي يَبْكِي [بُكاءً]. قال الخليل: هو مقصور و ممدود. و تقول:
باكَيْتُ فلاناً فبَكَيْتُه، أي كنتُ أَبْكَي منه.
قال النحويُّون: مَنْ قَصَرَهُ أجراه مُجْرَي الأدواءِ و الأمراض، و مَن مَدَّه أجراه مُجْرَي الأصواتِ كالثُّغَاءِ و الرُّغاء و الدُّعاءِ. و أنشدَ في قصره و مَدِّه:
بكَتْ عَيْني و حُقَّ لها بُكاهَا و ما يُغنِي البُكاءُ و لا العَويلُ «3»
قال الأصمعيّ: بَكَيْتُ الرجل و بَكّيْتُه، كلاهما إذا بكَيْتَ عليه؛ و أبكَيْتُه صنعت به ما يُبْكِيه. قال يعقوب: البَكّاءُ في العَرَب الذي يُنْسَبُ إليه فيقال بنو البَكّاء، هو عوف «4» بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، سُمِّيَهُ لأنَّ أمَّه تَزَوَّجَتْ بعد موت أبيه فدخل عوفٌ المنزلَ و زَوجُها معها، فظنَّهُ يُريد قَتْلَها، فبكي أشَدَّ البُكاء
______________________________
(1) في قوله تعالي: (أَحَدُهُمٰا أَبْكَمُ) من الآية 76 في سورة النحل.
(2) شاهده قوله:
فليت لساني كان نصفين منهما بكيم و نصف عند مجري الكواكب
(3) من أبيات تنسب إلي حسان بن ثابت، و عبد اللّه بن رواحة. قال ابن بري: و الصحيح أنها لكعب بن مالك. انظر اللسان (بكا) و سيرة ابن هشام 632 جوتنجن.
(4) في الاشتقاق 179 أن اسمه «عمرو».
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 286
و الأصل الآخَر قولُهم للنَّاقة القليل اللَّبن هي بَكِيئَةٌ، و بَكُؤَتْ نَبْكُؤُ بكاءةً ممدودة. و أنشد:
يُقالُ مَحْبِسُها أدْنَي لِمَرْتَعها و لو تَعَادَي بِبَكْ‌ءٍ كلُّ مَحْلُوبِ «1»
يقول: محبسها في دار الحِفاظ أقْرَبُ إلي أن تَجِدَ مرتعاً مُخْصِبا. قال أبو عُبيدٍ:
فأما
قوله صلي اللّٰه عليه و آله و سلم: «إنّا مَعْشَرَ الأنبياءِ بِكَاءٌ»
فإِنَّهُمْ قليلةٌ دُمُوعُهم. و قال زَيدُ الخليل:
و قالوا عامِرٌ سارَتْ إليكم بألْفٍ أوْ بُكاً مِنْهُ قليلِ
فقوله بُكاً نَقْصُ، و أصله الهمْز، من بكأت الناقةُ تَبْكَأُ «2»، إذا قَلَّ لبنُها. و بَكُؤت تبكُؤ أيضاً. و قال:
إنما لِقْحَتُنَا خابيةٌ جَوْنَةٌ يتبعها بِرْزِينُها «3»
و إذا ما بَكَأَتْ أو حارَدَتْ فُضَّ عن جانِبِ أخْرَي طينُها
و قال الأسْعرُ الْجُعْفِيّ «4»:
بَلْ رُبَّ عَرْجَلَةٍ أصَابُوا خَلّةً دَأَبُوا و حارَدَ لَيْلُهُمْ حتي بَكا «5»
قال: حارَدَ قَلَّ فيه المطَر؛ و بَكَا، مثلُه، فترك الهمْز.
______________________________
(1) البيت لسلامة بن جندل السعدي، من قصيدة في المفضليات (1: 122).
(2) و المصدر البك‌ء و البكوء، و البكاءة بالفتح و آخره هاء، و البكاء بالضم و آخره الهمزة.
(3) البيتان لعدي بن زيد، كما في اللسان (برزن). و أنشدهما في (حرد) غير منسوبين.
و في الأصل:
«… خائبة جونها …»
محرف. و يروي:
«… باطية»
بدل
«… خابية»
. (4) الأسعر لقب مرثد بن أبي حمران الجعفي الشاعر. و في الأصل: «الأشعري» تحريف.
و قصيدة البيت هي أول الأصمعيات.
(5) روايته في الأصمعيات: «يا رب عرجلة».
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 287‌

بكت

الباء و الكاف و التاء كلمةٌ واحدةٌ لا يُقاس عليها، و هو التَّبْكيت و الغَلَبَةُ بالحُجَّة.

بكر

الباء و الكاف و الراء أصلٌ واحدٌ يرجع إليه فرعان هما منه.
فالأوَّل أَوَّلُ الشئ و بَدْؤُه. و الثاني مشتقٌّ منه، و الثالث تشبيه. فالأول البُكرة و هي الغَداة، و الجمع البُكَر. و التبكير و البُكور و الابتكار المُضِيُّ في ذلك الوقت.
و الإبكار: البُكْرَة «1»، كما أنّ الإِصباح اسمُ الصُّبح. و باكَرْتُ الشئ إذا بكَرْتَ عليه.
قال أبو زيد: أبكرْتُ الوِرْدَ إبكاراً، و أبكرتُ الغَدَاءَ، و بكَرْتُ علي الحاجة و أبْكَرْتُ غيري، بَكَرْتُ و أبكرْتُ. و يقال رجلٌ بَكُرٌ صاحب بُكورٍ كما يقال حَذُرِ «2». قال الخليل: غيثٌ «3» باكُورٌ و هو المبكِّر في أول الوَسْمِيّ، و هو أيضاً السَّاري في أول اللّيْل و أول النهار. قال:
جَرَّتِ الرِّيحُ بها عُثْنُونَها و تَهَادَتْهَا مَدَاليجُ بُكُرْ «4»
يقال: سحابةٌ مِدْلاجٌ بَكُورٌ. و يقال بكّرَتِ الأمطارُ تبكيراً و بَكَرَتْ بُكُوراً، إذا تقدَّمَت.
______________________________
(1) في الأصل: «و البكرة».
(2) ضبطت في الأصل بضم الذال فقط، و لم تضبط «بكر» في الأصل. و الضبطان فيهما من اللسان (بكر).
(3) في الأصل: «غب».
(4) البيت لمرار بن منقذ العدوي في المفضليات (1: 77)، و الرواية فيها:
جرر السيل بها عثنونه و تعفتها مداليج بكر
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 288
الفرّاء: أبْكَرَ السَّحاب و بَكَرَ، وَ بَكَّرَ، و بكَرَتِ الشجرة و أبكرت و بكَّرَت «1» تبكِّرُ تبكيراً و بَكَرَتْ بُكُوراً، و هي بَكورٌ، إذا عَجَّلَتْ بالإِثمار و اليَنْع، و إذا كانت عادتُها ذاك فهي مِبْكار، و جمع بَكُورٌ بُكُر. قال الهُذَليّ «2»:
ذلكَ ما دِينُكَ إذْ جُنِّبَتْ في الصُّبْحِ مِثْلَ البُكُرِ المُبْتِلِ «3»
و التَّمَرَةُ باكورةٌ، و يقال هي البَكيرةُ و البَكائِرُ. و يقال أرضٌ مِبْكَارٌ، إذا كانت تنْبِتُ في أوَّلِ نبات الأرض. قال الأخطل:
* غَيْثٌ تَظَاهَرَ في مَيْثَاءَ مِبكارِ «4» *
فهذا الأصلُ الأوّل، و ما بعده مشتقٌّ منه. فمنه البَكْر من الإِبل، ما لم يَبْزُلْ بَعْدُ، و ذلك لأنَّه في فَتَاءِ سِنِّهِ و أوّلِ عُمْرِه، فهذا المعني الذي يجمَعُ بينه و بين الذي قبله، فإِذا بَزَلَ فهو جَمَلٌ. و البَكْرَةُ الأنثيَ، فإِذا بَزَلَتْ فهي ناقة.
قال أبو عبيدة: و جمعه بِكار، او أدني العدد ثلاثة أبْكرُ. و منه المثل:
«صَدَقنِي سِنُّ بَكْرِه «5»». و أصلُه أنَّ رجلًا ساوَمَ آخر ببَكْرٍ أراد شِرَاءَه و سأل البائع عن سِنِّه، فأخْبَرَه بغير الصِّدق فقال: بَكْرٌ- و كان هَرِماً- فَفَرَّهُ المشتري، فقال: «صَدَقنِي سِنُّ بَكْرِهِ».
قال التميميّ: يسمَّي البَعير بَكْراً من لَدُنْ يُرْكَب إلي أن يَرْبِع، و الأُنثي بَكرَةٌ. و القَعُود البَكْر. قال: و يقول العَرَب: «أرْوَي مِنْ بَكْرِ هَبَنَّقَةَ»
______________________________
(1) في الأصل: «و ابتكرت»:
(2) هو المتنخل الهذلي، كما أسلفت في حواشي ص 195.
(3) انظر رواية البيت فيما سبق ص 196. و في الأصل: «المبتلي»، تحريف.
(4) صدره كما في الديوان 114:
* أو مقفر خاضب الأظلاف جادله*
(5) يروي بنصب «سن» بتضمين صدق معني عرفني تعريفا، و يكون المثل تهكميا، و يروي يرفع «سن» علي أنه فاعل. انظر أول باب الصاد في أمثال الميداني، و اللسان (صدق).
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 289
و هو الذي كان يَحَمَّقُ؛ و كان بَكْرُه يَصْدُر عن الماء مع الصَّادِرِ و قد رَوِيَ، ثم يَرِدُ مع الوَارِدِ قبل أنْ يصل إلي الكلأ.
قال الخليل: و البِكْرُ من النِّساء التي لم تُمْسَسْ* قطُّ. قال أبو عبيدٍ: إذا وَلَدتِ المرأةُ واحداً فهي بِكْرٌ أيضاً. قال الخليل: يسمَّي «1» بِكْراً أو غُلاماً أو جارية.
و يقال أشدُّ الناسِ بِكْرٌ ابنُ بِكْرَين «2». قال: و بقرةٌ بِكْرٌ «3» فَتِيّةٌ لم تَحْمِل.
و البِكْرُ من كلِّ أمرٍ أولُه. و يقول: ما هَذَا الأمْرُ بِبَكِيرٍ و لا ثَنِيٍّ، علي معني ما هو بأوَّلٍ و لا ثانٍ. قال:
وقوفٌ لَدَي الأبوابِ طُلَّابُ حَاجَةٍ عَواناً من الحاجاتِ أو حاجةً بكرا «4»
و البِكْرُ: الكَرْم الذي حَمَلَ أوّلَ مَرَّة. قال الأعشي:
تَنَخَّلَها مِنْ بِكار القطاف أزَيْرِقُ آمِنُ إِكْسادِها «5»
قال الخليل: عَسَلٌ أبْكارٌ تُعَسِّلُه أبكار النَّحْل، أي أفْتاؤُها، و يقال بل الأبكارُ من الجَواري يَلِينَهُ. فهذا الأصلُ الثاني، و ليس بالبعيد من قياس الأوَّل.
______________________________
(1) أي يسمي ولدها.
(2) انظر الحيوان (3: 174/ 5: 331) و ثمار القلوب 533- 534. و اللسان (بكر 145).
(3) في الأصل: «بكرة»، تحريف.
(4) البيت للفرزدق في ديوانه 227 برواية:
«قعود لدي …»
. و قبله:
و عند زياد لو يريد عطاءهم رجال كثير قد يري بهم فقر
و نسب في اللسان (5: 145) إلي ذي الرمة، و ليس في ديوانه.
(5) بكار: جمع باكر، كصاحب و صحاب، و هو أول ما يدرك. و في الأصل: «بحار» صوابه في الديوان 51 و اللسان (5: 144).
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 290
و أمَّا الثالث فالبَكْرَةُ التي يُسْتَقَي عليها «1». و لو قال قائل إنها أعيرَتْ اسم البَكْرَة من النُّوق كان مذهباً، و البَكرة معروفة. قال امرؤُ القَيس
كأنَّ هادِيَها إذْ قَامَ مُلْجِمُها قَعْوٌ علي بَكْرَةٍ زَوْرَاءَ مَنْصُوبُ «2»
و ثَمَّ حَلَقات في حِلْية السَّيف تسمَّي بَكَرَاتٍ. و كلُّ ذلك أصلُه واحد.

بكع

الباء و الكاف و العين أصلٌ واحد، و هو ضربٌ متتابع، أو عَطَاءٌ مُتَتابِع، أو ما أشْبَهَ ذلك. قال الخليل: البَكْعُ شِدّة الضَّرْبِ المتتابع، تقول: بَكَعْنَاه بالسَّيف و العصا بَكْعاً.
و مما هو محمولٌ عليه قياساً قول أبي عُبيد: البكع أن يستقبل الرَّجلَ بما يكره.
قال التميميّ: أعْطاهُ المالَ بَكْعا و لم يُعطِهِ نُجُوماً، و ذلك أنْ يُعْطِيَه جُملة- و هو من الأوّل؛ لأنه يتابِعُه جُمْلةً و لا يُواتِرُه.
و يقال بَكَعْتُه بالأمر: بكَّتُّه. قال العُكْلي: بَكَعَه بالسيف: قَطَعه.
______________________________
(1) يقال بسكون الكاف و فتحها.
(2) كذا وردت نسبته إلي امرئ القيس، و ليس في ديوانه. و هو في كتاب الخيل لأبي عبيدة 71 منسوب إلي رجل من الأنصار. و لعل هذا الأنصاري الذي يعنيه، هو إبراهيم بن عمران.
الأنصاري، انظر اللسان (2: 170).
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 291‌

باب الباء و اللام و ما يثلثهما في الثلاثي

بلم

الباء و اللام و الميم أصلان: أحدهما ورمٌ أو ما يشبهه، و الثاني نَبْتٌ.
فالأوّل بَلَمٌ، و هو داءٌ يأخُذُ الناقةَ في حَلْقَة رَحِمِها. يقال أَبْلَمَتِ الناقةُ إِذا أخَذَها ذلك. الفَرَّاء: أبْلَمَتْ و بَلِمَتْ إِذا وَرِم حَياؤُها.
قال أبو عُبيدٍ: و مه قولهم لا تُبَلِّمْ عليه أي لا تُقَبِّحْ. قال أبو حاتم: أَبلَمَتِ البَكْرَة إِذا لم تَحْمِلْ قَطُّ؛ و هي مُبْلِمٌ، و الاسم البَلَمَة.
قال يعقوب: أَبْلَمَ الرَّجُل إذا وَرِمَتْ شفتاه، و رأيت شَفَتَيْه مُبلَمتينِ «1».
و الإِبلام أيضاً: السُّكوت، يقال أبْلَمَ إذا سَكَتَ.
و الأصل الثاني: الأبلم ضربٌ من الخُوصِ «2». قال أبو عمرو: يقال إِبلِم و أَبلَمٌ و أُبلُمٌ. و منه المَثل: «المال بَيني و بينك شِقَّ الأُبْلمُةَ» و قد تكسر و تفتح، أي نصفين؛ لأنّ الأبلمة إذا شقت طولا انشقت نصفين من أولها إلي آخرها، و برفع بعضهم فيقول: «المالُ بيني و بينك شِقُّ الأبلمة»، أي هو كذا.

بله

الباء و اللام و الهاء أصلٌ واحد، و هو شبه الغَرَارة و الغَفْلة.
قال الخليل و غيره «3»: البَلَه ضَعْف العقل،
قال رسول اللّٰه صلي اللّٰه عليه و آله و سلم:
______________________________
(1) في الأصل: «وأيت شفتيه مبلمتيه» صوابه من اللسان (14: 320).
(2) هو خوص المقل.
(3) في الأصل: «أو غيره».
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 292
«أكثَرُ أهلِ الجَنَّة البُلّهُ»
يريد الأكياسَ في أمر الآخرة البُلْهَ في أمر الدُّنيا.
و
قال الزِّبرقانُ [بن] بدرٍ: «خيرُ أولادِنا الأبلَهُ العقُول»
يُراد أنه لشدّة حَيائِهِ كالأبله، و هو عَقُولٌ. و يقال شَبَابٌ أبلَهُ، لما فيه من الغَرَارة. و عَيْشُ الأبلَهِ قليلُ الهُموم. قال رؤبة «1»:
* بَعْدَ غُدانِيِّ الشَّبَابِ الأَبلَه*
فأمَّا قولهم: «بَلْهَ» فقد يجوز أن يكون شاذًّا، و محتَمِلٌ علي بُعْدٍ أن يردَّ إِلي قياس الباب، بمعني دَعْ. و هو الذي جاء
في الحديث: «يقول اللّٰه تعالي: أَعدَدْتُ لِعِبادِي الصَّالحينَ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ و لا أُذُنٌ سَمِعَتْ، و لا خَطَرَ عَلَي قَلْبِ بَشَر، بَلْهَ ما أَطْلَعْتُهُمْ عليه»
أي دَعْ ما أطْلَعْتُهُم عليه، اغْفُلْ عنه.

بلوي

الباء و اللام و الواو و الياء، أصلان: أحدهما إخلاق «2» الشئ، و الثاني نوعٌ من الاختبار، و يحمل عليه الإخبار أيضا.
فأمَّا الأوَّل فقال الخليل: بَلِي يَبْلي فهو بالٍ. و البِلَي مَصْدَرُه. و إذا فتح فهو البَلَاء، و قال قوم هو لُغة. و أنشد:
و المرء يُبْليه بَلاءَ السِّرْبالْ مَرُّ الليالي و اختلافُ الأحوالْ «3»
و البَلِيَّةُ: الدابَّة التي كانت في الجاهلية تُشَدُّ عند قَبْرِ صاحبِها، و تشَدّ علي رأسِها وَليَّةٌ، فلا تُعلَفُ و لا تُسقَي حتي تموت. قال أبو زُبيد:
______________________________
(1) ديوان رؤبة 165 و المجمل و اللسان (بله). و قبله:
إما تريني خلق المموه براق أصلاد الجبين الأجله
(2) في الأصل: «إخلاف»، تحريف.
(3) البيتان للعجاج في اللسان (18: 91). و قد نسبا إليه ايضا في المجمل، و ليسا في ديوانه.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 293
كالبَلَايا رُءوسُها في الوَلَايا مانِحاتِ السَّمومِ حُرَّ الخُدُودِ «1»
و منها ما يُعقر عند القَبرِ حتي تَمُوت. قال:
تَكُوسُ به العَقْرَي علي قِصَدِ القَنَا كَكَوْسِ البَلَايَا عُقِّرَتْ عِنْدَ مَقْبَرِ
و يقال منه بَلَّيْتُ البَلِيَّةُ. قال اليزيديّ: كانت العرب تَسْلَخُ راحلةَ الرَّجُل بعدَ مَوته، ثم تحشوها ثُماماً ثم تتركُها علي طَرِيقِه إلي النَّادي. و كانوا يزعمون أنَّها تُبْعَث معه، و أنَّ مَنْ لم يُفعل به ذلك حُشِر راحلًا.
قال ابنُ الأعرابيّ: يقال بَلَّي عليه السَّفَرُ و بَلَّاهُ. و أنشد:
قَلُوصان عَوْجَاوَانِ بَلَّي عليهما دُؤُوبُ السُّري ثمَّ اقتحامُ الهواجرِ «2»
يريد بَلَّاهُما.
قال الخليل: تقول ناقةٌ بِلْوُ سفرٍ، مثل نِضْو سفَر، أي قد أبْلَاها السَّفر. و بِلْيُ سَفَر، عن الكسائيّ.
و أمّا الأصل الآخَر فقولهم بُليَ الإنسانُ و ابتُلِيَ، و هذا من الامتحان، و هو الاختبار. و قال:
بُلِيتُ و فِقْدانُ الحبيبِ بَلِيَّةٌ و كم مِن كريمٍ يُبْتَلي ثم يَصبرُ
و يكونُ البَلَاءُ في الخير و الشرّ. و اللّٰه تعالي يُبْلي العَبْدَ بلاءً حسناً و بَلاءً سِيِّئا، و هو يرجع إلي هذا؛ لأن بذلك يُختَبَر في صَبْرِه و شُكْرِه.
______________________________
(1) البيت في اللسان (18: 92).
(2) البيت لذي الرمة في ديوانه 298. و ورد في اللسان (18: 92) بدون نسبة. و صواب روايته:
«قلوصين عوجاوين …»
لأن قبله:
ستستبدلين العام إن عشت سالما إلي ذاك من إلف المخاض البهازر
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 294
و قال الجعديّ في البلاء أَنَّهُ الاختبار:
كَفَانِي البَلَاءِ و أَنِّي امرُؤٌ إِذا ما تَبَيَّنْتُ لَم أَرْتَبِ
قال ابنُ الأعرابيّ: هي البِلْوَة و البَلِيَّة و البَلْوَي. و قالوا في قول زهير:
* فأبلَاهُما خَيْرَ البلاءِ الذي يَبْلو* «1»
معناه أعطاهُما خَيْرَ العطاءِ الذي يَبْلو به عِبادَه.
قال الأحمر: يقول العرب: نَزَلَتْ بَلَاءِ، علي وزن حَذَامِ.
و مما يُحمَل علي هذا الباب قولهم: أبليتُ فُلاناً عُذْرا، أي أعلمته و بيَّنْتُه «2» فيما بيني و بينه، فلا لَومَ عليَّ بَعْدَ.
قال أبو عُبيد: أَبلَيْتُه يميناً أي طيَّبْت نفسَه بها قال أوس:
كأنَّ جديدَ الدار يُبْلِيكَ عنهُم نَقِيُّ اليَمِينِ بَعْدَ عَهدِكَ حَالفُ «3»
قال ابن الأعرابيّ: يُبْلِيك يُخْبِرك. يقول العرب: أَبْلِنِي كذا، أي أخبِرْني؛ فيقول الآخر: لا أُبْلِيك. و منه حديث أمِّ سَلَمة، حين ذَكَرَتْ
قولَ النبي صلي اللّٰه عليه و آله و سلم: «إنَّ مِن أصحابي مَنْ لا يَرَانِي بعد أَنْ أُفَارِقَه» فسألهَا عُمَرُ: أَ مِنْهُمْ أنا؟ فقالت: لا، و لن أُبْلِيَ أحداً بَعْدَك.
أي لن أُخْبِرَ.
قال ابنُ الأعرابيّ: يقال ابتليْتُه فأبلانِي، أي استَخْبَرْتُه فأخبَرَني.
______________________________
(1) صدره كما في الديوان 109 و اللسان (بلا):
* جزي اللّٰه بالإحسان ما فعلا بكم*
(2) أي بينت العذر. و في اللسان: «أي بينت وجه العذر لأزيل عني اللوم»
(3) كذا، و له وجه. و في الديوان 14 و اللسان (18: 93):
«تقي اليمين …»
بالتاء.
يقول: طمست معالم الدار و استوي وجه أرضها، فكأن ذلك الجديد يخبرك إخبار الحالف أنه ما حل بهذه الدار من قبل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 295
ذِكْر ما شذَّ عن هذين الأصلين: قال الخليل: تقول: الناس بذي بَلِيٍّ و ذي بِلِيِّ «1»، أي هم متفرِّقون. قال أبو زيد: هم بذي بليانَ أيضاً «2»، و ذلك إِذا بَعُدَ بعضُهم [عن بعضٍ] و كانوا طوائفَ مع غير إمامٍ يجمعُهم. و منه
حديث خالدٍ لمَّا عزَلَه عُمرُ عن الشَّام: «ذاك إذا كانَ النَّاس بذي بَليّ، و ذي بَلّي» «3»
و أنشد الكسائيّ في رجلٍ يطيل النَّوم:
يَنامُ و يذهب [الأقوامُ] حتَّي يُقَالَ [أتَوْا] عَلَي ذي بِلِّيَانِ «4»
و أمَّا بَلَي فليست من الباب بوجهٍ، و الأصل فيها بَلْ.
و بَلِيِّ ابنُ عمرو بن الحاف بن قُضاعة، و النِّسبة إِليه بَلَوِيٌّ. و الأبْلاء: اسمُ بئر. قال الحارث:
فرياضُ القَطا فأودِيةُ الشُّر بُبِ فالشُّعبتَانِ فالأبْلاءُ «5»

بلت

الباء و اللام و التاءِ أصلٌ واحد، و هو الانقطاع. و كأنَّه من المقلوب عن بَتَل. يقول العرب: تكَلَّم حَتَّي بَلِتَ «6». قال الشَّنفرَي:
* عَلَي أَمِّها و إنْ تُخَاطِبْكَ تَبْلَتِ «7» *
______________________________
(1) و فيه لغتان أخريان، و هما: بلي، كحتي؛ و بلي، كإلا.
(2) يقال بليان، بالتحريك، و بليان بكسرتين مع تشديد الياء. و يري ابن جني أنه علم للبعد فهو غير مصروف. انظر اللسان (18: 94).
(3) ليس يدري التكرار، أهو من كلام خالد، أم من كلام الرواة لبيان اختلاف الرواية.
و الظاهر من مخالفة صاحب اللسان بين ضبط الكلمتين أنهما بيان للرواية.
(4) ورد البيت في الأصل منقوصا منه الكلمتان اللتان أثبتهما من اللسان (18: 94).
و روايته في اللسان:
«تنام و يذهب …»
علي الخطاب.
(5) البيت من معلقته. انظر التبريزي 241.
(6) يقال بلت من بابي نصر و تعب، و أبلت أيضا.
(7) صدره كما في المفضليات (1: 107) و اللسان (2: 315).
* كأن لها في الأرض نسياً تقصه*
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 296
فأمَّا قولهم: مَهْرٌ مَضمونٌ مبلَّت، فهو في هذا* أيضاً؛ لأنّه مقطوعٌ قد فُرِغ منه. علي أنَّ في الكلمة شكًّا «1». و أنشَدُوا:
* و ما زُوِّجَتْ إِلَّا بِمَهْرٍ مُبَلَّتِ* «2»
و يقال إنَّ البَليتَ كَلَأَ عامَين، و هو في هذا؛ لأنه يتقطّع و يتكَسَّر. قال:
رَعَيْنَ بَليتاً ساعةً ثم إنّنا قطَعْنا عليهنَّ الفِجاج الطوامِسَا «3»

بلج

الباء و اللام و الجيم أصلٌ واحدٌ منقاس، و هو وضوحُ الشَّئ و إشراقُه. البَلَجُ الإشراق، و منه انبلاج الصُّبح. قال:
* حتَّي بدَتْ أعناقُ صُبْحٍ أبْلَجا* «4»
و يقول العرب: «الحقُّ أبْلَجُ و الباطلُ لَجْلَجٌ». و قال:
ألم تَرَ أنَّ الحقَّ تلقاهُ أبْلَجاً و أنَّك تلقَي باطِلَ القومِ لجْلَجَا «5»
و يقال للذي ليس بمقْرُونِ الحاجبيْن أبلج، و ذلك الإشراقُ الذي بينهما بُلْجة. قال:
أبلَجُ بينَ حاجِبَيه نُورُه إذا تعدي رُفْعَت مبتوره «6»
______________________________
(1) ذكر في المجمل أنها لغة حمير، و كذا كتب ابن منظور.
(2) أنشد هذا الجز في اللسان (2: 316).
(3) في الأصل:
«… عليها الفجاح الطوامسا»
، صوابه من المجمل.
(4) البيت للعجاج في ديوانه 9 و اللسان (بلج).
(5) أنشده في الجمهرة (1: 212).
(6) كذا ورد هذا البيت.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 297‌

بلح

الباء و اللام و الحاء أصلٌ واحد، و هو فُتورٌ في الشَّئ و إعياءٌ و قِلَّةُ إحكام، و إِليه ترجع فُروعُ البابِ كلِّه. فالبَلَح الخَلَالُ، واحدته بَلَحة، و هو حَمْل النّخل مادام أخضَرَ صِغاراً كحِصْرِم العِنَب. قال أبو خيرة: ثَمَرَةُ السَّلَم تسمَّي البَلَحَ ما دامت «1» لم تَنْفتق، فإذا انفَتَقَتْ فهي البَرَمَة. أبو عبيدة: أبْلَحَت النَّخلة إذا أخرجَتْ بَلَحَها. قال أبو حاتم: يقال للثَّري إذا يَبِس- و هو التّراب النَّدِيّ- قد بَلَحَ بلُوحاً. و أنشد:
حَتَّي إذا العودُ اشتهي الصَّبُوحا و بَلَحَ التُّرْبُ له بُلُوحا
و من هذا الباب بَلَحَ الرَّجُلُ إذا انقَطَعَ من الإعياء فلم يَقْدِرْ علي التحرُّك.
قال الأعشي:
و إذا حُمّل ثِقْلًا بعضُهُمْ و اشْتَكَي الأوْصَالَ مِنه و بَلَحْ «2»
و قال آخر «3»:
ألَا بَلَحَتْ خَفَارَةُ آلِ لَأْيٍ فلا شَاةً تَرُدُّ و لا بَعِيرا
قال الشيبانيُّ: يقال بَلَحَ إذا جَحَدَ. قال قُطرب: بَلَحَ الماءِ قلّ، و بَلَحَت الركيّة. قال:
ما لَكَ لا تَجُمُّ يا مُضَبَّحُ قد كنتَ تَنْمِي و الرَّكِيُّ بُلَّحُ
و يقال بَلَحَ الزَّنْدُ إذا لم يُورِ. قال العامريّ: يقال بَلَحَتْ عَلَيَّ راحلتي، إذا كَلَّتْ و لم تشايِعْني. و يقال بَلَحَ البَعيرُ و بَلَحَ الرّجلُ إذا لم يكن عنده شَئ. قال:
______________________________
(1) في الأصل: «ما دام».
(2) البيت في ديوانه 160. و عجزه في اللسان (3: 228). و رواية الديوان:
و إذا حمل عبئا بعضهم فاشتكي الأوصال منه و أنح
(3) هو بشر بن أبي خازم، كما في اللسان (3: 238).
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 298
مُعْترِفٌ للرُّزْءِ في مالِهِ إذا أكَبَّ البَرَمُ البالحُ
و مما شَذَّ عن الباب البُلَح، طائر، و البَلَحْلحة: القصعة لا قعر لها «1».

بلخ

الباء و اللام و الخاء أصلٌ واحدٌ، و هو التكبُّر، يقال رجل أبْلَخُ. و تبلّخ: تكَبَّر.

بلد

الباء و اللام و الدال أصلٌ واحد يتقارب فُروعُه عند «2» النَّظر في قياسه، و الأصل الصدْر. و يقال وضَعَت النّاقةُ بَلْدَتَها بالأرض، إذا بَرَكت.
قال ذو الرُّمَّة:
أنيخت فألْقَتْ بَلْدَةً فوقَ بَلْدَةٍ قَليلٍ بها الأصواتُ إلّا بُغامُها «3»
و يقال تبلَّد الرَّجلُ، إذا وضَعَ يَدَهُ علي صَدْره عند تَحيُّرِه في الأمر. و الأبْلد الذي ليس بمقْرُونِ الحاجبَيْن؛ يقال لما بين حاجبيه بَلْدَة. و هو من هذا الأصل؛ لأنَّ ذلك يشبه الأرض البلدة. و البَلْدة: النَّجم، يقولون هو بَلْدة الأسد، أي صدره «4». و البَلد: صدْرُ القُري. فأمّا قول ابن الرِّقاع:
______________________________
(1) ليست في اللسان و لا في المخصص في باب (القصاع). و في القاموس: «و البلحلح القصعة لا قعر لها». و أورد اللسان في (زلح) و المخصص (5: 58): «الزلحلحة» بمعناها و أنشد فيهما:
ثمت جاءوا بقصاع ملس زلحلحات ظاهرات اليبس
(2) في الأصل: «عن».
(3) البيت في ديوان ذي الرمة 638 و اللسان (4: 63).
(4) في اللسان و الأزمنة و الأمكنة (1: 194، 313) أنها موضع لا نجوم فيه. و ذكر الجوهري أنها ستة أنجم من القوس.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 299
* مِنْ بَعْدِ ما شمِلَ البِلَي أبلادَها «1» *
فهو من هذا. و قالوا: بَلِ البلدُ الأثَر، و جمعه أبلاد. و القولُ الأولُ أقْيَس.
و يقال بَلّد الرّجُل بالأرض، إذا لَزِق بها. قال:
إذا لم يُنازِعْ جاهِل القومِ ذُو النُّهي و بَلّدَتِ الأعلامُ باللَّيلِ كالأَكَمْ «2»
يقول: كأنَّها لزِقَتْ بالأرض. و قال رجلٌ من تميمٍ يصِفُ حَوضا:
و مُبْلِدٍ بَيْنَ مَوْماةٍ بمَهْلَكَةٍ جاورْتُه بِعَلاةِ الخَلْق عِلْيانِ «3»
يذكر حوضاً لاصقاً بالأرض. و يقال أبْلَدَ الرَّجُلُ إبلاداً، مثل تبلّد سواء.
و المبَالدة بالسُّيوف مثل المُبَالطة. و قال بعضهم: اشتقّ من الأوّل، كأنهم لزِموا الأرضَ فقاتلوا عليها. و البالد قياساً المقيم بالبَلَد.

بلز

الباء و اللام و الزَّاء* ليس بأصلٍ. و فيه كُلَيمات، فالبِلِزُ المرأة القصيرة. و يقولون البَلْأز: القصير من الرِّجال «4». و البَلْأزَة: الأَكْل. و في جميعِ ذلك نظرُ‌

بلس

الباء و اللام و السين أصلٌ واحد، و ما بَعْدَه فلا معوَّلَ عليه.
______________________________
(1) صدره كما في اللسان (4: 64) و الأغاني (1: 115، 118/ 8: 176، 177):
* عرف الديار توهماً فاعتادها*
(2) البيت في اللسان (4: 65) بدون نسبة كما هنا.
(3) و كذا جاءت روايته في اللسان (4: 63)، لكن في (19: 235):
«و متلف بين موماة …»
. (4) الذي في اللسان أن «البلز الرجل القصير». و أما «البلأز» فقد ذكره اسما من أسماء الشيطان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 300
فالأصلُ اليَأْسُ، يقال أَبْلَسَ إذا يَئِسَ. قال اللّٰه تعالي: إِذٰا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ «1» قالوا: و من ذلك اشتُقّ اسم إِبْليس، كأَنَّهُ يَئِسَ مِنْ رحمة اللّٰه.
و من هذا الباب أبْلَسَ الرجُلُ سَكَتْ، و منه أبْلَسَتِ النّاقة، و هي مِبْلَاسٌ، إذا لم تَرْغُ «2» مِنْ شِدَّةِ الضَّبَعَة: فأما قولُ ابنِ أحمر:
عُوجي ابنَةَ البَلَسِ الظَّنُونِ فقد يَرْبُو الصَّغِيرُ و يُجْبَرُ الكسْرُ
فيقال إِنَّ البَلَسَ الواجم.

بلص

الباء و اللام و الصاد، فيه كلماتٌ أكثرُ ظَنِّي أن لا مُعوَّلَ علي مثلها، و هي مع ذلك تتقارب. يقولون بلَّصتِ الغنم إذا قلّت ألبانها، و تبلَّصت الغَنَمُ الأرضَ إذا لم تدَعْ فيها شيئاً إلّا رَعَتْه.
و تبلَّصتُ الشي‌ءَ، إذا طلِبْتَه في خَفاءِ «3». و في ذلك عندي نَظَر.

بلط

الباء و اللام و الطاء أصلٌ واحد، و الأمر فيه قريبٌ من الذي قبلَه. قالوا لبَلَاط كلُّ شئٍ فرشْتَ به الدار مِن حَجَر و غيره. قال ابن مُقْبِل:
في مُشْرِفٍ لِيطَ لَيّاقُ البلاط به كانت لِسَاسَتِه تُهْدَي قَرَابِينا
يقول: هي مَصْنَعَةٌ لنَصارَي يتعبَّدُون فيها، في مُشْرِفٍ ألْصِق. لَيَّاق أي لصَّاق يقال ما يَلِيق بك كذا، أي لا يَلْصَق. يذكر حُسْنَ المكانِ و أُنسَه بالقُرْبان
______________________________
(1) من الآية 77 في سورة المؤمنين. و في الأصل: «فإذا» تحريف. أما التي فيها الفاء فهي الآية 44 من سورة الأنعام: (فَإِذٰا هُمْ مُبْلِسُونَ) بدون ذكر «فيه». و في الآية 75 من الزخرف: (وَ هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ).
(2) لم ترغ، من الرغاء، و هو صوتها. و في الأصل: «لم ترع» مع ضبط العين المهملة بالفتح، و الصواب من المجمل و اللسان و القاموس، و هو ما يقتضيه الكلام.
(3) لم يذكر اللسان في المادة شيئا من هذه المعاني، و ذكرت جميعها في القاموس
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 301
و المصابيح. فإنْ كان هذا صحيحاً- علي أنَّ البَلاط عندي دخيل- فمنه المُبالَطَة، و ذلك أنْ يتضارب الرَّجلانِ و هما بالبَلاط، و يكونَا في تقارُبهما كالمتلاصِقَين.
و أَبْلَطَ الرّجُل افتَقَرَ فهو مُبْلِطٌ؛ و ذلك من الأوّل، كأنَّه افتَقَرَ حتي لَصِقَ بالبَلاط، مثل تَرِبَ إذا افتَقَرَ حتي لَصِقَ بالتراب. فأمّا قولُ امرئ القيس:
* نزلتُ علي عمرِو بن دَرْمَاءَ بُلْطَةً* «1»
فيقال هي هَضْبَةٌ معروفة، و يقال بُلْطةً مفاجأةً. و الأوّل أصحُّ.

بلع

الباء و اللام و العين أصلٌ واحد، و هو ازدراد الشئ. تقول:
لمِعْتُ الشي‌ءَ أبْلَعُه. و البالوع «2» من هذا لأنه يَبْلَعُ الماء. و سَعْدُ بُلَعَ نجمٌ.
و البُلَعُ السَّمّ في قَامَة البَكْرَة «3». و القياس واحدٌ، لأنَّه يَبْلَعُ الخشبة التي تسلكه. فأمّا قولهم بَلَّعَ الشَّيبُ في رأسه فقريبُ القياسِ من هذا؛ لأنَّه إِذا شَمِل رأسَه فكأنَّه قد بَلِعَه.

بلغ

الباء و اللام و الغين أصلٌ واحد و هو الوُصول إلي الشي‌ء.
تقول بَلَغْتُ المكانَ، إذا وصَلْتَ إِليه. و قد تُسَمَّي المُشَارَفَةُ بُلوغاً بحقِّ المقارَبة.
قال اللّٰه تعالي: فَإِذٰا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ. و من هذا الباب
______________________________
(1) ليس في ديوانه. و أنشده في اللسان (بلط) منسوبا إليه، و كذا في معجم البلدان (2:
27). و ورد بدون نسبة في الجمهرة (1: 308). و في «بلطة» تأويلات كثيرة ذكرها في اللسان. و عجز البيت كما في الجمهرة:
* فيا كرم ما جار و يا حسن ما محل*
و في اللسان:
«فيا كرم و يا كرم …»
، و في البلدان:
«… فيا حسن و يا كرم»
. (2) المذكور في المعاجم «البالوعة» و «البلوعة» و «البلاعة».
(3) و كذا عبارة المجمل. و في اللسان: «و البلعة سم البكرة و ثقبها الذي في قامتها و جمعها بلع».
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 302
قولهم هو أحْمَقُ بِلْغٌ وَ بَلْغ، أي إنّه مع حماقته يبلغ ما يريده. و البُلْغَة ما يُتَبَلَّغُ به من عَيشٍ، كأنّه يُرادُ أنَّه يبلُغُ رُتْبَةَ المُكْثِرِ إذا رَضِيَ و قَنَع، و كذلك البَلَاغة التي يُمْدَحُ بها الفَصِيحُ اللِّسان، لأنّه يبلُغُ بها ما يريده، و لي في هذا بلاغٌ أي كِفاية. و قولهم بلَّغَ الفارسُ، يُرَادُ به أنّه يمدّ يدَه بعِنانِ فرَسِهِ، لِيَزِيد في عَدْوِهِ.
و قولهم تبلَّغَتِ القِلَّة بفلانٍ، إذا اشتدَّتْ، فلأنه تناهِيها به، و بلوغها الغاية.

بلق

الباء و اللام و القاف أصلٌ واحدٌ مُنقاسٌ مطّرد، و هو الفتح يقال أبلَقَ البابَ و بَلَقَهُ، إذا فتحه كلّه. قال:
* و الحِصْنُ مُنْثَلِمٌ و البابُ مُنْبَلقُ* «1»
و البَلَقُ الفُسْطاط، و هو من الباب. و قد يُسْتَبْعَدُ البَلَقُ في الألوان، و هو قريبٌ، و ذلك أنَّ البَهيمَ مُشتَقٌّ من البابِ المُبْهَم، فإذا ابيضّ بعضُه فهو كالشي‌ءِ يُفْتَحُ.

باب الباء و النون و ما يثلثهما في الثلاثي

بني

الباء و النون و الياء* أصلٌ واحد، و هو بِناءٌ الشَئ بِضَمِّ بعضِه إِلي بعضٍ. تقول بَنَيْتُ البناءَ أبنِيه. و تسمَّي مكةُ البَنِيّة. و يقال قوس بَانِيةٌ، و هي التي بنَتْ علي وَتَرِها، و ذلك أنْ يكاد وتَرُها ينقطع للُصُوقه بها. و طيّيٌ تقول مكانَ بانيةٍ: بَانَاةٌ؛ و هو قول امرئ القيس:
* غَيْرِ بَانَاة عَلَي وَتَرِهْ «2» *
______________________________
(1) في اللسان (بلق) و المجمل:
«… فالحصن منثلم»
. (2) صدره كما في الديوان 151 و اللسان (18: 104):
* عارض زوراء من نشم*
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 303
و يقال بُنْيَةٌ وَ بُنًي، و بِنْيَة و بِنًي بكسر الباء كما يقال: جِزية و جِزًي، و مِشيَةٌ و مِشًي.

بني

الباء و النون و الواو كلمةٌ واحدة، و هو الشئ يتولَّد عن الشئ، كابنِ الإِنسان و غيره. و أصل بنائه بنو، و النِّسْبة إليه بَنَويٌّ، و كذلك النسبة إلي بِنْتَ و إِلي بُنَيَّات الطَّريق. فأصل الكلمة ما ذكرناه، ثم تفرِّع العرب فتسمِّي أشياءَ كثيرةً بابن كذا، و أشياءٌ غيرها بُنِّيتْ كذا، فيقولون ابن ذُكاء الصُّبح، و ذُكاءُ الشَّمْس، لأنَّها تذكُو كما تذكو النَّار. قال:
* و ابنُ ذُكاءَ كامِنٌ في كَفْرِ «1» *
و ابن تُرْنا: اللَّئيم. قال أبو ذؤيب:
فإنَّ ابن تُرْنا إذا جئتكم يُدَافعُ عَنِّي قَوْلًا بَريحا «2»
شديداً من بَرَّحَ به. و ابن ثَأْداءَ «3»: ابن الأَمَة. و ابن الماء: طائر. قال:
وردتُ اعتِسَافاً و الثُّريَّا كأنَّها علي قِمّةِ الرّأس ابنُ ماءٍ مُحَلِّقُ «4»
و ابن جَلَا: الصُّبح، قال:
أنا ابنُ جَلَا و طلَّاعُ الثَّنَايا متي أَضَعِ العِمامةَ يَعْرِفُونِي «5»
______________________________
(1) الرجز لحميد الأرقط، كما في اللسان (كفر) و أنشده في (بني) بدون نسبة.
(2) كذا يري اللغويون في تفسير البيت. انظر اللسان (ترن) و المخصص (13: 198) و المزعر (1: 520). و أري أن (ابن ترني) هذا شخص بعينه من شعراء الهذليين، أثبت له السكري منافضة لعمرو ذي الكلب في شرح أشعار الهذليين 238. و روي السكري لعمرو ذي الكلب في 235 يخاطب ابن ترني هذا:
علي أن قد تمناني ابن ترني فغيري ما تمن من الرجال
(3) تأداء، بسكون الهمزة و فتحها. و في الأصل: «ثأد»، صوابه في اللسان (ثاد) و المخصص
(4) البيت لذي الرمة في ديوانه 401 و اللسان (عسف)
(5) و كذا روي في (جلو) و يروي:
«… تعرفوني»
. و البيت لسحيم بن وثيل الرياحي. انظر الأصمعيات 73 و اللسان (جلا) و الخزانة (1: 123).
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 304
و يقال للذي تَنْزِلُ به المِلمَّة به المِلمَّة «1» فيكشفها: ابن مُلمّة؛ و للحَذِر: ابن أحْذَار.
و منه قول النابغة «2»:
بلِّغ زياداً و حَيْنُ المَرْءِ يدركُه فلو تَكَيَّسْتَ أو كنتَ ابنَ أَحْذار «3»
و يقال لِلَّجَّاج: ابن أَقْوال «4»، و للذي يتعسَّف المفاوز: ابنُ الفَلاةِ، و للفقير الذي لا مأوَي له غيرُ الأرضِ و تُرَابِها: ابن غَبْراء. قال طَرَفَة:
رأيت بنِي غَبْرَاءَ لا يُنكِرونَنِي و لا أهلُ هَذَاكَ الطِّرَافِ الممدَّدِ «5»
و للمسافر: ابن السَّبيل. و ابنُ ليلٍ: صاحبُ السُّري. و ابنُ عَمَلٍ: صاحب العملِ الجادُّ فيه. قال الرَّاجز:
* يا سعد يابنَ عَمَلٍ يا سَعْدُ «6» *
و يقولون: هو ابن مدينةٍ إذا كان عالماً بها «7»، و ابن بجدَتِها «8» أي عالِمٌ بها
______________________________
(1) في الأصل: «الملم».
(2) كذا. و الصواب أنه لبدر بن حوار الفزاري يرد به علي النابغة و يوبخه. و الذي جلب هذا الخطأ أن البيت مروي في ديوان النابغة، و كثيراً ما يرد شعر شاعر في ديوان غيره لخبر أو لمناقضة.
انظر النابغة 44 من مجموع خمسة دواوين.
(3) البيت بدون نسبة في المخصص (13: 204) بروايه
«و ان تكيس أو كان …»
. كما في الديوان. و في الأصل هنا. «فلو تكسبت»، تحريف. و زياد: اسم النابغة.
(4) في اللسان: «و ابن أقوال الرجل الكثير الكلام». و في المخصص: «و إنه لابن أقوال إذا كان جيد القول». و انظر المزهر (1: 520)
(5) البيت من معلقته.
(6) روايته في المخصص (13: 203): «با ابن عملي»، و فسره بقوله: «أي يا من يعمل عملي».
(7) و يقال ابن المدينة، أي ابن الأمة، و بكلا الوجهين فسر قول الأخطل:
ربت و ربا في حجرها ابن مدينة يظل علي مسحاته يتركل
انظر اللسان (مدن) و المخصص (13: 199) و المزهر (52001).
(8) ضبطت في اللسان و القاموس بالفتح، و بالضم، و بضمتين. و في المخصص بتثليث الباء ضبط قلم.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 305
و بجدّة الأمر: دِخْلتَه. و يقولون للكريمِ الآباءِ و الأمَّهاتِ هو ابنُ إحداها «1».
و يقال للبَرِئ من الأمر هو ابن خَلَاوَةَ، و للخبز ابن حَبَّة، و للطريق ابن نعامة.
و ذلك أنَّهم يسمُّون الرِّجْل نَعامة. قال:
* و ابنُ النَّعامةِ يوم ذٰلِكِ مَرْكَبي «2» *
و في المثل: «ابنُكَ ابنُ بُوحِكَ» أي ابنُ نَفْسِك الذي وَلدْتَه. و يقال للَّيلة التي يطلُع فيها القمر: فَحْمةُ ابنِ جَمِير. و قال:
نهارُهُمُ ليْلٌ بَهيمٌ و ليلُهمْ و إن كان بَدْراً فحمةُ ابنِ جمِيرِ «3»
يصِفُ قوماً لُصوصا. و ابن طَابٍ: عِذْقٌ بالمدينة «4». و سائر ما تركنا ذكره من هذا الباب فهو مفرَّقٌ في الكتاب، فتركنا كراهة التطويل.
و مما شذَّ عن هذا الأصل المِبناة النِّطْع. قال الشاعر «5»:
علي ظَهْرِ مَبْنَاةٍ جَديدٍ سُيورُهَا يَطُوف بها وَسْطَ اللَّطيمةِ بائِعُ
______________________________
(1) في المخصص (13: 199): «ابن السكيت: إنه لابن إحداها، إذا كان قويا علي الأمر عالما به. و قال الأحول: لا يقوم بهذا الأمر إلا ابن أجداها، بالجيم، يريد كريم الآباء و الأجداد. و قول ابن السكيت أعرف». و انظر المزهر (1: 520).
(2) فسر النعامة بالرجل. و الصحيح أن ابن النعامة اسم فرس الشاعر، و هو خزز بن لوذان السدوسي. انظر اللسان (نعم 64) و الخيل لابن الأعرابي 92. و صدر البيت:
* و يكون مركبك القعود و حدجه*
و يروي:
«… القلوص و رحله»
. (3) لابن أحمي، كما في اللسان (جمر). و يروي:
«نهارهم ضمان ضاح …»
. (4) في الصحاح: «و تمر بالمدينة يقال عذق ابن طاب و رطب ابن طاب».
(5) هو النابغة، ديوانه 50، و اللسان (18: 104).
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 306‌

بنج

الباء و النون و الجيم كلمة واحدةٌ ليست عندي أصلا، و ما أدري كيف هي في قياس اللغة، لكنَّها قد ذُكِرَتْ. قالوا: البِنْجُ الأصْل، يقال رجَع إلي بِنْجه.

بند

الباء و النون و الدال أصلٌ فارسيٌّ لا وجْهَ لذِكْره «1».

بنس

الباء و النون و السين كلمةٌ واحدة، يقال بنّسَ عن الشئِ «2» تبنيسا، إِذا تأخَّر عنه.

بنق

الباء و النون و القاف كلمةٌ واحدة، و أراها من الحَوَاشي غير واسطة. و هي البَنيقة، و هو جُرُبَّان القَميص. و يقال: البَنِيقة كلُّ رُقْعةٍ في الثَّوب كاللَّبِنَةِ و نحوها. علي أنّها قد جاءَتْ في الشِّعر. قال:
بضمّ إِليَّ الليلُ أطفالَ حُبِّها كما ضَمَّ أَزْرارَ القَميصِ البنائقُ «3»

بنك

الباء و النون و الكاف* كلمة واحدة، و هو قولهم تَبَنَّكَ بالمكان أقام به، و هي شِبْه التي قَبْلَها.
______________________________
(1) البند: العلم الكبير. و هذا ما عربته العرب من المادة. علي أنهم قالوا من غير معريب: البند الذي يسكر من الماء. و يسكر بالبناء للمفعول، أي يحبس أو يسكن هو. و قالوا أيضا: فلان كثير البنود، أي كثير الحيل. و ذكر في القاموس «البنودة» كسفودة: الدبر.
(2) في الأصل: «علي الشئ»، صوابه من المجمل و اللسان.
(3) البيت للمجنون، كما في اللسان (بنق).
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 307‌

باب الباء و الهاء و ما بعدهما في الثلاثي

بهو

الباء و الهاء و الواو أصلٌ واحد، و هو البيتُ و ما أشبَهَهُ فالبَهْو البيتُ المقدَّم أمامَ البيوت. و الهَوْ كِنَاس الثَّور. و يقال البَهْو مَقِيل «1» الولد بين الوركَين من الحَامِلِ. و يقال لجَوْف الإنسان و غيره البَهْو.

بهي

الباء و الهاء و الياء أصلٌ واحد، و هو خُلُوّ الشئِ و تعطُّله.
يقال بيتٌ باهٍ إذا كان خالياً لا شئ فيه. و يقولون: «المِعْزَي تُبْهِي و لا تُبْنِي» و ذلك أنَّه لا يُتَّخَذ من شُعورها بيوت، و هي تَصْعَدُ الخِيَمَ فتمزِّقُها. و
في بعض الحديث: «أَبْهُوا الخَيْلَ»
أي عطلِّوها. و ربما قالوا بَهِيَ البَيْتُ بَهَاءً، إِذا تخرَّقَ.

بهأ

الباء و الهاء و الهمزة أصلٌ واحد، و هو الأُنس. تقول العرب:
بَهأْتُ بالرَّجُلِ إذا أنِسْتَ به. قال الأصمعيُّ في كتاب الإبل: ناقةٌ بَهَاءٌ ممدود، إذا كانت قد أَنِسَتْ بالحالب. قال: و هو من بهأتُ إِذا أنست به. و البَهَاء الحُسْن و الجمال؛ و هو من الباب، لأنَّ الناظر إليه يأْنَس.

بهت

الباء و الهاء و التاء أصلٌ واحدٌ، و هو كالدَّهَش و الحَيْرة.
يقال بُهِتَ الرجل يُبْهَتُ بَهْتاً. و البَهْتَةُ الحَيرة. فأما البُهتان فالكذب. يقول العرب: يا لَلبَهيتة، أي يا لَلكذِب.
______________________________
(1) في اللسان و المحكم، كما ذكر مصحح اللسان: «مقبل» و هو الموضع الذي تقبل منه القابلة الولد عند الولادة؛ و أراها الصواب، لكن كذا جاءت في الأصل و المجمل و القاموس و التهذيب و التكملة.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 308‌

بهث

الباء و الهاء و الثاء ليس بأصل، و قد «1» سُمِّي الرجل بهْثةَ.

بهج

الباء و الهاء و الجيم أصلٌ واحد و هو السُّرور و النَّضْرة. يقال نباتٌ بهيجٌ، أي ناضِرٌ حَسَن. قال اللّٰه تعالي: وَ أَنْبَتْنٰا فِيهٰا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ. و الابتهاج السُّرورُ من ذلك أيضاً.

بهر

الباء و الهاء و الراء أصلان: أحدهما الغَلَبة و العُلوّ، و الآخر وَسَط الشئ.
فأمّا الأوّل [فقال] أهلُ اللغة: البَهْر الغَلَبة. يقال ضوءٌ باهر. و من ذلك قولهم في الشتم: بَهْراً، أي غَلَبَةً «2». قال:
وَجَدًّا لقَومِي إذْ يَبيعُون مُهْجتِي بجاريةٍ بهْراً لَهُمْ بَعْدَها بَهْرَا «3»
يدعُو عليهم. و قال ابنُ أبي رَبيعة:
ثم قالوا تُحِبُّها قلت بَهْراً عَدَدَ الرَّمْلِ و الحَصَي و التُّرابِ «4»
فقال قومٌ: معناها بهراً لكم. و قال آخرون: معناها حُبًّا قد غَلَبَ و بَهَر و قال آخرون: معناه قلت ذلك مُعْلِناً غير كاتم له. قال: و منه ابتُهر فلان بفلانة أي شُهِر بها. و يقال ابتُهر بالشئِ شُهِرَ به و غَلَب عليه. و منه القمَر الباهر، أي الظاهر. و العربُ تقول: «الأزواج ثلاثة: زوجُ بَهْرٍ، و زوجُ دَهْرٍ، و زوجُ مَهر».
______________________________
(1) في الأصل: «فقد». و قد ذكر في المجملٍ: «و فلان لبهثة، أي لزنية». و للمادة معان أخري في اللسان.
(2) في الأصل: «علب». و في اللسان: «بهرا له، اي تعسا و غلبة».
(3) البيت لابن ميادة، كما في اللسان (5: 148). جدا، أي قطعا، دعاء عليهم. و رواية اللسان: «تفاقد قومي»، أي فقد بعضهم بعضا.
(4) ديوان عمر 117 و اللسان (5: 148). و في الديوان:
«عدد النجم …»
.معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 309
البَهْر يقال للذي يَبْهَر العُيونَ بحُسْنه، و منهم من يُجعَل عُدَّة للدَّهْر و نَوائبه، و منهم مَن ليس فيه إلا أنْ يُؤخَذَ منه المَهْر.
و إلي هذا الباب يرجعَ قولُهم: ابتُهِرَ فلانٌ بفُلانةَ. و قد يكون ما يُدَّعي من ذلك كَذِبا. قال تميم:
… حين تختلف العَوَالِي و ما بي إنْ مَدَحْتُهُم ابتِهارُ «1»
أي لا يغلِب في ذلك دعوةُ كَذِبٍ. و قال الكميت:
قَبِيحٌ بمثْلِيَ نَعْتُ الفَتا ةِ إمّا ابتهاراً و إمّا ابتيارا «2»
و [أما] الأصل الآخَر فقولهم لوسَط الوادي وَ وَسَطِ كلِّ شئٍ بُهْرَةٌ. و يقال ابهَارَّ الليلُ، إذا انتَصَفَ. و منه
الحديث: «أن النبي صلّي اللّه عليه و آله و سلّم سارَ ليلةً حَتَّي ابهَارَّ الليل»
. و الأباهر في ريش الطائر. و من بعض ذلك اشتقاقُ اسم بَهْرَاء «3»
فأمّا البُهار الذي يُوزَن به فليس أصله عندي بَدَوِيًّا.

بهز

الباء و الهاء و الزاء أصلٌ واحد، و هو الغَلَبَة و الدَّفْعُ بعُنْفٍ.

بهس

الباء و الهاء و السين كلمةٌ واحدةٌ، يقال إنّ الأسَدَ يسمَّي بَيْهساً.

بهش

الباء و الهاء و الشين. شيئان: أحدهما شِبْه الفَرَح، و الآخر جِنسٌ من الشَّجَر.
______________________________
(1) كذا ورد منقوص الأول. و في الأصل «ابتهارا»، صوابه ما أتبت من اللسان (بهر)، و لم يرو صدره في اللسان.
(2) البيت في اللسان (5: 152، 154).
(3) هم بنو عمرو بن الحاف. انظر المعارف 51 و الاشنقاق 321.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 310
فالأول قولهم بَهَش إليه إذا رآه فسُرَّ به و ضَحِك إليه. و منه
حديث* الحسن:
«أنَّ النبي صلّي اللّٰه عليه و آله و سلم كان يُدْلِعُ له لسانَه فيَبْهَش الصبيُّ له «1»».
و منه قوله:
* و إذا رأيتَ الباهِشِين إلي العُلَي «2» *
و الثاني البَهْش، و هو المُقْل ما كانَ رطباً، فإِذا يَبِس فهو خَشْل. و
قال عُمَرُ، و بَلَغَه أنَّ أبا موسي قَرأ حَرفاً بلغةِ قومِه، فقال: «إنّ أبا موسي لم يكُنْ مِنْ أهْل البَهْش»
. يقول: إنه ليس من أهل الحجازِ، و المقْلُ ينبُتُ، يقول: فالقرآنُ نازِلٌ بلُغة الحجازِ لا اليَمَن.

بهظ

الباء و الهاء و الظاء كلمةٌ واحدةٌ، و هو قولهم بَهَظَه الأمرُ، إذا ثَقُل عليه. و ذا أَمْرٌ باهظ.

بهق

الباء و الهاء و القاف كلمةٌ واحدةٌ، و هو سوادٌ يعترِي الجلدَ، أو لونٌ يخالِفُ لونَه. قال رؤبة:
* كأنَّه في الجِلْد تَولِيعُ البَهَقْ «3» *

بهل

الباء و الهاء و اللام. أصول ثلاثة: أحدهما التّخلية، و الثاني جِنْسٌ من الدُّعَاء، و الثالث قِلَّةٌ في الماء.
______________________________
(1) في اللسان: «و في الحديث أن النبي صلّي اللّه عليه و سلم كان يدلع لسانه للحسن بن علي، فإذا رأي حمرة لسانه بهش إليه».
(2) لعبد القيس بن خفاف البرجمي من قصيدة في المفضليات (2: 184- 185) و اللسان (1: 206- 207) و عجزه:
* غبراً أكفهم بقاع ممحل*
(3) ديوان رؤبة 104 و اللسان (بهق، و لم). و رواية الديوان و اللسان:
«كأنها في الجلد …»
.معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 311
فأمّا الأوّل فيقولون: بَهَلْتُه، إذا خَلَّيْتَه و إرادَتَه. و من ذلك النَّاقة الباهِلُ، و هي التي لا سِمَة عليها. و يقال [التي] لا صِرَارَ عليها. و منه حديث المرأة «1» لِبعلها:
«أبثَثْتُكَ مكتومي، وَ أطعمتُك مأْدُومي، و أَتَيْتُك باهلًا غَيْرَ ذاتِ صِرَارٍ»، و قد أراد تطليقها.
و أمّا الآخَر فالابتهال و التضرُّع في الدُّعاء. و المباهلةُ يرجع إلي هذا، فإِنَّ المُتَبَاهِلَينِ يدعُو كلُّ واحدٍ منهما علي صَاحِبِه. قال اللّٰه تعالي: ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللّٰهِ عَلَي الْكٰاذِبِينَ.
و الثالث البَهْل و هو الماء القَلِيل.

بهم

الباء و الهاء و الميم: أن يبقي الشَّي‌ءُ لا يُعْرَفُ المَأْتَي إليه. يقال هذا أمرٌ مُبْهَم. و منه البُهْمةُ الصَّخرة التي لا خَرْق فيها، و بها شُبِّه الرّجُل الشُّجَاعُ الذي لا يُقدَرُ عليه من أيِّ ناحيةٍ طُلِب. و قال قوم: البُهْمةُ جماعةُ الفرسان. و منه البَهيمُ: اللَّونُ الذي لا يخَالِطُه غيْرُه، سواداً كانَ أو غيرَه. و أبْهَمْتُ البابَ: أغلقْتُه.
و مما شَذَّ عن هذا الباب: الإبهام من الأصابع. و البَهْم صِغارُ الغنَم. و البُهْمَي نبْتٌ، و قد أبْهَمَتِ الأرضُ كثُرَتْ بُهْمَاهَا. قال:
لها مُوفِدٌ وَفَّاهُ وَاصٍ كأنّه زَرَابيُّ قَيْلٍ قَدْ تُحُومِي مُبْهمُ «2»
______________________________
(1) هي امرأة دريد بن الصمة، كما سبق في مادة (أدم 72).
(2) أنشده في اللسان (20: 285). و الموفد، هنا: السنام. و الواصل: النبت المتصل.
و القيل: الملك. و للبهم: ذو البهمي الكثيرة.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 312‌

بهن

الباء و الهاء و النون كلمةٌ واحدة، و فيها أيضاً ردّة «1» يقال البَهْنانة المرأة الضَّحّاكة، و يقال الطّيِّبة الرِّيح. و قوله:
ألَا قالَتْ بَهَانِ و لم تأبَّقْ بَلِيتَ و لا يَلِيقُ بك النَّعيمُ «2»
فإنَّه أراد الاسمَ الذي ذكَرْناه، فأخْرَجَه علي فَعَالِ.

باب الباء و الواو و ما معهما في الثلاثي

بوأ

الباء و الواو و الهمزة أصلان: أحدُهما الرُّجوع إلي الشئِ، و الآخر تساوِي الشَّيئَين.
فالأوَّل الباءَة و المَبَاءَة، و هي مَنزِلة القوم، حيثُ يتبوَّءُونَ في قُبُلِ وادٍ [أ] و سَنَدِ جبل. و يقال قد تبوَّءُوا، و بوّأهم اللّٰهُ تعالي مَنزِلَ صِدْق. قال طرفة:
طيّبُو البَاءةِ سهلٌ و لَهُمْ سُبُلٌ إِنْ شِئْتَ في وَحْشٍ وَعِرْ «3»
و قال ابن هَرْمَة:
و بُوِّئَتْ في صَمِيمِ مَعْشَرِها فتَمَّ في قَومِها مُبَوَّؤُها «4»
و المَبَاءَة أيضاً: منْزِل الإبل حيثُ تُناخُ في الموارد. يقال أبَأْنَا الإبِلَ نُبِيُّهَا إباءةً- ممدودة- إذا أنْخَتَ بعضها إلي بعض. قال:
______________________________
(1) كذا في الأصل.
(2) البيت في نوادر أبي زيد 16 و اللسان (11: 283) منسوب إلي غامان بن كعب. و سماء في (16: 207): «عاهان بن كعب». و كلمة «لم» ساقطة من الأصل. و قد سبق البيت في (أبق 39).
(3) ديوان طرفة 67 و اللسان (1: 31).
(4) البيت بدون نسبة في اللسان (1: 31).
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 313
خليطان بينهما مِئْرَةٌ يُبِيئانِ في مَعْطِنٍ ضَيِّقِ «1»
و قال:
* لَهُم منزلٌ رحبُ المباءةِ آهِل*
قال الأصمعيّ: يقال قد أباءَها الرَّاعِي إلي مَبَائِها فتبوَّأَتْه، و بوَّأَها إيَّاهُ تَبْوِيئاً. أبو عُبيد: يقال فلانٌ حسن البِيئَةِ علي فِعْلة، من قولك تبوَّأتُ منزلًا.
و بات فلانٌ ببِيئة سَوء «2». قال:
ظَلِلْتُ بذي الأرْطَي فَويْقَ مُثَقَّبٍ ببِيئَةِ سوءٍ هالكاً أو كهَالكِ «3»
و يقال هو ببيئة سَوْءٍ بمعناه «4».* قال أبو مهديّ: يقال باءَتْ علي القومِ بائِيَتُهم إذا راحَتْ عليهم إبِلُهم. و من هذا الباب قولهم أَبِي عليه حَقَّه، مثل أَرِحْ عليه حَقّه. و قد أباءَه عليه إذا ردَّه عليه. و من هذا الباب قولُهم بَاءَ فلان بذَنْبِه، كأنّه عاد إلي مَبَاءته محتملًا لذنْبه. و قد بُؤْت بالذَّنْب، و باءَتِ اليَهودُ بغَضَب اللّٰه تعالي.
و الأصل الآخَر قولُ العرب: إنّ فلاناً لَبَوَاءُ بفلانٍ، أي إنْ قُتِل به كان كُفْواً. و يقال أَبَأْتُ بفلانٍ قاتِلَه، أي قتَلْتُه. و استَبَأْتَهُمْ قاتِلَ أخِي أي طلبْتُ إليهم أنْ يُقِيدُوه «5». و استبَأْتُ به مثلُ استقَدْت. قال:
______________________________
(1) البيت في اللسان (1: 31) برواية «حليفان»، و «في عطن».
(2) في الأصل: «و باءت فلان ببئة سوء» تحريف، صوابه من المجمل رأيت؟ قال: «و بات ببيئة سوء أي بحالة سوء».
(3) البيت لطرفة في ديوانه 55 و الأصمعيات 55. و في الديوان.
«بكينة سوء …»
. (4) كذا و هو تكرار لما سبق. و في المحمل: «كما يقال مجيبة سوء و بكينة سوء»
(5) في الأصل: «أن يقيدونه».
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 314
فإِنْ تقتُلوا مِنَّا الولِيدَ فإنَّنا أبَأْنَا به قَتْلَي تُذِلُّ المَعَاطِسَا «1»
و قال زُهير:
فلم أر معشراً أَسَرُوا هَدِيًّا و لم أَرَ جارَ بيتٍ يُسْتَبَاءُ «2»
و تقول باءَ فلانٌ بفُلانٍ، إذا قُتِل به. قال:
ألَا تَنْتَهِي عَنَّا ملُوكٌ و تَتَّقِي مَحارِمَنا لا يَبُوءُ الدَّمُ بالدَّمِ «3»
أي مِنْ قَبْل أَنْ يَبُوءَ الدِّماء؛ إذا استوَتْ في القَتْل «4» فقد باءتْ.
و من هذا الباب قولُ العرب: كلَّمْناهُمْ فأجابُونَا عن بَوَاء واحدٍ: [أجابوا] كلُّهُمْ جواباً واحداً. و هم في هذا الأمْرِ بَوَاءُ أي سواءٌ و نُظَراءُ. و
في الحديث:
«أنَّه أمَرَهُمْ أَنْ يَتَبَاءَوْا»
، أي يتباءَوْن في القِصاص. و منه قول مُهلهلٍ لبُجَيرِ بن الحارث: «بُؤْ بشِسْعِ كُلَيْبٍ». و أنشد:
فقلت له بُؤْ بامْرِئٍ لَسْتَ مِثلَه و إنْ كُنْت قُنْعاناً لمن يَطْلُبُ الدَّمَا «5»

بوب

الباء و الواو و الباء أصلٌ واحد، و هو قولك تَبَوَّبْتُ بَوَّاباً، أي اتَّخَذْتُ بَوَّابا. و الباب أصلُ أَلفِهِ واوٌ، فانقلبت ألفا. فأمَّا البَوْبَاةُ فمكانٌ، و هو أوّلُ ما يَبدُو من قَرْنٍ إلي الطَّائف. قال المتلمّس:
______________________________
(1) للعباس بن مرداس من قصيدة له في الأصمعيات 35 برواية:
«فإن يقتلوا منا كريما …»
. (2) ديوان زهير 79 و اللسان (1: 30/ 20: 235).
(3) البيت لجابر بن حني التغلبي في المفضليات (2: 11).
(4) في الاصل: «إذا استوت الدماء في القتل».
(5) هو الرجل قتل قاتل أخيه، كما في اللسان (1: 30). و البيت أيضاً أو نظيره في اللسان (10: 171).
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 315
لن تسلكي سُبُلَ البَوْباةِ مُنجِدةً ما عِشْت عَمْرُو وَ ما عُمِّرْتَ قابوسُ «1»

بوث

الباء و الواو و الثاء أصلٌ [ليس] بالقويّ، لكنّهم يقولون باث عن الأمر بَوْثاً، إذا بَحَثَ عنه.

بوج

الباء و الواو و الجيم أصلٌ حسن، و هو من اللَّمَعان. يقول العرب: تبَوَّج البَرْقُ تَبَوُّجاً، إذا لَمَع.

بوح

الباء و الواو و الحاء أصلٌ واحد، و هو سَعَة الشَّئِ و بروزُه و ظهورُه. فالبُوحُ جمع باحَةٍ، و هي عَرْصَة الدار. و
في الحديث: «نظِّفوا أفنِيَتَكُمْ و لا تَدَعُوها كبَاحَةِ اليَهود»
. و يقولون في أمثالهم: «ابنُكَ ابنُ بُوحِكَ» أي الذي ولَدْتَه «2» في باحةِ دارِك.
و من هذا الباب إباحةُ الشَّئ، و ذلك أنّه ليس بمحظُورٍ علَيه، فأمرُهُ واسعٌ غيرُ مُضَيَّق. و [من] القياسِ استباحُوه، أي انتَهَبُوه. و قال:
حَتَّي استَبَاحُوا آلَ عوفٍ عَنْوةً بالمَشْرَفِيِّ و بِالوشيجِ الذُّبَّلَ «3»
و زعم ابن الأعرابيِّ أنّ البَهْدليّ «4» قال له: إنّ البَاحَة جماعةُ النَّخل. و أنشد:
أعطَي فأعطانِي يَداً ودَارَا و بَاحةً خَوَّلَها عَقَارا «5»
و اليَدُ جَماعةُ قومِهِ و نُصَّارِهِ.
______________________________
(1) في الأصل:
«أن تسبقي سبل البوباة منجية»
، صوابه من ديوان المتلمس ص 5 مخطوطة الشنقيطي، و معجم البلدان (البوباة).
(2) في الأصل: «ولدتك» تحريف. و قد سبق المثل في ص 305.
(3) البيت لعنترة في ديوانه 178 و اللسان (3: 239).
(4) البهدلي، هذا، هو أبو صارم البهدلي، من بني بهدلة، كما في اللسان (3: 239).
و في الأصل: «الهذلي» تحريف، صوابه في اللسان و أمالي ثعلب 244.
(5) البيتان في أمالي ثعلب و اللسان (3: 239/ 20: 309).
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 316‌

بوخ

الباء و الواو و الخاء كلمةٌ فَصيحة، و هو السُّكون. يقال باخَت النار بَوْخاً سَكَنَتْ، و كذلك الحَرُّ. و يقال باخَ، إذا أعيا؛ و ذلك أنَّ حَرَكاتِه تَبُوخ و تَفْتُر.

بور

الباء و الواو و الراء أصلان: أحدهما هَلَاك الشَّئ و ما يشبِهُه مِن تعطُّلِهِ و خُلُوِّه، و الآخَر ابتلاءِ الشَّئِ و امتحانُه.
فأمَّا الأوّل فقال الخليل: البَوَار الهَلَاك، تقول: بَارُوا، و هم بُورٌ، أي ضالُّونَ هلْكَي. و أبارَهُم فُلان. و قد يقال لِلواحدِ و الجميعِ و النِّساء و الذُّكور بُورٌ. قال اللّٰه تعالي: وَ كُنْتُمْ قَوْماً بُوراً. قال الكسائيّ: و منه
الحديث. «أنّه كان يتعوَّذُ من بَوَار الأَيِّم»
، و ذلك أن تَكْسُدَ فلا تجِدَ زَوْجاً.
قال يعقوب: البُورُ: الرَّجُل الفاسد الذي لا خَيْرَ فيه. قال عبدُ اللّٰه ابن الزِّبَعْرِي:
يا رسولَ المليكِ إنَّ لِسَانِي راتقٌ ما فَتَقْتُ إذْ أَنا بُورُ «1»
قال* [أبو] زيد: يقال إنّه لفي حُور و بُور، أي ضَيْعة. و البائر الكاسِد، و قد بارَتِ البِياعاتُ أي كَسَدَتْ. و منه دٰارَ الْبَوٰارِ، و أرضٌ بَوَارٌ ليس فيها زَرع.
قال أبو زياد: البُوَر من الأرض المَوْتَان «2»، التي لا تصلح أن تُسْتَخْرَج.
و هي أَرَضُونَ أبْوار. و منه
كتاب رسول اللّٰه صلّي اللّٰه عليه و آله و سلّم لأَكَيْدِرَ:
«إنّ لنا البُوَرَ و المعامِيَ «3»».
______________________________
(1) البيت في اللسان (بور).
(2) يقال بالفتح و التحريك.
(3) البور، بالفتح: مصدر سمي به، و بالضم: جمع بوار بالفتح. و بهما روي الحديث.
انظر اللسان (5: 154):
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 317
قال اليزيديّ: البور الأرْضُ التي تُجَمُّ سنةً لِتُزْرَع من قَابِل، و كذلك البَوَار. قال أبو عبيدٍ: عن الأحمر نزلَتْ بَوَارِ علي النَّاس، أي بلاءٌ. و أنشد:
قُتِلَتْ فكانَ تَظَالُماً و تَبَاغِياً إِنَّ التَّظالُمَ في الصَّديقِ بَوَارُ «1»
و الأصل الثاني التَّجْرِبة و الاختِبار. تقول بُرْتُ فلاناً و بُرْتُ ما عندَه، أي جَرّبتَه. و بُرْتُ الناقةَ فأنا أَبُورها، إذا أدنَيْتَها مِن الفَحْلِ لتَنْظَرَ أ حاملٌ هي أم حائل «2». و كذلك الفحل مِبْوَرٌ، إذا كان عارفاً بالحالين. قال:
بِطَعْنٍ كآذانِ الفِراءِ فُضُولُه و طَعْنٍ كإيزاغِ المَخَاضِ تَبُورُها «3»
و يقال بَارَ النَّاقَةَ بالفَحْلِ. فأمَّا قولُه:
مُذكَّرَةُ الثُّنْيَا مُسَانَدَةُ القَرَي تُبَارُ إليها المحْصَنَاتُ النَّجَائِبُ «4»
يقول: يُشتَرَي المحصناتُ النَّجائب علي صِفَتها، من قولك بُرْتُ الناقة.

بوش

الباء و الواو و الشين أصلٌ واحد، و هو التجمُّع من أصناف مختلِفين. يقال: بَوْشٌ بائشٌ، و ليس هو عندنا مِن صميم كلام العرب.

بوص

الباء و الواو و الصاد أصلان: أحدهما شي‌ءٌ من الآراب، و الآخر من السَّبْق.
______________________________
(1) البيت لأبي مكعت الأسدي، و اسمه منقذ بن خنيس، أو اسمه الحارث بن عمرو. انظر اللسان (5: 153). و ضمير «قتلت» لجارية اسمها أنيسة.
(2) زاد في اللسان: «لأنها إذا كانت لاقحا بالت في وجه الفحل إذا تشممها» و به يفسر البيت التالي.
(3) البيت لمالك بن زغبة الباهلي كما في اللسان (1: 116/ 5: 154/ 10: 343).
و صواب رواية صدره:
«بضرب …»
كما سيأتي في (فري). و انظر الحيوان (2: 256) و الكامل 181 ليبسك، و ديوان المعاني (2: 73).
(4) أنشد نظيره في اللسان (سند، ثني):
مذكرة الثنيا مساندة القري جمالية تختب ثم تنيب
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 318
فالأوَّل البُوَص، و هي عجيزة المرأة. قال:
عَريضَةِ بُوَصٍ إذا أدبَرَتْ هَضِيمِ الحَشَا شَخْتَةِ المُحْتَضَنْ «1»
و البُوصُ اللَّوْن أيضاً.
فأمَّا الأصل الآخر فالبَوْص الفَوْت و السَّبْق، يقال بَاصَنِي، و منه قولهم: خِمْس بائِصٌ «2»، أي جادٌّ مستَعْجِلٌ.

بوع

الباء و الواو و العين أصل واحدٌ، و هو امتداد الشئِ فالبَوْعُ من قولك بُعْتُ الحبل بَوْعاً إِذا مدَدْتَ بَاعَك به. قال الخليل: البَوْع و الباع لغتانِ، و لكنَّهُم يسمّون البَوْع في الخِلْقة. فأمَّا بَسْط الباعِ في الكَرَم و نحوه فلا يقولون إلّا كريم البَاع. قال:
* له في المجدِ سابِقةٌ و بَاع*
و الباع أيضاً مصدر بَاعَ يَبُوع، و هو بَسْط الباعِ. و الإِبلُ تَبُوع في سَيرها.
قال النابغة:
* ببوْع القَدْرِ إن قلِقَ الوَضينُ «3» *
و الرَّجُل يَبوع بماله، إذا بَسَطَ به باعَه. قال:
______________________________
(1) في (حضن): «عبلة المحتضن». و هو للأعشي في ديوانه 15 و اللسان (8: 274) و قبله في الديوان:
من كل بيضاء ممكورة لها شر ناصع كاللبن
(2) الخمس: أحد أظماء الإبل، و يقال فلاة خمس، إذا انتاط وردها حتي يكون ورد النعم ليوم الرابع سوي اليوم الذي شربت و صدرت فيه. و في الأصل: «خمس بائص»، تحريف.
و أنشد للراعي:
حتي وردن لتم خمس بائص تعاوره الرياح وبيلا.
(3) ليس في ديوانه، و لم ينشد في (بوع) من اللسان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 319
لقد خِفْتُ أنْ ألْقَي المَنَايا و لم أَنَلْ من المال ما أَسْمُو به و أَبُوعُ «1»
و أنشد ابنُ الأعرابيّ:
و مُسْتَامَة تُستامُ و هي رخيصةٌ تُبَاعُ بِراحاتِ الأيادِي و تمْسَحُ «2»
يصف فلاةً تسومُ فيها الإبلُ. رخِيصةٌ: لا تَمْتَنِع. تُباع: تمُدّ الإبلُ بها أبواعها. و تُمسَح: تُقْطَع.
قال أبو عبيد: بُعْتُ الحَبْلَ أبُوعُه بَوْعاً، إذا مدَدْتَ إِحدَي يديك حتي يصيرَ باعاً. اللِّحيانيّ: إنّه لَطَويلُ الباعِ و البُوَع. و قد بَاعَ في مِشْيته يَبُوع بَوْعاً و تَبوَّع تبوُّعاً، و انْباعَ، إذا طَوَّلَ خُطَاه. قال:
يَجْمَعُ حِلْماً و أناةً مَعاً ثُمَّتَ يَنْبَاعَ انبِيَاعَ الشُّجاعْ «3»
و تقول العَرب في أمثالها: «مُخْرَنْبِقٌ لِيَنْبَاعَ»، المخْرَنْبِقُ المطْرِق السَّاكت.
و قوله: لينباع، أي لِيَثِبَ. يُضرَب مَثَلًا للرجل يُطرِقُ لداهيةٍ يريدها.
قال أبو حاتم: بَوْع الظَّبْيِ سَعْيه، دون النَّفْزِ، و النَّفْزُ بلوغُه أشَدَّ الإحْضار.
اللِّحيانيّ: يقال و اللّٰه لا يَبُوعُونَ بَوْعَه أبداً، أي لا يبلُغُون ما بَلَغَ. قال:
أبو زيد: جَمَلٌ بُوَاعٌ «4»، أي جَسِيمٌ. و يقال انباع الزَّيت إذَا سال «5». [قال]:
و مُطَّرِدٌ لَدْنُ الكُعُوبِ كأنما تَغَشَّاهُ مُنْبَاعٌ من الزَّيتِ سَائِلُ «6»
______________________________
(1) البيت للطرماح في ديوانه 155 و اللسان (9: 369).
(2) البيت لذي الرمة في ملحقات ديوانه و اللسان و التاج (سوم، بوع، مسح).
(3) للسفاح بن بكير اليربوعي من قصيدة في المفضليات (2: 122).
(4) كذا ضبط في الأصل بضم الباء و فتح الواو، و هو نظير طوال بالضم بمعني الطويل و ضبط في اللسان بفتح الباء و تشديد الواو ضبط قلم. و لم تره الكلمة في القاموس.
(5) في الأصل: «سئل».
(6) البيت لمزرد بن ضرار أخي الشماخ، من قصيدة في المفضليات (1: 97).
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 320
و يقال فَرَسٌ بَيِّعٌ «1» أي بعيدُ الخُطوة؛ و هو من البَوْع. قال العبّاس ابن مِرداس:
علي مَتْنِ جَرْدَاءِ السَّرَاةِ نَبيلةٍ كَعَالِيَةِ المُرَّانِ بَيِّعَة القَدْرِ

بوغ

الباء و الواو و الغين أصلٌ واحد، و هو ثَوَرَان الشَّئْ.
يقال: تبوَّغ إذا ثار «2»، مثل تبيَّغ. و البَوْغاء: التراب يثور عنه غُبَارُه.

بوق

الباء و الواو و القاف ليس باصل معوَّلٍ عليه، و لا فيه عندي كلمةٌ صحيحةٌ. و قد ذكروا أنَّ البُوقَ الكذِب و الباطِل. و ذَكَرُوا بيتاً لحسَّان:
إلّا الذي نَطَقُوا بُوقاً و لم يَكُنِ «3» *
و هذا إنْ صَحَّ فكأنَّه حكايةُ صوت.
فأمّا قولهم: باقَتْهُمْ بائِقَةٌ و هي الدّاهِيَة تَنزلُ، فليست أصلًا، و أُرَاها مبدلةً من جيم. و البائجة كالفَتْقِ و الخَلَلِ «4». و قد ذكر فيما مضي «5».

بوك

الباء و الواو و الكاف ليس أصلًا، و هو كنايةٌ عن الفعل.
يقال باك الحمارُ الأتانَ.
______________________________
(1) في الأصل: «تبيع».
(2) في الأصل: «إذا كان». و في المجمل: «و تبوغ الدم مثل تبيع».
(3) من أبيات له في ديوانه 411 يرثي بها عثمان بن عفان. و صدره كما في الديوان و اللسان (بوق):
* ما قتلوه علي ذنب ألم به*
(4) في اللسان: «و انباجت بائجة، أي انفتق فتق منكر
(5) لم يذكر في مادة (بوج) فهو سهو منه، أو سقط مما مضي.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 321‌

بول

الباء و الواو و اللام أصلان: أحدهما ماءٌ يتحلَّب.
و الثاني الرُّوع.
فالأوَّل البَوْل، و هو معروف. و فلانٌ حسن البِيلَة، و هي الفِعْلة من البَوْل.
و أَخَذَه بُوالٌ إذا كانَ يُكْثِر البَوْل. و ربما عبَّروا عن النَّسل بالبَوْل. قال الفرزدق:
أَبِي هُوَ ذُو البَوْلِ الكثيرِ مُجاشِعٌ بكلِّ بِلادٍ لا يَبُول بها فَحْلُ «1»
قال الأصمعيُّ: يقال لنُطَفِ البِغَال أبوالُ البِغَال، و منه قيل للسَّراب «أبوالُ البِغال» علي التشبيه. و إنما شُبِّه بأبْوالِ البِغال لأنَّ بَوْلَ البِغال كاذبٌ لا يُلْفِح، و السَّرابُ كذلك. قال ابن مقبل:
بِسَرْوِ حِمْيَرَ أبْوالُ البِغالِ به أنَّي تَسدَّيتِ وَهْناً ذلك البِينَا «2»
قال ابن الأعرابيّ: شَحْمةٌ بَوّالَة، إذا أَسْرَع ذَوْبُها. [قال]:
إذْ قالت النَّثُولُ للجَمُولِ يا ابنةَ شَحْمٍ في المَرِئِ بُولِي «3»
الجَمُول: شَحمة تُطبَخ. و النَّثول: المرأة التي تُخْرجُها من القِدْر
و يقال زِقٌّ بَوَّالٌ إذا كان يتفجَّر بالشَّراب، و هو في شعر عَدِيّ.
و أمّا الأصل الثاني فالبَال بالُ النفس. و يقال ما خَطَر بِبالي، أي ما أُلْقِيَ في رُوعِي. فإنْ قال قائل: فإنَّ الخليلَ ذكَرَ أنّ بال النَّفس هو الاكتراث، و منه
______________________________
(1) رواية ديوانه 693: «و نحن بنو الفحل الذي سال بوله».
(2) سرو حمير: من منازل حمير بأرض اليمن، تسديت، يخاطب الطيف. و يجوز أن يقرأ «تسديت» بكسر التاء مخاطبة للحبيبة. انظر اللسان (16: 218). و البين، بالكسر:
واحد البيون، و هي النخوم و النواحي.
(3) انظر اضطراب اللغويين عند تفسير هذين البيتين في اللسان (13: 135/ 14: 169)
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 322
اشتقَّ ما باليتُ، و لم يَخْطِر بِبالِي. قيل له: هو المعني الذي ذكرناه، و معني الاكتراث أن يَكْرُثَه ما وقعَ في نفسه، فهو راجعٌ إلي ما قلناه. و المصدر البَالَةُ و المبالاةُ.
و منه
قول ابن عبّاسٍ و سُئِل عن الوُضوء باللَّبَن «1»: «ما أُبالِيهِ بَالةً، اسمحْ يُسْمَحْ لك «2»»
. و يقولون: لم أُبَال و لم أُبَلْ، علي القصر.
و ممّا حُمِل علي هذا: البال، و هو رَخَاء العَيْش؛ يقال إنه لَرَاخِي البال «3»، و نَاعِمُ البال.

بوم

الباء و الواو و الميم كلمةٌ واحدةٌ لا يُقاسُ عليها. فالبُوم ذكَرُ الهَامِ، و هو جمعُ بُومَة. قال:
قد أعْسِفُ النّازِحَ المجهولَ مَعْسِفُه في ظِلِّ أخْضَرَ يدعُو هَامَهُ البُومُ «4»
قالوا: و جمعُ البُوم أبوام. قال:
فَلَاةٍ لِصَوْتِ الجِنِّ في مُنْكَرَاتِها هَريرٌ و للأبْوامِ فيها نوائحُ «5»

بون

الباء و الواو و النون أصلٌ واحدٌ، و هو البُعْد. قال الخليل يقال بينهما بَوْنٌ بعيد و بُون- علي وزن حَوْر و حُور- و بَيْنٌ بعيدٌ أيضا، أي فَرْقٌ.
______________________________
(1) كذا. و في اللسان (سمح): «و في الحديث أن ابن عباس سئل عن رجل شرب لبنا محضاً، أ يتوضأ؟».
(2) أبو عبيدة: «اسمح يسمح لك بالقطع و الوصل جميعاً».
(3) الراخي، وردت هنا بالألف، و هي صحيحة، و في اللسان: «… فهو راخ و رخي، أي ناعم».
(4) البيت لذي الرمة في ديوانه 574 و اللسان (عسف، ظلل). و سيأتي في (ظل، عسف)
(5) البيت لذي الرمة في ديوانه 101. و قبله:
وتيه خبطتا غولها فارتمي بها أبو البعد من أرجائها المتطاوح
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 323
قال ابنُ الأعرابيّ: بانَنِي فلان يَبُونَني، إذا تَباعَدَ مِنك أو قَطَعَك. قال: و بانَنِي يَبينُني مثله.
فإن قيل: فكيف ينقاسُ البُوَانُ علي هذا؟ قيل له: لا يبعُد؛ و ذلك أنّ البُوَانَ العمودُ من أعمدة الخِباء، و هو يُسْمَك به البيت و يَسمُو به «1»، و تلك الفُرْجة هي البَوْن.
قال أبو مهديّ: البُوَانُ عَمودٌ يُسمَك به في الطُّنُب المقدَّم في وَسَط الشُّقَّة المروَّقِ بها البيتُ. قال: فذلك هو المعروف بالبِوان. قال: ثم تسمَّي سائِرُ العَمَدُ بُونا و بِوَانَاتٍ. و أنشد:
* وَ مَجْلِسه تحتَ البِوَانِ المقدّمِ*
و قال آخر:
* يمشي إلي بِوَانِها مَشْيَ الكَسِلْ «2» *
و من الباب البانةُ، و هي شجرةٌ.* فأمّا ذو البَانِ فكان مِن بلاد بَنِي البَكَّاء.
قال فيه الشاعر:
و وجْدِي بها أيَّام ذِي البانِ دَلَّها أميرٌ له قلبٌ عَلَيَّ سليمُ
و بُوانَةُ: وادٍ لبَنِي جُشَمَ «3».
______________________________
(1) في الأصل: «و هو يسمك بالشئ و يسمو به». و في اللسان أن السماك عمود من أعمدة الخباء بسمك به البيت.
(2) في الأصل: «أبوانها».
(3) في الأصل: «لبني حيثم»، صوابه من معجم البلدان، و نصه: «ماء بنجد لبني جشم».
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 324‌

بوه

الباء و الواو و الهاء ليس بأصلٍ عندي، و هو كلامٌ كالتهكُّم و الهُزْء. يقولون للرَّجُل الذي لا خَيْر فيه و لا غَنَاءَ عِنده: بُوهَة. قال:
يا هِنْدُ لا تَنْكحِي بُوهَةً عليهِ عَقِيقتُه أحسَبَا «1»
و مثله قولهم إنَّ البُوهَ طائرٌ مثلُ البُومة. قال:
* كالبُوهِ تَحْتَ الظُّلَّةِ المرشُوشِ «2» *
قال: يقول: كأني طائرٌ قد تَمَرَّطَ ريشُه من الكِبَر، فرُشَّ عليه الماءِ ليكون أسْرَع لنَبَات رِيشِه. قال: هو يُفعل هذا بالصُّقُورةِ خَاصَّةً. قالوا: و إيّاه أرادَ امرؤُ القَيس، فشبَّه به الرّجُلَ. و هذا يدلُّ علي ما قُلْناه. و كذلك البُوهَة، و هو ما طارَتْ به الرِّيح من التُّراب. يقال: «أهْوَنُ مِن صُوفَةٍ في بُوهَةٍ».

باب الباء و الياء و ما يثلتهما

بيت

الباء و الياء و التاء أصلٌ واحد، و هو المأْوَي و المآب و مَجْمَع الشَّمْل. يقال بيتٌ و بُيوتٌ و أبياتٌ. و منه يقال لبيت الشِّعر بيتٌ علي التشبيه لأنه مَجْمَع الألفاظِ و الحروفِ و المعانِي، علي شرطٍ مخصوصٍ و هو الوَزْن. و إيَّاهُ أراد القائل:
و بَيتٍ علي ظَهْرِ المَطِيِّ بَنَيْتُه بأسْمَرَ مَشْقُوق الخياشِيم يَرْعَفُ «3»
______________________________
(1) البيت لامرئ القيس في ديوانه 154 و المجمل و اللسان (بوه، عقق، حسب).
(2) البيت لرؤبة في ديوانه 79 و اللسان (بوه). و قبله:
لما رأتني نزق التحفيش ذا رثيات دهش التدهيش
(3) البيت في اللسان (2: 319).
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 325
أراد بالأسمر القَلَمَ. و البيت: عِيالُ الرّجُل و الذين يَبِيت عِنْدهم. و يقال:
ما لِفُلانٍ بِيتةُ ليلَةٍ، أي ما يَبِيت عليه من طَعامٍ و غيرِه. و بيّتَ الأمْرَ إذا دَبَّرَه ليلًا. قال اللّٰه تعالي: إِذْ يُبَيِّتُونَ مٰا لٰا يَرْضيٰ مِنَ الْقَوْلِ أي حِينَ يجتمِعون في بُيوتهم. غير أنَّ ذلك يُخَصّ بالليل. النهار يظَلُّ كذا. و البَيُّوتُ: الماءُ الذي يبيت ليلًا. و البَيُّوتُ: الأمر يُبَيِّتُ عليه صاحبُه مهتَمًّا به. قال أُمَيَّة «1»:
و أجْعَلُ فُقْرَتَها عُدَّةً إذا خِفْتُ بيُّوتَ أمْرٍ عُضالِ «2»
و البَيَات و التَّبْييت: أن تأتي العَدُوَّ ليلًا، كأنَّك أخَذْتَه في بَيْتِهِ. و قد روي عن [أبي] عبيدة أنه قال: بُيِّتَ الشي‌ءُ إذا قُدِّر. و يُشَبَّه ذلك بتقدير بيوت الشَّعر.
و هذا ليس ببعيدٍ من الأصل الذي أصَّلْنَاه و قِسْنا عليه.

بيح

الباء و الياء و الحاء ليس بأصلٍ و لا فَرْعٍ، و ليس فيه إلا البِيَاح، و هو سَمَكٌ.

بيد

الباء و الياء و الدال أصلٌ [واحدٌ]، و هو أن يُودِيَ الشي‌ءُ.
يقال بادَ الشئ بَيْداً و بُيُوداً، إذا أَوْدَي «3». و البَيْداء المَفَازة مِن هذا أيضاً.
و الجمعُ بينهما في المعني ظاهرٌ. و يقال إنّ البَيْدَانَةَ الأتَانُ تَسكُن البيداء «4».
فأمّا قولهم بَيْدَ، فكذا جاء بمعني غيْر، يقال فُعِل كذا بَيْدَ أنَّه كان كذا. و
قد جاء في حديث النبي صلّي اللّٰه عليه و آله و سلّم: «نحن الآخِرُون السَّابِقون يومَ القِيامة،
______________________________
(1) هو أمية بن أبي عائذ الهذلي. انظر شرح السكري للهذليين 197 و مخطوطة الشنقيطي من الهذليين 83 و اللسان (2: 231).
(2) في مخطوطة الشنقيطي:
«أو اجعل …»
. (3) و يقال أيضاً بواداً و بباداً و بيدودة.
(4) شاهدها في اللسان (4: 67):
و يوماً علي صلت الجبين مسحج و يوما علي بيدانه أم تولب
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 326
بَيْد أنَّهمْ أُوتُوا الكتابَ مِنْ قَبْلِنا و أُوتِينَا مِن بَعْدِهم»
. و قال:
عمداً فَعَلْتُ ذاكِ بَيْدَ أني إخَالُ لَوْ هَلَكْتُ لم تُرِنِّي «1»
و هذا يُبايِنُ القياسَ الأوّل. و لو قيل إنه أصلٌ برأْسِهِ لم يَبْعُد.

بيص

الباء و الياء و الصاد ليس بأصلٍ. لأنّ بَيْصَ إتْباعٌ لحَيْص.
يقال: وقع القوم في حَيْصَ بَيْصَ «2»، أي اختلاطٍ. قال:
* لم تَلْتَحِصْنِي حَيْصَ بَيْصَ لَحَاصِ «3» *

بيض

الباء و الياء و الضاد أصلٌ، و مشتقٌّ منه، و مشبَّه بالمشتقّ.
فالأصل البَيَاض من الألوان. يقال ابيضَّ الشَّي‌ءُ. و أمّا المشتقُّ منه فالبَيْضَة للدَّجاجةِ و غيْرِها، و الجمع البَيْض، و المشبَّه بذلك بَيْضَة الحديد.
و من الاستعارة قولهم للعزيز في مَكَانِه: هو بَيضَة البلَد، أي يُحفَظ و يُحصَّن كما تُحفَظ البَيضة. يقالَ حَمَي بَيْضَة الإسلام و الدِّين. فإذا عَبَّرُوا عن الذَّليل المستضعف «4» بأنّه بَيْضَة البلَد، يريدون أنّه مَتروكٌ مُفرَدٌ كالبيضة المتْروكة بالعَراء. و لذلك تُسمَّي البَيْضَة الترِيكة. و قد فُسِّرتْ في موضِعِها.
______________________________
(1) البيتان في اللسان (4: 67/ 17: 47). و في الموضع الأخير. «أخاف».
(2) بفتح أولهما و آخرهما، و بكسرهما، و بفتح أولهما و كسر آخرهما، بدون تنوين في جميعها، و بكسرهما أيضاً مع التنوين. فهن خمس لغات.
(3) البيت لأمية بن أبي عائذ الهذلي في شرح السكري لأشعار الهذليين 179 و مخطوطة الشنقيطي 83 و اللسان (حيص، لحص). و ضبط في مخطوطة الشنقيطي: «حيص بيص» بكسر أولهما و فتح الصاد. و صدره:
* قد كنت خراجاً و لوجاً صيرفا*
(4) في الأصل: «في المستضعف».
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 327
و يقال* باضَت البُهْمَي إذا سَقَطَتْ نِصالُها. و باضَ الحَرُّ اشتَدَّ؛ و يراد بذلك أنَّه تمكَّنَ كأنَّه باضَ و فَرَّخ و تَوَطَّنَ.

بيظ

الباء و الياء و الظاء كلمةٌ ما أعرِفها في صَحيحِ كلام العرب، و لو أنَّهم ذَكرُوها ما كان لإثباتها وجهٌ. قالوا: البَيْظُ ماء الفَحْل.

بيع

الباء و الياء و العين أصلٌ واحدٌ، و هو بَيْع الشَّي‌ء، و رُبَّما سمِّيَ الشِّرَي بيعاً «1». و المعني واحدٌ.
قال رسول اللّٰه صلّي اللّٰه عليه و آله و سلّم: «لا يَبِعْ أحدُكُمْ علي بَيْع أخيهِ»
قالوا: معناه لا يَشْتَرِ علي شِرَي أَخِيهِ. و يقال بِعْتُ الشَّي‌ء بَيعاً، فإِنْ عَرَضْتَه للبَيْع قلتَ أبَعْتُه. قال:
فَرضِيتُ آلاءَ الكُمَيْتِ فَمَنْ يُبِعْ فَرَساً فليسَ جَوادُنَا بِمُباعِ «2»

بيغ

الباء و الياء و الغين ليس بأصلٍ. و الذي جاء فيه تَبَيُّغُ الدَّمِ، و هو هَيْجه. قالوا: أصله تبغَّي، فقدّمت الياء و أخرت الغين، كقولك جذب و جبذ، و ما أطْيَبَه و أيْطَبَهُ.

بين

الباء و الياء و النون أصلٌ واحدُ، و هو بُعْدُ الشَّئ و انكشافُه.
فالبَيْن الفِراق؛ يقال بَان يَبِينُ بَيْنا و بَيْنُونةَ. و البَيُون «3»: البئر البعيرة القَعْر.
و البِينُ: قطعةٌ من الأرْضِ قدْرُ مَدِّ البَصَر. قال:
______________________________
(1) يقال شري و شراء بالقصر و المد.
(2) البيت للأجدع بن مالك الهمداني من أبيات له في الأصمعيات 40. و انظر الاقتضاب 405 و اللسان (9: 373). و رواية الأصمعيات:
«نقفو الجياد من البيوت و من يبع»
. (3) في الأصل: «البينون»، محرف. و أنشد في اللسان:
إنك لو دعوتني و دوني زوراء ذات منزع بيون
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 328
بِسَرْوِ حِمْيَرَ أبوالُ البغَال به أنِّي تَسَدَّيْتَ وَهْناً ذلك البِينَا «1»
و بانَ الشَّي‌ءُ و أبَانَ إذا اتَّضَحَ و انْكشَفَ. و فلانٌ أبْيَنُ مِنْ فلانٍ، أي أوضَحُ كلاماً منه. فأمَّا البائن في الحَلْب «2» …

باب الباء و الهمزة و ما يثلثهما

بأس

الباء و الهمزة و السين أصلٌ واحد، الشِّدّةُ و [ما] ضارَعَها.
فالبَأْس الشدّة في الحَرْب. و رجلٌ ذُو بَأْسٍ و بَئِيسٌ أي شجاع. و قد بأس بأساً «3».
فإِنْ نَعَتَّه بالبُؤْس قلت بَؤُسَ. و البُؤْس: الشّدَّة في العَيش. و المبتئس المفتعل من الكَراهة و الحُزْن. قال:
ما يَقْسِم اللّٰه أقْبَلْ غير مُبْتئِسٍ مِنْه و أقْعُدْ كريماً ناعِمَ البالِ «4»

بأو

الباء و الهمزة و الواو كلمةٌ واحدة، و هو الْبَأْوُ، و هو العُجْب.

باب ما جاء من كلام العرب علي أكثَر من ثلاثة أحرف أوّله باء

اشارة

اعلم أنّ للرُّباعيّ و الخُماسيِّ مذهباً في القياس، يَستنبِطه النَّظرُ الدَّقيق. و ذلك أنّ أكثر ما تراه منه منحوتٌ. و معني النَّحت أن تُؤخَذَ كلمتان و تُنْحَتَ منهما
______________________________
(1) البيت لابن مقبل. و قد سبق الكلام عليه في حواشي (بول).
(2) كذا وردت العبارة ناقصة. و في اللسان: «و للناقة حالبان، أحدهما يمسك العلبة من الجانب الأيمن و الآخر يحلب من الجانب الأيسر، و الذي يحلب يسمي المستعلي و المعلي، و الذي يمسك يسمي البائن».
(3) كذا في الأصل. و المعروف في الشجاعة بؤس و بئس.
(4) البيت لحسان في ديوانه 326 و المجمل و اللسان (بأس) و في الأصل:
«… غير مستبين»
، صوابه في جميع المصادر.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 329
كلمةٌ تكون آخذةً منهما جميعاً بحَظٍّ. و الأصل في ذلك ما ذكره الخليل من قولهم حَيْعَل الرَّجُل، إِذا قالَ حَيَّ عَلَي.
و من الشَّي‌ءِ الذي كأَنَّه متَّفَقٌ عليه قولهم «1»: عَبْشَمّي، و قوله: «2»
* تَضْحَكُ مِنِّي شَيْخَةٌ عَبْشَمِيَّةٌ «3» *
فعلي هذا الأصل بَنَيْنا ما ذكرناه من مقاييس الرُّباعي، فنقول: إنَّ ذلك علي ضربين: أحدهما المنحوت الذي ذكرناه، و الضَّرْب الآخر [الموضوع] وضعاً لا مجالَ له في طُرق القياس. و سنبيِّن ذلك بعَون اللّٰه.
فممّا جاءَ منحوتاً من كلام العرب في الرُّباعي أوله باء.

[بلع]

(البلْعُوم) مَجْرَي الطَّعامِ في الحَلْق. و قد يحذف فيقال بُلْعُم. و غير مُشْكلٍ أنَّ هذا مأخوذٌ من بَلِعَ، إلّا أنّه زِيد عليه ما زِيدَ لجنسٍ من المبالغة في معناه.
و هذا و ما أشبهه توطِئةٌ لما بعده.

[بحتر]

و من ذلك (بُحْتُرٌ) و هو القصير المجتمِع الخَلْق. فهذا منحوتٌ من كلمتين، من الباء و التاء و الراء، و هو من بترتُه فبُتِر، كأنّه حُرِم الطُّولَ فبُتِر خَلْقه.
و الكلمة الثانية الحاء و التاء و الراء، هو من حَتَرتُ و أَحْتَرت، و ذلك أنْ لا تُفْضِلَ علي أحدٍ. يقال أَحْتَرَ علي نَفْسِه [و عِياله] أي ضيِّق عليهم. فقد صار هذا المعني في القصير لأنّه لم يُعْطَ ما أُعْطِيَه الطَّويلُ.

[بحثر]

و من ذلك (بَحْثَرْتُ) الشي‌ءَ، إذا بَدَدته. و البَحْثَرة: الكَدَر في الماء.
و هذه منحوتةٌ من كلمتين: من بحثْتُ الشَّئ في التراب- و قد فُسِّر في الثلاثي-
______________________________
(1) في الأصل: «من قولهم».
(2) في الأصل: «و قولهم».
(3) صدر بيت لعبديغوث بن وقاص الحارثي في المفضليات (1: 153). و هو بتمامه:
و تضحك مني شيخة عبشمية كأن لم تري قبلي أسيراً يمانيا
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 330
و من البَثْر الذي يَظْهَر علي البَدَن،* و هو عربيٌّ صحيحٌ معروف. و ذلك أنَّه يَظْهَرُ متفرِّقاً علي الجِلْد.

[بعثق]

و من ذلك (البَعْثَقَةُ) و تفسيره خُروج الماءِ من الحَوْض. يقال تَبَعْثَق الماءِ من الحوض إذا انكسرتْ منه ناحيةٌ فخرَجَ منها. و ذلك منحوتٌ من كلمتين:
بَعَقَ و بثق، يقال انبعق الماء تَفتّح- و قد فُسِّر في الثلاثيّ- و بثَقْتُ الماءَ، و هو البثق، و قد مضي ذِكرُه.

[برجد]

و من ذلك (البُرْجُد) و هو كِساءٌ مخطَّط. و قد نُحت من كلمتين: من البِجاد و هو الكِساء- و قد فُسِّر- و من البُرْد. و الشَّبَه «1» بينهما قريب.

[بلدح]

و من ذلك (ابْلَنْدَحَ) و تفسيره اتَّسع. و هو منحوتٌ من كلمتين: من البَدَاح و هي الأرض الواسعة، و من البَلَد و هو الفَضَاء البَرَاز. و قد مضي تفسيرُهما.

[بخذع]

و من ذلك قولهم ضَرَبه ف (بَخْذَعَهُ). و هو من قولك خُذِّع إذا حُزِّزَ و قُطِّع. و منه:
* فكلاهُما بَطَلُ اللِّقاءِ مُخَذَّعُ «2» *
و قد فُسِّر- و من بُذِعَ، يقال بُذِعُوا فَابْذَعرُّوا، إذا تَفَرَّقوا.

[بلطح]

و من ذلك قولهم (بَلْطَحَ) الرَّجُل، إذا ضَرَب بنَفْسِه الأرضَ. فهي منحوتةٌ
______________________________
(1) في الأصل: «و التنبه»، صوابه ما أثبت.
(2) من بيت لأبي ذؤيب الهذلي في ديوانه 18 و المفضليات (2: 228). و صدره فيهما:
* فتناديا و تواقفت خيلاهما*
و الرواية المشهورة:
«… مخدع»
بمعني المجرب. و يروي:
«… مجدع»
كما في شرح الديوان.
و رواية
«… مخذع»
في اللسان (خذع) و كذا في المقاييس (خذع).
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 331
من بُطِح و أُبْلِط «1»، إذا لَصِق بِبَلاط الأرض.

[بزمخ]

و من ذلك قولهم (بَزْمَخَ) الرّجُل إذا تكبَّر. و هي منحوتةٌ من قولهم زَمَخَ إذا شَمَخ بأنفه، و هو زَامِخٌ، و من قولهم بَزِخَ إذا تَقَاعَسَ، و مَشَي مُتَبازِخاً إذا تكلفَ إقامَةَ صُلْبِه. و قد فُسِّرَ.

[بلخص]

و من ذلك قولهم (تَبَلْخَصَ «2») لحمُه، إذا غَلُظ. و ذلك من الكلمتين، من اللَّخَصِ و هو كثْرة اللَّحم، يقال ضَرْعٌ لَخِيصٌ، و من البَخَص، و هي لحمة الذِّراع و العين و أصولِ الأصابع.

[بزعر]

و من ذلك (تَبَزْعَرَ «3») أي ساء خُلُقُه. و هذا من الزَّعَر و الزَّعَارَة، و التَّبَزُّع. و قد فُسِّرا في مواضِعِهما من الثلاثي.

[برقش]

و من ذلك (البِرْقِش) و هو طائرٌ. و هو من كلمتين: من رَقَشْتُ الشَّي‌ءَ- و هو كالنَّقش- و من البَرَش و هو اختلافُ اللونين، و هو معروفٌ.

[بهنس]

و من ذلك (البَهْنَبسَة) التَّبَخْتُر، فهو من البَهْس صِفةِ الأسد، و من بَنَسَ «4» إذا تَأَخَّر. معناه أنّه يمشِي مُقارِباً في تعظُّم و كِبْرٍ.

[بلهس]

و مما يقارب هذا قولهم (بَلْهَسَ) إذا أسرع. فهو من بَهَس و من بَلِهَ، و هو صِفَة الأبْلَهِ.
______________________________
(1) في الأصل: «بلط» و ليست صحيحة.
(2) يقال تبلخس و تبخلص أيضاً.
(3) لم تذكر هذه المادة في اللسان، و ذكرها في القاموس.
(4) في الأصل: «نبس»، صوابه بتقديم الباء.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 332‌

[بلص]

(بَلأصَ) «1» غير أصلٍ، لأنّ الهمزة مبدلة [من هاء «2»] و الصَّاد مبدلَةٌ من سِين.

باب من الرباعي آخر

اشارة

و من هذا الباب ما يجي‌ءُ علي الرُّباعي و هو من الثلاثي علي ما ذكرناه، لكنَّهم يزيدون فيه حرفاً لمعنيً يريدونه مِنْ مبالغةٍ، كما يفعلون ذلك في زُرْقُمٍ «3» و خَلْبَنٍ «4». لكن هذه الزيادَة تقع أوّلًا و غيرَ أوّل.

[حظل]

و من ذلك (البَحْظَلَة) قالوا: أنْ يَقفِزَ الرَّجُل قَفَزَانَ اليَربوع. فالباء زائدةٌ «5» قال الخليل: الحاظل الذي يمشي في شِقِّه. يقال مَرَّ بنا يَحْظَلُ ظالِعاً.

[بشع]

و من ذلك (البِرْشاع) الذي لا فُؤاد له. فالرَّاء زائدة، و إنما هو من الباء و الشين و العين، و قد فُسِّرَ.

[بغث]

و من ذلك (البَرْغَثَة) «6» فالراء فيه زائدة و إنما الأصل الباء و الغين و الثاء.
و الأبغث من طير الماء كلون الرَّماد، فالبَرْغَثَةُ لونٌ شبيهٌ بالطُّحْلة و منه البُرْغُوث
______________________________
(1) بلأص، بمعني هرب.
(2) ساقطة من الأصل. و أثبتها مطاوعة لما يريد أن يقوله من أن هذه الكلمة هي الكلمة السابقة (بلهس) مع الإبدال في حرفين. و مما يؤيد قوله أن هناك (بلهص) بمعني أسرع أيضاً مع الإبدال في حرف واحد. و أنشد ابن الأعرابي:
* و لو رأي فاكرش لبلهصا*
(3) الزرقم، بضم الزاي و القاف: الشديد الزرقة، كما في مادة (زرق) من المعاجم.
(4) الخلبن، بفتح الخاء و الباء: الخرقاء، كما في مادة (خلب) من المعاجم. يقال خلباء و خلبن بمعني.
(5) جعلت المعاجم الباء أصلبة، فذكرت الكلمة في (بحظل) و لم تذكرها في (حظل).
و كذلك سائر ما سيذكره جعلت المعاجم حروفه أصولا.
(6) في الأصل: «البرغث»، تحريف.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 333‌

[بجم]

و من ذلك (البَرْجَمَةُ) غِلَظُ الكَلام: فالراء زائدةٌ، و إنَّما الأصل البَجْم.
قال ابنُ دريد: بَجَم الرّجُل يَبْجُم بُجُوماً، إِذا سكَتَ من عِيٍّ أو هيْبَةٍ، فهو باجِمْ.

[بهرج]

(فأما النَّبَهْرَجُ) فليست عربيّةً صحيحة، فلذلك لم يُطْلَبْ لها قياس. و البَهْوج الرَّدِيّ. و يقال أرضٌ بَهْرَجٌ، إذا لم يكن لها مَن يحميها. و بَهْرَجَ الشَّيْ‌ءَ إذا أخَذَ به علي غير الطريق. و إن كان فيه شاهدُ شعر «1» فهو كما يقولون «السّمَرَّج» «2».
و ليسَ بشَيْ‌ءٍ.

[برز]

و مما فيه حرف زائد (البَرْزَخ) الحائل بين الشيئين، كأنّ بينهما بَرَازاً* أي متَّسَعاً من الأرض، ثم صار كلُّ حائلٍ بَرْزَخاً. فالخاء زائدة لما قد ذكرنا.

[ردس]

و من هذا الباب (البَرْدِس «3») الرّجُل الخبيث. و الباء زائدة، و إنما هو من الرَّدْسِ، و ذاك أن تقتحم الأمور، مثل المِرْداس، و هي الصخرة. و قد فُسِّر في بابه.

[لذم]

و من ذلك (بلذَمَ «4») إذا فَرِقَ فسَكَتَ. و الباء زائدة، و إنَّما هو من لَذِمَ، إذا لَزِمَ بمكانه فَرِقاً لا يتحرَّك.
______________________________
(1) من شواهده قول العجاج في ديوانه 10 و اللسان (بهرج):
* و كان ما اهتض الجحاف بهرجا*
(2) يريد أن الشاهد لا يدل علي أن الكلمة أصل في العربية، بل هي معرية، كما أن «السمرج» معربة، و معناها استخراج الخراج في ثلاث مرات. و قد جاء فيها قول العجاج في ديوانه 8 و اللسان (سمرج):
* يوم خراج يخرج السمرجا*
(3) يقال بردس، كزبرج، و برديس بزيادة ياء.
(4) يقال بالذال و الذال جميعاً، كما في المجمل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 334‌

[رقع]

و من ذلك (بِرْقِعُ) اسم سَمَاءِ «1» الدُّنيا. فالباء زائدة و الأصل الرَّاء و القاف و العين؛ لأنَّ كلَّ سماءِ رَقيعٌ، و السَّماواتُ أرقِعَةٌ.

[برع]

و من ذلك (بَرْعَمَ) النَّبْتُ إذا استدارَتْ رُءوسُه. و الأصل بَرَع إذا طال‌

[ركل]

و من ذلك (البَرْكَلَةُ «2») و هو مَشْيُ الإنسان في الماء و الطِّين، فالباء زائدةٌ، و إنما هو من تَرَكَّلَ إذا ضَرَبَ بإِحدي رجليه فأدخلها في الأرض عند الحفْر.
قال الأخطل:
ربَتْ وَ رَبَا في حَجْرِها ابن مَدِينةٍ يَظَلُّ علي مِسحاتِهِ يترَكَّلُ «3»

[بلس]

و من ذلك قولهم (بَلْسَمَ) الرَّجُل كَرَّه وجْهَه. فالميم فيه زائدة، و إنما هو من المُبْلِس، و هو الكئيب الحزِين المتندِّم. قال:
و في الوُجوهِ صُفْرَةٌ و إبْلَاسْ «4» *

[بعك]

و من ذلك الناقة (البَلْعَكُ) و هي المسترخيَة اللَّحم. و اللام زائدةٌ، و هو من البَعْك و هو التجمُّع. و قد ذُكِر.

[بقع]

و من ذلك (البَلْقَع) الذي لا شئ به. فاللام زائدة، و هو من باب الباء و القاف و العين.
______________________________
(1) في الأصل: «أسماء»، و الصواب الذي أثبت في المجمل.
(2) لم تذكر في اللسان و القاموس، و ذكرها ابن دريد في الجمهرة (3: 309) و معها «الكربلة» بمعناها. و هذه الأخيرة وردت في اللسان و القاموس.
(3) البيت في ديوانه 5 و اللسان (دين، مدن، ركل)، و في الأصل:
«… علي مسحابة …»
، صوابه في (دين) و المراجع السابقة.
(4) قبله، كما في اللسان (بلس):
* و حضرت يوم خميس الأخماس*
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 335‌

[بثر]

و من ذلك (تَبَعْثرَتْ نَفْسِي «1»)، فالعين «2» زائدة، و إنما هو في الباء و الثَّاء و الراء. و قد مرَّ تفسيره.

الباب الثالث من الرباعي الذي وضع وضعاً

[بهصل]

البَهْصَلَة: المرأة القَصِيرة، و حمار بُهْصُلٌ «3» قصير.

[بخنق]

و البُخْنُق: البُرْقُع القصير، و قال الفرّاء: البُخْنُق «4» خِرْقَةٌ تَلْبَسُها المرأة تَقِي بها الخِمارَ الدُّهْنَ.

[بلعث]

البَلْعَثُ:
السَّيِّي‌ء الخُلُق «5».

[بهكث]

البَهْكَثَةُ «6»: السُّرْعة.

[بحزج]

البَحْزَج: وَلَدُ البَقَرة. و كذلك البَرْغَزُ.

[برذن]

بَرْذَنَ الرّجُل: ثَقُل.

[برزق]

البرازِق: الجماعات.

[برزل]

البُرْزُلُ «7»: الضخم.

[برعس]

ناقة بِرْعِس «8»: غَزِيرة.

[برشط]

بَرْشَط اللَّحْمَ: شَرْشَرَهُ «9».

[برشم]

بَرْشَمَ «10» الرَّجُلُ، إذا وَجَمَ
______________________________
(1) يقال بالعين و بالغين أيضاً.
(2) في الأصل: «فالباء»، و سائر الكلام يقتضي ما أثبت. و في لمجمل: «و تبغثرت نفسي غثت».
(3) هذه بضم الباء و الصاد، و التي لحقتها الهاء تقال بضمهما و فتحهما.
(4) بوزن جندب و عصفر.
(5) لم يرد لها رسم في اللسان. و في القاموس: «البلعثة الرخاوة في غلظ جسم و سمن، و الغليظة المسترخية، و هي بلعث».
(6) في الأصل: «البهكنة» بالنون في آخرها، و الصواب بالثاء.
(7) في الأصل: «البرزك» صوابه باللام؛ كما في اللسان و القاموس و الجمهرة (3: 305).
قال ابن دريد: «و ليس بثبت»، و كذا في اللسان.
(8) بكسر الباء و العين، و يقال برعيس، بزيادة ياء.
(9) لم تذكر في اللسان، و ذكرت في القاموس. و الشرشرة. التقطيع. و في الأصل: «شرشر
(10) في الأصل: «برسم»، صوابه بالشين المعجمة.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 336
و أظْهرَ الحُزْن.

[برهم]

و بَرْهمَ، إذا أدامَ النظَر. قال:
* و نَظَراً هَوْنَ الهُوَيْنَي بَرْهَما* «1»

[برقط]

البَرْقَطَةُ: خَطْوٌ متقارب. و اللّه أعلَمُ بالصَّواب.
(تمَّ كتاب الباء)
______________________________
(1) البيت للعجاج في اللسان (14: 314) و ليس في أرجوزته التي علي هذا الروي.
و يروي:
«… دون الهوينا …»
.معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 337‌

كتاب التاء

باب ما جاء من كلام العرب مُضاعَفا أو مطابقا «1» و أوله تاء

تخ

التاء و الخاء في المضاعف ليس أصلا يقاسُ عليه أو يفرَّع منه، و الذي ذُكِر منه فليس بذلك المعوَّل عليه. قالوا: و التّختخة حكايةُ صوتٍ. و التَّخُّ العجين الحامِض، تَخَّ تُخوخَة، و أَتَخَّهُ صاحبُه إتخاخاً.

تر

التاء و الراء قريبٌ من الذي قبلَه. و فيه من اللغة الأصلية كلمةٌ واحدة، و هو قولهم بَدَنٌ ذو تَرَارةٍ، إذا كانَ ذا سِمَن و بَضَاضة. و قد تَرَّ.
قال الشاعر:
و نُصْبِح بالغَداةِ أَتَرَّ شئٍ و نُمْسي بالعَشِيِّ طَلَنْفَحِينا «2»
و أمّا التَّراتِرُ فالأمورُ العِظام، و ليست [أصلًا]؛ لأنَّ الرّاء مبدلةٌ من لامٍ «3».
و قولهم تَرَّتِ النَّواةُ مِن مِرْضاحِها «4» تَتَرُّ، فهذا قريبٌ مما قبلَه. و كذلك الخيط الذي
______________________________
(1) يعني بالمطابق المكرر التضعيف، نحو تعتع و تهته. و في الأصل: «أوله مطابقا»، و كلمة «له» مفحمة. و في المجمل: «ما جاء من كلام العرب أوله تاء في الذي تسميه المضاعف و المطابق».
(2) البيت لرجل من بني الحرماز، كما في اللسان (طلفح): و أنشده أيضاً في (ترر).
(3) يعني أن أصلها: «التلاتل» و هي الشدائد. قال:
* و أن تشكي الأين و التلاتلا*
(4) المرضاح، بالحاء المهملة: الحجر يدق به النوي. و في اللسان: «و الخاء لغة ضعيفة».
و قد ورد في المحمل بالحاء.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 338
يُسمَّي «التُّرّ» و هو الذي يمدُّه البانِي، فلا يكاد مِثْلُه يصحّ. و كذلك قولهم إن الأُتْرُور الغلامُ الصغيرُ. و لو لا وِجْداننا ذلك في كُتُبهم لكان الإعراضُ عنه أصوَب.
و كيف يصحُّ شئٌ يكونُ شاهدُه مثلَ هذا الشِّعر:
أعوذ باللّٰهِ و بالأمير من عَامِلِ الشُّرْطةِ و الأتْرُورِ «1»
و مثلُه ما حُكِي عن الكسائيّ: تَرّ الرّجلُ عن بِلَادِهِ: تَبَاعَدَ. و أَتَرَّهُ القَضاءُ أبعَدَه.

تعع

التاء و العين من الكلام الأصيل الصَّحيح، و قياسُه القَلَقُ و الإِكراه. يقال تَعْتَعَ الرَّجُلُ إذا تَبَلَّدَ في كلامه. و كلُّ من أُكرِهَ في شئٍ حتي يَقْلَقَ [فقد «2»] تُعْتِع. و
في الحديث: «حتي يُؤخَذَ للضَّعيف حقُّه من القوِيّ غيْرَ مُتَعْتَعٍ»
. و يقال تَعْتَعَ الفَرَسُ إذا ارْتَطَمَ. قال:
يُتَعْتِعُ في الخَبَارِ إذا علاهُ و يعثُر في الطريقِ المستقيمِ «3»
و يقال وقع القوم في تَعَاتِعَ، أي أراجِيفَ و تَخْليطٍ.

تغغ

التاء و الغين ليس أصلًا. و يقولون: التغتغة حكايةُ صوت أو ضَحِك.

تفف

التاء و الفاء كَالذي قبله. علي أنّهم «4» يقولون: التُّفُّ وسَخُ الظُّفُر.
______________________________
(1) البيت في اللسان (5: 158).
(2) هذه التكملة في المجمل.
(3) البيت في المجمل و اللسان (9: 384).
(4) في الأصل: «علي النهم».
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 339‌

تقق

التاء و القاف كالذي قبله. يقولون تَتَقْتَقَ من الجَبَلِ إذا وَقَع.

تكك

التاء و الكاف ليس أصلًا. و يُضْعِف أمرَه قِلّةُ ائتلافِ التاء و الكاف في صَدْر الكلام. و قد جاء التِّكَّة، و تَكَكْتُ الشئَ: وطِئْته. و التّاك:
الأحْمَق. و ما شَاء اللّٰه جلَّ جلالُه أنْ يصِحَّ فهو صحيح.

تلل

التاء و اللام في المضاعف أصلٌ صحيح، و هو دليل الانتصاب و ضِدِّ الانتصاب.
فأمَّا الانتصاب فالتلّ، معروف. و التَّليل العُنُق. و تَلَلْتُ الشئَ في يَدِه.
و التَّلْتَلة الإقلاق، و هو ذلك القياس.
و أمّا ضِدُّه فتَلَّه أي صَرَعَه. و هذا جنسٌ من المقابلة. و المِتَلُّ: الرُّمح الذي يُصْرَع به. قال اللّٰه تعالي: وَ تَلَّهُ لِلْجَبِينِ. ثم قال لبيد:
رابِطُ الجأشِ علي فَرْجِهِمُ أعْطِفُ الجَوْنَ بمربُوعٍ مِتَلّ «1»
يقول: أعطفه و مَعِي رُمْحٌ متِلٌّ.

تمم

التاء و الميم أصلٌ واحدٌ منقاس، و هو دليلُ الكمال. يقال تمَّ الشئ، إذا كَمَل، و أتمْتُه أنا.
و من هذا الباب التَّميمة، كأنَّهم يريدون أنّها تَمَام الدَّواءِ و الشِّفاءِ المطلوب.
و
في الحديث: «مَنْ عَلَّقَ تميمةً فلا أتمَّ اللّٰه لَه»
. و التَّميم أيضاً: الشئُ الصُّلب و يقال امرأةٌ حُبْلَي متِمٌّ، و وَلَدَتْ لتَمامٍ؛ و ليلُ التِّمام لا غير. و تتميم الأيْسارِ
______________________________
(1) ديوان لبيد 14 طبع فينا 1881 و اللسان (تلل).
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 340
أن تُطْعِمَهم فَوْزَ قِدْحِك، فلا تَنْتقِص منه شيئاً. قال النابغة:
أَنِّي أتمِّمُ أيسارِي و أمنَحُهُمْ مَثْنَي الأَيادِي و أكْسُوَ الجَفْنَةَ الأُدُمَا «1»
و المستَتمّ: الذي يطلُب شيئاً من صوف أو وَبَر يُتمُّ به نَسْج كِسائِهِ قال أبو دُوَاد:
فهي كالبَيْضِ في الأداحِيِّ لا يو هَبُ منها لمُسْتَتمٍّ عِصامُ «2»
و الموهوب تِمَّةٌ و تُمّة.
و أما قوله المتتَمِّم المتكَسِّر، فقد يكون من هذا، لأنّه يتنَاهَي حتي يتكسَّر.
و يجوز أنْ يكون التَّاء بدلًا من ثَاءٍ كأنه مُتَثمِّم، و هو الوجه. و يُنشَد فيه:
* كانهياضِ المتعَبِ المتَتَمِّمِ «3» *

تنن

التاء و النون كلمتانِ ما أدري ما أصْلُهما، إلا أنّهم يُسَمُّون التِّرْب التِّن «4». و يقولون: أتَنَّهُ المرضُ، إذا قَصَعَهُ و هو لا يكاد يَشِبُّ «5».
______________________________
(1) في ديوانه 67 و اللسان (تمم). و قبله في الديوان:
ينبئك ذو عرضهم عني و عالمهم و ليس جاهل شئ مثل من علما
(2) يصف إبلا، يقول: قد سمنت و ألقت أوبارها، فليس يوجد فيها ما يوهب للمستتم.
و البيت في اللسان (تمم).
(3) أنشد هذا الجزء في اللسان (تمم) برواية «المعنت المتتمم». و البيت لذي الرمة في ديوانه 629. و هو بتمامه كما في الديوان و اللسان (تعب):
إذا نال منها نظرة هيض قلبه بها كانهياض المتعب المتتمم
و جاء في المجمل:
* أو كانهياض المتعب المتمم*
تحريف. و انظر ما سيأتي من روايته في مادة (تعب).
(4) في حديث عمار: «أن رسول اللّه صلي اللّه عليه و سلم تني و تربي».
(5) في اللسان: «إذا قصعه فلم يلحق باتنانه، أي بأقرانه، فهو لا يشب».
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 341‌

تهه

التاء و الهاء ليس بأصلٍ، و لم يجئْ فيه كلمةٌ تتفرَّع. إنما يقولون التَّهاتهُ الباطل. قال القُطَاميّ:
و لم يكُنْ ما ابتَلَيْنا مِن مَواعِدِها إلا التَّهاتِهَ و الأمْنِيَّةَ السَّقَما «1»
قالوا: و التَّهتَهَةُ اللُّكْنة في اللِّسان.

توو

التاء و الواو كلمة واحدة و هي التَّوُّ، و هو الفَرْد. و
في الحديث:
«الطَّوَافُ تَوٌّ».
و يقال سافَرَ سَفَراً تَوًّا، و ذلك أن لا يُعَرَّج، فإن عَرَّجَ بمكانٍ و أنشأ سَفَراً آخَرَ فليس بتَوٍّ.

تبب

التاء و الباء كلمةٌ واحدة، و هي التّباب، و هو الخُسْران. و تبًّا للكافر، أي هلاكاً له. و قال اللّٰه تعالي: وَ مٰا زٰادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ أي تخسير.
و قد جاءت في مقابلتهما كلمةٌ، يقولون استَتَبَّ الأمر إذا تهيّأَ. فإِن كانت صحيحةً فاللباب إذاً وجهان: الخُسْران، و الاستِقامة.

باب التاء و الجيم و ما يثلثهما

تجر

التاء و الجيم و الراء، التِّجارة معروفة. و يقال تاجر و تَجْرٌ، كما يقال صاحبٌ و صحبٌ. و لا تكاد تُري تاءٌ بعدها جيم «2».
______________________________
(1) ديوان القطامي 68 و اللسان (17: 375).
(2) أورد في المجمل بعض الشبهات في هذه القضية وردها إلي نصابها. فانظره.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 342‌

باب التاء و الحاء و ما يثلثهما

تحم

الأتْحميُّ ضربٌ من البُرودِ «1»:

تحت

التاء و الحاء و التاء كلمةٌ واحدةٌ، تحت الشَّئِ. و التُّحُوت:
الدُّونُ من النّاس و
في الحديث: «تَهْلِكُ الوُعولُ و تَظْهَر التُّحوتُ»
. و الوُعُول:
الكِبار و العِلْية.

باب التاء و الخاء و ما يثلثهما

تخذ

التاء و الخاء و الذال كلمة واحدة، تَخِذْتُ الشَّئَ و اتَّخَذْته.

تخم

التاء و الخاء و الميم كلمةٌ واحدة لا تتفرَّع. التُّخوم: أعلامُ الأرضِ و حُدودُها. و
في الحديث: «ملْعونٌ مَنْ غَيَّرَ تُخُوم الأرض»
. قال قوم:
أرادَ حُدودَ الحَرَم. و قال آخرون: هو أن يدخُلَ الرّجلُ في حُدود غَيرهِ فيجُوزَها «2» ظُلْماً. قال:
يا بَنِيَّ التُّخُومَ لا تَظْلِمُوها إنّ ظُلْمَ التُّخُوم ذُو عُقّالِ «3»
و أمَّا التُّخْمَة ففي بابها من كتاب الواو.
______________________________
(1) في الأصل: «السرود».
(2) يجوزها: يملكها. و في الأصل: «فيجوزها» تحريف، صوابه في المجمل. و بدله في اللسان: «فيقتطعها».
(3) البيت لأحيحة بن الجلاح، كما في اللسان (13: 490) و الاقتضاب 386. و أنشد صدره في اللسان (تخم). و نبه في المجمل علي أن أصحاب العربية يقولون «التخوم» بالفتح، يجعلونها مفردة.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 343‌

ظباب التاء و الراء و ما يثلثهما

ترز

التاء و الراء و الزاء كلمةٌ واحدة صحيحة. تَرِزَ الشَّئ صَلُب.
و كلُّ مستحكِمٍ تارز. و الميِّت تارزٌ؛ لأنَّه قد يَبِسَ. قال:
كأنَّ الذِي يُرمَي من الوحَشِ تارِزُ «1» *
و قال امرؤ القيس- و يدلّ علي أنّ التارز الصُّلب-:
بِعَجْلَزَةٍ قد أتْرَزَ الجَرْيُ لَحْمَها كميتٍ كأنّها هِراوةُ مِنوالِ «2»
و يقال أتْرَزَتِ المرأةُ حَبْلَها: فتلَتْه «3» فتلًا شديداً. و أترَزَتْ عجينَها إذا مَلَكَتْه.

ترس

التاء و الراء و السين كلمةٌ واحدة، و هي التُّرْسُ، و هو معروف، و الجمع تِرَسَةٌ و تِراسٌ وَ تُرُوس. قال:
كأنَّ شَمْساً نَزَلَتْ شُمُوساً دُروعَنا و البَيْضَ وَ التُّرُوسَا «4»

ترش

التاء و الراء و الشين ليس أصلًا و لا فَرْعاً، سوي أنَّ ابن دريد «5» ذكَر أنّ التَّرَشَ خِفَّةٌ و نَزَقٌ، يقال تَرِشَ يَتْرَشُ تُرَشاً. و ما أدري ما هُوَ.
______________________________
(1) للشماخ. ديوانه 46 و اللسان (ترزْ). و صدره كما في الديوان و الجمهرة (2: 10):
* قليل التلاد غير قوس و أسهم*
(2) ديوانه 67 و اللسان (ترز). و العجزة، بكسر العين و اللام لغة قيس، و بفتحهما لغة تميم.
(3) في الأصل: «قتلها».
(4) هذه الرواية تطابق رواية الجمهرة (2: 10). و في اللسان:
«… نازعت شموساً»
. و قد نصب الجزأين بعد «كأن»، كما جاء في قول أبي نخيلة:
كأن أذنيه إذا تشوفا قادمة أو قلما محرفا
(5) الجمهرة (2: 10).
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 344‌

ترص

التاء و الراء و الصاد أصلٌ واحد، و هو الإحكام. يقال تَرُصَ الشَّي‌ء، و أَتْرَصْتُه أحكمْتُه فهو مُتْرَصٌ. و كلُّ ما أحكَمْتَ صَنْعتَهُ فقد أتْرَصْتَه. و أنشد الخليل:
* و شُدَّ يَدَيْكَ بالعَقْدِ التَّرِيصِ «1» *

ترع

التاء و الراء و العين أصلٌ مطّردٌ قياسُه، و هو تفتُّح الشَّئِ.
فالتُّرْعة البابُ، و التَّرَّاع البَوَّابُ. قال:
إنِّي عَدَاني أن أَزُورَكِ مُحْكَمٌ مَتَي ما أُحَرِّكْ فيه سَاقَيَّ يصخَبِ «2»
حديدٌ و مَرصوص بِشِيدٍ و جنْدَلٍ لَهُ شُرُفاتٌ مرقبٌ فَوْقَ مَرْقَبِ
يُجيِّرُني تَرَّاعُه بين حَلْقَةٍ أَزُومٍ إذا عَضَّتْ و كَبْلٍ مُضَبَّبِ «3»
و
قال رسول اللّٰه صلي اللّٰه عليه و آله و سلم: «إنّ مِنبرِي هذا تُرْعَةٌ من تُرَع الجنة»
. و التَّرَع: الإسراع إلي الشرّ. و رجلٌ تَرِعٌ. و هو من ذاك، لأنّ فيه تفتُّحاً إلي ما لا ينبغي. و لا يكادُ يقالُ هذا في الخير.
و من هذا الباب أترعْتُ الإِناءَ مَلأتُه. و جَفْنَةٌ مُتْرَعة. قال:
* لو كان حَيًّا لَغَاداهُمْ بِمُتْرعَةٍ «4» *
و التَّرَع: الامتلاء. و قد تَرِعَ الإناءُ. و كان بعضُ أهل اللغة يقول: لا أقول تَرِع، و لكن أُتْرِع. و هذا من الباب، لأنه إذا أُتْرِع بادَرَ إلي السَّيَلان.
______________________________
(1) اللسان (ترص).
(2) بصخب: يحدث جلبة. و في الأصل: «يصحب» محرف، صوابه في المجمل. و الأبيات لهدبة بن الخشرم، كما في اللسان (ترع).
(3) قال ابن بري: «و الذي في شعره: يخبرني حداده».
(4) في المجمل: «لفاداهم»، محرفة.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 345
و التُّرْعة- و الجمعُ تُرَع: أفواه الجداول. و يقال سَيْرٌ أَتْرَعُ. قال:
* فافترشَ الأرضَ بسَيْرٍ أَتْرَعا «1» *
و القياس كلّه واحد.

ترف

التاء و الراء و الفاء كلمة واحدة، و هي التُّرْفَة. يقال رجلٌ مُترفٌ مُنَعَّمٌ، و تَرَّفَهُ أهلُه إذا نعّموه بالطَّعام الطيِّب و الشّئِ يُخَصُّ به. و في كتاب الخليل: التُّرفَة الهَنَةُ في الشَّفَة العُلْيا. و هذا غلطٌ، إنَّما هي التُّفِرَةُ و قد ذُكِرَتْ «2».

ترق

التاء و الراء و القاف ليس فيه شئٌ غير التَّرْقُوَة، فإنّ الخليل زعَمَ أنَّها فَعْلُوَة، و هو عظمٌ وصَلَ ما بين ثُغْرة النَّحْرِ و العاتق.

ترك

التاء* و الراء و الكاف: الترك التخلية عن الشَّي‌ء، و هو قياسُ الباب، و لذلك تسمَّي البَيْضَةُ بالعراءِ تريكة. قال الأعشَي:
و يَهْماءَ قَفْرٍ تَأْلَهُ العْينُ وسْطَها و تَلْقَي بها بَيْضَ النَّعامِ ترائِكا «3»
و تَرْكَةُ السِّلاح، و هي البيضة، محمولٌ علي هذا و مشبَّهٌ به، و الجمع تَرْكٌ.
قال لبيد:
فخمة ذفراء تُرْتَي بالعُرَي قُرْدُمانِيًّا و تَرْكَا كالبَصَلْ «4»
و تَرَاكِ بمعني اتْرُكْ. قال:
______________________________
(1) البيت لرؤبة في ديوانه 92 و اللسان (ترع).
(2) في مادة (تفر).
(3) ديوان الأعشي 65 و اللسان (ترك). تأله: تتحير، و هو أحد الأقوال في اشتقاق لفظ الجلالة، لأن العقول تأله في عظمته، أي تتحير.
(4) سبق الكلام علي البيت في مادة (بصل). و سيأتي في (عرو).
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 346
تَرَاكِها مِنْ إبلٍ تَرَاكِها أما تَرَي الموتَ لدي أوراكِها «1»
و تَرِكَةُ الميِّت: ما يتْرُكُه من تُراثِه. و التّريكة رَوْضةٌ «2» يُغْفِلُها النّاسُ فلا يَرْعَوْنها. و في الكتاب المنسوب إلي الخليل: يقال ترَكْتُ الحبْلَ شديداً، أي جعلتُه شديداً. و ما أحْسَبُ هذا من كلام الخليل.

تره

التاء و الراء و الهاءُ كلمة ليست بأصلٍ متفرَّعٍ منه. قالوا:
التُّرَّهاتُ، و التُّرَّهُ الأباطيل من الأمور. قال رُؤبة:
و حَقَّةٍ ليستْ بقَوْلِ التُّرَّهِ «3» *
قالوا: و الواحد تُرَّهَة. قال: و جَمعَها أناسٌ علي التَّرَارِيهِ. قال:
رُدُّوا بَنِي الأعْرَجِ إِبْلي مِن كَثَبْ قَبْلَ الترارِيهِ و بُعْدِ المُطَّلَبْ «4»

ترب

التاء و الراء و الباء أصلان: أحدهما التراب و ما يشتقّ منه، و الآخَر تساوِي الشَّيئين.
فالأول التُّراب، و هو التَّيْربُ و التَّوْرَاب «5». و يقال تَرِبَ الرجل إذا افتَقَر كأنّه لصِق بالتُّراب، و أتْربَ إذا استَغْني، كأنَّه صار له من المال بقَدْرِ التُّراب، و التَّرباء الأرضُ نفْسُها. و يقال ريحٌ تَرِبَةٌ إذا جاءت بالتُّراب. قال:
لا بَلْ هو الشَّوقُ مِن دارٍ تَخَوْنَهَا مَرًّا سَحابٌ و مَرًّا بارحٌ تَرِبْ «6»
______________________________
(1) البيتان لطفيل بن بريد الحارثي، كما في اللسان (ترك).
(2) في الأصل: «التريكة من روضة»، صوابه في المجمل.
(3) ديوان رؤبة 166 و اللسان (تره).
(4) البيتان في اللسان (تره). و في المجمل:
«ردوا بني الأعراب …»
. (5) يقال تيراب أيضاً و تورب، و فيه لغات أخر في القاموس و غيره.
(6) البيت لذي الرمة، سبق الكلام عليه في (برح) ص 241.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 347
و أمَّا الآخر فالتِّرب الخِدْن، و الجمع أترابٌ. و منه التَّرِيب، و هو الصَّدر عند تَساوِي رءُوس العظام. قال:
* أشْرَفَ ثَدْيَاها علي التَّريبِ «1» *
و منه التَّرِبات و هي الأنامل، الواحدة تَرِبة.
و مما شذَّ عن الباب التّربة «2» و هو نبت.

ترج

التاء و الراء و الجيم لا شئ فيه إلَّا «تَرْج»، و هو موضع.
و الأتْرُجّ معروف.

ترح

التاء و الراء و الحاء كلمتانِ متقاربتان. قال الخليل: التَّرَح نقيض الفَرَح. و يقولون: «بعْدَ كلِّ فَرْحَةٍ تَرْحَةٌ، و بعد كل حَبْرَةٍ عَبْرَةٌ»، قال الشَّاعر:
و ما فَرْحَةٌ إِلَّا سَتُعْقِبُ تَرْحَةً و ما عامرٌ إلا وَشِيكاً سَيَخْرَبُ
و الكلمة الأخري النّاقة المِتْراح، و هي التي يُسرع انقطاعُ لبنِها؛ و الجمع مَتَاريح.

باب التاء و السين و ما يثلثهما

تسع

التاء و السين و العين كلمةٌ واحدة، و هي التِّسعة في العدد.
تقول تَسَعْتُ القومَ، أي صرت تاسِعَهم. و أتْسعتُ الشَّئَ إذا كان ثمانيةً فأتممته تِسعة. و التِّسع ثلاثُ ليالٍ من الشَّهر آخرُ ليلةٍ منها اللَّيلة التاسعة. و تَسَعْتُ القومَ أتْسَعُهُم إذا أخَذْتَ تُسْع أموالهم.
______________________________
(1) البيت للأغلب العجلي، كما في اللسان (ترب). و بعده:
* لم يعدوا التفليك في التوب*
(2) بالتحريك، و كفرحة، و يقال أيضاً ترباء.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 348‌

باب التاء و الشين و ما يثلثهما

مهمل.

باب التاء و العين و ما يثلثهما

تعب

التاء و العين و الباء كلمةٌ واحدة، و هو الإعياء حتَّي يقال:
تَعِبَ تَعَباً، و هو تَعِبٌ، و لا يقال متعوبٌ. و أَتْعَبْتُه أنا إتعاباً. فأما قولهم أُتْعِبَ العظمُ، إذا هِيضَ بعد الجَبْرِ، فليس بأصلٍ، إنَّمَا هو مقلوبٌ من أُعْتِبَ. و قد ذُكِر في بابه. قال:
إذا ما رآها رَأْيَةً هِيضَ قَلْبُه بها كانْهِيَاضِ المُتْعَبِ المتهشِّم «1»

تعر

التاء و العين و الراء ليس بشئ، إلّا تِعَار، و هو جَبَل.

تعس

التاء و العين و السين كلمةٌ واحدة و هو الكَبُّ، يقال تَعَسَه اللّه و أتَعسَه. قال:
غداةَ هَزَمْنا جَمْعَهم بمُتالعٍ فآبوا بإتعاسٍ علي شَرِّ طائرِ

تعص

التاء و العين و الصاد كلمةٌ واحدة. ذكر ابنُ دريد أنّ التَّعِصَ الذي يشتكي عُنقَه من المَشْيِ «2».
______________________________
(1) البيت لذي الرمة، و قد سبق الكلام عليه في حواشي (تم) ص 340. و قافيته في الديوان و فيما سبق: «المتتمم». لكن كذا وردت روايته في المقاييس و المجمل: «المتهشم».
(2) نص الجمهرة (2: 18): «تعص يتعص تعصا إذا اشتكي عصبه من شدة المشي».
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 349‌

باب التاء و الغين و ما يثلثهما

مهمل‌

باب التاء و الفاء و ما يثلثهما

تفل

التاء و الفاء و اللام أصلٌ واحدٌ، و هو خُبْثُ* الشئ و كَراهَتُه.
فالتَّفَل الرِّيحُ الخبيثة. و امرأةٌ تَفِلَةٌ و مِتْفال. و
قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و سلم «لا تمنَعُوا إماءَ اللّه مساجدَ اللّه، و ليَخْرُجْن إِذا خرَجْنَ تَفِلات»
، أي لا يكنَّ مطيَّبات. و قد أتْفَلْتُ الشئ، قال:
يا ابنَ التي تَصيَّدُ الوِبارَا و تُتْفِل العَنْبَرا و الصِّوَارا «1»
و قال امرؤ القيس:
* إذا انفَتَلَتْ مُرْتَجَّةٍ غيرُ مِتْفالِ «2» *
و من هذا الباب تَفَلْت بالشَّئ، إذا رمَيْتَ به من فَمِك متكرِّهاً له. قال:
و مِنْ جوفِ ماءِ عَرْمَضُ الحَوْلِ فَوْقَه مَتَي يَحْسُ مِنه مائحُ القَوْمِ يتفُلِ «3»

تفه

التاء و الفاء و الهاء أصلٌ واحد، و هو قِلَّةُ الشئ يقال تَفِهَ الشَّي‌ءِ فهو تافِه، إِذا قَلَّ. و
في الحديث في ذكر القرآن: «لا يَتْفَهُ و لا يُخْلِقُ «4»».
و
في حديث آخر: «كانت اليد لا تُقْطع في الشَّئ التّافِه»
.______________________________
(1) البيتان في اللسان (تفل) و المجمل.
(2) صدره كما في ديوانه 55:
* لطيفة طي الكشح غير مفاضة*
(3) عجزه في اللسان (تفل). و هو بتمامه في المحمل.
(4) في مادة (شنن): «و لا يتشان».
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 350‌

تفث

التاء و الفاء و الثاء كلمةٌ واحدة في قول اللّٰه تعالي: ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ. قال أبو عبيدةَ: هو قصُّ الأظافر و أخْذ الشَّارب و شمُّ الطيب و كلُّ ما يَحْرُم علي المُحْرِمِ إلّا النكاح. قال: و لم يجئ فيه شِعْرٌ يُحْتَجُّ به «1».

تفر

التاء و الفاء و الراء كلمة واحدة، و هي التفرة «2» الدائرة التي تحت الأنف في وَسَط الشَّفَةِ العُلْيا. قال أبو عبيد: التّفْرةُ من الإنسان، و هي من البعير النَّعْو. و التَّفِرةُ نبتٌ، و هو أحبُّ المرعي إلي المال. قال:
لها تَفِرَاتٌ تَحْتَها و قُصارُها إلي مَشْرَةٍ لم تُعْتَلَقْ بالمحاجِنِ «3»

تفح

التاء و الفاء و الحاء كلمة واحدة، و هي التُّفَّاح.

باب التاء و القاف و ما يثلثهما

رتقن

التاء و القاف و النون أصلان: أحدهما إحكام الشَّئ، و الثاني الطين و الحَمْأة.
فالقول الأوّل أتقَنْت الشّي‌ء أَحكَمْتُه. و رجل تقن «4»: حاذقٌ. و ابن تِقْن رجلٌ كان جيّد الرّمي يُضْرَبُ به المَثَل. قال:
* يرمي بها أرْمَي من ابن تقْنِ «5» *
______________________________
(1) كذا، و قد أنشد الجاحظ من شعر أمية بن أبي الصلت في الحيوان (5: 376):
شاحين آباطهم لم ينزعوا تفثا و لم يلوا لهم قملا و صئبانا
(2) بالكسر، و بالضم، و ككلمة، و تؤدة.
(3) البيت للطرماح في ديوانه 168 و اللسان (تفر، مشر). و أنشده في (قصر) بدون نسبة. و قصارها، بالضم، أي قصاراها و غايتها.
(4) يقال تقن، بالكسر، و تقن كحذر. و في الأصل: «أتقن» تحريف، صوابه في المجمل.
(5) أوله في الأصل: «أرمي بها»، صوابه في المجمل و اللسان (تقن).
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 351
و أمَّا الحمأة و الطين فيقال: تَقَّنُوا أرضَهُم، إذا أصلحوها بذلك، و ذلك هو التِّقْن.

تقد

التاء و القاف و الدال. يقولون التَّقْدة «1» نبت. و هذا و شِبهه مما لا يعرَّجُ عليه.

[باب التاء و اللام و ما يثلثهما]

تلو

التاء و اللام و الواو أصلٌ واحد، و هو الاتِّباع. يقال: تَلَوْتُه إذا تَبِعْتَه. و منه تِلاوةُ القُرآن، لأنّه يُتْبِع آيةً بعد آية. فأمّا قوله تلَوْتُ الرّجلَ أتلوه تُلُوًّا «2» إذا خَذَلْتَه و تركتَه، فإِنْ كان صحيحاً فهو القياس؛ لأنه مُصاحِبُه و مَعَه، فإذا انقَطَعَ عنه و تركه فقد صار خَلْفَه بمنزلة التَّالي.
و من الباب التّلِيَّة و التُّلَاوَة و هي البقيّة، لأنها تتلو ما تقدَّم منها. قال ابن مُقبل:
يا حُرّ أمْسَتْ تَليَّاتُ الصِّبَا ذهبَتْ فلستُ منها علي عَينٍ و لا أَثَرِ
و مما يصحّ [في] هذا ما حكاه الأصمعيّ: بقِيَتْ لي حاجةٌ فأنا أَتَتَلَّاهَا.
و التَّلَاءُ الذّمّة، لأنها تُتَّبَع و تُطْلَب، يقال أَتْلَيْتُه ذِمّة. و المُتالِي الذي يُرَادُّ صاحبَه الغِناءَ، سُمّيا بذلك لأنّ كلّ واحدٍ منهما [يتلو] صاحبه. قال الأخطل:
* … أوْ غِناءُ مُتَالِ «3» *
______________________________
(1) بكسر التاء و فتحها، و كفرحة، و هي الكسبرة، أو الكروياء. و في المجمل: «التقدة.
بقلة، و هي الكسبرة».
(2) و يقال أيضاً تلوت عنه تلواً.
(3) ليس في ديوانه. و هو بتمامه كما في المجمل و اللسان (18: 110):
صلت الجبين كأن رجع صهيله زجر المحاول أو غناء متال
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 352‌

تلد

التاء و اللام و الدال أصلٌ واحد، و هو الإقامة. و يقولون تَلَدَ فلانٌ في بَنِي فلانٍ إذا أقامَ فيهم يَتْلِدُ. و أتْلَدَ إذا اتَّخَذَ مالًا، و التِّلَاد ما نَتَجْتَه أنتَ عندَك من مالٍ. و مالٌ مُتْلَدٌ. و قال:
لو كان للدَّهْر مالٌ كان مُتْلِدَهُ لكان للدَّهر صَخْرٌ مالَ قِنُيانِ «1»
و التَّليدُ: ما اشتريْتَه صغيراً فَنَبَتَ «2» عِندَك. و الأَتْلادُ «3» قومٌ من العرب.

تلع

التاء و اللام و العين أصلٌ واحد، و هو الامتداد و الطُّول صُعُداً.
يقال: أتْلَعَتِ الظَّبيةُ إذا سَمَتْ بِجِيدِها. قال:
ذكرتُكِ لمّا أتْلَعَتْ من كِنَاسِها و ذِكْرُكِ سَبَّاتٍ إليَّ عجيبُ «4»
وجيد تَلِيعٌ، أي طويل. قال الأعشي:
يومَ تُبْدِي لنا قُتَيلةُ عَن جِي دٍ تَليعٍ تَزِينُه الأطواقُ «5»
و الأتلع: الطَّويل العُنُقُ. و يقال تَتَالَعَ في مِشْيته إذا مَدَّ عنُقَه. و لزِمَ فلانٌ مَكانَه فما تتلَّع، إذا لم يُرِدِ البَزَاح. قال أبو ذؤيب:
فَوَرَدْنَ و العَيُّوقُ مَقْعَدَ رابي‌ءِ ال ضُّرَبَاءِ خَلْفَ النَّجمِ لا يَتَتَلَّعُ «6»
و مَتَالِعٌ: جبل. و يقال إنَّ التَّلِعَ الكثير التلفت حَوْلَه.
و من الباب تَلَعَ النهار و أتْلَعَ، إذا انْبَسَط. قال:
______________________________
(1) البيت لأبي المثلم الهذلي من قصيدة يرئي بها صخر الغي الهذلي. انظر شرح السكري للهذليين 34 و مخطوطة الشنقيطي 94. و اللسان (20: 64).
(2) في الأصل و اللسان: «فثبت»، صوابه من المجمل و القاموس.
(3) لم يذكره في اللسان. و جاء في القاموس: «و الأتلاد بالفتح بطون من عبد القيس».
(4) لحميد بن ثور في ديوانه 51.
(5) ديوان الأعشي 140 و اللسان (تلع).
(6) القسم الأول من ديوان الهذليين 6 دار الكتب و المفضليات (2: 224).
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 353
كأَنَّهم في الآلِ إِذْ تَلَعَ الضُّحَي سُفُنٌ تَعُومُ قَد الْبِسَتْ أَجلالا
فأمَّا قولهم هو تَلِعٌ إلي الشرِّ، فممكنٌ أن يكونَ من هذا؛ لأنّه يستشرِفُ للشرّ أبداً. و ممكنٌ أن تكون اللامُ مبدلةً من الراء، و هو التَّرِع، و قد مضي ذِكرُه.
و التَّلعة: أرض مرتفعة غليظة، و ربما كانت عريضة، يتردّد فيها السَّيل ثمّ يدفع منها إلي تلعة أسفلَ منها. و هي مَكْرَمة من المنابت. قال النابغة:
عفا حُسُمٌ من فَرْتَنَا فالفَوَارِعُ فجَنْبَا أَريكٍ فالتِّلاعُ الدَّوافِعُ «1»

تلف

التاء و اللام و الفاء كلمةٌ واحدةٌ، و هو ذَهابُ الشئِ. يقال تَلِفَ يَتْلَفُ تَلَفاً. و أرْضٌ مَتْلَفَة، و الجمع متالِف.

تلم

التاء و اللام و الميم ليس بأصلٍ، و لا فيه كلام صحيحٌ و لا فصيح.
قال ابنُ دريد في التَّلام إنّه التَّلاميذ. و أنشد:
* كالحَمَاليج بأيدِي التَّلامْ «2» *
و في الكتاب المنسوب إلي الخليل: التَّلَم مَشَقُّ الكِراب «3» بلغة أهل اليمن.
و ذكر في التَّلام نحواً مما ذكره ابنُ دريد. و ما في ذلك شي‌ءٌ يُعوَّلُ عليه. و ذلك أنّ التلميذ ليس من كلام العرب.
______________________________
(1) رواية الديوان 49:
«عفا ذو حسا …»
. (2) للطرماح في ديوانه 100 و اللسان (تلم). و صدره:
* تتقي الشمس بمدرية*
و انظر تحقيق هذه المادة في رسالة التلميذ للبغدادي، و قد نشرتها محققة في الجزء الثالث من المجلد 106 من المقتطف و نوادر المخطوطات 1: 217- 225.
(3) الكراب، بالكسر: قلب الأرض للحرث و إثارتها للزرع. و في الأصل: «القراب» صوابه في اللسان (تلم).
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 354‌

تله

التاء و اللام و الهاء ليس أصلًا في نفسه، و ذلك أنّهم يقولون تَلِه إذا تحيَّرَ، ثم يقولون إن التاء بدلٌ من الواو. و قالوا: التَّلَه بدلٌ من التَّلف، و هو ذاك، و ينشدون:
* بِهِ تَمَطَّت غَوْلَ كُلِّ مَتْلَهِ «1» *
و الصحيح ما رواه أبو عبيد: «كلَّ مِيلَهِ «2»» قال: و هي البِلادُ التي تُوَلِّهُ الإنسان. و الوالِهُ: المتحيِّر.

باب التاء و الميم و ما يثلثهما

تمه

التاء و الميم و الهاء كلمةٌ واحدةٌ تدل علي تغَيُّر الشئ. يقال تَمِه الطَّعامُ إذا فسَدَ. و تَمِهَ اللَّبنُ: تغيَّرتْ رائحتُه. و شاةٌ مِتْماهٌ: يَتْمَهُ لبنُها حين يُحلَب.
و التَّمَهُ في اللبَن كالنَّمَسِ «3» في الدُّهن.

تمر

التاء و الميم و الراء كلمةٌ واحدة، ثم يشتقّ منها، و هي التَّمر المأكول. و يقال للذي عِنده التَّمْر تامِرٌ، و للذي يُطْعِمُه أيضاً تامر، يقال تَمَرْتُهم أتْمُرهم، إذا أطعَمْتَهم. قال:
و غَرَرْتَني و زعَمْت أ نَّكَ لابنٌ بالصَّيْف تامِرْ «4»
______________________________
(1) البيت لرؤبة في ديوانه 167. و أنشده في اللسان (تله).
(2) هذه هي الرواية التي أثبتها في اللسان (وله).
(3) في الأصل: «كالنس»، صوابه في المجمل و اللسان.
(4) للحطيئة في ديوانه 17 و اللسان (لبن): و الكلمة الأخيرة ساقطة من الأصل ثابتة في (لبن).
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 355
و المتمِّرُ للذي يُيَبِّسُه. و يقال تُمِّرَ اللَّحمُ إذا جُفِّفَ. و هو مشتقٌّ من التَّمْر. قال:
* لها أشاريرُ مِن لَحْمٍ تتمِّرُهُ «1» *
و المتْمِرُ الكثير التَّمر؛ يقال أتْمَرَ كما يقال ألْبَنَ إذا كثُر لبنُه، و ألْبَأَ إذا كثر لِبَؤُه «2». و التمَّار: الذي يبيع التَّمر. و التّمْري الذي يحبُّه.

تمك

التاء و الميم و الكاف كلمةٌ واحدة، و هو ارتفاعُ الشئ. يقال تَمَكَ السَّنامُ إذا عَلا؛ و هو سنامٌ تامِك. و ذكر ابنُ دريد: أتْمكَها الكلأ إذا أسْمَنَها. و اللّٰه اعلم.

باب التاء و النون و ما يثلثهما

تنخ

التاء و النون و الخاء كلمةٌ واحدة، و هو الإقامة. يقال تَنَخَ بالمكان تُنُوخا، و تَتَنَّخَ تَتَنُّخاً «3» إذا أقامَ به، و بذلك سُمِّيت تَنُوخُ، و هي أحياءٌ من العرب اجتَمَعُوا و تحالَفوا فتَنَخُوا، أي أقاموا في مواضِعِهم.

تنف

التاء و النون و الفاء كلمة واحدة، التَّنوفة المَفَازة، و كذلك التَّنُوفيَّة. قال ابنُ أحمر:
كم دُونَ لَيْلَي مِن تَنُوفيّةٍ لَمَّاعة تُنْذِر فيها النُّذُرْ «4»
______________________________
(1) لأبي كاهل اليشكري، كما في اللسان (تمر). و عجزه:
* من الثعالي و وخز من أرانيها*
(2) اللبأ، كعنب: أول اللبن في النتاج.
(3) وردت في الجمهرة. و بدلها في اللسان و القاموس: «تنخ» بتاء واحدة مع تشديد النون، و هذه الأخيرة جاءت في الجمهرة أيضاً.
(4) البيت في المجمل و اللسان (تنف).
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 356
و روي ابن قتيبة «تَنُوفَي» و قال: هي ثنيّةٌ مشرِفة. قال: و ناسٌ يقولون يَنُوفَي. و أنشد:
كأنَّ بَنِي نَبْهانَ أَوْدَتْ بجَارِهمْ عُقابُ تَنُوفَي لا عُقابُ القَواعلِ «1»
و القواعل: ثَنَايَا صِغارٌ. يقول: كأنَّ جارَهُمْ طارت به* هذه العُقابُ.
و مثله قول المسيّب:
أنتَ الوفيُّ فما تُذَمُّ و بعضُهم تُوفِي بذِمّتِهِ عُقابُ مَلَاعِ «2»
قال: مَلَاعِ، أخرَجَه مُخْرَجَ حَذَامِ. يقال امتَلَعَه اختَلَسَه.

تنأ

التاء و النون و الهمزة كلمةٌ واحدة. يقال تَنَأَ بالبلَد إذا قَطَنه، و هو تانِئٌ.

باب التاء و الهاء و الميم و ما يثلثهما

تهم

التاء و الهاء و الميم أصلٌ واحد، و هو فسادٌ عن حَرٍّ. التَّهَمُ شِدَّةُ الحَرّ و ركودُ الريحِ، و بذلك سُمِّيت تِهامة. و يقال أتْهَمَ الرّجُلُ أتَي تِهامةَ. قال:
فإن تُتْهِمُوا أُنجدْ خِلافاً عليْكُمُ وَ إنْ تُعْمِنُوا مُستَحْقِبِي الشَّرِّ أعْرِقِ «3»
______________________________
(1) المشهور في رواية البيت، و هو لامرئ القيس:
كأن دثاراً حلقت بلبونه عقاب تنوفي لا عقاب القواعل
انظر ديوانه و اللسان (تنف، نوف) و معجم البلدان (تنوفي، ينوفي، القواعل). و قد نبه الوزير أبو بكر علي رواية ابن قتيبة الواردة هنا.
(2) البيت في المفضليات (1: 61) برواية:
«تودي بذمته …»
. (3) البيت للممزق العبدي من قصيدة في الأصمعيات 48. و أنشده في اللسان (تهم، عرق، عمن) و في جميعها:
«… مستحقي الحرب …»
. و سيأتي في (عمن، غرق).
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 357
و يقال تَهِمَ الطّعامُ فَسَدَ. و حكي أبو عمرٍو: «إذا هبطوا الحِجازَ أَتْهَمُوه».
كأنّه يريد استَوْخَمُوه‌

باب التاء و الواو و ما يثلثهما

توي

التاء و الواو و الياء كلمةٌ واحدةٌ، و هو بُطْلانُ الشئ. يقال تَوِي يَتْوَي تويً و تَوَاءً «1». قال:
* و كان لأُمِّهم صَارَ التَّوَاءُ*

توب

التاء و الواو و الباء كلمةٌ واحدةٌ تدلُّ علي الرُّجوع. يقال تَابَ مِنْ ذنبه، أي رَجَعَ عنه يتُوب إلي اللّٰه تَوبةً و مَتَاباً، فهو تائب. و التَّوْبُ التَّوبة. قال اللّٰه تعالي: وَ قٰابِلِ التَّوْبِ.

توت

التاء و الواو و التاء ليس أصلا. و فيه التُّوت، و هو ثَمَرٌ.

توخ

التاء و الواو و الخاء ليس أصلا و ذُكِر في كتاب الخليل حرفٌ أُراهُ تَصحيفاً. قال: «تَاخَتِ الإِصبع في الشئ الرِّخْو». و إنما هذا بالثاء ثَاخَتْ.

تور

التاء و الواو و الراء ليس أصلا يعمل عليه «2». أمّا الخليل فذكر في بنائه ما ليس من أصله، و هو استَوْأرَتِ الوَحْش. و هذا مذكورٌ في بابه «3»
______________________________
(1) لم أجد هذا المصدر فيما بين لدي من المعاجم إلا في المجمل، حيث قال: «التواء الهلاك، و يقصر». و أنشد الشاهد التالي.
(2) لعلها: «يعول عليه».
(3) سيأتي في مادة (وأر).
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 358
و ذكر ابن دريد كلمةً لو أعْرَضَ عنها كان أحسن. قال: التّوْر الرَّسول بين القوم، عربيٌّ صحيح. قال:
و التَّوْرُ فيما بيننا مُعْملُ يَرضَي به المُرْسِل و المرسَلُ «1»
و يقال أنّ التارة أصلها واوٌ. و تفسير ذلك «2»

توس

التاء و الواو و السين: الطَّبع، و ليس أصلًا، لأن التاء مبدلة من سين، و هو السُّوس.

توق

التاء و الواو و القاف أصلٌ واحدٌ، و هو نِزَاعُ النَّفْس. ثم يُحمَل عليه غيرُه. يقال تاقَ الرّجُل يَتُوق. و التَّوْقُ نِزَاعُ النَّفْسِ إلي الشئ؛ و هو التُّوُوق. و نفس تائقةٌ مُشتاقَةٌ.
قال ابن السّكّيت: تُقْتُ و تئِقْتُ: اشتَقْت.
ابنُ الأعرابيّ: تَاقَ يَتُوق إذا جادَ بنَفْسه «3». و مثله رَاق يَرِيقُ، و فَاق يَفِيقُ أو يَفوق.

توع

التاء و الواو و العين كلمةٌ واحدة. قال أبو عبيدٍ عن أبي زيد:
أتاع الرّجُل إتاعةً، إذا قاءَ. و منه قول القُطَاميّ:
* تمجُّ عُرُوقُها عَلقاً مُتَاعَا «4» *
______________________________
(1) الجمهرة (2: 14) و المعرب للجواليقي 86 و المجمل و اللسان (ثور).
(2) كذا وردت هذه العبارة.
(3) في الأصل: «أتاق يتوق إذا جاء بنفسه»، تحريف.
(4) صدره كما في ديوانه 38 و اللسان (تيع):
* فظلت تعبط الأيدي كلوما*
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 359
و ذكر الخليل كلمةً غيرَها أصحَّ منها. قال: التَّوْعُ كَسْرُكَ لِبَأً أو سَمْناً بِكسْرةِ خُبزٍ تَرفَعُه بها.

تول

التاء و الواو و اللام كلمةٌ ما أحسَبُها صحيحةً، لكنَّها قد رُويت قالوا: التِّوَلَةُ جنسٌ من السِّحْر «1». و قالوا: هو شئٌ تجعلُه المرأةُ في عنقها تتحسَّن «2» به عند زوجها.

توه

التاء و الواو و الهاء ليس أصلًا. قالوا: تَاهَ يَتُوه، مثل تاه [يَتِيه] و هو من الإبدال. و قد ذُكِر.

باب التاء و الياء و ما يثلثهما في الثلاثي

تيح

التاء و الياء و الحاء أصلٌ واحد، و هو قولهم تَاحَ في مِشيته يَتِيحُ إذا تمايَلَ. و فرسِ مِتْيَحٌ و تَيِّحانُ، إذا اعتَرَضَ في مِشْيته نشاطاً، و مال علي قُطْرَيْه. و رجلٌ مِتْيَحٌ و تَيِّحَانُ، أي عِرِّيضٌ في كلِّ شئٍ. قال الشَّاعر «3» في المِتْيح:
أَ في أثَرِ الأظْعَانِ عَيْنُكَ تَلْمَحُ نَعَمْ لَاتَ هَنّا إنَّ قَلْبَكَ مِتْيَحْ
و قال في التَّيِّحان:
بِذَبَي الذَّمَ عَنْ حَسَبِي و مالي و زَبُّونَاتِ أشْوَسَ تَيْحانِ «4»
______________________________
(1) بفتح الواو مع كسر التاء و ضمها. و في الأصل: «من الشجر»، تحريف.
(2) لم يرد هذا المعني في المعاجم إلا في المجمل. و الذي فيها هو المعني الأول. و هو سحر أو شبهه تتحبب به المرأة إلي زوجها.
(3) هو الراعي، كما في اللسان (تيح)، و الخزانة (2: 159) و ما سيأتي في (هن).
(4) لسوار بن المضرب السعدي، كما في اللسان (تيح) و الحماسة.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 360
و يقال أتاحَ اللّٰهُ تعالي الشَّئَ يُتِيحُه إتاحةً* إذا قَدّرَه. و إذا قَدَّره له فقد أمالَه إليه. و تَاحَ الشَّئ نَفسُه.

تير

التاء و الياء و الراء كلمةٌ واحدة: التّيَّار مَوْجُ البَحْر الذي ينضَحُ الماءَ. يقال ذَلِك تنَفُّسُه. و الموج الذي لا يَتنَفَّسُ هو الأعْجَم «1».

تيز

التاء و الياء و الزاء كلمةٌ واحدة. قالوا: التَّيّاز الغليظ الجسم من الرِّجال. و قال القُطَاميّ:
إذا التَّيّازُ ذُو العَضَلات قلنا إِلَيك إلَيْكَ ضاقَ بها ذِراعا «2»

تيس

التاء و الياء و السين كلمةٌ واحدة: التَّيس معروفٌ من الظِّباء و المَعْزِ و الوُعول. من أمثالِهم: «عَنْزٌ اسْتَتَيْسَتْ» إذا صارت كالتَّيس في جُرْأتها و حَرَكتِها. يضرب مثلًا للذَّليل يتعزَّزُ.

تيع

التاء و الياء و العين أصلٌ واحد، و هو اضطرابُ الشَّئِ. يقال تَتَايَعَ البَعِيرُ في مِشْيته إذا حَرّك أَلْوَاحَهُ. و السَّكْرانُ يَتَتَايَعُ في مِشيته، إذا رَمَي بنَفْسه. و التَّتايُع التَّهافُت في الشَّرِّ، و يقال هو اللَّجَاجُ. و
في الحديث: «ما يَحمِلُكُم أن تَتَايَعُوا في الكَذِب كما يَتَتَايَعُ الفَرَاشُ في النَّار»
و لا يكون التَّتايُعُ في الخَيْر.
و مما شَذّ عن الأصل التِّيعَة الأربعون من الغَنَم، و هو الذي جاء
في الحديث:
«علي التِّيمَةِ شَاةٌ»
.______________________________
(1) في اللسان (عجم): «و الأعجم من الموج: الذي لا يتنفس، أمي لا ينضح الماء و لا يسمع له صوت».
(2) ديوان القطامي 44 و اللسان (تيز). و في الأصل: «به». و إنما الضمير للناقة. و قبله:
أمرت بها الرجال ليأخذوها و نحن نظن أن لا تستطاعا
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 361‌

تيم

التاء و الياء و الميم أصلٌ واحدٌ، و هو التَّعْبيد. يقال تَيَّمه الحُبُّ إذا استَعْبَدَه. قال أهلُ اللُّغة: و مِنْه تَيْمُ اللّٰه، أي عبد اللّٰه.
و مما شذَّ عن هذا الباب التِّيمة، و هي الشَّاة الزائدةُ علي الأَربعين، و يقال بل هي الشَّاة يحتَلِبُها الرَّجُل في مَنْزله. و اتَّام الرّجُلُ إذا ذَبَحَ تِيَمَته. قال الحُطيئة:
فما تَتَّامُ جارَةُ آلِ لَأْيٍ و لكن يَضْمَنُون لها قِرَاها «1»

تين

التاء و الياء و النون ليس أصلًا، إلَّا التِّين، و هو معروفٌ.
و التِّين: جبل. قال:
صُهْباً ظِمَاءً أتَيْنَ التِّين عن عُرُضٍ يُزْجِينَ غَيْماً قليلًا ماؤُه شَبِمَا «2»

تيه

التاء و الياء و الهاء، كلمة صحيحة، و هي جِنسٌ من الحَيْرَة. و التِّيه و التّيهاء: المفازة يَتيه فيها الإنْسان.

باب التاء و الهمزة و ما يثلثهما «3»

تأر

التاء و الهمزة و الراء كلمةٌ واحدة. يقال أتْأَرْتُ عليه النَّظَر إِذا حَدَّدته. قال:
مَا زِلْتُ أنْظُرُهم و الآلُ يرفَعُهمْ حَتَّي اسْمَدَرَّ بطَرْفِ العَيْنِ إتْآرِي «4»
فأما قولهم (اتَّأَبَ) إذا استَحْيا، فله في كتاب الواو موضعٌ غيْر هذاء
______________________________
(1) ديوان الحطيئة 30 و اللسان (تيم):
(2) البيت للنابغة في ديوانه 66 و اللسان (تين). و في الديوان:
«صهب الظلال …»
، و في اللسان:
«صهب الشمال …»
. (3) في الأصل: «باب التاء و الألف و الراء».
(4) البيت للكميت، كما في شرح الطوسي لديوان لبيد ص 119. و أنشده في اللسان (تأر) بدون نسبه. و روايته فيهما:
«أتأرتهم بصري …»
.معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 362‌

تام

التاء و الهمزة و الميم كلمةٌ واحدةٌ، و هي التَّوأمانِ: الولَدانِ في بطن تقول أتأمَتِ المرأةُ، و هي مُتْئِمٌ. و التُّؤامُ جَمْعٌ. و قول سُويد «1»:
* كالتؤاميّةِ إنْ باشَرْتَها «2» *
فيقال إنّ التُّؤَامَ قَصَبَةُ عُمَان‌

باب التاء و الباء و ما يثلثهما

تبر

التاء و الباء و الراء أصلان متباعدٌ ما بينهما: أحدهما الهلاك، و الآخَر [جوهر] من جواهر الأرض.
فالأوّل قولهم: تَبَّرَ اللّٰهُ عَمَلَ الكافرِ، أي أهلكَه و أطَلَه. قال اللّٰه تعالي:
إِنَّ هٰؤُلٰاءِ مُتَبَّرٌ مٰا هُمْ فِيهِ وَ بٰاطِلٌ مٰا كٰانُوا يَعْمَلُونَ.
و الأصل الآخر التِّبْر، و هو ما كان من الذَّهب و الفِضَّة غيرَ مَصُوغٍ.

تبع

التاء و الباء و العين أصل واحد لا يشذ عنه من الباب شي‌ءٌ، و هو التُّلُوُّ و القَفْو. يقال تبِعْتُ فلاناً إذا تَلَوْتَه [و] اتّبعْتَه. و أتْبَعْتُه إذا لحِقْتَه.
و الأصل واحد، غير أنَّهم فَرَقوا بين القَفْو و اللُّحُوق فغيَّرُوا البِناءَ أدنَي تغييرٍ.
قال اللّٰه: فَأَتْبَعَ سَبَباً «3»، [و]: ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَباً «4» * فهذا معناه علي
______________________________
(1) هو سويد بن أبي كاهل اليشكري، و قصيدته في المفضليات (1: 188- 200) و هي مائة بيت و ثمانية أبيات.
(2) عجزه كما في المفضليات، و معجم البلدان (تؤام) و اللسان (تأم):
* قرت العين و طاب المضطجع*
(3) الآية 85 من سورة الكهف.
(4) الآية 89 من سورة الكهف. و قد كررت في السورة عينها، و هي الآية 92. و هذه القراءة هي قراءة ابن عامر و عاصم و حمزة و الكسائي و خلف و الأعمش. و قرأ الباقون بوصل الهمزة و تشديد التاء مفتوحة. انظر إتحاف فضلاء البشر 294 و اللسان (تبع).
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 363
هذهِ القراءة اللُّحوق، و مِن أهْلِ العربيَّة مَن يجعل المعني فيهما واحداً.
و التُّبَّعُ في قول القائِل «1»:
يَرِدُ المياهَ حَضِيرَةً و نَفِيضةً وِرْدَ القَطاةِ إذا اسْمألَّ التُّبَّعُ «2»
هو الظِّلُّ، و هو تابعٌ أبداً للشَّخص. فهذا قياسٌ أصدَقُ من قَطاةٍ. و التَّبِيع وَلَد البقرة إذا تَبِع أُمَّه، و هو فَرْض الثَّلاثين «3». و كان بعضُ الفقَهاء يقول:
هو* الذي يَستوِي قَرْناه و أذُناه. و هذا من طريقة الفُتْيا، لا من قياس اللغة.
و التَّبَعُ قوائم الدابّة، و سُمِّيت لأنّه يتْبع بعضُها بعضاً. و التَّبِيع النَّصير، لأنه يَتْبعُه نَصرهُ. و التَّبيع الذي لك عليه مالٌ، فأنت تَتْبَعُه. و
في الحديث: «مَطْلُ الغَنِيِّ ظُلْمٌ، و إذا أُتْبِعَ أحدُكُمْ علي مَلِي‌ءٍ فليَتَّبِعْ»
. يقول: إذا أُحِيلَ عليه فليَحْتَلْ.

تبل

التاء و الباء و اللام كلماتٌ متقاربة لفظاً و معني، و هي خلاف الصَّلاح و السَّلامة. فالتَّبْل العَدَاوة، و التَّبْل غَلَبة الحُبِّ علي القلب، يقال قلبٌ متْبُولٌ.
و يقال تَبَلَهم الدَّهرُ أفْنَاهم. و قالوا في قول الأعشي:
أأَنْ رأَتْ رجُلًا أعشَي أَضرَّ به ريبُ المَنون و دهرٌ خائنٌ تَبِلُ «4»

تبن

التاء و الباء و النون كلماتٌ متفاوتةٌ في المعني جدًّا، و ذلك دليلٌ أنَّ من كلام العرب موضوعاً وضْعاً مِن غير قياسٍ و لا اشتقاق. فالتِّبنُ
______________________________
(1) هي سعدي بنت الشمردل الجهنية، من قصيدة في الأصمعيات 41- 43.
(2) في اللسان (حضر، نفض، سمأل، تبع). و التبع، بضم التاء و فتح الباء المشددة أو ضمها.
(3) في الأصل: «الثلثين» و هو من بقايا الرسم القديم. و في حديث معاذ بن جبل حن بعثه الرسول الكريم إلي اليمن: «أمره في صدقة البقر أن يأخذ من كل ثلاثين من البقر تبيعاً، و من كل أربعين مسنة».
(4) ديوان الأعشي 42 و اللسان (تبل). و يروي:
«… خابل تبل»
، و يروي:
«… متبل خبل»
. و لم يذكر في الأصل مقول القول، و لعله أراد أن البيت موضع قول.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 364
معروفٌ، و هو العَصْفُ. و التِّبْن أعظَمُ الأقداحِ يكاد يُرْوِي العِشرين. و التَّبَنُ الفِطْنة، و كذلك التَّبَانَة. يقال تَبِنَ لكذا. و محتمل أن يكون هذه التاءِ مُبدلةَ من طاء. و قال سالمُ بنُ عبد اللّٰه «1»: «كنّا نقول كذا حَتَّي تَبَّنْتم «2»»، أي دقّقتم النَّظرَ بفِطْنتكم.

باب ما جاء من كلام العرب علي أكثَر من ثلاثة أحرف أوّله تاء

[ولب]

(التَّولب): ولد البقرة. و القياس يوجب أن يكون التاء مبدلة من واو، الواو بعده زائدة، كأنّه فَوْعَلَ من وَلَب إذا رجع. فقياسه قياس التَّبيع. فإنْ ذهَبَ ذاهبٌ إلي هذا الوجه لم يُبْعِدْ.

[برك]

و أمّا (تِبْراك «3») فالتاء فيه زائدة، و إنَّما هو تِفعالٌ من بَرَك أي ثبَتَ و أقام فهو من باب الباء، لكنه ذكر هاهنا للّفظ.

[رنق]

و (التُّرْنوق) الطِّين يَبْقَي في سبيل الماء إذا نضب، و التاء و الواو زائدتان و هو من الرَّنْقِ.
و باقي ذلك، و هو قليلٌ، موضوعٌ وضعاً.

[تلب]

من ذلك (اتْلَأَبَّ) الأمرُ، إذا استقام و اطرَد.

[ترم]

و (تِرْيَم) موضع، قال:
______________________________
(1) هو سالم بن عبد اللّٰه بن عمر بن الخطاب، أحد الفقهاء السبعة، توفي سنة 106. انظر تهذيب التهذيب و صفة الصفوة (2: 50).
(2) لفظه في اللسان: «كنا نقول في الحامل المتوفي عنها زوجها أن ينفق عليها من جميع المال حتي تبنتم ما تبنتم».
(3) تبراك، بالكسر: موضع بحذاء تعشار، أو ماء لبني العنبر. معجم البلدان
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 365
* بتلاع تِرْيَمَ هامُهُمْ لَم تُقْبَرِ «1» *
فأمَّا التَّرَبُوت من الإبل، و هو الذَّلول، فلو قال قائل إنّه من التاء و الراء و الباء، كأنّه يخضَع حتَّي يَلصَق بالتُّراب كان مذهباً
و (انْمَهَلَّ) إذا انتصَبَ.
و (التَّألَب) من الشَّجر معروفٌ.
و (التَّوأبَانِيّانِ): قادمتا الضَّرع. قال ابن مُقْبِل:
فمرَّتْ علي أظْرابِ هُرَّ عَشِيَّةً لها تَوأبانِيَّانِ لم يَتَفَلْفَلا «2»
و ممكن أن يكون التّاءِ زائدةً و الأصل الوَأْب. و الوأْب المقعَّب، و قد ذكر في بابه. و اللّٰه أعلَمُ بالصَّواب.
تم كتاب التاء
______________________________
(1) صدره كما في اللسان (ترم):
* هل أسوة لي في رجال ضرعوا*
(2) أظراب: جمع ظرب، و هو الجبل المنبسط أو الصغير. و في الأصل و مادة (طرفس) من اللسان: «أطراف» صوابه من اللسان (تأب). و في مادة (فلل): «أضراب». و هر، بالضم: موضع.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 367‌

كتاب الثّاء

باب الكلام الذي أوله ثاء في المضاعف و المطابق و الأصم

ثج

الثاء و الجيم أصلٌ واحد، و هو صبُّ الشئِ. يقال ثَجَّ الماءَ إذا صَبَّه؛ و ماءٌ ثَجّاجٌ أي صَبّابٌ. قال اللّٰه تعالي: وَ أَنْزَلْنٰا مِنَ الْمُعْصِرٰاتِ مٰاءً ثَجّٰاجاً، يقال اكتظَّ الوادِي بثجيج الماء، إذا بلغ ضَرِيرَيْه «1». قال أبو ذؤيب:
سقي أمَّ عَمرٍو كلَّ آخِرِ لَيلةٍ حَناتِمُ مُزْنٍ ماؤُهُنَّ ثَجيجُ «2»
و
في الحديث: «أفضَلُ الحَجِّ العجُّ و الثَّجّ»
فالعجُّ رفْعُ الصَّوتِ بالتَّلبية.
و الثَّجُّ سَيَلانُ دِماءِ الهَدْي. و منه
الحديثُ في المستحاضة: «إني أثُجُّه ثَجًّا»

ثر

الثاء و الراء قياسٌ لا يُخْلِف، و هو غُزر الشئِ الغزير. يقال سحاب ثَرٌّ، أي غزير. و عينٌ ثَرَّةٌ، و هي سحابةٌ تنشأُ من قِبَل القِبْلة «3» قال عنترة:
جادَتْ عليه كلُّ عَيْنٍ ثَرَّةٍ فتركْن كلَّ قَرارةٍ كالدِّرهمِ «4»
______________________________
(1) الضريران: جانبا الوادي. و في الأصل: «صريرته»، تحريف.
(2) القسم الأول من ديوان الهذليين 51 و اللسان (ثجج، حنتم).
(3) أي قبلة أهل العراق، كما في اللسان (ثرر).
(4) البيت من معلقته المشهورة. و انظر اللسان (ثرر).
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 368
و يقال ثَرَّرْتُ الشئَ و ثَرّيْتُه، أي ندَّيتُه. و ناقةٌ ثَرَّةٌ غزيرة. و طعنة ثَرّةٌ، إذا دَفَعَت الدّم دَفْعاً بغُزْرٍ و كَثْرة. و الثَّرثار الرّجُل الكثير الكلام. و
في الحديث:
* «أَبْغَضُكم إِليَّ الثَّرثارُونَ المتَفَيْهِقُون»
. و الثَّرثار: وادٍ بعينه. قال الأخطل:
لَعمرِي لقد لاقَتْ سُلَيمٌ و عامرٌ علي جانِبِ الثَّرثارِ راغِيةَ البَكْرِ «1»

ثط

الثاء و الطاء كلمةٌ واحدة، فالثّطَطُ خِفّة اللحية، و رجلُ ثَطٌّ.

ثع

الثاء و العين كلمة واحدة: الثّعُّ القئِ، يقال ثَعَّ ثَعَّةً، إذا قاءَ قَيئةً.

ثل

الثاء و اللام أصلانِ متباينان: أحدهما التجمُّع، و الآخر السُّقوط و الهَدْم و الذُّلّ.
فالأوَّل: الثَّلَّة الجماعة من الغَنَم. و قال: بعضهم يخصّ بهذا الاسم الضَّأن، و لذلك قالوا: حبلُ ثَلَّةٍ أي صوفٍ، و قالوا: كساء جيِّد الثَّلَّة. قال:
قد قَرَنُونِي بامرئٍ قِثْوَلِّ رثٍّ كحبل الثلَّة المبْتَلِّ «2»
و الثُّلَّة: الجماعة من الناس، قال اللّٰه تعالي: ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَ ثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ «3».
و الثاني: ثَلْلتُ البيتَ هدمتُه. و الثلَّة تُراب البِئر. و الثَّلَل الهَلاك. قال لبيد:
______________________________
(1) ديوان الأخطل 133 و اللسان (ثرر). و في الديوان 216 كذلك:
و إن يذكروها في معد فإنما أصابك بالثرثار راغية البكر
(2) البيتان في اللسان (قثل، ثلل)
(3) هاتان الآيتان 39، 40 من الواقعة. و أما 13 و 14 من الواقعة فهما: (ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ. وَ قَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ).
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 369
فصَلَقْنَا في مُرادٍ صَلْقَةً و صُدَاءً ألحقتهُمْ بالثَّلَلْ «1»
و يقال ثُلَّ عرشُه، إذا ساءتْ حالُه. قال زُهير:
تُداركتُما الأحلافَ قد ثُلَّ عرشُها و ذُبْيانَ إذْ زَلَّتْ بأقدامها النَّعْل «2»
و قال قوم: ثُلَّ عَرْشُه و عُرْشه، إذا قُتِل. و أنشَدوا:
و عبدُ يَغُوثٍ تحْجُلُ الطَّيرُ حَولَهُ و قد ثَلَّ عُرْشَيْهِ الحُسامُ المذَكَّرُ «3»
و العُرْشانِ: مَغْرِز العُنُق في الكاهل.

ثم

الثاء و الميم أصلٌ واحد، هو اجتماعٌ في لِينٍ. يقال ثَمَمْتُ الشئَ ثَمًّا، إذا جمعتَه. و أكثَرُ ما يُستعمل في الحَشيش. و يقال للقَبْضَة من الحشيش الثُّمَّة.
و الثُّمام: شجَرٌ ضعيف، و ربما سُمِّي به الرّجل. و قال:
جعلَتْ لها عُودَيْنِ مِنْ نَشَمٍ و آخَرَ من ثُمامَهْ «4»
و قال قوم: الثُّمام ما كُسِر من أغْصان الشَّجَر فوُضِع لنَضَد الثِّياب «5»، فإِذا يَبِس فهو ثُمام. و يقال ثَمَمْتُ الشئَ أثُمَّه ثَمًّا، إذا جمعتَه و رَممْتَه. و يُنشَد بيتٌ
______________________________
(1) ديوان لبيد 16 طبع 1881، و اللسان (ثلل، صلق). و يروي:
«… بالثلل»
بكسر الثاء، و خرجها الرواة علي أنه أراد «الثلال» جمع ثلة من الغنم، فقصرها للشعر.
(2) ديوان زهير 109 و اللسان (ثلل). و سيأتي في (عرش).
(3) في جني الجنتين للمحي 78:
«قد احتز عرشيه …»
. و البيت في اللسان (ثلل). و سيأتي في (عرش) منسوبا إلي ذي الرمة. انظر ديوانه 236.
(4) البيت لعبيد بن الأبرص في ديوانه 78 و الحيوان (3: 189) و عيون الأخبار (2: 72) و ثمار القلوب 369 و أمثال الميداني (1: 234) و أدب الكاتب 55.
(5) نص اللسان: «و الثمام ما يبس من الأغصان التي توضع تحت النضد». و النضد بالتحريك:
الثياب التي تنضد. و السرير التي تنضد عليه يسمي نضدا أيضاً
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 370
و اللّٰه أعلَمُ بصحّته
ثمَمْتُ حَوائجي وَ وَذَأْتُ بِشْراً فبئس مُعَرَّسُ الرّكبِ السِّعابِ «1»
و ثَمَّتِ الشاةُ النَّبْتَ بفِيها قلعَتْه. و منه
الحديث: «كُنّا أهْلَ ثَمِّهِ و رَمِّهِ «2»»
أي كنا نَثُمُّه ثَمًّا، أي نَجْمعُه جمعا.

ثن

الثاء و النون أصلٌ واحد، و هو نباتٌ من شعرٍ أو غيره. فأمَّا الشَّعر فالثُّنَّةُ الشَّعر المشْرِفُ علي رُسْغِ الدابة من خَلْف. و الثِّنُّ من غير الشَّعر:
حُطام اليَبِيس. و أنشد:
فَظَلْنَ يخبِطْنَ هَشِيمَ الثِّنِّ بَعْدَ عميم الرّوضةِ المُغِنِّ «3»
فأمّا الثُّنّة فما دون السّرّة من أسفل البطن من الدابة، و لعله بشُعَيرات يكون ثمّ.

ثأثأ

الثاء و الهمزة، كلمتان ليستا أصلا، يقال ثأثأت بالإبل صِحْتُ بها؛ و لقِيتُ فلاناً فثأثأتُ منه «4»، أي هِبْتُه.

ثبب

الثاء و الباء كلمةٌ ليست في الكتابين «5»، و إن صحَّت فهي تدلُّ علي تناهِي الشئ. يقال ثَبَّ الأمْرُ إذا تمَّ. و يقال إنَّ الثَّابَّة المرأةُ الهَرمة، و يقولون: أ شَابّةٌ أم ثَابّة؟
______________________________
(1) البيت لأبي سلمة المحاربي، كما في اللسان (وذأ، ثمم).
(2) انظر الخبر و تحقيق لفظه في اللسان (رمم 146).
(3) البيتان في اللسان (16: 234).
(4) الذي في اللسان و القاموس: «فنثأثأت منه». و ما في المقاييس يطابق ما في المجمل.
(5) في الأصل: «الكتابتين». و قد سبق نظير هذا في مادة (أسك)، و سيأتي مثله في مادة (ثغم). و مبلغ الظن أنه يعني بها كتاب الخليل و كتاب ابن دريد، و يعزز هذا قوله في مادة (أهر): «كلمة واحده ليست عند الحليل و لا ابن دريد». و انظر مادتي: (بغ، بق).
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 371‌

باب الثاء و الجيم و ما يثلثهما

ثجر

الثاء و الجيم و الراء أصلٌ واحد، يدلُّ علي مُتَّسَع الشئِ و عِرَضِهِ.
فثجْرةُ الوادِي: وَسَطه و ما اتَّسَعَ منه. و يقال ورقٌ ثَجْرٌ أي عريض. و كلّ شئٍ عرَّضْتَه فقد ثَجَّرْته. و ثُجْرةُ النَّحْر وَسَطه و ما حول الثَّغر منه. و الثُّجَرُ سِهامٌ غِلاظ «1». و يقال في لحمه تثْجيرٌ «2»، أي رخاوة. فأمّا قولهم انثَجَر الماء إِذا فَاضَ و انْثَجَر الدَّم من الطَّعنة، فليس من الباب؛ لأن الثَّاء فيه مبدلةٌ من فاء.
و كذلك الثّجير.

ثجل

الثاء و الجيم و اللام أصلٌ يدلُّ علي عِظَم الشئ الأجوف، ثم يحمل عليه ما ليس بأجوف. فالثُّجْلة عِظَمُ البَطْن؛ يقال رجلٌ أثجَل و امرأةٌ ثجْلاءِ. [و مزادةٌ ثجلاءِ «3»]، أي واسعة. قال أبو النجم:
* مَشْيَ الرَّوايَا بالمَزَادِ الأثجَلِ «4» *
و يروي «الأنجَل»؛ و قد ذُكِر. و يقال جُلَّةٌ ثَجْلاء عظيمة. و قال:
باتُوا يُعَشُّون القُطَيْعَاءَ ضَيْفَهُمْ و عندهم البَرْنِيُّ في جُلَلٍ ثُجْلِ «5»
و هذا البناء مهملٌ عند الخليل، و ذَا عَجَبٌ.
______________________________
(1) لم يرد أحد هذين المعنيين في اللسان، و وردا في القاموس فقط.
(2) في الأصل: «ثجير»، صوابه من المجمل.
(3) التكملة من المجمل.
(4) قبله في اللسان (ثجل):
* تمشي من الردة مشي الحفل*
(5) البيت في اللسان (ثجل) بهذه الرواية. و رواية اللسان في مادة (قطع):
«… في جلل دسم»
.معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 372‌

ثجم

الثاء و الجيم و الميم ليس أصلًا، و هو دوام المطر أيّاما. يقال أثجَمَتِ السماءُ إذا دامَتْ أياماً لا تُقْلِع. و أُرَي الثاء مقلوبةً عن سين، إلا أنَّها إذا أُبدلت ثاءَ جعلت من باب أفعل. و هاهنا كلمةٌ أخري و اللّهُ أعلَمُ بصحَّتها. قالوا:
الثجْم سرْعة الصَّرْف عن الشئ. و اللّٰه أعلم.

باب الثاء و الحاء و ما يثلثهما

ثحج

الثاء و الحاء و الجيم. ذكر ابن دريد في الثاء و الحاء و الجيم كلمة زَعَم أنها لمَهْرَةَ بنِ حَيْدان «1». يقولون ثَحجه برجله، إذا ضَرَبه بها. و قد أبعد أبو بكرٍ شاهدَه ما استطاع.

باب الثاء و الخاء و ما يثلثهما

ثخن

الثاء و الخاء و النون يدلُّ علي رَزَانة الشي‌ءِ في ثِقَل. تقول ثَخُنَ الشئ ثَخَانَةً. و الرّجُل الحليمُ الرّزِين ثَخِين. و الثَّوْب المكتنز اللُّحْمة و السَّدَي من جَوْدةِ نَسجه ثَخين. و قد أثْخَنْته أي أثْقَلتْه، قال اللّٰه تعالي:
حَتّٰي يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ و ذلك أنّ القتيلَ قد أُثْقِل حتي لا حَرَاكَ به. و تركتُه مُثْخَناً، أي وَقِيذًا «2». و قال قومٌ: يقال للأعزل الذي لا سِلاحَ معه: ثخين؛ و هو قياسُ الباب لأنّ حركتَه تَقِلُّ، خوفاً علي نَفْسه.
______________________________
(1) نص الجمهرة (2: 32): لغة مرغوب عنها لمهرة بن حيدان».
(2) الوقيذ، بالذال المعجمة: الذي ضرب حتي مات. و في الأصل: «وقيدا» تحريف.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 373‌

باب الثاء و الدال و ما يثلثهما

ثدي

الثاء و الدال و الياء كلمةٌ واحدة، و هي ثدي المرأة. و الجمع أَثْدٍ.
و الثدياء: الكبيرة الثَّدْي «1». ثم فرق بينه و بين الذي للرّجُل، فقيل في الرجل الثُّنْدُؤَة بالضم و الهمزة، و الثَّنْدُوَة بالفتح غير مهموز.

ثدق

الثاء و الدال و القاف كلمةٌ واحدة. ثَدَق المطَرُ، و سحابٌ ثادق. و ثادقٌ اسمُ فرس، كأنّ صاحبه شَبَّهه بالسحاب. قال:
باتَتْ تلُوم علي ثادقٍ ليُشري فقد جَدّ عِصيانُها «2»
أي عِصْياني لها. ليُشْرَي: ليُبَاعَ.

ثدم

الثاء و الدال و الميم كلمةٌ ليست أصلًا. زعَمُوا أنّ الثَّدْمَ هو الفَدْمُ.
و هذا إنْ صحَّ فهو من باب الإِبدال.

ثدن

الثاء و الدال و النون كلمةٌ. يقولون: الثَّدِنُ الرّجُل الكثير اللحم. و يقال بل الثَّدَنُ تغيُّر رائحةِ اللَّحم.
______________________________
(1) في الأصل: «و الثدي الكثيرة الثدي».
(2) البيت لجاحب بن حبيب الأسدي، من قصيدة في المفضليات (2: 168)، و بعض أبياتها له في اللسان (ثدق) و الخيل لابن الأعرابي 56. و رواه ابن الكلبي في الخيل 11 لمنذر بن عمرو ابن قيس. و نقل في اللسان (ثدقْ) عن ابن الكلبي أنه لمنقذ بن طريف بن عمرو بن قعين.
و روي الأنباري أنه لرجل من بني الصباح، من بني ضبة.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 374‌

باب الثاء و الراء و ما يثلثهما

ثرم

الثاء و الراء و الميم كلمةٌ واحدة يشتقّ منها، يقال ثَرَمْت لرّجل فثَرِم، و ثَرَمْت ثنيّته فانثرمت «1». و الثَّرْماء: ماءٌ لكِندة.

ثروي

الثاء و الراء و الحرف المعتلُّ أصلٌ واحد، و هو الكَثْرة، و خلافُ اليُبْس.
قال الأصمعي: ثَرَا القومُ يَثْرُونَ، إذا كثُرُوا و نَمَوْا. و أَثْرَي القومُ إذا كثُرَتْ أموالُهم. ثرا المالُ يَثْرُو إذا كَثُر. و ثَرَوْنَا القومَ إذا كَثَرْناهُم، أي كُنّا أكثَرَ منهم. و يقال الذي بيني و بين فلانٍ مُثْرٍ، أي إنّه لم ينقَطِع. و أصل ذلك أنْ يقول لم يَيْبَس الثَّرَي بيني و بينَه. قال جرير:
فلا تُوبِسُوا بيني و بينكم الثَّرَي فإنَّ الذي بيني و بينكم مُثْرِي «2»
قال أبو عبيدة: مِن أمثالهم في تخوُّفِ الرّجلِ هَجْرَ صاحبِه: «لا تُوبِس الثَرَي بيني و بينك» أي لا يُقْطع الأمرُ بيننا. و المال الثَّرِيّ الكثير. و
في حديث أمِّ زَرْع: «و أَرَاحَ عَلَيَّ نَعَماً ثَرِيًّا»
. و منه سُمِّي الرجل ثَرْوَانَ، و المرأةُ ثَرْوَي ثم تصغّر ثُرَيَّا. و يقال ثَرَّيْتُ التُّرْبةَ بلّلتُها. و ثَرَّيْتُ الأَقِط صببتُ عليه الماء و لْتَتُّه. و يقال بَدَا ثَرَا الماءِ «3» من الفرس، إذا نَدِي بعَرقِه. قال طُفيل:
______________________________
(1) أي يقال في مطاوع الثلاثي ثرم و انترم. و يقال أيضاً: انثرم مطاوعا لأثرمته إثراما.
(2) البيت في ديوانه 277 و المجمل و اللسان (ثري).
(3) في الأصل: «بداء ثراء المال»، صوابه في المجمل و اللسان (18: 120).
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 375
يُذَدْنَ ذِيادَ الخامساتِ و قد بَدَا ثَرَي الماء من أعطافها المتحلِّبِ «1»
و يقال: التَقَي الثَّرَيانِ، و ذلك أن يجئَ المطرُ [فيرسَخَ «2»] في الأرض حتَّي* يلتقي هو و نَدَي الأرض. و يقال أرْضٌ ثَرْياءِ، أي ذاتُ ثَرًي. و قال الكسائيُّ: ثَرِيتُ بفلانٍ فأنا ثَرٍ بِهِ، أي غنِيٌّ عن النّاس به. و ثَرَا اللّٰهُ القومَ كَثَّرهم. و الثَّرَاء: كَثْرة المال. قال علقمة.
يُرِدْنَ ثَراءَ المالِ حيثُ علِمْنَه و شَرْخُ الشّبابِ عندهنَّ عجيبُ «3»

ثرب

الثاء و الراء و الباء كلمتان متباينَتا الأصل، لا فروع لهما.
فالتّثريب اللَّوم و الأَخْذ علي الذَّنب. قال اللّٰه تعالي: لٰا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ فهذا أصلٌ واحد. و الآخر الثَّرْبُ، و هو شحمٌ قد غَشَّي الكَرِشَ و الأمعاءَ رقيقٌ؛ و الجمع ثُرُوب.

ثرد

الثاء و الراء و الدال أصلٌ واحد، و هو فَتَّ الشئ، و ما أشبهه.
يقال ثَرَدْتُ الثَّريد أثْرُدُه. و يقال- و هو من هذا القياس- إنّ الثَّرَدَ تشققٌ في الشّفَتين. و جاء في الحديث في ذكر الذبيحة: «كُلّ ما أفْرَي الأوداجَ غيرَ مُثَرَّدٍ «4»»، و ذلك أن لا تكونَ الحديدةُ حادّةً فيثرَّدَ موضِع الذَّبح، كما يتشقَّقُ الشئِ و يتشَظَّي.
______________________________
(1) البيت في ديوانه 12 و المجمل و اللسان (18: 120). و قبله:
علي كل منشق نساها طمرة و منجرد كأنه تيس حلب
(2) التكملة من المجمل و اللسان.
(3) البيت في ديوانه 132 و المفضليات (3: 192) و اللسان (18: 119).
(4) انظر الكلام علي رواية الحديث في اللسان (4: 72).
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 376‌

باب الثاء و الطاء و ما يثلثهما

ثطأ

الثاء و الطاء و الهمزة كلمةٌ لا معوَّل عليها. يقال ثَطَأْتُه وطِئْتُه.

ثطع

الثاء و الطاء و العين شبيهٌ بما قبله، إلّا أنّهم يقولون ثَطَعَ الرَّجُل أبْدَي «1». و ثُطِعَ إذا زُكِم: و غيره أصح منه إلا أنّه قد قيل «2».
و اللّٰه أعلم.

باب الثاء و العين و ما يثلثهما

ثعل

الثاء و العين و اللام أصلٌ واحد، و هو تَزَيُّدٌ و اختلافُ حال. فالثَّعَل زيادة السِّنِّ و اختلافُ في الأسنان في مَنْبتِها. تقول ثَعِلَ الرّجلُ و ثَعِلَت سنُّه، و هو يَثْعَل ثَعَلا، و هو أَثْعَلُ و المرأة ثَعْلاء و الجميع الثُّعْل. و ربَّما كان الثَّعَل في أطْباءِ النّاقة أو البقرة، و هي زيادةٌ في طُبْييْها. و قال الخليل:
الثُّعلول الرجل الغضبان، و أنشد:
و ليس بثُعلولٍ إذا سِيلَ و اجْتُدِي و لا بَرِماً يوماً إذا الضَّيفُ أوْهَمَا «3»
أيْ قَارَب، و علي هذا القياس كلمةٌ ذكَرَها الخليل، أنَّ الأثْعَلَ السيِّد الضَّخْم إذا كان له فُضُول. و ممّا اشتق منه ثُعَلٌ بطن من العرب «4». قال امرؤ القيس.
______________________________
(1) يقال للرجل إذا تغوط و أحدث قد أبدي.
(2) كذا وردت هذه العبارة.
(3) البيت في اللسان (13: 88).
(4) في اللسان: «و بنو ثعل بطن، و ليس بمعدول، إذ لو كان معدولا لم يصرف».
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 377
أحلَلْتُ رَحْلي في بني ثُعَلٍ إنّ الكِرامَ للكريمِ مَحَلّ «1»
و يقال أثْعَلَ القومُ إذا خالَفُوا «2».

ثعم

الثاء و العين و الميم ليس أصلًا معوّلا عليه. أمَّا ابنُ دريدٍ فلم يذكره أصلًا. و أمّا الخليل فجعله مرّة في المهمل، كذا خُبِّرْنا به عنه. و ذُكِرَ عنه مرّةً أَنَّ الثَّعْم النَّزْع و الجرّ؛ يقال ثَعَمْتُه أي نزعتُه و جرَرته. و ذكر عنه أنّه [يقال] تثعَّمَتْ فلاناً أَرضُ بني فلانٍ، إذا أعجبَتْه و جرّتْه إليها و نزعَتْه.
و قال قوم: هذا تصحيفٌ، إنّما هو تنعّمَتْه فتنعَّمَ، أي أَرَتْهُ ما فيه له نعيمٌ فتنعَّمَ، أي أعْمَلَ نعامةَ رِجْلهِ مَشْياً إليها. و ما هذا عندي إلّا كالأوّل. و ما صحَّتْ بشئٍ منه رِواية.

ثعر

الثاء و العين و الراء بناءٌ إنْ صحَّ دلَّ علي قمَاءةٍ و صِغَر.
فالثُّعْرُورَانِ كالحلمتين تكتنِفان ضَرْعَ الشاة. و علي هذا قالوا للرجل القصير ثُعْرُور.

ثعط

الثاء و العين و الطاء كلمةٌ صحيحة. يقال ثَعِطَ اللَّحمُ إذا تغيَّرَ و أنْتَنَ. و قال:
* يأكل لحماً بائِتاً قد ثَعِطا «3» *
و مما حُمِل عليه الثَّعِيطُ دُقاقُ التّرابِ الذي تسفِيه الرِّيح.
______________________________
(1) البيت في الجمهرة (2: 45) برواية
«إن الكريم للكريم …»
. (2) في اللسان: «أثعل القوم علينا إذا خالفوا». و في المجمل: «و أثعلوا خالفوا علينا»
(3) بعده كما في اللسان (ثعط):
* أكثر منه الأكل حتي خرطا*
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 378‌

ثعب

الثاء و العين و الباء أصلٌ يدلُّ علي امتداد الشئ و انبساطِه، يكون ذلك في ماءٍ و غيره.
قال الخليل: يقال ثَعَبْت الماءَ و أنا أثعَبهُ، إذا فجّرته فانثَعب، كانثعاب الدّم من الأنف. قال: و منه اشتُقّ مَثْعَب المَطَر. و ممّا يصلُح حمْلُه علي هذا، الثُّعبانُ الحيّةُ الضَّخْم الطويل؛ و هو من القياس، في انبساطه و امتداده خَلْقًا و حركةً. قال:
* علي نَهْجٍ كثُعبانِ العَرينِ*
و ربّما قيل ماءٌ ثَعْبٌ، و يجمع علي الثُّعبان.

باب الثاء و الغين و ما يثلثهما

ثغا

الثاء و الغين و الحرف المعتلّ أصلٌ يدلُّ علي الصَّوت. فالثُّغَاء ثُغاء الشاءِ. و الثّاغية: الشاة. يقال ما له ثاغيةٌ و لا راغيةٌ، أي لا شاةٌ و لا ناقَةٌ.

ثغب

الثاء و الغين و الباء أصلٌ واحد، و هو غَدِيرٌ في غِلَظ من أرض. يقال له ثَغْبٌ وَ ثَغَبٌ، و جمعه ثِغابٌ و أثغابٌ، و يقال ثُغبان.
و قال عَبيد «1»:
و لقد تحلُّ بها كأنَّ مُجاجَها ثَغْبٌ يُصَفَّق صَفْوُه بمُدامِ

ثغر

الثاء و الغين و الراء أصلٌ واحدٌ يدلُّ علي تفتُّحٍ و انفراج.
______________________________
(1) عبيد بن الأبرص في ديوانه 20 و اللسان (ثغب).
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 379
فالثَّغْر الفَرْج من فُروج البُلْدان، و ثُغْرَة النَّحْر «1» الهَزْمة التي في اللَّبَّة، و الجمع ثُغَر. قال:
* و تارةً في ثُغَرِ النُّحُورِ* «2»
و الثغر ثَغر الإنسان. و يقال ثُغِر الصبيُّ إذا سقطَتْ أسنانُه و اثَّغَر إذا نبَتَ بعد السُّقوط، و ربَّما قالوا عند السقوط اثَّغَر. قال:
قارِحٍ قد فُرَّ عَنْهُ جانبٌ و رَبَاعٍ جانبٌ لم يَثَّغِرْ «3»
و يقال لقِيَ بنو فُلانٍ بني فُلانٍ فثَغَرُوهم، إذا سدُّوا عليهم المَخْرَجَ فلا يَدْرُون أين يأخذون. قال:
هُمُ ثَغَرُوا أقرانَهم بمضرِّس و شَفْرٍ و حازُوا القَومَ حتَّي تزحزحوا «4»

ثغم

الثاء و الغين و الميم مستعملٌ في كلمةٍ واحدة، و هي الثَّغَامة، و هي شجرةٌ بيضاءُ الثَّمَر و الزَّهر يشبّه الشّيب به. و
في الحديث: «أنّ رسولَ اللّٰه صلّي اللّٰه عليه و آله و سلّم أُتِيَ بأبِي قُحافَةَ [يوم الفتح «5»] و كأنَّ رَأْسَه ثَغَامةَ، فأمر أن يُغيَّر»
.______________________________
(1) في الأصل: «اللحم» تحريف، و هو في المجمل علي الصواب الذي أثبت.
(2) للعجاج في ديوانه 30 و الجمهرة (2: 39). و في الديوان:
ينشطهن في كلي الخصور مرا و مرا ثغر النحور
(3) البيت للمرار بن منقذ العدوي في المفضليات (1: 81). و قد أنشده في اللسان (ثغر).
(4) البيت لابن مقبل في اللسان (ثغر) و الشفر: جمع شفرة. و في الأصل: «سعر» تحريف. و في اللسان: «و غضب».
(5) التكملة من اللسان (ثغم).
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 380
و أغفَلَ ابنُ دريدٍ هذا البناءَ و لم يذكُرْه مع شهرته. و قيل إنّ الثَّغِمَ الضاري مِن الكلاب، و لم أجِدْهُ في الكتابَين. فإنْ صحّ فهو في باب الإبدال، لأنَّ التاءَ مبدلةٌ من فاءٍ. و قد ذُكِرَ في بابه.

باب الثاء و الفاء و ما يثلثهما

ثفل

الثاء و الفاء و اللام أصلٌ واحد، و هو الشئ يستقرُّ تحتَ الشّئ، يكون ذلك من الكَدَر و غيرِه. يقال هو ثُفْل القِدْر و غيرِها، و هو ما رسا من الخُثَارة «1». و من الباب الثِّفال الجِلْدة تُوضَع عليها الرّحَي. و يقال هو قطعةُ فَرْو تُوضَع إلي جنب الرَّحَي. و قال:
يكون ثِفالُها شَرقيَّ نجدٍ و لُهْوتُها قُضَاعَةَ أجمعينا «2»
و قال آخر «3»:
فتعْرُكْكُمُ عَرْكَ الرَّحَي بِثِفالها و تَلْقَحْ كِشافاً ثم تَحْمِلْ فتُتئِمِ
فأمّا الثَّفَال فالبعيرُ البَطئ، و اشتقاقُه صحيح، لأنّهُ كأنّه من البُطْء مستقرٌّ تحت حِمْلِه، لا يكادُ يَبْرَحُ.

ثفن

الثاء و الفاء و النون أصلٌ واحد، و هو ملازمة الشّئِ الشّئَ.
قال الخليل: ثَفِناتُ البعير: ما أصاب الأرضَ من أعضائه فغَلُظ، كالركبتين و غيرهما.
______________________________
(1) في الأصل: «الخشارة».
(2) البيت لعمرو بن كلثوم في معلقته.
(3) هو زهير، في معلقته.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 381
و قال هو و غيره: ثَفَنْتُ الشّئَ باليد أثفِنُه، إذا ضربتَه. قال في الثفِنة:
خَوَّي علي مستوِياتٍ خَمْسِ كِرْكِرةٍ و ثَفِناتٍ مُلْسِ «1»
و يقال ثافَنْتُ علي الشّئ واظبْت «2». و يقولون ثافَنْتُه علي الشئ أعنْتُه.
و هو ذلك القياس.

[ثفي]

الثاء و الفاء و الحرف المعتل أصلٌ واحد، و هو الأُثْفِيَّة، و الجمع أثافيّ. و ربّما خفَّفوا، و ليس بالجيد.
و مما يشتق من هذا المرأة المَثفِّيَة «3»، التي مات عنها ثلاثةُ أزواج؛ و الرجل المثفِّي الذي يموت عنه ثلاث نِسوة.
و يقولون علي طريق الاستعارة: بقِيَتْ من بني فلانٍ أُثْفِيَّةٌ خَشْناءُ، إذا بقِيَ منهم عددٌ.
و الثَّفَاء نبتٌ، و ليس من الباب. و
في الحديث: «ماذا في الأَمَرَّيْنِ من الشِّفاء:
الصَّبِرِ و الثَّفَاء»
. قالوا: هو الخرْدَل.

ثفر

الثاء و الفاء و الراء كلمةٌ واحدة تدلُّ علي المؤخَّر. فالثَّفَرُ ثَفَر الدابة.
و يقال استَثْفَرت المرأة بثَوْبها إذا ائتزرت به ثم رَدَّت طَرَف الإزار من بين رجليها و غرزَتْه في الحُجْزَة مِن ورائه. و الثَّفُرْ الحَياء من السّبُعةِ و غيرها. قال:
جَزَي اللّٰه فيها الأَعوَرَيْنِ ملامةً و عَبْدَةَ ثَفْرَ الثَّورةِ المتضاجِمِ «4»
______________________________
(1) البيتان للعجاج في ديوانه 78 و اللسان (ثمن).
(2) في الأصل: «و أطنبت»، تحريف.
(3) و يقال أيضاً: المثفاة للمرأة و المثفي للرجل، بصيغة اسم المفعول.
(4) البيت للأخطل في ديوانه 277 و اللسان (ثفر) و الحيوان (2: 282) و الكامل 159 ليبسك و فقه اللغة 76.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 382‌

باب الثاء و القاف و ما يثلثهما

ثقل

الثاء و القاف و اللام أصلٌ واحدٌ يتفرّع منه كلماتٌ متقاربة، و هو ضِدّ الخِفّة، و لذلك سُمِّيَ الجنُّ و الإنس الثَّقَلَين، لكثرة العدد. و أثقال الأرض كنوزُها، في قوله تعالي: وَ أَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقٰالَهٰا، و يقال هي أجساد بني آدم.
قال اللّه تعالي: وَ تَحْمِلُ أَثْقٰالَكُمْ، أي أجسادَكم. و قالت الخنساء:
أَبَعْدَ ابن عمرٍو مِنْ آلِ الشّري دِ حَلَّتْ به الأرضُ أثقالهَا
أي زَيَّنَتْ موتاها به. و يقال ارتحل القَومُ بثقلتهم «1»، أي بأمتعتهم، و أجد في نفسي ثقلة «2». كذا يقولون من طريقة الفَرْق «3»، و القياس واحد.

ثقب

الثاء و القاف و الباء كلمةٌ واحدة، و هو أن ينفُذَ الشئ. يقال ثقَبْتُ الشئَ أثقُبُه ثَقْباً. و الثَّاقب في قوله تعالي: النَّجْمُ الثّٰاقِبُ. قالوا: هو نجم ينفُذ السَّمٰواتِ كلِّها نورُه «4». و يقال ثَقَبْت النار إذا ذَكَّيْتَها، و ذلك الشئ ثُقْبَةٌ و ذُكْوَة. و إنما قيل ذلك لأنّ ضوءها ينفُذ.

ثقف

الثاء و القاف و الفاء كلمة واحدة إليها يرجع الفروع، و هو إقامة دَرْءِ الشئ. و يقال ثَقَّفْتُ القناةَ إذا أقَمْتَ عِوَجَها. قال:
______________________________
(1) يقال بالتحريك و بالكسر و بالفتح و كعنبة و كفرحة.
(2) يقال بالفتح و بالتحريك.
(3) يفهم من هذا أنه ضبط كلا من الكلمتين بضبط معين، و لكن النسخة لم تؤد لنا ضبطا لإحداهما.
(4) يقال: نفذ السهم الرمية و نفذ فيها، يتعدي بنفسه و بالحرف.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 383
نَظَرَ المثقَّفِ في كُعوب قناتِهِ حَتَّي يقيم ثِقافُهُ منآدَها «1»
و ثَقِفْتُ هذا الكلامَ من فلانٍ. و رجل ثَقِفٌ لَقْفٌ، و ذلك أنْ يصيب عِلمَ ما يَسمعُه علي استواء. و يقال ثقِفْت به إذا ظَفِرْت به. قال:
فأمَّا تَثْقَفُوني فاقتُلوني و إنْ أُثْقَفْ فسوف تَرَوْنَ بَالِي «2»
فإنْ قيل: فما وجْهُ قُربِ هذا من الأوّل؟ قيل له: أ ليس إذا ثَقِفَهُ فقد أَمسَكَه.
و كذلك الظَّافر بالشئِ يُمسكُه. فالقياس بأخْذِهما مأخَذاً واحداً.

باب الثاء و الكاف و ما يثلثهما

ثكل

الثاء و الكاف و اللام كلمةٌ واحدة تدلُّ علي فُقْدَانِ الشئ، و كأنّه يُخْتَصّ بذلك فُقدانُ الولَد. يقال ثَكِلَتْه أمُّه تثْكَلُه ثكلًا «3». و لِأُمِّهِ الثُّكل. فإذا قال القائل لآخَرَ و هو ليس له بولد فإِنما يحملُه علي ذلك، و إلا فإِنَّ الأصلَ ما ذكرناه.

ثكم

الثاء و الكاف و الميم كلمةٌ واحدة، و هو مجتمع الشئ. يقال تنحّ عن ثُكَمِ الطريق «4»، أي مُعْظَمِه و واضحه.
______________________________
(1) البيت لعدي بن الرقاع، كما في الأغاني (8: 177).
(2) البيت في المحمل و اللسان (ثقف).
(3) يقال في المصدر ثكل، بالتحريك، و ثكل بالضم.
(4) ثكم الطريق، بالتحريك و كصرد.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 384‌

ثكن

الثاء و الكاف و النون كلمةٌ واحدةٌ تدلُّ علي مُجتَمَع الشّئ.
يقال تَنَحَّ عن ثَكَنِ الطَّريقِ، أي مُعظَمِهِ و واضحه «1». و الثُّكْنة السِّرب، و الجماعة، و الجمعُ ثكَنٌ. قال الأعشي:
يُسافِعُ وَرْقاءَ جُونِيَّةً ليُدرِكَها في حمامٍ ثُكَنْ «2»

باب الثاء و اللام و ما يثلثهما

ثلم

الثاء و اللام و الميم أصلٌ واحد، و هو تَشَرُّم يقَع في طَرَف الشئ، كالثُّلْمة تكون في طَرَف الإِناء. و قد يسمَّي الخَلَل أيضاً ثُلْمة و إن لم يكن في الطَّرَف. و إناءٌ مُنْثَلمٌ و مُتَثَلِّمٌ.

ثلب

الثاء و اللام و الباء كلمةٌ صحيحة مطَّردةُ القِياسِ في خَوَر الشّئ و تشعُّثِه. فالثَّلِبُ الرُّمْح الخوّار. قال الهُذليّ «3»:
و مُطَّرِدٌ من الخَطِّ يِّ لا عارٍ و لا ثَلِبُ
و الثِّلْب: الهِمُّ الكبِير. و قد ثَلِبَ ثَلباً. و يقال ثَلَبْتُه إذا عِبْتَهُ. و هو ذو ثلبةٍ «4» أي عَيْب. و القياس ذاك، لأنه يضع منه و يشعِّثه «5». و امرأةٌ ثالِبةُ الشَّوَي،
______________________________
(1) زاد ابن فارس في المجمل: «و هو من الإبدال، يقولون ثكم و ثكن».
(2) ديوان الأعشي 18 و المجمل و اللسان (ثكن). و رواية الديوان و اللسان: «ورقاء غورية».
(3) هو أبو العيال الهذلي، كما في شرح السكري لأشعار الهذليين 141 و مخطوطة الشنقيطي 95 و اللسان (ثلب). و قبل البيت:
و قد ظهر السوابغ فو قهم و البيض و اليلب
(4) ضبطت في المجمل بفتح الثاء و كسرها.
(5) يقال: شعثت من فلان: إذا غضضت منه و تنقصته، من الشعث، و هو انتشار الأمر.
و في الأصل: «و يشعبه»، تحريف.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 385
أي منْشقّة القدمَين «1». قال:
لقد ولَدَتْ غَسَّانَ ثالبَةُ الشَّوَي عَدُوس السُّرَي لا يعرف الكَرْمُ جِيْدُها «2»
و الثَّلَب: الوَسَخ، يقال إنه لَثَلِبُ الجِلْد، و ذاك هو القَشَف. و القياسُ واحد.

ثلث

الثاء و اللام و الثاء كلمةٌ واحدة، و هي في العدد، يقال اثنانِ و ثلاثة. و الثُّلَاثاءِ من الأيام. قال:
[قالوا] ثَلاثاؤهُ مالٌ و مَأدُبَةٌ و كلُّ أيّامِه يومُ الثُّلَاثاءِ «3»
و ثالثة الأثافِي: الحَيْدُ النّادِر من الجبل، يجمع إليه صخرتانِ ثم تُنْصَبُ عليها القِدْر. و هو الذي أراده الشماخُ:
أقامتْ علي رَبْعَيهما جارتَا صَفاً كُمَيْتَا الأعالِي جَوْنَتَا مُصْطَلاهما «4»
و الثَّلُوث من الإبل: التي تملأ ثلاثةَ آنِية إذا حُلِبت. و المثلوثة: المزادة تكون من ثلاثة جُلودٍ. و حَبْلٌ مَثْلوثٌ، إذا كان علي ثلاثِ قُويً.

ثلج

الثاء و اللام و الجيم أصلٌ واحد، و هو الثَّلْج المعروف. و منه تتفرع الكلمات المذكورة في بابه. يقال أرضٌ مثلوجة إذا أصابَهَا الثَّلْج. فإذا قالوا
______________________________
(1) و كذا في المجمل. و في اللسان: «متشققة القدمين».
(2) لجرير، يهجو غسان بن ذهيل السليطي. ديوانه 127 و المجمل، و اللسان (ثلب، عدس، كرم). و قد روي في اللسان (عدس):
«… ثالثة الشوي»
يعني أنها عرجاء فكأنها علي ثلاث قوائم. و يروي أيضاً:
«… بالية الشوي»
. (3) الكلمة الأولي ساقطة من البيت، و إثباتها من الأزمنة و الأمكنة للمرزوقي (1: 272).
و روايته فيها: «خصب و مأدبة».
(4) ديوان الشماخ 86 و سيبويه (1: 102).
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 386
رجلٌ مثلوج الفؤاد فهو البليد العاجز. و هو من ذلك القياس، و المعني أنّ فؤادَه كأنَّه ضُرِب بثَلْجٍ فَبَرَدَتْ حرارتُه و تبلّد. قال:
* تَنَبّهَ مَثْلُوجَ الفؤادِ مُوَرَّما «1» *
و إذا قالوا ثَلِجَ بخبرٍ أتاه، إذا سُرَّ بِهِ، فهو من الباب أيضا؛ و ذلك أنّ الكرب إذا جَثَمَ علي القلْب كانت له لَوعةٌ و حَرارة، فإِذا وَرَدَ ما يُضادُّه جاء بَرْدُ السُّرور.
و هذا شائعٌ في كلامهم. ألا تَراهم يقولون في الدعاء عليه: أسخَنَ اللّٰهُ عينَه.
فإذا دعَوْا له قالوا: أقرّ اللّٰه عينَه. و يحملون علي هذا فيقولون: حفَر حتي أثْلَجَ، إذا بَلَغَ الطِّين. شبَّهوا الطِّين المجتمع مع نُدُوَّتِه بالثَّلج.

ثلط

الثاء و اللام و الطاء كلمةٌ واحدة، و هو ثَلْطُ البعير و البقرة.

ثلغ

الثاء و اللام و الغين كلمةٌ واحدة، و هو شَدْخُ الشئ. يقال ثَلَغْت رأسَه أي شدَخْته. و يقولون لما سقط من الرُّطَبِ فانشدخ مثَلَّغ.

باب الثاء و الميم و ما يثلثهما

ثمن

الثاء و الميم و النون أصلان: أحدهما عِوَضُ ما يُباع، و الآخَر جزءٌ من ثمانية.
فالأوّل قولهم بِعْتُ كذا و أخذْتُ ثمنَه. و قال زهير:
______________________________
(1) لحاتم الطاثي في ديوانه 109. و صدره:
* ينام الضحي حتي إذا ليله استوي*
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 387
* و عَزَّتْ أثمُنُ البُدُنِ «1» *
فمن رواه بالضمّ فهو جمع ثَمَن. و من رواه بالفتح
«… أثمَنُ البُدُنِ»
فإنه يريد أكثرَها ثمناً.
و أمَّا الثُّمُن فواحدٌ من ثمانية. يقال ثَمَنْتُ القومَ أثْمُنُهم إذا أخذتَ ثُمنَ أموالِهم. و الثمِينُ: الثّمْن. قال:
فإني لستُ مِنك و لست مِنِّي إذا [ما] طار مِن مالي الثَّمِينُ
و قال الشماخُ أو غيرُه «2»:
و مثلُ سَرَاةِ قومِكَ لَنْ يُجَارَوْا إلي رُبُعِ الرِّهانِ و لا الثَّمِينِ
و مما شذَّ عن الباب «ثَمِينَة» و هو بلد. و قال الهذلي «3»:
بأصْدَقَ بأساً مِنْ. خليلِ ثَمينةٍ و أمْضَي إذا ما أفلطَ القائمَ اليدُ «4»
و منه أيضا المِثْمَنَة، و هي كالمِخْلاة.

ثمد

الثاء و الميم و الدال أصلٌ واحد، و هو القليل من الشئ، فالثَّمْدُ
______________________________
(1) البيت بتمامه كما في الديوان 122 و اللسان (ثمن):
من لا يذاب له شحم السيف إذا زار الشتاء و عزت أثمن البدن
و قبله:
أن نعم معترك الجياد إذا خب السفير و مأوي البائس البطن
(2) البيت للشماخ في ديوانه 97 من قصيدة يمدح بها عرابة الأوسي.
(3) هو ساعدة بن جؤبة، كما في القسم الأول من أشعار الهذليين 240 طبع دار الكتب و اللسان (ثمن، فلط). و روي في معجم البلدان (رسم الثمينة) بدون نسبة.
(4) أفلط: أفلت وزناً و معني، و هو لغة تميمية قبيحة. و قد أراد أفلت القائم اليد، فقلب.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 388
الماء القليل لا مادّةَ له. و ثَمَدتْ فلاناً النِّساءِ إذا قطَعْنَ ماءَه «1». و فلانٌ مثمودٌ إذا كثُرَ السُّؤال عليه حتي ينفَدَ ما عنده. و قال في المثمود:
أو كماءِ المثْمودِ بعد جِمامٍ زَرِم الدَّمْع لا يؤوب نَزُورا «2»
و الثامد من البَهْم حِينَ قَرِم؛ لأنّ الذي يأخذه يَسِيرٌ.
و مما شذَّ عن الباب الإِثْمِد، و هو معروف، و كان بعضُ أهل اللغة يقول:
هو من الباب، لأنّ الذي يُستعمَل منه يَسيرٌ. و هذا ما لا يُوقَف علي وجهه.

ثمر

الثاء و الميم و الراء أصلٌ واحد، و هو شئٌ يتولّد عن شئٍ متجمِّعاً، ثم يُحمَل عليه غيرُه استعارةً.
فالثَّمَر معروفٌ. يقال ثَمَرَةٌ و ثَمَرٌ و ثِمارٌ و ثُمُر. و الشّجر الثامِر: الذي بلَغَ أوانَ يُثْمرُ. و المُثْمِر: الذي فيه الثَّمَر. كذا قال ابن دريد «3». و ثمر الرّجلُ مالَه أحسَنَ القِيامَ عليه. و يقال في الدعاء: «ثَمَّرَ اللّٰهُ مالَه» أي نمّاه. و الثّمِيرة من اللبن حين يُثْمِرُ فيصيرُ مثلَ الجُمَّار الأبيض؛ و هذا هو القياس. و يقال لعُقْدَة السَّوط ثَمَرة؛ و ذلك تشبيهٌ.
و مما شذَّ عن الباب* ليلة ابن ثَمِيرٍ، و هي اللَّيلة القَمْراء «4». و ما أدري ما أصله.
______________________________
(1) في الأصل «ثمدت فلاناً البناء إذا قطعن ماؤه» تحريف، صوابه في المجمل و في اللسان:
«و ثمدته النساء نزفن ماءه من كثرة الجماع و لم يبق في صلبه ماء».
(2) البيت في اللسان (زرم) لعدي بن زيد. و في الأصل: «نزور».
(3) الجمهرة (4102)
(4) شاهده قوله:
و إني لمن عبس و إن قال قائل علي رغمهم ما أثمر ابن ثمير
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 389‌

ثمغ

الثاء و الميم و الغين كلمةٌ واحدةٌ لا يُقاس عليها و لا يفرَّع منها.
يقال ثَمَغْتُ الثّوب ثَمْغاً إذا صبَغْته صبغاً مُشْبَعا. قال:
تركتُ بني الغُزَيِّلِ غيرَ فَخْرٍ كأنَّ لِحاهُمُ ثُمِغَتْ بوَرْس «1»
و هاهنا كلمةٌ ليست من الباب، و هي مع ذلك معلومة. قال الكسائيُّ:
ثَمَغَة الجبلِ أعلاه، بالثاء. قال الفرّاء: و الذي سمعتُ أنا نَمَغَةٌ «2»

ثمأ

الثاء الميم و الهمزة كلمةٌ واحدة ليست أصلًا، بل هي فرعٌ لما قبلها.
ثمأ لِحْيتَه صبَغَها. و الهمزة كأنها مُبدلةٌ من غين. و يقال ثمأْتُ الكَمْأَة في السَّمْن طرحْتُها. و هذا فيه بعضُ ما فيه. فإنْ كان صحيحاً فهو من الباب، لأن الكمْأة كأنها صُبِغَتْ بالسَّمْن.

ثمل

الثاء و الميم و اللام أصلٌ ينقاس مطّرِداً، و هو الشئ يبقي و يثبُت، و يكون ذلك في القليل و الكثير. يقال دارُ بني فلانٍ ثَمَلٌ، أي دار مُقام. و الثَّميلة:
ما بَقِي في الكَرِش من العَلَف. و كلُّ بَقِيةٍ ثَميلة. و إنما سُمِّيت بذلك لأنها تبقي ثمَّ «3» تشرب الإبل علي تلك الثميلة، و إلا فإنها لا تحتاج إلي شرب، و كيف تشرب علي [غير «4»] شئ. و من ذلك قولهم: فلان ثِمالُ بني فلان، إذا كان مُعْتَمَدَهم.
و هو ذلك القياس، لأنَّه يُعوَّل عليه كما تعوِّل الإبلُ علي تلك الثَّميلة. و قال في الثِّمال أبو طالبٍ في ابن أخيه رسولِ اللّٰه صلّي اللّٰه عليه و آله و سلّم:
______________________________
(1) في الأصل: «بني العذيل»، و صوابه من المجمل و اللسان (ثمغ).
(2) أورد في اللسان (نمغ) لغتي الفتح و التحريك في «نمغة الجبل» و قال: «و المعروف عن الفراء الفتح».
(3) في الأصل: «لم».
(4) بمثل هذه الكلمة تستقيم الجملة.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 390
و أبيضَ يُستَسقي الغَمامُ بوجهه ثِمَالَ اليتامَي عِصمةً للأَراملِ «1»
و الثُّمْلة: بقية الماءِ «2». و الثُّمَالُ: السمُّ المُنْقَع. قال الهذلي «3»:
فَعَمَّا قليلٍ سقاها معاً بمُزْعِفِ ذَيْفَانِ قِشْبٍ ثُمالِ
و الثَّمْلَة: باقي الهِنَاءِ في الإِناء. قال:
* كما تُلاثُ في الهِنَاءِ الثَّمَلَهْ «4» *
فالثَّمَلة هاهنا الخِرْقة التي يُهنأ بها البَعير. و إنما سمِّيت باسم الهِناءِ علي معني المجاوَرَة. و ربما سمِّيَت هذه مِثْمَلَة. فأمَّا الثَّمِلُ فإنه السكران، و ذلك لبقيّة الشراب التي أسكرَتْه و خَثّرَتُهُ. قال:
فقلتُ للقومِ في دُرْنا و قد ثَمِلُوا شِيمُوا و كيف يَشِيمُ الشَّارِبُ الثَّمِلُ «5»
و الثُّمَالة: الرِّغْوَة. و أثْمَلَ اللبن: رَغَّي. و هو حُملٌ علي الأصل؛ و إلّا فإِن الثَّمَالةَ قليلةُ البقاء. قال:
إذا مَسَّ خِرْشَاءُ الثُّمالةِ أنْفَه ثَنَي مِشْفَرَيْهِ للصَّريحِ فأقْنَعا «6»
فجعل الرِّغْوةَ الخِرشاء، و جعل لِلَّبن الثُّمالة. و كلٌّ قَريب.
______________________________
(1) انظر الخزانة (1: 251- 252) حيث الكلام علي قصيدة البيت. و السيرة 172 جوتنجن و الروض الأنف (1: 173).
(2) و يقال أيضاً «ثملة» بالتحريك.
(3) هو أمية بن أبي عائد الهذلي، كما في شرح السكري للهذليين 194 و مخطوطة الشنقيطي من الهذليين 82.
(4) من رجز لصخر بن عمير، في اللسان (ثمل).
(5) البيت للأعشي في ديوانه 44 و اللسان (ثمل) و معجم البلدان (درنا). و الرواية في جميعها:
«فقلت للشرب …»
. (6) البيت لمزرد بن ضرار، كما في اللسان (خرش، ثمل)
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 391‌

باب الثاء و النون و ما يثلثهما

ثني

الثاء و النون و الياء أصلٌ واحد، و هو تكرير الشَّئِ مرّتين، أو جعلُه شيئين متواليَين أو متباينين، و ذلك قولك ثَنَيْت الشّئَ ثَنْيا.
و الاثنان في العدد معروفان. و الثِّنَي و الثنْيانُ الذي يكون بعد السّيِّد، كأنّه ثَانِيهِ. قال:
تَرَي ثِنَانا إذا ما جاءَ بَدْأَهُمُ و بَدْؤُهُم إنْ أتانا كان ثُنْيانا «1»
و يروي:
«ثُنْيانُنا إن أتاهُمْ كانَ بَدْأَهُم»
. و الثِّنَي: الأمْرُ يعادُ مرّتين.
قال رسول اللّٰه صلّي اللّٰه عليه و آله و سلّم: «لَا ثِنَي في الصَّدَقَة»
يعني لا تُؤخذ في السّنَة مرَّتين. و قال معن «2»:
أ في جَنْبِ بَكْرٍ قطَّعَتْنِي مَلامةً لَعَمْري لقد كانت مَلامَتُها ثِنَي
و قال النَّمْر بنُ تَولَب:
فإِذا ما لم تُصِب رشداً كان بعضُ اللَّومُ ثُنْيانا
و يقال امرأةٌ ثِنْيٌ ولدت اثنين، و لا يقال ثِلْثٌ و لا فَوقَ ذلك. و الثِّنَاية: حبلٌ من شَعَرٍ أو صوف. و يحتملُ أنّه سمِّي بذلك لأنّه يُثْنَي أو يُمكن أن يُثْنَي. قال:
* [و] الحَجَرُ الأَخْشَنُ و الثِّنَايْه «3» *
______________________________
(1) لأوس بن مغراء، كما في اللسان (بدأ، ثني).
(2) كذا وردت النسبة هنا و في المجمل. و نسب في اللسان (ثني) إلي كعب بن زهير، قال:
«و كانت امرأته لامته في بكر نحره». و هذه النسبة هي الصحيحة، إذ البيت لم يرو في ديوان معن المطبوع في ليبسك 1903، بل هو في قصيدة معروفة لكعب بن زهير في ديوانه مخطوطة دار الكتب. و قبله- و هو مطلع القصيدة-:
ألا بكرت عرسي توائم من لحا و أقرب بأحلام النساء من الردي
(3) الرجز في اللسان (ثني). و زيادة الواو من المجمل و اللسان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 392
و الثُّنْيَا من الجَزُور: الرأسُ أو غيرُه إذا استثناه صاحبُه.
و معني الاستثناء من قياس الباب، و ذلك* أنّ ذكره يثنَّي مرّةً في الجملة و مرّةً في التفصيل؛ لأنَّك إذا قلت: خَرَجَ الناسُ، ففي الناس زيدٌ و عمرٌو، فإذا قلتَ:
إلا زيداً، فقد ذكرتَ به زيداً مرةً أخري ذكراً ظاهراً. و لذلك قال بعضُ النحويِّين: إنّه خرج مما دخل فيه، فعمل فيه ما عمل عشرون في الدِّرْهم. و هذا كلامٌ صحيحٌ مستقيم.
و المِثْناةُ: طَرَف الزِّمام في الخِشاش، كأنّه ثاني الزّمام. وَ المَثْناة: ما قُرِئ من الكتاب و كرِّر. قال اللّه تعالي: وَ لَقَدْ آتَيْنٰاكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثٰانِي أراد أنّ قراءتها تثَنَّي و تُكَرَّرُ.

ثنت

الثاء و النون و التاء كلمةٌ واحدة. ثَنِتَ اللّحمُ تغيَّرَتْ رائحتُه و قد يقولون ثَتِن «1». قال:
* و ثتِنَت لِثاتُه دِرْحايَهْ «2»

باب الثاء و الهاء و ما يثلثهما

ثهل

الثاء و الهاء و اللام كلمةٌ واحدة و هو جبَل يقال له ثهْلَان، و هو مشهور. و قد قالوا- و ما أحسبه صحيحاً- إنّ الثَّهَلَ الانبساطُ علي وجه الأرض.
______________________________
(1) و يقولون أيضاً «نثت» بتقديم النون.
(2) الدرحاية: فعلاية من درح، و الدرحاية الكثير اللحم لقصير السمين الضخم البطن، اللئيم الحلقة. و أنشد نظيره في اللسان (ثتن):
* و ثتن لثاته تئبايه*
و قال: «تئبايه، أي يأبي كل شئ».
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 393‌

باب الثاء و الواو و ما يثلثهما

ثوي

الثاء و الواو و الياء كلمة واحدة صحيحة تدلُّ علي الإِقامة.
يقال ثَوَي يثْوِي، فهو ثاوٍ. و قال:
آذَنَتْنَا بِبَيْنها أسماءِ ربَّ ثاوٍ يُمَلّ منه الثَّواءِ «1»
و يقال أثْوَي أيضاً. قال:
أَثْوَي وَ قَصَّرَ لَيْلُه ليُزَوَّدا فمَضَي و أخلف من قُتَيْلَة مَوْعِدا «2»
و الثَّوِيَّة و الثَّايَة: مأوي الغَنَم. و الثَّويَّة: مكان «3». و أمُّ مَثْوَي الرّجلِ:
صاحبة منزِلِه. و القياس كلُّه واحد. و الثَّايَة أيضاً: حِجارةٌ تُرفَع للرّاعي يَرجع إليها لَيْلًا، تكونُ علماً لَه.

ثوب

الثاء و الواو و الباء قياسٌ صحيحٌ من أصلٍ واحد، و هو العَوْدُ و الرُّجوع. يقال ثاب يثُوب إذا رَجَع. و المَثَابةُ: المكان يَثُوب إليه النّاس.
قال اللّٰه تعالي: وَ إِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثٰابَةً لِلنّٰاسِ وَ أَمْناً قال أهل التفسير.
مثابة: يثُوبون إليه لا يَقْضُون منه وَطَراً أبداً. و المَثَابَة: مَقام المُستَقِي علي فَمِ البِئْر.
و هو مِنْ هذا، لأنَّه يثُوب إليه، و الجمع مَثَابات. قال:
______________________________
(1) البيت مطلع معلقة الحارث بن حلزة اليشكري.
(2) مطلع قصيدة للأعشي في ديوانه 150 و اللسان (ثوي، خلف) و سيأتي في (خلف). و في الديوان:
«… ليلة … و مضي …»
. (3) هو بقرب الكوفة. يقال بضم الثاء و فتح الواو، و بفتح الثاء و كسر الواو.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 394
و مَا لمَثَاباتِ العُروشِ بَقِيَّةٌ إذا استُلَّ من تحت العُرُوشِ الدَّعائمُ «1»
و قال قَوم: المَثَابة العدد الكبير. فإنْ كان صحيحاً فهو من الباب، لأنهم الفئة التي يُثَابُ إليها. و يقال ثَابَ الحوضُ، إذا امتلأ. قال:
* إن لم يثُبْ حَوْضُك قَبْلَ الرِّيّ* «2»
و هكذا كأنّه خلا ثم ثاب إليه الماء، أو عاد ممتلئاً بعد أنْ خلا. و الثَّوابُ من الأجْر و الجزاء أمرٌ يُثابُ إليه. و يقال إنّ المَثَابة حِبالةُ الصَّائد، فإن كان هذا صحيحاً فلأنّه مَثَابة الصَّيد، علي معني الاستِعارة و التّشبيه. قال الراجز:
مَتَي مَتَي تُطَّلَعُ المَثَابَا لعلَّ شَيْخاً مُهْتَراً مُصابَا «3»
يعني بالشَّيخِ الوَعِلَ يَصِيدُه. و يقال إنّ الثَّوابَ العَسَلُ؛ و هو من الباب، لأنَّ النَّحلَ يثُوب إليه. قال:
فهو أحْلَي الثَّوابِ إذا ذُقْتُ فَاهَا و بَارِئِ النَّسَمِ «4»
قالوا: و الواحدُ ثَوَابة و ثَوَابٌ: اسمُ رجلٍ كان يُضْرَب به المثل في الطَّوَاعِيَة، فيقال: «أطْوَعُ مِنْ ثواب». قال:
______________________________
(1) البيت للقطامي في ديوانه 48 و اللسان (ثوب) و سيأتي في (عرش). و قبله:
فأصبح قومي قد تفقد منهم رجال العوالي و الخطيب المراجم
(2) في وصف إبل، كما في المجمل. و في الأصل: «الرأي»، صوابه في المجمل.
(3) و كذا جاء إنشادهما في المجمل و اللسان (ثوب). و في الأصل: «حتي متي» صوابه فيهما.
و أنشده في اللسان (شيخ) برواية:
* متي متي تطلع الثنايا*
(4) في المجمل:
«ذقت فاها و حق باري النسم»
و تقرأ بالتقييد.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 395
و كنتُ الدّهر لَستُ أُطِيعُ أنْثَي فصرْتُ اليومَ أطْوَعَ مِن ثَوابِ «1»
و الثوب الملبوس محتملٌ أن يكون من هذا القياس؛ لأنّه يُلْبَس ثم يُلبَس و يثاب إليه. و ربَّما عبَّروا عن النفس بالثَّوب، فيقال هو طاهر الثِّياب.

ثور

الثاء و الواو و الراء أصْلانِ قد يمكن الجمعُ بينهما بأدنَي نظَرٍ.
فالأوّل انبعاثُ الشئ، و الثاني جنسٌ من الحيوان.
فالأوّل قولُهم: ثار الشّئ يَثُور ثَوْراً و ثُؤُوراً و ثَوَراناً. و ثارت الحصْبة تثور.
و ثاوَرَ فلانٌ فلاناً، إذا واثَبَه، كأنَّ كلَّ واحدٍ منهما ثار إلي صاحبه. و ثَوَّر فلانٌ علي فلانٍ شرًّا، إذا أظهره. و محتملٌ أن يكون الثَّور فيمن يقول إنّه الطُّحلب من هذا، لأنَّه شئُ قد ثارَ علي مَتْن الماء.
و الثاني الثَّور من الثِّيران، و جمع علي* الأثْوار أيضاً. فأمَّا قولُهم للسيّد ثَوْرٌ فهو علي معنَي التَّشبيه إن كانت العرب تستعمله. علي أنِّي لم أرَ به روايةً صحيحة.
فأمّا قول القائل «2»:
إنِّي و قتلي سُليكاً ثمّ أعقلَهُ كالثَّور يضرَب لَمّا عافَتِ البَقَرُ
فقال قومٌ: هو الثّور بعينه، لأنّهم يقولون إنّ الجّنَّي يركب ظَهر الثَّور فيمتنع البقرُ من الشُّرب. و هو من قوله:
______________________________
(1) البيت للأخنس بن شهاب، كما في اللسان (ثوب) و قد جاء فيه محرفاً بلفظ «الأخفش».
و الأخنس بن شهاب من شعراء المفضليات.
(2) هو أنس بن مدرك، كما في الحيوان (1: 18)
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 396
و ما ذَنْبُه أنْ عافَتِ الماءَ باقرٌ و ما إنْ تَعافُ الماءَ إلَّا ليُضْربا «1»
و قال قوم: هو الطُّحْلب. و قد ذكرناه. و ثَوْر: جَبَل. و ثور: قومٌ من العرب و هذا علي التَّشبيه. فأمَّا الثَّور فالقطعة من الأَقِط. و جائز أن يكون من «2» …

ثول

الثاء و الواو و اللام كلمةٌ واحدةٌ تدلُّ علي الاضطراب، و إليها يرجع الفُروع. فالثَّوَلُ داءٌ يصيب الشّاةَ فتسترخي أعضاؤها، و قد يكون في الذُّكْرَانِ أيضاً، يقال تيسٌ أثْوَلُ، و ربَّما قالوا للأحمق البطئ الْخَير أثْوَل؛ و هو من الاضطراب. و الثَّول الجماعة من النَّحل من هذا، لأنّه إذا تجمَّع اضطرب فتردّدَ «3» بعضُه علي بعضٍ. و يقال تَثَوَّلَ القومُ علي فُلان تَثوُّلًا، إذا تجمَّعُوا علَيه.

ثوم

الثاء و الواو و الميم كلمةٌ واحدة، و هي الثُّومَة من النَّبات. و ربَّما سمَّوا قبِيعة السَّيف ثُومةً. و ليس ذلك بأصل.

ثوخ

الثاء و الواو و الخاء ليس أصلًا؛ لأن قولهم ثاخَت الإصبعُ إنّما هي مبدلة من سَاخت؛ و ربَّما قالوا بالتاء: تاخت. و الأصل في ذلك كلِّه الواو قال أبو ذُؤيب:
* فَهْيَ تَثُوخ فِيها الإِصْبَعُ «4» *
______________________________
(1) البيت للأعشي، كما سبق في حواشي (بقر).
(2) كذا وردت هذه العبارة مبتورة.
(3) في الأصل: «فترد».
(4) ديوان أبي ذؤيب 16 و المفضليات (2: 221). و البيت بتمامه:
قصر الصبوح لها فشرج لحمها بالني فهي تثوخ فيها الإصبع
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 397‌

باب الثاء و الياء و ما يثلثهما

ثيل

الثاء و الياء و اللام كلمةٌ واحدة، و هي الثِّيلُ، و هو وِعاء قضيب البعير. و الثِّيل: نبات يشبك بعضُه بعضاً. و اشتقاقه و اشتقاق الكلمة التي قبله واحد. و ما أُبْعِدُ أنْ تكون هذه الياءُ منقلبةً عن واو، تكون من قولهم تثوَّلوا عليه، إذا تجمَّعوا.

باب الثاء و الهمزة و ما يثلثهما «2»

ثأر

الثاء و الهمزة و الراء أصلٌ واحد، و هو الذَّحْل المطلوب. يقال ثأرتُ فلاناً بفلانٍ، إذا قتَلْتَ قاتلَه. قال قيس بنُ الْخَطِيم:
ثأرتُ عَدِيًّا و الخَطِيمَ فلم أُضِعْ وصيَّةَ أشياخٍ جُعِلْتُ إزاءَهَا «1»
و يقال «هو الثَّأْر المُنِيم»، أي الذي إذا أدرك صاحبه نام. و يقال في الافتعال منه اثَّأرتُ. قال لَبيد:
و النِّيبُ إِنْ تَعْرُ مِنّي رِمّةً خَلَقاً بعد الممات فإنِّي كنتُ أتَّئِرُ «2»
______________________________
(2) البيت في ديوان قيس بن الحطيم ص 2 برواية:
«ولاية أشياخ …»
. (1) اللسان (5: 166- 11: 376) و ديوان لبيد 46 فينا 1880. قال الطوسي:
«قال الأصمعي: «و الإبل تولع بتقمم العظام البالية و أكلها. فقوله إن تعرمني، يقول: النيب إن تلم بقبري فتأكل عظامي فقد كنت أثأر منها و أنا حي، أي أقتلها و أنحرها». و في اللسان:
«الإبل إذا لم تجد حمضاً ارتمت عظام الموتي و عظام الإبل، تحمض بها». و «أتئر» بالتاء المثناة إحدي روايتي البيت، و هي تطابق رواية الديوان. و في اللسان و الجمهرة (4: 88) «أثئر» بالمثلثة، و هما و جهان جائزان في إدغام ما قبل تاء افتعاله ثاء، كما يجوز وجه ثالث، و هو بقاء تاء الافتعال علي حالها، تقول «اثتأر».
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 398
فأمَّا قولهم استَثْأَرَ فلانٌ فلاناً إذا استغاثَهُ، فهو من هذا؛ لأنّه كأنّه دعاه إلي طلب الثَّأر. قال:
إذا جاءَهم مُسْتَثْئِرٌ كانَ نصرُه دعاءً أَلَا طِيرُوا بكلِّ وَأًي نَهْدِ «1»
و الثُّؤْرةُ: الثَّأْرُ أيضاً. قال:
* بني عامرٍ هل كنتُ في ثُؤْرَتِي نِكْسَا «2» *

ثأط

الثاء و الهمزة و الطاء كلمةٌ واحدة ليست أصلًا. فالثأْطَةُ الحَمْأة، و الجمع ثَأْط. و ينشدون:
* في عَينِ ذي خُلُبٍ و ثَأْط حَرْمَدِ «3» *
و إنما قلنا ليست أصلًا لأنّهم يقولونها بالدال «4»، فكأنّها من باب الإبدال.

ثأد

الثاء و الهمزة و الدال كلمةٌ واحدة يشتقّ منها، و هي النَّدَي.
و ما أشبَهَه. فالثَّأدُ النّدَي. و الثَّئِد النَّدِيُّ اللّيِّن. و قد ثَئِدَ المكانُ يَثْأَدُ. قال:
هل سُوَيْدٌ غيرُ لَيْثٍ خادِرٍ ثَئِدَتْ أرضٌ عليه فانتَجَعْ «5»
فأمّا الثَّأْداء علي فَعَلاء و فَعلاء فهي الأَمَة، و هي قياس الباب، و معناهما
______________________________
(1) البيت في اللسان (5: 166).
(2) صدره كما في اللسان (ثأر):
* شفيت به نفسي و أدركت ثؤرتي*
(3) نسبه ابن فارس في مادة (أوب) إلي أمية بن أبي الصلت. و هو في ديوانه 26. و صدره:
* فرأي مغيب الشمس عند إيابها*
و انظر حواشي ص 154.
(4) في القاموس أن «الثأد» بالتحريك و يسكن: المكان غير الموافق.
(5) البيت آخر قصيدة لسويد بن أبي كاهل اليشكري في المفضليات (1: 188- 200).
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 399
واحد. و
قيل لعمر بن الخطاب: «ما كنت فيها بابنِ ثَأْداء»
. و ربما قلبوه فقالوا: دَأْثَاء. و أنشدوا:
و ما كُنَّا بني ثَأدَاءَ لمَّا شفَيْنَا بالأسِنَّةِ كُلَّ وِتْرِ «1»

ثأي

الثاء و الهمزة و الياء كلمةٌ واحدة تدلُّ علي فسادٍ و خَرْم.
فالثَّأيُ علي مثال الثَّعْي الخَرْم؛ يقال: أثأتِ الخارِزة الخَرْزَ* تُثْئيهِ إذا خرمَتْه.
و يقال أثْأَيْتُ في القوم إِثْآءً جَرَحْتُ فيهم «2». قال:
يا لك مِنْ عَيْثٍ و من إثآءِ يُعْقِبَ بالقَتْلِ و بالسِّباءِ «3»

باب الثاء و الباء و ما يثلثهما

ثبت

الثاء و الباء و التاء كلمةٌ واحدة، و هي دَوامُ الشئ. يقال:
ثَبَتَ ثباتاً و ثُبُوتاً. و رجل ثَبْتٌ و ثبيت. قال طَرَفَةُ في الثَّبيت:
فالهَبيت لا فؤادَ له و الثّبيت ثبته فَهَمُه «4»

ثبج

الثاء و الباء و الجيم كلمةُ واحدةٌ تتفرَّع منها كَلِمٌ، و هي مُعْظَمُ الشّئِ و وَسَطُهُ. قال ابنُ دريد: ثَبَج كلِّ شي‌ءِ وسطُه. و رجل أَثْبَجُ و امرأةٌ
______________________________
(1) للكميت، كما في اللسان (ثأد). و يروي:
«… حتي شفينا …»
. (2) في الأصل و المجمل: «خرجت فيهم»، صوابه من اللسان و الجمهرة (2: 273).
(3) البيت في المجمل و اللسان و الجمهرة.
(4) و هذه أيضاً رواية الديوان 19 و ما سيأتي في (هبت). و يروي:
«… قلبه قيمه»
كما في شرح الديوان و اللسان (ثبت، هبت).
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 400
ثَبْجَاء، إذا كان عظيمَ الجوفِ. و ثَبَجَ الرّجُل، إذا أقْعَي علي أطراف قدمَيْهِ كأنّه يستنجِي وَتَراً «1». قال الراجز:
إذا الكُماةُ جَثَمُوا علي الرُّكَبْ ثَبَجْتُ يا عَمْرُو ثُبُوجَ المُحْتَطِبْ «2»
و هذا إنما يُقال لأنّه يُبْرِزُ ثَبَجَه. و جمع الثَّبَجِ أثْباجٌ و ثُبُوج، و قومٌ ثُبْج جمع أثْبَجَ. و تَثَبَّجَ الرجلُ بالعصا إذا جعَلَها علي ظهره و جَعل يديه من ورائها. و ثَبَجُ الرّمْل مُعْظَمُه، و كذلك ثَبَجُ البَحْرِ.
فأمّا قولهم ثبّج الكلامَ تثبيجاً فهو أن لا يأتِيَ به علي وَجْهِهِ. و أصله من الباب، لأنه كأنه يجمعه جمعاً فيأتي به مجتمعاً غير ملخَّص و لا مفصّل.

ثبر

الثاء و الباء و الراء أصولٌ ثلاثة: الأول السهولة، و الثاني الهلاك، و الثالث المواظبةُ علي الشئ.
فالأرض السَّهلة هي الثَّبْرَة. فأمَّا ثَبْرةُ فموضعٌ معروف. قال الراجز:
نجّيْتُ نَفْسِي و تركت حَزْرَه نِعم الفَتَي غادرتُه بثَبْرَه
* لن يُسْلِمَ الحُرُّ الكرِيمُ بِكْرَهْ* «3»
قال ابنُ دُريد: و الثَّبْرَةُ ترابٌ شبيه بالنُّورَة إذا بلغ عِرْقُ النَّخْلةِ إليه وقف، فيقولون: بلغت النخلةُ ثَبْرَةً من الأرض.
______________________________
(1) هذا يطابق ما في الجمهرة (2: 199) و زاد في الجمهرة: «يقال استنجيت من هذه الشجرة غصناً إذا أخذته منها، و من متن البعير وتراً. و كل شئ أخذته من شئ فقد استنجيته منه».
(2) البيتان في الجمهرة و اللسان (ثبج).
(3) الرجز لعتيبة بن الحارث بن شهاب، و كان قد فرعن ابنه يوم ثبرة، قتلته بنو تغلب فقال ما قال. انظر الجمهرة (1: 200) و معجم البلدان (ثبرة). قال ابن دريد: «حزرة ابنه. و كان بكره». و رواه في اللسان عن ابن دريد: «بثبرره» و قال: «إنما أراد بثبرة فزاد راء ثانية للوزن». و هو نقل غريب.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 401
و ثَبِيرٌ: جبل معروف. و مَثْبِرُ النّاقة: الموضع الذي تطرح فيه ولدها.
و ثَبَرَ البحرُ جَزَرَ، و ذلك يُبْدِي عن مكان ليِّنٍ سَهل.
و أما الهلاكُ فالثُّبُور، و رجل مثبور هالك. و في كتاب اللّٰه تعالي: دَعَوْا هُنٰالِكَ ثُبُوراً.
و أمّا الثالث فيقال ثابَرْت علي الشئ، أي واظَبت. و ذكر ابنُ دريدٍ:
تثابَرَتِ «1» الرِّجالُ في الحرب إذا تواثَبَتْ. و هو من هذا الباب الأخير‌

ثبن

الثاء و الباء و النون أصلٌ واحد، و هو وعاء من الأوعية. قالوا:
الثَّبْنُ اتِّخاذُك حُجْزَةً في إزارك، تجعل فيها ما اجتنَيْتَه من رُطبٍ و غيره. و
في الحديث:
«فليأكُلْ و لا يتَّخِذْ ثِبَانا»
. و قال ابن دريد قياساً ما أحسبه إلّا مصنوعاً، قال:
المَثْبَنَة: كيسٌ تتخذ فيه المرأة المرآةَ و أداتَها. و زعم أنها لغة يمانية «2».

ثبي

الثاء و الباء و الياء أصلٌ واحد، و هو الدَّوام علي الشئ.
قاله الخليل. و قال أيضا: التَّثْبِيَة الدَّوام علي الشئ، و التثبِية الثَّناء علي الإنسان في حياته. و أنشَدَ لِلبيد:
يُثَبِّي ثناءً مِنْ كريم و قولُه ألا انعَمْ علي حُسْن التحيّةِ و اشربِ «3»
______________________________
(1) في الأصل: «ثابرت»، صوابه من الجمهرة (1: 200) و اللسان (ثبر).
(2) انظر الجمهرة (1: 204).
(3) ديوان لبيد 35 فينا سنة 1880 و اللسان (ثبا).
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 402
فهذا أصلٌ صحيح. و أمَّا الثُّبَةُ فالعُصْبة من الفُرسان، يكُونُون ثُبَةً، و الجمع ثُبَاتٌ و ثُبُونَ. قال عمرو:
فأمّا يَومَ خَشْيَتِنا عليهمْ فتُصْبِحُ خيلُنا عُصَباً ثُبِينا «1»
قال الخليل: و الثُّبَة أيضا ثُبَةُ الحوض، و هو وَسطه الذي يثوب [إليه الماء «2»] و هذا تعليلٌ من الخليل للمسألة، و هو يدلُّ علي أنّ الساقط من الثَّبَة واوٌ قبل الباء؛ لأنّه زعم أنّه من يثوب. و قال بعد ذلك: أمّا العامّة فإنهم يصغِّرونها علي ثُبَيَّة، يَتْبعون اللَّفظ. و الذين يقولون ثُوَيبة في تصغير ثُبَةِ الحوض، فإنهم لزموا القياسَ فردُّوا إليها النقصان في موضعه، كما قالوا في تصغير رَوِيَّة رُوَيِّئة «3» لأنها من روّأت.
و الذي عندي أنَّ الأصلَ في ثبة الحوض و ثُبةِ الخيل واحدٌ، لا فرق بينهما.
و التصغير فيهما ثُبَيّة، و قياسُه ما بدأْنا به الباب في ذكر التثبية، و هو من ثبَّي علي الشئِ إذا دام. و أمّا اشتقاقه الرّويّة «4» و أنها من روّأت ففيه نظر.
______________________________
(1) هذه الرواية تطابق رواية الزوزني في المعلقات. و كلمة «عليهم» ساقطة من الأصل و رواية التبريزي:
فأما يوم خشيتنا عليهم فنصبح غارة متلبيا
و أما يوم لا نخشي عليهم فنصبح في مجالسنا ثبينا
(2) التكملة من المجمل و اللسان.
(3) في الأصل: «ربه رؤبة». و انظر اللسان (19: 68).
(4) في الأصل: «الرية». و انظر التنبيه السابق.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 403‌

باب الثاء و التاء و ما يثلثهما

ثتن

الثاء و التاء و النون ليس أصلا. يقولون: ثَتِن اللحم: أنْتَنَ، و ثَتِنَتْ لِثَتُه: استرخَتْ و أَنْتَنت. قال:
* و لِثَةً قد ثتِنَتْ مُشَخَمَّهْ «1» *
و إنما قلنا ليس أصلًا لأنهم يقولون مرةً ثَتِنَتْ، و مرّةً ثَنِتَتْ.

باب ما جاء من كلام العرب علي ثلاثة أحرف أوله ثاء

[ثفر]

(الثُّفْروق): قِمَع التَّمْرة. و هذا منحوت من الثَّفْر و هو المؤخّر، و من فَرَقَ؛ لأنه شي‌ءٌ في مؤخَّر التمرة يفارقها. و هذا احتمالٌ ليس بالبعيد.

[ثعب]

(الثَّعْلَب): مَخْرج الماء من الجَرِين «2». فهذا مأخوذٌ من ثَعَب، اللام فيه زائدة.
فأمَّا ثَعْلبُ الرُّمح فهو منحوتٌ من الثَّعْب و من العَلْب. و هو في خِلقته يشبه المَثْعَب، و هو معلوبٌ، و قد فسر العَلْب في بابه. و وجهٌ آخر أنْ يكون من العَلْب و من الثَّلِب «3»، و هو الرّمح الخوّار، و ذلك الطَّرَف دقيقٌ فهو ثَلِبٌ.

[ثرمط]

و من ذلك (الثُّرمطة «4») و هي اللَّثَق و الطِّين. و هذا منحوتٌ من كلمتين
______________________________
(1) مشخمة: منتنة. و قبل البيت، كما في اللسان (شخم، ثتن):
* لما رأت أنيابه مثلمة*
(2) في المجمل. «من جرين التمر».
(3) في الأصل: «في العلب و في الثلب».
(4) الثرمطة، بضم الثاء و الميم، و كعلبطة.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 404
من الثَّرْط و الرَّمْط، و هما اللَّطخ. يقال ثُرِط فلانٌ إذا لُطِخ بعَيْب. و كذلك رَمِط.

[ثبجر]

و من ذلك (اثبجَرَّ) القومُ في أمرهم، إذا شكُّوا فيه و تردَّدُوا من فَزَعٍ «1» و ذُعْرٍ. و هذا منحوتٌ من الثَّبَج و الثَّجْرة. و ذلك أنهم يَتَرَادُّونَ و يتجمَّعون.
و قد مضي تفسيرُ الكلمتين.
تم كتاب الثاء
______________________________
(1) في الأصل: «من فزعه».
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 405‌

كتاب الجيم

باب ما جاء من كلام العرب في المضاعف و المطابق و الترخيم

جحح

في المضاعف. الجيم و الحاء يدلُّ علي عِظَم الشئ، يقال للسيِّد من الرّجال الجَحْجاح، و الجمع جَحاجحُ و جَحاجِحةٌ. قال أمية:
ماذا بَبَدْرٍ فالعَقَنْ قلِ من مَرازِبةٍ جَحاجِحْ «1»
و من هذا الباب أجَحَّت الأُنثي إذا حَمَلت و أَقْرَبت، و ذلك حين يعظُمُ بَطْنُها لكِبَر وَلَدِها فيه. و الجمع مَجَاحُّ «2». و
في الحديث: «أنّهُ مَرّ بامرأةٍ مُجِحٍّ»
. هذا الذي ذَكرَهُ الخليل. و زاد ابنُ دريدٍ بعضَ ما فيه نظرٌ، قال: جَحَّ الشي‌ءَ إذا سحَبَه «3»، ثم اعتذر فقال: «لغة يمانية». و الجُحُّ «4»: صغار البِطِّيخ.

جخ

الجيم و الخاء. ذكر الخليلُ أصلَين: أحدهما التحوُّل و التنَحِّي، و الآخَر الصِّياح.
فأمّا الأول فقولهم جخّ الرّجلُ يَجِخُّ جَخًّا، و هو التحوُّلُ من مكانٍ إلي
______________________________
(1) من قصيدة عدتها 31 بيتاً رواها ابن هشام في السيرة 531- 532. و قال: «تركنا منها بيتين نال فيهما من أصحاب رسول اللّٰه». و البيت في المجمل و اللسان (جحح) بدون نسبة.
(2) ذكر هذا المعني في القاموس، و لم يذكر في اللسان.
(3) في الأصل: «سجه»، صوابه من الجمهرة (1: 48).
(4) لم يذكر في اللسان، و لم يضبط في القاموس. و ضبط في الجمهرة بالضم ضبط قلم.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 406
مكان. قال: و
في الحديث: «أنّه كان إذا صلّي جخَّ»
، أي تحوَّلَ من مكان إلي مكان.
قال: و الأصل الثاني الجَخْجَخة، و هو الصِّياح و النِّداء. و يقولون:
* إنْ سَرَّكَ العِزُّ فجَخْجِخْ في جَشَمْ «1» *
يقول: صِحْ و نادِ فيهم. و يمكن أنْ يقول أيضاً: و تحوَّلْ إليهم. و زاد ابنُ دريد: جخّ برِجْلِه إذا نَسَفَ بها التُّراب. و جَخَّ ببوله إذا رغَّي به. و هذا إِنْ صحَّ فالكلمة الأولي من الأصل الأول، لأنّه إذا نَسَفَ الترابَ فقد حوَّله من مكانٍ إِلي مكان. و الكلمةُ الثانيةُ من الأصل الثاني؛ لأنّه إذا رغَّي فلا بد من أنْ يكون عند ذلك صَوْت. و قال: الجخجخة صوت تكسُّر الماء «2»، و هو من ذلك أيضا. فأمّا قوله «3» جَخْجَخْتُ الرّجلَ إذا صرعْتَه، فليس يبعُد قياسه من الأصل الأوَّل الذي ذكرناه عن الخليل.

جدد

الجيم و الدال أصولٌ ثلاثة: الأوَّل العظمة، و الثاني الحَظ، و الثالث القَطْع.
فالأوّل العظمة، قال اللّٰه جلّ ثناؤُه إِخباراً عمّن قال: وَ أَنَّهُ تَعٰاليٰ جَدُّ رَبِّنٰا.
و يقال جَدَّ الرجُل في عيني أي عَظُم.
قال أنسُ بنُ مالكٍ: «كان الرجلُ إذا قرأَ سورةَ البقرة و آلِ عِمْرانَ جَدَّ فينا»
، أي عَظُم في صُدورِنا.
______________________________
(1) للأغلب العجلي، كما في اللسان (جخخ).
(2) في الجمهرة (1: 133) «صوت تكسر جري الماء». و في اللسان: «صوت تكثير الماء».
(3) المراد قول القائل، و إلا فإن ابن دريد لم يذكر هذه الكلمة.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 407
و الثاني: الغِنَي و الحظُّ،
قال رسول اللّٰه صلّي اللّٰه عليه* و آله و سلّم في دعائه «لا يَنْفَع ذا الجَدِّ مِنْكَ الجَدُّ»
، يريد لا ينفَعُ ذا الغني منك غِناه، إِنَّما ينفعه العملُ بطاعتك. و فلان أَجَدُّ من فلانٍ و أحَظَّ منه بمعنًي.
و الثالث: يقال جَدَدت الشَّئَ جَدًّا، و هو مجدودٌ و جَديد، أي مقطوع. قال:
أَبَي حُبِّي سُلَيْمي أَنْ يَبِيدا و أمسَي حبلُها خَلَقاً جَدِيدا «1»
و ليس ببعيدٍ أنْ يكون الجِدُّ في الأمرِ و المبالغةُ فيه من هذا؛ لأنَّه يَصْرِمه صَرِيمةً و يَعْزِمُه عزيمة. و من هذا قولك: أجِدَّكَ تفعلُ كذا، أي أجدًّا منك، أصريمةً منك، أعَزِيمةً منك. قال الأعشي:
أجِدَّكَ لم تسمَعْ وَصاةَ محمّدٍ نبيِّ الإِلٰهِ حين أوْصَي و أشْهَدا «2»
و قال:
أجِدَّكَ لم تغتمِضْ ليلةً فتَرقُدَها مَعَ رُقَّادِها «3»
و الجُدُّ البِئْر من هذا الباب، و القياس واحد، لكنها بضم الجيم. قال الأعشي فيه:
ما جعِل الجُدُّ الظَّنُونُ الذي جُنِّب صَوْبَ اللَّجِبِ الماطِرِ «4»
و البئر تُقْطَع لها الأرضُ قَطْعاً.
و من هذا الباب الجَدْجَدُ: الأرض المستوِية. قال:
______________________________
(1) البيت لوليد بن يزيد، كما في الأضداد لابن الانباري 308. و قد جاء في المجمل و اللسان (جدد) بدون نسبة.
(2) ديوان الأعشي 103.
(3) ديوان الأعشي 50. و البيت مطلع قصيدة.
(4) ديوان الأعشي 105 و اللسان (4: 80- 17: 146) و سيأتي في (ظن). و رواية الديوان
ما يجعل …
» و «الزاخر» بدل «الماطر».
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 408
يَفِيضُ علي المرء أردانُها كفَيْضِ الأتِيِّ عَلَي الْجَدْجَدِ «1»
و الجَدَدُ مثل الجَدْجدِ. و العربُ تقول: «مَنْ سَلَكَ الجَدَدَ أمِنَ العِثار».
و يقولون: «رُوَيْدَ يَعْلُون الجَدَدَ «2»». و يقال أَجَدَّ القومُ إِذا صارُوا في الجَدَد.
و الجديد: وَجْهُ الأرض. قال:
* إِلّا جَدِيدَ الأرض أو ظَهْر اليدِ «3» *
و الْجُدَّة من هذا أيضاً، و كلُّ جُدّةٍ طريقة. و الْجُدّة الخُطَّة تكون علي ظهْر الحِمار.
و من هذا الباب الجَدَّاءِ: الأرض التي لا ماء بها، كأنَّ الماءَ جُدّ عنها، أي قطِع. و منه الجَدُود و الجَدَّاءُ من الضَّان، و هي التي جَفَّ لبنُها و يَبِس ضَرْعُها.
و من هذا الباب الجِداد و الجَداد، و هو صَرام النَّخل. و جادَّةُ الطَّريق سَواؤُه، كأنّه قد قُطِع عن غيره، و لأنه أيضاً يُسلَك و يُجَدُّ. و منه الجُدّة. و جانبُ كلِّ شئٍ جُدّة، نحو جُدَّة المَزَادة «4»، و ذلك هو مكان القَطْع من أطرافها.
فأمَّا قولُ الأعشي:
أَضاءَ مِظَلَّتَه بالسِّرا جِ و اللَّيلُ غامِرُ جُدَّادِها «5»
فيُقال إِنها بالنَّبطيّة، و هي الخيوط التي تُعْقَد بالخَيمة. و ما هذا عندي بشئٍ،
______________________________
(1) نسبه في المجمل إلي امرئ القيس، و ليس في ديوانه. و عجز البيت في اللسان (4: 80).
(2) و يروي: «يعدون الخبار». أمثال الميداني (1: 264). و المثل لقيس بن زهير، كما في أمثال الميداني (2: 52).
(3) قبله كما في اللسان (4: 79):
* حتي إذا ما خر لم يوسد*
(4) الذي في اللسان (4: 79): «وجد كل شئ جانبه».
(5) ديوان الأعشي 52 و المعرب للجواليقي 95.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 409
بل هي عربيّةٌ صحيحة، و هي من الجَدِّ و هو القَطع؛ و ذلك أنَّها تُقطَعُ قِطَعاً علي استواءِ.
و قولهم ثوبٌ جديد، و هو من هذا، كأنَّ ناسِجَه قَطَعه الآن. هذا هو الأصل، ثم سمِّي كلُّ شئٍ لم تأْتِ عليه الأيَّام جديداً؛ و لذلك يسمِّي اللَّيلُ و النهارُ الجديدَينِ و الأجَدّين؛ لأن كلَّ واحدٍ منهما إذا جاءَ فهو جديد.
و الأصلُ في الجدّة ما قلناه. و أمَّا قول الطِّرِمّاح:
تَجْتَنِي ثامِرَ جُدَّادِهِ مِن فُرادَي بَرَمٍ أو تُوأَمْ «1»
فيقال إن الجُدّاد صِغار الشجر، و هو عندي كذا علي معني التشبيه بجُدَّاد الخيمة، و هي الخيوط، و قد مضي تفسيره.

جذذ

الجيم و الذال أصلٌ واحد، إمَّا كَسْرٌ و إمَّا قَطْع. يقال جذَذْت الشئَ كسرتُه. قال اللّٰه تعالي: فَجَعَلَهُمْ جُذٰاذاً إِلّٰا كَبِيراً لَهُمْ أي كَسَّرهم.
و جذَذْتُه قطَعْته، [و منه] قوله تعالي: عَطٰاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ أي غير مقطوع.
و يقال ما عليه جُذّةٌ «2»، أي شئٌ يستُره من ثيابٍ، كأنّه أراد خِرقةً و ما أشبهها.
[و] من الباب الجَذِيذة، و هي الحبُّ يُجَذُّ و يُجعَل سَوِيقاً. و يقال لحِجارة الذّهب جُذَاذٌ، لأنّها تكَسّر و تحلّ. قال الهذليّ «3»:
______________________________
(1) ديوان الطرماح 99 و المجمل، و اللسان (4: 85/ 5: 175)
(2) يقال أيضاً بالدال المهملة: ما عليه جدة و جدة، بكسر الجيم و ضمها.
(3) هو المعطل الهذلي كما في مخطوطة الشنقيطي من الهذليين 109 و اللسان (سحن). و قد أنشد عجزه في اللسان (جذد).
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 410
* كما صَرَفَتْ فَوْقَ الجُذاذِ المَسَاحِنُ «1» *
المساحِن: آلات يدقُّ بها حِجارة الذَّهب «2»، واحدتها مِسْحَنَةٌ.
فأمَّا المُجْذَوْذِي فليس يبعُد أن يكون من هذا، و هو اللازمُ الرّحْل لا يفارقُه منتصِباً عليه. يقال اجْذَوْذَي؛ لأنّه إذا كان كذا فكأنّه انقطَعَ عن كلِّ شئٍ و انتصَب لسفَره علي رَحْله. قال:
ألَسْتَ بمُجْذَوْذٍ [علي] الرحْلِ دائباً فمالك إلّا ما رُزِقتَ* نصيبُ «3»

جرر

الجيم و الراء أصلٌ واحد؛ و هو مدُّ الشّي‌ءِ و سَحْبُه. يقال جَرَرت الحبلَ و غيرَه أجُرُّهُ جَرًّا. قال لَقيط «4»:
جرّت لما بينَنَا حَبْلَ الشَّمُوسِ فلا يأساً مُبيناً نَرَي منها و لا طَمعَا
و الْجَرُّ: أسفَل الجبَل، و هو من الباب، كأنّه شي‌ءٌ قد سُحِب سحْباً. قال:
* و قد قَطَعْتُ وادِياً و جَرَّا «5» *
و الجرور من الأفراس: الذي يَمْنَع القِياد. و له و جهان: أحدهما أنّه فعول بمعني مفعول، كأنّه أبداً يُجرُّ جَرًّا، و الوجه الآخر أن يكون جروراً علي جهته، لأنه يجرّ إليه قائدهُ جَرًّا.
______________________________
(1) صدره.
* و فهم بن عمرو يعلكون ضريسهم*
(2) في شرح السكري: و الجذاذ حجارة الذهب يكسر ثم يسحل علي حجارة تسمي المساحن حتي يخرج ما فيها من الذهب.
(3) البيت لأبي الغريب النصري، كما في اللسان (جذا).
(4) لقيط بن يعمر الإيادي، و البيت التالي من قصيدته في أول مختارات ابن الشجري.
(5) البيت في اللسان (5: 200) و الجمهرة (2: 51)
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 411
و الجرَّار: الجيش العظيم، لأنَّه يجرّ أتباعه و بنجرّ. قال:
سَتَنْدَمُ إذْ يَأتِي عليك رعيلُنا بأرْعَنَ جَرّارٍ كثيرٍ صواهِلُه «1»
و من القياس الجُرْجُور، و هي القطعة العظيمة من الإبل. قال:
* مائةً مِن عَطائِهمْ جُرْجُورَا «2» *
و الجرير: حبلٌ يكون في عُنق النّاقة مِن أَدَم، و به سمِّي الرّجل جَريراً.
و من هذا الباب الجريرةُ، ما يجرُّه الإِنسانُ من ذنبٍ، لأنّه شئٌ يجرُّه إلي نفسه. و من هذا الباب الجِرَّة جِرَّة الأنعام، لأنّها تُجَرّ جَرًّا. و سمّيت مَجَرّةُ السماء مجرّةً لأنّها كأثر المَجَرّ. و الإجرار: أن يُجرَّ لسانُ الفصيل «3» ثم يُخَلَّ لئلا يَرتَضِع. قال:
* كما خَلَّ ظَهْرَ اللِّسانِ المُجِرّ «4» *
و قال قوم الإِجرار أن يجرَّ ثم يشق. و علي ذلك فُسِّر قول عمرو «5»:
فلو أنَّ قومِي أنطقَتْني رِماحُهُم نطَقْتُ و لكنَّ الرِّماحَ أجرَّتِ
يقول: لو أنّهم قاتَلُوا لذكرتُ ذلك في شعرِي مفتخِراً به، و لكنّ رماحَهم أجَرّتْني فكأنّها قطعت اللِّسانَ عن الافتخار بهم.
______________________________
(1) في الأصل: «إذ تأني عليك رعينا»، صوابه في المجمل.
(2) للكميت. و صدره كما في اللسان (5: 202).
* و مقل أسقتموه فأثري*
(3) في الأصل: «أن يحرك أن الفصيل»، و الوجه ما أثبت.
(4) لامرئ القيس في ديوانه 11 و اللسان (5: 195، 199). و صدره:
* فكر إليه بمبراته*
(5) عمرو بن معد يكرب. و قصيدة البيت في الأصمعيات 17- 18. و أبيات منها في الحماسة (1: 43). و انظر اللسان (5: 196).
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 412
و يقال أجَرّهُ الرّمحَ إِذا طعَنَه و تَرك الرّمح فيه يجرّه. قال:
* و نجِرُّ في الهيجا الرِّماحَ و نَدّعِي «1» *
و قال:
و غَادَرْنَ نَضْلَة في مَعْرَكٍ يجرُّ الأَسنَّةَ كالمحتَطِبْ «2»
و هو مَثَلٌ، و الأصل ما ذكرناه مِن جرّ الشئ. و يقال جَرَّتِ الناقةُ، إذا أتت علي وقت نِتاجها و لم تُنْتَج إلّا بعد أيَّام، فهي قد جَرَّتْ حَمْلَها جرًّا.
و
في الحديث: «لا صَدَقةَ في الإِبِلِ الجارَّة»
، و هي التي تجَرُّ بأزمَّتها و تُقاد، فكأنه أراد التي تكون تحت الأحمال، و يقال بل هي رَكُوبة القوم.
و من هذا الباب أجرَرْتُ فلاناً الدَّينَ إذا أخَّرْتَه به، و ذلك مثل إجرار الرُّمح و الرَّسَن. و منه أجَرّ فلانٌ فلاناً أغانِيَّ، إذا تابَعَها له. قال:
فلما قَضَي مِنِّي القَضاءَ أجرَّنِي أغانِيَّ لا يَعيَا بِها المُتَرَنِّمُ «3»
و تقول: كان في الزَّمَن الأوَّل كذا و هُلَّم جرًّا إلي اليوم، أي جُرَّ ذلك إلي اليوم لم ينقَطِعْ و لم ينصَرِمْ. و الجَرُّ في الإبل أيضاً أن تَرْعَي و هي سائرةٌ تجرّ أثقالَها. و الجَارُور- فيما يقال- نهرٌ يشقُّه السَّيل. و من الباب الْجُرّة و هي خَشَبة نحو الذِّراع تُجعَل في رأسها كِفَّة و في وسطها حبل و تُدفَن للظِّباء فتَنْشَب فيها، فإذا نَشِبتْ ناوَصَها ساعةً يجرُّها إليه و تجرُّه إليها، فإِذا غلبَتْه استقرّ [فيها «4»].
______________________________
(1) سيأتي في (دعو). و هو للحادرة الذبياني. و صدره كما في المفضليات (1: 43):
* و نقي بآمن مالنا أحسابنا*
(2) البيت لعنترة، من أبيات في الحماسة (1: 158- 159).
(3) البيت في المحمل و اللسان (جرر 195).
(4) هذه من الجمهرة (1: 51).
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 413
فتضرب العرب بها مثلًا للذي يُخالف القومَ في رائهِمْ «1» ثمّ يرجع إلي قولهم.
فيقولون «ناوَصَ الجُرَّةَ ثم سالَمَها». و الجَرَّة من الفَخّار، لأنّها تُجَرّ للاستقاء أبداً. و الجَرُّ شئ يتّخذ من سُلاخَةِ عُرقوبِ البعير، تَجْعلُ فيه المرأةُ الخَلْع ثم تعلِّقه عند الظّعْنَ من مُؤَخَّر عِكْمها، فهو أبداً يتذبذب. قال «2»:
زوجُكِ يا ذاتَ الثنايا الغُرِّ و الزَّتِلَاتِ و الجَبِين الحُرِّ «3»
أعْيَا فَنُطْنَاهُ مَنَاط الْجَرِّ ثم شَدَدْنَا فوقَه بِمَرِّ «4»
و من الباب رَكيٌّ جَرور، و هي البعيدة القَعْر يُسْنَي عليها، و هي التي يُجَرُّ ماؤُها جَرّا. و الجَرَّة الخُبْزة تُجرّ من الَمَّة قال:
و صاحبٍ صاحبته خِبٍّ دَنِعْ «5» داوَيْتُه لما تشكّي و وَجِعْ
بجَرّةٍ مثلِ الحِصان المضطجِعْ «6»
فأمّا الجرجرة، و هو الصَّوت الذي يردَّده البعير في حَنجرته فمن الباب أيضاً، لأنّه صوتٌ يجرُّه جرًّا، لكنَّه لما تكرَّر قيل جَرْجر، كما يقال صَلَّ و صَلْصَلَ.
و قال الأغلب:
جَرْجَرَ في حنجرةٍ كالحُبِّ و هامَةٍ كالمِرجلِ المنكَبِّ «7»
______________________________
(1) الراء: الرأي. و العبارة مطابقة لما في الجمهرة (1: 51).
(2) الرجز في المحمل، و أنشده في اللسان (جرر، مرر).
(3) الرتلات، بفتح التاء و كسرها: المستويات النبات المعلجة. و كذا في المجمل (جرر).
و في اللسان (مرر): «و الربلات». و فسرها بقوله: «جمع ربلة، و هي باطن الفخذ».
(4) الشطر و سابقه في (كفل).
(5) الدنع: الفسل لا لب له و لا خير. و في الأصل «رئع»، و لا وجه له.
(6) هذا البيت و الذي قبله في اللسان (5: 198).
(7) البيت الأول في المجمل، و هو الثاني في اللسان (5: 201).
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 414
و من ذلك
الحديثُ: «الذي يشرب في آنية الفِضَّة إنما يُجَرْجِرُ في جوفه نارَ جهنم»
. و قد استمرَّ البابُ قياساً مطّردًا علي وجهٍ واحد.

جزز

الجيم و الزاء أصلٌ واحد، و هو قَطْعُ الشئ ذي القُوَي الكثيرةِ الضعيفة. يقال: جَزَزْتُ الصوف جَزًّا. و هذا زَمَنُ الجَزَازِ و الجِزَاز.
و الجَزُوزة: الغنم تُجَزُّ أصوافُها. و الجُزازَة: ما سَقَطَ من الأديم إذا قُطِع. و هذا حملٌ علي القياس. و الأصل في الجزِّ ما ذكرتُه. و الْجَزِيزَةُ: خُصْلَةٌ من صُوف، و الجمع جَزائز.

جسس

الجيم و السين أصلٌ واحد، و هو تعرُّف الشئ بمسٍّ لطيف.
يقال جَسَسْتُ العرْق و غَيْرَه جَسًّا. و الجاسوس فَاعولٌ من هذا؛ لأنّه يتخبَّرُ ما يريده بخَفاءٍ و لُطْفٍ. و ذُكر عن الخليل أنَّ الحواسَّ التي هي مشاعرُ الإنسان ربَّما سمِّيت جَواسَّ. قال ابنُ دريد: و قد يكون الجسُّ بالعَيْن. و هذا يصحِّح ما قاله الخليل. و أنشد:
* فاعْصَوْ صَبُوا ثُمَّ جَسُّوه بأعيُنهم «1» *

جشش

الجيم و الشين أصلٌ واحد، و هو التكسُّر، يقال منه جششتُ الحبَّ أجُشُّه. و الجَشِيشة: شئٌ يُطبَخ من الحبِّ إذا جُشَّ. و يقولون في صفة الصَّوت: أجَشُّ؛ و ذلك أنّه يتكسَّر في الحلْق تكسُّرْا. ألا تراهم يقولون:
______________________________
(1) عجزه كما في اللسان (جسس)
* ثم اختفوه و قرن الشمس قد زالا*
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 415
قَصَب أجشّ مُهَضَّم «1». و يقال فَرَسٌ أجشُّ الصوت، و سَحابٌ أجَشّ. قال:
بأجَشِّ الصَّوتِ يَعْبُوبٍ إذا طُرِقَ الحيُّ مِنَ اللَّيْلِ صَهَلْ «2»
فأمّا قولُهم جشَشْت البِئْرَ إذا كنَستَها، فهو من هذا، لأنَّ المُخْرَج منها يتكسَّر. قال أبو ذؤيب:
يقولون لما جُشَّتِ البئرُ أوْرِدُوا و ليس بها أدني ذِفافٍ لواردِ «3»

جصص

الجيم و الصاد لا يصلُحُ أن يكون كلاماً صحيحاً. فأمّا الجِصّ فمعرَّب، و العرب تسمِّيه القِصّة. و جَصَّصَ الجِرْوُ، و ذلك فَتحه عينَيْه.
و الإِجّاص. و في كلّ ذلك نَظر.

جضض

الجيم و الضاد قريبٌ من الذي قبله. يقولون جَضَّضُ عليه بالسَّيف، أي حَمَل.

جظظ

الجيم و الظاء إنْ صحَّ فهو جنسٌ من الْجَفَاء. و
رُوِي في بعض الحديث: «أهلُ النَّارِ كلُّ جَظٍّ مُسْتكبر»
، و فسَّر أنَّ الْجَظّ الضّخم. و يقولون:
جَظّ، إذا نَكَحَ. و كلُّ هذا قريب بعضُه من بَعض.

جعع

الجيم و العين أصلٌ واحدٌ، و هو المكان غيرُ المَرْضِيِّ. قال الخليل: الجعجاع مُناخُ السَّوْء. و يقال للقتيل «4»: تُرِك بجَعجاع. قال أبو قيس:
ابن الأسْلَت:
______________________________
(1) المهضم: الذي يزمر به، لأنه فيما يقال أكسار يضم بعضها إلي بعض، من الهضم، و هو الشدخ. و هو يشير إلي قول عنترة:
بركت علي جنب الرداع كأنها بركت علي قصب أجش مهضم
(2) البيت للبيد في ديوانه 14 فينا 1881 و اللسان (جشش).
(3) ديوان أبي ذؤيب 123 و اللسان (جشش، ذفف). و في الأصل: «يقال لما»، تحريف صوابه من المراجع السابقة و ما سيأتي في (ذف).
(4) في الأصل: «للمقيل»، صوابه في المجمل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 416
مَنْ يَذُقِ الحربَ يجِدْ طعمَها مُرًّا و تتركْهُ بجعجاعِ «1»
قال الأصمعيّ: هو الحَبْس. قال:
* إذا جَعْجَعُوا بينَ الإِناخَةِ و الحَبْسِ «2» *
و
كتب ابنُ زياد إلي ابنِ سعد: «أَنّ جَعْجِعْ بالحسين عليه السّلام»
كأنَّه يُريد: ألجِئْهُ إلي مكانٍ خَشِنٍ قلق. و قال قوم: الجعجعة في هذا الموضع الإزعاج؛ يقال جَعْجَعْتُ الإبِلَ «3»، إذا حرَّكتها للإِناخة. و قال أبو ذؤيب، في الجعجعة التي تدلُّ علي سوءِ المَصْرَع:
فأبَدَّهُنَّ حُتوفَهُنَّ فهاربٌ بِذَمائِه أو باركٌ متجعجعْ «4»

جفف

الجيم و الفاء أصلان: فالأوَّل قولك جَفَّ الشئُ جفُوفاً يَجف. و الثاني الجُفّ جُفُّ الطَّلْعة، و هو وعاؤُها. و يقال الجُفُّ شئٌ يُنْقرُ من جذوع النَّخل «5». و الجُفُّ: نِصْفُ قِرْبة يُتَّخذ دلْواً. و أمَّا قولُهم للجماعة الكثير من الناس جُفٌّ، و هو في قول النابغة:
* في جُفِّ ثَعْلَبَ وارِدِي الأمرارِ «6» *
______________________________
(1) من قصيدة في المفضليات (2: 84). و في الأصل: «و يتركها»، صوابه من المجمل و المفضليات و اللسان (جعع).
(2) لأوس بن حجر في ديوانه 10 و اللسان (جعع). و صدره:
* كأن جلود النمر جببت عليهم*
(3) و جعجعت بها أيضاً.
(4) ديوانه 9 و اللسان (جعع) و المفضليات (2: 225).
(5) في الأصل: «النخلة»، صوابه في المجمل.
(6) في المحمل و اللسان (جفف): «في جف تغلب» و في المجمل: «و كان أبو عبيد ينشده:
في جف ثعلب، يريد ثعلبة بن عوف بن سعد بن ذبيان» و مثله في اللسان مع نسبة الإنشاد إلي «أبي عبيدة». و صدره:
* لا أعرفنك عارضاً لرماحنا*
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 417
فهو من هذا؛ لأنّ الجماعةَ يُنْضَوَي إليها و يُجتَمع، فكأنّها مَجمعُ مَن يأوِي إليها.
فأمَّا الجَفْجف الأرضُ المرتفِعة فهو من الباب الأوَّل؛ لأنها إذا كانت كذا كان أقَلَّ لنَدَاها.
و جُفَافُ الطَّير: مكان.* قال الشاعر:
فما أبْصَرَ النَّارَ التي وضَحَتْ له وراءَ جُفَافِ الطَّيرِ إلا تماريا «1»

جلل

الجيم و اللام أصولٌ ثلاثة: جَلَّ الشّئُ: عَظُمَ، و جُلُّ الشئ مُعْظَمُه. و جلال اللّٰه: عَظَمته. و هو ذُو الجلالِ و الإكرام. و الجَلَلُ الأمر العظيم.
و الجِلَّةُ: الإِبل الْمَسَانّ «2». قال:
أو تأخُذَنْ إبِلي إليّ سِلاحَها يوماً لجلّتِها و لا أبكارِها «3»
و الجُلَالة: النَّاقة العظيمة. و الجَليلة: خِلافُ الدَّقيقة. و يقال ما له دقيقة و لا جَليلة، أي لا ناقةَ و لا شاة. و أتيت فلاناً فما أجَلَّنِي و لا أحْشَانِي، أي ما أعطاني صغيراً و لا كبيراً من الجِلَّة و لا من الحاشية. و أدقَّ فلانٌ و أجلَّ، إذا أَعْطَي القليلَ و الكثير. [قال]:
ألا مَنْ لعين لا تَرَي قُلَلَ الحِمَي و لا جبَلَ الرَّيَّانِ إِلا استهلَّتِ «4»
______________________________
(1) البيت لجرير في ديوانه 602 و المجمل و اللسان (جفف) و معجم البلدان (جفاف الطير).
(2) في الأصل: «الحسان»، تحريف.
(3) البيت للنمر بن تولب، كما في المجمل و اللسان. و كذا ورد إنشاد البيت في الأصل، و في المجمل و اللسان:
أزمان لم تأخذ إلي سلاحها إبلي بجلتها و لا أبكارها
(4) نسب في معجم البلدان (4: 346) إلي امرأة من العرب. و البيت في المجمل، و عجزه في اللسان (13: 124). و سيأتي في تاليه في (دق)
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 418
لَجُوجٍ إذا سحَّت هَمُوعٍ إذا بكتْ بكَتْ فأدقَّتْ في البُكا و أجَلَّتِ
يقول: أتَتْ بقليلِ البكاء و كثيرِه. و يقال: فَعَلْت ذاك من جَلَالك.
قالوا: معناه من عِظَمِك في صَدْرِي. قال كثيِّر:
و إكرامِي العِدَي من جَلَالِها «1» *
و الأصل الثاني شئٌ يشمل شيئاً، مثل جُلِّ الفَرَسَ، و مثل [المجَلِّل «2»] الغَيْث «3» الذي يجلِّل الأرض بالماء و النَّبات. و منه الجُلُول، و هي شُرُعُ السُّفُن «4». قال القطاميَّ:
في ذِي جُلُولٍ يُقَضِّي الموتَ صاحبُه إذا الصَّرارِيُّ مِنْ أهوالِه ارتَسَما «5»
الواحدَ جُلٌّ.
و الأصل الثَّالث من الصَّوت؛ يقال سحاب مُجَلْجِلٌ إذا صوَّت. و الجُلْجُل مشتقٌّ منه. و من الباب جَلجلْتُ الشّئ في يدي، إذا خلطْتَه ثم ضربتَه.
فجَلجَلَها طَورَينِ ثمَّ أَمَرَّها كما أُرسِلَتْ مَخْشوبةٌ لم تُقَرَّمِ «6»
______________________________
(1) و كذا ورد إنشاده في المجمل. لكن في ديوان كثير (1: 234) و اللسان (13:
127):
حيائي من أسماء و الخرق دوننا و إكرامي القوم العدي من جلالها
(2) تكملة يفتقر إليها الكلام. و في اللسان: «و المجلل: السحاب الذي يجلل الأرض بالمطر، أي يعم. و في حديث الاستسقاء: وابلا مجللا، أي يجلل الأرض بمائه أو بنباته».
(3) في الأصل: «الغيب».
(4) في الأصل: «و هو شراع السفينة»، صوابه في المجمل.
(5) في الأصل: «و ذي جلول»، صوابه من المجمل و اللسان (13: 128/ 15: 133) و ديوان القطامي 70.
(6) ديوان أوس 26 و المجمل و اللسان (خشب).
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 419
و محتمل أن يكون جُلجُلانُ السِّمسمِ من هذا؛ لأنه يتجلجل في سِنْفِه إذا يَبِس.
و ممَّا يحمل علي هذا قولهم: أصبْتُ جُلْجُلانَ قَلْبِه، أي حبَّةَ قلبه. و منه الجِلَّ «1» قَصَب الزَّرْع؛ لأنَّ الريح إذا وقَعَتْ فيه جلجلَتْه. و محتمل أن يكونَ من الباب الأوَّل لغِلَظهِ. و منه الجَلِيل و هو الثُّمام. قال:
ألا ليتَ شِعرِي هل أبِيتَنَّ ليلةً بوادٍ و حولي إذخِرٌ و جَليلُ «2»
و أما المَجَلَّة فالصَّحيفة، و هي شاذّة عن الباب، إلّا أنْ تُلحَق بالأوّل؛ لِعظَم خَطَرِ العِلْم و جلالته.
قال أبو عبيد: كلُّ كتابٍ عند العرب فهو مَجَلَّة.
و مما شذَّ عن الباب الجلّة البَعْرَ «3»

جمم

الجيم و الميم في المُضاعف له أصلان: الأوّل كثرةُ الشئ و اجتماعه، و الثاني عَدَم السِّلاح.
فالأوَّل الجَمُّ و هو الكَثِير، قال اللّٰه جلّ ثناؤه: و يحبّون المال حبّا جمّا «4» و الجِمام: المِلْ‌ءُ، يقال إناءٌ [جَمَّانُ، إِذا بلَغَ «5»] جِمامَهُ. قال:
______________________________
(1) هو منك الجيم، كما في القاموس.
(2) البيت لبلال بن حمامة، قاله و قد هاجر مع النبي صلّي اللّه عليه و سلّم فاجتوي المدينة. انظر معجم البلدان (5: 222) و اللسان (13، 127) و السيرة 414 جوتنجن.
(3) الجلة بمعني البعر، مثلثة الجيم. و البعر، يقال بالفتح و بالتحريك و في الأصل: «البعير» محرف.
(4) هذه قراءة أبي عمرو و يعقوب. و قرأ الباقون بالتاء: (وَ تُحِبُّونَ). انظر إتحاف فضلاء البشر 438.
(5) التكملة من المجمل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 420
أو كماء المثمودِ بعد جِمامٍ زَرِمَ الدمعِ لا يَؤُوبُ نَزُورَا «1»
و يقال الفرس في جَمَامِه؛ و الجَمَام الرَّاحة، لأنّه يكون مجتمعاً غيرَ مضطرب الأعضاء، فهو قياس الباب. و الجُمَّة: القَوم يَسْأَلون في الدّيّة، و ذلك يتجمّعون لذلك. قال:
* و جُمَّةٍ تسْأَلُنِي أعْطَيْتُ «2» *
و الجميم مجتمعٌ من البُهْمَي. قال:
رَعَي بارِضَ البُهْمَي جميماً و بُسْرةً و صمعاء حَتَّي آنَفَتْها نِصالُها «3»
و الجُمَّة من الإنسان مُجتمعُ شَعْر ناصيته. و الجَمَّة من البئر المكانُ الذي يجتمع فيه ماؤُها. و الجَمُوم: البئر الكثيرة الماء، و قد جَمَّتْ جُمُوماً. قال:
* يَزيدُها مَخْجُ الدِّلَا جُمُومَا «4» *
و الجَمُومُ من الأفراس: الذي كلما ذهَبَ منه إحضارٌ جاءَه إحضارٌ آخَر.
فهذا يدلُّ علي الكثْرة و الاجتماع. قال النَّمْر بنُ تَولَب:
جَمُومُ الشَّدِّ شائلةُ الذُّنابَي تخالُ بياضَ غُرّتها سِراجا «5»
______________________________
(1) البيت لعدي بن زيد، كما في المجمل و اللسان (زرم)، و قد سبق في مادة (ثمد).
و في الأصل: «رزم الدمع»، تحريف.
(2) البيت لأبي محمد الفقعسي، كما في اللسان (جمم).
(3) البيت لذي الرمة، كما في ديوانه 529 و اللسان (بسر، أنف) و هو في (صمع) بدون نسبة. و قد سبق إنشاد ابن فارس له في مادة (برض 221). و صواب إنشاده «رعت» و «حتي آنفتها» كما سبق التنبيه في حواشي 221.
(4) سيأتي في (مخج). و قبله كما في اللسان (جمم 372):
* فصبحت قليذما هموما*
(5) البيت في كتاب الخيل لابن الأعرابي 58 برواية: «كميت اللون». و أنشده في اللسان (14: 372).
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 421
و الجُمجمة: جُمجُمَة الإِنسان؛ لأنها تجمع قبائلَ الراس. و الجمجمة: البئر تُحفَر في السَّبَخَة. و جَمَّ الفرس و أجمَّ «1» إذا تُرك أنْ يُركَبَ. و هو من الباب؛ لأنه تَثُوب إليه* قوّتُه و تجتمع. و جَماجِم العرب: القبائل التي تجمع البطون فيُنسَب إليها دونَهم، نحو كَلْب بن وَبْرة، إذا قلت كلبيٌّ و استغنيتَ أن تنسِبَ إلي شئٍ من بطونها.
و الجَماء الغَفير: الجماعة من الناس. قال بعضهم: هي البيضةُ بَيْضة الحديد؛ لأنها تجمع شَعرَ الرَّأس «2».
و من هذا الباب أجَمّ الشئُ: دنا.
و الأصل الثاني الأجمّ، و هو الذي لا رُمْحَ معه في الحرب. و الشّاة الجمّاء التي لا قَرْن لها. و جاء
في الحديث: «أُمِرْنا أن نبنيَ المساجدَ جُمًّا «3»»
، يعني أن لا يكون لجدرانها شُرَفٌ.

جنن

الجيم و النون أصل واحد، و هو [السَّتْر] و التستّر. فالجَنَّة ما يصير إليه المسلمون في الآخرة، و هو ثواب مستورٌ عنهم اليومَ. و الجَنّة البستان، و هو ذاك لأنَّ الشجر بِوَرَقه يَستُر. و ناسٌ يقولون: الْجَنَّة عند العرب النَّخْل الطّوَال، و يحتجُّون بقول زهير:
كأنّ عَيْنَيّ [في] غَرْبَيْ مُقَتَّلَةٍ مِن النَّواضح تَسْقِي جَنَّةً سُحُقا «4»
______________________________
(1) يقال جم، بالبناء للفاعل، و أجم بالبناء للفاعل و المفعول.
(2) في اللسان (14: 375): «الجماء بيضة الرأس، سميت بذلك لأنها جماء، أي ملساء.
و وصفت بالغفير لأنها تغفر أي تغطي الرأس».
(3) في لسان (شرف، جمع): «و في حديث ابن عباس: أمرنا أن لبني المدائن شرفا و المساجد جما».
(4) ديوان زهير 37 و اللسان (قتل، جنن). و كلمة «في» من المصادر المتقدمة و المجمل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 422
و الجنين: الولد في بطن أُمّه. و الجنين: المقبور. و الجَنَان: القَلْب.
و المِجَنُّ: الترسُ. و كلُّ ما استُتِر به من السِّلاح فهو جُنَّة: قال أبو عبيدةَ:
السّلاح ما قُوتِل به، و الجُنّة ما اتُّقِيَ به. قال:
حيث تَرَي الخيل بالأبطال عابِسَةً ينهَضْن بالهُنْدُوانيّاتِ و الجُنَنِ «1»
و الجِنّة: الجَنون؛ و ذلك أنّه يغطِّي العقل. و جَنَانُ الليل: سوادُه و سَتْرُه الأشياءَ. قال:
و لولا جَنَانُ الليل أدْرَكَ ركْضُنَا بذِي الرِّمْث و الأرْطَي عِياضَ بنَ ناشِبِ «2»
و يقال جُنُون الليل، و المعني واحد. و يقال جُنَّ النَّبتُ جُنُوناً إذا اشتدّ و خَرَج زهره. فهذا يمكن أن يكون من الجُنونِ استعارةً كما يُجنُّ الإنسان فيهيج، ثم يكون أصل الجنون ما ذكرناه من السَّتْر. و القياس صحيح. و جَنَان النّاس مُعْظمُهم، و يسمَّي السَّوَادَ. و المَجَنَّة الجنون. فأمّا الحيّة الذي يسمَّي الجانَّ فهو تشبيهٌ له بالواحد من الجانّ. و الجنُّ سُمُّوا بذلك لأنهم متستِّرون عن أعيُنِ الخَلْق. قال اللّه تعالي:
إِنَّهُ يَرٰاكُمْ هُوَ وَ قَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لٰا تَرَوْنَهُمْ. و الجناجنِ: عظام الصَّدْر.

جهجه

الجيم و الهاء ليس أصلًا؛ لأنه صوتٌ. يقال جهجهت بالسَّبُع إذا صحتَ به. قال:
* فجاء دُونَ الزَّجرِ و التجهجُهِ «3» *
______________________________
(1) سيأتي في (سلح).
(2) البيت لدريد بن الصمة، كما في المجمل، من قصيدة في الأصمعيات 11- 12. و ذكر في اللسان أنه يروي أيضاً لخفاف بن ندبة. و ليس بشئ.
(3) البيت لرؤبة في ديوانه 166 و اللسان (17: 379). و في الديوان:
«أن جاء …»
. و قبل البيت:
* من عصلات الضيغمي الأجبه*
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 423
و حَكَي ناسٌ: تجهجَهَ عن الأمر انتهي. و هذا إن كان صحيحاً فهو في باب المقابلة؛ لأنك تقول جَهْجَهْتُ به فتجَهْجَهَ.

جوو

الجيم و الواو شئٌ واحد يحتوي علي شئِ من جوانبه.
فالجوّ جوّ السماء، و هو ما حَنَا علي الأرض بأقطارِهِ، و جَوّ البيت من هذا.
و أما الجؤجؤ، و هو الصّدر، فمهموز، و يجوز أن يكون محمولًا علي هذا.

جأجأ

الجيم و الهمزة ليس أصلًا لأنه حكايةُ صوت. يقال جَأْجَأْتُ بالإبل إذا دعوتَها للشُّرب. و الاسم «1» الجِئ. قال:
و ما كان علي الجِي‌ءِ و لا الهِي‌ءِ امتداحيكا «2»

جبب

الجيم و الباء في المضاعف أصلان: أحدهما القَطْع، و الثَّاني تجمُّع الشئ.
فأمَّا الأول فالجَبُّ القطع، يقال جَبَبْتُه أَجُبُّه جَبًّا. و خَصِيٌّ مجبوبٌ بيِّن الْجِبَاب.
و يقال جَبَّه إذا غَلَبَه بحُسْنِه أو غيرِه، كأنه قطَعَه عن مُسلماتِهِ و مفاخَرَتِهِ. قال:
جَبَّت نساءَ العالمِينَ بالسَّبَبْ «3» فهُنّ بَعْدُ كلهُنَّ كالمحب
و كانت قدَّرَتْ عجِيزَتَها بحبل و بعثَتْ إليهن: هل فيكنّ مثلُها؟ فلم يكُنْ، فغلبَتْهُنَّ. و هذا مثلُ قول الآخر:
______________________________
(1) في الأصل: «و الأسمي».
(2) البيت لمعاذ الهراء كما في اللسان (1: 46، 184).
(3) البيت في اللسان (1: 245). و هو و تاليه في أمالي لقالي (2: 19). و أنشده في المجمل رواية عن ثعلب.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 424
لقد أهدَتْ حَبابةُ بِنْتُ جَزْءٍ لأهل جُلاجِلٍ حَبْلًا طويلا «1»
و الْجَبَبُ أن يُقطَع سَنام البعير؛ و هو أجبُّ و ناقةٌ جَبَّاءُ.
الأصل الثاني الجُبَّة معروفة، لأنها تشمل الجِسم و تجْمعه فيها. و الجُبَّة ما دخَلَ فيه ثَعْلب الرُّمح من السِّنان. و الجُبْجُبَة: زَبِيلٌ من جُلود يُجمَع فيه التُّرابُ إذا نُقِل.
و الجَبجُبة: الكَرِش يُجعَلُ فيه اللَّحم. و هو الخَلْعُ. و جَبَّ الناسُ النخل إذا* ألقَحُوه «2»، و ذا زمن الجِباب. و الْجَبُوب: الأرض الغَليظة، سمِّيت بذلك لتجمّعها. قال أبو خراش يصف عقاباً رفعَتْ صيداً ثم أرسلَتْه فصادَمَ الأرض:
فلاقَتْه ببَلْقَعةٍ بَرَاحٍ فَصَادَم بين عينيْهِ الجَبُوبا «3»
المَجَبَّةُ: جادَّة الطَّرِيق و مُجتَمَعُهُ. و الْجُبّ: البئر. و يقال جَبَّبَ تجبيباً إذا فرَّ و ذلك أنه يجمع نفسَه للفِرار و يتشمَّر.
و من الباب الْجُبَاب: شئٌ يجتمع من ألبان الإبل كالزُّبد. و ليس للإِبل زُبْد. قال الراجز:
يَعْصِب فَاهُ الرِّيقُ أيَّ عَصْبِ عَصْبَ الْجُبَابِ بِشفَاهِ الوَطبِ «4»
قال ابن دُريدٍ: الجبجاب الماءُ الكثير، و كذلك الجُباجِبُ.
______________________________
(1) البيت في أمالي ثعلب 622 و أمالي القالي (2: 19) و اللسان (1: 289/ 13: 128). و في جميعها:
«… حبابة بنت جل»
. و انفرد ابن فارس و القالي برواية:
«لأهل جلاجل …»
، و في غيرهما:
«لأهل حباحب …»
، و هو اسم رجل، كما في اللسان (حبب).
(2) في الأصل: «الحقحوا».
(3) البيت في نسخة الشنقيطي من الهذليين 70 و القسم الثاني من مجموع أشعار الهذليين 57 برواية:
فلاقته ببلقعة براز فصادم بين عينيها الجبوبا
(4) الرجز لأبي محمد الفقعسي، كما في اللسان (عصب). و أنشده في (جيب) بدون نسبة.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 425‌

جثث

الجيم و الثاء يدلّ علي تجمُّع الشئ. و هو قياسٌ صحيح. فالْجُثَّة جُثَّة الإِنسان، إذا كان قاعداً أو نائماً. و الجُثّ: مجتمِعٌ من الأرض مرتفِعٌ كالأكَمَة. قال ابنُ دريد: و أَحسب أنّ جُثَّة الرجل من هذا. و يقال الْجَثُّ قذًي يخالط العَسَل. و هو الذي ذكره الهذليُّ «1»:
فما بَرِحَ الأسبابُ حتَّي وضَعْنَه لَدَي الثَّوْلِ ينفي جثَّها و يؤُومُها
و يقال: الجَثُّ الشَّمع. و القياسُ واحد. و يقال نَبْتٌ جُثاجِثٌ كثيرٌ.
و لعلَّ الْجَثجاثَ مِن هذا. و جُثِثْتُ من الرَّجل إذا فزِعْتَ، و ذلك أنّ المذعور يتجمّع «2». فإنْ قَالَ قائل: فكيف تقيس علي هذا جَثثْت الشئَ و اجتثَثْته «3» إذا قلعتَه، و الْجَثِيث من النَّخل الفَسيل، و المِجَثَّة الحديدة التي تَقتلِعُ بها الشئ؟
فالْجواب أنّ قياسَه قياسُ الباب؛ لأنه [لا] يكون مجثوثاً إلّا و قد قُلِع بجميع أصوله و عُروقه حتَّي لا يُترَك منه شئ. فقد عاد إلي ما أصَّلناه.

باب الجيم و الحاء و ما يثلثهما

جحد

الجيم و الحاء و الدال أصلٌ يدلُّ علي قِلّة الخير. يُقال عامٌ جَحِدٌ قليل المطر. و رجل جَحِدٌ فقير، و قد جَحِدَ وَ أَجْحَدَ. قال ابن دُريد:
و الْجَحْد من كلِّ شئٍ القِلّة. قال الشَّاعر:
* و لَنْ يَرَي ما عاش إلّا جَحْدا*
______________________________
(1) هو ساعدة بن جؤية الهذلي، كما في اللسان (جثث). و البيت من قصيدة في ديوانه 207 و نسخة لشنقيطي من الهذليين 39 و الجزء الثاني من مجموعة أشعار الهذليين 21.
(2) في الأصل: «المدعو و يتجمع».
(3) في الأصل: «و اجثثته».
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 426
و قال الشيباني: [أجحَدَ الرّجلُ و جحد إذا أنفَضَ و ذهبَ مالُه. و أنشد للفرزدق «1»]:
و بيضاء من أهل المدينة لم تذق بَئِيساً و لم تتبعْ حُمُولَةَ مُجْحِدِ «2»
و من هذا الباب الْجُحود، و هو ضدّ الإِقرار، و لا يكون إلَّا مع علم الجاحد به أنّه صحيح. قال اللّٰه تعالي: وَ جَحَدُوا بِهٰا وَ اسْتَيْقَنَتْهٰا أَنْفُسُهُمْ.
و ما جاء جاحدٌ بخيرٍ قطّ.

جحر

الجيم و الحاء و الراءِ أصلٌ يدلّ علي ضِيق الشئ و الشدّة.
فالجِحَرة جمع جُحْر. [و أجحَرَ «3»] فلاناً الفَزَعُ و الخوفُ، إذا ألجأَه. و مَجاحِرُ لقومِ مَكامِنهم. و جَحَرَتْ عينُه إذا غَارَت. و الجَحْرة: السَّنَة الشديدة.

جحس

الجيم و الحاء و السين ليس أصلا. و ذلك أنّهم قالوا:
الْجِحاس «4»، ثم قالوا: السِّين [بدل] الشين. قال ابن دريد: جُحِسَ جلدُه مثل جُحِش، إذا كُدِح
______________________________
(1) التكملة من اللسان (جحد). و بدلها في المجمل: «قال الشيباني: أجحد الرجل إذا قطع و وصل. قال الفرزدق»!
(2) الكلمة الأخيرة ساقطة من الأصل، و قبلها فيه و في المجمل:
«… لم تدق يبيساً …»
تحريف، صوابه في الديوان 180 و اللسان (بأس). و روي في اللسان (جحد): «يبيسا» محرفا.
و وجه إنشاد صدره:
«لبيضاء …»
لأن قبل البيت:
إذا شئت غنائي من العاج قاصف علي معصم ريان لم يتخدد
(3) التكملة من المجمل.
(4) الجحاس و الجحاش: المقاتلة. و أنشد في اللسان:
إذا كعكع القرن عن قرنه أبي لك عزك إلا شماسا
و الا جلاداً بذي رونق و إلا نزالا و إلا جحاسا
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 427‌

جحش

الجيم و الحاء و الشين متباعدةٌ جدًّا. فالجَحْش معروفٌ.
و العرب تقول: «هو جُحَيشُ وَحْدِهِ» في الذّم، كما يقولون: «نَسِيج وَحْدِه» في المدح. فهذا أصلٌ
و كلمةٌ أخري، يقولون: جُحِش إذا تقشَّر جلده. و
في الحديث: «أنه صلي اللّٰه عليه و آله و سلم سَقَط من فَرَسٍ فجُحِشَ شِقُّهُ»
. و كلمةٌ أخري: جاحَشْتُ عنه إذا دافَعْتَ عنه. و يقال نَزَل فلانٌ جحيشاً.
و هذا من الكلمة التي قبله، و ذلك إذا نزلَ ناحيةً من الناس. قال الأعشَي:
* إذا نَزَل الحيُّ حَلَّ الجَحِيشُ «1» *
و أمَّا الْجَحْوَشُ، و هو الصبيُّ قبل أن يشتدّ، فهذا من باب الجَحْش، و إنَّما زيد في بنائه لئلا يسمَّي بالْجَحْش، و إلَّا فالمعني واحدٌ. قال:
قَتَلْنَا مَخْلَداً وَ ابنَيْ خراقٍ و آخَرَ جَحْوشاً فوق الفَطِيم «2»

جحظ

الجيم [و الحاء] و الظاء كلمةٌ واحدة: جَحَظَت العينُ إِذا عظُمَتْ مُقْتَها و برزَتْ.

جحف

الجيم و الحاء و الفاء [أصلٌ] واحدٌ، قياسُه الذَّهاب بالشَّئ مُسْتَوْعَباً. يقال* سَيْل جُحَافٌ إذا جَرَف كلَّ شَئٍ و ذهَبَ به. قال:
______________________________
(1) عجزه، كما في ديوان الأعشي 86 و اللسان (جحش):
* شقياً غويا مبينا غيورا*
و في الأصل:
«… الحي نزل الجحيش»
صوابه من الديوان و المجمل و اللسان. و «الجحيش» مرفوع علي الفاعلية، أو هو منصوب علي الظرفية، أي ناحية منفردة، أو علي الحالية مع زيادة اللام، كما قالوا: جاءوا الجماء الغفير.
(2) البيت في المجمل و اللسان (جحش).
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 428
لها كَفَلٌ كصَفَاةِ المَسيلِ أبْرَزَ عنها جُحَافٌ مُضِرّ «1»
و سمِّيت الجُحْفة لأنَّ السّيلَ جَحَفَ أهلَها، أي حَمَلَهم. و يقال أجْحَفَ بالشَّئ إذ ذَهَبَ به. و موتٌ جُحافٌ مثل جُراف. قال:
* و كم زَلَّ عنها من جُحافِ المَقَادِرِ «2» *
و من هذا الباب الجُحاف: داءٌ يُصِيب الإنسانَ في جوفه يُسْهِلُهُ، و القياس واحد. و جَحْفت له أي غَرَفْتُ.
و أصلٌ آخر، و هو المَيْل و العُدول. فمنها الجِحَاف و هو أنْ يُصيب الدّلوُ فَمَ البئر عند الاستقاء. قال:
* تَقْوِيمَ فَرْغَيْها عن الجِحافِ «3» *
و تجاحَفَ القومُ في القتال: مالَ بعضُهم علي بعضٍ بالسُّيوف و العِصِيّ.
و جاحَفَ الذَّنْبَ اذا مالَ إليه. و فلان يُجْحِف لِفُلانٍ: إذا مال معه علي غيره.

جحل

الجيم و الحاء و اللام يدلُّ علي عِظَم الشَّئ. فالجَحْل السِّقاءِ العظيم. و الْجَيحَل: الصَّخْرة العظيمة. و الجَحْل: اليعسوب العظيم. و الجَحْلُ:
الحِرْباء. قال ذو الرّمة:
______________________________
(1) البيت لامرئ القيس في ديوانه 13 و اللسان (جحف) و المجمل.
(2) عجز بيت لذي الرمة في ديوانه 292، و اللسان (جحف). و صدره:
* و كائن تخطت ناقتي من مفازة*
(3) قبله، كما في اللسان (جحف):
* قد علمت دلو بني مناف*
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 429
فلما تَقَضَّتْ حاجةٌ مِن تحمُّل و أَظْهَرْنَ و اقْلَوْلَي علي عُودِه الْجَحْلُ «1»
و أمَّا قولُهُم جَحَّلت الرَّجلَ صرعْتُه فهو من هذا؛ لأنَّ المصروع لا بد أن يتحوّز و يتجمَّع. قال الكميت:
و مالَ أبو الشَّعثاء أشعَثَ دامياً و أنَّ أبا جَحْلٍ قتيلٌ مُجَحَّلُ «2»
و مما شذَّ عن الباب الْجُحَال، و هو السمُّ القاتل. قال:
* جرَّعَهُ الذَّيْفَانَ و الْجُحالا «3» *

جحم

الجيم و الحاء و الميم عُظْمُها به الْحرارةُ و شدَّتُها. فالجاحم المكان الشديدُ الْحرِّ. قال الأعشي:
يُعِدُّون للهيجاء قبلَ لِقائها غَداةَ احتضارِ البأْسِ و الموتُ جاحمُ «4»
و به سُمِّيت الجحيمُ جحيماً. و من هذا الباب و ليس ببعيدٍ منه الجَحْمة العَيْن، و يقال إنّها بلغة اليمن. و كيف كان فهي من هذا الأصل؛ لأن العينين سِراجانِ متوقِّدان. قال:
أيا جَحْمَتِي بَكِّي علي أمّ عامِرٍ أكيلةِ قِلَّوْبٍ بإِحدي المَذَانبِ «5»
قالوا: جَحْمَتَا الأسدِ عيناه في اللغات كلِّها. و هذا صحيح؛ لأنّ عينيه أبداً
______________________________
(1) ديوان ذي الرمة 457 و اللسان (جحل).
(2) البيت في المجمل و اللسان (جحل).
(3) البيت لشريك بن حيان العنبري. و صواب إنشاده كما نبه ابن بري:
«جرعته الذيفان …»
. (4) ملحقات ديوان الأعشي 258 و اللسان (14: 352). و في الأصل:
«… احتفاد الناس …»
تحريف.
(5) جاء برواية:
«أيا جحمتا …»
في اللسان (قلب، جحم)، و في (قلب): «أم واهب» و في (جحم): «أم مالك». و القلوب: الذئب، يمانية أيضاً.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 430
متوقدتان. و يقال جَحَّم الرّجل، إذا فتح عينيه كالشَّاخص «1»، و العينُ جاحمة.
و الجُحام: داءٌ يصيب الإنسانَ في عينيه فَتِرمُ عيناه. و الأجحم: الشديدُ حمرةِ العين مع سَعتها، و امرأةٌ جحماء. و جَحَّمني بعينه إذا أحَدَّ النّظر. فأما قولهم أجْحَم عن الشَّئ: إذا كعَّ عنه فليس بأصل، لأن ذلك مقلوبٌ عن أحجَم. و قد ذُكر في بابه.

جحن

الجيم و الحاء و النون أصلٌ واحد، و هو سُوء النَّماء و صِغَرُ الشئ في نفسه. فالجَحَن سوءُ الغذاء، و الجَحِن السّيّئ الغِذاء. قال الشماخ:
و قد عَرِقَتْ مغابنُها و جادت بدَرَّتِها قِرَي جَحِنٍ قَتِينِ «2»
القَتِين: القليل الطُّعْم. يصف قُرَادًا، جعله جَحِناً لسوء غذائه. و المُجْحَن من النّبات: القصير الذي لم يتمّ. و أما [جَحْوَانُ فاشتقاقُه من] الجَحْوةِ «3» و [هي] الطَّلْعة.

باب الجيم و الخاء و ما يثلثهما

جخر

الجيم و الخاء و الرَّاء: قُبْحٌ في الشئ إذا اتسع. يقولون جَخَّرْنَا البئرَ وسَّعْناها. و الجَخَرُ ذَمٌّ في صفة الفم، قالوا: هو اتِّساعُه، و قالوا: تغيُّرُ رائحتهِ.
______________________________
(1) شاهده في اللسان
كأن عينيه إذا ما جحما عينا أتان تبتغي أن ترطما
(2) ديوان الشماخ 95 و اللسان (جحن، قتن) و سياتي في (قتن). و يروي: «حجر» بتقديم الحاء، و هي روايه الديوان و اللسان (حجن، قتن).
(3) في الأصل: «الجحونة» تحريف. و قد أصلحت العبارة و أتمتها اعتماداً علي ما جاء في الجمهرة (2: 60): «جحوان اسم، اشتقاقه من الجحوة من قولهم: حيا اللّٰه جحوتك، أي طلعتك».
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 431‌

جخف

الجيم و الخاء و الفاء كلمةٌ واحدة، و هو التكبُّر، يقال:
فلان ذو جَخْفٍ و جَخيفٍ إذا كان متكبِّرًا كثير التوعُّد. يقولون: جَخَفَ النائم إذا نَفَخَ في نومه. و اللّٰه أعلم.

باب الجيم و الدال و ما يثلثهما

جدر

الجيم و الدال و الراء أصلان، فالأوَّل الجِدار، و هو الحائط و جمعه جُدُر و جُدْران. و الْجَدرُ أصل الحائط. و
في الحديث: «اسْقِ يا زُبيرُ و دَعِ الماء يرجع إلي الجَدْر «1»»
: و قال ابن دريد: الجَدَرَةُ حيٌّ من الأزْدِ «2» بنوا جِدار الكعبة. و منه الجَديرة، شئٌ يُجعَل للغنم كالحظيرة. و جَدَر: قرية. قال:
ألا يا اصْبَحينا فَيْهَجاً جَدَرِيَّةً بماءِ سحابٍ يَسْبِقُ الحقَّ باطِلِي «3»
و من هذا الباب قولهم هو جديرٌ بكذا، أي حريٌّ به. و هو مما ينبغي أن يثبت و يبني أمرَه عليه. و يقولون: الجديرة الطبيعة.
و الأصل الثاني ظُهور الشئ، نباتاً و غيره. فالجُدرِي معروف، و هو الجَدَرِيُّ أيضاً. و يقال: شاةٌ جَدْراءُ إذا كان بها ذاك، و الجَدَر: سَلْعَةٌ تظهر في الجَسَد.
و الجَدْر النبات، يقال: أجْدَرَ المكانُ وَ جَدَرَ، إذا ظهر نباته. قال الجَعْدِي:
______________________________
(1) في اللسان: «و في حديث الزبير حين اختصم هو و الأنصاري إلي النبي صلّي اللّه عليه و سلم في سبول شراج الحرة: اسق أرضك حتي يبلغ الماء الجدر».
(2) هم من بني زهران بن الأزد بن الغوث. انظر الاشتقاق 301، 317 و المعارف 48.
(3) البيت لمعبد بن سعتة، كما في اللسان (فهج، جدر) و روايته فيهما و في المجمل: «حيدرية» نسبة إلي «جدر» علي غير قياس، أو أن اسم البلد جيدر» فنسب إليها علي القياس. و صواب صدره: «ألا يا اصبحاني»؛ لأن قبله:
ألا يا اصبحاني قبل لوم العواذل و قبل وداع من زنيبة عاجل
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 432
قد تستحِبُّونَ عند الجَدْر أنَّ لكم مِنْ آلِ جَعْدَةَ أعماماً و أخوالا «1»
و الجَدْرُ: أثر الكَدْمِ بعنُق الحمار. قال رؤبة:
* أو جادرُ الِّليتَيْنِ مَطْوِيُّ الحَنَقْ «2» *
و إنما يكون من هذا القياس لأنَّ ذلك يَنْتَأُ له جلدُه «3» فكانَّه ألجُدَرِيّ.

جدس

الجيم و الدال و السين. كلمةٌ واحدةٌ و هي الأرض الجادسة التي لا نبات فيها.

جدع

الجيم و الدال و العين أصلٌ واحد، و هو جنسٌ من القَطْع يقال جَدَع أنفَه يَجْدَعُهُ جَدْعاً. و جَدَاعِ: السَّنة الشديدة؛ لأنها تذهبُ بالمال، كأنها جدعته. قال:
لقد آلَيْتُ أغْدِرُ في جَدَاعِ و إنْ مُنِّيتُ أُمَّاتِ الرُّباعِ «4»
و الجَدِع: السيئ الغِذاء، كأَنه قُطع عنه غذاؤه. قال:
و ذاتُ هِدْمٍ عارٍ نواشِرُها تُصْمِتُ بالماء تولَباً جَدِعَا «5»
______________________________
(1) في الأصل: «قد تستحقون»، صواب إشاده من المجمل.
(2) ديوان رؤبة 104، و قبله:
* كأنها حقباء بلقاء الزلق*
(3) في الأصل: «يتاله جلده»، و الوجه ما أثبت.
(4) البيت لأبي حنبل الطائي، كما في اللسان (جدع). و سيأتي في مادة (جزأ).
(5) لأوس بن حجر في ديوانه 13 و اللسان (جدع). و انظر الحيوان (4: 25) حيث أورد قصة للبيت. و قبله:
ليبكك الشرب و المدامة و الفت يان طرا و طامع طمعا
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 433
و يقولون: جَادَعَ فلانٌ فلاناً، إذا خاصَمَه. و هذا من الباب، كأنَّ كلَّ واحدٍ منهما يروم جَدْعَ صاحِبِه. و يقولون: «تركْتُ أرْضَ بني فُلانٍ تَجَادَعُ أفاعِيها». و المُجدَّع من النبات: ما أُكِل أعْلاه و بقي أسفلُه. و كلأَ جُدَاعٌ: دَوٍ، كأنَّه يَجْدَعُ مِنْ رَدَاءته و وَخامته. قال:
* و غِبُّ عَدَاوَتِي كَلَأٌ جُداعُ «1» *
و مما شذَّ عن الباب المجدُوع المحبوس في السِّجن.

[جدف]

الجيم و الدال و الفاء كلماتٌ كلُّها منفردةٌ لا يقاس بعضها ببعض، و قد يجئ هذا في كلامهم كثيرا.
فالمِجْداف مِجْداف السَّفينة. و جَناحا الطائرِ مجدافاه. يقال من ذلك جَدَف الطّائرُ إذا ردّ جناحَيه للطيران. و ما أَبْعَدَ قياسَ هذا من قولهم إنّ الجُدَافَي الغنيمة، [و] من قولهم إنّ التجديف كُفْران النِّعمة. و
في الحديث: «لا تجَدّفُوا بنعمة اللّٰه تعالي»
، أي لا تَحْقِرُوها.

جدل

الجيم و الدال و اللام أصلٌ واحدٌ، و هو من باب استحكام الشئ في استرسالٍ يكون فيه، و امتدادِ الخصومة و مراجعةِ الكلام. و هو القياس الذي ذكرناه.
و يقال للزّمام المُمَرِّ جَديل. و الجَدْوَل: نهر صغيرٌ، و هو ممتدٌّ، و ماؤُه أقْوي في اجتماع أجزائه من المنبطح السائح. و رجلٌ مجدولٌ، إذا كان قَضِيف الخِلْقة من
______________________________
(1) لربيعة بن مقروم الضبي، كما في اللسان (جدع): و صدره:
* و قد أصل الخليل و إن نآني*
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 434
غير هُزَال. و غلام جادِلٌ إذا اشتدّ. و الجُدُول: الأعضاء، واحدها جَدِلْ.
و الجادل من أولاد الإِبل: فوق الرَّاشح. و الدِّرع المجدولة: المحكمة العَمَل. و يقال جَدَلَ الحَبُّ في سُنْبُله: قَوِيَ. و الأجدَل: الصَّقْر؛ سمِّي بذلك لقوّته. قال ذو الرمة يذكر حَميراً في عَدْوِها:
كأنَّهُنَّ خوافِي أجدَلٍ قَرِمٍ وَلَّي ليسبِقَه بالأمْعَزِ الخَرَبُ «1»
الخَرَبُ: الذّكَر من الحُبارَي. أراد: ولَّي الخَرَب ليسبِقَه و يطلبه.
و من الباب الجَدَالة، و هي الأرض، و هي صُلْبة. قال:
قد أركب الآلةَ بَعْدَ الآلَهْ و أترُكُ العاجزَ بالجَدالهْ «2»
و لذلك يقال طعَنَه فجدّلَه، أي رماه بالأرض. و المِجْدل: القَصْر، و هو قياسُ الباب. قال:
في مِجْدَلٍ شُيِّدَ بنيانُهُ يَزِلُّ عنه ظُفُرُ الطائرِ «3»
و الجَدَال: الخَلال، الواحدة جَدالة، و ذلك أنّه صُلْبٌ غير نضيجٍ، و هو في أوّل أحواله إذا كان أخضَرَ. قال:
* يخِرُّ علي أيدِي السُّقَاة جدَالُها «4» *
و جَدِيلٌ: فحلٌ معروف. قال الرّاعي:
* صُهْباً تُناسِبُ شَدْقماً و جَدِيلَا «5» *
______________________________
(1) ديوان ذي الرمة 16 و جمهرة أشعار العرب 181.
(2) الرجز في اللسان (13: 41، 109). و الآلة: الحالة.
(3) للأعشي في ديوانه 108 و اللسان (جدل).
(4) للمخبل السعدي، كما في اللسان (جدل) و أمالي ثعلب 551. و صدره:
* و سارت إلي يبرين خمساً فأصبحت*
(5) صدره كما في جمهرة أشعار العرب 173:
* شم الحوارك جحاً أعضادها*
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 435‌

جدم

الجيم و الدال و الميم يدلّ علي القماءة و القِصَر. يقال رجل جَدَمةٌ، أي قصير. و الشاة الجَدَمة: الرّدِيّة القَمِيئة.

جدوي

الجيم و الدال و الحرف المعتل خمسة أصول متباينة.
فالجَدَا مقصور: للمطر العامّ، و العطيّة الجرْلة «1». و يقال أجديت عليه.
و الجَدَاء ممدود: الغَنَاء، و هو قياس ما قبله من المقصور. قال:
لَقَلَّ جَداءً علي مالك إذا الحربُ شُبَّت بأجذَالها «2»
و الثاني: الجَادِيُّ الزَّعفران. و الثالث: الجَدْي، معروف. و الجَدَايَة: الظَّبية.
و الرابع: الجَدِيَّة القِطعة من الدم. و الخامس: جديتا السّرج «3»، و هما تحت دفَّتيه.

جدب

الجيم و الدال و الباء أصلٌ واحدٌ يدلّ علي قلّة الشئ.
فالجدب: خِلاف الخِصْب، و مكانٌ جدِيبٌ.
و من قياسه الجَدْبُ، و هو العَيْب و التنقُّص. يقال جَدَبْتُه إذا عِبْتَه.
و
في الحديث: «جدَبَ لهم السَّمَرَ بعد العِشاء «4»»
، أي عابه. قال ذو الرمة:
فيالكَ مِنْ خدٍّ أسيلٍ و منطقٍ رحيمٍ و مِن خَلْقٍ تَعَلّلَ جادبُهْ «5»
أي إنّه تعلَّلَ بالباطل لمَّا لم يجدْ إلي الحقِّ سبيلا.
______________________________
(1) في الأصل: «الجدلة».
(2) البيت لمالك بن العجلان. كما في اللسان (جدا).
(3) يقال جدية، كطبية و غنبة.
(4) و كذا في المجمل، و الرواية المشهورة: «جدب لنا عمر السمر بعد عتمة».
(5) ديوان ذي الرمة 43 و اللسان (جدب).
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 436‌

جدث

الجيم و الدال و الثاء كلمةٌ واحدة: الجَدَث القَبْر، و جمعه أجداث.

جدح

الجيم و الدال و الحاء أصلٌ واحدٌ، و هي خشبةٌ يُجْدح بها الدَّواء «1»، [لها] ثلاثة أعيار «2». و المجدوحُ: شئٌ كان يُشْرَب في الجاهلية، يُعْمَد إِلي الناقة فتفْصَد و يُؤخَذُ دمُها في الإناء، و يشرب ذلك في الجَدْب.
و المِجْدَح و المُجْدَح: نجم، و هي ثلاثةٌ كأنها أثافيّ. و القياس واحدٌ. قال:
* إذا خَفَق المجْدَحُ «3» *
و المِجْدح: مِيسَمٌ من مواسم الإبل «4» علي هذه الصورة، يقال أجْدَحْت البَعير إذا وسمتَه بالمجْدَح.

باب الجيم و الذال و ما يثلثهما

جذر

الجيم و الذال و الراء أصلٌ واحدٌ، و هو الأصل من كلِّ شئ، حتي يقالُ لِأصلِ اللسانِ جِذْر. و
قال حُذَيفة: حدَّثنا رسول اللّٰه صلّي اللّٰه عليه و آله و سلم «أنّ الأمانةَ نزلَتْ في جَذْر قُلوب الرِّجال»
. قال الأصمعيّ: الجَذْر الأصل من كلِّ شئٍ «5». قال زهير:
______________________________
(1) في الأصل: «الدو»، صوابه من المجمل.
(2) أعيار، أي هنات ناتئة كأعيار السهام. و في اللسان: «ثلاث شعب» و في المجمل: «ثلاثة جوانب».
(3) جزء من بيت لدرهم بن زيد الأنصاري، كما في اللسان (جدح، طعن). و هو بتمامه:
و أطعن بالقوم شطر الملو ك حتي إذا خفق المجدح
و طعن: ذهب و مضي. قال ابن بري: «و رواه القالي: و أظعن بالظاء المعجمة».
(4) المواسم: جمع ميسم علي الأصل؛ و إن شئت فلت «مياسم» علي اللفظ.
(5) في اللسان: «أبو عمرو: الجذر، بالكسر و الأصمعي بالفتح».
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 437
و سامعتَينِ تعرِفُ العِتْقَ فيهما إلي جَذْرِ مَدْلُوكِ الكُعوب مُحدَّدِ «1»
و في الكتاب المنسوب إلي الخليل: الجَذْر أصل الحِساب، يقال [عشرة «2»] في عشرة مائة. فأمّا المجذُور و المجذَّر فيقال إنه القصير. و إنْ صح فهو من الباب كأنَّه أصلُ شئٍ قد فارقه غيره.

جذع

الجيم و الذال و العين ثلاثة أصول: أحدها يدلُّ علي حدوث السّنّ و طراوته. فالجَذَع من الشَّاءِ: ما أتي له سنتانِ، و من الإبل الذي أتَتْ له خَمْسُ سنينَ. و يُسَمّي الدّهر الأزْلَمَ الجَذَع، لأنه جديد. قال:
يا بِشْرُ لو لم أكُنْ منكم بمنزلةٍ ألقَي عليَّ يديهِ الأزْلَمُ الجَذَعُ «3»
و قال قوم: أراد به الأسد.
و يقال: هو في هذا الأمر جَذَعٌ، إذا كان أخَذَ فيه حديثاً.
و الأصل الثاني: جِذْع الشَّجرة. و الثالث: الجَذع، من قولك جذَعْتُ الشئَ إذا دلكتَه. قال:
* كأنّه مِن طُولِ جَذْع العَفْسِ «4» *
و قولهم في الأمثال: «خُذْ من جِذْع ما أعطاك» فإِنه [اسم رجل «5»].
______________________________
(1) ديوان زهير 226 و اللسان (جذر).
(2) التكملة من المجمل و اللسان. و المراد أن العشرة جذر المائة، أي أصلها.
(3) أي لأهلكني الدهر. و البيت للأخطل في ديوانه 72 و اللسان (جذع).
(4) البيت للعجاج كما في اللسان (جذع)، و ليس في ديوانه.
(5) في المجمل: «و جذع اسم رجل في قولهم: خذ من جذع ما أعطاك».
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 438‌

جذف

الجيم و الذال و الفاء كلمةٌ واحدة تدلُّ علي الإسراع و القَطْع، يقال جَذَفْتُ الشئَ قطعتُه. قال الأعشي:
قاعداً عندَه النَّدامي فما بَنْ فَكُّ يؤتَي بمُوكَرٍ مَجْذُوفِ «1»
و يقال هو بالدَّال و يقال جَذَف الرّجُلُ أسرَعَ. قال ابن دريد: جَذَف الطائر إذا أسرَعَ* تحريكَ حناحَيْه. و أكثر ما يكون ذلك أن يقَصَّ أحدُ جناحيه.
و منه اشتقاق مِجْداف السفينة. قال: و هو عربيٌّ معروف. قال:
تكاد إن حُرِّك مجذافُها تنْسَلُّ مِنْ مَثْناتِها وَ اليَدِ «2»
يعني الناقةَ. جعل السَّوط كالمجذاف لها، و هو بالذال و الدال لغتان فصيحتان.

جذل

الجيم و الذال و اللام أصلٌ واحد، و هو أصل الشَّئ الثابت و المنتصب. فالجِذْل أصل الشَّجرة. و أصلُ كلِّ شئٍ جِذْلُهُ. قال حُبَابُ بنُ المنذِر، لما اختَلَف الأنصارُ في البَيْعة: «أنا جُذَيلُها المحكَّك». و إنَّما قال ذلك لأنه يُغْرَزُ في حائطٍ فتحتكُّ به الإبلُ الجَرْبَي. يقول: فأنا يُستَشْفي برأْيِي كاستشفاء الإبل بذلك الجِذْل. و قال:
* لاقت علي الماءِ جُذَيلًا واتدا «3» *
يريد أنَه منتصبٌ لا يبرح مكانَه، كالجذل الذي وَتَد، أي ثبت. و أمّا الجَذَل و هو الفرح فممكنٌ أن يكون من هذا؛ لأنّ الفَرِحَ منتصبٌ و المغمومَ لاطِئٌ
______________________________
(1) ديوان الأعشي 212 و اللسان (جذف). و في الديوان:
«… حوله الندامي …»
. (2) البيت للمثقب العبدي، كما في اللسان (جذف). و في الأصل:
«من مشتاقها بالند»
صوابه في المجمل و اللسان.
(3) البيت لأبي محمد الفقعسي، كما في اللسان (جذل).
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 439
بالأرض. و هذا من باب الاحتمال لا التحقيق و الحُكْم. قالوا: و الجِذْل ما بَرَزَ و ظَهَرَ من رأس الجبل، و الجمع الأجذال. و فلانٌ جِذْلُ مالٍ، إذا كان سائِساً له.
و هو قياس الباب، كأنّه في تفقُّده و تعهُّده له جِذْلٌ لا يبرح.

جذم

الجيم و الذال و الميم أصلٌ واحدٌ، و هو القطع. يقال جَذَمْت الشَّئ جذْماً. و الجِذْمة القِطعة من الحَبْل و غيره. و الجُذام سُمِّي لتقطُّع الأصابع.
و الأجذم: المقطوع اليد. و
في الحديث: «مَن تعلَّم القرآنَ ثُمَّ نسِيَهُ لَقِي اللّٰهَ تعالي و هو أجذم»
. و قال المتلمِّس:
و ما كنتُ إلّا مثلَ قاطع كفِّه بكفٍّ له أخْرَي فأصبَحَ أجْذَما «1»
و انْجَذَم الحبلُ. انقطَعَ. قال النابغة:
بانَتْ سُعادُ فأمسي حَبْلُها انجَذَما و احْتَلّت الشَّرْعَ فالْخَبْتَيْنِ مِنْ إضَما «2»
و الإجذام: السُّرعة في السَّير، و هو من الباب. و الإجذام: الإقلاع عن الشئ.

جذو

الجيم و الذال و الواو أصلٌ يدلُّ علي الانتصاب. يقال جَذَوْتُ علي أطراف أصابعي، إذا قمت. قال:
إِذا شِئْتُ غَنَّتَنِي دَهَاقِينُ قريةٍ و صَنَّاجَةٌ تَجْذُو علي حدِّ مَنْسِمِ «3»
قال الخليل: يقال جَذَا يجذُو، مثل جثا يجثُو، إلّا أَنّ جذا أَدَلُّ «4» علي اللزوم.
______________________________
(1) ديوان المتلمس 2 مخطوطة الشنقيطي و اللسان (جذم).
(2) رواية اللسان و معجم البلدان:
«… فالأجراع من أضما»
، و في الديوان
«… فالأجزاع …»
(3) البيت للنعمان بن عدي بن نضلة العدوي، كما في المجمل و اللسان (جذا).
(4) في الأصل: «دل»، صوابه من المجمل و اللسان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 440
و هذا الذي قاله الخليل فدَليلٌ لنا في بعض ما ذكرناه من مقاييس الكلام.
و الخليل عندنا في هذا المعني إمامٌ.
قال: و يقال جَذَا القُرادُ في جنْب البعير؛ لشدّة التزاقه. و جَذَتْ ظَلِفَة الإكاف في جَنْب الحمار. و
قال رسول اللّٰه صلّي اللّٰه عليه و آله و سلّم: «مَثَلُ المنافِق مَثَلُ الأَرْزَة المُجْذيَة علي الأرض حتَّي يكونَ انجعافُها «1» مَرَّةً»
. أراد بالمجْذِيَةِ الثّابتة.
و من الباب تجاذَي القومُ الحَجرَ، إِذا تشاوَلُوه.
فأمّا قولهم رجلٌ جاذٍ، أي قصير الباع، فهو عندي من هذا؛ لأنّ الباع إذا لم يكن طويلًا ممدوداً كان كالشئ الناتئ المنتصب. قال:
إنّ الخلافةَ لم تكن مقصورةً أبداً علي جاذِي اليدينِ مُبخَّلِ «2»

جذب

الجيم و الذال و الباء أصلٌ واحدٌ يدلُّ علي بَتْرِ الشَّئ «3» يقال جذَبْتُ الشَّيْ‌ءَ أجذبُه جذْباً. و جذَبتُ المُهْر عن أُمّه إذا فطمتَه، و يقال ناقة جاذب، إذا قلَّ لبنها، و الجمع جواذب. و هو قياس الباب؛ لأنه إذا قل لبنها فكأنها جَذبته إلي نفسها.
و قد شذّ عن هذا الأصل الجَذَب، و هو الجُمَّار «4» الخَشِن، الواحد جَذَبة
______________________________
(1) سيأتي الحديث في (جعف) أيضاً.
(2) نسب في المجمل إلي سهم بن حنظلة. و رواه في اللسان (جذا) بقافية «مجذر» منسوبا إلي سهم بن حنظلة أيضا. و في الصحاح: «مبخل» بدون نسبة.
(3) في الأصل: «نثر الشئ» و إنما مدار المادة علي البتر بمعني القطع. انظر اللسان (جذب).
(4) الجمار، بالجيم: جمار الخلة. و في الأصل: «الحمار» تحريف.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 441‌

باب الجيم و الراء و ما يثلثهما

جرز

الجيم و الراء و الزاء أصلٌ واحد، و هو القطْع. يقال جَرَزْتُ الشئَ قطعتُه. و سيفٌ جُرَاز أي قَطّاع. و أرْضٌ جُرُزٌ لا نَبْت بها، كأنَّه قُطِع عنها. قال الكسائي* و الأصمعيّ: أرضٌ مجروزة من الجرز، و هي التي لم يُصِبْها المطر، و يقال هي التي أُكل نباتُها. و الجَرُوزُ: الرّجُل الذي إذا أكل لم يترُكْ علي المائدةِ شيئاً، و كذلك المرأةُ الْجَرُوزُ، و النّاقةُ. قال:
* تَرَي العَجُوزَ خَبَّةً حَرُوزَا*
و العرب تقول في أمثالها: «لن ترضي شانِئةٌ إلّا بجَرْزة «1»»، أي إنّها مِن شِدّة بَغضائها و حسَدها لا ترضي للذين تُبغِضُهم إِلّا بالاستئصال. و الجارز:
الشديد من السُّعال، و ذلك أنَّه يقطَع الحَلْق. قال الشمّاخ:
* لها بالرُّغامَي و الخياشيمِ جارزُ «2» *
و يقال أرض جارِزةٌ: يابسة غليظة يكتنفها رَمْل. و امرأةٌ جارِزٌ عاقر.
فأمّا قولهم ذو جَرَزٍ إِذا كان غليظاً صُلْباً، و كذلك البعيرُ، فهو عندي محمولٌ علي الأرض الجارزة الغليظة. و قد مضي ذِكرُها.
______________________________
(1) الشانئة: المبغضة. و في الأصل: «شائبة»، صوابها في المجمل و اللسان (جرز 182) و في اللسان: «لم ترض».
(2) أراد بالرغامي الرئة. و صدره في الديوان 51، و اللسان (جرز).
* يحشرجها طوراً و طوراً كأنها*
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 442‌

جرس

الجيم و الراء و السين أصلٌ واحد، و هو من الصوت، و ما بعد ذلك فمحمول عليه.
قالوا: الجَرْس الصَّوت الخفيّ، يقال ما سمعت له جرسا، و سمِعتُ جَرْسَ الطّير. إِذا سمعتَ صوتَ مناقيرها علي شئٍ «1» تأكله. و قد أحْرَسَ الطّائر.
و مما حُمِل علي هذا قولهم للنَّحل جوارس، بمعني أواكِل؛ و ذلك أنّ لها عند ذلك أدني شئٍ كأنه صوت. قال أبو ذؤيبٍ يذكر نَحْلا:
يَظَلُّ علي الثَّمراءِ منها جَوَارسٌ مَرَاضيعُ صُهْبُ الرّيش زُغبٌ رِقابُها «2»
و الجَرَس: الذي يعلَّق علي الجِمال. و
في الحديث: «لا تصحبُ الملائكةُ رُفْقَةً فيها جَرَسٌ»
. و يقال جَرَسْتُ بالكلام أي تكلّمتُ به. و أجْرَسَ الحَلْيُ:
صوَّت. قال:
تَسْمَعُ لِلحَلْيِ إذا ما وَسْوَسَا و ارتجَّ في أَجْيَادها و أجْرَسا «3»
و مما شذَّ عن هذا الأصل الرجل المجرّس «4» و هو المجرّب. و مضي جَرْسٌ من الليل، أي طائفة.

جرش

الجيم و الراء و الشين أصلٌ واحد و هو جَرْش الشَّئ: أنْ يُدقَّ و لا يُنْعَم دَقُّه. يقال جَرَشْته، و هو جَرِيش. و الْجُرَاشة: ما سَقَط من الشئِ
______________________________
(1) في الأصل: «صوت» صوابه في المجمل و اللسان.
(2) الثمراء: جبل أو هضبة. و البيت في ديوان أبي ذؤيب 77 و اللسان (جرس).
(3) للعجاج في ديوانه 31 و اللسان (جرس) و في الديوان: «و التج» باللام.
(4) المجرس، بفتح الراء المشددة و كسرها.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 443
المجروش. و جرّشت الرأس بالمشط: حككته حتَّي تَستكثِرَ الإبْرِية «1». و ذكر الخليل أنّ الجَرش الأكْل
و مما شذَّ عن الباب الجِرِشَّي، و هو النَّفس. قال:
* إليه الجِرِشَّي و ارْمَعَلَّ حَنِينُها «2» *
فأمّا قولهم مَضَي جَرْشٌ من اللّيل، فهي الطائفة، و هو شاذٌّ عن الاصل الذي ذكرناه. قال:
* حتي إذا [ما] تُرِكَتْ بجَرْشِ «3» *

جرض

الجيم و الراء و الضاد أصلانِ: أحدهما جنسٌ من الغَصَص، و الآخر من العِظَم.
فأمّا الأوّل فيقولون جَرِضَ بِرِيقه «4» إذا اغتصَّ به. قال:
كأنّ الفتي لم يَغْنَ في النَّاسِ ليلةً إذا اختَلَفَ اللَّحْيانِ عند الجَرِيضِ «5»
قال الخليل: الجَرَضُ أن يبتلع الإنسانُ ريقَه علي همٍّ و حزْنٍ. و يقال: مات فلانٌ جَرِيضاً، أي مغموماً.
______________________________
(1) الإرية؛ كالهرية و زا و معني، و هي متعلق بأسفل الشعر مثل النخله. و في اللسان:
«حتي تستبين هريته». و في المجمل «حتي يستكثر من الإبرية».
(2) لمدرك بن حصن الأسدي، كما في اللسان (رمعل). و صدره، كما في (جرش، رمعل):
* بكي جزعاً من أن يموت و أجهشت*
(3) تكملة الشعر بزيادة «ما» من المجمل.
(4) جعله الجوهري مثل كسر يكسر و قال ابن القطاع: صوابه جرص يجرص، علي مثال كبر يكبر.
(5) البيت لامرئ القيس في ديوانه 114 و اللسان (جرص)
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 444
و الثاني قولهم بعيرٌ جِرْواضٌ، أي غليظ: و الجُرائِض: البعير الضَّخم، و يقال الشّديد الأكل. و نعجة جُرَئِضةٌ «1» ضَخْمة.

جرع

الجيم و الراء و العين يدلّ علي قلّة الشئ المشروب. يقال:
جَرِع الشاربُ الماءَ يَجْرَعُه، و جَرَع يجرَعُ. فأمَّا [الْجَرْعَاءُ ف] الرَّملة التي لا تُنبت شيئاً، و ذلك من أنّ الشُّرب لا ينفَعُها فكأنَّها لم تَرْوَ. قال ذو الرمّة:
أمَا استَحْلَبَتْ عينَيْكَ إلَّا مَحَلَّةٌ بجُمْهُورِ حُزْوَي أم بجرعاءِ مالكِ «2»
و من الباب قولهم: «أفْلَتَ فلانٌ بجُرَيْعَة الذَّقَن»، و هو آخِرُ ما يخرُجُ من النَّفَس. كذا قال الفرّاء. و يقال نُوقٌ مَجَارِيعُ: قليلات اللَّبن، كأنّه ليس في ضُروعها إلا جُرَعٌ.
و مما شذَّ عن هذا الأصل الجَرَع: التواءٌ في قوَّةٍ من قُوَي الحَبْل ظاهرةٍ علي سائر القُوَي.

جرف

الجيم و الراء و الفاء أصلٌ واحدٌ، هو أخْذ الشئِ كلِّه هَبْشاً.
يقال جَرَفْتُ الشئَ جَرْفاً، إذا ذهبْتَ به كلِّه. و سَيْفٌ جُرَافٌ «3» يُذْهِبُ كلَّ شئ. و الجُرْفُ المكان يأكله السيل. و جَرَّفَ الدهرُ مالَه*: اجتاحه. و مال مُجَرَّف. و رجل جُرَافٌ نُكَحَةٌ، كأنّه يجرِف ذلك جرْفاً. و من الباب: الجُرْفَة:
أنْ تُقْطَع من فخذِ البعير جلدَةٌ و تُجْمَع علي فَخِذه.
______________________________
(1) جرئضة، كعلبطة. و يقال: «جرائضة» أيضا، كعلابطة.
(2) ديوان ذي الرمة 415 و هو مطلع قصيدة له. و في الديوان:
«… أو بجرعاء …»
. (3) و يقال أيضا «سيل جراف» بمعناه.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 445‌

جرل

الجيم و الراء و اللام أصلان: أحدهما الحجارة: و الآخر لونٌ من الألوان.
فالأوّل الجَرْوَل و الجَرَاوِل الحجارة. يقال: أرض جَرِلةٌ، إذا كانت كثيرةَ الجراول. و الأجْرَال جمع الجَرَل، و هو مكان ذو حجارة. قال جرير:
مِنْ كلِّ مشترِفٍ و إنْ بَعُدَ المَدَي ضَرِمِ الرِّفاق مُناقِلِ الأَجْرَالِ «1»
و الآخَر الجِرْيال، و هو الصِّبْغ الأحمر؛ و لذلك سمِّيت الخمر جِرْيالًا. فأما قول الأعشي:
و سَبيئةٍ مِمّا تُعَتِّقُ بابِلٌ كدَمِ الذَّبيحِ سلبتُها جِرْيالَها «2»
فقال قومٌ: أراد لونَها، و هي حمرتها. رووا عنه في ذلك روايةً تدلُّ علي أنّه أراد لونَها «3».

جرم

الجيم و الراء و الميم أصلٌ واحد يرجع إليه الفروع.
فالجَرْمُ القطْع. و يقال لِصِرَام النَّخل الجِرَام. و قد جاءَ زمن الجَرَامِ. و جَرَمْتُ صُوف الشّاةِ و أخذته. و الجُرَامةُ: ما سقطَ من التَّمْر إذا جُرِم. و يقال الجُرامة ما التقِط من كَرَبِهِ بعد ما يُصْرَمُ. و يقال سنة مُجَرَّمَةٌ، أي تامّة، كأنها تصرَّمَت عن تمام. و هو من تجرَّم الليلُ ذَهَب. و الجَرَام و الجَريم: التَّمْرَ اليابس. فهذا كلُّه متّفقٌ لفظاً و معنًي و قياساً.
______________________________
(1) ديوان جرير 468 و اللسان (جرل).
(2) ديوان الأعشي 23 و اللسان (جرل).
(3) في اللسان: «و سئل الأعشي عن قوله: سلبتها جريالها. فقال: أي شربتها حمراء فبلتها بيضاء».
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 446
و مما يُردّ إليه قولهم جَرَم، أي كَسَب؛ لأن الذي يَحُوزُه فكأنه اقتطَعَه و فلانٌ جَرِيمةُ أهله، أي كاسِبُهم. قال:
جَرِيمةَ ناهضٍ في رَأْسِ نِيقٍ تَرَي لعِظامِ ما جَمَعَتْ صَلِيبا «1»
يصف عقاباً. يقول: هي كاسِبَةُ ناهضٍ. أراد فرخَها. و الجُرْم و الجَريمة:
الذَّنْب و هو من الأوّل؛ لأنه كَسْبٌ، و الكَسْب اقتطاع. و قالوا في قولهم «لا جَرَم»: هو من قولهم جَرَمْتُ أي كسَبت. و أنشدوا:
و لقد طعنتُ أبا عُيَيْنَةَ طَعْنَةً جَرَمَتْ فَزَارَةَ بَعْدَها أن يَغْضَبُوا «2»
أي كَسَبَتهُمْ غضبا. و الجَسَدُ جِرْمٌ، لأنّ له قَدْراً و تَقْطيعاً. و يقال مَشْيَخَةٌ جِلّةٌ جَريم، أي عظام الأجرام.
فأمّا قولُهم لصاحب الصَّوت: إنه لحسن الجِرْم، فقال قوم: الصَّوْتُ يقال له الجِرْم. و أصحُّ من ذلك قول أبي بكر بن دريد إنّ معناه حَسُن خروجِ الصّوتِ من الجِرْم. و بنو جارمٍ في العرب. و الجارم: الكاسب، و هو قول القائل:
* و الجارميُّ عميدُها «3» *
و جَرْمٌ هو الكَسْبُ، و به سمِّيَتْ جَرْمٌ، و هما بطنان: أحدهما في قضاعة، و الآخر في طيّ.
______________________________
(1) البيت لأبي خراش الهذلي من قصيدة في القسم الثاني من مجموع أشعار الهذليين 57 و نسخة الشنقيطي 70. و أنشده في المجمل و اللسان (جرم).
(2) البيت لأبي أسماء بن الضريبة، كما في اللسان (جرم).
(3) جزء من بيت في اللسان (جرم). و هو بتمامه:
إذا ما رأت شمساً عب الشمس شمرت إلي رملها و الجارمي عميدها
و رواية اللسان (عبأ):
«… و الجرهمي عميدها»
.معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 447‌

جرن

الجيم و الراء و النون أصلٌ واحد، يدلُّ علي اللين و السُّهولة يقال للبَيْدَرِ جَرينٌ؛ لأنّه مكان قد أُصْلِحَ و مُلِّسَ. و الجارن من الثياب: الذي انسَحَق و لَانَ. و جَرَنَتِ الدِّرْعُ: لانَتْ و امْلَاسَّتْ. و من الباب جِرَانُ البعير:
مُقَدَّم عُنُقه من مَذْبَحِهِ، و الجمع جُرْن «1». قال:
خُذا حَذَراً يا جارَتَيَّ فإنَّني رأيتُ جِرَانَ العَوْدِ قد كادَ يَصْلُحُ «2»
و ذكرَ ناسٌ أنّ الجارنَ ولد الحيّة. فإن كان صحيحاً فهو من الباب، لأنه ليِّن المسِّ أملس.

جره

الجيم و الراء و الهاء كلمةٌ واحدة، و هي الجَرَاهِيَة. قال أبو عُبيدٍ:
جَراهيةُ القوم: جَلَبَتُهُم و كلامُهم في علانيتهم دون سِرِّهم. و لو قال قائل: إن هذا مقلوبٌ من الجَهْرِ و الجَهْرَاء و الجَهارة لكان مَذْهباً.

جرو

الجيم و الراء و الواو أصلٌ واحدٌ، و هو الصَّغير من ولد الكلب، ثم يحمل عليه غيرُه تشبيهاً. فالجَرو للكلب و غيره. و يقال: سَبُعةُ مُجْرِيَةٌ و مُجْرٍ، إذا كان معها جِرْوُها. قال:
و تَجُرُّ مُجْرِيَةٌ لها لحمِي إلي أجْرٍ حَوَاشِبْ «3»
فهذا الأصل. ثم* يقال للصَّغيرة من القِثّاء الجِرْوة. و
في الحديث: «أُتِي
______________________________
(1) و يقال في الجميع أيضاً «أجرنة».
(2) البيت لجران العود من قصيدة في أول ديوانه، و به سمي جران العود. انظر اللسان «جرن»، و المزهر (2: 441).
(3) البيت من قصيدة لحبيب بن عبد اللّٰه المعروف بالأعلم الهذلي، كما في شرح السكري الهذليين 57 و نسخة الشنقيطي 59. و هو في اللسان (جرا) بدون نسبة، و في (حشب) منسوب إليه.
و كلمة «إلي» ساقطة من الأصل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 448
النبي صلي اللّٰه عليه و سلم بأَجْرٍ زُغْبٍ «1»»
، و كذلك جَرْو الحنظل و الرُّمّان.
يعني أنّها صغيرة. و بنو جِرْوة بطنٌ من العرب. و يقال أَلْقَي الرّجُل جِرْوَتَه، أي ربَط جَأْشَه، و صَبَر علي الأمر، كأنّه ربط جرواً و سكّنَه. و هو تشبيهٌ.

جري

الجيم و الراء و الياء أصلٌ واحدٌ، و هو انسياحُ الشئ.
يقال جَرَي الماء يَجْرِي جَرْيَةً و جَرْياً و جَرَيَاناً. و يقال للعَادَةِ الإجْرِيَّا «2»، و ذلك أنّه الوجْه الذي يجرِي فيه الإنسان. و الجَرِيُّ: الوكيل، و هو بيّن الجِراية، تقول جَرَّيت جَرِيًّا و استَجْرَيتُ، أي اتَّخذْت. و
في الحديث: «لا يُجَرِّينَّكم الشَّيطان «3»»
. و سمِّي الوكيلُ جَرِيًّا لأنّه يَجْرِي مَجْري موكّله، و الجمع أجْرِيَاء.
فأمّا السفينة فهي الجارية، و كذلك الشَّمس، و هو القياس. و الجارية من النِّساء من ذلك أيضاً، لأنَّها تُستَجْرَي في الخِدمة، و هي بيِّنة الجِراء قال:
و البِيضُ قد عَنَسَت و طال جِراؤُها و نشَأن في قِنٍّ و في أذْوادِ «4»
و يقال: كان ذلك في أيّامِ جِرائها، أي صباها. و أما الجِرِّيَّة، و هي الحَوْصلة فالأصل الذي يعوَّل عليه فيها أنَّ الجيم مبدلة من قاف، كأن أصلها قِرِّيّة، لأنّها تَقْرِي الشئَ أي تجمعه، ثم أبْدَلُوا القافَ جيماً كما يفعلون ذلك فيهما.
______________________________
(1) في الأصل: «بجرو زغب»، صوابه من المجمل و اللسان.
(2) و منه قول الكميت:
علي تلك إجرياي و هي ضريبتي و لو أجلبوا طراً علي و أحلبوا
(3) في المجمل و اللسان: «لا يستجرينكم الشيطان».
(4) للأعشي في ديوانه 99 و اللسان (جرا). و كلمة «و طال» ساقطة من الأصل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 449‌

جرب

الجيم و الراء و الباب أصلان: أحدهما الشَّئ البسيط يعلوه كالنَّبات من جنسه، و الآخَر شئٌ يحوِي شيئاً.
فالأوّل الجرَب و هو معروف، و هو شئٌ ينبت علي الجلْد من جنسه. يقال بعيرٌ أجرب، و الجَمْع جَرْبَي. قال القطران:
أنا القَطِرانُ و الشُّعراءُ جرْبَي و في القَطِرانِ للجَرْبَي شِفاءُ
و ممّا يُحمَل علي هذا تشبيهاً تسميتُهم السَّماء جَرْبَاءَ، شبّهت كواكبُها بجرَب الأجرَب. قال أُسامة بنُ الحارث:
أرَتْهُ من الجرْباءِ في كلِّ مَنْظرٍ طِبَاباً فمَثْوَاهُ النَّهارَ المَرَاكِدُ «1»
و قال الأعشي:
تناول كلباً في ديارهم و كاد يسمو إلي الجرْباء فارتفَعَا «2»
و الجِرْبَة: القَرَاحَ، و هو ذلك القياس لأنّه بسيطٌ يعلوه ما يعلوه منه قال الأسعر:
أما إذا يَعْلُو فثعلبُ جِرْبَةٍ أو ذِئبُ عادية يُعَجْرِمُ عَجْرَمَهْ «3»
العجرمة: سُرعةٌ في خِفّة. و كان أبو عبيد يقول: الجِرْبة المزرعة.
قال بشر:
______________________________
(1) نسخة الشنقيطي من الهذليين 86 و اللسان (جرب، طبب، ركد).
(2) في البيت نقص و يستقيم بأن يكون أوله: «و قد» و بدله في ديوان الأعشي 86:
و ما مجاور هيت إن عرضت له قد كان يسمو إلي الجرفين و اطلعا
و في شرحه: «أبو عبيدة: إلي الجرباء».
(3) و روي عجزه في اللسان (عجرم) بدون نسبة، و هو مع نسبته إلي الأسعر في الأزمنة و الأمكنة (2: 11).
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 450
* علي جرْبة تعلو الدِّبارَ غُروبُها «1» *
قال أبو حَنيفة: يقال للمجَرَّة جِرْبة النُّجوم. قال الشّاعر:
وَ خَوَتْ جِرْبَةُ النُّجوم فما تشْ رب أُرْوِيَّةٌ بمَرْيِ الجَنُوبِ «2»
خَيُّها: أن لا تُمطِر «3». و مَرْي الجَنُوب: استدرارُها الغَيث.
و الأصل الآخر الجِرَاب، و هو معروف. و جرابُ البئر: جوفُها من أعلاها إلي أسفلها. و الجَرَبَّةُ: العانة من الحمير، و هو من بابِ ما قَبْله، لأن في ذلك تجمُّعاً. و ربَّما سمَّوا الأقوياء من الناس إذا اجتمعُوا جَرَبَّةً. قال:
ليس بنا فقرٌ إلي التَّشَكِّي جَرَبَّةٌ كحُمُرِ الأبَكِّ «4»

جرج

الجيم و الراء و الجيم كلمة واحدة، و هي الجادّة، يقال لها جَرَجَة. و زعم ناسٌ أنّ هذا مما صحَّف فيه أبو عُبيدٍ. و ليس الأمر علي ما ذكَرُوه، و الجَرَجَةُ صحيحة. و قياسها جُرَيج اسم رجل. و يقال إنّ الجَرِجَ القَلِق. قال:
* خلخالُها في ساقها غيرُ جرِجْ «5» *
و هذا ممكنٌ أن يقال مبدل من مَرِج. قال ابنُ درَيد: و الجَرَجُ الأرض
______________________________
(1) صدره كما في المفضليات (2: 130):
* تحدر ماء الغرب عن جرشية*
(2) البيت بدون نسبة أيضاً في الأزمنة و الأمكنة (2: 4، 11).
(3) يقال خوت النجوم تخوي خيا، و أخوت.
(4) الرجز لقطية بنت بشر زوج مروان بن الحكم. انظره مع قصته في الأغاني (1: 129).
و كلمة «ليس» ساقطة من الاصل. و انظر المخصص (11: 44- 47) بتحقيق الشنقيطي و البيت الأخير سبق في ص 187.
(5) قبله في اللسان (جرج):
* إني لأهوي طفلة فيها غنج*
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 451
ذاتُ الحجارة. فأمَّا الجُرْجَة لِشئٍ «1» شِبْه الخُرْج و العَيْبة، فما أُراها عربيّةً مَحْضة.
علي أنّ أوساً قد قال:
ثلاثةُ أبرادٍ جيادٍ و جُرْجَة و أدْكَنُ من أرْيِ الدُّبور مُعَسَّلُ «2»

جرح

الجيم و الراء و الحاء أصلان: أحدهما الكسب، و الثاني شَقّ الجِلْد.
فالأوّل قولهم [اجترح] إذا عمل و كَسبَ. قال اللّٰه عزّ و جلّ: أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئٰاتِ. و إنّما سمي ذلك اجتراحاً لأنه عَمَلٌ* بالجوَارح، و هي الأعضاء الكواسب. و الجوارحُ من الطَّير و السباع: ذَوَاتُ الصَّيد.
و أما الآخَر [فقولهم] جرحَهُ بحديدةٍ جرْحاً، و الاسم الْجُرْح. و يقال جرَح الشاهدَ إذا ردّ قولَه بِنَثاً غيرِ جميل. و استَجْرَحَ فلانٌ إذا عمل ما يُجْرَح من أجله.
فأمّا قول أبي عبيدٍ
في حديث عبد الملك: «قد وعظتُكم فلم تزدادُوا علي الموعظة إلّا استجراحا»
إِنه النُّقصان من الخير، فالمعني صحيح إلّا أنّ اللفظ لا يدلُّ عليه. و الذي أراده عبدُ الملك ما فسَّرناه، أي إنّكم ما تزدادون علي الوعْظ إلّا ما يكسبكم الجَرْحَ و الطَّعنَ عليكم، كما تُجْرِح الأحاديث. و قال أبو عبيد: يريد أنّها كثيرة صحيحها قليل. و المعني عندنا في هذا كالذي ذكرناه مِن قَبْل، و هو أنّها كثُرتْ حتي أحوج أهلَ العلم بها إلي جرْح بعضها، أنّه ليس بصحيح
______________________________
(1) في الأصل: «فشي‌ء».
(2) ديوان أوس 19 و اللسان (جرج). و الدبور: جمع دبر، و هو النحل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 452‌

جرد

الجيم و الراء و الدال أصلٌ واحد، و هو بُدوُّ ظاهِر الشّئ حيث لا يستُره ساتر. ثم يحمل عليه غيرُه ممَّا يشاركه في معناه. يقال تجرَّد الرّجل من ثيابه يتجرَّدُ تجرُّداً. قال بعضُ أهل الُّلغة: الجَرِيد سَعَفُ النَّخل، الواحدة جريدة، سمِّيت بذلك لأنه قد جرِد عنها خُوصها. و الأرْضُ الجَرَد: الفضاء الواسعُ، سمِّي بذلك لبُروزه و ظُهوره و أن لا يستره شئٌ. و يقال فرس أَجرَدُ إذا رَقَّت شَعْرتُه. و هو حسن الجُرْدة و المتجرَّد. و رجلٌ جارُودٌ، أي مشئوم، كأَنّه يَجرُدُ و يَحُتُّ. و سنة جارودة، أي مَحْلٌ، و هو من ذلك، و الجَراد معروف.
و أرضٌ مجرودةٌ أصابها الجَرادُ. و قال بعضُ أهلِ العِلم: سمِّي جراداً لأنّه يجرُد الأرضَ يأكلُ ما عليها. و الجَرَدُ: أن يَشْرَي جلْدُ الإِنسان من أكل الْجَراد و من هذا الباب، و هو القياس المستمرُّ، قولهم: عامٌ جرِيدٌ، أي تامٌّ، و ذلك أنّه كَمِلُ فخرج جريداً لا يَنْسَب إلي نقصانِ. و منه: «ما رَأَيْتُه مُذْ أجرَدَانِ «1» و جَرِيدانِ» يريد يومين كاملين. و المعْني ما ذكرته. و منه انجرَدَ بنا السَّيرُ: امتدَّ.
فأمّا قولهم للشئ يذهب و لا يُوقَف [له] علي خبرٍ: «ما أدري أيُّ الجَرَاد عارَهُ» فهو مثلٌ، و الجَراد هو هذا الجَرادُ المعروف.

جرذ

الجيم و الراء و الذال كلمةٌ واحدة: الجُرَذْ الواحد من الجُرْذان، و به سمِّي الجَرَذُ الذي يأخُذُ في قوائم الدابّة. فأمّا قولهم رجل مُجَرّدٌ أي مجرَّب، فهو من باب الإبدال، و ليس أصلًا
______________________________
(1) في الأصل: «من»، صوابه في المجمل و اللسان. و انظر تخريج نحو هذا التعبير في معني اللبيب (مذ).
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 453‌

باب الجيم و الزاء و ما يثلثهما

جزع

الجيم و الزاء و العين أصلان: أحدهما الانقطاع، و الآخر جوهرٌ من الجواهر.
فأمّا الأول فيقولون جَزَعْتُ الرّملة إذا قطعتَها؛ و منه: جِزْعُ الوادي، و هو الموضع الذي يَقطعُه من أحد جانبَيه إلي الجانب؛ و يقال هو مُنْعَطَفه. فإنْ كان كذا فلأنّه انقَطع عن الاستواء فانعرج. و الجزَع: نَقِيض الصّبر، و هو انقطاعُ المُنَّة عن حَمْل ما نزل «1». و [الجُزْعة «2»] هي القليل من الماء، و هو قياس الباب.
و أمّا الآخَر فالجَزِع، و هو الخرَزُ المعروف. و يقالُ بُسْرَةٌ مُجزَّعَةٌ، إِذا بَلَغَ الإرطابُ نِصْفها، و تُشْبِه حينئذٍ الجَزْع «3».

جزل

الجيم و الزاء و اللام أصلان: أحدهما عِظَم الشَّئ من الأشياء، و الثاني القَطْع.
فالأوّل الجَزْل، و هو ما عَظُمَ من الحَطَب، ثم استُعير، فقيل: أجزَلَ في العطاء. و منه الرَّأْيُ الجَزْل من الباب الثاني، و سنذكره. فأمّا قول القائل:
فوَيْهاً لقِدْرِكَ وَيْهاً لها إِذا اخْتِير في المَحْلِ جَزْلُ الحَطَبْ «4»
فإنَّه اختَصَّ الْجَزْلَ لأنّ اللحمَ يكون غَثًّا فيُبطي‌ء نضجُه فيُلْتَمَسُ له الجَزْل.
و أمّا الأصل الآخَر فيقول العرب: جزَلْتُ الشئَ جِزْلَتَيْن، أي قطعته
______________________________
(1) في الأصل: «ما ترك».
(2) أثبت هذه التكملة مستأنساً بما في المجمل و اللسان.
(3) الجزع بالفتح، و روي كراع الكسر.
(4) أنشده في المجمل و اللسان (جزل)
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 454
* قِطْعَتَيْن. و هذا زَمَنُ الجِزَالِ أي صَرَامِ النَّخْل. قال:
* حَتَّي إذا ما حانَ مِن جِزَالِها «1» *
و من هذا الباب الجَزَل، أن يُصيبَ غارِبَ البعير دَبَرَة فيُخرَج منه عَظْمٌ فيطمئِنَّ موضِعُه. و بعيرٌ أجْزَلُ إذا فُعِلَ به ذلك. قال أبو النجم:
* يُغادِرُ الصَّمد كظَهْرِ الأجْزَلِ «2» *
و الجِزْلة: القطعة من التَّمْر. فأما قولهم جَزْلُ الرّأيِ فيحتمل أن يكون من الثاني، و المعني أنَّه رأيٌ قاطعٌ.
و ممّا شذّ عن الباب الجَوْزَل، و هو فَرْخُ الحمام، قال:
قالت سُلَيْمي لَا أُحِبُّ الْجَوْزَلا و لا أحِبُّ السَّمكاتِ مَأكَلا
و يقال: الجَوْزَل السمّ.

جزم

الجيم و الزاء و الميم أصلٌ واحد، و هو القطع. يقال جَزَمْتُ الشئ أجْزِمُه جزْمًا. و الجَزْم في الإعراب يسمَّي جزماً لأنّه قُطِع عنه الإعرابُ.
و الجِزْمَة: القِطْعة من الضَّأن. و منه جَزَمْتُ القِرْبة إِذا ملأتَها، و ذلك حِينَ يُقطَع الاستقاء. قال صخر الغيّ:
فلما جَزَمْتُ بِهِ قِرْبتي تيمّمتُ أطرِقةً أَو خَلِيفا «3»
______________________________
(1) نسب في زيادات الجمهرة (2: 90) إلي أبي النجم العجلي، و أنشده في المجمل و اللسان (جزل). و الصرام و الجزال، كلاهما بالكسر و الفتح.
(2) كذا في الاصل و المجمل. و الصواب «تغادر» لأن قبله كما في اللسان:
يأني لها من أيمن و أشمل و هي حيال الفرقدين تعتلي
(3) نسب البيت في اللسان (طرق) إلي الأعشي، و الصواب ماهنا. و البيت في شرح السكري للهذليين 48 و مخطوطة الشنقيطي 58 و في اللسان (جزم، طرق، خلف) برواية: «جزمت بها» و هو تحريف؛ لأن قبله:
و ماء وردت علي زورة كمشي السبنتي يراح الشفيفا
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 455
و يقولون: إنّ الجَزْمةَ الأكلةُ الواحدة: فإن كان صحيحاً فهو قياسُ الباب، لأنّه مرّةٌ ثم يُقطَع. و من ذلك قولهم: جَزَّمَ القومُ: عَجَزُوا. قال:
و لكنِّي مضَيْتُ و لم أُجزِّمْ و كان الصَّبْرُ عادةَ أوَّلينا «1»

جزأ

الجيم و الزاء و الهمزة أصلٌ واحد، هو الاكتفاء بالشَّي‌ء.
يقال اجتزأْتُ بالشئِ اجتزاءَ، إذا اكتفيتَ به. و أجزَأَنِي الشَّيْ‌ءُ إِجزاءً إذا كفاني قال:
لقد آليت أَغْدِرُ في جَدَاعِ و إنْ مُنِّيتُ أُمَّاتِ الرِّباعِ «2»
لأنَّ الغَدْرَ في الأقوامِ عارٌ و إنَّ الْحُرَّ يَجْزَأُ بالْكُراعِ
أي يكتفي بها. و الجَزْءُ: استغناء السائمة عن الماء بالرُّطْبِ «3». و ذكَرَ ناسٌ في قوله تعالي: وَ جَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبٰادِهِ جُزْءاً أنّه من هذا، حيث زعموا أنّه اصطفَي البناتِ علي البنين. تعالي اللّٰه عن قول المشركين علُوًّا كبيرا. و الجُزْء:
الطائفة من الشَّئ.
و مما شذّ عن الباب الجُزْأَة نِصَاب السِّكِّين، و قد أجزَأتُها إِجزاء إِذا جعلْتَ لها جُزأةً. و يجوز أن يكون سمِّيت بذلك لأنها بعض الآلةِ و طائفةٌ منها.

جزي

الجيم و الزاء و الياء: قيام الشئ مَقامَ غيره و مكافأتُه إياه.
يقال جَزَيت فلاناً أجزِيه جزاءَ، و جازيتُه مجازاةً. و هذا رجل جازِيكَ مِنْ رجل،
______________________________
(1) البيت في اللسان و المجمل (جزم).
(2) الشعر لأبي حنبل الطائي، كما سبق في حواشي (جدع). و قد أنشدهما في اللسان (جزأ) بدون نسبة.
(3) يقال جزأت جزءاً، بفتح الجيم و ضمها، و جزوءا أيضا.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 456
أي حسبك. و معناه أنه ينوبُ منابِ كلِّ أحدٍ، كما تقول كافِيكَ و ناهيك.
أي كأنه ينهاك أن يُطْلَبَ معه غيرُه.
و تقول: جَزَي عنِّي هذا الأمرُ يَجزِي، كما تقول قَضَي يقضي. و تجازَيْتُ دَيْني علي فلانٍ أي تقاضَيْته. و أهلُ المدينة يسمُّون المتقاضِي المتجازِي. قال اللّٰه جل ثناؤُه: يَوْماً لٰا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً*. أي لا تقضِي‌

جزح

الجيم و الزاء و الحاء كلمةٌ واحدة لا تتفرَّع و لا يُقاسُ عليها.
يقال جزَح له من ماله، أي قَطَع. و الجازِح: القاطع. و هو في شعر ابن مقبل:
* لَمُخْتَبِطٌ من تالِدِ المالِ جَازِحُ «1» *

جزر

الجيم و الزاء و الراء أصلٌ واحد، و هو القَطْع. يقال جَزَرت الشئ جَزْرًا، و لذلك سمِّي الْجَزُور جزوراً. و الجَزَرة: الشاة يقوم إليها أهلُها فيذبحونها. و يقال تَرك بنُو فلانٍ بني فلان جَزَرًا، أي قتلوهم فتركوهم جَزَرًا للسِّباع.
و الجُزارَة أطراف البعير: فراسِنُه و رأسُه. و إنما سمِّيت جزارة لأنَّ الجزار يأخذُها، فهي جُزارتُه؛ كما يقال أخذ العاملُ عُمالته. فإِذا قلتَ فرسٌ عَبْلُ الجُزارةِ فإنما تريد غِلَظَ اليدين و الرِّجلين و كثرة عصبها. و لا يدخُل الرّأس في هذا؛ لأن عظَم الرَّأس في الخيل هُجْنَة. و سميت الجزيرةُ جزيرةً لانقطاعها. و جَزَر النَّهرُ إذا قلَّ ماؤُه جَزْرًا.
و الجَزْر: خلاف المدّ. و يقال أجزَرْتُك شاةً إذا دَفَعْتَ إليه شاةً يذبحُها. و هي الجَزَرة، و لا تكون إلَّا من الغنم. قال بعض أهل العلم: و ذلك أنّ الشاةَ لا تكون إلا للذبح. و لا يقال للنّاقة و الجمل، لأنهما يكونان لسائر العمل.
______________________________
(1) من بيت لابن مقبل في اللسان (جزح). و صدره:
* و إني إذا ضن الرفود برفده*
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 457‌

باب الجيم و السين و ما يثلثهما

جسم

الجيم و السين و الميم يدلُّ علي تجمُّع الشئ. فالجسم كلُّ شخصٍ مُدْرَكٍ. كذا قال ابن دريد «1». و الجَسيم: العظيم الجِسم، و كذلك الجُسام و الجسْمان: الشخص.

جسأ

الجيم و السين و الهمزة يدلُّ علي صلابةٍ و شدّة يقال جَسَا الشئُ، إذا اشتدَّ، و جَسَأَ أيضاً بالهمزة. و جَسَأَتْ يدُه إذا صَلُبت.

جسد

الجيم و السين و الدال يدلُّ علي تجمُّع الشئ أيضاً و اشتدادِه.
من ذلك جَسَدُ الإِنسان. و المِجْسَد: الذي يلي الجَسَد من الثِّياب. و الجَسَدُ و الجَسِد من الدم: ما يَبِسَ، فهو جَسَدٌ و جاسد: قال الطرماح:
* منها جاسِدٌ و نَجِيعُ* «2»
و قال قوم: الجسَد الدّمُ نفسُه، و الجَسِد اليابس.
و مما شذّ عن الباب الجَسَاد الزَّعفَران. فإِذا قلت هذا المِجْسَد بكسر الميم فهو الثوب الذي بَلِي الجَسَد قال: و هذا عند الكوفيِّين. فأمَّا البصريُّون فلا يعرفون إلا مُجْسَداً، و هو المُشبَع صِبْغاً.

جسر

الجيم و السين و الراء يدلُّ علي قوّةٍ و جُرْأة. فالجَسْرَة؛ الناقة القوية، و يقال هي الجريئة علي السَّير، و صُلْبٌ جَسْرٌ أي قويّ. قال:
______________________________
(1) الجمهرة (2: 94).
(2) قطعة من بيت له ديوانه 154 و اللسان (جسد، فرغ). و هو بتمامه:
فراغ عواري الليط تكسي ظباتها سبائب منها جاسد و نجيع
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 458
* موضع رَحْلِها جَسْرٌ «1» *
و الجَسْرُ معروفٌ. قال ابن دريد: هو بفتح الجيم الذي يسمِّيه العامّة جِسْرًا، و هي القنطرة. و الجَسَارَة: الإقدام، و من ذلك اشتُقَّت جَسْر، و هي قبيلة.
قال النابغة:
و حَلَّتْ في بني القَيْنِ بن جَسْرٍ و قد نَبَغَتْ لنا منهم شؤونْ «2»

باب الجيم و الشين و ما يثلثهما

جشع

الجيم و الشين و العين أصلٌ واحد، و هو الحِرْص الشديد.
يقال رجل جَشِعٌ بيِّن الجَشَع، و قومٌ جَشِعُونَ. قال سُوَيد:
* و كِلَابُ الصيَّد فِيهنَّ جَشَعْ «3» *

جشم

الجيم و الشين و الميم أصلٌ واحد، و هو مجموع الجِسْم. يقال ألْقَي فلانٌ علي فُلان جُشَمَه، إذا ألقي عليه ثِقْله. و يقال جُشَمُ البعيرِ صَدْرُه، و به سُمِّي الرجل «جُشَمَ «4»». فأمّا قولهم تجشَّمت الأمرَ، فمعناهُ تحمَّلت بجُشَمِي حتي فعلتُه. و جشَّمْتُ فلاناً كذا، أي كلفتُه أن يحمل عليه جُشَمَه. قال:
فأُقْسِمُ ما جَشَّمتُهُ من مُلِمَّةٍ تَؤُودُ كِرامَ الناسِ إلا تَجَشَّما
______________________________
(1) من بيت لابن مقبل، كما في المجمل و اللسان (جسر). و الشطر بتمامه كما في اللسان:
* هو جاء موضع رحلها جسر*
(2) قالوا: و بذلك البيت سمي النابغة. انظر المزهر (2: 436) و ديوانه 79.
(3) قصيدة سويد بن أبي كاهل في المفضليات (1: 188- 200). و صدره:
* فرآهن و لما يستبن*
(4) في الأصل: «جشما» و إنما هو ممنوع من الصرف كزفر. و قد جاء علي الصواب الذي أثبت في المجمل و اللسان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 459‌

جشأ

الجيم و الشين و الهمزة أصلٌ واحد، و هو ارتفاعُ الشئ.
يقال جَشأَتْ نَفْسي، إذا ارتفعَتْ من حُزنٍ أو فزَع. فأمّا جَاشَتْ «1» فليس من هذا، إنما ذلك غَثَيَانُها. و قال أبو عبيدٍ: اجتشأتْنِي البِلادُ و اجتشأتُها، إذا لم توافِقْك؛ لأنه إذا كان كذا ارتفعت عنه «2»، و نَبت به. و قال قوم: جَشأ القومُ مِن بلدٍ إلي بلد، إذا خَرَجوا منه.
و من هذا القياس تجشَّأَ تجشُّؤاً، و الاسم الجُشاء، و من الباب الجَشْ‌ء مهموز و غير مهموز: القوس الغليظة. قال أبو دؤيب:
* في كَفِّهِ جَشْ‌ءٌ أجَشُّ و أقْطُعُ «3» *

جشب

الجيم و الشين و الباء يدلُّ علي خشونة الشئ. يقال طعامٌ جَشِبٌ، إذا كان بلا أُدْمٍ و المِجشاب: الغليظ. قال:
* تُولِيكَ كَشْحاً لطيفَا ليس مِجشابا «4» *

جشر

الجيم و الشين و الراء أصلٌ واحدٌ يدلّ علي انتشار الشئ و بُروزه يقال جَشَر الصبح، إذا أنارَ. و منه قولهم: اصطبَحْنا الجاشِرِيَّة، و هذا اصطباحٌ يكون مع الصبح. و أَصبَحَ بنو فلان جشَراً، إذا تَرَزُوا [و] الحيَّ ثم
______________________________
(1) في الأصل «فأما ما جاشت».
(2) في الأصل: «ارتفع عند».
(3) ديوان أبي ذؤيب 7 و اللسان (جشأ) و المفضليات (2: 244). و صدره:
* و نميمة من قائص متلبب*
(4) لأبي زبيد الطائي، كما في اللسان (جشب). و صدره:
* قراب حضنك لا بكر و لا نصف*
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 460
أقامُوا و لم يرجعوا إلي بيوتهم، و كذلك المال الجَشَر، الذي يَرْعي أمام البيوت.
و الجَشَّار: الذي يأخُذ المالَ إلي الجَشْرَ «1».

باب الجيم و العين* و ما يثلثهما

جعف

الجيم و العين و الفاء أصلٌ واحد، و هو قَلْعُ الشئ و صَرْعُه.
يقال جَعَفْت الرجلَ إذا صرعْتَه بعد قلعِك إيّاه من الأرض و الانجعاف: الانقلاع تقول انجعَفَت الشّجرةُ. و في الحديث: «مثل المنافق مثل الأَرْزَة المُجْذِية علي الأرض حتي يكون انجعافُها مرّة «2»». و جُعْفِيٌّ: قبيلة.

جعل

الجيم و العين و اللام كلمات غير مُنْقاسة، لا يشبه بعضُها بعضاً. فالجَعْلُ: النَّخْلُ يفوت اليدَ، و الواحدةُ جَعْلة. و هو قوله:
* أو يستَوي جَثِيثُها و جَعْلُها «3» *
و الْجَعْوَل: ولد النعام. و الجِعَال: الخِرْقة التي تُنزَلُ بها القِدْر عن الأثافي.
و الجُعْل و الجِعالة و الجَعيلة: ما يُجعل للإِنسان علي الأمر يَفعلُه. و جعَلْتُ الشئَ
______________________________
(1) لم يفسره هنا و لا في المجمل. و الجشر بالتحريك: بقل الربيع، و بالفتح: إخراج الدواب للرعي.
(2) في اللسان: «مرة واحدة». و في مادة (جذي): «بمرة» فقط. و صدر الحديث:
«مثل المؤمن كالخامة من الزرع تفيئها الريح مرة هناك و مرة هنا». و المجذية: الثابتة المنتصبة.
و في الأصل: «المجدية» تحريف.
(3) قبله في اللسان (جثث، بعل، جعل):
* أقسمت لا يذهب عني بعلها*
فالبعل: ما شرب بعروقه من غير سقي و لا ماء سماء. و الجثيث: الفسيل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 461
صنعتُه. قال الخليل: إلَّا أنَّ جَعلَ أعمُّ، تقول جَعَل يقول، و لا تقول صَنعَ يقول.
و كَلْبَةٌ مُجْعِلٌ، إذا أرادت السِّفاد. و الجُعَلَةُ: اسم مكان «1». قال:
* و بعدها عامَ ارتَبَعْنَا الجُعَلهْ*
فهذا الباب كما تراه لا يشبه بعضه بعضاً.

جعم

الجيم و العين و الميم أصلان: الكِبَرُ، و الحِرْصُ علي الأكل.
فالأوّل قول الخليل: الجَعْماء من النساء: التي أُنكِرَ عقلُها هَرَما، و لا يقال رجل أجْعَم. و يقال للناقة المسنّة الجَعْماء.
و الثاني قول الخليل و غيرُه: جَعِمَت الإبل، إذا لم تجد حَمْضاً و لا عِضَاهاً فقَضِمَت العظام، و ذلك من حرصها علي ما تأكله.
قال الخليل: جَعِمَ يَجْعَم جَعَماً، إذا قَرِمَ إلي اللَّحم و هو في ذلك كلِّه أكول.
و رجلٌ جَعِمٌ و امرأةٌ جَعِمةٌ، و بها جَعَم أي غِلَظ كلامٍ في سعة حَلْقٍ. و قال العجاج:
* إذْ جَعِمَ الذُّهْلانِ كُلَّ مَجْعَمِ «2» *
أي جَعِموا إلي الشّرّ كما يُقْرَم إلي اللَّحم. هذا ما ذكره الخليل. فأمّا أبو بكر فإنّه ذكر ما أرجو أن يكون صحيحاً، و أُرَاه قد أملاه كما ذكره حِفْظاً، فقال: جَعِم يَجْعَمُ جَعَماً، إذا لم يشْتهِ الطَّعام. قال: و أحسبه من الأضداد: لأنَّهُم ربما سَمُّوْا الرّجُل النَّهِمَ جَعِماً «3» قال: و يقال جُعِمَ فهو مجعُومٌ إذا لم يشتَهِ أيضاً. هذا قول
______________________________
(1) لم يذكر في اللسان و لا في معجم البلدان. و في القاموس (جعل): «و كهمزة موضع».
(2) ديوان العجاج 61 و اللسان (جعم). و قبله:
* نوفي لهم كيل الإناء الأعظم*
(3) الكلام في الجمهرة (2: 103).
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 462
أبي بكر، و اللغاتُ لا تجئ بأحْسِب و أظن. فأمّا قوله جَعَمْتُ البعير مثل كَعَمْتُه «1».
فلعلَّه قياس في باب الإبدال استَحْسَنَه فجعله لغةً. و اللّٰه أعلمُ بصحته.

جعن

الجيم و العين و النون شئٌ لا أصْل له. و جَعْوَنة: اسم موضع.
كذا قاله الخليل.

جعب

الجيم و العين و العين و الباء أصلٌ واحد، و هو الجَمْع. قال ابن دريد: جَعَبْتُ الشئ جَعْباً. قال: و إنما يكون ذلك في الشئ اليسير. و هذا صحيح. و منه الجَعْبَةُ و هي كِنانة النُّشّاب. و الجِعَابة صَنْعةُ الجِعَاب؛ و هو الجَعَّاب؛ و فعُله جعَّب يُجَعِّبُ تجعيباً. و يقال الجِعِبَّي و الجَعِبَّاء: سافلة الإنسان. و قد أنشد الخليل فيه بيتاً كأنَّه مصنوع، و فيه قَذَعٌ، فلذلك لم نذكره.
و مما شذَّ عن الباب الجُعَبَي ضَرْبٌ من النَّمْل، و هو من قياس الجُعْبوب الدنِيِّ من الناس؛ لأنّه متجمّع للُؤْمه، غير منبسط في الكرم.

جعد

الجيم و العين و الدال أصلٌ واحد، و هو تقبُّض في الشئ.
يقال شعر جَعْدٌ، و هو خِلاف السَّبْط. قال الخليل: جَعُدَ يَجْعُد جُعُودةً، و جَعَّده صاحبُه تجعيدا. و أنشد:
قد تيّمَتْنِي طفلةٌ أُملودُ بفاحمٍ زَيّنَهُ التَّجعيدُ «2»
و مما يُحمَل علي هذا الباب قولهم نبات جَعْدٌ، و رجلٌ جَعْدُ الأصابع، كناية عن البُخْل. فأمّا قول ذي الرمة:
______________________________
(1) في الجمهرة: «مثل كعمته سواء، إذا جعلت علي فيه ما يمنعه من الأكل».
(2) الشطران في اللسان (جعد).
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 463
* و اعتَمَّ بالزَّبَدِ الجَعْدِ الخراطيمُ «1» *
فإنّه يريد الزَّبَد الذي يتراكم علي خَطْم البَعير بعضُه فوقَ بعض. و هو صحيحٌ من التّشبيه. فأمّا قولهم للذئب «أبو جَعْدَة» فقيل كُنِّي بذلك لبُخْله. و هذا أقرَبُ من قولهم إنّ الجَعْدة الرّخلة «2» و بها كنّي الذئب. و الجَعْدة نبات، و لعلَّه نَبَتَ جَعْداً.

جعر

الجيم و العين و الراء أصلان* متباينان: فالأوّل ذُو البَطْن، يقال رجل مِجْعَارٌ. و جَعَر الكَلْبُ جَعْراً يَجْعَرُ. و الجاعرتان حيث يُكْوَي من الحمار من مؤخّره علي كاذَتَيْ فخِذَيْه. و بنو الجَعْراء من بني العنبر، لقبٌ لهم. و قال دريد «3»:
ألا سائل هوازِنَ هل أتاها بما فعلَتْ بِيَ الجَعْراءُ وَحْدِي
و الثاني: الجِعَارُ. الحَبْل الذي يَشُدُّ به المستقِي من البئر وَسَطَه، لئلَا يقع في البِئْر. قال:
ليس الجِعارُ مانِعِي من القَدَرْ و لو تَجَعَّرْتُ بمحبُوكٍ مُمَرّ «4»

جعس

الجيم و العين و السين يدلُّ علي خساسةٍ و حقارة و لُؤْم.

جعش

الجيم و العين و الشين قياسُ ما قَبْلَهُ.
______________________________
(1) كلمه «الجعد» ساقطة من الأصل. و إثباتها من الديوان 575 و اللسان (جعد). و صدره:
تنجو إذا جعلت تدمي أخشتها و اعتم بالزبد الجعد الخراطيم
(2) الرحلة، بالكسر، و بفتح فكسر: الأنثي من ولد الضأن.
(3) في الأصل: «و قال ابن دريد». و البيت في الجمهرة (2: 78) برواية:
«ألا أبلغ بني جشم بن بكر»
. و نسب البيت في تعليقات الجمهرة إلي دريد بن الصمة.
(4) البيتان في اللسان و الجمهرة.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 464‌

جعظ

الجيم و العين و الظاء أصلٌ واحد يدلُّ علي سوءُ خلُق و امتناعٍ [و] دفع. يقال رجل جَعْظٌ سَيِّئُ الخُلُق. و جَعظْتُه عن الشئ: دفعتُه، و كذلك أجعَظْته. قال:
* و الجُفْرتين مَنَعوا إجْعَاظَا «1» *
يقول: دفعوهم عنها «2»
فأمّا (الجيم و الغين معجمة) فلا أصل لها في الكلام. و الذي قاله ابن دريد في الجَغْب أنّه ذُو الشَّغَبِ «3»، فجنسٌ من الإبْدال يولِّدهُ ابنُ دريد و يستعمِلُه.

باب الجيم و الفاء و ما يثلثهما في الثلاثي

جفل

الجيم و الفاء و اللام أصلٌ واحد، و هو تجمُّع الشئ، و قد يكون بعضُه مجتمعاً في ذَهاب أو فِرار. فالجفْل: السَّحاب الذي هَرَاقَ ماءَه. و ذلك أنَّه إذا هَرَاقه انجفَلَ «4» و مَرّ. و رِيحٌ مُجْفِلٌ و جافِلَةٌ، أي سريعةُ المَرّ. و الجُفَال:
ما نفاه السَّيلُ من غثائِه. و رُوِي عن رؤبةَ الشّاعر أنّه كان يقرأ: فأمّا الزّبد فيذهب جفالا «5». و يقال انجفَلَ النّاسُ إذا ذَهَبوا. و الجَفَلَي: أن تدعُوَ النّاسَ إلي طعامك عامّةً، و هي خلاف النَّقَرَي. قال طَرَفة:
______________________________
(1) و كذا أنشده في المجمل. و في الجمهرة. (2: 100) و ديوان العجاج 81: «تركوا إجعاظا». و رواية اللسان:
«… أجعظوا إجعاظا»
. (2) في الأصل: «دفعوه عنها».
(3) في الأصل: «الشعب» تحريف. و نص ابن دريد في الجمهرة: (1: 211): «و الجغب من قولهم رجل شغب جغب. و جعب إتباع، لا يتكلم به علي انفراد، كما قالوا عطشان نطشان».
و لم يتعرض لهذا في المجمل، إذ قال: «الجغب الرجل الشغب».
(4) في الأصل: «الجفل».
(5) من الآية 17 في سورة الرعد. و قراءة رؤبة هذه من القراءات الشاذة؛ نبه عليها ابن خالويه في كتابه 66. قال: «فيذهب جفالا باللام رؤبة بن العجاج. قال أبو حاتم: و لا يقرأ بقراءته، لأنه كان يأكل الفأر». و انظر لأكل رؤبة الجرذان، ما في الحيوان (4: 44/ 5 253/ 6: 385).
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 465
نحنُ في المَشتاةِ ندعُو الجَفَلَي لا تَرَي الآدِبَ فينا يَنْتَقِرْ «1»
و ظليمٌ إجْفِيلٌ: يَهْرُبُ من كلِّ شئ؛ و ذلك أنّه يجمع نَفْسَه إذا هَرَب و يجفِل. و به سُمِّي الجَبانُ إجْفِيلًا. و يقال لِلَّيل إذا وَلَّي و أدبر انجفَلَ «2».
قال الخليل: الجُفَالة من الناس الجَماعةُ جاءُوا أو ذَهَبوا. و يقال أخذ جُفْلَةً من صُوفٍ، أي جُزَّة منه. و الجُفَال: الشعر المجتمع الكثير. قال ذو الرمة:
* علي المَتْنَيْنِ مُنْسَدِلًا جُفَالًا «3» *

جفن

الجيم و الفاء و النون أصلٌ واحد، و هو شئٌ يُطِيفُ بشئٍ و يَحْوِيه. فالجَفْن جَفْن العين. و الجَفْن جفن السَّيْف «4». و جَفْن: مكان «5».
و سمِّي الكَرْم جَفْناً لأنه يَدُورُ علي ما يَعْلَق به، و ذلك مُشاهَدٌ.

جفو

الجيم و الفاء و الحرف المعتل يدلُّ علي أصلٍ واحد: نبوّ الشئ عن الشئ. من ذلك جفَوْتُ الرّجُلَ أجْفُوه، و هو ظاهر الجِفْوة أي الجَفَاء. و جَفَا السَّرْجُ عن ظهر الفَرَس و أجفيته أنا. و كذلك كلُّ شئٍ إذا لم يَلْزَم [شيئاً] يقال جَفَا عنه يَجفُو. قال أبو النَّجم يصف راعِياً:
صُلْبُ العصا جافٍ عن التغَزُّلِ كالصَّقرِ يَجْفُو عن طِرَادِ الدُّخَّلِ
______________________________
(1) ديوان طرفة 68 و المجمل و اللسان.
(2) في الأصل: «الجفل».
(3) صدره كما في ديوانه 435 و اللسان (جفل).
* و أسحم كالأساود مسبكرا*
و في اللسان: «و أسود» بدل «و أسحم».
(4) في الأصل: «الشئ»، تحريف.
(5) أنشد ياقوت لمحمد بن عبد اللّه النميري:
طربت و هاجتك المنازل من جفن ألا ربما يعتادك الشوق بالحزن
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 466
يقول: لا يُحسِن مُغازَلة النساء، يجفُو عنهن كما يَجْفُو الصَّقْر عن طراد الدُّخَّل، و هو ابن تَمْرة. و الجَفاء: خلاف البِرِّ «1». و الجُفَاء: ما نفاه السَّيل، و منه اشتقاق الجَفَاء.
و قد اطّرد هذا الباب حتي في المهموز، فإنه يقال جَفأتُ الرجلَ إذا صرَعْتَه فضَربتَ به الأرض. و اجْتفَأْتُ البقْلَةَ إذا أنت اقتلعتها من الأرض. و أجْفَأَتِ القِدْرُ بزَبَدها إذا ألْقَتْه، إجْفاءً. و منه
قوله صلّي اللّٰه عليه و آله و سلّم: «ما لم تصطبِحوا أو تغتبِقُوا أو تجْتَفِئوا بها بَقْلًا»
، في رواية من يرويها بالجيم.
و من هذا الباب تجَفَّأَت البلادُ، إذا ذَهَب خَيرُها. و أنشد:
* و لما رأت أنَّ البلادَ تجفَّأَتْ تشكّت إلينا عَيْشَها أمُّ حَنْبَلِ «2»
أي أُكِلَ بَقْلُها.

جفر

الجيم و الفاء و الراء أصلان: أحدهما نعت شئٍ أجوف، و الثاني تَرْك الشئ.
فالأوّل الجَفْر: البئر التي لم تُطْوَ. و مما حمل عليه الجَفْر من وَلَدَ الشّاة ما جَفَرَ جَنْبَاهُ إذا اتَّسعا، و يكون الجفرَ حتي يُجذِع «3». و غُلَامٌ جَفْرٌ من هذا. و الجَفِيرُ كالكِنانَة، إلا أنه أوسع منها، يكون فيه نُشَّابٌ كثير. و فَرَسٌ مُجْفَر، إذا كان عظيم الجُفْرَة، هي وسطه.
و أما الأصل الثاني فقولهم أجْفَرْت الشئ قطعتُه، و أجْفَرَني مَن كان يزُرُني
______________________________
(1) في الأصل: «الشر»، صوابه في المجمل و اللسان.
(2) البيت في المجمل.
(3) أجذع: صار جذعاً، و هو الذي أتي عليه الحول. و في الأصل: «يخدع» محرف.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 467
و أجْفَرْت الشئَ الذي كنت أستعمله، أي تركته. و من ذلك جَفَرَ الفحلُ عن الضِّراب، إذا امتَنَع و ترك. و قال:
و قد لاحَ للساري سُهَيْلٌ كأنّه قَريعُ هِجانٍ يَتْبَعُ الشَّوْلَ جافِرُ «1»

جفز

الجيم و الفاء و الزاء لا يصلح أن يكون كلاما إلا كالذي يأتي به ابنُ دريد، من أنّ الجَفْزَ السرعة «2». و ما أدري ما أقول. و كذلك قوله في الجِفْس و أنّه لغة في الجِبْس «3». و كذلك الجَفْس و هو الجمع «4».

باب الجيم و اللام و ما يثلثهما

جلم

الجيم و اللام و الميم أصلان: أحدهما القَطْع، و الآخر جمْع الشئ.
فالأوّل جَلَمْتُ السَّنَام قطعتُه. و الجَلَم معروفٌ، و به يُقطَع أو يجَزُّ.
و الآخر قولهم: أخذت الشئ بجَلَمَتِه أي كلَّه. و جَلمةُ الشاة «5» مسلوخَتُها إذا ذهبَتْ منها أكارِعُها و فُصُولها. و يقال إنّ الجِلَام الجِدَاءُ في قول الأعشي:
سَوَاهِمُ حِذْعانُها كالجِلا مِ قَدْ أَقْرَحَ القَوْدُ منها النُّسورَا «6»
و هذا لعلَّه يصلح في الثاني، أو يكونُ شاذًّا.
______________________________
(1) البيت لذي الرمة في ديوانه 243 و في اللسان (جفر):
«و قد عارض الشعري سهيل …»
. (2) نص الجمهرة (2: 90): «و الجفز السرعة في المشي لغة يمانية لا أدري ما صحتها».
(3) في الجمهرة (2: 93): «الجفس لغة في الجبس، و هو الضعيف الفدم».
(4) نص الجمهرة (2: 96): حفشت الشئ أجفشه جفشا، إذا جمعته. لغة يمانية».
(5) في الأصل: «الشئ»، صوابه في اللسان و المجمل.
(6) في الأصل: «النور»، صوابه في ديوان الأعشي و اللسان (جلم، نسر).
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 468‌

جله

الجيم و اللام و الهاء أصلٌ واحدٌ يدلُّ علي انكشافِ الشي‌ء.
فالجَلَه انحسارُ الشَّعَر عن جانِبَي الرَّأس. قال رؤبة:
لمَّا رأتني خَلَقَ المَمَوَّهِ بَرَّاقَ أصْلادِ الجَبِين الأجْلهِ «1»
و جَلْهتا الوادِي: ناحيتاه، إذا كانت فيهما صلابةٌ. و ذلك مشتقّ من قولهم جَلَهْتُ الحَصَي عن المكانِ، إذا نَحَّيْتَه.

جلو

الجيم و اللام و الحرف معتل أصلٌ واحد، و قياسٌ مطّرد، و هو انكشاف الشئ و بروزُه. يقال جَلَوتُ العروسَ جَلْوَةً و جَلَاءً «2»، و جَلَوْت السيف جَلَاءً. و قال الكسائيّ: السماء جَلْواءُ أي مُصْحِية. و يقال تجلّي الشئُ، إذا انكشَفَ. و رجُلٌ أَجْلَي، إذا ذهب شَعْرَ مقدّم رأسِه؛ و هو الجَلَا. قال:
* مِنَ الجَلَا و لائح القَتِيرِ «3» *
و من الباب جَلا القَومُ عن منازلهم جَلاءً، و أجْليْتُهمْ أنا إجْلاءً. و يقولون:
هو ابن جلَا، إذا كان لا يَخْفَي أمرُهُ لشُهرته. قال:
أنا ابنُ جَلَا و طَلّاعُ الثَّنَايا متي أضعُ العمامةَ تَعْرفُوني «4»
و يقال جلَا القَومُ و أجْليْتُهم أنا، و جلَوْتُهم. قال أبو ذؤيب:
______________________________
(1) ديوان رؤبة 165 و اللسان (صلد، جله، موه).
(2) ضبطت في الأصل بفتح الجيم. و نص في القاموس أنها ككتاب، و بذلك ضبطت في اللسان ضبط قلم.
(3) البيت في اللسان (جلا 185) برواية «مع الجلا» و هي الصواب. و هو من أرجوزة للعجاج في ديوانه 26 و أراجيز العرب 85. و قبل البيت:
* و هل يرد ما خلا تخبيري*
(4) البيت لسحيم بن وثيل الرباحي، من قصيدة في الأصمعيات 73. و انظر الخزانة (1:
123) و اللسان (جلا). و قد سبق في مادة (بنو) ص 303. و قد نسبه في المجمل إلي القلاخ ابن حزن.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 469
فلما جَلاها بالأَيَامِ تحيَّزَتْ ثُبَاتٍ عليها ذُلُّها و اكتئابُها «1»

جلب

الجيم و اللام و الباء [أصلان]: أحدهما الإتيان بالشئ من موضعٍ إلي موضع، و الآخر شئٌ يغَشِّي شيئا.
فالأوّل قولهم جَلَبْت الشئَ جلبا. قال:
أُتيح له من أرضِهِ و سمائه و قد تَجلُبُ الشئَ البعيدَ الجوالِبُ «2»
و الجَلَب الذي نُهي عنه في الحديث: أن يَقْعُد السَّاعِي عن إتيان أرباب الأموال في مياههم لأخذ الصدقات، لكن يأمرُهم بجلْب نَعَمهم، فيأخذ الصدقاتِ حينئذ. و يقال بل ذلك في المسابقة، أن يهيِّئ الرجل رجلًا يُجَلِّب علي فرسه عند الجري فيكون أسرعَ لمن يُجَلَّبُ عليه «3».
و الأصل الثاني: الجُلْبة، جلدةٌ تجعل علي القَتَب. و الجُلْبة القِشْرة علي الجرْح إذا بَرَأَ. يقال جلَبَ الجُرْحُ و أَجْلَبَ. و جُلْبُ الرَّحْلِ عيدانُهُ «4»؛ فكأنه سمِّي بذلك علي القرْب. و الجَلْب: سَحابٌ* يعترضُ رقيقٌ، و ليس فيه ماءٌ «5».
قال أبو عَمرو: الجُلبَة «6» السحاب الذي كأنه جبل، و كذلك الجُلْب. و أنشد:
______________________________
(1) في الأصل: «فلما جلوها» تحريف، صوابه في المجمل و اللسان (جلا)، كما سبق إنشاده علي الصواب الذي أثبت في مادة (أبم 166). و روي في الديوان 79:
«فلما اجتلاها …»
، و قد نبه علي هذه الرواية صاحب اللسان.
(2) و كذا أنشده في المجمل بدون نسبة، و لم يروه في اللسان.
(3) التجليب: أن يصيح به من خلفه و يستحثه للسبق.
(4) بضم الجيم و كسرها. و في المجمل: «و جلب الرحل عيدانه ضما و كسرا».
(5) في الأصل: «أو ليس فيه ماء»، صوابه من المجمل و اللسان.
(6) و كذا ورد في المجمل بهذا الضبط. و في القاموس: «و الجلبة بالضم القشرة تعلو الجرح عند البرء. و القطعة من الغيم».
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 470
و لستُ بجِلْب جِلْبِ ريحٍ و قِرَّةٍ و لا بصَفاً صَلْدٍ عن الخيرِ مَعْزِلِ «1»
و من هذا اشتقاق الجِلباب، و هو القميص، و الجمع جلابيب. و أنشد:
تمشي النُّسورُ إليه و هي لاهية مَشْيَ العذَارَي عليهن الجلاليبُ «2»
يقول: النسور في خلاءٍ ليس فيه شئٌ يَذْعَرُها، فهي آمنةٌ لا تَعْجَل.

جلج

الجيم و اللام و الجيم ليس أصلًا؛ لأنَّ فيه كلمتين. قال ابن دريد: الجَلَج شبيه بالقَلَق «3». فإنْ كان صحيحاً فالجيم مبدلةٌ من القاف. و الكلمة الأخري الجَلَجَة الرأس؛ يقال علي كلِّ جَلَجةٍ في القِسْمة كذا. و هذا ليس بشئٍ، و لعله بعض ما يعرَّب من لغةٍ غير عربيَّة.

جلح

الجيم و اللام و الحاء أصلٌ واحد، و هو التجرُّد و انكشافُ الشئ عن الشئ. فالجَلَح ذهابُ شَعْرَ مقدّم الرأس، و رجلٌ أجْلَح. و السّنُونَ المجاليحُ اللواتي تَذْهَب بالمال. و السيل الجُلَاح: الشَّديدُ يجرِف كلَّ شئ، يذهبُ به. و يقال جَلَحَ المالُ الشّجَرَ يَجْلَحُه جَلْحاً إذا أكَلَ أعلاه، فهو مجلوح.
و الأجلح من الهوادج الذي لا قُبَّة له. فهذا هو القياس المطرد.
و ممّا يُحمَل عليه قولهم فلان مُجَلِّح، إذا صمَّم و مَضَي في الأمر مثل تجليح الذِّئب، و هذا لا يكون إلّا بكشف قِناع الحياء. و منه التجليح في السَّير، و هو
______________________________
(1) البيت لتأبط شرا في اللسان (جلب).
(2) البيت لجنوب أخت عمرو ذي الكلب ترثيه. انظر الحيوان (2: 185/ 6: 329) و اللسان (جلب)، و الأغاني (20: 22- 23).
(3) نص الجمهرة (3: 188): «و الجلج شبيه بالقلق زعموا».
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 471
الشديد؛ و ذلك أنّه تجرُّدٌ له «1» و انكماشٌ فيه- و فيه النَّخْلة المِجْلاح التي لا تبالي القَحْط. و النَّاقةُ المجلاح التي تَدِرّ في الشِّتاء. و هو من الباب، كأنها صلبةٌ، صلبةُ الوجه، لا تبالي الشدّة.

جلخ

الجيم و اللام و الخاء ليس أصلًا، و لا فيه عربيّةٌ صحيحة «2».
فإن كان شئٌ فالخاء مبدلةٌ من حاءِ و قد مضي ذكره.

جلد

الجيم و اللام و الدال أصلٌ واحدٌ و هو يدلُّ علي قوّةٍ و صلابة.
فالْجِلدُ معروفٌ، و هو أقوي و أصلَبُ ممّا تحته من اللحم. و الجَلَد صلاية الجِلد.
و الأجلاد: الجسم؛ يقال لجِسم الرّجُل أجلادُهُ و تجاليده. و المِجْلَد: جِلدٌ يكون مع النّادبة تضرِب [به] وجْهَها عند المناحة. قال:
خرجْنَ حريراتٍ و أبدَيْنَ مِجْلَداً و جالَتْ عليهن المكتَّبةُ الصُّفْرُ «3»
و الجَلَدُ فيه قولان: أحدهما أن يُسلخ جِلدُ البعير و غيرُه فيُلْبَسُه غَيْرَه من الدّوابّ. قال:
* كأنَّه في جَلَدٍ مُرَفَّلِ «4» *
و القول الثاني أنْ يُحشَي جِلد الحِوار ثُماماً أو غيرَه، و تُعطَفَ عليه أمُّه فتَرأمَه.
و قال العجّاج:
و قد أُراني اللغَوانِي مِصْيَدَا مُلاوَةً كأنَّ فَوقِي جَلَدَا «5»
______________________________
(1) في الأصل: «يتجرد له».
(2) كذا. يريد كلمة عربية صحيحة.
(3) البيت للفرزدق في ديوانه 217 و اللسان (جرر).
(4) للعجاج يصف أسداً. انظر ديوانه 48 و اللسان (جلد). و قبله:
* و كل رئبال خضيب الكلكل*
(5) ديوان العجاج 15 و اللسان (جلد).
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 472
يقول: إنّهنّ يرأمْنَني و يعطِفْن عليَّ كما تَرأمُ النّاقة الجَلَد.
و كان ابنُ الأعرابيّ يقول: الجِلْد و الجَلَد واحد، كما يقال شِبْه و شَبَه. و قال ابن السكيت: ليس هذا معروفاً. و يقال جَلَّدَ الرّجُلُ جزوره إذا نَزَع عنها جِلدَها.
و لا يقال سَلَخَ جَزوره. و يقال فرس مجلَّد إذا كان لا يجزع من ضرب السَّوط.
و يقال ناقةٌ ذات مجلودٍ إذا كانت قويّةً. قال:
مِن اللَّواتي إِذا لانَتْ عريكتُها يبقي لها بعدها آلٌ و مَجْلُودُ «1»
و يقال إنّ الجَلَد من البُعْران «2» الكبار لا صِغارَ فيها. و الجَلَد: الأرض الغليظة الصلبة. و الجِلاد من الإبل تكون أقلَّ لبناً من الخُور «3»، الواحدة جلدة.

جلذ

الجيم و اللام و الذال يدلّ علي ما يدلّ عليه ما قبله من القوّة.
فالجِلْذَاءَةُ: الأرض الغليظة الصُّلبة. و الجُلْذِيّة: الناقة القويّة السريعة: و الجُلْذِيُّ:
السَّير القويّ السريع. قال:
* لَتَقْرُبِنَّ قَرَباً جُلْذيَّا «4» *
و أمّا قول ابنِ مقْبِل:
ضرب النّواقيس فيه ما يفَرِّطه أيدِي الجَلاذِي و جُون ما يُعفِّينا «5»
فإنه يذكر نصاري. و الجَلاذِيّ قومه و خُدّامه. قال ابنُ الأعرابي: إنما سُمِّي جُلْذِيًّا لأنّه حَلَقَ* وسط رأسِه، فشبّه ذلك الموضعُ بالحجر الأملس، و هو الجُلْذِي.
______________________________
(1) البيت في اللسان (جلد). و قد سبق في مادة (أول) ص 161.
(2) في الأصل: «من البعير».
(3) في الأصل: «حور» تحريف. و الخرر» جمع خوارة غير قياس، و هي الغزيرة اللين.
(4) البيت لابن ميادة. اللسان (جلد) و الخزانة (4: 59). و أنشده في (هيبا) بدون نسبة.
(5) البيت في اللسان (جلد).
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 473
قال ابن الأعرابيّ: و لم نزل نظُن أن الجُونَ الحمامُ في هذا البيت، ما يعفّين من الهدير، حتي حُدِّثْت عن بعض ولدِ ابن مُقْبل أنّ الجُون القناديل، سمِّيت بذلك لبياضِها. ما يعفِّين: ما يَنْطَفِين. و ما يفرِّط هؤلاء الخُدّام في قَرع النَّوَاقيس.
و يقال اجلوَّذَ، إذا أسْرَع.

جلس

الجيم و اللام و السين كلمةٌ واحدة و أصل واحد، و هو الارتفاع في الشئ. يقال جَلَسَ الرجُل جُلوساً، و ذلك يكون عن نَومٍ و اضطجاع؛ و إذا كان قائماً كانت الحال التي تخالفها القُعود. يقال قام و قعد، و أخذه المُقِيمُ و المُقْعد. و الجِلْسة: الحال التي يكون عليها الجالس، يقال جلس جِلْسةً حسنة.
و الجَلْسة المرّة الواحدة. و يقال جَلَسَ الرّجُل إذا أتَي نَجْداً؛ و هو قياس الباب، لأنّ نَجْداً خلاف الغور، و فيه ارتفاع. و يقال لنَجْدٍ: الجَلْس. و منه
الحديث:
«أنّه أعطاهم مَعَادِنَ القَبَلِيَّة غَوْريَّها و جَلْسيَّها «1»»
. و قال الهذلي «2»:
إذا ما جَلَسْنَا لا تزال تَنُوبنا سُلَيمٌ لدي أبياتنا و هَوازِنُ «3»
و قال آخر:
* و عن يمين الجالس المُنجِدِ «4» *
و قال «5»:
______________________________
(1) و كذا النص في المجمل. لكن في معجم البلدان (رسم القبيلة): «هذا ما أعطي محمد رسول اللّه بلال بن الحارث، أعطاه معادن القبلية غوريها و جلسيها». و انظر الإصابة 730.
(2) هو المعطل الهذلي. و قصيدة البيت التالي في مخطوطة الشنقيطي من الهذليين 108.
(3) في الأصل: «لدي أبياتها» صوابه من مخطوطة الشنقيطي للهذليين»
(4) صدره كما في اللسان (جلس) و معجم البلدان (الجلس):
* شمال من غار به مفرعا*
(5) في الأصل: «و قال أخي» و كلمة «أخي» مقحمة. و في المجمل «و قال» فقط.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 474
قُلْ للفرزْدَق و السَّفَاهةُ كاسْمِها إن كنتَ كارِهَ ما أمَرْتُكَ فاجْلِسِ «1»
يريد ائت نجداً. قال أبو حاتم: قالت أمّ الهيثم: جَلَستِ الرّخَمة إذا جَثَمَتْ.
و الجلْس: الغلَظ من الأرض. و من ذلك قولهم ناقةٌ جَلْس أي صُلبة شديدة.
فهذا البابُ مطّردٌ كما تراه. فأمّا قول الأعشي:
لنا جُلَّسَانٌ عندها وَ بَنَفْسَجٌ و سِيسنْبَرٌ و المَرْزَجُوشُ مُنَمْنَما «2»
فيقال إنّه فارسيّ، و هو جُلْشَان «3»، نِثارُ الوَرْد.

جلط

الجيم و اللام و الطاء أصلٌ علي قِلّته مطّرد القياس، و هو تجرُّد الشَّي‌ء. يقال جَلَطَ رأسه إذا حَلَقه، و جَلَطَ سَيفَه إذا سَلَّه.

جلع

الجيم و اللام و العين أصلٌ واحد، و هو قريبٌ من الذي قبله.
يقال للمرأة القليلة الحياء جَلِعَة، كأنها كشفَتْ قِناع الحياء. و يقال جَلِعَ فمُ فلانٍ، إذا تقلَّصَتْ شفتُه و ظهرتْ أسنانُه.
قال الخليل: المُجالَعة تنازُعُ القومِ عند شُرْبٍ أو قسمةٍ. قال:
* و لا فاحش عند الشَّرابِ مجالع «4» *

جلف

الجيم و اللام و الفاء أصلٌ واحدٌ يدلُّ علي القطع و علي القَشْر.
يقال جَلَفَ الشّئَ جَلْفاً، إذا استأصله؛ و هو أشدُّ من الجرْف. و رجل مُجَلَّف جَلَّفَهُ الدّهرُ أتَي علي ماله. و هو قول الفرزدق:
______________________________
(1) نسب البيت في اللسان إلي عبد اللّه بن الزيير، أو مروان بن الحكم. و بهذه النسبة الأخيرة جاء في معجم البلدان.
(2) ديوان الأعشي 200 و اللسان (جلس). و رواية الديوان:
«لنا جلسان عندها …»
. (3) انظر معجم استبنجاس 1094 و العرب للجواليقي 105.
(4) أنشد هذا الشطر في اللسان (جلع)، مع ضبط الروي بالكسر.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 475
و عَضُّ زمانٍ يابنَ مَرْوانَ لم يَدَعْ مِن المال إلَّا مُسْحَتاً أوْ مُجَلَّفُ «1»
و الْجِلْفَة: القِطعة من الشئ. و الجِلْف المسلوخة بلا رأسٍ و لا قوائم- و لذلك يقولون هو جِلْفٌ جَافٍ- و سمِّي بذلك لأنَّ أطرافه مقطوعة.

جلق

الجيم و اللام و القاف ليس أصلًا و لا فَرعاً. و جِلَّق: بلد، و ليس عربيا. قال:
لِلّٰهِ دَرُّ عِصابةٍ نادمتُهم يوماً بِجِلَّقَ في الزَّمانِ الأوّلِ «2»

باب الجيم و الميم و ما يثلثهما

جمن

الجيم و الميم و النون ليس فيه غير الجُمان، و هو الدرُّ.
قال المسيّب «3»:
كجُمانةِ البَحْرِيّ جَاءَ بِها غَوّاصُها مِن لُجَّةِ البَحْرِ
______________________________
(1) البيت من قصيدته المشهورة التي مطلعها:
عزفت باعشاش و ما كدت تعزف و أنكرت من حدراء ما كنت تعرف
و في الديوان 556:
«… أو مجرف»
بالراء، و يبدو أنها صواب الرواية، لأن «مجلف» قد وردت في القصيدة قافية لبيت آخر، هو:
و حتي مشي الحادي البطئ يسوقها لها بخص دام ودأي مجلف
و للنحويين كلام في هذا البيت. انظر الخزانة (2: 347) و الإنصاف 121 و نزهة الألباء 14 و الشعراء لابن قتيبة 299 طبع ليدن و شرح المفصليات للأنباري 395.
(2) البيت لحسان في ديوانه 308 و اللسان (جلق) و المعرب للجواليقي 101.
(3) قصيدة البيت التالي مختلف في نسبتها إلي المسيب بن علس، و إلي الأعشي. و هي في ديوان الأعشي (نسخة رامبور بالهند) كما نبه العلامة الميمني في حواشي الخزانة (3: 216 سلفية).
و قد وردت في نسخة (جابر) منسوبة إلي المسيب مخرومة مبتورة. و قد علل البغدادي هذا الخلاف بما نقله: «كان الأعشي راوية المسيب بن علس و المسيب خاله. و كان يطرد شعره و يأخذ منه».
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 476‌

جمي

الجيم و الميم و الحرف المعتل كلمةٌ واحدة، و هو الجمَاءُ، و هو الشَّخص. و ربّما ضُمّت الجيم. قال:
* و قُرْصَةٍ مثلَ جُمَاء التُّرْسِ «1» *

جمح

الجيم و الميم و الحاء أصلٌ واحد مطّرد، و هو ذَهاب الشَّئ قُدْماً بغَلَبةٍ و قُوَّة. يقال جَمَح الدّابةُ جِماحاً إذا اعتَزَّ فارسَه حتَّي يغلِبَه. و فرس جَموح. قال:
سَبُوحٌ جَمُوحٌ و إحضارُها كمعمعة السَّعَف المُوقدِ «2»
و جَمَحَ الصَّبيُّ الكعبَ بالكعبِ، إذا رماه حتَّي يُزيلَه عن مكانه. و في هذه نظر، لأنها تقال بغير هذا اللفظ، و قد ذكرت «3». و الجُمَّاحُ: سَهم يُجْعَلُ علي رأسه طِينٌ كالبُنْدُقة يَرْمِي به الصَّبيان. قال:
هل* يُبْلِغَنِّيهِمْ إلي الصَّباح هِقْلٌ كأنَّ رَأْسَه جُمَّاحْ «4»
قال بعض أهل اللغة: الْجَمُوح الرَّاكبُ هواه. فأمّا قولُه تعالي: لَوَلَّوْا إِلَيْهِ وَ هُمْ يَجْمَحُونَ فإِنّه أراد يَسْعَون. و هو ذاك. و قال:
خلعْتِ عِذارِي جامحاً ما يَرُدُّني عن البيض أمثَالِ الدُّمَي زَجْرُ زاجرِ «5»
وَ جَمَحَتِ المرأةُ إلي أهلها: ذهبَتْ من غير إذْن.
______________________________
(1) قبله، كما في اللسان (جمي):
* يا أم سلمي عجلي بخرس*
(2) نسب إلي امرئ القيس في اللسان (جمح) برواية
«جموحا مروحا …»
. (3) أي يقال «جبح» بالباء بدل الميم. و لم ترد هذه المادة في المقاييس، و قد ذكرت في المجمل.
(4) نسب إلي راجز من الجن في اللسان (جمح).
(5) البيت في المجمل و اللسان (جمح).
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 477‌

جمخ

الجيم و الميم و الخاء كلمة واحدة لعلَّها في باب الإبدال. يقولون جامَخْت الرجل فاخَرْتُه. و إنَّما قلنا إنَّها من باب الإبدال لأنَّ الميم يجوز أن يكون منقلبةً عن فاء، و هو الجَفْخُ و الجخف بمعنيً.

جمد

الجيم و الميم و الدال أصلٌ واحد، و هو جُمُوس الشئ المائع من بردٍ أو غيره. يقال: جَمَدَ الماء يجمُد. وَ سَنَةٌ جَمادٌ قليلة المطر. و هذا محمولٌ علي الأوَّل، كأَنَّ مطرها جَمَدَ. و كان الشّيباني يقول: الجماد الأرض لم تمْطرْ.
و يقول العرب للبخيل: «جَمادِ له»، أي لا زال جامدَ الحال. و هو خلاف حَمَادِ.
قال المتلمّس:
جَمَادِ لها جَمَادِ و لا تقولي لها أبداً إذا ذُكِرتْ حَمَادِ «1»

جمر

الجيم و الميم و الراء أصلٌ واحدٌ يدلُّ علي التجمُّع. فالجمر جمر النَّار معروف، الواحد جمرة. و الجمّارُ جمّار النخل و جَامُورُه أيضاً، و هي شَحْمَةُ النَّخْلة. و يقال جَمَّرَ فلانٌ جيشَه إذا حَبَسَهم في الغَزْوِ و لم يُقْفلْهُم «2» إلي بلادهم.
و حَافِرٌ مُجْمَرٌ وَقَاحٌ صُلْبٌ مجتمع. و الجَمَرَات الثلاثُ اللَّوَاتي بمكّة يُرْمَيْنَ من ذلك أيضاً، لتَجَمُّعِ ما هناك من الحصي.
و أمّا جمرات العرب فقال قوم: إذا كان في القَبِيل ثلاثمائةِ فارسٍ فهي جَمْرَةٌ. و قال قوم: كلُّ قبيلٍ انضمُّوا و حاربوا غيرَهُم و لم يُحالفوا سواهم فهُمْ جمْرة.
______________________________
(1) ديوان المتلمس 7 مخطوطة الشنقيطي و اللسان (جمد). و في اللسان:
«و لا تقولن …»
. و نبه علي رواية أخري، و هي:
حماد لها حماد و لا نقولي طوال الدهر ما ذكرت جماد
(2) يقفلهم: برجعهم. و في الأصل: «يقلفهم»، تحريف.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 478
و كان أبو عبيدٍ يقول: جَمَرَاتُ العرب ثلاث: بنو ضَبَّة بن أُدّ، و بنو نُمير بن عامر، و بنو الْحارث بن كعب، فطَفِئَتْ منهم جمرتان، و بقيت واحدة، طَفِئَت ضبّة لأنها حَالفت الرِّباب، و طَفِئَتْ بنو الْحارث لأنّها حالفت مَذْحِجًا، و بقيت نُميرٌ لم تَطْفَأ، لأنّها لم تُحَالِفْ.
و يقال: جَمَّرَتِ المرأةُ شَعْرَها، إذا جمعَتْهُ و عَقَدَتْهُ في قفائها «1». و هذا جميرُ القوم أي مجتَمِعُهم. و قد أجْمَرَ القوم علي الأمر اجتَمَعُوا. و ابن جَميرٍ:
اللّيلُ المظلم.

جمز

الجيم و الميم و الزاء أصلٌ واحد، و هو ضَرْبٌ من السَّير.
يقال: جَمَزَ البَعيرُ جَمْزاً «2» و هو أشَدُّ من العَنَق. و سُمِّيَ بَعير النَّجَاشيِّ «3» جمّازاً، لسُرْعة سَيره. قال:
أنا النَّجَاشيُّ علي جَمَّازِ حَادَ ابنُ حَسّانٍ عن ارتجازِي «4»
و حِمارٌ جَمَزَي أي سريع. قال:
كأَنِّي و رَحْلِي إذا رُعْتُها علي جَمَزَي جازئٍ بالرِّمالِ «5»
و شذَّت عن هذا القياس كلمةٌ. يقال الجمْزَة الكتْلَةُ من التَّمْر «6».
______________________________
(1) الفقاء، بالمد: لغة في القفا. قالوا: و لذلك جمع علي أقفية.
(2) و يقال جمزي، أيضاً بالتحريك و القصر.
(3) هو النحاشي الشاعر، كان معاصرا لحسان بن ثابت و كان بهجو الأنصار، فانبري له حسان و ابنه عبد الرحمن يهاجيانه. انظر الخزانة (2: 106- 107).
(4) البيتان في اللسان (جمز).
(5) البيت لأمية بن أبي عائذ الهذلي كما في شرح السكري لأشعار الهذليين 184 و مخطوطة الشنقيطي 80 و اللسان (جمز). و يروي:
«… إذا زعتها»
بالزاي.
(6) من النمر و الأقط و نحو ذلك، و الجمع جمز كغرف.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 479‌

جمس

الجيم و الميم و السِّين أصلٌ واحد، من جُمُوس الشَّئ.
يقال: جَمَس الوَدَك إذا جَمَدَ. و الجمْسَة البُسْرَة إِذا أرْطَبَتْ و هي بعد صُلْبَة.

جمش

الجيم و الميم و الشين أصلٌ واحد، و هو جِنْسٌ من الحَلْق.
يقال: جَمَشْت الشَّعر إذا حلقْتَه. و شَعْرٌ جميشٌ. و
في الحديث: «إنْ رَأَيتَ شاةً بخَبْتِ الجَمِيش»
، فالخَبْت المفازة، و الجَمِيش الذي لا نَبْتَ به. و سنَةٌ جَمُوشٌ إذا احْتَلَقَت النَّبْت. قال رُؤبة:
* أوْ كاحتلاقِ النُّورَةِ الجميشِ «1» *
و مما شذَّ عن الباب الجَمْش الحَلْبُ بأطراف الأصابع. و الجَمْش: الصَّوْت.

جمع

الجيم و الميم و العين أصلٌ واحد، يدلُّ علي تَضَامِّ الشَّئ.
يقال جَمَعْتُ الشئَ جَمْعاً. و الجُمَّاع الأُشَابةُ من قبائلَ شتَّي. و قال أبو قيس «2»:
ثم تجلّت و لنا غاية من بين جمعٍ غَير جُمَّاعِ «3»
و يقال للمرأة إِذا ماتت و في بطنها ولَدٌ: ماتَتْ بِجُمْع. و يقال هي أنْ تموت المرأة و لم يمسسها رجُلٌ. و منه قول الدَّهناء «4» * «إنِّي منه بِجُمْعٍ».
______________________________
(1) و كذا موضعه من الاستشهاد في المجمل و اللسان، دون أن يسبق ذكر للنورة و قبل ذلك بكلام طويل في اللسان: «و نورة جموش و جميش». و حق الاستشهاد أن يكون بعد هذا الكلام الذي فيه ذكر النورة. لكن هذا جاء. و البيت أيضاً في ديوان رؤبة 78.
(2) هو أبو قيس بن الأسلت. و قصيدته في المفضليات (2: 83- 86)
(3) في اللسان:
«حتي انتهينا …»
، و في المفضليات:
«حتي تجلت …»
. (4) هي الدهناء بنت مسحل، امرأة العجاج. قالت للعامل: «أصلح اللّه الأمير، إني منه بجمع» أي عذراء. و «جمع» في المعنيين تقال بضم الجيم و كسرها.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 480
و الجامع: الأتانُ أوّل ما تَحمِل. و قدرٌ جِماعٌ و جامعة، و هي العظيمة.
و الجَمْع: كلُّ لونٍ من النَّخل لا يُعرف اسمُه، يقال ما أكثر الجَمْعَ في أرضِ بني فلانٍ لنَخْلٍ خرجَ من النّوي. و يقال ضربته بِجُمْعِ كَفِّي و جَمْع كَفِّي. «1»
و تقول: نهبٌ مُجْمَع. قال أبو ذُؤَيب:
و كَأَنَّها بالجِزْعِ جِزْعِ نُبَايِعٍ و أولاتِ ذِي الخَرْجاءِ نهْبٌ مُجْمَعُ «2»
و تقول استَجْمَعَ الفَرسُ جَرْياً. و جَمْع: مكّة «3»، سمِّي لاجتماع النَّاسِ به و كذلك يوم [الجمعة «4»]. و أجمعت علي الأمر إجماعاً و أجمعته. قال الحارث بن حِلِّزَة:
أجمَعُوا أمرُهم بليلٍ فلمَّا أصبَحُوا أصبحَتْ لهمْ ضَوضاءُ «5»
و يقال فَلَاةٌ مُجْمِعَة «6»: يجتمع الناس فيها و لا يتفرَّقون خَوْفَ الضَّلال.
و الْجوامع: الأغلال. و الجَمْعاء من البهائم و غيرها: التي لم يذهَبْ من بدنها شَئ.
______________________________
(1) بضم الجيم و كسرها.
(2) من قصيدته العينية في أول ديوانه و المفضليات (2: 221). و فيهما و في اللسان:
«… بالجزع بين نبايع و أولات ذي العرجاء …»
. و الخرجاء كذلك: موضع.
(3) تصح علي قراءتها بالإضافة؛ و إلا فإن جمعا اسم للمزدلفة؛ و لم يذكر أحد أن جمعا هو مكة و إنما أضافه إليها لتقارب هذه المواضع. و هكذا وردت العبارة في المقاييس و المجمل. و سائر. المعاجم و كتب البلدان تنص أن جمعاً هو المزدلفة.
(4) التكملة من المجمل.
(5) من معلقته المعروفة.
(6) في الأصل: «فلانة مجتمعة»، صوابه من المجمل و اللسان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 481‌

جمل

الجيم و الميم و اللام أصلان: أحدهما تجمُّع و عِظَم الخَلْق، و الآخر حُسْنٌ.
فالأوّل قولك أجْمَلْتُ الشَّئ، و هذه جُمْلة الشّئ. و أجمَلْتُه: حصّلته.
و قال اللّٰه تعالي: وَ قٰالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ لٰا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وٰاحِدَةً «1».
و يجوز أنْ يكون الجَمَل من هذا؛ لعِظَم خَلْقه. و الجُمَّل: حَبْل غَليظ، و هو من هذا أيضا. و يقال أجْمَلَ القومُ كثُرت جمالُهم. و الجُمَاليّ: الرَّجُل العظيم الخَلْق، كأنه شُبِّه بالجمل؛ و كذلك ناقةٌ جمَالِيَّة. قال الفراء: جمالات جمع جَمَل.
و الجِمَالات: ما جمع من الحِبال و القُلُوس «2».
و الأصل الآخر الجَمَال، و هو ضدُّ القبح. و رجلٌ جميل و جُمال «3». قال ابن قتيبة: أصله من الجمِيل و هو وَدَك الشَّحمِ المُذابِ. يراد أنَّ ماءَ السِّمَنِ يجري في وجهه. و يقال جَمَالَكَ أن تَفعَلَ كذا، أي أُجْمُلْ و لا تَفْعَلْه. قال أبو ذؤيب:
جَمَالَكَ أيُّها القلبُ الجريحُ ستَلْقَي مَنْ تُحبُّ فتستريحُ «4»
و قالت امرأةٌ لابنتها: «تَجَمَّلِي و تَعَفَّفِي»، أي كُلِي الجَميلَ- و هو الذي ذكرناه من الشُّحم المذاب- و اشربي العُفَافَة، و هي البقية من اللبن.
______________________________
(1) من الآية 22 في سورة الفرقان. و وقعت الآية محرفة في الاصل إذ جاء أولها: «و قالوا لو لا» و جاء في اللسان (جمل 135): «لولا أنزل»، تحريف أيضاً.
(2) القلوس: جمع قلس، بفتح القاف. و هو الحبل الغليط من حبال السفن. و في الأصل:
«الجمال و الفلوس» تحريف، و صوابه في المجمل و اللسان
(3) بضم الجيم و تخفيف الميم و تشديدها أيضاً.
(4) في ديوانه 68: «القلب القريح».
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 482‌

باب الجيم و النون و ما يثلثهما

جنه

الجيم و النون و الهاء ليس أصلا، و لا هو عندي من كلام العرب، إلا أنّ ناساً زعموا أن الجَنَهَ «1» الخيزُران. و أنشدوا:
في كَفه جُنَهيٌّ ريحه عَبِقٌ بكفِّ أَرْوَعَ في عِرنينِهِ شَمَمُ «2»

جني

الجيم و النون و الياء أصلٌ واحد، و هو أَخْذُ الثَّمَرة من شجَرها، ثم يحمل علي ذلك، تقول جَنيتُ الثَّمرةَ أجْنِيها، و اجْتَنَيْتُها. و ثمرٌ جَنِيٌّ، أي أُخِذَ لوَقْته.
و من المحمول عليه: جَنَيْتُ الجنايةَ أجنْيِها.

جنأ

الجيم و النون و الهمزة أصلٌ واحد، و هو العَطْف علي الشئ و الحُنُوّ عليه. يقال جَنِيَ عليه يجْنَأُ جَنَأ، إذا احْدَوْدَب، و رجل أدنأ و أجنأ بمعنًي واحد. و تجانَأْتُ علي الرّجُل، إذا عطَفْتَ عليه. و التُّرْسُ المُجْنَأْ مِنْ هذا. قال:
* و مُجْنَأٍ أسْمَرَ قَرَّاعِ «3» *
______________________________
(1) و كذا ورد في المجمل، و الذي في سائر المعاجم «الجنهي» بلفظ المنسوب. و قد اختلف في ضبط هذا الأخير، فضبطه في القاموس باللفظ «كعرني» أي بضم ففتح. و ذكر شارح القاموس أن الذي في نسخ الصحاح الجنهي بضم فتشديد النون مفتوحة. قال: «و وجد في نسخ التهذيب بفتح و تخفيف النون، كعربي، و هو الصواب كذلك، بخط الصغاني».
(2) البيت للفرزدق يقوله في هشام بن عبد الملك كما في أمالي المرتضي (1: 48) و زهر الآداب (1: 60). أو الحزين الكناني في عبد الملك بن مروان كما في ديوان الحماسة (2: 284) أو للفرزدق في علي بن الحسين، كما في العمدة (2: 110) و أمالي المرتضي. أو للعين المنقري كما في العمدة، أو لكثير بن كثير السهمي في محمد بن علي بن الحسين، كما في المؤتلف 169. أو لداود بن سلم في قثم بن العباس، كما في العمدة و انظر اللسان (جنه) و الحيوان (3: 133).
(3) لأبي قيس بن الأسلت. و صدره كما في اللسان و المفضليات (2: 85):
* صدق حسام و ادق حده*
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 483‌

جنب

الجيم و النون و الباء أصلان متقاربان أحدهما: النَّاحية، و الآخر البُعْد.
فأمّا الناحية فالجَنَاب. يقال هذا من ذلك الجَناب، أي الناحية. و قَعَد فلانٌ جَنْبَةً، إذا اعتَزَل الناسَ. و
في الحديث: «عليكُم بالجَنْبَةِ فإِنه عَفاف»
. و من الباب الجَنْبُ للإِنسان و غيره. و من هذا الجَنْب الذي نُهِي عنه في الحديث:
أن يَجْنُبَ الرجل مع فرسه عند الرِّهان فرساً آخَرَ مخافةَ أنْ يُسْبَق فيتحوَّل عليه.
و الجَنَبُ: أنْ يشتدَّ عطَش البعير حتَّي تلتصق رِئتُهُ بجَنْبه. و يقال جَنِبَ يَجْنَبُ قال:
* كأنَّهُ مُستَبَانُ الشَّكِّ أو جَنِبُ «1» *
و المَجْنَبُ: الخير الكثير، كأنه إلي جَنْب الإنسان. و جَنَبْت الدابّةَ إِذا قُدْتَها إلي جنبك. و كَذلك جَنَبْتُ الأسير. و سُمِّي التُّرْسُ مِجْنَباً لأنه إلي جَنْب الإنسان.
و أمّا البُعْد* فالجَنَابة. قال الشاعر «2»:
فلا تَحْرِمنّي نائلًا عن جَنابةٍ فإني امرؤٌ وَسْطَ القِبابِ غريبُ
و يقال إنَّ الجُنُب الذي يُجامِع أهْلَه مشتقٌّ من هذا؛ لأنه يبعُد عما يقرُب منه غيرُه، من الصَّلاةِ و المسجد و غير ذلك.
و مما شذ عن الباب ريح الجَنُوب. يقال جُنِبَ القَوْمُ: أصابَتْهم ريحُ الجَنُوب؛ و أجنبوا، إذا دخلوا في الجَنُوب. و قولُهم جَنَّب القومُ، إذا قلّت
______________________________
(1) البيت لذي الرمة في ديوانه 10 و المجمل (جنب). و صدره:
* وثب المسحج من عانات معقلة*
(2) هو علقمة بن عبدة الفحل. و قصيد البيت في ديوانه 131 و المفضليات (2: 90).
و انظر اللسان (جنب).
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 484
ألبانُ إبلهم «1». و هذا عندي ليس من الباب «2». و إنْ قال قائل إنه من البُعْد، كأنَّ أَلبانَها قلَّت فذهبَتْ، كان مذهَباً. و جَنْبٌ قبيلة، و النِّسبة إليها جَنْبِيٌّ.
و هو مشتقٌّ مِن بعض ما ذكرناه.

جنث

الجيم و النون و الثاء أصلٌ واحد، و هو الأصل و الإحكام.
يقال لأصلِ كلِّ شئٍ جِنْثُه. ثم يُفَرَّع منه، و هو الجُنْثِيّ «3»، و هو الزّراد؛ لأنه يُحكِم عَمَلَ الزّرَد. فأمَّا قوله:
أحْكَمَ الجِنْثِيُّ مِنْ عَوْرَاتِها كُلُّ حِرْباءٍ إذا أُكْرِه صَلّ «4»
فإنه أراد الزرّادَ، أي أحكم حَرَابِيَّها، و هي المسامير. و مَن نصَبَ الجنثيّ أراد السيف، يجعل الفعل لكلّ حِرباء، و يكون معني أحكم منَعَ. يقول: هو زَرَدٌ يمنع حِرباؤُهُ السيفَ أن يَعمل فيه. و قال الشاعر في السيف:
و لكنَّها سُوقٌ يكون بِياعُها بِجُنْثِيّةٍ قد أخلصَتْهَا الصَّياقلُ «5»

جنح

الجيم و النون و الحاءِ أصلٌ واحدٌ يدلُّ علي المَيْلِ و العُدْوان.
و يقال جنح إلي كذا، أي مَالَ إليه. و سمِّي الجَناحانِ جَناحَيْنِ لميلهما في الشِّقَّين.
و الجُنَاح: الإثم، سمِّي بذلك لمَيْلِه عن طريق الحقِّ.
و هذا هو الأصل ثمَّ يشتقّ منه، فيُقال للطائفة «6» من الليل جُنْح و جِنْح، كأنَّه
______________________________
(1) و منه قول الجميح في المفضليات (1: 33) و اللسان (جنب):
لما رأت إبلي قلت حلوبتها و كل عام عليها عام تجنيب
(2) في الأصل: «الكتاب».
(3) يقال بضم الجيم و كسرها.
(4) البيت للبيد في ديوانه 15 طبع 1881 و المجمل و اللسان (جنث).
(5) البيت مع سابق له في اللسان (جنث).
(6) في الأصل: «للطائفتين».
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 485
شُبِّه بالجَناح، و هو طائفةٌ من جسم الطائر. و الجوانح: الأضلاع: لأنها مائلة.
و جُنِح البعيرُ إذا انكسرَتْ جَوانحُه من حِمْلٍ ثقيل. و جَنَحَت الإبل في السّير:
أسرعت. فهذا من الجَنَاح، كأنَّها أعْمَلَت الأجنحَة.

جند

الجيم و النون و الذال يدلُّ علي التجمّع و النَّصرة. يقال هم جُنده، أي أعوانه و نُصّاره. و الأجناد: أجناد الشّام و هي خمسة: دمشق، و حِمْصٌ، و قِنَّسْرِينُ، و الأُردُنّ، و فِلَسطين. يقال لكلِّ واحدة من هذه جُنْدٌ.
و جَنَدٌ: بلدٌ «1». و الجَنَد: الأرضُ الغليظة فيها حجارةٌ بِيض؛ فهذا محتمل أن يكون من الباب، و يجوز أن يكون من الإِبدال، و الأصل الجَلَد.

جنز

الجيم و النون و الزاءَ كلمةٌ واحدة. قال ابن دُريد: جَنَزْتُ الشَّئَ أجْنِزُه جَنْزاً، إِذا ستَرتَه، و منه اشتقاق الجَنَازة «2». فأمَّا الخليل فمذهبُه غيرُ هذا، قال: الجَنازة الميّت، [و] الشئِ الذي ثقُل علي القوم و اغتَمُّوا به هو أيضاً جَنَازة.
و قال:
و ما كنت أخْشَي أن أكون جَنَازَةً عليكِ و مَنْ يَغْتَرُّ بالحَدَثَانِ «3»
قال: و أمّا الجِنَازة فهو خَشَبٌ الشَّرْجَع. قال: و يقول العرب: رُمِي بجنازَتِه فمات «4». قال: و قد جَرَي في أفواه النَّاس الجَنَازَة، بفتح الجيم، و النَّحارِير يُنكرونه.
______________________________
(1) الجند، بالتحريك: أحد مخاليف اليمن.
(2) نص الجمهرة (2: 92): «و زعم قوم أن منه اشتقاق الجنازة. و لا أدري ما صحته».
(3) البيت لصخر بن عمرو، أخي الخنساء. انظر الشعر و قصته في الأغاني (13: 130- 131). و البيت في اللسان (جنز).
(4) زاد في اللسان: «لأن الجنازة تصير مرميا فيها. و المراد بالرمي الحمل و الوضع».
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 486‌

جنس

الجيم و النون و السين أصلٌ واحد و هو الضَّربُ مِن الشَّئ.
قال الخليل: كلُّ ضربٍ جِنْس، و هو من النَّاس و الطَّير و الاشياء جملة. و الجمع أجْنَاس. قال ابن دريد: و كان الأصمعيّ يدفع قولَ العامّة: هذا مُجانِسٌ لهذا.
و يقول: ليس بعربيٍّ صحيح. و أنا أقول: إنّ هذا غَلَط علي الأصمعيّ؛ لأنه الذي وضع كتاب الأجناس، و هو أوّل من جاء بهذا اللَّقب في اللُّغة.

جنف

الجيم و النون و الفاء أصلٌ واحد و هو المَيْل و المَيَل. يقال جَنِفَ إذا عَدَل «1» و جَارَ. قال اللّٰه تعالي جَلَّ ثناؤه: فَمَنْ خٰافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفاً.
و رجلٌ أجْنَفُ إذا كان في خَلْقِه مَيَلٌ. و يقال لا يكون ذلك إلَّا في الطُّول و الانحناء.
و يقال تجانَفَ عن كذا، إذا مال. قال:
تَجَانَفُ عَنْ جُلِّ اليَمَامَةِ نافَتِي و ما عَدَلَتْ عن أهْلِهَا لِسِوائِكا «2»

باب الجيم و الهاء و ما يثلثهما

جهو

الجيم و الهاء و الحرف المعتلّ يدلُّ علي انكشافِ الشَّئ.
يقال أجْهَتِ السّماءُ، أقلَعَتْ. و يقال خِباءٌ مُجْهٍ لا سِتْر عَليه. و جَهِيَ البيتُ يَجْهَي، إذا خَرِبَ؛ و هُوَ جاهٍ. و يقال إن الْجَهْوَةَ السَّهُ مكشوفةً.

جهد

الجيم و الهاء و الدال أصلُهُ المشقَّة، ثم يُحمَل عليه ما يقارِبُه.
يقال جَهَدْتُ نفسي و أجْهَدت و الجُهْد الطَّاقَة. قال اللّٰه تعالي: وَ الَّذِينَ لٰا يَجِدُونَ
______________________________
(1) أي عدل عن الحق.
(2) البيت للأعشي في ديوانه 66 و اللسان (جنف، سوي) و الخزانة (2: 59) و الإنصاف 185. و معظم الروايات: «جو اليمامة».
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 487
إِلّٰا جُهْدَهُمْ. و يقال إنّ المجهود اللبن الذي أُخْرِجَ زُبْده، و لا يكاد ذلك [يكونُ] إلّا بمشقّةٍ و نَصَب. قال الشمّاخ:
تُضْحِ و قد ضَمِنَتْ ضَرَّاتُها غُرَقاً مِنْ طَيِّبِ الطَّعْمِ حُلْوٍ غَيْرِ مَجْهُودِ «1»
و مما يقارب البابَ الجَهادُ، و هي الأرض الصُّلبة. و فلانٌ يَجْهَد الطّعامَ، إذا حَمَل عليه بالأكل الكثير الشديد. و الجاهد: الشَّهْوان. و مَرْعيً جَهِيدٌ: جَهَدَهُ المالُ لِطِيبِه فأكَلَه.

جهر

الجيم و الهاء و الراء أصلٌ واحد، و هو إعلان الشَّئ و كَشْفُه و عُلُوّه. يقال جَهَرتُ بالكلام أعلنتُ به. و رجلٌ جَهِير الصَّوتَ، أي عالِيهِ.
قال:
أخاطِبُ جَهْراً إذْ لهُنَّ تَخَافُتْ و شَتَّانَ بينَ الجهْرِ و المَنْطِق الخَفْتِ «2»
و من هذا الباب: جَهَرت الشّئَ، إذا كان في عينك عظيماً. و جَهَرْت الرّجُل كذلك. قال:
* كأنَّما زُهاؤُه لِمَنْ جَهَرْ «3» *
______________________________
(1) في الأصل:
«تضحي …»
تحريف. علي أن الرواية الجبدة:
«تصح …»
. و الغرق: جمع غرقة، بالضم، و هو القليل من اللبن خاصة. و في الأصل:
«… غرفاً»
تحريف. و يروي:
«… عرقا»
و هو بالتحريك: اللبن. و البيت في الديوان 23 و اللسان (جهد، عرق، غرق)، و سيأتي في (عرق، غرق). و قبل البيت:
إن تمس في عرفط صلع جماجمه من الأسالق عاري الشوك مجرود
(2) البيت في اللسان (خفت).
(3) البيت للعجاج، كما في الحيوان (3: 127). و هو في ديوانه 16 و اللسان (جهر، وغز) و ديوان المعاني (2: 71) و المخصص (6: 202).
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 488
فأمّا العَيْن الجَهراءُ، فهي «1» التي لا تُبْصر في الشمس. و يقال رأيْت جُهْرَ فلانٍ، أي هَيْئَتَه «2». قال:
* و ما غيَّبَ الأقوامُ تابِعةَ الجُهْرِ «3» *
أيْ لن يقدِرُوا أن يغيِّبوا من خُبْره و ما كان تابعَ جُهْره «4». و يقال جَهِيرٌ بَيِّنُ الجَهارة، إذا كان ذا منظرٍ. قال أبو النجم:
و أرَي البَياضَ علي النِّساء جَهَارةً و العِتْقُ أعرِفُهُ علي الأَدْمَاءِ «5»
و يقال جَهَرْنا بنِي فلانٍ، أي صبَّحناهم علي غِرَّة. و هو من الباب، أي أتيناهم صباحاً؛ و الصَّباح جَهْر. و يقال للجماعة الجَهْراء. و يقال إنّ الجَهْراء الرّابِية العَريضة.

جهز

الجيم و الهاء و الزاء أصلٌ واحد، و هو شئٌ يُعْتَقَدُ «6» و يُحوَي، نحو الجِهَاز، و هو متاع البيت. و جهَّزتُ فلانا تكلّفتُ جِهَازَ سفرِه. فأما قولهم للبعير إذا شَرَد: «ضَرَبَ في جِهَازه» فهو مثلٌ، أي إنّه حَمل جِهَازه و مرّ.
قال أبو عبيدة: في أمثال العرب: «ضَرَب فلانٌ في جهازه» يضرب هذا في الهِجران و التَّباعُد. و الأصل ما ذكرناه.
______________________________
(1) في الأصل: «و هي».
(2) في الأصل: «جهرة فلان أي هيبته»، صوابه في المجمل و اللسان.
(3) للقطامي. و صدره كما في ديوانه 76 و اللسان (جهر):
* شنئتك إذ أبصرت جهرك سيئاً*
(4) و كذا ورد هذا التفسير في المجمل. و ضبط البيت في اللسان برفع «الأقوام» و «تابعة» و قال في تفسيره: «ما» بمعني الذي. يقول: ما غاب عنك من خبر الرجل فإنه تابع لمنظره. و أنث تابعة في البيت للمبالغة».
(5) البيت في المجمل و اللسان (جهر).
(6) الاعتقاد هنا بمعني الشراء و الاقتناء..
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 489‌

جهش

الجيم و الهاء و الشين أصلٌ واحد، و هو التهيُّؤ للبكاء.
يقال جَهَش يَجْهَش و أَجْهَش يُجْهِش، إذا تهيَّأ للبكاء. قال:
قامت تشكّي إليَّ النَّفْسُ مُجْهِشَةً و قد حَمَلْتُكِ سبعاً بعد سبعِينا «1»

جهض

الجيم و الهاء و الضاد أصلٌ واحد، و هو زَوَالُ الشَّئ عن مكانه بسُرعة. يقال أجْهَضْنا فلاناً عن الشّئ، إذا نحَّيناه عنه و غلَبْناه عليه.
و أجْهَضَتِ النّاقة إذا ألقَتْ ولدَها، فهي مُجْهِضٌ. و أمّا قولهم للحديد القلب:
إنّه لجَاهضٌ و فيه جُهوضة و جَهَاضةَ، فهو من هذا، أي كأنَّ قلبَه من حِدّته نزُولُ من مكانه.

جهف

الجيم و الهاء و الفاء ليس أصلًا «2»، إنَّما هو من باب الإبدال. يقال اجتهفتُ الشّئَ إذا أخذْتَه بِشدّة. و الأصل اجتحفْت «3». و قد مضي ذكره.

جهل

الجيم و الهاء و اللام أصلان: أحدهما خِلاف العِلْمَ، و الآخر الخِفّة و خِلاف الطُّمَأْنِينة.
فالأوّل الْجَهْل نقيض العِلْم. و يقال للمفازة التي لا عَلَمَ بها مَجْهَلٌ.
و الثاني قولهم للخشبة التي يحرك بها الجَمْرُ مِجْهَل «4» *. و يقال استجهلت الرِّيحُ الغُصْنَ، إذا حرّكَتْه فاضطَرَب. و منه قول النابغة:
______________________________
(1) البيت للبيد في ديوانه 46 طبع 1881 و اللسان (جهش).
(2) لم تذكر المادة في اللسان و الجمهرة. و ذكرها في القاموس.
(3) في الأصل: «جحفت»، و الوجه ما أثبت.
(4) يقال مجهل و مجهلة، بكسر الميم فيهما، و جهيل و جهيلة.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 490
دعاك الهَوَي و استجهلَتْك المنازلُ و كيف تَصَابِي المرءِ و الشَّيبُ شاملُ «1»
و هو من الباب؛ لأنّ معناه استخفّتْك و استفزَّتك. و المَجْهَلة: الأمر الذي يحملك «2» علي الجهل.

جهم

الجيم و الهاء و الميم يدلُّ علي خلاف البَشاشة و الطَّلاقة. يقال رجلٌ جهمُ الوجهِ أي كريهُهُ. و من ذلك جَهْمة الليل و جُهْمتُه، و هي ما بين أوّلِه إلي رُبُعه. و يقال جَهَمْتُ الرّجل و تجهَّمْتُه، إذا استَقْبَلتَه بوجهه جَهْم. قال:
فلا تَجْهَمِينَا أُمَّ عَمْرٍو فإنَّنا بِنَا داءُ ظَبْيٍ لم تَخُنْهُ عوامِلُهُ «3»
و من ذلك قوله:
* و بلدةٍ تَجَهَّمُ الجَهُوما «4» *
فإنّ معناه تَستَقبِلُه بما يكره. و من الباب الجَهَام: السَّحاب الذي أراق ماءَه، و ذلك أنّ خَيْرَه يقلُّ فلا يُستَشْرَف له. و يقال الجَهُوم العاجز؛ و هو قريب.

جهن

الجيم و الهاء و النون كلمةٌ واحدة. قالوا جارية جُهَانَةٌ، أي شابّة. قالوا: و منه اشتقاق جُهَيْنة.
______________________________
(1) ديوان النابغة 58 و اللسان (جهل).
(2) في الأصل: «يجهلك»، و الصواب في المجمل.
(3) لعمرو بن الفضفاض الجهني، كما في اللسان (جهم) برواية:
«و لا تجهمينا …»
. و سيأتي في (ظبي):
«لا تجهمينا …»
و أنشده في اللسان (ظبي) غير منسوب، برواية المقاييس. و عوامل الظبي: قوائمه.
(4) بعده كما في اللسان (جهم):
* زجرت فيها عسهلا رسوما*
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 491‌

باب الجيم و الواو و ما يثلثهما

جوي

الجيم و الواو و الياء أصلٌ يدلُّ علي كراهة الشئ. يقال اجتَوَيْت البلادَ، إذا كرِهتَها و إنْ كنتَ في نَعْمةٍ، و جَوِيتُ قال:
بَشِمْتُ بَنِيَّها و جَوِيْتُ عنها و عندي لو أردتُ لها دواءِ «1»
و من هذا الجَوَي، و هو داءُ القلْب. فأمّا الجِوَاءُ فهي الأرض الواسعة، و هي شاذةٌ عن الأصل الذي ذكرناه.

جوب

الجيم و الواو و الباء أصلٌ واحد، و هو خَرْقُ الشئ. يقال جُبْتُ الأرضَ جَوْبا، فأنا جَائبٌ و جَوّابٌ. قال الجعدي «2»:
أتاك أبو ليلي يَجوبُ به الدُّجَي دُجَي الليل جَوّابُ الفلاةِ عَثَمْثَمُ «3»
و يقال: «هل عِندك جائِبةُ خبرٍ» أي خبرٌ يجوب البلاد. و الجَوْبَةُ كالغائط؛ و هو من الباب؛ لأنه كالخَرْق في الأرض. و الجوْب: دِرعٌ تلبسُه المرأة، و هو مَجُوبٌ سمِّي بالمَصدر. و المِجْوَبُ: حديدةٌ يُجابُ بها، أي يُخْصَف.
و أصلٌ آخَر، و هو مراجَعة الكلام؛ يقال كلمه فأجابَه جَواباً، و قد تجاوَبَا مُجاوَبة. و المجابَةُ: الجواب. و يقولون في مَثَلٍ: «أساءَ سَمْعاً فأساء جابةً».
و قال الكميتُ لقُضاعة في تحوُّلهم إِلي اليمن:
______________________________
(1) البيت لزهير في ديوانه 83 و المجمل و اللسان (جوي). و الني بالكسر: مسهل النئ.
(2) هو النابغة الجعدي يمدح ابن الزبير، كما في اللسان (عثم).
(3) عني بالعثمثم الجمل القوي الشديد.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 492
و ما مَنْ تَهِتفينَ له بِنَصْرٍ بِأسْرَعَ جابَةً لكِ مِنْ هَدِيل «1»
الغرب تقول: كان في سفينة نوحٍ عليه السّلام فَرْخٌ، فطار فوقع في الماء فغرق، فالطَّير كلها تبكي عليه. و فيه يقول القائل «2»:
فقلتُ أ تَبكي ذاتُ شَجْو تذكّرتْ هَدِيلًا و قد أودي و ما كانَ تُبَّعُ «3»

جوت

الجيم و الواو و التاء ليس أصلًا؛ لأنه حكايةُ صَوْت، و الأصواتُ لا تقاس و لا يقاس عليها. قال:
* كما رُعْتَ بالجَوْتِ الظِّماءَ الصَّوادِيا «4» *
قال أبو عبيد: إنما كان الكسائيُّ ينشد هذا البيتَ لأجل النصب، فكان يقول:
«كما رُعْتَ بالجَوْتَ …»
فحَكَي مع الألف و اللام‌

جوح

الجيم و الواو و الحاء أصلٌ واحد، و هو الاستئصال. يقال جاحَ الشئَ يَجُوحُهُ استأصله. و منه اشتقاق الجائِحة.

جوخ

الجيم و الواو و الخاء ليس أصلًا هو عندي؛ لأنّ بعضه معرَّب، و في بعضِه نظر. فإنْ كان صحيحاً فهو جنسٌ من الخَرْق. يقال جَاخَ السَّيْلُ الوادِيَ يجُوخُه، إذا قلع أَجرافَه. قال
______________________________
(1) البيت في اللسان (هدل).
(2) هو نصيب، كما في اللسان (هدل).
(3) أي و قد أودي الهديل و لم يكن تبع قد خلق.
(4) البيت يروي لشاعرين. أحدهما عويف القوافي، و صدر بيته، كما في الخزانة (3: 86):
* دعاهن ردفي فارعوين لصوته*
و الآخر سجم عبد بن الحسحاس، و صدر بيته كما في الخزانة:
و أوده ردفي فارعوين لصوته
و وده بالإبل: صاح بها. و أنشد البيت في اللسان (جوت) بدون نسبة.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 493
* فللصَّخِر من جَوْخِ السّيُولِ وجيبُ «1» *
ذكره ابن دريد، و ذكر غيره: تجوَّخَتِ البئرُ انهارَت.
و المعرّب من ذلك الجَوْخَان، و هو البيدر «2».

جود

الجيم و الواو و الدال أصلٌ واحد، و هو التسمُّح بالشئ، و كثْرةُ العَطَاء. يقال رجلٌ جَوَادٌ بَيِّن الجُودِ، و قومٌ أجْواد. و الجَوْد: المطر الغزير. و الجَواد: الفرسُ الذّريع و السَّريع، و الجمع* جِيادٌ. قال اللّٰه تعالي:
إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصّٰافِنٰاتُ الْجِيٰادُ. و المصدر الجُودَة. فأمّا قولهم:
فلانٌ يُجاد إلي كذا، [ف] كَأنه يُساقُ إليه.

جور

[الجيم و الواو و الراء] أصلٌ واحد، و هو المَيْل عن الطَّريق.
يقال جارَ جَوْراً. و من الباب طعَنَه فجَوَّره أي صَرَعه: و يمكن أن يكون هذا من باب الإبدال، كأنَّ الجيم بدلُ الكاف. و أمَّا الغَيْث الجِوَرّ، و هو الغَزير، فشاذ عن الأصل الذي أصَّلناه. و يمكن أن يكون من باب آخَرَ، و هو من الجيم و الهمزة و الراء؛ فقد ذكر ابن السّكيت أنّهم يقولون هو جُؤَرٌ علي وزن فُعَلِ «3». فإن كان كذا فهو من الجُؤَار، و هو الصَّوت، كأنه يصوِّت إذا أصاب. و أنشد:
* لا تَسْقِهِ صَيِّبَ عَزَّافٍ جُؤَرْ «4» *
______________________________
(1) هذا العجز في اللسان (جوخ) بدون نسبة. لكن أنشد بعده:
* ألثت علينا ديمة بعد وائل فللجزع من جوخ السيول قسيب
و نسبه إلي حميد بن ثور، أو النمر بن تولب. و انظر الجمهرة (2: 63) و ديوان حميد 51.
(2) في الأصل: «الأندر»، صوابه من المجمل و اللسان. و انظر المعرب للجوالبقي 110.
(3) في المجمل: «جور مثل نغر» و في القاموس: «و جؤر كصرد». و في اللسان (مادة جور): «جور» مضبوطاً بالقلم بضم الجيم و فتح الواو و تشديد الراء. و ليس بشئ. لكنه في (مادة جأر) علي الصواب. قال: «و غث جؤر مثل نغر».
(4) البيت لجندل بن المثني، كما في اللسان (جأر). و أنشده في (جور) محرف الضبط. و قبله:
* يا رب رب المسلمين بالسور*
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 494‌

جوز

الجيم و الواو و الزاء أصلان: أحدهما قطع الشئ، و الآخَر وَسَط الشئ. فأمَّا الوَسَط فجَوْز كلِّ شئٍ وَسَطه. و الجَوْزَاء «1»: الشَّاة يبيضُّ وَسَطُها. و الجوزاء: نجمٌ؛ قال قوم: سُمِّيت بها لأنها تَعترِض جَوْزَ السماء، أي وَسَطها. و قال قوم: سُمِّيت بذلك للكواكب الثلاثة التي في وَسَطها.
و الأصل الآخَر جُزْت الموضع سِرْتُ فيه؛ و أجزته: خَلَّفْتُه و قطعته.
و أَجَزْتُه نَفَذْتُه «2». قال امرؤُ القيس:
فلما أجَزْنا ساحةَ الحيِّ و انْتَحي بنا بَطْنُ خبْتٍ ذي قِفَافٍ عَقَنْقَلِ «3»
و قال أوس بن مَغْرَاءَ:
* حتَّي يقال أجِيزُوا آلَ صَفْوَانا «4» *
يمدحهم بأنَّهُم يُجيزُون الحاجَّ. و الجَوَاز: الماء الذي يُسْقاهُ المالُ من الماشية و الحَرْث، يقال منه استجَزْت فلاناً فأجَازَني، إذا أسْقَاكَ ماءً لِأَرضِكَ أو ماشيتك. قال القطامي:
[و قالوا] فُقَيْمٌ قَيِّمُ الماءِ فاستجِزْ عُبادةَ إنّ المستَجيزَ علي قتْرِ «5»
أي ناحية.
______________________________
(1) في الأصل: «و الجوز» تحريف.
(2) و يقال أيضاً: «أنفذته». و في اللسان: «أنفذت القوم إذا خرقتهم و مشيت في وسطهم.
فإن جزتهم حتي تخلفهم قلت نفذتهم بلا ألف أنفذهم. قال: و يقال فيها بالالف».
(3) من معلقته. و يروي:
«… ذي حقاف …»
. (4) في الأصل:
«… صوفانا»
تحريف. و صدر البيت في اللسان (جوز):
* و لا يريمون للتعريف موقفهم*
(5) التكملة في أوله من ديوان القطامي 86 و اللسان (جوز).
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 495‌

جوس

الجيم و الواو و السين أصلٌ واحد، و هو تخلُّل الشئ.
يقال: جاسُوا خِلالَ الدِّيار يجُوسون. قال اللّٰه تعالي: فَجٰاسُوا خِلٰالَ الدِّيٰارِ.
و أما الجُوس فليس أصلًا؛ لأنه إتباع للجُوع؛ يقال: جُوعاً له و جُوساً له.

جوظ

الجيم و الواو و الظاء أصلٌ واحدٌ لنعتٍ قبيح لا يُمْدَح به.
قال قوم: الجَوَّاظ الكثير اللَّحْمِ المختالُ في مِشْيته. يقال: جَاظَ يَجُوظُ جَوَظَاناً.
قال:
* يعلو به ذا العَضَلِ الجَوَّاظَا «1» *
و يقال: الجوّاظ الأكولُ، و يقال الفاجر.

جوع

الجيم و الواو و العين، كلمةٌ واحدة. فالجوع ضِدّ الشّبَع.
و يقال: عام مَجاعةٍ و مَجوعة «2».

جوف

الجيم و الواو و الفاء كلمةٌ واحدة، و هي جَوْفُ الشئ.
يقال هذا جَوْفُ الإنسان، و جوفُ كلِّ شئ. و طَعْنْةٌ جائِفَةٌ، إِذا وصلَتْ إِلي الجَوْفِ. و قِدْرٌ جَوْفَاءِ: واسعةُ الجَوْفِ. و جَوفُ عَيْرٍ: مكانٌ حماهُ رجل اسمه حِمار. و في المثل: «أخْلَي مِنْ جَوْفِ عَيْر». و أصله رجلٌ كان يحمي وادياً له.
و قد ذُكر حديثُه في كتاب العين.

جول

الجيم و الواو و اللام أصلٌ واحد، و هو الدَّوَرَان. يقال جَالَ يجول [جَوْلًا] و جَوَلَاناً، و أجَلْتُه أنا. هذا هو الأصل، ثمّ يشتق منه.
فالجُول: ناحية البئر، و البئرُ لها جوانِبُ يُدَارُ فيها. قال:
______________________________
(1) انظر ملحقات ديوان العجاج 82، و قد ذكر الناشر أن هذه الملحقات بعضها للعجاج و بعضها لرؤبة، و كذا اللسان (جوظ).
(2) مجوعة، بفتح فضم، و بفتح فسكون ففتح.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 496
رَمَانِي بأمْرِ كنتُ منه و وَالِدِي بَرِيًّا و مِنْ جُولِ الطّوِيّ رماني «1»
و المِجْوَلُ: الغَدير «2»، و ذلك أنّ الماء يَجُول فيه. و ربما شُبِّهت الدِّرعُ به لصفاء لونها. و المِجْوَل: التُّرْس. و المِجْوَل: قميصٌ يَجُولُ فيه لابسْه. قال امرؤُ القيس:
* إذا ما اسبكرَّتْ بَيْنَ دِرْعٍ و مِجْوَلِ «3» *
و يقال لِصِغار المال جَوَلان، و ذلك أنّه يَجُول بين الجِلَّة. و قال الفراء: ما لفلانٍ جُولٌ، أي ما له رأيٌ. و هذا مشتقٌّ من الذي ذكرناه، لأنَّ صاحب الرأي يُدِيرُ رأيَهُ و يُعْمِلُه. فأمَّا الجَوْلانُ فبلدٌ؛ و هو اسمٌ موضوعٌ. قال:
فآبَ مُضِلُّوهُ بِعَينٍ جَليَّةٍ و غُودِرَ بالجَوْلانِ حَزْمٌ و نائِلُ «4»

جون

الجيم و الواو و النون أصلٌ واحد. زعم بعض النحوييِّن أنّ الجَون معرّب، و أنه اللون الذي يقوله الفُرْس «الكُونَهْ «5»» أي لون الشئ. قال: فلذلك يقال الجَوْنُ الأسود و الأبيض، و هذا كلامٌ لا معني له.
و الجَوْن عند أهل الُّلغةِ قاطبةً اسمٌ يقع علي الأسود و الأبيض، و هو بابٌ من تسمية المتضادَّين بالاسم الواحد، كالنَّاهل، و الظّنّ، و سائرِ ما في الباب.
و الجَوْنَة: الشَّمسُ. فقال قومٌ: سمِّيت لبياضها. و من ذلك حديث الدِّرع
______________________________
(1) البيت لابن أحمر، أو للأزرق بن طرفة بن العمرد الفراصي، كما في اللسان (جول).
(2) لم يذكر هذا المعني في اللسان (و القاموس و الجمهرة. و جاء في المجمل.
(3) من معلقته. و صدره:
* إلي مثلها يرنو الحليم صبابة*
(4) البيت للنابغة في ديوانه 62 و اللسان (ضلل).
(5) لفظه في الفارسية «گونه» أو «گونا» بالكاف الفارسية المضمومة. انظر معجم استينجاس 1105، 1106.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 497
التي عُرضتْ علي الحجّاج فكاد لا يراها لصفائها، فقال له بعضُ مَنْ حضره «1»:
«إنّ الشمس جَوْنةٌ»، أي صافيةٌ ذاتُ شعاعٍ باهر. و قال قومٌ: بل سُمِّيت جَوْنةً لأنّها إذا غابَتْ اسوادّت.
فأمّا الجُونَة فمعروفة، و لعلَّها أن تكون معرّبة؛ و الجمع جُونَ. قال الأعشي:
* و كان المِصاعُ بما في الجُونْ «2» *

باب الجيم و الياء و ما يثلثهما

جيأ

الجيم و الياء و الهمزة كلمتان من غير قياسٍ بينهما. يقال جاء يجي‌ء مجيئاً. و يقال جاءانِي «3» فجِئْتُه، أي غالبني بكثْرة المجئ [فغلبته «4»].
و الجَيْئَة: مصدر جاء «5». و الجِئَةُ: مجتمع الماء حَوَالَي الحِصْنِ و غيره. و يقال هي جيئة بالكسر و التثقيل.

جيب

الجيم و الياء و الباء أصلٌ يجوز أن يكون من باب الإِبدال.
فالجَيْبُ جَيب القميص. يقال جِبْتُ القميص قوّرت جَيْبه، و جَيَّبْتُه جعلت له جَيباً.
______________________________
(1) هو أنيس الجرمي، و كان فصيحا. انظر اللسان (جون).
(2) صدره كما في الديوان 15 و اللسان (جون):
* إذا هن نازلن أقرانهن*
(3) في الأصل و المجمل: «جاءني» تحريف صوابه في اللسان. و قد خطأ صاحب القاموس الجوهري في «جاءاني» هذه، و قال: إن الصواب جايأني. و نقل الزبيدي عن ابن سيده أن ما ذكره الجوهري صحيح سماعا، و إن كان «جاياني» هو القياس.
(4) التكملة من المجمل و اللسان و القاموس.
(5) من المصادر التي جاءت علي باء اسم المرة و ليست منه، مثل الرجفة و الرحمة و الاسم الجيئة بالكسر.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 498
و هذا يدلُّ أنّ أصله واو، و هو بمعني خَرقْت «1». و قد مضي ذكره.

جيد

الجيم و الياء و الدال أصلٌ واحد، و هو العُنُق. يقال جِيدٌ و أجْيادٌ. و الجَيَد: طولُ الجِيد. و الجَيْداء: الطَّويلة الجِيد. و أما قول الأعشي:
* رجالَ إيادٍ بأجْيَادِها «2» *
فيقال إنّها معربة و إنه أراد الأكسية «3».

جير

الجيم و الياء و الراء كلمةٌ واحدة. جَيْرِ بمعني حَقًّا. قال:
و قالت قد أَسِيتَ فقلتُ جَيْرٍ أَسِيٌّ إِنَّه من ذاكِ إنَّهُ «4»
فأمَّا الجَبّار، و هو الصباروج، فكلمة مُعرَّبة. قال الأعشي:
* بطين و جَيّارٍ و كِلْسٍ و قَرْمَدِ «5» *
و أما الجائر فَمَا يجدُه الإنسانُ في صدره من حرارةِ غيظٍ أو حزن؛ فهو من باب الواو، و قد مضي ذكره.

جيز

الجيم و الياء و الزاء. أصل يائه «6» واو، و قد مضي ذِكرُه.

جيس

الجيم و الياء و السين أصل يائه «6» واو، و قد مضي ذكرُه.
______________________________
(1) في الأصل: «من خرقت».
(2) صدره كما في ديوان الأعشي 53 و اللسان (جلد، جود، جيد) و المعرب 112:
* و بيداء تحسب آرامها*
و يروي:
… بأجلادها
و
«… بأجمادها»
. (3) قالوا: إنها معربة من «الجودياء» بمعني الكساء. و «الجوديا» آرامية، انظر ادي شير 48.
(4) البيت في اللسان (أسي) برواية: «إنني من ذاك إني». و روي في المغني لابن هشام برواية ابن فارس. انظر شرح شواهد المغني 125.
(5) صدره كما في ديوان الأعشي 131:
* فأضحت كبنيان التهامي شاده*
(6) في الأصل: «بابه».
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 499‌

جيش

الجيم و الياء و الشين أصلٌ واحد، و هو الثَّوَران و الغَلَيان.
يقال جاشت القِدْرُ تجيش جَيْشاً و جَيشَاناً. قال:
و جاشَتْ بهم يوماً إلي الليل قِدْرُنا تصكُّ حَرَابِيَّ الظُّهورِ و تَدْسَعُ «1»
و منه قولهم: جاشَتْ نَفْسُه، كأنّها غلَتْ. و الجَيْش معروفٌ، و هو من الباب، لأنها جماعةٌ تَجِيش.

جيض

الجيم و الياء و الضاد كلامٌ قليلٌ يدلُّ علي جنسٍ من المشي «2».
يقال مشي مِشيةً جِيَضًّا «3»، و هي مِشْيةٌ فيها اختيال. و جاضَ يَجِيض، إذا مَرَّ مرورَ الفارِّ.

جيل

الجيم و الياء و اللام يدلُّ علي التجمّع. فالْجِيل الجماعة.
و الجيل هذه الأُمَّة، و هم إخوان الدَّيْلَم. و يقال إِيَّاهم أراد امرؤ القيس في قوله:
أطافَتْ به جِيلَانُ عند جِدَادِه و رُدّد فيه الماء حَتَّي تَحَيَّرا «4»
و أما الجَيألُ، و هي الضَّبُع، فليست من الباب.
______________________________
(1) لأوس بن حجر في ديوانه 11 و اللسان (حرب). و حرابي الظهور: لحومها، جمع حرباء و في الأصل: «تصل»، صوابه بالكاف كما في الديوان و اللسان.
(2) في الأصل: «الشئ».
(3) يقال: مشية جيض كهجف، و جيضي بوزن ما قبلها مع القصر.
(4) ديوان امرئ القيس 92 و اللسان (جيل).
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 500‌

باب الجيم و الهمزة و ما يثلثهما

جأب

الجيم و الهمزة و الباء حرفان: أحدهما يدلُّ علي الكَسْب.
يقال جَأبْتُ جَأبًا، أي كَسَبْتُ و عَمِلت. قال:
* فاللّٰهُ راءٍ عَمَلِي و جَأْبِي «1» *
و الآخر من غير هذا، و هو الحمار من حُمُرِ الوحش الصُّلبُ الشّديد.
المَغْرَةُ، يُهْمَز و لا يُهمز.

جأث

الجيم و الهمزة و الثاء كلمةٌ واحدة تدلُّ علي الفَزَع. يقال جُئِثَ يُجْأَثُ، إذا أُفْزِع. و
في الحديث: «فجُئِثْتُ منه فَرَقًا «2»»

جأز

الجيم و الهمزة و الزاء جنسٌ من الأدواء. قالوا: الجَأْز كهيئة الغَصَصِ الذي يأخذ في الصَّدر* عِنْد الغيظ. يقال جَئزَ الرَّجُل.

جأف

الجيم و الهمزة و الفاء كلمةٌ واحدةٌ تدلّ علي الفَزَع. و كأنَّ الفاء [بَدَلٌ] من الثَّاء، يقال جُئِف الرّجُل مثل جُئِث.

باب الجيم و الباء و ما يثلثهما

جبت

الجيم و الباء و التاء كلمة واحدة. الْجَبْت: السّاحر، و يقال الكاهن.
______________________________
(1) الرجز لرؤبة في ديوانه 169 و اللسان (جأب).
(2) أي من جبريل حين رآه، صلي اللّٰه عليه و سلم.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 501‌

جبذ

الجيم و الباء و الذال ليس أصلًا؛ لأنّه كلمةٌ واحدةٌ مقلوبة، يقال جَبَذْت الشّي‌ء بمعني جَذَبْتُه.

جبر

الجيم و الباء و الراء أصلٌ واحد، و هو جِنْسٌ من العظَمة و العُلوّ و الاستقامة. فالجَبَّار: الذي طَال و فاتَ اليد، يقال فرسٌ جَبَّارٌ، و نخلة جَبَّارَةٌ.
و ذو الجَبُّورة و ذو الجَبَرُوت: اللّٰه جلّ ثناؤه. و قال:
فإنّكَ إِن أغضَبْتَنِي غَضِبَ الحَصَي عَليكَ و ذُو الجَبُّورَةِ المُتَغَطْرِفُ «1»
و يقال فيه جبريّة و جَبْرُوَّةٌ «2» و جَبَروتٌ و جَبُّورة. و جَبَرْت العظْم فجَبَر. قال:
* قد جَبَرَ الدِّين الإِلٰهُ فَجَبَرْ «3» *
و يقال للخَشَب الذي يُضَمُّ به العَظْمُ الكسيرُ جِبارة، و الجمع جبائِر. و شُبِّه السِّوارُ فقيل له جِبارة. و قال:
و أرَتْكَ كَفًّا في الخِضا ب و مِعْصماً مِلْ‌ءَ الجِبَارَهْ «4»
و مما شذَّ عن الباب الجُبَار و هو الهَدَر.
قال رسول اللّٰه صلّي اللّٰه عليه و آله و سلم:
«البِئْر جُبَارٌ، و المَعْدِن جُبار»
. فأمَّا البئر فهي العادِيّة القديمة لا يُعلم لها حافرٌ و لا مالك، يقع فيها الإنسانُ أو غيره، فذلك «5» هدر. و المعدنُ جُبارٌ، قومٌ يحفِرونه بِكِراءِ فينهارُ عليهم، فذلك جُبارٌ، لأنَّهم يعملون بِكِراء.
______________________________
(1) لمغلس بن لقيط الأسدي، يعاتب رجلا كان والياً علي أضاخ. اللسان (جبر، غطرف).
(2) جبرية، بفتح و بفتحتين، و بكسر و بكسرتين، و جبروة بفتحتين، و بفتح فسكون الراء و تشديد الواو.
(3) مطلع أرجوزة للعجاج. ديوانه 15 و اللسان (جبر).
(4) للأعشي في ديوانه 112 و اللسان (جبر). و في الأصل: «و ارتد». و في الديوان:
«… و ساعدا …»
بدل:
«… و معصما …»
. (5) في الأصل: «فكذلك».
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 502
و يقال أجبرتُ فلانًا علي الأمر؛ و لا يكون ذلك إلّا بالقَهْر و جنسٍ من التعظم عليه.

جبز

الجيم و الباء و الزاء ليس عندي أصلًا، و إن كانوا يقولون:
الجَبيزُ الْخُبْز اليابس. و فيه نظر. و قال قوم: الجِبْزُ اللَّئيم. فإِن كان صحيحاً فالزاء مبدله من سِين.

جبس

الجيم و الباء و السين كلمةٌ واحدة: الجِبْس، و هو اللئيم، و يقال الجَبَان.

جبع

الجيم و الباء و العين، يقال إنّ فيه كلمتين: إِحداهما الجُبَّاع من السِّهام: الذي ليس له ريشٌ و ليس له نَصْل. و يقال الجُبَّاعة المرأة القصيرة.

جبل

الجيم و الباء و اللام أصلٌ يطَّرد و يُقاس، و هو تجمُّع الشئ في ارتفاعٍ. فالجبل معروف، و الجَبَل: الجماعة العظيمة الكثيرة. قال:
أما قريش فإنْ تلقاهُمُ أبداً إلّا و همْ خيرُ مَنْ يَحْفي و ينتعِلُ
إلَّا و همْ جَبَلُ اللّٰه الذي قَصُرَتْ عنه الجبالُ فَمَا سَاوَي به جَبَلُ
و يقال للناقة العظيمة السنام جَبَلَةٌ. و قال قوم: السَّنَام نَفْسُه جَبْلةٌ. و امرأةٌ جَبْلة: عظيمة الخَلْق. و قال في الناقة:
و طَالَ السّنامُ علي جَبْلَةٍ كخَلْقاءَ مِن هَضَبَاتِ [الصَّجَنْ «1»]
و الجِبِلَّة: الخَلِيقة. و الجِبِلُّ: الجماعة الكثيرة. قال اللّٰه تعالي: وَ لَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ
______________________________
(1) للأعشي في ديوانه ص 16 (و اللسان جبل). و إثبات الكلمة الأخيرة مما سياتي.
في (ضجن). و في الديوان و اللسان: «الحضن».
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 503
جِبِلًّا كَثِيراً و جُبُلًا أيضاً «1». و يقال حَفَر القومُ فأجْبَلُوا، إذا بلغوا مكاناً صُلْباً.

جبن

الجيم و الباء و النون ثلاثُ كلماتٍ لا يقاس بعضُها ببعض.
فالجُبْن: الذي يُؤكل، و ربما ثقّلت نونُه مع ضم الباء. و الجُبْن: صفة الجبان.
و الجَبينان: ما عَن يمين الجبهةِ و شِمالِها، كلُّ واحدٍ منهما جَبين.

جبه

الجيم و الباء و الهاء كلمةٌ واحدة، ثمَّ يشبّه بها. فالجبهة: الخيلُ.
و الجَبْهَة من الناس: الجماعةُ. و الجَبهة: كوكبٌ، يقال هو جَبْهَة الأسد. و من الباب قولهم جَبَهْنَا الماء إذا وَرَدْناه و ليست عليه قامةٌ و لا أداة. و هذا من الباب؛ لأنّهم قابَلُوه و ليس بينهم و بينه ما يستعينون به علي السَّقي. و العرب تقول: «لكل جَابِهٍ جَوْزَةٌ، ثمَّ يُؤَذَّنَ». فالجابِهُ ما ذكرناه. و الجَوْزة: قدر ما يَشْرِب ثَمَّ و يجوز «2».

جبي

الجيم و الباء و ما بعده من المعتل أصلٌ واحدٌ يدل علي جَمْع الشئ و التجمُّع. يقال جَبَيْتُ* المالَ أجْبِيه جِبايةً، و جَبَيْت الماءَ في الحوض.
و الحوضُ نَفْسُه جابيةٌ. قال الأعشي:
تَروحُ علي آلِ المُحَلَّق جَفْنَةٌ كجابية الشَّيخ العراقيِّ تفْهَقُ «3»
و الجَبَا، مقصورٌ: ما حولَ البئر. و الجِبَا بكسر الجيم: ما جُمِع من الماء
______________________________
(1) القراءة الأولي قراءة نافع و عاصم و أبي جعفر، و الأخيرة قراءة روح. و قرأ ابن كثير و حمزة و الكسائي و روبس و خلف و ابن محيصن و الحسن و الأعمش: (جُبُلًا) بضمتين و تخفيف اللام. و قرأ أبو عمرو و ابن عامر بضم الجيم و سكون الباء و تخفيف اللام.
(2) و أما يؤذن، فهو من قولهم أذنت الرجل تأذيناً: إذا رددته.
(3) ديوان الأعشي 150 برواية:
«نفي الذم عن آل المحلق …»
، و اللسان (حلق، فهنق، جبي) برواية المقاييس. و يروي:
«كجابية السيح …»
كما في اللسان، و هو الماء الجاري. و انظر (فهق).
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 504
في الحوض أو غيره. و يقال له جِبْوَة و جِبَاوة قال الكسائيّ: جَبَيْت الماءَ في الحوض جِبَيً «1». و جَبَّي يُجَبِّي، إذا سَجَدَ؛ و هو تَجَمُّعٌ.

جبأ

الجيم و الباء و الهمزة أصلان: أحدهما التنحِّي عن الشئ.
يقال جبأت عن الشئ، إذا كِعَعْتَ «2». و الجُبَّأُ، مقصور مهموز «3»: الجبان. قال:
فما أنَا مِن رَيبِ المَنُونِ بجُبَّأٍ و ما أنا مِن سَيب الإله بيائسِ «4»
و يقال جَبَأَتْ عَينِي عن الشئ، إذا نَبَتْ. و ربما قالوا هذه بضدِّه فقالوا:
جَبَأتُ علي القوم، إذا أَشرَفْتَ عليهم.
و مما شذَّ عن هذا الأصل الجَبْ‌ءُ: الكمأةُ، و ثلاثة أجْبُؤٍ. و أجْبأَتِ الأرض، إذا كثُرَتْ كمأتُها.
و مما شذَّ أيضاً قولهم: أجْبَأْتُ، إذا اشتريتَ زَرعًا قبل بُدُوِّ صَلاحه. و بعضُهم يقوله بلا همزٍ. و رُوِي
في الحديث: «مَنْ أجْبَي فقد أرْبَي
. و ممكنٌ أن يكون الهمزُ ترك لَمَّا قُرِنَ بأربَي.
______________________________
(1) زاد المجمل في كلمة «مقصور».
(2) في الأصل: «كعكعت» تحريف. و يقال كععت، بفتح العين و كسرها.
(3) و بمد أيضاً مع التشديد فيقال «جباء».
(4) لمفروق بن عمرو الشيباني، يرثي إخوته قيساً و الدعاء و بشراً، و كانوا قد قتلوا في غزوة بارق. و قبل البيت كما في اللسان (جبأ):
أبكي علي الدعاء في كل شتوة و لهفي علي قيس زمام الفوارس
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 505‌

باب الجيم و الثاء و ما يثلثهما

جثر

الجيم و الثاء و الراء كلمة فيها نظر. قال ابن دُريد: مكان جَثْرٌ:
ترابٌ يَخلِطُه سَبَخٌ «1».

جثل

الجيم و الثاء و اللام أصلٌ صحيح يدلُّ علي لِين الشئ.
يقال شعر جَثْلٌ: كثيرٌ ليِّن. و اجْثَأَلَّ النبتُ: طال. و اجْثَأَلّ الطائر: نَفَشَ رِيشَه.
و مما شذَّ عن الأصل: «ثكِلَتْه الجَثَل «2»» و هي أمُّه. و يقال الجَثْلَة: النَّملة السَّوْدَاء.

جثم

الجيم و الثاء و الميم أصلٌ صحيح يدلُّ علي تجمُّعِ الشئ. فالجُثْمان:
شخص الإنسان. و جَثَم، إذا لَطِئ بالأرض. و جَثَم الطّائر يجْثُمُ. و
في الحديث:
«نهي عن المُجَثّمة»
، و هي المصبورة علي الموت.

باب ما جاء من كلام العرب علي أكثر من ثلاثة أحرف أوله جيم

اشارة

و ذلك علي أضرب:
فمنه ما نُحِت من كلمتين صحيحتي المعني، مطّردتَيِ القياس. و منه ما أصله كلمةٌ واحدة و قد أُلحِق بالرُّباعي و الخماسي بزيادةٍ تدخله. و منه ما يوضع كذا وَضْعا.
و سنفسر ذلك إن شاء اللّٰه تعالي.

[جذمر]

فمن المنحوت قولهم للباقي من أصل السَّعَفة اذا قُطِعت (جُذمُور). قال:
______________________________
(1) نص الجمهرة (2: 32): «الحثر مكان فيه تراب يخلطه سبح».
(2) في أمثال الميداني: «ثكلتك الجثل».
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 506
بَنَانَتَيْنِ و جُذْموراً أُقِيمُ بها صَدْرَ القناةِ إذا ما آنَسُوا فَزَعا «1»
و ذلك من كلمتين: إحداهما الجِذْم و هو الأصل، و الأخري الجِذْر و هو الأصل.
و قد مرّ تفسيرهما. و هذه الكلمة من أدَلِّ الدليل علي صحّة مذهبنا في هذا الباب.
و باللّٰه التوفيق.

[جردب]

و من ذلك قولهم للرجل إذا سَتَر بيديه طعامَه كي لا يُتَنَاوَل (جَرْدَبَ). من كلمتين: من جَدَب لأنه يمنع طعامه، فهو كالجَدْب المانع خَيْرَه؛ و من الجيم و الراء و الباء، كأنه جعل يديه جراباً يَعِي الشي‌ءَ و يَحويه. قال:
إذا ما كُنْتَ في قومٍ شَهَاوَي فلا تَجْعَلْ شِملَكَ جُرْدُبَانا «2»

[جمهر]

و من ذلك [قولهم] للرَّمْلة المشرفة علي ما حولها (جُمْهُور). و هذا من كلمتين من جَمَرَ؛ و قد قلنا إنّ ذلك يدلُّ علي الاجتماع، و وصفنا الجَمَرات من العرب بما مضي ذِكره. و الكلمة الأخري جَهَر؛ و قد قلنا إنّ ذلك من العلوّ. فالجمهور شي‌ءٌ متجمِّعٌ عالٍ.

[جرثم]

و من ذلك قولهم لقرية النَّمل (جُرثُومة). فهذا من كلمتين: من جَرَم و جَثَم، كأنه اقتَطَعَ من الأرض قطعةً فجثم فيها. و الكلمتان قد مضتا بتفسيرهما.

[جعفل]

و من ذلك قولهم للرجل إذا صُرع قد جُعْفِلَ. و ذلك من كلمتين: من جُعِف
______________________________
(1) البيت لعبد اللّٰه بن سبرة يرثي يده، و كانت قد قطعت في غزوات الروم. و قبل البيت كما في اللسان (جذمر) و أمالي القالي (1: 47):
فإن يكن أطربون الروم قطعها فإن فيها بحمد اللّه منتفعا
و في الأصل:
«… أقيم به»
و إنما الضمير للبنانتين و الجذمور.
(2) البيت في اللسان (جردب) و أمالي القالي (2: 54) و الجمهرة (3: 298) بدون نسبة.
و في الجمهرة (3: 414): «يمينك»، تحريف. و «جردبان» يقال بضم الجيم و الدال و فتحهما.
و الحق أن الكلمة من الفارسي المعرب، و هي في الفارسية «گرده‌بان» أي حافظ الرغيف.
«گرده» هو الرغيف انظر اللسان و المعرب 110 و معجم استينجاس 1081.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 507
* إذا صُرِع، و قد مرّ تفسيره؛ و
في الحديث: «حَتي يَكون انجعافَها مرة»
. و من كلمة أخري و هي جَفَل، و ذلك إذا تجمَّع فذَهَب. فهذا كأنه جُمِع و ذُهِب به.

[جلمد]

و من ذلك قولهم للحَجَر و للإِبل الكثيرة (جَلْمَدٌ). قال الشاعر في الحجارة:
جَلامِيدُ أملاءُ الأكُفِّ كأنها رُءُوسُ رِجالٍ حُلِّقت في المواسِمِ «1»
و قال آخر في الإبل الجَلْمَد:
أو مائَةٍ تُجْعَلُ أولادُها لَغْوًا و عُرْضَ المائَةِ الجَلْمَدِ «2»
و هذا من كلمتين: من الجَلَد، و هي الأرض الصُّلبة، و من [الجَمَدُ]، و هي الأرض اليابسة، و قد مرَّ تفسيرهما.

[جرهم]

و من ذلك قولهم للجمل العظيم (جُرَاهِم جُرْهُم). و هذا من كلمتين من الجِرْم و هو الجَسَد، و من الجَرَه و هو الارتفاع في تجمُّع. يقال سمِعْتُ جَرَاهِيَةَ القوم، و هو عاليِ كلَامِهم دون السِّرّ.

[جمعر]

و من ذلك قولهم للأرض الغليظة (جَمْعَرَة). فهذا من الجمْع و من الجمْر. و قد مضي ذكره.

[جسرب]

و من ذلك قولهم للطوبل جَسْرَبٌ. فهذا من الجَسْر و قد ذكرناه، و من سَرَب إذا امتدَّ.

[جهضم]

و من ذلك قولهم للضخم الهامة المستديرِ الوجه (جَهْضَمٌ). فهذا من الجَهْم و من الهَضَم. و الهَضَم: انضمامٌ في الشي‌ء. و يكون أيضاً من أهضام الوادي، و هي أعاليه. و هذا أقْيَسُ من الذي ذكرناه في الهَضَم الذي معناه الانضمام.
______________________________
(1) البيت من أبيات لنافع بن خليفة الغنوي، في أمالي القالي (3: 116)
(2) البيت للمثقب العبدي، من أول قصيدة له في ديوانه مخطوطة دار الكتب رقم 565.
و هو في اللسان (عرض). و قد أنشده في (جلمد) محرفاً غير منسوب.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 508‌

[جرهد]

و من ذلك قولهم للذاهب علي وَجْهِه (مُجْرَهِدٌّ). فهذا من كلمتين: من جَرَد أي انجرَدَ فمَرَّ، و من جَهَد نَفْسَه في مُرُوره.

[جعظر]

و من ذلك قولهم للرّجُل الجافي المتَنَفِّج «1» بما ليس عنده جِعْظَارٌ «2»).
و هذا من كلمتين من الجَظِّ و الجَعْظ، كلاهما الجافي، و قد فُسِّرَا فيما مضي «3».

[جنعظ]

و منه (الجنْعَاظ) و هو من الذي ذكرناه آنفاً و النون زائدة. قال الخليل:
يقال إنه سيي‌ء الخُلق، الذي يتسخَّط عند الطَّعام. و أنشد:
* جِنْعاظَةٌ بأهلِه قد بَرَّحَا «4» *

[جرجم]

و من ذلك قولهم للوحشيِّ إذا تَقَبَّض في وِجاره (تَجَرْجَمَ)، و الجيم الأولي زائدةٌ، و إنما هو من قولنا للحجارة المجتمعة رُجْمَةٌ. و أوضَحُ من هذا قولهم للقَبْر الرَّجَم، فكأنَّ الوحشيَّ لمّا صار في وِجاره صار في قبرٍ.

[جمعر]

و منها قولهم للأرض ذات الحجارة (جَمْعَرة). و هذا من الجمرات، و قد قلنا إنّ أصلها تجمُّع الحجارة، و من المَعِر و هو الأرض لا نبات به «5».

[جعفر]

و منها قولهم للنهر (جَعْفر). و وجهه ظاهر أنه من كلمتين: من جَعَف إذا صَرَع؛ لأنه يصرع ما يلقاه من نباتٍ و ما أشبهه؛ و من الجَفْر و الجُفْرَة و الجِفار و الأجْفَر و هي كالجُفَر.
______________________________
(1) المتنفج «المفتخر بأكثر مما عنده كما في القاموس. و في الأصل: «المنتفج» تحريف
(2) في الأصل: «جعظار» صوابه من المجمل و اللسان، و في اللسان: عند الكلام علي الجعظار:
و هو أيضاً الذي ينتفج بما ليس عنده مع قصر». و في أصل اللسان: «يتنفخ» و الوجه ما أثبت.
(3) في هذا التخريج تقصير، و ذاك أنه لم يأت بكلمة فيها الراء. و لعله جعل الراء زائدة، كما سيأتي في تخريج بعض الكلمات.
(4) بعده كما في اللسان (جنعظ):
إن لم يجد يوماً طعاما مصلحا قبح وجهاً لم يزل مقبحا
(5) ذهب بلفظ «الأرض» هنا إلي الموضع و المكان، كما ذهب الآخر في قوله:
فلا مزنة ودقت ودقها و لا أرض أبقل إبقالها
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 509‌

[جرفس]

و من ذلك قولهم في صفة الأسد (جِرْفاسٌ) فهو من جَرَف و من جَرَس، كأنه إذا أكل شيئاً و جَرَسه جَرَفَه.

[جندع]

و أما قولهم للداهيةُ (ذات الجَنادِع) فمعلوم في الأصل الذي أصَّلناه أنّ النون زائدة، و أنه من الجَدْع، و قد مضي. و قد يقال إنّ جَنادع كلِّ شي‌ءٍ أوائلُه، و جاءت جنادع الشرِّ.

[جلعد]

و من ذلك قولهم للصُّلب الشديد (جَلْعَدٌ) فالعين زائدة، و هو من الجَلَد و ممكنٌ أنْ يكون منحوتًا من الجَلَعِ أيضاً، و هو البُروز؛ لأنه إذا كان مَكانًا صُلْبا فهو بارزٌ؛ لقلّةِ النبات به.

[جحدل]

و من ذلك قولهم للحادِرِ «1» السمين (جَحْدَلٌ) فممكن أن يقال إن الدال زائدةٌ، و هو من السِّقاء الجَحْل، و هو العظيم، و من قولهم مَجدُول الخَلْق، و قد مضي.

[جرمز]

و من ذلك قولهم (تَجَرْمَزَ اللَّيلُ) ذهَبَ. فالزاء زائدة، و هو من تجرّم.
و الميم زائدةٌ في وجهٍ آخر، و هو من الجَرْز و هو القَطْع، كأنه شئٌ قُطِعَ قَطْعًا؛ و من رَمَزَ إذا تحرّكَ و اضطرب. يقال للماء المجتمع المضطرب رَامُوزٌ. و يقال الرّاموز اسمٌ من أسماء البحر.

[جحفل]

و من ذلك (تَجَحْفَلَ القوم): اجتمعوا، و قولهم للجيش العظيم (جَحفَلٌ)، و (جَحْفَلة الفَرَس). و قياس هؤلاءِ الكلماتِ واحدٌ، و هو من كلمتين: من الحَفْل و هو الجَمْع، و من الجَفْل، و هو تَجَمُّع «2» الشئِ في ذهابٍ. و يكون له وجه آخر: أن يكون من الجَفْل و من الجَحْف، فإنهم يَجْحَفُون الشئَ جحفًا.
* و هذا عندي أصوبُ القولين.
______________________________
(1) الحادر، بالحاء المهملة: الممتلئ لحماً و شحما مع ترارة. و في الأصل: «قولهم مجدول للجادر»، و فيه إقحام و تحريف.
(2) في الأصل: «و هو إذا تجمع».
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 510‌

[جحشم]

و من ذلك قولهم للبعير المنتفخ الجنبين (جَحْشَمٌ). فهذا من الجَشِمِ، و هو الجسيم العظيم، يقال: «ألقي عليَّ جُشَمَه»، و من الجَحْش و قد مضي ذكره، كأنّه شُبِّه في بعض قوّته بالجَحْش.

[جحشل]

و من ذلك قولهم للخفيف (جَحْشَلٌ «1») فهذا مِمّا زيدت فيه اللام، و إنّما هو من الجَحْشِ، و الجحشُ خفيف.

[جعثم]

و من ذلك قولهم للانقباض (تَجَعْثُم). و الأصل فيه عندي أنّ العين فيه زائدة، و إنما هو من التجثم، و من الجُثْمان. و قد مضي ذكره.

[جرعب]

و من ذلك قولهم للجافي (جَرْعَب) فيكون الراء زائدة. و الجَعَب: التَقَبُّض.
و الجَرَع: التِوَاءٌ في قُوَي الحَبْل. فهذا قياسٌ مطرد.

[جعبر]

و من ذلك قولهم للقصير (جَعْبَر)، و امرَأَةٌ جَعْبَرة: قصيرة. قال:
لا جَعْبَرِيَّاتٍ و لا طَهَامِلَا «2» *
فيكون من الذي قبله، و يكون الراء زائدة.

[جلدح]

و من ذلك قولهم لِلثَّقيل الوَخِم (جَلَنْدَحٌ «3»). فهذا من الجَلْح «4» و الجَدْع، و النون زائدة. و قد مضي تفسير الكلمتين.

[جلفز]

و من ذلك قولهم للعجوز المُسِنّة (جَلْفَزِيزٌ). فهذا من جَلَزَ و جلف. أمّا جلز
______________________________
(1) يقال: جحشل و جحاشل للخفيف السريع. قال:
لاقيت منه مشمعلا جحشلا إذا خببت في اللقاء هرولا
(2) لرؤبة في ديوانه 121 و اللسان (جعبر، قسس، طهمل). و قبله:
يمسين عن قس الأذي غوافلا ينطقن هوناً خردا بهاللا
(3) في الأصل: «جلندع» بالعين، و الصواب ما أثبت كما في المجمل و اللسان و القاموس.
و ليس للجلندع ذكر في المعاجم.
(4) في الأصل: «الجلع». و انظر التنبيه السابق.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 511
فمن قولنا مجلوز، أي مطويٌّ، كأنّ جسمَها طُوِي من ضُمْرها و هُزالها.
و أمّا جَلَفَ فكأنَّ لحمها جُلِفَ جَلْفًا أي ذُهِب به.

[جذأر]

و من ذلك قولهم للقاعد (مُجْذَئِرٌّ) فهذا مِنْ جذَا: إذا قَعَد علي أطراف قدمَيه. قال:
* و صَنّاجةٌ تَجْذُو علي حَدِّ مَنْسِمِ «1» *
و من الذَّئر «2» و هو الغَضْبان النّاشز. فالكلمة منحوتة من كلمتين.

[جنبل]

و من ذلك قولهم للعُسِّ الضَّخْم (جُنْبُل) فهذا ممّا زيدت فيه النون كأنّه جَبَل، و الجَبَل كلمة وجْهها التجمُّع. و قد ذكرناها.

[جندف]

و من ذلك قولهم للجافي (جُنادِفٌ) فالنون فيه زائدة، و الأصل الجَدْفُ و هو احتقار الشَّئ؛ يقال جَدَف بكذا أي احتقر، فكأن الجُنادِفَ المحتقر للأشياء، من جفائه.

[جرضم]

و من ذلك قولهم للأكول (جُرْضُم). فهذا ممّا زيدت فيه الميم، فيقال [من] جَرَض إذا جَرَشَ و جَرَسَ. و من رضَم أيضًا فتكون الجيم زائدة.
و معني الرّضم أن يَرضِمَ ما يأكله بَعضَه علي بعضٍ.

[جخدب]

و من ذلك قولهم للجمل العظيم (جُخْدُبَ)، فالجيم زائدة. و أصله من الخَدَب؛ يقال للعظيم خِدَبٌّ. و تكون الدال زائدةً؛ فإنّ العظيم جَخَبٌّ أيضاً.
فالكلمة منحوتةٌ من كلمتين.
______________________________
(1) للنعمان بن عدي بن نضلة، كما سبق في حواشي (جذو 439).
(2) يقال:» ذئر و ذائر، كلاهما للمذكر و المؤنث بلفظ واحد.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 512‌

[جرشع]

و من ذلك قولهم للعظيم الصدر (جُرْشُعٌ). فهذا من الجَرْش؛ و الجَرْش.
صدر الشئ. يقال جَرْشٌ من اللَّيل، مثل جَرْس. و من الجَشَع، و هو الحِرص الشديد. فالكلمة أيضاً منحوتة من كلمتين.

[جندب]

و من ذلك قولهم للجرادة (جُنْدَبٌ). فهذا نونه زائدةٌ، و [هو] من الجَدْب؛ و ذلك أنّ الجراد يَجْرُد فيأتِي بالجدْب. و ربما كَنَوا في الغَشْم و الظُّلم بأمِّ جُنْدَب، و قياسُه قياسُ الأصل.

[جلحب]

و من ذلك قولهم للشيخ الهِمِّ (جِلْحابَة). فهذا من قولهم جَلَحَ و لَحَبَ.
أمَّا الجَلَح فذَهابُ شَعْرَ مقدَّم الرأس. و أمّا لحب فمن قولهم لُحِبَ لحمُهُ يُلْحَبُ، كأنه ذُهِبَ به. و طَرِيقٌ لَحْبٌ من هذا.

[جندل]

و من ذلك قولهم للحجر (جَنْدَل). فممكنٌ أن يكون نونه زائدة، و يكون من الجَدْل و هو صلابةٌ في الشَّئ و طَيٌّ و تداخُل، يقولون خَلْقٌ مَجْدُول.
و يجوز أن يكون منحوتاً من هذا و من الجَنَد، و هي أرضٌ صُلْبة. فهذا ما جاء علي المقاييس الصحيحة.
و مما وُضِع وضْعاً و لم أعرِف له اشتقاقا:

[جلنظ]

(المُجْلَنْظِي): الذي يستلقي علي ظهره و يرفع رِجْلَيْهِ.

[جلعب]

و (المجلَعِبُّ «1»): المضطجع. و سيلٌ مُجْلَعِبٌّ: كثير القَمْشِ.

[جلخد]

و (المجْلَخِدّ): المستلقِي.

[جحمظ]

و (جَحْمظْت) الغلامَ، إذا شددتَ يديه إلي رجليه و طرحته «2».
______________________________
(1) في الأصل: «مجلب» صوابه بتقديم اللام.
(2) كذا. و في اللسان: «جحمظ الغلام شد يديه علي ركبتيه» فقط. و في القاموس:
«الجحمظة … و شد يدي الغلام علي ركبتيه ليضرب، أو الإيثاق كيف كان».
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 513
و‌

[جخدب]

(الجُخْدَب): دُوَيْبَّة، و يقال له جُخَادِبٌ، و الجمع جَخَادِبُ.
و‌

[جعشم]

(الجُعْشُم «1»): الصغير البَدَن القليلُ اللَّحْم.
و‌

[جلفع]

(الجَلَنْفَعُ): الغليظ من الإبل
[و‌

[جخدب]

(الجُخْدَبُ): الجَمَل الضَّخْم «2»]. قال:
* شَدَّاخَةً ضَخْمَ الضُّلوعِ جَخْدَبا «3» *
و‌

[جلخم]

يقال (اجْلَخَمَّ) القومُ، إذا استكبَرُوا. قال:
* نَضْرِبُ جَمْعَيْهِمْ إذا اجْلَخَمُّوا «4» *
و‌

[جعثن]

(الجِعْثَنُ): أصول* الصِّلِّيَان.
و‌

[جلسد]

(الجَلْسَد): اسمُ صَنَم «5». قال:
… كما* بَيْقَرَ مَنْ يَمْشِي إلي الجَلْسَدِ «6»
و‌

[جرسم]

(الجِرْسَام): السُّم الزُّعاف.
تم كتاب الجيم تم الجزء الأول من مقاييس اللغة بتقسيم محققه
______________________________
(1) في الأصل: «الجعثم»، صوابه بالشين.
(2) هذه التكملة من المجمل كما جاء الكلام فيه علي النسق الذي أوردته، و كما أن الاستشهاد التالي يتطلب إيرادها.
(3) البيت لرؤبة كما في اللسان (جخدب). و ليسس في ديوانه. و به استشهد الجوهري في الصحاح علي أنه في صفة الجمل الضخم. و قد اعترض ابن بري بأن ليس كذلك، و إنما هو في صفة فرس.
و قبله:
تري له مناكباً و لببا و كاهلا ذا صهوات شرجبا
(4) البيت للعجاج في ديوانه 63 و اللسان (جلخم). و في الأصل:
«… جميعهم …»
، و تحريف.
(5) قال ياقوت: «اسم صنم كان بحضرموت. و لم أجد ذكره في كتاب الأصنام لأبي المنذر هشام ابن محمد الكلبي».
(6) سبق الاستشهاد بهذا الجزء علي تلك الصورة في مادة (بقر 280) حيث ذكرت في الحواشي نسبته و تمامه. و في الأصل: «كما ينظر» تحريف.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 514‌

مراجع التحقيق و الضبط

«1»
الآثار الباقية للبيروني. طبع ليبسك 1878.
الإتباع و المزاوجة لابن فارس. طبع غيسن 1906 م.
إتحاف فضلاء البشر للدمياطي. طبع القاهرة 1359.
أخبار الظراف و المتماجنين لابن الجوزي. طبع دمشق 1347.
أدب الكاتب لابن قتيبة. طبع السلفية 1346.
إرشاد الأريب لياقوت. طبع دار المأمون 1355.
الأزمنة و الأمكنة للمرزوقي. طبع حيدر أباد 1332.
أساس البلاغة للزمخشري. طبع دار الكتب 1341.
أسماء خيل العرب لابن الأعرابي. طبع ليدن 1928 م.
الاشتقاق لابن دريد.. طبع جوتنجن 1853 م.
الإصابة لابن حجر. طبع القاهرة 1323.
الأصمعيات للأصمعي. طبع ليبسك 1902 م.
الأضداد لابن الأنباري. طبع القاهرة 1325.
الأغاني لأبي الفرج. طبع محمد ساسي 1323.
الاقتضاب لابن السيد. طبع بيروت 1901 م.
أمالي ثعلب: طبع دار المعارف 1369.
أمالي القالي. طبع دار الكتب المصرية 1344.
أمالي المرتضي. طبع القاهرة 1325.
إنباه الرواة للقفطي. مصورة دار الكتب المصرية برقم 2579 تاريخ الإنباه علي قبائل الرواة، لابن عبد البر. طبع القاهرة 1350.
______________________________
(1) لم أذكر هنا إلا ما ورد له ذكر في أثناء التحقيق و الضبط بهذا الجزء.
و سيضاف في نهاية كل جزء من الأجزاء التالية ما يحتاج إليه التحقيق.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 515
الأنساب للسمعاني. طبع ليدن 1912 م.
الإنصاف لابن الأنباري. طبع القاهرة 1364.
أوجز السير لابن فارس. طبع بمباي 1311.
البداية و النهاية لابن كثير. طبع القاهرة 1358.
بغية الوعاة للسيوطي. طبع القاهرة 1326.
تاج العروس للزبيدي. طبع القاهرة 1306.
تاريخ بغداد للخطيب. طبع القاهرة 1349.
تذكرة الحفاظ للذهبي. طبع حيدر أباد 1333 م.
تفسير أبي حيان. طبع القاهرة 1328.
تكملة شعر الأخطل. طبع الكاثوليكية ببيروت 1938 م.
تمام فصيح الكلام لابن فارس. مخطوطة المكتبة التيمورية 523 لغة.
تنبيه البكري علي أمالي القالي. طبع دار الكتب 1344.
تهذيب الألفاظ لابن السكيت. طبع بيروت 1895 م.
تهذيب التهذيب لابن حجر. طبع حيدر أباد 1325.
ثمار القلوب للثعالبي. طبع القاهرة 1326.
الجمهرة لابن دريد. طبع حيدر أباد 1351.
جمهرة أشعار العرب. طبع بولاق 1308.
الحيوان للجاحظ. طبع الحلبي 1358- 1366.
خزانة الأدب للبغدادي. طبع بولاق 1299.
الخصائص لابن جني. طبع القاهرة 1331.
الخيل لأبي عبيدة. طبع حيدر أباد 1358.
دمية القصر للباخرزي. طبع حلب 1348 م.
ديوان الأخطل. طبع بيروت 1891 م.
ديوان الأعشي. طبع جاير 1927 م.
ديوان الأفوه. مخطوطة دار الكتب المصرية برقم 12 ش أدب.
ديوان امرئ القيس. طبع القاهرة 1324.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 516
ديوان أمية بن أبي الصلت. طبع بيروت 1353.
ديوان أوس بن حجر. طبع جاير 1892 م
ديوان جران العود. طبع دار الكتب 1350.
ديوان جرير. طبع القاهرة 1315.
ديوان حاتم. (من مجموع خمسة دواوين) طبع القاهرة 1293.
ديوان حسان. طبع القاهرة 1347.
ديوان الحطيئة. طبع مطبعة التقدم بالقاهرة.
ديوان الحماسة للبحتري. طبع القاهرة 1929 م.
ديوان الحماسة لأبي تمام. طبع القاهرة 1331.
ديوان الحماسة لابن الشجري. طبع حيدر أباد 1345.
ديوان الخنساء. طبع بيروت 1895 م
ديوان أبي ذؤيب. طبع دار الكتب 1364.
ديوان ذي الرمة. طبع كمبردج 1919.
ديوان رؤبة. طبع ليبسك 1903 م.
ديوان زهير. طبع دار الكتب 1363.
ديوان سلامة بن جندل. طبع بيروت 1910 م
ديوان الشماخ. طبع مطبعة السعادة.
ديوان طرفة. طبع قازان 1909 م.
ديوان الطرماح. طبع ليدن 1928 م.
ديوان عبيد بن الأبرص. طبع ليدن 1913 م.
ديوان العجاج. طبع ليبسك 1903 م.
ديوان علقمة الفحل (من مجموع خمسة دواوين) طبع القاهرة 1293.
ديوان عمر بن أبي ربيعة. طبع القاهرة 1311.
ديوان عنترة. طبع الرحمانية.
ديوان للفرزدق، طبع القاهرة 1354.
ديوان القطامي. طبع برلين 1902 م.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 517
ديوان قيس بن الخطيم. طبع ليبسك 1914 م.
ديوان ابن قيس الرقيات. طبع فينا 1902 م.
ديوان كثير. طبع الجزائر 1928 م.
ديوان كعب بن زهير. مخطوطة دار الكتب برقم 1407 ز.
ديوان الكميت. طبع ليدن 1904 م
ديوان لبيد طبع فينا 1880 و 1881 م.
ديوان المتلمس. مخطوطة الشنقيطي بدار الكتب برقم 598 أدب.
ديوان المعاني للعسكري. طبع القاهرة 1352.
ديوان النابغة (من مجموع خمسة دواوين). طبع القاهرة 1293.
ديوان الهذليين. طبع دار الكتب 1324.
ديوان الهذليين نسخة الشنقيطي المخطوطة بدار الكتب برقم 6 ش أدب.
ذم الخطأ في الشعر. طبع القاهرة 1349.
رسالة التلميذ للبغدادي. نشرت بمجلة المقتطف عدد مارس 1945 م،
الروض الأنف للسهيلي. طبع القاهرة 1332.
زهر الآداب للحصري. طبع القاهرة 1925 م.
سيرة ابن هشام. طبع جوتنجن 1859 م.
شذرات الذهب، لابن العماد. طبع القاهرة 1350.
شرح أشعار الهذليين للسكري. طبع لندن 1854 م.
شرح بانت سعاد. طبع القاهرة 1321.
شرح شواهد المغني للسيوطي. طبع القاهرة 1322.
شرح المفضليات للأنباري. طبع بيروت 1930 م.
شرح المقامات للشريشي. طبع بولاق 1300.
الشعر و الشعراء لابن قتيبة. طبع القاهرة 1322.
شعراء النصرانية. طبع بيروت 1890 م.
الصاحبي لابن فارس. طبع القاهرة 1328.
الصحاح للجوهري. طبع بولاق 1282.
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 518
صفة الصفوة لابن الجوزي. طبع حيدر أباد 1355.
العقد لابن عبد ربه. طبع القاهرة 131.
العمدة لابن رشيق. طبع القاهرة 1344.
عيون الأخبار لابن قتيبة. طبع دار الكتب 1343.
الغريب المصنف. مخطوطة دار الكتب المصرية برقم 121 لغة.
فقه اللغة للثعالبي. طبع الحلبي 1357.
القراءات الشاذة لابن خالويه. طبع القاهرة 1934 م
الكامل لابن الأثير. طبع بولاق 1290.
الكامل للمبرد. طبع ليبسك 1864 م.
كتاب سيبويه. طبع بولاق 1316.
كشف الظنون لحاجي خليفة. طبع تركيا 1310.
الكنايات للجرجاني. طبع القاهرة 1326.
مجمع الأمثال للميداني. طبع القاهرة 1342.
المجمل لابن فارس. طبع القاهرة 1331.
المجمع المؤسس لابن حجر العسقلاني: مخطوطة دار الكتب برقم 75 مصطلح.
مجموع أشعار الهذليين. طبع ليبسك 1933 م.
مختصر في المذكر و المؤنث لابن فارس. مخطوطة المكتبة التيمورية برقم 265 لغة- المخصص لابن سيده. طبع بولاق 1318.
مرآة الجنان لليافعي. طبع حيدر أباد 1339.
المرصع لابن الأثير. طبع ديمار 1896 م.
المزهر للسيوطي. طبع دار إحياء الكتب العربية 1364.
المعارف لابن قتيبة. طبع القاهرة 1353.
معجم البلدان لياقوت. طبع القاهرة 1323.
معجم الشعراء للمرزباني. طبع القاهرة 1354.
المعجم الفارسي الإنجليزي لاستينجاس. طبع لندن 1920 م
معجم مقائيس اللغة، ج‌1، ص: 519
المعرب للجواليقي. طبع دار الكتب 1361.
المعلقات السبع للزوزني. طبع القاهرة 1340.
المعلقات العشر للتبريزي. طبع القاهرة 1343.
المفضليات للضي. طبع المعارف 1361.
المعمر بن للسجستاني. طبع القاهرة 1362.
مقالة كلا و ما جاء منها في كتاب اللّٰه. طبع السلفية 1347.
مقامات الحريري. طبع القاهرة 1326.
الملاحن لابن دريد. طبع السلفية 1347.
الميسر و الفداح لابن قتيبة. طبع السلفية 1343.
نزهة الألباء لابن الأنباري. طبع القاهرة 1294.
نسب الخيل لابن الكلبي. طبع ليدن 1928 م.
نوادر أبي زيد. طبع بيروت 1894 م.
النيروز لابن فارس. مخطوطة المكتبة التيمورية برقم 402 لغة.
وفيات الأعيان. طبع القاهرة 1310.
يتيمة الدهر. طبع دمشق 1303.

تصحيحات و استدراكات

ص 8 س 9. و كذا جاءت رواية البيت في معجم البلدان (8: 8: 307)؛ لكن في اللسان (19: 8): «بذي الرئي». و الرئي: ما رأته العين من حال حسنة و كسوة ظاهرة. و قد نبه المبرد في الكامل 377 أن «بذي الزي» هي الرواية الصحيحة.
ص 145 س 10: «ابن إنسك» ضبط في المخصص (13: 200):
«ابن إنسك و ابن أنسك»

[الجزء الثاني]

اشارة

بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ*

كتاب الحَاء

باب ما جاء من كلام العرب في المضاعف و المطابق أوّلُه حاء، و تفريعِ مقاييسه

حد

الحاء و الدال أصلان: الأوّل المنع، و الثاني طَرَف الشي‌ء.
فالحدّ: الحاجز بَيْنَ الشَّيئين «1». و فلان محدودٌ، إذا كان ممنوعاً. و «إنّه لَمُحارَفٌ محدود»، كأنّه قد مُنِع الرِّزْقَ. و يقال للبوَّاب حَدَّاد، لمنْعِه النّاسَ من الدخول. قال الأعشي:
فَقُمْنا و لَمَّا يَصِحْ دِيكُنا إلي جَوْنَةٍ عند حَدّادِها «2»
و قال النابغة في الحدّ و المنْع:
إلّا سليمانَ إِذْ قال المَلِيكُ له قُمْ في البرِيّة فاحدُدْها عن الفَنَد «3»
و قال آخر:
______________________________
(1) في الأصل: «من الشيئين».
(2) ديوان الأعشي 51 و اللسان (حدد، جون). و الجونة، بالفتح: الخابية المطلية بالقار.
(3) ديوان النابغة 21 و اللسان (حدد). و الرواية المشهورة كما فيهما:
«إذ قال الإله له»
.معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 4
يا رَبِّ مَن كَتَمني الصِّعَادا «1» فهَبْ لَهُ حَليلةً مِغْدادا
كانَ لها ما عَمِرَتْ حَدَّادَا
أي يكون بَوّابَها لئلا تَهْرُب. و سمِّي الحديدُ حديداً لامتناعه و صلابته و شدّته. و الاستحداد: استعمال الحديد. و يقال حَدَّت المرأة علي بَعْلها وَ أَحَدَّت، و ذلك إذا منَعتْ نَفْسَها الزِّينةَ و الْخِضابَ. و المحادّة: المخالَفَة، فكأنّه الممانعةُ.
و يجوز أن يكون من الأصل الآخَر.
و يقال: ما لي عن هذا الأمر حَدَدٌ و مُحْتَدٌّ، أي مَعْدَل وَ مُمتَنَع. و يقال حَدَداً، بمعني مَعَاذَ اللّٰه. و أصله من المَنْع. قال الكميت:
حَدَداً أن يكون سَيْبُك فِينا زَرِماً أو يَجِيئَنا تَمْصِيرا «2»
و حَدُّ العاصِي سُمِّي حَدًّا لأنّه يمنعه عن المعاوَدَة. قال الدّريديّ: «يقال هذا أمر حَدَدٌ، أي منيع «3»».
و أمّا الأصل الآخَر فقولهم: حَدُّ السَّيف و هو حَرْفه، و حدُّ السِّكِّين. و حَدُّ الشَّراب: صلابته. قال الأعشي:
* و كأْسٍ كعَيْنِ الديك باكَرْتُ حَدَّها «4» *
______________________________
(1) البيت و تاليه في اللسان (غدد) برواية: «من يكتمني». و الصعاد، هنا: جمع صعدة و هي من النساء المستقيمة القامة، كأنها صعدة قناة.
(2) السيب: العطاء. و في الأصل: «سيبك»، صوابه في المجمل و اللسان. و الزوم، بتقديم الزاي: القليل. و في الأصل: «رزما» و في المجمل و اللسان:
«و تحا أو مجبنا ممصورا»
. و التمصير:
تقليل العطاء.
(3) في الجمهرة (1: 58): «أي ممتنع»، و في اللسان بدون نسبة إلي ابن دريد: «و هذا أمر حدد أي منيع حرام لا يحل ارتكابه».
(4) عجزه كما في الديوان 137 و اللسان (حدد):
* بفتيان صدق و النواقيس تضرب*
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 5
و حَدُّ الرّجل: بأسُه. و هو تشبيه.
و من المحمول الحِدّةَ التي تعتري الإنسان من النَّزق. تقول: حَدَدت علي الرّجل أَحِدُّ حِدَّةً.

حذ

الحاء و الذال أصلٌ واحدٌ يدل علي القَطْع و الخِفّة و السُّرعة، لا يشذُّ منه شي‌ء. فالحذُّ: القَطْعُ. و الأَحَذُّ: المقطوع الذّنَب. و يقال للقطاةِ حَذّاءِ، لقِصَر ذَنَبها. قال:
حَذّاء مدْبِرةً سَكَّاء مُقْبِلةً للماء في النَّحر منها نَوْطَةٌ عَجَب «1»
و أمْرٌ أحذّ: لا متعلّق فيه لأحَدٍ، قد فُرِغ منه و أُحْكِم. قال:
إذا ما قَطعْنا رَمْلَةً و عَدَابَها فإنَّ لنا أَمْراً أحذَّ غمُوسا «2»
قال الخليل: الأحذّ: الذي لا يتعلَّق به الشي‌ء. و يسمَّي القلبُ أحَذّ. قال:
و قصيدة حَذَّاء: لا يَتعلَّقُ بها من العيب شي‌ء لجوْدتها. و الحَذّاء: اليَمين المنكَرَة يُقْتَطَعُ بها الحقُّ «3»
و من هذا الباب في المُطابَق: قَرَبٌ حَذْحَاذٌ «4»، أي سريعٌ حثيث.
______________________________
(1) نسب البيت في اللسان (حذذ، نوط) إلي النابغة. و أنشده في (سكك) بدون نسبة.
و نسب في الأعاني (8: 142) مع أربعة أبيات إلي العباس بن يزيد بن الأسود. قال: «هكذا ذكر ابن الكلبي، و غيره يرويها لبعض بني مرة». و النوطة، بالفتح: الحوصلة.
(2) البيت ليزيد بن الحذاق الشي العبدي، من قصيدة في المفضليات (2: 79). و العداب:
الحبل من الرمل. و الغموس: الغامض.
(3) شاهده ما أنشده في اللسان (حذذ):
تزيدها حذاء يعلم أنه هو الكاذب الآتي الأمور البجاريا
(4) يقال حذحاذّ و حذاحذ، كعلابط. و القرب، بالتحريك: سير الليل لورد الغد.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 6
و
في حديث عُتْبةَ بنِ غَزْوان «1»: «إِنَّ الدُّنْيا قد آذنَتْ بصُرْمٍ و وَلَّت حَذَّاءَ، و لم تَبْق منها صُبابةٌ إلّا كصُبابة الإناء»

حر

الحاء و الراء في المضاعف له أصلان:
فالأوّل ما خالف العُبودِيّة و بَرِئ من العيب و النَّقص. يقال هو حُرٌّ بيِّنُ الْحُرورِيّة و الحُرّيّة. و يقال طِينٌ حُرٌّ: لا رمْل فيه. و باتَتْ فلانةُ بلَيْلَةٍ حُرَّةٍ، إذا لم يصل إليها بَعْلُها في أوّلِ ليلَةٍ؛ فإنْ تمكَّن منها فقد باتَتْ بليلةِ شَيْبَاءَ. قال:
شُمْسٌ مَوانعُ كُلِّ لَيلةٍ حُرَّةٍ يُخْلِفْنَ ظَنَّ الفاحش المِغْيارِ «2»
و حُرُّ الدّار: وَسَطها. و حُمِل علي هذا شئُ كثيرٌ، فقيل لولد الحيّة حُرٌّ. قال:
مُنطوٍ في جَوف ناموسِهِ كانطواء الحُرِّ بين السِّلامْ «3»
و يقال لذكَر القَمَاريّ ساقُ حُرٍ. قال حُمَيد:
و ما هاج هذا الشَّوقَ إلّا حملمةٌ دعَتْ ساقَ حُرٍ تَرْحَةً و ترنُّما «4»
و امرأةٌ حُرّةُ الذِّفْرَي، أي حُرَّةُ مَجَالِ القرْط. قال:
و الفُرْطُ في حُرَّةِ الذِّفْرَي* مُعَلّقُهُ تباعَدَ الحَبْل منه فهو مضطربُ «5»
______________________________
(1) زاد في اللسان: «أنه خطب الناس فقال في خطبته».
(2) البيت للنابغة في ديوانه 36 و اللسان و الجمهرة (حرر).
(3) البيت للطرماح في ديوانه 109 و اللسان و المجمل (حرر). و هو في صفة صائد
(4) البيت في اللسان (5: 256). و أنشده في (5: 257) و ذكر أن صواب الرواية:
… «في حمام ترنما»
. و بهذه الرواية الأخيرة ورد في المجمل.
(5) البيت لذي الرمة في ديوانه 569 و اللسان (حبل). و «معلقه» وردت في الأصل و اللسان و الديوان «معلقة» تحريف، إذ «القرط» مذكر. و معلقه، أي موضع تطيقه. و في الديوان و اللسان:
«تباعد الحبل منها …»
. و في شرح الديوان: «أي تباعد حبل العنق من القرط لأنها طويلة العنق». فالمعني علي رواية الديوان و اللسان: تباعد حبلها؛ كما تقول قرت العين مني، أي عيني.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 7
و حُرُّ البَقْل: ما يُؤكلُ غيرَ مطبوخٍ. فأمّا قول طَرَفة:
لا يكُنْ حُبُّكِ داءً داخِلًا ليس هذا مِنكِ ماوِيَّ بحُرّ «1»
فهو من الباب، أي ليس هذا منك بحَسَن و لا جَميل. و يقال حَرَّ الرّجلُ يَحَرُّ، من الحُرِّيّة.
و الثاني: خلاف البَرْد، يقال هذا يومٌ ذو حَرٍ، و يومٌ حارٌّ. و الحَرُور:
الريح الحارّة تكون بالنهار و اللَّيل. و منه الحِرَّة، و هو العطَش. و يقولون في مَثَلٍ: «حِرَّةٌ تحْتَ قِرَّةٍ «2»».
و من هذا الباب: الحَرِير، و هو المحرور الذي تداخَلَهُ غيظٌ من أمرٍ نزل به.
و امرأةٌ حريرة. قال:
خرجْنَ حَريراتٍ و أبديْنَ مِجْلداً و جالَتْ عليهنَّ المكتَّبَةُ الصُّفْرُ «3»
يريد بالمكتّبة الصُّفْر القِداحَ
و الحَرَّة: أرض ذات حجارةٍ سوداء «4». و هو عندي من الباب لأنَّها كأنّها محترقة. قال الكسائيّ: نهشل بن حَرِّيّ «5»، بتشديد الراء، كأنّه منسوب إلي
______________________________
(1) ديوان طرفة 63 و اللسان (حرر).
(2) هو دعاء، أي رماه اللّه بالعطش و البرد، أو بالعطش في يوم بارد.
(3) البيت للفرزدق في ديوانه 217 و اللسان (حرر). و قد سبق في مادة (جلد). و أنشده في اللسان (قرم) بدون نسبة و برواية: «المقرمة الصفر».
(4) كذا جاء وصف الحجارة بسوداء. و انظر تحقيقي لهذه المسألة في مجلة الثقافة 2151 و مجلة المقتطف عدد نوفمبر سنة 1944. و في المحمل و اللسان: «سود».
(5) نهشل بن حري: شاعر مخضرم، أدرك معاوية، و كان مع علي في حروبه. الإصابة 8878 و الخزانة (1: 151).
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 8
الحَرَّ. قال الكسائي: حَرِرتَ يا يومُ «1» تَحَرّ وَ حَرَرْتَ تَحِرّ، إذا اشتدَّ حَرُّ النَّهار.

حز

الحاء و الزّاء أصلٌ واحد، و هو الفَرْضُ في الشّي‌ءِ بحديدةٍ أو غيرها، ثم يشتقُّ منه. تقول من ذلك: حزَزْت في الخشبَة حَزًّا. و إذا أصاب مِرفَقُ البعير كِركِرتَه فأثَّر فيها، قيل به حازٌّ «2». و الحُزَّازُ: ما في النَّفس من غيظٍ؛ فإنّه يحزُّ القلبَ و غيرَه حزًّا. قال الشمّاخ:
فلما شَرَاها فاضَت العَينُ عَبْرَةً و في الصدر حُزّازٌ من اللّوْمِ حامِزُ «3»
و الحَزَازَة من ذلك. و كلُّ شي‌ءِ حَكَّ في صدرك فقد حَزَّ. و منه
حديث عبد اللّٰه: «الإثْم حَزَّازُ القُلُوب «4»».
[و] من الباب الحَزيز، و هو مكانٌ غليظٌ مُنْقاد، و الجمع أحِزَّة. قال:
* بأَحِزَّةِ الثَّلَبُوتِ «5» *
و منه الحَزاز، و هو هِبْرِيَةٌ في الرأس. و يقال جئت علي حَزَّةٍ مُنكَرة، أي حالٍ و ساعةِ. و ما أُراه «6» يقال في حالٍ صالحة. قال:
* و بأيِّ حَزِّ مُلاوَةٍ تَتَقَطَّعُ «7» *
______________________________
(1) في الأصل: «يا قوم» صوابه في المجمل و اللسان. و ضبط الفعل في القاموس: كمللت و فررت و مررت.
(2) الكر كرة: صدر كل ذي خف. و قد ضبطت العبارة في اللسان خطأ، و هي في القاموس علي الصواب. و قد أضاف كل منهما كلمة «طرف» إلي «كركرته».
(3) ديوان الشماخ 49 و اللسان (حزز، حمز). و رواية الديوان: «من الوجد»، و اللسان:
«من الهم».
(4) و يروي أيضا: «حواز القلوب» أي يحوزها و يتملكها و يغلب عليها.
(5) للسيد في معلقته. و البيت بتمامه:
بأحزة لثلبوت يربأ فوقها قفر المراقب خونها آرامها
(6) في الأصل: «أري».
(7) لأبي ذؤيب الهذلي في ديوانه 5 و المفضليات (2: 323) و اللسان (حزز، رزن) و صدره:
* حتي إذا جزرت مباه رزونه*
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 9‌

حس

الحاء و السين أصلان: فالأول غلبة الشي‌ء بقتل أو غيره، و الثاني حكايةُ صوت عند توجُّعٍ و شبهه.
فالأول الحَسُّ: القَتْل، قال اللّٰه تعالي: إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ. و من ذلك
الحديث: «حُسُّوهم بالسيف حَسّا»
. و
في الحديث في الجراد: «إذا حَسَّهُ البَرْدُ»
- و الحَسيس: القَتِيل «1». قال الأفوه:
* و قد تَرَدَّي كلُّ قِرْنٍ حَسيسْ «2» *
و يقال إن البَرْدَ محَسَّة للنَّبَاتِ. و من هذا حَسْحَسْت الشي‌ء من اللحم، إذا جعلْتَه علي الجِمرة؛ و حَشْحشْت أيضاً. و يقول العرب: افعل ذلك قبل حُسَاس الأيسار، أي قبل أن يُحسحِسوا من جَزُورهم، أي يَجْعَلُوا اللحم علي النار.
و من هذا الباب قولهم أحْسَسْتُ، أي عَلِمْتُ بالشي‌ء. قال اللّٰه تعالي: هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ. و هذا محمولٌ علي قولهم قتلتُ الشي‌ءَ عِلْما. فقد عاد إلي الأصل الذي ذكرناه. و يقال للمَشَاعر الْخمْسِ الحواسُّ، و هي: اللَّمس، و الذَّوق، و الشمّ، و السمع، و البصر.
و من هذا الباب قولهم: من أين حَسِسْتَ هذا الخبر، أي تخبّرتَه.
و من هذا الباب قولهم للذي يطرُد الجوعَ بسخائه: حسحاس. قال:
و اذكرْ حسيناً في النَّفير و قبله حَسَنا و عُتبة ذا الندي الحسْحَاسا
______________________________
(1) في الأصل و المحمل: «القتل»، صوابه في اللسان.
(2) صدره كما في ديوان الأفوه: و اللسان (حسس):
* نفسي لهم عند انكسار القنا*
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 10
و الأصل الثاني: قولهم حَسّ «1»، و هي كلمةٌ تقال عند التوجُّع. و يقال حَسِسْت له فأنا أحَسُّ، إذا رقَقْت له، كأنَّ قلبَك ألِمَ شفقةً عليه. و من [الباب] الحِسُّ، و هو وجعٌ يأخذ المرأة عند وِلادِها. و يقال انحسَّت أسنانه: انقلعَتْ. و قال:
في مَعْدِنِ المُلْكِ القديم الكِرْسِ ليس بمَقْلُوعٍ و لا مُنْحَسِّ «2»
و من هذا الباب و ليس بعيداً منه الحُساس، و هو سوءُ الخُلُق. قال:
رُبَّ شَرِيبٍ لك ذِي حُساسِ شِرابُه كالحَزِّ بالمَوَاسِي «3»
و يقال الحُساس الشُّؤم. فهذا يصلح أن يكون من هذا، و يصلح أن يكون من الأول لأنه يذهب بالْخيْر.

حش

الحاء و الشين أصلٌ واحد، و هو نباتٌ أو غيرُه يَجفُّ، ثم يستعارُ هذا في غيره و المعني واحد. فالحشيش: النبات اليابس. و الحِشَاش و المِحَشُّ: وعاؤه. قال:
* بين حِشاشَيْ بازِلٍ جِوَرِّ «4» *
و حِشَاشَا الإنسانِ و غيرِه: جنباه، عن أبي مالك، كأنَّهما شُبِّهَا بحِشَاشَيِ الحشيش. و الحُشَّةُ: القُنَّةُ تُنْبِتُ و يَبْيَضُّ فوقَها الحشيش «5». قال:
______________________________
(1) يقال بفتح الحاء، و كسر السين المشددة مع التنوين و عدمه، و يقال حسا، بفتح الحاء مع النصب. و كذلك حس، بكسر الحاء و كسر السين المشددة المنونة.
(2) للعجاج في اللسان (حسس، كرس) و ليس في ديوانه. و الكرس، بالكسر: الأصل.
و يروي:
… «الكريم الكرس»
. (3) الرجز في اللسان (حسس)، و نوادر أبي زيد 175. و المواسي: جمع موسي الحلاق.
(4) الرجز في اللسان (حشش، جرر). و انظر أيضاً (جرر، مرر) و قد سبق إنشاده في (جر).
(5) في القاموس «و الحشة بالضم: القبة العظيمة». قال الزبيدي: «هكذا في سائر النسخ القبة حدة. و الصواب القنة بالنون، كما ضبطه الصاغاني عن ابن عباد».
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 11
*فالحشَّة السَّوداء من ظهر العَلَم
* و المُحَشُّ من الناس: الصغير، كأنه قد يَبِس فصغُر. قال:
* قُبِّحْتَ مِن بَعْلٍ مُحَشٍّ مُودَنِ*
و يقال استحشَّتِ الإبلُ: دَقَّت أو ظِفَتُها من عِظَمِها أو شَحْمها. و يقولون:
اسْتَحَشَّ ساعِدُها كَفَّها، و ذلك إذا عَظُم الساعد فاستُصْغِرت الكفَّ. قال:
إذا اصْمَأَلَّ أَخْدَعاه ابتَدَّا إذا هما مَالا استَحَشَّا الخدَّا
و يقال حشَشْتُ النار، إذا أثقَبتَها، و هو من الأصل الذي ذكرناه، كأنّك جعلت ثَقُوبَها كالحشِيش لها تأكُله. قال:
فما جبُنوا أنَّا نشُدُّ عليهمُ و لكنْ رأوْا ناراً تُحَشُّ و تُسْفَعُ «1»
و حَشَّ الرجل سهمَه، إذا أَلزَقَ به قُذَذَه من نواحيه.
و من الباب فرسٌ محشوش الظهر بجنْبَيه، إذا كان مُجْفَر الجنْبَين. قال:
من الحارِكِ محشوشٍ بجَنْبٍ مُجْفَرٍ رَحْبِ «2»
و قول الهذليّ «3»:
في المزنيّ الذي حَشَشْتُ له مالَ ضَريكٍ تِلادُهُ نَكِدُ «4»
فإنه يريد كثّرت به مالَ هذا الفقير. و ذلك أنه أُسِرَ ففُدِي بماله.
______________________________
(1) البيت لأوس بن حجر في ديوانه 11 و اللسان (حسس).
(2) لأبي دواد الإيادي، كما في اللسان (حشش). و رواه أبو عبيدة في كتاب الحيل 86 لعقبة بن سابق.
(3) هو صخر الغي، و قصيدته في نسخة الشقيطي من الهذليين 55 و شرح الكري الهذليين 12. و البيت في اللسان (حشش).
(4) الذي حششت، ساقطتان من الأصل، و إثباتهما من اللسان و ديوان الهذليين.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 12
و يقال حَشَّت اليد «1»، إذا يَبِست، كأنها شُبِّهت بالحشيش اليابس. و أحشّت الحامِلُ، إذا جاوَزَتْ وقت الوِلادِ و يَبِس الولدُ في بطنها.
و مما شذ عن الباب الحُشَاشَة: بقية النّفْس. قال:
أبَي اللّٰهُ أن يُبقِي لنفسي حُشاشةً فصبراً لما قد شاء اللّٰه لي صبرا «2»

حص

الحاء و الصاد في المضاعف أصول ثلاثة: أحدها النَّصيب، و الآخر وضوحُ الشي‌ء و تمكنُّه، و الثالث ذَهاب الشي‌ء و قلّته.
فالأول الحِصّة، و هي النَّصيب، يقال أحصَصْتُ الرّجلَ إذا أعطيتَه حِصَّته.
و الثاني قولهم حَصْحَصَ الشي‌ء: وضَحَ. قال اللّٰه تعالي: الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ.
و من هذا الحصحصةُ: تحريكُ الشي‌ءِ حتي يستمكن و يستقرّ.
و الثالث الحَصُّ و الحُصَاص، و هو العَدْوُ. و انحَصَّ الشعْر عن الرأس: ذهَب.
و رجلٌ أحَصُّ قليلُ الشعْر. و حَصَّتِ البيْضةُ شعرَ رأسه. قال أبو قيس بن الأسلت:
قد حَصّتِ البَيضَةُ رأسي فما أطعَمُ نوماً غيرَ تَهجاعِ «3»
و الحصحصة: الذَّهاب في الأرض. و رجل أحَصُّ و امرأةٌ حَصّاء، أي مشْؤُومة. و هو من الباب، كأنَّ الخير قد ذهب عَنْها. و من هذا الباب فلانٌ يَحُصّ، إذا كان لا يُجيِر أحداً. قال:
______________________________
(1) يقال: حشت و أحشت، بالبناء للفاعل و المفعول في كل منهما.
(2) كذا ورد هذا العجز و يصح بقطع همزة لفظ الجلالة «اللّه».
(3) قصيدة أبي قيس الأقيس في المفضليات (2: 83- 86). و البيت في اللسان (حصص)، برواية:
«… فما أذوق نوماً …»
.معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 13
أَحُصُّ و لا أُجِيرُ و مَن أُجِرْهُ فليس كمن يُدَلَّي بالغُرُورِ «1»
و الأَحَصَّانِ: العَبد و العَير؛ لأنهما يُماشِيان أنْمانَهما حتي يَهرَما فيُنْتَقصَ أثمانُها و يمُوتا.
و يقال سَنَةٌ حَصَّاءِ: جرداءِ لا خَير فيها.
و من الذي شذَّ عن الباب قولهم للوَرْس حُصّ. قال:
مُشَعْشَعَةَ كأنَّ الحُصَّ فيها إذا ما الماءِ خالَطَها سَخِينا «2»

حض

الحاء و الضاد أصلان: أحدهما البَعْث علي الشي‌ء، و الثاني القَرارُ المسْتَفِلُ.
فالأول حضَضْته علي كذا، إذا حَضّضْتَه عليه و حَرّضْتَه. قال الخليل: الفرق بين الحضّ و الحثّ أنّ الحثّ يكون في السير و السَّوقِ و كلِّ شي‌ء، و الحضّ لا يكون في سير و لا سَوْق.
و الثاني الحضيض، و هو قَرار الأرض. قال:
* نزَلْتُ إليه قائماً بالحَضِيضِ «3» *

حط

الحاء و الطاء أصلٌ واحد، و هو إنزال الشي‌ء من عُلوّ. يقال حطَطْت الشي‌ءَ أحُطّه حَطًّا. و قوله تعالي: حِطَّةٌ* قالوا: تفسيرها اللهم حُطّ عنا أوزارَنا
______________________________
(1) البيت لأبي جندب الهذلي، كما في اللسان (دلا). و قصيدته في شرح السكري للهذليين 87 و مخطوطة الشنقيطي 119.
(2) لعمرو بن كلثوم في معلقته المشهورة.
(3) لامرئ القيس في ديوانه 110. و صدره:
* فلما أجن الشمس عني غيارها*
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 14
و من هذا الباب قولهم جاريةٌ مَحْطوطة الْمتنين، كأنما حُطّ مَتْنَاها بالمِحَطِّ. قال:
بيضاءِ مَحْطوطَةُ الْمتنَين بَهْكَنَةٌ رَيَّا الرّوادفِ لم تُمْغِل بأولادِ «1»
و من هذا الباب قولهم رجل حُطَائِطٌ، أي صغير قصير، كأنّه حُطَّ حَطَّا.
و من هذا الباب قولُهم للنّجيبة السريعة* حَطوطٌ؛ كأنها لا تزال تحطُّ رَحْلًا بأرض «2».
و مما شذّ عن هذا القياس الحَطَاط: بَثْرَةٌ تكون بالوجْه. قال الهذليّ «3»:
و وحهٍ قد طرقْتُ أمَيْمَ صَافٍ أَسيلٍ غيرِ جَهْمٍ ذِي حَطاطِ
و يروي:
* كقَرنِ الشّمسِ ليس بذي حَطاطِ*

حظ

الحاء و الظاء أصل واحد، و هو النَّصيب و الْجَدّ. يقال فلان.
أحظُّ من فلانٍ، و هو محظُوظٌ. و جمع الحظِّ أحَاظٍ علي غير قياس. قال أبو زيد:
رجلٌ حَظِيظ جديد، إذا كان ذا حظّ من الرزق. و يقال حَظِظْتُ في الأمر أَحَظُّ.
قال: و جمع الحَظّ أحُظٌّ «4».

حف

الحاء و الفاء ثلاثة أصول: الأول ضربٌ من الصّوت، و الثاني أن يُطيفَ الشي‌ءُ بالشي‌ء، و الثالث شِدَّةٌ في العيش.
______________________________
(1) البيت للقطامي في ديوانه 7 و اللسان (حطط، مغل).
(2) شاهده قول النابغة في اللسان (حطط):
فما وخدت بمثلك ذات غرب حطوط في الزمام و لا لجون
(3) هو المتنخل الهذلي، و قصيدته في نسخة الشنقيطي من الهذليين 48 و القسم الثاني من مجموع أشعار الهذليين. و رواية البيت في اللسان (حطط):
و وجه قد جلوت أميم صاف كقرن الشمس ليس بذي حطاط
(4) هذا في جمع القلة، و يقال في الكثرة حظوظ و حظاظ كرجال.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 15
تفسير ذلك: الأول الحفيف* حفيفُ الشجرِ و نحوِه، و كذلك حفيفُ جَناح الطائر.
و الثاني: قولهم حفّ القوم بفلانٍ إذا أطافُوا به. قال اللّٰه تعالي: وَ تَرَي الْمَلٰائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ. و من ذلك حِفافَا كلِّ شي‌ءِ: جانباه. قال طَرَفة:
كَأَنّ جَناحَيْ مَضْرَحِيِّ تَكنَّفا حِفَافَيْهِ شُكَّا في العَسيبِ بِمْسرَدِ «1»
و من هذا الباب: هو علي حَفَفِ أمْرٍ أي ناحيةٍ منه، و كلُّ ناحيةِ شي‌ءِ فإنها تُطِيف به. و من هذا الباب قولهم: «فلان يَحُفُّنا و يَرُفُّنا» كأنّه يشتمل علينا فيُعْطينا و يَمِيرُنا.
و الثالث: الحُفُوف و الحَفَف، و هو شدّة العيش و يُبْسُه. قال أبو زيد:
حَفَّتْ أرضُنا و قَفَّتْ، إذا يبِسَ بَقْلُها. و هو كالشَّظَف. و يقال: هم في حَفَفٍ من العَيش، أي ضيق و محْلٍ، ثم يُجْرَي هذا حتي يقال رأسُ فلانٍ محفوفٌ و حافٌّ، إذا بَعدُ عهدُه بالدُّهن، ثم يقال حَفَّت المرأةُ وجْهها من الشّعر. و احتفَفْتُ النبتَ إذا جَزَزْتَه.

حق

الحاء و القاف أصلٌ واحد، و هو يدل علي إحكام الشي‌ء.
و صحّته. فالحقُّ نقيضُ الباطل، ثم يرجع كلُّ فرعٍ إليه بجَودة الاستخراج و حُسْن التّلفيق و يقال حَقَّ الشي‌ءُ وجَبَ. قال الكسائيّ: يقول العرب: «إنك لتعرف الحِقَّةَ عليك، و تُعْفي بما لدَيْكَ «2»». و يقولون: «لَمَّا عَرَف الحِقَّةَ منّي انْكَسَرَ».
______________________________
(1) البيت من معلقته المشهورة. و المضرحي: النسر.
(2) في اللسان: «المعفي الذي يصحبك و لا يتعرض لمعروفك». و أنشد:
فإنك لا تبلو امرأ دون صحبة و حتي تعينا؟؟؟ و؟؟؟
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 16
و يقال حاقَّ فلانٌ فلاناً، إذا ادَّعي كلُّ واحدٍ منهما، فإذا غَلَبَه علي الحقِّ قيل حَقَّه و أحَقَّه. و احتَقَّ الناس في الدَّيْنِ، إذا ادَّعي كلُّ واحدٍ الحقَّ.
و
في حديث عليّ عليه السلام: «إذا بلغَ النِّساء نَصَّ الْحقَاقِ فالعَصَبَةُ أوْلي».
قال أبو عبيدٍ: يريدُ الإدراكَ و بُلوغَ العقل. و الحِقاقُ أن تقول هذه أنا أحقُّ، و يقولَ أولئك نحنُ أحقّ. حاقَقْتُه حقاقاً. و من قال «نَصَّ الحقائق» أراد جمع الحقيقة.
و يقال للرجُل إذا خاصَمَ في صغار الأشياء: «إنَّه لَنَزِقُ الحِقاق» و يقال طَعْنَةٌ مُحْتَقَّةٌ، إذا وصلَتْ إلي الجوف لشدَّتها، و يقال هي التي تُطعَن في حُقِّ الورِك.
قال الهذلي «1»:
وَهَلًا و قد شرع الأسِنّةَ نحوَها مِن بين مُحْتَقٌ بها و مُشَرِّمِ
و قال قومٌ: المحتقُّ الذي يُقتَل مكانَه. و يقال ثوبٌ مُحَقَّقٌ، إذا كان محكم النّسج «2». قال:
تَسَرْبَلْ جِلْدَ وَجهِ أبيك إنّا كفَيناك المحققَة الرّقاقا «3»
و الحِقَّةُ من أولاد الإبل: ما استحقَّ أن يُحمَل عليه، و الجمع الحِقاق. قال الأعشي:
______________________________
(1) هو أبو كبير الهذلي كما في اللسان (حقق)، و قصيدة البيت في نسخة الشنقيطي 76 الوهل: الفزع. و في اللسان: «هلا و قد» تحريف. و قبل البيت:
فاهتجن من فزع و طار جحاشها من بين قارمها و ما لم يقرم
(2) و قيل: ثوب محقق: عليه و شي كصورة الحقق.
(3) كلمة «جلد» ساقطة من الأصْل، و إثباتها من المجمل و اللسان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 17
و هُم ما هُم إذا عزَّت الخَم رُ و قامت زِقاقُهم و الحِقاقُ «1»
يقول: يباع زقّ منها بحِقّ «2». و فلان حامِي الحقيقة، إذا حَمَي ما يَحقُّ عليه أن يحمِيه؛ و يقال الحقيقة: الراية. قال الهذليّ «3»:
حامِي الحقيقة نَسَّالُ الموَديقة مِعْ تاقَ الوَسيقة لا نِكسٌ و لا وانِ «4»
و الأحقّ من الخيل: الذي لا يعْرَق؛ و هو من الباب؛ لأن ذلك يكون لصلابته و قوّته و إحكامه. قال رجلٌ من الأنصار «5»:
و أَقْدَرُ مُشرفُ الصَّهَواتِ ساطٍ كُمَيتٌ لا أحَقُّ و لا شَئيتُ «6»
و مصدره الحَقَق. و قال قوم: الأقدر أن يسبقَ موضعُ* رِجليه موقعَ يديه.
و الأحقّ: أنْ يطبِّق هذا ذاك. و الشئِيت: أن يقصر موقع حافر رجلَيه عن موقع حافر يديه.
و الْحَاقَّةُ*: القيامة؛ لأنها تحقّ بكل شي‌ء. قال اللّٰه تعالي: وَ (لٰكِنْ) حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذٰابِ عَلَي الْكٰافِرِينَ. و الحَقْحَقَة أرفَعُ السَّير و أتْعَبُه للظَّهرْ. و
في حديث
______________________________
(1) البيت في ديوان الأعشي 142.
(2) في الأصل: «يقال يباع زق منها حق».
(3) هو أبو المثلم الهذلي. و قصيدته في نسخة الشقبطي من الهذليين 94 و السكري 34.
(4) السكري: «معتاق الوسيقة، و هي الطريدة، إذا طرد طريدة أنجاها من أن تدرك».
و البيت ملفق من بيتين. و في ديوان الهذليين:
آبي الهضيمة ناب بالعظيمه مت لاف الكريمة لا سقط و لا وان
حامي الحقيقة نسال الوديقة مع تاق الوسيقة جلد غير ثنيان
(5) البيت يروي أيضاً لعدي بن خرشة الخطمي كما في اللسان (حقق، شأت).
(6) سيأتي في (شأت). و هذه رواية أبي عبيد. و رواية الجمهرة (1: 63):
بأجرد من عناق الحبل بها جواد لا أحق و لا شئيت
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 18
مطرّف بن عبد اللّٰه لابنِه «1»: «خَير الأُمور أوساطُها، و شرُّ السَّير الحَقْحَقَة».
و الحُقُّ: مُلتقَي كلِّ عَظْمَين إلا الظهرَ؛ و لا يكون ذلك إلا صُلباً قويا.
و من هذا الحقّ من الخشب، كأنه ملتقي الشي‌ء و طَبَقُه- و هي مؤنثّة، و الجمع حُقق. و هو في شعر رؤبة:
* تَقْطِيطَ الحُقَقْ «2» *
و يقال فلانٌ حقيقٌ بكذا و محقوقٌ به- و قال الأعشي:
لَمَحْقوقةٌ أن تستجِيي لِصَوتِهِ و أنْ تعلمي أنّ الُمعانَ مُوَفَّقُ
«3» قال بعضُ أهل العلم في قوله تعالي في قصة موسي عليه السلام: حقيق عليّ قال: واجِبٌ عليّ. و من قرأها حَقِيقٌ عَليٰ فمعناها حريصٌ عَلَي «4».
قال الكسائيّ حُقّ لك أن تفعل هذا و حُقِقْتَ. و تقول: حَقَّا لا أفعل ذلك، في اليمين.
قال أبو عبيدة: و يُدخلون فيه اللام فيقولون: «[لَحَقَّ] لا أفعل ذاك «5»»،
______________________________
(1) في الأصل: «لأبيه» تحريف. و في اللسان: «و تعبد عبد اللّٰه بن مطرف بن الشخير فلم يقتصد، فقال له أبوه: يا عبد اللّٰه، العلم أفضل من العمل، و الحسنة بين السيئتين» الخ.
و مطرف بن الشخير، هو مطرف بن عبد اللّه بن الشخير من كبار التابعين، توفي سنة 95.
انظر تهذيب التهذيب، و صفة الصفوة.
(2) قطعة من بيت له. و هو بتمامه كما في الديوان و اللسان:
* سوي مساحبهن تقطبط الحقق*
أي إن الحجارة سوت حوافر الحمر مثل تقطيط الحقق و تسويتها.
(3) قبله كما في ديوان الأعشي 149:
و إن امرأ أسري إليك و دونه فياف تنوفات و بيداء خيفق
(4) هذه قراءة الجمهور. و أما القراءة الأولي (علي) بتشديد الياء، فهي قراءة الحسن و نافع، و انظر إتحاف فضلاء البشر 227.
(5) التكملة من الصحاح و اللسان. و في اللسان: «قال الجوهري: و قولهم لحق لا آتيك، هو يمين العرب يرفعونها بغير تنوين إذا جاءت بعد اللام. و إذا أزالوا عنها اللام قالوا: حقاً لا آتيك.
قال ابن بري: يريد لحق اللّه فنزله منزلة لعمر اللّه. و لقد أوجب رفعه لدخول اللام كما وجب في قولك لعمر اللّه، إذا كان باللام».
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 19
يرفعونه بغير تنوين. و يقال حَقَقْتُ الأمرَ و أحقَقْتُه، أي كنتُ علي يقينٍ منه.
قال الكسائيّ: حَقَقْتُ حذَرَ الرحُل و أحقَقْتُه: [فعلتُ «1»] ما كان يحذر. و يقال أحَقَّت الناقة من الرّبيع، أي سَمِنَت.
و قال رجلٌ لتميميٍّ: ما حِقَّةٌ حَقَّت عَلَي ثلاث حِقاقٍ؟ قال: هي بَكْرَةٌ معها بَكْرتان، في ربيع واحد، سمِنت قبل أن تسمنا ثم ضَبِعَتْ و لم تَضْبَعا «2»، ثم لَقِحت و لم تَلقَحا.
قال أبو عمرو: استحقّ لَقَحُها «3»، إذا وجب. و أحقَّت: دخلَتْ في ثلاث سنين.
و قد بلغت حِقَّتها، إذا صارت حِقَّة. قال الأعْشَي:
بحِقّتها رُبِطَتْ في اللَّجِي نِ حتي السَّديسُ لها قد أَسَنْ «4»
يقال أسَنَّ السِّنُّ نَبَتَ.

حك

الحاء و الكاف أصلٌ واحد، و هو أن يلتقيَ شيئانِ يتمرّس كلُّ واحدٍ منهما بصاحبه. الحكُّ: حَكُّكَ شيئاً علي شي‌ء. يقال ما بقِيتْ في فيه حَاكَّة، أي سنّ. و أحكَّنِي رأسي فحكَكْته. و يقال حكَّ في صدري كذا:
إذا لم ينشرح صدْرك له، كأنه شي‌ء شكَّ صدرَك فتمرّس [به]. و الحُكاكة:
ما يسقط من الشيئين تحكُّهما. و الحَكِيك: الحافر النَّحِيت «5». و يقولون و هو أصل الباب: فلانٌ يتحكَّك بي، أي يتمرَّس
قال الفرّاء: إنه لحِكُّ شَرٍّ، و حِكُّ ضِغْنٍ «6».
______________________________
(1) التكملة من المجمل و اللسان (حقق 333).
(2) ضبعت الناقة ضبعا، من باب فرح: اشتهت الفحل. و في الأصل: «صنعت و لم تصنعا»، صوابه في اللسان (حقق 341) حيث ساق الخبر في تفصيل.
(3) اللقح بالفتح و التحريك: اللقاح. و يقال أيضاً استحقت الناقة اللقاح.
(4) رواية الديوان 16 و اللسان (حقق): «حبست في اللجين».
(5) أي المنحوت. و في الأصل: «النجيب»، صوابه من المجمل و اللسان.
(6) لم يذكر في اللسان: و في القاموس: «و حك شر و حكاكه، بكسرهما: يحاكه كثيرا».
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 20‌

حل

الحاء و اللام له فروع كثيرة و مسائلُ، و أصلها كلُّها عندي فَتْح الشي‌ءِ، لا يشذُّ عنه شي‌ء.
يقال حلَلْتُ العُقدةَ أحُلُّها حَلًّا. و يقول العرب: «يا عاقِدُ اذكُرْ حَلَّا».
و الحلال: ضِدُّ الحرام، و هو من الأصل الذي ذكرناهُ، كأنه من حَلَلْتُ الشي‌ء، إذا أبحْتَه و أوسعته لأمرٍ فيه «1».
و حَلَّ: نزل. و هو من هذا الباب لأن المسافر يشُدّ و يَعقِد، فإذا نزلَ حَلّ؛ يقال حَلَلْتُ بالقوم. و حليل المرأة: بعلها؛ و حليلة المرء: زوجُه. و سُمِّيا بذلك لأن كلّ واحدٍ منهما يَحُلُّ عند صاحبه.
قال أبو عبيد: كل من نازَلَكَ و جاوَرَك فهو حَليل. قال:
و لستُ بأطْلَسِ الثَّوبينِ يُصْبِي حليلتَه إذا هدأ النِّيامُ «2»
أراد جارتَه. و يقال سمَّيت الزوجةُ حليلةً لأن كلَّ واحدٍ منهما يحلُّ إزارَ الآخر. و الحُلّة معروفة، و هي لا تكون إلا ثوبَين. و ممكن أن يحمل علي الباب فيقال لمَّا كانا اثنَينِ كانت فيهما فُرْجة.
و من الباب الإحليل، و هو مَخرج البَول، و مَخرج اللَّبن من الضَّرْع.
و من الباب تَحَلْحَلَ عن مكانه، إذا زال. قال:
* ثَهْلانُ ذو الهَضَبَاتِ لا يَتَحَلْحَلُ «3» *
______________________________
(1) في الأصل: «الأمر فيه»
(2) البيت في المجمل و اللسان (طلس، حلل). و أطلس الثوبين كناية عن أنه مرمي بالقبيح.
(3) عجز بيت للفرزدق في ديوانه 717 و اللسان (حلل). و صدره:
* فارفع بكفك إن أردت بناءنا*
و في الديوان:
«ثهلان ذا الهضبات»
و قال ابن بري: «هذه هي الرواية الصحيحة». و أقول:
الرفع علي الاستئناف صحيح أيضاً، جعله مثلا.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 21
و الحلاحِل: السيِّد، و هو من الباب ليس بمنْغَلق محرَّم كالبخيل المُحكم اليابس.
و الحِلَّة: الحيُّ النزول مِن العرب قال الأعشي:
لقد كانَ في شيبانَ لو كنت عالما قِبابٌ و حَيٌّ حِلّةٌ و قبائلُ «1»
و* المَحَلَّة: المكانُ ينزِل به القومُ. و حيٌّ حِلَالٌ نازلون. و حلَّ الدَّيْنُ وجب.
و الحِلُّ ما جاوزَ الحرم. و رجلٌ مُحِلٌّ من الإحلال، و مُحرِم من الإحرام. و حِلٌّ و حَلالٌ بمعني؛ و كذلك في مقابلته حِرْم و حَرَام. و
في الحديث: «تزوَّج رسول اللّٰه صلي اللّٰه عليه و آله و سلم ميمونةَ و هما حَلَالان».
و رجلٌ مُحِلٌّ لا عَهْدَ له، و مُحْرِم ذُو عَهْد. قال:
جَعَلْن القَنَان عن يمينٍ و حَزْنَه و كم بالقَنَانِ مِن مُحِلٍّ و مُحْرِم «2»
و قال قوم: مِنْ محلٍ يري دمي حلالًا، و محرِمٍ يراه حَرَاما.
و الحُلّان: الجدي يُشقُّ له عن بطن أمّه. قال:
يُهدِي إليه ذِرَاعَ الجَفْر تَكْرِمَةً إمّا ذبيحاً و إمّا كانَ حُلَّانَا «3»
و هو من الباب. و حَلَّلْتُ اليمينَ أحَلِّلُها تَحْلِيلا «4». و فعلتُ هذا تَحِلَّةَ القسَم، أي لم أفعل إلا بقدْرِ ما حَلَّلْتُ به قَسَمي أنْ أفعله و لم أبالِغْ. و منه:
«لا يموت لمؤمنٍ ثلاثةُ أولادٍ فتمسَّه النّارُ إلا تَحِلّةَ القَسَم»
. يقول: بقدر ما يبَرُّ اللّٰه تعالي قسمَه فيه، من قوله: وَ إِنْ مِنْكُمْ إِلّٰا وٰارِدُهٰا أي لا يرِدُها إلا بقدر ما يحلِّلُ القَسَم «5»،
______________________________
(1) البيت في اللسان (حلل). و قصيدته في الديوان 128.
(2) البيت لزهير في معلقته. و في الأصل: «و من بالقنا في محل»، تحريف.
(3) البيت لابن أحمر، كما في اللسان (حلن) و الحيوان (5: 499/ 6: 142). و فاعل «يهدي» في بيت بعده، و هو:
عيط عطابيل لئن الري و ابتذلت معاطفا سابرات و كتانا
(4) في الأصل: «أحلها حلا»، و السياق يقتضي المشدد.
(5) في الأصل: «يحل القسم»، و السياق يأباه.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 22
ثم كثُر هذا في الكلام حتي قِيل لكلِّ شي‌ءِ لم يبالَغْ فيه تحليلٌ؛ يقال ضربتُه تحليلًا، و وقعَتْ مَنَاسِمُ هذه الناقةِ تحليلًا، إذا لم تُبالغْ في الوقع بالأرض. و هو في قول كعب بن زهير:
* وقْعُهنَّ الأرضَ تحليلُ «1» *
فأمّا قولَ امرئ القيس:
كبِكْرِ المقاناةِ البَياضَ بصُفرَةٍ غذاها نميرُ الماءِ غيرَ مُحَلَّلِ
ففيه قولان: أحدهما أن يكون أراد الشي‌ء القليل، و هو نحوُ ما ذكرناه من التَّحِلَّة. و القول الآخر: أن يكون غير مَنزولٍ عليه فيَفْسُد و بُكدَّر.
و يقال أحَلَّت الشاةُ، إذا نزل اللَّبن في ضَرْعِها من غير نَتَاج. و الحِلالُ:
مَتاع الرَّحْل. قال الأعشي:
و كأنَّها لم تَلْقَ ستّةَ أشهر ضُرًّا إذا وضَعَتْ إليك حِلَالَها «2»
كذا رواه القاسم بن مَعْن، و رواه غيره بالجيم.
و الحِلال: مركَبٌ من مراكب النساء. قال:
* بَعِيرَ حِلالٍ غادَرَتْهُ مُجَعْفَلِ «3» *
و رأيت في بعض الكتب عن سِيبويه: هو حِلّةَ الغَوْر، أي قَصْدَه. و أنشد:
______________________________
(1) البيت بتمامه:
تخدي علي يسرات و هي لاحقة بأربع مسهن الأرض تحليل
(2) الديوان ص 24 برواية: «جلالها». و أنشده في اللسان (حلل).
(3) لطفيل بن عوف الغنوي. و صدره كما في ديوانه 38 و اللسان (حلل، جعفل) و أمالي القالي (1: 104): و المخصص (7: 147):
* و راكضة ما تستجن بجنة*
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 23
سَرَي بعد ما غار النُّجومُ و بَعْدَما كأنّ الثرَيّا حِلّةَ الغَور مُنْخُل «1»
أي قصْدَه.

حم

الحاء و الميم فيه تفاوتٌ؛ لأنّه ستشعب الأبواب جدًّا. فأحد أُصوله اسوداد، و الآخَر الحرارة، و الثالث الدنوّ و الحُضور، و الرابع جنسٌ من الصوت، و الخامس القَصْد.
فأمّا السواد فالحُمَمُ الفحم- قال طرفة:
أشَجَاكَ الرَّبْعُ أم قِدَمُهْ أمْ رمادٌ دارسٌ حُمَمُه «2»
و منه اليَحْموم، و هو الدُّخان- و الحِمْحِمُ: نبتٌ أسود، و كلُّ أسوَدَ حِمْحِم.
و يقال حَمَّمْته إذا سَخَّمت وجهه بالسُّخام، و هو الفَحْم.
و من هذا الباب: حَمَّمَ الفرْخُ، إذا طلع رِيشُه- قال:
* حَمَّم فَرخٌ كالشَّكير الجَعْدِ*
و أمّا الحرارة فالحَميم الماء الحارّ- و الاستحمام: الاغتسال به- و منه الحَمّ، و هي الأَليه تُذاب، فالذي يبقي منها بعد الذَّوْب حَمٌّ، واحدته حَمَّةٌ. و منه الحَميم، و هو العَرَق. قال أبو ذؤيب:
تَأْبَي بدِرَّتِها إذا ما استُغْضِبَتْ إلَّا الحميمَ فإِنّه يَتَبَصَّعُ «3»
______________________________
(1) النص و الشاهد في كتاب سيبويه (1: 201- 202). و في الاصل: «حلة القوم» صوابه من المجمل و سيبويه. و في سيبويه: «بعد ما غار الثريا». قال الشنتمري: «شبه الثريا في اجتماعها و استدارة نجومها بالمخل».
(2) ديوان طرفة 16 و اللسان (حمم).
(3) ديوان أبي ذؤيب 17 و المفضليات (2: 228) و المحمل و اللسان (حمم). و في الأصل:
«استقضيت» صوابه من المجمل و الديوان و المفضليات. و في اللسان واحدي روايتي الديوان:
… «إذا ما استكرهت»
.معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 24
و منه الحُمَام، و هو حُمَّي الإبل. و يقال أحمَّت الأرض [إذا صارت «1»] ذات حُمَّي. و أنشد الخليل في الحَمِّ:
ضُمَّا عليها جانِبَيْهَا ضَمًّا ضَمَّ عَجوزٍ في إناءِ حُمَّا
و أمّا الدنُوّ و الحضور فيقولون: أَحَمَّتِ الحاجةُ: حَضَرت، و أحَمَّ الأمرُ:
دنا. و أنشد:
حَيِّيا ذلك الغَزَال الأَجَمَّا إن يكنْ ذلك الفراقُ أحَمَّا «2»
و أمّا الصَّوت فالحَمْحَمة حَمحَمةُ الفَرَس عند العَلْف.
و أمّا القَصْد فقولهم حَمَمْتُ حَمَّهُ، أي قَصَدْت قَصْدَه. قال طرَفة:
جَعَلتْهُ حَمَّ كَلْكَلِها بالعَشِيِّ دِيمَةٌ تَثِمُه «3»
و مما شذَّ عن هذه الأبواب قولهم: طلَّق الرّجُل امرأتَه وَ حَمَّمَها، إذا متَّعهد بثَوْبٍ أو نحوه. قال:
أنتَ الذي وَهبتَ زيداً بعد ما همَمْتُ بالعَجُوز* أَنْ تُحَمَّما «4»
و أمّا قولهم احتَمَّ الرَّجلُ، فالحاء مبدلةٌ من هاء، و إنّما هو من اهتَمَّ.

حن

الحاء و النون أصلٌ واحد، و هو الإشفاق و الرّقّة. و قد يكون ذلك مع صوتٍ بتوجُّع. فحنين النّاقةِ: نِزاعُها إلي وطنها. و قال قوم: قد يكون ذلك من غير صوتٍ أيضاً. فأمَّا الصوت فكالحديث الذي جاء في حَنِين الجِذْع الذي
______________________________
(1) التكملة من المحمل و اللسان.
(2) الأجم: الذي لا قرن له. و في الأصل و اللسان: «الأحما»، صوابه في المجمل.
(3) في الديوان 16: «لربيع ديمة»، و في اللسان: «من ربيع».
(4) البيتان في اللسان (حمم، و ثم).
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 25
كان يَستَنِد إليه رسولُ اللّٰه صلي اللّٰه عليه و آله و سلَّمَ، لمَّا عُمِل له المِنبرُ فتَرَك الاستنادَ إليه. و الحنان: الرحمة. قال اللّٰه تعالي: وَ حَنٰاناً مِنْ لَدُنّٰا. و تقول حَنَانَك أي رحمَتَك. قال:
مُجاوَرَةً بَنِي شَمَجَي ابنِ جَرْمٍ حَنَانَك رَبَّنَا ياذَا الحَنانِ «1»
و حنانَيْكَ، أي حناناً بعْدَ حنان، و رحمةً بعدَ رحمة. قال طرفة:
أبا مُنْذِرٍ أفنَيْتَ فاستَبْقِ بعضَنا حنانيكَ بعضُ الشَّرِّ أَهْوَنُ مِن بعضِ «2»
و الحَنَّةُ: امرأة الرجُل، و اشتقاقها من الحَنين لأنّ كلًّا منهما يَحِنُّ إلي صاحبه. و الحَنُون: ريحٌ إذا هَبَّت كان لها كحنين الإبل. قال:
* تُذَعْذِعُها مُذَعْذِعَةٌ حَنُونَ* «3»
و قَوْسٌ حَنَّانَةٌ، لأنّها تَحِنُّ عند الإنْباض. قال:
و في مَنْكِبي حَنّانَةٌ عُودُ نبْعةٍ تَخَيّرها لي سُوقَ مَكّةَ بائِعُ «4»
و مما شذّ عن الباب طريقٌ حَنَّانٌ، أي واضح.
______________________________
(1) البيت ملفق من بيتين في ديوان امرئ القيس 169- 170 و هما:
مجاورة بني شمجي بن جرم هواناً ما أنبح من الهوان
و يمنحها بنو شمجي بن جرم معيزهم حنانك ذا الحنان
و هذا البيت الأخير بهذه الرواية في اللسان (حنن 286).
(2) ديوان طرفه 48 و المجمل و اللسان (حنن). و أبو منذر كنية عمرو بن هند.
(3) سبعيده في (زع). و هو عجز بيت للنابغة لم يرو في ديوانه. و صدره كما في اللسان (حنن، ذعم)
* غشيت لها منازل مقفرات*
(4) كلمة «لي» ليست في الأصل؛ و إثباتها من اللسان، و قال: «أي في سوق مكة».
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 26‌

حا

الحاء و الهمزة قبيلة. قال:
* طلبتُ الثأْرَ في حَكَمٍ و حاء «1» *

حب

الحاء و الباء أصول ثلاثة، أحدها اللزوم و الثَّبات، و الآخر الحَبّة من الشي‌ء ذي الحَبّ، و الثالث وصف القِصَر.
فالأوَّل الحَبَّ «2»، معروفٌ من الحنطة و الشعير. فأما الحِبُّ بالكسر فبُزور الرّياحين، الواحدُ حِبَّة،
قال رسول اللّٰه صلي اللّٰه عليه و سلم في قومٍ:
«يخرُجون من النَّار فيَنْبتُون كما تنبت الحِبَّةُ في حَميلِ السَّيل».
قال بعض أهل العلم: كلُّ شي‌ء له حَبٌّ فاسم الحَبّ منه الحِبَّة. فأمَّا الحِنطة و الشعير فَحبٌّ لا غير.
و من هذا الباب حَبّة القلب: سُوَيداؤه، و يقال ثمرته.
و منه الحَبَب و هو تَنَضُّد الأسنان. قال طرفة:
و إذا تَضْحك تُبدِي حَبَباً كرُضَابِ المِسْكِ بالماء الخَصِرْ «3»
و أمّا اللزوم فالحبّ و المحَبّة، اشتقاقه من أحَبَّه إذا لزمه. و المُحبّ: البعير الذي يَحْسِرَ فيلزمُ مكانَه. قال:
جَبَّتْ نِساءَ العالَمِينَ بالسّبَبْ فهُنَّ بعدُ كلُّهُنَّ كالمُحِبّ «4»
______________________________
(1) كذا ورد ضبطه في اللسان (20: 334) علي أنه عجز بيت. و لم أجد تتمته. و في الجمهرة (1: 172): «و بنو حاء ممدود بطن من العرب، و هم بنو حاء بن جشم بن معد:
و هم حلفاء لبني الحكم بن سعد العشيرة».
(2) قد جري في الكلام علي أن يجعل هذا أول أبواب معاني المادة، مع أنه ذكره هنا ثانيها.
(3) ديوان طرفة 65 و المجمل و اللسان (حبب). و رضاب المسك: قطعه.
(4) البيتان في اللسان (حبب) و أمالي القالي (2: 19).
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 27
و يقال للحَبُّ بالفتح أيضاً. و يقال أحبَّ البَعير إذا قام «1» قالوا: الإحباب في الإبل مثل الحِران في الدوابّ. قال:
* ضَرْبَ بَعيرِ السَّوْء إذْ أحَبّا «2» *
أي وقَف. و أنشد ثعلبٌ لأعرابيَّةٍ تقول لأبيها:
يا أَبَتا وَيْهاً أَبَهْ حَسَّنْتَ إلّا الرَّقَبَهْ «3» فزِّينَنْها يا أَبَهْ «4» حَتَّي يجِي‌ءَ الْخَطَبَهْ
بإِبلٍ مُحَبْحَبَهْ «5»
معناه أنّها من سمنها تَقِف. و قد روي بالخاء «مُخَبخَبه»، و له معني آخر، و قد ذكر في بابه. و أنشد أيضاً:
مُحِبٌّ كإِحباب السَّقيم و إنَّما به أسَفٌ أن لا يَرَي مَن يُساوِرُه «6»
و أَمّا نعت القِصَر فالحَبْحاب: الرجُل القصير. و منه قول الهُذلي «7»:
دَلَجِي إذا ما اللَّيلُ جَ نَّ علي المُقَرَّنَةِ [الحَباحبْ
فالمقرّنة: الجبالُ «8»] يدنو بعضُها من بعضٍ، كأنّها قُرِنت. و الحَباحِب:
______________________________
(1) قام، بدون همزة كما في الأصل و المجمل. و معناه وقف كما سيأتي.
(2) لأبي محمد الفقعسي، كما في اللسان (حبب). و انظر الجمهرة (1: 25) و الأصمعيات 7
(3) هذا البيت و الثلاثة بعده في اللسان (جبب). كأنها تستوهب أباها ما تزين به عنقها.
(4) في اللسان: «فحسننها».
(5) هذا البيت و البيت الذي قبله رويا أيضاً في اللسان (خبخب) برواية: «مخمخبة»، و هي العظيمة الأجواف، أو هي مقلوبة من «المخبخة» التي يقال لها بخ بخ، إعجاباً بها. و روي في اللسان (جبب): «مجبجبة» أي ضخمة الجنوب.
(6) البيت في أمالي ثعلب 369 برواية: «ما يساوره». و هو لأبي الفضل الكناني كما في الأصمعيات 76 طبع دار المعارف. برواية: «من يثاور».
(7) هو الأعلم الهذلي. و قصيدة البيت في شرح السكري 55 و مخطوطة الشنقيطي 59. و البيت في المجمل و اللسان (حبحب).
(8) هذه التكملة التي تبدأ من نهاية البيت السابق، من المجمل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 28
الصِّغار، و هو جمع حَبْحاب. و أظنُّ أَنَّ حَبَاب الماءِ من هذا. و يجوز أن يكون من الباب الأوَّل كأنّها حَبَّاتٌ. و قد قالوا: حَباب الماء: مُعْظَمه في قوله:
يشقُّ حَبابَ الماءِ حَيزومُها بها كما قَسَم التُّربَ المفَايِلُ باليَدِ «1»
و الحُباحب: اسمُ رجلٍ، مشتقٌّ من بعض ما تقدَّم ذكره. و يقال إنّه كان لا يُنْتَفَع بناره، فنُسِبت إليه كلُّ نار لا يُنتَفع بها. قال النابغة:
تَقُدُّ السَّلوقيَّ المضاعَفَ نَسجُه و يُوقِدْن بالصُّفَّاحِ نَار الحُباحبِ «2»
و مما شذَّ عن الباب الحُباب، و هو الحيَّة. قالوا: و إنما قيل الحُباب اسمُ شيطان لأن الحية شيطان. و أنشد:
تُلاعبُ مَثْنَي حَضْرميً* كأنّه تمعُّجُ شيطان بذي خِرْوَعٍ قَفْرِ «3»

حت

الحاء و التاء أصلٌ واحد، و هو تساقُطُ الشي‌ء، كالورق و نحوِه و يُحمل عليه ما يقارِبُه. فالحتُّ حتُّ الوَرَقِ من الغصن. و تحاتَّت الشجرة.
و يقال حَتّهُ مائةَ سوْطٍ، أي عجَّلَها له، كأن ذلك من حَتِّ الورق، و هو قريبٌ.
و يقال فَرَسٌ حَتٌّ، أي ذَريعٌ يَحُتُّ العَدْوَ حَتًّا، و الجمع أحْتَاتٌ. قال:
علي حتِّ البُرَايةِ زَمْخَرِيِّ ال سَّواعِدِ ظَلَّ في شَرْيٍ طُوالِ «4»
و حُتَاتُ: اسمُ رجلٍ من هذا.
______________________________
(1) البيت من معلقة طرفة بن العبد.
(2) ديوان النابغة 7 و اللسان (حبحب).
(3) نسبه في الحيوان (4: 133) إلي طرفة، و ليس في ديوانه. و انظر الحيوان (1: 153/ 6: 192) و المخصص (8: 109) و اللسان (3: 153/ 17: 105). و الرواية في المراجع: «تعمج» بتقديم العين، و هما بمعني.
(4) البيت للأعلم الهذلي، و قد سبق الكلام عليه في مادة (بروي 1: 233).
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 29‌

حث

الحاء و الثاء أصلان: أحدهما الحضُّ علي الشي‌ء، و الآخر يَبيسٌ مِن يبيس الشي‌ء.
فالأوَّل قولهم: حَثَثْتُه علي [الشي‌ء] أحُثّه. و منه الحَثِيث؛ يقال ولَّي حَثِيثاً، أي مسرِعا. قال سَلامة:
ولَّي حثيثاً و هذا الشيبُ يطلُبه لو كان يدركه ركضُ اليعاقِيبِ «1»
و منه الحَثْحثَة، و هو اضطرابُ البرق في السَّحاب.
و أمّا الآخر فالحُثُّ و هو الحطام اليَبِيس، و يقال الحُثّ الرّمل اليابس الخشِن. قال:
* حتي يُري في يابِس الثّرْياء حُثّ «2»

حج

الحاء و الجيم أصولٌ أربعة. فالأوّل القصد، و كل قَصْدٍ حجُّ. قال:
و أشهَدُ مِن عَوْفٍ حُلولا كثيرةً يَحُجُّون سِبّ الزِّبرِقانِ المزَعْفَرا «3»
ثم اختُصَّ بهذا الاسمِ القصدُ إلي البيت الحرام للنُّسُك. و الحَجِيج:
الحاجّ. قال:
ذكرتُكِ و الحجيجُ لهم ضجيجٌ بمكّةَ و القلوبُ لها وجيب
______________________________
(1) في الأصل: «و هذا الشي‌ء»، صوابه في ديوان سلامة بن جندل 7 و المفضليات (1: 117).
(2) الثرباء: الثري. و البيت في اللسان (حثث).
(3) البيت للمخبل السعدي، كما في اللسان (حجج، سبب) و يري ابن بري أن صواب.
إنشاده: «و أشهد» بالنصب، لأن قبله:
ألم تعلمي يا أم عمرة أني تخاصأني ريب الزمان لأكبرا
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 30
و يقال لهم الحِجُّ أيضاً. قال:
* حُجٌّ بأسفَلِ ذي المجاز نزولُ «1» *
و في أمثالهم: «لَجَّ فَحَجَّ». و من أمثالهم: «الحاجَّ أسْمَعتَ»، و ذلك إذا أفشَي السرّ. أي إِنَّك إذا أسْمَعْت الحُجّاج فقد أسمعتَ الخلق.
و من الباب المحَجَّة، و هي جَادَّة الطريق. قال:
ألَّا بَلِّغا عَنِّي حُرَيثاً رِسالةً فإنك عن قَصد المَحَجَّة أنكَبُ
و ممكن أن يكون الحُجَّة مشتقّةً من هذا؛ لأنها تُقْصَد، أو بها يُقْصَد الحقُّ المطلوب. يقال حاججت فلانا فحجَجْته أي غلبتُه بالحجّة، و ذلك الظّفرُ يكون عند الحصومة، و الجمع حُجَج. و المصدر الحِجَاج.
و من الباب حَجَجْت الشَّجَّة، و ذلك إذا سَبَرْتَها بالمِيل، لأنك قصدت معرفةَ قَدْرِها. قال:
* يَحُجُّ مأمُومَةً في قعرها لَجَفُ «2» *
و يقال بل هو أن يصبّ علي دَم الشَّجَّة السَّمن، فيظهرَ فيُؤخَذَ بقُطْنةٍ.
قال أبو ذؤيب:
و صُبَّ عليها المِسْكُ حتي كأنَّها أسِيٌّ علي أمِّ الدِّماغ حَجِيجُ «3»
______________________________
(1) لجرير في ديوانه 476 و اللسان (حجج). و صدره:
* و كأن عافية النسور عليهم*
و حج بضم الحاء، مثل بازل و بزل. و حج، بكسرها: اسم جمع للحاج.
(2) لعذار بن درة الطائي، كما في اللسان (حجج، لجف، غرد). و عجزه:
* فاست الطبيب قذاها كالمغاربد*
(3) ديوان أبي ذؤيب 58 و اللسان (حجج، أسا). و في الأصل: «عليه المسك حتي كأنه».
و إنما البيت في صفة امرأة.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 31
و الأصل الآخر: الحِجَّة و هي السّنَة. و قد يمكن أن يُجمع هذا إلي الأصل الأوّل؛ لأن الحجّ في السنة لا يكون إلا مرَّةً واحدة، فكأنَّ العام سُمِّي بما فيه من الحَجّ حِجّة. قال:
يَرْضُن صِعابَ الدُّرِّ في كل حِجَّةٍ و لو لم تكن أعناقُهن عَواطلا «1»
قال قوم: أراد السّنَة؛ و قال قوم: الحِجَّة هاهنا: شَحْمة الأذن. و يقال بل الحِجَّة الخَرزَة أو اللؤلؤة تعلَّق في الأذن. و في القولين نظرٌ.
و الأصل الثالث: الحِجَاجُ، و هو العظْم المستدير حَولَ العَين. يقال للعظيمِ الحِجَاجِ أحَجُّ، و جمع الحِجَاج أحِجَّة.
و زعم أبو عمرٍو أنّه يقال للمكان المتكاهف «2» من الصَّخرة حجاج.
و الأصل الرابع: الحَجْحَجة النُّكوص. يقال: حَمَلوا علينا تمَّ حَجْحَجُوا.
و المُحَجْحِج: العاجز. قال:
* ضَرْباً طَلَخْفاً ليس بالمحَجْحِج «3» *
و يقال أنا لا أُحَجْحِجُ في كذا، أي لا أشكّ. يقولون: لا تذهبَنَّ بك حَجْحجةٌ و لا لَجلجة. و رَجُلٌ حَجْحجٌ «4»: فَسْلٌ.
______________________________
(1) البيت للبيد في ديوانه 22 طبع 1881 و اللسان (حجج). و في اللسان: «يرضن صعاب.
الدر، أي يثقبنه». في الأصل: «يرضعن» تحريف، صوابه من المراجع و من (عطل).
(2) كذا. و في اللسان و القاموس: تكهف صار فيه كهوف.
(3) أنشده في اللسان (حجحج). و طلحفا، يقال بالحاء، بفتح الطاء و اللام، و بكسر الطاء و فتح اللام. و في الأصل: «طلفخا»، تحريف.
(4) في الأصل: «حجج»، صوابه من القاموس.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 32‌

(باب الحاء و الدال و ما يثلثهما)

حدر

الحاء و الدال و الراء أصلان: الهبوط، و الامتلاء.
فالأوّل حَدَرْتُ الشّي‌ءَ إِذا أَنزَلْتَه «1». و الحُدور فعل الحادر. و الحَدُور، بفتح الحاء: [المكان «2»] تَنْحدِر منه.
و الأصل الثاني قولُهم للشَّي‌ء الممتلئ حادر: يقال عَينٌ حَدْرَة بَدْرَة: ممتلِئة. و قد مضي شاهدُه «3». و ناقةٌ حادرةُ العينين، إذا امتلأَتَا. و سُمِّيت حَدْراءَ لذلك. و يقال الحيدرة الأسد* و يمكن أن يكون اشتقاقُه من هذا. و منه حَدَر جلْدُه تورّم يَحدُر حُدورا «4». و أحدرتُه، إذا ضربتَه حتَّي تؤثر فيه. و الحَدْرة، بسكون الدال: قُرْحَةٌ تخرج بباطن جَفْن العين. و يقال [حَيٌّ «5»] ذو حُدورة، أي ذُو اجتماعٍ و كَثْرة. قال:
و إنِّي لَمِنْ قومٍ تصيدُ رِماحُهمْ غَداةَ الصَّباحِ ذَا الحُدورة و الحَرْدِ «6»
و الحُدْرَة: الصِّرمة «7»؛ سُمِّيت بذلك لتجمُّعها.
و مما شذَّ عن الباب الحادُور: القُرْط. و يُنشد:
* بائِنةُ المَنْكِبِ مِنْ حادُورِها «8» *
______________________________
(1) في الأصل: «حدرت بالشئ إذا نزلته»، صوابه من المحمل.
(2) هذه التكملة من المجمل و اللسان.
(3) مضي في الجزء الأول (مادة بدر).
(4) و يقال أيضاً حدر يحدر حدراً، من باب ضرب
(5) التكملة من المحمل و اللسان.
(6) في الأصل و المجمل: «ذو الحدورة» تحريف. و الحرد: الغضب. و في الأصل: «الحدر» صوابه في المجمل.
(7) في اللسان: «و الحدرة من الإبل، بالضم: نحو لصرمة».
(8) لأبي النجم العجلي، كما في اللسان (حدر).
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 33‌

حدس

الحاء و الدال و السين أصلٌ واحدٌ يُشْبه الرّمي و السُّرعة و ما أشبه ذلك. فالحَدْس الظنّ و قياسُهُ من الباب، لأنّا «1» نقول: رَجَم بالظّنّ، كأنّه رَمَي به. و الحَدْس: سُرعة السَّير. قال:
* كأنّها مِنْ بَعْدِ سَيرِ حَدْسِ «2» *
و يقال حَدَس به الأرضَ حَدْساً، إِذا صَرَعَهُ. قال:
… تري به من القوم مَحدُوساً و آخَرَ حادسا «3»
و منه أيضاً حَدَسْتُ في لَبَّةِ البعير، إِذا وجَأْتَ في لَبَّتِه. و حدَسْتُ الشَّي‌ءَ برِجْلي: وطئتُه. و حَدَسْت النّاقَة، إِذا أنَخْتَها. و حَدَسْتُ بسهمي: رمَيت.

حدق

الحاء و الدال و القاف أصلٌ واحدٌ، [و هو الشي‌ء] يحيط بشي‌ء. يقال حَدَقَ القومُ بالرّجُل و أحدقوا به. قال:
المطعِمون بَنُو حَرْبٍ و قَدْ حَدَقَتْ بي المنيّةُ و استبطأتُ أنصارِي «4»
و حَدَقَة العين مِن هذا، و هي السَّواد، لأنها تحيط بالصَّبِيّ «5»؛ و الجمع حِداق.
قال:
______________________________
(1) في الأصل: «أنا».
(2) الرجز في المجمل و اللسان (حدس).
(3) جزء بيت لمعديكرب كما في اللسان (حدس). و قد استشهد بهذا الجزء في المجمل.
و أنشده ياقوت في (الحبيا) بدون نسبة محرفاً. و هو بتمامه:
بمعترك شط الحبيا تري به من القوم محدوساً و آخر حادسا
و معديكرب هذا هو غلفاء بن الحارت بن عمرو بن حجر آكل المرار الكندي. انظر الأغاني (11: 60، 62).
(4) للأخطل في ديوانه 119 و اللسان (حدق) برواية «المنعمون» فيهما.
(5) في اللسان: «الصبي: ناظر العين. و عزاه كراع إلي العامة».
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 34
فالعينُ بَعْدَهُم كأنَّ حِداقَها سُمِلَتْ بشَوْكٍ فَهْيَ عُورٌ تَدْمَعُ «1»
و التّحديق: شِدّة النّظر. و الحديقة: الأرضُ ذاتُ الشجَر. و الحِنْدِيقة:
الحَدَقَة «2».

حدل

الحاء و الدال و اللام أصلٌ واحدٌ، و هو المَيَل، يقال رجلٌ أحدَلُ، إِذا كان في شِقِّه مَيَل، و هو الحَدَل. قال أبو عمرو: الأحدَل: الذي في مَنْكِبَيه و رقَبَته انكبابٌ علي صدره. و يقال قَوْسٌ مُحْدَلة و حَدْلاء، و ذلك إذا تطامنَتْ سِيَتُها. و الحَدْل: ضِدُّ العَدْل. قال أبو زيد: حَدَلَ عن الأمر يحدِل حدْلا.
و إِنه لَحَدْلٌ غير عَدْل. و مما شدَّ عن الباب و ما أدري أصحيحٌ هو أم لا، قولهم:
الحَوْدل الذَّكر من القِرَدة «3».

حدم

الحاء و الدال و الميم أصلٌ واحد، و هو اشتداد الحرّ. يقال احتدم النهار: اشتدّ حَرُّه. و احتدم الحرّ. و احْتَدَمَتِ النار. و النار حَدَمةٌ، و هو شدّتها، و يقال صوت التهابِها. قال الخليل: أَحْدَمَتِ الشمسُ [الشي‌ءَ «4»] فاحتدم، و احتَدَم صدْرُه غيظاً. فأمّا احتِدام الدّم فقال قوم: اشتدت حُمْرَتُه حتي يسودَّ؛ و الصحيح أن يشتدّ حرُّه «5». قال الفرّاء: قِدْرٌ حُدَمَةٌ، إذا كانت سريعةَ الغَلْي؛ و هي ضدّ الصَّلُود.
______________________________
(1) البيت لأبي ذؤيب الهذلي في ديوانه 3 و اللسان (حدق).
(2) في الجمهرة (2: 123): «الحندوقة و الحنديقة: الحدقة. و لا أدري ما صحته» -
(3) في الأصل: «القردان»، صوابه في المجمل و اللسان و القاموس.
(4) التكملة من المجمل.
(5) اقتصر في المجمل علي القول الأول
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 35‌

حدا

الحاء و الدال و الحرف المتعل أصلٌ واحد، و هو السَّوق. يقال حَدَا بإبله: زجَر بها و غَنَّي لها. و يقال للحمار إِذا قَدَم أُتُنَه: هو يَحْدُوها. قال:
* حادِي ثلاثٍ من الحُقبِ السّماحيج «1» *
و يقال للسهم إذا مرَّ حَداه رِيشُه، و هَدَاه نَصْلُه. و يقال حَدَوْتُه علي كذا، أي سُقْتُه و بعثتُه عليه. و يقال للشَّمال حَدْواءِ، لأنها تحدُو السحابَ، أي تسُوقُه.
قال العجاج:
* حَدُواءِ جاءَتْ مِنْ أعالي الطّورِ «2» *
و قولهم: [فلان «3»] يتحدَّي فلانا، إِذا كانَ يُبارِيه و يُنازِعُه الغَلَبة. و هو من هذا الأصل؛ لأنه إِذا فعل ذلك فكأنه يحدوه علي الأمر. يقال أنا حُدَيَّاكَ لهذا الأمر، أي ابرُزْ لي فيه. قال عمرو بن كلثوم:
* حُدَيَّا النَّاسِ كلِّهمُ جميعاً «4» *

حدأ

الحاء و الدال و الهمزة أصلٌ واحد: طائرٌ أو مشبَّه به، فالحِدَأَة الطائر المعروف، و الجمع الحِدَأ. قال:
* كما تَدَانَي الحِدَأ الأُوِيُّ «5» *
______________________________
(1) لذي الرمة في ديوانه 73 و المجمل و اللسان (حدا). و صدره:
* كأنه حين يرمي خلفهن به*
(2) ديوان العجاج و المجمل و اللسان (حدا).
(3) التكملة من المجمل.
(4) من معلقته. و عجزه:
* مقارعة بنيهم عن بنينا*
(5) للعجاج في ديوانه 67 و المحمل و اللسان (حدأ).
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 36
و مما يشبَّه به و غُيِّرتْ بعضُ حركاته الحَدَأَةُ، شِبْهُ فأسٍ تُنقر به الحجارة. قال:
* … كالحَدَأ الوَقيعِ «1» *
و مما شذَّ عن الباب حَدِئ* بالمكان: لَزِق‌

حدب

الحاء و الدال و الباء أصلٌ واحد، و هو ارتفاع الشي‌ء.
فالحَدَب ما ارتفع من الأرض. قال اللّٰه تعالي: وَ هُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ.
و الحَدَب في الظَّهر؛ يقال حَدِبٌ و احدَوْدَب. و ناقة حَدْباء، إِذا بدت حراقفُها؛ و كذلك الحِدْبار «2». يقال هُنّ حُدْبٌ حَدَابيرُ. فأمّا قولهم حَدِبَ عليه إِذا عطَف و أشفق، فهو من هذا، لأنّه كأنّه جَنَأَ عليه من الإشفاق، و ذلك شبيهٌ بالحَدَب:
رحدث
الحاء و الدال و الثاء أصلٌ واحد، و هو كونُ الشي‌ء لم يكُنْ.
يقال حدثَ أمرٌ بَعْد أن لم يكُن. و الرجُل الحَدَثُ: الطريُّ السّن. و الحديثُ مِنْ هذا؛ لأنّه كلامٌ يحْدُثُ منه الشي‌ءُ بعدَ الشي‌ء. و رجلٌ حدثٌ «3»: حَسَن الحديث. و رجل حِدْثُ نساءٍ، إِذا كانَ يتحدَّث إِليهنّ. و يقال هذه حِدِّيثَي حَسَنَةٌ، كخِطِّيبَي، يراد به الحديثُ.

حدج

الحاء و الدال و الجيم أصلٌ واحد يقرُب من حَدَق بالشي‌ء إِذا أحاط به. فالتَّحديج في النظر مثل التَّحديق. و من الباب الحِدْج: مركبٌ من مَراكب النِّساء. يقال حَدَجْتُ البعيرَ، إِذا شددْتَ عليه الحِدج. قال الأعشي:
______________________________
(1) جزء من بيت للشماخ في ديوانه 56 و اللسان (حدأ). و هو بتمامه:
يبادرن العضاه بمقنعات نواجذهن كالحدأ الوقيع
(2) في الأصل: «الحدباء»، صوابه من المجمل و سياق القول.
(3) يقال حدث، كفرح و ندس، و حدث بالكسر.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 37
ألا قُلْ لَميْثاءَ ما بالُهَا أبِالليل تُحْدَجُ أجْمالُها «1»
و من الباب الحَدَجُ، و هو الحنظل إِذا اشتدَّ و صَلُب، و إِنما قُلْنا ذلك لأنّه مستدير.

باب الحاء و الذال و ما يثلثهما

حذر

الحاء و الذال و الراء أصلٌ واحد، و هو من التحرُّز و التيقُّظ.
يقال حَذِر يَحْذَر حَذَراً. و رَجُلٌ حَذِرٌ و حَذُورٌ و حِذْرِيانٌ: متيقِّظٌ متحرّز.
و حَذَارِ، بمعني احذَرْ. قال:
* حَذَارِ من أرْماحِنا حَذَارِ «2» *
و قرئت: وَ إِنّٰا لَجَمِيعٌ حٰاذِرُونَ «3» قالوا: متأهِّبون. و (حَذِرُونَ):
خائفون. و المحْذُورة: الفزَع. فأمّا الحِذْرِيَةُ فالمكانُ الغليظ: و يمكن أنْ يكون سُمِّي بذلك لأنه يُحذَر المشْيُ عليه «4»

حذق

الحاء و الذال و القاف أصلٌ واحد، و هو القَطْع. يقال حَذَقَ السّكّين الشي‌ءَ، إِذا قطَعه. [قال]:
* فذلك سِكِّينٌ علي الحَلْقِ حاذِق «5» *
______________________________
(1) ديوان الأعشي 116 و المجمل و اللسان (حدج).
(2) لأبي النجم العجلي، كما في اللسان (حذر). و أنشده ثعلب في أماليه 651.
(3) هذه قراءة ابن ذكوان، و هشام من طريق الداجواني، و عاصم، و حمزة، و الكسائي و حلف. و وافقهم الأعمش. و الباقون بحذف الألف. و مما يجدر ذكره أن كتابتهما في رسم المصحف (حذرون) بطرح الألف. انظر إتحاف فضلاء البشر 332.
(4) في الأصل: «بالمشي عليه».
(5) لأبي ذؤيب في ديوانه 151 و اللسان (حذق). و صدره:
* يري ناصحاً فيما بدا فإذا خلا*
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 38
و من هذا القياس الرّجُل الحاذِق في صِناعته، و هو الماهر، و ذلك أنّه يَحْذِق الأمرَ يَقْطَعُه لا يدع فيه مُتَعلَّقا. و منه حِذْق القرآن. و من قياسِه الحُذَاقيُّ، و هو الفَصيحُ اللِّسان؛ و ذلك أنّه يَفْصِل الأمورَ يَقطعها. و لذلك يسمَّي اللِّسان مِفْصَلًا.
و الباب كلُّه واحد.
و من الباب حَذَقَ فاهُ الخلُّ إِذا حَمَزَه، و ذلك كالتَّقطيع يقَعُ فيه.

باب الحاء و الراء و ما يثلثهما

حرز

الحاء و الراء و الزاء أصلٌ واحد، و هو من الحِفْظ و التَّحفظ يقال حَرَزْتُه «1» و احترزَ هو، أي تحفَّظَ. و ناسٌ يذهبون إلي أنّ هذه الزّاءَ مبدلةٌ مِن سين، و أنَّ الأصل الحَرْس و هو وجهٌ. و في الكتاب الذي للخليل أنّ الحَرَزَ جَوْز محكوكٌ يُلعَب به، و الجمع أحْراز. قلنا: و هذا شي‌ء لا يعرَّج عليه و لا مَعْنَي له.

حرس

الحاء و الراء و السين أصلان: أحدهما الحِفْظ و الآخر زمانٌ.
فالأوّل حَرَسَه يَحْرُسُه حَرْساً. و الحَرَس: الحُرَّاس. و أمَّا حَرِيسَة الجَبَل، التي جاءت في الحديث، فيقال هي الشاة يُدركها اللَّيل قَبْلَ أُوِيِّها إِلي مأواها، فكأنها حُرِسَتْ هناك. و قال أبو عبيدة في حريسة الجبل: يجعلها بعضهم السَّرِقَة نفسَها؛ يقال حَرَس يَحْرِسُ حَرْساً، إِذا سَرَق. و هذا إِنْ صحَّ فهو قريبٌ من الباب؛ لأنَّ السارق يرقُب الشي‌ء كأنّه يحرُسه حتَّي يتمكَّن منه. و الأوّلُ أصحّ.
______________________________
(1) في القاموس: «و حرزه حفظه، أو هو إبدال و الأصل حرسه».
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 39
و ذلك قول أهل اللُّغة إِنّ الحَريسَةَ هي المحروسة. فيقول: «[ليس] فيما يحرس بالجبل قَطْع» لأنّه ليس بموضع* حِرْز.

حرش

الحاء و الراء و الشين أصلٌ واحدٌ يرجع إِليه فروعُ الباب.
و هو الأثَر و التحزيز. فالحَرْش الأَثَر، و منه سمِّي الرجل حراشاً «1». و لذلك يسمُّون الدِّينارَ أحْرَش لأنّ فيه خشونة- و يسمُّون الضبَّ أحْرَشَ؛ لأنَّ في جلده خشونةً و تحزيزاً.
و من هذا الباب حَرَشْتُ [الضبّ «2»]، و ذلك أنْ تمسح جُحْرَهُ و تحرّكَ يدَكَ حتَّي يَظن أنّها حيّة فيُخرِج ذنَبَه فتأخذَه. و ذلك المَسح له أثَرٌ. فهو من القياس الذي ذكرناه. و الْحَرِيش: نوعٌ من الحيات أرقَطُ. و ربَّما قالوا حيّة حَرْشَاء، كما يقولون رَقْطاء. قال:
بِحَرْشاءَ مِطْحَانٍ كأنّ فحيحَها إِذا فَزِعَتْ ماء هُرِيقَ علي جمْرِ «3»
و الحَرْشاء: حَبَّة تنبُت شبيهةٌ بالخَرْدَلِ. قال أبو النجم:
* و انْحَتَّ مِن حَرشاءِ فَلْجٍ خَرْدَلهْ «4» *
فأمَّا قولُهم حَرَّشْت بينَهم، إِذا أغرَيْتَ و ألقيتَ العداوة، فهو من الباب؛ الأنّ ذلك كتحزيزٍ يقع في الصُّدور و القلوب.
و من ذلك تسميتهم النُّقْبة، و هي أوَّل الجَرَب يَبْدُو، حَرْشاء. يقال نُقْبةٌ حَرْشاء، و هي الباثِرَة «5» التي لم تُطْلَ. و أنشد:
______________________________
(1) في أسمائهم حراش، ككتاب، و حراش، كشداد.
(2) التكملة من المجمل.
(3) البيت في المجمل و اللسان (حرش، طحن). و المطحان: المترحية المستديرة.
(4) اللسان (حرش) و الحيوان (4: 11) و الجمهرة (2: 133).
(5) في الأصل: «الناشرة»، صوابه في المجمل و اللسان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 40
و حَتَّي كأنِّي يتقي بي مُعَبَّدٌ به نُقْبة حَرْشَاءِ لم تَلْقَ طاليا «1»
فأمّا قوله:
* كما تطايَرَ مَنْدُوفُ الحراشِين «2» *
فيقال إنّه شي‌ء في القطن لا تدَيِّثُهُ المطارق «3»، و لا يكون ذلك إلّا لخشونةٍ فيه-

حرص

الحاء و الراء و الصاد أصلان: أحدهما الشّقّ، و الآخر الجَشَع.
فالأول الحَرْصُ الشَّقُّ؛ يقال حَرَص القَصَّار الثوبَ إذا شقَّه. و الحارِصَة من الشِّجاج: التي تشقُّ الجلد. و منه الحرِيصة و الحارِصَةُ، و هي السحابة التي تَقْشِر وجْهَ الأرض مِن شِدّة وَقْع مطرِها. قال:
* انهلالُ حريصَة «4» *
و أمّا الجَشَع و الإفراط في الرَّغْبة فيقال حَرَصَ إذا جَشَع يَحْرِصُ حِرْصا، فهو حريصٌ. قال اللّٰه تعالي: إِنْ تَحْرِصْ عَليٰ هُدٰاهُمْ. و يقال حُرِصَ المَرْعَي «5»، إذا لم يُتْرك منه شي‌ء؛ و ذلك من الباب، كأنّه قُشِر عن وجْه الأرض.
______________________________
(1) في الأصل: «حتي كأني شقي»، صوابه من المجمل و اللسان.
(2) أنشده في المجمل (حرش)، و ذكر أن مفرده «حرشون». لكن ابن منظور أنشده في (حرشن).
(3) ديثت المطارق الشي‌ء: لينته. و في الأصل: «لا تدشه المطارف». و في المجمل:
«لا يدبثه المطارق»، صوابهما ما أثبت من اللسان (ديث).
(4) جزء من بيت للصادرة الذبياني في ديوانه 3 نسخة الشقيطي، و المفضليان (1: 24)، و اللسان (حرص). و هو بتمامه:
طلم البطاح له انهلال حريصة فصفا النطاف له بعيد المقلعه
(5) في الأصل: «المعي»، صوابه من المجمل
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 41‌

حرض

الحاء و الراء و الضاد أصلان: أحدهما نبت، و الآخَر دليلُ الذَّهاب و التّلَف و الهلاك و الضَّعف و شِبهِ ذلك.
فأمَّا الأوّل فالحُرْض الأشنان، و مُعالِجُه الحَرّاض. و الإحْرِيض:
العُصْفُر. قال:
* مُلْتَهِبٌ كلَهَبِ الإحْرِيضِ «1» *
و الأصل الثاني: الحَرَض، و هو المُشْرِف علي الهلاك. قال اللّٰه تعالي: حَتّٰي تَكُونَ حَرَضاً. و يقال حَرَّضْتُ فلاناً علي كذا. زعم ناسٌ أنّ هذا من الباب.
قال أبو إسحاق البصريُّ «2» الزَّجّاج: و ذلك أنّه إذا خالف فقَدْ أفْسَد. و قوله تعالي:
حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَي الْقِتٰالِ، لأنهم إذا خالَفُوه فقد أُهلِكوا. و سائر البابِ مقاربٌ هذا؛ لأنَّهم يقولون هو حُرْضَة، و هو الذي يُنَاوَلُ قِدَاحَ الميسر ليضرب بها.
و يقال إنّه لا يأكل اللحمَ أبداً بثَمن، إِنّما يأكل ما يُعْطَي، فيُسَّمي حُرْضةً، لأنه لا خَيرَ عنده.
و من الباب قولُهم للذي لا يُقاتِل و لا غَنَاء عِنْدَه و لا سِلاح معَه حَرَض.
قال الطرِمّاح:
* حُمَاةً للعُزَّلِ الأحراضِ «3» *
و يقال حَرَض الشّي‌ءُ و أحرضَهُ غيره، إذا فَسَد و أفسَدهُ غيرُه. و أحْرَضَ
______________________________
(1) البيت من أبيات أربعة في نوادر أبي زيد 222 و اللسان (حرص).
(2) هو أبو إسحاق إبراهيم بن السري بن سهل الزجاج، تلميذ المرد، المتوفي سنة 311.
(3) جزء من بيت له في ديوانه 86 و اللسان (حرص). و هو بتمامه:
من يرم جمعهم يجدهم مراجي ح حماة للعزل الأحراص
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 42
الرّجُل، إذا وُلِد له [ولَدُ] سَوْء. و ربما قالوا حَرَضَ الحالبان النّاقةَ، إذا احتلبا لبنَها كلَّه.

حرف

الحاء و الراء و الفاء ثلاثة أصول: حدُّ الشي‌ء، و العُدول، و تقدير الشَّي‌ء.
فأمّا الحدّ فحرْفُ كلِّ شي‌ءِ حدُّه، كالسيف و غيره و منه الحَرْف، و هو الوجْه.
تقول: هو مِن أمرِه علي حَرْفٍ واحدٍ، أي طريقة واحدة. قال اللّٰه تعالي وَ مِنَ النّٰاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللّٰهَ عَليٰ حَرْفٍ. أي علي وجه واحد. و ذلك أنّ العبد يجبُ عليه طاعةُ ربِّه تعالي عند السّرّاء و الضرّاء، فإذا أطاعَه عند السّرّاء و عَصاه عند الضّرّاء فقد عَبَدَه علي حرفٍ. ألا تراه قال تعالي: فَإِنْ أَصٰابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَ إِنْ أَصٰابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَليٰ وَجْهِهِ. و يقال للناقةِ حَرْفٌ. قال قوم: هي الضامر، شبِّهت بحرف السَّيف. و قال آخرون: بل هي الضَّخْمة، شبِّهت بحرف الجَبل، و هو جانبُه. قال أوس:
حَرْفٌ أخُوها أبوها مِن مُهَجَّنَةٍ و عَمُّها خالُها قوداءِ مِئشيرُ «1»
و قال كعب بن زهير:
حرفٌ أخُوها أبوها مِن مهجَّنةٍ و عمُّها خالهُا جرداءِ شِمْلِيلُ «2»
و الأصل الثاني: الانحراف عن الشَّي‌ء. يقال انحرَفَ عنه يَنحرِف انحرافاً.
و حرّفتُه أنا عنه، أي عَدلْتُ به عنه. و لذلك يقال مُحارَفٌ، و ذلك إذا حُورِف كَسْبهُ
______________________________
(1) سبق إنشاد البيت و الكلام عليه في مادة (أشر).
(2) سبق الكلام علي هذا البيت في حواشي مادة (أشر).
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 43
فمِيلَ به عنه، و ذلك كتحريف الكلام، و هو عَدْلُه عن جِهته. قال اللّٰه تعالي:
يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوٰاضِعِهِ «1» *.
و الأصل الثالث: المِحراف، حديدة يقَدَّر بها الجِراحات عند العِلاج. قال:
إذا الطَّبيب بمِحْرافَيْهِ عالَجَها زادَتْ علي النَّقْرِ أو تحرِيكِها ضَجَما «2»
و زعم ناسٌ أنّ المُحارَفَ من هذا، كأنّه قُدِّر عليه رزقُه كما تقدَّر الجِراحةُ بالمحْراف.
و من هذا الباب فلان يَحْرُف لعِياله، أي يكسِب. و أجْوَدُ مِن هذا أن يقال فيه إنّ الفاءَ مبدلةٌ من ثاء. و هو من حَرَث أي كَسَبَ و جَمَعَ. و ربما قالوا أحْرَفَ فلانٌ إحرافاً، إذا نَمَا مالُه و صَلَحُ. و فلان حَرِيفُ فلانٍ أي مُعامِلُه. و كل ذلك من حَرَفَ و احترف أي كسَب. و الأصلُ ما ذكرناه.

حرق

الحاء و لراء و القاف أصلان: أحدهما حكُّ الشَّي‌ء بالشي‌ء مع حرارة و التهاب، و إليه يرجع فروعٌ كثيرة. و الآخَر شي‌ء من البَدَن.
فالأول قولهم حَرَقْتُ الشي‌ءَ إذا بردْتَ و حككْتَ بعضَه ببعض. و العرب تقول: «هو يَحْرُقُ عليك الأُرَّم غَيظاً»، و ذلك إذا حكَّ أسنانَه بعضَها ببعض.
و الأُرَّم هي الأسنان. قال:
نُبِّئْتُ أحْماءَ سُليمَي إنَّمَا باتُوا غِضاباً يَحْرُقُون الارَّمَا «3»
______________________________
(1) من الآية 46 في النساء، و الآية 13 في المائدة. و في الآية 41 من المائدة: (يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوٰاضِعِهِ).
(2) للقطامي في ديوانه 71 و اللسان (حرف، ضجم). و يروي: «علي الفر» بالفاء، و هو الورم أو خروج الدم. و في الديوان: «حاولها» بدل: «عالجها».
(3) الرجز في اللسان (حرق، أرم). و في (أرم) توجيه كسر همزة «إنما» و فتحها.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 44
و قرأ ناسٌ: لَنَحْرُقَنّه ثمّ لننسفنّه «1» قالوا: معناه لنبرُدنَّه بالبارد.
و الحَرَق: النّار. و الحَرَقُ في الثَّوب «2». و الحَرُوقاء هذا الذي يقال له الحُرَّاق.
و كلُّ ذلك قياسُه واحد.
و من الباب قولهم للذي ينقطع شَعْرَه و ينسل حَرَقٌ. قال:
* حَرِقَ المَفَارِق كالبُراءِ الأَعْفَرِ «3» *
و الحُرْقَانُ: المَذَح في الفخِذين، و هو من احتكاك إحداهما بالأخري. و يقال فَرَسٌ حُرَاقٌ «4» إذا كان يتحرَّق في عَدْوِه. و سَحابٌ حَرِقٌ، إِذا كان شديدَ البَرْق. و أحْرَقَني النّاسُ بلَوْمهم: آدَوْني. و يقال إِنّ المُحَارقَةَ جِنسٌ من المباضَعة و ماء حُرَاقٌ: مِلحٌ شديد المُلوخة.
و أمّا الأصل الآخر فالحارقة، و هي العَصب الذي يكون في الورِك. يقال رجلٌ محروقٌ، إذا انقطعت حارِقَتُه. قال:
* يَشُولُ بالمِحْجَنِ كالمحروقِ «5» *
______________________________
(1) هذه قراءة أبي جعفر من رواية ابن وردان، و وافقه الأعمش. و قرئ: (لنحرقنه) من الإحراق، و هي قراءة أبي جعفر من رواية ابن جماز، و وافقة الحسن. و باقي القراء:
(لَنُحَرِّقَنَّهُ) من التحريق. انظر إتحاف فضلاء البشر 307.
(2) في اللسان: «و الحرق: أن يصيب الثوب احتراق من النار … ابن الأعرابي: الحرق:
النقب في الثوب من دق القصار». و في المجمل: «و الحرق في الثوب من الدق».
(3) لأبي كثير الهذلي، كما سبق في حواشي (بروي 234) من الجزء الأول، و صدره:
* ذهبت بشاشته فأصبح واضحا*
(4) يقال: حراق، كزعاق، و حراق، كرمان.
(5) لأبي محمد الحنلي، كما في اللسان (فتق، صفق). و أنشده أيضاً في اللسان (حرق) بدون نسبة. و انظر أمالي ثعلب 232.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 45‌

حرك

الحاء و الراء و الكاف أصلٌ واحد، فالحركة ضدُّ السكون.
و من الباب الحارِكانِ، و هما ملتقي الكتِفَين، لأنَّهما لا يزالان يتحرَّكان.
و كذلك الحراكيك، و هي الحراقِفُ، واحدتها حَرْكَكَة‌

حرم

الحاء و الراء و الميم أصلٌ واحد، و هو المنْع و التشديد. فالحرام:
ضِدّ الحلال. قال اللّٰه تعالي: وَ حَرٰامٌ عَليٰ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنٰاهٰا. و قرئت:
و حرم «1». و سَوْطٌ مُحرَّم، إذا لم يُلَيَّن بعدُ. قال الأعشي:
* تُحاذِر كَفِّي و القَطيعَ المُحَرَّمَا «2» *
و القطيع: السوط، و المحرَّم الذي لم يمرَّن و لم يليَّنْ بعْدُ. و الحريم: حريم البئر، و هو ما حَولَها، يحرَّم علي غبر صاحبها أن يحفِر فيه. و الْحَرمانِ: مكة و المدينة، سمّيا بذلك لحرمتهما، و أنّه حُرِّم أن يُحدَث فيهما أو يُؤْوَي مُحْدِثٌ.
و أحْرَم الرّجُل بالحجّ، لأنه يحرُم عليه ما كان حلالًا له من الصَّيد و النساءِ و غير ذلك. و أحرم الرّجُل: دخل في الشهر الحرام. قال:
قَتَلُوا ابنَ عفّانَ الخليفةَ مُحْرِماً فمضي و لم أَرَ مثلَه مقتولا «3»
و يقال المُحْرِم الذي* له ذِمَّة. و يقال أحْرَمْتُ الرّجُلَ قَمرْتُه، كأنَّك حرمْتَه ما طمِعَ فيه منك. و كذلك حَرِم هو يَحْرَم حَرَماً، إذا لم يَقْمُر. و القياس واحدٌ،
______________________________
(1) هي قراءة حمزة و الكسائي و أبي بكر و طلحة و الأعمش و أبي عمرو. و انظر سائر القراءات في تفسير أبي حيان (6: 338).
(2) في (قطع): «تراقب كفي». و صدره كما في ديوان الأعشي 201 و اللسان (حرم):
* تري عينها صفواء في جنب مؤقها*
(3) للراعي كما في خزانة الأدب (1: 503) و اللسان (حرم) و جمهرة أشعار العرب 176.
و هذا الإنشاد يوافق ما في المجمل. و رواية سائر المصادر: «و دعا فلم أر مثله».
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 46
كأنه مُنِع ما طَمِع فيه. و حَرَمْتُ الرّجلَ العَطيةَ حِرماناً، و أحرمْتُه، و هي لغة رديّة. قال:
و نُبِّئْتُها أحْرَمْت قَومَها لتَنْكِحَ في مَعْشرٍ آخَرِينا «1»
و مَحارِم اللَّيل: مخاوفه التي يحرُم علي الجبان أن يسلُكَها. و أنشد ثعلب:
و اللّٰهِ لَلنَّومُ و بِيضٌ دُمَّجُ أَهْوَنُ مِن لَيْلِ قِلاصٍ تَمْعَحُ
مَحَارِمُ اللَّيلِ لَهُنّ بَهْرَجُ «2» حِين يَنام الوَرَعُ المَزلَّجْ «3»
و يقال من الإحرام بالحجِّ قوم حُرُمٌ و حَرَامٌ، و رجلٌ حَرَامٌ. و رجُلٌ حِرْمِيٌّ منسوب إلي الحَرَم. قال النابغة:
لِصَوْتِ حِرْمِيَّةٍ قالت و قد رحلوا هل في مُخِفِّيكُم من يَبتغي أَدَما «4»
و الحَرِيم: الذي حُرِّم مَسُّهُ فلا يُدْنَي منه. و كانت العرب إذا حجُّوا ألقَوا ما عليهم من ثِيابهم فلم يلبَسوها في الحرَم، و يسمَّي الثوب إذا حرّم لُبسه الحَريم. قال:
كَفي حَزَناً مَرِّي عليه كأنّهُ لَقَي بين أيدي الطائِفِين حريمُ «5»
و يقال بين القوم حُرْمةٌ و مَحْرَمة، و ذلك مشتقٌّ من أنه حرامٌ إضاعتُه و ترْكُ حِفظِه. و يقال إنّ الحَرِيمةَ اسمُ ما فات من كل همٍّ مطموعٍ فيه.
و مما شذَّ الحيْرَمَة: البقرة.
______________________________
(1) البيت من أبيات لشقيق بن السليك، أو ابن أخي زر بن حبيش، في اللسان (حرم).
(2) يروي أيضاً «مخارم الليل» أي أوائله. و هي رواية اللسان (خرم).
(3) الأبيات في المجمل، و الأول و الثاني منهما في اللسان (دمج)، و الأخيران فيه (حرم، زلج). البهرج: المباح. و الورع بالفتح: الجبان. و المزلج: الدون الذي ليس بتام الحزم.
(4) ديوان النابغة 67 و المجمل و اللسان (حرم). المخف: الخفيف المتاع. و الأدم: الجلد.
(5) المجمل و اللسان (حرم). و في الأخير: «كري عليه» و انظر السيرة 129.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 47‌

حرن

الحاء و الراء و النون أصلٌ واحد، و هو لزوم الشي‌ء للشي‌ء لا يكادُ يفارقه. فالْحِرَان في الدّابة معروف، يقال حَرَنَ و حَرُن. و المَحَارن من النَّحْل: اللواتي يلصَقْن بالشُّهد فلا يبرحْن أو يُنْزَعْنَ. قال:
* صَوْتُ المحابِضِ يَنْزِعْن المَحَارِينا «1» *
و كذلك قول الشماخ:
فما أرْوَي و لو كَرُمَتْ علينا بأدْنَي مِنْ موقَّفَةٍ حَرُونِ «2»
هي التي لا تبرح أعلَي الجبل. و يقال حَرَنَ في البيع فلا يزيد و لا ينقُص.

حروي

الحاء و الراء و ما بعدها معتل. أصول ثلاثة: فالأوّل جنس من الحرارة، و الثاني القرب و القصد، و الثالث الرُّجوع.
فالأوّل الحَرْوُ. من قولك وجَدْتُ في فمي حَرْوَة و حَرَاوةً، و هي حرارةٌ مِن شي‌ءِ يُؤْكل كالْخردَل و نحوِه. و من هذا القياس حَرَاةُ النار، و هو التهابها.
و منه الحَرَة الصَّوت و الجَلَبةُ.
و أمّا القُرب و القَصْد فقولهم أنت حَرًي أنْ تفعل كذا. و لا يثنَّي علي هذا اللفظ و لا يُجمَع. فإذا قلت حَرِيٌّ قلت حرِيّان و حريُّون و أحرياء للجماعة «3». و تقول هذا الأمر مَحْراةٌ لكذا. و منه قولهم: هو يتحرَّي الأمر، أي يقصِدُه. و يقال إنَّ
______________________________
(1) لابن مقبل في اللسان (حبض، حرن). و صدره:
* كأن أصواتها من حيث تسمعها*
(2) ديوان الشماخ 91 و اللسان (وقف، حرن).
(3) و كذلك إذا قلت حر، كشج؛ ثنيته أو جمعته.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 48
الحَرا مقصور: موضع البَيْض، و هو الأفحوص. و منه تحرَّي بالمكان: تلبَّثَ.
و منه قولهم نزلتُ بِحَرَاهُ وَ بِعَراه، أي بِعَقْوَته.
و الثالث: قولهم حَرَي الشّي‌ءُ يَحرِي حَرْياً، إذا رجع و نَقَص. و أحراه الزّمانُ. و يقال للأفعي التي كَبِرت و نقص جسمُها حارَيةٌ. و في الدعاء عليه يقولون: «رماهُ اللّٰه بأفعَي حاريةٍ»، لأنّها تنقُص من مرور الزمان عليها و تَحْرِي، فذلك أخبثُ. و
في الحديث: «لما مات رسول اللّٰه صلي اللّٰه عليه و آله و سلم جعل جسمُ أبي بكر يَحْرِي حتي لَحق به»

حرب

الحاء و الراء و الباء أصولٌ ثلاثة: أحدها السّلْب، و الآخَر دويْبّة، و الثالث بعضُ المجالس.
فالأوَّل: الحَرْب، و اشتقاقها من الحَرَب و هو السَّلْب. يقال حَرَبْتُه مالَه، و قد حُرِب مالَه، أي سُلِبَه، حَرَباً. و الحريب: المحروب و رجل مِحْرَابٌ:
شجاعٌ قَؤُومٌ بأمر الحرب مباشرٌ لها. و حَريبة الرَّجُل: مالُه الذي يعيش به، فإذا سُلِبَه لم يَقُمْ بعده. و يقال أسَدٌ حَرِبٌ، أي من شدّة غضبِه كأنّه حُرِب شيئاً أي سُلِبه. و كذلك الرجل الحَرِب.
و أمّا الدوْيبَّة [ف] الحِرباء. يقال أرض مُحَرْبئة، إذا كثُر حِرباؤُها.
و بها شبّه الحِرْباء، و هي مسامير الدّروع. و كذلك حَرَابيّ المَتن، و هي لَحَماتُهُ.
و الثالث: * المحراب، و هو صدر المجلِس، و الجمع محاريب. و يقولون:
المحراب الغرفةُ في قوله تعالي: فَخَرَجَ عَليٰ قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرٰابِ. و قال:
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 49
رَبَّهُ مِحرابٍ إذا جئتُها لم ألْقَها أَوْ أرتَقِي سُلَّمَا «1»
و مما شذّ عن هذه الأصول الحُرْبة. ذكر ابنُ دريد أنَّها الغِرارَة السَّوداء.
و أنشد:
و صَاحبٍ صاحبتُ غيرِ أَبْعَدا تراهُ بين الحُرْبَتَينِ مَسْنَدَا «2»

حرت

الحاء و الراء و التاء أصلٌ واحد، و هو الدَّلْك، يقال حَرَته حَرْتاً، إذا دلكه دَلْكاً شديدا.

حرث

الحاء و الراء و الثاء أصلانِ متفاوتان: أحدهما الجمع و الكَسْب، و الآخر أنْ يُهْزَل الشي‌ء.
فالأوّل الحَرْث، و هو الكَسْب و الجمع، و به سمِّي الرجل حارثاً. و
في الحديث:
«احْرُثْ لدُنْياكَ كأنَّك تعيش أبداً، و اعمَلْ لآخرتِك كأنك تموت غداً».
و من هذا الباب حرث الزَّرع. و المرأة حرث الزَّوج؛ فهذا تشبيه، و ذلك أنها مُزْدَرَع ولده. قال اللّٰه تعالي: نِسٰاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ. و الأحرِثة: مَجارِي الأوتار في الأفواق «3»؛ لأنّها تجمعها.
و أمّا الأصل الآخر فيقال حَرَثَ ناقتَه: هَزَلها؛ و أحرثها أيضا. و من ذلك
قول الأنصار لمّا قال لهم معاوية: ما فعلَتْ نواضحُكم؟ قالوا: أحْرثْنَاها يَوْمَ بَدْرٍ.
______________________________
(1) لوضاح اليمين في اللسان (حرب و الأغاني (6: 43) و الجمهرة (1: 219).
(2) البيتان في اللسان (حرب).
(3) الأفواق: جمع فوق، بالضم؛ و هو من السهم موضع الوتر. و في الأصل: «الأفراق» تحريف.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 50‌

حرج

الحاء و الراء و الجيم أصلٌ واحد، و هو معظم الباب و إليه مرجع فروعه، و ذلك تجمُّع الشي‌ء و ضِيقُه. فمنه الحَرَج جمع حَرَجة، و هي مجتمع شجرٍ. و يقال في الجمع حَرَجات. قال:
أَيا حَرَجاتِ الحيِّ حِينَ تحمَّلوا بذي سَلَمٍ لا جادكُنَّ ربيعُ «1»
و يقال حِراجٌ أيضاً. قال:
* عايَنَ حيًّا كالحراج نَعَمُهْ «2» *
و من ذلك الحَرَج الإثم، و الحَرَج الضِّيق. قال اللّٰه تعالي: وَ مَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً. و يقال حَرِجَتِ العينُ تَحَرج، أي تحَارُ.
و تقول: حَرِج عَلَيَّ ظُلمك، أي حرُم. و يقال أحْرَجَها بتطليقَةٍ، أي حرّمَها.
و يقولون: أَكسَعَها بالمُحْرِجات، يريدون بثلاث تطليقات. و الحَرَج: السَّرير الذي تُحمَل عليه الموتي. و المِحَفَّةُ حَرَجٌ. قال:
فامّا تَرَيْنِي في رِحالةِ جابرٍ علي حَرَجٍ كالقَرّ تَخْفِق أكفاني «3»
و ناقة حَرَجٌ و حُرْجُوجٌ: ضامرة، و ذلك تداخُلُ عظلمِها و لحمها. و منه الحَرِجُ الرّجل الذي لا يكاد يبرحُ القتال.
و مما شذّ عن هذا الباب قولهم إنّ الْحِرْجَ الوَدَعة، و الجمع أحراج. و يقال هو نَصيب الكلْب من لحم الصَّيْد. قال جحدر:
______________________________
(1) البيت لمجنون كما في الحيوان (5: 173) و الأغاني (1: 17).
(2) للعجاج في ديوانه 64 و اللسان (حرج).
(3) لامرئ القيس في ديوانه 126 و اللسان (حرج، قرر)، و سيعيده في (قر).
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 51
و تقدُّمي للّيْثِ أرْسُفُ مُوثَقاً حتي أُكابرَه علي الأحْراجِ «1»
و يقال الحِرْج الحِبالُ تُنْصَب. قال:
* كأنّها حرج حابلِ «2» *

حرد

الحاء و الراء و الدال أصولٌ ثلاثة: القصد، و الغضَب، و التنحَّي.
فالأوَّل: الفصد. يقال حَرَدَ حَرْدَهُ، أي قصد قصده. قال اللّٰه تعالي: وَ غَدَوْا عَليٰ حَرْدٍ قٰادِرِينَ. [و] قال:
أقبل سيل جاء من عند اللّه يحرد حرد الجنّة المغلّه «3»
و من هذا الباب الحرود: مباعر الإبل، واحدها حرد.
و الثاني: الغضب؛ يقال حرد الرّحل غضب حردا، بسكون الراء «4» قال الطرمّاح:
* و ابن سلمي علي حرد «5» *
و يقال أسد حارد. قال:
______________________________
(1) البيت في اللسان (حرج).
(2) جزء من بيت في اللسان (حرج) و هو بتمامه:
و شر الندامي من تببت ثابه مجففة كأنها حرج حابل
و في الأصل:
«كأنها حرج نابل و حابل،»
صوابه في المجمل و اللسان.
(3) الشطران في اللسان (حرد). و نسبهما التبريزي في التهذيب لحسان.
(4) و بتحريكها أيضا، و التسكين أكثر.
(5) في المجمل:
* و ابن أبي سلمي علي حرد*
و لم أعثر علي هذا الشعر في ديوان الطرماح.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 52
لعَلكِ يوما أن تَرَيْنِي كأنّما بَنِيَّ حوالَيَّ الليُوثُ الحوارِدُ «1»
و الثالث: التنحِّي و العُدول. يقال نزلَ فلانٌ حريداً، أي متنحِّياً.
و كوكب حَريد. قال جرير:
نَبْنِي علي سَنَنِ العَدُوِّ بُيُوتَنَا لا نستجير و لا نحلُّ حَرِيدا «2»
قال أبو زيد: الحريد هاهنا: المتحوِّل عن قومه. و قد حَرَدَ حُرُوداً. يقول إنَّا لا نَنْزِل في غير قومنا من ضعف و ذِلّة؛ لقوّتنا و كثْرتنا. و المحرَّد من كل شي‌ء:
المعوَّج. و حارَدَتِ الناقة، إذ قلَّ لبنُها، و ذلك أنَّها عَدَلَتْ عمَّا كانت عليه من الدّرّ. و كذلك حارَدَت السنة إذا قَلّ مطرها. و حَبْلٌ مُحَرَّدٌ، إذا ضفُر فصارت له حِرفةٌ لاعوِجاجه.

حرذ

الحاء و الراء و الذال ليس أصلا، و ليست فيه عربيةٌ صحيحة.
و قد قالوا إنّ الحِرذَون دويْبَّة.

باب الحاء و الزاء و ما يثلثهما

حزق

الحاء و الزاء و القاف أصلٌ واحد، و هو تجمُّع الشي‌ء و من ذلك [الحِزقُ]: الجماعات. قال عنترة:
______________________________
(1) للفرزدق في ديوانه 172 و الحيوان (3: 97) و عيون الأخبار (4: 122).
و معاهد التنصيص (1: 102).
(2) ديوان جرير 173 و اللسان (حرد).
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 53
* حِزَقٌ يَمانِيَةٌ لأعجمَ طِمْطِمِ «1» *
و الحَزِيقة من النَّخل: الجماعة. و من ذلك الحُزُقَّة: الرجُل القصير، و سمِّي بذلك لتجمَّع خَلْقه. و الحَزْق: شدُّ القوس بالوَتَر. و الرجل المتحزِّقٍ: المتشدِّد علي [ما] في يديه بُخْلا. و يقولون: الحازق الذي ضاق عليه خُفُّه. و القياس في الباب كله واحد.

حزك

الحاء و الزاء و الكاف كلمةٌ واحدة أُراها من باب الإبدال و أنها ليست أصلًا. و هو الاحتزاك، و ذلك الاحتزام بالثَّوب. فإمّا أن يكون الكاف بدلَ ميمٍ، و إمّا أن يكون الزاء بدلًا من باء و أنَّه الاحتباك. و قد ذكر الاحتباك في بابه.

حزل

الحاء و الزاء و اللام أصلٌ واحد، و هو ارتفاع الشي‌ء.
يقال احْزَأَلَّ، إذا ارتفع. و احزألَّتِ الإبلُ علي متن الأرض في السَّير: ارتفعت.
و احزألَّ الجبلُ: ارتفع في السَّراب.

حزم

الحاء و الزاء و الميم أصلٌ واحد، و هو شدُّ الشي‌ءِ و جمعُه، قياسٌ مطرد. فالحزم: جَودة الرأي، و كذلك الحَزَامة، و ذلك اجتماعُه و ألّا يكون مضطرِباً منتِشراً. و الحزام للسَّرج من هذا. و المتحزِّم: المُتلبّب. و الحُزْمَة من الحطب و غيره معروفة «2». و الحَيزُوم و الحَزِيم: الصّدر؛ لأنّه مجتَمَع عِظامه و مَشَدُّها.
______________________________
(1) صدره كما في المعلقات:
* نأوي له قلص النعام كما أوت*
(2) في الأصل: «معرفة».
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 54
يقول العرب: شددتُ لهذا الأمر «1» حَزِيمي. قال أبو خِراشِ يصفُ عُقابا:
رَأت قَنَصاً علي فَوْتٍ فَضَمّت إلي حيزومها ريشاً رطيبَا «2»
أي كاد الصَّيد يفوتها. و الرطيب: الناعم. أي كسرت جناحَها حين رأت الصيد لتنقضَّ. و أمّا قول القائل:
* أعددْتُ حَزْمَةَ و هي مُقْرَبَةٌ «3» *
فهي فرسٌ، و اسمُها مشتقٌّ مما ذكرناه. و الحَزَم كالغَصَص في الصّدر، يقال حَزِمَ يَحْزَم حَزَماً؛ و لا يكون ذلك إلّا من تجمُّع شي‌ءِ هناك. فأمَّا الحَزْمُ من الأرض فقد يكون من هذا، و يكون من أن يقلب النون ميما و الأصل حَزْن، و إنما قلبوها ميما لأنّ الحَزْم، فيما يقولون، أرفع من الحزن‌

حزن

الحاء و الزاء و النون أصلٌ واحد، و هو خشونة الشي‌ء و شِدّةٌ قيه. فمن ذلك الحَزْن، و هو ما غلُظ من الأرض. و الحُزْن معروف، يقال حَزَنَنِي الشي‌ءُ يحزُنُني؛ و قد قالوا أحزَنني. و حُزَانتك: أهلُك و من تتحزَّن له.

حزوي

الحاء و الزاء و الحرف المعتل أصلٌ قليل الكَلِم، و هو الارتفاع. يقال حَزَا السّرابُ الشي‌ءَ يحزُوهُ، إذا رفعَه. و منه حَزَوْتُ الشي‌ءَ و حَزَيته
______________________________
(1) في الأصل: «هذا الأمر»، صوابه في المجمل.
(2) البيت من قصيدة له في ديوان الهذليين نسخة الشنقيطي 70 و القسم الثاني من مجموع أشعار الهذليين 57.
(3) صدر بيت لحنظلة بن فاتك الأسدي، في اللسان (حزم). و عجزه:
* تقفي بقوت عيالنا و تصان*
و حزمة، بضم الحاء كما في الأصل و القاموس و المخصص (6: 198)، و ضبطت في اللسان و نسب الخيل لابن الكلي بفتحها.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 55
إذا خَرَصْته «1». و هو من الباب؛ لأنّك تفعل ذلك ثم ترفُعه ليُعلم كم هو.
و قد جعلوا في هذا من المهموز كلمةً فقالوا: حَزَأْتُ الإبلَ أحزَؤُها حَزْءا، إذا جمعتَها و سقْتها؛ و ذلك أيضاً رفْعٌ في السَّير. فأمّا الحَزاء فنَبْتٌ.

حزب

الحاء و الزاء و الباء أصلٌ واحد، و هو تجمُّع الشي‌ء. فمن ذلك الحِزب الجماعة من النّاس. قال اللّٰه تعالي: كُلُّ حِزْبٍ بِمٰا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ*.
و الطائفة من كلِّ شي‌ءِ حِزْبٌ. يقال قرأَ حِزبَهُ من القرآن. و الحِزْباء: الأرض الغليظة «2». و الحَزَابِيَةُ: الحِمار المجموع الخَلْق.
و من هذا الباب الحيزبُون: العجوز، و زادوا فيه الياء و الواو و النون، كما يفعلونه في مثل هذا، ليكون أبلغ في الوصف الذي يريدونه.

حزر

الحاء و الزاء و الراء أصلان: أحدهما اشتداد الشي‌ء، و الثاني جنسٌ من إعْمال الرّأْي.
فالاصل الأول: الحَزَاوِرُ، و هي الرّوابي، واحدتها حَزْوَرَة. و منه الغلام الحَزْوَر «3» و ذلك إذا اشتدّ و قوِي، و الجمع حزاورة و من* ذلك حزَرَ اللَّبنُ و النّبيذُ، إذا اشتدّت حُموضته. و هو حازر. قال:
* بَعْدَ الذي عَدَا القُروصَ فَحَزَرْ «4» *
و أمّا الثالث فقولهم: حزَرتُ الشي‌ء، إذا خرصْتَه، و أنا حازر. و يجوز أن
______________________________
(1) الخرس: تقدير الشي‌ء بالظن. و في الأصل: «حرضته»، تحريف.
(2) يقال حزباء في الجمع، و لمفردة حزباءة.
(3) يقال في وصف الغلام حزور كجعفر، و حزور كعملس
(4) أنشده أيضاً و المجمل، و القروس، مصدر لم يرد في المعاجم المتداولة.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 56
يحمل علي هذا قولُهم لخيار المال حَزَرَات. و
في الحديث: «أنّ النبي صلي اللّٰه عليه و آله و سلم بَعَثَ مُصَدِّقاً فقال: لا تأخُذْ مِن حَزَرات أموال الناس شيئاً. خُذِ الشّارِفَ و البَكْرَ و ذا العيب»
. فالحَزرات: الخيار، كأنّ المصدِّق يَحْزِرُ فيُعمِل وأيَه فيأخذُ الخِيارَ «1».

باب الحاء و السين و ما يثلثهما

حسف

الحاء و السين و الفاء أصلٌ واحد، و هو شي‌ء يتقشَّر عن شي‌ء و يسقط. فمن ذلك الحُسَافة، و هو ما سَقَط من التّمْر و الثَّمَر. و يقال انحسف الشّي‌ء، إذا تفتَّت في يدك. و أمَّا الحَسيفَة، و هي العداوة، فجائزٌ أن يكون من هذا الباب. و الذي عندي أنها من باب الإبدال، و أنّ الأصل الحسيكة؛ فأُبدلت الكاف فاءَ. و قد ذكرت الحسيكة و قيلُها بعد هذا الباب. و يقال الحَسَفُ الشّوك، و هو من الباب.

حسك

الحاء و السين و الكاف من خشونة الشي‌ء، لا يخرج مسائله عنه. فمن ذلك الحَسَكُ، و هو حَسَك السَّعدانِ «2»، و سِّمي بذلك لخشونته و ما عليه مِن شَوك. و من ذلك الحَسِيكة، و هي العداوة و ما يُضَمّ في القلب من خشونة. و من ذلك الحِسْككِ «3» و هو القُنفُذ. و القياس في جميعه واحد.
______________________________
(1) في اللسان وجه آخر للاشتقاق، قال: «سميت حزرة لأن صاحبها لم يزل يحزرها في نفسه كما رآها».
(2) حسك السعدان، ثمره، و هو خشن يعلق بأصواف الغنم.
(3) في الأصل: «الحيسك»، تحريف. و يقال للقنفذ حسكك كزبرج، و حسيكة كسفينة.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 57‌

حسل

الحاء و السين و اللام أصلٌ واحد قليلُ الكلِم، و هو ولد الضبّ، يقال له الحِسْلُ و الجمع حُسُول. و يقولون في المثل: «لا آتِيك [سِنَّ الحِسْل»، أي لا آتيك «1»] أبدا. و ذلك أنّ الضب لا يسقط له سِنُّ. و يكني الضّبُّ أبا الحِسل. و الحسِيل: ولد البقر، لا واحِدَ له من لفظه. قال:
* و هنّ كأذنابِ الحَسِيلِ صوادرٌ «2» *

حسم

الحاء و السين و الميم أصلٌ واحد، و هو قَطْع الشّي‌ء عن آخره.
قالحَسْم: القطع. و سُمِّي السيفُ حُساماً. و يقال حسامُه حَدّهُ، أيُّ ذلك كان فهو من القَطْع. فأمّا قوله تعالي: وَ ثَمٰانِيَةَ أَيّٰامٍ حُسُوماً، فيقال هي المتتابعة.
و يقال الحُسْوم الشّؤم. و يقال سمِّيت حُسوماً لأنها حسمت الخيرَ عن أهلها. و هذا القولُ أفْيَس لما ذكرناه. و يقال للصبيّ السيّي الغذاء «3» محسومٌ، كأنه قُطِع نماؤُه لَمَّا حُسِم غذاؤه. و الحَسْم: أن تقطَعَ عِرقاً و تكوِيَه بالنّار كي لا تسيل دمُه. و لذلك يقال: احْسِم عنك هذا الأمر، أي اقطعه واكفِهِ نفسَك.

حسن

الحاء و السين و النون أصلٌ واحد. فالْحُسن ضِدُّ القبح يقال رجلٌ حسن و امْرَأة حسناءُ و حُسّانَةٌ. قال:
دارَ الفَتاةِ التي كُنّا نقولُ لها يا ظبيةً عُطُلًا حُسّانَة الجِيدِ «4»
______________________________
(1) التكملة من المجمل. و نحوها في اللسان.
(2) للشنفري في المفضليات (1: 109) و اللسان (حسل). و عجزه:
* و قد نهلت من الدماء و علت*
(3) في الأصل: «الانداء»، صوابه من المجمل و اللسان.
(4) للشماخ في ديوانه 21 و اللسان (حسن).
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 58
و ليس في الباب إلّا هذا. و يقولون: الحسَن: جَبَل، و حَبْلٌ من حبال الرمل.
قال:
لأمِّ الأرضِ وَيْلٌ ما أجَنَّتْ غداةَ أضَرَّ بالحَسَنِ السبيلُ «1»
و المحاسنُ من الإنسان و غيره: ضدُّ المساوي. و الحسن من الذراع: النصف الذي يلي الكُوع، و أحسِبَه سمّي بذلك مقابلةً بالنِّصف الآخر؛ لأنّهم يسمُّون النصف الذي يلي المِرفَق القبيح، و هو الذي يقال له كَسْرُ قبيحٍ. قال:
لو كنتَ عيْراً كنتَ عَيْرَ مذَلَّةٍ و لو كنت كِسْراً كنت كَسِرَ قبيحِ «2»

حسوي

الحاء و السين و الحرف المعتل أصلٌ واحدٌ، ثم يشتقً منه. و هو حَسْو الشي‌ء المائع، كالماء و اللبن و غيرهما؛ يقال منه حَسَوْت الّلبن و غيره حَسْواً. و يقال في المثل:
* لمثل ذا كنتُ أحَسِّيك الحُسَي*
* و الأصل الفارسُ يغذو فرسَه بالألبان يحسّيها إيّاه، ثمّ يحتاج إليه في طلبٍ أو هرب، فيقول: لهذا كنتُ أفعلُ بك ما أفعل. ثم يقال ذلك لكلِّ من رُشِّح لأمر. و العرب تقول في أمثالها: «هو يُسِرُّ حَسْواً في ارتغاءِ»، أي إنّه يُوهِم أنّه يتناول رِغوة الّلبن، و إنَّما الذي يريده شُربُ اللّبنِ نَفْسِه. يضرب ذلك لمن يَمكُر، يُظهِر أمراً و هو يريد غيره. و يقولون: «نَومٌ كحَسْو الطائر» أي قليل. و يقولون:
______________________________
(1) لعبد اللّه بن عنمة الضبي في اللسان (حسن) و معجم البلدان (الحسنان) و الحماسة.
(2) قال ابن بري: «البيت من الطويل» و دخله الحزم في أوله. و منهم من يرويه: أو كنت كسراً، و البيت علي هذا من الكامل». انظر اللسان (قبح) و المقاييس (قبح).
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 59
شَرِبْتُ حَسْواً و حَساءً. و كان يقال لابن جُدْعانَ حاسي الذَّهَب، لأنَّه كان له إناءُ من ذهب يحسُو منه. و الحِسْيُ: مكانٌ إذا نُحِّيَ عنه رملُه نَبَع ماؤُه. قال:
تجُمُّ جُمُومَ الحِسْي جاشت غُرُوبُه و بَرَّدَهُ من تحتُ غِيلٌ و أبْطَحُ «1»
فهذا أيضاً من الأوّل كأنَّ ماءَه يُحسَي.
و مما هو محمولٌ عليه احتسيت الخَبَر و تحسَّيت مثل تحسَّسْت، و حَسِيت بالشي‌ء مثل حَسِسْتُ. و قال:
سوي أنّ العِتاقَ من المطايا حَسِينَ به فهنّ إليه شُوسُ «2»
و هذا ممكنٌ أن يكون أيضاً من الباب الذي يقلبونه عند التضعيف ياء، مثل قصَّيْتُ أظفاري، و تقضَّي البازِي، و هو قريبٌ من الأمرين و حِسْيُ الغَمِيم: مكانٌ.

حسب

الحاء و السين و الباء أصول أربعة:
فالأول: العدّ. تقول: حَسَبْتُ الشي‌ءَ أحْسُبُه حَسْباً و حُسْباناً. قال اللّٰه تعالي:
الشَّمْسُ وَ الْقَمَرُ بِحُسْبٰانٍ. و من قياس الباب الحسْبانُ الظنّ، و ذلك أنَّه فرق بينه و بين العدّ بتغيير الحركة و التّصريف، و المعني واحد، لأنّه إذا قال حسِبته فكذا فكأنّه قال: هو في الذي أعُدُّه من الأمور الكائنة.
و من الباب الحَسَبُ الذي يُعَدُّ من الإنسان. قال أهل اللغة: معناه أن يعد آباءً أشرافاً.
______________________________
(1) للمرقش الأصغر، من قصيدة في المفضليات (2: 41). و كذا جاءت الرواية في المجمل و في المفضليات: «و جرده من تحت»، أي كشفه و عراه من الشجر.
(2) لأبي زبيد الطائي، كما في اللسان (حسا، حسس)، و أمالي القالي (1: 176).
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 60
و من هذا الباب قولهم: احتسب فلانٌ ابنَه، إذا مات كبيراً «1». و ذلك أنْ يَعُدّه في الأشياء المذخورة له عند اللّٰه تعالي. و الحِسْبة: احتسابك الأجرَ.
و فلان حَسَنُ الحِسْبة بالأمر، إذا كان حسَنَ التدبير؛ و ليس من احتساب الأجر و هذا أيضاً من الباب؛ لأنّه إذا كان حسنَ التدبير للأمر كان عالماً بِعِدَادِ كل شي‌ءِ و موضِعِه من الرأْي و الصّواب. و القياسُ كله واحد «2».
و الأصل الثاني: الكِفاية. تقول شي‌ء حِسَابٌ، آي كافٍ «3». و يقال.
أحسَبْتُ فلاناً، إذا أعطيتَه ما يرضيه؛ و كذلك حَسَّبْته. قالت امرأة «4»:
و نُقْفِي ولِيدَ الحيِّ إن كان جائعاً و نُحْسِبه إن كان ليسَ بجائِع
و الأصل الثالث: الحُسْبَانُ، و هي جمع حُسبانَةٍ، و هي الوِسادة الصغيرة.
و قد حسَّبت الرّجلَ أُحَسِّبه، إذا أجلستَه عليها و وسَّدْتَه إياها. و منه قول القائل:
* غداة ثَوَي في الرّمْلِ غيرَ مُحَسَّبِ «5» *
و قال آخر «6»:
يا عامِ لو قدَرَتْ عليكَ رِماحُنا و الرّاقصاتِ إلي مِنًي فالغَبْغَبِ
لَلَمَسْتَ بالوكْعاء طعنةَ ثائرٍ حَرّانَ أو لثوَيْتَ غيرَ مُحَسَّبِ «7»
______________________________
(1) و إذا فقده صغيراً لم يبلغ الحلم قيل: افترطه افتراطا.
(2) في الأصل: «كلمة واحدة».
(3) و به فسر قوله تعالي: (عَطٰاءً حِسٰاباً).
(4) من بني قشير، كما في اللسان (حسب). و أنشده أيضاً في (قفا).
(5) أنشد هذا العجز في المجمل و اللسان (حسب).
(6) هو نهيك الفزاري، يحاطب عامر بن الطفيل، كما في اللسان (حسب). و في معجم البلدان (رسم العبغب) أنه «نهيكة الفزاري».
(7) الوكعاء: الوجعاء، و هي الدبر. و في اللسان «بالوجعاء» و في المعجم «بالرصعاء».
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 61
و من هذا الأصل الحُسْبان: سهامٌ صغار يُرْمي بها عن القسيِّ الفارسية، الواحدة حُسبانة. و إنما فرق بينهما لصِغَر هذه و [كبر] تلك.
و منه قولهم أصاب الأرض حُسبان، أي جراد. و فُسِّرَ قوله تعالي: وَ يُرْسِلَ عَلَيْهٰا حُسْبٰاناً مِنَ السَّمٰاءِ بالبَرَد.
و الأصل الرابع: الأحسب الذي ابيضَّت جِلدتُه من داءِ ففسدت شَعرته، كأنَّه أبرص. قال:
يا هِنْدُ لا تَنْكحي بُوهَةً عليه عقيقتُه أحْسَبا «1»
و قد يتّفق في أصول الأبواب هذا التفاوتُ الذي تراه في هذه الأصول الأربعة.

حسد

الحاء و السين و الدال أصلٌ واحد، و هو الحَسَد.

حسر

الحاء و السين و الراء أصلٌ واحد، و هو من كَشْف الشي‌ء.
[يقال حَسَرت عن الذراع «2»]، أي كشفته. و الحاسر: الذي لا دِرْع عليه و لا* مِغْفَر. و يقال حَسَرْتُ البيتَ: كنستُه. و يقال: إن المِحْسَرَة المِكْنَسَة.
و فلان كريم المَحْسَر، أي كريم المخبر، أي إذا كشفْتَ عن أخلاقه وجدتَ ثَمَّ كريماً. قال:
أرِقَتْ فما أدرِي أَسُقْمٌ طِبُّها أَم من فراق أخٍ كريم المَحْسَر «3»
______________________________
(1) لامري‌ء القيس في ديوانه 154 و اللسان (بوه، عقق، حسب). و قد سبق في (بوه).
(2) التكمله من المجمل.
(3) في الأصل: «الكريم»، صوابه في المجمل، حيث أنشد العجز. و الطب، بالكسر الشأن و العادة.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 62
و من الباب الحسرةُ: التلهُّف علي الشي‌ء البائت. و يقال حَسِرْتُ عليه حَسَرًا و حَسْرَةً، و ذلك انكشافُ أمرِه في جزعه و قلَّة صبره. و منه ناقةٌ حَسْرَي إذا ظلَعَتْ. و حسَرَ البصر إذا كَلَّ، و هو حسير، و ذلك انكشافُ حاله في قلّة بَصَره و ضَعْفه. و المُحَسَّرُ، المُحَقَّر، كأنَّه حُسْر، أي جُعِل ذا حَسْرَة. و قد فسَّرناها.

باب الحاء و الشين و ما يثلثهما

حشف

الحاء و الشين و الفاء أصلٌ واحدٌ يدلُّ علي رَخَاوة و ضعف و خلوقة.
فأوّل ذلك الحَشَف، و هو أرادأ التَّمر. و يقولون في أمثالهم: «أَحَشَفاً و سُوءَ كِيلَة»، للرَّجُل يجمع أمرين ردِيَّين. قال امرؤ القيس:
كأنّ قلوبَ الطيرِ رَطباً و يابساً لدي وَكرها العُنَّابُ و الحَشَفُ البالي «1»
و إنما ذكر قلوبَها لأنها أطيبُ ما في الطير، و هي تأتي فراخها بها. و يقال حَشِفَ «2» خِلْفُ الناقة، إذا ارتفع منه اللَّبن. و الحشيف: الثَّوب الخَلَق. و قد تَحَشَّف الرَّجلُ: لَبِسَ الحشيف. قال:
يُدني الحَشيفَ عليها كي يواريَها و نَفْسَهَا و هو للأطمار لَبَّاسُ «3»
______________________________
(1) ديوان امرئ القيس 70.
(2) و كذا ضبط بكسر الشين في المجمل، و في اللسان بالفتح.
(3) في المجمل: «و نفسه».
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 63
و الحَشَفة: العجوز الكبيرة، و الحميرة اليابسة «1»، و الصخرة الرِّخْوَة حَوْلها السهلُ من الأرض.

حشك

الحاء و السين و الكاف أصلٌ واحد، و هو تجمُّع الشي‌ء.
يقال حَشَكْت النَّاقةَ، إذا تركتَها لا تحلبُها فتجمَّع لبنُها، و هي محشوكة. قال:
* غَدَت و هي مَحْشوكَةٌ حافلٌ «2» *
و حَشَكَ القومُ، إذا حَشَدُوا. و حَشَكَت «3» السّحابة: كثُر ماؤُها. و منه قولهم للنَّخلة الكثيرة الحَمْل حاشك. و حَشَكت السّماء: أتَتْ بمطرها. و ربَّما حملوا عليه فقالوا: قوسٌ حاشكة، و هي الطَّرُوحُ البعيدةُ المَرمي. و حَشّاك: نَهْر.

حشم

الحاء و الشين و الميم أصلٌ مشترك، و هو الغَضَب أو قريبٌ منه.
قال أهل اللغة. الحِشْمَة: الانقباضُ و الاستحياء. و قال قومٌ: هو الغضب.
قال ابن قُتيبة: رُوِي عن بعض فصحاء العرب: إن ذلك مما يُحْشِمُ بني فلانٍ، أي يغضبهم. و ذكر آخر أن العرب لا تعرِفُ الحشمةَ إلَّا الغضب، و أنَّ قولهم لحَشمِ الرجل خدمه، إنما معناه أنَّهم الذين يَغْضب لهم و يغضَبون له.
قال أبو عبيدٍ: قال أبو زيد: حَشَمْتُ الرجل أحْشِمه و أحْشَمْتُه، و هو أن يجلس إليك فتُؤذيَهُ و تُسمعه ما يكره. و ابن الأعرابي يقول: حَشَمْتُه فحَشَم، أي أخجلته. و أحشمته: أغضبته. و أنشد:
______________________________
(1) ذكر هذين المعنييَن في المجمل، و ذكرا في القاموس، و فاتا صاحب اللسان.
(2) عجزه كما في اللسان (حشك):
* فراح الذئار عليها صحيحا*
(3) في الأصل: «حشدت»، تحريف.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 64
مَعَمْرُكُ إنّ قُرْصَ أبي خُبَيبٍ بطي‌ءُ النُّضْجِ مَحشومُ الأكيلِ «1»

حشن

الحاء و الشين و النون أصلٌ واحد، و هو تغيُّر الشي‌ء مما يتعلّق به مِن درن. ثمّ يشتق منه:
فأمّا الأوَّل فقولهم فيما رواه الخليل: حَشِنَ السِّقاء، إِذا حُقِنَ لبناً و لم يُتَعهَّدْ بغسلٍ فتغيَّرَ ظاهرُه و أنتَنَ. و أمَّا القياس فقال أبو عبيد: الحِشنة، بتقديم الحاء علي الشين: الحقد. و أنشد:
أَلَا لا أرَي ذا حِشْنَةٍ في فؤاده يُجَمِجمُها إلّا سَيَبْدُو دفينُها «2»
قال غيره: و من ذلك قولهم: قال «3» فلانٌ لفلان حتَّي حشَّن صدرَه.

حشوي

الحاء و الشين و ما بعدها معتلٌ أصلٌ واحد، و ربما هُمِزَ فيكون المعنيان متقاربين أيضاً. و هو أن يُودَع الشي‌ء وعاءً باستقصاء. يقال حشوتُه أحشوه حَشْوا. و حُشِوْةَ الإنسان و الدابة: أمعاؤه. و يقال [فلانٌ] من حِشْوة بني فلانٍ، أي من رُذَالهم. و إنما قيل ذلك لأن الذي تحشي به الأشياء لا يكون من أفخر المَتاع بل أدْونِه. و المِحْشَي: ما تحتَشي «4» به المرأة، تعظِّمْ به عَجِيزتها، و الجمع المحاشِي. قال:
* جُمًّا غَنيّاتٍ عن المَحاشِي «5» *
______________________________
(1) البيت في المجمل و اللسان (حشم).
(2) البيت في المجمل و اللسان (حشن).
(3) كذا وردت هذه الكلمة.
(4) في الأصل: «ما تحشي»، صوابه ما أثبت.
(5) الجم: جمع جماء، و هي الكثيرة اللحم. و في الأصل: «جمعا»، صوابه من المجمل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 65
و الحشا: حشا الإنسان، و الجمع أحشاء. و الحشا: الناحية، و هو من قياس الباب، لأنّ لكلّ ناحيةٍ أهلًا فكأنّهم حشَوها. يقال: ما أدرِي بأيّ حشاً هو. قال:
* بأيِّ الحَشَا أمسي الخليطُ المبايِنُ «1» *
و من المهموز و هو من قياسِ الباب غيرُ بعيدٍ منه، قولهم: حشأتُه بالسَّهم أحشَوه، إذا أصبتَ به جَنْبَه. قال:
فَلأَحْشأَنّكَ مِشْقَصاً أوْساً أُوَيْسُ من الَهَبالهْ «2»
و منه حَشَأْتُ المرأةَ، كناية عن الجِماع.
و الحَشَا، غير مهموز: الرَّبْو، يقال حَشِي يَحْشَي حشاً، فهو حَش كما تري.
فأمّا قول النابغة:
جَمْعُ مِحاشَكَ يا يزيدُ فإِنَّنِي أعددتُ يربوعاً لكم و تميما «3»
فله وجهان: أحدهما أن يكون ميمُه أصليَّة، و قد ذكر في بابه. و الوجه بالآخر أن يكون الميم زائدةً و يكون مِفْعَلًا من الحَشو، كأنه أراد اللفيف و الأُشابة، و كان ينبغي أن يكون مِحْشَي، فَقَلب.

حشب

الحاء و الشين و الباء قريبُ المعني مما قبله. فيقال الحَوْشَب العظيم البطن. قال:
______________________________
(1) المعطل الهذلي من قصيدة في مخطوطة الشقيطي آمن الهذليين 108. و أنشده في اللسان:
(حشا) و صدره:
* يقول الذي أمسي إلي الحرز أهله*
(2) البيت لأسماء بن خارجة كما في اللسان (حشا، أوس، هبل).
(3) ديوان النابغة 70 و اللسان (حشا).
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 66
و تجرُّ مُجْرِيَةٌ لها لحمي إلي أجْرٍ حواشِبْ «1»
و الحوشب: حَشْو الحافر، و يقال بل هو عظمٌ في باطن الحافر بين العصَب و الوظيف. قال رؤبة:
* في رُسُغ لا يَتَشكَّي الحوشَبا «2» *

حشد

الحاء و الشين و الدال قريبٌ المعني من الذي قبلَه. يقال حَشَد القوم إذا اجتمعوا و خفُّوا في التعاوُن. و ناقة حشُودٌ: يسرعُ اجتماعُ اللَبن في ضرعها. و الحَشْد: المحتشدون. و هذا و إن كان في معني ما قبلَه ففيه معنًي آخر، و هو التّعاوُن. و يقال عِذقٌ حاشِدٌ و حاشك: مجتمِعُ الحَمْل كثيرُهُ.

حشر

الحاء و الشين و الراء قريبُ المعني من الذي قبله، و فيه زيادةٌ.
معنًي، و هو السّوق و البَعث و الانبعاث.
و أهل اللغة يقولون: الحشر الجمع مع سَوْقٍ، و كلُّ جمعٍ حَشْر و العرب تقول:
حَشرَتْ مالَ بني فلانٍ السنةُ كأنّها جمعته، ذهبت به و أتَتْ عليه. قال رؤبة:
و ما نجا من حَشْرِها المحشوشِ وحْشٌ و لا طمشٌ من الطُّموشِ «3»
و يقال أُذُنٌ حَشْرَةٌ، إذا كانت مجتمِعة الخَلْق. قال:
لها أذُنٌ حَشْرَةٌ مَشْرَةٌ كإِعْلِيط مَرْخٍ إذا ما صَفرْ «4»
______________________________
(1) لحبيب بن عبد اللّه، المعروف بالأعلم الهذلي. انظر ما سبق في حواشي (1: 447).
(2) ديوان العجاج 74 و اللسان و المجمل (حشب).
(3) ديوان رؤبة 78 و اللسان (حشر، طمش) و المقاييس (طمش).
(4) للنمر بن تولب كما في اللسان (حشر)، و نبه علي صحة هذه النسبة في (علط) بعد أن ذكر نسبته إلي امرئ القيس، و سييده في المقاييس (علط).
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 67
و
من أسماء رسول اللّه صلي اللّٰه عليه و آله و سلم «الحاشر»
، معناه أنّه يحشر النّاس علي قدمَيه، كأنّه يقدُمُهم يوم القِيامة و هم خلْفه. و محتملٌ أن يكون لَمَّا كان آخِرَ الأنبياء حُشِر النّاس في زمانه.
و حشرات الأرض: دوابُّها الصغار، كاليرابيع و الضِّياب و ما أشبهها، فسمِّيت بذلك لكثرتها و انسياقها و انبعاثها. و الحَشْوَرُ من الرّجال: العظيم الخَلْق أو البطنِ.
و ممّا شذّ عن الأصل قولهم للرجل الخفيف حَشْرٌ. و الحَشْر من القُذَذ: ما لَطُف.
و سِنانٌ حَشْرٌ، أي دقيق؛ و قد حَشَرْته.

باب الحاء و الصاد و ما يثلثهما

حصف

الحاء و الصاد و الفاء أصلٌ واحد، و هو تشدُّدٌ يكون في الشي‌ءِ و صلابةٌ و قوَّة. فيقال لرَكانة العقْل حصافة، و للعَدْوِ الشديد إحصاف.
يقال فرسٌ مِحْصَفٌ و ناقة مِحْصافٌ. و يقال كتيبة محصوفةٌ، إذا تَجمَّع أصحابُها و قلَّ الخَلَل فيهم. قال الأعشي:
تأوِي طوائِفُها إلي مَحْصُوفة مكروهةٍ يخشي الكماةُ نِزالَها «1»
و يقال «مخصوفة»، و هذا له قياسٌ آخر و قد ذكر في بابه. و يقال استحصَفَ علي بني فلانٍ الزّمانُ، إذا اشتدّ. و فَرْجٌ مستحصِفٌ. و قال:
و إذا طعنتَ في مستَحْصِفٍ رابي المَجَسَّةِ بالعبير مُقَرْمَدِ «2»
______________________________
(1) ديوان الأعشي 27 و اللسان (حصف). و في الديوان: «إلي مخضرة».
(2) للنابغة الذبياني في ديوانه 32، و البيت ملفق من بيتين و هما:
و إذا طعنت في مستهدف رابي المجسة بالعبير مقرمد
و إذا نزعت نزعت من مستحصف نزع الحزور بالرشاء المحصد
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 68
و الحَصَف: بَثْر صِغارٌ يَستحصِف لها الجِلْد.

حصل

الحاء و الصاد و اللام أصلٌ واحد منقاس، و هو جمع الشي‌ء، و لذلك سمِّيت حَوصلةُ الطائر؛ لأنّه يجمع فيها. و يقال حَصَّلت الشي‌ءَ تحصيلا.
و زعم ناسٌ من أهل اللغة أنّ أصل التحصيل استخراجُ الذّهب أو الفضّة من الحجر أو من تراب المَعِدن؛ و يقال لفاعله المحصِّل. قال:
ألا رجلٌ جزاهُ اللّٰه خيراً يدلُّ علي محصِّلة تُبِيتُ «1»
فإن كان كذا فهو القياسُ، و الباب كلُّه محمول عليه.
و الحَصَل: البلح قبل أن يشتدّ و يظهر ثَفارِيقُه «2»، الواحدةُ حَصَلة. قال:
* ينحَتُّ منهُنّ السَّدَي و الحَصْلُ «3» *
السَّدَي: البَلَح الذاوِي، الواحدة سَداة. و هذا أيضاً من الباب، أعني الحصَل، لأنه حُصِّل من النخلة.
و مما شذّ عن الباب و ما أدري ممّ اشتقاقه، قولهم: حَصِلَ الفرسُ، إذا اشتكي بَطْنَهُ عن أكل التُّراب.

حصم

الحاء و الصاد و الميم أصلٌ قليل الكَلِم، إلّا أنه تكسُّر في الشي‌ء، يقال: انحصم العود، إذا انكسر. قال ابن مُقْبل:
______________________________
(1) البيت لعمرو بن قعاس المرادي، كما في الحزانة (1: 459) و كتاب سيبويه (1:
359). و أنشده في اللسان (حصل) بدون نسبة. و في «رجل» أوجه الإعراب الثلاثة.
(2) الثفاريق: جمع ثفروق، بضم الثاء المثلثة، و هو قمع البسرة و التمرة. و في الأصل و اللسان:
«تفاريقه»، تحريف. و في المخصص (11: 121): «إذا استبان البسر و نبتت أقماعه و تدحرج قيل حصل الخل، و هو الحصل».
(3) استشهد به في اللسان و المخصص علي تسكين الصاد للضرورة و أنشد، كذلك في اللسان (سدا)
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 69
و بَياضاً أحدثَتْه لِمَّتِي مثلَ عِيدانِ الحَصاد المنحَصِمْ «1»
و ممّا اشتقّ منه حُصام «2» الدّابة، و هو رُدَامه. و القياس قريب.

حصن

الحاء و الصاد و النون أصلٌ واحد منقاس، و هو الحفظ و الحِياطة و الحِرز. فالحِصن معروف، و الجمع حصون. و الحاصِن و الحَصَان: المرأة لمتعفِّفة الحاصنةُ فرْجَها. قال:
فَمَا ولدَتْنِي حاصِنٌ رَبَعِيّةٌ لئن أنا ما لَأْتُ الهوي لا* تِّباعها «3»
و قال حسّان في الحَصَان:
حَصَانٌ رَزَانٌ ما تُزَنَّ برِيبَةٍ و تُضبح غَرْثَي من لحوم الغَوافِل «4»
و الفعل من هذا حَصُن. قال أحمد بن يحيي ثعلب: كلّ امرأةٍ عفيفة فهي مُحْصَنة و مُحْصِنة، و كل امرأة متزوِّجةٍ فهي محصَنة لا غير. قال: و يقال لكلِّ ممنوعٍ مُحْصَن، و ذكر ناسٌ أنّ القُفْل يسمَّي مُحْصَناً. و يقال أحْصَنَ الرّجُل فهوُ مُحْصَنٌ.
و هذا أحدُ ما جاء علي أفعل فهو مُفْعَل.

حصوي

الحاء و الصاد و الحرف المعتل ثلاثة أصول: الأول المنع، و الثاني العَدُّ و الإطاقة، و الثالث شي‌ء من أجزاء الأرض.
فالأوَّل الحصو. قال الشيبانيّ: هو المنع؛ يقال حصوته أي منعته. قال:
ألا تخافُ اللّٰه إذْ حَصَوْتني حقِّي بلا ذنبٍ و إذْ عَنَّنْتَني «5»
______________________________
(1) البيت في اللسان (حصم).
(2) هذا اللفظ مما لم يرد في المعاجم المتداولة. و الدابة، يذكر و يؤنث.
(3) نسب في الحماسة بشرح* المرزوقي 208 إلي إياس بن قبيصة الطائي.
(4) ديوان حسان 324 و اللسان (حصن، رزن). يقوله في شأن أم المؤمنين عائشة.
(5) لبشير الفريري، كما في اللسان (حصي).
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 70
و الأصل الثاني: أحصيت الشي‌ءَ، إذا عَدَدْته و أطقْته. قال اللّٰه تعالي:
عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ. و قال تعالي: أَحْصٰاهُ اللّٰهُ وَ نَسُوهُ.
و الأصل الثالث: الحصي، و هو معروف. يقال أرضٌ مَحْصاةٌ، إذا كانت ذاتَ حصَي. و قد قيل حَصِيتْ تَحْصَي.
و مما اشتقّ منه الحصاة؛ يقال ماله حصاةٌ، أي ماله عقل. و هو من هذا؛ لأن في الحصي قوةً و شدّة. و الحصاة: العقل، لأنّ به تماسُكَ الرّجل و قوّة نفسه. قال:
و إِنّ لسانَ المرءِ مالم تكن له حَصَاةٌ علي عَوْراته لدَلِيلُ «1»
و يقال لكلِّ قطعةٍ من المسك حَصَاة؛ فهذا تشبيهٌ لا قياس.
و إذا هُمِز فأصْله تجمُّع الشي‌ء؛ يقال أحصأتُ الرّجلَ، إذا أرويته من الماء، و حَصِئَ هو. و يقال حَصأ الصبيُّ من اللبن، إذا ارتضَعَ حتي تمتلئَ مَعِدته، و كذلك الجَدْي.

حصب

الحاء و الصاد و الباء أصلٌ واحد، و هو جنسٌ من أجزاء الأرض، ثم يشتقّ منه، و هو الحصباء، و ذلك جنسٌ من الحَصَي. و يقال حَصَبْتُ الرّجلَ بالحَصباءَ. و ريحٌ حاصب، إذا أتَتْ بالغُبار. فأمّا الحَصْبَةُ فبَثْرةٌ تخرج بالجَسدِ، و هو مشبَّه بالحَصْباء. فأمَّا المُحَصَّب بمِنًي فهو موضع الجِمار. قال ذو الرمة:
أَري ناقتي عند المحصَّب شاقَها رَواحُ اليَمانِي و الهديلُ المُرجَّعُ «2»
______________________________
(1) لكعب بن سعد الغنوي، كما في اللسان (حصي). و نسبه الأزهري إلي طرفة، و هو في ديوانه ص 52.
(2) ديوان ذي الرمة 345 و اللسان (هدل).
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 71
يريد نَفر اليمانِينَ حين ينْصرفون. و الهدِيل هاهنا: أصوات الحمام. أراد أنّها ذَكَرت الطير في أهلها فحنّت إليها.
و من الباب الإحصاب: أن يُثير الإِنسانُ الحصَي في عَدْوِه. و يقال أرض مَحْصَبَةٌ، ذاتُ حَصْباء. فأمّا قولُهم حَصَّب القوم عن صاحبهم* يُحَصِّبون، فذلك تَوَلِّيهِمْ عنه مسرِعين كالحاصب، و هي الريح الشديدة. فهذا محمولٌ علي الباب
و يقال إنّ الحصِبَ من الألبان الذي لا يُخرِج زُبدَه، فذلك من الباب أيضاً؛ لأنّه كأنّه من بَرْده يشتدّ حتي يصير كالحصباء فلا يُخرج زُبْدا «1».

حصد

الحاء و الصاد و الدال أصلان: [أحدهما] قطْع الشي‌ء، و الآخر إحكامه. و هما متفاوتان.
فالأول حصدتُ الزّرعَ و غيرَه حَصْدا. و هذا زمَنُ الحَصاد و الحِصاد.
و
في الحديث: «و هَلْ يكُبُّ الناسَ علي مَناخِرِهم في النار إلا حصائدُ ألسنتهم».
فإن الحصائد جمع حَصِيدة، و هو كلُّ شي‌ءٍ قيل في الناس باللِّسان و قُطِع به عليهم.
و يقال حَصَدْتُ و احتصَدْت، و الرجل محتصِد. قال:
إنما نحنُ مِثلُ خامةِ زَرْعٍ فمتي بَأْنِ يَأْتِ محتصِدْ «2»
و الأصل الآخَر قولهم حَبْلٌ مُحْصَدٌ، أي مُمَرٌّ مفتول.
و من الباب شجرةٌ حَصْداء، أي كثيرة الورق؛ و دِرْع حصداء: مُحْكمَة؛ و استحصدَ القومُ، إذا اجتَمَعوا.
______________________________
(1) لم يذكر «الحصب» في اللسان. و في القاموس: «و ككتف: اللبن لا يخرج زبده من برده».
(2) للطرماح في ديوانه 113 و اللسان (خوم). و كلمة «مثل» ساقطة من الأصل. و إثباتها: مما سيأتي في (خام 237) و اللسان. و في الديوان:
إنّما الناس مثل نابتة الزر عمتي يأن؟؟ يأت محتصده.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 72‌

حصر

الحاء و الصاد و الراء أصلٌ واحد، و هو الجمع و الحَبْس و المنع قال أبو عمرو: الحَصِير الجَنْبُ. قال الأصمعيّ: الحصير ما بين العِرْق الذي يظهر في جنب البعير و الفَرَس معترضاً، فما فوقه إلي منقطع الجنب فهو الحصير. و أيَّ ذلك [كان] فهو من الذي ذكرناه من الجَمْع، لأنّه مجمع الأضلاع.
و الحَصِر: العَيُّ، كأنَّ الكلام حُبِس عنه و مُنِع منه. و الحَصَر: ضِيقُ الصَّدرْ. و من الباب «1» الحُصْر، و هو اعتقال البَطْن؛ يقال منه حُصِر و أُحْصِر.
و الناقة الحَصُور، و هي الضيِّقة الإحليل؛ و القياس واحد. فأمَّا الإحصار فأن يُحْصَرَ الحاجُّ عن البيت بمرضٍ «2» أو نحوه. و ناسٌ يقولون: حَصَرَه المرض و أحصره العدُوّ.
و روي أبو عبيدٍ عن أبي عمرو: حَصَرَني الشي‌ء و أحصرني، إذا حبَسنِي، و ذكر قول ابنِ ميّادة:
و ما هَجْرُ ليلَي أن تكون تباعدَتْ عَليكَ و لا أَنْ أَحْصَرتْكَ شُغُولُ «3»
و الكلام في حَصَره و أحصره، مشتبهٌ عندي غايةَ الاشتباه؛ لأنّ ناساً يجمعون بينهما و آخرون يَفْرِقون، و ليس فَرْقُ مَنْ فَرَقَ بينَ ذلك و لا جَمْعُ مَنْ جمَع ناقضاً القياسَ الذي ذكرناه، بل الأمرُ كلُّه دالٌّ علي الحبْس
و من الباب الحَصُور الذي لا يأتي النِّساء؛ فقال قوم: هو فَعول بمعني مفعول، كأنّه حَصِر أي حُبِس. و قال آخرون: هو الذي يأبَي النساء «4» كأنّه أحجَمَ هو
______________________________
(1) في الأصل: «و هو من الباب».
(2) في الأصل: «عرص»، صوابه من المحمل.
(3) البيت في المجمل و اللسان (شغل).
(4) في الأصل: «يأتي النساء».
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 73
عنهنَّ، كما يقال رجل حَصُورٌ، إذا حَبَس رِفدَه و لم يُحْرِجْ ما يخرجه النّدامَي.
قال الأخطل:
و شاربٍ مُرْبِحٍ بالكأسِ نادَمَني لا بالحَصُور و لا فيها بِسَوّارِ «1»
و من الباب الحَصِر بالسِّرّ، و هو الكتوم له. قال جرير:
و لقد تَسقَّطَنِي الوُشاةُ فصادَفُوا حَصِراً بِسِرِّكِ يا أمَيْمَ ضَنِينا «2»
و الحصير في قوله عز و جل: وَ جَعَلْنٰا جَهَنَّمَ لِلْكٰافِرِينَ حَصِيراً هو المحْبِس. و الحصير في قول لبيد:
* لَدَي بابِ الحَصيرِ قيامُ «3» *
هو الملك. و الحصَار: وِسادةٌ تحشَي و تجعل لقادمة الرَّحْل؛ يقال احتَصَرْت البعير احتصارا «4»

باب الحاء و الضاد و ما يثلثهما

حضل

الحاء و الضاد و اللام كلمةٌ واحدة ليست أصلًا و لا يقاس عليها؛ يقال حَضِلَت النخلةُ، إذا فسد أصولُ سَعَفِها.

حضن

الحاء و الضاد و النون أصلٌ واحد يقاس، و هو حِفْظ الشي‌ء و صِيانته. فالحِضْن ما دون الإبط إلي الكَشْحِ؛ يقال احتضَنْت الشي‌ءَ جعلُته في حِضْني فأمَّا قول الكميت:
______________________________
(1) ديوان الأخطل 116 و اللسان (6: 2، 51).
(2) ديوان جرير 578 و اللسان (حصر)، و ورد محرفا في اللسان.
(3) البيت بتمامه كما في ديوان لبيد 29:
و مقامة غلب الرقاب كأنهم جي لدي طرف الحصير قيام
(4) و كذلك يقال حصره و أحصره.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 74
و دَوِّيَّةٍ أنفذْتُ حِضْنَيْ ظَلَامِها هُدْوًّا إذا ما طائر الليل أبصر
فإِنَّه يريد قَطْعَهُ إيَّاها. و طائر [الليل]: الخفّاش. و نَواحِي كلِّ شي‌ء أحضانُه و من الباب* حَضَنَتِ المرأة ولدَها، و كذلك حضنَت الحمامةُ بيضَها و المُحْتَضَن: [الحِضْن «1»]. قال:
عَريضةِ بَوْصٍ إذا أدَرَتْ هَضيمِ الحشا عَبْلَةِ المحتضَنْ «2»
فأمَّا حَضَنٌ فجبلٌ بنجْد، و هو أوّل نجد. و العرب تقول: «أنْجَدَ مَنْ رأي حَضَناً». و يقال امرأةٌ حَضُون بيِّنة الحِضان «3». فأمّا قولهم حضَنْت الرَّجُلَ عن الرّجل، إذا نحَّيته عنه، فكلمةٌ مشكوك فيها، و وجدتُ كثيراً من أهل العلم يُنْكرونها. فإنْ كانت صحيحةً فالقياس فيها مطَّرد، كأنَّ الشي‌ء حُضِن عنه و حُفِظَ و لم يمكّن منه. و مصدره الحَضْنُ و الحَضَانة. و يقال الحَضَن العاجُ في قول القائل:
تبَسَّمتْ عن وَميضِ البرق كاشرةً و أبرزَتْ عن هجان اللَّونِ كالحَضَنِ «4»
و يقال إنّ الحَضَن أصلُ الجبل. فإن كان ما ذكرناه من العاج صحيحاً فهو شاذٌّ عن الأصل.

حضي

الحاء و الضاد و الحرف المعتل أصل واحد، و هو هَيْج الشي‌ءِ، و يكون في النار خاصّة. يقال حَضَوْتُ النارَ، إذا أوقدتَها. و العود الذي تُحرّك به النارِ محضاء ممدود. و يقال حضأتها أيضاً بالهمز، و العود مِحْضَأ علي مِفْعَل، و ربما مدُّوه؛ و الأول أجود.
______________________________
(1) هذه التكملة من المجمل و اللسان.
(2) للأعشي في ديوانه 15 و اللسان (بوص، حضن). و قد سبق في (بوص).
(3) الحضون من الإبل و الغنم و النساء: ما كان أحد خلفيه أو ثدييه أكبر من الآخر.
(4) البيت في اللسان (حضن)، و عجزه في المجمل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 75‌

حضب

الحاء و الضاد و الباء أصلان: الأول ما تُسْعَرُ به النار، و الثاني جنسٌ من الصَّوْت.
فالأوَّل قوله جلَّ ثناؤُه: حضب جهنّم «1»، قالوا: هو الوَقُود بفتح الواو و يقال لما تُسعر النّار به مِحْضَب. و ينشد بيت الأعشي:
فلا تَكُ في حَرْبِنا مِحْضَباً لتجعَلَ قومَكَ شَتَّي شُعُوبا «2»
و الصوت كقولهم لصوت القَوسِ حُضْبٌ، و الجمع أحضاب. فأمّا قولهم إنَّ الحِضْب الحيّة ففيه كلامٌ، و إن صحّ فإنّه شاذٌّ عن الأصل.

حضج

الحاء و الضاد و الجيم أصلٌ واحد يدلُّ علي دناءة الشي‌ء و سُقوطه و ذَهابه عن طريقة الاختيار. يقول العرب: انحضج الرّجلُ و غيره إذا وقع بجَنْبه، و حضَجْت أنا به الأرضَ. و يقال: هذه إحدي حضَجَاتِ فلانٍ، أي إحدي سَقَطَاتِه. و ذلك في القول و الفِعل «3». و الحِضْج: ما يَبقي في حِياض الإبل من الماء، و الجمع أحضاج. و يقال لِلدَّنِيِّ من الرجال حِضْج. و حَضَجْتُ النَّوْبَ، إذا ضربته بالمِحْضاج عند غَسلك إيَّاه، و هي تلك الخشبة.
و أمَّا قولهم للزِّقِّ الضخم حِضاج فهو قريبٌ من الباب؛ لأنه يتساقط. فأمّا قولهم حضَجْت النّار أوقدتُها، فيجوز أن يكون من الباب، و يمكن أن يكون من باب الإبدال.

حضر

الحاء و الضاد و الراء إيراد الشي‌ء، و وروده و مشاهدته و قد يجي‌ء ما يبعد عن هذا و إن كان الأصل واحداً.
______________________________
(1) قرأ الجمهور بالصاد المهملة، محركة و ساكنة و قرأ ابن عباس بالضاد المعجمة المفتوحة.
و روي عنه إسكانها. انظر تفسير أبي حيان (6: 340).
(2) ملحقات ديوان الأعشي 236 و اللسان (حضب) و في تفسير أبي حيان: «فتجعل».
(3) في الأصل: «و الفضل».
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 76
فالحَضَرُ خلاف البَدْو. و سكون الحَضَر الحِضارة «1». قال:
فمن تكن الحِضَارةُ أعجبَتْهُ فأيَّ رجالِ باديةٍ ترانَا «2»
قالها أبو زيدٍ بالكسر، و قال الأصمعي هي الحَضارة بالفتح. فأمّا الحُضْر الذي هو العَدْوُ فمن الباب أيضاً، لأن الفرسَ و غيرَه يُحْضِرَان ما عندهما من ذلك، يقال أحْضَرَ الفرس، و هو فرس مِحْضِيرٌ سريع الحُضْرِ، و مِحْضار. و يقال حاضَرْتُ الرّجلَ، إذا عدوتَ معه. و قول العرب: «اللبنُ مَحضُور» فمعناه كثير الآفة، و يقولون إنَّ الجانَّ تحضُره. و يقولون: «الكُنُف محضورة». و تأوَّلَ ناسٌ قوله تعالي: وَ قُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزٰاتِ الشَّيٰاطِينِ. وَ أَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ أي أن يُصيبوني بسُوء. و البابُ كله واحد، و ذلك أنّهم يَحضُرُونه بسوء. و يقال للحاضر و هي «3» الحيّ العظيم. قال حسان.
لنا حاضِرٌ فَعْم و باد كأنَّه قطينُ الإِلٰهِ عزّةً و تكرُّما «4»
و يروي ناسٌ:
… كأنَّه شماريخ رَضوي عِزَّةً و تكرُّما
و أنكرت قريشٌ ذلك و قالوا: * أيُّ عزَّةٍ و تكرمٍ لشماريخ رَضْوَي و الحضيرة: الجماعة ليست بالكثيرة. قال:
يَرِدُ المياهَ حَضيرةً و نفيضةً وِرْدَ القطاةِ إذا اسمأَلّ التّبَّعُ «5»
و يقال المحاضَرة المغالبة، و حاضرتُ الرجل: جاثيتُه عند سلطان أو حاكم
______________________________
(1) يقال سكن بالمكان يسكن سكي و سكونا: أقام.
(2) هو القطامي، كما سبق في حواشي (بدو).
(3) كذا ورد في الأصل و لعله «و يقال الحاضر هو»
(4) ديوان حسان 370 و اللسان (حضر).
(5) للحادرة الذبياني من قصيدة في ديوانه و المفضليات (1: 41) و نسب في اللسان. (حضر؟؟؟ نفض، سمأل، تبع) إلي سلمي الجهنية.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 77
و يقال ألقت الشاةُ حضِيرتَها، و هي ما تُلْقِيه بَعد الولَد من المَشيمة و غيرها. و هذا قياسٌ صحيح، و ذلك أنّ تلك الأشياء تُسَمَّي الشُّهُود، و قد ذكرت في بابها.
و حَضْرَةُ الرّجُل: فِناؤه. و الحَضيرة: ما اجتمع من المِدّة في الجُرح. و يقال:
حَضَرت الصلاة، و لغة أهل المدِينةَ حضِرت. و كلهم، يقول تحضُر. و هذا من نادر ما يجي‌ء من الكلام علي فَعِل يفعُل. و قد جاءت فيه من الصحيح غير المعتل كلمةٌ واحدة و قد ذكرت في بابها «1». و يقال رجل حَضِرٌ إذا كان لا يصلحُ للسّفَر.
و هذا كقولهم رجلٌ نَهِرٌ، إذا كان يصلحُ لأعمال النّهار دونَ الليل. قال:
* لست بليليًّ و لكني نَهِرْ «2» *
و يقولون: إنّ الحَضْرَ شحمةٌ في المَأْنة «3» و فوقَها. و ممّا شذّ عن الباب الحَضْر، و هو حصنٌ، في قول عديّ:
و أحْو الحَضْر إذْ بَنَاهُ و إذ دِجْ لةْ تُجَبي إليه و الخابورُ «4»
و من الشاذّ، و يجوز أن يحمل علي ما قبلَه حَضَارِ «5»، و هو كوكب. و العرب تقول: «حَضَارِ و الوزنُ مُحْلِفان»؛ و ذلك أنَّ الناس يحلفون عليهما أنهما سُهَيْل «6» لأنهما يشهانه. و المُحْلِف: الشي‌ء الذي يُحْوِج إلي الحَلْفِ. قال:
______________________________
(1) كذا. و لم يعين موضع ذكرها. و قد ذكر ابن خالويه خمسة أحرف جاءت علي فعل يفعل وعي: دمت أدوم، و مت أموت، و فضل بفضل، و نعم ينعم، و قنط يقنط انظر (ليس في كلام العرب) ص 13.
(2) أنشده في اللسان (نهر) و كتاب سيبويه (2: 91) و المخصص (9: 51)
(3)؟؟؟ المأنة: طفطفة، و هي الحاصرة. و قيل لمأنة السرة و ما حولها، و قيل لجمة تحت السرة إلي؟؟؟ العانة. و جاء في اللسان: «و الحضر شحمة في العانة و فوقها».
(4) معجم البلدان في رسم (الحضر).
(5) في الأصل: «الحضار»؛ تحريف، صوابه في اللسان و المحمل.
(6) في الأصل: «بهما سهين»، صوابه في المحمل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 78
كُمَيْتٌ غيرُ مُحْلِفةٍ و لكن كلون الوَرْسِ عُلّ به الأديم «1»
و حِضارُ الإبل: بِيضُها. قال الهذليّ:
* … شُومُها و حِضارُها «2» *

باب الحاء و الطاء و ما يثلثهما

حطم

الحاء و الطاء و الميم أصلٌ واحدٌ، و هو كَسْر الشي‌ء. يقال:
حطمت الشي‌ءَ حَطْماً كسرتُه. و يقال المتكسَّر في نفسه حَطِم. و يقال للفرس إذا تهدَّم لطول عمره حَطِمٌ. و يقال بل الحَطَمُ داءٌ يصيب الدابَّة في قوائمها أو ضَعْفٌ.
و هو فرسٌ حَطِم. و الحُطمة: السنة الشديدة؛ لأنها تَحْطم كلّ شي‌ء. و الحُطَم:
السَّواق يَعنف، يحطِم بعضَ الإبل ببعض. قال الراجز:
* قد لفَّها الليلُ بسَوَّاقٍ حُطَمْ*
و سمِّيت النارُ الحُطَمةَ لحَطْمِها ما تَلْقَي. و يقال للعَكَرة من الإبل حُطَمَة لأنها تحطِم كلَّ شي‌ء تلقاه. و حُطْمة السَّيل: دُفَّاعُ مُعظَمِهِ. و هذا ليس أصلا؛ لأنه مقلوب من الطُّحْمة. فأما الحطيم فممكنٌ أن يكون من هذا، و هو الحِجْر، لكثرة من ينْتابُه، كأنه يُحْطَم.

حطأ

الحاء و الطاء و الهمزة أصلٌ منقاس، و هو تطامُن الشَّي‌ءِ و سقُوطُه.
______________________________
(1) البيت للكلحبة العرني من قصيدة في التفضليات (1: 31) و لسلمة بن الخوشب فيها أيضا (1: 38). و أنشده في اللسان (2: 386/ 4: 280/ 10: 401/ 11: 94).
(2) قطعة من بيت لأبي ذؤيب، و هو بتمامه كما في الديوان 25 و اللسان (حضر):
فلا تشتري إلا بربح، ساؤها بنات المخاض شومها و حضارها
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 79
يقال حَطَأْتُ الرجلَ بالأرض: ضربته. و الحُطيئة: الرجل القصير. قال ثعلب:
سمِّي الحُطيئة لدَمامَته.
قال أبو زيد: الحَطِي‌ء من الرّجال مثال فَعيل: الرُّذَال.
قال ابن عباس:
«أَخَذَ رسول اللّٰه صلي اللّٰه عليه و آله و سلم بقَفائي فحطأني خَطْأةً و قال: اذهبْ فادعُ لي فلاناً»
. يقول: دَفَعَني دَفْعة. و يقال حَطَأَتِ القِدْرُ بزَبَدِها: رمَت. و يقال حطأ الرجُل المرأةَ: جامَعَها.

حطب

الحاء و الطاء و الباء أصلٌ واحد، و هو الوَقود، ثمّ يحمل عليه ما يشبَّه به. فالحطب معروف. يقال حطبت أحْطِب حَطبا. قال امرؤ القيس.
إذا ما ركبنا قال وِلْدانُ أهلنا تعالَوا إلي أن يأتي الصيدُ تَحْطِبِ
و يقال للمخلِّط في كلامِهِ «حاطب لَيْل». و يقال حَطَبَنِي عَبْدي، إذا أتاك بالحَطَب. قال:
خَبٌّ جَرُوزٌ و إذا جاعَ بَكَي لا حَطَبَ القَوْمَ و لا القَوْمَ سَقَي «1»
و يقال مكان حَطِيبٌ: كثير الحَطَب. و يقال ناقة مُحَاطِبَةٌ، تأكل الشَّوكَ اليابسَ. و قالوا في قوله تعالي: وَ امْرَأَتُهُ حَمّٰالَةَ الْحَطَبِ هي كنايةٌ عن النميمة.
يقال حَطَبَ فلانٌ بفلانٍ: سَعَي به. و يقال إنَّ الأحطبَ الشديدُ الهُزال و كذلك الحَطِب، كأنَّه شبِّه بالحطب اليابس. و قوله في النميمة يشهد له قولُ القائل:
من البِيض لم تُصْطَد علي حَبْلِ لأمة و لم تَمْشِ بين النَّاسِ بالحطب الرطْبِ «2»
______________________________
(1) للجليح الراجز، انظر ديوان الشماخ 107. و قد نسب في اللسان (حطب) إلي الشماخ.
(2) في اللسان «علي ظهر لأمة». و أنشد عجزه في (حظر) برواية: «بالحظر الرطب».
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 80‌

باب الحاء و الظاء و ما يثلثهما

حظوي

الحاء و الظاء و ما بعده [من] حرف معتلّ أصلان:
أحدهما القرب من الشي‌ء و المنزلة، و الثاني جنس من السلاح.
فالأوَّل قولهم رَجُلٌ حَظِيٌّ إذا كان له منزلةٌ و حُظوةٌ. و امرأةٌ حَظِيَّةٌ.
و العرب تقول: «إلا حَظِيَّةً فلا أَلِيّةً». يقول: إن لم يكنْ لكِ حُظْوَةٌ فلا تُقَصِّرِي أن تتقرَّبي. يقال ما ألوت، أي ما قصَّرْت.
و أما الأصل الآخر فالحِظاء: جمعِ حَظْوةٍ، و هو سهمٌ صغير لا نَصْلَ له يُرمَي به قال بعضُ أهلِ اللغة: يقال لكلِّ قضيبٍ نابتٍ في أصلِ شجرةٍ «1» حَظْوَة، و الجمع حَظَوات. قال أوس:
تَعَلَّمَهَا في غِيلِها و هي حَظْوَةٌ بوادٍ به نَبْعٌ طِوَالٌ و حِثْيَلُ «2»
و إذا عُيِّر الرّجلُ بالضّعف قيل له: «إنما نَبْلُك حِظاءٌ». و يقال لِسهام الصّبيان حِظاء. و منه المثل: «إحدي حُظَيَّاتِ لُقْمان»، قال أبو عبيد: الحُظَيّات المرامي، و هي السّهام التي لا نِصال لها.

حظر

الحاء و الظاء و الراء أصلٌ واحدٌ يدلُّ علي المنْع. يقال حظرت الشي‌ء أحْظُرُه حَظْراً، فأنا حاظِرٌ و الشي‌ء محظور. قال اللّٰه تعالي: وَ مٰا كٰانَ عَطٰاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً. و الحِظَارُ: ما حُظِر علي غنمٍ أو غيرها بأغصانٍ أو شي‌ءِ من رَطْبٍ
______________________________
(1) في الأصل: «في أصل أو شجرة»، صوابه في المجمل و اللسان.
(2) ديوان أوس بن حجر 19 و اللسان (حثل).
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 81
شجر أو يابس، و لا يكاد يفعل ذلك إلّا بالرَّطْب منه ثم ييْبس و فاعل ذلك المحتَظِرُ. قال اللّٰه تعالي: فَكٰانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ، أي الذي يعمل الحظيرةَ للغنم، ثم ييبَس ذلك فيتهشَّم. و يقال جاء فلان بالحَظِر الرَّطْب، إذا جاء بالكَذِبِ المستشنَع. و يقال هو بوقد في الحَظر، إذا كان يَنِمُّ. و قد مضي شاهده «1»

حظل

الحاء و الظاء و اللام أصلٌ واجد، و هو قريب من الذي قبله فالحَظْل: الغَيْرة و مَنْع المرأة من التصرّف و الحركة [قال «2»]:
* فيحظِلُ أو يَغارُ «3» *
قال أبو عبيد: حظلت عليه مثل حَظَرْتُ و يقال في قوله
«فيحظِلُ أو يَغَار»
إنّه التّقْتير. و أحْرِ أن يكون هذا أصحّ، لأنّه قال «أو يغار». و التقتير يرجع إلي الذي ذكرناه من المنْع. و الدَّليل علي ذلك قولهم حَظَلان و حظْلان. قال:
تُعَيّرُني الحِظْلانَ أمُّ مُخلِّسٍ فقلت لها لم تَقذفينِي بِدائيا «4»

باب الحاء و الفاء و ما يثلثهما

حفل

الحاء و الفاء و اللام أصلٌ واحد، و هو الجمع. يقال حَفَل النّاسُ و احتفَلوا، إذا اجتمعوا في مجلسهم. و المجلِس مَحْفِل. و المحفَّلة: الشاة
______________________________
(1) يشير إلي الشاهد الذي ورد في نهاية مادة (حطب).
(2) هذه التكملة من المجمل.
(3) من بيت للبختري الجعدي يصف رجلا غيورا. و هو بتمامه في اللسان (حظل):
فما يخصئك لا يحصئك منه طبانية فيحظل أو يغار
(4) لمنظور الدبيري، كما في اللسان (حظل) من أبيات رواها القالي أيضا في الأمالي (2: 212) و في الأمالي: «أم محلم».
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 82
قد حفَّلت؛ أَي جُمع اللّبنُ في ضَرعها. و نُهِي عن التَّصريةِ و النَّحفيل. و يقال لا تَحْفِل به، أي لا تُبالِهِ؛ و هو من الأصل، أي لا تتجمَّع. و ذلك أنّ مَن عَراه أمرٌ تجمَّع له.
فأمَّا قولهم لحُطام التِّبن حُفالة فليس من الباب، إنّما هو من باب الإبدال؛ لأنّ الأصلَ حُثالة، فأبدلت الثاء فاءَ.
و من الباب رجلٌ ذو حَفْلَةٍ، إذا كان مبالِغاً فيما أخذ فيه، و ذلك أنّه يتجمّع له رأياً و فِعلا. و قد احتَفَل لهم، إذا أحسن القيام بأمرهم. و يقال احتَفَل الوادِي.
بالسّيل. فأمّا قولهم تحفّل، إذا تزيّنَ، فهو من ذلك أيضاً لأنه يجمُع لنفسه المحاسِن.
فأمّا قولهم حَفَلْتُ الشئَ، إذا جلوتَه، فمن الباب، و القياسُ صحيح؛ و ذلك أنّه.
يجمع ضَوءَه و نُورَه بما يَنفيه من صَدئه. قال بشر:
رأي درة بيضاء يَحفِل لونُها سُخامٌ كغِربان البريرِ مَقَصَّبُ «1»
و المُقصَّبْ المجمَّد. و أراد بالدّرّة امرأةً. يحفل لونَها [سخام «2»]، يعني الشَعَر يريدها بسوادِه بياضا، و هذا كأنّه جلاها، و هو من الكلام الحسن جدًّا.

حفن

الحاء و الفاء و النون كلمةٌ واحدة، منقاسٌ، و هو جمعُ الشي‌ء في كفٍّ أو غير ذلك. فالحَفْنَة: مِل‌ءُ كفّيك من الطَّعام. يقال حَفَنْتُ الشي‌ءَ حَفْناً بيديَّ. و منه
حديث أبي بكر: «إنّما نحن حَفْنَةٌ من حَفنات اللّٰه تعالي»
، معناه أنَّ اللّه تعالي إذا شاء أدخل خلْقه الجنّةَ، و أنَّ ذلك يسيرٌ عنده كالحَفْنَةِ. و يقال احتَفْنتُ الشي‌ءَ لنفسي، إذا أخذتَه و يقال الحُفْنة إنّها الحُفْرة؛ فإن صحَّ فمحتملٌ
______________________________
(1) سبق البيت و الكلام عليه في (مادة بر)
(2) التكملة من المجمل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 83
الوجهين: أحدهما أن يكون من باب الإبدال، فتجعل النون بدلَ الراء. و يجوز أن يكون من الباب الذي ذكرناه، لأنَّها تَجمَع الشي‌ءَ «1» من ماءِ أو غيرِه. و الحَفّانُ ليس من هذا الباب، و قد مضي ذِكره «2» لأنَّ النون فيه زائدة.

حفي

الحاء و الفاء و ما بعدهما معتلٌّ ثلاثةُ أصول: المنع، و استقصاء السُّؤال، و الحَفَاءِ خِلافُ الانتِعال.
فالأوّل: قولُهم حفَوت الرّجُلَ من كل شي‌ءِ، إذا منعتَه.
و أمّا الأصل الثاني: فقولهم حَفِيتُ إليه في الوصيّة بالغْت. و تحفّيت به:
بالغت في إكرامه، و أحفَيْت. و الحفيّ: المستقصِي في السّؤَال. قال الأعشي:
فإِنْ تسألي عنِّي فيا رُبَّ سائلٍ حَفِي عن الأعشي به حيث أصْعَدا «3»
و قال قوم، و هو من الباب حَفِيتُ بفلان و تحفّيت، إذا عُنِيتَ به. و الحَفّي:
العالم بالشي‌ء.
و الأصل الثالث: الحفا مقصور، مصدر الحافي. و يقال حَفِي الفرسُ: انسحجَ حافرُه. و أحْفَي الرَّجُل: حِفيَتْ دابّتُه. قال الكسائيّ: خَافٍ بيِّن الحِفْية و الحِفَاية.
و قد حَفِي يحفَي، و هو الذي لا خُفّ في رجليه و لا نَعل.
فأمّا الذي حَفِيَ مِن كثرة المشي فإنّه حَفٍ بيِّن الحَفاء، مقصور.
فأمّا المهموز فالحفأ مقصور، و هو أصل البَرديّ الأبيض الرّطب؛ و هو يؤكل.
و فُسِّر علي ذلك
قولُه صلي اللّٰه عليه و آله و سلم: «ما لم تحتفِئُوا بها فشأنكم بها «4»»
. و يقال احتفأته، إذا اقتلعتَه.
______________________________
(1) و الأصل: «تجمع بالشي‌ء».
(2) سهو منه أو سقط من النسخة، فإن لم يذكر «الحفان» في مادة (حف).
(3) ديوان الأعشي 102 و اللسان (حفا).
(4) الذي في المجمل: «ما لم تحتفئوا بها بغلا».
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 84‌

حفت

الحاء و الفاء و التاء ليس أصلًا، و الكلام فيه يقِلُّ فالحَفَيْتَأْ: الرّجل القصير.

حفث

الحاء و الفاء و الثاء شي‌ء يدلُّ علي رخاوةٍ و لين. يقال حَفِثُ الكرِشِ لِفَحِثِها «1». و الحُفَّاث: حية لا تضرّ و لا تُخَاف. قال:
أيُفايِشُونَ و قد رأوا حُفّاثَهم قد عَضَّهُ فقَصَي عليه الأشجعُ «2»
و يقال للرجُل إذا غضب: «قد احرنْفَش حُفَّاثُه».

حفد

الحاء و الفاء و الدال أصلٌ يدلُّ علي الخِفة في العمل، و التجمُّع.
فالحفَدة: الأعوان؛ لأنّه يجتمع فيهم التجمّع و التخفُّف، واحدُهم حافد. و السُّرْعة إلي الطاعة حَفْد، و لذلك
يقال في دعاء القنوت: «إليك نسعي و نَحْفِدُ»
. قال:
* يا ابنَ التي علي قَعُودٍ حَفَّادْ «3» *
و يقال في قوله تعالي: وَ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوٰاجِكُمْ بَنِينَ وَ حَفَدَةً إنّهم الأعوان- و هو الصَّحيح- و يقال الأَختَانُ، و يقال الحَفدةُ ولدُ الوَلَد. و المِحْفَد:
مكيالٌ يكال به. و يقال في باب السرعة و الخفة سيفٌ محتفِد، أي سريع القطع.
و الحفَدانُ: تدارُك السَّير.

حفر

الحاء و الفاء و الراء أصلان: أحدُهما حَفْر الشّي‌ء، و هو قلعُه سُفْلا؛ و الآحَر أوَّل الأمر.
______________________________
(1) لفحث: لقمة ذات الأطباق من الكرش.
(2) البيت لحرير في ديوانه 244 و اللسان (حفث،؟؟؟). و- ميده في (فيش).
(3) البيت في المجمل (حفد).
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 85
فالأوَّل حفَرتُ الأرض حَفْرا. و حافِر الفَرسِ من ذلك، كأنّه يحفر به الأرض، و من الباب الحَفْر في الفَم، و هو تآكل الأسنان. يقال حَفرفُوه يَحْفر حَفْراً «1».
و الحَفَر: التَّراب المستخرَج من الْحفْرَة، كالهَدَم؛ و يقال هو اسمُ المكان الذي حُفِر. قال:
* قالوا انتَهْينا و هذا الخندَقُ الحَفرُ «2» *
و يقال أحفَرَ المُهْرُ للإِثْناء و الإرباع، إذا سقَطَ بعضُ أسنانه لنَباتِ ما بَعدَه.
و يقال: ما مِن حاملٍ إلّا و الحمل يَحْفِرها، إلّا* الناقة فإِنَّها تسمَن عليه. فمعني يحفِرها يُهْزِلها.
و الأصل الثاني الحافرة، في قوله تعالي: أَ إِنّٰا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحٰافِرَةِ، يقال: إنه الأمر الأوَّل، أي أمحْيا بعد ما نموت. و يقال الحافرةُ من قولهم: رجع فلانٌ علي حافرته، إذا رجع علي الطريق الذي أخَذَ فيه، و رجع الشَّيْخُ «3» علي حافرته إذا هَرِم و خَرِف. و قولهم: «النَّقْد عند الحافِرِ» أي لا يزُول حافرُ الفرس حتَّي تَنْقُدني ثمنَه. و كانت لكرامتها عندَهم لا تُباع نَسَاءً. ثم كثُر ذلك حتَّي قيل في غير الخيل أيضاً.

حفز

الحاء و الفاء و الزاء كلمةٌ واحدةٌ تدلّ علي الحثّ و ما قرب منه.
فالحفزُ: حثُّك الشي‌ءَ مِن خلفه. [و الرّجُل «4»] يحتفز في جلوسه إذا أراد القيام، كأنَّ حَاثَّه حَثَهُ و دافعاً دفعهُ. يقال: اللّيل يسوقُ النهارَ و يحفِزه. و يقال حَفَزْت
______________________________
(1) حفر، من باب ضرب، و يقال أيضا من باب تعب، و هو أردأ اللغتين.
(2) أنشد هذا العجز في المجمل (حفر).
(3) في الأصل: «الشي»، صوابه في المجمل.
(4) التكملة من المجمل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 86
الرجُلَ بالرُّمح. و سُمِّي الحَوفزانُ من ذلك بقلة «1». قال:
و نحنُ حَفَزْنا الحوفزانَ بطعنةٍ سقتْه نَجيعاً من دمِ الجوف أَشْكلا «2»

حفس

الحاء و الفاء و السين ليس أصلا. يقال للرجل القصير حيفس «3».

حفش

الحاء و الفاء و الشين أصلٌ واحد يدلُّ علي الجمع. يقال هم يَحْفِشون عليك، أي يُجْلِبون. و حَفَشَ السَّيلُ الماء من كلِّ جانب إِلي مستنقع واحد. قال:
عشِيَّةَ رُحْنا و راحْوا لَنَا كما ملَأَ الحافشاتُ المَسِيلا «4»
و يقال جاء الفرس يَحفِشُ، أي يأتي بجريٍ بعد جري. و الحفش «5»: بيت صغير: و سمِّي بذلك لاجتماعِ جوانبه؛ و يقال لأنه يُحمع فيه الشي‌ء. و تحفشّت المرأةُ للرَّجُل، إذا أظهرت له وُدَّا؛ و ذلك أنها تتحفَّل له، أي تتجمَّع.

حفص

الحاء و الفاء و الصاد ليس أصلا، و لا فيه لغة تنقاس.
يقال للزَّبِيل من جُلودٍ حَفْص. و يقال للدَّجاجة أمَّ حَفْصة. و يقال إنَّ ولدَ الأسد حَفْصٌ. و في كلِّ ذلك نظرٌ.

حفض

الحاء و الفاء و الضاد أصلٌ واحد، و هو يدلُّ علي سقوط الشي‌ء و خُفُوفِه «6». فالحَفض مَتاع البيت؛ و لذلك سمِّي البعير الذي يحمله حَفَضًا.
______________________________
(1) كذا. و لعل في الكلام نقصا. و في المجمل. «لأن بساط بن قيس حفزه بالرمح».
(2) البيت لسوار بن حبان المنقري، كما في اللسان. و يخطئ من ينسبه لجرير.
(3) يقال بوزن صيقل و هزمر.
(4) البيت في المجمل و اللسان برواية: «فراحوا إلينا».
(5) يقال بالكسر و الفتح و التحريك، و جمعه أحفاش و حفاش.
(6) في الأصل: «و خفوضه». و الحفوف: القلة. و في اللسان:» و إنه لخفض علم، أي قليله رثه، شبه علمه في قلته بالحفص».
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 87
و القياسُ ما ذكرناه؛ لأنّ الأحفاض تسمَّي الأسقاط. و يقال حفَضْت العُود، إذا حنيتَه. قال الراجز:
* إمَّا تَرَيْ دَهراً حَنانِي حَفْضَا «1» *
قال الأصمعيُّ: حفضتُ [الشي‌ء «2»] و حَفَّضْتُه، بالتخفيف و التشديد، إذا فألقيتَه. و أنشد:
* إمَّا تَرَيْ دَهْراً حناني حَفْضا*
فمعناه ألْقاني. و الأحفاض في قول عمرو بن كلثوم:
و نحن إذا عِمَادُ الحَيِّ خَرَّت علي الأحفاضِ نَمنَعُ مَنْ يَلِينا «3»
هي الإبل أَوَّلَ ما تُركَب. و يقال بل الأحفاص عُمُد الأخبية.

حفظ

الحاء و الفاء و الظاء أصلٌ واحد يدلُّ علي مراعاةِ الشي‌ء.
يقال حَفِظْتُ الشي‌ءَ حِفْظا. و الغَضَبُ: الحفيظة؛ و ذلك أنّ تلك الحالَ تدعو إلي مراعاة الشي‌ء. يقال للغَضَب الإحفاظ؛ يقال أحفَظَنِي أي أغضَبَني. و التحفظ:
قلّة الغَفلة. و الحِفاظ: المحافَظة علي الأمور.

باب الحاء و القاف و ما يثلثهما

حقل

الحاء و القاف و اللام أصلٌ واحد، و هو الأرض و ما قاربه.
فالحَقْل: القَرَاح الطيِّب و يقال: «لا يُنبت البَقْلةَ إلا الحَقلة». و حَقِيلٌ:
موضع قال:
______________________________
(1) لرؤبة في ديوانه 80 و اللسان (حفض). و سيأتي في (عرش).
(2) التكملة من المجمل.
(3) البيت من مطقته المشهورة.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 88
* مِن ذِي الأبارق إذْ رعَيْنَ حَقِيلَا «1» *
و المُحاقلة التي نُهِي عنها «2»: بيعُ الزّرع في سنبُله بحنطةٍ أو شعير.
و من الباب قولهم: حَقِل الفرسُ، في قول بعضهم، إذا أصابَه وجَعٌ في بطْنه من أكل التّراب. و الأصل الأرض.
و يقال حَوْقَل الشَّيْخ، إذا اعتمد بيديه علي خَصره إذا مشي؛ و هي الحوقلة.
و كأنَّ ذلك مأخوذٌ مِن قُربِهِ من الأرض. و أمّا قولهم للقارورة حَوقَلَة، فالأصل الحَوْجَلَة. و لعل الجيم أبدِلت قافا.

حقم

الحاء و القاف و الميم لا أصلٌ و لا فرع. يقولون: الحَقْم طائر «3».

حقن

الحاء و القاف و النون أصلٌ واحد، و هو جَمْع الشي‌ء.
يقال لكلّ شي‌ءِ [جُمِعَ «4»] و شُدَّ حقين. و لذلك سُمِّي حابسُ اللبن حاقنا.
و يقال اللبن الحَقِين الذي صُبَّ حليبُه علي رائبِه. و الحواقن: ما سفَل عن البطن.
و قال قوم: الحاقنتان ما تحت التّرقُوَتَين.

حقو

الحاء و القاف و الحرف المعتل أصلٌ واحد، و هو بعضُ أعضاء البدن. فالحِقْو الخَصْر و مَشَدّ الإزار. و لذلك سمِّي ما استدقّ من السهم مما يلي الرّيشَ حَقواً. فأمّا
الحديث «أن رسولَ اللّٰه صلي اللّٰه عليه و آله و سلم أعطي النِّساء اللواتيّ غَسَّلْنَ ابنَتَه حَقْوَةً»
فجاء في التفسير أنّه الإزار، و جمعه حِقِيّ، فهذا إنما
______________________________
(1) سبق الكلام علي البيت في (برق). و صدره:
* و أفضن بعد كطومهن بجرة*
(2) في الأصل: «عن».
(3) في اللسان: «ضرب من الطير يشبه الحمام. و قيل هو الحمام. يمانية».
(4) التكملة من المجمل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 89
سمِّي حِقواً لأنه يشدّ به الحِقْو. و أما الحَقْوة فوجعٌ يصيب الإنسانَ في بطنه؛ يُقال منه حُقِيَ الرّجلُ فهو مَحْقوٌّ.

حقب

الحاء و القاف و الباء أصلٌ واحد، و هو يدلّ علي الحبْس.
يقال حَقِب العام، إذا احتبس مطرُه. و حَقِب البعيرُ، إذا احتبسَ بولُه.
و من الباب الحَقَبُ: حبلٌ يُشَدّ به الرحْلُ إلي بطْن البعير، كي لا يجتذبه التَّصدير. فأمّا الأحقبُ، و هو حِمار الوحش، فاختُلِف في معناه، فقال قوم: سمِّي بذلك لبياض حَقْويه. و قال آخرون: لدقّة حَقِوَيه. و الأنثي حَقْباء. فإنْ كان هذا من الباب فلأنّه مكانٌ يشد بحِقاب، و هو حبلٌ. و يقال للأنثي حَقباء. قال:
* كأنّها حَقْباء بلقاءُ الزّلَقْ «1» *
و من الباب الحقيبة، و هي معروفة. و منه احتقب فلانٌ الإثم، كأنه جمَعه في حقيبةٍ. و احتقَبَه من خَلفه: ارتدفَه. و المُحْقَبِ: المُرْدَفِ. فأمّا الزمان فهو حِقْبة، و الجمع حِقَب. و الحُقْبُ ثمانون عاما، و الجمع أحقاب، و ذلك لما يجتمع فيه من السّنينَ و الشَّهورِ و يقال إنَّ الحِقابَ جبلٌ. و يقال للقارَةِ الطويلة في السماء حقباء. قال:
* قد ضَمَّها و البَدَن الحِقابا «2» *

حقد

الحاء و القاف و الدال أصلان: أحدهما الضَغن، و الآخر ألَّا يُوجَد ما يطلب.
فالأوّل الحِقْد، و يجمع علي الأحقاد. و الآخَر قولُهم أحقَدَ القومُ، إذا طلبوا الذَّهبةَ في المعدِن فلم يجدُوها.
______________________________
(1) البيت لرؤبة في ديوانه 104 و اللسان (حقب، زلق).
(2) من رجز في اللسان (حقب)، و صواب روايته: «وضمها»؛ لأن قبله:
* قد قلت لما جدت لعقاب*
و جاء إثاده علي الصواب في النجمل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 90‌

حقر

الحاء و القاف و الراء أصلٌ واحد، استصغارُ الشي‌ء. يقال شي‌ء حقير، أي صغير. و أنا أحتقرهُ: أي أستصغره. فأمّا قولهم لاسم السماء «حاقورة «1»» فما أراه صحيحا. و إن كان فلعلّه اسم مأخوذٌ كذا من غير اشتقاق.

حقط

الحاء و القاف و الطاء ليس أصلا، و لا أحسب الحَيْقُطانَ، و هو ذكر الدُّرَّاج، صحيحاً.

حقف

الحاء و القاف و الفاء أصلٌ واحد، و هو يدلُّ علي مَيَل الشي‌ء و عِوَجه: يقال احقوقَف الشي‌ء، إذا مال، فهو مُحْقَوْقِفٌ و حَاقِفٌ. و من ذلك
الحديث: «أنّه مرَّ بظبيٍ حاقِفٍ في ظلِّ شجرة»
فهو الذي قد انحني و تثنَّي في نَوْمِه و لهذا قيل للرَّمل المنحني حقِفْ، و الجمع أحقاف. قال:
فلما أجزْنَا ساحةَ الحيِّ و انتحي بنا بَطْنُ خبتٍ ذي حِقافٍ عَقَنْقَل «2»
و يروي: «ذي قِفاف». و قال آخر:
* سَمَاوةَ الهِلالِ حَتي احقوقَفا «3» *

باب الحاء و الكاف و ما يثلثهما

حكل

الحاء و الكاف و اللام أصلٌ صحيح منقاس، و هو الشي‌ءُ لا يُبينُ. يقال إنّ الحكْل الشي‌ءُ الذي لا نُطْقَ له من الحيوان، كالنمل و غيره.
قال:
______________________________
(1) لم تذكر في اللسان و في القاموس أنها السماء الرابعة.
(2) لامرئ القيس، في معلقته.
(3) للعجاج ديوانه 84 و المجمل و اللسان (حقف).
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 91
لو كنتُ قد أُوتِيتُ عِلْمَ الْحكْل علَم سليمانٍ كلامَ النّمل «1»
و يقال في لسانه حُكْلَةٌ، أي عُجمة. و يقال أحْكَلَ عليَّ الأمرُ، إذا امتنَعَ و أشْكَل.
و ممّا شذّ عن الباب قولهم للرجل القصير حَنْكَل «2».

حكم

الحاء و الكاف و الميم أصلٌ واحد، و هو المنْع. و أوّل ذلك الحُكم، و هو المَنْع من الظُّلْم. و سمّيَتْ حَكَمة الدابّة لأنها تمنعُها يقال حَكَمْت الدّابةَ و أحْكَمتها. و يقال: حكَمت السَّفيهَ و أحكمتُه، إذا أخذتَ علي يديه.
قال جرير:
* أبَنِي حَنيفة أحْكِمُوا سُفهاءَكم إنّي أخاف عليكم أن أغْضَبَا «3»
و الحِكمة هذا قياسُها، لأنّها تمنع من الجهل. و تقول: حكَّمت فلاناً تحكيماً منعتُه عمّا يريد. و حُكِّم فلانٌ في كذا، إذا جُعل أمرُه إليه. و المحكمَّ: المجرِّب المنسوب إلي الحكمة. قال طرفة:
ليت المحكَّمَ و الموعوظَ صَوْتَكُما تحتَ التُّرَاب إذا ما الباطلُ انكشَفَا «4»
أراد بالمحكَّم الشيخَ المنسوبَ إلي الحكمة. و
في الحديث: «إنّ الجنة»
______________________________
(1) لرؤبة في ديوانه 128. و نسب في اللسان (حكل) للعجاج. و انظر الحيوان (4: 8).
(2) في اللسان و المجمل: «الحوكل»، و هما صحيحان.
(3) لجرير في ديوانه 50 و اللسان (حكم).
(4) ليس البيت في ديوان طرفة، و هو في المجمل و اللسان (حكم). و ذكروا أن المحكم؛ بكسر الكاف الذي حكم الحوادث و جر بها، و بفتحها الذي حكمته و جربته: و المعني واحد. و صوتكما، نصب لأنه أراد عاذلي كفا صوتكما.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 92
للمحكَّمين «1»
و هم قومٌ حُكِّمُوا مخيَّرين بين القَتل و الثّبات علي الإسلام و بين الكفر، فاختارُوا الثّباتَ علي الإسلام مع القتل، فسْمُّوا المحكمين.

حكي

الحاء و الكاف و ما بعدها معتلٌّ أصلٌ واحد، و فيه جنس من المهموز يقاربُ معني المعتلّ و المهموز منه، هو إحكام الشي‌ء بعَقْدٍ أو تقرير.
يقال حَكَيْتُ الشي‌ءَ أحْكيه، و ذلك أن تفعلَ مثلَ فعل الأوّل. يقال في المهموز:
أحْكَأْت العُقدة، إذا أحكمتَها. و يقال: أحكأتُ ظَهْرِي بإزاري، إذا شددتَه.
قال عديّ:
أجْلِ أنّ اللّٰه قد فضّلكم فوق مَن أحْكأ صُلْباً بإزارِ «2»
و قال آخر:
و أحْكَأَ في كَفَّيَّ حَبْلي بِحبْلِهِ و أَحْكَأَ في نعلي للرجلٍ قِبَالَهَا «3»

حكر

الحاء و الكاف و الراء أصلٌ واحد، و هو الحَبْس.
و الحُكْرة: حَبْسُ الطعام مَنتظراً لعَلائه، و هو الحُكْره و أصله في كلام العرب الحَكَر، و هو الماءُ المجتمع، كأنّه احْتُكِر لقلَّته.

حكد

الحاء و الكاف و الدال حرفٌ من باب الإبدال. يقال للمَحْتِد المَحْكِد. و قد فسِّر في بابه.
______________________________
(1) و يروي أيضا بكسر الكاف، أي الذين أنصفوا من أنفسهم.
(2) يصف جارية، كما في اللسان (1: 51/ 2: 18/ 5: 74- 75/ 13: 12/ 18:
208) و انظر أمالي ثعلب 240.
(3) عجزه في المجمل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 93‌

باب الحاء و اللام و ما يثلثهما

حلم

الحاء و اللام و الميم، أصولٌ ثلاثة: الأول ترك العَجَلة، و الثاني تثقُّب الشي‌ء، و الثالث رُؤية الشي‌ء في المنام. و هي متباينةٌ جدًّا، تدلُّ علي أنَّ بعضَ اللغةِ ليس قياساً، و إن كان أكثره منقاساً.
فالأوّل: الْحِلم خلاف الطَّيش. يقال حَلمْتُ عنه أحلُم، فأنا حليمٌ.
و الأصل الثاني: قولهم حَلِمَ الأَديمُ إذا تثَقَّبَ و فسَدَ؛ و ذلك أنْ يقع فيه دوابُّ تفسدُه. قال:
فإنَّكَ و الكتابَ إلي عَلِيّ كدابِغَةٍ و قد حَلِمَ الأديمُ «1»
و الثالث قد حَلَمَ في نومه حلْماً و حلُماً. و الحَلَم: صغار القِرْدَان. و الحَلَمَةُ:
دويْبَّة.
و المحمول علي هذا حَمَتَا الثَّدْي. فأمّا قولهم تحلم إذا سَمِن، فإِنّما هو امتلأ، كأنّه قرادٌ ممتلئ. قال:
* إلي سَنَةٍ قرْدَانْها لم تَحَلَّمِ «2» *
و يقال بعيرٌ حليم، أي سمين. قال:
* من النَّيِّ في أصلابِ كلِّ حليمِ «3» *
______________________________
(1) للوليد بن عقبة، حص معاوية علي قول علي. اللسان (حلم).
(2) صدره كما في ديوان أوس بن حجر 28 و اللسان (حلم):
* لحيتهم لحي العصا فطردنهم*
(3) الي، بالفتح: الشحم، أراد به شحم العصام و نفيها. و كذا ورد في المجمل. و في اللسان:
فإن قضاء المحل لعون صبعة من النح في أنقاء كل حليم
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 94
و الحالُوم: شي‌ء شبيه بالأَقِط. و ما أُراه عربيًّا صحيحاً.

حلن

الحاء و اللام و النون إن جعلتَ النُّون زائدة فقد ذكرناه.
فيما مضي، و إن جعلت النونَ أصلية فهو فُعَّال، و هو الْجَدْي «1»، و ليست الكلمة أصلًا يُقاس. و قد مضي في بابه.

حلو

الحاء و اللام و ما بعدها معتلٌّ، ثلاثة أصول: فالأوّل طِيب الشي‌ء في مَيْل من النّفس إليه، و الثاني تحسين الشي‌ء، و الثالث- و هو مهموز- تَنْحِيَة الشي‌ء.
فالأوّل الحُلو، و هو خلاف المرّ. يقال استحليت الشي‌ءَ، و قد حلا في فمي يحلو، و الحَلْوَاء الذي يؤكل يمدّ و بقصر. و يقال حَلِيَ بعيني يَحْلَي. و تحالت المرأة إذا أظهرت حلاوةً، كما يقال تباكي و تعالي، و هو إبداؤه للشَّي‌ء لا يخفَي مثلُه.
قال أبو ذؤيب:
فشأنَكَها إنّي أمينٌ و إنَّني إذا ما تَحَالَي مِثْلُها لا أَطُورُها «2»
و من الباب حَلَوْتُ الرجلَ حُلْوَاناً، إذا أعطيتَه و
نهي رسولُ اللّٰه صلي اللّٰه عليه و آله و سلم عن حُلوان الكاهن، و ما يُجعل له علي كِهانته.
قال أوس:
كَأَنِّي حَلَوْتُ الشِّعْرَ يومَ مدحتُه صَفَا صخْرةٍ صَمَّاء يَبْسٍ بِلالُها «3»
______________________________
(1) في الأصل: «الجري»، تحريف.
(2) البيت من قصيدة في ديوان أبي ذؤيب 154. و أنشده في اللسان (حلا) بلفظ «فشأنكما» تحريف، صوابه هنا و في الديوان. و في الأصل: «إني لعين»، صوابه من اللسان و الديوان. و قبل البيت:
حليلي الذي دلي لغي خليلي فكلا أراه قد أصاب عرورها
(3) في الأصل: «يبسا بلالها»، صوابه من ديوان أوس 24 و اللسان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 95
و الحُلوان أيضا* أن يأخذ الرجلُ من مَهر ابنتِه لنفْسه. و ذلك عارٌ عند العرب.
قالت امرأةٌ تمدح زوجها:
* لا يأخذُ الحُلوانَ من بناتِيا «1» *
و الأصل الثاني: الحُلِيّ حُلِيُّ المرأة، و هو جمع حَلْيٍ، كما يقال ثَدْيٌ وَ ثُدِيٌّ، و ظَبْيٌ و ظَبْيٌّ. و حلَّيت المرأة. و هذه حِلية الشي‌ءِ أي صفتُه. و يقال حِلْية السيف، و لا يقال حُلِيّ السيف.
و الأصل الثالث: و هو تنحية الشي‌ء، يقال حَلّأْتُ الإبل عن الماء؛ إذا طردتَها عنه قال:
* مُحَلّأٍ عَنْ سَبيل الماءِ مَطرودِ «2» *
و يقال لما قُشِر عن الجلد الحُلَاءة مثل فُعالة؛ يقال منه حَلَأْتُ الأديم قشرتُه.
و الحَلُوء علي فَعول: أن تَحُكّ حجراً [علي حجرٍ «3»] يَكتحِل بحُكاكتهما الأرْمد «4». و يقال منه أحلَأْت الرّجُل. و يقال حلأت الأرض، إذا ضربتَها.
و مما شد عن الباب حَلَأَه مائةَ دِرهم، إذا نَقَده إيّاها؛ و حلأَه مائةَ سَوط.

حلب

الحاء و اللام و الباء أصلٌ واحد، و هو استمداد الشي‌ء يقال الحلَب حَلَب الشَّاءِ و هو اسمٌ و مصدر، و المِحْلب: الإناء يُحلَب فيه. و الإحلابة:
أن تحلُب لأهلك و أنت في المرعي، تبعثُ به إليهم. تقول أَحلبهُم إحْلاباً. و ناقة حلوبٌ: ذات لبن؛ فإذا جعلتَ ذلك اسماً قلت هذه الحلوبةُ لفلان. و ناقةٌ حَلْبَانة
______________________________
(1) في اللسان: «من بناتنا».
(2) لإسحاق بن إبراهيم الموصلي. و صدره كما في اللسان (حلأ):
* لحاتم حام حتي لا حوام به*
(3) التكملة من المجمل.
(4) في الأصل: «يتحكك بحكاكتها الأرمد»، تحريف
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 96
مثل الحَلوب. و يقال أحلبْتُك: أعنتك علي حَلب الناقة. و أحلب الرجلُ، إذا نُتِجَت إبلُه إناثا، و أَجْلَبَ إذا نُتجت ذُكوراً؛ لأنها تُجْلَب أولادُها فتباع.
و من الباب و هو محمولٌ عليه المُحْلِب، و هو الناصر. قال:
أشارَ بِهمْ لمعَ الأصمِّ فأقبلوا عرانين لا يأتيه للنصر مُحْلِبُ «1»
و ذلك أنْ يجيئَك ناصراً من غير قومك؛ و هو من الباب لأنِّي قد ذكرت أنه من الإمداد و الاستمداد.
و الحَلْبة: خيلٌ تجمع للسِّباق من كل أوب، كما يقال للقوم إذا جاءُوا من كل أوب للنُّصرة: قد أَحْلَبُوا.

حلت

الحاء و اللام و التاء ليس عندي بأصلٍ صحيح. و قد جاءت فيه كليمات؛ فالحلتيت صمغ. يقال حَلَتَ دَيْنَه: قضاه؛ و حَلتَ فلاناً، إذا أعطاه؛ و حَلَتَ الصوفَ: مَرَقَهُ‌

حلج

الحاء و اللام و الجيم ليس عندي أصلا. يقال حَلَجَ القطنَ.
و حَلجَ الخبزةَ: دَوَّرَها. و حَلَجَ القوم يَحْلجون ليلتهم، إذا سارُوها. و كلُّ هذا مما يُنظر فيه.

حلز

الحاء و اللام و الزاء أصلٌ صحيح. يقال للرَّجُل القصير حِلِّزٌ، و يقال هو السيئ الخُلُق. و يقال الحَلْز؛ القَشْر؛ حلزت الأديمَ قشرتُه. قال ابن الأعرابيّ: و منه الحارث بن حِلِّزة.
______________________________
(1) لبشر بن أبي حازم في اللسان (حلب).
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 97‌

حلس

الحاء و اللام و السين أصلٌ واحد، و هو الشي‌ء يلزمُ الشي‌ءَ.
فالحِلْس حِلْس البعير، و هو ما يكون تحت البِرْذَعة. أحْلَسْتُ فلاناً يَميناً، و ذلك إذا أمررتَها عليه؛ و يقال بل ألزمتُه إيّاها. و استَحْلَسَ النَّبت إذا غَطَّي الأرض، و ذلك أن يكون لها كالحِلْس. و قد فسّرناه. و بنُو فلانٍ أحلاسُ الخيل، و هم الذين يَقْتنونها و يلزَمون ظهورَها. و لذلك يقول الناس: لَسْتَ مِن أحلاسها.
قال عبد اللّٰه بن مسلم «1»: أصله من الحِلس. قال: و الحِلْس أيضاً: بساطٌ يبسط في البيت. و يقولون: كن حِلْسَ بيتك، أي الزمْه لُزوم البِساط. و الحَلِس:
الرجل الشجاع [و الحريص «2»]، و ذلك أنّه من رغابته يلزم ما يؤكل.

حلط

الحاء و اللام و الطاء أصلٌ واحد: و هو الاجتهاد في الشي‌ء بحلفٍ أو ضجَر «3». و يقال أحلط، إذا اجتَهد و حَلَف. قال ابنُ أحمر:
فكُنَّا و هم كابنَيْ سُباتٍ تفرَّقا سِوًي ثم كانا مُنْجِداً و تَهامِيَا
فألقي التِّهامِي منهما بلَطَاتِه و أحلَطَ هذا: لا أَريمُ مَكانيا
و «لا أعود و رائيا «4»».
و من الباب قولهم: «أوّل العِيّ الاختلاط، و أسوأ القول الإفراط «5»».
فالاختلاط: الغضَب.

حلف

الحاء و اللام و الفاء أصلٌ واحد، و هو الملازمة. يقال حالف
______________________________
(1) هو أبو محمد عبد اللّه بن مسلم بن قتيبة. و كثيراً ما يذكره باسم «القتبي».
(2) التكملة من القاموس، و هو ما يقتضيه لتعليل التالي.
(3) في الأصل: «بعلق أو صخر».
(4) و بهذه الرواية ورد في المجمل و اللسان (حلط).
(5) هذا من كلام علقمة بن علائة، كما في اللسان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 98
فلانٌ فلانا، إذا لازَمَه. و من الباب الحَلِفُ؛ يقال حَلَف يحلِفْ حَلِفا؛ و ذلك أنّ الإنسان يلزمه الثبات عليها. و مصدره الحَلِف و المحلُوف أيضا. و يقال هذا شي‌ء مُحْلِفٌ إذا كان يُشَكُّ فيه فيْتَحالف عليه. قال:
كميتٌ غير مُحْلِفةٍ و لكن كلون الصِّرف عُلّ به الأديمْ «1»
و مما شذّ عن الباب قولهم: هو حليف اللِّسان، إذا كانَ حَديدَه. و من الشاذّ الحلفاء، نبت، الواحدة حَلْفاءَة.

حلق

الحاء و اللام و القاف أصول ثلاثة: فالأوّل تنحية الشّعْرَ عن الرأس، ثم يحمل عليه غيره. و الثاني يدلُّ علي شي‌ءِ من الآلات مستدير. و الثالث يدلُّ علي العلوّ.
فالأوّل حَلقْتُ رأسِي أحلِقُه حَلْقا. و يقال للأكسية الخَشِنَة التي تحلِق.
الشّعر من خُشونتها مَحالق. قال:
* نَفْضَكَ بالمحَاشِئِ المَحَالِقِ «2» *
و يقولون: احتلقَت السنَةُ المال، إذا ذهبَتْ به.
و من المحمول عليه حَلِق قضيبْ الحمار، إذا احمرّ و تقشّر. و [قيل] إنما:
قيل حَلِق لتقشُّره لا لا احمراره.
و الأصل الثاني الحَلْقة حلْقة الحديد. فأمّا السّلاحُ كلُّه فإنّما يسمي الحَلَقة «3».
______________________________
(1) للكلحبة ليربوعي، من أبيات في المفضليات (1: 31).
(2) لعمارة بن صارف يصف إبلا، كما في اللسان. و قبله:
* ينفصن بالمشافر الهدالق*
(3) في المحمل: «و السلاح كله يسمي الحلفة بفتح اللام»
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 99
و الحِلْق «1»: خاتَم المُلْك، و هو لأنّه مستدير. و إبلٌ مُحَلَّقَةَ: وسْمُها «2» الحَلَقُ. قال:
* و ذو حَلَقٍ تَقْضِي العواذيرُ بينَهُ «3» *
العواذير: السِّمات.
و الأصل الثالث حالِقٌ: مكانٌ مُشْرِف. يقال حَلَّق، إذا صار في حالق.
قال الهذلي:
فلو أنّ أمِّي لم تلدْني لحلّقتْ بِيَ المُغْرِبُ العنقاء عند أخِي كلْبِ
كانت أمّه كلبيّة، و أسَرَه رجلٌ من كلب و أراد قتلَه، فلما انتسب له حيّ سبيلَه. يقول: لو لا أنّ أمي كانت كلبيةٌ لهلكْتُ. يقال حلّقَت به المُغْرب «4»، كما يقال شالَت نعامتُه. و قال النابغة:
إذا ما غزَا بالجَيْش حَلّق فوقَه عصائبُ طيرٍ تهتدي بعصائبِ «5»
و ذلك أنّ النُّسور و العِقبانَ و الرّخَم تتْبَع العساكر تنتظر القتلي لتقع عليهم.
ثم قال:
جوانحُ قد أيقنَّ أنَّ قبيلَه إذا ما التقي الجمعانِ أوّلُ غالِبِ
______________________________
(1) هذا بكسر الحاء. و أنشد في المجمل و اللسان:
و أعطي منا الحلق أبعض ماجد رديف ملوك ما نغب نوافله
(2) في الأصل «و اسمها»، تحريف.
(3) صدر بيت لأبي وجزة السعدي في اللسان (عذر، حلق). و هذه الرواية تطابق رواية اللسان (عذر). و في المجمل و اللسان (حلق): «نقضي العواذير بينها». فالتذكير علي ظاهر اللفظ. و التأنيث علي تأويل ذي الحلق بالإبل. و عجز البيت:
* يلوح أخطار عصام اللقائح*
(4) في الأصل: «بي المغرب».
(5) في ديوان النابغة 4:
* إذا غزوا بالحيش حلق فوقهم*
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 100‌

حلك

الحاء و اللام و الكاف حرفٌ يدلّ علي السّواد. يقال «هو أشدُّ سواداً من حَلَك الغراب» يقال: هو سواده و يقال هو أسودُ حُلكُوك.

باب الحاء و الميم و ما يثلثهما

حمد

الحاء و الميم و الدال كلمةٌ واحدة و أصلٌ واحد يدلّ علي خلاف الذمّ. يقال حَمِدْتُ فلاناً أحْمَدُه. و رجل محمود و محمّد، إذا كثُرت خصاله المحمودة غيرُ المذمومة. قال الأعشي يمدح النعمان بن المنذر، و يقال إنه فضّله بكلمته هذه علي سائر مَن مدحه يومئذ:
إليك أبيتَ اللّعنَ كانَ كَلَالُها إلي الماجد الفَرْعِ الجَوادِ المُحَمَّدِ «1»
و لهذا [الذي] ذكرناه سمِّي نبيُّنا مُحَمَّداً صلي اللّٰه عليه و آله و سلم. و يقول العرب: حمَاداك أن تفعلَ كذا، أي غايتُك و فعلُك المحمود منك غيرُ المذموم.
و يقال أحَمدْتُ فلاناً، إذا وجدتَه محموداً، كما يقال أبخلْتُه إذا وجدتَه بخيلا، و أعجزته [إذا وجدتَه] عاجزا. و هذا قياسٌ مطّردٌ في سائر الصفات. و أهْيَجْت المكانَ، إذا وجدتَه هائجا قد يبِس نباتُه. قال:
* و أهْيَج الخَلْصاءَ من ذات الْبَرقْ «2» *
فإنْ سأل سائلٌ عن قولهم في صوت التهاب النار الحَمدَة؛ قيل له: هذا ليس من الباب؛ لأنه من المقلوب و أصله حَدَمة. و قد ذكرت في موضعها.
______________________________
(1) ديوان الأعشي 132 و اللسان (حمد).
(2) البيت لرؤبة في ديوانه 105.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 101‌

حمر

الحاء و الميم و الراء أصلٌ واحدٌ عندي، و هو من الذي يعرف بالحمْرة. و قد يجوز أن يُجعَل أصلين: أحدهما هذا، و الآخر جنسٌ من الدوابّ.
فالأوّل الحُمرة في الألوان، و هي معروفة. و العرب* تقول: «الحسن أحمر» يقال ذلك لأنّ النفوسَ كلَّها لا تكاد تكره الحمرة. و تقول رجل أحمر، و أحامر «1» فإن أردت اللونَ قلت حمر. و حجّة الأحامرة قول الأعشي:
إنّ الأحامرةَ الثلاثة أهلكَتْ مالي و كنت بهنّ قِدّما مُولَعا «2»
ذهب بالأحامرة مذهب الأسماء، و لم يَذهب بها مذهبَ الصفات. و لو ذهب بها مذهب الصفات لقلل حُمْرٌ. و الحمراء: العَجَم، سُمُّوا بذلك لأنّ الشّقْرة أغلبُ الألوان عليهم. و من ذلك
قولهم لعليّ رضي اللّٰه عنه: «غلبَتْنا عليك هذه الحمراء».
و يقال موتٌ أحمرْ، و ذلك إذا وُصِف بالشدّة. و
قال عليّ: «كُنّا إذا احمرّ البأسُ اتقّينا بِرسولِ اللّٰه صلي اللّٰه عليه و آله و سلم، فلم يكن أحَدٌ منا أقربَ إلي العَدُوّ منه».
و من الباب قولهم: وَطْأةٌ حمراء؛ و ذلك إذا كانتْ جديدة؛ و وَطْأة دهماء، إذا كانت قديمةً دارسة. و يقال سنةٌ حمراء شديدة، و لذلك يقال لشدة القيْظ حَمَارَّة. و إنّما قيل هذا لأنَّ أعجبَ الألوان إليهم الحمرة. إذا كان كذا و بالغُوا «3» في وصفِ شي‌ء ذكَرُوه بالحُمْرة، أو بلفظةٍ تشبه الحمرة.
فأمَا قولُهم الذي لا سلاحَ معه أحمر، فممكن [أن يكون] ذلك شبيهاً له
______________________________
(1) أي في جمع أحمر بهذا المعني.
(2) ملحقات ديوان الأعشي 247، و اللسان (حمر).
(3) كذا. و لعل وجه الكلام: «و كان العرب إذا بالغوا». و في اللسان: «و العرب إذا ذكرت شيئا بالمشقة و الشدة و صفته بالحمرة».
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 102
بالعجم، و ليست فيهم شجاعة مذكورة كشجاعة العرب. و قال:
* و تَشْقَي الرّماحْ بالضَّياطرةِ الحُمْرِ «1» *
الضياطرة: جمع ضَيْطار، و هو الجبان العظيم الخَلْق الذي لا يُحسن حملَ السّلاح. قال:
تعرَّضَ ضَيطارُ و فُعالةَ دونَنا و ما خَيْرُ ضَيطارٍ يقلِّب مِسطَحا «2»
و قولهم غيث حِمِرٌّ، إذا كان شديداً بقشر الأرض. و هو من هذا الذي ذكرناه من باب المبالغة.
و أمّا الأصل الثاني فالحِمار معروف، يقال حمار و حَمير و حُمُر و حُمْرات، كما يقال صعيد و صُعُد و صُعُدات. قال:
إذا غَرّد المُكَّاء في غير روضةٍ فويلٌ لأهل الشَّاء و الحُمُراتِ «3»
يقول: إذا أجدبَ الزّمانُ و لم تكن روضة فغرَّد «4» في غير روضةٍ، فويلٌ لأهل الشاء و الحمرات.
و ممّا يحمل علي هذا الباب قولُهم لدويْبّة: حِمارُ قَبَّانَ. قال:
يا عجبَا لقد رأيتُ عجَبَا حمارَ قَبَّانٍ يسوقُ أرنبا «5»
و منه الحِمار، و هو شي‌ء يُجعَل حول الحوض لئلا يسيل ماؤُه، و الجمع حمائر.
قال الشاعر:
______________________________
(1) لخداش بن زهير، كما في اللسان (ضطر). و صدره
* و تركب خيلا لا هوادة لا هوادة بينها*
(2) البيت لمالك بن عوف البصري، كما في اللسان (ضطر). و فعالة: كناية عن خزاعة.
(3) البيت في اللسان (مكا) و أمالي القالي (2: 32)، و سيعيده في (مكو).
(4) في الأصل: «يفرد فعرد».
(5) الرجز في اللسان (حمر، قبب، قبن)
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 103
و مُبْلِد بين مَوْمَاةٍ بمَهْلِكَةٍ جاوزتَه بِعَلاةِ الخَلق عِلْيَانِ «1»
كأَنَّما الشَّحْطُ في أعلي حمائرِه سَبائبُ الرَّيْط مِن قزًّ و كَتَّانِ «2»
و أما قولهم للفرَس الهجينِ مِحْمَرٌ فهو من الباب. [و من الباب] الحِماران، و هما حجَران يجفَّف عليهما الأفِط، يسمَّيان مع الذي فوقهما العلاة «3». قال:
لا تنفع الشاوِيّ فيهما شاتُه و لا حِمارَاه و لا عَلَاتُه «4»
و الحمارة: حجارة تنصب حولَ البيت؛ و الجمع حمائِر. قال:
* بَيْتَ حُتوفٍ أُرْدِحَتْ حمائرُه «5» *
و أما قولهم: «أخلَي من حوف حِمارٍ» فقد ذُكر حديثه في كتاب حرف العين.

حمز

الحاء و الميم و الزاء أصلٌ واحد، و هو حدَّة في الشي‌ء كالحَرافة و ما أشبهها. فالحَمْزَة حَرافة في الشي‌ء. يقال شرابٌ يحمِزُ اللسانَ. و منه الحَمزة، و هي بقلةٌ تَحْمِز اللسان، و
قال أنس بن مالك: كنّاني رسول اللّٰه صلي اللّٰه عليه و آله و سلم ببقلةٍ كنت اجتنيتُها»
؛ و كان يكنّي با حمزة. و قال الشماخ يصف رجلًا باع [قوساً] و أسِفَ عليها:
______________________________
(1) سبق إنشاد البيت و الكلام عليه في (بلد).
(2) في اللسان (حمر):
* سبائب القز من ريط و كبتان*
(3) في المحمل: «و العلاة فوقهما»، و في اللسان: «حجران ينصبان يطرح عليهما حجر رقيق يسمي العلاوة».
(4) الرجز لمبشر بن هذيل بن فزارة الشمخي، كما في اللسان.
(5) من رجز لحميد الأرقط، كما في اللسان (حمر). و أنشد هذا البيت أيضا في اللسان (ردح).
و قبله:
* أعد للبيت الذي يسامره*
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 104
فلما شَرَاها فاضَتِ العَين عَبْرَةً و في القلب حُزَّازٌ من الّلوم حامِزُ «1»
فأما قولهم للذكيّ القلبِ اللوذعيِّ حَمِيز، و هو حَميز الفؤاد، فهو من الباب؛ لأن ذلك من الذكاء و الحدّة، و القياس فيه واحد‌

حمس

الحاء و الميم و السين أصلٌ واحد يدلّ علي الشدَّة. فالأحمس:
الشّجاع. و الحَمَس و الحماسة: الشجاعة و الشِّدَّة. و رجلٌ حَمِسٌ. قال:
* و مِثْلي لُزَّ بالحَمِسِ الرَّئيسِ «2» *
و يقال: «بالحَمِس البئيس». و يقال تحمَّس الرجُل: تعاصَي. و الحُمْس قريش؛ لأنهم كانوا يتحمَّسون في دينهم، أي يتشدَّدون. و قال بعضهم: الحُمْسة الحُرْمة، و إنما سُموا حُمْساً لنزولهم بالحرَم. و يقال عام أحْمَسُ، إذا كان شديدا. و أَرَضُونَ أحامس: شديدةٌ. و زعم ناسٌ أنّ الحَميس التَّنُّور. و قال آخرون: هو بالشين معجمة. و أيَّ ذلك كانَ فهو صحيحٌ؛ لأنه إن كان من السين فهو من الذي ذكرناه و يكون من شدة التهاب نارِه؛ و إن كان بالشين فهو من أحمشتُ النارَ و الحربَ.

حمش

الحاء و الميم و الشين أصلان: أحدهما التهاب الشي‌ء و هَيْجه، و الثاني الدَقّة.
فالأول قولهم: أحمشتُ الرَّجُل: أغضبتُه. و استحمش الرجلُ، إذا اتَّقَدَ غضباً «3». قال:
* إني إذا حَمَّشَني تحميشي «4» *
______________________________
(1) سبق البيت و الكلام عليه في (حزز).
(2) في اللسان (ربس، وقي): «الربيس» بالباء. و صدره:
* و لا أقي الضيور إذا رآني*
(3) في الأصل: «إذا اتقدوا و اتقد».
(4) لرؤبة في ديوانه 77. و أنشده في اللسان (حمش) بدون نسبة.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 105
و من الباب حَمَشْت الشي‌ء: جمعتُه.
و الأصل الثاني قولهم للدقيق القوائمَ حَمْش، و قد حَمَشَتْ قوائمُه. و من الباب قولهم: لِثَةٌ حَمْشةٌ: قليلة اللّحم.

حمص

الحاء و الميم و الصاد ليس أصلًا يقاس عليه، و ما فيه قياسٌ و يجوز أن يكون مِن جفافٍ في الشي‌ء. و يقولون: انْحَمَص الوَرَم، إذا سَكَنَ.
هذا أصحَّ ما فيه. و الحَمَصِيصُ: بقلةٌ.

حمض

الحاء و الميم و الضاد أصل واحدٌ صحيح، و هو شي‌ء من الطعوم. يقال شي‌ء حامض و فيه حُموضة. و الحَمْض من النَّبْت ما كانت فيه ملوحة و الخُلّة ما سوي ذلك. و العرب تقول: الخُلّة خبز الإبل و الحَمْض فاكهتُها و إنما تَحَوَّل إلي الحَمْض إذا مَلّت الخُلّة. و كلُّ هذا من النّبت. و ليس شي‌ء من الشجر العظام بحَمْضٍ و لا خلّة.

حمط

الحاء و الميم و الطاء ليس أصلًا و لا فرعا، و لا فيه لغةٌ صحيحة، إلا شي‌ء من النّبت أو الشجر. يقال لجنسٍ من الحيَّات شيطان الحَمَاطِ. من المحمول عليه قولهم: أصبْتُ حَماطةَ قلبِه، أي سواد قلبه، كما يقولون حبَّة قلبه.
و الحماطة، فيما يقال: وجَعٌ في الحلْق. و ليس بذلك الصحيح. فإنْ صحَّ فهو محمولٌ علي نبت لعلَّ له طعماً حامزاً.
فأما قولهم الحِمَطيط و الحِمْطاط، فالأوَّل نبت، و الثاني دودٌ يكون في العُشب منقوشٌ بألوان، فمما لا معني لذكرِه.

حمق

الحاء و الميم و القاف أصلٌ واحدٌ يدلُّ علي كَساد الشي‌ء
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 106
و الضّعفِ و النُّقضان. فالحُمْق: نقصان العقل. و العرب تقول: انحمق الثوبُ.
إذا بَلِي. و انحمقت السُّوق: كسدت.

حمل

الحاء و الميم و اللام أصلٌ واحدٌ يدلُّ علي إقلال الشي‌ء.
يقال حَمَلْتُ الشي‌ء أحمِلُه حَمْلًا. و الحَمْل: ما كان في بطنٍ أو علي رأس شجرٍ.
يقال امرأةٌ حامل و حاملة. فمن قال حامل قال هذا نعت لا يكون إلا للإناث.
و من قال حاملة بناه علي حَمَلَتْ فهي حاملة. قال:
تَمَخْضَتِ المَنونُ له بيومٍ أنَّي و لكلِّ حامِلةٍ تِمام «1»
و الحِمْل: ما كان علي ظهرٍ أو رأسٍ. و الحَملة: أن يحمل الرجل ديةً ثم يسعي عليها، و الضَّمانُ حَمَالة، و المعني واحد، و هو قياسُ الباب.
و مما هو مضافٌ إلي هذا المعني المرأة المُحْمِل، و هي التي تنزِل لبنَها من غير حَبَل. يقال أحْمَلَت تحْمِل إحْمالا. و يقال ذلك للناقة أيضاً. و الحُمُول:
الهوادج، كان فيها نساءُ أو لم يكن. و تحامَلْتُ، إذا تكلَّفْتَ الشي‌ءَ علي مشقَةٍ.
و قال ابن السكيت في قول الأعشي:
لا أعرفنّك إنْ جدَّت عداوتُنا و التمِس النصرُ منكم عِوضَ تَحْتَمَلْ «2»
إنَّ الاحتمال الغضب. قال: و يقال احْتُمِل، إذا غَضِب. و هذا قياسٌ صحيح، لأنهم يقولون: احتملَه الغضب، و أقلّه الغضب، و ذلك إذا أزعجه.
و الحِمالة و المِحْمل عِلاقَة السَّيف. و منه قول امرئ القيس:
______________________________
(1) البيت لعمرو بن حسان، كما في اللسان (منن، حمل).
(2) ديوان الأعشي 46 و معلقات التبريزي 285.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 107
* حتي بلّ دمعِيَ مِحْملي «1» *
و الحَمُولة: الإبل تُحمَل عليها الأثقال، كان عليها ثِقْل أو لم يكن. و الحَمولة:
الإبل بأثقالها، و الأثقالُ أنفُسها حَمُولة. و يقال أحمَلْتُ فلاناً، إذا أعنْتَه علي الحمل.
و حَمِيل السَّيل: ما يَحمله من غُثائه. و
في الحديث: «يخرج من النار قومٌ فيَنْبتون كما تنبت الحِبَّة في حميل السّيل «2»»
. فالحَميل: ما حمله السّيلُ من غُثاءِ. و لذلك يقال للدّعِيّ حَميل. قال الكميت يعاتب قُضاعة في تحوُّلهم إلي اليمن:
عَلامَ نَزلتمُ من غير فَقرٍ و لا ضَرَّاءَ منزلة الحَمِيلِ «3»
فأمّا قولهم الأحمال- و هم من بني يَربوع، و هم ثعلبة و عمرو و الحارث أبو سَلِيط و صُبَيْر- فيقال إنّ أمَّهم حملتهم علي ظهرٍ في بعض أيّام الفَزَع، فسُمُّوا الأحمال.
و إيّاهم أرادَ جريرٌ بقوله:
أبَنِي قُفَيرةَ مَن يُوَرِّع وِرْدَنَا أم مَن يقومْ لشِدّةِ الأحمالِ «4»
و يقال أدَلّ عليَّ فحمَلتُ إدلاله و احتَملتُ إدلالَه، بمعَني. و قال:
أدلّت فلم أحمِلْ و قالت فلم أُجِبْ لعَمْرُ أبيها إنّني لظَلُومُ «5»
و القياس مطّردٌ في جميع ما ذكرناه. فأمّا البَرَقُ فيقال له حَمَلٌ، و هو مشتقٌّ من الحَمْل، كأنّه يقال حَمَلَتِ الشاةُ حَمْلًا، و المحمول حَمْل و حَمَلٌ كما يقال نفَضتُ الشي‌ء نَفْضاً و المنفوض نَفَض، و حسَبت الشي‌ء حَسْباً. و المحسُوبُ حَسَبٌ، و هو
______________________________
(1) جزء من بيت لامرئ القيس في معلقته. و هو بتمامه:
ففاضت دموع العين مني صبابة علي لنحر حتي بل دمعي محملي
(2) سبق الحديث و لكلام عليه في (حب).
(3) البيت في اللسان (حمل).
(4) ديوان جرير 468 و اللسان و المجمل (حمل).
(5) كلمة «إنني» ساقطة من الأصل، و إثباتها من المجمل و اللسان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 108
باب مستقيم. ثم يشبه بهذا فيقال لبرج من بروج السماء حَمَل. قال الهذليّ «1»:
كالسَّحْل البِيض جلا لونَها سَحُّ نِجَاءِ الحَمَل الأَسْوَلِ

باب الحاء و النون و ما يثلثهما

حنو

الحاء و النون و الحرف المعتل أصلٌ واحدٌ يدلّ علي تعطّف و تعوُّج. يقال حنَوْتُ الشي‌ءَ حَنْواً و حنَيْتُه، إذا عطفتَه حَنْياً. و حِنْوُ السّرجِ سمّي بذلك أيضاً، و جمعه أحناء. و منه حنَتِ المرأة علي ولدها تحنُو، و ذلك إذا لم تتزوّجْ مِن بعد أبيهم، و هو من تعطّفها عليهم. و ناقةٌ حنْواء: في ظهرها احديدابٌ.
و انحنَي الشي‌ءُ ينحني انحناء. و المَحْنِية: منعرَج الوادي. و أمّا الحَنْوَة و الحِنّاء «2» فنبْتَان معروفان، و يجوز أن يكون ذلك شاذًّا عن الأصل.

حنب

الحاء و النون و الباء أصلٌ واحدٌ يدلّ علي الذي دلّ عليه ما قبله، و هو الاعوجاج في الشي‌ء. فالْمحَنَّبُ: الفرسُ البعيدُ ما بين الرّجلين من غير فَحَجٍ؛ و ذلك مدحٌ. و يقال إنّ الحنَب اعوجاجٌ في السّاقين. قال الخليل في تحنيب الخيل إنه إنما يوصف بالشدّة، و ليس في ذلك اعوجاجٌ. و هذا خلافُ ما قاله أهلُ اللغة.

حنث

الحاء و النون و الثاء أصلٌ واحد، و هو الإثْم و الحَرَج.
يقال حَنِثَ فلانٌ في كذا، أي أثِمَ. و من ذلك قولهم: بلغ الغلام الحِنْثَ، أي بلغ مبلغاً جرَي عليه القلم بالطّاعة و المعصية، و أثبتت عليه ذنوبُه. و من ذلك الحِنْث
______________________________
(1) هو المتخل الهذلي، كما في ديوان الهذليين ص 45 من مخطوطة الشنقيطي و اللسان (حمل).
(2) حق الحناء أن تكون في مادة (حنن). و يقال فيها «حنان» أيضا.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 109
في اليمين، و هو الخُلْف فيه. فهذا وجه الإثم. و أمّا قولهم فلان يتحنّث من كذا، فمعناه يتأثّم. و الفرق بين أَثِمَ و تَأَثَّم، أن التأثُّم التنحِّي عن الإثم، كما يقال حَرج و تحرّج؛ فحَرِجَ وقع في الحَرَج، و تَحَرَّج تنحّي عن الحَرج. و هذا في كلماتٍ معلومةٍ قياسُها واحد.
و من ذلك التحنّث و هو التعبّد. و منه
الحديث: «أنّ رسول اللّٰه صلي اللّٰه عليه و آله و سلم كان يأتِي غار حراء فيتحنَّث فيه اللياليَ ذوَاتِ العدد»

حنج

الحاء و النون و الجيم أصلٌ واحد يدلُّ علي الميل و الاعوجاج.
يقال حنَجْت الحبلَ، إذا فتلْتَه؛ و هو محنوجٌ. و حنَجت الرجلَ عن الشي‌ءِ: أملتُه عنه. و أَحْنَجَ فلانٌ عن الشي‌ء: عدَل.* فأمّا قولهم للأصل حِنْجٌ فلعلّه من باب الإبدال. و إن كان صحيحاً فقياسُه قياسٌ واحد؛ لأن كلَّ فرعٍ يميل إلي أصله و يرجع إليه.

حنذ

الحاء و النون و الذال أصلٌ واحد، و هو إنضاج الشي‌ء.
يقال شِواء حَنِيذ، أي مُنْضَج، و ذلك أن تحمي الحِجارة و تُوضَعَ عليه حتي ينضَج.
و يقال حَنذْت الفرسَ، إذا استحضرته شوطاً أو شوطين «1»، ثم ظاهَرْتَ عليه الْجِلالَ حتي يعرَق. و هذا فرسٌ محنود و حنيذ. و أما قولهم حَنَذٌ، فهو بلد. قال:
تأبَّرِي يا حيْرَةَ النخيل تأبَّري من حَنَذٍ فَشُولي «2»
و يقولون: «إذا سقيتَ فاحْنِذْ «3»» أي أقِلَّ الماءَ و أكثِرِ النبيذَ. و هو من
______________________________
(1) استحضر الفرس: أعداه. و احتضر الفرس، إذا عدها.
(2) الرجز في المجمل و اللسان (حنذ). و هو لأحجة بن الجلاح، كما في معجم البلدان.
(3) يقال: يوصل الألف و قطعها.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 110
الباب أيضاً؛ لأنَّها تبقي بحرارتها إذا لم تُكْسَر بالماء.

حنر

الحاء و النون و الراء كلمةٌ واحدة، لولا أنها جاءت في الحديث لما كان لِذِكرها وجه. و ذلك أنَّ النون في كلام العرب لا تكاد تجي‌ء بعدها راء.
و الذي جاء
في الحديث: «لَوْ صلَّيتُم حتي تَصبروا كالحنائر «1»»
فيقال إنَّها القسيّ، الواحد حَنِيرة. و ممكن أن يكون الراء كالمصقة بالكلمة، و يرجع إلي ما ذكرناه من حنيت الشي‌ءَ و حنوْنه.

حنش

الحاء و النون و الشين أصلٌ واحد صحيحٌ و هو من باب الصَّيد إذا صدتَه. و قال أبو عمرو: الحَنَش كلُّ شي‌ءِ يُصاد من الطَير و الهوام.
و قال آخرون: الحنَش الحيّة و هو ذلك القياس. فأمّا قولهم حَنَشْت الشي‌ء، إذ عطفْتَه، فإن كان صحيحاً فهو من باب الإبدال و لعله من عَنشْت أو عنَجْت.

حنط

الحاء و النون و الطاء ليس بذلك الأصل الذي يقاس منه أو عليه، و فيه أنَّه حَبٌّ أو شبيهٌ به. فالحنطة معروفة. و يقال للرّمْث إذا ابيصّ و أدرَكَ قد حَنِط. و ذكر بعضُهم أنه يقال أحمر حانط، كما يقال أسود حالكٌ و هذا محمولٌ علي أن الحنطة يقال [لها] الحمراء. و قد ذُكِر.

حنف

الحاء و النون و الفاء أصل مستقيم، و هو اميَل. يقال للذي يمشي علي ظهُور قدَميه أحْنَفْ. و قال قومٌ- و أراه الأصحَّ- إنَّ الحَنَفَ اعوجاجٌ في الرجل إلي داخل. و رجل أحنف، أي مائل الرِّجْلين، و ذلك يكون بأَن تتدانَي صدور قدمَيه و يتباعد عقباه. و الحنيف: المائل إلي الدين المستقيم. قال اللّٰه تعالي:
______________________________
(1) تمامه في اللسان: «ما نفعكم ذلك حتي تحبوا آل رسول اللّه». و هو من حديث أبي ذر.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 111
وَ لٰكِنْ كٰانَ حَنِيفاً مُسْلِماً و الأصل هذا، تم يتَّسع في تفسيره فيقال الحنيف النّاسك، و يقال هو المختون، و يقال هو المستقيم الطريقة. و يقال هو يتحنَّف:
أي يتحرَّي أقومَ الطرِيق «1».

حنق

الحاء و النون و القاف أصلٌ واحد، و هو تضابُق الشي‌ء.
يقال الضُّمَّر مَحَانيق. و إلي هذا يرجع الحَنَق في الغيظ، لأنه تضايقٌ في الخُلْق من غير نَدُحة و لا انبساط. قال الشاعر في قولهم مُحْنَق:
ما كان ضَرَّك لو مَننْتَ و ربما مَنَّ الفتي و هو لغيظ المُحْنَق «2»

حنك

الحاء و النون و الكاف أصل واحد، و هو عضوٌ من الأعضاء ثم يحمل عليه ما يقاربُه من طريقة الاشتقاق. فأصل الحَنَك حَنَكُ الإنسان، أقصي فمه. يقال حَنَّكْت الصّيّ، إذا مضَغت التمر ثم دلكتَه بحنكه، فهو مُحَنّك؛ و حَنَكْته فهو محنوك. و يقال: «هو أشدُّ سواداً من حَنَك الغراب» و هو منقاره، و أمّا حَلَكه فهو سواده. و يقال احتنك الجرادُ الأرضَ، إذا أتي علي نبْتها؛ و ذلك قياس صحيح، لأنه يأكله فيبلغ حنكَه.
و من المحمول عليه استئصال الشي‌ء، و هو احتناكه، و منه في كتاب اللّٰه تعالي:
______________________________
(1) في المجمل: «أقوم الطرق».
(2) البيت من مرثية لقتيلة بنت الحارث بن كلدة، نرثي بها أخذها النضر بن الحارث. انظر حماسة أبي تمام (1: 400) و السيرة 539 جوتجن. قال السهيلي في الروض الأنف (2: 119):
«و الصحيح أنها بنت النضر لا أخته». و بهذه النسبة وردت في حماسة البحتري 443 و اللسان (حنق) و الإصابة 884 من قسم النساء. و جعل الجاحظ في البيان (3: 236) هذا الشعر للبلي بنت النضر بن الحارث.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 112
لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلّٰا قَلِيلًا «1». أي أُغوِيهم كلَّهم، كما يُستأصَل الشي‌ءُ، إلّا قليلا.
فإن قال قائل: فنحن نقول: حنّكته التّجارِب، و احتَنَكتْه السِّنُّ* احتناكاً، و رجلٌ محتَنَك، فمن أيِّ قياسٍ هو؟ قيل له: هو من الباب؛ لأنّه التناهِي في الأمر و البلوغُ إلي غايته، كما قلنا: احتنَكَ الجرادُ النّبت، إذا استأصله، و ذلك بلوغُ نهايته. فأما القِدُّ الذي يجمعُ عَرَاصِيف الرّحل؛ فهو حُنْكة. و هذا علي التشبه بالحنك، لأنه منضمٌّ متجمع. و يقال حَنَكْتُ الشي‌ءَ إذا فهمتَه. و هو من الباب، لأنك إذا فهِمتَه فقد بلغتَ أقصاه. و اللّٰه أعلم.

باب الحاء و الواو و ما معهما من الحروف في الثلاثي

حوي

الحاء و الواو و ما بعده معتلٌّ أصل واحد، و هو الجمع. يقال حوَيْتُ الشي‌ءَ أحويه حَيًّا «2»، إذا جمعتَه. و الحَوِيَّة: الواحدةُ من الحوايا، و هي الأمعاء، و هي من الجمع. و يقولون للواحدة حاوياء قال:
كأنَّ نقيض (نقيقَ) الحَبّ في حاويائِه فَحِيحُ الأفاعي أو نقيض (نقيقُ) العقارِبِ «3»
و الحَوِيَّة: كساء يحوَّي حولَ سَنام البعير ثم يُركَب. و الحيُّ من أحياء العرب.
و الحِواء: البيت الواحد، و كلّه من قياس الباب.
______________________________
(1) من الآية 62 في سورة الإسراء. و في الأصل: «إلا قليلا منهم»، تحريف.
(2) يقال حواه حيا، و حواية كسحابة.
(3) لجرير في ديوانه 83 و اللسان (جوي). و انظر ما سيأتي في (فح).
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 113‌

حوب

الحاء و الواو و الباء أصلٌ واحد يتشعّب إلي إِثم، أو حاجة أو مَسكَنة، و كلها متقاربة. فالحوب و الحَوْب: الإثم. قال اللّٰه تعالي: إِنَّهُ كٰانَ حُوباً كَبِيراً و حَوْباً كبيرا «1». و الحَوْبة: ما يَأْثم الإنسانُ في عقوقه، كالأمِّ و نحوها. و فلان يتحوّب من كذا، أي يتأثم. و
في الحديث: «ربِّ تقبّلْ توبَتي، و اغفِرْ حَوبتي»
. و يقال التحوُّب التَّوجُّع. قال طُفَيل:
فذُوقُوا كما ذُقْنا غَداةَ مُحَجَّرٍ من الغيظ في أكبادنا و التحوُّبِ «2»
و يقال: ألْحَقَ [اللّٰه «3»] به الحَوْبة، و هي الحاجةُ و المَسْكنة.
فإنْ قيل: فما قياس الحَوْباء، و هي النَّفس؟ قيل له: هي الأصلْ بعينه؛ لأنّ إشْفاق «4» الإنسان علي نفسه أغلبُ و أكثر.
فأما قولهم في زجر الإبل حَوْبِ، فقد قُلْنا إِنّ هذه الأصواتَ و الحكاياتِ ليست مأخوذةً من أصلٍ. و كلُّ ذي لسانٍ عربيٍّ فقد يمكنه اختراع مثل ذلك، ثم يكثُرُ علي ألسنة الناس.
فأمّا الحَوأب فهو مذكور في بابه «5».
______________________________
(1) قرأ الجمهور بضم الحاء، و الحنن بفتحها.
(2) ديوان طفيل 14 و المجمل و اللسان (حوب).
(3) التكملة من المجمل و اللسان.
(4) في الأصل: «اشتقاق» تحريف.
(5) سيذكره في باب ما حاء من كلام العرب علي أكثر من ثلاثة أحرف.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 114‌

حوت

الحاء و الواو و التاء أصلٌ صحيح منقاس، و هو من الاضطراب و الرَّوغان، فالحُوت العظيم من السّمَك، و هو مضطربٌ أبداً غير مستقرّ. و العرب تقول: حَاوَتَنِي فلانٌ، إذا راوغَني. و يُنشَد هذا البيت:
ظَلّت تُحاوِتُني رَمْدَاء داهِيَةٌ يوم الثويَّةِ عن أهلي و عن مالي «1»

حوث

الحاء و الواو و الثاء قِيلٌ غيرُ مطّردٍ و لا متفرّع. يقولون:
إنّ الحَوْثَاءَ الكبدُ و ما يليها. و ينشدون:
* الكِرْشَ و الحَوْثاء و المَرِيّا «2» *
و جاريةٌ حَوْثاء: سمينة. قال:
* و هيَ بِكْرٌ غريرةٌ حَوْثاء*
و تركهم حَوْثاً بَوْثاً. إذا فرَّقَهم. و كل هذا متقاربٌ في الضّعف و القِلّة.
و يقولون اسْتبَثْتُ الشي‌ءَ و استحَثَّته، إذا ضاع في تراب فطلبتَه.

حوج

الحاء و الواو و الجيم أصلٌ واحد، و هو الاضطرار إلي الشي‌ء.
فالحاجة واحدة الحاجات. و الحَوْجاء: الحاجة. و يقال أحْوَجَ الرّجُلُ: احتاجَ.
و يقال أيضا: حاجَ يَحُوج «3»، بمعني احتاجَ. قال:
غَنِيتْ فَلم أرْدُدْكُم عند بِغْيَة و حُجْت فلم أكدُدْكُم بالأصابعِ «4»
فأمّا الحاجُ فضربٌ من الشَّوك، و هو شاذٌّ عن الأصل.
______________________________
(1) أنشده في المحمل و اللسان (حوت). و لثوية، بفتح فكسر، و يقال أيضا بالتصغير:
موضع قريب من الكوفة.
(2) قبله كما في اللسان (حوت):
* لما وحسنا خمها طربا*
(3) يقال حج يحوج و يحيج.
(4) للكميت بن معروف الأسدي، كما في اللسان. و يروي: «و حجت» بالكسر.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 115‌

حوذ

الحاء و الواو و الذال أصلٌ واحد، و هو من الخفّة و السُّرعة و انكماش «1» في الأمر. فالإحْواذ السَّير السريع. و يقال حاذَ الحمارُ أُتُنَه يحُوذها، إذا ساقَها بعُنْف. قال العجاج:
* يحُوذُهُنَّ و له حُوذِيُّ «2» *
و الأحوذيُّ: الخفيف في الأمور، الذي حَذِقَ الأشياءَ و أتقْنَها. و
قالت عائشة في عمر: «كان و اللّٰهِ أحوَذِيًّا نسيجَ وَحْدِه»
. و الأحوذِيّان: جناحا القطاة. قال:
* علي أحوذِيَّينِ استقلّت «3» *
و من الباب. استحوَذَ عليه الشيطان، و ذلك إذا غَلَبَه و ساقَه إلي ما يريد من غَيِّه.
و من الشاذّ عن الباب أيضاً أنهم يقولون: هو خفيفُ الحاذِ. و يُنشِدون:
خفيف الحاذِ نَسّال القيافي و عَبْدٌ للصَّحابة غَير عَبْدِ «4»
و من الشاذّ عن الباب: الحاذُ، و هو شجرٌ.

حور

الحاء و الواو و الراء ثلاثة أصول: أحدها لون، و الآخَر الرُّجوع، و الثالث أن يدور الشي‌ء دَوْراً.
فأما الأول فالحَوَر: شدّةُ بياض العينِ في شدّةِ سوادِها. قال أبو عمرو:
______________________________
(1) في الأصل: «و الكماش»
(2) ديوان العجاج 71. و أنشده في اللسان (حوذ) بدون نسبة.
(3) البيت بتمامه كما في اللسان:
علي أحوذيين استقلت عليهما فما هي إلا لمحة فتغيب
(4) هو كما قيل: «سيد القوم خادمهم». و البيت في اللسان (حوذ).
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 116
الحَوَر أن تسودَّ العينُ كلُّها مثلُ الظباء و البقر. و ليس في بني آدمَ حَوَرٌ. قال و إنما قيل للنساء حُورُ العُيون، لأنهن شُبِّهن بالظِّباء و البقر قال الأصمعي: ما أدري ما الحَوَر في العين. و يقال حوّرت الثيابَ، أي بيّضْتُها. و
يقال لأسحاب عيسي عليه السلامُ الحواريُّون؛ لأنهم كانوا يحوِّرون الثِّياب
، أي يبيّضونها. هذا هو الأصل، ثم قيل لكلِّ ناصر حَوَاريٌّ.
قال رسول اللّٰه صلي اللّٰه عليه و آله:
«الزّبير ابنُ عمَّتي و حَوارِيَّ من أمّتي»
. و الحَوَاريّات: النِّساء البيض. قال:
فقُلْ للحَوَاريّاتِ يبكين غيرَنا و لا يَبْكِنا إلا الكلابُ النوابحُ «1»
و الحُوَّارَي من الطَّعام: ما حُوِّر، أي بُيِّض. و احورَّ الشي‌ءُ: ابيضّ، احوراراً. قال:
يا وَرْدُ إني سأموتُ مَرَّهْ فمَنْ حَليفُ الجَفْنَةِ المُحوَرَّه «2»
أي المبيَّضَة بالسَّنام. و بعضُ العرب يسمِّي النَّجم الذي يقال له المشترِي «الأحورَ».
و يمكن أن يحمل علي هذا الأصل الحَوَرْ، و هو ما دُبِغ من الجلود بغير القَرَظ و يكون ليّنا، و لعل ثَمَّ أيضاً لونا. قال العجّاج:
بحجِنَاتٍ يَتَثقّبْنَ البهَرْ كأنما يَمْزِقْنَ بالنجم الحَوَرْ «3»
______________________________
(1) لأبي جلدة اليشكري، كما في اللسان و المؤتلف و المختلف للآمدي 79. و هو في الأخير برواية: «فقل لنساء المصر».
(2) الرجز لأبي مهوش الأسدي، كما في اللسان. و ترجمة أبي المهوش في الخزانة (3: 86).
و ورد: ترجم وردة، و هي امرأنه.
(3) ديوان العجاج 17 و اللسان (مزق، حور).
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 117
يقول: هذا البازي يمزّق أوساطَ الطير، كأنه يَمْزِق بها حَوَراً، أي يُسرع في تمزيقها.
و أمّا الرجوع، فيقال حارَ، إذا رجَع. قال اللّٰه تعالي: إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ. بَليٰ. و العرب تقول: «الباطلُ في حُورٍ» أيْ رَجْعٍ و نَقْصٍ. و كلُّ نقص و رُجوع حُورٌ. قال:
* و الذّمُّ يبقَي و زادُ القَومِ في حُورِ «1» *
و الحَوْر: مصدر حار حَوْراً رَجَع. و يقال: «[نعوذ باللّٰه «2»] من الحَوْر بعد الكَوْر». و هو النّقصان بعد الزيادة.
و يقال: «حارَ بعد ما كارَ «3»». و تقول: كلَّمتُه فما رجَعَ إليّ حَوَاراً و حِوَاراً و مَحْورَةً و حَوِيراً.
و الأصل الثالث المِحْور: الخشبةُ التي تدور فيها المَحَالة. و يقال حَوّرْتُ الخُبْزَةَ تحويراً، إذا هيّأتها و أدَرْتَها لتضعَها في المَلَّة.
و مما شذَّ عن الباب حُوار الناقة، و هو ولدُها‌

حوز

الحاء و الواو و الزاء أصلٌ واحد، و هو الجمع و التجمّع. يقال لكلّ مَجْمَع و ناحيةٍ حَوْزٌ و حَوْزَة. و حَمَي فلانٌ الحَوْزَة، أي المَجْمع و الناحية.
و جعلته المرأةُ مثلًا لما ينبغي أن تحمِيَه و تمنعَه، فقالت:
______________________________
(1) لسبيع بن الخطيم. و صدره كما في اللسان:
* و استعجلوا عن خفيف المضغ فاز دردوا*
(2) التكملة من المحمل و اللسان.
(3) في الأصل: «كان» تحريف، و إنّما هي كار، بمعني زاد
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 118
فَظَلْتُ أَحْشِي التُّرْبَ في وجهه عنِّي و أحمِي حَوْزةَ الغائِبِ «1»
و يقال تَحوّزَت الحيةُ، إذا تلوّتْ. قال القُطامي:
تَحَيَّزُ مِنِّي خشيةً أن أَضِيفَها كما انحازت الأفعي مخافةَ ضاربِ «2»
و كلُّ مَن ضمَّ شيئاً إلي نفسه فقد حازَهُ خَوْزاً. و يقال لطبيعة الرجُل حَوْزٌ.
و الحُوزِيُّ من الناس: الذي يَنْحازُ عنهم و يعتزلهم. و يروي بيت العجّاج:
* يحوزُهنّ و لَهُ حُوزيّ «3» *
و هو الحِمار يجمع أُتُنَهُ و يسوقُها. و الأحْوَزِيُّ من الرجال مثل الأحوذيّ و القياس واحد.

حوس

الحاء و الواو و السين أصلٌ واحد: مخالطة الشي‌ء و وطؤُه.
يقال حُسْتُ الشي‌ءَ حَوْساً. و التحوُّس، كالتردّد في الشي‌ء، و هو أنْ يُقِيم مع إرادة السفَر، و ذلك إذا عارضَه ما يشغُله. قال:
* سِرْ قَدْ أَنَي لك أيُّها المُتحوِّسُ «4» *
و يقال الأحْوسُ الدائم الركْض «5»، و الجري‌ء الذي لا يهوله شي‌ء. قال:
______________________________
(1) البيت في اللسان (حوز، أيا).
(2) يصف عجوزا استضاقها فجعلت تروغ عنه. ضفت الرجل: نزلت به ضيفا. و البيت في الديوان 52 و اللسان (حوز، ضيف). و رواية الديوان:
فردت سلاما كارها ثم أعرضت كما انحاشت الأفعي مخافة ضارب
(3) ديوان العجاج 71 و اللسان (حوز). و قد سبق في مادة (حوذ).
(4) صدر بيت للمتلمس (حوس). و عجزه.
* فالدار قد كادت لعهدك تدرس*
(5) في الأصل: «الدائم الركض و الجري الركض». و الكلمتان الأخيرتان مقحمتان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 119
* أحْوَسُ في الظلماء بالرُّمْحِ الخَطِلْ «1» *
و هو حوّاس بالليل.

حوش

الحاء و الواو و الشين كلمة واحدةٌ. الحُوش الوَحْش.
يقال للوحشيِّ حُوشِيٌّ. و قال عمرُ في زهيرٍ: «كان لا يعاظِل بين القوافي، و لا يتبع حُوشيَّ الكلام، و لا يمدَحُ الرّجلَ إلا بما فيه». قال القتبيّ: الإبل الحُوشية منسوبةٌ إلي الحُوش، و إنها فُحولٌ نَعَم الجِنِّ، ضَرَبتْ في بعض الإبل فنُسِبتْ إليها. قال رؤبة:
* جَرَّت رحانا مِن بلاد الحُوشِ «2» *
و أظنُّ أنّ هذا من المقلوب، مثل جَذَبَ و جَبَذَ. و أصل الكلمة إن صَحّت فمن التجمُّع و الجَمع، يقال حُشْتُ الصّيدَ و أَحَشْتُه، إذا أخذْتَه من حَوَالِه «3» و جمعتَه لتَصْرفه إلي الحِبالة. و احتَوَشَ القومُ فلاناً: جعَلُوه وَسْطهم. و يقال تَحَوَّشَ عنِّي القوم: تنحَّوا. و ما ينحاشُ فلانٌ مِن شي‌ء، إذا لم يتجمَّعْ له؛ لقلّة اكتراثِه به. قال:
و بَيْضاءَ لا تَنحاشُ مِنّا و أمُّها إذا ما رأتْنَا زِيل مِنّا زَوِيلْها «4»
و يقال إنّ الحُوَاشَةَ الأمْر يكون فيه الإِثمُ؛ و هو من الباب، لأن الإنسان يتجمَّع منه و يَنْحاش. و أنشد:
______________________________
(1) البيت في المجمل و اللسان (حوس).
(2) ديوان رؤية 78 و الحيوان (1: 155/ 6: 218) و اللسان (حوش).
(3) يقال من حواله و حواليه، و حوله و حوليه.
(4) لذي الرمة في ديوانه 454 و اللسان (8: 180/ 13: 337/ 20: 165) و الحيوان (5: 574).
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 120
أردْتَ حُواشةً و جهِلْتَ حَقَّا و آثَرْتَ الدُّعابَةَ غير راضِ «1»
و يقال الحواشَة الاستحياء؛ و هو من الأصل، لأن المستحيي يتجمَّع من الشي‌ء. و الحَوْشُ: أن يأكل الإنسانُ من جوانب الطعام حتي يَنْهَكه «2».
و الحائِش: جماعة النَّخْل، و لا واحدَ له.

حوص

الحاء و الواو و الصاد كلمةٌ واحدةٌ تدلُّ علي ضِيق الشي‌ء.
فالحَوْص الخِياطة؛ حُصْت الثّوبَ حَوْصاً، و ذلك أن يُجمَع بين طرَفَيْ ما يُخاط.
و الحَوَصُ: ضِيقُ مُؤْخِر العينين في غَوْرها- و رجلٌ أحوص- و يقال بل الأحوص الضيّق إحدي العَينَيْن.

حوض

الحاء و الواو و الضاد كلمةٌ واحدةٌ، و هو الهَزْم في الأرض.
فَالحَوض حَوْض الماء. و استَحْوَضَ الماءَ: اتَّخَذ لنفسه حَوْضا- و المُحَوَّض، كالحوض يُجعل للنخلة تشربُ منه. و يقال فلانٌ يُحوِّض حَوَاليْ فُلانة، إذا كان يهواها. و يقال للرّجل المهزوم الصَّدْرِ: حوض الحِمار؛ و هو سَبٌّ.

حوط

الحاء و الواو و الطاء كلمةٌ واحدة، و هو الشي‌ء يُطِيفُ بالشي‌ء.
فالحَوْط مِن حَاطَه حَوْطاً. و الحِمار يَحُوط عانَتَه: يحمعُها. و حَوَّطت حائطاً و يقال إنَّ الحُوَاطَةَ «3» حَظِيرة تتَّخذ للطعام. و الحَوْطُ: شي‌ءٌ مستدير تعلّقُه «4» المرأةُ علي جَبِينها، مِن فِضَّة.
______________________________
(1) روايته في اللسان (حوش):
غشيت حواشة و جهلت حقا و آثرت العواية غير راض
(2) في الأصل: «حتي ينكهه»، صوابه من المجمل.
(3) في الأصل: «الحوطة»، صوابه من المجمل و اللسان.
(4) في الأصل: «تعلقها».
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 121‌

حوق

الحاء و الواو و القاف أصلٌ واحد يقْرُب من الذي قبلَه.
فالحُوق: ما استدارَ بالكَمَرة. و الحَوْق: كَنْس البَيت. و المِحْوَقة: المِكْنَسة.
و الحُواقَة: الكُنَاسَة.

حوك

الحاء و الواو و الكاف، ضمُّ الشي‌ء إلي الشي‌ء. و من ذلك حَوْك الثَّوبِ و الشَعر.

حول

الحاء و الواو و اللام أصلٌ واحد، و هو تحرُّكٌ في دَوْرٍ.
فالحَوْل العام، و ذلك أنه يَحُول، أي يدور. و يقال حالتِ الدّارُ و أحالَتْ و أحْوَلت:
أتي عليها الحول. و أحْوَلْتُ أنا بالمكان و أحَلْتُ، أي أقمتُ به حَوْلًا. يقال حال الرجل في متنِ فرسه يَحُول حَوْلًا و حُوُّولًا، إذا وثَبَ عليه، و أحال أيضاً. و حال الشخصُ يَحُول، إذا تحرَّك، و كذلك كلُّ متحوِّل عن حالة. و منه قولهم استَحَلْتُ الشخصَ، أي نظرتُ هَلْ يتحرَّك. و الحِيلَة و الحَويلُ و المُحاوَلَة مِنْ طريقٍ واحد، و هو القياسُ الذي ذكرناه؛ لأنه يدور حوالَيِ الشي‌ء ليُدْرِكَه. قال الكميت:
و ذاتِ اسْمَين و الألوانُ شَتَّي تُحَمَّق و هي بَيِّنَةُ الحَوِيلِ «1»
ذات اسمَين: رَحَمة؛ لأنها رحمةٌ و أَنُوق. تحمَّق و هي ذاتُ حِيلةٍ؛ لأنها تكون بأعالي الجبال، و تَقْطَع في أول القواطِع و ترجعُ في أوَّلِ الرَّواجع و تحبُّ ولدها و تَحضُن بيضَها، و لا تمكِّن إلا زوجَها «2». و الحُوَلاء: ما يخرج من الولد؛ و هو مُطيفٌ.
______________________________
(1) في الحيوان (7: 18) و اللسان (حول): «كيسة الحويل».
(2) انظر الحيوان (7: 19).
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 122‌

حوم

الحاء و الواو و الميم* كلمةٌ واحدة تقرُب من الذي قبلها، و هو الدَّوْر بالشي‌ء يقال حام الطائرُ حَوْلَ الشي‌ءِ يحوم. و الحَوْمَةُ: مُعظَم القتال، و ذلك أنهم يُطِيف بَعضُهم بِبَعض. و الحَوْم: القطيع الضَّخم من الإبل.
و الحَوْمانة: الأرض المستديرة، و يقال يُطيفُ بها رمل.

باب الحاء و الياء و ما يثلثهما

حي

الحاء و الياء و الحرف المعتل أصلان: أحدهما خِلاف المَوْت، و الآخر الاستحياء الذي [هو] ضِدُّ الوقاحة.
فأمّا الأوّل فالحياة و الحَيَوان، و هو ضِدُّ الموت و المَوَتَان. و يسمَّي المطرُ حياً لأنّ به حياةَ الأرض. و يقال ناقةٌ مُحْي و مُحْيِيَةٌ: لا يكادُ يموت لها ولد.
و تقول: أتيتُ الأرضَ فأحييْتُها، إذا وجَدْتَها حَيَّةَ النّباتِ غَضَّة.
و الأصل الآخَر: قولهم استحييت منه استِحياءً. و قال أبو زيد: حَيِيتُ مِنه أحيا، إذا استحيَيْتَ. فأمَّا حَياء النّاقة، و هو فَرْجُها، فيمكن أن يكون من هذا، كأنَّه محمولٌ علي أنَّه لو كان ممن يستحيي «1» لكان يستحيي من ظهوره و تكشفُّه.

حيث

الحاء و الياء و الثاء ليست أصلا؛ لأنَّها كلمةٌ موضوعة لكلِّ مكانٍ، و هي مبهمة، تقول اقعد حيثُ شئت، و تكون مضمومة. و حكي الكسائي فيها الفتحَ أيضاً.
______________________________
(1) في الأصل: «يستحق».
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 123‌

حيد

الحاء و الياء و الدال أصلٌ واحد، و هو المَيْل و العُدول عن طريق الاستواء. يقال حادَ عن الشي‌ء يَحِيدُ حَيْدَةً و حُيوداً. و الحَيُودُ: الذي يَحِيد كثيراً، و مثله الحَيَدي علي فَعَلي. قال الهذلي «1»:
أو أصْحَمَ حامٍ جَرامِيزَهُ حَزَابِيةٍ حَيَدي بالدِّحالِ
الحَيْد: النادر من الجَبَل، و الجمع حُيُودٌ و أحياد. و الحُيُود: حيود قَرْن الظَّبي، و هي العُقد فيه، و كلُّ ذلك راجعٌ إلي أصل واحد.

حير

الحاء و الياء و الراء أصلٌ واحد، و هو التردُّد في الشي‌ء.
من ذلك الحَيْرة، و قد حار في الأمر يَحِير، و تحيَّر يتحير. و الحَيْرُ و الحائِر: الموضع يتحيّر فيه الماء. قال قيس «2»:
تَخْطُو علي بَرْدِيّتين غذاهُما غَدِق بساحَةِ حَائر يَعْبوبِ
و يقال لكلِّ ممتلي‌ءٍ مستَحِيرٌ، و هو قياسٌ صحيح، لأنه إذا امتلأ تردّد بعضُه علي بعض، كالحائر الذي يتردّد فيه [الماء] إذا امتلأ. قال أبو ذؤيب:
* و استحارَ شَبابُها «3» *

حيز

الحاء و الياء و الزاء ليس أصلا؛ لأن ياءه في الحقيقة واوٌ.
من ذلك الحيِّز الناحية. و انحاز القوم، و قد ذكر في بابه.
______________________________
(1) هو أمية بن أبي عائذ الهذلي، كما في اللسان (صحم، جرمز، حزب، حيد). و قصيدته في شرح السكري للهذليين 180 و مخطوطة الشنقيطي 79.
(2) يعني قيس بن الخطيم. و البيت في ديوانه 6. و عجزه في اللسان و التاج (عبب).
(3) قطعة من بيت له في ديوانه 71 و اللسان (حير). و تمامه:
ثلاثة أعوام فلما تجرمت تقضي شبابي و استحار شبابها
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 124‌

حيس

الحاء و الياء و السين أصلٌ واحد، و هو الخليط. قال أبو بكر: حسْتُ الحبْلَ إذا فتَلْتَه، أَحِيسُه حَيْسا. و هذا أصلٌ لما ذكرناه، لأنه إذا فتلَه تداخلَتْ قواه و تخالَطت. و الحَيْس معروفٌ، و هو من الباب، لأنه أشياءِ تُخْلَط. قال أبو عُبيدٍ فيما رواه، للذي أحدَقَتْ به الإماء من كل وجهٍ، محيوس.
قال: شُبّه بالحَيْس.

حيص

الحاء و الياء و الصاد أصلٌ واحد، و هو المَيْل في جَوْرٍ و تلدُّد. يقال حَاصَ عن الحقِّ يَحِيص حَيْصاً، إذا جارَ. قال:
* و إنْ حاصَتْ عن المَوْتِ عامرُ «1» *
و يَرْوُون:
* بميزانِ صِدْقٍ ما يَحِيص شعيرةً «2»
و من الباب قولهم: وقَعُوا في حَيْص بَيْص، أي شدّة. قال الهُذلي:
قد كُنْتُ خَرّاجاً ولوجاً صَيْرفاً لم تَلْتَحِصْنِي حَيْصَ بَيْصَ لَحَاصِ «3»

حيض

الحاء و الياء و الضاد كلمة واحدة. يقال حاضَتْ السَّمُرَةُ إذا خرج منها ماء أحمر. و لذلك سمّيت النَّفَساء حائضاً، تشبيهاً لدمها بذلك الماء.
______________________________
(1) لشطر في المجمل (حبص).
(2) صدر بيت لأبي طالب بن عبد المطلب. و قد أنشد هذا الصدر في اللسان (حصص):
«ما يحس شعيرة». و في السيرة 175: «لا يخيس». و في الروض الأنف (1: 177):
«لا يحس». و تمامه في الأخيرين:
* له شاهد من نفسه غير عائل*
(3) سبق إنشاد عجزه في (بيص). و البيت لأمية بن أبي عائذ الهذلي. انظر ما مضي في حواشي (بيص). و سيأتي في (لحص).
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 125‌

حيط

الحاء و الياء و الطاء ليس أصلا، و ذلك أن أصله في الحِياطة و الحِيطة و الحائطِ كلَّه الواوُ. و قد ذُكر في بابه.

حيف

الحاء و الياء و الفاء أصل* واحد، و هو المَيْل. يقال [حاف] عليه يَحِيفُ، إذا مالَ. و منه تحيفْتُ الشي‌ءَ، إذا أخذْتَه من جوانِبِه، و هو قياسُ الباب لأنه مال عَنْ عُرْضِه إلي جوانبه.

حيق

الحاء و الياء و القاف كلمةٌ واحدة، و هو نُزولُ الشي‌ء بالشي‌ء، يقال حاق به السّوء يَحِيق. قال اللّٰه تعالي: وَ لٰا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلّٰا بِأَهْلِهِ

حيك

الحاء و الياء و الكاف أصلٌ واحد، و هو جِنسٌ من المَشْي.
يقال حاك هو يَحِيك في مَشْيه حَيَكاناً، إذا حرّك مَنْكِبَيه و جسدَه. و منه الحَيْك، و هو أخْذُ القول في القَلْب. يقال ما يَحِيك كلامُك في فلانٍ. و إنما قلت إنه منه، لأنَّ المشْيَ أخْذٌ في الطريق الذي يُمشَي فيه.
و من هذا الباب: ضرَبَه فما أحاك فيه السَّيف، إِذا لم يأخُذْ فيه.

حين

الحاء و الياء و النون أصلٌ واحد، ثم يحمل عليه، و الأصل الزمان. فالحِينُ الزَّمان قليلَه و كثيرُه. و يقال عامَلْتُ فلاناً [مُحايَنَةً «1»]، من الحِين.
و أحيَنْتُ بالمكان «2»: أقمتُ به حيناً. و حاز حِينُ كذا، أي قرُب. قال:
و إنَّ؟؟؟ عن جميلٍ لَساعة من الدّهر ما حانت و لا حان حِينُها «3»
______________________________
(1) التكملة من المحمل.
(2) في الأصل: «و أحنت المكان»، صوابه من المجمل و اللسان.
(3) البيت لبثينة صاحبة جميل. اللسان (حين). قال ابن بري: «لم يحفظ لبثينة غير هذا البيت».
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 126
و يقال حَيَّنتُ الشاة، إذا حَلَبْتَها مرة بعد مرة. و يقال حَيَّنْتُها جعلت لها حيناً. و التأفين: أن لا تجعل لها وقتاً تحلبُها فيه. قال المُخَبّل:
إذا أُفِنَتْ أُرْوَي عِيالَكَ أَفْنُها و إن حُيِّنَت أربَي علي الوَطْبِ حِينُها «1»
و قال الفراء: الحِين حِينانِ، حينٌ لا يُوقَف علي حدِّه، و هو الأكثر، و حينٌ ذكره اللّٰه تعالي: تُؤْتِي أُكُلَهٰا كُلَّ حِينٍ. و هذا محدودٌ لأنه ستّة أشهر.
و أما المحمول علي هذا فقولهم للهلاك حَيْن، و هو من القياس، لأنه إذا أَتَي فلا بد له من حينٍ، فكأنه مسمَّي باسم المصدر.

باب الحاء و الألف و ما يثلثهما في الثلاثي

اعلم أنّ الألِف في هذا الباب لا يخلو أن يكون من واوٍ أو ياء. و الكلمات التي تتفرع في هذا الباب فهي مكتوبةٌ في أبوابها، و أكثرها في الواو، فلذلك تركنا ذِكرَها في هذا الموضع. و اللّٰه تعالي أعلم.

باب الحاء و الباء و ما يثلثهما

حبج

الحاء و الباء و الجيم ليس عندي أصلا يعوّل عليه و لا يُفَرّع منه، و ما أدري ما صحّة قولهم: حَبَجَ العَلَمُ بَدَا، و حَبَجَت النارُ: بدَتْ بَغْتَةً.
و حَبِجَت الإبل، إذا أكلت العَرفَج فاشتكت بطونَها، كلُّ ذلك قريبٌ في الضَّعف بعضُه مِن بعض. و أما حَبَجَ بها، فالجيم مبدلةٌ من قاف.
______________________________
(1) البيت في اللسان (16: 158، 292)، و قد سبق بدون نسبة في (أفن)
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 127‌

حبر

الحاء و الباء و الراء أصلٌ واحد منقاسٌ مطّرد، و هو الأثَرُ في حُسْنِ و بَهاء فالحَبَار: الأثَر. قال الشاعر «1» يصف فرساً:
و لم يقلِّبْ أرضَها البَيْطارُ و لا لِحَبْليه بها حَبَارُ
ثم يتشعَّب هذا فيُقال للذي يُكتَب به حِبرٌ، و للذي يَكتُب بالحبر حِبرٌ و حَبرٌ، و هو العالِم، و جمعه أحبار. و الحِبْرُ: الجمال و البهاء. و يقال ذو حَبْرٍ و سَبْرٍ. و
في الحديث: «يخرج من النار رجلٌ قد ذَهب حَبْرُه و سَبْرُه»
. و قال ابن أحمر:
لبِسْنا حِبْرَه حتي اقتُضِينا لأعمال و آجالٍ قُضِينا «2»
و المُحَبَّر: الشي‌ء المزَيَّن. و كان يقال لطُفيلٍ الغنويِّ محبِّر؛ لأنه كان يحبّر الشعر و يزيِّنه.
و قد يجي‌ء في غير الحُسْنِ أيضاً قياساً. فيقولون حَبِر الرجلُ، إذا كان بجلده قروحٌ فبرِئتْ و بقيت لها آثار. و الحِبْر «3»: صُفرة تعلُو الأسنان. و ثوبٌ حَبِيرٌ من الباب الأول: جديدٌ حَسَن. و الحَبْرَةُ: الفرح. قال اللّٰه تعالي:
فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ و يقال قِدْحٌ مُحبَّر، أجيد بَرْيُه. و أرضٌ محبارٌ:
سريعة النبات. و الحَبِير من السحاب: الكثير الماء.
و مما شذَّ عن الباب قولهم: ما فيه حَبَرْ بَرٌ، أي شي‌ء. و الحُبَارَي: طائر و يقولون:
«مات فلانٌ كَمَدَ الحُبارَي» و ذلك أنها تُلِقي ريشَها مع إلقاء سائر* الطيرِ ريشَه، و يُبطي‌ء نباتُ ريشها فإذا طار الطير و لم تَقْدِر هي علي الطَّيران ماتت كَمَداً. قال:
______________________________
(1) الأولي أن يقول «الراحز»، و هو حميد الأرقط، كما في اللسان (حبر). و انظر ما سيأتي في «قلب»
(2) البيت في المجمل و اللسان (حبر)
(3) يقال بالفتح و الكسر و بكسرتين.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 128
و زَيدٌ ميِّتٌ كَمَد الحُبارَي إذا ظعنت هُنَيْدةُ أو مُلِمُّ «1»
أي مقاربٌ. و قال الراعي في الحُباري:
حلفتُ لهم لا يحسبون شَتِيمَتِي بعَيْنَيْ حُبارَي في حِبالةِ مُعْزِبِ «2»
رأتْ رجلًا يسعي إليها فحملقَتْ إليه بمَأْقِي عينِها المتقلِّبِ
تنوشُ برجليها و قد بَلّ ريشَها رَشاشٌ كغِسْلِ الوفرة «3» …
المُعْزِب «4»: الصائد؛ لأنه لا يأوي إلي أهله. و حَمْلَقتْ: قَلَبت حملاقَ عينِها.
و المعني أنّ شتمكم إيّاي لا يذهب باطلًا، فأكون بمنزلةِ الحباري التي لا حيلة عندها إذا وقعت في الحِبالة إلا تقليبُ عينها. و هي من أذَلّ الطير. و تنوشُ برجليها:
تضربْ بهما. و الغِسْل: الخِطمي. يريد سلحَتْ علي ريشها. و مثله قول الكُميت:
وَعِيدَ الحُبارَي من بعيدٍ تنفَّشت لأزرقَ مَعْلولِ الأظافير بالخَضْبِ «5»

حبس

الحاء و الباء و السين. يقال حَبَسْتُه حَبْساً. و الحَبْس:
ما وُقِف. يقال أحْبَسْتُ فرساً في سبيل اللّٰه «6». و الحِبْسُ: مَصنعةٌ للماء، و الجمع أحباس.
______________________________
(1) لأبي الأسود الدئلي كما في الحيوان (5: 445). و انظر الأغاني (11: 117) و اللسان (5: 232).
(2) في الأصل: «المعرب»، و السياق يقتضي ما أثبت.
(3) كما ورد البيت منقوصا.
(4) في الأصل: «العرب»، تحريف.
(5) البيت في الحيوان (5: 452).
(6) يقال حبسه و أحبسه و حبسه بالتشديد، اللسان و القاموس.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 129‌

حبش

الحاء و الباء و الشين كلمةٌ واحدة تدلُّ علي التجمُّع.
فالأحابيشُ: جماعات يتجمَّعون من قبائلَ شتَّي. قال ابن رَوَاحةَ:
و جئنا إلي موجٍ من البحر زاخرٍ أحابِيشَ منهم حاسرٌ و مُقَنَّعُ «1»

حبص

الحاء و الباء و الصاد ليس أصلًا. و يزعمون أنّ فيه كلمةً واحدة.
ذكر ابن دريد «2»: حَبَصَ الفَرَسُ، إذا عدا عدْواً شديدا.

حبض

الحاء و الباء و الضاد أصلان: أحدهما التحرّك، و الآخَرَ النقص.
فالحَبَضُ: التحرُّك، و منه الحابض، و هو السَّهم الذي يقع بين يدي رامِيهِ، و ذلك نقصانه علي الغرض «3». و يقال حَبَضَ ماءُ الرّكِيَّة: نَقَص.
و يقال من الثاني: أحْبَض فلانٌ بِحقّي إحباضاً، أي أبطله. و أمَّا المحابض، و هي المَشاوِر: عيدانٌ تُشْتار بها العَسَل «4»، فممكن أن يكون من الأول. قال ابن مُقبِل:
كأنَّ أصواتَها من حيثُ تسمعُها صَوْتُ المحابض ينزِ عن المَحارينا «5»

حبط

الحاء و الباء و الطاء أصلٌ واحدٌ يدلُّ علي بطلانٍ أو أَلَمٍ.
يقال: أحبط اللّٰهُ عملَ الكافر، أي أبطله.
______________________________
(1) البيت في المجمل (حبش).
(2) الجمهرة (1: 223).
(3) كذا. و لها وجه.
(4) في اللسان: «و العرب تذكر العسل و تؤثه. و تذكيره لغة معروفة و التأنيث أكثر».
(5) البيت في اللسان (حبض، حرن)، و سبق عجزه في (حرن).
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 130
و أمّا الألَم فالحَبَط: أن تأكل الدَّابةٌ حَتَّي تُنْفَخ لذلك بطنُها.
قال رسول اللّٰه صلي اللّٰه عليه و آله و سلم: «إنّ مما يُنبِت الرَّبيعُ ما يقتُل حَبَطاً أو يُلِمّ».
و سُمِّي الحارثُ الحَبِطَ «1» لأنّه كان في سفرٍ؛ فأصابه مثلُ هذا. و هم هؤلاء الذين يُسَمَّوْن الحَبِطَاتِ من تميم.
و مما يقرب من هذا الباب حَبِطَ الجِلدُ، إذا كانت به جراحٌ فَبَرَأت و بقيتْ بها آثارٌ.

حبق

الحاء و الباء و القاف ليس عندي بأصلٍ يُؤخَذُ به و لا معنَي له. لكنهم يقولون حبَّق متاعَه، إذا جمعه. و لا أدري كيف صحَّتُه.

حبك

الحاء و الباء و الكاف أصل منقاسٌ مطّرِد؛ و هو إحكام الشَّي‌ء في امتدادٍ و اطّراد يقال بعيرٌ مَحْبُوكُ القَرَي، أي قويُّه. و من الاحتباك الاحتباء، و هو شد الإزار؛ و هو قياس الباب.
و حُبُك السماء في قوله تعالي: وَ السَّمٰاءِ ذٰاتِ الْحُبُكِ فقال قومٌ: ذاتِ الخَلْق الحَسن المُحْكَم. و قال آخرون: الحُبك الطرائق، الواحدة حَبِيكة.
و يراد بالطّرائِق طرائِق النُّجوم.
و يقال كساء مُحَبَّكٌ، أي مخطَّط.

حبل

الحاء و الباء و اللام أصلٌ واحدٌ يدلُّ علي امتداد الشي‌ء.
ثمّ يحمل عليه، و مَرْجِع الفروع مرجعٌ واحد. فالحبل الرَّسَن، معروف، و الجمع حِبال. و الحبل: حبل العاتق. و الحَبل: القطعة من الرّمل يستطيل.
______________________________
(1) هو الحارث بن مازن بن مالك بن عمرو بن تميم. انظر اللسان (9: 141) حيث تجد مع هذا قولا آخر في الحبطات.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 131
و المحمول عليه الحَبْل، و هو العهد. قال الأعشي:
و إذا تُجَوِّزها حبالُ قبيلةٍ * أخذت من الأخري إليك حبالَها «1»
و يريد الأمانَ و عُهودَ الخُفَارة. يريد أنّه يُخفَر من قبيلةٍ حتّي يصل إِلي قبيلةٍ أخري، فتخفر هذه حتّي تبلغ. و الحِبالة: حِبالة الصائد. و يقال احتَبَلَ الصّيدَ، إذا صادَهُ بالحبالة. قال الكميت:
و لا تجعلوني في رجائِيَ وُدَّكُمْ كَراجٍ علي بيض الأنوق احتبالَها «2»
لا تجعلوني كَمنْ رجا مَن لا يكون؛ لأنّ الرخَمَة لا يُوصَل إليها، فمَنْ رجا أن يَصِيدَها علي بيضها فقد رجا ما لا يكون.
و أمّا قول لبيد:
و لقد أغْدُو و ما يُعْدِمُني صاحبٌ غَيْرُ طويلِ المحْتَبَلْ «3»
فإنّه يريد بمحتَبَلِهِ أرساغَه، لأنّ الحبلَ يكون فيها إذا شُكِلَ.
و يقال للواقف مكانَه لا يفرّ. «حَبِيلُ بَرَاحٍ»، كأنّه محبولٌ، أي قد شُدّ بالحِبال. و زعم ناسٌ أنّ الأسدَ يقال له حَبِيلُ بَرَاحٍ.
و من المشتق من هذا الأصلِ الحِبْل، بكسر الحاء، و هي الداهية. قال:
فلا تَعْجَلِي يا عَزَّ أنْ تتفهَّمِي بنُصْحٍ أتَي الواشونَ أم بِحُبولِ «4»
و وجْهُهُ عندي أنّ الإنسان إذا دُهِي فكأنّه قد حُبِل، أي وقع في الحِبالة كالصَّيد الذي يُحبَل. و ليس هذا ببعيدٍ.
______________________________
(1) ديوان الأعشي 24 و المجمل و اللسان (جعل).
(2) في الأصل: «و لا تحبكوني»، صوابه في الحيون (7: 20) و نهاية الأرب (10:
208).
(3) ديوان لبيد 14 طع 1881 و اللسان (حبل). و أعدمني الشي‌ء: لم أجده.
(4) البيت لكثير، كما في المجمل و اللسان (حبل).
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 132
و من الباب الحَبَل، و هو الحَمْل‌ء و ذلك أن الأيَّام تَمْتَدُّ به. و أمّا الكَرْم فيقال له حَبْلة و حَبَلَة، و هو من الباب، لأنه في نباتِهِ كالأرشية. و أما الحُبْلَة فثمر العِضاه. و
قال سعد بن أبي وقّاص: «كنا نَغزُو مع النبيِّ صلي اللّٰه عليه و آله و سلم و ما لنا طعامٌ إلّا الحُبْلَة و ورق السَّمرُ»
. و فيما أحسب أنّ الحُبْلَة، و هي حَلْي يُجعَل في القلائد، من هذا، و لعلَّه مشبَّه بثمرِهِ. قال:
و يَزِينها في النَّحر حَلْيٌ واضِحٌ و قلائدٌ من حُبْلَةٍ و سُلوسِ «1»

حبن

الحاء و الباء و النون أصلٌ واحدٌ، فيه كلمتان محمولةٌ إحداهما علي الأخري. فالحِبْن كالدُّمَّل في الجَسد، و يقال بل الرّجُل الأحْبَن الذي به السِّقَيْ «2». و الكلمة الأُخْري أمُّ حُبَيْن، و هي دابّة قدرُ كفِّ الإنسان.

حبو

الحاء و الباء و الحرف المعتل أصلٌ واحد، و هو القُرْب و الدنُوّ؛ و كل دانٍ حابٍ، و به سُمِّي حَبِيُّ السَّحاب، لدنُوِّه من الأفق. و من الباب حبَوْتُ الرّجلَ، إذا أعطيتَه حُبْوة و حِبْوة، و الاسمِ الحِباء. و هذا لا يكون إِلّا للتألُّف و التقريب. و منه احتَيَ الرّجُل، إِذا جَمَع ظَهْرَه و ساقَيه بثوبٍ، و هي الحِبوة و الحُبْوة أيضاً، لغتانِ. و الحابي: السهم الذي يزحَفُ إلي الهَدَف. و العرب تقول: حبَوْت للخَمْسِينَ، إذا دنوتَ لها و ذكر الأصمعيُّ كلمةً لعلها تبعد في الظاهر من هذا الأصل قليلًا، و ليست في التحقيق بعيدة قال: فلان يَحْبُو ما حَوْلَه، أي يحميه و يَمنعُه. قال ابنُ أحمر:
______________________________
(1) البيت لعبد اللّه بن سليم الغامدي، كما في اللسان (سلس، حبل)، و انظر المفصليات (1: 114). و في الأصل: «و يزينه»، صوابه من المجمل و اللسان. و عجزه في (سلس).
(2) السقي، بالفتح و الكسر: ماء أصفر يقع في البطن.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 133
و راحَتِ الشَّوْلُ و لم يَحْسبُها فَحْلٌ و لم يَعْتَسَّ فيها مُدِرّ «1»
و يقال، و هو القياس المطَّرِد، إنّ الحِبَي مقصور مكسور الحاء: خاصّةُ المَلِك، و جمعه أحْبَاء. و قال بعضهم: بل الواحد حَبَأٌ مهموز مقصور. و سمي بذلك لقُربه و دُنُوِّه. فلم يُخْلِفْ من الباب شي‌ء. و اللّٰه أعلم.

باب الحاء و التاء و ما يثلثهما «2»

حتر

الحاء و التاء و الراء أصلانِ: أحدهما إطافةُ الشي‌ء بالشي‌ء و استدارةٌ مِنه حَوْلَه، و الثاني تقليلُ شي‌ءِ و تزهيدُه.
فالأوّل الحَتَارُ: ما استدار بالعَين من باطن الجَفْن، و جمعه حُتُرٌ. و حَتَار الظُّفْر:
ما أحاط به. و من الباب الحَتَار، و هو هُدْب الشِّقّة و كِفَّتها، و الجمع حُتُر. قال أبو زيدٍ الكلابيُّ: الحُتُر ما يُوصَل بأسفل الخِباء إذا ارتفع عن الأرض و قَلَصَ ليكونَ سِتْرا. و يقال حَتَرْتُ البيتَ. و قال بعض أهل اللغة: الحتر تحديق العين عند النظر إلي الشّي‌ء «3». و قال حَتِرَ يحتِر حَتْراً؛ و هو قياس الباب. و من الباب أحْتَرْتُ العُقْدةَ، إذا أحكمتَ عقْدَها* و هو من الأوّل؛ لأنّ العَقْد لا يكون إلّا و قد دار شي‌ءٌ علي شي‌ءٍ.
و الأصل الثاني: أحترتُ القَومَ و لِلقومِ، إذا فَوَّتَّ عليهم طعامَهم. قال الشنفري:
______________________________
(1) لم يمتس فيها مدر: أي لم يطف فيها حالب يحلها. و في الأصل: «و لم يغلس»، صوابه في المجمل و اللسان (حبا).
(2) وردت مواد هذا الباب غير منسوفة علي النسق الذي جري عليه.
(3) لم يرد هذا المعني في المعاجم المتداولة، إلا في الجمهرة (2: 3). و ذكر في فعله يحتر و يحتر بكسر التاء و ضمها.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 134
و أُمَّ عِيالٍ قد شهدْتُ تقُوتَهم إذا أطعَمَتْهم أحْتَرَتْ و أقلّتِ «1»
و يقال الحُتْرَة الوَكِيرة «2» يقال حَتِّرْ لنا. و ليس ببعيد؛ لأنَّ الوَكيرة أقلُّ الولائم و الدّعوات. و يقولون: إنّ الحَتْرَة رضْعَة «3». و يقولون: ما حَتَرْتُ اليومَ شيئاً أي ما ذُقْت قال الشاعر:
أنتمُ السّادة الغُيوث إذا البا زِلُ لم يُمْسِ سَقْبُها محتُورا «4»
يقول: لم يكن لها لبنٌ كثير، و لا لها لبنٌ قليل ترضعُه سَقْبَها.

حتا

الحاء و التاء و الهمزة كلمةٌ واحدة ليست أصلًا، و أظنُّها من باب الإبدال و أنها مبدلة من كافٍ. يقولون أَحْتَأْتُ الثَّوبَ إحتاءً، إذا فَتَلْتَه «5».
ظنا أنه من الإبدال «6» فمن أحكَأْت العُقدة. و قد مضي تفسير ذلك. و يقول …

حتم

الحاء و التاء و الميم، ليس عندي أصلًا، و أكثر ظنِّي أنه أيضاً من باب إبدال التاء من الكاف، إلّا أنّ الذي فيه من إحكام الشي‌ء.
يقال: حتم عليه، و أصله علي ما ذكرناه حَكَم، و قد مضي تفسيره.
و الحاتم: الذي يقضي الشَّي‌ء. فأمّا تسميتُهم الغُرَابَ حاتِماً فمن هذا، لأنّهم يزعمون أنه يَحتِم بالفراق. و هو كالحُكْم منه. قال:
______________________________
(1) البيت في اللسان (حتر)، و ذكره بدون نسبة في المجمل. و قصيدة الشنقري في المفضليات (1: 106- 110).
(2) هي طعام يصنع عند بناء البيت.
(3) في اللسان: «الرضعة الواحدة». و في المجمل: و يقال إن الحترة رضعة كافية».
(4) البيت في المجمل (حتر).
(5) في المجمل: «إذا فتلته فتل الأكسية».
(6) كذا وردت هذه العبارة.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 135
و لقد غَدَوْتُ و كنتُ لا أغْدُو علي وَاقٍ و حاتِمْ «1»
و في الباب كلمةٌ أخري و يقرب أيضاً من باب الإبدال. و يقولون الحُتَامة:
حابقي من الطَّعام علي المائدة- و هذا عندي من باب الطاء- لأنّه شي‌ء يتحَتَّم «2» أي يتفتَّت و يتكسَّر. و قد مرَّ تفسيرُه.

حتد

الحاء و التاء و الدال أصلٌ واحد، و هو استِقرار الشَّي‌ءِ و ثباتُهُ.
فالحَتْد: المُقَام بالمَكَان. حَتَد يَحْتِد. و منه المَحْتِدُ، و هو الأصل؛ يقال: هو في مَحتِدِ صِدق. و الحُتُد: العين لا ينقطع ماؤُها، و هو قياس الباب.

حتن

الحاء و التاء و النون أصل واحد يدلُّ علي تساوي الأشياء.
فالحَتِن: القِرْن؛ يقال هما حِتَنْان أي سِيَّان. و تَحَاتَنُوا، إذا تساوَوْا. و يقال وقعت النَّبْلُ في الهدَف حَتْنَي. علي فَعْلَي، إذا تقاربَتْ مواقِعُها. و كل شي‌ء لا يخالف بعضُه بعضاً فهو محتَتِنٌ.

حتف

الحاء و التاء و الفاء كلمةٌ واحدة لا يُقاس عليها؛ و ذلك أنّه لا يُبني منها فِعل، و هو الحَتْف، و جمعه حُتوف، و هو الهلاك.

حتل

الحاء و التاء و اللام ليس هو عندي أصلًا، و ما أحُقُّ أيضاً ما حكَوْه فيه، و هو يدلُّ علي القِلَّة و الصِّغر. يقولون: الحَوْتَل الغلام حين يُرَاهِق «3». و يقولون: لفِراخ القطا حَوْتَل. و هذا عندي تصحيفٌ، إنما هو حَوْتك بالكاف، و قد ذُكِر. و يقال حَتَلَ له: أعطاه. و ليس بشي‌ء
______________________________
(1) البيت للمرقش. و انظر تحقيق نسبته في حواشي الحيوان (3: 436) و اللسان (حتم).
(2) في الأصل: «عظيم»، و الوجه ما أثبت. انظر اللسان (حتم 4).
(3) لم يذكر في اللسان. و ذكر في القاموس.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 136‌

حتك

الحاء و التاء و الكاف يدلُّ علي مقاربةٍ و صِغَر. فالحَتْك:
أن يقارب الخَطْو و يُسرِع رَفْع الرِّجل و وضْعَها. و هو صحيح من الكلام معروفٌ. و يُبْنَي منه الحَتَكان، و هو غير الحَيَكان. و الحواتِك: صغار النّعام. و الحوتك: القصير.

حتو

الحاء و التاء و الحرف المعتل بعده أصلٌ واحدٌ، يدلُّ علي شدَّةٍ.
فالحَتْو: العَدْوُ الشديد، يقال حتا يحتو حَتْواً. و الحَتْو: كَفُّكَ هُدْبَ الكِساء، تقول حَتَوْتُه. فأمّا الحَتِيُّ فيقال: إنّه سَويق المُقْلِ، و هو شاذ. و قد يجوز أن يُقْتَاسَ «1» له بابٌ فيه بعض الخُشونة. قال الهذلي «2»:
لا دَرَّ درِّيَ إنْ أطعمْتُ نازلَكُم قِرْفَ الحَتِيِّ و عندي البرُّ مكنُوزُ

باب الحاء و الثاء و ما يثلثهما

حثر

الحاء و الثاء و الراء أصلٌ واحدٌ، يدلُّ علي تَحَبُّبٍ في الشي‌ءِ و غِلَظ. و يقال حَثِرَتْ عَيْنُ الرجل حَثَراً، إذا غَلُظَتْ أَجفانُها مِن بكاء «3» أو رَمد.
و حَثِرَ العَسل، إذا تحبَّبَ. و الحَوْثَرَة: بعضُ أعضاءِ* الرَّجُل «4». و ليس من قياس الباب. و الحواثر: قومٌ من عبد القيس. و حُثارة التِّبْنِ: حُطامه.

[حثوي]

الحاء و الثاء و الحرف المعتل يدل علي ذَرْو الشَّي‌ءِ
______________________________
(1) في الأصل: «يقتلس».
(2) البيت للمتخل الهذلي، كما في القسم الثاني من أشعار الهذليين 87 و نسخة الشنقيطي من الهذليين 46. و انظر باقي الكلام علي نسبته في حواشي الحيوان (5: 285).
(3) في الأصل: «من كل بكاء».
(4) هي الحشفة، رأس الذكر.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 137
الخَفيف السبيح «1». من ذلك الحَثَا، و هو دُقاق التِّبْن. قال:
و أغبَرَ مَسْحولِ التُّرابِ تَرَي له حَثاً طردَتْه الرِّيح من كل مَطْرَد
و قال الراجز:
* كأنّه غِرارَةٌ مَلْأَي حَثَا «2» *
و يقال حَثَا التُّرابَ يَحْثُوه. قال:
الحُصْنُ أدْنَي لو تريدِينَه من حَثْوِكِ التُّربَ علي الراكبِ «3»
و يقال حَثَي يَحْثِي حَثْياً. و هو أفصح. قال:
* أحْثِي علي دَيْسَمَ مِن جَعْدِ الثّري «4» *
و يقال أرضٌ حَثْواء: كثيرة التُّراب.

حثل

الحاء و الثاء و اللام أصلٌ واحد يدلُّ علي سُوء و حَقَارة.
فحُثلة البُرِّ: ردِيُّه. و حُثالة الدُّهن و ما أشبهه: ثُفْلُهُ. و المُحْثَل: السيِّي‌ء الغِذاء.
قال متمم:
و أرْمَلةٍ تمشِي بأشْعَثَ مُحْثَلٍ كفَرخ الحُبارَي رأسُه قد تَصَوَّعا «5»
شبَّهه بفرخ الحُبارَي لأنّه قبيحُ المنظر منَتَّفُ الرِّيش.

حثم

الحاء و الثاء و الميم يدلُّ علي شدّةٍ. فالحَثْمَة: الأكَمَة، و بها
______________________________
(1) كذا ورد في الأصل.
(2) البيت من أبيات أربعة في اللسان (حثا) بدون نسبة. و نسب في ديوان الشماخ 107 إلي الجليج ابن شميذ.
(3) المعروف في روايته، كما في المحمل و اللسان (حثا، حصن): «لو تآييته». نآييته: قصدته.
(4) أشده في المحمل. و كذا أنشده ابن دريد في الجمهرة (2: 265)، و قال عنها في اللسان محرماً. و ديسم: اسم من الأسماء، ترك صرفه للشعر.
(5) البيت في اللسان (حثل) و المفضليات (2: 66).
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 138
سمِّيت المرأة «حَثْمة». و قال بعضُ أهل اللُّغة: حثَمتُ الشَّي‌ءَ حثْماً:
دلكتُه «1»

باب الحاء و الجيم و ما يثلثهما

حجر

الحاء و الجيم و الراء أصلٌ واحد مطَّرد، و هو المنْع و الإحاطة علي الشي‌ء. فالحَجْر حَجْر الإِنسان، و قد تكسر حاؤه. و يقال حَجَر الحاكمُ علي السَّفيه حَجْراً؛ و ذلك منْعُه إيَّاه من التصرُّف في ماله. و العَقْل يسمَّي حِجْراً لأنّه يمنع من إتيانِ ما لا ينبغي، كما سُمِّي عَقْلًا تشبيها بالعِقال. قال اللّٰه تعالي:
هَلْ فِي ذٰلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ. و حَجْرٌ: قصبَة اليمامة.
و الحَجَر معروف، و أحِسَب أنَّ البابَ كلَّه محمولٌ عليه و مأخوذ منه، لشدَّته و صلابته. و قياسُ الجمْع في أدني العدد أحجار، و الحجارة أيضاً له قياس، كما يقال: جمل و جِمالة، و هو قليل. و الحِجْر: الفرس الأنثي؛ و هي تصانُ و يُضَنُّ بها. و الحاجزُ: ما يُمْسك الماءَ من مكانٍ منْهَبِط، و جمعه حُجْرانٌ «2». و حَجْرة القوم: ناحية دارهم و هي حِماهُم. و الحُجْرة من الأبنية معروفة. و حَجَّر القَمَرُ، إذا صارت حولَه دارةٌ.
و مما يشتقُّ من هذا قولهم: حَجَّرْتُ عينَ البعير، إذا وسمْتَ حولَها بمِيسمٍ مستدير. و مَحْجِر العَين: ما يدور بها، و هو الذي يظهر من النِّقاب. و الحِجْر: حطِيم
______________________________
(1) قاله ابن دريد في الجمهرة (2: 35)، و قال: «و ليس يثبت».
(2) في الأصل: «حجرات».
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 139
مَكَّة، هو المُدَار بالبيت. و الحِجْر: القرابة. و القياس فيها قياس الباب؛ لأنها ذِمامٌ و ذِمارٌ يُحمَي و يُحفَظ. قال:
يُرِيدُونَ أن يُقْصُوهُ عَنِّي و إنّه لَذُو حَسَبٍ دانٍ إليّ و ذو حِجْرِ «1»
و الحِجْر: الحرام. و كان الرجل يَلقَي الرجلَ يخافُه في الأشهرُ الحُرُم، فيقول:
حِجْراً؛ أي حراما؛ و معناه حرامٌ عليك أن تنالَني بمكروه، فإذا كان يومُ القيامة رأي المشركون ملائكة العذاب فيقولون: حِجْراً مَحْجُوراً* فظنُّوا أنّ ذلك ينفعهم في الآخرة كما كان ينفعُهم في الدُّنيا. و من ذلك قول القائل:
حَتي دَعَوْنا بأرحامٍ لهم سَلَفَتْ و قال قائلُهم إنِّي بحاجُورِ «2»
و المحاجر: الحدائق: واحدها مَحْجِر. قال لبيد:
* تُرْوِي المَحَاجِرَ بازلٌ عُلْكومٌ «3» *

حجز

الحاء و الجيم و الزاء أصلٌ واحدٌ مطَّرد القياس، و هو الحَوْلُ بين الشيئين. و ذلك قولهم: حَجَزْتُ بين الرجلين و ذلك أن يُمنَع كلُّ واحدٍ منهما مِن صاحبه. و العرب تقول «حَجَازَيْك» علي وزن حَنانَيْك، أي احْجُزْ بينَ القوم و إنما سمِّيت الحجازُ حجازاً لأنها حَجَزَت بين نجدٍ و السَّراة و حُجْزَة الإزار:
مَعْقِده. و حُجْزة السراويل: موضع التِّكَّة و هذا علي التَّشبيه و التمثيل، كأنه حجز بين الأعلي و الأسفل. و يقال: «كانت بينَ القوم رِمِّيَّا ثم صارت إلي
______________________________
(1) البيت لذي الرمة في ديوانه 260 و اللسان و المحمل (حجر). لكن رواية الديوان:
«فأخفيت شوقي من رفيقي»
. و في الديوان و اللسان: «لذو نسب».
(2) البيت في المجمل و اللسان (حجر)
(3) سيعيده في ص 362. و صدره كما في ديوانه 94 و اللسان (حجر):
* بكرت به جرشية مقطورة*
و في الأصل: «بلوي المحاجر»، صوابه في المجمل و اللسان و الديوان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 140
حِجِّيزَي»، أي ترامَوْا ثم تحاجَزُوا. فأما قول القائل:
رِقاقُ النِّعال طيِّبٌ حُجُزَاتُهُمْ يُحَيَّوْنَ بالرّيحانِ يومَ السباسبِ «1»
و هي جمع حُجْزة، كنايةٌ عن الفُروج، أي إنهم أَعِفّاء‌

حجف

الحاء و الجيم و الفاء كلمةٌ واحدة لا قياس، و هي الحَجَفَة، و هي الترس الصَّغير يُطارَق بين جِلْدين و تُجعَل منهما حَجَفة. و الجَمْع حَجَفٌ. قال:
أيمنَعُنا القومُ ماءَ الفرات و فينا السُّيوفُ و فينا الحَجَفْ «2»

حجل

الحاء و الجيم و اللام ليس يتقارَبُ الكلامُ فيه إلا من جهةٍ واحدة فيها ضعف، يقال علي طريقة الاحتمال و الإمكان إنه شي‌ء يطيف بشي‌ء.
فالحِجْل الخلْخال، و هو مُطِيفٌ بالسّاق و الحَجَلة: حَجَلة العَرُوس. و مرّ فلانٌ يَحْجُلُ في مِشْيته، أي يَتبختر. و هو قياسُ ما ذكرناه، كأنه يدُور علي نفْسه.
و تحجيل الفَرَس: بياضٌ يُطيف بأرساغه. و الحَوْجَلة: القارورة. قال الراجز «3»:
كأنَّ عينَيْهِ من الغُؤُورِ قَلْتَانِ في صَفْحِ صَفاً منْقُورِ
أذك أم حَوْجَلَتَا قَارُورِ
و قال علقمة:
* كأَنَّ أعيُنَها فيها الحواجيلُ «4» *
______________________________
(1) للنابغة في ديوانه 9 و اللسان (حجز، سبسب). و السباسب: يوم عيد عند النصاري. و في الأصل: «السائب»، تحريف.
(2) البيت من أبيات رواها نصر بن مزاحم في وقعة صفين 184.
(3) هو العجاج. ديوانه 27 و اللسان (حجل).
(4) لم يرد في ديوان علقمة. و أنشده في اللسان (حجل) بدون نسبة.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 141
و مما شذّ عن الباب الحَجَلْ، هذا الطائر. و من الباب قول الأصمعيّ: حجَّلت العينُ: غارت.

حجم

الحاء و الجيم و الميم أصلٌ واحد، و هو ضربٌ من المنْع و الصَّدْف «1». يقال أحجَمْتُ عن الشي‌ء، إذا نكَصْتَ عنه. و حُجِمَ البعيرُ، إذا شُدَّ فمُه بأدَمٍ و لِيف.
و مما شذَّ عن الباب الحَوْجَمَة: الوردة الحمراء، و الجمع حَوْجَم. و الحَجْم:
فِعل الحاجم.

حجن

الحاء و الجيمِ و النون أصلٌ واحدٌ يدلُّ علي مَيَل. فالحَجَن اعوجاجُ الخشبةِ و غيرها. و المِحْجَن: خشبة أو عصاً معَقَّفة الرأس. و احتجَنْتُ بها الشي‌ءَ: أخَذْتُه. و يقال للمخاليب المقفة حَجِنات. قال العجّاج:
* بحَجِناتٍ يتثَقَّبْن البُهَرْ «2» *
و هي الأوساط. و أَحْجَنَ الثُّمام: خرجت خُوصَتُه؛ و لعلَّها تكونُ حَجْناء.
و احتجَنْتُ الشي‌ءَ لنفسي، و ذلك إمالتك إيّاه إلي نَفْسك. و يقولون: احتجن عليه حَجْنة، كما يقال حَجَرَ عليه.
و من الباب قولهم غَزْوةٌ حَجُونٌ، و ذلك إذا أظهرْتَ غَيْرَها ثم مِلْتَ إليها «3».
و يقال غزاهم غَزْواً حَجُوناً.

حجا

الحاء و الجيم و الحرف المعتل أصلان متقاربان، أحدهما إطافةُ الشي‌ء بالشي‌ء و ملازمتُه، و الآخر القصد و التعمّٰد.
______________________________
(1) يقال صدف عن الشئ يصدف صدفا و صدوفا.
(2) ديوان العجاج 17.
(3) في اللسان: «الغزوة الحجون: التي تظهر غيرها ثم تحالف إلي غير ذلك الموضع و تقصد إليها».
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 142
فأما الأول فالحَجْوَةُ و هي الحَدَقة، لأنها مِن أَحْدَقَ بالشي‌ء. و يقال لنواحي البلاد و أطرافِها المحيطةِ بها أَحْجاءٌ قال ابنُ مُقْبِل:
لا يحْرِز المرءَ أَحْجاءُ البلادِ و لا يُبنَي له في السَّمواتِ السّلاليمُ «1»
و محتملٌ أن يكون من هذا الباب الحَجَاة، و هي النُّفَّاخة تكون علي الماء من قَطْر المطر، لأنها مستديرة.
و الأصل الثاني قولهم: تحجَّيت الشي‌ءَ، إِذا تحرَّيْتَه و تعمّدتَه. قال ذو الرمة:
* فجاءَتْ بأغْباشٍ تَحَجَّي شَرِيعةً «2» *
و يقولون حَجِيتُ بالمكان و تحجَّيت به. قال:
* حيث تَحَجّي مُطرِقٌ بالفالِقِ «3» *
و الحَجْوَ بالشي‌ء: الضَّنُّ به؛ يقال حَجِئتُ به أي ضَنِنْت. و به سمِّي الرجل حَجْوة. و حَجَأت به: فرحت. و قد قلنا إنّ البابين متقاربان، و القياس فيهما لمن نَظَرَ قياسٌ واحد.
فأمّا الأُحجِيَّة و الحُجَيَّا، و هي الأُغلُوطة يتعاطاها الناس بينهم، يقول أحدهم:
أُحاجيك ما كذا؛ فقد يجوز أن يكون شاذًّا عن هذين الأصلين، و يمكن أن يُحمَل عليهما، فيقال أحاجيك، أي اقصُدْ و انظُرْ و تعمَّد لِعِلم ما أسألك عنه.
و منه أنتَ حَجٍ أن تفعل كذا، كما تقول حرِيٌّ.
______________________________
(1) البيت في المجمل و اللسان (حجا).
(2) في الديوان 536: «تحري شريعة». و عجزه كما في الديوان و اللسان (حجا):
* تلادا عليها رميها و احتيالها*
(3) الفالق: اسم موضع. و البيت لعمارة بن أيمن الرباني، كما في اللسان (حجا 181). و قد أنشده في نهاية مادة (فلق) بدون نسبة
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 143‌

حجب

الحاء و الجيم و الباء أصل واحد، و هو المنع. يقال حجبته عن كذا، أي منَعتُه. و حِجابُ الجَوْف: ما يَحْجُبُ بين الفُؤَاد و سائر الجَوْف.
و الحاجبان العظمان فوق العينين بالشّعَرْ و الّلحم. و هذا علي التشبيه، كأنّهما تحجبان شيئاً يصل إلي العينين. و كذلك حاجبُ الشّمس، إنما هو مشبَّهُ بحاجب الإنسان. و كذلك الحَجَبة: رأس الوَرِك، تشبيهٌ أيضاً لإشرافِهِ.

باب ما جاء من كلام العرب علي أكثر من ثلاثة أحرف

و قد مضي فيما تقدم من هذا الكتاب أنّ الرباعيَّ و ما زاد يكون منحوتاً، [و] موضوعاً كذا وضعاً من غير تحت.
فمن المنحوت من هذا الباب (الحُرْقُوف): الدابة المهزول، فهذا من حرف و حقف. أمّا الحَرْف فالضَّامر مِن كلِّ شي‌ء، و قد مرَّ تفسيره. و أما حقف فمنه المُحْقَوْقِف، و هو المنحنِي، و ذلك أنَّه إذا هُزِلَ احدَوْدَب، كما يقال في الناقة إذا كانت تلك حالَها حَدْباءُ حِدْبار.
و منه (الحُلْقُوم) و ليس ذلك منحوتاً و لكنّه مما زيدت فيه الميم، و الأصْل الحلْق، و قد مرَّ. و الحَلْقَمة: قطع الحُلْقُوم.
و منه (المُحَلْقِنُ) من البُسْر، و ذلك أنْ يبلُغ الإرطاب ثلُثَيْه. و هذا ممّا زِيدت فيه النون، و إنما هو من الحَلْق، كأنّ الإِرْطاب إذا بلغ ذلك الموضعَ منه فقد بَلَغَ إلي حَلْقِه. و يقال له الحُلْقَان، الواحدة حُلْقَانة.
و منه (حَرْزَقْتُ) «1» الرّجلَ: حبستُه، و هذا منحوتٌ من حَزَقَ و حَرَزَ، من
______________________________
(1) يقال حرزق، بتقديم الراء، و حزرق بتقديم الزاي، و هما بمعني.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 144
قولهم أحرزت الشي‌ء فهو حريز. و الحَزْقُ فيه ضربٌ من التشديد، كما يقال حَزَقْت الوَتَرَ و غيرَه. قال الأعشي:
* بِساباطَ حتَّي ماتَ و هو مُحَرْزَقُ «1» *
و منه (الحبجر «2»)، و هو الوتر الغليظ، و يقال في غير الوتر أيضاً، و الحاء فيه زائدة، و إنما الأصل الباء و الجيم و الراء. و كلُّ شديد عظيمٍ بَجْرٌ و بُجْر. و قد مَرَّ.
و منه (الحِسْكل): الصّغار مِن كلِّ شي‌ء. و هذا ممّا زِيدت فيه الكاف، و إنما الأصل الحِسل. يقال لولد الضبِّ حسْل
و منه (الحَقَلّد «3»)، و هو البخيلي الشديد، و اللام فيه زائدة. و هو من أحقد القومُ، إذا لم يصِيبوا من المَعْدِن شيئاً. و يقال الحَقَلّدُ الآثِم «4». فإن كان كذا فاللام أيضاً زائدة، و فيه قياسٌ من الحِقْد، و اللّٰه أعلم.
و منه (الحَذْلَقة)، و أظنُّها ليست عربيَّةً أصلية، و إنما هي مولَّدة و اللام فيها زائدة. و إنما أصله الحِذْق. و الحَذْلقة: ادّعاء الإنسان أكثَرَ مما عنده، يريد إظهار حِذْق بالشّي‌ء.
و من ذلك (احرَنْجَمَت) الإبل، إذا ارتدَّ بعضُها علي بعض. و احرنجم القومُ، إذا اجتمعوا. و هذه فيها نون و ميم، و إنما الأصل الحَرَجْ، و هو الشجر المجتمع الملتف، و قد مرّ اشتقاقُهُ و قياسُه.
______________________________
(1) ديوان الأعشي 147 و اللسان (حزرق)، و قد نص فيه علي رواية «محرزق». و صدره:
* فذاك و ما أنجي من الموت ربه*
(2) يقال علي وزان قمطر و درهم.
(3) الحقلد، كعملس و في الأصل: «الحلقد» و ليس مرادا، إذ الحلقد كزبرج: السئ الخلق الثقيل الروح، و مثله الحقلد بوزن زبرج
(4) في الأصل: «الحلقد»، و انظر التنبيه السابق. و في قول زهير:
تقي نقي لم يكثر غيمة بكهة ذي قربي و لا بحقلد
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 145
و من ذلك رجل (مُحَصْرَمٌ): قليلُ الخَيْر. و الأصل أنّ الميم زائدة، و إنما هو من الحَصُور و الحِصر.
و من هذا الباب (الحِصْرِم). و منه (الحِثْرِمَة) و هي الدائرة التي تحت الأنْف وَسَطَ الشفةِ العلْيا. و هذه منحوتةٌ من حَثَم و ثرم. فحثم من الجمع؛ و ثَرَم من أن ينثرم الشي‌ء.
و من ذلك (الحِنْزَقْرَة)، و هو القَصير. و هذا من الحزق و الحَقْر، مع زيادة النون. فالحَقْر من الحَقارة و الصِّغر، و الحزق كأن خَلْقَه حُزِق بعضُه إلي بعض.
و من ذلك (الحَلْبَس)، و هو الشُّجاع. و هذا منحوتٌ من حَلَسَ و حَبَسَ.
فالحِلْس: اللازم للشي‌ء لا يفارقه، و الحَبْس معروف، فكأنه حَبَس نَفْسه علي قِرْنه و حَلِسَ به لا يفارقُه. و مثله: (الحُلابِس). قال الكميت:
فلما دنَتْ للكاذَتَيْن و أحْرَجَت به حَلْبَساً عند اللِّقاء حُلابِسا «1»
و من ذلك (تَحْتَرَشَ) القومُ: حَشَدُوا، و التاء فيه زائدة، و إنما الأصل الحرش و التحريش، و قد مرَّ. و فيه أيضاً أن يكون من حَتَر، و أصله حَتَار الخَيمة و ما أطاف بها من أذيالها، فكذلك هؤلاء تجمَّعُوا و أطافَ بعضُهم ببعض، فقد صارت الكلمة إذاً من باب النحت.
و من ذلك (الحوْأَبُ): الوادي الواسع العُرض، و الحاء فيه زائدة، و إنما الأصل الوأْب، و الوأْبُ الواسع المقعَّر من كلَّ شي‌ء.
______________________________
(1) البيت في اللسان (كوز، حلبس). و لكاذتان: ما نتأ من اللحم أعالي لفخذ. و أخرجت بالحاء المهملة، و في الأصل: «أخرجت»، تحريف.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 146
و من ذلك (الحُمَارِس)، و هو الرّجُل الشّديد. و هذه منحوتةٌ من كلمتين، من حَمَس و مَرَس. فالمَرِسُ المتمرِّس بالشي‌ء، و الحِمَسُ الشديد. و قد مضي شرْحُه.
و من ذلك (المُحدْرَج)، و هو المفتول حتَّي يتداخَلَ بعضُه في بعض فَيَمْلَاسَّ.
و هي منحوتةٌ من كلمتين، من حدر و درج. فحدر فَتَل، و دَرَج من أدرجت
و من ذلك (حَضْرَمَ) في كلامه حَضْرَمَةً، فقد قيل كذا بالصّاد. فإنْ كانت صحيحةً فالميم زائدة، كأنه تَشَبَّهَ بالحاضرة الذين لا يُقيمونَ إعرابَ الكلام.
و الحَضْرَمة: مخالفة الإعراب و اللَّحنُ.
و من ذلك (المُحَمْلَج)، و هو الحَبْلُ الشَّديد الفتْل. و هذا عندِي من حمج، فاللام زائدة. فحمج جنسٌ من التشَّديد، نحو حَمّج الرّجلُ عينَيه إذا حَدَّق و أحَدَّ «1» النّظَر. و قد مضي ذكره. و علي هذا يحمل (الحِمْلاج)، و هو مِنْفاخُ الصَّائغ. و الحملاج: قَرْنُ الثَّور. قال رؤبة في المحَمْلَج:
* مُحَمْلَجٌ أُدْرِجَ إدراجَ الطَّلَقْ «2» *
و هذا ما أمكَنَ استخراجُ قياسِه من هذا الباب. أمّا الذي هو عندنا موضوعٌ وضعاً فقد يجوز أن يكون له قياسٌ خَفِيَ علينا موضعُه. و اللّٰه أعلم بذلك.
فمن ذلك (الحِنْدِيرَة، و الحُنْدُورة): الحَدَقة، و الحَنْدِيرة أجود؛ كذا قال أبو عبيد.
و الحَرْقَفَةُ: عَظْم الْحَجَبَة، و هو رأس الورِك.
______________________________
(1) في الأصل: «و أشد».
(2) ديوان رؤبة 104 و اللسان (حملح).
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 147
و منه (الحِمْلاق) و هو ما غطّتْه الجفونُ من بياض المُقْلة. و يقال حَمْلَقَ، إذَا فَتَح عينَه و نَظَر نَظَرًا شديداً.
و (الحُرْقُوص) دويْبَّة. و (الحَبَلَّقُ): جماعة الغنَم. و (الحَبَرْكَي):
الطويل الظَّهر القصير الرِّجْلين. و (الحُرْجُل): الطويل. و (الحَرْجَفُ):
الرِّيح الباردة. و (الحَشْرَجَة): تردُّد صوت النَّفَس. و (الحَشْرَجَة): حُفَيْرة تحُفَر كالحِسْيِ. و (الحَشْرَجُ): كوزٌ صغير. و (حَرْشَفُ) السِّلاحِ:
ما زُيِّن به.
و (الحَفَلَّج): الرَّجُل الأفْحَج. و (الحيفس «1»): القصير. و كذلك (الحَفَيْسَاء).
و (الحَزَوَّر): الغلام اليافع. و (الحَزْوَرَةُ): تلٌّ صغير.
و (الحَنَاتِم): سحائب سُودٌ. و كلُّ أسودَ حَنْتمٌ. و كذلك الخُضْرُ عِند العرب سُودٌ، و منها سمّيت الجِرَار حَناتِمَ، و كانت الجِرارُ في الجاهليَّة خُضْراً، فسمَّتْها العربُ حَنَاتم.
و (حَبَوْكَرْ «2»): الدَّاهية.
و يقال (احْبَنْطَي)، إذا افتفَخَ كالمُتَغضِّب. و هذه الكلمة قد مرَّ قياسُها في الحَبَط.
______________________________
(1) في الأصل: «الحفيس». و صوابه الحيفس، بفتح الحاء و الفاء، و كهزبر.
(2) يقال للداهية حبوكر، و أم حبوكر، و حبوكري، و أم حبوكري، و أم حبوكران، و الحبوكري.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 148
و يقال ما لِي من هذا الأمر (حُنْتَالٌ «1»)، أي بُدٌّ.
و (الحنْظَب): الذَّكر من الجَرَاد. و (الحُرْبُث «2»): نبتٌ.
و (حَضاجِرُ): الضَّبع. و (الْحَزَنْبَلُ) و (الحَبْرَكَل): القصير.
و الأصل في هذه الأبواب أنَّ كلَّ ما لم يصحَّ وجهُه من الاشتقاق الذي نذكره فمنظورٌ فيه، إلّا [ما] رواه الأكابر الثقات. و اللّٰه أعلم.
تم كتاب الحاء
______________________________
(1) يقال حنتآل و حنتال، بالهمز و بدونه
(2) في الأصل: «الحرتب»، و في المجمل: «الحربت»، و الوجه ما أثبت.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 149‌

كتاب الخَاء

باب ما جاء من كلام العرب أوله خاء في المضاعف و المطابق و الاصم «1»

خد

الخاء و الدال أصلٌ واحدٌ، و هو تأسُّلُ الشَّي‌ءِ و امتدادُه إلي السُّفل. فمن ذلك الخَدّ خدّ الإنسان، و به سُمِّيت المِخَدّة. و الخَدُّ: الشّقّ.
و الأخاديد: الشَّقوق في الأرض. و التخدُّد: تخدُّد اللَّحم من الهُزال. و امرأة متخدِّدة: مهزولة. و الخِدَادُ: مِيسمٌ من المياسِم، و لعلَّه يكون في الخدّ؛ يقال منه بعيرٌ مخدود.

خر

الخاء و الراء أصلٌ واحدٌ، و هو اضطرابٌ و سُقوطٌ مع صوتٍ.
فالخَريرُ: صوتُ الماء. و عينٌ خَرّارة. و قد خَرَّتْ تُخِرّ. و يقال للرّجُل إذا اضطرَبَ بطنُه قد تخَرْخَر. و خَرَّ، إذا سقَطَ. قال أبو خراش، يصفُ سيفا:
بِهِ أدَعُ الكَمِيَّ علي يدَيْهِ يُخِرُّ تخالُه نَسْراً قَشِيبا «2»
قشيبٌ: قد خَلِط له السّمُّ بِطُعْم؛ يقال قَشَب له، إذا خَلَطَ له السّمّ.
و إنَّما يُفْعَل ذلك ليُصادَ به، و مثله لطفيل:
______________________________
(1) في الأصل: «و المطابق أولا». و انظر ما سبق في كتاب الثاء.
(2) من قصيدة في القسم الثاني من مجموعة أشعار الهذليين 57، و نسخة الشنقيطي 70. و البيت في اللسان (قشب). و يروي: «به ندع».
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 150
كساهَا رَطيبَ الرِّيشٍ مِن كَلِّ ناهضٍ إلي وَكْرِه و كلِّ جَوْنٍ مُقَشَّبِ «1»
المَقَشَّب: نَسْرٌ قد جُعِل له القِشْبُ في الجِيَف ليُصادَ. ناهِضٌ: حديثُ السّنّ. و النَّسر إذا كَبِرَ اسوَدّ. و تقول: خرّ الماء الأرضَ: شَقّها. و الأخِرَّةُ، واحدها، خَرير، و هي أماكنُ مطمئنَّةٌ بين الرَّبْوَين تنقاد. و قال الأحمر:
سمِعت [بعض] العرب ينشد بيتَ لبيدٍ:
* بأخِرَّة الثَّلَبُوتِ «2» *
و الخُرُّ من الرَّحي: الموضع الذي تُلقَي فيه الحنطة. و هو قياس الباب؛ لأنَّ الحبَّ يَخِرُّ فيه. و خُرُّ الأذُن: ثَقْبُها، مشبَّهٌ بذلك.

خز

الخاء و الزاء أصلان: أحدهما أنْ يُرَزَّ شي‌ء في آخر، و الآخر جنسٌ من الحيوان
فالأوّل الخزُّ خَزُّ الحائط، و هو أن يشوَّك. و يقال حَزَّهُ بسهمٍ، إذا رماه به و أثبَتَه فيه. و طعَنَهُ بالرُّمح فاختَزَّهُ «3». قال ابن أحمر:
* حتَّي اخْتزَزْتُ فؤادَه بالمِطْرَدِ «4» *
فأمّا قولُهم بعيرٌ خُزَخِزٌ، أي شديد، فهو من الباب؛ لأنّ أعضاءه كأنّها خُزَّت خَزًّا، أي أثبِتَتْ إثباتاً.
______________________________
(1) ديوان طفيل 13 برواية: «كسين ظهار الريش».
(2) من بيت في معلقة لبيد. و يروي: «بأحزة». و البيت بتمامه:
بأخرة الثلبوت يربأ فوقها قفر المراقب خوفها آرامها
(3) في الأصل: «فاخنز»، تحريف، صوابه في المجمل و اللسان.
(4) في المجمل و اللسان: «لما اختززت». و صدره في الاشتقاق 318:
* نبذ الجوار و ضل هدية روقه*
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 151
و الأصل الثاني: الخُزَز: الذّكَر من الأرانب، و الجمع خِزّانٌ. قال:
و بنو نُويجِيَةَ اللَّذُونَ كأنهم مُعْطٌ مُخَدَّمَةٌ من الخِزَّانِ «1»

خس

الخاء و السين أصلان: أحدهما حقارة الشي‌ء، و الآخر تداوُلُ الشي‌ء.
فالأوّل: الخسيس: الحقير؛ يقال خَسَّ الرجُل نفسُه و أخَسَّ، إذا أتَي بفعلٍ خسيس. و من هذا الباب جاوَزَتِ النّاقةُ خَسِيسَتَها، إذا جاوَزَتْ سِنّ الحِقّة و الجَذَعةِ و الثَّنِيَّةِ و لحِقَت بالبُزُول. و هو القياس؛ لأنّ كلَّ هذه الأسنانِ دونَ البُزُول.
و الأصل الثاني قول العرب: تَخَاسَّ القَوْمُ الأمرَ، إذا تداوَلُوه و تسابَقُوه، أيُّهم يأخذُه «2». و يقال: هذه الأمورُ خِساس بينهم، أي دُوَل. قال ابن الزّبعري:
و العطيّات خِساسٌ بينهم و بناتُ الدّهرِ يلعَبْنَ بكُلّ «3»

خش

الخاء و الشين أصلٌ واحد، و هو الوُلوج و الدُّخول. يقال:
خَشَّ الرّجُلُ في الشّرّ: دخل. و رجل [مِخَشٌّ: ماضٍ «4»] جَرِي‌ءٌ علي اللَّيل.
و الخَشَّاء: موضِعُ الدَّبْرِ؛ لأنّه ينخشُّ فيه. قال ذو الإصبع:
______________________________
(1) المخدمة: التي في ساقها عند موضع الرسغ بياض. و البيت في المجمل.
(2) في الأصل: «إياهم يأخذوه». و الكلمة ذكرت في القاموس و لم ترد في اللسان.
(3) الحق أن البيت ملفق من بيتين، و هما كما في السيرة 616 حوتنجن:
و العطبات خساس بينهم و سواء قبر مثر و مقل
كل عيش و نعيم زائل و بنات الدهر يلعبن بكل
(4) التكملة من اللسان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 152
إمَّا تَرَي نَبْلَهُ فخَشْرَمُ خَشَّ اءَ إذا مُسّ دَبْرُه لَكَعا «1»
و من الباب الخَشْخاش: الجماعة؛ لأنَّهم قومٌ يجتمعون و يتداخَلون. قال الكميت:
* و هَيْضَلُها الخشخاشُ إذْ نزلوا «2» *
و الخشُّ: أن بجعل الخِشاش في أنْف البعير. يقال خَشَشْتُه فهو مخشوشٌ، و يكون مِن خَشَب. و خَشاش الأرض «3»: دوابُّها. فأمّا الرجُل الخَشاشُ الصغيرُ الرأسِ فيقال بالفتح و الكسر. و هو القياس، لأنّه ينْخَشُّ في الأمر بحقه.
قال طرفة:
أنا الرَّجُلُ الضّربُ الذي تعرفونني خِشَاش كرأسِ الحَيّة المُتَوَقّدِ «4»
و من الباب، و هو في الظاهر يبعُد من القياس، الخُشَشَاوانِ: عظمانِ نانيان خلْفَ الأذُنين. و يقال للواحد خُشَّاء «5» أيضاً. و لم يجي‌ءُ في كلام العرب فُعْلاء مضمومه الفاء ساكنة العين إلّا هذه و قُوباء، و الأصل فيها التحريك.

خص

الخاء و الصاد أصلٌ مطّرد منقاس، و هو يدلُّ علي الفُرْجة و الثّلمة. فالخَصَاص الفُرَج بين الأثافيّ. و يقال للقمر: بدا من خَصَاصة السّحاب.
قال ذو الرُّمّة:
______________________________
(1) البيت في المحمل و اللسان (خشش، لكم)، و سيصيده في (لكع).
(2) قطعة من بيت في اللسان (خشش، فلق). و هو بتمامه:
في حومة الفيلق اجأواء إذ ركبت قيس و هيضلها الخشخاش إذ نزلوا
و قد استشهد بهذه القطعة بدون نسبة في اللسان (هضل).
(3) ظاهر قوله أنه يعني ضبط هذا الخشاش، بالفتح. و في المجمل: «و خشاش الأرض بالفتح:
دوابها».
(4) البيت من معلقة طرفة.
(5) يقال خشاء، و خششاء.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 153
أصَابَ خَصَاصَهُ فبَدَا كليلًا كَلَا و انغلَّ سائِرُه انغِلالا «1»
و الخَصَاصة: الإملاق. و الثُّلْمة في الحال.
و من الباب خَصَصْت فلاناً بشي‌ءٍ خَصُوصِيَّةً، بفتح الخاء «2»، و هو القياس لأنّه* إذا أُفرِد واحدٌ فقد أوقَع فُرْجَةً بينه و بين غيره، و العموم بخلاف ذلك و الخِصِّيصي: الخَصوصية.

خض

الخاء و الضاد أصلان: أحدهما قِلَّة الشي‌ء و سَخافته، و الآخر الاضطراب في الشَّي‌ءِ مع رطوبةٍ.
فالأول الخَضَض: [الخرز «3»] الأبيض يَلْبَسُه الإِماء. و الرّجُل الأحمق خَضَاض.
و يقال للسَّقَط من الكلام خَضَصٌ. و يقال: ما علي الجارية خَضَاضٌ، أي ليس عليها شي‌ءٌ من حَلْيٍ. و المعني أنّه ليس عليها شي‌ءٌ حَتَّي الخَضَض الذي بدأنا بذكره.
قال الشاعر:
و لو بَرَزَتْ من كُفَّةِ السّتْرِ عاطلًا لقُلتَ غَزالٌ ما عليه خَضَاضَ «4»
و أمّا الأصل الآخَر فتَخَضْخض الماء. و الخَضْخاض: ضربٌ من القَطِران. و يقال نبت خُضَخِضٌ، أي كثير الماء. تقول: كأنّه يتخضخضُ من رِيِّه.
و قد شذّ عن الباب حرفٌ واحدٌ إن كان صحيحاً، قالوا: خاضَضْتُ فلاناً إذا بايعتَه مُعارَضة «5». و هو بعيدٌ من القياس الذي ذكرناه
______________________________
(1) ديوان ذي الرمة 434. كلا، أي كسرعة قولك: «لا».
(2) و قال بضمها أيضا، كما في اللسان و القاموس.
(3) التكملة من المجمل و اللسان.
(4) أنشده أيضاً في المجمل. و جاء في اللسان برواية: «و لو أشرفت».
(5) و كذا في تصحيحات القاموس. و في بعض نسخه: «معاوضة». و اللفظ و تفسيره لم يرد و في اللسان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 154‌

خط

الخاء و الطاء أصلٌ واحد؛ و هو أثَرٌ يمتدُّ امتداداً. فمن ذلك الخطُّ الذي يخطُّه الكاتب. و منه الخطّ الذي يخطُّه الزَّاجر. قال اللّٰه تعالي:
أَوْ أَثٰارَةٍ مِنْ عِلْمٍ قالوا: هو الخَطُّ. و
يُروَي: «إنّ نبيًّا من الأنبياء كان يَخُطّ فمن خَطَّ مِثلَ خَطِّه عَلِمَ مثلَ عِلْمه»
. و من الباب الخِطَّة الأرض يختطُّها المرءُ لنفسه؛ لأنّه يكون هناك أثرٌ ممدود. و منه خَطُّ اليمامة، و إليه تُنسَب الرِّماحُ الخَطِّيَّة. و من الباب الخُطَّة، و هي الحال؛ و يقال هو بخُطَّةٍ سَوْء، و ذلك أنّه أمْرٌ قد خُطَّ له و عليه. فأمّا الأرضُ الخطيطة، و هي التي لم تُمْطَر بينَ أرضينِ ممطورَتَين، فليس من الباب، و الطاء الثانية زائدة، لأنَّها مِن أخطأ، كأنَّ المطر أخْطَأَها.
و الدّليل علي ذلك
قولُ ابن عبّاس: «خَطَّأَ اللّٰهُ نَوْءَها»
، أي إذا مُطِر غيرُها أخْطَأَ هذه المطرُ فلا يُصيبُها.
و أمّا قولهم: «في رأس فلانٍ خُطْيَةٌ «1»» فقال قوم: إنَّما هو خُطَّة. فإِن كان كذا فكأنّه أمرٌ يُخَطّ و يؤَثَّر، علي ما ذكرناه.

خف

الخاء و الفاء أصلٌ واحد، و هو شي‌ءٌ يخالف الثِّقَل و الرَّزانة.
يقال خَفَّ الشّي‌ءُ يَخِفُّ خِفَّةً، و هو خفيف و خُفَافٌ. و يقال أَخَفَّ الرّجَل، إذا خَفّت حالُه. و أخَفَّ، إذا كانت دابّتُه خفيفةً. و خَفَّ القومُ: ارتحلوا. فأمّا الخُفُّ فمن الباب لأنّ الماشيَ يَخِفُّ و هو لابِسُه. و خُفُّ البَعير منه أيضاً.
و أمّا الخُفُّ في الأرض و هو أطول من النَّعل «2» فإنّه تشبيه. [وَ] الخِفُّ:
الخَفِيف. قال:
______________________________
(1) روي في اللسان (خطط): «خطبة» بالباء، ثم قال: «و العامة تقول: في رأسه خطبة.
و كلام العرب هو الأول».
(2) في اللسان: «و الخف في الأرض أغلظ من النعل».
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 155
يزِلُّ الغُلامُ الخِف عنْ صَهَواتِهِ و يُلْوِي بأثواب العَنيفِ لمُثقَّلِ «1»
فأمّا أصوات الكلاب «2» فيقال لها الخَفْخفة، فهو قريبٌ من الباب.

خق

الخاء و القاف أصلٌ واحد، و هو الهَزْم في الشَّي‌ء و الخَرْق.
فمن ذلك الأُخْقُوق، و يقال الإِخْقِيق، و هو هَزْم في الأرض، و الجمع الأخاقيق.
و
جاء في الحديث: «في أخاقِيقِ جُرْذانٍ»
. و الإخْقاق: اتِّساع خَرْق البَكَرة.
و من هذا قولُهم: أتانٌ خَقُوقٌ، إذا صوَّت حياؤُها. و يقال للغَديرِ إذا نَضَبَ و جَفَّ ماؤُه و تَقَلَفَعَ «3»: خُقٌّ «4». قال:
* كأَنَّما يَمْشِين في خَقُّ يَبَسْ «5» *

خل

الخاء و اللام أصلٌ واحد يتقاربْ فروعُه، و مرجعُ ذلك إمَّا إلي دِقَّةٍ أو فُرْجة. و البابُ في جميعِها متقاربٌ. فالخِلال واحد الأخِلَّة.
و يقال فلانٌ يأكل خِلَلَه و خُلالته، أي ما يُخْرِجُه الخِلالُ من أسنانه. و الخَلُّ خَلُّكَ الكِساءَ علي نفسك بالخِلال. فأمّا الخليلُ الذي يُخَالُّك، فمِن هذا أيضاً، كأنَّكما قد تخالَلتُما، كالكِساء الذي يُخَلُّ.
و من الباب الرجل الخَلُّ، و هو النَّحيفْ الجِسم. قال:
______________________________
(1) لامرئ القيس في معلقته المشهورة.
(2) في المجمل: «و خفخفة الكلاب أصواتها عند الأكل».
(3) ذكروا أن «القلفع»، كزبرجَ و درهم: ما يتفلق من الطين و يتشقق. و لم يذكر هذا الفعل في اللسان و القاموس في مادة (قلفع) و ذكر في اللسان في مادة (خقق) عند تفسيره «الخق»
(4) ضبط في اللسان و القاموس بالفتح. و ضبط في الأصل و المجمل بالضم. و زاد في المجمل:
«و يقال خق أيضا»، يعني بفتح الخاء.
(5) البيت في المجمل و اللسان (خقق).
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 156
* إمّا تَرَيْ جسْمِيَ خَلَّا قد رَهَنْ «1» *
و قال الآخر:
فاسقنِيها يا سوادَ بن عمرٍو إنَّ جِسمي بَعْدَ خالي لَخَلُّ «2»
و يقال لابن المَخَاض خَلٌّ، لأنه دقيق الجسم. و الخَلُّ: الطَّريق في الرَّمل لأنّه يكون مُستَدِقًّا. و منه الخَلَال، و هو البَلَح.
فأمَّا الفُرجة فالخَلَل بينَ الشّيئين. و يقال خَلَّل الشي‌ءَ، إذا لم يَعُمّ. و منه الخَلَّة الفَقْر؛ لأنه فُرْجة في حالِه. و الخليل: الفقير، في قوله:
و إنْ أتاهُ خليلٌ يومَ مَسْغَبَةٍ يقولُ لا غائبٌ مالي و لا حَرِمُ «3»
و الخِلّة: جَفن السَّيف، و الجمعُ خِلَلٌ. فأما الخِلَل و هي السُّيور التي تُلْبَسُ ظُهورَ السِّيَتَيْنِ «4» فذلك لدِقَّتها، كأنَّ كلّ واحدةٍ منها خِلّة «5». و الخَلّ:
عِرْقٌ في العُنُق مُتَّصلٌ بالرأس. و الخَلْخَال من الباب أيضاً، لدقّتِه.

خم

الخاء و الميم أصلان: أحدهما تغيُّر رائحةٍ، و الآخر تنقية شي‌ءِ.
فالأول: قولُهم خَمَّ اللّحمُ، إذا تغيَّرَتْ رائحتُه. و الثاني: قولُهم خُمّ البيتُ إِذا كُنِسَ. و خُمَامة البئرِ: ما يُخَمُّ من تُرابها إِذا نُقِّيت. و بيتٌ مخمومٌ: مكنوس.
و يقال هو مخموم القلبِ، إذا كان نقيَّ القَلْب من كل غِشّ و دَخَلْ.
______________________________
(1) البيت في اللسان (رهن). و الراهن، بالراء: المهزول.
(2) البيت ينسب إلي تأبط شراً، أو ابن أخته الشنفري، أو خلف الأحمر. انظر حماسة أبي تمام (1: 342) و اللسان (خلل).
(3) البيت لزهير في ديوانه (153) و اللسان (خلل، حرم).
(4) السيتان: مشي سية، و هي ما عطف من طرف القوس. و في الأصل: «الستين».
(5) في الأصل: «خلالة».
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 157‌

خن

الخاء و النون أصلٌ واحد، و هو حكايةُ شي‌ءِ من الأصوات بضعف. و أصله خَنَّ، إذا بكي، خنينا. و الخَنْخَنَةُ: أن لا يُبِين الكلامَ.
و يقال الخنان في الإبل كالزُّكام في الناس. و الخُنّة كالغُنّة. و يقال الخنين:
الضَّحك الخفيّ. و يقولون إنّ المَخَنّة الأنف. فإنْ كان كذا فلأنه موضع الخُنّة، و هي الغُنّة. و يقال وطئ مَخَنَّتَه، أي أذلَّه «1»، كأنه وضع رجلَيه علي أنفه.

خأ

الخاء و الهمزة الممدودة ليست أصلًا ينقاس، بل ذُكِر فيه حرفٌ واحد لا يُعرَف صحته. قالوا: خاء بك علينا، أي اعجَل. و أنشدُوا للكميت:
* بِخاء بك الحَقْ يَهْتِفُون و حَيَّ هَلْ «2» *

خب

الخاء و الباء أصلان: الأول [أن] يمتدّ [الشي‌ء] طولًا، و الثاني جنسٌ من الخِداع.
فالأول الخَبِيبة و الخبّةُ: الطريقة تمتدُّ في الرَّمل. ثم يشبّه بها الخِرْقَة التي تُخْرَقُ طُولًا. و يُحمَل علي ذلك الخَبِيبة من اللَّحم، و هي الشَّرِيحة منه.
و أما الآخَر فالخِبُّ الخداع، و الخِبُّ الخَدَّاع. و هذا مشتقٌّ من خَبَّ البَحْرُ اضطَرَبَ. و قد أصابهم الخِبُّ.
و من هذا الخَبَبُ: ضربٌ من العَدْو. و يقال جاء مُخِبًّا. و منه خَبَّ النّبتُ،
______________________________
(1) في اللسان: «و وطئ مخنتهم مخنتهم أي حريمهم».
(2) صدره كما في اللسان (20: 334):
* إذا ما شحطن الحاديين سمعهم*
و انظر أمالي ثعلب 554.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 158
إذا يَبِس و تقلَّع «1»، كأنه يَخُبّ، توهَّم أنه يمشي. قال رؤبة:
* و خَبَّ أطرافُ السَّفَا علي القِيَقْ «2» *
و الخَبخَبة: رخاوةُ الشي‌ءِ و اضطرابُه. و كل ذلك راجعٌ إلي ما ذكرناه؛ لأنَّ الخَدَّاع مضطربٌ غيرُ ثابت العَقْدِ علي شي‌ء صحيح. فأما ما حكاه الفرّاء:
[لي «3»] من فلانٍ خَوَابُّ، و هي القَرابات، واحدها خابٌّ، فهو عندي من الباب الأول؛ لأنه سَبَبٌ يمتدُّ و يتّصل. فأما قولهم «خبْخِبوا عنكم من الظهيرة» أي أَبرِدُوا فليس من هذا، و هو من المقلوب، و قد مرَّ.

خت

الخاء و التاء ليس أصلًا؛ لأنّ تاءه مبدلةٌ من سين. يقال خَتِيتٌ: أي خسيس. و أَخَتّ اللّٰه حَظَّه، أي أخَسَّه. و هذا في لغة مَنْ يقول:
مررت بالنَّات، يريد بالناس. و ذكروا أنَّهم يقولون: أخَتَ فلانٌ: استَحْيا.
فإن كان صحيحاً فمعناه أنه أتَي بشي‌ء ختيتٍ يستحيِي منه. و أنشدوا:
فمَنْ يكُ مِنْ أوائلِهِ مُخِتًّا فإنّكَ يا وليدُ بهم فخورُ «4»
أي لا تأتي أنت من أوائِلك بخَتيت.

خث

الخاء و الثاء ليس أصلَا و لا فرعاً صحيحاً يُعَرَّج عليه، و لكنّا نذكُر ما يذكرونه. يقولون: الخُثّ ما أُوخِفَ من أخْثاء البقر و طلِي به شي‌ء، و ليس هذا بشي‌ء، و يقال الخُثَّ: غُثَاء السَّيل إذا تركَه السيلُ فيبِس و اسوَدَّ.
______________________________
(1) في المجمل و اللسان و القاموس: خب النبت، إذا طال و ارتفع.
(2) ديوان رؤبة 105 و المجمل. و في الديوان:
«و اسنن أعراف السفا»
. (3) التكملة من المجمل و اللسان.
(4) البيت للأخطل في ديوانه 206 و اللسان (ختت).
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 159‌

خج

الخاء و الجيم أصلٌ يدلُّ علي اضطرابٍ و خقّةٍ في غير استواء.
فيقال ريحٌ* خَجُوجٌ، و هي التي تلتَوِي في هُبوبها. و كان الأصمعيُّ يقول:
الخَجُوج الشديدة المَرِّ. و يقال إنّ الخجخجة الإنقِباض و الاستحياء. و قالوا:
خَجْخَجَ الرّجُل، إذا لم يُبدِ ما في نفسه. و يقال اختَجَّ الجملُ في سَيره، إذا لم يستقِمْ.
و رجل خَجَّاجَة «1»: أحمق. و البابُ كلُّه واحد.

باب الخاء و الدال و ما يثلثهما

خدر

الخاء و الدال و الراء أصلان: الظُّلْمة و السَّتر، و البطء و الإقامة.
فالأولُ الخُدَارِيّ الليلُ المُظلِم. و الخُدَاريَّة: العُقابُ، لِلونها. قال:
خُدَارِيَّةٍ فَتْخاءَ ألْثَقَ ريشَها سَحابةُ يومٍ ذي أهاضيبَ مَاطِرِ «2»
و يقال اليومُ خَدِرٌ. و الليلة الخَدِرة: المظلِمة الماطرة و قد أخْدَرْنا، إذا أظَلَّنا المطر. قال:
فيهِنَّ بَهْكَنَةٌ كأنّ جَبِينَها شَمْسُ النَّهار ألاحَها الإخْدارُ «3»
و قال:
* و يَسْتُرُونَ النَّار من غير خَدَرْ «4» *
______________________________
(1) يقال للأحمق خجاجة و خجخاحة أيضاً.
(2) البيت لسلمة بن الخرشب الأنماري، من قصيدة في المفضليات (1: 35- 36).
(3) البيت لعمارة، كما في اللسان (خدر 314). و فيه «أكلها الإخدار»، أي أبرزها. و قد روي عجزه في اللسان (خدر 313) برواية «ألاحها الإخدار» كما هنا.
(4) في الأصل: «و يشترون»، صوابه في المجمل و اللسان (خدر).
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 160
و مثله أو قريبٌ منه قول طرفة:
* كالمَخَاض الجُرْبِ في اليَومِ الخَدِرْ «1» *
و من الباب الخِدْرُ خِدر المرأة. و أسَدٌ خادر، لأنَّ الأجمةَ له خِدْرٌ.
و الأصل الثاني: أخْدَرَ فلانٌ في أهلِه: أقام فيهم. قال:
كأنَّ تحتِي بازِياً رَكَّاضا أَخْدَرَ خَمْسَا لم يَذُقْ عَضَاضا «2»
و من الباب خَدَرَ الظَّبْيُ: تخلَّف عن السِّرب «3». و يقال الخادر المتحِّير.
و من الباب خَدِرت رِجْلُه. و خَدِر الرّجُل، و ذلك مِن أمْذِلالٍ يعتريه «4».
قال طرفة:
جازَتِ اللَّيلَ إلي أرحُلِنا آخِرَ اللَّيل بيَعْفُورٍ خَدِرْ «5»
يقول: كأنَّه ناعِسٌ. و يقال للحُمُر بَنَاتُ أخدَرَ، و هي منسوبةٌ إليه، و لهذا تسمَّي الأخدريّة.

خدش

الخاء و الدال و الشين أصلٌ واحد، و هو خَدْشُ الشي‌ءِ للشي‌ء. يقال خَدَشْتُ الشي‌ءَ خدشاً؛ و جمع الخَدْش خُدُوش. و يقال لأطراف السَّفَا الخادشَة؛ لأنّها تَخْدِش. و يقال لكاهل البعير [مِخْدَش «6»]؛ لقلّة لحمِه، و تخديشِه فَمَ مُتَعرَقِه.
______________________________
(1) البيت في ديوانه 66 و اللسان (خدر، عضض).
(2) الرجز في المجمل و اللسان (خدر).
(3) في الأصل: «الترب».
(4) الامذلال: الفترة و الحدر.
(5) ديوان طرفة 63 و اللسان (خدر). و سيعيده في ص 372.
(6) التكملة من اللسان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 161‌

خدع

الخاء و الدال و العين أصلٌ واحد، ذكر الخليلُ قياسَه.
قال الخليل. الإخداع إخفاء الشَّي‌ء. قال: و بذلك سُمِّيت الخِزانة الْمِخْدَع. و علي هذا الذي ذكر الخليلُ يجري البابُ. فمنه خَدَعْتُ الرَّجُلَ خَتَلْتُه. و منه:
«الحرب خُدَعَةٌ» و «خُدْعَةٌ» «1». و يقال خَدَع الرِّيقُ في الفم، و ذلك أنَّه يَخْفَي في الحَلْق و يَغِيب. قال:
* طيِّبَ الرِّيق إذا الرِّيقُ خَدَعْ «2» *
و يقال: «ما خَدَعَتْ بِعَيْنَيْ نَعْسَةٌ»، أي لم يدخل المنامُ في عيني. قال:
أرِقْتُ فلم تَخْدَع بعينَيَّ نعْسةٌ و من يَلْق مالاقيتُ لا بدَّ يأرَقِ «3»
و الأخدع: عِرْقٌ في سالفة العُنُق. و هو خفيّ. و رجل مخدوعٌ: قُطع أخدَعُه. و لفلان خُلُقٌ خادِعٌ، إذا تخلَّق بغير خُلُقه. و هو من الباب؛ لأنه يُخفِي خلاف ما يظهره. و يقال: إنَّ الخُدَعَة الدّهرُ، في قوله:
* يا قوم مَنْ عاذِرِي مِن الخُدعَهْ «4» *
و هذا علي معني التَّمثيل، كأنّه يغَر و يَخدَع. و يقال:: غُولٌ خَيْدَعٌ، كأنها
______________________________
(1) و يقال أيضاً «خدعة» بالفتح
(2) لسويد بن أبي كاهل في المفضليات (1: 189) و اللسان (خدع). و صدره:
* أبيض اللون لذيذاً طعمه*
(3) هو أول قصيدة للممزق العبدي في الأصمعيات 47، و هو في اللسان (خدع).
(4) صدر بيت للأضبط بن قريع، في المعمرين 8. و عجزه فيه:
* و المسي و الصبح لا فلاح معه*
و جعله في الخزانة (4: 579) نقلا عن أمالي القالي (1: 108)، و كذا أمالي ثعلب 480 و اللسان (خدع)، عجزاً لبيت للأضبط. و صدره في هذه المصادر:
* أذود عن حوضه و يدفعني*
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 162
تَغتال و تَخدع. و زعم ناسٌ أنّهم يقولون: دينارٌ خادع، أي ناقص الوزْن. فإنه كان كذا فكأنَّه أرَي التَّمامَ و أخفي النُّقصانَ حتَّي أظهره الوزنُ. و من الباب الخَيْدَعُ، و هو السَّراب «1»، و القياس واحد.

خدف

الخاء و الدال و الفاء أصلٌ واحد. قال ابن دريد «2»:
«الخَدْف السُّرْعة في المشْي، و منه اشتقاق خِنْدِفَ».

خدل

الخاء و الدال و اللام أصلٌ واحدٌ يدلُّ علي الدِّفَّة و اللِّين يقال امرأة خَدْلَةٌ، أي دقيقةُ العِظام و في لحمها امتلاء، و هي بَيِّنَة الخَدَل و الخَدَالة.
و ذُكر عن السِّجستاني عِنَبَة خَدْلةٌ، أي ضَئِيلة «3».

خدم

الخاء و الدال و الميم أصلٌ واحدٌ منقاس، و هو إطافة الشَّي بالشي‌ء. فالخَدَمْ الخلاخيل، الواحد خَدَمة. قال:
* يَبْحَثْنَ بَحْثاً كمُضِلَّاتِ الخَدَمْ «4» *
و الخَدْماء: الشَّاةُ تبيضُّ أوظِفْتُها و المُخَدَّم: موضع الخِدام من السَّاق.
و فرسٌ مخدَّم، إذا كان تحجيلُه مستديراً فوق أَشاعِرِهِ. قال الخليل: الخَدَمةُ سيْرٌ محْكَم مثل الحَلْقة، تُشَدُّ في رُسْغ البعير ثم تشدُّ إليه سَرِيحة النّعْل. قال:
و سمِّي الخلخال خَدَمَةً بذلك. و الوَعِل الأرَحُّ المخَدَّم: الواسع الأظلاف الذي أحاط البياضُ بأوظِفته. قال:
* تُعْيي الأرَحَّ المخدَّما «5» *
______________________________
(1) في الأصل: «التراب» تحريف.
(2) في الجمهرة (2: 201).
(3) ذكر في القاموس و لم يرد في اللسان.
(4) أضللن الخدم أي فقدتها. و قد سبق إنشاد البيت في (بحث).
(5) قطعة من بيت للأعشي في ديوانه 203 و للسان (خدم). و هو بتمامه:
و لو أن عز الناس في رأس صخرة ململمة تعيي الأرح المخدماء
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 163
و من هذا الباب الخِدْمة. و منه استقاق [الخادم]؛ لأنَّ الخادمَ يُطيف بمخدومه.

خدن

الخاء و الدال و النون أصلٌ واحد، و هو المصاحَبَة.
فالخِدْن: الصّاحب. يقال: خادنْتُ الرّجُلَ مخادنَةً. و خِدْنُ الجارية محدِّثُها.
قال أبو زيد: خادنت الرّجلَ صادقته. و رجل خُدَنةٌ: كثير الأخْدان.

خدب

الخاء و الدال و الباء أصلان: أحدهما اضطرابٌ في الشي‌ءَ و لِينٌ، و الآخَر شقٌّ في الشي‌ء.
فالأوّل الخَدَب و هو الهَوَج، و في أخبار العرب: «كان بنَعلمَةَ خَدَب «1»» أي هَوَج؛ و لعلَّ ذلك في حروبه، و يدلُّ علي ما ذكرناه و منه بَعِيرٌ خِدَبٌّ، يكون ذلك في كثرةِ لَحمٍ و إذا كثُر اللَّحْمُ لان و اضطرَبَ.
و يقال من الأوّل رجلٌ أَخْدَبُ و امرأةٌ خَدْباء. و قال الأصمعيّ: دِرْعٌ خَدْباء: ليِّنة. قال:
* خدباء يحْفِزُها نِجَادُ مُهنَّدٍ «2» *
و يقال خَدَبَ، إذا كَذَب؛ و ذلك أنَّ في الكذِبَ اضطراباً، إذْ كانَ غيرَ مستقيم. و شيخ خِدَبٌ، وُصِفَ بما وُصِفَ به البعير. قال بعضُهم: إِنَّ في لسانه خَدَباً، أي طَولا.
______________________________
(1) نعامة: لقب بيهس الفزاري، أحد محمقي العرب. انظر الحيوان (4: 413) و الأغاني (21:
122) و الخزانة (3: 272) و الميداني في: «تكل أرأمها ولدا».
(2) لكعب بن مالك الأنصاري. و عجزه كما في اللسان (خدب):
* صافي الحديدة صارم ذي رونق*
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 164
و أمّا الأصل الآخر فالخَدْبُ بالنّاب: شقُّ الجِلْد مع اللحم. و يقال ضربة خَدْباء، إذا هَجَمَت علي الجوف. و الخَدْب: الحَلْب الشَّديد، كأنَّه يريد شقَّ الضَّرع بشدّة حَلْبه.
و مما شذّ عن هذا الباب قولهم: «أَقْبِلْ علي خَيْدَبتِك» أي طريقك الأوّل. قال الشيبانيّ: الخَيدب الطَّريق الواضح. و إن صحّ هذا فقد عاد إلي القياس؛ لأنّ الطريق يشق الأرض.

خدج

الخاء و الدال و الجيم أصلٌ واحدٌ يدلُّ علي النُّقصان. يقال خَدَجَت الناقة، إذا ألقَتْ ولدَها قبل النِّتاج. فإنْ ألقَتْه ناقصَ الْخَلْق و لِتمام الحَمْل فقد أخْدَجَت. قال ابنُ الأعرابيّ: أخْدَجَت الصَّيْفَةُ: قَلَّ مطرُها.
و
في الحديث: «كلُّ صلاة لم يُقْرَأُ فيها بفاتحة الكتاب فهي خِدَاجٌ»

باب الخاء و الذال و ما يثلثهما

خذع

الخاء و الذال و العين يدلُّ علي قَطْع الشي‌ء؛ يقال خَذَّعَهُ بالسَّيف، إذا ضربَه. و رُوِي بيتُ أبي ذؤيب:
* و كِلاهُما بَطَلُ اللِّقاءِ مُخَذَّع «1» *
أي كأنه قد ضُرِب بالسَّيْف مِراراً. و يقال نبات مخذَّعٌ، إذا أُكِل أعلاه.
و صَحَّفهُ ناس فقالوا مُجدَّع. و ليس بشي‌ءِ.
______________________________
(1) ديوان أبي ذؤيب 18 و المفضليات (2: 228). و صدره فيهما و في اللسان:
* فتناديا و توافقت خيلاهما*
و قد سبق إنشاد هذا العجز في (1: 330).
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 165‌

خذف

الخاء و الذال و الفاء أصلٌ واحدٌ يدلُّ علي الرْمي. يقال خَذَفْت بالحصاة، إذا رميتَها من بين سَبَّابَتَيْك. قال:
كأنَّ الحَصَي مِن خَلْفِها و أمامِها إذا نَجَلَتْهُ رجلُها خَذْفُ أَعْسَرَا «1»
و المِخْذَفة، هي التي يُقال لها المِقْلاع. و يقال أنانٌ خَذُوفٌ، أي سمينة.
قال أبو حاتم: قال الأصمعيّ: يُراد بذلك أنّها لو خُذِفَتْ بحَصاة لدخَلَتْ في بطنها من كثرة الشّحم. و هذا الذي يحكيه عن هؤلاء الأئمّة و إن قلّ فهو يدلُّ علي صحّة ما نَذهب إليه من هذه المقايَسات، كالذي ذكرناه آنفاً عن الخليل في باب الإِخدَاع، و كما قاله الأصمعيُّ في الأتانِ الخَذوف.
و الخَذَفَانُ: ضربٌ من [سير] الإيل «2» و هو بِتَرَامٍ قليل.

خذق

الخاء و الذال و القاف ليس أصلًا، و إِنّما فيه كلمةٌ من باب الإبدال. يقال خَذَق الطّائر، إذا ذَرَق. و أراه* خَزَق، فأُبدِلت الزاء ذالًا.

خذل

الخاء و الذال و اللام أصلٌ واحدٌ يدلُّ علي تَرْك الشَّي‌ء و القُعود عنه. فالخِذْلان: تَرك المَعُونة. و يقال خَذَلَتِ الوحْشيَّةُ: أقامَتْ علي وَلَدِها؛ و هي خَذُول. قال:
خَذُولٌ تُراعِي رَبْرَباً بخَميلةٍ تَنَاولُ أطرافَ البَريرِ و ترتَدِي «3»
و من الباب تخاذَلَتْ رِجلاه: ضَعُفَتَا. من قوله:
______________________________
(1) لامرئ القيس في ديوانه 98 و اللسان (خذف، نجل).
(2) في المجمل: «و الحذفان: صرب من السير».
(3) لطرفة في معلقته.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 166
* و خَذُولِ الرِّجْل من غير كَسَحْ «1» *
و قال آخر «2»:
* صَرْعي نوؤُها متخاذِلُ*
و رجلٌ خُذَلة، للَّذي لا يزال يَخذُلُ:

خذم

الخاء و الذال و الميم يدلُّ علي القَطْع. يقال خَذَمْتُ الشَّي‌ء:
قطعتُه. [و] سيفٌ مِخْذَمٌ. و الخَذْماء: العنْز تنشقُّ أُذُنُها عَرْضاً من غير بيْنُونة و الخَذَم: السُّرْعة في السَّير؛ و هو من الباب.

خذا

الخاء و الذال و الحرف المعتل و المهموز يدلُّ علي الضَّعف و اللِّين.
يقال خَذَا الشي‌ءُ يَخْذُو خذْواً: استرخي. و خذِي يخْذَي. و يَنَمَةٌ خَذْواءُ:
ليِّنة، و هي بَقْلة. و أُذُنٌ خَذْواءُ: مسترخيَة. و يُكْرَهُ من الفَرَس الْخذَا في الأذُن.
و من الباب خَذِئْت و خَذَأْت أخْذَأ، إذا خضَعْت له خُذُوءاً و خَذْأً. و يقال استخذَيْت و استخذَأْت، لغتان، و هم إلي ترك الهمز فيها أمْيَل. و قد قال كثيّر:
فما زِلتُمُ بالناس حتَّي كأنَّهم مِن الخَوف طَيْرٌ أخَذْأَتْها الأجادلُ
فهمز. يقال أخذَيْتُ فلاناً، أي أذلَلْتُه.

باب الخاء و الراء و ما يثلثهما

خرز

الخاء و الراء و الزاء يدلُّ علي جَمْع الشَّي‌ء إلي الشي‌ء و ضَمِّه إليه.
فمنه خَرْزُ الجِلْدِ. و منه الخَرَزُ، و هو معروف، لأنه يُنْظم و يُنْضَدُ بعضُه إلي
______________________________
(1) للأعشي في ديوانه 163 و اللسان (خذل). و صدره:
* كل وضاح كريم جده*
(2) هو جعفر بن علبة. انظر الحماسية رقم 4 و ما سيأتي في (نوي).
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 167
بعض. و فَقَار الظَّهر خَرَزٌ لانتظامه، و خَرَزاتُ الملك، كان الملِك منهم كلَّما مَلَكَ عاماً زِيدت في تاجه خَرَزة؛ ليْعلَم بذلك عددْ سِنِي مُلْكِه. قال:
رَعَي خَرَزاتِ المُلْكِ عِشرين حِجَّة و عشرين حَتي فادَ و الشيب شاملُ «1»

خرس

الخاء و الراء و السين أصولٌ ثلاثة: الأول جِنْس من الآنية، و الثاني عدم النُّطق، و الثالث نوعٌ من الطعام.
فالأوّل: الخَرْسُ بسكون الراء، و هو الدَّنّ، و يقال لصانِعِه الخَرّاس.
و الثاني: الخَرَسُ في الِّلسان، و هو ذَهاب النُّطق. و يُحمَل علي ذلك فيقال كتيبةٌ خَرْساء، إذا صَمَتَتْ من كثرة الدُّروع، فليس لها قعْقعةُ سِلاح. و يقال البنٌ أخْرَسٌ: خاثرٌ لا صوتَ له في الإناء عند الحَلْب. و سحابةٌ خَرْساءُ: ليس فيها رعد.
و الثالث: الخُرْس و الخُرْسة، و هو طعامٌ يتَّخَذ للوالِدِ من النِّساء «2»، و تلكَ خُرسَتُها. قال:
إذا النُّفْساءُ لم تُخَرَّسْ بِبِكْرِها طَعاماً و لم يُسْكَتْ بِحِتْرٍ فَطِيمُها «3»
و زعم ناسٌ أنَّ البِكْرَ تُدْعي في أوَّل حَمْلها خَرُوساً. و أنشدوا:
شرُّكمْ حَاضرٌ و دَرُّكُمُ دَ رُّ خَرُوسٍ من الأرانب بِكْرِ «4»
______________________________
(1) للبيد يذكر الحارث بن أبي شمر النسائي. انظر ديوانه 32 طبع 1881 و اللسان (خرز).
و الكلمتان الأوليان من عجز البيت ساقطتان من الأصل.
(2) يقال للمرأة والدة علي الفعل، و والد علي النسب، كما يقال لابن و تامر. و في الأصل: «للولد من النساء».
(3) البيت للأعلم الهذلي كما في اللسان (خرس، حتر). و الرواية فيه: «غلاما» بدل «طعاما».
(4) البيت لعمرو بن قمينة، كما في الحيوان (5: 73). و أنشده في اللسان (خرس) بدون نسبة.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 168
و يقال الخَروس القليلةُ الدَّرِّ.

خرش

الخاء و الراء و الشين أصلٌ واحدٌ، يدل علي انتفاخٍ في الشي‌ء و خُرُوق.
الأصلُ الخِرْشاءُ، و هو سَلْخُ الحيّة، ثم يشبَّه به كلُّ شي‌ءِ يكون فيه تلك الصِّفة، فيقال للرُّغوة. الخِرشاء. قال مزرِّد:
إذا مَسَّ خِرشَاءَ الثُّمَالةِ أنفُه ثَنَي مِشْفَريه للصَّريح فأقْنَعَا «1»
و يقال طلعت الشَّمسُ في خِرْشَاءَ، أي في غَبَرَة. و ألقَي الرّجُل خَراشِيَّ.
صدرِه، أي بُصاقاً خاثِراً. فهذا هو الأصل.
فأمّا قولهم كلبُ خِرَاشٍ، فهو عندنا من باب الإبدال، قال الراجز:
كأنّ طُبْيَيْهَا إذا ما دَرَّا كَلْبَا خِرَاشٍ خُورِشا فَهَرَّا
و يجوز أن يكون من خَرَشْتُ الشي‌ءَ، إذا خدشْتَه؛ و هو من الأوّل، كأنّه إذا خُرِش نَفَر و رَبَا و تخرّق. فأمّا قولهم اخترشت الشي‌ءَ، إذا كسَبْته، فهو عندنا أيضاً من باب الإبدال، إنّما هو افترش. و قد ذُكِر في بابه. و كان ابنُ الأعرابيّ يقول: اختَرَش كَسَبَ. و كان يروي كلاماً تلك «2»: «رُبَّ ثَدْيٍ افترش، و نهِب اخْتَرَش، و ضبٍّ احتَرَش». و غيره يَروِي: «و نهبٍ اقترش». و الخِراش:
سِمَةٌ خفيفة. و الخَرَشة: ضربٌ من الذُّباب، و لعلّه مِن بعض ما مضي ذكرُه.
______________________________
(1) البيت في المجمل و اللسان (خرش).
(2) كذا وردت هذه الكلمة. و في المجمل: «و في كلام بعضهم: رب ثدي افترشته، و نهب اخترشته، و ضب احترشته».
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 169‌

خرص

الخاء و الراء و الصاد أصولٌ متباينة جدًّا.
فالأوّل الخَرْص، و هو حَزْرُ الشي‌ء، يقال خَرَصْتُ النَّخْلَ، إذا حَزَرْتَ ثمرَه.
و الخرَّاصُ: الكذاب، و هو من هذا، لأنّه يقول ما لا يعلم و لا يَحُقُّ.
و أصلٌ آخر، يقال للحَلْقة من الذَّهب خُرْصٌ.
و أصلٌ آخر، و هو كل ذي شُعْبَةٍ من الشَّي‌ء ذي الشُّعَب. فالخَريص من البحر: الخليج منه. و الخِرْص: كل قضيبٍ من شجرة، و جمعُه خِرصان. قال:
تَري قِصَد المُرَّانِ تُلْقَي كأنّه تذرُّعُ خِرصانٍ بأيدي الشَّواطِبِ «1»
و من هذا الأصل تسميتُهم الرُّمحَ الخِرْص. قال:
* عَضَّ الثِّقافِ الخُرُصَ الخطَيَّا «2» *
و منه الأخراصُ، و هي عيدانٌ تكون مع مُشْتار العَسَل.
و أصلٌ آخر، و هو الخَرَصُ، و هو صفة الجائع المقرور، يقال خَرِصَ خَرصاً

خرض

الخاء و الراء و الضاد. زعم ناسٌ أنّ الخريضَ الجاريةُ الحديثة السنِّ الحسنة. و هذا ممّا لا يعوَّل علي مثله، و لا قياسَ له.

خرط

الخاء و الراء و الطاء أصلٌ واحدٌ منقاسٌ مطَّرد، و هو مُضيَ الشَّي‌ء، و انسلاله. و إليه يرجعُ فروع الباب، فيقال اخترطْتُ السيفَ مِن غِمْده، و خَرَطت عن الشَّجرةِ ورقَها، و ذلك أنّك إذا فعلْتَ ذلك فكأنَّ الشجرةَ
______________________________
(1) البيت لقيس بن الحطيم في ديوانه 12 و المجمل و اللسان (خرص).
(2) لحميد بن ثور. و قبله كما في اللسان (خرص).
* يعض منها الظلف الدئيا*
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 170
قد انسلَّت منه. و قال قومٌ: الخَرْط قشْر العُود؛ و هو من ذلك. و الخرُوط من الدوابّ: الذي يَجْتَذِبُ رَسَنَه من يد مُمْسِكه و يَمضِي. و يقال اخروَّط بهم السَّير، إذا امتدَّ. و المخروط: الرجل الطَّويل الوجْه «1». و استخْرَطَ الرجل [في «2»] البكاء و ذلك إذا ألحَّ و لجَّ فيه مستمرًّا. و الخَرَط: داءٌ يصيب ضَرَع الشاة فيخرُج لبنُها متعقِّداً كأنّه قِطَع الأوتار. و هي شاةٌ مُخْرِطٌ «3»، فإنْ كان ذلك عادتَها فهي مِخْراط. و يقال المخاريط الحيّاتُ إذا انسلخَلتْ جلودُها. قال:
إنِّي كسانِي أبو قابُوسَ مُرْفَلَةً كأنّها سَلْخُ أبْكارِ المخاريطِ «4»
[و] رجلٌ خَرُوطٌ: مُتَهَوِّرٌ يركبُ رأسَه، و هو القياس. و يقال انخَرَط علينا، إذا انْدرَأَ بالقول السَّيِّئ. و انخَرَط جسمُ فلانٍ، إذا دَق، و ذلك كأنّه انسلَّ من لحمه انسلالًا. و يقال خرَطْتُ الفحلَ في الشَّول، إذا أرسلتَه فيها.

خرع

الخاء و الراء و العين أصلٌ واحدٌ، و هو يدل علي الرَّخاوة، ثم يُحْمل عليه. فالْخِرْوَع نباتٌ ليِّنٌ؛ و منه اشتقاق المرأة الخَرِيع، و هي الليِّنة.
و كان الأصمعي يُنكِر أن يكون الخَريعُ الفاجرةَ، و كان يقول: هي التي تَثَنَّي من الَّلين. و يقال لمِشْفَر البعير إذا تدلَّي خَريع. قال:
خَريعَ النَّعو مضطربَ النَّواحِي كأخلاق الغَرِيفة ذا غُضُونِ «5»
و أخذه من عتيبة بن مرداس في قوله:
______________________________
(1) في الأصل: «الواحد»، صوابه من المحمل و اللسان.
(2) التكملة من اللسان و القاموس، و هي ساقطة من الأصل و المجمل أيضا.
(3) في الأصل: «مخرطة»، صوابه من المجمل و اللسان.
(4) البيت في اللسان (رفل)، و عجزه في المجمل.
(5) البيت للطرماح في ديوانه 179 و اللسان (خرع، غرف، نعا). و قبله:
تمر علي الوراك إذا المطايا تقابست النجاد من الوجين
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 171
تكفُّ شَبَا الأنْيابِ عنها بمشفرٍ خَريعٍ كسِبْت الأحوَرِيِّ المُخَصَّرِ «1»
و الخَرَع: لينٌ في المفاصل. و يقال الخُرَاع جُنون النّاقة؛ و هو من الباب.
و ممَّا حمل علي الخَرْع الشَّقُّ، تقول خَرعته فانخَرَع. و اختَرَع الرجُل كدِبا، أي اشتقّه. و انخرَعَتْ أعضاءُ البعير، إذا زَالتْ مِن مواضعها. و يقال المُخَرَّع المختلف الأخلاق. و فيه نظرٌ، فإنْ صحَّ فهو من خُرَاعِ النُّوق «2». و يقال خَرِعَتِ النّخلُة، إذا ذَهَبَ كَرَبُها، تَخْرَعُ.

خرف

الخاء و الراء و الفاء أصلان: أحدهما أن يُجْتَنَي الشي‌ءُ، و الآخَرُ الطَّريق.
فالأوّل قولهم اخترفْتُ الثَّمرة، إذا اجتَنَيْتهَا. و الخريف: الزّمان الذي مُخْترَفْ فيه الثّمار. و أرضٌ مخروفة: أصابها مطرُ الخريف. و المِخْرَف: الذي يُجْتَنَي فيه. و
قال رسول اللّٰه صلي اللّٰه عليه و آله: «عائِد المريض علي مَخارف الجنّة حتي يرجع «3»»
. و العرب تقول: اخْرُفْ لنا، أي اجْنِ. و المَخْرَف بفتح الميم: الجماعة من النَّخْل و قال بعضُ أهلِ اللغة: إن الخَروفَ يسمَّي خَروفاً لأنّه يَخْرُف مِن هاهنا و هاهنا.
و الأصل الآخر: المَخْرَفَة: الطريق. و
في الحديث: «تُرِكتَم علي مثل مَخْرَفَةِ النَّعَمِ»
، أي علي الطَّريق الواضح المستقيم. و قال:
______________________________
(1) أنشده في اللسان (خرع، حور).
(2) في الأصل: «و هو من الذي من خراع النوق».
(3) ليس شاهدا للمخرف الذي يجتبي فيه، بل هو شاهد لما سيأتي أن المخرف جماعة الخل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 172
فضربْتَهُ بأفَلَّ تحسَبُ إثْرَهُ نَهْجاً أبان بذِي فَرِيغٍ مَخْرَفِ «1»
و من هذا الباب الإخْرَافُ، و هو أنْ تُنْتَج الناقةُ في مثل الوقت الذي حَمَلتْ فيه. و هو القياس؛ لأنها كأنّها لزمت ذلك القَصْدَ فلم تعوّج عنه.
و بقيت في الباب كلمةٌ هي عندنا شاذّة من الأصل، و هو الْخَرَف، و الخَرَف: فسادُ العَقْل من الكبر.

خرق

الخاء و الراء و القاف أصلٌ واحد، و هو مَزق الشَّي‌ء.
و جَوْبُه، إلي ذلك يرجع فروعه. فيقال: خَرَقْتُ الأرضَ، أي جُبْتُها. و اخترَقَتِ الرِّيح الأرضَ، إذا جابَتْها. و المخْتَرَق: الموضع الذي يخترقه الرِّياح. قال رؤبة:
* و قاتِمِ الأعماق خاوِي المخْتَرَقْ «2» *
و الخرْق: المَفَازة، لأنّ الرّياح تخترقُها. و الخِرْق: الرجُل السخِيّ، كأنَّه يتخرَّق بالمعروف. و الخرْق: نقيض الرِّفق، كأنَّ الذي يفعلُه مُتَخَرِّق.
و التَّخَرُّق: خَلْقُ الكذب. و ريحٌ خرفاءُ: لا تدوم في الهبوب علي جهةٍ.
و الخَرْفاء: المرأة لا تُحسِن عملا. قال:
خَرْقاء بالخير لا تَهْدِي لوِجْهتِهِ و هي صَناعُ الأذي في الأهل و الجارِ
و الخَرقاء من الشَّاء و غيرها: المثقوبة الأذُن. و بعيرٌ أخرق: يقع مَنْسِمُه بالأرض قبلَ خُفَّه و الخِرْقة معروفةٌ، و الجمع خرَق. و ذو الخِرَقِ الطُّهويُّ سمِّي.
بذلك لقوله:
______________________________
(1) لأبي كبير الهذلي من قصيدة في نسخة الشنقيطي من الهذليين 61. و أنشده في اللسان (خرف، فرغ). و سيعيده في (فرغ) برواية: «فأجزته».
(2) ديوان رؤبة 104.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 173
* عليها الرِّيش و الخِرَقُ «1» *
و الخِرْقَة من الجراد. القطعة. قال:
قد نَزَلَتْ بساحةِ ابنِ واصلِ خِرْقةُ رِجْلٍ من جرادٍ نازلِ «2»
قال الفرَّاء: يقال «مررتُ بِخَرِيقٍ من الأرض بين مَسْحَاوين»، و هي التي تَّسعت و اتَّسع نباتها. و الجمع خُرُق. قال:
* في خُرقٍ تَشْبَعُ مِنْ رَمْرَامِها «3» *
و من الباب الخَرَق، و هو التحيُّر و الدَّهَش. و يقال خَرِق الغزالُ، إذا طافَ به الصَّائد فدَهِش و لَصِق بالأرض. و يقال مثل ذلك تشبيهاً: خَرِق الرَّجُل في بيته؛ إذا لم يَبرَح. و الخُرَّقُ: طائرٌ يلصَق بالأرض. ثم يُتَّسعُ في ذلك فيقال الخَرَقُ الحَياء. و حُكِي عن بعض العرب: «ليس بها طُولٌ يَذِيمُها، و لا قِصرٌ يُخرقُها»، أي لا تستحْيِي منه فتَخْرَق. و المخاريق: [ما تلعب به الصِّبيان من الخِرق المفتولة «4»]. قال:
* مخاريقٌ بأيدِي لاعبينا «5» *

خرم

الخاء و الراء و الميم أصلٌ واحد، و هو ضرب من الاقتطاع.
______________________________
(1) البيت بتمامه كما في اللسان:
لما رأت إبلي هزلي حمولتها حاءت عجافا عليها الريش و الخرق
(2) الرجز في اللسان (خرق) و المخصص (8: 174) و الجمهرة (2: 213). و كلمة «خرقة» ساقطة من الأصل.
(3) من رجز لأبي محمد الفقعسي. اللسان (خرق: 36).
(4) هذه التكملة من اللسان.
(5) عجز بيت لعمرو بن كلثوم في معلقته. و صدره:
* كأن سيوفنا منا و منهم*
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 174
مال خَرَمْتُ الشَّي‌ءَ. و اختَرَمَهُم الدَّهر. و خُرِم الرجُل، إذا قُطِعَتْ وتَرَةُ أنفِه، لا يبلُغ الجدْعَ. و النَّعت أخرمُ. و كلُّ مُنْقَطَعِ طَرَفِ شي‌ءِ مَخْرِم. يقال لمنقطَعِ أنف الجبل مَخْرِم.
و الخوْرَمة: أرنبة الإنسان؛ لأنَّها منقطَع الأنف و آخره و أَخْرَمُ الكتف:
طرف عَيْرِه «1». و يمينٌ ذاتُ مخارِمَ، أي ذاتُ مخارج، واحدها مَخْرِم؛ و ذلك أنّ اليمين التي لا يمكن تأوُّلها بوجهٍ و لا كفّارةٍ فلا مخرج لعينها، و لا انقطاع لحكمها، فإذا كانت نخلاف ذلك فقد صارت لها مخارِم، أي مخارجُ و منافذ، فصارت كالشَّي‌ءِ فيه خروق. قال:
لا خير في مالٍ عليه ألِيَّةٌ و لا في يمينٍ غيرِ ذاتِ مخَارِمِ
يريد التي لا كَفَّارة لها، فهي محرْجة مضيّقة. و الخَوْرم. صخرةُ فيها خُروق و مما يجري كالمثل و التشبيه، قولهم: «تَخرَّم زَنْد فلان»، إذا سكنَ غضبُه.

خرب

الخاء و الراء و الباء أصلٌ يدل علي التثلُّم و التثقُّب.
فالخُرْبةُ: الثُّقْبة. و العبد الأخرَب: لثقوب الأذن. و الخُرْبُ: ثَقْب الورِك.
و الخُرْبة: عُروة المزاده.
و من الباب، و هو الأصل، الخَراب: ضدّ العمارة. و الخُرْب: منقَطَع الجُمهور من الرَّمل. فأمّا الخارب فسارقُ الإبل خاصَّةً؛ و هو القياس، لأن السَّرِق.
إيقاع ثُلْمةٍ في المال
و مما شذّ عن الباب الخَرَب: و هو ذكر أخباري، و الجمع خِرْبان. و أَخْرُب:
موضعٌ. [قال]:
______________________________
(1) العير بالفتح: النظم المأتئ. و في الأصل: «غيره»، تحريف.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 175
خَرجنا نُغالي الوحش بينَ ثُعَالةٍ و بين رُحَيَّاتٍ إلي فَجِّ أَخْرُبِ «1»

خرت

الخاء و الراء و التاء أصلٌ يدلُّ علي تثقُّبٍ و شِبْهه. فالخَرْت:
ثَقْب الإبرة و الأخرات: الحَلَقَ في رءوس النُّسُوع. و الخِرِّيتُ: الرجلُ الدّليلُ الماهر بالدَّلالة. و سُمِّي بذلك لشقِّه المَفازةَ، كأنّه يدخُل في أخْرَاتِها «2». و يقال خَرَتْنا الأرض، إذا عَرَفْناها فلم تَخْفَ علينا طرقُها.

خرث

الخاء و الراء و الثاء كلمةٌ واحدة، و هو أَسقاط الشَّي‌ء. يقال لأسقاط أَثاث البيت خُرْثِيٌّ. قال:
* و عَادَ كلُّ أثاثِ البيت خُرْثِيّا*

خرج

الخاء و الراء و الجيم أصلان، و قد يمكن الجمعُ بينهما، إلّا أنّا سلكْنا الطّريقَ الواضح. فالأول: النّفاذُ عن الشَّي‌ء. و الثاني:
اختلافُ لوَنين.
فأمّا الأول فقولنا خَرَج يخرُج خُروجاً. و الخُرَاج بالجسد. و الخَراج و الخَرْج: الإتاوة؛ لأنّه مالٌ يخرجه المعطِي. و الخَارجيُّ: الرَّجل المسوَّد بنفْسه، من غير أن يكون له قديم، كأنّه خَرَج بنفسه، و هو كالذي يقال:
* نفْس عصامٍ سوّدَتْ عِصاما «3» *
و الخُروج: خُروج السحابة؛ يقال ما أحسن خُروجَها و فلان خِرِّيجُ فلانٍ،
______________________________
(1) البيت لامرئ القيس، كما في معجم البلدان (أخرب).
(2) الأخرات: جمع خرت، بضم الخاء و فتحها، و في الأصل: «أخرتها»، تحريف.
(3) عصام هذا، هو عصام بن شهير الجرمي، حاجب النعمان بن المنذر. انظر اللسان (عصم)، و الاشتقاق 317. و بعده في اللسان:
و علمته الكر و الإقداما و صيرته ملكا هماما
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 176
إذا كان يتعلَّم منه، كأنّه هو الذي أخرجَه من حدِّ الجهل. و يقال ناقة مُخْتَرِجَةٌ، إذا خرجْت علي خِلْقة الجَمل. و الخَرُوج: الناقةُ تخرُج من الإبل، تبرُك ناحية؛ و هو من الخُروج. و الخَرِيج فيما يقال: لُعبةٌ لِفتيان العرب، يقال فيها: خَرَاجِ خَرَاجِ. قال الهذلي «1»:
أرِقْتُ له ذاتَ العِشاءِ كأنّه مخاريقُ يُدعَي بينهن خَرِيجُ
و بنو الخارجِيَّة: قبيلة، و النِّسبة إليه خارجيٌّ.
و أمّا الأصل الآخر: فالخَرَجُ لونانِ بين سوادٍ و بياض؛ يقال نعامةٌ خَرْجاءُ و ظليمٌ أخرج. و يقال إِنّ الخَرْجاءَ الشّاة تبيضّ رِجْلاها إلي خاصرتها.
و من الباب أرض مخَرَّجة، إذا كان نبْتُها في مكانٍ دونَ مكان.
و خَرّجت الراعيةُ المَرْتَعَ، إذا أكلَتْ بعضاً و تركَتْ بعضاً. و ذلك ما ذكرناه من اختلاف اللّونين.

خرد

الخاء و الراء و الدال أصلٌ واحدٌ، و هو صَوْن الشَّيْ‌ءِ عن المَسِيس. فالجارية الخَريدة هي التي لم تُمَسَّ قطُّ. و حكي ابنُ الأعرابيّ: لؤلؤةٌ خريدة: لم تُثْقَب. قال و كلُّ عذْراءَ فهي خريدةٌ. و جاريةٌ خَرُودٌ: خَفِرَةٌ؛ و هي من الباب. قال ابن الأعرابيِّ: أحردَ الرّجُلُ: إِذا أقلَّ كلامَه. يقال: مالك مُخْرِداً. و هو قياسُ ما ذكرناه؛ لأنّ في ذلك صَوْنَ الكلام و اللسان.
______________________________
(1) هو أبو ذؤيب الهذلي. ديوانه 53.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 177‌

باب الخاء و الزاء و ما يثلثهما

خزع

الخاء و الزاء و العين أصلٌ واحدٌ يدلُّ علي القَطْع و الانقِطاع.
يقال تَخَزّعَ فلانٌ عن أصحابه، إذا تخلّف عنهم في السَّير؛ و لذلك سمِّيت خُزاعةُ؛ لأنهم تخزّعوا عن أصحابهم و أقاموا بمكَّة «1». و هو قول القائل:
فلما هبَطْنا بطْنَ مَرّ تخزّعت خُزاعَةُ عَنَّا بالحلول الكَراكِر «2»
و يقال تخزّعْنا الشَّي‌ءَ بيننا، أي اقتسمناه قِطَعا. و الخَوْزعة: رَمْلة تنقطع من مُعْظم الرّمال.

خزف

الخاء و الزاء و الفاء ليس بشي‌ءِ. فالخَزَفُ هذا المعروفُ، و لسنا ندري أعربيٌّ هو أمْ لا. قال ابنُ دريد «3»: الخَزْف الخَطْر باليَد عند المشْي. و هذا من أعاجيب أبي بَكر.

خزقَ

الخاء و الزاء و القاف أصلٌ، و هو يدلُّ علي نَفاذِ الشَّي‌ء المرمِيّ به أو اتزازِه. فالخازِق من السّهام المُقَرْطِس، و هو الذي يرتَزّ في قِرطاسه و خَزَق الطّائر: دَرَق. و الخَزْق: الطَّعْن. و القياس واحد.

خزل

الخاء و الزاء و اللام أصلٌ واحدٌ يدلُّ علي الانقطاع و الضَّعف. يقال خَزَلْتُ الشي‌ءَ: قطعتُه. و انخَزَل فُلانٌ: ضعُف.
______________________________
(1) في السيرة 59 جوتنجن و معجم البلدان (مر) أنهم أقاموا بمر الظهران. و هو موضع علي مرحلة من مكة.
(2) البيت لعوف بن أيوب الأنصاري، كما في السيرة و معجم البلدان (مر). و قد نسب في اللسان (خزع) إلي حسان بن ثابت. و انظر ديوان حسان 208.
(3) الجمهرة (3: 216).
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 178‌

خزم

الخاء و الزاء و الميم أصلٌ يدلُّ علي انثقاب الشَّي‌ء. فكلُّ مثقوبٍ مخزومٌ. و الطَّير كلُّها مخزُومة؛ لأنَّ وَتَرَاتِ أنفها مخزُومة. و لذلك يقال نَعام مُخَزَّمٌ. قال:
* و أرفَعُ صوتي للنَّعام المُخَزّمِ «1» *
و خَزَمْت الجَرادَ في العُود: نَظَمْته. و خَزمْتُ البعيرَ، إذا جعلْتَ في وَتَرَةِ أنْفه خِزَامةً من شَعْر. و علي هذا القياسِ يسمَّي شجرةٌ من الشَّجر خَزَمة؛ و ذلك أنّ لها لِحاءَ يُفتَل منه الحِبال، و الحبال خزِامات.
و قد شذَّ عن الباب الخَزُومة: البقرة «2». وَ كلمةٌ أخري، يقال خازَمْتُ الرّجُلَ الطّريقَ، و هو أن يأخُذَ في طريقٍ و يأخُذَ «3» هو في غيرِه حتَّي يلتقِيا في مكانٍ واحد. و أخْزَمُ: رجلٌ. فأمَّا قولهم إنّ الأخْزَم الحيَّة الذكرُ، فكلامٌ فيه نظَر.

خزن

الخاء و الزاء و النون أصلٌ يدلُّ علي صيانة الشَّي‌ءِ. يقال خزَنْتُ الدِّرهَم و غيرَه خَزْناً؛ و خزَنتُ السِّرَّ. قال:
إذا المرءُ لم يخْزُنْ عليه لِسَانَهُ فليس علي شي‌ءِ سِواهُ بخَزَّانِ «4»
فأمّا خَزِنَ الّلحمُ: تغيَّرَتْ رائحتُه، فليس من هذا، إنما هذا من المقلوب
______________________________
(1) البيت لأوس بن حجر، كما في الحيوان (4: 395) و ليس في ديوانه. و صدره:
* و ينهي ذوي الأحلام عني حلومهم*
(2) هي بلغة هذيل. و منه قول أبي ذرة الهذلي:
إن ينتسب ينسب إلي عرق و رب أهل خزومات و شحاج صخب
(3) في الأصل: «واحد».
(4) البيت لامرئ القيس في ديوانه 125. و في اللسان بدون نسبة:
«فليس علي شي‌ء سواه بخازن»
.معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 179
و الأصل خنِزَ. و قد ذُكِر في موضعه. قال طرَفة في خزِن:
ثم لا يَخْزَنُ فينا لحمُها إنَّما يَخْزَنُ لحمُ المُدَّخِرْ «1»

خزو

الخاء و الزاء و الحرف المعتل أصلان: أحدهما السياسة، و الآخر الإبعاد.
فأمَّا الأول فقولهم خَزَوتُهُ، إذا سُسْتَه. قال لبيد:
* و اخْزُهَا بالبِرِّ للّٰه الأجَلّ «2» *
و قال ذو الأصبع:
لاهِ ابنُ عَمِّكَ لا أفْضَلْتَ في حسبٍ عَنِّي و لا أنتَ دَيّانِي فتخزونِي «3»
و أمَّا الآخَر فقولُهم: أخزَاهُ اللّه، أي أبعَدَه و مَقَتَه. و الاسم الخِزْي. و من هذا الباب قولهم خَزِي الرّجُل: استحيا مِن قُبْح فِعله خَزَايةً، فهو خَزيان؛ و ذلك أنّه إذا فعل ذلك و استحيا تباعَدَ و نأي. قال جرير:
و إنّ حِمًي لم يَحْمِهِ غيرُ فَرْتَنَي و غيرُ ابنِ ذِي الكِيرَيْنِ خَزْيانُ ضائعُ «4»

خزب

الخاء و الزاء و الباء يدلُّ علي وَرَم و نتُوّ في الّلحم. يقال خَزِبَت الناقةُ خَزَباً، و ذلك إذا وَرِم ضَرْعُها. و الأصل قولهم لحمٌ خزِبٌ:
رَخْصٌ. و كلُّ لحمةٍ رَخْصَةٍ خَزِبَة.
______________________________
(1) ديوان طرفة 66 و اللسان (خزن).
(2) ديوان لبيد 12 طبع 1881 و المجمل و اللسان (خزا). و صدره:
* غير أن لا تكذبنها في التقي*
(3) المفضليات (1: 158، 160) و المجمل و اللسان (خزا). و سيأتي في (لاه)
(4) ديوان جرير 370 و المجمل و اللسان (خزا).
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 180‌

خزر

الخاء و الزاء و الراء أصلان. أحدهما جِتْسٌ [من] الطَّبيخ «1»، و الآخر ضِيقٌ في الشَّي‌ء.
فالأوّل الخَزِيرُ، و هو دقيقٌ يُلْبَكُ بشَحْم. و كانت العربُ تَعَيِّر آكِلَه «2».
و الثاني الخَزَر، و هو ضيق العَيْنِ و صِغَرُها. يقال رجلٌ أخْزَرُ و امرأةٌ خَزْراءُ. و تخازَرَ الرّجُل، إذا قبَض جفنَيه ليحدِّد النّظَر. قال:
* إذا تخازَرْتُ و ما بي مِن خَزَرْ «3» *

باب الخاء و السين و ما يثلثهما

خسف

الخاء و السين و الفاء أصلٌ واحدٌ يدلُّ علي غموض و غُؤُور، و إليه يرجعُ فُروع الباب. فالخَسْف و الخَسَف «4» غموضُ ظاهرِ الأرض.
قال اللّٰه تعالي: فَخَسَفْنٰا بِهِ وَ بِدٰارِهِ الْأَرْضَ.
و من الباب خُسوفُ القَمَر. و كان بعضُ أهل اللُّغة يقول: الخُسوف للقمر، و الكُسوف للشمس. و يقال بئرٌ خَسِيفٌ «5»، إذا كُسِرَ جِيلُها «6» فانهارَ
______________________________
(1) في الأصل: «البطيخ»، تحريف.
(2) منه قول جرير:
وضع الخزير فقيل أين مجاشع فشحا جحافله جراف هبلع
(3) الرجز لعمرو بن العاص، في وقعة صفين 421 و كذا في اللسان (مرر) قال: «و هو المشهور. و يقال إنه لأرطاة بن سهية تمثل به عمرو». و انظر اللسان (خزر) و المخصص (14 180) و أمالي القالي (1: 96).
(4) كذا في الأصل مع الضبط. و الذي في المعاجم المتداولة: الخسف و الخسوف
(5) في الأصل: «هو خسيف»، صوابه من المجمل و اللسان.
(6) جيل البئر، بالكسر، و كذا جالها و جولها: جدارها و حانبها. و في الأصل و المجمل و الجمهرة و اللسان: «جبلها» تحريف، صوابه ما أثبت.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 181
و لم ينتَزَحْ ماؤُها. قال:
* قَليذَمٌ من العَياليم الخُسُفْ «1» *
و انخسفَت العينُ: عمِيَتْ. و المهزول يسمَّي خاسفاً؛ كأنّ لحمَه غارَ و دخَل.
و منه: بات علي الخَسْفِ، إذا باتَ جائعاً، كأنّه غاب عنه ما أرادَه مِن طعام.
وَ رضِيَ بالخَسْفِ، أي الدنِيّة. و يقال: وقَع النّاسُ في أخاسِيفَ من الأرض، و هي الليّنة تكاد تَغْمِضْ لِلِينها.
و ممّا حُمِل علي الباب قولُهم للسحاب الذي [يأتي «2»] بالماء الكثير خَسِيفٌ، كأنَّه شُبِّه بالبئر التي ذكرناها. و كذلك قولهم ناقة خَسِيفة «3»، أي غزيرة فأمّا قولهم إنّ الخَسْفَ الجَوزُ المأكولْ فما أدري ما هُو.

خسق

الخاء و السين و القاف ليس أصلًا؛ لأنَّ السِّين فيه مُبدلةٌ من الزاء، و إنّما يُغَيَّر الّلفظُ ليغيَّر بعضُ المعني. فالخازق من السِّهام: الذي يرتزُّ إذا أصابَ الهدف. و الخاسق: الذي يتعلَّق و لا يرتَزُّ. و يقولون- و اللّٰه أعلم بصحته- إنَّ الناقة الخَسُوقَ السيّئةُ الخُلُق.

خسل

الخاء و السين و اللام أصلٌ واحدٌ يدلُّ علي ضَعْفٍ و قِلّةِ خَطَر. فالمَخْسُول: المرذول. و رجالٌ خُسَّلٌ مثل سُخَّل، و هم الضُّعَفاء.
و الكواكب المخسولة: المجهولة التي لا أسماءَ لها. قال:
______________________________
(1) لأبي واس في مرثية خلف الأحمر. انظر ديوانه 132 و الحيوان (3: 493) و محاضرات الراغب (1: 49/ 2: 236).
(2) التكملة من المجمل.
(3) و كذا في المجمل. لكن في اللسان و القاموس «خسيف» بطرح الفاء.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 182
و نحنُ الثُّرَيّا و جوزاؤُها و نحنُ السّما كانِ و المِرْزَمُ
و أنتُم كواكبُ مَخْسُولةٌ تُرَي في السّماء و لا تُعْلَمُ «1»

خسأ

الخاء و السين و الهمزة يدلُّ علي الإبعاد. يقال خَسَأْتُ الكلبَ. و في القرآن: قٰالَ اخْسَؤُا فِيهٰا وَ لٰا تُكَلِّمُونِ، كما يقال ابعُدوا.

خسر

الخاء و السين و الراء أصلٌ واحدٌ يدلُّ علي النَّقْص. فمن ذلك الخُسْر و الخُسْران، كالكُفْر و الكُفْران، و الفُرْق و الفُرقان. و يقال خَسَرْتُ المِيزانَ و أخْسَرْتُه، إذا نقَصْتَه. و اللّٰه أعلم.

باب الخاء و الشين و ما يثلثهما

خشع

الخاء و الشين و العين أصلٌ واحدٌ، يدلُّ علي التَّطامُن.
يقال خَشْع، إذا تطامَنَ و طَأْطأَ رأسَه، يخشَع خُشوعاً. و هو قريبُ المعني من الخضوع، إلّا أنّ الخُضوع في البدَن و الإقرارُ بالاستخذاء، و الخشوعَ في الصَّوتِ و البصر. قال اللّٰه تعالي: خٰاشِعَةً أَبْصٰارُهُمْ*. قال ابنُ دريد: الخاشِع المستكينُ و الرَّاكع. يقال اختشعَ فلانٌ، و لا يقال اختَشَع بَصرُه. و يقال: خَشَع خَراشِيَّ صدْرِه، إذا ألْقيُ بزاقاً لزِجاً. و الخُشْعَة: قِطعةٌ من الأرض قُفٌّ قد غلبَتْ عليه السُّهولة. يقال قُفٌّ خاشع: لاطِئٌ بالأرض. قال ابنُ الأعرابيّ:
بلدةٌ خاشعة: مُغْبَرَّة. قال جريرٌ:
______________________________
(1) البيتان في المجمل و اللسان (خسل، سخل)، إذ يروي فِيه «مسخولة». و أنشد البيت الثاني في الأزمة و الأمكنة (2: 373)
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 183
لَمّا أتي خبرُ الزُّبَيْرِ تواضعت سُورُ المدينةِ و الجبالُ الخُشَّعُ «1»
قال الخليل. خَشَعَ سَنامُ البَعير، إذا ذهَبَ إلّا أقلُه‌

خشف

الخاء و الشين و الفاء يدلُّ علي الغُموض و السَّتْر و ما قارب ذلك. فالخُشَّاف: طائرُ الليل، معروف «2». و المِخْشَف: الرّجل الجَري‌ءُ علي اللّيل. و يقال خَشَفَ يَخْشِفُ خُشُوفاً، إذا ذهَبَ في الأرض و هو قياس الباب.
و الأخْشَف: البعير الذي غطَّي جلدَه الجربُ؛ لأنّه إذا غطَّاه فقد سَتَره. و سيف خَشِيفٌ: ماضٍ، في ضريبَتِه غُموضٌ «3». و الخشْفَة: الصَّوت ليس بالشديد.
و مما شذَّ عن الأصل الخَشُف: و هُوَ الغزَال. و هو صحيح. و يقولون- و اللّٰه أعلم- إنَّ الخشيف الثّلج و يبيس الزَّعفَران «4». و خشَفْت رأسَه بالحجر، إذا فضخْته. فإنْ كان هؤلاء الكلماتُ الثّلاثُ صحيحةً فقياسُها قياسٌ آخر، و هو من الهَشْمِ و الكَسْر.

خشل

الخاء و الشين و اللام أصلٌ واحدٌ يدلُّ علي حَقارة و صِغَر.
قالوا: الخَشْل الرديُّ مِن كلِّ شي‌ء. قالوا: و أصلُه الصِّغار من المُقْل، و هو الخَشْل.
الواحدة [خَشْلة]. قال الشمَّاخ يصف عُقَاباً و وكْرَه:
تَرَي قِطعاً من الأحناش فيه جماجِمُهنَّ كالخَشَلِ النَّزِيعِ «5»
يقول: إنّ في وكره رءوسَ الحيّات. و يقال لِرُءُوس الحَلي، من الخلاخيل
______________________________
(1) انظر خزانة الأدب (2: 166).
(2) و هو الذي يقال له الخفاش.
(3) في الأصل: «في ضريبته غموض فيها»
(4) ذكر في القاموس و لم يذكر في اللسان.
(5) ديوان الشماخ 61 و اللسان (خشل).
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 184
و الأسورة خَشْل. و هذا علي معني التشبيه، أو لأنَّ ذلك أصغرُ ما في الحَلْي. و كان الأصمعيُّ يفسِّر بيت الشماخ علي هذا. قال: و شبّه رءوس [الأحناش] بذلك، و هو أشْبَه. و يقال إنّ الخَشْل البَيْض إذا أخرج ما في جَوْفه. فإن كان هذا صحيحاً فلا شي‌ءَ أحقَرُ من ذلك. و هو قياس الباب.

خشم

الخاء و الشين و الميم أصلٌ واحدٌ يدلُّ علي ارتفاعٍ. فالخَيْشوم:
الأنف. و الخَشَم: داءٌ يعتَرِيه. و الرجل الغليظُ الأنْفِ خُشَام. و المُخَشَّم: الذي ثار «1» الشَّرابُ في خَيشومه فسَكِر. و خياشيم الجِبال: أنوفُها.
و شذَّت عن الباب كلمةٌ إن كانت صحيحة. قالوا: خَشِم اللّحمُ تغيّر.

خشن

الخاء و الشين و* النون أصلٌ واحد، و هو خلافُ اللِّين.
يقال شي‌ءٌ خَشِنٌ. و لا يكادُون يقولون في الحجَر إلَّا الأخْشَن. قال:
* [و] الحجرُ الأخْشَنُ و الثِّنَايَهْ «2» *
و اخشَوْشَنَ الرَّجُل، إذا تماتَنَ و ترك التُّرْفَةَ. و كتيبة خشناءُ، أي كثيرة السِّلاح.

خشي

الخاء و الشين و الحرف المعتل يدلُّ علي خَوف و ذُعْر، ثمّ يحمل عليه المجاز. فالخَشَية الخَوْف. و رجلٌ خَشْيَانُ. و خاشَانِي فلانٌ فخشَيْتُه، أي كنتُ أشدَّ خَشْيةً منه.
و المجاز قولهم خَشِيت بمعني عَلِمت. قال:
و لقد خَشِيت بأن مَن تَبِعَ الهُدي سكَنَ الجِنَانَ مع النبيَّ محمدٍ «3»
______________________________
(1) في الأصل و المجمل: «- و»، صوابه في اللسان.
(2) انظر ما سبق في مادة ثني (1: 391)، و كما اللسان (خشن).
(3) البيت في المجمل و اللسان (خشي).
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 185
أي علِمتُ. و يقال هذا المكانُ أخْشَي من ذلك، أي أشدُّ خوفاً.
و مما شذَّ عن الباب، و قد يمكن الجمعُ بينهما علي بُعدٍ، الخَشْوُ: التمر الحَشَف.
و قد خَشَتِ النَّخلةُ تَخْشُو خَشْواً. و الخَشِيُّ من اللّحم «1»: اليابسُ‌

خشب

الخاء و الشين و الباء أصلٌ واحدٌ يدلُّ علي خشونةٍ و غِلَظ.
فالأخْشَب: الجَبَلُ الغليظ. و من ذلك
قول النبي صلي اللّٰه عليه و سلم، في مكّة:
«لا تَزُول حَتَّي يَزُولَ أخْشَبَاها»
. يريد جبلَيْها. و قول القائل يصف بعيراً:
* تَحْسبَ فَوقَ الشَّوْلِ مِنْه أخْشَبَا «2» *
فإنّه شبَّهَ ارتفاعَه فوق النُّوق بالجَبَل. و الخَشِيب السيف الذي بُدِي‌ءَ طَبعُه؛ و لا يكون في هذه الحال إلّا خَشِناً. و سهمٌ مَخْشوبٌ و خشيبٌ، و هو حين يُنْحَتُ.
و جَمَلٌ خشيب: غليظ. و كلُّ هذا عندي مشتقٌّ من الخشَب و تخشَّبت الإبل، إذا أكَلَتِ اليبيسَ من المرعَي. و يقال جَبْهةٌ خَشْبَاء: كريهة يابسة ليست بمستوية.
و ظَليمٌ خشيبٌ: غليظ. قال أبو عُبيد: الخشيبُ السَّيفُ الذي بُدِئَ طبعُه، ثمّ كثُر حتَّي صار عندهم الخشيبُ الصقيلَ.

خشر

الخاء و الشين و الراء يدلُّ علي رداءةٍ و دُونٍ. فالْخشَارة:
ما بقي [علي] المائدةِ، ممّا لا خيرَ فيه. يقال خَشَرْتُ أَخْشِر خَشْراً، إذا بَقَيْت الرَّدِيّ «3». و يقال الخُشَارة من الشَّعير: ما لا لُبَّ له، فهو كالنُّخَالة. و إنّ فُلاناً لِمَنْ خُشارة النّاس، أي رُذَالِهم.
______________________________
(1) في اللسان و المجمل: «من الشجر».
(2) و كذا في اللسان و المخصص (10: 77)، فالضمير في «منه» للبعير، لكن في المجمل «منها»، و ضمير هذه للنوق.
(3) في المجمل: «خشرت ذاك إذا أبقيته»، و المعنيان مذكوران في اللسان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 186‌

باب الخاء و الصاد و ما يثلثهما

خصف

الخاء و الصاد و الفاء أصلٌ واحدٌ يدلُّ علي اجتماعِ شي‌ءُ إلي شي‌ء. و هو مطّرِدٌ مستقيم. فالخَصْف خَصْفُ النَّعْل، و هو أن يُطَبَّق عليها مثلُها. و المِخْصَف: الإشْفَي و المِخْرزُ. قال الهذلي «1»:
حَتَّي انتهَيْتُ إلي فِراشِ عَزِيزةٍ سَوداءَ رَوْثَةُ أَنفِها كالمِخْصفِ «2»
يعني بِفراش العَزيزة عُشَّ العُقَاب.
و من الباب الاختصاف، و هو أن يأخذ العُرْيانُ علي عَوْرته ورقاً عريضاً أو شيئا نحْوَ ذلك يَسْتَترُ به. و الخصِيفة: اللَّبنُ الرائبُ يُصَبُّ عليه الحليب.
و من الباب، و إن كانا يخْتلفانِ في أنّ الأوّل جَمْعُ شي‌ءِ إلي شي‌ء مطابقةً، و الثاني جَمْعه إليه من غير مطابقة، قولُهم حَبْلٌ خَصِيفٌ: فيه سوادٌ و بياض. قال بعضُ أهلِ اللُّغة: كل ذي لونينِ مجتمعين فهو خَصِيفٌ. قال: و أكثر ذلك السَّوادُ و البياضُ. و فرس أَخْصَفُ، إذا ارتفَعَ البلَق من بطنه إلي جنْبَيه.
و من الباب الخَصَفةُ، و هي الجُلَّةُ من التَّمْرِ؛ و تكون مخصوفةً. قال:
* تَبِيعُ بَنِيهَا بالخِصافِ و بالتَّمْرِ «3» *
و من الذي شذَّ عن هذه الجملة قولُهم للنّاقة إذا وضعت حَمْلَها بعد تسعة أشهر:
خَصَفَتْ تخْصِف خِصافاً؛ و هي خَصُوفٌ.
______________________________
(1) هو أبو كبير الهذلي، من قصيدة له في ديوان الهذليين 64 نسخة الشنقيطي. و البيت منسوب إليه في اللسان (روث، عزز، خصف).
(2) الروثة: المنقار. و في الأصل: «لوثة»، صوابه من المصادر المتقدمة.
(3) عجز بيت للأخطل في ديوانه 131 و اللسان (خصف). و صدره:
* فطاروا شقاقا لاثنتين فعامر*
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 187‌

خصل

الخاء و الصاد و اللام أصلٌ واحدٌ يدلُّ علي القَطْعِ و القِطعةِ من الشَّي‌ء، ثم يُحمَل عليها تشبيهاً و مجازاً. فالخَصْل القَطْع. و سيف مِخْصَل: قطَّاع «1».
و الخُصْلة من الشّعْرَ معروفة. و الخَصِيلة: كلُّ لحمةٍ فيها عَصَبٌ. هذا هو الأصل.
و ممّا حُمِل عليه الخُصَل* أطراف الشّجرِ المتدلّيةُ. و من هذا الباب الخَصْل في الرِّهان، و ذلك أن تُحْرِزَه. و الذي يحرزُه طائفةٌ من الشي‌ء. ثمَّ قيل: في فلانٍ خَصْلةٌ حَسنَةٌ و سيِّئة. و الأصل ما ذكرناه.

خصم

الخاء و الصاد و الميم أصلان: أحدهما المنازعة، و الثاني جانبُ وِعاءِ.
فالأوّل الخَصْمُ الذي يُخاصِم. و الذّكرُ و الأنثي فيه سواء. و الخِصام: مصدرُ خاصمتُه مخاصَمةً و خِصاماً. و قد يجمع الجمعُ علي خُصومٍ. قال:
* و قد جَنَفَتْ عَلَيَّ خُصُومِي «2» *
و الأصل الثاني: الخُصْم جانب العِدْل الذي فيه العُرْوة. و يقال إنّ جانبي كلِّ شي‌ءِ خُصْمٌ. و أخْصامُ العين: ما ضُمَّتْ عليه الأشفار. و يمكن أنْ يُجمَع بين الأصلين فيردَّ إلي معنًي واحد. و ذلك أنّ جانِبَ العِدل مائلٌ إلي أحد الشقْينِ، و الخَصْم المنازِعُ في جانبٍ؛ فالأصل واحدٌ.

خصن

الخاء و الصاد و النون ليس أصلًا. و فيه كلمةٌ واحدة إن صَحَّت. قالوا: الخَصِين: الفأس الصَّغيرة.
______________________________
(1) في اللسان أنه لغة في «المفصل». فهو من باب الإبدال.
(2) قطعة من بيت للبيد في اللسان (جنف). و هو بتمامه:
إني امرؤ منعت أرومة عامر ضيمي و قد جنفت علي خصومي
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 188‌

خصي

الخاء و الصاد و الحرف المعتل كلمةٌ واحدةٌ لا يُقاسُ عليها إلّا مجازاً، و هي قولُهم خَصَيتُ الفَحْل خَصْياً. و «برِئْتُ إليك من الخِصاء».
و معني خَصَيْت فعلٌ مشتقٌّ من الخُصْي؛ و هو إيقاعٌ به، كما يقال ظَهَرْتُه و بطنته، إذا ضربتَ ظهْرَه و بطنَه. فكذلك خَصَيته: نزعت خُصْيَيْه.

خصب

الخاء و الصاد و الباء أصلٌ واحد، و هو ضدُّ الجَدْب.
مكانٌ مخْصِبٌ: خَصِيبٌ. و من الباب الخِصَاب: نَخْل الدَّقَل «1».

خصر

الخاء و الصاد و الراء أصلان: أحدهما البَرْد، و الآخر وسَط الشَّي‌ء.
فالأوّل قولُهم خَصِر الإنسانُ يَخْصَر خَصَراً، إذا آلَمهُ البَرد في أطرافه.
و خَصِر يومنا خَصراً، أي اشتدَّ برْدُه. و يومٌ خَصِرٌ. قال حسان:
رُبَّ خالٍ لِيَ لو أبْصَرْتِهِ سَبِطِ المِشْيةِ في اليومِ الخَصِرْ «2»
و أمَّا الآخَر فالخَصْر خَصْر الإنسانِ و غيره، و هو وَسَطُه المستدِقُّ فوق الورِكين. و المُخَصَّر: الدقيق الخَصْر. و منه النَّعلُ المُخَصَّرَة. و أما المِخْصَرَةُ فقضيبٌ أو عصاً يكون مع الخاطب إذا تكلَّم؛ و الجمعُ مَخاصر. قال:
* إذا وصَلُوا أيمانَهُمْ بالمخاصر «3» *
______________________________
(1) الخصاب: جمع خصبة، بالفتح. و الدقل؛ بالتحريك: ضرب من التمر ردئ.
(2) ديوان حسان 205 و اللسان (خصر). و قبله:
سألت حسان من أخواله إنّما يسأل بالشي‌ء الغمر
قلت أخوالي بنو كعب إذا أسلم الأبطال عورات الدبر
(3) صدره كما في اللسان (حصر):
* يكاد يزيل الأرض وقع خطابهم*
و جاء في شعر صفوان الأنصاري في البيان و التبيين (1: 38):
و لا الناطق النخار و الشيخ؟؟؟ إذا وصلوا أيمانهم بالمخاصر
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 189
و إنّما سُمّيت بذلك لأنّها تُوازِي خَصْر الإنسان. و المَخاصَرة: أن يأخذ الرجل [بيَدِ آخَر «1»] و يتماشَيانِ و يَدُ كلِّ واحدٍ منهما عندَ خَصْرِ صاحبِه. قال:
ثُمَّ خاصَرْتُها إلي القبَّة الخَضْرَاءِ تمشِي في مَرْمَرٍ مَسْنُونِ «2» و خَصْر الرّمْل: وسَطَه. قال:
أخَذْنَ خُصُورَ الرّمْلِ ثمَّ جَزَعْنَه علي كُلِّ قَيْنِيٍّ قَشيبٍ وَ مُفْأَمِ «3»
و الاختصار في الكلام: تَرْكُ فُضولهِ و استيجاز معانيه. و كان بعضُ أهل اللغة يقول الاختصار أخْذُ أوساط الكلامِ و تَرْكُ شُعَبِه. و يقال إنّ المخاصرةَ في الطَّريق كالمحازَمَة «4». و قد ذُكِر. و اللّٰه أعلم‌

باب الخاء و الضاد و ما يثلثهما

خضع

الخاء و الضاد و العين أصلان: أحدُهما تطامُنٌ في الشَّي‌ء، و الآخرُ جنسٌ من الصّوت.
فالأوّل الخُضُوع. قال الخَليل. خضع خُضوعاً، و هو الذلُّ و الاستخذاء.
و اختَضَع فلانٌ، أي تذلّل و تقاصر. و رجلٌ أخْضَعُ و امرأة خَضْعاء، و هما الرّاضِيانِ
______________________________
(1) التكملة من المجمل و اللسان.
(2) لأبي ذهيل الجمحي، كما في اللسان (خصر) و الأغاني (6: 157). و يروي لعبد الرحمن ابن حسان
(3) أنشد صدره في المجمل و اللسان. و لعله رواية في بيت معلقة زهير:
طهرن من السوبان ثم جزعه علي كل قيي قشيب و مقأم
(4) المحارمة، بالخاء المعجمة و الزاي. و في الأصل: «كالمخارمة» و في المحمل: «كالمخادمة»، صوابهما في اللسان (خزم)
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 190
بالذُّلِّ. قال العجاج:
و صرتُ عبداً للبَعوضِ أخْضَعَا يَمَصُّنِي مَصَّ الصَّبِيِّ المُرْضِعا «1»
و قال غيره: خَصَعَ الرّجلُ، و أخْضَعَهُ الفقرُ. و رجلٌ خُضَعةٌ: يَخْضَعُ لكلِّ أحَد. قال الشَّيبانيّ: الخَضَع انكبابٌ في العُنُق إلي الصَّدْر؛ يقال رجُلٌ أخْضَع و عُنُقٌ خَضْعاء. قال زهير:
وَرْكاء مُدْبِرةً كَبْدَاءِ مُقْبِلَةً قوْداء فيها إذا استعرضْتَها خَضَعُ «2»
قال بعض الأعراب: الخَضَعُ في الظِّلمانِ: انثناء في أعناقها. قال أبو عمرو:
المُختضِع من اللواحم المتطامِنُ رأسُه إلي أسفلِ خُرطومِه. قال النابغة «3»:
أهْوَي لها أمْغَرُ السَّاقين مختضِعٌ خُرطومُه من دِماء الصَّيدِ مختضبُ
قال ابنُ الأعرابيّ: الأخضع المتطامِن. و منه
حديث الزبير: «أَنّه كان أخْضَعَ أشعَر»
. قال أبو حاتم: الخُضْعانُ «4» أنْ تخضَع الإبلُ بأعناقِها في السَّير، و هو أشدُّ الوَضْع. قال: و يقال أَخْضَعَه الشَّيبُ و خَضَعَه. قال: و يقال اختضَع الفحلُ النّاقَة، و هو أنْ يُسَانَّها «5» ثم يَخْتَضِعها إلي الأرض بكلكَلِه. و يقال خضَع النَّجمُ، إذا مالَ للمغيب. قال امرؤ القيس:
بَعَثْتُ إليها و النجومُ خواضعٌ بِلَيْلٍ حِذاراً أنْ تَهُبَّ و تُسْمَعَا
______________________________
(1) ديوان العجاج 82 و اللسان (خضع).
(2) قبله في ديوان زهير 237:
لقد لحقت بأولي القوم تحملي لما تذاءب للمشبوبة الفزع
(3) ليس في ديوانه.
(4) بالضم، كالغفران و الكفران، و بالكسر، كالوجدان.
(5) يقال سان البعير الناقة يسانها مسانة و سنانا: عارضها للتنوخ ليفدها.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 191
قال ابن دريد: خَضَع الرّجلُ و أخْضَع، إذا لانَ كلامُه. و
في الحديث: «نهي أنْ يُخضِع الرّجلْ لغير امرأته»
أي يليِّن كلامه.
و أمّا الآخر فقال الخليل: الخَيْضعَةُ: التفافُ الصَّوت في الحربِ و غيرِها.
و يقال هو غُبَار المعركة.
و هذا الذي قِيل في الغُبار فليس بشي‌ء؛ لأنّه لا قِياسَ له، إلا أن يكون علي سبيلِ مجاوَرَةٍ. قال لبيدٌ في الخَيْضعة:
* الضاربُونَ الهامَ تحتَ الخَيْضَعَهْ «1» *
قال قومٌ: الخُيضعة مَعركةُ القِتال؛ لأنّ الأقران يَخضعُ فيها بعضٌ لبعضٍ و قد عادت الكلمةُ علي هذا القول إلي الباب الأول.
قال ابنُ الأعرابيّ: وقع القومُ في خَيْضَعةٍ، أي صَخَب و اختلاطٍ. قال ابنُ الأعرابيّ: و الخَضِيعة الصَّوتُ الذي يُسمَع مِن بطن الدابّة إذا عدَتْ، و لا يُدرَي ما هُوَ، و لا فِعْلَ من الخضيعة. قال الخليل: الخَضِيعة ارتفاعُ الصَّوت في الحرب و غيرِها، ثمَّ قِيل لما يُسمَع من بطن الفرس خَضِيعة. و أنشد:
كأنّ خَضِيعةَ بطنِ الجوَا دِ وعْوَعةُ الذِّئبِ في فَدْفَدِ «2»
قال أبو عمرو: و يقال خَضَع بطنُه خَضِيعةً، أيْ صوّتَ.
______________________________
(1) البيت من أرجوزة للبيد في ديوانه 7- 8 و أمالي ثعلب 449 و الخزانة (4: 117) و انظرها مع قصتها في الخزانة و أمالي المرتضي (1: 134- 147) و الحيوان (5: 173) و الأغاني (14: 91- 92) و لعمدة (1: 27).
(2) نسب في اللسان (خضع) لامرئ القيس.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 192
قال بعضهم: الخَضُوع من النساء: التي تسمَع لخواصرهَا صَلصلةً كصوتِ خَضِيعة الفرَس. قال جندل «1»:
ليست بسَوداءَ خَضُوعِ الأعْفاجْ سِرْداحةٍ ذاتِ إهابٍ مَوَّاجْ
قال أبو عبيدة: الخَضِيعتانِ لحمتانِ مجوَّفتان في خاصِرَتَي الفرس، يدخُل فيهما الرّيح فيسمع لهما صوتٌ إذا تَزَيَّد في مَشْيه. قال الأصمعيّ: يقال: «للسِّياط خَضْعَةٌ، و للسُّيوف بَضْعة». فالخَضْعة: صوتُ وقْعِها، و البَضْعَةُ: قَطْعُها اللّحم.

خضف

الخاء و الضاد و الفاء ليس أصلًا و لا شغل به «2». و يقولون خَضِف إذا خَضَم «3». و الخَضَفُ: البِطيِّخ، فيما يقولون.

خضل

الخاء و الضاد و اللام أصلٌ واحد يدلُّ علي نَعْمةٍ و ندْي يقال أخْضَلَ المطرُ [الأرض] فهو مُحْضِلٌ، و الأرض مُخْضَلَةٌ. و اخضلّ الشَي‌ءُ:
ابتلّ. و الخَضِلُ: النَّبات الناعم. و يقال إنّ الخضيلةَ الرَّوضة. و يقال لامرأة الرّجُل خُضُلَّتُه «4»، و هو من هذا و ذلك، كما سُمّيَت طَلَّة، لأنّها كالطّلَ في عَينِه.
و كل نِعمة خُضُلّة. قال:
إذا قلتُ إنّ اليومَ يومْ خَضُلّةٍ و لا شرْزَ لاقيتُ الأمورَ البَجَارِيا «5»
______________________________
(1) هو جندل بن المثني الطهوي، أحد رجازهم.
(2) كذا في الأصل.
(3) خضم، بالحاء و الضاد المعجمتين، أي ضرط. و مثله «حصم» بالمهملتين. و في الأصل:
«خصم»، تحريف. و في المحمل: «حق».
(4) قال بعض سجعة فنيان العرب: «تمنيت خضلة، و نعلين و حلة».
(5) لمرداس الدبيري، كما في اللسان (خضل، شرز). و في الأصل: «و لا شر»، صوابه في المجمل و اللسان* و الشرر: الشديدة من شدائد الدهر.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 193‌

خضم

الخاء و الضاد و الميم أصلان: جنسٌ من الأكل، و الآخَر يدلُّ علي كثرةٍ و امتلاء.
فالأوّل الخَضْم، و هو المصغ بأقصي الأضراس. و
في الحديث: «تَخْضِمون و نَقْضَمُ، و الموعد اللّٰه»
و الأصل الآخَر: الخِضَمُّ: الرجُل الكثير العطيَّة. و الخِضَمُّ: الجَمْع الكثير. قال:
* فاجتَمَع الخِضَمُّ و الخِضَمُّ «1» *
و أما المِسَنّ «2» فيقال له الخِضَمُّ تشبيهاً، و إنّما ذاك من قياس الباب؛ لأنّه يُسقي ماءً كثيراً. و حُجَّتُه قول أبي وجْزة:
* علي خِضَمٍّ يُسَقَّي الماءَ عَجّاجِ «3» *
و من الباب الخُضُمَّة، و هي عَظْمة الذّراع، و هو مُسْتَغْلَظُها. و يقال إنّ مُعظم كلِّ شي‌ء خُضُمَّةٌ.

خضن

الخاء و الضاد و النون أصلٌ واحد صحيح. فالمُخَاضَنة:
المُغازلة. قال الطرمّاح:
و ألقتْ إليَّ القولَ منهنَّ زَوْلةٌ تُخَاضِنُ أوْ ترنُو لِقولِ المُخَاضِنِ «4»
______________________________
(1) للعجاج في ديوانه 63 و اللسان (خضم). و بعده:
* فخطموا أمرهم وزموا*
(2) المسن: الذي يسن عليه الحديد و نحوه. و أخطأ بعض اللغويين فجعله المسن من الإبل.
(3) صدره كما في اللسان (خضم):
* حري موقعة ماج البنان بها*
(4) ديوان الطرماح 164 و اللسان (خضن). و في صلب الديوان:
و ألقت إلي القول عنهن زولة تلاحن أو ترنو لقول الملاحن
و هذه الرواية أيضا في اللسان (لحن).
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 194‌

خضب

الخاء و الضاد و الباء أصلٌ واحدٌ، و هو خَضْبُ الشَّي‌ء يقال خضبت اليدَ و غيرَها أخْضِبُ. و يقال للظليم خاضِبٌ، و ذلك إذا أكَلَ الرَّبيعَ فاحمرَّ ظُنْبوباه أَو اصفَرَّا. قال أبو دُوَاد:
له ساقا ظليم خا ضبٍ فُوجِئَ بالرُّعْبِ «1»
و لا يقال إلّا للظَّليم، دُونَ النعامة. يقال: امرأةٌ خُضَبَةٌ: كثيرة الاختضاب و يقال [خَضَبَ] النّخلُ، إذا اخضرَّ طَلْعُه. و قال بعضهم: خضب الشجر يَخْضب «2» إذا اخْضَرَّ؛ و اخضَوْضَب. و الكَفُّ الخَضيبُ: نجم؛ و هذا علي التَّشبيه. و أَمّا الإجَّانة و تسميتُهم إيّاها المِخْضَب فهو في هذا؛ لأنّ الذي يُخْضَب به يكون فيها «3»

خضد

الخاء و الضاد و الدال أصلٌ واحدٌ مطّرِدٌ، و هو يدلُّ علي تَثَنَّ في شي‌ءِ ليِّن. يقال انخضد العُود انخِضاداً، إذا تَثَنَّي من غير كَسْر. و خَضَدتُه:
ثَنَيْتُه. و ربَّما زادُوا في المعني فقالوا: خضَدْتُ الشجرةَ، إذا كَسَرت شوكتَها.
و نباتٌ خَضيدٌ. و الأصلُ هو الأوَّل؛ لأنّ الخضيد هو الرّيَّان الناعم الذي يتثنَّي لِلِينه. فأما قولُ النَّابغة:
يَمُدُّهُ كلُّ وادٍ مُتْرَعٍ لجِبٍ فيه رُكامٌ من اليَنْبُوتِ و الخَضَدِ «4»
______________________________
(1) البيت يروي من قصيدة لعقبة بن سابق في كتاب الخيل لأبي عبيدة 157- 160 و نسب إلي أبي دؤاد في اللسان (خضب) و كلمة «خاضب» ساقطة من الأصل.
(2) يقال، من بابي ضرب و تعب، و كذا خضب، بالبناء للمفعول.
(3) في الأصل: «فيكون فيها».
(4) ديوان النابغة 26 و اللسان (خضد، نبت).
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 195
فإنّه يقال: الخَضَد ما قُطِع من كلِّ عُودٍ رَطْب. و يقال خَضَدَ البعيرُ عُنقَ البعير، إذا تقاتَلا فَثنَي أحدُهما عُنُقَ الآخَر‌

خضر

الخاء و الضاد و الراء أصلٌ واحد مستقيم، و محمولٌ عليه.
فالخُضرة من الألوان معروفة. و الخَضْراء: السَّماء، لِلَونها، كما سُمِّيت الأرضُ الغَبراء. و كتيبةٌ خضراءُ، إذا كانت عِلْيَتُها «1» سواد الحديد، و ذلك أنّ كلَّ ما خالَفَ البياضَ فهو في حَيِّز السَّواد؛ فلذلك تداخلت هذه الصفاتُ، فيسَّمي الأسودُ أخَضر.
قال اللّٰه تعالي في صفة الجنَّتين: مُدْهٰامَّتٰانِ أي سَوداوان. و هذا من الخضرة؛ و ذلك أن النّبات الناعم الريَّانَ يُرَي لشدّة خُضرته من بُعدٍ أسود. و لذلك سُمِّي سَوادُ العِراق لكثرة شجرِه. و الخُضْر: قومٌ سُمُّوا بذلك لسواد ألوانهم. و الخُضرة في شِيات الخَيل: الغُبرة تخالطها دُهْمة. فأمَّا قوله:
و أنا الأخضرُ مَن يعرفني أخْضَرُ الجلدة في بيتِ العربْ «2»
فإنّه يقول: أنا خالصٌ؛ لأنّ ألوان العرب سُمْرَةٌ «3». فأمّا
الحديثُ: «إيّاكم و خَضْرَاءَ الدِّمَن»
فإنّ تلك المرأةُ الحسناء في منبِت سَوْء، كأنّها شجرةٌ ناضرة في دِمْنة بَعر. و المخاضرة: بيع الثِّمار قبل بدُوِّ صلاحِها؛ و هو منهيٌّ عنه. و أمَّا قولهم:
«خُضْر المَزَاد» فيقال إنّها التي بقيت فيها بقايا ماءِ فاخضرّت من القِدم، و يقال بل خُضْرُ المزاد الكُروش.
______________________________
(1) في المجمل: «إذا غلب عليها لبس الحديد».
(2) البيت للفضل بن العباس اللهبي كما في رسائل الجاحظ 71 و الكامل 143 ليبسك و معجم المرزباني 309 و كنايات الجرجاني 51 و الأضداد 335. و نسب في اللسان (خضر) إلي عتبة بن أبي لهب، و في رسائل الجاحظ أيضا إلي عمر بن عبد اللّه بن أبي ربيعة المخزومي.
(3) في المجمل: «السمرة».
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 196
و يقال إن الخَضَارَ البقلُ الأوّل.
فأمّا قوله: «ذهب دمُه خِضْراً»، إذا طُلّ. فأَحسِبَه من الباب. يقول: ذهب دمُه طرِيَّا كالنَّبات الأخضر، الذي إذا قُطِع لم يُنتفَع به بعدَ ذلك و بَطَلَ و ذَبُل.
فأمّا قولهم إنَّ الخَضار اللَّبنُ الذي أُكثِر ماؤه، فصحيحٌ، و هو من الباب؛ لأنّه إذا كان كذا غَلَبَ الماءُ، و الماء يسمَّي الأسمر. و قد قلنا إنّهم يسمُّون الأسْوَدَ أخضرَ، و لذلك يسمَّي البحرُ خُضارة.

باب الخاء و الطاء و ما يثلثهما

خطف

الخاء و الطاء و الفاء أصلٌ واحدٌ مطّرِد منقاس، و هو استلابٌ في خفّة. فالخَطْف الاستلاب. تقول. خَطِفْتُه أخطَفُه، و خَطَفْتُه أخطِفُه.
و بَرْقٌ خاطفٌ لنور الأبْصار. قال اللّٰه تعالي: يَكٰادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصٰارَهُمْ «1».
و الشيطان يخِطَف السَّمع، إذا استرق. قال اللّٰه تعالي: إِلّٰا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ.
و يقال للشيطان: «الخَطّاف»، و قد جاء هذا الاسم في الحديث: «2». و جمل خَيْطَفٌ: سريع المَرّ. و تلك السُّرعة الخَيْطَفي. قال:
* و عَنَقاً باقِي الرَّسيم خَيْطفا «3» *
و به سُمِّي الخَطَفي، و الأصل فيه واحد؛ لأنّ المسرعَ يقلُّ لُبْث قوائمه علي الأرض، فكأنّه قد خَطَفِ الشَّي‌ء. و يقال هو مُخْطَفُ الحَشَا، إذا كان منطوِيَ
______________________________
(1) قراءة فتح الطاء أعلي، و نسب في اللسان قراءة الكسر إلي يونس. و انظر تفسير أبي حيان (1: 89- 90).
(2) هو حديث علي: «نفقتك رياء و سمعة للخطاف».
(3) البيت لعوف، جد جرير بن عطية بن عوف، و بهذا لقب «الحطفي».
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 197
الحشا. و ذلك صحيحٌ؛ لأنّه كأنّ لحمَه خُطِف منه فرقَّ و دَقَّ. فأما قولهم: رمَي الرمِيَة فأَخطَفَها؛ إذا أخطأها، فمْمكنٌ أن يكون من الباب، [و ممكنٌ أن يكون] الفاءُ بدلًا من الهمزة. قال:
* إذا أصابَ صَيْدَه أو أخْطَفَا «1» *
و الخطّاف: طائر، و القياس صحيح، لأنّه يخطَف الشي‌ءَ بمِخلبه. يقال لمخاليب السّباع خطاطيفها. قال:
إذا عَلِقَتْ قِرْناً خَطَاطيفْ كَفِّهِ رأي الموتَ بالعينَين أسودَ أحْمَرا «2»
و الخطّاف: حديدةٌ حَجْنَاء؛ لأنه يُخْتَطف بها الشي‌ء، و الجمع خطاطيف.
قال النابغة:
خطاطيفُ حُجْنٌ في حبالٍ مَتينةٍ تُمَدُّ بها أيدٍ إليكَ نوازعُ «3»

خطل

الخاء و الطاء و اللام أصلٌ واحدٌ يدلُّ علي استرخاءِ و اضطراب، قياسٌ مطرد. فالخَطَل: استرخاءِ الأذُن. يقال أذُنٌ خَطْلاء، و ثَلَّةٌ خُطْلٌ، و هي الغنم المسترخِيةُ الآذان. قال:
إذا الهَدَفُ المِعْزالُ صوَّب رأسَه و أعجبَهُ ضَفْوٌ من الثَّلةِ الخُطْلِ «4»
و رُمْحٌ خَطِلٌ: مصطرِب. و يقال للأحمق خَطِلٌ. و الخَطَل: المنطقُ الفاسد.
______________________________
(1) للعماني الراجز، كما في اللسان (خطف) و قبله:
* فانقض قد فات العيون الطرفا*
(2) لأبي زبيد الطائي، كما في اللسان (خطف).
(3) ديوان النابغة 55 و اللسان (خطف).
(4) البيت لأبي ذؤيب الهذلي في ديوانه 43 و اللسان (هدف، عزل، صفا). و سيعيده في (ضفو) و يروي: «المعزاب» بالباء بدل اللام، و هما بمعني.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 198
و زعم ناسٌ أنّ الجوادَ يسمَّي خَطِلًا، و ذلك لسُرعته إلي العطاء. و يقال امرأةٌ خَطَّالةٌ: ذاتُ رِيبة، و ذلك لخَطَلها. و الأصل واحدٌ.

خطم

الخاء و الطاء و الميم يدلُّ علي تقدُّمِ شي‌ءِ في نُتُوّ يكون فيه.
فالمَخَاطم الأنوف، واحدها مَخْطِم. و رجلٌ أخطمُ: طويلُ الأف. و الخِطَام للبعير سُمِّي بذلك لأنّه يقع علي خَطْمه. و يقال إنّ الخُطْمة «1» رَعْنُ الجَبَل فهذا هو الباب.
و قد شذت كلمةٌ واحدة، قالوا: بُسْرٌ مُخَطَّمٌ، إذا صارت فيه خُطوط.

خطوأ

الخاء و الطاء و الحرف المعتلّ و المهموز، يدلُّ علي تعدِّي الشي‌ء، و الذَّهاب عنه. يقال خَطوتُ أخطو خُطوة. و الخُطْوة: ما بين الرِّجْلين.
و الخَطْوة: المرَّة الواحدة
و الخَطَاء من هذا؛ لأنّه مجاوزة حدِّ الصواب. يقال أخطأ إِذا تعدّي الصَّواب. و خَطِئ يخطأُ، إذا أذْنب، و هو قياسُ الباب؛ لأنه يترك الوجه الخَيْرَ.

خطب

الخاء و الطاء و الباء أصلان: أحدهما الكلامُ بين اثنين، يقال خاطبهُ يُخاطِبه خِطاباً، و الخُطبْة من ذلك. و في النِّكاح الطّلَب أن يزوّج، قال اللّٰه تعالي: لٰا جُنٰاحَ عَلَيْكُمْ فِيمٰا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسٰاءِ. و الخُطْبة:
الكلام المخطوب به. و يقال اختطب القومُ فلاناً، إذا دَعوْه إلي تزوج صاحبتهم.
و الخطب: الأمرُ يقع؛ و إنما سُمِّي بذلك لِمَا يقع فيه من التَّخاطب و المراجعة.
______________________________
(1) لم ترد هذه الكلمة في اللسان و القاموس. و وردت في الأصل و المجمل بهذا الضبط.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 199
و أمّا الأصل الآخَر فاختلافُ لونَين. قال الفرَّاء: الخَطْبَاء: الأتان التي لها خَطٌّ أسودُ علي مَتْنِها. و الحمار الذكر أخْطَبُ. و الأخطَب: طائر؛ و لعله يختلِف عليه لونان. قال:
* إذا الأخْطَبُ الدَّاعِي علي الدَّوْح صَرْصَرَا «1» *
و الخُطْبان: الحنْطَلُ إذا اختلف ألوانُه. و الأخطَبُ: الحمار تعلُوه خُضْرة.
و كلُّ لونٍ يشبه دلك فهو أخْطَبُ

خطر

الخاء و الطاء و الراء أصلان: أحدهما القَدْر و المكانة، و الثاني اضطرابٌ و حركة.
فالأوّل قولهم لنظير الشي‌ء خَطِيرُهُ «2». و لِفلانٍ خَطَرٌ، أي منزلةٌ و مكانة تناظرُه و تصلُح لمِثْله.
و الأصل الآخر قولهم: خَطر البعير بذنبه خَطَراناً. و خَطَرَ ببالي كذا خَطْراً، و ذلك أن يمرَّ بقلبه بسرعةٍ لا لُبْثَ فيها و لا بُطْء. و يقال خَطَر في مِشْيَته. و رجلٌ خَطَّارٌ بالرُّمح، أي مَشّاءُ بِهِ «3» طعّان. قال:
* مَصاليتُ خَطّارون بالرُّمح في الوغَي «4» *
و رمح خَطّارٌ: ذُو اهتِزازٍ.* و خَطَر الدّهر خَطرَانهُ، كما يقال ضَرَب ضَرَبانَه.
و الخَطْرة: الذِّكرة. قال:
______________________________
(1) صدره كما اللسان (خطب، مرر):
* و لا أنثني من طيرة عن مريرة*
(2) يقال هو خطير له و خطر أيضا.
(3) كتب في الأصل «مشابه».
(4) ورد هذا الصدر في المجمل و اللسان
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 200
بينما نحنُ بالبَلاكِثِ فالقا عِ سِراعاً و العِيسُ تهوِي هُوِيَّا «1»
خَطَرَتْ خَطْرَةٌ علي القلب مِن ذِكراكِ وَهْناً فما استطعتُ مُضِيّا‌

باب الخاء و الظاء و ما يثلثهما

خظي

الخاء و الظاء و الياء ليس في الباب غيره، و هو يدلُّ علي اكتنازِ الشَّي‌ء. و لا يكادُ يقال هذا إلّا في اللَّحم؛ يقال خَظِي لحُمه، إذا اكتنَزَ «2» و لحمه خَظَا بَظَا. و رحلٌ خَظَوَانٌ: ركِب لحمُه بعضه بعضاً.

باب الخاء و العين و ما يثلثهما

اعلم أنّ الخاء لا يكاد يأتلف مع العين إلّا بدخيل، و ليس ذلك في شي‌ءِ أصلًا. فالخَيْعَل: قميصٌ لا كُمَّي له «3». قال:
* عَجوزٌ عليها هِدْمِلٌ ذاتُ خَيْعَلِ «4» *
و الخَيْعل: الذَّئب، و الغُول. و يقال الخَيْعامَة نَعْتُ سَوْء للرَّجُل. و لا مُعوَّل علي شي‌ءِ من هذا الجِنْسِ، لا ينقاس.
______________________________
(1) نسب في الحماسة (2: 73) و اللسان (بلكث) إلي بعض القرشيين. و في حواشي اللسان:
و أبو بكر بن عبد الرحمن بن المسور بن مخزمة. و سبه ياقوت في معجم البلدان إلي كثير.
(2) في اللسان: «قال ابن فارس: خطي و خطي بالفتح أكْثر».
(3) في الأصل: «لا كم له»، و الوجه ما أثبت من اللسان. و في المجمل: «لا كمين له». و المألوف في عبارة اللغويين لتعبير الذي تحذف فيه النون، ينظر فيه إلي أن اللام كالقحمة، لا يعتد بها في هذا الموضع. و اضر ما سيأتي في ص 253 س 8.
(4) التأبط، كما في اللسان (هدمل). و صدره:
* نهضت إليها من جثوم كأنها*
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 201‌

باب الخاء و الفاء و ما يثلثهما

خفق

الخاء و الفاء و القاف أصلٌ واحد يرجع إليه فروعُه، و هو الاضطراب في الشَّي‌ء. يقال خفَق العلم يَخفِقُ. و خفق النّجم، و خفق القلبُ يخفِقُ خفقاناً. قال:
كأنّ قطاةً عُلِّقت بجنَاحِها علي كبِدي مِن شِدّةِ الخفقانِ «1»
و يقال أخْفَقَ الرّجلُ بثوبه، إذا لَمَعَ به. و من هذا الباب الخَفْق، و هو كلُّ ضربٍ بشي‌ء عريض. يقال خَفَقَ الأرضَ بنَعله. و رجل خَفَاق القَدَمَ، إذا كان صدرُ قدمه عريضاً. و المِخْفَقُ: السَّيف العريض. و يقال إنّ الخَفْقَة المفازةُ «2»، و سمِّيت بذلك لأنّ الرياح تخنفِق فيها.
و من الباب نافة خفيقٌ: سريعة «3». و خَفَقَ السّرابُ؛ اضطربَ. و خفَق الرّجُل خَفْقةً، إذا نَعَس. و الخافقانِ: جانِبا الجَوِّ. و امرأةٌ خَفّاقة الحشا، أي خمِيصة البَطْن، كأنَّ ذلك يضطرب. و أمّا قولهم أَخفق الرجل، إذا غَزَا و لم يُصِب* شيئاً، فيمكن أن يكون شاذًّا عن الباب، و يمكن أن يقال: إذا لم يُصِبْ فهو مضطرب الحال؛ و هو بعيد.
قال رسول اللّٰه صلي اللّٰه عليه و آله و سلم: «أيُّما سَرِيَّةٍ غَزَتْ فأخفقَتْ كان لها أجرها مَرَّتَين»
. و قال عنترة:
______________________________
(1) البيت لعروة بن حزام من قصيدة في ديوانه نسخة الشنقيطي بدار الكتب المصرية، و رواها القالي في النوادر 158- 162. و عدتها تسعة أبيات و مائة.
(2) شاهده قول العجاج:
* و خفقة ليس بها طوئي*
(3) في الأصل: «ناقة خفيق سريع»، محرف.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 202
فيُخفِق مَرَّةً و يُفِيد أُخْري و يَفجَع ذا الضغائن بالأرِيبِ «1»

خفي

الخاء و الفاء و الياء أصلان متباينان متضادّان. فالأوّل السَّتْر، و الثاني الإظهار.
فالأوّل خَفِيَ الشَّي‌ءُ يخفَي؛ و أخفيته، و هو في خِفْيَةٍ و خَفاءِ، إذا ستَرْتَه.
و يقولون: بَرِحَ الخَفَاء، أي وَضَحَ السِّرُّ و بدا. و يقال لما دُونَ رِيشات الطائر العشر، اللواتي في مقدم جناحه: الخوافي. و الخوافي: سَعَفاتٌ يَلِين قُلْب النَّخلة و الخافي: الجنّ. و يقال للرّجُل المستترِ مستخْفٍ.
و الأصل الآخر خفا البرقُ خَفْواً، إذا لمع، و يكون ذلك في أدني ضعف.
و يقال خَفَيْتُ [الشَّي‌ءَ] بغَيْر ألِفٍ، إذا أظهرتَه. و خَفَا المطَرُ الفَأر من جِحْرَتهنّ:
أخْرجَهن. قال امرؤ القيس:
خَفاهُنّ من أَنْفَاقِهنّ كأنَّما خَفاهُنَّ وَدْقٌ من سَحابٍ مُركب «2»
و يقرأ علي هذا التأويل: إنّ السّاعة آتية أكاد أَخفيها «3» أي أُظهِرُها.

خفت

الخاء و الفاء و التاء أصلٌ واحدٌ، و هو إسرارٌ و كتمان.
فالخَفْتُ: إسرار النَّطْق. و تخافَتَ الرّجُلانِ. قال اللّٰه تعالي: يَتَخٰافَتُونَ بَيْنَهُمْ. ثم قال الشاعر:
______________________________
(1) البيت في اللسان (خفق) برواية: «و يصيد أخري».
(2) ديوان امرئ القيس 86 و اللسان (خفي) و نوادر أبي زيد 9 و القالي (1: 211) و المخصص (10: 46).
(3) هذه قراءة أبي الدرداء و ابن جبير و الحسن و مجاهد و حميد، و رويت عن ابن كثير و عاصم و سائر القراء بضم الهمزة. تفسير أبي حيان (6: 232)
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 203
أُخاطِبُ جَهْراً إذْ لهنّ تَخافُتٌ و شَتَّانَ بينَ الْجَهْرِ وَ المَنْطِق الجَفْتِ «1»

خفج

الخاء و الفاء و الجيم أصلٌ واحدٌ يدلُّ علي خلاف الاستقامة.
فالأخفج: الأعوج الرِّجْل؛ و المصدر الخَفَج، و يقال إنَّ الخَفَج* الرِّعدة. و هو ذاك القياس.

خفد

الخاء و الفاء و الدال أصلٌ واحد، و هو من الإسراع. يقال خَفَدَ الظّليم: أسرع في مَرِّه. و لذلك سُمِّي خَفيْدَداً.

خفر

الخاء و الفاءِ و الراءِ أصلان: أحدهما الحياء، و الآخَر المحافظة أو ضِدُّها.
فالأوّل الخَفَرُ. يقال خَفِرَت المراة: استحيت، تَخفَر خَفراً، و هي خفِرَةٌ. قال:
* زَانَهنّ الدَّلُّ و الخَفَرُ*
و أمّا الأصل الآخر فيقال خَفَرْتُ الرّجُل خُفْرةً، إِذا أَجَرْتَه و كنتَ له خفيراً.
و تَخَفَّرْتُ بفلانٍ، إذا استَجَرْتَ به. و يقال أخفَرْتُه، إذا بَعَثْتَ معه خفيراً.
و أمّا خِلافُ ذلك فأخفَرتُ الرّجُلَ، و ذلك إذا نقضْتَ عَهده. و هذا كالباب الذي ذكرناه في خَفيت و أخفيت.

خفع

الخاء و الفاءِ و العين أصلٌ واحدٌ يدلُّ علي التزاق شي‌ء بشي‌ء لِضُرٍّ يكون. يقال انخَفَعَ الرَّجْل علي فراشه، إذا لَزِق به مِن مرض.
______________________________
(1) البيت في اللسان (خفت)، و قد سبق في (جهر 1: 487). و في الأصل ة «اخافت» تحريف.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 204
و يقال خَفعَ الرَّجُل، إذا التزق بطنُه بظهْره. و منه قول جرير:
* رَغداً و ضَيْفُ بني عِقالٍ يُخْفَعُ «1» *
و ذكر ناسٌ: انخفعت كَبدُه من الجوع، إذا انقطعت. و أنشدوا هذا البيتَ؛ و هو قريبٌ من الأوّل. و قال بعضهم: الأخفع الرجل الذي كأنَّ به ظَلْعاً إذا مشَي. و يقال: الخَوْفَع الواجم المكتئِب. و يقال خفَعتُه بالسَّيف، إذا ضربتَه به و القياس واحد.

باب الخاء و اللام و ما يثلثهما

خلم

الخاء و اللام و الميم أصلٌ واحد يدل علي الإلْفِ و المُلازَمة.
فالخِلْم: كِناس الظّبي، ثمّ اشتقَّ منه الخِلْم، و هو الخِدْن. و الأصل واحد.

خلو

الخاء و اللام و الحرف المعتل أصلٌ واحد يدلُّ علي تعرِّي الشَّي‌ء من الشي‌ء. يقال هو خِلْوٌ من كذا، إذا كان عِرْواً منه. و خَلَتِ الدار و غيرُها تخلُو. و الخَلِيّ: الخالي من الغَمّ. و امرأةٌ خَلِيَّة: كنايةٌ عن الطَّلاق، لأنّها إذا طُلِّقت فقد خَلَتْ عن بعلها. و يقال خلا لِيَ الشّي‌ءُ و أخلي. قال:
أعاذلَ هل يأتِي القَبَائلَ حظُّها مِن الموتِ أم أخْلَي لنا الموتُ وَحْدَنا «2»
و الخَلِيّة: الناقة تُعطَف علي غير ولدِها، لأنّها كأنّها خَلَتْ من ولدها الأول. و القرون الخالية: الموَاضي. و المكان الخَلاء: الذي لا شي‌ءَ به. و يقال
______________________________
(1) ديوان جرير 449 و اللسان (خفع). و صدره:
* يمشون قد نفخ الخزير بطونهم*
(2) لمعن بن أوس المزني، كما في اللسان (خلا).
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 205
ما في الدار أحدٌ خلا زَيْدٍ و زيداً، أي دَع ذِكرَ زيدٍ، إخْلُ من ذكر زيد.
و يقال: افعَلْ ذاكَ و خَلَاك ذَمٌّ، أي عَدَاك و خلَوْت منه و خلا منك.
و مما شذَّ عن الباب الخَلِيَّة: السفينة، و بيت النَّحل. و الخلا: الحشيش.
و ربَّما عبَّروا عن الشي‌ء الذي بخُلو من حافِظِه بالخَلاة، فيقولون: هو خَلَاةٌ لكذا «1»، أي هو مِمَّن يُطْمَع فيه و لا حافِظَ له. و هو من الباب الأوّل.
و قال قوم: الخَلْيُ القَطْع، و السيف يَخْتَلِي، أي يقتَطع. فكأنّ الخلا سُمِّي بذلك لأنّه يُخْتَلي، أي يُقْطَع.
و من الشاذّ عن الباب: خلا به، إذا سَخِر به.

خلب

الخاء و اللام و الباء أصولٌ ثلاثة: أحدها إمالة الشي‌ء إلي نفسك، و الآخر شي‌ء يشمل شيئاً، و الثالث فسادٌ في الشي‌ء.
فالأوّل: مِخْلب الطائَر؛ لأنه يَخْتلِب به الشي‌ءَ إلي نَفْسه. و المِخْلب: المِنْجل لا أسنانَ له. و من الباب الخِلَابَة: الخِداع، يقال خَلَبَه بمنطقِه. ثمَّ يحمل علي هذا و يُشتقُّ منه البَرْق الخُلَّب: الذي لا ماءَ معه، و كأنّه يَخْدَع، كما يقال للسَّراب خادعٌ.
و أما الثاني: فالخُلْبُ اللِّيف، لأنّه يشمل الشّجرة. و الخِلْب، بكسر الخاءِ:
حِجاب القَلْب، و منه قيل للرجل: «هو خِلْبُ نِساءِ»، أي يحبُّه النساء.
______________________________
(1) لم يرد هذا التعبير في المعاجم المتداولة صريحا. و أصل الحلاة الطائفة من الحلا. و في اللسان:
«و قول الأعشي:
و حولي بكر و أشياعها و لست خلاة لمن أوعدن
أي لست بمنزلة الخلاة يأخذها الآخذ كيف شاء، بل أنا في عز و منعة».
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 206
و الثالث: الخُلْب، و هو الطّين و الحَمْأَة، و ذلك ترابٌ يفسده. ثم يشتقّ منه امرأةٌ خَلْبَنٌ، و هي* الحَمْقَاء. و ليست من الخِلابة. و يقال للمهزولة خَلْبَنٌ أيضاً.
فأمَّا الثوب المخلَّب فيقولون: إنَّه الكثيرُ الألوان، و ليس كذلك، إنَّما المُخَلَّبُ الذي نُقِش نقوشاً علي صورِ مَخَالِيبَ، كما يقال مُرَجَّلٌ للذي عليه صُوَرُ الرِّجال «1».

خلج

الخاء و اللام و الجيم أصلٌ واحد يدلُّ علي لَيٍّ و فَتْلٍ و قِلّةِ استقامة. فمن ذلك الخليجُ، و هو ماءَ يَمِيل مَيْلةً عن مُعْظَم الماءِ فيستقرُّ. و خليجا النَّهر أو البحر: جناحاه «2». و فلان يتخلَّج في مِشيته، إذا كان يتمايَلُ. و من ذلك قولهم: خَلَجنِي عن الأمر، أي شَغَلني، لأنّه إذا شغله عنه فقد مال به عنه.
و المخلوجة: الطَّعنة التي ليست بمستوِية، في قول امرئ القيس:
نَطْعُنُهُم سُلْكَي و مخلوجةً كَرَّكَ لَأْمَيْنِ علي نابِل «3»
فالسُّلْكَي: المستوية. و المخلوجة: المنحرفة المائلة.
و منه قولهم: خَلَجْتُ الشّي‌ءَ من يده، أي نزعتُه. و خالَجْتُ فلاناً: نازعتهُ.
و
في الحديثِ في قراءة القرآن: «لَعَلَّ بَعضَكُم خالجَنِيها «4»».
و الخليج:
الرَّسَن، سُمّي بذلك لأنّه يُلوَي لَيًّا و يُفْتَل فَتْلًا. قال:
______________________________
(1) و يقال أيضا «ممرجل» للذي عليه صور المراحل. و «مرحل» بالحاء المهملة، للذي عليه صور الرحال.
(2) في المجمل: «و جناحا النهر: خليجاه».
(3) من قصيدة في ديوانه 148- 150.
(4) في الحديث «أن النبي صلي اللّه عليه و سلم صلي بأصحابه صلاة جهر فيها بالقراءة، و قرأ قارئ خلفه فجهر، فلما سلم قال: لقد طننت أن بعضكم خالجنيها»، أي نازعني القراءة. اللسان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 207
و باتَ يُغَنِّي في الخليجِ كأنَّه كُمَيْتٌ مُدَمًّي ناصعُ اللَّونِ أَقْرَحُ «1»
و يقال خلجَتْه الخوالجُ، كما يقال عَدَتْه العَوادِي. و أما قولُ الحطيئة:
* بمخلُوجةٍ فيها عن العَجْزِ مَصْرَفُ «2» *
فإنّه يصِفُ الرَّأي، و شبَّهَه بالحبل المحكمَ المفتول. فهذا إذاً تشبيهٌ. و يجوز أن يكون لمَّا قيل: فيها عن العَجز مصرفٌ، جعلَها مخلوجة، لأنّه قد عُدِل بها عن العَجز.
فأمّا قولهم: خُلِجَتِ النَّاقَةُ؛ و ذلك إذا فطَمتْ ولدها فقَلَّ لبنُها، فهو من الباب، لأنّه عُدِلَ بها عن ولدها و عدَل ولَدُها عنها. و يقال سحابٌ مخلوجٌ:
متفرِّق. فإن كان صحيحا فهو من الباب، لأنّ قِطعةً منه تميل عن الأُخري و الخَلَجُ: فسادٌ و داءُ «3». و هو من الباب.

خلد

الخاء و اللام و الدال أصلٌ واحدٌ يدلُّ علي الثبات و الملازَمة فيقال: خَلَدَ: أقام، و أخلَدَ أيضاً. و منه جَنَّةُ الخُلْدِ. قال ابن أحمر:
خَلَدَ الحبيبُ و بادَ حاضِرُهُ إلَّا مَنازِلَ كلُّها قَفْرُ
و يقولون رجلٌ مُخْلَدٌ و مُخْلِد «4»، إذا أبطأ عنه المشِيب. و هو من الباب، لأنَّ الشَّباب قد لازمَه و لازَمَ هو الشباب. و يقال أخْلَدَ إلي الأرض إذا لَصِق بها.
______________________________
(1) لتميم بن مقبل كما في اللسان (خلج). و أنشده في المجمل.
(2) صدره كما في الديوان 110 و اللسان (خلج):
* و كنت إذا دارت رحي الأمر رعته*
(3) الخلج: فساد في ناحية البيت. و الخلج أيضا أن يشتكي الرجل لحمه و عظامه من عمل يعمله أو طول مشي و تعب. اللسان.
(4) لم تذكر المعاجم الضبط الأول. و تعليله فيما بعد دليل علي صحتها عنده.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 208
قال اللّٰه تعالي: وَ لٰكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَي الْأَرْضِ: فأمَّا قوله تعالي: وَ يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدٰانٌ مُخَلَّدُونَ، [فهو] من الخُلْد، و هو البقاء، أي لا يموتون. و قال آخرون: من الخِلَد، و الخِلَدُ: جمع خِلَدة و هي القُرْط. فقوله: مُخَلَّدُونَ أي مقرَّطون مشنَّفون. قال:
و مخَلّدَاتٌ باللَّجَينِ كأنَّما أعجازُهُنَّ أَقاوِزُ الكُثْبَان «1»
و هذا قياسٌ صحيح، لأنّ الخِلَدةَ ملازمةٌ للأذُن.
و الخَلَد: البال، و سمِّي بذلك لأنّه مستقرٌّ [في] القلب ثابتٌ.

خلس

الخاء و اللام و السنين أصلٌ واحد، و هو الاختطاف و الالتماع.
يقال اختلَسْتُ الشَّي‌ءَ. و
في الحديث: «لا قَطْعَ في الخُلْسَة»
. و قولهم: أَخْلَسَ رأسُه، إذا خالَطَ سوادَه البياضُ، كأنَّ السوادَ اخْتُلِس منه فصارَ لَمُعاً. و كذلك أخْلَسَ النّبتُ، إذا اختلط يابسُه برطْبِه.

خلص

الخاء و اللام و الصاد أصلٌ واحد مطَّرِد، و هو تنقيةُ الشَّي‌ء و تهذيبُه. يقولون: خلَّصتُه من كذا و خَلَصَ هو. و خُلاصة السَّمْنِ: ما أُلْقِيَ فيه من تَمْرِ أو سَويق ليخلُصَ به.

خلط

الخاء و اللام و الطاء أصلٌ واحد مخالفٌ للباب الذي قَبلَه، بل هو مُضَادٌّ له. تقول: خلَطْت الشَّي‌ءَ بغيره فاختلط. و رجل مِخْلَطٌ، أي حَسَن المداخَلة للأمورِ. و خِلافُه المِزْيل. قال أوس:
______________________________
(1) البيت في اللسان (خلد، قوز). و قد ضبطت «مخلدات» في الأصل بكسرتين و ضمتين.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 209
و إن قالَ لي ماذا تَرَي يستشيرُني يَجدُني ابنُ عَمِّي مِخْلَطَ الأمر مِزْيَلَا «1»
و الخليط: المجاور. و يقال: الخِلْط السّهمُ ينبُتُ عودُه علي عِوَجٍ، فلا يزالُ يتعوّجُ و إن قُوّم. و هذا من الباب؛ لأنّه ليس يُخَالَط في الاستقامة. و يقال استَخْلَطْ* البعيرُ، و ذلك أن يَعْيا بالقَعْو علي النّاقة «2» و لا يَهتدِي لذلك، فيُخْلَطَ له و بُلْطَف له.

خلع

الخاء و اللام و العين أصلٌ واحد مطّرد، و هو مُزايَلة الشَّي‌ءِ الذي كان يُشتَمَل به أو عليه. تقول: خلعتُ الثّوبَ أخْلَعُهُ خَلْعاً، و خُلِع الوالي يُخْلَعُ خَلْعاً. و هذا لا يكاد يُقال إلّا في الدُّون يُنْزِل مَن هو أعلي منه، و إلّا فليس يُقال خَلَع الأميرُ واليَه علي بلدِ كذا. ألَا تري أنّه إنما يقال عزلَه. و يقال طلَّقَ الرَّجُل امرأته. فإن كان ذلك من قبَل المرأة يقال خالعَتْه و قد اختَلَعَتْ «3»؛ لأنّا تَفتدِي نفسَها منه بشي‌ء تبذلُه له. و
في الحديث: «المختلِعات هنَّ المنافقات»
يعني «4» اللواتي يخالِعْن أزواجهنَّ من غير أنْ يضارَّهُنّ الأزواج. و الخالِع: البُسر النَّضِيج «5»، لأنَّه يَخْلَع قِشرَهُ من رُطوبته. كما يقال فَسَقَتِ الرُّطَبَة، إذا خرجَتْ مِن قشرها.
______________________________
(1) في ديوان أوس 20: «يجدر ابن عم»، و الرواية هنا مستقيمة. و قبله:
ألا أعتب ابن العم إن كان ظالما و أغفر عنه الجهل إن كان أجهلا
(2) في الأصل: «بالقَعو علي الناقة» صوابه بالعين، و هو أن يرسل نفسه عليها.
(3) في الأصل: «اختلعها». و لدي في المعاجم المتداولة «خلعها» و «اختلعت هي».
(4) في الأصل: «فمن»، و أثبت ما في اللسان.
(5) في الأصل: «النصح».
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 210
و من الباب خَلَعَ السُّنْبُلُ، إذا صار له سَفاً، كأنّه خلعَه فأخرجَه. و الخليع:
الذي خَلعه أهلُه، فإِنْ جَنَي لم يُطْلَبُوا بجِنايته، و إنْ جنِيَ عليه لم يَطْلُبوا به.
و هو قوله:
و وادٍ كجوف العَيْرِ قفرٍ قطعتُه به الذّئبُ يعوِي كالخليع المُعيَّلِ «1»
و الخليع: الذِّئبُ، و قد خُلِع أيّ خَلْعٍ! و يقال الخليع الصائد. و يقال:
فلانٌ يتخلَّعُ في مِشيتِه، أي يهتزُّ، كأنَّ أعضاءَه تريد أن تتخلَّع «2». و الخالع داءٌ يُصِيب البعير. يقال به خالعٌ، و هو الذي إذا بَرَك لم يقدِرْ علي أن يثُور.
و ذلك أنَّه كأنَّه تخلَّعت أعضاؤُه حتَّي سقطت بالأرض. و الخَوْلَع: فَزَعٌ يعترِي الفُؤادَ كالمسِّ؛ و هو قياسُ الباب، كأنَّ الفؤادَ قد خُلِع. و يقال قد تخالَعَ القومُ، إذا نَقَضُوا ما كان بَينهم من حِلْف.

خلف

الخاء و اللام و الفاء أصولٌ ثلاثة: أحدُها أن يجئَ شي‌ءٌ شي‌ءِ يقومُ مقامَه، و الثاني خِلاف قُدَّام، و الثالث التغيُّر
فالأوّل الخَلَف. و الخَلَف: ما جاء بعدُ. و يقولون: هو خَلَفُ صِدْقٍ من أَبيه. و خَلَف سَوْءٍ من أبيه. فإذا لم يذكُروا صِدقاً و لا سَوْءًا قالوا للجيِّد خَلَف و للرديِّ خَلْف. قال اللّٰه تعالي: فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ*. و الخِلِّيفَي:
الخلافة، و إنَّما سُمِّيت خلافةً لأنَّ الثَّاني يَجي‌ءُ بَعد الأوّلِ قائماً مقامَه. و تقول:
قعدتُ خِلافَ فُلانٍ، أي بَعْده. و الخوالفُ في قوله تعالي: رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا*
______________________________
(1) لامرئ القيس في معلقته.
(2) في الأصل: «كأنه أعضاءه يريد أن يتخلع».
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 211
مَعَ الْخَوٰالِفِ* هنَّ النِّساء، لأنَّ الرِّجال يغِيبُون في حُروبهم و مغاوراتِهِمْ و تجاراتِهم و هنّ يخلُفْنهم في البيوت و المنازل. و لذلك يقال: الحيُّ خُلُوفٌ، إذا كان الرِّجال غُيَّباً و النِّساء مُقيماتٍ. و يقولون في الدعاء: «خَلَف اللّٰهُ عليك» أي كانَ اللّٰه تعالي الخليفة عليك لمن فَقَدْتَ مِن أبٍ أو حميم. و «أَخْلَف اللّٰه لك» أي عوَّضك من الشي‌ء الذاهب ما يكُونُ يقومُ بَعده و يخلُفه. و الخِلْفة: نبتٌ ينبت بعد الهشيم. و خِلْفَةُ الشجرِ: ثمرٌ يخرُج بَعد الثَّمر. قال:
و لها بالماطِرُونَ إذا أكَلَ النّملُ الذي جَمَعَا «1»
خِلْفَةٌ حتَّي إذا ارتَبَعَتْ سَكَنَتْ من جِلَّق بِيَعا «2»
و قال زهيرٌ فيما يصحّح «3» جميعَ ما ذكرناه:
بها العِينُ و الآرامُ يَمشين خِلْفَةً و أطلاؤُها يَنْهَضْنَ من كلِّ مَجْثَم «4»
يقول: إذا مرَّتْ هذه خَلفَتْها هذه.
و من الباب الخَلْف «5»، و هو الاستِقاء، لأنَّ المستقِيَينِ يتخالفانِ، هذا بَعْدَ ذا «6»، و ذاك بعد هذا. قال في الخَلْف:
______________________________
(1) البيت لأبي دهبل الجمحي، كما في الحيوان (4: 10) و الخزانة (3: 279). و بعضهم ينسبه إلي الأحوص، كما في الكامل 218. و في حواشيه «أبو الحسن: الصحيح أنه ليزيد يصف جارية». و هذه النسبة الأخيرة هي التي ذكرها ياقوت في رسم «الماطرون».
(2) في جميع المصادر المتقدمة: «خرفة» بالراء، و هو اسم لكل ما يجتني. و لم يرد البيت في اللسان (خلف، خرف، ربع، جلق). و رواية «خلفة» وردت في المخصص (11: 9).
(3) في الأصل: «يصح».
(4) البيت من معلقته المشهورة.
(5) الخلف، بالفتح، و مثله «الخلفة» بالكسر.
(6) في الأصل: «بعدها».
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 212
لِزُغْبٍ كأولاد القَطا راثَ خَلْفُها علي عاجِزَاتِ النَّهض حُمْرٍ حواصلُه «1»
يقال: أخْلَفَ، إذا استَقَي
و الأصل الآخر خَلْفٌ «2»، و هو غير قَدّام: يقال: هذا خلفي، و هذا قدّامي.
و هذا مشهورٌ. و قال لبيد:
فَغَدَتْ كِلَا الفَرْجَينِ تَحْسَبُ أنّه مَولَي المخالفةِ خلْفُها و أَمامُها
و من الباب الخِلْف، الواحد من أخلاف الضَّرع. و سمِّي بذلك لأنّه يكون خَلْفَ ما بعده.
و أمّا الثالث* فقولهم خَلَف فُوه، إِذا تغيَّرَ، و أخْلَفَ. و هو
قولُه صلي اللّٰه عليه و آله و سلم: «لَخَلُوف فم الصائم أطيَبُ عند اللّٰه من ريح المِسْك»
. و منه قول ابن أحمر:
بانَ الشَّبابُ و أخْلَفَ العُمْرُ و تنكَّرَ الإخوانُ و الدَّهرُ
و منه الخِلاف في الوَعْد. و خَلَفَ الرَّجُلُ عن خُلق أبيه: تغيَّر. و يقال الخليف: الثَّوب يَبلَي وسطُه فيْخرَج البالي منه ثم يُلْفَق، فيقال خَلَفْتُ الثَّوبَ أخْلُفُه. و هذا قياسٌ في هذا و في البابِ الأوّل.
و يقال وعَدَني فأخلْفتُه، أي وجدته قد أخلَفني. قال الأعشي:
______________________________
(1) للحطيئة في ديوانه 39 و اللسان (خلف 435). راث. أبطأ. و في الأصل: «القطارات» تحريف. و في الديوان: «راث خلقها» بالقاف، و فسره الكري بقوله: «أي أبطأ شبابها» ثم نبه علي رواية الفاء، و نسبها إلي أبي عمرو.
(2) في اللسان: «و هي تكون اسما و ظرفا. فإذا كانت اسما جرت بوجوه الإعراب، و إذا كانت طرفا لم تزل نصبا علي حالها».
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 213
أثْوَي و قَصَّرَ لَيْلَةُ ليُزَوّدا فَمضَي و أخلَفَ منْ قُتَيْلَةَ موعِدا «1»
فأمّا قولُه:
* دَلْوايَ خِلْفانِ و ساقياهما «2» *
فمِنْ أنّ هذِي تخلُف هَذِي. و أمّا قولهم: اختلفَ النَّاسُ في كذا، و الناس خلْفَةٌ أي مختلِفون، فمن الباب الأوَّل؛ لأنَّ كلَّ واحدٍ منهم يُنَحِّي قولَ صاحبه، و يُقيم نفسَه مُقام الذي نَحّاه. و أمّا قولهم للناقة الحامل خَلِفَةٌ فيجوز أن يكون شاذًّا عن الأصل، و يجوز أن يُلْطَف له فيقالَ إنّها تأتي بولدٍ، و الولد خَلَفٌ. و هو بعيد. و جمع الخَلِفة المخَاض، و هُنَّ الحوامل.
و من الشاذِّ عن الأصول الثلاثة: الخَلِيفُ، و هو الطّريقُ بين الجبلَين.
فأمّا الخالفة من عَمُدَ البيت، فلعلَّه أن يكون في مؤخّر البيت، فهو من باب الخَلْف و القُدّام. و لذلك يقولون: فلانٌ خالِفَةُ أهلِ بيته، إذا كان غير مقدَّم فيهم.
و من باب التغيُّر و الفساد البَعيرُ الأخلَفُ، و هو الذي يمشِي في شِقِّ، من داءٍ يعتريه.

خلق

الخاء و اللام و القاف أصلان: أحدهما تقدير الشي‌ء، و الآخر مَلاسَة الشي‌ء.
فأمّا الأوّل فقولهم: خَلَقْت الأديم للسِّقاء، إذا قَدَّرْتَه. قال:
لم يَحْشِمِ الخالقاتِ فَرْيَتُها و لم يَغِضْ من نِطافِها السَّرَبُ «3»
______________________________
(1) ديوان الأعشي 150 و اللسان (ثوي، خلف) و قد سبق في ثوي (1: 393).
(2) البيت في نوادر أبي زيد 95.
(3) البيت للكميت كما في المجمل، و ليس في قصيدته التي علي هذا الوزن من الهاشميات.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 214
و قال زهير:
و لَأَنْت تَفْرِي ما خلَقْت و بَعضُ القَوم يخلُق ثمَّ لا يَفْرِي
و من ذلك الخُلُق، و هي السجيَّة، لأنّ صاحبَه قد قُدِّر عليه. و فلانٌ خَليق بكذا، و أَخْلِقْ به، أي ما أخْلَقَهُ، أي هو ممَّن يقدَّر فيه ذلك. و الخَلاقُ:
النَّصيب؛ لأنّه قد قُدِّرَ لكلِّ أحدٍ نصيبُه.
و من الباب رجلٌ مُخْتَلَقٌ: تامُّ الخَلْق. و الخَلْق: خَلْق الكذِب، و هو اختلاقُه و اختراعُه و تقديرُه في النَّفس. قال اللّٰه تعالي: وَ تَخْلُقُونَ إِفْكاً.
و أمّا الأصل الثاني فصخرة خَلْقَاءِ، أي مَلْساء. و قال:
قد يَتْرُكُ الدَّهرُ في خَلْقَاءَ راسِيَةٍ وَهْياً و يُنزِل منها الأعْصَمَ الصَّدعا «1»
و يقال اخلَوْلَقَ السَّحابُ: استَوَي. و رسمٌ مخْلَولِقٌ، إذا استوي بالأرض و المُخلَّق: السّهم المُصْلَح.
و من هذا الباب أخْلَقَ الشَّي‌ءُ و خَلِقُ، إذا بَلِيَ. و أخلقْتُهُ أنا: أبليتُه.
و ذلك أنَّه إذا أخْلَقَ امْلاسَّ و ذهب زِئْبِرُه. و يقال المُخْتَلَق من كلِّ شي‌ء:
ما اعتدَلَ. قال رُؤبة:
* في غِيل قَصْبَاءَ و خِيسٍ مُخْتَلَقْ «2» *
و الخَلُوق معروفٌ، و هو الخِلَاق أيضاً. و ذلك أنّ الشي‌ء إذا خُلِّق مَلُسَ.
و يقال ثوبٌ خَلَق و مِلحَفَةٌ خَلَق، يستوي فيه المذكَّر و المؤنث. و إنما قيل للسَّهم المُصلَح مَخَلَّقٌ لأنّه يصير أملس. و أمّا الخُلَيْقاءِ في الفَرَس فكالعِرنين من الإنسان.
______________________________
(1) للأعشي في ديوانه 73 و اللسان (خلق).
(2) ديوان رؤبة 106. و أنشده في المخصص (11: 56).
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 215‌

باب الخاء و الميم و ما يثلثهما في الثلاثي

خمج

الخاء و الميم و الجيم يدلُّ علي فتورٍ و تغيُّر. فالخَمَج في الإنسان:
الفتور. يقال أصبَحَ فلانٌ خَمِجاً، أي فَاترا. و هو في شعر الهُذَليّ «1»:
* أخْشَي دُونَه الخَمَجَا «2» *
و يقولون خَمِجَ اللّحمُ، إذا تغيَّر و أرْوَحَ.

خمد

الخاء و الميم و الدال أصلٌ واحد، يدلُّ علي سكونِ الحركة و السُّقوط. خَمَدَتِ النارُ خُموداً، إذا سكَنَ لهَبُها. و خَمَدَت الحُمَّي إذا سكَنَ و هَجُها. و يقال للمُغْمَي عليه: خَمَدَ «3».

خمر

الخاء و الميم و الراء أصلٌ واحد يدلُّ علي التغطية، و المخالطةِ في سَتْر. فالخَمْرُ: الشَّراب المعروف. قال* الخليل: الخمر معروفةٌ؛ و اختمارُها:
إدراكُها و غَليانُها. و مخمِّرها: متَّخِذها. وُخمْرتها: ما غَشِيَ المخمورَ من الخُمار و السُّكْر في قَلْبه. قال:
لَذٌّ أصابَتْ حُمَيَّاها مَقَاتِلَهُ فلم تكَدْ تَنْجَلِي عن قَلْبِه الخُمَرُ «4»
______________________________
(1) هو ساعدة بن جؤية الهذلي انظر نسخة الشنقيطي من الهذليين 87 و الجزء الثاني من مجموع أشعار الهذليين 37 ليبسك، و اللسان (خمج).
(2) البيت بتمامه:
و لا أقيم بدار الهون إن و لا آتي إلي الخدر أخشي دونه الخمجا
(3) في المجمل: «و خمد الرجل: مات أو أغمي عليه».
(4) البيت في اللسان (خمر 340).
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 216
و يقال به خُمارٌ شَديد. و يقولون: دخَلَ في خَمْار النّاسِ و خَمَرِهم، أي زحْمتهم.
و «فلانٌ يَدِبُّ لفُلانٍ الخَمَر»، و ذلك كناية عن الاغتيال. و أصلُه ما وارَي الإنسان من شجرٍ. قال أبو ذؤيب:
فليتَهُمُ حَذِرُوا جَيشَهُم عَشِيَّةَ همْ مثلُ طَيْرِ الخَمَرْ «1»
أَي يُختلون و يُستَتَر لهم. و الخِمار: خِمار المرأةٌ. و امرأةٌ حسنَة الخِمْرَة، أي لُبْس الخِمار. و في المثل: «العَوَانُ لا تُعَلَّم الخِمْرة». و التخمير: التغطية. و يقال في القوم إِذا توارَوْا في خَمَرِ الشَّجر: قد أخْمَرُوا. فأمّا قولهم: «ما عِندَ فُلانٍ خَلٌّ و لا خَمْرٌ» فهو يجري مَجري المثل، كأنّهم أرادوا: ليس عِنده خيرٌ و لا شَرّ.
قال أبو زيد: خامَرَ الرّجُل المكانَ، إذا لزِمه فلم يَبْرح. فأمَّا المخّمرة من الشاءِ فهي التي يبيضُّ رأسها مِن بينِ جسدِها. و هو قياسُ الباب؛ لأنَّ ذلك البياضَ الذي برأسها مشبّهٌ بخِمار المرأة. و يقال خمَّرتُ العجينَ، و هو أنْ تتركَه فلا تستعملَه حتَّي يَجُود. و يقال خَامَرَهُ الدّاءِ، إذا خالط جوفَه. و قال كثَيرٌ:
هَنيئاً مَريئاً غَيْرَ داءِ مُخَامِرٍ لِعَزَّةَ من أعراضِنا ما اسْتَحَلّتِ «2»
قال الخليل: و المستَخْمَر «3» بلغة حِمْيَر: الشَّرِيك. و يقال دخَلَ في الخَمر، و هي وَهْدَةٌ يختِفي فيها الذِّئبُ و نحوُه. قال:
ألا يا زَيدُ و الضَّحاكُ سَيْراً فقد جاوزْتما خَمَرَ الطّريقِ «4»
______________________________
(1) ديوان أبي ذؤيب 150.
(2) قصيدة البيت في أمالي القالي (2: 107- 110)، و الأغاني (8: 37- 38)، و تزيين الأسواق 41، 42.
(3) الذي في اللسان و القاموس أن المستخمر: المستعبد. و ذكر في اللسان أنها لغة أهل اليمن.
و انظر آخر هذه المادة.
(4) كذا ضبطت «سيرا» في الأصل. و يصح أن يقرأ «سيرا» بأمر الاثنين.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 217
و يقال اختَمَرَ الطِّيبُ، و اخْتَمَرَ العَجين «1». و وجدت منه خُمْرَةً طيِّبة و خمَرَةً، و هو الرّائحة: و المخامَرة: المقارَبة «2». و في المثل: «خامِرِي أُمَّ عامِرِ»، و هي الضَّبع. و قال الشَّنْفرَي:
فلا تدفِنُوني إنَّ دفْنِي مُحَرَّمٌ عليكُمْ و لكن خَامِرِي أمَّ عامرِ «3»
أي اترُكُوني لِلّتِي «4» يقال لها: «خامِرِي أُمَّ عامر». و الخُمْرَة: شئٌ من الطِّيب تَطّلِي به «5» المرأة علي وجهها ليحسُن به لونُها. و الخُمْرة: السّجَّادة الصَّغيرة.
و
في الحديث: «أنّه كان يسجُد علي الخُمْرة».
و مما شذَّ عن هذا الأصل الاستخمار، و هو الاستعباد؛ يقال استخمرت فلاناً، إذا استعبدتَه. و هو
في حديث مُعاذ: «من استَخْمَر قوماً»
، أي استعبَدَهم.

خمس

الخاء و الميم و السين أصلٌ واحد، و هو في العدد. فالخمسة معروفة و الخمس «6»: واحدٌ من خَمْسةٍ. يقال خَمَسْتُ القومَ: أخذْتُ خمس أموالهِم، أخْمُسُهم. و خَمَسْتُهم: كنتُ لهم خامساً، أخْمِسُهُم. و الخِمْس: ظِمْ‌ء من أظلماء الإبل. قال الخليل: هو شُرْب الإبلِ اليومَ الرابعَ من يَومَ صَدَرَتْ؛
______________________________
(1) في الأصل: «و الخمير العجين»، محرف. و في اللسان: «قد اختمر الطيب و العجين».
(2) في الأصل: «المقابرة»، صوابه من المحمل و اللسان.
(3) للشعر قصة في الأغاني (21: 89) و مقدمة الشعر و الشعراء لابن قتيبة. و انظر حماسة أبي تمام (1: 188) و الحيوان (6: 450) و المخصص (13: 258) و الأزمنه و الأمكنة (1: 293).
(4) في الأصل: «للمتي»، تحريف.
(5) في الأصل: «تطليه».
(6) اخمس، بالضم، و بضمتين، و بالكسر أيضا.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 218
لأنَّهم يَحسبُون يومَ الصَّدَر. و الخميس: اليوم الخامسُ من الأسبوع، و جمعُه أخَمِساء و أخمِسَةٌ، كقولك نصيبٌ و أنصِباءِ [و أنصِبة «1»]. و الخُماسِيُّ و الخُماسيّة:
الوَصيف و الوصيفةُ طولُه خمسةُ أشبار. و لا يقال سُدَاسِيٌّ و لا سُباعيٌّ إذا بلغ ستّةَ أشبارٍ أو سبعةً. و في غير ذلك الخُماسيُّ ما بغل خَمسةً، و كذلك السداسيُّ و العُشاريّ. و الخَميس و المخمُوس من الثِّياب: الذي طولُه خَمسُ أذرُع.
و قال عَبِيد:
هاتيك تحمِلُني و أبْيضَ صارماً و مُذَرَّباً في مارِنٍ مَخْموسِ «2»
يريد رُمْحاً طولُه خمسُ أذرع.
و
قال مُعاذٌ لأهل اليمن: «ايتوني بخَميسٍ أو لَبِيسٍ آخُذُه منكم في الصَّدَقة «3»»
. و قد قيل إنّ الثوبَ الخَميسَ سمِّي بذلك لأنّ أوّلَ من عملِه مَلِكٌ باليمن كان يقال له الخِمْس. قال الأَعشي.
يَوْماً تَراها كمثل أردية ال خِمْسِ و يَوْماً أديمَها نَغِلا «4»
و مما شذَّ عن الباب الخَمِيس، و هو الجَيْش الكثير. و من ذلك
الحديثُ:
«أنّ رسول اللّٰه صلي اللّٰه عليه و آله و سلم، لما أشْرَفَ علي خَيْبر قالوا: محمدٌ و الخَمِيس»
، يريدون الجَيْش.

خمش

الخاء و الميم و الشين أصلٌ* واحد، و هو الخَدْشُ و ما قارَبَه
______________________________
(1) التكملة من المجمل.
(2) ديوان عبيد بن الأبرص 43 و اللسان (خمس 371). و في الديوان: «و مجربا في مارن».
(3) في اللسان: «الخميس الثوب الذي طوله خمس أذرع، كأنه يعني الصغير من الثياب».
(4) ديوان الأعشي 155 و اللسان (خمس، نفل). و يروي: «كأردية العصب».
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 219
يقال خَمَشْتُ خَمْشاً. و الخُمُوش: جمع خَمْشٍ. قال:
هاشمٌ جَدُّنا فإِن كَنْتِ غَضْبي فامْلَئِي وجهَكِ الجميلَ خُمُوشا «1»
وَ الخَموش: البعوض. قال:
كأنَّ وَغَي الخَمُوش بجانبيهِ وَغَي رَكْبٍ أُمَيْمَ ذَوِي زِياطِ «2»
و الخُمَاشَة من الجِراحة و الجمع خُماشاتٌ: ما كان منها ليس له أرْشٌ معلوم و هو قياس الباب، كأنَّ ذلك يكونُ كالخَدْشِ.

خمص

الخاء و الميم و الصاد أصلٌ واحد يدلُّ علي الضُّمْر و التّطامُن.
فالخميص: الضّامر البَطْن؛ و المصدر الخَمْصَ. و امرأةٌ خُمْصانةٌ: دقيقة الخَصْرِ.
و يقال لباطن القَدَم الأخْمَص. و هو قياسُ الباب، لأنّه قد تداخَل. و من الباب المَخْمَصة، و هي المجاعة؛ لأنَّ الجائِع ضامرُ البطْن. و يقال للجائع الخميص، و امرأةٌ خميصة قال الأعشي:
تَبِيتون في المَشْتَي مِلاءً بطونُكُمْ و جاراتُكم غَرْثي يَبِتْن خمائصا «3»
فأمّا الخَمِيصة فالكِساء الأسودُ. و بها شَبَّه الأعشي شَعْرَ المرأة:
إذا جُرِّدَتْ يوماً حَسِبْتَ خَميصةً عليها و جرْيالَ النَّضيرِ الدُّلامِصا «4»
فإنْ قيل: فأينُ قِياسُ هذا من الباب؟ فالجواب أنّا نقول علي حَدِّ الإمكان
______________________________
(1) للفضل بن عباس بن عتبة بن أبي لهب، يخاطب امرأته. اللسان (خدش) و العمدة (1:
111)
(2) البيت للمتخل الهذلي، كما في القسم الثاني من أشعار الهذلين 93 و اللسان (8: 188/ 20: 277). و انظر شرح الحيوان (5: 403).
(3) في ديوان الأعشي 109:
«و جاراتكم جوعي …»
. (4) ديوان الأعشي 108 و اللسان (خمص). و في الديوان:
«و جريالا يضي‌ء دلامصا»
.معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 220
و الاحتمال: إنّه يجوز أن يسمَّي خميصةً لأنّ الإنسانَ يشتمِل بها فيكون عند أخْمَصِهِ، يريد به وسطَه. فإن كان ذلك صحيحاً و إلَّا عُدَّ فيما شذَّ عن الأصل.

خمط

الخاء و الميم و الطاء أصلان: أحدهما الانجراد و المَلاسَة، و الآخَر التسلّط و الصِّيَال.
فأمّا الأوّل فقولهم: خَمَطْتُ الشّاةَ، و ذلك [إذا] نزعْتَ جلدَها و شويتَها. فإِن نُزِع الشّعر فذلك السَّمْط. و أصل ذلك من الخَمْط، و هو كلُّ شي‌ءٍ لا شَوكَ له.
و الأصل الثاني: قولُهم تخمَّطَ الفَحلُ، إذا هاج و هَدَرَ. و أصلُه مِن تخمّط البحرْ، و ذلك خِبُّه و التطامُ أمواجِه.

خمع

الخاء و الميم و العين أصلٌ واحد يدلُّ علي قلّة الاستقامة، [و] علي الاعوجاج. فمن ذلك خَمَعَ الأعرجُ. و يقال للضِّباع الخوامع؛ لأنّهنّ عرْجٌ. و الخِمعْ: اللّص. و الخِمع: الذِّئب. و القياسُ واحدٌ.

خمل

الخاء و الميم و اللام أصلٌ واحد يدل علي انخفاضٍ و استرسالٍ و سُقوط. يقال خَمَلَ ذكرُه يخمُل خمولا. و الخامل: الخفيّ؛ يُقال: هو خامِل الذّكر؛ و الأمرُ الذي لا يعرِف و لا يُذكَر. و القول الخامل: الخَفِيض. و
في حديث: «اذكُروا اللّٰه ذِكراً خاملا»
. و الخَميلة: مَفْرَجٌ من الرَّمْل في هَبْطةٍ، مَكرَمَةٌ للنّبات. قال زُهير:
* شَقائِقَ رمْلِ بينهنَّ خمائلُ «1» *
______________________________
(1) صدره كما في ديوانه 295:
* نشزن من الذهباء يقضعن وسطها*
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 221
و قال لبيد:
باتَتْ و أسْبَلَ واكِفٌ من دِيمَةٍ يُروِي الخَمائِلَ دائماً تَسجامُها «1»
و الخَمْل، مجزوم: خَمْل القطيفة و الطِّنْفِسة. و يقال لريش النَّعام خَمْل. و ذلك قياسُ الباب؛ لأنّه يكون مسترسِلا ساقطاً في لينٍ.
فأمّا الخُمال فقال قوم: هو ظَلْعٌ يكون في قوائم البعير. فإن كان كذا فقياسُه قياسُ الباب؛ لأنّه لعَلَّه عن استرخاءِ. و قال الأعشي في الخُمال:
لم تُعَطَّفْ علي حِوارٍ و لم يَقْ طَعْ عُبيدٌ عروقَها مِن خُمالِ «2»

باب الخاء و النون و ما يثلثهما

خنب

الخاء و النون و الباء أصلٌ واحد، و هو يدلُّ علي لِين و رَخاوةٍ. و يقال جاريةٌ خَنِبةٌ: رخِيمَةٌ غَنِجة. و رجل خِنّاب، أي ضَخْمٌ في عَبَالَةٍ. و حكي بعضُهم عن الخليل أنّه قال: هو خِنَّأَبٌ، مكسور الخاء شديدةُ النّون مهموزة. و هذا إنْ صحَّ عن الخليل فالخليلُ ثقةٌ، و إِلا فهو علي ما ذكرناه من غير همز. و يقال الخِنَّاب من الرجال: الأحمق المتصرِّف، يختاج هكذا مرَّةً و هكذا مَرَّةً. و قال الخليل: الخنَّاب الضَّخم المَنْخَر. و الخِنَّابَة: الأرنبةُ الضخمة. و قال.
أكوِي ذَوِي* الأضغانِ كَيًّا مُنْضِجا منهمْ و ذَا الخِنَّابَة العَفَنْجَجَا «3»
______________________________
(1) البيت من معلقة لبيد.
(2) ديوان الأعشي 9 و اللسان (حمل).
(3) البيتان في اللسان (خنب، عفح).
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 222
و مما لم يذكره الخليلُ، و هو قياسُ صحيح، قولهم خَنَبَتْ رِجْلُه، أي وَهَنَتْ، و أَخْنَبْتُها أنا: أوهنْتُها. قال:
أبِي الذي أخْنَبَ رِجْلَ ابن الصَّعِقْ إذْ صارت الخيلُ كعِلْبَاءِ العُنُقْ «1»

خنا

الخاء و النون و ما بعدها معتلٌّ، يدلُّ علي فَسادٍ و هَلاك.
يقال لآفات الدهر خَنَي. قال لبيد:
* و قَدَرْنا إنْ خَنَي الدَّهْرِ غَفَلْ «2» *
و أخنَي عليه الدّهر: أهلكَه. قال:
* أخنَي عليها الذي أخْنَي علي لُبَدِ «3» *
و الخَنَا من الكلام: أفحشُه. يقال خنا يخنو خَناً، مقصور. و يقال أخْنَي فلان في كلامِه.

خنث

الخاء و النون و الثاء أصلٌ واحد يدلُّ علي تكسُّرٍ و تئَنٍّ فالخَنِث: المسترخِي المتكسِّر. و يقال خَنَثْتُ السِّقاءَ، إذا كسَرْتَ فمه إلي خارج فشرِبْتَ منه. فإن كسَرْتها إلي داخل فقد قَبَعْتَه. و امرأةٌ خُنُثٌ: مُتَثَنِّيةٌ.

خنز

الخاء و النون و الزاء كلمةٌ واحدةٌ من باب المقلوب، ليست أصلًا. يقال خَنِزَ اللحم خَنَزاً، إذا تغيَّرَتْ رائحتُه و خَزِن. و قد مَضَي.
______________________________
(1) الرجز لتميم بن العمرد بن عامر بن عبد شمس، و كان العمرد طعن يزيد بن الصعق فأعرجه.
قال ابن بري: و قد وجدته أيضا في شعر ابن أحمر الباهلي. اللسان (خنب).
(2) صدره كما في ديوانه 13 طمع 1881 و اللسان (خنا):
* قال هجدا فقد طال السري*
(3) البيت للنابغة في ديوانه 17 و اللسان (خنا). و صدره:
* أمست خلاء و أمسي أهلها احتملوا*
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 223‌

خنس

الخاء و النون و السين أصلٌ واحد يدلُّ علي استخفاء و تستُّر. قالوا: الخَنْس الذهاب في خِفْية. يقال خَنَسْتُ عنه. و أخْنَسْتُ عنه حقَّه.
و الخُنَّس: النُّجوم تَخْنِس في المَغِيب. و قال قوم: سُمِّيت بذلك لأنّها تَخفِي نهاراً و تطلُع ليلا. و الخنّاس في صِفة الشَّيطان؛ لأنّه يَخْنِسُ إذا ذُكر اللّٰه تعالي. و من هذا الباب الخَنَسُ في الأنف. انحِطاط القصَبة. و البقرُ كلُّها خُنْسٌ.

خنط

الخاء و النون و الطاء كلمةٌ ليست أصلا، و هي من باب الإِبدال. يقال خَنَطَهُ: إذا كَرَبَه، مثلُ غَنَطه، و ليس بشي‌ء.

خنع

الخاء و النون و العين أصلٌ واحد يدلُّ علي ذُلٍّ و خضوع و ضَعَةٍ، فيقال: خضع له و خَنَع. و
في الحديث: «إنّ أخْنَعَ الأسماء «1»»
أي أذَلَّها. و يقال أخنَعْتني إليه الحاجة، إذا ألجأتْه إِليه و أذلّتْه له. و من الباب الخانع:
الفاجر. يقال: اطَّلَعْتُ منه علي خَنْعَةٍ، أي فَجْرة. و هو قوله.
* و لا يُرَوْنَ إلي جاراتِهمْ خُنُعا «2» *
و منه قول الآخر:
لَعَلَّكَ يوماً أن تُلاقَي بخَنْعةٍ فَتَنْعَبَ مِن وادٍ عليك أشائمُه «3»
و خُنَاعة: قبيلة.

خنف

الخاء و النون و الفاء أصلٌ واحد يدلُّ علي مَيَلٍ و لِين.
______________________________
(1) في اللسان «إن أخنع الأسماء إلي اللّه تبارك و تعالي من تسمي باسم ملك الأملاك».
(2) صدره كما في ديوان الأعشي 85 و اللسان (خنع):
* هم الخضارم إن غابوا و إن شهدوا*
(3) أنشده في المجمل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 224
فالخَنُوفُ: النّاقةُ الليِّنة اليدينِ في السَّير. و المصدْر الخِناف. قال الأعشي:
و أذْرَتْ برِجْلَيْها النَّعيَّ و راجَعَتْ يداها خِنافاً ليِّناً غيرَ أجَرَدَا «1»
قالوا: و الخِناف أيضا في العنُق: أن تُمِيلَه إذا مُدّ بزِمامها. و الخَنيف:
جنس من الكَتّان أرادأ ما يكونُ منه. و
في الحديث: «تَخَرَّقَتْ عَنَّا الخُنُف، و أحرَقَ بطونَنا التَّمر»
. و قال:
عَلَي كالخَنِيفِ السَّحْقِ يَدعُو به الصَّدَي له قُلُبٌ عُفَّي الحِياضِ أُجُونُ «2»

خنق

الخاء و النون و القاف أصلٌ واحد يدلُّ علي ضيقٍ. فالخانق:
الشِّعْب الضيق. و قال بعضُ أهل العلم: إنّ أهل اليَمن يسمُّون الزُّقاق خانقاً.
و الخَنِق مصدر خَنَقَه يخنِقُه خَنِقاً «3». قال بعض أهل العلم: لا يقال خَنْقاً.
و المِخْنَقَةُ: القِلادة.
______________________________
(1) ديوان الأعشي 102 و اللسان (خنف) برواية «أجدت برجليها نجاء» في الديوان، و «النجاء» في اللسان.
(2) عفي: جمع عاف، كغار و غزي. و الأجون، بالضم: جمع أجين. و في اللسان (خنف):
«له قلب عادية و صحون»
. (3) كذا ضبط في الأصل بكسر النون من «الخنق» و «خنقا» علي اللغة الصحيحة، و هي التي ذكرها صاحب القاموس، قال «خنقه خنقا ككتف». و أما صاحب اللسان فذكر اللغتين، قال: «الخنق، بكسر لنون مصدر قولك: خنقه يخنقه خنقا و خنقا».
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 225‌

باب الخاء و الواو و ما يثلثهما

خوي

الخاء و الواو و الياء أصلٌ واحد يدلُّ علي الخُلوِّ و السُّقوط.
يقال خَوَتِ الدّارُ تخوِي. و خَوَي النّجم، إذا سقَط و لم يكنْ عند سقوطه مَطر؛ و أخْوَي أيضاً. قال:
و أَخْوَتْ نُجُومُ الأخْذِ إلّا أنِضَّةً أنِضَّةَ مَحْلٍ ليس قاطِرُها يُثْرِي «1»
و خَوَّتِ النّجومُ تخوِيةً، إذا مالت للمَغِيب. و خَوَّتِ الإبلُ تخويةً، إذا خمِصَتْ بُطونُها. و خَويت المرأةُ خَوًي، إِذا لم* تأكلْ عند الولادة. و يقال خَوَّي الرّجلُ، إذا تحافي في سجوده، و كذا البعيرُ إذا تجافي في برُوكه. و هو قياس الباب؛ لأنّه إذا خوَّي في سجودِه فقد أخلَي ما بين عضُده و جَنْبِه. و خَوَّتِ المرأةُ عند جلوسها علي المِجْمر. و خوَّي الطائر، إِذا أرسل جناحَيه. فأمَّا الخَوَاةُ فالصَّوت.
و قد قلنا إنّ أكثر ذلك لا ينقاس، و ليس بأصل.

خوب

الخاء و الواو و الباء أُصَيْلٌ يدلُّ علي خُلوٍّ و شِبهه. يُقال أصابتهم خَوْبةٌ، إذا ذهب ما عندهم و لم يبق شي‌ء. و الخَوْبَةُ: الأرض لا تُمطَرُ بين أرضَينِ قد مُطرَتا؛ و هي كالخَطِيطة.

خوت

الخاء و الواو و التاء أصلٌ واحد يدلُّ علي نفاذٍ و مرور بإِقدامٍ. يقال رجُلٌ خَوّاتٌ، إذا كان لا يبالِي ما رَكِبَ من الأمور. قال:
______________________________
(1) البيت في اللسان (خوي، أخذ، نضض) و الأزمنة و الأمكنة (1: 185). و قد سبق إنشاده في (أخذ 1: 70).
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 226
لا يَهْتَدِي فيه إلا كلُّ منصِلتٍ من الرِّجال زَمِيعِ الرَّأْيِ خَوّاتِ «1»
هذا هو الأصل. ثمّ يقال خَاتَت العُقَاب، إذا انقضَّت؛ و هي خائتة. قال أبو ذؤيب:
فألقَي غِمْدَهُ و هَوَي إليهم كما تَنْقَضُّ خائتةٌ طَلُوبُ «2»
و يقال: ما زالَ الذِّئبُ يَخْتاتُ الشّاةَ بعد الشّاة، أي يَخْتِلُها و يَعدُو عليها.
فأمَّا ما حكاه ابن الأعرابي من قولهم خاتَ يَخُوتُ إذا نَقَض عهدَه، فيجوز أن يكون من الباب، كأنّه نَقَض و مرَّ في نَهْجِ غَدْره. و يجوز أن يكون التّاءُ مبدلة من سين، كأنَّه خاس، فلما قُلبت السين تاءً غُيِّر البناء «3» من يَخِيس إلي يَخُوت.
و من ذلك خاتَ الرّجلُ و أنْفَضَ، إذا ذَهَبَتْ مِيرتُه. و هو من السين.
و كذلك خات الرّجُل إذا أسنَّ. فأمّا قولهم إنّ التَّخوُّتَ التنقُّص فهو عندنا من باب الإبدال، إمَّا أن يكون من التخوُّن أو التخوّف «4»، و قد ذُكِرا في بابهما.
و يقال فلانٌ يتخوَّتُ حديثَ القومِ و يختاتُ، إذا أَخَذَ منه و تَحَفّظ.
و من الباب الأول هم يَخْتَاتونَ اللَّيل، أي يسِيرون و يَقطَعون.

خوث

الخاء و الواو و الثاء أُصَيلٌ ليس بمطّرد و لا يقاسُ عليه.
يقولون خَوِثتِ المرأةُ، إذا عظُم بَطْنُها. و يقال بل الخَوْثاء النَّاعمة. قال:
عَلِقَ القَلْبَ حبُّها و هَواها و هي بِكْرٌ غَرِيرةٌ خَوْثاءِ «5»
______________________________
(1) البيت في المجمل و اللسان (خوت).
(2) ديوان أبي ذؤيب 95.
(3) في الأصل: «النساء».
(4) في الأصل: «و التخوف».
(5) لأمية بن حرثان بن الأسكر، كما في اللسان (خوث). و أنشده في المجمل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 227‌

خوخ

الخاء و الواو و الخاء ليس بشي‌ء. و فيه الخَوْخُ، و ما أُراه عربيًّا.

خود

الخاء و الواو و الدال أُصَيلٌ فيه كلمةٌ واحدة. يقال خَوَّدُوا في السَّير. و أصله قولهم خَوَّدْتُ الفَحلَ تخويداً، إذا أرسلتَه في الإناث و أنشد:
و خُوِّدَ فَحْلُها من غَيرِ شَلٍّ بِدَارِ الرِّيف تخويدَ الظَّليمِ «1»
كذا أنشده الخليل. و رواه غيرُه:
«و خَوَّد فَحْلُها …»

خوذ

الخاء و الواو و الذال ليس أصلًا يطّرد، و لا يُقاس عليه، و إنّما فيه كلمة واحدة مُختلَفٌ في تأويلها. قالوا: خاوَذْتُه، إذا خالفْتَه. و قال بعضهم: خاوذتُه وافَقْتُه. و يقولون: إنّ خِواذَ الحمَّي أن تأتِيَ في وقتٍ غير معلوم.

خور

الخاء و الواو و الراء أصلان: أحدهما يدلُّ علي صوت، و الآخَر علي ضَعْف.
فالأوّل قولُهم خار الثَّور يخور، و ذلك صوتُه. قال اللّٰه تعالي: فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَداً لَهُ خُوٰارٌ.
و أمّا الآخر فالخَوَّار: الضعيفُ مِن كلِّ شي‌ء. يقال رُمْحٌ خوّارٌ، و أرضٌ خَوّارةٌ، و جمعه خُورٌ. قال الطِّرِمّاح:
______________________________
(1) البيت للبيد في ديوانه 8 طبع 1880 و اللسان (خور). و في الديوان و اللسان: «بدار الريح»، أي مبادرة و مسابقة للريح الباردة.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 228
أنا ابنُ حماةِ المَجْد من آلِ مالك إذا جعلَتْ خُور الرِّجال تَهِيعُ «1»
و أمَّا قولهم للناقة العزِيزة خَوّارةٌ و الجمع خُورٌ، فهو من الباب؛ لأنّها إذا لم تكن عَزُوزاً- و العَزُوز: الضيِّقة الإحليل، مشتقّة من الأرض العَزَاز- فهي حينئذ خَوّارةٌ، إذْ كانت الشّدَّة قد زايلَتْها.

خوس

الخاء و الواو و السين أصلٌ واحد يدلُّ علي فسادٍ. يقال خاسَت الجِيفَةُ في أوّلِ ما تُرْوِحُ؛ فكأنَّ ذلك كَسَدَ حتَّي فَسَد. ثمّ حُمِل علي هذا فقيل: خاسَ بعَهْده، إذا أخْلَف و خان. قالوا: و* الخَوْسُ الخِيانة. و كلُّ ذلك قريبٌ بعضُه من بعض. و هذه كلمةٌ يشترك فيها الواو و الياء، و هما متقاربان، و حَظّ الياء فيها أكثر، و قد ذكرت في الياء أيضاً.

خوش

الخاء و الواو و الشين أصلٌ يدلُّ علي ضمْر و شِبهه.
فالمتخوِّش: الظامر، و لذلك تسمَّي الخاصِرتان الخَوْشَينِ.

خوص

الخاء و الواو و الصاد أصلٌ واحد يدلُّ علي قِلّةٍ و دِقّة و ضِيق. من ذلك الخَوَصُ في العين، و هو ضِيقُها و غُؤُورها. و الخُلوص: خُوص النَّخلةِ دقيقٌ ضامر. و من المشتقّ من ذلك التخوُّص، و هو أخْذُ ما أعطيتَه الإنْسانَ و إن قَلَّ. يقال: تخوَّصْ منه ما أعطاك و إنْ قَلَّ. قال:
يا صَاحِبَيَّ خَوِّصا بسَلِّ مِنْ كُلِّ ذاتِ لَبَنٍ رِفَلِّ «2»
______________________________
(1) ديوان الطرماح 154 و اللسان (خور، هيع). و في الأصل: «من آل هاشم» تحريف، صوابه من المراجع و ما سيأتي في (هيع). و الطرماح ضائي، و مالك من أجداده، و هو مالك بن أبان ابن عمرو بن ربيعة بن جرول بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طيئ.
(2) الرجز في اللسان (خوص) برواية:
«من كل ذات ذنب» …
.معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 229
يقول: قرّبا إبلَكمُا شيئاً بَعد شَي‌ء، و لا تَدَعَاهَا تَدَاكُّ علي الحَوْض «1». قال:
يا ذائِدَيْها خَوِّصا بإرسالْ و لا تَذُوداها ذِيادَ الضُّلَّالْ «2»
و قال آخَر «3»:
أقول للذَّائِدِ خوِّصْ برَسَلْ إنِّي أخاف النائِباتِ بالأُوَلْ
و أمّا قولهُم: أخْوَصَ العَرَفْج، فهو مشتق مِن أخْوَصَ النَّخْل، لأنّ العَرَفَج إذا تَفَطَّرَ صار له خُوصٌ.

خوض

الخاء و الواو و الضاد أصلٌ واحد يدلُّ علي توسُّطِ شي‌ء و دُخولٍ. يقال خُضْتُ الماءَ و غيرَه. و تخاوَضوا في الحديثِ و الأمرِ، أي تفاوَضُوا و تداخَل كلامُهم.

خوط

الخاء و الواو و الطاء أُصَيلٌ يدلُّ علي تَشعُّبِ أَغصان فالخُوط الغُصْن، و جمعه خِيطان. قال:
* علي قِلاص مِثْلِ خِيطانِ السَّلَمْ «4» *

خوع

الخاء و الواو و العين أصلٌ يدلُّ علي نَقْص و مَيَل. يقال خوّع الشَّي‌ءَ، إذا نَقَصه. قال طرَفة:
______________________________
(1) تداك علي الحوض: لردحم عليه.
(2) الرجز لأبي النجم، كما في اللسان (خوص).
(3) هو زياد العنبري، كما في اللسان (خوص).
(4) من رجز لجرير في ديوانه 52. و في الأصل: «علي قلائص»، و المجمل: «علي فلان» تحريف.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 230
و جاملٍ خَوَّعَ من نِيبِه زَجْرُ المعلَّي أُصُلًا و السَّفِيحْ «1»
خَوَّع: نَقَص. يعني بذلك ما يُنْحَر منها في المَيْسِر.
و الخَوْع: مَنعَرج الوادِي. و الخُوَاع: النَّخِير. و هذا أقْيَس من قولهم إنّ الخَوْع: جبلٌ أبْيَض.

خوف

الخاء و الواو و الفاء أصلٌ واحد يدلُّ علي الذُّعْرِ و الفزَع.
يقال خِفْتُ الشّي‌ءَ خوفاً و خِيفةً و الياء مبدَلةٌ من واو لمكان الكسرة. و يقال خاوَفَني فلانٌ فخُفْتُه، أي كنتُ أشدَّ خوفاً منه. فأمّا قولهم تخوَّفْتُ الشَّي‌ءَ، أي تنقّصتُه، فهو الصحيح الفصيح، إلا أنّه من الإبدال، و الأصلُ النّون من التنقُّص، و قد ذُكِر في موضعه‌

خوق

الخاء و الواو و القاف أُصَيلٌ يدلُّ علي خلوِّ الشّي‌ء. يقال مفازةٌ خَوْقاء، إذا كانت خاليةً لا ماءَ بها و لا شي‌ء. و الخَوْق: الحَلْقة من الذَّهب، و هو القياسُ؛ لأنَّ وسَطه خالٍ.

خول

الخاء و الواو و اللام أصلٌ واحد يدلُّ علي تعهُّد الشَّي‌ء.
مِن ذلك: «إنَّه كان يَتَخَوَّلُهم بالموعظة «2»»، أي كان يتعهَّدُهم بها. و فلان خَوْلِيُّ مالٍ، إذا كان يُصِلحه. و منه: خَوَّلك اللّهُ مالًا، أي أعطاكَه؛ لأنّ المال يُتَخوَّل، أي يُتَعَهَّد. و منه خَوَلُ الرّجُل، و هم حَشَمُه. أصله أنَّ الواحدَ خائل،
______________________________
(1) في الأصل:
«و حامل خوع من بنته»
، صوابه في اللسان (خوع). و رواية الديوان:
… «من نبته»
أي نسله. و قد أشار إلي هذه في اللسان.
(2) في اللسان: «و في الحديث: كان رسول اللّه صلي اللّه عليه و سلم يتخولنا بالموعظة. أي يتعهدنا بها مخافة السأم علينا».
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 231
و هو الرَّاعي. يقال فُلانٌ يَخُولُ علي أهله، أي يَرعَي عليهم. و من فصيح كلامهم:
تَخَوَّلَت الرِّيح الأرضَ، إِذا تصرَّفَتْ فيها مرّةً بعد مرّة.

خون

الخاء و الواو و النون أصلٌ واحد، و هو التنقص. يقال خانَه يخُونه خَوْناً. و ذلك نُقصانُ الوَفاء. و يقال تخوَّنَني فلانٌ حَقِّي، أي تنقَّصَني.
قال ذو الرُّمَّة:
لا بَلْ هُو الشَّوقُ من دارٍ تَخَوَّنَها مَرًّا سحابٌ و مَرًّا بارِحٌ تَرِبُ «1»
و يقال الخَوَّانُ: الأسَد. و القياسُ واحد. فأمّا الذي يقال إنّهم كانوا يسمُّون في العربيَّة الأولي الرّبيع الأوَّل [خَوَّاناً «2»]، فلا معني له و لا وجهَ للشُّغْل به.
و أمّا قول ذي الرُّمَّة:
لا يَنْعَشُ الطَّرْفَ إلَّا ما تَخَوَّنَهُ داعٍ يُنادِيهِ باسمِ الماءِ مَبْغومُ «3»
فإنْ كان أراد بالتخوّن التعهُّدَ كما قاله بعضُ أهل العلم، فهو من باب الإبدال، و الأصل اللام: تخوَّلَه، و قد مضي ذِكرُه. و مِنْ أهل العلم من يقول: يريد إلّا ما تَنَقَّصَ نومَه دُعاءُ أمِّه له.
و أمَّا الذي يؤكل عليه، فقال قومٌ: هو أعجميٌّ. و سمعت عليُّ بنَ إبراهيمَ لقَطَّان يقول: سُئِل ثعلبٌ و أنا أسمع، فقِيل يجُوز أنْ يُقال إن الخِوَان يسمَّي خِوَانا لأنّه يُتخوَّن ما عليه، أي يُنْتَقَص. فقال: ما يَبْعُد ذلك. و اللّٰه تعالي أعلم.
______________________________
(1) ديوان ذي الرمة 2 و اللسان (خون).
(2) هذه التكملة من المجمل. و في الجمهرة (4: 489): «و شهر ربيع الأول و هو خوان، و قالوا خوان»، الأخير بوزن رمان. و في الجمهرة (3: 244): «و خوان: اسم من أسماء لأيام في الجاهلية». و انظر الأزمنة و لأمكنة (1: 280).
(3) ديوان ذي الرمة 571 و اللسان (نعش، خون، بغم).
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 232‌

باب الخاء و الياء و ما يثلثهما

خيب

الخاء و الياء و الباء أصلٌ واحد يدلُّ علي عدم فائدةٍ و حِرمانٍ. و الأصل قولهم للقِدْحِ الذي لا يُورِي: هو خَيّاب. ثمّ قالوا: سَعَي في أمر فخابَ، و ذلك إذا حُرِم «1» فلم يُفِدْ خيْراً.

خير

الخاء و الياء و الراء أصله العَطْف و الميْل، ثمَّ يحمل عليه.
فالخَير: خِلافُ الشّرّ؛ لأنَّ كلَّ أحدٍ يَمِيلُ إِليه و يَعطِف علي صاحبه. و الخِيرَةُ:
الخِيار. و الخِيرُ: الكَرمُ. و الاستخارة: أن تَسْألَ خيرَ الأمرين لك. و كل هذا من الاستخارة، و هي الاستعطاف. و يقال استخرتُه. قالوا: و هو من استِخارة الضّبُع، و هو أن تَجْعلَ خشبةً في ثُقْبَةِ بيتها حتي تَخرُج من مكانٍ إِلي آخَر.
و قال الهذليّ «2»:
لعَلَّكَ إِمَّا أُمُّ عمرٍو تبدَّلَتْ سواكَ خليلًا شاتِمِي تَستخِيرُها
ثم يُصَرّف الكلامُ فيقال رجلٌ خَيِّرٌ و امرأةٌ خَيِّرة: فاضلة. و قومٌ خِيارٌ و أخيار … في صلاحها «3»، و امرأةٌ خَيْرةٌ في جَمالها و ميسَمِها. و في القرآن:
فِيهِنَّ خَيْرٰاتٌ حِسٰانٌ. و يقال خايَرْتُ فلاناً فَخِرْتُه. و تقول: اخْتَرْ بَني فُلَانٍ
______________________________
(1) في الأصل: «جرم» بالجيم.
(2) هو خالد بن زهير الهذلي. انظر ديوان الهذليين (1: 157) و اللسان (خير).
(3) في الكلام نقص، يدل عليه ما في اللسان: «قال الليث: رجل خير و امرأة خيرة: فاضلة في صلاحها. و امرأة خيرة في حمالها و ميسمها».
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 233
رَجُلا. قال اللّه تعالي: وَ اخْتٰارَ مُوسيٰ قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا. تقول هو الخِيرَة حفيفة، مصدر اختار خِيرَةً، مثل ارتاب ريبَة.

خيس

الخاء و الياء و السين أُصَيلٌ يدلُّ علي تذليلٍ و تليين. يقال خيَّستُه، إذا لَيَّنْتَهُ و ذلَّلته. و المُخيَّس: السِّجن. قال:
تَجلّلْتُ العَصَا و علمتُ أنِّي رَهِينُ مُخَيَّسٍ إِن يَثْقَفُونِي
و أمّا قولُهم خاسَ بالعَهْد فقد ذكرناه في الواو. و الكلمة مشتركة. و من الغريب في هذا الباب، قولُهم: قَلَّ خَيْسُه، أي غَمُّه. و الخِيسُ: الشجر الملتَفُّ.

خيص

الخاء و الياء و الصاد كلمةٌ. مشترَكة أيضاً؛ لأنَّ للواوِ فيها حَظًّا «1»، و قد ذكرت في الخوص. فأمّا الياء فالخَيْصُ: النَّوالُ القَليل. قال الأعشي:
لَعَمرِي لئن أمْسي من الحيِّ شاخِصا لقد نالَ خَيْصاً من عُفَيرَةَ خائصا «2»
و الباب كلُّه في الواو و الياء واحدٌ
و من الشاذّ- و اللّٰه أعلم بصحّته- قولُهم وَعِلٌ أخْيَصُ، إذا انتصَبَ أحدُ قَرنَيه و أقْبلَ الآخَر علي وجهه.

خيط

الخاء و الياء و الطاء أصلٌ واحد يدلُّ علي امتدادِ الشَّي‌ء في دِقّةٍ، ثم يحمل عليه فيقال في بعض ما يكون منتصِباً. فالخَيْط معروفٌ. و الخَيط الأبيض: بياضُ النّهار. و الخيط الأسود: سوادُ الليل. قال اللّٰه تعالي: حَتّٰي يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ. و يقال لما يَسِيلُ من لُعاب الشَّمس: خَيْطُ باطلٍ. قال:
______________________________
(1) في الأصل: «لأن الواو فيها خطأ»، تحريف.
(2) ديوان الأعشي 108 و اللسان (خيص)، و هو مطلع قصيدة له.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 234
غَدَرتُم بعَمرٍو يا بَنِي خَيْطِ باطِلٍ و مثلُكُم بَني البُيوتَ علي غَدْرِ
فأمّا قولُهم للّذي بدَا الشَّيبُ في رأسه خُيِّطَ، فهو من الباب، كأنَّ البادِيَ من ذلك مشبَّهٌ بالْخُيُوط. قال الهذلي «1»:
* حَتَّي تخَيَّطَ بالبَيَاضِ قُرُونِي «2» *
و يقال نعامة خَيْطاءُ؛ و خَيَطُها طُول عُنُقِها. و الْخِياطة معروفةٌ، فأمَّا الْخِيط بالكسر، فالجماعةُ من النَّعام؛ و هو قياس الباب؛ لأنّ المجتمِع يكون كالذي خِيطَ بعضُه إلي بعض. و أمَّا قولُ الهذليّ «3»:
تَدَلّي عليها بين سِبٍّ وَ خَيْطَةٍ * بجَرْدَاء مثلِ الوَكْفَ يَكبُو غُرابُها
فقد قيل إنّ الخَيْطة الحَبْل. فإن كان كذا فهو القياس المطَّرِد. و قد قيل الخَيْطة الوتد. و قد ذكرنا أنّ هذا ممَّا حمل علي الباب؛ لأنّ فيه امتداداً في انتصاب.

خيف

الخاء و الياء و الفاء أصلٌ واحد يدل علي اختلافٍ.
فالخَيَف: أن تكون إحدي العينَين من الفَرَس زرقاءَ و الأُخْري كَحْلاء. و يقال:
النَّاس أخْيافٌ، أي مختلِفون. و الخَيْفَان: جرادٌ تصير فيه خطوطٌ مختلِفة.
و الْخَيْف: ما ارتَفَع عن مَسِيل الوادي و لم يبلُغْ أن يكون جبلًا، فقد خالَفَ السّهلَ و الجبَل. و من هذا الخَيْف: جِلْدُ الضَّرع، مشبّهٌ بخَيْف الأرض. و ناقَةٌ خَيْفَاء:
واسعةُ جِلْد الضَّرع. و بعيرٌ أخيَفُ: واسع جلد الثِّيل. فأمّا الخِيفُ فجمع خِيفَةٍ
______________________________
(1) هو بدر بن عامر الهذلي. انظر شرح السكري للهذليين 128 و نسخة الشنقيطي 98 و اللسان (خيط 170).
(2) صدره كما في المراجع المتقدمة:
* تاللّه لا أنسي منيحة واحد*
(3) هو أبو ذؤيب الهذلي. ديوانه 79 و اللسان (خيط، سبب، و كف).
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 235
و ليس من هذا الباب، و قد ذكر في باب الواو بعد الخاء، و إنّما صارت الواو ياءً لكسرةِ ما قبلها. و قال:
فلا تَقْعُدَنّ علي زَخَّةٍ و تُضْمِرَ في القَلْبِ وجْداً و خِيفا «1»

خيل

الخاء و الياء و اللام أصلٌ واحد يدلُّ علي حركةٍ في تلوُّن.
فمن ذلك الخَيَال، و هو الشَّخص. و أصله ما يَتَخَيَّلُه الإنسان في مَنامه؛ لأنّه يتشبّه و يتلوّن. و يقال خَيَّلْتُ للنّاقة، إذا وضَعْتَ لولدِها خيالًا يفزَّع منه الذَّئب فلا يقرُبه. و الخَيْل معروفة. و سمعت مَن يَحْكِي عن بِشر الأسديّ عن الأصمعي قال: كنتُ عند أبي عمرو بن العَلاء، و عنده غلامٌ أعرابيٌّ فسُئل أبو عمرو:
لم سمِّيت الخَيْلُ خيلًا؟ فقال: لا أدرِي. فقال الأعرابيُّ: لاخْتيالِها. فقال أبو عمرو: اكتبُوا. و هذا صحيحٌ؛ لأنّ المُخْتَالَ في مِشيتِه يتلوَّن في حركته ألواناً.
و الأخْيَلُ: طائرٌ، و أظنُّه ذا ألوانٍ، يقال هو الشِّقِرَّاق. و العرب تتشاءم به.
يقال بعير مَخْيُولٌ «2»، إذا وقع الأخيلُ علي عجُزِه فقَطَّعه. و قال الفرزدق:
إذا قَطَناً بَلَّغْتِنِيهِ ابنَ مُدْرِكٍ فَلاقَيتِ مِن طَير الأشائم أخْيَلَا «3»
يقول: إذا بلّغْتِني هذا الممدوحَ لم أُبَلْ بهلَكتك؛ كما قال ذو الرُّمّة:
إذا ابنَ أبي مُوسي بِلالًا بَلْغِتِه فقامَ بفأسٍ بين وُصْلَيْكِ جازِرُ «4»
______________________________
(1) البيت لصخر الغي الهذلي ديوان الهذليين 2: 74 و اللسان (خوف 448، زخخ 498).
و سيأتي في زخ).
(2) هذا اللفظ مما لم يرد في المعاجم المتداولة.
(3) ديوان الفرزدق 701 و اللسان (خيل).
(4) ديوان ذي الرمة 253 و خزانة الأدب (1: 455).
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 236
و قال الشمّاخ:
إذا بلّغْتِنِي و حَمَلْتِ رَحْلي عَرَابَة فاشرَقِي بدَمِ الوَتينِ «1»
و يقال تَخَيَّلَت السَّماءُ، إذا تهيّأَتْ للمطَر، و لا بدّ أنْ يكون عند ذلك تغيُّرُ لونٍ. و المَخيلة: السَّحابة «2». و المخيلة «3»: التي تَعِد بمَطَرٍ. فأمّا قولهم خَيَّلْتُ علي الرّجُل تَخْيِيلًا، إذا وجَّهتَ التُّهمَة إِليه، فهو من ذلك؛ لأنّه يقال: يشبه أن يكون كذا يُخَيَّلُ «4» إليّ أنّه كذا، و منه تخيَّلْت عليه تَخَيُّلًا، إذا تفَرَّسْتَ فيه «5»

خيم

الخاء و الياء و الميم أصلٌ واحد يدلُّ علي الإقامة و الثَّبات فالخَيْمة معروفة؛ و الخَيْم: عيدانٌ تُبنَي عليها الخَيْمة. قال:
* فلم يَبْقَ إلّا آلُ خيْمٍ مُنَضَّدٍ «6» *
و يقال خَيَّمَ بالمكان: أقامَ به. و لذلك سمَّيت الخَيْمة. و الخِيم: السجِيَّة، بكسر الخاء، لأنّ الإنسانَ يُبنَي عليها و يكون مرجعُه أبداً إليها.
و من الباب قولُهم للجبان خَائِم، لأنَّه من جُبْنِه لا حَرَاك به. و يقال قد خَامَ يَخِيمُ. فأمّا قولُه:
______________________________
(1) ديوان الشماخ 92.
(2) في الأصل: «السحاب». و في اللسان: «المخيلة بفتح الميم: السحابة، و جمعها مخايل».
(3) المخيلة هذه بضم الميم و كسر الخاء، و بضمها و فتح الخاء و كسر الياء المشددة.
(4) في الأصل: «الخيل».
(5) في المجمل: «إذا تفرست فيه الخير». و انظر للكلام علي بقية هذه المادة، نهاية المادة.
التي تليها.
(6) صدر بيت للنابغة، في اللسان (خيم، عثلب). و عجزه:
* و سفع علي آس و نؤي معثلب*
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 237
رَأَوْا فَتْرَةً بالسَّاقِ مِنِّي فحاوَلُوا جُبُورِيَ لما أنْ رأَوْنِي أَخِيمُهَا «1»
فإنّه أرادَ رَفْعها، فكأنّه شبّهها بالخَيْم، و هي عِيدانُ الخَيْمة.
فأمّا الألف التي تجي‌ء بعد الخاء في هذا الباب، فإنّها لا تخلو من أن تكون من ذوات الواو [أو] من [ذوات] الياء. فالخَال الذي بالوجه هو من التلوُّن الذي ذكرناه. يقال منه رجل مَخِيلٌ و مخُول. و تصغير الخَالُ خُيَيْلٌ فيمن قال مَخِيل، و خُوَيْلٌ فيمن قال مَخُول. و أمّا خَالُ الرَّجُل أخو أُمِّه فهو من قولك خَائل مالٍ، إذا كان يتعهَّدُه. و خالُ الجيش: لواؤه، و هو إمّا من تغيُّرِ الألوان، و إمّا أن الجيشَ يُراعونَه و ينظُرون إليه كالذي يتعهَّد الشي‌ء. و الخال:
الجبل الأسود فيما يقال، فهو من باب الإِبدال.

خام

و أما الخاء و الألف و الميم فمن المنقلب عن الياء. الخامَةُ:
الرّطْبة من النّبات و الزّرْع.
قال رسول اللّٰه صلي اللّٰه عليه و سلم: «مَثَلُ المؤمِنِ مَثَلُ الخامَة من الزّرع»
«2». و قال الطرمّاح:
إنّما نحن مثل خامةَ زَرْعٍ فمتي يَأنِ يَأْتِ مُحْتَصِدُهْ «3»
فهذا من الخائم، و هو الجبان الذي لا حَرَاك به.
و أمّا الخاءِ و الألف و الفاء فحرف واحدٌ، و هو الخَافَةُ، و هي الخَريطة من الأدَم يُشتار فيها العسَل. فهذه محمولةٌ علي خَيْف الضَّرع، و هي جِلدتُه.
و القياس واحد.
______________________________
(1) في اللسان (خيم): «رأوا وقرة».
(2) تمامه كما في اللسان: «تميلها الريح مرة هكذا و مرة هكذا».
(3) ديوان الطرماح 113 و اللسان (خوم). و قد سبق في (حصد) ص 71 من هذا الجزء.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 238‌

باب الخاء و الباء و ما يثلثهما

خبت

الخاء و الباء و التاء أصلٌ واحد يدلُّ علي خُشوع: يقال أَخْبَتَ يخبِتُ إخباتا، إذا خشَع. و أخْبَتَ للّه تعالي. قال عزّ ذكره: وَ بَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ. و أصلُه من الخَبْت، و هو المفازة لا نباتَ بها.
و من ذلك
الحديث: «و لو بِخَبْتِ الجَمِيش «1»».
ألا تراه سمَّاها جَميشاً، كأنّ النَّباتَ قد جُمِشَ منها، أي حُلِق.

خبث

الخاء و الباء و الثاء أصلٌ واحد يدلُّ علي خلاف الطّيّب.
يقال خبيثٌ، أي ليس بطيِّب. و أخْبَثَ، إذا كانَ أصحابُه خُبثاء. و من ذلك التعوُّذ مِن الخبيث المُخْبِث. فالخبيث في نفسه، و المُخْبِث الذي أصحابُه و أعوانُه خُبَثاء.

خبج

الخاء و الباء و الجيم ليس أصلا يُقاس عليه، و ما أحِسَب فيه كلاماً صحيحا. يقال خَبَجَ، إذا حَصَمَ «2». و ربما قالوا: خَبَجَه بالعصا، أي ضربه.
و يقولون إنّ الخَبَاجاءَ من الفُحول: الكثير الضَّرَاب، و هذا كما ذكرناه، إلّا أنْ يصحّ الحديث
عن النبي صلي اللّٰه عليه و آله و سلم أنّه قال: «إذا أُقيمت الصلاة
______________________________
(1) الحديث بتمامه كما في الإصابة 5978 «عن عمار و بن يثربي قال: شهدت خطبة النبي صلي اللّه عليه و سلم بمني، و كان فيما خطب به أن قال: لا يحل لامرئ من مال أخيه إلا ما طابت به نفسه. فقلت: يا رسول اللّه، أرأيت لو لقيت غنم ابن عمي فاجتزرت منها شاة هل علي في ذلك شي‌ء قال: إن لقيتها تحمل شفرة و زنادا فلا تهجها». و بدو أنه سقط من نسخة الإصابة ما ورد في اللسان، و هو «إن لقيتها تحمل شفرة و زنادا بخبت الجميش فلا تهجها».
(2) حصم، بالمهملتين، أي ضرط.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 239
ولّي الشيطان و له خَبَجٌ كَخَبَج الحِمار»
. فإن صحّ هذا فالصحيح ما قاله عليه الصلاة و السلام، بآبائنا و أُمُّهاتنا هُو!

خبر

الخاء و الباء و الراء أصلان: فالأول العِلم، و الثاني يدل علي لينٍ و رَخاوة و غُزْرٍ.
فالأول الخُبْر: العِلْم بالشَّي‌ءِ. تقول: لي بفلان خِبْرَةٌ و خُبْرٌ. و اللّٰه تعالي الخَبير، أي العالِم بكلِّ شي‌ء. و قال اللّٰهُ تعالي: وَ لٰا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ.
و الأصل الثاني: الخَبْراء، و هي الأرض الليِّنة. قال عَبيدٌ يصف فرساً:
* سَدِكاً بالطَّعْنِ ثَبْتاً في الخَبارِ*
و الْخَبِير: الأكّار، و هو مِن هذا، لأنّه يُصْلِح الأرضَ و يُدَمِّثُها و بلَيِّنها.
و علي هذا يجري هذا البابُ كلُّه؛ فإنهم يقولون: الخبير الأكّار، لأنّه يخابر الأرض، أي يؤاكِرُها. فأمّا الْمُخَابَرَة التي نُهِي عنها فهي المزارعة بالنِّصف لها [أو] الثّلث أو الأقلِّ «1» من ذلك أو الأكثر. و يقال له: الخِبْرُ، أيضاً. و قال قوم: المخابَرة مشتقٌّ من اسم خَيْبر.
و من الذي ذكرناه من الغُزْر قولُهم للناقة الغزيرة: خَبْرٌ. و كذلك المَزَادة العظيمة خَبْرٌ؛ و الجمع خُبور.
و [من] الذي ذكرناه من اللِّين تسميتُهم الزَّبَدَ «2» خبِيراً. و الخَبير: النّبات الليِّن. و
في الحديث: «و نَسْتَخلِبُ الخَبير «3»»
.______________________________
(1) في الأصل: «أو أقل».
(2) الزبد، هنا، بالتحريك. و بعضهم يخص الخبير بزبد أفواه الإبل.
(3) نستخلب، بالخاء المعجمة، أي نقطع، كما في اللسان (خلب، خبر). و في الأصل: «نستحلب» بالحاء المهملة، تحريف. قال في اللسان (خبر): «شبه بخبير الإبل، و هو وبرها؛ لأنه ينبت كما ينبت الوبر.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 240
و الخَبِير: الوَبَر. قال الراجز:
* حتَّي إذا ما طار من خَبِيرِها «1» *
و يقال مكانٌ خَبِرٌ، إذا كان دفيئاً كثيرَ الشَّجَر و الماء «2». و قد خَبِرَت الأرضُ. و هو قياسُ الباب.
و مما شذَّ عن الأصل الخُبْرَةُ، و هي الشّاة يَشتريها القومُ يذبحونها و يقتسِمون لحمها. قال:
إذا ما جعلْتَ الشّاةَ للقوم خُبْرةً فشَأْنَكَ إنِّي ذاهبٌ لشُؤُوني

خبز

الخاء و الباء و الزاء أصلٌ واحد يدلُّ علي خَبْط الشي باليد.
تَخَبَّزَت الإبلُ السَّعْدَانَ، إذا خَبطَتْه بأيدِيها. و من ذلك خَبَزَ الخَبَّازُ الخُبْز. قال:
لا تَخْبِزَا خَبْزاً و بُسَّا بَسًّا و لا تُطِيلا بِمُناخٍ حَبْسا «3»
و يقال: الخَبْزُ ضَرْب البعير بيديه الأرضَ.

خبس

الخاء* و الباء و السين أصلٌ واحد يدلُّ علي أخْذ الشئ قهراً و غَلَبة. يقال تَخَبَّسْتُ الشَّي‌ءَ: أخذْتُه. و ذلك الشي‌ءُ خُبَاسَة. و الخُباسة:
المَغْنَم؛ يقال اختبَس الشَّي‌ءَ: أخذَه مُغالَبة. و أسدٌ خَبُوس. قال:
و لكِنِّي ضُبَارِمَةٌ جَموحٌ علي الأقرانِ مُجْتَرِئُ خَبُوسُ «4»
______________________________
(1) لأبي النجم العجلي، كما في اللسان (خبر، غرر).
(2) هذا التفسير لم يرد في غير المجمل من المعاجم المتداولة. و في اللسان بعد ذكر «الخبراء»:
«يقال خبر الموضع بالكسر فهو خبر».
(3) الرجز للهفوان العقيلي. انظر شرح الحيوان (4: 490).
(4) لأبي زبيد الطائي، كما في اللسان (خبس). و الضبارمة: الجرئ، و في الأصل: «ضبارة» محرف، صوابه من اللسان و المجمل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 241‌

خبش

الخاء و الباء و الشين ليس أصلا. و ربَّما قالوا: خَبَشَ الشّي‌ءَ:
جَمَعه. و ليس هذا بشي‌ء.

خبص

الخاء و الباء و الصاد قريبٌ من الذي قبله. يقولون خَبَص الشَّي‌ءَ: خَلَطه.

خبط

الخاء و الباء و الطاء أصلٌ واحد يدلُّ علي وطْءٍ و ضَرب.
يقال خَبَط البعير الأرضَ بيده: ضربَها. و يقال خَبَطَ الورَقَ من الشَّجَر، و ذلك إذا ضربَه ليسقُط. و قد يُحمَل علي ذلك، فيقال لداءِ يُشبه الجنونَ: الخُبَاط، كأنَّ الإنسان يتخبَّط. قال اللّٰه تعالي: إِلّٰا كَمٰا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطٰانُ مِنَ الْمَسِّ. و يقال لما بَقِيَ مِن طعامٍ أو غيرِه: خِبْطة. و الخِبْطة: الماء القليل؛ لأنّه يتخبَّط فلا يمتنع. فأمَّا قولهم اختبط فلانٌ [فلاناً] إذا أتاهُ طالباً عُرْفُه، فالأصل فيه أنَّ الساريَ إليه أو السائر لا بدّ من أن يختبط الأرضَ، ثم اختُصِر الكلامُ فقيل للآتي طالباً جَدْوَي: مُخْتَبِط. و يقال إنّ الخِبْطة:
المَطْرةُ الواسعةُ في الأرض. و سمِّيت عندنا بذلك لأنّها تَخْبِط الأرضَ تَضرِبُها و قد روي ناسٌ عن الشَّيباني، أنَّ الخابط النائم، و أنشدوا عنه:
* يَشْدَخْنَ بالّليل الشُّجاع الخابِطا «1» *
فإنْ كان هذا صحيحاً فلأنَّ النائم يخبِط الأرضَ بجِسمه، كأنَّه يضربُها به.
______________________________
(1) البيت لأباق الدبيري كما في اللسان (خبط) و قد صحف «أباق» في اللسان «بدباق»، صوابه ما أثبت من اللسان (مرط). و في القاموس (أبق): «و كشداد: شاعر دبيري».
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 242
و يجوز أن يكون الشُّجاع الخابطُ إنَّما سُمِّي به لأنَّه يُخْبَط، تَخبِطه المارّةُ، كما قال القائل:
تُقطِّعُ أعناقَ التُّنَوِّطِ بالضُّحي و تَفْرِسُ بالظَّلْمَاءِ أَفعي الأجارِعِ «1»
فأمَّا الخِباط فسِمَةُ في الفَخِذ «2». و سمِّي بذلك لأنَّ الفخذ تُخبَطُ به.

خبع

الخاء و الباء و العين ليس أصلًا؛ و ذلك أنَّ العين فيه مبدلة من همزة. يقال خَبَأْتُ الشي‌ءَ و خبَعْتُه. و يقال خَبَع الرَّجُل بالمكان: أقام به.
وَ ربَّما قالوا: خَبَعَ الصبيُّ خُبوعاً، و ذلك إذا فُحِم من البُكاء. فإن كان صحيحاً فهو من الباب، كأنّ بكاءه خُبِئَ.

خبق

الخاء و الباء و القاف أَصَيلٌ يدلُّ علي الترفُّع. فالخِبِقَّي: جنْسٌ من مرفوع السَّير. قال:
* يَعْدُو الخِبِقّي و الدِّفِقَّي مِنْعَبُ «3» *
و من الباب الخَبَقُّ و الخِبِقُّ: الرجل الطَّويل، و كذلك الفَرَس.

خبل

الخاء و الباء و اللام أصلٌ واحد يدلُّ علي فساد الأعضاء فالخَبَل. الجُنون. يقال اختبله الجنّ. و الجَنيُّ خابل، و الجمع خُبَّل. و الخَبَل فساد الأعضاء. و يقال خُبِلت يده، إذا قُطِعت و أُفْسِدَت. قال أوس:
______________________________
(1) البيت في اللسان (نوط).
(2) زاد في اللسان: طويلة عرضا، و هي لبني سعد، أي من سمات إبلهم.
(3) البيت في اللسان (خبق).
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 243
أبَنِي لُبَيْنَي لستُم بيدٍ إلا يداً مَخبولةَ العَضُدِ «1»
أي مُفْسَدة العضُد. و يقال فُلانٌ خَبَالٌ علي أهله، أي عَنَاء عليهم لا يغْنِي عنهم شيئا. و طِينة الخَبَال الذي جاء في الحديث «2»، يقال إنّه صَدِيد أهل النّار.
و مما شذّ عن الباب الإخبال، و يقال هو أن يجعل الرّجُل إبلَه نِصفين، يُنتِج كلَّ عام نصفاً، كما يُفعل بالأرض في الزّراعة. و يقال الإخبال أن يُخْبِل الرّجلَ، و ذلك أن يُعِيرَه ناقةً يركبُها، أو فرساً يغزُو عليه. و يُنشد في ذلك قولُ زهير:
هُنالك إن يُستَخْبَلُوا المالَ يُخْبِلُوا و إن يُسألوا يُعْطُوا و إن بَيْسِرُوا يُغْلُوا «3»

خبن

الخاء و الباء و النون أُصَيْلٌ واحد يدلُّ علي قَبْض و نقص يقال خَبَنْت الشَّي‌ءَ، إذا قبَضْته. و خَبَنْت الثوبَ، إذا رفعتَ ذَلاذِلَه حتّي يتقلَّص بعد أن تَخِيطه و تكُفَّه. و الخُبْنَةُ: ثِبَان الرّجُل «4»؛ و سمِّي بذلك لأنَّه يُخبَن فيه الشّي‌ء. تقول: رفَعَه في خُبْنَتِه. و
في الحديث: «فليأكُلْ منها و لا يَتَّخِذْ
______________________________
(1) في الأصل: «أبني أبينا»، صوابه من المجمل و ديوان أوس بن حجر و اللسان (خبل).
علي أن رواية عجز البيت في الأصل و المجمل و اللسان غير مستقيمة، و البيت من قصيدة مضمومة الروي، و هو في الديوان:
أبني لبيني لسّم بيد إلا يد ليست لها عضد
(2) هو حديث: «من أكل الربا أطعمه اللّه من طينة الخبال يوم القيامة».
(3) ديوان زهير 112 و المجمل و اللسان (خبل).
(4) الثبان، ككتاب: الموضع الذي يحمل فيه من الثوب. نحو أن يعطف ذيل قميصه فيجعل فيه شيئا. و في الأصل: «ثبات»، و في المجمل: «التبان»، و في اللسان: «ثبات الرجل»، صواب كل أولئك ما أثبت.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 244
خُبْتَةً «1»»
و يقال إنّ الخُبْنَ من المَزَادة ما كان دون المِسْمَع. فأمّا قولهم خَبَنْت الرّجل، مثلُ غبَنْته، فيجوز أن يكون من الإبدال، و يجوز أن يكون من أنّه إذا غَبنَه فقد اختبَنَ عنه من حَقِّه.

خبأ

الخاء و الباء و الحرف المعتل و الهمزة يدلُّ علي سَتْرِ الشَّي‌ء.
فمن ذلك خبأْت الشي‌ء أخَبَؤه خَبْأ. و الخُبَأَةُ: الجارية تُخْبَأُ. و من الباب الخِباء؛ تقول أخبَيْتُ إخباءً، و خَبَّيْتُ، و تخبَّيْت، كلُّ ذلك إذا اتخذْتَ خِباءَ.

باب الخاء و التاء و ما يثلثهما

ختر

الخاء و التاء و الراء أصلٌ يدلُّ علي تَوانٍ و فُتُورٍ. يقال تَخَتّرَ الرجلُ في مِشيته، و ذلك أن يَمشي مِشْية الكَسْلان. و من الباب الخَتْر، و هو الغَدْر، و ذلك أنّه إذا خَتَر فقد قعَد عن الوفاء. و الخَتَّار: الغَدَّار. قال اللّٰه تعالي: وَ مٰا يَجْحَدُ بِآيٰاتِنٰا إِلّٰا كُلُّ خَتّٰارٍ كَفُورٍ.

ختع

الخاء و التاء و العين أصلٌ واحد يدلُّ علي الهجوم و الدُّخولِ فيما يَغِيب الداخلُ فيه. فيقولون خَتَعَ الرجل خُتُوعاً، إذا ركب الظُّلْمة.
و من الباب الخَيْتَعَة: قطعةٌ مِن أدَمٍ يلُفُّها الرَّامِي علي يده عند الرَّمي.
و يُحمَل علي ذلك، فيقال للنَّمِرة الأنثي الخَتْعَة؛ و ذلك لجُرأتها و إقدامها.
و قال العجّاجُ «2» في الدليل الذي ذكرناه:
______________________________
(1) سبق في مادة (ثبن) برواية: «و لا يتخذ ثبانا».
(2) كذا. و الصواب أنه «رؤبة». و قصيدة البيت في ديوانه 87- 93.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 245
* أَعْيَتْ أَدِلَّاءَ الفلاة الخُتَّعَا «1» *

ختل

الخاء و التاء و اللام أُصَيل فيه كلمةٌ واحدة، و هي الخَتْل، قال قومٌ: هو الخَدْع. و كان الخليل يقول: تخاتَلَ عن غَفْلةٍ.

ختن

الخاء و التاء و النون كلمتان: إحداهما خَتْن الغُلام الذي يُعْذَر. و الخِتان: موضع القَطْع من الذَّكَر «2».
و الكلمة الأُخري الخَتَن، و هو الصِّهر، و هو الذي يتزوَّج في القوم.

ختم

الخاء و التاء و الميم أصلٌ واحد، و هو بُلوغ آخِرِ الشّي‌ء. يقال خَتَمْتُ العَمَل، و خَتم القارئ السُّورة. فأمَّا الخَتْم، و هو الطَّبع علي الشَّي‌ء، فذلك من الباب أيضاً؛ لأنّ الطَّبْع علي الشي‌ءِ لا يكون إلّا بعد بلوغ آخِرِه، في الأحراز. و الخاتَم مشتقٌّ منه؛ لأنّ به يُختَم. و يقال الخاتِمُ، و الخاتام، و الخَيْتام. قال:
* أخذْتِ خاتامِي بغيرِ حَقِّ «3» *
و النبي صلي اللّٰه عليه و سلم خاتَمُ الأنبياء؛ لأنّه آخِرُهم. و خِتام كلِّ مشروبٍ:
آخِرُه. قال اللّٰه تعالي: خِتٰامُهُ مِسْكٌ، أي إنّ آخرَ ما يجِدونه منه عند شُربهم إياه رائِحةُ المسك.
______________________________
(1) ديوان رؤبة 89 و اللسان (ختع) حيث نسب البيت إلي رؤبة.
(2) هذا مذهب من يخصص الحتان للذكور، و الحفض للإناث. و من جعل الحتان لهما زاد:
«و موضع القطع من نواة الجارية».
(3) و يروي: «خيتامي» كما في اللسان. و قبله:
* يا هند ذات الجورب المنشق*
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 246‌

ختا

الخاء و التاء و الحرف المعتل و المهموز ليس أصلا، و ربّما قالوا: اختَتَأْتُ له اختِتاءَ، إذا ختلْتَه «1».

باب الخاء و الثاء و ما يثلثهما

خثر

الخاء و الثاء و الراء أصلٌ يدلُّ علي غِلَظٍ في الشّي‌ءِ مع استِرخاء.
يقال خَثِرُ اللّبنُ، و هو خاثر. و حكي بعضهم: خَثِر فلانٌ في الحيِّ، إذا أَقام فلم يكَدْ يبرح. و ليس هذا بشي‌ء.

خثل

الخاء و الثاء و اللام كلمةٌ واحدةٌ لا يقاس عليها. قال الكِسائيّ: خَثَلة البَطْن: ما بين السُّرّة و العانة؛ و يقال خَثْلَة، و التخفيف أكثر «2»

خثم

الخاء و الثاء و الميم ليس أصلًا. و ربَّما قالوا لِغلَظ الأنف الخَثَم، و الرّجلُ أخثَم.

خثا

الخاء و الثاء و الحرف المعتل ليس أصلا. و ربَّما قالوا امرأةٌ خَثْوَاء: مستَرخِية البطن. و واحدُ الأخثاء خِثْيٌ. و ليس بشي‌ء. و اللّٰه أعلم.
______________________________
(1) في الأصل: «إذا أختلت»، صوابه من المجمل و اللسان.
(2) في المجمل: «و يقال حثله بالتخفيف، و هو أكثر». يراد بالتخفيف سكون الثاء.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 247‌

باب الخاء و الجيم و ما يثلثهما في الثلاثي

خجل

الخاء و الجيم و اللام أصلٌ يدلُّ علي اضطرابٍ و تردُّد.
حكَي بعضُهم: عليه ثوبٌ خَجِلٌ، إذا لم يكن [تقطيعُه] تقطيعاً* مستوِياً، بل كان مضطرباً عليه عند لُبْسه. و منه الخَجَل الذي يعتري الإنسانَ، و هو أن يَبقي باهتاً لا يتحدَّث. يقال منه: خَجِل.
قال رسول اللّٰه صلي اللّٰه عليه و سلم للنِّساء:
«إنّكُنّ إذا جُعْتُنّ دَقِعْتُنّ، و إذا شَبِعْتُنّ خَجِلْتُنّ».
قال الكميت:
و لَمْ يَدْقَعُوا عند ما نابَهُم لِوَقْعِ الحروب و لم يَخْجَلُوا «1»
يقال في خَجِلتُنّ: بَطِرْتُنّ و أَشِرْتُنّ؛ و هو قياس الباب. و يقال منه خَجِلَ الوادِي، إذا كثُر صوتُ ذُبابه. و يقال أخْجَلَ الحَمْضُ: طالَ؛ و هو القياس؛ لأنّه إذا طالَ اضطرب.

خجا

الخاء و الجيم و الحرف المعتل أو المهموز ليس أصلا. يقولون رجل خُجَأَةٌ، أي أحمق. و خَجَأَ الفحلُ أُنْثَاه، إذا جامَعَها. و فحلٌ خُجَأَةٌ:
كثير الضِّراب.
______________________________
(1) البيت في اللسان (خجل). و سيأتي في (دقع).
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 248‌

باب ما جاء من كلام العرب علي أكثر من ثلاثة أحرف أوله خاء

من ذلك (الخَلْجم)، و هو الطَّويل، و الميم زائدة، أصله خلج. و ذلك أنّ الطويل بتمايَلُ، و التخلَّج: الاضطراب و التّمايُل، كما يقال تخلَّج المجنون.
و منه (الخُشَارِم)، و هي الأصوات، و الميم و الراء زائدتان، و إنَّما هو من خَشَّ «1».
و كذلك (الخَشْرَم): الجماعة من النَّحْل، إنَّما سمِّي بذلك لحكاية أصواتِه.
و من ذلك (الخِضْرِم)، و هو الرجُل الكثير العطيَّة. و كلُّ كثيرٍ خِضْرِمٌ.
و الراء فيه زائدة، و الأصل الخاء [و الضاد] و الميم. و منه الرجل الخِضَمّ، و قد فسرناه.
و من ذلك (الخُبَعْثِنَة)، و هو الأسد الشديد، و به شُبِّه الرجُل، و العين و النون فيه زائدتان، و أصله الخاء و الباء و الثاء.
و منه (الخَدَلَجَّة)، و هي الممتلئة الساقَين و الذراعين، و الجيم زائدة، و إنَّما هو من الخَدَالة. و قد مضي ذِكره.
و منه (الخِرْنِق) و هو ولد الأرنب. و النون [زائدة]، و إنَّما سمِّي بذلك لضَعفه و لُزوقِهِ بالأرض «2». من الخَرَق، و قد مَرَّ. و يقال أرضٌ مُخَرْنِقةٌ. و علي هذا قولهم: خَرنَقَتِ النَّاقةُ، إذا كثُر في جانِبئ سَنامها الشّحم حتَّي تراه كالخَرانِقِ.
و منه رجل (خَلَبُوتٌ «3») أي خَدَّاع. و الواو و التاء زائدتان، إنما هو من خَلَب.
______________________________
(1) الخشخشة: صوت السلاح. و قد أهمل ابن فارس هذا الأصل في مادة (خش) و جعله هنا أصلا.
(2) في الأصل: «و لزوم بالأرض». و انظر مادة (خرق).
(3) و يقال أيضا «خلبوب» بالتاء الموحدة في آخره.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 249
و منه (الخَنْثَر «1»): الشَّئ الخسيس يبقَي من متاعِ القوم في الدار إذا تحمَّلوا. و هذا منحوتٌ من خَنَثَ و خثر. و قد مرَّ تفسيرهما.
و منه (المُخْرَنْطِم): الغضبان. و هذه منحوتةٌ من خطم و خرط؛ لأنَّ الغَضُوب خَرُوطٌ راكبٌ رأسَه. و الخَطْم: الأنف؛ و هو شَمَخ بأنفِه. قال الراجز في المخْرنْطِم:
يا هَيْ‌ءَ مالي قَلِقَتْ مَحَاوِرِي «2» و صار أمثالَ الفَغَا ضرائرِي «3»
مُخْرَنْطِماتٍ عُسُراً عَوَاسِرِي
قوله قلقت محاوِري، يقول: اضطربَتْ حالي و مصايِر أمري. و الغَفَا: البُسر الأخضر الأغبر. يقول: انتفخن من غضبهن. و مخرنطِمات: متغضِّبات. و عواسِرِي:
يطالبْنَني بالشي‌ء عند العُسْر. و (المخرَنْشِم) مثل المخرنطم، و يكون الشين بدلًا من الطاء.
و من ذلك (خَرْدَلْتُ) اللحم: قَطْعته و فرّقته. و الذي عندي في هذا أنّه مشبَّه بالحبّ الذي يسمّي الخَرْدَل، و هو اسمٌ وقع فيه الاتّفاق بين العرب و العجَم، و هو موضوعٌ من غير اشتقاق. و من قال (خَرْذَل) جعل الذال بدلًا من الدال.
و (الخُثَارِمُ): الذي يتطيَّر، و الميم زائدةٌ لأنّه إِذا تطيّر خَثِرَ و أقام. قال:
و لستُ بهيَّابٍ إذا شَدَّ رحلَه يقول عَدانِي اليومَ واقٍ و حاتمُ
______________________________
(1) فيه خمس لغات، يقال بفتح الحاء و النون مع كسر الثاء و فتحها، و كجعفر، و زبرج، و قنفذ
(2) يا هي‌ء ما لي: كلمة أسف و تلهف. قال الجميح:
يا هي‌ء ما لي من يعمر يفنه مر الزمان عليه و التقليب
(3) هذا البيت في اللسان (فغا).
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 250
و لكنّني أَمضِي علي ذاك مُقْدِماً إذا صَدَّ عن تلك الهَناتِ الخُثارِمُ «1»
و منه (الخُلابِس): الحديثُ الرّقيق. و يقال خَلْبَسَ قلبَه: فَتَنَه. و هذه منحوتةٌ من كلمتين: خلَب و خَلس، و قد مضي.
و من ذلك (الخنْثَعْبَة «2») الناقة الغزيرة. و هي منحوتةٌ من كلمتين من خَنَثَ و ثَعَبَ، فكأنّها ليّنة انخِلْف يَثْعَبُ باللبن ثَعْباً.
و منه (الخُضَارِع «3») قالوا: هو البخيل «4». فإن كان صحيحاً فهو من خضع و ضرع، و البخيل كذا وصفُه.
و منه (الخَيْتَعُور)، و يقال هي الدُّنيا. و كلُّ شي‌ءِ يتلوَّنُ و لا يدوم علي حالٍ خيتعورٌ. و الخَيتعور: المرأة السِّيئة الخُلُق. و الخَيتعور: الشّيطان. و الأصل في ذلك أنَّها منحوتةٌ من كلمتين: من خَتَرَ و خَتَعَ، و قد مضي تفسيرهما.
و منه (الخَرْعَبَة) و (الخُرْعُوبة)، و هي الشابَّة الرَّخْصَة الحَسنة القَوام. و هي منحوتةٌ من كلمتين: من الخَرَع و هو اللِّين، و من الرُّعْبوبة «5»، و هي النّاعمة.
و قد فُسّر في موضعه. ثم يُحمَل علي هذا فيقال جَمَلٌ خُرْعُوبٌ: طويلٌ في حُسْن خَلْق. و غُصْنٌ خُرْعُوبٌ: مُتَثَنٍّ. [قال]:
______________________________
(1) الشعر لخثيم بن عدي، المعروف بالرقاص الكلبي. انظر الحيوان و حواشيه (3: 437).
(2) الخشعبة، بتثليث الخاء مع سكون النون و العين و فتح الثاء. و في الأصل: «الخثعبة» تحريف.
(3) في الأصل: «الخثارع»، صوابه بالضاد المعجمة، كما في الجمهرة (3: 394) و اللسان و القاموس.
(4) الأدق في تفسيره ما ورد في اللسان: «البخيل المتسمح و تأبي شيمته السماحة». و في الجمهرة و القاموس: البخيل المتسمح». و أنشد في الجمهرة و اللسان:
خضارع رد إلي أخلاقه لما نهته النفس عن إنفاقه
(5) في الأصل: «الرعوبة»، تحريف.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 251
* كخُرْعُوبَة البانَةِ المُنْفَطِرْ «1» *
و منه (خَرْبَقَ) عملَه: أفسَده. و هي منحوتةٌ من كلمتين من خَرَب و خَرِق.
و ذلك أنّ الأخرقَ: الذي لا يُحسن عمله. و خَرَبَه: إذا ثَقَبه. و قد مضي.
و أمَّا قولهم لذكَر العَناكب (خَدَرْنَق) فهذا من الكلام الذي لا يُعوَّل علي مثله، و لا وجه للشُّغْل به.
و [أمّا] قولهم للقُرطِ (خَرْبَصِيص) فالباء زائدة، لأنّ الخُرص الحَلْقة.
و قد مرَّ. قال في الخربصيص:
جَعَلَتْ في أَخْراتِها خَرْبصيصاً مِنْ جُمَانٍ قد زان وجهاً جميلا «2»
و يقولون (خَلْبَصَ) الرّجُلُ، إذا فرّ. و الباء فيه زائدة، و هو من خَلَصَ. و قال:
لمّا رآنِي بالبَرَاز حَصْحَصا في الأرض منِّي هرَباً و خَلْبَصَا «3»
و يقولون (الخَنْبَصَة): اختلاط الأمر. فإن كان صحيحاً فالنون زائدة، و إنّما هو من خبص، و به سُمِّي الخَبيص.
و (الخُرطُوم) معروف، و الراء زائدة، و الأصل فيه الخطم، و قد سرّ. فأمّا الخمر فقد تُسمَّي بذلك. و يقولون: هو أوّلُ ما يَسِيل عند العَصْر. فإن كان كذا فهو قياسُ الباب؛ لأنّ الأوّلَ متقدِّم.
و من ذلك اشتقاقُ الخَطْم و الخِطام. و من الباب تسميتُهم سادةَ القوم الخراثيمَ.
______________________________
(1) لامرئ القيس في ديوانه 8 و اللسان (خرعب، بره). و صدره:
* برهرهة رودة رخصة*
(2) الأخرات: جمع خرت، بالضم و الفتح، و هو الثقب في الأذن. و في الأصل: «أخراصها» محرف.
(3) الرجز لعبيد المري، كما في اللسان (خلبص).
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 252
و من ذلك (الخُنْطُولة): الطائِفة من الإبل و الدَّوابّ و غيرِها. و الجمع خناطيل قال ذو الرُّمَّة:
دَعَتْ مَيّةَ الأعْدَادُ و استبدَلَتْ بها خَناطِيلَ آجالٍ من العِينِ خُذَّلِ «1»
و النون في ذلك زائدة؛ لأنّ في الجماعات إذا اجتمعتْ الاضطرابَ و تردُّدَ بعضٍ علي بعض.
و من ذلك (تَخَطْرَفَ) الشَّي‌ءَ، إذا جاوزَه. و هي منحوتةٌ من كلمتين:
خطر و خطف؛ لأنّه يَثِبُ كأنّه يختطِف شيئاً. قال الهُذَليّ «2»:
فماذا تَخَطْرَف من حالقٍ و من حَدَبٍ و حِجابٍ وَجالِ «3»
و من ذلك (الخُذْروف)، و هو السَّريع في جَرْيِه، و الرّاء فيه زائدة، و إنَّما هو من خَذَف، كأنّه في جريه يتخاذف، كما يقال يتقاذَفُ إذا ترامَي. و الخُذْروف:
عُوَيْدٌ أو قصبةٌ يُفْرض في وسطه «4» و يشدُّ بخيطٍ إذا مُدّ دارَ «5» و سمعتَ له حفيفا.
و من ذلك تركت اللّحمَ خَذَاريفَ، إذا قطّعته، كأنَّك شبَّهتَ كلَّ قطعةٍ منه بحصاةِ خَذْف.
و أمَّا (الخَنْدَريس) و هي الخمر، فيقال إنّها بالرومية، و لذلك لم نَعْرِض لاشتقاقها. و يقولون: هي القديمة؛ و منه حنطةٌ خندريسٌ: قديمة.
______________________________
(1) ديوان ذي الرمة 503 و اللسان (خنطل، عدد). دعتها الأعداد، أي ارتحلت إلي حيث الأعداد، و هي المياه التي لا تنقطع، واحدها عد. استبدلت بها؛ أي استبدلت الدار بمية تلك الوحوش. و سيعيد إنشاده في (دعو).
(2) هو أمية بن أبي عائذ الهذلي. و قصيدة البيت في شرح السكري 180 و نسخة الشنقيطي 97.
(3) الحدب، بالمهملة: المكان المشرف. و الحجاب: ما حجبك و ارتفع. و في الأصل: «جدب و حجال»، صوابه من أشعار الهذليين.
(4) يفرض، أي يحز. و في الأصل: «يعرص» صوابه بالفاء كما في المجمل و اللسان.
(5) و كذا في المجمل و اللسان في موضع. و في موضع آخر: «فإذا أمر دار».
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 253
و (المُخْرَنْيِق): الساكت، و النون و الباء زائدتان، و إنما هو من الخَرَق و هو خَرَق الغزال [و لُزوقُه «1»] بالأرض خوفاً. فكأنَّ الساكت خَرِقٌ خائفٌ.
و يقولون: ناقةٌ بها (خَزْعال «2»)، أي ظَلْعٌ. و هذه منحوتةٌ من كلمتين:
من خَزَل أي قطع، و خَزعَ أي قطع. و قد مرّا.
و مما وُضِع وضعاً و قد يجوز أن يكون عند غيرنا مشتقّا. رجلٌ (مُخَصْرم الحسبِ، و هو الدعِيُّ. و لحمٌ مخضْرَم: لا يُدرَي أمن ذكرٍ هو أو من أنثي.
و منه المرأة (الخَبَنْداةُ «3»)، و هي التامَّة القَصَب.
و (الخَيْعل): قميصٌ لا كُمَّيْ له. قال تَأَبّط «4»:
* عَجوزٌ عليها هِدْمِلٌ ذاتُ خَيْعَلِ «5» *
و (الخناذيذ) الشّماريخ من الجِبال الطِّوال. و الخنذيذ: الفَحْل.
و الخنذيذ: الخَصِيُّ.
و (الخَنْشَلِيل): الماضي.
و (الخَنْفَقِيق): الداهية. و (الخُوَيْخِيَة): الداهية. قال:
و كلُّ أُناسٍ سوف تَدخُل بينَهم خُوَيْخِيَةٌ تصفرُّ منها الأناملُ «6»
______________________________
(1) التكملة مما سبق في (خرق) و كذا (الحرنق) ص 248.
(2) هو أحد ما جاء علي فعلان مفتوح الفاء من غير ذوات التضعيف. و الآخر «القهقار» حكاء ثعلب. انظر اللسان (خزعل) و المزهر (2: 52)
(3) يقال خنداة و بخنداة أيضا بمعناه.
(4) يريد تأبط شرا. انظر ما سبق في حواشي ص 200 من هذا الجزء.
(5) صدره كما سبق في الحواشي
* نهضت إليها من جثوم كأنها*
(6) للبيد في ديوانه 28 طبع 1881 و اللسان (خوخ).
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 254
و (الخُنْزُوانة): الكِبْر. و (الخَيزُرانة): سُكّانُ السّفينة.
و (الخازِبازِ): الذُّبابُ، أو صوتْه. و الخَازِبازِ: نَبْتٌ. و الخازباز:
وجعٌ يأخُذ الحلق. قال:
* يا خَازِبازِ أَرْسِلِ الَّلهازِمَا «1» *
و (الخَبَرْنَجُ): الحَسَن الغِذاء.
و مما اشتُقَّ اشتقاقاً قولُهم للثَّقيل «2» الوخِم القبيح الفَحَج (خَفَنْجَلٌ). و هذا إِنَّما هو من الخفج و قد مضي، لأنّهم [إِذا] أرادوا تشنيعاً و تقبيحاً زادوا في الاسم.
و ممّا وضِع وضْعاً (الخَرْفَجَة): حُسْنُ الغِذاء. و سَرَاويلُ مُخَرْفَجَةٌ، أي واسعة.
و أمّا (الخَيْسَفُوجة): سُكَّان السَّفينة، فمن الكلام الذي لا يُعَرَّج علي مِثله.
و أمّا قولُهم للقديم (خُنَابِسٌ) فموضوعٌ «3» أيضاً لا يُعرف اشتقاقُه. قال:
* أتَي اللّٰهُ أنْ أَخْزَي و عِزٌّ خُنابِسُ «4» *
و اللّٰه أعلمُ بالصَّواب
تم كتاب الخاء
______________________________
(1) البيت في اللسان (خوز).
(2) في الأصل: «الثقل».
(3) في الأصل: «فموضع»، تحريف.
(4) للقطامي في ديوانه 28 و اللسان (خنبس). و صدره:
* و قالو عليك ابن الزبير فلذبه*
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 255‌

كتاب الدّال

باب الدال و ما بعدها في المضاعف و المطابق

در

الدال و الراء في المضاعف يدلُّ علي أصلين: أحدهما تولُّد شي‌ء عن شي‌ء، و الثاني اضطرابٌ في شي‌ء
فالأوّل الدَّرُّ دَرُّ اللَّبَن. و الدِّرّة دِرّة السّحاب: صَبُّه. و يقال سَحابٌ مِدْرارٌ و من ذلك قولهم: «للّٰه دَرُّه»، أي عمله، و كأنّه شُبِّه بالدَّر الذي يكونُ من ذوات الدّرّ. و يقولون في الشَّتْم: «لا دَرّ دَرُّه» أي لا كَثْر خَيره. و من الباب: دَرّت حَلُوبةُ المسلمين، أي فَيْئُهم و خَراجهم. و لهذه السُّوق دِرَّة، أي نَفَاق، كأنّها قد دَرَّت. و هو خلاف الغِرار. قال:
ألا يا لَقومي لا نَوَارُ نَوارُ و لِلسُّوق منها دِرَّةٌ و غِرارُ
و من هذا قولهم: استدرَّت المِعْزَي استدراراً، إذا أرادت الفحلَ، كأنّها أرادت أنْ يَدرَّ لها ماءُ فَحْلِها.
و أمّا الأصل الآخرُ فالدّرِيرُ من الدوابّ: الشديدُ العَدْو السريعُهُ. قال:
دَرِيرٌ كَخُذْرُوف الوَلِيد أَدَرَّهُ تَتَابُعُ كَفَّيْه بخَيطٍ مُوَصَّلِ «1»
و الدُّرْدُرُ: مَنابت أسنانِ الصبِيّ. و هو من تَدَرْدَرَتِ اللحمةُ تَدَرْدُرّا، إذا اضطربَتْ، و دَرْدَر الصبيُّ الشَّي‌ءَ، إذا لاكَهُ، يُدَرْدِرُه.
______________________________
(1) لامرئ القيس في معلقته. و الرواية المشهورة: «أمره» بدل: «أدره».
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 256
وَ دَرَرُ الرِّيح: مَهَبُّبا. و دَرَرُ الطَّريق: قَصْدُهُ؛ لأنّه لا يخلو مِن جاء و ذاهب.
و الدُّرُّ: كبار اللّؤلؤ، سمِّي بذلك لاضطرابٍ يُرَي فيه لصفائه، كأنّه ماء يضطرب. و لذلك قال الهذليّ «1»:
فجاء بها ما شِئْتَ مِن لَطَمِيَّةٍ يَدُوم الفُراتُ فوقَها و يموجُ «2»
يقول: كأنَّ فيها ماءً يموج فيها، لصفائها و حسنها.
و الكوكب الدُّرّيّ: الثاقب المُضِي‌ء. شُبِّه بالدُّر و نُسب إليه لبياضه.

دس

الدال و السين في المضاعف و المطابق أصلٌ واحد يدلُّ علي دُخول الشي‌ء تحت خفاءِ و سِرّ. يقال دَسَسْتُ الشَّي‌ءَ في التُّراب أدُسُّه دَسًّا.
قال اللّٰه تعالي: أَ يُمْسِكُهُ عَليٰ هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرٰابِ. و الدّسّاسة: حيَّة صَمّاء تكون تحت التراب.
فأمّا قولهم دُسَّ البَعيرُ ففيه قولان، كلُّ واحدٍ منهما من قياس الباب.
فأحدُهما أن يكون به قليل من جَرَب. فإن كان كذا فلأنّ ذلك الجربَ كالشَّي‌ء الخفيف المُنْدَسَ. و القول الآخَر، و هو أن يُجعل الهِنَاءُ علي مَسَاعِرِ البعير. و من البابْ الدَّسيس «3». و قولهم: «العِرْق دَسَّاس»؛ لأنَّه يَنزِع في خَفَاءِ و لُطْف.
______________________________
(1) هو أبو ذؤيب الهذلي. انظر ديوانه 50- 62 (و اللسان، دوم).
(2) و كذا رواية الديوان 57. و في اللسان: «تدور البحار فوقها و تموج».
(3) لم يفسره. و الدسيس: إخفاء المكر. و الدسيس أيضا: من تدسه ليأتيك بالأخبار كالمتجسس.
و الدسيس: الصنان الذي لا يقلعه الدواء. و الدسيس: المشوي. و الدسيس: المرائي بعمله، يدخل مع القراء و ليس قارئا.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 257‌

دظ

الدَّال و الظاء ليس أصلًا يعوَّل عليه و لا يَنْقَاس منه. ذكروا من الخليل أنَّ الدَّظَّ الشَّلُّ «1»؛ يقال دَظظْناهم، إذا شَلَلْناهم. و ليس ذا بشي‌ءِ.

دع

الدال و العين أصلٌ واحد مُنقاسٌ مطّرد، و هو يدلُّ علي حركةٍ و دَفْع و اضطراب. فالدَّعُّ: الدفع؛ يقال دَعَعْتُه أَدُعُّه دَعًّا. قال اللّٰه تعالي: يَوْمَ يُدَعُّونَ إِليٰ نٰارِ جَهَنَّمَ دَعًّا. و الدَّعْدَعَةُ: تحريك المِكيال ليستوعب الشَّي‌ءَ.
و الدَّعْدَعةُ: عَدْوٌ في التِواء. و يقال جَفْنةٌ مدَعدَعة. و أصلُه ذاك، أي أنَّها دُعدِعَتْ حتّي امتلأتْ.
فأمّا قولُهم الدَّعْدَعَةُ زَجْر الغنم، و الدَّعدعةُ قولُك للعاثر: دَعْ دَعْ، كما يقال لَعاً، فقد قلنا: إنَّ الأصواتَ و حكاياتِها لا تكاد تنقاس، و ليست هي علي ذلك أصولًا.
و أمّا قولهم للرجل القصير دَعْدَاعٌ، فإِن صحّ فهو من الإبدال من حاءٍ «2»: دَحْدَاح.

دف

الدال و الفاء أصلان: أحدهما [يدُلّ] علي عِرَضٍ في الشَّي‌ء، و الآخَر علي سُرعة.
فالأوَّل الدَّفُّ، و هو الجَنْب. و دَفَّا البعيرِ: جنباه. قال:
له عُنُقٌ تُلْوِي بما وُصِلَتْ به و دَفّانِ يَشْتَفَّانِ كلَّ ظِعانِ «3»
و يقال سَنامٌ مُدَفِّفٌ، إذا سقَط علي دفَيِ البعير. و الدَّفّ و الدُّفّ: ما يُتلهَّي به.
و الثاني دَفّ الطّائرُ دفيفاً، و ذلك أن يَدُفَّ علي وجه الأرض، يحرِّك
______________________________
(1) جعله في اللسان لغة أهل اليمن.
(2) كلمة «من» ليست في الأصل. و في الأصل: «جاء».
(3) البيت لكعب بن زهير كما في اللسان (شفف). و هو في اللسان (ظعن) بدون نسبة و سيعيده في (شف).
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 258
جناحَيْه و رجلاه في الأرض و منه دفَّتْ علينا من بَنِي فلان دَافَّةٌ، تدِفّ دفيفا.
و دَفِيفُهم: سَيْرهم «1». و تقول: داففْتُ الرّجُلَ، إذا أجْهزْتَ عليه دِفَافاً و مُدَافَّة.
و من ذلك
حديثُ خالدِ بن الوليد: «من كان معه أسيرٌ فليُدَافَّه»
، أي ليُجْهِزْ عليه. و هو من الباب؛ لأنَّه يعجِل الموتَ عليه.

دق

الدال و القاف أصلٌ واحد يدلُّ علي صِغَر و حَقارة. فالدَّقيق:
خِلافُ الجَليل. يقال: ما أدَقَّنِي فُلانٌ و لا أَجَلَّني، أي ما أعطاني دقيقةً و لا جَليلة. و أدقَّ فُلانٌ و أجلّ، إذا جاء بالقليل و الكثير. قال:
سَحوحٍ إذا سَحَّتْ هُمُوع إذا هَمَتْ بكَتْ فأَدَقَّتْ في البُكا و أجَلَّتِ «2»
و الدّقيق: الرجل القليل الخَير. و الدَّقيق: الأمر الغامض. و الدقيق:
الطَّحين. و تقول: دققتُ الشَّيْ‌ءَ أدُقُّه دَقًّا.
و أمَّا الدَّقْدَقة فأصواتُ حوافر الدوابّ في تردُّدها. كذا يقولون. و الأصل عندنا هو الأصل، لأنَّها تدقّ الأرضَ بحوافرها دَقًّا.

دك

الدال و الكاف أصلان: أحدهما يدلُّ علي تطامُن و انسطاحٍ.
من ذلك الدكان، و هو معروف. قال العَبْدِيّ «3»:
* كدُ كّان الدّرابِنَة المَطِينِ «4» *
______________________________
(1) في الأصل: «سيرتهم»، تحريف. و في المجمل: «و دفيفهم: سير في لين».
(2) في الأصل: «هموع إذا حرات همت و ادقت»، و أصلحته مستضيئا بما سبق في مادة (جل) من الجزء الأول 418.
(3) هو المثقب العبدي. و قصيدة البيت في المفضليات (2: 88- 92).
(4) صدره كما في المفضليات و اللسان (دكك، دربن، طين):
* فأبقي باطل و الحد منها*
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 259
و منه الأرضُ الدَّكَّاءِ، و هي الأرض العريضة المستوية. قال اللّٰه تعالي:
جَعَلَهُ دَكّٰاءَ. و منه النّاقة الدّكّاء، و هي التي لا سَنامَ لها.
قال الكسائيّ: الدُّكُ من الجبال: العِراضُ، واحدها أدَكُّ. و فرس أدَكُّ الظّهر، أي عريضُهُ.
و الأصل الآخر يقرب من باب الإبدال، فكأنَّ الكاف فيه قائمةٌ مَقام القاف. يقال دكَكْت الشي‌ء، مثل دَقَقته، و كذلك دكَّكته. و منه دُكَّ الرَّجُل فهو مدكوكٌ، إذا مَرِض. و يجوز أن يكون هذا من الأوَّل، كأنَّ المرض مَدَّه و بَسَطَه؛ فهو محتملٌ للأمرين جميعاً.
و الدَّكْدَاك من الرّمل كأنه قد دُكَّ دَكًّا، أي دُق دَقًّا. قال أهلُ اللغة:
الدَّكداك من الرّمل: ما التَبَد بالأرض فلم يرتفِع. و من ذلك
حديثُ جرير ابن عبد اللّٰه حين سأله رسول اللّٰه صلي اللّٰه عليه و آله و سلم عن منزلِهِ ببِيشة، فقال:
«سَهْلٌ* و دَكْداكٌ، و سَلَمٌ و أرَاكٌ».
و من هذا الباب: دَكَكت التُّرابَ علي الميّت أدُكّه دَكًّا، إذا هِلْتَهُ عليه. و كذلك الرّكِيَّة تدفِنها. و قيل ذلك لأنَّ الترابَ كالمدقوق.
و مما شذّ عن هذين الأصلين قولهم، إن كان صحيحا: أُمَةٌ مِدَكَّةٌ:
قويّةٌ علي العمل. و من الشاذّ قولهم: أقمت عنده حولًا دَكيكا، أي تامًّا.

دل

الدال و اللام أصلان: أحدهما إبانة الشي‌ء بأمارةٍ تتعلّمها، و لآخَر اضطرابٌ في الشي‌ء.
فالأوَّل قولهم: دلَلْتُ فلاناً علي الطريق. و الدليل: الأمارة في الشي‌ء. و هو بيِّن الدَّلالة و الدِّلالة.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 260
و الأصل الآخَر قولهم: تَدَلْدَل الشَّي‌ءُ، إذا اضطرَبَ. قال أوس:
أمْ مَن لَحيً أضاعوا بعضَ أمرِهِمُ بَيْنَ القُسوط و بين الدِّينِ دَلْدَالِ «1»
و القُسوط: الجَوْر. و الدِّين: الطّاعة.
و من الباب دَلال المرأة، و هو جُرْأتها في تَغَنُّجٍ و شِكْلٍ، كأَنَّها مخالِفَةٌ و ليس بها خِلاف. و ذلك لا يكون إلّا بتمايُلٍ و اضطراب. و من هذه الكلمة:
فلانٌ يُدِلُّ علي أقرانِهِ «2» في الحرب، كالبازي يُدِلُّ علي صيده.
و من الباب الأوّل قولُ الفرّاء عن العرب: أدَلّ يُدِلّ، إذا ضَرَبَ بقَرابَةٍ «3».

دم

الدال و الميم أصلٌ واحد يدلُّ علي غِشْيان الشَّي‌ء، مِن ناحيةِ أنْ يُطْلَي به. تقول دَمْمتُ «4» الثَّوبَ، إذا طليتَه أيَّ صِبْغ، و كلُّ شي‌ءِ طُلِي علي شي‌ءِ فهو دِمام «5». فأمَّا الدّمدمة فالإهلاك. قال اللّٰه تعالي: فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ. و ذلك لِمَا غَشّاهم به من العذاب و الإهلاك. و قِدْرٌ دميمٌ:
مطلِيَّة بالطِّحال. و الدَّامَّاء: جُحْر اليربوع، لأنّه يَدُمُّه دمًّا، أي يُسَوِّيه تَسويةً.
فأمَّا قولهم رجلٌ دميمُ الوجه فهو من الباب، كأنّ وجهَه قد طلِيَ بسوادٍ أو قُبْحٍ. يقال دَمَّ وجهُه يَدِمُّ دَمامةً، فهو دميم.
و أمَّا الدَّيْمُومَة، و هي المَفَازة لا ماء بها، فمن الباب؛ لأنّها كأنَّها في استوائها
______________________________
(1) ديوان أوس بن حجر 23 و اللسان (دلل). قال: «و قوم دلدال، إذا تدلدلوا بين أمرين فلم يستقيموا».
(2) الأقران: جمع قرن، بالكسر. و في الأصل: «علي امرأته»، و هو من عجيب التحريف.
(3) في الأصل: «بقرانه»، صوابه من المجمل.
(4) في الأصل: «دمدمت»، تحريف.
(5) و يقال «دم» أيضا بتشديد الميم، للطلاء.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 261
قد دُمَّت، أي سُوِّيت تسويةً، كالشَّي‌ء الذي يُطلي بالشي‌ء. و الدَّمادِم من الأرض: رَوَاب سَهْلَةٌ.

دن

الدال و النون أصلٌ واحد يدلّ علي تطامُنٍ و انخفاض.
فالأدَنُّ: الرجل المنحنِي الظَّهر. يقال منه قد دَنِنْتَ دَنَناً. و يقال بيتٌ أدنٌ، أي متطامِنٌ. و فرسٌ أدَنّ، أي قصير اليدين. و إذا كان كذلك كان منْسجُهُ منْخفضاً «1». و من ذلك الدَّنْدَنَة، و هو أنْ تُسمَع من الرَّجل نَغْيَةٌ لا تُفْهَم، و ذلك لأنّه يخفِض صوتَه بما يقوله و يُخفيه. و منه
الحديث: «فأمَّا دَنْدَنَتُكَ و دندنةُ مُعاذٍ فلا نُحْسِنُهُمَا «2»».
و مما يقارب هذا القياسَ و ليس هو بعينه قولهم للسيف الكَليل: دَدَانٌ «3».
و مما شذَّ عن الباب الدَّيْدَن، و هي العادة.
و مما يقاس علي الأصل الأول الدّنْدِنُ، و هو ما اسودَّ من النّبات لِقدَمه.

ده

الدال و الهاء ليس أصلًا يُقاس عليه و لا يُفرَّع منه، و إنّما يجي‌ء في قولهم تَدَهْدَهَ الشي‌ءُ، إذا تدحرَج؛ فكأنَ الدَّهْدَهَةُ الصَّوتُ التي يكون منه هناك. و قد قلنا إنَّ الأصواتَ لا يُقاس عليها.
و يقولون. ما أدرِي أيُّ الدَّهْدَاءِ «4» هو، أيْ أيُّ الناس هو؟ و الدَّهْدَاه:
الصّغار من الإبل. و يقال الدَّهْدَهانُ: الكثيرُ من الإبل.
______________________________
(1) منسج الفرس، كمنبر و مجلس: ما بين العرف و موضع اللبد.
(2) هو كلام أعرابي، سأله رسول اللّه صلي اللّه عليه و سلم: «ما تقول في التشهد؟» قال:
«أسأل اللّه الجنة و أعوذ به من النار، فأما دندنتك و دندنة معاذ فلا تحسنهما».
(3) الحق أن هذه الكلمة في مادة (ددن) لا (دن).
(4) يقال أي الدهداء، و أي الدهدا، بالمد و القصر.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 262
و ممّا يدلُّ علي ما قُلناه أنّ هذا ليس أصلًا، قول الخليل في كتابه:
و أمّا قول رؤبة:
* و قُوَّلٌ إلّادَهٍ فَلَادَهِ «1» *
فإنّه يقال إنّها فارسية، حَكَي قولَ دايَتِه «2». و الذي قاله الخليل فعلي ما تراه، بعد قوله في أول الباب: دَهٍ كلمةٌ كانت العرب تتكلّم بها، إذا رأي أحدُهم ثَأرَه يقول له «يا فلانُ إلّادَهٍ فلا* دَهٍ»، أي إنّك إنْ لم تَثْأَرْ به الآن لم تثأَرْ به أبداً و في نحو ذلك من الأمر. و هذا كله مما يدلُّ علي ما قلناه.

دو

الدال و الحرف المعتل بعدها أو المهموز، قريبٌ من الباب الذي قبله. فالدَّوُّ و الدَّوِّيّة المفازة. و بعضهم يقول: إنّما سمِّيت بذلك لأنّ الخالي فيها يسمع كالدّوِيّ، فقد عاد الأمرُ إلي ما قلناه من أنّ الأصواتَ لا تُقاس.
قال الشاعر في الدَّوِّية:
وَدوِّيّةٍ قفرٍ تَمَشَّي نَعَامُها كَمَشْيِ النَّصاري في خِفاف اليَرَنْدَجِ «3»
و من الباب الدّأْدَأَةُ: السَّير السريع. و الدأداة: صوتُ وَقْع الحجارة في المَسِيل.
فأمّا الدآدئ فهي ثلاثُ ليالٍ من آخرِ الشهر، قبل ليالي المُحَاق. فله قياسٌ صحيح؛ لأن كلّ إناءِ قارَبَ أن يمتلئَ فقد تدأدأ. و كذلك هذه الليالي تكُونُ إذ
______________________________
(1) قبله كما في الديوان 166 و اللسان (دهده):
* فاليوم قد نهنهني تنهنهني*
(2) الداية: الظئر، كلاهما عربي فصيح. و في الأصل: «دابته» تحريف. و في اللسان:
«يقال إنها فارسية، حكي قول ظئره». و الظئر: المرضعة لغير ولدها.
(3) البيت للشماخ في ديوانه 11 برواية: «و داوية». و هي لغة ثالثة صحيحة. و البيت أيضا في اللسان (دوا، ردج).
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 263
قاربَ الشّهرُ أن يكمُل. فأمّا قولُ مَن قال سُمِّيت دآدِئَ لظَلمتها، فليس بشي‌ءَ و لا قياسَ له.
و أمّا الدَّوادِي فهي أراجيح الصِّبيان، و ليس بشي‌ء.

دب

الدال و الباء أصلٌ واحد صحيح مُنقاس، و هو حركةٌ علي الأرض أخفُّ من المشْي. تقول: دَبَّ دبيباً. و كلُّ ما مَشي علي الأرض فهو دابة.
و
في الحديث: «لا يَدخُل الجنَّةَ دَيْبُوبٌ و لا قَلّاع»
. يُراد بالدَّيبوب النَّمام الذي يدِب بين النّاس بالنمائم. و القَلَّاع: الذي يَشِي بالإنسان إلي سُلطانه ليَقلَعه عن مرتبةٍ له عندَه. و يقال ناقة دَبُوبٌ، إذا كانت لا تَمْشي من كثرة اللّحم إلّا دَبيبا. و يقال ما بالدار دِبيٌّ و دُبِّيٌّ، أي أحدٌ يدِبّ. و يقال طَعنةٌ دبُوب «1»، إذا كانت تَدِبُّ بالدّم. قال الهذَليّ «2»:
* بصَفْحتهِ دَبُوبٌ تَقْلِسُ «3» *
و يقال ركب فلانٌ دُبَّة فُلانٍ، و أخَذَ بدُبّته، إذا فعل مِثل فِعلِه، كأنّه حَشي مِثل مشيه. و الدُّبَّاء «4»: القَرْع. و يجوز أن يكون شاذًّا، و محتملٌ أن يكون سمِّي بذلك لملاسَته، كأنّه يَخِفُّ إذا دُحْرِجَ. قال امرؤ القيس:
______________________________
(1) في الأصل: «ناقة ربوب»، صوابه في المجمل.
(2) هو أبو قلابة الهذلي. و قصيده البيت في بقية أشعار الهذليين 15 و ديوان الهذليين نسخة الشنقيطي 106.
(3) البيت بتمامه كما في المرجعين السابقين:
و استجمعوا نفرا و زاد جنابهم رجل بصفحته دبوب نقلس
(4) اختلف اللغويون في «الدباء» فجعله الزمخشري في (دبأ) و صاحب القاموس في (دبب) و صاحب اللسان في (دبي).
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 264
إذا أقْبلَتْ قلتَ دُبَّاءَةً من الخُضْرِ مَغْمُوسَةٌ في الغُدُرْ «1»
و أمَّا الدَّبَبُ في الشّعَرِ فمن باب الإبدال؛ لأنَّ الدال فيه مبدلةٌ من زاءٍ.
و الأدْبَبُ من الإبل: الأزبُّ. و
في الحديث- إنْ صحَ-: «أيَّتُكُنَّ صاحبة الجمَل الأدْبَب «2»»
. و أمَّا الدَّبُوب، فيقال إنّه الغار البعيد القَعْر «3» و ليس هذا بشي‌ء.

دث

الدال و الثاء كلمةٌ واحدة، و هو المَطَر الضَّعيف «4»

دج

الدال و الجيم أصلان: أحدهما كشِبه الدَّبيب، و الثاني شي‌ء يُغَشِّي و يغطِّي.
فالأوّل قولهم: دَجَّ دَجيجاً «5» إذا دبّ و سَعَي. و كذلك الداجُّ الذين يسعَون مع الحاجِّ في تجاراتهم. و
في [الحديث «6»]: «هؤلاء الدّاجُّ و لَيُسوا بالحاجّ».
فأمَّا
حديث أنس: «ما تركت من حاجَةٍ و لا داجَة»
فليس من هذا الباب، لأنَّ الدَّاجَة مخفّفة، و هي إتْباعٌ للحاجَة. و أما الدَّجاجَة فمعروفةٌ؛ لأنَّها تُدَجْدِجُ، أي تَجِي‌ء و تذهَب. و الدَّجَاجة: كُبَّةُ المِغْزَل. فإِن كان صحيحاً فهو علي معني
______________________________
(1) ديوان امرئ القيس 16 و اللسان (دبي).
(2) قيل أطهر التضعيف لموازنة الكلام. و الحديث بتمامه أن رسول اللّه قال: «ليت شعري أيتكن صاحبة الجمل الأدب، تخرج فتنبحها كلاب الحوأب».
(3) ورد في المجمل و القاموس: «الدبوب: الغار القعر». و أغفله صاحب اللسان.
(4) هذا تفسير للدث بالفتح.
(5) في الأصل: «دجيجا و كذلك»، و الكلمة الأخيرة مقحمة.
(6) التكملة من المجمل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 265
التشبيه. و كذلك قولهم: لفلانٍ دَجاجة، أَي عيالٌ. و هو قياسٌ؛ لأنَّهم إليه يدِجُّون.
و أمّا الآخَر فقولهم تَدَجْدَج اللَيل: إِذا أظْلَم. و ليلٌ دَجُوجيّ. و دَجَّجت السماءُ تدجيجاً: تغيَّمت. و تدَجْدَجَ الفارسُ بشِكَّته، كأنَّه تغطَّي بها. و هو مدجّج و مدَجَّجٍ. و قولهم للقُنْفذ مُدَجَّجِ «1» من هذا. قال:
و مُدَجَّجٍ يَعدُو بشِكّته محمَرَّةٍ عيناهُ كالكَلْبِ «2»
و أمّا قولهم للنّاقة المبسطة علي الأرض دَجَوْجَاةٌ، فهو من الباب، لأنّها كأنها تُغَشّي الأرض.

دح

الدال و الحاء أصلٌ واحد يدلُّ علي اتساع و تبسُّط. تقول العرب: دحَحْتُ البيت و غيرَه، إذا وسَّعته*. و اندَحَّ بطنُه، إذا اتَّسع. قال أعرابيّ: «مُطِرْنا لليلتين بقيتا من الشّهر، فاندحَّتِ الأرضُ كَلَأً». و يقال دَحَّ الصَائدُ بيتَه، إذا جعَلَه في الأرض. قال أبو النَّجم:
* بيْتاً خَفِيًّا في الثَّرَي مَدْحُوحَا «3» *
و من الباب الدَّحْدَاح: القصير، سمّي لتطامُنِه و جُفُورِه «4». و كذلك الدُّحَيْدِحَةُ. قال:
______________________________
(1) في المخصص (8: 95): «المدجج و المدجج: الدلدل من القنافذ». و أنشد البيت.
(2) البيت لعامر بن الطفيل كما في الحيوان (1: 313). و أنشده المبرد في الكامل 609:
«و مدججا».
(3) البيت في المجمل و اللسان (دحح).
(4) الجفور: مصدر جفر، و لم يصرح اللغويون بهذا المصدر إلا في قولهم: جفر الفحل جفورا إذا عجز عن الضراب. و في الأصل: «جفون». و أراه محرفا عن «الجفور». و الجفر: الصبي إذا انتفخ لحمه و أكل و صارت له كرش.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 266
أغَرَّكِ أَنَّني رجلٌ دميم دُحَيْدِحَة و أنَّكِ عَيْطَمُوسُ «1»

دخ

الدال و الخاء ليس أصلًا يُفَرّع منه، لكنّهم يقولون:
دخدَخْنا القومَ: أذْلَلْناهم، دَخدَخةً. و ذكر الشَّيبانيّ أنَّ الدخدخة الإعياء.
فأما الدُّخُّ فقد ذُكِر في بابه، و هو الدُّخان. قال:
* عند سُعَارِ النّارِ يَغْشَي الدَّخَّا «2» *

دد

الدال و الدال كلمةٌ واحدة. الدَّدُ: اللهو و اللَّعِب.
قال رسول اللّٰه صلي اللّٰه عليه و سلم: «ما أنَا مِن دَدٍ و لا الدَّدُ مِنِّي «3»».
و يقال: دَدٌ، وَدَداً، و دَدَنٌ. قال:
أيُّها القلبُ تَعَلَّلْ بدَدَنْ إنَّ همِّي في سَمَاعٍ وَ أَذَنْ «4»
ودَد «5» - فيما يقال- اسمُ امرأةٍ. و اللّٰه أعلم.
______________________________
(1) أنشده في اللسان (دحح) برواية:
أغرك أنني رجل جليد دحيدحة و أنك علطميس
و العيطموس من النساء: التامة الحلق. و الططميس: الضخمة الشديدة.
(2) في الأصل: «يخشي الدخا» صوابه من اللسان و التاج (دخخ) و أمالي ثعلب 451 و أمالي الزجاجي 78 و الخزانة (3: 104) و قد نقل البغدادي نسبة الرجز إلي العجاج، و ليس في ديوانه المطبوع. و سيعيده ابن فارس في (درن).
(3) في الأصل: «و لا دد مني»، صوابه من المجمل و اللسان.
(4) البيت لعدي بن زيد، كما في اللسان (أذن، ددن).
(5) في كل ثنائي من أعلام الإناث لغتان: الصرف، و عدمه.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 267‌

باب الدال و الراء و ما يثلثهما

درز

الدال و الراء و الزاء ليس بشي‌ءِ، و لا أحسب العربَ قالت فيه. إلّا أَنَّ ابنَ الأعرابيّ حُكِي أنه قال: يقول العرب للسِّفْلة: هم أولادُ دَرْزَة، كما تقول للُّصوص و أشباهِهم: بنو غَبْرَاء. و أنشد:
* أولادُ دَرْزَةَ أسلموكَ و طارُوا «1» *

درس

الدال و الراء و السين أصلٌ واحد يدلُّ علي خَفاء و خفضٍ و عَفَاءِ. فالدَّرْس: الطَّريق الخفيّ. يقال دَرَسَ المنزلُ: عفا. و من الباب الدَّرِيس:
الثّوب الخَلَق. و منه دَرَسَتِ المرأةُ: حاضَت. و يقال إنَّ فرجَها يكنّي أبا أَدْرَاس «2» و هو من الحَيْض. و دَرَسْتُ الحَنْطةَ و غيرَها في سُنْبُلها. إذا دُسْتَها. فهذا محمولٌ علي أنّها جُعِلت تحتَ الأقدام، كالطَّريق الذي يُدْرس و يُمشَي فيه. قال:
* سَمْرَاءَ مما دَرَسَ ابنُ مِخْرَاقْ «3» *
و الدَّرْس: الجَرَب القليل يكون بالبَعير.
______________________________
(1) البيت لبعض الشراة، و هو حبيب بن خدرة الهلالي، يخاطب زيد بن علي، و كان خرج معه خياطون من أهل الكوفة فتركوه و انهزموا. انظر ثمار القلوب 215 و الكامل 709- 710. قال:
يا با حسين لو شراة عصابة صبحوك كان لوردهم إصدار
يا با حسين و الجديد إلي بلي أولاد درزة أسلموك و طاروا
(2) يقال أبو أدراس، و أبو دراس أيضا، بالدال المكسورة.
(3) الرجز لابن ميادة؛ كما في اللسان (درس). و قبل البيت:
* هلا اشتريت حنطة بالرستاق*
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 268
و من الباب دَرَسْتُ القُرآنَ و غيرَه. و ذلك أَنّ الدّارِسَ يتبَّع ما كان قرأ، كالسَّالك للطريق يتَتبَّعُه.
و مما شذَّ عن الباب الدِّرْوَاس: الغليظ العُنق من النّاسِ و الدّوابّ.

درص

الدال و الراء و الصاد ليس أصلًا يُقاس عليه و لا يفرَّع منه، لكنّهم يقولون الدِّرص ولدُ الفأرة، و جمعُه دِرَصَة. و يقولون: وقع القوم في أُمِّ أدْرَاصٍ، إذا وقعوا في مَهْلِكَة. و هو ذاك الأوّل؛ لأنّ الأرض الفارغةَ يكون فيها أدراص. قال:
و ما أمُّ أدراصٍ بأرضٍ مَضَلَّةٍ بأغْدَرَ مِن قيسٍ إِذا اللَّيلُ أظلما «1»
و يقولون للرّجُل إذا عَيَّ بأمرِه: «ضَلَّ دُرَبْصٌ نَفَقَهُ».

درع

الدال و الراء و العين أصلٌ واحد، و هو شئ [من اللّباس (2)] ثم يُحمَل عليه تشبيهاً. فالدِّرع دِرْعُ الحديد مؤنثة، و الجمع دُروع و أدراع. و دِرْع المرأة: قميصُها، مذكّر.
و هذا هو الأصل. ثمَّ يقال: شاةٌ دَرْعاء، و هي التي اسوَدَّ رأسُها و ابيضَّ سائرُها. و هو القياس؛ لأنَّ بياضَ سائِر بدنِها كدرعٍ لها قد لبِسَتْهُ. و منه اللَّيالي الدُّرْعَ، و هي ثلاثٌ تسودّ أوائلها و يبيضُ سائرُها، شُبِّهت بالشَّاة الدَّرْعاء.
فهذا مشبَّهٌ بمشبَّهٍ بغيره.
و مما شذَّ عن الباب الاندراعُ: التقدُّمُ في السير. قال:
______________________________
(1) ينسب البيت إلي طفيل العنوي، و لقيس بن زهير، و لشريح بن الأحوص. انظر اللسان (درس) و ملحقات ديوان طفيل ص 64.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 269
* أَمامَ الخَيْل تَنْدَرِعُ اندرَاعا «1» *

درق

الدال و الراء و القاف ليس هو عندي أصلًا يُقاس عليه.
لكن الدَّرَقَة معروفة، و الجمع دَرَق و أدْراق. قال رؤبة:
* لو صَفَّ أدْرَاقاً مَضَي من الدّرَقْ «2» *
و الدَّرْدَق: صِغار الإبل، و أطفالُ الوِلْدان.

درك

الدال و الراء و الكاف أصلٌ واحد، و هو لُحوق الشّي‌ء بالشي‌ء و وُصوله إليه. يقال أدْرَكْتُ* الشّي‌ءَ أُدْرِكُه إدراكاً. و يقال فرس دَرَكُ الطريدةِ، إذا كانت لا تَفوتُه طريدة. و يقال أدرك الغلامُ و الجارية، إذا بلَغَا. و تدارَكَ القومُ: لَحِق آخرُهم أوّلَهم. و تدارَكَ الثَّرَيَانِ، إذا أدرك الثَّرَي الثاني المَطَرَ الأوّل. فأمَّا قوله تعالي: بَلِ ادّٰارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ فهو من هذا؛ لأنَّ عِلْمَهم أدركَهم في الآخرة حين لم ينفَعْهم.
و الدّرَك: القطعة من الحَبْل تُشَدُّ في طَرَف الرّشاء إلي عَرْقُوَة الدَّلو؛ لئلَّا يأكلَ الماءُ الرِّشاء. و هو و إن كان لهذا فبِهِ تُدرَك الدَّلْو «3».
و من ذلك الدَّرَك، و هي منازِل أهل النار. و ذلك أن الجنة [درجاتٌ، و النَّار «4»] دركات. قال اللّٰه تعالي: إِنَّ الْمُنٰافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النّٰارِ، و هي منازلُهم التي يُدْرِكونها و يَلْحَقُون بها. نعوذُ باللّٰه منها!
______________________________
(1) للقطامي في ديوانه 42 برواية: «أمام الركب». و صدره:
* قطعت بذات ألواح تراها*
(2) ديوان رؤبة 108.
(3) في الأصل: «فيه تدرك الدلو».
(4) تكملة ضرورية. و في المحمل: «و النار دركات و الجنة درجات».
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 270‌

درم

الدال و الراء و الميم أصلٌ يدلُّ علي مقاربةٍ و لِين. يقال دِرْعٌ درِمَةٌ، أي ليِّنة مُتَّسقة. و الدَّرَمان: تقارُبُ الخَطْو. و بذلك سمِّي الرَّجُل دارماً.
و من الباب الدَّرَم، و هو استواءُ في الكَعْب تحت اللَّحم حتَّي لا يكونُ له حَجْم. يقال له كَعْبٌ أدْرَمُ. قال:
قامتْ تُرِيكَ خَشْيةً أن تَصْرِما سَاقاً بخَنْدَاةً و كَعْباً أدْرَما «1»
و يقال دَرِمَتْ أسنانُه؛ و ذلك إذا انسحَجَتْ و لانت غُرُوبُها.
و من هذا قولُهم أدْرَمَ الفَرَسُ، إذا سقَطَتْ سِنُّه فخرَجَ من الإثْناء إلي الإرباع. و الدَّرَّامة: المرأة القصيرة. و هو عندنا من مُقارَبَة الخطْو؛ لأنَّ القصيرة كذا تكون. قال:
مِن البِيض لا دَرَّامةٌ فَمَلِيَّةٌ تُبذُّ نِساءَ الحيِّ دَلًّا وَ مِيسَمَا «2»
ثم يشتقّ من هذا الذي ذكرناه ما بَعدَه. فبَنُو الأدرَم: قَبيلة. قال:
* إنَّ بَنِي الأَدْرَمِ لَيْسُوا مِنْ أحَدْ*
و دَرِمٌ: اسمُ رجلٍ في قول الأعشي:
* كما قِيل في الحيِّ أوْدَي دَرِمْ «3» *
و هو رجلٌ من شيبان قُتِل و لم يُدرَكْ بثأرِه‌

درن

الدال و الراء و النون أصلٌ صحيح، و هو ثقادُمٌ في الشَّي‌ء
______________________________
(1) للعجاج في ديوانه 57 و اللسان (درم، بخند) و في الديوان:
… «رهبة أن تصرما»
. (2) في الأصل و المجمل: «و مبسما»، صوابه من اللسان (درم، قملي).
(3) صدره كما في ديوان الأعشي 31 و اللسان (درم):
* و لم يود من كنت تسعي له*
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 271
مع تغيُّرِ لَون. فالدَّرِين: اليَبِيسُ الحَوْليّ. و يقال للأرض المجْدبة: أمُّ دَرِينٍ. قال:
تَعَالَيْ نُسَمِّطْ حُبَّ دعْدٍ و نَغْتَدِي سواءَيْنِ و المرعَي بأُمِّ دَرِينِ «1»
يقول: تعالَيْ نلزَمْ حُبَّنَا و أرضَنا و عَيْشَنَا.
و من الباب الدَّرَن، و هو الوسَخ. و منه دُرَيْنَةُ، و هو نعتٌ للأحمق «2». فأمّا قولُهم إنَّ الإدْرَوْنَ الأصلُ فكلامٌ قد قِيل، و ما ندري ما هُو «3».

دره

الدال و الراء و الهاء و ليس أصلًا؛ لأن الهاء مبدلة من همزة.
يقال: دَرَأ أي طلع، ثم يقلب هاءً؛ فيقال دَرَهَ. و المِدْرَه: لسان القوم و المتكلِّم عنهم‌

دري

الدال و الراء و الحرف المعتلّ و المهموز. أمّا الذي ليس بمهموزٍ فأصلان: أحدهما قَصْد الشي‌ء و اعتمادُهُ طلَباً، و الآخَر حِدَّةٌ تكون في الشَّي‌ء.
و أمّا المهموز فأصلٌ واحد، و هو دَفْع الشَّي‌ء.
فالأول قولُهم: ادّرَي بنُو فلانٍ مكانَ كذا، أي اعتمدوه بغَزْوٍ أو غارة قال:
أتتنا عامرٌ من أرض رَامٍ مُعَلَّقةَ الكنائنِ تَدَّرِينا «4»
و الدّرِيَّة: الدّابّة التي يَستَتِرُ بها الذي يَرمِي الصَّيدَ ليصيده. يقال منه دَرَبت و ادَّرَبْت. قال الأخطل:
______________________________
(1) البيت في اللسان (درن، سمط).
(2) ذكر في اللسان أنه لغة أهل الكوفة.
(3) أورد له صاحب اللسان قول القلاخ:
و مثل عتاب رددناه إلي إدرونه و لؤم أصه علي
(4) لسحيم بن وثبل الرياحي، كما في اللسان (دري)، في الأصل: «يدرينا»، تحريف
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 272
و إنْ كُنْتِ قد أقصَدْتِنِي إِذ رميتِنِي بسَهمِكِ و الرَّامي يَصِيدُ و لا يَدْرِي «1»
قال ابنُ الأعرابيّ: تدرَّيتُ الصّيدَ، إذا نظرْتَ أين هُوَ و لم تَرَهُ بَعدُ «2».
و دريتُه: ختَلْتُه
فأمّا قوله تدرَّيت، أي تعلَّمت لدريته «3» أين هو، و القياسُ واحد. يقال دَرَيتُ الشَّي‌ءَ، و اللّٰه تعالي أدرانيهِ. قال اللّٰه تعالي: قُلْ لَوْ شٰاءَ اللّٰهُ مٰا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَ لٰا أَدْرٰاكُمْ بِهِ، و فلانٌ حَسَنُ الدِّرْيَة، كقولك حسن الفِطْنة.
و الأصل الآخَر قولهم للذي يُسَرَّحُ به الشَّعَرُ و يُدْرَي: مِدرًي؛ لأنّه محدَّد.
و يقال شاةٌ مُدْرَاةٌ «4»: حديدة القَرْنَين. و يقال تَدَرَّت المرأةُ، إذا سرَّحَتْ شعرَها. و يقال إنّ المِدْرَيَيْنِ طُبِيا الشَّاةِ «5». و* قد يُستعمل في أخلاف النّاقة.
قال حُميدٌ:
* تجودُ بِمدْرَيَيْنِ «6» *
و إنّما صارا مدْرَيَيْنِ لأنّهما إذا امتَلَئَا تحدّدَ طَرَفاهما.
و أما المهموز قولهم دَرَأْتُ الشَّي‌ءَ: دفعتُه. قال اللّٰه تعالي: وَ يَدْرَؤُا عَنْهَا الْعَذٰابَ. قال:
______________________________
(1) ديوان الأخطل 128 و اللسان (دري). و قبله، و هو مطلع القصيدة:
ألا يا اسلمي يا هند هند بي بدر و إن كان حيانا عدي آخر الدهر
(2) في الأصل: «و لم يره بعده».
(3) كذا. و لعله: «دريت الشي‌ء أي علمت بدريته».
(4) هذا اللفظ و معناه لم يرد في المعاجم المتداولة سوي المجمل.
(5) و هذا اللفظ بمعناه لم يرد أيضا في المعاجم المتداولة سوي المجمل.
(6) لم أجد هذه القطعة في ديوان حميد بن ثور الذي أعده العلامة الميمي للنشر، و هو محفوظ بالقسم الأدبي بدار الكتب المصرية، و لعله من شعر حميد الأرقط.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 273
تقولُ إذا دَرَأتَ لها وَضِينِي أهذا دينُهُ أبداً و دِينِي «1»
و من الباب الدَّرِيثة: الحلقة التي يُتعلّم عليها الطَّعْن. قال عمرو «2»:
ظلِلْتُ كَأنِّي للرِّماحِ دَرِيئَةٌ أُقاتِلُ عن أبناء جَرْمٍ و فَرَّتِ
يقال: جاءَ السَّيل دَرْءا، إذا جاءَ من بلدٍ بعيد. و فلان ذُو تُدْرَأٍ، أي قويٌّ علي دفع أعدائه عن نفْسه. قال:
و قد كنتُ في الحربِ ذا تُدْرَأٍ فلم أُعْطَ شيئاً و لم أُمْنَعِ «3»
و دَرَأَ فلانٌ، إذا طَلَع مفاجَأةً، و هو من الباب، كأنّه اندرَأ بنفسه أي اندفع «4». و منه دارأْتُ فلاناً، إذا دافَعْتَه. و إذا ليّنْت الهمزة كان بمعني الخَتْل و الخِداع، و يرجعُ إلي الأصل الأوَّل الذي ذكرناه في دَرَيت و ادَّريت. قال:
فما ذا تَدّرِي الشُّعَراءُ منِّي و قد جاوزتُ حَدَّ الأربعينِ «5»
فأما الدّرْءُ، الذي هو الاعوجاج؛ فمن قياسِ الدّفْع؛ لأنّه إذا اعوجَّ اندفَعَ
______________________________
(1) البيت للمثقب العبدي، كما في اللسان (دأر، و ضمن). و قصيدته في المفضليات (2: 87- 93).
(2) عمرو بن معديكرب. و قصيدة البيت الآتي في الأصمعيات 17- 18 منسوبة إلي دريد بن الصمة. و نسبتها إلي عمرو بن معديكرب في الحماسة (1: 44- 45). و انظر الا ان (درأ).
(3) البيت للعباس بن مرداس كما في اللسان (درأ) و الخزانة (1: 73) حيث أنشد في الأخيرة قصيدة البيت.
(4) في الأصل: «إذا اندفع».
(5) لسحيم بن وثيل الرياحي، من أبيات في الأسحيات 73. و البيت في اللسان (دري).
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 274
من حدّ الاستواء إلي الاعوجاج. و طريق ذو دَرْءِ، أي كُسور و جِرَفَةٍ «1» و هو من ذلك. و يقال: أقَمْت من دَرْئهِ، إذا قوَّمْتَه. قال:
و كنّا إِذا الجَبَّار صعَّرَ خدَّه أَقَمنا له مِن دَرْئهِ فتقوَّما «2»
و يقولون: دَرَأَ البَعيرُ، إذا وَرِم ظَهْره. فإن كان صحيحاً فهو من الباب؛ لأنّه يندفعُ إِذا وَرِم. و من الباب: أدرأَتِ النّاقةُ فهي مُدْرِئٌ، و ذلك إذا أرخَتْ ضَرْعَها عند النِّتاج.

درب

الدال و الراء و الباء الصّحيح منه أصلٌ واحد، و هو أن يُغْرَي بالشّي‌ءِ و يلزمه. يقال دَرِبَ بالشّي‌ء، إذا لزِمَه و لصق به. و من هذا الباب تسميتُهم العادةَ و التّجرِبة دُرْبَة. و يقال طَيْرٌ دَوَارِبُ بالدِّماء، إذا أُغْرِيَت.
قال الشاعر «3»:
يصاحِبْنَهم حتَّي يُغِرْنَ مُغارَهم مِن الضّاريات بالدّماءِ الدّوارِب
وَ دَرْبُ المدينة معروف، فإنْ كان صحيحاً عربيًّا فهو قياسُ الباب؛ لأنّ النّاسَ يَدْرَبُون به قصداً له. فأما تَدَرْبَي الشّي‌ءُ، إذا تَدَهْدَي، فقد قيل «4».
و الدّرْبانِيّة: جنسٌ من البقر. و الدّردابُ: صوت الطبَّل. فكلُّ هذا كلامٌ ما يُدْرَي ما هو.
______________________________
(1) الجرفة، كعنبة: جمع جرف، بالضم و بضمتين، و هو ما تجرفته السيول و أكلته من الأرض.
و في الأصل: «حرفة»، تحريف.
(2) البيت للمتلمس في ديوانه ص 1 مخطوطة الشقيطي و اللسان (درأ).
(3) هو النابغة الذبياني، و البيت التالي من القصيدة الأولي في ديوانه ص 4.
(4) لم يذكر في اللسان و الجمهرة، و ذكر في القاموس مع المهموز «تدربأ».
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 275‌

درج

الدال و الراء و الجيم أصلٌ واحد يدلُّ علي مُضِيِّ الشّي‌ءِ و المُضيِّ في الشّي‌ء. من ذلك قولُهم دَرَجَ الشّي‌ءُ، إذا مَضَي لسبيله. و رجَع فُلانٌ أدراجَه، إذا رجَع في الطّريق الذي جاء منه. و دَرَجَ الصَّبيُّ، إذا مَشَي مِشْيته.
قال الأصمعيّ: دَرَجَ الرجُلُ، إذا مَضَي و لم يُخْلِفْ نَسْلًا. و مَدَارج الأكمَة:
الطُّرق المعترِضة فيها. قال:
تَعَرّضِي مَدَارِجاً و سُومِي تعرُّضَ الجَوْزاءِ للنُّجوم «1»
فأمّا الدُّرج لبعض الأصوِنة و الآلات، فإِن كان صحيحاً فهو أصلٌ آخَرٌ يدلُّ علي سَترٍ و تَغْطية. من ذلك أدْرَجْتُ الكتابَ، و أدْرَجْتُ الحَبْل. قال:
* مُحَمْلَجٌ أُدْرِجَ إدْراجَ الطّلَقْ «2» *
و من هذا الباب الثاني الدُّرْجة، و هي خِرَقٌ تُجعَل في حياء النّاقة ثم تُسَلُّ، فإِذا شمّتْها الناقةُ حسِبتْها ولدَها فعطفَتْ عليه. قال:
* و لم تُجعَلْ لها دُرَجُ الظِّئارِ «3» *

درد

الدال و الراء و الدال أُصَيْلٌ فيه كلامٌ يسير. قالدَّرَدُ من الأسنان: لصوقُها بالأسناخ و تأكُلُ ما فَضَل منها. و قد دَرِدَتْ و هي دُرْدٌ.
و رجلٌ أَدْرَدُ و امرأةٌ درداء.
______________________________
(1) الرجز لعبد اللّه ذي البجادين، دليل النبي صلي اللّه عليه و سلم كما في اللسان (درج).
(2) لرؤبة بن العجاج في ديوانه 104 و اللسان (حملج)، و قد سبق في ص 146.
(3) لعمران بن حطان. و صدره:
* جماد لا يراد الرسل منها*
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 276‌

درح

الدال و الراء و الحاء أُصَيلٌ أيضاً. يقولون للرجل القصير:
دِرْحايَة، و يكون مع ذلك ضَخْماً. قال:
* عَكَوَّكاً إذا مَشَي دِرحايَهْ «1» *
و اللّٰه أعلم.

* باب الدال و السين و ما يثلثهما في الثلاثي

دسم

الدال و السين و الميم أصلان: أحدهما يدلُّ علي سَدّ الشّي‌ء، و الآخر يدلُّ علي تلطخ الشّي‌ء بالشي‌ء.
فالأوّل الدِّسام، و هو سِدَادُ كلِّ شَي‌ء. و قال قومٌ: دَسَم البابَ: أغلَقَه و الثاني الدَّسَم معروف، و سمِّي بذلك لأنّه يلطَّخ بالشّي‌ء. و الدُّسْمة: الدّني، من الرِّجال الرديّ. و سمِّي بذلك لأنّه كالملطَّخ بالقبيح. و يقال للغادِرِ: هو دَسِم الثياب، كانّه قد لُطِّخ بقبيح. قال:
يا ربِّ إنّ الحارثَ بن الجَهْمِ «2» أَوْذَمَ حَجًّا في ثِيابٍ دُسْمِ
و من التّشبيه قولهم: دَسَمَ المطرُ الأرضَ، إذا قلَّ و لم يبلُغْ أن يُبلَّ الثَّري.
و مما شذّ عن الباب: الدّيْسَم، و هو ولد الذِّئب من الكلبة. و الدّيسم أيضاً:
______________________________
(1) الرجز لدلم أبي زعيب العيشمي، كما في اللسان (عكك). و قبله في اللسان (درج، دعك):
* إما تريني رجلا دعكايه*
(2) في اللسان (وذم، دسم):
* لا هم إن عامر بن جهم*
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 277
النبات الذي يقال له: «بُستَانْ أفْرُوز «1»». و يقال إن الدّيسمة الذَّرّة «2»

دسوا

الدال و السين و الحرف المعتل أصلٌ واحد يدلُّ علي خَفاءِ و سَتْر. يقال دَسَوْتُ الشّي‌ءَ أدْسُوه، و دسَا يدسُو، و هو نقيض زَكَا.
فأمّا قوله تعالي: وَ قَدْ خٰابَ مَنْ دَسّٰاهٰا، فإنّ أهل العلم قالوا: الأصل دَسَّسَها، كأنَّه أخفاها. و ذلك أنّ السَّمْحَ ذا الضِّيافةِ يَنزِل بكلِّ بَراز، و بكل يَفَاع؛ ليَنْتابَه الضِّيفَانُ، و البَخيلَ لا ينزِلُ إلَّا في هَبْطَةٍ أو غامض، فيقول اللّٰه تعالي:
قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكّٰاهٰا. وَ قَدْ خٰابَ مَنْ دَسّٰاهٰا أي أخفاها، أو أغْمَضها.
و هذا هو المعوَّل عليه. غير أنّ بعضَ أهلِ العِلم قال: دَسّاها، أي أغواها و أغراها بالقَبيح. و أنشد:
و أنتَ الذي دَسّيْتَ عَمْراً فأصبحتْ حلائلُه منه أَرامِلَ ضُيَّعَا «3»

دست

الدال و السين و التاء ليس أصلًا، لأنّ الدّست الصَّحراء هو فارسيٌّ معرَّب «4». قال الأعشي:
______________________________
(1) بالفارسية. و يقال أيضا «بستان أبروز» بالباء المفخمة. معجم استينجاس 185. و لم يذكر هذا الاسم في اللسان و القاموس، مع حرص الأخير علي إيراد نظائره.
(2) الذرة: واحدة الذر، و هو صرب من صغار النمل. و قد ضبط في اللسان و القاموس بضم الذال و فتح الراء المخففة، و هو ضبط غير صحيح. انظر الحيوان (6: 380).
(3) هو لرجل من طيئ. و قد جعل في اللسان «عمرا» قبيلة من القبائل. و أنشده:
و أنت الذي دسيت عمرا فأصبحت نساؤهم منهم أرامل ضيع
(4) لم يذكر صاحب اللسان «الدست» بالمهملة، و ذكرها بالشين المعجمة فحسب، و كان أجدر به أن يذكر التي بالسين المهملة. أما صاحب القاموس فذكر المادتين. و أصلها الفارسيه بالشين المعجمة. و انظر معجم استينجاس.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 278
قد علمَتْ فَارِسٌ و حِمْيرُ و الْ أَعْرابُ بالدّسْتِ أيُّكُمْ نَزَلا «1»

دسر

الدال و السين و الراء أصلٌ واحد يدلُّ علي الدّفْع. يقال دَسَرْتُ الشّي‌ءَ دَسْرَا، إذا دَفَعتَه دَفْعاً شديدا و
في الحديث «2»: «ليس في العَنْبَر زَكاةٌ، إنما هو شئُ دسرَه البَحرُ»
، أي رماهُ و دفع به. و
في حديث عُمَر: «إنّ أخْوَفَ ما أخافُ عليكم أن يُؤخَذ الرّجلُ «3» فيُدْسَر كما تُدسَر الجَزور»
، أي يُدفَع.
و من الباب: دَسَره بالرُّمْح. و رُمْحٌ مِدْسَرٌ «4». قال:
عَنْ ذي قَدَامِيسَ لُهَامٍ لو دَسَرْ «5» برُكْنِهِ أرْكَان دَمْخٍ لَانْقَعَرْ «6»
أي لو دَفَعَهَا. و يقال للجمل الضّخْم القويّ: دَوْسَريٌّ «7». و دَوْسَر:
كتيبةٌ «8»؛ لأنّها تدفع الأعداء.
و مما شذَّ عن الباب و هو صحيحٌ: الدِّسارُ: خَيْطٌ من ليفٍ تُشَدّ به ألواحُ السَّفينة، و الجمع دُسُرٌ. قال اللّٰه تعالي: وَ حَمَلْنٰاهُ عَليٰ ذٰاتِ أَلْوٰاحٍ وَ دُسُرٍ.
و يقال الدُّسُر: المَسامير.
______________________________
(1) ديوان الأعشي 157 و اللسان (دشت) و المعرب للجواليقي 138.
(2) هو حديث ابن عباس و قد سئل عن زكاة العنبر.
(3) في اللسان: «الرجل المسلم البرئ عند اللّه».
(4) لم يذكر في اللسان و القاموس. و في المجمل: «و رجل مدسر».
(5) في المجمل و اللسان (دسر): «كهام»، تحريف. و في (قدمس): «بذي قاميس».
(6) في اللسان (دمخ): «تركته»، تحريف. و في معجم البلدان: «لا نقر»، محرف كذلك.
(7) و يقال أيضا دوسر، و دوسراني، و دواسري.
(8) اسم كتيبة كانت للنعمان بن المنذر. اللسان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 279‌

دسع

الدال و السين و العين أصلٌ يدلُّ علي الدَّفْع. يقال دسَعَ البعيرُ بِجِرَّتِه، إذا دَفَع بها. و الدَّسْع: خُروج الجِرَّة. و الدَّسِيعة: كَرَمُ فِعْلِ الرّجل في أموره. و فلانٌ ضَخْم الدَّسيعة، يقال هي الجَفْنة، و يقال المائدة. و أيَّ ذلك كانَ فهو من الدَّفْع و الإعطاء.
و منه
حديثُ رسول اللّٰه صلي اللّٰه عليه و آله و سلم، في كتابه بينَ قريشٍ و الأنصار: «إنّ المؤمنين أيديهم علي من بَغَي عليهم «1» أو ابتغَي دَسيعةَ ظُلْم»
فإنّه أراد الدّفْعَ أيضاً. يقول: ابتغي دفْعاً بظُلْم. و
في حديثٍ آخر: «يقول اللّٰه تعالي: يا ابنَ آدمَ ألَمْ أجعلْك تَرْبَعُ وَ تَدْسَع»
. فقوله تَرْبَعُ، أي تأخذ المِرباع؛ و قوله تدسع، أي تدفع و تُعِطي العطاءَ الجزيل.

دسق

الدال و السين و القاف أُصَيلٌ يدلُّ علي الامتلاء. يقال ملأت الحوضَ حَتَّي دَسِقَ، أي امتلأَ حتي ساح ماؤُهْ. و الدَّيْسق: الحوض الملآنُ.
و يقال الدَّيْسَق: تَرَقْرُق السَّراب علي الأرض.

باب الدال و العين و ما يثلثهما

دعو

الدال و العين و الحرف المعتل أصلٌ واحد، و هو أن تميل الشَّي‌ءَ إليك بصوتٍ و كلامٍ يكون منك. تقول: دعوت أدعُو دعاءَ. وَ الدَّعوة إلي الطَّعام بالفتح، و الدِّعوة في النَّسب بالكسر. قال أبو عبيدة: يقال في النَّسب دِعوة، و في الطعام دَعوة. هذا أكثرُ كلام العرب إلا عَدِيَّ الرِّباب، فإنّهم
______________________________
(1) في الأصل: «اتقي عليهم»، صوابه من اللسان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 280
ينصبون الدّالَ في النّسب و يكسرونها في الطَّعام. قال الخليل: الادِّعاء أن تدَّعِيَ حقَّا لك أو لغيرك. تقول ادَّعَي حقًّا أو باطلا. قال امرؤ القيس:
لا و أبيكِ ابنةَ العامِرِ يِّ لا يَدَّعِي القومُ أنِّي أَفِرّ «1»
و الادِّعاء في الحرب: الاعتِزَاء، و هو أنْ تقول: أنا ابنُ فُلَانٍ قال:
* و نجِرُّ في الهَيْجَا الرّماحَ و نَدَّعِي «2» *
و داعِية اللَّبن: ما يُترَك في الضَّرع ليدعُوَ ما بعدَه. و هذا تمثيلٌ و تشبيه.
في الحديث أنّه قال للحالِب: «دَعْ داعِيَةَ اللَّبن».
ثمّ يحمل علي الباب ما يُضاهِيه في القياس الذي ذكرناه، فيقولون: دَعَا اللّٰه فلاناً بما يَكرَهُ؛ أي أنزل به ذلك. قال:
* دَعَاكِ اللّٰه من ضَبُعٍ بأفْعَي «3» *
لأنَّه إذا فَعَل ذلك بها فقد أماله إليها.
و تداعَت الحِيطان، و ذلك إذا سقط واحدٌ و آخَرُ بَعده، فكأنَّ الأوَّل دعا الثاني. و ربَّما قالوا: داعَيْناها عليهم، إذا هدمْناها، واحداً بعد آخَر. و دَوَاعِي الدَّهر: صُروفه، كأنّها تُميل الحوادث. و لبني فُلانٍ أُدْعِيَّةٌ يتداعَوْن بها، و هي مثل الأغلوطة، كأنّه يدعو المسؤول إلي إخراج ما يعمِّيه عليه. و أنشد أبو عبيد عن الأصمعيّ:
______________________________
(1) ديوان امرئ القيس 4. و فيه: «فلا و أبيك» بدون الخرم.
(2) للحادرة الذبياني. انظر المفضليات (1: 43). و صدره كما فيها:
* و نقي بآمن؟؟؟ أحسابنا*
و قد سبق في (جر 1: 214). و أنشده في اللسان (جرر).
(3) نظيره في اللسان (قيس، دعا):
دعاك اللّه من قيس بأفعي إذا نام العيون سرت عليكا
و القيس: الذكر. و أنشد الجاحظ في الحيوان (1: 176/ 4: 258):
رماك من اللّه أير بأفعي و لا عافك من جهد البلاء.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 281
أُداعِيك ما مُسْتَصْحَبَاتٌ مع السُّرَي حِسانٌ و ما آثارُها بحِسانِ «1»
و من الباب: ما بالدَّار دُعْوِيٌّ، أي ما بها أَحَدٌ، كأنّه ليس بها صائحٌ يدعُو بصِياحه.
و يُحمَل علي الباب مجازاً أنْ يقال: دعا فُلاناً مَكَانُ كذا، إذا قَصَد ذلك المكان، كأنَّ المكانَ دعاه. و هذا من فصيح كلامهم. قال ذو الرّمّة:
دَعَتْ مَيَّةَ الأعدادُ و استبدلَتْ بها خَناطِيلَ آجالٍ من العِين خُذَّلِ «2»

دعق

الدال و العين و القاف أصلٌ واحد يدلُّ علي التأثير في الشَّي‌ءِ و الإذلال له. يقال للمكان الذي تَطَوُّه الدوابُّ و تؤثِّر فيه بحوافرها: دَعَقٌ.
قال رُؤبة:
* في رَسْمِ آثارٍ و مِدْعاسٍ دَعَقْ «3» *
و من الباب: شَلَّ إبلَهُ شَلًّا دَعْقاً، إذا طرَدَهَا. و أعارَ عارةً دعقا. و خيلٌ مَدَاعِيق. قال:
* لا يَهُمُّون بإِدْعاقِ الشَّلَلْ «4» *

دعك

الدال و العين و الكاف أصلٌ واحد يدلُّ علي تمريس الشي‌ء. يقال دَعَكَ الجِلْد و غيرَه، إذا دَلَكَه. و تداعَكَ الرَّجُلانِ في الحرب،
______________________________
(1) في المجمل و اللسان (دعا): «ما مستحقبات».
(2) سبق البيت في ص 252.
(3) ديوان رؤبة 106 و اللسان (دعق، دعس).
(4) البيت للبيد، و ليس في ديوانه، و سيعيده في (شل، عور). و هو في اللسان (دعق). و في البيت كلام. و صدره:
* في جميع حفاطي عوراتهم*
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 282
إذا تحرَّش كلُّ واحدٍ منهما بصاحبه. و يقولون: الدُّعَكُ، علي فُعَلٍ: الرجلُ الضَّعيف. و أنشدوا الحسان «1»:
* و أنت إذا حارَبُوا دُعَكْ «2» *

دعم

الدال و العين و الميم أصلٌ واحد، و هو شي‌ء يكون قياماً لشي‌ءِ و مِساكاً. تقول: دَعَمْتُ الشّي‌ءَ أدعِمُهُ دَعْماً، و هو مدعومٌ. و الدِّعامتانِ:
خشبَتَا البَكَرة. و دِعامةُ القوم: سيِّدهم. و يقال لا دَعْم بِفلانٍ، أي لا قُوَّةَ له و لا سِمَنَ. قال الراحز:
لا دَعْمَ بي لكن بِلَيْلَي الدَّعْمُ جاريةٌ في وَرِكَيْها شَحْمُ «3»
و دُعْميٌّ: اسمٌ مشتقٌّ مِن هذا.

دعب

الدال و العين و الباء أَصلٌ يدلُّ علي امتدادٍ في الشي‌ء و تَبَسُّط. فالدُّعْبُوب: الطريق السهل. و ربَّما قالوا: فرسٌ دُعْبُوبٌ، إذا كان مديداً. و قياس الدُّعابة من هذا؛ لأنّ ثَمَّ تسُّطاً و تندُّحاً.

دعث

الدال و العين و الثاء كلمةٌ واحدة «4» و هي الدِّعْثُ* و هو الحقد.
______________________________
(1) البيت التالي ليس في ديوان حسان. و نسبه في اللسان (دعك) إلي عبد الرحمن بن حسان يقوله في ولد لعمرو بن الأهّم كان مليح الصورة و فيه تأنيث.
(2) جزء من بيت. و هو و سابقه:
قل للذي كاد لولا خط لحيته يكون أنثي عليه الدر و المسك
هل أنت إلا فتاة الحي إن أمنوا يوما و أنت إذا ما حاربوا دعك
(3) البيتان في اللسان (دعم).
(4) الحق أن في المادة كلمات و معاني كثيرة. منها الوطء الشديد، و أول المرض. و هذان بالفتح. و الدعث، بالكسر: بقية الماء في الحوض.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 283‌

دعج

الدال و العين و الجيم أصلٌ واحد يدلُّ علي لونٍ أسودَ.
فمنه الأدعَج، و هو الأسْوَد. و الدَّعَج في العين: شِدَّة سوادها في شدَّة البياض.

دعد

الدال و العين و الدال ليس بشي‌ء. و ربَّما سَمَّوا المرأة «دَعْدَ».

دعر

الدال و العين و الراء أَصلٌ واحد يدلُّ علي كراهةٍ و أذًي، و أصله الدُّخَان؛ يقال عُودٌ دَعِرٌ، إذا كان كثيرَ الدُّخان. قال ابنُ مُقبِل:
باتَتْ حواطِبُ لَيلَي يلتمسْن لها جَزْل الجذَي غَيْرَ خَوَّارِ و لا دَعِرِ «1»
و من ذلك اشتقاق الدَّعارة في الخُلقُ. و الدَّعَر: الفَساد. و الزَنْد الأدْعُر:
الذي قُدِح به مِراراً فاحتَرَقَ طَرَفُه فصار لا يُورِي. و داعِرٌ: فحل تنسب إليه الداعِرِيّة

دعز

الدال و العين و الزاء ليس بشي‌ءِ، و لا مُعَوَّلَ علي قول من يقول: إنّه الدَّفْعُ و النِّكاح.

دعس

الدال و العين و السين أُصَيلٌ و هو يدلُّ علي دفْع و تأثيرٍ فالمداعَسَة: المطاعَنَة؛ لأنّ الطّاعن يدفَع المطعونَ. و رُمْحٌ مِدْعَسٌ و رِماحٌ مداعِسُ. و الدَّعْس: النِّكاح؛ و هذا تشبيهٌ. و الدَّعْس: الأثر، و هو ذاك؛ لأنَ المؤثِّر يدفع ذلك الشي‌ءَ حين يؤثَّر فيه.

دعص

الدال و العين و الصاد أصلٌ يدلُّ علي دِقّة و لين.
______________________________
(1) البيت في اللسان (دعر، جذا).
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 284
فالدِّعْصُ: ما قلَّ و دقَّ من الرمل. و الدّعصاء: الأرضُ السَّهْلة. و من الباب:
تَدَعَّصَ اللَّحمُ، إذا بالغ في النُّضْجِ. و يقولون أدْعَصَه الحَرُّ، إذا قتلَه، كأنَّه أنضجَه فقتَله.

دعض

الدال و العين و الضاد ليس بشي‌ء «1».

دعظ

الدال و العين و الظاءِ ليس بشي‌ء. و يقولون: الدَّعظ:
النِّكاح «2».

باب الدال و الغين و ما يثلثهما

دغل

الدال و الغين و اللام أصلٌ يدلُّ علي التباسٍ و التواءِ مِن شيئين يتدَاخلان. من ذلك الدَّغَلُ، و هو الشَّجَر الملتفّ. و منه الدَّغَل في الشَّي‌ء، و هو الفساد. و يقولون أَدْغَلَ في الأمر، إذا أدْخَلَ فيه ما يخالِفُه.

دغم

الدال و الغين و الميم أصلان: أحدُهما من باب الألوان، و الآخر دخولُ شي‌ءِ في مَدْخَلٍ ما.
فالأوَّل الدُّغمة في الخيل: أن يخالِف لونُ الوجه لونَ سائر الجسَد. و لا يكون إلا سَواداً. و من أمثال العرب: «الذِّئْبُ أدْغَمُ». تفسير ذلك أنَّه أدغَمُ ولَغَ أو لم يَلَغْ. فالدُّغْمة لازمةٌ له، فربَّما قيل قد وَلَغَ و هو جائع. يضرب هذا مثلًا
______________________________
(1) هي مادة أهملت، و لم ترد في المعاجم المتداولة، و مثلها كثير، و لست أدري لم رسم لها، مخالفا بذلك عادته.
(2) في الأصل: «و يقولون لولد النكاح عظ»، و هذا تحريف ناشئ من اضطراب عين الناسخ حيث زاد الواو، و أخر «عظ» عن موضعها بعد الدال.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 285
لَمنْ يُغْبَط بما لم ينَلْه. و من هذا الباب دَغمَهم الحرُّ، إذا غشِيَهم؛ لأنّه يغيِّر الألوان.
و الأصل الأخر: قولُهم أدغَمْتُ اللِّجام في فم الفرس، إذا أدخَلْتَه فيه. و منه الإدغام في الحُروف. و الدَّغْم: كَسْرُ الأنف [إلي «1»] باطنِه هَشْماً.

دغر

الدال و الغين و الراء أصلٌ واحد، و هو الدَّفْع و التَّقَحُّمُ في الشَّي‌ء،
قال رسول اللّٰه صلي اللّٰه عليه و آله و سلم للنِّساء: «لا تُعذَّبْنَ أولادَكُنَّ بالدَّغْرِ».
فالدَّغْر: غَمْزُ الحَلْق من العُذْرة «2»، و العُذْرة: داءٌ يَهِيج في الحَلْق من الدَّم، و يقال هُوَ مَعْذُور. قال جرير:
غَمَزَ ابنُ مُرَّة يا فَرزْدَقُ كَيْنَها غَمْزَ الطّبيبِ نغَانِغَ المَعذُورِ «3»
و دَغَرْت القومَ، إذا دخَلْتَ عليهم. و كلامٌ لهم، يقولون: «دَغْراً لا صَفًّا «4»»، يقول: ادْغُروا عليهم، لا تُصَافُّوهُم. و الدَّغرة: الخَلْسَة؛ لأنَّ المختِلس يدفع نفْسَه علي الشّي‌ء. و
في الحديث: «لا قَطْعَ في الدَّغْرة»

دغص

الدال و الغين و الصاد، كلمةٌ تقال للَّحْمة التي تموج فوق رُكبة البَعير: الدّاغصة.

دغش

الدال و الغين و الشين ليس بشي‌ء. و هم يَحْكُون:
دَغَشَ عليهم «5».
______________________________
(1) التكملة من المجمل و اللسان.
(2) فسر الحديث في اللسان بهذا التفسير و بتفسير آخر فانظره.
(3) ديوان جرير 194 و اللسان (عذر، كين)، و سيعيده في (عذر، كين، نغ).
(4) يقال أيضا «دغري لا صفي»، كلاهما بوزن دعوي.
(5) ذكر في اللسان أنها لغة يمانية. و قد خالف ابن فارس نهجه في إيراد هذه الماده بعد سابقتها و قد جري علي هذه المخالفة في المجمل أيضا.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 286‌

دغف

الدال و الغين و الفاء ليس بشي‌ء، إلّا أنّ ابنَ دُريد «1» زعم أنّ الدَّغْف الإكثارُ من أخْذ الشّي‌ء.

باب* الدال و الفاء و ما يثلثهما

دفق

الدال و الفاء و القاف أصلٌ واحد مطَّردٌ قياسُه، و هو دفْع الشَّي‌ء قُدُما. من ذلك: دَفَقَ الماء، و هو ماءٌ دافق. و هذه دُفْقَةٌ مِن ماء.
و يُحمَل قولُهم: جاءوا دُفْقَةً واحدة، أي مرَّةً واحدة. و بعيرٌ أدفَقُ، إذا بانَ مِرْفَقاه عن جَنبَيه. و ذلك أنَّهما إذا بانا عنه فقد اندفعا عنه و اندفَقا و الدِّفَقُّ، علي فِعَلٍّ، من الإبل: السريع. و مشي فلان الدّفِقّي، و ذلك إذا أسرَعَ. قال أبو عبيدة: الدِّفِقَّي أقْصَي العَنَق. و منه
حديث الزّبرقان: «تمشي الدّفِقَّي، و تجلسُ الهَبَنْقَعَة».
و يقال سيلٌ دُفَاقٌ: يملأ الوَادِي. و دَفَقَ اللّٰهُ رُوحَه، إذا دُعِي عليه بالموت.

دفل

الدال و الفاء و اللام ليس أصلًا، و إن كان قد جاء فيه الدِّفْلَي، و هو شَجَرٌ.

دفن

الدال و الفاء و النون أصلٌ واحد يدلُّ علي استخفاءِ و غموض «2». يقال دُفنَ الميّتُ، و هذه بئرٌ دَفْنٌ: ادَّفَنَتْ. فأما الأدِّفانُ فاستِخفاء العَبْد لا يريد الإباق الباتَّ. و قال قومٌ: الادّفان: إِبَاقُ العَبد و ذَهابه
______________________________
(1) في الجمهرة (2: 286).
(2) في الأصل: «استحقاق غموض»، تحريف.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 287
علي وَجهِه. و الأوَّل أجْوَد؛ لما ذكرناه من الحديث. و الداء الدَّفين: الغامض الذي لا يُهْتدَي لوَجهِه. و الدَّفُون: الناقة تَبرُكُ مع الإبل فتكونُ وَسْطَهنّ.
و الدَّفَنِيُّ: ضَربٌ من الثِّياب. و سمعتُ بعضَ أهلِ العلم يقولون: إنَّه صِبغُ يُدْفن في صِبغٍ يكون أشبَعَ منه.

دفأ

الدال و الفاء و الهمزة أصلٌ واحد يدلُّ علي خلاف البَرْد فالدِّف‌ء: خِلاف البرد. يقال دَفُؤَ يومنا، و هو دفي‌ء. قال الكلابيّ: دَفِي‌ء.
و الأوَّل أعرف في الأوقات، فأمّا الإنسان فيقال دَفِئَ فهو دفَآنُ و امرأةٌ دَفْأَي.
و ثوبٌ ذودِفْ‌ءٍ و دَفاء. و ما عَلَي فلان دِفْ‌ءٌ*، أي ما يدفئه. و قد أدفأَني كذا.
واقعُدْ في دِف‌ءِ هذا الحائط، أي كِنِّه.
و من الباب الدَّفَئيّ من الأمطار، و هو الذي يجي‌ء صيفاً. و الإبل المُدْفَأَة:
الكثيرة؛ لأنَّ بعضَها تُدفئَ بعضاً بأنفاسها. قال الأمويّ: الدِّفْ‌ء عند العرب:
نِتاج الإبل و ألبانُها و الانتفاعُ بها. و هو قوله جلَّ ثناؤه: لَكُمْ فِيهٰا دِفْ‌ءٌ وَ مَنٰافِعُ. و من ذلك
حديثُ رسول اللّٰه صلي اللّٰه عليه و آله و سلم: «لنا مِن دِفْئهم [و صِرَامِهِمْ «1»] ما سلّموا بالميثاق»
. و من الباب الدَّفَأُ: الانحناء.
و
في صفة الدّجّال: «أنّ فيه دَفَأً»
أي انحناء. فإنْ كان هذا صحيحاً فهو من القياس؛ لأنَّ كلَّ ما أدفَأَ شيئاً فلا بدّ من أن يَغْشاه و يجْنَأَ عليه «2».

دفا

الدال و الفاء و الحرف المعتل أصلٌ يدلُّ علي طولٍ في انحناء قليل فالدَّفَا: طُول جناح الطّائر. يقال طائرٌ أَدْفَي. و هو من الوُعول: ما طال
______________________________
(1) التكملة من المجمل و اللسان
(2) جنأ عليه يجنأ: أكب. و في الأصل: «بجنأ عليه»
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 288
قَرْناه. و يقال للنَّجيبة الطَّويلة العُنق: دَفْواء. و الدَّفوْاء: الشَّجَرة العظيمة الطّويلة و منه
الحديث: «أنّه أبصَرَ شجرةً دَفْواءَ تُسمَّي ذاتَ أنْواط»
. و يقال للعُقَاب دَفْواء، و ذلك لِطُول مِنقارها و عَوَجه. و يقال تَدَافَي البعيرُ تَدَافِياً، إذا سار سيراً متجافِيا.

دفر

الدال و الفاء و الراء أصلٌ واحد، و هو تغيُّر رائحةٍ. و الدَّفَر:
النَّتْن. يقولون للأَمَة: يَادَفَارِ. و الدُّنيا تسمَّي أمَّ دَفْرٍ. و كتيبةٌ دَفْرَاءِ، يُراد بذلك روائحُ حديدِها.
و قد شذت عن الباب كلمةٌ واحدة إن كانت صحيحة، يقولون: دفَرْتُ الرّجلَ عنِّي، إذا دفعْتَه «1».

دفع

الدال و الفاء و العين أصلٌ واحد مشهور، يدلُّ علي تنحيَة الشي‌ء. يقال دفعْتُ الشّي‌ءَ أدفعُه دفْعا. و دافع اللّٰه عنه السُّوءَ دِفاعا. و المدفَّع:
الفقير؛ لأن هذا يدافِعُه عند سؤالِهِ «2» إلي ذلك. و هو قوله:
و النّاس أعداءٌ لكُلِّ مدقَّعٍ صِفْرِ اليدَينِ و إخوةٌ للمُكْثِرِ
و إيّاه أراد الشَّاعرُ بقوله:
و مَضروب يئنُّ بغير ضربٍ يُطاوِحُه الطرافُ إلي الطِّرافِ «3»
و الدُّفْعة من المطر و الدّم و غيرِه. و أما الدُّفَّاع فالسَّيل العظيم. وَ كل ذلك
______________________________
(1) ذكر في اللسان أنها لغة يمانية.
(2) في الأصل: «عنه سواله».
(3) في الأصل: «تطاوحه إلي الطراب الطراب»، و فيه تحريف و تشويه. و الطراف: بيت من أدم
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 289
مشتقٌّ من أنَّ بعضَه يدفَعُ بعضاً. و المدفَّع: البعير الكريم، و هو الذي كلما جِي‌ءَ به ليُحمَل عليه أُخِّر و جِي‌ء بغيره إكراماً له. و هو في قول حُميد:
* و قرّبن للتَّرْحالِ كُلَّ مُدَفَّعٍ «1» *

باب الدال و القاف و ما يثلثهما

دقل

الدال و القاف و اللام ليس بأصلٍ يُقاس عليه، و لا له فروعٌ.
و إنَّما يقال دَقَلُ السّفينة. و الدَّقَل: أردأ التَّمْر. و ذُكِر عن الخليل، و لا أَدري أصحيحٌ عنْهُ ذلك أمْ لا: دَوْقَلَ الرّجْل لنَفْسه، إذا اختَصَّها بشي‌ءِ من المأكول.

دقس

الدال و القاف و السين قريب «2»، إلا أنَّهم يقولون: الدُّفْسَة:
دوَيْبَّة. و يقولون: دَنْقَسَ الرجُلُ دَنْقسةً، و ربَّما قالوا بالشين، إذا نظَر بمُؤْخِرِ عينَيه، و ليس هذا من أصيلِ كلام العرب. و كذلك الدال و القاف و الشين.
و ذكروا أنّ أبا الدُّقَيش «3» سُئِل عن معني كُنْيته فقال: لا أدري، هي أسماءٌ نسمعها فنتسمَّي بها. و ما أقرَبَ هذا الكلامَ من الصِّدْق. و ذكر السَّجِستانيّ أنَّ الدُّقْشَة دُوَيْبَّة رَقْطاء، و أنَّ الدَّقْش النَّقْش. و كل ذلك تعلُّلٌ، و ليس بشي‌ءُ.
______________________________
(1) في الأصل: «للرحال»، و لا يستقيم به الوزن. و في اللسان: «و قرين للأطعان» مع نسبة هذا الجزء إلي ذي الرمة. و وحدت في ديوان ذي الرمة 457:
و قرين للأحداج كل ابن تسعة تضيق بأعلاه الحوية و الرحل
(2) كذا في الأصل.
(3) أبو الدقيش: أحد الأعراب الفصحاء الذين أخذت عنهم اللغة. انظر فهرست ابن النديم 70.
قال: «أبو الدقيش القناني الغنوي». و في الأصل: «أبو الدهس»، تحريف. انظر اللسان (دقش).
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 290‌

دقم

الدال و القاف و الميم أُصَيل فيه كلمة. يقال: دَقَم أسنانَه:
كَسرها.

دقي

الدال و القاف و الياء كلمةٌ واحدة. دَقِيَ الفَصيل دَقًي، إذا بَشِمَ عن اللَّبن. و الذّكرُ دَقٍ و الأنثي دَقِيَةٌ.

دقر

الدال و القاف و الراء أصل يدل علي ضعفٍ و نقصان.
فالدَّقارير: الأباطيل. و الدواقير- فيما يقال- جمع دَوْقَرَةٍ، و هي غائطٌ من الأرض لا يُنْبِت. و الدِّقْرَارة: الرجُل النَّمَّام. و الدِّقرار: التُّبَّان. و قياسُه قياسُ الباب، لنُقْصانه.

دقع

الدال و القاف و العين أصلٌ واحد، و هو يدلُّ علي الذّلّ.
و أصله الدَّقْعاء، و هو التراب. يقال دَقَعَ الرَّجل: لَصِقَ بالتراب ذُلَّا. و
قال رسول اللّٰه صلي اللّٰه عليه و آله و سلم، للنِّساء: «إنّكُنَّ إذا جُعتُنّ دَقِعْتُنّ، و إذا شبِعتن خجِلْتُنَّ»
فالدّقَع هذا. قال الكميت:
و لَم يَدْقَعُوا عند ما نابهُمْ لوَقْعِ الحُروبِ و لم يَخْجَلُوا «1»
و المَدَاقيع من الإبل: التي تأكل النَّبْتَ حتّي تلصِقَهُ بالأرض، من الدَّقعاء «2».
و الدّاقع مِن الرّجال: الذي يطلُب مَدَاقَّ الكَسْب. و في بعض اللغات: «رماهُ اللّٰهُ بالدَّرْقَعَة»، و هي فوعلة من الدَّقَع.
______________________________
(1) سبق البيت في مادة (خجل) ص 247. و الخجل في البيت و الحديث بمعني الأشر و البطر.
(2) في الأصل: «حتي تلصق الدقعاء»، صوابه من المجمل. و في اللسان: «حتي تلصقه بالدقعاء».
لقلته».
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 291‌

باب الدال و الكاف و ما يثلثهما

دكل

«1»
الدال و الكاف و اللام أُصَيلٌ يدلُّ علي تعظُّم. يقال تدكَّل الرّجل، إذا تعظّم في نفسه، و منه الدَّكَلة: القوم لا يُجِيبون السُّلطان مِن عِزِّهم.

دكن

الدال و الكاف و النون أصَيلٌ يدلُّ علي تنضِيد شي‌ءِ إلي شي‌ء. يقال دَكَنْتُ المَتَاعَ، إذا نَضّدْتَ بعضَه فوق بعض. و منه اشتقاق الدُّكَّان، و هو عربيٌّ. قال العبديّ «2»:
فأبْقَي باطِلِي و الجِدُّ منها كدُكّانِ الدَّرابِنَةِ المَطِينِ «3»

دكع

الدال و الكاف و العين كلمة واحدة، و هي قولُهم لداءِ يأخُذُ الخيلَ و الإبلَ في صُدورها: دُكَاعٌ. قال القطاميّ:
تري مِنهُ صُدورَ الخَيلِ زُوراً كأنَّ بها نُحَازاً أو دُكاعَا «4»
و يقولون: هو السُّعال.
______________________________
(1) في الأصل: «دكم»، و الكلام في مادة «دكل» كما تري. و إليك مادة (دكم) من المجمل:
«الدكم: كسر الشئ بعضه علي بعض».
(2) هو المثقب العبدي، و قصيدة البيت في المفضليات (2: 87- 92) و منتهي الطلب (1:
299- 301).
(3) انظر المرجعين السابقين و اللسان (دكك، دربن، طين). و قد سبق إنشاده في (دك).
و بين اللغويين خلاف في أصل مادة (الدكان).
(4) ديوان القطامي ص 38 و المجمل و اللسان (دكع).
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 292‌

دكأ

الدال و الكاف و الهمزة كلمةٌ [واحدة] تَدَاكَأَ القومُ، إذا ازْدَحَمُوا.

دكس

الدال و الكاف و السين أُصَيلٌ يدلُّ علي غِشْيان الشّي‌ء بالشي‌ء. قال ابنُ الأعرابيّ. الدُّكاس: ما يَغْشي الإنسانَ من النُّعاس. قال:
كأنَّه من الكَرَي الدُّكَاسِ باتَ بِكأسَيْ قَهوةٍ يُحاسِي «1»
و يقال: الدَّوْكس: العدد الكثير. و قال: الدَّكَس: تراكُبُ الشي‌ءِ بعضه علي بعض. و ذُكر عن الخليل أنّ الدَّوْكس الأسد، فإِنْ كان صحيحاً فهو من الباب؛ لجرأته و غِشْيانِهِ* الأهوال.

باب الدال و اللام و ما يثلثهما

دلم

الدال و اللام أصلٌ يدلُّ علي طولٍ و تَهدُّل في سواد. فالأدلم من الرِّجال: الطويل الأسود؛ و كذلك هو من الجِمال و الجِبال. و زعم ناسٌ أن الدَّيلم: سوادُ اللَّيل و ظُلْمته. فأمّا قول عنترة:
* زَوْرَاءَ تَنْفِرُ عَنْ حِيَاضِ الدَّيْلَمِ «2» *
فيقال إنّهم الأعداء. فإن كان كذا فالأعداء يُوصَفون بهذا. قال الأعشي:
* هم الأعداءُ فالأكبادُ سُودُ «3» *
______________________________
(1) الرجز في المجمل و اللسان (دكس).
(2) من معلقة عنترة. و صدره:
* شربت بماء الدحرضين فأصبحت*
(3) ديوان الأعشي 215 و اللسان (سود). و صدره:
* فما أجشمت من إتيان قوم*
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 293
و قال قومٌ: الديلم مكانٌ أو قبيلٌ. و يقال: جاء بالدَّيْلَم، أي بالدَّاهية.
و هذا تشبيهٌ. و الدَّلَمُ: الهَدَلُ في الشَّفَة.

دله

الدال و اللام و الهاء أُصَيلٌ يدلُّ علي ذَهاب الشّي‌ء. يقال ذهب دَمْ فُلانٍ دَلْهاً، أي بُطْلًا. وَ دَلَّهَ عقلَه الحُبُّ و غيرُه، أي أذهب.

دلي

الدال و اللام و الحرف المعتل أصلٌ يدلُّ علي مقارَبة الشَّي‌ء و مداناتِه بسُهولةٍ ورِفْق. يقال: أدلَيْتُ الدّلوَ، إذا أرسلْتَها في البئر، فإذا نَزَعْتَ فقد دَلوْت و الدَّلْو: ضَربٌ من السَّير سهلٌ. قال:
* لا تَعْجَلا بالسَّيْرِ و ادلُوَاها «1» *
و الدَّلَاة: الدَّلوُ أيضاً، و يُجْمع علي الدِّلاء. فأمَّا قوله:
آليت لا أُعطي غلاماً أدَا دَلاتَه إنِّي أُحِبُّ الأسودا «2»
فإنّه أرد بِدَلاتِه سَجْلَه و نَصِيبَه من الوُدّ. و الأسودُ ابنْهُ.
و يقال أدلي فلانٌ بحُجَّته، إذا أتي بها. و أدلي بمالِهِ إلي الحاكم: إذا دفَعَه إليه. قال جلَّ ثناؤه: وَ تُدْلُوا بِهٰا إِلَي الْحُكّٰامِ.
و يقال دلَوْتُ إليه بفلانٍ: استشفعت به إليه. و من ذلك
حديث عمر في استسقائه بالعباس: «اللهمَّ إنّا نتقرَّبُ إليك بعَمّ نبيِّك، و قَفِيَّةِ آبائه، و كُبْرِ رِجاله.
و دلَوْنا به إليك مستَشْفِعِين».
و يحمل علي هذا قولهم: جاء فلانٌ بالدَّلْو، أي الدَّاهية. و أنشد:
______________________________
(1) الرجز في اللسان (دلا).
(2) الرجز في اللسان (دلا).
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 294
يحمِلْن عَنْقَاءَ و عَنْقَفِيرا «1» و الدَّلْو و الدَّيْلَمَ و الزَّفيرا «2»
و يقال: دَالَيتُ الرّجلَ، إذا داريتَه «3». و يقال هو دَلَّاءُ مالٍ، إذا كان سائِس مالٍ و خائِلَه.

دلب

الدال و اللام و الباء ليس بشي‌ء. و الدُّلْبُ فيما يقال:
شَجَرٌ «4».

دلث

الدال و اللام و الثاء أصلٌ يدلُّ علي الاندفاع. يقال لمدَافع السَّيل: المدالث؛ الواحد مَدْلَثٌ. و الناقة الدِّلاث: السريعة. يقال اندلَثَتِ النّاقةُ تنَدِلثُ اندلاثاً. و حكي بعضُهم: دلَثَ الشَّيخُ، مثل دَلَف. و يقال اندلَثَ فُلانٌ علي فُلانٍ، إذا اندرَأَ عليه و انصبَّ.

دلج

الدال و اللام و الجيم أصلٌ يدلُّ علي سَيرٍ و مَجي‌ءِ و ذَهاب.
و لعلَّ ذلك أكثرَ ما كان في خِفْيَةٍ. فالدَّلَج: سَيْر اللَّيل. و يقال أَدْلَجَ القومُ، إذا قطعوا الليلَ كلَّه سيراً؛ فإِنْ خرَجُوا مِن آخِر الليل فقد ادَّلجوا، بتشديد الدال.
و يقال إنَّ أبا المُدْلِج «5» القُنْفذ، و يزعُمون أنَّ أكثرَ حركِته باللَّيل. و الدَّوْلج:
______________________________
(1) في الأصل: «و عقنقيرا»، صوابه في اللسان (عنق، خشب، دلا، دلم، زفر)، و أمالي ثعلب 589.
(2) في الأصل: «و الزقرا»، صوابه من المواضع السابقة.
(3) في الأصل: «دارأته»، صوابه من اللسان.
(4) في الأصل: «الشجر»، صوابه من المجمل.
(5) يقال للقنفذ «مدلج» و «أبو مدلج» ذكرهما في القاموس، و لم يذكر في المجمل و اللسان إلا الأول.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 295
السَّرب. و الدَّوْلَج: كِناس الوحشيّ. و هو قياسُ الباب؛ لأنّهما يُستخفَي فيهما.
ثم يُحمَل علي الباب، فيقال للذي يأخذ الدَّلومن رأس البئر إلي الحوض: الدَّالج، و ذلك المكان المَدْلَج. و الفِعل دَلَج يَدْلُجُ دُلُوجا «1». قال:
كأنَّ رِماحَهُم أَشْطَانُ بِئْرٍ لها في كلِّ مَدْلَجةٍ خُدودٌ «2»
و أمَّا قولُ السَّمَّاخ:
و تشكو بعَينٍ ما أكلَّ ركابَها و قيلَ المَنادِي أصبَحَ القومُ أدْلِجِي «3»
فإِنّه حكَي صوتَ المنادِي، أنّه كان مرّةً ينادي: أصبَحَ القَومُ، و مرة ينادي: أدلجي «4»، يَأمُرُ بذلك.

دلح

الدال و اللام و الحاء أُصَيلٌ يدلُّ علي مَشْي و ثِقَل المحمول.
يقول العرب: دَلَحَ البعيرُ بحِمْلِهِ، إذا مشي به بِثقَل. و سَحابةٌ دَلوحٌ: كأنَّها تجرِي بمائها، و من ذلك
حديث سَلْمان: «أنّه اشتري هو و أبو الدَّرداءِ لحماً، فتدالَحَاهُ بينهما علي عُودٍ»
، أي حَمَلاه و نَهَضَا به. و يقال سحابةٌ دَلوحٌ، و سَحائب دُلَّح. قال:
بينما نَحْنُ مُرْتِعُون بفَلْجٍ قالت الدُّلَّحُ الرِّواءُ إنِيهِ «5»
______________________________
(1) و يقال أيضا دلج يدلج، بكسر اللام في المضارع، دلجا، بالفتح.
(2) ديوان عنترة 63 و اللسان (دلج).
(3) لم يرد البيت في ديوان الشماخ. و كذا ورد ضبطه في اللسان (دلج، صبح).
(4) في الأصل هنا و في متن البيت: «ادلج»، صوابه من اللسان.
(5) البيت في المجمل. و «إنيه» بكسر الهمزة و النون: كلمة تقال عند الانكار. انظر اللسان (أني 53).
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 296‌

دلس

الدال و اللام و السين أصلٌ* يدلُّ «1» علي سَتْرٍ و ظُلمة.
فالدَّلَس: دَلَسُ الظَّلام. و منه قولهم: لا يُدالِسُ، أي لا يُخادع. و منه التَّدْليس في البيع، و هو أن يبِيعَه من غير إبانةٍ عن عيبه، فكأنّه خادَعَه و أتاهُ به في ظلامٍ.
و أصلٌ آخَرُ يدل علي القِلَّة. يقول العرب: تدلَّسْتُ الطَّعامَ، إذا أخذْتَ منه قليلًا قليلًا. و أصل ذلك من الأَدْلاس، و هي من النبات رِبَبٌ «2» تُورِقُ في آخِر الصيف. يقولون: تَدَلَّسَ المالُ، إذا وقع بالأَدلاس «3».

دلص

الدال و اللام و الصاد تدلُّ علي لِينٍ و نَعْمة. فالدِّلاص:
الدِّرع الليّنة. و يقولون: دَلَصت السُّيول الصّخرةَ، كأنها ليَّنَتْها. قال:
* صَفاً دَلَصَتْهُ طَحْمَةُ السَّيلِ أخْلَقُ «4» *
و الدَّليص: البَرَّاق. و يقال اندَلَصَ الشَّي‌ءُ مِن يَدي، إذا سَقَط. و كأنَّ هذا مشتقُّ، أو تكونُ الدّالُ بدلَا من الميم، و هو من انْمَلَصَ و أَمْلصت المرأة، إذا أَسْقَطَت‌

دلظ

الدال و اللام و الظاء أَصَيلٌ يدلُّ علي الدَّفْع. يقال دَلَظْته دَلْظاً، إذا دفَعْتَه. وَ حكي بعضُهم: أقبل الجيش يَتَدَلْظَي «5»، إذا دَفَعَ بعضُه بعضاً
______________________________
(1) في الأصل: «يقال».
(2) الريب: جمع ربة بكسر الراء و تشديد الباء، و هي نبتة صيفية.
(3) الأدلاس: جمع دلس، بالتحريك. و في الأصل: «بالأدلال» محرف.
(4) لذي الرمة في ديوانه 396 و اللسان (دلص). و صدره:
* إلي صهوة تحدو محالا كأنه*
(5) في الأصل: «شد لطي»، صوابه من المحمل. و الذي و اللسان و القاموس. «ادلنظي».
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 297‌

دلع

الدال و اللام و العين أَصَيلٌ يدلُّ علي خروجٍ. تقول: دَلَعَ لسانُه: خرجَ. و دَلَمَهُ هو، إذا أخرجَه. و الدَّلِيع: الطريق السَّهل و يقال اندلَعَ بطنُه، إذا أخرج أمامَه.

دلف

الدال و اللام و الفاء أصلٌ واحد يدلُّ علي تقدُّمٍ في رِفق.
فالدّليف: المشْئ الرُّوَيد. يقال دَلَفَ دَلِيفاً؛ و هو فَوْقَ الدَّبِيب. و دلَفَت الكتيبة في الحرب. قال أبو عُبيد: الدَّلْف: التقدُّم؛ دَلَفْناهم، أي تقدَّمناهم «1». و الدَّالف:
السّهم الذي يقَع دون الغَرَض ثم ينبُو عن موضِعِه.

دلق

الدال و اللام و القاف أصلٌ واحد مطّرد، يدلُّ علي خروج الشي‌ء و تقدُّمه. فالنّاقة الدَّلوق هي التي تَكَسَّرَ أسنانُها فالماء يخرُج من فمها. و يقال اندلَقَ السَّيفُ مِنْ غِمده، إذا خرج من غير أن يُسَلّ. و اندلقت أقتابُ بَطْنه، إذا خرجَتْ أمعاؤُه. و اندلَقَ السَّيلُ علي القَوم، و اندلَقَ الجيش. قال طرفة:
دُلُقٌ في غارَةٍ مَسْفُوحَةٍ كرِعَال الطَّيرِ أسراباً تَمُرّ «2»
و ناقة دُلُقٌ: شديدة الدُّفعة. و الاندلاق: التقدُّم. و كان يقال لعُمارةَ بن زيادٍ العبسي أخِي الرّبيع: «دالق» «3».

دلك

الدال و اللام و الكاف أصلٌ واحد يدلُّ علي زَوالِ شي‌ءِ عن شي‌ء، و لا يكون إلَّا برِفْق يقال دَلَكَت الشَّمسُ: زالت. و يقال دَلَكَتْ غابت. و الدّلَكُ: وقتُ دُلوك الشَّمس. و من الباب دَلَكْتُ الشَّي‌ء، و ذلك
______________________________
(1) في الأصل: «التقديم، ولفناهم، أي تقدمنا» صوابه من المحمل و اللسان
(2) ديوان طرفة 72 و اللسان و المحمل (دلق).
(3) في القاموس و شرحه أنه سمي بذلك لكثرة غاراته
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 298
أنّك إذا فعلْتَ ذلك لم تكَدْ يدُك تستقرُّ علي مكانٍ دُونَ مكان. و الدَّلُوك:
ما يتدلَّكُ به الإنسان مِن طِيبٍ و غَيره. و الدَّلِيكُ: طعامٌ يُتَّخَذ من زُبدٍ و تَمْرٍ شبه الثّرِيد، و المدلوك: البعير الذي قد دلَكَتْه الأسفار و كَدَّتْه. و يقال بل هو الذي في رُكْبتيه «1» دَلَكٌ، أي رخاوة؛ و ذلك أخَفُّ من الطَّرَق. و فرسٌ مَدلُوك الحَجَبَةِ، أي ليس بحَجَبَتِه إشرافٌ. و أرضٌ مدلوكة، أي مأكولة؛ و ذلك إذا كانت كأنّها دُلِكَتْ دَلْكاً. و يقال الدُّلاكة آخِرُ ما يكون في الضَّرع من اللّبن، كأنّه سُمِّي بذلك لأنَّ اليد تَدْلُك الضَّرع.
قال أحمد بن فارس: إنّ للّٰه تعالي في كلِّ شي‌ء سِرًّا و لطيفةً. و قد تأمّلْتَ في هذا الباب من أوّله إلي آخرِه فلا ترَي الدّالَ مؤتلفةً مع اللام بحرفٍ ثالث إلا و هي تدلُّ علي حركةٍ و مجي‌ء، و ذَهابٍ و زَوَالٍ من مكانٍ إلي مكان، و اللّٰه أعلم «2».

باب الدال و الميم و ما يثلثهما

دمن

الدال و الميم و النون أصلٌ واحد يدلُّ علي ثباتٍ و لزوم فالدِّمْنُ: ما تَلبَّد من السِّرجين و البَعْر في مَبَاءات النَّعَم؛ و موضع ذلك الدِّمْنةُ، و الجمع دِمَن. و يقال دَمَنْتُ الأرض بذلك، مثلُ دَمَلْتُها. و الدِّمنة: ما اندفَن من الحِقْد في الصدر*. و ذلك تشبيه بما تدمَّن من الأبعار في الدِّمَن. و يقال: دمَّن فلانٌ
______________________________
(1) في الأصل: «بكيت»، تحريف.
(2) بنهاية هذه المادة ينتهي الجزء المطبوع من المجمل. و سأستمر في مقابلته بعد ذلك بالنسخة المخطوطة بدار الكتب المصرية برقم 382 لغة.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 299
فِناءَ فُلانٍ، إذا غَشِيَه و لَزِمه. و فلانٌ دِمْنُ مالٍ، مثل قولهم إزاءُ مالٍ. و إنما سُمِّي بذلك لأنّه يلازم المال. و دَمُّونُ: مكانٌ. و كل هذا قياسٌ واحد.
و أمّا الدّمَانُ، فهو عَفَنٌ يُصِيب النَّخْل، فإن كان صحيحاً فهو مشتقٌّ ممّا ذكرْناه من الدِّمْن؛ لأنّ ذلك يَعْفَنُ لا محالة.

دمث

الدال و الميم و الثاء أصلٌ واحد يدلُّ علي لينٍ و سُهولة.
فالدَّمَث: اللِّين؛ يقال دَمِث المكانُ يَدْمَثُ دَمَثاً؛ و هو دَمْثٌ وَ دَمِثٌ. و يكون ذا رَمْلٍ، و من ذلك
الحديث: «أنّ رسولَ اللّٰه صلي اللّٰه عليه و آله و سلم مال إلي دَمَثٍ، و قال: إذا بال أحَدُكُمْ فليرتَدْ لبَوْله «1»».
و الدّماثة: سُهولة الخُلُق.
و يقال دَمِّثْ لي الحديثَ، أي سهِّلْه و وَطِّئْه.

دمج

الدال و الميم و الجيم أصلٌ واحد يدلُّ علي الانطواء و السَّتر.
يقال أدمَجْت الحَبلَ، إذا أدرَجْتَه و أحكَمْتَ فَتْلَه. و قال الأصمعيّ في قول أوس:
بَكَيْتمْ علي الصُّلح الدُّماجِ و مِنْكُمُ بذِي الرِّمْثِ من وادي هُبَالة مِقْنَبُ «2»
قال: هو من دامَجَه دِماجاً، إذا وافَقَه علي الصُّلح. يقال تدامَجُوا. و يقال فلان علي دَمَجِ فُلانٍ، أي علي طريقتِه. و كلّ هذا الذي قاله فليس يَبْعُد عمّا ذكَرْناه من الخَفاء و السَّتْر.

دمخ

الدال و الميم و الخاء ليس أصلًا. إنما هو دَمْخٌ: جبلٌ، في قول القائل:
______________________________
(1) في اللسان: «و إنما فعل لئلا يرتد إليه رشاس البول».
(2) الدماج ككتاب و غراب. و البيت في ديوان أوس بن حجر ص 2. و يوم هبالة من أيامهم.
و في الديوان:
«… و لم يكن* بذي الرمث من وادي تبالة»
.معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 300
كَفَي حَزَناً أنِّي تطالَلْتُ كَيْ أَرَي ذُرَي عَلَمَيْ دَمْخ فما يُريَانِ «1»

دمر

الدال و الميم و الراء أصلٌ واحد يدلُّ علي الدُّخول في البيت و غيرِه. يقال دَمَرَ الرّجُل بيتَه، إذا دخَلَه. و فرَقَ ناسٌ بين أن يكون دخولُه بإذْنٍ أو غير إذْن، فقال أبو عُبيدٍ
في حديث النبي عليه الصلاة و السلام: «مَن اطَّلَعَ في بيتِ قومٍ بغير إذْنٍ فقد دمر»
، أي دخل. قال أبو عبيد: هذا إذا كان بغير إِذْن، فإن كان بإذنٍ فليس بدُمُور. و هذا تفسيرٌ شرعيّ، و أمّا قِياس الكلمة فما ذكرناه أوَّلًا. و منه قول أوس:
فلاقَي عليه من صُبَاحَ مُدَمِّراً لناموسه من الصَّفيحِ سقَائفُ «2»
قال الشّيبانيُّ و الأصمعيُّ: المدمِّر الداخل في القُتْرة. و يقال دَمَر القُنفذُ إِذا دخَلَ جُحْره. و قال ناسٌ: المدَمّر الصّائد يدخِّن بأوبار الإبلِ و غيرِها حتّي لا يَجد الصَّيدُ رِيحَه. و الذي عندنا أنّ المدمّر هو الدّاخلُ قُتْرتَه، فإِذا دخَلَها دَخّن.
و ليس المدمِّر من نعت المُدَخِّن، و القياس لا يقتضيه. و قال اللّٰه «3»: دَمَّرَ اللّٰهُ عَلَيْهِمْ وَ لِلْكٰافِرِينَ أَمْثٰالُهٰا. و الدَّمار: الهلاك. و يقال إن التّدْمُرِيَّ:
ضَربٌ من اليَرابيع. فإن كان صحيحاً فهو القياس، لأنه يدمِّر في جِحَرَتِه.

دمس

الدال و الميم و السين أصلٌ واحد يدلُّ علي خَفاء الشّي.
و من ذلك قولُهم: دَمَّسْتُ الشي‌ء، إذا أخفَيْتَه. و أتانا بأُمورٍ دُمْس مثل دُبْس،
______________________________
(1) البيت لطهمان بن عمرو الكلابي، كما في اللسان (دمخ)، و قصيدته في معجم البلدان (دمخ).
(2) صباح بالضم: اسم لعدة قبائل. عليه، أي علي «المنهل» في بيت قبله، و هو:
فأوردها التقريب و الشد منهلا قطاه معيد كرة الورد عاطف
انظر الديوان 16. و في اللسان: «عليها» تحريف، كما أن «صباح» ضبطت فيه بفتح الصادخطأ.
(3) بدلها في الأصل: «و يقال» فقط.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 301
و هي الأمور التي لا يُهْتَدَي لوَجْهها. و يقولون: دَمَس الظّلامُ: اشتدَّ. و منه الدِّيماس، يقال إنّه السَّرَب. و هو ذلك التماس «1». و
في حديث عيسي عليه السلام:
«كأنّمَا خَرَجِ مِن دِيماسٍ».

دمص

الدال و الميم و الصاد ليس عندي أصلًا. و قد ذُكِرَتْ علي ذك فيه كلماتٌ إنْ صحَّتْ فهي تتقارَبُ في القياس. يقولون الدَّوْمَصُ: بَيضة الحديد، فهذا يدلّ علي مَلاسَةٍ في الشّي‌ء. ثم يقولون لَمنْ رَقّ حاجبُه أدْمَصُ، و هو قريبٌ من ذلك. و يقال إنّ كل عِرْق من حائطٍ دِمْصٌ. و في كلِّ ذلك نَظَرٌ.

دمع

الدال و الميم و العين أصلٌ واحد يدلُّ علي ماءِ أو عَبْرةٍ «2». فمن ذلك الدَّمْع ماءُ العَين، و القَطرةُ دَمْعةٌ. و الفِعْل دَمَعَتِ العينُ دَمْعاً و دَمِعَتْ دَمَعاً* و دَمَعَتْ دُمُوعاً أيضاً. و عينٌ دامعةٌ. و جمعُ الدَّمْع دُموع. قال الخليل: المَدْمَع مجتَمَع الدّمع في نَوَاحي العَين، و الجميع المَدامع. و يقال امرأة دَمِعَةٌ: سريعةُ البكاء كثيرةُ الدَّمْع. و يقال شَجَّةٌ دامعةٌ: تسيل دَماً. كذا هو في كتاب الخليل. و الأصحُّ مِن هذا أنّ التي تسيلُ دماً هي الدّامِية، فأمّا الدّامعة، فأمْرُها دون ذلك، لأنّها التي كأنّها يَخْرُج منهما ماءٌ أحمرُ رقيق، و ذكر اليزيديُّ أنّ الدُّمَاع أثَرُ الدَّمْع علي الخَدّ. و أنشد:
يا مَنْ لِعَينٍ لا تَنِي تَهْماعَا قد تَرَك الدّمْعُ بها دِمَاعا «3»
______________________________
(1) كذا في الأصل.
(2) في الأصل: «أو غيره»، و هو كلام لا يصح.
(3) البيتان في اللسان (دمع). و اقتصر في اللسان علي ضبط هذه الكلمة بالضم. و ضبط متن البيت و تذيبله هو من الأصل. و لم ترد الكلمة في القاموس.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 302
و يقال دُماعاً. و الدُّماع مخفَّف و مثقّل: ما يَسِيل من الكَرْم أيَّامَ الرَّبيع.

دمغ

الدال و الميم و الغين كلمةٌ واحدة لا تتفرّع و لا يقاس عليها فالدِّماغ معروف. و دَمَغْتُه: ضربْتُه علي رأسه حتّي وصلْتُ إلي الدماغ. و هي الدّامِغة «1».

دمق

الدال و الميم و القاف ليس أصلًا، و إن كانوا قد قالوا دَمَقَ في البيت و اندمَقَ، إذا دخَل، و إنَّما القاف فيما يُرَي مبدلةٌ مِن جيم، و الأصل دَمَج، و قد مضي ذِكْرُه.

دمك

الدال و الميم و الكاف يدلُّ علي معنيين. أحدهما الشِّدَّة، و الآخر السُّرعة؛ و ربَّما اجتمع المعنيانِ.
فأمَّا الشِّدّة فالدَّ مَكْمَكُ: الشديد. و الدّامِكَة: الدّاهية و الأمرُ العظيم و المِدماك: الخشبة تكون تحت قدَميِ السّاقي.
و أمّا الآخر فيقال إنّهم يقولون دَمَكَتِ الأرنب، إذا أسرعَتْ في عَدْوِها.
و الدَّموك: البَكَرْة العظيمة. فقد اجتمع فيها المعنيانِ: الشدّة، و السُّرعة.
و الدَّموك: الرَّحَي. و هي في المعني و البَكَرْة سواءٌ.

دمل

الدال و الميم و اللام أُصَيلٌ يدلُّ علي تجمَّع شي‌ء في لِينٍ و سُهولة. من ذلك اندمَلَ الجُرْح؛ و ذاكَ اجتماعُه في بُرْءٍ و صَلاح. و دُمِلت الأرض بالدَّمَال، و هو السِّرجين. و دامَلْتُ الرَّجُل، إذا داجَيْته. و هو ذلك القياسُ؛ لأنّه
______________________________
(1) أي الضربة. و في الأصل: «و هي الدماغ»، صوابه من اللسان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 303
مقارَبةٌ في سهولةٍ. و الدُّمّل عربيٌّ، و هو قياسُ ما ذكرناه من التجمُّع في لِينٍ.
ألا تري أنّ أبا النجم يقول:
* و امْتَهَدَ الغارِبُ فِعْلِ الدُّمَّلِ «1» *
و اللّٰه أعلم.

باب الدال و النون و ما يثلثهما في الثلاثي

دني

الدال و النون و الحرف المعتل أصلٌ واحد يُقاس بعضُه علي بعض، و هو المقارَبَة. و من ذلك الدّنِيُّ، و هو القَريب، مِن دنا يدنُو. و سُمِّيت الدُّنْيا لدنوّها، و النِّسبة إليها دُنْياوِيّ. و الدَّنِيُّ من الرجال: الضعيف الدُّونُ، و هو مِن ذاكَ لأنّه قريب المأخذ و المنزلة. و دانَيت بين الأمرَين: قاربْتُ بينهما.
و هو ابن عَمِّهِ دُنْيَا «2» و دِنْيَةً. و الدّنِيُّ: الدُّون، مهموز. يقال رجلٌ دني‌ء، و قد دَنُؤَ يَدْنُؤُ دَناءةً «3». و هو من الباب أيضاً، لأنّه قريبُ المنزِلة. و الأدْنَأُ من الرّجال: الذي فيه انكبابٌ علي صدرِهِ. و هو من الباب، لأنّ أعلاه دانٍ من وسَطه. و أدْنَتِ الفَرَسُ و غيرُها، إذا دنا نِتاجُها. و الدَّنِيّة: النقيصة. و
جاء في الحديث: «إذا أكلْتُم فَدَنُّوا»
أي كلُوا ممّا يلِيكُم مما يدنُو منكم. و يقال لقيتُه أدنَي دَنِيّ، أي أوّلَ كلِّ شي‌ء.

دنب

الدال و النون و الباء لا أصل له. علي أنّهم قد قالوا: رجلٌ دِنَّبَةُ و دِنَّابَةٌ، و هو القَصير. و هذا إن صحّ فهو من الإبدال لأن الأصل الميم دِنَّمَةٌ.
______________________________
(1) البيت اللسان (مهد، دمل). و سيعيده في (مهد) و كذا في (3: 159).
(2) بكسر الدال و سكون النون منون و غير منون، و كذلك دنيا، بالضم مقصور.
(3) و يقال أيضا من بان «منع».
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 304‌

دنخ

الدال و النون و الخاء ليس أصلًا يُعوَّل عليه. و قد قالوا دنّخ الرجل، إذا ذَلّ و نكَّسَ رأسه. و أنشدوا:
* إذا رآنِي الشُّعراءِ دنَّخُوا «1» *
و يقولون: إِنّ التّدبيخ في البِطّيخة أن تنْهزِمَ إِلي داخِلِها. و يقولون:
التَّدنيخ: ضَعْف البَصَر. و يقال* دَنَّخَ في بيته، إذا أقامَ و لم يبرَحْ. فإِن كان ما ذُكر من هذا صحيحاً فكله قياسٌ يدلُّ علي الضَّعف و الانكسار.

دنس

الدال و النون و السين كلمةٌ واحدة، و هي الدَّنَس، و هو اللَّطْخ بقبيحٍ.

دنع

الدال و النون و العين أصلٌ يدلُّ علي ضَعْف و قِلَّةٍ و دناءة.
فالرجل الدَّنِع: الفَسْل الذي لا خَيرَ فيه و الدَّنَعُ: الذلّ. و يزعمون أنّ الدَّنَعَ ما يطرَحُه الجازرُ من البعير إذا جُزِر.

دنف

الدال و النون و الفاء أصلٌ يدلُّ علي مشارَفَةِ ذَهاب الشي‌ء.
يقال دَنِفَ الأمرُ، إذا أشرَفَ علي الذَّهاب و الفَراغ منه. و الدَّنَف: المرضُ الملازم؛ و المريض دَنَفٌ، كأنّه قد قارب الذَّهاب؛ لا يثنَّي و لا يجمع. فإنْ قلتَ دَنِفٌ ثنّيتَ و جَمعت. فأمّا قولُ العجّاج:
* و الشّمس قد كادَت تكونُ دَنَفَا «2» *
فهو من الباب؛ لأنّه يريد اصفرارَهَا و دنُوِّها للمَغيب. و قد يقال منه أَدْنَفَتْ.
______________________________
(1) للعجاج في ديوانه 14 و اللسان (دنخ). و في اللسان: «و إن رآني».
(2) ديوان العجاج 82 و اللسان (دنف).
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 305‌

دنق

الدال و النون و القاف قريبٌ مِن الذي قبْلَه. يقال دَنَّقَ وجْهُ الرجُل، إذا اصفرَّ من المرض. و دنَّقَت الشّمس، إذا دانَت الغُروبَ.

دنم

الدال و النون و الميم أصلٌ يدلُّ علي ضعْفٍ و قِلّة. فالتَّدنيم:
الإسفاف للأمور الدنيّة «1». و الدِّنَّامة: الرجلُ القصير؛ ذكره الفَرّاء. و يقولون:
الدِّنَّامة: النَّملة الصَّغيرة «2».

دنر

الدال و النون و الراء كلمةٌ واحدة، و هي الدينار، و يقولون:
دَنَّرَ وَجْهُ فُلانٍ، إذا تلأْلَأَ و أشْرَق. و اللّٰه أعلم.

باب الدال و الهاء و ما يثلثهما

دهي

الدال و الهاء و الحرف المعتلّ يدلُّ علي إِصابة الشّي‌ء بالشي‌ء بما لا يَسُرُّ. يقال ما دَهَاه: أيْ ما أصابه. لا يقال ذلك إلّا فيما يسوء. و دواهِي الدَّهر: ما أصابَ الإنسانَ من عظائم نُوَبِه. و الدَّهْي: النَّكْر و جَودةُ الرّأي؛ و هو من الباب؛ لأنَّه يُصِيب برأيه ما يريدُه.

دهر

الدال و الهاء و الراء أصلٌ واحد، و هو الغَلَبة و القَهْر و سُمِّي الدّهرُ دَهْراً لأنَّه يأتي علي كلِّ شي‌ءٍ و يَغلِبُه. فأمّا
قولُ النبيّ صلي اللّٰه عليه
______________________________
(1) في الأصل: «و التنديم الاسعاف للأمور» تحريف. و الكلمة لم ترد في اللسان. و في القاموس «و التدنيم: النذلة». و أثبت ما في المجمل
(2) ذكرت في القاموس، و لم تذكر في اللسان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 306
و آله و سلم: «لا تسبُّوا الدَّهْرَ فإنَّ اللّٰهَ هُوَ الدّهر»
، فقال أبو عبيد: معناه أنّ العربَ كانوا إِذا أصابتْهم المصائبُ قالوا: أبادَنَا الدّهرُ، و أتَي علينا الدّهر.
و قد ذكروا ذلك في أشعارهم. قال عمرو الضُّبَعِيّ «1»:
رَمَتْنِي بناتُ الدَّهرِ من حيثُ لا أَرَي فكيفَ بمن يُرمَي و ليس بِرَامِ
فلو أنَّنِي أُرَمي بنَبْلٍ تَقَيْتُها و لكنَّني أُرَمي بغير سِهامِ
و قال آخر «2»:
فاستأثرَ الدّهرُ الغَدَاةَ بهمْ و الدّهرُ يرمِينِي و ما أَرْمِي
يا دهرُ قد أكثَرْتَ فَجْعَتَنَا بسَرَاتنا و وقَرْتَ في العَظْمِ «3»
و سلَبْتَنَا ما لستَ تُعْقِبُنا يا دَهرُ ما أنصفْتَ في الحُكْمِ
فأعلَمَ رسولُ اللّٰه صلي اللّٰه عليه و آله و سلم، أن الذي يفعل ذلك بهم هو اللّٰه جلّ ثناؤُه، و أنّ الدّهرَ لا فِعلَ له، و أنّ مَن سَبَّ فاعِلَ ذلك فكأنّه قد سَبَّ ربّه، تبارك و تعالي عمّا يقول الظالمون عُلُوًّا كبيراً.
و قد يحتمل قياساً أن يكون الدَّهرُ اسماً مأخوذاً من الفِعْل، و هو الغَلَبة، كما يقال رجل صَوْمٌ و فِطرٌ، فمعني لا تسبُّوا الدَّهْرَ، أي الغالبَ الذي يقهركم و يغلِبُكم علي أموركم.
و يقال دَهْرٌ دَهِيرٌ، كما يقال أبدٌ أبِيدٌ. و في كتاب العين: دَهَرَهُم أمْرٌ،
______________________________
(1) في الأصل: «الضائع»، و إنما هو عمرو بن قميئة بن سعد بن مالك بن ضبيعة. انظر المعمرين 62، 89 و معجم المرزباني 200 و الخزانة (1: 338) حيث أنشد الشعر له.
(2) هو الأعشي. انظر ملحقات ديوانه 258 و اللسان (وقر).
(3) في الأصل: «و قد قرت»، تحريف.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 307
أي نزَل بهم. و يقولون ما دَهْرِي كذا، أي ما همّتِي «1». و هذا توسُّعٌ في التفسير، و معناه ما أشغَلُ دهرِي به. فأمَّا الهمَّة فما تُسمَّي دهراً. و الدَّهْوَرَة: جَمْع الشي‌ء و قَذْفُه في مَهواةٍ؛ و هو قياس الباب.

دهس

الدال و الهاء و السين أصلٌ واحد يدلُّ علي لِين في مكان.
فالدَّهْسُ: المكان اللِّين؛ و كذلك الدَّهَاس. و الدُّهْسَة: لونٌ كلون الرَّمْل.

دهش

الدال و الهاء* و الشين كلمة واحدة لا يُقاس عليها. يقال دُهِشَ، إذا بُهِت، و دَهِشَ دَهَشاً.

دهق

الدال و الهاء و القاف يدلُّ علي امتلاءِ في مجي‌ءِ و ذَهاب و اضطراب. يقال أدْهَقْتُ الكأسَ: ملأتُها. قال اللّٰه تعالي: وَ كَأْساً دِهٰاقاً.
و الدَّهْدَقَةُ: دَوَرَان البَضْعة الكبيرة في القِدْر، تعلو مَرَّةً و تسفُل أخْري.

دهك

الدال و الهاء و الكاف ليس بشي‌ءِ. و ذكر ابن دُريد دَهَكْتُ الشّي‌ءَ أدْهَكُه، إذا سحقْتَه «2».

دهل

الدال و الهاء و اللام ليس بشي‌ء. و يقولون: مَرَّ دَهْلٌ من اللَّيل، أي طائفة. و يقولون لا دَهْلَ، أي لا بأس. و هذه نَبَطِيَّةٌ لا معنَي لها «3».

دهم

الدال و الهاء و الميم أصلٌ يدلُّ علي غِشيانِ الشّي‌ء في ظلامٍ ثم يتفرّع فيستوي الظَّلامُ و عيرُه يقال مَرَّ دَهْمٌ من اللَّيل، أي طائفةٌ. و الدُّهمة:
السَّواد. و الدُّهَيْماءُ: تصغير الدَّهماء، و هي الدّاهية، سُمِّيت بذلك لإظلامها.
______________________________
(1) في المجمل و غيره: «ما همي»، و لكن هكذا ورد هنا و فيما يتلوه من التعقيب.
(2) الجمهرة (2: 298).
(3) كذا. و في المجمل: و لا دهل بالنبطية، أي لا تخف
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 308
و من الباب الدَّهْم: العدد الكثير. و ادْهامَّ الزّرعُ، إذا عَلَاه السَّوادُ رِيَّا.
قال اللّٰه جلّ ثناؤُه في صِفة الجنَّتين: مُدْهٰامَّتٰانِ، أي سَوداوانِ في رأي العَين، و ذلك للرّيّ و الخُضْرة. و دَهَمتْهم الخيلُ تدهَمُهم، إِذا غَشِيَتْهُم.
و الدَّهماء: القِدْر.

دهن

الدال و الهاء و النون أصلٌ واحد يدلُّ علي لِينٍ و سُهولةٍ و قِلَّة. من ذلك الدُّهْن. و يقال دَهَنْتُه أَدْهُنُه دَهْنا. و الدِّهان: ما يدْهَن به.
قال اللّٰه عزّ و جلّ: فَكٰانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهٰانِ. قالوا: هو دُرْدِيُّ الزَّيت.
و يقال دَهَنَه بالعصا دَهْناً، إِذا ضربَه بها ضرْباً خفيفاً.
و من الباب الإدهان، من المُداهَنَة، و هي المصانَعة. داهَنْتُ الرجُلَ، إذا و اربْتهَ و أظهرْت له خلاف ما تُضْمِرُ له «1»، و هو من الباب، كأنّه إذا فعل ذلك فهو يدهُنُه و يسكِّن منه. و أدْهَنْتُ إدهاناً: غَشَشْتُ، و منه قولُه جلَّ ثناؤُه:
وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ. و المُدْهُنُ: ما يُجْعَل فيه الدُّهن، و هو أحد ما جاء علي مُفْعُلٍ مما يُعْتَمَلُ و أَوَّلُه ميم. و من التشبيه به المُدْهُنُ: نُقْرَةٌ في الجبَل يَستَنْقِعُ فيها الماء، و من ذلك
حديث النَّهديّ «2»: «نَشِفَ المُدْهُنُ، و يَبِسَ الجِعْثِنُ».
و الدَّهِينُ: الناقة القليلةُ الدَّرّ و دهَنَ المطرُ الأرضَ: بَلَّها بَلًّا يَسيراً. و بنو دُهْنٍ: حيٌّ من العرب، و إِليهم ينسب عَمَّارٌ الدُّهْنيّ. و الدَّهْناء: موضعٌ، و هو رملٌ ليِّن، و النسبة إليها دَهناوِيٌّ. و اللّٰه أعلم.
______________________________
(1) في الأصل: «خلاف ما يضمرونه».
(2) هو طهفة بن أبي زهير النهدي. انظر النهاية لابن الأثير، و ما سيأتي في ماة (رسل).
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 309‌

باب الدال و الواو و ما يثلثهما

دوي

الدال و الواو و الحرف المعتل. هذا بابٌ يتقارب أصولُه، و لا يكاد شي‌ء [منه] ينقاس، فلذلك كتبْنا كلماتِه علي وُجوهها. فالدَّوِيُّ دَوِيُّ النَّحل، و هو ما يُسمع منه إذا تجمَّع. و الدَّواء معروف، تقول داوَيتُه أُداوِيه مُداواة و دِواءً. و الدَّواة: التي يُكتَب منها، يقال في الجمع دُويٌّ و دِوِيٌّ «1» قال الهذَليّ «2»:
عَرَفْتُ الدّيارَ كرَقْم الدُّوِ يِّ خبَّرَهُ الكاتبُ الحِميريُّ «3»
و الدَّاء من المرض، يقال دَوِيَ يَدْوَي، و رجلٌ دَوٍ و امرأةٌ دوِيةٌ. يقال داءت الأرضُ، و أداءَتْ، و دوِيَت دَوًي، من الدّاء. و يقال: تركتُ فلاناً دَوًي ما أري به حياةً. و يشبّه الرّجُل الضَّعيفُ الأحمق به، فيقال دوًي. قال:
و قد أفُودُ بالدَّوَي المُزَمَّلِ أخْرَسَ في الرّكب بَقَاقَ المنْزِلِ «4»
و دَوَّي الطّائرُ، إذا دار في الهواء و لم يحرِّك جَناحَيه. و الدُّواية: الجُلَيْدَة التي تعلو اللّبَنَ الرائب. يقال ادَّوَي يَدّوِي ادِّوَاءً. قال الشاعر:
______________________________
(1) و يقال أيضا دوي، كصفاة و صفا.
(2) هو أبو ذؤيب الهذلي. و البيت مطلع قصيدة له في ديوانه 64.
(3) في الديوان:
«كرقم الدواة يزبرها»
فالضمير فيه للرقم بتأويله بمعني الصحيفة. و في اللسان (دوا):
«كخط الدوي حبره»
. (4) البيتان نسبا إلي أبي النجم العجلي في الجمهرة (1: 36). و أنشدهما في اللسان (بقق، دوا). و قد سبقا في (بق 1: 186).
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 310
بدا مِنْكَ غِشٌّ طالَمَا قد كتَمْتَه كما كتمَتْ داءَ ابنِها أمُّ مُدَّوِي «1»

دوح

الدال و الواو و الحاء كلمة واحدة، و هي الدَّوْحة: [الشجرة «2»] العظيمة، و الجمع الدَّوْحُ. قال:
* يكُبُّ عَلَي الأذقانِ دَوْحَ الكَنَهْبَلِ «3» *

دوخ

الدال و الواو و الخاء أصل واحد يدلُّ علي التَّذْليل. يقال دوّخناهم؛ أي أذللناهم و قَهْرناهم. و داخُوا، أي ذَلُّوا.

دود

الدال و الواو و الدال ليس أصلا يفرّع منه. فالدُّود معروف.
يقال دَادَ الشي‌ءُ يَدَادُ، و أَدادَ يُدِيدُ. و الدّوَادِي: آثار أراجِيح الصبيان، واحدتُها دَوْدَاةٌ.

دور

الدال و الواو و الراء أصلٌ واحد يدلُّ علي إحداق الشي‌ء بالشي‌ء من حوالَيه. يقال دارَ يدُور دَوَراناً. و الدّوّارِيُّ: الدَّهر؛ لأنَّه يَدُور بالنَّاس أحوالًا. قال:
* و الدَّهْرُ بالإنْسان دَوَّارِيُّ «4» *
______________________________
(1) البيت ليزيد بن الحكم الثقفي، من قصيدة له في أمالي التالي (1: 68) و أمالي ابن الشجري (1: 176) و الأغاني (11: 96) و الخزانة (1: 496). و أنشده في اللسان (دوا) و عقب عليه بقوله: «و ذلك أن خاطبة من الأعراب خطبت علي ابنها جارية، فجاءت أمها إلي أم الغلام تنظر إليه، فدخل الغلام فقال: أأدوي يا أمي؟ فقالت: اللجام معلق بصود البيت! أرادت بذلك كتمان زلة الابن و سوء عادته».
(2) التكملة من المجمل و اللسان.
(3) لامرئ القيس في معلقته. و صدره:
* فأضحي يسح الماء حول كتيفة*
(4) للعجاج في ديوانه 66 و اللسان (دور).
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 311
و الدُّوَار، مثقَّل و مخفّف: حَجَرٌ كان يُؤخذ من الحرم إلي ناحيةٍ و يُطافُ به، و يقولون: هو من جِوار الكعبة التي يُطافُ بها. و هو قوله:
* كما دَارَ النِّساء علي الدُّوَار*
و قال:
تركتُ بني الهُجَيمِ لهم دُوَارٌ إذا تمضي جماعتُهمْ تَدُورُ
و الدُّوَار في للرأس هو من الباب، يقال دِير به و أُدِير به، فهو مَدُورٌ به و مُدَار به.
و الدَّائرة في حَلْق الفرس: شُعَيرات تدور؛ و هي معروفة. و يقال دارت بهم الدوائر، أي الحالات المكروهة أحدقت بهم. و الدار أصلها الواو. و الدار: القبيلة.
قال رسول اللّٰه صلي اللّٰه عليه و آله و سلم: «ألَا أُنَبِّئكم بخَير دُورِ الأنصار؟»
. أراد بذلك القبائلَ. و من ذلك
الحديث الآخَر: «فلم تَبقَ دارٌ إلّا بُنِي فيها مَسجد».
أي لم تَبق قبيلةٌ. و الدّارِيُّ: العطّار.
قال رسول اللّٰه صلي اللّٰه عليه و آله و سلم:
مَثَلُ الجليسِ الصَّالحِ كمثل الدّارِيّ إِنْ لم يُحْذِك مِن عِطره عَلِقَكَ مِن ريحه».
أراد العَطَّار. و قال الشاعر:
إذا التّاجرُ الداريُّ حاءَ بفارةٍ مِن المِسك راحَتْ في مفارقها تَجْرِي «1»
و إنَّما سُمِّي داريَّا من الدّار، أي هو يسكن الدّار «2». و الدّارِيّ: الرجُل المقيم في داره لا يَكاد يَبْرَح. قال:
لَبِّثْ قليلًا يلْحَقِ الدَّارِيُّونْ ذَوُو الجيلدِ البُدَّنِ المَكْفِيُّونْ «3»
و الدَّارة: أرضٌ سَهلةٌ تدور بها جِبال، و في بِلاد العرب منها داراتٌ كثيرة.
و أصل الدار دَارةٌ. قال:
______________________________
(1) البيت في اللسان (دور).
(2) الحق أنه منسوب إلي «دارين، و هي فرضة بالبحرين يجلب إليها المنك.
(3) الرجز في اللسان (دور).
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 312
له داعٍ بمكّةَ مُشْمَعِلٌّ و آخَرُ فوق دارته ينادِي «1»
إلي رُدُحٍ من الشِّيزَي مِلَاءِ لُبابَ البُرِّ يُلْبَكُ بالشِّهاد
و قال في جمع دارةٍ داراتٍ:
رَبَّصْ فإن تُقْوِ المَرَوْرَاةُ منهمُ و داراتُها لا تُقْوِ مِنْهُمْ إذاً نَخْلُ «2»
و دارات العرب المشهورة «3»: دارة جُلْجُل، و دارة السَّلَم، و دارة وُشْحَي «4»، و دارة صُلْصُل، و دارة مَأْسَلٍ، و دارة خَنْزَرٍ «5»، و دارة الدُّور، و دارة الجَأْب، و دارة يَمْعُون «6»، و دارة مَسكُمِنَ «7»، و دارة رَهْبَي «8»، و دارة جَوْدَاتٍ «9»، و دارة الأرْآم، و دارة الرُّهَا، و دارة تَيِل «10»، و دارة الصَّفائح، و دارة هَضْبِ القَليب،
______________________________
(1) من قصيدة لأمية بن أبي الصلت يمدح بها عبد اللّه بن جدعان. ديوانه 27 و اللسان (دور شمعل، رجح، ردحَ، شير، لبك، شهد). و انظر ما سيأتي في (شهد، لبك).
(2) لبيت لزهير في ديوانه 100.
(3) ذكر ياقوت من دارات العرب سبعين دارة، و أورد صاحب اللسان عشرين دارة في مادة (دور). و قد بلغ صاحب القاموس الغاية في جمعها؛ إذ ساق منها مائة دارة و عشرا مرتبة علي الحروف.
(4) بضم الواو و قد تفتح. و هو بالحاء المهملة في آخره كما في اللسان (وشح، دور). و في معجم البلدان «و شجي» تحريف. و في اللسان «و شحاء» أيضا بالمد، عن كراع.
(5) بفتح الحاء و كسرها، كما في معجم البلدان.
(6) في معجم البلدان: «دارة يمعون، بالنون و قد يروي بالزاي و هو جيد. قال:
* بدارة يمعون إلي جنب خشرم*
» (7) ضبطت في الأصل و معجم البلدان، بكسر الميم الأخيرة، ضبط فلم. و في القاموس و اللسان بفتحها.
(8) في الأصل: «و هي» صوابه بالراء، كما في اللسان و القاموس و المعجم.
(9) ذكرت في القاموس و المعجم. و أنشد للجميح:
إذا حللت بجودات و دارتها و حل دوني من حواء عرنين
(10) في الأصل: «تين، تحريف، صوابه من القاموس و معجم البلدان في رسم (دارة) و في (تبل). و التاء فيه تفتح و تكسر.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 313
و دارة صارة، و دارة دَمُّون، و دارة رُمْح، و دارة المَلِكَة «1»، و دارة مَلْحُوب، و دارة مِحْصَرٍ «2»، و دارة أهْوَي، و دارة الجُمْد، و دارة رِمْرِم، و دارة قُرْح، و دارة اليَعْضيد «3» و دارة الخَرْج، و دارة رَدْم «4»، و دارة جُدَّي «5»، و دارة النِّصَاب.

دوس

الدال و الواو و السين أُصَيْلٌ، و هو دَوْس الشَّي‌ء. تقول دُسْتُه؛ و الذي يُداسُ به مِدْوَسٌ. و حُمِل عليه قولُهم لما يَسُنُّ به الصَّيْقَلُ السّيفَ مِدوَسٌ، كأنَّه عند اتِّكائه عليه كالذي يَدُوس الشَّي‌ء. قال:
و أبيضَ كالغَدير ثَوَي عليه فُلانٌ بالمَدَاوِسِ نِصْفَ شَهْرٍ «6»

دوش

الدال و الواو و الشين كلمةٌ واحدةٌ لا يفرَّع منها. يقال دَوِشَتْ عينه تَدْوَش دَوَشاً، إِذا فَسَدَت مِن داءٍ. و رجل أَدْوَشُ بَيّنُ الدَّوَش.

دوف

الدال و الواو و الفاء كلمةٌ واحدة. يقال دُفْتُ الدّواءَ دَوْفاً.

دوق

الدال و الواو و القاف ليس أصلًا و لا فيه ما يُعَدُّ لغةً، لكنهم يقولون: مائقٌ دائق.
______________________________
(1) لم أجد لها ذكرا في اللسان و معجم البلدان، و ذكرها في القاموس (دور).
(2) ذكرها في المعجم، قال: «و يقال محصن»، و بهذا الرسم الأخير وردت في اللسان و القاموس، و ضبطت في اللسان فقط بضم الميم و فتح الصاد.
(3) في الأصل: «اليعضد» مع ضبط الضاد بالضم، تحريف، صوابه من القاموس و معجم البلدان. و أنشد ياقوت:
أو ما تري أطعانهم محرورة بين الدخول فدرة اليعضيد
(4) في المعجم و القاموس: «الردم».
(5) في الأصل: «حدي»، صوابه في المعجم و قاموس. و أنشد ياقوت:
بدارات جدي أو بصارات؟؟؟ إلي حيث حلت من كثيب و عزهل
(6) و كذا ورد إلشاده في المجمل مع ضبط «فلان». و جاء في اللسان (فلن) أنه اسم رجل، و اسم قبيلة يقال لهم بنو فلان. و في اللسان (دوس): «ثوي عليه قيون».
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 314‌

دوك

الدال و الواو و الكاف أصلٌ واحد يدلُّ علي ضَغْطٍ و تزاحُم.
فيقولون: دُكْتُ الشّي‌ءَ دَوْكاً. و المَدَاك: صَلايَة الطِّيب، يَدُوك عليها الإنسان الطِّيبَ دَوْكاً. قال:
* مَدَاكَ عَرُوسٍ أو صَلَايَةَ حَنْظَلِ «1» *
و يقال باتَ القوم يَدُوكُون دَوْكاً، إذا باتُوا في اختلاط. و من ذلك
الحديث:
أنّ رسول اللّٰه صلي اللّٰه عليه و سلم [قال] في خيبر: «لأُعْطِيَنّ الرَّايةَ غداً رجُلًا يحبُّ اللّٰهَ و رسولَه يَفْتَحُ اللّٰهَ علي يَدِه»، فباتَ النَّاسُ يَدُوكون «2».
و يقال تداوَكَ القومُ، إذا تضايَقُوا في حَرْبٍ أو شَرّ.

دول

الدال و الواو و اللام أصلان: أحدُهما يدلُّ علي تحوُّل شي‌ءِ من مكان إلي مكان، و الآخَر يدلُّ علي ضَعْفٍ و استِرخاء.
فأمَّا الأوَّل فقال أهل اللغة: انْدَالَ القومُ، إذا تحوَّلوا من مكان إلي مكان.
و من هذا الباب تداوَلَ القومُ الشّي‌ءَ بينَهم: إذا صار من بعضهم إلي بعض، و الدَّولة و الدُّولة لغتان. و يقال بل الدَّولة في المال و الدَّولة في الحرب، و إنّما سُمِّيا بذلك من قياس الباب؛ لأنّه أمرٌ يتداوَلُونه، فيتحوَّل من هذا إلي ذاك و من ذاك إلي هذا
و أمَّا الأصل الآخَر فالدَّوِيلُ من النَّبْت: ما يَبِس لعامِهِ. قال أبو زيد: دال
______________________________
(1) لامرئ القيس في معلقته. و صدره:
* كأن علي المتنين منه إذا انتحي*
(2) في اللسان: «يدوكون تلك الليلة فيمن يدفعها إليه».
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 315
الثَّوبُ يَدُول، إذا بَلِيَ و قد جعل [وُدُّهُ «1»] يَدُول، أي يبلي. و من هذا الباب انْدَالَ بَطْنُه، أي استَرخَي.

دوم

الدال و الواو و الميم أصلٌ واحد يدلُّ علي السُّكون و اللُّزوم.
يقال دامَ الشّي‌ءُ يَدُومُ، إِذا سكَنَ. و الماء الدّائم: السَّاكن. و
نَهَي رسولُ اللّٰه صلي اللّٰه عليه و آله و سلم أن يُبَالَ في الماء الدائم ثم يُتَوَضَّأَ منه.
و الدليل علي صحّة هذا التأويل أنّه روي بلَفْظَةٍ أُخري، و هو
أنّه نَهَي أن يُبَالَ في الماء القائم.
و يقال أَدمْتُ القِدْرَ إدامةً، إذا سكَّنْتَ غليانَها بالماء. قال الجعديُّ:
تفورُ علينا قِدْرُهم فَنُدِيمُها و نَفْثَؤُها عَنَّا إِذَا حَمْيُها غَلَا «2»
و من المحمول علي هذا و قياسُه قياسُه، تدويم الطّائرِ في الهواء؛ و ذلك إذا حلَّق و كانت له عندها كالوقفة. و من ذلك قولهم: دَوَّمت الشَّمْسُ في كبد السماء، و ذلك إذا بلغت ذلك الموضع. و يقول أهلُ العلم بها: إنّ لها ثَمَّ كالوَقْفة، ثم تَدْلُك. قال ذو الرُّمَّة:
* و الشمسُ حَيْرَي لها في الجَوِّ تَدْوِيمُ «3» *
أي كأنَّها لا تمِضي. و أما قولُه يصف الكِلاب:
حتَّي إذا دوَّمَت في الأرضِ راجَعَهُ كِبْرٌ و لو شاءَ نَجَّي نَفْسَه الهَرَبُ «4»
فيقال إنّه أخطأ، و إنَّما أراد دَوَّتْ فقال دَوَّمَتْ، و قد ذُكر هذا في بابه. و يقال
______________________________
(1) التكملة من المجمل و اللسان.
(2) البيت في اللسان (فثأ) مع نسبته للجعدي، و في (دوم) بدون نسبة. و سيعيده في (فور).
(3) صدره كما في ديوانه 78 و اللسان (دوم):
* معروريا رمض الرضراس يركضه*
(4) ديوان ذي الرمة 24 و اللسان (دوم).
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 316
دَوَّمْتُ الزّعفرانَ: دُفْتُه؛ و هو القياسْ لأنّه يسكُن فيما يُداف فِيه. و استَدَمْتُ الأمْرَ إذا رفَقْتَ به «1». و كذا يقولون. و المعني أنّه إذا رَفَقَ به و لم يعْنُف و لم يَعْجَل دامَ له. قال:
فلا تَعْجَلْ بأمْرِكَ و استدمْهُ فمَا صَلَّي عَصَاكَ كَمُسْتَدِيم «2»
و أما قولُه:
* و قد يُدَوِّمُ رِيقَ الطَّامِعِ الأمَلُ «3» *
فيقولون: يُدوِّم يَبُلُّ، و ليس هذا بشي‌ء، إنَّما يدوِّم يُبْقِي؛ و ذلك أنّ اليائِسَ يحفُّ ريقُه. و الدِّيمة: مطرٌ يدُومُ يوماً و ليلةً أو أكثر.
و من الباب
أنّ عائشة سُئلت عن عمل رسول اللّٰه صلي اللّٰه عليه و آله و سلم، فقالت: «كان عملُهُ دِيمَة»
أي دائماً. و المعني أنّه كان يَدُوم عليه، سواء قلَّلَ أو كثَّر، و لكنه كان لا يُخِلّ تعني بذلك في عبادته صلي اللّٰه عليه و سلم. فأمّا قوهم دوَّمَتْه الخمر، فهو من ذاك؛ لأنَّها تُخَثّره حتَّي تسكُن حركاته. و الدَّأْمَاءِ:
البَحْر، و لعلّه أن يكون من الباب؛ لأنّه ماءٌ مقيمٌ لا يُنْزَح و لا يَبْرَح. قال:
و اللَّيْلُ كالدَّاماءِ مستشعِرٌ مِن دُونِهِ لوناً كلَوْن السَّدُوسْ «4»
______________________________
(1) في المجمل و اللسان: «إذا تأيت فيه».
(2) لقيس بن زهير في اللسان (دوم، صلا). و أنشد صدره في المجمل. و في اللسان:
و نصلية العصا: دارتها علي النار التقم. و استدامتها: التأني فيها أي ما أحكم أمرها كالتأني».
(3) البيت لابن أحمر كما في الحيوان (1: 231/ 3: 47) و البيان (1: 133) و اللسان (دوم). و صدره:
* هذا الثناء و أجدر أن أصاحبه*
(4) للأفوه الأودي في ديوانه 3 نسخة شنقيطي و اللسان (دأم، سدس). و حق كلمة «الدأماء» أن يفرد لها مادة (دأم).
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 317‌

دون

الدال و الواو و النون أصل واحِد يدلُّ علي المداناةِ و المقاربة. يقال هذا دُون ذاك، أي هو أقرَبُ منه. و إذا أردْت تحقيرَه قلتَ دُوَيْنَ. و لا يُشتق منه فِعْلٌ. و يقال في الإِغراء: دُونَكَه! أي خُذْه، أقرُبْ منه و قرِّبْه منك. و يقولون أمرُ دُونٌ. و ثوب دُونٌ، أي قريبُ القِيمَة. قال القُتيْبيّ: دانَ يَدُونُ دَوْناً، إذا ضَعُف، و أُدِين إدانةً. و أنشدوا:
* و عَلَا الرَّبْرَبَ أَزْمٌ لم يُدَنْ «1» *
أي لم يُضْعَف. و هو عنده من الشّي‌ء الدُّون، أي الهيِّن. فإِن كان صحيحاً فقياسُه ما ذكرناه.

دوه

الدال و الواو و الهاء ليس بشَي‌ء. يقولون: الدَّوْه: التحيُّر.

باب الدال و الياء و ما يثلثهما

ديث

الدال و الياء و الثاء يدل علي التَّذليل، يقال ديَّثْتُه، إذا أذلَلتَه، مَن قولهم طريقٌ مديَّثٌ: مُذَلّل.

ديص

الدال و الياء و الصاد أصلٌ واحد يدلّ علي رَوَغانٍ و تفَلّت. يقال داصَ يديص دَيْصاً «2»، إذا راغَ. و الاندياص: انسلال الشَّي‌ء
______________________________
(1) لعدي بن زيد، كما في المحمل و اللسان (دون). و صدره:
* أنسل الذرعان غرب جذم*
و يروي: «لم يدن» يتشديد النون علي ما لم يسم فاعله، من دني يدني، أي ضعف. أشير إليها في المجمل و اللسان.
(2) و يقال «ديصانا» أيضا، و قد اقتصر علي الأخيرة في المجمل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 318
من اليَد. و يقال انداصَ علينا فلانٌ بشرِّه، و ذلك إذا تفلّتَ علينا؛ و إِنّه لمُنْدَاصٌ بالشّرّ. و يقال الدّيَّاص: السَّمين؛ و الدَّيَّاصة: السمينة. فإن كان صحيحاً فلأنه إذا قُبِض عليه اندلَصَ من اليد؛ لكثرة لحمه‌

دير

الدال و الياء و الراء أظُنه منقلباً عن الواو، من الدَّار و الدوْر.
و من الباب الدَّيْر. و ما بها دَيُّورٌ و دَيَّارٌ، أي أحدٌ. و من الباب الذي ذكرْناه قال ابنُ الأعرابيّ: يقال للرجل إذا كان رأسَ أصحابه: هو رأس الدَّيْر.

ديف

الدال و الياء و الفاء ليس بشي‌ء. يقولون: الدِّيَافِيُّ منسوبٌ إلي أرضٍ بالجزيرة قال:
* إذا سَافَهُ العَوْدُ الدِّيَافِيُّ جَرْجَرَا «1» *

ديل

الدال و الياء و اللام ليس ينقاس. يقولون: الدِّيلُ قبيلةٌ، و النسبة دِيلي. فأمّا الدُّئِل، علي فُعِلٍ، فهي دُويْبَّة. و يضعُف الأمرُ فيها من جهة الوزْن، فأمّا الاشتقاق فليس ببعيد، و قد ذكرناه في الدال و الهمزة مع الذي يَجي‌ء بعدهما.

ديك

الدال و الياء و الكاف ليس أصلًا يتفرّغ منه، إِنَّما هو الدِّيك. و يقولون: هو عُظَيمٌ ناتي‌ء في جَبْهة الفرس «2». و ليس هذا بشي‌ء.
______________________________
(1) لامرئ لقيس في ديوانه 101 و اللسان (سوف). و صدره
* علي لا حب لا يهتدي بمناره*
(2) الذي في المعاجم المتداولة أنه العظم الشاخص خلف أذنه. و في المجمل نص غريب، و هو أنه العظم الناتئ في طرف لسان الفرس.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 319‌

دين

الدال و الياء و النون أصلٌ واحد إليه يرجع فروعُه كلُّها.
و هو جنسٌ من الانقياد و الذُّل. فالدِّين: الطاعة، يقال دان له يَدِين دِيناً، إذا أصْحَبَ و انقاد و طَاعَ. و قومٌ دِينٌ، اي مُطِيعون منقادون. قال الشاعر:
* و كانَ النّاس إلّا نحنُ دِينا «1» *
و المَدِينة كأنّها مَفْعِلة، سمّيت بذلك لأنّها تقام فيها طاعةُ ذَوِي الأمر.
و المَدينة: الأمَة. و العَبْدُ مَدِينٌ، كأنّهما أذلّهما العمل. و قال:
رَبَتْ وَرَبَا في حِجْرِها ابنُ مدينةٍ يظل علي مِسحاتِهِ يَترَكْلُ «2»
فأمَّا قول القائل:
* يا دِينَ قَلْبُكَ مِن سَلْمَي و قد دِينا «3» *
فمعناه: يا هذا دِينَ قلبُك، أي أُذِلَّ. فأمّا قولهم إنّ العادة يقال لها دينٌ، فإن كان صحيحاً فلأنَّ النفسَ إذا اعتادت شيئاً مرَّتْ معه و انقادت له. و ينشدون في هذا:
كدِينِكَ مِن أمِّ الحُويرِثِ قَبْلَهَا و جارتِها أُمِّ الرَّباب بمَأْسَلِ «4»
و الرواية «كَدَأبك»، و المعني قريبٌ.
فأمَّا قوله جلّ ثناؤُه: مٰا كٰانَ لِيَأْخُذَ أَخٰاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ، فيقال:
في طاعته، و يقال في حكمه. و منه: مٰالِكِ يَوْمِ الدِّينِ أي يوم الحكم. و قال
______________________________
(1) أنشد هذا الجزء في اللسان (دين 78 س 4).
(2) البيت للأخطل في ديوانه 5 و اللسان (دين، مدن، ركل). و سبق إنشاده في (1 334)
(3) أنشد هذا الصدر في اللسان (دين 28، 29).
(4) لامرئ القيس في معلقته.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 320
قومٌ: الحساب و الجزاء. و أيَّ ذلك كان فهو أمرٌ يُنقاد له. و قال أبو زَيد:
دِينَ الرّجُل يُدان، إذا حُمِل عليه ما يَكره.
و من هذا الباب الدَّيْن. يقال دايَنْتُ فلاناً، إذا عاملتَه دَيْناً، إمّا أخْذاً و إمّا إعطاء*. قال:
دايَنت أَرْوَي و الدُّيُونُ تُقْضي فمطَلَتْ بعضاً و أدَّتْ بعضَا «1»
و يقال: دِنْتُ و ادَّنْتُ، إذا أَخَذْتَ بدَينٍ. و أَدَنْتُ أقْرَضْت و أعطيت دَيْناً. قال:
أدَانَ وَ أنْبَأَهُ الأوَّلُون بأنَّ المُدانَ مَلِيٌّ وَفِيُّ «2»
و الدَّيْن من قياس الباب المطّرد، لأنّ فيه كلَّ الذُّلّ و الذِّل «3». و لذلك
يقولون «الدَّين ذُلٌّ بالنّهار، و غَمٌّ بالليل»
. فأمّا قول القائل:
يا دارَ سَلْمَي خَلاءً لا أُكَلِّفُهَا إلّا المَرَانة حَتَّي تعرِفُ الدِّينا «4»
فإِنّ الأصمعيّ قال: المَرَانة اسمُ ناقَتِه، و كانت تَعرِفَ ذلك الطّريقَ، فلذلك قال: لا أكلِّفُها إلّا المَرانة. حَتَّي تعرف الدِّين: أي الحالَ و الأمر الذي تَعهده. فأراد لا أكلف بلوغَ هذه الدار إِلّا ناقتي.
و اللّٰه أعلم.
______________________________
(1) لرؤبة بن العجاج في ديوانه 79 و اللسان (دين). و هو مطلع أرجوزة له.
(2) البيت لأبي دؤيب الهذلي في ديوانه 65 و اللسان (دين).
(3) كذا وردت الكلمتان في الأصل بهذا الضبط. و الذل، بالكسر: ضد الصعوبة.
(4) البيت لابن مقبل، كما في اللسان (مرن). و أنشد له ياقوت في رسم (مرانة) برواية:
«يا دار ليلي». و انظر ما سيأتي في (مرن).
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 321‌

باب الدال و الألف و ما يثلثهما

اشارة

و قد يقع فيه المهموز و الألف المنقلبة. و قد ذكرنا المهموزَ لأنَّ سائرَ ذلك من المعتلّ مذكورٌ في أبوابه.

دأب

الدال و الهمزة و الباء أصلٌ واحد يدلُّ علي ملازمةٍ و دوام.
فالدأبُ: العادةُ و الشّأن. قال الفرّاء: الدأْب، أصله من دَأبْتُ، إلّا أنّ العربَ حوّلت معناه إلي الشّأن. و دأَبَ الرّجُل في عمله، إذا جَدَّ. و أدْأبتْهُ أنا إدآباً.
و الدائِبان: اللّيلُ و النَّهار.

دأث

الدال و الهمزة و الثاء ليس أصلًا؛ لأن الدَّأْثاءَ- و هي الأَمَةُ- مقلوبةٌ من الثأْداء. علي أنَّهم يقولون: دَأَثْتُ الطّعام: أكلتُه.

دأل

الدال و الهمزة و اللام يدل علي خِفّة و نَشْطَةٍ «1». فالدَّأَلَانُ:
المشْيُ بنَشاط. يقال منه دَألْتُ أدْأَل. و الدَّأْل: الخَتْل. و يقولون: الدُّؤُلُول الدّاهية؛ و هو قريب من الباب و الدؤَل قَبِيلةٌ.

دأم

الدال و الهمزة و الميم يدل علي تَوَالٍ و تَنَضّدٍ. قال الخليل:
دَأَمْتُ الحائطَ، أي رفَعْتُه، و يكون هذا ممّا ذكرناه؛ لأنّه شي‌ءٌ فوق شي‌ء.
و يقال تداءَمَتْ عليه الرِّياح، إذا توالت؛ و تَدَأَّمَت الأمواجُ «2». و قال.
______________________________
(1) المعروف في ضد الكل النشاط. و أما هذه فلعلها مرة من نشطت الإبل: مضت.
(2) في اللسان: «و تداءمت عليه الأمور و الأهوال و الهموم و الأمواج، بوزن تفاعلت، و تدأمته، الأخيرة معداة بغير حرف: تراكمت عليه و تزاحمت و تكسر بعضها علي بعض»، ثم قال: «الأصمعي تداءمه الأمير مثل تداعمه، إذا تراكم عليه».
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 322
* تحت ظِلال المَوْج إِذْ تَدَأَّمَا «1» *
و البحر نَفسُه الدَّأْماء. و لعل هذا القياسَ أولي به، و تَدَاءمْتُ الرّجلَ، إذا وثبتَ عليه. و تداءمَ الفحلُ النّاقَة، إذا تجلّلهَا. و تداءمَت السّماء: توالت أمطارُها «2».

دأظ

الدال و الهمزة و الظاء كلمةٌ واحدةٌ. يقولون الدّأْظ: المَلْ‌ء «3» و يقال دأظتُ المَتاعَ في الوِعاء. قال:
* و الدّأظُ حَتَّي لا يَكونُ غَرْضُ «4» *
الدأْظ: الامتلاء. و الغَرْض: أن يبقي موضعٌ لا يبلُغه الماء «5».

دأي

الدال و الهمزة و الياء أصلان: أحدهما يدل علي خَتْلِ، و الآخر عَظْمٌ متَّصل بمِثْله، و يشبّه به غيره، و يكون من خَشَب.
فالأوَّل الدّأْي، و هو الختْل؛ يقال دَأبْتُ أدأَي دَأْياً؛ و هو الخَتْل و الذِّئب يَدأَي، إِذا خَتَل.
و أمَّا الآخَر فالدّأْيات: الفَقَار، الواحدةُ دَأْية؛ و ابنُ دأيةَ: الغُرابُ؛
______________________________
(1) في الأصل: «تداءما». و هو تحريف؛ فإن البيت من أرجوزة للعجاج في ملحقات ديوانه 184. و قبله:
* كما هوي فرعون إذ تغمغما*
و ليس في الأرجوزة تأسيس. و هو علي الصواب في اللسان (دأم).
(2) في المحمل: «و تداءلت السماء هطلت».
(3) في الأصل: «الملاء».
(4) قبله كما في اللسان (دأض، دأط، غرض):
* لقد فدي أعناقهن المحض*
يقول: فدت ألبانها أعناقها من أن تنحر. و في اللسان: «حتي ما؟؟؟»
(5) عبر عنه في اللسان بقوله: «النقصان عن المل‌ء».
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 323
لأنَّه يقع علي دأْية البعير الدّبِر فينقُرها؛ و الدَّأية من البعير: الموضعُ تقع عليه ظَلِفَة «1» الرَّحْل فتعقِرُه.

باب الدال و الباء و ما يثلثهما

دبج

الدال و الباء و الجيم أصلٌ واحد يدلُّ علي شي‌ءٍ ذي صفحةٍ حَسَنَةٍ. الدّيباجُ معروفٌ. و الدِّيباجَتانِ: الخَدّان. و قال ابن مقبل:
«يَجرِي بديباجَتَيهِ الرَّشْحُ مُرْتَدِعُ «2» *
و يقال هما اللِّيتان «3». و أمّا قولهم: «ما بالدّار دِبِّيجٌ» فيقال هو بالحاء، و قد ذُكر في بابه، و إن كان بالجيم كما قيل فليس من هذا، و لعله أنْ يكون من دِبِّيّ، من الدَّبيب، ثم حُوِّلت ياء النِّسبة جيماً علي لغة من يفعل «4»

دبح

الدال و الباء و الحاء أُصَيلٌ، و هو الإقبال علي الشَّي‌ء بالجِسْم حتَّي تَحْنُوَ عليه كل الحُنّو. يقال دبَّحَ الرجُل رأسَه، و ذلك إذا نكسَه و طأطأه.
و* نُهِيَ أن يُدَبِّحَ الرّجُل في الصَّلاة كما يدبِّح الحِمار. و الذي يقولون ما بالدَّار
______________________________
(1) في الأصل: «خلفة»، صوابه في المجمل.
(2) لابن مقبل كما في اللسان ديوانه 170 و (دبح، رشح، ردع)، و قد أنشد هذا العجز في المجمل. و صدره:
* يجدي بها بازل فتل مرافقه*
و يروي: «يسعي بها»: و يروي:
* يخدي بها كل موار مناكبه*
(3) الليتان، بالكسر: صفحتا العنق، و في الأصل: «اللتان» صوابه في المجمل.
(4) أي يفعل ذلك، و هم ناس من بني سعد، نص عليه سيبويه في كتابه (2: 288) و انظر شرح الشافية (3: 229).
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 324
مِنْ دِبِّيحٍ، فهو من هذا، أي مقيمٍ في الدَّار مقبلٍ عليها، و الحاء في هذه الكلمة أقيس من الجيم، لما ذَكرناه.

دبر

الدال و الباء و الراء. أصل هذا الباب أنَّ جُلّه في قياسٍ واحد، و هو آخِر الشَّي‌ء و خَلْفُه خلافُ قَبُلِه. و تشذّ عنه كلماتٌ يسيرة نذكرُها.
فمعظم الباب أنَّ الدُّبُرَ خلافُ القُبُل. و الدَّبِير: ما أدْبَرَتْ به المرأةُ من غزْلِها حين تفتِلُه. قال ابن السكِّيت: القَبِيل من الفَتْل: ما أقبَلْتَ به إِلي صدرك، و الدَّبير: ما أدبَرْتَ به عن صدرك. و دابرةُ الطّائر: الإِصبع التي في مُؤخَّر رِجْله.
و تقول: جعلتُ قولَه دَبْر أُذُني، أي أغضَيْت عنه وَ تصامَمْت، و دَبَر النَّهارُ و أدبَرَ «1»، و ذلك إذا جاء آخِرُه، و هو دُبُره. و دبَّرْتُ الحديثَ عن فُلانٍ، إذا حدَّثتَ به عنه، و هو من الباب؛ لأنَّ الآخِر المحدِّثَ يَدْبُر الأوّلَ يجي‌ءُ خَلْفَه.
و دابرة الحافر: ما حاذَي مؤخَّر الرُّسْغ. و قطَعَ اللّٰهُ دابِرَهم، أي آخِرَ مَن بِقيَ منهم. و الدّابر من السِّهام: الذي يخرُج من الهَدَف، كأنَّه وَلّي الرّامَي دُبُرَه، و قد دَبَرَ يَدْبُرُ دُبُوراً، و الدَّبَرانُ: نجمٌ، سمِّي بذلك لأنَّه يَدْبُر الثّريّا.
و دابَرْتُ فُلاناً: عاديتُه. و
في الحديث: «لا تَدَابَرُوا»
، و هو من الباب، و ذلك أنْ يترُكَ كلُّ واحدٍ منهما الإقبالَ علي صاحبه بوجْهه. و التدبير: أنْ يُدبِّر الإنسانُ أمرَه، و ذلك أنَّه يَنظُر إلي ما تصير عاقبتُه و آخرُه، و هو دُبُره. و التَّدبير عِتْق الرّجُل عبدَه أو أمَتَه عن دُبُر، و هو أن يَعْتِقَ بعد موت صاحبِه، كأنَّه يقول:
______________________________
(1) و في بعض القراءات: (و الليل إذا دبر)، في قوله تعالي (وَ اللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ) و كذا (و الليل إذا أدبر). انظر تفسير أبي حيان (8: 378).
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 325
هو حُرٌّ بعدَ موتي. و رجل مقابَلٌ مُدابَرٌ، إذا كان كريمَ النَّسَب من قِبَل أبوَيه؛ و معني هذا أنَّ من أقبَلَ منهم فهو كريمٌ، و من أدبَرَ منهم فكذلك. و المُدَابَرَة:
الشاة تُشَقُّ أُذُنُها من قِبَل قَفاها. و الدّابر [من «1»] القِداح: الذي لم يَخْرُج؛ و هو خلاف الفائز، و هو من الباب؛ لأنَّه ولّي صاحبَه دُبُرَه. و الدَّابر: التابع؛ يقال: دَبَرَ دُبُوراً. و علي ذلك يفسَّر قوله جلَّ ثناؤُه: و الّليل إذا دبر «2»، يقول: تَبِع النَّهارَ. وَ دَبَرَ بالقِمار، إذا ذَهَب به. و يقال: ليس لهذا الأمِر قِبْلةٌ و لا دِبْرَةٌ، أي ليس له ما يُقبِل به فيُعْرَفَ و لا يُدْبِر به فيُعرَف. و رجلٌ أُدابرٌ:
يقطَع رَحِمَه؛ و ذلك أنَّه يُدبِرُ عنها و لا يُقْبِل عليها. و الدَّبُور: ريحٌ تُقبِل مِن دُبُر الكعبة. و الدَّابرة: ضربٌ مِن أُخَذِ الصَّرْعِ «3». قال أبو زيد: يقال «هو لا يُصَلِّي «4» الصّلاةَ إلّا دَبَرِيًّا»، و المُحدِّثونَ يقولون: دُبُريًّا. و ذلك إذا صلّاها في آخرِ وقتها، يريد و قد أدبَرَ الوقتُ.
و أما الكلمات الأُخَرُ فأراها شاذّةً عن الأصل الذي ذكرناه، و بعضُها صحيح.
فأمّا المشكوك فيه فقولهم: إنَّ دُبَاراً اسمُ يوم الأربعاء، و إنَّ الجاهليَّة كذا كانوا يسمُّونه. و في مثل هذا نَظَرٌ. و أمَّا الصَّحيح فالدِّبار، و هي المَشَارات من الزَّرْع.
قال بِشرٌ:
______________________________
(1) هذه التكملة في المحمل.
(2) هي قراءة ابن عباس و ابن الزبير و مجاهد و عطاء و ابن يعمر و أبي جعفر و شيبة و أني الزناد و قتادة و الحسن و طلحة و النحويين و الابنين و أبي بكر. انظر الحاشية التي قبل السابقة.
(3) في المجمل: «أخذة من أخذ المتصارعين». و في اللسان: «ضرب من الشغزبية في الصراع». و الأخذ بضم ففتح: جمع أخذة بالضم، أي طريقة أخذ.
(4) في الأصل: «لو لا نصلي»، و في اللسان: «فلان لا يصلي»، و في المجمل: «أبو زيد: لا يصلي».
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 326
* عَلَي جِرْبَةٍ تَعلُو الدِّبارَ غُروبُها*
«1» و من ذلك الدَّبْر، و هو المال الكثير؛ يقال مالٌ دَبْرٌ، و مالان دَبرٌ، و أموالٌ دَبْرٌ.

دبس

الدال و الباء و السين أصلٌ يدلُّ علي عُصارةٍ في لونٍ ليس بناصع. من ذلك الدِّبس، و هو الصَّقْر. و الدُّبْسيُّ: طائرٌ؛ لأنّه بذلك اللّون.
و جِئتَ بأُمورٍ دُبْسٍ، إذا جاء بها غيرَ واضحة. قال بعضُ أهل العلم: أَدْبَسَتِ الأرضُ فهي مُدْبِسَةٌ، إذا رُئِيَ «2» فيها أوّلُ سواد النَّبت. فأمّا الكْثرة فهي الدِّبْسُ، و هو استعارةٌ، كما يقال لها الدَّهْماء و السوَّاد، فقد عاد إلي ذلك القياس.
و يقولون الدَّباساء، علي فَعِالاء، للإناث من الجراد.

دبش

الدال و الباء و الشين ليس بشي‌ء. علي أنّهم يقولون أرضٌ مَدبُوشَة*: أَكَلَ الجراد نَبْتها. قال:
* في مُهْوَأَنٍّ بالدَّبَا مَدْبُوشِ «3» *

دبغ

الدال و الباء و الغين كلمةٌ. دَبغْتُ الأديمَ أدْبَغُه و أدبُغه «4» دَبغا.
______________________________
(1) قصيدة بشر بن أبي خازم في المفضليات (2: 129- 133) و قد سبق إنشاد هذا العجز في (جرب 1: 450). و صدره كما في المفضليات و اللسان (جرب، دبر):
* تحدر ماء الغرب عن جرشية*
(2) في الأصل و المجمل: «رعن»، صوابه من اللسان. و في القاموس: «أظهرت النبات».
(3) لرؤبة في ديوانه 78 و اللسان (دبش، هأن). و رواية الديوان و اللسان: «من» بدل «في». و يروي «مهوئن»، و هما لغتان، يقال بفتح الهمزة و كسرها. و قبل البيت:
* جاءوا بأخراهم علي خنشوش*
(4) كذا ضبط الفعلان في المجمل. و يقال أيضا أدبغه، بكسر الباء.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 327‌

دبق

الدال و الباء و القاف ليس بشي‌ء. يقولون لِذِي البَطْن الدَّبُوقاء.

دبل

الدال و الباء و اللام أصلٌ يدلُّ علي جَمْعٍ و تجمُّعٍ و إصلاح لَمَرَمَّةٍ «1». تقول دَبَلْتُ الشي‌ءَ جمَعتُه، كَدَبْلك اللُّقمةَ بأصابعك. و الدُّبُول:
الجداول. و سمِّيت بذلك لأنها تُدْبَل، أي تُنَقَّي و تُصلَح. قال الكِسائِيّ:
أرضٌ مدبولة، إذا أُصلِحَتْ بِسِرْجينٍ و غيره. قال: و كلُّ شي‌ءِ أصلحتَه فقد دبلْتَه و دملْتَه. و يقال الدَّوْبَل: الحِمار الصَّغير. و سمِّي بذلك لتجمُّع خَلْقِه.
و يقال دَبِلَ البعيرُ و غيرُه يَدْبَلُ، إذا امتلأَ لحماً.
و مما شذّ عن هذا الأصل الدِّبْل: الدّاهية. و دبَلَهم الأمرُ من الشرّ: نزلَ بهم. يقال دِبْلًا دَبيلا، كما يقولون: ثُكْلًا ثاكلا. قال الشاعر «2»:
طِعانَ الكُماةِ و رَكْضَ الجِيادِ و قَوْلَ الحَواضِنِ دِبلًا دَبيلا «3»

دبي

الدال و الباء و الياء ليس أصلًا، و إنَّما [هو] كلمةٌ واحدة، ثم يُحمَل عليها تشبيهاً. فالدّبا: الجراد إذا تحرَّك «4». و التّشبيهُ قولهم: أدْبَي الرِّمْثُ، أوَّلَ ما يتفَطَّر؛ و ذلك لأنّه يشبَّه بالدَّبا. و ذكر بعضُهم: جاء فلانٌ بدَبَادَبَا «5»،
______________________________
(1) المرمة: متاع البيت.
(2) هو بشامة بن الغدير. و قصيدته في المفضليات (1: 53- 58).
(3) البيت لم يروه المفضل، لكن ذكر في اللسان أنه من قصيدة بشامة. و في المجمل و اللسان:
«و ضرب الجياد». و في الأصل أيضا: «الحواصن» صوابه في المجمل و اللسان.
(4) زاد في المجمل: «قبل أن تنبت أحنحنه».
(5) في الأصل: «دبي» صوابه من المجمل و اللسان. و يقال أيضا «بدَبَا دُبَيّ» و «دَبَا دُبيَّيْنِ». و الدبا يكتب بالألف و بالياء.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 328
إذا جاء بمالٍ كالدّبا «1». و يقال أرضٌ مَدْبَاةٌ: كثيرة الدبا. و مَدْبِيَّةٌ: أَكَلَ الدّبَا نباتَها.

باب الدال و الثاء و ما يثلثهما

دثر

الدال و الثاء و الراء أصلٌ واحد منقاسٌ مطّرد. و هو تضاعُفٌ شي‌ءِ و تناضُدُه بعضِه علي بعض. فالدَّثْر: المال الكثير. و الدِّثار: ما تدثَّر به الإنسانُ، و هو فوق الشِّعار. فأمّا قول القائل «2»:
* و العَكِرِ الدَّثِرْ «3» *
فإنَّه أراد الدَّثْر فحرك الثاء، و هو الكثير:
و من الباب تَدَثَّر الفَحْلُ الناقَة، إِذا تَسَنَّمَها، كأنَّه صار دِثاراً لها.
و تدثَّر الرجُلُ فرسَه، إذا وثب عليه فركِبَه. و الدَّثُور: الرّجل النَّؤُوم «4».
و سمِّي لأنَّه يتدثَّر و ينام. فأمّا قولهم رسْمٌ داثِرٌ، فهو من هذا، و ذلك أنَّه يكون ظاهراً حتي تهبّ عليه الرِّياحُ و تأتِيَه الرَّوامسُ، فتصيرَ له كالدِّثار فتغطِّيه.

دثأ

الدال و الثاء و الهمزة ليس أصلًا؛ لأنَّه من باب الإبدال.
يقولون مطر دَثَئِيٌّ، و هو الذي بين الحَمِيم و الصَّيف «5». و إنَّما الأصل دَفَئِيٌّ، و هو من الدِّف‌ء.
______________________________
(1) في الأصل: «بما لكالدبا»، و هو تحريف رسم.
(2) هو امرؤ القيس، كما في اللسان (دثر). و قصيدته في ديوانه 135- 139.
(3) أنشد هذا الجزء في المجمل. و لبيت بتمامه كما في الديوان و اللسان:
لعمري لقوم قد تري في ديارهم مرابط للأمهار و العكر الدثر
(4) في المجمل: «الرجل الحامل النؤوم».
(5) الحميم: القيظ.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 329‌

دثن

الدال و الثاء و النون كلامٌ لعلّه أن يكون صحيحاً. فأمّا أنْ يكون له قياسٌ فلا. يقولون: دثَّن الطَّائرُ: أسرع في طَيَرانه. و دثَّن اتَّخَذَ عُشَّه.
و الكلمتان متشابهتان، و الأمر فيهما ضعيف.

باب الدال و الجيم و ما يثلثهما

دجر

الدال و الجيم و الراء أصلٌ يدلُّ علي لُبْسٍ. فالدَّيجور:
الظَّلام؛ و الجمع دَياجِر و دياجِير. و الدَّجَرُ: شِبْهُ الحَيْرة، و هو ذلك القياس، قال رجلٌ دَحْرانُ و دَجَارَي، كما يقال حَيرانُ و حَيارَي.
و هاهنا كلمةٌ إنْ صحّت فهي شاذّة عن الأصل الذي ذكرناه. يقولون إنَّ الدَّجْر: الخشبة التي يُشدّ عليها حديدةُ الفَدَّان. و ما أُرَي هذا من كلام العرب.

دجل

الدال و الجيم و اللام أصلٌ واحد منقاسٌ، يدلُّ علي التغطية و السَّتْر. قال أهلُ اللّغة: الدَّجْل: تموِيهُ الشَّي‌ء، و سُمّي الكذّابُ دجّالا.
و سمِعت عليَّ بن إبراهيمَ القَطَّان يقول: سمِعت ثعلباً يقول: الدَّجّال المموِّه.
يقال سيفٌ مُدَجّل، إذا كان قد طُلِيَ بذهبٍ. قال: فقِيل له: فيجوز أن يكون الذّهب يسمَّي دَجَّالا؟ فقال: لا أعرِفُه «1». و من الباب الدّجّالة: الجماعة العظيمة تحمل المتاع للتجارة. و يقال دَجّلْتُ البعير، إذا طلَيته بالقَطِران؛ و البعير مدجَّلٌ.
قال ابنُ دريد: كلُّ شي‌ءٍ غطّيته فقد دجَّلتَه. و سُمِّيت دِجلةُ لأنَّها تغطِّي
______________________________
(1) في اللسان: «و لدجال الذهب، و قيل ماء الذهب. حكاه كراع».
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 330
الأرض* بالجمع الكثير «1». و يقال رِفْقَةٌ دَجَّالة، إِذا غَطَّت الأرض بزَحْمَتها قال:
* دَجّالة من أعظَم الرِّفاقِ «2» *
و في كتاب الخليل: الدّجال: الكذَّاب، و إِنَّما دَجَلُه كِذْبه؛ لأنّه يدجِّل الحقَّ بالباطل.

دجم

الدال و الجيم و الميم كلمةٌ واحدة. يقال دَجِمَ، إذا حَزنَ.
و يقولون: ما سمعتُ لفُلانٍ دَجْمَةً، أي كلمة. و هذه كأنّها من باب الإبدال، و الأصل زُجْمَة «3».

دجن

الدال و الجيم و النون قياسُه قياسُ الدال و الجيم و اللام.
فالدَّجْن: ظلُّ الغيم في اليوم المَطِر «4». و أدْجَنَ المطرُّ: دامَ أيّاماً. و المُداجَنةُ:
حُسن المخالَطة. و الدُّجُنَّة: الظلماء. و في كتاب الخليل قال: لو خفّفه الشاعر لجازَ له. قال حُمَيدٌ «5»:
* حتَّي إِذا انجلَتْ دُجَي الدُّجُونِ*
و من الباب دَجَن دُجُونا: أقام و الشَّاةُ الدّاجِن: التي تَأْلف البيوت.
و اللّٰه أعلم.
______________________________
(1) كذا. و في المجمل: «لأنها تغطي الأرض بمائها»
(2) البيت في اللسان (دجل) و الجمهرة (2: 68).
(3) في الأصل: «رحمة» تحريف. و الزجمة، بفتح الراي وضمها.
(4) في المجمل: «المطير»، و هما سيان.
(5) في المجمل: «كقول حميد الأرقط». و البيت التالي في اللسان (دجن) بدون نسبة.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 331‌

باب الدال و الحاء و ما يثلثهما

دحر

الدال و الحاء و الراء أصلٌ واحد، و هو الطَّرد و الإبعاد.
قال اللّٰه تعالي: اخْرُجْ مِنْهٰا مَذْؤُماً مَدْحُوراً «1».

دحز

الدال و الحاء و الزاء ليس بشي‌ء. و قال ابن دريد: الدَّحْز:
الجِماع «2». و قد يُولَع هذا الرجلُ بباب الجماع و الدَّفْع، و باب القَمْش و الجمع.

دحس

الدال و الحاء و السين أصلٌ مطَّرِد مُنْقاس، و هو تخلُّل الشَّي‌ءِ بالشَّي‌ءِ في خَفاءٍ ورِفق. فالدَّحْس: طلَب الشَّي‌ءِ في خفاء. و من ذلك دَحَسْتُ بينَ القوم، إِذا أفسدْتَ؛ و لا يكون هذا إلّا برفْق و وَسواس لطيفٍ خفّي. و يقال الدّحْسُ: إدخالك يَدَك بين جِلْدة الشَّاة و صِفَاقها تسلخُها.
و الدَّحَّاس: دويْبَّة تغيب في التراب، و الجمع دَحاحيس. و داحِسٌ: اسم فرسٍ؛ و سمِّي بذلك لأنَّ حَوْطاً «3» سطا علي أُمِّه- أُمّ داحسٍ «4» - بماءٍ و طِينٍ، و يريد أن يخرج ماءَ فرسه من الرَّحِم. و له حديث «5».
______________________________
(1) من الآية 18 سورة الأعراف. و في الأصل: «مذموما» تحريف. و في الآية 19 من الإسراء: (يَصْلٰاهٰا مَذْمُوماً مَدْحُوراً). و هذا وجه اللبس.
(2) لم أجده في الجمهرة و لا في فهارسها. انظر الجمهرة (1: 121) حيث مظن الكلمة.
فلعلها مما سقط من الجمهرة.
(3) هو حوط بن أبي جابر بن أوس بن حميري، صاحب «ذي العقال» والد «داحس».
انظر الأغاني (16: 23).
(4) اسمها «جلوي»، و كانت لقرواش بن عوف بن عاصم.
(5) انظر حرب داحس و الغبراء في الأغاني و العقد (3: 313) و كامل ابن الأثير (1: 343) و أمثال الميداني (1: 359/ 2: 51).
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 332‌

دحص

الدال و الحاء و الصاد كلمةٌ واحدة. يقال دَحَصَ المذبوحُ برجْله يدحَصُ دَحْصاً، إذا ارتكَضَ. قال علقمة:
رغا فوقَهم سَقْبُ السّماءِ فداحِصٌ بشِكَّتِهِ لم يُسْتَلَب و سليبُ «1»

دحض

الدال و الحاء و الضاد أصلٌ يدلُّ علي زوالٍ و زَلَق. يقال دَحْضَتْ رجلُه: زَلِقَتْ. و منه دحَضَت الشّمس: زالت. و دَحَضَتْ حُجّةُ فلانٍ، إذا لم تَثْبُت. قال اللّٰه جلّ ثناؤه: حُجَّتُهُمْ دٰاحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ.

دحق

الدال و الحاء و القاف قياسٌ يقرُب من الذي قبْلَه. يقال دَحَقَ الشَّي‌ءُ: زَالَ و لم يثبُتْ. و الدَّحيق: البعيد. و يقال فعلَ فلانٌ كذا فدحَقْتُ عنه يدَه، أي قبضتُها. و يقال أدْحَقَه اللّٰه، أي أبْعَدَه. وَ دَحَقت الرّحِمُ: رمَتْ بالماء فلم تقبْله. و الدِّحاق: أن تخرُجَ رحِمُ الأُنثَي بعد الولادة، فلا تنجُو حتي تموت. و هي دَحُوقٌ. قال:
و أُمُّكُمْ خَيْرَةُ النِّساء عَلَي ما خانَ منها الدِّحاقُ و الأَتَمُ

دحل

الدال و الحاء و اللام يدلُّ علي تلجُّفٍ في الشَّي‌ء و تطامُن.
فالدَّحْل: المطمئِنُّ من الأرض، و الجمع الدُّحُول. و يقال بئرٌ دَحُولٌ: ذاتُ تلجُّف «2»، و ذلك إذا أكمَلَ الماءُ جِرابَها. فأمَّا الدَّحِلُ في خَلْق الإنسان، فيقال هو العظيم البَطْن؛ و هذا قياسُ الباب، لأنَّه يدلُّ علي سَعةٍ و تلجُّف.
______________________________
(1) قصيدة لبيت في ديوانه 131 و المفضليات (2: 190- 196). و أنشده في المجمل و اللسان (دحص).
(2) التلجف، بالجيم: التحفر. و في الأصل و المجمل بالحاء المهملة، تحريف.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 333‌

دحم

الدال و الحاء و الميم ليس بشي‌ءِ. علي أنّهم يقولون: دَحَمَه، إذا دَفَعه دفعاً شديداً. و به سُمِّي الرَّجُل دَحْمانَ و دُحَيْماً.

دحن

الدال و الحاء و النون ليس بأصلٍ، لأنّه من باب الإبدال.
يقال رجل دَحِنٌ، و هو مثل الدَّحِلِ «1». و قد فسَّرناه‌

دحو

الدال و الحاء و الواو أصلٌ واحد يدلُّ علي بَسْطٍ و تمهيد.
يقال دحا اللّٰه الأرضَ يدحُوها دَحْواً، إذا بَسَطَها. و يقال دحا المطرُ الحَصَي عن وجْه* الأرض. و هذا لأنّه إذا كان كذا فقد مهدّ الأرض. و يقال للفرَس إذا رمَي بيديه رمْياً، لا يرفع سُنْبُكَه عن الأرض كثيراً: مرّ يدحُو دَحْواً. و من الباب أُدْحِيُّ النَّعام: الموضع الذي يُفَرِّخ فيه، أُفْعولٌ مِن دحوت؛ لأنّه يَدْحُوه برِجْله ثم يبيض فيه. و ليس للنّعامة عُشٌّ.

باب الدال و الخاء و ما يثلثهما

دخر

الدال و الخاء و الراء أصلٌ يدلُّ علي الذُّل. يقال دَخَر الرّجُلُ، و هو داخِر، إذا ذَلَّ. و أَدْخَرَه غيرُه: أَذَلَّه. فأما الدَّخْدَار فالثَّوب الكريمُ يُصانُ. قال:
* و يَجْلُو صَفْحَ دَخْدارٍ قَشِيبِ «2» *
______________________________
(1) في الأصل: «الدخل»، صوابه ما أثبت.
(2) نسب في المجمل إلي أبي دواد، و الصواب نسبته إلي عدي بن زيد، من قصيدة له في الأغاني (2: 23- 34). و صدره كما في الأغاني و العرب للجواليقي 141:
* تلوح المشرفية في ذراه*
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 334
و ليس هذا من الكلمة الأولي في شي‌ءِ؛ لأنَّ هذه مُعرّبة، قالوا: أصلها تَخْت دار، أي مَصُونٌ في تَخْت «1».

دخس

الدال و الخاء و السين أصلٌ واحد، يدلُّ علي اكتنازٍ و اندساسٍ في ترابٍ أو غيره. فالدَّخْسُ أن يندسَّ الشَّي‌ءُ في التراب. و لذلك سَمَّي الرّاجزُ «2» الأثافيَّ دُخسَّاً. فهذا هو الأصل، ثم سُمِّي كلُّ شي‌ء تجمَّعَ إلي شي‌ءِ و داخَلَه، بذلك. و الدَّخيس: الحَوْشَب، و هو ما بين الوَظيف و العصَب. و الدَّخِيس من الناس: العددُ الجَمُّ. و الدَّخَس «3»: داءُ في قوائم الدّابة. و الدَّخِيس: اللحم المكَتَنِز. و كلُّ ذي سِمَنٍ دَخيسٌ. و يقال الدَّخيس: لحمُ باطن الكفّ. و الدَّخيس من أَنْقَاء الرّملِ: الكثير. و كَلَأٌ دَيْخَسٌ «4»، أي كثير. و أنشد:
* يَرْعَي حَلِيًّا و نَصِيًّا دَيْخَسَا «5» *

دخش

الدال و الخاء و الشين ليس بشي‌ءِ. و زعم ابنُ دريد «6».
أنّ الدَّخش فِعْلٌ مُماتٌ، يقال دَخِشَ دَخَشاً، إذا امتلأ لحماً. و منه اشتقاق دَخْسَم.

دخص

الدال و الخاء و الصاد كالذي قبله. و ذكر ابنُ دُريد «7» أنّ الدَّخُوص: الجاريةُ السَّمينة.
______________________________
(1) في المجمل: «أي ثوب مصون في تخت». و لأدق ما في المعرب و اللسان: «أي يمسكه التخت».
(2) هو العجاج. و في ديوانه 31:
* فأطرقت إلا ثلاثا دخسا*
(3) في الأصل: «الدخساء»، صوابه في المجمل و اللسان.
(4) في الأصل: «دخيس» صوابه في المجمل و اللسان.
(5) أنشده في اللسان (دخس). و في المجمل: «ترعي».
(6) الجمهرة (2: 200).
(7) ليس في الجمهرة في مظنه، و ليس في فهارسها.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 335‌

دخل

الدال و الخاء و اللام أصل مطّرد منقاس، و هو الوْلوج.
يقال دخل يدخُل دخولًا. و الدِّخْلَةُ: باطنُ أمرِ الرّجُل. تقول: أنا عالمٌ بدخْلَته. و الدَّخَل: العَيب في الحَسب، و كأنَّه قد دخل عليه شي‌ء عابَه. و الدَّخَل كالدَّغَل، و هو من الباب؛ لأنَّ الدّغَل هذا قياسُه أيضاً. و يقال إنَّ المدخُول:
المهزُول؛ و هو الصَّحيح، لأنّ لحمُه كأنّه قد دُخِلَ. و دَخِيلُك: الذي يُداخِلُك في أُمورك. و الدِّخال في الوِرد: أنْ تشربَ الإبل ثم تردّ إلي الحوض ليشرب منها ما عساه لم يكن شَرِبَ. قال الهُذَليّ «1»:
* و تُوفِي الدُّفوفَ بشُربٍ دِخَالِ «2» *
و يقال إنّ كلَّ لحمةٍ مجتمعة دُخَّلةٌ، و بذلك سُمِّي هذا الطائر دُخلًا. و يقال دُخِل فلانٌ، و هو مدخولٌ، إذا كان في عقله دَخَلٌ. و بنو فلانٍ في بني فلان دَخِيلٌ (3)، إذا انتسبوا معهم. و نَخْلَة مدخولةٌ: عَفِنة الجوف. و الدُّخْلَلُ: الذي يُداخِلُك في أمورك. و الدُّخَّل من ريش الطائر: ما بين الظُّهْرَانِ و البُطْنان، و هو أجْوَدُ الرِّيش. و داخِلَة الإِزار: طَرَفه الذي بلي الجسَد. و الدُّخَّل من الكلأ:
ما دخَل منه في أُصول الشجر. قال:
* تَبَاشِير أَحْوَي دُخَّلٍ و جميمِ (4)*
______________________________
(1) هو أمية بن أبي عائذ الهذلي. و قصيدة البيت في شرح السكري 180 و نسخة الشنقيطي من الهذليين 89.
(2) صدره كما في المراجع المتقدمة و اللسان (دخل):
* و تلقي البلاعيم في برده*
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 336‌

دخن

الدال و الخاء و النون أصلٌ واحد، و هو الذي يكون عن الوَقُود، ثمَّ يشبَّه به كلُّ شي‌ء يُشْبِهُه مِن عداوةٍ و نظيرِها. فالدُّخَانُ معروفٌ، و جمعه دوَاخن علي غير قياس. و يقال دَخَنَتِ النّارِ تدخُن، إذا ارتفع دُخانها، و دخِنَتْ تَدْخَنُ، إذا ألقيْتَ عليها حطباً فأفسَدتْها حتي يهيجَ لذلك دُخانٌ و كذلك دَخِن الطَّعامُ يَدْخَن «1». و يقال: دَخَن الغُبار: ارتَفَعَ. فأمّا
الحديث: «هُدْنَةٌ علي دَخَنٍ»
، فهو استقرارٌ علي أمورٍ مكروهة. و الدُّخْنَةُ من الألوان: كُدرةٌ في سوادٍ. شاةٌ دَخْناءُ، و كبشٌ أدْخَنُ، و ليلةٌ دَخْنانةٌ. و رجلٌ دَخِنُ الخُلُق.
و أبناء دُخانٍ: غنيٌّ و باهلةُ. و الدُّخْنَة: بَخُورٌ يدخَّن به البيت.

باب الدال و الدال و ما يثلثهما

ددن

الدال و الدال و النون كلمتان: إحداهما اللَّهو و اللَّعب، يقال دَدَنٌ ودَدٌ «2». قال:
أيُّها القلب تعلَّلْ بدَدَنْ إنّ هَمِّي في سَماعٍ و أَذَنْ «3»
و من هذا اشتُقَّ السَّيف الدَّدَانُ؛ لأنّه ضعيفٌ، كأنه ليس بِحادٍّ في مَضائه.
و الكلمة الأخري: الدَّيْدَنُ: العادَة.
و اللّٰه أعلم.
______________________________
(1) في الأصل: «حتي يدخن»، صوابه من المجمل.
(2) ودداً أيضا كما سبق في مادة (دد) ص 266.
(3) البيت لعدي بن زيد، كما سبق في حواشي (دد) ص 266.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 337‌

باب ما جاء من كلام العرب علي أكثر من ثلاثة أحرف أوله دال

و سبيلُ هذا سبيلُ ما مضي ذِكره، فبعضُه مشتقٌّ ظاهر الاشتقاق، و بعضُه منحوتُ بادي النَّحْت، و بعضه موضوعٌ وضعاً علي عادة العربِ في مِثْله.
فمن المشتق المنحوت (الدُّلَمِصُ) و (الدُّمَلِصُ «1»): البَرّاق. فالميم زائدة، و هو من الشَّي‌ء الدَّلِيص، و هو البرّاق، و قد مَضي.
و من ذلك (الدِّفْنِسُ «2»)، و هو الرجل الدنيُّ الأحمق، و كذلك المرأة الدَّفْنِس، و الفاء فيه زائدة، و إنَّما الأصل الدال و النون و السين.
و من ذلك (الدَّرْقَعة)، و هو الفِرار. فالزائِدة فيه القاف، و إنَّما هو من الدال و الراء و العين.
و منه (الاندِراعُ) في السَّيْر، و قد ذكرناه.
و من هذا الباب (ادْرَعَفَّتِ) الإبلُ، إِذا مضَتْ علي وُجوهها. و يقال (اذرعَفَّتْ) بالذال. و الكلمتان صحيحتان؛ فأمّا الدال فمن الاندراع، و أمّا الذال فمن الذريع. و الفاء فيهما جميعاً زائدة.
و من ذلك (الدَّهْكَم)، و هو الشّيخ الفاني، و الهاء فيه زائدة، و هو من دَكَمْتُ الشي‌ء و تدكَّم، إذا كسرتَه و تكسَّر بعضُه فوقَ بعض. و قال قوم:
(التَّدَهْكم): الانقحام في الشي‌ء، و هو ذاك القياسُ الذي ذكرناه.
______________________________
(1) و يقال أيضا «دلامص» «و دمالص». و في المجمل: «الدملص و الدمالص».
(2) و يقال أيضا «دفناس» و هو ما ورد في المجمل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 338
و من ذلك (الدَّلَهْمَسُ «1»)، و هو الأسَد. قال أبو عُبيد: سمِّي بذاك لقوَّته و جُرْأته. و هي عندنا منحوتةٌ من كلمتين: من دَالَسَ و هَمَسَ. فدالَس «2»: أتي في الظَّلام، و قد ذكرناه، و همس كأنّه غمس نَفْسَه فيه و في كلِّ ما يريد. يقال:
أسدٌ هموس. قال:
فباتُوا يُدْلِجون و بات يَسْرِي بَصِيرٌ بالدّجَي هادٍ هَمُوسُ «3»
و من ذلك (دَغْمَرْتُ) الحديثَ، إذا خلَطْتَه. قال الأصمعيّ في قوله:
* و لم يكُنْ مُؤْتَشَباً دِغْمَارا «4» *
قال: المُدَغْمَر: الخفيّ. و هذه منحوتةٌ من كلمتين: من دغم، يقال أدغمت الحرف في الحرف إذا أخفيته فيه، و قد فسَّرناه، و من دَغَر، إذا دخَلَ علي الشّي‌ء.
و قد مضي.
و من ذلك (دَرْبَخَ «5») إذا تذلَّل. و الدال فيه زائدة، و هو من ربخ، يقال:
مشي حَتَّي تدبَّخَ، أي استرخَي.
و من ذلك (دَمْشَقَ) عملَه، إذا أسرَعَ فيه. و الدال فيه زائدة، و إِنَّمَا هو مَشَق، و هو الطَّعْن السّريع، و قد فُسِّر في كتاب الميم.
و من ذلك (الدُّمَّرِغُ) و هو الأحمق، و الدال فيه زائدة، و هو من المرْغ و هو ما يسيل من اللعاب، كأنّه لا يُمْسِك مَرْغَه.
______________________________
(1) في الأصل: «الدلهس»، صوابه من المجمل و اللسان.
(2) في الأصل: «دلس» في هذا الموضع و سابقه، تحريف. انظر اللسان (دلس)
(3) أنشد عجزه في اللسان (همس 138)، و نسبه إلي أبي زبيد الطائي
(4) لم ترد كلمة «دغمار» في المعاجم المتداولة، و لم أعثر علي هذا الشاهد في مرجع آخر.
(5) وردت هذه الكلمة و ما بعدها بالحاء المهملة، في المجمل. و تستقيم اللغة و الكلام بكل منهما.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 339
و من ذلك (الدِّعْبِل)، و هو الجملُ العظيم «1». و هو منحوتٌ من كلمتين مِن دَبَلْتُ الشَّي‌ءَ، إذا جمَعْتَه، و قد مضي، و هذا شي‌ءٌ عَبْلٌ. و يجي‌ء تفسيره.
و من ذلك (الدُّمْلَج) و (الدَّمْلَجة)، و اللام فيه زائدة. و هو من أدمجت، و قد فسرناه. و الدُّمْلَج: المِعْضَد من الحَلْي «2»
و من ذلك (الدَّعْلَجةُ)، و هو الذّهاب و الرُّجوع و التردُّد، و به يسمُّون الفَرَس «دَعْلَجاً «3»»، و العين فيه زائدةٌ، و إنما هو من الدَّلَج و الإدلاج.
و من ذلك (دَخْرَصَ) فلانٌ الأمرَ، إذا بيَّنَه. و إنه لَ (دِخْرِصٌ)، أي عالمٌ «4». و الوجه أن يكون الدال فيه زائدة، و هو من خَرَصَ الشي‌ءَ، إذا قدَّره بفِطْنته و ذكائه.
و من ذلك (الدَّخْمَسَةَ)، و هو كالخِبّ و الخِدَاع، و هي منحوتةٌ من كلمتين:
من دَخس و دَمَس، و قد ذكرناهما.
و من ذلك (الدَّنْخَس «5») و هو الشديد* اللحم الجَسيم. و النون فيه زائدة، و هو من اللّحم الدَّخيس، و قد مضَي.
و من ذلك (تَدَرْبَسَ) الرّجُل، إذا تقدَّم. و أنشد:
______________________________
(1) الذي في المعاجم المتداولة أن الدعبل الناقة القوية أو الشارف، كما أنها فسرت في المجمل بانها «الناقة الشارف».
(2) و أما الدملجة، بفتح الدال و اللام، فهي تسوية صنعة الشئ.
(3) و منه «دعلج» فرس عامر بن الطفيل. و الدعلج يقال أيضا للذئب و الحمار و الناقة التي لا تنساق إذا سبقت، كما في القاموس.
(4) هذا المعني و الذي سبقه مما فات صاحب اللسان، أما صاحب القاموس فقد ذكرهما.
(5) و يقال أيضا «دخنس» بتقديم الخاء.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 340
إذا القوم قالُوا مَنْ فَتًي لمُهِمَّةٍ تَدَرْبَسَ باقِي الرِّيقِ فَخْمُ المناكبِ «1»
و الدال زائدة، و إنَّما هو من الراء و الباء و السين. يقال اربَسَّ اربِساساً، إذا ذَهَب في الأرض.
و من ذلك (الدلمسُ «2»)، و هي الدَّاهية، و هي منحوتة من كلمتين. من دَلَس الظلمة، و من دَمَسَ، إذا أتَي في الظَّلام.
و من ذلك (الدَّغاوِل «3») و هي الغَوائل، و الواو فيها زائدة، و هو من دغل
و من ذلك (الادْرِنْفَاقُ)، و هو السَّير السَّريع. و هذا ممّا زِيدت فيه الراء و النون؛ و إنَّما هو من دَفَقَ، و أصله الاندفاع. و الدُّفْقَة من الماء: الدُّفعة.
و قد مضي.
و من ذلك (الدُّعْثُور)، و هو الحوض الذي لم يُتَنَوَّقْ في صنعته. قال:
العَدَبَّسُ: «الدُّعْثُور: [الحوض «4»] المتَثَلِّم»، و هذا ممّا زِيدت فيه العين. و هو من دَثَرَ. و يجوز أن يكون من دَعَثَ، و قد مضي.
و يقال (ادْرَمَّجَ)، إذا دخل في الشَّي‌ء و استَتَر. و الراء فيه زائدة، و إنَّما هو من دَمَج.
و من ذلك (الدُّمْلوك) و الحجر (المُدَمْلَك)، و الميم زائدة، و إِنَّما هو من دلكت.
و من ذلك (دَغْفَقْت) الماء: صبَبْتُه، و الغين زائدة، و إنَّما هو من دفقت.
______________________________
(1) البيت في المجمل و اللسان (دربس).
(2) الدلس، كعلبط و كزبرج. و الكلمة وردت في القاموس و لم ترد في اللسان.
(3) في الأصل: «الدعلول»، صوابه في المجمل و اللسان.
(4) التكملة من المجمل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 341
و من ذلك (الدُّحْمُسَانُ «1»): الأسود، و الحاء زائدة، و هو من الدَّسَم، و هو عندنا موضوعٌ وضعاً. و قد يكون عند سِوانا مشتقًّا. و اللّٰه أعلم.
(دَنْقَشَ) الرَّجُل دَنْقَشَةً، إذا نَظَر و كسر عينَه.
و (الدَّهْثَمُ) من الرجال: السَّهل الليِّن.
و (الدّرَفْسُ) و (الدِّرْفاس): الضخم من الرِّجال.
و (الدَّرْمَك): الدَّقيق الحُوَّارَي.
و (الدُّرْنُوك): ضَرْبٌ من الثِّياب ذو خَمْلٍ، و به تُشبَّه فَروةُ البعير. قال:
* عَن ذِي دَرانِيكَ و هُلْبٍ أَهْدَبا «2» *
و (الادْعِنْكارُ): إقبال السَّيل. و محتملٌ أن يكون هذه من باب دَعَكَ.
و (دمْخَقَ «3») الرّجُل في مِشْيته: تثاقَلَ.
و (الدَّغْفَل): ولَدُ الفيل. و (الدَّغْفَليُّ): الزّمان الخِصْب. قال العجّاج:
* و إذْ زَمانُ النّاسِ دَغْفَليُّ «4» *
و محتملٌ أن تكون هذه من الذي زيد فيه الدال، كأنّه من غفل؛ و هم يصِفُون الزّمانَ الطيّبَ النّاعمَ بالغَفْلة. قال:
قُدَيْدِيمَةَ التَّجريبِ و الحِلمِ إنَّني لَدَي غَفَلاتِ العَيش قبلَ التَّجاربِ «5»
______________________________
(1) و يقال أيضا «الدحسمان».
(2) أنشده في اللسان (هدب) برواية: «و لبد أهدبا»، و في (درنك): «و لبداً».
(3) في الأصل و المجمل: «دمحق» بالحاء المهملة، صوابه بالخاء المعجمة.
(4) ديوان العجاج 67 و اللسان (دغفل).
(5) ديوان القطامي 50. و في الديوان و اللسان: «أري غفلات».
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 342
و (الدِّمَقْس): القَزَّ: و (الدَّرْدَبِيس): الدّاهِيَة، و الشيخ الهِمّ.
و (دنْقَسْتُ) بين القوم: أفسدت. و (الدَّهاريس): الدّواهي.
و (الدِّلْقِم): النّاقة التي أَكِلَتْ أسنانُها من الكِبَر. و محتمل أن تكون هذه منحوتةٌ من دَقَمْتُ فاه، إذا كسرْتَه، و من دَلَق إذا خرج، كأنّ لسانَها يندلِق.
و (الدَّلْعَكُ) و (الدَّلْعَس): الضَّخمة. و (دَرْبَحَ) عَدَا «1». و (الدَّرْبَلَةُ):
ضربٌ من المشي. و (الدِّرَقْل): ضربٌ من النِّياب. و (الدُّرْدَاقِسُ): عظم يفصِلُ بين الرّأس و العُنق. و ما أبعد هذه من الصحّة.
و يقال إنَّ (الدُّلَمِزُ): القويُّ الماضي. و كذلك (الدُّلامِزُ)، و الجمع دَلامِزُ.
قال الشاعر:
* يَغْبَي عَلَي الدَّلَامِز البَرَارِتِ «2» *
و اللّٰه أعْلَمُ بالصَّواب.
______________________________
(1) هذا المعني لم يذكر في اللسان. و في القاموس: «عدا من فزع».
(2) البرارت: جمع بريت، و هو الدليل الحاذق. و روي في اللسان (خرت، دلمز) «الخرارت» جمع خربت. و كلاهما بمعني واحد.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 343‌

كتاب الذّال

باب الذال و ما معهما في الثنائي و المطابق

ذر

الذال و الراء المشددة أصلٌ واحد يدلُّ علي لطافة و انتشار.
و من ذلك الذَّرُّ: صِغار النَّمل، الواحدة ذَرّةٌ. و ذَرَرْتُ المِلْحَ و الدّواءَ. و الذرِيرة معروفة، و كلُّ ذلك قياسٌ واحد.
و من الباب: ذرّت الشّمْسُ ذُروراً، إذا طَلَعَتْ، و هو ضوءٌ لطيفٌ منتشر.
و ذلك قولُهم: «لا أفعله ما ذَرَّ شارقٌ»، و ما ذَرّ قرنُ الشّمْس.* و حكي عن أبي زيد: ذَرّ البَقْلُ، إذا طلَعَ من الأرض. و هو من الباب؛ لأنّه يكون حينئذٍ صُغَاراً «1» منتشِرًا. فأمَّا قولُهم: ذَارَّتِ النّاقةُ و هي مُذَارٌّ، إذا ساء خُلُقها، فقد قيل إنَّه كذا مثّقل. فإن كان صحيحاً فهو شاذٌّ عن الأصل الذي أصَّلناه. إلا أن الحطيئة قال:
* ذَارَتْ بأَنْفها «2» *
مخفَّفاً. و أراه الصحيح، و يكون حينئذٍ من ذئِرت، إذا تغضَّبت، فيكون علي تخفيف الهمزة. [إلّا] أنّ أبا زيدٍ قال: في نفسِ فُلانٍ ذِرارٌ، أي إعراضٌ
______________________________
(1) الصغار، بالضم: الصغير، كقولك طوال بالضم، بمعني طويل، و أراه أقوي في القراءة هنا.
و الصغار، بالكسر: جمع صغير.
(2) قطعة من بيت في ديوان الحطيئة 10 و اللسان (درر). و هو بتمامه:
و كنت كذات البعل ذارت بأنفها فمن ذاك تبغي غيره أو تهاجره
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 344
غَضَباً، كذِرار النّاقة. و هذا يدلُّ علي القول الأول. و اللّٰه أعلم.

ذع

الذال و العين في المطابق أَصلٌ واحد يدلُّ علي تفريق الشي‌ء.
يقال ذعْذعت الرِّيحُ [الشي‌ءَ] إذا فرّقَتْه، فتذعْذع، أي تفرّق. قال النابغة:
* تُذَعْذِعُها مُذَعْذِعَةٌ حَنُونُ «1» *
و يقال إِنّ الذُّعَاع الفُرْجة بين النَّخْلة و النَّخلةِ، في شعر طَرَفَة، علي اختلافٍ فيه؛ فقد قال بعضُهم إِنّه بالدّال، و قد مضي ذِكْرُه «2».
و حكي ابنُ دريدٍ «3»: ذَعْذَع السِّرَّ: أذاعَه. و الذعاع: الفِرَقُ من الناس، الواحدةُ ذَعاعة.

ذف

الذال و الفاء أصلٌ واحد يدلُّ علي خِفّةٍ و سُرعة.
فالذَّفِيف إتباعٌ للخفيف. و يقال الذَّفيف السَّريع. و منه يقال ذفَّفْتُ علي الجريح، إذا أسرعتَ قَتْلَه. و اشتقاق «ذُفافَة» منه. و يقال للماء القليل ذُفافٌ، و مياهٌ أذِفَّةٌ
و حُكي عن الأعرابيّ: الذَّفُّ: القتل. و استَذَفَّ الأمر: استقامَ و تهيَّأَ.
و يقال الذَّفَاف: الشّي‌ء اليسير من كلِّ شي‌ء. يقولون ما ذُقْتُ ذَفِافاً، أي أدْنَي ما يؤكل. قال أبو ذُؤيب:
______________________________
(1) عجز بيت له لم يرو في ديوانه، و قد سبق في (حن ص 25). و صدره كما في اللسان (حنن، ذعع):
* غشيت لها منازل مقفرات*
(2) لم يسبق في مادة (دع) ذكر للدعاع، و لم يستشهد بشعر طرفة. و الذي يعنيه من شعر طرفة هو قوله:
و عذاريكم مقلصة في دعاع النخل تصطرمه
(3) الجمهرة (1: 143).
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 345
يقولون لما حُشَّت البِئْرُ أُوْرِدُوا و ليسَ بها أدنَي ذَفِافٍ لواردِ «1»
يقول: ليس بها شي‌ء.

ذل

الذال و اللام في التضعيف و المطابقة أصلٌ واحد يدلُّ علي الخُضوع، و الاستكانة، و اللِّين. فالذُّل: ضِدّ العِزّ. و هذه مقابلةٌ في التضادِّ صحيحة، تدلُّ علي الحكمة التي خُصَّتْ بها العرب دون سائر الأمم؛ لأنّ العزّ من العَزَازِ، و هي الأرض الصُّلْبة الشديدة. و الذِّلُّ خلاف الصُّعوبة. و
حُكي عن بعضهم «2» أنَّه قال: «بعضُ الذِّلِّ- بكسر الذال- أبْقَي للأهْلِ و المال».
يقال من هذا: دابّةٌ ذلولٌ، بيِّن الذُّلِّ.
و من الأوّل: رجلٌ ذليل بين الذُّلّ و المَذَلّة و الذِّلّةِ. و يقال لما وُطِئَ من الطَّريق ذِلٌّ. و ذُلِّل القِطْفُ تذليلًا، إذا لانَ و تَدَلّي. و يقال: أجْرِ الأمورَ علي أذلالها، أي استقامتها، أي علي الأمر الذي تَطُوع فيه و تَنْقاد.
و من الباب ذَلاذِل القميص، و هو ما يلي الأرض من أسافلِهِ، الواحدة ذِلذِلٌ. و يقولون: اذْلَوْلَي الرّجُل إذلِيلَاءَ، إذا أسرَعَ. و هو من الباب.

ذم

الذال و الميم في المضاعف أصلٌ واحد يدلُّ كلُّه علي خلافِ الحمد. يقال ذَمَمْتُ فلاناً أذُمُّه، فهو ذميمٌ و مذموم، إذا كان غير حميد. و من هذا الباب الذّمَّة، و هي البئر القليلةُ الماء. و
في الحديث: «أنّه أتي علي بئرٍ ذَمَّةٍ».
و جمع الذَّمَّة ذِمام. قال ذو الرُّمّة:
______________________________
(1) ديوان أبي ذؤيب 123، و اللسان (جشش، ذفف)، و قد سبق إنشاده في (1: 415) و الكلمة الأولي من البيت ساقطة من الأصل.
(2) هو حديث ابن الزبير، كما في اللسان (ذلل).
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 346
علي حِمَيرِيّاتٍ كأنَّ عيونَها ذِمامُ الرَّكايا أنكَزَتْها المواتِحُ «1»
انكزَتْها: أذهبَتْ ماءَها. و المواتِح: المستَقِيَة.
فأمّا العَهْد فإنَّه يسمَّي ذِماماً لأن الإِنسان يُذَمُّ علي إضاعته منه. و هذه طريقة للعرب مستعملةٌ، و ذلك كقولهم: فلانٌ حامي الذِّمار، أي يَحْمي الشَّي‌ءَ الذي يُغضِب. و حامي الحقيقة، أي يَحْمِي ما يحقّ عليه أن يمنَعَه.
و أهل الذِّمّة: أهلُ العَقْد. قال أبو عُبيد: الذمَّة الأمان،
في قوله صلي اللّٰه عليه و آله و سلم: «و يَسعَي بذمَّتهم».
و يقال أهل الذّمّة لأنهم أدَّوا الجِزْية فأمِنُوا علي دمائهم و أموالهم. و يقال في الذِّمامْ مَذَمَّة وَ مَذِمَّة، بالفتح و الكسر، و في الذَّمِّ مَذَمّة بالفتْح. و
جاء في الحديث: «أنّ رجلًا سأل النبي صلي اللّٰه عليه و آله و سلم: ما يُذْهِب عني مَذَمَّة الرَّضاع؟ فقال: غُرَّةٌ: عبدٌ أو أمَةٌ».
يعني بمذَمَّة الرَّضاع ذِمامَ المُرضِعة. و
كان النّخَعيّ «2» يقول في تفسير هذا الحديث: إنّهم كانوا يستحبُّون أن يَرْضَخُوا عند فِصال الصبيّ للظّئْر بشي‌ءٍ سِوي الأَجْر. فكأنّه سأله: ما يُسقط عنِّي حقَّ التي أرضعَتْني حتّي أكونَ قد أدّيّتُ حقَّها كاملا «3».
حدّثنا بذلك القطَّان عن المفسِّر عن القُتَيبيّ.
و العرب تقول: أذْهِبْ مَذَمَّتَهم بشي‌ءِ؛ أي أعطِهِم شيئاً؛ فإِنّ لهم عليك ذماماً. و يقال افْعلْ كذا و خَلَاك ذَمٌّ، أي و لا ذمَّ عليك. و يقال أذَمَّ فلانٌ بفلانٍ، إذا تهاوَنَ به. و أذَمَّ به بعيرُه، إذا
______________________________
(1) ديوان ذي الرمة 103 و المجمل و اللسان (ذمم).
(2) هو إبراهيم بن يزيد النخعي، كما صرح به ابن فارس في المجمل. و هو فقيه كوفي، توفي سنة 196. انظر تهذيب التهذيب.
(3) في المجمل: «قد أديته كاملا».
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 347
أخَّرَ «1» و انقطَعَ عن سائر الإبل. و شي‌ء مُذِمٌّ، أي مَعيب. و رجلٌ مُذِمٌّ:
لا حَرّاك به. و حكي ابنُ الأعرابيِّ. بئرٌ ذميمٌ، و هي مِثْلُ الذَّمَّة. أنشدَنا أبو الحسن القَطَّان عن ثَعْلبٍ عن ابن الأعرابيّ «2»
مُواشِكَةٌ تستعجِلُ الرَّكْضَ تبتَغِي نَضَائِض طَرْقٍ ماؤُهنَّ ذميم
يصف قطاةً. يقول «3»
و بقي في الباب ما يقربُ من قياسه إن كان صحيحاً. إنَّ الذَّميم بَثْرٌ يخرُج علي الأنف.
و حكي ابنُ قتيبة أنَّ الذَّميم البَولُ الذي يَذِمُّ و يَذِنُّ من قضيب التيس.
قال أبو زُبيْدٍ «4»:
تَرَي لأَخْلافِها مِن خَلْفِها نَسَلًا مثلَ الذَّميمِ علي قُزْمِ اليَعَاميرِ
النَّسَلُ من اللَّبن: ما يخرُج منه. و القُزْم: الصِّغار. قال الشَّيبانيّ: لا أعرِف اليعامير. و سألتُ فلم أجِدْ عند أحدٍ بها علماً، و يقال هي صِغار الضّأن.

ذن

الذال و النون في المضاعف أصلٌ يدلُّ علي سَيَلان. فالذَّنين ما يَسِيل من المنخرَيْنِ. و قد ذَنّ ذَنَّا «5»، و هو أذَنُّ. قال الشمّاخ:
______________________________
(1) يقال أخر يؤخر تأخرا، و أخرته أنا، لازم متعد.
(2) زاد في المجمل: «للمرار» و البيت التالي للمرار، كما في اللسان (ذمم)
(3) كذا وردت هذه الكلمة. و قد تكون مقحمة.
(4) في الأصل: «أبو دبر»، صوابه في المجمل و اللسان (ذمم).
(5) يقال ذن، كفرح ذننا، و كذلك ذن يذن بكسر الذال، ذنينا
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 348
توائِلُ من مِصَكٍ أنْصَبَتْهُ حوالِبُ أسْهَرَتْه بالذَّنينِ «1»
و يقال له الذُّنَان أيضاً. و يقال إنّ المرأةَ الذّنّاءِ التي يسيل حَيضُها و لا ينقطع و يقال الذَّنانة بَقيّةُ الشّي‌ء الهالكِ الضعيف.
و مما يشذّ عن الباب- و قد قلتُ إنّ أكثر أمْرِ النَّبات علي غير قياس- الذَّؤْنُون: نبتٌ. يقال خرَجَ النّاسُ يَتذأْنَنُون، إذا أخَذُوا الذُّؤْنُون.

ذب

الذال و الباء في المضاعف أصولٌ ثلاثة: أحدها طُوَيئرٌ، ثم يُحمَل عليه و يشبَّه به غيرُه، و الآخَر الحَدُّ و الحِدّة، و الثالث الاضطرابُ و الحرَكة.
فالأوّل الذُّباب، معروف، و واحدته ذُبابة، و جمع الجمع أذِبّة. و ممّا يشبّه به و يُحمَل عليه ذُباب العَين: إِنسانُها. و يقال ذَبَبْتُ عنه، إذا دفَعْتَ عنه، كأنّك طردت عنه الذُّباب التي يتأذّي به. و قول النابغة:
* ضَرَّابَةٍ بالمِشْفَر الأَذِبَّهْ «2» *
فهو جمع ذُبابٍ. و المذبوبُ من الإبل: الذي يدخل الذباب منحره.
و المذبوب: الأحمق، كأنّه شُبِّه بالجمل المذبوب.
و أمّا الحَدُّ فذُبَاب أسنانِ البعير: حَدُّها. قال الشاعر «3»:
______________________________
(1) ديوان الشماخ 93. و رواية «أسهرته» هذه رواية أبي عبيد، كما نص في اللسان.
و يروي: «أسهريه». و الأسهران: عرقان يندران من الذكر عند الإنعاظ. و أنكر الأصمعي الأسهرين، و قال: «و إنّما الرواية أسهرته، أي لم تدعه ينام». انظر اللسان (سهر).
(2) من رجز يقوله النابغة للنعمان بن المنذر، كما في الأغائي (9: 169). و قبله:
أصم أم يسمع رب القبه يا أوهب لناس لعنس صلبه
(3) هو المثقب العبدي. و قصيدته في المفضليات (2: 88- 92).
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 349
و تَسْمَعُ للذُّباب إذا تَغَنَّي كتَغريد الحمامِ علي الغُصُونِ «1»
و ذُباب السَّيف: حَدُّه.
و الأصل الثالث: الذَّبذَبة: نَوْس الشَّي‌ءِ المعلَّق في الهواء. و الرجل المذَبْذَب:
المتردِّد بين أمرين. و الذَّبْذَبُ: الذَّكَر؛ لأنه يتذَبْذَب أي يتردَّد. و الذَّباذِبُ:
أشياءٌ تُعلَّق في هَودَجٍ «2» أو رأس بعيرٍ. و الذَّبُّ: الثَّور الوحشيّ، و يسمَّي ذَبّ الرِّياد. قال ابنُ مقبل:
يُمشِّي بها ذَبُّ الرِّيادِ كأنَّه فَتًي فارسيٌّ ذُو سِوَارَيْنِ رَامحُ «3»
و قالوا: سُمِّيَ ذبَّ الرِّياد لأنَّه يجي‌ء، و يذهب، لا يثبُت في موضعٍ واحد.
و من هذا الأصل الثالث قولهُم ذَبَّت شفَتُه، إذا ذَبُلَتْ من العطَش. و أنشد:
هُمُ سَقَوْنِي عَلَلًا بَعْدَ نَهَلْ مِنْ بَعْدِ ما ذَبَّ* اللِّسانُ و ذَبُلْ «4»
و يقال: ذَبَّ النَّبْت، إذا ذَوَي. و ذَبّ جِسمُه، أي هَزُل.
و من الاضطراب و الحركة قولهم: ذبَّبْنا ليلتَنا، أي أتعبْنا في السَّير. و لا ينالون الماءَ إلَّا بقَرَبٍ مذبِّبٍ، أي مُسْرِع. قال:
مُذَبِّبَةً أضَرَّ بها بُكُورِي و تَهْجيرِي إذا اليَعفورُ قالا «5»
______________________________
(1) أنشده في المجمل و اللسان (ذبب).
(2) في الأصل: «من هودج».
(3) أنشد صدره في المجمل. و البيت في اللسان (رمح، رود، سرل) و الخزانة (1:
111) برواية: «في سراويل رامح». و صدره في اللسان (سرل) و الخزانة:
* أتي دونها ذب الرباد كأنه*
(4) البيتان في المجمل و اللسان (ذبب).
(5) لذي الرمة في ديوانه 438 و اللسان (ذبب).
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 350
و قال:
يُذَبِّبُ وَرْدٌ علي إثْرِه و أَمْكَنَه وَقْعُ مِرْدًي خَشِبْ «1»
و اللّٰه أعلم بالصّواب.

ذرع

الذال و الراء و العين أصلٌ واحدٌ يدلُّ علي امتدادٍ و تحرُّك إلي قُدُم، ثم ترجع الفروعُ إلي هذا الأصل. فالذِّراع ذِراع الإنسان، معروفة.
و الذَّرع: مصدر ذَرَعْتُ الثَّوبَ و الحائطَ و غيرَه. ثمّ يقال: ضاق بهذا الأمر ذَرْعاً، إذا تكلَّفَ أكثَرَ ممّا يطيق فَعَجَز. و يقال ذَرَعَهُ القَي‌ء: سبقَه. و مَذَارِعُ الدَّابة: قوائمها، و الواحد مِذْراع. و تَذَرّعَتِ الإِبلُ الماءَ: خاضت بأذْرُعها «2».
و مَذَارع الأرض: نواحيها، كأنَّ كلَّ ناحيةٍ منها كالذِّراع. و يقال ذَرَعْتُ البعير: وَطِئْتُ علي ذِراعه ليركَبَ صاحبي. و تذَرَّعَتِ المرأةُ الخُوصَ، إذا تنقَّتْه، و ذلك أنّها تُمِرّه مع ذراعها. قال:
* تذرُّعُ خِرصانٍ بأيدِي الشَّواطبِ «3» *
و الذَّريعة: ناقةٌ يتَسَيَّر بها الرّامِي يرمي الصَّيد. و ذلك أنَّه يتذرّع معها ماشياً.
و من الباب: تذرَّعَ الرّجُل في كلامه. و الإذْراع: كثرةُ الكلام. و فرس ذَريعٌ: واسع الخَطْو بَيِّن الذَّرَاعَة. و قوائِمُ ذَرِعاتٌ: خفيفات. و الذِّراعان:
بحمان، يقال هما ذِراعا الأسد. و يقال للمرأة الخفيفة اليدِ بالغَزْل: ذِرَاع. قاله
______________________________
(1) البيت لعنترة في ديوانه 21 و اللسان (ذبب)، يقوله في ورد بن حابس الأسدي.
(2) في المجمل: «خاضته بأذرعها».
(3) صدر بيت لقيس بن الخطيم في ديوانه 12 و اللسان (ذرع، خرص، شطب). و صدره.
* تري قصد المران تهوي كأنها*
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 351
الكِسائيّ. و يقال ثورٌ مذرَّع، إذا كان في أذرَعِهِ لُمَعٌ سُودٌ. و مطرٌ مذرِّع، و هو الذي إذا حُفِرَ عنه بلغ من الأرض قد ذِراع. و المذرَّع من الرّجال: الذي يكون أمُّه عربيّة و أبوه خسيساً غيرَ عربيّ. و إِنَّما سُمِّي مذرَّعاً بالرَّقْمتينِ فِي ذِراع البغل، لأنّهما أتَتَا من قِبَل الحِمار. و يقال للرجل تَعِدهُ أمراً حاضراً: هو لَكَ مِنِّي علي حَبْل الذِّراع. و يقال لصَدْر القناة: ذِراع العامل. و الذِّراعان: [هَضَبَتَانِ «1»]. قال:
* إلي مَشْرَبٍ بينَ الذِّراعَين بارِدِ «2» *
و المَذَارع: ما قرُب من الأمصار، مثل القادسيّة من الكوفة. و المَذارع من النَّخل: القريبة من البيوت. و زقٌّ مِذْرَاعٌ «3»، أي طويل ضَخْم. و يقال ذَرَّعَ لي فلانٌ شيئاً من خَبَرٍ، أي خَبَّرَني. و يقال ذرّع الرجل في سَعْيِهِ، إذا عدا فاستعانَ بيديه و حرَّكهما. و يقال للبَشير إذا أومَأَ بيده: قد ذَرّع البَشيرُ. و هو علامةُ البِشارة.

ذرف

الذال و الراء و الفاء ثلاثُ كلماتٍ، لا ينقاس. فالأولي ذَرَفَت العينُ دمْعَها. و ذَرَفَ الدّمعُ يَذْرِف ذَرْفاً. وَ مَذَارف العَينِ: مدامعها.
و الثانية ذَرَفَ يَذْرِفُ ذَرفانا، و ذلك إذا مشَي مَشْياً ضعيفاً. و الثالثة ذرّف علي المائة، أي زادَ عليها.

ذرق

الذال و الراء و القاف ليس بشي‌ء. أما الذي لِلطائر فأصله الزاء، و قد ذكر في بابه. و الذَّرَق: نبْت؛ يقال أذرقَتَ الأرضُ، إِذا أنبَتَتَهُ.
______________________________
(1) التكملة من المجمل و معجم البلدان (4: 192) و اللسان (ذرع 453).
(2) أنشد هذا الشطر في اللسان (ذرع).
(3) بدله في اللسان «مذرع» علي مفعل. و يقال أيضا «ذراع» و هو ما جاء في المجمل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 352‌

ذرو

الذال و الراء و الحرف المعتل أصلان: أحدهما الشَّي‌ءُ يُشرِف علي الشَّي‌ء و يُظِلّه، و الآخر الشَّي‌ء يتساقط متفرّقاً.
فالذِّروة: أعْلَي السَّنامِ و غيره، و الجمع ذُرًي. و الذَّرَا: كلُّ شي‌ءِ استترْتَ به. تقول: أنا في ظِلِّ فُلانٍ، أي ذَرَاه. و المِذْرَوَانِ: أطراف الأَلْيتَينِ؛ لأنّهما يُشرفان علي [ما] بينَهما.
و أما الآخر فيقول: ذَرَا نابُ الجَمَل، إذا انكسَرَ حدُّه. قال أوسٌ:
إذا مُقْرَمٌ منَّا ذَرا حَدُّ نابِهِ تخمَّطَ فينا نابُ آخَرَ مُقْرَمِ «1»
و من الباب ذَرَت الرِّيحُ الشَّئَ تَذْرُوه. و الذَّرَا: اسمٌ لما ذَرَتْهُ الرِّيح.
و يقال* أذْرَت العينُ دمْعَها تُذْريه. و أَذْرَيْتُ الرّجُلَ عن فرَسه: رميتُه.
و يقال إنَّ الذَّرَي اسمٌ لما صُبّ من الدّمع.
و من الباب قولُهم: بلغَنِي عنه ذَرْوٌ مِن قولٍ، و ذلك ما يُساقِطُه من أطراف كلامه غيرَ متكامِل.

ذرأ

الذال و الراء و الهمزة أصلان: أحدهما لونٌ إلي البياض، و الآخر كالشَّي‌ء يُبذَرُ و يُزْرَع.
فالأوّل الذُّرْأة، و هو البياضُ من شَيبٍ و غيرِه. و منه ملح ذَرَآنِيٌّ و ذَرْآنيّ. و الذُّرْأة: البياض. و رجل أذرَأُ: أشيب، و المرأة ذَرْآء. و قال الشيبانيّ: شَعْرَةٌ ذَرْآءُ، علي وزن ذرعاء، أي بيضاء. و الفِعل منه ذَرِئَ يَذْرَأُ.
و يقال إِنَّ الذَّرْآءَ من الغنم: البَيضاء الأذُن.
______________________________
(1) ديوان أوس 27 و اللسان (قرم، ذرا، خمط). و صدره في المجمل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 353
و الأصل الآخر: قولهم ذَرَأْنا الأرضَ، أي بذَرْناها. و زرعٌ ذرِئُ، [علي] فعيلٍ. و أنشد:
شقَقْت القلبَ ثم ذرَأْتِ فِيهِ هَواكِ فِليمَ فالتَامَ الفُطُورُ «1»
و من هذا الباب: ذرَأَ اللّٰهُ الخَلْق يذرؤُهُم. قال اللّٰه تعالي: يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ.
و ممّا شذّ عن الباب قولهم أذْرَأْتُ فلاناً بكذا: أوْلَعْتُه به. و حُكِيَ عن ابن الأعرابيّ: ما بيني و بينه ذَرْءُ أي حائلٌ.

ذرب

الذال و الراء و الباء أصلٌ واحدٌ يدلُّ علي خلاف الصَّلاح في تصرَّفه، مِن إقدامٍ و جرأةٍ علي ما لا ينبغي. فالذَّرَبُ: فسادُ المَعدة. قال أبو زيد: في لِسانِ فلان ذَرَبٌ «2»، و هو الفُحْش. و أنشد:
أرِحْني و استَرِحْ مِنِّي فإنِّي ثَقِيلٌ مَحْمِلي ذَرِبٌ لِسانِي «3»
و حكي ابنُ الأعرابيّ: الذّرَبُ: الصدأ الذي يكون في السَّيف. و يقال ذَرِبَ الجُرح، إذا كان يزدادُ اتِّساعاً و لا يَقبل دواءً. قال:
أنت الطبيبُ لأدْواء القلوب إِذا خِيفَ المُطَاوِلُ من أدوائِها الذّرِبُ
و بقيت في الباب كلمةٌ ليس ببعيد قياسُها عن سائر ما ذكرناه؛ لأَنَّها لا تدلُّ علي صلاحٍ، و هي الذَّرَبَيَّا، و هي الدَّاهية. يقال: رماه بالذَّرَبَيَّا. قال الكميت:
______________________________
(1) البيت لعبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة بن مسعود، كما في اللسان (ذرأ) و أملي ثعلب 284.
(2) في الأصل: «في إيمان فلان ذرب» تحريف. و في المجمل: «في لسانه ذرب».
(3) أنشده في اللسان (ذرب).
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 354
رمانِيَ بالآفات من كلِّ جانبٍ و بالذَّرَبَيَّا مُرْدَ فِهْرٍ و شِيبُها «1»

ذرح

الذال و الراء و الحاء معظَمُ بابِهِ أصلٌ واحد، و هو تفريق الشَّي‌ء علي الشي‌ء يكسُوه صِبْغاً «2». يقال ذَرَّحْتُ الزّعفرانَ في الماء، إذا جعلت فيه شيئاً منه يسيراً. ثم يقال أحْمَرُ ذَرِيحيٌّ، كأنَّ الحُمرَة ذُرِّحتْ عليه. و الذَّرِيح:
فحل ينسب إليه الإبل. و ممكنٌ أن يكون ذلك للونه، كما يقال أحمر «3». قال:
* من الذَّرِيحيّاتِ ضَخْماً آرِكا «4» *
و الذرائح: الهِضاب، واحدتها ذَريحة. و قد يمكن أن تُسمَّي بذلك للَوْنها.
قال اللّٰه عزّ و جلَّ وَ مِنَ الْجِبٰالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَ حُمْرٌ.
و من الباب أيضاً: الذَّرَارِيح، واحدتها ذُرُّوحَةٌ و ذُرَّاحَةٌ و ذُرَحْرَحة «5».
يقال ذَرّحَ طعامَه، إذا جعل فيه ذلك. و حكي ناسٌ عَسَلٌ مُذَرَّحٌ، أُكثِر عليه الماء.
و اللّٰه أعلم بالصّواب.
______________________________
(1) البيت في المحمل و اللسان (ذرب)، و قصيدته في الهاشميات 85.
(2) في الأصل: «صنيعا».
(3) في الأصل: «حمر». و في اللسان: «و بعير أحمر لونه مثل لون الزعفران إذا أجسد به الثوب».
(4) لبشر بن هذيل بن زافر الفزاري أحد بني شمخ، كما في أمالي ثعلب 452. و أنشده في اللسان (ذرح، لكك) بدون نسبة.
(5) فيه اثنتا عشرة لغة ذكرها صاحب القاموس. و هي دويبة حمراء منقطة بسواد، تطير، أو هي من السموم.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 355‌

باب الذال و العين و ما يثلثهما

ذعف

الذال و العين و الفاء كلمةٌ واحدة: الذُّعَاف: السمُّ القاتل.
طعام مذعوف. و ذُعِف الرَّجُل: سُقِي ذلك.

ذعق

الذال و العين و القاف، ليس أصلًا و لا فيه لغة، لكنّ الخليلَ زعم أنَّ الذُّعاف لغة في الذُّعاق، ثم قال: ما أَدرِي أَ لغة هي «1» أم لُثْغَةٌ.
و كان ابنُ دريدٍ يقول: الذُّعاق كالزُّعاق، و هو الصِّياح. يقال ذَعَق و زعَق، إذا صاحَ، بمعنًي.

ذعر

الذال و العين و الراء أصلٌ واحدٌ يدلُّ علي فَزَع، و هو الذُّعر. يقال ذُعِر الرّجُل فهو مذعور. و الذَّعور من الإبل: التي إذا مُسَّت غارَّتْ «2». و امرأةٌ ذَعورٌ: تُذْعَر من الرِّيبَة. قال:
تَنُولُ بمعروف الحَديث و إنْ تُرِدْ سِوي ذَاكَ تُذْعَرْ منك و هي ذَعورُ «3»

ذعن

الذال و العين* و النون أصلٌ واحدٌ يدلُّ علي الإصحاب و الانقياد. يقال أذعَنَ الرّحلُ، إذا انقاد، يُذْعِن إذعاناً. و بناؤه ذَعَنَ، إلا أنَّ استعماله أَذْعَنَ. و يقال ناقةٌ مِذعانٌ: سَلِسَة الرأس منقادة.
______________________________
(1) في الأصل: «بين».
(2) في المجمل: «إذا مس ضرعها غارت» و بتشديد راء «غارت» و هو أن يذهب لبنها لحدث أو علة.
(3) تنول: تعطي نوالا. و في الأصل: «تنور»، صوابه إنشاده من اللسان (نول، ذهر).
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 356‌

ذعط

الذال و العين و الطاء كلمةٌ واحدة. يقال ذعطه، إذا ذَبَحه.
و ذَعطَتْه المنِيّة: قتلَتْه. قال الشاعر «1»:
إذا بلغُوا مِصْرهم عُوجِلوا من الموت بالهِمْيَعِ الذَّاعطِ
و قريب من هذا الذال و العين و التّاء؛ فإنّهم يقولون ذَعَته يذَعَتُه، إذا خنقَه.

باب الذال و الفاء و ما يثلثهما

ذفر

الذال و الفاء و الراء كلمةٌ تدلُّ علي رائحةٍ. يقولون: الذفَر:
حِدَّة الرائحة الطيبة. و يقولون مِسْكٌ أذْفَرُ. و يقولون: روضةٌ ذَفِرةٌ: لها رائحةٌ طيِّبة. و الذَّفْراء: بقلة. فأمّا الذِّفْرَي فهو الموضع الذي يَعرقُ من قَفَا البعير.
و لا بدّ أن تكون لذلك المكانِ رائحةٌ. و الذِّفرُّ: البعير القويّ ذلك الموضعُ منه، ثمَّ استُعِير ذلك فقيل له في الإنسان أيضاً ذِفْري. قال:
و القُرط في حُرَّة الذِّفْري مُعَلَّقُهُ تباعَدَ الحبْلُ عنه فهو مضطربُ «2»

ذفل

الذال و الفاء و اللام ليس أصلًا. علي أنهم يقولون إن الذِّفْل: القَطِرانُ. و يُنشِدون لابن مقبل:
تَمَشَّي به الظِّلْمانُ كالدُّهم قارَفَتْ بزَيْت الرَّهاءِ الجَوْنِ و الذَّفْلِ طاليَا «3»
و اللّٰه أعلم.
______________________________
(1) هو أسامة بن حبيب الهذلي، كما في اللسان (همع، ذعط). و قصيدة البيت في الجزء الثاني من مجموعة أشعار الهذليين 103 و نسخة الشنقيطي من الهذليين 84.
(2) البيت لذي الرمة كما سبق في حواشي (حر). و في الأصل: «معلقة». و انظر تحقيق ذلك فيما مضي.
(3) الرهاء: مدينة بالجزيرة بين الموصل و الشام. و قد أنشد في المجمل الكلمتين الأخيرتين من البيت فقط.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 357‌

باب الذال و القاف و ما يثلثهما

ذقن

الذال و القاف و النون كلمةٌ واحدة إليها يرجع سائرُ ما يشتقّ من الباب. فالذَّقَنُ ذَقَن الإنسان و غيرِه «1»: مَجمَع لَحْيَيه. و يقال ناقةٌ ذَقُونٌ: تحرَّك رأسَها إِذا سارت. و الذّاقنة: طرَف الحلقومِ الناتئُ. و هو
في حديث عائشة: «تُوفِّي رسولُ اللّٰه صلي اللّٰه عليه و آله و سلم بين سَحْرِي و نَحْري و حاقِنَتِي و ذاقِنَتِي»
. و تقول: ذَقَنْتُ الرّجل أَذْقُنُه، إذا دفَعْتَ بجُمْع كفِّك في لِهْزمَتِه. و دَلْوٌ ذَقونٌ، إذا لم تكُنْ مستويةً، بل تكون ضخمةً مائلة.

باب الذال و الكاف و ما يثلثهما

ذكا

الذال و الكاف و الحرف المعتلّ أصلٌ واحد مطّردٌ منقاس يدلُّ علي حِدَّةٍ [في] الشَّي‌ء و نفاذٍ. يقال للشَّمس «ذُكَاءُ» لأنَّها تذكو كما تذكو النّار. و الصُّبح: ابنُ ذُكاءَ، لأنه من ضوئها.
و من الباب ذكَّيتُ الذَّبيحة أُذكّيها، و ذكّيت النّار أذكّيها، و ذَكَوْتُها أذْكُوها. و الفَرَس المُذكِّي: الذي يأتي عليه بعد القُروح سنة؛ يقال ذكيّ بُذَكيِّ. و العرب تقول: «جَرْيُ المذَكِّياتِ غِلابٌ»، و غِلاءُ أيضاً. و الذَّكاء:
ذكاء القلب «2». قال الشاعر «3»:
______________________________
(1) الذقن، بالتحريك، و يقال ذقن أيضا بالكسر.
(2) في المجمل: «و الذكاء حدة لقلب».
(3) هو زهير بن أبي سلمي، كما في اللسان (ذكا). و انظر ديوانه 69 بتفسير ثعلب و 70 بتفسير الشنتمري.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 358
يفضْله إذا اجْتَهَدَا عَلَيْهِ تمامُ السِّنِّ منه و الذّكاءُ «1»
و الذّكاء: سُرعة الفطنة، و الفعل منه ذَكِيَ يَذْكَي «2». و يقال في الحرب و النّار: أذكَيت أيضاً. و الشَّي‌ء الذي تُذْكَي به ذُكْوةٌ.

ذكر

الذال و الكاف و الراء أصلان، عنهما يتفرَّع كلِم الباب.
فالمُذْكِر: التي وَلَدَتْ ذكراً. و المِذْكار: التي تَلِد الذُّكْرانَ عادةً. قال عديّ:
لَقد عَدَّيْتُ دَوسَرَةً كعَلَاةِ القَين مِذْكارَا «3»
و المِذْكار: الأرض تُنْبِت ذُكور العُشْب. و المُذَكَّرة من النُّوق: التي خَلْقها و خُلُقها كخَلْق البعير أو خُلُقه. قال الفرّاء: يقال كَمِ الذِّكَرَةُ مِن ولدك؟ أي الذُّكور. و سيف مذكَّر: ذو ماءٍ. و ذُو ذُكْرٍ «4»، أي صارم.
و ذُكور البَقْل: ما غلُظ منه، كالخُزامَي و الأُقْحُوانِ. و أحرار البُقول «5»:
ما رَقَّ و كرُم. و كان الشَّيبانيّ يقول: الذُّكور إلي المرارَةِ ما هِيَ.
و الأصل الآخر: دَكَرْتُ الشي‌ء، خلافُ نسِيتُه. ثم حمل عليه الذِّكْر باللِّسان. و يقولون: اجعلْه منك علي ذُكْرٍ، بضم الذال، أي لا تَنْسَه. و الذّكر:
______________________________
(1) أي يفضل هذا الحمار علي الأتان إذا اجتهد هو و الأتان. و الضمير في «عليه» عائد إلي «الوعث» في قوله من قبل:
و إن مالا لوعت خاذمته بألواح مفاصلها ظماء
و في اللسان: «إذا اجتهدوا» تحريف. و يروي: «إذا اجتهدت» بعود الضمير إلي الأتان.
(2) و يقال أيضا ذكا يذكو ذكاء، و ذكو يذكو.
(3) أنشده في المجمل (ذكر) و في اللسان (دسر).
(4) كذا في الأصل و المحمل مع هذا الضبط. و في اللسان و القاموس: «ذكرة» بالتاء في آخره.
(5) بدله في المجمل: «و العرارة» تحريف.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 359
العَلاء و الشَّرَف. و هو قياس الأصل. و يقال رجلٌ ذَكُرٌ و ذكيرٌ «1»، أي جيِّد الذِّكْر شَهْمٌ.

باب الذال و اللام و ما يثلثهما

ذلف

الذال و اللام و الفاء كلمةٌ واحدة لا يُقاس عليها، و هي الذَّلَف: استواءٌ في طرف الأنف ليس بِحَدّ غليظٍ، و هو أحسن الأُنوف.

ذلق

الذال و اللام و القاف أصلٌ واحدة يدلُّ علي حِدّة.
فالذَّلْق: طرَف اللِّسان. و الذَّلاقة: حِدَّة اللِّسان، و كلُّ محدَّدٍ مذلَّق. و قرن الثور مذلَّق. و يُشتقُّ من ذلك أَذْلَقْتُ الضَّبَّ، إذا صَببتَ الماء في جُحره ليخرج.
و الإذْلاق: سرعة الرَّمْي.

باب الذال و الميم و ما يثلثهما

ذمي

الذال و الميم و الحرف المعتل أصلٌ واحد يدلُّ علي حركةٍ.
فالذَّماء: الحركة؛ يقال ذَمي يَذْمِي، إذا تحرَّك. و الذَّمَيان: الإسراع. و يقال لِبَقيّة النَّفْس الذَّماء، و ذلك أنّها بقيَّة حركتِه. و من الباب: خُذْ ما ذَمَي لك، أي ما ارتفع، و هو من الباب لأنه يَسْنَح. و يقال ذَمَتْني رِيحُ كذا، أي آذَتْني.

ذمر

الذال و الميم و الراء أصلٌ واحدٌ يدلُّ علي شِدّةٍ في خَلْق
______________________________
(1) كفطن، و ندس، و كريم، و سكير، أربع لغات بمعني.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 360
و خُلُق، من غَضَب و ما أشبهه. فالذِّمْرُ «1»: الرّجُل الشجاع. و كذلك الذَّمْر الحَضُّ. و إذا قيل فلانٌ يتذمَّر، فكأنَّه يلوم نفسه «2» و يتغضَّب. و الذِّمار:
كلُّ شي‌ءِ لَزِمَك حِفْظُه و الغضبُ له.
و أمّا الذي قُلْناه في شِدَّة الخَلْق فالمُذَمَّر، هو الكاهل و العُنُق و ما حولَه إلي الذِّفْرَي، و هو أصل العُنق. يقولون: ذَمَّرْتُ السّليلَ، إذا مَسِسْتَ قفاه لتنظر أذكرٌ أم أنثي. قال أحيحة «3»:
و ما تَدْرِي إِذا ذَمّرْتَ سَقْباً لِغيْرِكَ أو [يكون] لك الفصيلُ «4»
و يقولون: إذا اشتدّ الأمر: بلغ المُذَمَّر. و يقولون رجلٌ ذَمِيرٌ و ذَمِرٌ:
مُنكَر. و تذامَرَ القومُ، إذا حَثَّ بعضُهم بعضاً. و من الباب: ذَمَرَ الأسد:
إذا زأر، يذَمُر ذَمِرَة «5».

ذمل

الذال و الميم و الهاء و اللام كلمةٌ واحدةٌ في ضربٍ من السَّير.
و ذلك الذَّميلُ، كالعَدْوِ من الإِبل؛ يقال ذَمَّلْتُ الجملَ، إذا حَمَلْتَه علي الذَّميل.

ذمه

الذال و الميم و الهاء ليس أصلًا، و لا منه ما يصحّ «6»؛ إلا أنَّهم يقولون ذَمِهَ، إذا تحيَّرَ؛ و يقال ذَمَهتْه الشَّمس: آلمت دِماغَه.
و اللّه أعلم.
______________________________
(1) يقال أيضا ذمر، بفتح فكسر و ذمر بكسرتين مع تشديد الراء، و ذمير ككريم.
(2) في المجمل: «يلوم نفسه علي فائت».
(3) في المجمل: «و أنشدني لأحيحة بن الجلاح».
(4) التكملة من المجمل. و فيه «أم يكون لك». و انظر بعض أقران هذا البيت في حماسة البحتري 186، 362.
(5) في القاموس: «و الذمرة، كزنخة: الصوت».
(6) في الأصل: «و الأميهة ما يصبح».
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 361‌

باب الذال و النون و ما يثلثهما

ذنب

الذال و النون و الباء أصول ثلاثة: أحدها الجُرم، و الآخر مؤخَّر الشي‌ء، و الثالث كالحظِّ و النّصيب.
فالأوّل الذّنب و الجُرم. يقال أذْنَبَ يُذْنِبُ. و الاسم الذّنْب، و هو مُذْنِبٌ.
و الأصل الآخر الذّنَب، و هو مؤخر الدوابّ «1»، و لذلك سُمِّي الأتباعُ الذُّنَابَي.
و المَذَانب: مَذانب التِّلاع، و هي مَسَايل الماء فيها. و المذنِّب من الرُّطَب: ما أرْطَبَ بَعضُه. و يقال للفرس الطويل الذّنب: ذَنُوب. و الذِّناب: عَقِبُ كلِّ شي‌ء. و الذّانب:
التابع؛ و كذلك المستَذْنِبُ: الذي يكون عند أذناب الإبل. قال الشاعر «2»:
* مثل الأَجيرِ استَذْنَبَ الرّواحلَا «3» *
فأمّا الذّنائب فمكانٌ، و فيه يقول القائل «4»:
فإِنْ يَكُ بالذَّنائِبِ طالَ ليلِي فقد أبْكِي من اللّيل القصيرِ «5»
و اللّٰه أعلم.
______________________________
(1) في الأصل: «و هو من الدواب».
(2) هو رؤبة، انظر ديوانه 126. و أنشده في اللسان (ذنب 375).
(3) و كذا ورد في المجمل. و في حواشي اللسان عن تكملة الصاغاني، أن هذه الرواية تصحيف.
و صوابها «شل الأجير» و يروي: «شد». و لدي في الديوان: «شل».
(4) هو مهلهل، كما في اللسان (ذنب).
(5) رواه في اللسان: «علي الليل» و فسره بقوله: «يريد فقد أبكي علي ليالي السرور لأنها قصيرة».
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 362‌

باب الذال و الهاء و ما يثلثهما

ذهب

الذال و الهاء و الباء أصَيْلٌ يدلُّ علي حُسْنٍ و نَضارة. من ذلك الذَّهبُ معروف، و قد يؤنَّث فيقال. ذَهَبة، و يجمع علي الأذْهَاب «1».
و المَذَاهب: سُيُورٌ تُمَوَّهُ بالذّهَب، أو خِلَلٌ من سُيوف. و كلُّ شي‌ءِ مموَّهٍ بذَهَبٍ فهو مُذْهَبٌ. قال قيس:
أ تعرِف رسماً كاطّرادِ المَذَاهِبِ لعَمْرَة وَحْشاً غيرَ مَوْقِف راكبِ «2»
و يقال رجلٌ ذَهِبٌ، إذا رأي مَعْدِنَ الذّهب فَدُهِش. و كميتٌ مُذْهَبٌ، إذا علتْهُ «3» حُمْرةٌ إلي اصفرار. فأمّا الذِّهْبة فمطرٌ جَوْدُ. و هي قياس الباب؛ لأنَّ بها تَنْضُر الأرضُ و النّبات. و الجمع ذِهابٌ. قال ذو الرُّمّة:
* فيها الذِّهابُ و حَفَّتْها البَراعيمُ «4» *
فهذا معظمُ الباب. و بقي أصلٌ آخر، و هو ذَهاب الشي‌ء: مُضِيُّه. يقال ذَهَب يَذْهَب ذَهَاباً و ذُهوباً. و قد ذَهَبَ مَذهباً حَسنا.

ذهر

الذال و الهاء و الراء ليس بأصلٍ. و ربَّما قالوا ذَهِرَ فُوهُ، إذا اسودّت أسنانُه.
______________________________
(1) و كذلك ذهوب، بالضم، و ذهبان، بضم الذال و كسرها.
(2) ديوان قيس بن الحطيم 10 و اللسان (ذهب 380).
(3) في الأصل: «علت».
(4) صدره كما في الديوان 53 و اللسان (ذهب 381):
* حواء قرحاء أشراطية و كفت*
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 363‌

ذهل

الذال و الهاء و اللام أصلٌ واحد يدلُّ علي شغْلٍ عن شي‌ءِ بذُعْرٍ أو غيره. ذَهِلْتُ عن الشّي أَذْهَل، إذا نسيتَه أو شُغِلْت. و أذْهَلَنِي عنه كذا. هذا هو الأصل. و حُكي عن اللحياني: [جاء بَعْدَ «1»] ذُهْلٍ من الليل و ذَهْل، كما تقول: مرَّ هُدْءُ من اللّيل. و يجوز أن يكون ذلك لإظلامه و أنّه يُذْهَل فيه عن الأشياء.
و مما شذّ عن الباب قولهم للفرَس الجواد ذُهْلُولٌ.

ذهن

الذال و الهاء و النون أصلٌ يدلُّ علي قُوّة. يقال ما به ذِهنٌ، أي قوّة. قال أوس:
أنُوء برجلٍ بها ذِهْنُها و أعيَتْ بها أُختُها الغَايِرهْ «2»
و الذِّهن: الفِطنة «3» للشَّي‌ء و الحِفْظ له. و كذلك الذَّهَنُ.
و اللّٰه أعلم بالصواب.

باب الذال و الواو و ما يثلثهما

ذوي

الذال و الواو و الياء كلمةٌ واحدة تدلُّ علي يُبْسٍ و جُفوف.
تقول ذَوَي العُود يَذْوِي، إذا جَفّ، و هو ذاوٍ «4»، و ربَّما قالوا ذأَي يَذأَي، و الأوّل الأجود.
______________________________
(1) التكملة من المجمل.
(2) ديوان أوس بن حجر 10 و المجمل و اللسان (ذهن). قال في اللسان: «و الغابرة هنا الباقية». لكن رواية الديون:
أنوه برجل بها وهيها و أعيت بها أختها العائره
(3) في الأصل: «الفطرة»، صوابه في المجمل و اللسان.
(4) مصدره ذَي و ذُويّ. و يقال أيضا ذوي بذوي ذوي، من باب تصب، و هي لغة رديئة.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 364‌

ذوب

الذال و الواو و الباء أصلٌ واحد، و هو الذَّوْب، ثمَّ يحمل عليه ما قاربه في المعني مجازاً. يقال ذَابَ الشّي‌ءُ يَذُوبُ ذَوْباً، و هو ذائب.
ثم يقولون مجازاً: ذاب لي عليه من المال كذا، أي وجَب؛ كأنّه لمّا وجب فقد ذاب عليه، كما يذوب الشَّي‌ء علي الشي‌ء. و الإذوابة: الزُّبْد حين يُوضَع في البرْمة ليُذاب. و الذَّوْب: العَسَل الخالص. ثمَّ يقولون للشَّمس إذا اشتدّ حرُّها: ذابت؛ كأنّها لما بلغت إلي الأجساد بحَرِّها فقد ذابت عليهم. قال:
إذا ذابَتِ الشَّمْسُ اتَّقَي صَقَرَاتِها بأفنانِ مَربُوعِ الصَّريمةِ مُعْبِلِ «1»
و يقولون: أذاب فلانٌ أمرَه، أي أصلَحَه. و هو من الباب؛ لأنّه كأنّه فَعَلَ به ما يفعله مُذِيب السَّمْن و غيرِه حتَّي يخلُص و يصلُح. و منه قول بِشر:
و كنتم كَذاتِ القِدْر لَم تَدْر إذْ غَلت أتُنْزِلُها مذمومةٌ أو تذيبُها «2»
و قال قومٌ: تُذِبيها تُنْهِبُها؛ و الإذابة: النُّهْبة؛ أذَبْتُه أنْهَبتُه. و هو الباب، كأنّه أذابَهُ عليهم.

ذوق

الذال و الواو و القاف أصلٌ واحد، و هو اختبار الشي‌ء من جِهَةِ تَطَعُّمٍ، ثم يشتق منه مجازاً فيقال: ذُقْت المأكولَ أذُوقه ذَوْقاً. و ذُقْت ما عند فلانٍ: اختبرتُه. و في كتاب الخليل: كلُّ ما نزَلَ بإنسانٍ مِن مكروه فقد ذَاقَه «3». و يقال ذاقَ القوسَ، إذا نظَرَ ما مقدارُ إعطائها و كيف قُوّتُها. قال:
______________________________
(1) لذي الرمة في ديوانه 504 و اللسان (ذوب، صقر، ربع، عبل).
(2) البيت في اللسان (ذوب) و هو في قصيدته من المفضليات (2: 130- 133).
(3) في الأصل: «أذاقه»، صوابه في المحمل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 365
فذَاق فأعطَتْهُ من اللَّينِ جانبا كَفَي، و لَهَا أن يُغْرِق السَّهْمُ حاجزُ «1»

ذود

الذال و الواو و الدال أصلان: أحدهما تنْحِية الشّي‌ء عن الشي‌ء، و الآخَر جماعةُ الإبل. و محتملٌ أن يكون البابان راجعَينِ إلي أصل واحد.
فالأوّل قولهم: ذُدْت فلاناً عن الشي‌ء أذُودُه ذَوْداً، و ذُدْت إبِلي أذودُها ذَوداً و ذِيادا. و يقال أذَدْتُ فلاناً: أعنتُه علي ذِياد إبِله.
و الأصل الآخر الذَّوْد من النَّعَم قال أبو زيد: الذَّود من الثلاثة إلي العشرة.

باب الذال و الياء و ما يثلثهما

ذيخ

الذال و الياء و الخاء كلمةٌ واحدة لا قياس لها. قولهم للذّكر من الضباع ذيخٌ، و الجمع ذِيَخَة. و ربَّما قالوا: ذيّخْت الرّجلَ تذييخاً، إذا أذلَلْتَه.

ذير

الذال و الياء و الراء ليس أصلًا. إنّما يقولون: ذَيَّرْتُ أطْباءَ النّاقةِ، إذا طليتَها بسِرْجِينٍ لئلا يرتضِع الفَصيل. و هو الذِّيار.

ذيع

الذال و الياء و العين أصلٌ يدلُّ علي إظهار الشَّي‌ء و ظُهوره و انتشارِه. يقال ذاعَ الخبرُ و غيرُه يَذِيع ذُيوعاً. و رجلٌ مِذياعٌ: لا يكتُم سِرًّا؛ و الجمع المذابيع. و
في حديث عليٍّ عليه السلام: «ليسوا بالمَسَابِيح و لا المَذايِيع البُذْر».
و هاهنا كلمةٌ من هذا في المعني من طريقة الانتشار، يقولون: أذاع النّاس [ما «2»] في الحَوض، إذا شربوه كُلَّه.
______________________________
(1) للشماخ في ديوانه 48 و اللسان (ذوق).
(2) التكملة من المجمل و اللسان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 366‌

ذيف

الذال و الياء و الفاء كلمةٌ واحدة لا قياس لها، و هي الذَّيِفان «1» و هو السمُّ القاتل.

ذيل

الذال و الياء و اللام أصَيلٌ واحد مطّرد منقاس، و هو شي‌ء يسفُل في إطافة. من ذلك الذَّيل ذَيل القميص و غيرِه. و ذَيل الرِّيح: ما انسحَبَ منها علي الأرض. و فرسٌ ذيّالٌ: طويل الذَنَب. قال النابغة:
بكلِّ مجرَّبٍ كاللّيث يسمُو إلي أوصالِ ذيّالٍ رِفَنِّ «2»
و إن كان الفرسُ قصيراً و ذنَبُه طويلا فهو ذائلٌ. و قولهم للشَّي‌ء المُهان مُذالٌ، من هذا، كأنّه لم يُجعَل في الأعالي. و يقولون: جاء أذيالٌ من الناس، أي أواخِرُ منهم قليلٌ. و الذَّائلة من الدُّروع: الطَّويلة الذَّيل. و كذلك الذّائلُ. قال:
* و نَسْجُ سُلَيْمٍ كُلُّ قَضَّاءَ ذائِلِ «3» *
و ذالت المرأةُ: جَرَّتْ أذيالها. و هو في شعر طَرَفة «4». فأمّا قولُ الأغلب:
* يسعي بيدٍ و ذَيْلْ «5» *
فإِنما أراد الرِّجْل، فجعل الذّيلَ مكانَه للقافية؛ فإِنه يقول:
* فالويلُ لو يُنْجِيه قولُ الوَيْلْ*
______________________________
(1) بالفتح و بالكسر، و بالتحريك.
(2) ديوان النابغة الذبياني 79. و قد نسب في اللسان (رفن) إلي النابغة الجعدي.
(3) للنابغة الذبياني في ديوانه 64 و اللسان (قضض، ذيل). و صدره:
* و كل صموت نثلة تبعية*
(4) يشير إلي قوله في معلقته:
فذالت كما ذلت وليدة مجلس تري ربها أذيال سحل ممدد
(5) في الأصل: «و ذحيل»، صوابه من المجمل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 367
و يقولون: «من يَطُلْ ذيلُه ينتِطقْ به «1»». يراد أنّ مَن كان في سعةٍ أنفق مالَه حيث شاء.

ذيم

الذال و الياء و الميم كلمةٌ واحدة، لا يُقاس و لا يتفرّع. يقال ذِمْتُه أذِيمُه ذيْما.

ذيأ

الذال و الياء و الهمزة كلمة واحدة. تذيّأَ اللّحمُ، و ذيّأْتُه، إذا فصلتَه عن العَظْم.

باب الذال و الهمزة و ما يثلثهما

ذأر

الذال و الهمزة و الراء أصلٌ واحد يدلُّ علي تحنُّب و تَقَالٍ «2». يقولون ذَئِرْتُ الشّي‌ءَ، أي كرهتُه و انصرفتُ عنه. و
في الحديث.
«أنّ رسول اللّٰه صلي اللّٰه عليه و آله و سلم [لمَّا «3»] نَهَي عن ضَرْب النساء ذَئِر النِّساءُ علي أَزْواجِهنّ»
، يعني نَفَرْن و نَشَزْنَ و اجترَأْنَ. و قال الشّاعر «4»:
و لقد أتانَا عن تميم أنَّهمُ ذَئِرُوا لِقَتْلَي عامرٍ و تغَضَّبُوا
و يقال ناقةٌ مُذائِرٌ، و هي التي ترْأم بأنْفِها و لا يصدُق حُبَّها. و يقال بل هي التي تَنفِر عن الولد ساعَةَ تضعُه. و قوله: «ذئروا لقَتْلَي» يعني نفروا و أنكروا «5»، و يقال أنِفُوا.
______________________________
(1) المثل المشهور: «من يضل أير أبيه ينتطق به».
(2) التقالي: التباغض. و في الأصل «و يقال» تحريف.
(3) التكملة من اللسان.
(4) هو عبيد بن الأبرص. انظر ديوانه 16 و اللسان (ذأر).
(5) في الأصل: «يعني يقروا منكروا»، صوابه في المجمل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 368‌

ذأب

«1»
الذال و الهمزة و الباء أصلٌ واحد يدلُّ علي قِلّةِ استقرارٍ، و ألّا يكونَ للشّي‌ء في حركته جهةٌ واحدة. من ذلك الذِّئب، سمِّي بذلك لتذَؤُّبِه من غير جهةٍ واحدة. و يقال ذُئِبَ الرّجُل، إذا وقَع في غنَمه [الذئب]. و يقال تذأَّبت الرِّيح: أتت من كل جانب. و أرض مَذْأَبَةٌ: كثيرة الذئاب. و ذَؤُب الرّجُل، إذا صار ذئباً خبيثاً. و جمع الذِّئب أذؤبٌ و ذِئاب و ذُؤبَانٌ «2». و يقال تذاءبْتُ النّاقَة تذاؤْباً، علي تفاعلْتُ، إذا ظأرتَها علي ولدها فتَشَبَّهْتَ لها بالذئب، ليكون أرْأَمَ لها عليه. و قال [قومٌ «3»]: الإِذْآب: الفِرار. و أُنشِد:
إنّي إذا ما ليثُ قومٍ أذْأبا و سقَطَتْ نَخْوتُهُ و هَرَبا «4»
هذا أصل الباب، ثمّ يشبَّه الشَّي‌ءُ بالذِّئب. فالذِّئبة من القَتَب: ما تحت مُلْتَقي الحِنْوَين، و هو يقع علي المِنْسَج.

ذأم

الذال و الهمزة و الميم أصلٌ يدلُّ علي كراهَةٍ و عَيب. يقال أذْ أمْتَنِي علي كذا، أي أكرَهْتَني عليه. و يقولون ذأمْتُه، أي حَقَرْتُه. و الذّأم العَيب، و هو مذءومٌ. فاما الذَّانُ بالنون، فليس أصلًا، لأنَّ النونَ فيه مبدلة من ميم. قال:
______________________________
(1) كما ورد ترتيب هذه المادة في نسخة الأصل، و صواب وضعها في آخر الباب بعد مادة (ذأي) كما ورد في المجمل، و لكي آثرت بقاء ترتيبها حفاظا علي أرقام صفحات الأصل أن يحدث فيها اضطراب.
(2) في الأصل: «ذئبان»، صوابه في المجمل و اللسان و القاموس و الجمهرة.
(3) التكملة من المجمل.
(4) نسب الرجز في اللسان إلي الدبيري.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 369
ردَدْنا الكتيبةَ مَلمومةً بها أَفْنُها و بها ذانُها «1»

ذأل

الذال و الهمزة و اللام أصلٌ يقِلُّ كَلِمُهُ، و لكنّه منقاسٌ يدلُّ علي سُرعةٍ. يقال ذَأَلَ يذْأَلُ، إذا مَشَي بسُرعةٍ و مَيْسٍ. فإنْ كان في انخزالٍ قيل يَذؤُل. و من ذلك سمِّي الذِّئْب ذُؤالة.

ذأي

الذال و الهمزة و الحرف المعتل يدلُّ علي ضربٍ من السَّير.
يقال ذأي يذْأَي ذأْياً. و يقال الذَّأْوُ. السَّوق الشَّديد.
«2»

باب الذال و الباء و ما يثلثهما

ذبح

الذال و الباء و الحاء أصلٌ واحد، و هو يدلُّ علي الشّقّ.
فالذَّبح: مصدِ ذبَحْت الشّاةَ ذبحاً. و الذِّبح: المذبوح. و الذُّبَّاح: شُقوقٌ في أصول الأصابع. و يقال ذُبِحَ الدَّنُّ، إذا بُزِلَ. و المذابح: سيولٌ صغار تشقُّ الأرض شقًّا. و سعدٌ الذّابحُ: أَحد السُّعود «3». و الذِّبَح: نبتٌ، و لعله أن يكون شاذًّا من الأصل.

ذبل

الذال و الباء و اللام أصلٌ واحد يدل علي ضُمْرٍ في الشي‌ء.
______________________________
(1) رواية ديوان قيس بن الخطيم 9 و اللسان (ذين): «مفلولة». لكن رواية الاصل توافق رواية المجمل. و المعني أنهم هزموهم مجتمعين.
(2) هنا الموضع الحقيقي لمادة (دأب) التي مضت في ص 368.
(3) السعود: كواكب كثيرة، سعد البارع، و سيعد بلع، و سعد البهام، و سعد الذابح، و سعد السعود، و سعد مطر، و سعد الملك، و سعد ناشرة. انظر الأزمنة و الأمكنة (1: 195، 313- 314/ 2: 382- 383).
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 370‌

باب الذال و الحاء و ما يثلثهما

ذحق

الذال و الحاء و القاف ليس أصلًا. و ربَّما قالوا: ذَحقَ اللسان، إذا انقشر من داءٍ يُصِيبُه.

ذحل

الذال و الحاء و اللام أصلٌ واحد يدلُّ علي مقابلةٍ بِمِثْل الجِناية، يقال طَلَبَ بذَحْلِه.
و اللّٰه أعلم.

باب الذال و الخاء و ما يثلثهما

ذخر

الذال و الخاء و الراء يدلُّ علي إحرازِ شي‌ءِ يحفظه. يقال ذخَرْتُ الشّي‌ءَ أذْخَرُه ذَخْراً. فإذا قلت افتعلت من ذلك قلت ادّخرتُ. و من الباب المذاخِر، و هو اسمٌ يجمع جَوفَ الإنسان و عُروقَه. قال منظور «1»:
فلمَّا سقيناها العَكِيس تملَّأَتْ مَذاخِرُها و ازداد رَشْحاً وريدُها «2»
و يقولون: ملأ البَعيرُ مَذاخِرَه، أي جوفَه. و الإذْخِرُ، ليس من الباب: نبتٌ.
______________________________
(1) منظور بن مرثد بن فروة الأسدي، و هو المعروف بمنظور بن حبة، نسبة إلي أمه. انظر المؤتلف 104 و المرزباني 374. و في اللسان (عكس): «أبو منصور الأسدي»، تحريف.
و نسب البيت في اللسان (مذح، ذخر) إلي الراعي.
(2) و كذا في (عكس). و رواية المجمل و اللسان: «تمذحت مذاخرها».
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 371‌

باب ما جاء من كلام العرب علي أكثر من ثلاثة أحرف أوله ذال «1»

فأمّا ما زاد علي ثلاثة أحرُفٍ فكلماتٌ يسيرةٌ تدل علي انطلاقٍ و ذَهاب، و أمرها في الاشتقاقِ خفيٌّ جدًّا، فلذلك لم نعرِضْ لذِكْره. فالذَّعْلِبَة: النّاقةُ السريعة. يقال تذَعْلَبَتْ تذعلُباً، و اذلَولَت «2» اذْلِيلاءً، و هو انطلاقٌ في استِخفاء.
و يقال إنّ الذُعْلِبَة النّعامة، و بها شبَّهت النّاقة. و الذَّعالب: قِطَع الخِرق، و هي قولُه:
* مُنْسَرِحاً إلَّا ذَعالِيبَ الخِرَقْ «3» *
و اذْلَعَبَّ الجَملُ في سيره اذْلِعْباباً، و هو قريبٌ من الذي قبلَه.
و اللّٰه أعلم بالصَّواب.
(تم كتاب الذال)
______________________________
(1) هذا العنوان ساقط من الأصل.
(2) في الأصل: «و اذلوليت».
(3) ديوان رؤبة 105 و اللسان (ذعلب)
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 372‌

كتاب الرّاء

باب الراء و ما معها في الثنائي و المطابق

رز

الراء و الزاء أصلان: أحدهما جنسٌ من الاضطراب، و الآخَر إثباتُ شي‌ءٍ. فالأوّل الإِرْزِيزُ، و هي الرِّعْدة. قال الشّاعر:
قَطعْتُ علي غَطْشٍ وَ بَغْشٍ و صُحَبَتِي سُعارٌ و إرزِيزٌ وَ وجْرٌ وَ أَفْكَلُ «1»
و يقال الإرْزيز البَرْد، و هو قياسُ ما ذكرناه. و الرِّزُّ: صَوتٌ. و
في الحديث:
«مَن وَجَدَ في جوفه رِزّا فلينصَرِفْ و ليتوضّأْ».
و أمّا الآخَر فيقال رَزَّ الجرادُ، إذا غرزَ بذنَبه في الأرض ليَبِيض. و من الباب الإرزِيزُ، و هو الطّعْن؛ و قياسه ذاك. و الرَّزُّ: الطَّعن أيضاً. يقال رزَّهُ، أي طعَنه. و رزَزْتُ السّهْمَ في الحائط و القرطاس، إذا ثبَّتَّه فيه. و من القياس ارتَزَّ البحِيل عند المسألة، إذا بقي [و بخل «2»]؛ و ذلك أنّه يقلُّ اهتزازُه.
و الكلمات كلُّها من القياس الذي ذكرناه.

رس

الراء و السين أصلٌ واحد يدلُّ علي ثباتٍ. يقال رَسَّ الشَّي‌ءُ: ثبَتَ. و الرَّسيس: الثابت. و من الباب رَسْرَسَ البعيرُ، إذا نضنَصَ
______________________________
(1) البيت للشنفري الأزدي من قصيدته المعروفة بلامية العرب. انظرها ص 60 طبع الجوائب 1300.
(2) التكملة من المجمل و اللسان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 373
برُكبته في الأرض يريد أنْ ينهض. و من الباب فلان يرُسُّ الحديثَ في نَفْسه.
و سمِعتُ رَسًّا من خَبَر، و هو ابتداؤه؛ لأنّه يثبت في الأسْماع «1». و يقال رُسَّ الميّت: قُبر. فهذا معظم الباب. و الرَّسُّ: وادٍ معروفٌ في شعر زهير:
* فهُنَّ و وادِي الرَّسِّ كاليدِ في الفَمِ «2» *
و الرُّسيس: وَادٍ معروف. قال زُهير:
لَمِنْ طَلَلٌ كالوحْيِ عافٍ منازلُه عَفَا الرَّسُّ منه فالرُّسَيسُ فعاقِلُهْ «3»
فأمّا الرَّسُّ فيقال إنّه من الإضداد، و هو الإصلاح بين الناس و الإِفْسَادُ بينهم.
و أيُّ ذلك [كان] فإنّه إثباتُ عداوةٍ أو مودّة، و هو قياس الباب.

رش

الراء و الشين أصلٌ واحد يدلُّ علي تفريق الشي‌ء ذي النَّدَي. و قد يستعار في غير الندي، فتقول: رششت الماءَ و الدّمْع و الدّمَ. و طَعْنَةٌ مُرِشّةٌ. و رَشَاشُها: دمُها. قال:
فطعَنْتُ في حَمَّائِهِ بِمُرِشَّةٍ تنفِي التُّرَابَ من الطَّريق المَهْيَعِ
و يقال شِواءٌ رَشراشٌ: ينْصَبُّ ماؤُه. و يقال رَشَّت السّماءُ و أرَشَّت. و يقال أرشَّ فلانٌ فرسَه إِرشاشاً، أي عرَّقه بالرَّكْض، و هو في شعر أبي دُوَاد «4» و من الباب عظمٌ رَشْرَشٌ، أي رخْو.
______________________________
(1) في الأصل: «الاستماع».
(2) تطابق رواية التبريزي في المعلقات. و يروي: «فهن لوادي الرس كاليد للفم». و صدره:
* بكرن بكورا و استحرن بسحرة*
(3) ديوان زهير 126 و المجمل و اللسان (رسس).
(4) هو قوله:
طواه القيص و تعداؤه و إرشاش عطفيه حتي شسب
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 374‌

رص

الراء و الصاد أصلٌ واحد يدلُّ علي انضمامِ الشَّي‌ء إِلي الشي‌ء بقوَّةٍ و تداخُل. تقول: رصَصْتُ البُنيانَ بعصَه إِلَي بَعْضٍ. قال اللّٰه تعالي: كَأَنَّهُمْ بُنْيٰانٌ مَرْصُوصٌ. و هذا كأنّه مشتقٌّ من الرَّصاصِ، و الرَّصاص أصل الباب.
و يقال تراصَّ القومُ في الصّفّ. و حُكي عن الخليل: الرَّصراص: الحجارةُ تكون مرصوصةً حول عَين الماء. و من الباب التَّرصِيص: أن تنتقب المرأةُ فلا يُرَي إلَّا عَيناها. و هو التَّوصِيص أيضا. و يقولون: الرَّصراصة: الأرض الصُّلبة.
و البابُ كلُّه منقاسٌ مطَّرد.

رض

الراء و الضاد أصلٌ واحد يدلُّ علي دَقّ شَي‌ء. يقال رضَضْتُ الشّي‌ءَ أرُضُّه رضًّا. و الرَّضْرَاضُ: حِجارةٌ تُرَضْرَض علي وجه الأرض. و المرأة الرَّضْرَاضةُ: الكثيرة اللّحْم، كأنَّها رَضّتِ اللّحمَ رَضًّا؛ و كذلك الرّجُل الرَّضراض. قال الشاعر «1»:
فعرَفْنا هِزَّةً تأخُذُهُ فَقَرَنَّاهُ برَضْراضٍ رِفَلْ
و الرَّضُّ: التَّمر الذي يُدَقُّ و ينقع في المَخْض. و هذا معظمُ الباب. و من الذي يقرب من الباب الإرضاض: شِدَّة العَدْو. و قيل ذلك لأنّه يَرُضّ ما تحت قدَمِه. و يقال إبلٌ رَضارِضُ: راتعَة، كأنّها ترُضّ العُشْب رضا. و أمَّا المُرِضَّةُ و هي الرَّثيئة الخاثرة، فقريبٌ قياسُها ممّا ذكرناه، كأنَّ زُبْدَها قد رُضَّ فيها رضَّا. [قال]:
______________________________
(1) هو النابغة الجعدي، كما في اللسان (رضض).
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 375
إِذا شَرِب المُرِضَّةَ قال أَوْكِي علي ما في سِقائِكِ قد رَوِينا «1»

رط

الراء و الطاء ليس هو بأصلٍ عندنا يقولون: الرَّطيط: الجَلَبة و الصِّياح. و أَرَطَّ، إذا جَلَّب «2». و يقال الرَّطيط: الأحمق. و يقال الإرْطاط:
اللُّزوم «3». و في كلِّ ذلك نَظرٌ.

رع

الراء و العين أصلٌ مطّرِدٌ يدلُّ علي حركةٍ و اضطراب.
يقال تَرَعْرَعَ الصَّبِيُّ: تحرّك. و هذا شابٌّ «4» رَعْرَعٌ و رَعْراع، و الجمع رَعارعُ. قال:
* ألَا إنّ أخْدانَ الشَّبابِ الرّعارِعُ «5» *
و قصبٌ رعرعٌ: طويلٌ. و إذا كان كذا فهو مضطربٌ. و من الباب الرَّعَاع، و هم سِفْلة النّاس. و يقولون: الرَّعْرَعة: تَرَقْرُقُ الماءِ علي وجْه الأرض.
فإِن كان صحيحاً فهو القياس.

رغ

الراء و الغين أصلٌ يدلُّ علي رَفاهة و رفاغَةٍ و نَعْمة. قال ابن الأعرابيِّ: الرَّغْرغة من رَفاغة العَيش. و أصلُ ذلك الرَّغْرَغة، و هو أنْ تَرِدَ الإبلُ علي الماء في اليوم مراراً. و من الباب الرَّغيغة: طعامٌ يُتَّخَذُ للنُّفَساء. يقال هو لبَنٌ يُغْلَي و يُذَرُّ عليه دقيق.
______________________________
(1) البيت لابن أحمر، كما في اللسان (رضض).
(2) في الأصل: «و أرطاني جلب».
(3) في المجمل: «اللزوم للمكان».
(4) في الأصل: «ثبات»، صوابه من المجمل و اللسان.
(5) للبيد في ديوانه 25 طبع 1880. و في اللسان: «و قيل هو للبعيث». و صدره:
* تبكي علي إثر الشباب الذي مضي*
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 376‌

رف

الراء و الفاء أصلان: أحدهما المَصُّ و ما أشبهه، و الثاني الحركة و الرِّيق.
فالأوّل الرَّفّ و هو المَصّ. يقال رفّ يرُفّ، إذا تَرَشَّف. و
في حديث أبي هريرة: «إنِّي لأَرُفُّ شَفَتَيْهَا».
و أمّا الثاني فقولُهم: رفَّ الشّي‌ءُ يَرِفُّ، إذا بَرَق.
و أمَّا ما كان من جهة الاضطراب فالرّفرَفَة، و هي تحريك الطّائرِ جناحَيه.
و يقال إِنّ الرَّفْرافَ: الظَّلِيمُ يرفرِف بجناحَيه ثم يعدو.
و من الباب الرَّفيف: رفيف الشجرة، إذا تندَّتْ. و منه الرَّفْرَف «1» و هو كِسْر الخباءِ و نحوِه. و سمِّي بذلك لما ذكرناه؛ لأنه يتحرَّك عند هُبوب الرِّيح و يقال ثوبٌ رفيفٌ بيِّنُ الرَّفَف، و ذلك رقّته و اضطرابُه. فأمّا قوله تعالي في الرّفْرَف «2»، فيقال هي الرِّياض، و يقال هي البُسُط، و يقال الرَّفرف ثِيابٌ خُضْر.
و مما شذَّ عن مُعظَم الباب الرَّفّ. قال اللِّحيانيّ: هو القطيع من البقر، و يقال هو الشّاء الكثير. و أمّا قولهم «يحُفّ و يرُفّ» فقال قوم: هو إتباعٌ، و قال آخرون: يرُفّ: يُطعِم.

رق

الراء و القاف أصلان: أحدهما صفةٌ تكون مخالفةً للجفاء، و الثاني اضطرابُ شي‌ءِ ماتع.
فالأوّل الرّقّة؛ يقال رقّ يرِقّ رِقَّة فهو رقيق. و منه الرَّقَاقُ، و هي الأرض
______________________________
(1) في الأصل: «الرفراف»، صوابه في المجمل و اللسان.
(2) قوله تعالي في سورة الرحمن: (مُتَّكِئِينَ عَليٰ رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَ عَبْقَرِيٍّ حِسٰانٍ).
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 377
الليِّنة. و هي أيضاً الرَّق و الرِّق. و الرَّقَق: ضعفٌ في العِظام. قال:
* لم تلق في عظمها وَهْناً و لا رَقَقا «1» *
قال الفرّاء: في ماله رَقَق، أي قِلَّة. و الرِّقَّة: الموضع ينضُب عنه الماء.
و الرِّقّ: الذي يُكتب فيه، معروف. و الرُّقاق: الخبز الرقيق.
و الأصل الثاني: قولهم ترقْرَقَ الشَّي‌ءُ، إذا لَمَع. و ترقرق الدمعُ: دار في الحَملاق. و ترقرق السَّراب، و ترقرقت الشَّمس، إذا رأيتَها كأنها تدور.
و الرَّقْراقة: المرأة التي كأنَّ الماء يجري في وجهها. و منه رقرقْتُ الثَّوبَ بالطيب، و رَقْرقت الثّريدة بالدَّسَم. قال الأعشي:
و تبرُدُ بَرْدَ رِداءِ العَرُو س بالصَّيف رَقْرَقَت فيه العبيرَا «2»
و مما شذَّ عن البابين [الرَّقّ]: ذكَر السَّلاحف، إن كان صحيحاً.

رك

الراء و الكاف أصلان: أحدهما و هو معظم البابِ رِقّةُ الشّي‌ء و ضعفُه، و الثاني تراكُمُ بعضِ الشَّي‌ء علي بعض.
فالأوَّل الرِّاكُّ، و هو المطر الضعيف. يقال أرَكَّتِ السّماء إركاكاً، إذا أتَتْ بِرَكٍ. و قد أركّت الأرض «3». ورَكَّ الشَّي‌ءُ، إذا رَقّ. و من ذلك قول الناس «اقطَعْها مِن حيث ركَّت» بالكاف. فحدّثَني القطّانُ عن المفسِّر عن القتيبي قال تقول العرب: «اقطَعْهُ من حيث رَكّ» أي من حيث ضعُف، و العامة تقول: من
______________________________
(1) صدره كما في اللسان (رقق):
* خضارة بعد غب الجهد ناجية*
(2) ديوان الأعشي 69 و اللسان (رقق).
(3) يقال بالبناء للفاعل و للمفعول، في الفعل و لوصف منه.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 378
حيث رقّ. فأمّا
الحديث: «أنَّ النبي صلي اللّٰه عليه و آله و سلم لَعَنَ الرُّكاكَة»
، فيقال إنّه من الرِّجال الذي لا يغَار. قال: و هو من الرَّكاكة، و هو الضَّعْف.
و قد قُلناه. و الرَّكيك: الضَّعيف الرأْي.
و الأصل الثاني قولهم: رَكّ الشَّي‌ءَ بعضَه علي مضٍ، إذا طَرَحَه، يرُكُّه ركًّا. قال:
* فنَجِّنا مِنْ حَبْس حاجات ورَكْ «1» *
و من الباب قولهم: رَكَكْتُ الشَّي‌ءَ في عُنقه، ألزَمْتُه إيّاه. و سَكرانُ مُرْتكٌّ أي مختلِطٌ لا يُبين كلامه. و سقاءٌ مرْكُوكٌ، إذا عُولج «2» بالرُّبِّ و أُصلِحَ به.
و من الباب الرّكْراكة من النِّساء: العظيمة العجُز و الفَخِذين. و منه شَحْمَةُ الرُّكَّي.
قال أهلُ اللغة: هي الشَّحْمة تركَب اللَّحم: و هي التي لا تُعَنِّي، إنّما تذُوب يقال* «وقَعَ علي شَحْمة الرُّكَّي»، إذا وقع علي ما لا يعنّيه.

رم

الراء و الميم أربعة أصول، أصلان متضادّان: أحدهما [لَمُّ] الشّي‌ء و إصْلاحه «3»، و الآخر بَلاؤُه. و أصلان متضادّان: أحدهما السكوت، و الآخر خِلافُه.
فأمّا الأوّل من الأصلين الأوَّلَين، فالرَّمُّ: إصلاح الشّي‌ء. تقول: رمَمْتُه أرُمُّه. و من الباب: أرَمَّ البعيرُ و غيرُه، إذا سَمِنَ، يُرِمُّ إرماماً. و هو قوله:
هَجَاهُنَّ لما أنْ أرَمَّتْ عظامُه و لو عاشَ في الأعرابِ ماتَ هُزالا «4»
______________________________
(1) الشطر لرؤبة في ديوانه 118 و اللسان (ركك).
(2) في الأصل: «عولي»، صوابه من المجمل و اللسان.
(3) في الأصل: «و صلاحه».
(4) في اللسان: «و لو كان».
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 379
و كان أبو زيد يقول: المُرِمُّ: النَّاقة التي بها شي‌ء من نِقْي، و هو الرِّم. و من الباب الرِّمُّ، و هو الثَّري؛ و ذلك أنّ بعضَه ينضمُّ إلي بعض، يقولون: «له الطِّمُّ و الرِّمّ». فالطِّمُّ البحر، و الرِّمُّ: الثَّرَي
و الأصل الآخر من الأصلين الأوّلَين قولُهم: رمَّ الشَّي‌ءُ، إذا بَلِيَ. و الرَّميم:
العِظام الباليَة. قال اللّٰه تعالي: قٰالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظٰامَ وَ هِيَ رَمِيمٌ. و كذا الرِّمَّة.
و نَهَي رسول اللّٰه صلي اللّٰه عليه و آله و سلم عن الاستنجاء بالرَّوث و الرِّمّة.
و الرُّمّة: الحَبْلُ البالِي. قال ذو الرُّمّة:
* أشْعَثَ باقِي رُمَّةِ التَّقلِيدِ «1» *
و من ذلك قولهم: ادفَعْهُ إليه برُمّته. و يقال أصلُه أنَّ رجلًا باعَ آخَرَ بعيراً بحبلٍ في عنُقه، فقيل له: ادفَعْه إليه برُمّته. و كثُر ذلك في الكلام فقيل لكلِّ من دفع إلي آخَرَ شيئاً بكمَالِه: دفَعَه إليه برُمّته، أي كُلّه. قالوا: و هذا المعني أراد الأعشي بقوله للخَمَّار:
فقلتُ له هَذِهِ هَاتِهَا بِأَدْماءَ في حَبْل مُقْتادِها «2»
يقول: بعْني هذه الخمرَ بناقةٍ برُمَّتها. و من الباب قولهم: الشاةُ ترُمُّ الحشيش من الأرضِ بِمَرَمّتها. و
في الحديث ذكر البقر «أنّها تَرُمُّ من كلِّ شَجَر».
و أمّا الأصلان الآخَرانِ فالأوّل منهما من الإرمام، و هو السُّكوت، يقال:
أرَمَّ إرماماً. و الآخَر قولهم: ما تَرَمْرَمَ، أي ما حَرَّك فاه بالكلام. و هو قولُ أوسٍ:
______________________________
(1) ديوان ذي الرمة 155 و اللسان (رمم).
(2) ديوان الأعشي 51 برواية: «فقلنا»، و اللسان (رمم).
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 380
و مُستعجب مِمَّا يَرَي من أَناتِنا و لو زَبَنَتهُ الحربُ لم يَتَرَمْرَمِ «1»
فأمّا قولُهم: «ما عَنْ ذلك الأمرِ حُمٌّ و لا رُمٌّ» فإِنَّ معناه: ليس يحول دونَه شي‌ء. و ليس الرُّمُّ أصلًا في هذا، لأنه كالإتباع. و يقولون- إن كان صحيحاً- نعجة رَمّاءُ، أي بيضاء؛ و هو شادٌّ عن الأصول التي ذكرناها.

رن

الراء و النون أصلٌ واحدٌ يدلُّ علي صوتٍ. فالإرنان: الصوت و الرّنّة و الرَّنِين: صَيحةُ ذِي الحُزْن. و يقال أرنَّت القَوسُ عند إنباض الرَّامي عنها. قال:
* تُرِنُّ إرناناً إذا ما أَنْضَبَا «2» *
أي أَنْبَضَ. و المِرْنانُ: القوس؛ لأنَّ لها رَنيناً. و يقال إنَّ الرَّنَنَ دويْبتةٌ تكون في الماء تصحيح أيّامَ الصيف. قال:
* و لا اليَمَامُ و لم يَصْدَح له الرَّنَنُ «3» *
فهذا مُعظم الباب، و هو قياسٌ مطّرد. و حُكِيت كلمةٌ ما أدري ما هي، و هي شاذّةٌ إن صحَّت، و لم أسَمعْها سماعاً. قالوا: كان يقال لجمادي الأولي رُنَّي، بوزن حُبلي. و هذا مما لا ينبغي أن يعوَّل عليه.

ره

الراء و الهاء إن كان صحيحاً في الكلام فهو يدلُّ علي بصيص.
يقال ترَهْرَه الشّي‌ءُ، إذا وَبَصَ. فأمّا
الحديثُ: «أنّ رسول اللّٰه صلي اللّٰه عليه
______________________________
(1) ديوان أوس بن حجر 27 و اللسان) (رمم)، و سيأتي في (عجب).
(2) للعجاج في اللسان (نضب، رنن). و بعده:
* إرنان محزون إذا تحوبا*
(3) روي في المجمل و اللسان بدون كلمة «و لا اليمام».
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 381
و آله و سلم لمّا شُقَّ عن قَلْبه جِي‌ء بطَسْتٍ رَهْرَهَةٍ»
، فحّدثَنا القطان عن المفسّر عن القُتَيبيّ عن أبي حاتم قال: سألتُ الأصمعيَّ عنه فلم يعرفه. قال: و لستُ أعرفُه أنا أيضاً، و قد التمستُ له مَخرجاً فلم أجِدْه إلّا من موضعٍ واحد، و هو أن تكونَ الهاء فيه مبدلةً من الحاء، كأنه أراد: جِي‌ءَ بطَسْتٍ رَحْرحةٍ، و هي الواسعة. يقال إناءٌ رَحْرَحٌ و رَحْرَاحٌ. قال:
* إلي إزاءٍ كالمِجَنِّ الرَّحْرَحِ*
و الذي عندي في ذلك أنّ الحديثَ إنْ صحَّ فهو من الكلمة الأولي، و ذلك أنَّ لِلطَّسْت بصيصاً.
و مما شذَّ عن الباب الرَّهْرهتان «1»: عَظْمانِ شاخصانِ في بواطن الكَعْبَيْن، يقبل أحدُهُما علي الآخر.

رأ

الراء و الهمزة أصلٌ يدلُّ علي اضطرابْ، يقال رأْرَأَت العينُ: إذا تحرَّكتْ من ضَعْفها. و رأْرأَت المرأةُ بعينها، إِذا بَرَّقَت. و رأْرأَ السّرابُ: جاء و ذَهَب و لمح. و قالوا: رأْرَأْتُ بالغَنَم، إذا دَعَوْتَها. فأمّا الرّاءة فشجرَة، و الجمع راءٌ.

رب

الراء و الباء يدلُّ علي أُصولٍ. فالأول إصلاح الشي‌ءِ و القيامُ عليه «2». فالرّبُّ: المالكُ، و الخالقُ. و الصَّاحب. و الرّبُّ: المُصْلِح للشّي‌ء. يقال رَبَّ فلانٌ ضَيعتَه، إذا قام علي إصلاحها. و هذا سقاء مربُوبٌ بالرُّبِّ. و الرُّبّ
______________________________
(1) لم ترد هذه الكلمة في المعاجم المتداولة.
(2) بعده في الأصل: «و المصلح الرب و الرب»، و هو إقحام و تكرار لما سيأتي.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 382
للعِنَب و غيرِه؛ لأنّه يُرَبُّ به الشي‌ء. و فَرَسٌ مربوب. قال سلامة «1»:
ليسَ بأسْفَي و لا أقْنَي و لا سَغِلٍ يُسْقي دَواءَ قَفِيِّ السَّكْنِ مَرْبوبِ
و الرّبُّ: المُصْلِح للشّي‌ء. و اللّٰه جلّ ثناؤُه الرَّبُّ؛ لأنه مصلحُ أحوالِ خَلْقه. و الرِّبِّيُّ: العارف بالرَّبّ. و ربَبْتُ الصَّيَّ أرُبُّه، و ربَّبْتُه أربِّبُه. و الرَّبيبة الحاضِنة. و رَبيبُ الرَّجُل: ابنُ امرأَتِه. و الرَّابُّ: الذي يقوم علي أمر الرَّبيب.
و
في الحديث: «يكرهُ أنْ يتزوَّج الرّجلُ امرأةَ رابَّهِ».
و الأصل الآخرُ لُزوم الشي‌ءِ و الإقامةُ عليه، و هو مناسبٌ للأصل الأوّل.
يقال أربَّت السّحابةُ بهذه البلدةِ، إذا دامَتْ. و أرْضٌ مَرَبٌّ: لا يزال بها مَطَرٌ؛ و لذلك سُمِّي السَّحاب رَباباً. و يقال الرَّباب السحاب المتعلِّق دون السَّحاب، يكون أبيضَ و يكون أسود، الواحدة رَبابة.
و من الباب الشّاةُ الرُّبَّي: التي تُحتَبسَ في البيت لِلَّبَنِ، فقد أربَّتْ، إذا لازمت البيتَ. و يقال هي التي وَضَعَتْ حديثاً. فإن كان كذا فهي التي تربَّي ولدها. و هو من الباب الأوّل. و يقال الإرباب: الدّنُوّ من الشَّي‌ء. و يقال أربَّت الناقة، إذا لزِمت الفحلَ و أحبّتْه، و هي مُرِبٌّ.
و الأصل الثالث: ضمُّ الشي‌ء للشَّي‌ء، و هو أيضاً مناسبٌ لما قبله، و متي أُنْعِمَ النَّظرُ كان الباب كلّه قياساً واحداً. يقال للخِرْقة التي يُجعل فيها القِدَاحُ رِبابَةٌ. قال الهذليّ «2»:
______________________________
(1) هو سلامة بن جندل. و البيت التالي من قصيدة في ديوانه 7- 12 و المفضليات (1:
117- 122). و في الأصل: «الأعشي»، صوابه في المجمل و اللسان.
(2) هو أبو ذؤيب الهذلي. ديوانه ص 6 و المجمل و اللسان (ربب). و سيأتي في (فيض).
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 383
و كأنّهُنَّ رِبَابةٌ و كأنه يَسَرٌ يُفِيضُ علي القِداح و يَصْدَعُ
و من هذا الباب الرِّبابة «1»، و هو العَهْد. يقال: للمعَاهدِين أَرِبَّةٌ. قال:
كانت أرِبَّتَهُم بَهْزٌ و غَرَّهُم عَقْدُ الجِوارِ و كانوا معشراً غُدُرَا «2»
و سُمِّي العهدُ رِبابةً لأنَّه يَجْمَعُ و يؤلِّف. فأمَّا قولُ علقمة:
و كنتُ امرأً أفَضَتْ إليكَ رِبابَتِي و قَبْلَكَ رَبَّتْنِي فضِعتُ رُبُوبٌ «3»
فإنَّ الرِّبابة، العهد الذي ذكرناه. و أمَّا الرُّبُوب فجمع رَبّ، و هو الباب الأول.
و حدَّثنا أبو الحسن عليّ بن إبراهيم «4» عن عليِّ بن عبد العزيز، عن أبي عبيد قال: الرِّباب: العُشور. قال أبو ذُؤيب:
تَوَصَّلُ بالرُّكْبانِ حِيناً و تُؤْلفُ ال جِوارَ و تُغْشِيها الأمانَ رِبابُها «5»
و ممكنٌ أن يكون هذا إِنّما سُمِّي رباباً لأنّه إذا أُخِذ فهو يصير كالعَهْد
و مما يشذّ عن هذه الأصول: الرّبْرَب: القطيع من بقر الوحْش. و قد يجوز أن يضمَّ إلي الباب الثالث فيقال إنَّما سُمِّي ربرباً لتجمُّعه، كما قلنا في اشتقاق الرِّبابة.
و من الباب الثالث الرَّبَب، و هو الماء الكثير، سمِّي بذلك لاجتماعه. قال:
و البُرَّة السَّمْرَاء و الماء الرَّبَبْ*
______________________________
(1) و الرباب أيضا بطرح التاء.
(2) لأبي ذؤيب الهذلي من قصيدة في ديوانه 44. و البيت في اللسان (ربب).
(3) ديوان علقمة 132 و المفضليات (2: 194) و اللسان (ربب). و الرواية في الأخيرين:
«و أنت امرؤ».
(4) هو القطان، كما في المجمل.
(5) و كذا في الديوان 73. و في اللسان (ربب): «و يعطيها الأمان».
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 384
فأمّا رُبَّ فكلمة تستعمَل في الكلام لتقليل الشّي‌ء، تقول: رُبّ رجلٍ جاءني. و لا يُعْرف لها اشتقاق‌

رت

الراء و التاء ليس أصلًا، لكنَّهم يقولون: الرُّتَّة: العَجَلة في الكلام. و يقال هي الحُكْلَة فيه. و يقولون: الرُّتُوت: الخنازير. و قال ابنُ الأعرابيّ: الرَّتُّ: الرئيس؛ و الجمع رُتوتٌ. و كل هذا فممَّا ينبغي أن يُنظَر فيه.

رث

الراء و الثاء أصلٌ واحد يدلُّ علي إخلاقٍ و سقوط. فالرَّثُّ:
الخَلَق البالي. يقال حَبْلٌ «1» رثٌّ، و ثوبٌ رثٌّ، و رجلٌ رثّ الهَيئة. و قد رَثّ يَرِثُّ رَثاثَةً و رُثوثةً. و الرِّثَّة: أسقاط البيت* من الخُلقْانِ، و الجمع رِثَثٌ و أمَّا قولهم ارتُثَّ في المعركة، فهو من هذا، و ذلك أنَّ الجريح يسقُط كما تسقط الرِّثَّة ثم يُحمَل و هو رِثيثٌ.
و من الباب [الرِّثَّةُ «2»]، و هم الضعفاء من الناس. و يقال الرِّثَّة: المرأةُ الحمقاء. فإِن صحّ ذلك فهو من الباب.

رج

الراء و الجيم أصلٌ يدلُّ علي الاضطراب، و هو مطَّردٌ منْقاس و يقال كتيبةٌ رَجْراجة: تَمَخَّضُ لا تكاد تسير. و جاريةٌ رَجراجة: يَتَرجْرج كَفَلُها. و الرِّجرِجَة: بقيَّة الماء في الحوض. و يقال للضُّعَفاء من الرجال الرَّجَاج «3». قال:
______________________________
(1) في الأصل: «رجل»، صوابه في المجمل و اللسان
(2) التكملة من المجمل.
(3) في الأصل: «الرجراج»، تحريف.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 385
أقبَلْنَ من نِيرٍ و من سُواجِ «1» بالقوم قد مَلّٰوا من الإدْلاجِ
فَهُمْ رَجَاجٌ و عَلَي رَجَاجِ «2»
و الرَّجُّ: تحريك الشي‌ء؛ تقول: رجَجْتُ الحائطَ رَجًّا، و ارْتَجَّ البحر.
و الرَّجْرَج نعتٌ للشي‌ء الذي يترجْرَج. قال:
* و كَسَت المِرْطَ قَطاةً رَجْرَجَا «3» *
و ارتجَّ الكلامُ: التَبَسَ؛ و إنما قيل له ذلك لأنّه إذا تَعَكَّرَ كان كالبحر المرتَجّ. و الرِّجرِجَة «4»: الثَّرِيدة الليِّنة. و يقال: الرَّجَاجة النّعجة المهزولة؛ فإِنْ كان صحيحاً فالمهزول مضطربٌ. و ناقةٌ رَجَّاءُ: عظيمة السَّنام؛ و ذلك أنّه إذا عظُمَ ارتجّ و اضطرب. فأمّا قولُه:
* و رِجْرِجٌ بَيْنَ لَحْيَيْهَا خَنَاطِيلُ «5» *
فيقال هو اللُّعاب «6»

رح

الراء و الحاء أصلٌ يدلُّ علي السّعَة و الانبساط. فالرَّحَحُ:
انبساطُ الحافرِ و صَدْرِ القَدَم. و يقال للوَعل المنبسط الأظلاف أرحُّ. قال.
______________________________
(1) في الأصل: «بئر»، صوابه في اللسان (نير، رجج، سوج) و معجم البلدان (سواج).
و انظر الحيوان (2: 301).
(2) الكلمتان الأخيرتان ساقطتان من الأصل، و إثباتهما من المراجع السابقة.
(3) البيت في اللسان (رجج).
(4) في اللسان: «و ثريدة رجراجة». ثم قال: «و الرجرج ما ارتج من شي‌ء».
(5) لابن مقيل، كما في اللسان (لمع، سحط، رجج، خنطل). و صدره:
* كاد اللعاع من الحوذان يسحطها*
(6) زاد في المجمل: «و يقال نت».
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 386
و لو أنَّ عِزَّ النّاسِ في رأسِ صَخرةٍ مُلَمْلَمَةٍ تُصْيِي الأرَحّ المخدَّما «1»
و يقال تَرحْرَحَت الفرسُ: فَحَّجَتْ قوائمها لتبُول. و يقال هم في عيشٍ رَحْرَاحٍ، أي واسع. و رَحْرَحَانُ: مكانٌ.

رخ

الراء و الخاء قليلٌ، إلّا أنّه يدلُّ علي لِينٍ. يقال إنّ الرَّخَاخَ لِينُ العَيْش. و أرضٌ رَخَّاءُ: رِخوة. و يقال- و هو ممّا يُنظَر فيه- إنّ الرَّخَّ مَزْجُ الشَّرابِ «2».

رد

الراء و الدال أصلٌ واحدٌ مطّردٌ منقاس، و هو رَجْع الشَّي‌ء.
تقول: ردَدْتُ الشَّي‌ءَ أرُدُّه ردًّا. و سمِّي المرتدُّ لأنّه ردَّ نفسَه إلي كُفْره. و الرِّدُّ:
عِماد الشَّي‌ء الذي يردُّه، أي يَرْجِعُه عن السُّقوط و الضَّعْف. و المردودة: المرأة المطلَّقة. و منه
الحديث: أنَّه قال لسُراقةَ بنِ مالكٍ «3»: «ألَا أدُلك علي أفضَل الصّدَقة، ابنَتُكَ مردُودةً عليك، ليس لها كاسبٌ غيرُكَ»
. و يقال شاة مُرِدٌّ و ناقةٌ مُرِدّةٌ، و ذلك إذا أضْرَعَتْ، كأنَّها لم تكن ذاتَ لبن فرُدَّ عليها، أو رَدَّت هي لبنَها. قال:
* تَمْشِي من الرِّدَّةِ مَشْيَ الحُفَّلِ «4» *
و يقال هذا أمرٌ لا رادَّةَ له، أي لا مرجُوع له و لا فائدةَ فيه. و الرَّدَّة: تقاعُسٌ
______________________________
(1) البيت للأعشي، كما في ديوانه 293 و اللسان (رحح، خدم)، و قد سبق في (خدم).
(2) لم يرد في اللسان، و ورد في القاموس.
(3) هو سراقة بن مالك بن جشم، الذي حاول إدراك النبي صلي اللّه عليه و سلم في هجرته إلي المدينة، و قد أسلم عام الفتح. مات في خلافة عثمان سنة 24. انظر الإصابة 3109. و في اللسان: «سراقة بن جعشم» نسبه إلي جده.
(4) لأبي النجم العجلي كما في اللسان (ردد). و انظر المخصص (7: 14).
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 387
في الذَّقَن، كأنه رُدّ إلي ما وراءه. و الرَّدَّة: قبحٌ في الوجه مع شي‌ءِ من جَمال، يقال في وجهها رَدّةٌ، أي إنَّ ثَمَّ ما يرُدُّ الطَّرْف، أي يَرْجِعُه عنها. و المتَرَدِّد: الإنسان المجتمع الخَلْق، كأنَّ بعضَه رُدَّ علي بعض. و يقال- و فيه نظر- إن المردُودة المُوسَي، و ذلك أنّها تُرَدُّ في نِصَابِها. و يقال نهرٌ مُرِدٌّ: كثير الماء. و هذا مشتقٌّ من رِدَّة الشَّاةِ و النّاقة. و من الباب رجُلٌ مُرِدٌّ، إذا طالت عُزْبَتُه؛ و هو من الذي ذكرناه من رِدَّة الشَّاة، كأنَّ ماءَه قد اجتمع في فِقَرته، كما قال:
رأت غلاماً قد صَرَي في فِقْرَتِه ماءَ الشَّبابِ عُنْفُوَانُ شِرَّتِهْ «1»

رذ

الراء و الذال كلمةٌ واحدةٌ تدلُّ علي مطرٍ ضعيف. فالرَّذَاذ:
المطر الضعيف. يقال يومٌ مُرِذٌّ، أي ذو رَذَاذٍ. و يقال أرضٌ مُرَذٌّ عليها. قال الأصمعيّ: لا يقال مُرَذٌّ و لا مَرذُوذة، و لكن يقال مُرَذٌّ عليها. و كان الكسائيُّ يقول: هي أرض مُرَذَّةٌ. و اللّٰه أعلم‌

باب الراء و الزاء و ما يثلثهما

رزغ

الراء و الزاء و الغين أُصَيْلٌ يدلُّ علي لَثَقٍ و طِين. يقال أرزَغَ المطرُ، إذا بلَّ الأرض، فهو مُرْزِغٌ. و كان* الخليل يقول: الرَّزَغَة أشدُّ من الرَّدَغة. و قال قومٌ بخلاف ذلك. و يقال أرزَغَت الزِّيح: أتَتْ بالنَّدَي.
قال طَرَفة:
______________________________
(1) للأغلب العجلي، كما في اللسان (صري). و فيه (صري، عنف، سنب): «عنفوان سنبته».
و ما سيأتي في (صري) مطابق لما هنا.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 388
و أنتَ علي الأدني صَباً غيرُ قَرَّةٍ تَذَاءَبَ منها مُرْذِغٌ و مُسِيلُ «1»
و قولهم: أرزَغَ فلانٌ فلاناً، إذا عابَه، فهو من هذا؛ لأنَّه إذا عابَه فقد لَطَخه.
و يقال للمُرْتَطِمِ: رَزِغٌ. و يقال احتَفَر القومُ حتي أَرزَغُوا، أي بَلَغُوا الرَّزَغَ، و هو الطين «2».

رزف

الراء و الزاء و الفاء كلمتان تدلُّ إحداهُما علي الإسراع، و الأخري علي الهُزَال.
فأمّا الأولي فالإرزاف الإسراع، كذا حدَّثنا به عليُّ بن إِبراهيم، عن ابن عبد العزيز، عن أبي عُبيدٍ عن الشَّيبانيّ. و حدَّثَنا به عن الخليل بالإسناد الذي ذكرناه: أرْزَفَ القومُ: أسرَعُوا، بتقديم الرّاء علي الزّاء، و اللّٰه أعلم. قال الأصمعيّ: رَزَفَت النَّاقةُ: أسرعَت؛ و أرزفْتُها أنا، إذا أخْبَبْتُها «3» في السَّير.
و الكلمة الأخري الرَّزَفُ: الهُزَال، و ذكر فيه شعرٌ ما أدري كيف صِحّتُه:
يا أبا النَّضْر تَحَمَّلْ عَجَفِي إنْ لم تَحَمَّلْهُ فقد جَارَزِفي

رزق

الراء و الزاء و القاف أُصَيْلٌ واحدٌ يدلُّ علي عَطاءِ لوَقت، ثم يُحمَل عليه غير الموقوت. فالرِّزْق: عَطاء اللّٰه جلَّ ثناؤُه. و يقال رَزَقه اللّٰه رَزْقاً، و الاسم الرِّزْق. [و الرِّزْق] بلغة أزْدِ شُنوءَة: الشُّكر، من قوله جلّ ثناؤه:
وَ تَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ. و فعلتُ ذلك لمَّا رزَقْتَني، أي لمَّا شكَرْتَني.
______________________________
(1) كذا. و الذي في شعر طرفة 52 و اللسان (رزغ):
و أنت علي الأدني شمال عرية شآمية تزوي الوجوه بليل
و أنت علي الأقصي صبا غير قرة تذاءب منها مرزغ و مسيل
(2) في الأصل: «و هو الطين الرزع». و الكلمة الأخيرة مقحمة.
(3) أخبها: جطها تسير الخبب. و في الأصل: «خببتها»، تحريف. و في اللسان: «احثثتها» و في مادة (زرف) من اللسان: «أخببتها» كما أثبت.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 389‌

رزم

الراء و الزاء و الميم أصلانِ متقاربان: أحدهما جَمْعُ الشي‌ء و ضمٌّ بعضِه إلي بعضٍ تِباعاً، و الآخر صوتٌ يُتَابَع؛ فلذلك قلنا إنهما متقاربانِ.
يقول العرب: رزَمْتُ الشي‌ءَ: جمعتُه. و من ذلك اشتقاق رِزْمَة الثِّياب.
و المرازَمة في الطّعام: المُوالاةُ بين حَمْدِ اللّٰه عزّ و جلّ عند الأكل. و منه
الحديث:
«إذا أكَلْتمْ فرَازِمُوا»
. و رازمت الشي‌ءَ، إذا لازَمْتَه. و يقال رازمَتِ الإبل المرعي، إذا خَلَطَتْ بينَ مَرعَيَيْنِ. و رازمَ فلانٌ بين الجَراد و التَّمر، إذا خَلَطَهما.
و يقال رجلٌ رُزَمٌ، إذا برَكَ علي قِرْنِه. و هو في شعر الهُذَلِيّ «1»:
* مثل الخَادِرِ الزُّزَمِ «2» *
و رزَمت النَّاقةُ، إذا قامت من الإعياء، و بها رُزَامّ. و ذلك القياس؛ لأنها تتجمَّع من الإعياء و لا تنبعِث.
و الأصل الآخر: الإرزام: صوتُ الرَّعْد، و حَنِينُ النَّاقةِ في رُغائها.
و لا يكون ذلك إلا بمتابعةٍ، فلذلك قُلْنا البابَين متقاربان. و يقولون: «لا أفْعَلُ ذلك ما أرزَمَتْ أمُّ حائل». الحائل: الأنثي من ولد النَّاقة. و رَزَمة السِّباع:
أصواتُها. و الرَّزِيم: زئير الأُسْد. قال:
* لِأُسُودِهِنَّ علي الطَّرِيقِ رَزِيمُ «3» *
______________________________
(1) هو ساعدة بن جؤية، كما في اللسان (نبخ، رزم). و انظر ديوان الهذليين (1:
202).
(2) البيت بتمامه كما في المراجع السابقة:
يخشي عليها من الأملاك نابخة من النوايخ مثل الحادر الرزم
و الحادر: الأسد في خدره. و يروي «الحادر»، أراد به الفيل الغليظ.
(3) هذه القطعة في اللسان (رزم).
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 390
فأما قولهم «لا خَيْرَ في رَزَمةٍ لَا دِرَّةَ معها» فإِنهم يريدون حنينَ الناقة.
يُضرَب مثلًا لمن يَعِد و لا يَفِي. و الرَّزَمة: صوتُ الضَّبُعِ أيضاً. و ممّا شَذَّ عن الباب المِرْزَمان: نَجْمان. قال ابنُ الأعرابيّ: أمُّ مِرْزَمٍ: الشَّمال الباردة. قال:
إذا هُوَ أَمْسَي بالحِلَاءَةِ شاتِيّا تُقَشِّرُ أعْلَي أنْفِهِ أُمُّ مِرْزَمِ «1»

رزن

الراء و الزاء و النون أصلٌ يدلُّ علي تجمُّعٍ و ثَبات. يقولون رَزُنَ الشي‌ءِ: ثَقُل. و رجلٌ رزينٌ و امرأةٌ رَزانٌ. و الرِزْنُ: نُقرةٌ في صخرةٍ يجتمع فيها الماء. قال:
* أحْقَبَ مِيفَاءِ علي الرُّزُونِ «2» *
و يقال الرَّزْنُ: الأَكمَة، و الجمع رزُونٌ.

رزأ

الراء و الزاء [و الهمزة] أصلٌ واحدٌ يدلُّ علي إصابة الشي‌ء و الذَّهاب به. ما رزَأتُه شيئاً، أي لم أُصِبْ منه خيراً. و الرُّزْء: المصيبة، و الجمع الأرزاء. قال:
و أري أرْبَدَ قد فارَقنِي و مِنَ الأرزاءِ رُزْءٌ ذُو جَلَلْ «3»
و كريمٌ مُرَزَّا «4»: تصيب الناسُ مِن خَيْره.

رزب

الراء و الزاء و الباء، إن كان صحيحاً فهو يدلُّ علي قِصَر
______________________________
(1) البيت لصخر الغي الهذلي، يعير أبا المثلم. انظر شرح السكري للهذليين 21 و نسخة الشنقيطي 91 و معجم البلدان (الحلاءة) و اللسان (رزم 132). و قد سبق في (أم 23).
(2) لحميد الأرقط، كما في اللسان (رزن).
(3) البيت للبيد في ديوانه 17 طبع 1881.
(4) في الأصل: «مبرز»، تحريف.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 391
و ضِخَمٍ فالإِرْزَبُّ: الرّجُل القَصِير الضَّخْم. و المِرْزَبَةُ معروفةٌ.* و رَكَبٌ إرْزَبٌّ:
عظيم. قال:
* إنّ لَهَا لرَكَباً إرْزَبَّا «1» *

رزح

الراء و الزاء و الحاء أصلٌ يدلُّ علي ضعْفٍ و فُتور. فيقولون رَزَح، إذا أعيا؛ و هي إِبلٌ مَرازيحُ، و رَزْحَي، و رَزَاحَي «2». و يقولون إن أصله المِرْزَح، و هو ما تواضَعَ من الأرض و اطمأَنَّ.
و ذُكر في الباب كلامٌ آخرُ ليس من القياس المذكور، قال الشَّيبانيّ:
المِرْزِيح: الصّوت. قال:
ذَرْذا و لكن تبصَّر هَلْ تَري ظُعُناً تُحْدَي، لِسَاقَتِها بالدَّوِّ مِرْزيحُ «3»

باب الراء و السين و ما يثلثهما

رسع

الراء و السين و العين أصلٌ يدلُّ علي فَسادٍ. يقولون الرَّسَعُ: فَساد العَين. يقال رسَّعَ الرّجلُ فهو مُرَسِّع. و يقال رسَّعَتْ أعضاؤُه، إذا فَسَدَتْ.

رسغ

الراء و السين و الغين كلمةٌ واحدة، [الرُّسْغُ]: و هو مَوْصِل الكَفِّ في الذِّراع، و القدم في الساق. و الرِّساغ: حبلٌ يُشَدُّ في رسغ الحمار تم يشدُّ إلي وتد. و يقال أصاب المطر الأرضَ فرسَّغ، و ذلك إذا بلغ الماء الرسغ.
______________________________
(1) البيت في اللسان (رزب). و بعده:
* كأنه جبهة ذري حبا*
(2) و يقال أيضا رزح، كركع، و روازح.
(3) البيت لزياد الملقطي، كما في اللسان (رزح).
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 392‌

رسف

الراء و السين و الفاء أُصَيلٌ يدلُّ علي مقارَبَة المَشْي، فالرّسْفُ: مَشْي المقيَّد، و لا يكون ذلك إلّا بمقارَبَةٍ. رَسَفَ يَرْسُف و يَرْسِف رَسْفاً و رَسِيفاً و رَسَفاناً. قال أبو زيد: أرسفْتُ الإِبلَ، إذا طردْتَها بأَقْيَادِها.

رسل

الراء و السين و اللام أصلٌ واحدٌ مطّردٌ مُنْقاس، يدلُّ علي الانبعاث و الامتداد. فالرَّسْل: السَّير السَّهل. و ناقةٌ رَسْلَةٌ: لا تكلِّفك سِياقاً. و ناقة رَسْلَةٌ أيضاً: ليِّنة المفاصل. و شَعْرٌ رَسْلٌ، إذا كان مُسترسِلا.
و الرَّسَل: ما أُرسِل من الغَنَم إلي الرَّعي. و الرِّسْل: اللَّبَن؛ و قياسَه ما ذكرناه، لأنَّه يترسَّل من الضَّرْع. و من ذلك
حديث طَهْفَةَ بن أبي زُهيرٍ النَّهدِيّ «1» حين قال: «و لنا وَقِيرٌ كثير الرَّسَلِ، قليل الرِّسْل»
. يريد بالوَقير الغَنَم، يقول:
إنها كثيرة العدد، قليلة اللَّبَنُ. و الرَّسَل: القَطيع هاهنا.
و يقال أَرسَلَ القومُ، إذا كان لهم رِسْلٌ، و هو اللّبَن. و رَسِيلُ الرّجُل:
الذي يقف معه في نِضالٍ أو غيرِه، كأنَّه سُمِّي بذلك لأنّ إرساله سهمَه يكون مع إرسال الآخرِ. و تقول جاءَ القومُ أَرْسالًا: يتبَعُ بعضُهم بعضاً؛ مأخوذٌ من هذا؛ الواحدُ رَسَل. و الرَّسول معروفٌ. و إبلٌ مَراسِيلُ، أي سِرَاعٌ. و المرأة المُرَاسِل التي مات بصلُها فالخطَّاب يُراسِلُونها. و تقول: علي رِسْلِك، أي علي هِينَتِك؛ و هو من الباب لأنَّه يَمْضي مُرْسَلًا من غير تجشَّم. و أمّا: «إلّا مَن أعطي في نَجْدَتِها و رِسْلِها» فإِنَّ النَّجْدة الشّدّة. يقال فيه نَجْدةٌ، أي شِدَّةٌ. قال طَرَفة:
______________________________
(1) طهفة هذا، بفتح الطاء: صحابي جليل، وفد علي الرسول في وفد بني نهبد، و تكلم كلاما فيه غريب كثير. انظر الإصابة 4292.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 393
تَحْسِبُ الطّرْفَ عليها نَجْدةً يا لقَومِي للشَّبَاب المُسْبَكِرّ «1»
و الرِّسْل: الرَّخاء. يقول: يُنِيلُ منها في رَخائه و شِدّته. و استرسلتُ إلي الشَّي‌ء، إذا انبعثَتْ نفْسُك إليه و أَنِسْتَ. و المرسَلات: الرِّياح. و الراسِلان «2»:
عِرْقانِ.

رسم

الراء و السين و الميم أصلان: أحدهما الأثَر، و الآخر ضربٌ من السير.
فالأوّل الرّسْم: أثَرُ الشَّي‌ء. و يقال ترسَّمْتُ الدّار، أي نظرتُ إلي رسومها.
قال غيلان:
أأنْ ترسَّمْتَ مِن خَرقاءَ منزِلَةً ماءُ الصَّبابةِ من عينَيْكَ مسجومُ «3»
و ناقةَ رَسوم: تؤثِّر في الأرض من شِدّة الوطْء. و الثَّوب المرسَّم: المخطَّط.
و يقال إنَّ الترسُّم: أنْ تنظُرَ أين تحفِر.، و هو كالتفرُّس. قال:
* ترسُّم الشَّيخ و ضَرْبَ المِنْقارْ «4» *
و يقال إنَّ الرَّوْسَم: شي‌ء تُجْلَي به الدَّنانير. قال:
* دنانِيرُ شِيفَتْ من هِرَقْلَ برَوْسَم «5» *
______________________________
(1) ديوان طرفة 64 و اللسان (نجد).
(2) في اللسان: «و الراسلان: الكتفان، و قيل عرقان فيهما».
(3) ديوان ذي الرمة 567 و اللسان (رسم).
(4) البيت في اللسان (رسم).
(5) لكثير عزة. و صدره كما في اللسان (رسم):
* من المفر البيض الذين وجوههم*
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 394
و الرَّوْسم: خشَبةٌ يُحتَم بها الطَّعام. و كلُّ ذلك بابُه واحدٌ: و هو من الأثَر.
و يقال إنَّ الرَّواسيمَ كتبٌ كانت في الجاهليّة. و علي ذلك فُسِّرَ قولُه:
* كأنَّها بالهِدَمْلَاتِ الرَّوَاسِيمُ «1» *
و قيل الراسم: الماء الجارِي.* فإنْ كان صحيحاً فلأنَّه إِذا جَرَي أثَّر و أبْقَي الرَّسْمَ.
و أمّا الأصل الآخَر فالرَّسِيم: ضَرب مِن سَير الإِبل. يقال رسَم يرْسِمُ.
فأمّا أرْسَم فلا يقال «2». و قول ابن ثَوْرٍ:
* غُلامَيَّ الرَّسيمَ فأَرْسما «3» *
فإنَّه يريد: فأرسم الغلامانِ بَعيريْهِما، إذا حَمَلاهما علي الرَّسيم؛ و لا يريد أنَّ البعير أرسَمَ.

رسن

الراء و السين و النون أصلٌ واحدٌ اشترك فيه العرب و العجم، و هو الرَّسَنُ، و الجمع أرسانٌ. و المَرْسِنُ: الذي يقع عليه الرَّسَن من أنف الناقة، ثم كثُر حتَّي قيل مَرسِنُ الإنسان. و رسَنْت الرَّجُلَ «4» و أرسنْتُه: شددتُه بالرَّسَن.

رسي

الراء و السين و الحرف المعتلّ أصلٌ يدلُّ علي ثباتٍ.
تقول رَسَا الشَّي‌ءُ يرسُو، إذا ثَبَتَ. و اللّٰه جلّ ثناؤُه أرسَي الجِبالَ، أي أثْبَتَها.
و جبلٌ راسٍ: ثابتٌ. و رَسَتْ أَقدامُهم في الحرب. و يقال ألْقَت السّحابةُ مَرَاسِيَها،
______________________________
(1) البيت لذي الرمة في ديوانه 578 و اللسان (رسم).
(2) في الأصل: «و لا يقال».
(3) بيت حميد بن ثور بتمامه، كما في اللسان (رسم):
أجدت برجليها النجاء و كلفت بعيري غلامي الرسيم فأرسما
(4) كذا في الأصل و المجمل، و لم أجده في غيرهما.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 395
إذا دامَتْ. و الفحل إذا تفرّقَتْ عنه شَوْلُه فصاح بها استقرَّت، فيُقال عند ذلك رسابها «1». و من البابْ رَسَوْت بين القوم رَسْواً، إذا أصلَحْتَ. و بقيتْ في الباب كلمةٌ إنْ صحّتْ فقياسُها صحيحٌ. يقال رَسَوْتُ عنه حديثاً أَرْسُوه، إذا حدَّثْتَ به عنه. و في ذلك إثباتُ شي‌ءِ أيضاً.

رسب

الراء و السين و الباء أصلٌ واحد، هو ذهابُ الشي‌ء سُفْلًا مِن ثِقَلٍ. تقول: رسَبَ الحجَر في الماء يرسُب. و حكي بعضهم رسَبَتْ عيناه:
غارَتَا. فإن كان صحيحاً فهو محمولٌ علي ما ذكرناهُ، مشبَّهٌ به. و السَّيف الرَّسوب:
الذي يمضي في الضَّريبة «2»، فكأنّه قد رَسَب فيها. و راسِبٌ: حَيٌّ من العَرب.

رسح

الراء و السين و الحاء أُصيلٌ فيه كلمةٌ واحدة. الرَّسْحاء:
المرأة اللاصقة العَجُز، الصغيرةُ الأَلْيَتَين. و رجلٌ أرسحُ، و الذِّئب أرْسَح.

رسخ

الراء و السين و الخاء أصلٌ واحدٌ يدلُّ علي الثَّبات.
و يقال رسَخَ: ثَبَتَ، و كلُّ راسخٍ ثابتٌ.

باب الراء و الشين و ما يثلثهما

رشف

الراء و الشين و الفاء أصلٌ واحد، و هو تَقَصِّي شُرب الشئ.
و الرَّشُف: استِقْصاء الشُّرب حتَّي لا يَدَع في الإِناء شيئاً. رشف يرشُف و يَرْشِف.
و في كتاب الخليل: الرَّشَف: بقية الماء في الحَوض و الرَّشْف: أخْذُ الماء بالشَّفَتَين،
______________________________
(1) في الأصل: «ترسابها»، صوابه في المجمل و اللسان و القاموس.
(2) في الأصل: «ضرب».
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 396
و هو فوق المصّ. و الرَّشُوف: المرأة الطيِّبة الفَم. و معني هذا أنَّ رِيقَتَها مِن طيبها تُترَشّف.

رشق

الراء و الشين و القاف أصلٌ واحد، و هو رَمْي الشَّي‌ء بسهم و ما أشبَهَه في خِفَّة. فالرَّشْق مصدر رشَقَه بسهمٍ رَشْقا. و الرِّشْق: الوَجْه من الرمْيِ، إذا رَمي القومُ جَميعهم قالوا: رمينا رِشْقاً. قال أبو زبَيد:
كل يوم رَميهِ منها برِشْق فمُصِيبٌ أوصَافَ غيرَ بَعِيدِ «1»
و من الباب قولهم: أرشَقْتُ، إذا حدّدتَ النَّظَ. قال القُطَاميّ:
* و تَرُوعُنِي مُقَل الصَّوار المرْشِقِ «2» *
و يقال رَشْقه بالكَلام. و من الباب الرَّشيق: الخفيفُ الجِسْم، كأنّه شُبِّه بالسَّهم الذي يرشَق به. و منه أرشَقَتِ الظّبية: مدَّت عُنُقها لتنظُر.

رشم

الراء و الشين و الميم كلمة واحدة لا يقاس عليها، و ليس في الباب غيرها. و ذلك الأرشَم: لذي يتشمّم الطّعامَ و يَحرِص عليه. قال:
بقي حملَتُهُ أُمُّه و هي ضَيْفَةٌ فجاءَت بنَزّ لِلنَّزَالَةِ أرَشما «3»

رشن

الراء و الشين و النون ليس أصلًا و لا فيه ما يُؤْخَذُ به.
لكنَّهم يقولون. رشَنَ الكلبُ في الإناء: أدخَلَ رأسه. و الرَّاشن: الذي يتحيَّن وقتَ الطعام فيأتي و لم يدع: و في كلُّ ذلك نظر.
______________________________
(1) البيت في اللسان (صف، رشق)، و سعيده في (صيف، ضيف).
(2) دون القطاني 34 و اللسان (رشق). و صدره:
* و لقد روق فلو ان تكلمي*
(3) البيت لتبعت يهجو جريراً. انظر اللسان (بقا، صف، نزز، نزل، رشم، يتن).
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 397‌

رشي

الراء و الشين و الحرف المعتل أصل يدلُّ علي سَببٍ أو تسبُّبٍ لشي‌ءٍ بِرفْق و ملايَنَة. فالرِّشاء: الحبل الممدود، و الجمع* أرشِيَة. و يقال للحنْظَل إذا امتدَّت أغصانُه: قد أَرْشَي. يعْنَي أنّه صار كالأرشية، و هي الحبال.
و من الباب: رشَاه يرشُوهُ رَشْواً. و الرِّشْوة الاسمُ. و تقول ترشَّيْت الرّجلَ:
لايَنْتُه. و منه قول امرئ القيس:
* تُرَاشِي الفؤادَ «1» *
و من الباب استرشي الفصيلُ، إذا طلب الرَّضاع، و قد أرشَيْتُه إرشاء.
و راشَيْتُ الرّجُل، إذا عاونتَه فظاهَرْتَه. و الأصل في ذلك كلّه واحد.

رشا

الراء و الشين و الهمزة كلمةٌ واحدة و هي الرّشأ، مهموز، و هو ولد الظَّبْية.

رشح

الراء و الشين و الحاء أصلٌ واحد؛ و هو النّدَي يبدو من الشّي‌ء. فالرَّشْح: العَرَق. يقال رشَح بدَنُه بعَرقِه. فأمّا قولهم يُرْشح لكذا، فهو من هذا، و أصله الوحشيّةٌ إذا بَلَغ ولدُها أن يمشَي معَها مشَتْ به حتَّي يَرشَحَ عرقا فيقوي؛ ثم استُعير ذلك لكلِّ من رُبّي، فقيل يُرشّح للخِلافة؛ كأنَّه يُرَبي لها.
و الرّاشِح: الجَبَلُ يندَي أصلُه. و رَشّحَ النَّدي النَّبْتَ، إذا ربّاه. و أرشَحَت النّاقةُ، إذا دنا فِطامُ ولَدِها، و ذلك هو عند ما تفعل «2». و قال:
______________________________
(1) قطعة من بيت له. و هو بتمامه كما في الديوان 95:
تزيف إذا قامت لوجه تمايلت تراشي الفؤاد الرخص ألا تخترا
(2) كذا في الأصل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 398
كأنَّ فيه عِشاراً جِلّةً شُرُفاً مِن آخِرِ الصَّيف قد همَّتْ بإرشاحِ «1»

رشد

الراء و الشين و الدال أصلٌ واحدٌ يدلُّ علي استقامةِ الطريق.
فالمَراشِد: مقاصد الطُّرُقِ. و الرُّشْد و الرَّشد: خِلافُ الغَيّ. و أصاب فلان من أمره رُشْداً و رَشَداً و رِشْدة. و هو لِرِشْدةٍ خلاف لِغَيّة.

باب الراء و الصاد و ما يثلثهما

رصع

الراء و الصاد و العين أصلٌ واحدٌ يدلُّ علي عَقْد شي‌ء بشي‌ء كالتَّزْيِين له به. يقال لحِلْية السَّيف رَصِيعةٌ، و الجمع رصائع، و ذلك ما كان منها مستديراً. و كلُّ حَلْقَةِ حِلْيَةٍ مستديرةٍ: رصيعةٌ. قال الهذليّ «2»:
ضربنَاهُمُ حتي إذا ارْبَثَّ جمعُهُمْ و عادَ الرَّصيعُ نُهْبَةً للحمائلِ «3»
و من الباب المراصِعُ، و هي التمائِم، سمِّيت بذلك لأنها تعلَّق. و يقال رُصِعَ الشي‌ء، إذا عُقِد. و يقال رَصَع به، إذا عَبِقَ.
و يجوز أن يكون الباقي من الكَلِم في هذا أصلًا آخرَ يدلُّ علي خِفَّةٍ و صِغَر حجْم، فيقال لفراخ النَّخْل الرَّصَع، الواحدة رصَعةٌ. و يقال للمرأة الرَّسْحاءِ رَصْعاء.
و الرَّصْع: الضَّرب باليد ضرباً خفيفا. و الترضع: النَّشاط و الخِفّة.
______________________________
(1) لأوس بن حجر في ديوانه 4. و قصيدة البيت تروي أيضا لعبيد بن الأبرص في مختارات ابن الشجري 100.
(2) هو أبو ذؤيب الهذلي. انظر ديوانه 85 و اللسان (رسع رصع، نهي) و معجم البلدان (الرسيع).
(3) في الأصل: «اربت»، تحريف، صوابه بالثاء المثلثة كما في المجمل و الديوان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 399‌

رصغ

الراء و الصاد و الغين ليس أصلًا. لكنّ الخليل قال: الرُّصْغ لغةٌ في الرُّسغ.

رصف

الراء و الصاد و الفاء أصلٌ واحدٌ منقاسٌ مطّرد، و هو ضمُّ الشي‌ءِ بعضِه إلي بعض. فالرَّصْف: ضَمُّ الحِجارة بعضِها إلي بعض. و الحجارة نَفْسُها رَصَفٌ و من ذلك رَصْف الصَّخْر في البِناء. و الرِّصَاف: العَقَبُ يُشَدّ علي فُوقِ السَّهم.
و حكي الخليل الرُّصَافَةَ و الرَّصَفَةَ أيضاً. و الرَّصوف: المرأة الصَّغيرة الفَرْج؛ و كأنّ ذلك من تَراصُفِ الشي‌ء و يقال هذا أمرٌ لا يَرْصُفُ بك، أي لا يَليق. و عملٌ رصِيفٌ: مُحْكَم. و فلانٌ رصيفُ فلانٍ، أي يعارِضُه في عمَله.

رصن

الراء و الصاد و النون أصلٌ واحد يدلُّ علي ثَبَاتٍ و كمال و إحكام. تقول: شي‌ء رصينٌ، أي شديد ثابت. و قد رَصُن رَصانةً، و أرصنتُه أنا.
و حكي ناسٌ: فلانٌ رصينٌ بحاجَتِك، أي حَفِيٌّ. و يقال رَصَنْتُ الشي‌ءَ «1»:
أكملتُه. و قال أبو زيد: رصَنْت الشي‌ءَ معرفةً «2». و الرَّصِيتانِ في رُكْبة الفرس:
أطرافُ القَصَب المركَّب في رَضَفَة الفَرَس.
و مما شذَّ عن الباب قولهم: هو رصينُ الجَوف، أي مُوجّع الجوف. قال:
* تقول إنَّي رَصِينُ الجَوْفِ فاسقُونِي «3» *
و يقولون: رصَنَه بلسانه رصْناً، أي شَتَمه. و فيه نظرٌ.
______________________________
(1) في الأصل: «أرصفت»، صوابه في المجمل و سائر المعاجم المتداولة.
(2) زاد في اللسان: «أي علمته». و في المجمل: «أي غلبته»، محرفة.
(3) في اللسان: «يقول إني».
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 400‌

رصد

الراء و الصاد و الدال أصلٌ واحد، و هو التهيُّؤُ لِرِقْبةِ شي‌ءِ علي مَسْلكِه، ثم يُحمَل عليه ما يشاكلُه. يقال أرصدتُ له كذا، أي هيّأْتُه* له، كأنّك جعلتَه علي مَرصَده. و
في الحديث: «إلّا أنْ أُرْصِدَه لدَيْنٍ عَلَيَّ».
و قال الكسائيّ: رصدتُه أرصُدُه، أي ترقَّبتُه؛ و أرصَدْت له، أي أعدَدْت. و المَرْصَد:
موقع الرَّصْد. و الرَّصَد: القوم يَرصُدون. و الرَّصْد الفِعل. و الرَّصود من الإبل:
التي ترصُد شُربَ الإبل ثم تَشرَب هي. و يقال إنَّ الرُّصْدة «1» الزُّبْية، كأنها للسُبع ليقَعَ فيها. و يقال الرَّصيد: السبُع الذي يَرْصُد ليَثِب.
و شذّتْ عن الباب كلمةٌ واحدة، يقال الرَّصْدَ: أوّل المطر. و اللّٰه أعلمُ بالصواب.

باب الراء و الضاد و ما يثلثهما

رضع

الراء و الضاد و العين أصلٌ واحد، و هو شُرْب الَّلبَن من الضّرْع أو الثّدي. تقول رَضِع المولودُ يرضَع. [و يقال: لئيمٌ راضعٌ؛ و كانّه من لؤمه يرضَع إبلَه لِئلَّا «2»] يُسْمَع صوتُ حَلْبه. و يقال امرأةٌ مُرضِع، إذا كان لها ولدٌ ترضِعُه. فإنْ وصفْتَها بإرضاعها الولدَ قلت مُرْضعةٌ. قال اللّٰه جل ثناؤه:
يَوْمَ تَرَوْنَهٰا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمّٰا أَرْضَعَتْ. و الرَّاضعتان: الثَّنِيَّتَانِ اللّتان يُشْرَب عليهما «3». و ذكر بعضُهم أنّ أهلَ نَجْدٍ يقولون: رَضَعَ يَرْضِع علي وزن فعَل بفْعِل. و أنشد:
______________________________
(1) ذكرت في القاموس. و لم تذكر في اللسان.
(2) التكملة من المجمل.
(3) في اللسان: «يشرب عليهما اللين».
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 401
و ذَمُّوا لنا الدُّنيا و هم يَرْضِعُونَها أفاوِيقَ حتَّي ما يُدِرُّ لها الثُّعْلُ «1»
و هو أخُوه من الرَّضاعة، بفتح الراء. و الرِّضاع: مصدرُ راضعتُه. و هو رَضِيعي؛ كالرَّسِيل، و الأكيل. و الرَّضُوعة: الشّاة التي تُرضِعُ.

رضف

الراء و الضاد و الفاء أصلٌ واحد يدلُّ علي إطباق شي‌ءِ علي شي‌ء. فالرَّضْفَة: عظمٌ منطبقٌ علي الرُّكبة. فأمّا الرَّضْف فحجارةٌ تُحمَي، يُوغَر بها اللَّبنُ، و لا يكون ذلك بحجرٍ واحد. و
في الحديث: «كان يُعجِّل القيامَ كأنَّه علي الرَّضْف «2»».
و الرَّضيف: الَّلبن يُحلب علي الرَّضْف يؤكل. و يقال شِواءٌ مرضوف: يُشوَي علي الرَّضْف. فأما قولُ الكميت:
و مَرْضُوفةٍ لمْ تُؤْنِ في الطَّبْخ طاهياً عجِلْتُ عَلَي مُحْوَرَّها حِين غَرْغَرَا «3»
فإِنَّه يريد القِدْر التي أنضِجَت بالرَّضْف، و هي الحجارة التي مضي ذِكرها.
ذكر ابنُ دريدٍ «4»: رضَفْتُ الوِسادةَ: ثنيتُها؛ في لغة اليمن.

رضم

الراء و الضاد و الميم قريبٌ من الباب الذي [قبله]، كأنّه رميُ الحجارة بعضِها علي بعض. فالرَّضِيم: البِناء بالصَّخر. و الرِّضام: الصخور، واحدتُها رَضْمَةٌ. و رضَمَ فلانٌ بيتَه بالحِجارة. و بِرذَونٌ مَرضُوم العَصَب، إذا تشنَّجَ عصَبُه فصار بعضُه علي بعض. و رَضَم البعيرُ بنَفْسِه إِذا رمَي بنفسه.
______________________________
(1) البيت لعبد اللّه بن همام السلولي، يهجو به العلماء، كما في اللسان (9: 484/ 12: 193/ 13: 88). و انظر أمالي ثعلب 515. و الرواية في جميعها: «ثعل»، و في الأصل هنا:
«المثقل»، تحريف.
(2) في اللسان: «كان في التشهد الأول كأنه علي الرضف».
(3) البيت في اللسان (رضف، أبي، حور، غرر).
(4) الجمهرة (2: 364).
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 402‌

رضن

الراء و الضاد و النون تشبه الباب «1» الذي قبلها. فالرضون من الحجارة: المَنْضود.

رضي

الراء و الضاد و الحرف المعتلّ أصلٌ واحد يدلُّ علي خلاف السُّخْط. تقول رضِي يرضَي رِضًي. و هو راضٍ، و مفعوله مرضِيٌّ عنه. و يقال إنّ أصله الواو؛ لأنَّه يقال منه رِضوَان. قال أبو عبيد: راضانِي فلانٌ فرَضَوْتُه و رَضْوَي: جبلٌ، و إذا نُسِب إليه رَضَوِيّ.

رضب

الراء و الضاد و الباء كلمةٌ واحدةٌ تدلُّ علي ندي قليل.
فالرَّاضب من المطر: سَحٌّ منه. قال:
خُنَاعَةُ ضَبْعٌ دَمَّجَتْ في مَغارةٍ و أدركها فيها قِطارٌ و رَاضِبُ «2»
و منه الرُّضَاب، و هو ما يرضبُه الإنسان مِن ريقه، كأنّه يمتصَّه.

رضح

الراء و الضاد و الحاء كلمةٌ واحدة تدلُّ علي كَسْر الشي‌ء و الرّضْح: كَسْر الشّي‌ء، كدَقِّ النَّوَي و ما أشبَهَه. و ذلك الشّي‌ءُ رَضِيحٌ.
قال الأعشي:
بناها السَّوادِيُّ الرَّضِيحُ مع الخَلَا و سَقْيي و إطْعامِي الشّعيرَ بمحفِدِ «3»

رضخ

الراء و الضاد و الخاء كلمةٌ تدلُّ علي كَسْرٍ. و يكون يسيراً ثم يشتقّ منه. فالرضْخ: الكسر؛ و هو الأصل، ثم يقال رَضَخَ له، إذا أعطاه
______________________________
(1) في الأصل: «الباء».
(2) البيت لحذيفة بن أنس، كما في اللسان (رضب) و شرح الكري للهذليين 225 و روي في المخصص (9: 116): «رواضب» علي أنها صفة للقطار. و القطار: جمع قطر، و هو المطر. و أنشد صدره في اللسان (دمح) محرفا.
(3) ديوان الأعشي 131 و اللسان (حفد).
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 403
شيئاً ليس بالكثير، كأنّه كَسَرَ له من ماله كِسرةً. و منه
حديث مالك بن أوس، حين قال له عمر: «إنّه قد دَفَّتْ علينا دَافَّةٌ من قومِك، و إنِّي أمرت لهم بِرَضْخ «1»».
و يقال تراضَخَ القَومُ: ترامَوْا، كأنّ كلَّ واحدٍ منهم يريد رَضْخ صاحبِه. و الرَّضْخ من الخَبَر: الذي تسمعه و لا تستيقِنُ منه «2». و يقال فلانٌ يَرْتَضِخُ لُكْنةً، إذا شابَ كلامَه بشي‌ءٍ من كلام العجَمِ يسيرٍ.

باب الراء و الطاء و ما يثلثهما

رطع

الراء و الطاء و العين ليس بشي‌ءٍ، إلّا أنّ ابنَ دُريدٍ «3» ذكر أنَّهم يقولون: رَطَعها، إذا نكحها. و ليس ذلك بشي‌ءٍ.

رطل

الراء و الطاء و اللام كالذي قبله، إلّا أنَّهم يقولون للشي‌ء يُكال به رِطْلٌ. و يقولون: غُلامٌ رِطلٌ: شابٌّ. و رطَّلَ شَعْرَه: كَسَّره و ثَنَّاه.
و ليس [هذا] و ما أَشبهه من مَحْض اللغة.

رطم

الراء و الطاء و الميم كلمةٌ تدلُّ علي ارتباكٍ و احتباسٍ. يقولون:
ارتطَمَ علي الرّجُل أمْرُه، إذا سُدَّتْ عليه مذاهبُه. و يقولون: ارتطَمَ في الوحل.
و من الباب تسميتُهم اللازِمَ للشّي‌ء راطماً. و الرَّطُوم: الأحمق؛ و سمِّي بذلك لأنّه يرتَطِم في أمورِه. و من الباب الرُّطام، و هو احتباس نَجْو البعير. و يقولون رَطَمها إذا نَكَحها. و قد قُلْنا إنّ هذا وشِهْهَ ممّا لا يكونُ من مَحْض اللُّغة.
______________________________
(1) في الأصل: «ان ضخ»، صوابه من المجمل.
(2) في الأصل: «عه».
(3) الجمهرة (2: 368).
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 404‌

رطن

الراء و الطاء و النون بناءٌ ليس بالمُحْكَم و لا له قياسٌ في كلامهم، إلّا أنّهم يقولون: تراطَنُوا، إذا أتَوْا بكلامٍ لا يُفهَم؛ و يُخَصُّ بذلك العَجم. قال.
فأثارَ فارِطُهُمْ غَطَاطاً جُثَّماً أصواتُهُ كَتَراطُنِ الفُرسِ «1»
و يقال الرّطَّانة: الإبل معها أهلُها. قال:
* رَطَّانة مَنْ يَلْقَها يُخَيَّبِ «2» *

رطو

الراء و الطاء و الواو ليس بشي‌ء. و ربما قالوا: رطاها و رطأها، إذا جامَعَها. و ممّا يقرب [من] هذا في الضّعف قولُهم للأحمق: رطِيٌّ.

رطب

الراء و الطاء و الباء أصلٌ واحدٌ يدلُّ علي خلاف اليُبْس.
من ذلك الرَّطْب و الرَّطِيب. و الرُّطْب: المرعي، بضم الراء. و الرُّطَب معروف.
و يقال أرْطَبَ النَخْل إرطاباً. و رطَّبْتُ القومَ تَرطيباً، إذا أطعمتَهم رُطَباً.
و الرِّطاب «3» من النَّبت. تقول: رطَبْتُ الفرسَ أرطُبه رطْباً و رُطوباً. و الرَّطْبَة:
اسمٌ للقَضْب خاصّةً ما دام رَطْبا. و رِيشٌ رَطِيبٌ، أي ناعم. و حكي ناسٌ عن أبي زيد: رَطِبَ الرجُل بما عنده يَرْطَبُ «4»، إذا تكلَّم بما كان عنده مِن خطإٍ أو صواب. و اللّٰه أعلم.
______________________________
(1) البيت لطرفة في اللسان (رطن، غطط)، و ليس في ديوانه، و سيعيده في (غط).
(2) إثبات الكلمة الأخيرة من اللسان. و بدلها في المجمل: «يخيب».
(3) الرطاب: جمع رطبة بالفتح، و هي القضب.
(4) ذكرت في القاموس، و جعلها من باب فرح، و لم ترد في اللسان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 405‌

باب الراء و العين و ما يثلثهما

رعف

الراء و العين و الفاء أصلٌ واحد يدلُّ علي سَبْق و تقدُّم.
يقال فَرَسٌ راعفٌ: سابقٌ متقدِّم. و رَعَف فلانٌ بفرسِهِ الخيلَ، إذا تقدَّمها.
قال الأعشي:
به تَرْعُفُ الألْفَ إِذْ أُرْسِلَتْ غَداةَ الصّباح إذا النَّقْعُ ثارا «1»
و من الباب رَعَفْت و رَعُفت «2». و الرُّعاف فيما يقال: الدّمُ بعينه. و الأصل أنّ الرُّعاف ما يُصيب الإنسانَ من ذلك، علي فُعال، كما يقال في الأدواء. و يقولون للرِّماح رواعفُ، قِيل ذلك من أجل أنها تقدَّم للطَّعْنِ. و يقال بل سُمِّيت لِمَا يقطُر منها الدّمُ. و الأصل فيه كلِّه واحدٌ «3». و راعُوفَةُ البِئر: حجرٌ يتقدم من طَيِّها «4» نادراً، يقوم عليه السَّاقي. و أَرْعَفَ فلانٌ فلاناً، إذا أعجَلَه. و جاء في الرَّاعوفة «أنّه سُحِرَ و جُعِل سِحرُه في جُفِّ طَلْعةٍ و دُفِنَ تحت راعُوفة البِئر «5»». و الرَّاعف:
أنْف الجَبَل، و يجمع رواعِفَ. و طرَفُ الأرنبة راعفٌ. و يقال أرعَفَ فلانٌ قرْبتَه إرعافا، إذا ملأَها حتي تَرْعُف. قال:
* يَرْغُفُ أعلاها مِنِ امتلائها «6» *
______________________________
(1) ديوان الأعشي 40 و اللسان (رعف). و يروي: «ترعف» بالبناء للمفعول أيضا.
(2) كذا ضبطا في الأصل. و لغاته في القاموس: كنصر و منع و كرم و عمي و سمع.
(3) في الأصل: «كلمة واحدة».
(4) في الأصل: «طينها»، صوابه في المجمل و اللسان.
(5) و يروي: «راعوتة» بالثاء. و هو من حديث عائشة. اللسان (رعث، رعف).
(6) لعمر بن لجأ، في اللسان (رعف). و أنشده في المحمل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 406‌

رعق

الراء و العين و القاف ليس أصلًا، بل هو صوتٌ من الأصوات. فالرُّعَاق: صوتٌ يخرج من قُنْب الدّابّة الذكرِ، كما يُسمَع الرَّعيق من ثفْر الانثي. تقول: رَعَق رَعْقاً و رُعاقا.

رعك

«1»
الراء و العين و الكاف كلمةٌ واحدة. يقولون: الرّاعك من الرجال: الأحمَق.

رعل

الراء و العين و اللام معظمُ بابِه أصلان: أحدهما جماعةٌ، و الآخَر شي‌ءٌ يَنُوس و يضطرب. فالأول الرَّعْلَة: القِطعة من الخيل. و الرَّعِيل مثل الرَّعلة. و قال طرَفةُ في الرِّعال و جعَلَها للطّير:
ذُلُقٌ في غارةٍ مسفوحةٍ كرِعال الطَّيرِ أسراباً تمُرّ «2»
و أراعيل الرِّياح: أوائلها. و حكي ابنُ الأعرابيّ: تركت عيالًا رَعْلَةً، أي كثيرة. فأما قولُه:
أبَأْنا بِقَتْلانا و سُقْنا بسَبْينا نساءً و جِئْنا بالهِجان المرعَّلِ «3»
فالمعني المجمَّع، من القياس الذي ذكرناه. و يقال المرعَّل: السمين المختار «4»، و ليس ببعيدٍ، إلّا أنَّ القولَ الأولَ أقْيَس
و الأصل الثاني الرَّعْلة: ما يُقطَع من أذُن الشاة و يُترك معلَّقا ينوسُ، كأنّه زَنَمة. و ناقةٌ رَعلاءُ، إذا فُعِل بها ذلك. قال الفِنْد الزِّمَّانيّ:
______________________________
(1) لم أجد لهذه المادة ذكرا في المعاجم المتداولة. و انظر ما سبق في مادة (دعك).
(2) ديوان طرفة 70 و اللسان (ذلق).
(3) البيت في المجمل و اللسان (رعل).
(4) في المجمل: «المختار».
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 407
رأيت الفِتْيَةَ الأعْزا لَ مِثْلَ الأينُق الرُّعْلِ «1»
قال ابن الأعرابي: مَرّ فلان يَحُرّ رَعْلَه، و أراعيلَه، أي ثيابه «2». و شاةٌ رَعْلاءُ:
طويلة الأذُن. و يقال للذي تَهَدَّلَ أطرافُه من الثِّياب: أرْعَلُ.
و ممّا شذ عن البابين- و قد يمكن من أحدهما- الرَّعْلَةُ، و هي النَّعامة «3».
و يقال إنّ الرّاعل فُحَّالٌ بالمدينة.

رعم

الراء و العين و الميم كلمتان متباينتانِ، بعيدٌ ما بينهما. فالأولي الرُّعام: شي‌ءٌ يَسيل من أنْفِ الشاةِ لداءٍ يصيبها؛ يقال منه: شاةٌ رَعُومٌ.
و الكلمة الثانية شي‌ءٌ ذكره الخليل. قال: رَعَمَ الشمسَ يَرْعَمُها، إذا رَقَب غيبوبَتَها. و ذكر أنه في شعر الطرِمّاح «4».

رعن

الراء و العين و النون أصلان: أحدهما يدلُّ علي تقدّم في شي‌ءٍ، و الآخر يدلُّ علي هَوَج و اضطراب. فالأول الرَّعْن: الأنْف النادر من الجبَل.
قال ابنُ دُريد: و سمِّيت البَصرة رعناءَ لأنَّها تشبّه برَعْن الجبل. و هو قولُ الفرزدق:
لو لا ابنُ عُتبةَ عمرْو و الرّجاءُ له ما كانت البَصرة الرَّعناءُ لي وطَنا «5»
و يقال جَيْشٌ أرْعَنُ، إذا كانت له فُضولٌ كرُعُون الجِبال.
______________________________
(1) في المجمل و اللسان (رعل). و يروي: «الأغرال». و انظر المخصص (7: 156).
(2) في الأصل: «شابه»، صوابه في المجمل و اللسان.
(3) في اللسان: «سميت بذلك لأنها تقدم فلا تكاد تري إلا سابقة للظليم».
(4) هو قوله، في الديوان 108 و اللسان (رعم):
و حشيح متأق عدوه يرعم الإيجاب قبل الظلام
(5) رواية ياقوت (البصرة) و اللسان (رعن):
* لو لا أبو ملك المرجو نائله*
و البيت لم يرو في ديوان الفرزدق.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 408
و الأصل الآخَر قولهم أرعَنُ: مسترْخٍ. قالوا: هو من رَعَنَتْه؟؟؟، إذا آلَمتْ دِماغه. يقال مِن ذلك رجلٌ مَرعُون. و يقال: رَعُنَ الرَّجُل يَرْعُن رعَناً، فهو أرْعَن، أي أهْوَج، و المرأة الرّعناءِ. فأمّا قولُه جل ثناؤه لٰا تَقُولُوا رٰاعِنٰا فهي كلمةٌ كانت اليهود تَتَسابُّ بها، و هو من الأرْعَن. و من قرأها راعناً، منونة فتأويلُها لا تقولوا حُمْقاً من القَول. و هو من الأوَّل؛ لأنّه يكونُ كلاماً أرْعَنَ، أي مضطرباً أهوج. و يقال: رحَلُوا رِحْلَةً رَعْناءَ، أي مضطرِبة. قال:
* و رحلوها رِحْلَةً فيها رَعَنْ «1» *
و ذلك إذا لم تكن علي الاستقامة.

رعي

الراء و العين و الحرف المعتل أصلان: أحدهما المراقَبة و الحِفظ، و الآخَر الرجوع.
فالأوَّل رعَيْتُ الشَّي‌ءَ: رقَبتُه؛ و رَعَيْته، إذا لا حَظْتَه. و الراعِي: الوالي.
قال أبو قيس:
ليس قطاً مِثْلَ قُطّيٍ و لا الْ مَرْعِيُّ في الأقوام كالرّاعِي «2»
و الجميع الرِّعاء، و هو جمعٌ علي فِعالٍ نادرٌ، و رُعاةٌ أيضاً. و راعيت [الأمر «3»]: نظرت إلامَ يصيرُ. و رعَيْتُ النُّجُومَ: رقَبْتُها. قالت الخنساء:
أرعَي النُّجومَ و ما كُلِّفْتُ رِعْيَتَها و تارةَ أتغَشَّي فَضْلَ أَطْمَارِي «4»
______________________________
(1) البيت من رجز يروي لخطام المجاشعي، و للأغلب العجلي. اللسان (رعن).
(2) البيت في اللسان (رعي، قطا). و قصيدته في المفضليات (2: 84- 86).
(3) التكملة من المجمل.
(4) ديوان الخنساء 55 و اللسان (رعي).
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 409
و الإِرعاء: الإبقاء، و هو من ذاك الأصلِ؛ لأنّه يَحَافِظْ علي ما يحافَظُ عليه.
قال ذو الإصبع:
عَذِيرَ الحَيِّ مِنْ عَدْوَا نَ كانوا حَيَّةَ الأرض «1»
بغَي بعضٌ علي بعضٍ فلمْ يُرْعُوا علي بَعْضِ
رجل تَرْعِية «2» * و تِرْعايةٌ: حسن الرِّعْية بالإبل. و من الباب أرعَيْتُه سَمْعي: أصغَيْتُ إليه. و أرْعِنِي سَمْعَك، بكسر العين، أي ليرقُبْ سمعَك ما أقولُه.
و الأصل الآخَر: ارْعَوي عن القبيح، إذا رجَع. و حكي بعضهم: فلانٌ حسنُ الرَّعْو و الرّعو «3» و الرَّعْوَي.
و من الشَاذّ عن الأصلين: الرَّعاوَي و الرُّعَاوَي، و هي الإِبل التي يُعتمَل عليها.
قالت امرأةٌ تخاطِب بَعلَها:
تَمَشّشْتَنِي حتَّي إذا ما تركْتَنِي كنِضْوِ الرُّعاوَي قلتَ إِنيَ ذاهبُ «4»
و ممكنٌ أن يكون هذا من الأصل، لأنّها تَهْرَم فتُرَدُّ إلي حالٍ سيِّئه، كما قال جلَّ ثناؤه: ثم يُرَدُّ إِليٰ أَرْذَلِ الْعُمُرِ*.

رعب

الراء و العين و الباء أصولٌ ثلاثة: أحدها الخوف، و الثاني المَلْ‌ء، و الآخر القَطْع.
______________________________
(1) البيتان من أبيات في الأصمعيات 37. و انظر اللسان (رعي).
(2) ترعية، بتثليث التاء و تشديد الياء، و قد تخفف.
(3) و الرعو أيضا بالضم. و يقال «الرعوة» كذلك بالتثليث.
(4) البيت في اللسان (رعي).
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 410
فالأول الرَّعْب و هو الخَوف، رَعَبْتُه رَعْباً، و الاسم الرُّعْب. و يقال إنّ الرَّعْبَ رقْيةٌ، يزعمون أنهم يرْعَبون ذا السِّحْر بكلامٍ «1»، أي يُفْزِعونه. و فاعله راعبٌ و رَعَّاب.
و الأصل الآخر قولهم: سيلٌ راعبٌ، إذا ملَأَ الواديَ. و رعَبْتُ الحوضَ إذا ملأتَه.
و الثالث قولهم للشَّي المقَطَّع: مُرَعَّب. و يقال للقِطعة من السَّنام رُعْبوبة.
و تسمَّي الشَّطْبَة من النِّساء رُعبوبةً؛ تشبيهاً لها بقِطعة السنام. و يقال سَنامٌ مرعوبٌ إذا كان يقطُر دَسما.

رعث

الراء و العَين و الثاء أصلٌ واحد، و هو تزيُّنُ شي‌ءِ بشي‌ء.
فالرَّعَث: العِهْن من الصَّوف، و هو يزيَّن به «2». و الرِّعاث: القِرَطة، واحدتها رعثة «3». و في كتاب الخليل: الرِّعاث: ضَربٌ من الخرَز و الْحَلي. قال:
* و ما حُلِّيَتْ إلَّا الرِّعاثَ المُعَقَّدا*
و مما شُبِّه بهذا و حُمل عليه: رَعْثة الدِّيك، و هي عُثْنُونُه، كأنّها شُبِّهت برَعَث العهن. قال:
* مِنْ صَوتِ ذِي رَعَثُاثٍ ساكنِ الدَّارِ «4» *
______________________________
(1) في الأصل: «أنه يرعبون السحر بكلام».
(2) يزين به الهودج و نحوه.
(3) رعثة بالضم، و رعثة بالتحريك.
(4) للأخطل في اللسان (رعث، حمض) و الحيوان (2: 346). و صدره:
* ماذا يؤرقني و النوم يعجبني*
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 411‌

رعج

الراء و العين و الجيم أَصلٌ يدلُّ علي نَضارة و حُسْن و خِصْب و امتلاء. و يقال أرضٌ مِرْعاجٌ و رَعِجَة «1»؛ إذا كانت خِصْبةً. و من النَّضارة و الحُسن: إرعاج البَرْق «2»، و هو تلألؤُه.

رعد

الراء و العين و الدال أصلٌ واحدٌ يدلُّ علي حركةٍ و اضطرابٍ.
و كلُّ شي‌ءِ اضطربَ فقد ارتعدَ. و منه الرِّعديدَة «3» و الرِّعْديد: الجبان.
و أرْعِدَت فرائصُ الرَّجُل عند الفَزَع. و الرِّعديدة: المرأة الرَّخْصَة، و الجمع رَعاديد. و من الباب الرَّعْد، و هو مَصْع مَلَكٍ يسوقُ السَّحَاب. و المَصْع: الحركة و الذَّهاب و المَجِي‌ء. و يقال مَصَعَت [الدَّابَّة] بذنَبها، إذا حرّكَتْه. ثم يُتصرَّف في الرَّعْد، فيقال رَعَدَت السماء و بَرَقَتْ. و رَعَدَ الرَّجُل و بَرَق، إذا أَوْعَدَ و تهَدَّد. و أجازُوا: أرعَدَ و أَبرَقَ. و أنشد:
أرْعِدْ و أبْرِقْ يايزي دُ فما وَعيدُك لي بضائرْ «4»
و في أمثالهم: «صَلَفٌ تَحْتَ الرَّاعِدة «5»»، للذي يُكْثِرُ الكلام و لا خيرَ عنده. و الصَّلَف: قِلَّةُ النَّزَل. و يقال أرَعَدْنا و أبرقْنا، إذا سمِعْنا الرَّعدَ و رأينا البرق. و من أمثالهم: «جاءَ بِذاتِ الرَّعْد و الصَّليل» إذا جاءَ بشَرٍّ و غَزْو «6» و يقال إنّ ذاتَ الرَّعدِ و الصّليلِ الحربُ. و ذاتُ الرَّواعِد: الدّاهية.
______________________________
(1) هاتان الصفتان لم تردا في المعاجم المتداولة.
(2) و يقال رعج و رعج، بالفتح و التحريك، و يقال ارتعج ارتعاجا أيضا.
(3) في الأصل: «الرعددة» تحريف. و أنشد في اللسان لأبي العيال:
و لا زميلة رعدي دة رعش إذا ركبوا
(4) البيت للكميت كما سبق في حواشي (برق 222).
(5) كذا ورد نصه مضبوطا في الأصل و المجمل. و المعروف: «رب صلف»، كما في اللسان.
(6) في الأصل: «وعز».
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 412‌

رعز

الراء و العين و الزاء ليس بشي‌ء. علي انّهم يقولون: المُرَاعِزُ:
المُعاتِبُ «1».

رعس

الراء و العين و السين أُصَيْلٌ يدلُّ علي ضَعف. قال الفرّاء:
رَعَسْتُ في المشْي، إذا مشَيْتَ مشياً ضعيفاً، من إعياءِ أو غيرِه. و قال بعضُهم:
الارتعاس كالارتعاش و الانتفاض. قال
يَبْرِي بإِرْعاسِ يَمِينِ المُؤْتَلِي خُضُمَّةَ الذِّرَاعِ هَذَّ المُخْتَلِي «2»

رعش

الراء و العين و الشين في معني الباب قبله من الاضطراب و الارتعاد. و رجلٌ جبانٌ رَعِشٌ. و جَملٌ رَعْشَنٌ، و ذلك اهتزازُه في سَيره.
و النون زائدة.
و الرَّعْشاءُ من النَّعام: السريعة.

رعص

الراء و العين و الصاد* في معني البابِ الذي قبلَه. فالرَّعْص الاضطراب. و يقال ارتعصت الحيّةُ: تلوَّت. قال:
أنَي لا أسعَي إلي داعِيَّهْ إلّا ارتعاصاً كارتعاصِ الحيَّهْ «3»
و يقال ارتعص الجَدْيُ، إذا طَفَرَ من النَّشاط.

رعظ

الراء و العين و الظاء كلمةٌ واحدة لا يُقاس و لا يَتفرَّع.
فالرُّعْظُ: مَدْخَل النَّصْل في السَّهم. و حكي الخليل: «إنّ فلاناً لَيَكسِر عليك أرعاظَ النَّبْل»، إذا كان يتغضّب. و يقال سهمٌ رَعِظٌ، إذا غاب في رُعْظِه.
______________________________
(1) زاد في القاموس: «و راعز: القبض». و الكلمتان لم تردا في اللسان.
(2) الرجز للعجاج في ديوانه 52- 53 و اللسان (رعس). و في اللسان: «الدارع»، أي لابس الدرع.
(3) للعجاج في ديوانه 72 و اللسان (رعص، دعو) و المخصص (8: 112).
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 413‌

باب الراء و الغين و ما يثلثهما

رغف

الراء و الغين و الفاء كلمةٌ واحدة. فالرَّغيف معروف، و يجمع علي الرُّغْفان و الأرغِفة و الرُّغُف. قال:
* إنّ الشِّواء و النَّشِيلَ و الرُّغُفْ «1» *
و هاهنا كلمةٌ أخري إن صحَّت. زعموا أنّ الإزغاف: تحديد النَّظَر.

رغل

الراء و الغين و اللام أصلٌ واحد، و هو اغتفال شي‌ءٍ و أخذه ثم يشتقّ منه و يُحمل. فالرَّغْل: اختلاسٌ في غَفْلة. و الرَّغْلَة: رَضاعةٌ في غَفْلة.
قال أبو زيد: يقال رَمٌّ رَغُول،* إذا اغتنَمَ كلَّ شي‌ءٍ و أكله. قال أبو وجزة:
رَمٌّ رَغُولٌ إذا اغبَرَّتْ مَواردُهُ و لا يَنامُ له جارٌ إذا اختَرَفا «2»
يقول: إذا أجدب لم يَحقِرْ شيئاً و شَرِهَ إليه، و إن اختَرَفَ و أخْصَبَ لم يَنَمْ جارُه؛ خوفاً من غائِلته. و الرَّغُول: الشَّاة تَرضَع الغَنَم «3». فأما الأرْغَل، و هو الأقْلَف، فليس من الباب؛ لأنه مقلوبٌ عن الأغْرل، و قد ذُكِر في بابه. و يقال عَيشٌ أرْغَلُ، أي واسعٌ رافِهٌ. و هذا لعلّه مِن أرغَلَت الأرضُ، إذا أنبتَت الرُّغْل، و هو من أحرار البقول.

رغم

الراء و الغين و الميم أصلان: أحدهما التُّراب، و الآخر المَذْهَب.
فالاول الرَّغام، و هو التُّراب. و منه «أرغَمَ اللّٰه أنفَه» أي ألصقه بالرَّغام. و منه
______________________________
(1) الرجز للقيط بن زرارة، كما في اللسان (رعف، نشل). و انظر المخصص (5: 6/ 17: 85).
(2) البيت في المجمل و اللسان (رغل).
(3) ذكر هذا المعني في القاموس و لم يذكر في اللسان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 414
حديثُ عائشة في الخِضاب: «أُسْلِتِيهِ ثمَّ أرغِمِيه» تقول: ألقيه في الرَّغام. هذا هو الأصل، ثم حُمل عليه فقال الخليل: الرَّغْم أنْ يفعل ما يكرهُ الإنسانُ. و رَغَمَ فلانٌ، إذا لم يقدر علي الانتصاف. قال: و الرَّغَام: اسم رملةٍ بعينها «1». و يقال راغم فلانٌ قومَه: نابَذَهم و خرجَ عنهم.
و الأصل الآخَر المُراغَمُ، و هو المذهَبُ و المَهْرَب، في قوله جلَّ ثناؤه:
يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرٰاغَماً كَثِيراً وَ سَعَةً. و قال الجعديّ:
* عَزيزِ المُرَاغَمِ و المَهْرَبِ «2» *
و يقال: ما لِي عن ذاك الأمرِ مُراغَمٌ، أي مهرَبِ.
و مما شذَّ عن الأصلين الرُّغامَي، قال قومٌ: هي الأنْف؛ و قال آخرون: زيادة الكبِد. قال الشمّاخ:
* لها بالرُّغامَي و الخياشيمِ جارِزُ «3» *

رغن

الراء و الغين و النون فيه كلامٌ إن صحّ. يقولون الإرغانُ:
الإصغاء إلي الإنسان و القَبولُ له و الرِّضا به. و الرَّغْن كذلك أيضاً. و حكَوْا عن
______________________________
(1) زاد ياقوت: «من نواحي اليمامة بالوشم». و أنشد للفرزدق:
تبكي المراغة بالرغام علي ابنها و الناهقات يصحن بالإعوال
(2) صدره كما في اللسان (رغم):
* كطود يلاذ بأركانه*
(3) صدره كما في ديوانه 51 و اللسان (رغم، جرز):
* يحشرجها طورا و طورا كأنها*
و في الأصل: «له بالرعامي» صوابها من هذه المراجع و مما سبق في (جرز 441).
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 415
الفراء: «لا تُرْغِنَنَّ له في ذاك» أي لا تُطِعْه «1» فيه. و رَغَن إلي الصُّلح مثل رَكَن.
و اللّٰه أعلم، كيف هذا «2».

رغو

الراء و الغين و الحرف المعتلّ أصلان: أحدهما شي‌ء يعلو الشي‌ء، و الآخر صوتٌ.
فالأول الرَّغْوة و الرُّغْوَة «3» [لِلَّبَن «4»]: زَبَدُه؛ و الجمع رُغّي. و ارتغي الرَّجُل: شَرِبَ الرّغوة. يقولون: «يُسرُّ حَسْواً في ارتغاء». يُضْرَب مثلًا لمن يُظهِر أمراً و يريد خلافَه. و رغَّي «5» اللّبنُ من الرّغْوة. و المِرْغاةُ: الشَّي‌ءُ من الخُبْز أو التَّمْر يُؤْكل به الرّغْوة «6». و كلامٌ مُرغٍ: لم يفسَّرْ، كأنّ عليه رغْوة.
و الأصل الآخَر الرُّغاء: رُغاء النّاقةِ و الضَّبُع «7»، و هو صوتُهما. و يقال:
«ما له ثاغِيةٌ و لا راغِيَة»، أي شاةٌ و لا ناقة. و أتيتُ فلاناً فما أثغَي و لا أرْغَي، أي لم يُعطِني شاةً و لا ناقة.

رغب

الراء و الغين و الباء أصلان: أحدهما طلبٌ لشي‌ء «8» و الآخر سَعَةٌ في شي‌ء.
فالأوّل الرَّغْبة في الشي‌ء: الإرادةُ له: رغِبْتُ في الشي‌ء. فإِذا لم تُرِدْه قلتَ
______________________________
(1) في الأصل و المجمل: «لا تطعمه»، صوابه في اللسان.
(2) قد تكون هذه من زيادة النساخ.
(3) و يقال: رغوة، بالكسر. هو مثلث الراء.
(4) التكملة من المجمل.
(5) يقال أيضا رغا و أرغي.
(6) فسرت في اللسان و القاموس بأنها «شي‌ء يؤخذ به الرغوة». و لا تناقض بينهما.
(7) و الرغاء للنعامة أيضا.
(8) في الأصل: «طلب لشي‌ء فيه».
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 416
رغِبتُ عنه. و يقال من الرّغبة: رَغِب يرغَبُ رَغْباً و رُغبا و رَغْبَةً و رَغْبَي مثل شكوي.
و الآخر الشَّيْ‌ءُ الرَّغيب: الواسع الجَوف. يقال حوضٌ رغيب، و سقاءُ رغيب.
و يقال فرسٌ رغيب الشَّحْوة «1». و الرَّغِيبة: العَطاء الكثير، و الجمع رغائب. قال:
* و إلي الذي يُعْطِي الرّغائبَ فارْغَبِ «2» *
و الرَّغاب «3»: الأرضُ الواسعة. و قد رغُبَتْ رُغْباً.

رغث

الراء و الغين و الثاء أصلٌ يدلُّ علي الرَّضاع. يقال رَغثَ الجديُ أمَّه: رَضِعَهَا. فأمّا قولُهم: بِرْذَوْنَةٌ رَغُوث، فقد اختُلِف فيه. فكان الخليل يقول: الرَّغُوث: كلُّ مرضعِة؛ و ذكر قولَ طرفة:
ليت لنا مَكانَ المَلْكِ عَمْرِو رَغُوثاً حولَ قُبّتِنا تخُورُ «4»
و كان ابنُ دريدٍ يقول: فعيل في معني مفعولة، لأنّها مرغُوثة. يريد أنه يرتضع لبنَها. و لعلَّ هذا أصح القولَين. و قال الأحمر: يقال لِلرَّجُل إذا كَثُرَ عليه السُّؤالُ حتي ينفَدَ ما عنده: مَرغوثٌ. و الرُّغَثَاءُ: أصْلُ الضَّرْع، و هو القياس؛ لأنّ المرتضِع يَعْمِدُ له. ثم شبّه بذلكْ غيرُه، قيل لمُضَيْغَتَيْنِ بين الثَّنْدُوَة و المَنْكِب بجانبَي الصَّدر: رُغَثَاوَان.
______________________________
(1) الشحوة: الحطوة. و في الأصل: «الشجوة»، صوابه في المجمل و اللسان.
(2) للنمر بن تولب. و صدره كما في اللسان (رغب):
* و متي تصبك خصاصة فارج الغي*
(3) يقال رغاب، كسحاب، و رغب بضمتين أيضاً.
(4) في ديوانه 6 و اللسان (رغث): «فليت». و في اللسان (خور): «ليت» بالخرم كما هنا.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 417‌

رغد

الراء و الغين و الدال أصلان: أحدهما أطْيَب العيش، و الآخر خِلافُه.
فالأوَّل عيشٌ رَغْدِ و رغِيد. أي طيِّبٌ واسع. و قد أَرغَدَ القومُ، إذا أَخصَبُوا. و يقال إنَّ الرَّغيدةَ في بعض اللغات الزُّبدة «1». و أرغَدَ الرّجلُ ماشِيتَه، إذا تركَها و سَوْمَها.
و الأصل الآخر المُرْغَادُّ: الذي تَغَيَّرَ حالُه في جِسمه ضعفاً. و من ذلك المَرْغَادُّ:
الشّاكُّ في رأيه لا يَدرِي كيف يُصْدِرُه.

رغس

الراء و الغين و السين أصلٌ واحدٌ يدلُّ علي بَرَكةٍ و نَماء.
يقولون: الرغْس النَّماء و البَرَكة و الخَير. قال العجاج «2»:
* حَتَّي رأيْنَا وَجْهَكَ المَرْغُوسا*
و يقال الرَّغْس: النّعمة، في قوله:
* تراه منصوراً عليه الأرْغُسُ «3» *
و
في الحديث: «أنَّ رجلًا أرغَسَه اللّٰهُ مالا»
، أي خوّلَه إيّاه و بارَكَ له فيه.
______________________________
(1) هذا يطابق قول ابن دريد في الجمهرة (2: 251). و الذي في اللسان و القاموس أن الرغيدة لبن يغلي ثم يذر عليه الدقيق حتي يختلط فيساط فيلعق لعقا. أقول: إن هذه الكلمة سائرة في استعمال بعض المصريين بهذا المعني.
(2) الصواب أنه رؤبة كما في اللسان (رغس) من قصيدة في ديوانه 68 يمدح بها إياد بن الوليد.
(3) ديوان رؤبة 68 و التاج (رغس) برواية «الأرغاس». و في القاموس أن جمع الرغس أرغاس. فهذا جمع آخر.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 418‌

باب الراء و الفاء و ما يثلثهما

رفق

الراء و الفاء و القاف أصلٌ واحدٌ يدلُّ علي موافَقةٍ و مقاربةٍ بلا عَنْف. فالرِّفق: خلاف العُنْف؛ يقال رفَقْتُ أرْفُق. و
في الحديث: «إنّ اللّٰه جلّ ثناؤه يحبُّ الرِّفْق في الأمر كله».
هذا هو الأصل ثم يشتقّ منه كلّٰ شي‌ءِ يدعو إلي راحةٍ و موافَقة. و المرفق «1» مِرَفق الإنسان؛ لأنه يستريح في الاتِّكاء عليه. يقال ارتَفَق الرّجلُ: إذا اتَّكأ علي مَرفقه في جلوسه. و من ذلك الحديثُ
لمّا سأل الأعرابيُّ عن رسول اللّٰه صلي اللّٰه عليه و سلم، قيل له: «هو ذاكَ الأمغَرُ المرتَفِقُ»
، أي المتَّكئ علي مِرَفقه.
و يقال فيه مَرْفِق و مِرْفَق، حكاهما ثعلب. و الرُّفْقَة: الجماعة ترافِقُهم في سفرك؛ و اشتقاقه من الباب، للموافَقة، و لأنَّهم إذا تَمَاشَوْا تحاذَوْا بمرافِقهم. قال الخليل:
الرُّفْقة في السفر: الجماعة الذين يرافِقونك، فإذا تفرَّقْتم ذهب اسمُ الرُّفقة. قال:
و الرّفيق: الذي يرافقك، و هو أن يجمعَك و إياه رفْقة؛ و ليس يذهب اسمُه إذا تفرَّقْتُما.
و المُرْفِق: الأمر الرَّافِقُ بك. و الرِّفاقُ: حبلٌ يشدُّ به مِرَفق البعير إلي وَظيفِهِ.
و هو قوله:
* كذاتِ الضِّغْنِ تَمْشِي في الرِّفاقِ «2» *
و المِرْفق: المِرْحاض، و الجمع مَرَافِق. و يقال ارتفَقَ الرّجلُ ساهراً، إذا بات
______________________________
(1) المرفق كمنبر و مجلس.
(2) البيت لبشر بن أبي خازم، كما في اللسان (رفق) و المخصص (7: 153/ 13: 129).
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 419
علي مِرفقِهِ لا ينام. و شاةٌ مُرَفَّقَةٌ «1»: يداها بَيضاوانِ إلي المرفقين. و الرَّفَق:
انفتالٌ عن الجنب؛ ناقةٌ رَفْقاءُ، و جملٌ أرفَقُ. و يقال ماءٌ رَفَقٌ و مَرتعٌ رفَقٌ، أي سهلُ المطْلَب.

رفل

الراء و الفاء و اللام أصلٌ واحدٌ يدلُّ علي سَعةٍ و وُفُورٍ. من ذلك رَفَل في ثيابه يَرْفُل، و ذلك إذا طالَتْ عليه فجَرَّها. و الرِّفَلُّ: الفَرَس الطويل الذّنَب.

رفن

[الراء و الفاء و النون ليس أصلًا «2»]، و إنّما النُّون [في رِفَنّ] مبدلةٌ من لام؛ لأنّه في الأصل رِفَلٌّ. فأما قولهم ارفأَنَّ، إِذا سكَنَ، فإنّ النون فيه زائدة.

رفه

الراء و الفاء و الهاء أصلٌ واحدٌ يدلُّ علي نَعمةٍ و سَعة مَطْلَبٍ. من ذلك الرِّفْهُ، و هو أن تَرِدَ الإبلُ كلَّ يومٍ متي شاءت. قال الشاعر «3»:
يَشْرَبْنَ رِفْهاً عِراكاً غيرَ صادرةٍ و كلُّها كارعٌ في الماء مُغْتَمِرُ
و من ذلك الرَّفاهَةُ في العَيش و الرّفَاهِيَة. و يقال: بينَنَا و بين فلانٍ ليلةٌ رافهة، أي ليِّنة السّير لا تُعيِي. و من ذلك الإرفاه: كثرة [التدَهُّن «4»]، و هو من الرِّفْه الذي ذكرناه. ورُفِّه عنه: إذا نُفِّس عنه الكَربُ.
______________________________
(1) ذكرت هذه الكلمة في القاموس، و لم ترد في اللسان.
(2) أثبت هذه التكملة مطاوعة لطريقة ابن فارس، و للحاجة إليها.
(3) هو لبيد. ديوانه 52 طبع 1880 و اللسان (رفه، غمر). و في الموضع الأول من اللسان «غير صادية»، و قد أشير إليها في شرح الديوان. و في جميع المواضع: «فكلها كارع».
(4) التكملة من المحمل و اللسان. و في الحديث «أنه نهي عن الإرفاء».
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 420‌

رفوأ

الراء و الفاء و الحرف المعتل أو الهمزة أصلٌ واحد يدلُّ علي موافقةٍ و سكون و ملاءَمة. من ذلك رفَوْتُ الثَّوْبَ أرفُوه، و رفَأته أرفَؤه.
و رفَوْت الرّجلَ، إذا سكَّنْته من رُعْب. قال:
رَفَوْنِي و قالُوا يا خُوَيلِدْ لا تُرَعْ فقلتُ و أنكرتُ الوجوهَ هُمُ هُمُ «1»
و المرافاة «2»: الاتِّفاق. قال:
و لمَّا أنْ رأيتُ أبَا رُوَيمٍ يُرَافِينِي و يَكرَهُ أن يُلاما «3»
و الرِّفاء: الاتِّفاق و الالتحام. و من ذلك
الحديث «أنّه نَهَي أن يقال بالرِّفاء و البنين»
. يقال ذلك لِلْمُمْلِك. و من الباب أرفَأْتُ إليه، إذا لَجَأْتَ إِليه.
و أرفأتُ فلاناً في البيع، إذا زِدْتَه محاباة. و منه أرفأْتُ السّفينةَ، إذا قرّبْتَها للشَّطّ.
و ذلك المكان مَرْفَأٌ.
و مما شذَّ عن الباب: اليَرْفَئِيُّ، قال قوم: هو راعي الغَنَم؛ و قال قومٌ:
هو الظليم. و يقال: بلْ كل نافرٍ يَرْفَئِيٌّ.

رفت

الراء و الفاء و التاء أصلٌ واحد يدلُّ علي فَتٍ ولَيّ. يقال رفَتُّ الشّي‌ءَ بيدي، إذا فتَتَّه حتّي صارَ رُفاتا. وارْفَتَّ الحَبْلُ، إذا انقطع.
واشتُقّ منه رفَتَ عُنقَه، إذا دقَّها و لَفَتَها [و] لوَاها.
______________________________
(1) البيت لأبي خراش الهذلي، كما في اللسان (رفأ، رفا)، و هو مطلع قصيدة له في شرح الكري 71 و القسم الثاني من مجموعة أشعار الهذليين 62. و انظر الخزانة (1: 211).
(2) في الأصل: «و الرافات»، صوابه في المجمل.
(3) البيت في المجمل و اللسان (رفا) و الخزانة (1: 211). و في الأصل: «أبا ذريم» صوابه من المراجع السابقة.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 421‌

رفث

الراء و الفاء و الثاء أصلٌ واحدٌ، و هو كلُّ كلام يُستَحْيا من إظهاره. و أصلُه الرَّفَثُ، و هو النِّكاح. قال اللّٰه جلّ ثناؤه: أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيٰامِ الرَّفَثُ إِليٰ نِسٰائِكُمْ. و الرّفَث: [الفُحْش] في الكلام.
يقال أَرْفَثَ وَ رَفَثَ.

رفد

الراء و الفاء و الدال أصلٌ واحدٌ مطّرد منقاس، و هو المعاوَنة و المظاهَرة بالعَطاء و غيره. فالرَّفْد مصدر رفَدَهُ يَرْفِدُه، إذا أعطاه. و الاسم الرِّفْد.
و
جاء في الحديث: «و يكون الفَي‌ء رِفْداً»
، أي يكون صِلاتٍ لا يوضَع مواضِعَه.
و يقال ارتفَدْتَ من فلانٍ: أصبْتُ من كَسبه. و أُرفِدت المال: اكتسبته. و الرافد:
المُعين، و المُرْفِدُ أيضاً. و رفَدَ بنو فلانٍ فلاناً، إذا سَوَّدُوه عليهم و عظَّموه، و هو مرفَّد. و الرّافِدانِ: دِجْلةُ و الفرات. قال الفرزدق:
بَعثْتَ علي العِراق و رافديْهِ فَزَارِيًّا أحَذَّ يَدِ القَميصِ «1»
و ترافدوا، إذا تعاوَنُوا عليه، و الرِّفادة: شي‌ء كانت قريش تُرَافِدُ به في الجاهلية، يُخرِج كلُّ إنسانٍ شيئاً، ثم يشترون به للحاجِّ طعاماً و زَبيبا و شراباً.
و الرَّوافِد: خشب السَّقف؛ و هو من الباب؛ لأنه يُرفدَ بها السَّقْف. قال:
روافِدُه أكرمُ الرّافداتِ بَخٍ لك بَخٍّ لبَحْرٍ خِضَمّ «2»
و المرفد: العُظَّامَة التي تعظِّم بها الرّسْحاء عَجِيزتَها. و من الباب الرِّفْد، و هو القَدَح الضَّخم؛ و هو الرَّفْد و المِرْفَد أيضا.
______________________________
(1) ديوان الفرزدق 87؛ و اللسان (رفد، حذذ) و الكامل 479 [لبيك و المعارف 179 و الشعراء (ترجمة الفرزدق) و زهر الآداب (1: 21) و الأغاني (19: 17) و كنايات الجرجاني 74 و الحيوان (5: 197/ 6: 510). و في المجمل: «أأطعمت».
(2) البيت في اللسان (بخخ، رفد) و قد سبق في (بخ).
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 422
و يقال المِرْفَد: الإناء الذي يُقْرَي فيه. و الرَّفُوذ: الناقة تملأ الرِّفْد، و هو القدح الضخم، في حَلْبةٍ واحدة. و الرُّفَيْدات: قومٌ من العرَب.

رفز

الراء و الفاء و الزاء ليس هو عندنا أصلًا، لكنَّهم قالوا: إنّ الرّفْز الضَّرْب؛ يقال ما يَرْفِزُ منه عِرْقٌ: أي ما يضرِب. قال:
و بلدةٍ للداء فيها غامِزُ مَيْتٍ بها العِرقُ الصَّحيح الرَّافِزْ «1»

رفس

الراء و الفاء و السين قريبٌ من الباب الذي قبله، إلا أن في كتاب الخليل: الرَّفْس: الصَّدْمة في الصَّدر بالرِّجْل.

رفش

الراء و الفاء و الشين ليس* شيئا. و يقولون: الرَّفْش الأكل.

رفص

الراء و الفاء و الصاد فيه كلمةٌ واحدة. يقولون: ارتَفَصَ السِّعْر: غَلَا. فأمّا الرُّفْصَة فالماءُ يكون بين القوم نَوْبةً. و يقال إنه مقلوب من الفُرْصة. يقال: هم يتفارصُون الماءَ بينهم و يترافصون، إذا تناوبوا. و قد كتب البابُ في موضعه.

رفض

الراء و الفاء و الضاد أصلٌ واحد، و هو التَّرك، ثم يشتقّ منه. يقال رَفَضْتُ الشي‌ءَ: تركته. هذا هو الأصل، ثم يشتقّ منه ارفَضَّ الدّمْعُ من العين: سال، كأنه تَرَكَ موضِعَه. و كلُّ متفرّقٍ مرفَضّ. و يقال للطَّريق المتفرِّفة أخادِيده: رِفَاض. قال:
______________________________
(1) البيتان في اللسان (رفز، رفز) حيث أنشد في الموضع الأخير رواية «الرافز»، و كلاهما بمعني. و في الأصل: «رافز»، صوابه «الرافز»، أي إن العرق الصحيح يموت بها من الفزع.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 423
* كالعِيسِ فَوقَ الشَّرَكِ الرِّفاضِ «1» *
و الرَّفَض: الفِرَق، في قول ذي الرُّمّة:
* بها رَفَضٌ مِنْ كلِّ خَرْجاًء صَعْلةٍ «2» *
أي فِرَق. و في القِربة رفَضٌ من ماءٍ: مثلُ الجُرْعة، كأنها رُفِضَت فيه.
يقال فيه رفَّضْتُ. و رُفُوض الأرض. مواضعُ لا تُمْلكَ، كأنها رمِست. و الرَّاوفض:
جنودٌ تَركوا أميرَهم و انصَرفوا. و يقال: رجلٌ رُفَضَةٌ، للذي يُمسِك الشي‌ءَ ثم لا يلبثُ أن يدَعَه، و يقال رَفَضَ النّخلُ، و ذلك إِذا انتشر عِذْقه و سقط قِيقاؤُه.
و يقال في أرضِ بني فلانٍ رُفوض من كلأ، إِذا كان متفرِّقا بعيداً بعضُه من بعض، و قال بعضهم: مَرافِضُ الوادي: مَفاجرُه، و ذلك حيث يرفضُّ إليه السَّيل. قال ابن السّكَيت: راعٍ رُفضَةٌ قُبَضَة، للذي يقبض الإبلَ و يجمعها، فإذا صار إِلي الموضع الذي [تحبُّه و] تهواه [رفَضَها «3»] فتركها ترعَي حيث شاءت تذهب و تجي‌ء.

رفع

الراء و الفاء و العين أصلٌ واحدٌ، يدلُّ علي خلاف الوضع.
تقول: رفعتُ الشي‌ءَ رفعاً؛ و هو خلاف الخَفْض. و مَرفُوع الناقةِ في سيرها: خلاف المَوْضوع. قال طرَفة:
______________________________
(1) البيت لرؤبة في ديوانه 82 و اللسان (رفض). و رواية ابن فارس تطابق رواية الجوهري.
قال ابن بري: «صوابه: بالعيس، لأن قبله:
* يقطع أجواز الفلا انقضاضي*
(2) عجزه كما في الديوان 516 و اللسان (رفض):
* و أخرج يمشي مثل مشي المخبل*
(3) هذه التكملة و التي قبلها من المجمل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 424
مَوضُوعُها زَوْلٌ و مرفوعها كمَرِّصَوْبٍ لجِبٍ وَسْطَ ريحْ «1»
يقال رَفَع البعيرُ و رَفَّعته أنا.
و من الباب الرَّفْع: تقريب الشي‌ء. قال اللّٰه جلّ ثناؤُه: وَ فُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ، أي مقرَّبة لهم. و من ذلك قوله رَفَعْتُه للسُّلطان، و مصدر ذلك الرُّفْعانُ و يقال للناقة إذا رفَعت اللِّبَأَ في ضَرعها: هي رافعٌ. و الرفع: إذاعة الشي‌ء و إظهارُه. و منه الحديث،
قال رسول اللّٰه صلي اللّٰه عليه و آله و سلم: «كلُّ رافِعَة رفعَتْ علينا من البَلاغ «2» فقد حرَّمتُها»
، أي كلُّ جماعةٍ مبلِّغة تبلّغ عنا فلتبلّغ أنِّي حرَّمْتُ المدينةَ.
و ذلك كقولهم رَفَع فلانٌ علي العامل، و ذلك إذا أذاعَ خَبرَه و رَفْع الزَّرعِ:
أن يُحمل بعد الحَصاد إلي البَيْدر؛ يقال هذه أيّام الرَّفاع.

رفغ

الراء و الفاء و الغين كلمةٌ تدل علي ضَعةٍ و دناءة. فالرَّفْغ ألْأَمُ الوادِي و شرُّه تُراباً. و الرُّفْغ: أصل الفخِذ، و كلُّ موضع اجتمع فيه الوَسَخ.
و
في الحديث: «كيف لا أُوهِمُ و رُفْغُ أحدِكم بين ظُفْره و أنملته «3»»
. و الأَرفاغ من الناس: السِّفْلة. فأما قولهم عيشٌ رافغ و رفيغ: طيّب واسع، فهذا له وجهان:
إمّا أن يكونَ الغَينُ منقلبةً عن الهاء فيكون من الرَّفْه، و إمَّا أن يكون شُبِّه مالُه في كثرته برَفْغ التُّراب، يراد به الكثرة.
______________________________
(1) في ديوان طرفة 13:
«مرفوعها زول و موضوعها»
، و بهذه الرواية صحح ابن بري رواية البيت. انظر اللسان. و سيعيده في (وضع).
(2) و يروي أيضا «من البلاغ» بضم الباء و تشديد اللام، أي المبلغين.
(3) الأنملة: رأس الإصبع، و فيها تسع لغات تثليث الهمزة مع تثليث الميم.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 425‌

باب الراء و القاف و ما يثلثهما

رقل

الراء و القاف و اللام أصلان: أحدهما طولٌ في شي‌ءِ و الآخر ضرب من المشي.
فأمّا الأوَّل فالرَّقْلُ: النَّخْل الطُّوال، واحدتها رَقْلة؛ و تجمع في القِلّة رَقلات.
و الرّاقُول: حَبْلٌ تُصَعد به النّخلة.
و الأصل الثاني: أرْقَلَت النَّاقةُ، و هو ضربٌ من المشْي، و هي مُرْقِلٌ، و لا يكون إلَّا بسرعة. و هاشم بن عُتْبَة المِرْقالُ «1»، لإرقاله كان في الحروب. قال الرَّاجز، في أرْقَلَت النَّاقة:
* و المُرْقِلَاتِ كُلَّ سَهْبٍ سَمْلقٍ «2» *

رقم

الراء و القاف و الميم* أصلٌ واحد يدلُّ علي خَطٍّ و كتابةٍ و ما أشبَهَ ذلك. فالرَّقْم: الخَطّ. و الرَّقيم: الكتاب. و يقال للحاذق في صِناعته.
هو يرقُم في الماء. قال:
سَأرْقُم في الماءِ القَراحِ إليكم علي نَأْيِكُمْ إن كان في الماءِ راقمُ «3»
و كلُّ ثوبٍ وُشِيَ فهو رَقْمٌ. و الأرقَم من الحيات: ما علي ظهره كالنَّقْش.
قال الخليل بن أحمد: الرَّقْم تعجيم الكتاب. يقال كِتٰابٌ مَرْقُومٌ*، إذا بُيِّنَت
______________________________
(1) هو هاشم بن عتبة بن أبي وقاص، كان معه لواء علي في حرب صفين، و قتل في آخر أيامها.
انظر الإصابة 8914 و الاشتقاق 96.
(2) قبله، كما في ديوان العجاج 40 و اللسان (رقل):
* يا رب رب البيت و المشرق*
(3) في اللسان (رقم): «علي بعدكم».
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 426
حروفُه بعلاماتها من التَّنقيط. و رَقْمَتا الفَرَسِ و الحِمار: الأثران بباطن أعضادهما.
و يقال للرَّوضَة رَقْمَة، و إِنَّمَا سُمِّيت بذلك لأنَّها كالرَّقْم علي الأرض. و يقال لأرض بها نباتٌ قليل: مرقُومة.
و مما شذَّ عن الباب قولُهم للدّاهية: الرَّقِم. و ليس ببعيدٍ أن يكون من قياس الباب؛ لأنَّها إذا نزلت أثَّرَتْ.

رقن

الراء و القاف و النون بابٌ يقرب من الباب الذي قبله.
يقال رَقّنْت الكتاب: قاربتُ بينَ سُطوره. و ترقَّنت المرأةُ: تلطَّخت بالزَّعفران.
و الرَّقون و الرِّقان: الزَّعفران. و المرقون: المنقوش. و يقال للمرأة الحسنة اللَّون الناعمة: راقنة.

رقي

الراء و القاف و الحرف المعتلّ أصولٌ ثلاثة متباينة: أحدهما الصُّعود، و الآخر عُوذَةٌ يُتعوَّذ بها، و الثالث بقعةٌ من الأرض.
فالأول: قولك رَقِيتُ في السُّلَّم أَرْقَي رُقِيَّا. قال اللّٰه جلّ ثناؤه: أَوْ تَرْقيٰ فِي السَّمٰاءِ وَ لَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ. و العرب تقول: «ارْقَ علي ظَلْعِك» أي اصعَدْ بقدر ما تُطيق.
و الثاني: رقَيْت الإنسانَ، من الرُّقية.
و الثالث: الرَّقْوَةُ: فُوَيْقَ الدِّعص من الرمل. [و] يقال رَقْوٌ بِلاهاء.
و أكثرُ ما يكونُ إلي جانب وادٍ.

رقأ

الراء و القاف و الهمزة كلمة واحدة. يقال: رقأ الدّمُ و الدّمع،
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 427
إذا انقَطَعا. و في كلامهم «1»: «لا تسُبُّوا الإبلَ فإنَّ فيها رَقُوءَ الدَّم» أي إنّها تُدفَع في الدّية فيَرْقَأ دمُ مَن يُراد منه القَوَد.

رقب

الراء و القاف و الباء أصلٌ واحدٌ مطّرد، يدلّ علي انتصابٍ لمراعاةِ شي‌ءِ. من ذلك الرَّقِيب، و هو الحافِظ. يقال منه رَقَبْتُ أرْقُب رِقْبة و رِقْباناً. و المَرْقَب: المكان العالي يقِفُ عليه النَّاظِر. و الرَّقِيب: الموكَّل في الميْسِر بالضَّريب. و من ذلك اشتقاق الرَّقَبةِ، لأنَّها منتَصِبة، و لأنّ النّاظرَ لا بد ينتصبُ عند نظره. و المرقَّب: الجلد يُسلَخ من قِبَل رأسِه و رَقَبَتِه. و رقَّابة الرَّحْل:
الوغْدُ الذي يرقُب للقوم رَحْلَهم إذا غابوا. و يقال للمرأة التي ترقُب موتَ زوجها لِثَرِثَه: الرَّقوب. [و الرَّقوب «2»]: الناقة الخبيثة النَّفْس، التي لا تكاد تَشرب مع سائر الإبل، ترقُب متي تنْصرف الإبل عن الماء «3». و يقال أرقَبْتُ فلاناً هذه الدّارَ، و ذلك أن تُعطيَه إيَّاها يسكنُها كالعُمْرَي، ثمَّ يقول له إنْ مُتّ قبلي رجعَتْ إليَّ، و إن متُّ قبلك فهي لك. و هي من المراقَبة، كأنَّ كلَّ واحدٍ منهما يرقُب موتَ صاحبه. و رِقابُ المَزَاوِد: لقبٌ للعجم، لأنَّهم حُمْرٌ. و الرَّقيب:
السهم الثالث من السَّبعة التي لها أنصباءُ، كأنَّه يُرقَب متي يَخرج: و الرَّقوب: المرأة التي لا يعيش لها ولدٌ [كأنَّها تَرقبُه «4»] لعَلَّهُ يبقي لها.

رقح

الراء و القاف و الحاء أصلٌ واحد، يدلُّ علي الاكتساب و الإصلاحِ للمال. و يقال رقَّحْتُ المالَ: أصلحتُه وقُمت عليه، ترقيحاً. و فلان
______________________________
(1) في اللسان: «و في الحديث: لا تسبوا الإبل فإن فيها رقوء الدم و مهر الكريمة».
(2) التكملة من المجمل.
(3) في اللسان: «التي لا تدلوا إلي الحوض من الزحام، و ذلك لكرمها».
(4) بمثلها يلتمَّ الكلام.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 428
رَقاحِيُّ مالٍ. و هو يترقَّح لعياله، أي يتكسَّب. و كانوا يقولون في تلبيتهِمْ:
«لم نَأت للرَّقاحَةِ «1»»
، يريدون التِّجارة.

رقد

الراء و القاف و الدال أصلٌ واحدٌ يدلُّ علي النَّوم؛ و يُشتقّ منه. فالرُّقاد: النَّوم. يقال رقَد رُقوداً. و من الذي اشتُقَّ منه: أَرْقَدَ الرَّجُل بالأرض، إذا أقام بها.
و مما شذَّ عن الأصل: * أرْقَدَ الظّليمُ و غيرُه، إِذا أسرع في مُضِيِّه.

رقش

الراء و القاف و الشين أصلٌ يدلُّ علي خُطوطٍ مختلفة.
فالرَّقْش كالنَّقْش. يقال: حَيَةٌ رَقْشاءُ: منقَّطة. و رَقَّشَه كلامَه: زَوَّرَه.
و الرَّقْشاء: شِقشِقة البَعير. او الرقْشاء: دويْبَّة. و قال:
الدَّار قَفْرٌ و الرُّسومُ كما رَقَّش في ظَهْرِ الأديمِ قَلَمْ «2»
و يقال للنّمَّام إذا نَمَّ: رقَّش. قال:
* عاذِلُ قد أُولعتِ بالتَّرْقِيشِ «3» *

رقص

الراء و القاف و الصاد أصلٌ يدلُّ علي النَّقَزَان «4». يقال رقَصَ يرقُصُ رَقْصاً. و يقال أرقَصَ البعيرَ: حَمَلَهُ علي الخَبَب. قال جرير:
* بِزَرُودَ أرقصت البعيرَ «5» *
______________________________
(1) هي من تلبية أهل الجاهلية، كانوا يقولون: «
جئناك للنصاحة، لم نأت للرقاحة
». (2) البيت لمرقش الأكبر من قصيدة في المفضليات (2: 37- 41). و بذلك البيت سمي «المرقش». انظر اللسان (رقش) و المزهر (2: 435).
(3) لرؤبة بن العجاج في ديوانه 86 و اللسان (رقش). و بعده:
* إلي سرا فاطرقي و ميشي*
(4) النقزان، بالقاف و بالفاء أيضا، هو الوثب، و مثلهما الوثبان.
(5) جزء من بيت له في ديوانه 448 عثرت عليه بعد لأي، و هو بتمامه:
بزرود أرقصت القعود، فراشها رعثات عبلها الغدفل الأرعل
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 429
و يقال رقَص السَّراب في لمعانه؛ و رَقَص الشَّرَاب: جاش «1». و الرّقَّاصة:
لُعْبة «2».

رقط

الراء و القاف و الطاء يدل علي اختلاطِ لونٍ بلون. فالرُّقْطة:
سوادٌ يشوبه نُقَط بَياض. يقال دَجاجةٌ رَقْطاء. و الأرقَط: النَّمِر. و يقال: ارقَاطَّ العَرْفَجُ، إذا خالط سوادَه نُقَطٌ.

رقع

الراء و القاف و العين أصلٌ يدلُّ علي سَدِّ خَلَلٍ بشي‌ء. يقال رقَعْتُ الثَّوبَ رَقْعاً. و الخِرْقة رُقْعة. فأمّا قولُهم لواهي العقلِ: رقيعٌ، فكأنّه قد رُقِع؛ لأنه لا يُرْقَع إلّا الواهي الخَلَق. و يقال رَقَعَه، إذا هجاه و قال فيه قبيحاً، كأنّ ذلك صار كالرُّقْعَة في جَسَدِه. يقال لأرقعنَّه رَقْعاً رصيناً. و أَري في فلان مُتَرَقّعاً، أي موضعاً للشَّتْمِ. قال:
و ما تَرَكَ الهاجُونَ لي في أَدِيكُمُ مُصِحًّا و لكنِّي أري مُتَرَقّعَا «3»
و الرَّقيع: السَّماء. و
في الحديث أنّه صلي اللّٰه عليه و آله و سلم قال لسَعْدٍ «4» «لقد حكَمْتَ فيهم بحُكم اللّٰهِ مِن فوقِ سبعة أَرْقِعةٍ «5»».
قال بعض أهل العلم إنما قيل لها أرقعة؛ لأنّ كلَّ واحدٍ كالرُّقعة للأُخْري.
و مما شذ عن هذا الأصل قولهم: ما أَرْتَقِعُ بهذا، أي ما أَكْتَرِثُ له.
وجُوعٌ يَرْقُوعٌ: شديد.
______________________________
(1) بدلها في المحمل: «و رقس لشراب في غلبانه».
(2) لم تذكر في اللسان. و في القاموس: «و الرقاصة مشددة: لعبة لهم».
(3) البيت في الحيوان (3: 138) و اللسان (رقع).
(4) هو سعد بن معاذ، حين حكم في بني قريظة. انظر الإصابة 3197 و اللسان (رقع).
(5) الرقيع مؤنثة، و جاء بها علي التذكير كأنه ذهب إلي معني السقف.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 430‌

باب الراء و الكاف و ما يثلثهما

ركل

الراء و الكاف و اللام أصلٌ يدلُّ علي جنسٍ من الضرب بالرِّجْل. يقال رَكَلَه و رَفَسه برِجله. و مَرْكَلَا الفَرَس من جنبيه، حيث يركُل الفارسُ برجليه. و تركَّل علي الشي‌ء برجله. و تركَّل الحافرُ بمِسْحَاتِه، إذا ضربَها برِجْله لتدخُل في الأرض. قال الأخطل:
رَبَت و رَبا في حِجْرِها ابنُ مَدينةٍ يَظَلُّ علي مِسحاتِه يتركَّل «1»
و الكديد: المُرَكَّل «2».

ركم

الراء و الكاف و الميم أصلٌ واحدٌ يدلُّ علي [تجمُّع] الشي‌ء.
تقول اركَمت الشي‌ء: ألقَيت بعضَه علي بعض. و سحاب مُرْتكمٌ و رُكام. و الرُّكمة:
الطِّين المجمُوع. و مُرْتَكَم الطريق: سَنَنُه؛ لأنّ المارة تَرْتَكِمُ فيه.

ركن

الراء و الكاف و النون أصلٌ واحد يدلُّ علي قُوَّة.
فرُكن الشَّي‌ء: جانبه الأقوي. و هو يأوي إلي رُكْنٍ شديد، أي عِزًّ و مَنْعَة.
و من الباب رَكَنْتُ إليه أرْكَن. و هي كلمةٌ نادرة علي فَعَلْتُ أفْعَلُ من غير حرفٍ حلق. و فلانٌ ركينٌ، أي وقور ثابت. و المرْكن: الإجَّانة. و يقال: جبلٌ رَكِينٌ «3»، أي له أركان عالية. و ركَنْت إليه أي مِلْتُ؛ و هو من الباب، لأنه
______________________________
(1) سبق البيت في (1: 334/ 2: 319) مع تخريجه.
(2) في اللسان: «و الكديد: التراب الدقاق المكدود المركل بالقوائم. قال امرؤ القيس:
مسح إذا ما السابحات علي الوني أثرن الغبار بالكديد المركل».
(3) في الأصل: «ركن»، صوابه من اللسان و القاموس.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 431
سكن إليه و ثبت عنده. قال الخليل: رَكَنَ يَرْكَنُ رَكْناً. و لغة سُفْلَي مضَر: ركِن يرْكَن. و يقال ركِنَ يَرْكُنُ، و فيه نظَر. و حكي أبو زيد: رَكِنَ يَرْكَنُ. و ناقة مُرَكَّنَة الضَّرْع، أي مُنْتَفِخَتُه، أي كَأنَّه رُكْن.

ركو

الراء و الكاف و الحرف المعتل أصول ثلاثة: أحدُها حملُ الشي‌ء علي شي‌ءٍ و ضمُّه إليه، و الآخَر إصلاحُ شي‌ءٍ، و الثالث وِعاء الشي‌ء.
فالأوّلُ قولُهم: رَكَوْتُ علي البعير الحِملَ: ضاعفْتُه. و من الباب ركَوْتُ عليه الأمْرَ و الذَّنب، أي حملتُه عليه. و قال بعضُهم: أنَا مُرْتَكٍ علي كذا، أي معوِّلٌ عليه. و ما لي مُرْتكيً إلّا عليك. و حكي الفرّاء: أرْكَيْتَ عليَّ ذنْباً لم أُذْنِبْه.
و من الباب أركَيتُ إلي فلانٍ: لجأتُ إليه. و منه أرْكِنِي إلي كذا، أَي أخِّرْني، للدَّين يكون عليه*. و ركَوتُ عنهم بقيّةَ يومي، أي أقمت.
أمّا إصلاحُ الشي‌ء فالمركوُّ الحَوض المستطيل، و يقال المُصْلَح، قال:
* قامَ علي المَرْكُوِّ ساقٍ يَفْعَمُهْ*
و ركَوْتُ الشي‌ءَ، إذا سدَّدْتَه و أصلحَتَه. قال سُويد بن كُراع:
فدَعْ عنك قوماً قد كَفَوْكَ شُؤونَهم و شأنُك إلا تَرْكُهُ متفاقِمْ «1»
أي إن لم تُصلِحْه. و يقال أركَيْتُ لفلانٍ شيئاً، إذا هيّأْتَه له.
و أما الأصل الآخَر فالرَّكْوة معروفة؛ و منه الرَّكِيّ؛ لأنه كأنه وعاءُ ما يكونُ فيه.
______________________________
(1) البيت في المجمل و اللسان (ركا).
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 432‌

ركب

الراء و الكاف و الباء أصلٌ واحد مطّرد منقاس، و هو علُوُّ شي‌ءٍ شيئاً. يقال رَكِب رُكوباً يَرْكَب. و الرِّكاب: المَطِيّ، واحدتَها راحلة.
و زَيْتٌ رِكابيٌّ؛ لأنه يُحمَل من الشام علي الرِّكاب. و ماله رَكُوبة و لا حَمُولة، أي ما يركبه و يَحمِل عليه. و الرَّكب: القَوم الرُّكْبان؛ و كذلك الأُركُوب.
و ناقةٌ رَكْبانةٌ: تصلُح للرُّكوب. و أرْكَبَ المُهْر: حان أن يُرْكَبَ.
و رجل مُرَكَّبٌ: استعارَ فرساً يقاتِل عليه، و يكون له نِصفُ الغَنيمة و لصاحب الفرس النِّصف.
و من الباب رَوَاكِبُ الشّحم، و هي طرائقُ بعضَها فوقَ بعض في مُقدَّم السَّنام.
فأمَّا التي في المؤخَّر فهي الرَّوادف، الواحدة راكبةٌ و رادفة. و الرَّكَّابة: شِبه فسيلةٍ من أعلي النخلة عند قِمّتها، ربَّما حملَتْ مع أمِّها. و زعم الخليلُ أنَّ الرَّكْب و الأُركوبَ راكبُو الدّوابّ، و أن الرُّكَّاب رُكَّاب السفينة. و المُرَكَّب:
الأصل و المنْبِتُ. يقال هو كريم المركَّب.
و من الباب رُكْبة الإنسان، و هي عاليةٌ علي ما هي فوقَه. و الأركَبُ:
العظيم الرُّكْبة. و يقال: رَكَبْتُ الرّجلَ أركُبُه، إذا ضربْتَ رُكْبتَه أو ضربتَه برُكبتِك. و الرَّكيب: ما بين نَهْرَي الكَرْم؛ و هو الظَّهر الذي بين النَّهْرين، و يكون عالياً علي دونه. و الرَّاكب: داءُ يأخذ الغنمَ في ظهورها.
و من الباب الرَّكَب ركَب المرأة. قال الخليل: و لا يقال للرّجل، إنَّما هو للمرأة خاصّة. و قال الفرّاء: الرَّكَب: العانةُ للرَّجُل و المرأة. قال:
لا ينْفعُ الجاريةَ الخِضابُ «1» و لا الوِشاحان و لا الجلبابُ
* مِن دُون أن تلتقِيَ الأركابُ*
______________________________
(1) و كذا في اللسان (3: 207). و في اللسان: «لا يقنع».
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 433‌

ركح

الراء و الكاف و الحاء أصلٌ واحد، و هو يدل علي إنابةٍ إلي شي‌ءٍ و رُجوعٍ إليه. قال الخليل: الرُّكوح: الإنابة إلي الأمر. و أنشد:
رَكَحْتُ إليها بعد ما كنتُ مُجْمِعاً علي هَجْرِها و انسبْتُ باللَّيل ثائرَا «1»
فهذا هو الأصل. ثمَّ يقال لرُكْن الجبلِ المُنيفِ الصّعبِ رُكْح. و الرُّكْح و الرُّكْحة: سَاحة الدّار. و الرُّكْحة البقيّة من الثَّريد تبقي في الجَفْنة، كأنّه شي‌ء أوي إلي أسفل الجَفْنة. و يقال جَفْنةٌ مرتكِحةٌ، إذا كانت مكتنِزةً بالثَّريد و من الباب: سَرْجٌ مِركاحٌ، إذا كان يتأخَّر عن ظَهْر الفَرس.

ركد

الراء و الكاف و الدال أصلٌ يدلُّ علي سُكون. يقال ركَدَ الماءُ: سكَنَ. و ركَدتِ الرِّيحُ. و ركَد الميزان: استَوَي. و ركد القومُ رُكوداً:
سكنُوا و هدَءُوا. و جَفْنَةٌ رَكود: مملوءة. فأمّا قولُهم تراكَدَ الجوارِي، إذا قعدَتْ إحداهُنّ علي قدميها ثم نَزَتْ قاعدةً إلي صاحبتها، فهذا إن صحَّ فهو شاذٌّ عن الأصل.

ركز

الراء و الكاف و الزاء أصلان: أحدهما إثبات شي‌ءٍ في شي‌ء يذهب سُفْلًا، و الآخر صَوت.
فالأول: رَكَزْتُ الرُّمحَ رَكْزاً. و مَرْكَز الجند: الموضع الذي أُلزِمُوه.
و يقال ارتكَزَ الرّجُل علي قوسه، إذا وضَعَ سِيَتَها بالأرض ثمّ اعتمَدَ عليها. و من الباب: الرِّكاز، و هو المال المدفون في الجاهليّة، و هو من قياسهِ؛ لأنّ صاحبَه
______________________________
(1) البيت في اللسان (ركح) مبتور محرف.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 434
رَكَزَه. و قال قوم: الرِّكاز المعْدِن. و أركَزَ الرّجُلُ: وجَدَ الرِّكاز. فإن كان هذا صحيحاً فهو مُستعار. و المرتَكِز: يابس الحشيش الذي تكسَّرَ ورَقُه و تطايَرَ.
و معناه أنَّه ذَهَب منه ما ذهبَ و ارتكز هذا، أي ثَبَت.

ركس

الراء و الكاف و السين أصلٌ واحد، و هو قلْبُ الشّي‌ء علي رأسِه وردُّ أوّلِه علي آخِره. قال اللّٰه جلّ ثناؤه: وَ اللّٰهُ أَرْكَسَهُمْ بِمٰا كَسَبُوا أي ردّهم إلي كفرهم. و يقال ارتكس فلانٌ في أمرٍ قد كان نجا منه. و الرَّكوسيَّة:
قومٌ لهم دينٌ بين النَّصاري و الصابئين. و
أتِيَ رسولُ اللّٰه صلي اللّٰه عليه و آله و سلم، حين طَلب أحجاراً للاستنجاء، برَوْثَةٍ، فرمَي بها و قال: «إنّها رِكْس».
و معني ذلك أنَّها ارتكَسَت عن أن تكون طعاماً إلي غيره.

ركض

الراء و الكاف و الضاد أصلٌ واحدٌ يدلُّ علي حركةٍ إلي قُدُمٍ أو تحريكٍ. يقال ركَض الرّجُل دابّتَه، و ذلك ضَرْبُه إيَّاها برجلَيْه لتتقدَّم، و كثُر حتَّي قيل ركَضَ الفرَسُ، و ليس بالأصل. و ارتكاض الصبيّ: اضطرابُه في بَطْن أمِّه. قال الخليل: و جُعِل الرَّكْض للطَّير في طيَرانها، و يقال أرْكَضَتِ الناقة، إذا تحرَّكَ ولدُها في بطن أمِّها. و
في بعض الحديث في ذكر دم الاستحاضة:
«هو رَكْضَةٌ من الشَّيطان»
، يريد الدَّفْعة.

ركع

الراء و الكاف و العين أصلٌ واحدٌ يدلُّ علي انحناءٍ في الإنسان و غيرِه. يقال ركَعَ الرّجلُ، إذا انحني. و كلُّ منحنٍ راكع.
قال لَبيد:
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 435
أُخبِّر أخبارَ القُرونِ التي مضَتْ أدِبُّ كأنِّي كلَّما قُمتُ راكعُ «1»
و في الحديث ذِكْر المشايخ الرُّكَّع «2»، يريد به الذين انحنَوْا. و الرُّكوع في الصلاة من هذا. ثمّ تصرّف الكلامُ فقيل للمصلِّي راكع، و قيل للسَّاجد شكراً: راكع. قال اللّٰه تعالي في شأن داودَ عليه السلام: فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَ خَرَّ رٰاكِعاً وَ أَنٰابَ. و قال في موضع آخر: وَ اسْجُدِي وَ ارْكَعِي مَعَ الرّٰاكِعِينَ، قال قومٌ: تأويلها اسْجُدِي، أي صلِّي؛ وَ ارْكَعِي مَعَ الرّٰاكِعِينَ، أي اشكري لِلّٰه جلّ ثناؤُه مع الشاكرين. قال ابن دُريد: الرُّكْعة «3»: الهُوَّة في الأرض؛ لغة يمانِيَة.

باب الراء و الميم و ما يثلثهما

رمن

الراء و الميم و النون كلمة واحدة، و هي الرُّمَّان. و الرُّمَّانتان:
هَضْبتان في بلادِ عَبْسٍ. قال:
* علي الدّار بالرُّمَّانتَين تعوجُ*

رمي

الراء و الميم و الحرف المعتل أصلٌ واحد، و هو نَبْذ الشَّي‌ء.
ثم يحمل عليه اشتقاقاً و استعارة. تقول رَمَيْتُ الشي‌ء أرمِيه. و كانت بينهم رِمِّيَّا، علي فِعِّيلَي. و أرمَيْتُ علي المائة: زِدْتُ عليها. فإن قيلَ فهذه الكلمة ما وجهها؟
______________________________
(1) ديوان لبيد 23 طبع 1880 و اللسان (ركع).
(2) هو حديث: «لو لا مشايخ ركع، و صبية وضع، و بهائم رتع، لصب عليكم العذاب صبا، ثم رص رصا».
(3) الجمهرة (2: 385). و ضبطت في اللسان بفتح الراء ضبط قلم، و قد نص في القاموس علي أنها بالضم.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 436
قيل له: إذا زاد علي الشَّي‌ء فقد ترامَي إلي الموضع الذي بلغَه. و رَمَيْت بمعني أرْمَيْتُ و المِرْماة: نَصْلُ السهم المدوَّرُ؛ و سمِّي بذلك لأنه يُرمَي به. و المِرْماة: ظِلف الشَّاة.
و
في الحديث: «لو أنّ أحدَهم دُعِيَ إلي مِرْماتَين»
. و الرَّمِيَّةُ: الصَّيد الذي يُرمَي.
و الرَّمِيُّ: السحابة العظيمة القَطْر. و يقال سُمِّيت رَمِيًّا لأنّها تنشأ ثم تُرْمَي بقطَعٍ من السحاب من هنا و هُنا حتَّي تجتمع.
و قال الخليل: رمي يرمي رِمايةً و رَمْياً و رِماءً. قال ابن السكّيت: خرجتُ أتَرَمَّي، إذا خرجتَ [ترمي] في الأغْراض «1». و يقال أرْمَيْتُ الحَجّر من يدي إرْماءً. و قال أبو عُبيدة: يقال أرمَي اللّٰهُ لك، أي نَصَرك و صنَعَ لك. و الرَّماء:
الزِّيادة. و قد قلنا إنّ اشتقاق ذلك من الباب لأنه أمْرٌ يترامي إلي فَوق.

رمأ

[أمّا] الراء و الميم و الهمزة فأصلٌ برأسه غير الأول، و هو قليل. يقال رمَأَت الإبل تَرْمأُ رمُوءً و رَمْأً: أقامت في الكلأ و العُشْب. و رمأ فلانٌ في بني فلانٍ: أقام. و يقال أرمأت الأخبارُ: أشكَلَتْ. و مُرَمَّآت الأخبار، أي أباطيلُها.

رمث

الراء و الميم و الثاء أصلٌ واحدٌ يدلُّ علي إصلاح شي‌ءِ و ضمِّ بعضٍ إلي بعض. يقال رمَثْتُ الشَّي‌ءَ: أصلحتُه. قال أبو دُواد:
و أخٍ رَمَثْتُ دَرِيسَهُ و نصحتُه في الحرب نُصْحَا «2»
و الرَّمَث: خشبٌ يضمّ بعضُه إلي بعض و يُركَب. و
في الحديث:
«إنّا نركب أرماثاً لنا في البحر»
، و هو جمع رَمَثٍ. قال:
______________________________
(1) في الأصل: «الأرض»، و تصحيح هذه الكملة و التكملة التي قبلها من المجمل.
(2) البيت في اللسان (رمث) بدون نسبة.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 437
تمنَّيْتُ مِن حُيِّي بُثَينةَ أننا علي رمَثٍ في البحر ليس لنا وَفْرُ «1»
و الرَّمْث: مَرعًي من مراعي الإبل، و ذلك لانضمام بعضِه إلي بعض. يقال إبلٌ رَمِثة و رَمَائَي، إذا أكلت الرِّمْث فمرِضَتْ عنه. و الرَّمَثُ أيضاً: بقيّة اللبن في الضَّرع، لأن ذلك متجمِّع.

رمج

الراء و الميم و الجيم ليس أصلًا، و فيه ما يُقبَل و يُعتَمد عليه «2»، لكنَّهم يقولون: رَمَّجَ الأثَر بالتُّراب «3»؛ و رمَّج السُّطور: أفسَدَها.

رمح

الراء و الميم و الحاء كلمةٌ واحدة، ثم يُصرَّف منها. فالكلمة الرُّمْح، و هو معروفٌ، و الجمع رِماح و أرْماح. و السِّماك الرّامح: نَجمٌ، و سُمِّي بكوكبٍ يقْدُمه كأنَّه رُمْحه. فأمَّا قولهم: رَمَحَتْه الدَّابَّةُ، فمن هذا أيضاً لأنّ ضَرْبها إيّاهُ برِجلها كرمح الرَّامحِ برُمْحه. و منه رَمَحَ الجُندبُ، إذا ضَرب الحصَي بيده. و الرَّمّاح: الذي يتَّخذ الرِّماح، و حِرفته الرِّماحة. و الرَّامح: الطاعن بالرُّمْح. و الرامح: الحامل له. و يقال للبُهْمَي إذا امتنَعتْ علي الرّاعية: قد أخذَتْ رماحَها. كما قال:
أيَّامَ لم تأخُذْ إليَّ سِلاحَها إبِلي لجِلّتها و لا أبكارها

رمخ

الراء و الميم و الخاء ليس بشي‌ء. و يقال: إنَّ الرِّمْخ شجر «4».
______________________________
(1) البيت لأبي صخر الهذلي، من قصيدة في بقية أشعار الهذليين 93 و أمالي القالي (1: 148).
و بعض أبياتها في اللسان (رمث).
(2) في الأصل: «و بعمل عليه».
(3) لم يرد هذا المعني في اللسان و القاموس. و لم يأت شي‌ء من المادة في الجمهرة.
(4) الذي في اللسان و القاموس أن «الرمخ»، الشجر المجتمع.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 438‌

رمد

الراء و الميم و الدال ثلاثة أصول: أحدُها مرضٌ من الأمراض، و الآخَر لونٌ من الألوان، و الثالث جنسٌ من السَّعْي.
فالأول: الرَّمَد رَمَدُ العين، يقال رَمِدَ يَرْمَدُ رَمَداً، و هو رَمِد و أَرْمَدُ.
و منه الرَّمْد، و هو الهلاك، بسكون الميم. كما قال:
* كأصْرَامِ عادٍ حينَ جَلَّلَها الرَّمْدُ «1» *
و يقال رمَدْنا القومَ نرمُدِهم، إذا أتينا عليهم.
و الثاني: الرَّماد، و هو معروف، فإذا كان أرقَّ ما يكون فهو رِمْدِدٌ: و هو يسمَّي للونه. يقال رَمَّدَتِ الناقةُ ترميداً، إذا تَركَتْ عند النِّتاج لبناً قليلا. و إنّما يقال ذلك للونٍ يعتري ضرعَها. و الأرمد: كلُّ شي‌ءِ أغْبَرَ فيه كُدْرَة، و هو من الرَّماد، و منه قيل لضَربٍ من البعوض رُمْدٌ. و قال أبو وجزة و ذكَرَ صائداً:
يبيت جارتُهُ الأفعي و سامِرُه رُمْدٌ به عاذرٌ منهن كالجَرَب «2»
و الأرمِداء، علي وزن أفعلاء: الرَّماد. و المرمَّد من الشواء: الذي يُمَلُّ في الجمر. و في المثل: «شَوَي أخُوك حتَّي إذا أنضَج رَمَّد «3»». فأمَّا قولهم: عام الرَّمادةِ، فقال قومٌ: كان مَحْلًا نزَل بالنّاس له رَمْد، و هو الهلاك. و قال آخرون:
سمِّي بذلك لأنَّ الأرضَ صارت من المَحْل كالرَّماد «4». و قال أبو حاتم: ماءٌ رَمِدٌ، إذا كان آجناً متغيِّرا.
______________________________
(1) البيت لأبي و جزة السعدي، كما في اللسان (رمد 168). و صدره:
* صببت عليكم حاصبي فتركتكم*
(2) انظر اللسان (رمد) و الحيوان (4: 216/ 5: 405).
(3) يضرب مثلا للرجل يعود بالفساد علي ما كان أصلحه
(4) و قيل سمي به لأنهم لما أجدبوا صارت ألوانهم كلون الرماد.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 439
و الأصل الثالث: الارْمِدَادُ: شِدّة العَدْو. و يقال ارْمَدَّ الظَّليمُ: أسرَعَ.

رمز

الراء و الميم و الزاء أصلٌ واحدٌ يدلُّ علي حركةٍ و اضطراب.
يقال كتيبة رَمَّازة: تموج من نواحِيها. و يقال ضربه فما ارمَأَزَّ، أي ما تحرَّك.
و ارتَمَز أيضاً: تحرَّك.
و يقولون: إنّ الرَّاموز: البحر. و أراه في شعر هذَيل.

رمس

الراء و الميم و السين أصلٌ واحدٌ يدلُّ علي تغطيةِ و سَتْر.
فالرَّمْس: التراب.
و الرِّياح الروامسُ: التي تُثير الترابَ فتدفِن الآثار. و يقال رَمَسْتُ علي فلانٍ الخبرَ؛ إذا كتَمْتَه إيَّاه. و رَمَست الرَّجُل و أرمستُه: دفنتُه.

رمش

الراء و الميم و الشين ليس من مَحض اللُّغة، و لا ممّا جاء في صحيح أشعارِهم. علي أنَّهم يقولون: الرَّمَش تَفَتُّلٌ في الأشفار، و حُمْرةٌ في الجفون. و ربّما قالوا رَمَشَهُ بالحجرَ: رماه. و ذُكر عن الشيباني: رَمَشَتِ الغنم تَرْمُشِ، إذا رعَتْ يسيراً. و يقال: الرَّمَش: بياضٌ يكون في أظفار الأحداث. و حكي اللِّحياني: أرضٌ رَمْشاء: جدبة «1».

رمص

الراء و الميم و الصاد أُصَيل يدلُّ* علي إلقاءِ قَذَي. يقولون رَمَصَتِ العين، إذا أخرجت ما يخرُج منها عند الرّمَد. و قال ابن السَّكِّيت:
يقال قَبَحَ اللّٰهُ أُمًّا رَمَصَت به، أي ولدَتْه. و هذا إذا صحَّ فهو علي ما ذكرناه من أنَّه مشبّه بقذًي يُرمَي به. و يقال رَمَصَتِ الدّجاجةُ: ذَرَقت.
______________________________
(1) في القاموس: «و أرض رمشاء: ربشاء، أو جدبة، كأنه ضد». و ذلك لأن الربشاء بالباء: الكثيرة العشب. و قد اقتصر في اللسان علي أنها الكثيرة العشب، قال: «و سنة ربشاء و رمشاء. و برشاء: كثيرة العشب».
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 440
و في الباب كلامٌ آخَرُ يدلُّ علي صلاحٍ و خير. يقولون: رَمَصْت بينهم، أي أصلَحْت. و ربما قالوا: رَمَص اللّٰه مُصِيبتَه يَرْمُصها رَمْصاً، إذا جَبَرها.

رمض

الراء و الميم و الضاد أصلٌ مطَّرِدٌ يدلُّ علي حِدّةٍ في شي‌ء مِن حرّ و غيره. فالرَّمَض: حَرُّ الحجارةِ من شِدّة حَرّ الشمس. و أرضٌ رَمِضَةٌ:
حارّة الحجارة. و ذكر قومٌ أن رمَضانَ اشتقاقُه من شِدّة الحر؛ لأنَّهم لمَّا نقلوا اسمَ الشُّهور عن اللغة القديمة سَمَّوْها بالأزمنة، فوافق رمضانُ أيّامَ رَمَضِ الحرّ.
و يجمع علي رَمضانات و أرِمضاءَ. و من الباب أرمضَهُ الأمرُ و رَمِضَ للأمْرِ.
و رَمِض أيضاً، إذا أحرقَتْه الرَّمْضاء. و يقال رَمَضْتُ اللّحمَ علي الرَّضْفِ، إذا أنضجْتَه. و من الباب سِكِّين رَمِيض. و كلُّ حادٍ رَمِيضٌ. و قد رَمَضْتُه أنا.
و رَمِضَتِ الغنمُ، إذا رعَتْ في شدّة الحَرّ فقرِحت أكبادُها. و يقال: فلانٌ يترمَّضُ الظِّباءَ، إذا تبعها و ساقَها حَتَّي تَفَسَّخَ قوائمُها من الرَّمْضاء ثمَّ يأخُذُها.
و يقال ارتمَضَ بَطْنُه: فسَدَ، كأنَّ ثَمَّ داءً يُحْرِقُه. فأمّا قولُ القائل: أتيتُ فلاناً فلم أُصِبْه «1» فرمَّضْتُ ترميضاً، و ذلك أن ينتظرَه. و ممكنٌ أن يكون شاذًّا عن الأصل. و يمكن أن يكون الميم مبدلةً من باء، كأنّه ربّضت، من رَبَص.

رمط

الراء و الميم و الطاء ليس أصلًا، لكنَّهم يسمُّون ما اجتمع من العُرْفُطِ و غيرهِ من شجر العِضاهِ رَمْطاً. و ربّما قالوا رَمَطت الرّجلَ، إذا عِبْته رَمْطاً. و فيه نظر.
______________________________
(1) في الأصل: «فلم تصبه».
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 441‌

رمع

الراء و الميم و العين أصلٌ يدلُّ علي اضطرابٍ و حركةٍ. فالرَّمَّاعةُ من الإنسان: الذي يضطرب من الصبيِّ علي يافُوخِه. و الرَّمَعَانُ: الاضطِراب.
و يقال رَمَعَ أَنْفُ الرّجُل يَرمَع رمَعاناً، إذا تحرَّك من غضبٍ. و من الباب قَبَحَ اللّٰه أمَّا رَمَعَتْ به، أي ولدَتْه. و من ذلك اليَرْمَع: حجارةٌ بِيضٌ رِقاقٌ تلمَع في الشمس. و من الباب إن صحّ، الرامِع، و هو الذي يطأطِئُّ رأسَه ثم يرفعه.
و يقال الرُّماع تغيُّر الوَجْه «1» و الباب كلُّه واحد. و يقولون: المُرَمِّعَة المَهْلكة «2».

رمغ

الراء و الميم و الغين لا أصلَ له، إلا بعض ما يأتي به ابنُ دريدٍ، من رَمَغْتُ الشي‌ءَ، إذا عَركتَه بيدك، كالأديمِ و غيرِه.

رمق

الراء و الميم و القاف أصلٌ يدلُّ علي ضَعفٍ و قِلّة. و يقال ترمَّقَ الرَّجلُ الماء و غيرَه، إذا حَسَا حُسْوةً [بَعد أُخري «3»]. و هو مُرَمَّق العَيش، أي ضيِّقه. و ما عَيْشُه إلا رَماقٌ، يُراد به ما يُمْسِك الرَّمَق. و الرَّمَق: باقي النَّفْسِ أو النّفَس. قال:
و ما الناسُ إلا في رِمَاقٍ و صالح و ما العيشُ إلا خِلفَةٌ و دُرُورُ
و يقولون: «أضرعَتِ المِعْزَي فرمَّقْ رمِّقْ»، أي اشربْ لبنَها قليلًا قليلًا؛ لأنّ
______________________________
(1) في اللسان: و الرماع: داء في البطن يصفر منه الوجه». و في القاموس: «وجع يعترض في ظهر الساقي حتي يمنعه من السقي … و اصفرار و تغير في وجه المرأة من داء يصيب بظرها».
(2) المهلكة، بتثليث اللام: المفارة. و المرمعة، لم ترد في اللسان. و في القاموس: «و المرمعة كمحدثة: المفازة».
(3) التكملة من اللسان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 442
المِعزَي تُنْزِلُ قبل نِتاجها بأيّام. و التَّرميق «1»: عملٌ يفعلُه الرجل لا يُحسِنُه. و يقال حبلٌ أرماقٌ، إذا كان ضعيفاً. و قد ارمَاقَّ ارمِيقاقاً.

رمك

الراء و الميم و الكاف أصلان: أحدهما لونٌ من الألوان، و الثاني لُبْثٌ بمكان. فالأول الرُّمْكة من ألوان الإبل، و هو أشدُّ كدْرةً من الوُرْقة. و يقال جملٌ أرمَكُ. و منه اشتقاق الرَّامِك. و الرَّمَكة: الأُنثي من البراذين. و الأصل الآخر: رَمَكَ بالمكان، و هو رامك.

رمل

الراء و الميم و اللام أصلٌ يدلُّ علي رِقّةٍ في شي‌ءِ يتضامُّ بعضُه إلي بعض. يقال رَمَلت الحصير، و أرملتُ، إذا سَخَّفْتَ نَسْجَه. قال:
* كأنَّ نَسْجَ العنكبوتِ المُرْمَلِ «2» *
ثم يشبَّه بذلك، [فالرَّمَل]: القليل الضَّعيف من المطر، و جمعه أرمال. و من الذي يقرب من هذا الباب الرَّمْل، و هو رَقيق. و منه ترمَّل القَتيلُ بدمِهِ، إذا تلطخ؛ و هو قياسُ ما ذكَرْناه. و من الباب الرَّمَل: الهَرْوَلة، و ذلك أنه كالعَدْو أو المشْي الذي لا حصافةَ فيه. فأمّا المُرْمِلَ فهو الذي لازادَ معه، سمِّي بذلك لأحدِ شيئين، إمارِقَةِ حاله، و إمّا للُصوقِه بالرّمل من فَقْره. و الأرمَلُ مثلُ المُرمِل. قال جرير:
هَذِي الأراملُ قد قضّيْتَ حاجتَها فمَنْ لحاجةِ هذا الأرمَلِ الذّكَرِ «3»
______________________________
(1) في الأصل: «و الرميق»، صوابه من اللسان و القاموس.
(2) البيت في اللسان (رمل، غزل). مع نسبته في (غزل) إلي العجاج. انظر ديوانه 47.
و أنشده في المخصص (17: 17) و ذكر أنه إنما جر «المرمل» علي الجوار. و ذلك لأن المرمل من صفة النسج، فكان حقه النصب، لكن كذا روي بفتح الميم.
(3) ليس في ديوان جرير. و روايته في اللسان (رمل): «كل الأرامل».
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 443‌

باب الراء و النون و ما يثلثهما

رني

الراء و النون و الحرف المعتلّ أصلٌ واحد، يدلُّ علي النّظَر.
يقال رنا يرنُو، إذا نظَرَ، رُنُوًّا. و الرَّنَا: الشي‌ء الذي تَرْنُو إليه، مقصور.
و ظلَّ فلانٌ رانياً، إذا مدّ بصرَه إلي الشي‌ء. و يقال أرْنانِي حُسْنُ ما رأيت، أي أعجبَني. و فُسِّر قولُ ابنِ أحمرَ علي هذا:
مَدَّت عليه المُلْكَ أطنانَها كأسَ رَنَوْناةٌ و طِرفٌ طِمِرّ «1»
و يقال إنه لم يسمعْ إلا منه، و كأنه الكأس التي يرنُو لها مَن رآها إعجاباً منه بها. و يقال فلان رَنُوُّ فلانةَ، إذا كان يُديم النظرَ إليها، و اليُرَنَّا: الحِنّاء، يجوز أن يكون من الباب، و يجوز أن يقال هو شاذّ. و مما شذّ عن الباب الرُّنَاء:
الصَّوت.

رنب

الراء و النون و الباء كلمةٌ واحدةٌ لا يشتقّ منها و لا يقاس عليها، لكن يشبَّه بها. فالأرنب معروف، ثم شبهت به أرنَبَة الأنْف، و أرنبة الرَّمل، و هي حِقْفٌ منه منحنٍ. يقولون كِساءٌ مؤرنَب، للذي «2» خُلِط غَزْله بوبَر الأرانب. و أرض مُؤَرنِبةٌ: كثيرة الأرانب. و الأرنَب: ضربٌ من النَّبات.

رنح

الراء و النون و الحاء أصلٌ يدلُّ علي تمايلٍ. يقال ترنَّحَ، إذا
______________________________
(1) في الأصل: «مدت عليك»، صوابه من اللسان (طمر، رنا). و في اللسان تفصيل في إعرابه.
و من الأبيات التي قبله:
إن امرأ القيس علي عهده في إرث ما كان أبوه
(2) في الأصل: «يقول كساء مؤرنب الذي»
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 444
تمايَل كما يترنَّحَ السكران. و يقال رُنَّحَ فلانٌ، إذا اعتراه وَهْن في عظامِه، فهو مرنَّح قال الطرِمَّاح:
و ناصِرُكَ الأدنَي عليه ظَعينةٌ تَميدُ إذا استعبَرْتَ مَيْدَ المرنَّحِ «1»

رنخ

الراء و النون و الخاء ليس أصلًا، إلا أَن يكون شي‌ء من باب الإبدال يُحمل علي الباب الذي قَبْلَه، فيدلُّ علي فتور وضعف. يقولون: الرانخ:
الفاتر الضَّعيف. يقال رَنَخَ، إذا ضَعُف. و ربما قالوا رنَّخْتُ الرجلَ ترنيخاً، إذا ذَلَّلْتَه، فهو مرنَّخ.

رند

الراء و النون و الدال أُصَيلٌ يدلُّ علي جنسٍ من النَّبت.
يقولون: الرَّنْد: شجرٌ طيِّب من شجر البادية.
و حدَّثَنا عليُّ بن إبراهيم، عن علي بن عبد العزيز، عن أبي عُبيدٍ عن الأصمعيّ قال: ربما سمَّوْا عُود الطِّيب رَنْداً. يعني الذي يُتبخَّر به. قال: و أنْكَر أن يكون الرّنْد الآس. و قال الخليل: الرَّنْد ضرب من الشجر، يقال هو الآس. و أنشد:
* علي فَنَنٍ غَضِّ النَّباتِ من الرَّنْدِ «2» *
فأما قول الجعديّ:
أَرِجَاتٍ يَقْضَمْنَ مِن قُضُبِ الرَّنْ دِ بثَغْرٍ عَذْبٍ كشَوْك السَّيَالِ «3»
فإنه يدلُّ علي أنَّ الرَّنْد [ليس «4»] بالآسِ.
______________________________
(1) ديوان الطرماح 71 و اللسان (رمح).
(2) البيت لعبد اللّه بن الدمينة في ديوانه 29 و الحماسة (2: 101). و صدره:
* أأن هتفت و رفاء في رونق الضحي*
(3) السيال، كسحاب: شجر ضبط الأغصان عليه شوك أبيض أصوله أمثال ثنايا العذاري.
(4) التكملة من المجمل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 445‌

رنف

الراء و النون و الفاء أُصَيلٌ واحدٌ يدلُّ علي ناحيةٍ من شي‌ءٍ.
فالرَّانِفة: ناحية الألْية. و قال الخليل: الرَّانفة جُلَيدةُ طرَفِ الرَّوْثة. و هي أيضا طرَفُ غُضروف الأذُن. و الرانفة: ألْيَة اليَد «1». و قال أبو حاتم: رانفة الكَبد:
ما رقَّ منها. و ذُكر عن اللِّحياني أنّ روانفَ الآكام رُءوسها. فأما الرَّنْفُ فيقال هو بَهْرامَج البَرّ. و ليس بشي‌ء.

رنق

الراء و النون و القاف أَصلٌ واحدٌ يدلُّ علي اضطرابِ شي‌ءٍ متغيّر له صفْوُهُ إن كان صافياً. من ذلك الرَّنْقُ، و هو الماء الكدِر؛ يقال رَنِقَ الماء يَرْنَقُ رَنَقاً. و رَنَّق النومُ في عينه، إذا خالطها. و التَّرْنُوق «2»: الطِّين الباقي في مَسِيل الماء. و الذي قلناه من الاضطراب فأصله قولهم رَنَّق الطائر: خفَق بجناحه و لم يطِرْ.

رنع

الراء و النون و العين كلمةٌ واحدة صحيحة، و هي المَرْنَعة لِأَصْواتٍ تكون لَعِباً و لَهْوا. قاله الفرّاء و قال أبو حاتم: رنَعَ الحَرْث، إذا احتبَس الماءُ عنه فضَمَر. و فيه نظر.

رنم

الراء و النون و الميم أصَيلٌ صحيح في الأصوات. يقال ترنَّمَ، إذا رجَّع صوتَه. و ترنمَ الطائر في هديره. و ترتمتِ القوسُ، شُبّه صوتُها عند الإنباض عنها بالترنُّم. قال الشماخ:
إذا أنْبَضَ الرَّامُونَ عنها ترنَّمَت ترنَّم ثَكْلَي أوجعَتْها الجنائزُ «3»
______________________________
(1) ألية اليد، هي اللحمة التي في أصل الإبهام.
(2) الترنوق، بفتح التاء و تضم، و كذينك النرنوقاء بالضم.
(3) البيت في ديوان الشماخ 49 و اللسان (جنز).
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 446‌

باب الراءِ و الهاءِ و ما يثلثهما

رهو

الراء و الهاء و الحرف المعتل أصلان، يدلُّ أحدُهما علي دَعَةٍ و خَفْضٍ و سكون، و الآخرُ علي مكانٍ قد ينخفض و يرتفع.
فالأوّل الرَّهْو: البحر الساكن. و يقولون: عيشٌ راهٍ، أي ساكن.
و يقولون: أَرْهِ علي نفسك، أي ارفُقْ بها. قال ابن الأعرابيِّ: رَها في السَّير يرهُو، إذا رفَق. و من الباب الفرس المِرْهاءُ «1» في السَّير، و هو مِثلِ المِرْخاء. و يكون ذلك سرعةً في سكونٍ من غير قلق.
و أما المكان الذي ذكرناه فالرَّهْو: المنخفِض من الأرض، و يقال المرتفِع.
و احتج قائل القول الثاني بهذا البيت:
* يظلُّ النِّساء المرضِعاتُ برهْوَةٍ «2» *
قال: و ذلك أنَّهنّ خوائفُ فيطُبْن المواضعَ المرتفِعة. و بِقول الآخَر:
فجلّي كما جلَّي علي رأْسِ رهوةٍ من الطَّير أقْنَي ينفُضُ الطَّلَّ أزرقُ «3»
و حكي الخَليل: الرَّهْوة: مستنقَعُ الماءِ، فأمّا
حديث رسول اللّٰه صلي اللّٰه عليه و آله و سلم، حين سُئل عن غَطَفان فقال: «رَهْوَةٌ تَنْسَعُ ماءً»
، فإنه أراد
______________________________
(1) بدلها في القاموس: «المرهاة». و اقتصر في اللسان علي «مره» من أرهي.
(2) البيت في اللسان (رهو) بدون نسبة. و هو لبشر بن أبي خازم، من قصيدة في المفضليات (2: 129- 133). و عجزه:
* تفزع من خوف الجان قلوبها*
(3) البيت لذي الرمة في ديوانه 400 و اللسان (رها، قنا). و رواية الديوان و اللسان:
«نظرت كما جلي».
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 447
الجبلَ العالي. ضرب ذلك لهم مثلًا «1». و
قد جاءَ عنه صلي اللّٰه عليه و آله و سلم أنّه قال: «أكَمَةٌ خَشْناء تنفِي النَّاسَ عنها»
. قال القُتَيبيّ: الرَّهوة تكون المرتفِعَ من الأرض، و تكون المنخفضَ. قال: و هو حرفٌ من الأضداد. فأمّا الرَّهاء فهي المَفازة المستوية قَلَّما تخلو من سَراب.
و مما شذّ عن البابين الرَّهْو: ضربٌ من الطّير. و الرَّهو: نعت سَوءِ للمرأة.
و جاءت الخيل رهْواً، أي متتابعة.

رهأ

الراء و الهاء و الهمزة لا تكون إلَّا بدَخيل «2»، و هي الرَّهْيأَة، و ذلك يدلُّ علي قلَّة اعتدالٍ في الشي‌ء. فالرَّهْيأة: أن يكون أحد عِدْلي الحِمل أثْقَل من الآخَر. رَهْيَأْتَ حِمْلك؛ و رهيَأْتَ أمرك، إذا لم تقوِّمْه. و الرَّهيأة:
العجْز و التّوانيِ. و يقال ترهْيأَ في أمرِه، إذا همَّ به ثُمَّ أمسَكَ عنه. و منه الرَّهيأة:
أنْ تَغرورِقَ العينانِ. و تَرَهْيَأت السّحابةُ، إذا تمخَّضَتْ للمطر‌

رهب

الراء و الهاء و الباء أصلان: أحدهما يدلُّ علي خوفٍ، و الآخَر علي دِقّة و خِفَّة.
فالأوَّل الرَّهْبة: تقول رهِبْت الشي‌ءَ رُهْباً و رَهَباً و رَهْبَة. و الترهُّب:
التعبُّد. و من الباب الإرهاب، و هو قَدْع الإبل من الحوض و ذِيادُها.
و الأصل الآخر: الرَّهْب: الناقة المهزولة. و الرَّهاب: الرِّقاق من النِّصال؛ واحدها رَهْبٌ. و الرَّهاب: عظمٌ في الصَّدر مشرفٌ علي البَطن مثلُ اللِّسان.
______________________________
(1) و فسر «رهوة» في الحديث أيضا بأنه جبل معين.
(2) كذا. و لعل في الكلام بعده سقطا.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 448‌

رهج

الراء و الهاء و الجيم أُصَيلٌ يدلُّ علي إِثارة غبارٍ و شبهِه.
فالرَّهْج: الغُبار.

رهد

الراء و الهاء و الدال أُصَيلٌ يدل علي نَعْمةٍ، و هي الرَّهادة.
و يقال هي رَهيدة «1»، أي رَخْصة. فأمَّا ابن دريد فقد ذكر ما يقارب هذا القياس، قال: يقال* رَهَدْتُ الشّي‌ءَ رَهْداً، إذا سحَقْتَه سَحْقاً شديداً «2».
قال: و الرَّهيدة: بُرٌّ يُدقُّ و يصَبُّ عليه اللَّبَن.

رهز

الراء و الهاء و الزاء كلمة تدلُّ علي الرّهْز، و هو التحرُّك.

رهس

الراء و الهاء و السين أصلان: أحدهما الامتلاء و الكثرة، و الآخَر الوطء.
فالأول قولهم: ارتهَسَ الوادي: امتلأ. و ارتهَسَ الجرادُ: ركِب بعضُه بعضا.
و الأصل الآخر: الرَّهْس: الوطء. و منه الرجُل الرَّهْوَس «3»: الأكول.

رهش

الراء و الهاء و الشين أصلٌ يدلُّ علي اضطرابٍ و تحرُّك.
فالارتهاش: أن تصطدم يدُ الدابة في مَشْيِه فتعقِر رواهِشَه، و هي عصَب باطن الذّراع. قال الخليل: و الارتهاش ضربٌ من الطَّعْن في عَرْض. قال:
أبا خالدٍ لولا انتظارِيَ نصرَكُمْ أخذْتُ سِناني فارتهشْتُ به عَرْضا «4»
______________________________
(1) في الأصل: «رهدة»، صوابه في المجمل و اللسان و القاموس.
(2) بعده في الجمهرة (2: 259): «زعموا مثل الرهك سواء».
(3) الرهوس، كجرول. ذكر في القاموس و لم يذكر في اللسان.
(4) البيت في المخصص (6: 67) و اللسان (رهش).
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 449
قال: و ارتهاشُه: تحريك يدَيه. و من الباب رجل رُهْشُوشٌ: حَييٌّ «1» كريم كأَنه يهتزّ و يرتاح للكرم و الخِير. و من الباب المرتَهِشة، و هي القوس التي إذا رُمِيَ عنها اهتزَّتْ فضرب وترُها أبْهَرَها. و الرَّهيس: التي يُصيب وترُها طائفها. و من الباب ناقةٌ رُهشوشٌ: غزيرة.

رهص

الراء و الهاء و الصاد أصلٌ يدلُّ علي ضَغْط و عصر و ثَباتٍ.
فالرَّهْص، فيما رواه الخليل: شِدّة العَصْر. و الرَّهَص: أن يُصيب حجرٌ حافراً أو مَنْسِماً فيدوَي باطِنُه. يقال رهَصه الحجر يرهَصُه، من الرَّهْصَة. و دابَّةٌ رهيص: مرهوصة. و الرَّواهص من الحجارة: التي ترهَصُ الدوابَّ إذا وطِئَتْها، واحدتها راهصة. قال الأعشي:
فعَضَّ حَديد الأرْضِ إن كنتَ ساخطاً بفيك و أحجارَ الكُلابِ الرَّوَاهصا «2»
و كان «الأسد الرَّهيص» من فَرْسان العرب «3». و المَرْهَص: موضع الرَّهْصة. و قال:
* علي جبالٍ ترهَص المَرَاهصا «4» *
و الرَّهْص: أَسفلُ عِرْقٍ في الحائط. و يَرْهَص «5» الحائط بما يقيمه.
و المَرَاهص: المراتب، يقال مَرهَصةٌ و مراهِص، كقولك مرتَبة و مراتب.
و يقال: كيف مرهَصَةُ فلانٍ عند الملك، أي منزلتُه. قال:
______________________________
(1) في الأصل: «حتي»، صوابه في اللسان.
(2) ديوان الأعشي 110 و اللسان (رهص).
(3) اسمه جبار بن عمرو بن عميرة، شاعر جاهلي. انظر الاشتقاق 231.
(4) في الأصل: «الرواهصا».
(5) في المجمل و اللسان: «و رهصت».
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 450
رمي بِكَ في أُخراهُم تَركُكَ العُلَي و فُضِّلَ أقوامٌ عليك مَرَاهِصا «1»

رهط

الراء و الهاء و الطاء أصلٌ يدلُّ علي تجمُّعٍ في النّاسِ و غيرِهم.
فالرَّهط: العِصابة من ثلاثةٍ إلي عَشرة. قال الخليل: ما دون السَّبعة إلي الثلاثةِ نفرٌ. و تخفيف الرَّهط أحسن من تثقيله «2». قال و الترهيط: دَهْوَرةُ اللُّقْمَةِ و جَمْعُها «3». قال:
* يا أيُّها الآكلُ ذو التَّرهِيط «4» *
و الرَّاهطاء: جُحْرٌ من جِحْرة اليَربوع بين النّافقاء و القاصعاء، يَخْبَأُ فيه أولادَه. و قال: و الرِّهاط: أديمٌ يُقطَع كقَدْر ما بين الحُجْزة إلي الرُّكْبة، ثم يُشقَّق كأمثار الشُّرُك، تلبَسه الجارية. قال:
بِضربٍ تَسْقُطُ الهاماتُ منه و طعنٍ مثلِ تعْطيط الرِّهاطٍ «5»
و الواحد رَهْطٌ «6». وَ قال:
متي ما أَشَأْ غَيْرَ زَهْوِ المُلُو كِ أجْعَلْكَ رَهْطاً علي حُيَّضِ «7»
______________________________
(1) البيت للأعشي في ديوانه 109 و اللسان (رهص).
(2) أي من أن يقال «رهط» بفتح الهاء.
(3) الدهورة: التكنير. و في الأصل: «هورة اللقمة»، صوابه من اللسان.
(4) البيت في اللسان (رهط).
(5) أنشده في اللسان (رهط، عطط). و نسبه في الموضع الأخير إلي المتنخل الهذلي. و قصيدة المنتخل في القسّم الثاني من مجموعة أشعار الهذليين ص 89 و نسخة الشنقيطي من الهذليين 48.
و روايته فيهما:
* بضرب في الجماجم ذي فروغ*
(6) في الأصل: «رهطة»، صوابه من اللسان و القاموس.
(7) البيت لأبي المثلم الهذلي، كما في اللسان (رهط). و قصيدته في شرح السكري للهذليين 51.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 451
قال الخليل: و الرِّهاط واحدٌ، و الجمع أرهطة. قال: و يجوز في العشيرة أن تقول هؤلاء رَهْطك و أرْهُطُك، كلُّ ذلك جميعٌ، و هم رجال عشيرتك. و قال:
يا بُؤْسَ للحربِ التي وضعَتْ أراهِط فاستراحُوا «1»
أي أراحتْهم من الدُّنيا بالقَتْل. و يقال لِراهِطاء اليَربوع رُهَطَةٌ أيضاً.

رهق

الراء و الهاء و القاف أصلان متقاربان: فأحدهما غِشيان الشّي‌ءِ الشي‌ءَ، و الآخر العَجلة و التأخير «2».
فأمَّا الأوَّل فقولُهم: رَهِقَه الأمرُ: غَشِيَه. و الرَّهُوق من النُّوق: الجوادُ الوَسَاعُ التي تَرْهَقُك إذا مددتَها، أي تغشاك لسَعَة خَطْوها. قال اللّٰه جلّ ثناؤه:
وَ لٰا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَ لٰا ذِلَّةٌ. و المرَاهِق: الغلام الذي دَانَي الحُلُم.
و رجلٌ مُرَهَّق: تنزل به الضِّيفَانُ. و أرهَق القومُ الصّلاةَ: أخَّروها حتي يدنُوَ وقتُ الصلاةِ الأُخري. و الرَّهَق: العَجَلة و الظُّلم. قال اللّٰه تعالي: فَلٰا يَخٰافُ بَخْساً وَ لٰا رَهَقاً «3». و الرَّهَق: عجلةٌ في كذب و عَيب. قال:
* سليم جنّب الرّهَقا «4» *

رهك

الراء و الهاء و الكاف أصل يدل علي استرخاء. فالرَّهْوَك «5»:
______________________________
(1) البيت أول أبيات لسعد بن مالك بن ضبيعة. انظر الحماسة (1: 192).
(2) في الأصل: «في التأخير».
(3) من الآية 13 في سورة الجن.
(4) لم أهتد إلي مرجع لتحقيق هذا.
(5) ذكرت في القاموس و لم تذكر في اللسان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 452
السَّمين من الجِداء و الظبِّاء «1». و التَّرَهْوُك: التحرُّك في رَخاوة. و يقولون:
رهَكْت الشَّي‌ءَ، إذا سَحَقْتَه.

رهل

الراء و الهاء و اللام كلمةٌ تدلُّ علي استرخاء. فالرَّهَل:
الاسترخاء من سِمَن. يقال فرسٌ رهِلُ الصَّدْر.
أنشدنا أبو الحسن القَطَّان، قال أنشدنا علي بن عبد العزيز، عن أبي عبيدٍ، عن الفرّاء:
فتًي قُدَّ قَدَّ السّيفِ لا متآزِفٌ و لا رَهِلٌ لَبَّاتُهُ و بَآدِلُه «2»

رهم

الراء و الهاء و الميم يدلُّ علي خِصْبٍ و نَدًي. فالرِّهْمَة: المَطْرة الصَّغيرةُ القَطْر؛ و الجمعُ رِهَمٌ ورِهام و روضة مَرْهُومَةٌ. و أَرْهَمَتِ السّماء:
أتت بالرِّهام. و نزلنا بفلانٍ فكُنّا في أرهَمِ جانِبَيه، أي أخصبهما‌

رهن

الراء و الهاء و النون أصلٌ يدل علي ثباتٍ شي‌ءٍ يُمسَك بحقّ أو غيره. من ذلك الرَّهْن: الشي‌ءُ بُرْهَن. تقول رهنَتْ الشي‌ءَ رهْناً؛ و لا يقال أرهَنْتُ. و الشئ الرَّاهن: الثابت الدائم. و رَهَن لك الشي‌ء: أقام و أرهنْتُه لك: أقمتُه. و قال أبو زيد: أرْهَنْتُ في السَّلعة إرهاناً: غالَيْتُ فيها.
وَ هو من الغَلاء خاصَّة. قال:
* عِيدِيَّةً أُرْهنَتْ فيها الدَّنانيرُ «3» *
______________________________
(1) بعد هذا الكلمة في الأصل: «و الرهوك السمين»، و هي عبارة مقحمة أخذت مما بعدها و ما قبلها.
(2) البيت للعجير السلولي، أو زينب أخت يزيد بن الطترية، كما في اللسان (أزف، أدل، رهل).
(3) صدره كما في اللسان (رهن):
* يطوي ابن سلمي بها من راكب بعدا*
أو:
* ضلت تجوب بها البلدان ناجية*
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 453
و عبارة أبي عُبيدٍ في هذا عبارة شاذّة. لكنّ ابن السكّيت و غيره قالوا:
أُرْهِنَتْ أَسْلِفَتْ. و هذا هو الصَّحيح. قالوا كلُّهُم: أرهَنْتُ ولَدي إرهاناً:
أخْطَرْتُهُمْ «1». فأمّا تسميتهم المهزُولَ من الناس [و] الإبلِ راهناً، فهو من الباب؛ لأنَّهم جعلوه كأنّه من هُزاله يثبُت مكانَه لا يتحرَّك. قال:
إمَّا تَرَيْ جِسْمِيَ خَلَّا قد رَهَنْ هَزْلًا و ما مجدُ الرِّجال في السِّمَنْ «2»
يقال منه رَهَنَ رُهوناً.

باب الراء و الواو و ما يثلثهما

روي

الراء و الواو و الياء أصلٌ واحد، ثمّ يشتقّ منه. فالأصل ما كان خِلافَ العَطَش، ثم يصرَّف في الكلام لحامِلِ ما يُرْوَي منه.
فالأصل رَوِيتُ من الماء رِيًّا. و قال الأصمعي: رَوَيْت علي أهلي أَرْوِي رَيًّا.
و هو راوٍ من قومٍ رُواةٍ، و هم الذين يأتونهم بالماء.
فالأصل هذا. ثمّ شبَّه به الذي يأتي القومَ بِعلْمٍ أو خَبَرٍ فيرويه، كأنَّه أتاهم برِيِّهم من ذلك.

[روب]

… «3»
______________________________
(1) أي جعلت لهم خطراً يتبقون إليه.
(2) البيان في اللسان (رهن)، و قد سبق أولهما في (حل 156) من هذا الجزء.
(3) جاءت هذه المادة مختلطة بما قبلها، مبتورة الأول. و إليك أول المادة من المجمل إلي أن تتصل بأول هذا الكلام: «راب اللين يروب و هو رائب. و قوم روبي: حثراء الأنفس. و قد رايت نفسه تروب. و الرؤبة بالهمز: خشبة يرأب بها القعب أي يشد. و الروية غير مهموزة:
حميرة تلقي في العين ليروب. و روبة الليل: طائفة منه. أبو ريد: روبة الفرس: مؤه في حمامه يقال …».
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 454
أعِرْني رُوبة فرسِك. و يقال: فلانٌ لا يقوم برُوبة أهله، أي بما أسنَدُوه إِليه من حاجاتهم، كأنه شبِّه ذلك باللَّبن. و قال ابنُ الأعرابيّ: رُوبَة الرجل:
عَقْله. قال بعضهم و هو يحدِّثني: و أنا إذْ ذاكَ غلامٌ ليست لي رُوبة. فأمّا الهمزة التي في رُؤْبة فهي تجي‌ء في بابِه.

روث

الراء و الواو و الثاء كلمتان متباينتان جِدًّا. فالرَّوْثة: طرف الأرنَبة. و الواحدة من رَوْث الدّوَابّ.

روج

الراء و الواو و الجيم ليس أصلًا. علي أنّ الخليل ذكر:
روَّجْتُ الدّراهِمَ، و فلانٌ مُروِّج. و رَاجَ الشي‌ءُ يروجُ، إذا عُجِّل به. و كلٌّ قد قيل، و اللّٰه أعلَمُ بصحّته، إلّا أني أراه كلَّه دخيلا.

روح

الراء و الواو و الحاء أصلٌ كبير مطّرد، يدلُّ علي سَعَةٍ و فُسْحَةٍ و اطّراد. و أصل [ذلك] كلِّه الرِّيح. و أصل الياء في الريح الواو، و إنّما قلبت ياءً لكسرة ما قبلها. فالرُّوح رُوح الإِنسان، و إنّما هو مشتق من الرِّيح، و كذلك الباب كلّه. و الرَّوْح: نسيم الرِّيح. و يقال أراحَ الإنسانُ، إذا تنفَّسَ.
و هو في شعر امرئ القيس «1». و يقال أرْوَحَ الماءُ و غيرُه: تغيَّرتْ* رائحته.
و الرُّوح: جَبْرَئِيل «2» عليه السلام. قال اللّٰه جلَّ ثناؤُه: نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ. عَليٰ قَلْبِكَ. و الرَّواح: العشِيُّ؛ و سمِّي بذلك لرَوحِ الرِّيح، فإنَّها
______________________________
(1) يعني قوله، في ديوانه 15 و اللسان (3: 288):
لها منخر كوجار السباع فمنه تريح إذا تنبهر
(2) فيه أربع عشرة لغة، ذكرها صاحب القاموس.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 455
في الأغلب تَهُبّ بعد الزّوال. و راحوا في ذلك الوقتِ، و ذلك من لَدُنْ زوالِ الشّمس إلي الليل. و أرحْنَا إبلَنا: ردَدْناها ذلك الوقْتَ. فأمَّا قولُ الأعشي:
ما تَعِيفُ اليَوْمَ في الطَّيرِ الرَّوَحْ من غُرابِ البينِ أو تيسٍ بَرَحْ «1»
فقال قومٌ: هي المتفرِّقة. و قال آخرون: هي الرّائحةُ إلي أوكارها. و المُرَاوَحَةُ في العمَليْن: أن يَعْمل هذا مرةً و [هذا] مَرَّة. و الأرْوَح: الذي في صُدور قدميه انْبساط. يقال رَوِحَ يَرْوَحُ رَوحاً. و قَصْعةٌ رَوْحاء: قريبة القَعر. و يقال الأرْوَح من النّاس: الذي يتباعد صُدورُ قدمَيه و يتداني عَقِباه؛ و هو بَيِّن الرَّوَح. و يقال:
فلانٌ يَرَاحُ للمعروف، إذا أخذَتْه له أرْيَحِيّة. و قد رِيحَ الغَدير: أصابته الرَّيح.
و أرَاحَ القومُ: دخلوا في الرِّيح. و يقال للميِّت إذا قَضي: قد أراحَ. و يقال أرَاحَ الرّجُل، إذا رجعت إليه نَفْسُه بعد الإعياء. وَ أَرْوَحَ الصَّيدُ، إذا وجَدَ رِيحَ الإنسيّ. و يقال: أتانا و ما في وجهه رائِحةُ دمٍ «2». و يقال أرَحْتُ علي الرّجُل حَقَّهُ، إذا رَدَدْتَه إليه. و أفعل ذلك في سَراحٍ و رَواحٍ، أي في سهولة. و المَرَاح:
حيث تأوِي الماشيةُ باللَّيل. و الدُّهْن المروَّح: المطيَّب. و قد تَروَّحَ الشّجر، و رَاح يَرَاح، معناهما أن يَتفَطَّر بالورق «3». قال:
* رَاحَ العِضاهُ بهمْ و العِرقُ مَدخُول «4» *
______________________________
(1) ديوان الأعشي 159 و اللسان (3: 291) و الحيوان (3: 442).
(2) في اللسان: «و ما في وجهه رائحة دم، من الفرق. و ما في وجهه رائحة دم، أي شي‌ء»
(3) التفطر: التشقق و التصدع. في الأصل: «ينفطر الورق»، تحريف.
(4) للراعي كما في اللسان (3: 294). و صدره:
* و خالف المجد أقوام لهم ورق*
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 456
أبو زيد: أروَحَنِي الصَّيدُ إرواحاً، إذا وجَدَ رِيحك. و أرْوَحْتُ من فلانٍ طِيباً. و كان الكسائيّ يقول: «لم يُرِحْ رائحةَ الجنّة» من أَرَحْت. و يجوز أن يقال «لم يَرَح» مِن رَاحَ يَرَاحُ، إذا وجَدَ الرِّيح «1». و يقال خرجُوا برِيَاح من العشي و برَوَاحٍ و إرْوَاح «2». قال أبو زيد: راحَت الإِبل تَرَاح، و أرحْتُها أنا، مِن قوله جلَّ جلالُه: حِينَ تُرِيحُونَ. و رَاحَ الفَرَسُ يَرَاحُ راحةً، إذا تحصَّنَ.
و المَرْوَحة: الموضع تخترق فيه الرِّيح. قيل: إنّه لعمر بن الخطاب و قيل بل تمثّلَ به «3»:
كأَنَّ راكبَها غُصْنٌ بِمَرْوَحَةٍ إذا تَدَلَّتْ به أو شاربٌ ثَمِلُ «4»
و الرَّيِّح: ذو الرَّوْحِ؛ يقال يومٌ رَيِّح: طيّب. و يوم رَاحٌ: ذو رِيح شَديدة قالوا: بُنِيَ علي قولهم كَبْشٌ صافٌ كثير الصُّوف. و أمَّا قولُ أبي كبيرٍ «5»:
و ماءِ وردتُ علي زَوْرةٍ كمَشْيِ السَّبَنْتَي يَرَاحُ الشَّفِيفَا «6»
فذلك وِجْدانُه الرَّوْح. و سُمِّيت الترويحة في شهر [رمضان] لاستراحة القومِ بعد كلِّ أربع ركَعات. و الرَّاحُ: جماعةُ راحةِ الكفّ. قال عَبيد:
______________________________
(1) و فيه لغة ثالثة «لم يرح» بكسر الراء، من راح يريح.
(2) كتب في اللسان و القاموس بهمزة فوق الألف. و في المجمل بكسرة تحت الألف كما أثبت.
(3) كذا، و لعل موضع هذا البيت التالي. و في المجمل: «و يقال إن عمر رحمه اللّه ركب ناقة فمشت به مشيا عنيفا «قال»
(4) البيت في اللسان (3: 282).
(5) الصواب أنه لصخر الغي انظر شرح السكري للهذليين 47 و مخطوطة الشقيطي 58.
(6) البيت في اللسان (روح) بدون نسبة، و في (زور) بنسبته إلي صخر الغي، و كذا عجزه مع هذه النسبة في (شفف).
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 457
دانٍ مسِفٍّ فُويقَ الأرضِ هَيْدَبُه يكادُ يدفَعُه مَن قام بالرَّاحِ «1»
الرَّاح: الخمر. قال الأعشي:
و قد أشْرَبُ الرَّاح قد تعلمي نَ يومَ المُقَام و يوم الظَّعَنْ «2»
و تقول: نَزَلَتْ بفُلانٍ بَلِيَّةٌ فارتاح اللّٰه، جلَّ و عزّ، له برحمةٍ فأنقَذَه منها.
قال العجّاج:
فارتاحَ ربِّي و أرادَ رحمتي و نِعمَتِي أتَمَّها فَتَمَّتِ «3»
قال: و تفسير ارتاح: نَظَر إليَّ و رَحِمَنِي. و قال الأعشي في الأريحيّ:
أريحِيُّ صَلْتٌ يظَلُّ له القَوْ مُ رُكوداً قِيامَهُم للهِلالِ «4»
قال الخليل: يقال لكلِّ شي‌ءِ واسعٍ أَرْيَحُ، و مَحْمِلٌ أَرْيَحُ. و قال بعضُهم:
مَحْمِلٌ أَرْوحُ. و لو كان كذلك لكان ذمَّهُ؛ لأنَّ الرَّوَح الانبطاح، و هو عيب في المَحْمِل. قال الخليل: الأريحيُّ مأخوذٌ مِن رَاحَ يَرَاح، كما يقال للصَّلْت أَصْلَتِيٌّ.

رود

الراء و الواو و الدال معظمُ بابِه [يدلُّ] علي مجي‌ءِ و ذَهابٍ من انطلاقٍ في جهة واحدة. تقول: راودْتُه علي أن يَفعل كذا، إِذا أردْتَه علي فِعله. و الرَّوْد: فِعْلُ الرَّائد. يقال بعثْنا رائداً يرُودُ الكلأَ، أي ينظُر* و يَطلُب.
______________________________
(1) من قصيدة لعبيد بن الأبرص في مختارات ابن الشجري 100- 101. و لعبيد في ديوانه قصيدة حائية علي هذا الوزن و الروي ليس منها هذا البيت. لكنه منسوب أيضا إليه في اللسان (هدب، شفف). و الحق أنه لأوس بن حجر من قصيدة في ديوانه 4. و قبل البيت:
يا من لبرق أبيت الليل أرقبه في عارض كبياض الصبح لماح
(2) ديوان الأعشي 14.
(3) ديوان العجاج 6، و نسب في اللسان (3: 287) إلي رؤبة.
(4) البيت من أول قصيدة للأعشي في ديوانه ص 10.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 458
و الرِّياد: اختلافُ الإبل في المَرعَي مُقْبلةً و مدبرة. رادَتْ تَرُودُ رِياداً. و المَرَاد:
الموضعُ الذي ترُودُفيه الرَّاعية. و رادَت المرأةُ تَرودُ، إذا اختلفَتْ إلي بيوت جاراتها.
و الرَّادَة: السَّهلة من الرِّياح، لأنها تَرُودُ لا تَهُبُّ بِشدّة و رائِدُ العَين: عُوَّارها الذي يَرُود فيها. و قال بعضهم: الإرادة أصلها الواو، و حجته أنَّك تقول راوَدْته علي كذا. و الرَّائد: العُود الذي تُدار به الرَّحَي. فأمّا قول القائل في صفة فرسٍ:
* جَوَادَ المَحَثَّة و المُرْوَدِ «1» *
فهو من أَروَدْت في السِّير إرواداً و مُرْوَداً. و يقال مَرْوَداً أيضاً. و ذلك من الرِّفْق في السَّير. و يقال «رَادَ وِسادُه»، إذا لم يستقرَّ، كأنّه يجي‌ء و يَذهب «2».
و من الباب الإرواد في الفعل: أن يكون رُوَيداً. وراودتُه علي أنْ يفعل كذا، إذا أردْتَه علي فعلِه. و من الباب جاريةٌ رُودٌ «3»: شابّة. و تكبير رويدٍ رُودٌ. قال:
* كأنَّها مِثْلُ مَنْ يَمشِي علي رُودِ «4» *
و المِرْود: المِيل.

روز

الراء و الواو و الزاء كلمةٌ واحدة، و هي تدلُّ علي اختبار و تجريب. يقال رُزْت الشّي‌ءَ أَرُوزُه، إذا جرَّبْتَه.
______________________________
(1) نسب في اللسان (رود 71) إلي امري، القيس. و صدره:
* و أعددت للحرب و ثابة*
(2) من شواهده قول عبد اللّه بن عنمة الضبي في المفضليات (2: 181):
تقول له لما رأت جمع رجله أهذا رئيس القوم راد وسادها
(3) أصلها الهمز «رؤد». و يقال أيضا «رؤدة» بالهاء، و رأد و رأدة، كلها بمعني.
(4) البيت للجموح الظفري، و كذا جاءت الرواية في الأصل و المجمل. و المعروف في روايته
تكاد لا نثلم البطحاء وطأتها كأنها ثمل يمشي علي رود
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 459‌

روض

الراء و الواو و الضاد أصلانِ متقاربانِ في القياس، أحدهما يدلُّ علي اتّساعٍ، و الآخَرُ علي تَبيِينٍ و تسهيل.
فالأولُ قولهم استراض المكانُ: اتّسَعَ. قال: و منه قولهم: «افعل كذا مادامَ النَّفَسُ مستَرِيضاً»، أي متَّسعاً. قال:
أَرَجَزاً تُرِيدُ أم قَرِيضَا كلاهُما أُجِيدُ مُستَرِيضا «1»
و من الباب الرَّوضة. و يقال أرَاضَ الوادِي و استراضَ، إذا استَنْقَعَ فيه الماء. و كذلك أراضَ الحوضُ. و يقال للماء المستنقِع المنبسِط رَوْضَة. قال:
* و رَوْضَةٍ سَقَيْتُ منها نِضْوِي «2» *
و من الباب أتانا بإناءٍ يُرِيضُ كذا [و كذا «3»]. و قد أراضَهم، إذا أرواهم.
و أما الأصل الآخَر: فقولهم رُضْتُ النّاقةَ أرُوضُها رياضةً.

روع

الراء و الواو و العين أصلٌ واحد يدلُّ علي فزَع أو مُستَقَرِّ فزَع. من ذلك الرَّوْع. يقال رَوَّعت فُلانا ورُعْتُه: أفزَعْتُه. و الأرْوَع من الرجال:
ذو الجِسم و الجَهَارَة، كأنَّه مِن ذلك يَرُوع مَن يراه. و الرَّوْعاء «4» من الإبل:
______________________________
(1) لحميد الأرقط كما في اللسان (روض) و المخصص (10: 132). و في الأصل و المجمل و المخصص: «أجد»، و الوجه ما أثبت من اللسان و أمالي ثعلب و أما «كلاهما» فقد جاء في المخصص فقط «كانهما» علي اللغة المشهورة؛ إذ أنها مفعول مضاف إلي ضمير، و في سائر المصادر «كلاهما» و هي لغة لبعضهم. و في همع الهوامع (1: 41) عند الكلام علي كلا و كلتا: «و بعضهم يجريهما معهما- أي مع الظاهر و الضمير- بالألف مطلقا».
(2) البيت في المخصص (9: 135). و رواه في اللسان (9: 24): «و روضة سقيت منها نضوتي». و النضوة مؤنثة «لنضو» بالكسر، و هو البعير المهزول.
(3) هذه من المجمل.
(4) في الأصل: «و الرعاء»، صوابه في المجمل و اللسان و القاموس.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 460
الحديدة الفؤاد، كأنَّها ترتاعُ من الشي‌ءِ. و هي من النِّساء التي تَرُوع الناسَ، كالرّجُل الأرْوَع.
و أمّا المعني الذي أومَأْنا إليه في مستَتَرِّ الروع فهو الرُّوع. يقال وقَعَ ذلك في رُوعِي. و
في الحديث: «إنَّ رُوحَ القُدُسِ نَفَثَ في رُوعي: إنّ نفساً لن تَموتَ حتَّي تستكمِلَ رِزْقها. فاتَّقُوا اللّٰه و أَجْمِلوا في الطّلَب».

روغ

الراء و الواو و الغين أصلٌ واحدٌ يدلُّ علي مَيْل و قلّة استقرار.
يقال راغَ الثّعلبُ و غيرُه يَرُوغُ. و طريقٌ رائغٌ: مائل. و راغَ فلانٌ إلي كذا.
إذا مالَ سِرَّا إليه. و تقول: هو يُدِيرُني عن أمري و أَنا أُريعه. قال:
يدِيرُونَنِي عن سالِمٍ و أُرِيغُهُ و جلدةُ بَيْنِ العَينِ و الأنْفِ سالمُ «1»
و يقال رَوَّغْت اللُّقْمةَ بالسَّمن أروِّغُها ترويغاً، إذا دَسَمْتَها. و هو إذا فعل ذلك أَدارَها في السَّمْن إِدارة.
و من الباب: راوغ فلانٌ فلاناً، إذا صارعه؛ لأنَّ كلَّ واحدٍ منهما يُرِيغ الآخَر، أي يُديرُه. و يقال: هذه رِواغة بني فلان و رِياغتهم: حيث يصطَرِعُون.

روق

الراء و الواو و القاف أصلان، يدلُّ أحدُهما علي تقدُّمِ شي‌ءٍ، و الآخَرُ علي حُسْنٍ و جمال.
فالأوّل الرّوْق و الرِّواق: مُقدَّم البَيت. هذا هو الأصل. ثمّ يحمل عليه
______________________________
(1) البيت في اللسان (روغ) و الأمالي (1: 15) بدون نسبة. و هو لعبد اللّه بن عمر بن الخطاب و كان يحب ولده سالم بن عبد اللّه، و كان ناس يلومونه في ذلك فيقول هذا البيت المعارف لابن قتيبة 80 و اللسان (15: 191).
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 461
كلُّ شي‌ءٍ فيه أدني تقدُّم. و الرَّوْق: قَرن الثَّور. و مَضَي رَوْقٌ من اللَّيل، أي طائفة منه، و هي المتقدّمة. و منه رَوْق الإنسان شبابُه؛ لأنه متقدِّمُ عُمره. ثم يستعار الرَّوْق للجِسم فيقال*: «أَلقَي عليه أوراقَه». و القياس في ذلك واحدٌ. فأمّا قول الأعشَي:
ذاتِ غَرْبِ تَرمِي المقدَّمَ بالرِّدْ فِ إذا ما تتابع الأرواقُ «1»
ففيه ثلاثةُ أقوال:
الأوّل أنّه أراد أرواقَ اللَّيل، لا يمضي رَوْقٌ من الليل إلا يَتبَعُه رَوْق و القول الثاني: أنَّ الأَرْواق الأجساد إذا تدافعَت في السَّير.
و الثالث: أنّ الأرواق القُرون، إنَّما أراد تزاحُمَ البقَرِ و الظِّباء من الحَرِّ في الكِناس. [فمن قال هذا القولَ جَعَلَ تمامَ المعنَي في البيت الذي بعده، و هو قوله «2»]:
[في مَقيلِ الكِناس «3»] إذْ وَقَدَ الحَرُّ إذا الظِّلُّ أحرزَتْه السّاقُ كأنّه قال: تتابَعَ الأرواقُ في مَقِيلها في الكِناس.
و من الباب الرّوَق، و هي أن تَطول الثّنايا العُليا السُّفلَي.
و منه فيما يُشْبه المثَل: «أكَلَ فلانٌ رَوْقه»، إذا طال عمره حتي تحاتَّتْ أسنانُه. و يقال في الجسم: ألقي أرْوقَه علي الشَّي‌ء، إذا حَرَصَ عليه. و يقال رَوّقَ اللَّيلُ، إِذا مَدّ رِواقَ ظُلْمته. و يقال ألقَي أرْوِقَتَه.
______________________________
(1) ديوان الأعشي 142.
(2) التكملة من المحمل.
(3) التكملة من المجمل و ديوان الأعشي.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 462
و من الباب: ألقي فلانٌ أرواقه، إذا اشتدَّ عَدْوُه؛ لأنّه يتدافَع و يتقدَّم بجسمه. قال:
* أَلْقَيْتُ ليلَةَ خَبْتِ الرَّهْط أرْوَاقِي «1» *
و يقال: ألْقَت السَّحابة أرواقَها، و ذلك إذا ألحَّتْ بمطرها و ثبتت.
و الرُّوَاقُ: بيتٌ كالفُسطاط، يُحمَل علي سِطاعٍ واحدٍ في وسَطِه، و الجميع أرْوِقَة.
وَ رُواق البيت: ما بين يدَيْه.
و الأصل الآخرُ: قولهم: راقَني الشَّي‌ءُ يَرُوقني، إذا أعجبَنِي. و هؤلاء شبابٌ رُوقَة «2». و من الباب: روَّقت الشّرابَ: صفَيْتُه، و ذلك حُسْنُه.
و الرَّاوُوق: المِصْفاة.

رول

الراء و الواو و اللام أصلٌ يدلُّ علي لَطْخ شي‌ءٍ بشي.
يقالَ رَوَّلْتُ الخُبْزَ بالسَّمن، مثل روَّغْت. و الرُّوَال: بُزَاق الدّابّة. يقال رَوّلَ [في] مِخْلَاتِه «3». و قريبٌ من هذا الباب رَوَّلَ الفَرسُ: أدْلَي.

روم

الراء و الواو و الميم أصلٌ يدلُّ علي طلبِ الشَّي‌ء. و يقال رُمْتُ الشّي‌ءَ أَرُومُه رَوْماً. و المَرَام: المَطْلب. قال ابنُ الأعرابيّ: يقال رَوَّمتُ فلاناً و بفُلانِ، إذا جعلته يَرومُ [الشّي‌ءَ «4»] و يطلبه.
______________________________
(1) لتأبط شرا، من القصيدة الأولي في المفضليات، و صدره في المفضليات و اللسان:
* نجوت منها نجائي من بجيلة إذ*
(2) روقة يقال للمذكر و المؤث، و المفرد و المثني و المجموع.
(3) في المجمل: «ترول في مخلاته».
(4) التكملة من المجمل و اللسان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 463‌

روه

«1»
الراء و الواو و الهاء ليس بشي‌ء، علي أن بعضهم يقول الرَّوه مصدر رَاه يروه روها. قال: هي لغة يمانية. يقولون: راهَ الماء علي وجه الأرض:
اضطرب. و في ذلك نظرٌ.

رون

الراء و الواو و النون يدلُّ علي شِدّة خَرّ أو صوتٍ. يقولون:
يوم أرْوَنانٌ و ليلةٌ أرْوَنانة، أي شديدة الحرِّ و الغَمّ. قال القُتَيبيّ: و الأرْوَنانُ:
الصّوت الشديد. قال الكميت:
بها حاضرٌ من غير جِنٍّ يَرُوعُه و لا أنسٌ ذُو أرْوَنَانٍ و ذُو زَجَلْ «2»

باب الراء و الياء و ما يثلثهما

ريب

الراء و الياء و الباء أُصَيلٌ يدلُّ علي شكّ، أو شكّ و خوف، فالرَّيْب: الشّكّ. قال اللّٰه جلّ ثناؤه: الم. ذٰلِكَ الْكِتٰابُ لٰا رَيْبَ فِيهِ أَي لا شَكّ. ثم قال الشاعر:
فقالوا تَرَكْنَا القومَ قد حَصِرُوا بهِ فلا ريْبَ أن قد كان ثَمَّ لَحِيمُ «3»
و الرَّيب: ما رابَكَ مِن أمرٍ. تقول: رابَنِي هذا الأمرُ، إذا أدخَلَ عليك شَكًّا و خَوفا. و أرابَ الرّجلُ: صارَ ذا رِيبةٍ. و قد رابَنِي أمْرُه. و رَيْب الدّهر:
صُروفه؛ و القياس واحد. قال:
______________________________
(1) كذا ورد ترتيب هذه المادة، و موضعها بعد تاليتها.
(2) البيت في اللسان (رون) و الحيوان (5: 404).
(3) لساعدة بن جؤبة في ديوانه 232 و اللسان (حصر، لحم). حصروا به، بفتح الصاد:
أحاضوا به. و روي السكري: «حصروا به» بكسر الصاد، أي ضاقوا به.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 464
أَمِنَ المَنُونِ وَرَيْبِهِ تَتَوَجَّعُ و الدّهُر ليس بمُعْتِبٍ مَن يجزعُ «1»
فأمّا قولُ القائل:
قضَيْنَا مِن تِهامةَ كلَّ ريبٍ و مَكَّةَ ثُمّ أَجْمَعْنا السُّيوفا «2»
فيقال إنّ الرَّيب الحاجة. و هذا ليس ببعيدٍ؛ لأنَّ طالبَ الحاجة شاكٌّ، علي ما به من خوف الفَوْت.

ريث

الراء و الياء و الثاء أصلٌ واحد، يدلُّ علي البُطء، و هو الرَّيثُ: خِلاف العَجَل. قال لبيد:
إنَّ تَقْوَي ربِّنا خيرُ نَفَلْ و بإِذْنِ اللّٰهِ رَيْثِي و عَجَلْ «3»
تقول منه راثَ يَرِيث. و استَرَثْتُ فلاناً* استبطأتُه. و ربّما قالوا:
استَرْيَث، و ليس بالمستعمَل. و يقال رجلٌ رَيَّثٌ، أي بطي‌ء.

ريح

الراء و الياء و الحاء. قد مضي مُعظَم الكلام فيها في الراء و الواو و الحاء، لأنَّ الأصل ذاك، و الأصل فيما نذكر آنفا الواو أيضاً، غير أنّا نكتب كلماتٍ لِلَّفْظ. فالرِّيح معروفة، و قد مرَّ اشتقاقها. و الرَّيحان معروف.
و الرَّيْحان: الرِّزْق. و
في الحديث: «إِنَّ الولدَ مِنْ رَيْحان اللّٰه»
. و الرِّيح: الغَلَبة و القُوّة، في قوله تعالي: فَتَفْشَلُوا وَ تَذْهَبَ رِيحُكُمْ. و قال الشّاعر:
أتَنْظُرَانِ قليلا ريْثَ غفلَتِهمْ أم تعْدُوان فإنَّ الرِّيح لِلْعَادِي «4»
و أصل ذلك كلِّه الواو، و قد مَضَي.
______________________________
(1) لأبي ذؤيب الهذلي، و هو مطلع أول قصيدة له في ديوانه. المفضليات (2: 221).
(2) لكعب بن مالك الأنصاري، في اللسان (ريب)، و قصيدته في السيرة 870 جوتنجن.
(3) مفتح قصيدة له في ديوانه 11 طبع 1881.
(4) يروي لتأَبط شِراً، و للسليك بن السلكة، و الأعشي فهم. انظر اللسان (3: 283).
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 465‌

ريخ

الراء و الياء و الخاء كلمةٌ واحدةٌ فيها نظر. يقال رَاخَ يَريخ ريْخاً، إذا ذلَّ و انكسَر. و الترييخ: وَهْيُ الشي‌ء. و ضربوا فلانا حتي ريَّخوه.
و راخَ الرجلُ يَريخ رَيخا، إذا حَار. و راخَ البعيرُ، إذا أَعْيا.

ريد

الراء و الياء و الدال كلمتان: الريد: أنْفِ الجبَل. و الرِّيد:
التّرب.

رير

الراء و الياء و الراء كلمةٌ واحدةٌ لا يقاس عليها و لا يفرّع منها.
فالرِّير: المُخّ الفاسد، و هو الريْرُ و الرَّار. و أرَارَ اللّٰهُ مُخَّ هذه النّاقةِ، أي تركه رِيراً.
و حدّثني عليُّ بن إبراهيمَ قال: سألتُ ثعلبا عن قول القائل:
* أرَارَ اللّٰه مُخَّك في السُّلامَي*
فقلت: أكذا هو، أم: أراني اللّٰه مُخَّك في السُّلامي؟ و أيُّهما أجود و أَحبُّ إِليك؟ فقال: كلاهما واحد. و معني أرَارَ أرَقَّ. و السَّلامَي: عظام الرِّجْل.

ريس

الراء و الياء و السين كلمتانِ متفاوتٌ ما بينَهما. فالرِّياس:
قائم السَّيف «1». [قال]:
إلي بَطَلَينِ يعثران كِلاهما يُدِير رياس السَّيفِ و السّيفُ نادرُ
______________________________
(1) هو مسهل المهموز «رئاس»، و هو في سائر المعاجم في مادة (رأس). و في اللسان (7:
397) نص ابن سيده علي الشك في الكلمة، أهي يائية الأصل، أم مخففة من المهموز.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 466
و قال آخر:
* و مِرْفَقٍ كرِيَاسِ السَّيْفِ إذ شَسَفَا «1» *
و الكلمة الأخري: الرَّيْسُ و الرَّيَسَان: التَّبختُر. قال:
* أتاهُمْ بينَ أرحُلِهمْ يَرِيسُ «2» *

ريش

الراء و الياء و الشين أصلٌ واحدٌ يدلُّ علي حُسْن الحال، و ما يكتسب «3» الإنسانُ من خَيْر. فالرِّيش: الخير. و الرِّياش: المال. و رشْت فلاناً أَرِيشُه رَيشاً، إذا قُمْتَ بمصلحةِ حالِه. و هو قوله:
فرِشْني بخيرٍ طالَمَا قد بَريْتنِي و خَيْرُ المَوَالي مَن يَرِيش و لا يَبْرِي «4»
و كان بعضهم يذهب إلي أنّ الرائش الذي في الحديث في «الرّاشِي و المرتَشِي و الرّائش «5»»، أنّه الذي يسعي بين الرَّاشي و المرتَشِي. و إنما سُمِّي رائشا للذي ذكَرْناه. يقال رِشْتُ فلاناً: أنلتُه خيرا. و هذا أصحُّ القولين بقوله:
* فرِشْني بخيرٍ طالَمَا قد بريتَنِي*
______________________________
(1) لابن مقبل في اللسان (رأس، شسف). و صدره:
* ثم اضطفنت سلاحي عند مغرضها*
(2) لأبي زبيد الطائي، في اللسان (ريس). و صدره فيه:
* فلما أن رآهم قد تدانوا*
و صدره الجمهرة (2: 340):
* قصاقصة أبو شبلين ورد*
(3) في الأصل: «يكتسي».
(4) نسب في اللسان (ريش) إلي عمير بن حباب، و في تاج العروس إلي سويد الأنصاري؛ و هو الصواب كما في البيان 4: 66. و في الأصل: «و شر الموالي»، تحريف.
(5) أول الحديث: «لعن اللّه …».
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 467
و قال آخر:
فرِيشِي منكُم و هوايَ فيكمْ و إن كانت زيارتُكُمْ لِماما
و قال أيضا:
سأشكُرُ إن ردَدْتَ إليَّ رِيشي و أثْبَتَّ القوادمَ في جَناحِي
و من الباب رِيشُ الطائر: و يقال منه رِشْت السهم أَرِيشه رَيْشاً. و ارتاش فلانٌ، إذا حسُنَتْ حالُه. و ذكَرُوا أَنَّ الأرْيَشَ الكثيرُ شَعْر الأذُنين خاصّةً.
فهذا أصل الباب. ثم اشتُقّ منه، فقيل للرُّمح الخَوّار: رَاشٌ. و إنما سمّيَ بذلك لأنه شُبِّه في ضَعْفِه بالرِّيش. و منه ناقةٌ راشةُ الظَّهر، أي ضعيفة.

ريط

الراء و الياء و الطاء كلمةٌ واحدة، و هي الرَّيطة، و هي كلُّ مُلاءةٍ لم تَكُ لِفْقين؛ و الجمع رَيْط و رِياط.
و حدثني أبي عن أبي نصْرِ ابن أخْت اللَّيث بن إدريس، عن ابن السكّيت قال: يقال لكلِّ ثوب رقيق لبِّنٍ: رَيْطة.

ريع

الراء و الياء و العين أصلان: أحدهما الارتفاع و العلُوّ، و الآخَر الرُّجوع.
فالأوَّل الرِّيع، و هو الارتفاع من الأرض. و يقال بل الرِّيع جمعٌ، و الواحدة رِيعة، و الجمع رياعٌ. قال ذو الرمة:
* طراقُ الخوافِي مُشْرِفا فوقَ رِيعة «1» *
______________________________
(1) عجزه كما في ديوانه 400 و اللسان (ريع 499).
* ندي ليله في ريشه يترقرق*
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 468
و من الباب الرِّيع: الطريق. قال اللّٰه تعالي: أَ تَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ*. فقالوا: أراد الطريق. و قالوا: المرتفع من الأرض.
و من الباب الرَّيْع، و هو النَّماء و الزيادة. و يقال إنّ رَيْع الدُّروع: فضول أكمامها و أَراعت الإبلُ: نَمَتْ و كثُر أولادُها و رَاعَت الحِنطةُ: زَكَت.
و يقولون إنّ ريع البِئر ما ارتفع من حَواليها. و رَيْعانُ كلِّ شي‌ء: أفضلُه و أوّلُه.
و أما الأصل الآخر فالرَّيع: الرُّجوع إلي الشي‌ء. و
في الحديث: «أن رجلًا سأل الحسنَ عن القَي‌ء للصائم، فقال: هل راعَ مِنه شي‌ء»
أراد: رجع. و قال:
طَمِعْتَ بليلَي أن تَريعَ و إنما تُقطِّع أعناقَ الرِّجال المطامعُ «1»

ريف

الراء و الياء و الفاء كلمةٌ واحدة تدلُّ علي خِصْب. يقال أرَافَتِ الأرضُ. و أرْيَفْنا، إذا صِرْنا إلي الرِّيف. و يقال أرضٌ ريِّفَةٌ، من الرِّيف.
و راعت الماشيةَ: رعت الرِّيف.

ريق

الراء و الياء و القاف، و قد يدخل فيه ما كان من ذوات الواو أيضا، و هو أصلٌ واحد يدلُّ علي تردُّد شي‌ءِ مائعٍ، كالماء و غيرِه ثم يشتقّ من ذلك. فالتريق: تردد الماء علي وجه الأرض. و يقال: راقَ السّرابُ فوقَ الأرض رَيقا.
و من الباب رِيق الإنسانِ و غيرِه. و الاستعارة من هذه الكلمة، قولون رَيِّقُ كلِّ شي‌ءِ: أوّله و أفضلُه. و هذا ريِّق الشراب، و ريق المطر: أوّله. و منه قول طرفة:
______________________________
(1) البيت للبعيث كما في اللسان (ريع 498). و أنشده في المحمل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 469
* و أَعْجَلَ ثَيِّبَهُ رَيِّقِي «1» *
و قد يخفّف ذلك فيقال رَيْق. و ينشد بيتُ البعيث كذا:
مدَحْنا لها رَيْقَ الشّباب فعارضَتْ جَناب الصِّبا في كاتِمِ السِّرِّ أَعْجَمَا «2»
و حكي ابنُ دريد «3»: أكلت خبزاً رَيْقاً: بغير أُدْم و هو من الكلمة، أي إنه هو الذي خالط ريقي الأوّل. و الماء الرائِق: أن يشرب علي الرِّيق غداةً بلا ثُفْل.
قال: و لا يقال ذلك إلّا للماء. و من الباب الرائق: الفارغ؛ و هو منه، كأنَّه علي الرِّيق بَعْدُ. و حكي اللِّحيانيّ: هو يَرِيق بنفسه رُيوقاً، أي يَجُود بها، و هذا من الكلمة الأولي؛ لأنَّ نَفَسه عند ذلك يتردَّد في صدره.

ريم

الراء و الياء و الميم كلماتٌ متفاوتة الأصول، حتّي لا يكاد يجتمع منها ثِنتانِ و اشتقاقٌ واحد. فالرِّيْم: الدَّرَج «4». يقال اسْمُكْ في الرَّيْم، أي اصْعَد الدَّرَج «5»: و الريْم: العظم الذي يَبقَي بعد قِسمة الجَزُور. و الرَّيْم: القَبْر.
و الرَّيْم: السّاعة من النّهار. و يقال رِيمَ بالرّجُل، إذا قُطِع به. قال:
* و رِيمَ بالسَّاقي الذي كان مَعِي «6» *
______________________________
(1) ثيبه: ما يثوب منه و يرجع. و في الأصل: «ثنية»، صوابه في الديوان 16، و صدره:
* فساورته فاستلبت الخشيب*
(2) ورد البيت بنسبته إلي لبعيث في (روق 425) و حاء في (ريق 429) منسوباً إلي لبيد حصأ، و ليس في ديوانه.
(3) في الجمهرة (2: 411).
(4) في اللسان و القاموس: «الدرجة». قال ابن منظور: «و الريم: لدرجة و قد كان. يمانية».
(5) في اللسان (سمك): «و يقال اسمك في الريم، أي اصعد في الدرجة».
(6) البيت في المجمل و اللسان (ريم).
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 470
قال ابن السكّيت: رَيَّمَ بالمكان: أقام به. و رَيَّمَتِ السّحابة و أغْضَنَت، إذا دامت فلم تُقْلِع. و لا أَرِيمُ أفعل كذا، أي لا أبْرَح. و الرَّيْم: الزِّيادة؛ يقال: لي عليك رَيْمُ كذا، أي زيادة.

رين

الراء و الياء و النون أصلٌ يدلُّ علي غِطاء و سَتْر. فالرَّيْن:
الغِطاء علي الشي‌ء. و قد رِينَ عليه. كأنّه غُشِي عليه. و من هذا
حديث عمر:
«أَلَا إن الأُسَيفِعَ أُسَيْفِعَ جُهَيْنة، رضِيَ مِن دِينه بأن يقال سَبَقَ الحاجّ، [فادّانَ مُعْرِضاً «1»]، فأصبَحَ قد رِينَ به»
يريد أنّه مات. و ران النُّعاسُ يَرِين.
و رانَت الخمْرُ عَلَي قلبه: غَلَبَتْ. و من الباب: رانَتْ نفسي تَرِين، أي غَثَتْ.
و منه أرَانَ القومُ فهم مُرِينُونَ، إذا هَلَكت مواشِيهم. و هو من القياس؛ لأنَّ مواشيهم، إذا هلكت فقد رِينَ بها.

ريه

الراء و الياء و الهاء كلمةٌ من باب الإبدال. يقال تَرَيَّه السَّحابُ، إذا تَرَيَّع. و إنّما الأصل بالواو: تروَّهَ. و قد مضي.

باب الراء و الهمزة و ما يثلثهما

رأد

الراء و الهمزة و الدال أُصَيلٌ يدلُّ علي اضطرابٍ و حركة. يقال امرأة رَأْدةٌ* و رُؤْد، و هي السَّريعة الشَّباب لا تَبْقَي قَمِيئَة. و هو الذي ذكرناه في الحركة. و الرَّأْد و الرُّؤْد: أصل اللَّحْي. و رأْد الضُّحي: ارتفاعه. يقال تَرَأَدَ «2»
______________________________
(1) أي استدان معرضاً عن الأداء. و هذه التكملة من اللسان.
(2) في الأصل: «رداء»، و في المجمل: «راد»، صوابهما ما أثبت.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 471
الضُّحي و تراءَدَ. و ترأّدت الحيّة: اهتزّت في انسيابها. و كان الخليل يقول: الرِّئْد:
مهموز: التِّرْب.

رأس

الراء و الهمزة و السين أصلٌ يدل علي تجمُّعٍ و ارتفاع.
فالرَّأْس رأسُ الإنسانِ و غيرِه. و الرأس: الجماعة الضخمة في قول ابن كُلثوم:
بِرأسٍ من بني جُشَمِ بنِ بكرٍ نَدُقُّ به السُّهولَةَ و الحُزُونا «1»
و الأرْأَسُ: الرَّجُل العظيم الرأْس. و يقال بعيرٌ رَءُوسٌ «2»، إذا لم يَبْقَ له مِرْقٌ إلّا في رأسه. و شاة رأْساءُ، إذا اسودَّ رأسُها. و الرَّئيس: الذي قد ضُرِب [رأسُه]. و يقال سحابةٌ رائِسة، و هي التي تَقْدُم السَّحابَ. و يقال أنت علي رأس أمرك. و العامّة تقول: علي رَأْس أمرك.

رأف

الراء و الهمزة و الفاء كلمةٌ واحدة تدلُّ علي رقّة و رحمة، و هي الرّأفة. يقال رَؤُفَ يَرْؤُف رأْفةً و رآفة، علي فَعْلةٍ و فَعَالة. قال اللّٰه جلّ و علا:
وَ لٰا تَأْخُذْكُمْ بِهِمٰا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللّٰهِ و قرئت: رآفة «3»، و رجل رءوف علي فَعُول، و رَؤُف [علي] فَعُل. قال في رءوف:
* هو الرَّحمنُ كان بنا رءُوفا* «4»
و قال في الرؤف:
______________________________
(1) البيت من معلقة عمرو بن كلثوم.
(2) علي وزن صبور، كما في القاموس. و يقال أيضاً في معناه: رأس و مرآس، كمعظم و مصباح.
(3) هي قراءة ابن جريج، و رويت عن عاصم و ابن كثير. تفسير أبي حيان (6: 429).
(4) لكعب بن مالك الأنصاري، في اللسان (رأف). و صدره:
* نطيع نبينا و نطيع ربا*
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 472
يري لِلمسلمينَ عليه حقًّا كفِعل الوالد الرَّؤُفِ الرّحيم «1»

رأل

الراء و الهمزة و اللام كلمةٌ واحدة تدلُّ علي فِراخ النعام و هي الرَّأْل، و الجمع رئَال، و الأنثي رألَةٌ. و اسْتَرْأل النّبات، إذا طال و صار كأعناق الرِّئال. و ذات الرِّئال: روضة. و الرِّئال: كواكب «2».

رأم

الراء و الهمزة و الميم أصلٌ يدل علي مُضامَّةٍ و قُرْب و عَطْفٍ.
يقال لكل مَن أحبَّ شيئاً و أَلِفَه: قد رَئِمَه. و أصلُه مِن قولهم: رَأَمَ الجُرْحُ رِئْماناً «3»، إذا انضمّ فُوه للبُرْء. و قال الشَّيباني: رأَمْت شَعْبَ القَدَح، إذا أصلحتَه. و أنشد:
و قَتْلي بحِقْفٍ من أُوارةَ جُدِّعتْ صَدَعْنَ قُلوباً لم تُرأَّمْ شُعوبُها «4»
و الرُّؤمة: الغِراء الذي يُلزَق به الشَّي‌ء. و الرَّأْم: بَوٌّ أو ولدٌ تعطف عليه غير أمِّه. و قد رئِمت النّاقةُ رِئْمَاناً. و أرأمْناها، عطفْناها علي رَأْمٍ. و الناقة رؤومٌ و رائمة «5».

رأي

الراء و الهمزة و الياء أصلٌ يدلُّ علي نظرٍ و إبصارٍ بعينٍ أو بصيرة. فالرّأْي: ما يراه الإنسانُ في الأمر، و جمعه لآراء. رأَي فلان الشي‌ءَ
______________________________
(1) لجرير في ديوانه 507 و اللسان (رأف). و كلمة «عليه» ساقطة من الأصل. و هكذا حاءت الرواية في اللسان. و صوابه بالخطاب:
تري للمسلمين عليك حقا كفعل الوالد الرؤف الرحيم
(2) أنظر الأزمنة و الأمكنة المرزوقي (2: 383)
(3) في الأصل: «رئما»، صوابه من المجمل و اللسان، و يقال «رأسا» أيضاً.
(4) البيت في اللسان (رأم) و أمالي ثعلب 575.
(5) و رائم أيضا بطرح التاء.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 473
وراءهُ، و هو مقلوبٌ. و الرِّئْيُ: ما رأت العينُ مِن حالٍ حسنة. و العرب تقول: رَيْتُهُ في معني رأيْته و تراءَي القوم، إذا رأي بعضهم بعضا. و راءي فلانٌ يُرائي. و فَعَل ذلك رِئاءَ النّاس، و هو أن يَفعلَ شيئاً ليراه النّاس. و الرُّوَاء: حُسن المنْظَر. و المِرآة معروفة.
و التَّرْئيَة، و إن شئتَ ليَّنتَ الهمزة فقلت التّرِيّة: ما تراه الحائضُ من صُفْرةٍ بعد دمِ حيضٍ، أو أن تري شيئاً من أمارات الحيض قبلُ. و الرُّؤْيا معروفة، و الجمع رُؤًي.

رأب

الراء و الهمزة و الباء أصلٌ واحد يدلُّ علي ضمٍّ و جَمع.
تقول: رأيتُ الأمورَ المتفرِّقة؛ إذا أنت جمعتَها برِفْقِك، كما يرأبَ الشَّعَّابُ صَدْعَ الجَفْنة. و تلك الخشبةُ التي يُشعَب بها رُؤْبة.

باب الراء و الباء و ما يثلثهما

ربت

الراء و الباء و التاء ليس أصلًا، لكنَّه من باب الإبدال يقال ربَّتَه تَرْبيتا، إذا ربَّبَه. قال:
و القَبرُ صِهْرٌ صالحٌ زِمِّيتُ ليس لمن ضُمِّنَه تَرْبيتُ «1»

ربث

الراء و الباء و الثاء أصلٌ واحدٌ، يدلُّ علي اختلاطٍ و احتباسٍ. تقول ربّثْتُ فلاناً أرْبَثُه عن الأمر، إذا حبَستَه عنه. و الرَّبِيثة: الأمر يَحبِسك. و
في الحديث: «إذا كان يوم الجمعة بعثَ إبليسُ جنودَهُ إلي النَّاس فأخَذُوا عليهم بالرّبائث»
. يريد ذكَّروهم الحاجاتِ* التي تربِّثهم. و يقال اربَثَّ القومُ، إذا اختلطوا. قال:
______________________________
(1) أشدهما في اللسان (ربت، رمت)، و قبله في (زمت):
* سميتها إذ ولدت «تموت» *
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 474
* رَمَيناهُم حتَّي إذا اربَثَّ جَمْعهمْ «1» *

ربج

الراء و الباء و الجيم كلمةٌ واحدة، إن صحَّتْ؛ تدلُّ علي التحيُّر. قال الخليل: التَّربُّج: التَّحيُّر. قال:
* أتَيْتُ أَبَا لَيْلَي وَ لَمْ أَتَرَبَّجِ «2» *
و يقال، و هو قريبٌ من ذلك، إن الرَّباجَة الفَدَامة.

ربح

الراء و الباء و الحاء أصلٌ واحدٌ، يدلُّ علي شَفٍّ في مبايعة «3». من ذلك رَبِح فلانٌ في بَيعِه يَرْبَح، إذا استشَفَّ. و تجارةٌ رابحة:
يُرْبَح فيها. يقال رِبْح و رَبَح، كما يقال مِثْلٌ و مَثَل. فأمَّا قول الأعشي:
* مِثْلَ ما مُدَّ نِصاحاتُ الربَحْ «4» *
فقال قوم النِّصاحات الخيوط، و هي الأَرْوِيَةُ «5». و الرَّبَح: الخَيل و الإبلُ تُجلَب للبيع و التربُّح. فأمَّا قولُه:
* قَرَوْا أضْيافَهُمْ رَبَحاً بِبُحٍّ «6» *
______________________________
(1) البيت لأبي ذؤيب في ديوانه 85 و المجمل و اللسان (ربث، رصع، نهي). و عجزه:
* و صار الرصيع نهية للحمائل*
(2) أنشد في اللسان (ربج) لأبي الأسود العجلي:
و قلت لجاري من حنيفة سر بنا نبادر أبا ليلي و لم أتربج
و البيت بدون نسبة في المخصص (12: 128)، و عجزه في المجمل كما هنا.
(3) الشف، بالكسر و قد يفتح: الفضل و الربح و الزيادة.
(4) صدره كما في ديوان الأعشي 163 و اللسان (نصح، ربح):
* فتري الشرب نشاوي كلهم*
لكن في اللسان: «فتري القوم؛ و هي رواية المخصص (4: 101).
(5) الأروبة: جمع رواء، ككساء، و هو حبل يشد به المتاع علي البعير.
(6) لخفاف بن ندبة كما سبق في حواشي (بح 1: 174). و عجزه:
* يعيش بفضلهن الحي سمر*
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 475
فقال ابنُ دريد: و مما شذّ عن الباب الرُّبَّاح، يقال إنّه القِرْد «1»،

ربخ

الراء و الباء و الخاء أُصَيْلٌ يدلُّ علي فترةٍ و استرخاء. قالوا:
مَشَي حَتَّي تربّخ، أي استرخَي. و يقولون للكثير اللَّحم: الرَّبِيخ. و يقال إن الرَّبُوخ: المرأةُ يُغْشَي عليها عند البِضاع.

ربد

الراء و الباء و الدال أصلان: أحدهما لونٌ من الألوان، و الآخر الإقامة.
فالأوَّل الرُّبْدة، و هو لونٌ يخالط سوادَه كُدرةٌ غير حَسَنة. و النّعامةُ رَبْداء.
و يقال للرَّجُل إذا غَضِب حتي يتغيَّرَ لونُه و يَكْلَفَ: قد تَرَبَّد. و شاةٌ رَبْداء، و هي سوادءُ منقَّطةٌ بحمرةٍ و بياض و الأَرْبَد: ضربٌ من الحيات خبيثٌ، له رُبْدَةٌ في لونه، و ربَّدَتِ الشَّاةُ، و ذلك إذا أضرعَتْ، فتري في ضَرْعها لُمَعَ سوادٍ و بياض. و من الباب قولُهم: السّماء متربِّدة، أي متغيِّمة فأما رُبَدْ السَّيف فهو فِرِنْدُ دِيباحتِه، و هي هُذَليَّة. قال:
و صَارِمٌ أُخْلِصَتْ خَشِيبَتُهُ أبْيَضُ مَهْوٌ في مَتنِهِ رُبَدُ «2»
و يمكن ردُّه إلي الأصل الذي ذكرناه. فيقال «3»:
و أمَّا الأصلُ الآخَر فالمِرْبَد: موقِف الإبل؛ و اشتقاقه مِن رَبَدَ، أي أقام.
قال ابنُ الأعرابي: رَبَدَه، إذا حبسه و المِرْبَد: البَيْدَر أيضاً. و ناسٌ يقولون: إنَّ
______________________________
(1) الذي في الجمهرة (1: 220): «و الرباح ولد القرد و الجمع رباببح».
(2) لصخر الغي الهذلي كما في اللسان (مها، ربد). و سيعيده في (مها). و قصيدته في شرح الكري للهذليين (12) و مخطوطة الشنقيطي 55. و قبل البيت:
إني سينهي عني وعيدهم ببض رهاب و مجنأ أجد
(3) كذا وردت هذه الكلمة. و الظن أنها مقحمة.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 476
المِربَد الخشبة أو العصا تُوضَع في باب الحَظيرة تعترض صُدورَ الإِبل فتمنعها من الخروج. كذا رُوِيَتْ عن أبي زيد. و أحسِبُ هذا غلطاً، و إِنّما المِرْبَد مَحبِس النَّعَم. و الخشبة هي عصا المِرْبَد. ألا تري أنَّ الشَّاعرَ أضافَها إلي المِرْبَد، فقال سُوَيد بن كُرَاع:
عَوَاصِيَ إلّا ما جعَلْتُ وراءَها عَصَا مِرْبَدٍ تَغْشَي نُحُوراً و أذرُعا «1»

ربذ

الراء و الباء و الذال أصلٌ يدلُّ علي خِفّةٍ في شي‌ءِ. من ذلك الرَّبَذُ، و هو خِفَّة القَوائم. و الخفيفُ القوائِمِ رَبِذٌ. و من الباب الرِّبْذَة، و هي صوفةٌ يُهْنَأ بها البعير. و يقال إنّ خِرقة الحائض تسمَّي رِبْذَة. و قال بعضُهم:
الرِّبْذة الخِرقة التي يَجلُو بها الصائغ الحَلْي. فأمَّا الرَّبْذُ فالعُهون التي تعلَّق في أعناق الإبل، الواحدة رَبَذَة. و القياس في كُلّه واحد. و هو يرجع إلي ما ذكرناه من الحِفَّة.
و مما يقرُب من هذا قولُهم: إنّ فلاناً لَذُو رَبِذَاتٍ، أي هو كثير السَّقَط في الكلام. و لا يكونُ ذلك إلا مِن خفَّةٍ و قلَّة تثبُّت.

ربس

الراء و الباء و السين أصلٌ واحد ذكره ابن دريد؛ قال «2»: أصل الرَّبْس الضَّرْب باليدين. يقال أصل الرَّبْس الضَّرب؛ يقال ربَسَه بيديه. قال: و يقولون: داهيةٌ رَبْساء. أي شديدة. و هي علي الأصل الذي ذكرناه و كأنها تَخْبِط الناسَ بيديها.
______________________________
(1) البيت بدون نسبة في اللسان (ربد). و ورد في أبيات منسوبة إلي سويد بن كراع.
البيان (2: 12) برواية: «جعلت أمعها».
(2) الجمهرة (1: 255).
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 477
و ذكر غيرُه، و هو قريبٌ من الذي أصَّلَه، أنّ الارتباس الأكتنازُ في اللحم و غيرِه؛ يقال كبشٌ ربيسٌ* أي مكتنز.
و مما شذَّ عن ذلك قولُهم: اربسَّ اربِساساً، إذا ذهب في الأرض.

ربص

الراء و الباء و الصاد أصلٌ واحدٌ يدلُّ علي الانتظار. من ذلك التربُّص. يقال تربَّصْت به. و حكي السجِستانيّ: لي بالبصرة رُبْصة، ولي في متاعي رُبْصة، أي لي فيه تربُّص.

ربض

الراء و الباء و الصاد أصلٌ يدلُّ علي سكونٍ و استقرار من ذلك رَبَضَتِ الشاة و غيرها تَرْبِض رَبْضا. و الرَّبيض: الجماعةُ من الغَنم الرَّابضة.
و رَبَض البطنِ: ما ولِيَ الأرضَ من البعيرِ و غيره حين يَرْبِضُ. و الرَّبَض: ما حَولَ المدينة؛ و مسكن كلِّ قومٍ رَبَض. و الرِّبْضة: مَقتل كلِّ قومٍ قُتلوا في بُقْعَةٍ واحدة.
فأمّا قولُهم قِربَةٌ «1» رَبوضٌ، للواسعة، فمن الباب، كأنّها تُمْلَأُ فتَرْبِضُ، أو تُروِي فتُرْبِض. فأما الرَّبوض فهي الدَّوْحة. و الشجرةُ العظيمة، و سميت بذلك لأنه بُؤوَي إليها و يُرْبَض تحتها. قال ذو الرمة:
* تَجَوَّفَ كُلَّ أرطاةٍ ربوضٍ «2» *
و الأرباض: حِبال الرَّحْل؛ لأنّها يشد بها فيسكن. و مأوي الغنم: رَبَضها؛
______________________________
(1) قربة، بالباء، كما في الأصل و المجمل. و لتفسير بعدها يؤيدها. و في اللسان (9: 11):
«و قرية ربوض» عظيمة مجتمعة. و في الحديث أن قوما من بني إسرائيل باتوا بقرية ربوض …
و قربه ربوض واسعة». فجعل الوصف للقرية و القربة.
(2) ديوان ذي الرمة 432 و اللسان (ربض). و تمامه:
* من الدهر نفرغت الحبالا*
و قبله:
و في الأطعان مثل مبا رماح علته الشمس فادرع الضلالا
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 478
لأنّها تربض [فيه]. و قال قوم: أرْبَضَتِ الشمس، إذا اشتدَّ حَرُّها، حتي تُرْبِض الشاةَ و الظبي. و رَبْضُ الرّجُل و رُبْضُه «1»: امرأته؛ و القياس مطّرد، لأنها سَكَنُه.
و الدَّليل علي صحة هذا القياس أنَّهم يُسَمَّون المسكن كله رَبَضا. و قال الشاعر:
جاء الشِّتاءِ و لَمَّا أتَّخِذْ رَبَضاً يا ويحَ كَفِّيَ من حَفْرِ القَرامِيصِ «2»
فأما الرُّوَيْبِضَة، الذي
جاء في الحديث: «و تنطِق الرُّوَيْبِضَة»
فهو الرجُل التافِه الحقير. و سمِّي بذلك لأنه يَربِض بالأرض؛ لقلّته و حقارته، لا يُؤبَه له.

ربط

الراء و الباء و الطاء أصلٌ واحدٌ يدلُّ علي شدٍّ و ثَبات من ذلك رَبَطت الشي‌ء أربِطه ربْطاً؛ و الذي يشدُّ به رِباط.
و من الباب الرِّباط: ملازمة ثَغْرِ العدوّ، كأنّهم قد رُبِطوا هناك فثَبَتوا به و لازَموه. و رجل رابطُ الجأش، أي شديد القَلْب و النَّفْس. قال لبيد:
رابطُ الجأشِ عَلَي فَرْجِهِمُ أعطِفُ الجَوْن بمَرْبُوع مِتلْ «3»
و قال ابن أحمر:
أربَط جأشاً عن ذري قومِهِ إذْ قَلَّصَتْ عما تُوَارِي الأُزُرْ
و يقال ارتبطتُ الفَرسَ للرِّباط. و يقال إنّ الرِّباط من الخَيل الخَمْس من الدوابِّ فما فوقَها. و لآلِ فُلانٍ رِباطٌ من الخيل، كما يقال تِلاد «4»، و هو أصلُ ما يكون عندَه من خَيل. قالت ليلي الأخيليّة:
______________________________
(1) يقال بالفتح و التحريك، و بضم و بضمتين.
(2) البيت في اللسان (ربض، قرمص).
(3) ديوان لبيد 14 طبع 1881 و اللسان (تلل). و قد سبق في (تل 339).
(4) التلاد: القديم. و في الأصل: «بلاد»، صوابه من المجمل و اللسان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 479
قومٌ رِباطُ الخَيْلِ وَسْطَ بُيوتِهمْ و أسِنَةٌ زُرْقٌ يُخَلْنَ نُجومَا
و يقال: قطع الظَّبْيُ رِباطَه، أي حِبالَتَه. و ذُكر عن الشَّيبانيّ: ماءٌ مترابِط، أي دائمٌ لا يَبرح. قالوا: و الرَّبيط: لقب الغَوْث بن مُرّ «1». فأمّا قولُهم للتّمر رَبِيطٌ، فيقال إنه الذي يَيْبَس فيصبُّ عليه الماء. و لعل هذا من الدَّخيل، و قيل إنه بالدال، الرَّبيد، و ليس هو بأصل.

ربع

الراء و الباء و العين أصولٌ ثلاثة، أحدها جزءٌ من أربعة أشياء، و الآخر الإقامة، و الثالث الإشالة و الرَّفْع.
فأمَّا الأوَّل فالرُّبْع من الشي‌ء. يقال رَبَعْتُ القومَ أرْبَعُهم، إذا أخَذْتَ رُبْعَ أموالِهم و رَبَعْتُهم أربِعُهم «2»، إِذا كنت لهم رابعاً. و المِرْباع من هذا، و هو شي‌ء كان يأخذه الرئيس، و هو رُبع المَغْنَم. قال عبد اللّٰه «3» بن عَنمة الضّبّي:
لك المِرْباع منها و الصفايا و حُكمك و النَّشيطة و الفضولُ «4»
و
في الحديث: «لَمْ أجْعَلْك تَرْبَعُ»
، أي تأخذ المِرْباع. فأما قول لبيد:
* أعطِفُ الجَوْنَ بمربُوعٍ مِتَلّ «5» *
قولان: أحدهما أنه أراد الرُّمح و هو الذي ليس بطويل و لا قصير، كما يقال رجل رَبْعَة من الرِّجال. و مَن قال هذا القولَ ذهب إلي أنّ الباء بمعني مع، كأنه
______________________________
(1) في القاموس (ربط): «لقب الغوث بن مر بن طابخة؛ لأن أمه كانت لا يعيش لها ولد فذرت لئن عاش لنربطن برأسه صوفة و لتجعلنه ربيط الكعبة».
(2) يقال فيها بضم باء المضارع، و فتحها و كسرها.
(3) في الأصل: «عبيد اللّه»، تحريف. انظر المفضليات (2: 178).
(4) البيت من أبيات ثمانية رواها أبو تمام في الحماسة (1: 420)
(5) صدره كما سبق في (ربط):
* رابط الجأش علي فرجهم*
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 480
قال: أعطف الجونَ- و هو فرسه- و معي مربوعٌ مِتَلٌّ. و قياس الرَّبْعَةْ من الباب الثاني. و القولُ الثاني أنّه أراد عِناناً علي أربع قُوًي. و هذا أظهرُ الوجهين.
و من الباب رَبَاعِيَاتُ الأسنان ما دون الثَّنايا. و الرِّبع في الحَّمي و الوِرْدِ ما يكون في اليوم الرابع، و هو أن تَرِد يوماً و تَرعي يومَين ثم تردَ اليومَ الرابع. يقال:
رَبَعت عليه الحُمّي و أرْبَعت. و الأربِعاء علي أفعِلاء؛ من الأيّام. و قد ذُكر الأرْبَعاء بفتح الباء «1». و من الباب الرَّبيع، و هو زمانٌ من أربعة أزمنة و المَرْبَعُ:
مَنزل القَوم في ذلك الزمان. و الرُّبَع: الفصيل يُنتَج في الربيع. و ناقةٌ مُرْبِع، إذا نُتِجت في الربيع؛ فإن كان ذلك عادتَها فهي مِرباع. و من الباب أرْبَعَ الرّجُل، إذا ولد له في الشباب، و ولده رِبْعيُّون.
و الأصل الآخر: الإقامة، يقال رَبَعَ يَرْبَع. و الرَّبْع: مَحَلَّة القوم. و من الباب: القومُ علي رَبِعَاتهم، أي علي أمورهم الأُوَل، كأنّه الأمرُ الذي أقامُوا عليه قديماً إلي الأبد. و يقولون: «ارْبَع علي ظَلْعك» أي تمكَّثْ و انتظِرْ.
و يقال: غَيْثٌ مُرْبِعٌ مُرْتِع. فالمُرْبِع: الذي يَحبِسَ مَن أصابَه في مَرْبَعِه عن الارتيادِ و النُّجْعة. و المُرْتِع: الذي يُنْبِتْ ما تَرتَعُ فيه الإبل.
و الأصل الثالث: رَبَعْتُ الحجر، إِذا أشَلْتَه «2». و منه
الحديث: «أنَّه مَرّ بقوم يَرْبَعُون حَجَراً»
، و «يرتبعون». و الحجر نفسه رَبِيعةٌ. و المِرْبَعة: العصا التي تُحمَل بها الأحمال حتّي تُوضَعَ علي ظُهور الدوابّ. و أنشد:
______________________________
(1) و بضمها أيضا؛ فهن ثلاث لغات.
(2) يقال أشلت الحجر، و شلت به، و شاولته.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 481
أيْنَ الشِّظاظانِ و أيْنَ المِرْبَعة و أيْنَ وَسْقُ النّاقةِ المطَبَّعَهْ «1»
الشَّظاظان: العودان اللذان يُجعَلان في عُرَي الجُوالِق. و المطبَّعة: المُثْقَلة.
و الوَسْق: الحِمْل. و يقال الرَّبيعة: البَيضة من السِّلاح و يقال رابَعَنِي فلانٌ، إِذا حمل معك الحِمْل بالمِرْبَعة.
و مما شذّ عن الأصول الرَّبْعَة، و هي المسافة بين أثافِي القدر.

ربغ

الراء و الباء و الغين كلمة واحدة إنْ صحّت. يقولون ربيعٌ رابغ، أي خَصيب؛ حُكيَتْ عن أبي زيد. و حُكي عن ابن دُريد «2»: الرَّبْغ التراب المُدَقَّق «3».

ربق

الراء و الباء و القاف أصلٌ واحد، و هو شي‌ء يدور بشي‌ء.
كالقِلادة في العنق، ثم يتفرَّع. فالرِّبْقة: الخيط في العنُق. و في كلامهم: «ربَّدَتِ «4» الضَّأْن فربِّق رَبّق»: إِذا أضرَعَ الشاءُ فهيِّي‌ء الرِّبَق لأولادها، فإنها تُنزِل لبنَها عند الوِلادة «5». و الرَّبيقة: البَهيمة المربوقة في الرِّبْقة. و جاء
في الحديث: «لكُم الوفاءِ بالعَهد ما لم تأكلوا الرِّباق»
، و هو جمع رِبق، و هو الحَبْل، و أراد العهد.
شبّه ما لزِم الأعناقَ بالرِّبْق الذي يجعل في أعناق البَهْم. و يقال: رَبَقْتُ فلاناً
______________________________
(1) رواية اللسان (شطط، ربع، جلفع): «الناقة الجلفعه». و في مادة (طبع): «المطبعه» كماها.
(2) الجمهرة (1: 267)
(3) و كذا في الجمهرة. و في المجمل: «الدقيق».
(4) يقال أيضا «رمدت» بالميم، كما في اللسان (رمد، ربق).
(5) في المجمل «يقول: إذا أضرعت فهي‌ء الريق لأولادها؛ فإنها تلد عن قريب».
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 482
في هذا الأمر، إِذا أوقعتَه فيه «1» حتّي ارتَبَق. و أمُّ الرُّبَيْق: الداهية، كأنّها تدور بالناس حتّي يرتبِقوا فيها.

ربك

الراء و الباء و الكاف كلمةٌ تدلُّ علي خَلْطٍ و اختلاط.
فالرَّبْك: إصلاح الثريد و خلطه. و يقال له حين يُفعل به ذلك الرَّبيكة. و يقال ارتبك في الأمر، إذا لم يكد يتخلص منه.

ربل

الراء و الباء و اللام أصلٌ واحدٌ يدلُّ علي تجمُّع و كثرةٍ في انضمام. يقال رَبَل القومُ يَرْبُلون. و الرّبيلة: السِّمَن. قال الشاعر «2»:
و لم يَكُ مثلوجَ الفؤادِ مُهبَّجاً أضاعَ الشَّبابَ في الرَّبيلةِ و الخَفْضِ
و من الباب الرَّبْلَة: باطن الفخذ، و الجمع الرَّبَلات. و امرأةٌ مُتَرَبِّلة «3»:
كثيرة اللحم؛ و قد تربَّلتْ. و الاسم الرَّبَالة.
و ممّا يقارب هذا البابَ الرَّبْل، و هو ضروبٌ من الشجر، إذا بَرَدَ الزّمانُ عليها و أدبَرَ الصيف، تفَطَّرَتْ بورقٍ أخضرَ مِن غير مطر. يقال تربَّلت الأرض. و مِن الذي يقارب هذا: الرِّئبال، و هو الأسد؛ سمِّي بذلك لتجمُّع خلقه.

ربن

الراء و الباء و النون إن* جُعِلت النونُ فيه أصليّةً فكلمةٌ واحدة، و هي الرُّبَّان. يقال أخَذْتُ الشّي‌ء برُبَّانِهِ، أي بجميعه. و قال
______________________________
(1) في الأصل: «أوقفه فيه»، صوابه من المجمل و اللسان.
(2) هو أبو خراش الهذلي، كما في اللسان (ربل) و قصيدته في نسخة الشنقيطي من الهذليين 75، و حماسة أبي تمام (1: 326).
(3) في الأصل: «مربلة»، و السياق يأباها، و صوابها من المجمل و اللسان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 483
آخَرون: رُبّان كُلِّ شي‌ءِ: حِدْثانُه. و قال ابنُ أحمر:
و إنّما العَيْش برُبّانِهِ و أنت من أفْنَانِه مُعْتَصِرْ «1»
يريد برُبّانِه بجِدَّتِه و طَراءَته.

ربي‌أ

الراء و الباء و الحرف المعتل و كذلك المهموز منه يدلُّ علي أصلٍ واحد، و هو الزِّيادة و النَّماء و العُلُوّ. تقول مِن ذلك: ربا الشّي‌ءُ يربُو، إذا زاد. و رَبَا الرّابيةَ يَربُوها، إذا علاها. و رَبَا: أصابه الرَّبْو؛ و الرَّبْو: علُوُّ النفَسِ. قال:
حَتَّي عَلَا رأسَ يَفاعٍ فَرَبَا «2» رفَّهَ عن أنفاسِها و ما ربَا
أي رَبَاها و ما أصابه الرَّبو.
و الرَّبوة و الرُّبْوة «3»: المكانُ المرتفع. و يقال أَرْبَت الحنطة: زَكَتْ، و هي تُرْبِي. و الرِّبْوة بمعني الرَّبْوة أيضاً. و يقال ربَّيْتُهُ و تربَّيْتُه، إذا غذَوْته. و هذا مِمّا «4» يكون علي معنيين: أحدهما مِن الذي ذكرناه، لأنّه إذا رُبِّي نَما و زكا و زاد. و المعني الآخر مِن ربّيته من التَّربيب. و يجوز [أن يكون أصل] إحدي الباءات ياءً. و الوجهان جيِّدان.
______________________________
(1) في اللسان (ربب): «مفتقر» و قال: «و يروي معتصر». و قد ورد بهذه الرواية في اللسان (عصر). و لم ينشده في (ربن). و سيعيده ابن فارس في (عصر).
(2) كلمة «حتي» ليست في الأصل، و إثباتها من المحمل.
(3) اقتصر في المحمل علي لغة الفتح، و هنا ضبط في النسخة في هذا الموضع بالفتح ثم الضم. و يقال أيضا «ربوة» بالكسر، كما سيأتي، فالكلمة مثلثة.
(4) في الأصل: «ما».
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 484
و الرِّبا في المال و المعاملة معروف، و تثنيته رِبَوَان و رِبَيَان «1». و الأُرْبِيَّة من هذا الباب، يقال هو في أُرْبِيَّة قَومِه، إذا كان في عالي نسبِه من أهل بيته.
و لا تكون الأُرْبِيْة في غيرهم. و أنشد:
و إني وَسْطَ ثعلبةَ بنِ غَنْمٍ إلي أُرْبِيَّةٍ نبتَتْ فُروعا «2»
و الأُرْبِيتَّانِ: لَحمتان عند أصول الفخذِ من باطن. و سُمِّيتا بذلك لعُلُوّهما علي ما دونهما.

[ربأ]

و أما المهموز فالمربَأ و المَرْبَأة من الأرض، و هو المكان العالي يقف عليه عَينُ القَوم. و مَربأة البازِي: المكانُ يقف عليه. قال امرؤ القيس:
و قد أغتدِي و معي القَانِصانِ و كلٌّ بمَرْبَأةٍ مُقْتَفِرْ «3»
و أنا أربأ بك عن هذا الأمر، أي أرتفِع «4» بك عنه. و ذكر ابن دريد:
لفُلانٍ علي فُلانٍ رَبَاء، ممدود، أي طوْلٌ «5». قال أبو زيد: رَابَأْتُ الأمرَ مُرابأةً، أي حَذِرْتُه و اتَّقَيْتُه. و هو من الباب، كأنّه يرقُبه. قال ابن السِّكِّيت:
ما ربأتُ رَبْ‌ءَ فُلانٍ، أي ما علِمتُ به. كأنّه يقول: ما رقَبته. و منه: فعل فِعلًا ما ربأتُ به، أي ما ظننتُه.
و اللّه أعلم بالصواب.
______________________________
(1) في اللسان: «و أصله من الواو، و إنما ثني بالياء للإمالة السائغة فيه من أجل الكسرة»
(2) البيت في المجمل و اللسان (ربا).
(3) ديوان امرئ القيس 10. و المقتفر: المتتبع الآثار.
(4) في الأصل: «أرفع».
(5) في الجمهرة (3: 203): «اي طول و عنو». و الطول، بالفْتح، كما ضبط بالأصل:
الفصل. و ضبط في المجمل بالضم، و ليس بشئ. و زاد في المجمل بعده: «و هو مردود».
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 485‌

باب الراء و التاء و ما يثلثهما

رتج

الراء و التاء و الجيم أصلٌ واحد، و هو يدلُّ علي إغلاقٍ و ضِيق. من ذلك أُرْتِجَ علي فُلانٍ في منطقه، و ذلك إِذا انغلق عليه الكلامُ.
و هو من أرتَجْتُ البابَ، أي أغلقتُه. يقال رَتِجَ الرّجل في منطقه رَتَجاً.
و الرِّتاج: البابُ الغُلُق «1». كذا قال الخليل. و
روي في الحديث: «مَن جَعَل مالَهُ في رِتَاج الكعبة»
، قالوا: هو البابُ، و لم يُرِد البابَ بعينه، لكنّه أراد أنّه جعل مالَه هَدْياً للكعبة، يريد النَّذْر. [قال «2»]:
إذا أحْلَفُوني في عُليّةَ أُجْنِحَتْ يَميني إلي شَطْر الرِّتاجِ المضبَّبِ «3»
قال الأصمعيّ: أرْتَجَتِ النّاقة، إذا أَغلقت رحمَها علي الماء. و أرْتَجَت الدّجاجة، إذا امتلأ بطنُها بيضا. و يقال إنّ المَرَاتج الطُّرقُ الضيِّقة. و الرَّتائج:
الصخور المتراصِفة «4».
______________________________
(1) الغلق بضمتين، كما في اللسان: و القاموس: «المغلق، و باللفظ الأخير وردت في المجمل.
و ضبطت في الأصل بفتحتين خطأ. قال في اللسان: «و باب غلق: مغلق، و هو فعل بمعني مفعول، مثل فارورة و باب فتح، أي واسع ضخم؛ و جذع قطل».
(2) هذه من المحمل.
(3) أحنحت: أصلت. و في الأصل: «أحجنت» صوابه في المجمل و اللسان (رتج).
(4) زاد في المجمل: «الواحدة رناجة». و قد أورد في اللسان «الرتاجة» و فسرها بأنها «كل شعب ضيق كأنما أغلق من ضيقه». و في القاموس: «و الرتائج: الصخور، مع رتاحة».
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 486‌

رتخ

الراء و التاء و الخاء ليس بشي‌ء. علي أنَّهم يقولون: رَتّخَ العجينُ رَتْخاً، إذا رَقَّ. و كذلك الطِّين.

رتع

الراء و التاء و العين كلمةٌ واحدة؛ و هي تدلُّ علي الاتّساع في المأكل. تقول: رَتَعَ يَرْتَع، إذا أكل ما شاء، و لا يكون ذلك إلّا في الخِصب.
و المراتِع: مواضع الرَّتْعَة، و هذه المنزلة يستقرُّ فيها الإنسان «1».

رتب

… «2».
و من هذا الباب قولهم: أَمْر تُرْتَبٌ؛ كأنه تُفْعَل، من رَتَبَ إذا دامَ.
و الرَّتَب: الشدّة و النَّصَب. قال ذو الرُّمَّة:
* ما في عيشه رَتَبُ «3» *
و الرَّتَب: ما أشْرَف من الأرض كالدَّرَج. تقول: رَتَبَةٌ و رَتَبٌ، كقولك دَرَجة و دَرَج. فأمّا قولهم في الرَّتَب، إنّه ما بين السَّبَّابة و الوسطي، فمسموع، إلّا أنّه و ما أشبهه ليس من مَحْض اللغة.
______________________________
(1) كذا وردت هذه المادة. و في الكلام بعدها سقط بلا ريب. و قد أورد في المجمل مواد كثيرة بين هذه المادة و تاليتها، و هي (رتق، رتك، رتل، رتم، رتوأ).
(2) أول هذه المادة ساقط من الأصل. و أولها في المجمل: «رتب إذا استقر و دام و أمر ترتب: دائم ثابت».
(3) البيت بتمامه كما في الديوان 17 و اللسان (رتب):
لقيظ الرمل حتي هر خلفته تروح البرد ما في عيشه رتب
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 487‌

باب الراء و الثاء و ما يثلثهما

رثد

الراء و الثاء و الدال أصلٌ واحدٌ يدلُّ علي نَضْدٍ و جَمع.
يقال منه رَثَدْتُ المتاعَ، إذا نَضَدْتَ بعضَه علي بعض. و المتاعُ المنضود رَثد و بذلك سُمِّي الرجل مَرْثداً. و متاع رثِيدٌ و مرثود. و هو قوله:
فتَذَكَّرَا ثَقَلًا رثِيداً بَعْدَما ألقتْ ذُكاءُ يمينَها في كافِرِ «1»
و حكَي الكسائيُّ: أرثَدَ الرّجُل بالأرض كذا، أي أقامَ، و يقال: إنَّ المَرْثَدَ الكريمُ من الرِّجال «2». فأمّا قولُ القائل: إنَّ الرّثَد ضَعَفة الناس فذلك بمعني التَّشبيه، كأنَّهم شُبِّهوا بالمتاع الذي يُنضَد بعضُه فوق بعض. يقولون: تركْنا علي الماء رَثَداً ما يُطِيقون تَحَمُّلًا «3». و الرَّثَد «4» أيضاً: ما يتلبّد من الثُّري.
يقال: احتفر القومُ حتَّي أرثَدُوا، أي بلغوا ذلك.

رثع

الراء و الثاء و العين أصلٌ صحيحٌ يدلُّ علي جَشَعَ و طَمَع.
كذا قال الخليل: إنّ الرّثَع الطَّمَع و الحِرْص. قال الكسائيّ: رجلٌ راثِع، و هو الذي يرضَي من العطيّة بالطَّنيف و يُخادِنُ أخدانَ السَّوء. يقال رثِع رثَعاً.
______________________________
(1) البيت لثعلبة بن صعير المازني، من قصيدة في المفضليات (1: 126- 129). و أنشده في اللسان (رثد) بهذه الرواية أيضاً. و في المفضليات: «فتذكرت».
(2) في القاموس: «و كمسكن: الرجل الكريم». و لم تذكر في اللسان.
(3) و كذا في اللسان. لكن في المجمل: «لا يطيقون محملا».
(4) في الأصل: «وارثد». و لم أجد هذه الكلمة بهذا المعني في غير المقاييس.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 488‌

رثم

الراء و الثاء و الميم أُصَيْلٌ يدلُّ علي لَطْخ شي‌ءِ بشي‌ء. يقال:
رثَمَت المرأة أنْفَها بالطِّيب: طَلَتْه. قال:
* شَمّاءَ مارِنُها بالمِسك مَرثُومُ «1» *
و من هذا الباب: رُثِم أنفُه، و ذلك إذا ضُرِب حتَّي يسيل دمُه. و من الباب الرّثَم: بياضٌ في جَحْفلة الفَرَس العُلْيا. و هي الرُّثْمَة. و هو القياس؛ كأن الجحفلة قد رُثِمَت ببياض.

رثن

الراء و الثاء و النون ليس بشي‌ءٍ. و ربما قالوا: أرضٌ مرثونةٌ.
الرّثن، و هو ممّا زَعَموا: شِبْه الرَّذَاذ.

رثي

الراء و الثاء و الحرف المعتل أُصَيْلٌ علي رِقّة و إشفاق. يقال رثَيْتُ لفُلان: رقَقْتُ. و من الباب قولُهم رَثَي الميِّت بشعرٍ. و من العرب من يقول: رَثَأْت. و ليس بالأصل. و من الباب الرَّثيَة: وجعٌ في المَفاصل.
فأمّا المهموز فهو أيضاً أُصَيْلٌ يدلُّ علي اختلاطٍ. يقال أَرْثَأَ اللَّبَن: خَثُر.
و الاسم الرّثِيثة. قالوا في أمثالهم: «إِنَّ الرَّثِيئة مما يُطفِئُ الغَضَبَ». قال أبو زيد:
يقال ارْتَثأَ عليهم أمْرُهُم: اختَلَط. و منه الرثيئة. و يقال: أَرتَثَأَ في رأيه، أي خَلَط. و هم يَرْثَوُّون رَثْأَ. و يقال الرَّثِيثة أن يخلط اللبن الحامض بالحُلْو «2».
و اللّٰه أعلم بالصواب.
______________________________
(1) البيت لذي الرمة في ديوانه 572 و اللسان (رثم). و صدره:
* تثي النقاب علي عرنين أرنبة*
(2) في الأصل: «الحلة»، صوابه من المجمل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 489‌

باب الراء و الجيم و ما يثلثهما

رجح

الراء و الجيم و الحاء أصلٌ واحدٌ، يدلُّ علي رَزَانةٍ و زِيادة.
يقال: رَجحَ الشي‌ء، و هو راجح، إذا رَزَن، و هو من الرُّجْحان، فأمّا الأُرْجُوحة فقد ذُكِرَتْ في مكانها «1». و يقال أرجَحْتُ، إذا أَعْطَيتَ راجحاً. و
في الحديث:
«زنْ وَ أرجح»
. و تقول: ناوَأْنَا قَوْماً فرجَحْناهم، أي كُنَّا أرزَنَ منهم. و قومٌ مَراجيحُ في الحِلْم؛ الواحد مِرجاحٌ. و يقال: إنّ الأراجِيح الإبلُ؛ لاهتزازها في رَتَكانِها إذا مَشَتْ. و هو من الباب؛ لأنها تترجّح و تترجّح أحمالُها. و ذكر بعضُهم أنّ الرَّجَاحَ المرأةُ العظيمة العَجُز: و أنشد:
* و مِن هَوَايَ الرُّجُح الأثَائثُ «2» *

رجز

الراء و الجيم و الزاء أصلٌ يدلُّ علي اصطرابٍ. من ذلك الرَّجَزُ: داءٌ يصيبُ الإبلَ في أعجازِها، فإذا ثارت النّاقةُ ارتعشَتْ فَخِذاها.
و من هذا اشتقاق الرَّجَزِ من الشِّعر؛ لأنه مقطوعٌ مضطرب «3». و الرِّجازة:
كِساءٌ يُجْعَل فيه أحجارٌ [تعلُّق «4»] بأحد جانِبَي الهَودج إذا مالَ؛ و هوَ يَضطَرِبُ.
و الرِّجَازة أيضاً: صوفٌ يعلّق علي الهَودج يُزَيَّن به. فأما الرِّجْز الذي هو العذاب،
______________________________
(1) كذا في الأصل. و لعل كلمة «ذكرت» محرفة.
(2) البيت لرؤبة. ديوانه 29 و اللسان (أثث، وعث، رجح). و قد سبق إشاده في (أث).
(3) في المجمل. «و ذكر ناس أن الخليل كان ينكر أن يكون شعرا». و انظر تحقيق هذا الرأي في اللسان (رجز).
(4) التكملة من المجمل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 490
و الذي هو الصَّنَم، في قوله جلّ ثناؤه: وَ الرُّجْزَ فَاهْجُرْ فذاك من باب الإبدال؛ لأن أصلَه السّينُ؛ و قد ذُكِر.

رجس

الراء و الجيم و السين أصلٌ يدلُّ* علي اختلاطٍ. يقال هُمْ في مَرْجُوسَةٍ مِن أمرِهم، أي اختِلاط. و الرَّجْس: صوت الرَّعد، و ذلك أنه يتردَّد. و كذلك هَدِيرُ البعيرِ رَجْسٌ. و سَحابٌ رَجّاسٌ، و بعيرٌ رَجّاس. و حكي ابنُ الأعرابيِّ: هذا رَاجِسٌ حَسَنٌ، أي راعِدٌ حسَن. و من الباب الرِّجْس:
القَذَر؛ لأنّه لَطْخٌ و خَلْط.

رجع

الراء و الجيم و العين أصلٌ كبيرٌ مطّرد مُنْقاس، يدلُّ علي رَدّ و تَكرار. تقول: رَجَع يرجِع رُجوعاً، إذا عادَ. و رَاجَعَ الرّجُل امرأتَه، و هي الرَّجْعَة و الرِّجْعَةُ. و الرُّجْعَي: الرجوع. و الرَّاجعة: الناقة تُباع و يُشتَري بثمنها مِثلُها، و الثانية هي الراجعة. و قد ارتُجِعَتْ. و
في الحديث: «أنّ النبي صلي اللّٰه عليه و آله و سلم رأي في إبلِ الصَّدقةِ ناقةً كَوْماءَ، فسَأل عنها فقال المُصَدِّق: إنِّي ارتَجعتُها بإِبلٍ»
. و الاسمُ مِن ذلك الرِّجْعة. قال:
جُرْدٌ جِلادٌ مُعَطَّفَات علي الْ أوْرَقِ لا رِجْعَةٌ و لا جَلَبُ «1»
و تقول: أعطيتُه كذا ثمَّ ارتجعتُه أيضاً صحيح بمعناه. قال الشاعر «2»:
نُفِضَتْ بك الأحلاسُ نَفْضَ إقامةٍ و استَرْجَعَتْ نُزّاعَها الأمصارُ
و امرأةٌ راجع: ماتَ زوجُها فرجَعت إلي أهلها. و الترجيع في الصوت:
ترديدُه. و الرَّجْع: رَجْع الدّابةِ يدَيْها في السَّير. و المرجوع: ما يُرجَع إليه من الشي‌ء. و المرجوع، جواب الرِّسالة. قال حُمَيد:
______________________________
(1) البيت للكميت يصف الأثافي. انظر الهاشميات 56 و اللسان (رجع 476).
(2) هو مسلم بن الوليد. ديوانه 238 و البيان (3: 141، 260).
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 491
و لو أنَّ رَبْعاً رَدَّ رَجْعاً لسائلٍ أشار إِليَّ الرَّبْعُ أو لَتَكَلما «1»
و أرْجَعَ الرَّجلُ يده في كِنانته، ليأخُذ سهماً. و هو قولُ الهُذَليّ «2»:
* فَعَيَّثَ في الكِنانة يُرْجِع «3» *
و الرجاع: رُجوع الطَّير بعد قِطاعِها. و الرَّجيع: الجِرَّة؛ لأنه يُرَدَّد مضْغُها.
قال الأعشي:
و فلاةٍ كأنّها ظَهرُ تُرْسٍ ليس إلا الرَّجِيعَ فيها عَلَاقُ «4»
و الرَّجِيع من الدوابّ: ما رجَعْتَه من سفرٍ إلي سَفَر. و أَرجَعَتِ الإبلُ، إذا كانت مَهَازِيلَ فسَمِنَتْ و حَسُنَتْ حالهُا، و ذلك رُجوعُها إلي حالِها الأولَي. فأمّا الرَّجْع [ف] الغيثُ، و هو المطرُ في قوله جلّ و عزّ: وَ السَّمٰاءِ ذٰاتِ الرَّجْعِ، و ذلك أنها تَغِيت و تصُب ثم تَرجِع فتَغِيث. و قال:
و جاءت سِلْتمٌ لا رَجْعَ فيها و لا صَدْعٌ فتَحْتلِبَ الرِّعاءُ «5»

رجف

الراء و الجيم و الفاء أصلٌ يدلُّ علي اضطرابٍ. يقال رجَفَتِ الأرْضُ و القَلبُ. و البَحْرُ رَجّافٌ لاضطرابه. و أَرْجَفَ الناسُ في الشي‌ء، إِذا خاضوا فيه و اضطَرَبُوا.
______________________________
(1) في الأصل: «لت كلما» تحريف. و في ديوانه المخطوط بتحقيق العلامة الميمي؟؟؟:
«أو لتفهما».
(2) هو أبو ذؤيب الهذلي. ديوانه 9 و المفضليات (2: 225) و اللسان (رجع 487).
(3) انظر (عيث). و البيت بتمامه كما في المراجع المتقدمة:
فبدا له أقراب هذا رائغا عجلا فعيث في الكنانة يرجع
(4) ديوان الأعشي 141 و اللسان (رجع، علق). و سيعيده في (علق)
(5) السلتم، كزبرج: الداهة و السنة الصعبة. و في الأصل: «سليم» صواب إنشاده من اللساق (رجع، سلتم). و في الأصل أيضاً: «فينجر الرعاء»، و أثبت في اللسان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 492‌

رجل

الراء و الجيم و اللام مُعظم بابِه يدلُّ علي العُضو الذي هو رِجْلُ كلِّ ذي رِجْل. و يكون بعد ذاك كلماتٌ تِشذُّ عنه. فمعظم الباب الرِّجل:
رِجْلُ الإنسانِ و غيره. و الرَّجْل: الرَّجّالة. و إنما سُمُّوا رَجْلًا لأنهم يمشون علي أرجْلِهم، و الرُّجَّال و الرُّجَالَي: الرِّجَال. و الرَّجْلانُ: الراجِل، و الجماعة رَجْلي. قال:
عَليَّ إذا لاقَيْت لَيْلَي بخَلْوَةٍ زِيارَةُ بيتِ اللّٰه رَجْلَانَ حافيا «1»
رَجَلْتُ الشَّاةَ: عَلَّقْتُها برجلها. و يقال: كان ذاك علي رِجْلِ فُلانٍ، أي في زمانِه. و الأرجَل من الدوابَّ: الذي ابيضَّ أحَدُ رِجْليه مع سوادِ سائرِ قوائمه؛ و هو يُكْرَه «2». و الأرجَلُ: العظيْم الرِّجْل. و رجلٌ رَجِيلٌ و ذُو رُجْلَةٍ، أي قويٌّ علي المَشْي. و رَجِلْتُ أَرْجَل رَجَلًا. و تَرَجَّلْتُ في البئر «3»، إِذا نزَلْتَ فيها من غير أن تُدَلَّي. و ارتَجَلَ الفَرَسُ ارتجالًا، إذا خَلَط العَنَق بالهَمْلَجةِ «4». و أرْجَلْتُ الفصيلَ: تركْتُه يمشِي مع أمِّه، يرضَع متي شاء. و يقال راجِلٌ بَيِّن الرُّجْلَة.
و ارتَجَلْتُ الرَّجلَ: أَخذْت برِجْله. قال الخليل: رِجْل القَوس: سِيَتُها العُليا و رِجلُ الطائر: ضربٌ من المِيسم. و رِجْلُ الغُرابِ: ضَربٌ من صَرِّ أخْلاف النُّوق. و حَرَّةٌ رَجْلاء: يصعُب المشْيُ فيها. و هذا كلُّه يرجِع إِلي الباب الذي ذكرناه.
______________________________
(1) أنشده في اللسان (رجل 284) بدون نسبة أيضاً برواية: «أن ازدار بيت اللّه».
(2) في اللسان: «و يكره إلا أن يكون به وضح غيره».
(3) يقال أيضاً: «ترجل البئر». انظر القاموس و اللسان (رجل 288).
(4) في الأصل: «بالهمجلة»، تحريف». و الهملجة: السير في سرعة و بخترة.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 493
و مما شذّ عن ذاك «1» الرّجَل: الواحد من الرِّجال، و ربما قالوا للمرأة الرَّجُلَة «2».
و مما شدّ عن الأصل أيضاً الرِّجْلة، هي التي يقال لها البَقْلة الحَمْقاء. قالوا: و إنما سُمِّيت الحمقاءَ لأنها لا تنبت إلا في مَسيلِ ماء. و قال قومٌ: بل الرِّجَل «3» مَسايِلُ الماء، واحدتها رِجْلَة.
فأما قولهم: تَرجّل النهار، إذا ارتفع، فهو من الباب الأوَّل، كأنه استعارة، أي إنه قام علي رجْله. و كذلك رَجَّلْت الشَّعْرَ، هو من هذا، كأنه قُوِّي. و المِرْجَلُ مشتقٌّ من هذا أيضاً؛ لأنه إذا نُصِب فكأنه أقيم علي رِجْلٍ.
و مما شذ عن هذه الأصول ما رواه الأُمَويّ، قال: إذا ولدتِ الغَنَم بعضُها بعد بعض قالوا: ولَّدْتُها الرُّجَيْلَاء «4».

رجم

الراء و الجيم و الميم أصلٌ واحدٌ يرجِع إلي وجهٍ واحد، و هي [الرَّمْي ب] الحجارة، ثم يستعار ذلك. من ذلك الرِّجام، و هي الحجارة. يقال رُجم فلانٌ، إذا ضُرِب بالحجارة. و قال أبو عُبيدة و غيرُه: الرِّجام: خجَرٌ يشَدُّ في طرف الحَبْل، ثم يدَلَّي في البئر، فَتُخَضْخَضُ الحمأةُ حتي تَثُور ثم يُسْتَقَي ذلك الماء فتُسْتَنْقَي البِئر «5». و الرُّجْمَة: القبر، و يقال هي الحجارة التي تجمع علي القَبر ليُسَنم.
و
في الحديث: «لا تُرَجِّمُوا قَبْري»
، أي لا تجعلوا عليه الحجارةَ، دَعُوه مستوِياً.
______________________________
(1) في الأصل: «و بعد ذاك».
(2) من شواهده قوله:
خرقوا جيب فتاتهم لم يبالوا حرمة الرجله
(3) الرجل، كعنب، كما نص في القاموس. و قيدت بأنها مسايل الماء من الحرة إلي السهل.
(4) انظر اللسان (رجل 287).
(5) في الأصل: «فتستقي البئر»، صوابه في المجمل و اللسان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 494
و قال بعضُهم: الرّجام حجرٌ يشَدُّ بطَرَف عَرْقُوَةِ الدّلو، ليكون أسرَعَ لانحدارها.
و الذي يستعار من هذا قولُهم: رَجَمْتُ فلاناً بالكلام، إذا شَتَمْتَه. و ذُكِر في تفسير ما حكاه عزّ و جلّ في قصة إبراهيم عليه السلام: لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ أي لأشتُمنَّك؛ و كأنه إذا شتَمه فقد رجَمَه بالكلام، أي ضرَبَه به، كما يُرجَم الإنسان بالحجارة. و قال قوم: لَأَرْجُمَنَّكَ: لأقتُلنّك. و المعني قريبٌ من الأول.

رجن

الراء و الجيم و النون أصلان: أحدهما المُقَام، و الآخر الاختلاط.
فالأول قولهم: رَجَنَ بالمكان رُجُوناً: أقام. و الرَّاجِن: الآلِف من الطَّير و غيره.
و الثاني قولهم ارْتَجَنَ أمْرُهم: اختلَط. و هو من قولهم ارْتَجَنَتِ الزّبدة، إذا فسَدتْ في المَخْض.

رجي

الراء و الجيم و الحرف المعتلّ أصلان متباينان، يدلُّ أحدُهما علي الأمَل، و الآخَر علي ناحية الشي‌ء
فالأول الرَّجاءِ، و هو الأمل. يقال رجَوت الأمْرَ أرجْوه رجاءً. ثم يتَسع في ذلك، فربما عُبِّر عن الخوف بالرَّجاء. قال اللّٰه تعالي: مٰا لَكُمْ لٰا تَرْجُونَ لِلّٰهِ وَقٰاراً أي لا تخافون له عَظَمَةً. و ناسٌ يقولون: ما أرجو، أي ما أبالي. و فسَّروا الآية علي هذا، و ذكروا قول القائل:
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 495
إذا لَسَعَته النحلُ لم يَرْجُ لَسْعَها و خالَفَها في بيت نَوبٍ عَوَامِلِ «1»
قالوا: معناه لم يكترِثْ. و يقال للفرَس إذا دنا نِتاجها: قد أرْجَتْ تُرْجِي إرجاءً
و أمَّا الآخَر فالرَّجَا، مقصور: النَّاحية من البئر؛ و كل ناحيةٍ رَجاً. قال اللّٰه جلّ جلاله: وَ الْمَلَكُ عَليٰ أَرْجٰائِهٰا. و التثنيةُ الرَّجَوَانِ. قال:
فلا يُرْمَي بيَ الرَّجَوَانِ إنِّي أقَلُّ الناس مَن يُغني غَنَائِي «2»
و أما المهموز فإِنّه يدلُّ علي التأخير. يقال أرجأْتُ الشي‌ءَ: أخّرته. قال اللّٰه جلّ ثناؤُه: تُرْجِي مَنْ تَشٰاءُ مِنْهُنَّ؛ و منه سمِّيت المُرْجئة.
قال الشيبانيّ: أَرْجَأَتْ «3»

رجب

الراء و الجيم و الباء أصلٌ يدلُّ علي دَعْم شي‌ءِ بشي‌ءِ و تقويتِه.
من ذلك الترجِيب، و هو أن تُدْعَم الشجرةُ إذا كثُر حملُها، لئلا تنكسِر أغصانُها.
و من ذلك
حديثُ الأنصاريّ «4»: «أنا جُذَيْلُها المُحَكَّك، و عُذَيْقُها المرجَّب «5»»
يريد أنه يُعوَّل علي رأيه كما تعوِّلُ النَّخلةُ علي الرُّجْبة التي عُمِدَتْ بها
و من هذا الباب: رجَّبْتُ الشي‌ء، أي عظّمته. كأنك جعلته عُمدةً تعمِده لأمرك، يقال إنّه لمُرَجِّب. و الذي حكاه الشيبانيُ يقرُب من هذا؛ قال: الرَّجْبُ: الهَيْبَة.
______________________________
(1) البيت لأبي ذؤيب الهذلي في ديوانه 143 و اللسان (عسل). و صواب روايته: «عواسل» كما في اللسان و الديوان. و أنشد في المجمل صدره فقط. و يروي: «و حالفها» بالحاء المهملة.
(2) في اللسان (رجا 24): «من يغني مكاني».
(3) كذا وردت هذه العمارة، و حقها أن توضع بعد قوله «ترجي إرجاء» س 3 من هذه الصفحة. و في المجمل: «و يقال للناقة أو الفرس إذا دنا نتاجها قد أرجت إرجاء. قال الشيباني:
«هو أرجأت».
(4) هو الحباب بن المنذر انظر اللسان و الإصابة 1547.
(5) في الأصل: «المجرب»، تحريف.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 496
يقال رَجَبْتُ الأمر، إذا هِبْتَه. و أصل هذا ما ذكرناه من التّعظيم، و التّعظيم يرجع* إلي ما ذكرناه من السّيد المعظّم، كأنه المعتمد و المعوَّل. و الكلام يتفرَّع بعضُه من بعضٍ كما قد شرحناه. و من الباب رَجَبٌ، لأنَّهم كانوا يعظِّمونه؛ و قد عظَّمَتْه الشّريعة أيضاً. فإذا ضمُّوا إليه شعبانَ قالوا رجَبانِ.
و من الذي شذَّ عن اللباب الأرْجاب: الأمْعاء. و يقال: إنّه لا واحدّ لها من لفظها. فأما الرّواجب فمفاصل الأضابع، و يقال: بل الرّاجبة ما بين البُرْجُمتين من السُّلامَي بين المَفْصِلَين.

رجد

الراء و الجيم و الدال ذكرت فيه كلمةٌ. قالوا: الإرجاد:
الإرعاد.

باب الراء و الحاء و ما يثلثهما

رحض

الراء و الحاء و الضاد أصلٌ يدلّ علي غَسْل الشي‌ء.
يقال رحَضْتُ الثَّوبَ، إذا غسَلْتَه. قال:
مَهَامِهُ أَشْباهٌ كأنَّ سَرابَها مُلاءٌ بأيدي الغاسِلات رحيضُ «1»
و يقال للمغْتَسَل «2» المِرحاض. فأما عَرَقُ الحمَّي فإِنَّه يسمّي الرُّحَضاء؛ و هو ذاك القياس، كأنّها رحضَتِ الجسمِ، أي غَسَلْتَه.
______________________________
(1) البيت للعديل بن الفرخ العجلي من أبيات ثلاثة في حماسة ابن الشجري 199، و الأغاني (20: 18)، و الكامل 287، و الشعراء لابن قتيبة. و قبله:
أخوف بالحجاج حتي كأنما يحرك عظم في الفؤاد مهيض
و دون يد الحجاج من أن تنالني بساط لأيدي الناعجات عريض
و في الأصل: «بأيدي الغانيات»، صوابه من المصادر المتقدمة.
(2) في الأصل: «للمفتل»، صوابه في المجمل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 497‌

رحق

الراء و الحاء و القاف كلمةٌ واحدة. و هي الرَّحيق: اسمٌ من أسماء الخمر، و يقال هي أفضَلُها.

رحل

الراء و الحاء و اللام أصلٌ واحدٌ يدلُّ علي مُضيٍّ في سفَر.
يقال: رَحَل يَرْحَل رِحْلَة. و جملٌ رحِيل: ذو رِحْلة «1»، إذا كان قويًّا علي الرِّحلة. و الرِّحلة: الارتحال. فأمّا الرَّحْل في قولك: هذا رَحْلُ الرّجلِ، لِمَنزِلهِ و مأواهُ، فهو من هذا، لأنّ ذلك إنّما يقال في السَّفَر لأسبابه التي إذا سافر كانت معه، يرتحل بها و إليها عند النزول. هذا هو الأصل، ثمَّ قيل لمأوَي الرّجل في حَضَرِه هو رحْلُه. فأمّا قولهم لِما ابيضَّ ظَهرُه من الدوابّ: أرحَلُ، فهو من هذا أيضاً؛ لأنّه يُشبَّه بالدابة التي علي ظهرها رِحالة. و الرِّحالة: السَّرج. و يقال في الاستعارة إن فلاناً يَرْحَلُ فُلاناً بما يكره «2». و المُرَحَّل: ضَربٌ من بُرود اليمن؛ و تكون عليه صُوَرُ الرِّحال. و يقال أرْحَلَت الإبلُ: سَمِنت بعد هُزالٍ فأطاقَت الرِّحْلة.
و الرِّحال: الطّنَافس الحِيرِيّة. قال:
* نَشَرَتْ عليه بُرودَها و رِحالَها «3» *
و الرَّاحلة: المَرْكَب من الإبل، ذكراً كان أو أنثي. و يقال رَاحَلَ فلانٌ فلاناً إذا عاوَنَه علي رِحْلته. و رَحَّله، إذا أظْعَنَه مِن مكانه. و أرْحَلَه: أعطاه
______________________________
(1) الرحلة بالضم و الكسر: القوة علي السير.
(2) زاد في المجمل: «إذا آذاه». و في اللسان: «أي يركبه».
(3) البيت للأعشي في ديوانه 23 و اللسان (رحل 295). و صدره:
* و مصاب غادية كأن تجارها*
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 498
راحِلة. و رجل مُرْحِل: كثير الرّواحِل. و يقولون في القَذْف: «يا ابنَ مُلْقَي أرحُلِ الرُّكْبان»، يشيرون به إلي أمْرٍ قبيح.

رحم

الراء و الحاء و الميم أصلٌ واحدٌ يدلُّ علي الرقّة و العطف و الرأفة. يقال من ذلك رَحِمَه يَرْحَمُه، إذا رَقَّ له و تعطَّفَ عليه. و الرُّحْمُ و المَرْحَمَة و الرَّحْمَة بمعنًي. و الرَّحِم: عَلاقة القرابة، ثم سمِّيت رَحِمُ الأنثي رَحِماً من هذا، لأنّ منها ما يكون ما يُرْحَمُ وَ يُرَقّ له مِن ولد. و يقال شاةٌ رَحُومٌ «1»، إذا اشتكَتْ رِحمَها بعد النِّتاج؛ و قد رَحَمت رَحَامَة، و رُحِمَت رَحْما «2». و قال الأصمعيّ:
كان أبو عمرو بن العلاء يُنشد بيتَ زُهير:
و مَن ضرِيبته التّقوَي و يَعصِمُه مِن سيِّئ العَثَرات اللّٰهُ و الرُّحُمُ «3»
قال: و لم أسمَعْ هذا الحرفَ إلّا في هذا البيت. و كان يقرأ: و أقرب رُحُما «4» و كأن أبا عمرٍو ذهب إلي أنّ الرُّحُمَ الرَّحْمة. و يقال إنّ مكّة كانت تسمَّي أمَّ رُحْم «5».

رحي

الراء و الحاء و الحرف المعتلُّ أصلٌ واحد، و هي الرَّحَي الدائرة. ثم يتفرّع منها ما يقاربُها في المعني. من ذلك رَحَي الحرب، و هي حَوْمَتُها.
و الرَّحي: رَحَي السَّحاب، و هو مُسْتَدَارُهُ. و رَحَي القوم: سيِّدهم. و سمي بذلك
______________________________
(1) و يقال كذلك للمرأة و الناقة و العنز.
(2) و كذينك: رحمت رحما، كتعبت تعبا.
(3) ديوان زهير 162 و اللسان (رحم 123).
(4) انظر اللسان (رحم 132).
(5) نص في اللسان و القاموس و معجم البلدان أنها بضم الراء. لكن في المجمل: «أم رحموأ رحم» بكسر الراء أولا و ضمها ثانياً.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 499
لأنَّ مَدارَهم عليه. و الرَّحَي: سَعْدانة البعير «1»؛ لأنّها مستديرة. قال:
* رَحَي حَيزُومِها كرَحَي الطَّحينِ «2» *
قال الخليل: الرَّحَي و الرَّحَيانِ. و* ثلاثُ أَرْحٍ «3». و الأرحاء، الكثيرة.
و الأَرْحِيَة كأنه جمع الجمع. و الأرحاء: الأضراس. و هذا علي التشبيه، أي كأنها تطحَن الطّعام. و يقال علي التشبيه أيضاً للقِطعة من الأرض الناشِزَة علي ما حولَها مثل النَّجَفة رَحيً «4». و ناسٌ من أهل اللُّغة يقولون: رَحًي و رحَوَان. قالوا: و العرب تقول رحَتِ الحيَّة تَرْحُو، إِذا استدارت.

رحب

الراء و الحاء و الباء أصلٌ واحدٌ مطّرد، يدلُّ علي السّعَة.
من ذلك الرُّحْب. و مكانٌ رَحْبٌ. و قولهم في الدعاء: مَرْحَباً: أَتيتَ سَعةً.
و الرُّحْبَي: أعرض الأضلاع في الصَّدر. و الرَّحِيب: الاكُول؛ و ذلك [لسَعةِ] جوفِه. و يقال رَحُبَت الدّارُ، و أَرْحَبَت. و في كتاب الخليل: قال نصر ابنُ سيَّار: «أَرَحُبَكُمُ الدُّخولُ في طاعة الكِرمانيّ «5»»، أي أَوَسِعَكُمْ؟ قال:
و هي كلمةٌ شاذّة علي فَعُل مجاوِزاً «6». و الرَّحْبة: الأرضُ المِحلالُ المِئْنات «7».
و يقال للخيل: «أَرْحِبِي» أي توسَّعي.
______________________________
(1) سعدانة البعير: كركرته.
(2) للشماخ. و صدره كما في ديوانه 92 و اللسان (رحا):
* فنعم المعتري ركدت إليه*
(3) الرحي مؤنثة. و في الأصل و المجمل: «و ثلاثة أرح»، صوابه ما أثبت.
(4) النجفة، بالتحريك: أرض مستديرة مشرفة.
(5) تكلم صاحب اللسان في تعدية هذا الفعل مع كونه علي (فعل) و هو وزن من أوزان اللزوم، ثم ذكر أن الأزهري قال إن نصرا ليس بحجة.
(6) مجاوزاً، أي متعدياً. و عبارته هنا مطابقة لعبارة المجمل.
(7) في الأصل: «المناث»، صوابه في المجمل و اللسان. و في اللسان: «و أرض مئناث و أنيثة:
سهلة منبتة خليقة بالنبات ليست بغليظة».
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 500‌

باب الراء و الخاء و ما يثلثهما

رخص

الراء و الخاء و الصاد أصلٌ يدلُّ علي لِينٍ و خلافِ شِدة من ذلك اللّحْمُ الرَّخْص، هو الناعم. و من ذلك الرُّخْص: خِلاف الغَلاء.
و الرُّخْصَة في الأمر: خلافِ التَّشْديد. و
في الحديث: «إنَّ اللّٰه جلّ ثناؤه يحبُّ أن يؤخذ برُخَصِهِ كما يحبُّ أن تُؤتَي عزائِمهُ»

رخف

الراء و الخاء و الفاء أُصَيلٌ يدلُّ علي رَخاوةٍ و لِين. فيقال:
إن الرَّخْفَة: الزُّبدة الرَّقيقة. و يقال أرْخَفْتُ العَجين، إذا كثَّرْتَ ماءَه حتَّي يَستَرخِيَ. و يقال منه رَخَف يَرْخُف. و يقولون صار الماءِ رُخْفةً، أي طيناً رقيقاً. و الرَّخْفة: حجارةٌ خِفافٌ جُوفٌ.

رخل

الراء و الخاء و اللام كلمةٌ واحدة، و هي الرّخل «1»: الأُنثي من أولاد الضَّأنِ، و الذّكرُ حَمَلٌ، و يجمع الرخل رخالا.

رخم

الراء و الخاء و الميم أصلٌ يدلُّ علي رقّةٍ و إشْفاق. يقال ألْقَي فلانٌ علي فلانٍ رَخْمَتَه، و ذلك إذا أظهَرَ إشفاقاً عليه ورقَّة له. و من ذلك الكلام الرَّخيم، هو الرقيق. قال امرؤ القيس:
رَخِيمُ الكلامِ قَطِيع القِيا مِ تفتَرُّ عن ذي غَروبٍ خَصِرْ «2»
______________________________
(1) الرخل، بالكسر و ككتف.
(2) كلمة «ذي» ليست في الأصل. و إثباتها من الديوان 8. و فيه:
«فتور القيام قطيع الكلام»
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 501
و الرَّخَمَة: الطائر الذي يقال له الأنوق، يقال سمِّي بذلك لرَخْمتِه علي بَيضَتِه، يقال إنّه لم يُرَ له بيضٌ قطّ. و هو الذي أراده الكميت بقوله:
و ذات اسمَيْنِ و الألوانُ شَتَّي تُحمَّقُ و هي بَيِّنة الحَويلِ «1»
و من هذا الباب قول أهل العربية: «الترخيم»، و ذلك إسقاط شي‌ءِ من آخر الاسم في النِّداء، كقولهم: يا مالك، يا مالِ؛ و يا حارث، يا حارِ. كأنّ الاسمَ لما ألقي منه ذلك رَقّ. قال زُهير:
يا حارِ لا أُرْمَيَنْ منكم بداهيةٍ لم يَلْقَهَا سُوقَةٌ قبلي و لا مَلِكُ «2»
و مما شذّ عن هذا الأصل قولُهم: شاةٌ رَخْماء، و هي التي ابيضَّ رأسها.

رخو

الراء و الخاء و الحرف المعتلّ أصلٌ يدلُّ علي لِينٍ و سخافةِ عقل. من ذلك شي‌ء رِخْوٌ بكسر الراء. قال الخليل: رُخْوٌ أيضاً «3»، لغتانِ.
يقال منه رَخِيَ يَرْخَي، و رَخُوَ، إذا صار رَخْوا. و يقال: أرْخَتِ الناقة، إذا استَرخَي صَلَاها. و فرسٌ رِخْو، إذا كانت سهلة مسترسلة، في قول أبي ذؤيب:
* فهي رِخْوٌ تمزَعُ «4» *
و يقال استرخي به الأمرُ و استرخت به حالُه، إذا وقع في حالٍ حسنةٍ غير شديدة. و تراخَي عن الأمر، إذا قعد عنه و أبطأ. و من الباب الرُّخاء، و هي الريح
______________________________
(1) في الحيوان (7: 18، 22) و اللسان (حول): «و هي كيسة الحيل». و قد سبقت روايته في (حول) برواية: «ببنة الحويل».
(2) ديوان زهير 180. و هو يعني الحارث بن ورقاء الصيداوي، و كان قد استاق إبل زهير و راعيه بساراً.
(3) الضبط بضم الراء عن المحمل. علي أن (الكلمة مثلثة، تقول أيضاً بفتح الراء.
(4) البيت بتمامه كما في ديوانه 16 و المفضليات (2: 227) و اللسان (رخا):
تغدو به خوصاء تقطع جريها حلق الرحانة فهي رخو تمزح
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 502
اللِّينة. قال اللّٰه تعالي: فَسَخَّرْنٰا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخٰاءً حَيْثُ أَصٰابَ.
و الإرخاء مِن رَكْضِ الخيل* ليس بالحُضْر المُلْهَب «1». يقال فرسٌ مِرْخاءٌ من خَيل مَرَاخٍ، و هو عَدْوٌ فوق التَّقْرِيب «2». قال أبو عبيدٍ: الإِرخاء أن يخلّي الفرسُ و شَهوتَه في العَدْوِ، غير متعبٍ له. و هذه أُرْخِيّة، لمِا أرْخَيْتَ مِن شي‌ءٍ.

رخد

الراء و الخاء و الدال كلمة واحدة ليس لها قياس. و يقال:
الرِّخْوَدّ: الليِّن العِظام.

باب الراء و الدال و ما يثلثهما

ردس

الراء و الدال و السين أُصَيلٌ يدلُّ علي ضربِ شي‌ءِ بشي‌ء.
يقال ردَسْتُ الأرض بالصّخرةِ و غيرِها، إذا ضربْتَها بها. و المِرْدَاس: صَخْرة عظيمة، مِفْعال من رَدَسْت. قال الأصمعيُّ: ما أدرِي أين رَدَس؟ أي ذهَب.
و القياسُ واحدٌ، لأنَّ الذاهبَ يقال له: ذَهَب في الأرض، و ضَرَب في الأرض.

ردك

الراء و الدال و الكاف ليس أصلا، لكنهم يقولون: خَلْقٌ مُرَوْدَكٌ؛ أي سمين. قال:
* قامت تُرِيك خَلْقَهَا المُرَوْدَكا*

ردع

الراء و الدال و العين أصلٌ واحدٌ يدلُّ علي مَنْع و صَرْع يقال ردَعْتُه عن هذا الأمرِ فارتدَع. و يقال للصَّريع: الرَّدِيع. حكاه ابنُ الأعرابيّ «3»
______________________________
(1) في الأصل: «المهلب»، صوابه في المجمل.
(2) في الأصل: «القريب». و التقريب: ضرب من العدو.
(3) زاد في المجمل: «و يقال هو بالغين».
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 503
و المرتدع من السِّهام: الذي [إذا] أصاب الهدف انفضَخَ عُودُه. و المُرّتدع:
المَتلَطِّخ بالشي‌ء. قال ابنُ مقبِل:
* يَجْرِي بديباجَتَيْه الرَّشْحُ مُرتَدِعُ «1» *
فالمرتدِع المتلطِّخ؛ و يقال إنّه من الرَّدْع، و الرَّدْع: الدم. قال بعضُ أهل اللُّغة. و منه يقال للقتيل: «رَكِبَ رَدْعَه». و الأصل في هذا كلِّه ما ذكرناه أن الرَّدْع الصَّرْع، و إذا صُرِع ارتَدَع بدمِه إن كان هناك دَم. قال ابنُ الأعرابيّ:
ركِبَ رَدْعَه، إذا خَرَّ لِوَجهِهِ. و من الباب الرُّدَاع و هو وجع الجسم أجْمَع، و هذا صحيحٌ لأن السقيم صريع. قال:
فوا حَزَنِي و عاوَدَني رُدَاعِي و كان فِراقُ لُبْنَي كالخِدَاع «2»

ردغ

الراء و الدال و الغين أُصَيلٌ يدلُّ علي استرخاءِ و اضطراب من ذلك الرَّدْغُ: الماء و الطين. و منه الرَّديغ، و هو الأحمق، و الأحمق مضطرِب الرأي
و مما شذّ عن ذلك المَرَادِغ: ما بَين العُنق و التَّرقُوة.

ردف

الراء و الدال و الفاء أصلٌ واحدٌ مطّرد، يدلُّ علي اتِّباع الشي‌ء. فالتَّرادف: التتابع. و الرَّدِيف: الذي يُرادِفُك. و سُمِّيت العجيزَةُ رِدْفاً من ذلك. و يقال: نَزَلَ بهم أمرٌ فرَدِفَ لهم أعظَمُ منه، أي تبِع الأوَّلَ ما كان أعظَمَ منه. و الرِّدَاف: مَوضع مَرْكَب الرِّدفِ. و هذا بِرَذونٌ لا يُرادِفُ،
______________________________
(1) سبق إنشاده في (دبج). و صدره كما في اللسان (دبج، رشح، ردع):
* يخدي بها بازل فتل مرافقه*
(2) لقيس بن ذربح، كما في اللسان (ردع).
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 504
أي لا يَحمِل رَدِيفا. و أردافُ النُّجوم: تَوَالِيها. و يقال أتينا فلاناً فارتدفْناهُ ارْتِدافاً، أي أخذناه أَخْذاً. و الرَّدِيف: النجم الذي يَنُوء مِن المشرق إذا انغمَسَ رقِيبُه في المغرب: و أرداف الملوك في الجاهلية: الذين كانوا يَخْلُفُون الملوك.
و الرِّدْفانِ: الليل و النهار. و في شعر لبيدٍ «الرِّدْف «1»»، و هو مَلّاح السَّفينة.
و هذا أمرٌ ليس له رِدْف، أي ليست له تَبِعة. قال الأصمعيّ: تعاونوا عليه و ترادَفُوا و تَرَافَدوا، بمعنًي. و يقال رَادَف الجرادُ؛ و المُرادفة: ركوب الذكرِ الأُنثي. قال أبو حاتم: الرّديف: الذي يجي‌ء بقِدْحه بعد أن فاز مِن الأيسار واحد أو اثنانِ، و يسألُهم أن يدخلوا قِدْحَه في قِدَاحِهم. قال الأصمعيّ: الرُّدَافَي، هم الحُداة، لأنَّهم إِذا أعيا أحدُهم خَلَفَه الآخر. قال الرَّاعي:
وَخُودٌ مِن اللائي يُسَمَّعْنَ بالضُّحَي قريضَ الرُّدَافَي بالغِناءِ المُهَوِّدِ «2»
و الرَّوَافد: رواكِيب النَّخل.

ردم

الراء و الدال و الميم أصلٌ واحدٌ يدلُّ علي سَدّ ثُلْمة. يقال رَدَمْت البابَ و الثُّلْمة. و الرَّدْم: مصدرٌ، و الرَّدْم اسم «3». و الثوب المُرَدَّم هو الخَلَق المُرَقَّع. فأما قوله:
* هل غادَرَ الشُّعراءِ مِن مُتَرَدَّمِ أم هل عَرَفْتَ الدارَ بعد توهُّمِ «4»
علي رواية من رواه كذا، فإنّه فيما يقال الكلام يُلْصَق بعضُه ببعض.
______________________________
(1) يعني قول لبيد في ديوان 66 طع 1880 و اللسان (ردف 16):
فالتام طائقها القديم فأصبحت ما إن يقوم درأها ردفان
(2) البيت في صفة ناقة. انظر اللسان (وخد، ردف، هود).
(3) الاسم و المصدر سواء، كما في اللسان و القاموس.
(4) البيت مطلع معلقة عنترة.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 505
و من الباب: أردَمَتْ عليه الحُمَّي: دامت و أَطبَقَتْ. يقال وِرْدٌ مُرْدِمٌ، و سَحاب مُرْدِم.

ردن

الراء و الدال و النون هذا بابٌ متفاوتٌ الكَلِم لا تكاد تلتقي منه كلمتانِ في قياسٍ واحد، فكتبناه علي ما به، و لم نَعْرِضْ لاشتقاق أصلِه و لا قياسِه. فالرُّدْن: مقدَّم الكُمّ. يقال أرْدَنْتُ القَميصَ جعلْتُ له رُدْناً، و الجمع أَرْدَان. قال:
و عَمْرةُ مِن سَرَوَاتِ النِّسا ءِ ينفَحُ بالمسك أردانُها «1»
و يقولون إن الرَّدَن الخزُّ، في قول الأعشي:
فأفنيتُها و تعَلّلْتُها علي صَحصَحٍ ككِساءِ الرَّدَن «2»
و الرُّمْح الرُّدينيّ، منسوبٌ إلي امرأة كانت تسمَّي رُدَيْنَةَ. و يقال للبعير إذا خالطَتْ حمرتَه صُفرةٌ: هو أحمرُ رادِنيٌّ، و الناقة رادِنِيَّة. و يقولون إنَّ المِرْدَن المِغزل الذي يُغزَل به الرَّدَن. و ليس هذا ببعيدٍ. و يقال إنّ الرَّادِن الزَّعفران. و ينشد:
* و أخذَتْ من رادِنٍ و كُرْكُمِ «3» *
و حُكي عن الفرّاء: رَدِن جِلدُه رَدَنا، أي تقبَّض. و الاردُنّ: النُّعاس الشديد. قال:
* قَدْ أَخَذَتْني نَعْسَةٌ أُرْدُنُّ «4» *
______________________________
(1) لقيس بن الخطيم الأنصاري في ديوانه 8 و اللسان (ردن).
(2) ديوان الأعشي 16. و يروي: «تعاللتها» و: «كرداء الردن».
(3) للأغلب العجلي، كما في اللسان (ردن).
(4) لاباق الدبيري، كما في اللسان (ردن).
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 506
و لم يسمع من أُرْدُنّ فِعْل. قال قطرب: الرَّدَن: الغِرس الذي يخرج مع الولد من بطن أمِّه، و تقول العرب: هذا مِدْرَع الرَّدَن. قال: الرَّدْن: النَّضْد.
تقول: رَدَنْتُ المتاع. قال: و الرَّدْنْ: صوتُ وَقْعِ السلاحِ بعضِه علي بعض.

رده

الراء و الدال و الهاء أُصَيلٌ يدل علي هَزْمٍ في صَخرةٍ أو غيرها.
قالوا: الرَّدْهَة: قَلْتٌ في الصَّفا يجتمع فيه ماءُ السماء؛ و الجمع رِدَاه. فأما الذي حُكِي عن الخليل فمخالفٌ لما ذكَرْناه؛ قال: الرَّدَه «1»: شِبهُ آكامٍ خشنةٍ كثيرة الحجارة، الواحدة رَدْهَةٌ. قال و هي تِلال القِفاف. قال رُؤبة:
* مِن بَعْد أَنْضاد التلال الرُّدَّهِ «2» *

ردي

الراء و الدال و الياء «3» أصلٌ واحدٌ يدلُّ علي رَمْيٍ أو تَرَامٍ و ما أشبه ذلك. يقال ردَيْتُه بالحجارة أَردِيه: رميتُه. و الحجر مِرْداةٌ. و الرَّدْي ثلاثة مواضع ترجع إلي قياس [ما] قد ذكرناه. فالأول رَدَي الحجَر. و الثاني رَدَي الفرسُ: أسرع. وَرَدَتِ الجارية، إذا رفعَتْ إحدي رجلَيها و قفزت بواحدة، و هو الثالث. و كلُّ ذلك يرجِع إلي الترامِي. و الرَّدَيَان: عدْوُ الحمار بين آرِيِّه و مُتمعَّكِه. و من الباب الرَّدَي، و هو الهَلاك؛ يقال رَدِيَ يَرْدَي، إذا هلَك.
و أرْدَاه اللّٰه: أهلَكَه. و التَّردِّي: التَّهَوُّر في المَهْوَي. يقال رَدِيَ في البئر كما يقال
______________________________
(1) في اللسان: «بفتح الراء و الدال. هذا قول أهل اللغة. قال ابن سيده: و الصحيح أنه اسم للجمع».
(2) ديوان رؤبة 167 و اللسان (رده). و الذي في الديوان:
تعدل أنضاد القفاف الرده عنها و أثباج الرمال الوره
و قد أشير في حواشي اللسان إلي رواية التكملة: «يعدل أنضاد القفاف».
(3) في الأصل: «رود. الراء و الواو و الدال»، تحريف.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 507
تَرَدَّي. قالها أبو زيد. و يقال: ما أدري أين رَدَي، أي أين ذهَب. و هو من الباب، معناه ما أدري أين رَمَي بنفسِه. و من الباب الرَّدَاةُ: الصخرة، و جمعها الرَّدَي. قال:
* فَحْل مَخَاضٍ كالرَّدَي المنقَضِّ «1» *
و إذا قالوا للناقة مِرْداةٌ، فإنما شبَّهوها بالصَّخرة. و يقال رادَيتُ عن القوم، إذا رَامَيْتَ عنهم. فأما قول طفَيل:
يُرَادَي علي فَأْسِ اللِّجام كأنما يُرادَي علي مِرْقَاةِ جِذْعٍ مشذَّبِ «2»
فليس هذا من الباب؛ لأنَّ هذا مقلوبٌ. و معناه يُراوَد. و قد ذكر في موضعه.
و مما شذّ عن الباب الرِّداء الذي يُلبَس، ما أدري مِمّ اشتقاقُه، و في أيِّ شي‌ءِ قياسُه. يقال فلانٌ حسَنُ الرَّدْية، من لُبْس الرداء. و مما شذَّ أيضاً قولُهم: أردَي علي الخمسين، إذا زاد عليها.
فأما المهموز فكلمتانِ متباينتان جِدَّا. يقال أَردأْتُ: أَفسدْتُ. و رَدُؤَ الشي‌ءُ فهو ردِي‌ء. و الكلمة الأخري أردأت، إذا أَعَنْتَ. و فلانِ رِدْءِ فلانٍ، أي مُعِينه.
قال اللّٰه جلّ جلالُه* في قصة موسي: فَأَرْسِلْهُ مَعِي رِدْءاً يُصَدِّقُنِي.

ردج

الراء و الدال و الجيم ليس بشي‌ء. علي أنَّهم يقولون إنّ الرَّدَج ما يُلقيه [المُهْر «3»] من بطنه ساعةَ يُولَد. و ينشدون:
لها رَدَجٌ في بيتها تستعدُّه إذا جاءها يوماً من الدّهر خاطبُ «4»
______________________________
(1) البيت في اللسان (ردي 33).
(2) ديوان طفيل 11 و اللسان (ردي 34).
(3) التكملة من المجمل.
(4) البيت لجرير كما في اللسان (ردج).
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 508‌

ردح

الراء و الدال و الحاء أصَّل فيه ابنُ دُريدٍ أصلا. قال: أصله تراكُمُ الشي‌ءِ بعضِه علي بعض. ثم قال: كتيبة رَدَاحٌ: كثيرة الفُرسان. و قال أيضا:
يقال أصل الرَّدَاحِ الشجرة العظيمة الواسعة. و من الباب فلانٌ رَدَاحٌ أي مخصِب.
و من الباب الرَّدَاحُ: المرأة الثَّقيلة الأوراك. و معه ردَحْتُ البيت و أَرْدَحْتُه، من الرُّدْحة، و هو قطعةٌ تُدخَل فيه، أو زيادةٌ تزاد في عَمَده. و أنشد الأصمعي:
* بَيْتَ حُتُوفٍ أُرْدِحَتْ حَمَائرُه «1» *
قال ابن دريد «2»: رَدَحْتِ البيتَ، إذا ألقيتَ عليه الطِّين.

ردخ

الراء و الدال و الخاء ليس بشي‌ء. علي أنَّهم حكَوْا عن الخليل أن الرَّدْخ: الشَّدْخ.

ردب

«3»
الراء و الدال و الباء ليس بشي‌ء. و يقولون للقِرْمِيدة الإِردَبة. و الإردَبُّ: مكيال لأهل مِصرَ ضخمٌ‌

باب الراء و الذال و ما يثلثهما

رذم

الراء و الذال و الميم أُصَيْلٌ يدلُّ علي سَيَلانِ شي‌ء. يقال
______________________________
(1) من رجز لحميد الأرقط، كما في اللسان (حمر). و قد سبق إنشاده في (حمر). و أنشده في اللسان (ردح) أيضاً. و قبله:
* أعد للبيت الذي يسامره*
(2) الجمهرة (2: 121). و نصها: «و الردح من قولهم ردحت البيت بالطين أردحه ردحاً و أردحته إرداحاً، لغتان فصيحتان، إذا كائفت عليه الطين».
(3) الترتيب الصحيح لهذه المادة أن تكون بعد مادة (ردي)، لكن هكذا وضعت في المجمل و المقاييس. و يبدو أنه قد انساق مع ترتيب المجمل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 509
جَفْنَة رَذُمٌ، إذا سالَتْ دَسَماً. و عَظْمٌ رَذُوم، كأنّه من سِمنه يسيل دَسَماً. قال:
* و في كفِّها كِسْرٌ أبَحّ رَذُومُ «1» *

رذا

الراء و الذال و الحرف المعتل يدلُّ علي ضعفٍ و هزال. فالرّذِيَّة:
الناقة المهزولة من السَّير، و الجمع رَذَايا. قال أبو دُواد:
رَذَايا كالبَلَايا أو كعِيدانٍ من القَضْبِ «2»
يقال منه: أرذَيْتُها.

رذل

الراء و الذال و اللام قريبٌ من الذي قبله. فالرَّذْل: الدُّون مِن كلِّ شي‌ء، و كذلك الرُّذَال.
انقضي الثُّلاثي من الراء.

باب الراء و ما بعدها مما هو أكثر من ثلاثة أحرف

و هذا شي‌ء يقِلُّ في كتاب الراء، و الذي جاء منه فمنحوتٌ أو مزيدٌ فيه من ذلك (رَعْبَلْتُ) اللّحمَ رعْبَلةً؛ إذا قطَّعتَه. قال:
* تري الملوكَ حولَه مُرَعْبَلَهْ «3» *
______________________________
(1) في الأصل: «و في يدها»، صوابه مما سبق في مادة (بح) حيث الكلام علي البيت.
(2) القضب، بالفتح: شجر تتخذ منه القسي، و يقال إنه جنس من النبع. و قد أنشد البيت في اللسان (قضب) و فسره.
(3) و يروي أيضا «مغربله» كما في اللسان (رعبل، غربل) و المخصص (6: 114).
و في اللسان (غربل) و الأغاني (13: 140، 141):
أحيا أباه هاشم بن حرماء يوم الهباءات و يوم اليعمله
تري الملوك حوله مغربله و رمحه للوالدات مثكله
يقتل ذا الذنب و من لا ذنب له
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 510
فهذا ممَّا زِيدت فيه الباء، و أصله من رَعَل، و قد مضي. يقال لما يُقْطَع من أُذُن الشَّاة و يترك معلَّقاً ينوسُ كأنه زَنَمَةٌ: [رَعْلَة]. فالرَّعْبَلَة من هذا.
و من ذلك (الرَّهْبَلة): مَشْيٌ بثِقَلٍ. و هذا منحوتٌ من رَهَل و رَبَل، و هو التجمُّع و الاسترخاء، فكأنها مِشْيَةٌ بتثاقُل.
و من ذلك (المرجَحِنُّ)، و هو المائل، فالنون فيه زائدة، لأنّه من رَجَح.
و ليس أكثَر من هذا في الباب. و اللّٰه أعلم بالصواب
تم الجزء الثاني من مقاييس اللغة بتقسيم محققه و يليه الجزء الثالث و أوله «كتاب الزاء»
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 511‌

مراجع التحقيق و الضبط

يضاف إلي المراجع المثبتة في نهاية الجزء الأول:
أمالي الزجاجي. طبع السعادة 1324 القاهرة.
أمالي ابن الشجري. طبع 1349 حيدر أباد.
البيان و التبيين، تحقيق عبد السلام هارون. طبع لجنة التأليف 1369.
ديوان تميم بن مقبل. مديرية إحياء التراث بدمشق 1381.
ديوان الحادرة. نسخة الشنقيطي رقم 34 أدب ش بدار الكتب المصرية.
ديوان حميد بن ثور. مخطوط بتحقيق العلامة الميمني معد للطبع بدار الكتب المصرية.
ديوان زهير بشرح الشنتمري. طبع النعساني 1347 القاهرة.
ديوان طفيل بن عوف. طبع 1927 م لندن.
ديوان عبد اللّٰه بن الدمينة. طبع المنار 1337 القاهرة.
ديوان عروة بن حزام. مخطوط برقم 70 ش بدار الكتب المصرية.
رسائل الجاحظ. طبع الساسي 1324 القاهرة.
شرح الشافية للرضي. طبع مطبعة حجازي 1358 القاهرة.
الشعر و الشعراء لابن قتيبة. طبع دار إحياء الكتب العربية 1366.
الفهرست لابن النديم. طبع الرحمانية بالقاهرة.
لامية العرب للشنفري. طبع الجوائب 1300 تركيا.
المجمل لابن فارس. مخطوط برقم 382 لغة بدار الكتب المصرية.
محاضرات الأدباء للراغب. طبع الشرفية 1326 القاهرة.
معجم مقائيس اللغة، ج‌2، ص: 512
مختارات ابن الشجري. طبع المطبعة العامرة 1306 القاهرة.
معاهد التنصيص للعباسي. طبع البهية 1316 القاهرة.
منتهي الطلب لابن ميمون. مخطوط برقم 53 ش بدار الكتب المصرية.
المؤتلف و المختلف للآمدي. طبع القدسي 1354 القاهرة.
نهاية الأرب للنويري. طبع دار الكتب المصرية 1342.
همع الهوامع للسيوطي. طبع السعادة 1327 القاهرة.
وقعة صفين لنصر بن مزاحم. طبع دار إحياء الكتب العربية 1365.

[الجزء الثالث]

اشارة

بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ*

كتاب الزّاي

باب ما جاءَ من كلام العرب أوله زاءٌ في المضٰاعف و المطابق

زط

الزاء و الطاء ليس بشي‌ء. و زُطّ «1»: كلمةٌ مولَّدة.

زع

الزاء و العين أصلٌ يدلُّ علي اهتزازٍ و حركة. يقال: زَعْزَعْتُ الشي‌ء و تزَعْزَعَ هو، إذا اهتزّ و اضطرب. و سيرٌ زعزعٌ: شديد تهتز له الرِّكاب.
قال الهُذَليّ «2»:
و تَرْمَدُّ هَمْلَجَةً زَعْزَعًا كما انخَرَط الحَبْلُ فوق المَخَالِ

زغ

الزاء و الغين ليس بشي‌ء. و يقولون: الزغزغة: السُّخْرِيَة.
______________________________
(1) الزط، بالضم: جيل من الهند، معرب «جت» بالفتح. قال صاحب القاموس: «و القياس يقتضي فتح معربه». و قال الخوارزمي الكلام علي طبقات الهند: «الزط هم حفاظ الطرق، و هم جنس من السند يقال لهم: جتان». انظر مفاتيح العلوم ص 74. و في معجم استينجاس 356 أن «جت» اسم لجنس هندي حقير.
(2) هو أمية بن أبي عائذ الهذلي. اللسان (زعع). و قصيدته في شرح السكري للهذليين 180 و مخطوطة الشنقيطي 79.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 4‌

زف

الزاء و الفاء أصلٌ يدلُّ علي خِفَّةٍ في كل شي‌ء. يقال زَفَّ الظَّليم زفيفاً، إذا أسرع. و منه زُفَّتِ العَروسُ إلي زوجها. و زفَّ القومُ في سَيرهم:
أسْرعُوا. قال جلّ ثناؤه: فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ. و الزَّفْزافة: الرِّيح الشديدة لها زفزفةٌ، أي خِفَّة. و كذلك الزَّفزف «1». و يقولون لمن طاشَ حِلْمُه:
305 قد زَفَّ رَأْلُه. و زِفُّ الطائر: صِغار ريشه؛ لأنه خفيف.

زق

الزاء و القاف أصلٌ يدل علي تضايُقٍ. من ذلك الزُّقاق، سمِّي بذلك لضيقه عن الشوارع
و من ذلك: زَقَّ الطائرُ فرخَه. و منه الزِّقّ. و التزقيق في الجلد: أن يسلخ من قِبَل [العُنُق «2»].

زل

الزاء و اللام أصل مطّرد منقاسٌ في المضاعَف، و كذلك في كل زاءٍ بعدها لامٌ في الثلاثي. و هذا من عجيب هذا الأصل. تقول: زلَّ عن مكانه زَليلًا و زَلَّا. و الماء الزُّلال: العَذْب؛ لأنه يَزِلّ عن ظَهر اللِّسان لِرقَّته. و الزَّلَّة:
الخطأ؛ لأن المخطئ زلَّ عن نَهْج الصَّواب، و تزلزَلت الأرضُ: اضطرَبت، و زُلْزِلَتْ زِلْزَالًا. و المِزَلَّة «3»: المكان الدَّحْضُ. فأما الذِّئْبُ الأزَلُّ، و هو الأرْسَح، فقال ابنُ الأعرابيّ: سمِّي بذلك مِن قولهم زَلَّ إِذا عدا. و هو القياس الصَّحيح ثم شُبِّهَتْ به المرأة الرَّصْعاء فقيل زَلَّاء. و إِن كان الأَرْسَح كما قيل فهو قياسُ
______________________________
(1) و يقال أيضا ريح زفزفة و زفزاف.
(2) التكملة من المجمل.
(3) بكسر الزاي و فتحها.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 5
ما ذكرناه أيضاً، لأن الّلحم قد زلَّ عن مؤخَّره، و كذلك عن مؤخَّر المرأة الرَّسْحاء.
و من الباب الزُّلْزُل «1» كالقَلِق؛ لأنه لا يستقرُّ في مكانه.
و مما شذّ عن الباب الزَّلَزِلُ: الأثاث و المتاع، علي فَعَلِلٍ.

زم

الزاء و الميم أصلٌ واحدٌ، و هو يدلُّ علي تقدُّم في استقامةٍ و قَصْد، من ذلك الزِّمام لأنه يتقدّم إذا مُدَّ به، قاصداً في استقامة. تقول زَمَمْتُ البعير أزُمُّه. و يقال أمْرُ بني فلانٍ زَمَمٌ، كما يقال أَمَمٌ، أي قصدٌ. و يحلفون فيقولون:
«لا و الذي وجْهِي زَمَمَ بَيْتِه «2»»، يريدون تلقاءَه و قَصْدَه. و الزَّمُّ: التقدُّم في السَّير.
و مما شذّ عن هذا الأصل الزِّمْزِمة: الجماعة من الناس. و قال الشيباني:
لزِّمزيم: الجِلّة من الإبل «3».

زن

الزاء و النون كلمةٌ واحدة لا يُتفرَّع و لا يُقاس عليها. يقال أزنَنْتُ فلاناً بكذا، إذا اتَّهمتَه به. و هو يُزَنُّ به. قال:
إن كنتَ أزنَنْتَنِي بها كَذِباً جَزْءِ فلاقَيْتَ مِثلَها عَجِلَا «4»

زب

الزاء و الباء أصلان: أحدهما يدل علي وُفُورٍ في شَعَرٍ، ثم يحمل عليه. فالزَّبَب: طُول الشَّعَرْ و كثرتُه. و يقال بعيرٌ أَزَبُّ. قال الشاعر:
______________________________
(1) الزلزل بضم الزاءين: الغلام الخفيف. و في المجمل: «الزلز»، و ليس هذا بابه.
(2) انظر هذا اليمين في أيمان العرب للنجيرمي 15 و الأمالي (3: 51) و اللسان (زمم 165) و المخصص (13: 118) و المزهر (2: 262).
(3) شاهده قول نصيب:
يعل بنيها المحض من بكراتها و لم يحتلب زمزيمها المتجرثم
(4) لحضرمي بن عامر، كما في اللسان (زنن).
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 6
أثَرت الغَيَّ ثم نزَعْت عَنْهُ كما حادَ الأزب عن الطِّعانِ
و من ذلك عامٌ أزَبُّ، أي خصيب.
و الأصل الآخر: الزَّبيب، و هو معروف، ثم يشبَّه به، فيقال للنُّكتَتَيْنِ السّوداوينِ فوق عينَي الحيّة زبيبتان؛ و هو أخبثُ ما يكون من الحيّات. و
في الحديث: «يجي‌ء كَنْزُ أحدِهم يومَ القيامة شجاعاً أقرعَ له زَبيبتان»
. و ربّما سمَّوا الزَّبَدَتَيْنِ زَبيبتين، يقال أنشَدَ فلانٌ حتَّي زَبَّبَ شِدْقاه، أي أزبدا.
قال الشّاعر:
إنِّي إذا ما زَبَّبَ الأشداقُ و كَثُر الضِّجاجُ و الَّلقْلاقُ
ثَبْتُ الْجَنانِ مِرْجَمٌ وَدّاقُ «1»
و مما شذَّ عن الباب الزَّبَاب: الفارُ، الواحدُ زبابة. و قد يحتمل، و هو بعيدٌ، أن يكون من الزَّبيب، و قد ذكرناه:
و مما هو شاذٌّ لا قياس له: زَبَّتِ الشمس و أزَبّت: دنت للغروب.

زت

الزاء و التاء كلمةٌ لا قياس لها. يقال زَتَتُّ العروسَ، إذا زيَّنتَها. قال:
بَنِي تَميمٍ زَهْنِعُوا فتاتَكُمْ إنَّ فتاةَ الحيِّ بالتّزَتُّتِ «2»
و قد تزتَّتَتْ، أي تزيَّنت.
______________________________
(1) الرجز في اللسان (زبب، لقق)، و قائله هو أبو الحجناء نصيب الأصغر. انظر البيان و التبيين (1: 125).
(2) البيت من تام الرجز. أنشده في اللسان (زهنع، زتت) و المخصص (4: 54).
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 7‌

زج

الزاء و الجيم أصلٌ يدلُّ علي رِقّةٍ في شي‌ء، من ذلك زُجُّ الرُّمْح و السّهمِ، و جمعه زِجاج بكسر الزاء. يقال زجَّجْتُه: جعلت له زُجًّا. فإذا نزَعْت زُجَّهُ قلت: أزجَجْتُه «1». و الزَّجَج دِقَّةُ الحاجبينِ و حُسْنُهما. و يقال أن الأزَجَّ من النعام: الذي فوق عينه ريشٌ أبيض.

زح

الزاء و الحاء يدلّ علي البعد. يقال زُحْزِحَ عن كذا، أي بُوعِد قال اللّٰه تعالي: فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النّٰارِ، أي بُوعِد.

زخ

الزاء و الخاء أُصَيلٌ يدلُّ علي الدَّفع و المبايَنَة. يقال رخَخْتُ الشّي‌ءَ، إذا دفعتَه. و
في الحديث: «مَن نَبذَ القُرآنَ وراء ظَهرِه زُخَّ في قَفاه»
. و زَخَّها: جامَعَها. و* المِزَخَّة: المرأة. و من الباب الزَّخَّة: الحِقد و الغَيظ. قال: 306
فلا تَقْعُدَنّ علي زَخَّةٍ و تُضمِرَ في القلب وَجداً وَ خِيفَا «2»

زر

الزاء و الراء أُصَيلٌ يدلُّ علي شِدّة. و شذَّ مِن ذلك الزِّرّ: زِرُّ القميص. ثم يشتقّ منه الزِّرُّ، يقال إنّه عظمٌ تحت القَلْب. قال ابن السكيّت:
يقال للرّجل الحسن الرّعْية للإِبل: إنّه لَزِرٌّ من أزرارها. و من الباب: زَرَّتْ عينُه، إذا توقَّدَت. يقال عَيْناه تَزِرَّانِ في رأسه، إذا تَوقَّدَتا. و من الباب الزَّرُّ:
الشَّلُّ و الطَّرد. يقال هو يزُرُّ الكتائبَ بسيفه زَرَّا. و منه الزَّرُّ و هو العضُّ. يقال حِمارٌ مِزَرٌّ. و يقال الزّرّة الحَرْبَة «3». و من الباب الزَّرِير، و هو الحَصيف السَّديد الرأْي. و اللّٰه أعلمُ بالصواب.
______________________________
(1) و يقال زججه و أزجه بمعني. و لا يقال أزجه إذا نزع زجه.
(2) البيت لصخر الغي الهذلي. انظر ما سبق في حواشي (خيف 235).
(3) لم ترد الكلمة بهذا المعني في المعاجم المتداولة.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 8‌

باب الزاء العين و و ما يثلثهما

زعف

الزاء و العين و الفاء أصيلٌ. يقال سُمٌّ زُعافٌ: قاتل.
و موتٌ زُعافٌ: عاجل. و يشبه أنْ يكون هذا من الإبدال، و تكون الزاء مبدلة من ذال. و يقال أزْعفته و زَعَفْتُه، إذا قتلته. و حُكي: زَعَفَ في حديثه، أي كذَب.

زعق

الزاء و العين و القاف أصلٌ يدلُّ علي شِدّةٍ في صياحٍ أو مرارةٍ أو مُلوحة. يقال طعام مزعوقٌ، إذا كُثِّرَ مِلْحُه. و الماء الزُّعاق: المِلْح.
فهذا في باب الطُّعوم.
و أمّا الآخُر فيقال زَعَقْتُ به، أي صِحْت به. و انْزَعَقَ، إذا فَزِع و الزَّعِق:
النشيط الذي يَفزَع معَ نشاطه. و فلان يَزْعَق دابّتَه، إذا طردهُ طرداً شديداً.
و رجلٌ زَاعِق. و أزْعقه الخوفُ حتَّي زعق. قال:
من غائلاتِ اللَّيلِ و الهَوْلِ الزَّعِقْ «1»
و يقال الزُّعاق النِّفار. يقال منه وَعِل زَعّاق. و مُهْرٌ مزعوق: نشيط يفزَع مَعَ نشاطه. قال «2»:
يا رُبَّ مُهْرٍ مَزْعُوق مُقَيَّلٍ أو مَغبوقْ
من لَبَن الدُّهْمِ الرُّوقْ
______________________________
(1) البيت في اللسان (زعق). و هو لرؤبة في ديوانه 105. و قبله:
تحيد عن أظلالها من الفرق
(2) الرجز في اللسان (زعق، روق، ذعلق)، و المخصص (3: 115).
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 9
حتَّي شتا كالذُّعْلُوقْ أسْرَعَ مِن طَرْفِ المُوقْ
و طائرٍ و ذي فُوقْ «1» و كلِّ شي‌ءٍ مخلوقْ

زعك

الزاء و العين و الكاف أُصَيلٌ إن صحّ يدلُّ علي تلبُّثٍ و حَقارةٍ و لُؤم. يقولون إنّ الأزْعَكِيَّ: الرّجلُ القصير اللئيم و كذلك الزُّعْكُوك.
قال الكِسائيّ: يقال للقوم زَعْكة، إذا لَبِثُوا ساعةً «2». و الزَّعا كيك من الإبل.
المتردِّدَة الخَلْق «3»، الواحدة زُعْكُوك. قال:
تستنُّ أولادٌ لها زَعا كِيكْ «4»

زعل

الزاء و العين و اللام أُصَيلٌ يدلُّ علي مَرَحٍ و قلة استقرارٍ، لنشاطٍ يكون. فالزَّعَل: النّشاط. و الزَّعل: النشيط. و يقال أَزْعَلَهُ السِّمَنُ و الرَّعْي. قال الهُذليّ «5»:
أكَلَ الجميمَ و طاوعتْه سَمحجٌ مثلُ القَنَاةِ و أزعَلَتْهُ الأَمْرُعُ
و قال طرفة:
و مَكانٌ زَعِلٍ ظِلْمانُهُ كالمَخَاض الْجرُبِ في اليَوْمِ الخَصرْ «6»
______________________________
(1) في الأصل: «و طائر ذي»، صوابه من المجمل. و ذو الفوق: السهم، و الفوق: موضع الوتر منه. يقول: قد غدا ذلك المهر أسرع من كل هذه الأشياء.
(2) في المجمل: «تلبثوا ساعة». و هذا المعني لم يرد في اللسان. و في القاموس: «و لهم زعكة لبثة».
(3) المترددة: المجتمعة الخلق.
(4) و كذا جاءت روايته في المجمل. لكن في اللسان: «زعا كك»؛ و عليه استشهاده.
(5) هو أبو ذؤيب الهذلي من قصدته العينية في أول ديوانه، و في المفضليات. و أنشد البيت في اللسان (زعل، سعل، مرع). و المخصص (3: 114/ 13: 298).
(6) ديوان طرفة 66 و اللسان (خدر).
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 10
و رُبَّما حُمِل علي هذا فسُمِّي المتضوِّر من الجُوع زَعِلًا.

زعم

الزاء و العين و الميم أصلان: أحدهما القولُ من غير صِحَّةٍ و لا يقين، و الآخر التكفُّل بالشي‌ء.
فالأوّل الزَّعْم و الزُّعْم «1». و هذا القولُ علي غير صحّة. قال اللّٰه جلّ ثناؤُه:
زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا. و قال الشَّاعر «2»:
زَعمتْ غُدانَةُ أنَّ فيها سيّدا ضَخْماً يُوَارِيهِ جَناحُ الجُنْدَبِ
و من الباب: زَعَم في غير مَزْعَم، أي طمِع في غير مَطْمَع. قال:
زَعْمًا لعَمْرُ أبيكِ ليس بمَزْعَمِ «3»
و من الباب الزَّعُوم، و هي الجَزُور التي يُشَكُّ في سِمنها فتُغْبَطُ بالأيدي «4».
و التَّزَعُّم: الكذب.
و الأصل الآخر: زَعَم بالشّي‌ء، إذا كَفَلَ به. قال:
تعاتِبُني في الرِّزْق عِرسي و إنّما علي اللّٰه أرزاقُ العبادِ كما زَعَمْ «5»
أي كما كَفل. و من الباب الزَّعَامة، و هي السيِّادة؛ لأنّ السيِّد يَزْعُمُ بالأمور،
______________________________
(1) و الزعم أيضا، بالكسر، هو مثلث الزاي.
(2) هو الأبيرد الرياحي يهجو حارثة بن بدر الغداني. انظر الأغاني (12: 10) و الحيوان (3: 398/ 6: 351) و ثمار القلوب 325. و قيل هو زياد الأعجم. انظر الكنايات للجرجاني 129.
(3) لعنترة بن شداد في معلقته. و صدره:
علقتها عرضا و أقتل قومها
(4) غبط الشاة و الناقة يغبطهما غبطا، إذا جسمها لينظر سمنهما من هزالهما.
(5) لعمرو بن شاس، كما في اللسان. (زعم). و رواية صدره فيه:
تقول هلكنا إن هلكت و إنما
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 11
أي يتكفَّل بها. و أصدَقُ مِن ذلك قولُ اللّٰه جلَّ ثناؤُه: قٰالُوا نَفْقِدُ صُوٰاعَ الْمَلِكِ وَ لِمَنْ جٰاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَ أَنَا بِهِ زَعِيمٌ. و يقال الزَّعامة حَظّ السيِّد من 307 المَغْنَم، و يقال بل هي أفضل المال. قال لبيد:
تَطيِر عَدائِدُ الإشراكِ وَتْرًا و شَفْعًا و الزَّعامةُ للغُلامِ «1»

زعب

الزاء و العين و الباء أصلٌ واحد يدلُّ علي الدَّفْع و التّدافع.
يقال من ذلك الزّعْب الدَّفْع. يقال زعَبْتُ له زَعْبَةً من المال.
قال رسول اللّٰه صلي اللّٰه عليه و آله و سلم: «و أَزْعَبُ لك زَعْبَةً من المال»
. و يقال جاء سيلٌ يَرْعَبُ الوادِيَ- هذا غير معجم- إذا ملَأَه. و جاء سيلٌ يَزْعَبُ، بالزَّاء، إِذا تدافَعَ.
و يقال إنّ الزّاعب السَّيَّاح في الأرض. قال ابن هَرْمَة:
يكادُ يَهْلِكُ فيها الزّاعبُ الهادِي «2»
و الزَّاعِبِيَّة: الرّماح. قال الخليل: هي منسوبة إلي زاعب. و لم يَظْهَرْ «3» عِلْمُ زاعبِ: أرَجُلٌ أم بلد، إلّا أنْ يولِّده مولّد. و قال غيره: الزَّاعِبيُّ هو الذي إذا هُزَّ تدافَعَ من أوّله إلي آخِره، كأنّ ذلك مَقِيسٌ علي تزاعُب الماء في الوادي، و هو تدافُعُه. و هذا هو الصحيح. و يقال زَعَب الرّجُلُ المرأةَ، إذا جامعها. و هذا هو بالراء أحسَنُ. و قد مضي.
و بقي في الباب كلمةٌ واحدة إنْ صحّتْ فهي من باب الإبدال. يقولون:
الزُّعْبُوب القَصِير من الرِّجال، و لعلَّه أن يكون الذُّعبوب.
______________________________
(1) ديوان لبيد 129 طبع 1880 و اللسان (عدد، شرك، زعم).
(2) في الأصل: «يهلك فيه»، صوابه من المجمل و اللسان.
(3) في المجمل: «و لا أدري».
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 12‌

زعج

الزاء و العين و الجيم أصلٌ واحد، يدلُّ علي الإقلاق و قلّة الاستقرار. يقال أَزْعَجْتُه أزْعِجُه إزعاجًا. و يقال أَزْعَجْتُه فشَخَص. قال الخليل:
لو قيل انْزَعَجَ لكان صوابًا‌

زعر

الزاء و العين و الراء أُصَيلٌ يدلُّ علي سُوء خُلُق و قلَّة خَير.
فالزّعارة «1»: شَراسَة الخُلُق، و هو علي وزن فَعالة. و من الباب الأزعر: المكان القليل النَّبات. و يقال إنّ الزعارة لا يُبنَي منها تصريفُ فعلٍ. و من الباب الأزعر: القليل الشَّعر. و المرأة زَعْراء؛ و قد زَعِرَ يَزْعَر. و اللّٰه أعلم.

باب الزاء و الغين و ما يثلثهما

زغف

الزاء و الغين و الفاء أُصَيلٌ صحيحٌ يدلُّ علي سَعةٍ و فَضْل.
من ذلك الزَّغْفة: الدرع؛ و الجمع الزَّغْف، و هي الواسعة. و ربما قالوا زَغَفة و زَغَف. قال:
أيمنَعُنا القومُ ماءَ الفُراتِ وَفينا السُّيوفُ و فينا الزَّغَفْ «2»
و يقال رجل مِزْغَفٌ: نَهِمٌ رَغِيبٌ. قال الأصمعيّ: زغَفَ في حديثه: زاد.

زغل

الزاء و الغين و اللام أصلٌ يدلُّ علي رَضاع وزَقٍ
______________________________
(1) يقال زعارة بتشديد الراء و تخفيفها.
(2) سبق البيت برواية أخري في مادة (حجف). و هو هنا ملفق من بيتين. و في وقعة صفين 184:
أيمنعنا القوم ماء الفرات و فينا الرماح وفينا الحجف
و فينا الشوازب مثل الوشيج و فينا السيوف و فينا الزغف
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 13
و ما أشبهه. يقال أزْغَلَ الطّائرُ فَرخَه، إذا زَقّه. قال ابن أحمر:
فأزْغَلَتْ في حَلْقِهِ زُغْلَةً لم تُخْطِئ الجِيدَ و لم تَشْفَتِرّ «1»
قال: و هو من قولهم: أَزْغِلي له زُغْلةً من سِقائك، أي صُبِّي له شيئًا مِن لَبَن. و يقال أزْغَلَت المرأةُ من عَزْلائِها، أي صَبَّت.
و مما شذّ عن الباب: الزُّغلول من الرِّجال: الخفيف.

زغم

الزاء و الغين و الميم أُصَيْلٌ يدلُّ علي ترديد صوتٍ خفيّ. قالوا:
تزغَّمَ الجملُ، إِذا ردَّدَ رُغاءَه في خَفاءٍ ليس شديدا. و منه التزَغم، و هو التَّغَضُّب، كأنه في غَضبِه يردِّد صوتًا في نفسه. و ذكَر ناسٌ: تزغَّمَ الفصيلُ لأمِّه، إذا حنَّ حنينًا خفيًّا.

زغب

الزاء و الغين و الباء أُصَيْلٌ صحيحٌ، و هو الزّغَب، أوّلُ ما ينبت من الرِّيش. و قد يُزْغِبُ الكَرْمُ، بعد جَرْيِ الماءِ فيه.

زغد

الزاء و الغين و الدال أُصَيْلٌ يدل علي تعصُّر في صوتٍ.
من ذلك الزَّغْد، و هو الهدير يتعصَّر فيه الهادرُ. و أصله زغد عُكَّتَه، إذا عَصَرها ليُخرِج سَمْنها.

زغر

الزاء و الغين و الراء أُصَيْلٌ. يقال زَغَر الماءِ وَ زَخَر. و ليس هذا عندي من جهة الإبدال؛ لأن قياس زَغَر قياسٌ صحيح، و سيجي‌ء في
______________________________
(1) الاشفترار: التفرق. و في الأصل: «لم تشتفر»، صوابه من المجمل، و اللسان (زغل، شفتر). و في المجمل: «لم تظلم الجيد».
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 14
الرباعيّ ما يصحِّحه. و ذكر ابن دُريد «1» أن الزّغر الاغتصاب؛ يقال زَغَرْت الشي‌ءَ زَغْرًا. قال: و الزغْر فعلٌ مُماتٌ. و زُغَرُ: اسمُ امرأةٍ، يقال أن عيْن زُغَر إليها تُنسَب «2».

باب الزاء و الفاء و ما يثلثهما

زفن

الزاء و الفاء و النون ليس عندي أصلًا، و لا فيه ما يُحتاج إليه. يقولون: الزَّفْن: الرَّقْص. و يقولون: الزيفن «3»: الشّديد. و ليس هذا بشي‌ء.

زفي

الزاء و الفاء و الحرف المعتل يدلّ علي خفةٍ و سُرعة. من ذلك زَفَتِ الرِّيح التُّرابَ، إذا طردَتْهُ عن وجه الأرض. و الزَّفيانُ: شِدّة هُبوب الريح. و يقال ناقةٌ زَفَيانٌ: سريعة. و قوسٌ زَفيانٌ: سريعة الإرسال للسَّهم.
و يقال زَفَي الظَّليمُ زَفْيًا، إذا نشر جناحَه.

زفر

الزاء و الفاء و الراء أصلان: أحدُهما يدلُّ علي حِمْل، و الآخر علي صَوْتٍ من الأصوات.
فالأول الزِّفْر: الحِمْل، و الجمع أزفار. و ازْدَفَرَه «4»، إذا حمله، و بذلك سمِّي
______________________________
(1) الجمهرة (2: 322).
(2) ذكر ابن دريد أن عين زعم: موضع بالشام. و قال ياقوت: «بمشارف الشام».
(3) زيفن، بكسر الزاء و فتح الفاء و تشديد النون، و بكسر الزاء و فتح الياء و سكون الفاء
(4) في الأصل: «و ازفره»، صوابه من المجمل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 15
الرجل زُفَر، لأنه يزدَفِر «1» بالأموالِ مطيقاً لها «2». و من الباب الزَّافرة:
عشيرة الرّجُل؛ لأنهم قد يتحمَّلون بعضَ ما ينُوبُه. و زُفْرَة الفَرس: وسَطُه.
و الزِّفْرُ «3»: القِرْبة، و منه قيل للإماء التي تحمل القِرَب زوافر. و يقولون: الزُّفَر:
الرجل السيِّد. قال:
يأبي الظُّلامةَ منه النَّوْفلُ الزُّفَر «4»
و القياس فيه كلِّه واحد. و زِفْر المسافر: جِهازه. و يقال الزُّفَر: النَّهر الكبير، و يكون سمِّي بذلك لأنَّه كثير الحملِ للماء.

زفل

الزاء و الفاء و اللام هي الأَزْفَلة، و هي الجماعة. يقال جاءوا بأزْفَلَتهم، أي جماعتهم.

زفت

الزاء و الفاء و التاء ليس بشي‌ء، إلّا الزِّفْت، و لا أدري أعربيٌّ أم غيره. إلّا [أنّه] قد جاء
في الحديث: «المُزَفَّت «5»»
، و هو المطليُّ بالزِّفت. و اللّٰه أعلم بالصواب.
______________________________
(1) في الأصل: «يزفر»، صوابه من المجمل.
(2) في المجمل و اللسان: «مطيقا له»، أي لذلك.
(3) في الأصل: «الزفرة»، صوابه بطرح التاء، كما في المجمل و اللسان و القاموس.
(4) البيت لأعشي باهلة، في اللسان (زفر) من قصيدة يرثي بها المنتشر بن وهب الباهلي.
انظر الأصمعيات 89 طبع المعارف، و جمهرة أشعار العرب 135، و مختارات ابن الشجري 10 و أمالي المرتضي (3: 105- 113) و الخزانة (1: 89- 97). و سيعيده في (نفل).
و صدره
أخو رغائب يعطيها و يسألها
(5) في اللسان: «في الحديث أنه نهي عن المزفت من الأوعية».
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 16‌

باب الزاء و القاف و ما يثلثهما

زقم

الزاء و القاف و لليم أُصَيْلٌ يدلُّ علي جِنْسٍ من الأكَلْ.
قال الخليل: الزَّقْمُ: الفِعْل، من أكل الزِّقُّوم. و الازْدِقَام: الابتلاع. و ذكر ابن دريد «1» أنّ بعضَ العرب يقول: تزقّم فلانٌ اللّبن، إذا أفرطَ في شُرْبِه.

زقل

الزاء و القاف و اللام ليس بشي‌ءٍ. علي أنّه حكِيَ عن بعض العرب: زَوْقَلَ فلانٌ عِمامتَه، إِذا أرخي طرَفَيْهَا من ناحيتَيْ رأسِه.

زقو

الزاء و القاف و الحرف المعتل أُصَيْلٌ يدلُّ علي صوتٍ من الأصوات. فالزَّقْو: مصدرُ زَقَا الدِّيك يَزْقُو، و يقال إن كلَّ صائحٍ زَاقٍ.
و كانت العرب تقول: «هو أثْقَلُ من الزّواقي» و هي الدِّيَكة؛ لأنهم كانوا يَسْمُرون فإِذا صاحت الدِّيكة تفرَّقُوا. و الزُّقَاء: زُقَاء الدِّيك.

زقب

الزاء و القاف و الباء كلمة. يقال طريقٌ زَقَبٌ «2»، أي ضيِّق.

زقن

الزاء و القاف و النون ليس بشي‌ءٍ. علي أنَّهم ربَّما قالوا:
زَقَنْتُ الحِمْلَ أزقُنُه، إذا حملتَه. و أزقَنْتُ فلانًا: أعنتُه علي الحِمْل. و اللّٰه أعلم بالصواب.
______________________________
(1) الجمهرة (3: 14).
(2) و قيل الزقب. الطرق الضيقة، واحدتها زقبة. و قيل الواحد و الجمع سواء.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 17‌

باب الزاء و الكاف و ما يثلثهما

زكل

الزاء و الكاف و اللام ليس بأصلٍ. و قد جاءت فيه كلمة:
الزَّوَنْكَل من الرجال: القصير.

زكم

الزاء و الكاف و الميم ليس فيه إلا الزُّكْمَة و الزُّكام «1»، و يستعيرون ذلك فيقولون: فُلان زُكْمَة أبويه، و هو آخر أولادهما.

زكن

الزاء و الكاف و النون أصلٌ يُختلَف في معناه. يقولون هو الظّنُّ، و يقولون هو اليقين. و أهل التحقيق من اللغويِّين يقولون: زكِنْتُ منك كذا، أي علِمْته. قال:
و لن يُراجِعَ قلبي حبَّهم أبداً زَكِنْتُ منهم علي مثل للذي زَكِنوا «2»
قالوا: و لا يقال أَزْكَنْت. علي أن الخليل قد ذكر الإِزكان. و يقال إن الزّكَن الظَّنّ.

زكي

الزاء و الكاف و الحرف المعتلّ أصلٌ يدل علي نَمَاءٍ و زيادة.
و يقال الطَّهارة زكاة المال. قال* بعضهم: سُميِّت بذلك لأنَّها مما يُرجَي به زَكاءُ المال، و هو زيادته و نماؤه. و قال بعضُهم: سمِّيت زكاةً لأنها طهارة. قالوا: و حُجّة ذلك قولُه جلّ ثناؤُه: خُذْ مِنْ أَمْوٰالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَ تُزَكِّيهِمْ بِهٰا.
و الأصل في ذلك كلِّهِ راجع إلي هذين المعنيين، و هما النَّماء و الطهارة. و من النَّماء:
______________________________
(1) الزكمة و الزكام، هو ذاك الداء المعروف في الأنف. و يقال له الأرض.
(2) البيت لقعنب بن أم صاحب. اللسان (زكن). عدي الفعل بعلي لتضمينه معني اطلعت.
(2- مقاييس- 3)
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 18
زرع زاكٍ، بيِّن الزكاء. و يقال هو أمْرٌ لا يَزْكُو بفلانٍ، أي لا يليق به.
و الزَّكا: الزَّوْج، و هو الشّفع.
فأمّا المهموز فقريبٌ من الذي قبله. قال الفراء: رجل زُكَأَةٌ «1»: حاضِر النَّقد كثيرُهُ. قال الأصمعيّ: الزُّكَأَةُ: الموسِر.
و ممّا شذّ عن الباب جميعاً قولهم: زَكَأَتِ الناقة بولدها تزْكَأُ به زَكْأ، إذا رمَتْ به عند رجليها.

زكر

الزاء و الكاف و الراء أُصَيلٌ إن كان صحيحًا يدلُّ علي وِعاء يسمي الزُّكْرة. و يقال زَكَّرَ الصبيُّ و تزكَّر: امتلأ بطنُه.

زكت

الزاء و الكاف و التاء أصلٌ إن صحّ. يقال زَكَتُّ الإناء: ملأته. و اللّٰه أعلم.

باب الزاء و اللام و ما يثلثهما

زلم

الزاء و اللام و الميم أصلٌ يدل علي نَحافةٍ و دِقّة في ملاسة.
و قد يشذّ عنه الشي‌ء. فالأصل الزَّلَم و الزُّلَم: قِدْح يُسْتَقْسَم به. و كانوا يفعلون ذلك في الجاهليّة، وَ حُرِّم ذلك في الإسلام، بقوله جلّ ثناؤه: وَ أَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلٰامِ. فأمَّا قول لبيد:
تَزِلُّ عن الثَّرَي أزلامُها «2»
______________________________
(1) ضبطه في القاموس كصرد، و همزة، و زكاء- كغراب.
(2) قطعة من بيت له في معلقته. و هو بتمامه:
حتي إذا انحسر الظلام و أسفرت بكرت تزل عن الثري أزلامها
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 19
فيقال إنّه أراد أظلاف البقرة؛ و هذا علي التشبيه.
و يقولون: رجل مُزَلَّمٌ: نَحيف. و الزَّلَمة: الهَنَة المتدلِّية من عُنُق الماعزة، و لها زَلمتان. و الزَّلَمُ أيضًا: الزَّمَع التي تكون خَلْفَ الظِّلْف. و من الباب المُزَلَّم:
السيِّئ الغِذاء، و إنّما قيل له ذلك لأنه يَنْحَفُ و يَدِقُّ. فأمّا قولهم: «هو العبد زُلْمَةً «1»» فقال قومٌ: معناه خالصٌ في العُبوديّة، و كان الأصل أنّه شُبِّه بِما خَلْف الأظلاف من الزَّمَع. و أمَّا الأزْلَم الجَذَع، فيقال إنّه الدهر، و يقال إنّ الأسَد يسمَّي الأزلم الجَذَع «2».

زلج

الزاء و اللام و الجيم أُصَيْلٌ يدلُّ علي الاندفاع و الدَّفْع. من ذلك المُزَلَّج من العيش، و هو المُدَافعُ بالبُلْغَة. و المُزَلَّج: الذي يُدفَع عن كلِّ خيرٍ من كِفاية و غَنَاء. قال:
دعَوتُ إلي ما نابني فأجابَنِي كريمٌ من الفِتْيان غيرُ مُزَلَّجِ
و الزَّلْج: السُّرْعة في المشْيِ و غيرِه. و كلُّ سريعٍ زالجٌ. و سَهْمٌ «3» زالجٌ:
يتزَلّج من القَوس. و المُزَلَّج: المدفوع عن حَسَبه. فأمّا المِزْلاج فالمرأة الرّسْحَاء، و كأنّها شُبِّهت في دِقّتها بالسَّهم الزّالج.

زلح

الزاء و اللام و الحاء ليس بأصلٍ في اللغة منقاسٍ، و قد جاءت فيه كلماتٌ اللّٰهُ أعلَمُ بصحَّتها. يقولون: قَصعة زَلَحْلَحَةٌ، و هي التي لاقَعْرَ لها.
______________________________
(1) هو كغرفة و تمرة و شجرة و لمزة.
(2) كذا في الأصل:، و لم أجده لغيره.
(3) في الأصل: «و منهم» صوابه في المجمل و اللسان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 20
و قال ابن السِّكيت: الزَّلَحْلَحُ من الرِّجال: الخفيف «1». و قالوا: الزَّلَحْلحُ الوادي الذي ليس بعميقٍ. فإِن كان هذا صحيحاً فالكلمةُ تدلُّ علي تبسُّط الشّي‌ءِ من غير قعر يكون له.

زلخ

الزاء و اللام و الخاء أصلٌ إنْ صح يدلُّ علي تزلُّق الشّي‌ء.
فالزَّلْخ: المَزِلَّة. و يقال بئرٌ زَلُوخٌ، إذا كان أعلاها مَزِلّة يُزْلِق مَن قام عليه:
و يقال إن الزَّلْخ: رفْعُك يدَك في رَمْي السّهم إلي أقصي ما تقدِرُ عليه، تريد به الغَلْوة «2». قال:
مِن مائةٍ زَلْخٍ بمِرِّيخٍ غالْ «3»
و قال بعضهم الزَّلْخُ: أقصي غايةِ المغَالِي. و يقولون: إن الزُّلَّخَة عِلّة «4».
و هو كلامٌ يُنظَر فيه.

زلع

الزاء و اللام و العين أصلٌ يدلُّ علي تَفَطُّرٍ و زَوَال شي‌ءٍ عن مكانه. فالزَّلَع: تفطُّر الجِلْد. تَزَلَّعَت يدُه: تشقَّقَت. و يقال زَلِعَتْ جراحته:
فسدَتْ. قال الخليل: الزَّلَع: شُقاقُ ظاهِرِ الكفّ. فإن كانَ في الباطن فهو كَلَع.
و الزَّلْع: استلابُ شي‌ءٍ في خَتْل.
______________________________
(1) ذكر في القاموس و لم يذكر في اللسان.
(2) الغلوة: قدر رمية بسهم. و في اللسان و التاج: «تريد به بعد الغلوة». لكن ورد هكذا في الأصل و المجمل.
(3) البيت في المجمل و اللسان (مرخ، غلا).
(4) قال ابن سيده: هو داء يأخذ في الظهر و الجنب و أنشد:
كأن ظهري أخذته زلخه لما تمطي بالفري المفضخه
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 21‌

زلف

الزاء و اللام و الفاء يدلُّ* علي اندفاعٍ و تقدُّمٍ في قرب إلي شي‌ء. يقال من ذلك ازدَلَف الرجلُ: تقدَّم. و سمِّيَت مُزْدَلِفَة بمكة، لاقترابِ الناس إلي مِنًي بعد الإِفاضة من عَرَفات. و يقال لفُلانٍ عند فلانٍ زُلْفَي، أي قرْبي.
قال اللّٰه جلّ و عزّ: وَ إِنَّ لَهُ عِنْدَنٰا لَزُلْفيٰ*. و الزَّلَف و الزُّلْفَة: الدَّرجة و المنزلة.
و أزْلَفت الرجلَ إلي كذا: أدنَيْته. فأما قولُ القائل:
حتي إذا ماءُ الصَّهاريج نَشَفْ من بَعدِ ما كانت مِلَاءً كالزَّلَفْ «1»
فقال قومٌ: الزَّلَف: الأجاجِينُ الخُضْر. فإن كان كذا فإِنما سُمِّيَت بذلك لأن الماء لا يثبُت فيها عند امتلائها، بل يندفع. و قال قومٌ: المزالف هي بلادٌ بين البرِّ و الرِّيف. و إنما سُمِّيت بذلك لقُرْبها من الرِّيف. و أما الزُّلَف من الليل، فهي طوائفُ منه؛ لأنَّ كلَّ طائفةٍ منها تقرُب من الأخري.

زلق

الزاء و اللام و القاف أصلٌ واحدٌ يدلُّ علي تزلُّج الشي‌ء عن مَقامه. من ذلك الزَّلَق. و يقال أزْلَقَتِ الحامل، إذا أزْلَقَتْ ولدَها. و يقال- و هو الأصحُّ- إذا ألقَتِ الماء و لم تقبلْه رَحِمُها. و المَزْلَقَة و المَزْلَق: الموضع لا يُثْبَت عليه. فأمَّا قولُه جلَّ ثناؤُه: وَ إِنْ يَكٰادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصٰارِهِمْ فحقيقة معناه أنَّه مِن حِدّة نظرِهما حَسَداً يكادون يُنحُّونَك عن مكانِك. قال:
نظراً يُزيل مواطئ الأقدامِ «2»
______________________________
(1) الرجز للعماني، كما في اللسان (زلف).
(2) البيت في البيان و التبيين (1: 11) من مكتبة الجاحظ. و أنشده في اللسان (قرض زلق). و صدره:
يتقارضون إذا النقوا في موطن
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 22
و يقال إنّ الزَّلِق: الذي إذا دنا من المرأة رَمَي بمائِه قبل أن يَغْشاها. قال:
إنَّ الزُّبير زَلِقٌ وَ زُمَّلِق «1»
و قال ابنُ الأعرابيّ: زَلَقَ الرّجُل رأسه: حَلَقه. فأما قولُ رُؤبة:
كَأنها حَقْبَاءُ بَلْقَاءُ الزَّلَقْ «2»
فيقال إنّ الزَّلَق العَجُز منها و مِن كلِّ دابة. و سُمِّيت بذلك لأن اليدَ تَزْلَقُ عنها، و كذلك ما يصيبُها من مَطرٍ و ندًي. و اللّٰه أعلم.

باب الزاءِ و الميم و ما يثلثهما

زمن

الزاء و الميم و النون أصلٌ واحدٌ يدلُّ علي وَقتٍ من الوقت.
من ذلك الزَّمان، و هو الحِين، قليلُه و كثيرُه. يقال زمانٌ و زَمَن، و الجمع أزمانٌ و أزمنَة. قال الشَّاعر في الزّمن:
و كنتُ امرأً زَمَنًا بالعرَاقِ عَفِيف المُناخِ طويلَ التَّغَنّ «3»
و قال في الأزمان:
أزمانَ لَيْلَي عامَ لَيْلَي وَحَمِي «4»
______________________________
(1) هو للقلاخ بن حزن المنقري. و كذا أنشده في اللسان (زملق) و المخصص (5: 115):
«إن الحصين». علي أنه ذكر أن صواب روايته: «إن الجليد» و هو الجليد الكلابي. و ذلك لأن في الرجز:
يدعي الجليد و هو فينا الزملق
(2) سبق إنشاد البيت في (حقب)، و سيعيده في (غني). و هو في ديوانه 104 و اللسان (حقب، زلق) و المخصص (6: 143).
(3) التغني: الاستغناء. و البيت للأعشي في ديوانه 22 و اللسان (غنا) و المخصص (12: 276).
(4) أنشده في اللسان (وحم). و قال: «و الوحم: اسم الشي‌ء المشتهي». و كذا أنشده في المخصص (1: 19) قال: «يقول: ليلي هي التي تشتهيها نفسي». و هو العجاج في ديوانه 58.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 23
و يقولون: «لقيتُه ذات الزُّمَيْن» يُراد بذلك تَراخِي المُدّة. فأما الزّمانة التي تصِيب الإنسانَ فتُقْعده، فالأصلُ فيها الضّاد، و هي الضَّمَانة. و قد كُتِبَتْ بقياسها في الضّاد.

زمت

الزاء و الميم و التاء ليس أصلًا؛ لأنَّ فيه كلمةً و هي من باب الإبدال. يقولون رجلٌ زَمِيت و زِمِّيت، أي سِكّيت. و الزاء في هذا مبدلة من صاد، و الأصل الصَّمْت.

زمج

الزاء و الميم و الجيم ليس بشي‌ءٍ. و يقولون: الزُّمَّج: الطائر «1».
و الزِّمِجَّي: أصل ذَنَب الطّائر. و الأصل في هذا الكاف: زِمِكَّي. و يقال زَمَجْت السِّقاء: ملأتُه. و هذا مقلوبٌ، إنما هو جَزَمْتُه. و قد مضي ذِكرُه.

زمح «2»

الزاء و الميم و الحاء كلمةٌ واحدة. يقولون للرّجُل القَصير: زُمَّح.

زمخ

الزاء و الميم و الخاء ليس بأصل. قال الخليل: الزامخ الشّامخ بأنفه. و الأنُوف الزُّمّخ: الطوال. و هذا إن كان صحيحًا فالأصل فيه الشين «شمخ».

زمر

الزاء و الميم و الراء أصلان: أحدهما يدلُّ علي قِلّة الشي‌ء، و الآخر جنسٌ من الأصوات.
فالأوّل الزَّمَر: قلّة الشّعَرْ. و الزَّمِر: قليل الشَّعر. و يقال رجلٌ زَمِرُ المروءة، أي قليلها.
______________________________
(1) أي الطائر المعهود، و هو طائر دون العقاب يصاد به. و في المحمل: «طائر».
(2) وردت هذه المادة في الأصل بعد (زمت)، ورددتها إلي هذا الترتيب وفقا لنظام ابن فارس و لما ورد في المجمل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 24
و الأصل الآخر الزَّمْر و الزِّمار: صوت النعامة يقال زَمَرت تَزْمُر و تَزمِر زِماراً.
و أمَّا الزُّمْرة فالجماعة. و هي مشتقّة من هذا؛ لأنّها إذا اجتمعت كانت لها جَلَبة و زِمَار.
و أما الزَّمَّارة التي جاءت
في الحديث: «أنّه نَهَي عن كسْب الزَّمَّارة»
فقالوا: هي الزّانية. فإنْ صحَّ هذا فلعل نَغْمتها شُبّهت بالزَّمْر. علي أنّهم قد قالوا إنّما هي الرَّمّازة: التي ترمِز بحاجبَيها للرجال. و هذا أقرب.

زمع

الزاء و الميم و العين أصلٌ واحد يدلّ علي الدُّون و القِلّة و الذِّلّة.
من ذلك الزَّمَع، و هي التي تكون خَلف أظلاف الشّاء. و شبه بذلك رُذَال الناس. فأمّا قول الشمّاخ:
… عكرِشَةٍ زَمُوعِ «1»
فالعِكرشة الأُنْثي من الأرانب. و الزَّمُوع: ذات الزَّمَعات. فهذا هذا الباب.
و أمّا قولهم في الزَّماع، و أزَمَع كذا، فهذا له وجهان: أحدهما أن يكون مقلوبًا من عزم، و الوجه الآخَر أن تكون الزاء [مبدلةً] من الجيم، كأنّه مِن إجماع القوم و إجماع الرأْي.
و من الباب قولهم للسّريع «2»: زميع. و ينشدون:
______________________________
(1) جزء من بيت له في ديوانه 61 و اللسان (زمع)، و هو:
فما تتفك بين عويرضات تجر برأس عكرشة زموع
(2) في الأصل: «للسرمع»، صوابه من المجمل و اللسان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 25
داعٍ بعاجلةِ الفِراق زَميعُ «1»
قالوا: و الزّميع الشجاع الذي يُزمِع ثم لا ينثني، و الجمِيع الزُّمَعاء. و المصدر الزَّمَاع. قال الكسائيّ: رجلٌ زَمِيع الرّأي، أي جيِّده. و الأصلُ فيه ما ذكرتُه من القلب أو الإبدال.
و أمَّا الزَّمَع الذي يأخذ الإنسانَ كالرِّعدة، فهو كلامٌ مسموع، و لا أدري ما صحّتُه، و لعلَّه أن يكون من الشاذّ عن الأصل الذي أصَّلْتُه.

زمق

الزاء و الميم و القاف ليس بشي‌ء، و إن كانوا يقولون: زَمَقَ شَعرَه، إذا نَتَفه. فإنْ صحَّ فالأصل زبق. و قد ذكر.

زمك

الزاء و الميم و الكاف. ذكر ابنُ دريد و غيره أنّ الزاء و الميم و الكاف تدلُّ علي تداخُل الشي‌ء بعضِه في بعض. قال: و منه اشتقاق الزّمِكّي، و هي مَنْبِت ذنَب الطائر.

زمل

الزاء و الميم و اللام أصلان: أحدهما يدلُّ علي حَمل ثِقْل من الأثقال، و الآخر صوتٌ.
فالأول الزَّامِلة، و هو بعيرٌ يَستظهِرُ به الرّجل، يحملُ عليه متاعَه. يقال ازدمَلْت «2» الشّي‌ءَ، إذا حملتَه. و يقال عِيالاتٌ أَزْمَلَةٌ، أي كثيرة. و هذا من الباب، كأنَّهُم كَلُّ أحمالٍ، لا يضطلعون و لا يطيقون أنفسَهم.
______________________________
(1) البيت بتمامه كما في اللسان (زمع):
و دعا ببينهم غداة تحملوا داع بعاجلة الفراق زميع
(2) في الأصل: «أزملت»، صوابه من اللسان (13: 331).
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 26
و من الباب الزُّمَّيل، و هو الرجُل الضّعيف، الذي إذا حَزَبه أمرٌ تَزَمَّلَ، أي ضاعَفَ عليه الثّياب حتَّي يصير كأنّه حِمْل. قال أُحيحة:
لا و أبيك ما يُغنِي غَنائِي من الفِتيان زُمَّيل كَسُولُ «1»
و المُزَامَلة: المعادلة «2» علي البعير
فأمّا الأصل الآخَر فالأزْمَلُ، و هو الصّوت في قول الشاعر:
لها بعد قِرَّاتِ العَشِيّاتِ أزْمَلُ
و مما شذّ عن هذين الأصلين الإِزْمِيل: الشَّفْرَة «3». و منه: أخذت الشي‌ءَ بأزْمَلِه.

باب الزاءِ و النون و الحرف المعتل

زني

الزاء و النون و الحرف المعتل لا تتضايف، و لا قياس فيها لوحدةٍ علي أخري. فالأوَّل الزِّنَي، معروف. و يقال إنّه يمدّ و يقصر.
و ينشد للفرزدق:
أبَا حاضرٍ مَن يَزْنِ يُعرَف زنَاؤُه و من يَشْرَبِ الخمر لا بدّ يَسْكرُ «4»
______________________________
(1) أنشده في المجمل (زمل).
(2) المعادلة: أن يكون عديلا له. و في الأصل: «المعاملة»، صوابها من المجمل و اللسان.
(3) قيده في اللسان بشفرة الحذاء. و أنشد لعبدة بن الطبيب:
عيرانة ينتحي في الأرض منسمها كما انتحي في أديم الصرف إزميل
(4) كذا ورد إنشاده في الأصل محرفا. و الذي في الديوان 383 و اللسان (زنا، سكر):
و من يشرب الخرطوم يصبح مسكرا
و قبله:
أبا حاضر ما بال برديك أصبحا علي ابنة فروج رداء و مئررا
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 27
و يقال في النسبة إِلي زِنًي زِنَويّ، و هو لزِنْيَةٍ و زَنْيَةٍ، و الفتح أفصح.
و الكلمة الأخري مهموز. يقال زَنَأت في الجبل أزنأ زُنُوءًا و زَنْأً. و الثالثة:
الزَّنَاء، و هو القصير من كلِّ شي‌ء. قال:
و تُولجُ في الظّلِّ الزَّنَاءِ رءُوسَها و تحسِبَهُا هِيمًا و هنَّ صحائحُ «1»
و قال آخر «2»:
و إذَا قُذِفْتُ إلي زَنَاءٍ قعْرُها غبراءَ مُظْلمةٍ من الأحفار «3»
و الرابعة: الزَّنَاء «4»: الحاقن بولَه. و
نهي رسول اللّٰه صلي اللّٰه عليه و آله و سلم أنْ يصلي الرجل و هو زَنَاء

زنج

الزاء و النون و الجيم ليس بشي‌ءٍ. علي أنّهم يقولون الزَّنَجَ:
العطش، و لا قياس لذلك.

زنح

الزاء و النون و الحاء كالذي قبله. و ذكر بعضهم أن التزنُّح التفتُّح في الكلام.

زند

الزاء و النون* و الدال أصلان: أحدهما عضو من الأعضاء، ثم يشبه به. و الآخَر دليلُ ضيقٍ في شي‌ء.
______________________________
(1) البيت لابن مقبل، كما في اللسان (زنأ).
(2) هو الأخطل. ديوانه 81 و اللسان (زنأ).
(3) الأحفار: جمع حفر، بالتحريك، و هو المكان المحفور. و قبل البيت في ديوانه:
بأبي سليمان الذي لو لا يد منه علقت بظهر أحدب عاري
(4) الزناء كسحاب، بتخفيف النون.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 28
فالأوَّل الزَّنْد، و هو طَرَف عظم الساعد، و هما زَنْدان، ثم يشبه به الزند الذي يُقدَح به النار، و هو الأعلي، و الأسفل الزَّنْدَة.
و الأصل الآخر: المُزَنَّد؛ يقال ثوبٌ مُزَنَّد، إِذا كان ضيّقًا؛ و حوضٌ مُزَنّدٌ مِثله. و رجلٌ مزنَّد: ضيِّق الخُلقُ. قال ابن الأعرابي: يقال «1» تزنَّد فلانٌ، إذا ضاقَ بالجواب و غضِب. قال عديّ:
فقُلْ مثلَ ما قالوا و لا تتزَنَّدِ
و من الباب المُزَنَّد، و هو الحَمِيل «2»، يقال زنَّدْت الناقة، إِذا خَلَّلت أشاعرها بأخِلّة صغار، ثُمَّ شددتَها بشَعر، و ذلك إذا انْدحفت رحِمُها بعد الولادة.

زنر

الزاء و النون و الراءِ ليس بأصلٍ؛ لأنّ النون لا يكون بعدها راء. علي أنّ في الباب كلمة. يقولون إن الزَّنانِير الحصي الصِّغار إِذا هبّت عليها الريحُ سمعتَ لها صَوتا. [و الزّنانير: أرضٌ بقرب جُرَشَ «3»]. و قال ابن مقْبل:
زَنَانِيرُ أرواحَ المصيفِ لها «4»

زنق

الزاء و النون و القاف أصل يدلُّ علي ضيقٍ أو تضْيِيق. يقولون زَنَقْت الفرسَ، إذا شَكَلْته في قوائمه الأربع. و الزَّنَقة كالمدخل في السِّكّة «5»
______________________________
(1) في الأصل: «مقابل».
(2) الحميل، بالحاء المهملة، و هو الدعي في النسب. في الأصل: «الجميل»، صوابه في المجمل.
(3) التكملة من المجمل، و يقتضيها الاستشاد بالبيت التالي.
(4) قطعة من بيت له، و هو بتمامه كما في اللسان و معجم البلدان (4: 406):
تهدي زنانير أرواح المصيف لها و من ثايا فروج الغور تهدينا
(5) في الأصل: «التكة»، صوابه من المجمل و اللسان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 29
و غيرها في ضيق و فيها مَيل. و يقال لضربٍ من الحُليّ زِنَاقٌ.

زنك

الزاء و النون و الكاف ليس أصلًا و لا قياسَ له. و قد حُكِيَ الزَّوَنَّك: القصير الدَّميم.

زنم

الزاء و النون و الميم أصلٌ يدلُّ علي تعليق شي‌ء بشي‌ء. من ذلك الزَّنِيم، و هو الدَّعِيُّ. و كذلك المُزَنَّمُ؛ و شُبّه بزنَمَتِي العنز، و هما الّلتان تتعلَّقان من أذُنها. و الزَّنَمة: اللَّحمة المتدلِّية في الحلْق. و قال الشَّاعر في الزَّنيم:
زَنيمٌ تَداعاهُ الرِّجالُ زيادةً كما زِيدَ في عَرضِ الأديم الأكارعُ «1»

باب الزاءِ و الهاءِ و الحرف المعتل

زهو

الزاء و الهاء و الحرف المعتل أصلان: أحدهما يدلُّ علي كِبْر و فَخر، و الآخر علي حُسْن.
فالأوَّل الزَّهو، و هو الفخر. قال الشاعر «2»:
مَتي ما أشأ غير زَهْوِ الملوكِ أجعلْكَ رَهطا علي حُيَّضِ
و من الباب: زُهِيَ الرجلَ فهو مزْهوٌّ، إذا تفخَّر و تعظّم.
و من الباب: زَهَتِ الريح النباتَ، إِذا هَزَّتْه، تَزْهاه. و القياس فيه أن المعْجَب «3» ذَهَب بنفسه متمايلًا «4».
______________________________
(1) للخطيم التميمي. و هو شاعر جاهلي، كما في اللسان (زنم).
(2) هو أبو المثلم الهذلي، كما في اللسان (رهط، زهو). و قد سبق البيت في (2: 450).
(3) في الأصل: «المعجب».
(4) في الأصل: «زهت بنفسه متماثلا».
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 30
و الأصل الآخر: الزَّهو، و هو المنظر الحسَن. من ذلك الزَّهْو، و هو احمرار ثمر النخل و اصفرارُه. و حكي بعضهم زَهَي و أَزْهَي. و كان الأصمعيُّ:
يقول: ليس إلّا زَهَا. فأمّا قول ابن مُقْبِل:
و لا تقولَنَّ زَهْواً ما تُخَبِّرُني لم يترك الشيبُ لِي زَهْوًا و لا الكِبَرُ «1»
فقال قوم: الزَّهو: الباطل و الكَذِب. و المعني فيه أنَّه من الباب الأول» و هو من الفخر و الخُيَلاء.
و أما الزُّهَاء فهو القَدْر في العَدد، و هو ممّا شذ عن الأصلين جميعاً.

زهد

الزاء و الهاء و الدال أصلٌ يدلُّ علي قِلّةِ الشي‌ء. و الزَّهِيد:
الشي‌ء القليل. و هو مُزْهِدٌ: قليل المال «2». و
قال رسول اللّٰه صلي اللّٰه عليه و آله و سلم: «أفضلُ النّاسِ مؤْمنٌ مُزْهِدٌ»
هو المُقِلُّ، يقال منه: أزْهَد إزهاداً.
قال الأعشي:
فلَنْ يَطْلبُوا سِرَّها للغِني و لن يسلِموها لإزهادها «3»
قال الخليل: الزَّهادة في الدُّنيا، و الزُّهْد في الدِّين خاصة. قال الِّلحياني:
يقال رجل زهيدٌ: قليل المَطعَم، و هو ضيِّق الخُلقُ أيضاً. و قال بعضهم الزّهِيد:
الوادي القليل الأخْذ للماء. و الزَّهَاد: الأرض التي تَسيلُ من أدني مطر.
و ممّا يقرُب من الباب قولهم: «خُذْ زَهْدَ ما يكفيك»، أي قَدْرَ ما يكفيك.
______________________________
(1) روايته في اللسان: «و لا العور». و رواية الصحاح تطابق رواية فارس.
(2) في الأصل: «الماء» صوابه من المجمل و اللسان.
(3) ديوان الأعشي 56 و اللسان (زهد). و في شرح الديوان: «قرأت علي أبي عبيدة:
لإزهادها، فلما قرأت عليه الغريب قال: لأزهادها، بالفتح».
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 31
و يُحكي عن الشيبانيّ- إن صحّ فهو شاذٌّ عن الأصل الذي أصّلناه- قال: زَهَدْت النّخْلَ، و ذلك إذا خرَصْتَه.

زهر

الزاء و الهاء و الراء أصلٌ واحدٌ يدلُّ علي حُسنٍ و ضِياء و صفاء. من ذلك الزُّهَرة: النجم، و منه الزَّهْر، و هو* نَور كلِّ نبات؛ يقال أزهر النّبات. و كان بعضهم «1» يقول: النّور الأبيضُ، و الزّهر الأصفر، و زَهرة الْدُّنيا: حُسْنها. و الأزهر: القمر. و يقال زَهَرَت النّارُ: أضاءت، و يقولون: زَهَرَت بك ناري.
و مما شذّ عن هذا الأصل قولُهم: ازدهرتُ بالشي، إذا احتفظتَ به. و
قال رسول اللّٰه صلي اللّٰه عليه و آله و سلم لأبي قَتادة في الإناء الذي أعطاه: «ازْدَهِرْ بِهِ فإنَّ له شأنًا»
، يريد احتفظ به. و ممكنٌ أن يُحمَل هذا علي الأصل أيضاً؛ لأنه إِذا احتفط به فكأنه من حيثُ استحسنه. و قال:
كما ازْدَهرَت … «2»
و لعل المِزْهَر الذي هو العُود محمولٌ علي ما ذكرناه من الأصل؛ لأنّه قريب منه.

زهم

الزاء و الهاء و الميم أصلٌ واحد يدلُّ علي سَمِن و شحمٍ و ما أشبه ذلك. من ذلك الزَّهَم، و هو أن تَزْهَم اليدُ من اللّحم. و ذكر ناسٌ أنَّ الزُّهْم شَحم الوحش، و أنَّه اسمٌ لذلك خاصَّة، و يقولون للسَّمين زَهِمٌ. فأمّا قولُهم في الحكاية
______________________________
(1) هو ابن الأعرابي، كما في اللسان (زهر).
(2) قطعة من بيت في اللسان (زهر). و هو بتمامه:
كما ازدهرت قينة بالشراع لأسوارها عل منها اصطباحا
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 32
عن أبي زيد أن المزَاهَمة القُرب، و يقال زَاهَمَ فلانٌ الأربعينَ، أي داناها، فممكنٌ أن يُحمَل علي الأصل الذي ذكرناه، لأنّه كانّه أراد التلطُّخ بها و مُماسَّتها. و يمكن أنْ يكون من الإبدال، و تكون الميم بدلًا من القاف، لأن الزاهق عَيْنُ السمين «1».
و قد ذكرناه‌

زهق

الزاء و القاف أصلٌ واحدٌ يدلُّ علي تقدَّم و مضيّ و تجاوز.
من ذلك: زَهَقَتْ نفسه. و من ذلك: [زهَق] الباطل، أي مضي. و يقال زَهَق الفرسُ أمامَ الخليل، و ذلك إِذا سَبَقَها و تقدَّمَها. و يقال زَهق السّهم، إذا جَاوَزَ الهدَف. و يقالُ فرسٌ ذات أزَاهيقَ، أي ذاتُ جَرْيٍ و سَبْقٍ و تقدم.
و من الباب الزَّهْق، و هو قَعْرُ الشي‌ء؛ لأن الشي‌ء يزهق فيه إِذا سقط.
قال رؤبة:
كأنَّ أيديَهنَّ تَهْوِي بالزَّهَق «2»
فأما قولهم: أزْهَقَ إناءَه، إذا ملأه، فإن كان صحيحاً فهو من الباب؛ لأنه إذا امتلأ سَبَقَ و فاض و مَرَّ. و من الباب الزَّاهق، و هو السَّمِين، لأنَّه جاوز حدّ الاقتصاد إلي أن اكتَنز من اللحم «3». و يقولون: زَهَقَ مخُّه: اكتنز. قال زُهير في الزَّاهق:
القائدُ الخيلَ منكوبًا دوابِرُها منها الشَّنُونُ و منها الزَّاهقُ الزَّهِمُ «4»
و من الباب الزَّهُوق، و هو البئر البعيدة القعر.
______________________________
(1) في الأصل: «عند السمين»، و انظر س 13 من هذه الصفحة.
(2) ديوان رؤبة 106 و اللسان (زهق).
(3) في الأصل: «إلي أكثر من اللحم».
(4) ديوان زهير 153 و اللسان (زهق).
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 33
فأمَّا قولهم: النَّاسُ زُهاقُ مائة، فممكن إن كان صحيحاً أنْ يكون من الأصل الذي ذكرنا، كأنَّ عددَهم تقدَّمَ حتَّي بلغ ذلك. و ممكن أن يكون من الإِبدال، كأنَّ الهمزةَ أُبْدِلَت قافًا. و يمكن أن يكون شاذّا.

زهف

الزاء و الهاء و الفاء أصلٌ يدلُّ علي ذهاب الشي‌ء. يقال ازدهَفَ الشي‌ءَ، و ذلك إذا ذهب به. قالت امرأةٌ من العرب:
يا من أحسَّ بُنَيَّيَّ اللذين هما سَمعِي و مُخّي فمُخِّي اليوم مزدَهَفُ «1»
و يقال منه أَزْهَفَه الموتُ. و من الباب ازدهَفه، إذا استعجَلَه. قال:
قولك أقوالًا مع التَّحلافِ فيه ازدهافٌ أيُّما ازدهافِ «2»
و قال قوم: الازدهاف التزيُّد في الكلام. فإن كان صحيحاً فلأنّه ذَهابٌ عن الحقّ و مجاوزةٌ له.

زهل

الزاء و الهاء و اللام كلمةٌ تدلُّ علي ملاسةِ الشَّي‌ء. يقال فرس زُهْلول، أي أماس.

زهك

الزاء و الهاء و الكاف ليس فيه شي‌ء إلا أنَّ ابنَ دريد ذكر أنَّهم يقولون: زَهَكت الرِّيح التّرابَ، مثل سَهَكَتْ.
______________________________
(1) في اللسان (زهف):
بل من أحس بريمي اللذين هما قلبي و عقلي فعقلي اليوم مزدهف
(2) الرجز لرؤبة في ديوانه ص 100.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 34‌

باب الزاء و الواو و ما يثلثهما

زوي

الزاء و الواو و الياء أصلٌ يدلُّ علي انضمامٍ و تجمُّع. يقال زوَيت الشَّي‌ءَ: جمعته.
قال رسول اللّٰه* صلي اللّٰه عليه و آله: «زُوِيتِ الأرضُ فأُرِيتُ مَشارِقَها و مغارِبَها، و سيبلغُ مُلْكُ أمّتي ما زُوِيَ لي منها»
. يقول: جُمِعت إِليّ الأرضُ. و يقال زَوَي الرجلُ ما بين عينيه، إِذا قبضَه.
قال الأعشي:
يزيدُ يُغضُّ الطَّرْف دوني كأنَّما زَوَي بين عينيه عليَّ المحاجمُ «1»
فلا ينبسِطْ مِن بين عينَيكَ ما انزَوَي و لا تَلقَني إلّا و أنفُكَ راغمُ
و يقال انْزَوتِ الجِلدةُ في النار، إذا تَقَبَّضت. و زَاوية البيت لاجتماع الحائِطَين «2». و من الباب الزِّيّ: حُسْن الهيئة. و يقال زوي الإِرثَ عن وارثِه يَزوِيه زَيًّا.
و مما شذَّ عن هذا الأصل و لا يُعلم له قياسٌ و لا اشتقاق: الزّوْزَاة: حُسن الطرد «3»، يقال زَوْزَيْتُ به.
______________________________
(1) ديوان الأعشي 58 و اللسان (زوي).
(2) في المجمل: «و زاوية البيت سميت للاجتماع».
(3) في المجمل و اللسان: «شبه الطرد».
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 35
و يقال الزِّيزَاء: أطراف الرِّيش. و الزِّيزاةُ: الأكَمة، و الجمع الزِّيزاء، و الزَّيازِي، في شعر الهذليّ «1»:
و يوفِي زَيازِيَ حُدْبَ التّلالِ
و من هذا قدرٌ زُوَزِيَةٌ، أي ضخمة «2».
و ممَّا لا اشتقاقَ له الزَّوْء، و هي المَنِيّة «3».

زوج

الزاء و الواو و الجيم أصلٌ يدلُّ علي مقارنَة شي‌ءٍ لشي‌ءٍ.
من ذلك [الزّوج زوج المرأة. و المرأةُ «4»] زوج بعلِها، و هو الفصيح. قال اللّٰه جل ثناؤه: اسْكُنْ أَنْتَ وَ زَوْجُكَ الْجَنَّةَ*. و يقال لفلانٍ زوجانِ من الحمام، يعني ذكراً و أنثي. فأمّا قولُه جلّ و عزّ في ذِكْر النبات: مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ*، فيقال أراد به اللَّون، كأنَّه قال: من كل لونٍ بهيج. و هذا لا يبعد أن يكون مِن الذي ذكرناه؛ لأنه يزوَّج غَيْرَه ممّا يقاربه. و كذلك قولهم للنَّمَط الذي يُطرَح علي الهودج زَوج؛ لأنَّه زوجٌ لما يُلْقَي عليه. قال لبيد:
مِن كل محفوفٍ يُظِلُّ عِصِيَّهُ زَوْجٌ عليه كِلّةٌ و قرامُها «5»

زوح

الزاء و الواو و الحاء أصلٌ يدلُّ علي تنَحٍّ و زوال. يقول زاح عن مكانه يزُوح، إذا تنحَّي، و أزحتُه أنا. و ربَّما قالوا: أزاح يُزيِح.
______________________________
(1) هو أسامة بن الحارث الهذلي من قصيدته في شرح السكري الهذليين 180 و نسخة الشنقيطي 79. و صدر البيت:
و ظل يسوف أبوالها
(2) حق هذه الكلمة و ما قبلها من أول هذه الفقرة أن يكون في مادة (زبز).
(3) في الأصل: «المسنة»، تحريف.
(4) التكملة من المجمل.
(5) من معلقة لبيد.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 36‌

زود

الزاء و الواو و الدال أصلٌ يدلُّ علي انتقالٍ بخيرٍ، من عملٍ أو كسب. هذا تحديدٌ حَدَّه الخليل. قال كلُّ مَن انتقل معه بخيرٍ مِن عملٍ أو كسب فقد تزوَّد. قال غيره: الزَّود: تأسيس الزاد، و هو الطعام يُتَّخَذ للسَّفر. و المِزْوَد: الوعاء يُجعَل للزاد. و تلقَّب العَجمُ برِقاب المَزاوِدِ

زور

الزاء و الواو و الراء أصلٌ واحد يدلُّ علي المَيْل و العدول.
من ذلك الزُّور: الكذب؛ لأنه مائلٌ عن طريقَةِ الحقّ. و يقال زوَّرَ فلانٌ الشَّي‌ء تزويراً. حتَّي يقولون زوَّر الشي‌ءَ في نفْسه: هيّأه؛ لأنه يَعدِل به عن طريقةٍ تكون أقربَ إِلي قَبول السامع. فأمَّا قولهم للصَّنم زُور فهو القياس الصحيح. قال:
جاءُوا بزُورَيْهِمْ و جئنا بالأَصّمْ «1»
و الزَّوَر: الميل. يقال ازورَّ عن كذا، أي مال عنه.
و من الباب: الزائر، لأنّه إذ زارَك فقد عدَل عن غيرك.
ثم يُحمل علي هذا فيقال لرئيس القوم و صاحِب أمرهم: الزُّوَيْر، و ذلك أنَّهم يعدِلون عن كلّ أحدٍ إليه. قال:
بأيدِي رجالٍ لاهَوَادة بينهمْ يَسُوقون للموت الزُّوَيْر اليَلَنْدَدا «2»
و يقولون: هذا رجلٌ ليس له زَوْرٌ، أي ليس له صَيُّورٌ يرجِع إليه.
و التزوير: كرامة الزَّائر. و الزَّوْرُ: القوم الزُّوَّار، يقال ذلك في الواحد و الاثنين و الجماعة و النّساء. قال الشاعر:
______________________________
(1) الرجز للأغلب، أو ليحيي بن منصور. انظر اللسان (زور).
(2) أنشده في اللسان (5: 427).
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 37
و مشيُهنَّ بالخُبَيْبِ المَوْرُ «1» كما تَهَادي الفَتَياتُ الزَّوْرُ
فأمّا قولهم إن الزِّوَرَّ القويّ الشديد، فإنما هو من الزَّوْر، و هو أعلي الصَّدر شاذٌّ عن الأصل الذي أصّلناه.

زوع

الزاء و الواو و العين كلمةٌ واحدة. يقال زَاعَ الناقة بزمامها زَوْعًا، إذا جذبها. قال ذو الرمّة:
زُعْ بالزّمام و جَوْزُ الليل مركومُ «2»

زوف

الزاء و الواو و الفاء ليس بشي‌ءٍ، إلّا أنهم يقولون موتٌ* زُوَاف: وحِيٌّ.

زوق

الزاء و الواو و القاف ليس بشي‌ء. و قولهم زَوَّقْتُ الشي‌ءَ إذا زيّنته و موّهتَه، ليس بأصل، يقولون إنّه من الزَّاوُوق، و هو الزِّئبق. و كلُّ هذا كلام.

زوك

الزء و الواو و الكاف كلمةٌ إن صحت. يقولون إنَّ الزَّوْكَ مِشية الغُراب. و ينشدون:
في فُحْشِ زانيةٍ و زَوْكِ غُرَابِ «3»
______________________________
(1) الخبيب: مصغر الخب بالضم، و هو الغامض من الأرض. و في اللسان:
«و مشيهن بالكثيب مور»
. (2) صدره كما في ديوانه 579 و اللسان (زوع):
و خافق الرأس فوق الرحل قلت له
لكن في اللسان:
«مثل السيف قلت له»
. (3) البيت لحسان في ديوانه 59 و الحيوان (3: 424). و هو في اللسان (زوك) بدون نسبة.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 38
و يقولون من هذا زَوْزَكَت المرأة، إِذا أسرعت في المشي. و هذا باب قريبٌ من الذي قبلَه.

زول

الزاء و الواو و اللام أصلٌ واحدٌ يدلُّ علي تنحي الشي‌ءٍ عن مكانه. يقولون: زال الشي‌ءٍ زَوَالًا، و زالت الشمس عن كبد السماء تَزُول.
و يقال أزَلْتُهُ عن المكان و زوّلته عنه. قال ذو الرمة:
بيضاءَ لا تَنحاشُ مِنّا و أُمُّها إذا ما رأتْنا زِيل منا زَوِيلُها «1»
و يقال إنّ الزّائلة كلُّ شي‌ء يتحرك. و أنشد:
و كنت امرأً أرمي الزّوائِلَ مَرَّةً فأصبحْتُ قد ودَّعْت رَمْيَ الزّوائِل «2»
و مما شذّ عن الباب قولُهم: شي‌ءٌ زوْل، أي عَجَب. و امرأةٌ زَولة، أي خفيفة.
و قال الطرِمّاح:
و ألقَتْ إليَّ القولَ منهنَّ زَوْلةٌ تُخَاضِنُ أو ترنُو لقول المُخاضِنِ «3»

زون

الزاء و الواو و النون ليس هو عندي أصلًا علي أنّهم يقولون: الزَّون: الصّنَم. و مرّة يقولون: الزَّوْن بيت الأصنام. و ربما قالوا «4» زانَه يَزُونه بمعني يَزِينه «5».
______________________________
(1) البيت في ديوانه 554 و اللسان (8: 180/ 13: 337/ 20: 165) و الحيوان (5: 574). و قد سبق في (2: 119).
(2) أنشده في اللسان (زول).
(3) ديوان الطرماح 164 و اللسان (خضن، لحن) و المقابيس (2: 193).
(4) في الأصل: «قاله».
(5) في اللسان: «محمد بن حبيب: قالت أعرابية لابن الأعرابي: إنك تزوننا إذا طلعت».
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 39
و من الباب الزِّوَنَّة: القصيرة من النِّساء. و الرجل زِوَنّ. و ربما قالوا: الزَّوَنْزَي:
القصير. و كله كلام.

باب الزاي و الياء و ما يثلثهما

زيب

الزاي و الياء و الباء أصلٌ يدلُّ علي خفّةٍ و نشاط و ما يشبه ذلك. و الأصلُ الخِفّة. يقولون: الأَزْيَبُ النشاط. و يقولون: مَرّ فلانٌ و له أزْيَب إذا مَرَّ مَرٍّا سريعًا. و من ذلك قولهم للأمر المنكَر: أَزْيَبٌ. و هو القياس، و ذلك أنّه يُستخفّ لمن رآه أو سمعه. قال:
تُكلّفُ الجارةَ ذَنْبَ الغُيّبِ و هي تُبيتُ زوجَها في أزيَبِ «1»
و من الباب قولهم للرجل الذّليل و الدّعِيِّ أَزْيَب «2». و يقولون لمن قارَبَ خَطْوَه:
أَزْيَب. و قد أعلمْتُكَ أنَّ مرجع البابِ كلِّه إلي الخِفّة و ما قاربها.
و ممّا يصلُح أن يقال إنّه شذّ عن الباب، قولهم للجَنُوب من الرِّياح: أَزْيَب.

زيت

الزاء و الياء و التاء كلمةٌ واحدة، و هي الزّيت، معروف.
و يقال زِتُّه، إذا دهنْتَه بالزّيت. و هو مَزْيوت.

زيح

الزاء و الياء و الحاء أصلٌ واحد، و هو زَوال الشي‌ء و تنحِّيه.
يقال زاح الشي‌ءُ يَزيحُ، إذا ذهَب؛ و قد أزَحْتُ عِلَّته فزاحت، و هي تَزِيح.
______________________________
(1) البيت الأخير في المجمل.
(2) ذكر في المعرب 169 أنه فارسي، عربيته «المطمر».!!!
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 40‌

زيج

الزاء و الياء و الجيم ليس بشي‌ء. علي أنهم يسمُّون خيطَ البنّاء زِيجًا. فما أدري أ عربيٌّ هو أم لا.

زيد

الزاء و الياء و الدال أصلٌ يدلُّ علي الفَضْل. يقولون زاد الشي‌ء يزيد، فهو زائد. و هؤلاء قومٌ زَيْد علي كذا، أي يزيدون. قال:
و أنتمُ مَعْشرٌ زَيدٌ علي مائةٍ فأجمِعُوا أمرَكُمْ كيداً فكيدوني «1»
و يقال شي‌ءٌ كثير الزَّيايد، أي الزّيادات، و ربما قالوا زوائد. و يقولون للأسد: ذو زوائد. قالوا: و هو الذي يتزيد في زَئِيرِه و صَولته. و الناقة تَتَزيَّد في مِشيتها، إذا تكلفَتْ فوقَ طاقتِها. و يروون:
فقل [مثل] ما قالُوا و لا تتزَيَّد «2»
بالياء، كأنّه أراد التزيّد في الكلام.

زير

الزاء و الياء و الراء ليس بأصلٍ. يقولون: رجل زِيرٌ: يحبُّ مجالَسة النّساء و محادثَتهن. و هذا عندي أصلُه الواو، من زَارَ يزور، فقلبت الواو ياءً للكسرة التي قبلها، كما يقال هو حِدْثُ نِساء. قال في الزِّير:
من يَكُنْ في السِّوادِ و الدَّدِ و الإغْ رامِ زِيراً فإنّني غيرُ زيرِ «3»

زيغ

الزاء و الياء و الغين أصلٌ يدل علي مَيَل الشي‌ء. يقال زاغ
______________________________
(1) البيت لذي الإصبع العدواني من قصيدة له في المفضليات (1: 158).
(2) التكملة من المجمل و اللسان. و صدره في اللسان:
إذا أنت فاكهت الرجال فلا تلع
(3) أنشده في اللسان (سود). و السواد، بالكسر: المسارة.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 41
يَزيغُ زَيْغا. و التَّزَيُّغ: التَّمايُل «1»، و قوم زاغَةٌ، أي زائغون. و زاغَت الشمس، و ذلك إذا مالت وفاء الفي‌ء «2». و قال اللّٰه جلّ ثناؤه: فَلَمّٰا زٰاغُوا أَزٰاغَ اللّٰهُ قُلُوبَهُمْ. فأمّا قولهم: تزيّغت المرأةُ، فهذا من باب الإبدال، و هي نونٌ أبدلت غَينا.

زيم

الزاء و الياء و الميم أصلٌ يدلُّ علي تجمّعٍ. يقال لحم زِيَمٌ، أي مُكتنِز. و يقال اجتمع الناسُ فصارُوا زِيَما. قال الخليل:
«و الخيل تعدُو زِيَمًا حولنا»

زيل

الزاء و الياء و اللام ليس أصلًا، لكنّ الياء فيه مبدلةٌ من واو، و قد مضي ذِكره، و ذُكرتْ هنالك كلماتُ اللَّفظ. فالتَّزايل: التباين. يقال زَيَّلْتُ بينه، أي فرّقْت، قال اللّٰه تعالي: فَزَيَّلْنٰا بَيْنَهُمْ. و يقال إن الزَّيَل تباعُد ما بين الفَخِذين، كالفَحَج. و ذُكر عن الشيبانيّ إن كان صحيحاً تزايلَ فلانٌ عن فلانٍ، إذا احتشَمَه. و هو ذاك القياسُ إن صحّ.

زين

الزاء و الياء و النون أصلٌ صحيح يدلُّ علي حُسن الشي‌ء و تحسينه. فالزَّيْن نَقيضُ الشَّيْن. يقال زيَّنتْ الشي‌ء تزيينًا. و أزْيَنتِ الأرضُ و ازَّيَّنتْ و ازدانت «3» إذا حَسَّنَها عُشْبُها. و يقال إن كان صحيحًا- إنّ الزَّين:
عُرف الدِّيك. و يُنشدون:
______________________________
(1) في الأصل: «و التماثل»، صوابه من المجمل و اللسان.
(2) في الأصل: «و ذلك إذا فاءت الفي‌ء» صوابه، من المجمل و اللسان.
(3) و يقال أيضا: «ازبنت» كاحمرت، و «ازيأنت».
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 42
و جئتَ علي بغلٍ تَزُفُّكَ تِسعةٌ كأنّكَ دِيكٌ مائلُ الزَّين أعْوَر «1»

زيف

الزاء و الياء و الفاء فيه كلام، و ما أظنُّ شيئاً منه صحيحاً.
يقولون درهم زائِف و زَيْف. و من الباب زَافَ الجملُ في مَشيه يزيف، و ذلك إذا أسرع. و المرأة تَزِيف في مَشيها، كأنها تستدير. و الحمامة تَزِيف عند الحَمَام.
فأمّا الذي يُروَي في قول عديّ:
تَرَكونِي لدَي قُصورٍ و أعرا ضِ قصورٍ لزَيْفهنّ مَرَاقِ «2»
فيقولون إِنّ الزَّيف الطُّنُف الذي يقي الحائط: و يقال «لزيْفهن «3»». و كلُّ هذا كلام. و اللّٰه أعلم.

باب الزاء و الهمزة و ما يثلثهما

زأر

الزاء و الهمزة و الراء أصلٌ واحد. زأر الأسد زأرأ و زئِيرا قال النابغة:
نُبِّئتُ أنّ أبا قابوسَ أوعَدَنِي و لا قَرَارَ علي زأر من الأسَدِ «4»
و منه قوله:
حَلّتْ بأرضِ الزَّائِرِينَ فأصْبَحتْ عَسِراً عليَّ طِلابُكِ ابنةَ مَخْرَم «5»
______________________________
(1) البيت للحكم بن عبدل، كما في الحيوان (2: 305) و اللسان (زين).
(2) الكلمتان الأخيرتان من البيت في المجمل. و أنشده في اللسان (زيف).
(3) كذا في الأصل.
(4) ديوان النابغة 26.
(5) البيت لعنترة بن شداد في معلقته المعروفة، و اللسان (زأر).
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 43
و من الباب الزَّأرَة: الأجَمة، و هو كالاستعارة؛ لأنّ الأُسْدَ تأوي إليها فتزأَر.

زأب

الزاء و الهمزة و الباء كلمتان. يقال زَأَبَ الشي‌ءَ، إذا حَمله.
و الازدئاب: الاحتمال. و الكلمة الأخري زَأَبَ، إذا شرِب شُربًا شديداً. و لا قياسَ لهما.

زأد

الزاء و الهمزة و الدال كلمة واحدة، تدلُّ علي الفزع. يقال زُئِد الرّجُل، إِذا فَزِع، زُؤدًا. قال:
حَملَتْ يه في ليلةٍ مَزءُودةٍ كَرْها و عَقدُ نِطاقِها لم يُحْلَلِ «1»

زأم

الزاء و الهمزة و الميم أصلٌ يدلُّ علي صوتٍ و كلام. فالزَّأْمة:
الصَّوت الشديد. و يقال زأم لي فلانٌ زأْمةً، إذا طَرَح لي كلمةً لا أدري أحقٌّ هي أم باطل.
و مما يُحمَل عليه الزَّأَم: الذُّعر. و يقال أزأَمْتُه علي كذا، أي أكرهْتُه.
و مما شذّ عن الباب الزّأْم: شِدّة الأكل. و اللّٰه أعلم.

باب الزاء و الباء و ما يثلثهما

زبد

الزاء و الباء و الدال أصلٌ واحدٌ يدلُّ علي تولُّد شي‌ءٍ عن شي‌ء.
من ذلك زَبَدُ الماءِ و غيرِه. يقال أزْبَدَ إزْياداً. و الزُّبد من ذلك أيضاً. يقال زَبَدْتُ الصبي أزبُده، إذا أطعمتَه الزُّبد.
______________________________
(1) البيت لأبي كبير الهذلي، من قصيدة له في نسخة الشنقيطي من الهذليين 61. و هو في حماسة أبي تمام (1: 20).
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 44
و ربَّما حملوا علي هذا و اشتقّوا منه. فحكي الفرّاءُ عن العرب: أزْبَدَ السِّدرُ، إذا نَوَّر. و يقال زَبَدَتْ فلانةُ سِقاءَها، إذا مَخَضَتْه حتَّي يُخرِج زُبدَه.
و من* الباب الزَّبْد، و هو العطيّة. يقال زَبَدْتُ الرّجلَ زَبْدا: أعطيتُه.
و
قال رسول اللّٰه صلي اللّٰه عليه و آله و سلم: «إنّا لا نَقبل زَبْد المُشْركين»
، يريد هداياهم.

زبر

الزاء و الباء و الراء أصلان: أحدهما يدلُّ علي إِحكام الشي‌ء و توثيقه، و الآخَر يدلُّ علي قراءةٍ و كتابةٍ و ما أشبه ذلك.
فالأوّل قولهم زَبَرْت البِئر، إذا طويتَها بالحجارة. و منه زُبْرة الحديد، و هي القِطعة منه، و الجمع زُبَر. و من الباب الزُّبْرة: الصّدر. و سُمّي بذلك لأنّه كالبئر المزبورة، أي المطويّة بالحجارة. و يقال إنّ الزُّبْرة من الأسد مُجتمع وَبَرِه في مِرفقيْه و صدره. و أسد مَزْبَرانيٌّ، أي ضخم الزُّبْرة.
و من الباب الزَّبِير، و هي الدّاهية. و من الباب: أخَذَ الشّي‌ءَ بزَوْبَرِه، أي كُلِّه. و منه قول ابن أحمَر «1» في قصيدته:
عُدَّتْ عليَّ بِزَوْبَرَا «2»
______________________________
(1) في الأصل: «ابن الحمر»، صوابه من المجمل و اللسان.
(2) البيت بتمامه كما في اللسان:
و إن قال عاو من معد قصيدة بها جرب عدت علي بزوبرا
و في الصحاح: «إذا قال غاو من تنوخ». و كلمة «زوبر» إحدي الكلمات التي لم تسمع إلا في شعر ابن أحمر، و مثلها «ماموسة» علم للنار، جاءت في قوله يصف بقرة:
تطايح الطل عن أعطافها صعدا كما تطايح عن ماموسة الشرر
و كذلك سمي حوار الناقة «بابوسها» و لم يسمع في شعر غيره. و هو قوله:
حنت فلوصي إلي بابوسها جزعا فما حنينك أم ما أنت و الذكر
و سمي ما يلف علي الرأس «أرنة» و لم توجد لغيره، و هو قوله:
و تلفع الحرباء أرنته متشاوساً لوريده نعر
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 45
فيقال إنّ معناه نُسِبتْ إليَّ بكمالها. و من الباب: ما لِفلَانٍ زَبْرٌ، أي ماله عقلٌ و لا تماسُك. و منه ازبأَرَّ الشّعر، إذا انتفَش تقوي «1».
و الأصل الآخر: زَبَرْتُ الكتابَ، إذا كتبتَه. و منه الزَّبور. و ربَّما قالوا: زبَرتَه، إذا قرأتَه. و يقولون في الكلمة: «أنا أعرف تَزْبِرَتِي «2»» أي كتابتي.

زبق

الزاء و الباء و القاف ليس من الأصول التي يُعوّل علي صحّتها، و ما أدري أَلِما قِيل فيه حقيقةٌ أم لا؟ لكنّهم يقولون: زَبَقَ شَعره، إذا نَتَفَه.
و يقولون: انْزَبق في البيت: دخل. و زبَقْت الرّجلَ: حبستُه.

زبل

الزاء و الباء و اللام كلمةٌ واحدة. يقولون: ما أصبت مِن فلان زُبالًا «3»، قالوا: هو الذي تحمله النّملة بفيها. و ليس لها اشتقاق. و ذكر ناسٌ إن كان صحيحاً-: ما في الإناء زُبَالة، إذا لم يكن فيه شي‌ءٌ. و أما قولهم زبَلْتَ الزّرعَ، إذا سَمَّدته بالزِّبل، فإن كان صحيحاً فهو من الباب أيضاً؛ لأن الزِّبْل من الساقط الذي لا يُعتَدّ به.
و حكي أنّ الزَّأْبَل: الرّجلُ القصير. و ينشدون:
حَزَنْبَلُ الْخُصْيَيْنِ فَدْمٌ زَأْبَلُ «4»
و هذا و شِبهه مما لا يُعرَّج عليه.
______________________________
(1) كذا وردت هذه الكلمة في الأصل، و ليست في المجمل.
(2) في اللسان: «إني لا أعرف تزبرتي».
(3) الزبال، بالكسر و بالضم.
(4) الرجز في المجمل و اللسان (زبل).
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 46‌

زبن

الزاء و الباء و النون أصلٌ واحدٌ يدلُّ علي الدّفع. يقال ناقة زَبُون، إذا زَبَنَتْ حالبَها. و الحرب تزبِنُ النّاسَ، إذا صَدَمتهم. و حربٌ زَبُون. و رجلٌ ذو زَبُّونةٍ، إذا كان مانعاً لجانبِه دَفُوعاً عن نفسه. قال:
بذَبِّي الذَّمَّ عن حَسبِي بمالِي و زَبُّوناتِ أشْوسَ تَيَّحانِ «1»
و يقال فيه زَبُّونَةٌ، أي كِبر، و لا يكونُ كذا إلّا و هو دافعٌ عن نفسه.
و الزَّبانِيَةُ سُمُّوا بذلك، لأنّهم يدفعون أهلَ النار إلي النار. فأمَّا المُزابَنَة فبيع الثمر في رءوس النّخل، و هو الذي جاء الحديث بالنَّهي عنه. و قال أهل العلم: إنّه مما يكون بعد ذلك من النِّزاع و المدافَعة. و يقولون إن الزَّبْن البُعْد. و أما زُبَانَي العقرب فيجوز أن يكون من هذا أيضاً، كأَنّها تدفَع عن نفسها به، و يجوز أن يكون شاذًّا.

زبي

الزاء و الباء و الياء يدلُّ علي شرٍّ لاخير. يقال: لقيت منه الأَزابِيَّ، إذا لقي منه شرّا. و من الباب: الزُّبْية: حفيرة يُزَبِّي فيها الرجلُ للصيد، و تفر للذّئب و الأسد فيصادان فيها. و من الباب: زَبَيْت أَزْبِي، إذا سقت إليه ما يكرهه. [قال]:
تلك استقِدْها و أَعطِ الحُكْم وَ اليَها فإنّها بعضُ ما تَزْنِي لك الرَّقِمُ «2»

زبع

الزاء و الباء و العين قريبٌ من الذي قبله، و هو يدلُّ علي
______________________________
(1) لسوار بن المضرب، كما في اللسان (زبن). و روايته: «عن أحساب قومي».
(2) في اللسان: «تلك استفدها» بالفاء.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 47
تغيُّظٍ و عزيمةِ شرّ. يقال تزبّع فلانٌ، إذا تهيَّأ للشر. و تزبّع: تغيَّر. و هو في شعر متمّم:
و إنْ تَلقَه في الشَّرْب لا تَلقَ فاحشاً من القوم ذا قاذُورة متزبِّعاً «1»
قال الشيبانيّ: الأزْبَع «2» الدّاهية، و الجمع الأزابعْ. و أنشد:
وعَدْتَ و لم تُنْجِزْ و قِدْماً وعدتَني فأخلفْتَني و تلك إحدي الأزابعِ
و هذا إنْ صح فهو من الإبدال، و هو من الباب قبله.

باب الزاءِ و الجيم و ما يثلثهما

زجر

الزاء و الجيم و الراء كلمة تدل علي الانتهار. يقال زَجَرت البعيرَ حتَّي مضَي، أزجُره. و زجَرْت فلانًا عن الشي‌ء فانْزَجر. و الزَّجور من الإبل: التي تعرف بعينها و تُنكر بأنْفها.

زجل

الزاء و الجيم و اللام أصلٌ يدلُّ علي الرمي بالشي‌ءِ و الدفعِ له.
يقال قَبَحَ اللّٰهُ أمًّا زَجَلَتْ به. و الزَّجْل: إرسال الحمام الهادِي. و المِزْجل:
المِزْرَاق. و زَجَلَ الفَحْل، إذا ألْقي ماءَه في الرَّحِم. و يقال أن الزَّاجَلُ «3»: ماءُ الظليم؛ لأنه يزْجُل به. قال ابنُ أحمر:
______________________________
(1) أنشده في اللسان (زمع، قذر). و هو من قصيدة في المفضليات (2: 65- 70) و جمهرة أشعار العرب 141- 143.
(2) لم أجدها في المعاجم المتداولة. لكن في اللسان: «الزوابع: الدواعي».
(3) الزاجل، بفتح الجيم، يهمز و لا يهمز.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 48
و ما بيضاتُ ذِي لِبَدٍ هِجَفّ سُقِينَ بِزَاجَلٍ حَتي رَوِينا «1»
و يقال بل الزَّاجَل مُخُّ البيض، و الأوّل أقيس.
و مما شذّ عن الباب الزُّجلة: القِطعة من كل شي‌ء، و جمعها زُجَل و الزِّئْجِيل «2»: الرجل الضَّعيف.
و من هذا، إن كان صحيحاً، الرَّاجَل: حَلقة تكون في طرف حبل الثقَل «3».

زجم

«4»
الزاء و الجيم و الميم أصلٌ واحدٌ يدلُّ علي صوتٍ ضعيف.
يقال. ما تكلم بِزَجْمَةٍ، أي بِنَبْسة و الزَّجوم: القوس ليست بشديدة الإرنان.
و اللّٰه أعلم بالصواب.

زجي

الزاء و الجيم و الحرف المعتلّ يدلُّ علي الرّمي بالشي‌ء و تسييره من غير حبس «5». يقال أزجتِ البقرةُ ولدَها، إذا ساقته. و الرِّيح تُزْجِي السَّحابَ: تسوقُه سَوْقاً رفِيقاً. فأمّا المُزْجَي فالشي‌ء القليل، و هو من قياس الباب، أي يُدفع به الوقت. و هذه بضاعةٌ مُزْجَاة، أي يسيرة الاندفاع.
و من الباب زجا الخراجُ يزجُو، أي تيسَّرت جِبايته.
______________________________
(1) البيت في الحيوان (4: 328، 341) و اللسان (هجف، زجل) و المخصص (8: 55).
و في الأصل: «بعجف» بدل «هجف»، تحريف.
(2) و الزتجيل أيضا، يقال بالهمز و بالنون كما في اللسان.
(3) الثقل، بالتحريك. متاع المسافر. و في المجمل: «في طرف الحبل حبل الثقل».
(4) وردت هذه المادة في الأصل مؤخرة عن (زجي) ورددتها إلي موضعها المطابق لموضعها من المجمل.
(5) حبس، أي إمساك. و في الأصل: «جنس».
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 49‌

باب الزاءِ و الحاءِ و ما يثلثهما في الثلاثي

زحر

الزاء و الحاء و الراء تنفُّسٌ بشدّة ليس إلّا هذا. يقال زَحَرَ يَزْحَرُ زحيراً، و هو صوتُ نَفَسِه إذا تنفّس بشدة. و زَحَرَت المرأة بولدها عند الولادة.

زحل

الزاء و الحاء و اللام أصلٌ يدلُّ علي التنحِّي. يقال زحَل عن مكانه، إذا تنحّي. و زَحَلت النّاقةُ في سَيرها. و المَزْحَل: الموضع الذي تَزْحَل إليه.

زحم

الزاء و الحاء و الميم أصلٌ يدل علي انضمامٍ في شدّة. يقال زَحَمَه يَزْحَمُه، و ازْدَحم الناس.

زحن

الزاء و الحاء و النون أصلٌ يدل علي الإبطاء. تقول: زَحَنَ يَزْحَن زَحْنًا، و كذلك التَّزحُّن. يقال تزَحَّن علي الشي‌ء، إذا تكارَهَ عليه و هو لا يشتهيه.

زحف

الزاء و الحاء و الفاء أصلٌ واحد يدلّ علي الاندفاع و المضيّ قُدُمًا. فالزَّحف: الجماعة يزحَفون إِلي العدوّ. و الصبيّ يزحَف علي الأرض قبل المشي. و البعير إذا أعيا فجرَّ فِرْسِنَه فهو يزحَف. و هي إبلٌ زواحفُ، الواحدة زاحفة. قال:
علي زوَاحف نُزْجِيَهَا مَحَاسِيرِ «1»
______________________________
(1) للفرزدق في ديوانه 263 و اللسان (زحف) و صدره:
علي عمائمنا تلقي و أرحلنا
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 50
و يقال زحَفَ الدَّبَا، إذا مضي قُدُمًا. و الزاحف: السهم الذي يقع دون الغَرَض ثم يزحَف. و اللّٰه أعلم بالصواب.

باب الزاء و الخاءِ و ما يثلثهما

زخر

الزاء و الخاء و الراء أصلُ صحيح، يدلُّ علي ارتفاع. يقال زَخَر البحر، إذا طما؛ و هو زاخرٌ. و زخَر النّبات، إذا طال. و يقال أخذ المكان زُخَارِيَّه، و ذلك إذا نَمَا النبات و أخرجَ زَهره. قال ابن مقبل:
زُخارِيَّ النّبات كأنَّ فيه جيادَ العبقريّة و القُطوعِ «1»

باب الزاء و الدال و ما يثلثهما

هذا بابٌ لا تكاد تكون الزاءُ فيه أصليَّة؛ لأنهم يقولون: جاء فلانٌ يضرب أزْدَرَيْه، إذا جاء فارغًا. و هذا إنما هو أصْدَرَيْه. و يقولون: الزَّدْو في اللعب، و إنما هو السَّدْو. و يقولون: مِزْدَغَة*، و إنما هي مِصْدَغة. و اللّٰه أعلم.

باب الزاء و الراء و ما يثلثهما

زرع

الزاء و الراء و العين أصلٌ يدلُّ علي تنمية الشي‌ء. فالزّرع معروف، و مكانه المُزْدَرَع. و قال الخليل: أصل الزّرع التنمية. و كان بعضهم يقول:
______________________________
(1) قله في اللسان (زخر):
و يرتعيان ليلهما قرارا سقته كل مدجنة هموع
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 51
الزَّرع طرح البَذْر في الأرض. و الزَّرْع اسمٌ لِمَا نبت. و الأصل في ذلك كلِّه واحد. و زارِع: كلبٌ.

زرف

الزاء و الراء و الفاء أصلٌ يدل علي سعيٍ و حركة. فالزَّرُوف:
النَّاقة الواسعة الخَطو الطويلةُ الرِّجْلين. و يقال: زَرَف، إِذا قَفَزَ. و يقال زَرَفْت الرّجلَ عن نفسي إذا نحّيتَه. و من الباب: الزَّرافات: الجماعات و هي لا تكون كذا إلا إِذا تجمّعت لسعيٍ في أمر. و يقال زَرَافَّة، مثقّلة الفاء. و
كان الحجّاج يقول: «إِيَّايَ و هذه الزّرَافات»
يريد المتجمّعين المضطربين لفتنةٍ و ما أشبهها.
و من الباب زَرِف الجُرح، إذا انتقض بعد البُرْء.

زرم

الزاء و الراء و الميم أصلٌ يدلُّ علي انقطاع و قلّة. يقال زَرِم الدمعُ، إذا انقطَع؛ و كذلك كلُّ شي‌ءٍ. و من ذلك
حديث النبي صلي اللّٰه عليه و آله و سلم حين بال عليه الحسَنُ عليه السلام فقال: «لا تُزْرِمُوا ابني»
يقول:
لا تقطَعوا بولَه. زَرِمَ البولُ نفسُه، إِذا انقطع. قال:
أو كماء المثمودِ بعد جِمامٍ زَرِمَ الدّمعِ لا يئوبُ نَزُورا «1»
و يقال إِن الزَّرِم البخيل. و هو من ذاك. [و] يقال زَرِمَ الكلب، إذا يبس جَعْرُه في دُبُرِه.

زرب

الزاء و الراء و الباء أصلٌ يدلّ علي بعض المأوَي. فالزَّرْب زَرب الغنم، و هي حظيرتها. و يقال الزَّرِيبة الزُّبْية. و الزَّريبة: قُتْرَة الصائد.
______________________________
(1) البيت لعدي بن زبد كما في اللسان (زرم). و قد سبق في (ثمد، جم).
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 52‌

زرد

الزاء و الراء و الدال حرف واحد، و هو يدلُّ علي الابتلاع، و الزاء فيه مبدلةٌ من سين. يقال ازدَرَد اللقمة يَزْدَرِدها «1». و ممكنٌ أن يكون الزَّرَد من هذا، علي أن أصله السين، و معني الزّرَّاد السَّرَّاد.

زرح

الزاء و الراء و الحاء كلمة واحدة. فالزراوِح: الرَّوابي الصِّغار «2».

زري

الزاء و الراء و الحرف المعتل يدلُّ علي احتقارِ الشي‌ء و التّهاون به. يقال زرَيْت عليه، إذا عِبْتَ عليه. و أَزْريْتَ به: قصَّرت به.

باب ما جاءَ من كلام العرب علي أكثر من ثلاثة أحرف أوله زاء

و سبيلُ هذا البابِ سبيلُ ما مضي. فمنه المشتقُّ البيِّنُ الاشتقاق، و منه ما وُضع وضعْاً.
فمن المشتق الظاهرِ اشتقاقُه قولهم (الزُّرْقُم)، أجمع أهلُ اللغة أنّ أصله من الزَّرَق، و أن الميم فيه زائدة.
و من ذلك (الزُّمَّلِق) و (الزُّمَالِق)، و هو الذي إذا باشر أراق ماءَه قبل أن يجامِع. و هذا أيضاً مما زيدت فيه الميم؛ لأنه من الزَّلَق. و هو من باب أزْلَقَتِ الأنثي، و ذلك إذا لم تقبل رحمُها ماءَ الفحل و رَمت به.
و من ذلك (الزَّهْمَقَة) و هي الزَّهَم، أو رائحة الزُّهُومة. فالقاف فيه زائدة.
______________________________
(1) بعدها في الأصل: «و زرد يزدردها» و هو كلام مقحم.
(2) واحدها «زروح» بفتح الزاي و سكون الراء.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 53
و من ذلك قولهم (ازْمَهَرَّت) الكواكبُ، إذا لَمَعَت. و هذا مما زيدت فيه الميم؛ لأنّه من زَهَرَ الشي‌ء، إذا أضاء.
فأما (الزَّرَجُون) ففارسيّة معرّبة «1»، و اشتقاقه من لون الذّهَب.
و من ذلك سيل (مُزْلَعِبٌّ)، و هو المُتدافع الكثير القَمْش. و هذا ممّا زِيدت فيه اللام. و هو من السَّيل الزّاعب، و هو الذي يتدافع.
و من ذلك (الزُّلقوم)، و هو الحلقوم فيما ذكره ابن دريد «2». فإن كان صحيحاً فهو منحوت من زَلِق و زقم، كأنّ اللقمة تزلَق فيه.
و من ذلك (الزُّهلُوق «3»)، و هو الخفيف، و هو منحوت من زلق و زهق «4»، و ذلك إِذا تهاوي سِفْلاه.
و من ذلك (الزُّعْرور) السَّيِّئُ الخُلُق. و هذا ممّا اشتقاقُه ظاهر؛ لأنه من الزَّعارَة، و الراء* فيه مكرَّرة.
و من ذلك (الزَّمْجَرة): الصَّوت. و الميم فيه زائدة، و أصله من الزّجر.
و من ذلك قول الخليل: (ازلَغَبّ «5») الشعر، و ذلك إذا نَبَت بعد الحلْق.
و ازلغَبَّ الطائر، إذا شوَّك «6». و هذا مما نُحِت من كلمتين، من زَغَب و لَغَب.
______________________________
(1) هي بالمارسة «زرگون». و «زر» بمعني الذهب. و «گون» لون، فمعناه لون الذهب. انظر اللسان و المعرب 165 و معجم استينجاس 615. و الزرجون في العربية: الخمر، و قضبان الكرم في لغة أهل الطائف و أهل الغور. و قال ابن شميل: الزرجون شجر العنب، كل شجرة زرجونة.
(2) الجمهرة (3: 379).
(3) هذه الكلمة مما فات صاحب اللسان. و قد وردت في المجمل و القاموس و الجمهرة (3: 381).
(4) في الأصل: «زعق»، تحريف.
(5) وردت في الأصل بالعين المهملة في هذا الموضع و تاليه. و الصواب ما أثبت.
(6) في اللسان: «ازلغب الطائر: شوك ريشه قبل أن يسود».
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 54
و الزَّغب معروف، و اللَّغْب: أضعف الريش.
و من ذلك (الزَّغْدَب)، و هو الهدير الشديد، حكاه الخليل. و أمرُ هذا ظاهر.
لأن الباء فيه زائدة. و الزَّغْد: أشدّ الهدير.
و من ذلك (الزَّغْبَد «1»).
و من ذلك (الزَّرْدَمَة «2»): موضع الازدرام، و هو الابتلاع. فهذا مما زيدت فيه الميم. لأنّه من زرِدت الشي‌ء.
و من ذلك (ازرَأَمَّ) الرجلُ فهو (مزرئمّ)، إذا غضب. و هذا مما زيدت فيه الهمزة، و هو من زَرِم، إذا انقطع، كذلك إذا غضب تغيَّر خَلُقه و انقطع عمّا عُهد منه.
و من ذلك (الزَّغْرَب) و هو الماء الكثير. فهذا مما زِيدت فيه الزّاء، و الأصل راجع إلي الغَرَب، و هو من باب كثرة الماء.
و مما وُضع فيه وضعا (الزَّنْتَرَة): ضِيق الشي‌ء. (و الزَّعْفقة «3»): سوء الخُلق. و (الزِّعْنِف): الرجل اللئيم. و (زعانف) الأديم: أطرافه.
و مما وُضع وضعا و بعضُه مشكوك في صحته (الزِّبرج)، و (الزَّعْبَج). فالزِّبرِج:
الزينة. و الزَّعْبَج: سحاب رقيق.
حدثنا عليّ بن إبراهيم قال: حدثنا عليّ بن عبد العزيز قال: حدثنا أبو عبيد
______________________________
(1) لم يفسره. و في اللسان: «الزغبد: الزبد»، و أنشد:
صبحونا بزغبد و حتي بعد طرم و تامك و ثمال
(2) الزردمة: الغلصمة، و قيل هي فارسية.
(3) الزعفقة، بالعين المهملة. و وردت في الأصل بالمعجمة محرفة.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 55
قال: قال الفراء: الزَّعبج السحاب الرقيق. قال أبو عبيد: و أنَا أنكر أن يكون الزَّعبَج من كلام العرب. و الفرّاء عندي ثِقة.
و أمّا (الزَّمْهَرِير) فالبرد، ممكنٌ أن يكون وضع وضعا، و ممكنٌ أن يكون مما مضي ذكره، من قولهم: ازمهرَّت الكواكب؛ و ذلك أنّه إذا اشتدّ البرد زهرَت إذاً [و] أضاءت.
و من ذلك (الزَّرْنَب): ضرب من الطِّيب «1». و (الزَّبَنْتَر «2») القصير.
و (الزِّخْرِط): مُخاط النعجة. و (الزُّخْرُف): الزينة. و يقال الزُّخْرُف الذهب.
و زخارف الماء: طرائقُ تكونُ فيه.
و (زمْخَرَ) الصوت: اشتد. و الزَّمْخَرة: الزَّمَّارة. و (الزَّمْخَر «3»): القصب الأجوف الناعم من الرّيّ. و الزَّمْخر: نُشَّاب العَجَم. و الزَّمْخَر: الكثير الملتفّ من الشجر. و ممكن أن يكون الميم فيه زائدة، و يكون من زَخَر النبات. و قد مضي ذكره. و اللّٰه أعلم.
تم كتاب الزاء
______________________________
(1) هو الزعفران. و قيل الزرنب: ضرب من النبات طيب الرائحة.
(2) في الأصل: «الزبتر» تحريف، صوابه من المجمل و اللسان.
(3) وردت هذه الكلمة و الكلمتان قبلها بالجيم، صوابهما بالخاء المعجمة كما أثبت.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 57‌

كتاب السِّيْن

باب ما جاء من كلام العرب و أوله سين في المضاعف و المطابق

سع

السين و العين في المضاعف و المطابق يدلُّ علي أصل واحد، و هو ذَهاب الشي‌ء. قال الخليل: يقال تَسَعْسَعَ الشَّهر، إذا ذهب أكثره، و يقال تَسَعْسَعَ الرجل من الكِبَر، إذا اضطرب جسمه. قال:
يا هندُ ما أسرعَ ما تَسعسَعا «1»

سغ

السين و الغين أصلٌ يدلّ علي دَرْج الشي‌ء في الشي‌ء باضطرابٍ و حركة. من ذلك سَغْسَغْتُ رأسي بالدُّهْن، إذا روَّيته. قال الخليل و غيره:
سغسغت الشَّي‌ء في التراب، إذا دحدحتَه فيه. و أما قولهم: تَسَغْسَغَت ثَنِيّته، فممكنٌ أن يكون من الإبدال، و من الباب الذي قبل هذا.

سف

السين و الفاء أصلٌ واحد، و هو انضمام الشي‌ء إلي الشي‌ء و دنوُّه منه، ثم يُشتقّ منه ما يقاربه.
من ذلك أسفَّ الطائرُ، إذا دنا من الأرض في طيرانه. و أسفَّ الرجل للأمر، إذا قارَبَه. و يقال أسفَّت السحابةُ، إِذا دنت من الأرض. قال أوسٌ يصف السّحاب:
______________________________
(1) لرؤبة في ديوانه 88 و اللسان (سعع) و قبله.
قالت و لم تأل به أن يسمعا
و بعده:
من بعد ما كان فتي سرعرعا
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 58
دانٍ مِسفٌّ فويق الأرض هَيْدَبُه يكاد يدفعُه مَن قام بالرّاحِ «1»
و من الباب: أسَفَّ الرجل النَّظرَ، إِذا أدامَه. و منه السَّفْساف: الأمر الحقير.
و سمِّي يذلك لأنّه مِن أسَفَّ الرجل للأمر الدنيّ. و من ذلك المُسَفْسِفَةُ، و هي الريح التي تجري فوَيق الأرض. و السِّفّ «2»: الحَيَّة التي تسمَّي الأرقم، و ذلك أنّه يلصق بالأرض لُصوقا في مَرِّهِ. فالقياس في هذا كلِّه واحد. و أمّا* سفَفت الخُوص و السَّفيف: بِطانٌ يشدُّ به الرَّحْل، فمن هذا؛ لأنَّه إذا نُسِج فقد أدْنِيَتْ كلُّ طاقةٍ منه إلي سائرها.
و مما يجوز أن يُحمَل علي الباب و يجوزُ أن يكون شاذًّا، قولك: سفِفْتُ للدواء أسَفّه. و يقال أَسَفَّ وجهَه، إذا ذرَّ عليه الشي‌ء «3». قال ضابي‌ء «4» يذكر ثورا:
شديد بريقِ الحاجبَين كأنّما أُسِفَّ صَلَي نارٍ فأصبَحَ أكحلا

سك

السين و الكاف أصلٌ مطّرد، يدلُّ علي ضِيق و انضمام و صِغَر.
من ذلك السَّكَك، و هو صِغَر الأذُن. و هذه أذنٌ سَكاَّء. و يقال استكَّت مَسامعه؛ إذا صَمَّت. قال النابغة:
______________________________
(1) سبق البيت و تخريجه في (2: 457).
(2) السف، بكسر السين و ضمها.
(3) في المجمل: «إذا ذر عليه شي‌ء»، و في اللسان: «و أسف وجهه النؤور، أي ذر عليه».
(4) ضابئ بن الحارث البرجمي. و في الأصل: «الصابي»، صوابه من المجمل و اللسان حيث أنشد البيت.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 59
و خُبِّرْتُ، خَيْرَ الناس، أنّك لمتَني و تلك التي تسْتَكّ مِنها المسامعُ «1»
و السّكّة: الطريقة المصطفّة من النخل. و سمِّيت بذلك لتضايقها في استواء.
و من هذا اشتقاق سكّة الدراهم، و هي الحديدة؛ لتضايُق رَسم كتابتها. و السَّكُّ:
أن تَضُبَّ البابَ بالحديد. و السَّكّيّ: النّجّار «2». و يقال إن السُّكَّ من الرّكايا المستوية الجِرَاب «3». و يقال السُّكُّ: جُحر العقرب. و يقال للدِّرع الضّيقة أو الضيقة الحَلَق: سُكُّ. و يقال للنبت إِذا انسدَّ خَصَاصُه «4»: قد استَكَّ.
و القياس مطّردٌ في جميع ما ذكرناه.
و مما حُمل عليه ما حكاه ابنُ دريد «5»: سَكَّه يَسُكُّه سَكًّا، إذا اصْطَلم أذنَيه.
و مما شذّ عن الباب: السُّكاك: الُّلوح بين السّماء و الأرض. و السُّكُّ:
الذي يُتطيَّبُ به. و يقال إنّه عربيٌّ صحيح.

سل

السين و اللام أصلٌ واحد، و هو مدُّ الشي‌ء في رِفق و خَفاء، ثم يُحمَل عليه. فمن ذلك سَلَلْتُ الشي‌ء أسُلُّه سَلًّا. و السَّلَّة و الإسلال: السَّرِقة. و
في حديث رسول اللّٰه صلي اللّٰه عليه و آله و سلم حين كتب: «لا إِغْلَالَ و لا إِسْلَال «6»»
. فالإغلال: الخيانة. و الإسلال: السرقة.
______________________________
(1) ديوان النابغة 52 و المجمل و اللسان (سكك)، برواية:
«أتاني أبيت اللعن …»
. (2) السكي، بالفتح و الكسر، و قيل هو المسمار و قيل الدينار، و قيل البريد، و قيل الحداد، و قيل البواب، و قيل الملك.
(3) في الأصل: «الخراب»، صوابه من المجمل و اللسان.
(4) في الأصل: «للبيت إذا اشتد خصاصه»، صوابه من المجمل و اللسان.
(5) الجمهرة (1: 94).
(6) من كتاب الحدييية حين وادع أهل مكة.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 60
و من الباب: السَّليل: الولد؛ كأنه سُلَّ من أمّه سَلًّا. قالت امرأةٌ من العرب في ابنها:
سُلَّ مِن قلبي و من كبدي قمراً مِن دونه القَمرُ
و مما حُمل عليه: السِّلْسِلَة، سمّيت بذلك لأنّها ممتدة في اتّصال. و من ذلك تَسَلْسَلَ الماء في الحلْق، إِذا جري. و ماءٌ سَلْسَلٌ و سَلْسَالٌ و سُلاسِل. قال الأخطل:
إذا خاف مِن نجمٍ عليها ظَمَاءةً أمَالَ إليها جدوَلًا يَتَسَلْسَلُ «1»
قال بعضُ أهل اللغة: السَّلْسَلَة اتّصال الشي‌ء بالشي‌ء، و بذلك سُمّيت سِلسلة الحديد، و سِلسِلة البرق المستطيلة في عَرض السحاب. و السَّالُّ: مَسِيل في مَضيق الوادي، و جمعه سُلّانٌ، كأنَّ الماء ينسَلُّ منه أو فيه انْسِلالا. و يقال: فرس شديد السَّلَّة، و هي دَفعته في سِباقه «2». و يقال: خرَجَت سَلَّته علي جميع الخيل. و المِسَلَّة معروفة؛ لأنّها تسلّ الخيط سَلًّا. و السُّلَّاءَة من الشوك مِن هذا أيضاً، لأن فيها امتداداً. و منه السُّلَال من المرض، كأن لحمه قد سُلَّ سَلًّا منه، أسَلَّه اللّٰه.

سن «3»

السين و النون أصلٌ واحد مطرد، و هو جريَان الشي‌ء و إطرادُه في سهولة، و الأصل قولهم سَنَنْتُ الماءَ علي وجهي أَسُنُّه سَنًّا، إِذا أرسلتَه إرسالا. ثمّ اشتُقّ منه رجل مسنون الوجه، كأنَّ اللحم قد سُنَّ علي وجهه.
و الحَمَأُ المسنون من ذلك، كأنّه قد صُبَّ صَبًّا.
______________________________
(1) ديوان الأخطل. و المجمل (سلل).
(2) في الأصل: «ساقته»، صوابه من المجمل و اللسان.
(3) كذا وردت هذه المادة سابقة لتاليتها، و هي في المجمل علي الترتيب المطرد.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 61
و مما اشتقّ منه السُّنَّة، و هي السِّيرة. و سُنَّة رسول اللّٰه عليه السلام: سِيرته.
قال الهذليّ «1»:
فلا تَجْزَعَنْ من سُنَّةٍ أنت سرْتَها فأوَّلُ راضٍ سُنَّةً مَن يسيرُها
و إنما سمِّيَت بذلك لأنها تجري جريًا. و من ذلك قولهم: امضِ علي سَنَنِك و سُنَنِك «2»، أي وجهك. و جاءت الريح سَنائنَ، إذا جاءتْ علي طريقة واحدة.
ثمَّ يحمل علي هذا: سنَنْتُ الحديدة أسُنُّهَا سَنًّا، إذا أمْرَرْتَهَا علي السِّنَان.
و السِّنَان هو المِسَنّ. قال الشاعر:
سِنَانٌ كحدِّ الصُّلَّبيِّ النَّحِيضِ «3»
و السِّنان للرُّمح من هذا؛ لأنّه مسنون، أي ممطول محدّد. و كذلك السَّناسِنُ، و هي أطراف فَقار الظهر، كأنّها سُنّت سَنًّا.
و من الباب: سِنُّ الإنسانِ و غيره مشبّه بسنان الرّمح. و السَّنون: ما يُسْتاك به؛ لأنَّه يُسَنُّ به الأسنان سَنًّا. فأمّا الثّور «4». فأمّا قولهم: سَنَّ إبلَه، إذا رعاها، فإِنّ معني ذلك أنّه رعاها حتّي حسُنَت بَشَرتُها، فكأنها قد صُقِلَتْ صَقْلًا، كما تُسنّ الحديدة. هذا معني الكلام، و يَرجِعُ إلي الأصل الذي أصّلناه:
______________________________
(1) هو خالد بن زهير الهذلي. انظر ديوان أبي ذؤبب 157، و نسخة الشنقيطي من الهذليين 30. و في اللسان: «خالد بن عتبة الهذلي».
(2) و يقال أيضا بفتح فكسر، و بضمتين.
(3) لامرئ القيس في ديوانه 110 و اللسان (نحض، صلب). و صدره:
يباري شباة الرمح خد مذلق
(4) كذا في الأصل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 62‌

سم «1»

السين و الميم الأصل المطّرد فيه يدلُّ علي مدخلٍ في الشي‌ء، كالثَّقب و غيره، ثم يشتقّ منه. فمن ذلك السَّم و السُّم: الثّقب في الشّي‌ء. قال اللّٰه عز ذكره: حَتّٰي يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيٰاطِ. و السَّمُ القاتل، يقال فتحاً و ضمّا. و سمِّي بذلك لأنّه يرسُب في الجسم و يداخلُه، خِلافَ غيرِه ممّا يذاق.
و السَّامّة: الخاصّة، و إنّما سُمّيت بذلك لأنّها تَدَاخَلُ بأُنْسٍ لا يكون لِغيرها و العرب تقول: كيفَ السَّامّة و العامَّة؟ فالسَّامَّة: الخاصّة.
و السِّموم: الريح الحارّة، لأنَّها أيضاً تُداخِل الأجسامَ مداخَلةً بقوّة.
و السّمّ: الإصلاح بين الناس، و ذلك أنّهم يتباينون و لا يتداخلون، فإذا أُصلح بينهم تداخَلُوا.
و ممّا شذّ عن الباب: السَّمّ: شي‌ءٌ كالودَعِ يخرج من البحر. و السَّمْسام:
طائر. و السَّمْسَم: الثّعلب. و السُّمْسُمَانِيّ: الرجل الخفيف. و السَّماسم: النّمل الْحُمْر.
الواحدة سُمِسِمَة. و السِّمْسِمُ: حبّ.
و يمكن أن يَحمِل هذا الذي ذكرناه في الشذوذ أصلًا آخر يدلُّ علي خفّة الشي‌ء.
و مما شذّ عن الأصلين جميعًا قولهم: «مالَهُ سَمٌّ و لا حَمٌّ غيرك»، أي مالَه همٌّ سواك.
______________________________
(1) كذا وردت هذه المادة، و حقها النقدم علي سابقتها، و آثرت إبقاءها في الترتيب كما هي محافظة علي أرقام الأصل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 63‌

سب

السين و الباء حَدّهُ بعضُ أهل اللغة- و أظنُّه ابنَ دريد «1» - أنّ أصل هذا الباب القَطع، ثم اشتقّ منه الشَّتم. و هذا الذي قاله صحيح. و أكثر الباب موضوعٌ عليه. من ذلك السِّبّ: الخِمار، لأنّه مقطوع من مِنْسَجه.
فأمّا الأصل فالسَّبّ العَقْر؛ يقال سبَبْت الناقة، إِذا عقرتَها. قال الشاعر «2»:
فما كان ذنبُ بني مالكٍ بأنْ سُبّ منهم غلامٌ فَسبّ
يريد معافرة غالب بن صعصعة و سُحيم «3». و قوله سُبَّ أي شُتِمَ. و قوله سَبّ أي عَقَر. و السَّبّ: الشتم، و لا قطيعة أقطع من الشَّتِم. و يقال للذي يُسابّ سِبّ.
قال الشاعر «4»:
لا تَسُبَّنَّنِي فلستَ بِسبّي إِنّ سَبِّي من الرجال الكريمُ «5»
و
يقال: «لا تسبُّوا الإبلَ، فإِنَّ فيها رَقوءَ الدّم «6»»
فهذا نهيٌ عن سبّها، أي شتمها. و أما قولهم للإبل: مُسَبَّبَة فذلك لما يقال عند المدح: قاتَلَها اللّٰه فما أكرمها مالًا! كما يقال عند التعجُّب من الإنسان: قاتله اللّٰه! و هذا دعاءٌ لا يراد به الوقوع. و يقال رجل سُبَبَة، إذا كان يسُبُّ الناسَ كثيراً. و رجل سُبَّة، إذا كان يُسَبُّ كثيراً. و يقال بين القوم أُسْبُوبة يتسابُّون بها. و يقال مضت سَبَّة من الدهر، يريد مضت قطعة منه … «7»
______________________________
(1) هو ابن دريد كما ظن. انظر الجمهرة (1: 31).
(2) هو ذو الخرق الطهوي، كما في اللسان (سبب).
(3) سحيم بن وثيل الرياحي، انظر الخزانة (1: 129، 462).
(4) هو عبد الرحمن بن حسان، يهجو مسكينا الدارمي.
(5) في الأصل: «الكرام»، صوابه من المجمل و اللسان و المخصص (12: 175).
(6) تمام الحديث في اللسان (رفأ): «مهر الكريمة» أي إنها تعطي في الديات بدلا من القود، فتحقن بها الدماء و يسكن بها الدم.
(7) في الكلام سقط، تقديره: «و السبة: العار. و أنشد».
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 64
و ذكرك سَبَّاتٍ إليَّ عجيبُ «1»
و أما الحبل فالسّبب، فممكن أن يكون شاذًّا عن الأصل الذي ذكرناه، و يمكن أن يقال إنَّه أصلٌ آخَر يدلُّ علي طول و امتداد.
و من ذلك السَّبَب. و من ذلك السِّبُّ، و هو الخِمار الذي ذكرناه. و يقال للعمامة أيضاً سِبّ. و السِّبّ: الحبل أيضاً في قول الهذليّ «2»:
تدلَّي عليها يين سِبٍّ و خَيْطة «3»
و من هذا الباب السَّبسب، و هي المفازة الواسعة، في قول أبي دُؤاد:
و خَرْقٍ سَبْسَبٍ يجري عليه مَوْرُهُ سَهْبِ «4»
فأمّا السَّباسِب فيومُ عيدٍ لهم. و لا أدري مِمَّ اشتقاقه. قال:
يُحَيَّوْن بالرَّيحان يومَ السَّباسبٍ «5»

ست

السين و التاء ليس فيه إلا ستّة* و أصل التاء دال. و قد ذكر في بابه.

سج

السين و الجيم أصلٌ يدلُّ علي اعتدالٍ في الشي‌ء و استواء.
فالسَّجْسج: الهواء المعتدل الذي لا حرَّ فيه و لا بردَ يُؤذي.
و من ذلك
الحديث: «إنَّ ظِلَّ الجنة سَجْسَجٌ»
. و يقال أرض سجسج، و هي السَّهلة التي ليست بالصُّلْبة. قال:
______________________________
(1) لحميد بن ثور في ديوانه 51. و انظر ما سبق في (تلع)
(2) هو أبو ذؤيب الهذلي ديوانه 79 و اللسان (سبب، خيط، و كف). و قد سبق في (1: 234).
(3) عجزه:
بجرداء مثل الوكف يكبو غرابها
(4) البيت مطلع قصيدة له في الأصمعيات 8 ليبسك.
(5) للنابغة الذبياني كما سبق (1: 140). و صدره:
رقاق النعال طيب حجزاتهم
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 65
و القومُ قد قطعوا مِتَانَ السَّجسجِ «1»
و يقال- و هو من الباب- سَجَّ الحائطَ بالطِّين، إذا طلاه به و سوَّاه. و تلك الخشبة المِسَجَّة. و السَّجَاج: اللّبَن الرقيق الصافي «2».
و مما يقرب من هذا الباب الكبشُ السّاجِسِيُّ، و هو الكثير الصُّوف.
و مما شذّ عن الأصل قولُهم: لا أفعل ذلك سَجِيسَ اللّيالي، و سَجيسَ الأوْجَسِ، أي أبدًا. و ماءٌ سَجِسَ «3»، أي متغيّر. و السَّجَّة: صنمٌ كان يُعبَد في الجاهلية. و
في الحديث: «أخرِجُوا صدقاتِكم؛ فإنَّ اللّٰه عزّ ذكرُه قد أراحكم من الجَبْهَة و السَّجَّة و البَجَّة «4»»
. و تفسيره في الحديث أنّها أسماءُ آلهة كانوا يعبدونها في الجاهليَّة.

سح

السين و الحاء أصلٌ واحد يدلُّ علي الصّبّ، يقال سححت [الماءَ] أسُحُّ سَحًّا. و سَحَابَةٌ سحوح، أي صَبّابة. و شاةٌ ساحٌّ، أي سمينة، كأنّها تَسُحّ الودكَ سَحًّا. و فرس مِسَحٌّ، أي سريعةٌ يشبه عدوُها انصبابَ المطر.
و يقال سَحسح الشي‌ءُ، إذا سال. و يقال إن السحسحة هي السُّاحة «5».
______________________________
(1) للحارث بن حلزة اليشكري، كما في اللسان (رجل، متن، سجج). و صدره:
أني اهتديت و كنت غير رجيلة
و البيت من قصيدة له في المفضليات (2: 55).
(2) و قيل الذي ثلثه لبن و ثلثاه ماء. و أنشد:
يشربه محضا و يسقي عياله سجاجا كأقراب الثعالب أورقا
(3) بالتحريك و بفتح فكسر، و يقال سجيس، أيضا. علي أن حق هذه الكلمات أن تكون في مادة (سجس)، لكن هكذا وردت في الأصل و المجمل.
(4) ورد الحديث في مادة (بجج، سجج، جبه). و روي في الموضع الأول: «من الشجة و البجة» و قد فسر بتفاسير أخر.
(5) في الأصل: «سمي الساحة». و في المجمل: «و يقال إن السحسحة الساحة».
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 66‌

سخ

السين و الخاء أصلٌ فيه كلمة واحدة. يقان إِن السَّخَاخ الأرض الليِّنة الحُرَّة. و ذكروا- إِن كان صحيحاً- سَخَّت الجرادة، إذا غرزت بذنبها في الأرض.

سد

السين و الدال أصل واحد، و هو يدلُّ علي ردم شي‌ء و مُلاءمَته من ذلك سددت الثُّلمة سدًّا. و كلُّ حاجزٍ بين الشيئين سَدٌّ. و من ذلك السَّديد، ذُو السَّداد، أي الاستقامة «1»؛ كأنه لا ثُلْمة فيه و الصَّواب أيضاً سَداد.
يقال قُلتَ سَدَاداً. و سَدَّدَه اللّٰه عزَّ و جل و يقال أسَدَّ الرجلُ، إذا قال السَّداد.
و من الباب: «فيه سِدادٌ من عَوَز» بالكسرة. و كذلك سِداد الثُّلمة و الثَّغر قال:
أضاعُوني و أيَّ فتًي أضاعُوا ليوم كريهةٍ و سِدَادِ ثغرِ «2»
و السُّدَّة كالفِناء حول البيت. و استدَّ الشي‌ء، إذا كان ذا سَداد. و يقال السُّدَّة الباب. و قال الشاعر:
تَرَي الوفودَ قياماً عند سُدَّتِه يَغْشَوْنَ باب مَزُورٍ غيرِ زَوَّارِ «3»
و السُّدَاد: داءٌ يأخذ في الأنف يمنع النَّسيم. و السَّدّ و السُّدُّ: الجراد يملأ الأفق. و قولهم السُّدة: الباب، لأنه يُسَدّ. و
في الحديث في ذكر الصَّعاليك:
«الشعث رءوساً الذين لا يُفْتَحُ لهم السُّدَد»
.______________________________
(1) في الأصل: «و السداد إلي الاستقامة».
(2) للعرجي، كما في اللسان (سدد).
(3) أنشد البيت في المجمل أيضا.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 67‌

سر

السين و الراء يجمع فروعَه إخفاءُ الشي‌ء، و ما كان من خالصه و مستقرِّه. لا يخرج شي‌ءٌ منه عن هذا. فالسِّرّ: خلاف الإعلان. يقال أسْرَرت الشي‌ءَ إسراراً، خلاف أعلنته. و من الباب السِّرّ، و هو النِّكاح، و سمِّي بذلك لأنَّه أمرٌ لا يُعلَن به. و من ذلك السِّرَار و السَّرَار، و هو ليلةَ يستسرّ الهلال، فربما كان ليلة، و ربما كان ليلتين إذا تمّ الشهر. و من ذلك
الحديث: «أنّه سأل رجلًا هل صُمْتَ مِنْ سِرَارِ الشَّهر شيئاً؟»، فقال: لا. فقال: «إذا أفطرتَ رمضانَ فصُمْ يومين»
. قال في السِّرار:
نحنُ صبَحْنا عامراً في دارِها جُردا تَعَادَي طَرَفي نهارِها
عَشِيَّةَ الهِلال أو سِرَارها «1»
و حدّثني محمد بن هارون الثّقفي، عن عليّ بن عبد العزيز، عن أبي الحسن الأثرم، عن أبي عبيدة قال: أسرِرت الشي‌ء: أخفيته. و أسررته: أعلنته. و قرأ وَ أَسَرُّوا النَّدٰامَةَ لَمّٰا رَأَوُا الْعَذٰابَ*. قال: أظهروها. و أَنشد قول امرئ القيس:
… لو يُسِرُّون مَقْتَلي «2»
أَي لو يُظهرون. ثم حدثني بعضُ أَهل العلم، عن أَبي الحسن عبد اللّٰه بن سفيان النحويّ قال: قال الفرَّاء: أَخطأ أَبو عبيدة التفسيرَ، و صحّف في الاستشهاد.
أَمّا* التفسير فقال: أَسَرُّوا النَّدٰامَةَ* أَي كتموها خوف الشَّماتة. و أمّا التصحيف فإنما قال امرؤ القيس:
______________________________
(1) الرجز في اللسان (سرر).
(2) من معلفته. و البيت بتمامه:
تجاوزت أحراسا إليها و معشرا علي حراصا لو يسرون مقتلي
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 68
لو يُشِرُّون مَقتلي
أي لو يظهرون. يقال أشْرَرت الشي‌ءَ، إذا أبرزتَه، و من ذلك قولهم أشْرَرت اللحمَ للشّمس. و قد ذُكر هذا في بابه.
و أمّا الذي ذكرناه من مَحض الشي‌ء و خالِصِه و مستقرّه، فالسِّر: خالص الشي‌ء.
و منه السُّرور؛ لأنه أمرٌ خالٍ من الحزْن. و السُّرَّة: سُرَّة الإنسان، و هو خالص جسمه و ليّنه. و يقال قطع عن الصبي سِرَرُه «1»، و هو [السُّرُّ] «2»، و جمعه أسِرَّة.
قال أبو زيد: و السِّرَر: الخطّ من خطوط بطن الراحة. و سَرَارَة الوادي و سِرُّه:
أجوده. و قال الشاعر:
هَلَّا فوارسَ رحرحانَ هجوتَهم عُشَراً تناوَحَ في سرَارَة وادِ
يقول: لهم منظر و ليس لهم مخبر. و السَّرَرُ: داءٌ يأخذ البعير في سُرَّته. يقال بعيرٌ أسَرّ. و السَّرُّ: مصدر سررت الزَّنْدَ، و ذلك أن يبقي أسَرَّ، أي أجوف، فيُصلَح.
يقال سُرَّ زَنْدُك فإنّه أسرُّ. و يقال قَنَاة سَرَّاءُ، أي جوفاء. و كل هذا من السُّرَّة و السَّرَر، و قد ذكرناه.
فأمَّا الأسارير، و هي الكسور التي في الجبهة، فمحمولةٌ علي أسارير السُّرَّة، و ذلك تكسُّرها. و
في الحديث: «أنّ النبي صلي اللّٰه عليه و آله و سلم دخل علي عائشة تبرقُ أساريرُ وجهه».
و منه أيضاً مما هو محمولٌ علي ما ذكرناه: الأسرار:
خطوط باطن الراحة، واحدها سِرّ. و الأصل في ذلك كلّه واحد. قال الأعشي:
______________________________
(1) يقال بالتحريك، و بكسر ففتح.
(2) التكملة من المجمل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 69
فانظرْ إلي كفٍّ و أسرارِها هل أنتَ إن أوعدتَني ضائري «1»
فأمّا أطرافُ الرّيحان فيجوز أن تسمّي سُروراً لأنّها أرطَبُ شي‌ء فيه و أغَضّه.
و ذلك قوله «2»:
كبَردِيَّة الغِيل وَسْطَ الغَرِيفِ إذا خالط الماء منها السرورا «3»
و أمّا الذي ذكرناه من الاستقرار، فالسَّرير، و جمعه سُرُر و أسِرَّة. و السرير:
خفض العيش؛ لأنّ الإِنسان يستقرّ عنده و عندَ دَعَته‌ء و سرير الرأس:
مستقَرُّه. قال:
ضرباً يُزيل الهامَ عن سريرِهْ «4»
و ناسٌ يروُون بيت الأعشي:
إذا خالط الماءُ منها السريرا
بالياء «5»، فيكون حينئذ تأويله أصلَها الذي استقرّت عليه، و أنشدوا قول القائل:
و فارقَ منها عِيشةً دَغْفَلِيّةً و لم تَخْش يوماً أن يزول سريرُها «6»
و السِّرر من الصبي و السَّرر: ما يقطع. و السُّرة: ما يبقي. و من الباب السَّرير:
ما علي الأكمَة من الرَّمل.
______________________________
(1) ديوان الأعشي 107 و اللسان (سرر 24).
(2) الأعشي. ديوانه 67 و اللسان (سرر).
(3) و يروي: «السريرا»، أي شحمة البردي.
(4) بعده في اللسان (سرر):
إزالة السنبل عن شعيره
(5) و يروي أيضا: «السرورا» بالواو، كما سبق.
(6) في اللسان (6: 26):
«و لم تخش يوما …»
.معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 70
و من الباب الأوّل سِرّ النسب، و هو محضُه و أفضلُه. قال ذو الأصبع:
و هم مَن وَلَدُوا أشبَوْا بسِرّ النّسب المحضِ «1»
و يقال: السُّرسُور: العالم الفِطن، و أصله من السِّر، كأنّه اطّلع علي أسرار الأمور. فأما السُّرِّيّة فقال الخليل: هي فُعليّة. و يقال يتسرَّر، و يقال يتسرَّي.
قال الخليل: و من قال يتسرَّي فقد أخطأ. لم يزد الخليلُ علي هذا. و قال الأصمعي السُّرِّية من السِّرّ، و هو النّكاح؛ لأنّ صاحبها اصطفاها للنكاح لا للتجارة فيها. و هذا الذي قاله الأصمعيّ، و ذكر ابن السكيت في كتابه. فأمّا ضمّ السين في السُّرّية فكثيرٌ من الأبنية يغيَّر عند النسبة، فيقال في النسبة إلي الأرض السَّهلة سُهْليّ، و ينْسب إلي طول العمر و امتدادِ الدَّهر فيقال دُهريّ. و مثل ذلك كثير. و اللّٰه أعلم.

باب السين و الطاء و ما يثلثهما

سطع

السين و الطاء و العين أصلٌ يدلُّ علي طول الشي‌ء و ارتفاعِه في الهواء. فمن ذلك السَّطَع، و هو طول العنق. و يقال ظليم أسطَعُ و نَعامة سَطْعاء. و من الباب السِّطاع، و هو عمود من عُمُد البيت. قال القطاميّ:
أليُسوا بالأُولي قَسَطوا جميعاً علي النُّعمان و ابتدروا السِّطاعا «2»
______________________________
(1) و كذا في المجمل (سر). و أشبوه: رفعوه. و في اللسان (شبا):
«… إن ولدوا أشبوا»
يقال أشبي الرجل، إذا أنجب ولدا مثل شبا الحديد. و بعض هذه القصيدة في الأصمعيات 37 ليبسك.
(2) ديوان القطامي 41 و اللسان (سطع). و في شرح الديوان: «أراد قتل عمرو بن كلثوم عمرو بن هند».
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 71
و يقال سطَع الغبارُ* و سطعت الرائحة، إذا ارتفعت. و السَّطَعْ: ارتفاع صوت الشي‌ء إذا ضربتَ عليه شيئاً. يقال سطعَه. و يقال إنّ السَّطيع الصبح. و هذا إنْ صحَّ فهو من قياس الباب؛ لأنه شي‌ء يعلو و يرتفع. فأما السِّطاع في شعر هذيل فهو جَبَل بِعينه «1»

سطل

السين و الطاء و اللام ليس بشي‌ء. علي أنَّهم يسمُّون إناء من الآنية سَطلا و سَيْطلا.

سطم

السين و الطاء و الميم أصلٌ صحيح يدلُّ علي أصل شي‌ء و مجتمَعِه. يقولون الأسطمّ: مجتمع البحر. و يقال هذه أُسْطُمَّةُ الحَسَب، و هي واسطته. و الناس في أُسطُمّة الأمر. و يقال إنّ الأسطمّ و السِّطام: نَصل السيف.
و
في الحديث: «سِطام الناس»
أي حَدُّهم.

سطن

السين و الطاء و النون، هو علي مذهب الخليل أصلٌ، لأنه يجعل النون فيه أصلية. قال الخليل: أسْطُوانة أفْعُوَالة، تقول هذه أساطينُ مُسَطَّنة. قال: و يقال جملٌ أُسطوانٌ، إذا كان مرتفعا. قال:
جَرَّبْنَ منِّي أُسطوانًا أعْنَقَا «2»

سطا

السين و الطاء و الحرف المعتل أصلٌ يدلُّ علي القهر و العلوّ.
يقال سطا عليه يسطو، و ذلك إذا قهره ببطش. و يقال فرسٌ ساطٍ، إذا سطا علي
______________________________
(1) يعني قول صخر الغي الهذلي. اللسان (سطع):
فذاك السطاع خلاف النجا ء تحسبه ذا طلاء نتيفا
و قصيدته في شرح السكري الهذليين 42 و نسخة الشنقيطي 57.
(2) لرؤبة في اللسان (سطن).
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 72
سائر الخيل. و الفحلُ يسطو علي طَرُوقته. و يقال سطا الرَّاعي علي الشاة، إذا مات ولدُها في بطنها فسطا عليها فأخرجَه. و يقال سطا الماءِ، إذا كثُر. و قال بعض أهل اللغة في الفرس السَّاطي: هو الذي يرفع ذنبه في الحُضْر. قال الشيبانيّ: السَّاطي:
البعير إذا اغتلم خرج من إبلٍ إلي إبل. قال:
هامته مثل الفَنيقِ السَّاطِي «1»

سطح

السين و الطاء و الحاء اصلٌ يدلّ علي بسط الشي‌ء و مَدّه من ذلك السَّطْح معروف. وَ سطح كلِّ شي‌ء: أعلاه الممتدُّ معه. و يقال انْسَطَح الرجلُ، إذا امتدَّ علي قفاه فلم يتحرَّك. و لذلك سمّي المنبسط علي قفاه من الزَّمانة سَطيحا. و سطيحٌ الكاهن سُمّي سطيحاً لأنه كذلك خُلِق بلا عَظْم. و المَسْطَح، بفتح الميم: الموضع الذي يبسط فيه التَّمر. و المِسطح، بكسر الميم: الخِباء، و الجمع مساطح. قال الشاعر:
تَعرَّضَ ضَيْطَارو خُزاعةَ دوننا و ما خير ضَيطلرٍ يقلِّب مِسطَحا «2»
و إنّما سمِّي بذلك لأنه تمدُّ الخيمةُ به مَدّا. و السَّطيحة: المزادة، و إنّما سميِّت بذلك لأنّه إذا سقط انسطح، أي امتَدَّ. و السُّطَّاح: نبت من نبات الأرض، و ذلك أنّه ينبسط علي الأرض.

سطر

السين و الطاء و الراء أصلٌ مطّرد يدلّ علي اصطفافِ الشي‌ء، كالكتاب و الشجر، و كلِّ شي‌ء اصطَفَّ. فأمّا الأساطير فكأنها أشياء.
______________________________
(1) لزياد الطماحي، كما في اللسان (سطا).
(2) البيت لمالك بن عوف النصري، كما في اللسان (سطح، ضطر). و قد سبق في (2: 102).
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 73
كُتبت من الباطل فصار ذلك اسماً لها، مخصوصاً بها. يقال سَطَّر فلانٌ علينا تسطيراً، إذا جاء بالأباطيل. و واحد الأساطير إسطار و أُسطورة.
و مما شذ عن الباب المُسَيطِر «1»، و هو المتعهّد للشي‌ء المتسلّط عليه.

باب السين و العين و ما يثلثهما

سعف

السين و العين و الفاء أصلان متباينان، يدلُّ أحدُهما علي يُبْس شي‌ءٍ و تشعُّثه، و الآخر علي موَاتاة الشي‌ء.
فالأوّل السّعف جمع سَعَفَة، و هي أغصان النخلة إذا يبست. فأما الرَّطْب فالشَّطْب. و أمّا قول امرئ القيس في الفرس:
كَسَا وجهَهَا سَعَفٌ منتشر «2»
فإنّه إنَّما شبّه ناصيتها به. و من الباب: السَّعْفَة: قروح تخرج برأس الصبيّ.
و منه قول الكسائيّ: سَعُفِت يدُه، و ذلك هو التشعّث حول الأظفار، و الشُّقاق.
و يقال ناقةٌ سَعْفاء، و قد سُعِفَتْ سعَفا، و هو داءٌ يتمعّط منه خُرطومها. و ذلك في النُّوق خاصّة.
و الأصل الثاني: أسْعَفْت الرجل بحاجته، و ذلك إذا قضيتَها له. و يقال أسعفته علي أمره، إذا أعنتَه.

سعل

السين و العين و اللام أصل يدل علي صخب و علوِّ صوت.
______________________________
(1) في الأصل: «المسطير»، صوابه من المجمل.
(2) صدره كما في اللسان (سعف) و الديوان 12:
و أركب في الروع خيفانة
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 74
يقال للمرأة الصّخّابة قد استسعَلَت، و ذلك مشبّه بالسِّعلاة. و السَّعالي: أخبثُ الغِيلان.
و السُّعال، مشتقّ من ذلك أيضاً؛ لأنه شي‌ءٌ عالٍ. فأما قول الهذليّ «1» في وصف الحمار:
و أسعلته الأمرُعُ «2»
فإِنه يريد نَشّطته الأمرُعُ حتّي صار كالسِّعلاة، في حركته و نشاطه.

سعم

السين و العين و الميم كلمةٌ واحدة. فالسَّعْم: السَّير. يقال سَعَم البعيرُ، إذا سار.. و ناقةٌ سَعُوم.

سعن

السين و العين و النون كلمة واحدة. يقولون ما له سَعْنة و لا مَعْنَة، أي ما له قليلٌ و لا كثير. و يقال إن كان صحيحا إنّ السُّعْن شي‌ء كالدَّلو.

سعو

السين و العين و الحرف المعتل و هو الواو، كلمتان إن صحّتا. فذكر عن الكسائي: مضي سَعْوٌ من الليل، أي قِطْع منه. و ذكر ابن دريد «3» أن السَّعْوَ الشَّمَع، و فيه نظر. [و المَسْعاة «4»] في الكرم و الجُود.
و السِّعاية في أخذ الصدقات. و سِعاية العَبد، إذا كُوتبَ: أن يسعي فيما يفُكُّ رقبتَه.
و من الباب ساعَي الرّجلُ الأمَةَ، إذا فجَرَ بها، كأنَّه سعي في ذلك و سَعَت فيه. قالوا: لا تكون المساعاة إلّا في الإماء خاصّة.
______________________________
(1) هو أبو ذؤيب الهذلي. ديوانه ص 4 و المفضليات (2: 223)، و اللسان (سعل، مرع).
(2) البيت بتمامه:
أكل الجميم و طاوعته سمحج مثل القناة و أسعلته الأمرع
(3) الجمهرة (3: 34).
(4) التكملة من المجمل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 75‌

سعد

السين و العين و الدال أصلٌ يدل علي خير و سرور، خلاف النَّحْس. فالسَّعْد: اليُمْن في الأمر. و السَّعْدان: نبات من أفضل المرعي.
يقولون في أمثالهم: «مرعي و لا كالسَّعدان». و سعود النجم عشرة «1»: مثل سعد بُلَعَ، و سعد الذابح. و سمِّيت سُعوداً ليُمنها. هذا هو الأصل، ثم قالوا لساعد الإنسان ساعد، لأنه يتقوّي به علي أموره. و لهذا يقال ساعده علي أمره، إذا عاونَه، كأنه ضم ساعده إلي ساعِده. و قال بعضهم: المساعدة المعاونة في كل شي‌ء، و الإسعاد لا يكون إلّا في البكاء. فأما السَّعْدانة، الّتي هي كِركِرة البعير، فإنما سمِّيت بذلك تشبيهاً لها في انبساطها علي الأرض بالسَّعْدان الذي ينبسط علي الأرض في منبِته «2». و السَّعْدانة عقدة الشِّسْع «3» التي تلي الأرض. و السَّعْدانات: العقَد التي تكون في كِفّة الميزان. و سُعْد: موضع. قال جرير:
ألَا حَيِّ الدِّيار بسُعْد إنِّي أحبُّ لحبِّ فاطمةَ الدِّيارا «4»
و يقال إنَّ السَّعدانة: الحمامة الأنْثي، و هو مشتقٌّ من السَّعْد.

سعر

السين و العين و الراء أصل واحدٌ يدل علي اشتعال [الشي‌ء] و اتّقاده و ارتفاعه. من ذلك السعير سعير النار. و استعارها: توقُّدها و المِسْعر:
______________________________
(1) في اللسان: «و هي عشرة أنجم، كل واحد منها سعد. أربعة منها منازل ينزل بها القمر، و هي سعد الذابح، و سعد بلع، و سعد السعود، و سعد الأخبية، و هي في برجي الجدي و الدلو.
و ستة لا ينزل بها القمر و هي سعد ناشرة، و سعد الملك، و سعد البهام، و سعد الهمام، و سعد البارع، و سعد مطر. و كل سعد منها كوكبان، بين كل كوكبين في رأي العين قدر ذراع».
(2) في الأصل: «الذي يبسط علي الأرض في تنبته»، تحريف.
(3) الشسع، بالكسر: قبال النعل الذي يشد إلي زمامها. و في الأصل: «السبع»، صوابه في المجمل و اللسان.
(4) ديوان جرير 280 و معجم البلدان (سعد). و هو بضم السين.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 76
الخشب الذي يُسْعر به «1». و السُّعار: حَرّ النار. و يقال سُعِر الرّجُل، إِذا ضربته السَّموم. و يقال إِنّ السِّعْرارة هي التي تراها في الشّمس كالهباء. و سَعَرتُ النّارَ و أسْعَرْتُها، فهي مُسْعَرَة و مسعورة. و يقال استَعَر الُّلصوص كأنهم اشتعلوا و استعر الجَرَب في البعير. و سمِّي الأسعر الجُعفيّ «2» لقوله:
فلا يَدْعُني الأقوامُ مِن آل مالك لئن أنا لم أسْعَر عليهم و أُثْقِبِ «3»
قال ابن السّكيت: و يقال سَعَرَهم شَرًّا، و لا يقال أسْعَرَهُمْ.
و من هذا الباب: السُّعْر «4»، و هو الجنون، و سمِّي بذلك لأنّه يَستَعِر في الإنسان. و يقولون نَاقة مسعورة، و ذلك لحِدّتها كأنّها مجنونة. فأمّا سِعْر الطعام فهو من هذا أيضا؛ لأنَّه يرتفع و يعلو. فأمّا مساعِر البعير فإنَّها مشاعِرُه «5». و يقال هي آباطه و أَرفاغه و أصل ذنبِه حيث رَقَّ و بَرُه، و إنما سُمّيت بذلك لأنّ الجرب يستَعِر فيها أولًا و يستعر فيها أشدّ. و أما قول عروة بن* الورد:
فطارُوا في بلاد اليَستَعور «6»
فقالوا: أراد السعير. و يقال إِنه مكان، و يقال إِنَّه شجرٌ يقال له اليَستعور يُستاك [به].
______________________________
(1) في اللسان: «و يقال لما تحرك به النار من حديد أو خشب مسعر و مسعار».
(2) اسمه مرثد بن أبي حمران بن معاوية. المؤتلف 47.
(3) البيت في المجمل و اللسان (سعر) و المؤتلف 47.
(4) السعر، بضم و بضمتين. و في الكتاب: «إنا إذاً لفي ضلال و سعر».
(5) في الأصل: «مشافره» تحريف. و في المجمل: «و مساعر البعير مشاعره، و هي آباطه و أرفاغه و أصل ذنبه حيث رق و بره، و يقال بل تلك المشاعر لأن عليها شعرا و سائر جسده وبر».
(6) البيت من أبيات تروي أيضا للنمر بن تولب، كما في ديوان عروة 89. و صدره:
أطعت الآمرين بصرم سلمي
و رواية الديوان:
«… في عضاه اليستعور»
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 77‌

سعط

السين و العين و الطاء أصل، و هو أن يُوجَر الإنسانُ الدواءَ.
ثم يحمل عليه. فمن ذلك أسعطته الدواءَ فاسْتَعطَه «1». و المُسْعُط «2»: الذي يجعل فيه السَّعوط. و السَّعوط هو الدواء، و أصل بنائه سَعَط. و مما يحمل عليه قولهم طعفته فأسعَطْتُه «3» الرُّمح. و اللّٰه أعلم.

باب السين و الغين و ما يثلثهما

سغل

السين و الغين و اللام أصلٌ يدل علي إساءة الغِذاء و سوء الحال فيه. من ذلك السَّغِل: الولد السيِّئ الغذاء. و كلُّ ما أسي‌ء غذاؤه فهو سَغِل.
قال سلامة بن جندل يصف فَرساً:
ليس بأسْفَي و لا أقْني و لا سَغِلٍ يُسقَي دواء قَفِيّ السَّكْنِ مربُوبِ «4»
و يقال: بل السَّغِل: الدقيق القوائم الصغير و قال ابن دريد: السغِل: المتخدِّد لحمه، المهزول المضطرب الخَلْق.

سغم

السين و الغين و الميم ليس بشي‌ء. علي أنّهم يقولون للسغِل سَغِم.

سغب

السين و الغين و الباء أصلٌ واحد يدلُّ علي الجوع.
فالمَسْغَبَة: المجاعة، يقال سَغِبَ يَسْغَبُ سُغُوبا، و هو ساغب و سغبان. قال
______________________________
(1) في الأصل: «فأسعطه».
(2) كمنبر، و بضم الميم و العين.
(3) في الأصل: «فأسعته»، صوابه في المجمل.
(4) كلمة «و لا أقني» ساقطة من الأصل، و إثباتها من المجمل و اللسان (سغل) و ديوان سلامة 8 و المفضليات (1: 119).
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 78
ابن دريد «1»: قال بعض أهل اللغة: لا يكون السَّغَب إلا الجوعَ مع التعب. قال و ربَّما سمي العطش سَغَباً؛ و ليس بمستعمل.

باب السين و الفاء و ما يثلثهما

سفق

السين و الفاء و القاف أصَيلٌ يدلُّ علي خلاف السخافة.
فالسَّفيق لغة في الصفيق، و هو خلاف السخيف. و منه سَفَقْت الباب فانْسَفَقَ، إذا أغلقته. و هو يرجع إلي ذاك القياس. و منه رجل سَفيق الوجه، إذا كان قليل الحياء.
و من الباب: سفَقْت وجهَه، لطمتَه.

سفك

السين و الفاء و الكاف كلمة واحدة. يقال سَفَك دمَه يسفِكه سفْكاً، إذا أساله، و كذلك الدّمع.

سفل

السين و الفاء و اللام أصلٌ واحد، و هو ما كان خلافَ العلوّ. فالسُّفل «2» سِفُل الدارِ و غيرها. و السُّفُول: ضدّ العُلُوّ. و السَّفِلة: الدُّون من الناس، يقال هو من سَفِلة الناس و لا يقال سَفِلة «3». و السَّفَال: نقيض العَلاء.
و إنّ أمرهم لفي سَفَال. و يقال قَعَد بسُفالة الرّيح و عُلاوتها. و العُلاوة من حيث تهُبُّ، و السُّفالة ما كان بإزاء ذلك.

سفن

السين و الفاء و النون أصلٌ واحد يدلُّ علي تنحية الشي‌ء
______________________________
(1) الجمهرة (1: 286).
(2) يقال بالضم و الكسر.
(3) في اللسان: «يقال هو من السفلة و لا يقال هو سفلة، لأنها جمع».
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 79
عن وجه الشي‌ء، كالقَشْر، قال ابن دريد «1»: السفينة فعيلة بمعني فاعلة، لأنَّها تسفِن الماء، كأنّها تقشِره. و السَّفّان: ملّاح السفينة. و أصل الباب السَّفْن، و هو القشر، يقال سَفَنْتُ العودَ أسفِنُه سَفْناً. قال امرؤ القيس:
فجاء خفِيًّا يسفِنُ الأرضَ بطنُه تَرَي التُّربَ منه لا صقاً غير مَلْصَقِ «2»
و السَّفَن: الحديدة التي يُنحَت بها. قال الأعشي:
و في كلِّ عامٍ له غزوة تَحُكّ الدّوابِرَ حَكَّ السَّفَنْ «3»
و سفنتِ الريح التراب عن وجه الأرض.

سفه

السين و الفاء و الهاء أصلٌ واحدٌ، يدلُّ علي خفّة و سخافة.
و هو قياس مطَّرد. فالسَّفَه: ضدّ الْحِلم. يقال ثوب سفيه، أي ردي‌ء النسج.
و يقال تَسفَّهَت الريحُ، إذا مالت. قال ذو الرمة:
مَشَيْن كما اهتَزَّت رياحٌ تسفَّهت أعالِيَهّا مَرُّ الرِّياح الرواسِمِ «4»
و في شعره أيضاً:
سَفيهٍ جَديلُها «5»
______________________________
(1) الجمهرة (3: 39).
(2) في الأصل: «خفيفا»، صوابه من المجمل و اللسان. و في اللسان: «و إنما جاء متلبدا علي الأرض لئلا يراه الصيد فينفر منه». و رواية اللسان في عجزه الذي لم ينشد في المجمل:
«… لاصقا كل ملصق»
. (3) ديوان الأعشي 19 و المجمل و اللسان (سفن).
(4) و كذا رواية المجمل. و في الديوان 616 و اللسان:
«… الرياح النواسم»
. (5) البيت بتمامه كما في الديوان 553 و اللسان (سفه):
و أبيض موشي القميص نصبته علي ظهر مقلات سفيه جديلها
و في شرح الديوان: «أبيض، يعني السيف. و قميصه، يعني جفنه. موشي: منقوش».
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 80
يذكر الزّمامَ و اضطرابه. و يقال تسفّهتُ فلاناً عن ماله، إذا خدعْتَه، كأنك مِلت به عنه و اسْتَخْفَفْتَه. قال «1»:
تَسَفَّهْتَهُ عن ماله إِذْ رأيته غلاماً كغُصن اثبانةِ المتغايِدٍ «2»
و ذكر ناسٌ* أنّ السّفَه أن يُكثِر الإنسانُ من شُرب الماء فلا يَروَي.
و هذا إِن صحَّ فهو قريبٌ من ذاك القياس.
و كان أبو زيد يقول: سافَهْت الوَطْبَ أو الدّنَّ، إذا قاعَدته فشربتَ منه ساعةً بعد ساعة. و أنشد:
أبِنْ لي يا عُمَيرُ أذُو كعوبٍ أصَمُّ، قناتُه فيها ذُبولُ
أحَبُّ إليكَ أم وَطْبٌ مُدَوّ تُسافِهُه إذا جَنَح الأَصِيلُ «3»

سفو

السين و الفاء و الحرف المعتلّ أصلٌ واحد يدلُّ علي خِفّة في الشي‌ء. فالسَّفْو: مصدر سَفَا يَسْفو سَفْواً «4»، إِذا مشي بسُرعة، و كذلك الطَّائر إذا أسرَعَ في طيرانه. و السَّفَا: خِفّة النّاصية، و هو يُكرَه في الخيل و يُحمَد في البِغال، فيقال بغلةٌ سفواء. و سَفت الريحُ التّراب تَسفيه سَفْياً. و السَّفَا:
ما تَطَايَرُ به الرِّيحُ من التُّراب. و السَّفا: شوك البُهْمَي، و ذلك [أنه] إِذا يبس خَفّ و تطايرت به الرّيح. قال رؤبة:
______________________________
(1) البيت من قصيدة لمزرد بن ضرار في المفضليات (1: 76).
(2) المتغايد: المتثني، من قولهم رجل أغيد و امرأة غيداء، إذا كانت أعناقهما تتثني للنعمة.
و في الأصل: «المتفائد»، تحريف.
(3) دوي اللبن و المرق تدوية: صار عليه دواية، أي قشرة.
(4) كذا ضبط في الأصل و الجمهرة (3: 40)، لكن في المجمل و اللسان (19: 111 س 24): «سفوا» بضم السين و الفاء و تشديد الواو.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 81
و اسْتَنَّ أعراف السَّفَا علي القِيَقْ «1»
و من الباب: السَّفا، و هو تُراب القَبر. قال:
و حالَ السّفا بيني و بينك و العِدَا و رَهْنُ السّفا غَمْرُ الطّبيعة ماجدُ «2»
و السَّفاءُ، مهموز: السّفَه و الطَّيش. قال:
كم أزلّتْ أرماحُنا من سفيهٍ سافَهونا بغِرّة و سَفَاءِ

سفح

السين و الفاء و الحاء أصلٌ واحد يدلُّ علي إراقة شي‌ء.
يقال سفح الدّمَ، إذا صبَّه. و سفح الدّم: هَرَاقه. و السِّفاح: صبُّ الماء بلا عَقد نكاح، فهو كالشي‌ء يُسفَح ضَياعا. و السَّفّاح: رجلٌ من رؤساء العرب «3»، سَفح الماءَ في غزوةٍ غزاها فسُمّي سفَّاحا. و أمّا سَفْح الجبل فهو من باب الإِبدال، و الأصل فيه صَفح، و قد ذُكر في بابه. و السَّفيح: أحد السِّهام الثلاثة التي لا أنصباءَ لها، و هو شاذٌّ عن الأصل الذي ذكرناه.

سفد

السين و الفاء و الدال ليس أصلًا يتفرّع منه. و إنّما فيه كلمتان متباينتان في الظاهر، و قد يمكن الجمع بينهما من طريق الاشتقاق. من ذلك
______________________________
(1) في الأصل: «الفتق»، صوابه من الديوان 105 و اللسان (قيق).
(2) البيت لكثير عزة كما في اللسان (سفا). و أنشده في المجمل مقدم العجز علي الصدر. و في اللسان: «غمر النقيبة».
(3) هو السفاح بن خالد، و اسمه سلمة. و كان جرارا للجيوش. و إنما سمي السفاح لأنه سفح المزاد، أي صبها يوم كاظمة، و قال لأصحابه: قاتلوا، فإنكم إن هزمتم متم عطشا. ذكره ابن دريد في الاشتقاق 203، و أنشد:
و أخوهما السفاح ظمأ خيله حتي وردن جبا الكلاب نهالا
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 82
سِفاد الطَّائر، يقال سَفِد يَسْفَد، و كذلك التَّيس. و الكلمة الأخري السّفُّود، و هو معروف. قال النابغة:
كأنَّه خارجاً من جَنب صَفحته سَفُّود شَرْبٍ نَسُوه عند مفتأدِ «1»

سفر

السين و الفاء و الراء أصلٌ واحد يدلُّ علي الانكشاف و الجَلاء. من ذلك السَّفَر، سمِّي بذلك لأنَّ الناس ينكشفون عن أماكنهم.
و السَّفْر: المسافرون. قال ابن دريد «2» رجل سَفْرٌ و قوم سَفْرٌ.
و من الباب، و هو الأصل: سَفَرتُ البَيت كنستُه. و منه
الحديث: «لو أمَرْتَ بهذا البيت فسُفِر «3»»
و لذلك يسمَّي ما يسقُط من ورق الشّجر السَّفِير. قال:
و حائل مِن سَفير الحول جائلهُ حولَ الجراثيمِ في ألوانه شَهَبُ «4»
و إنما سمي سفيراً لأنّ الرّيح تسفره. و أما قولهم: سفَر بَيْن القوم سِفارة، إذا أصلح، فهو من الباب؛ لأنّه أزال ما كان هناك من عَداوة و خِلاف. و سفَرتِ المرأةُ عن وجهها، إذا كشفَتْه. و أسفر الصبح، و ذلك انكشاف الظّلام. و وجه مُسفِر، إذا كان مُشرِفاً سروراً. و يقال استفَرَت الإبل: تصرفت و ذهَبتْ في
______________________________
(1) ديوان النابغة 20 و اللسان (فأد).
(2) الجمهرة (2: 333).
(3) في اللسان: «و في الحديث أن عمر رضي اللّٰه عنه دخل علي النبي صلي اللّه عليه و سلم فقال:
لو أمرت بهذا البيت فسفر».
(4) البيت لذي الرمة في ديوانه 19 و اللسان (سفر). و الشهب، بالتحريك، و الشهبة بالضم: لون بياض يصدعه سواد في خلاله.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 83
الأرض. و يقال للطعام الذي يُتّخذ للمسافر سُفْرة. و سمِّيت الجِلدة سُفْرة «1».
و يقال بعير مِسفَر، أي قويٌّ علي السَّفر.
و مما شذّ عن الباب السِّفار: حديدةٌ تُجعَل في أنف الناقة. و هو قوله:
ما كان أجمالي و ما القِطارُ و ما السِّفار، قُبِحَ السِّفارُ
و فيه قول آخر؛ أنه خيطٌ يشد طرَفُه علي خِطام البعير فبدارُ عليه، و بُجعَل بفيه زِماما. و السَّفْر: الكتابة. و السفَرَة: الكَتبة، و سمّي بذلك لأنّ الكتابة تُسفِر عما يُحتاج إليه من الشي‌ء المكتوب.

سفط

السين و الفاء و الطاء ليس بشي‌ء، و ما في بابه ما يعوّل عليه، إلّا أنّهم سمّوا هذا السّفَط. و يقولون: السفيط السّخيّ من* الرجال. و أنشدوا:
ليس بذي حزم و لا سَفيطِ «2»
و هذا ليس بشي‌ء.

سفع

السين و الفاء و العين أصلان: أحدهما لونٌ من الألوان، و الآخر تناوُل شي‌ءٍ باليد.
فالأوّل السُّفْعَة، و هي السَّوَاد. و لذلك قيل للأثافيّ سُفْعٌ. و منه قولهم:
أري به سُفْعَةً من غضب، و ذلك إذا تَمَعَّرَ لونُه. و السَّفعاء: المرأة الشاحبة؛ و كلُّ صَقْرٍ أسْفَعُ. و السَّفْعَاء: الحمامة، و سُفعتُها في عنقِها، دُوَينَ الرّأس و فُوَيْقَ الطّوق.
______________________________
(1) في اللسان: «السفرة طعام يتخذه المسافر، و أكثر ما يحمل في جلد مستدير». و في المجمل «و السفرة طعام يتخذ للمسافر؛ و به سميت الجلدة سفرة». في الأصل: «مسفرة»، تحريف.
(2) لحميد الأرقط كما في اللسان (سفط). و أنشده في المجمل بدون نسبة. في الأصل: «ليس بيني»، صوابه في المجمل و اللسان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 84
و السُّفعة في آثار الدار: ما خالَفَ من رَمادها سائرَ لونِ الأرض. و كان الخليل يقول: لا تكون السُّفْعَةُ في اللَّوْن إلّا سواداً مشْرَباً حُمْرَة.
و أمّا الأصل الآخر فقولهم: سَفَعْتُ الفرسَ، إذا أخذْتَ بمقدّم رأسه، و هي ناصيته. قال اللّٰه جلّ ثناؤه: لَنَسْفَعاً بِالنّٰاصِيَةِ. و قال الشاعر:
من بين مُلجِمِ مُهرِهِ أو سافِعِ «1»
و يقال سَفَع الطائرُ ضريبتَه، أي لَطَمَه. و سَفَعْت رأس فلان بالعصا، هذا محمولٌ علي الأخْذ باليد. و في كتاب الخليل: كان عُبَيد اللّٰه بن الحسن قاضي البصرة مولعاً بأن يقول: «اسفَعا بيده فأقيماهُ»، أي خُذا بيده.

باب السين و القاف و ما يثلثهما

سقل

سقل السين و القاف و اللام ليس بأصل، لأنّ السين فيه مبدلة عن صاد.

سقم

السين و القاف و الميم أصلٌ واحد، و هو المرض: يقال سُقْمٌ و سَقَمٌ و سَقامٌ، ثلاث لغات.

سقي

السين و القاف و الحرف المعتل أصل واحد، و هو إشراب الشي‌ء الماء و ما أشبهَه. تقول: سقيته بيدي أَسقيه سَقيا، و أسْقيته، إذا جعلتَ له سِقياً. و السَّقْي: المصدر. و كم سِقي أرضك، أي حظُّها من الشرب. و يقال
______________________________
(1) البيت لعمرو بن معديكرب، كما في تفسير أبي حيان (8: 491) و صدره:
قوم إذا كثر الصياح رأيتهم
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 85
أسقيتُك هذا الجِلدَ، أي وهبتُه لك تتّخذه سِقاء. و سَقَيْت علي فلان، أي قلتَ:
سقاه اللّٰه. حكاه الأخفش. و السقاية: الموضع الذي يُتَّخذ فيه الشراب في الموسِم و السِّقاية:
الصُّواع، في قوله جل و عزّ: جَعَلَ السِّقٰايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ، و هو الذي كان يَشرَب فيه الملِك. و سَقَي بَطْنُ فلان، و ذلك ماءٌ أصفر يَقَع فيه. و سَقَي فلانٌ علي فلانٍ بما يكره، إذا كرّره عليه. و السَّقِيُّ: البَرديّ في قول امرئ القيس:
و ساقٍ كأنبوبِ السَّقِيِّ المذَلَّلِ «1»
و السَّقِيّ، علي فعيل أيضاً: السَّحابة العظيمة القَطْر. و السِّقاء معروف، و يشتق من هذا أسقيت الرَّجل، إذا اغتبْتَه. قال ابن أحمر:
و لا أيّ من عاديت أسقي سقائيا «2»

سقب

السين و القاف و الباء أصلان: أحدهما القرب، و الآخر يدلُّ علي شي‌ءٍ مُنْتَصِب. فالأوّل السقَب، و هو القُرْب. و منه
الحديث: «الجار أحقُّ بسَقَبِه»
. يقال منه سقبتِ الدّارُ و أسْقبت. و الساقب: القريب. و قال قوم:
السّاقب القريب و البعيد. فأمّا القريب فمشهور، و أما البعيد قاحتجُّوا فيه بقول القائل:
تَرَكْتَ أباك بأرض الحجاز و رُحتَ إلي بَلدٍ ساقبِ
و أما الأصل الآخر فالسقْب و الصَّقْب، و هو عمود الخِباء، و شُبّه به السقب ولدُ الناقة. و يقال ناقة مِسقاب، إذا كان أكثر وضْعِها الذّكور، و هو قوله:
______________________________
(1) صدره كما في معلقته:
و كشح لطيف كالجديل مخصر
(2) صدره كما في اللسان:
و لا علم لي ما نوطة مستكنة
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 86
غَرّاءَ مِسقاباً لفحلٍ أسْقبًا «1»
هذا فعلٌ لا نعت.

سقر

السين و القاف و الراء أصلٌ يدل علي إحراق أو تلويح بنار.
يقال سقَرتْه الشّمسُ، إذا لوّحتْه. و لذلك سمِّيت سَقَر. و سقَرات الشمس:
حَرُورها. و قد يقال بالصّاد، و قد ذكر في بابه.

سقط

السين و القاف و الطاء أصلٌ واحد يدلُّ علي الوقوع، و هو مطّرد. من ذلك سقَط الشّي‌ءُ يسقُط سقوطا. و السَّقَط: ردي‌ء المتاع. و السِّقاط و السَّقَط: الخطأ من القول و الفعل. قال سويد:
كيف يرجُون سِقاطي بعد ما جَلَّل الرأسَ مَشيبٌ و صَلَعْ «2»
قال بعضهم: السقاط في القول: جمع سَقْطة، يقال سِقاط كما يقال رَملة و رمال و السّقط: الولد يسقُط قبل تمامه، و هو بالضم و الفتح و الكسر. و سِقُطْ النار:
ما يسقط منها من الزَّند. و السَّقّاط: السيف يسقُط من وراء الضريبة، يقطعها حتي يجوزَ إلي الأرض. و السّاقطة: الرجل اللئيم في حَسبه. و المرأة السّقِيطة: الدَّنيئة.
و حُدِّثنا عن الخليل بالإسناد الذي ذكرناه في أول الكتاب، قال: يقال سقطَ الولدُ من بطن أمه، و لا يقال وقَع. و سُقط الرمل و سِقطه و سَقطه: حيث ينتهي إليه طَرَفه، و هو مُنقَطَعه. و كذلك مَسقِط رأسِه، حيث وُلد. و هذا مَسقط السوَّط حيث سقط. و أتانا في مَسقِط النَّجم، حيث سقط. و هذا الفعل مَسقَطة للرّجُل من
______________________________
(1) البيت لرؤبة في ديوانه 170 و اللسان (سقب). يمدح أبوي رجل ممدوح و قبله:
وكالت العرس التي تنخبا
(2) البيت في اللسان (سقط) و هو من قصيدة طويلة له في المفضليات (1: 188- 200).
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 87
عيون الناس. و هو أن يأتي ما لا ينبغي. و السِّقاط في الفَرَس: استرخاء العَدْو.
و يقال أصبحت الأرض مُبْيضّة من السقيط، و هو الثّلج و الجليد. و يقال إن سِقْط السحاب حيث يُري طرَفُه كأنّه ساقط علي الأرض في ناحيةِ الأفق، و كذلك سِقْط الخِباء. و سِقْطا جناحَيِ الظليم: ما يُجَرُّ منهما علي الأرض في قوله:
سِقطانِ مِن كَنَفَيْ ظليمٍ نافِرِ «1»
قال بعض أهل العلم في قول القائل:
حتَّي إذا ما أضاء الصُّبح و انبعثَتْ عنه نَعامةُ ذي سِقْطين مُعْتِكِرِ «2»
يقال إنّ نعامة الليل سوادهُ و سِقْطاه: أوَّلُه و آخره يعني أنّ الليل ذا السقطينِ مضي و صَدَقَ الصُّبحُ.

سقع

السين و القاف و العين ليس بأصل؛ لأنّ السين فيه مبدلة من صاد. يقال صُقْع و سُقْع. و صَقَعْته و سَقَعته. و ما أدري أين سَقَعَ أي ذهب.

سقف

السين و القاف و الفاء أصل يدلُّ علي ارتفاعٍ في إطلال و انحناء. من ذلك السقف سقف البيت، لأنه عالٍ مُطلٌّ. و السقيفة: الصُّفّة.
و السقيفة: كلُّ لوحٍ عريض في بناء إذا ظهر من حائط. و السَّماء سقفٌ، قال اللّٰه تعالي: وَ جَعَلْنَا السَّمٰاءَ سَقْفاً مَحْفُوظاً. و من الباب الأسْقَفُ من الرِّجال، و هو الطويل المنحني؛ يقال أسقَفُ بيِّنُ السقَف. و اللّٰه أعلم بالصواب.
______________________________
(1) البيت لثعلبة بن صعير المازني في المفضليات (1: 127). و صدره:
و كأن عيبتها و فضل فتانها
(2) البيت للراعي كما في اللسان (9: 192).
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 88‌

باب السين و الكاف و ما يثلثهما

سكم

السين و الكاف و الميم ليس بشي‌ء. علي أنّ بعضهم ذكر أن السكم مقارَبة الخطو.

سكن

السين و الكاف و النون أصلٌ واحد مطّرد، يدلُّ علي خلاف الاضطراب و الحركة. يقال سكَنَ الشّي‌ءُ يسكُن سكوناً فهو ساكن.
و السَّكْن: الأهل الذين يسكُنون الدّار. و
في الحديث: «حتَّي إنَّ الرُّمّانَة لَتُشْبِعُ السَّكْن»
. و السَّكَن: النار، في قول القائل:
قَدْ قُوِّمَتْ بسَكَنٍ و أَدْهانْ «1»
و إِنَّما سمّيت سَكَنا للمعني الأوّل، و هو أنَّ النّاظر إليها يَسْكُن و يَسْكن إِليها و إلي أهلها. و لذلك قالوا: «آنَسُ من نار». و يقولون: «هو أحسن من النّار في عين المقرور». و السَّكَن: كلُّ ما سكنتَ إليه من محبوب. و السِّكِّين معروف، قال بعضُ أهل اللغة: هو فِعِّيل لأنّه يسكّن حركةَ المذبوح به. و من الباب السَّكينة، و هو الوقار. و سُكان السفينة سمِّي لأنَّه يُسكّنها عن الاضطراب، و هو عربيٌّ.

سكب

السين و الكاف و الباء أصلٌ يدلُّ علي صبّ الشي‌ء. تقول:
سكب الماء يسكبه. و فرسٌ سَكْبٌ، أي ذرِيعٌ، كأنه يسكُبُ عدْوَه سكبا، و ذلك كتسميتهم إيّاه بحراً.
______________________________
(1) البيت في وصف قناة ثقفها بالنار و الذهن. اللسان (17: 75).
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 89‌

سكت

السين و الكاف و التاء يدلُّ علي خِلاف الكلام. تقول:
سكت يَسْكُت سكوتاً، و رجلٌ سِكِّيت. و رماه بسُكاتَةٍ، أي بما أسكته.
و سَكَت الغضبُ، بمعني سكن. و السُّكْتَةُ: ما أسكتَّ به* الصبيّ. فأما السُّكيت «1» فإنه من الخيل العاشر عند جريها في السّباق. و يمكن أن يكون سمِّي سُكَيتاً لأنَّ صاحبَه يسكت عن الافتخار، كما يقال أجَرَّه كذا، إذا منعه من الافتخار، و كأنه جَرَّ لسانَه.

سكر

السين و الكاف و الراء أصلٌ واحدٌ يدلُّ علي حَيرة. من ذلك السُّكْر من الشراب. يقال سَكِر سُكْراً، و رجلٌ سِكِّير، أي كثير السُّكْر. و التَّسْكير: التَّحيير في قوله عزّ و جل: لَقٰالُوا إِنَّمٰا سُكِّرَتْ أَبْصٰارُنٰا و ناس يقرءُونها سكرت مخفّفة «2». قالوا: و معناه سُحِرت. و السِّكْر:
ما يُسكَر فيه الماء من الأرض. و السَّكْر: حَبْس الماء، و الماءُ إذا سُكِر تحيَّر و أمّا قولهم ليلة ساكرة، فهي السَّاكنة التي [هي] طلقةٌ، التي ليس فيها ما يؤذِي.
قال أوس:
تُزادُ ليالِيَّ في طُولِها فليست بطَلْقٍ و لا ساكِرهْ «3»
و يقال سَكَرت الرّيح، أي سكَنت: و السَّكَر: الشَّراب. و حكي ناسٌ سكَره إذا خَنَقَه. فإنْ كان صحيحاً فهو من الباب. و البعير يُسَكِّر الآخر بذراعه حتي يكاد يقتلُه. قال:
______________________________
(1) بضم السين و فتح الكاف مشددة و مخففة.
(2) هي قراءة ابن كثير. انظر إتحاف فضلاء البشر 274.
(3) ديوان أوس بن حجر 10 و المجمل و اللسان (سكر).
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 90
غَثَّ الرِّباعِ جَذَعًا يُسَكَّرُ

سكف

السين و الكاف و الفاء ليس أصلا، و فيه كلمتان: أحدهما أُسْكُفّة الباب: العتَبة التي يُوطأ عليها. و أُسْكُفّ العين، مشبّه بأُسْكُفّة الباب. و أمّا الإسكاف فيقال إن كلَّ صانعٍ إسكافٌ عند العرب. و ينشد قول الشمّاخ:
و شُعْبَتَا مَيْسٍ بَرَاها إِسكافْ «1»
قالوا: أراد القَوَّاس.

باب السين و اللام و ما يثلثهما

سلم

السين و اللام و الميم معظم بابه من الصحّة و العافية؛ و يكون فيه ما يشذُّ، و الشاذُّ عنه قليل. فالسّلامة: أن يسلم الإنسان من العاهة و الأذَي.
قال أهلُ العلم: اللّٰه جلَّ ثناؤُه هو السلام؛ لسلامته مما يلحق المخلوقين من العيب و النقص و الفناء. قال اللّٰه جلَّ جلاله: وَ اللّٰهُ يَدْعُوا إِليٰ دٰارِ السَّلٰامِ فالسلام اللّٰه جلَّ ثناؤه، و دارُه الجنّة. و من الباب أيضاً الإسلام، و هو الانقياد؛ لأنَّه يَسْلم من الإِباء و الامتناع. و السِّلام: المسالمة. و فِعالٌ تجي‌ء في المفاعلة كثيراً نحو القتال و المقاتلة. و من باب الإِصحاب و الانقياد: السَّلَم الذي يسمَّي السَّلف، كأنه مالٌ أسلم و لم يمتنع من إعطائه. و ممكن أن تكون الحجارة سمِّيت سِلامًا لأنّها أبعَدُ
______________________________
(1) ديوان الشماخ 103. و هو في اللسان (سكف 58) بدون نسبة.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 91
شي‌ء في الأرض من الفَناء و الذَّهاب؛ لشدّتها و صلابتها. فأمّا السَّليم و هو اللّديغ ففي تسميته قولان: أحدهما أنَّه أُسلم لمابه. و القول الآخر أنَّهم تفاءَلوا بالسّلامة.
و قد يسمُّون الشي‌ءَ بأسماء في التفاؤُل و التطيُّر. و السُّلَّم معروف، و هو من السلامة أيضاً؛ لأنّ النازل عليه يُرْجَي له السَّلامة. و السَّلامة: شجر، و جمعها سَلَام.
و الذي شذَّ عن الباب السَّلْم: الدلو التي لها عروة واحدة. و السَّلَم: شجر، واحدته سلَمة. و السَّلامانُ: شجرٌ «1»
و من الباب الأول السَّلْم و هو الصُّلح، و قد بؤنَّث و يذكَّر. قال اللّٰه تعالي:
وَ إِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهٰا. و السَّلمَة: الحجر، فيه يقول الشاعر:
ذاكَ خليلي و ذو يعاتِبُني يَرمِي ورائيَ بالسهم و السَّلِمَهْ «2»
و بنو سلِمَة: بطنٌ من الأنصار ليس في العرب غيرهم. و من الأسماء سَلْمي:
امرأةٌ. و سلمي: جبلٌ. و أبو سُلمي أبو زُهَير، بضم السين، ليس في العرب غيره.

سلوي

السين و اللام و الحرف المعتلّ و أصلٌ واحد يدلّ علي خفض و طيب عيش. من ذلك قولهم فلان في سَلْوةٍ من العيش، أي في رغَد يسلِّيه الهم.
و يقول: سَلَا المحب يَسلو سلُوًّا، و ذلك إذا فارقه ما كان به من همٍّ و عشق.
______________________________
(1) في الأصل: «شجرة»، صوابه في المجمل و اللسان. و واحده «سلامانة».
(2) البيت لبجير بن عنمة الطائي، كما في اللسان (15: 189). و المشهور في روايته: «بامسهم و امسلمة» علي لغة حمير في إبدال لام «أل» ميما.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 92
و السُّلْوانة: الخَرزة، و كانوا يقولون إنَّ من شرب عليها سَلَا ممّا كان به، و عَمَّن كان يحبه. قال الشاعر:
شربت* علي سُلْوانة ماءَ مُزنةٍ فلا وَجديدِ العيش يامَيَّ ما أسلُو «1»
قال الأصمعيّ: يقول الرجل لصاحبه: سقيتَني منك سَلْوةً و سُلوانا، أي طيَّبت نفسي و أذهلتَها عنك. و سَلِيت بمعني سلوت. قال الراجز:
لو أشربُ السُّلوانَ ما سَليتُ «2»
و من الباب السَّلا، الذي يكون فيه الولد، سمي بذلك لنَعْمته و رقّته و لينه.
و أما السين و اللام و الهمزة فكلمة واحدة لا يقاس عليها. يقال سلَأَ السّمن يَسْلؤه سلأ، إذا أذابه و صفّاه من اللَّبن. قال:
و نحن منعناكُم تميماً و أنتم موالِيَ إلَّا تُحْسِنوا السَّلْ‌ءَ تُضرَبوا

سلب

السين و اللام و الباء أصلٌ واحد، و هو أخْذ الشي‌ء بخفّة و اختطاف. يقال سلبتُه ثوبَه سلْبا. و السَّلَب: المسلوب. و
في الحديث: «مَن قَتَل قتيلًا فله سَلَبُه»
. و السَّليب: المسلوب. و السَّلوب من النوق: التي يُسلَبُ ولدها و الجمع سُلُب. و أسلبت الناقةُ، إذا كانت تلك حالَها. و أمّا السَّلَب و هو لِحاء الشجر فمن الباب أيضاً؛ لأنّه تَقشَّرَ عن الشجر، فكأنما قد سُلِبَته. و قول ابن مَحْكانَ:
فنشنش الجلدَ عنها و هي باركةٌ كما تُنَشْنِشُ كَفَّا قاتلٍ سَلَبا «3»
ففيه روايتان: رواه ابن الأعرابي «قاتل» بالقاف. و رواه الأصمعي بالفاء.
______________________________
(1) البيت في اللسان (سلا) بدون نسبة.
(2) ديوان رؤبة 25 و اللسان (سلا).
(3) ديوان الحماسة (2: 255) و اللسان (سلب).
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 93
و كان يقول: السَّلَب لحاء الشّجَر، و بالمدينة سوقُ السَّلابين، فذهب إلي أنّ الفاتل هو الذي يَفتِل السَّلَب. فسمعتُ عليّ بن إبراهيم القطان يقول: سمعت أبا العباس أحمد بن يحيي ثعلباً يقول: أخطأ ابنُ الأعرابيّ، و الصحيح ما قاله الأصمعيّ.
و من الباب تسلّبَت المرأة، مثل أحَدَّتْ. قال قوم: هذا من السُّلُب، و هي الثياب السُّود. و الذي يقرب هذا من الباب الأوّل [أنّ] ثيابَها مشبّهة بالسَّلَب، الذي هو لِحاء الشجر. قال لبيد:
في السُّلُب السُّود و في الأمساحِ «1»
و قال بعضهم: الفرق بين الإحداد و التَّسلُّب، أنّ الإحداد علي الزّوج و التَّسلُّب قد يكون علي غير الزّوج.
فأمّا قولهم فرس سَلِيبٌ، فيقال إنَّه الطويل القوائم. و قال آخرون: هو الخفيف نَقل القوائم؛ يقال رجل سليب اليدين بالطَّعن، و ثورٌ سليب القرن بالطَّعن.
و هذا أجود القولَين و أقيسُهما؛ لأنَّه يسلب الطّعنَ استلابا.

سلت

السين و اللام و التاء أصل واحد، و هو جَلْفُ الشي‌ء عن الشي‌ء و قَشره. يقال سلتت المرأةُ خضابَها عن يدها. و منه سَلَتَ فلانٌ أنفَ فلانٍ بالسيف سَلْتاً، و ذلك إذا أخذه كلَّه. و الرّجُل أسْلَتُ. و يقال إنّ المرأة التي لا تتعهَّد الخضاب يقال لها السَّلْتَاء. و من الباب السُّلْت: ضربٌ من الشعير لا يكاد [يكون] له قشر، و العرب تسميّه العُرْيان.

سلج

السين و اللام و الجيم أصلٌ يدل علي الابتلاع. يقال سلج
______________________________
(1) ديوان لبيد 50 طبع 1881، و اللسان (سلب).
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 94
الشي‌ء يسلَجُه، إذا ابتلعه سَلْجا و سَلَجاناً. و في كلامهم: «الأخْذ سَلَجَانٌ و القَضَاءَ لِيَّانٌ». و من الباب: فلان يتسلَّج الشراب، أي يُلِحُّ في شُرْبه.

سلح

السين و اللام و الحاء السلاح، و هو ما يُقاتَل به. و كان أبو عبيدة يفرِق بين السّلاح و الجُنة، فيقول: السلاح ما قُوتل به، و الجُنّة ما اتُّقي به، و يحتج بقوله:
حيثُ تَري الخيلَ بالأبطال عابسة يَنْهَضْن بالهندوانيّاتِ و الجُنَنِ «1»
فجعل الجُنَن غيْرَ السُّيوف «2». و الإسليح: شجرةٌ تغزُرُ عليها الإبل و قالت الأعرابية: «الإسليح «3»، رُغوَةٌ و سَريح، و سَنامٌ و إطريح».

سلخ

السين و اللام و الخاء أصلٌ واحد، و هو إخراج الشي‌ء عن جلده. ثم يُحْمَل عليه. و الأصل سلختُ جلدةَ الشاةِ سلخاً. و السِّلخ: جلد الحية تنسلخ. و يقال أسود سالخ لأنَّه يسلخ جلده كلَّ عام فيما يقال. و حكي بعضُهم سلختِ المرأة دِرْعَها: نزعَتْه. و من قياس الباب: سلخت الشَّهرَ، إذا صرتَ في آخر يومه. و هذا مجاز. انسلخ الشهرُ، و انسلخ النَّهارُ من الليل المقْبِل.
و من الباب نخلة مِسلاخٌ، و هي التي تنثُر بُسرَها أخضر.

سلس

السين و اللام و السين يدلُّ علي سهولة في الشي‌ء. يقال هو سَهلٌ سَلِسٌ و السَّلْس: جنس من الخَرز، و لعلَّه سمِّي بذلك لسلاسته في نَظْمه.
قال:
______________________________
(1) سبق البيت في (1: 422).
(2) في الأصل: «عن السيوف».
(3) في اللسان: «قالت أعرابية، و قيل لها: ما شجرة أبيك؟ فقالت: شجرة أبي الإسليح».
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 95
و قلائدٌ مِن حُبْلَةٍ و سُلوسِ «1»

سلط

السين و اللام و الطاء أصلٌ واحد، و هو القوّة و القهر. من ذلك السَّلاطة، من التسلط و هو القَهْر، و لذلك سمِّي السُّلْطان سلطاناً. و السلطان:
الحُجَّة. و السَّليط من الرجال: الفصيح اللسان الذَّرِب. و السَّليطة: المرأة الصَّخَّابة.
و مما شذ عن الباب السَّلِيط: الزّيت بلغة أهل اليَمَن، و بلغة غيرهم دهن السِّمسِم.

سلع

السين و اللام و العين أصلٌ يدل علي انصداع الشي‌ء و انفتاحه.
من ذلك السَّلْع؛ و هو شقٌّ في الجبل كهيئة الصَّدْع، و الجمع سُلَوع. و يقال تَسَلَّع عَقِبُه، إذا تشقّقَ و تزَلَّع. و يقال سَلَعَ رأسه، إذا فَلَقَه. و السِّلعة: الشي‌ء المبِيع، و ذلك أنَّها ليست بِقُنْيَةٍ تُمْسك، فالأمر فيها واسعٌ. و السَّلَع: شجر.

سلغ

السين و اللام و الغين ليس بأصلٍ، لكنّه من باب الإبدال فسينُه مبْدَلة من صاد. يقال سَلغَت البقرةُ، إذا خرج نابُها، فهي سالغ. و يقولون لحمٌ أسلَغُ، إذا لم ينضج. و رجل أسلَغُ: شديد الحمرة.

سلف

السين و اللام و الفاء أصلٌ يدلُّ علي تقدُّم و سبْق. من ذلك السلَف: الذين مضَوا. و القومُ السُّلّاف: المتقدِّمون. و السُّلَاف: السائل من عصير العنب قبل أن يُعصَر. و السُّلْفة: المعجَّل من الطَّعام قبل الغَدَاء.
______________________________
(1) سبق البيت و تخريجه في (2: 132). و صدره:
و يزينها في النحر حلي واضح
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 96
و السّلوف: الناقة تكون في أوائل الإبل إذا وَرَدَت. و من الباب السَّلَف في البيع، و هو مالٌ يقدّم لما يُشتري نَساءً «1». و ناس يسمُّون القَرض السّلَف، و هو ذاك القياسُ لأنَّه شي‌ء يُقدَّم بعوض يتأخّر.
و من غير هذا القياس السِّلْف سِلْف الرّجال، و هما اللذان يتزوّج هذا أُخْتاً و هذا أُخْتاً. و هذا قياس السَّالفتين، و هما صفحتا العُنق، هذه بحذاء هذه.
و مما شذَّ عن البابين السَّلْف و هو الجراب. و يقال إنّ القلفة تسمَّي سَلْفا «2».
و منه أسْلفتُ الأرضَ للزَّرْع «3»، إِذا سوَّيتها. و ممكن أن يكون هذا من قياس الباب الأوّل؛ لأنه أمرٌ قد تقدّم في إصلاحه.

سلق

السين و اللام و القاف فيه كلماتٌ متباينة لا تكاد تُجْمع منها كلمتانِ في قياسٍ واحد؛ و ربُّك جلّ ثناؤُه يفعل ما يشاء، و يُنْطِق خَلْقه كيف أراد.
فالسَّلَق: المطمئنّ من الأرض. و السِّلْقَة: الذِّئبة. و سَلَقَ: صاح. و السَّلِيقة:
الطبيعة. و السَّليقة: أثَر النِّسع في جنب البعير. و سَلُوقُ: بلدٌ. و التَّسلُّق علي الحائط:
التَّوَرُّد عليه إلي الدار. و السّلِيق: ما تَحَاتَّ من الشجر. قال الراجز:
تَسمَعُ منها في السَّليقِ الأشهبِ مَعمعةً مثل الضِّرَام المُلْهَبِ «4»
و السُّلَاق: تقشُّر جِلد اللِّسان. و سَلَقْت المزَادةَ، إذا دهنْتَها. قال امرؤ القيس:
______________________________
(1) النساء، بالفتح: اسم من نسأت الشي‌ء: أخرته.
(2) القلفة، بالضم و التحريك: غرلة الصبي. و السلف، كذا وردت في الأصل و المجمل.
و في اللسان (11: 61) أنها «السلفة» بالضم.
(3) في الأصل: «للذراع»، صوابه في المجمل و اللسان.
(4) الرجز بدون نسبة في اللسان (سلق).
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 97
كأنّهما مزادتا متعجِّلٍ فَرِيّانِ لَمَّا يُسلَقَا بدِهانِ «1»
و السَّلق: أن تُدخِل إحدي عُروتي الجُوالِق في الأخري، ثم تثنيَها مرّةً أخري.

سلك

السين و اللام و الكاف أصلٌ يدل علي نفوذ شي‌ءٍ في شي‌ء.
يقال سلكت الطّريقَ أسلُكه. و سَلكت الشي‌ء في الشي‌ء: أنفذْته. و الطَّعْنَة السُّلْكَي، إذا طعنَه تِلقاءَ وجهِه. و المسلَكَة: طُرَّةٌ تُشَقُّ من ناحية الثوب «2».
و إنَّما سمّيت بذلك لامتدادها. و هي كالسِّكَك.
و مما شذَّ عن الباب السُّلَكَة: الأنثي من ولد الحَجَل، و الذكر سُلَك،* و جمعه سِلْكانٌ. و اللّٰه أعلم.

باب السين و الميم و ما يثلثهما

سمن

السين و الميم و النون أصلٌ يدل علي خلاف الضُّمْر و الهزال من ذلك السِّمَن، يقال هو سمين. و السَّمْن من هذا.
و مما شذّ عن هذا الأصل كلامٌ يقال إن أهل اليمن يقولونه دونَ العرب، يقولونَ: سَمّنْتُ الشّي‌ءَ، إذا بَرّدْتَه. و التَّسْمين: التَّبْريد. و
يقال إنّ الحجّاج قُدِّمت إليه سمكة فقال للذي عمِلها: «سَمِّنْها»
، يريد بَرِّدْها «3».
______________________________
(1) ديوان امرئ القيس 124 و اللسان (سلق).
(2) في المجمل: «من ناحيتي الثوب». و نص المقاييس يطابق نص القاموس. و هذه الكلمة «المسلكة» مما فات صاحب اللسان.
(3) في اللسان: «و التسمين: التبريد، طائفية. و في حديث الحجاج أنه أتي بسمكة مشويه فقال للذي حملها: سمنها. فلم يدر ما يريد، فقال عنبسة بن سعيد: إنه يقول لك: بردها قليلا».
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 98‌

سمه

السين و الميم و الهاء أصلٌ يدل علي حَيْرة و باطل. يقال سَمَه إذا دُهِش، و هو سَامِهٌ و قوم سمّهٌ. و يقولون: سَمَه البعيرُ، إذا لم يعرف الإِعياء «1».
و ذهبت إبُلهم السُّمَّهَي، إذا تفرَّقت. و السُّمَّهَي «2»: الباطل و الكذب. فأما قولُ رؤبة:
… جَرْيَ السُّمَّهِ «3»

سمو

السين و الميم و الواو أصلٌ يدل علي العُلُوِّ. يقال سَمَوْت، إذا علوت. و سَمَا بصرُه: عَلا. و سَمَا لي شخصٌ: ارتفع حتّي استثبتُّه «4». و سما الفحلُ: سطا علي شَوله سَماوَةً. و سَماوَةُ الهلال و كلِّ شي‌ءٍ: شخصُه، و الجمع سَماوٌ «5». و العرب تُسَمِّي السّحاب سماء، و المطرَ سماءَ، فإذا أريد به المطرُ جُمع علي سُمِيّ. و السَّماءة: الشَّخص. و السماء: سقف البيت. و كلُّ عالٍ مطلٍّ سماء، حتَّي يقال لظهر الفرس سَماء. و يتَّسِعون حتَّي يسمُّوا النَّبات سماء. قال:
إذا نَزَل السّماءُ بأرضِ قومٍ رعَيناهُ و إن كانوا غِضابا «6»
و يقولون: «ما زِلْنا نطأُ السَّماءَ حتَّي أتيناكم»، يريدون الكلأ و المطر
______________________________
(1) الإعياء: التعب. و في الأصل: «الأحياء» صوابه في المجمل و اللسان.
(2) في الأصل: «السهمي» في هذا الموضع و سابقه، صوابها من المجمل. و يقال أيضا «السميهي» كخليطي.
(3) في الكلام نقص. و البيت بتمامه، كما في ديوانه 165 و اللسان:
يا ليتنا و الدهر جري السمه
(4) و كذا في اللسان. لكن في المجمل «استبنته».
(5) في الأصل: «سمو»، تحريف. و في اللسان: «و الجمع من كل ذلك سماء و سماو».
(6) البيت لمعود الحكماء معاوية بن مالك، كما في اللسان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 99
و يقال إن أصل «اسمٍ» سِمْو، و هو من العلوّ، لأنَّه تنويهٌ و دَلالةٌ علي المعني.

سمت

السين و الميم و التاء أصلٌ يدل علي نَهجٍ و قصدٍ و طريقةٍ.
يقال سَمَتَ، إذا أخذ النَّهْج. و كان بعضُهم يقول: السَّمْت: السّير بالظنّ و الحَدْس.
و هو قول القائل:
ليس بها ربعٌ لِسَمْتِ السَّامِت
و يقال إن فلاناً لَحَسنُ السَّمْتِ، إذا كان مستقيمَ الطريقة متحرِّياً لفعل الخَير.
و الفعل منه سَمَت. و يقال سَمَت سَمْتَه، إذا قصد قصده.

سمج

السين و الميم و الجيم أصلٌ يدل علي خلاف الحُسن. يقال هو سَمِجٌ و سَمْجٌ «1»، و الجمع سِمَاجٌ و سَمَاجَي. و من الباب السَّمْج من الألبان، و هو الخبيث الطَّعْم.

سمح

السين و الميم و الحاء أصلٌ يدل علي سَلاسةٍ و سُهولة. يقال سَمَح له بالشي‌ء. و رجل سَمْحٌ، أي جواد، و قومٌ سُمَحاء و مَسامِيح. و يقال سَمَّح في سيره، إذا أسرع. قال:
سَمَّحَ و اجتابَ فلاةً قِيَّا «2»
و من الباب: المُسامَحة في الطِّعان و الضَّرب، إِذا كان علي مُساهَلة. و يقال رُمْحٌ مسَمَّحٌ: قد ثُقِّف حتَّي لانَ.
______________________________
(1) و سميج أيضا.
(2) في اللسان (3: 320): «بلادا قيا».
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 100‌

سمخ

السين و الميم و الخاء ليس أصلًا؛ لأنّه من باب الإبدال.
و السين فيه مبدلة من صاد. و السِّمَاخ في الأذن: مَدْخَله. و يقال سَمَخْت فلاناً:
ضربت سِمَاخَه. و قد سَمَخنِي بشدَّة صوتِه.

سمد

السين و الميم و الدال أصلٌ يدل علي مضيٍّ قُدُما من غير تعريج. يقال سمَدت الإِبلُ في سيرها، إذا جَدّتْ «1» و مَضت علي رءوسها.
و قال الراجز:
سَوَامِدُ الليل خفافُ الأزوادْ «2»
قول: ليس في بطونها عَلَف. و من الباب السُّمود الذي هو اللّهو. و السّامد هو اللاهي. و منه قوله جلّ و علا: وَ أَنْتُمْ سٰامِدُونَ أي لاهون: و هو قياس الباب؛ لأنّ اللاهي يمضي في أمْره غير معرِّج و لا متمكِّث. و ينشدون:
قيل قُمْ فانظر إليهم ثمّ دَعْ عنك السُّمودا «3»
فأمَّا قولهم سَمَّد رأسه، إذا استأصل شَعره، فذلك من باب الإبدال؛ لأن أصله الباء، و قد ذكر.

سمر

السين و الميم و الراء أصلٌ واحدٌ يدلُّ علي خلاف البياض في اللون. من ذلك السُّمْرة من الألوان، و أصله قولهم «لا آتيك السَّمَر و القَمَر»، فالقَمر: القمر. و السَّمَر: سواد الليل، و من ذلك سمِّيت السُّمْرَة. فأمّا السَّامر
______________________________
(1) في الأصل: «أخذت»، صوابه من المجمل و اللسان.
(2) البيت في المجمل مضبوطا بهذا الضبط.
(3) البيت في اللسان بدون نسبة.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 101
فالقوم* يَسْمُرُون. و السامر: المكان الذي يجتمعون فيه للسَّمَر. قال:
و سامِرٍ طال لهم فيه السَّمَرْ «1»
و السَّمراء: الحِنطة، للَونها. و الأسمر: الرُّمح. و الأسمر: الماء. فأما السَّمَار فالّلبَن الرقيق، و سمِّي بذلك لأنّه إذا كان [كذلك كان] متغيِّر اللون. و السَّمُر:
ضربٌ من شجر الطَّلْح، واحدته سَمُرة، و يمكن أن يكون سمِّي بذلك للونه.
و السَّمار: مكان في قوله:
لَئنْ وَردَ السَّمَارَ لنَقْتُلَنْه فلا و أبيكِ ما وَرَدَ السَّمَارا «2»

سمط

السين و الميم و الطاء أصلٌ يدلُّ علي ضمّ شي‌ء إلي شي‌ء و شدِّه به. فالسَّميط: الآجُرُّ القائم بعضُه فوقَ بعض. و السِّمْط: القِلادة، لأنَّها منظومةٌ مجموعٌ بعضُها إلي بعض. و يقال سَمَّط الشي‌ء علي مَعَاليق السَّرْج.
و يقال خُذْ حقَّك مُسَمَّطاً، أي خُذْه و علِّقْه علي مَعاليق رَحْلك. فأما الشِّعْر المُسَمَّط، فالذي يكون في سطر البيت «3» أبياتٌ مسموطة تجمعها قافيةٌ مخالفة مُسمَّطة ملازمة للقصيدة. و أما اللبن السَّامط، و هو الحامض، فليس من الباب؛ لأنَّه من باب الإِبدال، و السين مبدلة من خاء.
______________________________
(1) و كذا وردت روايته في المجمل. و في اللسان (6: 43):
و سامر طال فيه اللهو و السمر
(2) لعمرو بن أحمر الباهلي، كما في اللسان (6: 46).
(3) و كذا في المجمل. و في اللسان: «صدر البيت».
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 102‌

سمع

السين و الميم و العين أصلٌ واحد، و هو إيناسُ الشي‌ء بالأُذُن، من النّاس و كلِّ ذي أُذُن. تقول: سَمِعْت الشي‌ء سَمْعاً. و السَّمع: الذُكْر الجميل.
يقال قد ذَهَب سَمِعْهُ في الناس، أي صِيته. و يقال سَمَاعِ بمعني استمِعْ. و يقال سَمَّعْتُ بالشي‌ء، إذا أشعتَه ليُتَكلَّم به. و المُسْمِعَة: المُغَنِّيَة. و المِسْمَع: كالأذن للغَرْب، و هي عُروةٌ تكون في وسط الغَرْبِ يُجعَل فيها حبلٌ ليعدل الدّلو: قال الشاعر:
و نَعدِل ذا المَيْل إن رامَنا كما عُدِل الغَربُ بالمِسمعِ «1»
و مما شذّ عن الباب السِّمْع: ولد الذّئب من الضّبُع.

سمق

السين و الميم و القاف فيه كلمة. و لعلَّ القاف أن تكون مبدلة من الكاف. سَمَق، إذا عَلَا.

سمك

السين و الميم و الكاف أصلٌ واحد يدلُّ علي العُلُوِّ. يقال سَمَك، إذا ارتفع. و المسموكات: السماوات. و يقال سَمَك في الدَّرَج. و اسمُكْ، أي اعْلُ. و سَنامٌ سامك، أي عالٍ. و المِسْماك: ما سَمَكْتَ به البيتَ. قال ذو الرمة:
كأنَّ رجلَيْهِ مِسما كانِ مِن عشَرٍ سَقْبَانِ لم يتقشَّرْ عنهما النَّجَبُ «2»
و السِّماك: نجم. و مما شذّ عن الباب و باين الأصل: السَّمَك.

سمل

السين و الميم و اللام أصلٌ يدلُّ علي ضعفٍ و قلّة. من ذلك السَّمَل، و هو الثَّوْب الخَلَق. و منه السَّمَل: الماء القليل يَبقي في الحوض، و جمعه
______________________________
(1) البيت لعبد اللّٰه بن أوفي، كما في اللسان (سمع).
(2) ديوان ذي الرمة 28 و اللسان (سقب، سمك).
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 103
أسمال. و سَمَّلت «1» البئر: نقَّيتها. و أما الإسمال، و هو الإصلاح بين النَّاس، فمن هذه الكلمة الأخيرة، كأنه نَقَّي ما بينهم من العَداوة. و اللّٰه تعالي أعلم.

باب السين و النون و ما يثلثهما

سنه

السين و النون و الهاء أصلٌ واحدٌ يدلُّ علي زمانٍ. فالسَّنَة معروفة، و قد سقطت منها هاء. ألا تري أنّك تقول سُنيْهَة. و يقال سَنَهَتِ النخلةُ، إذا أتت عليها الأعوام «2». و قوله جل ذكره: فَانْظُرْ إِليٰ طَعٰامِكَ وَ شَرٰابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ، أي لم يصر كالشي‌ء الذي تأتي عليه السنُون فتغيِّره. و النَّخْلة السَّنْهاء «3».

سني

السين و النون و الحرف المعتل أصلٌ واحد يدلُّ علي سقْي، و فيه ما يدل علي العلوّ و الارتفاع. يقال سَنَتِ النَّاقةُ، إذا سقت الأرض، تسنُو، و هي السّانِيَة. و السّحابةُ تسنُو الأرضَ. و القوم يَسْتَنُون «4» لأنفسهم إذا استَقَوا.
و من الباب سانيت الرَّجُلَ، إذا راضيتَه، أُسانيه؛ كأن الوُدَّ قد كان ذَوَي و يَبِس، كما جاء
في الحديث: «بُلُّوا أرحامَكم و لو بالسَّلام»
. و أمّا الذي يدلُّ علي الرِّفعة فالسَّناء ممدود، و كذلك إِذا قصرته دلَّ علي الرفعة،
______________________________
(1) يقال بالتخفيف و التشديد.
(2) و كذلك تسنهت.
(3) لم يصرح بتفسيرها. و السنهاء: التي أصابتها السنة المجدبة:
(4) في المجمل: «يسنون». و في اللسان: «و القوم يسنون لأنفسهم، إذا استقوا. و يستنون، إذا سنوا لأنفسهم».
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 104
إلّا أنّه لشي‌ءٍ مخصوص،* و هو الضَّوْء. قال اللّٰه جلّ ثناؤُه: يَكٰادُ سَنٰا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصٰارِ.

سنب

السين و النون و الباء كلمتان متباينتان. فالسَّنْبَةُ: الطائفة من الدَّهر. و الكلمة الأخري السَّنِب، و هو الفرس الواسع الجَري.

سنت

السين و النون و التاء ليس أصلًا يتفرّع منه، لكنّهم يقولون السَّنُوت «1»، فقال قوم: هو العسل، و قال آخرون: هو الكَمُّون.
قال الشاعر:
هم السَّمْن و السَّنُّوتُ لا أَلْسَ فيهمُ و هُمْ يمنَعون جارهُمْ أن يُقَرَّدا «2»

سنج

السين و النون و الجيم فيه كلمة. و يقولون: إن السِّناج أثرُ دُخَان السِّرَاج في الحائط.

سنح

السين و النون و الحاء أصلٌ واحد يُحمَل علي ظهور الشي‌ء من مكانٍ بعينه، و إن كان مختلَفاً فيه. فالسّانح: ما أتاك عن يمينك من طائرٍ أو غيره، يقال سَنَحَ سُنُوحاً. و السانح و السَّنيح واحد. قال ذو الرمة:
ذكَرْتُكِ أنْ مرت بنا أمُّ شادن أمام المطايا تشرئبُّ و تسنَحُ «3»
ثم استُعير هذا فقيل: سنح لي رأيٌ في كذا، أي عَرَض.
______________________________
(1) و فيه لعة أخري: «سنوت» كسنور.
(2) البيت للحصين بن القعقاع، كما في اللسان (سنت، قرد)، و روايته في (سنت، قرد، ألس): «هم السمن بالسنوت».
(3) ديوان ذي الرمة 79 برواية: «إذ مرت».
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 105‌

سنخ

السين و النون و الخاء أصلٌ واحد يدلُّ علي أصل الشي‌ء.
فالسِّنْخ: الأصل و أسنَاخُ «1» الثنايا: أصولُها. و يقال سَنَخ الرجل في العِلم سُنوخاً أي علِمَ أصولَه. فأمّا قولهم سَنِخَ الدُّهن، إذا تغيَّر، فليس بشي‌ء.

سند

السين و النون و الدال أصلٌ واحد يدلُّ علي انضمام الشي‌ء إلي الشي‌ء. يقال سَنَدتُ إلي الشي‌ء أسْنُدُ سنوداً، و استندت استناداً. و أسندتُ غيري إسناداً. و السِّناد: النّاقة القويّة، كأنّها أُسنِدت من ظهرها إلي شي‌ءٍ قويّ.
و المُسْنَدُ: الدهر؛ لأن بعضَه متضامّ. و فلان سَنَدٌ، أي معتمَدٌ. و السَّنَد: ما أقبل عليك من الجبل، و ذلك إذا علا عن السَّفْح. و الإِسناد في الحديث: أن يُسْنَد إِلي قائله، و هو ذلك القياس. فأمّا السِّناد الذي في الشعر فيقال إِنّهُ اختلافُ حركتي الرِّدفين. قال أبو عبيدة: و ذلك كقوله:
كأنّ عيونَهن عيونُ عِينِ «2»
ثم قال:
و أصبح رأسُه مثل اللُّجَيْنِ «3»
و هذا مشتق من قولهم: خرج القوم متسانِدين، إذا كانوا علي راياتٍ شتي.
و هذا من الباب؛ لأنّ كلَّ واحدةٍ من الجماعة قد ساندت رايةً.
______________________________
(1) في الأصل و المجمل. «سناخ» صوابه، من اللسان و الجمهرة.
(2) البيت لعبيد بن الأبرص في ديوانه 45 و اللسان (سند). و صدره:
فقد ألج الخباء علي جوار
(3) صواب إنشاد البيت بتمامه:
فإن يك فاتني أسفا شبابي و أضحي الرأس مني كاللجين
لكن كذا ورد إنشاده في المجمل و المقاييس و الصحاح. و يروي: «كاللجين» بفتح اللام، و هو ورق الشجر يخبط، فهو لونان: رطب و يابس.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 106‌

سنط

السين و النون و الطاء ليس بشي‌ء إلّا السِّناط، و هو الذي لا لِحْيَة له.

سنع

السين و النون و العين إن كان صحيحاً فهو يدلُّ علي جَمَالٍ و خيرٍ و رِفعة. يقال شرفٌ أسنعُ، أي عالٍ مرتفع. و امرأة سنيعة: أي جميلة.

سنف

السين و النون و الفاء أصلٌ بدلُّ علي شدّ شي‌ءٍ، أو تعليق شي‌ءٍ علي شي‌ء. فالسِّنَاف: خيط يُشدّ من حَقِو البعير إلي تصديره ثم يشدُّ في عنقه. قال الخليل: السِّنَاف للبعير مثل اللّبَبِ للدابّة. بعيرٌ مِسْناف، و ذلك إذا أُخّر الرجل فجعل له سناف. يقال أسنفت [البعير «1»]، إذا شددتَه بالسِّناف.
و يقال أسنَفوا أمرَهم، أي أحكَموه. و يقال في المثل لمن يتحيّر في أمره: «قد عَيَّ بالأسناف». قال:
إذا مَا عَيَّ بالأسناف قومٌ من الأمر المشبَّه أن يكوُنا «2»
و حكي بعضهم: سَنَفْتُ البعير، مثل أسنفْت. و أبي الأصمعيُّ إلّا أسنفت.
و أما السِّنْف فهو وِعاء ثَمَر المَرْخِ يشبه آذانَ الخيل. و هو من الباب؛ لأنه مُعلَّق علي شجرة. و قال أبو عمرو: السِّنْف: الورقة. قال ابن مُقبل:
تَقَلْقُلَ سِنْفِ المَرْخِ في جَعبةٍ صِفْرِ «3»
______________________________
(1) التكملة من المجمل.
(2) لعمرو بن كلثوم في معلقته و اللسان.
(3) صدره كما في اللسان (سنف):
تقلقل من ضغم اللجام لهاتها
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 107‌

سنق

السين و النون و القاف فيه كلمةٌ واحدة، و هي السَّنَق، و هو كالبَشَم. يقال شرِب الفَصيل حتي سَنِق. و كذلك الفرس، من العلَف. و هو كالتُّخَم في الناس.

سنم

السين و النون و الميم أصلٌ واحد، يدلُّ علي العلوّ و الارتفاع.
فالسَّنَام معروف. و تسنَّمت: علَوت. و ناقة سَنِمَةٌ: عظيمة السَّنام. و أسنمتُ النارَ: أعلَيْتُ لهبَها. و أَسْنُمَةُ: موضع.

باب السين و الهاء و ما يثلثهما

سهو

السين و الهاء و الواو معظم الباب [يدلّ] علي الغفلة و السُّكون فالسَّهْو: الغفلة، يقال سَهَوْت في الصلاة أسهو سَهْواً. و من الباب المساهاة: حُسْن المخالَقَة، كأن الإنسانَ يسهو عن زَلَّةٍ إن كانت من غيره.
و السَّهْو: السُّكون. يقال جاء سَهْواً رَهْواً.
و مما شذّ عن هذا الباب [السَّهْوَة «1»]، و هي كالصُّفّة تكون أمامَ البيت.
و ممّا يبعُد عن هذا و عن قياس الباب: قولهم حملت المرأةُ ولدَها سَهْواً، أي علي حَيْضٍ. فأمَّا السُّهَا فمحتمل أن يكون من الباب الأول؛ لأنَّه خفيٌّ جدًّا فيُسهَي عن رؤيته.

سهب

السين و الهاء و الباء أصلٌ يدل علي الاتّساع في الشي‌ء.
و الأصل السَّهْب، و هي الفَلاة الواسعة. ثم يسمَّي الفرس الواسعُ الجريِ سَهْباً.
______________________________
(1) التكملة من المجمل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 108
و يقال بئر سَهْبةٌ، أي بعيدة القعر. و يقال حفر القوم فأسهبوا، أي بلغوا الرَّمْل.
و إذا كان كذا كان أكثر للماء و أوسعَ له. و يقال للرّجُل الكثيرِ الكلام مُسْهَب، بفتح الهاء. كذا جاء عن العرب أسْهَبَ فهو مُسْهَبٌ، و هو نادر «1».

سهج

السين و الهاء و الجيم أصلٌ يدلُّ علي دوامٍ في شي‌ء. يقال سَهَجَ القوم لَيْلتَهم، أي ساروا سيراً دائماً. ثمَّ يقال سَهَجَت الرِّيحُ، إذا دامت.
و هي سَيْهَجٌ و سَيْهُوجٌ. و مَسْهَجُها: مَمرُّها.

سهد

السين و الهاء و الدال كلمتانِ متباينتان تدلُّ إحداهما علي خلاف النّوم، و الأخري علي السكون.
فالأولي السُّهاد، و هو قِلَّة النّوم. و رجل سُهُدٌ، إذا كان قليلَ النّوم. قال:
فأتَتْ به حُوشَ الفُؤادِ مبطَّناً سُهُداً إذا ما نامَ ليلُ الهَوْجَلِ «2»
و سَهَّدْتُ فلاناً، إِذا أطرتَ نومَه.
و الكلمة الأخري قولُهم شي‌ءٌ سَهْدٌ مَهْد، أي ساكن «3» لا يُعَنِّي. و يقال ما رأيت من فلان سَهْدَةً، أي أمراً أعتمد عليه من خبر أو كلام، أو أسكُن إليه.

سهر

السين و الهاء و الراء معظم بابه الأرَق، و هو ذَهاب النوم.
يقال سَهَرَ يَسْهَرُ سَهَراً. و يقال للأرض: السّاهرة، سمِّيت بذلك لأن عملها
______________________________
(1) يقال أيضا «مسهب» بكسر الهاء. و قيل بفتحها للإكثار من الخطأ، و بكسرها للإكثار من الصواب
(2) البيت لأبي كبير الهذلي، كما في اللسان (سهد)، و سيعيده في (هجل). و قصيدته في نسخة الشنقيطي من الهذليين 61.
(3) في الأصل: «ساكت»، تحريف. و في المجمل و اللسان: «أي حسن».
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 109
في النَّبت دائماً ليلًا و نهاراً. و لذلك
يقال: «خَير المالِ عينٌ خَرّارة، في أرض خوَّارة، تَسْهَرُ إذا نِمتَ، و تشهَد إِذا غِبْتَ»
. و قال أميّة بن أبي الصلت:
و فيها لَحْمُ ساهرةٍ و بحرٍ و ما فاهُوا بِهِ لهمُ مقيم «1»
و قال آخَر، و ذكر حَميرَ وحْش:
يرتَدْنَ ساهرةً كأنَّ عميمَها و جَمِيمَها أسدافُ ليلٍ مظلمِ «2»
ثم صارت السّاهرةُ اسماً لكلِّ أرض. قال اللّٰه جلّ جلالُه: فَإِنَّمٰا هِيَ زَجْرَةٌ وٰاحِدَةٌ. فَإِذٰا هُمْ بِالسّٰاهِرَةِ. و الأسهران: عِرقان في الأنف من باطن، إِذا اغتلم الحِمارُ سالا ماءً. قال الشمّاخ:
تُوائِلُ من مِصَكٍ أنْصَبَتْهُ حوالبُ أسهريهِ بالذَّنِينِ «3»
و كأنّما سمِّيتا بذلك لأنّهما يسيلان ليلًا كما يسيلان نهاراً. و يروي «أسهرته». و يقال رجلٌ سُهَرَةٌ: قليل النّوم. و أمّا السَّاهور فقال قوم: هو غلاف القمر؛ و يقال هو القمر. و أيَّ ذلك كان فهو من الباب؛ لأنّه يسبح في الفَلَك دائباً، ليلًا و نهارا.

سهف

السين و الهاء و الفاء تقلّ فروعه. و يقولون إنّ السَّهَف «4»:
تشحُّط القتيلِ في دمِه و اضطرابُه. و يقال إِن السُّهَاف: العطش.
______________________________
(1) البيت في اللسان (سهر) بدون نسبة.
(2) البيت لأبي كبير الهذلي، كما في اللسان (سهر)، و قصيدته في نسخة الشنقيطي من الهذليين
(3) ديوان الشماخ 93. و قد سبق في (2: 348).
(4) ضبط في الأصل و المجمل بفتح الهاء، و في اللسان و القاموس بسكونها.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 110‌

سهق

السين و الهاء و القاف أصلٌ يدلُّ علي طول و امتداد. و هو صحيح. فالسَّهْوَق: الرَّجُل الطويل. و السَّهْوق الكذَّابُ، و سُمِّي بذلك لأنه يغلو في الأمر و يزيدُ في الحديث. و السهوق من الرياح: التي تَنسِج العَجَاج.
* و السَّهْوق: الرّيّان من سُوق الشَّجر؛ لأنّه إِذا رَوِيَ طال.

سهك

السين و الهاء و الكاف أصلان: أحدهما يدلُّ علي قَشْر و دقّ، و الآخر علي الرّائحة الكريهة.
فالأوّل قولُهم: سَهَكَت الرِّيحُ التّرابَ، و ذلك إذا قشَرتْه عن الأرض.
و المَسْهَكَة: الذي يشتدّ مرُّ الرّيح عليه: و يقال سهَكْتُ الشّي‌ءَ، إِذا قشرتَه، و هو دونَ السَّحق. و سَهَكت الدّوابُّ، إذا جرت جرياً خفيفاً. و فَرَسٌ مِسْهَكٌ، أي سريع. و إِنما قيل لأنّه يسهَك الأرضَ بقوائمه.
و الأصل الثاني السَّهَك، قال قوم: هو رائحة السمك من اليَد. و يقال بل السَّهَك: ريحٌ كريهة يجدُها الإنسان إذا عَرِق. و من هذا الباب السَّهَك: صدأ الحديد. و منه أيضاً قولهم: بعينِه ساهكٌ، أي عائرٌ من الرّمَد. قال الشاعر في السَّهَك:
سَهكِينَ مِن صدأ الحديدِ كأنّهم تحت السَّنَوَّرِ جِنّةُ البَقَّارِ «1»

سهل

السين و الهاء و اللام أصلٌ واحد يدلُّ علي لينٍ و خلافِ
______________________________
(1) البيت للنابغة في ديوانه 35 و اللسان (سهك)، و سبق تخريجه في مادة (بقر).
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 111
حُزونة. و السَّهْل: خلاف الحَزْن. و يقال النّسبةُ إلي الأرض السَّهلة سُهْليٌّ.
و يقال أسْهَلَ القومُ، إذا ركبوا السّهل. و نهرٌ سَهِلٌ: فيه سِهْلَةٌ، و هو رملٌ ليس بالدُّفَاق. و سُهَيْلٌ: نجم.

سهم

السين و الهاء و الميم أصلان: أحدهما يدلُّ علي تغيُّرٍ في لون، و الآخرُ علي حظٍّ و نصيبٍ و شي‌ءٍ من أشياء.
فالسُّهْمَة: النَّصيب. و يقال أَسهَم الرّجُلانِ، إذا اقْترعا، و ذلك من السُّهْمَة و النّصيبِ، أن يفُوز «1» كلُّ واحد منهما بما يصيبه. قال اللّٰه تعالي: فَسٰاهَمَ فَكٰانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ. ثمّ حمل علي ذلك فسُمِّي السّهمُ الواحد من السِّهام، كأنّه نصيبٌ من أنصباءَ و حظٌّ من حظوظ. و السُّهْمَة: القرابة؛ و هو من ذاك؛ لأنّها حَظٌّ من اتّصال الرحم. و قولهم بُرْدٌ مسهَّم، أي مخطّط، و إنّما سمِّي بذلك لأنّ كلَّ خَطٍّ منه يشبّه بسهم.
و أمّا الأصلُ الآخَر فقولهم: سَهَمُ وجْهُ الرّجلِ «2»، إِذا تغيَّر يَسْهَمُ، و ذلك مشتقٌّ من السُّهَام، و هو ما يصيب الإنسانَ من وَهَج الصّيف حتي يتغيَّرَ لونُه.
يقال سهمَ الرَّجُل، إذا أصابَه السُّهَام. و السُّهَام أيضاً: داءٌ يصيب الإِبل كالعُطَاش. و يقال إبلٌ سواهِمُ، إذا غيَّرها السّفَر «3». و اللّٰه أعلم.
______________________________
(1) في الأصل: «يقول».
(2) يقال سهم من بابي فتح و ظرف، و سهم بهيئة المبني للمفعول.
(3) في الأصل: «غمرها»، صوابه من المجمل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 112‌

باب السين و الواو و ما يثلثهما

سوي

السين و الواو و الياء أصلٌ يدلُّ علي استقامةٍ و اعتدالٍ بين شيئين. يقال هذا لا يساوي كذا، أي لا يعادله. و فلانٌ و فلانٌ علي سَوِيّةٍ من هذا الأمر، أي سواءٍ. و مكان سُوًي، أي مَعْلَمٌ قد عَلِم القومُ الدّخولَ فيه و الخروج منه. و يقال أسْوَي الرّجلُ، إذا كان خَلَفُه و ولدُه سَويًّا.
و حدثنا علي بن إبراهيم القَطّان، عن علي بن عبد العزيز، عن أبي عُبيد، عن الكسائيّ قال: يقال كيف أمسيتم؟ فيقال: مستَوُون صالحون. يريدون أولادُنا و ماشيتُنا سَوِيّةٌ صالحة.
و من الباب السِّيُّ: الفضاء من الأرض، في قول القائل «1»:
كأنَّ نَعَامَ السِّيِّ باضَ عليهمُ «2»
و السِّيّ: المِثْل. و قولهم سِيّانِ، أي مِثلان.
و من ذلك قولهم: لا سيّما، أي لا مثلَ ما. هُو من السِّين و الواو و الياء، كما يقال و لا سَواء. و الدّليل علي أن السّيَّ المِثل قولُ الحطيئة:
فإيّاكم و حَيَّةَ بطنِ وادٍ هَمُوزَ النّابِ لكم بسِيِّ «3»
و من الباب السَّواء: وسَط الدَّارِ و غيرِها، و سمِّي بذلك لاستوائه. قال اللّٰه جل ثناؤه: فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوٰاءِ الْجَحِيمِ.
______________________________
(1) هو زيد الخيل كما في الحيوان (4: 339) و الشعر و الشعراء في أثناء ترجمة الأعشي، و نقد الشعر 39. و روي أيضا من قصيدة لمعقر البارقي في الأغاني (10: 44).
(2) عجزه:
فأحداقهم تحت الحديد خوازر
(3) ديوان الحطيئة 69 و اللسان (سوا).
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 113
و أمّا قولُهم: هذا سِوي ذلك، أي غيرُه، فهو من الباب؛ لأنّه إذا كان سِواه فهما كلُّ واحدٍ منهما في حَيِّزِه علي سواء. و الدّليل علي ذلك مدُّهم السِّواء بمعني سِوي* قال الأعشي:
و ما عدلَتْ من أهلِها لِسوائكا «1»
و يقال قصدتُ سِوَي فلانٍ: كما يقال قصدت قصده. و أنشد الفراء:
فلَأصْرٍفَنّ سِوَي حُذيفة مِدْحتي لِفَتي العَشيِّ و فارسِ الأجرافِ «2»

سوء

فأمّا السين و الواو و الهمزة فليست من ذلك، إنما هي من باب القُبح. تقول رجلٌ أسوَأُ، أي قبيحٌ، و امرأةٌ سَوآء، أي قبيحة.
قال رسول اللّٰه صلي اللّٰه عليه و آله و سلم: «سوْآءُ «3» وَلودٌ خيرٌ مِن حسناءَ عقيم»
. و لذلك سمّيت السَّيِّئة سيّئة. و سمِّيت النار سُوأي، لقُبْح منظرها. قال اللّٰه تعالي: ثُمَّ كٰانَ عٰاقِبَةَ الَّذِينَ أَسٰاؤُا السُّوايٰ. و قال أبو زُبَيْد:
لم يَهَبْ حُرْمةَ النَّدِيم و حُقَّتْ يا لَقومِي للسَّوأة السَّوآءِ «4»

سوح

السين و الواو و الحاء كلمةٌ واحدة. يقال ساحة الدار، و جمعها ساحات و سُوح.
______________________________
(1) ديوان الأعشي 66. و قد سبق تخريجه في (جنف). و صدره:
تجانف عن جل اليمامة ناقتي
(2) في اللسان (19: 143): «فارس الأحزاب»، تحريف. و البيت من أبيات فائية في الأغاني (14: 127) منسوبة إلي رجل من بني الحارث بن الخزرج، أو إلي حسان بن ثابت.
و انظر تنبيه البكري علي الأمالي 67.
(3) و يروي أيضا: «سوداء».
(4) البيت في اللسان (سوأ).
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 114‌

سوخ

السين و الواو و الخاء كلمةٌ واحدة. يقال ساخت قوائمة في الأرض تسوخ. و يقال مُطِرْنا حتي صارت الأرض سُوَّاخَي، علي فُعَّالَي، و ذلك إذا كثرت رٍزاغُ المطر. و إِذا كانت كذا ساخت قوائمُ المارّة فيها.

سود

السين و الواو و الدال أصلٌ واحد، و هو خلاف البياضِ في اللون، ثم يحمل عليه و يشتقّ منه. فالسَّواد في اللَّون معروف. و عند قومٍ أن كلَّ شي‌ءٍ خالف البياضَ، أيَّ لونٍ كان، فهو في حيّز السواد. يقال: اسودّ الشي‌ء و اسوادَّ. و سوادُ كلِّ شي‌ءٍ: شخصه. و السِّواد: السِّرار؛ يقال ساوده مساودةً و سِواداً، إذا سارّه. قال أبو عبيد: و هو من إدناء سَوادِك من سَواده، و هو الشَّخص.
قال:
مَن يكنْ في السِّواد و الدادِ و الإعْرامِ زِيراً فإِنّني غيرُ زيرِ «1»
و الأساود: جمع الأسود، و هي الحيّات. فأما
قول أبي ذَرّ رحمة اللّٰه عليه:
«و هذه الأساودُ حولي»
، فإنما أراد شخص آلاتٍ كانت عنده؛ [و ما حولَه «2»] إلا مِطهرةٌ و إِجّانةٌ و جَفْنة. و السَّواد: العدد الكثير، و سمِّي بذلك لأن الأرض تسوادُّ له.
فأمّا السِّيادة فقال قوم: السيِّد: الحليم. و أنكر ناسٌ أن يكون هذا من الحِلم، و قالوا: إِنّما سمِّي سيّداً لأنّ الناس يلتجِئون إِلي سَواده. و هذا أقيس من الأوَّل و أصحّ. و يقال فلانٌ أسوَد من فلانٍ، أي أَعْلَي سيادةً منه. و الأسودان: التَّمر
______________________________
(1) سبق البيت في مادة (زير).
(2) التكملة من اللسان. و في المجمل «من» بدل «إلا».
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 115
و الماء. و قالوا: سَوَاد القَلب و سُوَيداؤُه، و هي حَبّته. و يقال ساوَدَني فلانٌ فسُدْته، من سَوَاد اللون و السّؤدُد جميعا. و القياسُ في الباب كلِّه واحد.

سور

السين و الواو و الراء أصلٌ واحد يدلُّ علي علوٍّ و ارتفاع.
من ذلك سَار يَسُور، إِذا غضب و ثار. و إِنّ لغضبِهِ لَسَورةً. و السُّور: جمع سُورة، و هي كلُّ منزلةٍ من البناء. قال:
و رُبَّ ذِي سُرادقٍ محجورِ سُرْتُ إليه في أعالي السُّورِ «1»
فأمَّا قولُ الآخر «2»:
و شاربٍ مُرْبحٍ في الكأسِ نادَمَني لا بالحَصُور و لا فيها بسَوَّارِ
فإِنّه يريد أنّه ليس بمتغضّب. و كان بعضهم يقول: هو الذي يَسُور الشَّرابُ في رأسِه سريعا. و أما سِوار المرأة، و الأُسوار «3» من أساورة الفُرس و هم القادة، فأُراهما غيرَ عربييَّن. و سَورة الخمر: حِدّتُها و غلَيانها.

سوط

السين و الواو و الطاء أصلٌ يدلُّ علي مخالطة الشّي‌ءِ الشي‌ءَ.
يقال سُطت الشّي‌ءَ: خلطتُ بعضَه ببعض. و سَوَّط فلانٌ أمرَه تسويطا، إذا خلَطَه. قال الشّاعر:
فَسُطْها ذَميمَ الرّأيِ غيرَ موفَّقٍ فلستَ علي تسويطها بمُعان «4»
______________________________
(1) البيت في اللسان (6: 55).
(2) هو الأخطل. دينوله 116. و قد سبق في (2: 73).
(3) ضبط في الأصل و المجمل بكسر الهمزة، و يقال أيضا بضمِها.
(4) البيت في المجمل و اللسان (سوط).
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 116
و من الباب السَّوط، لأنّه يُخالِط الجِلدة؛ يقال سُطْتُه بالسَّوط: ضربتُه.
و أمَّا قولهم في تسمية النَّصيب سوَطاً فهو من هذا. قال اللّٰه جل ثناؤه: فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذٰابٍ، أي نَصيباً من العذاب‌

سوع

السين و الواو و العين يدلُّ علي استمرار الشّي‌ء و مُضيِّه.
من ذلك السّاعة سمِّيت بذلك. يقال جاءنا بعد سَوْعٍ من الليل و سُوَاعٍ، أي بعد هَدْءِ منه. و ذلك أنَّه شي‌ءٌ يمضي و يستمرّ. و من ذلك قولهم عاملته مُساوعةً، كما يقال مياوَمة، و ذلك من السّاعة. و يقال أسَعْتُ الإبلَ إساعةً، و ذلك إذا أهملتَها حتَّي تمرَّ علي وجهها. و ساعت فهي تَسُوع. و منه يقال هو ضائع سائِع. و ناقة مِسياعٌ، و هي التي تذهب في المرعي. و السِّياع: الطِّين فيه التِّبن.

سوغ

السين و الواو و الغين أصلٌ يدلُّ علي سهولة الشي‌ء و استمراره في الحلق خاصّة، ثم يحمل علي ذلك. يقال ساغ الشّرابُ في الحَلْق سَوغاً و أساغَ اللّٰهُ جلّ جلالُه. و من المشتقّ منه قولُهم: أصاب فلانٌ كذا فسوَّغْتُه إياه. و أمَّا قولهم هذا سَوْغُ هذا، أي مثله، فيجوز أن يكون من هذا، أي إنَّه يَجري مجراه و يستمرُّ استمراره. و يجوز أن يكون السّبن مُبدَلة من صادٍ، كأنه صِيغَ صياغتَه. و قد ذُكر في بابه.

سوف

السين و الواو و الفاء ثلاثة أصول: أحدها الشمُّ. يقال سُفْت الشَّي‌ءَ أسُوفُه سَوْفاً، و أَسَفْتُه. و ذهب بعضُ أهل العلم إلي أنّ قولهم:
بيننا و بينهم مَسافةٌ، مِن هذا. قال و كان الدَّليل يَسُوف التُّرَابَ ليعلمَ علي قصدٍ هو أم علي جَور. و أنشدوا:
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 117
إذا الدّليلُ استافَ أخلاقَ الطرُقْ «1»
أي شَمّها.
و الأصل الثّاني: السُّوَاف: ذَهاب المال و مَرَضُه. يقال أساف الرّجُلُ، إذا وقع في مالِه السُّواف. قال حُميد بن ثور:
أسافَا من المال التِّلادِ و أَعْدَما «2»
و أمّا التّأخير فالتسويف. يقال سوَّفتُه، إذا أخّرتَه، إذا قلتَ سوف أفعلُ كذا.

سوق

السين و الواو و القاف أصل واحد، و هو حَدْوُ الشَّي‌ء يقال سَاقَه يَسُوقُه سَوْقا. و السَّيِّقَة: ما اسْتِيق من الدوابّ. و يقال سُقْتُ إلي امرأتي صَدَاقها، و أسَقْتُه. و السُّوق مشتقّةٌ من هذا، لما يُساق إليها من كلَّ شي‌ء، و الجمع أسواق. و السَّاق للإِنسان و غيره، و الجمع سُوق، إنّما سمّيت بذلك لأنَّ الماشي ينْساق عليها. و يقال امرأة سَوْقَاء، و رجلٌ أسْوَق، إذا كان عظيمَ السّاق.
و المصدر السَّوَق. قال رؤبة:
قُبٌّ من التَّعْداء حُقْبٌ في سَوَق «3»
و سُوق الحرب: حَومة القِتال، و هي مشتقّة من الباب الأول.

سوك

السين و الواو و الكاف أصلٌ واحد يدلُّ علي حركةٍ
______________________________
(1) البيت لرؤبة في ديوانه 104 و اللسان (سوف).
(2) صدره كما في اللسان (سوف):
فيالهما من مرسلين لحاجة
(3) ديوان رؤبة 106.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 118
و اضطراب. يقال تَسَاوَقَت الإبل: اضطربَتْ أعناقُها من الهُزال و سوء الحال.
و يقال أيضاً: جاءت الإِبل ما تَسَاوَكُ هُزالًا، أي ما تحرِّك رءوسَها. و من هذا اشتق اسم السِّواك، و هو العُود نفسُه. و السِّواك استعماله أيضا. قال ابن دريد:
سُكْتُ الشي‌ءَ سَوْكاً، إذا دَلكتَه. و منه اشتقاق السِّوَاك، يقال سَاكَ فاهُ، فإذا قلت اسْتَاكَ لم تُذكر الفمُ «1».

سول

السين و الواو و اللام أصلٌ يدلُّ علي استرخاءٍ في شي‌ء يقال سَوِلَ يَسْوَلُ سَوَلا. قال الهذليّ «2»:
كالسُّحْلِ البيض جلا لونَها سَحُّ نِجَاءِ الحَمَل الأسْوَلِ
فأمّا قولهم سَوَّلْتُ له الشي‌ءَ، إذا زيّنتَه له، فممكن أن تكون أعطيته سُؤلَه، علي أن تكون الهمزةُ مُلَيَّنَةً من السُّؤل.

سوم

السين و الواو و الميم أصلٌ يدل علي طلب الشي‌ء. يقال سُمْتُ الشي‌ءَ أسُومُه سَوْماً. و منه السَّوم في الشِّراء و البيع. و من الباب سَامَت الرّاعيةُ تَسُومُ، و أسَمْتُهَا أنا. قال اللّٰه تعالي: فِيهِ تُسِيمُونَ، أي تُرعُون. و يقال سَوَّمْت فلاناً في مالي تسويماً، إِذا حكمَّتَه في مالك. و سَوَّمْت غُلامي: خَلّيته و ما يُريد.
و الخيل المُسَوَّمة: المرسلة و عليها رُكبانُها. و أصل ذلك كلِّه واحد.
و مما شذّ عن الباب السُّومَةُ، و هي العلامة تُجعَل في الشي‌ء. و السِّيما مقصور
______________________________
(1) الجمهرة (3: 48).
(2) هو المتنخل الهذلي، كما في اللسان (سول) من قصيدة في القسم الثاني من مجموعة أشعار الهذليين 81 و نسخة الشنقيطي 44.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 119
من ذلك* قال اللّٰه سبحانه: سِيمٰاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ. فإذا مدُّوه قالوا السيماء.

سوس

السين و الواو و السين أصلان: أحدهما فسادٌ في شي‌ء، و الآخر جِبلّة و خليقة. فالأوّل ساس الطّعامُ يَسَاسُ، و أَسَاسَ يُسِيسُ، إذا فسَدَ بشي‌ء يقال له سُوس. و سَاسَت الشّاة تَسَاسُ، إذا كثر قَمْلها. و يقال إنّ السَّوَسَ داءٌ يصيب الخيل في أعجازها.
و أمّا الكلمة الأخري فالسُّوس و هو الطّبع. و يقال: هذا من سُوس فلان، أي طبعه.
و أمّا قولهم سُسْتُه أسُوسُه فهو محتملٌ أن يكون من هذا، كأنه يدلُّه علي الطبع الكريم و يَحمِله عليه.
و السِّيساء «1»: مُنتَظَم فَقَار الظهر. و ماء مَسُوسٌ و كلأٌ مَسُوسٌ «2»، إذا كان نافعاً في المال «3»، و هي الإبل و الغنم. و اللّٰه أعلم بالصواب.

باب السين و الياء و ما يثلثهما

سيب

السين و الياء و الباء أصلٌ يدلُّ علي استمرارِ شي‌ءٍ و ذهابِه.
من ذلك سَيْبُ الماء: مجراه. و انْسَابت الحَيَّة انسياباً. و يقال سيَّبت الدّابّة:
تركتُه حيث شاء. و السائبة: العبد يُسَيَّب من غير وَلاءٍ، يَضَعُ مالَه حيث شاء.
______________________________
(1) حقه أن يكون في مادة (سيس).
(2) و صواب هاتين أن يكونا في مدة (مسس).
(3) النافع. الذي يشفي غلة العطش. و في الأصل: «نافعا»، تحريف.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 120
و من الباب [السَّيْب «1»]، و هو العَطاء، كأنَّه شي‌ءٌ أُجرِيَ له. و السُّيُوب:
الرِّكاز، كأنه عطاءٌ أجراه اللّٰه تعالي لمن وَجَده.
و مما شذّ عن هذا الأصل السَّيَابُ، و هو البلح، الواحدة سَيَابةٌ

سيح

السين و الياءُ و الحاء أصلٌ صحيح، و قياسه قياسُ ما قبلَه يقال ساح في الأرض. قال اللّٰه جلّ ثناؤه: فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ و السَّيْح: الماء الجاري. و المَسَايِيح
في حديث علي كرَّم اللّٰه وجهه في قوله:
«أولئك مصابيح الدُّجَي، ليسوا بالمَذَاييع و لا المَسَايِيح البُذُر «2»»
، فإنّ المَذَايِيع جمع مِذْيَاع، و هو الذي يُذيع السرّ لا يكتُمه. و المَسَايِيح، هم الذين يَسِيحُونَ في الأرض بالنَّميمة و الشّرّ و الإفساد بين الناس.
و مما يدلُّ علي صحَّة هذا القياس قولُهم سَاحَ الظّلُّ، إذا فاء. و السَّيْح: العَباءة المخطَّطة. و سمِّي بذلك تشبيهاً لخطوطها الشَّي‌ء الجاري‌

سيد

السين و الياء و الدال كلمةٌ واحدة، و هي السِّيد. قال قومٌ:
السِّيد الذئب. و قال آخَرون: و قد يسمَّي الأسَد سِيداً. و ينشدون:
كالسِّيد ذي الِّلبْدة المستأسِدِ الضّاري «3»

سير

السين و الياء و الراء أصلٌ يدلُّ علي مضيٍّ و جَرَيان يقال سار يسير سيراً، و ذلك يكونُ ليلًا و نهاراً. و السِّيرة: الطَّريقة
______________________________
(1) التكملة من المجمل.
(2) البذر: جمع بذور، كصبر و صبور، و هو الذي يذبع الأسرار.
(3) الشطر في المجمل و اللسان (سيد).
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 121
في الشي‌ء و السُّنّة، لأنَّها تسير و تجري. يقال سارت، و سِرْتُها أنا. قال:
فلا تجزَعَنْ مِن سُنّة أنْتَ سِرتَها فأوَّلُ راضٍ سُنَّةً مَن يسيرُها «1»
و السَّيْر: الجِلْد، معروف. و هو من هذا، سمِّي بذلك لامتداده؛ كأنَّه يجرِي.
و سَيَّرتُ الجُلَّ عن الدّابَّة، إِذا ألقيتَه عنه. و المُسَيَّر منَ الثِّياب: الذي فيه خطوطٌ كأنَّه سيور

سيع

السين و الياء و العين أصلٌ يدلُّ علي جريانِ الشي‌ء.
فالسَّيْع: الماء الجاري علي وجْه الأرض، يقال سَاعَ و انْسَاعَ. و انْسَاعَ الجَمَد:
ذاب. و السَّيَاع: ما يُطيَّن به الحائط. و يقال إنَّ السَّياع الشحمة تُطلَي بها المزادة.
و قد سَيَّعَت المرأةُ مَزادتَها.

سيف

السين و الياء و الفاء أصلٌ يدلُّ علي امتدادٍ في شي‌ءٍ و طول. من ذلك السَّيف، سمِّي بذلك لامتداده. و يقال منه امرأةٌ سَيفانةٌ، إذا كانت شَطْبة و كأنَّها نَصْلُ سَيف. قال الخليل بن أحمد: لا يُوصَف به الرّجُل.
و حدَّثني عليُّ بن إبراهيم* عن عليّ بن عبد العزيز، عن أبي عبيد، عن الكسائيّ: رجلٌ سيفانٌ و امرأةٌ سيفانة.
و مما يدلُّ علي صحَّة هذا الاشتقاق، قولُهم سِيف البحر، و هو ما امتدَّ معه من ساحله. و منه السِّيف، ما كان ملتصقاً بأصول السَّعَف من الَليف، و هو أردؤُه. قال:
______________________________
(1) هو خالد بن زهير، أو خالد بن أخت أبي ذؤيب. انظر قصة الشعر في اللسان (سير).
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 122
و السِّيفُ و الِّليف علي هُدَّابِها «1»
فأمَّا السَّائِفَة من الأرض فمن هذه أيضاً، لأنَّه الرَّمل الذي يميل في الجَلَد و يمتدُّ معها. قالوا: و هو الذي يقال له العَدَاب «2». قال أبو زِياد: السَّائِفَة «3» من الرّمل ألينُ ما يكون منه. و الأوَّل أصحّ. و هو قول النّضر؛ لأنّه أقيس و أشْبَه بالأصل الذي ذكرناه. و كلُّ ما كان من اللُّغة أقيَسَ فهو أصحُّ. و جمع السائفة سَوَائِف. قال ذو الرمة:
تَبَسَّمُ عن ألْمَي اللِّثاتِ كأنَّه ذُرَي أُقْحُوانٍ من أقاحِي السَّوَائِفِ «4»
و قال أيضاً:
… كأنَّها بسائفةٍ قفرٍ ظهورُ الأراقمِ «5»
فأمّا قولهم أسَفْتُ الخَرْزَ، إذا خرمْتَه، فقد يجوزُ أن يكون شاذا عن هذا الأصل، و يجوز أن يكونَ من ذوات الواو و تكون من السُّواف، و قد مضي ذِكره.
يقال هو مُسيفٌ، إذا خَرَم الخرْز. قال الرّاعي:
مَزَائدُ خَرقاءِ اليدينِ مُسيفةٍ أخَبَّ بهنَّ المَخْلِفان و أحفَدَا «6»

سيل

السين و الياء و اللام أصلٌ واحد يدلُّ علي جريانٍ و امتدادٍ.
______________________________
(1) البيت من أبيات في اللسان (سيف).
(2) العداب، بالدال المهملة. و في الأصل: «العذاب»، تحريف.
(3) أوردها اللسان في مادة (سوف).
(4) ديوان ذي الرمة 279 و اللسان (سوف) برواية: «تبسم عن».
(5) البيت بتمامه كما في ديوان ذي الرمة 613:
و هل يرجع التسليم ربع كأنه بسائفة قفر ظهور الأراقم
(6) البيت في اللسان (سوف 67).
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 123
يقال سال الماء و غيرُه يسيل سَيْلا و سَيَلاناً. و مَسِيل الماء إذا جعلت الميم زائدة فمن هذا، و إذا جعلت الميم أصليّةً فمن بابٍ آخر، و قد ذكر.
فأمَّا السِّيلان من السَّيف و السِّكِّين، فهي الحديدةُ التي تُدخَل في النصاب.
و سمعت عليّ بن إبراهيم القطّان يقول: سمعت عليَّ بن عبدِ العزيز يقول:
سمعت أبا عُبيدٍ يقول: السِّيلان قد سمعتُه، و لم أسمَعْه من عالم.
و أمّا سِيَةُ القَوس «1»، و هي طرفها، فيقال إنّ النسبة إِليها سِيَويٌّ. و اللّٰه أعلم.

باب السين و الهمزة و ما يثلثهما

سأب

السين و الهمزة و الباء ليس أصلًا يتفرّع، لكنّهم يقولون سأبَهُ سأْبا، إذا خَنَقَه. و السأْب: السِّقاء، و كذلك المِسْأَبُ.
فأمّا التاء «2» فيقولون أيضاً سأتَهُ إذا خنَقه. و في جميع ذلك نظر.

سأد

السين و الهمزة و الدال كلمتان لا تنقاسان. فالإسْآد: دأَب السَّير بالليل.
و الكلمة الأخري السَّأَد: انتقاض الجُرح. و أنشد:
فبتُّ مِن ذاك ساهراً أرِقاً ألقي لِقاءَ اللاقي من السَّأَدِ «3»
و ربما قالوا: سَأَدتِ الإبلُ الماءَ: عافَتْه.
______________________________
(1) لم يعقد لهذه الكلمة مادة، و مادتها (سيو). و عقد لها في المجمل مادة (سيه) و زاد علي ماهنا: «و كان رؤبة ربما همزها».
(2) و لم يعقد لهذه الكلمة مادة، و هي (سأت).
(3) البيت في المجمل و اللسان (سأد).
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 124‌

سأل

السين و الهمزة و اللام كلمةٌ واحدة. يقال سَأَلَ يَسْأَلُ سُؤالا و مَسْأَلَةً. و رجل سُؤَلةٌ: كثير السؤال.

سأو

السين و الهمزة و الواو كلمةٌ مختلَفٌ في معناها. قال قوم:
السَّأو: الوطن. و قال قوم: السَّأو: الهمّة: قال:
كأنني من هَوَي خَرقاءَ مُطَّرَفٌ دامِي الأظَلِّ بعيدُ السَّأوِ مَهيُومُ «1»
و اللّٰه أعلم بالصواب.

باب السين و الباء و ما يثلثهما

سبت

السين و الباء و التاء أصلٌ واحد يدلُّ علي راحةٍ و سكون.
يقال للسَّير السهل الليّن. سَبْتٌ. قال:
و مطوِيّة الأقرابِ أمّا نَهارُها فسَبْتٌ و أما ليلُها فذَمِيل «2»
ثمّ حُمل علي ذلك السَّبْت: حلق الرّأس. و يُنشَد في ذلك ما يصحح هذا القياسَ، و هو قولُه:
يُصبح سكرانَ و يُمسِي سَبْتَا «3»
لأنّه يكون في آخر النهار مُخْثِراً «4» قليلَ الحركة، فلذلك يقال للمتحيِّر مَسْبُوت.
______________________________
(1) المهيوم: الذي أصابه الهيام، و هو داء يصيب الإبل من ماء تشربه. و في الأصل: «مهموم»، صوابه من ديوان ذي الرمة 569 و اللسان (سأي).
(2) كلمة «ليلها» ساقطة من الأصل، و إثباتها من اللسان (سبت)، حيث نسب البيت إلي حميد بن ثور.
(3) في اللسان: «يصبح مخمورا».
(4) المخثر: الذي يجد الشي‌ء القليل من الوجع و الفترة.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 125
و أمّا السَّبْت بعد الجمعة، فيقال إنّه سمِّيَ بذلك لأنّ الخلْق فُرغ منه يومَ الجمعة و أكمل، فلم يكن اليومُ الذي بعد الجمعة يوماً خُلِق فيه شي‌ءٌ. و اللّٰه أعلم بذلك.
هذا بالفتح. فأمّا السِّبْت فالجلودُ* المدبوغة بالقَرَظِ، و كأنّ ذلك سمِّي سِبْتاً لأنّه قد تناهي إصلاحُه، كما يقال للرُّطَبَة إذا جري الإرطابُ فيها: مُنْسَبِتة.

سبج

السين و الباء و الجيم ليس بشي‌ءٍ و لا له في اللغة العربيَّة أصلٌ.
يقولون السُّبْجة: قميصٌ له جَيب. قالوا: و هو بالفارسية «شَبِي «1»». و السَّبج:
أيضاً ليس بشي‌ء. و كذلك قولهم إنَّ السَّبَج حجارةُ الفضّة. و في كل ذلك نظر.

سبح

السين و الباء و الحاء أصلان: أحدهما جنسٌ من العبادة، و الآخر جنسٌ من السَّعي. فالأوّل السُّبْحة، و هي الصَّلاة، و يختصّ بذلك ما كان نفْلًا غير فَرض. يقول الفقهاء: يجمع المسافرُ بينَ الصَّلاتين و لا يُسبِّح بينهما، أي لا يتنفَّل بينهما بصلاةٍ. و من الباب التَّسبيح، و هو تنزيهُ اللّٰه جلّ ثناؤه من كلِّ سُوء. و التَّنزيه: التبعيد. و العرب تقول: سبحان مِن كذا، أي ما أبعدَه. قال الأعشي:
أقولُ لمّا جاءني فخرُه سُبحانَ مِن علقمةَ الفاخِر «2»
و قال قوم: تأويلهُ عجباً له إِذَا يَفْخَر. و هذا قريبٌ من ذاك لأنّه تبعيدٌ له من الفَخْر. و في صفات اللّٰه جلّ و عز: سُبُّوح. و اشتقاقه من الذي ذكرناه أنّه تنزَّه من كل شي‌ءٍ لا ينبغي له. و السُّبُحات الذي جاء في الحديث «3»: جلال اللّٰه جلّ ثناؤه و عظمتُه.
______________________________
(1) فسرت هذه الكلمة في معجم استينجاس 732 بأنها قميص يلبس في المساء.
(2) ديوان الأعشي 106 و اللسان (سبح).
(3) هو حديث: «إن للّه دون العرش سبعين حجابا لودنونا من أحدها لأحرقتنا سبحات وجه ربنا»
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 126
و الأصل الآخر السَّبْح و السِّباحة: العَوم في الماء. و السّابح من الخيل:
الحَسنُ مدِّ اليدين في الجَرْي. قال:
فولَّيْتَ عنه يرتَمِي بِكَ سابحٌ و قد قابَلتْ أذْنَيه منك الأخادعُ «1»
يقول: إنّك كنتَ تلتفتُ تخافُ الطَّعنَ، فصار أخْدَعُك بحذاء أذُن فرسِك.

سبخ

السين و الباء و الخاء أصلٌ واحدٌ يدلُّ علي خفّة في الشّي‌ء.
يقال للذي يسقط مِن ريش الطائر السَّبِيخ. و منه
الحديث: أنّ رسول اللّٰه صلي اللّٰه عليه و آله و سلم سمِع عائشة تدعو علي سارقٍ سَرَقها، فقال: «لا تُسبِّخي عنه بدعائك عليه»
، أي لا تخفِّفي. و يقال في الدّعاء: «اللهمَّ سَبِّخْ عنه الحُمَّي»، أي سُلَّها و خَفِّفْها. و يقال لما يتطاير من القُطن عند النَّدْف: السَّبِيخ. قال الشاعر يصف كِلابا:
فأرسلوهُنَّ يُذْرِينَ التُّرَابَ كما يُذْرِي سَبائخَ قُطنٍ نَدْفُ أوتَارِ «2»
و قد رُوِي عن بعضهم «3» أنَّه قرأ: إنّ لك في النّهار سبخا طويلا، قال: و هو معني السَّبْخ، و هو الفَراغ؛ لأنّ الفارغ خفيف الأمر.

سبد

السين و الباء و الدال عُظْمُ بابِه نبات شعرٍ أو ما أشبهه.
و قد يشذُّ الشي‌ء اليسير. فالأصلُ قولُهم: «ما له سَبَدٌ و لا لَبَدٌ». فالسَّبَد: الشعر.
و اللَّبَد: الصوف. و يقولون: سَبَّدَ الفَرْخُ، إذا بدا رِيشُه و شَوَّكَ. و يقال إنّ السُّبدَة العانة. و السُّبَد: طائر، و سمِّي بذلك لكثرة ريشه. فأمَّا التَّسبيد فيقال إنَّه استئصال
______________________________
(1) أنشده في المجمل أيضا.
(2) البيت للأخطل في ديوانه 115 و اللسان و التاج (سبخ).
(3) هي قراءة يحيي بن يعمر، كما في اللسان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 127
شَعَر الرأس، و هو من الباب لأنّه كأنّه جاء إلي سَبَدِه فحلَقه و استأصَله. و يقال إنَّ التسبيد كثرةُ غَسْل الرأس و التدهُّن.
و الذي شذّ عن هذا قولُهم: هو سِبْدُ أسبادٍ، أي داه مُنْكَر. و قال:
يعارض سِبْدا في العِنان عَمَرَّدا «1»

سبر

السين و الباء و الراء، فيه ثلاث كلماتٍ متباينةُ القياس، لا يشبهُ بعضُها بعضاً.
فالأوّل السَّبْر، و هو رَوْزُ الأمْرِ و تعرُّف قدْره. يقال خَبَرْتُ ما عند فلان و سَبَرتُه. و يقال للحديدة التي يُعرَف بها قدرُ الجِراحة مِسْبار.
و الكلمة الثانية: السِّبْر، و هو الجمال و البهاء.
قال رسول اللّٰه صلي اللّٰه عليه و آله و سلم: «يخرج من النار رجلٌ قد ذهَبَ حِبره و سِبْرُه»
، أي ذهب جمالُه و بهاؤه. و قال أبو عمرو: أتيت حيًّا من العرب فلمَّا تكلّمتُ قال بعضُ مَن حضر:
«أما اللسانُ فبدويٌّ، و أما السِّبْر فحضَريّ». و قال ابنُ أحمر:
لبِسنا حِبْرهُ حتي اقتُضِينا لأعمال و آجالٍ قُضِينا «2»
و أما الكلمة الثالثة فالسَّبْرَة، و هي الغَدَاة الباردة. و
ذكر رسول اللّٰه صلي اللّٰه عليه و آله و سلم فضْلَ إسباغ الوُضوء في السَّبَرَات
«3»
______________________________
(1) للمعذل بن عبد اللّه. و صدره كما في اللسان (سبد):
من السح جوالا كأن غلامه
(2) في الأصل: «و آل قضينا».
(3) في الأصل: «فضل له سباع الوضوء في السبرات»، تحريف. و في اللسان: «و في الحديث:
فيم يختصم الملأ الأعلي يا محمد؟ فسكت. ثم وضع الرب تعالي يده بين كتفيه فألهمه. إلي أن قال:
في المضي إلي الجمعات، و إسباغ الوضوء في السبرات».
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 128‌

سبط

السين و الباء و الطاء أصلٌ يدلُّ علي امتدادِ شي‌ء، و كأنه مقاربٌ لباب الباء و السين و الطاء، يقال شعر سَبْط و سَبِطٌ، إذا لم يكن جَعداً.
و يقال أسْبَطَ الرّجلُ إسباطا، إذا امتدّ و انبسط بعد ما يُضرَب. و السُّباطة:
الكُناسة، و سمِّيت بذلك لأنَّها لا يُحتَفَظ بها و لا تحْتَجن. و منه
الحديث:
«أتي سُباطَةَ قومٍ فبال قائما؛ لوجعٍ كان بمأبِضه «1»».
و السَّبَط: نباتٌ في الرمل، و يقال إنه رَطب الحَلِيِّ؛ و لعلّ فيه امتداداً‌

سبع

السين و الباء و العين أصلان مطردان صحيحان: أحدهما في العدَد، و الآخر شي‌ءٌ من الوحوش
فالأوّل السَّبْعة. و السُّبْع: جزءٌ من سبعة. و يقال سَبَعْت القومَ أسبْعَهُم إذا أخذت سُبْع أموالهم أو كنتَ لهم سابعاً. و من ذلك قولهم: هو سُباعيُّ البدَن، إذا كان تامَّ البدن. و السبِّع: ظم‌ءٌ من أظماء الإِبل، و هو لعددٍ معلوم عندهم و أما الآخر فالسَّبُع واحدٌ من السّباع. و أرض مَسْبَعَةٌ، إذا كثُر سِباعُها.
و من الباب سبعْتُه، إذا وقَعتَ فيه، كأنه شبّه نفسه بسُبع في ضرره و عَضّه.
و أسبعته: أطعمته السَّبع. و سبَعتِ الذّئابُ الغنَم، إذا فرستْها و أكلَتْها.
فأمّا قولُ أبي ذؤيب:
صَخِبُ الشَّواربِ لا يزالُ كأنّهُ عبدٌ لآلِ أَبي ربيعةَ مُسْبَعُ «2»
ففيه أقاويل: أحدها المُتْرَف، كأنَّه عبد مترف، له ما يتمتّع به، فهو دائم
______________________________
(1) المأبض، بكسر الباء: باطن الركبة و المرفق.
(2) ديوان أبي ذؤيب 4 و اللسان (سبع).
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 129
النَّشاط. و يقال إنّه الرّاعي، و يقال هو الذي تموت أمُّه فيتولي إرضاعَه غيرُها. و يقال المُسبَع مَن لم يكن لِرشْدة. و يقال هو الراعي الذي أغارت السباع علي غنمه فهو يصيحُ بالكِلاب و السِّباع. و يقال هو الذي هو عبدٌ إلي سبعة آباء. و يقال هو الذي وُلد لسبعة أشهر و يقال للُسبَع: المُهمَل. و تقول العرب: لأفعلنّ به فِعْل سَبْعة؛ يريدون به المبالغة في الشر. و يقال أراد بالسَّبعة اللَّبُؤة، أراد سَبعةٍ فخّفف.

سبغ

السين و الباء و الغين أصلٌ واحد يدلُّ علي تمامِ الشي‌ء و كماله.
يقال أسْبَغْتُ الأمر، و أسْبَغَ فلان وضوءَه. و يقال أسبغ اللّٰه عليه نِعَمَه. و رجل مُسْبِغ، أي عليه درعٌ سابغة. و فحل سابغٌ: طويل الجُرْدَان «1»، و ضدُّه الكَمْش. و يقال سَبَّغَت الناقةُ، إِذا ألقت ولدَها و قد أشْعَرَ.

سبق

السين و الباء و القاف أصل واحد صحيح يدل علي التقديم.
يقال سَبَقَ يَسْبِق سَبْقاً. فأما السَّبَق فهو الخَطَر الذي يأخذه السَّابق.

سبك

السين و الباء و الكاف أُصَيل يدل علي التناهي في إمهاء الشي‌ء «2».
من ذلك: سَبَكْتُ الفضة و غيرَها أسْبِكُها سَبْكا. و هذا يستعار في غير الإذابة أيضاً. [و السُّنبُك: طرف الحافر «3»]. فأما السُّنْبُك من الأرض فاستعارةٌ، طَرفٌ غليظٌ قليل الخير.

سبل

السين و الباء و اللام أصلٌ واحد يدلُّ علي إرسال شي‌ءٍ من من عُلو إلي سُفل، و علي امتداد شي‌ء.
______________________________
(1) الجردان بضم الحيم و بعد الراء دال مهملة: قضيبه. في الأصل: «الجرذان»، تحريف
(2) الإمهاء: الإسالة. و في الأصل: «إنهاء الشي‌ء».
(3) التكملة من المجمل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 130
فالأول من قِيلِك: أسبلتُ السِّتْرَ، و أسبلَتِ السّحابةُ ماءَها و بمائها.
و السَّبَل: المطر الجَوْد. و سِبال الإنسان من هذا، لأنّه شعر منسدل. و قولهم لأعالي الدَّلو أسبْال، من هذا، كأنَّها شُبِّهت بالذي ذكرناه من الإنسان. قال:
إِذْ أرسَلوني ماتحاً بدلائهمْ فملأْتُها عَلَقاً إلي أسبالِها «1»
و الممتدُّ طولًا: السّبيل، و هو الطَّريق، سمِّي بذلك لامتداده. و السَّابلة:
المختلِفَةُ في السُّبُل جائيةً و ذاهبة. و سمِّي السُّنْبُل سُنْبُلا لامتداده. يقال أسبَلَ الزّرعُ، إذا خَرج سُنبله. قال أبو عبيد: سَبَلُ الزَّرعِ و سُنْبُله سواء. و قد سَبَلَ «2» و أسْبَلَ.

سبه

السين و الباء و الهاءَ كلمةٌ، و هي تدلُّ علي ضعف العقل أو ذَهابه- فالسبَه: ذهاب العقل من هَرَم، يقال رجل مَسْبُوهٌ و مُسَبَّه، و هو قريب من المسبوت، و القياس* فيهما واحد.

سبي

السين و الباء و الياء أصلٌ واحد يدلُّ علي أخذِ شي‌ء من بلد إِلي بلد آخر كرْهاً «3». من ذلك السَّبْيُ، يقال سَبَي الجاريةَ يَسبيها سبْياً فهو سابٍ، و المأخوذة سَبِيَّة. و كذلك الخمر تُحَمل من أرضٍ إلي أرض. يَفْرِقُونَ بين سَبَاها و سَبَأها. فأما سِباؤُها فاشتراؤُها. يقال سَبأتها، و لا يقال ذلك إلَّا في الخمر و يسمون الخَمَّار السَّبَّاء. و القياس في ذلك واحد.
______________________________
(1) البيت لباعث بن صريم اليشكري، كما في اللسان (سبل).
(2) و كذا في المجمل. و المعروف بدلها «سنبل».
(3) بعدها في الأصل: «من المأخوذة» مقحمتان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 131
و مما شذّ عن هذا الأصل السَّابياء، و هي الجِلدة التي يكون فيها الولد.
و السَّابِيَاء: النِّتَاج «1». يقال: إنَّ بني فلانٍ ترُوح عليهم من مالهم سابِياء.
قال رسول اللّٰه صلي اللّٰه عليه و آله و سلم: «تسعة أعشارِ الرِّزق في التجارة.
و الجزء الباقي في السَّابياء».
و مما يقرب من الباب الأوّل الأسابيّ، و هي الطرائق. و يقال أسابيُّ الدِّماء، و هي طرائقها. قال سلامة:
و العادِياتُ أسابيُّ الدِّماء بها كأنَّ أعناقها أنصابُ ترجيبِ «2»
و إذا كان ما بعدَ الباء من هذه الكلمة مهموزاً خالف المعني الأوَّل، و كان علي أربعةِ معانٍ مختلفة: فالأول سبأت الجِلد، إذا محَشْته حتي أُحرِق شيئاً من أعاليه.
و الثاني سبأت جلده: سلختُه. [و الثالث سَبَأ فلانٌ «3»] علي يمين كاذبةٍ، إذا مرَّ عليها غير مكترث.
و مما يشتق من هذا قولهم: انْسبَأ اللّبن، إذا خرج من الضَّرع. و المَسْبأ:
الطَّريق في الجبل.
و المعني الرابع قولهم: ذهبوا أيادي سبأ، أي متفرِّقين. و هذا من تفرُّقِ أهل اليمن. و سبأ: رجل يجمع «4» عامّة قبائل اليمن، و يسمَّي أيضاً بلدُهم بهذا الاسم. و اللّٰه أعلم بالصواب.
______________________________
(1) في الأصل: «السباج»، صوابه ما أثبت من اللسان.
(2) ديوان سلامة 8 و اللسان (سبي).
(3) تكملة استضأت بالمجمل في إثباتها.
(4) في الأصل: «بجميع»، صوابه في المجمل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 132‌

باب السين و التاء و ما يثلثهما

ستر

السين و التاء و الراء كلمةٌ تدلُّ علي الغِطاءُ. تقول: سترت الشي‌ء ستراً. و السُّتْرَة: ما استترت به، كائناً ما كان. و كذلك السِّتار «1». فأمّا الإِستار، و قولهم إستار الكعبة، فالأغلبُ أنه من السِّتر، و كأنّه أراد به ما تُستَر به الكعبة من لباسٍ. إلَّا أنّ قوماً زعموا أنْ ليس ذلك من الِّلباس، و إنما هو من العَدَد. قالوا: و العرب تسمِّي الأربعة الإستار «2» و يحتجُّون بقول الأخطل:
لعمرك إنَّني و ابنَيْ جُعَيْلٍ و أُمَّهُما لَإسْتارٌ لئيمُ «3»
و بِقول جرير:
قُرِنَ الفرزدقُ و البَعيثُ و أمُّه و أبُو الفرزدق قُبِّحَ الإستارُ «4»
قالوا: فأستار الكعبة: جْدرانها و جوانبها، و هي أربعة و هذا شي‌ءٌ قد قيل، و اللّٰه أعلم بصحته.

ستن

السين و التاء و النون ليس بأصل يتفرَّع، لأنّه نبت، و يقال له الأسْتنُ. و فيه يقول النابغة:
______________________________
(1) و الستارة، بالهاء أيضا.
(2) ذكر في اللسان و المعرب 42 أنه معرب «چهار» الفارسية، بمعني أربعة. علي أن اللفظ «استار» في الفارسية يظن أنه مأخوذ من اليونانية. انظر استينجاس 49.
(3) ديوان الأخطل 297 و اللسان (ستر). و ابنا جعيل، هما كعب و عمير.
(4) كذا وردت الرواية في الأصل و المجمل و الديوان 208. و رواية اللسان:
إن الفرزدق و البعيث و أمه و أبا البعيث لشر ما إستار
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 133
تَنِفرُ مِن أَسْتَنٍ سُودٍ أسافلُهُ مثل الإِماءِ اللَّواتي تَحمِل الحُزَما «1»

سجح

السين و الجيم و الحاء أصل منقاس، يدلُّ علي استقامةٍ و حسن. و السُّجُح: الشّي‌ء المستقيم. و يقال «ملَكْتَ فأسْجِحْ»، أي أحْسِن العَفْو. و وجهٌ أسجَحُ، أي مستقيم الصُّورة. قال ذو الرمَّة:
و وجهٌ كمرآةٍ الغريبة أسجحُ «2»
و هذا كلُّه من قولهم: تنَحَّ عن سُجْحُ الطَّريق «3»، أي عن جادّته و مستقيمه.

سجد

السين و الجيم و الدال أصلٌ واحدٌ مطّرد يدلّ علي تطامُن و ذلّ. يقال سجد، إِذا تطامَنَ. و كلُّ ما ذلَّ فقد سجد. قال أبو عمرو: أسْجَدَ الرَّجُل، إذا طأطأ رأسَه و انحني. قال حُميد:
فُضُولَ أزِمّتِها أسْجَدَتْ سُجودَ النَّصاري لأربابها «4»
و قال أبو عبيدةَ مثلَه، و قال: أنشدني أعرابيٌّ أسديّ:
و قُلن له أسْجِدْ لليلَي فأسْجَدَا «5»
يعني البعيرَ إذا طأطأ رأسه. و أما قولهم: أسجَدَا إسجاداً، إذا أدام النّظر،
______________________________
(1) ديوان النابغة 68 و اللسان (ستن).
(2) صدره كما في الديوان 88 و اللسان (حشر):
لها أذن حشر و ذفري أسيلة
(3) سجح الطريق، بالضم و بضمتين.
(4) ذكر ابن بري أن صواب إنشاده: «لأحبارها». و قبله:
فلما لوين علي معصم و كف خضيب و أسوارها
(5) الشطر في المجمل و اللسان (سجد).
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 134
فهذا صحيحٌ، إلّا أنّ القياس يقتضي ذلك في خَفض، و لا يكون* النّظرَ الشّاخصَ و لا الشزْر. يدلُّ علي ذلك قولُه:
أغَرَّكِ مِنِّي أنَّ دَلَّكِ عندنا و إسجادَ عينيك الصَّيُودَين رابحُ «1»
و دراهم الإسجاد: درَاهمُ كانت عليها صورٌ، فيها صورُ ملوكهم، و كانوا إذا رأوها سجَدُوا لها. و هذا في الفُرس. و هو الذي يقول فيه الأسود:
مِن خَمرِ ذِي نُطَفٍ أغَنَّ مُنَطَقٍ وافَي بها لِدراهم الإسجادِ «2»

سجر

السين و الجيم و الراء أصولٌ ثلاثة: المَل‌ء، و المخالطة، و الإيقاد.
فأمّا المل‌ء، فمنه البحر المسجور، أي المملوء. و يقال للموضع الذي يأتي عليه السّيلُ فيملؤه: ساجر. قال الشّمّاخ:
كُلَّ حِسْيٍ و سَاجِرِ «3»
و من هذا الباب. الشَّعر المنْسجِرُ، و هو الذي يَفِرُ «4» حتّي يسترسلَ من كثرته. قال:
______________________________
(1) البيت لكثير عزة كما في اللسان (سجد).
(2) البيت في اللسان (سجد). و قصيدة الأسود بن يعفر في المفضليات (2: 16- 20).
(3) البيت لم يرد في الديوان. و هو بتمامه كما في اللسان (سجر):
و أحمي عليها ابنا يزيد بن مسهر ببطن المراض كل حسي و ساجر
(4) وفر يفر، كوعد يعد، و يقال أيضا وفر يوفر من باب كرم، أي كثر.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 135
إذا ما انثَنَي شَعْرُها المنسِجرْ «1»
و أمَّا المخالَطة فالسّجير: الصاحب و الخليط، و هو خلاف الشًّجير. و منه عينُ سَجْراءُ، إِذا خالط بياضَها حمرة.
و أمَّا الإيقاد فقولهم: سجرت التّنُّور، إِذا أوقدتَه. و السَّجُور: ما يُسجَرُ به التّنُّور. قال:
و يوم كتَنُّور الإماءِ سَجَرْنَهُ و ألقَيْنَ فيه الجَزْلَ حَتَّي تأجَّما «2»
و يقال للسَّجُور السجار «3»
و مما يقارب هذا استَجَرَت «4» الإبل علي نَجَائِها، إذا جدّت، كأنَّها تتَّقد في سيرها اتّقاداً. و منه سَجَرت النّاقةُ، إذا حَنَّت حنيناً شديداً.

سجع

السين و الجيم و العين أصلٌ يدلُّ علي صوت متوازن. من ذلك السَّجع في الكلام، و هو أن يُؤتَي به و له فواصلُ كقوافِي الشِّعر، كقولهم:
«مَن قَلّ ذَلّ، و من أَمِرَ فَلّ»، و كقولهم: «لا ماءَكِ أبقَيْتِ، و لا دَرَنَكِ أنْقَيْت». و يقال سجَعت الحمامةُ، إذا هدرَتْ.
______________________________
(1) و كذا روايته في المجمل. و في اللسان (6: 9): «شعره المنسجر». لكن في اللسان (6: 10):
إذا ثني فرعها المسجر
بعد أن ذكر قبله: «المسجر: الشعر المسترسل». علي أنه يقال المسحر، بتشديد الجيم، و المنسجر، و المسوجر أيضا.
(2) البيت لعبيد بن أيوب العنبري «كما في اللسان (أجم)». و تأجم، مثل تأجج، و زنا و معني. و بعده:
رميت بنفسي في أجيج سمومه و بالعنس حتي جاش منسمها دما
(3) لم أجد هذه الكلمة في غير المقاييس. و لا أدري ضبطها.
(4) في اللسان و المجمل: «انسجرت».
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 136‌

سجف

السين و الجيم و الفاء أصلٌ واحد، و هو إسبال شي‌ءٍ ساتر.
يقال أسجفت السِّتر: أرسلتُه. و السَّجْف و السِّجف «1»: سِتر الحَجَلة. و يقال أسجَفَ اللّيلُ، مثل أسدَفَ.

سجل

السين و الجيم و اللام أصلٌ واحد يدلُّ علي انصبابِ شي‌ءٍ بعد امتلائه. من ذلك السَّجْل، و هو الدَّلو العظيمة. و يقال سَجَلت الماءَ فانسجَلَ، و ذلك إذا صبَبْتَه. و يقال للضَّرْع الممتلئ سَجْل «2». و المساجلة:
المفاخرة، و الأصل في الدِّلاء، إذا تساجَلَ الرجلان، و ذلك تنازعُهما، يريد كلُّ واحدٍ منهما غلبةَ صاحبه. و من ذلك الشّي‌ء المُسْجَل، و هو المبذول لكلِّ أحد، كأنّه قد صُبّ صبًّا.
قال محمّد بن علي في قوله تعالي: هَلْ جَزٰاءُ الْإِحْسٰانِ إِلَّا الْإِحْسٰانُ. هي مُسْجَلة للبَرِّ و الفاجر.
و قال الشاعر في المُسْجَل:
و أصبَحَ معروفي لقومِيَ مُسْجَلا
فأما السِّجِلّ فمن السَّجْل و المساجلة، و ذلك أنّه كتابٌ يجمَع كتباً و معانيَ.
و فيه أيضاً كالمساجلة، لأنّه عن منازعةٍ و مُداعاة. و من ذلك قولهم: الحرب سِجالٌ، أي مباراةٌ مرَّة كذا و مرةً كذا. و في كتاب الخليل: السَّجْل: مل‌ء الدلو.
وَ أما السِّجِّيل فمن السِّجِلّ، و قد يحتمل أن يكون مشتقّا من بعض ما ذكرناه.
و قالوا: السِّجِّيل: الشديد.

سجم

السين و الجيم و الميم أصلٌ واحد، و هو صبُّ الشّي‌ء من الماء
______________________________
(1) في الأصل: «السجيف»، محرف.
(2) و كذا في المجمل، و في اللسان: «السجيل» و «الأسجل».
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 137
و الدَّمعِ. يقال سَجَمت العينُ دَمعَها. و عينٌ سَجوم، و دمعٌ مسجوم. و يقال أرض مسجومة: ممطورة.

سجن

السين و الجيم و النون أصلٌ واحد، و هو الحَبْس. يقال سجنته سَجناً. و السِّجن: المكان يُسجَن فيه الإنسان. قال اللّٰه جلّ ثناؤه في قصّة يوسف عليه السلام: قٰالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمّٰا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ.
فيقرأ فتحاً علي المصدر، و كسراً علي الموضع «1»، و أما قولُ ابنِ مُقْبل:
ضرباً تَوَاصَي به الأبطالُ سِجِّينا «2»
فقيل إنّه أراد سِجِّيلا. أي شديدا. و قد مضي ذِكرُه. و إنَّما أبدل اللام نونا. و الوجه في هذا أنَّه قياس الأوَّل من السَّجن، و هو الحبس؛ لأنَّه إذا كان ضرباً شديداً ثبت المضروب، كأنَّه قد حبسه‌

سجو

السين و الجيم و الواو أصلٌ يدلُّ علي سكونٍ و إطباق.
يقال* سَجَا اللّيلُ، إذا ادلهمَّ و سكَن. و قال:
يا حبَّذَا القَمراءُ و اللَّيْلُ السّاجْ و طُرقٌ مثلُ مُلاءِ النُّسَّاجْ «3»
و طرف ساجٍ، أي ساكن.
______________________________
(1) قرأ بالفتح عثمان و مولاه طارق، و زيد بن علي، و الزهري، و ابن أبي إسحاق، و ابن هرمز، و يعقوب. تفسير ابن حيان (5: 306).
(2) في اللسان «تواصت به». و صدره:
و رجلة يضربون الهام عن عرض
(3) الرجز لأحد الحارثيين، كما في اللسان (سجا).
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 138‌

باب السين و الحاء و ما يثلثهما

سحر

السين و الحاء و الراء أصول ثلاثة متباينة: أحدها عضْوٌ من الأعضاء، و الآخر خَدْعٌ و شِبههُ، و الثالث وقتٌ من الأوقات.
فالعُضو السَّحْر، و هو ما لَصِق بالحُلقوم و المَرِي‌ء من أعلي البطن. و يقال بل هي الرِّئة. و يقال منه للجبان: انتفَخَ سَحْرُه. و يقال له السُّحْر و السَّحْر و السَّحَر.
و أمّا الثّاني فالسِّحْر، قال قوم: هو إخراج الباطل في صورة الحقِّ، و يقال هو الخديعة. و احتحُّوا بقول القائل:
فإنْ تسألِينا فيم نحنُ فإننا عصافيرُ من هذا الأنام المسحَّرِ «1»
كأنّه أراد المخدوع، الذي خدعَتْه الدُّنيا و غرَّتْه. و يقال المُسَحَّر الذي جُعِل له سَحْر، و من كان ذا سَحْر لم يجد بُدًّا من مَطعَم و مشرب.
و أمّا الوقت فالسَّحَر و السُّحْرة، و هو قَبْل الصُّبح «2». و جمع السَّحَر أسحار.
و يقولون: أتيتُك سَحَرَ، إذا كان ليومٍ بعينه. فإن أراد بكرةً و سَحَراً من الأسحار قال: أتيتك سَحَراً

سحط

السين و الحاء و الطاء كلمة. يقولون: السَّحط: الذَّبْح الوَحِيّ «3».
______________________________
(1) البيت للبيد بن رببعة كما في ديوانه 81 طبع 1880 و البيان (1: 179 مكتبة الجاحظ) و الحيوان (5: 229/ 7: 63) و اللسان (سحر).
(2) في المجمل: «و السحر قبيل الصبح».
(3) الوحي: العاجل السريع.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 139‌

سحف

السين و الحاء و الفاء أصلٌ واحدٌ صحيح، و هو تنحِيَة الشّي‌ء عن الشي‌ء، و كشفُه. من ذلك سَحفْت الشّعرَ عن الجلد، إذا كشطتَه حتّي لا يبقي منه شي‌ء. و هو في شعر زهير:
و ما سُحِفَتْ فيه المقاديمُ و القَمْلُ «1»
و السَّيْحَفُ: نصالٌ عِراض، في قول الشّنفَرَي:
لها وفْضَةٌ فيها ثلاثونَ سَيْحَفاً إذا آنَسَتْ أُولَي العديِّ اقشعرَّتِ «2»
و السَّحيفة «3»: واحدة السحائف، و هي طرائق الشّحم الملتزقة بالجلد، و ناقةٌ سَحوفٌ من ذلك. و سمِّيت بذلك لأنّها تُسحَفُ أي يمكن كشطْها. و السَّحِيفة:
المَطْرة تجرُف ما مَرَّت به.

سحق

السين و الحاء و القاف أصلان: أحدهما البعد، و الآخر إنهاك الشي‌ءِ حتي يُبلغ به إلي حال البِلي.
فالأوّل السُّحْق، و هو البُعد. قال اللّٰه جلّ ثناؤه: فَسُحْقاً لِأَصْحٰابِ السَّعِيرِ. و السَّحُوق: النَّخلة الطويلة، و سمِّيت بذلك لبعد أعلاها عن الأرض.
و الأصل الثاني: سَحَقت الشي‌ء أسحَقُه سَحقاً. و السَّحْق: الثوب البالِيَ.
و يقال سَحقه البِلي فانسحق. و يستعار هذا حتَّي يقال إنّ العين تسحق الدّمع سحقا.
و أسحق الشّي‌ءُ، إذا انضمر و انضمّ. و أسحَقَ الضَّرعُ، إذا ذهب لبنُه و بلِيَ.
______________________________
(1) في الأصل: «المقالم»، تحريف، صوابه من الديوان 99 و اللسان (سحف). و صدره:
فأقسمت جهدا بالمنازل من مني
(2) البيت في اللسان (سحف). و قصيدته في المفضليات (1: 106).
(3) في الأصل: «و السحف»، صوابه من المجمل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 140‌

سحل

السين و الحاء و اللام ثلاثة أصول: أحدها كَشْط شي‌ءٍ، عن شي‌ء، و الآخَر من الصَّوت، و الآخر تسهيلُ شي‌ءٍ و تعجيلُه.
فالأوّل قولهم: سَحَلت الرِّياحُ الأرضَ، إِذا كشطت عنها أَدَمَتَها. قال ابن دريدٍ و غيره: ساحل البحر مقلوب في اللفظ، و هو في المعني مَسحُولٌ، لأنّ الماء سَحله. و أصل ذلك قولهم سَحلت الحديدةَ أسحَلُها. و ذلك إذا بَرَدْتَها.
و يقال للبُرادة السُّحالة. و السحْل: الثّوب الأبيض، كأنه قد سُحِل من وسَخِه و دَرَنِه سَحْلا. و جمعه السُّحُل. قال:
كالسُّحُلِ البِيضِ جَلا لونَها سَحُّ نِجاءِ الحَمَل الأسْوَلِ «1»
و الأصل الثاني: السَّحيل: نُهاق الحمار، و كذلك السُّحال. و لذلك يسمَّي الحِمارُ مِسْحَلًا.
و من الباب المِسحَل لِلسانِ الخطيب، و الرّجُل الخطيب.
و الأصل الثالث: قولهم سَحَلَهُ مائةً، إذا عَجّل له نَقْدَها. و يستعار هذا فيقال سحله مائةً، إذا ضربه مائةً عاجلا «2».
و من الباب السَّحِيل: الخيط الذي فتِلَ فَتْلًا رِخْوا. و خِلافُه المبرَم و البَريم، و هو في شعر زهير:
مِن سَحِيلٍ و مُبْرَمِ «3»
______________________________
(1) البيت للمتنخل الهذلي، و قد سبق إنشاده في (سول).
(2) جعله في اللسان من القشر، قال: «سحله مائة سوط سحلا: ضربه فقشر جلده».
(3) من بيت في معلقته. و هو بتمامه:
يميناً لنعم السيدان وجدتما علي كل حال من سحيل و مبرم
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 141
و مما شَذّ عن هذه الأصول المِسْحلان، و هما حَلْقتان علي طرفَيْ شَكِيم اللِّجام.
و الإسْحِلُ: شجر.

سحم

السين و الحاء و الميم* أصلٌ واحدٌ يدلُّ علي سواد.
فالأسحم: [ذو] السواد، و سوادُه السُّحْمَة. و يقال للَّيل أسحم. قال الشاعر:
رضيعَيْ لِبَانٍ ثَدْي أمٍّ تقاسما بأسحَمَ داجٍ عَوضُ لا نتفرّق «1»
و الأسحم: السحاب الأسود. قال النابغة:
بأسحَمَ دانٍ مُزْنُهُ متصوّبُ «2»
و الأسحم: القرن الأسود، في قول زهير:
و تَذْبيبُها عنها بأسحَمَ مِذْوَدِ «3»

سحن

السين و الحاء و النون ثلاثة أصول: أحدها الكسر، و الآخَر اللَّون و الهيئة، و الثالث المخالطة.
فالأوّل قولهم: سحنَتْ الحجر، إذا كسرتَه. و المِسْحنة، هي التي تُكسَر بها الحجارة، و الجمع مَساحن. قال الهذليّ «4»:
كما صَرفَتْ فوق الجُذَاذ المساحنُ «5»
______________________________
(1) للأعشي في ديوانه 150 و اللسان (سحم) و سيأتي منسوبا في (عوض).
(2) ليس في ديوانه. و صدره كما في اللسان (سحم):
عفا آيه صوب الجنوب مع الصبا
(3) في الأصل: «و تذيبها»، صوابه في الديوان 229 و اللسان (سحم). و صدره:
نجاء مجد ليس فيه و تيرة
عنها، أي عن نفسها. و في اللسان: «عنه»، تحريف.
(4) هو المعطل الهذلي. و قد سبق إشاد البيت في (جذ).
(5) صدره:
و فهم بن عمرو يعلكون ضريسهم
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 142
و الأصل الثاني: السَّحنة: لِينُ البَشَرة. و السَّحناء: الهيئة. و فرسٌ مُسْحَنَة «1» أي حسنة المنظر. و ناسٌ يقولون: السَّحَناء علي فَعَلاء بفتح العين، كما يقولون في ثأْداء ثَأَداء «2». و هذا ليس بشي‌ء، و لا له قياس، إنّما هو ثأْدَاء و سَحْناء علي فعلاء.
و أما الأصل الثالث فقولهم: ساحَنتُك مساحنةً، أي خالطتُك و فاوضتُك.

سحو

السين و الحاء و الحرف المعتل أصلٌ يدلُّ علي قشر شي‌ء عن شي‌ء، أو أخذِ شي‌ءٍ يسير. من ذلك سَحَوت القِرطاسَ أسحوه. و تلك السِّحاءَة «3».
و في السماء سِحاءة من سحاب. فإذا شددته بالسِّحاءَة قلتَ سَحَيتُه، و لو قلت سحوتُه ما كان به بأس. و يقال سَحَوت الطِّين عن وجه الأرض بالمسْحاة أسحوه سَحواً و سَحياً، و أسحاه أيضا، و أَسحيه: ثلاث لغات. و رجلٌ أُسْحُوانٌ: كثير الأكل كأنّه يسحو الطّعامَ عن وجه المائدة أكلًا، حتَّي تبدُوَ المائدة. و مَطْرةٌ ساحية:
تقشِر وجه الأرض.

سحب

السين و الحاء و الباء أصلٌ صحيح يدلُّ علي جرِّ شي‌ء مبسوطٍ و مَدِّه. تقول: سحبتُ ذبلِي بالأرض سحبا. و سمِّي السّحابُ سحاباً تشبيهاً له بذلك، كأنه ينسحب في الهواء انسحاباً. و يستعيرون هذا فيقولون:
تسحّب فلانٌ علي فلانٍ، إذا اجتَرَأ عليه، كأنه متدّ عليه امتداداً. هذا هو
______________________________
(1) ضبطت بفتح الحاء في الأصل و المجمل. و في اللسان بالكسر ضبط قلم، و قيد في القاموس «كمحسن». ثم قال: «و هي بهاء».
(2) نسب القول إلي الفراء في اللسان. و قال: «قال أبو عبيد: و لم أسمع أحدا يقولهما بالتحريك غيره».
(3) السحاءة و السحاية: ما انقشر من الشي‌ء.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 143
القياس الصحيح. و ناسٌ يقولون: السَّحْب: شدّة الأكل. و أظنُّه تصحيفاً؛ لأنّه لا قياس له، و إنّما هو السَّحْت.

سحت

السين و الحاء و التاء أصل صحيح منقاس. يقال سُحِت الشي‌ء، إذا استُؤصل، و أُسْحِت. يقال سحت اللّٰه الكافر بعذابٍ، إذا استأصله.
و مال مسحوتٌ و مُسْحَت في قول الفرزدق:
و عَضُّ زمانٍ يا ابنَ مروان لم يَدَعْ من المال إلّا مُسْحَتاً أو مُجَلَّفُ «1»
و من الباب: رجلٌ مسحوت الجوف، إذا كان لا يشبَع، كأنَّ الذي يبلعه يُستأصل من جوفه، فلا يبقي. المال السُّحْت: كلُّ حرامٍ يلزمُ آكلَه المارُ؛ و سمِّي سُحتاً لأنّه لا بقاء له. و يقال أَسْحَت في تجارته، إذا كَسَبَ السُّحت. و أسْحَت مالَه: أفسده.

سحج

السين و الحاء و الجيم أصلٌ صحيح يدلُّ علي قشر الشي‌ء.
يقال انْسَحج القِشر عن الشي‌ء. و حمار مُسَحَّج، أي مُكدَّم، كأنهُ يكدّم حتي يُسحجَ جلدُه. و يقال بعيرٌ سَحَّاج، إذا كان يَسحَج الأرضَ بخفّه، كأنّه يريد قشر وجهها بخفّه، و إذا فعل ذلك لم يلبث أن يَحْفَي. و ناقة مِسحاجٌ، إذا كانت تفعل ذلك.
______________________________
(1) ديوان الفرزدق 556 و اللسان (سحت، جلف) و الخزانة (2: 347) و قبله:
إليك أمير المؤمنين رمت بنا هموم المني و الهوجل المتعسف
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 144‌

باب السين و الخاء و ما يثلثهما

سخد

السين و الخاء و الدال أصلٌ. فيه السَّخْد، و هو الماء الذي يخرج مع الولد. و لذلك يقال: أصبح فلان مُسْخَداً، إذا أصبح خاثِر النفس ثقيلا. و ربَّما قالوا للذي يخرج من بطن المولود قبل أن يأكل: السُّخْد. و هذا مُختلَف فيه، فمنهم من يقول سُخْد، و منهم من يقول بالتاء سُخْت. و كذلك حُدّثنا به عن ثَعْلب في آخر كتابه الذي أسماه الفصيح «1». و قال بعض أهل اللُّغة:
إن السُّخْد الورَم، و هو ذلك القياس.

سخر

السين* و الخاء و الراء أصلٌ مطّرد مستقيم يدلُّ علي احتقار و استذلال. من ذلك قولنا سَخَّر اللّٰه عزّ و جلّ الشي‌ء، و ذلك إذا ذلَّلَه لأمره و إرادته.
قال اللّٰه جلّ ثناؤه: وَ سَخَّرَ لَكُمْ مٰا فِي السَّمٰاوٰاتِ وَ مٰا فِي الْأَرْضِ. و يقال رجل سُخْرةُ: يُسَخَّر في العمل، و سُخْرةٌ أيضا، إذا كان يُسْخَر منه. فإن كان هو يفعل ذلك قلت سُخَرة، بفتح الخاء و الراء. و يقال سُفُنٌ سواخِرُ مَوَاخِرُ. فالسَّواخر: المُطِيعة الطيِّبة الرِّيح.
و المواخر: التي تمخَر الماء تشُقّه. و من الباب: سَخِرت منه، إذا هزئت به. و لا يزالون يقولون: سخِرت به، و في كتاب اللّٰه تعالي: فَإِنّٰا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمٰا تَسْخَرُونَ.

سخف

السين و الخاء و الفاء أصلٌ مطَّرد يدلُّ علي خفّة. قالوا:
السُّخْفُ: الخفّة في كلِّ شي‌ء، حتّي في السَّحاب. قال الخليل: السُّخْف في العَقل خاصة، و السَّخافة عامّةٌ في كلِّ شي‌ء. و يقال وجدت سَخْفَة من جوع، و هي خِفّةٌ تعتري الإنسانَ إِذا جاع.
______________________________
(1) نص ثعلب في آخر كتاب الفصيح 98: «و يقال له من ذوات الخف السخت و السخد».
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 145‌

سخل

السين و الخاء و اللام أصلٌ مطرد صحيح ينقاس، يدلُّ علي حَقارة و ضَعف. من ذلك السَّخْل من ولد الضّأن، و هو الصّغير الضَّعيف، و الأنثي سَخلة. و منه سَخّلتِ النَّخلة «1»، إذا كانت ذاتَ شِيص، و هو التَّمر الذي لا يشتدُّ نواه. و السُّخَّل: الرّجال الأراذل، لا واحد له من لفظه. و يقال كواكبُ مَسخُولة، إذا كانت مجهولة. و هو قول القائل:
و نحنُ الثُّرَيَّا و جَوزاؤُها و نحنُ الذّراعانِ و المِرْزمُ
و أنتم كواكبُ مسْخُولةٌ تُرَي في السماءِ و لا تعلمُ «2»
و ذكر بعضُهم أنَّ هذيلًا تقول: سخَلْت الرجلَ، إذا عبتَه.

سخم

السين و الخاء و الميم أصلٌ مطرَّد مستقيم، يدلُّ علي اللِّين و السواد. يقال شَعرٌ سُخاميّ: أسود لَيِّن. كذا حُدِّثنا به عن الخليل. و حدّثني عليّ بن إبراهيم القطَّان، عن علي بن عبد العزيز، عن أبي عُبيد قال: قال الأصمعي:
و أما الشَّعر السُّخام، فهو الليِّن الحَسن، و ليس هو من السَّواد. و يقال للخمر سُخامِيَّة إذا كانت ليِّنة سَلِسَة. قال ابن السكِّيت: ثوب سُخامٌ: ليِّن. و قطنٌ سُخامٌ «3».
قال:
قطنٌ سُخامِيٌّ بأيْدِي غُزَّلِ «4»
______________________________
(1) في الأصل: «الناقة»، صوابه من المجمل و اللسان.
(2) في الأصل: «الراكب»، صوابه من المجمل و اللسان و ما يقتضيه السياق.
(3) البيتان سبق إنشادهما في (2: 182) في مادة (خسل) علي أنه يقال «كواكب مخسولة».
(4) كذا ورد إنشاده. و في اللسان (سخم) مع نسبته إلي جندل بن المثني الطهوي:
قطن سخام بأيادي غزل
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 146
و مما شذّ عن هذا الأصل السَّخيمة، و هي الموجدة في النَّفس. و يقال سَخَّم اللّٰه وجهه، و هو من السُّخام، و هو سواد القِدْر.

سخن

السين و الخاء و النون أصل صحيح مطَّرد منقاس، يدل علي حرارةٍ في الشي‌ء. من ذلك سخنّت الماءَ. و ماءٌ سُخْن و سَخِينٌ. و تقول يوم سُخْنٌ و ساخن و سُخْنانٌ، و ليلة سُخْنة و سُخْنانة. و قد سَخُن يومُنا.
و سخِنَتْ عينُه بالكسر تَسخَن. و أسخن اللّٰه عينَه. و يقولون إنَّ دَمعة الغَمِّ تكون حارّة. و احتُجَّ بقولهم: أقرّ اللّٰه عينَه. و هذا كلامٌ لا بأس به. و المِسْخَنة:
قُدَيرةٌ كأنَّها تَوْر. و السَّخينة: حَساءٌ يُتّخَذُ من دقيق. و قال: قريشٌ «1» يعيَّرُون بأكل السَّخينة، و يُسَمَّون بذلك، و هو قولهم:
يا شَدَّةً ما شدَدْنا غيرَ كاذبةٍ علي سَخِينةَ لو لا اللَّيْلُ و الحَرَمُ «2»
و التَّساخين: الخِفَاف «3». و ممكنٌ أن تكون سمِّيَت بذلك لأنها تُسَخِّن علي لُبسها القَدَمَ. و ليس ببعيد.

سخي

السين و الخاء و الحرف المعتلّ أصلٌ واحد، يدلُّ علي اتّساعٍ في شي‌ءٍ و انفراج. الأصل فيه قولهم: سَخَيْتُ القِدر و سَخَوتُها، إذا جعلتَ لِلنارِ تحتها مَذْهباً.
______________________________
(1) في الأصل: «قوم».
(2) البيت لخدلش بن زهير العامري كما في العمدة (1: 46) و حماسة ابن الشجري 31. و هو أول من لقب قريشا «سخينة».
(3) ذكر في اللسان أن مفردها «التسخان» بالفتح، و أنه معرب من «تَشْكَنْ» الفارسية و هو اسم غطاء من أغطية الرأس كان العلماء و الموابذة يأخذونه علي رءوسهم خاصة دون غيرهم، و أن اللغويين من العرب أخطئوا في تفسيره بالخف.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 147
و من الباب: سَخَاوِيُّ الأرض، قال قوم: السَّخاويّ: سعة المفازة. و قول بعضهم «سَخاوِي الفلا «1»»، قال ابن الأعرابيّ: واحدةُ السخاوَيِ سَخْواةٌ.
و قال أيضاً: السّخْواءُ «2» الأرض السَّهلة. قال أهل اللغة: و من هذا القياس:
السّخاء: الجُود؛ يقال سخا يسخُو سَخَاوةً و سَخَاء، يمدّ و يقصر.* و السّخِيّ:
الجواد.
و مما شذَّ عن الباب: السَّخا، مقصورٌ: ظَلْع يكون من أن يثِبَ البعيرُ بالحِمْل فتعترض ريحٌ بين جِلْدِه و كَتِفه، فيقال بعيرٌ سَخٍ.

سخب

السين و الخاء و الباء كلمةٌ لا يقاس عليها. يقولون: السِّخاب:
قِلادَةٌ من قَرنفُلٍ أو غيره، و ليس فيها من الجواهر شي‌ء، و الجمع سُخُب.

سخت

السين و الخاء و التاء ليس أصلًا، و ما أحِسَب الكلام الذي فيه من محض اللغة. يقولون للشي‌ء الصُّلب سَخْتٌ و سِخْتيتٌ. ثم يقولون أمرٌ مِسخاتٌ «3» إذا ضعُف و ذهب. و هذان مختلفانِ، و لذلك قلْنا إنَّ البابَ في نفسه ليس بأصل. علي أنهم حكوا عن أبي زيد: اسْخَاتّ الجُرح: ذهب ورَمُه.
فأما السُّخْت الذي ذكرناه عن ثعلب في آخر كتابه، فقد قيل إِنَّه السُّخْد «4» و هو علي ذلك من المشكوك فيه.
______________________________
(1) في المجمل «الفلاة».
(2) في الآصل: «السخوة»، صوابه من المجمل.
(3) هذه الكلمة لم أجدها في غير المقاييس.
(4) السخت، بالضم، و السخد كذلك: الماء الذي يكون علي رأس الولد.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 148‌

باب السين و الدال و ما يثلثهما

سدر

السين و الدال و الراء أصلٌ واحدٌ يدلُّ علي شِبه الحَيْرة و اضطراب الرأي. يقولون: السادر المتحيِّر. و يقولون سَدِرَ بصرهُ يَسْدَر، و ذلك إذا اسمدَّ و تحيَّر. و يقولون: السَّادر هو الذي لا يبالي ما صنَع، و لا يهتمُّ بشي‌ء. قال طرفة:
سادراً أحْسِب غَيِّي رَشَداً فتناهَيتُ و قد صَابَتْ بُقرّ «1»
فأَمّا قولُهم: سَدَرت المرأة شَعرها، فهو من باب الإبدال، مثل سدلتُ، و ذلك إذا أرسلَتْه. و كذلك قولهم: «جاء يضربُ أسدرَيْه»، و هو من الإِبدال، و الأصل فيه الصاد، و قد ذُكر‌

سدع

السين و الدال و العين ليس بأصلٍ يُعوَّل عليه و لا يقاس عليه، لكنّ الخليل ذكر الرجل المِسْدَع، قال: و هو الماضي لوجهه. فإن كان كذا فهو من الإبدال؛ لأنَّه من صَدَعت، كأنَّه يصدع الفلاةَ صدعاً. و حكي أنَّ قائلا قال: «سلَامةً لك من كلِّ نكبة و سَدْعَةٍ «2»»، و قال: هي شبه النَّكبة.
هذا شي‌ء لا أصل [له].

سدف

السين و الدال و الفاء أصلٌ صحيح يدلُّ علي إرسال شي‌ءٍ علي شي‌ء غِطاءً له. يقال أَسْدَفَت القناعَ: أرسلتْه. و السُّدْفة: اختلاط الظَّلام و السَّديف: شحمُ السَّنام، كأنه مُغَطٍ لما تحته؛ و جمع السُّدْفة سُدَف. قال:
نحن بغَرس الوَدِيِّ أعلمُنا مِنَّا بركض الجياد في السُّدَفِ «3»
______________________________
(1) البيت في اللسان (سدر) بدون نسبة. و هو في ديوان طرفة 75.
(2) في اللسان: «نقذا لك من كل سدعة» أي سلامة لك من كل نكبة.
(3) لسعد القرقرة، كما في اللسان (سدف). و هو من شواهد النحو في الجمع بين إضافة أفعل و بين من. انظر العيني (4: 55).
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 149
و حكي ناسٌ: أسْدَف الفجر: أضاء، في لغةِ هَوَازنَ، دونَ العرب. و هذا ليس بشي‌ء، و هو مخالفٌ القياس.

سدك

السين و الدال و الكاف كلمةٌ واحدة لا يقاس عليها.
تقول: سَدِك به، إذَا لزِمَه.

سدس

السين و الدال و السين أصلٌ في العدد، و هو قولهم السُّدُس:
جزءٌ من ستَّة أجزاء. و إزارٌ سَدِيس، أي سُداسيّ. و السِّدْس من الوِرد في أظماء الإبل: أن تنقطع الإبل عن الوِرد خمسةَ أيام و تَرِدَ السّادسَ. و أسدَسَ البعير، إذا ألقَي السّنّ بعد الرُّباعِيَة، و ذلك في السنة الثامنة. فأمّا الستة فمن هذا أيضاً غير أنَّها مُدْغمة، كأنَّها سِدْسَة.
و مما شذَّ عن هذا السُّدُوس: الطَّيلَسان. و اسم الرّجل سَدُوس. قال ابن الكلبيّ: سَدوس في شيبان بالفتح، و الذي في طيٍ بالضمّ.

سدل

السين و الدال و اللام أصلٌ واحد يدلُّ علي نزول الشي‌ء من علوٍ إلي سُفلٍ ساتراً له. يقال منه «1» أرخي اللَّيل سُدُولَه. و هي سُتُرُه. و السَّدْل:
إرخاؤك الثّوب في الأرض. و شَعْر مُلْسدلٌ علي الظَّهر. و السُّدْل: السِّتْر.
و السِّدْل: السِّمط من الجواهر، و الجمع سُدول. و القياس في ذلك كلِّه واحد.

سدم

السين و الدال و الميم أصلٌ في شي‌ءٍ لا يُهتَدي لوجهه. يقال رَكِيَّةٌ سُدُم، إذا ادَّفَنَتْ. و من ذلك البعير الهائج يسمَّي سَدِماً، أَنَّه إذا هاج لم يَدرِ من حاله* شيئاً، كالسَّكران الذي لا يَهتدي لوجهٍ. و من ذلك قول القائل:
______________________________
(1) في الأصل: «له».
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 150
يأيُّها السَّدِم المَلوِّي رأسَه ليقودَ مِن أهل الحجاز بَرِيما «1»

سدن

السين و الدال و النون أصلٌ واحد لشي‌ء مخصوص. يقال إنَّ السَّدانة الحِجابة. و سَدَنة البيت: حَجَبَتُه. و يقولون: السَّدَن «2» السِّتر. فإنْ كان صحيحاً فهو من باب الإبدال، و الأصل السُّدْل.

سدو

السين و الدال و الواو أصلٌ واحد يدلُّ علي إهمال و ذَهابٍ علي وجه. من ذلك السَّدْو، و هو ركوبُ الرأس في السَّير. و منه قولُه جلّ ثناؤه:
أَ يَحْسَبُ الْإِنْسٰانُ أَنْ يُتْرَكَ سُديً، أي مُهْمَلا لا يؤمر و لا يُنهَي. قال الخليل:
زَدْوُ الصِّبيان بالجوز إنَّما هو السَّدو. فإن كان هذا صحيحاً فهو من الباب؛ لأنه يخلّيه من يده. و من الباب: أسْدَي النّخلُ، إذا استرخت ثَفاريقُه «3»، و ذلك يكون كالشَّي‌ء المخلّي من اليَدِ، و الواحدة من ذلك السَّدِية. و كان أبو عمرو يقول: هو السَّداء ممدود، الواحدة سَداءة. قال أبو عبيد: لا أحفظ الممدود.
و السَّدَي: النَّدَي؛ يقال سَدِيَتْ ليلتُنا، إذا كثُر نَداها. و هو من ذاك، لأن السحاب يُهمِله و يُهمَل به.
و من الباب السَّدَي، و هو ما يُصطنع من عُرْف؛ يقال أسدي فلانٌ إلي فلان معروفا. و من الباب: تسدَّي فلانٌ أَمَتَه، إذا أخذها من فَوقها، كأنَّه رمي بنفسه عليها. قال:
______________________________
(1) البيت لليلي الأخيلية، كما سبق في (1: 232). و انظر التحقيق هناك.
(2) ضبط في المجمل بسكون الدال، و في اللسان و القاموس بفتحها.
(3) الثفاريق: جمع ثفروق، كعصفور، و هو قمع البسرة. في الأصل: «تفاريقه»، صوابه بالثاء المثلثة.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 151
فَلَمَّا دنَوْتُ تسدَّيتُها فثوباً نسيتُ و ثوباً أجُرّ «1»
و قال آخر «2»:
تَسَدَّي مع النَّوم تِمثالُها دُنُوَّ الضَّبَاب بطلٍ زُلالِ «3»

سدج

السين و الدال و الجيم، يقولون إنَّ المستعمَل منه حرفٌ واحد، و هو التسدُّج، يقال [رجلٌ] سدّاجٌ، إذا قال الأباطيل و ألّفها.

سدح

السين و الدال و الحاء أصلٌ واحدٌ يدلُّ علي بسطٍ علي الأرض، و ذلك كسَدْح القِربة المملوءة، إذا طرَحَها بالأرض. و بها يشبَّه القتيل.
قال أبو النَّجم يصف قتيلا:
مُشَدّخَ الهامةِ أو مسدُوحا «4»
فأما رواية المفضَّل:
بينَ الأراكِ و بين النّخل تَشدخُهم زُرق الأسنّة في أطرافها شَبَمُ «5»
فيقال إنَّه تصحيف، و إِنَّما هو «تسدحُهم». و السَّدحُ: الصَّرْع بَطْحاً علي الوجه و علي الظهر، لا يقع قاعداً و لا متكوِّراً.
______________________________
(1) البيت في اللسان (سدا) بدون نسبة أيضا. و هو لامرئ القيس في ديوانه 9. و يروي:
«فثوب نسيت وئوب»
. و للنحاة في الرواية الأخيرة كلام.
(2) لم يرو في اللسان. و هو لأمية بن أبي عائذ الهذلي، من قصيدة له في شرح السكري للهذليين 180 و نسخة الشنقيطي 79.
(3) الزلال: البارد الصافي. و الرواية في المصدرين السابقين: «مع الليل».
(4) قبله، كما في اللسان (سدح):
ثم يبيت عنده مذبوحا
(5) البيت لخداش بن زهير، كما في اللسان (سدح).
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 152
و أمّا قولُهم فلانٌ سادحٌ، أي مُخصِب، فهو من هذا أيضاً؛ لأنَّه إذا أخصب انسدحَ مستلقياً. و هو مَثَلٌ.

سدخ

السين و الدال و الخاء لا أصلَ له في كلام العرب. و لا معنَي لقول من قال: انسدخ مثل انسدح، إذا استلقي عند الضرب أو انبطح.
و اللّٰه أعلم.

باب السين و الراء و ما يثلثهما

سرط

السين و الراء و الطاء أصلٌ صحيح واحد، يدلُّ علي غَيبة في مَرّ و ذَهاب. من ذلك: سَرَطْت الطّعام، إذا بَلِعْته؛ لأنَّه إِذا سُرِطَ غاب.
و بعضُ أهل العلم يقول: السِّراط مشتقٌّ من ذلك، لأنَّ الذاهبَ فيه يغيب غيبةَ الطعام المُستَرَط. و السِّرِطْراط علي فِعلّال «1»: الفالوذُ؛ لأنَّه يُستَرط. و السُّراطُ:
السّيف القاطع الماضِي في الضَّريبة. قال الهذليّ «2» يصف سيفاً:
كلون المِلح ضربتُه هَبِيرٌ يُتِرُّ اللَّحمَ سَقّاطٌ سُراطِي «3»

سرع

السين و الراء و العين أصل صحيح يدلُّ علي خلاف البطء. فالسَّريع: خلاف البطي‌ء. و سَرْعَان «4» النَّاس: أوائلهم الذين يتقدمون
______________________________
(1) كذا. و صواب وزنه «فعلعال».
(2) هو المتنخل الهذلي، كما في اللسان (سرط). و قصيدته في القسم الثاني من مجموعة أشعار الهذليين 89 و نسخة الشنقيطي 47.
(3) جاء «سراطي» علي لفظ النسب و ليس بنسب، يقال سيف سراط و سراطي، كما يقال أحمر و أحمري.
(4) يقال بفتح السين، و بالتحريك أيضا.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 153
سِراعا. و تقول العرب: لَسَرْعان «1» ما صنعتَ كذا، أي ما أسرع ما صَنَعتَه.
و أما السَّرْع من قُضبان الكرْم، [فهو] أسرعُ ما يطلُع منه. و مثله السَّرَعْرَع، ثم يشبَّه به الإنسان الرَّطيب الناعم.

سرف

السين و الراء و الفاء* أصلٌ واحدٌ يدلُّ علي تعدِّي الحدّ و الإغفالِ أيضاً للشي‌ء. تقول: في الأمر سرَفٌ، أي مجاوزَةُ القدر. و جاء
في الحديث: «الثالثة في الوضوء شَرف، و الرَّابعة سَرف»
. و أمّا الإغفال فقول القائل: «مررتُ بكم فَسرِفتكم»، أي أغفلتكم. و قال جرير:
أعطَوْا هُنيدةَ يحدُوها ثمانيةٌ ما في عطائِهم مَنٌّ و لا سرَفُ «2»
و يقولون إنّ السّرَف: الجهل. و السَّرِف: الجاهل. و يحتجُّون بقول طرفة:
إنّ امرأ سرِف الفؤادِ يَرَي عسلًا بماء سحابةٍ شَتْمِي «3»
و هذا يرجع إلي بعض ما تقدَّم. و القياس واحد. و يقولون إنّ السَّرف أيضاً الضَّرَاوة. و
في الحديث: «إنّ للحم سَرَفاً كسَرف الخَمْر»
، أي ضَرَاوة.
و ليس هذا بالبعيد من الكلمة الأولي.
و مما شذّ عن الباب: السُّرْفة: دويْبَّة تأكل الخشَب. و يقال سَرَفت السُّرفةُ الشّجرةَ سَرْفاً، إذا أكلَتْ ورقها، و الشجرةُ مسروفة. يقال إنّها تبني لنفسها بيتاً
______________________________
(1) يقال هذا بالفتح، و بفتح فضم، و بالكسر.
(2) ديوان جرير 389 و اللسان (سرف).
(3) ديوان طرفة 61 و اللسان (سرف).
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 154
حسناً. و يقولون في المثل: «أصنَعُ من سُرْفة «1»».

سرق

السين و الراء و القاف أصلٌ يدلُّ علي أخْذ شي‌ء في خفاء و سِتر. يقال سَرَق يَسْرق سَرِقةً. و المسروق سَرَقٌ. و استَرَق السّمع، إذا تسمَّع مختفياً. و مما شذّ عن هذا الباب السَّرَق: جمع سَرَقة، و هي القطعة من الحرير.

سرو

السين و الراء و الحرف المعتل بابٌ متفاوت جدًّا، لا تكاد كلمتان منه تجتمعان في قياسٍ واحد. فالسَّرو: سخاءٌ في مروءة؛ يقال سَرِي و قد سَرُو. و السَّرْو: محلّة حمير. قال ابن مقبل:
بِسَرْوِ حِميرَ أبوالُ البِغال به أنّي تسدّيتِ وهناً ذلك البِينا «2»
و السَّرْو: كشْف الشّي‌ءِ عن الشي‌ء. سرَوت عنّي الثوبَ أي كشفتُه. و
في الحديث في الحَسَاء «3»: «يَسْرُو عن فؤاد السَّقيم «4»»
، أي يكشف. و قال ابن هَرْمة:
سَرَي ثَوبَه عنك الصِّبا المتخايلُ و قَرَّبَ للبَينِ الحبيبُ المزايلُ «5»
و لذلك يقال سُرِّي عنه. و السِّروة: دويْبَّة «6»، يقال أرض مسرُوّة، من السِّروة إذا كثُرت بالأرض. و السّاريَة: الأسطُوانة. و السُّرَي: سير اللَّيل، يقال سَرَيْت و أسريت. قال:
أسْرَتْ إليك و لم تكن تَسْرِي «7»
______________________________
(1) انظر الحيوان (1: 220/ 2: 147/ 6: 385/ 7: 10).
(2) سبق البيت في مادة (بول، بين).
(3) في الأصل: «الحياء»، صوابه من اللسان (19: 105).
(4) في اللسان: «إنه يرتو فؤاد الحزين، و يسرو عن فؤاد السقيم».
(5) البيت في اللسان (سرا). قرب، أي قرب الرواحل. اللسان: «و ودع».
(6) هي الجرادة أول ما تكون و هي دودة.
(7) لحسان بن ثابت في ديوانه 168 و اللسان (19: 103). و صدره:
حي النضيرة ربة الخدر
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 155
و السَّراء: شجرٌ. و سَرَاة الشي‌ء: ظَهْره. و سَرَاة النّهار: ارتفاعُه. و هذا الذي ذكرناه بعيدٌ بعضُه من بعض، فلذلك لم نحمله علي القياس.
و إذا همز كان أبعد، يقال سرأت الجرادة: ألقَتْ بيضَها. فإذا حان ذلك منها قيل: أسرأتْ.

سرب

السين و الراء و الباء أصلٌ مطرد، و هو يدلُّ علي الاتّساع و الذهاب في الأرض. من ذلك السِّرْب و السُّرْبة، و هي القطيع من الظّباء و الشاء.
لأنّه ينسرب في الأرض راعياً. ثمَّ حُمل عليه السِّرب من النّساء. قالوا: و السرْب بفتح السين، أصله في الإبل. و منه تقول العرب للمطلَّقة: «اذهبي فلا أَنْدَهُ سَرْبَك»، أي لا أردُّ إبلَك، لتذهب حيث شاءت. فالسِّرب في هذا الموضع: المال الرّاعي.
و قال أبو زيد: يقال خلِّ سرْبه، أي طريقه يذهب حيث شاء. و قالوا: يقال أيضاً سِرْب بكسر السين. و يُنشَد بيت ذي الرّمّة:
خَلَّي لها سرْبَ أُولَاها «1»
و قال: يعني الطريق. و يقال انسرَبَ «2» الوحشيُّ في سربه. و من هذا الباب: السَّرَب و السَّرِب، و هو الماءُ السائل من المزادة، و قد سَرِبَ سَرَباً. قال ذو الرمّة:
ما بال عَينِكَ منها الماءُ ينسكبُ كأنّه من كُلَي مَفْرِيّةٍ سَرَبُ «3»
______________________________
(1) البيت بتمامه كما في الديوان 586 و اللسان (سرب، همم):
خلي لها سرب أولاها وهيجها من خلفها لا حق الآطال همهيم
(2) في الأصل: «السرب»، صوابه من المجمل و اللسان.
(3) ديوان ذي الرمة ص 1- و هو أول بيت في ديوانه- و اللسان (سرب). و في الأصل:
«عينيك».
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 156
بفتح الراء و كسرها. و يقال: سَرَّبت القربةَ، إذا جعلتَ فيها ماءً حتي ينسدّ الخَرْز. و السَّرْب: الخَرْز؛ لأن الماء ينسرب منه، أي يخرج. و السارب.
الذّاهب في الأرض. و قد سَرَب سروباً. قال اللّٰه جلّ ثناؤه: وَ سٰارِبٌ بِالنَّهٰارِ قال الشاعر:
أنّي سَرَبْتِ و كنتِ غيرَ سروبِ و* تُقَرِّبُ الأحلامُ غيرَ قريبِ «1»
و المَسرَبة: الشّعر النابت وسط الصدر، و إنما سمِّي بذلك لأنَّه كأنه سائل علي الصدر جارٍ فيه. فأمّا قولهم: آمِنٌ في سِرْبه، فهو بالكسر، قالوا: معناه آمنٌ في نفسه. و هذا صحيح و لكن في الكلام إضماراً، كأنّه يقول: آمِنَة نفسه حيث سَرِب، أي سعي. و كذلك هو واسع السِّرب، أي الصدر. و هذا أيضاً بالكسر. قالوا: و يراد به أنّه بطئ الغضب. و هذا يرجع إلي الأصل الذي ذكرناه.
يقولون: إنّ الغضب لا يأخذ فيَقْلَق، و ينسدّ عليه المذاهب.

سرج

السين و الراء و الجيم أصلٌ صحيح يدلُّ علي الحسن و الزِّينة و الجمال. من ذلك السِّراج، سمِّي لضيائه و حُسْنه. و منه السرج للدّابّة، هو زينته.
و يقال سَرَّج وجهَه، أي حَسَّنه، كأنه جعله له كالسِّراج. قال:
و فَاحِماً و مِرْسَنِاً مُسَرَّجا «2»
و مما يشذُّ عن هذا قولُهم للطَّريقة: سُرْجُوجَة.
______________________________
(1) البيت لقيس بن الخطيم في ديوانه 5 و اللسان (سرب).
(2) للعجاج في ديوانه 8 و اللسان (رسن، سرج). و المرسن، كمجلس و منبر، أصله موضع الرسن من أنف الفرس، ثم كثر حتي قيل مرسن الإنسان، أي أنفه.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 157‌

سرح

السين و الراء و الحاء أصلٌ مطّرد واحد، و هو يدلُّ علي الانطلاق. يقال منه أمر سريح، إذا لم يكن فيه تعويق و لا مَطْل. ثمَّ يحمل علي هذا السَّراح و هو الطَّلاق؛ يقال سَرَّحت المرأةَ. و في كتاب اللّٰه تعالي: أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ. و السُّرُح: النّاقة السريعة. و من الباب المنْسرِح، و هو العريانُ الخارج مِن ثيابه. و السَّرْح: المال السَّائم. و السارح: الرَّاعي. و يقال السّارح: الرجل الذي له السَّرْح. و أمّا الشجرة العظيمة فهي السَّرْحة، و لعلّه أن يكون شاذًّا عن هذا الأصل. و يمكن أن تسمَّي سَرْحة لا نسراح أغصانها و ذَهابها في الجهات. قال عنترة:
بَطَلٍ كأنّ ثيابَه في سرحَةٍ يُحذَي نِعالَ السِّبتِ ليس بتَوأمِ «1»
و من الباب السِّرحانُ: الذِّئب، سمِّي به لأنّه ينسرح في مَطالبه. و كذلك الأسدُ إذا سُمِّي سِرحانا.
و أمّا السَّريحة فقطعةٌ من الثِّياب.

سرد

السين و الراء و الدال أصل مطرّد منقاس، و هو بدلُّ علي تَوالِي أشياءَ كثيرةٍ يتّصل بعضُها ببعض. من ذلك السَّرْد: اسمٌ جامعٌ للدروع و ما أشبهها من عمل الحَلَق. قال اللّٰه جلّ جلالُه، في شأن داود عليه السلام:
وَ قَدِّرْ فِي السَّرْدِ، قالوا: معناه ليكنْ ذلك مقدَّراً، لا يكونُ الثَّقْب ضيّقاً و المِسمارُ غليظاً، و لا يكون المسمار دقيقاً و الثقب واسعاً، بل يكون علي تقدير.
______________________________
(1) البيت من معلقته المشهورة.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 158
قالوا: و الزّرَّاد، إِنّما هو السّرّاد. و قيل ذلك لقرب الراء من السين. و المِسْرَد:
المِخْرز: قياسُه صحيح.

باب ما جاء من كلام العرب علي أكثر من ثلاثة أحرف أوله سين

من ذلك (المُسْمَقِرُّ «1»): اليوم الشديد الحرّ، فهذا من باب السَّقَرات سَقراتِ الشّمس، و قد مضي ذكره، فالميم الأخيرة فيه زائدة.
و من ذلك (السَّحْبل): الوادي الواسع، و كذلك القِرْبة الواسعة:
سَحْبلة. فهذا منحوت من سحل إذا صبّ، و من سَبَل، و من سَحَب إذا جري و امتدّ. و هي منحوتةٌ من ثلاث كلمات، تكون الحاء زائدة مرَّة، و تكون الباء زائدة، و تكون اللام زائدة.
و من ذلك (السَّمادِيرُ): ضَعف البَصَر، و قد اسمدَرَّ. و يقال هو الشَّي‌ء يتراءَي للإِنسان من ضَعف بصره عند السُّكر من الشراب و غيرِه. و هذا ممّا زِيدت فيه الميم، و هو من السَّدَر و هو تحيُّر البَصر، و قد مضي ذِكره بقياسه.
و من ذلك فرسٌ (سُرْحُوب)، و هي الجَوادُ، و هي منحوتةٌ من كلمتين:
من سرح و سرب، و قد مضي ذكرُهما.
______________________________
(1) لم يعقد له صاحب اللسان مادة خاصة، بل ذكره في مادة (سقر). و أما صاحب القاموس فقد عقد له، و الوجه ما صنع صاحب اللسان فإن الميم فيه زائدة.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 159
و من ذلك ناقة (سِرْداحٌ): سريعة كريمة، فالدّال زائدة، و إنَّما هي من سَرَحَت.
و من ذلك (اسْلَنْطح) الشَّي‌ء، إذا انبسط و عَرُض «1»، و إنّما أصلُه سطح، و زيدت فيه* اللام و النون تعظيماً و مبالغَة.
و من ذلك (اسَمَهدَّ) السَّنام، إذا حسُن و امتلأ. و هذا منحوتٌ من مهد، و من مهدت الشّي‌ءَ إذا وثَّرْته «2». و قال أبو النَّجم:
و امتَهَدَ الغاربُ فِعْلَ الدُّمْلِ «3»
و من قولهم هو سَهْد مَهْد. و قد فسَّرناه.
و من ذلك (السَّمْهريَّة): الرِّماح الصِّلاب، و الهاء فيه زائدة، و إنّما هي من السُّمْرة «4».
و من ذلك (المُسْلَهِبُّ): الطويل، و الهاء فيه زائدة، و الأصل السَّلِب، و قد مضي.
و من ذلك قولهم (اسْلهَمَّ)، إذا تغيَّر لونُه. فاللام فيه زائدة، و إنّما هو سَهُمَ وجهه يسْهُم، إذا تغيَّر. و الأصل السُّهام.
______________________________
(1) عرض يعرض عرضا، مثل صغر يصغر صغرا.
(2) و ثرت الشي‌ء: و طأته و سهلته. و في الأصل: «و ترته»، تحريف.
(3) سبق إنشاد البيت في (دمل) و سيأتي في (مهد).
(4) تذكر المعاجم أن السمهرية من الرماح منسوبة إلي «سمهر»: رجل كان يصنع الرماح بالخط، و امرأته «ردينة» التي تنسب إليها الرماح الردينية.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 160
و من ذلك العجوز (السَّمْلَق): السَّيئة الخُلُق، و الميم فيه زائدةٌ، و إنّما هي من السِّلْقة.
و من ذلك (السَّرطَمِ): الواسع الحَلْقِ، و الميم فيه زائدة، و إنَّما هو من سَرِطَ، إذا بَلِع.
و من ذلك (السَّرمَد): الدائم، و الميم فيه زائدة، و هو من سَردَ، إذا وَصل، فكأنّه زمان متّصل بعضُه ببعض.
و من ذلك (اسْبَغَلّ) الشّي‌ءُ اسبِغْلالًا، إذا ابتلَّ بالماء. و اللام فيه زائدة، و إنما ذلك من السُّبوغ، و ذلك أنّ الماءَ كثُر عليه حتّي ابتلّ
و مما وُضِع وضعاً و ليس قياسُه ظاهراً: (السِّنَّوْرُ)، معروف. و (السَّنَوَّر):
السِّلاح الذي يُلبَس. و (السَّلْقَع) بالقاف «1»: المكان الحزْن. و (السَّلْفَع) بالفاء «2»: المرأة الصَّخَّابة. و (السَّلفَع) من الرِّجال: الشجاع الجَسور.
قال الشاعر:
بَينا يُعانِقُه الكماةُ و رَوْغِهِ يوماً أتيِحَ له جرِي‌ءٌ سَلْفَعُ «3»
و قال في المرأة:
فما خَلَفٌ عن أُمِّ عِمران سلفعٌ من السُّود وَرهاء العِنان عَروبُ «4»
______________________________
(1) في المجمل: «بنقطتين».
(2) في المجمل: «بنقطة».
(3) رواية الديوان 18 و المفضليات (2: 228): «بينا تعنقه» مصدر تعنقه تعنقا. و في رواية المقاييس عطف الاسم علي الفعل، و هو مسموع. انظر همع الهوامع (2: 140).
(4) في اللسان (سلفع): «و ما بدل من أم عثمان».
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 161
(و السِّمْحاق): جلدةٌ رقيقةٌ في الرأس، إِذا اتهت الشَّجَّةُ إليها سمِّيت سِمْحاقا.
و كذلك سَمَاحيق السَّلَي، و سماحيق السَّحاب: القطع الرّقاق منه.
و من ذلك (اسْحَنكَك) الظّلام. و (اسحَنْفَرَ) الشّي‌ء: طال و عَرُض.
و سَنامٌ (مُسَرْهَدٌ): مقطوع قِطعاً. و (اسمهَرَّ) الشوك: يَبِس. و يقال للظلام إِذا اشتدَّ: اسمَهَرَّ. و (السَّرْهَفَة) و (السَّرعَفة): حسن الغِذاء.
و (السَّخْبَر «1»): شجر. و (السَّماليخ): أما سيخ النَّصِيّ «2»، الواحدة سُملوخ. و (السَّمْسَق): الياسَمِين. و (السَّفَنَّجُ): الظّليم. و (السَّلْجَم):
الطويل. و (السَّرَوْمط): الطويل. و (السِّلْتِم): الغُول. و (السِّلْتِم): السّنة الصَّعبة. قال الشاعر:
و جاءت سِلتمٌ لا رَجْعَ فيها و لا صَدْعٌ فينجر الرِّعَاءُ «3»
و (السِّلتِم): الداهية. و (السَّبَنْتَي): النَّمِر، و كذلك (السَّبَنْداةُ).
قال في السَّبَنْتَي:
______________________________
(1) في الأصل: «السنجر»، صوابه من المجمل و اللسان.
(2) في اللسان: «و سماليخ النصي: أما صيخه، و هو ما تنزعه منه مثل القضيب». و الأماسيخ وردت بالسين في كل من المقاييس و المجمل، فلعلها مما جاء بالإبدال من الصاد.
(3) سبق البيت في مادة (رجع)، و لست أحق كلمة «فينجر»، و رواية اللسان (فيحتلب).
و لعلها هنا «فيتجر الرعاء»، من الوجور، و هو …
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 162
و ما كنتُ أخشَي أن تكون وفاتُه بكفَّيْ سبَنْتَي أزرقِ العين مُطرِقِ «1»
و (السِّربال): القَميص. و (اسْرَنْدَانِي) الشَّي‌ءُ: غلبني. و (السِّفْسِير).
الفَيْج و التابع. و (السَّوُذَق) و (السَّوْذَنِيق «2») و (السُّوذَانِق):
الصّقر.
و (السَّباريت): الأرض القَفر. و (السُّبْروت): الرَّجل القصير.
و (السَّرْبَخُ): الأرض الواسعة. و (السِّنْدَأْوة) الرّجل الخفيف.
و (السَّجَنْجل): المرآة. و غلام (سَمَهْدَرٌ): كثير اللَّحم. و (المُسْمَهِرُّ):
المعتدل. و (المُسْجَهِرُّ): الأبيض. و (المُسْمغِدّ): الوارم. و (المُسْلَحِبّ):
المستقيم. و (السُّرادِق): الغبار. و (السَّمْحَج): الأتَان الطَّويلة الظهر.
و (السِّجِلَّاط): نَمَط الهَوْدج، و يقال إنّه ليس بعربيّ «3». و (السَّمَهْدَر):
البعيد، في قول الراجز:
و دُونَ ليلَي بَلَدٌ سَمَهْدَرُ «4»
______________________________
(1) البيت للشماخ من مقطوعة في الحماسة (1: 454). و أنشده في اللسان (سبت) و المخصص (1: 124/ 16: 8). و لم يرو في ديوان الشماخ.
(2) و يقال أيضا «سيذنوق». و اللفظ معرب من الفارسية. انظر المعرب للجواليقي 186- 187 و اللسان (سذق)، و أدي شير.
(3) في اللسان أنه معرب عن الرومية: «سجلاطس».
(4) البيت لأبي الزحف الكليبي الراجز، ابن عم جزير. انظر اللسان (سمهدر). و في اللسان «الكليني» و هو تحريف أوقع مصحح اللسان في خطأ.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 163
و يقال (سَرْدَجْته) فهو مُسردَج «1»، أي أهملتُه، فهو مُهمل. قال أبو النجم:
قد قَتَلَتْ هِنْدُ و لَم تَحَرَّجِ و تركَتْكَ اليومَ كالمُسَرْدَجِ
و (اسْبَكَرّ) الشَّي‌ء: امتدّ. و اللّٰه أعلم.
تم كتاب السين
______________________________
(1) لم تذكر مادة (سردج) بالجيم في اللسان، و ذكرها صاحب القاموس.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 165‌

كتاب الشينْ

باب ما جاء من كلام العرب أوله شين في المضاعف و المطابق

شص

الشين و الصاد أصلٌ واحد مطّرد، يدلُّ علي شدّة و رَهَق.
من ذلك قولهم: شَصَّتْ مَعِيشتُهم* و إِنَّهم لفي شَصَاصَاء، أي في شِدّة. و أصله من قولهم شَصَّ الإنسان، إِذا عَضّ بنواجذه علي الشي‌ء عَضًّا. و يقال في الدعاء:
نَفَي اللّٰه عنك الشَّصائص، و هي الشّدائد.
و من الباب الشِّصّ: شي‌ءٌ يُصاد به السّمك. و يقال لِّلصِّ الذي لا يَرَي شيئاً إِلّا أتي عليه: شِصّ. قال الكسائيّ: يقال إنّ فلاناً علي شَصَاصاء، أي علي عَجَلة. قال:
نحنُ نَتَجْنا ناقةَ الحَجّاجِ علي شَصَاصاء من النِّتاجِ «1»

شط

الشين و الطاء أصلانِ صحيحان: أحدهما البُعد، و الآخر يدلُّ علي المَيل.
فأمّا البُعد فقولهم: شطّت الدارُ، إذا بعُدت تَشُطّ شُطوطا. و الشَّطاط:
البُعد. و الشَّطاط: الطُّول؛ و هو قياسُ البُعد؛ لأنّ أعلاه يبعُد عن الأرض.
______________________________
(1) الرجز في اللسان (شصص).
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 166
و يقال أشَطَّ فلانٌ في السّوْم، إذا أَبعَدَ و أتَي الشَّطَطَ، و هو مجاوزة القَدْر.
قال جلّ ثناؤه: وَ لٰا تُشْطِطْ. و يقال أشطَّ القومُ في طلبِ فلانٍ، إذا أمعَنُوا و أَبعَدوا.
و أمَّا الميل فالميل في الحُكم. و يجوز أن يُنقل إلي هذا الباب الاحتجاجُ بقوله تعالي: وَ لٰا تُشْطِطْ. أي لا تَمِلْ. يقال [شَطّ، و «1»] أشَطّ، و هو الجور و الميل في الحكم. و
في حديث تميمٍ الداريّ: «إنّك لشاطِّي حتَّي أحملَ قوّتَك علي ضعفي «2»»
، شاطِّي، أي جائر في الحكم عليَّ. و الشَّطُّ: شَطّ السَّنام، و هو شِقُّه، و لكلِّ سَنامٍ شَطَّانِ. و إنّما سمِّي شطًّا لأنَّه مائل في أحد الجانبين.
قال الشاعر «3»:
كأنّ تحتَ دِرعِها المُنْعَطِّ شَطًّا رميتَ فوقَه بشَطِّ
و ناقة شَطَوْطَي من هذا. و شَطُّ النَّهر يسمي شَطًّا لذلك، لأنَّه في الجانبين.

شظ

الشين و الظاء أصلٌ يدل علي امتدادٍ في شي‌ء. من ذلك الشِّظَاظانِ: العُودان اللذان يُجعَلان في عُرَي الجُوالِق. قال:
______________________________
(1) التكملة يقتضيها الاستشهاد التالي، و كذا جاء في المجمل: «قال أبو عبيد: شططت فلان و أشططت، و هو الجور في الحكم». ثم استشهد بحديث تميم الداري.
(2) في اللسان: «و في حديث تميم الداري أن رجلا كلمه في كثرة العبادة فقال: أرأيت أن كنت أنا مؤمنا ضعيفا و أنت مؤمن قوي إنك لشاطي حتي أحمل قوتك علي ضعفي فلا أستطيع فأنبت» يقول: إذا كانتني مثل عملك و أنت قوي و أنا ضعيف فهو جور منك.
(3) هو الراجز أبو النجم العجلي. اللسان (شطط، عطط):
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 167
أين الشِّظاظان و أين المِرْبَعهْ و أين وَسَقُ الناقةِ المُطَبَعة «1»
و يقولون: أشَظَّ الرجُل، إذا تحرَّك ما عنده. و يقولون: أشَظَّ البعيرُ، إذا مدّ بذنَبه.

شع

الشين و العين في المضاعف أصلٌ واحد يدلُّ علي التفرُّق و الانتشار. من ذلك الشعاع شُعاع الشّمس، سمِّي بذلك لا نبثاثه «2» و انتشاره، يقال أشَعّت الشّمسُ تُشِعُّ، إذا طرحَتْ شُعاعَها. و الشَّعَاع بالفتح: الدّم المتفرِّق.
قال قيس بن الخطيم:
طعنتُ ابنَ عبدِ القَيس طعنةَ ثائرٍ لها نَفَذٌ لو لا الشُّعَاعُ أضاءَها «3»
و شعاع «4» السُّنبُل: سفاه إذا يبِس. قال أبو النَّجم:
لِمَّةَ فَقْرٍ كشعاع السُّنبلِ «5»
و يقال نَفْسٌ شَعاعٌ، إذا تفرَّق هِمَمُها، قال:
فقَدتُكِ من نَفسٍ شَعاعٍ ألم أكنْ نهيتُكِ عن هذا و أنتِ جميعُ «6»
______________________________
(1) سبق البيتان في مادة (ربع).
(2) في الأصل: «لا بتشائه»، تحريف.
(3) ديوان قيس بن الخطيم 3 و اللسان (شعع).
(4) شعاع السنبل بتثليث حركات الشين. و في الأصل: «شعا»، تحريف.
(5) البيت في أرجوزته المنشورة بمجلة المجمع العلمي العربي، السنة الثامنة ص 475. و قبله:
تفري له الريح و لما يقمل
(6) البيت في المجمل، و هو لقيس بن ذريح، كما في اللسان (شمع).
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 168
و الشَّعُّ: رمي النّاقة بولَها علي فخذِها. يقال شَعّتْ تَشُعُّ شَعًّا. و يقال ظلٌّ شَعشَعٌ، إذا لم يكن كثيفاً. و قال الراجز في التفرُّق:
صَدْقُ اللِّقاءِ غيرُ شَعْشَاع الغَدَرْ «1»
يقول: هو جميع الهِمَّة غيرُ متفرِّقِها.
و من هذا الباب الشّعشاع و الشَّعشَعانُ من النّاس و الدوابّ: الطويل يقال بعيرٌ شعشاعٌ و ناقةٌ شَعشاعةٌ و شَعشَعانةٌ. قال ذو الرّمّة:
هيهاتَ خَرقاءُ إلَّا أنْ يقرِّبَها ذُو العرش و الشّعشعاناتُ العَياهيمُ «2»
و من الباب: شَعشعْتُ الشّرابَ، إذا مزجتَه؛ و ذلك أن المِزًاج ينبثُّ و ينتشر فيه. قال:
مشعشعةً كأنَّ الحُصَّ فيها إذا ما الماءُ خالَطَها سَخِينا «3»

شغ

الشين و الغين أصلٌ يدل علي القلّة. قال أهل اللُّغة:
الشّغشغة في الشرب: التّصريد، و هو التقليل. قال رؤبة:
لو كنتُ أسْطِيعُك لم يُشغَشَغِ شُرْبي و ما المشغولُ مِثْلُ الأفْرغِ «4»
هذا هو الأصل. و فيه كلمةٌ طريقتُها طريق الحكاية، و ذلك ربَّما حُمل
______________________________
(1) البيت في المجمل و اللسان (شعع).
(2) ديوان ذي الرمة 579 و اللسان (شعع). و سيعيده في (عهم).
(3) البيت لعمرو بن كلثوم في معلقته.
(4) ديوان رؤبة 97 و اللسان (شغغ).
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 169
علي القياس و ربما لا يُحمَل. يقولون إنَّ الشغشغة صَوت الطّعْن، في قول الهذليّ «1»:
فالطعن شَغشغةٌ و الضَّرب هَيْقعةٌ ضربَ المُعَوِّل تحت الدِّيمِة* العَضَدا
و الشغشغة: ضربٌ من هدير الإبل.

شف

الشين و الفاء أصلٌ واحد يدلُّ علي رقّة و قلّة، لا يشّذ منه شي‌ءٌ عن هذا الباب. من ذلك الشَّفّ: السِّتْر الرّقيق. يقولون: سُمِّي بذلك لأنَّه يُستَشُّف ما وراءه. و الأصل أن السِّتر في نفسه يشفُّ «2» لرقّته إذْ كان كذا.
و إن كان ما قاله القومُ صحيحاً فهو قياسٌ أيضاً؛ لأنَّ الذي يُري من ورائه هو القليل المتفرِّق في رأي العين و البصر. و من ذلك الشَّفّ الزيادة؛ يقال لهذا علي هذا شَفٌّ، أي فضْل. و يقال: أَشففتَ بعضَ ولدِك علي بعضٍ، أي فضّلت.
و إنما قيل ذلك لأن تلك الزيادة لا تكاد تكثُر، فإنْ أَعطَي أحدَهما مائةً و الآخرَ مائتين لم يُقَل أَشففتَ، لكن يقال أفْضَلْت و أَضْعفت و ضعَّفت، و ما أشبهَ ذلك.
و قولُ مَن قال: الشَّف: النُّقصان أيضاً محتمل، كأنَّه ينقُص الشي‌ءَ حتي يصيِّرَه شُفَافَة «3». و الشُّفُوف: نُحول الجِسم، يقال شفَّه المرضُ يشُفُّه شَفًّا. فأما الشّفيف فلا يكون إلا بَرْدَ ريح في نُدُؤة قليلة، فسمِّي شفيفاً لتلك النُّدُوّة و إن قَلَّتْ. و يقال لذلك الشَّفَّانُ أيضاً، قال:
______________________________
(1) هو عبد بن مناف بن ربع الهذلي، كما في اللسان (شغغ). و قصيدته في بقية أشعار الهذليين 3 و نسخة الشنقيطي 51. و انظر ما سيأتي في (عضد).
(2) في الأصل: «شف».
(3) الشفافة، بالضم: البقية من الشي‌ء.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 170
ألجَاهُ شَفَّانٌ لها شَفِيفُ «1»
و الاستشفاف في الشَّراب: أن يستقصِيَ ما في الإناء لا يُسْئِرُ «2» فيه شيئاً، كأنَّ تلك البقيَّة شُفافة، فإِذا شرِبَها الإنسان قيل اشتفَّها و تَشَافَّها. و في حديث أمّ زرع: «إنْ أكلَ لَفَّ، و إنْ شرِبَ اشتَفَّ». و كلُّ شي‌ءٍ استوعَبَ شيئاً فقد اشتفَّه. قال الشَّاعر «3»:
له عنق تُلْوِي بما وُصِلَتْ به و دَفَّانِ يشتَفّان كلَّ ظِعانِ
الظِّعَان: الحبل. يقول: جَنْباه عريضانِ، فما يأخُذان الظّعانَ كلَّه.
و أما قول الفرزدق:
و يُخْلِفْن ما ظَنَّ الغَيورُ المشَفْشَفُ «4»
فيقال: الرّجل الشديد الغَيرة. و هذا صحيح، إلّا أنّه الذي شفّتْه الغَيرة حتّي نَحَل جسمُه.

شق

الشين و القاف أصلٌ واحد صحيح يدلُّ علي انصداعٍ في الشي‌ء، ثم يحمل عليه و يشتقُّ منه علي معني الاستعارة. تقول شقَقت الشي‌ء أشقُه شقًّا، إذا صدعته. و بيده شُقوق، و بالدابّة شُقَاق. و الأصل واحد. و الشِّقَّة: شَظِيَّةٌ تُشَظّي من لوحٍ أو خشبة.
______________________________
(1) البيت في المجمل (شف).
(2) في الأصل: «لا تسار»، صوابه من المجمل.
(3) هو كعب بن زهير. و البيت سبق إنشاده في (دف).
(4) أنشد هذا الصدر في اللسان (شفف). و صدره في الديوان 552:
موانع للأسرار إلا لأهلها
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 171
و من الباب: الشِّقَاق، و هو الخِلاف، و ذلك إذا انصدعت الجماعةُ و تفرَّقتْ يقال: شَقُّوا عصا المسلمين، و قد انشقّت عصا القومِ بعد التئامها، إِذا تفرَّق أمرُهم.
و يقال لنِصف الشي‌ء الشِّقّ. و يقال أصابَ فلاناً شِقٌّ و مَشقّة، و ذلك الأمر الشديد كَأنّه من شدّته يشقُّ الإنسان شقًّا. قال اللّٰه جل ثناؤه وَ تَحْمِلُ أَثْقٰالَكُمْ إِليٰ بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بٰالِغِيهِ إِلّٰا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ. و الشِّقّ أيضاً: الناحية من الجبل.
و
في الحديث: «وجَدَني في أهل غُنَيْمَةٍ بِشَقٍّ»
. و الشِّقّ: الشقيق، يقال هذا أخي و شقيقي و شِقُّ نفسي. و المعني أنه مشبَّه بخشبةٍ جعلت شِقّيْنِ. و يقولون في الغضبان: احتدَّ فطارت منه شِقَّةٌ، كَأنه انشقّ من شدة الغضب. و كلُّ هذه أمثال.
و الشُّقَّة: مسيرٌ بعيدٌ إلي أرض نطيَّة. تقول: هذه شُقّةٌ شاقّة. قال اللّٰه سبحانه وَ لٰكِنْ بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ. و الشّقة من الثياب، معروفة. و يقال اشتقَّ في الكلام في الخصومات يمينا و شِمالًا مع ترك القَصْد، كأنَّه يكون مرةً في هذا الشِّق، و مرَّة في هذا. و فرسٌ أَشَقُّ، إذا مال في أحد شقَّيه عند عَدْوِه.
و القياس في ذلك كلِّه واحد.
و الشّقِيقة: فُرْجَةٌ بين الرمال تُنْبِتُ. قال أبو خَيْرَة: الشَّقيقة: لَيِّن من غلظ الأرض، يطول ما طال الحَبْل. و قال الأصمعيّ: هي أرضٌ غليظةٌ بين حَبْلَين من الرّمل. و قال أبو هشامٍ الأعرابيّ: هي ما بين* الأمِيلَين. و الأمِيل و الحَبْل سواء. و قال لبيد:
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 172
خَنْسَاءُ ضيَّعتِ الفريرَ فلم يَرِمْ عُرْضَ الشقائقِ طَوْفُها و بُغامُها «1»
و قال الأصمعيُّ: قِطعٌ غِلاظٌ بين كلّ حَبْلَيْ رمْل. و في رواية النَّضْر:
الشقيقة الأرض بين الجبلَين علي طَوَارهما، تنقاد ما انقاد الأرض، صلبة يَسْتَنْقِع الماءُ فيها، سَعَتُها الغَلْوَةُ و الغَلوتان. قلنا: و لو لا تطويلُ أهل اللُّغَةِ في ذكر هذه الشَّقائق، و سلوكُنا طريقَهم في ذلك، لكان الشّغل بغيره مما هو أنفع منه أولي، و أيُّ منفعةٍ في علمِ ما هي حتي تكون المنفعة في علم اختلاف الناس فيها. و كثيرٌ مما ذكرناه في كتابنا هذا جارٍ هذا المجري، و لا سيما فيما زاد علي الثلاثيّ، و لكنَّه «2» نَهج القوم و طريقَتُهم.
و من الباب الشِّقْشِقَة: لَهَاة البعير، و هي تسمَّي بذلك لأنها كَأنَّها منشقَّة.
و لذا قالوا للخطيب هو شقشقة، فإنما يشبّهونه بالفحل. قال الأعشي:
فاقْنَ فإني طَبِنٌ عالمٌ أَقطعُ من شِقشقة الهادرِ «3»
و
في الحديث: «إنَّ كثيراً من الخطب شقاشقُ الشَّيْطان «4»»
. و مما شذَّ عن هذا الباب: الشَّقيق، قالوا: هو الفَحْلُ إذا استَحْكَم و قوِيَ.
قال الشاعر:
أبوكَ شَقيقٌ ذو صَياصِ مذَرَّبُ
______________________________
(1) البيت من معلقة لبيد.
(2) في الأصل: «و لكن».
(3) ديوان الأعشي: 107 و اللسان (شقق). و في الديوان:
«و اسمع فإني …»
. (4) في اللسان: «من شقاشق الشيطان».
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 173‌

شك

الشين و الكاف أصل واحدٌ مشتقٌّ بعضُه من بعض، و هو يدلُّ علي التَّداخُل. من ذلك قولهم شكَكْتُه بالرُّمح، و ذلك إذا طعنتَه فداخَل السنانُ جسمَه. قال:
فشككت بالرُّمح الأصَمِّ ثيابَه ليس الكريمُ علي القنا بمحرَّمِ «1»
و يكون هذا من النَّظْم بين الشيئين إذا شُكّا.
و من هذا الباب الشكُّ، الذي هو خلافُ اليقين، إنما سمِّي بذلك لأنَّ الشَّاكَّ كأنه شُكَّ له الأمرانِ في مَشَكٍّ واحد، و هو لا يتيقن واحداً منهما، فمن ذلك اشتقاق الشك. تقول: شككت بين ورقتين، إِذا أنت غرَزْت العُود فيهما فجمعتَهما.
و من الباب الشِّكَّةُ، و هو ما يلبسه الإِنسان من السّلاح، يقال هو شاكٌّ في السّلاح. و إنما سمِّي السّلاحُ شِكَّة لأنه يُشَكُّ به، أوْ لأنه كأنه شُكَّ بعضُه في بعض. فأمّا قول ذي الرُّمَّة:
وَثْبَ المَسحَّج مِن عاناتِ مَعْقُلةٍ كأنّه مُستَبانُ الشَّكِّ أو جَنِبُ «2»
فالشك يقال إنّه ظلْع خفيف؛ يقال بعيرٌ شاكٌّ، و قد شَكّ شَكًّا. و هذا قياس صحيح؛ لأنّ ذلك وَجَع «3» يداخِله‌ء و يقال بل الشَّكّ: لُصوق العَضد بالجنْب. فإِن صحَّ هذا فهو أظهر في القياس. و الشكائك: الفِرَق من الناس،
______________________________
(1) البيت من معلقة عنترة العبسي.
(2) البيت في ديوان ذي الرمة 10 و اللسان (جنب، شكك). و قد سبق في (جنب).
(3) في الأصل: «رجع».
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 174
الواحدة شَكِسكة، و إنما سمِّيت بذلك لأنها إذا افترقت فكلُّ فِرقةٍ منها يداخل بعضُهم بعضا.

شل

الشين و اللام أصلٌ واحدٌ يدلُّ علي تباعُد، ثم يكون ذلك في المسافة، و في نسج الثَّوب و خياطته و ما قارب ذلك. فالشلُّ: الطرْد، يقال شَلَّهم شَلًّا، إذا طردَهم. و يقال أصبح القوم شِلَالًا، أي متفرِّقين.
قال الشاعر:
أما و الذي حَجَّت قريشٌ قَطينةً شِلالًا و مولَي كلِّ باقٍ و هالك «1»
و الشَّلل: الذي قد شُلّ، أي طُرِد. و منه قوله:
لا يَهُمُّون بإدْعاق الشَّلَلْ «2»
و يقال شَللت الثوب أشُلُّه، إذا خِطته خياطةً خفيفة متباعدة.
و من الباب الشلل: فساد اليد، يقال: لا تشْلل و لا تَكْللْ. و رجلٌ أشَلُّ و قد شَلَّ يَشَلّ. و الشلل: لَطْخ يُصيب الثوبَ فيبقي فيه أثر. و الشلشَلة:
قَطَرَانُ «3» الماء متقطعا. و الشُّلة «4»: النّوَي نوي الفِراق. و هو من الباب، و ذلك حيثُ ينتوي القومُ. قال أبو ذؤيب:
و قلتُ تجنَّبَنْ سُخْطَ ابنِ عمٍّ و مَطلبَ شُلَّةٍ و هي الطرُوح «5»
______________________________
(1) البيت لابن الدمينة في اللسان (شلل).
(2) عجز بيت للبيد، سبق إنشاده في (دعق). و سيأتي في (دعق) و صدره:
في جميع حافظي عوراتهم
(3) القطران، بفتح الطاء: مصدر قطر. و في الأصل: «قطرات»، تحريف.
(4) و يقال أيضاً «الشُّلَّي» بالقصر.
(5) ديوان أبي ذؤيب 69 و اللسان (شلل).
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 175
فأما الشليل فقال قوم: هو الحِلْس، و هو لا يكون محقق النَّسْج. و أمَّا الجُنَنُ «1» ففيها الشَّليل، فقال قوم: هو ثوبٌ يُلبَس تحت الدِّرع* و لا يكون ضعيفاً، و قال آخرون: هي الدِّرع القصيرة، و تُجمع أشِلّة. قال أوس:
و جاءُوا بها شهباءَ ذاتَ أشِلَّةٍ لها عارضٌ فيه المنيَّةُ تلمعُ «2»
و أيّ ذلك كان فإِنما هو تشبيهٌ و استعارة.

شم

الشين و الميم أصلٌ واحد يدلُّ علي المقارَبة و المداناة. تقول شَممت الشي‌ءَ فأنا أشُّمه «3». و المشامَّة: المفاعلة من شاممته، إذا قاربتَه و دنوتَ منه. و أشمَمْتُ فلاناً الطيبَ. قال الخليل: تقول للوالي: أشمِمني يدَكَ، و هو أحسنُ من قولك: ناوِلْني يدَك. و أمَّا الشمم فارتفاعٌ في الأنف، و النعت منه الأشمُّ؛ في الظاهر كأنه بعيدٌ من الأصل الذي أصَّلناه، و هو في المعني قريبٌ، و ذلك أنه إذا كان مرتفعَ قصبة الأنف كان أدني إلي ما يريد شَمَّهُ. ألا تراهم يقولون: [آنفُهمْ «4»] تنال الماء قبل شفاههم. و إذا كان هذا كذا كان منه أيضاً ما حُكي عن أبي عمرو: أَشمَّ فلانٌ، إذا مرّ رافعاً رأسه. و عرضت عليه كذا فإذا هو مُشِمٌّ «5». و بينا هُمْ في وجهٍ أشَمُّوا، أي عدَلوا؛ لأنه إذا باعدَ شيئاً قاربَ غيره، و إذا أشمَّ عن شي‌ء قاربَ غيره، فالقياسُ فيه غير بعيد.
______________________________
(1) الجنن: جمع جنة، و هو ما استترت به من السلاح. و في الأصل: «الحسن»، تحريف، صوابه من المجمل.
(2) ديوان أوس بن حجر 11 و اللسان (شلل).
(3) يقال من بابي علم و نصر.
(4) تكملة يفتقر إليها الكلام.
(5) في الأصل: «متشم»، صوابه في المجمل و اللسان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 176‌

شن

الشين و النون أَصلٌ واحد يدلُّ علي إخلاقٍ و يُبْس. من ذلك الشَّنُّ، و هو الجِلد اليابس الخَلَق البالي، و الجمع شِنانٌ. و
في الحديث في ذكر القرآن: «لا يَتفه و لا يتشانُّ «1»»
أي لا يَقِلُّ و لا يُخْلِق. و الشنين: قَطَرانُ الماء من الشّنّة. قال الشاعر:
يا مَن لدمعٍ دائم الشَّنِينِ «2»
و من الباب: الشِّنْشِنَة، و هي غَريزة الرَّجُل. و في أمثالهم:
«شِنْشِنة أعرفُها من أَخزم»
: و هي مشتقة مما ذكرناه، أي هي طبيعتُه التي وُلِدَت معه و قَدُمَت، فهي كأنها شَنّة. و الشَّنُون، مختلف فيه، فقال قوم: هو المهزول، و احتجُّوا يقول الطرِمَّاح في وصف الذئب الجائع:
… كالذّئب الشّنونِ «3»
و قال آخرون: هو السَّمين. و يقال إنّه الذي ليس بسمينٍ و لا مهزُول.
و إذا اختلفت الأقاويل نُظِرَ إلي أقربها من قياس الباب فأُخِذَ به. و قد قال الخليل:
إن الشَّنُون الذي ذهب بعضُ سِمَنه، [شُبِّهَ «4»] بالشَّنّ. و قال: يقال للرّجُل إذا هُزِلَ: قد استَشَنّ. و أمّا إشْنانُ «5» الغارةِ فإِنما هو مشتقٌّ من الشَّنين، و هو قَطَران الماء من الشَّنَّة، كأنهم تفرَّقوا عليهم فأتَوْهم من كلِّ وجه. يقال شننت الماءَ، إذا صَببته متفرِّقاً. و هو خلافُ سنَنْت.
______________________________
(1) سبق الاستشهاد بالحديث في (تفه) برواية أخري حيث فسر التافه بالقليل.
(2) البيت في اللسان (شنن 108).
(3) و كذا ورد إنشاد هذه القطعة في المجمل. و البيت بتمامه في الديوان 178 و اللسان (شنن):
يظل غرابها ضرما شذاه شج بخصومة الذئب الشنون
(4) التكملة من المجمل.
(5) في الأصل: «شنان»، تحريف، و إنما هو «إشنان» مصدر «أشن».
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 177‌

شب

الشين و الباء أصلٌ واحد يدلُّ علي نَمَاء الشي‌ء و قوّته في حرارةٍ تعتريه. من ذلك شَبَبْتُ النّارَ أشُبُّها شَبًّا و شُبُوباً. و هو مصدر شُبَّت.
و كذلك شَبَبْتُ الحرب، إذا أوقدتَها. فالأصل هذا. ثم اشتق منه الشَّباب، الذي هو خلاف الشَّيْب. يقال: شَبَّ الغلامُ شَبِيباً و شَباباً «1»، و أشَبَّ اللّٰه قَرْنَه «2» و الشَّبَاب أيضاً: جمع شابّ، و ذلك هو النَّماء و الزيادةُ بقوّة جسمِه و حرارته. ثم يقال فَرقاً: شَبَّ الفرسُ شِبابا، بكسر الشين، و ذلك إذا نَشط و رفَع يديه جميعا.
و يقولون: بَرِئْت إليك من شِبابه و عِضاضِه «3». و الشَّبيبة: الشَّباب «4». و من الباب: الشَّبَبُ: الفتيُّ من بقر الوحش. قال ذو الرّمة:
… ناشِطٌ شَبَبْ «5»
و من هذا القياس: أُشِبّ له الشي‌ءُ، إذا قُدِّر و أُتيح؛ و كأنّه رُفع و أُسْمِيَ له «6».

شت

الشين و التاء أصلٌ يدلُّ علي تفرُّق و تزيُّل، من ذلك تشتيت الشي‌ء المتفرّق. تقول: شَتّ شَعْبُهم شَتَاتا و شَتًّا، أي تفرَّق جَمْعهم.
قال الطرِمّاح:
______________________________
(1) و شبوبا أيضا.
(2) في اللسان: «و أشبه اللّه و أشب اللّه قرنه. و القرن زيادة في الكلام».
(3) و يقال أيضا: من شبيبه و عضيضه
(4) في الأصل: «الشاب»، صوابه في المجمل و اللسان.
(5) البيت بتمامه كما في الديوان 17 و اللسان (نمش، نشط) و ما سيأتي في (نشط):
أذاك أم نمش بالوشي أكرعه مسفع الخد هاد ناشط شبب
(6) أسماه له: رفعه. و في الأصل: «سمي به له».
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 178
شَتَّ شَعْبُ الحيِّ بعد التِئامْ و شَجَاك الرّبعُ ربع المُقامْ «1»
و يقال: جاء القوم أشتاتاً. و ثَغْر شَتِيتٌ: مفلَّجٌ حَسَن. و هو من هذا، كأَنّه يقال إنّ الأسنانَ ليست بمتراكِبة. و شتّانَ ماهما، يقولون إنّه الأفصح، و ينشدون:
شَتّانَ ما يومِي علي كُورِها و يومُ حَيَّانَ أخِي جابرِ «2»
و ربما قالوا: شَتَّانَ ما بينهما، و الأوّل أفصح.

شث

الشين و الثاء ليس بأصل، إنما هو الشّثُّ: شَجر.

شج

الشين و الجيم أصلٌ واحد يدلُّ علي صَدع الشي‌ء. يقال شجَجْتُ رأسَه أشُجُّه شَجًّا. و كان بين القوم شِجاجٌ و مشاجّة، إذا شجَّ بعضُهم بعضا. و الشَّجَجُ: أثر للشَّجّة في الجبين؛ و النّعت منه أشَجّ. و شجَجت المفازةَ شَجًّا، إذا صدَعْتَهَا بالسَّير. و شَجَجْتُ الشَّراب بالمِزَاج «3». و شَجَّت السفينةُ البحر. و الشَّجِيج: المشجوج. و الوَتِد شجيج.

شح

الشين و الحاء، الأصل فيه المنع، ثم يكون منعاً مَعَ حِرص.
من ذلك الشُّحُّ، و هوَ البُخل مع حِرص. و يقال تَشَاحَّ الرّجلانِ علي الأمر، إذا أراد كلُّ واحدٍ منهما الفوزَ به و منْعَه من صاحبه. قال اللّٰه جلّ ثناؤه: وَ مَنْ*
______________________________
(1) ديوان الطرماح 95 و اللسان (شتت).
(2) للأعشي في ديوانه 108 و اللسان (شتت).
(3) في الأصل: «بالمزج» مع ضبط الميم بالكسر، صوابه من المجمل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 179
يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ*. و الزّنْد الشَّحَاحُ: الذي لا يُورِي.
قال ابن هَرْمَة:
و إنِّي و تركي نَدي الأكرمبنَ وَ قَدْحِي بكفَّيَّ زَنْداً شَحاحَا «1»
هذا هو الأصل في المضاعف.
فأمَّا المطابَقُ فقريبٌ من هذا. يقولون للمواظِب علي الشي‌ء: شَحْشَحٌ. و لا يكون مواظبتُه عليه إلّا شُحًّا به. و يقولون للغَيور: شَحْشَح، و هو ذاك القياس؛ لأنّه إذا غار مَنَع. و كذلك الشُّجَاع، و هو المانع ما وراءَ ظهرِه. و أمَّا الماضي في خطبته فيقال له شَحشح؛ كأنّه محمولٌ علي الشُّجاع مشبَّه به.

شخ

الشين و الخاء ليس بأصل، إنما يقولون شَخَّ الصبيُّ ببوله، إذا بال و كان له صوت. و شَخَّتْ رجلُه دماً، أي سالت.

شد

الشين و الدال أصلٌ واحدٌ يدلُّ علي قوةٍ في الشي‌ءِ، و فروعُه ترجِع إليه. من ذلك شَدَدْتُ العقد شَدًّا أشُدُّه. و الشَّدّة: المرّة الواحدة. و هذا القياسُ في الحرْب أيضاً، يَشُدُّ شَدًّا. قال:
يا شَدَّةً ما شددنا غيرَ كاذبةٍ علي سَخِينَةَ لو لا اللّيلُ و الحرَمُ «2»
و من الباب: الشّديد و المتشدّد: [البَخِيل «3»]. قال اللّٰه سبحانه: وَ إِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ. [و] قال طرَفة في المتشدّد:
أرَي الموتَ يعتامُ الكِرامَ و يَصْطَفي عَقيلةَ مالِ البَاخِلِ المتشدِّدِ «4»
______________________________
(1) اللسان (شحح) و الحيوان (1: 199) و الموشح: 237 و ثمار القلوب 353.
(2) لخداش بن زهير، كما سبق في حواشي مادة (سخن).
(3) التكملة من المجمل و اللسان.
(4) البيت من معلقته المعروفة.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 180
و حُكي عن أبي زيد: أصابتني شُدَّي، أي شِدَّة. و يقال: أشَدَّ القومُ، إذا كانت دوابُّهم شِداداً «1». و شَدُّ النّهارِ: ارتفاعه «2». و الأشُدُّ: العشرون، و يقال أربعون سنة. و بعضهم يقولون لا واحدَ لها، و يقال بل واحدها شدٌّ.

شذ

الشين و الذال يدلُّ علي الانفراد و المفارَقة. شَذّ الشي‌ء يَشِذُّ شذوذاً. و شُدَّاذُ الناس: الذين يكونون في القوم و ليسوا من قبائلهم و لا مَنَازِلهم «3» وَ شَذَّانِ الحصي «4»: المتفرِّق منه. قال امرؤ القيس:
تُطَايِرُ شُذّانَ الحصي بمَناسمٍ صلابِ العُجي ملثومُها غَيرُ أَمْعَرا «5»

شر

الشين و الراء أصلٌ واحد يدلُّ علي الانتشار و التّطايُر. مِن ذلك الشرّ خلاف الخير. و رجلٌ شِرِّير، و هو الأصل؛ لانتشاره و كثرته. و الشَّرُّ:
بسْطُك الشي‌ءَ في الشمس. و الشّرارة، و الجمع الشّرَارُ. و الشّرَر: ما تطاير من النّار، الواحدة شَرَرَة. قال اللّٰه جلّ و علا: إِنَّهٰا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ.
و يقال: شر شَر الشي‌ءَ، إذا قطّعه. و الإِشرارة: ما يُبْسَط عليه الشي‌ء. و الشِّواء الشّرْشار «6»: الذي يتقاطر دَسَمُه. و الشّرشرة: أن تنفُض الشّي‌ءَ من فيك بعد عِضّك إيَّاه. و شراشر الأذناب: ذَباذِبُهَا. و أنشد:
______________________________
(1) منه الحديث: «يرد مشدهم علي مضعفهم».
(2) منه قول عنترة في معلقته:
عهدي به شد النهار كأنما خضب البنان و رأسه بالعظلم
(3) في الأصل: «مساولهم»، صوابه في المجمل و اللسان.
(4) شذان، بالضم: جمع شاذ، كشاب و شبان. و بالفتح: صفة علي فعلان.
(5) ديوان امرئ القيس 98 و اللسان (شذذ).
(6) و كذا في المجمل. و في اللسان و القاموس: «الشرشر».
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 181
فعوين يَستعجِلْنه و لَقِينَه يَضْرِبْنَه بشراشر الأذْنابِ «1»
فإن قال قائل: فعلي أيِّ قياسٍ من هذا الباب يُحمل الشَّراشر، و هي النَّفْس، يقال ألقي عليه شراشِرَه، إذا ألقي عليه نفسه حرصاً و محبّة. و هو قوله:
و مِن غَيَّةٍ تُلقَي عليها الشَّراشرُ «2»
فالجوابُ أنّ القياس في ذلك صحيح، و ليس يُعنَي بالشّراشر الجسمُ و البدَن، إنّما يراد به النَّفْس. و ذلك عبارةٌ عن الهِمم و المَطَالب* التي في النَّفْس. يقال ألقي عليه شراشِرَه، أي جَمَع ما انتشر من هِمَمه لهذا الشي‌ء، و شَغَلَ همومَه كلَّها به.
فهذا قياس.
و يقال أشررتُ فلاناً، إذا نسبتَه إلي الشرّ. قال طرفة:
و ما زال شُربِي الرّاحَ حتّي أشَرّنِي صديقي و حَتَّي ساءني بعضُ ذلِكِ «3»
و يقال أشررت الشّي‌ءَ، إذا أبرزْتَه و أظهرتَه. قال:
و حَتَّي أُشِرّتْ بالأكفِّ المصاحفُ «4»
و قال:
______________________________
(1) في المجمل: «يعوين».
(2) لذي الرمة. و صدره في ديوانه 251 و اللسان (شرر):
و كائن تري من رشدة في كريهة
(3) ديوان طرفة 55 و اللسان (شرر). و في الأصل: «شرب الراح»، و صوابه في الديوان و اللسان. و في اللسان: «بعض ذلكا»، تحريف. و مطلع القصيدة:
قفي قبل و شك البين يا ابنة مالك و عوجي علينا من صدور جمالك
(4) لكعب بن جعيل كما في وقعة صفين 336 و اللسان (شرر). و نسب في وقعة صفين 411 إلي أبي جهمة الأسدي. و ذكر في اللسان نسبته إلي الحصين بن الحمام المري.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 182
إذا قِيلَ أيُّ النّاسِ شرٌّ قبيلةً أشَرَّت كليباً بالأكفّ الأصابعُ «1»
و قال امرؤ القيس:
تجاوزتُ أحراساً عليها و مَعشراً عليَّ حِراصاً لو يُشِرُّون مَقتَلي (2)

شز

الشين و الزاء أصلٌ واحد ضعيف. يقولون: إنّ الشَّزازة:
اليُبْس الشَّديد.

شس

الشين و السين قريب من الذي قبله. فالشَّسُّ: الأرض الصُّلبة، و الجمع شِساس و شُسوس.

باب الشين و الصاد و ما يثلثهما

شصب

الشين و الصاد و الباء أصلٌ يدلُّ علي شِدّة في عيشٍ و غيره. يقال: الشَّصائب: الشّدائد. و يقال عيشٌ شاصبٌ، أي شديد. و قد شصَب شُصوباً. و يقال أشْصَب اللّٰهُ عيشَه.
و من هذا الباب، إن كان صحيحاً: شَصَبت النّاقةُ علي الفَحل «2»، و ذلك إذا أكثَرَ ضرابَها فلم تَلْقَح له.
______________________________
(1) للفرزدق في ديوانه 520 و الخزانة (3: 669). و يروي: «أشارت كليب» بنزع «إلي» و إبقاء عملها. و «أشارت كليبا» بالنصب بعد نزع الخافض.
(2) هذه الكلمة مما فات صاحب اللسان، و ذكرت في المجمل و القاموس.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 183
و ما بعد ذلك من قولهم، أنَّ الشِّصْبَ «1»: النَّصِيب، و أنّ المَشْصوبَةَ «2» المسلُوخة، فكلُّ ذلك مشكوكٌ فيه، غيرُ معوَّل عليه.

شصر

الشين و الصاد و الراء أصلٌ إن صحَّ يدلُّ علي وصلِ شي‌ءٍ بشي‌ء. من ذلك الشِّصار: خشبة تشدُّ مِن مَنْخِرَي الناقة. تقول: شَصَّرتها أشصِّرها تشصيراً. و قريبٌ من هذا: الشَّصْر: الخياطة و يكون فيها بعض التّباعُد و أمّا قولهم شَصَرَ بصرُ فلان، فهو من باب الإبدال، و إنّما الصاد [مبدلة] من الطاء، و قد ذَكر في بابه.
و مما شذّ عن ذلك: الشَّصَر، يقال إنَّه الظَّبْي الشّادن. و ربما سمَّوه الشَّاصِر.
و قد ذكره جرير «3».

باب الشين و الطاء و ما يثلثهما

شطن

الشين و الطاء و النون أصلٌ مطّرد صحيح يدلُّ علي البُعد.
يقال شَطَنت الدار تَشْطُن شطوناً إذا غَرَبت. و نوًي شَطونٌ، أي بعيدة.
قال النابغة:
______________________________
(1) و هذه أيضا مما فات صاحب اللسان، و ذكرت في القاموس و قال: «كالشصيب».
(2) ذكرت في اللسان عن ثعلب. و قد ذكر في المجمل بدلها «الشصب» بضمتين. و في القاموس: «و كعنق: الشاة المسلوخة».
(3) في المجمل: «و هو في شعر جرير». و قد عثرت علي الشاهد الذي أشار إليه في ديوان جرير 306. و هو:
عرقت وجوه مجاشع و كأنها عقل تدلع دون مدري الشاصر
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 184
نأتْ بسعادَ عنك نوًي شَطونُ فبانتْ و الفؤادُ بها رهينُ «1»
و يقال بئرٌ شَطون، أي بعيدة القَعر. و الشَّطَن: الحَبْل. و هو القياس، لأنّه بعيدُ ما بينَ الطَّرَفين. و وصَفَ أعرابيٌّ فرساً فقال: «كأنّه شيطانٌ في أشطان». قال الخليل: الشَّطَن: الحبل الطويل. و يقال للفرس إذا استعصي علي صاحبه: إنه لَينزُو «2» بين شَطَنين. و ذلك أنّه يشده موثقا بين حَبْلين «3»
و أمَّا الشَّيطان فقال قوم: هو من هذا الباب، و النون فيه أصليّة، فسُمِّي بذلك لبُعده عن الحقّ و تمرُّده. و ذلك أنّ كلَّ عاتٍ متمرّدٍ من الجنّ و الإِنس و الدوابّ شيطان. قال جرير:
أيّامَ يدْعُونَني الشيّطانَ مِن غَزَلي و هنّ يَهوَيْنَني إذْ كُنتُ شيطانا «4»
و علي ذلك فُسِّرَ قولُه تعالي: طَلْعُهٰا كَأَنَّهُ رُؤُسُ الشَّيٰاطِينِ. و قيل إنّه أراد الحيّات: و ذلك أنّ الحيّةَ تسمَّي شيطانا. قال:
تُلاعِبُ مَثْنَي حَضْرميٍّ كأنّه تَعَمُّجُ شيطانٍ بذي خِرْوعٍ قَفْرِ «5»
______________________________
(1) البيت بهذه النسبة في اللسان (شطن)، و ليس في ديوان النابغة.
(2) ينزو: يثب. و في الأصل: «ينز»، صوابه من اللسان (شطن 103).
(3) في اللسان: «يقال للفرس العزيز النفس: إنه لينزو بين شطنين. يضرب مثلا للإنسان الأشر القوي».
(4) ديوان جرير 597 و اللسان (شطن).
(5) لطرفة بن العبد، كما في الحيوان (4: 133). و أنشده في الحيوان (1: 153/ 6:
192) بدون نسبة، و كذا في اللسان (3: 153/ 17: 105). و ليس في ديوانه و سيعيده في (عمج) بدون نسبة.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 185
و يشبه أن يكون مِن حُجّة من قال بهذا القول، و أنَّ النون في الشيطان أصليةٌ قولُ أميَّة:
أَيُّما شاطنٍ عَصاهُ عَكاهُ و رماهُ في القَيد و الأغلالِ «1»
أفلا تراه بناه علي فاعلٍ و جعل النّونَ فيه أصلية؟! فيكون الشيطان علي هذا القول بوزن فَيْعال. و يقال إنّ النون* فيه زائدة، [علي «2»] فعلان، و أنَّه من شاط، و قد ذكر في بابه.

شطأ

الشين و الطاء و الهمزة فيه كلمتان: إحداهما الشَّطْء شَطءُ النًّبات، و هو ما خرج مِن حول الأصل، و الجمع أشطاء. و قد شَطَأَت الشَّجرة.
قال اللّٰه جلّ ثناؤه: كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ. و الأصل شاطئ الوادي:
جانبه. و شاطأتُ «3» الرّجُل: مشيت علي شاطئٍ و مشي هو علي الشاطئ الآخر.
و هما متبايِنَتَان.

شطب

الشين و الطاء و الباء أصلٌ مطَّرد واحد، يدلُّ علي امتدادٍ في شي‌ءٍ رَخص، ثم يقال في غير ذلك. فالشَّطْبة: سَعَفة النَّخل الخضراء، و الجمع شَطْبٌ «4». و في حديث أمِّ زرع: «كمَسَلّ شَطْبة «5»». و يقال للجارية
______________________________
(1) أنشده في اللسان (شطن، عكا) و ذكر أنه في صفة سليمان.
(2) التكملة من المجمل.
(3) في الأصل: «و شطأت»، صوابه في المجمل و اللسان.
(4) في الأصل: «أشطب»، صوابه في المجمل و اللسان.
(5) المسل: مصدر ميمي أربد به اسم المفعول، أي المسلول. و في الأصل: «كمثل»، صوابه في المجمل و اللسان. و انظر حديث أم زرع في المزهر (2: 532- 536).
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 186
الغَضَّة شَطْبة. و فرسٌ أيضاً شَطْبة. و علي ذلك الذي ذكرناه من سَعَف النّخْل يُحمَل الشّطبة من شُطب السّيف؛ و الشّطبة «1»: طريقة في متنه، و الجمع شُطُب.
و يقال سيف مُشَطَّب. و يقال إنّ الشُّطبة أو الشِّطبة القطعة من السَّنام تُقطَع طولا، يقال شَطبت السَّنام. و الشَّواطب من النساء: اللواتي يَقْدُدن الأديمَ طويلا.
و الشواطب: اللاتي يشقّقن السَّعَف للحُصْر، في قوله:
نَشْطَ الشَّواطِبِ بينهنَّ حَصيرَا «2»
و قال آخر:
تَرَي قِصَدَ المُرَّان تُلقَي كأنَّها تذَرُّع خرصانٍ بأيدي الشَّواطِب «3»
و الواحدة شاطبة. و يقال للفرس السَّمين الذي انبتر مَتْناه و تباينَتْ غُرورُه «4»:
هو مشطوب المَتْن و الكفَل، و ذلك أنَّه يكون علي ظهوره كالطَّرائق، فكلُّ طريقةٍ منها كأنها شَطْبة. و يقال أرضٌ مشطّبة، إذا خَطّ فيها السّيلُ خطًّا «5».

شطر

الشين و الطاء و الراء أصلان، يدلُّ أحدهما علي نِصف الشي‌ء، و الآخر علي البُعد و المواجهة.
فالأوَّل قولُهم شَطْر الشي‌ء، لنِصفه. و شاطرت فلاناً الشي‌ء، إِذا أخذتَ
______________________________
(1) الشطبة، بالضم، و بالكسر و بضم ففتح. و جمعها شطب بضم ففتح و بضمتين.
(2) في المجمل: «بسط الشواطب».
(3) لقيس بن الخطيم كما سبق في حواشي (ذرع)، حيث أنشد عجز البيت. و في الأصل:
«كأنه»، تحريف.
(4) الغرور: جمع غر، بالفتح، و هو الكسر في الجلد من السمن. و في الأصل: «عروقه» صوابه من اللسان (شطب).
(5) في المجمل: «خطاء ليس …» مع تأكل الكلمة الأخيرة. و الكلمة وردت في القاموس و فسرها بقوله: «مشطبة كمعظمة: خط فيها السيل قليلا». و لم تذكر في اللسان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 187
منه نصفه و أخذ هو النِّصف. و يقال شاةٌ شَطور، و هي التي أحَدُ طبْييها أطولُ من الآخر.
و من هذا الباب قولهم: شَطَر بصرُه شُطورا و شَطْراً، و هو الذي ينظُر إليك و إلي آخَر. و إنّما جُعِل هذا من الباب لأنّه إذا كان كذا فقد جَعل لكلِّ واحدٍ منهما شَطرَ نظرِه. و في قول العرب: «حلَب فلانٌ الدّهرَ أشطُرَه»، فمعناه أنّه مرّت عليه ضروبٌ من خيرِه و شرِّه. و أصله في أخلاف الناقة: خِلْفان قادمان، و خِلفان آخِران، و كلُّ خِلفَين شَطر؛ لأنّه إِذا كانت الأخلاف أربعة فالاثنان شطر الأربعة، و هو النصف. و إذا يبس أحدُ خِلفَي الشّاة فهي شَطور، و هي من الإبل التي يَبِس خِلْفان من أخلافها؛ و ذلك أنّ لها أربعةَ أخلافٍ، علي ما ذكرناه.
و أما الأصل الآخر: فالشَّطير: البعيد. و يقولون: شَطَرت الدّارُ. و يقول الرّاجز:
لا تتركَنِّي فيهمُ شطيرا «1»
و منه قولهم: شَطَرَ فلانٌ علي أهله «2»، إذا تركهم مُراغما مخالِفا. و الشَّاطر:
الذي أعيا أهلَه خُبْثا. و هذا هو القياس؛ لأنّه إذا فَعل ذلك بعُد عن جَماعتِهم و مُعظَم أمرِهم.
و من هذا الباب الشَّطْر الذي يقال في قَصْد الشّي‌ءَ وجِهَتِه. قال اللّٰه تعالي في شأن القِبْلة: وَ حَيْثُ مٰا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ* أي قَصْدَه.
قال الشّاعر:
______________________________
(1) أنشده في اللسان (شطر). و ذكره العيني في شرح شواهد شروح الألفية (3: 383) و لم يعرف نسبته.
(2) و كذا في المجمل. و في اللسان و القاموس: «عن أهله».
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 188
أقولُ لأمِّ زِنباعٍ أقيمي صُدورِ العِيسِ شَطْرَ بني تميم «1»
و قال آخر «2»:
و قد أظلّكُم من شَطْرِ ثَغْرِكُم هَولٌ له ظُلَمٌ تغشاكُم قِطَعا
و لا يكون شطر ثغركم «3» تلقاءه، إلّا و هو بعيدٌ عنه، مبايِنٌ له. و اللّٰه أعلم بالصواب.

باب الشين و الظاء و ما يثلثهما

شظف

الشين و الظاء و الفاء أصلٌ صحيح يدلُّ علي الشّدّة في العيشِ و غيرِه. و الأصل من ذلك الشَّظيف* من الشَّجر: الذي لم يجِدْ رِيَّهُ فيبِس و صلُب، فيقال من هذا: فلانٌ هو في شَظَف من العَيش، أي ضِيق و شِدّة. و
جاء في الحديث: «لم يشبَعْ من خُبزٍ و لحم إلَّا علي شظف»
. و قال ابن الرِّقَاع:
و لقد أَصبتُ من المعيشةِ لَذَّةً و لقيتُ من شَظَفِ الأمور شدادَها «4»
و يقال في هذا الباب من الشدة: بعيرٌ شَظف الخِلاط، أي يُخالِط الإبلَ مخالَطة شديدة. و شَظِف السّهمُ، إذا دخل بين الجلد و اللّحم.

شظم

الشين و الظاء و الميم كلمة واحدة. يقال للفرس الطويل:
شَيْظَم، ثم يستعار للرّجُل.
______________________________
(1) البيت لأبي زنباع الجذامي، كما في اللسان (شطر).
(2) هو لقيط بن يعمر الإيادي، و قصيدة البيت هي أولي مختارات ابن الشجري.
(3) في الأصل: «شطركم».
(4) البيت في اللسان (شطف).
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 189‌

شظي

الشين و الظاء و الحرف المعتل أصلٌ يدلُّ علي تصدُّع الشي‌ء من مواضع كثيرة، حتي يصيرَ صُدُوعاً متفرّقة، من ذلك الشَّظِيّة من الشي‌ء:
الفِلْقة. يقال تَشَظَّت العصا، إذا كانت فِلَقا «1». قالت فَروةُ بنتُ [أبانَ بن «2»] عبدِ المَدَان.
يا مَن أحسَّ بُنَيَّيَّ اللّذِين هما كالدُّرَّتين تَشظّي عنهما الصَّدفُ «3»

باب الشين و العين و ما يثلثهما

شعف

الشين و العين و الفاء يدلُّ علي أعالي الشي‌ء و رأسه.
فالشّعَفة: رأس الجبل، و الجمع شَعَفات و شَعَفٌ. و ضُرب فلانٌ علي شَعفات رأسه، أي أعالي رأسِه. و شَعَفةُ القلب: رأسُه عند مُعَلَّق النِّياط. و لذلك يقال شَعَفه الحُبَّ، كأنَّه غَشّي قلبَه من فَوقه. و قرأها ناس «4»: قد شعفها حبّا، و هو من هذا. و جاء
في الحديث: «خيرُ النّاس رجُلٌ في شَعَفَةٍ في غُنَيْمةٍ»
، يريد: أعلي جَبَل.

شعل

الشين و العين و اللام أصلٌ صحيح يدلُّ علي انتشارٍ و تفرُّق في الشي‌ء الواحد من جوانبه. يقال أشعلْتُ النّار في الحطب، و اشتعلت النّارُ.
و اشتعل الشَّيب. قال اللّٰه تبارك و تعالي: وَ اشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً. و الشَّعِيلة:
______________________________
(1) كانت، هنا بمعني صارت. و في المجمل: «صارت».
(2) التكملة من المجمل.
(3) البيت في اللسان (شظي) بدون نسبة.
(4) هي قراءة الحسن و ابن محيصن. إتحاف فضلاء البشر 264.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 190
النار المشْتعَلة في الذُّبال. و أشعلْنا الخيلَ في الإغارة: بثَثْناها. و الشُّعْلة من النّار، معروفة. و الشَّعَل: بياضٌ في ناصية الفَرَس و ذنَبه؛ يقال فرس أشعل، و الأنثي شَعْلاء.
و من الباب: تفرَّقَ القومُ شعاليلَ، أي فِرقاً كأنَّهم اشتعلوا. و شَعْل:
لقب، و يقال اسم امرأة «1»
و مما شذَّ عن الباب المِشْعَل، و هو شي‌ءٌ من جلود، له أربعُ قوائم يُنْتَبذ فيه. قال ذو الرُّمّة:
أضَعْنَ مَوَاقِتَ الصَّلَواتِ عَمْداً و حالَفْنَ المشاعِلَ و الجِرارا «2»

شعي

الشين و العين و الحرف المعتل، أصلٌ يَدُلُّ علي مِثل ما دل عليه الذي قَبْله. يقال أشعَي القومُ الغارةَ إشعاء، إذا أشْعَلوها. و غارةٌ شَعْواء:
فاشية. قال ابنُ قيس الرّقيّات:
كيفَ نَومِي علي الفِراشِ و لمَّا تَشْمَل الشّامَ غارةٌ شعواءُ «3»

شعن

الشين و العين و النون كلمة. يقولون: هو مُشْعَانُّ الرأس، إذا كان ثائر الرأس.

شعب

الشين و العين و الباء أصلان مختلفان، أحدهما يدلُّ علي الافتراق، و الآخر علي الاجتماع. ثمَّ اختلف أهلُ اللغة في ذلك، فقال قومٌ: هو
______________________________
(1) في المجمل: «و شمل رجل. و أم شعل: اسم امرأة».
(2) ديوان ذي الرمة 200 و اللسان (شعل).
(3) ديوان ابن قيس الرقيات 183 و اللسان (شعا).
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 191
من باب الأضداد. و قد نصَّ الخليلُ علي ذلك. و قال آخرون: ليس ذلك من الأضداد، إنّما هي لغات. قال الخليل: من عجائب الكلام و وُسْع العربيَّة، أنَّ الشَّعْب يكون تفرُّقاً، و يكون اجتماعا. و قال ابن دريد «1»: الشَّعب: الافتراق، و الشَّعْب: الاجتماع. و ليس ذلك من الأضداد، و إنّما هي لغةٌ لقوم. فالذي ذكرناه من الافتراق. و قولهم للصَّدْعِ في الشي‌ء شَعْب. و منه الشًّعْب: ما تشعّبَ من قبائل العرب و العجم، و الجمع شُعوب. قال جلّ ثناؤه: وَ جَعَلْنٰاكُمْ شُعُوباً وَ قَبٰائِلَ. و يقال الشَّعب: الحَيُّ «2» العظيم. قالوا: و مَشعب الحقّ: طريقُه.
قال الكميت:
فما لِيَ إلّا* آلَ أحمدَ شيعةٌ و ما لي إلّا مَشعَب الحقِّ مَشْعَبُ «3»
و يقال: انشعبت بهم الطُّرق، إذا تفرَّقَتْ، و انشعبت أغصانُ الشًّجرة.
فأمّا شُعَب الفَرَس، فيقال إِنَّه أقطارُه التي تعلُو منه، كالعنق و المَنْسِج، و ما أشرف منه. قال:
أشمُّ خِنذيذٌ منيفٌ شُعَبُهْ «4»
و يقال ظبيٌ أشعبُ، إِذا تفرَّق قرناه فتبايَنَا بينونةً شديدة. قال أبو دُؤاد:
و قُصْرَي شَنِجِ الأنسا ءِ نَبّاحٍ من الشُّعْبِ «5»
______________________________
(1) الجمهرة (1: 291- 292).
(2) في الأصل: «الحق»، صوابه من المجمل.
(3) الهاشميات 39 و اللسان (شعب).
(4) لدكين بن رجاء الراجز، كما في اللسان (شعب).
(5) اللسان (شعب، قصر، شنج) و الحيوان (1: 349/ 5: 214).
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 192
و الشِّعب: ما انفرَجَ بين الجبلَين. و شَعوبُ: المنِيّة؛ لأنًّها تَشعَب، أي تفرِّق.
و يقال شعبَتْهم المنيّة فانشعبوا، أي فرّقتْهم فافترقوا. و الشَّعِيب: السِّقاء البالي، و إِنًّما سمِّي شَعِيباً لأنًّه يَشْعَب الماءِ الذي فيه، أي لا يحفظُه بل يُسيله. قال:
ما بالُ عَيْنِي كالشَّعيب العَيَّن «1»
قال ابن دريد «2»: «و سمِّي شعبانُ لتشعُّبِهم فيه، و هو تفرُّقُهم في طلب المياه». و
في الحديث: «ما هذه الفُتْيا التي شعَّبت الناس؟»
. أي فرّقتهم.
و أما الباب الآخر فقولهم شَعَبَ الصّدْعَ، إذا لاءمَه. و شَعَبَ العُسَّ و ما أشبهه. و يقال للمِثْقب المِشْعب. و قد يجوز أَن يكون الشَّعْب الذي في باب القبائل سمِّي للاجتماع و الائتلاف. و يقولون: تفرَّق شَعْب بني فلان. و هذا يدلُّ علي الاجتماع. قال الطّرِمَّاح:
شَتَّ شعبُ الحَيِّ بعدَ التئامْ «3»
و من هذا الباب و إن لم يكن مشتقا شَعَبْعَب، و هو موضعٌ. قال:
هل أَجْعلنَّ يدِي للخَدّ مِرْفَقةً علي شَعَبْعَبَ بين الحوض و العَطَنِ «4»
و شُعَبَي «5»: موضع أيضا.

شعث

الشين و العين و الثاء أَصل يدل علي انتشارٍ في الشَّي‌ء.
يقولون: لم اللّٰه شَعَثَكم، و جَمَع شَعَثَكم، أي ما تفرَّق من أمركم. و الشَّعَث شَعَثُ رأس السِّواكِ و الوتِد. و يسمُّون الوتِدَ أشعثَ لذلك.
______________________________
(1) العين، بفتح الياء المشددة. و الرجز لرؤبة في ديوانه 160 و اللسان (عين).
(2) الجمهرة (1: 292).
(3) ديوان الطرماح 95 و اللسان (شعب). و قد سبق إنشاد البيت في (شت).
(4) البيت للصمة بن عبد اللّٰه القشيري، كما في اللسان (شعب).
(5) في الأصل: «شعباء»، صوابه في المجمل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 193‌

شعذ

الشين و العين و الذال ليس بشي‌ء قال الخليل: الشَّعْوَذة ليست من كلام أهل البادية، و هي خِفّة في اليدين، و أُخْذةٌ كالسِّحر.

شعر

الشين و العين و الراء أصلان معروفان، يدلُّ أحدهما علي ثَباتٍ.
و الآخَرُ علي عِلْمٍ و عَلَم.
فالأوّل الشَّعْرَ، معروف، و الجمع أشعار، و هو جمع جمعٍ، و الواحدة شَعْرَة.
و رجلٌ أشعَرُ: طويل شَعْرَ الرّأس و الجسد. و الشَّعار: الشَّجر، يقال أرض كثيرة الشَّعار. و يقال لِمَا استدار بالحافر من مُنتهي الجلد حيثُ ينبت الشَّعر حوالَيِ الحافر: أشْعَرٌ، و الجمع الأشاعر. و الشَّعراء من الفاكهة: جنسٌ من الخَوْخِ، و سمي بذلك لشي‌ءٍ يعلوها كالزَّغَب. و الدليل علي ذلك أنّ ثَمَّ جنساً ليس عليه زغَب يسمُّونه: القَرْعاء. و الشَّعْراء: ذبابةٌ كأنَّ علي يديها زَغَبا.
و من الباب: داهيةٌ شَعْراء، و داهيةٌ وَبْرَاء. قال ابن دريد: و من كلامهم إذا تكلّمَ الإنسانُ بما استُعْظِم «1»: «جئت بها شَعراءَ ذاتَ وبَر». و روضةٌ شَعْراء: كثيرة النَّبْت. و رملةٌ شَعْرَاء: تُنبِت النَّصِيَّ و ما أشبهه. و الشَّعراء:
الشَّجَر الكثير.
و مما يقرب من هذا الشَّعير، و هو معروف. فأمَّا الشَّعيرة: الحديدة التي تُجعَل مِساكاً لنصل السّكِّين إذا رُكّب، فإِنّما هو مشبَّه بحبّة الشّعير. و الشَّعارير:
صِغار القِثَّاء. و الشِّعار: ما وَلِيَ الجسدَ من الثِّياب؛ لأنّه يَمُسُّ الشِّعر الذي علي البشَرة.
______________________________
(1) في الجمهرة (2: 342): «و من كلامهم للرجل إذا تكلم بما ينكر عليه».
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 194
و الباب الآخر: الشِّعار: الذي يتنادَي به القومُ في الحرب ليَعرِف بعضُهم بعضاً. و الأصلُ قولهم شَعَرتُ بالشّي‌ء، إذا علمتَه و فطِنْتَ له. و لَيْتَ شِعْرِي، أي ليتني علِمْتُ. قال قومٌ: أصله من الشّعْرة «1» كالدُّرْبة و الفِطنة، يقال شَعَرَت شَعْرة. قالوا: و سمِّي الشّاعر لأنه يفطِن لما لا يفطن له غيرُه. قالوا: و الدليل علي ذلك قولُ عنترة:
هل غَادَرَ الشّعراء من مُتَرَدَّمِ أم هل عَرَفْتَ الدَّارَ بَعد توهُّم «2»
يقول: إنّ الشّعراءَ لم يغادِرُوا شيئاً إلّا فطِنُوا له. و مَشاعِرُ الحجّ: مواضع المَناسك، سمِّيت بذلك لأنّها مَعالم الحجّ. و الشعيِرة: واحدة الشّعائر، و هي أعلامُ الحجّ و أعمالُه. قال اللّٰه جلّ جلالُه: إِنَّ الصَّفٰا وَ الْمَرْوَةَ مِنْ شَعٰائِرِ اللّٰهِ. و يقال الشعيرة أيضاً: البَدَنَة تُهدَي. و يقال إشعارها أنْ يُجَزَّ أصل سَنامها حتَّي يسيلَ الدّمُ فيُعلَم أنّها هَدْي. و لذلك يقولون للخليفة إن قُتِل: قد أُشعِر، يُختَصّ بهذا من دون كلِّ قتيل. و الشِّعْري: كوكبٌ، و هي مُشتهِرة. و يقال أشْعَرَ فلانٌ فلاناً شرًّا، إذا غَشِيه به.
و أشعَرَه الحبُّ مرَضاً، فهذا يصلُح أن يكون من هذا الباب إذا جعل ذلك عليه كالعَلَم، و يصلح أن يكون من الأوّل، كأنّه جُعِل له شِعاراً.
فأمّا قولهم: تفرّق القومُ شعاريرَ، فهو عندنا من باب الإبدال، و الأصل شَعاليل، و قد مضي.
______________________________
(1) نص في القاموس علي أنها مثلثة، بالكسر و الفتح و الضم.
(2) مطلع معلقه عنترة. و في الأصل: «من مترنم»، تحريف.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 195‌

باب الشين و الغين و ما يثلثهما

شغف

الشين و الغين و الفاء كلمةٌ واحدة، و هي الشَّغَاف، و هو غِلاف القلب. قال اللّٰه تعالي: قَدْ شَغَفَهٰا حُبًّا، أي أوصَلَ الحبَّ إِلي شَغاف قلبها.

شغل

الشين و الغين و اللام أصلٌ واحدٌ يدلُّ علي خلاف الفَراغ.
تقول: شَغَلتُ فلاناً فأنا شاغِلُه، و هو مشغول. و شُغِلْت عنك بكذا، علي لفظّ ما لم يسمَّ فاعلُه. قالوا: و لا يقال أُشغِلْت. و يقال شُغْل شاغلٌ. و جمع الشُّغْل أشغال.
و قد جاء عنهم: اشتُغِلَ فلانٌ بالشي‌ء «1»، و هو مشتَغَل. و أنشد:
حَيَّتك ثُمَّت قالت إنّ نَفْرَتَنا اليومَ كلَّهم يا عُرْوَ مشتَغَلُ «2»
و حكي ناسٌ: أشْغَلَني بالألف.

شغم

الشين و الغين و الميم أصلٌ قليلُ الفروع صحيح، يدلُّ علي حُسن. يقال الشُّغْموم: الحَسن. و الشُّغموم: المرأة الحَسْناء. و الشُّغموم من الإبل:
الحسن المنظرِ التامُّ.

شغن

الشين و الغين و النون ليس بشي‌ء، و ليس لما ذكره ابنُ دريدٍ:
أنّ الشغْنة الكارَةُ «3»، أصلٌ و لا معنًي.
______________________________
(1) في الأصل: «الشي‌ء»، تحريف.
(2) أنشده في المجمل. و في المجمل: «يا زيد».
(3) نص الجمهرة (3: 64): «الشغنة: الحال، و هي التي تسميها العامة كارة. و يمكن أن تكون الكارة عربية من قولهم كورت الشي‌ء، إذا لففته و جمعته، فكأن أصلها كورة».
و الحال: الشي‌ء يحمله الرجل علي ظهره، يقال: تحول كساءه: جعل فيه شيئاً ثم حمله علي ظهره.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 196‌

شغو

الشين و الغين و الحرف المعتل أصلٌ صحيح يدلُّ علي عَيب في الخِلْقة لبعض الأعضاء. قالوا: الشغُوُّ، من قولك رجلٌ أشغي و امرأة شَغْواء، و ذلك إذا كانت أسنانه العُليا تتقدم السُّفْلَي. و قال الخليل: الشَّغا: اختلاف الأسنان، و منه يقال للعُقاب شَغْواء، و ذلك لفَضْل منقارها الأعلي علي الأسفل. و زعم ناسٌ أنّ الشَّغا الزيادةُ علي عدد الأسنان.

شغب

الشين و الغين و الباء أصلٌ صحيح يدل علي تهييج الشر، لا يكون في خير. قال الخليل: الشَّغْبَ: تهييج الشرّ، يقال للأتان إذا وَحِمَتْ «1» و استعصَتْ علي الجَأْب: إنّها لذات شَغْب و ضِغْن. قال أبو عبيد: يقال شَغَبْت علي القوم و شغَبْتُهم و شغَبْتُ بهم.

شغر

الشين و الغين و الراء أصلٌ واحد يدلُّ عَلَي انتشارٍ و خلوٍّ من ضبط، ثم يُحمَل عليه ما يقاربُه. تقول العرب: اشتَغَرت «2» الإبلُ، إذا كثرت حتي لا تكاد تُضبَط. و يقولون: تفرَّقوا شَغَرَ بَغَر، إذا تفرَّقوا في كلِّ وجه.
و كان أبو زيد يقول: لا يقال ذلك إلّا في الإقبال.
و من الباب: شَغَرَ الكلبُ، إذا رفَعَ إحدي رجليه ليبول. و هذه بلدةٌ شاغرةٌ برجلها، إذا لم تمتَنِعْ من أحدٍ أن يُغِير عليها.
و الشِّغَار الذي جاء في الحديث، المنهيُّ عنه: أنْ يقول الرجل للرجل زوِّجني أختَك علي أن أزوِّجك أُختي، لا مهر بينهما إلا ذلك. و هذا من الباب لأنّه أمرٌ
______________________________
(1) في الأصل: «أوجمت»، صوابه في المجمل و اللسان.
(2) في الأصل: «أشغرت»، صوابه في المجمل و اللسان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 197
لم يُضْبَط بمهرٍ و لا شرطٍ صحيح. و هو من شَغَر الكلبُ، إذا صار في ناحيةٍ من المَحَجَّة بعيداً عنها.
و اشتغَرَ علي فلانٍ حسابُه، إذا لم يهتد له. و اشتغَرَ فلان في الفلاة، إذا دوّم فيها و أبْعَد. و حكي الشيبانيّ: شَغَرْتُ بني فلانٍ من موضع كذا، أي أخرجتُهم.
قال:
و نحن شَغَرْنا ابني نزار كليهما و كلباً بوَقْعٍ مُرهبٍ متقاربِ «1»
و اللّٰه أعلم.

باب الشين و الفاء و ما يثلثهما

شفق

الشين و الفاء و القاف أصلٌ واحد، يدلُّ علي رِقَّةٍ في الشي‌ء، ثم يشتقُّ منه. فمن ذلك قولهم: أشفقت من الأمر، إذا رَقَقْت و حاذَرت.
و ربَّما قالوا: شَفِقت: و قال أكثر أهل اللغة: لا يقال إلا أشفقت و أنا مُشْفِق.
فأمَّا قول القائل:
كما شَفِقَتْ علي الزّادِ العِيالُ «2»
فمعناه بَخِلَت به.
و من الباب الشَّفَق من الثياب، قال الخليل: الشَّفَق: الردي‌ء من الأشياء.
______________________________
(1) البيت في المجمل و اللسان (شغر).
(2) أنشده أيضا في المجمل. و صدره في اللسان:
فإني ذو محافظة لقومي
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 198
و منه الشَّفَق: النُّدأة «1»: التي تُرَي في السَّماء عند غُيُوب الشَّمس، و هي الحمرة. و سمِّيت بذلك للونها و رقّتها.
و حدّثنا عليُّ بن إبراهيمَ القَطَّان، عن المَعْداني، عن أبيه، عن أبي مُعاذ، عن اللَّيث عن الخليل قال: الشَّفق: الحمرة التي بين غروب الشمس إلي وقت صلاةِ العشاءِ الآخرة.
و روي ابن بَحيح، عن مجاهدٍ قال: هو النَّهار في قوله جلّ ثناؤه: فَلٰا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ. و روي العَوّامُ بن حوشبٍ، عن مجاهد قال: هي الحمرة.
و في تفسير مقاتل، قال: الشَّفَق: الحمرة. قال الزَّجّاج: الشَّفَق هي الحمرة التي تُرَي في المغرِب بعد سُقوط الشمس.
و أخبرنا عليُّ بن إبراهيم، عن محمَّد بن فرَج قال: حدّثنا سَلَمة، عن الفَرَّاء قال: الشَّفَق الحمرة.
قال: و حدثني ابن [أبي «2»] يحيي، عن حُسَين «3» بن عبد اللّٰه بن ضُمَيْرة عن أبيه عن جده يرفعه، قال: الشّفَق الحمْرة.
قال الفرّاء: و قد سمعت بعضَ العرب يقول: عليه ثوب مصبوغ كأنّه الشفق، و كانَ أحْمَر. قال: فهذا شاهدٌ لمن قال إنّه الحمرة.

شفن

الشين و الفاء و النون أصلٌ يدلُّ علي مداومة النّظَر،
______________________________
(1) الندأة، بضم النون و فتحها: الحمرة تكون في الغيم. و قد بيض لهذه الكلمة في اللسان (12: 47).
(2) التكملة من المجمل. و هو محمد بن أبي يحيي، و ابناه إبراهيم، و عبد اللّٰه.
(3) كذا ورد مضبوطا في المجمل. و في الأصل: «حسن».
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 199
و الأصل فيه قولهم للغَيُور الذي لا يَفْتُر عن النَّظَر «1»: شَفُون. و من الناس من يقول شَفَن يَشْفِنُ، إذا نظر بمُؤْخر عينه، و شَفِن أيضاً يشفَن شَفْنا، و هو شَفونٌ و شافن. و أنشد الخليل:
حِذَار مرتقبٍ شَفُونِ «2»
قال الأمويّ: الشَّفِن: الكيِّس العاقل. و كلُّ ذلك يقرُب بعضُه من بعض.

شفي

الشين و الفاء و الحرف المعتل يدل علي الإشراف علي الشي‌ء؛ يقال أشفي علي الشي‌ء إذا أشرفَ عليه. و سمِّي الشِّفاء شفاءً لغلَبته للمرض و إشفائه عليه. و يقال استشفَي فلانٌ، إذا طَلَبَ الشِّفاء. و شَفَي كلِّ شي‌ء: حَرْفه.
و هذا ممكنٌ أن يكون من هذا الباب، و ممكنٌ أن يكون من الإبدال و تكون الفاءُ مبدلةً من ياء.
و يقال أعطيتك الشّي‌ءَ تستشفي به، ثم يقال أشْفَيْتك الشي‌ءَ، و هو الصحيح.
و يقال أشْفَي المريضُ علي الموت، و ما بَقي منه إلا شَفًي أي قليل. فأمَّا قول العجاج:
أوفَيْتُه قَبْلَ شَفًي أو بِشَفَي «3»
______________________________
(1) في الأصل: «الذي يغير عن النظر»، صوابه في المجمل و اللسان.
(2) قطعة من بيت للقطامي في ديوانه و اللسان (شفن). و هو بتمامه:
يسارقن الكلام إلي لما حسسن حذار مرتقب شفون
(3) ديوان العجاج 83 و اللسان (شفي).
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 200
قالوا: يريد إذا أشفت الشّمس علي الغروب.
و أما الشّفَة فقد قيل فيها إن الناقص منها واوٌ، يقال ثلاث شَفَوات. و يقال رجلٌ أشْفَي، إذا كان لا ينضمّ شفتاه، كالأرْوَق. و قال قوم: الشَّفَة حذفت منها الهاء، و تصغيرها شُفَيْهة. و المشافهة بالكلام: مواجهةٌ من فيك إلي فيه.
و رجل شُفاهِيٌّ: عظيم الشّفتين. و القولان محتملان، إلا أَنَّ الأول أجود لمقاربة القياس الذي ذكرناه، لأنَّ الشَّفَتينِ تُشفيانِ علي الفم.
و مما شذَّ عن الباب قولهم: شَفَهني فلانٌ عن كذا، أي شَغَلني.

شفر

الشين و الفاء و الراء أصلٌ واحد يدلُّ علي حدِّ الشي‌ء و حَرْفه. من ذلك شَفْرَة السَّيف: حَدُّه. و شَفير البئر و شَفيرُ النَّهر: الحدّ.
و الشُّفْر: مَنْبِت الهُدْب من العين، و الجمع أشفار. و شُفْر الفَرْج: حروفُ أَشاعِرِه.
و مِشْفَر البعير كالجَحْفلة «1» من الفَرَس. و الشَّفْرَة معروفة «2». هذا كلُّه قياس واحد. و أمّا قولُهم: ما بالدار* شُفْر «3»، و قولُ من قال: معناه ليس بها أحدٌ فليس الأمر كذلك، إنما يراد بالشُّفْر شُفر العين، و المعني ما بها ذو شُفْر، كما يقال ما بها عينٌ تطرف، يراد ما بها ذُو عين. و الذي حُكي عن أبي زيد أنَّ شفْرَة القوم أصغَرهم، مثل الخادم، فهذا تشبيهٌ، شُبِّه بالشّفْرَة التي تُسْتَعْمَل.
______________________________
(1) في الأصل: «الجحفلة»، صوابه في المجمل.
(2) الشفرة، بالفتح: السكين العريضة.
(3) مقتضي تفسيره هنا أن يضبط بالضم. و قد رواها ابن سيده بالضم و الفتح. و قال الأزهري بفتح الشين. قال شمس: و لا يجوز شفر بضمها.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 201‌

شفع

الشين و الفاء و العين أصلٌ صحيح يدلُّ علي مقارنَة الشيئين.
من ذلك الشَّفْع خلاف الوَتْر. تقول: كان فرداً فشفَعْتُه. قال اللّٰه جل ثناؤه:
وَ الشَّفْعِ وَ الْوَتْرِ، قال أهل التفسير: الوَتْر اللّٰه تعالي، و الشَّفْع الخَلْق.
و الشُّفْعَة في الدار من هذا. قال ابن دريدٍ «1»: سُمِّيَتْ شُفعةً لأنَّه يَشفَع بها مالَه. و الشاة الشَّافع: التي معها ولدُها. و شفَعَ فلانٌ لفلانٍ إِذا جاء ثانِيهُ ملتمساً مطلبه و مُعِيناً له.
و من الباب ناقةٌ شَفُوع، و هي التي تجمع بين مِحْلَبَيْن «2» في حَلْبَةٍ واحدة.
و حُكِي: إنَّ فلاناً يشفع [لي «3»] بالعداوة، أي يعين عليّ. و هذا قياس الباب، كأنَّه يصيِّر مَن يعاديه [شَفْعاً]. و مما شدَّ عن هذا الباب و لا نعلم كيف صحّتُه:
امرأةٌ مشفوعة، و هي التي أصابتها شُفْعَة، و هي العَين. و هذا قد قيل، و لعلّهُ أن يكون بالسِّين غير معجمة. و اللّٰه أعلم.
و بنو شافع، من بني المطّلِب بن عبد مناف، منهم محمد بن إدريسَ الشَّافعيّ.
و اللّٰه أعلم.

باب الشين و القاف و ما يثلثهما

شقل

شقل الشين و القاف و اللام ليس بشي‌ء، و قد حُكي فيه ما لا يعرَّج عليه.
______________________________
(1) الجمهرة (3: 60).
(2) في الأصل: «مجلسين»، صوابه من المجمل و اللسان.
(3) التكملة من المجمل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 202‌

شقن

الشين و القاف و النون. يقولون إِنَّ الشِقَّنْ «1»: القليل من العطاء؛ تقول: شَقَنْتُ العَطِيَّة «2»، إِذا قلّلتَها.

شقو

الشين و القاف و الحرف المعتلّ أصلٌ يدلُّ علي المعاناة و خلاف السُّهولة و السّعادة.
و الشِّقوة: خلاف السعادة. و رجلٌ شقيٌّ بين الشَّقاء و الشِّقوة و الشَّقاوة.
و يقال إِنَّ المشاقاة: المعاناة و الممارسة. و الأصل في ذلك أنَّه يتكلّف العَناء و يَشقَي به، فإذا هُمِزَ تغيَّر المعني. تقول: شقأ نابُ البعير يَشْقَأ، إِذا بدا. قال: الشّاقئ:
النَّاب الذي لم يَعْصَل «3».

شقب

الشين و القاف و الباء كلمةٌ تدل علي الطُّول. منها الرّجُل الشّوقب. و يقولون: إِن الشَّقْب كالغار في الجبَل.

شقح

الشين و القاف و الحاء أُصَيْل يدل علي لونٍ غيرِ حسَن.
يقال: شَقَّحَ النَّخْل، و ذلك حين زُهُوِّه. و نُهِي عن بيعه قبل أَنْ يشقِّح. و الشَّقيح إِتباع القبيح، يقال قبيحٌ شقيح.

شقذ

الشين و القاف و الذال أُصَيل يدلُّ علي قلة النَّوم. يقولون:
إِنّ الشّقْذ العينِ، هو الذي لا يكاد ينام. قالوا: و هو الذي يُصيب النَّاسَ بالعين.
فأما قولهم: أشقَذْتُ فلاناً إِذا طردتَه، و احتجاجُهم بقول القائل:
______________________________
(1) يقال بالفتح، و بفتح فكسر، و شقين أيضا.
(2) زاد في المجمل: «و أشقنتها».
(3) عصل يعصل عصلا: التوي. و بابه تعب. و في الأصل: «يعضل» بالضاد المعجمة، صوابه في المجمل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 203
إِذَا غَضِبُوا عليَّ و أشقَذُوني فصرتُ كأنّني فَرَأٌ مُتارُ «1»
فإنّ هذا أيضاً و إن كان معناه صحيحاً فإنه يريد رَمَزوني بعيونهم بِغضَةً، كما ينظر العدوُّ إِلي من لا يحبُّه.
و من الباب الشَّقْذاء: العُقاب الشديدة الجُوع، سمّيت بذلك لأنّها إِذا كانت كذا [كان ذلك] أشدَّ لنظرها. و قد قال الشُّعراء في هذا المعني ما هو مشهور.
و ذكر بعضهم: فلانٌ يُشاقِذُ فلاناً، أي يُعادِيه. فأمَّا قولُهم: ما به شَقَذ و لا نَقَذٌ، فمعناه عندهم: ما به انطلاق. و هذا يبعد عن القياس الذي ذكرناه.
فإنْ صحّ فهو من الشاذّ.

شقر

الشين و القاف و الراء أصلٌ يدلُّ علي لون. فالشقرة من الألوان في الناس: حُمرة تعلو البياض. و الشُّقرة في الخَيل حُمرةٌ صافية يَحمَرُّ معها السَّبيب و الناصية و المَعْرَفة. و يمكن أن يحمل علي هذا الشَّقِر، و هو شقائق النُّعمان.
قال طرفة:
و عَلَا الخَيْلَ دماءٌ كالشَّقِرْ «2»
و مما ينفرد عن هذا الأصل كلماتٌ ثلاث: قولهم: أخبرتُ فلاناً بشقُوري، أي بحالي* و أمري. قال رؤبة:
______________________________
(1) البيت لعامر بن كثير المحاربي، كما في اللسان (شقذ، تور).
(2) رسمت «علا» في الأصل رسما مزدوجا يجمع بين الألف و الياء بعد اللام، إشارة إلي الروايتين فيها. و رواية الديوان 67: «و علي». أما اللسان (شقر) فقد أشار إلي الروايتين.
و صدره:
و تساقي القوم كأسا مرة
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 204
جارِيَ لا تَستنكري عَذيرِي سَيرِي و إِشفاقي علي بعيري
و كثرة الحديث عن شُقوري «1»
و الكلمة الثانية: قولهم: جاء بالشُّقَر و البُقَر، إِذا جاء بالكذب.
و الثالثة: المِشْقَر، و هو رملٌ متصوِّبٌ في الأرض، و جمعه مَشَاقِر «2».

شقص

الشين و القاف و الصاد ليس بأصلٍ يتفرّع منه أو يُقاس عليه. و فيه كلمات. فالشِّقْصُ طائفةٌ من شي‌ء. و المِشْقَص: سهمٌ فيه نصلٌ عريض.
و يقولون إن كان صحيحاً إِنَّ الشَّقِيص في نعت الفرس: الفارِهُ الجَواد.

شقع

الشين و القاف و العين كلمةٌ واحدة. يقولون شقَع الرَّجُل في الإناء، إِذا شرِب. و هو مثل كرَع.

باب الشين و الكاف و ما يثلثهما

شكل

الشين و الكاف و اللام مُعظمُ بابِه المماثَلة. تقول: هذا شِكل هذا، أي مِثله. و من ذلك يقال أمرٌ مُشْكِل، كما يقال أمر مُشتبِه، أي هذا شابَهَ هذا، و هذا دخل في شِكل هذا، ثم يُحمل علي ذلك، فيقال:
شَكَلتُ الدّابةَ بِشكالِه، و ذلك أنّه يجمع بين إحدي قوائمه و شِكْلٍ لها. و كذلك دابّة بها شِكال، إِذا كان إِحدي يديه و إِحدي رجليه مُحَجَّلا. و هو ذاك القياس؛ لأنَّ البياض أخذَ واحدةً و شِكْلَها.
______________________________
(1) الصواب نسبته إلي العجاج. انظر اللسان (شقر) حيث نسب إلي العجاج، و ديوان العجاج 26
(2) لم يذكر واحده في القاموس، و ذكر في اللسان و ضبط بالقلم «مشقر» بفتح الميم. و قد اعتمدت ضبط المجمل لها بكسر الميم.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 205
و من الباب: الشُّكلة، و هي حُمرةٌ يخالطها بياض. و عينٌ شَكْلاء، إِذا كَان في بياضها حُمرة يسيرة. قال ابن دريد «1»: و يسمَّي الدّمُ أشكلَ، للحمرة و البياض المختلطين منه. و هذا صحيح، و هو من الباب الذي ذكرناه في إِشكال هذا الأمر، و هو التباسه؛ لأنَّها حُمرةٌ لابَسَها بياض. قال الكسائيّ: أشكلَ النَّخْل، إِذا طاب رُطَبُه و أَدرَك. و هذا أيضاً من الباب؛ لأنَّه قد شاكل التَّمر في حلاوَته و رُطوبَته و حُمرته.
فأمَّا قولُهم: شَكَلت الكتاب أشْكُله شَكْلا، إِذا قيَّدْتَه بعلامات الإِعراب فلستُ أحْسِبه من كلام العرب العاربة، و إِنما هو شي‌ءٌ ذكره أهلُ العربيَّة، و هو من الألقاب المولَّدة. و يجوز أن يكون قد قاسوه علي ما ذكرناه؛ لأن ذلك و إِن لم يكن خطّا مستويا فهو مُشاكلٌ له «2».
و ممّا شذ عن هذا الأصل: شاكِل الدّابَّة و شاكلتُه، و هو ما عَلَا الطِّفْطِفَةَ منه. و قال قُطرب: الشَّاكِل: ما بين العِذار و الأذُن من البياض.
و مما شذّ أيضاً: الشّكلاء، و هي الحاجة، و كذلك الأشْكَلَة. و بنو شَكَل:
بطنٌ من العرب.
و من هذا الباب: الأشْكل، و هو السِّدْر الجبَليّ. قال الراجز.
عُوجاً كما اعوَجَّت قِياسُ الأشْكَلِ «3»
______________________________
(1) الجمهرة (3: 68).
(2) في الأصل: «مشكل له».
(3) للعجاج في ديوانه 51 و اللسان (شكل). و القياس: جمع قوس. و رواية الديوان:
معج المرامي عن قياس الأشكل
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 206‌

شكم

الشين و الكاف و الميم أصلان صحيحان: أحدهما يدلُّ علي عطاء، و الآخر يدلُّ علي شِدَّةٍ في شي‌ءٍ و قوّة.
فالأوّل: الشَّكْمُ و هو العطاء و الثَّواب. يقال شَكَمني شَكْماً، و الاسم الشُّكْم. و جاء
في الحديث أنّ رسول اللّٰه صلي اللّٰه عليه و آله و سلم [احتَجَمَ «1»] ثم قال: «اشْكمُوُه»
، أي أعطوه أجْره. و قال الشاعر:
أم هل كبيرٌ بكَي لم يَقْضِ عَبْرتَه إِثْرَ الأحِبّة يومَ البينِ مشكومُ «2»
و قال آخر:
أبلِغْ قتادةَ غيرَ سائِلهِ منه العطاءَ و عاجلَ الشُّكْمِ «3»
و الأصل الآخر: الشّكيمة: أي شِدة النفس «4». و الشّكيمة شكيمة الِّلجام، و هي الحديدة المعترضة التي فيها الفأس، و الجمع شكائم. و حكي ناس:
شَكَمه، أي عضّه. و الشَّكيم: العَضّ في قول جرير:
أصابَ ابن حمراءِ العجانِ شكيمُها «5»
و شكيم القدر: عُراها.
______________________________
(1) التكملة من المجمل. و في اللسان: «أن أبا طيبة حجم رسول اللّه صلي اللّٰه عليه و سلم فقال:
اشكموه».
(2) البيت لعلقمة بن عبدة الفحل في ديوانه 129 من خمسة دواوين العرب، و المفضليات (2: 197).
(3) البيت في المجمل و اللسان (شكم) بدون نسبة. و روايتهما: «جزل العطاء».
(4) في الأصل: «شديد النفس»، تحريف.
(5) صدره في الديوان 450، و اللسان (شكم):
فأبقوا عليكم و اتقوا ناب حية
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 207‌

شكه

الشين و الكاف و الهاء أصلٌ واحدٌ يدلُّ علي مشابَهةٍ و مقارَبة. يقال: شاكَه الشي‌ءُ [الشي‌ءَ «1»] مشاكهةً و شِكاهاً، إذا شابَهه و قاربَه. و في المثل: «شاكِهْ، أبا يسارٍ «2»» أي قارِبْ. و حُكي عن أبي عمرو ابن العلاء: أشْكَه الأمر، إذا اشْتَبه الأمر.

شكو

الشين و الكاف و الحرف المعتل أصلٌ واحد يدلُّ علي توجُّع من شي‌ء. فالشّكو المصدر؛ شكوته [شكْوًا «3»، و] شَكاةً و شِكايةً.
و شكوتُ فلاناً فأشكاني، أي أعتبني من شَكواي «4». و أشكاني، إذا فعل بك ما يُحوِجُك إلي شكايته. و الشَّكاة و الشِّكاية بمعني. و الشكِيّ: الذي يشتكي وجعاً. و الشكِيُّ المشكوِّ أيضاً؛ شكَوتُه فهو شَكِيٌّ و مشكوٌّ.

شكد

الشين و الكاف و الدال أصلٌ. يقولون: إنّ الشُّكْد:
الشُّكر. و سمعت علي بن إبراهيم القطّان يقول: سمعت عليّ بن عبد العزيز يقول:
سمعت أبا عبيد يقول: سمعت الأمويّ يقول: الشُّكد: العَطاء، و الشُّكم:
الجَزاء، و المصدر: الشَّكْد. و قال الكسائيّ: الشُّكم: العِوَض. و الأصمعيُّ يقول الشُّكم و الشُّكْد: العطاء.

شكر

الشين و الكاف و الراء أصولٌ أربعة متباينةٌ بعيدة القياس.
فالأول: الشُّكر: الثَّناء علي الإنسان بمعروف يُولِيكَهُ. و يقال إنّ حقيقة
______________________________
(1) التكملة من المجمل.
(2) أبا يسار، نصب علي النداء. انظر أمثال المبداني.
(3) التكملة من المجمل.
(4) الإعتاب: الإرضاء. و في الأصل: «اعتني»، صوابه في المجمل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 208
الشُّكر الرِّضا باليسير. يقولون: فرسٌ شَكور، إذا كفاه لسِمَنِه العلفُ القليل.
و ينشدون قول الأعشي:
و لا بُدَّ مِنْ غَزوةٍ في المَصِي ف رَهْبٍ تُكِلُّ الوَقَاحَ الشَّكُورا «1»
و يقال في المثل: «أشْكَرُ مِن بَرْوَقَة»، و ذلك أنّها تخضرّ من الغيم من غير مطَر.
و الأصل الثاني: الامتلاء و الغُزْر في الشي‌ء. يقال حَلُوبة «2» شَكِرَةٌ إذا أصابت حَظًّا من مرعًي فغَزُرت. و يقال: أشكر القومُ، و إنهم ليحتلبون شَكِرَةً، و قد شَكِرت الحَلُوبة. و من هذا الباب: شَكِرَت الشّجرةُ، إذا كثُر فيئُها.
و الأصل الثالث: الشَّكير من النبات، و هو الذي ينبُت من ساق الشَّجرة، و هي قُضبان غضّة. و يكون ذلك في النَّبات أوّلَ ما ينبُت. قال:
حَمَّم فرخٌ كالشَّكير الجَعْدِ
و الأصل الرابع: الشَّكْر، و هو النِّكاح. و يقال بل شَكْر المرأةِ: فَرْجها.
و
قال يحيي بن يعمر، لرجلٍ خاصمته امرأتُه: «إن سألَتْكَ ثَمن شَكْرها و شَبْرِك أنشأْتَ تطُلُّها و تَضْهَلها»

شكع

الشين و الكاف و العين أصلٌ يدل علي غضَب و ضجرٍ و ما أشبه ذلك. يقال شَكِعَ الرّجُل، إذا كثُر أنينُه. و كذلك الغضبان إذا اشتدَّ غضبُه، يَشْكَع شَكَعاً.
______________________________
(1) ديوان الأعشي 72 و اللسان (شكر) برواية: «في الربيع حجون». و أنشده في (رهب) بروايتنا هذه بدون نسبة. و في الأصل: «في الصيف»، تحريف.
(2) في الأصل: «خلفة»، صوابها من اللسان. و في المجمل: «ناقة».
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 209
و قد حكَوْا كلمتين ما أدري ما صحتهما؟ قالوا: شكَعَ رأسَ بعيرِه بزمامه، إذا رفَعَه. و يقولون: شَكِعَ الزَّرعُ «1»، إذا كثُر حَبُّه.

باب الشين و اللام و ما يثلثهما

شلو

الشين و اللام و الحرف المعتل أصلٌ واحدٌ يدلُّ علي عضوٍ من الأعضاء، و قد يقال الجسدُ نفسه. فيقول أهلُ اللُّغة: إنَّ الشِّلو العُضو.
و
في الحديث عن عليّ عليه السلام: «ايتِنِي بشِلوها الأيمن»
. و يقال إنَّ بني فلانٍ أشلاءٌ في بني فلان، أي بقايا فيهم. و كان ابن دريد يقول «2»: «الشِّلو شِلو الإنسان، و هو جسَدُه بعد بِلاهُ». و الذي ذكرناه من
حديث عليّ «ايتني بشِلْوها الأيمن»
يدلُّ علي خلاف هذا القول. فأمَّا إشلاء الكلب، فيقولون: إشلاؤه:
دعاؤه. و حُجّته قولُ القائل:
أَشليتُ عَنزِي و مسحتُ قَعْسبي «3»
و هذا قياسٌ صحيح، كأنّك لمّا دعوتَه أشليته كما يُشتَلَي الشِّلو من الفِدر، أي يرفع. و ناسٌ يقولون: أشليتُه بالصَّيد: أغريتُه، و يحتجُّون بقول زيادٍ الأعجم:
______________________________
(1) هذه الكلمة و التي قبلها مما فات صاحب اللسان. و قد ذكرهما في القاموس.
(2) الجمهرة (3: 71).
(3) لأبي النجم العجلي، كما في اللسان (قأب). و أنشده في (شلا) بدون نسبة. و بعده:
ثم تهيأت لشرب قأب
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 210
أتينا أبا عمرٍ و فأشْلَي كلابَه علينا فكِدْنا بين بَيْتَيْهِ نُؤْكَلُ «1»
و حدّثَنا عليُّ بن إبراهيمَ القطان، عن ثعلب، عن ابن الأعرابيّ قال:
يقال: أشليتُه، إذَا أغريْتَه.

شلح

الشين و اللام و الحاء ليس بشي‌ء. يقولون: إنَّ الشَّلْحاء:
السَّيف «2»

باب الشين و الميم و ما يثلثهما

شمت

الشين و الميم و التاء أصلٌ صحيح، و يشذْ عنه بعضُ ما فيه إشكالٌ و غموض. فالأصل فرَحُ عدوٍّ ببليّةٍ تصيبُ مَن يعاديه. يقال شَمِتَ به يَشْمَت شَماتةً، و أشمَتَه اللّٰه عزّ و جلّ بعدوِّه. و في كتاب اللّٰه تعالي:
فَلٰا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدٰاءَ. و يقال بات فلانٌ بليلةِ الشَّوامت، أي بليلة سَوءٍ تُشمت به الشَّوامت. قال:
فارتاعَ مِن صوتِ كَلَّابٍ فبات له طَوعُ الشّوامتِ مِن خوفٍ و من صَرَدِ «3»
______________________________
(1) كلمة «علينا» ساقطة من الأصل، و إثباتها من المجمل و اللسان. و أشار صاحب اللسان.
إلي رواية: «فأغري كلابه».
(2) زاد في اللسان: «بلغة أهل الشحر».
(3) للنابغة، في ديوانه 19 و اللسان (شمت).
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 211
و يقال: رجع القوم شَمَاتَي أو شِمَاتاً من متوجَّههم، إِذا رجَعُوا خائبين. قال ساعدة في شعره «1».
و الذي ذكرتُ أنّ فيه غموضاً و اشتباهاً فقولهم في تشميت العاطس، و هو أنْ يقالَ عند عُطاسه: يرحمُك اللّٰه. و
في الحديث: «أنّ رجُلين عَطَسا عند رسول اللّٰه صلي اللّٰه عليه و آله و سلم، فشمَّتَ أحدَهما و لم يشمِّت الآخر، فقيل له في ذلك، فقال:
«إنّ هذا حمِدَ اللّٰه عزّ و جلّ و إنّ الآخَر لم يَحمَد اللّٰه عزّ و جلّ.
قال الخليل:
تشميت العاطسِ دعاءٌ له، و كلُّ داعٍ لأحدٍ بخير فهو مشمِّتٌ له. هذا أكثرُ ما بلَغَنا في هذه الكلمة، و هو عِندي من الشّي‌ء الذي خفيَ عِلْمُه، و لعلّه كان يُعلَم قديماً ثمّ ذهَبَ بذهاب أهله.
و كلمة أخري، و هو تسْمِيَتهم قوائم الدّابّة: شوامت. قال الخليل: هو اسمٌ لها. قال أبو عمرو: يقال: لا ترك اللّٰه له شامِتة: أي قائمة. و هذا أيضاً من المشكِل؛ لأنّه لا قياس يقتضي أن تسمَّي قائمةُ ذي القوائمِ شامتة. و اللّٰه أعلم‌

شمج

الشين و الميم و الجيم أصلٌ يدل علي الخلْط و قلّة ائتلافِ الشي‌ء. يقال شَمَجه يَشْمُجُه شَمْجا، إذا خلطه. و ما ذاقَ شَمَاجاً، أي شيئاً من طعام. و يقولون: شَمَجوا، إِذا اختبزوا خبزاً غِلاظاً، و يستعار هذا حتَّي يقال
______________________________
(1) في المجمل و صحاح الجوهري: «و هو في شعر ساعدة». قال ابن بري: ليس هو في شعر ساعدة كما ذكر الجوهري، و إنما هو في شعر المعطل الهذلي، و هو:
فأبنا لنا مجد العلاء و ذكره و آبوا علينا فلها و شماتها
قلت: و قصيدته هذه في شرح السكري للهذليين 277 و نسخة الشنقيطي 109. لكن هذا البيت روي أيضا منسوبا لساعدة بن جؤية في ملحق القسم الثاني من مجموعة أشعار الهذليين 45.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 212
للخياطة المتباعدة شَمْج. يقال شمج الثوبَ شَمْجاً يَشمْج. و قياس ذلك كله واحد.

شمخ

الشين و الميم و الخاء أصلٌ صحيح يدل علي تعظُّم و ارتفاع.
يقال جبَلٌ شامخٌ، أي عالٍ. و شَمَخ فلانٌ بأنفه، و ذلك إِذا تعظَّمَ في نفسه.
و شَمْخٌ: اسم رجل.

شمر

الشين و الميم و الراء أصلان متضادّان، يدلُّ أحدُهما علي تقلّص و ارتفاع، و يدلُّ الآخر علي سَحْبٍ و إرسال.
فالأول قولهم: شمَّر للأمر أذياله. و رجل شَمّرِيٌّ: خفيف في أمره جادٌّ قد تشمَّرَ له. و يقال شاةٌ شامرٌ «1»: انضمَّ ضَرعُها إِلي بطنها. و ناقة شِمِّير: مشمِّرة سريعة، في شعر حُميد «2».
و الأصل الآخر: يقال شَمَرَ يَشْمُر، إذا مشي بخُيَلاء. و مَرّ يَشْمُر.
و يقال منه: شَمَّر الرّجُل السّهمَ، إذا أرسَلَه.

شمس

الشين و الميم و السين أصلٌ يدلّ علي تلؤُنٍ و قلّةِ استقرار.
فالشَّمس معروفة، و سمِّيت بذلك لأنَّها غير مستقرّة، هي أبداً متحرّكة. و قُرئ:
و الشّمس تجري لا مستقرّ لها «3». و يقال شَمَس يومُنا، و أشمس، إِذا
______________________________
(1) يقال شامر و شامرة أيضا، كما في القاموس، و اقتصر في اللسان علي «شامرة».
(2) زاد في المجمل: «و الشماخ».
(3) هي قراءة ابن مسعود، و ابن عباس، عكرمة، و عطاء، و زين العابدين، و الباقر، و ابنه الصادق، و ابن أبي عبلة. قرءوا جميعا بالنفي و بناء «مستقر» علي الفتح، ما عدا ابن أبي عبلة فقرأها بالرفع علي إعمال «لا» عمل ليس، كقوله:
تعز فلا شي‌ء علي الأرض باقيا و لا وزر مما قضي اللّه واقيا
انظر تفسير أبي حبان (7: 336).
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 213
اشتدّت شمسُه. و الشَّموس من الدوابّ: الذي لا يكاد يستقرّ. يقال شَمَسَ شِماساً. و امرأةٌ شَموسٌ، إِذا كانت تنفر من الرِّيبَة «1» و لا تستقرُّ عندها؛ و الجمع شُمُس. قال:
شمُسٌ مَوَانِعُ كلِّ ليلةِ حُرَّةٍ يُخْلِفْن ظنَّ الفاحش المِغيارِ «2»
و رجلٌ شموسٌ، إذا كان لا يستقرُّ علي خُلُق، و هو إلي العُسْر ما هو. و يقال شمِسَ لي فلانٌ، إذا أبدَي لك عداوتَهُ. و هذا محمولٌ علي ما ذكرناه من تغيُّر الأخلاق. فهذا قياسُ هذا الاسم، و أمَّا ما سمَّت العرب به فقال ابن دريد: «و قد سمَّت العرب عَبد شمسٍ». قال: «و قال ابنُ الكلبيّ: الشّمس صَنَمٌ قديم.
و لم يذكرْه غيره». قال: «و قال قوم: شَمْسُ: عين* ماءٍ معروفة. و قد سمت العرب عَبْشَمس، و هم بنو تميم، و إليهم يُنسَب عبشمِيّ» «3».

شمص

الشين و الميم و الصاد كلمةٌ واحدة. يقال شَمَصْتُ الفَرس، إذا نَزَّقْتَه «4» ليتحرَّك. و يقال شمَّص إبلَه، إذا طردها طرداً عنيفاً.
______________________________
(1) في الأصل: «الزينة» تحريف.
(2) للنابغة في ديوانه 36، و قد سبق في (2: 6).
(3) هذه النصوص الثلاثة من الجمهرة (3: 23).
(4) و كذا في المجمل. و عبارة اللسان: «و شمص الفرس: نخسه أو نزقه ليتحرك»، مع ضبط «شمص» بالتشديد. و الفعل يقال بالتخفيف و بالتشديد، كما في القاموس: و يقال نزق الفرس بالتشديد، و أنزقه أيضا، إذا ضربه حتي ينزو و ينزق.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 214‌

شمط

[و أما] الشين و الميم و الطاء فقياس صحيحٌ يدلُّ علي الخُلْطَة.
من ذلك الشَّمَط، و هو اختلاطُ الشَّيب بسَواد الشّباب.
و يقال لكل خليطين خلطتهما: قد شَمَطتُهما، و هما شَمِيط «1». قال: و بِهِ «2» سُمّي الصّباح شَمِيطاً لاختلاطه بباقي ظُلمة اللَّيل. و قالوا: قال أبو عمرو: يقال أشمَطُوا حديثاً مرّة و شِعراً مَرّة.
و من الباب: الشَّماطيط: الفِرق؛ يقال جاء «3» الخَيْل شَماطِيطَ. و يقولون:
هذه القدر تَسَعُ شاةً بشَمْطِها و بِشِمْطِها «4»، أي بما خُلِط معها من تَوابلها.

شمع

الشين و الميم و العين أصلٌ واحد و قياسٌ مطّرد في المِزاح و طِيب الحديث و الفَكاهة و ما قاربَ ذلك، و أصلُه قولهم: جاريةٌ شَموع، إذا كانت حسنةَ الحديث طيِّبَة النّفْس مَزَّاحة. و
في الحديث: «مَن تَتَبَّع المَشمَعة يُشَمِّع اللّٰه به»
. و قال بعض أهل العلم: المَشْمَعَة: المِزاحُ و الضّحك، و معني ذلك أنَّ من كانت هذه حالَه و شأنَه؛ لا أنَّه كرِه المِزاح و الضَّحك جملةً إذا كانا في غير باطلٍ و تهزُّؤ. قال الهذليُّ و ذكر ضَيفَهُ:
سَأبْدَؤُهُمْ بمَشْمَعَةٍ و آتِي بجُهدي مِن طعام أوْ بِساطٍ «5»
______________________________
(1) في الأصل: «شمط» مع ضبط الميم بالكسر، صوابه في المجمل و اللسان.
(2) في الأصل: «رؤية»، صوابه في المجمل.
(3) في المجمل: «جاءت».
(4) في اللسان: «الناس كلهم علي فتح الشين من شمطها إلا العكلي فإنه يكسر الشين».
(5) للمتناخل الهذلي، كما في اللسان (شمع). و قصيدته في القسم الثاني من مجموعة أشعار الهذليين 89 و نسخة الشنقيطي 47.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 215
يريد أنّه يبدأ ضِيفانَه عند نزولهم بالمزاح و المضاحكة؛ ليُؤنسَهم بذلك.
و من الباب: أشْمَعَ السِّرَاجُ، إذا سطَعَ نورُه. قال:
كلمعِ بَرقٍ أو سِرَاجٍ أَشْمَعَا «1»
و أَمَّا الشَّمْعُ فيقال بسكون الميم و فتحها، و هو معروف، و هو شاذٌّ عن الأصل الذي ذكرته.

شمق

الشين و الميم و القاف يقولون إِنّه أصلٌ صحيح، و يذكرون فيه الشَّمَق، و هو إما النّشَاط، و إمّا الوَلوع بالشي‌ء.

شمل

الشين و الميم و اللام أصلان منقاسان مطّردان، كل واحدٍ منهما في معناه و بابه.
فالأوّل يدلُّ علي دَوَرَان الشي‌ء بالشي‌ء و أخْذِه إيّاه من جوانبه. من ذلك قولهم: شَمِلَهم الأمرُ «2»، إذا عمَّهم. و هذا أمرٌ شامل. و منه الشَّمْلَة، و هي كساءٌ يُؤْتَزَرُ به و يُشْتَمَل. و جمع اللّٰه شَمْله، إذا دَعا له بتألُّف أموره، و إذا تألّفَتْ اشتمل كلُّ واحدٍ منها بالآخَر «3».
و من الباب: شملت الشاة، إذا جعلتَ لها شِمالًا، و سو وعاء كالكيس يُدخَل فيه ضرعُها فيشتمل عليه. و كذلك شَمَلْتُ النَّخلَة، إِذا كانت تنفضُ حَمْلَها فشُدَّت أعذاقُها بقِطَع الأكسية.
و من الباب: المِشْمل: سيفٌ صغير يَشْتَمِل الرّجُل عليه بثوبه.
______________________________
(1) في اللسان: «كلمح برق». و في المخصص (11: 39): «كمثل برق».
(2) يقال من بابي نصر و فرح.
(3) في الأصل: «إذا تألف اشتمل كل واحد منهما بالآخر»، تحريف.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 216
و الأصل الثاني يدلُّ علي الجانب الذي يخالف اليمين. من ذلك: البد الشِّمال، و منه الرِّيح الشِّمال لأنّها تأتي عن شمال القِبلة إذا استند المستنِد إليها من ناحية قِبلة العراق. و في الشمول، و هي الخمر، قولان: أحدهما أنَّ لها عَصْفَةً كعَصْفة الرّيح الشمال. و القول الثّاني أنها تَشمَل العقل. و جمع شِمال أشْمُل. قال أبو النجم:
يأتي لها من أيْمُنٍ و أشْمُلِ «1»
و يقال غديرٌ مشمول: تضرِبُه ريحُ الشَّمال حتي يبرُد. و لذلك تسمَّي الخمر مشمولة، أي إنها باردة الطَّعم. فأمّا قول ذي الرُّمَّة:
و بالشَّمائل من جَلّانَ مُقتنِصٌ رَذْل الثِّياب خفيُّ الشّخصِ مُنْزَربُ «2»
فيقال إنّه أراد القُتَر «3»، واحدتها شمالة. فإن كان أراد هذا فكَأَنّه شبَّه القُتْرَة بالشِّمالة «4» التي تُجعَل للضَّرع. و قد ذكرناها. و يقال: إنّه أراد بناحية الشِّمال.
و ممّا شذَّ عن هذين البابين. الشَّمَلَة: ما بقي في النَّخلة من رُطَبها. يقال: ما بقي فيها إلّا شماليل. و يقال: إن الشَّماليل ما تشعَّب من الأغصان. و* الشَّمْلَلَة: السرعة، و منه الناقة الشِّملال و الشِّمْليل. قال:
حرفٌ أخُوها أبوها من مُهجَّنةٍ و عمُّها خَالُها قَوْداءُ شِمليلُ «5»
______________________________
(1) البيت في اللسان (13: 387) و أمالي ابن الشجري (1: 306)
(2) ديوان ذي الرمة 14 و اللسان (زرب، شمل). و «جلان» ضبط في اللسان و القاموس بفتح الجيم، و في الديوان و الاشتقاق 196 و المجمل بالكسر.
(3) القتر: جمع قترة، كغرف و غرفة، و هي حفرة يمكن فيها الصائد.
(4) لم يذكر في المعاجم المتداولة إلا «الشمال» بدون هاء.
(5) لكعب بن زهير كما سبق في (أشر، حرف).
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 217‌

باب الشين و النون و ما يثلثهما

شنا

الشين و النون و الهمزة أصلٌ يدلُّ علي البِغضة و التجنُّب للشي‌ء.
من ذلك الشَّنُوءَة، و هي التقزُّز؛ و منه اشتقاق أزْدِشَنوءة. و يقال: شَنِئَ فلانٌ فلاناً إذا أبغَضَه. و هو الشَّنَآن، و ربما خفَّفوا فقالوا: الشَّنَان. و أنشدوا:
فما العيشُ إلَّا ما تَلَذُّ و تَشْتَهِي و إن لَامَ فيه ذو الشَّنَانِ و أفْنَدَا «1»
و الشنْ‌ءُ: الشَّنَآن أيضاً. و رجلٌ مِشناءٌ علي مِفعال، إذا كان يُبْغِضُه النّاس «2».
و أمّا قولهم شَنِئْت للأمر و به، إذا أقرَرْت، و إنشادُهم:
فلو كان هذا الأمرُ في جاهليَّةٍ شَنِئْتَ به أو غَصَّ بالماء شاربُه «3»
… «4».

شنب

الشين و النون و الباء أصلٌ يدلُّ علي بردٍ في شي‌ء. يقولون شَنِب يومُنا، فهو شَنِب و شانب، إذا برد.
و من ذلك الثّغر الأشنب، هو البارد العذب قال:
يا بِأبِي أنتِ و فُوكِ الأشْنَبُ «5»
______________________________
(1) البيت للأحوص، كما في اللسان (شنأ). و روايته: «و فندا». يقال فنده و أفنده:
لامه و ضعف رأيه.
(2) في هذا التفسير كلام. انظر اللسان (1: 96).
(3) البيت ملفق من بيتين للفرزدق في ديوانه 56. و هما:
فلو كان هذا الحكم في جاهلية عرفت من المولي القليل حلائبه
و لو كان هذا الأمر في غير ملككم لأديته أو غص بالماء شاربه
و رواه في اللسان (شنأ):
و لو كان في دين سوي ذا شنئتم لنا حقنا أو غص بالماء شاربه
(4) هنا سقط لم يبيض له. و تقديره «فكلام فيه نظر».
(5) البيت من شواهد ابن هشام في أوضح المسالك و قطر الندي في (باب اسم الفعل)، و رواه:
«وا بأبي»، و نسب إلي راجز من بني تميم. و انظر العيني (4: 310).
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 218‌

شنث

الشين و النون و الثاء ليس بأصل، و فيه كلمة. يقولون:
شَنِثَت مَشافِر البعير، إذا غُلظت من أكل الشَّوْك.

شنج

الشين و النون و الجيم كلمةٌ واحدة، و هو الشَّنَجُ، و هو التقبُّض في جلدٍ و غيره.

شنح

الشين و النون و الحاء كلمةٌ واحدة، و هي الشَّناحِيُّ، و هو الطويلُ، يقال هو شَنَاحٌ كما تري.

شنص

الشين و النون و الصاد كلمة إن صحت. يقولون: فَرَس شَنَاصِيٌّ، أي طويل. قال:
و شَنَاصيٌّ إذا هِيجَ طَمَرْ «1»
و يقال: إنما هو نَشَاصيٌّ و حكي: شَنِصَ به، مثل سَدِك.

شنع

الشين و النون و العين أصلٌ واحد يدلُّ علي رفْع الذِّكر بالقبيح. من ذلك الشّناعة. يقال شَنُع الشي‌ءُ فهو شنيع. و شَنَعتُه، إذا قهرتَه بما يكرهه. و ذكر ناسٌ شَنَعَ فلانٌ فلاناً، إذا سَبَّه. و أنشدوا لكُثَيِّر:
و أسماءُ لا مَشنوعةٌ بمَلالةٍ لَدَيْنَا … «2»
______________________________
(1) للمرار بن منقذ في المفضليات (1: 82) و اللسان (شنص). و في المفضليات:
«فإذا طؤطئ طيار طمر»
. و صدره:
شندف أشدف ما روعته
(2) و كذا ورد إنشاده منقوصا في المجمل. و تمامه، كما في اللسان:
لدينا و لا مقلية باعتلالها
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 219
و يحملون علي هذا فيقولون: تشنَّعت الإبل في السير، إذا جدّت. و إنما يكون ذلك في أرفعِ السَّير، فيعود القياسُ إلي ما ذكرناه من الارتفاع و إن لم يكن في ذلك قبح.

شنف

الشين و النون و الفاء كلمتان متباينتان: أحدهما الشَّنْف، و هو من حَلْي الأذُن. و الكلمة الأخري: الشَّنَف: البُغض. يقال شَنِف له يَشْنَف شنَفاً.

شنق

الشين و النون و القاف أصلٌ صحيح منقاس، و هو يدلُّ علي امتدادٍ في تعلَّقٍ بشي‌ء من ذلك الشِّناق، و هو الخيط الذي يُشَدُّ به فمُ القربة.
و شَنَقَ الرّجل بزمام ناقته، إذا فعل بها كما يفعل الفارسُ بفرسه، إذا كَبَحَه بلجامه.
و يقال إنّ الشَّنَق: طولُ الرأس، كأنما يمتدُّ صُعُداً. و فرسٌ مشنوق:
طويل.
و من الباب و هو قياسٌ صحيح: الشَّنَق نِزَاع القلب إلي الشي‌ءِ، و ذلك أنه لا يكون إلّا عن عَلَقٍ، فقد يصحُّ القياس الذي ذكرناه.
فأمَّا الأشناق فواحدها شَنَق، و هو ما دون الدِّية الكاملة، و ذلك أن يسوق ذُو الحمالة ديةً كاملةً، فإِذا كانت معها دياتُ جراحاتٍ دون التمام فتلك الأشناق، و كأنها متعلِّقة بالدِّية العُظمي. و الذي أراده الشاعر هذا بقوله:
قَرْمٌ تُعَلَّقُ أشناقُ الدِّيات به إذا المئُون أُمِرَّتْ فَوقَه حَمَلَا «1»
و الشَّنَق، في الحديث: ما دون الفريضتين، و ذلك في الإبل و الغنم و البقر. و هو
______________________________
(1) للأخطل في ديوانه 143 و اللسان (شنق).
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 220
قوله صلي اللّٰه عليه و آله و سلم: «لا شِناق»
، أي لا يُؤخذ في الشّنَق فَريضة حتي تتمّ.
و من الباب اللحم المشَنَّق، و هو المشَرَّح المقطَّع طُولا. قال الأمويّ: يقال للعجين الذي يُقطَّع و يعمل بالزيت*: مشَنّق. و لا يكون ذلك إلا و فيه طول.

باب الشين و الهاء و ما يثلثهما

شهو

الشين و الهاء و الحرف المعتلّ كلمة واحدة، و هي الشّهوة يقال رجلٌ شَهْوانُ، و شي‌ءٌ شَهِيّ.

شهب

الشين و الهاء و الباء أصلٌ واحدٌ يدلُّ علي بياض في شي‌ءٍ من سواد، لا تكون الشُّهبةُ خالصةً بياضاً. من ذلك الشُّهبة في الفرَس، هو بياضٌ يخالطُه سَواد. و يقال كَتيبةٌ شَهباء، إذا كانت عِليتُها بياضَ الحديد، و يقال لليوم ذي البرد و الصُّرَّاد «1»: أشهبُ، و الليلة الشّهباءُ. يقال: اشهابَّ الزّرْع، إذا هاج و بقَي في خِلاله شي‌ءٌ أخضر. و من الباب: الشِّهاب، و هو شُعلة نارٍ ساطعة. و إنّ فُلاناً لَشِهابُ حربٍ، و ذلك إذا كان معروفاً فيها مشهوراً كشُهرة الكواكب اللّوامع. و يقال إنّ النّصل الأشهبَ الذي قد بُرِد بَرْداً خفيفاً حتي ذهب سوادُه. و يقال إنّ الشّهاب اللّبَن الضَّيَاح، و إنما سمِّي بذلك لأنَّ ماءَه «2» قد كثر فصار كالبياض الذي يحالطه لونٌ آخر.
______________________________
(1) الصراد: ريح باردة مع ندي.
(2) في الأصل: «لأنه ما».
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 221‌

شهد

الشين و الهاء و الدال أصلٌ يدلُّ علي حضور و علم، و إعلام، لا يخرُج شي‌ءٌ من فروعه عن الذي ذكرناه. من ذلك الشّهادة، يجمع الأصولَ التي ذكرناها من الحضور، و العلم، و الإِعلام. يقال شَهد يشهد شهادةً.
و المَشهد: محضر النّاس.
و من الباب: الشُّهود: جمع الشاهد، و هو الماء الذي يخرج علي رأس الصبيّ إذا وُلد، و يقال بل هو الغِرْس «1». قال الشاعر:
فجاءَت بمثل السّابرِي تَعجَّبُوا لهُ و الثّرَي ما جفَّ عنه شُهودها «2»
و قال قوم: شهود النّاقة: آثار موضع مَنتَجِها من دمٍ أو سَلًي. و الشَّهيد: القتيل في سبيل اللّٰه، قال قومٌ: سمِّي بذلك لأنّ ملائكة الرحمة تشهده، أي تحضُره.
و قال آخرون: سمِّي بذلك لسقوطه بالأرض، و الأرض تسمَّي الشاهدة. و الشاهد:
اللِّسان، و الشّاهد: المَلَك. و قد جمعهما الأعشي في بيت:
فلا تحسَبَنّي كافراً لك نعمةً عَلَي شاهِدِي يا شاهِدَ اللّٰهِ فاشْهَدِ «3»
فشاهده: اللسان، و شاهد اللّٰه جلّ ثناؤه، هو المَلَك. فأمّا قوله جلّ و عزّ:
شَهِدَ اللّٰهُ أَنَّهُ لٰا إِلٰهَ إِلّٰا هُوَ، فقال أهلُ العلم: معناه أعلَمَ اللّٰه عزّ و جلّ، بيَّن اللّٰه، كما يقال: شهِد فلانٌ عند القاضي، إذا بيَّن و أعلَم لمن الحقُّ و علي مَن هو.
______________________________
(1) في الأصل: «الفرس»، صوابه في المجمل و اللسان. و الغرس، بكسر الغين: جلدة رقيقة تخرج مع الولد عند خروجه.
(2) لحميد بن ثور الهلالي، كما في اللسان (شهد).
(3) ديوان الأعشي 133، و اللسان (شهد).
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 222
و امرأة مُشْهِد، إذا حضر زوجُها، كما يقال للغائب زوجُها: مُغِيب. فأمّا قولهم أشْهَدَ الرّجُل، إِذا مَدَي، فكأنّه محمولٌ علي الذي ذكرناه من الماء الذي يخرج علي رأس المولود.
و مما شذّ عن هذا الأصل: الشُّهد: العسلُ في شَمَعِها؛ و يجمع علي الشِّهاد. قال:
إلي رُدُحٍ من الشِّيزَي مِلَاءٍ لُبابَ البُرِّ يُلبَكُ بالشِّهادِ «1»

شهر

الشين و الهاء و الراء أصلٌ صحيح يدلُّ علي وضوحٍ في الأمر و إضاءة. من ذلك الشَّهر، و هو في كلام العرب الهِلال، ثمَّ سمِّي كلُّ ثلاثين يوماً باسم الهلال، فقيل شهر. قد اتَّفق فيه العربُ و العجم؛ فإنّ العجم يسمُّون ثلاثين يوماً باسم الهلال في لغتهم. و الدليل علي هذا قولُ ذي الرّمّة:
فأصْبَحَ أَجْلَي الطرفِ ما يستزيدُه يَرَي الشَّهرَ قبل الناسِ و هو نحيلُ «2»
و الشُّهرة: وضوح الأمر. و شَهَر سيفَه، إذا انتضاه. و قد شُهِر فلانٌ في الناس بكذا، فهو مشهور، و قد شَهَروه. و يقال أشْهَرْنا بالمكان، إذا أقَمنا به شهراً. و شَهْرانُ: قبيلة.

شهق

الشين و الهاء و القاف أصلٌ واحد يدلُّ علي علوّ. من ذلك جبلٌ شاهِق، أي عال. ثمّ اشتُقَّ من ذلك الشَّهيق: ضدّ الزَّفير؛ لأنّ
______________________________
(1) لأمية بن أبي الصلت، و قد سبق إنشاده و تخريجه في (2: 312).
(2) ديوان ذي الرمة 671. و أنشد عجزه في اللسان (شهر).
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 223
الشَّهيق ردُّ النّفَس، و الزّفير إخراج النّفَس. و الأصل في ذلك ما ذكرناه.
و قال بعضهم: فلان ذو شاهقٍ، إذا اشتدَّ غضبُه. و لعلَّه أن* يكون مع ذلك صوت.

شهل

الشين و الهاء و اللام أصلٌ في بعض الألوان، و هي الشُّهْلة في العين، و ذلك أن يُشوبَ سوادَها زُرْقة.
و مما ليس من هذا الباب: امرأةٌ شهلة، قالوا: هي النَّصَف العاقلة. قالوا:
و ذلك اسمٌ لها خاصّةً، لا يوصَف به الرجل. كذا قال أهل اللُّغة. فأمَّا العرب فقد سمَّت بشَهْل، و هو الفِند الزِّمَّانيّ، يقال إنّ اسمَه شَهْل بن شيبان.
و مما شذَّ أيضا: المشاهَلة: المُشارَّة، و أظنُّ الشين مبدلةً من جيم. و كذلك قولهم للحاجَةِ: شهلاء، و هو من باب الإبدال، و الأصل الكاف: الشَّكْلاء.

شهم

الشين و الهاء و الميم أصلٌ يدلُّ علي ذَكاء. يقال من ذلك:
رجل شَهْم. و ربَّما قالوا للمذعور: مَشهوم، و هو قياسٌ صحيح لأنَّه إذا تفزَّعَ بَدَا ذكاء قلبِه «1». و يقولون: إِنَّ الشَّهامَ السِّعلاة. فإنْ صحَّ هذا فهو أيضاً من الذكاء. و الشَّيهم: القنفذ؛ و ليس ببعيدٍ أن يكون من قياس الباب. و فيه يقول الأعشي:
لَئِنْ جَدّ أسبابُ العداوةِ بيننا لترتَحِلَنْ منِّي علي ظهر شَبهمِ «2»
و اللّٰه أعلم.
______________________________
(1) في الأصل: «إذا تفرع ذكاء قلبه».
(2) ديوان الأعشي 95 و اللسان (شهم).
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 224‌

باب الشين و الواو و ما يثلثهما

شوي

الشين و الواو و الياء يدلُّ علي الأمر الهيِّن. من ذلك الشوَّي و هو رُذَال المال. قال:
أكَلْنا الشَّوَي حَتَّي [إِذا لم تَجِدْ شَوًي «1»] أشَرْنا إِلي خيراتها بالأصابع
و من ذلك الشَّوَي: جمع شَواةٍ، و هي جِلْدة الرأس. و الشَّوَي: الأطراف، و كلُّ ما ليس بمَقْتل. و كلُّ أمرٍ هيّنٍ شَوًي. و يقولون في الإتباع: عَيِيٌّ شَوِيٌّ.
قال ابن دريد «2»: هو من الشَّوي، و هو الرُّذَال. و يقال رميتُ الصَّيدَ فأشوَيْتُه، إِذا أصَبْتَ شَواهُ، و هي أطرافه. و الشَّوايا: بقيَّة قومٍ هَلَكوا، الواحِد شَوِيَّة؛ و إِنَّما سمِّيت بذلك لقلَّتها و هُونِها. قالوا: و الشّواية «3» الشي‌ء الصغير من الكبير، كالقِطعة من الشّاة. و يقال: ما بَقِيَ من المال إِلا شِوُايَة، أي شي‌ءٌ يسير. و الذي لا نشكُّ فيه أنّ الشِّواء مشتقٌّ من هذا؛ لأنّه إِذا شُوِي فكأنَّه قد أهين. فإن قال قائل: فينبغي أن يكون إذا قُدِر و كبِّب «4»: شِواءٌ لأنَّه قد أهين. قيل له:
نحن نعلِّل ما يقوله العربُ حتَّي نردَّه إِلي أصلٍ مطَّرد متّفَقٍ عليه، فأمّا ما سوي ذلك فليس لنا أن نفعلَه. و تقول: شَوَيت اللَّحمَ شَيًّا و اشتويتُه، فأنا مشتوٍ.
قال الشاعر:
______________________________
(1) التكملة من اللسان (شوا) و المخصص (14: 29/ 15: 166) و البيان (3: 342)
(2) الجمهرة (3: 430).
(3) الشواية، بتثليث حركات الشين.
(4) قدر: طبخ في القدر. كبب عمل كبابا، و هو ضرب من اللحم المقلي يعرف بالطباهجة.
و في الأصل: «كتب»، تحريف.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 225
فاشتوَي ليلةَ ريحٍ و اجْتَمَلْ «1»
و يقال انْشَوَي اللَّحم. قال:
قَد انْشوي شِواؤنا المرَعْبل «2» فاقترِبوا إِلي الغَدَاء فكلُوا
قال الخليل الإشواء: الإبقاء أو في معناه «3»، حتي يقول بعضهم: تعشَّي فلانٌ فأشْوَي من عَشَائه، أي أبقي. قال:
فإنَّ مِن القول التي لا شَوي لها إِذا زلَّ عن ظهر اللِّسان انفلاتها «4»
أي لا بقيَّةَ لها. و الأصلُ يَرجع إلي ما أصَّلناه.

شوب

الشين و الواو و الباء أصلٌ واحد، و هو الخَلْط. يقال:
شُبْتُ الشي‌ءَ أشوبُه شَوباً. قال أهلُ اللُّغة: و سمِّي العَسَل شَوباً، لأنَّه كان عندهم مِزاجاً لغيره من الأشربة. و الشِّياب: اسمٌ لما يُمزَج به. و يقولون: ما عنده شوبٌ و لا رَوْب. فالشَّوب: العسَل. و الرّوب: اللبن الرائب.

شوذ

الشين و الواو و الذال ليس فيه إلا المِشْوَذ، و هي العمامة.
قال الوليد بن عقبة:
______________________________
(1) البيت للبيد. في ديوانه 12 طبع 1881 و اللسان (شرا). و صدره:
أو نهته فأتاه رزقه
(2) في الأصل: «فلما انشوي»، صوابه من المجمل و اللسان.
(3) في المجمل: «و في معناها».
(4) لأبي ذؤيب الهذلي في ديوانه 163. و أنشده في اللسان (شوا) بدون نسبة. و في الأصل:
الذي لا شوي»، صوابه من المجمل و اللسان و الديوان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 226
إِذا ما شددتُ الرأس مِنّي بمِشوذٍ فَغَيَّكِ مِنِّي تغلبَ ابنةَ وائلِ «1»

شور

الشين و الواو و الراء أصلان مطَّردان، الأوّل منهما إِبداء.
شي‌ءٍ و إِظهارُه و عَرْضه، و الآخَر أخْذ شي‌ء.
فالأوّل قولهم: شُرت [الدّابّة «2»] شَوْرا، إِذا عرضْتَها. و المكان الذي يُعْرض فيه الدّوابّ هو المِشوار. يقولون: «إيَّاك و الخُطَبَ* فإنَّها مِشْوارٌ، كثير العِثار».
قال بعض أهل اللغة في قولهم شوّرَبِهِ، إِذا أخجله: إِنما هو من الشُّوار، و الشُّوار: فَرْج الرّجُل. و من ذلك قولهم: أبْدَي اللّٰه شُواره. قال: فكأنَّ قولَه شَوّر به، أراد أبْدَي شواره حتَّي خجِل. قال: و الشَّوار «3»: مَتاع البيت أيضاً.
فإنْ كان صحيحاً فلأنَّه مِن الذي يُصان كما يصُون الرّجلُ ما عنده.
و الباب الآخر: قولهم: شُرْت العسلَ أَشُوره. و قد أجاز ناسٌ:
أشَرْت العسَل، و احتجُّوا بقوله:
و سَماعٍ يأذَنُ الشّيخُ لهُ و حديثٍ مثلِ ماذِيّ مُشارِ «4»
______________________________
(1) أنشده في اللسان (شوذ) قال: «و كان قد ولي صدقات تغلب». و عقب عليه بقوله:
«يريد غيا لك ما أطوله مني». في الأصل: «غيك عني».
(2) التكملة من المجمل.
(3) الشوار هذا بتثليث الشين.
(4) لعدي بن زيد، كما في اللسان (شور، أذن) برواية: «في سماع».
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 227
[و قال الأصمعيّ: إنما هو «ماذيِّ مَشار» «1»] علي الإضافة. قال:
و المَشار: الخليَّة يُشتار منها العَسَل.
قال بعض أهل اللُّغة: من هذا الباب شاورتُ فلاناً في أمري. قال: و هو مشتقٌّ من شَوْر العسل «2» فكأنَّ المستشير يأخذ الرأيَ من غيره.
قالوا: و مما اشتُقّ من هذا قولهم في البعير: هو مُستشِير، و هو البعير الذي يعرف الحائلَ من غير الحائل. و أنشد:
أَفَزَّ عنها كلّ مستشيرِ و كلَّ بَكْرٍ داعِرٍ مِئْشِيرِ «3»
و يقال: بل هو السَّمين.

شوس

الشين و الواو و السين أصلٌ واحد يدلُّ علي نَظَرٍ بتغيُّظ.
من ذلك الشَّوَس: النَّظَر بأحد شِقَّي العين تغيُّظا. و رجلٌ أشوسُ من قومٍ شُوس. و يقال هو [الذي «4»] يصغِّر عينيه و يضمُّ أجفانه.

شوص

الشين و الواو و الصاد أصلٌ يدل علي زعزعةِ شي‌ءٍ و دَلْكه من ذلك الشَّوْص، و هو التسوُّك بالسِّواك. و
في الحديث: «أنَّه كان يَشُوص فاه بالسِّواك»
. و قال امرؤ القيس:
بأسوَدَ ملتفِّ الغدائر واردٍ و ذي أُشُرٍ تَشُوصه و تمُوصُ «5»
______________________________
(1) التكملة من المجمل. و نحوها في اللسان.
(2) في الأصل: «شوار العسل»، تحريف.
(3) الرجز في اللسان (شور).
(4) التكملة من المجمل.
(5) ماص الشئ يموصه: غسله.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 228
و الشّوْص: الدلْك، و قد يقال في الثَّوْب أيضاً. و يقال شاص الشي‌ء:
إذا زعزَعَه. و أما الشَّوْصة فداءٌ يقال إنَّه يتعقَّد في الأضلاع.

شوط

الشين و الواو و الطاء أصلٌ يدل علي مضيٍّ في غير تثبُّت و لا في حَقّ. من ذلك قولُهم جَري شَوطاً أي طَلَقا. و يقولون للضَّوء الذي يدخل البيوت من الكُوّة: شَوط باطلٍ. و كان بعض الفقهاء يكره أن يقال: طاف بالبيت أشواطاً، و كان يقول: الشَّوط باطل، و الطّوافُ بالبيت من الباقيات الصالحات.

شوظ

الشين و الواو و الظاء كلمة واحدة صحيحة، فالشُّوَاظ:
شُواظ اللّهب من النار لا دخانَ معه. قال تعالي: شُوٰاظٌ مِنْ نٰارٍ.

شوع

الشين و الواو و العين أصلٌ يدل علي انتشارٍ و تفرُّق. من ذلك: الشَّوَع، و هو انتشار الشَّعْر و تفرُّقه. و الشُّوع: شَجَر «1» و لَعله متفرِّق النبت.

شوف

الشين و الواو و الفاء أصلٌ واحد، و هو يدلُّ علي ظهور و بُروز. من ذلك قول العرب: تَشوَّفَت الأوعالُ، إذا علَتْ مَعاقل الجبال. ثم حُمِل علي ذلك و اشتُقَّ منه: تشوَّفَ فلانٌ للشَّي‌ء، إذا طَمَح به، ثمَّ قيل لجَلْو الشي‌ء شَوف. تقول: شُفْتُه أشوفُه شَوفاً. و المَشُوف: المجلَوّ. و الدِّينار المَشُوف من ذلك. و فيه يقول عنترة:
______________________________
(1) في المجمل: «الشوع: شجر البان». و في اللسان: «و الشوع بالضم: شجر البان، و هو جبلي».
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 229
رَكَدَ الهواجرُ بالمَشُوفِ المُعْلَمِ «1»
و إنَّما سمِّي ذلك شَوفاً لأنّه يبرز به عن وجهِه و لونه. و يقال من ذلك: تشوّفَت المرأةُ، إذا تزيَّنَت. و يقال إنّ الجمَل المَشُوف: الهائج. قال:
مِثْلِ المَشُوفِ هَنَأْتَه بعَصِيمِ «2»
و قال قوم في البيت: إنَّما هو «المَسُوف» بالسين، و هو الفَحل الذي تَسوفُه الإبل، أي تشمّه «3». و يقال اشتافَ فلانٌ، إذا تطاوَلَ و نظَر. و أشافَ علي الشي‌ء، إذا أوفَي عليه و أَشْرَف. و من ذلك سُمِّي الطَّليعةُ الشَّيِّفَة.

شوق

الشين و الواو و القاف يدلُّ علي تعلُّق الشّي‌ء بالشي‌ء، يقال شُقتُ الطُّنُب، أي الوتِد، و اسم ذلك الخيط الشِّيَاق. و الشَّوْق مثل النَّوط، ثم اشتقّ من ذلك الشّوق، و هو نزاعُ النَّفْس إلي الشي‌ء. و يقال شاقَنِي بَشُوقُني، و ذلك لا يكون إِلّا* عن عَلَق حُبّ.

شوك

الشين و الواو و الكاف أصلٌ واحد يدلُّ علي خشونةٍ وحدّةِ طرَفٍ في الشّي‌ء. من ذلك الشَّوك، و هو معروف. يقال شجرةٌ شَوِكَة و شائكة و مُشِيكة «4». و يقال شاكَني الشّوكُ. و أشَكْت فلاناً، إذا آذَيتَه
______________________________
(1) لعنترة في معلقته. و صدره:
و لقد شربت من المدامة بعد ما
(2) البيت للبيد في ديوانه 88 طبع 1880 و اللسان (شوف). و صدره:
بخطيرة توفي الجديل سريحة
(3) في الأصل: «تسوقه الإبل أي تشبه»، تحريف.
(4) و شاكة أيضا.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 230
بالشَّوك. و شوَّكَ الفرخ، إذا أنْبَت «1». و يشتقُّ من ذلك الشَّوْكة، و هي شدة البَأس. و يقال جاء بالشَّوك و الشَّجر «2»، أي في العدد الجَمّ. و يقال بُردةٌ شَوكاء، و هي الخَشِنة المَسِّ من جِدّتها، و قبل هي الخشنة النَّسْج. و يقال:
شَوَّكَ ثَديُ المرأةِ، إذا انتصب و تَحدَّد طَرَفه. و يقال شوّك البعير، إذا طالت أنيابُه.

شول

الشين و الواو و اللام أصلٌ واحد يدلُّ علي الارتفاع. من ذلك شالَ المِيزان، إذا ارتفعت إحدي كِفّتَيه. و أشَلْتِ الشّي‌ءَ: رفعتُه. و الشَّول من الإبل: التي ارتفت ألبانُها، الواحدة شائلة. و الشوَّل: اللواتي تَشُول بأذنابها عند اللِّقاح، الواحدة شائل. و زعم قومُ أنّ شَوّالًا سمِّي بذلك لأنَّه وافق وقتَ أن تشولَ الإبل. و الشَّوْلة: نجم، و هي شَوْلة العقرب، و هي ذَنَبها. و تسمَّي العقربُ شَوّالة «3». و يقال تشاوَلَ القومُ بالسِّلاح عند القتال، و ذلك أنْ يُشيل كلٌّ السِّلاح لصاحبِه. فأمّا الماء القليل فيسمي شَولا، لأنه إذاً قد خف و سَرُع ارتفاعه و ذهابه. قال:
و صَبَّ رُواتُها أشوالَها «4»
______________________________
(1) و كذا في المجمل. و في اللسان: «و شوك الفرخ تشويكا: خرجت رءوس ريشه».
(2) هذه العبارة بعينها في المجمل، و لم تذكر في اللسان و القاموس. و ذكرها الزمخشري في أساس البلاغة.
(3) في اللسان: «و شولة و شوالة: العقرب: اسم علم لها».
(4) للأعشي في ديوانه 26 و اللسان (شول). و هو بتمامه:
حتي إذا لمع الدليل بثوبه سقيت و صب رواتها أشوالها
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 231
و يسمَّي الخادم الخفيف في الخِدمة: شَوِلًا؛ لسرعة ارتفاعه فيما ينهض فيه.

شوه

الشين و الوو و الهاء أصلان: أحدهما يدلُّ علي قُبح الخِلقة، و الثاني نوعٌ من النَّظَر بالعين.
فالأوّل الشَّوَه: قُبح الخلقة؛ يقال شاهَت الوجوه أي قَبُحت. و شوَّهه اللّٰه فهو مشوَّه. و
في الحديث أنَّ النبي صلي اللّٰه عليه و آله و سلم رَمَي المشركين بالتُّراب و قال: «شاهت الوُجوه»
. و أمّا الفرس الشَّوهاء فالتي في رأسها طُول.
و أمّا الأصل الآخر فقالوا: رجل شائِهُ البصر، إذا كان حديد البصَر.
و يقال شاهِي البَصَر أيضاً، و كأنَّه من المقلوب. و يقال الأشْوَه الذي يُصيب النَّاسَ بالعين. و يقولون: لا تَشَوَّه عَلَيَّ «1»، إذا قال ما أحسَنَك، أي لا تُصِبْني بعينك.
و مما شذّ عن الباب: الشَّاة. قالوا: أصل بنائها من هذا، يقال تشوَّهْت نشاةً، أي أخذتها.

باب الشين و الياء و ما يثلثهما

شيأ

الشين و الياء و الهمزة كلمةٌ واحدة. يقال شَيَّأ اللّٰه وجْهَه؛ إذا دعا عليه بالقُبح. و وجهٌ مُشَيَّأٌ. و أنشد:
______________________________
(1) تشوه أي تتشوه، بحذف إحدي التاءين، كذا ضبطت في الأصل و المجمل. و يقال أيضا:
لا نشوه، من التشويه. كما في اللسان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 232
إنَّ بَنِي فزارةَ بنِ ذُبيانْ قد طَرَّقَتْ ناقتُهم بإنسانْ
مُشَيَّأٍ أعجِبْ بخَلْقِ الرَّحمٰن «1»

شيب

الشين و الياء و الباء. هذا يقرب من باب الشين و الواو و الباء، و هما يتقاربان جميعاً في اختلاط الشّي‌ء بالشي‌ء. من ذلك الشَّبب: شَيب الرأس؛ يقال شاب يَشيب. قال الكسائيّ: شيّب الحُزنُ رأسَه و برأسه، و أشاب الحُزْن رأسَه و برأسه. و الرجل إذا شاب فهو أشْيَب. و الشِّيب: الجبال يسقُط عليها الثلج، و هو من الشَّيْب. و قال الشاعر.
شيوخٌ تَشِيب إذا ماشتَت و ليس المشيبُ عليها معيبا
يريد الجبال إذا ابيضَّت من الثلج. و وجدت في تفسير شعر عبيد في قوله:
و الشَّيبُ شَينٌ لمن يشِيبُ «2»
أنَّ الشَّيب و المَشِيب واحد. قال: و قال الأصمعيّ: الشَّيب: بياض الشّعر، و المشيبُ: دخولُ الرّجُل في حدِّ الشِّيبِ من الرِّجال ذوي الكِبَر و الشَّيب و قال أيضاً في هذا الموضع: قال ابن السكّيت في قول عديٍّ:
و الرأسُ قد شابَهُ المَشِيبُ «3»
______________________________
(1) الرجز لسالم بن دارة، كما في الخزانة (1: 293).
(2) ديوان عبيد بن الأبرس 6 و الفصائد العشر 304 و صدره:
إما قتيل و إما هالك
(3) صدره في اللسان (شيب):
تصبو و أني لك التصابي
علي أن الصواب نسبته إلي عبيد بن الأبرص. انظر المرجعين السابقين.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 233
أراد بَيّضه المَشيب، و ليس معناه خالَطَه. و أنشد:
قد رابَه و لِمِثْلِ ذلك رابَهُ وَقَعَ المَشيبُ علي المشيب فشابَهُ «1»
أي بَيَّضَ مسوَدَّه. و شِيبان و مِلْحان: شهرا* قِماح، و هما أشدُّ الشتاءِ برداً؛ سمِّيا بذلك لبياض الأرض بما عليها من الصَّقيع.
و مما شذَّ عن هذا الباب قولُهم: باتت فلانةُ بليلةِ شيْباءَ، إذا افْتُضَّت. و باتَتْ بليلةِ حُرّةٍ، إذا لم تُفْتَضّ.

شيح

الشين و الياء و الحاء أصلان متباينان، يدلُّ أحدهما علي جِدٍّ و حَذَر، و الآخر علي إعراض.
فأمَّا الأوّل فقول العرب: أشاحَ علَي الشي‌ءِ، إذا واظَبَ عليه و جَدَّ فيه.
قال الراجز:
قَبًّا أطاعَت راعياً مُشِيحا «2»
و قال آخر:
و شايَحْتَ قبل اليَومِ إِنَّكَ شِيحُ «3»
و أمَّا الشِّياح فالحِذَار. و رجل شائحٌ. و هو قوله:
______________________________
(1) البيت في المجمل و اللسان (شيب).
(2) لأبي النجم العجلي، كما في اللسان (شيح).
(3) لأبي ذؤيب الهذلي في ديوانه 116 و اللسان (شيح) و صدره:
بدرت إلي أولاهم فسبقتهم
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 234
شايَحْن منه أيَّما شِيَاحِ «1»
و المَشْيُوحاء: أنْ يكون القومُ في أمرٍ يَبْتَدِرونه؛ يقال هم في مَشْيُوحاءَ.
و أما الآخر فيقال: أشاحَ بوجهه، أي أعرض. و يقال إنّ اشتقاقَه من قولهم أشاحَ الفرسُ بذنَبه، إذا أرخاه.
و مما شذَّ عن البابين جميعا: الشِّيح، و هو نبتٌ.

شيخ

الشين و الياء و الخاء كلمة واحدة، و هي الشَّيخ. تقول:
هو شيخٌ، و هو معروف، بيِّن الشَّيخوخة «2» و الشَّيَخ و التّشييخ. و قد قالوا أيضاً كلمةً، قالوا: شَيَّخت عليه «3».

شيد

الشين و الياء و الدال أصلٌ واحدٌ يدلُّ علي رفعِ الشّي‌ء.
يقال شِدْت القَصر أشِيدُه شَيْداً. و هو قصر مَشِيدٌ، أي معمولٌ بالشِّيد. و سمِّي شِيداً لأنَّ به يُرفَع البناء. يقال قَصرٌ مَشِيدٌ أي مُطَوَّل. و الإشادة: رفْع الصَّوت و التنويه.

شيص

الشين و الياء و الصاد. يقال إنّ الشِّيص أردأ التَّمْر.

شيط

الشين و الياء و الطاء أصلٌ يدلُّ علي ذَهاب الشي‌ء، إمّا احتراقاً و إما غَيْرَ ذلك. فالشَّيْط مِن شاط الشّي‌ءُ، إذا احترق. يقال شيَّطت اللَّحم.
و يقولون: شيَّطَه، إذا دَخَّنه و لم يُنْضِجْه. و الأوّلُ أصحُّ و أقيَس.
______________________________
(1) لأبي السوداء العجلي، كما في اللسان (شيح). و قبله:
إذا سمعن الرز من رباح
(2) في المجمل: «الشيخ معروف، و هو بين الشيخوخة».
(3) في المجمل: «و ذكر أبو عبيد: شيخت عليه، أي عبت و شنعت».
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 235
و من المشتققّ من هذا: استشاط الرَّجلَ، إذا احتدَّ غضَباً. و يقولون: ناقةُ مِشياط، و هي التي يطير فيها السِّمَن.
و من الباب الشَّيطان، يقارب الياء فيه الواو، يقال شاط يَشِيط، إِذا بَطَل.
و أشاطَ السُّلطانُ دمَ فلانٍ، إذا أبطَلَه. و قد مضي الكلامُ في اشتقاقِ اسم الشَّيطان.

شيع

الشين و الياء و العين أصلان، يدلُّ أحدُهما علي معاضدة و مساعفة، و الآخر علي بَثٍّ و إشادة.
فالأوّل: قولُهم شَيَّعَ فلانٌ فلاناً عند شُخوصه. و يقال آتِيكَ غداً أو شيْعَه، أي اليوم الذي بعده، كأنَّ الثّاني مُشيِّع للأوّل في المضيّ. و قال الشّاعر «1»:
قال الخليطُ غداً تَصَدُّعُنا أو شَيْعَه أفلا تُوَدِّعُنا
و يقال للشجاع: المشيَّع؛ كأنَّه لقُوَّته قد قَوِي و شُيِّع بغيره، أو شُيِّع بقُوّة.
و زعم ناسٌ أنَّ الشَّيْعَ شِبل الأسد، و لم أسمعْه من عالمٍ سَماعاً. و يقول ناس: إنَّ الشَيْع المِقدار، في قولهم: أقام شهراً أو شَيْعَه. و الصَّحيح ما قلته، في أنّ المشيِّع هو الذي يُساعِد الآخَر و يقارنه. و الشِّيعة: الأعوان و الأنصار.
و أما الآخَر [فقولهم]. شاع الحديث، إذا ذاع و انتشر. و يقال شَيَّع الراعي إبلَه، إذا صاح فيها. و الاسم الشِّيَاع: القصبة التي ينفُخ فيها الراعي. قال:
حنينَ النِّيبِ تَطربُ للشِّياع
و من الباب قولهم في ذلك: له سهم شاثع، إذا كان غير مقسومٍ. و كأنّ من له «2»
______________________________
(1) هو عمر بن أبي رببعة. ديوانه 106 و اللسان (شيع).
(2) في الأصل: «و كأنه من الأول».
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 236
سهمٌ و نَصِيب انتشر في السَّهم حتَّي أخذه، كما يَشِيع الحديثُ في الناس فيأخذ سَمع كلِّ أحد.
و من هذا الباب: شيَّعت النّارَ في الحطب، إِذا ألْهَبْتَها.

شيق

الشين و الياء و القاف كلمة. يقال إنَّ الشِّيق الشّق الضّيق في رأس الجَبل. قال:
شغْواء تُوطنُ بين الشِّيقِ و النِّيقِ «1»

شيم

الشين و الياء و الميم أصلانِ متباينان، و كأنّهما من باب الأضداد إذْ أحدُهما يدلُّ علي الإظهار، و الآخَر يدلُّ علي خلافه.
فالأول قولهم: شِمْت السّيفَ، إذا سللتَه. و يقال للتُّراب الذي يُحفَر فيستخرج من الأرض الشِّيمة، و الجمع الشِّيَم.* و من الباب: شِمْت البرقَ أشيِمُه شَيماً، إذا رقَبْتَه تنظر أينَ يَصُوب. و هذا محمول علي الذي ذكرناه من شَيْم السَّيف.
و قال الأعشي:
فقلتُ للشَّرْبِ في دُرْنا و قد ثَمِلوا شيموا و كيف يَشيم الشَّاربُ الثَّمِلْ «2»
كأنَّه لما رقَبَ السَّحاب شام بَرقَهَ كايُشام السَّيف.
و الأصل الآخَر: قولُهم شِمت السيفَ، إِذا قَرَبْتَه «3». و من الباب الشِّيمة:
خَلِيقة الإنسان، سمِّيت شيمةً لأنّها كأنها مُنْشامة فيه داخلةٌ مستكِنّة. و الانشيام:
الدُّخول في الشي‌ء؛ يقال انشام في الأمر، إذا دخل فيه. و المَشِيمَة: غِشاءُ ولَدِ
______________________________
(1) أنشده في اللسان (شيق).
(2) البيت من معلقته المشهورة.
(3) قرب السيف: جعله في قرابه، و هو الغمد.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 237
الإِنسان، و هو الذي يقال له مِن غيرِه السَّلَي. و سمِّيت بذلك كأن الولد قد انشام فيها.
فأما الشّامَة فيمكن أن يكون من الباب الأول؛ لأنّها شي‌ء بارزٌ، يقال منها رجلٌ أشيم، و هو الذي به شامة.

شين

الشين و الياء و النون كلمةٌ تدلُّ علي خلاف الزينة. يقال شانَه خلافُ زانه. و اللّٰه أعلم بالصواب.

باب الشين و الهمزة و ما يثلثهما

شأت

الشين و الهمزة و التاء. إنَّ الشئيِت من الأفراس: العَثُور.
كميتٌ لا أحَقُّ و لا شئيتُ «1»

شأز

الشين و الهمزة و الزاء أُصَيْلٌ يدل علي قلق و تَعَادٍ «2» في مكان. من ذلك المكان الشّأْز، و هو الخشِن المتعادِي. قال رؤبة:
شأزٍ بمَنْ عَوَّه جدْبِ المنطَلَق «3»
و يقال أشْأَزهُ «4» الشي‌ءُ، إذا أقْلَقَه.

شأس

الشين و الهمزة و السين، هو كالباب الذي قبلَه، و ليس يبعُد أن يكونَ من باب الإبدال. فشَأسٌ: اسم رجل. و الشَّأْس: المكان الغليظ.
______________________________
(1) لرجل من الأنصار، أو عدي بن خرشة الخطمي. و قد سبق في (حق).
(2) التعادي: التفاوت و عدم الاستواء. في الأصل: «و يقاد»، تحريف.
(3) ديوان رؤبة 104. و أنشده في اللسان (شأز) بلفظ «شاز» بترك الهمز.
(4) في الأصل: «الشأز»، تحريف. و في المجمل: «أشأزني».
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 238‌

شأف

الشين و الهمزة و الفاء كلمةٌ تدل علي البِغْضة. من ذلك الشّآفة «1» و هي البِغْضة؛ يقال شأفْتُه شَأَفاً. قال: و من الباب الشَّأْفة، و هي قَرْحة تخرج بالأَسنان فتُكوَي و تذهب، يقولون: استأصَلَ اللّٰهُ شأفتَه، يقال شُئِفت رجلُه، فمعناه أذْهَبَه اللّٰه كاأذهب ذاك. و إنّما سمِّيت شأفةً لِمَا ذكرناه من الكراهة و البِغضة.

شأن

الشين و الهمزة و النون أصلٌ واحد يدلُّ علي ابتغاءٍ و طلب.
من ذلك قولُ العرب: شَأنْت شأنَه، أي قصدت قصده. و أنشدوا:
يا طالِب الجُود إنّ الجُود مكرُمةٌ لا البخلُ منك و لا من شأنك الجُودَا «2»
قالوا: معناه و لا من طلبك الجودَ.
و من ذلك قولُهم: ما هذا من شأني، أي ما هذا مِن مَطلَبي و الذي أبتغيه «3». و أمّا الشئون فَمَا بينَ قبائل الرأس، الواحد شأن. و إنّما سمِّيتْ بذلك لأنّهَا مَجارِي الدَّمع، كأنّ الدّمع يطلبُها و يجعلُها لنفسه مَسِيلًا.

شأو

الشين و الهمزة و الواو كلمتان متباعدتان جدًّا.
فالأول السَّبْق، يقال شأوته أي سبَقْتُه.
و الكلمة الأخري الشَّأْوُ: ما يخرج من البئر إذا نُظِّفت. و يقال للزَّبيل الذي يُخرَج به ذلك المِشْآة «4».
______________________________
(1) شاهده قوله:
و ما لشآفة في غير شي‌ء إذا ولي صديقك من طبيت
(2) كتب تحت البيت في حاشية المجمل: «مفعول به، أعني الجودا».
(3) في الأصل: «و الذي أبتغيه الجودا». و كلمة «الجود» مقحمة.
(4) في الأصل: «الشاة»، صوابه من المجمل و اللسان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 239‌

شأي

الشين و الهمزة و الياء كلمةٌ من باب الإبدال، علي اختلافٍ فيها. قال قوم: شأيت مثل شأوت في السَّبْق؛ يقال منه شأي و اشتأي [قاله المفضّل «1»]، و أنشد:
فأيِّهْ بكِنْدِيرٍ حِمار أبنِ واقِع رآك بِكِيرٍ فاشْتَأَي من عُتَائِدِ «2»
و قال قوم: اشتأي: أشرفَ. و الذي قاله المفضَّل أصوب و أقيَس.

شأم

الشين و الهمزة و الميم أصلٌ واحد يدلُّ علي الجانب اليَسار.
من ذلك المشأمة، و هي خلاف الميمنة. و الشْأم: أرضٌ عن مَشْأمة القِبلة.
يقال الشَّأمُ و الشَّآم. و يقال رجل شآمٍ و امرأةٌ شآمِيَة. قال:
أُمِّي شآمِيَةً إِذْ لا عرَاقَ لنا قوماً نودُّهُمُ إِذْ قومُنا شُوسُ «3»
و رجل مشئومٌ من الشُّؤم.

باب الشين و الباء و ما يثلثهما

شبث

الشين و الباء و الثاء أُصَيلٌ يدل علي تعلق الشي‌ءِ بالشي‌ء.
من ذلك قولُهم تشبّثْت، أي تعلّقت. و من ذلك الشَّبَثُ، و هي دوْيَّبة من أحْناش الأرض، كأنها تشبَّثت بما مرَّت. و الجمع شِبْثَانٌ. قال:
______________________________
(1) التكملة من المجمل. و الكلام بعد يتطلبها.
(2) كير: جبل في أرض غطفان. و عتائد: ماء بالحجاز.
(3) البيت للمتلمس في ديوانه 5 مخطوطة الشنقيطي. أمي، أي اقصدي تلك الجهة الشآمية، يخاطب بذلك ناقته. و قد يكون فهم ابن فارس أن المتلمس عني أن أمه شآمية، و لكني أجل قدره عن ذلك.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 240
مدارجُ شِبْثانٍ لهنَّ هميمُ «1»
أي دبيب.

شبح

الشين و الباء و الحاء أصلٌ صحيح يدلُّ علي امتداد الشي‌ء في عِرَض. من ذلك الشَّبَح، و هو الشَّخْص، سمِّي بذلك لأنَّ فيه امتداداً و عِرَضاً. و المشبوح: الرجل العُظام. قال أبو ذُؤَيبٍ الهذليّ:
و ذلك مشبوحُ الذِّراعينِ خلجمٌ «2»
و شبَحْتُ الشي‌ءَ: مددتُه. و [من] ذلك شَبْحُه ذراعَيه في الدُّعاء و غيرِه. و يقال للحرباء إذا امتدَّ علي العود: قد شَبَح.

شبر

الشين و الباء و الراء أصلان: أحدهما بعض الأعضاء، و الآخر الفَضْل و العطاء.
فالأول الشِّبر شِبر الإنسان، و هو مذكر، يقال: شَبَرت الثّوب شَبراً. و الشِّبر:
الذي يُشبَر به. و يقال للرّجُل القصير المتقارِب الخلْق: هو قصير الشَّبر. و المَشابِر:
أنهارٌ تنخفض فيتأدَّي إليها الماء. و كأنّها إنما سمِّيت مشابِرَ لأنّ عَرْضها قليل.
و الأصل الثاني الشَّبَرُ: الخير و الفضل و العطاء. قال عديّ:
لم أخُنْه و الذي أَعطَي الشَّبَرْ «3»
______________________________
(1) لساعدة بن جؤية في اللسان (شبث) و ديوانه 230 و سيأتي في (هم و صدره:
تري أنره في صفحتيه كأنه
(2) صدر بيت لأبي ذؤيب في ديوانه 30. و عجزه
خشوف إذا ما الحرب طل مرارها
(3) قبله في اللسان (شبر):
إذا أتاتي نبأ من منعمر
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 241
و يقال: أشْبَرتُه بكذا، أي خَصَصْتُه. و رُوي عن بعضهم أنّه قال:
الشَّبَر: شي‌ءٌ يعطيه النّصاري بعضُهم بعضاً علي معني القُربان «1». و ليس هذا بشي‌ء. و قياس الشَّبَر ما ذكرناه.
و من الباب قولُهم: أعطاها شَبْرَها، و ذلك في حقّ النِّكاح إذا أعطاها حقَّها. و جاء
في الحديث أنّه نهي عن شَبْر الجَمَل
، و ذلك كِراؤه و الذي يُؤخَذ علي ضرابه، و ذلك كعَسْب الفحل. و يقال من الباب: شُبِّرَ، إذا عُظِّم.

شبص

الشين و الباء و الصاد ليس بشي‌ء. و حكي ابنُ دريدٍ «2»:
الشَّبَص الخُشونة. و ليس هو بشي‌ء. قال: و يقال: تشَبَّص الشجر: دخل بعضُه في بعض «3».

شبع

الشين و الباء و العين أصلٌ صحيح يدلُّ علي امتلاءٍ في أكل و غيره. من ذلك شَبِع الرجل شِبَعا و شِبْعاً، و رجلٌ شبعانُ. ثم اشتُقَّ من ذلك أشبعت الثّوبَ صِبْغاً. و يقال امرأة شَبْعَي الخَلخال، أي ممتلئة، و ذلك مِنْ كَثْرة لحمِ ساقها. و من ذلك
قوله صلي اللّٰه عليه و آله و سلم: «المتشبِّع بما ليس عنده كلابسِ ثوبَيْ زُورٍ»
، يريد المتكَثِّر بما ليس عنده، و هذا مَثَلٌ، كأنّه أراد: يُظهر شِبَعا و هو جائع، و ذلك كما تقول العرب: «تَجَشَّأَ لُقْمانُ من غير شِبَع». و من الباب قولُهم: [ثوبٌ «4»] شَبِيع الغَزْلِ، أي كثيرُه.
______________________________
(1) ذكر هذا المعني في القاموس، و لم يذكر في اللسان.
(2) الجمهرة (1: 291).
(3) زاد بعده في الجمهرة: «لغة يمانية»، و كذا في اللسان.
(4) التكملة من المجمل و اللسان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 242
و مما يجري مَجري التَّشبيه من هذا الباب: قولهم: شبِعت من هذا الأمر و رَوِيت، و ذلك [إِذا] كرهتَه.

شبق

الشين و الباء و القاف كلمةٌ واحدة: الشَّبَق، و هو شهوة النِّكاح.

شبك

الشين و الباء و الكاف أصلٌ صحيح يدلُّ علي تداخُل الشي‌ء يقال شبَّكَ أصابعَه تشبيكاً. و يقال: بين القوم شُبْكةُ نَسَبٍ، أي مُداخَلة و من ذلك الشَّبَكة.

شبل

الشين و الباء و اللام أصلٌ صحيح يدلُّ علي عطفٍ ووُدٍّ.
يقال لكل عاطفٍ علي شي‌ء وادّ له: مُشْبِل. و منه اشتقاق الشِّبْل، و هو ولد الأسَد، لعطف أبوَيْه علمه. و يقال لبؤةٌ مُشْبِلٌ، إذا كان معها أولادُها.
و أشبلتِ المرأةُ، إذا صَبَرت علي أولادها فلم تتزوَّجْ. و قال الكميت:
المُلَبْلِبٌ و المُشْبِلُ «1»
و حكي عن الكسائيّ: شَبَلْت في بني فلانٍ، إذا نَشأتَ فيهم. و قد شَبَل الغلامُ أحْسَنَ الشُّبول، إذا أدْرَكَ. و هذا علي السَّعة و المجاز، لأنه يُشبَل عليه أي يُعطَف.

شبم

الشين و الباء و الميم كلمتان متباينتان جدًّا، إحداهما الشَّبَم البَرْد، و الشّبِم: البارد. و الأخري الشِّبَام: خشبة تُعَرَّض في* فم الجدْي لئَلا
______________________________
(1) جزء من بيت له في اللسان (لبب، شبل). و سيأتي في (لب). و هو بتمامه:
و منا إذا حزبتك الأمور عليك المبلب و المشبل
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 243
يرضَع، ثمّ يشبَّه بذلك فيقال الشِّبامان: خيطانِ في البرقع، تشدُّهما المرأةُ في قفاها.

شبه

الشين و الباء و الهاء أصلٌ واحدٌ يدلُّ علي تشابُه الشّي‌ء و تشاكُلِه لوناً و وَصْفا. يقال شِبْه و شَبَه و شَبيه. و الشّبَهُ «1» من الجواهر:
الذي يشبه الذّهَب. و المُشَبِّهَات «2» من الأمور: المشكلات. و اشتبه الأمرانِ، إذا أشْكَلَا.
و مما شذ عن ذٰلِكَ الشّبَهَانُ «3».

شبو

الشين و الباء و الحرف المعتل أصلان، أحدهما يدل علي حَدٍّ و حِدّة، و الآخر يدل علي نَمَاءٍ «4» و فضلٍ و كرامة.
فالشّبَاةُ حدُّ كلِّ شي‌ء شَبَاتُه، و الجمع الشّبَا و الشَّبَوَات. و الشَّبْوَةُ «5»:
اسم للعقرب، و إنّما سمِّيت بذلك لِشَبَاةِ إبرتها. قال:
قد جعلَتْ شَبْوَةُ تزبَئِرُّ «6»
______________________________
(1) و يقال أيضا الشبه بالكسر. و تحقيقه أنه ضرب من النحاس يلقي عليه مادة أخري فبصفر و يشبه الذهب.
(2) و كذا في المحمل مع هذا الضبط. و في اللسان «المشتبهات». و في القاموس: «و أمور مشتبهة و مشبهة، كمعظمة: مشكلة». فهن ثلاث لغات.
(3) الشبهان: ضرب من العضاه أو من الرياحين.
(4) في الأصل: «ماء»، تحريف.
(5) في اللسان «و النحويون يقولون: شبوة العقرب، معرفة لا تنصرف، و لا تدخلها الألف و اللام».
(6) بعده في اللسان (شبا):
تكسواستها لحما و تقشعر
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 244
و ذكر اللِّحياني أنّ الجاريةَ الفحّاشة يقال لها شَبْوة. و إنّما سمِّيت بذلك تشبيهاً لها بالعقرب.
و الأصل الآخر الإشباء: الإكرام: يقال أتي فلانٌ فلاناً فأشْبَاهُ، أي أكرمَه.
و يقال أشبَيْتُ الرّجُلَ، إذا رفعتَه للمجد و الشّرف. قال ذو الإصبع:
و هم مَن ولدوا أشبَوْا بسِرِّ النّسبِ المَحضِ «1»
و المُشْبِي: الذي يُولَد له ولدٌ ذكيٌّ. و قد أشْبَي. و أشْبَت الشّجرةُ:
طالت. و يقال أشبَي فلاناً ولدُه، إذا أشْبهوه. و أنشدوا:
أنا ابنُ الذي لم يُخْزِنِي في حياته قديماً و من أشبَي أباه فما ظَلَمْ «2»
و اللّٰه أعلم.

باب الشين و التاء و ما يثلثهما

شتر

الشين و التاء و الراء يدلُّ علي خرقٍ في شي‌ء. من ذلك الشتَر في العين: انقلابٌ في جفنها الأسفل مع خرقٍ يكون. و يشتقّ من ذلك قولهم: شتَّر به، إِذا انتقصَه و عابَه و مزّقه.

شتم

الشين و التاء و الميم يدلُّ علي كراهةٍ و بِغضة. من ذلك الأسد الشتيم، و هو الكريه الوَجه. و كذلك الحِمار الشتيم. و اشتقاقُ الشتم منه، لأنّه كلامٌ كريه.
______________________________
(1) سبق الكلام علي هذا البيت في مادة (سر) ص 70.
(2) في الأصل: «فقد ظلم»، و ليس يقولها العرب.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 245‌

شتو

الشين و التاء و الحرف المعتلّ أصلٌ واحد لزمانٍ من الأزمنة، و هو الشِّتاء: خلافُ الصَّيف. و هي الشَّتْوة، بفتح الشين. و الموضع المَشْتاة و المَشْتَي. قال طَرَفة:
نَحْنُ في المشتاةِ ندعُو الجَفَلَي لا تَرَي الآدِبَ فينا ينتقِرْ
و قال الخليل: الشِّتاء معروف، و الواحد الشَّتوة. و هذا قياسٌ جيِّد، و هو مثل شَكوة و شِكاء. و يقال أشتي القوم، إذا دخَلوا في الشتاء؛ و شَتَوا، إذا أصابهم الشِّتاء.

باب الشين و الثاء و ما يثلثهما

شثن

الشين و الثاء و النون. الشَّثْن: الغليظ الأصابع. و كلُّ ما غلُظ من عُضو فهو شَثْن. قد شَثُن وَ شَثِن. و اللّٰه أعلم.

باب الشين و الجيم و ما يثلثهما

شجذ

الشين و الجيم و الذال كلمةٌ واحدة. يقال أشْجَذَت السماء، إذا سَكَن مطرُها. قال امرؤُ القيس:
تُظهِر الوَدَّ إذا ما أَشجَذَتْ و تُواريهِ إذا ما تَشتكِرْ «1»
______________________________
(1) ديوان امرئ القيس 143 و اللسان (شجذ، شكر).
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 246
قال ابن دريد «1»: «الوَدّ: جبلٌ معروف. و تشتكر: يشتدُّ مطرُها، من قولهم اشتكر الضَّرعُ، إذا امتلأ لَبَناً». و أمَّا نُسختي مِن كتاب العين للخليل، ففيها أنّ الشّين و الجيم و الذال مهمل، فلا أدرِي أهي سَقَطٌ في السَّماع، أم خفيت الكلمةُ علي مؤلِّف الكتاب «2». و الكلمة صحيحة «3».

شجر

الشين و الجيم و الراء أصلان متداخلان، يقرُب بعضُهما من بعض، و لا يخلو معناهما من تداخُل الشّي‌ء بعضِه في بعض، و من عُلُوٍّ في شي‌ءٍ و ارتفاع. و قد جمعنا بين فروع هذين البابين، لما ذكرناه من تداخُلِهما.
فالشَّجَر* معروفٌ، الواحدةُ شَجرة، و هي لا تخلو من ارتفاعٍ و تداخُلِ أغصان. و وادٍ شَجِر «4»: كثير الشجر. و يقال: هذه الأرضُ أشجَرُ من غيرها، أي أكثر شجَراً. و الشّجَر: كلُّ نبتٍ له ساقٌ. قال اللّٰه تعالي:
وَ النَّجْمُ وَ الشَّجَرُ يَسْجُدٰانِ. و شَجَر بين القوم الأمرُ، إذا اختلف أو اختَلَفوا و تشاجَرُوا فيه، و سمِّيت مشاجرةً «5» لتداخُلِ كلامِهم بعضِه في بعض.
و اشتجروا: تنازَعوا. قال اللّٰه سبحانه و تعالي: فَلٰا وَ رَبِّكَ لٰا يُؤْمِنُونَ حَتّٰي يُحَكِّمُوكَ فِيمٰا شَجَرَ بَيْنَهُمْ.
______________________________
(1) الجمهرة (2: 72).
(2) في الأصل: «أعني سقط» الخ، و الصواب ما أثبت. و في المجمل: «فلا أدري أسقط من كتابي أم خفي علي مؤلفه».
(3) زاد في المجمل: «لا شك فيها».
(4) المجمل: «شجير»، و كلاهما صحيح. اللسان (شجر 62)
(5) في الأصل: «مشاجرتهم».
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 247
و أمّا شَجْرُ الإنسان، فقال قوم: هو مَفْرَج الفم. و كان الأصمعيُّ يقول:
الشَّجْر الذَّقَنُ بعينه. و القولان عندنا متقاربان؛ لأنَّ اللَّحيين إذا اجتمعا، فقد اشتجرا، كما ذكرناهُ من قياس الكلمة: و يقال اشتَجَر الرّجُل، إذا وضع يده علي شَجْرِهِ «1». قال:
إنِّي أرِقْتُ فيِتُّ اللّيلَ مشتِجراً كأَنْ عَينِيَ فيها الصَّابُ مذبوح «2»
و يقال: شجرتُ الشّي‌ءَ، إذا تدلّي فرفعتَه. و الشِجَّار: خشب الهَوْدَج.
و المعنيان جميعاً فيه موجودان، لأنّ ثمَّ ارتفاعا و تداخُلا. و المِشْجَر سمِّي مِشجَراً لتداخُل بعضِه في بعض. و تشاجَرَ القومُ بالرّماح: تطاعَنُوا بها. و الأرض الشجْراء و الشَّجِرةُ: الكثيرة الشجَر. قال ابْنُ دريد: و لا يقال وادٍ شجراء.

شجع

الشين و الجيم و العين أصلٌ واحد يدلُّ علي جُرأةٍ و إقدام، و ربَّما كان هناك ببعض الطُّول، و هو بابٌ واحدٌ. من ذلك الرَّجُل الشجاع، و هو المِقدام، و جمعه شجْعةٌ «3» و شُجَعاء. قال أبن دريد «4»: «و لا تلتفت إلي قولهم شُجْعانٌ، فإنّه خطأ. قال أبو زيد: سمعت الكِلابيِّين يقولون: رجلٌ شُجاع، و لا يوصف به المرأة. هذا قول أبي زيد».
______________________________
(1) في الأصل: «شجرة»، تحريف.
(2) البيت لأبي ذؤيب الهذلي، في ديوانه 104 و اللسان (شجر).
(3) الشجعة، هذه بتثليث حركات الشين.
(4) الجمهرة (2: 96).
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 248
و حُدِّثْنا عن الخليل بإسنادِ الكتاب: رجلٌ شجاعٌ و امرأة شُجاعة و نسوةٌ شُجاعات. و قد ذَكر أيضاً الشجعانَ في جمع شجاع. و الشجاع: الحيَّة.
و
قال رسول اللّٰه صلي اللّٰه عليه و آله و سلم: «يجي‌ءُ كَنْزُ أحدهم يومَ القيامة شُجاعاً أَقْرَعَ»
. فأمّا الشَّجَع في الإبل فقال قوم: هو سرعةُ نَقْلِ القوائم، ثم يقال جمل شَجِع و ناقةٌ شجِعة. و يقال هو الطُّول، و أنشد:
فرَكِبْناها علي مَجهولها بِصِلاب الأرض فيهنَّ شَجَع «1»
و يقال إنّ الشَّجَع الجُنون. و قال أهلُ اللغة: و هذا خطأ، و لو كان الشَّجع جُنوناً [ما «2»] وصف قوائمها. و الشَّجِعة من النِّساء: الجريتة. و الّلبُؤة الشجْعاء هي الجريئة، و كذلك الأسد أشْجَع. فيقال إنّ الأشجَعَ من الرِّجال:
الذي كأَنَّ به جنوناً. و الأشجع: العصب الممدود في الرِّجل فوق السُّلامَي.

شجن

الشين و الجيم و النون أصلٌ واحد يدلُّ علي اتّصال الشي‌ءِ و التفافِه. من ذلك الشِّجْنة، و هي الشجَر الملتفّ. و يقال بيني و بينه شِجْنةُ رَحمٍ، يريد اتّصالَها و التفافَها. و يقال للحاجة الشجَن، و إنّما سمِّيت بذلك لا لتباسها و تعلُّق القلبِ بها؛ و الجمع شجون. قال:
و النّفس شتَّي شجونُها «3»
و الأشجان: جمع شجَن. قال:
______________________________
(1) البيت لسويد بن أبي كاهل اليشكري، في المفضليات (1: 188) و اللسان (شجع).
(2) التكمله من المجمل.
(3) البيت بتمامه، كما في اللسان رواية عن ابن بري:
ذكرتك حيث استأمن الوحش و التقت رفاق به و النفس شتي شجون
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 249
لي شَجَنانِ شجَنٌ بنجدِ و شجَنٌ لي ببلاد الهِنْدِ «1»
و الشواجن: أوديةٌ غامضة كثيرةُ الشجَر، و سمِّيت به لتشاجُنِ الشجَر.
قال الطرمَّاح:
كظَهْرِ اللّأَي لو تُبتَغَي رَيَّةٌ بها نهاراً لعَيَّتْ في بطون الشَّواجِنِ «2»

شجوي

الشين و الجيم و الحرف المعتل يدلُّ علي شدّةٍ و صُعوبة، و أن يَنْشَب الشَّي‌ءُ في ضيقٍ. من ذلك الشَّجْو: الحُزْن و الهَمّ، يقال شجاه يشجوه. و شجاني الشي‌ءُ، إذا حَزَنَك «3». و الشَّجَي: ما نَشِبَ في الحَلق من غُصَّةِ هَمٍّ. و مفازةٌ شجْواء: ضيّقة المسلك.

شجب

الشين و الجيم و الباء كلمتان، تدلُّ إحداهما علي تداخل، و الأخري تدلُّ علي ذَهابٍ و بُطلان.
الأولي: قول العرب تشاجَبَ الأمر، إذا اختلطَ و دخل بعضُه في بعض.
قالوا: و منه اشتقاق المِشجَب، و هي خشباتٌ متداخِلة موثَّقة تُنصَب و تُنشَر عليها الثِّياب. و الشُجوب: أعمدةٌ من عُمُد البيت. قال:
و هُنَّ معاً قِيَامٌ كالشُّجوبِ
«4»
______________________________
(1) و كذا في اللسان (شجن). و في الصحاح: «ببلاد السند».
(2) ديوان الطرماح 165 و اللسان (شجن) برواية: «رية به». و سيأتي في (لأي).
(3) في الأصل: «حزنه».
(4) البيت لأبي رعاس الهذلي، أو أسامة بن الحارث الهذلي. انظر اللسان (شجب، هدن) و ملحق القسم الثاني من مجموعة أشعار الهذليين 110. و صدره:
فسامونا الهدانة من قريب
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 250
و يقال-* و هو ذلك المعني- إن الشجاب السِّداد، يقال شجبه بشجابٍ، أي سدَّه.
و أمّا الأصل الآخر فالشجِب، و هو الهالك. يقال قد شجِب. و قال:
فمن يَكُ في قتلِهِ يمتري فإنّ أبا نوفل قد شجِبْ «1»
و ربَّما سمَّوُا المحزون شَجِباً. و يقولون شجَبه، إذا حَزَنه. و شجبه اللّٰه، أي أهلكه اللّٰه. قال ابن السّكِّيت: شجَبَهُ يَشْجُبُه شجْباً، إذا شغله، و أصل الشجْب ما ذكرناه، و كلُّ ما بعدَه فمحمولٌ عليه.

باب الشين و الحاء و ما يثلثهما

شحذ

الشين و الحاء و الذال أصلٌ واحد يدلُّ علي خِفّة و حِدّة.
من ذلك شَحَذْت الحديدَ، إذا حدَّدتَه. و يقال إن المشاحيذ رءوس الجبال، و إنّما سمِّيت بذلك للحِدَّة التي ذكرنَاها. و من الخِفّة قولهم للجائع: شَحْذان.
و يقال إنَّ الشحْذان الخفيف في سَعِيه.

شحر

شحر الشين و الحاء و الراء ليس بشي‌ء، و هو لعلّه اسم بلد «2».

شحص

الشين و الحاء و الصاد كلمةٌ واحدة، يقال إنّ الشحَص الشاةُ لا لبَنَ لها، و يقال هي التي لم يُنْزَ عليها قط. و في كتاب الخليل:
الشّحْصاء.
______________________________
(1) نسب لعنترة في شرح الحماسة للمرزوفي 420.
(2) يعني «الشحر» بالكسر، و هو بلاد بين عدن و عمان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 251‌

شحط

الشين و الحاء و الطاء أصلان: أحدهما البُعد، و الآخر اختلاطٌ في شي‌ءٍ و اضطراب.
فالأوّل: قولهم شَحَطَتِ الدار تَشْحَطُ شحْطَا و شحوطا، و هي شاحطة.
و أمّا الأصل الآخر فالشحْط، و هو الاضْطرابُ في الدَّمِ. و يُقال للولد إذا اضْطربَ في السَّلي: هو يتشحط في دمه. و منه اللّبن المشحوط، و هو الذي يُصَبُّ عليه الماء. و من الباب: الشحْطَة: داءٌ يأخذ الإبلَ لا تكاد أن تنحوَ منه. و من الباب المِشحط: عُوَيدٌ يُوضَع عند قضيب الكرم يَقِيِه الأرضَ «1».
و قال قوم: إنّ الشَّحْط ذَرْق الطّير. و أنشدوا:
و مُلْبِدٍ بين مَوْماةٍ بمَهْلَكَةٍ جاوزتُه بِعَلاةِ الخَلْقِ عِلْيانِ «2»
كأَنَّما الشحْط في أعلي حَمائره سبائِب الرَّيْط من قَزٍّ و كَتّانِ
فإِن صح هذا فهو أيضا من الاختلاط.

شحم

الشين و الحاء و الميم أصلٌ يدلُّ علي جِنسٍ من اللّحم. من ذلك الشّحم، و هو معروف. و شَحْمة الأُذُن: مُعَلّق القُرْط. و رجلٌ مُشْحِمٌ كثير الشَّحْم، و إن كان يحبُّه قيل شَحِم، و إن كان يطعمه أصحابَه قيل شاحم، فإِن كان يبيعه قيل شَحَّام.

شحن

الشين و الحاء و النون أصلانِ متباينان، أحدُهما يدلُّ علي المَل‌ء، و الآخر علي البُعْد.
______________________________
(1) في الأصل: «يقيد الأرض»، تحريف. و في المجمل: «بقيه من الأرض».
(2) البيتان في اللسان (بلد، علا، حمر)، و سبق إنشادهما في (بلد، حمر).
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 252
فالأوّل قولهم: شَحَنْتُ السّفينةَ، إذا ملأتَها. و من الباب أشحن فلان للبكاء، إذا تهيّأ له كأنّه اجتمع له «1».
و أما الآخَر فالشَّحْن الطّرْد، يقال شحنَهم إذا طردَهم. و يقال للشّي‌ءِ الشديد الحموضة: إنّه ليَشْحَن الذِّبّانَ، أي يطردُها. و من الباب الشّحْناء، و هي العداوة.
و عدُوٌّ مشاحِنٌ، أي مُباعِد. و العداوةُ تَبَاعُدٌ.

شحوي

الشين و الحاء و الحرف المعتلّ يدلُّ علي أصلٍ، و هو فَتْح الشّي‌ء. فالشّحْوَة: ما بينَ الرِّجلين إذا خَطا الانسان. و يقال للفَرَس الواسع الخَطْو: هو بعيدُ الشَّحْوة. و شَحَا الرّجلُ فاه. و شَحا الفمُ نفسُه. و يصلح في مصدره الشَّحْيُ و الشَّحْو. و يقال شَحَي اللِّجامُ فمَ الفرسِ شَحْياً. و يقال جاءت الخيل شواحِيَ، أي فاتحاتٍ أفواهَها. قال:
شاحِيَ لَحْيَيْ قعْقُعانيِّ الصَّلَقْ «2»

شحب

الشين و الحاء و الباء أصلٌ واحد يدلُّ علي تغيُّر اللَّون، و المصدر منه الشُّحوب. يقال شَحَب و شَحُب يَشْحُب. و لونٌ شاحب. قال:
تقولُ ابنتي لمَّا رأتنيَ شاحباً كأنّك فينا يا أَباتَ غَرِيبُ «3»
و يقال، حكاه الدريدي: شَجَتُ الأرضَ: قشرتُها. فإذا كانت الرواية صحيحةً فهو القياس.
______________________________
(1) في الأصل: «أجمع له».
(2) لرؤبة بن العجاج في ديوانه 106 و اللسان (قعع).
(3) البيت في اللسان (أبي 8، 10).
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 253‌

شحج

الشين و الحاء و الجيم أصلٌ يدلُّ علي صوتٍ. من ذلك شَحَجَ الغراب يَشْحَج، و كذلك البغل. [و البغال] بَناتُ شاحج «1». و يقولون للحمار الوحشيّ مِشحج و شَحَّاج. و اللّٰه أعلم بالصواب.

باب الشين و الخاء و ما يثلثهما

شخر

الشين و الخاء و الراء. الأصل الصحيح يدلُّ علي صوت.
و قد حُكِيت فيه كلمةٌ أخري إنْ صحّتْ.
فالأصل الشّخير: تردُّدُ الصَّوت في الحَلْق. و يقال: الشّخير: رفْع الصوت بالنّخْر. و هذا مشهورٌ.
و الكلمة الأخري قولهم إنّ الشّخير ما تحاتَّ من الجَبَل، إذا وطئَتْه الأقدام.
قال الشاعر:
بنُطفةِ بارقٍ في رأس نِيقٍ مُنيفٍ دونَها منه شَخير «2»

شخز

الشين و الخاء و الزاء كلمةٌ واحدة تدلُّ علي عَناءٍ و أذًي.
قالوا: الشّخْز: المشقّة و العَناء. قال الراجز «3»:
______________________________
(1) التكملة قبله من المجمل. و في المجمل: «بنات شحاج». و في القاموس أيضا: «و البغال بنات شحاج ككتان»، و لم تذكر في اللسان (شحج)، و ذكرت في (بني 100) قال:
«و بنات شحاج: البغال». أما ابن سيده فقد ذكر في باب البنات من المخصص (13: 212) «ابن السكيت: بنات شحاج البغال، و بنات صهال الخيل». و كذا في المزهر (1: 525).
(2) البيت في اللسان (شخر).
(3) هو رؤبة بن العجاج. ديوانه 64 و اللسان (شخر).
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 254
إذا الأمور أُولِعَتْ بالشّخْزِ
و يقال إنّ الشّخْز الطّعْن.

شخس

الشين و الخاء و السين أصلٌ صحيح يدلُّ علي اعوجاج و زوالِ عن نهج الاستقامة. من ذلك الأسنان المتشاخسة، و ذلك أن يَميل بعضُها و يسقُطَ بعضُها، و يكون ذلك من الهَرَم. قال الطرِمّاح:
و شَاخَسَ فاه الدّهرُ حتَّي كأنّه «1»
و يقال ضربَه فتشاخَسَ، أي تمايل. و كلُّ متمايلٍ متشاخِس.

شخص

الشين و الخاء و الصاد أصلٌ واحدٌ يدلُّ علي ارتفاع في شي‌ء. من ذلك الشّخص، و هو سوادُ الإنسان إذا سما لَكَ مِن بُعد. ثم يحمل علي ذلك فيقال شَخَص من بلدٍ إلي بلد. و ذلك قياسُه. و منه أيضا شُخُوص البَصَر.
و يقال رجلٌ شَخِيصٌ و امرأةٌ شَخيصة، أي جَسيمة. و من الباب: أشْخَصَ الرّامي، إذا جاز سَهْمُه الغرضَ من أعلاه، و هو سهمٌ شَاخص. و يقال، إذا ورد عليه أمر أقلقه: شُخِص به «2»، و ذلك أنّه إذا قَلِق نَبَا به مكانُه فارتفع.

شخل

الشين و الخاء و اللام ليس بشي‌ء، و حكيت فيه كلمة ما أراها من كلام العرب، علي أنّها في كلام الخلْيل، قال: الشّخْل: الغلام يصادق الرّجُل.
______________________________
(1) عجزه في الديوان 370 و اللسان (شخس، نمس، كرص):
منمس ثيران الكريص الضوائن
(2) في الأصل: «أشخص به»، صوابه من المجمل و اللسان و القاموس.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 255‌

شخم

الشين و الخاء و الميم كلمةٌ تدلُّ عَلَي تغيّرٍ في شي‌ء من ذلك: أشخم اللّبن، إذا تغيّرت رائحتُه. و شَخُمَ الطَّعامُ: فَسَد «1».

شخب

الشين و الخاء و الباء أصيلٌ يدلُّ علي امتدادٍ في شي‌ء يجري و يسيل. من ذلك الشُّخْب، و هو ما امتدَّ من الّلبَن حين يُحلَب و شخَبتْ أوداجُ القَتْلَي دماً.

شخت

الشين و الخاء و التاء كلمةٌ واحدة، و هو الشي‌ء الشّخْت، و هو الدقيقُ من حشبٍ و غيره. و قال:
و هل تَسْتوِي المُرّانُ تَخْطِرُ في الوَغَي و سَبعةُ عِيدانٍ من العوسج الشَّخْتِ

باب الشين و الدال و ما يثلثهما

شدف

الشين و الدال و الفاء يدلُّ علي ارتفاعٍ في شي‌ء. من ذلك الشَّدَف و هو الشَّخص، و قد قلنا إن الشَّخْصَ يدلُّ علي سُمُوٍّ و ارتفاع. و جمع الشَّدَف شُدوف. و منه فرسٌ أشدفُ و شُنْدُفٌ. و ناسٌ يقولون: الشَّدَف كالميَل في أحد الشِّقَّيْن و الصواب هو الأوّل، و هو أقْيَس. و يقال للقوس: الشّدْفاءُ؛ لاعوجاجها.

شدق

الشين و الدال و القاف أصلٌ يدلُّ علي انفراج في شي‌ء. من ذلك الشِّدق للإنسان و غيره. و الشَّدَق: سَعة الشِّدق. و رجلٌ أشدقُ، و خطيبٌ أشدَقُ. و الأصل في ذلك شِدْقُ الوادي: عُرْضُه. و يقال نزلنا شِدْقَ العراق، أي ناحيتَه، و هو الشِّدْقُ «2».
______________________________
(1) في الأصل: «فيه»، صوابه من المجمل و اللسان و القاموس.
(2) أي يقال بفتح الشين أيضا. و ذكر في القاموس لغة ثالثة، و هي «الشديق».
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 256‌

شدن

الشين و الدال و النون أُصيل يدلُّ علي صلاحٍ في جسم.
يقال شَدَن الظبيُّ يشدُن شدوناً، إذا صَلَحَ جسمه. و يقال للمُهْر أيضاً شَدَنَ. فإذا أفردْتَ الشادنَ فهو ولد الظّبْي. وظبيةٌ مُشْدِنٌ. فأمّا الشّدَنية فيقال إنّها المنسوبة إلي موضعٍ باليمن، قال عنترة:
هل تُبَلَغَنِّي دارَها شَدَنِيَّة لُعِنَتْ بمحروم الشَّرَابِ مُصَرَّمِ «1»

شده

الشين و الدال و الهاء كلمةٌ من الإبدال. يقال شُدِهَ الرجل مثل دَهِش.

شدو

الشين* و الدال و الحرف المعتلّ أصيلٌ يدلُّ علي أخْذٍ بطَرَف من عِلم. من ذلك الشَّدْو، أنْ يحسِن الإِنسانُ من العلم أو غيره شيئاً. يقال يَشْدُو شيئاً من عِلْم. و قال بعضهم: كلُّ مَن عَلِم شيئاً و استدلَّ ببعضه علي بعض فذلك الشَّدْو.

شدح

الشين و الدال و الحاء ليس بشي‌ء. و حُكي أنّ الشَّوْدَح:
الطّوِيل من النُّوق. و يقال بل هي السَّريعة. و انشَدَحَ الرجل، إذا استلقَي علي ظهره. و هذا ليس بشي‌ءٍ، و لعلّه أن يكون انسَدح. و قد ذكرناه «2».

شدخ

الشين و الدال و الخاء كلمةٌ تدلُّ علي كسرِ شي‌ءٍ أجوفَ.
من ذلك شدخت الشي‌ءَ شَدْخاً. و المُشَدَّخ: البُسر يُغمَز حتي ينشدخ. و من ذلك الغُرّة الشَّادِخة: التي تَغْشَي الوجهَ من أصل النّاصية إلي الأنف.
______________________________
(1) البيت في معلقته المشهورة.
(2) انظر ما سبق في (سدح).
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 257‌

باب الشين و الذال و ما يثلثهما

شذر

الشين و الذال و الراء أصلان: أحدهما يدلُّ علي تفرُّقِ شي‌ءٍ و تميَّزِه. و الآخَر علي الوعيد و التسرُّع. من ذلك قولُ العرب: تفرّق القومُ شَذَر مذَر، إذا تبدَّدُوا في البلاد. و منه الشَّذْرة: قطعة من ذَهَب.
و أمّا الأصل الآخَر فالتشذُّر، و هو كالنَّشاط و التسرُّع للأمر. و تشذَّرَ القومُ في الحرب: تطاوَلوا. و تشَذّرت النّاقة: حَرّكَتْ رأسَها فَرَحا. و التشذُّر: الوعيد؛ و منه
حديث سليمان بن صُرَد، أنَّه بلغه عن عليّ عليه السلام قولٌ «تَشَذَّرَ فيه «1»».
فأما قولهم إٍنّ التشذّر الاستثفار بالثَّوب، فذلك من قياس الباب الذي ذكرناه، و كأنَّه وُصِف بالجِدّ في أمره فقيل تشذَّر. و منه: أتَي فلان فرسَه فتشذَّره، أي ركِبه من ورائه.

شذم

الشين و الذال و الميم ليس بشي‌ء، و ذكروا فيه كلمةً يقال إنّها من المقلوب. قالوا: الشَّيذمان الذي في قول الطرماح:
فَرَاها الشَّيذُمانُ عن الجَنِينِ «2»
يقال إنّما هو الشَّيْمُذان.
______________________________
(1) في اللسان: «بلغني عن أمير المؤمنين ذرء من قول، تشذر لي فيه بشتم و إيعاد، فسرت إليه جوادا. أي مسرعا».
(2) صدره في الديوان 179 و اللسان (شذم):
علي حولاء يطفو السخد منها
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 258‌

شذي

الشين و الذال و الحرف المعتل أصلٌ واحد، و هو يدلُّ علي الحَدّ و الحِدّة. يقال إنّ فيه شَذَاةً، أي حِدّةً و جُرأة. و قال الخليل: يقال للجائع إذا اشتد جُوعه: ضَرِم شَذاهُ «1». و الشَّذَي: الأذي و الشّرّ. و يقال إنّ الشَّذَا ذُباب الكَلْب. و الشَّذَا: كِسَرُ العُود، و أحسِبَه سمِّي بذلك لحِدّة رائحته.
قال الشّاعر:
إذا ما مشَت نَادَي بما في ثيابِها رياحُ الشَّذا و المَنْدَليُّ المطَيَّرُ «2»
فأمّا الذي من السُّفُن يُعرف بالشَّذَا فما أُراه عربيًّا.

شذب

الشين و الذال و الباء أصلٌ يدلُّ علي تجريدِ شي‌ءٍ من قِشره، ثم يُحمَل عليه. فالشَّذْب: قَشْر اللَّحم. و كلُّ شي‌ءٍ نحَّيتَه عن شي‌ءٍ فقد شَذَبته. و من الباب: التَّشذيب: التقطيع. فأَمَّا الشوْذَب فمن هذا الباب أيضاً، و هو الطَّوِيلُ من كلِّ شي‌ء، كأنّه في طوله مشذّب، أي مجرَّد؛ و إذا جُرِّد الشّي‌ءُ من قِشرِه كانَ أظهَرَ لطُوله. و فرسٌ مشذّب: طويل، بمنزلة الجذْع المشذّب.
______________________________
(1) في الأصل: «ضرم شذواه»، صوابه من اللسان.
(2) هو العجير السلولي، أو عمرو بن الإطنابة. اللسان (شذا، طير)
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 259‌

باب الشين و الراء و ما يثلثهما

شرز

الشين و الراء و الزّاء أصلٌ يدلُّ علي خلافِ الخَير، في جميع فروعه: من هلاك، و منازَعة و غيرِ ذلك. و من ذلك قول العرب للعدوّ: أشْرزَه اللّٰه، أي أهلكَه. و رماه بشَرْزةٍ، أي مَهلكة. و يقال إنّ المشارَزة كالمصاحبة و المنازعة. و المشارِز: الرجل السّيي‌ء الخلُق، الشَّديد الخَلْق.
و من الباب: أشْرزت [الشي‌ء «1»]، إذا قطعتَه فلم تصلْه.

شرس

الشين و الراء و السين أصلٌ قريب من الذي قبله. من ذلك الشَّرْس: شدّة الدّعْك للشّي‌ء. يقال شرَسْتُه شَرساً. و الشّرِيس:
الشَّكِس الكثير الخِلاف «2». و يقال تشارَسَ القومُ، إِذا تعادَوا «3». و يقال إنّ الشَّرْس نبتٌ بَشِع الطّعم. و الأشرس: الرّجُل الجري‌ء علي القتال. و يقال إن الشِّراس الرِّباق «4».

شرص

الشين و الراء و الصاد ما أحسب فيه شيئاً* صحيحاً، لأنِّي لا أري قياسَه مطّرِداً. علي أنًّهم يقولون إن الشِّرْصَتَيْن «5»: ناحيتا النّاصية
______________________________
(1) التكملة من المجمل. و قبلها في الأصل: «شرزت»، صوابه من المجمل.
(2) و يقال «شرس» و «أشرس» أيضا.
(3) في الأصل: «تهادوا»، صوابه من المجمل و اللسان.
(4) كذا وردت الكلمة بضبطها في الأصل. فإن صحت كانت جمع ربق، بالكسر، و هو الخبل و الحلقة يشد بها الغنم الصغار.
(5) في الأصل: «الصرشصتين»، صوابه في المجمل و اللسان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 260
مما رقّ فيه الشَّعَر. و يقال لكلِّ ضخمٍ رِخْو: شِرْواص «1». و يقال إنّ الشّرَص الغَلْظ من الأرض.

شرط

الشين و الراء و الطاء أصلٌ يدلُّ علي عَلَمٍ و علامة، و ما قارب ذلك من عَلَم. من ذلك الشّرَط العَلَامة. و أشراط الساعة: علاماتُها. و من ذلك الحديث حين ذكر أشراط الساعة، و هي علاماتها. و سمِّي الشُّرَط لأنّهم جعلوا لأنفسهم علامةً يُعرَفون بها. و يقولون: أشرَطَ فلَانٌ نفسهَ للهَلكة، إذا جعلَها علَمَا للهلاك. و يقال أشْرَطَ من إبله و غنمه، إذا أعدَّ منها شيئاً للبيع.
قال الشاعر «2»:
فأشْرَطَ فيها نفسَه و هو مُعْصِمٌ و ألقي بأسبابٍ له و توكُّلا
و من الباب شَرْط الحاجم، و هو معلومٌ، لأنّ ذلك علامةٌ و أثَر. و يقال إنّ أشراطَ السّاعة أوائلُها. و من الباب الشّريط، و هو خَيط يُرْبَق به البَهْم. و إنّما سمِّي بذلك لأنّها إذا رُبِطت به صار لذلك أثَر. و من الباب الشّرَط، و هو المَسِيل الصَّغير يجي‌ء من قدر عشر أذرع، و سمِّي بذلك لأنّه أَثّر في الأرض كشَرْط الحاجم.
و من الباب الشّرَطانِ: نجمانِ يقال إنّهما قرنا الحَمَل، و هما مَعْلَمانِ مُشْتَهِران.
و يقال جملٌ شِرواطٌ، أي ضَخْم. و إنّما سمِّي شِرواطاً لأنّه إذا كان مع إبل تبيَّن كأنّه عَلَم. قال حسّانٌ:
______________________________
(1) ذكرت في القاموس، و لم تذكر في اللسان:
(2) هو أوس بن حجر. ديوانه 21 و اللسان (شرط، عصم).
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 261
في نَدًامَي بيضِ الوجوهِ كرامٍ نُبِّهُوا بعد هَجْعة الأشراطِ «1»
ففيه أقوال: قال قوم: أراد به الشّرَطينٍ و الثالثَ بين يديهما، و يكون علي هذا قول من سمّي الثلاثة أشراطا «2» قال العجاج:
من باكِرِ الأشراط أَشْرَاطيُّ «3»
و قال قوم: أراد بالأشراط الحَرَس. و يقال: الأشراط سِفْلة القوم قال الشّاعر:
أشاريط من أشْرَاطِ أشراطِ طَيِّئٍ و كان أبوهُم أشْرَطاً و ابنَ أشرطا «4»
و من ذلك شَرَط المِعْزَي، و هي رُذَالُها، في قول جرير:
تري شَرَطَ المِعزَي مُهورَ نسائهمْ و في شَرَط المِعزَي لهُنَّ مُهورُ «5»
و قال قوم: اشتقاق الشُّرَط من هذا لأنّهم رُذَال. و قال آخرون: إنّما سُمُّوا شرَطاً لأنّهم جَعَلوا لأنفسهم علامةً يُعرَفون بها، فأمّا الشَّرَط التي هي الرُّذَال فإنّ وجهَ القياس فيها أنّها تُشْرَط، أي تقدّم أبداً للنّوائب قبل الجُبَار، فهي كالذي قُلْناه في قوله: «فأشرط فيها نَفْسَه»، أي جعلها عَلَماً للهلاك.
______________________________
(1) ديوان حسان 235 و اللسان (شرط). و في الديوان: «خفقة الأشراط».
(2) في المجمل: «و علي ذلك تأويل من يسمي تلك الثلاثة أشراطا».
(3) ديوان العجاج 69 و اللسان (شرط).
(4) أنشده في اللسان (شرط).
(5) ديوان جرير 266 و اللسان (شرط).
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 262‌

شرع

الشين و الراء و العين أصلٌ واحد، و هو شي‌ءٌ يُفتَح في امتدادٍ يكون فيه. من ذلك الشَّريعة، و هي مورد الشَّارِبة الماء. و اشتُقّ من ذلك الشِّرْعة في الدِّين، و الشَّريعة. قال اللّٰه تعالي: لِكُلٍّ جَعَلْنٰا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَ مِنْهٰاجاً، و قال سبحانه: ثُمَّ جَعَلْنٰاكَ عَليٰ شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ.
و قال الشّاعر في شريعة الماء.
و لمَّا رأتْ أنّ الشّرِيعة همُّها و أنَّ البياضَ من فرائصها دامِي «1»
و من الباب: أشرعت الرُّمَح نحوه إشراعاً. و ربَّما قالوا في هذا شَرَعْت.
و الإبل الشُّرُوع: التي شَرَعت و رَوِيَت. و يقال أشرعْتُ طريقاً، إذا أنفذتَه و فتحتَه، و شرعت أيضاً. و حِيتانٌ شُرَّع: تَخفِض رءوسَها تشرب «2». و شَرَعْت الإبلَ، إذا أمكنتَها من الشّريعة. هذا هو الأصل ثم حُمِل عليه كلُّ شي‌ء يُمدُّ في رفعةٍ و غير رفعة. من ذلك الشِّرَع، و هي الأوتار، واحدتها شِرْعة، و الشراع جمع الجمع. قال الشاعر:
كما ازدهرت قَينةٌ بالشِّراع «3»
و من ذلك شِراع السَّفينة، هو ممدودٌ في علوٍّ. و شبّه بذلك عنقُ البعير فقيل
______________________________
(1) البيت لامرئ القيس، و ليس في ديوانه، هو في معجم البلدان، في رسم (ضارج) مع قصة تتعلق به.
(2) في المجمل: «و الحيتان الشرع: الرافعة رءوسها، و يقال بل الخافضة».
(3) سبقت قطعة منه في (زهر). و تمام إنشاده في الحواشي.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 263
شَرَع البعيرُ عنقَه. و قد مَدَّ شِراعَه إذا رفَع عُنقَه. و قيل في التَّفسير في قوله تعالي: إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتٰانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً: إنّها الرافعةُ رءوسَها و منه قولهم: رُمْحٌ شُرَاعيٌّ، أي طويل، في قول الهُذَليّ «1». و من الفتح الذي ذكرناه أوّلًا روايةُ ابنِ السِّكّيت: شرعت الإهاب، إذا شقَقتَ ما بين رِجلَيه.

شرف

الشين و الراء و الفاء أصلٌ يدل علي علوٍّ و ارتفاع.
فالشَّرَف: * العُلُوّ. و الشريف «2»: الرجل العالي. و رجلٌ شريفٌ من قوم أشراف، يقال إنّه جمعٌ نادر، كحبيب و أحباب، و يتيم و أيتام. و يقال للذي غَلَبه غيرُه بالشَّرَف مشروف. و يقال استشرفتُ الشّي‌ءَ، إذا رفعتَ بصرك تنظرُ إليه.
و يقال للأنوف الأشراف، الواحدُ شرف. و المَشْرَف «3»: المكان تُشرِف عليه و تعلوه. و مشارف الأرض: أعاليها. و المشرفيّة: منسوبة إلي مَشَارف الشام.
و يقال إنّ الشُّرْفَة: خِيار المال، و اشتقاقه من الشُّرْفة التي تُشَرَّفُ بها القصور، و الجمع شُرَف. و المُستشرِف من الخيل: العظيم الطَّويل. قال الخليل: سهمٌ شارف:
دقيق طويل، و أذُنٌ شَرْفاءُ: طويلةُ القُوف «4». و مَنْكِبٌ أشرفٌ: عالٍ. فأمَّا النّاقة الشّارفُ فهي المُسِنّة الهَرِمة من الإبل، و هذا ممكنٌ أن يكون من العلوّ في
______________________________
(1) هو قول ساعدة بن جؤية:
أنحي عليها شُرَاعيًّا فغادرها لدي المزاحِفِ تلَّي في نضوخ دم
(2) في الأصل: «و الشرف»، صوابه في المجمل.
(3) ضبطت في اللسان بضم الميم، من أشرف. و ضبطت في المجمل بفتحها.
(4) قوف الأذن، بضم القاف: أعلاها، أو مستدار سمها. و في الأصل: «الفوق»، تحريف.
و في المجمل: «طويلة» فقط.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 264
السّنّ. و ذُكِر عن الخليل أنّ السَّهْم الشارف من هذا، و هو الذي طال [عهدُهُ] بالصِّيان «1» فانتكث عَقَبُه و ريشُه. قال أوس:
يُقلِّبُ سَهماً راشَهُ بمناكبٍ ظُهارٍ لُؤام فهو أعجفُ شارفُ «2»
و يزعمون أن شُرَيْفاً أطولُ جبَلٍ في الأرض.

شرق

الشين و الراء و القاف أصلٌ واحد يدلُّ علي إضاءةٍ و فتحٍ.
من ذلك شَرَقَت الشّمسُ، إذا طلَعت. و أشرقت، إذا أضاءت. و الشُّرُوق:
طُلوعها. و يقولون: لا أفعل ذلك ما ذرَّ شارقٌ، أي طَلَعَ، يُرَاد بذلك طُلُوع الشمس. و أيّام التَّشْريق سمِّيت بذلك لأنَّ لحوم الأضاحِي تُشرَّق فيها للشّمس.
و ناسٌ يقولون: سمِّيت بذلك لقولهم: «أشرِقْ ثَبِير، لكيما نُغير». و المَشْرِقانِ:
مَشْرِقا الصَّيف و الشِّتاء. و الشَّرْق: المَشْرِق: و قال قوم: إنَّ اللحمَ الأحمرَ يسمَّي شَرْقاً، فإِنْ كان صحيحاً فلأنّه من حُمرته كأنه مُشْرِق.
و من قياس هذا الباب: الشّاةُ الشّرقاء: المشقوقة الأذُن، و هو من الفَتْح الذي وصفناه.
و مما شذَّ عن هذا الباب قولهم: شَرِق بالماء، إذا غَصَّ به شَرَقاً. قال عديّ:
لو بِغَير الماءِ حَلْقِي شَرِقٌ كنتُ كالغَصَّانِ بالماء اعتصارِي «3»
______________________________
(1) الصيان و الصيانة و الصون و الحفظ بمعني. و في الأصل: «بالصبيان»، صوابه في المجمل.
و في اللسان (11: 74): «بالصيانة». و كلمة «عهده» من المجمل.
(2) ديوان أوس بن حجر 16 و اللسان (شرف).
(3) اللسان (عصر، شرق) و الحيوان (5: 138، 593) و الأغاني (2: 24).
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 265‌

شرك

الشين و الراء و الكاف أصلانِ، أحدهما يدلُّ علي مقارنَة و خِلَافِ انفراد، و الآخر يدلُّ علي امتدادٍ و استقامة.
فالأول الشِّرْكة، و هو أن يكون الشي‌ءُ بين اثنين لا ينفردُ به أحدهما. و يقال شاركتُ فلاناً في الشي‌ء، إذا صِرْتَ شريكه. و أشركْتُ فلاناً، إذا جعلتَه شريكاً لك. قال اللّٰه جلّ ثناؤُه في قِصَّة موسي: وَ أَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي. و يقال في الدُّعاء:
اللهم أشرِكْنا في دعاء المؤمنين، أي اجعلنا لهم شركاءَ في ذلك. و شَرِكتُ الرَّجُلَ في الأمرِ أشْرَكُه.
و أمّا الأصل الآخر فالشرَك: لَقَم الطّريق، و هو شِرَاكُه أيضاً. و شِرَاك النَّعْل مشبَّه بهذا. و منه شَرَكُ الصّائدِ، سمِّي بذلك لامتداده.

شرم

الشين و الراء و الميم أصلٌ واحد لا يُخْلف، و هو يدلُّ علي خرْقٍ في الشي‌ء و مَزْق. من ذلك قولُهم: تشرّم الشي‌ء، إذا تمزّق. و منه
الحديث «أَنَّهُ أُتِيَ بِمُصْحَفٍ قد تَشَرَّمتْ حواشيه»
. و من الباب الشّرِيم، و هي المرأة المُفْضاة. و الشَّرْم: قَطْعٌ من الأرنبة، و قَطْعٌ من ثَفْر النّاقة «1». و الشَّارم: السهم الذي يَشرِمُ جانبَ الغَرَض. و يقال شَرَم له من ماله، إٍذا قطع له من ماله قطعةً قليلة. و الشَّرْم يقال إٍنّه لُجَّة في البحر. و سَمِعت مَن يقول إن الشَّرْمَ كالخَرْق في جانب البحر، كالمدخَل إلي البحر. و هذا أقيَسُ من القول الأوّل. قال:
تمنّيتُ مِن حُبِّي بُثينةَ أنّنا علي رَمَثٍ في الشَّرْمِ ليس لنا وَفْرُ «2»
______________________________
(1) في الأصل: «من فقر الناقة»، تحريف. و في المجمل: «قطع الأرنبة و ثفر الناقة».
(2) البيت لأبي صخر الهذلي من قصيدة في بقية أشعار الهذليين 93 و أمالي القالي (1: 148) و يروي: «علي رمث في البحر».
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 266
و يقال عُشْب شَرْمٌ، إذا شُرِم أعلاه، أي أكِل.

شري

الشين و الراء و الحرف المعتل أصول ثلاثة: أحدها يدلُّ علي تعارضٍ من الاثنين في أمرين أخذاً و إعطاءً مُمَاثَلةً، و الآخر نبتٌ، و* الثالث هَيْجٌ في الشي‌ء و علُوّ.
فالأوّل قولهم: شَرَيت الشي‌ء و اشتريتُه، إذا أخذتَه من صاحبه بثَمنه.
و ربما قالوا: شريتُ: إذا بعتَ. قال اللّٰه تعالي: وَ شَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ.
و مما يدلُّ علي المماثلة قولهم: هذا شَرْوَي هذا، أي مِثْلُه. و فُلَانٌ شَروَي فلانٍ.
و منه
حديث شريحٍ في قوسٍ كَسرَها رجلٌ لرجُل فقال شُريح: «شَرواها»
أي مثلُها. و أشراء الشي‌ء: نواحيه، الواحد شَرًي، و سمِّي بذلك لأنّه كالنّاحية الأخري. و الشِّرَي مقصور، يقال شَرَي الشي‌ءَ شِرًي. و أمَّا النَّبْت فالشّرْيُ، يقال إنّه الحنظل. و يقولون الشَّرْية: النَّخْلة التي تنبُت من النَّوَاة. قال رُؤبة:
و شرية في قرية
و الشَّرَي: موضعٌ كثير الدّغَل و الأُسْدِ. قال:
أسودُ شَري لاقت أُسودَ خفِيَّةٍ تَسَاقَوْا علي حَرْدٍ دِماءَ الأَساوِدِ «1»
و الشِّريان من شجر القِسِيّ.
و الأصل الثالث: قولهم شَرِي الرّجُل شَرًي، إذا استُطِير غَضَبا، و يقال شَرِيَ البعيرُ في سيره شَرًي، إذا أسرع. و شَرِيَ البرقُ، إِذا استطار. قال الشاعر:
______________________________
(1) هو الأشهب بن رميلة، كما في البيان (2: 242) و الكامل 33، 348 و العقد (1: 53) و اللسان (حرد). و انظر الحيوان (4: 245).
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 267
أَصاحِ تَرَي البرقَ لم يغتمضْ يموتُ فُواقاً و بَشْرَي فُواقا «1»
و يقال استشري الرجُل، إذا لجَّ في الأمر. و يقال شَرِي زِمامُ النّاقة يَشْري شَرًي، إذا كثُر اضطرابُه. و يقولون: «كلُّ مُجْرٍ في الخَلاءِ يَشْرَي «2»».

شرب

الشين و الراء و الباء أصلٌ واحد منقاسٌ مطّرد، و هو الشُّرب المعروف، ثمّ يُحمل عليه ما يقاربُه مجازاً و تشبيها. تقول: شرِبت الماءَ أشرَبُه شَرْبا، و هو المصدر. و الشُّرب الاسم. و الشَّرب: القوم الذين يَشْرَبون. و الشِّرب: الحظُّ من الماء. قال الشاعر «3» في الشَّرْب:
فقلتُ للشَّرب فِي درنا و قد ثَمِلُوا شِيمُوا و كيف يَشيم الشارب الثملُ
و الشَّرَبَة: ماءٌ يجمع حول النَّخلة يكون منها شُربها، و الجمع شَرَبٌ.
و المَشْرَبة: الموضع الذي يَشرب منه النّاس، و
في الحديث: «ملعونٌ مَن أحاط علي مَشْربةٍ»
. و المَشْرَب: الوجه الذي يُشْرب منه، و يكون موضعاً و يكون مصدرا.
و الشَّريب: الذي يُشَارِبُكَ. و يقال أشْرَبتَنِي ما لم أَشْرَبْ، أي ادَّعيتَ عليَّ شُربَه، و هذا مَثَلٌ، و ذلك إذا ادَّعَي عليه ما لم يفعَلْه. و ماء شَروبٌ و شَريبٌ، إذا صلَح أن يُشْرَبَ و فيه بعضُ الكراهة. و الإشراب: لونٌ قد أُشْرِبَ من لَون، يقال:
[فيه «4»] شُرْبُة حُمْرةٍ. و يقال أُشْرِبَ فلانٌ حبَّ فلانٍ، إذا خالطَ قلبه. قال
______________________________
(1) البيت في اللسان (شري).
(2) المعروف: «كل مجر في الخلاء يسر». انظر الحيوان (1: 88/ 4: 207).
(3) هو الأعشي، ديوانه 43 و شرح القصائد العشر للتبريزي 283. و قد سبق في (شيم).
(4) التكملة من المجمل. و في اللسان (1: 473): «و فيه شربة من حمرة، أي إشراب».
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 268
اللّٰه جلّ ثناؤه: وَ أُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ، قال المفسرون حُبَّ العِجْل.
قال الشَّيباني: الشَّرْب الفَهْم، يقال شَربَ يَشْرُب شَرْباً، إٍذا فَهِم. و يقال اسْمَع ثم اشْرُبْ «1». و الشاربة القوم يكونون علي ضَفّة نهرٍ، و لهم ماؤُه. و شارب الإنسان معروف، و يجمع علي شواربَ. و الشَّوارب أيضاً: عروقٌ مُحدقةٌ بالحُلْقوم. و حمارٌ صَخِب الشَّوارب من هذا، إذا كان شديدَ النَّهيق. و الشارب في السيف «2».
و أمّا اشرأبَّ فليس ببعيدٍ أن يكون من هذا القياس كأنّه كالمتهيِّئ للشُّرب، فيمدُّ عنقَه له. ثم يقاس علي ذلك فيقال اشرأبّ لينظر شُرَأْبِيبَةً. و إنّما زيدت الهمزةُ فرقاً بين المعنيين. و شَرَبَّةُ: مكان.

شرث

الشين و الراء و الثاء أصلٌ واحد، و هو الشَّرَث، و هو غِلظ الأصابع و الكفّيْن.

شرج

الشين و الراء و الجيم أصلٌ منقاس يدُلُّ علي اختلاطٍ و مُداخَلة. من ذلك الشَّرَجُ و هي العُرَي، سُمِّيت بذلك لأنّها تتداخل. و يقال شَرَجْت اللّبِنَ، إذا نضَدْته. و يقال شَرَّجْتُ الشرَاب، إذا مزجتَه. و يقال إنّ الشَّريجة القوسُ يكون عودُها لونَين. و يقال تشَرَّج الّلحمُ بالّلحم، إذا تداخَلَا. هذا هو الأصل. قولهم: أصبَح الناسُ في هذا الأمر شَرْجَيْنِ، فيُظَنُّ أنّهم أصبحوا فِرْقَين. و هذا كذا يقال، و هو يرجع إلي المعني الذي ذكرناه؛ لأنهم إذا اختلفوا اختلَطَ* الرّأْيُ و الكلامُ و صارت مراجعاتٌ، كما قال زُهير:
______________________________
(1) في اللسان: «و يقال للبليد: احلب ثم اشرب» أي ابرك ثم افهم. و حلب، إذا برك».
(2) في اللسان: «الشاربان في السيف أسفل القائم، أنفان طويلان، أحدهما من هذا الجانب و الآخر من هذا الجانب».
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 269
رَدَّ القِيانُ جِمَالَ الحيِّ فاحتملوا إلي الظهيرة أمرٌ بينهمْ لَبِكُ «1»
و أمّا شَرَج الوادي فمنفَسَحُه، و الجمع أشراج.

شرح

الشين و الراء و الحاء أُصَيْلٌ يدلُّ علي الفتح و البيان. من ذلك شرحت الكلام و غيرَه شَرْحاً، إذا بيَّنتَه. و اشتقاقُه من تشريح اللحم.

شرخ

الشين و الراء و الخاء أصلان: أحدهما رَيْعان الشي‌ء، و ذلك يكون في النّتاج في غالب الأمر. و الآخَر يدلُّ علي تساوٍ في شيئين متقابلين.
فالأوَّل شَرخ الشّباب: أوّلُه و رَيْعانه. و شَرخُ كلِّ سنةٍ: نِتاجها من أولاد الأنعام. و قد شَرخَ نابُ البعير، إٍذا شقَّ البَضْعة و خرج. و قال الشاعر «2»:
إنَّ شَرخَ الشّبابِ و الشَّعَرَ الأس ودَ ما لم يُعَاصَ كان جُنونا
و الأصل الآخر: الشَّرْخان، يقال لآخِرةِ الرَّحْل و واسطتِه شَرخانِ.
و شَرْخَتَا السَّهمِ: زَنَمَتَا فُوقِه «3»، [و هو «4»] موضِعُ الوتر بينهما.

شرد

الشين و الراء و الدال أصلٌ واحدٌ، و هو يدلُّ علي تنفيرٍ و إِبعاد، و علي نِفَارٍ و بُعد، في انتشار. و قد يقال للواحد «5». من ذلك شَرَد البعير شُرودا. و شرّدْتُ الإبلَ تشريداً أُشرِّدُهَا. و منه قوله جلّ ثنَاؤه:
فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ يريد نكِّل بهم و سَمِّع. و هو ذلك المعني، أنَّ المُذْنِب
______________________________
(1) ديوان زهير 164 و اللسان (لبك). و اللبك: المختلط.
(2) هو حسان بن ثابت. ديوانه 413 و اللسان (شرخ) و الحيوان (3: 108/ 6: 244)
(3) في الأصل: «و شرختا السهم زينا فوقه»، صوابه من المجمل، و نحوه في اللسان.
(4) التكملة من المجمل.
(5) كذا وردت هذه الجملة، و أراها مقحمة.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 270
إذا أذنَبَ و عوُقب عليه، فقد شُرِّد بتلك العقوبة غيرُه، لأنّه يحذرُ مثلَ ما وقع بالمذْنِبِ فَيَشْرُد عن الذَّنْب و يَنْكُلُ. و اللّٰه أعلم.

باب الشين و الزاء و ما يثلثهما

شزغ

شزغ الشين و الزاء و الغين ليس بشي‌ء. و يقولون إنّ الشِّزْغ الضِّفدَع. و هذا ممّا لا معنَي له.

شزن

الشين و الزاء و النون أصلٌ واحدٌ يدلُّ علي امتدادٍ في شي‌ء.
من ذلك قولهم للأرض الغليظة شَزَنٌ «1». و يقولون: تَشَزَّنَ الشَّي‌ء، إذ امتدَّ. فأمَّا قولهم نَزَل شُزَناً من الدار، أي ناحيةً، فهو قريبٌ من الذي ذكرناه. قال ابن أحمر:
فلا يَرمين عَنْ شُزُنٍ حَزِينا «2»
و يقولون إن الشَّزَنَ الإعياء من الحَفَا «3»، و ذلك ممّا يشتدُّ علي الإنسان.

شزب

الشين و الزاء و الباء ليس بأصلٍ، لأنّه من باب الإِبدال.
و يقال للشي‌ء إذا يَبِس: شَزَب، و الزاء مبدلةٌ من السين، و قد ذُكر في موضعه.
و ربّما قالوا: مكان شازِبٌ، أي جافٍ «4» صُلب.
______________________________
(1) في الأصل: «شزن و شزن» بضم الشين في الأولي و فتحها في الثانية مع إسكان الزاي فيهما- و لم أجد لذلك سندا. و أثبت ما في المجمل و اللسان و القاموس و سائر المعاجم المتداولة.
(2) صدره في اللسان (شزن) و مجالس ثعلب 262:
ألا ليت المنزل قد بلينا
و في الأصل: «من شزن»، صوابه في المجمل و المرجعين السالفين.
(3) في الأصل «من الجفاء»، صوابه من المجمل و اللسان. و في اللسان: «شزنت الإبل شزنا:
عيت من الحفاء»:
(4) كذا ورد ضبطه في الأصل. و الجفوة من لوازم اليس أيضا. و يصح أن تقرأ من الجفوف.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 271‌

شزر

الشين و الزاء و الراء أصلٌ صحيح مُنْقاس، يدلُّ علي انفتالٍ «1» في الشي‌ء عن الطريقة المستقيمة. من ذلك قولُهم: نظر إليه شَزْراً، إذا نظر بمُؤْخِر عينِه متبغِّضاً. و الطَّعنُ الشَّزْر: الذي ليس بسَحِيج الطّريقة. و الحبل المَشْزُور: المفتول مما بلي اليَسار. فأمّا أبو عبيد فقال: طَحَنَ بالرَّحَي شَزْرا، إذا ذهَبَ بيدِه عن يمينه؛ و بَتّا «2»؛ إذا ذهب عن شِماله.

باب الشين و السين و ما يثلثهما

شسع

الشين و السين و العين يدلُّ علي أمرين: الأوَّل قلّةٌ و الآخَر بُعد.
فالأوّل: قولُ العرب: له شسْعٌ من المال، أي قليل. و لعل شِسْعَ النَّعل من ذلك، لقلَّته. يقال شَسَّعْتُ النّعلَ.
و الآخَر: الشاسع: البعيد. و قد شَسَعت الدّارُ. و ذكر ابن دريد كلمةً إن صحَّتْ فهو من القياس. قال: يقال شَسِع [الفرس «3»]، إذا كان بين ثناياه انفراج.

شسف

الشين و السين و الفاء يدلُّ علي قَحَل و يُبْس يقال للشي‌ء القاحل شاسف، و قد شَسَف يشْسِف. و لحمٌ شسيفٌ: قد كاد يَيْبَس.
______________________________
(1) الانفتال: الانصراف. و في الأصل: «القتال»، تحريف.
(2) في الأصل: «تبا»، صوابه بتقديم الباء كما في المجمل و اللسان (بتت).
(3) التكملة من المجمل و جمهرة ابن دريد (3: 23).
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 272‌

شسب

الشين و السين و الباء هو من الذي قبله. يقال شَسِبَتِ القَوس، إذا قُطِعت حتَّي يذبُل قضيبها.

باب ما جاء من كلام العرب علي أكثر من ثلاثة أحرف و أوله شين

فأوَّلُ ذلك: (الشَّرْجَب)، و هو الطّويل. فالراء فيه زائدةٌ، و قد قلنا إِنَّ الشُّجوب أعمِدة البُيوت، فالطويل* مشبَّه بذلك العمودِ الطويل.
و منه (الشَّوْقَب) و الواو زائدة، و قد مضي ذكره.
و من ذلك قولهم: (شَبْرَقْتُ) اللّحمَ، إذا قطّعته، فالقاف منه زائدة، كأنّك قطّعتَه شِبراً شِبرا. و شَبْرَقْتُ الثّوبَ، إِذا مزّقتَه.
و من ذلك (الشّفَلّحُ): العظيم الشّفتَين. و هذا ممّا يزيدون فيه للتقبيح و التّهويل. و إلّا فالأصل الشّفَة، كما يقولون: الطِّرِمَّاح، و إنّما هو من طرح، و قد ذكرنا مِثْله.
و من ذلك (الشُّمْرُج): الرَّقيق من الثِّياب و غيره في قول القائل «1»:
غَداةَ الشّمالِ الشُّمرُجُ المتنصَّحُ «2»
فهذا مما زِيدت فيه الرّاء. و قد قلنا إنّهم يقولون: شَمَجَ الثّوبَ، إذا خاط خياطةً متباعدة. فهذا إذَا رقَّ فكأنّ سِلكَه يتباعد بعضُه عن بعض.
______________________________
(1) هو ابن مقبل، كما في ديوانه 36 و اللسان و الصحاح (شمرج)، و اللسان و التاج (نصح)
(2) صدره:
و يرعد إرعاد الهجين أضاعه
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 273
و من ذلك (الشَّرَنْبث): الغليظ الكفَّين. و الأصل الشَّرَثُ، و هو غِلظ الأصابعِ و الكَفّين، و زيدت فيه الزِّيادات للتقبيح:
و من ذلك (الشَّماريخ): رءوس الجِبال، فالراء فيه زائدة، و إنّما هو من شَمَخ، إذا علَا.
و من ذلك (الشَّناعِيف)، الواحد شِنعاف، و هي رءوسٌ تخرُج من الجبل.
و هذا منحوتٌ من كلمتين، من شعَف و نعَف. فأمَّا الشَّعَفة فرأسُ الجبل، و النَّعْف: ما ينسدُّ بين الجبلين، و قد ذكر في النون.
و من ذلك (الشُّرْسُوف)، و الجمع الشَّراسِيف، و هي مَقَاطُّ الأضلاع حيث يكون الغُضروفُ الدَّقيق. فالرَّاء في ذلك زائدة، و إنّما هو شسف، و قد مرّ.
و من ذلك (الشِّرْذِمة)، و هي القليل من الناس، فالذّال زائدة، و إنّما هي من شَرَمْتُ الشَّي‌ءَ، إذا مزَّقْتَه، فكأنَّها طائفةٌ انمزَقَت و انمارت عن الجماعة الكثيرة. و يقال ثوب (شَرَاذِمُ) أي قِطَعٌ.
و من ذلك (الشَّمَيْذَر)، و هو الخفيف السَّريع. و هذا منحوتٌ من كلمتين من شمذ و شمر، و قد مر تفسيرهما.
و من ذلك (الشِّنذارة): الرَّجل المتعرِّض لأعراض النّاس بالوقيعة «1»، و النون فيه زائدة، و الأصل التشذر الوَعيد، و قد مضي، ثمَّ أُبدلت الذّالُ ظاءً فقيل (شِنْظِيرة)، و قد (شَنْظر شَنْظَرةً).
______________________________
(1) فسر في اللسان بأنه الغبور؛ و يقابله في المجمل «الشنظير: الفاحش». و في القاموس:
«رجل شنذارة: غيور أو فاحش، كشنذيرة».
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 274
و من ذلك (الشُّبْرُمُ)، و هو القَصير من الرجال، و الميم فيه زائدة كأنّه في قدر الشِّبْر.
و من ذلك (الشَّمَرْدَل)، و هو الرّجُل الخفيف في أمره، و يقال [الفتيُّ القويُّ من الإبل «1»]. و أيَّ ذلك كان، فهو من شَمر.
فأمَّا ما يقال، أن (الشَّناتر) الأصابعُ بلغة اليمانييِّن فلعل قياسَهم غيرُ قياس سائر العرب، و لا معني للشُّغْل بذلك.
و مما وُضِع وضعاً (شَمَنصير)، و هو موضع، قال:
مستأرضاً بين بَطِن اللَّيث أيمَنُه إلي شَمَنْصِيرَ غيَثاً مرسَلًا مَعِجا «2»
و اللّٰه أعلم بصحّتها.
تم كتاب الشين
______________________________
(1) التكملة من المجمل.
(2) البيت لساعدة بن جؤية الهذلي. اللسان (معج، شمصر). و قصيدته في القسم الثاني من مجموعة أشعار الهذليين 37 و شرح السكري للهذليين 87. و سيأتي في (ليث).
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 275‌

كتاب الصَّاد

باب الصاد و ما معها في الذي يقال في المضاعف و المطابق

صع

الصاد و العين أصلٌ صحيح يدلُّ علي تفرُّق و حرَكة. يقال تصعصع القومُ، إذا تفرَّقوا. قال الخليل: يقال ذهبت الإبل صَعاصِعَ، أي فِرَقاً. و يقولون: صَعْصَعْتُ الشّي‌ء فَتَصَعْصَع، و ذلك إذا حرّكتَه فتحرّك.

صف

الصاء و الفاء يدلُّ علي أصلٍ واحد، و هو استواءٌ في الشي‌ء و تساوٍ بين شَيئين في المَقَرّ. من ذلك الصَّفُّ، يقال وقفَا صفًّا، إِذا وقَفَ كلُّ واحدٍ إلي جنْب صاحبه. و اصطفَّ القومُ و تصافُّوا. و الأصل في ذلك الصَّفْصَف، و هو المستوِي من الأرض، فيقال للمَوقِف في الحرب إذا اصطفَّ القومُ: مَصَفٌّ، و الجمع المصافّ. و الصَّفوف: النّاقة التي تَصُفُّ، أي تجمع بين مِحْلَبَين في حَلْبة.
و الصَّفُوف أيضاً: التي تصفُّ يدَيْها عند الحَلَب.
و ممّا شذَّ عن الباب، و قد يمكن أن يُتطَلَّب له في القياس وجهٌ، غيرَ أنَّا نكره القياسَ المتمَحَّل المستَكْرَه، و هذا الذي ذكرناه، فهو الصفيف، قال* قومٌ: هو القَديد و قال آخرون: هو اللَّحم يُحمَل في الأسفار طبيخاً أو شِواءً فلا يُنْضَج. قال:
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 276
فظَلَّ طُهَاةُ اللَّحمِ مِن بين مُنضجٍ صَفِيفَ شِواءٍ أو قديرٍ مُعَجَّلِ «1»

صك

الصاد و الكاف أصلٌ يدلُّ علي تلاقِي شيئينِ بقوَّة و شِدّة، حتَّي كأنّ أحدَهما يضرِب الآخر. من ذلك قولهم: صَكَكْتُ الشي‌ءَ صكاًّ.
و الصَّكَك: أن تَصطَكَّ رُكبتا [الرّجُل «2»]. [وصَكَّ البابَ «3»]: أغلقه بعنفٍ و شِدَّة. و يقال بعير مُصَكَّكٌ «4»، إذا كان اللَّحمُ قد صُك فيه صَكاًّ.
و رجلٌ مِصكٌّ: شديد. و يقال ذلك في الخَيل و الحُمُر و غيرِها.
و أمَّا قولُهم: «جئتُه صَكَّةَ عُمَيٍّ «5»» فإنَّما يُراد أنَّ الأعمَي يلقي مثلَه فيصطكاّنِ، أي يصكُّ كلُّ واحدٍ منهما صاحبَه. و ذلك كلامٌ و ضَعوه في الهاجرة و عند اشتداد الحرِّ خاصَّة.

صل

الصاد و اللام أصلان: أحدهما يدلُّ علي ندًي و ماءٍ قليل، و الآخر علي صوت.
فأمَّا الأول فالصَّلّة، و هي الأرضُ تسمَّي الثَّرَي لِنداها. علي أنَّ
______________________________
(1) لامري‌ء القيس في معلقته.
(2) التكملة من المجمل.
(3) التكملة من المجمل. و بين هاتين التكملتين في المجمل: «يقال منه صكك. و الصكة:
أشد الهاجرة».
(4) في المجمل «مِصَكّ»، و كلاهما صحيح، يقال: مصك و مصكوك و مصكك.
(5) عمي، هنا: تصغير ترخيم للأعمي.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 277
من العرب من يسمِّي الصَّلّة التُّرابَ الندِيّ. و لذلك تُسمَّي بقيَّةُ الماء في الغدير صُلْصُلة.
و من الباب: صِلال المَطَر: ما وقع منه شي‌ءٌ بعد شي‌ء. و يقال للعُشْب المتفرِّق صِلالٌ، لأنّه يسمَّي باسم المطرِ المتفرِّق. قال:
كَجنْدَلِ لُبْنَ تَطَّرِدُ الصِّلالا «1»
و من الباب صَلّ اللحمُ، إذا تغيَّرَتْ رائحتُه و هو شواءٌ أو طبيخ. و إنّما هو من الصَّلّة، كأنَّه دُفِن في الصَّلّة فتغيَّر. و مصدر ذلك الصُّلول. قال:
ذاك فتًي يبذُلُ ذا قِدْرِهِ لا يُفسِدُ اللَّحمَ لديه الصُّلولْ «2»
و أمّا الصَّوت فيقال صَلّ اللِّجام و غيرُه، إذا صَوَّت. فإذا كثُر ذلك منه، قيل صَلْصَل. و سمِّي الخَزَفُ صَلْصالًا لذلك، لأنّه يصوّت و يصلصِل.
و ممَّا شذَّ من هذين البابين الصِّلّ: الدَّاهية؛ و الجمع أصلال. و يقال صَلَّتْهم الصَّالَّة، إذا دَهَتْهم الدّاهية.

صم

الصاد و الميم أصلٌ يدل علي تضامِّ الشَّي‌ءِ و زوالِ الخرْق و السَّمّ.
من ذلك الصَّمَم في الأُذن. يقال صَمِمْت، و أنت تَصَمُّ صَمَما. و ربَّما قالوا صُمَّ بمعني صَمّ. و يقال: أصممتُ الرّجُلَ، إذا وجدته أصمَّ. قال ابنُ أحمر:
______________________________
(1) البيت للراعي، كما في معجم البلدان (لبن). و صدره في اللسان (صلل):
سيكفيك الإله بمسنمات
(2) للحطيئة في ديوانه 84 و اللسان (صلل).
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 278
أصَمَّ دُعاءُ عاذِلَتي تَحَجَّي بآخِرِنا و تَنْسَي أوَّلينا «1»
و الصّمّاء: الدَّاهية، كأنَّه من الصَّمَم، أي هو أمرٌ لا فُرجةَ له فيه. و من ذلك اشتمالُ الصَّمّاء: أنْ تلتحفَ بثوبك ثم تُلقيَ الجانبَ الأيسر علي الأيمن.
و العرب تقول في تعظيم الأمر: «صَمِّي صَمَامِ». و الأصل في ذلك قولهم: «صَمّت حصاةٌ بدَمٍ»، و ذلك أنّ الدِّماء تكثُر في الأرض عند الوغَي، حتَّي لو أُلْقِيَتْ حصاةٌ لم يُسمَع لها وَقْع، و هو في قول امرئ القيس:
بُدِّلتُ مِن وائلٍ و كِندةَ عَدوا نَ و فَهْماً صَمِّي ابنةَ الجبَلِ «2»
يريد تعظيمَ ما وقع فيه و أُدِّيَ إليه. و صِمام القارورة سمِّي بذلك لأنّه يسُدُّ الفُرْجة. و قولهم: صَمَّم في الأمر، إذا مضي فيه راكباً رأسَه، فهو من القياس الذي ذكرناه، كأنَّه لما أراد ذلك لم يسمع عَذْلَ عاذلٍ و لا نَهْيَ ناهٍ، فكأنّه أصمُّ.
و اشتُقَّ منه السَّيف الصَّمصام و الصَّمصامة. و منه صَمَّم، إذا عَضّ في الشي‌ء فأثبت أسنانه فيه. و الصَّمَّانُ: أرضٌ. و قال بعضهم: كلُّ أرضٍ إلي جنبِ رَمْلة فهي صَمَّانةٌ. و هذا صحيح؛ لأنَّ الرّمل فيه خَلَل، و الصَّمَّانةُ ليست كذلك.
و من الباب: الصِّمْصِم «3»: الرّجُل الغليظ، و سمِّي بذلك لما ذكرناه، كأنَّه ليست في لحمه فُرجة و لا خَرْق. و كذلك الأسد صِمَّةٌ، كأنّه لا وصول إليه من وجه.
______________________________
(1) البيت في اللسان (صمم؛ حجا).
(2) البيت في اللسان (صمم)، و ليس في ديوانه.
(3) و يقال أيضا «صمصم» كعلبط.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 279
و من الباب الصِّمصِمة: الجماعة، سمِّيت بذلك، كأَنَّها اجتمعت حتَّي لا خلل فيها و لا خَرْق.

صن

الصاد و النون أصلان: أحدهما يدلُّ علي إباء و صَعَرٍ من كِبر.
من ذلك الرّجُل المُصِنُّ، قالوا: هو الرَّافعُ رأسَه لا يلتفت إلي أحد. و قالوا: هو السَّاكت. و قالوا: هو الممتلي‌ء غيظاً. قال الراجز «1»:
أَإبلِي تأخذُها مُصِنَّا
أي أتأخُذ إبلي لا يمنعُك زَجْرُ زاجر و لا تلتفت إلي أحد.
و الأصل الآخر يدلُّ علي خُبْث رائحة. من ذلك الصِّنُّ، و* هو بول الوَبْرِ، في قول جرير:
تَطَلي و هي سيِّئةُ المعَرَّي بِصِنِّ الوَبْرِ تحسِبُه مَلَابا «2»
ثم اشتق منه [الصُّنَان]: ذَفَر الإبط. فأمّا قولُهم إنَّ أحدَ أيّام العَجُوز يقال له الصِّنُّ فهذا شي‌ءٌ ما رأيت أحداً يَضبِطه و لا يعلم حقيقتَه، فلذلك لم أذكره.

صه

الصاد و الهاء كلمة تقال عند الإسكات، و هي صه «3»، و لا قياسَ لها.

صي

الصاد و الياء كلمة واحدة مُطابَقة، و هي كلُّ شي‌ءٍ يُتَحَصَّن به.
من ذلك تسميتُهم الحصونَ صياصِيَ، ثمّ شُبِّه بذلك ما يُحارِب و يتَحصَّن به الدِّيك [و سُمِّي] صيصِيَة، و كذلك قَرن الثور يسمَّي بذلك؛ لأنه يَتحصَّن و يُحارِب به.
______________________________
(1) هو مدرك بن حصن. اللسان (صنن، شنن) و نوادر أبي زيد 50.
(2) ديوان جرير 73 و اللسان (صنن).
(3) تقال بالسكون، و بالكسر مع التنوين.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 280‌

صأ

الصاد و الهمزة كلمة واحدة. يقال صأصأ الجَرْوُ، إذا حرَّك عينَيه ليفتحَهما. و
في حديث بعض التابعين «1»: «فقَّحْنا و صأصأتم»
: و يقال صأصأت النَّخْلة، إذا لم تقبل اللَّقاح.

صب

الصاد و الباء أصلٌ واحدٌ، و هو إِراقة الشي‌ء، و إليه ترجع فروعُ البابِ كلِّه.
من ذلك صَببت الماءَ أصبُّه صَبًّا. و يُحمَل علي ذلك فيقال لِمَا انحدَرَ من الأرض صَبَبٌ، و جمعه أصبابٌ، كأنّه شي‌ءٌ منصبٌّ في انحداره. و
في الحديث:
«أنَّه كان صلي اللّٰه عليه و آله و سلم إذا مشي فكأنَّما يمشي في صَبَب».
و قال الراجز «2»:
بل بَلَدٍ ذي صُعُدٍ و أصبابْ
و الصُّبَّة: القِطعةُ من الخيل، كأنَّها تنصبُّ في الإغارَةِ انصباباً، و القِطعةُ من الغَنَم أيضاً صُبَّة، لذلك المعني. و يقال للحيَّات الأساودِ: الصُّبُّ، و ذلك أنَّها إذا أرادت النكْنَ انصبَّتْ علي الملدوغ انصباباً. فأما الصَّبيب فيقال إنّه ماءٌ ورق السِّمسِم، و يقال بل هو عُصارة الحِنّاء. و قال الشَّاعر «3»، و هو يدلُّ علي صحّة القول الأوّل:
فأوردتُها ماءً كأنَّ جِمامَه من الأَجْنِ حِنّاءٌ مَعاً و صَبيبُ
______________________________
(1) هو عبيد اللّه بن جحش، كان أسلم و هاجر إلي الحبشة، ثم ارتد و تنصر بالحبشة، فكان يمر بالمهاجرين فيقول ذاك اللسان (صأصأ).
(2) هو رؤبة. ديوانه 6 و اللسان (صبب).
(3) هو علقمة بن عبدة الفحل. ديوانه 132 و المفضليات (2: 193) و اللسان (صبب).
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 281
و قال قومٌ: الصَّبيب: الدَّم الخالص، و العُصفُر المُخْلَص. و الصُّبَابة: البقيَّة من الماء في الإناء. و الصَّبَابة مِن صَبّ إليه. و رجلٌ صَبٌّ، إذا غَلبَه الهوي، و هو من انصباب القَلْب. و يقال تصبَّبَ الحرُّ: اشتدَّ، كأَنّه شي‌ء صُبَّ علي الأرض صبًّا. و تصبصب «1» الشَّي‌ء: ذَهَب و مُحِقَ، كأنّه صُبَّ صبًّا.
و يقال تصابَبْتُ الإناء، إذا شربتَ صُبَابَتَه. و كذلك تصابَبتُ الشّي‌ء، إذا نِلتَه قليلًا. قال الشًّماخ:
لَقَومٌ تَصَابَبْتُ المعيشة بعدَهم أحبُّ إليَّ من عِفاءٍ تَغَيَّرَا «2»

صت

الصاد و التاء أصلٌ يدلُّ علي نِزاعٍ و خصومةٍ و افتراق، يقال للجَلَبَة الصَّتيت. و ما زلتُ أُصَاتُّ فلاناً، أي أخاصمِهُ. و الصَّتُّ، فيما يقال:
الصَّدْم. و الصَّتِيت: الفِرْقَة. و يقولون إنَّ الصَّت الصَّدُّ.

صح

الصاد و الحاء أصل يدلُّ علي البَراءة من المرض و العَيب، و علي الاستواء. من ذلك الصِّحَّة: ذَهاب السُّقْم، و البراءةُ من كلِّ عَيب.
و الصَّحِيح و الصَّحَاح بمعنًي. و المُصِحُّ: الذي أهلُه و إبلُه صِحَاحٌ و أصِحَّاء.
قال رسول اللّٰه صلي اللّٰه عليه و آله و سلم: «لا يُورِدَنَّ ذو عاهةٍ علي مُصِحّ»
، أي الذي إبلُه صِحاحٌ. و الصَّحْصح و الصَّحصَحانُ و الصَّحصَاحُ: المكان المستوِي.

صخ

الصاد و الخاء أصلٌ يدلُّ علي صوتٍ من الأصوات. من ذلك الصَّاخَّة يقال إنَّها الصَّيحةُ تُصِمُّ الآاذن. و يقال ضَرَبْت الصخرةَ بحجرٍ فسمعتُ لها
______________________________
(1) في الأصل: «تصبب»، صوابه في المجمل و القاموس و اللسان. و أنشد للعجاج:
حتي إذا ما يومها تصبصبا
(2) ديوان الشماخ 27 و اللسان (صبب). و روي في اللسان أنه ينسب للأخطل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 282
صَخًّا «1». و يقال صَخَّ الغُرَابُ بمنقارِهِ في دَبَرة البَعير، إذا طَعَن.

صد

الصاد و الدال معظمُ بابِه يَؤُول إلي إعراضٍ و عُدول. و يجي‌ء بعد ذلك كلماتٌ تَشِذّ. فالصَّدُّ: الإعراض: يقال صَدَّ يصُدُّ، و هو مَيلٌ إلي أحد الجانبين. ثم تقول: صدَدْتُ فلاناً عن الأمر، إذا عَدَلْتَه عنه. و الصُّدَّانِ: جانِبا الوادي، الواحد صَدٌّ، و هو القياس، لأنَّ الجانبَ مائلٌ لا محالة. و يقولون: إنّ الصَّدَدَ ما استَقْبَلَ «2». يقال: هذه الدّارُ علي صَدَدِ هذه. و يقولون: الصَّدد:
القُرب. و الصُّدَّاد «3»: الطَّريق إلي الماء. و الصُّدُّ: الجبَل. و هذه الكلماتُ التي ذكرتُها فليست عندي أصلًا؛ لبُعدها عن القياس، و إنْ صحَّتْ فهي محمولةٌ* علي الأصل.
و مما هو صحيحٌ و ليس من هذا الباب، قولهم: صَدَّ يَصِدُّ، و ذلك إذا ضَجَّ.
و قرأ قومٌ «4»: إِذٰا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ، قالوا: يَضِجُّون. و الصَّديد: الدّمُ المختلِط بالقَيح، يقال منه أصَدَّ الجُرْح.

صر

الصاد و الراء أصولٌ: الأول قولهم صَرَّ الدَّرَاهمَ يصُرُّها صَرًّا، و تلك الخِرقة صُرَّة. و الذي تعرفه العربُ الصِّرَار، و هي خِرقةٌ تُشدُّ علي أَطْباء النّاقة لئلا يَرضَعَها فَصِيلُها. يقال صَرَّها صَرًّا. و من الباب: الإصرار: العَزْم علي الشي‌ء.
______________________________
(1) في المجمل و اللسان: «صخة»، و كلاهما صحيح؛ فإن «الصخ» كذلك و الصخيخ بمعني الصوت.
(2) في اللسان: «ما استقبلك».
(3) ضبط في الأصل و المجمل بضم الصاد، و ضبط في القاموس كرمان و كتاب.
(4) قرأ بضم الصاد نافع و ابن عامر و الكسائي و أبو جعفر و خلف، و قرأ الباقون بكسرها.
إتحاف فضلاء البشر 386 في سورة الزخرف.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 283
و إنما جعلْناه من قياسِه لأن العَزْم علي الشي‌ء و الإجماعَ عليه واحد و كذلك الإصرار:
فالثَّبَات علي الشي‌ء.
و من الباب: هذه يمين صِرِّي «1» أي جدّ، إنا ثابتٌ عليها مُجمِع.
و من الباب: الصَّرَّة، يقال للجماعة صَرَّةٌ. قال امرؤُ القَيس:
فأَلحَقَنا بالهادياتِ و دونه جَوَاحِرُها في صَرَّةٍ لم تَزَيَّلِ «2»
و من الباب: حافرٌ مصرورٌ، أي منقبضٌ. و منه الصُّرْصُور، و هو القَطيع الضَّخْم من الإبل.
و أما الثاني، و هو من السُّمُو و الارتفاع، فقولهم: صَرَّ الحمارُ أُذُنَه، إذا أقامها.
و أَصَرَّ إذا لم تذكر الأُذُن، و إن ذكرتَ الأُذُن قلت أصَرَّ بأذنه. و أظنُّه نادراً.
و الأصل في هذا الصِّرَار، و هي أماكنُ مرتفعةٌ لا يكاد الماء يعلوها. فأما صِرَارٌ فهو اسمُ علَمٍ، و هو جَبَلٌ. قال:
إنَّ الفرزدقَ لن يُزايل لؤمَه حتي يَزُول عن الطريق صِرَارُ «3»
و أما الثالث: فالبرد و الحَرُّ، و هو الصِّرُّ. يقال أصاب النَّبتَ صِرٌّ، إذا أصابَه بردٌ يُضرُّ به. و الصِّرُّ: صِرُّ الرّيح الباردة. و ربما جعلوا في هذا الموضع الحَرَّ. قال قوم: الصَّارَّةُ شدة الحرِّ حرِّ الشمس. يقال قطع الحِمار صارَّتَه، إِذا شرِب شُرْباً
______________________________
(1) في المجمل «صِرِّي و أصِرِّي». و يقال أيضاً «صِرَّي» و «أصِرَّي» و «صُرِّي» و «صُرَّي».
(2) البيت من معلقته المشهورة.
(3) البيت لجرير في ديوانه 206 و اللسان (صرر).
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 284
كَسَر عطشَه. و الصَّارَّة: العَطَش، و جمعها صَوَارُّ. و الصَّرِيرة: العطش، و الجمع صرائر. قال:
و انصاعت الحُقْبُ لم يُقْصَعْ صَرائرُها «1»
و ذكر أبو عبيدٍ: الصارّة العطش، و الجمع صرائر. و هو غلط، و الوجه ما ذكرنا.
و أما الرَّابع، فالصَّوت. من ذلك الصَّرَّة: شِدَّة الصِّياح. صَرَّ الجُنْدَب صرِيراً، و صَرْصَرَ الأخْطبُ صَرصرة. و الصَّرَارِيُّ: الملَّاح، و يمكن أن يكون لرفعِهِ صوتَه.
و مما شذَّ عن هذه الأصول كلمتان، و لعلَّ لهما قياساً قد خَفِيَ علينا مكانُه فالأولي: الصّارَّة، و هي الحاجة. يقال لي قِبَلَ فلانٍ صَارَّةٌ، و جمعها صوَارُّ، أي حاجة. و الكلمة الأخري الصَّرورة، و هو الذي لم يحجُجْ، و الذي لم يتزوَّج.
و يقال: الصَّرُورة: الذي يَدَعُ النكاح متبتِّلا. و جاء
في الحديث: «لا صَرُورة في الإسلام».
قال أبو بكر محمّد بن الحسن بن دُريد «2»: «الأصل في الصَّرورة أنَّ الرجلَ في الجاهلية كان إٍذا أحدَثَ حدَثاً فلجأ إلي الكعبة لم يُهَجْ، فكان إذا لقِيَه وليُّ الدَّمِ بالحرَم قيل له: هو صرورة فلا تَهِجْه. فكثُر ذلك في كلامهم حتَّي جعلوا المتعبِّد الذي يجتِنب النِّساءَ و طِيبَ الطعام صَرورةً، و صروريًّا. و ذلك عَنَي النابغةُ بقوله:
______________________________
(1) لذي الرمة في ديوانه 588 و اللسان (صرر قصع، نشح)، و سيأتي في (قصع). و عجزه:
و قد نشحن فلا ري و لا هيم
(2) في الجمهرة (3: 428).
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 285
لو أنَّها عَرَضَتْ لأشمَط راهبٍ عَبَد الإِله صرورةٍ متعبِّدِ «1»
أي مُنْقبضٍ عن النِّساء و الطِّيب «2» فلما جاء اللّٰه تعالي بالإسلام و أوجَبَ إقامةَ الحدود بمكّة و غيرِها سُمِّي الذي لم يحجَّ صَرورةً و صَرُوريًّا، خلافاً لأمر الجاهليَّة.
كأنَّهم جعَلُوا أنَّ تَرْكَه الحجَّ في الإسلام، كترك المَتأَلِّهِ إتيانَ النِّساء و التَّنّعمَ في الجاهليَّة».
و هذا الذي ذكرناه في معني الصَّرورة يحتمل أنّه من الصِّرار، و هو الخِرقة التي تُشَدُّ علي أَطْباء النّاقة لئلا يرضَعَها فصيلها. و اللّٰه أعلم بالصَّواب.

باب الصاد و العين و ما يثلثهما

صعف

الصاد و العين و الفاء ليس بشي‌ء. علي أنهم يقولون الصَّعْفَ:
شرابٌ «3».

صعق

الصاد و العين و القاف أصلٌ واحدٌ* يدلُّ علي صَلْقةٍ و شِدَّة صوت. من ذلك الصَّعْق، و هو الصَّوت الشَّديد. يقال حمارٌ صَعِقُ الصّوتِ، إذا كان شديدَه. و منه الصَّاعقة، و هي الوقع الشّديدُ من الرّعْد. و يقال إن الصُّعاق الصَّوت الشديد. و منه قولهم: صَعِق، إذا ماتَ، كأنَّه أصابته صاعقةٌ.
______________________________
(1) ديوان النابغة 31 و شرح المعلقات للزوزني 198 و اللسان (صرر).
(2) في نسخة الجمهرة: «و التنعم».
(3) في اللسان: «الصعف و الصعف: شراب لأهل اليمن. و صناعته أن يشدخ العنب ثم يلقي في الأوعية حتي يغلي».
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 286
قال اللّٰه تعالي: وَ نُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمٰاوٰاتِ وَ مَنْ فِي الْأَرْضِ إِلّٰا مَنْ شٰاءَ اللّٰهُ.

صعل

الصاد و العين و اللام أُصَيلٌ يدلُّ علي صِغرٍ و انجراد. من ذلك الصّعْل، و هو الصّغير الرَّأْس من الرِّجال و النَّعام. و قال:
صَعْلِ الرَّأْسِ قُلتُ له «1»
و يقال حمار صَعْل: ذاهب الوبر. و يقال رجلٌ أصعَلُ و امرأةٌ صعلاءُ.
و الصَّعْلة من النَّخْل: العَوجاء الجرداءُ أصول السَّعَف.

صعن

الصاد و العين و النون أُصيْلٌ يدلُّ علي لُطْف في الشَّي‌ء يقال: فلانٌ صِعْوَنُّ الرأس: دقِيقُه. و يقال أذُنٌ مُصْعَنَّة. و قال:
و الأذْن مُصْعَنَّةٌ كالقَلَمْ «2»

صعو

الصاد و العين و الحرف المعتل كلمةٌ واحدة، و هي الصَّعْوَة، و هي عصفورة، و الجمع صِعاء.

صعب

الصاد و العين و الباء أصلٌ صحيح مطَّرد، يدلُّ علي خِلاف السهولة. من ذلك الأمر الصَّعْب: خلاف الذَّلول. يقال صُعبَ يصعُب صُعوبةً.
و يقال أصعَبْتُ الأمر: ألفَيتُه صعباً.
______________________________
(1) لم أجد تتمته. و لعله التبس عنده ببيت ذي الرمة:
و خافق الرأس فوق الرحل قلت له زع بالزمام و جوز الليل مركوم
(2) لعدي بن زيد في اللسان (صعن). و يروي: «مُصَعَّنة». و البيت بتمامه:
له عنق مثل جذع السحوق و أذن مصعنة كالقلم
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 287
و من الباب المُصعَب، و هو الفَحل؛ و سمِّي بذلك لقُوَّته و شدّته. و يقال أصْعَبنا الجمل، إذا تركناه فلم نركبْه. و ذُكر أنَّهم يقولون: أصعبْتُ النّاقة، إذا تركتَها فلم تَحمِل عليها. و هذه استعارة. و في الرَّمْل مَصاعِبُ.

صعد

الصاد و العين و الدال أصلٌ صحيحٌ يدلُّ علي ارتفاعٍ و مشقّة. من ذلك الصَّعُود خلاف الحَدُور. و يقال صَعِد يَصْعَد. و الإصعاد: مقابلة الحَدُور من مكانٍ أرفع. و الصَّعود: العقَبة الكَؤُود، و المشقّة من الأمر. قال اللّٰه تعالي: سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً. قال:
نَهَي التَّيْمِيَّ عُتْبةُ و المعلَّي و قالا: سوف يَنهرك الصَّعُودُ
و أما الصُّعُدات فهي الطُّرُق، الواحد صَعيد. و
قال رسول اللّٰه صلي اللّٰه عليه و آله و سلم: «إيّاكم و القعودَ بالصُّعُدات إلّا مَن أدّي حَقَّها»
. و يقال صعيد و صُعُد و صُعُدات، و هو جمع الجمع، كما يقال طريق و طُرُقٌ و طرُقات. فأمَّا الصعيد فقال قومٌ: وجه الأرض. و كان أبو إسحاقَ الزَّجّاجُ يقول: هو وجه الأرض، و المكانُ عليه ترابٌ أو لم يكن. قال الزّجّاج: و لا يختلف أهلُ اللُّغة أنَّ الصَّعيد ليس بالتُّراب. و هذا مذهبٌ يذهب إليه أصحابُ مالكِ بن أنَس. و قولهم إنّ الصَّعيد وجهُ الأرض سواءٌ كان ذا ترابٍ أو لم يكُن، هُو مذهبنا، إلّا أنَّ الحقَّ أحقُّ أن يُتَّبع، و الأمر بخلاف ما قاله الزّجّاج. و ذلك أنّ أبا عبيدٍ حَكي عن الأصمعيّ أنّ الصَّعيدَ التراب. و في الكتاب المعروف بالخليل، قولهم تيمَّمْ بالصَّعيد، أي خُذْ من غُبارِه. فهذا خلافُ ما قاله الزّجّاج.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 288
و من الباب الصُّعَداء، و هو تنفُّسٌ بتوجُّع، فهو نفَسٌ يعلو، فهو من قياس الباب. و أما الصَّعود من النُّوق فهي التي يموت حُوارها فتُرفَع إلي ولدها الأوّل فتدرُّ عليه. و ذلك فيما يقال أطيَبُ للبنها. و يقال: بل هي التي تُلقي ولدها. و هو تفسير قوله:
لها لبَنُ الخِليةِ و الصَّعودِ «1»
و يقال: تَصَعَّدَني الأمرُ، إذا شقَّ عليك.
قال عمر: «ما تصعَّدتْني خطبةُ النكاح «2»»
. و قال بعضهم: «الخطبة صُعُد، و هي علي ذي اللُّبِّ أرْبَي».
و مما يقارب هذا قولُ أبي عمرٍو: أصعَدَ في البلاد: ذهب أينما توجَّه. و منه قولُ الأعشي:
فإن تسألي عنِّي فيارُبّ سائلٍ حَفِيٍّ عن الأعشي به حيث أصعَدَا «3»
و مما لا يبعد قياسه الصّعْدة من النِّساء: المستقيمةُ القامةِ، فكأنها صَعْدَةٌ، و هي القناةُ المستوِيةُ تنبت كذلك، لا تحتاج إلي تثقيف.

صعر

الصاد و العين و الراء أصل مطرد يدل علي مَيَل في* الشي‌ء.
من ذلك الصَّعَر، و هو الَمَيل في العُنُق. و التصعير: إمالة الخدِّ عن النّظَر عُجْبا.
و ربَّما كان الإنسان و الظَّليمُ أصعَرَ خِلقة. قال اللّٰه تعالي: وَ لٰا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنّٰاسِ و هو من الصَّيعِريّة، و هو اعتراضُ البَعِير في سيره. و الصَّيْعِريّةُ: سِمَةٌ من سِمات النُّوق في أعناقها، و لعلَّ فيها اعتراضاً. قال المسيّب:
______________________________
(1) لخالد بن جعفر الكلابي. و صدره كما في اللسان (صعد):
أمرت لها الرعاء ليكرموها
(2) القول بتمامه: «ما تصعدني شي‌ء ما تصعدتني خطبة النكاح».
(3) ديوان الأعشي 102 و اللسان (صعد)
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 289
بِنَاجٍ عليه الصَّيْعريّةُ مُكْدَمِ «1»
فأما
الحديث: «ليس فيهم إلّا أصعَرُ أو أبتر»
، فمعناه ليس إلّا معجبٌ ذاهب أو ذَليل. و يقال سَنامٌ صَيْعَرِيٌّ، أي عظيم. و إنّما قيل له ذلك لأنّه إٍذا عظم مالَ.
و مما شذَّ عن الباب قولهم: قَرَبٌ مُصْعَرٌّ، أي شديد. قال:
و قد قَرَبْنَ قَرَباً مُصْعَرَّا «2»
و اللّٰه أعلم بالصَّواب.

باب الصاد و الغين و ما يثلثهما

صغوي

الصاد و الغين و الحرف المعتل أصلٌ صحيح يدلُّ علي المَيْل، من ذلك قولُهم: صِغْو فلانٍ معك، أي ميلُه. و صَغتِ النجوم: مالت للغُيوب. و أصغي إليه، إذا مال بسمعِه نحوَه. و أصْغيت الإِناءَ أمَلتُه. و منه قولهم للذين يَمِيلون مع الرّجُل من أصحابه و ذوي قُرْباه: صاغِيةٌ. و حُكي: صَغَوْتُ إليه أصْنَي صَغْواً و صَغًي، مقصور.
______________________________
(1) صدره كما في اللسان (صعر):
و قد أتناسي الهم عند احتضاره
(2) بعده في اللسان:
إذا الهدان حار و اسبكرا
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 290‌

صغر

الصاد و الغين و الراء أصلٌ صحيح يدلُّ علي قِلّةٍ و حقارة من ذلك الصِّغَر: ضدّ الكِبَر. و الصَّغير: خلاف الكبير. و الصاغِر: الرّاضي بالضَّيم صُغْراً و صَغارا. و يقال أصغرت النّاقةُ و أكبَرَتْ. و الإِصغار: حنينُها [الخفيض. و الإِكبار «1»:] العالي. قالت الخنساء:
لها حنينان إِصغارٌ و إكبارُ «2»

صغل

الصاد و الغين و اللام ليس بشي‌ءٍ، إنَّما الصَّغِل السَّيِّئ الغِذاء و الأصل فيه السين: سَغِلٌ. و اللّٰه أعلم بالصواب.

صفق

الصاد و الفاء و القاف أصلٌ صحيح يدلُّ علي ملاقاةِ شي‌ءٍ ذي صَفْحةٍ لشي‌ءٍ مثلِه بقُوَّة. من ذلك صَفقت الشّي‌ءَ بيدي، إذا ضربتَه بباطن يدِك بقُوّة. و الصَّفْقَة: ضربُ اليدِ علي اليد في البيْع و البَيْعةِ، و تلك عادةٌ جاريةٌ للمتبايِعين. و إذا قيل أصفَق القومُ علي الأمر، إذا اجتمعوا عليه، فهو من ذلك، و إِنَّما شُبِّهوا بالمتصافِقِين علي البيع.
و ممّا حُمِل علي ذلك الصَّفَقُ، و هو الماء يُصَبُّ علي الأديم الجديد فيخرج مُصفرًّا.
و من الباب أيضاً: الشَّراب المصفَّق، و هو أن يُحوَّل من إناءٍ إلي إناء، كأنَّه صَفَق الإناءَ إذا لاقاه، و صُفِقَ به الإناء. و منه صَفَق الإبلَ، إذا حوَّها مِن مرعًي إلي مرعًي.
______________________________
(1) هذه التكملة من المجمل.
(2) صدره كما في الديوان 42 و اللسان (صغر):
فما عجول علي بو تطيف به
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 291
ثم حُمِل علي ذلك فقيل لكلِّ منبسطٍ صَفقٌ و إن لم يُضربْ به علي شي‌ء.
فيقال لجانِبَي العُنُق صفقانِ، و لكلِّ ناحيةٍ صَفْق و صُفْق «1». و يقال للجِلد الذي بلي سوادَ البطن صُفْق.
و مما شذَّ عن الباب، و قد يمكن أن يُخرّج له وجه، قولهم: قَوسٌ صَفوقٌ، إذا كانت ليّنة راجعة.

صفن

الصاد و الفاء و النون أصلانِ صحيحان، أحدهما جنسٌ من القيام، و الآخر وِعاءٌ من الأوعية.
فالأوّل: الصُّفون، و هو أن يقوم الفرسَ علي ثلاثِ قوائمَ و يرفعَ الرّابعة، إلّا أنّه ينالُ بطرَف سُنْبُكِها الأرض. و الصَّافن: الذي يصفُّ قدمَيه. و
في حديث البَرَاء: «قمنا خَلْفَ رسول اللّٰه صلي اللّٰه عليه و آله و سلم صُفُوناً»
. و منه تَصافَنَ القومُ [الماء «2»]، و ذلك إذا اقتسموه بالصُّفْن، و الصُّفْن: جلدةٌ يُستَقَي بها. قال:
فلما تصافَنَّا الإِداوةَ أَجهشَتْ إليَّ غُصونُ العنبريِّ الجُرَاضِمِ «3»
و يقال إنّ ذلك إِنَّما يكون علي المَقْلَة، يُسقي أحدُهم قَدْر ما يغمُرها.
و مما شذَّ عن الأصلين: الصَّافن، و هو عِرْقٌ «4»
______________________________
(1) و صفق أيضا، بالتحريك، كما في المجمل.
(2) التكملة من المجمل و اللسان.
(3) البيت للفرزدق في اللسان (صفن، جرضم).
(4) في اللسان: «عرق في باطن الصلب طولا، متصل به نياط القلب، و يسمي الأكحل».
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 292‌

صفو

الصاد و الفاء و الحرف المعتلّ أصلٌ واحد يدلُّ علي خلوصٍ من كلِّ شَوب. من ذلك الصَّفاءُ، و هو ضدُّ الكَدَر؛ يقال صفا يصفو، إذا خَلَص. يقال لك صَفْوُ هذا الأمر و صِفْوته. و محمَّد صِفوة اللّٰه تعالي و خِيرَتُه من خَلْقه، و مُصطفاهُ صلَّي اللّٰه عليه* و آله و سلّم. و الصَّفِيُّ: ما اصطفاه الإمام من المَغْنم «1» لنفسه، و قد يسمَّي بالهاء الصَّفِيَّة، و الجمع الصَّفَايا. قال:
لك المِرْبَاعُ منها و الصَّفَايا و حُكْمُكَ و النَّشيطةُ و الفُضُولُ «2»
و الصَّفِيَّة و الصَّفِيّ، و هو بغير الهاء أشهر: النّاقةُ الكثيرة اللّبَن، و النَّخْلة الكثيرةُ الحَمْل، و الجمع الصَّفايا. و إٍنَّما سُمِّيت صفيًّا لأنّ صاحبَها يصطفيها.
و من الباب قولهم: أصْفت الدَّجاجةُ، إذا انقطع بيضُها، إصفاءً. و ذلك كأنَّها صَفَت أي خَلَصت من البَيْض، ثم جُعِل ذلك علي أفْعَلَتْ فرقاً بينها و بين سائر ما في بابها، و شبّه بذلك الشَّاعِرُ إذا انقطع شِعْرُه.
و من الباب الصَّفَا، و هو الحجر الأمْلَس، و هو الصَّفْوانُ، الواحدة صَفوانةٌ.
و سمِّيت صفوانَةً لذلك، لأنَّها تَصفُو من الطِّين و الرَّمْل. قال الأصمعيُّ: الصَّفْوان و الصَّفْواءُ و الصَّفَا، كله واحد. و أنشد:
كما زَلَّتِ الصَّفْواء بالمتنزِّلِ «3»
و يقال يومٌ صفوانُ، إذا كان صافِيَ الشمس شديدَ البَرْدِ.
______________________________
(1) في الأصل: «من الغنم»، و أثبت ما في المجمل.
(2) البيت لعبد اللّه بن عنمة الضبي، كما سبق في (ربع). و هو من أبيات تمانية رواها أبو تمام في الحماسة (1: 420). و أنشده في اللسان (ربع، صفا، نشط، فضل). و سيأتي في (نشط).
(3) لامرئ القيس في معلقته. و صدره:
كميت يزل اللبد عن حال متنه
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 293‌

صفح

الصاد و الفاء و الحاء أصلٌ صحيحٌ مطَّرد يدلُّ علي عَرْض و عِرَض. من ذلك صَفْح الشَّي‌ء: عُرْضُه. و يقال رأس مُصْفَحٌ: عريض.
و الصفيحة: كلُّ سيفٍ عريض. و صَفحتا السَّيف: وَجْهاه. و كلُّ حجرٍ عريضٍ صفيحةٌ، و الجمع صفائِح. و الصُّفَّاح: كلُّ حجرٍ عريض. قال النَّابغة:
تقدُّ السَّلوقيَّ المضاعفَ تسجُه و يُوقِدْن بالصُّفّاح نارَ الحُباحبِ «1»
و من الباب: المصافحةُ باليد، كأنَّه ألصق يدَه بصَفحةِ يدِ ذاك. و الصَّفْح:
الجنْب. و صَفحا كلِّ شي‌ء: جانِباه. فأمّا قولهم: صفَحَ عنه، و ذلك إعراضاً عن ذنْبه، فهو من الباب؛ لأنَّه إذا أعرض عنه فكأنه قد ولَّاه صَفحتَه و صُفحه، أي عُرضه و جانِبَه، و هو مَثَلٌ.
و من الباب: صفَحت الرّجلَ و أصفحتُه، إذا سألك فمنعتَه «2». و هو من أنّك أريتَه صَفحتَك مُعْرِضاً عنه. و يقال: صفحتُ الإِبلَ علي الحوض، إذا أمررتَها عليه، و كأَنَّك أريتَ الحوضَ صَفَحاتِها، و هي جُنوبُها.
و مما شذّ عن الباب قولُهم: صفحت الرجل صفحاً، إذا سقيتَه أيَّ شرابٍ كان و متي كان.

صفد

الصاد و الفاء و الدال أصلان صحيحان: أحدُهما عَطاءٌ، و الآخَر شَدُّ بشي‌ء.
______________________________
(1) ديوان النابغة 7 برواية: «و توقد».
(2) فرق بينهما ابن الأثير فقال: «يقال صفحته، إذا أعطيته، و أصفحته إذا حرمته».
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 294
فالأوّل الصَّفَد؛ يقال أصفدتُه، إذا أعطيتَه. قال:
هذا الثناءُ فإِنْ تَسمعْ لقائلِهِ فما عَرَضتُ أبيتَ اللَّعنَ بالصَّفَدِ «1»
و أما الصَّفْد فالغُلّ، و يقال الصَّفْد التقييد «2». و الأصفاد: الأقيْاد. و الصِّفاد:
القَيد أيضاً. قال:
هَلَّا مننتَ علي أخيكَ مَعْبَدٍ و العامريُّ يقودُه بصِفادِ «3»
و
في الحديث: «إذا دخل شهرُ رمضانَ صُفِّدت الشياطين»

صفر

الصاد و الفاء و الراء ستّة أوجه:
فالأصل الأوَّل لونٌ من الألوان. و الثاني الشَّي‌ء الخالي. و الثالث جوهر من جواهر الأرضِ. و الرّابع صَوت. و الخامس زَمان. و السادس نَبْت.
فالأوَّل: الصُّفرة في الألوان. و بنو الأصفر: مُلوك الرُّوم؛ لصُفرةٍ اعتَرَت أبَاهم. و الأصفر: الأسود في قوله:
تلك خَيْلِي منه و تلك ركابي هنَّ صُفرٌ أولادُها كالزَّبيبِ «4»
______________________________
(1) للنابغة في ديوانه 27 و اللسان (صفد). و الرواية فيهما: «فلم أعرض».
(2) كذا ضبطت العبارة في المجمل. و في اللسان بفتح فاء الصفد. و الظاهر أن التقييد بسكون الفاء، و الغل بفتحها. يؤيده عبارة اللسان: «و الاسم من العطية الصفد- أي بالتحريك- و كذلك من الوثاق».
(3) البيت لعوف بن عطية التيمي، يعير لقيط بن زرارة بموت أخيه معبد في الأسر. اللسان (بدد). و روايته في (بدد): «ألا كررت علي ابن أمك معبد». و روايته في (صفد) كروايته هنا، مع تحريف في عجز البيت.
(4) البيت للأعشي في ديوانه 219 و اللسان (صفر).
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 295
و الأصل الثاني: الشي‌ء الخالي، يقال هو صِفر. و يقولون في الشتم: ماله صَفِر إناؤه، أي هلكت ماشيتُه. و من الباب قولُهم للذي به جنونٌ: إنه لفي صُفْرة و صِفْرة، بالضم و الكسر، إذا كان في أيامٍ يزول فيها عقلُه. و القياس صحيح؛ لأنّه كأنه خالٍ بين عقله.
و الأصل الثالث: الصُّفْر من جواهر الأرض، يقال إنّه النُّحاس. و قد يقال الصِّفْر. و قد أخبرني عليُّ بن إبراهيمَ القطَّانُ، عن عليّ بن عبد العزيز، عن أبي عُبيد قال: قال الأصمعي: النُّحاس الطَّبيعة و الأصل، و النُّحاس هو الصُّفر الذي تعمل منه الآنية، فقال «الصُّفر» بضم الصاد. قال أبو عبيدٍ مثلَه، إلّا أنّه قال الصِّفْر، بكسر الصاد.
و أمَّا الرّابع فالصَّفير للطّائر. و قولهم: ما بها صافرٌ، من هذا، أي كأنَّه يصوِّت.
و أمَّا الزمان فصَفَر: اسم هذا الشهر. قال ابنُ دريد «1»: الصَّفَرَانِ* شهرانِ في السَّنة، سمِّي أحدُهما في الإِسلام المحرَّم. و الصَّفَريّ، نباتٌ يكون في أوّل الخريف. و الصَّفَريّ في النَّتاج بعد اليقظيّ.
و أمّا النّبات فالصَّفَار، و هو نبتٌ، يقال إنّه يبيس البُهْمَي. قال:
فبتنا عُرَاةً لدي مُهرِنا ننزِّعُ من شَفَتيه الصَّفَارا «2»

صفع

صفع الصاد و الفاء و العين كلمةٌ واحدة معروفة.
______________________________
(1) الجمهرة (2: 355).
(2) البيت لأبي دواد الإيادي، كما في حواشي الجمهرة. و سيأتي منسوبا في (عري).
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 296‌

باب الصاد و القاف و ما يثلثهما

صقل

الصاد و القاف و اللام أُصَيلٌ يدلُّ علي تمليسِ شي‌ء، ثم يقاس علي ذلك. يقال صَقَلْتُ السَّيْفَ أصقُله. و صائغ ذلك الصَّيقل. و الصَّقِيل:
السَّيف. و يقال: الفرسُ في صِقاله، أي صِوانِه، و ذلك إذا أُحسن القيامُ عليه، كأَنّه يُصقَل صقلًا و يُصنَع.
و من الباب الصُّقل من الإنسان و الفرس، و هو الجنْب، و الجنب أشدُّ الأعضاء ملاسةً، فلذلك سمِّي صُقلا، كأنَّه قد صُقِل. و يقال منه فرس صَقِلٌ، أي طويل الصُّقْلين.

صقب

الصاد و القاف و الباء لا يكاد يكون أصلًا؛ لأن الصَّاد يكون مرّةً فيه السين، و البابان متداخلان، مرّةً يقال بالسين و مرّةً بالصاد، إلّا أنَّه يدلُّ علي القرب و مع الامتداد مع الدّقَّة.
فأمّا القُرب فالصَّقَب. و جاء
في الحديث: «الجار أحقُّ بصَقَبه»
يراد في الشُّفعة. و الصَّاقب: القريب. و الرّجُلان يتصاقبان في المحلّة، إذا تقارَبا.
و أما الآخر فالصَّقْب: العمود يُعمَد به البيت، و جمعه صقوب. قال ذو الرُّمَّة:
صَقْبانِ لم يتقشَّرْ عنهما النَّجَبُ «1»
و أما قولهم: صقبت الشي‌ء، إذا ضربته فلا يكون إلّا علي شي‌ءٍ مُصْمَت
______________________________
(1) صدره كما في ديوان ذي الرمة 28 و الحيوان (4: 312):
كأن رجليه مسما كان من عشر
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 297
يابس. فممكنٌ أن يكون من الإبدال، كأنه من صقعته، فيكون الباء بدلا من العين.

صقر

الصاد و القاف و الرَّاء أُصَيل يدلُّ علي وقع شي‌ء بشدّة.
من ذلك الصَّقْر، و هو ضربُك الصَّخرةَ بمعولٍ، و يقال لِلمعْول الصَّاقُور. و يجوز أن يدخل فيه الهاء فيقال الصاقُورة.
و الصَّقر هذا الطائرُ، و سمِّي بذلك لأنه يَصقُر الصّيد صقراً بقُوّة. و صَقَرات الشَّمس: شدّة وقْعها علي الأرض. قال:
إذا ذابت الشَّمسُ اتَّقي صَقَرانِها بأفنانِ مَربوع الصَّريمة مُعْبِلِ «1»
و حكي عن العرب «2»: جاء فلان بالصُّقَر و البُقَر، إذا جاء بالكذِب.
فهذا شاذٌّ عن الأصل الذي ذكرناه. و كذلك الصَّاقورة في شعر أميَّة بن أبي الصَّلْت «3» من الشاذّ. و يقال إنّها السَّماء الثالثة. و ما أحسب ذلك من صحيح كلام العرب. و في شعر أميَّةَ أشياءُ. فأما الدِّبْس و تسميتُهم إيَّاه صَقْرًا فهو من كلام أهل المدَر، و ليس بذلك الخالِص من لغة العرب.

صقع

الصاد و القاف و العين أصول ثلاثة: أحدها وقْع شي‌ءٍ علي شي‌ء كالضَّرب و نحوه، و الآخر صَوت، و الثالث غِشْيانُ شي‌ءٍ لشي‌ء.
فالأوّل: الصَّقْع و هو الضَّرب ببُسْط الكفِّ. يقال صقعه صقْعاً.
______________________________
(1) البيت لذي الرمة. و قد سبق بتخريجه في (ذوب).
(2) بدله في المجمل: «قال ابن دريد». انظر الجمهرة (2: 357).
(3) هي في قول أمية في ديوانه 24:
لمصفدين عليهم صاقورة صماء ثالثة تماع؟؟؟
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 298
و أمّا الصَّوت «1» فقولهم صقَع الدِّيك يصقَع. و من الباب خطيب مِصقعٌ، إذا كان بليغاً، و كأنّه سمِّي بذلك لجهارة صوته.
و أمَّا الأصل الثالث، في غِشيان الشَّي‌ءِ الشي‌ءَ، فالصِّقَاع، و هي الخرْقة التي تتغشَّاها المرأةُ في رأسها، تقي بها خِمَارَها الدُّهنَ. و الصقيع: البَرْد المحرِق للنَّبات فهذا يصلح في هذا، كأنَّه شي‌ءٌ غَشَّي النَّبات فأحرَقه، و يصلح في باب الضَّرب.
و من الباب العُقاب الصَّقْعاء: البيضاء الرّأس: كأنَّ البياضَ غشَّي رأسَها.
و يقال الصِّقَاع البُرْقُع. و الصِّقَاع: شي‌ءٌ يشدُّ به أنفُ الناقة. قال القُطاميّ:
إذا رأسٌ رأيتُ به طِماحاً شددتُ له الغمائمَ و الصِّقاعا «2»
و منه الصَّقَع، مثل الغَشْي يأخذ الإِنسانَ من الحرّ، في قول سويد:
يأخُذ* السَّائرَ فيها كالصَّقَعْ «3»
و من الباب الصاقِعة، فممكن أن تُسمَّي بذلك لأنها تَغْشي. و ممكن أن يكون من الضَّرْب. فأما قولُ أوس:
يابَا دُلَيْجةَ من لَحيٍ مفرَدٍ صقِع من الأعداءِ في شَوَّالِ «4»
فقال قوم: هذا الذي أصابه من الأعداء كالصاقعة. و الصَّوقَعة: العِمامة؛ لأنَّها تُغَشِّي الرأس.
______________________________
(1) في الأصل: «الصقع»، تحريف.
(2) ديوان القطامي 45 و اللسان (صقع).
(3) صدره كما في المفضليات (1: 191) و اللسان (صقع):
في حرور ينضج اللحم بها
(4) في ديوان أوس بن حجر 23 و اللسان (صقع): «أأبا دليجة» و رواية المقاييس هذه بحذف همزة الأب، كما جاء في قوله:
يابا المغيرة و الدنيا مغيرة و إن من غرت الدنيا لمغرور
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 299
و ما بقي من الباب فهو من الإبدال؛ لأنّ الصُّقْع النَّاحية. و الأصل، فيما ذكر الخليل، السِّين كأنه في الأصل سقع. و يكون من هذا الباب قولهم: ما أدري أين صقَع، أي ذهب، و المعني إلي أيِّ صقْعٍ ذهبَ. و قال في قول أوسٍ «صقع من الأعداء» هو المُتَنَحِّي الصُّقع.

باب الصاد و الكاف و ما يثلثهما

صكم

الصاد و الكاف و الميم أصلٌ واحد يدلُّ علي ضربِ الشَّيْ‌ء بشدة. فالصَّكْمَة: الصَّدْمة الشديدة. و العرب تقول: صكمتهم صواكم الدَّهر. و الفرس يصْكُم، إذا عَضَّ علي لجامه مادًّا رأسه. و قال الفرّاء: صكمه، إذا صَرَبه و دفَعه.

باب الصاد و اللام و ما يثلثهما

صلم

الصاد و اللام و الميم أصلٌ واحد يدل علي قطع و استئصال.
يقال صَلَم أُذُنَه، إذا استأصلها. و اصْطُلِمَت الأُذُن. أنشد الفرّاء:
مثل النَّعامة كانت و هي سالمةٌ أذْناءَ حتَّي زهاهَا الحَيْنُ و الجُبُنُ «1»
جاءت لتشرِيَ قَرناً أو تعوِّضَه و الدّهر فيه رَبَاحُ البيع و الغَبَنُ
فقيل أُذْناكِ ظُلْمٌ ثُمّت اصطُلِمَتْ إلي الصِّماخ فلا قَرْنٌ و لا أُذُنُ
و الصَّيْلم: الدَّاهية، و الأمر العظيم، و كأنّه سمِّي بذلك لأنّه يَصْطَلِم. فأمّا
______________________________
(1) كذا جاء علي الصواب في الأصل و اللسان (جنن). و الجنن بضمتين: الجنون. و في المجمل:
«و الجبن» تحريف. و في أمثال الميداني عند قولهم: (كطالب القرن جدعت أذنه): «حتي زهاها الحين و الحبن»، تحريف أيضا.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 300
الصَّلَامة، و يقال بالكسر الصِّلَامة، فهي الفِرقة من النّاس، و سمّيت بذلك لانقطاعِها عن الجماعة الكثيرة. قال:
لأمِّكم الويلاتُ أنّي أتيتمُ و أنتم صِلَاماتٌ كثيرٌ عديدُها «1»

صلي

الصاد و اللام و الحرف المعتل أصلان: أحدهما النار و ما أشبهها من الحُمَّي، و الآخر جنسٌ من العبادة.
فأمّا الأوّل فقولهم: صَلَيْتُ العُودَ بالنار «2». و الصَّلَي صَلَي النّار. و اصطليت بالنّار. و الصِّلَاءُ: ما يُصْطَلَي به و ما يُذكَي به النَّار و يُوقَد. و قال «3»:
تَجْعَلُ العودَ و اليَلَنْجُوجَ و الرَّنْ دَ صِلَاءً لها علي الكانونِ «4»
و أما الثاني: فالصلَاةُ و هي الدُّعاء. و
قال رسول اللّٰه صلي اللّٰه عليه و آله و سلم:
«إذا دُعِيَ أحدُكم إلي طعامٍ فليُجِبْ، فإنْ كان مفطراً فليأكلْ، و إن كَان صائماً فليصلّ»
، أي فليَدْعُ لهم بالخير و البركة. قال الأعشي:
تقول بِنْتِي و قد قرَّبتُ مُرْتَحَلًا يا ربِّ جنِّبْ أبي الأوصابَ و الوَجَعا «5»
عليكِ مثلُ الذي صَلَّيتِ فاغتَمِضِي نوماً فإنَّ لجَنْبِ المرءِ مُضطجَعا
و قال في صفة الخمر:
و قابَلَها الرِّيحُ في دَنِّها و صلّي علي دَنِّها و ارتَسمْ «6»
و الصلاة هي التي جاء بها الشَّرع من الركوع و السُّجود و سائرِ حدود الصلاة.
______________________________
(1) في الأصل: «أي أتيتم صلامات»، و تصحيحه و إكماله من المجمل.
(2) زاد في المجمل: «إذا لينته».
(3) هو أبو دهبل الجمحي كما في شرح القصائد السبع لابن الأنباري في البيت السابع من القصيدة السادسة.
(4) الرند: العود الذي يتنخر به. و في الأصل: «الزند»، تحريف.
(5) ديوان الأعشي 73.
(6) ديوان الأعشي 29 و اللسان (رسم). و روي في الديوان: «و ارتشم»
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 301
فأمَّا الصَّلاة من اللّٰه تعالي فالرَّحمة، و من ذلك
الحديث: «اللهمَّ صلِّ علي آل أبي أوْفي»
. يريد بذلك الرَّحمة.
و مما شذَّ عن الباب كلمةٌ جاءت
في الحديث: «إنَّ للشّيطان فُخوخاً و مَصَالِيَ»
قال: هي الأشراك، واحدتها مِصْلَاةٌ.

صلب

الصاد و اللام و الباء أصلان: أحدهما يدلُّ علي الشدة و القوّة، و الآخر جنس من الوَدَك.
فالأوَّل الصُّلب، و هو الشي‌ء الشَّديد. و كذلك سُمِّي الظَّهر صُلْباً لقوّته.
و يقال إنّ الصَّلَبَ الصُّلْبُ. و يُنشَد:
في صَلَبٍ مثلِ العِنان المُؤْدَم «1»
و من ذلك الصَّالب من الحُمَّي، و هيَ الشَّديدة. قال:
و ماؤ كما العذب الذي لو شربتُه و بي صالبُ الحمَّي إذاً لشَفَاني «2»
و حكي الكسائيّ: صَلَبَتْ عليه الحمَّي، إذا دامت عليه و اشتدَّت، فهو مصلوبٌ عليه.
و من الباب الصُّلّبيَّة: حجارة المِسَنّ «3»، يقال سِنان مصَلَّبٌ، أي مسنون.
و منه التَّصليب، و هو* بلوغ الرُّطَب اليُبْس؛ يقال صَلَّبَ و من الباب الصَّليب، و هو العَلَم. قال النابغة:
______________________________
(1) البيت للعجاج كما في إصلاح المنطق 46، 98. و ليس في ديوانه.
(2) لطهمان بن عمرو الكلابي، كما في معجم البلدان (دمخ) من أبيات سبق أحدها (دمخ).
(3) شاهده قول امرئ القيس:
كحد السنان الصلبي النحيض
أراد بالسنان: السن.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 302
ظلَّت أقاطيعُ أنعامٍ مؤبّلةٍ لدي صَلِيبٍ علي الزوراء منصوبِ «1»
و أما الأصل الآخر فالصَّليب، و هو وَدَك العَظْم. يقال اصطَلَب الرجُل، إذا جَمَع العظامَ فاستخرج وَدَكها ليأْتدِم به. و أنشد:
و باتَ شَيخ العيال يصطلبُ «2»
قالوا: و سمِّيَ المصلوبُ بذلك كأنَّ السِّمَن يجري علي وجهه «3». [و الصليب:
المصلوب]، ثمَّ سمِّي الشي‌ء الذي يُصلَب عليه صَليباً علي المجاورة و ثوب مُصَلَّبٌ، إذا كان عليه نقشُ صَليب. و
في الحديث في الثوب المصلَّب، أن رسول اللّٰه صلي اللّٰه عليه و آله و سلم «كان إذا رآه في ثوبٍ قَضَبه»
، أي قَطَعَه. فأمَّا الذي يقال، إنَّ الصَّولبَ البَذْر يُنْثَر علي وجه الأرض ثم يُكرَبُ عليه، فمن الكلام المولّد الذي لا أصلَ له.

صلت

الصاد و اللام و التاء أصلٌ واحدٌ يدلُّ علي بروزِ الشي‌ء و وضوحه. من ذلك الصُّلُت، و هو الجبين الواضح؛ يقال صَلْت الجبين، يُمدَح بذلك. قال كُثَيِّر:
صَلْت الجبين إذا تبَّسم ضاحكاً غلِقَتْ لضَحْكَتِه رقابُ المالِ
و هذا مأخوذٌ من السَّيف الصَّلْت و الإصليت، و هو الصَّقيل. يقال: أصْلَتَ فلانٌ سيفَه، إذا شامهُ من قِرابِه.
______________________________
(1) ديوان النابغة 11.
(2) للكميت الأسدي، في اللسان (صلب 16) و إصلاح المنطق 46. و صدره:
و احتل برك الشتاء منزله
(3) في المجمل: «لأن ماء السمن يجري فيه».
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 303
و من الباب الصُّلت «1» و هو السّكّين، و جمعه أصلات و يقال: ضَرَبه بالسيف صَلْتاً و صُلْتاً. و من الباب: الحمار الصَّلَتان، كأنه إذا عدا انصلت، أي تبرَّز و ظَهَر. و من الباب قولهم: جاء بمرَق يَصْلِت، إذا كان قليلَ الدَّسَم كثيرَ الماء. و إنّما قيل ذلك لبُروز مائه و ظُهوره، من قلَّة الدَّسَم علي وجهه.

صلج

الصاد و اللام و الجيم ليس بشي‌ءٍ، لقلّة ائتلاف الصاد مع الجيم. و حكيت فيه كلماتٌ لا أصل لها في قديم كلام العرب. من ذلك الصَّولَج، و هي فيما زعموا الفضَّة الجيدة. يقال هذه فضَّةٌ صوْلج. و منه الصَّولَجان. و يقال الأصلج: الأملس الشَّديد. و كلُّ ذلك لا معني له.

صلح

الصاد و اللام و الحاء أصلٌ واحدٌ يدل علي خِلاف الفَساد.
يقال صلُح الشّي‌ءُ يصلُح صلاحاً. و يقال صَلَح بفتح اللام. و حكي ابنُ السكّيت صلَح و صلُح. و يقال صَلَح صُلوحا. قال:
و كيف بأَطْرافي إذا ما شتمتَني و ما بعد شَتْم الوالدَينِ صُلوحُ «2»
و قال بعض أهل العلم: إنّ مكة تسمَّي صَلاحاً «3»

صلخ

الصاد و اللام و الخاء فيه كلمة واحدة. يقال إنّ الأصلَخَ الأصمّ.
قال سَلَمة: قال الفرّاء: «كان الكميتُ أصمَّ أصْلَخَ».

صلد

الصاد و اللام و الدال أصلٌ واحدٌ صحيح، يدلُّ علي صلابةٍ و يُبْس. من ذلك الحجر الصَّلْد، و هو الصُّلْب. ثم يُحمَل [عليه] قولُهم: صَلِدَ
______________________________
(1) يقال بفتح الصاد و ضمها.
(2) إصلاح المنطق 124. و قال: و أطرافه: أبواه و إخوته و أعمامه و كل قريب له محرم».
و في اللسان (صلح): «بإطراقي»، تحريف. و سيأتي في (طرف).
(3) و يقال أيضا: «صلاح» كقطام.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 304
الزّندُ، إذا لم يُخرِج نارَه. و أصْلَدته أنا. و منه الرّأْس الصَّلْد الذي لا يُنبِت شعراً، كالأرض التي لا تنبت شيئاً. قال رؤبة:
برّاقَ أصلادِ الجبينِ الأجلهِ «1»
و يقال للبخيل أصْلَد، فهو إمّا من المكان الذي لا يُنبت، أو الزَّنْد الذي لا يُورِي. و يقال ناقةٌ صلودٌ، أي بكِيئَةٌ قليلة اللّبَن غليظةُ جلدِ الضَّرع. و منه الفَرسُ الصَّلُود، و هو الذي لا يَعرَق. فإِذا نُتِجت النّاقةُ و لم يكن لها لبنٌ قيل ناقة مصلادٌ.

صلع

الصاد و اللام و العين أصلٌ صحيح يدلُّ علي ملاسةٍ. من ذلك الصَّلَع في الرّأْس، و أصله مأخوذٌ من الصُّلَّاع، و هو العريض من الصَّخر الأملس، الواحد صُلَّاعة. و جبلٌ [صليع «2»]: أملس لا ينبت شيئاً. قال عمرو ابن معديكرب:
[و زحفُ كتيبةٍ للقاء أخري كأنّ زهاءَها رأسٌ صليع «3»]
و يقال للعُرفُطةِ إذا سقطت رءوسُ أغصانِها: صَلعاء. و تسمَّي الداهية صلعاء، أي بارزة ظاهرة لا يَخفَي أمرُها. و الصَّلْعة «4»: موضع الصَّلَع من الرّأْس. و الصَّلعاء من الرمال: مالا يُنبِتُ شيئاً مِن نَجْم و لا شجر. و يقال* لجنسٍ من الحيات:
الأُصَيْلِع، و هو مثل الذي جاء
في الحديث: «يجي‌ء كنْزُ أحدهم يومَ القيامة
______________________________
(1) قبله في ديوانه 165 و اللسان (جله):
لما رأتني خلق المموه
(2) التكملة من جمهرة ابن دريد (3: 77).
(3) البيت ساقط من الأصل، و ليس في المجمل. و إثباته من الجمهرة في الموضع السالف. و في الأصمعيات 44: «و سوق كتيبة دلفت لأخري».
(4) تقال بالتحريك، و بالضم أيضا.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 305
شجاعاً أفْرَع «1»»
. و يريد بذلك الذي انمارَ «2» شعَرَ رأسه، لكثرة سِمَنه.
قال الشاعر:
قَرَي السُّمَّ حتَّي انمارَ فروةُ رأسِهِ عن العظم صِلٌّ فاتكُ اللَّسْعِ ماردُ «3»

صلغ

الصاد و اللام و الغين ليس بأصلٍ؛ لأنّه من باب الإِبدال.
يقال للذي تَمَّ سِنُّه من الضّأن في السّنَة الخامسة: صالغ. و قد صَلَغ صُلُوغاً.

صلف

الصاد و اللام و الفاء أصلٌ صحيح يدلُّ علي شِدّةٍ و كَزازة. من ذلك الصَّلَف، و هو قِلّة نَزَلِ الطَّعام «4». و يقولون في الأمثال:
«صَلَفٌ تحتَ الرّاعِدة»، يقال ذلك لمن يُكثِر كلامه و يَمدح نفسَه و لا خير عنده.
و من الباب: قولهم: صَلِفت المرأةُ عند زوجها، إذا لم تَحْظَ عنده. و هي بيِّنة الصَّلَف. قال:
و آبَ إليها الحزْنُ و الصَّلَفُ «5»
______________________________
(1) سبق الحديث في مادة (شجع) ص 348.
(2) في الأصل: «انماز» في هذا الموضع و البيت التالي، تحريف. و انمار الشعر: انتتف.
(3) قري السم: جمعه. و في الأصل: «تري»، تحريف.
(4) النزل، بالتحريك و بالضم: البركة. و في الأصل: «ترك الطعام» تحريف، صوابه في المجمل و اللسان.
(5) من بيت للأعشي، و هو بتمامه كما في الديوان 210 و الجمهرة (3: 81):
إذا آب جارتها الحسناء قيمها ركضا و آب إليها الحزن و الصلف
و يروي: «الثكل و التلف».
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 306
قال الشيبانيّ: يقال للمرأة: أصلَفَ اللّٰهُ رُفْغَها «1». و ذلك أن يبغّضَها إلي زوجها.
و الأصل في هذا الباب قولهم للأرض الصُّلْبة صَلْفاء، و للمكان الصُّلب أصلف.
و الصَّلِيف «2»: عُرْض العُنُق، و هو صلْبٌ. و الصَّلِيفان: عُودانِ يعترضان علي الغَبيط ثُشَدُّ بهما المَحامل. قال:
أقبُّ كأنَّ هادِيَه الصَّليفُ «3»
فأمّا الرّجل الصَّلِف فهو من هذا، و هو من الكَزازة و قِلّة الخير. و كان الخليل يقول: الصَّلف مجاوزة قدر الظَّرف، و الادِّعاءُ فوق ذلك.

صلق

الصاد و اللام و القاف أصلٌ واحد يدلُّ علي صيحةٍ بقوّة و صَدمةٍ و ما أشبَهَ ذلك. فالصَّلْق: الصوت الشَّديد.
قال رسول اللّٰه صلي اللّٰه عليه و آله و سلم: «ليس مِنَّا مَن صَلَق أو حَلَق»
. يريد شدّة الصِّياح عند المصيبةِ تَنزِل. و الصَّلَّاق و المِصلاق: الشديد الصوت. و الصَّلْقة: الصَّدْمة و الوقعة المُنكَرة. قال لبيد:
فصَلَقْنا في مُرادٍ صَلْقةً و صُداءٍ ألحقتهم بالثَّلَلْ «4»
قال الكسائيّ: الصَّلْقة الصِّياح، و قد أصلَقُوا إصلاقاً. و احتجّ بهذا البيت.
______________________________
(1) الرفغ، بالضم: واحد الأرفاغ، و هي المغابن من الآباط و أصول الفخذين. و في الأصل:
«رفعها» تحريف. و في المجمل و اللسان: «رفغك».
(2) بدلها في الأصل: «و هو»، و أثبت ما في المجمل و اللسان.
(3) صدره في تاج العروس:
و يحمل بزه في كل هيجا
(4) سبق البيت و تخريجه في (1: 369).
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 307
و قال أبو زيد: صَلَقَه بالعصا: ضرَبَه. و الصَّلْق: صَدم الخَيل في الغارة. و يقال صَلَق بنو فلانٍ بني فلان، إذا أوقعوا بهم فقتلوهم قتلًا ذَريعا. و يقال تصلَّقت الحاملُ، إذا أخذها الطَّلْق فألقت بنفسها [علي] جَنْبَيْها «1» مرَّةً كذا و مرَّة كذا. و الفحل يُصْلِق بنا به إصلاقاً، و ذلك صَريفُه. و الصَّلَقات: أنياب الإبل التي تَصلِق. قال:
لم تَبكِ حولك نِيبُها و تقاذفَتْ صَلَقاتُها كَمنابتِ الأشجارِ «2»
فأمّا القاع المستدير فيقال له الصَّلَق، و ليس هو من هذا، لأنّه من باب الإِبدال و فيه يقال السَّلَق، و قد مضي ذِكره. و ينشد بيت أبي دؤاد بالسين و الصاد:
تَري فاه إذا أقب ل مثل الصَّلَقِ الجَدْبِ «3»
و لا أنكر أن يكون هذا البابُ كلُّه محمولًا علي الإبدال. فأمّا الصَّلائق فيقال هو الخبز الرّقيق، الواحدة صليقة، فقد يقال بالراء الصريقة، و يقال بالسين السَّلائق.
و لعلَّه من المولّد.
______________________________
(1) في الأصل: «جبينها»، و تصحيحها و التكملة قبلها من المجمل و اللسان.
(2) في الأصل: «لمنابت الأشجار»، صوابه من اللسان (صلق).
(3) البيت مع قرين له في اللسان (صلق).
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 308‌

باب الصاد و الميم و ما يثلثهما

صمي

الصاد و الميم و الحرف المعتلّ أصلٌ واحدٌ يدلُّ علي السُّرعة في الشي‌ء. يقال للرَّجُل المبادِر إلي القتال شَجاعةً: هو صَمَيانٌ. و هو من الصَّمَيان و هو الوثْب و التقلُّب. و يقال انصمي الطائر، إذا انقضَّ. و يقال أصمي الفَرسُ، إِذا مضي علي وجْهه عاضًّا علي لجامه.
و من الباب: رمي الرَّجُل الصّيدَ فأصمي، إذا قتله مكانه، و هو خلاف أنْمَي.

صمت

الصاد و الميم و التاء أصلٌ واحد يدلُّ علي إبهام و إغلاق.
من ذلك صَمَت الرّجُل، إذا سكَتَ، و أَصْمَت أيضاً. و منه قولهم: «لقيتُ فلانا ببلدة إِصْمِتَ»، و هي القَفر التي لا أحدَ بها، كأنها صامتةٌ ليس بها ناطق. و يقال:
«ما له صامتٌ و لا ناطق». فالصَّامت: الذّهب و الفِضّة. و النَّاطق: الإِبل و الغنَم و الخيل. و الصَّمُوت: الدِّرْع* الليِّنة التي إذا صَبَّها «1» الرَّجُل علي نفسه لم يُسمَع لها صوت. قال:
و كلِّ صموتٍ نثرةٍ تُبّعيَّةٍ و نسج سْليمٍ كل قَضَّاءَ ذائلِ «2»
و بابٌ مُصْمَت: قد أُبْهِم إغلاقه. و الصامت من اللبن: الخاثر؛ و سمِّي بذلك لأنه إذا كان كذا فأفرغ في إناءٍ لم يُسمع له صوت. و يقال: بِتُّ علي صِمات ذاكَ، أي علي قَصْده. فيمكن أن يكون شاذًّا، و يمكن أن يكون من الإِبدال، كأنّه مأخوذٌ من السَّمْت، و هي الطَّريقة. قال:
______________________________
(1) صبها، أي لبسها. و في الأصل: «صلبها»، تحريف. و في المجمل: «إذا صبت».
(2) البيت للنابغة في ديوانه 64 و اللسان (صمت). و رواية الديوان و اللسان: «نثلة» و هما سيان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 309
و حاجةٍ بتُّ علي صِمَاتِها «1» أتيتُها وَحْدِيَ من مَأْتاتها
و يقال: رمَاه بصِماتِهِ، أي بما أصمته. و أعطي الصَّبيَّ صُمْتَةً، أي ما يسكّنه.

صمج

الصاد و الميم و الجيم ليس بشي‌ء، علي أنَّهم يقولون:
الصَّمَج: القناديل، الواحدة صَمَجة. و ينشدون:
و النَّجم مثل الصَّمَج الرُّوميَّاتْ «2»

صمح

الصاد و الميم و الحاء أُصَيلٌ يدلُّ علي قوّةٍ في الشي‌ء، أو طُول.
يقال الصَّمَحْمَح: الطَّويل. و يقولون إنّ الصُّمَاح الكيّ. و الصُّمَاح: النَّتن و الصِّمحاءَةُ: المكان الخَشن.

صمخ

الصاد و الميم و الخاء أصلٌ واحد و كلمة واحدة، و هو الصِّماخ: خَرْق الأُذُن. يقال صَمَخْتُه، إذا ضربتَ صِماخَه.

صمد

الصاد و الميم و الدال أصلان: أحدهما القَصْد، و الآخَر الصَّلابة في الشَّي‌ء.
فالأوَّل: الصَّمْد: القصد. يقال صَمَدتُه صَمْداً. و فلان مُصَمَّدٌ، إذا كان سيِّداً يُقصَد إليه في الأمور. و صَمَدٌ أيضاً. و اللّٰه جلّ ثناؤه الصَّمد؛ لأنه يَصْمِد إليه عبادُه بالدُّعاء و الطَّلَب. قال في الصَّمَد «3»:
______________________________
(1) البيت في اللسان (صمت 361).
(2) البيت للشماخ، كما في اللسان (صمج). و في ديوانه 103 أرجوزة البيت و ليس فيها البيت.
(3) بدله في المجمل: «أنشدني أبي رحمه اللّه».
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 310
علوتُه بحُسامٍ ثم قلتُ له خذْها حُذَيفُ فأنت السيِّد الصّمَدُ «1»
و قال في المصَمَّد طرَفَة:
و إنْ يلتقِي الحيُّ الجميعُ تُلاقِنِي إِلي ذِروة البيت الرَّفيع المصمَّدِ «2»
و الأصل الآخر الصَّمْد، و هو كلُّ مكان صُلْب. قال أبو النَّجم:
يغادِرُ الصَّمْدَ كظَهْر الأجزَلِ «3»

صمر

الصاد و الميم و الراء، قال ابن دريد «4»: فعلٌ ممات، و هو أصل بناء الصَّمير. يقال رجل صَمِير: يابس اللَّحم علي العِظام.
و يقال الصَّمْر: النَّتْن. و يقال المتصمِّر: المتشمِّس. و يقولون: لقيتُه بالصُّمَير، أي وقتَ غُروب الشّمس. و في كلِّ ذلك نظَر.

صمع

الصاد و الميم و العين أصلٌ واحد، يدلُّ علي لطافةٍ في الشَّي‌ء و تضامٍّ. قال الخليلُ و غيره: كلُّ منضمٍّ فهو متصمِّع. قال: و من ذلك اشتقاق الصَّومعة. و من ذلك الصَّمع في الأذُنَين. يقال هو أصمعُ، إذا كان ألصق «5» الأذنين. و يقال: قلبٌ أصمع، أي لطيف ذكيّ. و يقال للبُهمَي إِذا ارتفعت و لم تتفَقأ: صَمْعاء. و ذلك أنَّها [إذا] كانت كذا كانت منْضَمَّةً لطيفة. و إذا تلطَّخ الشَّي‌ءُ بالشي‌ء فتجمَّعَ كريش السَّهم فهو متصمِّع. قال:
______________________________
(1) أنشده في اللسان (صمد) بدون نسبة.
(2) البيت من معلقته المشهورة.
(3) أنشده في اللسان (صمد، جزل). و قد سبق في (جزل) حيث نبهت علي أن صواب روايته: «تغادر» بالتاء. و يؤيد هذا الصواب أيضا أنها رويت بالتاء في «أم الرجز» المنشورة في مجلة المجمع العلمي العربي بدمشق في العدد 8 سنة 1347.
(4) في الجمهرة (2: 359).
(5) كذا وردت هذه التكملة. و في المجمل: «الأصمع: اللاصق الأذنين».
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 311
فرمَي فأنفَذَ من نَحُوصٍ عائطٍ سبماً فخرّ و ريشُه متصمِّعُ «1»
أي متلطّخ بالدّم منْضمّ. و الكلاب صُمْعُ الكعوب، أي صِغارُها و لِطافُها.
فقال النابغة.
صُمْعُ الكُعوبِ بريئاتٌ من الحَردِ «2»

صمغ

الصاد و الميم و الغين كلمةٌ واحدة، هي الصَّمغ «3».

صمك

الصاد و الميم و الكاف أُصَيلٌ يدلُّ علي قوةٍ و شدة. من ذلك الصمكْمَك، و هو القويّ. و كذلك الصَّمكُوك: الشَّي‌ء الشديد. و الصَّمكيك:
كلُّ شي‌ءٍ لزِج كالُّلبان و نحوِه. و يقال اصْماكَّ الرّجلُ، إذا تغضّبَ «4». و هو ذاك القياس. و اصماكّ اللّبنُ، إذا خثُر حتَّي يشتدّ فيصير كالجبْن.

صمل

الصاد و الميم و اللام أصلٌ واحدٌ يدلُّ علي شِدّة و صلابة.
يقال صَمَل الشي‌ء صُمُولًا، إذا صلُب و اشتدَّ. و رجل صُمُلٌّ: شديد البَضْعة.
و كان الخليل يقول: لا يقال ذلك إلّا للمجتمع السنّ. و اصمأَلَّ النَّباتُ، إذا قوِي و التفّ. و الصّامل من كلِّ شي‌ءٍ: اليابس و صَمَل الشّجر، إذا لم يجد رِيًّا فخُشن. و يقال صَمَله بالعصا، إذا ضَرَبه. و اللّٰه أعلم بالصَّواب.
______________________________
(1) لأبي ذؤيب الهذلي في ديوانه 8 و المفضليات (2: 225) و اللسان (صمع).
(2) صدره كما في الديوان 19 و اللسان (صمع):
فبثهن عليه و استمر به
(3) الصمغ، بسكون الميم، و قد ثفتح.
(4) في الأصل: «تغضت»، صوابه في المجمل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 312‌

باب الصاد و النون و ما يثلثهما

صنو

الصاد و النون و الحرف المعتلّ أصلٌ صحيح يدلُّ علي تقارُب بين شيئين، قرابةً أو مسافة. من ذلك الصِّنو: الشَّقيق. و عمُّ الرّجل صِنوُ أبيه. و قال الخليل، يقال فلانٌ صِنْوُ فلانٍ، إذا كان أخاه و شقيقَه لأمِّه و أبيه. و الأصل في ذلك النَّخْلتانِ تخرجان «1» من أصلٍ واحد، فكلُّ واحدة منهما علي حيالها صِنوٌ، و الجمع صِنوانٌ. قال اللّٰه تعالي: وَ نَخِيلٌ صِنْوٰانٌ وَ غَيْرُ صِنْوٰانٍ. قال أبو زيد: ركِيَّتانِ صِنْوانِ، و هما المتقاربتان حتي لا يكونَ بينهما من تقارُبهما حَوْض.
و مما شذَّ عن هذا الأصل الصِّنْو: مثل الرّدْهَة تُحفَر في الأرض، و تصغيره صُنَيٌّ. قالت ليلي:
أنابِغَ لم تَنْبَغْ و لم تكُ أوَّلَا و كنْتَ صُنَيًّا بين صُدَّيْن مَجْهَلا «2»

صند

الصاد و النون و الدال أصلٌ صحيح، يدلُّ علي عظم قدْر و عظم جِسْم. من ذلك الصِّندِيد، و هو السَّيِّد الشَّريف، و الجمع صناديد. و يقال صناديد البَرْدِ: باباتٌ منه ضِخام. و غيثٌ صِنديدٌ: عظيم القَطْر و يقال للدَّواهِي الكبارِ صناديد. و
يروي عن الحسن في دعائه: «نَعوذُ بك من صناديد القَدَر»
أي دواهِيه.

صنر

الصاد و النون و الراء ليس بأصلٍ، و لا فيه ما يعوَّل عليه
______________________________
(1) في الأصل: «تخرج».
(2) أنشده في اللسان (صنا). تقوله للنابغة الجعدي.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 313
لقلَّة الرّاء مع النون. علي أنَّهم يقولون الصِّنَارة بلغة اليمن: الأذُن. و الصِّنَارة:
حديدةٌ في المِغْزل مُعَقفَّةَ. و ليس بشي‌ء.

صنع

الصاد و النون و العين أصلٌ صحيح واحد، و هو عملُ الشي‌ء صُنْعاً. و امرأة صَنَاعٌ و رجلٌ صَنَعٌ، إذا كانا حاذقَين فيما يصنعانه. قال:
خَرقاء بالخيرِ لا تَهْدِي لوِجْهَتِه و هي صَنَاعُ الأذَي في الأهل و الجارِ
و الصَّنِيعة: ما اصطنعتَه مِن خير. و التصنُّع: حُسن السَّمْت. و فرسٌ صَنِيعٌ:
صَنَعَه أهلُه بحُسْن القِيام عليه. و المَصانع: ما يُصنَع من بئرٍ و غيرِها للسَّقي.
و من الباب: المُصانَعة، و هي كالرِّشْوة.
و ممّا شذّ عن هذا الأصل الصِّنْع، يقال إِنّه السَّفُّود. و قال المَرّار «1»:

صنف

الصاد و النون و الفاء أصلٌ صحيح مطّرد في معنيين، أحدهما الطّائفة من الشَّي‌ء، و الآخر تمييز الأشياء بعضها عن بعض.
فالأوَّل الصِّنْف، قال الخليل: الصِّنْف طائفةٌ من كلِّ شي‌ء. و هذا صِنفٌ من الأصناف أيْ نوع. فأمّا صنفة الثَّوب «2» فقال قوم: هي حاشيتُه. و قال آخرون:
بل هي النّاحية ذات الهُدْب.
و الأصل الآخَر، قال الخليل: التَّصنيف: تمييز الأشياءِ بعضها عن بعض.
______________________________
(1) كذا ورد الكلام مبتورا. و في المجمل: «و الصنع في شعر المرار السفود». و لم أجد.
شاهدا إلا قول الشاعر في اللسان (صنع):
صنع اليدين بحيث يكوي الأصيد
(2) يقال صنفة، بفتح فكسر، و بكسر فسكون.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 314
و لعلَّ تصنيف الكتاب من هذا. و النريب المصنَّف من هذا، كأنّه مُيِّزَت أبوابُه فجُعِل لكلِّ بابٍ حَيِّزُه. فأمَّا أصله في لغة العرب فمن قولهم صَنّفَت الشّجرةُ، إذا أخرجت ورقَها. قال ابن قَيسِ الرُّقيّات:
سَقْياً لحُلْوَانَ ذي الكُروم و ما صَنَّفَ من تينه و من عِنَبِه «1»

صنق

الصاد و النون و القاف كلمة إن صحّت. يقولون إنّ الصَّنَق:
الذَّفر. و حكي بعضُهم: أصنَقَ الرجلُ في ما له، إذا أحسَنَ القيامَ عليه.

صنم

الصاد و النون و الميم كلمةٌ واحدة لا فرعَ لها، و هي الصَّنَم.
و كان شيئاً يُتَّخَذ من خشبٍ أو فضّة أو نُحاسٍ فيُعبَد.

صنج

الصاد و النون و الجيم ليس بشي‌ء. و الصَّنْج دَخِيل.

باب الصاد و الهاء و ما يثلثهما

صهو

الصاد و الهاء و الحرف المعتلّ أُصَيْلٌ يدلُّ علي علوّ. من ذلك الصَّهْوة، و هو مَقعد الفارس مِن ظَهْر الفَرَس. و الصَّهَوات: أعالي الرَّوَابِي، ربما اتُّخِذَت فوقها بُرُوج، الواحدة صَهْوَة. و قال الشيباني: الصِّهاء: مناقع الماء الواحد صهوة. و هذا و إن كان صحيحاً فإنّ القياسَ أن يكون مناقِعَ في أماكنَ عالية.
و من الباب أن يصيب الإنسان جُرْجٌ ثم يَنْدَي دائماً، فيقال صَهِيَ يَصْهَي، و هو ذلك القياس؛ لأنّه ندًي يعلو الجُرح.
______________________________
(1) ديوان ابن قيس الرقيات 82 و اللسان (صنف).
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 315‌

صهر

الصاد* و الهاء و الراء أصلان: أحدهما يدلُّ علي قُربَي، و الآخر علي إذابة شي‌ء.
فالأوّل الصِّهْر، و هو الخَتَن. قال الخليل: لا يقال لأهل بيت الرجل إلّا أَخْتَانٌ، و لا لأهل بيت المرأة إِلّا أصهار. و من العرب من يجعلهم أصهاراً كلَّهُم.
قال ابن الأعرابيّ: الإصهار: التَّحَرُّم بجِوارٍ أو نَسَب أو تَزَوُّج. و في كلِّ ذلك يُتأَوَّل قولُ القائل:
قَود الجياد و إِصهارُ الملوك و صَب رٌ في مواطنَ لو كانوا بها سئموا «1»
و الأصل الآخر: إِذابة الشَّي‌ء. يقال صَهَرْتُ الشَّحمةَ. و الصُّهارة: ما ذاب منها. و اصطهرتُ الشَّحمة. قال:
و كنتَ إذا الوِلدانُ حَانَ صهيرُهم صَهَرَت فلم يَصْهَرْ كصهرِكَ صاهرُ «2»
يقال صَهَرته الشّمسُ، كأنّها أذابته. يقال ذلك للحِرباء إِذا تلألأ ظَهْرُه من شدّة الحرّ. و يقال إنّهم يقولون: لأصْهَرنَّه بيمينٍ مُرَّة. كأنه قال:
لأُذِيبَنَّه.

صهد

الصاد و الدال و الهاء بناءٌ صحيح يدلُّ علي ما يقارب البابَ الذي قبله. يقولون: صَهَدَته الشّمس مثل صَهَرته الشَّمس. ثم يقال علي الجِوار
______________________________
(1) البيت لزهير في ديوانه 161 و اللسان (صهر). و قبله:
فضله فوق أقوام و مجده مالن ينالوا و إن جادوا و إن كرموا
(2) أنشده في المجمل أيضا.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 316
للسَّراب الجاري صَيْهَد. قال الهذليُّ «1» في صيهد الحَرِّ:
و ذكّرها فَيْحُ نَجْمِ الفُرو عِ من صَيْهدِ الصَّيْفِ بَرْدَ الشَّمالِ «2»

صهب

الصاد و الهاء و الباء بناءٌ صحيح، و هو لونٌ من الألوان.
من ذلك الصُّهْبَة: حُمرةٌ في الشَّعر. يقال رجلٌ أصهب. و الصَّهباء: الخمْر؛ لأنّ لونَها شبيهٌ بهذا. و المُصَهَّب من اللحم: ما اختلطت حُمرتُه ببياض الشَّحم و هو يابس. و أمّا الصُّخور فيقال لها الصَّياهِب، فممكنٌ أن يكون ذلك اللَّون، و يمكن أن يكون لشدتها، أو يكون من الصَّيْخَد و يصير من باب الإبدال. و يقولون لليوم الشَّديد البرد: أصهب، و ذلك لما يعلو الأرض من الألوان.

صهل

الصاد و الهاء و اللام أصلٌ صحيح، و فروعه قليلة، و لعلّه ليس فيه إِلّا صَهَل الفرس، و فرسٌ صَهَّال.

صهم

الصاد و الهاء و الميم أصلٌ صحيح قليل الفروع، لكنَّهم يقولون: الصِّهْميم: السيّئ الخُلق من الإبل، و يشبِّهون به الرّجُلَ الذي لا يثبت علي رأيٍ واحد. و اللّٰه أعلم.
______________________________
(1) هو أمية بن أبي عائذ الهذلي. و قصيدته في شرح السكري للهذليين 180 و نسخة الشنقيطي 79.
(2) في اللسان (صهر): «فأوردها فيج». و أنشده في (فرع) بروايتنا هذه و قال: «هي فروع الجوزاء بالعين، هو أشد ما يكون من الحر. فإذا جاءت الفروغ بالغين، و هي من نجوم الدلو، كان الزمان حينئذ بارداً و لا فيح يومئذ».
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 317‌

باب الصاد و الواو و ما يثلثهما

صوي

الصاد و الواو و الياء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ علي شدّةٍ و صَلابة و يُبْس. عن ابن دريد «1»: «صَوَي الشي‌ء، إِذا يَبِس، فهو صاو. و يقال صوِيَ يَصوَي». و الصَّوَّانُ: حجارةٌ فيها صلابة. و ربَّما استُعِير من هذا و حُمِل عليه فقيل صَوَّيْت لإبلي فَحْلًا، إذا اخترتَه لها. و لا يكون الاختيارُ وحدَه تصويَةً، لكن يُصنَع لذلك حتَّي يقوَي و يصلُب. قال:
صَوَّي لهاذا كِدْنَةٍ جُلْذيَّا «2»
و هذا مشتقٌّ من التَّصوية في الشتاء، و ذلك أن يُيَبَّس أخلافُ الشَّاة ليكون أسمَنَ لها. يقال صوّاها أصحابُها.
و من الباب الصُّوَي، و هي الأعلام من الحجارة. و قول من قال إنّها مُخْتَلَف الرِّياح فالأعلام لا تكون إلّا كذا. قال:
وهبَّتْ له ريحٌ بمختلَف الصُّوي «3»

صوب

الصاد و الواو و الباء أصلٌ صحيح يدلُّ علي نزولِ شي‌ءٍ و استقرارِه قَرَارَه. من ذلك الصَّوَابُ في القول و الفعل، كأنَّه أمرٌ نازلٌ مستقِرٌّ قرارَه. و هو خلاف الخطأ. و منه الصَّوْب، و هو نزول المطر. و النازل صَوٌ
______________________________
(1) الجمهرة (3: 91).
(2) الكدنة، بضم الكاف و كسرها. و البيت للفقعسي، كما في اللسان (صوي). و أنشده في (جلذ) بدون نسبة.
(3) لامرئ القيس. و عجزه في الديوان 54 و اللسان (ضوي):
صبا و شمال في منازل قفال
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 318
أيضاً. و الدّليلُ علي صحّة هذا القياس تسميتُهم للصَّواب صَوْباً. قال الشاعر «1»:
ذَرِيني إنّما خطئي و صَوبِي عليَّ و إِنما أنفقتُ مالِي «2»
و يقال الصَّيِّب السّحاب ذو الصَّوْب. قال اللّٰه تعالي: أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمٰاءِ. و الصّوْب: النُّزول. قال:
فَلَسْتَ لأنسيٍ و لكن لمْلأَكٍ تَنَزَّلَ من جوِّ السَّماءِ يَصوبُ «3»
و يقال للأمر إِذا استقرَّ قرارَه علي الكلام الجاري مَجري الأمثال:
«قد صابت بِقُرّ». قال طرَفة:
سادراً* أحسَبُ غَيِّي رشَداً فتناهيتُ و قد صابَت بِقُرّ «4»
و التَّصويب: حَدَب في حَدور، لا يكون إلّا كذا. فأمّا الصُّيَّابة فالخِيار من كلِّ شي‌ء، كأنه من الصَّوب، و هو خالصُ ماءِ السَّحاب، فكأنَّها مشتقّةٌ من ذلك.

صوت

الصاد و الواو و التاء أصلٌ صحيح، و هو الصَّوت، و هو جنسٌ لكلِّ ما وقَرَ في أذُن السَّامع. يقال هذا صوتُ زَيد. و رجل صيِّت،
______________________________
(1) هو أوس بن غلفاء، كما في اللسان (صوب).
(2) كذا ورد إنشاده. و صوابه: «و إن ما أهلكت مال»، بالقافية المرفوعة الروي. و قبله كما في اللسان:
ألا قالت أمامة يوم غول تقطع بابن غلفاء الحبال
(3) قال ابن بري: «البيت لرجل من عبد القيس يمدح النعمان. و قيل هو لأبي و جزة يمدح عبد اللّه بن الزبير، و قيل هو لعلقمة بن عبدة».
(4) ديوان طرفة 75.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 319
إذا كان شديدَ الصَّوت؛ و صائتٌ إذا صاحَ. فأمّا قولهم: [دُعيَ «1»] فانصات «2»، فهو من ذلك أيضاً، كأنه صُوِّتَ به فانفَعل من الصَّوت، و ذلك إذا أجاب. و الصِّيت: الذِّكر الحسَن في النَّاس. يقال ذهب صِيتُه.

صوح

الصاد و الواو و الحاء أُصَيْلٌ يدلُّ علي انتشارٍ في شي‌ء بعد يُبْس. من ذلك تصوَّحَ البقلُ، و ذلك إذا هاج و انتثَرَ بعد هَيجه. و صوَّحتْه الرِّيخ، إذا أيبسَتْه و شققَّته و بثَرتْه. قال ذو الرّمة:
و صَوّح البَقْلَ نَآجٌ تجي‌ءُ به هَيْفٌ يمانيةٌ في مرّها نَكبُ «3»
و من الباب أنَّهم يسمُّون عَرَق الخيل الصُّوَاح. فإن كان صحيحاً فلا يكون إلّا إذا يَبِس، و يسمُّونه اليبيس يبيس الماء. قال الشاعر في الصُّواح:
جلبْنَا الخيل دامِيَةً كُلَاها يُسَنُّ علي سنابكها الصُّواحُ «4»
ثم يقال تصوَّح الشعَر، إذا تشقَّق و تناثر.
و مما يجوز أن يُحمَل علي هذا القياس الصُّوح: حائط الوادي، و له صُوحانِ.
و إنّما سُمِّي صُوحاً لأنَّه طينٌ يتناثر حتّي يصير ذلك كالحائط.

صور

الصاد و الواو و الراء كلماتٌ كثيرةٌ متباينة الأصول.
و ليس هذا الباب ببابِ قياس و لا اشتقاق. و قد مضي فيما كتبناه مثله «5».
______________________________
(1) التكملة من المجمل.
(2) في الأصل: «و انصاتا»، صوابه من المجمل.
(3) ديوان ذي الرمة 11 و اللسان (صوح).
(4) أنشده في اللسان (صوح) بدون نسبة.
(5) أي في تباين أصوله.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 320
و مما ينقاس منه قولُهم صِورَ يَصْوَر، إذا مال. و صُرْت الشَّي‌ءَ أَصُورُه، و أصَرْتُه، إذا أمَلته إليك. و يجي‌ء قياسُه تَصَوَّر، لِمَا ضُرِب، كأنَّه مال و سَقط.
فهذا هو المنقاس، و سِوي ذلك فكلُّ كلمةٍ منفردةٌ بنفسها.
من ذلك الصُّورة صُورة كلِّ مخلوق، و الجمع صُوَر، و هي هيئةُ خِلْقته.
و اللّٰه تعالي الْبٰارِئُ الْمُصَوِّرُ. و يقال: رجل صَيِّرٌ إذا كان جميل الصورة. و من ذلك الصَّور: جماعةُ النَّخْل، و هو الحائش. و لا واحدَ للصَّوْر من لفظه. و من ذلك الصُّوار، و هو القَطيع من البقر، و الجمع صِيران. قال:
فظَلَّ لصِيران الصَّريم غَماغِم يُدَاعِسُها بالسَّمْهريِّ المعلَّبِ «1»
و من ذلك الصُّوار، صُوار المِسْك، و قال قوم: هو ريحُه، و قال قوم: هو وعاؤه. و يُنشِدون بيتاً و أخلِقْ به أن يكون مصنوعاً، و الكلمتان صحيحتان:
إذا لاح الصُّوار ذكرتُ ليلَي و أذكرُها إذا نَفَح الصّوارُ «2»
و من ذلك قولهم: أجِدُ في رأسي صَوْرة، أي حِكَّة. و من ذلك شي‌ءٌ حكاه الخليل، قال: عصفور صَوَّار، و هو الذي إذا دُعي أجابَ. و هذا لا أحسبه عربيًّا، و يمكن إنْ صحّ أن يكون من الباب الذي ذكرناه أوّلًا؛ لأنه يميل إلي داعِيه. فأمّا شَعَر النّاصية من الفَرَس فإنه يسمي صَوْرا. و هذا يمكن أن يكون علي معني التشبيه بصَوْر النَّخل، و قد ذُكِرَ. قال:
كأنَّ عِرقا مائلًا من صَوْره «3»
و يقال: الصَّارَةُ: أرض ذات شجَر.
______________________________
(1) البيت لامرئ القيس في ديوانه 87 و اللسان (غلب) بدون نسبة.
(2) و كذا أنشده في المجمل و اللسان بدون نسبة.
(3) في اللسان (صور):
كأن جذعا خارجا من صوره ما بين أذنيه إلي سنوره
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 321‌

صوع

الصاد و الواو و العين أصلٌ صحيح، و له بابان: أحدهما يدلُّ علي تفرُّقٍ و تصدُّع، و الآخر إناء.
فالأوّل قولُهم: تصوَّعُوا، إذا تفرَّقوا. قال ذو الرُّمَّة:
تظَلُّ بها الآجال عَنِّي تَصَوَّعُ «1»
و يقال تصوّع شَعَره، إذا تشقق. كذا قال الخليل. و قال أيضاً: تصوَّعَ النَّبْت: هاج. و يقال انصاع القوم سِراعاً: مَرُّوا.
فأمَّا الإِناء فالصَّاع و الصُّوَاع، و هو إناءٌ يشرب به. و قد يكون مكيالٌ من المكاييل صاعاً، و هو من ذات الواو، و سمِّي صاعاً لأنَّه يدور بالمَكِيل.
و يقال إنَّ الكَّمِيَّ يَصُوع بأقرانه صَوْعاً، إذا أتاهم من نَوَاحيهم.
و الرّجل يَصُوع الإِبل.
و من الباب: الصَّاع، و هو بطنٌ من الأرض، في قوله:
بِكَفَّيْ ماقِطٍ في صاعِ «2»
و منه صاعُ جؤجُؤِ* النّعامة، و هو موضعُ صَدْرِها إذا وضعَتْه بالأرض.

صوغ

الصاد و الواو و الغين أصلٌ صحيح، و هو تهيئة علي شي‌ءٍ علي مثالٍ مستقيم. من ذلك قولهم: صاغ الْحَلْيَ يصُوغُه صَوغاً. و هما صَوْغان، إذا كان
______________________________
(1) صدره في الديوان 346:
عسفت اعتساف الصدع كل مهيبة
و في اللسان (صوع):
عسفت اعتسافا دونها كل مجهل
(2) البيت للمسيب بن علس من قصيدة في المفضليات (1: 60). و هو بتمامه:
مرحت يداها للنجاء كأنما تكرو بكفي لاعب في صاع
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 322
كلُّ واحدٍ منهما علي هيئة الآخَر. و يقال للكذّاب: صاغ الكذبَ صَوغاً، إذا اختلقَه. و علي هذا تفسير
الحديث: «كِذْبة كذَبَتْها الصَّوَّاغُون»
، أراد الذين يَصُوغُون الأحاديثَ و يَختلقونها.

صوف

الصاد و الواو و الفاء أصلٌ واحد صحيح، و هو الصُّوف المعروف. و الباب كله يَرجِع إليه. يقال كبش أَصْوَفُ و صَوِفٌ و صائفٌ و صَافٌ، كلُّ هذا أن يكونَ كثيرَ الصُّوف. و يقولون: أخذ بصُوفةِ قَفاه، إذا أَخَذَ بالشَّعَر السائلِ في نُقْرته. و صُوفةُ: قومٌ كانوا في الجاهليّة، كَانوا يَخدُمون الكعبة، و يُجِيزون الحاجَّ. و حُكي عن أبي عُبيدةَ أنَّهم أفناءُ القبائل تجمَّعُوا فتشبَّكُوا كما يتشبَّك الصُّوف. قال:
وَ لا يَرِيمُون في التَّعريفِ مَوقِفَهم حتَّي يقالَ أَجِيزُوا آلَ صُوفانا «1»
فأما قولهم: صاف عن الشَّرِّ «2»، إذا عَدَل، فهو من باب الإبدال، يقال صَابَ «3» إذا مال. و قد ذُكِر في بابه.

صول

الصاد و الواو و اللام أصلٌ صحيح، يدلُّ علي قَهْرٍ و علُوّ.
يقال: صال عليه يَصُول صَولةً، إذا استطال. و صال العَيْر، إذا حَمَل علي العانة يَصُول صَوْلًا و صِيالا. و حُكي عن أبي زيد شي‌ءٌ إن صحَّ فهو شاذٌّ. قال: المِصْول هو الذي يُنقَع فيه الحنظلُ لتَذهب مرارتُه.
______________________________
(1) البيث لأوس بن مغراء السعدي، كما في اللسان (صوف).
(2) في الأصل: «الشعر»، و في اللسان: «صاف عني شر فلان، و أصاف اللّه عني شره».
(3) في الأصل: «صاف».
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 323‌

صوك

الصاد و الواو و الكاف كلمةٌ واحدة. يقال: لقيتُه أوَّل صَوْكٍ، أي أوّلَ وَهْلة.

صوم

الصاد و الواو و الميم أصلٌ يدلُّ علي إمساكٍ و ركودٍ في مكان.
من ذلك صَوم الصَّائم، هو إمساكُه عن مَطعَمِه و مَشربه و سائرِ ما مُنِعَهُ. و يكون الإِمساكُ عن الكلام صوماً، قالوا في قوله تعالي: إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمٰنِ صَوْماً إنّه الإِمساكُ عن الكلامِ و الصّمتُ. و أمَّا الرُّكود فيقال للقائم صائم، قال النابغة:
خيلٌ صيامٌ و خيلٌ غيرُ صائمةٍ تحتَ العَجَاج و خيلٌ تَعلُك اللُّجُما «1»
و الصَّوم: رُكود الرِّيح. و الصَّوم: استواء الشَّمس انتصافَ النَّهار، كأنَّها ركدت عند تدويمها «2». و كذلك يقال صامَ النَّهارُ. قال امرؤ القيس:
إذا صامَ النّهارُ وَ هَجَّرَا «3»
و مَصَامُ الفَرَس: موقِفه، و كذلك مَصَامَتُه. قال الشَّمّاخ:
إذا ما استاف منها مَصَامَةً «4»
______________________________
(1) البيت في اللسان (صوم) و ليس في قصيدته التي علي هذا الروي في ديوانه 65. و سيأتي في (علك).
(2) في الأصل: «نديمها»، تحريف. و تدويمها: دورانها.
(3) قطعة من بيت لامرئ القيس في ديوانه 97 و اللسان (صوم). و هو بتمامه.
فدعها و سل الهم عنك بجسرة ذمول إذا صام النهار و هجرا
(4) قطعة من بيت للشماخ في ديوانه 67. و هو بتمامه:
كروف إذا ما استاف منها مصامة له من ثري أبو الهن نشوق
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 324‌

صون

الصاد و الواو و النون أصلٌ واحد، و هن كَنٌّ و حفْظ.
من ذلك صُنت الشّي‌ءَ أصونُه صوناً و صِيانة. و الصُّوَان: صِوُان الثَّوب، و هو ما يُصان فيه. فأمَّا قولهم للفرس القائم صائن، فلَعلَّه أن يكون من الإبدال، كأنّه أريد به الصَّائم، ثمّ أبدلت الميم نونا. قال النابغة:
و ما حاولتُما بقِيادِ خيلٍ بَصونُ الوَردُ فيها و الكُميتُ «1»
و ممَّا شذَّ عن الباب الصَّوَّان، و هي ضربٌ من الحجارة، الواحدةُ صَوَّانة.

باب الصاد و الياء و ما يثلثهما

صيأ

الصاد و الياء و الهمزة. يقال صيَّأت رأسي تصييئاً، إذا بَلَلْتَه.

صيح

الصاد و الياء و الحاء أصلٌ صحيح، و هو الصَّوت العالي.
منه الصِّياح، و الواحدة منه صَيْحة. يقال: لقيتُ فلاناً قبلَ كلِّ صَيْحٍ و نَفْر.
فالصَّيْح: الصِّياح. و النَّفْر: التفرُّق. و ممّا يُستعار من هذا قولهم: صاحت الشَّجرةُ، و صاحَ النَّبْت، إذا طال، كأنّه لمّا طالَ و ارتفع جُعِل طولُه كالصِّياح الذي يدلُّ علي الصائح. و أمَّا التصيُّح، و هو تشقُّق الخشَب، فالأصل فيه الواو، و هو التصوُّح، و قد مضي. و منه انصاحَ البَرقُ انصياحاً، إذا تصدَّعَ و انشقّ. قال:
مِن بَينِ مُرتَتِقٍ منها و مُنصاحِ «2»
______________________________
(1) البيت في اللسان (صون)، و ليس في ديوان النابغة.
(2) لعبيد بن الأبرص في ديوانه 77 و اللسان (صيح). و صدره:
و أمست الأرض و القيعان مثرية
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 325‌

صيخ

الصاد و الياء و الخاء كلمةٌ واحدةٌ. يقال أصاخَ يُصيخ، إذا استمع. قال:
إصاخةَ النَّاشد للمُنْشدِ «1»

صيد

الصاد و الياء و الدال أصلٌ صحيح يدلُّ علي معنيً واحد، و هو ركوبُ الشَّي‌ء رأسَه و مُضِيُّه غيرَ ملتفتٍ و لا مائل. من ذلك الصَّيَدُ، و هو أن يكون الإنسانُ ناظراً أمامَه. قال أهلُ اللُّغة: الأصْيَد: المَلِك، و جمعه الصِّيد. قالوا: و سمِّيَ بذلك لقلَّة التفاتِه. و من الناس مَن يكونُ أصيَدَ خِلقةً.
و اشتقاق الصَّيْد من هذا، و ذلك أنّه يمرُّ مرًّا لا يعرِّج، فإذا أُخِذ قيل قد صِيد.
فاشتُقَّ ذلك من اسمه. كما يقال رأَسْت الرّجُلَ، إذا ضربتَ رأسَه؛ و بطَنْتُه، إذا ضربتَ بطنَه. كذلك إذا وقَعْتَ بالصَّيد فأخذتَه قلتَ صِدتُه. و ممّا يدلُّ علي صِحّة هذا القياس قولُ ابن السّكّيت إن الصَّيْدانةَ من النِّساء: السيِّئة الخُلقُ.
و سمِّيت بذلك لقلّة التفاتِها. و من الباب: الصَّيدانة: الغُول.

صير

الصاء و الياء و الراء أصلٌ صحيح، و هو المآلُ و المرجِع.
من ذلك صار يصير صَيْراً و صَيرورة. و يقال: أنا علي صِيرِ أمرٍ، أي إشرافٍ من قضائه، و ذلك هو الذي يُصار إليه. فأمّا قولُ زهير:
و قد كنت من سَلْمَي سنينَ ثمانياً علي صِيرِ أمرٍ ما يُمِرُّ و ما يَحلُو «2»
______________________________
(1) للمثقب العبدي، كما في البيان و التبيين (2: 288) و حواشي الجمهرة (2: 270).
و صدره
يصيخ للنبأة أسماعه
(2) ديوان زهير 96 و اللسان (صير).
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 326
فإِنّ صِير الأمر مَصيرُه و عاقبتُه. و الصيِّر «1» كالحظائر يُتخذ للبقر، و الواحدة صيرة، و سمِّيت بذلك لأنّها تَصير إليه. و صَيُّور الأمرِ: آخِره، و سمِّي بذلك لأنه يُصار إليه. و يقال: لا رأْيَ لفلانٍ و لا صَيُّورَ، أي لا شي‌ءَ يَصِيرُ إليه من حزمٍ و لا غيرِه. و تصيَّرَ فلانٌ أباه: إذا نَزَع إليه في الشَّبه. و سمِّي كذا كأنّه صار إلي أبيه.
و مما شذّ عن الباب الصِّير، و هو الشَّقّ. و
في الحديث: «مَن نَظَرَ في صِيرِ بابٍ بغير إذْنٍ فعينُه هَدَر»
. فأمّا الصِّير، و هو شي‌ءٌ يقال له الصِّحْناة، فلا أحسبه عربيًّا، و لا أحسب العربَ عرفَتْه. و قد ذكره أهلُ اللُّغة، و لا معني له.

صيف

الصاد و الياء و الفاء أصلان: أحدهما يدلُّ علي زمانٍ، و الآخر يدلُّ علي مَيْلٍ و عُدول.
فالأوَّل الصَّيف، و هو الزَّمانُ بعد الرَّبيع الآخِر. و يقال للمطر الذي يأتي فيه:
الصَّيِّف. و هذا يومٌ صائف، و ليلةٌ صائفة. و عاملته مُصايفةً، أي زمانَ الصيَّف، كما يقال مُشاهَرَة. و الصَّيفيُّون: أولاد الرّجُل بعد كِبَره. و وَلَدُ فلانٍ صيفيُّون.
قال:
إنّ بَنِيَّ صِبْيَةٌ صيفيُّونْ أَفْلَحَ مَن كان له رِبْعِيُّونْ «2»
و أمَّا الآخَر فصاف عن الشي‌ء، إذا عَدَلَ عنه. [و صافَ السَّهْمُ عن الهدفِ «3»] يَصِيف صَيْفا، إذا مال. قال أبو زُبَيْد:
______________________________
(1) يقال صير، بالكسر و بكسر ففتح.
(2) الرجز لأكثم بن صيفي، أو سعد بن مالك بن ضبيعة. اللسان (صيف).
(3) التكملة من المجمل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 327
كلَّ يومٍ ترميه منها برِشْقٍ فمصيبٌ أوصَافَ غيرَ بعيدِ «1»
فأمّا صائف، في قول أوس:
تَنَكَّرَ بعدي من أُمَيمةَ صائفُ «2»
فاسمُ موضع.

صيق

الصاد و الياء و القاف. يقال فيه إنّ الصَّيْق الغُبار، و قد فتح رؤبةُ ياءَه فقال: «الصَّيَقْ «3»». و يقال إنّ الصِّيق الرِّيحُ المنتنة من الدّوابّ.

صيك

الصاد و الياء و الكاف، يقال صاك يَصِيك، إذا لزِم و لضِق. قال الأعشي:
و مثلك مُعْجَبَة بالشَّبا ب صاكَ العبيرُ بأجسادِها «4»
و قال الخليل: أراد صَئِك فليَّن الهمزة. و يقال صَئِك الدّمُ، إذا جَمَد.
*** و اعلم أنّ الألِف في هذا الباب مُبدَلةٌ؛ فالصّاب: شحرٌ مُرٌّ، محتملٌ أن يكون من الواو. قال:
إنِّي أَرِقْتُ فبتُّ اللَّيْلَ مرتفقاً كَأَنّ عَيْنِيَ فيها الصَّابُ مذبوحُ «5»
______________________________
(1) سبق البيت و تخريجه في (رشق).
(2) مطلع قصيدة له في ديوانه 14. و عجزه:
نمبون فأعلي تولب فالمخالف
(3) يعني قوله في ديوانه 106 و اللسان (صيق):
يتركن ترب الأرض مجنون الصيق
(4) و كذا في المجمل مادة (صاك). و في مادة (صيك) «بأجلادها»، كما جاء في اللسان (صيك). و رواية الديوان 51 تطابق رواية المقاييس.
(5) لأبي ذؤيب الهذلي في ديوانه 104 و اللسان (صوب، ذبح، شجر). و قد سبق في (شجر).
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 328
و الصَّادُ: قدور النُّحاس، و الألف مُبدَلة. قال حسان:
رأيتَ قُدُورَ الصَّادِ حولَ بُيُوتِنا «1»

باب الصاد و الباء و ما يثلثهما

صبح

الصاد و الباء و الحاء أصلٌ واحدٌ مطّرد. و هو لونٌ من الألوان قالوا أصله الحُمْرة. قالوا: و سمِّيَ الصُّبْحُ صُبْحاً لحُمْرَته، كما سمِّيَ المِصْباح مِصباحاً لحُمْرَته. قالوا: و لذلك يقال وجهٌ صَبيحٌ. و الصَّباح: نُورُ النَّهار. و هذا هو الأصل ثم يُفَرَّع. فقالوا لِشُرْب الغَداة الصَّبوح، و قد اصطَبَحَ، و تلك هي الجاشِرِيَّة.
قال:
إذا ما اصطبحنا الجاشريّة لم نُبَلْ أميراً و إن كان* الأميرُ من الأزْدِ «2»
و يقال: «أكذَبُ من الأخيذ الصَّبْحَان»، يعنون الأسير المصطَبٍح، و أصله أنّ قوماً أسرُوا رجلًا فسألوه عن حَيِّه فكَذَبَهُمْ و أومَأَ إلي شُقَّةٍ بعيدة، فطعنوه فسَبقَ اللّبَنُ الذي كان اصطبحه الدّمَ، فقالوا: «أكذَبُ من الأخيذ الصَّبْحَان».
و المِصباح: الناقة تَبْرُك في معرَّسِها فلا تَنْبَعِثُ حتي تُصْبِح. و التَّصَبُّح: النَّوْم بالغداة. و يوم الصَّباح: يوم الغَارة. قال الأعشي:
به تَرْعُفُ الألفَ إذ أُرْسِلَتْ غَداةَ الصَّبَاحِ إذا النَّقْعُ ثارا «3»
______________________________
(1) عجزه في الديوان 370 و اللسان (صيد):
قنابل سحما في المحلة صيما
(2) للفرزدق في اللسان (جشر). و ليس في ديوانه.
(3) ديوان الأعشي 40. و قد سبق مع تخريجه في (رعف).
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 329
و يقال أتيته أصبوحةَ كلِّ يوم، و لقبتُه ذا صَبوح. و المصابيح: الأقداح التي يُصطَبَح بها. و يقال أتانا لصُبْح خامسةٍ و صِبْحِ خامسة.
و من الكلمة الأولي: الصَّبَح: شدّة حُمرةٍ في الشعَر؛ يقال أسدٌ أصبَحُ.

صبر

الصاد و الباء و الراء أصول ثلاثة: الأول الحبْس، و الثاني أعالي الشي‌ء، و الثالث جنسٌ من الحجارة.
فالأول: الصَّبْر، و هو الحَبْس. يقال صبَرْتُ نفسي علي ذلك الأمر، أي حبَسْتُها. قال:
فصَبَرْتُ عارفةً لذلك حرّةً ترسُو إذا نَفْسُ الجَبان تَطَلَّعُ «1»
و المصبورة «2» المحبوسة علي الموت. و
نهي رسول اللّٰه صلي اللّٰه عليه و آله و سلم عن قتل شي‌ءٍ من الدوابّ صَرْاً.
و من الباب: الصَّبير، هو الكَفِيل، و إنَّما سمِّي بذلك لأنّه يُصبَرُ علي الغُرم.
يقال صَبَرت نفسي به أَصبُر صَبْراً، إِذا كَفَلْتَ «3» به، فأنا به صبير. و صبرتُ الإنسانَ، إذا حلَّفْته باللّٰه حَهْدَ القَسَم.
و أمّا الثاني فقالوا: صُبْر كلِّ شي‌ءٍ: أعلاه. قالوا: و أصبار الإناء. نواحيه، و الواحد صُبْر. و قال:
فملأتها عَلَقاً إلي أصبارِها
______________________________
(1) البيت لعنترة في ديوانه 158 و اللسان (صبر).
(2) في الأصل: «و الصبورة»، صوابه في المجمل و اللسان.
(3) في الأصل: «كلفت به»، صوابه في المجمل. و أول العبارة في المجمل: «صبرت بفلان أصبر به صبرا».
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 330
و أمَّا الأصل الثالث فالصُّبرة من الحجارة: ما اشتدّ و غلُظ، و الجمع صِبَارٌ. و في كتاب ابن دريد «1»: «الصُّبَارة: قطعةٌ من حديدٍ أو حجر» في قول الأعشي «2»:
من مَبْلغ عَمْراً بأنَّ المرءَ لم يخْلَق صُبارَه
قال ابنُ دريد: و روي البغداديُّون: «صَبارهْ»، و ما أدري ما أرادوا بهذا.
قلنا: و الذي أراده البغداديُّون ما رُوِي أنَّ الصِّبَار ما اشتدَّ و غلُظ. و هو في قول الأعشي:
قُبَيلَ الصُّبح أصواتُ الصِّبارِ «3»
فالذي أراده البغداديون هذا، و تكون الهاء داخلةً عليه للجمع.
قال أبو عُبيد: الصُّبْرُ: الأرض التي فيها حصباءُ و ليست بغليظة، و منه قيل للحرّة: أمُّ صَبَّار.
و مما حُمِل علي هذا قول العرب: وقَعَ القومُ في أمّ صَبُّور، إذا وقعوا في أمر عظيم.

صبع

الصاد و الباء و العين أصل واحد، ثمّ يستعار. فالأصل إصبع الإنسان، واحدةُ أصابعه. قالوا: هي مؤنّثة. و قالوا: قد يذكَّر. و
روي عن النبي صلي اللّٰه عليه و آله و سلم أنّه قال: «هل أنت إلّا إصبعٌ دميتِ، و في سبيل اللّٰه
______________________________
(1) في الجمهرة (1: 260).
(2) الذي في الجمهرة أنه عمرو بن ملقط للطائي. و كذا صحح نسبة الشعر ابن بري، كما في اللسان. و انظر ديوان الأعشي 111 حيث قصيدة البيت و لم يرو فيها.
(3) صدره كما في ديوان الأعشي 244 و اللسان (صبر):
كأن ترنم الهاجات فيها
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 331
ما لقيتِ «1»».
هكذا علي التأنيث. و يقال: صَبَع فلان بفلانٍ، إذا أشار نحوه بإصبعه، مُغْتاباً له.
و الإصبع: الأثر الحسَن، و هذا مستعارٌ. و مثلٌ يقال: لفلانٍ في ماله إصبَع، أي أثَرٌ جميل. و يقال للرَّاعي الحسنِ الرِّعْيَة للإِبل، الجميلِ الأثر فيها: إن له عليها إصبعاً. قال الرّاعي يَصِفُ راعياً:
ضعيف العَصَا بادِي العُروق تري له عليها إذا ما أجدَبَ النَّاسُ إصبعا «2»
و الصَّبْع: إراقتُك ما في الإناء من بين إصبعَيك.

صبغ

الصاد و الباء و الغين، أصلٌ واحد، و هو تلوين الشَّي‌ء بلونٍ ما.
تقول: صبغته أصبغه «3». و يُقال للرُّطَبة: قد صَبَّغَتْ. فأمّا قولُه تعالي: صِبْغَةَ اللّٰهِ فقال قوم: هي فِطرتُه لخلْقِه. و قال آخرون: كلُّ ما تُقُرِّب به إلي اللّٰه تعالي صِبغة.
و الأصبغ: الفرس في طرف ذَنبِه بياض. و ذلك دون الأشكل «4»، و الأوّل مشبَّه بالشي‌ء يُصبَغ طرَفُه.

صبي

صبي الصاد و الباء و الحرف المعتلّ ثلاثة أصولٍ صحيحة: الأول يدلّ علي صغر السّنّ، و الثاني ريحٌ من الرياح، و الثالث [الإمالة «5»].
______________________________
(1) هذا من الحديث الذي وافق وزن الشعر، و ليس به.
(2) أنشده في اللسان (صبع) و قال: «أي حاذق الرعية لا يضرب ضرباً شديداً».
(3) في الأصل: «يقول لصبغه». و مضارعه يقال بفتح الباء و كسرها و ضمها.
(4) الأشعل، بالعين المهملة. و في الأصل: «الأشغل»، تحريف.
(5) هذه الكلمة مبيض لها في الأصل. و الكلام بعد يقتضيها أو يقتضي شبيهها.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 332
فالأوّل واحد الصِّبْيةَ و الصِّبيان. و رأيته في صباه، أي صغره. و المصْبي:
الكثير الصِّبيان. و الصَّباء، ممدود الصِّبا، و يمدُّ مع الفتح «1». أنشد أبو عمرو:
أصبحتُ لا يَحمِل بعضي بعضا كأنما كان صَبَائي قَرْضَا «2»
و من الباب: صبا إلي الشّي‌ء يصبُو، إِذا مال قلبُه إليه. و الاشتقاق واحد، و الاسم الصَّبْوة. و قال العجَّاج في الصِّبا:
و إنما يأتي الصِّبا الصَّبيُّ «3»
و الثاني: ريح الصَّبَا، و هيَ التي تستقبل القبلة. يقال صبَتْ تصبُو.
الثالث: قول العرب: صَابيْتُ الرُّمح «4».
فأمّا المهموز فهو يدلُّ علي خروجٍ و بروز. يقال صبأ من دينٍ إلي دين، أي خرج. و هو قولهم: صبأ نابُ البعير، إذا طلع. و الخارجُ من دينٍ إلي دين صابئ و الجمع صابئون و صُبَّاءٌ.

باب الصاد و التاء و ما يثلثهما

صتع

الصاد و التاء و العين كلمتان: إحداهما مُختلفٌ في تأويلها، و الأخري تردُّدٌ في الشَّي‌ء.
قال ابن دريد: «الصَّتَع، أصل بناء الصُّنْتع «5»». ثم اختلف قولُه و قولُ الخليل: الصَّتَع: الشَّابّ الغليظ. و أنشد:
______________________________
(1) أي إذا مد كان مفتوح الصاد.
(2) أنشده في المجمل أيضاً و قال: «و هذا لو قصر لم يضر».
(3) ديوان العجاج 66. و أنشده في اللسان (19: 173) بدون نسبة.
(4) فسره في المجمل بقوله: «هيأته للطعن». و في اللسان: «أملته للطعن».
(5) بعده في الجمهرة (2: 18): «النون زائدة. ظليم صنتع: صغير الرأس دقيق العنق».
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 333
و ما وِصال الصَّتَع القُمدِّ «1»
و قال ابن دريد: الصُّنْتع الظَّليم الصّغير الرأس.
و الكلمة الأخري: التَّصَتُّع: التردّد في الأمر مجيئاً و ذَهاباً.

صتم

الصاد و التاء و الميم أصلٌ صحيح يدلُّ علي تمام و قوة. قال ابن دريد «2»: الصَّيْتَمة «3»: الصَّخَرة. قال: و أعطيتُه ألفاً صَتْماً. و أمّا الصَّتَم فالشَّاب القويُّ الخَلْق.

باب الصاد و الحاء و ما يثلثهما

صحر

الصاد و الحاء و الراء أصلان: أحدهما البَرَاز من الأرض، و الآخر لونٌ من الألوان.
فالأوّل الصحراء: الفضاء من الأرض. و يقال أصحر القَومُ، إذا بَرَزوا.
و من الباب قولُهم: لقيته صَحْرَةَ بَحْرَةَ «4»، إذا لم يكن بينك و بينه سِتْر.
و الصُّحْرة: الصَّحراء في قول أبي ذؤيب:
سَبيٌّ مِن يَرَاعَتِهِ نفاه أتِيٌّ مَدَّهُ صُحَرٌ و لُوبُ «5»
و الأصل الآخر: الصُّحْرة، و هو لونٌ أبيضُ مُشرَبٌ حمرةً. و أتانٌ صحراءُ:
______________________________
(1) قبله في اللسان (صتع):
يا ابنة عمرو قد منحت و دي و الحبل ما لم تقطعي فمدي
(2) الجمهرة (2: 19).
(3) و كذا في المجمل. و في اللسان و الجمهرة و القاموس: «الصتيمة».
(4) صحرة بحرة بالتركيبب، كما ضبط في المجمل. و قال في اللسان: «و هي غير مجراة.
و قيل لم يجريا لأنهما اسمان جعلا اسما واحداً». و يقال أيضاً بالتنوين فيهما، كما في اللسان و القاموس.
و بضم أولهما أيضا في لغة.
(5) ديوان أبي ذؤيب 92 و اللسان (صحر).
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 334
في لونها صُحْرة، و هي كُهبةٌ في بياضٍ و سواد. و يقال: اصحارَّ النّبتُ، إِذا هَاج؛ و ذلك أنّ لونَه يتغيَّر و يختلِط.

صحف

الصاد و الحاء و الفاء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ علي انبساطٍ في شي‌ء و سَعَةٍ. يقال إِنّ الصَّحِيفَ: وجهُ الأرض. و الصَّحِيفة: بشَرَةُ وجهِ الرجل.
قال البَعِيث:
و كلُّ كُلَيْبّيٍ صحيفةُ وجْهِهِ أذَل لأقدِام الرِّجال مِن النَّعلِ
و من الباب: الصَّحيفة، و هي التي يُكتَب فيها، و الجمع صحائفُ، و الصُّحفُ أيضاً، كأنَّه جمع صحيف. قال:
لما رأَوْا غدوَةً جَبَاهَهُمُ حنّتْ إِلينا الأرحام و الصُّحُفُ
و الصَّحْفَة: القَصعة المُسْلنطِحَة. و قال الشَّيبانيّ: الصِّحاف مَناقِعُ صغارٌ تُتَّخَذ للماء، الجمع صُحُف.

صحل

الصاد و الحاء و اللام كلمة، و هي بَحَحٌ في الصَّوت. يقال للأبحِّ الأصحل، و المصدر الصَّحَل، و هو صَحِلٌ، قال الأعشي:
صَحِل الصوت أبَحّ «1»

صحم

الصاد و الحاء و الميم أصَيلٌ صحيح يدلُّ علي لونٍ. فالأصْحَم:
الأغبر إِلي السَّواد. و بلدةٌ صَحْماءُ: مغْبَرَّة. و اصحامَّت البَقْلة: اخضارَّت. و إنَّما قيل لها ذاك لأنّها إذا رَوِيت فكأنها سوداء. و لذلك يقال: إدْهامَّتْ.
______________________________
(1) البيت من قصيدة للأعشي في ديوانه 159. و هو بتمامه:
فتراه زيما من خلفها ذا رنين صحل الصوت أيح
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 335‌

صحن

الصاد و الحاء و النون أصَيلٌ يدلُّ علي اتّساعٍ في شي‌ء.
من ذلك الصَّحْن: وَسْط الدَّار. و يقولون: جَوْبَة تنجاب في الحَرَّة. و بذلك شُبِّه العُسُّ العظيم فقيل له صَحْن.
و مما شَذَّ عن الباب قولهم: صَحَنْتُ بينَ القوم، إذا أصلحتَ بينهم.
و ربَّما قالوا صحنتُه شيئاً، إذا أعطيتَه. و يقولون: صَحَنَه صَحَناتٍ، أي ضَرَبَه ضَرَبات. و ناقةٌ صَحُونٌ، أي رَمُوح.

صحو

الصاد و الحاء و الحرف المعتل أصلٌ صحيح يدلُّ علي انكشاف شي‌ء. من ذلك الصَّحْو: خِلاف السُّكْر. يقال صحا يصحو السَّكْرانُ فهو صاحٍ. و من الباب: أصْحَت السَّماءُ فهي مُصْحِيَة. و روي عن أبي حاتم قال:
العامّة تظنُّ أنّ الصَّحو لا يكون إلّا ذهابَ الغَيم؛ و ليس كذلك، إنَّما* الصحو ذَهاب البَرْدِ، و تفرُّقُ الغَيم.
و مما شذَّ عن هذا الأصل المِصحاةُ، كالجام يُشرَب فيه.

صحب

الصاد و الحاء و الباء أصلٌ واحد يدلُّ علي مقارَنة «1» شي‌ءٍ و مقاربته. من ذلك الصَّاحب و الجمع الصَّحْب، كما يقال راكب و رَكْبٌ.
و من الباب: أصحب فلانٌ: إذا انقاد. و أصْحَبَ الرّجُل، إذا بلغ ابنُه. و كلُّ شي‌ءٍ لاءم شيئاً فقد استصحبه. و يقال للأديم إذا تُرِك عليه شَعَرُه مُصْحَبٌ.
و يقال أصحب الماءُ، إِذا علاه الطُّحْلَب.
______________________________
(1) في الأصل: «مقاربة» فيكون ما بعده تكرارا.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 336‌

باب الصاد و الخاء و ما يثلثهما

صخد

الصاد و الخاء و الدال أصلٌ صحيح يدلُّ علي شدّةٍ في حَرٍّ و غيره. فالصَّيْخَد: شدّة الحَرّ. و يقال الصَّيخَد: عين الشَّمس. و اصطَخَدَ الْحِرْباءُ:
تَصَلَّي بحرِّ الشَّمس. و يومٌ صَخَدان، علي فَعَلان «1»: شديد الحَرّ. و يقال: صَخَد النهار يَصْخَد من شدّة الحرّ، و صَخِد يَصْخَد «2». و الصَّخْرة الصَّيخود: الشّديدة.
و مما يقارِب هذا في باب الشِّدّة قولهم: صَخَد الصُّرَد، إذا صاح صِياحاً شديداً. و كذلك صَخَد الرّجُل.

صخر

الصاد و الخاء و الراء كلمةٌ صحيحة، و هي الصَّخْرة: الحَجَرةُ العظيمة. و يقال صَخْرَةٌ و صَخَرَة.

صخب

الصاد و الخاء و الباء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ علي صوتٍ عال.
من ذلك الصَّخَب: الصَّوْت و الجَلَبة. و قال بعضُهم: رجلٌ صَخْبانُ: كثير الصّخْب. و ماءٌ صَخِبُ الآذِيِّ «3»، إِذا كان له صوت.

صخم

صخم الصاد و الخاء و الميم كلمة. يقال للمنتصب مُصْطَخِم.

صخي

الصاد و الخاء و الياء كلمة، يقال: صِخيَ الثَّوبُ يَصْخَي؛ و هو وسَخٌ و دَرَن، فهو صَخٍ. و الاسم الصَّخَي.
______________________________
(1) كذا ضبطت الكلمتان في المجمل. و أجازوا إسكان الخاء عن ثعلب.
(2) في الأصل: «و صخد يصخد يصخد»، بضبط المضارع الأول بكسر الخاء و الثاني بفتحها.
و أري فيه تحريفا و تكرارا.
(3) في الأصل: «و ما صخب الأذي».
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 337‌

باب الصاد و الدال و ما يثلثهما

صدر

الصاد و الدال و الرّاء أصلان صحيحان، أحدُهما يدلُّ علي خلاف الوِرْد، و الآخَر صَدْر الإنسان و غيره.
فالأوّل قولُهم: صَدَرَ عن الماء، و صَدَر عن البِلاد، إذا كان وَرَدَها ثمَّ شَخَص عنها.
و قال الأحْمَر «1»: يقال صَدَرت عن البِلاد صَدَراً، و هو الاسم، فإن أردْتَ المصدر جزمت الدّال. و أنشد:
و ليلةٍ قد جَعلْتُ الصُّبح موعدَها صَدْرَ المطيَّة حتَّي تعرِفَ السَّدَفا «2»
صَدْر المطية مصدر.
و أمَّا الآخر فالصَّدر للإِنسان، و الجمع صُدور، قال اللّٰه تعالي: وَ لٰكِنْ تَعْمَي الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ. ثم يشتقُّ منه. فالصِّدَار: ثوبٌ يغطِّي الرَّأس و الصَّدْر. و الصِّدَار: سَمِةٌ علي صدر البعير. و التَّصدير: حبل يُصدَّر به البعير لئلَّا يُرَدَّ حِمْلُه إلي خَلْفه. و المُصَّدر: الأسَد، سُمِّي بذلك لقوّة صَدْرِه.
و المصدور: الذي يشتكي صَدْرَه.

صدع

الصاد و الدال و العين أصلٌ صحيح يدلُّ علي انفراجٍ في الشي‌ء. يقال صَدَعْتُه فانصدَعَ و تصدَّع. و صَدَعتُ الفلاةَ: قطعتُها. و دليلٌ هاد
______________________________
(1) هو خلف الأحمر. و في الأصل: «الآخر»، صوابه في المجمل.
(2) البيت لابن مقبل، كما في اللسان (صدر).
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 338
مِصدَع. و الصَّدْع: النّبات؛ لأنه يَصدَع الأرض، [في] قوله تعالي: وَ الْأَرْضِ ذٰاتِ الصَّدْعِ.
و من الباب: صَدَع بالحقِّ، إِذا تكلَّمَ به جهاراً. قال سبحانَه لنبيِّه عليه السلام: فَاصْدَعْ بِمٰا تُؤْمَرُ. و يقال تصدَّع القَوْمُ، إِذا تفرّقُوا. و الصِّدْعَة من الإِبل: قِطعةٌ كالسِّتِّين و نحوِها، كأنَّها انصدعت عن العَكَر العظيم.
و مما شذَّ عن الباب: الصَّدَع: الفَتِيُّ من الأوعال.

صدغ

الصاد و الدال و الغين أصلان، أحدهما عضوٌ من الأعضاء، و الآخَر يدلُّ علي ضَعْف.
فالأوّل الصُّدْغ، و هو ما بين خَطِّ العين إلي أصل الادُن. يقال صَدَغْت الرّجل، إِذا حاذيتَ صُدْغَه بصُدْغِك في المشي. و الصِّداغ: سِمَة في الصُّدْغ.
و الأصل الآخَر الصَّدِيغ: الرجل الضَّعيف. يقال ما يَصْدَغ نملةً من ضَعْف «1»، أي ما يقتُل. و يقال إنَّ الصَّديغ الولدُ إلي أن يستكملَ سبعةَ أيام «2».
و مما شذَّ عن البابين قولُهم: صدغتُه عن الشي‌ء، أي كففتُهُ عنه.

صدف

الصاد و الدال و الفاء أصلان: [الأوّل] يدلُّ علي المَيْلِ، و الثاني عَرَضٌ من الأعراض.
فالأوّل قولهم: صَدَف عن الشي‌ء، إذا مال* عنه و ولَّي ذاهباً. قال اللّٰه تعالي:
سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيٰاتِنٰا. و الصَّدَف من البعير: أن يميل خُفُّهُ من
______________________________
(1) في المجمل: «من ضعفه»
(2) في اللسان: «سمي بذلك لأنه لا يشتد صدغاه إلا إلي سبعة أيام».
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 339
اليد أو الرِّجْل إلي الجانب الوَحشيّ «1»؛ و قد صَدِفَ. و يقال للإٍبل التي تقف عند أعجاز الإبل علي الحوض تنتظر انصرافَ الشّاربةِ لتدخُل: هي الصَّوادف. قال:
النّاظراتُ العُقَبَ الصَّوادفُ «2»
و الصَّدَف: جانب الجبَل، و إنما سُمِّي لميْله إلي إحدي الجِهَتين
و أمّا الآخر فالصَّدَف المَحارة، هي معروفة.

صدق

الصاد و الدال و القاف أصلٌ يدلُّ علي قوّةٍ في الشي‌ء قولًا و غيرَه. من ذلك الصِّدْق: خلاف الكَذِبَ، سمِّي لقوّته في نفسه، و لأنَّ الكذِبَ لا قُوَّة له، هو باطلٌ. و أصل هذا من قولهم شي‌ءٌ صَدْقٌ، أي صُلْب.
و رُمْح صَدْقٌ. و يقال صَدَقُوهم القِتالَ، و في خلاف ذلك كَذَبوهم. و الصِّدِّيق:
الملازم للصِّدْق. و الصَّدَاق: صَدَاق المرأة، سُمِّي بذلك لقوّته و أنّه حقٌّ يَلزمُ.
و يقال صَدَاقٌ و صُدْقة و صَدُقة «3». قال اللّٰه تعالي: وَ آتُوا النِّسٰاءَ صَدُقٰاتِهِنَّ نِحْلَةً.
و قرئت: صدقاتهنّ «4». و [من] الباب الصَّدَقة: ما يتصدَّق به المرءُ عن نفسه و ماله. و أمّا المُصَدِّق فخَبّرنا أبو الحسن علي بن إبراهيم، عن المفسِّر، عن القُتَيْبيّ قال: و مما يضَعُه النّاس غير موضعه قولهم: هو يتصدَّق، إِذا أعطي، و يتصدّق
______________________________
(1) في الأصل: «من جانب الوحشي»، صوابه في المجمل و اللسان.
(2) أنشده في المجمل و اللسان، و سيأتي في (عقب). و قبله في تاج العروس:
لاري حتي تنهل الروادف
(3) كذا ضبطت الكلمتان في الأصل. و زاد في اللسان و القاموس «صدقة» بالفتح، و بفتحتين و بضمتين. و يقال أيضا: «صداق» ككتاب.
(4) لم تضبط أي كلمة منهما في الأصل. و قد قرأ الجمهور: «صدقاتهن» بفتح الصاد و ضم الدال.
و قرأ قتادة بإسكان الدال و ضم الصاد، و قرأ مجاهد و موسي بن الزبير و ابن أبي عبلة و فياض ابن غزوان بضمهما. تفسير أبي حيان (3: 166).
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 340
إِذا سأل. و ذلك غلطٌ، لأن المتصدِّق المُعطي. قال اللّٰه تعالي في قصّة من قال:
وَ تَصَدَّقْ عَلَيْنٰا. و حدَّثَنا هذا الشيخ عن المَعْدَانيِّ عن أبيه، عن أبي مُعاذ، عن اللَّيْث، عن الخليل قال: المُطْعِم مُتَصَدِّق و السَّائل متصدِّق. و هما سواء. فأمَّا الذي في القرآن فهو المعطِي. و المُصَدِّق: الذي يأخذ صَدَقات الغنم. و يقال: هو رجلُ صدقٍ «1». و الصَّدَاقة مشتقّة من الصِّدق في المودّة. و يقال صَدِيق للواحد و للاثنين و للجماعة، و للمرأة. و ربما قالوا أصدقاءُ، و أصادق. قال:
فلا زِلْنَ حَسْرَي ظُلَّعاً لِمْ حَمَلْنَها إلي بلدِ ناءٍ قليل الأصادقِ «2»

صدم

الصاد و الدال و الميم كلمةٌ واحدة، و هي الصَّدْم، و هو ضَرْب الشَّي‌ءٍ الصُّلْبِ بمثله.

صدن

الصاد و الدال و النون أصلٌ ضعيف. يقولون الصَّيْدَن:
الثَّعْلَب.

صدي

الصاد و الدال و الحرف المعتل فيه كلمٌ متباعدةُ القياس، لا يكاد يلتقي منها كلمتانِ في أصل. فالصَّدَي: الذَّكَرُ من البُوم، و الجمع أصداء.
قال:
فليس الناسُ بعدَكَ في نقيرِ و ما هم غيرَ أصداءٍ و هامِ «3»
و الصَّدَي: الدِّماغُ نفسُه، و يقال بل هو الموضع الذي جُعِل فيه السَّمْع من
______________________________
(1) كذا ضبط في المجمل بالإضافة. و يقال أيضا «رجل صدق» بالوصف، مع كسر الصاد و فتحها.
(2) لم، أي لماذا. و في الأصل:
… «لم يحملنها»
، صوابه من المخصص (17: 30)، حيث أنشد البيت. و أوله عنده:
«فلا زلن دبري …»
. (3) البيت للبيد في ديوانه 135 و اللسان (صدي، نقر). في نقير، أي ليسوا بعدك في شي‌ء.
و في الأصل:
… «من نقر»
، صوابه في الديوان و اللسان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 341
الدِّماغ، و لذلك يقال: أصَمَّ اللّٰهُ صَدَاه. و يقال بل هذا صَدَي الصَّوْت، و هو الذي يُجيبك إِذا صِحْت بقُرْبِ جَبَل. و قال يصف داراً:
صَمَّ صداها و عفا رسمُها و استعحمَتْ عن منطقِ السَّائِل «1»
و الصَّدَي: الرَّجُل الحسَنُ القِيام علي ماله، يقال هو صَدَي مالٍ. و لا يقال إلّا بالإضافة. و الصَّدَي: العَطَش، يقال رجلٌ صَدٍ و صادٍ، و امرأة صادية.
و تصدَّي فُلانٌ للشَّي‌ء يستشرفه ناظراً إليه. و التَّصدية: التَّصفيق باليدين. قال اللّٰه تعالي: وَ مٰا كٰانَ صَلٰاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلّٰا مُكٰاءً وَ تَصْدِيَةً. فأمَّا الصَّوادي من النَّخْل فهي الطِّوال. و يقال: صاديتُ فلاناً، إِذا دارَيْتَه. و صاديت [فلاناً مُصاداةً: عاملتُه بمثل صَنيعه «2»].
و إِذا كان بعد الدَّال همزة تغيَّر المعني، فيكون من الصَّدَأ صدإ الحديد.
يقولون: صاغِرٌ صَدِئٌ من صدأ العار «3».

صدح

الصاد و الدال و الحاء أصَيلٌ يدلُّ علي صوت. يقال صدح الدِّيك و الغُراب. و كان اللِّحياني يقول: إنّه لَصَيْدَحٌ، أي مرتفع الصَّوت.
و يقولون- و ليس هو من هذا القياس: إِنَّ الصُّدْحَة خَرَزة يُؤَخَّذ بها. و يقال الصَّدَح: الإكام «4». و اللّٰه أعلم.
______________________________
(1) لامرئ القيس في الديوان 148 و اللسان (صدي).
(2) التكملة من المجمل، و قد بيض لها في الأصل.
(3) في اللسان: «و فلان صاغر صدي‌ء إذا لزمه صدأ العار و اللوم».
(4) و كذا في المجمل. و في اللسان: «الأزهري: الصدحان آكام صغار صلاب الحجارة واحدها صدح».
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 342‌

باب الصاد* و الراء و ما يثلثهما

صرع

الصاد و الراء و العين أصلٌ واحد يدلُّ علي سقوطِ شي‌ءٍ إِلي الأرض عن مراس اثنين، ثم يُحمَل علي ذلك و يشتقُّ منه. من ذلك صرَعْتُ الرّجلَ صرْعاً، و صارعتُه مصارَعَة، و رجلٌ صَرِيع. و الصَّريع من الأغصان:
ما تَهدَّلَ و سقط إلي الأرض، و الجمع صُرُع. و إِذا جُعِلَتْ من ذلك السّاقط قَوْسٌ فهي صَرِيع.
و أمّا المحمول علي هذا فقولُهم: هما صِرْعان، يقال إنّ معني ذلك أنَّهما يقعان معاً. و هذا مثَلٌ و تشبيه. و كذلك مِصْراعا البابِ مأخوذانِ من هذا، أي هما متساويان يقعان معاً. و الصَّرعانِ: إبلان يختلفان في المشْي، فتذهب هذه و تجي‌ء هذه لكثرتها. قال:
فَرَّجْتُ عنه بِصَرْعينا لأرملةٍ أو بائس جاء معناه كمعناه «1»
و مَصارع النَّاس: مَساقِطُهم. و قال أبو زيد: أتانا صَرْعَيِ النّهار، غُدْوةً و عَشيّة. و هذا محمولٌ علي ما ذكرناه، من أنّ الصِرَّعَين المِثلان. و القياس فيه كلِّه واحد.

صرف

الصاد و الراء و الفاء معظم بابِه يدلُّ علي رَجْع الشي‌ء. من ذلك صَرفْتُ القومَ صَرفاً و انصرفوا، إِذا رجَعْتَهم فرَجَعوا. و الصَّرِيف: اللّبَن ساعةَ يُحلَب و يُنصرَف به. و الصَّرْف في القُرْآن: التَّوبة «2»، لأنّه يُرجَع به
______________________________
(1) البيت مع قرين له في اللسان (صرع).
(2) في الآية 19 من سورة الفرقان: فَقَدْ كَذَّبُوكُمْ بِمٰا تَقُولُونَ فَمٰا تَسْتَطِيعُونَ صَرْفاً وَ لٰا نَصْراً.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 343
عن رتبة المذنبين. و الصَّرْفة: نجم. قال أهلُ اللغة سمِّيت صرفةً لانصراف البرد عند طلوعها. و الصَّرْفة: خَرَزة يؤخَّذ بها الرِّجال، و سمِّيت بذلك كأنَّهم يصرفون بها القلبَ عن الذي يريده منها. قال الخليل: الصَّرْف فَضْل الدِّرهم علي الدِّرهم في القِيمة. و معني الصَّرف عندنا أنَّه شي‌ءٌ صُرِف إلي شي‌ءٍ، كأنَّ الدِّينارَ صُرِف إلي الدراهم، أي رُجِع إليها، إِذا أخذتَ بدلَه. قال الخليل: و منه اشتُقَّ اسمُ الصَّيَرفيّ، لتصريفه أحدَهما إلي الآخَر. قال: و تصريف الدَّراهِم في البِياعات كلِّها:
إنفاقُها. قال أبو عُبيدٍ: صَرْف الكلام: تزيينه و الزِّيادةُ فيه، و إنَّما سمِّي بذلك لأنّه إِذا زيِّن صرف الأسماعَ إلي استماعه. و يقال لحَدَث الدَّهْر صَرفٌ، و الجمع صُروف، و سمِّي بذلك لأنه يتصرَّف بالناس، أي يقلِّبهم و يردِّدهم. فأمّا حِرْمةَ الشّاءِ و البقَر و الكلاب، فيقال لها الصِّرَاف، و هو عندنا من قياس الباب، لأنها تَصَرَّف أي تَرَدّدَ و تُراجِع فيه. و من الباب الصَّريف، و هو صَوت نابِ البعير.
و سمِّي بذلك لأنّه يردِّده و يرَجِّعه. فأمّا قولُ القائل:
بَنِي غُدانةَ ما إنْ أنتمُ ذهباً و لا صريفاً و لكن أنتم الخزَفُ «1»
فقال قومٌ: أراد بالصَّريف الفِضّة. فإن كان صحيحا فسميِّت صريفاً من قولهم:
صّرَفت الدِّينارَ دراهمَ، ليس له وجهٌ غير هذا.
و ممّا أحسِبَه شاذًّا عن هذا الأصل: الصَّرَفَانُ، و هو الرَّصاص. و الصَّرَفانُ في قوله:
أمْ صرفاناً باردا شديدا «2»
______________________________
(1) البيت في اللسان (صرف) و الخزانة (2: 124) بدون نسبة فيهما.
(2) من الرجز المقول علي لسان الزباء. اللسان (صرف).
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 344
مختلفٌ فيه، فقال قوم هو الرَّضاص. و قال آخَرون: الصَّرَفانُ: جنس من التَّمر. و أنشدوا:
أكْلَ الزُّبد بالصَّرَفان «1»
قالوا: و لم يكن يُهدَي للزّبّاء شي‌ءٌ من الطُّرف كان أحبَّ إليها من التَّمر.
و أنشدوا:
و لما أتتْها العير قالت أباردٌ من التَّمْرِ أم هذا حديدٌ و جندلُ «2»
و مما شذّ أيضاً الصِّرْف: شي‌ء من الصِّبْغ يُصبَغ به الأديم. قال:
كمَيْتٌ غير مُحْلِفةٍ و لكنْ كلون الصرْفِ عُلَّ به الأديمُ «3»
و علي هذا يُحمَل قولهم: شرِب الشّرابَ صِرْفاً، إِذا لم يمزُجْه، كأنّه تُرِك علي لونِه و حُمْرته.

صرم

الصاد و الراء و الميم أصلٌ واحدٌ صحيح مطَّرد، و هو القَطْع.
من ذلك صُرْم الهِجْران. و الصَّريمة: العزيمة علي الشي‌ء، و هو قَطْعُ كلِّ عُلْقةٍ دونَه. و الصُّرام: آخر اللّبَن بعد التغزير، إِذا احتاج الرّجل إليه حلبَه ضرورةً.
قال بشر:
ألَا أبلِغْ بني سعدٍ* رسولًا و مولاهُمْ فقد حُلِبَتْ صُرَامُ «4»
______________________________
(1) قطعة من بيت لعمران الكلبي في اللسان (صرف). و هو بتمامه:
أكنتم حسبتم ضربنا و جلادنا علي الحجر أكل الزبد بالصرفان
(2) البيت في المجمل و اللسان (صرف).
(3) لسلمة بن الخرشب الأنماري في المفضليات (1: 38). و نسب في اللسان (صرف) إلي الكلحبة اليربوعي.
(4) المفضليات (2: 135) و اللسان (صرم).
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 345
و هذا مَثلٌ، كأنّه يقول: قد بُلِغ من الشر آخِرُه و آخر الشي‌ء عند انقطاعه.
و يقال: أكل فلانٌ الصَّيْرَم، و هي الوَجْبة؛ لأنّه إِذا أكلها قطع سائر يومه. و يقال صَرَمْتُه صَرْماً، بالفتح و هو المصدر، و الصُّرْم الاسم. فأمَّا الصَّريم فيقال إنّه اسمُ الصُّبح و اسم اللّيل. و كيف كان فهو من القياس؛ لأنَّ كلَّ واحدٍ منهما يَصرِم صاحبَه و بَنصرِم عنه. قال اللّٰه تعالي: فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ. يقول: احترقت فاسوادَّت كاللَّيل. فهذا فيمن قاله إنّه اللَّيل. و أمّا الصُّبح فقال بشر:
فباتَ يقول أصبِحْ ليلُ حَتّي تَجَلّي عن صَريمتِه الظَّلامُ «1»
و الصَّريم: الرَّمل ينقطع عن الجدَد و الأرض الصُّلبة. و الصِّرام: وقت صَرْم الأعذاق. و قد أصرَمَ النّخلُ: حان صِرامُهُ. و الصِّرْمة: القطيع من الإبل نحوٌ من الثَّلاثين. و الصِّرَم: القِطَع من السَّحاب، واحدتها صِرمة. قال النابغة:
و هبَّت الريحُ من تِلقاءِ ذِي أُرُلٍ تُزْجِي من اللَّيل من صُرَّادِها صِرَما «2»
و الصِّرْم: طائفةٌ من القوم ينزلون بإبلهم ناحيةً من الماء، فهم أهل صَرم.
و الرَّجُل الصَّارم: الماضي في الأمور كالسَّيف الصَّارم. و ناقة مصرَّمة، أي يُصَرَّم طبْيُها فيفْسُدُ الإحليل فييْبس، فذلك أقوي لها؛ لأنَّ اللبن لا يَخرج. و يقال إنّ التَّصريم يكون بكَيِّ خِلفَينِ. و الصَّرماء: الأرض لا ماء بها. و يقال إنّ الصَّريمة الأرض المحصودُ زرعُها «3». فأمّا قوله:
و مَوماةٍ يحَار الطَّرْفُ فيها إِذا امتنعَتْ علاها الأصرَمانِ «4»
______________________________
(1) المفضليات (2: 135) و اللسان (صرم)
(2) و كذا في ديوانه 66 و معجم البلدان (أول). و في اللسان: «ذي أرك»، تحريف.
(3) في الأصل: «أرضها»، و صوابه في المجمل.
(4) أنشده المحي في جني الجنتين 20.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 346
فإنّ الأصرمَينِ الذِّئب و الغراب، سُمِّيا بذلك لقطعهما الأنيس.

صري

الصاد و الراء و الحرف المعتلّ أصلٌ واحد صحيح يدلُّ علي الجمع. يُقال: صَرَي الماءَ يصرِيه، إذا جمعه. و ماءٌ صَرًي: مجموع.
قال:
رأت غلاماً قد صَرَي في فقرتهْ ماءَ الشَّبابِ عُنفوانُ شِرَّتْه «1»
و كأَنَّ الصَّرَاةَ «2» مشتقَّة مأخوذة من هذا. و سمِّيت المُصَرَّاةُ من الشَّاء و غيرِها لاجتماع اللبن في أخلافها.
قال رسول اللّٰه صلي اللّٰه عليه و آله و سلم: «لا تُصَرُّوا الإبلَ و الغنم. و مَن اشتري مصرّاةً فهو بآخر النَّظَرَين «3»، إن شاء ردَّها و ردَّ معها صاعاً من تمر»
. و يقال صَرَيْت. ما بينهم: أصلحته، و ذلك هو القياس؛ لأنه يجمع الكلمةَ المشتَّتةَ. و تقول: صَرَيت الرّجُل، إذا منعته ما يريدُه. قال:
و ليسَ صارِيَهُ عن ذِكرها صارِ «4»
و القياس ذلك؛ لأنَّه إذا مُنع الشي‌ءَ فقد حُبِس «5» دونه و جُمِع عنه و يقولون:
صراه اللّٰه، كما يقولون: وقاه، أي لا نَشرَ أمرَه، بل جَمَع مالَه. و صَرَي فلانٌ [في يد فلانٍ، إذا بقَي «6»] في يده رَهْنا محبوساً.
______________________________
(1) للأغلب العجلي. و قد يسبق الكلام عليه و علي تخريجه في (رد 387).
(2) الصراة: نهران ببغداد، الصراة الكبري و الصراة الصغري. ياقوت.
(3) في اللسان: «فهو بخير النظرين».
(4) لابن مقبل في اللسان (صري). و صدره:
ليس الفؤاد براء أرضها أبداً
(5) في الأصل: «حين».
(6) التكملة من المجمل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 347
و شذَّ عن الباب الصَّرَاية: الحنظل، في قوله:
أَو صرَايةُ حَنْظَلِ «1»

صرب

الصاد و الراء و الباء أُصَيْلٌ صحيح يدلُّ علي مثل ما دلَّ عليه الباب الذي قبله. و زاد الخليل فيه وصفاً آخر، قال: الصرِيب: اللَّبن الذي قد حُقِن: و الوَطْب مُصرَّب. و قال ابنُ دُريد: كلُّ شي‌ءٍ أملسَ فهو صرَب.
و هذا الذي قاله ابنُ دريدٍ أقْيَس؛ لأنَّهم يسمُّون الصَّمغ الصرَب، و ينشدون:
أرض عن الخير و السُّلطانِ نائيةٌ و الأطيبان بها الطُّرْثُوثُ و الصَّربُ «2»
و الصَّمغ فيه مَلاسَة. و الذي قاله الخليل فَفرْعُه قولُهم للصبِّي إذا احتبس بَطْنُه:
صرَب ليَسْمَن، و ذلك عند عَقْدِه شَحْمه. و الصَّرَب: اللَّبَن الحامض.

صرح

الصاد و الراء و الحاء أصلٌ منقاس، يدلُّ علي ظهور الشَّي‌ء و بُروزه. من ذلك الشَّي‌ء الصريح. و الصريح: المحض الحسَب، و جمعه صُرَحاء. قال الخليل: و يجمع الخليلُ علي الصرائح. قال: و كلُّ خالصٍ صريح.
يقال هو بَيِّنُ الصَّراحة و الصُّروحة. و صرَّحَ بما في نفسه: أظهَرَه. و يقال:
كأس صراحٌ، إذا لم تُشَبْ بمِزاج. و صرَّحت الخمرُ، إذا ذهب عنها الزَّبد.
قال الأعشي:
كُمَيتٌ تكشَّف عن حُمْرةٍ إذا صرَّحَتْ بعد إزبادِها «3»
______________________________
(1) لامرئ القيس في معلقته. و البيت بتمامه:
كأن سراته لدي البيت قائما مداك عروس أو صراية حنظل
(2) أنشده في اللسان (صر) و إصلاح المنطق 45.
(3) في ديوان الأعشي 52 و اللسان (صرح): «كميتاً».
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 348
و يقال: جاء به صُرَاحا، أي جِهارا. و لقيت فلاناً مُصارَحة و صِراحاً، أي كِفاحا. و يقال صرَّح الحقُّ عن مَحْضه، أي انكشف الأمرُ بعد غُيوبه.
و الصَّرْحة: المكان، و يقال بل هو المَتْن من الأرض. و يقال يومُ مُصرِّح، إذا كان لا سحابَ فيه، و هو في شعر الطِّرِمّاح «1». و الصَّرْح: بيتٌ واحدٌ يُبني منفرداً ضخماً طويلا في السَّماء. و كلُّ بناءٍ عالٍ فهو صرْح.

صرخ

الصاد و الراء و الخاء أُصيلٌ يدلُّ علي صوتٍ رفيع.
من ذلك الصُّراخ، يقال صرَخ يَصرُخ، و هو إذا صوّت. و يقال الصَّارخ:
المستغيث، و الصارخ: المغيث، و يقال بل المُغيث مُصرِخ؛ لقوله تعالي في قصة من قال: مٰا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَ مٰا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ.

صرد

الصاد و الراء و الدال أصولٌ ثلاثة: أحدها البرد، و الآخر الخلوص، و الآخر القِلَّة.
فالأوَّل: الصَّرْد: البَرْد؛ و يومٌ صرِدٌ؛ و قد صرِد الرَّجل و رجلٌ مِصرادٌ:
جَزُوع من البَرْد. و الاسم الصَّرَد. قال الشاعر:
نِعْمَ شِعارُ الفتي إذا برَدَ اللَّيلُ سُحيراً و قفقَف الصَّرِدُ «2»
و من الباب قولهم: صرِد القلبُ عن الشي‌ء، إذا انتهي عنه. و ذلك أنَّه يسلو عنه و يُبرد و يَصرَد. و الصُّرَّاد: غَيم رقيق.
______________________________
(1) يعني قوله في ديوانه 85 و اللسان (صرح):
إذا امتل يهوي قلت ظل طخاءة ذري الريح في أعقاب يوم مصرح
(2) أنشده الكامل في المبرد 137 ليبسك. و بعده:
زينها اللّه في الفؤاد كما زين في عين والد ولد
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 349
و أمَّا الخلوص فالصَّرْد: البَحْت الخالص. و يقال كذِبٌ صرْد. و أُحِبُّك حُبًّا صَرْداً. و شرابٌ صرْد: خالص. قال:
فإنَّ النَّبيذ الصردَ إن شُرْبَ وحْده علي غير شي‌ءٍ أوجع الكبْدَ جُوعُها «1»
و من الباب: صرَد السَّهمُ من الرّميَّة، إذا نفذ حَدُّه. و نَضْلٌ صارد. و أنا أصردته، و هو الخلوص من الرَّميَّة.
و الباب الثالث: التصريد في السّقْي دون الرِّيّ. و شرابٌ مصرّد، أي مقلَّل. و صرَّد له العَطاء، إذا قلَّلهُ
و مما شذَّ عن الباب الصُّرَد: طائر. و الصُّرَدَانِ: عِرقانِ تحت اللِّسان.

صرط

الصاد و الراء و الطاء و هو من باب الإبدال، و قد ذكر في السين، و هو الطَّريق. قال:
أكُرُّ علي الحرورِيِّينَ مُهْري و أحملُهم علي وَضَح الصِّراطِ «2»

باب ما جاء من كلام العرب علي أكثر من ثلاثة أحرف أوله صاد

فالذي جاء منه علي القياس، الذي تقدَّم ذكره. [و أمّا المنحوت] فقولهم (الصَّعْنب) الصَّغير الرّأس، فهذا مما زيدت فيه الباء، و أصله الصاد و العين و النون، و قد قلناه في الصِّعْوَنّ، و مضي تفسيره «3».
و من الباب: (اصْمَقَرَّ) اللّبنُ، إذا اشتدَّت حُموضته. و هذا منحوتٌ من
______________________________
(1) في الأصل: «الصردان يشرب وحده»، صوابه في المجمل و اللسان (صرد). و شرب، هي شرب، بالبناء للمجهول سكن منه الراء للضرورة كقوله:
لو عصر منه البان و المسك انعصر
(2) أنشده في المجمل و اللسان (صرط).
(3) مادة (صعن) ص 286.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 350
كلمتين. من صقر و مقر. أمّا مقر فهو الحامض، و من ذلك يقال سمكٌ ممقور.
و أما صقر فمن الخُثورة، و لذلك سمِّي الدِّبْس صقراً، و قد مرّ.
و من ذلك قولهم: بعير (صلخد «1») أي صُلْب، فاللام فيه زائدة، و إنّما هو من صَخَد و الصَّخْرةِ الصَّيْخُود، و قد فسرناه.
و من ذلك: (الِصَّلْقَم)، و هو الشديد العضّ. و هذه منحوتةٌ من كلمتين: من صَلَقَ و لَقَم، كأنّه يجعل الشّي‌ءَ كاللُّقمة. و الصَّلْق من الأنياب الصَّلَقات، و قد مضي.
و من ذلك: (الصِّرْداح) و (الصَّرْدَح)، و هي الناقة الصُّلْبة. و هذا مما زيدت فيه الدَّال. و أصله من الصَّرْح، و هو البناء العالي القويّ.
و من ذلك كلمةٌ ذكرها ابن دريد «2»، و هي في القياس جيّدة صحيحة. قال:
«ناقة صَيْلَخود: صُلْبة شديدة»، و قد فسرناها في الصّلخد.
و من ذلك (اصمَعَدَّ) الرّجل: ذهب في الأرض. و هذا ممّا زيدت فيه الميم.
و إنّما هو من أَصْعَدَ في الأرض، و قد فسَّرناه.
و من ذلك (صَلْفَع) رأسَه، إذا حلقه. و الفاء فيه زائدة، و هو من الصَّلَع.
و قال قومٌ: صلفَعَه، إذا ضرب عنقَه. و هو قريبٌ، إِلّا أنّ الأوّل أقْيَس.
و من ذلك قول الأحمر: (صَلْمعتُ) الشي‌ء، إِذا قلعتَه من أصله. و قال الفرّاء: صَلْمَعَ رأسَه، إِذا حلق شعْره. و الميم في الكلمتين زائدة. و يقال إِن (الصَّلْمعة) و (الصَّلْفعة): الإفلاس. و هو القياس.
______________________________
(1) يقال (صَلْخَد) و (صِلَخْد) و (صِلْخَدّ).
(2) الجمهرة (3: 403).
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 351
و من ذلك (الصِّمْرِد): النّاقة القليلة اللَّبن، و الميم فيه زائدة. و هو من صرد.
و قد قلنا إِنّ التَّصريد: التَّقليل.
و من ذلك (الصُّمَّلِك): الشديد القُوّة، و الكاف فيه زائدة، و الأصل الصُّمُلّ.
و من الباب (الصَّهْصَلِق) الشَّديد الصَّوت الصّخّاب. يقال امرأة صَهْصَلِق:
صخّابة. و هذا منحوتٌ من كلمتين: من صهل و صلق، و قد ذكرناهما. قال ابنُ أحمر:
صَهْصَلِق الصّوت إذا ماغَدَتْ لم يَطْمَع الصَّقرُ بها المنكدِرْ «1»
و من ذلك (المصمئِلّة): الدَّاهية. و الأصل صَمَل، و قد مضي ذكره و من ذلك (الصّفاريت)، و هم الفُقَراء، الواحد صِفْريت. قال ذو الرّمّة:
و لا خُورٍ صَفَاريتِ «2»
و التاء فيه زائدة، و إنّما هو من الصِّفْر، و هو الخالي.
و من ذلك (الصَّعْنَبة)، أي تَصَومُع الثَّريدة. و الباء فيه زائدة، و هو من المُصْعَنّ «3» و الصِّعْوَنّ، و قد ذكرناه.
و من ذلك (الصَّمْعَرةُ «4»)، و هو ما غلُظ من الأرض. و (الصَّمْعَريّة) من الحيّات. الخبيثة. و (الصَّمعريُّ): اللئيم. و قياس هؤلاء الكلماتِ واحد، و هي
______________________________
(1) في الأصل: «إذا ما عذب* لم يطمع الصفو»، صوابه في المجمل.
(2) قطعة من بيت لذي الرمة في ملحقات ديوانه 663 و اللسان (صفر). و هو بتمامه:
بفتية كسيوف الهند لا ورع من الشباب و لا خور صفاريت
(3) في الأصل: «الصعن». تحريف.
(4) و كذا في المجمل. و لم تذكر في اللسان. و ذكر في القاموس: «الصمعر».
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 352
منحوتةٌ من صَمَر و مَعَر. أمّا صمر فاشتدّ. و أمَّا معر فقلّ نبته و خَيره. و قد ذُكِر في بابه.
و من ذلك (الصِّمْلَاخ): خَرْق لأُذُن، و اللام فيه زائدة، و إنّما هو الصِّماخ، و قد ذكرا. و من ذلك (الصُّمَالخ): اللبن الخاثر المتلبِّد «1». فهذا من صلخ و صمل أمّا صمل فاشتدّ، و أمّا صَلَخ فمن الصَّمَم. فكأنّ اللّبَن إذا خثُر لم يكنْ له عند صبِّه صَوت.
و من ذلك (الصِّقَعْل)، و هو التَّمر اليابس «2». و هذا من الصَّقْل. و العين فيه زائدة، و ذلك أنّه إذا يبس صار كالشَّي‌ء الصَّقيل «3».
و من ذلك (الصِّلْدمَة). الفَرَس الشَّديدة. و هذه من صَلَدْ و صَدَمَ. أمَّا الصَّلْد فالشَّديد، و هو من الصَّخْرة الصَّلْد. و الصَّدْم من صَدْم الشّي‌ء، و قد مرّ ذكره.
فأمَّا (الصِّنْتِيت): و هو السيِّد، فمضي ذكرُه؛ لأنّه من باب الإبدال، و هو الصِّنْديد.
و من ذلك (الصَّقْعب): الطَّويل من الرِّجال. فهذا منحوتٌ من كلمتين من صَقَب و صَعَب. أمّا الصَّقْب فالطَّويل، و الصَّعب من الصُّعوبة.
و من ذلك (الصَّلْهب): الرّجُل الطَّويل. فهذا معنيان: الإبدال و الزِّيادة.
أمّا الإبدال فالصاد بدل السين، و هو السَّلْهَب. و إذا كانت الهاء زائدة فهو من السَّلِب، و هو الطَّويل.
______________________________
(1) في الأصل: «المتكبد»، صوابه في اللسان.
(2) زاد في اللسان: «ينقع في المخض»، و أنشد:
تري لهم حول الصقعل عثيره
(3) في الأصل: «الصفقل»
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 353
و أمَّا الذي وُضع وَضْعاً، و هو غيرُ منقاسٍ عندي، (فالصُّنْبور) النَّخلة تبقي منفردةً و يَدِقُّ أسفلُها. و الصُّنْبور: مَثْعَب الحوض. و الصُّنبور: الرَّجل الفَرْد الذي لا ولدَ له و لا أخ. و الصُّنبور: القَصَبة التي تكون في الإداوة من حديد أو رصاصٍ يُشرَب بها. و أمَّا (الصِّنَّبْر) و هو البرد الشديد، فالنون و الباء فيه زائدتان، و هو من الصِّرّ.
و مما وُضِع وضعاً، و لعله أن يكون كالنَّبَز: (الصَّعافقة)، يقال الذين ليست معهم رءوس أموال، يحضرون الأسواق فإذا اشتري واحدٌ شيئاً دخَلُوا معه فيه.
تم كتاب الصاد
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 355‌

كتاب الضاد

باب الضاد في المضاعف [و المطابق]

ضع

الضاد و العين في المضاعف أصلٌ واحدٌ صحيح، يدلُّ علي الخضوع و الضَّعْفِ. يقال تضعضع، إذا ذلَّ و خَضَع. قال أبو ذؤيب:
و تجلُّدِي للشّامِتِين أرِيهِمُ أَنِّي لرَيْبِ الدَّهرِ لا أَتضعضعُ «1»
و كلُّ ضعيفٍ ضعْضاعٌ، إذا لم يكن ذا رأيٍ و لا قُوَّة.

ضغ

الضاد و الغين ليس بشي‌ء، و لا هو أصلًا يفرّع منه أو يقاس عليه، لكنَّهم يقولون: إنَّ الضَّغْضَغة: حكايةُ أكلِ الذئب اللحْم. و قال الخليل: الضَّغْضغة: لوك الدَّرداء. و يقولون: الضَّغَّاغة «2»: الأحمق. و الضغيعة:
العجين* الرَّقيق. و أقاموا في عيشٍ ضغيغٍ، أي خَصيب. و ليس هذا كلُّه بشي‌ءٍ و إنْ ذُكِر.

ضف

الضاد و الفاء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ علي أمرين: أحدهما الاجتماع، و الآخر القِلة و الضَّعف.
[فأما الأوَّل فهو الضَّفف]، و هو اجتماع النَّاس علي الشي‌ءِ. و يقال
______________________________
(1) ديوان أبي ذؤيب 3 و المفضليات (2: 222) و اللسان (ضعع).
(2) هذا اللفظ مما انفرد به في المجمل و المقاييس.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 356
ماءٌ مضفوف، إذا كثُر عليه الناس. و طعامٌ مضفوف. و
في الحديث: «أنه عليه السلام لم يشبَع من خُبزٍ و لحم إلَّا علي ضَفَف»
. يراد بذلك كثرةُ الأيدي علي الطَّعام. و قال في الماء:
لا يَسْتَقِي في النَّزَحِ المضفوفِ إلّا مُدَارَاتُ الغروب الجُوفِ «1»
و جانبا النَّهْرِ: ضَفّتاه؛ لاجتماعهما عليه. قال الخليل: ناقةٌ ضَفوفٌ، أي كثيرة اللَّبن لا تُحلَبُ إلّا ضَفًّا. و الضَّفُّ: الحَلَب بالكفِّ كلِّها.
و أمّا الآخر فقولُهم: في رأيِ فلانٍ ضَفَفٌ، أي ضَعف. و لقيتُه علي ضَفَفٍ، أي عَجلَةٍ لم أتمكَّنْ منه.

ضك

الضاد و الكاف أُصَيل صحيح فيه كلمتان: امرأةٌ ضكضاكة و رجل ضكضاكٌ، يراد به القِصَروا كتنازُ اللَّحم. و الكلمة الأخري: الضَّكْضَكة سُرعة المَشْي.

ضل

الضاد و اللام أصلٌ صحيح يدلُّ علي معنًي واحد، و هو ضَياع الشي‌ء و ذهابُه في غير حَقِّه. يقال ضَلّ يَضِلّ و يَضَلّ، لغتان. و كلُّ جائرٍ عن القصد ضالٌّ. و الضَّلَال و الضَّلَالَة بمعني. و رجلٌ ضِلِّيل و مُضلَّل، إِذا كان صاحبَ ضَلَالٍ و باطل. و ممّا يدُلُّ علي أنّ أصل الضّلَال ما ذكرناه، قولُهم أُضِلّ الميّتُ، إذا دُفِن. و ذاكَ كأنَّهُ شي‌ءٌ قد ضاع. و يقولون: ضَلَّ اللّبَنُ في الماء، ثم يقولون استُهْلِك. و قال في أُضِلَّ الميّت:
و آبَ مُضِلُّوه بعينٍ جَلِيَّةٍ و غودِرَ بالجَوْلان حَزمٌ و نائلُ «2»
______________________________
(1) الرجز في اللسان (ضفف).
(2) البيت للنابغة، كما أسلفت في حواشي (جول).
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 357
قال ابنُ السكِّيت: يقال أضلَلْتُ بعيري، إذا ذَهبَ منك؛ و ضللت المسجد و الدَّارَ، إذا لم تهتدِ لهما. و كذلك كلُّ شي‌ء مُقِيمٍ لا يُهتَدَي له. و يقال: أرضٌ مَضِلّة و مَضَلّة. و وقعوا في وادي تُضَلِّلَ، إذا وَقعوا في مَضِلَّة.

ضم

الضاد و الميم أصلٌ واحد يدلُّ علي مُلاءَمةٍ بين شيئين. يقال ضَمَمت الشّي‌ء إلي الشي‌ء فأنا أضُمُّه ضمًّا. و هذه إضْمامةٌ من خَيل، أي جماعة.
و فرسٌ سَبّاق الأضاميم، أي الجماعات. و إضمامةٌ من كُتُب مثل إضْبارة.
و من الباب: أسد ضَمْضَم و ضُماضِمٌ: يضمُّ كلَّ شي‌ء.

ضن

الضاد و النون أصلٌ صحيح يدلُّ علي بُخْلٍ بالشي‌ء. يقال ضَنِنْتُ بالشّي‌ءِ أضَنُّ به ضَنًّا و ضَنانةً، و رجلٌ ضَنين. و هذا عِلْقُ مَضَنَّةٍ و مَضِنّة، إذا كان نفيساً يُضَنُّ به. و فلانٌ ضِنِّي مِن بين إخواني، إذا كان النّفِيسَ الذي يُضَنُّ به. و ربما قالوا ضَنَنْت بفتح النون.

ضأ

الضاد و الهمزة كلمة صحيحة، و هي الضِّئْضئُ، و هو الأصل.
و
في الحديث: «يخرج من ضِئْضي‌ءِ هذا قومٌ يمرُقون من الدِّين «1»»
. و أمّا الضاد و الحرف المعتلّ فهو يدلُّ علي صِياحٍ و جَلَبة. من ذلك الضَّوَّة و الضَّوضاة «2»: أصوات النّاس و جَلَبتهم. يقال ضَوْضَوْا بلا همز.

ضب

الضاد و الباء أصلٌ واحد يدلُّ عُظْمُه علي الاجتماع. قال
______________________________
(1) في اللسان: «و في الحديث أن رجلا أتي النبي صلي اللّه عليه و سلم و هو يقسم الغنائم فقال له:
عدل فإنك لم تعدل. فقال: يخرج من ضئضئ هذا قوم يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية».
(2) و الضوضاء، بالهمز أيضا.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 358
أبو زيد: أضَبّ القومُ إضباباً، إذا تكلّموا جميعاً. ثمّ يُحْمَل علي هذا الأصلِ أكثرُ الباب. من ذلك ضَبَّة الحديد، و الجمع ضَبَّات. و الضَّبّ: الغِلُّ في القلب.
و قد أَضَبَّ علي غِلٍّ في صدره، إذا جَمَعه في صدره. و منه الضَّبَاب، و هو الذي كأنّه غبارٌ يجتمع فيَستُر. و هذا يومٌ مُضِبٌّ. و ضَبِب البلدُ: كثُر ضَبابه.
و من الباب: التَّضَبُّب، و هو السِّمَن. و الضَّبِيبة: سمنٌ و رُبٌّ «1» يُجمع بينهما، يقال ضَبِّبُوا لضبِّيكم. و الضبُّ من دوابِّ الأرض معروف، و سمِّي لتجمُّع خَلْقه و لحْمِه؛ و الجمع ضِباب. و ربَّما شبِّه الطَّلْع به. قال:
أطَافَ بفُحَّالٍ كأنَّ ضِبابَهُ بُطونُ الموالي يومَ عِيدٍ تَغَدَّتِ
يقول: طَلْعُها ضخمٌ كأنّه ضِبابٌ ممتلئة. ثم شَبَّه تلك الضِّبابَ ببطونِ موالٍ تغدَّوْا فتضَلَّعُوا. و يقال: وقَعْنا في مَضَابَّ مُنْكَرة، أي قِطَعٍ من الأرض كثيرة الضِّباب. و الضُّبَاضِب: الرّجل* القصير السمين. فأمّا قولهم: ضبَّ النّاقة، فهو مِثل ضَفَّها «2» إذا حَلَبَها بالكفّ جميعاً. قال الكسائيّ: فَطَرت النّاقةَ أفطرُها، إذا حلبتَها بطرف أصابعك. و ضَبَبْتُها أضُبُّها ضبًّا، إذا حَلَبْتَها بالكفِّ كلِّها.
قال الفرَّاء: هذا هو الضَّفُّ. فأمّا الضَّبُّ فأنْ تجعل إِبهامك علي الخِلْف و أصابعَك علي الإبهام و الخِلْف معاً.
و مما شذَّ عن هذا الأصل قولُهم: ناقة ضَبّاءُ و بعيرٌ أضبُّ، و هو وجعٌ يأخذهما
______________________________
(1) في الأصل: «و ربما»، تحريف. و في المجمل: «و الضبيبة: السمن و الرب يجمع بينهما و يؤكل».
(2) في الأصل: «ضبها»، صوابه في المجمل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 359
في الفِرْسِن «1». فأمّا قولُهم: ضَبّت لِثَتُه دماً، و ضبَّت يدُه إذا سالت دماً، فليس من هذا الباب، إِنّما هو مقلوب من بَضَّ «2»، و قد مرّ.

ضج

الضاد و الجيم أصلٌ صحيح يدلُّ علي صِياحٍ بضَجَر من ذلك ضجَّ يضِجُّ ضجيجا، و ضجَّ القوم ضِجاجاً. قال أبو عبيد: أضجَّ القوم إِضجاجاً، إِذا جَلبُوا «3» و صاحُوا. فإذا جزِعوا من شي‌ءٍ و غُلِبوا قيل ضَجُّوا. و قال:
الضِّجَاج: المشاغَبة و المُشارَّة. قال غيره: الضَّجُوج من الإبل؛ التي تضجُّ إِذا حُلِبَت.
و مما شذَّ عن هذا الباب: الضَّجاج «4»، و هو خَرَز «5».

ضح

الضاد و الحاء أصلٌ صحيح يدلُّ علي رقَّةِ شي‌ءٍ بعينه. من ذلك الضَّحضاح: الماء إلي الكَعبَين، سمِّي بذلك لرقّته. و الضَّحضحة: تَرقرُقُ السَّراب. و منه الضِّحّ، و هو ضَوء الشّمس إِذا استمكَنَ من الأرض. و كان أبنُ الأعرابيِّ يقول: هو لون الشَّمس. و يقولون: جاء فلانٌ بالضِّحِّ و الرِّيح، يُراد به الكَثْرة، أي ما طلَعت عليه الشَّمس و ما جرَت عليه الرِّيح. قال:
و لا يقال [الضِّيح «6»].
______________________________
(1) في الأصل: «الفرس»، صوابه في المجمل.
(2) في الأصل: «بضن».
(3) يقال جلب، و أجلب، بالتشديد.
(4) ضبطه في القاموس كسحاب، و في المجمل بتشديد الجيم. و هذا اللفظ لم يرد في اللسان.
(5) في القاموس: «خرزة».
(6) التكملة من المجمل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 360‌

ضخ

الضاد و الخاء ليس بشي‌ء. علي أنَّهم يقولون: الضَّخّ: امتداد البَول. و المِضَخَّة: قَصَبَةٌ يرمَي بها الماء فيمتدّ.

ضد

الضاد و الدال كلمتان متباينتان في القياس.
فالأولي: الضِّدّ ضِدّ الشي‌ء. و المتضادّان: الشَّيئان لا يجوز اجتماعهما في وقتٍ واحد، كالليل و النَّهار.
و الكلمة الأخري الضَّدُّ، و هو المَلْ‌ء، بفتح الضاد، يقال ضَدَّ القِربةَ:
ملأها، ضَدًّا.

ضر

الضاد و الراء ثلاثة أصول: الأوّل خلاف النَّفع، و الثاني اجتماعُ الشَّي‌ء، و الثالث القوّة.
فالأوَّل الضَّرّ: ضدُّ النَّفْع. و يقال ضَرَّه يضُرُّه ضَرًّا. ثمَّ يحمل علي هذا كلُّ ما جانَسَه أو قارَبه. فالضُّرُّ: الهُزال. و الضِّرّ: تزوُّج المرأة علي ضَرَّة. يقال نكحَتْ فلانةُ علي ضِرّ، أي علي امرأةٍ كانت قَبْلَها. و قال الأصمعيّ: تزوّجَت المرأةُ علي ضُرٍّ و ضِرّ. قال: و الإضرار مثلُه، و هو رجلُ مُضِرٌّ. و الضَّرَّة: اسمٌ مشتقٌّ من الضَّرِّ، كأنَّها تضرُّ الأخري كما تضرُّها تلك. و اضطُرَّ فلانٌ إلي كذا، من الضرورة. و يقولون في الشِّعر «الضَّارُورة». قال ابنُ الدُّمينة:
أثيِبي أخا ضارورةٍ أشفَقَ العِدَي عليه و قَلّت في الصديق مَعاذرُهْ «1»
و الضَّرِير: المُضارّة. و أكثر ما يُستَعمل في الغَيْرة؛ يقال ما أشدَّ ضريره عليها.
______________________________
(1) في الأصل: «اتتني»، صوابه في اللسان (ضرر) حيث ورد البيت بدون نسبة. و لم أجد البيت في ديوان ابن الدمينة.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 361
و شُبِّه الحَجَرانِ للرَّحي بالضَّرَّتينِ فقيل لهما الضَّرَّتان. و الضَّرِير: الذي به ضَرَرٌ من ذَهاب عَيْنِه أو ضَنَي جِسْمِه.
و أمّا الأصل الثاني فَضرَّة الضَّرع: لَحْمتُه. قال أبو عُبيد الضَّرَّة: التي لا تخلو من اللَّبن. و سمِّيت بذلك لاجتماعِها. و ضَرَّةُ الإبهام: اللحم المجتمع تحتَها.
و من الباب: المُضِرّ: الذي له ضَرَّةٌ من مال، و هو من صِفَة المال الكثير. قال:
بِحَسْبِكَ في القوم أن يَعلموا بأنَّك فيهم غَنٍيٌّ مُضِرّ «1»
و أمّا الثالث فالضرير: قُوَّة النّفْس. و يقال: فلانٌ ذو ضرير علي الشي‌ء، إذا كان ذا صبرٍ عليه و مقاساة، في قول جرير:
… جُرأةً و ضَريرا «2»
و يقال للفرس: أضرَّ علي فأس اللِّجام، إذا أَزَم عليه.

ضز

الضاد و الزاء كلمةٌ واحدة، و هي الضَّزز، و هو لُصوق الحنَك الأعلي بالأسفل؛ رجلٌ أضَزُّ.

باب الضاد و الطاء و ما يثلثهما

ضطر

الضاد و الطاء و الراء كلمة تدلُّ علي ضِخَم. و يقولون:
و يكون مع ذلك لُؤم. و قال أبو عبيد: الضَّيطر: العظيم، و جمعه ضَيطارُون و ضيَاطِرة. و أنشد:
______________________________
(1) البيت للأشعر الرقبان الأسدي، جاهلي، يهجو ابن عمه رضوان. اللسان (ضرر).
(2) قطعة من بيت له في ديوانه 290 و اللسان (ضرر). و هو بتمامه:
من كل جرشعة الهواجر زادما بعد المفاوز جرأة و ضريرا
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 362
تعرَّضَ ضَيطارُو فُعَالةَ دوننا و ما خَير ضَيطارٍ يقلِّب* مِسْطَحَا «1»

باب الضاد و العين و ما يثلثهما

ضعف

الضاد و العين و الفاء أصلانِ متباينان، يدل أحدُهما علي خلاف القُوَّة، و يدلُّ الآخَر علي أن يزاد الشَّي‌ءُ مِثلَه.
فالأوَّل: الضَّعف و الضُّعف، و هو خلاف القُوَّة. يقال ضَعُفَ يضعُف، و رجلٌ ضعيف و قوم ضُعفاءُ و ضِعافٌ.
و أمَّا الأصل الآخَر فقال الخليل: أضعفت الشّي‌ءَ إضعافاً، و ضعَّفتُه تضعيفاً، و ضاعفْتُه مُضاعَفة، و هو أن يُزادَ علي أصل الشَّي‌ء فيُجعلَ مثلين أو أكثر. قال غيره: المضعوف الشَّي‌ء المضاعَف. قال أبو عمرو: المضعوف مِن أضعفْتُ الشَّي‌ء. و ذكر أبو عبيدٍ ذلك في باب أفعلتُه فهو مفعول. و المضاعَفة: الدِّرع نُسِجَتْ حَلْقَتَين.

ضعو

الضاد و العين و الواو كلمةٌ واحدة، و هي الضَّعة: شجرة، حُذفت واوُها؛ و الجمع ضَعَوات. قال:
متّخِذاً في ضَعَواتِ تَوْلجا «2»
______________________________
(1) البيت لمالك بن عوف النصري، كما سبق في حواشي (حمر، سطح). و فعالة بالضم:
كناية عن خزاعة.
(2) البيت لجرير في ديوانه 92 و اللسان (ضعا) من رجز يهجو به البعيث المجاشعي.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 363‌

ضعس

الضاد و العين و السين ليس بشي‌ء. و ذكر ابن دريد أنّهم يقولون للحريص النَّهم: ضَعْوَس «1».

باب الضاد و الغين و ما يثلثهما

ضغت

ضغت الضاد و الغين و التاء ليس بشي‌ء «2».

ضغث

الضاد و الغين و الثاء أصلٌ واحدٌ يدلُّ علي التباسِ الشَّي‌ءِ بعضِه ببعض. يقال للحالم: أضْغَثْتَ الرُّؤيا. و الأضغاث: الأحلام الملتبِسة.
و الضِّغْث: قُبضة «3» [من «4»] قُضْبان أو حشيش، قال الخليل: أصل واحد.
و يقال ناقة ضَغوثٌ، إذا شَكَكْتَ في سِمَنها فلمستَ أَبها طِرْقٌ. و الضَّغْثُ كالمَرْس.

ضغب

الضاد و الغين و الباء ليس بأصل، بل هو بعضُ الأصوات.
يقولون: إِنّ الضَّغيب تضوُّرُ الأرنب إِذا أُخِذَت؛ و مثله الضُّغَاب. و الضَّاغب:
الذي يختبئ في الخَمَر يفزِّعُ النَّاس.

ضغم

الضاد و الغين و الميم أُصَيْلٌ واحد يدلُّ علي العَضّ. يقال
______________________________
(1) الجمهرة (3: 24) و الكلمة لم تذكر في اللسان و لا في القاموس. و بدلها في اللسان:
«الضَّعْرَس» و في القاموس: «الضَّغْرَس».
(2) في اللسان: «الضغت: اللوك بالأنياب و النواجذ». و حق هذه المادة و اللتين بعدها أن تكون بين مادتي (ضغن) و (ضغط).
(3) في الأصل و كذا في المجمل: «قضية»، صوابه في اللسان.
(4) هذه الكلمة من المجمل و اللسان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 364
ضَغَمَه. و منه اشتُقَّ الضَّيغم، و هو الأسَد. قال أبو عُبيد: الضَّيْغَم الذي يَعَضُّ.
و الياء زائدة. و ذكر ابنُ دُريد: الضُّغَامة: ما ضَغَمتَه و لفظتَه.

ضغن

الضاد و الغين و النون أصلٌ صحيحٌ يدلُّ علي تغطية شي‌ءٍ في ميل و اعوِجاج، و لا يدلُّ علي خَير. من ذلك الضِّغْن و الضَّغَن: الحِقْد.
و فرسٌ ضاغن، إذا كان لا يُعطِي ما عنده من الجري إلّا بالضَّرب. و يقال ضَغِن صدرُ فلانٍ ضِغْناً و ضَغَنا. و قناةٌ ضَغِنةٌ: عَوجاء. و يقولون: ناقةٌ ذات ضِغْن، عند نزاعها إِلي وطَنِها.
فأمّا الخليل فقال: يقال للنَّحُوص «1» إذا وَحِمَتْ فاستعصَتْ علي الجأْب:
إنَّها لَذَاتُ شَغْبٍ و ضِغْن. و يقال ضَغَنَ فلانٌ إلي الدُّنيا: ركَن و مالَ. و ضِغْنِي إلي فلانٍ، أي ميلي إليه. و الذي دلَّ علي ما ذكرناه من تغطية الشي‌ء قولُهم إنَّ الاضطغانَ الاشتمالُ بالثَّوب. قال:
كأنّه مضطغِنٌ صَبِيًّا «2»
و يقال اضطغَنْتُ الشّي‌ء تحت حِضْني. قال ابنُ مُقْبِل:
إذا اضطغَنْتُ سِلاحي عند مَغْرِضها و مِرْفَقٍ كرِيَاسِ السَّيف إذْ شسَفا «3»

ضغط

الضاد و الغين و الطاء أصلٌ صحيحٌ واحد يدلُّ علي مزاحَمَةٍ
______________________________
(1) النحوص: الأتان الوحشية. و في الأصل: «النحوض»، صوابه في المجمل و اللسان.
(2) نسبه في اللسان (ضغن 124) إلي «العامرية». و قبله:
لقد رأيت رجلا دهريا يمشي وراء القوم سيتهيا
(3) أنشده في اللسان (ضغن، رأس، شسف). و قد سبق في (ريس).
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 365
بشِدّة. يقال ضَغَطَه، إِذا زحَمَه إلي حائط. و الضَّغِيط: بئرٌ تُحفَر إلي جنْبها بئر أخري فيقل ماؤُها. و المَضَاغِط: أرَضُونَ منخفِضة. و بعيرٌ بِهِ ضاغط، و هو لُزُوق العضُد بالجَنْب حَكًّا حَتَّي يضغط ذلك بعضُه بعضا و يتدلّي جِلْدُه. قال أبو عبيدٍ: الضِّاغط و الضّبّ شي‌ءٌ واحد، و هو انفتاقٌ من الإبط و كثرةٌ من اللَّحم. و يقال: اللهمَّ ارفَعْ عنّا هذه الضَّغطة، يريدون الشدَّةَ و المشقّة. و يقال:
أرسلْتُه ضاغطاً علي فلان، و هو شِبْه الرّقيب يمنعُه من الظُّلم.

ضغز

الضاد و الغين و الزاء ليس بأصلٍ صحيح، إلّا أن يأتي به شِعْر. غير أنّ الخليل ذكر أنّ الضِّغْز من السِّباع: السيي‌ء الخُلقُ «1» و اللّٰه أعلم بالصَّواب.

باب الضاد و الفاء و ما يثلثهما

ضفن

الضاد و الفاء و النون أصلٌ صحيح يدلُّ علي رمْي الشَّي‌ء يخفاء. و الأصل فيه ضَفَنت بالرّجُل الأرضَ، إذا رميتَه و ضربتَ الأرض به:
و منه ضَفَن البعيرُ برِجْله: خبط بها. و ضَفَن بغائِطِه: رمي به. و ضَفَن الحِمْلَ علي ناقته: حَملَه عليها. و ضفَنَه برِجْله: ضربه. و القياس في ذلك كلِّه واحد.
و من الباب: ضَفَنَ إِلي القوم، إذا لجَأ إليهم فجلس عندهم. و هذا عندي مما ينبغي أن يزاد فيه وصْف، فيقال: «و هم لا يريدونه»، كأنه رمي بنَفسه عليهم.
و الدَّليل علي هذا قولهم للطفيليّ الذي يجي‌ء مع الضِّيف: ضَيْفن. و هذا فَيْعَل من
______________________________
(1) أنشده في اللسان:
فيها الجريش و ضغز ما بني ضئزاً ياوي إلي رشف منها و تقليص
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 366
ضفن. و قد سمعت و لم أسمعه من عالم، أنّ الذي يجي‌ء مع الضَّيفن الضَّيْفنَانُ «1»، و لا أدري كيف صحّتُه. و القياس يجيزه. قال في الضَّيفَن:
إذا جاء ضيفٌ جاء للضَّيف ضيفنٌ فأودي بما يُقرَي الضُّيوفُ الضَّيافنُ «2»
و من الباب الضِّفَنّ، و هو الأحمق مع عِظَم خَلْق.

ضفو

الضاد و الفاء و الحرف المعتل أصلٌ صحيح يدلُّ علي سبوغ و تمام. يقال: ثوبٌ ضافٍ، و فرسٌ ضافي السَّبيب، إذا كان شَعَر ذنَبه وافيَا.
و فلانٌ في ضَفْو و ضَفْوةٍ من عَيْشه. قال الأخطل «3»:
إذا الهَدَفُ المِعزالُ صَوَّبَ رأسَه و أعجبَه ضَفْوٌ من الثَّلّةِ الخُطْلِ «4»
الخُطْل: المسترخية الآذان. و رجلٌ ضافي الرأس، أي كثير شَعَر الرأْس، قال:
إذا استغَثْتَ بضافي الرَّأس نَعَّاق «5»
و ضَفْوَي: موضعٌ.

ضفر

الضاد و الفاء و الراء أصلٌ صحيح، و هو ضمُّ الشَّي‌ءِ إلي الشّي‌ء نسجاً أو غيره عريضاً. و من الباب ضَفائر الشّعَر، و هي كل شَعَر ضُفِر حتي يصيرَ ذُؤابة. و من الباب قولُهم: تضافَرُوا عليه، أي تعاوَنُوا. و أصله عندي من ضفائر الشعر، و هو أن يتقاربوا حتي كأنَّ كلَّ واحدٍ منهم قد شدَّ ضفيرتَه بضفيرة الآخر.
______________________________
(1) لم يذكر هذا اللفظ في اللسان و لا في القاموس.
(2) أنشده في اللسان (ضيف، ضفن) بدون نسبة.
(3) سيأتي في (هدف).
(4) كذا في الأصل. و في المجمل: «الهذلي» و هو الصواب؛ إذا البيت التالي لأبي ذؤيب الهذلي في ديوانه 43 و اللسان (هدف، عزل، ضفا) كما سبق في حواشي (خطل).
(5) لتأبط شرا من القصيدة الأولي في المفضليات. و يروي أيضا «نغاق» بالمعجمة. و صدره:
فذاك همي و غزوي أستغيث به
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 367
و هذا قياسٌ حسَن في المساعدة و المظاهَرة و غيرهما. يقال إنّ الضفِر: حِقْفٌ من الرّمل. و الذي نحفظه في كتاب أبي عُبيدٍ العَقِدة و الضَّفِرة الرمل المُنْعقد. و يقال كِنانةٌ ضَفِرةٌ، أي ممتلئة. و أصلها من تَضافُرِ ما فيها من السِّهام، و هو تجمُّعها.
و الضَّفيرة، هي التي يقال لها المُسَنّاة، و سمِّيت بذلك كأنّها ضُفِرَتْ ضَفْراً، كالشّي‌ءِ يُضَمُّ بعضُه إلي بعضِ نسجاً و غيرَه.

ضفز

الضاد و الفاء و الزاء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ علي دَفْعِ شي‌ءٍ بشي‌ءٍ تلقمه، ثمَّ يُحمَل علي ذلك. من ذلك [الضَّفز]: لَقْم البعير. و يقال الضَّفَز:
أن تُلقِمه إيّاه و إن كرِهَه. و العرب تقول ضفَزْتُه حقَّه فما قَبِلَه، أي إنِّي أكرهتُه عليه. و من الباب: ضَفزت الفرسَ لجامَه، أي أدخلتُه في فيه. و قد يقال الضَّفْز:
الْجِماع، و هو قريب من الباب.

ضفس

الضاد و الفاء و السين ليس بشي‌ء، إلّا أنّ ابنَ دُريد ذكر أنّ الضَّفْس مثل الضَّفْز.

ضفط

الضاد و الفاء و الطاء أُصَيل يقولون إنّه صحيح، و أصله الحُمق و الجَفَاء. يقال للأحمق ضَفِيطٌ بيِّن الضَّفَاطة. و يقال الضَّفَّاط: الذي يُكْرِي الإبل. و الضَّفَّاطة فيما يقال: الإبل تحمل المتاع. و أحسب أنّ البابَ كلَّه مما لا يعوَّل عليه.

ضفع

الضاد و الفاء و العين ليس بشي‌ء. علي أنّ الخليل حكي ضَفَع:
جَعَس. و السلم «1».
______________________________
(1) كذا وردت هذه الكلمة في الأصل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 368‌

باب الضاد و الكاف و ما يثلثهما

ضكع

الضاد و الكاف و العين فيه كلمة لا قياسَ لها. يقال رجل ضَوْكَعةٌ، إذا كان كثيرَ اللَّحم ثقيلًا.

ضكل

الضاد و الكاف و اللام. يقولون إنّ الضَّيْكَل: العُرْيان.

باب الضاد و اللام و ما يثلثهما

ضلع

الضاد و اللام و العين أصلٌ واحد صحيح مطّرد، يدلُّ علي ميل و اعوجاج. فالضِّلَع: ضلَع الإِنسان و غيرِه، سمِّيت بذلك للاعوجاج الذي فيها.
و يقول القائل في وصف امرأة:
هي الضِّلع العوجاءُ لستَ تقيمها أَلا إنّ تقويمَ الضُّلوع انكسارُها «1»
و قولهم: دابّة ضليعٌ مُجْفَر الجَنْبَين، إِنّما هو عندي من قوّة الأضلاع، و استعير ذلك في كلِّ شي‌ء، حتَّي قيل لكل قويٍّ: * ضليع. و
في حديث عم ر لما صَارَعَ الجّنّي فقال له: «إِنِّي مِن بينِهم لَضليع «2»»
. و الرُّمح الضَّلِع «3»:
المائل. قال:
فَليقُه أجردُ كالرُّمح الضَّلِع «4»
______________________________
(1) البيت لحاجب بن دينار، كما في اللسان (ضلع).
(2) في اللسان: «و في الحديث أن عمر رضي اللّه عنه صارع جنيا فصرعه عمر ثم قال له:
ما لذراعيك كأنهما ذراعا كلب؟ يستضعفه بذلك. فقال له الجني: أما إني منهم لضليع».
(3) في الأصل: «الضليع»، صوابه في المجمل و اللسان.
(4) في الأصل: «فليلقها»، صوابه من إصلاح المنطق 321 و اللسان (فلق).
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 369
و من الباب: ضَلَعَ فلانٌ عن الحقّ: مال. و منه قولهم: كلَّمت فلاناً فكان ضَلْعُك عليَّ، أي مَيْلك.
قال ابن السِّكّيت: ضلَعت تضلع، إذا مِلْت، و يقولون في المثل: «لا تنقُش الشَّوكة بالشَّوكة؛ فإِنّ ضَلْعَها معها».
و أمَّا قولُهم: تضلَّعَ الرَّجُل: امتلأَ أكلًا، فهو من هذا، أي إنّ الشّي‌ء من كثرته ملأَ أضلاعَه. و أمّا قولهم حِمْلٌ مُضْلِع، أي ثقيل، فهو من هذا، أي إنّ ثقله يصل إِلي أضلاعه. و فلان مُضْطَلِعٌ بهذا الأمر، أي إنّه تَقْوَي أضلاعُه علي حمله. فأمّا قولُ سُوَيد:
سَعَةَ الأخلاقِ فينا و الضَّلَعْ «1»
فأصله من هذا، يريد القوّة علي الأمور. قال المفضَّل: الضَّلَع الاتِّساع.
و قال الأصمعيّ: هو احتمال الثِّقَلِ و القُوّةِ.
و من الباب، و هو يقوِّي هذا القياس، قولهم: [هم عليه «2»] ضَلْعٌ واحد، يعني ميلَهم عليه بالعداوة. و اللّٰه أعلم بالصَّواب.
______________________________
(1) صدره كما في المفضليات (1: 195) و اللسان (ضلع):
كتب الرحمن و الحمد له
(2) التكملة من المجمل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 370‌

باب الضاد و الميم و ما يثلثهما

ضمد

الضاد و الميم و الدال: أصل صحيح يدلُّ علي جمعٍ و تجمُّع.
من ذلك ضَمَدت الشي‌ء أضْمِده، إذا جَمعتَه. و الضِّمَاد: العِصابة، يقال ضَمَدت الْجُرْح. و يقولون الضَّمْد، بسكون الميم: أن تتَّخذ المرأة صديقين.
قال الهذليّ:
تريدين كَيْما تَضْمِدُيني و خالداً و هل يُجمَع السّيفانِ وَيْحَكِ في غِمْدِ «1»
و يقال شبعت الإبل من ضَمْد الأرض، إذا شبعت من الرَّطيب و اليبيس، و القديم و الحديث. قالوا: و يقول الرجل للغريم: أقضيك من ضَمْدِ هذه الغنَم، أي من خيارها و رُذَالها، و كبارها و صغارها. و من الباب: أَضْمَدَ العرفجُ، إذا تجوّفَتْه الخوصةُ و لم تَنْدُر منه، أي كانت في جوفه. و هو من هذا، كأنَّها جمعته في جوفها.
و من الباب الضَّمَد، بفتح الميم، و هو الغَيظ يُجمَع في الصدر و لا يُزاح فيخفّ. قال النابغة:
و مَن عصاك فعاقِبْهُ معاقبةً تَنهي الظَّلومُ و لا تقعُدْ علي ضَمَدِ «2»
يقال ضَمِدَ يَضْمَدُ ضَمَداً. قال أبو بكر «3»: و فصَل قومٌ بين الغَيظ و الضَّمَد
______________________________
(1) لأبي ذؤيب الهذلي في ديوانه 159 و اللسان (ضمد).
(2) البيت في ديوانه 22 و اللسان (ضمد).
(3) أبو بكر بن دريد في الجمهرة (2: 276).
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 371
فقالوا: الضَّمد: أن يغتاظ علي من لا يقدر عليه، و الغيظ أن يغتاظ علي من يقدر عليه و من لا. و احتجُّوا بقول النابغة. و القياس في هذه الكلمات واحد. و يقال الضَّمَد، بفتح الميم: الغابر من الحقّ. يقال لنا عند فلان ضمَدٌ، أي غابر حقٍّ، من مَعْقُلةٍ أو دين. و أصله شي‌ءٌ قد تجمَّع عندهم و بقي.

ضمر

الضاد و الميم و الراء أصلان صحيحان: أحدهما يدلُّ علي دِقّةٍ في الشي‌ء، و الآخر يدلُّ علي غَيبةٍ و تستُّر.
فالأوّل قولهم: ضَمَرَ الفرس و غيرُه ضَموراً، و ذلك من خِفّة اللَّحم، و قد يكون من الهُزَال. و يقال للموضع الذي تُضمَّر فيه الخيل: المِضْمار. و رجل ضَمْرٌ:
خفيف الجسم. و اللؤلؤ المضْطِر: الذي في وسطه بعضُ الانضمام و الانضمار «1».
و الآخر الضِّمَار، و هو المال الغائب الذي لا يُرجَي. و كلُّ شي‌ءٍ غابَ عنك فلا تكونُ منه عَلَي ثقةٍ فهو ضِمارٌ. [قال الشاعر «2»]:
و أَنْضَاءٍ أُنِخْنَ إلي سعيد طُروقا ثم عَجَّلْنَ ابتكارَا
حمِدْنَ مَزارَهُ و أصَبْنَ منه عطاءً لم يكن عِدَةً ضِمارا
و من هذا الباب: أضْمَرتُ «3» في ضميرِي شيئاً؛ لأنّه يُغيِّبه في قلبه و صدره.

ضمز

الضاد و الميم و الزاء أصلٌ صحيح يدلُّ علي إمساكٍ في كلام أو إمساكٍ علي شي‌ءٍ بفم و ما أشبَهَ ذلك. من ذلك ضَمَزَ البَعِيرُ: أَمسك عن الجِرّة. و الضَّامز: السّاكت. و قال بشر:
______________________________
(1) في الأصل: «الإضمار».
(2) التكملة من المجمل. و البيتان للراعي في اللسان (ضمر).
(3) في الأصل: «ضمرت»، صوابه في اللسان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 372
و قد ضَمَزَتْ بجِرّتها سُلَيْمٌ مخافتَنا كما ضَمَز الحِمارُ «1»
و الضَّمْز: ضرب من الأكل، لأنّه إذا أكل أمسَكَ عليه في فمه. و ضَمَز فلانٌ علي مالي، أي لزمه «2».
و مما شذَّ عن هذا الأصل: الضَّمْزَة: الأكَمة الخاشعة، و الجمع ضَمْزٌ.

ضمس

الضاد و الميم و السين ليس بشي‌ء. و ذكر ابن دريد كلمةً إن صحَّت فهي من باب الإبدال. قال «3»: الضّمْس: المَضْغ. فإن كان كذا* فهو من الضَّمْز.

ضمن

الضاد و الميم و النون أصلٌ صحيح، و هو جَعْل الشَّي‌ء في شي‌ءٍ يحويه. من ذلك قولهم: ضمَّنت [الشي‌ء]، إذا جعلته في وعائه. و الكَفَالة تسمَّي ضَمانا من هذا؛ لأنّه كأنّه إذا ضمِنَه فقد استوعبَ ذمّته. و المَضَامِين: ما في بطون الحوامل. و منه الحديث أنَّه نهي عن المَلاقيح و المَضامين. و ذلك أنَّهم كانوا يبيعون الحَبَل «4»، فنَهَي عن ذلك. و أما قوله: «لكم الضَّامِنة من النَّخْل» فإنّه يريد ما تضمّنَتْه قُراهم. فهذا الباب مطّرد.
و أمَّا الضَّمَانة، و هي الزَّمانة و الضَّمِن: الزّمِن، فإِنّه عندي من باب الإبدال كأنَّ الضاد مبدلة من زاي. و في الحديث: «مَن اكتتب ضَمِناً بعثَهُ اللّٰهُ تعالي ضَمِناً»، أي من كتب نفسه من الزَّمْنَي.
______________________________
(1) البيت منسوب إلي بشر بن أبي خازم في المفضليات (2: 142)، لكنه نسب في اللسان أيضا إلي ابن مقبل، و هذه النسبة الأخيرة غير صحيحة.
(2) في المجمل: «إذا جمد عليه و لزمه».
(3) في الجمهرة (3: 24).
(4) الحبل و الحمل بمعني، و هو اسم لما تحمل المرأة. قال:
ذا جرأة تسقط الأحبال رهبته مهما يكن من مسام مكره يسم
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 373‌

ضمج

ضمج الضاد و الميم و الجيم ليس بشي‌ء، و كذلك ما أشبهه. فأمّا الضَّمْخ بالخاء فصحيح، يقال تضمَّخ بالطِّيب، و هو متضمِّخ.

باب الضاد و النون و ما يثلثهما

ضني

الضاد و النون و الحرف المعتل أصلان صحيحان: أحدهما يدلُّ علي مرضٍ، و الآخر يتردَّد بين مهموزٍ و غيره، و يدلُّ ذلك علي شيئين: إمّا أصلٍ و إمّا نِتاج، و الأصل و النِّتاج متقارِبان.
فالأوّل الضّنَي في المرض، يقال ضَنِيَ يَضْنَي ضَنًي شديداً، إذا كان به داءٌ مُخامِر، كلَّما ظنَّ أنّه قد بَرَأ نُكِس. و أضْناهُ المرضُ يُضْنيه.
و أمَّا الآخر فيقال ضَنَأتِ المرأة ضَنْأً، و هي ضانئة، و أضنأت إذا كثُر ولدها.
و الضِّن‌ء: الأصل و المعدِن. و فلانٌ من ضِنْ‌ءِ صِدق. و أضنأ القومُ، إذا كثُرت ما شيتُهم. و ضَنَأ المالُ: كثر.
و أخبرَنا علي بن إبراهيمَ، عن عليّ بن عبد العزيز، عن أبي عمرو: الضَّنْو الولد و يقال الضِّنو. قال الأمويّ عن أبي المفضّل من بني سلامة: الضَّنْو الولد بالفتح، و الضِّنْ‌ء: الأصل، مهموز.
و مما شذ عن هذا كله: أضْنَأَ فلانٌ من كذا: استحيا منه.

ضنط

الضاد و النون و الطاء، يقولون فيه إنّ الضِّنَاط:
الزِّحام الكثير.

ضنك

الضاد و النون و الكاف أصلان صحيحان و إن قلَّ فروعُهما فالأوّل الضِّيق، و الآخر مرضٌ.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 374
فالأوَّل الضَّنْك: الضِّيق. و من الباب امرأةٌ ضِناكٌ: مكتنِزة اللحم، إذا اكتنز تَضَاغَطَ.
و الأصل الآخر المضنوك: المزكوم. و الضُّنَاك الزُّكام. و اللّٰه أعلم.

باب الضاد و الهاء و ما يثلثهما

ضهي

الضاد و الهاء و الياء أصلٌ صحيح يدلُّ علي مشابهة شي‌ءٍ لشي‌ء «1».
يقال ضاهاه يُضاهِيه، إِذا شاكَلَهُ؛ و ربما هُمِز فقيل يضاهِئُ. و المرأة الضَّهْيَاء، هي التي لا تَحيِض؛ فيجوز علي تمحُّلٍ و استكراه، أن يقال كأنّها قد ضاهَت الرِّجالَ فلم تَحِضْ.

ضهب

الضاد و الهاء و الباء أصلٌ صحيح يدلُّ علي شَيٍّ و ما أشبه ذلك. فمن ذلك اللحم المضَهَّب: الذي يُشْوَي. و قال قومٌ: هو الذي يُشوي و لا يُنضَج. و قال امرؤ القيس:
نَمُشُّ بأعرافِ الجيادِ أكفَّنا إذا نحن قُمنا عن شواءٍ مُضَهَّبِ «2»
و قالوا: الضَّيْهَب: المكان يُحمَي ليُشوَي عليه اللحم. و قال قومٌ: اللحم المضهّب: المقطّع. و ليس هذا بشي‌ء إلّا أن يكون مقطعاً مشويًّا؛ لأن القياس كذا هو. تقول: ضهّبت القَوْسَ [و] الرُّمح بالنار عند التَّثقيف «3».

ضهر

الضاد و الهاء و الراء ليس بشي‌ء، و لا فيه شاهدُ شعرٍ، لكنهم يقولون: إنّ الضَّهْر: خِلْقَةٌ في الجبل من صخرٍ يخالف جِبِلّته.
______________________________
(1) في الأصل: «بشي‌ء».
(2) ديوان امرئ القيس 88 و اللسان (ضهب).
(3) في المجمل: «ضهبت القوس بالنار و الرمح، إذا غرضتهما عليها عند التثقيف».
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 375‌

ضهس

الضاد و الهاء و السين ليس بشي‌ء. علي أنّ ابنَ دُرَيد «1» ذكر أن العضَّ بمقدَّم الفم يسمي ضَهْساً، يقال منه ضَهَسَ ضَهْساً. قال: و في الدُّعاء علي الإنسان: «لا تأكُلُ [إلّا] ضاهساً و لا تشربُ إِلّا قارساً»، أي إِنّه لا يأكل ما يتكلَّف مضغَه، إنما يَأكل النَّزْر من نبات الأرض. و القارس: البارد، أي لا يشرب إلّا الماء.

ضهل

الضاد و الهاء و اللام* أصلان صحيحان، أحدُهما يدلُّ علي قلّةٍ و الآخر علي أوبةٍ.
فالأوّل: ضَهَلَت الناقةُ إذا قلّ لبنُها. و هي ناقة ضَهُولٌ. و عينٌ ضاهلة: قليلة الماء. و
في حديث يحيي بن يَعمر: «إن سألَتْكَ ثمنَ شَكْرها و شَبْرك أنشأتَ تَطُلُّها و تَضْهَلُها»
. و من الباب ضَهَل الشّرابُ: قلَّ و رقّ.
و الأصل الآخر: هل ضَهَل إِليكم خبرٌ، أي عادَ. قال الأصمعي: ضَهَلْتُ إلي فلان: رجعت علي وجه المقاتَلة و المغالبة.
و مما شذ عن البابين: أضْهَلَت النّخلةُ: أرطبَتْ.

ضهد

الضاد و الهاء و الدال كلمةٌ واحدة. صَهَدْتُ فلاناً: قهرتُه، فهو مضْطَهَدٌ و مضْهُودٌ.

باب الضاد و الواو و ما يثلثهما

ضوأ

الضاد و الواو و الهمزة أصلٌ صحيح، يدلُّ علي نورِ. من
______________________________
(1) في الجمهرة (3: 25).
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 376
ذلك الضَّوء و الضُّوء بمعنًي، و هو الضِّياء و النُّور. قال اللّٰه تعالي: فَلَمّٰا أَضٰاءَتْ مٰا حَوْلَهُ. قال أبو عبيد: أضاءت النّارُ و أضاءت غيرَها. و أنشد:
أضاءت لنا النّار وجهاً أغرَّ ملتبِساً بالفؤاد التباسا «1»

ضوي

الضاد و الواو و الياء أصلٌ صحيح يدلُّ علي هُزَالٍ.
يقال غلامٌ ضاوِيٌّ: مهزول؛ و وزنه فاعول. و جاريةٌ ضاوِيّة. و كانت العرب تقول: إذا تقارَبَ نسبُ الأبوين خرج الولدُ ضاويًّا. و
جاء في الحديث:
«استغْرِبُوا لا تُضْوُوا «2»»
. و قال ذو الرُّمَّة:
أخوها أبوها و الضَّوَي لا يضِيرُها و ساقُ أبِيها أمُّها عُقِرَتْ عَقْرَا «3»
يقال منه ضَوِيَ يَضْوَي ضَوًي.
و ممّا حُمل علي هذا قولُهم: أضويتُ الأمرَ، إذا لم تُحْكِمْه. و يقال: أضويْتُه إذا انتقصتَه «4» و استضعفته. قال:
و كيف أَضوَي و بلالٌ حِزْبِي «5»
فأمَّا الضَّواة فشي‌ءٌ يقال إنّه يخرج مِن حَياء النّاقة قبل أن يخرُجَ الولَد. و يقال الضَّوَاة: ورمٌ يُصِيب البعيرَ في رأسه. قال:
فصارت ضَواةً في لهازِم ضرْزِمِ «6»
______________________________
(1) البيت للنابغة الجعدي في اللسان (ضوأ) و شروح سقط الزند 646.
(2) و كذا في المجمل. و يروي: «اغتربوا».
(3) ديوان ذي الرمة 175 و اللسان (ضوا).
(4) في الأصل: «انتضته».
(5) لرؤبة في ديوانه 16 برواية: «و لست أضوي»، من أرجوزة يمدح بها بلال بن أبي بردة.
(6) صدره في اللسان (ضوا):
قذيفة شيطان رجيم رمي بها
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 377
و مما شذّ عن هذا الباب: ضَوَيت إليه أضوِي ضُوِيًّا و أوَيت بمعنيً. و يجوز أن يكون من الإبدال، أن يقام الضّاد مقام الهمزة.

ضوج «1»

الضاد و الواو و الجيم حرف واحد، و هو الضَّوْج:
مُنعطَف الوادي، و جمعه أضواج.

ضوع

الضاد و الواو و العين كلمةٌ واحدة تتفرّع، و هي تدلُّ علي التحريك و الإزعاج. يقال ضاعَني لك الشي‌ءُ يَضُوعُني، إذا حرَّكني. قال:
و لكنها ريحُ الدِّماء تَضُوع «2»
و تضوّعَتْ رائحتُه: نفَحَتْ. قال:
تَضَوَّعَ مِسكاً بطنُ نَعْمانَ أنْ مشت به زينبٌ في نسوةٍ عَطِرَاتِ «3»
و ضاعَت الرِّيحُ الغُصنَ: ميَّلَتْه. و قال قوم: هذا الأمر لا يَضُوعُني، أي لا يُثْقلُني، و الأقيس أن يقال لا يُحَرِّكُ منِّي و لا أعبأ به. و يقال ضاع يضوع و يَنْضاع، إذا تضوّر. قال:
فُرَيْخَانِ ينضاعانِ بالفجرِ كلَّما أحسَّا دَوِيَّ الرّيح أو صوتَ ناعبِ «4»
قال أبو عبيد عن أبي عمرو: ضاعني الشّي‌ء: أفزَعَنِي. و هذا صحيحٌ؛ لأنّ الفزع يُزْعِجُه و يُقْلِقُه.
______________________________
(1) وردت هذه المادة و سائر مفرداتها بالحاء، صوابها الجم.
(2) البيت لبشار كما في حماسة ابن الشجري 113. و صدره كما في شروح سقط الزند 700، 708، 857:
و أسيافكم مسك محل أكفكم
و في الحماسة:
و بيض بها مسك لمس أكفهم
(3) البيت لعبد اللّه بن نمير الثقفي، كما في اللسان (ضوع) و إصلاح المطق 287 و الحماسة بشرح المرزوقي 1289.
(4) لأبي ذؤيب الهذلي في اللسان (صوع) و إصلاح المنطق 287. و ليس في ديوانه.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 378‌

ضون

الضاد و الواو و النون ليس بشي‌ء. لكنهم يقولون:
إنّ الضَّيْونَ دُوَيْبَّة تشبه السِّنَّوْر.

ضوض

الضاد و الواو و الضاد، الضَّوضاة قد مضي ذِكرُه «1»، و الأصل مضاعَف.

ضوط

الضاد و الواو و الطاء كلمةٌ واحدة، و هي الضَّوِيطة: يقال للعجين إذا كثُر ماؤه حتَّي يسترخِيَ: الضَّويطة.

ضور

الضاد و الواو و الراء أُصَيْلٌ صحيح و فيه بعض الإبدال.
فالتضوُّر: الصِّياح و التلوِّي عند الضَّرب. و يقال هو التقلُّب ظهراً لبَطن. و يقال الضَّوْر: الجُوع الشَّديد.
و أمّا الإبدال فقال الكسائي: لا يَضُورني كذا، بمنزلة لا يَضِيرني. و رجل ضُورَة: ذليل، من هذا.

ضوز

الضاد و الواو و الزاء أصلانِ صحيحان، أحدهما نوعٌ من الأكل، و الآخر دالٌّ علي اعوجاج.
فالأول ضازَ التَّمْر يَضُوزه ضَوزاً، إذا أكله بِجَفاء و شِدّة. قال:
فظَلَّ يضُوز التّمر و التّمرُ ناقعٌ بوَردٍ كلون الأرجوانِ سَبائبُه «2»
قال ابنُ دريد: هو* أن يأخذ التَّمرَة في فمه حتّي تلين. و معني البيت هو أن يأخذ الدِّية تَمْراً بدلًا عن الدم الذي لونُه لونُ الأُرجوان.
______________________________
(1) في نهاية مادة (ضأ).
(2) البيت بدون نسبة أيضا في اللسان (ضوز) و الجمهرة (3: 4).
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 379
و الأصل الآخر: القِسمةُ الضِّيزَي «1».

ضوب

الضاد و الواو و الباء شي‌ءٌ يقال ما أدري ما صحّتُه. الضُّوَبانُ:
الجمَل القويّ، و يقال بل الضوبان كاهل البعير.

باب الضاد و الياء و ما يثلثهما

ضيل

الضاد و الياء و اللام أصل واحدٌ يدلُّ علي نباتٍ معروف من ذلك الضَّالُ: السِّدْر البَرّيّ، الواحدة ضالة. قال الفرّاء: أضالَت الأرض، و أضْيَلَت، إذا صار فيها الضّالُ. و يقال إنَّ الضَّالَةَ: بُرَة النّاقة. قال ابنُ ميّادة:
قطعتُ بمِصلال الخِشاشِ يردُّها الكَرْهِ منها ضالةٌ و جديلُ «2»

ضيح

الضاد و الياء و الحاء أُصَيلٌ صحيح، و هو اللَّبن الممزوج، و هو الضَّيَاح. يقال ضِحت اللّبن ضَيْحا، و ضَيَّحت أكثَر.

ضير

الضاد و الياء و الراء كلمةٌ واحدة، و هو من الضيَّر و المضَرَّة.
و لا يَضِيرني كذا، أي لا يضرُّني. قال اللّٰه تعالي: وَ إِنْ تَصْبِرُوا وَ تَتَّقُوا لٰا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً «3».

ضيز

الضاد و الياء و الزاء قد مضي ذكره، و أصله فيما يقال الواو.
و قد قيل إنّه من بَنات الياء، فلذلك ذكرناه هاهنا. فالقِسمة الضَيزي: النّاقصة.
______________________________
(1) زاد في المجمل: «الجائرة».
(2) أنشده في اللسان (ضيل).
(3) من الآية 120 في سورة آل عمران. و هذه قراءة نافع و ابن كثير و أبي عمرو و يعقوب، و وافقهم ابن محيصن و اليزيدي. و قراءة الباقين: لٰا يَضُرُّكُمْ. إتحاف فضلاء البشر 178.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 380
يقال ضِزْته حقَّه، إذا منعتَه. و حكي ناس ضَأَزَه، مهموز. و أنشدوا:
فحقُّك مَضْئُوزٌ و أنفُكَ راغمُ «1»
ليس في الباب غيرُ هذا.

ضيع

الضاد و الياء و العين أصلٌ صحيح يدلُّ علي فَوت الشّي‌ء و ذَهابه و هلاكه. يقال ضاع الشَّي‌ءُ يَضيع ضَياعاً و ضَيْعةً، و أضعته أنا إضاعة.
فأمّا تسميتُهم العَقَار ضيعة فما أحسَبُها من اللُّغة الأَصِيلة «2»، و أظنّه من مُحْدَث الكلام. و سمعت من يقول: إنّما سمِّيت بذلك لأنّها إذا تُرِك تعهُّدِها ضاعت.
فإن كان كذا فهو دليلُ ما قلناه أنّه من الكلام المحْدَث. و يقال أضاعَ فهو مُضِيعٌ، إذا كثر ضِياعه. فأمّا قول الشَّماخ:
أعائِشُ ما لأهلك لا أُراهم «3»
و بقيت كلمة ليست من الباب و هي من باب الإبدال، حكي ابنُ السِّكيت:
تضيَّعت الرِّيح، مثلُ تضوَّعت.

ضيف

الضاد و الياء و الفاء أصلٌ واحدٌ صحيح، يدلُّ علي مَيل الشي‌ء إلي الشي‌ء. يقال أضَفْت الشّي‌ءَ إلي الشّي‌ء: أمَلْته. و ضافت الشمس
______________________________
(1) صدره كما في اللسان (ضأز):
إن تنأ عنا ننتقصك و إن تقم
(2) في الأصل: «الأصلية»، و ليس يقولها.
(3) كذا ورد الكلام مبتوراً. و يستشهدون بهذين البيتين للشماخ:
أعائشُ ما لأهلكِ لا أراهم يُضِيعون السوام مع المُضيعِ
و كيف يُضيعُ صاحبُ مدفآتِ علي أثباجهنَّ من الصَّقيعِ
و لعل بقية الكلام بعدهما عند ابن فارس: «فهذا من الإضاعة بمعني التضييع».
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 381
تَضِيف: مالت؛ و كذلك تضيَّفَتْ، إذا سالت للغروب. و
في الحديث: «أنّه نهي عن الصَّلاة إذا تضيَّفت الشَّمسُ للغروب»
. و قال امرؤ القيس:
فلمّا دخَلْناه أضفْنا ظُهورَنا إلي كلِّ حاريٍّ جديدٍ مشَطَّبِ «1»
أي أسنَدْنا ظهورَنا. و يقال ضافَ السَّهم عن الهدف يَضِيف. قال أبو زُبَيد:
كلَّ يومٍ ترميهِ منها برِشْق فمصيبٌ أوضافَ غيرَ بعيدِ «2»
و الضَّيف مِن هذا، يقال ضِفْت الرّجُل: تعرَّضْت له ليَضِيفَني. و أضفْتُه:
أنزلْتُه عليَّ. و يقال ضَيَّفْته مثل أضفتُه، إذا أنزلتَه بك. و فلانٌ يتضيَّفُ النّاسَ، إذا كان يتّبعهم ليُضِيفوه. و هو قولُ الفرزدق:
و مَن هو يرجو فَضْلَه المتضيِّفُ «3»
و الضَّيف يكون واحدا و جمعا. و يقال أيضاً أضياف و ضِيفانٌ. و يقال لناحية الوادي ضِيفٌ، و هما ضِيفانِ. و تضايَفنا الوادِيَ: أتيناه من ضِيفيه «4». و كذلك تَضَايَفَ الكلابُ [الصَّيد «5»]، إذا أتوه من جوانبه «6». قال:
______________________________
(1) ديوان امرئ القيس 88 و اللسان (ضيف).
(2) سبق البيت و تخريجه في (رشق، ضيف).
(3) صدره في ديوانه 560:
وجدت الثري فينا إذا يبس الثري
و في اللسان (ضيف) كذلك. و مرة أخري:
و منا خطيب لا يعاب و قائل
(4) في الأصل: «ضيفه»، و أثبت ما في المجمل.
(5) التكملة من المجمل.
(6) جعل للكلاب ضمير العاقل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 382
رِيمٌ تضايَفَه كلابٌ أخْضَعُ «1»
و المضاف: الذي قد أُحِيط به في الحرب. قال:
و يحمِي المضافَ إذا ما دعا إذا فَرَّ ذو اللِّمّة الفَيْلَمُ «2»
و هو من هذا القياس. و يقال تضيَّفُوه، إذا اجتمعوا عليه من جوانبه. قال:
إذا تضيَّفْن عليه انسلَّا «3»
فأمّا قول القائل:
لَقًي حملتْه أمُّه و هي ضَيفةٌ فجاءت بنَزٍّ للنَّزَالةِ أرشَمَا «4»
فهي الضَّيفة المعروفة من الضِّيافة. و قال قومٌ: ضافت المرأة: حاضت. و هذ ليس بشي‌ء، و لا مما هو يدلُّ عليه قياسٌ، و لا وجهَ للشُّغْل به.
فأمّا قولهم أضاف من الشي‌ء، إذا أشفقَ منه، فيجوز أن يكون شادًّا عن الأصل الذي ذكرناه*، و يمكن أن يتَمحَّل «5» له بأن يقال أضاف من الشي‌ء، إذا أشفق منه، كأنّه صار في الضِّيف، و هو الجانب، أي لم يتوسَّط إشفاقاً. و هو بعيد، و الأولي عندي أن يقال إنّه شاذٌ. و الكلمة مشهورة قال:
و كانَ النَّكيرُ أن تُضيف و تجأرا «6»
______________________________
(1) لمتمم بن نويرة في المفضليات (1: 94). و صدره:
و كأنه فوت الجوالب جابئا
(2) للبريق الهذلي في اللسان (ضيف، فلم)، من قصيدة في بقية أشعار الهذليين 22 و شرح السكري للهذليين 110 و سيأتي في (فلم).
(3) قبله في اللسان (ضيف):
بتبعن عودا يشتكي الأظلا
(4) للبعيث يهجو جريرا، كما سبق في (رشم) حيث تخريج البيت في الحواشي.
(5) في الأصل: «يتحمل».
(6) للنابغة الجعدي، و صدره كما في اللسان (ضيف):
أقامت ثلاثا بين يوم و ليلة
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 383
و قال الهذليّ «1»:
إذا يغزو تُضِيف «2»
أي تشفِق. قال أبو سعيد: ضاف الهمُّ، إذا نَزَل بصاحبه. و القياس أنّه إذا نزل به فقد مال نحوه.

ضيق

الضاد و الياء و القاف كلمة واحدةٌ تدلُّ علي خلافِ السَّعَة، و ذلك هو الضِّيق و الضَّيِقة: الفَقْر. يقال أضاق الرّجلُ: ذهب مالُه. و ضاقَ، إذا بخل. و شي‌ءٌ ضَيْقٌ، أي ضيِّق. و الباب كلُّه قياس واحد. فأمّا قول القائل:
بضِيقَةَ بينَ النَّجْمِ و الدّ؟؟؟ انِ «3»
فيقال إنّ الضِّيقة منزلٌ في منازل القمرْ. قال أبو عمرو: الضِّيقة‌ها هنا من الضِّيق.

ضيك

الضاد و الياء و الكاف كلمةٌ لا تتفرَّع. يقولون الضَّيَكانُ:
مشْي الرّجُل الكثيرِ لحمِ الفخِذين، فهو ربما يتفحَّج. و يقال هذه إبلٌ تَضِيك، أي تفرّج أفخاذها من عِظَم ضُروعها.

ضيم

الضاد و الياء و الميم أصلٌ صحيح، و هو كالقهر و الاضطهاد يقال ضامه يَضِيمه ضَيْما. فهو اسمٌ و مصدر. و الرجل المَضِيم: المظلوم. و بقيت في الباب
______________________________
(1) هو أبو ذؤيب الهذلي، و البيت في ديوانه 99.
(2) البيت بتمامه، كما في الديوان:
و ما إن وجد معولة رقوب بواحدها إذا يغزو تضيف
(3) للأخطل في ديوانه 233 و اللسان (ضيق). و صدره:
فهلا زجرت الطير ليلة جئتها
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 384
كلمةٌ واحدة، يقال إنَّ الضِّيم، بكسر الضاد: جانب الجبل. قال الهذَليّ «1»:

باب الضاد و الهمزة و ما يثلثهما

ضأد

الضاد و الهمزة و الدال أُصيلٌ قليل الفُروع، يدلُّ علي مَرض من الأمراض. قالوا: الضُّؤْد: الزكام، و كذلك الضُّؤْدَة. رجلٌ مضْئُود، أي مزكوم. و حُكيت كلمةٌ أخري عن أبي زيد، إن صحّت، قالوا: ضأَدْت الرّجُل ضأدًا، إذا خَصَمتَه.

ضأل

الضاد و الهمزة و اللام أُصَيْل يدلُّ علي ضعف و دِقَّةٍ في جسم.
من ذلك الضَّئيل، و هو الضَّعيف. و الفعل منه ضَؤُل يَضؤُل. و رجل ضُؤَلةٌ:
ضعيف. و الضَّئيلة: الحيَّة الدَّقيقة.

ضأن

الضاد و الهمزة و النون أُصَيل صحيح، و هو بعض الأنعام.
من ذلك الضأن. يقال أضْأنَ الرجلُ، إذا كثُرَ ضأنُه. و الضائنة الواحدة من الضأن. و حكي بعضُهم: فلان ضائن البطنِ: مسترخِيهِ.

باب الضاد و الباء و ما يثلثهما

ضبث

الضاد و الباء و الثاء أصل صحيحٌ يدلُّ علي فَبْض. يقال:
ضبث إذا قبض علي الشَّي‌ء. و يقال ناقةٌ ضَبُوث: يُشَكُّ في سِمَنها، فتُضْبَث بالأيدي.
و يقولون: ضُبِثَ، أي ضُرب. و هو قريب مما ذكرناه.
______________________________
(1) بدله في المجمل: «و هو في شعر الهذلي: فضيمها». و الهذلي الذي عناه هو ساعدة ابن جؤية. و بيته، كما في اللسان (دبب، ضيم) و ديوان الهذليين 207:
و ما ضَرَبٌ بيضاء يَسقي دَبوبَها دُفَاقٌ فعُروانُ الكَرَاثِ فضِيمُها
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 385‌

ضبح

الضاد و الباء و الحاء أصلانِ صحيحان: أحدهما صوتٌ، و الآخَرُ تغيُّرُ لون من فعلِ نار.
فالأوَّل قولُهم: ضبَحَ الثّعلبُ يَضْبَح ضَبْحاً. و صَوْتُه الضُّبَاح، و هو ضابح.
قال:
دعوتُ ربِّي و هو لا يُخَيِّبُ بأنّ فيها ضابحاً ثعَيلِبْ
فأمّا قولُه تعالي: وَ الْعٰادِيٰاتِ ضَبْحاً فيقال هو صوتُ أنفاسها، و هذا أقيَسُ، و يقال: بل هو عدْوٌ فوق التَّقْريب. و هو في الأصل ضَبَع، و ذلك أن يمُدّ ضَبْعَيْه حتي لا يجدَ مَزِيداً. و إن كان كذا فهو من الإبدال.
و أمّا الأصل الثاني فالضَّبْح: إحراقُ أعالي العُود بالنار. و الضِّبْح: الرَّماد.
و الحجارة المضبوحة هي قَدَّاحة النّار، التي كأنها محترقة. قال:
و المرْوَذَا القَدَّاحِ مضبوحَ الفِلَق «1»
و يقال الانضباح تغيُّرُ اللون إلي السواد.

ضبد

الضاد و الباء و الدال ليس بشي‌ء. و إن كان ما ذكره ابنُ دريد صحيحا، من أن الضَّبَد الضَّمَد، فهو من باب الإبدال. قال: يقال أضْبَدْتُه، إذا أنت أغضبْتَه «2».
______________________________
(1) لرؤبة بن العجاج. و قبله في ديوانه 106 و اللسان (ضبح):
يتركن ترب الأرض مجنون الصبق
(2) في الجمهرة (1: 244): «ضبدت الرجل تضبيدا: ذكرته بما يغضبه». و مثله في القاموس.
و في اللسان: «ضبدته» مخفف الباء.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 386‌

ضبر

الضاد و الباء و الراء أصلٌ صحيح واحدٌ يدل علي جمعٍ و قُوّة.
يقال ضَبَر الشّي‌ءَ: جمَعَه، و ضبَر الفرسُ قوائمَه، إذا جمعَها ليَثِب. و فرسٌ ضِبِرٌّ من ذلك. و إِضبارة الكُتُب «1» من ذلك. و اشتقاق ضَبَارةَ منه، و هو أبو عامر ابن ضَبَارة. و ناقة* مضبَّرةٌ و مضبورةُ الخَلْق، أي شديدة. و قال في صفة فرس:
مُضَبَّرٌ خَلْقها تضبيراً ينشقُّ عن وجهها السَّبيبُ «2»
و الضَّبْر: الجماعة. قال الهُذَليّ:
ضَبْرٌ لباسُهم القَتير مؤلَّبُ «3»
و أمّا الرُّمّان الجبليّ فيقال إنّهم يسمونه الضَّبْر. و قد قلنا إنّ النّباتَ و الأماكنَ لا تكاد تنقاس.

ضبس

الضاد و الباء و السين أُصَيل إنْ صحَّ فليس إلا في شي‌ءٍ مذمومٍ غير محمود. قال الخليل: الضَّبِيس: الحريص، و الضَّبيس: القليل الفِطنة لا يهتدي لشي‌ء. و يقال الضَّبِيس الجَبان.

ضبز

الضاد و الباء و الزاء. يقولون الضَّبْز: شدّة اللَّحظ و لا معني لهذا.

ضبط

الضاد و الباء و الطاء أصلٌ صحيح. ضَبَط الشَّي‌ءَ ضبْطاً.
و الأصبط: الذي يَعمل بيديه جميعاً. و يقال ناقةٌ ضبطاء. قال:
______________________________
(1) في الأصل: «لكب»، صوابه في اللسان.
(2) البيت لعبيد بن الأبرص، من بائيته المشهورة، انظر ديوانه 9 و شرح التبريزي للمعلقات 310.
(3) لساعدة بن جؤبة الهذلي في ديوان الهذليين (1: 185) و اللسان (ضبر) و صدره:
بينا هم يوما كذلك راعهم
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 387
عُذافرة ضَبْطاء تَخْدِي كأنّها فَنِيقٌ غَدَا يَحوي السَّوامَ السَّوارحا «1»
و
في الحديث: «أنّه سُئل عن الأضبط»

ضبع

الضاد و الباء و العين أصلٌ صحيح يدلُّ علي معانٍ ثلاثة:
أحدها جنسٌ من الحيوان، و الآخر عضو من أعضاء الإنسان، و الثالث صِفة من صِفة النُّوق.
فالأوَّل الضَّبُع، و هي معروفة، و الذكر ضِبْعان، و
في الحديث: «فإذا هو بضِبْعانٍ أمْدَر «2»»
، ثم يستعار ذلك فيُشبَّه السنةُ المجدِبة به، فيقال لها الضَّبُع.
و
جاء رجلٌ فقال: «يا رسولَ اللّٰه، أكلَتْنَا الضّبُع»
، أراد السّنةَ التي تسميها العرب الضَّبُع؛ كأنَّها تأكلهم كما تأكل الضّبُعُ. قال:
أبا خُراشة أمّا أنت ذا نَفَرٍ فإنّ قوميَ لم تأكُلْهم الضّبعُ «3»
و أمّا العُضو فضَبْع اليد، و اشتقاقها من ضَبْع اليد و هو المدّ. و العرب تقول:
ضَبَعتِ الناقة و ضبَّعت تضبيعا، كأنّها تمدُّ ضَبْعَيها. قال أبُو عبيد: الضَّابع: التي ترفع ضَبْعها في سيرها.
و مما يشتقُّ من هذا: الاضطباع بالثَّوب: أن يُدخِل الثّوبَ من تحت* يده اليمني فيلقيَه علي مَنكِبه الأيسر. و منه الضِّباع، و هو رفع اليدين في الدُّعاء.
قال رؤبة:
______________________________
(1) لمعن بن أوس المزني في اللسان (ضبط). و كلمة «غذا» ساقطة من الأصل.
(2) الأمدر: الذي في جسده لمع من سلحه. و يقال لون له.
(3) لعباس بن مرداس، كما في اللسان (ضبع). و هو من شواهد النحويين لحذف «كان» بعد «أن» و تعويض «ما» عنها.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 388
و ما تَنِي أيدٍ علَينا تضبَعُ «1»
أي تمد أضباعَها بالدُّعاء. قال ابن السّكّيت: ضَبَعُوا لنا من الطَّريق، إذا جعلوا لنا قسما، يَضْبَعون ضَبْعا. كأنّه أراد أنّهم يقدِّرونه فيمدُّون أضباعَهم به.
و ضَبَعت الخيلُ و الإِبلُ، إِذا مدَّت أضباعَها في عَدْوِها، و هي أعضادُها «2».
و قول القائل «3»:
و لا صُلحَ حتَّي تضبعونا و نَضْبَعا «4»
أي تمدون أضباعَكُم إلينا بالسّيوف و نمدّ أضباعَنا بها إليكم. قال أبو عمرو:
ضَبَع القومُ للصُّلح، إذا مالوا بأضباعهم نحوه. و حَكي قومٌ: كنَّا في ضَبْع فلانٍ، أي كنَفه. و هو ذاك المعني؛ لأنّ الكَنَفين جناحا الإنسان، و جناحاه ضَبْعاه.
[و ضَبَعت الناقةُ تضبع ضَبْعاً و ضَبَعةً «5»]، إذا أرادت الفحل.

ضبن

الضاد و الباء و النون أصلٌ صحيح، و هو عُضو من الأعضاء.
فالضِّبْن: ما بين الإبط و الكَشْح. يقال أضطبنتُه: جعلته في ضِبْني: و الضبْنَة «6»:
أهل الرّجُل، يضطبِنها. و ناسٌ يقولون: المضبون الزَّمِن، و هو عندي من قلب الميم. و مكان ضَبْنٌ: ضيّق. و هذه الكلمة من الباب الأوّل.
______________________________
(1) ديوان رؤبة 177 و اللسان (ضبع).
(2) في الأصل: «و في أعضادها»، صوابه في المجمل و اللسان.
(3) هو عمرو بن شأس، كما في اللسان (ضبع) و الحزانة (3: 599).
(4) صدره:
نذود الملوك عنكم و تذودنا
(5) التكملة من المجمل.
(6) بتثليث الضاد، و كفرحة، كما في القاموس.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 389‌

ضبا

الضاد و الباء و الهمزة أصلٌ واحد صحيح، و هو قريبٌ من الاستخفاء و ما شاكلَه، من سُكوتٍ و مثلِه. قال أبو زيد: أضْبأَ الرجُل علي الشَّي‌ء إضباءً، إذا سكَتَ عليه، و هو مُضْبِئٌ عليه. و قد أضْبَأ علي داهية.
و ضبَأْت: استخفَيت. و يقال في هذا إنّما هو أضْبَي غير مهموز، و الأوّل أجود.
قال أبو سعيد: ضبأ يضبَأُ ضَبْأً، إذا لصِق بالأرض. و المَضْبَأ: الذي يُضْبَأ فيه، أي يختفي. قال الكميت:
إذا علا سِطَةَ المضبَأَيْن «1»
و سمِّي الرّجُل ضابئاً لذلك. و يقال ضَبأْت إليه، أي لجأت «2». و الضابئ:
الرَّماد «3»، سمِّي بذلك لأنّه يَضبأ، كأنّه يَستخفي.
و إذا ليّنت الهمزةَ تغيَّر المعني، و يكون من صفات النّار؛ يقال: ضَبَتْه النّار، إذا شَوته، تَضْبُوه ضَبْوا. و المَضْباة: خُبز المَلَّة «4». و اللّٰه أعلم بالصواب.
______________________________
(1) استشهد في المجمل بكلمني «سطة المضباين» فقط.
(2) في الأصل: «الجأت»، صوابه في المجمل.
(3) في الأصل: «الرماة»، صوابه في المجمل و اللسان.
(4) في اللسان: «و بعض أهل اليمن يسمون خبزة الملة مضباة من هذا. قال ابن سيده: و لا أدري كيف ذلك، إلا أن تسمي باسم الموضع».
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 390‌

باب الضاد و الجيم و ما يثلثهما

ضجر

الضاد و الجيم و الراء أصلٌ صحيح يدلُّ علي اغثمامٍ بكلام.
يقال ضجِر يَضجَر ضجَراً. و ضجِرت النَّاقةُ: كثر رغاؤها. و يقولون في الشعر:
ضَجْرَ، بسكون الجيم. قال:
فإن أهجُه يَضْجَرْ كما ضَجْرَ بازلٌ «1»

ضجع

الضاد و الجيم و العين أصل واحد يدلُّ علي لُصوقٍ بالأرض علي جنْب، ثم يُحمَل علي ذلك. يقال ضَجَع ضُجوعا. و المرَّة الواحدة الضَّجْعة.
و يقال اضطجع يضطجع اضطجاعاً. و ضجيعُك: الذي يُضاجِعك، و هو حسن الضِّجْعة كالرِّكْبة.
و من الباب: ضجَّع في الأمر، إذا قصَّر، كأنه لم يقُم به و اضطجع عنه.
و يقال رجل ضَجُوع، أي ضعيف الرّأي. و رجل ضُجَعَة: عاجزٌ لا يكاد يبرح.
و الضَّجوع: النَّاقة التي ترعي ناحية. و يقال تضجَّع السحاب، إذا أرَبّ بالمكان.
و هو في شعر هذيل. و يقال أكمَة ضَجوع، إذا كانت لاصقةً بالأرض.
و الضجوع: أكمة بعينها. و الضَّواجع: موضع في قوله:
راكسٌ فالضَّواجع «2»
و الضَّاجعة و الضَّجعاء: الغنم الكثيرة، و إنما هو من الباب لأنَّها ترعي و تضطجع. و الضَّجُوع: ناقة ترعي ناحيةً و تضطجع وحْدَها.
______________________________
(1) للأخطل يهجو كعب بن جعيل، و ليس في ديوانه. و عجزه كما في اللسان (ضجر):
من الأدم دبرت صفحتاه و غاربه
(2) قطعة من بيت للنابغة في ديوانه 51 و اللسان (ضجع). و هو بتمامه:
و عيد أبي قابوس في غير كنهه أتاني و دوني راكس فالضواجع
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 391‌

ضجم

الضاد و الجيم و الميم أصلٌ صحيح يدل علي عِوَج في الشَّي‌ء.
فالضَّجَم: العِوَج. يقال تَضَاجَم الأمرُ بالقوم، إذا اختلف. و الضَّجَم: اعوجاجٌ في الأنف و أن يميل إلي أحد جانِبي الوجه. و ضُبَيْعةُ أضجَمَ: قومٌ من العرب، كأنّ أباهم أضجم. و يقال الضَّجَم أيضاً اعوجاجُ المَنكِبَين.

ضجن

الضاد و الجيم و النون، ليس بشي‌ء، إلّا أنَّهم يقولون:
[الضَّجَن]: جبلٌ معروف. و قد قلنا في هذا. و قال الأعشي:
كخَلْقاءَ مِنْ هَضَبات الضَّجَنْ «1»
و ضَجْنانُ: جبلٌ بتهامة.

باب الضاد و الحاء و ما يثلثهما

ضحل

الضاد و الحاء و اللام أصلٌ صحيح، و هو الماء القليل و ما أشبهه.
من ذلك الضَّحْل: الماء القليل، و مكانه المَضْحَل، و الجمع مَضاحل. و يقال ضَحِل الماء: رقَّ و قلَّ، و هو من الكلام الفصيح الصحيح. و أَتَان الضَّحْل:
صَخرة بعضها في الماء و بعضُها خارج.

ضحي

الضاد و الحاء و الحرف المعتل أصلٌ صحيح واحد يدلُّ علي بُروز الشي‌ء. فالضَّحَاء: امتداد النَّهار، و ذلك هو الوقت البارز المنكشف.
ثمَّ يقال للطعام الذي يُؤكل في ذلك الوقت ضَحاء. قال:
______________________________
(1) في الأصل: «بحلقاء»، صوابه في المجمل و اللسان و الديوان ص 16. و صدره:
و طال السنام علي جبلة
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 392
تَرَي الثَّوْرَ يمشي راجعاً مِن ضَحائه «1»
و يقال ضَحِي الرجل يَضْحَي، إذا تعرَّضَ للشَّمس، و ضَحَي مثلُه. و يقال اضْحَ يا زيد، أي ابرُزْ للشَّمس. و الضَّحِيَّة معروفة، و هي الأُضْحِيَّة.
قال الأصمعي: فيها أربع لغات: أُضْحِيَّة و إضحيَّة، و الجمع أضاحيّ؛ و ضَحِيَّة، و الجمع ضحايا؛ و أَضْحاةٌ، و جمعها أُضْحًي «2». قال الفرّاء: الأضْحَي مؤنّثة و قد تذكّر، يُذهَب بها إِلي اليوم. و أنشد:
دنا الأضْحَي و صَلَّلت اللِّحامُ «3»
و إنما سُمِّيت بذلك لأنّ الذّبيحة في ذلك اليوم لا تكون إلَّا في وقت إشراق الشّمس. و يقال ليلَةٌ إضحيَانةٌ و ضَحْياءُ، أي مضيئةٌ لا غيمَ فيها. و يقال:
هم يتضحَّوْنَ، أي يتغدَّوْن. و الغَداء: الضَّحَاء. و من ذلك
حديث سلمة بن الأكوع: «بينا نحن مع رسول اللّٰه صلي اللّٰه عليه و آله و سلّم نتضَّحَي»
يريد نتغدَّي. و ضاحية كلِّ بلدةٍ: ناحيتُها البارزة. يقال هم ينزلون الضَّوَاحيَ.
و يقال: فعل ذلك ضاحيةً، إذا فعله ظاهراً بيناً. قال:
عَمِّي الذي منع الدِّينارَ ضاحيةً دينارَ نَخَّةِ كلبٍ و هو مشهودُ «4»
و قال:
______________________________
(1) لذي الرمة في ديوانه 503 و اللسان (19: 210). و عجزه:
بها مثل مشي الهرزي المسرول
(2) زاد في اللسان: «مثل أرطاه و أرطي»، فألفها للإلحاق.
(3) لأبي الغول الطهوي في اللسان (19: 211)، و إصلاح المنطق 193، 330، 397.
و صدره:
رأيتكم بني الخذواء لما
(4) أنشده في اللسان (نخخ، ضحا) و سيأتي في (نخ).
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 393
و قد جزتْكُم بنو ذُبيانَ ضاحيةً بما فعلتم ككيل الصَّاع بالصَّاعِ «1»
فأمّا قولُ جرير:
فما شَجَرات عِيصِكَ في قريشٍ بعَشَّات الفُرُوع و لا ضَواحِ «2»
فإنّه يقول: ليست هي في النّواحي، بل هي [في] الواسطة. و يقال للسَّماوات كلِّها الضَّواحي. و قال تأبّط شرًّا:
و قُلَّةٍ كسِنان الرُّمح بارزةٍ ضحيانة … «3»
فهي البارزة للشمس.
قال أبو زيد: ضَحَا الطريق يَضحُو ضَحْواً و ضُحُوًّا «4»، إذا بدا و ظَهَر.
فقد دَلَّت هذه الفروعُ كلُّها علي صحة ما أصّلناه* في بروز الشَّي‌ءِ و وُضوحه. فأمّا الذي يُروي عن أبي زيد عن العرب: ضحَّيت عن الأمر «5» إذا رفقت، فالأغلب عندي أنّه شاذٌّ في الكلام. قال زَيد الخيل:
لو أنّ نصراً أصلحَتْ ذاتَ بينِها لضحَّت رُويداً عن مصالحها عمرُو «6»

ضحك

الضاد و الحاء و الكاف قريبٌ من الباب الذي قبله، و هو دليل الانكشاف و البروز. من ذلك الضَّحِك ضَحِك الإنسان. و يقال أيضاً
______________________________
(1) البيت للنابغة، كما في اللسان (ضحا)، و ليس في ديوانه. و عجزه في اللسان:
حقا يقينا و لما يأتنا الصدر
(2) ديوان جرير 99 و اللسان (ضحا).
(3) من القصيدة الأولي في المفضليات. و تمام البيت:
«في شهور الصيف محراق»
. (4) و يقال أيضا «ضُحِيًّا».
(5) في الأصل: «في الأمر»، صوابه في المجمل و اللسان.
(6) نصر و عمرو ابنا قعين، بطنان من بني أسد، كما في اللسان، عند إنشاد البيت.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 394
الضَّحْك «1»، و الأوَّل أفصح. و الضَّاحكة: كل سنٍّ تبدو من مُقَدَّم الأسنان و الأضراس عند الضَّحِك.
قال ابنُ الأعرابيّ: الضّاحك من السَّحاب مثلُ العارض، إلّا أنّه إذا بَرَق يقال فيه ضَحِك. و الضَّحُوك: الطَّريق الواضح. و يقال أضحَكْتَ حوضَك، إذا ملأتَه حتي يفيض. قال ابن دريد «2»: الضَّاحك حجرٌ شديد البَرِيق يبدو في الجبَل، أيَّ لونٍ كان. و يقال في باب الضَّحِك: الأُضحوكة ما يُضحِك منه.
و رجل ضُحْكة: يُضْحَك منه. و ضُحَكَة: يكثر الضحَك. فأمَّا الضَّحْك فيقال إِنَّه العسَل. و يُنشَد:
فجاء بمزجٍ لم يَرَ الناسُ مثلَه هو الضَّحْكُ إلّا أنَّه عمل النَّحْلِ «3»
و يقال هو البَلَح. قال الشَّيبانيُّ: الطَّلْع هو الكافور و الضَّحْك جميعاً حين ينفتق.

باب الضاد و الخاء و ما يثلثهما

ضخم

الضاد و الخاء و الميم أصلٌ صحيح يدلُّ علي عِظَمٍ في الشي‌ء.
يقال هذا ضخْم و ضُخامٌ. و يقال: إنَّ الأضخومة شي‌ءٌ تعظِّم به المرأة عجيزتها.
______________________________
(1) و يقال أيضا «الضحك» بالكسر، و بكسرتين.
(2) في الجمهرة (2: 167).
(3) لأبي ذؤيب في ديوانه 42 و اللسان (ضحك). و سيأتي في (مزج).
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 395‌

باب الضاد و الراء و ما يثلثهما

ضرز

الضاد و الراء و الزاء كلمةٌ واحدة. يقال إِنَّ لضِّرِزّة: المرأة القصيرة اللئيمة.

ضرس

الضاد و الراء و السين أصلٌ صحيح يدلُّ علي قوّةٍ و خشونة و قد يشِذُّ عنه ما يخالفه. فالضِّرْس من الأسنان، سمِّي بذلك لقوّته علي سائر الأسنان. و يقال ضَرَسَه يَضْرُسُه، إذا تناوله بضِرسه. و قال:
إذا أنت عاديت الرّجالَ فلا تكن لهم جَزَراً و اجرَحْ بنابك و اضْرُسِ
و الضِّرْس: ما خَشُن من الآكام. و يقال: تضارَسَ البِناء، إذا لم يستَوِ.
و قال بعضُهم: ضَرّستْ فلاناً الخطوبُ. و يقال بئرٌ مضروسة: مطوّية بحجارة و ناقة ضَروسٌ: تعَضُّ حالِبَهَا. و رجل ضَرِسٌ: صعب الخُلق. و يقال أضرسَه الأمر، إذا أقلقه. و المضرَّس: ضربٌ من الرَّيْط، و كأنّه سمِّي بذلك لأنَّه فيه صوراً كأنّها أضراس. و الضَّرَس: خَورٌ في الضِّرْس.
و ممّا شذّ عن الباب و قد يمكن أن يُتمحَّل له قياسٌ: الضِّرْس: المَطْرة القليلة، و الجمع ضُروس.

ضرع

الضاد و الراء و العين أصل صحيح يدلُّ علي لينٍ في الشَّي‌ء.
من ذلك ضَرَع الرجل ضَراعة، إذا ذلَّ. و رجل ضَرَعٌ: ضعيف. قال ابن وَعْلة:
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 396
أناةٌ و حلما و انتظارا بهم غداً فما أنا بالواني و لا الضَّرَع الغُمْرِ «1»
و من الباب ضَرْع الشّاة و غيرِه، سمي بذلك لما فيه من لِين. و يقال:
أضْرَعَت النّاقة، إذا نَزَل لبنُها عند قرب النَّتاج. فأمّا المضارعة فهي التشابُه بين الشيئين. قال بعض أهلِ العلم: اشتقاق ذلك من الضَّرْع، كأنهما ارتضعا من ضَرعٍ واحد. و شاةٌ ضَرِيع: كبيرة الضَّرع، و ضريعةٌ أيضاً. و يقال لناحِل الجسم: ضارع.
و
قال رسول اللّٰه صلي اللّٰه عليه و آله و سلم في ابني جعفر: «ما لي أراهما ضارعَين؟».
و مما شذّ عن هذا الباب: الضَّريع، و هو نبت. و ممكن أن يُحمَل علي الباب فيقال ذلك لضعَفْه، إذا كان لٰا يُسْمِنُ وَ لٰا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ و قال:
و تُرِكْن في هَزْم الضَّريع فكُلُّها حدباءُ داميةُ اليدينِ حَرودُ «2»

ضرف

الضاد و الراء و الفاء شي‌ءٌ من النَّبْت. يقال إنّ الضِّرف من شجر الجبال، الواحدة ضِرفة.
قال الأصمعيّ: يقال فلان في ضِرفة خيرٍ، أي كَثْرة.

ضرك

الضاد و الراء و الكاف* كلمة واحدةٌ لا قياسَ لها. يقال الضَّريك: الضَّرير، و البائس السّيّئ الحال.

ضرم

الضاد و الراء و الميم أصل صحيح يدلُّ علي حرارةٍ و التهاب.
من ذلك الضِّرَام من الحطب: الذي يلتهب بسرعة. قال:
______________________________
(1) البيت من أبيات نسبت في حماسة البحتري 104 إلي عامر بن مجنون الجرمي. و في حماسة ابن الشجري 70 لكنانة بن عبد ياليل. قال: و تروي للحارث بن و علة الشيباني. و سيأتي في (غمر).
(2) لقيس بن عيزارة الهذلي في اللسان (ضرع). و قصيدته في شرح السكري للهذليين 115.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 397
و لكن بهذَاكِ اليَفَاعِ فأوقِدِي بجزل إِذا أوقَدْتِ لا بِضِرامِ «1»
و يقال ضَرِم الشَّي‌ءُ: اشتدّ حرُّه.
و من الباب فرس ضَرِم: شديد العَدْو. و الضَّرِيم و الضِّرام: اشتعال النار.
و مما شذّ عن الباب فيما يقولون، أنَّ الضَّرِم فَرْخ العُقاب. و لعلّه أن يكون ذلك اسمَه إذا اشتدّ جُوعه، فكأنَّه يضطرم.

ضري

الضاد و الراء و الحرف المعتل أصلان: أحدهما شبه الإغراء بالشَّي‌ء و اللَّهَج به، و الآخر شي‌ء يستر.
فالأوّل قولُ العرب: ضَرِيَ بالشَّي‌ء، إذا أُغْرِي به حتي لا يكاد يصبرِ عنه.
و يقال: لهذا الشَّي‌ء ضَرَاوة: أي لا يكاد يُصبَر عنه. و الضَّارِي من أولاد الكلاب، و الجمع الضِّراء، و سمِّي ضاريا لأنّه يَضْرَي بالشَّي‌ء. و الضِّرو:
الضَّاري. و من الباب: [الضَّارِي، و «2»] هو العِرق السائل. و قد ضَرَا يَضْرُو ضَروًا، كأنّه لهجَ بالسَّيَلان.
قال الخليل. الضَّرْو: اهتِزازُ الدّمِ عند خروجه من العِرق.
و أمّا الأصل الآخر فالضَّرَاء: مَشْيٌ فيما يُوارِي من شجرٍ أو غيرِه. يقال:
هو يمشي له الضَّرَاء، إذا كان يُخاتِله أو يُخادِعه.
و من الباب الضِّرْو: شجر، لأنّه يستُر بورَقِه.

ضرب

الضاد و الراء و الباء أصل واحد، ثم يستعار و يحمل عليه.
______________________________
(1) البيت في اللسان (ضرم) بدون نسبة، و نسبه الزمخشري في أساس البلاغة إلي حاتم الطائي، و ليس ديوانه.
(2) استأنست في هذه التكملة مما ورد في المجمل من قوله: «و الضاري: العرق السائل».
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 398
من ذلك ضَربت ضرباً، إذا أوقعت بغيرك ضرباً. و يستعار منه و يشبَّه به الضَّرب في الأرض تجارةً و غيرها من السّفر. قال اللّٰه تعالي: وَ إِذٰا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنٰاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلٰاةِ. و يقولونَّ إن الإسراع إلي السَّير أيضاً ضرب. قال:
فإنَّ الذي كنتمُ تحذرونَ أتَتْنا عيونٌ به تَضْرِبُ «1»
و الطَّير الضَّوارب: الطَّوالب للِرِّزق. و يقال رجل مِضربٌ: شديد الضَّرب.
و من الباب: الضّرْب: الصِّيغة. يقال هذا من ضَرْب فلان، أي صِيغته؛ لأنّه إذا صاغ شيئاً فقد ضربه. و الضّريب: المِثْل، كأنَّهما ضُرِبا ضَرباً واحداً و صِيغا صياغة واحدة. و الضّريب: الصَّقيع: كأن السماء ضربت به الأرض.
و يقال للذي أصابه الضريب مضروب. قال:
و مضروبٍ يَئنُّ بغير ضربٍ يُطاوِحه الطِّرافُ إلي الطِّراف
و الضّريب من اللبن: ما خُلِط مَحْضه بحقينه، كأنَّ أحدَهما قد ضُرب علي الأخر. و الضّريب: الشَّهد، كأنَّ النَّحل ضربه. و يقال للسجِيَّة و الطَّبيعة الضريبة، كأنّ الإنسان قد ضُرِب عليها ضرباً و صيغ صِيغة. و مَضْرَب السَّيف و مَضْرِبه: المكان الذي يُضرَب به منه. و يقال للصِّنْف من الشي‌ء، الضَّرْب، كأنه ضُرب علي مثالِ ما سواه من ذلك الشي‌ء. و الضّرِيبة: ما يُضرَب علي الإنسان من جزيةٍ و غيرها. و القياس واحد، كأنه قد ضُرب به ضَرْباً. ثم يتَّسعون فيقولون: ضَرَبَ فلانٌ علي يد فلان، إذا حَجَرَ عليه، كأنّه أراد بَسطَ يدَه فضرب الضاربُ علي يده فقبض يدَه. و من الباب ضِراب الفَحل الناقة.
______________________________
(1) نسب في اللسان (ضرب) إلي المسبب و هو المسيب بن علس.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 399
و يقال أضْرَبْت النّاقةَ: أنْزَيت عليها الفحل. و أضرب فلان عن الأمر، إذا كفَّ، و هو من الكفّ، كأنّه أراد التبسُّط فيه ثم أضرب، أي أوقع بنفسه ضرباً فكفها عما أرادت.
فأمّا الذي يُحكي عن أبي زيد، أنّ العرب تقول: أضْرَبَ الرّجُل في بيته:
أقامَ، فقياسُه قياس الكلمة التي قبلها.
و من الباب الضَّرَب: العسَلُ الغليظة، كأنّها ضرِبت ضَرْباً، كما يقال نَفَضَت الشي‌ء نَفْضاً، و المنفوض نَفَض. و يقال للموكَّل بالقِداح: الضَّرِيب. و سمِّي ضريباً لأنّه مع الذي يضربُها، فسمِّي ضريباً كالقعيد و الجليس.
و مما استُعير في هذا الباب قولهم للرَّجُل الخفيف الجسم: ضَرْب، شُبِّه في خفّته بالضَّربة «1» التي يضربُها الإنسان. قال:
أنا الرّجُل الضَّرْبُ الذي تعرفونه خَشَاشٌ كرأس الحيّة المتوقدِ «2»
و الضَّارب: المتَّسَع في الوادي، كأنّه نَهْجٌ يَضرِبُ في الوادِي ضرباً.

ضرج

الضاد و الراء و الجيم أصلٌ صحيح واحدٌ يدلُّ علي تفتُّح الشي‌ء. تقول العرب: انضرجت عن البَقْل لفائفُه، إذا انفتحت. و الانشقاق كله انضراج. قال:
و انضرجَتْ عنه الأكاميم «3»
و يقال تضرَّجَ البَرق: تشقَّق. و عينٌ مضروجة: واسعة الشَّقّ. و يقال إن
______________________________
(1) في الأصل: «بالضريبة».
(2) البيت لطرفة من معلقته المشهورة.
(3) لذي الرمة في ديوانه 584 و اللسان (ضرج، كمم). و هو بتمامه:
مما تعالت من البهمي ذوائبها بالصيف و انضرجت عنه الأكاميم
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 400
الإضريج من الخيل: الكثير العرق الجواد، و ذلك من الباب لأنّه كأنّه يتفتح بالعرق تفتُّحاً. و عَدْو ضريج: شديد. و من الباب تضرَّج بالدم.
و مما شذّ عن الباب الإضريج: أكسيةٌ تتخذ من أجود المِرعِزَّي، و يقال هو الخَزّ.

ضرح

الضاد و الراء و الحاء أصلان: أحدهما رمْي الشّي‌ء، و الآخَر لونٌ من الألوان.
فالأوّل قولهم: ضرَحت الشَّي‌ءَ، إذا رميتَ به. و الشي‌ء المُضْطَرَح: المرميّ.
و الفَرس الضَّروح: النَّضوح برجله. و قوسٌ ضروح: شديدةُ الدّفع للسَّهم.
و الضَّريح: القبر يُحفَر من غير لَحدٍ، كأنّ الميت قد رُمِي فيه.
و أمّا الآخَر فالأبيض من كلِّ شي‌ء، يقال له المَضْرَحيّ. و الصَّقْر مضرحيٌّ، و السيِّد مضرحيّ.

باب الضاد و الزاء و ما يثلثهما

ضزن

الضاد و الزاء و النون أصل صحيح واحدٌ يدلُّ علي الضَّغْط و المزاحَمة. يقولون للذي يُزاحم أباه في امرأته: ضَيْزَن. قال أوس:
فكلكم لأبيهِ ضَيزنٌ سَلِفُ «1»
و يقال الضَّيزَن: العدوّ. و إذا اتَّسع قَبُّ البَكَرة فضُيِّق بخشبةٍ فذلك هو الضَّيزن. و الضَّيزن: الذي يُزاحِم عند الاستقاء و الإِبراد.
______________________________
(1) إنشاد البيت كما في الديوان 17 و اللسان (ضزن):
و الفارسية فيهم غير منكرة فكلهم لأبيه ضيزن سلف
و انظر أدب الكاتب 282 و الاقتضاب 384 و البيان (3: 256).
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 401‌

باب ما جاء من كلام العرب علي أكثر من ثلاثة أحرف أوّله ضاد

من ذلك (الضِّرغام): الأسد، فهذا منحوتٌ من كلمتين: من ضغم، و ضرم.
كأنّه يلتهب حتَّي يَضغَم. و قد فسَّرنا الكلمتين. و يقال ضَرْغَم الأبطالُ بعضُهم بعضاً في الحرب.
و من ذلك (الضُّبَارِك) و (الضِّبْراك)، و هو الرّجل الضخْم. و هذا مما زِيدت فيه الكاف، و أصله من الضَّبْر و هو الجمْع؛ و قد مضي.
و من ذلك (الضَّرْزَمة) و هو شدّة العضّ. و أفْعَي (ضِرْزِمٌ): شديدة العضّ. و هذا مما زيدت فيه الميم، و هو من ضرز، و هو أنْ يشتدّ علي الشي‌ء.
و قد فُسِّر.
و من ذلك (الضفَّندد)، و هو الضَّخْم، و الدال فيه زائدة. و هو من الضفن.
و منه (الضِّبَطْر)، و هو الشديد. و هي منحوتةٌ من كلمتين، من ضبط و ضطر.
و منه (الضَّيْطَر)، و قد مضي ذكره «1».
و منه (الضُّبارِم): الأسد، و الميم فيه زائدة، و هو من الضَّبر.
و منه (الضَّبْثَم)، و هو الشديد، و هو ممّا زِيدت فيه الميم. و هو من ضَبَث علي الشي‌ء، إِذا قبَض عليه.
و من ذلك (الضَّبَغْطَي): كلمة يفزّع بها، و هو ممّا زِيدت فيه الباء، و هو من الضَّغط.
______________________________
(1) انظر مادة (ضطر) ص 361.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 402
و من ذلك (الضَّبَنْطَي): القويّ، و قد زيدت فيه النون، و هو من ضبط.
و من ذلك (المُضْرَغِطُّ): الضَّخم، و الغضبان. و هو أيضاً ممّا زِيدت فيه الراء.
و من ذلك (الضِّرْسامة) و هو اللئيم، و الميم فيه زائدة، و هو من الضّرس.
و مما وُضِع وضعاً و لا أظنُّ له قياساً (الضَّمْعَج)، و هو الضَّخمة من النوق، و لا يقال ذلك للبعير. و امرأة ضَمعجٌ: ضخمة.
و من ذلك (الضُّغْبُوس)، و هو الرَّجل الضَّعيف. قال جرير:
قد جَرّبت عَرَكِي في كلِّ مُعترَكٍ غُلْبُ الليوث فما بالُ الضَّغابيسِ «1»
و الضَّغابيس: صِغار القِثّاء، و
في الحديث: «أنّه أُهدِيت لرسول اللّٰه صلي اللّٰه عليه و آله و سلم ضَغابيس»
. و السين فيه زائدة، و الدليل علي ذلك قولُهم للذي يأكلها كثيراً ضِغْبٌ.
و من ذلك (اضمحلَّ) الشَّي‌ء: ذهب. و اضمحلّ السحاب: تقشع.
و من ذلك (الضِّفدِع «2»)، و هي معروفة.
______________________________
(1) ديوان جرير 324 و اللسان (ضغبس).
(2) فيه لغات، كزبرج، و جعفر، و جندب، و درهم. و هذا الأخير أقل، أو مردود.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 403
و من ذلك ما رواه الكسائيّ: (اضبَأكّت) الأرض و (اضمأكّت)، إذا خَرج نَبْتُها.
و من ذلك (الضِّئبِل)، و هي الدَّاهية
* و يقال (اضفَأدَّ)، إذا انتفخ من الغضب، اضفئداداً. و اللّٰه أعلم.
تم كتاب الضاد
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 405‌

كتاب الطاء

باب [الطاء في المضاعف و المطابق]

طع

الطاء و العين ليس بشي. فأمّا ما حكاه الخليل، من أن الطَّعطعة حكاية صوت اللاطع فليس بشي‌ء.

طف

الطاء و الفاء يدلُّ علي قلّةِ الشي‌ء. يقال: هذا شي‌ءٌ طفيف.
و يقال: إناءٌ طَفَّانُ، أي ملآن. و التَّطفيف: نقص المكيال و الميزان. قال بعضُ أهل العلم: إنما سمِّي بذلك لأن الذي ينقصه منه يكون طفيفاً. و يقال لِمَا فوق الإناء الطِفَّاف و الطُّفافة. فأمّا قولهم: طففّت بفلانٍ موضعَ كذا، أي رفعتُه إليه و حاذيته «1»، و
في الحديث: «طَفَّفَ بي الفرسٌ مسجدَ بني فلان «2»»
فإنَّه يريد وثَب حتي كاد يساوي المسجد- فهذا علي معني التشبيه بطَفاف الإناء و طَفافته. و القياس واحد.
و مما شذّ عن الباب قولهم: أطفّ فلانٌ بفلان، إذا طَبَن له و أراد ختله و منه استطفَّ الأمرُ، إذا أمكن و أُكْمِلَ «3»، و هذا من باب الإبدال، و قد ذكر في بابه.

طل

الطاء و اللام يدل علي أصولٍ ثلاثة: أحدها غضاضة الشَّي‌ء و غضارَته، و الآخَر الإشراف، و الثالث إبطال الشَّي‌ء.
______________________________
(1) و كذا في المجمل. و في اللسان: «دفعته» بالدال.
(2) في المجمل و اللسان: «بني زريق».
(3) في المجمل: «إذا استقام و أمكن».
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 406
فالأوّل الطّلّ، و هو أضعف المطر، إنّما سمِّي به لأنّه يحسِّن الأرض. و لذلك تُسمِّي امرأة الرّجل طَلّته.
قال بعضهم: إنّما سمِّيت بذلك لأنّها غضّةٌ في عينه [كأنّها] طَلّ. و من الباب في معني القلَّة، و هو محمولٌ علي الطّلّ، قولُهم: ما بالنّاقة طُلّ، أي ما بها لبن، يراد و لا قليلٌ منه. و ضُمَّت الطاء فرقا بينه و بين المطر.
و الباب الآخر: الطَّلَل، و هو ما شَخَص من آثار الديار. يقال لشَخْصِ الرجل طَلَلُه. و من ذلك أطَلَّ علي الشَّي‌ء، إِذا أشْرَف. و طَلَل السَّفِينة: جِلالها، و الجمع أطلال. و يقال: تطالَلْت، إذا مددتَ عنقَك تنظرُ إلي الشي‌ءِ يبعُد عنك. قال:
كفَي حَزناً أنِّي تطاللت كي أَرَي ذُري عَلَمَيْ دَمْخٍ فما يُريَانِ «1»
و أمّا إبطال الشي‌ء فهو إطلال الدِّماء، و هو إبطالها، و ذلك إذا لم يطلب لها.
يقال طُلُّ دمه فهو مطلول، و أُطِلّ فهو مُطَلّ، إذا أُهْدِر.
و مما شذ عن هذه الأصول، و ما أدري كيف صحّته قولهم: إنّ الطِّلَّ «2»:
الحيّة. و الطَّلَاطِلَة: داءٌ يأخذ في الصُّلْب.

طم

الطاء و الميم أصلٌ صحيح يدلُّ علي تغطيه الشَّي‌ء للشَّي‌ء حتي يسوّيه به، الأرض أو غيرها. من ذلك قولهم طمَّ البئر بالتراب: ملأها و سَوَّاها.
ثم يحمل علي ذلك فيقال للبحر الطِّمُّ، كأنَّه طَمَّ الماءُ ذلك القرار. و يقولون: «له الطِّمّ و الرِّم»، فالطِّمّ: البحر، و الرِّمّ الثّرَي. و من ذلك قولهم: طَمَّ الأمر، إذا علا و غَلَب. و لذلك سمِّيَت القيامة: الطَّامَّة. فأمّا قولهم: طَمَّ شَعَرَه، إذا أَخَذَ منه،
______________________________
(1) لطهمان بن عمرو الكلابي، كما سبق في حواشي (دمخ). و أنشده في اللسان في (طلل).
(2) يقال أيضا بفتح الطاء، كما في اللسان (طلل 432).
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 407
ففيه معني التَّسويَة و إنْ لم يكن فيه التغطية.
و من الباب: الطِّمِطم: الرجل الذي لا يُفصح، كأنّه قد طُمَّ كما تُطَمّ البئر.
و مما شذَّ عن هذا الأصل شي‌ءٌ ذكرهُ ابنُ السكّيت، قال: يقال طَمَّ الفرسُ إذا علا. و طمَّ الطّائرُ إذا علا الشجرة.

طن

الطاء و النون أصلٌ يدلُّ علي صوت. يقال: طنَّ الذباب طنيناً. و يقولون: ضرب يدَه فأطنّها، كأنّه يُراد به صوتُ القَطْع.
و مما ليس عندي عربيًّا قولُهم للحُزمة من الحطب و غيرِه: طُنّ. و يقولون:
طَنَّ، إذا مات. و ليس بشي‌ء.

طه

الطاء و الهاء كلمةٌ واحدة. يقال للفرس السريع: طَهطاهٌ.

طأ

الطاء و الهمزة، و هو يدلُّ علي هَبْط شي‌ءٍ. من ذلك قولهم:
طأطأ رأسَه. و هو مأخوذٌ* من الطَّأْطاءِ، و هو منهبِطٌ من الأرض. و هو في قول الكمُيت «1».

طب

الطاء و الباء أصلان صحيحان، أحدهما يدلُّ علي عِلْمٍ بالشي‌ء و مهارةٍ فيه. و الآخَر علي امتدادٍ في الشي‌ء و استطالة.
فالأول الطِّبّ، و هو العلْم بالشي‌ء. يقال رجلٌ طَبٌّ و طبيب، أي عالم حاذق. قال:
فإِنْ تسالوني بالنِّساء فإنّني بصيرٌ بأدواء النِّساءٍ طبيب «2»
و يقال فحلٌ طَبٌّ، أي ماهر بالقِرَاع. و يقال للذي يتعهّد موضِعَ خُفِّه أبنَ يَطَأُ به: طَبٌّ أيضاً. و لذلك سمِّي السِّحْر طِبًّا؛ يقال مطبوب، أي مسحور. قال:
______________________________
(1) في ديوانه (2: 22). و أنشده في اللسان و الجمهرة (3: 285) بدون نسبة:
منها اثنتان لما الطأطاء يحجبه و الأخريان لما يبدوبه القبل
(2) البيت لعلقمة الفحل في ديوانه 131 و المفضليات (2: 192).
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 408
فإِن كنت مطبوباً فلا زِلْت هكذا و إن كُنت مسحوراً فلا برأ السِّحرُ
و أمّا الذي يقال في قولهم: ما ذاك بِطبِّي، أي بدهري، فليس بشي‌ء، إنما معناه ما ذاك بالأمر الذي أمْهَرُه، ما ذاك بالشي‌ء الذي أقتُله علماً «1»، كما جاء
في الحديث: «فما طهوي إذاً «2»».
و قد ذكرناه في بابه.
و أمّا الأصل الآخَر فالطِّبَّة: الخِرْقَة المستطيلة من الثَّوب، و الجميع طِبَب.
و طِبَب شُعاع الشَّمْس: الطَّرَائق الممتدّة تُرَي فيها حين تطلُع. و الطِّبابة: السَّير بين الخُرْزَتين. و الطِّبّة: مستطيل من الأرض دقيقٌ كثير النَّبات.
و من ذلك قولُهم: تلقَي فلاناً عن طَببٍ كثيرة، أي ألوان كثيرة.

طث

الطاء و الثاء ليس بشي‌ء. و يزعمون أنّ الطَّثَّ لُعبَةٌ بخشبةٍ تدعي المِطَثَّة.

طح

الطاء و الحاء قريبٌ من الذي قبله علي أنهم يقولون: الطَّحُّ:
أن تسحَج الشي‌ء بعَقِبك «3». و يقال طَحطَح بهم، إذا بدّدهم و طَحْطَحَهم:
غَلَبهم.

طخ

الطاء و الخاء ليس [له] عندي أصلٌ مطرد و لا منقاس. و قد ذُكر عن الخليل: طَخْطَخَ السّحابُ: انضمَّ بعضُه إلي بعض. و الطَّخْطخة: تسوية
______________________________
(1) في الأصل: «أقله علما».
(2) انظر ما سيأتي في (طهي). و في اللسان (طها): «و قيل لأبي هريرة: أ أنت سمعت هذا من رسول اللّه صلي اللّه عليه و سلم؟ فقال: و ما كان طهوي- أي ما كان عملي- إن لم أحكم ذلك».
(3) في الأصل: «يعقل»، صوابه في المجمل و اللسان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 409
الشَّي‌ء. و هذا إنما يُحتاج في تصحيحه إلي حُجّة، فأمّا الحكاية في هذا الباب فيقال إنّ الطّخْطَخَة الضّحك؛ و الحكاياتُ لا تُقاس.
و مما يقرب من هذا في الضَّعف قولهم إنَّ المتطخطخ: الضعيفُ البصر. و قالوا أيضاً: و الطُّخوخ: سوء الخُلُق و الشَّراسَة.

طر

الطاء و الراء أصلٌ صحيح يدلُّ علي حِدّة في الشي‌ء و استطالةٍ و امتداد من ذلك قولهم: طرَّ السِّنانَ، إذا حدّده. و هذا سنان مطرور، أي محدَّد.
و من الباب الرّجل الطَّرير: ذو الهَيْئَة، كأنّه شي‌ء قد طُرَّ و جُلِي و حُدِّد. قال:
و يُعجِبك الطّريرُ فتبتليه فيُخلِفُ ظنَّك الرجلُ الطّريرُ «1»
و من الباب فتًي طارٌّ: طَرَّ شاربُه. و الطُّرَّةُ: كُفَّة الثَّوب. و يقال: رمي فأطَرَّ، إذا أَنفَذ. و كلُّ شي‌ء حُسِّن فقد طُرَّ، حتي يقال طَرّ حوضَه «2»، إذا طيّنه.
و الطُّرَّة من الغيم: الطريقة المستطيلة. و الخُطَّة السّوداء علي ظهر الحمار طُرّة. و طُرَّة النهر: شَفيرُه. و طَرّ النّبتُ، إذا أنبت؛ و هو مِن طَرّ شاربُه. قال:
منّا الذي هو ما إنْ طَرَّ شاربُهُ و العانسون و منّا المُرْدُ و الشِّيبُ «3»
فأمَّا الطَّرّ الذي في معني الشَّلّ «4» و الطَّرد، فهو من هذا أيضاً؛ لأنّ مَن طرد شيئاً و شَلّه فقد أذْلَقه حتي يحتدّ في شَدِّه و عَدْوه. فأمّا قول الحطيئة:
غضِبْتَم علينا أَن قتَلْنا بخالدٍ بني مالِكٍ‌ها إنَّ ذا غَضَبٌ مُطِرّ «5»
______________________________
(1) البيت من أبيات رويت في الحماسة (2: 20) منسوبة إلي العباس بن مرداس. و ذكر في اللسان (طرر) أن البيت يروي أيضا للمتلمس.
(2) في الأصل: «خوصته»، صوابه في المجمل و اللسان.
(3) البيت لأبي قيس بن رفاعة. اللسان (عنس) و شرح شواهد المغني 244. و سيأتي في (عنس) مر
(4) في الأصل: «الشك»، تحريف.
(5) ديوان الحطيئة 49 و اللسان (طرر) و إصلاح المنطق 320.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 410
فقال أبو زيد: الإِطرار الإغراء. و هذا قريبُ القياسِ من الباب؛ لأنّه إذا أغراه بالشَّي‌ء فقد أذْلَقه و أحدَّه. و قال آخَرون: المُطِرُّ: المدِلّ. و الأوّل أحسن و أقيس. و يقال الغضب المطرّ الذي جاء من أطرار الأرض، أي هو غضب لا يُدري من أين جاء. و هو صحيح؛ لأنّ أطرار الأرض أطرافها و طرف كلِّ شي‌ءٍ: الحادّ منه.

طس

الطاء و السين ليس أصلًا. و الطَّسُّ لغةٌ في الطَّسْت

طش

الطاء و الشين أُصَيل يدلُّ علي قِلّة في مطَر، و يجوز أن يستعار في غيره أصلًا. من ذلك الطّشّ، و هو المطر الضَّعيف. و قال رؤبة:
و لا نَدَي وَبْلِكَ بالطَّشيشِ «1»
و اللّٰه أعلم بالصواب.

باب الطاء و العين و ما يثلثهما

طعم

الطاء و العين و الميم أصل مطَّرد منقاسٌ في تذوُّقِ الشّي‌ء. يقال طَعِمْت الشي‌ء طَعْما. و الطَّعام هو المأكول. و كان بعضُ أهلِ اللُّغة يقول: الطَّعام هو البُرُّ خاصّة، و ذكر
حديث أبي سعيد «2»: «كُنّا نُخرِج صدقةَ الفِطر علي عهد رسول اللّٰه صلي اللّٰه عليه و آله و سلم، صاعاً مِن طعامٍ أو صاعا من كذا «3»»
. ثم يُحمَل علي باب الطعام استعارةً ما ليس من باب التذوُّق، فيقال: استطعَمَنِي فلانٌ
______________________________
(1) في اللسان:
و لا جدا نيلك بالطشيش
و في الديوان 78:
و ما جدا غيثك بالطشوش
(2) هو أبو سعيد الخدري، سعد بن مالك بن سنان، الإصابة 2189.
(3) الذي في المجمل و اللسان: «أو صاعا من شعير».
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 411
الحديثَ، إذا أرادكَ علي أن تحدِّثه. و
في الحديث: «إذا استطعَمَكم الإمامُ فأطعِمُوه»
يقول: إذا أُرْتِجَ عليه و استَفْتَح فافتحُوا عليه. و الإطعام يقع في كلِّ ما يُطعَم، حتَّي الماء. قال اللّٰه تعالي: وَ مَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي. و
قال عليه السلام في زمزم: «إنّها طَعامُ طُعْم، و شِفاء سُقْم»
. و عِيب خالدُ بن عبد اللّٰه القسريّ بقوله: «أطعِمُوني ماءً»، و قال [بعضهم] في عيبه بذلك شعراً «1»، و ذلك عندنا ليس بعيب؛ لما ذكرناه. و يقال رجلٌ طاعم: حسن الحال في المَطْعَم. و قال الحُطيئة:
دعِ المَكارمَ لا تَرْحَلْ لبُغْيَتِها و اقعُدْ فإنّك أنت الطاعُم الكاسِي «2»
و رجلٌ مِطعامٌ: كثير القِرَي. و تقول: هو مُطعَم، إذا كان مرزوقا. و الطُّعْمة:
المأكُلة. و جعَلْتُ هذه الضيعةَ لفلانٍ طعمة. فأما قول ذي الرُّمّة:
و في الشِّمال من الشِّريان مُطعمة كبداءُ في عَجْسها عطفٌ و تقويمُ «3»
فإِنّه يروي بفتح العين «مُطعَمة»: أنّها قوسٌ مرزوقة. و يروي: «مُطعِمة»، فمن رواها كذا أراد أنّها تُطعِم صاحبَها الصَّيد.
و يقال للإصبع الغليظة المتقدِّمة من الجارحة مُطعِمة؛ لأنّها تُطعمه إذا صادَ بها.
و يقولون إنّ المطَعَّم من الإِبل: الذي يوجد في مُخّه طَعم الشحم من السِّمَن. و يقال للنّخلة إذا أدرك ثمرُها: قد أطعَمَتْ. و التطعُّم: التذوُّق يقال: «تَطَعَّمْ تَطْعَم»، أي ذُق الطعام تشتَهِهِ و تأكلْه. و يقال: فلانٌ خبيث الطُّعمة، إذا كان ردي‌ء الكسب و يقال: ادْن فاطْعَم، فيقول: ما بي طُعْم، كما يقال من الشَّراب: ما بي شُرْب.
و يقال شاةٌ طَعوم، إِذا كان فيها بعض السِّمن
______________________________
(1) انظر الحيوان (2: 267- 268/ 4: 323/ 6: 390).
(2) ديوان الحطيئة 54 و اللسان (طعم).
(3) ديوان ذي الرمة 587 و المجمل و اللسان (طعم).
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 412‌

طعن

الطاء و العين و النون أصلٌ صحيح مطَّرد، و هو النَّخْس في الشَّي‌ءِ بما يُنْفِذُه، ثمّ يُحمل عليه و يستعار. من ذلك الطَّعْن بالرُّمح. و يقال تطاعن القوم و اطَّعَنوا، و هم مطاعينُ في الحرب. و رجلٌ طَعّان في أعراض الناس. و
في الحديث: «لا يكون المؤمن طعَّانا»
. و حكيَ بعضُهم: طعنت في الرَّجُل طَعَنَاناً لا غير، كأنّه فَرَق بينه و بين الطَّعَن بالرُّمح. و قال:
و أبَي ظاهرُ الشَّنَاءةِ إلّا طعَناناً و قولَ مالا يقالُ «1»
و طعن في المفازة: ذهب. و قال بعضهم: طعن بالرُّمح يطعُن بالضمِّ، و طعن بالقول يطعَن، فتحاً «2».

باب الطاء و الغين و ما يثلثهما

طغي

الطاء و الغين و الحرف المعتل أصلٌ صحيح منقاس، و هو مجاوَزَة الحدِّ في العِصيان. يقال هو طاغٍ. و طَغَي السّيلُ، إذا جاء بماءٍ كثير. قال اللّٰه تعالي: إِنّٰا لَمّٰا طَغَي الْمٰاءُ يريد و اللّٰه أعلم خروجَه عن المقدار. و طَغَي البحر:
هاجت أمواجُه. و طغي الدَّمُ: تبيَّغَ. قال الخليل: الطُّغيان و الطُّغْوان لغة. و الفعل منه طغَيت و طَغَوت.
و ممّا شد عن هذا الأصل قولهم إنّ الطَّغْيَة: الصّفاة المَلْساء.
______________________________
(1) البيت لأبي ذؤيب الهذلي في اللسان (طعن) و ليس في ديوانه. و رواية اللسان:
«و أبي المظهر العداوة»
، و هي رواية الصحاح و المحكم و المخصص (6: 87/ 12: 170). و رواية التهذيب:
«و أبي الكاشحون يا هند إلا»
. (2) في الأصل: «طعن بالرمح يطعن و بطعن بالقول»، صوابه من المجمل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 413‌

طغم

الطاء و الغين و الميم كلمةٌ ما أحسبها من أصل كلام العرب.
يقولون لأوغاد النّاس: طَغَام.

باب الطاء و الفاء و ما يثلثهما

طفق

الطاء و الفاء و القاف كلمةٌ صحيحة. يقولون: طفِق يفعل كذا كما يقال ظلَّ يفعل. قال اللّٰه تعالي: فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَ الْأَعْنٰاقِ، وَ طَفِقٰا يَخْصِفٰانِ عَلَيْهِمٰا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ*.

طفل

الطاء و الفاء و اللام أصل صحيح* مطّرد، ثم يقاس عليه، و الأصل المولود الصغير؛ يقال هو طِفلٌ، و الأنثي طِفلة. و المُطْفِل: الظَّبية معها طِفْلُها، و هي قريبة عهدٍ بالنِّتاج. و يقال طَفَّلْنا إبلَنا تطفيلًا، إذا كان معها أولادُها فرفَقْنا بها في السَّير. فهذا هو الأصل. و مما اشتُقّ منه قولهم للمرأة الناعمة: طَفْلة، كأنّها مشبَّهة في رُطوبتها و نَعمتها بالطِّفلة، ثم فرق بينهما بفتح هذه و كسر الأولي.
و من الباب أو قريب منه: طِفْل الظَّلام، و هو أوَّلُه، و إنّما سمِّي طِفلًا لقلَّته و دقته؛ و ذلك قبل مجي‌ء مُعظَم الليل. قال لبيد:
فتدلَّيْتُ عليه قافلًا و علي الأرض غَيايات الطَّفَلْ «1»
و يقال: طَفَل اللّيل: أقبل ظلامُه. و أمّا قول القائل:
لوَهْدٍ جادَه طَفَلُ الثُّريّا «2»
______________________________
(1) سبق البيت و تخريجه في (1: 167) مادة (أيي).
(2) أنشده في المجمل و اللسان (طفل 429). و الكلام بعد مبتور، تقديره: «فالطفل هنا المطر». و في المجمل قبل إنشاد البيت: «و الطفل مطر. قال».
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 414‌

طفو

الطاء و الفاء و الحرف المعتل أصل صحيح، و هو يدلُّ علي الشَّي‌ء الخفيف يَعلُو الشَّي‌ء. من ذلك قولهم طَفَا الشَّي‌ءُ فوق الماء يطفو طَفْواً و طُفُوًّا، إذا علاه و لم يرسُب، و حتَّي يقولوا: طفا الثَّور فوقَ الرَّمْلة.
و من الباب: الطُّفْية، و هي خُوصة المُقْل، و سمِّيت بذلك لأنّهم تَعظم «1» حتي تغطِّيَ الشجرة. و في كتاب الخليل: الطُّفْية: حيَّة خبيثة. و هذا عندنا غلطٌ إنما الطُّفية خُوصة المقل، و الجمع طُفْيٌ، ثم يشبَّه الخطُّ الذي علي ظهر الحيَّة بها.
و
قال رسول اللّٰه صلي اللّٰه عليه و آله و سلم في الحيَّات: «اقتلوا ذا الطُّفْيَتَيْنِ و الأبتَر».
ألَا تراه جعله ذا طُفيَتَيْنِ، لأنَّه شبَّهَ الخطَّينِ اللذين علي ظهره بذلك. و قال الهُذَليً في الطُّفْي:
عفتْ غيرَ نوئِ الدار ما إنْ تُبينُه و أقطاعِ طُفْيٍ قد عفَتْ في المعاقلِ «2»
فأمّا قول القائل:
كما تَذِلُّ الطُّفَي مِنْ رُقْيَةِ الرَّاقي «3»
فإِنه أراد ذوات الطُّفَي. و العرب قد تتوسّع بأكثر من هذا. كما قال:
إذا حملتُ بِزَّتِي علي عَدَسْ «4»
أراد: علي التي يقال لها عَدَسٌ؛ و ذلك زجرٌ للبغال.
______________________________
(1) في الأصل: «تعلم».
(2) البيت لأبي ذؤيب الهذلي في ديوانه 140 و اللسان (طعا). و رواية الديوان و اللسان:
«عفا غير نؤي الدار»
، بعود الضمير إلي «طلل» في بيت قبله. و في الديوان أيضا:
«… ما إن أبينه»
. (3) صدره في اللسان (طفا):
و هم يذلونها من بعد عزتها
(4) انظر اللسان (عدس).
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 415
فإذا هُمِزَت كان في معني آخر، يقال طَفِئَت النار تَطْفَأُ، و أنا أطفأتُها. فأمّا الطَّفاء مثل الطَّخاء، و هو السَّحاب الرَّقيق، فهو من الباب الأول، كأنه شي‌ءٌ يطفو.

طفح

الطاء و الفاء و الحاء، و هو شبيه بالباب الذي قبله. يقال الطُّفَاحة: ما طَفَح فوق الشي‌ءِ يُطْبَخُ من زُبْدٍ أو غيره، ثمَّ يُحْمل عليه فيسمَّي كلُّ شي‌ءٍ عَلا شيئاً فغطَّاه طافحا. يقال طَفَحَ النهرُ: امتلأ. و طَفحَ السّكرانُ من ذلك، فهو طافح. و طفَّحت الرِّيح القُطنةَ في الهواء، إذا سطعَت بها.

طفر

الطاء و الفاء و الراء كلمةٌ صحيحة، يقال طفَر: وثب.

طفس

الطاء و الفاء و السين، يقولون طفس: مات. و الطَّفَس:
الدَّرَن.

طفن

الطاء و الفاء و النون ليس بشي‌ء. علي أنهم يقولون: الطُّفَانِيَة نعتُ سَوءٍ في الرّجل و المرأة. و اللّٰه أعلم بالصَّواب.

باب الطاء و اللام و ما يثلثهما

طلم

الطاء و اللام و الميم أصلٌ صحيح، و هو ضرب الشي‌ء بِبَسْط الشَّي‌ء المبسوط. مثال ذلك الطَّلْم، و هو ضربُك خُبْزة المَلَّة بيدك تنفُضُ ما عليها من الرّماد. و ما أقرَبَ ما بين الطَّلْم و اللَّطْم. و الدّليل علي ذلك قول حسّان:
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 416
تُطَلِّمهن بالخُمُر النِّساءُ «1»
فإنَّ ناسا يرونه كذا، و آخرون يرونه: «تلطِّمُهنَّ». و ذلك دليلٌ علي أن المعني واحد. و يقال إنَّ الطلْمة الخُبْزة، و إنّما سمِّيت بذلك لأنَّها تُلْطَم.

طله

الطاء و اللام و الهاء ليس عندي بأصل يفرع منه، و لا قياسه بذلك الصَّحيح، لكنهم يقولون: طَلَه في البلاد، إذا ذهب، يَطْلَه طَلْهاً. و يقولون الطُّلْهة: القليل من الكلام. و يقال الطُّلْهة: الأسمال من الثِّياب؛ يقال: تَطَلَّهْ هذا [الخَلَق «2»] حتَّي تَسْتَجِدَّ غيرَه‌

طلي

الطاء و اللام و الحرف المعتل أصلانِ صحيحان، أحدهما يدلُّ علي لطْخ شي‌ءٍ بشي‌ء، و الآخر علي شي‌ءٍ صغيرٍ كالولدِ للشَّي‌ء.
فالأوّل طلَيتُ الشَّي‌ءَ بالشَّي‌ء،* أطليه. [و اطَّليتْ «2»] بالشَّي‌ء أَطَّلِي به.
و الطِّلاء: جنسٌ من الشَّراب، كأنَّه ثَخُنَ حتَّي صار كالقَطِران الذي يُطلي به.
و المِطلاء: أرضٌ مِئْناثٌ، و الجمع المَطَالِي، و هو من القياس و ذلك أنَّها قد طُليتْ بشي‌ء حتَّي لانت.
و من الباب: كلامٌ لا طَلاوَةَ له، إذا كان غثًّا «3»، كأنه إذا كان خلاف ذلك فقد طُلِيَ بشي‌ءٍ يُحلِّيه. و بأسنانهِ طَلِيٌّ و طِلْيَانٌ. و قد طَلِيَ فوه يَطْلَي طَلًا، و هي الصُّفْرَة، كأنها طُلِيَت به.
______________________________
(1) صدره كما في ديوانه 5 و اللسان (طلم، مطر):
تظل جيادنا متمطرات
و في الأصل «تلطمهن»، صوابه في المجمل.
(2) التكملة من المجمل.
(3) الطلاوة مثلثة الطاء، و في الأصل: «إذا كان غبا»، صوابه في المجمل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 417
و الأصل الآخر الطِّلْوَة: ولد الوحشيّة الأنثي، و الذكر طِلًا. و يقولون الطِّلْو: الذِّئب، و لعله أن يكون ولدَه؛ لما ذكرناه.
ثم يشتَقّ من هذا فيقال للحبْل الذي يشدُّ به الطِّلَا طِلْوة. كذا قال ابن دريد «1». فأمَّا أحمد بن يحيي ثعلب فأنشدني عنه القَطْان:
ما زال مذْ قُرِّف عنه جُلَبُه له من اللّؤم طَلِيٌّ يجذبُه «2»
قال الفرّاء: طَلَيت الطِّلا و طَلَوْته، إذا ربطتَه برِجْله.
و قد بقي في الباب ما يبعُد عن هذا القياس، إلا أنَّه في بابٍ آخر.
قال الشَّيبانيّ: الطلَا: الشَّخص؛ يقال إنَّه لجميل الطَّلا. و أنشد:
و خدّ كمَتْنِ الصُّلَّبيِّ جَلَوتَه جميلِ الطَّلَا متشرِبِ الوَرْسِ أكحلِ «3»
فهذا إن صحَّ فهو عندي من الإبدال، كأنَّه أراد الطَّلَل ثم أبدل إحدي اللامين حرفاً معتلًّا. و هو من باب: «تقضِّي البَازِي «4»» و ليس ببعيد. و منه أيضاً الطُّلْيَة و الجمع الطُّلَي: الأعناق. و إنَّما سمِّيت كذا لأنَّها شاخصةٌ، محمولة علي الطَّلا الذي هو الشَّخْص.

طلب

الطاء و اللام و الباء أصلٌ واحد يدلُّ علي ابتغاء الشَّي‌ء.
يقال طلبت الشي‌ء أطلبه طلَباً. و هذا مَطْلَبي، و هذه طَلِبَتي. و أَطلبتُ فلاناً بما ابتغاه،
______________________________
(1) في الجمهرة (3: 117).
(2) في الأصل: «عنه حبله له من الطلي يجذبه»، و تصحيحه من المجمل.
(3) عجزه في المجمل. و هو بتمامه في اللسان (طلي).
(4) أي تقضضه. أنشد في اللسان (قضض) للعجاج:
تقضي البازي إذا البازي كسر
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 418
أي أسعفته به. و ربما قالوا أطْلَبْتُه، إذا أحوجتَه إلي الطَّلَب. و أطْلَبَ الكلأ:
تباعد عن الماء، حتّي طلبه القوم، و هو ماء مُطْلِب. قال ذو الرّمّة:
[أضَلَّه راعيا كَلْبيَّةٍ صَدَرَا عن مُطْلِبٍ قاربٍ وُرَّادُهُ عُصبُ «1»]

طلح

الطاء و اللام و الحاء أصلانِ صحيحان، أحدهما جنس من الشجر، و الآخر بابٌ من الهزال و ما أشبهه.
فالأوّل الطَّلْح، و هو شجرٌ معروف، الواحدةُ طلحة. و ذو طُلُوحٍ: مكان، و لعلَّ به طَلْحاً. و يقال إبلٌ طَلَاحَي و طَلِحة، إذا شكَتْ عن أكل الطَّلْح.
و الثاني: قولهم ناقةٌ طِلْح أسفارٍ، إذا جهَدها السَّير و هَزَلَها؛ و قد طَلِحَتْ.
و الطِّلْح: المهزول من القِرْدان. قال:
إذا نام طِلْحٌ أشعثُ الرّأس خلفَها هداه لها أنفاسها و زفيرُها «2»
و من الباب الطَّلاح: ضدُّ الصَّلاح، و كأنَّه من سوء الحال و الهُزَال.

طلخ

الطاء و اللام و الخاء ليس بشي‌ء، و ذكروا فيه كلمةً كأنَّها مقلوبة. قال الخليل: الطَّلْخ: اللَّطْخ «3» بالقَذَر. و يقال الغِرْيَن الذي يبقي في أسفل الحوض.

طلس

الطاء و اللام و السين أصل صحيح، كأنَّه يدلُّ علي ملاسة.
يقال لفخِذ البعير إذا تساقط عنه شعره: طِلْس. و منه طَلسْت الكتابَ «4»، إذا
______________________________
(1) البيت ساقط في الأصل، و إثباته من الديوان 30 و اللسان (طلب).
(2) للحطيئة في ديوانه 100 و اللسان (طلح).
(3) في الأصل: «و اللطخ بالقدر»، صوابه في المجمل.
(4) يقال بتشديد اللام و تخفيفها.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 419
محوته، كأنّك قد مَلّسته «1». فأمَّا الذِّئب الأطلس فيقولون الأغبر، و القياس يدلُّ علي أنَّه الذي قد تمعَّط شعره. فإِنْ كان ما يقولونه صحيحاً فكأنَّه من غُبْرته قد ألبس طيلساناً. و الطَّيْلَسان بفتح اللام صحيح «2»، و فيه يقول الشاعر:
و ليلٍ فيه يُحسَبُ كلّ نجمٍ بدَالك من خَصَاصة طَيْلسانِ «3»

طلع

الطاء و اللام و العين أصلٌ واحد صحيح، يدلُّ علي ظهورٍ و بُروز، يقال طلعت الشمس طُلوعا و مَطْلَعاً. و المَطْلِع: موضع طلوعها. قال اللّٰه تعالي: حَتّٰي مَطْلَعِ الْفَجْرِ. فمن فتح اللام أراد المصدر، و من كسر أراد الموضع الذي تطلعُ منه. و يقال طلَعَ علينا فلانٌ، إذا هجم. و أطْلَعْتُك علي الأمر إطْلاعا. و قد أطلعتُك طِلْعَهُ. و الطِّلاع: ما طلَعت عليه الشَّمس من الأرض. و
في الحديث: «لو أنّ لي طِلَاعَ الأرض ذهباً»
. و نَفْسٌ طُلَعَةٌ: تتطلَّع للشي‌ء. و امرأةٌ طُلَعَةٌ، إذا كانت تكثر الاطِّلاع. و الطَّلْع: طَلْع النَّخلة، و هو الذي يكون في جوفه الكافُور. و قد أطلعت النخلة. و قوس طِلَاعُ الكفِّ، إذا كان عَجْسها* يملأُ الكفّ. قال أوس:
كَتُومٌ طِلَاع الكفِّ لا دونَ مِلْئِها و لا عَجْسُها عن موضع الكفِّ أفضلا «4»
و من الباب: استطلعتُ رأيَ فلانٍ، إذا نظرتَ ما الذي يَبْرزُ إليك منه.
و طَلْعة الإِنسان: رؤيته؛ لأنّها تطلُع. و رمي فلان فأطْلَعَ و أشْخَص، إذا مرَّ سهمُه
______________________________
(1) في الأصل: «طلسته».
(2) الحق أنه فارسي معرب من «تالسان».
(3) في الأصل: «يحسب فيه» و لا يستقيم به الوزن.
(4) ديوان أوس 21 و اللسان (طلع). و سيأتي في (عجس).
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 420
برأس الغَرَض. و طليعة الجيش: من يطَّلِع طِلْعَ العدوّ. و المُطَّلَع: المأْتَي؛ يقال أين مُطَّلع هذا الأمر، أي مأْتاه. فأمَّا
قوله عليه السّلام: «لافتدَيْتُ به من هول المُطَّلع «1»»
. و من الباب الطلَعاء: القي‌ء؛ يقال أطْلَع: إذا قاء.

طلف

الطاء و اللام و الفاء أصلٌ صحيح يدلُّ علي إهانة الشَّي‌ء و طَرْحه، ثم يُحمَل عليه. فالطَّلَف: الهَدَر من الدِّماء. و كلُّ شي‌ءٍ لم يُطْلب فهو هَدَر. قال:
حَكَمَ الدّهرُ علينا إِنه طَلَفٌ ما نال منا و جُبارُ «2»
و المحمول عليه الطَّنَف: العطاء، و لا يُعطي الشّي‌ءُ حتّي يكون أمره خفيفاً عند المعطِي. يقال أطْلَفَني و أسْلَفَني. فألطَّلَف: العطاء. و السَّلَف: ما يُقتضَي.
و الطَّلَف: الهَيِّن. قال:
و كلُّ شي‌ءٍ من الدُّنيا نُصَاب به ما عِشت فينا و إنْ جلَّ الرُّزَي طَلَفُ «3»
و الطَّلِيف و الطَّلَف متقاربان. و قولهم إنّ الطَّلَفَ الفَضْل، ليس بشي‌ء، إلّا أن يراه أنّه الفاضل عن الشي‌ء، لما ذكرناه.

طلق

الطاء و اللام و القاف أصلٌ صحيحٌ مطّرد واحد، و هو يدلُّ علي التَّخلية و الإرسال. يقال انطلق الرجل ينطلق انطلاقاً. ثمّ ترجع الفروع إليه، تقول أطْلَقته إطلاقاً. و الطِّلْق: الشي‌ء الحلال، كأنّه قد خُلِّي عنه فلم يُحظَر.
______________________________
(1) الكلام بعده مبتور. و في اللسان: «يريد به الموقف يوم القيامة أو ما يشرف عليه من مر الآخرة عقيب الموت».
(2) للأفوه الأودي في ديوانه 9 مخطوطة الشنقيطي و اللسان (طلف).
(3) أنشده في المجمل أيضا بهذا الضبط.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 421
و من الباب عَدَا الفرس طَلَقاً أو طَلَقين. و امرأة طالقٌ: [طلَّقها زوجُها «1»]، و طالقةٌ غدا. و أطلَقْت النّاقةَ من عِقالها و طَلّقتها فطلَقت. و رجل طَلْق الوَجه و طليقُه، كأنَّه منطلق. و هو ضدُّ الباسر؛ لأنّ الباسر الذي لا يكاد يَهَشّ و لا ينفسِحُ ببشاشة. و أهل اليمن يقولون: أبسر المركب، إذا وقف «2». و يقال طَلَقَ يدَه بخير و أطْلَق بمعني. و أنشد ثعلب:
اطْلُقْ يديك تنفعاكَ يا رجُلْ بالرَّيث ما أرويتَها لا بالعَجَلْ «3»
و الطَّالق: الناقة تُرسَل ترعي حيث شاءت. و يقال للظَّبْي إذا مرَّ لا يُلوِي علي شي‌ء: قد تَطلَّق. و رجل طِلَقْ اللسان و طَلِيقُه. و هذا لسانٌ طلق ذلق «4» و تقول: هذا أمرٌ ما تَطَلَّقُ نفسي له، أي لا تنشرح له. و يقال طُلِّق السَّليم، إذا سكن وجعُه بعد العِداد. قال:
تطلِّقه طَوْراً و طوْراً تُرَاجِعُ «5»
فأمّا قوله:
كما تعتري الأهوالُ رأسَ المطلَّقِ «6»
فإنّه يُروي كذا بفتح اللام: المطلَّق، و هو الذي طُلِّق من وجع السّمّ.
______________________________
(1) التكملة من المجمل
(2) كذا وردت هذه العبارة.
(3) البيت في اللسان (طلق). قال: «و يروي: أَطْلِقْ».
(4) هذان يقالان و كل منهما ككتف و صرد، و بضمتين.
(5) للنابغة في ديوانه 52 و اللسان (طلق). و صدره:
فبت كأني ساورتني ضثيلة
(6) صدره في اللسان (طلق):
تبيت الهموم الطارقات يعدنني
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 422
و من الناس «1» من يرويه «المطلِّق» بكسر اللام، فمعناه أنَّهم يسمُّون الرّجل الذي يريد أن يُسابِق بفرسه المطلِّق، فالأهوالُ تعتريه، لأنَّه لا يدري أيَسْبِق أم يُسْبَق.
قال الشيبانيّ: الطالق من [الإبل «2»] التي يتركُها الراعي لنفسه، لا يحلبُها علي الماء. يقال: استطلق الرّاعي لنفسه ناقةً. و ليلة الطَّلَق: [ليلةَ «2»] يخلِّي الراعي إِبلَه إِلي الماء، و هو يتركها مع ذلك ترعي ليلتَئذ. يقال أطلقْتُها حتَّي طَلَقَت طَلَقاً و طُلوقا، و هي قبل القَرَب و بعد التحويز.

باب الطاء و الميم و ما يثلثهما

طمن

الطاء و الميم و النون أُصَيل بزيادة همزة. يقال اطمأنَّ المكان يطمئنّ طُمَأْنِينة. و طامنت مِنه: سَكَّنت.

طمي

الطاء و الميم و الحرف المعتل أصلٌ صحيح يدلُّ علي علوّ و ارتفاع في شي‌ءٍ خاص. يقال طما البحرُ يطمو و يَطْمِي لغتان، و هو طامٍ، و ذلك إذا امتلأ و علا. و يقال طَمَي الفرسُ، إذا مرّ مُسرِعا. و لا يكون ذلك إلَّا في ارتفاع.

طمث

الطاء و الميم و الثاء أصلٌ صحيح يدل علي مسِّ الشي‌ء.
قال الشَّيباني: الطَّمْث في كلام العرب المسُّ، و ذلك في كلِّ شي‌ءٍ. يقال: ما طَمَث
______________________________
(1) في الأصل: «و من الباب».
(2) التكملة من المجمل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 423
ذا المرتعَ قبلنا أحد. قال: و كلُّ شي‌ء يُطمث. و من ذلك الطَّامث* و هي الحائض، طَمِثَتْ و طَمَثَتْ. و يقال طَمَثَ الرَّجُل المرأةَ: مسَّها بجِماع. و هذا في هذا الموضع لا [يكونُ] بجماع وحده «1». قال اللّٰه تعالي: لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَ لٰا جَانٌّ*. قال الخليل: طمثْتُ البعير طمْثاً، إذا عقلتهُ «2». و يقال: ما طمث هذه الناقةَ حَبْلٌ قط، أي ما مسَّها. و أمَّا قول عديّ:
أو طَمْثِ العَطَنْ «3»
فقال قوم: الطَّمْث: الدّنَس.

طمح

الطاء و الميم و الحاء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ علي علوّ في شي‌ء.
يقال طَمَح ببصره إلي الشي‌ء: علا. و كلُّ مرتفعٍ طامح. و طمَح ببوله، إِذا رماه في الهواء. قال:
طويلٍ طامحٍ الطّرف إلي مَفْزَعَةِ الكَلْبِ «4»
و من الباب طَمَحات الدّهر: شدائدُه‌

طمر

الطاء و الميم و الراء أصلٌ صحيح يدلُّ علي معنيين: أحدهما الوثب، و الآخر و هو قريبٌ من الأوّل: هَوِيّ الشَّي‌ء إلي أسفل.
______________________________
(1) في الأصل: «إلا بجماع وحده». و المفهوم من صنيع اللسان أن الطمث الافتضاض بالتدمية.
أي جماع البكر.
(2) في الأصل: «علقته»، صوابه من المجمل و اللسان.
(3) قطعة من بيت له في اللسان (طمث). و هو بتمامه:
طاهر الأثواب يحمي عرضه من خني الذمة أوطمث العطن
(4) لأبي داود الإيادي، كما في الحيوان (2: 168). و اللسان (طمع). و حقق البكري في التنبيه أنه لعقبة بن سابق الهزاني. انظر شرح الحيوان (2: 168). و سيأتي في (فزع).
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 424
فالأوَّل: طمَر: وثَب، فهو طامر. و يقال للفرس طِمِرٌّ، كأنّه الوثّاب.
و طامرُ بن طامرٍ: البرغوث.
و الأصل الآخر طَمَر، إذا هوي. و الأمر المطمِّر: المهلك. و الأمور المُطمِّرات:
المهلكات. و طمارِ «1»: مكان يُرْفَع إِليه الإنسان ثم يُرْمَي به. قال:
إلي رجلٍ قد عَقرَ السَّيْفُ وجهَه و آخرَ يهوي من طَمَارَ قتيلِ «2»
و من الباب: طمرت الشَّي‌ء: أخفيتُه. و المطمورة: حفرةٌ تحتَ الأرض يُرمي فيها الشي‌ء
و من الباب: طَمرت الغِرارةَ، إذا ملأتَها؛ كأنّ الشي‌ء قد رُمِيَ بها.
و مما شذّ عن الباب الطِّمْر: الثّوب الخَلَق. و قولهم إنّ المِطْمَر زِيجٌ للبنَّاء، فهو ممّا أعلمتك أنّه لا وجهَ للشُّغل به.

طمس

الطاء و الميم و السين أصلٌ يدلُّ علي محوِ الشي‌ء و مسحِه.
يقال طَمَسْتُ الخَطّ، و طمست الأثرَ. و الشي‌ءُ طامسٌ أيضاً. و قد طَمَس هو بنفسه.

طمش

الطاء و الميم و الشين لا قياسَ له، و لو لا أنّه في الشّعر لكان من المشكوك فيه؛ لأنّه لا يُشبِه كلامَ العرب. علي أنهم يقولون: ما أدري أيُّ الطمْشِ هو؟ أيْ أيُّ الناس و الخلْق هو. قال:
______________________________
(1) طمار، بفتح الطاء، مثل قطام بالبناء علي الكسر، و يقال أيضا بالإعراب مع منعه من الصرف. و ضبط هذه الكلمة غامض في اللسان و القاموس. انظر معهما معجم البلدان في رسمه.
(2) لسليم بن سلام الحنفي، يقوله في مسلم بن عقيل بن أبي طالب، و هانئ بن عروة المرادي.
انظر اللسان (ظمر)، و معجم البلدان. و قبله فيهما:
فإن كنت لا تدرين ما الموت فانظري إلي هانئ في السوق و ابن عقيل
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 425
وَحْشٌ و لا طَمْش من الطُّمُوش «1»

طمع

الطاء و الميم و العين أصلٌ واحدٌ صحيح يدلُّ علي رجاءٍ في القلب قويٍّ للشّي‌ء. يقال طَمِع في الشي‌ء طمَعاً و طَمَاعة «2» و طماعِيَة. و لطَمُعْتَ يا زيد «3» كما يقولون: لَقَضُو القاضي. هذا عند التعجُّب. و يقال امرأة مِطْماعٌ، للتي تُطمِع و لا تُمْكِن.

طمل

الطاء و الميم و اللام أُصَيْلٌ يدل علي ضَعَةٍ و سَفَالٍ. و أصله الذي يبقي في أسفل الحوض من الماء القليل و الطِّين، يقال لذلك الطَّمْلَة. يقال:
اطُّمِلَ ما في الحوض، و قد اطَّمَلَهُ، إذا لم يترك فيه قَطْرَة «4». ثم يحملون علي هذا فيقولون للمرأة الضَّعيفة: طِمْلَة، و للرجل اللصّ طِمْل. و يقولون: إنّ الطِّمْل:
الفاحش. و اللّٰه أعلم بالصواب.

باب الطاء و النون و ما يثلثهما

طني

الطاء و النون و الحرف المعتل كلمة تدلُّ علي مرضٍ من أمراض الإبل. يقال طَنِيَ البعير، إذا التصقت رئتُه بجنْبه فمات، يَطْنَي طَنَي. و يقال ما طَنِيتُ بهذا الأمر، أي ما تعرَّضْتُ له، كأنّه يقول: ما لصق بي و لا تلطَّخت به.
و أمّا المهمور فليس من الباب في البناء، لكنه في المعني متقارب. يقولون: إنّ الطِّنْ‌ءَ: الرِّببة. قال:
______________________________
(1) لرؤبة كما سبق في (حشر 66).
(2) في الأصل: «و لا طماعة». و كلمة «لا» مقحمة، ليست في المجمل.
(3) في الأصل: «و أطمعت يا زيد». و في المجمل: «و قال بعضهم: لطمع الرجل بضم الميم تعجبا، و كذلك لقضو القاضي».
(4) في الأصل: «وطرة»، صوابه في المجمل و اللسان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 426
كأنّ علي ذي الطِّنْ‌ءِ عَيْناً رقيبة بمقْعَده أو منظرٍ و هو ناظرُ «1»
و إنما سميت بذلك لأنّ الريبة مما يلطَّخ و يتلطَّخ به.
و مما شذّ عن الباب الطنْ‌ء: المنزل، و قد يهمز «2»، و هو يبعد عن الذي ذكرناه بعداً.
و مما شذّ أيضاً قولهم: تركته بِطنْئِه، أي بحُشاشةِ نفسِه.

طنب

الطاء و النون و الباء أصلٌ يدلُّ علي ثَبات الشي‌ء و تمكنه في استطالة. من ذلك الطُّنُب: طُنُب الخِيام، و هي حبالُها التي تشدّ* بها. يقال طَنَّبَ بالمكان: أقام. و الإطنابة: المظِلّة، كأنّها إفعالة من طَنَبَ؛ لأنها تثبت علي ما تُظلِّله «3». و الإطنابة: سيرٌ يشدُّ في طرَف وترِ القَوْس.
و من الباب قولهم: أطنب في الشي‌ء إذا بالَغَ، كأنّه ثبت عليه إرادةً للمبالغة فيه. و يقولون: طَنِبَ الفَرَسُ، و ذلك طول المَتن و قوَّته، فهو كالطُّنُب الذي يمدُّ ثم يثبَّتُ به الشي‌ء. و كذلك أطنَبَت الإبل، إذا تَبِع بعضُها بعضا في السير.
و أطنبت الرِّيح إطنابا، إذا اشتدّت في غُبار. و معني هذا أن ترتفع الغَبَرَة حتي تصير كالإطنابة، و هي كالمظلّة.

طنخ

الطاء و النون و الخاء كلمةٌ إن صحت. يقولون طَنِخ، إذا بَشِم، و يقال إذا سَمِن.

طنف

الطاء و النون و الفاء أصلٌ صحيح يدلُّ علي دَوْر شي‌ءٍ علي شي‌ء. يقولون الطُّنُف: حَيد في الجبَل يطنّف به. و يقولون الطُّنُف: إفريز الحائط
______________________________
(1) صدره في اللسان (طنأ) برواية: «عينا بصيرة».
(2) كذا وردت هذه العبارة.
(3) في الأصل: «علي ما تظلل به».
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 427
و الطنف «1»: السُّيور. فأمّا الطَّنَف في التُّهَمة فهو من المقلوب، كأنّه من النَّطَف، و قد ذكرناه في بابه.
و مما شذّ عن الباب شي‌ءٌ حُكي عن الشيباني، أن الطنف الذي يأكل القليل «2».
يقال ما أطْنَفه.

باب الطاء و الهاء و ما يثلثهما

طهي

الطاء و الهاء و الحرف المعتل أصلٌ صحيحٌ يدلُّ علي أمرين إمّا علي معالجة شي‌ء، و إمّا علي رِقّة.
فالأوّل علاج اللحم في الطَّبخ. و الطَّاهي: فاعل، و جمعه طُهاة. قال:
فَظَلَّ طُهَاةُ اللّحْم من بين مُنْضِجٍ صَفِيفَ شِواءٍ أو قديرٍ مُعَجَّلِ «3»
و
قال أبو هريرة في شي‌ء سُئِل عنه: «فما طَهْوِي إذاً- أي ما عملي- إن لم أحْكِمْ ذلك»
. و حكي بعضُهم طَهَت الإبل تَطْهَي، إذا نَفَشَت باللَّيل و رعت، طَهْياً «4»، كأنّها في ذلك تعالجُ شيئا. قال:
و لسنا لباغي المُهْمَلاتِ بقِرْفةٍ إذا ما طَهَي بالليل منتشراتُها «5»
______________________________
(1) هذا يقال بفتحتين و بضمتين.
(2) ذكر هذا المعني في القاموس، و لم يذكر في اللسان.
(3) لامري‌ء القيس في معلقته.
(4) و طهوا، بالفتح، و طهوا علي فعول.
(5) للأعشي في ديوانه 62 و المجمل و اللسان (طها). و في الأصل: «و لست»، تحريف.
و في الحيوان (5: 434): «إذا ما طما».
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 428
و الأصل الآخر الطَّهَاء، و هو غيم رقيق. و طُهَيَّةُ: حيٌّ من العرب، و من ذلك اشتُقّ. و النسبة إليهم طُهَوِيّ و طُهْوِيّ «1»

طهر

الطاء و الهاء و الراء أصلٌ واحد صحيح يدلُّ علي نقاءٍ و زوالِ.
دَنَسٍ. و من ذلك الطُّهْر: خلاف الدّنَس. و التطهُّر: التنزُّه عن الذمِّ و كلِّ قبيح.
و فلانٌ طاهر الثِّياب، إذا لم يدنَّس. [قال]:
ثيابُ بني عوفٍ طَهَارَي نقيّةٌ و أوجُهُمْ عند المسَافر غرّانُ «2»
و الطَّهور: الماء. قال اللّٰه تعالي: وَ أَنْزَلْنٰا مِنَ السَّمٰاءِ مٰاءً طَهُوراً. و سمعتُ محمّد بن هارونَ الثَّقفي يقول: سمعت أحمد بن يحيي ثعلباً يقول: الطَّهور: الطاهر في نفسه، المُطَهِّر لغيره‌

طهش

الطاء و الهاء و الشين ليس بشي‌ء. و ذُكرتْ كلمةٌ فيها نظر، قالوا: الطَّهْش: فَساد العمل.

طهف

الطاء و الهاء و الفاء كالذي قبله. علي أنَّهم يقولون: الطَّهْفَ طعامٌ يتَّخذ من الذُّرة، و يقال هي أعالي الصِّلِّيان. و يقولون: الطُّهافة: الذُّؤابة.
و كلُّ ذلك كلام.

طهل

الطاء و الهاء و اللام كلمةٌ إنْ صحت. يقولون طَهِلَ الماء:
أجَنَ. و الطهْلِئة «3»: الطين الذي يَنْحَتُّ من الحوض في الماء.
______________________________
(1) و يقال أيضا طهوي، بالفتح، و بالتحريك.
(2) لامرئ القيس في ديوانه 115 و اللسان (طهر، غرر).
(3) في الأصل: «و الطهيلة»، صوابه في المجمل و اللسان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 429‌

طهم

الطاء و الهاء و الميم أصلٌ صحيح يدلُّ علي شي‌ءٍ في خَلْقِ الإِنسان و غيرِه. فحكي أبو عبيدة أنَّ المُطَهَّم: الجميل التامّ الخَلْق من الناس و الأفراس.
و قال غيره: المطَهَّم: المَكلْثَم المجتمِع. و هذا عندنا أصحُّ القولين؛ للحديث الذي
رواه عليٌّ عليه السلام في وصف رسول اللّٰه صلي اللّٰه عليه و آله و سلم: «لم يكن بالمطهَّم و لا المكلْثم»
. و حكيت كلمةٌ إن صحّت، قالوا: تطهَّمّتُ الطعامَ: كرهته.

باب الطاء و الواو و ما يثلثهما

طوي

الطاء و الواو و الياء أصلٌ صحيح يدلُّ علي إدراج شي‌ء حتَّي يدرَج بعضُه في بعض، ثم يحمل عليه تشبيهاً. يقال طويت الثَّوبَ و الكِتاب طَيًّا أطويه. و يقال طَوَي اللّٰه عُمر الميّت. و الطَّوِيّ: البئر المطوية. قال:
فقالت له: هذا الطَّوِيُّ و ماؤه و محترقٌ من يابس الجِلْد قاحِلُ «1»
و مما حمل علي هذا الباب قولهم* لمن مضي علي وجهه: طوي كَشْحَه. و أنشد:
و صاحبٍ لي طوي كشحاً فقلتُ له إنّ انطواءَك عنِّي سوف يَطويني «2»
و هذا هو القياس؛ لأنّه إذا مضي و غاب عنه فكأنه أُدرج.
و من الباب أطواء النّاقة، و هي طرائقُ شحم جنبَيْها. و الطَّيَّانُ: الطّاوِي البطن. و يقال طوِيَ؛ و ذلك أنّه إذا جاع و ضَمُر صار كالشَّي‌ء الذي لو ابتُغِيَ طيُّه لأمكن. فإِنْ تعمَّد للجُوع قال: طَوَي يَطْوِي طيًّا، و ذلك في القياس صحيح،
______________________________
(1) البيت لمزرد بن ضرار، من مقطوعة في الحيوان (2: 18- 19).
(2) في اللسان (طوي): «هذا عنك يطويني».
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 430
لأنّه أدرج الأوقاتَ فلم يأكلْ فيها. قال الشاعر «1» في الطَّوَي:
و لقد أبيتُ علي الطَّوَي و أظلُّه حتّي أنالَ به كريمَ المأكلِ
ثم غيَّرُوا هذا البناءَ أدني تغييرٍ فزال المعني إلي غيره فقالوا: الطَّاية «2»؛ و هي كلمةٌ صحيحة تدلُّ علي استواءٍ في مكان. قال قوم: الطَّاية: السَّطْح. و قال آخرون:
هي مِرْبَد التَّمر. و قال قوم: هي صخرةٌ عظيمة في أرضٍ ذاتِ رمل.

طوب

الطاء و الواو و الباء ليس بأصل؛ لأنّ الطوب فيما أحسب هذا الذي يسمي الآجُرّ، و ما أظُنُّ العربَ تعرفه. و أمّا طُوبَي فليس من هذا، و أصله الياء، كأنها فعلي من الطِّيب، فقلبت الياء واواً للضمَّة.

طوح

الطاء و الواو و الحاء ليس بأصل، و كأنّه من باب الإبدال.
يقال طاح يَطِيح. ثم يقولون: طاح يَطُوح، أي هَلَك.

طود

الطاء و الواو و الدال أصلٌ صحيح، و فيه كلمةٌ واحدة.
فالطَّود: الجبَل العظيم. قال اللّٰه سبحانه: فَانْفَلَقَ فَكٰانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ. و يقولون: طَوَّدَ في الجبل، إذا طوَّف، كأنّه فعل مشتقٌّ من الطَّود.

طور

الطاء و الواو و الراء أصلٌ صحيح يدلُّ علي معنيً واحد، و هو الامتداد في شي‌ء، من مكانٍ أو زمانٍ. من ذلك طَوَار الدَّار، و هو الذي يمتدُّ معها من فِنائها. و لذلك [يقال] عدا طَوْره، أي جاز الحدَّ الذي هو له من دارِه. ثم استعير ذلك في كل شي‌ء يُتعدَّي. و الطُّور: جبلٌ، فيجوز أن يكون اسماً
______________________________
(1) هو عنترة. و في ديوانه 181 أن النبي صلي اللّه عليه و سلم أنشد هذا البيت فقال:
«ما وصف لي أعرابي قط فأحببت أن أراه إلا عنترة».
(2) جعلت في اللسان في مادة (طي)، و في القاموس في (طوي).
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 431
علَما موضوعا، و يجوز أن يكون سمِّي بذلك لما فيه من امتدادٍ طولًا و عَرضا. و من الباب قولهم: فعل ذلك طَوْراً بعد طَور. فهذا هو الذي ذكرناه من الزَّمان، كأنّه فَعَله مدَّةً بعد مدة. و قولهم للوحشيِّ من الطَّير و غيرها طُورِيّ و طُورانيٌّ، فهو من هذا، كأنَّه توحَّشَ فعدا الطَّورَ، أي تباعد عن حدِّ الأنيس.

طوس

الطاء و الواو و السين ليس بأصل، إنّما فيه الذي يقال له الطَّاوُس. ثم يشتقّ منه فيقال للشَّي‌ء الحسن: مُطوَّس. و حُكي عن الأصمعيّ:
تطوَّست المرأةُ: تزيّنَت. و ذكر في الباب أيضاً أنّ الطَّوْس: تغطيةُ الشّي‌ء. يقال طُسْته طَوْساً، أي غطَّيته. قالوا: و طَوَاس «1»: ليلةٌ من ليالي المِحُاق.

طوع

الطاء و الواو و العين أصلٌ صحيح واحد يدلّ علي الإصحابِ و الانقياد. يقال طاعَه يَطُوعه، إذا انقاد معه و مضي لأمره. و أطاعه بمعني طاعَ له.
و يقال لمن وافَقَ غيرَه: قد طاوعه.
و الاستطاعة مشتقّة من الطَّوع، كأنها كانت في الأصل الاستطواع، فلما أسقطت الواو جعلت الهاء بدلًا منها، مثل قياس الاستعانة و الاستعاذة.
و العرب تقول: تطاوَعْ لهذا الأمر حتي تستطيعَه. ثم يقولون: تطوَّعَ، أي تكلَّف استطاعَته. و أمّا قولهم في التبرُّع بالشي‌ء: قد تطوَّعَ به، فهو من الباب، لكنّه لم يلزمه، لكنّه انقاد مع خيرٍ أحبَّ أن يفعله. و لا يقال هذا إلّا في باب الخير و البِرّ. و يقال للمجاهِدَةِ الذين يتطوَّعون بالجِهاد: المُطَّوِّعة، بتشديد الطاء و الواو،
______________________________
(1) كذا ضبط في المجمل، و مثله في القاموس، إذ ضبطه كسحاب. و في اللسان ضبط بالضم ضبط قلم.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 432
و أصله المتطوّعة، ثم أدغمت التاء في الطاء. قال اللّٰه تعالي: الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، أراد- و اللّٰه أعلم- المتطوِّعين.

طوف

الطاء و الواو و الفاء أصلٌ واحد صحيح يدلُّ علي دَوَران الشي‌ء علي الشي‌ء، و أن يحُفَّ به. ثم يُحمل عليه، يقال طاف* به و بالبيت يطوف طَوْفاً و طَوَافاً، و اطَّاف به، و استطاف. ثم يقال لما يدور بالأشياء و يُغَشِّيها من الماء طُوفَان. قال الخليل: و شبَّه العجّاج ظلامَ الليل بذلك، فقال:
و عمَّ طُوفانُ الظَّلَامِ الأثْأَبَا «1»
و «غَمَّ» أيضاً. و من الباب: الطّائف، و هو العاسُّ. و الطَّيْفُ و الطائف:
ما أطاف بالإنسان من الجِنَّان. يقال طاف و لطَّاف. قال اللّٰه تعالي: إذا مسّهم طيف من الشّيطان «2» و طٰائِفٌ أيضاً. قال الأعشي:
و تُصْبِحُ عن غِبِّ السُّرَي و كأنما ألمَّ بها من طائف الجنِّ أولَقُ «3»
و يقولون في الخيال: طافَ و أطافَ. و يُرْوَي:
أنَّي أَلَمَّ بكَ الخيالُ يُطيف و طوافه بك ذِكرةٌ و شُعوف «4»
و يروي:
«و مطافه لك ذِكرة و شُغوف»
. فأمَّا الطائفة من النّاس فكأنّها جماعةٌ تُطِيف بالواحد أو بالشي‌ء. و لا تكاد العرب تحدُّها بعددٍ معلوم، إلَّا أنّ الفقهاء
______________________________
(1) للعجاج في ديوانه 74 و اللسان (طوف).
(2) هي قراءة ابن كثير و أبي عمرو و الكسائي و يعقوب. و قراءة الباقين: «طٰائِفٌ». إتحاف فضلاء البشر 234، و هي الآية 201 من سورة الأعراف.
(3) ديوان الأعشي 147 و اللسان (طوف، ولق).
(4) نسب في اللسان (طيف) إلي كعب بن زهير، و هو في ديوانه 113 طبع دار الكتب.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 433
و المفسِّرين يقولون فيها مرّة: إنّها أربعةٌ فما فوقها، و مرّة إنّ الواحد طائفةٌ «1»، و يقولون: هي الثَّلاثة، و لهم في ذلك كلامٌ كثير، و العربُ فيه علي ما أعلمتك، أنّ كلَّ جماعةٍ يمكن أن تُحفَّ بشي‌ء فهي عندهم طائفة، و لا يكاد هذا يكون إلَّا في اليسير هذا في اللغة و اللّٰه أعلم. ثم يتوسَّعون في ذلك من طريق المجاز فيقولون:
أخَذْتُ طائفةً من الثَّوب، أي قطعة منه. و هذا علي معني المجاز، لأنَّ الطائفة من النّاس كالفِرقة و القطعة منْهم. فأمَّا طائفُ القوس [فهو] ما بلي أبْهَرَها.

طوق

الطاء و الواو و القاف أصلٌ صحيح يدلُّ علي مِثل مادلَّ عليه الباب الذي قبلَه. فكلُّ ما استدار بشي‌ء فهو طَوق. و سمِّي البِناءُ طاقاً لاستدارته إذا عُقِد. و الطَّيلَسان طاقٌ، لأنّه يدور علي لابِسِه. فأمّا قولهم أطاق هذا الأمر إطاقةً، و هو في طَوقه، و طوَّقْتُك الشَّي‌ءَ، إذا كَلَّفْتُكَه «2» فكلُّه من الباب و قياسِا؛ لأنَّه إذا أطاقَه فكأنَّه قد أحاط به و دارَ به من جوانبه.
و مما شذَّ عن هذا الأصل قولُهم: طاقةٌ من خيط أو بَقْل، و هي الواحدة الفَردةُ منه. و قد يمكن أن يتمحَّل فيقاس علي الأوّل، لكنّه يبعُد.

طول

الطاء و الواو و اللام أصلٌ صحيح يدلُّ علي فضْلٍ و امتداد في الشي‌ء. من ذلك: طالَ الشَّي‌ءُ يطُول طُولا. قال أحمد بن يحيي ثعلبٌ: الطَّول:
______________________________
(1) في الأصل: «طائفة فما فوقها». و الكلمتان الأخيرتان مقحمتان.
(2) في الأصل: «كلفته»، صوابه في المجمل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 434
خلاف العَرض. و يقال طاوَلْت فلاناً فطُلْتُه، إذا كنتَ أطوَلَ منه. و طال فلاناً فلانٌ، أي إنه أطول منه. قال:
إنّ الفرزدقَ صخرةٌ ملمومةٌ طالت فليس تنالها الأوعالا «1»
و هذا قياسٌ مطَّرد في كلِّ ما أشبه ذلك، فيقال للحبل الطِّوَل؛ لطوله و امتداده.
قال طرفة:
لعمرُك إنّ الموتَ ما أخطأ الفتي لكالطِّوَل المُرخَي و ثِنياهُ في اليدِ «2»
و يقولون: لا أكلِّمه طَوَالَ الدَّهر. و يقال جملٌ أطوَلُ، إذا طالت شفتُه العليا. و طاولَني فلانٌ فطُلْته، أي كنت أطولَ منه. و الطُّوَال: الطَّويل.
و الطِّوَال: جمع الطَّويل. و حكي بعضهم: قَلانِسُ طِيالٌ «3»، بالياء. و أمرٌ غير طائلٍ، إذا لم يكن فيه غَناء. يقال ذلك في المذكَّر و المؤنث. قال:
و قد كلَّفُوني خُطَّةً غيرَ طائلِ «4»
و تطاولتُ في قِيامي، إذا مددتَ رِجليكَ لتنظر. و طوِّلْ فرسَك، أي أرْخِ طويلتَه في مرعاه «5». و استطالُوا عليهم، إذا قتلوا منهم أكثر ممَّا قتلوا.

طوط

الطاء و الواو و الطاء كلمتان إن صحّتا. يقولون: إنّ الطَّوطَ القطْن. و الطوط: الرّجل الطَّويل.
______________________________
(1) البيت لسنيح بن رياح الزنجي، كما في اللسان (طول) و انظر حواشي الحيوان (7: 205).
(2) البيت من معلقته المشهورة.
(3) في اللسان: «ابن جني: لم تقلب إلا في بيت شاذ، و هو قوله:
تبين لي أن القماءة ذلة و أن أعزاء الرجال طيالها»
(4) أنشد هذا العجز في اللسان (طول). و الطائل يقال للذكر و الأنثي.
(5) و هذا أيضا نص الجوهري في الصحاح. قال أبو منصور: «و لم أسمع الطويلة بهذا المعني من العرب، و رأيتهم يسمونه الطول».
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 435‌

باب الطاء و الياء و ما يثلثهما

طيب

الطاء و الياء و الباء أصلٌ واحد صحيح يدلُّ علي خلافِ الخبيث. من ذلك الطيِّب: ضدّ الخبيث. يقال سبيٌ طِيبَةٌ، أي طيِّبٌ. و الاستطابة:
الاستنجاء؛ لأنّ الرجل يطيِّب نفسَه مما عليه من الخُبث بالاستنجاء. و
نهي رسول اللّٰه* صلي اللّٰه عليه و آله أن يَستطِيب الرّجُل بيمينه.
و الأطيبانِ: الأكل و النِّكاح. و طَيْبَة «1» مدينة الرسول صلي اللّٰه عليه و آله. و يقال: هذا طعام مَطْيَبةٌ للنَّفس. و الطَّيِّب: الحلال. و الطاب: الطيِّب. قال:
مُقابَلَ الأعراقِ في الطَّابِ الطَّابْ بين أبي العاص و آلِ الخطّابْ «2»

طيخ

الطاء و الياء و الخاء أصلٌ صحيح يدلُّ علي تلطّخٍ بغير جميل. قالوا طاخ يَطيخ و تَطيَّخ، إذا تلطّخ بالقبيح. و قالوا: الطِّيخ: الخِفّة، و هو بمعني الطَّيش. قال الحارث:
[فاتركوا الطَّيْخ و التَّعدّي و إمّا تتعاشَوا ففي التَّعاشِي الدَّاءُ «3»]

طير

الطاء و الياء و الراء أصل واحد يدلّ علي خِفّة الشّي‌ء في الهواء.
______________________________
(1) يقال أيضا طيبة، بتشديد الياء، و طابة، و المطيبة، بتشديد الياء المفتوحة.
(2) الرجز لكثير بن كثير النوفلي، يمدح به عمر بن عبد العزيز. و قبله:
يا عمر بن عمر بن الخطاب
و ذاك أن أم عمر بن عبد العزيز، هي أم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطاب، و أبوه عبد العزيز ابن مروان بن الحكم بن أبي العاص.
(3) موضع البيت بياض في الأصل. و أنشد في المجمل الكلمتين الأوليين من البيت.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 436
ثمّ يستعار ذلك في غيرِه و في كلِّ سُرعة. من ذلك الطَّير: جمع طائر، سمِّي ذلك لما قُلناه. يقال طار يَطير طيَراناً. ثمَّ يقال لكلِّ مَن خفّ: قد طار.
قال رسول اللّٰه صلي اللّٰه عليه و آله و سلم: «خيرُ النَّاس رجلٌ مُمْسِكٌ بعِنان فرسِه في سبيل اللّٰه، كلَّما سمِع هَيْعَةً طار إليها»
. و قال:
فطِرنَا إليهم بالقنابل و القَنَا
و يقال مِن هذا: تطايَرَ الشّي‌ءُ: تفرَّق. و استطار الفجر: انتشر. و كذلك كلُّ منتشِر. قال اللّٰه تعالي: يَخٰافُونَ يَوْماً كٰانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً. فأمّا قولهم:
تطيَّر من الشي‌ء، فاشتقاقه من الطَّير كالغراب و ما أشبهه. و من الباب: طائر الإنسان، و هو عَملُه. و بئر مُطارَةٌ، إذا كانت واسعة الفم. قال:
هُوِيُّ الرِّيح في جَفْرٍ مُطارِ «1»
و من الباب: الطَّيْرة: الغضَب، و سمِّي كذا لأنَّه يُستَطار له الإنسان.
و من الباب قولهم: خذ ما تطايَرَ من شعر رأسك، أي طال. قال:
و طارَ جِنّيُّ السَّنَامِ الأطْوَلِ «2»

طيس

الطاء و الياء و السين كلمةٌ واحدة. قال:
عددتُ قومِي كعَديدِ الطَّيْسِ «3»
______________________________
(1) صدره في المجمل و اللسان (طير):
كأن حفيفها إذ بركوها
(2) لأبي النجم، كما في المجمل. و هو من أم الرجز، مجلة المجمع العلمي بدمشق 1347.
و الرواية فيها و في الحيوان (6: 185): «و قام جني السنام الأميل».
(3) لرؤبة بن العجاج في ملحقات ديوانه 175 و اللسان (طيس). و بعده:
إذ ذهب القوم الكرام ليسي
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 437
أراد به العدد الكثير.

طيش

الطاء و الياء و الشين كلمةٌ واحدة، و هي الطَّيش و الخِفّة.
و طاش السَّهم من هذا، إذا لم يُصِبْ، كأنَّه خفّ و طاش و طار.

طين

الطاء و الياء و النون كلمة واحدة، و هو الطِّين، و هو معروف.
و يقال طيَّنْت البيتَ، و طِنْت الكتابَ. و يقال طانَه اللّٰه تعالي علي الخَير، أي جَبَله. و كأَنَّ معناه، و اللّٰه أعلم، من طِنت الكتاب، أي ختمته؛ كأنَّه طبعه علي الخير و ختم أمرَه به.

باب الطاء و الباء و ما يثلثهما

طبخ

الطاء و الباء و الخاء أصلٌ واحد، و هو الطَّبخ المعروف، يقال طبَخت الشَّي‌ءَ أطبُخه طبْخاً، و أنا طابخ، و الشَّي‌ء مطبوخ و طَبِيخ. و الطُّبَّخ:
جمع الطَّابخ. و قول العجّاج:
و اللّٰه لو لا أن تَحُشَّ الطُّبَّخُ «1»
أراد به الملائكة الموكَّلين بالنَّار. و يقال لسَمائم الحرِّ: طبائخُه. و طابخة:
لقبُ رجلٍ من العرب؛ لأنَّه طبخ طَبْخاً فسمِّي بذلك. و يقال الطُّبَاخَة: ما فار من رُغِوة القِدر إذا طبخت، و هي الطُّفَاحة و الفُوَارَة. و يقال للحُمّي الصَّالبِ: طابخ.
______________________________
(1) ديوان العجاج 14 و اللسان (طبخ). و بعده:
بي الجحيم حيث لا مستصرخ
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 438
و مما يُحمَل علي هذا، و لعلّه أن يكون من الكلام المولَّد، قولهم: ليس به طَبُاخٌ «1»، للشَّي‌ء لا قُوَّةَ له، فكأنهم يريدون ما تناهي بَعدُ و لم ينضَج.
و مما شذَّ عن الباب قولُهم، و هو من صحيح الكلام، لفَرخ الضبّ:
مُطَبِّخ، و ذلك إذا قوي. يقولون: هو حِسْل، ثم مطبِّخ، ثم خُضَرِمٌ، ثم ضَبّ.

طبس

الطاء و الباء و السين ليس بشي‌ء. علي أنهم يقولون:
الطَّبَسانِ: كُورتان. و هذا و شِبهه ممَّا لا معني لذكره؛ لأنَّه إذا ذكر ما أشبه كلُّه حُمِل علي كلام العرب ما ليس هو منه. و كذلك قول من قال «2»: إنَّ التَّطبيس: التَّطبين «3».

طبع

الطاء و الباء و العين أصلٌ صحيح، و هو مثلٌ علي نهايةٍ ينتهي إليها الشي‌ء حتي يختم عندها. يقال طبَعت علي الشي‌ء طابَعا. ثم يقال علي هذا طَبْعُ الإنسان و سجيَّتُه. و من ذلك طَبَعَ اللّٰهُ علي قَلْب الكافر، كأنَّه ختم عليه حتي لا يصل إليه هُدًي و لا نُور، فلا يوفَّق لخير. و من ذلك أيضاً طبْع السَّيف و الدِّرهم، و ذلك إذا ضربه حتي يكمّله. و الطَّابع: الخاتم يُختَمُ به*. و الطَّابِع: الذي يَختِم.
و من الباب قولُهم لمْل‌ء المِكيال طَبع. و القياسُ واحد؛ لأنه قد تكامل و خُتم. و تطبَّع النَّهر، إذا امتلأ؛ و هو ذلك المعني. و كذلك إذا حُمِّلت النّاقة حِمْلَها الوافِيَ الكاملَ، فهي مطبَّعة. قال:
______________________________
(1) في اللسان: «وجد بخط الأزهري طباخ بضم الطاء، و وجد بخط الإيادي طباخ بفتح الطاء».
و ضبط في الأصل و المجمل بفتح الطاء.
(2) هو الخليل كما صرح بذلك في المجمل.
(3) التطبين، بالنون، كما في الأصل و المجمل و القاموس. لكن في اللسان: «التطبيق» بالقاف.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 439
أينَ الشِّظاظانِ و أيْنَ المِرْبَعَهْ و أيْنَ وَسْقُ النّاقَةِ المطبَّعهْ «1»
قال ابنُ السكِّيت: الطِّبع: النَّهر، و الجمع: الطِّباع. قال:
فتولَّوْا فاتراً مشيُهم كروايا الطِّبْع همَّتْ بالوَحَلْ «2»
و لعلَّ الذي قالُوه في وصف النّهر، أن يكون ممتلئاً، حتي يكون أقيس.
و مما شذّ عن هذا الأصل و قد يمكن أن يُقارَب بينهما، إلا أنَّ ذلك علي استكراه، قولهم للدَّنَس: طَبَع. يقال رجلٌ طَبِعٌ.
قال رسول اللّٰه صلي اللّٰه عليه و سلم:
«استَعيذوا باللّٰه من طمَعٍ يَهْدِي إلي طَبَعٍ»
. و قال:
له أكاليلُ بالياقوت فَصَّلَها صَوَّاغُها لا تري عَيباً و لا طَبَعا
و من هذه الكلمة قولهم للرجل إذا لم ينفُذْ في الأمر: قد طَبِعَ.

طبق

الطاء و الباء و القاف أصلٌ صحيح واحد، و هو يدلُّ علي وضع شي‌ء مبسوط علي مِثله حتي يُغطِّيَه. من ذلك الطَّبَق. تقول: أطبقْت الشي‌ءَ علي الشي‌ء، فالأول طَبَق للثاني؛ و قد تطابَقَا. و من هذا قولهم: أطبقَ الناسُ علي كذا، كأنَّ أقوالهم تساوَتْ حتي لو صُيِّر أحدُهما طِبْقاً للآخر لصَلَح. و الطَّبَق: الحال، في قوله تعالي: لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ. و قولهم: «إِحدي بناتِ طَبَق» هي الدّاهية، و سمّيت طبَقا، لأنها تعمُّ و تشمل. و يقال لما علا الأرضَ حتي غطّاها:
هو طبَق الأرض «3». و منه قول امرئ القيس يصف الغيث:
ديمةٌ هطلاءُ فيها وَطَفٌ طبقُ الأرض تَحَرَّي و تَدُرّ «4»
______________________________
(1) سبق البيتان في (ربع، شظ).
(2) البيت للبيد في ديوانه 17 طبع فينا 1881 و إصلاح المنطق 9 و اللسان (طبع).
(3) في الأصل: «طباق الأمر».
(4) ديوان امرئ القيس 143 و اللسان (طبق).
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 440
و قولهم: طَبَّق الحقَّ، إذا أصابه، من هذا، و معناه وافقه حتي صار ما أراده وَفْقاً للحقّ مطابِقاً له. ثم يُحمَل علي هذا حتي يقال طبَّقَ، إذا أصاب المَفْصِل و لم يخطئْه. ثم يقولون: طَبَّق عُنقَه بالسيف: أبانَها.
فأمَّا المطابقة فمشْي المقيَّد، و ذلك أن رجليه تقعانِ «1» متقاربتين كأنَّهما متطابقتين. و منه قول الجَعديّ:
طِباقَ الكِلَابِ يَطَأْنَ الهَرَاسا «2»
و الطبَق: عظمٌ رقيق «3» يفصل بين الفَقارتَين. و يد طَبِقة، إذا التزقَتْ بالجنْب. و طابقت بين الشيئين، إذا جعلتَهما علي حَذْوٍ واحد. و لذلك سمَّينا نحن ما تضاعف من الكلام مرَّتين مُطابَقا. و ذلك مثل جَرجَر، و صَلْصَل، و صَعْصَع.
و الطَّبَق: الجماعة من الجراد؛ و إنما شبِّه ذلك بطبَقٍ يغطِّي الأرض. و يقال وَلَدت الغنمُ طبقاً و طبقةً، إذا ولد بعضُها بعد بعض. و القياس في ذلك كله واحد.
فأمَّا قولهم للعييِّ من الرِّجال: الطَّبَاقاء، و للبعير لا يُحسن الضِّرَابَ طَباقاءُ، فهو من هذا القياس، كأنَّه سُتر عنه الشّي‌ءُ حتي أطبق فصار كالمغطَّي. قال جميل:
طَبَاقاءُ لم يشهد خُصوماً و لم يَقُدْ رِكاباً إلي أكوارها حين تُعْكَفُ «4»

طبل

الطاء و الباء و اللام ثلاث كلمات ليست لها طَلَاوَةُ كلامِ العرب، و ما أدري كيف هي؟ من ذلك الطَّبل الذي يُضْرَب. و يقولون إنَّ الطّبل:
______________________________
(1) في الأصل: «يقسمان»، تحريف.
(2) سيأتي في (هرس). و صدره في اللسان (طبق، هرس):
و خيل يطابقن بالدار عين
(3) في المجمل: «دقيق» بالدال.
(4) اللسان (طبق) و البيان و التبيين (1: 110) بشرح محقق المقاييس.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 441
الخَلْق «1». و الثالثة الطُّوبالة، و لو لا أنَّها جاءت في بعض الشِّعر ما كان لذكرها معنيً، و ما أحسبها في غير هذا البيت:
نَعَانِي حَنَانةُ، طُوبالةً تُسَفُّ يبيساً من العِشْرِقِ «2»
و يقال هي النَّعْجة.

طبن

الطاء و الباء و النون أصلٌ صحيح يدلُّ علي ثباتٍ. و يقال اطبأنَّ، إذا ثبت و سكَن، مثل اطمأنّ. و يقولون: طَبنت النار: دفنتُها لئلا تَطفَأ، و ذلك الموضعُ الطَّابون. و يقال طابِنْ هذه الحَفيرةَ: طاطئْها. و يقولون: إنَّ الخير في بني فلانٍ كثابت الطَّبْن، أي هو تليدٌ قديم.
و من الباب الطَّبَن، و هو الفِطْنة؛ و ذلك قياس الباب، لأنَّ في ذلك كالثَّبات في العِلْمِ به.

طبي

الطاء و الباء و الحرف المعتل أُصَيْل يدلُّ علي استدعاء شي‌ء.
من ذلك قولهم اطَّبي* بَنُو فُلانٍ فلاناً إذا خالُّوه و قَبِلوه. و ربما قالوا: طَبَاه و اطَّباه، إذا دعاه. فإنْ حُمِل الطّبيُ «3» من أَطْباء النَّاقة، و هي أخلافها، علي هذا و علي أنّه يُطَّبَي منه اللّبن، لم يبعُد.
______________________________
(1) شاهده ما أنشده في اللسان:
قد علموا أنا خيار الطبل و أننا أهل الندي و الفضل
(2) البيت لطرفة في ديوانه 26 و اللسان (طبل، حنن) و المجمل (طبن). و ذكر في (حنن).
أن «حنانة» اسم راع. و طوبالة منصوب علي الذم، أي أذم طوبالة، عني بذلك حنانة. و بعد البيت:
فنفسك فانع و لا تنعني و داو الكلوم و لا تبرق
(3) الطبي، بكسر الطاء و ضمها.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 442
و ذُكر أن العرب تقول: هذا خِلْفٌ طِبِيٌّ، أي مُجِيب «1». فإن كان هذا صحيحاً فهو يدلُّ علي صحَّة القياس الذي قِسْناه.

باب الطاء و الثاء و ما يثلثهما

طثر

الطاء و الثاء و الراء أَصَيل صحيح يدلُّ علي غَضارةٍ في الشّي‌ء و كثرةِ ندي. يقولون: فلان في طَثْرة من العَيش، أي في غَضارة. قالوا: و اشتقاقه من اللبن الطاثر، و هو الخاثر. و يشبَّه بذلك فيقال للحَمْأة طَثْرة، و قياسُه ما ذكرناه «2». و سمِّي طَثْرة من العَرب.
و مما شذّ عن الباب و ما ندري كيف صحَّةُ هذا، قولهم: إنّ الطَّيْثار:
البعوض. و اللّٰه أعلم.
______________________________
(1) في اللسان و القاموس: «مجيب» بضم الميم و تشديد الياء المفتوحة، و لا وجه له، فإن المجيب بمعني المقور و الأحوف. و قد أثبت الضبط الصحيح من نسخة المجمل و من تهذيب الصحاح، و هو من الإجابة كما يدل عليه ما سبق. و في الصحاح «مجيب».
(2) في الأصل: «و يأخذ ما ذكرناء» و قد اقتبست تصحيحه من مألوف عباراته.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 443‌

باب الطاء و الجيم و ما يثلثهما

طجن «1»

يقولون في الطاء و الجيم و النون: إنَّ الطَّاجَن «2»:
الطَّابَق «3». و هو كلام، و اللّٰه اعلم.

باب الطاء و الحاء و ما يثلثهما

طحر

الطاء و الحاء و الراء أصلٌ صحيح يدلُّ علي الحَفز و الرَّمْي و القذْف. يقولون: طَحَرَتِ العينُ قَذاها، إذا قذفَتْ به. يقال طَحَرتْ عينُ الماء العِرمِضَ، إذا رمت به. و قوس مِطحَرٌ، إذا حَفَزت سَهْمَها فرمت به صُعُداً.
و حربٌ مِطحرةٌ: زَبُون. و الطَّحِير: النّفَس العالي، و سمِّي بذلك لأنَّ صاحبه يَطحَر. قال الكميت:
بأهازيجَ من أغانيِّها الجُ شِّ و إتباعها الزَّفيرَ الطَّحِيرَا «4»
______________________________
(1) الكلام من أول الباب إلي هنا مبيض له في الأصل. و أثبت ما يقتضيه الكلام و ما هو ثابت في المجمل أيضا.
(2) ضبطه في القاموس كصاحب، و زاد في تاج العروس: «و كهاجر». و ضبط في الأصل و المجَمل بفتح الجيم لا غير.
(3) الطاجن و الطابق معربان كما في القاموس. و ضبط الطابق في المجمل بفتح الباء، و في القاموس:
«كهاجر و صاحب». قلت: أما الطاجن، فهو معرب من اليونانية «تيكانون» كما في الألفاظ الفارسية 111 نقلا عن فرنكل 67. و في الجمهرة (3: 357): «الطيجن. الطابق، لغة شامية و أحسبها سريانية أو رومية. انظر المعرب 221. و أما الطابق، فهو معرب «تا؟؟؟ ه» بالفارسية، كما في المصادر السابقة، و معجم استينجاس.
(4) في الهاشميات ص 93 أبيات من هذا الوزن و الروي.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 444
فأما المُطْحَر من النِّصال، فهو المُطوَّل المسال «1». قال الهذليّ «2»:
من مُطْحَراتِ الإلالِ «3»

طحل

الطاء و الحاء و اللام أصلٌ صحيح يدلُّ علي لونِ غير صافٍ و لا مُشرق. من ذلك الطُّحْلة، و هو لون الغُبْرة. و يقال رمادٌ أطحل، و شرابٌ أطحل، إذا لم يكن صافياً. و الطِّحال معروف، و ممكنٌ أن يكون سمِّي بذلك لكُدْرة لونه. و يقال طَحِلَ الماء: فسد و تغيَّر.

طحم

الطاء و الحاء و الميم أصلٌ صحيح يدلُّ علي تجمُّع و تكاثف من ذلك الطّحمة «4» من النّاس، و هي الجماعة الكثيفة. و طُحْمة اللَّيل و طَحْمَتهُ، و طُحْمة السَّيل و طَحمته: مُعْظَمه. قال الخليل: طَحْمة الفتنة: جَوْلة النَّاس عندها. و يقال للرّجُل الشّديد العِراك: طُحَمَة. و الباب كلُّه واحد.

طحن

الطاء و الحاء و النون أصلٌ صحيح، و هو فتُّ الشي‌ء و رَفْتُه «5» بما يدور عليه من فوقِه. يقال طَحَنَتِ الرَّحَي طحْناً. و الطّحْن: الدَّقيق.
و يقولون: «أسمعُ جَعجعةً و لا أَري طِحْناً». و الجعجعة: صوت الرَّحَي. و من الباب: كتيبةٌ طَحُونٌ: تطحَنُ ما لَقِيت. و يقال للأضراس الطَّواحِن.
______________________________
(1) كذا وردت الكلمة في الأصل، و ليست في المجمل.
(2) هو أمية بن أبي عائذ الهذلي؛ و قصيدته في شرح السكري للهذليين 180 و نسخة الشنقيطي 79.
(3) البيت بتمامه فيهما:
فلما رآهن بالجلهتين يكبون في مطحرات الإلال
(4) الطحمة مثلثة الطاء، لكن يفهم من صنيعه بعد أنه يعرف فيها لغتين فقط: الضم و الفتح، و هما ما نص عليه صاحب اللسان. أما صاحب القاموس فيروي اللغات الثلاث.
(5) الرفت: الدق و الكسر. و في الأصل: «و رقته»، تحريف.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 445
و من الباب الطُّحَن «1»: دويْبَّة تغيِّب نفسَها في ترابٍ قد سَوَّته و أدارته.
و طَحَنتِ الأفعي، إذا تلوَّت «2» مستديرة.

طحو

الطاء و الحاء و الحرف المعتل أصلٌ صحيح يدلُّ علي البسط و المدِّ. من ذلك الطَّحْو و هو كالدَّحْو، و هو البَسْط. قال اللّٰه تعالي: وَ الْأَرْضِ وَ مٰا طَحٰاهٰا «3»، أي بسَطها. و قال تعالي في موضع آخَر: وَ الْأَرْضَ بَعْدَ ذٰلِكَ دَحٰاهٰا «4». و يقال طحا بك هَمُّك بطحو، إذا ذهَب بك في الأمر و مدَّ بك فيه.
قال علقمة:
طحا بك قلبٌ في الحِسانِ طَروبُ بُعَيد الشَّبابِ عَصْرَحان مشيبُ «5»
و المُدوِّمة الطَّواحِي: النُّسور تستدير حول القَتْلَي. و قال الشَّيباني: طَحَيْت:
اضطجَعْت. و الطّاحي: الجمع الكثير، و سمِّي بذلك لأنّه يجرّ علي الشي‌ء، كما يسمَّي جرّارا. قال:
من الأَنَس الطاحِي عليكَ العَرمْرَمِ «6»
و اللّٰه أعلم.
______________________________
(1) و يقال أيضا: «الطحنة».
(2) في الأصل: «تولت».
(3) الآية 6 من سورة الشمس.
(4) الآية 30 من سورة النازعات.
(5) ديوان علقمة 131 و المفضليات (2: 191).
(6) لصخر الغي الهذلي من قصيدة في شرح السكري للهذليين 21 و نسخة شنقيطي 91. و صدره:
و خفض عليك القول و اعلم بأنني
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 446‌

باب الطاء و الخاء و ما يثلثهما

طخف

الطاء و الخاء و الفاء أُصَيل يدلُّ علي الشَّي‌ء الرَّقيق. من ذلك الطَّخَاف، و هو الغَيم الرقيق. و الطَّخْف كالهَمِّ يَغشَي القلب.

طخر

الطاء و الخاء و الراء أصلٌ صحيح يدلُّ علي خفّةٍ في شي‌ء.
من ذلك* الطَّخَارير: المتفرِّقون، يشبَّه بذلك الرّجُل الخفيف الخَطَّاف.

طخي

الطاء و الخاء و الحرف المعتل أصلٌ صحيح يدلُّ علي ظُلْمة و غِشاء. من ذلك الطَّخْوة و الطَّخية: السَّحابة الرّقيقة. و الطَّخْياء: اللَّيلة المُظلْمة.
و يقال ظلام طاخٍ. و من الباب: وجَد علي قلبه طَخَاء، و هو شبه الكَرْب.
و يقال: كلَّمَني كلمةً طَخْياء، أي أعجميّة.

طخم

الطاء و الخاء و الميم أصلٌ صحيح يدلُّ علي سوادٍ في شي‌ء.
من ذلك الطُّخمة: سوادٌ في مقدَّم الأنْف. يقال كبشٌ أطخَم، و أسد أطخَم.
و اللّٰه أعلم بالصَّواب.

باب الطاء و الراء و ما يثلثهما

طرز

الطاء و الراء و الزاء كلمةٌ يظنُّ أنّها فارسيّة معرّبة، و هي في شعر حَسَّان:
بيضُ الوُجوه كريمةٌ أحسابُهم شمُّ الأنوف من الطِّرازِ الأوّلِ «1»
______________________________
(1) ديوان حسان 310 و اللسان (طرز).
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 447
و يقولون: طِرْزُه، أي هيئَتُه.

طرس

الطاء و الراء و السين فيه كلامٌ لعلّه أن يكون صحيحاً.
يقولون الطِّرْس: الكتاب الممحُوّ. و يقال: كلُّ صحيفة طِرس. و يقولون:
التَّطرُّس: أن لا يَطعَم الإنسانُ و لا يشربَ إِلّا طيّباً.

طرش

الطاء و الراء و الشين كلمةٌ معروفة، و هي الطَّرَش، معروف «1». و قال أبو عمرو: تطرَّش «2» النَّاقِهُ من المرض، إذا قام و قعَد.

طرط

الطاء و الراء و الطاء كلمةٌ. يقولون الأطرط: الدَّقيق الحاجبين؛ و قد طرِط.

طرف

الطاء و الراء و الفاء أصلان «3»: فالأوّل يدلُّ علي حدِّ الشي‌ء و حَرفه، و الثاني يدلُّ علي حركةٍ في بعض الأعضاء.
فالأوّل طَرَفُ الشي‌ء و الثوب و الحائط. و يقال ناقة طَرِفَة: ترعي أطرافَ المرعَي و لا تختلط بالنُّوق.
و قولهم: عينٌ مطروفة، من هذا؛ و ذلك أن يصيبَها طَرَف شي‌ءٍ ثوبٍ أو غيره فتَغْرَوْرِقَ معاً. و يُستعار ذلك حتي يقال: طَرَفَها الحُزْن.
فأمّا قولُهم: هو كريم الطَّرَفين، فقال قومٌ: يُراد به «4» نَسَب الأب و الأمّ.
و لا يُدْرَي أيُّ الطّرَفين أطول، هو من هذا. و جمع الطَّرَف أطراف. قال:
______________________________
(1) الطرش: الصمم، و قيل أهونه. و قيل هو مولد. يقال في الوصف منه أطرش و أطروش، بضم الهمزة و الراء فيهما، كما في اللسان.
(2) هذه الكلمة في القاموس، و لم ترد في اللسان.
(3) في الأصل: «أصول». و ليس كذلك.
(4) في الأصل: «فقال قوم أراد قوم أراد به».
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 448
و كيف بأطرافي إذا ما شَتَمتَنِي و ما بعدَ شَتْمِ الوالدينِ صُلُوح «1»
و يقال إنّ الطِّرَاف: ما يُؤخَذ من أطراف الزَّرع «2».
و من الباب: الطَّوَارِف من الخِباء، و هي ما رفعتَ من جوانبه لتنظُر.
فأمَّا قولهم: جاء فلانٌ بطارفةِ عينٍ فهو من الذي ذكرناه في قولهم: طُرِفت العين، إذا أصابَها طرَف شي‌ءٍ فاغرورقَتْ. و إذا كان كذا لم تكد تُبْصِر. فكذلك قولهم: بطارفةِ عينٍ، أي بشي‌ءٍ تَتحيَّر له العينُ من كَثرته.
و من الباب قولُهم للشي‌ء المستحدَث: طريف؛ و هو خلافُ التَّليد، و معناه أنَّه شي‌ءٌ أُفِيدَ الآنَ في طرَف زمانٍ قد مضي. يقولون منه اطَّرَفْتُ الشي‌ءَ، إذا استحدثتَه، أطَّرِفه اطِّرَافاً.
و من الباب: الرَّجُل الطَّرِف: الذي لا يثبُت علي امرأةٍ و لا صاحب.
و ذلك القياسُ؛ لأنّه يطلُب الأطراف فالأطراف. و المرأة المطروفة، يقولون إنّها التي لا تثبُت علي رجلٍ واحد، بل تَطّرِف الرِّجال. و هو قول الحُطيئة:
بَغَي الودَّ من مطروفة الوُدِّ طامِحِ «3»
و من الباب الطِّرف: الفرس الكريم، كأنَّ صاحبَه قد اطّرَفه. و للمَّطرَف فضلٌ علي التَّليد.
______________________________
(1) البيت لعون بن عبد اللّه بن عتبة بن مسعود، كما في اللسان (طرف). و أنشده في (صلح) بدون نسبة، و كذا في إصلاح المنطق 124. و قد سبق في (صلح).
(2) هذا المعني لم يذكر في اللسان، و ذكر في القاموس. و في المجمل: «مأخوذ» بدل «يؤخذ».
(3) و كذا إنشاده في المجمل و الصحاح. و في الديوان 63 و اللسان (طمح، طرف): «مطروفة العين». و صدره:
و ما كنت مثل الكاهلي و عرسه
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 449
و أمَّا الأصل الآخر فالطَّرْف، و هو تحريك الجفون في النّظَر. هذا هو الأصل ثم يسمُّون العينَ الطَّرْف مجازاً. و لذلك يسمَّي نجمٌ من النُّجُوم الطَّرْفة «1»، كأنّه فيما أحسب طرْفُ الأسَد. قال جرير:
إنّ العيون التي في طَرْفِها مرضٌ قَتَلْنَنَا ثم لم يُحْيِينَ قتلانا «2»
فأما الطِّرَاف فإِنه بيتٌ من أَدَم، و هو شاذٌّ عن الأصلين اللذين ذكرناهما.

طرق

الطاء و الراء و القاف أربعة أصول: أحدها الإِتيان مَساءً «3»، و الثاني الضَّرْب، و الثالث جنسٌ من استرخاء الشي‌ء، و الرابع خَصْف شي‌ء علي شي‌ء.
فالأوَّل الطُّرُوق. و يقال إنّه إتيان المنزِل ليلًا. قالوا: و رجلٌ طُرَقَةٌ، إذا كان يَسْرِي حتي يطرُقَ أهلَه ليلًا.* و ذُكِرَ أنَّ ذلك يقال بالنهار أيضاً، و الأصل اللَّيل: و الدَّليل علي أنَّ الأصلَ اللّيل تسميتُهم النّجم طارقاً؛ لأنّه يَطلُعُ ليلًا.
قالوا: و كلُّ مَن أتي ليلًا فقد طَرَق. قالت:
نحنُ بناتُ طارقِ «4»
______________________________
(1) و كذا في المجمل و القاموس. و في اللسان (طرف) و الأزمنة و الأمكنة (1: 191، 318): «الطرف» بدون هاء. قال المرزوقي: «و أما الطرف فكوكبان يبتدان الجبهة بين يديها، يقولون: هما عين الأسد».
(2) ديوان جرير 595، و العمدة (1: 135). و يروي: «في طرفها حور» كما في زهر الآداب (4: 215) و الأغاني (7: 37). و البيت من المائة المختارة في الأغاني (7: 35).
(3) في الأصل: «مكانا».
(4) الرجز لهند بنت بياضة بن رباح بن طارق الإيادي كما في اللسان (طرق). و بعده:
لا ننثني لوامق نمشي علي النمارق
المسك في المفارق و الدر في المخالق
إن تقبلوا نعانق أو تدبروا نفارق
فراق غير وامق
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 450
و هو قول امرأة. تريد: إِنَّ أبانا نجمٌ في شرفه و علوّه «1».
و من الباب، و اللّٰه أعلم: الطَّريق، لأنَّه يُتَوَرَّدُ. و يجوز أن يكون من أصلٍ آخَر، و هو الذي ذكرناه من خَصْف الشي‌ء فوق الشي‌ء.
و من الباب الأوّل قولُهم: أتيتُه طَرْقَتين، أي مَرَّتين «2». و منه طارِقةُ الرَّجُل، و هو فَخِذه التي هو منها؛ و سمِّيت طارقةً لأنها تطرُقه و يطرُقها. قال:
شكوت ذَهاب طارقتي إليه و طارِقَتِي بأكناف الدُّرُوب «3»
و الأصل الثّاني: الضرب، يقال طرَق يَطْرُق طرقاً. و الشي‌ء مِطرَق و مِطرَقة.
و منه الطَّرْق، و هو الضَّرْب بالحَصي تكهُّناً، و هو الذي جاء في الحديث النّهْيُ عنه، و
قيل: «الطرْق و العيافة و الزَّجر من الجِبت «4»».
و امرأةٌ طارقةٌ: تفعل ذلك؛ و الجمع الطَّوارق. قال:
لعمرك ما تَدْري الطَّوَارِقُ بالحصي و لا زاجراتُ الطيرِ ما اللّٰه صانعُ «5»
و الطرْق: ضرب الصُّوف بالقضيب، و ذلك القضيبُ مِطرَقة. و قد يفعلُ الكاهن ذلك فيطرُق، أي يخلط القُطْنَ بالصُّوف إذا تكهَّنَ. و يجعلون هذا مثلًا فيقولون: «طَرَقَ و ماشَ». قال:
______________________________
(1) و قد يكون أيضا أنها تعتز بأبيها طارق الإيادي.
(2) في القاموس: «و أتيته طرقين و طرقتين، و يضمان».
(3) لابن أحمر، كما في اللسان (طرق) و كذا جاءت رواية البيت في المجمل. و في اللسان:
«إليها» موضع «إليه».
(4) في اللسان: «روي عن النبي صلي اللّٰه عليه و سلم أنه قال: الطرق و العيافة من الجبت».
(5) البيت للبيد في ملحقات ديوانه 55 طبع 1881 و اللسان (طرق). و بعده في الديوان:
سلوهن إن كذبتموني متي الفتي يذوق المنايا أو متي الغيث واقع
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 451
عاذلَ قد أُولِعتِ بالتَّرْفيشِ إليَّ سِرًّا فاطرُقي و مِيشِي «1»
و يقال: طرَق الفحلُ الناقةَ طَرقاً، إذا ضربها. و طَروقة الفَحل: أُنثاه.
و استطرقَ فلانٌ فلاناً فَحَلَه، إذا طلبَه منه ليَضربَ في إِبله، فأطْرَقَه إِيّاه. و يقال:
هذه النَّبْل طَرْقَةُ رجلٍ واحد، أي صِيغة رجلٍ واحد «2».
و الأصل الثالث: استِرخاء الشي‌ء. من ذلك الطَّرَق، و هو لِينٌ في ريش الطّائر. قال الشاعر:
… «3»
و منه أَطْرَق فلانٌ في نَظَره. و المُطْرِق: المسترخِي العَين. قال:
و ما كنتُ أخشَي أن تكون وفاتُه بكفَّيْ سَبَنْتَي أزرقِ العَين مُطْرِقِ «4»
و قال في الإطراق:
فأطرَقَ إطراقَ الشُّجاع و لو يَرَي مَساغاً لِناباه الشُّجَاعُ لصَمَّما «5»
______________________________
(1) لرؤبة بن العجاج في ديوانه 77 و اللسان (رقش، طرق، ميش). و سبق في (رقش).
(2) يقال سهام صيغة، أي صنعة رجل واحد. في المجمل: «صنعة رجل واحد». و في القاموس:
«و هذا طرقة رجل، أي صنعته».
(3) بياض في الأصل. و شاهده في اللسان:
سكاء مخطومة في ريشها طرق سود قوادمها صهب خوافيها
و انظر الحيوان (5: 579) و الأغاني (7: 151).
(4) لمزرد بن ضرار أخي الشماخ، يرثي عمر بن الخطاب، كما في اللسان (طرق، سبت).
و جعله أبو تمام في الحماسة (1: 454) في مقطوعة للشماخ، و ليست في ديوانه. علي أنه روي من شعر منسوب للجن. زهر الآداب (4: 107). و قال أبو محمد الأعرابي إنه لجزء أخي الشماخ، و هو الصحيح. حواشي اللسان (سبت). و قد سبق البيت في ص 162 من هذا الجزء.
(5) البيت للمتلمس في ديوانه 2 مخطوطة الشنقيطي و الحيوان (4: 263) و حماسة البحتري 15 و لباب الآداب 393 و أمثال الميداني (1: 395). و بالبيت يستشهد النحويون علي إلزام المثني الألف في أحوال الإعراب الثلاث عند بعض القبائل. انظر الخزانة (3: 337). و قد أخذء عمرو بن شأس فقال (انظر معجم المرزباني 213):
فأطرق إطراق الشجاع و لو يري مساغا لنابيه الشجاع لقد أزم
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 452
و من الباب الطِّرِّيقة، و هو اللِّين و الانقياد. يقولون في المثل: «إنّ تحت طِرِّيقته لَعِنْدَأْوَةً»، أي إِنّ في لِينه بعضَ العُسر أحياناً. فأمَّا الطّرَق فقال قوم:
هذا اعوجاجٌ في الساق من غير فَحَج. و قال قوم: الطّرُق: ضَعف في الرُّكْبتين.
و هذا القول أقْيَسُ و أشبه لسائر ما ذكرناه من اللِّين و الاسترخاء.
و الأصل الرابع: خَصْف شي‌ءٍ علي شي‌ء. يقال: نَعلٌ مُطارَقة، أي مخصُوفة.
و خُفٌّ مُطارَق، إذا كان قد ظُوهِر له نعلان. و كلُّ خَصْفةٍ طِرَاق. و تُرسٌ مطرَّق، إِذا طورِق بجلدٍ علي قَدْره. و من هذا الباب الطِّرْق، و هو الشحم و القُوّة، و سمِّي بذلك لأنّه شي‌ءٌ كأنّه خُصِف به. يقولون: ما به طِرْق، أي ما به قُوّة. قال أبو محمد عبد اللّٰه بن مسلم: أصل الطِّرْق الشّحم؛ لأنّ القوّة أكثر ما تكون [عنه «1»]. و من هذا الباب الطّرَق: مَناقع المياه؛ و إنّما سمِّيت بذلك تشبيهاً بالشي‌ء يتراكبُ بعضُه علي بعض. كذلك الماء إذا دام تراكب. قال رؤبة:
للعِدِّ إذْ أخْلَفَه ماءُ الطَّرَقْ «2»
و من الباب، و قد ذكرناه أوّلًا و ليس ببعيد أن يكون من هذا القياس:
الطَّريق؛ و ذلك أنّه شي‌ءٌ يعلو الأرضَ، فكأنّها قد طُورِقَتْ به و خُصِفت به.
و يقولون: تطارَقَت الإبلُ، إذا جاءت يتبع بعضُها بعضاً. و كذلك الطَّريق، و هو النَّخْل الذي علي صفٍّ واحد. و هذا تشبيهٌ، كأنّه شُبِّه بالطَّريق في تتابُعه و علوّه الأرض. قال الأعشي:
______________________________
(1) التكملة من اللسان (طرق 92).
(2) و كذا إنشاده في المجمل و اللسان. و الوجه: «إذ أخلفها» كما في الديوان 104. و قبله:
قواربا من واحف بعد الصبق
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 453
و مِن كلِّ أحوَي كجِذْعِ الطَّريق يزينُ الفِناءَ إذا ما صَفَنْ «1»
و منه [ريشٌ «2»] طِراق، إذا كان تطارق بعضه فوقَ بعض. و خرج القومُ مَطارِيقَ، إذا جاءُوا مُشاةً لا دوابَّ لهم، فكأنَّ كلَّ واحدٍ منهم يَخصِف بأثر قدمَيه أثَر الذي تقدَّم. و يقال: جاءت الإبلُ علي طَرْقَةٍ واحدة، و علي خُفٍّ واحد؛ و هو الذي ذكرناه من أنّها* تخصف بآثارها آثارَ غيرها. و اختضَبت المرأةُ طَرْقَتين، إذا أعادت الخِضاب، كأنّها تَخصِف بالثّاني الأوّل. ثم يشتقّ من الطَّريق فيقولون: طَرَّقت المرأةُ عند الوِلادة، كأنّها جَعلت للمولود طريقاً. و يقال- و هو ذلك الأوّل- لا يقال طَرَّقت إلّا إذا خرج من الولد نصفُه ثمّ احتبَس بعضَ الاحتباس ثمّ خرج. تقول «3»: طرّقت ثم خلَصت.
و ممّا يُشْبِه هذا قولهُم طَرَّقت القطاة، إذا عَسُر عليها بيضُها ففحصت الأرضَ بجُؤجُئِها.

طرم

الطاء و الراء و الميم أُصَيْلٌ صحيح يدلُّ علي تراكُمِ شي‌ء.
يقولون: الطُّرَامة «4»: الخُضْرة علي الأسنان. و يقولون: الطِّرْم «5»: العَسَل.
و الطِّرْيَم: السَّحاب الغليظ.
______________________________
(1) ديوان الأعشي 17. و رواية البيت و سابقه في الديوان:
هو الواهب المائة المصطفا ة كالنخل زينها بالرجن
و كل كميت كجذع الخضاب يزين الغناء إذا ما صقن
(2) التكملة من اللسان (طرق 88).
(3) في الأصل: «يقول».
(4) في الأصل: «الطرامية»، صوابه في المجمل و اللسان.
(5) يقال بكسر الطاء و فتحها، و يقال طويم أيضا كدرهم. و في الأصل: «الطرام»، صوابه في المجمل و اللسان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 454‌

طري

الطاء و الراء و الحرف المعتلُّ أُصيل صحيحٌ يدلُّ علي غضاضةٍ وجِدّة. فالطَّرِيّ: الشي‌ء الغَضّ؛ و مصدره الطَّراوة و الطَّراءة. و منه أطرَيْتُ فلاناً، و ذلك إذا مدحتَه بأحسنِ ما فيه.
فإذا هُمِز قيل طرَأ فلانٌ، إذا طلع. و أحسِب هذا من باب الإبدال، و إنّما الأصل دَرَأ. و قد ذُكِر.

طرب

الطاء و الراء و الباء أصَيلٌ صحيح. يقولون: إنَّ الطَّرَب خِفّة تُصِيب الرَّجلَ من شدةِ سرورٍ أو غيره. و يُنشدون:
و قالوا قد طِربْتَ فقلتُ كلَّا و هل يبكي من الطَّرَب الجليدُ
و قال نابغة بني جعدة:
و أُراني طَرِباً في إثرهِمْ طرَبَ الوالهِ أو كالمُخْتَبَلْ «1»
قالوا: و طرَّب في صوته، إذا مدَّه. و هو من الأوّل. و الكريم طَروبٌ و مما شذَّ عن هذا الباب المَطَارِب، و هي طرقٌ ضيِّقة متفرِّقة. و أراها «2» من باب الإبدال، كأنّها مدارب، مشتقة من الدَّرْب.
و أمّا قولهم في الطُّرْطُبّ، إنَّه الثَّدي المسترخِي، و كذلك الطَّرْطَبَة: صوت الحالب بالمِعزَي، فكلُّه و ما أشبهه كلام.
______________________________
(1) أنشده في اللسان (خبل) بدون نسبة. و قبله في (طرب):
سألتني أمتي عن جارتي و إذا ماعي ذو اللب سأل
سألتني عن أناس هلكوا شرب الدهر عليهم و أكل
(2) في الأصل: «و أري».
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 455‌

طرث

الطاء و الراء و الثاء كلمةٌ صحيحة، و هي الطُّرْثُوث «1»، و هي نبْت.

طرح

الطاء و الراء و الحاء أصلٌ صحيح يدلُّ علي نَبْذ الشّي‌ء و إلقائه. يقال طرحَ الشَّي‌ءَ يطرحُه طرحا. و من ذلك الطَّرَح، و هو المكان البعيد «2». و طرَحتِ النَّوَي بفلانٍ كلَّ مَطرحٍ، إذا نأتْ به و رمت به. قال:
أَلِمَّا بميٍّ قبل أن تطرَح النَّوي بنا مَطْرَحاً أو قبل بينٍ يُزِيلُها
و يقال فحل مِطْرَحٌ: بعيدُ موقع الماءِ في الرَّحِم. و من الباب: نخلةٌ طروحٌ:
طويلة العَراجين. و سَنامٌ إطريحٌ: طويل. و قوسٌ طَروح: شديدة الحفْزِ للسّهم.
و القياس في كلِّه واحد.

طرد

الطاء و الراء و الدال أصلٌ واحد صحيح يدلُّ علي إبعاد.
يقال طردتُه طرداً. و أَطرَدَه السُّلطان و طَرّدَه، إذا أخرجه عن بلده. و الطَّرْد:
معالجة أخْذ الصّيد. و الطرِيدة: الصَّيد. و مُطارَدَة الأقرانِ: حملُ بعضِهم علي بعض؛ و قيل ذلك لأنّ هذا يَطرُد ذاك. و المِطْرَد: رمح صغير. و يقال لمَحجّة الطَّريق مَطْرَدَة «3». و يقال: اطّرد الشّي‌ءُ اطراداً، إذا تابَعَ بعضُه بعضاً. و إنّما قيل ذلك تشبيهاً، كأنّ الأوّل يطرُد الثّاني. و منه قولُه:
______________________________
(1) شاهده ما أنشده في إصلاح المنطق 45 و اللسان (طرث):
أرض عن الخير و السلطان نائية و الأطيبان بها الطرثوث و الصرب
(2) شاهده قول الأعشي في ديوانه 161 و اللسان (طرح):
يبتني المجد و يحتاز النهي و تري ناره من ناء طرح
و في اللسان:
تبتني الحمد و تسمو للعلا و نري نارك من ناء طرح
(3) ذكرت في القاموس، بفتح الميم و كسرها، و لم تذكر في اللسان. و قد ضبطت في المجمل بفتح الميم كما أثبت.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 456
أتعرِف رسماً كاطِّراد المذاهبِ لعمرةَ وحشاً غيرَ موقفِ راكبِ «1»
و مُطَّرَدُ النَّسيم: الأنْف. أنشدَنا علي بن إبراهيم القَطَّان، عن ثعلبٍ عن ابن الأعرابيّ:
و كأنّ مُطّرَدَ النَّسيم إذا جري بعد [الكلالِ خليَّتا زُنبورِ «2»
و اطرَدَ] الأمر: استقام. و كلُّ شي‌ءٍ امتدّ فهذا قياسُه. يقال طرِّدْ سَوْطَكَ:
مدِّدْه. و الطًّريد: الذي يُولَد بعد أخيه، فالثّاني طريدُ الأوّل. و هذا تشبيه، كأنّه طردَه و تَبِعه «3»، و طريدٌ بمعني طارِد.

باب الطاء و الزاء و ما يثلثهما

هذا بابٌ يضيق الكلام فيه. علي أنهم يقولون الطَّزِع؛ الرّجُل لا غَيْرة له.
و اللّٰه أعلم.

باب الطاء و السين و ما يثلثهما

طست

الطاء و السين و التاء ليس بشي‌ء، إلّا الطَّسْت، و هي معروفة.
______________________________
(1) لقيس بن الخطيم في ديوانه 10 و اللسان (طرب). و قصيدة البيت في جمهرة أشعار العرب 123- 125 في القصائد المذهبات.
(2) التكملة إلي هنا من المجمل و اللسان (طرد). و بقية التكملة من اللسان (طرد 257).
و قد ضبط «مطرد» في اللسان بكسر الراء، و هو خطأ، و إنما هو مكان اطراد النسيم، و هو الأتف. و الضمير في «جري» للفرس.
(3) في الأصل: «كأنه طرده ربيعه».
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 457‌

طسا

الطاء و السين و الهمزة كلمةٌ واحدة. يقولون: طَسِئَتْ نفسي فهي طَسِئة.

طسل

الطاء* و السين و اللام فيه كلمات، و لعلّها أن تكون صحيحة غير أنّها لا قِياس لها. يقولون: الطَّسْل: اضطراب السَّراب. و الطَّيْسَل: الكثير، يقال ماءٌ طَيْسَل. و يقولون: الطَّيْسل: الغُبار.

طسم

الطاء و السين و الميم كلمةٌ واحدة. يقال: طسَمَ، مثل طمَسَ.
و طَسْم: قبيلةٌ من عاد.

باب ما جاء من كلام العرب علي أكثر من ثلاثة أحرف أوّله طاء

من ذلك (الطَّلَنْفح)، و هو السَّمين. و هذا إنّما هو تهويلٌ و تقبيح، و الزائد فيه اللام و النون. و هو من طفح، إذا امتلأ. و منه السَّكران الطَّافح، و قد مرّ.
و من ذلك (الطُّحْلب «1»)، معروف. و الباء فيه زائدة، و إنّما هو من طَحَل، و هو من اللَّون. و قد ذكرناه.
و من ذلك (طَحْمَر)، إذا وثَب، و الحاء زائدة، و إنّما هو طمر.
و من ذلك (طَرْمَحَ) البناء: أطاله. و منه اسم الطِّرِمّاح. و الأصل فيه الطَّرَح، و هو البعيد و الطَّويل، و قد فسرناه.
و من ذلك (طَرْفَشَت) عينُه: أظلَمَتْ. و الشين زائدة، و أصله من طُرِفَت:
أصابها طَرَفُ شي‌ءٍ فاغرورقَت، و عند ذلك تُظْلِمُ. و قد مرَّ.
______________________________
(1) بضم الطاء مع ضم اللام و فتحها و يقال أيضا، كزبرج، و هو الخضرة تعلو الماء المزمن.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 458
و من ذلك (الطلخف «1»): الشديد. و اللام زائدة، و هو من الطَّخف، و هو الشِّدّة «2».
و من ذلك (الطُّلْخُوم)، و هو الماءُ الآجِن «3». و الميم زائدة، و إنّما هو من الطَّلْخ، و قد ذكرناه.
و من ذلك الشَّباب (المُطْرَهِمّ «4»). و هذا مما زيدت فيه الراء، و أصله مُطَهَّمٌ، و قد مضي.
و من ذلك قولهم: ما في السماء (طحْربَة «5»)، أي سحابة، و الباء زائدة، كأنّه شي‌ء يَطحَر المطرَ طحْراً، أي يدفعُه و يرمِي به.
و من ذلك الرَّغيف (الطَّملَّس): الجافّ. و هي منحوتة من كلمتين: طَلَس و طَمَس، و كلاهما يدلُّ علي ملاسةٍ في الشي‌ء.
*** و مما وُضع وضعا و لا يكاد يكون له قياس: (الطَّفَنَّش): الواسع صُدورِ القدمَين.
و (طَرسَم) الرّجُل: أطرق.
و (الطرْفِسانُ): الرَّملة العظيمة.
______________________________
(1) يقال بكسر الطاء مع فتح اللام خفيفة أو مشددة، و يقال بفتح الطاء و اللام أيضا.
(2) لم يذكر ابن فارس و لا غيره من أصحاب المعجمات هذا المعني في مادة (طخف)
(3) و الطلخوم أيضا: العظيم الخلق.
(4) قال ابن أحمر:
أرجي شبابا مطرهما و صحة و كيف رجاء المرء ما ليس لاقيا
(5) يقال بفتح الطاء و الراء، و كسرهما و ضمهما.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 459
و (الطثْرَج) فيما يقال: النَّمْل «1». قال:
أَثْرٌ كآثارِ فِراخ الطَّثْرَجِ «2»
و (طَلْسَم) الرجُلُ: كرَّه وجهَه.
و يقولون: (الطِّلْخام): الفِيل «3».
و (اطْرَخَمَّ): تعظَّمَ.
و يقولون: (الطُّمْرُوس): الكذّاب. و (الطُّرْموس) خُبز المَلَّة، و (الطِّرْمِساء): الظلمة. و يجوز أن تكون هذه الكلمة مما زيدت فيه الرّاء، كأنّها من طَمَس.
و يقولون: (طَرْبَلَ) الرّجُل: إذا مدَّ ذُيولَه.
و كلُّ الذي ذكرناه مما لا قياس له، و كأنَّ النّفس شاكّة في صحّته «4»، و إن كنّا سمعناه. و اللّٰه أعلم بالصواب.
تم كتاب الطاء
______________________________
(1) في الأصل: «فيما يقال له الرمل»، صوابه من المجمل و اللسان.
(2) لمنظور بن مرثد الأسدي. و كلمة «فراخ» من المجمل و اللسان. و قبله في اللسان:
و البيض في متونها كالمدرج
(3) قيده في اللسان بأنه الفيل الأنثي. و كذا في القاموس.
(4) في الأصل: «و كأن النفس شاكلة في صحته».
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 461‌

كتاب الظاء

باب الظاء و ما معها في المضاعف و المطابق «1»

ظل

الظاء و اللام أصلٌ واحد، يدلُّ علي ستر شي‌ءٍ لشي‌ء، و هو الذي يُسمَّي الظّلّ. و [كلمات] البابِ عائدةٌ إليه. فالظِّلّ: ظِلّ الإنسان و غيرِه، و يكونُ بالغداة و العَشيّ، و الفي‌ءُ لا يكون إلا بالعشيّ. و تقول: أظَّلْتني الشّجرة.
و ظِلٌّ ظليل: [دائم «2»]. و اللَّيل ظِلٌّ «3». قال:
قد أَعْسِفُ النّازحَ المجهولَ مَعْسِفُه في ظل أخضَرَ يدعو هامَهُ البومُ «4»
يريد في سترِ ليل أخضر. و أظَلَّكَ فلانٌ، كأنّه و قاك بظلِّه، و هو عزُّه و مَنْعَتُه.
و المِظَلّةُ معروفة. و أظَلَّ يومُنا: دام ظِلُّه. و يقال إنَّ الظُّلَّة: أوّل سحابةٍ تُظِلّ.
و الظُّلَّة: كهيئة الصُّفَّةِ. قال اللّٰه تعالي: وَ إِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ.
و من الباب قولهم: ظلَّ يفعل كذا، و ذلك إذا فعله نهاراً. و إنما قلنا إنّه من الباب لأنّ ذلك شي‌ءٌ يخصّ به النهار، و ذلك أن الشي يكون له ظلٌّ نهاراً، و لا يقال ظلَّ يفعلُ كذا ليلًا؛ لأنّ الليلَ نفسه ظِلّ.
و من الباب، و قياسُه صحيح: الأَظَلّ، و هو باطنُ خُفِّ البعير. و يجوز أن يكون كذا لأنّه يستُر ما تحتَه، أو لأنّه مُغَطَّي بما فوقه. قال:
______________________________
(1) بدله في الأصل: «باب الظاء و اللام و ما يثلثهما»، و هي عبارة ناسخ غافل، أثبت مألوف عبارته في مثل هذا.
(2) في المجمل: «و الظل الظليل: الدائم» و به اسنأنست في إثبات هذه الكلمة.
(3) في الأصل: «و الظل ظل»، صوابه في المجمل. و في اللسان: «و سواد الليل كله ظل» و انظر ما سيأتي في س 13.
(4) لذي الرمة، كما سبق في حواشي (يوم).
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 462
في نَكِيبٍ مَعِرٍ دامِي الأظَلّ «1»
فأمّا قول الآخر «2»:
تشكو الوجَي من أَظْلَلٍ* وَ أَظلَلِ
فهو الأظلّ، لكنه أظهر التَّضعيفَ ضرورة.

ظن

الظاء و النون أُصَيْل صحيحٌ يدلُّ علي معنيينِ مختلفين:
يقين و شكّ.
فأمَّا اليقين فقولُ القائل: ظننت ظنا، أي أيقنت. قال اللّٰه تعالي: قٰالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلٰاقُوا اللّٰهِ أراد، و اللّٰه أعلم، يوقنون. و العربُ تقول «3» ذلك و تعرفه. قال شاعرهم «4»:
فقلت لهم ظُنُّوا بألَفْي مُدَجَّجٍ سراتُهم في الفارسيِّ المُسَرَّدِ «5»
أراد: أَيقِنُوا. و هو في القرآن كثير.
و من هذا الباب مَظِنَّة الشي‌ء، و هو مَعْلَمه و مكانُه. و يقولون: هو مَظِنَّةٌ لكذا. قال النابغة:
______________________________
(1) للبيد في ديوانه 11. و صوابه روايته: «بنكيب»، كما في اللسان و الديوان. و صدره:
و تصك المرو لما هجرت
(2) هو العجاج. ديوانه 47 و اللسان (ظلل).
(3) في الأصل: «يقولون».
(4) هو دريد بن الصمة. الأصمعيات 32 ليبسك و اللسان (ظنن).
(5) البيت و ما قبله، كما في الأصمعيات:
و قلت لعارض و أصحاب عارض و رهط بني السوداء و القوم شهدي
علانية: ظنوا بألفي مدجج سراتهم في الفارسي المسرد
و هما كما في الحماسة (1: 336):
نصحت لعارض و أصحاب عارض و رهط بني السوداء و القوم شهدي
فقلت لهم ظنوا بألفي مدجج سراتهم في الفارسي المسرد
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 463
فإنَّ مَظِنَّة الجهلِ الشَّبابُ «1»
و الأصل الآخر: الشّكّ، يقال ظننت الشي‌ءَ، إذا لم تتيقّنْه. و من ذلك الظِّنَّة:
التُّهْمَةَ. و الظَّنِين: المُتّهم. و يقال اظَّنَّنِي «2» فُلانٌ. قال الشَّاعر:
و لا كُلُّ مَن يَظَّنُّنِي أنا مُعْتِبٌ و لا كلُّ ما يُرْوَي عليَّ أقُول «3»
و ربَّما جُعلت طاء، لأنّ الظّاء أُدغمت في تاء الافتعال. و الظَّنُون: السَّيِّئُ الظنّ. و التَّظنِّي: إعمال الظَّنّ. و أصل التظَنِّي التظنُّن. و يقولون: سُؤْت به ظنًّا و أسأْت به الظّنّ، يدخلون الألف إذا جاءوا بالألف و اللام. و الظَّنُون: البِئر لا يُدرَي أ فيها ماءٌ أمْ لا. قال:
ما جُعِل الجُدُّ الظَّنُونُ الذي جُنِّب صَوبَ اللّجِبِ الماطرِ «4»
و الدَّيْن الظَّنُون: الذي لا يُدري أيقضي أم لا. و الباب كلُّه واحد.

[ظب

الظاء و الباء] ما يصحُّ منه إِلّا كلمةٌ واحدة. يقال ما به ظَبْظَابٌ، أي ما به قَلَبَة. قال ابن السكِّيت: ما به ظبظابٌ «5»، أي ما به عيبٌ و لا وجَع. قال الراجز:
بُنَيَّتي ليس بها ظبظابٌ «6»
______________________________
(1) البيت أول بيت في مقطوعة له بالديوان 14. و كذا أنشده في اللسان (ظنن). و صدره:
فإن يك عامر قد قال جهلا
(2) اظن، بوزن افتعل، أصلها اظتن، قلبت التاء ظاء معجمة ثم أدغمت في نظيرتها. و مثله «اظلم» في قول القائل:
هو الجواد الذي يعطيك نائله عفواً و يظلم أحيانا، فيظلم
(3) أنشده في اللسان (ظنن) و المخصص (12: 319). و في المجمل:
«و لا كل من يروي …»
(4) البيت للأعشي، كما سبق في (جد 407).
(5) في إصلاح المنطق 426: «ما به وذية و لا ظبظاب».
(6) إصلاح المنطق 426 و اللسان (ظبب).
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 464
و يقولون: الظَّباظِب: صليل أجواف الإِبل «1» من العطش؛ و ليس بشي‌ء، و قيل: هو تصحيف، و هو بالطّاء. فأمّا الذي في الكتاب الذي للخليل: أنّ الظَّابَّ السِّلْف «2» فأراه غلِط علي الخليل. لأنَّ الذي سمعناه الظَّأْب، بالتَّخفيف. و قد ذُكر في بابه.

ظر

الظاء و الراء أصلٌ صحيحٌ واحدٌ يدلُّ علي حَجَرٍ محدَّد الطَّرَف. يقولون: إِنَّ الظُّرَر: حجرٌ محدَّد صُلب، و الجمع ظِرَّانٌ «3». قال:
بِجَسْرةٍ تَنْجُل الظِّرَّانَ ناجيةٍ إذا توقَّدَ في الديمومة الظُرَرُ «4»
و أظرَّ الرَّجُل: مَشَي علي الظرَار. و يقولون: «أَظِرِّي إنِّك ناعلة».
يقولون: امْشِي علي الظُّرَر، فإنّ عليك نَعلين. يُضرَب مثلا لمن يُكلَّف عملًا يقوَي عليه. و يقال المَظَرّةُ: الحجر يُقدح به، و يقال بل هو حجرٌ يُقطع به شي‌ءٌ يكون في حياء النّاقة كالثؤلول. و يقال أرضٌ مَظَرَّةَ: كثيرة الظُّرَر.
و مما شذَّ عن هذا الباب قولهم: اظْرَوْرَي «5»، أي انتفخ. و اللّٰه أعلم.
______________________________
(1) في المجمل فقط: «أجواف البقر».
(2) السلف، بالكسر: واحد السلفين، و هما زوجا الأختين. و في الأصل: «السليف»، محرف.
(3) نظيره في الجموع: جرذ و جرذان، و صرد و صردان.
(4) البيت للبيد في ديوانه 38 طبع 1880 و اللسان (ظرر، نجل).
(5) حق هذه الكلمة أن تكون في (ظرا) المعتل، كما صنع اللسان و القاموس. و مثله، اقلولي» في (قلو)، و «اعروري» في (عري)، و «احلولي» في (حلو).
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 465‌

باب الظاء و العين و ما يثلثهما

ظعن

الظاء و العين و النون أصل واحد صحيح يدلُّ علي الشخوص من مكانٍ إلي مكان. تقول: ظَعَنَ يظعَن ظعْناً و ظَعَناً، إذا شَخَص. قال اللّٰه سبحانه: وَ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعٰامِ بُيُوتاً تَسْتَخِفُّونَهٰا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَ يَوْمَ إِقٰامَتِكُمْ «1». و الظَّعينة، ممّا يقال فيه «2» فقال قوم: هي المرأة، و قال آخَرُون:
الظَّعائن الهوادج، كان فيها نساء أو لم يكن. و هذا أصحُّ القولين؛ لأنّه من أدوات الرَّحيل. و الظَّعُون: البعير الذي يُعَدُّ للظَّعْن. و من الباب الظِّعَان، و هو الحبل الذي يُشَدُّ به القَتَبُ علي البعير. و سمِّي ذلك ظِعاناً «3» لأنّه أحدُ أدوات السَّير و الظّعن. قال:
له عُنقٌ تُلوِي بما وُصِلت به و دَفَّانِ يشتفّان كلَّ ظِعانِ «4»

باب الظاء و الفاء و ما يثلثهما

ظفر

الظاء و الفاء و الراء أصلانِ صحيحان، يدلُّ أحدُهما علي القَهر و الفَوز و الغَلَبَة، و الآخر علي قُوَّةٍ في الشي‌ء. و لعلَّ الأصلينِ يتقاربان في القياس.
______________________________
(1) الآية 80 من سورة النحل. قرأ ابن عامر، و عاصم، و حمزة، و الكسائي، و خلف، بإسكان العين، و الباقون بفتحها. إتحاف فضلاء البشر 285.
(2) في الأصل: «و الظعنة امرأة يقال فيه».
(3) في الأصل: «و سمي بذلك قاما».
(4) البيت لكعب بن زهير في اللسان (شفف)، و هو بدون نسبة في (ظعن). و قد سبق في (دف، شف).
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 466
فالأوّل الظَّفَر، و هو الفَلْج و الفَوْز بالشَّي‌ء. يقال ظَفِر يَظْفَر ظفَراً. و اللّٰه تعالي أَظفَرَه. و قال تعالي: مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ. و رجل مُظَفَّر.
و الأصل الآخَر الظُّفْرُ ظُفْرُ الإنسان «1». و يقال ظَفَّرَ في الشَّي‌ء، إذا جعل ظُفْره* فيه. و رجلٌ أظفَرُ، أي طويل الأظفار، كما يقال أشْعَر أي طويل الشَّعر.
و يقال للمَهِين: هو كَليل الظُّفر. و هذا مَثلٌ. قال طَرفة:
لا كليلٌ دالفٌ من هَرَمٍ أرْهَبُ اللّيلَ و لا كَلُّ الظُّفُرْ «2»
و يقال ظَفَّرَ النَّبتُ تظفيراً، إذا طَلَع. و ذاك أن يَطْلُع منه كالأظفار بقوّة و أمّا قولهم في الجُلَيدة تغشي العَين ظَفَرة، فذلك علي طريق التَّشبيه. و يقال ظُفِرت العينُ، إذا كان بها ظفَرة. قال أبو عُبيدٍ: و هي التي يقال لها ظُفْر.
و من الباب ظُفْر القَوس، و هما الجزءان اللذان يكون فيهما الوتَر في طرفَيْ سِيَتَي القَوس. و ربَّما قالوا الظَّفَرة: ما اطمأنَّ من الأرض و أنبَت «3». و هذا أيضاً تشبيه. و الأظفار: كواكبُ صغار «4»، و هي علي جهة الاستعارة. فأمَّا ظَفَارِ، و هي مدينةٌ باليمن، فممكن [أن تكون] من بعض ما ذكرناه، و النسبة إليها ظَفَارِيٌّ. و اللّٰه أعلم.
______________________________
(1) يقال بضمة و بضمتين، و بالكسر أيضا، و قري‌ء به شاذا.
(2) ديوان طرفة 66 و اللسان (ظفر).
(3) في الأصل: «متن من الأرض نبت»، صوابه من المجمل و اللسان.
(4) يقال لها «أظفار الذئب» كما في الأزمنة و الأمكنة (3: 374). و في الأصل: «الصغار» صوابه في المحمل و اللسان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 467‌

باب الظاء و اللام و ما يثلثهما

ظلع

الظاء و اللام و العين أُصَيْلٌ يدلُّ علي مَيْل في مَشْي «1». يقال دابَّةَ بِهِ ظَلْعٌ، إذا كان يَغمِز فيميل «2». و يقولون: هو ظالع، أي مائلٌ عن الطَّريق القويم. قال النابغة:
أتُوعِدُ عبداً لم يخُنْكَ أمانةً و تَترُكَ عبداً ظالماً و هو ظالعُ «3»

ظلف

الظاء و اللام و الفاء أصل صحيحٌ يدلُّ علي أدني قوّةٍ و شِدّة. من ذلك ظِلْف البَقرة و غيرِها. و رُبَّما استُعِير لِلفرس. قال:
و خيلٍ تَطَأْكُمْ بأظلافها «4»
و إذا رميتَ الصَّيدَ فأصبتَ ظِلفه قلت: قد ظَلَفْتُه، و هو مظلوف. و الظّلف «5» و الظَّليف: كلُّ مكانٍ خَشِن. و قال الأمويّ: أرضٌ ظَلِفَةٌ: غليظة لا يُرَي أثرٌ مَن مشَي فيها، بيِّنة الظَّلَف. و منه أُخذ الظَّلَف في المعيشة.
و قول الناس: هو ظَلِفٌ عن كذا، يراد التشدُّد في الورع و الكَفُّ و هو من هذا القياس.
______________________________
(1) في الأصل: «يدل علي شي‌ء».
(2) في الأصل: «فميل».
(3) ديوان النابغة 55 و المجمل و اللسان (ظلع).
(4) أنشد هذا الشطر في المجمل و اللسان (ظلف). و في كل منهما قبل الإنشاد: «و استعاره عمرو بن معديكرب للأفراس فقال».
(5) ضبط في المجمل بالكسر. و في اللسان و القاموس بفتح الظاء و كسر اللام.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 468
و أمَّا حِنْو القَتَب فسمِّي ظَلِفة لقُوَّته و شدَّته. و يقال أخذ الجزورَ بظَلَفها و ظَلِيفتها، أي كلّها.

ظلم

الظاء و اللام و الميم أصلانِ صحيحان، أحدهما خلافُ الضِّياء و النور، و الآخر وَضْع الشَّي‌ء غيرَ موضعه تعدِّياً.
فالأوّل الظُّلمة، و الجمع ظلمات. و الظَّلام: اسم الظلمة؛ و قد أظلَمَ المكان إظلاماً.
و من هذا الباب ما حكاه الخليل من قولهم: لقيته أوَّلَ ذِي ظُلْمة* «1». قال:
و هو أوّلُ شي‌ءٍ سَدَّ «2» بصرَك في الرُّؤْية، لا يشتقُّ منه فِعل. و من هذا قولهم:
لَقيته أدني ظَلَمٍ «3»، لِلقريب. و يقولونه بألفاظٍ أُخَرَ مركبةٍ من الظاء و اللام و الميم، و أصل ذلك الظَّلمة، كأنَّهم يجعلون الشَّخص ظُلْمةً في التشبيه، و ذلك كتسميتهم الشّخصَ سواداً. فعلي هذا يُحمل الباب، و هو من غريب ما يُحمل عليه كلامُهم.
و الأصل الآخَر ظَلَمه يظلِمُه ظُلْماً. و الأصل وضعُ الشَّي‌ءِ [في] غير موضعه؛ ألا تَراهم يقولون: «مَن أشْبَهَ [أباه] فما ظَلَم»، أي ما وضع الشَّبَه غيرَ موضعه.
قال كعب:
أنا ابنُ الذي لم يُخْزنِي في حياته قديماً و مَن يشبهْ أباه فما ظلمْ «4»
______________________________
(1) و يقال أيضا: «أدني ذي ظلم» بالتحريك أيضا.
(2) في الأصل: «مد»، صوابه في المجمل و اللسان.
(3) في الأصل: «القريب».
(4) سبق إنشاده في (شبي). و الذي في ديوان كعب 65 طبع دار الكتب:
أنا ابن الذي لم يخزني في حياته و لم أخزه حتي تغيب في الرجم
أقول شبيهات بما قال عالما بهن و من يشبه أباه فما ظلم
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 469
و يقال: ظَلَّمت فلانا: نسبتُه إلي الظُّلم. و ظَلَمْت فلاناً فاظَّلم و انظلم «1»، إذا احتمل الظُّلْم. و أُنشد بيت زُهَير:
هو الجوادُ الذي يُعطيك نائلَهُ عَفْواً و يُظلَم أحياناً فَيظَّلِمُ «2»
بالظاء و الطاء. و الأرض المظلومة: التي لم تُحفَر قطُّ ثمّ حفرت؛ و ذلك التُّرابُ ظَليم. قال:
فأصبح في غَبراءَ بعد إِشاحةٍ علي العيش مردودٍ عليها ظليمُها «3»
و إِذا نُحِر البعيرُ من غير عِلّةٍ فقد ظُلِم. و منه قوله:
عادَ الأذِلَّةُ في دارٍ و كان بها هُرْتُ الشَّقاشقِ ظَلَّامون للجُزُرِ «4»
و الظُّلَامة: ما تطلبه من مَظْلِمتَك عند الظَّالم. و يقال: سقانا ظَلِيمةً طيِّبة.
و قد ظَلَم وطْبَه، إذا سَقَي منه قبل أن يروب و يُخرِج زُبَده. و يقال لذلك اللَّبِن ظليمٌ أيضاً. قال:
و قائلةٍ ظلمتُ لكم سِقائي و هل يَخْفَي علي العَكِدِ الظَّليمُ (5)
و اللّٰه أعلم بالصَّواب.
______________________________
(1) في الأصل: «و أظلم»، صوابه في اللسان.
(2) ديوان زهير 152 و اللسان (ظلم).
(3) يعني حفرة القبر يرد عليها ترابها بعد الدفن. و البيت في اللسان (ظلم).
(4) البيت لابن مقبل في اللسان (دور، ظلم). و دار: اسم موضع.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 470‌

باب الظاء و الميم و ما يثلثهما

ظما

الظاء و الميم و الحرف المعتل و المهموز أصلٌ واحد يدلُّ علي ذبولٍ و قلّة ماءٍ. من ذلك: الظَّمَا، غير مهموز: قلّة دم اللِّثة. يقال امرأةٌ ظمياء اللَثاث. و عينٌ ظمياء: رقيقة الجَفن. ثم يحمل عليه فيقال ساقٌ ظمياء:
قليلة اللحم.
و من المهموز: الظَّمَأ، و هو العطش، تقول: ظمنت أظمأ ظمَا. فأما الظِّمْ‌ء فما بين الشَّربتين. و القياس في ذلك كلِّه واحد. و يقولون: رمحٌ أظْمَي: أسمر رقيق. و إنما صار كذلك لذهاب مائه.

باب الظاء و النون و ما يثلثهما

ظنب

الظاء و النون و الباء كلمة صحيحة، و هو العظم اليابس من ساقٍ و غيره، ثم يتمثَّل به فيقال للجادِّ في الأمر: قد قرع ظنبوبَه. و قولُ سلامةَ بنِ جندل:
كُنّا إذا ما أتانا صارخٌ فزع كان الصُّراخُ له قَرعَ الظَّنابيبِ «1»
فقال قوم: تقرع ظنابيب الخيل بالسِّياط ركضاً إلي العدوِّ. و قال قوم:
الظُّنبوب: مسمار جُبّة السِّنان، أي إنَّا نركِّب الأسنّة.
______________________________
(1) ديوان سلامة بن جندل 11، و المفضليات (1: 122)، و اللسان (ظنب، فزع).
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 471‌

باب الظاء و الهاء و ما يثلثهما

ظهر

الظاء و الهاء و الراء أصلٌ صحيح واحدٌ يدلُّ علي قوّة و بروز.
من ذلك ظَهَر الشي‌ءُ يظهر ظهوراً فهو ظاهر، إِذا انكشف و برز. و لذلك سمِّي وقت الظُّهر و الظَّهيرة، و هو أظهر أوقات النّهار و أضوؤُها. و الأصل فيه كلّه ظهر الإنسان، و هو خلافُ بطنه، و هو يجمع البُروزَ و القوّة. و يقال للرِّكاب الظَّهر، لأنَّ الذي يَحمِل منها الشي‌ءَ ظهورُها. و يقال رجل مظهَّر، أي شديد الظَّهْر. و رجلٌ ظَهِر «1»: يشتكي ظهره.
و من الباب: أظهرْنا، إذا سرنا في وقت الظُّهْر. و منه: ظهرتُ علي كذا، إذا اطَّلعتَ عليه. و الظَّهِير: البعير القويّ. و الظَّهير: المُعِين، كأنه أسندَ ظَهْرَه إلي ظهرك. و الظُّهور: الغَلبة. قال اللّٰه تعالي: فَأَصْبَحُوا ظٰاهِرِينَ. و الظَّاهرة:
العين الجاحظة. و الظِّهار: قولُ الرَّجل لامرأته: أنتِ عَلَيَّ كظهر أُمِّي. و هي كلمةٌ كانوا يقولونها، يريدون بها الفراق. و إِنّما اختصُّوا الظَّهْر لمكان الرُّكوب، و إلّا فسائر أعضائها في التَّحريم كالظَّهر. و الظُّهار من الرِّيش: ما يظهر منه في الجَناح. و الظِّهريُّ: كلُّ شي‌ءٍ تجعله بظَهْرٍ، أي تنساه، كأنَّك قد جعلتَه خلف ظهرك، إعراضاً عنه و تركاً له. قال اللّٰه سبحانه: وَ اتَّخَذْتُمُوهُ وَرٰاءَكُمْ ظِهْرِيًّا.
و قد جعل فلانٌ حاجتي بظهرٍ، إذا لم يُقْبِل عليها، بل جعلها وراءه. و قال الفرزدق:
______________________________
(1) في اللسان و القاموس: «ظهير»، و الصواب ما أثبت من الأصل مطابقاً ما ورد في مجالس ثعلب 218 س 2 و صحاح الجوهري (ظهر).
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 472
تميمَ بنَ بدر لا تكوننَّ حاجتي بِظهرٍ فلا يَخْفي عليك جوابُها «1»
و من الباب: هذا أمرٌ ظاهر عنك عارُه، أي زائل، كأنَّه إذا زال فقد صار وراء ظهرك. و قال أبو ذؤيب:
و عَيَّرها الواشون أنِّي أحبُّها و تلك شَكاةٌ ظاهرٌ عنك عارُها «2»
و يقولون: إنَّ الظّهَرَة «3»: متاع البيت. و أحسب هذه مستعارة من الظَّهر أيضاً؛ لأنّ الإنسان يستظهِر بها، أي يتقوَّي و يستعين علي ما نابَه. و الظَّاهرة:
أن ترِدَ الإبلُ كلَّ يومٍ نصفَ النَّهار. و يقولون: سلكْنا الظَّهْر: يريدون طريقَ البَرِّ، و ذلك لظهوره و بروزه. و يقولون: جاء فلانٌ في ظَهْرَته و ناهضتِه، أي قومه. و إنّما سُمُّوا ظَهْرَةً لأنّه يتقوَّي بهم. و قريشُ الظّواهِر سُمُّوا بذلك لأنّهم ينزلون ظاهرَ مكة. قال:
قُريشِ البطاحِ لا قريشِ الظَّواهرِ «4»
و أقران الظَّهْر: الذين يجيئون من ورائك.
و حكي ابن دريد «5»: «تظاهر القوم، إذا تدابروا، و كأنّه من الأضداد».
______________________________
(1) في اللسان (ظهر):
«فلا يعيا علي جوابها»
. و في الأغاني (19: 36):
«فلا يخفي علي …»
. و في ديوان الفرزدق 95:
تميم بن زيد لا تهونن حاجتي لديك و لا يعيا علي جوابها
(2) ديوان أبي ذؤيب 31 و اللسان (ظهر).
(3) الظهر، بالتحريك. و في الأصل: «الظهيرة» صوابه في المجمل و القاموس و اللسان.
(4) لأبي خالد ذكوان، مولي مالك الدار. انظر معجم البلدان (2: 213) حيث أنشد له:
فلو شهدتني من قريش عصابة قريش البطاح لا قريش الظواهر
و لكنهم غابوا و أصبحت شاهدا فقبحت من مولي حفاظ و ناصر
و قد سبق إنشاد البيت في (بطح).
(5) في الجمهرة (20: 379).
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 473
و هذا المعني الذي ذكره ابن دريد صحيح؛ لأنّه أراد أنَّ كلّ واحدٍ منهما أدبَرَ عن صاحبه، و جعل ظهرَه إليه. و اللّٰه أعلم.

باب الظاء و الهمزة و ما يثلثهما

ظأر

الظاء و الهمزة و الراء أصلٌ صحيح واحدٌ يدلُّ علي العطف و الدنوُّ. من ذلك الظِّئر. و إنّما* سمِّيت بذلك لعَطْفها علي من تُربِّيه. و أظَّأَرت لولدي ظِئْرا، كما مرَّ في اظَّلم بالظَّاء. و الظَّؤُور من النُّوق: التي تعطف علي البَوّ.
و ظأَرَني فلانٌ علي كذا، أي عطفَني. و الظُّؤَار تُوصَف به الأثافيّ، كأنّها متعطِّفة علي الرَّماد «1». و الظِّئار: أن تُعالَج النَّاقة بالغِمامةِ في أنفها لكي تَظْأر. و قولهم:
«الطَّعْن يَظْأَر «2»»، أي يَعطِف علي الصُّلح. و يقال ظِئر و ظُؤَار، و هو من الْجمع الذي جاء علي فُعال، و هو نادر.

ظأب

الظاء و الهمزة و الباء كلمتان متباينتان: إحداهما الظَّأب، و هو سِلْف الرّجُل. و الأخري الكلام و الجَلَبة «3». قال:
يَصُوعُ عُنوقَها أَحوَي زنيمٌ له ظَأْبٌ كما صَخِبَ الغَريمُ «4»

ظأم

الظاء و الهمزة و الميم من الكلام و الجَلَبة، و هو إبدال.
فالظَّأْم و الظأب بمعنيً. و اللّٰه أعلم.
______________________________
(1) من شواهده قوله:
سفعا فلؤاوا حول أورق جاثم لعب الرياح بتربه أحوالا
(2) و يروي أيضا: «الطعن يظئره». و يقال ظأره و أظأره.
(3) زاد في المجمل: «و لا أدري أ مهموز هو أم لا».
(4) البيت للمعلي بن جمال العبدي، كما في اللسان (صوع، ظأب). و يروي لأوس بن حجر انظر ديوانه 25.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 474‌

باب الظاء و الباء و ما يثلثهما

ظبي

الظاء و الباء و الحرف المعتل كلمتان، إحداهما الظّبْي، و الأخري ظُبَةُ السيف. و ما لواحدةٍ منهما قياس. فالظَّبْي: واحدُ الظِّباء، معروف، و الأنثي ظَبية، و قد يُجمع علي ظُبِيٍّ. و إذا قَلَّتْ فهي أظْبٍ. و [أمّا ما] جاء
في الحديث:
«إذا أتيتَهُم فاربِضْ في دارهم ظَبْياً»
، فإنّه يقول: كن آمِناً فيهم كأنّك ظَبْيٌ آمن في كِناسِه لا يري أنيساً. و يقولون: به داءُ ظبْيٍ. قالوا: معناه أنّه لا داءَ به، كما لا داءَ بالظبْي. قال:
لا تَجهَمينا أمَّ عمرٍو فإنَّنا بنا داءُ ظبيٍ لم تَخُنْه قوائمُه «1»
و الظَّبْيَة علي معني الاستعارة: جَهَاز المرأة، و حياءُ النّاقة. و الظَّبْية: جِرَاب صغير عليه شَعر. و كلُّ ذلك تشبيه.
و أمّا الأصل الآخَر فالظُّبَة: حَدُّ السّيف، و لا يُدري ما قياسُها، و تجمع علي ظُبِين و ظُباتٍ. قال قومٌ: هو من ذوات الواو، و هو من قولنا ظَبَوْت. و هذا شي‌ءٌ لا تدُلُّ عليه حُجّة. و قال في جمعِ ظبةٍ ظبِين:
يري الرَّاءُون بالشَّفَرات منها كَنارِ أبي حُباحِبَ و الظُّبينا «2»

باب الظاءِ و الراء و ما يثلثهما

ظرف

الظاء و الراء و الفاء كلمةٌ كأنها صحيحة. يقولون: هذا وعاء الشي‌ء و ظَرْفُه، ثمَّ يسمُّون البراعةَ ظَرْفاً، و ذكاءَ القَلْبِ كذلك. و معني ذلك أنّه
______________________________
(1) لعمرو بن الفضفاض الجهني، كما سبق في حواشي (3: 490).
(2) للكميت، كما في اللسان (ظبا) برواية: بالشفرات منا* وقود».
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 475
وعاءٌ لذلك. و هو ظريفٌ. و قد أظْرَف الرّجُل، إذا ولَد بنين ظُرَفاء و ما أحسب شيئاً من ذلك من كلام العرب‌

ظرب

الظاء و الراء و الباء أصلٌ صحيح يدلُّ علي شي‌ءٍ نابتٍ أو غير نابت مع حِدَّةٍ. من ذلك الظِّراب، و هو جمع ظَرِب، و هو النّابت من الحجارة مع حدَّة في طرَفه. و يقال [إنّ الأظراب: أسناخُ الأسنان. و يقال: بل «1»] هي الأربعة خلف النّواجذ. و أمّا ابن دريد «2» فزعم أنّ الأظراب في اللّجام: العُقَد التي في أطراف الحديدة. و أنشد:
بادٍ نواجذُه علي الأظرابِ «3»
و يقال: إنَّ الظُّرُبَّ: القصير اللَّحيم، و هذا علي التَّشبيه. قال:
لا تَعْدِليني بظُرُبٍّ جَعْدِ «4»
و الظَّرِبانُ: دُويْبَّة «5»
______________________________
(1) التكملة من المجمل.
(2) في الجمهرة (1: 263).
(3) للبيد بن ربيعة في ديوانه 145. و نسب أيضا إلي عامر بن الطفيل خطأ في اللسان (ظرب).
و صدره:
و مقطع حلق الرحالة سابح
(4) قبله في اللسان (ظرب):
يا أم عبد اللّه أم العبد يا أحسن الناس مناط عقد
و بعده في (عدد):
كز القصيري مقرف المعد
(5) جاءت هذه العبارة بعد كلمة «شيئا» في الباب التالي، و بهذه الصورة: «و الظربان دويبة، من باب الظاء و الراء و الباء».
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 476‌

باب ما جاءَ من كلام العرب علي أكثر من ثلاثة أحرف أوله ظاء

لم نجد إلي وقتنا شيئا «1».
تم كتاب الظاء، و اللّٰه أعلم بالصواب
تم الجزء الثالث من مقاييس اللغة بتقسيم محققه و يليه الجزء الرابع، و أوله «كتاب العين»
______________________________
(1) أورد من هذا الباب في المجمل: «الظيان: ياسمين البر».
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 477‌

مراجع التحقيق و الضبط

يضاف إلي المراجع المثبتة في نهاية الجز أين السابقين:
إصلاح المنطق، لابن السكيت. طبع دار المعارف 1368 القاهرة.
الأصمعيات، للأصمعي. طبع دار المعارف 1367 القاهرة.
الألفاظ الفارسية لأدي شير. طبع الكاثوليكية 1908 م بيروت.
أوضح المسالك، لابن هشام. طبع التجارية 1354 القاهرة.
أيمان العرب، للنجيرمي. طبع السلفية 1343 القاهرة.
بقية أشعار الهذليين. طبع 1884 برلين.
البيان و التبيين، للجاحظ، بتحقيق عبد السلام هارون. طبع لجنة التأليف 1367.
ديوان عروة بن الورد، من مجموع خمسة دواوين. طبع الوهبية 1293 القاهرة.
«كعب بن زهير، رواية السكري. طبع دار الكتب 1368.
شرح الحماسة للمرزوقي. طبع لجنة التأليف 1372 ه.
شرح شواهد الألفية للعيني، بهامش خزانة الأدب للبغدادي. طبع بولاق 1299.
شروح سقط الزند، بتحقيق لجنة إحياء آثار أبي العلاء. طبع دار الكتب.
الفصيح لثعلب. طبع السعادة 1325 القاهرة.
قطر الندي و بل الصدي، لابن هشام. طبع السعادة 1355 القاهرة.
لباب الآداب، لأسامة بن منقذ. طبع الرحمانية 1354 القاهرة.
مجالس ثعلب، بتحقيق عبد السلام هارون. طبع المعارف 1367 القاهرة.
معجم مقائيس اللغة، ج‌3، ص: 478
مجلة المجمع العلمي العربي بدمشق سنة 1347.
مفاتيح العلوم، للخوارزمي. طبع محمد منير 1342 القاهرة.
الموشح، للمرزباني. طبع السلفية 1343 القاهرة.
نقد الشعر، لقدامة. طبع الجوائب 1302 القسطنطينية.
الهاشميات، للكميت. طبع شركة التمدن 1330 القاهرة.

[الجزء الرابع]

اشارة

بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ*

كتاب العينْ

باب العين و ما بعدها في المضاعف و المطابق و الأصم

عف

العين و الفاء أصلان صحيحان: أحدُهما الكفُّ عن القبيح، و الآخر دالٌّ علي قلّة شي‌ء.
فالأول: العِفّة: الكفُّ عمّا لا ينبغي. و رجل عفٌّ و عفيف. و قد عَفَّ يَعِفُّ [عِفّةً] و عَفَافة و عَفَافًا.
و الأصل الثاني: العُفَّة: بقيّة اللّبن في الضَّرع.* و هي أيضاً العُفافة.
قال الأعشي:
لا تَجَافَي عنه النَّهارَ و لا تَعْ جُوهُ إلَّا عُفافٌ أو فُوَاقُ «1»
و يقال: تَعافَّ ناقَتك، أي احلُبْها بعد الحلْبة الأولي و دعْ فصيلَها يتعفّفها، كأنَّما يَرتضع تلك البقيَّة. و عفّفت فلاناً «2»: سقيتُه العفافة. فأمّا قولهم: جاء علي عِفَّانِ ذاك، أي إبّانه، فهو من الإبدال. و الأصل إفّان، و قد مرّ.

عق

العين و القاف أصل واحد يدلُّ [علي الشَّقّ]، و إليه يرجع فروع الباب بلطف نظر. قال الخليل: أصل العقّ الشقّ. قال: و إليه يرجع العُقوق.
______________________________
(1) ديوان الأعشي 141 و اللسان (عفف، عجا، عدا). و رواية الديوان و اللسان:
«و تعادي عنه».
(2) هذه الكلمة لم ترد في المعاجم المتداولة و لا المجمل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 4
قال: و كذلك الشَّعْرَ ينشقّ عنه الجِلد «1». و هذا الذي أصَّلَه الخليل رحمه اللّٰه صحيح.
و بسط الباب بشرحه هو ما ذكره فقال: يقال عقّ الرّجلُ عن ابنه يُعقّ عنه، إذا حلق عقيقته «2»، و ذبح عنه شاةً. قال: و تلك الشاة عقيقة. و
في الحديث:
«كلُّ امرئٍ مرتهَنٌ بعقيقته»
. و العقيقة: الشَّعر الذي يولد به. و كذلك الوَبَر «3».
فإذا سقط عنه مرّةً ذهب عنه ذلك الاسم. قال امرؤ القيس:
يا هندُ لا تَنْكِحي بُوهةً عليه عقيقته أَحْسَبَا «4»
يصفه باللؤْم و الشُّحّ. يقول: كأنَّه لم يُحلق عنه عقيقتُه في صِغَره حتي شاخ و قال زهيرٌ يصف الْحِمار:
أذلك أم أقبُّ البَطْنِ جأبٌ عليه من عقيقته عِفاءُ «5»
قال ابن الأعرابيّ: الشُّعور و الأصواف و الأوبار كلها عقائق و عقِق، واحدتها عِقّة. قال عديّ:
صَخِبُ التَّعشير نَوَّام الضّحي ناسِلٌ عِقَّتُه مثل المَسَدْ
و قال رؤبة:
طيّر عنها اللَّسُّ حَوْلِيَّ العِقَقْ «6»
______________________________
(1) في الأصل: «عند الجلد» تحريف. و في اللسان: «العقيقة: الذي يولد به الطفل؛ لأ يشق الجلد».
(2) في الأصل: «عقيقة»، صوابه في المجمل و اللسان.
(3) في الأصل: «الوتر»، صوابه في اللسان.
(4) ديوان امرئ القيس 154 و اللسان (بوه، عقق، حسب). و قد سبق في (بوه حسب).
(5) ديوان زهير 65.
(6) ديوان رؤبة 105 و اللسان (عقق) مع تحريف فيهما.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 5
و يقال أعقَّتِ النعجةُ، إذا كثر صُوفها، و الاسم العقيقة. و عَقَقْتُ الشّاة:
جززت عقيقتها، و كذلك الإبل. و العَقُّ: الجَزُّ الأوَّل. و يقال: عُقُّوا بَهْمَكم فقد أعَقَّ، أي جُزُّوه فقد آن له أن يُجَزّ. و علي هذا القياس يسمَّي نبْت الأرض الأوّلُ عقيقة. و العُقوق: قطيعة الوالدين و كل ذي رحمٍ مَحْرم. يقال عقَّ أباه فهو يعقُّه عَقًّا و عُقوقاً. قال زُهير:
فأصبحتُما منها علي خيرِ موطنٍ بعيدَينِ فيها من عقوقٍ و مَأثمِ «1»
و في المثل: «ذُقْ عُقَقُ». و
في الحديث أنَّ أبا سفيانَ قال لحمزة رضي اللّٰه عنه و هو مقتول: «ذُقْ عُقَقُ»
يريد يا عاقُّ. و جمعُ عاقٍّ عَقَقة: و يقولون: «العُقُوق ثُكْلُ من لم يَثْكَل»، أي إنَّ مَن عقّه ولدُه فكأنَّه ثَكِلهم و إنْ كانوا أحياءً.
و «هو أعقُّ مِن ضَبّ»؛ لأنَّ الضَّبّ تقتُل ولدَها «2». و المَعَقَّة: العقوق.
قال النابغة:
أحلامُ عادٍ و أجسادٌ مطهَّرة من المَعقَّة و الآفاتِ و الأثَم «3»
و من الباب انعقَّ البرقُ. و عَقّت الرِّيحُ المُزْنة، إذا استدرَّتْها، كأنّها تشقُّها شقَّا. قال الهُذَلي «4»:
______________________________
(1) البيت من معلقته المشهورة.
(2) في الأصل: «ثقل ولدها» تحريف. و في أمثال الميداني (أعق من ضب): قال حمزة:
أرادوا ضبة، فكثر الكلام بها فقالوا ضب. قلت: يجوز أن يكون الضب اسم الجنس كالنعام و الحمام و الجراد. و إذا كان كذلك وقع علي الذكر و الأنثي».
(3) ديوان النابغة 74 و اللسان (عقق). و قد ضبط «الأثم» في اللسان كذا بالتحريك، و لم أخذ سندا غيره لهذا الضبط.
(4) هو المتنخل الهذلي، و قصيدته في القسم الثاني من مجموعة أشعار الهذليين 81 و نسخة الشنقيطي 44 و ديوان الهذليين (2: 1).
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 6
حارَ و عَقَّتْ مُزنَهُ الرّيحُ و ان قارَ به العَرض و لم يُشمَلِ «1»
و عقيقةُ البَرق: ما يبقي في السَّحاب من شُعاعه؛ و به تشبَّه السُّيوف فتسمَّي عقائق. قال عمرو بن كلثوم:
بسُمرٍ من قَنا الخَطِّيِّ لُدْنٍ و بِيضٍ كالعَقائقِ يختلينا «2»
و العَقّاقة: السَّحابة تنعقُّ بالبَرق، أي تنْشقّ. و كان معقِّر بن حمارٍ كُفَّ بصرُه، فسمِع صوتَ رعدٍ فقال لابنته: أيَّ شي‌ء ترين؟ قالت: «أري سَحْماءَ عَقَّاقة، كأنَّها حُوَلاء ناقة، ذاتَ هيدبٍ دانٍ، و سَيْرٍ وان». فقال: «يا بنتاه، وائِلِي بي إلي قَفْلة فإنها لا تنبُت إلّا بمنجاةٍ من السَّيل «3»». و العَقوق: مكانٌ ينعقُّ عن أعلاه النَّبت. و يقال انعَقّ الغُبار، إذا سَطَعَ و ارتفَع. قال العُجّاج:
إذا العَجَاجُ المستطار انعقَّا «4»
و يقال لفِرِنْد السَّيف: عَقيقة. فأمّا الأعِقَّة فيقال إنّها أوديَةٌ في الرِّمال.
و العقيق: وادٍ بالحجاز. قال جرير:
فهيهاتَ هيهاتَ العقيقُ و مَن بهِ و هيهات خِلُّ بالعقيق نواصلُه «5»
و قال في الأعِقَّة:
دعا قومَه لما استُحلَّ حرامُه و من دونهم عَرضُ الأعِقَّة فالرَّملُ
______________________________
(1) أنشده في اللسان (عقق، قور، شمل).
(2) البيت من مطقته المشهورة، و هذه رواية غريبة. انظر روايته في نسختي الزوزني و التبريزي.
(3) الخبر في مجالس ثعلب 347، 665 و اللسان (12: 138/ 14: 79) و صفة السحاب لابن دريد 7 ليدن.
(4) في الديوان 40: «إذا السراب الرقرقان».
(5) ديوان جرير 479 و شرح الحماسة للمرزوقي.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 7
و قد قلنا إنَّ الباب كلَّه يرجع إلي أصلٍ واحدٍ. [و] من الكلام الباقي في العقيقة و الحمل قولُهم: اعَقّتِ الحاملُ تُعِقُّ إعقاقاً؛ و هي عقوق، و ذلك إذا نَبَتت العقيقةُ* في بطنها علي الولد، و الجمع عُقُق. قال:
سِرًّا و قد أوَّنَ تأوينَ العُقُق «1»
و يقال العَقاق الحمْلُ نفسه «2». قال الهذليّ «3»:
أَبَنَّ عَقاقاً ثم يَرمَحْنَ ظَلْمَه إباءً و فيه صولةٌ و ذميلُ
يريد: أظهَرْنَ حملًا. و قال آخر:
جوانِح يَمزَعْنَ مزعَ الظِّبا ءِ لَمْ يَتّرِكْنَ لِبَطْنٍ عَقَاقا «4»
قال ابن الأعرابيّ. العَقَق: الحَمْل أيضاً. قال عدِيّ:
و تركْتُ العيرَ يدمَي نَحْرُه و نَحُوصا سَمْحَجاً فيها عَقَقْ «5»
فأمّا قولهم: «الأبلق العَقوق» فهو مَثَلٌ يقولونه لما لا يُقدَر عليه، قال يونس: الأبلق ذكَر، و العَقوق: الحامل، و الذّكر لا يكون حاملًا، فلذلك يقال: «كلَّفْتَني الأبلقَ العقوق»، و يقولون أيضاً: «هو أشهَرُ من الأبلَق العَقوق» يعنون به الصُّبح؛ لأنّ فيه بياضاً و سواداً. و العَقُوق: الشَّنَق «6». و أنشد:
______________________________
(1) لرؤبة في ديوانه 108. و هو في اللسان (عقق) بدون نسبة.
(2) في المجمل: «و يقال إن العقاق الحمل نفسه. و يكسر أوله».
(3) هو أبو خراش. ديوان الهذليين (2: 117).
(4) أنشده في اللسان (عقق) بدون نسبة.
(5) أنشده في اللسان (عقق) بنسبته المذكورة.
(6) الشنق، بالتحريك: الدية يزاد فيها. و في الأصل: «المنشق» تحريف.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 8
فلو قَبِلوني بالعَقوق أتيتُهمْ بألفٍ أُؤَدِّيه من المال أقرَعا «1»
يقول: لو أتيتُهم بالأبلق العَقوق ما قبِلوني. فأمَّا العَوَاقّ من النَّخل فالرَّوادف، واحدها عاقّ، و تلك فُسْلانٌ تنبُت في العُشْب الخضر، فإذا كَانت في الجِذْع لا تمسّ الأرض فهي الرَّاكبة. و العقيقة: الماء القليل في بطن الوادي.
قال كُثَيّر
إذا خرجَتْ من بيتها راقَ عينَها مُعَوَّذُهُ و أعجبَتْها العَقائقُ «2»
و قياسُ ذلك صحيح؛ لأن الغدير و الماء إذا لاحا فكأنَّ الأرضَ انشقَّت:
يقول: إذا خرجت رأتْ حول نبتها من معوَّذ النّبات و الغُدْرانِ ما يروقُها.
قال الخليل: العَقْعَق: طائرٌ معروفٌ أبلقُ بسوادٍ و بياض، أذْنَبُ «3» يُعَقْعِقُ بصوته، كأنّه ينشق به حلقُه. و يقولون: «هو أحمق من عَقْعَق»، و ذلك أنه يضيِّع ولدَه.
و من الكلام الأوَّل «نَوَي العَقوق»: نَوًي هَشٌّ رِخوٌ لَيِّن المَمْضَغة «4» تأكلُه العجوز أو تلوكه، و تُعلَفُه الإبل. قال الخليل: و هو من كلام أهل البصرة، لا تعرفه البادية.
قال ابن دريد «5» العَقَّةُ: الحُفرة في الأرض إذا كانت عميقة. و هو من العَقِّ، و هو الشَّقُّ. و منه اشتُقُّ العقيق: الوادي المعروف. فأمّا قول الفرزدق:
______________________________
(1) أنشده في اللسان (عقق، قرع).
(2) سبق الكلام علي البيت في (أنق) و في الأصل: «معوذها» تحريف حققته فيما مضي.
(3) الأذنب: الطويل الذنب.
(4) في الأصل: «المضغة»، و إنما يقولون «الممضغة» بمعني المضغ، كما ورد في اللسان (عقق).
(5) الجمهرة (2: 112) و القيد بالعمق لم يذكر في النسخة المطبوعة من الجمهرة.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 9
نصبتُم غداةَ الجَفْرِ بِيضاً كأنَّها عقائق إذْ شمسُ النَّهار استَقَلّتِ «1»
فقال الأصمعيّ: العقائق ما تلوِّحه الشّمس علي الحائط فتراه يلمع مثلَ ريق المرآة. و هذا كلُّه تشبيه. و يجوز أن يكون أراد عقائق البرق. و هو كقول عمرو:
و بيض كالعقائق يَخْتلينا «2»
و أمّا قول ابنِ الأعرابيّ: أعَقّ الماء يُعِقّه إعقاقاً، فليس من الباب؛ لأن هذا مقلوبٌ من أقَّعه، أي أمَرَّه. قال «3»:
بحرُك عذبُ الماءِ ما أعَقَّه «4» ربُّك و المحرومُ من لم يلقَهُ «5»

عك

العين و الكاف أصولٌ صحيحة ثلاثة: أحدها اشتداد الحرّ، و الآخر الحَبْس، و الآخر جِنْسٌ من الضرب.
فالأوّل العَكّة «6»: الحرّ، فورة شديدةٌ في القيظ، و ذلك أشدُّ ما يكون من الحرِّ حين تركُد الرِّيح. و يقال: أكّة بالهمزة. قال الفرّاء: هذه أرض عَكَّةٍ و عُكّة. قال:
ببلدةِ عُكَّةٍ لَزِجٍ نداها «7»
______________________________
(1) البيت مما لم يرو في ديوان الفرزدق.
(2) انظر ما سبق من إنشاد البيت قريبا.
(3) في اللسان (عقق) أنه قول «الجعدي». و أنشده في التاج و اللسان (ملح).
(4) في اللسان: «بحرك بحر الجود».
(5) في اللسان: «من لم يسقه».
(6) العكة، مثلثة العين.
(7) عجزه كما في اللسان:
تضمنت السمائم و الذبابا
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 10
قال ابن دريد «1»: عَكَّ يَومُنا، إذا سكنت رِيحُه و اشتدّ حرُّه. قال ابنُ الأعرابيّ: العُكَّة: شدّة الحرِّ مع لَثقَ و احتباسِ ريح. قال الخليل: العُكَّة أيضاً: رملةٌ حَمِيت عليها الشمس.
قال أبو زيد: العُكَّة: بِلّةٌ تكون بقرب البحر، طَلٌّ و ندًي يُصيب باللَّيل؛ و هذا لا يكون إلّا مع حَرٍّ. و العرب تقول: «إذا طَلَعَتْ العُذرة «2»، فعُكَّة بُكرة «3»، علي أهل البصرة، و ليس بعُمَان بُسْرة، و لا لأكَّارٍ بها بَذْرة «4»». قال اللِّحياني: يَوْمُ عَكُّ أكُّ: شديد الحرّ. و تقول العرب في أسجاعها: «إذا طَلَع السِّماك، ذهبت العِكَاك، و قلَّ علي الماء اللِّكاك». و يوم ذُو عَكيكٍ، أي حارّ. قال طرفة:
تطرُد القُرَّ بحَرٍّ ساخنٍ و عكيكَ القَيظ إنْ جاء بقُرّ «5»
و أمّا الأصل الآخَر فقال الفراء: إبلٌ معكوكة، أي محبوسة. و عُكّ فلانٌ حُبِس. قال رؤبة:
يا ابن الرَّفيع حَسَباً و بُنْكا ماذا تري رأيَ أخٍ قد عُكَّا «6»
______________________________
(1) في الجمهرة (1: 112).
(2) العذرة: خمسة كواكب تحت الشعري العبور.
(3) في اللسان (12: 357): «نكرة» بالنون، ثم لبه علي أن رواية الباء هي الصحيحة)
(4) في اللسان: «برة».
(5) في اللسان (عكك). و ليس في قصيدته التي علي هذا الروي و الوزن من ديوانه 63- 75.
(6) كلمة «بنكا» غير واضحة في الأصل، و إثباتها واضحة من تاج العروس. و بدلها في الديوان «سمكا». و بين البيتين في ديوانه 119:
في الأكرمين سعدنا و بنكا
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 11
و من الباب عككتُه بكذا* أعُكُّه عَكَّا، أي ما طلته. و منه عكَّنِي فلانٌ بالقول، إذا رَدَّدَه عليك حتَّي يتعبَك «1»
و من الباب: العُكَّة للسَّمْن: أصغر من القِربة، و الجمع عُكَك و عِكاك.
و سمِّيت بذلك لأنَّ السَّمْن يُجمع فيها كما يُحبَس الشي‌ء.
و من الباب: العكَوَّك: القصير المُلَزَّز الخلْق، أي القصير. قال:
عكوَّكاً إذا مَشَي دِرْحايهْ «2»
و إنّما سمِّي بذلك تشبيهاً بعُكَّة السَّمْن. و العَكَوَّكانُ، مثل العكَوَّك. قال:
عَكَوَّكان و وَآةٌ نَهْدَه «3»
و من الباب المِعَكُّ من الخيل: الذي يَجرِي قليلًا ثم يحتاج إلي الضَّرب، و هو من الاحتباس.
و أمّا الأصل الثَّالث فقال ابنُ الأعرابيّ: عَكَّه بالسَّوط، أي ضربَه و [يقال] عكّه و صَكَّه. و من الباب عكَّتْه الحُمَّي، أي كسَرتْهُ. قال:
و همٍّ تأخُذُ النُّجَواء منه تَعُكُّ بصالبٍ أو بالمُلَالِ «4»
و ممكنٌ أن يكون من الباب الأوَّل، كأنّها ذُكِرت بذلك لحرِّها. و يقال في باب الضَّرْب: عكَّهُ بالحُجّة، إذا قهره بها. و قد ذكر في الباب أن عُكّة
______________________________
(1) في الأصل: «حتي تبعك»، صوابه في اللسان.
(2) لدلم أبي زغيب العيشمي، كما سبق في حواشي (درح). و في الأصل: «عكوك» صوابه بالنصب كما في اللسان (درح، عكك) و كما سبق.
(3) الوآة: السريعة الشديدة من الدواب. و في الأصل: «و واه»، تحريف.
(4) لشبيب بن البرصاء، كما في اللسان (نجا، نحا). و أنشده في (ملل) بدون نسبة. و نبه في (نجا) أن صواب روايته «النحواء» بالحاء المهملة و هي الرعدة. و يروي: «يعل بصالب».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 12
العِشَار: لونٌ يعلوها من صُهْبَةٍ في وقت أو رُمْكَةٍ في وقت. و أنّ فلاناً قال:
ائتزر فلانٌ إزْرة عَكَّي وَكَّي «1». و كلُّ هذا مما لا معنَي له و لا مُعرَّج عليه.
و قد ذُكر عن الخليل بعضُ ما يقارب هذا: أنَّ العَكَنْكَع «2»: الذَّكَر الخبيثُ من السَّعَالي. و أنشد:
كَأنَّها و هُوْ إذا استَبَّا معا غولٌ تُدَاهِي شَرِساً عَكَنْكَعَا
و هذا قريبٌ في الضَّعْف من الذي قبله. و أري كتابَ الخليل إنَّمَا تطامَنَ قليلًا عند أهل العلم لِمثل هذه الحكايات.

عل

العين و اللام أصول ثلاثة صحيحة: أحدها تكرُّرٌ أو تكرير، و الآخر عائق يعوق، و الثالث ضَعف في الشَّي‌ء.
فالأوّل العَلَل، و هي الشَّرْبة الثانية. و يقال عَلَلٌ بعد نَهَل. و الفعل يَعُلُّون عَلًّا و عَلَلًا «3»، و الإبل نفسها تَعُلّ عَلَلا. قال:
عافَتا الماءَ فلم نُعْطِنْهُما إنّمَا يُعْطِن من يرجو العَلَلْ «4»
و
في الحديث: «إذا عَلَّهُ ففِيه القَود»
، أي إذا كرَّر عليه الضَّرْبَ.
و أصله في المشْرَب. قال الأخطل:
إذا ما نديمي عَلَّنِي ثمَّ عَلَّني ثلاثَ زجاجاتٍ لهنَّ هديرُ «5»
______________________________
(1) في الأصل: «إزاره»، تحريف. يقال إزرة عك وك، و إزرة عكي وكي، و هو أن يسبل طرفي إزاره و يضم سائره.
(2) يقال أيضاً «الكعنكع». و قد ذكرا في باب العين من اللسان و القاموس.
(3) بدله في المجمل: «و هم يعلون إبلهم».
(4) البيت للبيد في ديوانه 13 و اللسان (عطن).
(5) ديوان الأخطل 154 يقوله لعبد الملك. و بعده:
جعلت أجر الذيل مني كأنني عليك أمير المؤمنين أمير
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 13
و يقال أعلَّ القومُ، إذا شربت إبلُهم عَلَلا. قال ابنُ الأعرابيّ: في المثل:
«ما زيارتُك إيّانا إلَّا سَوْمَ عالَّة» أي مثل الإبل التي تَعُلّ. و «عَرَض عليه سَوْم عالّة». و إنّما قيل هذا لأنها إذا كرَّرَ عليها الشُّرْب كان أقلَّ لشُربها الثاني.
و من هذا الباب العُلَالة، و هي بقيّة اللَّبن. و بقيّةُ كلِّ شي‌ء عُلالة، حتي يقالُ لبقيّة جَري الفرس عُلالة. قال:
إلّا عُلالة أو بُدَا هةَ قارحٍ نهدِ الجُزارَه «1»
و هذا كلُّه من القياس الأول؛ لأنَّ تلك البقيَّة يُعاد عليها بالحلب. و لذلك يقولون: عالَلْتُ النّاقة، إذا حَلبتها ثم رفَقت بها ساعةً لتُفِيق، ثم حلبتها، فتلك المُعَالّة و العِلَال. و اسم اللَّبن العُلالة. و يقال إنّ عُلالةَ السِّير أن تظنَّ الناقةَ قد ونت فتضربَها تستحثُّها في السَّير. يقال ناقةٌ كريمة العُلالة. و ربما قالوا للرّجُل يُمدح بالسَّخاء: هو كريم العُلالة، و المعني أنَّه يكرِّر العطاءَ علي باقي حالِه. قال:
فإلَّا تكنْ عُقبَي فإنَّ عُلَالةً علي الجهد من ولد الزّناد هَضومُ
و قال منظور بن مَرثد «2» في تعالِّ النّاقة في السَّير:
و قد تعاللتُ ذَمِيل العَنْسِ بالسَّوط في ديمومةٍ كالتُّرْسِ
و الأصل الآخَر: العائق يعوق. قال الخليل: العِلّة حدَّثٌ يَشغَلُ صاحبَه عن وجهه. و يقال اعتلَّه عن كذا، أي اعتاقه. قال:
______________________________
(1) سبق تخريج البيت في (بده).
(2) في الحيوان (3: 74، 363) أن الرجز لدكين، أو لأبي محمد الفقعسي.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 14
فاعتلّهُ الدّهرُ و للدّهرِ علَلْ
و الأصل الثالث: العِلّةُ: المرض، و صاحبُها مُعتلّ. قال ابنُ الأعرابيّ: عَلّ المريض يَعِلَّ عِلّة فهو عليل «1». و رجل عُلَلَة، أي كثير العِلَل.
و من هذا الباب و هو باب الضَّعف: العَلُّ من الرِّجال: المُسِنّ الذي تَضاءل و صغُر جسمُه. قال المتَنَخِّل:
ليس بعلٍّ كبيرٍ لا حَرَاكَ به لكن أثيلةُ صافي اللَّوْن مقتَبَلُ «2»
قال: و كلُّ مسِنٍّ من الحيوان عَلٌّ. قال ابنُ الأعرابيّ: العَلّ: الضعيف من كِبَر أو مرض. قال الخليل: العَلُّ: القُرَاد الكبير. و لعلّه أن يكون ذهب إلي أنّه الذي أتت عليه مُدّةٌ طويلةٌ فصار كالمُسِنّ. «3»
و بقيت في الباب: اليعاليل، و قد اختلفوا فيها، فقال أبو عَبيد: اليعاليل:
سحائبُ بِيضٌ. و قال أبو عمرو: بئرٌ يعاليلُ صار فيها المطرُ و الماء مرّةً بعد مرة.
قال: و هو من العَلَل. و يَعاليلُ لا واحدَ لها. و هذا الذي قاله الشَّيبانيّ أصحّ؛ لأنّه أقْيَس.
و مما شذَّ عن هذه الأصول إن صحّ قولُها إنّ العُلْعُل: الذّكر من القَنابر.
و العُلْعُل: رأس الرَّهَابة مما يلي الخاصرة. و العُلْعُل: عُضو الرّجُل. و كلُّ هذا كلام
______________________________
(1) في القاموس: «عَلَّ يَعِلّ، و اعتلَّ، و أعلَّه اللّٰه فهو مُعَلّ».
(2) البيت في اللسان (علل 497). و قصيدته في القسم الثاني من مجموعة أشعار الهذليين 97 و نسخة الشنقيطي … و سيأتي في (قبل).
(3) و في اللسان أيضا: «أبو سعيد: و العرب تقول: أنا علان بأرض كذا و كذا، أي جاهل».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 15
و كذلك قولُهم: إنّه لعلّان بركوب الخيل، إذا لم يكُ ماهراً. و يُنشدون في ذلك ما لا يصحُّ و لا يُعوَّل عليه.
و أمّا قولهم: لعلَّ كذا يكون، فهي كلمةٌ تقرُب من الأصل الثالث، الذي يدلُّ علي الضَّعف، و ذلك أنّه خلاف التَّحقيق، يقولون: لعلَّ أخاك يزورنا، ففي ذلك تقريبٌ و إطماعٌ دون التحقيقِ و تأكيدِ القول. و يقولون: علّ في معني لعلّ. و يقولون لعلّني و لَعَلِّي. قال:
و أشرِف بالقُورِ اليَفَاع لعَلَّني أري نارَ ليلي أو يراني بصيرُها «1»
البصير: الكلب.
فأمّا لعلَّ إذا جاءت في كتاب اللّٰه تعالي، فقال قوم: إنَّها تقويةٌ للرَّجاء و الطَّمع. و قال آخرون: معناها كَيْ. و حَمَلها ناسٌ فيما كان من إخبار اللّٰه تعالي، علي التَّحقيق، و اقتضب معناها من الباب الأوَّل الذي ذكرناه في التكرير و الإعادة. و اللّٰه أعلم بما أراد من ذلك.

عم

العين و الميم أصلٌ صحيح واحد يدلُّ علي الطُّول و الكَثرة و العُلُوّ.
قال الخليل: العميم: الطَّويل من النَّبات. يقال نخلةٌ عميمة، و الجمع عُمُّ. و يقولون:
استوي النَّبات علي عُمُمِهِ، أي علي تمامه. و يقال: جارية عميمة، أي: طويلةٌ.
و جسم عَمَمٌ. قال ابن شأس:
و إنَّ عِراراً إنْ يكنْ غير واضح فإنِّي أحبُّ الجَوْنَ ذا المَنكِبِ العَمَم «2»
______________________________
(1) البيت لتوبة بن الحمير من مقطوعة في أمالي القالي (1: 88)، و منها بيتان في الحماسة.
(2: 132) و أنشده في اللسان (بصر).
(2) البيت من مقطوعة لعمرو بن شأس في الحماسة (1: 99). و أنشده في اللسان (عمم).
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 16
قال ابن الأعرابيّ: رجل عَمَمٌ و امرأة عَمَم. و يقال عُشْبٌ عميم، و قد اعتمّ.
قال الهذليّ «1»:
يرتدن ساهرَةً كأنَّ عميمَها و جميمَها أسدافُ ليلٍ مُظلمِ «2»
و قال بعضهم: يقال للنَّخلة الطويلة عَمَّة، و جمعها عَمٌّ. و احتجّ بقول لبيد:
سُحُقٌ يمتِّعُها الصَّفَا وَ سرِيُّهُ عَمُّ نواعمُ بينهن كرومُ «3»
قال أبو عمرو: العميم «4» من النخل فوق الجَبَّار. قال:
فَعُمٌّ لعُمِّكُمُ نافعٌ و طِفْلٌ لطِفلكم يُوهَلُ
أي صغارُها لصغاركم، و كبارُها لكباركم. و قال أبو دُواد «5»:
مَيَّالةٌ رُودٌ خَدَّلَجةٌ كعَميمة البَرديِّ في الرَّفْضِ «6»
العميمة: الطَّويلة. و الرَّفض: الماء القليل.
و من الباب: العمامة، معروفة، و جمعها عِمامات و عمائم. و يقال تعمَّمت بالعِمامة و اعتممت، و عمَّمني غيري. و هو حسن العِمَّة، أي الاعتمام. قال:
تنجو إذا جَعلَتْ تَدْمَي أخِشَّتُها و اعتمّ بالزّبَد الجعدِ الخراطيمُ «7»
______________________________
(1) هو أبو كبير الهذلي. و قصيدته في ديوان الهذليين (2: 111). و أنشده في اللسان (سهر)، و سبق إنشاده في (سهر).
(2) في ديوان الهذليين: «كأن جميعها و عميمها».
(3) ديوان لبيد 193 و اللسان (عمم 321 سرا 102). و في الأصل: «أو سرية» تحريف.
(4) في الأصل: «العمم»، صوابه من اللسان.
(5) في الأصل: «أبو درداء».
(6) الرفض، بالفتح و التحريك. و في الأصل: «الرخص» في هذا الإنشاد و التفسير بعده.
و الصواب ما أثبت.
(7) البيت لذي الرمة في ديوانه 575. و كلمة «تنجو» ساقطة من الأصل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 17
و يقال عُمِّمَ الرجُل: سُوِّد؛ و ذلك أنّ تِيجان القوم العمائم، كما يقال في العجم تُوِّجَ يقال في العرب عُمِّمَ. قال العجاج:
و فيهمُ إذْ عُمِّمَ المعْتَمُّ «1»
أي سُوِّد فأُلبس عمامةَ التَّسويد. و يقال شاة مُعمَّمة، إذا كانت سوداءَ الرَّأس. قال أبو عبيد: فرس مُعَمَّمٌ، للذي انحدَرَ بياضُ ناصيته إلي منْبِتها و ما حولها من الرأْس. و غُرَّةٌ معمَّمة، إذا كانت كذلك. و قال: التعميم في البَلَق:
أن يكون البياضُ في الهامة و لا يكونَ في العُنق. يقال أبلقُ مُعَمَّمٌ.
فأمّا الجماعة التي ذكرناها في أصل الباب، فقال الخليلُ و غيره: العمائم:
الجماعات واحدها عَمُّ. قال أبو عمرو: العمايم بالياء: الجماعات. يقال قوم عمايم.
قال: و لا أعرف لها واحداً. قال العجاج:
سالت لها من حِميرَ العمايمُ «2»
قال ابن الأعرابيّ: العَمّ: الجماعة من النّاس. و أنشد:
يُريح إليه العمُّ حاجةَ واحدٍ فأُبْنا بحاجاتٍ و ليس بذي مال «3»
يريد الحجر الأسود «4»
______________________________
(1) ديوان العجاج 63. و في اللسان (عمم 320): «المعمم» تحريف. و بعده في الديوان:
حزم و عزم حين ضم الضم
(2) البيت مما لم يرو في ديوان العجاج و لا ملحقاته.
(3) يريح، أي يرد و ترجع. و في اللسان (عمم 322): «يريغ» بمعني يطلب.
(4) في اللسان بعد إنشاده: «يقول: الخلق إنما حاجتهم أن يحجوا، ثم إنهم آبوا مع ذلك بحاجات و ذلك معني قوله: فأبنا بحاجات، أي بالحج».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 18
و قال آخر «1»
و العَدْوَ بين المجلسَينِ إذا آدَ العَشِيُّ و تنادي العَمّ «2»
و من الجمع قولهم: عَمَّنا هذا الأمر يَعُمّنا* عموما، إذا أصاب القَوم «3» أجمعين. قال: و العامَّة ضدّ الخاصّة. و من الباب قولهم: إنّ فيه لعُمِّيَّةً، أي كِبْرا.
و إذا كان كذا فهو من العلوّ.
فأمّا النَّضْر فقال: يقال فلانٌ ذو عُمِّيّة، أي إنَّه يعمُّ بنصره أصحابَه لا يخُصّ. قال:
فذادَها و هو مخضرُّ نواجذُه كما يذود أخُو العُمِّيَّة النَّجِدُ
قال الأصمعيّ: هو [من «4»] عميمِهم و صميمهم، و هو الخالص الذي ليس بمُؤتَشَب. و من الباب علي معني التشبيه: عمّم اللّبنُ: أرغَي. و لا يكون ذلك إلّا إذا كان صريحاً ساعةَ يُحلَب. قال لَبيد:
تَكُرُّ أحاليبُ اللّدِيدِ عليهمُ و تُوفَي جفانُ الضَّيف مَحْضاً مُعَمَّما «5»
و مما ليس له قياس إلّا علي التمحُّل عَمَّان: اسم بلد. قال أبو وجزة:
حَنَّت بأبواب عَمّانَ القطاةُ و قد قضي به صحبها الحاجاتِ و الوطرا «6»
______________________________
(1) هو المرقش الأكبر. و قصيدته في المفضليات (2: 37- 41).
(2) قبله في المفضليات و اللسان (عمم):
لا يعبد اللّه التلبب و ال غارات إذ قال الخميس نعم
(3) في الأصل: «القود».
(4) التكملة من اللسان (عمم 323).
(5) ديوان لبيد 43 طبع 1881. و اللديد: جانب الوادي.
(6) في الأصل: «و الموطر».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 19
القطاة: ناقته.

عن

العين و النون أصلان، أحدهما يدلُّ علي ظهورِ الشي‌ء و إعراضه، و الآخر يدلُّ علي الحَبْس.
فالأوّل قول العرب: عَنَّ لنا كذا يَعِنّ عُنُونا، إذا ظهر أمامك. قال:
فَعَنَّ لنا سِربٌ كأنّ نعاجَه عذاري دُوَارٍ في مُلاءِ مُذَيَّلِ «1»
قال ابن الأعرابيّ: العَنان: ما عَنَّ لك من شي‌ء. قال الخليل: عَنان السَّماء:
ما عَنَّ لك منها إذا نظرتَ إليها. فأمّا قولُ الشمّاخ:
طوي ظِمْأها في بَيضة القيظ بعدما جرت في عَنانِ الشِّعريَينِ الأماعزُ «2»
فرواه قوم كذا بالفتح: «عَنان»، و رواه أبو عمرو: «في عِنان الشِّعريَين»، يريد أوّل بارحِ الشّعريَين.
قال أبو عبيدة: و في المثل: «معترضٌ لعَنَن لم يَعْنِه «3»».
و قال الخليل: العَنُون من الدَّوابّ و غيرِها: المتقدّم في السَّيْر. قال:
كأنَّ الرّحْلَ شُدَّ به حَنوفٌ من الجَوْنات هاديةٌ عَنونُ «4»
______________________________
(1) لامرئ القيس في معلقته. و دوار: صنم، يقال بضم الدال و فتحها مع شدها و تخفيفها.
(2) في الأصل:
… «في بيضة القيض» …
تحريف، صوابه في اللسان (بيض). و في الديوان 44:
… «في بيضة الصيف» …
. (3) في اللسان (عنن 163): «مُعْرِض».
(4) البيت للنابغة في اللسان (عنن 176 خذف 408). و الخذوف: الأتان تخذف من سرعتها الحصي، أي ترميه. و في الأصل: «خذروف» تحريف. و يروي أيضاً: «خنوف».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 20
قال الفّراء: العِنان: المُعَانّة، و هي المعارَضة و المعانَدة. و أنشد:
ستَعلم إنْ دارت رحي الحربِ بيننا عِنانَ الشِّمالِ من يكونَنّ أضْرعا
قال ابنُ الأعرابيّ: شارك فلانٌ فلانا شِركةَ عِنان، و هو أن يَعِنَّ لبعضِ ما في يده فيشاركه فيه، أي يعرِض. و أنشد:
ما بدَلٌ من أمِّ عثمانَ سَلْفَعٌ من السُّود و رهاءُ العِنان عَرُوبُ «1»
قال: عَروب، أي فاسدة. من قولهم عَرِبَتْ معدته، أي فسدت. قال أبو عبيدة: المِعَنُّ من الخيل: الذي لا يري شيئاً إلّا عارَضَه. قال: و المِعنُّ: الخطيب الذي يشتدُّ نظرُه و يبتلُّ ريقه و يبعُد صوتُه و لا يُعيْيه فنُّ من الكلام. قال:
مِعَنُّ بخطبَته مِجْهرُ «2»
و من الباب: عُنوان الكتاب؛ لأنه أبرز ما فيه و أظهَرُه. يقال عَنَنت الكتابَ أعُنُّه عَنًّا، و عَنْوَنْتُه، و عنَّنته أعنِّنُه تعنينا. و إذا أَمرت قلتَ عَنِّنْه.
قال ابن السِّكِّيت: يقال لقيته عينَ عُنَّةٍ «3»، أي فجأة، كأنّه عرَضَ لي من غير طلَب. قال طُفيل:
إذا انصرفت من عُنَّةٍ بعد عُنَّةٍ «4»
______________________________
(1) و كذا ورد إنشاده في اللسان (عنن 164) و ذكر بعده قوله: «معني قوله و رهاء العنان أنها تعتن في كل كلام و تعترض». و أنشده في (عرب 81): «فما خلف من أم عمران».
(2) الشعر لطحلاء يمدح معاوية بالجهارة، كما في البيان و التبيين (1: 127) بتحقيقنا.
و صدر البيت:
ركوب المنابر وثابها
(3) كذا ورد ضبطه في الأصل و المجمل.
(4) كذا ضبطه في الأصل، و هو ما يقتضيه الاستشهاد. و قد أنشده صاحب اللسان في (عنن) شاهدا لقوله: «و العنة، بالفتح: العطفة». و عجز البيت كما في اللسان و ديوان طفيل 10:
و جرس علي آثارها كالملوب
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 21
و يقال إنّ الجبلَ الذاهبَ في السّماء يقال [له] عان، و جمعها عَوَانّ.
و أمّا الأصل الآخر، و هو الحبس، فالعُنَّة، و هي الحظيرة، و الجمع عُنَن.
قال أبو زياد: العُنَّة: بناء تبْنيه من حجارة، و الجمع عُنَن. قال الأعشي:
تري اللّحمَ من ذابلٍ قد ذوَي و رَطْبٍ يُرفَّع فوقَ العُنَنْ «1»
يقال: عَنَّنْت البعير: حبسته في العُنَّة. و ربَّما استثقلوا اجتماعَ النُّونات فقلبوا الآخرة ياء، كما يقولون:
تَقضَّيَ البازِي إذا البازِي كَسَرْ «2»
فيقولون عَنَّيْت. قال:
قطعتَ الدّهرَ كالسَّدِم المُعَنَّي تُهدِّر في دِمَشقَ و لا تَريمُ «3»
يراد به المعنّن. قال بعضهم: الفحل ليس بالرِّضا عندهم يعرّض علي ثَيلهِ عُود، فإذا تَنوّخَ النّاقةَ ليطرُقها منعه العُود. و ذلك العُود النِّجَاف. فإذا أرادوا ذلك نحَّوه و جاءوا بفحلٍ أكرمَ منه فأضربوه إيّاها، فسمَّوا الأوّلَ المُعَنَّي. و أنشد:
تَعَنّيتُ للموتِ الذي هو نازِل
يريد: حبست نفسي عن الشّهوات كما صُنِعَ بالمعَنَّي*. و في المثل: «هو كالمُهَدِّر في العُنَّة «4»». قال: و الرواية المشهورة: تَعَنَّنتُ، و هو من العِنِّين الذي لا يأتي النِّساء.
______________________________
(1) ديوان الأعشي 19 و اللسان (عنن 166).
(2) العجاج في ديوانه 17 و اللسان (قضض).
(3) للوليد بن عقبة، كما في اللسان (سدم، عنا). و هو من أبيات يحض فيها معاوية علي قتال علي، رواها صاحب اللسان في (حلم 36- 37).
(4) قال في اللسان (عنن 116): «يضرب مثلا لمن يتهدد و لا ينفذ».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 22
و من الباب: عِنَانُ الفَرَس، لأنّه يَحتبِس، و جمْعه أعِنَّة و عُنُنٌ. الكسائيّ:
أعْنَنْتُ الفَرسَ: جعلتُ له عِناناً. و عنَّنْتُه: حبسته بعِنانه. فأمّا المرأة المعنَّنَة فذلك علي طريقة التشبيه، و إنما هي اللطفة البطن، المهفهفة، التي جُدِلت جَدل العِنان. و أنشد:
و في الحيّ بيضاتُ داريّة دَهَاس معنَّنَة المرتدَي «1»
قال أبو حاتم: عِنان المتن حَبْلاه «2». و هذا أيضاً علي طريقة التشبيه.
قال رؤبة:
إلي عِنانَيْ ضامرٍ لطيفِ «3»
و الأصل في العِنان ما ذكرناه في الحبْس.
و للعرب في العِنان أمثال، يقولون: «ذلّ لي عنانُه»، إذا انقاد. و «هو شديد العِنان»، إذا كان لا ينقاد. و «أرْخِ من عِنانه» أي رفِّهْ عنه.
و «ملأتُ عِنان الفرس»، أي بلغت مجهودَه في الحُضْر. قال:
حرف بعيد من الحادي إذا ملأت شمسُ النهارِ عِنان الأبرَق الصَّخبِ «4»
يريد إذا بلغت الشَّمسُ مجهود الجندب، و هو الأبرق. و يقولون: «هما يجريانِ في عِنانٍ واحد» إذا كانا مستويين في عملٍ أو فضْل. و «جري فلانٌ عِنانا أو عنانين»، أي شوطاً أو شَوطين. قال الطِّرِمّاح:
______________________________
(1) في الأصل: «دهالس»، تحريف. و الدهاس: كل لين جدا من الرمل شبههن بالكثيب اللين.
(2) في الأصل: «جلاه»، صوابه في المجمل و اللسان.
(3) ديوان رؤبة 102 و اللسان (عنن 165).
(4) أنشده في اللسان (عنن).
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 23
سيعلمُ كلهم أنِّي مُسِنٌّ إذا رفعوا عناناً عن عِنانٍ «1»
قال ابن السِّكيت: «فلان طَرِبُ العِنان» يراد به الخفّة و الرَّشاقَة.
و «فلانٌ طويل العِنان»، أي لا يُذَاد «2» عما يريد، لشرفه أو لماله.
قال الحطيئة:
مجدٌ تليدٌ و عِنانٌ طويل «3»
و قال بعضهم: ثنيت علي الفرس عِنانَه، أي ألجمته. و اثْنِ علي فرسك عِنانَه، أي ألجِمْه. قال ابنُ مقبل:
و حاوَطَنِي حتَّي ثنيتُ عِنانَه علي مُدبِرِ العِلْباء ريَّانَ كاهِلُهْ «4»
و أمَّا قولُ الشَّاعر:
ستعلم إن دارت رحَي الحرب بيننا عِنانَ الشّمال من يكونَنَّ أضْرَعا
فإنَّ أبا عبيدة قال: أراد بقوله: عِنان الشِّمال، يعني السَّير الذي يعلَّق به في شِمال الشَّاة، و لقَّبه به. و قال غيره: الدّابّة لا تُعطف إلَّا من شِمالها. فالمعني:
إنْ دارت مدارَها علي جهتها. و قال بعضهم: عِنان الشمال أمر مشئوم كما يقال لها:
زجَرْتُ لها طَير الشِّمال «5»
و يقولون لمن أنجَحَ في حاجته: جاء ثانياً عِنَانَه.
______________________________
(1) ديوان الطرماح 175 و اللسان (عنن). و في شرح الديوان: «المعني سيعلم الشعراء أني قارح».
(2) في الأصل: «لا يراد».
(3) صدره في ديوانه 84:
بلغه صالح سعي الفتي
(4) البيت في اللسان (عنن).
(5) لأبي ذؤيب الهذلي في ديوانه 70 و اللسان (شمل). و البيت بتمامه:
زجرت لها طير الشمال فإن تسكن هواك الذي تهوي يصبك اجتنابها
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 24‌

عب

العين و الباء أصل صحيح واحد يدلُّ علي كثرةٍ و معظمٍ في ماء و غيره. من ذلك العَبُّ، و هو شُرب الماء من غير مصّ. يقال عَبَّ في الإناء يَعُبُّ عَبًّا، إذا شرب شُرباً عنيفاً. و
في الحديث: «اشربوا الماء مصَّا و لا تَعُبُّوه عَبَّا؛ فإنّ الكُبادَ من العَبِّ»
. قال:
إذا يعُبُّ في الطَّوِيِّ هَرهَرا «1»
و يقال عَبَّ الغَرْب يَعُبّ عَبَّا، إذا صوَّتَ عند غَرف الماء. و العُباب في السَّير: السُّرعة «2». قال الفرّاء: العُباب: معظَم السَّيل. و من الباب اليَعبوب:
الفرس الجواد الكثير الجري، و قيل: الطَّويل، و قيل: هو البعيد القَدْر في الجري. و أنشد:
بأجشِّ الصَّوتِ يعبوبٍ إذا طُرِقَ الحيُّ من الغَزو صَهَلْ
و اليعبوب: النَّهر الكثير الماء الشَّديد الجِرية. قال:
تخطُو علي بَرديَّتينِ غذاهما غَدِقٌ بساحة حائرٍ يعبوبِ «3»
و يقولون: إنّ العَبْعَب من الرِّجال: الذي يُعَبْعِب في كلامه و يتكلَّم في حَلْقه.
و يقال ثوبٌ عَبْعَبٌ و عَبعاب، أي واسِعٌ. قال: و العبعاب من الرِّجال:
الطويل. و العَبعَب: كساء من أكسية الصوف ناعم دقيق. و أنشد:
______________________________
(1) في اللسان (هرر) و المخصص: (17: 26):
سلم تري الدالي منه أزورا إذا يعب في السري هرهرا
(2) هذه الكلمة لم ترد في المتداولة، و لم تذكر في المجمل.
(3) البيت لقيس بن الخطيم في ديوانه 6. و روي عجزه في اللسان (2: 63) محرفا. و قد سبق (في 2: 123).
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 25
بُدِّلتِ بعد العُرْيِ و التّذعلُبِ و لُبْسِكِ العَبعبَ بعد العبعبِ
مطارفَ الخَزّ فجرِّي و اسحبي «1»
و مما شذّ عن هذا الباب العُبَب «2»: شجرة تشبه الحَرمل إلّا أنّها أطوَلُ في السَّماء، تخرج خيطانا، و لها سِنَفَة مثل سِنَفَة الحرمل، و ورقها كثيف. قال ابنُ مَيّادة:
كأنَّ بَرديَّةً جاشت بها خُلُجٌ خُضْرُ الشَّرائع في حافاتها العُبَبُ
و ربما قالوا إنّ العُبَّ الكُمُّ «2».
و مما يقارب الباب الأوَّلَ و لا يبعُد عن قياسه، ما حكاه الخليل أن العبعب:
نَعْمة الشَّباب. و العَبعَب من الشُّبان: التامّ.

عت

* العين و التاء أصلان: أحدهما صحيح يدلُّ علي مراجعةِ كلامٍ و خصام، و الآخر شي‌ءٌ قد قيل من صفات الشُّبّان، و لعلّهُ أن يكون صحيحاً.
فالأوَّل ما حكاه الخليل عتّ يُعتّ عتًّا، و ذلك إذا ردَّدَ القولَ مرَّة بعد مرة.
و عَتَتُّ علي فلانٍ قولَه، إذا ردَّدتَ عليه القولَ مرَّةً بعد مرَّة. و منه التَّعتُّت في الكلام، يقال تَعَتَّتَ يتعتَّت تعتُّتا، إذا لم يستمرّ فيه. و أنشد:
خليليَّ عُتَّا لي سُهَيْلة فانظرا أجازعةٌ بعدي كما أنا جازعُ
يقول: رادَّاها الكلامَ. يقال منه عاتَتْه أُعاتُّه معاتّةً. قال أبو عبيد: ما زِلت أُعاتُّ فلاناً و أُصاتُّه، عِتَاتاً و صِتاتاً، و هما الخصومة. و أصل الصَّت الصَّدْم.
______________________________
(1) الرجز في اللسان (عبب).
(2) لم ترد الكلمة في اللسان. و في القاموس أنه «الردن»، و هو أصل الكم
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 26
و أمّا الأصل الذي لَعلّه أن يكون صحيحاً فيقولون: إن العُتْعُت: الشَّابّ.
قال:
لمّا رأته مُودَناً عِظْيَرّا قالت أريد العُتعت الذِّفِرَّا «1»
الذفِرّ: الطَّويل. و المُودَن و العِظْيَرّ: القصير. و يقولون: إن العُتعُت:
الجدي.

عث

العين و الثاء أصلانِ صحيحان: أحدهما يدلُّ علي دويْبَّة معروفة، ثم يشبَّه بها غيرها؛ و الآخر يدلُّ علي نَعمةٍ في شي‌ء.
فأمَّا النَّعمة فقال الخليل: العَثعَث: الكثيب السَّهل. قال:
كأنّه بالبحر من دون هَجَرْ بالعَثْعَث الأقصي مع الصُّبْح بَقَرْ
قال بعضهم: العَثْعَث من العَذَاب «2» و اللَّبَب، و هما مُسترَقْ الرَّمل «3» و مكتنَزُه. و العَثْعَث من مكارم النَّبات «4». قال:
كأنّها بيضةٌ غَرّاء خُطّ لها في عَثْعَث يُنبِت الحَوْذان و العَذَما «5»
و من الباب أو قريبٍ منه، تسميتُهم الغِناء عِثَاثاً، و ذلك لحُسْنه و دَماثة اللفظ به «6». قال كثيِّر:
______________________________
(1) الرجز في اللسان (عتت).
(2) العداب، بالدال المهملة: المستدق من الرمل. و في الأصل: «العذاب» تحريف.
(3) يقال مسترق و مستدق أيضا بالدال. و هو مارق و دق. و في اللسان (دقق): «و مستدق كل شي‌ء ما دق منه و استرق». و في (رقق): «و مسترق الشي‌ء: ما رق منه».
(4) أي من المواضع التي يجود فيها النبات، جمع مكرمة، بفتح الميم و الراء.
(5) البيت للقطامي في ديوانه 69 و اللسان (عثث، عذم).
(6) يقال منه عاثّ يعاثّ معاثّة و عثاثا.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 27
هَتُوفا إذا ذاقها النّازعونَ سمعتَ لها بعد حَبْضٍ عثاثا «1»
و عَثعَثُ الوَرِك: مالان منه. قال ذو الرُّمَّة:
تريكَ و ذا غدائرَ وارداتٍ يُصبْن عَثاعِث الحَجَبات سُودِ «2»
و الأصل الآخر العُثَّة، و هي السُّوسة التي تلحَس الصُّوف. يقال عَثَّتِ الصُّوفَ و هي تَعُثُّه، إذا أكلَتْه. و تقول العرب:
عُثَيثة تقرُمُ جِلداً أملسا «3»
يضرب مثلًا للضَّعيف يَجهَد أن يؤثِّر في الشّي‌ء فلا يقدِر عليه.
و مما شُبِّه بذلك قولُ أبي زيدٍ: إنَّ العُثّة من النِّساء الخاملة «4»، ضاويّةً كانت أو غير ضاويّة، و جمعها عثائث. و قال غيره: هي العجوز. و أنشد:
فلا تحسبَنِّي مثلَ مَن هو قاعدٌ علي عُثَّةٍ أو واثقٌ بكسادِ
و مما يُحمَل علي هذا قولُهم: فلان عُثُّ مالٍ، أي إزاؤه، أي كأنَّه يلزمه كما تلزم العُثَّة الصُّوف. و منه عَثْعَث بالمكان: أقام به. و عثعثت إلي فلانٍ، أي ركنتُ إليه.

عج

العين و الجيم أصلٌ واحد صحيح يدلُّ علي ارتفاعٍ في شي‌ء، من صوتٍ أو غبارٍ و ما أشبه ذلك. من ذلك العجُّ: رفْع الصَّوت. يقال: عجّ
______________________________
(1) البيت في المجمل و اللسان (عثث).
(2) ديوان ذي الرمة 151 و المجمل (عث). و بعده في الديوان:
مقلد حرة أدماء ترمي بحدتها بقاترة صيود
(3) من أقدم من ضرب هذا المثل، الأحنف بن قيس، حين عابه حارثة بن بدر الغداتي، عند زياد. اللسان (عثث) و الميداني (2: 424).
(4) الخاملة، بالخاء المعجمة. و في اللسان: «المحقورة الخاملة» و في الأصل: «الحاملة».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 28
القومُ يَعِجُّون عَجًّا و عجيحاً و عجُّوا بالدُّعاء، إذا رفعوا أصواتَهم. و
في الحديث:
«أفضل الحجّ العَجّ و الثَّجّ»
، فالعجّ ما ذكرنا. و الثَّجُّ: صبُّ الدّم.
قال وَرَقة:
وُلوجاً في الذي كَرِهت مَعدُّ و لو عَجَّت بمكَّتها عجيجا «1»
أراد: دخولا في الدِّين. و عجيج الماء: صوته؛ و منه النهر العَجَّاج. و يقال عَجَّ البعير في هديره يَعِجّ عجيجا. قال:
أنعَتُ قَرماً بالهَدير عاججَا
فإن كرّرَ هديره قيل عَجْعج. و يقولون عَجَّت القَوس، إذا صوّتت. قال:
تَعُجّ بالكفِّ إذا الرّامي اعتزم ترنُّمَ الشّارف في أُخرَي النعَمْ
قال أبو زيد: عَجَّت الرِّيح و أعَجَّت، إذا اشتدت و سامَت التُّراب. و يوم مِعَجُّ أي ذو عَجَاج. و العَجاج: الغبار تَثُور به الرِّيحُ، الواحدة عَجَاجة. و يقال عجَّجت الرِّيح تعجيجا. و عَجَّجْتُ البيتَ دخاناً حتَّي تَعَجَّج.
و من الباب: فرس عجعاج، أي عَدَّاء. قال: و إنّما سمِّي بذلك لأنه يثير العَجَاج. و أنشد:
و كأنَّه و الرِّيح تضرب بُرْدَه في القوم فوق مخيَّسٍ عجعاجِ
و العَجَاجة: الكثيرة «2» من الغَنم و الإبل.
______________________________
(1) البيت من أبيات له في سيرة ابن هشام 121 جوتنجن. و فيها «قريش» بدل «معد».
و قبله:
فيا ليتي إذا ما كان ذاكم شهدت و كنت أكثرهم ولوجا
(2) و كذا في المجمل. و في اللسان: «الكثير».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 29
و مما يجرِي مَجري المِثل و التَّشبيه: فلانٌ يلفّ عجاجَتَه «1» علي فلان، إذا أغار عليه* و كأنَّ ذلك من عجاجة الحرب و غيرها. قال الشَّنفَري:
و إني لأهوي أنْ أَلُفّ عَجاجتي علي ذِي كِساءٍ من سَلامانَ أو بُرْدِ «2»
و حكي اللِّحياني: رجل عَجعاجٌ، أي صَيَّاح. و قد مرّ قياسُ الباب مستقيما.
فأمّا قولهم: إنّ العجعجة أن تجعل الياء المشدَّدة جيما، و إنشادُهم
يا ربِّ إنْ كنتَ قبِلتَ حِجَّتِجْ «2»
فهذا مما [لا] وجْهَ للشُّغل به، و مما لا يدري ما هو.

عد

العين و الدال أصلٌ صحيح واحد لا يخلو من العَدّ الذي هو الإحصاء، و من الإعداد الذي هو تهيئة الشَّي‌ء. و إلي هذين المعنيين ترجع فروعُ الباب كلها. فالعَدُّ: إحصاءُ الشي‌ء. تقول: عددت الشي‌ءَ أعُدُّه عَدَّا فأنا عادٌّ، و الشي‌ء معدود. و العَديد: الكثرة. و فلانٌ في عِداد الصَّالحين، أي يُعَدُّ معهم.
و العَدَد: مقدار ما يُعَدُّ، و يقال: ما أكثَرَ عديدَ بني فلان و عَدَدهم. و إنَّهم ليتعادُّون و يتعدَّدُون علي عشرة آلاف، أي يزيدون عليها. و من الوجه الآخر العُدَّة: ما أُعِدَّ لأمرٍ يحدث. يقال أعددت الشي‌ء أعِدُّه إعداداً. و استعددت للشي‌ء و تعدَّدت له.
______________________________
(1) في الأصل: «بجناحيه»، صوابه في المجمل و اللسان: و في المجمل أيضا: «علي بني فلان، إذا أغار عليهم». و في اللسان: «علي بني فلان، أي بغير عليهم».
(2) البيت مع قرين له في الأغاني (21: 88). و قد أنشده في المجمل و اللسان (عجج).
انظر نوادر أبي زيد 164، و شرح شواهد الشافية للبغدادي 143 و مجالس ثعلب 143.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 30
قال الأصمعيّ: و في الأمثال:
كلُّ امرئٍ يَعْدُو بما استعدَّا «1»
و من الباب العِدَّة من العَدّ. و من الباب: العِدّ: مجتَمع الماء، و جمعه أعداد. و إنما قلنا إنَّه من الباب لأنّ الماء الذي لا ينقطع كأنَّه الشي‌ء الذي أُعِدَّ دائماً. قال:
و قد أجَزْتُ علي عَنْس مذكَّرة ديمومةً ما بها عِدٌّ و لا ثَمَدُ «2»
قال أبو عُبيدة: العِدَّ: القديمة من الرَّكايا الغزيرة، و لذلك يقال: حَسَبٌ عِدُّ أي قديم، و الجمع أعداد. قال: و قد يجعلون كلَّ رَكيّةٍ عِدَّا. و يقولون:
ماءٌ عِدٌّ، يجعلونه صِفَةً، و ذلك إذا كان من ماء الرَّكايا. قال:
لو كنتَ ماءً عِدًّا جَمَعْتُ إذا ما أوْرَدَ القوم لم يكُنْ وَشَلَا «3»
قال أبو حاتم: العِدُّ: ماء الأرض، كما أنَّ الكَرَع ماء السَّماء. قال ذو الرّمّة:
بها العِينُ و الآرامُ لا عِدَّ عندها و لا كَرَعٌ، إلَّا المغاراتُ و الرَّبْلُ «4»
______________________________
(1) ورد المثل منثورا في الميداني (2: 95).
(2) في الأصل: «عيس»، تحريف. و أنشد في اللسان للراعي:
في كل غبراء مخشي متالفها ديمومة ما بها عد و لا ثمد
(3) البيت للأعشي في ديوانه 157. و روايته فيه:
«إذا ما أورد القوم لم تكن»
. و قد أشار في الشرح إلي ما يطابق رواية ابن فارس.
(4) ديوان ذي الرمة 458. و أوله فيه: «سوي العين». و في الأصل:
«… لا عند عندها و لا الكرع المغارات و الرمل»
، و تصحيحه من الديوان. و في شرح الديوان: «المغارات: مكانس الوحش. و الربل: النبات الكثير».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 31
فأمّا العِدَاد فاهتياج وجَع اللّديغ. و اشتقاقه و قياسه صحيح؛ لأنَّ ذلك لوقتٍ بعينه، فكأنَّ ذلك الوقتَ يُعَدُّ عَدَّا. قال الخليل: العِداد اهتياج وجَع اللَّديغ، و ذلك أنْ رُبَّ حيَّةٍ إذا بَلَّ سليمُها عادت. و لو قيل عادَّته، كان صواباً، و ذلك إذا تمّت له سنةٌ مذْ يومَ لُدِغ اهتاج به الألم. و هو مُعادٌّ، و كأنَّ اشتقاقَه من الحساب من قِبَل عدَد الشَّهور و الأيام، يعني أنّ الوجع كان يعدّ ما يمضي من السنة، فإذا تمَّتْ عاوَدَ الملدوغ. قال الشّيباني: عِدَاد الملدوغ: أن يجد الوجَعَ ساعةً بعد ساعة.
قال ابن السِّكيت: عِدَاد السَّليم: أن يُعَدّ له سبعةُ أيام، فإذا مضت رجَوْا له البُرْء و لم تمضِ سبعة، فهو في عداد. قال ابن الأعرابيّ: العِداد يوم العطاء و كذلك كلُّ شي‌ء كان في السَّنة وقتاً مؤقتاً. و منه
قوله عليه السلام: «ما زالت أُكْلةُ خَيبرَ تعادُّني فهذا أوَانَ قطعَتْ أبهَري»
، أي تأتيني كلَّ سنةٍ لوقت. قال:
أصبح باقي الوصلِ من سُعادا عَلاقةً و سَقَماً عِدادا
و من الباب العِدَّانُ: الزمان، و سمِّيَ عِدّاناً لأنَّ كلَّ زمانٍ فهو محدود معدود. و قال الفرزدق:
بكيتَ امرأً فَظَّا غليظاً ملعَّنا ككِسري علي عِدَّانه أو كقيصرَا «1»
قال الخليل: يقال: كانَ ذلك في عِدَّان شبابه و عِدّان مُلْكه، هو أكثره و أفضله و أوّله. قال:
و الملك مخْبوٌّ علي عِدّانه
______________________________
(1) البيت مما لم يرو في ديوان الفرزدق. و هو من أبيات له يهجو بها مسكينا الدارمي، و كان مسكين قد رئي زيادا ابن أبيه. انظر اللسان (عدد) و الأغاني (18: 68) و معجم البلدان (رسم ميسان) و الخزانة (1: 468).
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 32
المعني أنّ ذلك كان مهيَّأ له مُعَدَّا. هذا قول الخليل. و ذكر عن الشيباني أن العِداد أن يجتمع القومُ فيُخرجَ كلُّ واحدٍ منهم نفقةً. فأمّا عِداد القوس فناسٌ «1» يقولون إنّه صوتُها، هكذا يقولون مطلقاً. و أصحُّ [من] ذلك ما قاله ابنُ الأعرابيّ، أنّ عداد القوس أن تنبِض بها ساعةً بعد ساعة. و هذا أقْيَس. قال الهذليُّ «2» في عِدادها:
و صفراءَ* من نبعٍ كأنَّ عِدادَها مُزَعْزِعةٌ تُلقِي الثِّيَابَ حَطومُ
فأمّا قول كُثَيِّر:
فدَع عنك سُعْدي إنّما تُسْعِفُ النَّوي عِدادَ الثُّرَيَّا مرَّةً ثم تأفُلُ «3»
فقال ابنُ السّكّيت: يقال: لقيتُ [فلاناً] عِداد الثُّرَيَّا القمر، أي مرّةً في الشّهر. و زعموا أنّ القمر ينزل بالثُّرَيَّا مرّةً في الشّهر.
و أمّا مَعدُّ فقد ذكره ناسٌ في هذا الباب، كأنَّهم يجعلون الميم زائدة، و يزنونه بِمَفْعَل، و ليس هذا عندنا كذا، لأنَّ القياس لا يوجبه، و هو عندنا فَعَلٌّ من الميم و العين و الدال، و قد ذكرناه في موضعه من كتاب الميم.

عر

العين و الراء أصول صحيحة أربعة.
فالأول يدلُّ علي لَطْخِ شي‌ءٍ بغير طيّب، و ما أشبه ذلك، و الثاني يدلُّ علي صوت، و الثالث يدلُّ علي سموٍّ و ارتفاع، و الرابع يدلُّ علي معالجةِ شي‌ء. و ذلك بشرط أنّا لا نعدُّ النّباتَ و لا الأماكن فيما ينقاس من كلام العرب.
______________________________
(1) في الأصل: «قياس». و صوبته من مألوف عباراته.
(2) هو ساعدة بن جؤية الهذلي، من قصيدة في ديوانه 227.
(3) سبق البيت بدون نسبة في (أفل) برواية: «قران الثريا». و أنشده في اللسان (عدد).
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 33
فالأوّل العَرُّ و العُرّ. قال الخليل: هما لغتان، يقال هو الجَرَب. و كذلك العُرَّة. و إنما سُمِّيَ بذلك لأنّه كأنَّه لطْخٌ بالجسَد. و يقال العُرَّة القَذَر بعينه. و
في الحديث: «لعن اللّٰه بائع العُرّة و مشتريَها».
قال ابنُ الأعرابيّ: العَرُّ الجَرَب. و العُرّ: تسلّخ جلد البعير. و إنما يُكوَي من العَرّ لا من العُرّ. قال محمد بن حبيب: جمل أعَرُّ، أي أجرب و ناقة عَرّاء.
قال النَّضر: جَمَلٌ عارٌّ و ناقة عارّة، و لا يقال مَعرور في الجَرب، لأن المعرورة «1» التي يُصيبها عَيْنٌ في لبنها و طَرْقها. و في مثلٍ: «نَحِّ الجَرباء عن العارَّة». قال:
و الجرباء: التي عَمَّها الجربُ، و العارّة: التي قد بدأ فيها ذلك، فكأنّ رجلًا أراد أن يبعُد بإبله الجرباء «2» عن العارّة، فقال صاحبُه مبكّتاً له بذلك، أي لِمَ يُنَحِّيها و كلُّها أجرب. و يقال: ناقةٌ معرورة قد مَسَّتْ ضرعَها نحاسةٌ فيفسُد لبنُها «3». و رجلٌ عارورة، أي قاذورة. قال أبو ذؤيب:
فكلًّا أراه قد أصابَ عُرورُها «4»
______________________________
(1) لم تذكر هذه الكلمة في اللسان، و ذكرت في القاموس (عرر) مفسرة بقوله «التي أصابتها عين في لبنها» و الطرق المذكور في تفسير ابن فارس، هو ضراب الفحل.
(2) و هذا شاهد آخر لوصف الجمع بفعلاء المفرد. انظر ما أسلفت من التحقيق في مجلة الثقافة 2151 و المقتطف نوفمبر سنة 1944 و المقاييس (حر).
(3) هذا التفسير لم يرد في المجمل و لا في سائر المعاجم المتداولة.
(4) كلمة «أراه» ساقطة من الأصل. و صدر البيت في ديوانه 154:
خليلي الذي دلي لغي خليلتي
و عجزه في اللسان:
جهارا فكل قد أصاب عرورها
و ضبطت «عرورها» بالنصب، صوابه الرفع، فالقصيدة مضمومة الروي.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 34
قال الأصمعيّ: العَرُّ: القَرْح، مثل القُوَباء يخرج في أعناق الإبل، و أكثرُ ما يُصيب الفِصُلان.
قال أبو زيد: يقال: أعَرَّ فلانٌ، إذا أصاب إبلَه العُرّ.
قال الخليل: العُرَّة: القَذَر، يقال هو عُرّة من العُرَر، أي مَن دنا منه لَطَّخه بشرّ. قال: و قد يُستعمَل العُرَّة في الذي للطَّير أيضاً. قال الطِّرِمّاح:
في شَنَاظِي أُقَن بينَها عُرَّةُ الطَّير كصَومِ النَّعامْ «1»
الشَّناظِي: أطراف الجبل، الواحد شُنْظُوَة. و لم تُسمَع إلا في هذا البيت.
و يقال: استعرَّهم الشّرُّ، إذا فشا فيهم. و يقال عرّهُ بشرّ يعُرُّه عَرَّا، إذا رماه به. قال الخليل: المَعَرَّة: ما يصيب الإنسانَ من إثم. قال اللّٰه سبحانه:
فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ.
و لعلَّ من هذا الباب ما رواه أبو عبيدٍ: رجلٌ فيه عَرَارةٌ، أي سُوء خُلُق.
فأمّا المعْتَرُّ الذي هو الفقير و الذي يَعْتَرُّكَ و يتعرَّض لك، فعندنا أنّه من هذا، كأنَّه إنسان يُلَازُّ و يلازم. و العَرَارة التي ذكرها أبو عبيدٍ من سوء الخُلُق، ففيه لغةٌ أخري، قال الشيبانيّ: العُرْعُر: سوء الخُلُق. قال مالك الدُّبيريّ «2»:
و ركبَتْ صَوْمَها و عُرْعُرَها فلم أُصْلِحْ لها و لم أكِدَ «3»
يقول: لم أُصْلِح لهم ما صَنَعُوا «4». و الصَّوم: القذر. يريد ارتكبَتْ سوء أفعالها و مذمومَ خُلُقها.
______________________________
(1) ديوان الطرماح 97 و اللسان (شنظ، أقن). و قد سبق في (أقن).
(2) في الأصل: «ملك الزبيري».
(3) أنشد صدره في اللسان (عرر 236 س 11).
(4) قد فهم أن المراد قبيلة من القبائل. لكن في اللسان: «في قول الشاعر يذكر امرأة».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 35
و من الباب المِعْرَار، من التَّخْل «1». قال أبو حاتم: المعرار: المِحْشاف.
و يقال: بل المِعْرَار التي يُصيِبُها [مثل العَرّ، و هو «2»] الجرب.
و من الباب العَرِير، و هو الغريب. و إنما سُمِّيَ عَرِيراً علي القياس التي ذكرناه لأنّه كأنَّه عُرَّ بهؤلاء الذين قَدِمَ عليهم، أي أُلصِق بهم. و هو يرجع إلي باب المعترّ.
و من ذلك
حديث حاطب، حين قِيل له: لِمَ كاتبتَ أهل مَكّة؟ فقال:
«كنتُ عريراً فيهم»
، أي غريباً لا ظَهْرَ لي.
و من الباب المَعَرَّة في السَّماء، و هي ما وراء المَجَرّة من ناحية القطب الشَّماليّ.
سُمِّي مَعرَّةً لكثرة النُّجوم فيه. قال: و أصل المَعَرَّة موضعُ العَرّ، يعني الجَرَب.
و العرب تسمِّي السّماءَ الجَرباء، لكثرة نجومها. و
سأل رجلٌ رجلًا عن منزله فأخبره أنّه ينزِل بين حَيَّين عظيمين من العرب، فقال: «نَزَلْتَ بَينَ المَجَرَّة و المَعرَّة»
. و الأصل الثّاني: الصَّوت. فالعِرَار: عِرارُ الظَّليم، و هو صوتُه. قال لبيد:
تحمَّلَ أهلُها إلا عراراً و عَزْفاً بعد أحياءٍ حِلالِ «3»
قال ابن الأعرابيّ: عارّ الظليم يُعارُّ. و لا يقال عَرَّ. قال أبو عمرو: العِرار:
صوت الذّكر إذا أرادَ الأُنْثَي. و الزِّمار: صوت الأُنْثي إذا أرادت الذّكَر.
و أنشد:
______________________________
(1) في الأصل: «المعرار و من النخل»، صوابه في اللسان.
(2) التكملة من اللسان.
(3) ديوان لبيد 109 و اللسان (عرر).
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 36
متي ما تشأ تسمع عِراراً بقَفْرةٍ يجيب زِماراً كاليَرَاع المُثَقَّبِ «1»
قال الخليل: تعارَّ الرّجُل يتعارُّ، إذا استيقظ من نومه. قال: و أحسب عِرارَ الظَّليم من هذا. و
في حديث سَلْمان: «أنّه كان إذا تعارّ من اللَّيل سَبّح».
و من الباب: عَرْعَارِ «2»، و هي لُعْبةٌ للصِّبْيان، يَخْرُج الصَّبيُّ فإذا لم يجِدْ صِبياناً رفع صوتَه فيخرجُ إليه الصِّبيان. قال الكميت:
حيث لا تنبِض القِسيُّ و لا تَلْ قَي بعَرعارٍ وِلدةٍ مذعُورا
و قال النابغة:
متكنِّفَيْ جنْبَيْ عكاظَ كلَيْهما يدعو وليدُهم بها عرعارِ «3»
يريد أنّهم آمنون، و صِبيانُهم يلعبون هذه اللُّعبة. و يُريد الكميتُ أنّ هذا الثّورَ لا يسمع إنباضَ القِسيِّ و لا أصواتَ الصِّبيان و لا يَذْعَره صوت. يقال عَرعَرة و عرعارِ، كما قالوا قرقرةٌ و قرقارِ، و إنّما هي حكاية صبِية العرب.
و الأصل الثالث الدالُّ علي سموّ و ارتفاع. قال الخليل: عُرعُرة كلِّ شي‌ء:
أعلاه. قال الفرّاء: العُرْعُرة: المَعرَفَة «4» من كلِّ دابة. و العُرعُرة: طَرَف السَّنام.
قال أبو زيد: عُرعُرة السَّنام: عَصَبةٌ تلي الغَراضِيف.
و من الباب: جَمل عُراعِرٌ، أي سَمين. قال النابغة:
______________________________
(1) البيت للبيد في ديوانه 44 طبع 1880. و انظر الحيوان (4: 384، 400).
(2) عرعار، مبنية علي الكسر، معدولة من عرعرة، مثل قرقار من قرقرة. و هذا مذهب سيبويه، ورد عليه أبو العباس هذا و قال: «لا يكون العدل إلا من بنات الثلاثة، لأن العدل معناه التكثير.
انظر اللسان (عرر) و شرح ديوان النابغة 36.
(3) أنشد عجزه في اللسان (عرر). و في ديوان النابغة 35:
«يدعو بها ولدانهم»
(4) المعرفة، كمرحلة: موضع العرف من الفرس. و في الأصل: «المعروفة».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 37
له بفناء البيت جَوْفاء جَونةٌ تلقَّم أوصالَ الجَزورِ العُراعِر «1»
و يتَّسعون في هذا حتي يسمُّوا الرّجلَ الشَّريف عُراعِر. قال مُهَلهل «2»:
خَلَعَ الملوكَ و سار تحت لوائِه شَجرُ العُرَي و عُراعِر الأقوامِ
و من الباب: حمارٌ أعَرُّ، إذا كان السِّمن في صدره و عنقه. و منه العَرارَة و هي السُّودد. قال:
إنّ العَرارَة و النُّبوحَ لدارمٍ و المستخفُّ أخوهم الأثقالا «3»
قال ابنُ الأعرابيّ: العَرَارة العِزّ، يقال هو في عَرارة خير «4»، و تزَوَّج فلانٌ في عَرارةٍ نساء، إذا تزوَّج في نساءٍ يلِدْن الذُّكور. فأمّا العَررُ الذي ذكره الخليل في صِغَر السَّنام فليس مخالفاً لما قلناه؛ لأنَّه يرجِع إلي الباب الأوّل من لُصوق الشَّي‌ء بالشي‌ء، كأنَّه من صِغَرِه لاصِقٌ بالظَّهر. يقال جملٌ أعرُّ و ناقة عَرَّاء، إذا لم يَضخُم سَنامُها و إن كانت سمينة؛ و هي بيِّنَة العَرَر و جمعها عُرُّ. قال:
أبدأْنَ كُوماً و رَجَعْنَ عُرَّا
و يقولون: نعجةٌ عرّاء، إذا لم تسمن ألْيتُها؛ و هو القياس، لأنَّ ذلك كالشي‌ء الذي كأنَّه قد عُرَّ بها، أي أُلصِق.
______________________________
(1) البيت لم يرو في ديوان النابغة. و في الأصل: «أوصاف البعير».
(2) و كذا جاءت النسبة في اللسان (عرر، عرا). و زاد في (عرا) أن الصواب نسبته إلي شرحبيل بن مالك يمدح معديكرب بن عكب.
(3) البيت للأخطل في ديوانه 51 و اللسان (عرر، نبح). و «المستخف» يروي بالرفح و النصب فالرفع بالعطف علي موضع إن و اسمها، و النصب عطف علي اسم إن. و الأثقال مفعول؛ و فصل بين العامل و المعمول بخبر: «إن» للضرورة.
(4) زاد في المجمل بعده «أي أصل خير».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 38
و الأصل الرابع، و هو معالجةُ الشَّي‌ء. تقول: عَرعَرتُ اللَّحمَ عن العظم، و شرشرتُه، بمعنًي. قالوا: و العَرْعَرة المعالجة للشَّي‌ء «1» بعَجَلة، إذا كان الشّي‌ء يعسُر علاجُه. تقول: عرعرت رأسَ القارورة، إذا عالجتَه لتُخرِجَه. و يقال إنَّ رجلًا من العرب ذَبَح كَبْشاً و دعا قومَه فقال لامرأته: إنِّي دعوتُ هؤلاء فعالجِي هذا الكبشَ و أسْرِعي الفراغَ منه، ثمَّ انطلَقَ و دعا بالقوم، فقال لها:
ما صنعتِ؟ فقالت: قد فرغت منه كلِّه إلَّا الكاهلَ فأنا أعَرْعِرُه و يُعرعِرُني.
قال: تزوَّديه إلي أهلك. فطلَّقها. و قال ذو الرّمَّة:
و خضراءَ في وكرينِ عَرعرتُ رأسَها لأُبْلِي إذا فارقت في صُحبتي عُذْرَا «2»
فأمَّا العَرْعَر فشَجر. و قد قُلْنا إنَّ ذلك [غير] محمول علي القياس، و كذلك أسماء الأماكن نحو عُراعِر، [و مَعَرِّ] ين «3»، و غيرِ ذلك.

عز

العين و الزاء أصلٌ صحيح واحد، يدلُّ علي شدّةٍ و قوَّةٍ و ما ضاهاهما، من غلبةٍ و قهر. قال الخليل: «العِزَّة للّٰه جلّ ثناؤُه، و هو من العزيز. و يقال: عَزّ الشّي‌ء حتي يكاد لا يوجد». و هذا و إنْ كان صحيحاً فهو بلفظ آخر أحسن، فيقال: هذا الذي لا يكاد يُقدَر عليه. و يقال عزّ الرَّجُل بعد* ضعفٍ و أعزَزْتُه أنا: جعلتُه عزيزاً. و اعتزَّ بِي و تعزَّزَ. قال: و يقال عَزَّه
______________________________
(1) في الأصل «بالشي‌ء».
(2) يصف قارورة طيب، كما في اللسان (عرر). و البيت في ديوان ذي الرمة 180. و في الديوان: «لأبلي إذ».
(3) التكملة من معجم البلدان و القاموس.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 39
علي أمرٍ يَعُزُّه، إذا غلبَه علي أمره. و في المثل: «مَن عَزّ بَزّ»، أي من غَلَب سَلَب. و يقولون: «إذا عَزَّ أخوك فَهُن»، أي إذا عاسَرَك فياسِرْه. و المُعازَّة:
المغالَبة. تقول: عازَّني فلان عِزازاً و مُعَازّة فعزَزْتُه: أي غالبَني فغلبتُه. و قال الشّاعر يصف الشَّيب و الشباب:
و لما رأيت النَّسرَ عزَّ ابنَ دأيةٍ و عشَّش في وكريْه جاشت له نَفْسِي «1»
قال الفرّاء: يقال عَزَزت عليه فأنا أَعِزّ عِزَّا و عَزَازةً، و أعززْتُه: قوَّيتُه، و عزّزْتُه أيضاً. قال اللّٰه تعالي: فَعَزَّزْنٰا بِثٰالِثٍ. قال الخليل: تقول:
أُعززْتُ بما أصاب فلاناً، أي عظُم عَلَيَّ و اشتدّ.
و من الباب: ناقةٌ عَزُوزٌ، إذا كانت ضيِّقة الإحليل لا تَدِرُّ إلّا بجَهْد يقال: قد تعزَّزَتْ عَزَازة. و في المثل: «إنّما هو عَنْزٌ عَزوَزٌ لها درٌّ جمٌّ»، يضرب للبخيل الموسِر. قال: و يُقال عَزَّتِ الشَّاة تعُزُّ عُزوزاً، و عَزُزَتْ أيضاً عُزُزاً فهي عَزُوز، و الجمع عُزُزٌ. و يقال استُعِزَّ علي المريض، إذا اشتدَّ مرضُه. قال الأصمعيّ: رجلٌ مِعزازٌ، إذا كان شديدَ المرض؛ و استَعَزَّ به المرضُ. و
في الحديث: «أنَّ النبي عليه الصلاة و السلام لمَّا قدِمَ المدينةَ نَزَلَ علي كُلثوم بن الهِدْم «2» و هو شاكٍ، فأقامَ عنده ثلاثاً، ثم استُعِزَّ بكُلثومٍ- أي مات- فانتقل [إلي سعد
______________________________
(1) البيت في اللسان (دأي). و ابن دأية، هو الغراب، كني به عن الشعر الأسود.
(2) ذكر في الإصابة 7438 أن النبي صلي اللّٰه عليه و سلم نزل عليه بقباء أول ما قدم المدينة.
و أنه أول من مات من الأصحاب بالمدينة.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 40
ابن خيْثمة «1»]»
. و رجُلٌ معزوزٌ، أي اجتِيح مالُه و أُخذ. و يقال استَعَزَّ عليه الشَّيطانُ، أي غَلَبَ عليه و علي عَقْله. و استعَزَّ عليه الأمر، إذا لجَّ فيه. قال الخليل:
العَزَازةُ: أرضٌ صلبة ليست بذاتِ حجارة، لا يعلوها الماء. قال:
من الصَّفا العاسِي و يَدْعَسْنَ الغَدَرْ عَزَازَهُ و يَهْتَمِرْن ما انْهَمَر «2»
و يقال العَزاز: نحوٌ من الجَهَاد، أرض غليظةٌ لا تكاد تُنبِت و إن مُطِرت، و هي في الاستواء. قال أبو حاتم: ثمَّ اشتقَّ العَزَازُ من الأرض من قولهم: تعزَّزَ لحمُ النّاقة، إذا صَلُب و اشتدّ.
قال الزُّهريّ: كنت أختلِفُ إلي عُبيد اللّٰه بن عَبد اللّٰه بن عتبة، أكتُبُ عنه، فكنتُ أقوم له إذا دخل أوْ خرج، و أُسوِّي عليه ثيابَه إذا ركِب، ثمَّ ظننت أنِّي قد استفرغتُ ما عنده، فخرج يوماً فلم أقُمْ إليه، فقال لي: «إنَّك بعدُ في العَزَاز فقُمْ»
، أراد: إنك في أوائلِ العلم و الأطرافِ، و لم تبلَغ الأوساط.
قال أبو حاتم: و ذلك أنَّ العَزازَ تكون في أطراف الأرض و جوانبها، فإذا توسَّطتَ «3» صِرت في السُّهولة.
قال أبو زيد: أعزَزْنا: صِرنا في العَزَاز. قال الفَرَّاء، أرض عَزَّاء للصُّلبة، مثل العَزازِ. و يقال استعَزَّ الرَّمْل و غيرُه، إذا تماسَكَ فلم ينهلْ. و قال رؤبة:
______________________________
(1) التكملة من اللسان (عزز 246).
(2) الرجز للعجاج في ديوانه 17 و اللسان (عزز، همر). و في الأصل: «ما اهتمر»، صوابه من الديوان و اللسان.
(3) في الأصل: «توسط».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 41
باتَ إلي أرطاةِ حقْفٍ أَحْقَفَا متَّخِذاً منها إياداً هَدَفا
إذا رأي استعزازَه تعفَّفا «1»
و من الباب: العَزَّاء: السّنَة الشديدة. قال:
و يَعْبطُ الكُومَ في العَزّاءِ إن طُرِقا «2»
و العِزُّ من المطر: الكثير الشّديد؛ و أرض معزوزة، إذا أصابها ذلك. أبو عمرو:
عَزَّ المطر عزَازَةً «3». قال ابنُ الأعرابيّ: يقال أصابنا عِزٌّ من المطر، إذا كان شديدا. قال: و لا يُقال في السَّيل. قال الخليل: عَزَّزَ المطرُ الأرض: لبّدها، تعزيزاً. و يقال إنَّ العَزازَة دُفْعةٌ تَدفَع في الوادي قِيدَ رُمح «4». قال ابن السِّكِّيت:
مطر عِزٌّ، أي شديد. قال: و يقال هذا سيلٌ عِزٌّ، و هو السَّيل الغالب.
و من الباب: العُزَيزاء من الفرس: ما بين عُكْوَتِه و جاعرته. قال ثعلبة الأسديّ:
أُمِرَّتْ عُزَيزَاهُ و نِيطت كُرُومُهُ إلي كَفَلٍ رابٍ و صُلْب مُوَثّقِ «5»
الكُروم: جمع كَرْمة، و هي رأس الفخِذ المستديرُ كأنَّه جُونة. و العُزيزاء ممدود، و لعلَّ الشَّاعر قَصَرها للشِّعر، و الدَّليل علي أنّها ممدودة قولُهم في التثنية
______________________________
(1) الشطر الثاني من هذه الاشطار فيما ألحق بديوان العجاج 84 مما ينسب إلي العجاج و رؤبة
(2) أنشد هذا العجز في اللسان (عزز 244).
(3) في الأصل: «عززة».
(4) هذه التكملة بهذا المعني لم ترد في المعاجم المتداولة.
(5) البيت بدون نسبة في اللسان (عزز، كرم).
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 42
عُزيزاوان. و يقال هما طرَفا الورِك. و العُزَّي: تأنيث الأعَزّ، و الجمع عُزَزٌ. و يقال العُزَّانُ: جمع عزيز، و الذُّلَّانُ: جمع ذليل. يقال أتاك العُزَّانُ. و يقولون: «أعزُّ من بَيض الأنوق»، و «أعزُّ من الأبلق العقوق»، و «أعزُّ من الغراب الأعصم» و «أعزُّ من* مُخَّة البَعوض». و قال الفرّاء: يقال عَزَّ عليَّ كذا، أي اشتدّ.
و يقولون: أ تحبّني؟ فيقول: لعَزَّما، أي لشَدَّ ما.

عس

العين و السين أصلانِ متقاربان: أحدهما الدنوُّ من الشّي‌ء و طلبُه، و الثاني خِفَّةٌ في الشي‌ء.
فالأوّل العَسُّ باللَّيل، كأنّ فيه بعضَ الطَّلَب. قال الخليل: العَسُّ: نَفْض اللَّيل عن أهل الرِّيبة. يقال عَسَّ يَعُسُّ عَسًّا. و به سمِّي العَسَس الذي يطوف للسُّلطان باللَّيل. و العَسَّاس: الذِّئب، و ذلك أنَّه يَعُسّ باللّيل. و يقال عَسعَسَ اللّيل، إذا أقبل. و عسعست السَّحابةُ، إذا دنت من الأرض ليلًا. و لا يقال ذلك إلَّا ليلًا في ظُلمة. قال الشَّاعر يصف سحابا:
عسعَسَ حتَّي لو نشاء إذْ دنا كان لنا من نارِه مقتبسُ «1»
و يقال تَعَسْعَسَ الذّئب، إذا دنا من الشَّي‌ء يشَمُّه. و أنشد:
كمُنْخُر الذّئبِ إذا تَعَسْعسا «2»
قال الفرّاء: جاء فلانٌ بالمال من عَسِّهِ و بَسِّه. قال: و ذلك أنَّه يعُسُّه، أي
______________________________
(1) كذا ورد إنشاده في الأصل، فبحره الرجز. و أنشده في اللسان (عسس):
عسس حتي لويشا ادنا كان لنا من ضوئه مقبس
بهذه الرواية يكون من السريع. و قال: ادنا: إذ دنا، فأدغم».
(2) أنشده في المجمل و اللسان (عسس).
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 43
يطلبه. و قد يقال بالكسر. و يعتسُّه: يطلبه أيضاً. قال الأخطل:
و هل كانت الصَّمعاءُ إلّا تعلّةً لمن كان يعتسُّ النِّساء الزَّوانيا «1»
و أمَّا الأصل الآخَر فيقال إنَّ العَسّ خفّة في الطعام. يقال عَسَسْتُ أصحابي، إذا أطعمتَهم طعاماً خفيفا. قال: عَسَسْتُهم: قَريتهم أدنَي قِرًي. قال أبو عمرو:
ناقةٌ ما تَدُرّ إلَّا عِساساً، أي كَرْها. و إذا كانت كذا كان دَرُّها خفيفاً قليلا.
و إذا كانت كذا فهي عَسوس. قال الخليل: العَسُوس: التي تَضرِب برجلَيها و تصبُّ اللبنَ. يقولون: فيها عَسَسٌ و عِسَاسٌ. و قال بعضهم: العَسُوس من الإبل: التي تَرأم ولدَها و تدُرّ عليه ما نَأَي عنها النَّاس، فإن دُنِيَ منها «2» أو مُسَّت جذبت دَرَّها.
قال يونس: اشتق العَسُّ من هذا، كأنَّه الاتِّقاء باللَّيل. قال: و كذلك اعتساس الذِّئب. و في المثل: «كلب عَسّ، خير من أسدٍ اندسَّ «3»».
و قال الخليل أيضاً: العَسُوس التي بها بقيَّةٌ من لبنٍ ليس بكثير.
فأمّا قولهم عسعَسَ اللَّيلُ، إذا أدبَرَ، فخارج عن هذين الأصلين. و المعني في ذلك أنَّه مقلوب من سَعْسَع، إذا مضي. و قد ذكرناه. فهذا من باب سعّ.
و قال الشَّاعر في تقديم العين:
______________________________
(1) في الأصل: «الروانيا»، صوابه من ديوان الأخطل 67. و الصمعاء هي أم عمير بن الحباب كما في شرح الديوان.
(2) في الأصل: «فإن دون منها».
(3) في المثل روايات شتي. انظر اللسان و القاموس.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 44
نجَوْتُ بأفراسٍ عِتاقٍ و فِتيةٍ مَغَاليس في أدبار ليلٍ مُعَسْعِسِ «1»
و مما شذَّ عن البابين: عَسْعَس، و هو مكان. قال امرؤ القيس:
ألم ترم الدار الكثيب بِعَسْعَسَا كأنِّي أنادِي أو أكلم أخْرَسا «2»

عش

العين و الشين أصلٌ واحد صحيح، يدلُّ علي قِلّةٍ و دِقَّة، ثم يرجع إليه فروعُه بقياسٍ صحيح.
قال الخليل: العشُّ: الدقيقُ عظام اليدين و الرَّجلين «3»، و امرأة عَشَّة. قال:
لعمْرُك ما ليلَي بورهاءَ عِنْفِصٍ و لا عَشَّةٍ خلخالُها يتقعقَعُ «4»
و قال العجّاج:
أُمِرَّ مِنها قَصَبًا خَدَلَّجا لا قَفِرًا عَشَّا و لا مُهَبَّجَا «5»
و يقال ناقة عَشَّةٌ: سقفاء القَوائم، فيها انحناء، بيِّنة العَشَاشةِ و العُشُوشَة.
و يقال: فلانٌ في خِلقته عَشاشَة، أي قِلّة لحمٍ و عِوَجُ عِظام. و يقال تَعشَّش النَّخْل،
______________________________
(1) نسبه في اللسان (عسس) إلي الزبرقان برواية:
وردت بأفراس عتاق و فتية فوارط في أعجاز ليل معسعس
(2) صواب إنشاد صدره في الديوان 140 و اللسان (عسس):
«ألما علي الربع القديم»
. (3) في الأصل: «من عظام اليدين و الرجلين». و كلمة «من» مقحمة.
(4) أنشده في اللسان (عشش، عنفص).
(5) ديوان العجاج 8 و اللسان (قفر).
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 45
إذا يَبِس، و هو بيِّنُ التّعشُّش و التّعشيش. و يقال شجرةٌ «1» عَشَّةٌ، أي قليلةُ الورق. و أرض عشَّة: قليلة [الشَّجر «2»].
قال الشّيبانيّ: العَشُّ من الدّوابّ و الناس: القليل اللَّحم، و من الشَّجر:
ما كان علي أصلٍ واحد و كان فرعُه قليلا و إن كانَ أخضر.
قال الخليل: العَشَّة: شَجرةٌ دقيقة القُضْبان، متفرِّقة الأغصان، و الجمع عَشَّات.
قال جرير:
فما شَجراتُ عِيصِكَ في قريشٍ بعَشَّات الفُروع و لا ضَواحِ «3»
و يقال عَشّ الرجلُ القومَ، إذا أعطاهم شيئاً نَزْراً. و عَطِيَّةٌ مَعشوشةٌ، أي قليلة. قال:
حارثُ ما سَجْلُكَ بالمعشُوشِ و لا جَدَا وبِلكَ بالطَّشيشِ «4»
و قال آخَر يصفُ القطا:
يُسقَينَ لا عَشَّا و لا مُصَرَّدَا «5»
أي لا مقلَّلًا.
قال ابنُ الأعرابيّ: قالت امرأةٌ من كِنانة: «فَقَدْناك فاعتَششْنا لك»، أي دخلَتْنا من ذلك ذِلّة و قلّة.
______________________________
(1) في الأصل: «رجل».
(2) التكملة من اللسان.
(3) ديوان جرير 99 من قصيدة يمدح بها عبد الملك بن مروان.
(4) من أرجوزة في ديوان رؤبة 77- 89 يمدح بها الحارث بن سليم الهجيمي. و في اللسان:
«حجاج ما نيلك بالمعشوش»
، و صواب الرواية ما روي ابن فارس.
(5) أنشده في اللسان (عشش).
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 46
و من هذا القياس العُشّ للغُراب علي الشَّجرة* و كذلك لغيرهِ من الطَّير، و الجمع عِشَشة. يقال اعتَشَّ الطَّائرُ يعتشُّ اعتشاشاً. قال:
بحيث يَعْتَشُّ الغرابُ البائضُ «1»
إنّمَا نَعتَه بالبائض و هو ذكَرٌ لأنَّ له شِرْكةً في البيض، علي قياسِ والد.
قال أبو عمرو: و عَشَّش «2» الطَّائر: اتَّخذ عُشَّا. و أنشد:
و في الأَشاء النّابتِ الأصاغِرِ مُعَشَّشُ الدُّخَّلِ و التَّمامِرِ «3»
قال ابو عبيد: تقول العرب: «ليس هذا بعُشِّكِ فادرُجِي»، يُضرَب مثلًا لمن ينزِل منزلا لا يصلحُ لمثله. و إنما قلْنا إنَّ هذا من قياس الباب لأنَّ العُشّ لا يكاد يعتشُّه الطَّائر إلّا من دقيق القّضبانِ و الأغصان. و قال ابن الأعرابيّ:
الاعتشاش: أن يمتارَ القوم مِيرَةٍ ليست بالكثيرة.
و من الباب ما حكاه الخليل: عَشَّش الخُبْز، إذا كَرَّج. و قال غيرُه: عَشّ فهو عاشٌّ، إذا تغيَّر و يَبِس. و عَشَّش الكلأ: يبِس. و يقال عشَّشت الأرض:
يبِست.
و مما شذَّ عن هذا الأصل قولُهم: أعششتُ القَومَ، إذا نزلتَ بهم علي كرهٍ حتَّي يتحوَّلوا من أجلك. و أنشد:
______________________________
(1) من أشطار لأبي محمد الفقعسي في الحيوان (2: 457). و أنشدها في اللسان (عشش) بدون نسبة. و قبله:
يتبعها عدبس جرائض أكلف مربد هصور هائض
(2) في الأصل: «و عشعش»، تحريف.
(3) التمامر: جمع تمرة، بضم التاء و تشديد الميم المفتوحة، و هي طائر أصغر من العصفور.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 47
و لو تُرِكَتْ نامت و لكن أَعَشَّها أذًي من قِلَاصٍ كالحَنِيِّ المُعطَّفِ «1»
و من الأماكن التي لا تنقاس: أعشاشٌ، موضعٌ بالبادية، فيه يقول الفرزدق:
عَزَفْتَ بأعشاشٍ و ما كِدْتَ تَعزِفُ و أنكرتَ من حَدْرَاء ما كنتَ تعرفُ «2»
و زعم ناسٌ عن اللّيث قال: سمعت راويةَ الفرزدق ينشد: «بإعشاش» و قال: الإعشاش: الكِبَر. يقول: عَزَفتَ بكِبَرِك عمّن تحبّ، أي صَرفتَ نفسَك عنه.

عص

العين و الصاد أصلٌ يدلُّ علي شدّة و صلابةٍ في شي‌ء.
قال ابن دريد «3»: «عَصَّ الشي‌ء يَعَصُّ، إذا صلُب و اشتدّ». و هذا صحيح.
و منه اشتُقّ العُصعُص، و هو أصل الذّنَب، و هو العَجْب، و جمعه عَصاعِص.
قال ذو الرُّمّة:
تُوَصَّلُ منها بامرِئ القيس نسبةٌ كما نِيط في طُول العَسيبِ العَصاعصُ «4»
______________________________
(1) للفرزدق كما في اللسان (عشش) يصف القطاة. و البيت ثاني بيتين أنشدهما في اللسان و الحيوان (5: 287، 578). و أولهما:
و صادقة ما خبرت قد بعثتها طروقا و باقي الليل في الأرض مسدف
(2) ديوان الفرزدق 551 و اللسان (عشش، عزف).
(3) في الجمهرة (1: 100).
(4) البيت لم يرو في ديوان ذي الرمة و لا في ملحقات ديوانه. و لم أجد له مرجعا.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 48
قال: و يسمَّي العُصعوصَ أيضاً. قال الكسائيّ: العُصُص: لغة في العُصْعُص.
قال مَرّارٌ العُقَيليّ:
فأَتي مَلَثَ الظلام علي لَقَمِ الطَّرِيق و ضَفَّتَيْ قَصَصِه
ذئب به وَحْشٌ ليمنَعه مِن زادنا مُقعٍ علي عُصُصِه
و يقال له العُصْعُوص أيضاً، كما يقال للبرقُع بُرقوع. قال:
ما لَقِيَ البيضُ من الحُرْقوص يدخل بين العَجْب و العُصعُوصِ «1»
و من الباب العُصْعُص «2»: الرَّجُل الملزَّز الخَلْق، كالمُكتَّل.

عض

العين و الضاد أصلٌ واحدٌ صحيح، و هو الإمساك علي الشي‌ء بالأسنان. ثمّ يقاس منه كلُّ ما أشبَهَه، حتي يسمَّي الشي‌ء الشَّديد و الصُّلب و الدَّاهي بذلك.
فالأوّل العَضّ بالأسنان يقال: عَضِضتُ أَعَضُّ عَضًّا و عضيضاً، فأنا عاضٌّ.
و كلبٌ عَضوض، و فرس عَضوض. و برئْت إليك من العِضاض. و أكثر ما يجي‌ء العيوبُ في الدوابِّ علي الفِعال، نحو الخِراط و النِّفار، ثم يُحمَل علي ذلك فيقال:
عَضِضتُ الرّجلَ، إذا تناولْتَه، بما لا ينبغي. قال النَّضْر: يقال: ليس لنا عَضَاضٌ «3» أي ما يُعَضّ، كما يقال مَضَاغٌ لما يُمضَغ.
ابن الأعرابيّ: ما ذُقْتُ عَضاضاً، أي شيئاً يؤكل. قال أهل اللُّغَة: يقال هذا زمن عَضُوضٌ، أي شديد كِلب. قال:
______________________________
(1) الرجز لأعرابية في اللسان (حرقص).
(2) الكلمة لم ترد في اللسان. و في القاموس (عصص): «و كقنفذ: النكد القليل الخير، و الملزز الخلق».
(3) في الأصل: «معاض»، صوابه من اللسان، و هو ما يقتضيه التنظير التالي.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 49
إليك أشكو زمناً عَضوضَا مَن يَنْجُ منه ينقلب حَرِيضا
و يقولون: ركيَّةٌ عضوض، إذا بعُد قعرُها و شَقّ علي السّاقي الاستسقاءُ منها. قال:
أبِيت علي الماء العَضُوض كأنني رَقُوبٌ، و ما ذُو سَبْعَةٍ برقُوبِ
و قوس عضوض: لازق و ترُها بكبدها. قال الخليل: العِضّ: الرّجل السيِّئ الخلُق المنكَر. قال:
و لم أكُ عِضَّا في الندامَي مُلَوَّما «1»
و يقال: العِضّ: الدّاهية. يقال: هو عِضٌّ ما يُفْلِت منه شي‌ء؛ و هو الشحيح، الذي يقع بيده شي‌ءٌ فيَعضُّ عليه. و إنَّه لَعِضُّ شَرٍّ، أي صاحبه. قال أبو زيد:
فلان عِضُّ سَفَرٍ و عِضُّ مالٍ، إذا كان قويَّا عليه مجرِّباً له. و قد عَضَّ بماله يَعَضّ به عُضُوضاً «2». قال الفرَّاء: رأيتُ رجلًا عِضًّا، أي مارداً، و امرأةً عِضَّةً أيضاً. و هذا عِضُّ هذا، أي حِتْنُه و قِرْنُه «3». و يقال إنَّ العِضَّ «4»: الدَّاهِي من الرِّجال. و يُنشَد فيه:
أحاديثَ من عادٍ و جُرْهُمَ جَمَّةً يثوِّرها العِضَّانِ زيدٌ و دَغْفلُ «5»
______________________________
(1) لحسان بن ثابت في ديوانه 370 و الحيوان (7: 148). و صدره:
وصلت به كفي و خالط شيمتي
(2) و عضاضة أيضا، بالفتح، كما في اللسان.
(3) الحتن، بكسر الحاء و فتحها: القرن و المثل. و في الأصل: «ختنة»، تحريف.
(4) في الأصل: «في العض».
(5) للقطامي في ديوانه 41 و اللسان (عضض). و عجزه في اللسان (5: 179) مع تحريف و إهمال نسبته. و العضان هما زيد بن الكيس النمري، و دغفل النسابة. و كانا عالمي العرب بأنسابها و حكمها. و مطلع القصيدة:
ألا عللاني كل حي معلل و لا تعداني الشر و الخير مقبل
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 50
و مما شذَّ عن هذا الأصل إن كان صحيحاً، يقولون: العُضَّاض: عِرنين الأنف. و ينشِدون:
و ألجَمه فأسَ الهوانِ فَلَاكَهُ و أغضَي علي عُضَّاضِ أنفٍ مصلَّمِ «1»
فأمّا ما جاء علي هذا من ذكر النَّبات فقد قلنا فيه ما كَفَي، إلّا أنّهم يقولون: إنّ العُضَّ، مضموم: علَفُ أهلِ القري و الأمصار، و هو النّوي و القَتُّ و نحوُهما. قال الأعشي:
مِنْ سَرَاةِ الهِجان صَلَّبَها العُ ضُّ و رَعْيُ الحِمَي و طُولُ الحِيالِ «2»
و قال الشَّيبانيّ: العُضّ «3»: العَلف. و يقال بل العُضُّ الطَّلح و السَّمُر و السَّلَم، و هي العِضاهُ. قال الفرَّاء: أعضَّ القومُ فهُمْ مُعِضُّون، إذا رعَوا العضاهَ. و أنشد:
أقول و أهلي مُؤْرِكُونَ و أهلُها مُعِضُّون إنْ سارَتْ فكيف أسيرُ «4»
و إنما جاز ذلك لمَّا كان العِضَاهُ من الشَّجَر لا العُشْب صارت الإبل مادامت مقيمةً فهي بمنزلة المعلوفة في أهلها النَّوَي و شِبهَه. و ذلك أنَّ العُضّ علَف الرِّيف من النّوي و القَتّ. قال: و لا يجوز أن يقال من العِضَاهِ مُعِضُّ إلّا علي هذا التأويل.
و الأصل في المُعِضّ أنَّه الذي تأكل إبله العُضَّ. و قال بعضهم: العِضُّ، بكسر العين، العِضَاهُ. و يقال بعيرٌ غاضٍ، إذا كان يُعلفَه أو يُرعاه «5». قال:
______________________________
(1) البيت لعياض بن درة، كما في اللسان (عضض).
(2) ديوان الأعشي 6 و اللسان (عضض، حبل). و في الأصل: «الجبال»، تحريف.
(3) في الأصل: «العضيض»، تحريف.
(4) أنشده في اللسان (عضض، أرك)، و في الموضع الأخير. «نسير».
(5) أي يرعي الغضي، و لم يجر له ذكر. و في الأصل: «عاض» بالعين المهملة.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 51
و اللّٰه ما أدري و إن أوعدتَنِي و مشيْتَ بين طَيالسٍ و بياضِ
أبَعيرُ عُضٍّ و ارمٌ ألغادُهُ شثنُ المَشافر أم بعيرٌ غاضِ «1»
قال أبو عمرو: العُضّ: الشّعير و الحنطة. و معني البيت أنَّ العُضَّ عَلَف الأمصار، و الغضَي علَف البادية. يقول: فلا أدري أ عَرَبيُّ «2» أم هجين.
و مما يعود إلي الباب الأول العَضُوض من النِّساء: التي لا يكاد ينفُذ فيها عُضو الرّجُل. و يقال: إنَّه لعِضاض عيشٍ، أي صبور علي الشّدّة. و يقال ما في هذا الأمر مَعَضٌّ، أي مُستمسَك.
و قال الأصمعيّ: يقال في المثل: «إنَّك كالعاطف علي العاضّ». و أصل ذلك أنَّ ابن مَخَاضٍ أتي أمَّه يريد أن يرضَعها؛ فأوجع ضَرعها فعضَّتْه، فلم يَنْهَهُ ذلك أنْ عاد. يقال ذلك للرجل يُمنَع فيعود.

عط

العين و الطاء أُصَيْلٌ يدلُّ علي صوتٍ من الأصوات. من ذلك العَطْعطة. قال الخليل: هي حكايةُ صوت المُجّانِ إذا قالوا: عِيطَ عِيط.
و قال الدّريديّ «3»: «العطعطة: حكاية الأصوات إذا تتابعت في الحرب».
و من الباب قول أبي عمرو: إنّ العَطاط: الشُّجاع الجسيم، و يوصَف به الأسد.
و هذا أيضاً من الأوّل، كأنّ زئيرَه مشبَّه بالعطعطة. قال المتنخِّل «4»:
______________________________
(1) أنشده في اللسان (غضا) برواية: «أ بعير عض أنت ضخم رأسه». و في الأصل: «شنث المشافر أم بعير عاض»، محرف.
(2) في الأصل: «أعرابي أم هجين».
(3) الجمهرة (1: 117). و نصه: «و قالوا: العطعطة، و هي تتابع الأصوات في الحرب و غيرها».
(4) في الأصل: «المخبل» تحريف. و البيت من قصيدة له في القسم الثاني من مجموع أشعار الهذليين 89 و نسخة الشنقيطي 47 و أنشده في المجمل بدون نسبة، و رواه صاحب اللسان في (عطط) منسوبا إلي المتنخل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 52
و ذلك يقتل الفِتْيانَ شَفْعاً و يسلُبُ حُلَّةَ اللَّيثِ العَطاط
و من الباب أيضاً: العَطُّ: شَقُّ الثّوب عَرضاً أو طولًا من غير بَينونة. يقال جذبت ثوبَه فانعَطّ، و عططته أنا: شقَقْته. قال المتنخِّل «1»:
بِضربٍ في القوانس ذي فُرُوغٍ و طعنٍ مثلِ تعطيطِ الرِّهاطِ
و قال أبو النجم:
كأنّ تحتَ دِرْعِها المنعَطِّ شَطَّا رميتَ فوقَه بشطِّ «2»
و الأصل في هذا أيضاً من الصَّوت، لأنّه إذا عطّه فهناك أدنَي صوت.

عظ

العين و الظاء ذكر فيه عن الخليل شي‌ءٌ لعله أن يكونَ مشكوكاً فيه. فإن صحَّ فلعله أنْ يكون من باب الإبدال، و ذلك قوله: إنّ العَظَّ الشِّدَّة في الحرب؛ يقال عَطَّتْه الحرب، مثل عَضَّتْه «3»: فكأنّه من عضّ الحرب إياه.
فإن كان إبدالًا فهو صحيح، و إلّا فلَا وجهَ له. و ربما أنشدوا:
بصير في الكَريهة و العِظاظِ «4»
و مما لعلّه أن يكون صحيحاً قولُهم إنَّ العَظعَظة: التواء السَّهم إذا لم يَقْصِد للرّمِيَّة و ارتعَشَ في مُضِيِّه. [عَظعَظ] يُعَظعِظ، عظعظةً و عِظعاظاً «5»، و كذلك
______________________________
(1) في الأصل: «المخبل»، تحريف. و انظر التحقيق السابق. و قد مضي إنشاد البيت في (رهط).
(2) سبق إنشاد الرجز بدون نسبة في (شط). و أنشده في اللسان (عطط) و المخصص (4: 135).
(3) في الأصل: «عظته».
(4) أنشد هذا العجز في اللسان (عظظ).
(5) و يقال «عظعاظا» أيضا، بفتح العين، عن كراع، و هي نادرة.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 53
عظعظ الدّابّة في المِشْية، إذا حَرّك ذَنَبه و مشي في ضِيقٍ من نَفَسِه: و الرّجُل الجبانُ يُعظعِظُ عن مُقاتِلِه، إذا نكَص عنه و رجَع و حادَ. قال العجّاج:
و عَظعظَ الجبانُ و الزِّينيُّ «1»
قال أبو عبيد: و من أمثالهم: «لا تَعِظِيني* و تعظْعظِي «2»».

باب العين و الفاء و ما يثلثهما

عفق

العين و الفاء و القاف أصل صحيح، يدلُّ علي مجي‌ء و ذَهاب، و ربما يدلُّ علي صوت من الأصوات. قال الخليل: عفَق الرّجُل يَعْفِق عَفْقاً، إذا ركب رأسَه فمضَي. تقول: لا يزال يعفِق العفقةَ ثم يرجع، أي يغيب الغَيبة.
و الإبل تَعفِق عَفْقاً و عُفُوقاً، إذا أُرْسِلَتْ في مراعيها فمرّت علي وجوهها. و ربما عفَقَتْ عن المرعي إلي الماء، ترجع إليه بين كلِّ يومين. و كلُّ واردٍ و صادرٍ عافقٌ؛ و كلُّ راجع مختلفٍ عافِق. و قال ابنُ الأعرابيّ في قوله:
حتَّي تَرَدَّي أربعٌ في المنعَفَقْ «3»
______________________________
(1) ديوان العجاج 71 و اللسان (عظظ) مع تحريف.
(2) في الأصل: «و تعظظي»، صوابه في المجمل و اللسان. و زاد بعده في المجمل: «أي لا توصيني و وصي نفسك. كذا جاء عن العرب». و في اللسان: «معني تعظعظي كفي و ارتدعي عن وعظك إياي. و منهم من يجعل تعظعظي بمعني اتعظي، روي أبو عبيد هذا المثل عن الأصمعي في ادعاء الرجل علما لا يحسنه».
(3) لرؤبة بن العجاج في ديوانه 108 و اللسان (عفق، صفق). و قبله:
فما اشتلاها صفقة في المنصفق
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 54
قال: أراد في المُنصَرَف عن الماء «1». قال: و يقال: عفَق بنو فلانٍ [بني فلانٍ]، أي رجَعوا إليهم. و أنشد:
عَفْقاً و من يرعي الحُمُوضَ يعْفِقِ «2»
و المعني أنّ من يرعي الحموض تَعطَشُ ماشيتُه سريعاً فلا يجدُ بُدَّا من أن يَعْفِق، أي يرجعَ بسُرعة.
و من الباب: عفَقَه عن حاجته، أي ردَّه و صَرَفه عنها. و منه التعفُّق، و هو التصرُّف و الأخْذ في كلِّ وجهٍ مشياً لا يستقيم، كالحيّة.
قال أبو عمرو: العَفْق: سرعة رَجع أيدي الإبل و أرجلِها. قال:
يَعْفِقْنَ بالأرجل عَفْقاً صُلْبا
قال أبو عمرو: و هو يعفِّق الغنم، أي يردُّها عن وجوهها. و رجلٌ مِعفاق الزِّيارة لا يزال يجي‌ء و يذهب. و يذكر عن بعض العرب أنّه قال: «انتلي فيها تأويلات «3» ثم أعْفِق»، أي أقضي بقايا من حوائجي ثم أنصرف.
قال ابن الأعرابي: تَعَفَّقَ بالشي‌ء، إذا رجع إليه مرّةً بعد أخري. و أنشد:
تَعفَّقَ بالأرظَي لها و أرادَها رجالٌ فبذَّتْ نبلَها و كليبُ «4»
______________________________
(1) في اللسان: «في منعفقها، أي في مكان عفق العير إياها. و عفق العير الأتان يعفقها عفقا:
سفدها. و عفقها عفقا، إذا أتاها مرة بعد مرة».
(2) في اللسان (حمض، عفق): «غبا» بدل «عفقا». و الذي أنشده في المجمل: «من يرع الحموض يعفق»، بحذف الكلمة الأولي و جزم «يرع».
(3) كذا وردت هذه الكلمات في الأصل.
(4) البيت لعلقمة الفحل في ديوانه 132 و المفضليات (3: 192) و اللسان (عفق).
و الرواية في جميعها: «فبذت نبلهم».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 55
و من الباب: قولهم للحَلَب عِفاق «1». و تلخيصُ هذا الكلام أنْ يحلبَها كلَّ ساعة. يقال عَفَقْتَ ناقتَك يومَك أجمعَ في الحَلَب. و قال ذو الخِرَق:
عليك الشاءَ شاءَ بني تميمٍ فعافِقْهُ فإنّك ذُو عِفاقِ «2»
و من الباب: عفَقت الرِّيحُ التُّرابَ، إذا ضربَتْه و فَرّقته. قال سُويد:
و إن تك نارٌ فهي نار بملتقيً من الرِّيح تَمْرِيها و تَعفِقها عَفْقا
و أمّا الذي ذكرناه من الصَّوت فيقولون: عَفَق بها، إذا أنبقَ بها و حَصَم «3».
و مما يقرُب من هذا الباب العَفْق ضربٌ بالعصا، و الضِّرابُ «4»، و كأنَّ ذلك تَصْوِيت «5».

عفك

العين و الفاء و الكاف أصل صحيح، و هو لا يدلُّ إلّا علي صفةٍ مكروهة. قال الخليل: الأعْفَك: الأحمق. قال:
صاحِ ألم تعجَبْ لذاك الضَّيْطَرِ الأعْفَكِ الأخرَقِ ثمّ الأعسَرِ «6»
______________________________
(1) لم ترد هذه الكلمة في اللسان. و في القاموس: «و العفق و العفاق: كثرة حلب الناقة، و السرعة في الذهاب».
(2) لذي الخرق الطهوي، كما في مجالس ثعلب 184 و نوادر أبي زيد 116 و اللسان (عفق، عقا). و نسبت بعض أبيات المقطوعة إلي قريط بن أنيف في اللسان (عنق).
(3) في الأصل: «أثبق بها»، تحريف. و في اللسان (نبق): «أبو زيد: إذا كانت الضرطة ليست بشديدة قيل: أنبق بها إنباقا». و في المخصص (5: 58): «خج بها: ضرط. أبو عبيد:
فإن كانت ليست بشديدة قيل أنيق».
(4) في المجمل: «و العفق كثرة الضراب»، و في الأصل هنا: «و الصوات»، تحريف.
(5) في الأصل: «لصويت».
(6) أنشد هذا الرجز في اللسان (عفك).
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 56
الضيطر: الأحمق الفاحش، و الأعفك أيضا و الأخرق: الذي لا خيرَ فيه و لا يُحسِن عَملًا، و هو المخلَّع من الرِّجال.
قال ابن دريد «1». «بنو تميم يسمُّون الأعسَر الأعفَك».

عفل

العين و الفاء و اللام كلمة تدلُّ علي زيادةٍ في خلقة. قال الخليل: العَفَل يخرج في حياء النّاقة كالأُدرة، و هي عَفْلاء. و يقال: العَفْل شحمُ خُصْبَي الكَبْش. قال بشر:
وارمُ العَفْل مُعْبَرُ «2»
قال الكسائيّ: العَفْل: الموضع الذي يَجَسُّ «3» من الشاة إذا أرادوا أن يعرفوا سِمَنها.

عفن

العين و الفاء و النون كلمة تدلُّ علي فسادٍ في شي‌ءٍ، من نَدَي.
و هو عَفِن الشَّي‌ءُ يعفَن عَفَناً.

عفو

العين و الفاء و الحرف المعتلّ أصلان يدلُّ أحدهما علي تركِ الشي‌ء، و الآخر علي طَلَبِه. ثم يرجع إليه فروعٌ كثيرة لا تتفاوَتُ في المعني.
فالأوّل: العَفْو: عَفْو اللّٰه تعالي عن خَلْقه، و ذلك تركُه إيّاهم فلا يعاقبُهم، فَضْلًا منه. قال الخليل: و كلُّ مَن استحقَّ عُقوبةً فتركْتَه فقد عفوتَ عنه. يقال
______________________________
(1) في الجمهرة (3: 126).
(2) البيت بتمامه كما في اللسان (عبر، عفل):
جزيز القفا شبعان يربض حجرة حديث الخصاء وارم العفل معير
(3) في الأصل: «يحبس».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 57
عفا عنه يعفُو عَفْوا. و هذا الذي قاله الخليل صحيح، و قد يكون أن يعفُوَ الإنسان عن الشَّي‌ء بمعني الترك، و لا يكون ذلك عن استحقاق. ألا تري
أنّ النبيّ عليه السلام قال: «عفوت عنكم عن صَدَقة الخيل»
فليس العفو هاهنا عن استحقاق، و يكون معناه تركت أن أُوجِب عليكم الصّدقةَ في الخيل.
و من الباب العافية: دِفاع اللّٰه تعالي عن العبد، تقول عافاه اللّٰهُ تعالي من مكروهةٍ، و هو يعافيه معافاةً. و أعفاه اللّٰه بمعني عافاه*. و الاستعفاء: أن تطلب إلي مَن يكلِّفك أمراً أن يُعفِيَك منه. قال الشَّيباني: عفا ظهرُ البعير، إذا تُرِك لا يُركَب و أعفيتُه أنا.
و من الباب: العِفاوة: شي‌ء يُرفَع من الطعام يُتحَف به الإنسان. و إنَّما هو من العَفْو و هو الترك، و ذلك أنّه تُرِك فلم يُؤكَل. فأمّا قول الكميت:
و ظَلّ غُلامُ الحيِّ طيّانَ ساغباً و كاعبُهم ذاتُ العِفاوةِ أسْغَبُ «1»
فقال قوم: كانت تعطي عفو المال فصارت تسغب لشدّة الزمان. و هذا بعيد، و إنّما ذلك من العِفاوة. يقول: كان يُرْفَعُ لها الطّعامُ تُتحَف به، فاشتدَّ الزّمانُ عليهم فلم يَفْعلوا ذلك.
و أمّا العَافي من المرق فالذي يردُّه المستعير للقِدر. و سمِّي عاقباً لأنّه يُترك فلم يؤكل. قال:
إذا رَدّ عافِي القدر مَن يستعيرها «2»
______________________________
(1) البيت في اللسان (عفا).
(2) البيت لمضرس الأسدي كما في اللسان (عفا). و صدره:
فلا تسأليني و اسألي ما خليقتي
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 58
و من هذا الباب: العَفْو: المكان الذي لم يُوطأ. قال:
قبيلةٌ كشِراك النَّعل دارجةٌ إنْ يَهبِطوا العَفْوَ لا يوجدْ لهم أثرُ «1»
أي إنّهم من قلتهم لا يُؤثِّرون في الأرض.
و تقول: هذه أرضٌ عَفْو: ليس فيها أثر فلم تُرعَ و طعامٌ عَفْو: لم يَمَسَّه قبلّك أحد، و هو الأُنُف.
فأمَّا قولُهم عفا: درس، فهو من هذا؛ و ذلك أنّه شي‌ء يُترَك فلا يُتعهَّد و لا يُنزَل، فيَخفي علي مرور الأيّام. قال لبيد:
عَفَتِ الدِّيار محلُّها فمُقامها بمِنًي تأبَّد غَوْلُها فِرجامُها «2»
ألا تراه قال «تأبَّد»، فأعْلَمَ أنَّه أتي عليه أبَدٌ. و يجوز أن يكون تأبَّد، أي الِفَتْه الأوابد، و هي الوحش.
فهذا معني العفو، و إليه يرجع كلُّ ما أشبهه.
و قول القائل: عفا: درس، و عفا: كثُر- و هو من الأضداد- ليس بشي‌ء، إنّما المعني ما ذكرناه، فإذا تُرِك و لم يُتعهَّد حتّي خَفِيَ علي مَرّ الدهر فقد عفا، و إذا تُرِك فلم يُقطَع و لم يُجَزَّ فقد عفا «3». و الأصل فيه كلِّه التَّرك كما ذكرناه.
و من هذا الباب قولهُم: عليه العَفاء، فقال قومٌ هو التُّراب؛ يقال ذلك في الشَّتيمة. فإن كان صحيحاً فهو التُّراب المتروك الذي لم يُؤثَّر فيه و لم يُوطَأ؛ لأنّه إذا
______________________________
(1) للأخطل في ديوانه 289 و اللسان (عفا). و هو من أبيات يهجو بها كعب بن جعيل التغلي
(2) البيت مطلع معلقته المشهورة.
(3) يعني بذلك الصوف و الشعر و نحوهما.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 59
وُطِئ و لم يُترَك من المَشْي عليه تكدَّدَ فلم يكُ تراباً. و إن كان العَفاء الدّروسَ فهو علي المعني الذي فسَّرناه. قال زُهير:
تحمّل أهلُها عنها فبانُوا علي آثارِ مَن ذَهَب العَفاءُ «1»
يقال عفَت الدار فهو تعفو عَفاءً، و الرِّيح تعفو الدّار عَفاءً و عَفْوا. و تعفَّت الدّارُ تَعَفياً «2».
قال ابنُ الأعرابيّ: العفو في الدَّار: أن يكثُر التُّرابُ عليها حتّي يغطِّيَها. و الاسم العَفاء، و العَفو.
و من الباب العِفو و العُفو «3»، و الجمع العِفاء، و هي الحُمُر الفِتاء «4»، و الأنثي عفوة و الجمع عِفَوَة. و إنّما سمِّيت بذلك لأنَّها تُترك لا تُركَب و لا يُحمل عليها. فأمّا العِفَوَة في هذا الجمع فلا يُعلَم في كلام العرب واوٌ متحرِّكة بعد حرفٍ متحرّك في آخر البناء غير هذه، و ذلك أنَّهم كرهوا أن يقولوا عِفَاةٌ.
قال الفراء: العِفْوُ و العُفْو، و العِفْي و العُفْي: ولد الحمار، و الأنثي عِفوة، و الجمع عِفاء. قال:
بضربٍ يُزيل الهامَ عن سَكِناتِه و طعنٍ كتَشهاق العَفِا هَمَّ بالنَّهْقِ «5»
و من الباب العِفاء: ما كثُر من الوَبَر و الرِّيش، يُقال ناقة ذات عِفاء، أي كثيرة الوَبَر طويلتُه قد كاد يَنْسِل. و سمِّي عِفاءً لأنّه تُرك من المَرْط
______________________________
(1) ديوان زهير 78 و اللسان (عفا).
(2) في الأصل: «تعفيفا».
(3) هو بتثليت العين، كما في اللسان و القاموس.
(4) الفتاء: جمع فتي بفتح الفاء و تشديد الياء.
(5) البيت لأبي الطمحان حنظلة بن شرفي، في اللسان (سكن، عفا). و السكنات، بكسر الكاف.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 60
و الجَزّ. و عِفاء النّعامة: الريش الذي علا الزِّفّ الصِّغار. و كذلك عِفاء الطَّير، الواحدةُ عِفاءة ممدود مهمور. قال: و لا يُقال للريشة عِفاءة حتي يكون فيها كثافةٌ.
و قولُ الطرِمّاح:
فيا صُبحُ كَمِّشْ غُبَّرَ اللَّيلِ صُعِدا بِبَمِّ و نبّه ذا العِفاء الموشَّحِ «1»
إذا صاح لم يُخْذَل و جاوَبَ صوتَه حِماشُ الشَّوي يَصدحنَ من كلِّ مَصدَحِ
فذو العِفاء: الرِّيش. يصف ديكاً. يقول: لم يُخذل، أي إنّ الدّيوكَ تجيبه من كلِّ ناحية.
و قال في وَبَر الناقة:
أُجُد موثّقة كأنّ عِفاءَها سِقطانِ من كنَفَيْ ظليمٍ نافرِ «2»
و قال الخليل: العِفاء: السَّحاب كالخَمْل في وجهه. و هذا صحيح و هو تشبيه،* إنما شبّه بما ذكرناه من الوبَر و الريش الكثيفَين. و قال أهل اللغة كلُّهم: يقال من الشّعر عَفَوْته و عَفيْته، مثل قلوته و قليته، و عفا فهو عافٍ، و ذلك إذا تركتَه حتي يكثُر و يَطُول. قال اللّٰه تعالي: حَتّٰي عَفَوْا، أي نَمَوْا و كثُرُوا. و هذا يدلُّ علي ما قلناه، أنّ أصل الباب في هذا الوجه التّرك.
______________________________
(1) ديوان الطرماح 69 و الحيوان (2: 254، 346/ 7: 59) و اللسان (وشح 473 في نهاية الصفحة).
(2) البيت لثعلبة بن صعير المازني، من قصيدة في المفضليات (1: 126- 129) برواية:
و كأن عيبتها و فضل فتانها فنان من كنفي ظليم نافر
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 61
قال الخليل: عفا الماءُ، أي لم يطأْه شي‌ء يكدِّره. و هو عَفْوَة الماء «1». و عَفَا المَرعي ممن يحُلُّ به عَفَاءً طويلا.
قال أبو زيد: عَفْوَة الشّرَاب: خيره و أوفره. و هو في ذلك كأنّه تُرك فلم يُتَنَقَّص و لم يُتَخَوَّنْ.
و الأصل الآخر الذي معناه الطَّلَب قول الخليل: إنّ العُفاةَ طُلّاب المعروف، و هم المعتَفُون أيضاً. يقال: اعتفيتُ فلاناً، إذا طلبتَ معروفه و فَضْله. فإنْ كان المعروف هو العَفو فالأصلان يرجعان إلي معنًي، و هو الترك، و ذلك أنّ العَفو هو الذي يُسمح به و لا يُحْتَجَن و لا يُمسَك عليه.
قال أبو عمرو: أعطيته المال عَفْواً، أي عن غير مسألة.
الأصمعيّ: اعتفاه و عَفَاهُ بمعنًي واحد، يقال للعُفاة العُفَّي.
… لا يَجدِبونني إذا هَرَّ دونَ اللحم و الفَرث جازِرُهْ «2»
قال الخليل: العافية طُلّاب الرزق اسمٌ جامع لها. و
في الحديث: «مَن أحيا أرضاً ميْتَةً فهي له، و ما أكَلَتِ العافِيَةُ [منها «3»] فهي له صَدَقةٌ»
. قال ابنُ الأعرابيّ: يقال ما أكثَرَ عافيةَ هذا الماء، أي واردتَه من أنواعٍ شتّي. و قال أيضاً: إبل عافية، إذا وردَت علي كلأٍ قد وطئه النّاس، فإذا رعَتْه لم ترضَ به فرفعت رَؤُسَها عنه و طلبت غيرَه.
______________________________
(1) في اللسان: «و عفوة المال و الطعام و الشراب، و عفوته بالكسر عن كراع: خياره و ما صفا منه و كثر».
(2) كذا ورد هذا البيت مبتورا.
(3) من اللسان (عفا 306).
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 62
و قال النَّضر: استعفت الإبل هذا اليَبِيسَ بمشافرها، إذا أخذَتْه من فوق التُّراب.

عفت

العين و الفاء و التاء كلمة تدلُّ علي كسر شي‌ء، يقولون: عَفَتَ العظمَ: كسَرَه. ثم يقولون العَفت في الكلام: كَسْرُه لُكنةً، ككلامِ الحبشيّ «1».

عفج

العين و الفاء و الجيم كلمتان: إحداهما عُضو من الأعضاء و الآخر ضَرْبٌ.
فالأولي الأعفاج: الأمعاء، و يقولون: إنّ واحدها عِفج و عَفْج «2».
و أمّا الأخري فيقال عَفَج، إذا ضَرَب. و يقال للخشبة التي يَضرب بها الغاسلُ الثِّياب: مِعفاج. و سائر ما يقال في هذا الباب مما لا أصل له.

عفر

العين و الفاء و الراء أصلٌ صحيح، و له معانٍ. فالأول لون من الألوان، و الثاني نبت، و الثالث شدّة و قُوّة، و الرابع زَمان، و الخامس شي‌ءٌ من خَلْق الحيوان.
فالأول: العُفرة في الألوان، و هو أن يَضرِب إلي غُبْرَة في حمرة؛ و لذلك سمّي التراب العَفَر. يقال: عفَّرت الشي‌ء في التُّراب تعفيرا. و اعتَفَر الشّي‌ء: سقَط في العَفَر.
قال الشاعر «3» يصف ذوائب المرأة، و أنّها إذا أرسلتها سقطَتْ علي الأرض.
______________________________
(1) في الأصل: «العفت الكلام كسره لكنه كلام الحبشي» و في المجمل: «العفت: كسر الكلام، و يكون ذلك من اللكنة، ككلام الحبشي و غيره».
(2) يقال بالفتح و الكسر، و بالتحريك، و ككبد.
(3) هو المرار بن منقذ. و قصيدة البيت في المفضليات (1: 80- 91)، و عدتها خمسة و تسعون بيتا.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 63
تهلك المِدْراةُ في أكنافِه و إذا ما أرسَلتْه يَعْتفِرْ «1»
قال ابن دريد «2»: العَفْر ظاهر تراب الأرض، بفتح الفاء، و تسكينها. قال:
«و الفتح اللُّغة العالية».
و يقال للظّبي أعفَرُ للونِه. قال:
يقول ليَ الأنباط إذْ أنا ساقطٌ به لا بظبيٍ في الصَّريمة أعفرا «3»
قال: و إنما ينسب إلي اسم التُّراب. و كذلك الرَّمْل الأعفر. قال: و اليَعْفُور الخِشْف، سمِّي بذلك لكثرة لُزوقه بالأرض. قال ابن دريد «4»: «العَفِير لحمٌ يجفَّف علي الرَّمل في الشمس».
و من الباب: شربت سَويقاً عَفِيراً، و ذلك إذا لم يُلَتَّ بزَيت و لا سَمن.
فأمَّا الذي قاله ابن الأعرابيّ، من قولهم: «وقعوا في عافور شرّ» مثل عاثور، فممكن أن يكون من العَفَر، و هو التُّراب، و ممكن أن يكون الفاء مبدلة من ثاء. و قد قال ابنُ الأعرابيّ: إنّ ذلك مشتقُّ من عَفّرَه، أي صرعه و مرَّغه في التراب.
و أنشد:
جاءت بشرٍّ مَجْنَبٍ عافورِ «5»
______________________________
(1) و كذا في اللسان (عفر). و في المفضليات: «في أفنانه» و «ينعفر».
(2) الجمهرة (2: 380).
(3) هذا دعاء عند الشماتة، أي جعل اللّٰه ما أصابه لازما له لا للظبي. و أنشد في اللسان للفرزدق في زياد:
أقول له لما أتانا نعيه به لا بظبي بالصريمة أعفرا
(4) الجمهرة (2: 380).
(5) المجنب، بفتح الميم: الكثير.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 64
فأمّا ما رواه أبو عبيدة أنّ العَفْر: بذر الناس الحبوب، فيقولون عَفَروا أي بذروا، فيجوز أن يكون من هذا؛ لأنّ ذلك يلقي في التُّراب.
قال الأصمعيّ: و
رُوِي في حديث عن هلالِ بن أميّة: «ما قَرِبْت امرأتي منذ عَفّرنا».
ثم يحمل علي هذا العَفَار، و هو إبَار النَّخل و تلقيحه. و قد قيل في عَفار النخل غيرُ هذا، و قد ذُكِر في موضعه.
و قال ابن الأعرابيّ: العُفْر: الليالي البِيض. و يقال لليلةِ ثلاثَ عشرةَ من* الشَّهر عَفْراء، و هي التي يقال لها ليلة السَّوَاء. و يقال إنّ العُفْر: الغنمُ البِيض الجُرد؛ يقال قوم مُعْفِرُون و مضيئون. قال: و هذيل مُعْفِرَة، و ليس في العرب قبيلة مُعْفِرَة غيرها.
و يقولون: ما علي عَفَر الأرض مثلُه، أي علي وجهها.
و من الباب
أنّ رسول اللّٰه صلي اللّٰه عليه و آله و سلم، كان إذا سَلم جافَي عَضُديه عن جَنْبيه حتَّي يُرَي من خلفه عُفْرةُ إبطَيْه.
و أمّا الأصل الثاني فالعَفار، و هو شجرٌ كثير النّار تُتَّخذ منه الزِّناد، الواحدة عَفارة. و من أمثالهم: «اقدَحْ بعَفارٍ أو مَرْخ، و اشدُد إن شئت أو أرْخ».
قال الأعشي:
زِنادُك خيرُ زِناد الملو كِ خالَطَ منهنّ مرْخٌ عَفارا «1»
و لعلَّ المرأة سمِّيت «عَفَارة» بذلك. قال الأعشي:
______________________________
(1) ديوان الأعشي 41 و الجمهرة (عفر).
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 65
بانَت لتَحزُنَنا عَفارَهْ يا جارتَا ما أنتِ جارهْ «1»
و كذلك «عُفيرة «2»». و قال بعضهم: العُفُر: جمع العَفار من الشَّجر الذي ذكرناه. و أنشدوا:
قد كان في هاشمٍ في بيت محضِهِم و اري الزِّناد إذا ما أصْلَد العُفُر
و يقولون: «في كلِّ شجرٍ نار، و استَمْجَد المَرْخُ و العَفار»، أي إنَّهما أخذا من النّار ما أحْسَبَهُما «3».
و الأصل الثالث: الشِّدّة و القوّة. قال الخليل: رجل عِفْرٌ بيِّنُ العَفارة، يوصَف بالشَّيطنة، و يقال: شَيطانٌ عِفْرِيَة و عفريت، و هم العفاريَةُ و العفاريت. و يقال إنّه الكَيِّس الظَّريف. و إن شئتَ فعِفْرٌ و أعفارٌ، و هو المتمرّد. و إنَّما أُخِذ من الشّدّة و البَسالة. يقال للأسد عِفِرٌّ و عَفرْنَي. و يقال للخبيث عِفِرِّينُ، و هم العِفِرُّون.
و أسَد عَفَرنَي و لبؤة عَفَرناة، أي شديدة. قال:
بذاتِ لَوْثٍ عَفْرناةٍ إذا عَثَرت فالتَّعسُ أدنَي لها من أن أقول لَعا «4»
و يسمُّون دويْبَّة من الدّوابّ «ليث عِفِرّين»، و هذا يقولون إنّ الأصل فيه البابُ الأوّل؛ لأنَّ مأوَي هذه الدويْبَّة التُّراب في السهل، تدوِّر دارةً ثم تندسُّ في جوفها، فإذا هيجَ رمَي بالتُّراب صُعُدا.
______________________________
(1) ديوان الأعشي 111 و اللسان و الجمهرة (عفر).
(2) في القاموس (عفر): «و كجهينة: امرأة من حكماء الجاهلية».
(3) أحسبه الشي‌ء: كفاه.
(4) للأعشي في ديوانه 83 و اللسان (لعا). و سيأتي في (لعا).
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 66
قال الخليل: و يسمُّون الرّجُل الكاملَ من أبناء الخمسين: ليث عِفِرّين.
يقولون: «ابنُ العَشْر لعّابٌ بالقُلِين «1»، و ابنُ العِشرين باغي نِسِين «2»، و ابن ثلاثين أسعي السَّاعين، و ابن الأربعين أبطش الباطشين، و ابن الخمسين ليثُ عِفِرِّين، و ابن ستِّين مؤنس الجلِيسِين، و ابن السبعين أحكم الحاكمين، و ابن الثَّمانين أسرع الحاسبين؛ و ابن التسعين واحدُ الأرذَلِين، و ابن المائة لا جاء و لا ساء «3»»، يقول: لا رجلٌ و لا امرأة.
قال أبو عُبيد: العِفريَة النفريَة: الخبيث المنكر. و هو مِثل العِفْر، يقال رجل عِفْرٌ، و امرأة عِفرة.
و
في الحديث: «إنَّ اللّٰه تعالي يُبغِض العِفريَة النِّفرِية، الذي لم بُرْزَأ في ماله و جسمه»
. قال: و هو المصحَّح الذي لا يكاد يَمرَض.
و زعم بعضُهم أن العَفَرفَر «4» مثل العَفَرنَي من الأُسود، و هو الذي يَصرع قِرنَه و يَعفِر. فإذا كان صحيحاً فقد عاد هذا البابُ إلي الباب الأوّل. و أنشد:
إذا مشَي في الحَلَق المُخَصَّرِ و بَيْضَةٍ واسعةٍ و مِغفرِ
يَهُوس هَوسَ الأسدِ العَفَرفرِ
و يقال إنَّ عَفَار: اسم رجل، و إنَّه مشتق من هذا، و كان يُنسب إليه النِّصال. قال:
______________________________
(1) القلين: جمع قلة، بضم ففتح، و هي خشبة صغيرة ثنصب قدر ذراع، تضرب بالمقلي، و هو عود كبير.
(2) النسون: النساء: جمع امرأة من غير لفظه.
(3) في اللسان (عفر 264). «لاجا و لاسا. يقول: لا رجل و لا امرأة، و لا جن و لا إنس».
(4) في القاموس: «العفرفرة» بالتاء. و لم يذكر «العفرفر».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 67
نصلٌ عَفارِيٍّ شديدٍ عَيرُه «1» لم يبق مِ النِّصال عادٍ غَيرُه «2»
و يقال للعِفِرّ عُفارِية أيضاً. قال جرير:
قَرنْتُ الظّالمِينَ بمرمريسٍ يذلُّ له العُفارِيَة المَريدُ «3»
و الأصل الرَّابع من الزَّمان قولُهم: لقيته عن عُفْر: أي بعد شهرٍ. و يقال بلرّجُل إذا كان له شرف قديم: ما شرفُك عن عُفْر، أي هو قديم غير حديث.
قال كُثَيِّر:
و لم يك عن عُفْرٍ تفرُّعُك العُلَي و لكنْ مواريثُ الجدودِ تَؤُولُها
أي تُصلِحها و ترُبُّها و تَسُوسها.
و يقال في عَفار النخل: إنَّ النّخلَ كان يُترَك بعد التَّلقيح أربعين يوماً لا يُسقَي.
قالوا: و من هذا الباب التّعفير، و هو أن تُرضع المُطْفِلُ ولدَها ساعةً و تتركه ساعة. قال لَبيد:
لِمُعَفَّر قَهْدٍ* تنازَعَ شِلْوَهُ غُبْرٌ كواسِبُ لا يُمنُّ طعامها «4»
و حُكي عن الفَرّاء أنّ العَفِير من النِّساء هي التي لا تُهدي لأحدٍ شيئاً. قال:
و هو مأخوذٌ من التّعفير الذي ذكرناه. و هذا الذي قاله الفرّاء بعيدٌ من الذي
______________________________
(1) في الأصل: «سديده عيرة».
(2) في الأصل: «من النصال».
(3) ديوان جرير 163 و اللسان (عفر). و كذا ورد إنشاده في الديوان. و في اللسان:
«لها»، و هو الصواب. و المرمريس، الداهية.
(4) من معلقته المشهورة. و الرواية: «غبس كواسب».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 68
شبّه به، و لعلَّ العفير هي التي كانت هدِيّتها تدوم و تَتَّصل، ثم صارت تهدي في الوقت. و هذا علي القياس صحيح. و مما يدلُّ علي هذا البيتُ الذي ذكر الفرّاء للكميت:
و إذا الخُرَّد اغبَرَرْن من المحْ لِ و صارت مِهداؤُهن عَفِيرا «1»
فالمِهداء التي مِن شأنها الإهداء، ثم عادت عَفيراً لا تُديم الهديَّة و الإهداء.
و أمّا الخامس فيقولون: إنَّ العِفرِيَة و العِفْراة واحدة، و هي شَعَر وسط الرّأس. و أنشد:
قد صَعَّد الدّهرُ إلي عِفراتِه فاحتصَّها بشفرتَيْ مِبراتِه «2»
و هي لغة في العِفريَة، كناصِيَة و ناصاة. و قد يقولون علي التشبية لعرف الديك: عِفريَة. قال:
كعِفريَة الغَيورِ من الدَّجاجِ
أي من الدِّيَكة. قال أبو زيد: شعر القفا من الإنسان العِفرِيَة.

عفز

العين و الفاء و الزاء ليس بشي‌ء، و لا يُشبِه كلامَ العرب.
علي أنهم يقولون: العَفْز: ملاعَبة الرّجلِ امرأتَه، و إنّ العَفْز: الجَوز. و هذا لا معني لذكره.

عفس

العين و الفاء و السين أصل صحيح يدلُّ علي ممارسَة و معالَجة. يقولون: هو يعافس الشَّي‌ء، إذا عالَجَه. و اعتفَسَ القومُ: اصطرعوا.
______________________________
(1) في اللسان (عفر 266): «اعترون من المحل».
(2) احتصها، من الحص، و هو الحلق. و في الأصل: «فاحتاصها».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 69
و عُفِسَ، إذا سُجِن. و هذا علي معني الاستعارة، كأنَّه لما حُبِس كان كالمصروع.
و المعفوس: المبتَذَل. و العَفْس: سَوق الإبل. و المعني في ذلك كلِّه متقارب.

عفص

العين و الفاء و الصاد أُصَيل يدلُّ علي التواء أوْلَيٍّ. يقال:
عَفَص يدَه: لَوَاها. و يقولون: العَفَص: التواءِ في الأنف.

عفط

العين و الفاء و الطاء أُصَيْل صحيح يدلُّ علي صُوَيت، ثم يحمل عليه. يقولون: العَفْطَة: نَثْرة الضائنة بأنفها. يقال: «ما له عافطة و لا نافطة».
و يقال إنّ العافطة الأمَة، و النافطة الشّاة. ثم يقولون للألْكَن العِفطِيّ «1».
و يقولون: عَفَط بغنمه، إذا دعاها. و اللّٰه أعلم بالصواب.

باب العين و القاف و ما يثلثهما في الثلاثي

عقل

العين و القاف و اللام أصلٌ واحد منقاس مطرد، يدلُّ عُظْمُه علي حُبْسة في الشَّي‌ء أو ما يقارب الحُبْسة. من ذلك العَقْل، و هو الحابس عن ذَميم القَول و الفِعل.
قال الخليل: العَقل: نقيض الجهل. يقال عَقَل يعقِل عَقْلا، إذا عرَفَ ما كان يجهله قبل، أو انزجَر عمّا كان يفعلُه. و جمعه عقول. و رجل عاقلٌ و قوم عُقَلاء و عاقلون. و رجل عَقُول، إذا كان حسَنَ الفَهم وافر العَقل. و ما له مَعقولٌ، أي عقل؛ خَرج مَخرجَ المجلود للجَلادة، و المَيْسور لليُسْر. قال:
______________________________
(1) في الأصل: «العفاطي»، صوابه في المجمل و اللسان. و يقال أيضا في معناه «عَفّاط».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 70
فقد أفادت لهم عقلًا و موعِظةً لمن يكون له إرْبٌ و معقولُ «1»
و يقال في المثل: «رُبَّ أبْلَهَ عَقول». و يقولون: «عَلِمَ قتيلا و عَدِم معقولا». و يقولون: فلانٌ عَقُولٌ «2» للحديث، لا يفلت الحديثَ سَمْعُه. و من الباب المَعقِل و العَقْل، و هو الحِصن، و جمعه عُقول. قال أحيحَة:
و قد أعددت للحِدْثان صَعْباً لو أنّ المرءَ تنفعُه العقُول
يريد الحصون.
و من الباب العَقْل، و هي الدِّيَة. يقال: عَقَلْتُ القتيلَ أعْقِله عقلا، إذا أدّيتَ ديتَه. قال:
إنِّي و قتلي سُلَيكاً ثمَّ أعْقِلَه كالثّور يُضرَب لمّا عافت البقرُ «3»
الأصمعيّ: عقلت القتيلَ: أعطيتُ دِيتَه. و عقَلت عن فلانٍ، إذا غَرِمْتَ جنايتَه. قال: و كلَّمت أبا يوسف القاضيَ في ذلك بحضرة الرشيد، فلم يفرِق بين عَقَلته و عقَلت عنه، حتَّي فَهَّمْته.
و العاقلة: القوم تُقَسَّم عليهم الديّة في أموالهم إذا كان قتيلُ خطأ. و هم بنو عمِّ القاتل الأدنَون و إخوتُه. قال الأصمعيّ: صار دم فلان مَعْقُلة علي قومه، أي صاروا يَدُونه.
______________________________
(1) أنشده في اللسان (عقل) بدون نسبة. و في الأصل: «له عقلا».
(2) أي حصنا و معقلا صعبا. و كذا ورد إنشاده في المجمل. و في اللسان (عقل): «عقلا».
(3) البيت لأنس بن مدركة، كما في الحيوان (1: 18).
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 71
و يقول بعض العلماء: إن المرأة تُعاقِل الرّجُلَ إلي ثلث ديتها*. يعنون أنّ مُوضِحتَها و موضحتَهُ سواء «1»، فإذا بلغ العَقلُ ما يزيد علي ثُلث الدية صارت ديةُ المرأة علي نصف دِيَة الرّجل.
و بنو فلانٍ علي معاقلهم التي كانوا عليها في الجاهلية، يعني مراتبَهم في الدِّيات، الواحدة مَعْقُلة. قالوا أيضاً: و سمِّيت الديّة عَقْلًا لأنّ الإبل التي كانت تُؤخَذ في الدِّيات كانت تُجمَع فتُعقَل بفناء المقتول، فسمِّيت الدّيةُ عقلًا و إن كانت دراهمَ و دنانير. و قيل سمِّيت عقلًا لأنَّها تُمْسِك الدّم.
قال الخليل: إذا أخذ المصَدِّق صدقةَ الإبل تامّةً لسنة قيل: أخذ عقالًا، و عقالين لسنتين. و لم يأخذ نقدا، أي لم يأخذ ثمنا، و لكنه أخَذَ الصَّدقةَ علي ما فيها. و أنشد:
سعي عقالًا فلم يترُكْ لنا سَبَداً فكيف لو قد سعي عمرٌ و عِقالينِ «2»
و أهل اللغة يقولون: إنَّ الصّدقة كلَّها عِقال. يقال: استُعمِل فلانٌ علي عِقال بني فلان، أي علي صدقاتهم. قالوا: و سمِّيت عقالًا لأنَّها تَعقِل عن صاحبها الطّلبَ بها و تَعقِل عنه المأثَمَ أيضاً.
و تأوَّلُوا
قولَ أبي بكر لمَّا منعت العربُ الزكاةَ: «و اللّٰه لو منعوني عِقالًا ممّا
______________________________
(1) الموضحة: الشجة التي تبلغ العظم فتوضح عنه.
(2) البيت لعمرو بن العداء الكلبي، يقوله في عمرو بن عتبة بن أبي سفيان، و كان معاوية استعمله علي صدقات كلب، فاعتدي عليهم. اللسان (عقل، سعي) و الخزانة (3: 387) و الأغاني (18: 49). و انظر مجالس ثعلب 171 حيث الكلام علي البيت.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 72
أدَّوه إلي رسول اللّٰه صلي اللّٰه عليه و آله و سلم لقاتلتُهم عليه»
، فقالوا «1»: أراد به صدقةَ عام، و قالوا أيضاً: إنما أراد بالعِقال الشَّي‌ء التافِه الحقير، فضَرَب العِقال الذي يُعقَل به البعير لذلك مثلًا. و قيل إنّ المصدِّقَ كان إذا أعطي صدقة إبِلِه أعطي معها عُقُلها و أورَيتَها «2».
قال الأصمعي: عَقَل الظّبي يَعْقِلُ عُقولا «3»، إذا امتنع في الجبل. و يقال:
عَقَل الطّعامُ بطنَه، إذا أمسَكَه. و العَقُولُ من الدّواء: ما يُمسِك البطن. قال:
و يقال: اعتقل رمحَه، إذا وضَعَه بين رِكابه و ساقه. و اعتقَلَ شاتَه، إذا وضعَ رجلَها بين فخذه و ساقه فحلبها. و لفلان عُقْلة يَعتقِل بها النّاسَ، إذا صارعَهم عَقَلَ أرجْلَهم.
و يقال عقَلْت البَعِيرَ أعقِلُه عقلًا، إذا شَدَدتَ يدَه بعِقاله، و هو الرِّباط. و في أمثالهم:
الفحلُ يحمي شولَه معقولا «4»
و اعتُقل لسانُ فلانٍ، إذا احتبس عن الكلام.
فأمّا قولُهم: فلانةُ عقيلةُ قومِها، فهي كريمتُهم و خيارهم. و يُوصَف بذلك السيِّد أيضاً فيقال: هو عقيلة قومه. و عقيلةُ كلِّ شي‌ءٍ: أكرمُه. و الدُّرّة:
عَقيلة البحر. قال ابنُ قيس الرُّقَيَّات:
درّةٌ مِن عقائِل البحر بكرٌ لم يَشِنْها مَثاقب اللآلِ «5»
______________________________
(1) في الأصل: «فقال».
(2) الأروية: جمع رواء، بالكسر، و هو الحبل يشد به الحمل و المتاع فوق البعير.
(3) و عقلا أيضا، كما في اللسان.
(4) انظر الحيوان (2: 249) و أمثال الميداني (2: 16).
(5) ديوان ابن قيس الرقيات 207 برواية: «لم تنلها».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 73
و ذُكِر قياس هذا عن ابن الأعرابيّ، قالوا عنه: إنما سمِّيت عقيلةً لأنها عَقَلت صواحبَها عن أن يبلُغْنها. و قال الخليل: بل معناه عُقِلت في خدرها. قال امرؤ القيس:
عقيلة أخدانٍ لها لا دميمةٌ و لا ذات خُلْقٍ أن تأمَّلْتَ جَأْنَبِ «1»
قال أبو عبيدة: العقيلة، الذكر و الأنثي سواء. قال:
بَكْرٌ يُبذّ البُزْلَ و البِكارا عقيلةٌ من نُجُبٍ مَهَارَي
و من هذا الباب: العَقَل في الرّجلين: اصطكاك الرُّكبتين. يقال: بعيرٌ أعقُلُ، و قد عَقِل عَقَلا. و أنشد:
أخو الحَرْب لَبَّاسٌ إليها جِلالَها و ليس بولّاج الخوالف أعقلا «2»
و العُقَّال: داء يأخذ الدوابَّ في الرِّجلين، و قد يخفف. و دابّة معقولة و بها عُقّال، إذا مشَتْ كأنَّها تَقلَع رجليها من صخرة. و أكثر ما يكون في ذلك في الشَّاء.
قال أبو عبيدة: امرأة عَقْلاء، إذا كانت حَمْشة السّاقين ضخمةَ العضَلتين.
قال الخليل: العاقول من النّهر و الوادي و من الأمور أيضاً: ما التبس و اعوجَّ.
و ذكِر عن ابن الأعرابيّ، و لم نسمعه سَماعاً، أنَّ العِقال: البئر القريبة القعر، سمِّيت عِقالا لقُرْب مائها، كأنَّها تُستَقَي بالعِقال، و قد ذُكر ذلك عن أبي عبيدةَ أيضاً.
و مما يقرب من هذا الباب العَقَنْقَل من الرَّمل، و هو ما ارتكم منه؛ و جمعه عقاقيل، و إنما سمِّي بذلك لارتكامه* و تجمُّعه. و منه عَقنقَل الضّب: مَصِيرُه.
______________________________
(1) ديوان امرئ القيس 73 و المجمل و اللسان (جنب).
(2) للقلاخ بن حزن في سيبويه (1: 57) و العيني (3: 535).
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 74
و يقولون: «أطعِمْ أخاك من عقنقل الضّبّ»، يُتَمثَّل به. و يقولون إنَّه طيِّب.
فأمّا الأصمعيّ فإنّه قال: إنَّه يُرمَي به، و يقال: «أطعم أخاك من عقنقل الضب» استهزاءً. قالوا: و إنما سُمِّي عقنقلًا لتحوِّيه و تلوِّيه، و كلُّ ما تحوَّي و التوي فهو عَقنقَل، و منه قيل لقُضْبان الكَرْم: عقاقيل، لأنَّها ملتوية. قال:
نجُذّ رقابَ القومِ مِن كلِّ جانبٍ كجذِّ عقاقيل الكُرُومِ خبيرُها «1»
فأمّا الأسماء التي جاءت من هذا البناء و لعلَّها أن تكون منقاسة، فعاقِلٌ:
جَبَل «2» بعينه. قال:
لمن الدِّيارُ برامتَينِ فعاقلٍ درسَتْ و غيَّرَ آيَهَا القَطْرُ
قال أبو عبيدة: بنو عاقل رهط الحارث بن حُجْر، سُمُّوا بذلك لأنّهم نزلوا عاقلًا، و هم ملوك.
و مَعْقلةُ: مكان بالبادية. و أنشد:
و عينٍ كأنَّ البابليَّينِ لَبَّسَا بقلبك [منها] يوم مَعْقُلةٍ سِحرا «3»
و قال أوس:
فبطنُ السُّليِّ فالسِّخالُ تعَذَّرت فَمَعقُلةٌ إلي مُطارٍ فواحفُ «4»
قال الأصمعيّ: بالدَّهْناء خَبْرَاءُ يقال لها مَعْقُلة.
______________________________
(1) البيت في مجالس ثعلب 93 و اللسان (خبر، عقل) برواية: «رقاب الأوس». و في (خبر) من اللسان: «تجز» و «كجز».
(2) في الأصل: «حبلي».
(3) البابليان: هاروت و ماروت الملكان. و كلمة «منها» يتطلبها الوزن و المعني.
(4) ديوان أوس بن حجر 14.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 75
و ذو العُقَّال: فرسٌ معروف «1». و أنشد:
فكأنما مسحوا بوجهِ حِمارِهم بالرَّقْمتين جَبِينَ ذي العُقّالِ «2»

عقم

العين و القاف و الميم أصلٌ واحد يدلُّ علي غموضٍ و ضيق و شِدّة. من ذلك قولهم حَرْبٌ عَقام و عُقَام: لا يَلوِي فيها أحدٌ [علي أحد «3»] لشِدّتها. و داءٌ عَقَامٌ: لا يُبرَأ منه.
و من الباب قولهم: رجل عَقام، و هو الضيِّقُ الخُلُق. قال:
أنت عَقامٌ لا يُصابُ له هويً و ذو همّة في المَطْلِ و هو مُضَيِّعُ «4»
و من الباب عَقِمت الرّحمُ عُقْماً، و ذلك هَزْمَةٌ تقع في الرّحِم فلا تقبل الولَد.
و يقال: عَقِمَت المرأة و عُقِمَت، و هي أجودُهما. و
في الحديث: «تُعقَم أصلابُ المنافقين فلا يقدِرون علي السجود»
، و المعني يُبْسُ مفاصلِهم «5». و يقال رجلٌ عقيم، و رجال عُقَماء، و نسوةٌ معقومات و عقائم و عُقُم.
قال أبو عمرو: عُقِمت المرأة، إذا لم تلد. قال ابنُ الأعرابي: عُقِمَت المرأة عَقُمْا، و هي معقومة و عقيم، و في الرّجل أيضاً عُقِم فهو عقيم و معقوم. و ربما قالوا:
عَقَمت فلانةَ، أي سحرتُها حتي صارت معقومةَ الرّحِم لا تَلِد.
______________________________
(1) هو ابن أعوج بن الديناري بن الهجيسي بن زاد الركب. اللسان (عقل)، و ابن الكلبي 7- 9 و ابن الأعرابي 52، 63 و أبو عبيدة 66 و المخصص (6: 195) و نهاية الأرب (10: 36، 37، 41) و العمدة (2: 182).
(2) للفرزدق في ديوانه 727 برواية: «ذي الرقمتين».
(3) التكملة من المجمل و اللسان.
(4) في اللسان و المجمل (عقم): «و أنت» بدون الخرم. و في اللسان فقط: «في المال».
(5) في اللسان: «تيبس مفاصلهم».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 76
قال الخليل: عقلٌ عقيم، للذي لا يُجدي علي صاحبه شيئاً.
و يروي أنّ العقل عقلان: فعقل عقيمٌ، و هو عقل صاحب الدنيا؛ و عقلٌ مثمر، و هو عقل [صاحب] الآخرة.
و يقال: المُلْك عقيم، و ذلك أنّ الرّجلَ يقتلُ أباه علي الملك، و المعني أنّه يَسُدّ بابَ المحافظة علي النسّب «1». و الدنيا عقيم: لا تردُّ علي صاحبها خيراً. و الرِّيح العَقيم: التي لا تُلقِح شجراً و لا سَحابا. قال اللّٰه تعالي: وَ فِي عٰادٍ إِذْ أَرْسَلْنٰا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ، قيل: هي الدَّبور. قال الكسائيّ: يقال عَقِمت عليهم الرّيح تَعقَم عُقْما. و العقيم من الأرض: ما اعتقمتَها فحفَرْتها. قال:
تزوَّدَ منّا بين أُذْناه ضَربةً دَعَتْه إلي هابي التُّراب عقيم «2»
قال الخليل: الاعتقام: الحفر في جوانب البِئر. قال ربيعة بن مقروم:
و ماءٍ آجِنِ الجَمّات قَفرٍ تَعقَّمُ في جوانبه السِّباعُ «3»
و إنما قيل لذلك اعتقامٌ لأنَّه في الجانب، و ذلك دليل الضِّيقِ الذي ذكرناه.
و من الباب: المُعاقِم: المُخاصِم؛ و الوجه فيه أنه يضيِّق علي صاحبه بالكلام.
و كان الشيبانيّ يقول: هذا كلام عُقْمِيّ، أي إنَّه من كلام الجاهلية لا يُعرف. و زَعم أنَّه سأل رجلًا من هُذيل يكني أبا عِياض، عن حرفٍ من غريب هُذيل، فقال:
______________________________
(1) في المجمل: «فكأنه سد باب الرعاية و المحافظة».
(2) البيت لهوبر الحارثي كما في اللسان (هيا) برواية: «أذنيه». و سيأتي في (هبو). و رواية ابن فارس هذه هي التي يستشهد بها النحويون لإلزام المثني الألف مطلقا، و هي لغة بلحارث بن كعب و خثعم و زبيد و كنانة. انظر شذور الذهب و همع الهوامع، في إعراب المثني.
(3) البيت في اللسان (عقم). و هو من قصيدة في المفضليات (1: 183- 187).
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 77
هذا كلام عِقُميّ، أي من كلام الجاهليّة لا يُتكلَّم به اليوم. و يقولون: إنّ الحاجز بين التِّبْن و الحَبِّ إذا ذُرِّي الطعامُ مِعْقَم «1».

عقو

العين و القاف و الحرف المعتل كلماتٌ لا تنقاس و ليس يجمعُها أصلٌ، و هي صحيحة. و إحداها العَقْوة: ما حولَ الدّار. يقال ما يَطُور بعَقْوَةِ فلانٍ أحد. و الكلمة الأخري: العِقْيُ: ما يخرُج من بطن الصبيّ حين يُولَد. و الثالثة:
العِقْيان،* و هو فيما يقال: ذهبٌ ينبت نباتاً، و ليس مما يحصَّلَ من الحِجارة.
و الاعتقاء مثل الاعتقام في البئر، و قد ذكرناه. و يقال عَقَّي الطائر، إذا ارتفع في طيَرانه. و عقَّي بسهمه في الهواء. و ينشد:
عَقَّوْا بسهم فلم يَشعُر به أحدٌ ثم استفاءُوا و قالوا حبّذا الوَضَحُ «2»
و من الكلمات أعقي الشَّي‌ءُ، إذا اشتدَّت مرارتُه.

عقب

العين و القاف و الباء أصلانِ صحيحان: أحدُهما يدلُّ علي تأخير شي‌ء «3» و إتيانِه بعد غيره. و الأصل الآخَر يدلُّ علي ارتفاعٍ و شدّة و صُعوبة.
فالأول قال الخليل: كلُّ شي‌ء يَعقُبُ شيئاً فهو عَقيبُه، كقولك خَلف يَخلف، بمنزلة اللَّيل و النهار إذا مضي أحدُهما عَقَبَ الآخَر. و هما عَقيبانِ، كلُّ واحدٍ منهما
______________________________
(1) كتبت في المجمل لتقرأ بالوجهين: «مَعقِم» و «و مِعقَم».
(2) البيت للمتنخل الهذلي في ديوان الهذليين (2: 31) و اللسان (عقا). و نسب في (وضح) إلي أبي ذؤيب الهذلي، و ليس بالصواب.
(3) في الأصل: «آخر شي‌ء»، تحريف.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 78
عَقيبُ صاحبِه. و يعقِّبان، إذا جاء اللّيلُ ذهب النَّهارُ، فيقال عَقَّب اللّيلُ النّهارَ و عقب النهارُ اللّيل. و ذكر ناسٌ من أهل التفسير في قوله تعالي: لَهُ مُعَقِّبٰاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ مِنْ خَلْفِهِ قال: يعني ملائكةَ اللّيلِ و النّهار، لأنهم يتعاقبون.
و يقال إنَّ العَقِيب الذي يُعاقب آخَرَ في المركَب، و قد أعقَبْتُه، إذا نزلْتَ ليركب.
و يقولون: عَقِبَ عليَّ في تلك السِّلعة عَقَبٌ، أي أدركني فيها دَرَكٌ «1».
و التَّعقِبَة: الدَّرَك.
و من الباب: عاقبت الرجل مُعاقَبة و عُقوبةً و عِقابا. و احذَر العقوبةَ و العَقْب. و أنشَد:
فنعمَ والِي الحُكْمِ و الجارُ عمر لَيْنٌ لأهل الحقِّ ذو عَقْبٍ ذكَرْ «2»
و يقولون: إنّها لغةُ بني أسد. و إنّما سمِّيت عقوبة لأنَّها تكون آخراً و ثانيَ الذَّنْب. و روي عن [ابن] الأعرابيّ: المعاقِب الذي أدْرك ثأره. و إنَّما سمي بذلك للمعني الذي ذكرناه «3». و أنشد:
و نحنُ قتَلنا بالمُخارِق فارساً جزاءَ العُطاسِ لا يموتُ المعاقِبُ «4»
أي أدركنا بثأره قَدْرَ ما بين العُطاس و التّشميت. و مثله:
______________________________
(1) هذا اللفظ و معناه مما لم يرد في المعاجم المتداولة.
(2) البيتان أشبه بأن يكونا من أرجوزة العجاج التي يمدح بها عمر بن عبيد اللّٰه بن المعمر و ليسا في ديوانه المطبوع. و البيت الثاني في اللسان (عقب 110).
(3) في الأصل: «ذكره».
(4) أنشده في اللسان (عقب 110).
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 79
فقَتلٌ بقَتلانا و جَزٌّ بجَزّنا جزاءَ العُطاسِ لا يموت مَن اتّأرْ «1»
قال الخليل: عاقبةُ كلِّ شي‌ء: آخره، و كذلك العُقَب، جمع عُقْبة. قال:
كنتَ أخي في العُقَبِ النَّوائب
و يقال: استعقَبَ فلانٌ من فِعلِه خيراً أو شرَّا، و استعقَبَ من أمرهِ ندماً، و تَعقَّب أيضاً. و تعقَّبْت ما صنَعَ فلانٌ، أي تتبَّعت أثره. و يقولون: ستَجِد عقِبَ الأمر كخيرٍ أو كشرٍّ، و هو العاقبة.
و من الباب قولهم للرجل المنقطع الكلام: لو كان له عَقِبٌ تكلّم، أي لو كان عنده جواب. و قالوا في قول عمر:
فلا مالَ إلَّا قد أخذنا عقابَه و لا دمَ إلّا قد سفكنا به دَما
قال: عِقابَه، أراد عُقباه و عُقْبانَه. و يقال: فلانٌ و فلانٌ يعتقبان فلاناً، إذا تعاوَنَا عليه.
قال الشَّيباني: إبلٌ معاقِبَةٌ: تَرْعَي الحَمْضَ مَرّةً، و البقلَ أخري. و يقال:
العواقب من الإبل ما كان في العِضاهِ ثم عَقَبَتْ منه في شجر آخر. قال ابنُ الأعرابيّ:
العواقب من الإبل التي تُداخِل الماء تشربُ ثم تعود إلي المَعْطِن ثم تعود [إلي الماء «2»] و أنشد يصف إبلا:
روابع خَوامس عواقب
و قال أبو زياد: المعقِّبات: اللواتي يَقُمن عند أعجاز الإبل التي تعترك علي
______________________________
(1) البيت لمهلهل، كما في البيان (3: 320) بتحقيقنا. و هو في الحيوان (3: 276) بدون نسبة. و الرواية فيهما:
«فقتلا بتقتيل و عقرا بعقركم»
. (2) التكملة من المجمل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 80
الحوض، فإذا انصرفَتْ ناقةٌ دخلت «1» مكانَها أخري، و الواحدةُ مُعَقِّبة. قال:
الناظراتُ العُقَب الصَّوادِفُ «2»
و قالوا: و عُقْبة الإبل: أن ترعي الحَمض [مَرَّةً] و الخَلّة أخري. و قال ذو الرُّمَّة:
ألْهاهُ آءٌ و تَنُّومٌ و عُقْبتُه مِن لائح المرو و المرعي له عُقَب «3»
قال الخليل: عَقبت الرّجُل، أي صرت عَقِبَه أعقُبه عَقْبا. و منه سمِّي رسول اللّٰه صلي اللّٰه عليه و سلم: «العاقب» لأنّه عَقَبَ مَن كان قبلَه من الأنبياء عليهم السلام. و فعلْتُ ذلك بعاقبةٍ، كما يقال بآخِرة. قال:
أرَثَّ حديثُ الوصلِ من أمِّ مَعبدِ بِعاقبةٍ و أخلفَتْ كلَّ مَوعِد «4»
و حكي عن الأصمعيّ: رأيتُ عاقبةً من الطَّير، أي طيراً يَعقُب بعضُها بعضاً، تقع هذه مكانَ التي قد كانت طارت قبلَها. قال أبو زيد: جئتُ في عُقب الشهر و عُقْبانِه، أي بعد مُضِيِّه، العينان مضمومتان. قال: و جئت في عَقب الشهر و عُقبه [و]* في عُقُبِه. قال:
[و قد] أروح عُقُبَ الإصدار مُخَتَّراً مسترخِيَ الإزارِ
______________________________
(1) في الأصل: «دلت»، صوابه من المجمل و اللسان.
(2) سبق في (صدف). و أنشده في المجمل و اللسان (صدف). و قبله في تاج العروس:
لاري حتي تنهل الروادف
(3) ديوان ذي الرمة 29 و الحيوان (4: 312، 343) و اللسان (عقب) و المخصص (12: 13).
(4) البيت لدريد بن الصمة من قصيدة في الأصمعيات 23 ليبسك و جمهرة أشعار العرب 117.
و أنشده في اللسان (رثث).
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 81
قال الخليل: جاء في عَقِب الشهر أي آخرِه؛ و في عُقْبِه، إذا مضي و دخل شي‌ءٌ من الآخر. و يقال: أخذت عُقْبَةً من أسيرِي، و هو أن تأخذ منه بدلا. قال:
لا بأس إنِّي قد عَلِقت بعُقْبة
و هذا عُقْبةٌ من فلانٍ أي أخِذَ مكانه. و أمّا قولهم عُقْبَةُ القمر «1» …
و من الباب قولهم: عُقْبة القِدر، و هو أن يستعير القِدرَ فإذا ردَّها ترك في أسفلها شيئاً. و قياس ذلك أن يكون آخرَ ما في القدر، أو يبقي بعد أن يُغرف منها. قال ابن دريد «2»:
إذا عُقَب القُدور يكنَّ مالًا تحبّ حلائلَ الأقوام عِرسي
و قال الكميت:
… و لم يكن لعُقْبةِ قِدرِ المستعيرين مُعْقِبُ «3»
و يقولون: تصدَّقْ بصدقةٍ ليست فيها تَعقِبة، أي استثناء. و ربّما قالوا: عاقب بين رجليه. إذا راوَحَ بينهما، اعتمد مرّةً علي اليمني و مرّةً علي اليُسري.
و ممّا ذكره الخليل أن المِعقاب: المرأة التي تلد ذكراً بعد أنثي، و كان ذلك عادتَها. و قال أبو زيد: ليس لفُلان عاقبة، يعني عَقِباً. و يقال عَقَب للفرس جَرْيٌ بعد جري، أي شي‌ءٌ بعد شي‌ء. قال امرؤ القيس:
______________________________
(1) كذا بيض بعدها في الأصل. و لم تذكر في المجمل. و في اللسان: «و عقبة القمر: عودته بالكسر، و يقال عقبة بالفتح، و ذلك إذا غاب ثم طلع. ابن الأعرابي: عقبة القمر بالضم: نجم يقارن القمر في السنة مرة».
(2) كذا ورد في الأصل، فلعل بعده سقطا هو نقل من الجمهرة. أو لعل صوابه «دريد» و هو دريد بن الصمة.
(3) اللسان (حرد، عقب). و أوله:
«و حاردت النكد الجلاد» …
.معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 82
علي العَقْبِ جياشٌ كأنَّ اهتزامَه إذا جاش منه حَمْيُه غَلْيُ مِرجلِ «1»
و قال الخليل: كلُّ مَن ثَنَّي شيئاً فهو معقِّب قال لبيد:
حَتَّي تَهَجَّرَ للرّواح و هاجَها طَلَب المعقِّبِ حقَّه المظلوم «2»
قال ابن السّكيت: المعَقِّب: الماطِل، و هو هاهنا المفعول به، لأنَّ المظلوم هو الطالب، كأنه قال: طلب المظلوم حَقّه من ماطله. و قال الخليل: المعني كما يطلب المعقّبُ المظلومَ حقَّه، فحمل المظلومَ علي موضع المعقِّب فرفعه.
و في القرآن: وَلّٰي مُدْبِراً وَ لَمْ يُعَقِّبْ*، أي لم يعطف. و التَّعقيب، غزوة بعد غزوة. قال طفيل:
و أطنابُه أرسانُ جُرْدٍ كأنَّها صدورُ القنا من بادئ و مُعقِّبِ «3»
و يقال: عقَّبَ فلانٌ في الصَّلاة، إذا قام بعد ما يفرُغ النّاسُ من الصَّلاة في مجلِسه يصلِّي.
و من الباب عَقِبُ القدَم: مؤخَّرها. و في المثل: «ابنُكِ مَن دَمَّي عَقِبيكِ»، و كان أصل ذلك في عَقيل بن مالك، و ذلك أن كبشة بنت عُروة الرّحّال تبَنَّتْه، فعرَم «4» عقيلٌ علي أمِّه يوماً فضربته، فجاءها كبشةُ تمنعها، فقالت: ابني ابني.
فقالت القَينيَّة- و هي أمَةٌ من بني القَين-: «ابنُكِ من دَمَّي عَقِبيكِ»، أي ابنك هو الذي نُفِسْتِ به و وَلَدْتِه حَتَّي أدمي النّفاس عَقِبيْك، لا هذا.
______________________________
(1) البيت من معلقته المشهورة. و يروي: «علي الذبل».
(2) ديوان لبيد 99 طبع 1880 و اللسان و الجمهرة (عقب). و يروي: «و هاجه».
(3) ديوان طفيل ص 40.
(4) عرم، بالراء المهملة، من العرامة، و هي الشراسة و الخبث. و في الأصل: «فعزم».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 83
و من كلامهم في العُقوبة و العِقاب، قال امرؤ القيس:
و بالأشْقَينَ ما كان العقابُ «1»
و يقال: أعقب فلانٌ، أي رجَع، و المعني أنه جاء عُقَيب مضيّه.
قال لبيد:
فجال و لم يُعْقِب بغُضْفٍ كأنّها دُقاق الشَّعيل يبتدِرْن الجعائلا «2»
قال الدريدي: المُعْقب: نجم يعقُب نجماً آخَر، أي يطلُع بعده. قال:
كأنها بينَ السُّجوف مُعْقِب «3»
و من الباب قولهم: عليه عِقْبَةُ السَّرْو و الجمال، أي أثره. قال: و قومٌ عليهم عِقْبَة السَّرْو … «4» و إنما قيل ذلك لأنّ أثَرَ الشَّي‌ء يكونُ بعد الشي‌ء.
و ممّا يتكلمون به في مجري الأمثال قولهم: «من أين جاءت عَقِبُك» أي من أين جئت. و «فلانٌ مُوَطَّأ العَقِب» أي كثير الأتباع. و منه
حديث عمّار «5»:
«اللهُمَّ إن كان كَذَب فاجعله مُوطّأ العَقِب»
. دعا أن يكون سلطانا يطأ النّاس عَقِبه، أي يتبعونه و يمشون وراءَه، أو يكون ذَا مالٍ فيتبعونه لمالِه. قال:
عهدي بقيسٍ و هُمُ خير الأمَمْ لا يطؤون قدماً علي قَدَمْ
______________________________
(1) صدره في ديوانه 160:
وقاهم جدهم ببني أبيهم
(2) ديوان لبيد 20 طبع 1881.
(3) بعده في اللسان (عقب):
أو شادن ذو بهجة مريب
(4) بياض في الأصل.
(5) الحديث في اللسان (وطأ 194)، قال: «و في حديث عمار أن رجلا وشي به إلي عمر فقال».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 84
أي إنَّهم قادةٌ يتبعهم الناس، و ليسوا أتباعاً يطؤون أقدامَ مَن تقدَّمهم.
و أما قول النَّخَعي: «المعتقب ضامنٌ لما اعتَقب» فالمعتقِب: الرجل يَبِيع الرّجُلَ شيئاً فلا ينقُده المشترِي الثّمَن، فيأبَي البائع أن يُسلِّم إليه السّلعة حتي ينقُده، فتضيعَ السّلعةُ عند البائع. يقول: فالضَّمان علي البائع. و إنّما سُمِّي معتقباً لأنَّه أتي بشي‌ء بعد البيع، و هو إمساك الشَّي‌ء.
و يقولون: اعتقبت الشي‌ء، أي حبَستُه.
و من الباب: الإعقابة «1»: سِمَة مثل الإدبارة، و يكون أيضاً جلدةً معلقة من دُبُر الأذن.
و أمّا الأصل الآخر فالعَقَبة: طريقٌ في الجبل، و جمعها عِقابٌ. ثمّ رُدّ إلي هذا كلُّ شي‌ءٍ فيه عُلوٌّ أو شدّة. قال ابنُ الأعرابيّ: البئر تُطوَي فيُعْقب وَهْيُ أواخِرها بحجارةٍ من خَلْفها. يقال أعقبت الطَّيَّ. و كلُّ طريقٍ يكون بعضُه فوقَ بعض فهي أَعْقاب.
قال الكسائيّ: المعْقِب: الذي يُعْقب طَيّ البئر: أن يجعل الحصباءَ و الحجارةَ الصِّغار فيها و في خللها، لكي يشدَّ أعقاب الطيّ. قال:
شدًّا إلي التَّعقيب مِن ورائها
قال أبو عمرو: العُقَاب: الخزَف الذي يُدخَل بين الآجُرّ في طيِّ البئر لكي تشتدّ.
و قال الخليل: العُقَاب مرقًي في عُرْض جبل، و هو ناشزٌ. و يقال: العُقاب:
______________________________
(1) هذه الكلمة مما لم يرد في المعاجم المتداولة.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 85
حجرٌ يقوم عليه السّاقي. و يقولون إنّه أيضاً المَسِيل الذي يَسِيل ماؤه إلي الحَوض.
و يُنشدَ:
كأنَّ صوتَ غَرْبِها إذَا انثَعَبْ سَيْلٌ علي مَتْنِ عُقَابٍ ذي حَدَبْ «1»
و من الباب: العَقَب: ما يُعْقَب به الرّماحُ و السِّهام. قال: و خِلافُ ما بينَه و بين العَصَب أنَّ العصَب يَضرِبُ إلي صُفرة، و العَقَب يضرِب إلي البياض، و هو أصلبُهما و أمتنُهما. و العَصَب لا يُنْتَفَع به «2». فهذا يدلّ علي ما قلناه، أنَّ هذا البابَ قياسُه الشِّدَّة.
و من الباب ما حكاه أبو زيد: عَقِب العَرْفج يَعْقَب أشدَّ العَقَبِ. و عَقَبُه أن يَدِقَّ عُوده و تصفَّر ثمرتُه، ثم ليس بعد ذلك إلَّا يُبْسه.
و من الباب: العُقاب من الطَّير، سمِّيت بذلك لِشدَّتها و قُوّتها، و جمعه أعْقُبٌ و عِقبانٌ «3»، و هي من جوارح الطَّير. و يقال عُقابٌ عَقَبناةٌ «4»، أي سريعة الخَطفة. قال:
عُقاب عَقَبْناةٌ كَأَنَّ وظيفَها و خُرطومَها الأعْلَي بنارٍ ملوَّحُ «5»
خرطومها: مِنْسَرها. و وظيفها: ساقُها. أراد أنَّهما أسودان.
______________________________
(1) في الأصل: «علي مشي»، صوابه من المجمل.
(2) في اللسان (2: 114): «و العصب» العلباء الغليظ و لا خير فيه».
(3) و أعقبة أيضا، عن كراع. و جمع الجمع عقابين.
(4) بتقديم الباء علي النون. و يقال أيضا «عقنباة» بتقديم النون، و «بعنقاة» بتقديم الباء علي العين. القاموس و المخصص (8: 146/ 16: 7).
(5) أنشده في المخصص في الموضعين برواية: «كأن جناحها».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 86
ثمَّ شُبِّهت الرّاية بهذه العُقاب، كأنَّها تطير كما تَطير «1».

عقد

العين و القاف و الدال أصلٌ واحد يدلُّ علي شَدٍّ و شِدّةِ وُثوق، و إليه ترجعُ فروعُ البابِ كلها.
من ذلك عَقْد البِناء، و الجمع أعقاد و عُقود. قال الخليل: و لم أسمع له فِعْلًا.
و لو قيل عَقَّد تَعقِيداً، أي بني عَقْداً لجاز. و عَقَدت الحبلَ أعقِده عَقْداً، و قد انعقد، و تلك هي العُقْدة.
و مما يرجع إلي هذا المعني لكنَّه يُزَاد فيه للفصْل بين المعاني: أعقَدْت العَسَل و انعقد، و عسلٌ عقيد و مُنعقِد. قال:
كأنّ رُبًّا سال بعد الإعقادْ علي لدِيدَيْ مُصْمَئِلٍّ صِلْخَادْ «2»
و عاقَدته مثل عاهدته، و هو العَقْد و الجمع عُقود. قال اللّٰه تعالي: أَوْفُوا بِالْعُقُودِ و العَقْد: عَقْدُ اليمين، [و منه] قوله تعالي: وَ لٰكِنْ يُؤٰاخِذُكُمْ بِمٰا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمٰانَ «3». و عُقْدَة النكاح و كلِّ شي‌ءٍ: وُجوبُه و إبرامُه. و العُقْدة في البيع:
إيجابه. و العُقْدَة: الضَّيْعة، و الجمع عُقَد. يقال اعتقد فلانٌ عُقْدةً، أي اتَّخَذها.
و اعتقد مالًا و أخاً، أي اقتناه. و عَقَد قلبَه علي كذا فلا يَنزِع عنه. و اعتَقَد الشي‌ء:
______________________________
(1) أري أنها سميت بذلك لعزها و امتناعها.
(2) الرجز لرؤبة في ديوانه 41، و ثاني الشطرين في اللسان (لدد). و كلمة «ربا» في الشطر الأول ساقطة من الأصل، و إثباتها من الديوان.
(3) من الآية 89 في سورة المائدة. و القراءة بتخفيف القاف هي قراءة أبي بكر و حمزة و الكسائي و الأعمش، و سائر القراء: «عَقَّدْتُمُ» بتشديد القاف، و انفرد ابن ذكوان بقراءة «عاقدتم».
إتحاف فضلاء البشر 202.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 87
صَلُب. و اعتَقَد الإخاءُ: ثَبَتَ «1». و العَقِيد: طعام يُعْقَد بعسل. و المَعَاقِد: مواضع العَقْد من النِّظام. قال:
معاقِدُ سِلكِه لم تُوصَلِ «2»
و عِقْدُ القِلادة ما يكون طُوَارَ العُنق، أي مقدارَه. قال الدريديّ:
«المِعقاد خيط تنظم فيه خَرَزَات «3»».
قال الخليل: عَقَد الرَّمل: ما تراكم و اجتمع، و الجمع أعقاد. و قلَّما يقال عَقِد و عَقِدات، و هو جائز. قال ذو الرّمّة:
بين النهار و بين الليل من عَقَد علي جوانبه الأسباط و الهَدَبُ «4»
و من أمثالهم: «أحمق من تُرْب العَقَد» يعنون عَقَد الرَّمل؛ و حُمْقُه أنّه لا يثبت فيه التّراب، إنما ينهار. و «هو أعطش من عَقَد الرّمْل»، و «أشْرَبُ من عَقَد الرّمل» أي إنّه يتشرَّب كلَّ ما أصابه من مطر و دَثَّة «5».
* قال الخليل: ناقةٌ عاقدٌ، إذا عَقَدتْ «6».
قال ابنُ الأعرابيّ: العُقْدة من الشّجر: ما يكفي المالَ سنَتَه. قال غيرُه:
______________________________
(1) في اللسان: «و تعقد الإخاء: استحكم، مثل تذلل».
(2) لعنترة بن شداد في ديوانه 178. و هو و ما قبله:
أ فمن بكاء حمامة في أيكة ذرفت دموعك فوق ظهر المحمل
كاندر أو فضض الجمان تقطعت منه معاقد سلكه لم توصل
و في الديوان: «عقائد» بدل: «معاقد»، تحريف.
(3) بعده في الجمهرة (2: 279): «تعلق في أعناق الصبيان أو في أعضادهم».
(4) ديوان ذي الرمة ص 4 و اللسان (سبط).
(5) الدثة: المطر الضعيف الخفيف. و في الأصل: «و دنبه»، تحريف.
(6) في اللسان: «و ناقة عاقد: تعقد بذنبها عند اللقاح».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 88
العُقْدَة من الشّجَر: ما اجتمع و ثبَتَ أصلُه. و يقال للمكان الذي يكثر شجرُه «1» عُقدة أيضاً. و كلُّ الذي قيل في عُقدة الشَّجَر و النَّبْت فهو عائدٌ إلي هذا و لا معني لتكثير الباب بالتكرير.
و يقولون: «هو آلَفُ من غُراب العُقْدة». و لا يطير غُرابها. و المعني أنّه يجد ما يريده فيها.
و يقال: اعتقدَت الأرضُ حَيَا سنَتِها، و ذلك إذا مُطِرَت حتي يحفِر الحافر الثَّرَي فتذهبَ يدُه فيه حتي يَمَسَّ الأرض بأُذُنه و هو يحفر و الثَّرَي جَعْد.
قال ابنُ الأعرابيّ: عُقَد الدُّورِ و الأَرَضِينَ مأخوذةٌ من عُقَد الكلأ؛ لأنَّ فيها بلاغاً و كِفاية. و عَقَد الكَرْمُ، إذا رأيتَ عُودَه قد يَبس ماؤه و انتهي.
و عَقَدَ الإفطُ. و يقال إنّ عَكَد اللسان، و يقال له عَقَد أيضاً، هو الغِلَظ في وسطه.
و عَقِد الرّجلُ، إذا كانت في لسانه عُقدة، فهو أعقَدُ.
و يقال ظبيةٌ عاقدٌ، إذا كانت تَلْوي عنقَها. و الأعقد من التُّيوس و الظباء:
الذي في قَرْنه عُقْدة أو عُقَد، قال النَّابغة في الظباء العواقد:
و يضربن بالأيدي وراءَ بَرَاغِزٍ حسانِ الوجوه كالظِّباء العَوَاقِدِ «2»
و من الباب ما حكاه ابن السكّيت: لئيمٌ أعقد، إذا لم يكن سهلَ الخلق.
قال الطّرِمّاح:
و لو أنِّي أشاء حَدَوْتُ قولًا علي أعلامِه المتبيِّناتِ «3»
______________________________
(1) في الأصل: «يكتنز شجره»، تحريف. و بدله في المجمل: «و يقال بل هو المكان الكثير الشجر».
(2) ديوان النابغة 33 و اللسان (برغز).
(3) البيتان مما لم يرو في ديوان الطرماح. انظر ديوانه 134- 135.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 89
لأعْقَدَ مُقْرِف الطَّرَفين يَبْنِي عشيرتُه له خِزْيَ الحَيَاةِ
يقال إنّ الأعقد الكلب، شبَّهه به.
و من الباب: ناقةٌ معقودة القَرَي، أي مَوَثَّقةُ الظهر. و أنشد:
مُوَتَّرَة الأنساء معقودة القَرَي ذَقُوناً إذا كَلَّ العِتاق المَرَاسِلُ
و جملٌ عَقْدٌ، أي مُمَرُّ الخَلْقِ. قال النابغة:
فكيفَ مَزارُها إلّا بعَقْدٍ مُمَرٍّ ليس يَنْقُضُه الخَؤُونُ «1»
و يقال: تعقَّد السَّحابُ، إذا صار كأنّه عَقْد مضروبٌ مبنِيّ. و يقال للرجل:
«قد تَحلَّلت عُقَده»، إذا سكَن غضَبُه. و يقال: «قد عقد ناصيتَه»، إذا غَضِب فتهيَّأ للشّرّ. قال:
بأسواط قومٍ عاقدِينَ النَّواصِيا «2»
و يقال: تعاقَدت الكلابُ، إذا تعاظَلَت. قال الدريديّ: «عَقَّدَ فلان كلامَه، إذا عمَّاه و أعْوَصه «3»». و يقال: إنّ المعقِّد السّاحر. قال:
يعقِّد سحرَ البابليَّيْنِ طرفُها مِراراً و تسقينا سُلافاً من الخَمْرِ
و إنما قيل ذلك لأنّه يعقِّد السِّحر. و قد جاء في كتاب اللّٰه تعالي: وَ مِنْ شَرِّ النَّفّٰاثٰاتِ فِي الْعُقَدِ: من السَّواحر اللواتي يُعقِّدن في الخُيُوط. و يقال إذا أطبق الوادي علي قوم فأهلكهم: عقد عليهم.
______________________________
(1) أنشده في اللسان (عقد).
(2) لابن مقبل في اللسان (عقد). و صواب إنشاده: «بأسواط قد». و صدره:
أثابوا أخاهم إذ أرادوا زياله
(3) الجمهرة (2: 279).
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 90
و ممّا يشبه هذا الأصل قولُهم للقصير أعْقَد. و إنما قيل له ذلك لأنّه كأنّه عُقْدَة و العُقْد: القِصَار. قال:
ماذيّة الخُرْصان زُرق نصالها إذا سَدَّدُوها غير عُقْدٍ و لا عُصْلِ «1»

عقر

العين و القاف و الراء أصلان متباعدٌ ما بينهما، و كلُّ واحد منهما مُطّرِدٌ في معناه، جامعٌ لمعاني فُروعه.
فالأول الجَرْح أو ما يشبه الجَرح من الهَزْم في الشي‌ء. و الثاني دالٌّ علي ثباتٍ و دوام.
فالأوّل قول الخليل: العَقْرُ كالجَرْح، يقال: عَقَرت الفرسَ، أي كَسَعْتُ قوائمه بالسَّيف. و فرسٌ عقير و معقور. و خَيلٌ عَقْرَي. قال زياد «2»:
و إذا مررت بقبرِهِ فاعقِرْ به كُومَ الهِجان و كلَّ طِرفٍ سابحِ
و قال لبيد:
لَمَّا رأي لُبَدُ النُّسُورَ تطايرت رَفَع القوادمَ كالعقير الأعزلِ «3»
شبَّه النَّسرَ بالفرس المعقور. و تُعقَر النّاقة حتي تسقط، فإذا سقطت نَحَرَها مستمكناً منها. قال امرؤ القيس:
و يوم عقَرتُ لِلعذاري مَطِيَّتي فياعجبَا لرَحلِها المُتَحمِّلِ «4»
______________________________
(1) في الأصل: «مازنة» بدل: «ماذية»، و «سددها» بدل «سددوها».
(2) زياد هذا، هو زياد الأعجم. قصيدته خمسون بيتا رواها القالي في ذيل أماليه 8- 11، و روي معظمها ابن خلكان (في ترجمة المهلب بن أبي صفرة). و القصيدة في رثاء المغيرة بن المهلب بن أبي صفرة. و انظر الخزانة (4: 152)
(3) ديوان لبيد 34 طبع 1881. و روي في اللسان (فقر): «كالفقير».
(4) البيت من معلقته المشهورة.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 91
و العَقّار: الذي يعنُف بالابل لا يرفُق بها في أقتابها فتُدْبِرها. و عَقَرْتُ ظهر الدابّة: أدبرته. قال امرؤ القيس:
تقول و قد مال الغبيطُ* بنا معاً عقَرْتَ بعيري يا امرأ القَيس فانزلِ «1»
و قول القائل: عَقَرْتَ بي، أي أطلَتَ حبسي، ليس هذا تلخيصَ الكلام، إنما معناه حَبَسه حتي كأنّه عقر ناقتَه فهو لا يقدِر علي السَّير. و كذلك قول القائل:
قد عقرَت بالقوم أمُّ الخزرجِ «2» إذا مشَت سالت و لم تَدَحرجِ
و يقال تَعقَّر الغَيث: أقام، كأنَّه شي‌ء قد عُقِر فلا يَبْرَح. و من الباب:
العاقِرُ من النِّساء، و هي التي لا تَحمِل. و ذلك أنّها كالمعقورة. و نسوةٌ عواقر، و الفِعل عَقَرت تَعْقِر عَقْراً، و عقِرت تَعْقَر أحسن «3». قال الخليل: لأنَّ ذلك شي‌ءٌ ينزل بها من غيرها، و ليس هو من فِعلها بنفسها. و
في الحديث: «عُجُزٌ عُقَّر»
. قال أبو زيد: عَقَرت المرأة و عقِرَتْ، و رجل عاقر، و كان القياس عَقُرت لأنَّه لازم، كقولك: ظرُف و كرُم.
و في المثل: «أعقر من بَغلة». و قول الشاعر «4» يصف عقابا:
______________________________
(1) البيت من معلقته المشهورة.
(2) البيت في اللسان (عقر).
(3) مصدر هذا «العَقار». و يقال أيضاً: «عقُرت تعقُر عَقارة و عِقارة».
(4) هو دريد بن الصمة، كما في الحيوان (7: 37- 38)، أو معقر بن حمار البارقي، كما في الأغاني (10: 45)، و المزهر (2: 438).
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 92
لها ناهضٌ في الوكر قد مَهَّدت له كما مهَّدت للبَعْل حسناء عاقرُ «1»
و ذلك أنَّ العاقرَ أشدُّ تصنُّعا للزَّوج و أحفي به، لأنَّه [لا] وَلَدَ لها تدُلّ بها، و لا يَشغلُها عنه.
و يقولون: لَقِحت الناقة عن عُقْر، أي بعد حِيال، كما يقال عن عُقْمٍ.
و ممّا حُمِل علي هذا قولُهم لدِيةِ فَرْج المرأة عُقر، و ذلك إذا غُصِبت. و هذا ممّا تستعمله العرب في تسمية الشي‌ء باسم الشي‌ء، إذا كانا متقارَبين. فسمِّيَ المهر عُقْراً، لأنَّه يُؤخذ بالعُقْر. و قولهم: «بيضة العُقْر» اسم لآخِر بيضةٍ تكون من الدَّجاجة فلا تبيضُ بعدها، فتضرب مثلًا لكل شي‌ء لا يكون بعدَه شي‌ءٌ من جِنْسه.
قال الخليل: سمعت أعرابياً من أهل الصَّمَّان يقول: كلُّ فُرْجةٍ بين شيئين فهو عَقْر و عُقر، و وضع يدَه علي قائمتي المائدة و نحن نتغدَّي فقال: ما بينهما عُقر.
و يقال النخلة تُعْقَر، أي يُقطع رأسها فلا يخرج من ساقها أبداً شي‌ء. فذلك العَقْر، و نخلة عَقِرَة. و يقال كَلأُ عقار «2»، أي يعقِر الإبلَ و يقتُلها.
و أمّا قولهم: رفع عقيرتَه، إذا تغَنَّي أو قرأ، فهذا أيضاً من باب المجاورة، و ذلك فيما يقال رجلٌ قُطِعت إحدي رجليه فرفَعَها و وضَعَها علي الأُخري و صَرَخ بأعلي صوته، ثمَّ قيل ذلك لكلِّ مَن رفع صوتَه. و العقيرة هي الرِّجل المعقورة، و لمَّا كان رفْعُ الصَّوت عندها سمِّي الصّوتُ بها.
فأمّا قولُهم: ما رأيتُ عقيرةً كفلان، يراد الرَّجُل الشَّريف، فالأصل في
______________________________
(1) في الأغاني و المزهر: «نهدت» في الموضعين.
(2) يقال بتخفيف القاف و تشديدها، مع ضم العين فيهما.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 93
ذلك أن يقال للرّجُل القتيل الكبير «1» الخطير: ما رأيتُ كاليوم عَقِيرةً وسْطَ قوم! قال:
إذا الخَيْل أجلي شاؤها فقد عقر خير من يَعقِره عاقر «2»
قال الخليل: يقال في الشَّتيمة: عَقْراً له و جَدْعاً. و يقال للمرأة حَلْقَي عَقْري.
يقول: عقرها اللّٰه، أي عَقَر جسدَها، و حَلَقها، أي أصابها بوجعٍ في حلقها. و قال قوم: تُوصَف بالشُّؤْم، أي إنّها تَحلِق قَومَها و تعقِرهم. و يقال عَقَّرْتُ الرّجل، إذا قلتَ له: عَقْرَي حَلْقي «3».
و حُكي عن بعض الأعراب: «ما نتشتُ الرُّقْعة و لا عَقَرتها» أي و لا أتيت عليها. و الرُّقعة: الكلأ المتلبِّد «4». يقال كلؤُها يُنتَش و لا يُعْقَر.
و يقولون: عُقَرة العلم النِّسيان، علي وزن تُخَمة، أي إنّه يَعقِره. و أخلاط الدّواء يقال لها العقاقير، واحدها عَقّار. و سمّي بذلك لأنّه كأنّه عَقَر الجوف. و يقال العَقَر: داءٌ يأخذ الإنسان عند الرَّوع فلا يقدرُ أن يَبرحَ، و تُسْلِمُه رجلاه.
قال الخليل: سَرْجٌ مِعْقَرٌ، و كلب عَقُور.
قال ابن السِّكّيت: كلبٌ عَقُورٌ، و سَرْج عُقَرَةٌ و مِعْقَرُ «5». قال البَعِيث
ألحَّ علي أكتافِهم قَتبٌ عُقَرْ «6»
______________________________
(1) في الأصل: «الكثير».
(2) كذا ورد البيت مضطربا.
(3) في اللسان: «يحتمل أن يكونا مصدرين علي فعلي، بمعني العقر و الحلق، كالشكوي للشكو»
(4) لم يذكر هذا المعني في المعاجم المتداولة.
(5) و عقر أيضا، بضم ففتح كما في إصلاح المنطق 314.
(6) أنشد هذا العجز في إصلاح المنطق. و صدره كما في اللسان (لحج، عقر):
ألد إذا لاقيت قوما بخطة
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 94
و يقال سرج مِعْقَر و عَقّارٌ و مِعْقار.
و أمّا الأصل الآخَر فالعَقْر القصر الذي يكون مُعتَمداً لأهل القرية يلجئون إليه قال لبيد:
كعَقْر الهاجريِّ إذِ ابْتناهُ بأشباهٍ حُذِينَ علي مِثالِ «1»
الأشباه: الآجر؛ لأنّها مضروبةٌ علي مِثال واحد.
قال أبو عُبيد: العَقْر كلُّ بناءٍ مرتفع. قال الخليل: عُقَر الدّار: مَحَلّة القَوم بين الدّار* و الحوض، كان هناك بناءٌ أو لم يكن. و أنشد لأوس بن مَغْراء:
أزمانَ سُقناهمُ عن عُقْر دارِهِم حتَّي استقرّ و أدناهُم لحَوْرانا
قال: و العُقر أصل كلِّ شي‌ء. و عُقْرُ الحوض: موقف الإبل إذا وردَتْ.
قال ذُو الرُّمّة:
بأعقارِه القِردانُ هَزْلَي كأنَّها نوادِرُ صِيصاء الهَبيدِ المحطّم «2»
يعني أعقار الحَوض. و قال في عقر الحَوض:
فرماها في فرائصِها من إزاء الحوض أو عُقُرِه «3»
و يقال للنّاقة التي تَشرب من عُقْر الحوض عَقِرة، و للتي تشرب من إزائه أَزِيَة.
و من الباب عُقر النّار «4»: مجتمع جَمرها. قال:
______________________________
(1) ديوان لبيد 12 طبع 1880 و اللسان (عقر، هجر). و معجم البلدن (العقر).
(2) ديوان ذي الرمة 130.
(3) لامرئ القيس في ديوانه 152 و اللسان (عقر).
(4) في الأصل: «الدار»، صوابه في اللسان. و يقال «عقر» بضمة و بضمتين.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 95
و في قَعر الكِنانة مرهفاتٌ كأنّ ظُباتِها عُقُر بَعيج «1»
قال الخليل: العَقَار: ضَيعة الرَّجُل، و الجمع العَقارات. يقال ليس له دارٌ و لا عَقارٌ. قال ابن الأعرابيّ: العَقار هو المتاع المَصُون، و رجلٌ مُعْقِر:
كثير المتاع.
قال أبو محمد القُتَيبيّ: العُقَيْرَي اسمٌ مبنيّ من عُقْرِ الدّار، و منه
حديث أم سلمة لعائشة: «سكّني عُقَيراكِ فلا تُصْحِريها «2»»
، تريد الْزَمِي بيتَك.
و مما شُبّه بالعَقر، و هو القصر، العَقْر: غيمٌ ينشأ من قِبَل العَين «3» فيغشَي عينَ الشمس و ما حَولهَا. قال حُميد «4»:
فإذا احزأَلَّت في المَناخِ رأيتَها كالعَقْر أفرَدَه العَماءُ الممطرُ
و قد قيل إنّ الخمر تسمَّي عُقاراً لأنَّها عاقرت الدَّنَّ، أي لازمَتْه. و العاقر من الرَّمل: ما يُنبت شيئاً كأنّه طحينٌ منخول. و هذا هو الأصل الثاني.
و قد بقيت أسماءُ مواضعَ لعلَّها تكون مشتقَّة من بعض ما ذكرناه.
من ذلك عَقارَاء: موضع، قال حميد:
رَكُودُ الحُميّا طَلَّةٌ شاب ماءَها بها من عَقَارَاء الكُروم رَبيبُ «5»
______________________________
(1) البيت لعمرو بن الداخل، كما في اللسان (عقر) و نسخة الشنقبطي من الهذليين 121.
و نسبه السكري في شرح أشعار الهذليين 268 إلي أبيه الداخل بن حرام. و رواية جميعها
«و بيض كالسلاجم مرهفات»
. و وجدته في بقية أشعار الهذليين ص 16 منسوبا إلي أبي قلابة، و برواية:
«و بيض كالأسنة …»
. (2) انظر اللسان (عقر 274).
(3) أي من قبل عين القبلة قبلة أهل العراق. و عينها: حقيقتها. اللسان (عين 179).
(4) حميد بن ثور، كما في اللسان (عقر) عند إنشاده.
(5) في اللسان (عقر) بعد إنشاده: «قال شمر» و يروي: لها من عقارات الخمور. قال:
و العقارات الخمور. ربيب: من يربها فيملكها». و في الأصل هنا: «زبيب» تحريف. و ورد البيت محرفا كذلك في معجم البلدان في ترجمة (عقاراء)، و رواه في معجم ما استعجم.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 96
و العَقْر: موضعٌ ببابل، قتل فيه يزيد بن المهلَّب، يقال لذلك اليوم يومُ العَقْر.
قال الطّرِمّاح:
فخَرْتَ بيوم العَقر شرقيَّ بابلٍ و قد جَبُنت فيه تميم و قَلّتِ «1»
و عَقْري: ماء «2». قال:
ألَا هل أتي سلمي بأنَّ خليلها علي ماء عَقْري فوق إحدي الرَّواحلِ

عقز

العين و القاف و الزاء بناء ليس يشبه كلامَ العرب، و كذلك العين و القاف و السين، و القاف و الشين، مع أنّهم يقولون العَقْش: بقلة أو نبتٌ.
و ليس بشي‌ء.

عقص

العين و القاف و الصاد أصلٌ صحيح يدلُّ علي التواء في شي‌ء قال الخليل: العَقَص: التواءٌ في قرن التَّيس و كلِّ قرن. يقال كبشٌ أعقَصُ، و شاةٌ عَقْصاء.
قال ابنُ دريد: العَقَص: كزَازة اليدِ و إمساكُها عن البَذْل. يقال: هو عَقِصُ اليدينِ و أعقَصُ اليدينِ، إذا كان كَزَّا بخيلا «3».
قال الشَّيبانيّ: العَقِص من الرِّجال: المُلْتَوي الممتنع العَسِر، و جمعه أعقاص.
قال:
مَارَسْت نَفْساً عَقِصاً مِراسُها
______________________________
(1) ديوان الطرماح 131. و في الأصل: «و قد خبثت»، صوابه من الديوان. و في حواشي الديوان إشارة إلي رواية: «و فلت» بالفاء. و البيت من قصيدة يرد بها علي الفرزدق.
(2) ورد في معجم ما استعجم، و لم يذكره ياقوت.
(3) الجمهرة (3: 76):
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 97
قال الخليل: العَقْص: أن تأخُذَ كلَّ خُصلة من شعرٍ فتلويَها ثم تعقِدَها حتي يبقي فيها التواءُ، ثم ترسِلَها. و كلُّ خُصْلَةٍ عقيصة، و الجمع عقائص و عِقاصٌ. و يقال عَقَصَ شَعْرَه، إذا ضَفَرَه و فتَله. [و يقال] العَقْصُ أن يَلْوِيَ الشَّعر علي الرَّأس و يُدخِل أطرافَه في أصوله، من قولهم: قرنٌ أعْقَصُ «1». و يقال لكل لَيَّةٍ عِقْصة و عَقيصة. قال امرؤ القيس:
غدائرُه مستشزراتٌ إلي العُلَي تَضِلُّ العِقاصُ في مُثنَّي و مُرسَلِ «2»
و يقال: العِقاص الخَيط تُعقَص به أطراف الذّوائب.
و من الباب: العَقِص من الرِّمال: رملٌ لا طريقَ فيه. قال:
كيف اهتدَتْ و دونها الجزائرُ و عَقِص من عالجٍ تَياهِرُ «3»
قال ابنُ الأعرابي: المِعْقَص: سهمٌ ينكسر نَصْله و يبقي سِنْخُه «4»، فيُخرَج و يُضرب أصلُ النَّصل حتّي يطولَ و يردُّ إلي موضعه فلا يسدُّ الثَّقب الذي يكون فيه، لأنَّه قد دُقِّق؛ مأخوذٌ من الشاة العَقْصاء.
و من الحوايا واحدةٌ يقال لها العُقَصاء «5». و يقولون: العَقِص «6»:
عنُق الكَرِش. و أنشد:
______________________________
(1) في الأصل: «عقص»، تحريف.
(2) البيت من معلقته المشهورة.
(3) الرجز في اللسان (تهر، عقض)، و أنشده في المجمل (عقص).
(4) في الأصل: «سخنة»، تحريف. و سنخ النصل: الحديدة التي تدخل في رأس السهم.
(5) فسر في القاموس و المجمل بأنه «كرشة صغيرة مقرونة بالكرش الكبري».
(6) هذا اللفظ بمعناه مما لم يرد في المعاجم المتداولة.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 98
هل عندكم مما أكلتمْ أمسِ من فَحِثٍ أو عَقِص أو رَأْسِ «1»
و قال الخليل في قول امرئ القيس:
تضلُّ العِقاصُ في مثني و مُرسلِ «2»
هي المرأةُ ربَّما* اتخذت عقيصةً من شعر غيرها تَضِلُّ في رأسها. و يقال:
إنّه يعني أنّها كثيرةُ الشعر، فما عُقِص لم يتبيَّنْ في جميعه، لكثرة ما يبقي.

عقف

العين و القاف و الفاء أصلٌ صحيح يدلُّ علي عَطْفِ شي‌ء و حَنْيه. قال الخليل: عقفتُ الشّي‌ءَ فأنا أعقِفه عَقْفاً، و هو معقوف، إذا عطفتَه و حنوته «3». و انعقف هو انعقافا، مثل انعطف. و العُقَّافة كالمِحجَن. و كلُّ شي‌ءٍ فيه انحناءٌ فهو أعْقف. و يقال للفَقير أعقَف، و لعلّه سُمِّي بذلك لانحنائه و ذِلَّته. قال:
يأيُّها الأعقَفُ المزجِي مطيَّتَه لا نعمةً [تبتغِي] عندي و لا نَشَبَا «4»
و العُقَاف: داءٌ يأخذ الشاة في قوائمها حتَّي تعوجّ، يقال شاةٌ عاقفٌ و معقوفة الرِّجْلين. و ربَّما اعتري كلَّ الدوابّ، و كلُّ أعقف. و قال أبو حاتم: و من ضروع البقر عَقُوف «5»، و هو الذي يخالف شَخْبُهُ عند الحَلَب. و يقال: أعرابيٌّ أعقَفُ،
______________________________
(1) الفحث بوزن كرش: ذات الأطباق من الكرش. و في الأصل: «فحس»، تحريف.
(2) سبق إنشاد البيت في ص 97.
(3) يقال حني الشي‌ء يحنيه و يحنوه أيضا.
(4) و كذا أنشده في اللسان (عقف) بدون نسبة. و البيت من قصيدة في الأصمعيات 46- 50.
طبع المعارف، منسوبة إلي سهم بن حنظلة الغنوي. و كلمة «تبتغي» ساقطة من الأصل، و إثباتها من الأصمعيات. و رواية أوله فيها: «يأيها الراكب».
(5) وردت هذه الكلمة في القاموس، و لم ترد في اللسان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 99
أي مُحرَّم جافٍ لم يَلِنْ بعد «1»، و كأنّه مُعَوّج بعدُ لم يستقِم. و البعير إذا كان فيه جَنَأٌ «2» فهو أعقَفُ. و اللّٰه أعلم.

باب العين و الكاف و ما يثلثهما في الثلاثي

عكل

العين و الكاف و اللام أصلٌ صحيح يدلُّ علي جمعٍ و ضمّ.
قال الخليل: يقال عَكَل السّائق الإبلَ يعكِلُ عَكْلًا، إذا ضمَّ قواصِيَها و جَمَعها. قال انفرزدق:
و هُمُ علي شَرَف الأمِيل تَدارَكُوا نَعَماً تُشَلُّ إلي الرئيس و تُعكَلُ «3»
و يقال عكلتُ الإبل: حبستُها. و كلُّ شي‌ء جمَعتَه فقد عكلتَه. و العَوكل:
ظهر الكثيب المجتمع. قال:
بكلِّ عقنقلٍ أو رأس بَرْثٍ و عَوكلِ كلِّ قَوزٍ مستطيلِ «4»
و يقال: العوكلة: العَظيمة من الرَّمْل. قال:
و قد قابلَتْهُ عوكلاتٌ عَوازِلٌ «5»
فأمَّا قولهم: إنّ العَوْكلَ المرأةُ الحمقاء، فهو محمولٌ علي الرَّمل المجتمع، لأنَّه
______________________________
(1) في الأصل: «لم يكن بعد».
(2) في الأصل: «حناء»، تحريف.
(3) ديوان الفرزدق 818 برواية:
«و هم الذين علي الأميل …»
. و اللسان (عكل) برواية:
و هم علي صدف الأميل …»
. و قد جاء البيت برواية اللسان في معجم البلدان (ترجمة الأميل) بدون نسبة.
(4) في اللسان (عكل): «مستطير»، بالراء.
(5) صدر بيت لذي الرمة في ديوانه 30 و اللسان (عكل). و فيهما: «عوانك» موضع «عوازل».
و عجزه:
ركام نفين النبت غير المآزر
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 100
لا يزال يَنهال، فالمرأةُ القليلةُ التّماسُك مشبَّهة بذلك، كما مَرَّ في تُرْب العَقِد.
و يقال: العَوكل من الرِّجال: القصير. و ذلك بمعني التجمُّع. قال:
ليس بِراعي نَعَجاتٍ عَوكل «1»
و يقال: إبلٌ معكولة، أي محبوسة مَعقولة. و هذا من القياسِ الصحيح.
و عُكْلٌ: قبيلة معروفة.
و من الباب: عكلت المتاع بعضَه علي بعضٍ، إذا نَضَدْتَه.

عكم

العين و الكاف و الميم أصلٌ صحيح يدلُّ علي ضمٍّ و جمعٍ لشي‌ء في وعاءٍ. قال الخليل: يقال عَكَمْت المتاعَ أعكِمُه عَكماً، إذا جمعتَه في وعاءٍ. و العِكمانِ: العِدلان يُشدَّانِ من جانبي الهَودج. قال:
يا ربِّ زوِّجْني عجوزاً كبيرةً فلا جَدَّ لي يا ربِّ بالفَتَياتِ
تحدِّثُني عمّا مضي من شبابها و تُطعِمُني من عِكْمِها تَمَراتِ
و يقال في المثل للمتساويين: «وقَعَا كالعِكْمَين «2»». و أعْكَمت الرّجُل:
أعنتُه علي حَمل عِكْمه. و عاكمته: حملت معه «3». قال القُطاميّ في أعْكَمَ:
إذا وَكّرتْ منها قطاةٌ سِقاءَها فلا تُعْكِمُ الأخري و لا تستعينُها «4»
______________________________
(1) بعده في اللسان:
أحل يمشي مشية المحجل
(2) في الأصل: «كالعكمتين»، تحريف.
(3) في الأصل: «معكه».
(4) البيت من أبيات رواها الجاحظ في الحيوان (5: 585- 587) منسوبة إلي البعيث، و هي النسبة الصحيحة، و ليست في ديوان القطامي.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 101
أي إنّها تَحمِل الماءَ إلي فراخها في حواصلها، فإذا ملأت حَوصلتَها لم تُعِن القطاةَ الأخري علي حَمْلها.
و تقول: أعكِمْني، أي أعِنِّي علي حمل العِكْم. فإنْ أمرْتَه بحمله قلت:
اعكِمْني مكسورة الألف إن ابتدأت، و مدرجةً إن وصلت. كما تقول أبْغِني ثوباً، أي أعنِّي علي طَلبِه.
و يقال عكْمَت النّاقةُ و غيرُها: [حَمَلَت «1»] شحما علي شحم، و سِمَناً علي سِمَن. و اعتكم الشّي‌ءُ و ارتكَمَ، بمعنًي.
و أمّا قولهم عَكَم عنه، إذا عَدَلَ جُبْناً، فهو من البابِ، لأنَّ الفَزِعَ إلي جانبٍ يَتَضَامُّ. و قال:
و لاحَتْه مِن بعد الوُرودِ ظَمَاءَةٌ و لم يَكُ عن ورد المياه عَكُوما «2»
أي لم ينصرِفْ و لم يتضامَّ إلي جانب. فأمَّا قولُه:
فجال فلم يَعْكِم و شَيَّع إلفَه بمنقَطَع الغضراء شَدٌّ مُوالفُ «3»
فقوله: «لم يعكم» معناه لم يكُرَّ، لأنّ الكارَّ علي الشي‌ء متضامٌّ إليه.
و يقال: ما عَكَمَ عن شتمي، أي ما انقبض. و منه قول الهذليّ «4»:
أزُهيرُ هل عن شَيبةٍ من مَعْكِم أم لا خُلودَ لباذِلٍ متكرّمٍ «5»
______________________________
(1) التكملة من اللسان.
(2) في اللسان: «عكوم» بفتح العين أيضاً و بالرفع. و فسر «العكوم» فيه بأنه المنصرف.
(3) البيت لأوس بن حجر في ديوانه 16 بهذه الرواية أيضاً. و في المجمل مع نسبته إلي أوس كذلك:
«و شبع نفسه». و في اللسان مع النسبة: «و شيع أمره».
(4) هو أبو كبير الهذلي. ديوان الهذليين (2: 111)، و اللسان (عكم). و صدره في المجمل بدون نسبة.
(5) الباذل: الذي يبذل ماله. و في اللسان: «بازل»، تحريف.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 102
يريد بمعكِم: المَعْدِل.
و أمّا قول الخليل* يقال للدابّة إذا شربت فامتلأ بطنُها: ما بقِيتْ في جوفها هَزْمة و لا عَكْمةٌ إلّا امتلأت، فإنَّه يريد بالعَكْمة الموضعَ الذي يجتمع فيه الماء فيَرْوَي. و القياسُ واحد. قال:
حتَّي إذا ما بلّت العُكوما من قَصَب الأجواف و الهُزُوما «1»
و من الباب: رجل مُعَكَّم «2»، أي صُلب اللَّحم.

عكن

العين و الكاف و النون أصلٌ صحيحٌ قريب من الذي قبله، قال الخليل: العُكَن: جمع عُكْنة، و هي الطَّيُّ في بطن الجارِية من السِّمَن.
و لو قيلَ جاريةٌ عكْناء لجاز، و لكنهم يقولون: مُعَكَّنة. و يقال تعكَّن الشّي‌ء تعكناً، إذا ارتكمَ بعضُه علي بعض. قال الأعشي:
إليها و إنْ فاته شُبْعَةٌ تأتَي لأخرَي عظيم العُكَنْ «3»
و من الباب: النَّعَم العَكَنانُ: الكثير المجتمع، و يقال عَكْنانٌ بسكون الكاف أيضاً. قال:
و صَبَّحَ الماءَ بوِردٍ عَكْنان «4»
قال الدريديّ: ناقة عَكْناء، إذا غلُظَت ضَرَّتُها و أخلافُها «5».
______________________________
(1) الرجز في اللسان (عكم، هزم).
(2) كذا ضبط في الأصل و المجمل و الجمهرة (3: 136). و ضبطه في القاموس بلفظ «كمنبر».
و مثله في اللسان: «و رجل معكم بالكسر: مكتنز اللحم».
(3) البيت مما لم يرو في ديوان الأعشي و لا ملحقات ديوانه.
(4) أنشده في الصحاح و اللسان (عكن).
(5) نص الجمهرة (3: 137): «إذا غلظ لحم ضرتها و أخلافها». و مما يجدر ذكره أن «العكناء» لم تذكر في اللسان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 103‌

عكو

العين و الكاف و الحرف المعتلّ أصلٌ صحيحٌ يدلُّ علي تجمُّع و غِلَظٍ أيضاً، و هو قريب من الذي قبله.
[العَكوَة «1»]: أصل الذَّنب. و عكَوْثَ ذَنَب الدّابَّة، إذا عطَفتَ الذَّنَب عند العَكْوة و عقَدتَه. و يقال: عَكَتِ المرأةُ شعرها: ضفَرته. و ربما قالوا عَكَا علي قِرْنِه، مثل عَكَر و عَطَفَ. فإنْ كان صحيحاً فهو القياس. و جمع عُكوة الذَّنَب عُكيً. قال:
حَتَّي تُولِّيك عُكَي أذنابِها «2»
و يقال للشَّاة التي ابيضَّ مؤخَّرها و سائرها أسود: عَكواء. و إنَّما قيل ذلك لأن البياض منها عند العُكَوة. فأمّا قولُ ابنِ مقبل:
لا يَعكُون بالأُزُرِ «3»
فمعناه أنّهم أشرافٌ و ثيابُهم ناعمة، فلا يظهر لمعاقد أُزُرِهم عُكيً. و هذا صحيح لأنَّه إذا عَقَد ثوبَه فقد عكاه و جمّعه. و يقال: عَكَت النّاقةُ: غلظت. و ناقةٌ مِعكاءٌ، أي غليظةٌ شَديدة.

عكب

العين و الكاف و الباء أصلٌ صحيح واحد، و ليس ببعيدٍ
______________________________
(1) التكملة من المجمل و اللسان.
(2) قبله في اللسان (عكا):
هلكت إن شربت في إكبابها
(3) و بهذه القطعة مع النسبة استشهد أيضا في المجمل، و الشعار بتمامه في اللسان (عكا) مع النسبة:
شم مخاميص لا يعكون بالازر
و أنشده في المخصص (4: 97) برواية: «بيض مخاميص»، و في (13: 30): «شم العرانين»، بدون نسبة في الموضعين.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 104
من الباب الذي قبلَه، بل يدلُّ علي تجمُّعٍ أيضاً. يقال: للإبل عُكوبٌ علي الحوض، أي ازدحام.
و قال الخليل: العَكَب: غِلظٌ في لَحْيِ الإنسان. و أمَةٌ عكباء: عِلْجَة جافية الخَلْق، من آمٍ عُكْبٍ. و يقال عَكَبت حولَهم الطّير، أي تجمَّعَتْ، فهي عُكُوبٌ. قال:
تظلُّ نُسورٌ من شَمَامِ عليهما عُكُوباً مع العِقبان عقبانِ يَذْبُل «1»
و يقال العَكَب: عَوَج إبهام القدم، و ذلك كالوَكَع. و هو من التضامِّ أيضاً. و قال قومٌ: رجلٌ أعكب، و هو الذي تدانت أصابع رجلِه بعضِها من بعض.
قال الخليل: العَكوب: الغُبار الذي تثِير الخيلُ. و به سمِّي عُكَابة ابن صَعْب. قال بشر:
نَقلناهُم نَقلَ الكلابِ جرَاءَها علي كلِّ مَعلوبٍ يثور عَكُوبُها «2»
و الغُبار عَكُوبٌ لتجمُّعه أيضاً. قال أبو زيد: العُكاب: الدُّخان، و هو صحيح، و في القياس الذي ذكرناه.
و من الباب: رجل عِكَبٌّ، أي قصيرٌ. و كلُّ قصيرٍ مجتمعُ الخلق.
فأمّا قول الشيبانيّ: يقال: قد ثار عَكُوبُهُ، و هو الصَّخَب و القتال، فهذا إنما هو علي معني تشبيهِ ما ثار: الغبار الثائر و الدُّخان. و أنشد:
لَبينما نحنُ نرجو أن نصبِّحكم إذْ ثار منكم بنصف الليل عَكُّوبُ «3»
و التشديد الذي تراه لضرورة الشِّعر.
______________________________
(1) البيت لمزاحم العقيلي، كما في اللسان (عكب).
(2) البيت من قصيدة له في المفضليات (2- 129- 133). و أنشده في اللسان (عكب، علب). و في الأصل: «كل العكوب»، صوابه باللام.
(3) في الأصل: «أن نصححكم».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 105‌

عكد

العين و الكاف و الدال أصلٌ صحيح واحدٌ يدلُّ علي مثلِ ما دلَّ عليه الذي قبلَه. فالعكدة «1»: أصل اللسان. و يقال اعتكَدَ الشي‌ء، إذا لزِمَه «2».
قال ابن الأعرابيّ: و هو مشتقٌّ من عَكَدة اللِّسان. فأمَّا قول القائل:
سَيَصْلَي بها القومُ الذين عُنُوا بها و إلّا فمعكودٌ لنا أمُّ جندبِ «3»
فمعناه أنَّ ذلك ممكنٌ لنا مُعَدٌّ لنا مُجمَع عليه. و أمّ جندب: الغَشْم و الظُّلم.
و يقال لأصل القلب عَكَدة.
و من الباب عكَدَ الضبُّ عَكَداً، إذا سَمِنَ و غلُظ لحمه. قال: و العَكد «4» بمنزلة الكِدْنة، و هي السِّمَن. و يقال: إنّ العَكَد في النَّبات غلظهُ و كثرتُه. و شجرٌ عكِدٌ، أي يابس* بعضُه علي بعض. و ناقة عَكِدةٌ: متلاحِمَةٌ سِمَنا. و يقال:
استعكد الضبُّ، إذا لاذَ بحَجَر أو حُجْر. قال الطِّرِمَّاح:
إذا استعكدتْ منه بكلِّ كُدَايةٍ من الصَّخر و افاها لدي كلِّ مسرَحٍ «5»
و عُكِد مثل حُبِس. و الشي‌ء المعَدّ معكود.

عكر

العين و الكاف و الراء أصلٌ صحيح واحد، يدلُّ علي مثل ما دلَّ عليه الذي قبله من التجمُّع و التَّراكُم. يقال اعتكر الليلُ، إذا اختلط سوادُه. قال:
______________________________
(1) العكدة، بالضم و بالتحريك.
(2) الكلمة و تفسيرها في القاموس و المجمل، و لم ترد في اللسان.
(3) في المجمل: «سيصلي به القوم»، و في اللسان: «سنصلي بها القوم».
(4) في الأصل: «العكدة».
(5) ديوان الطرماح 85 و اللسان (عكد) بدون نسبة، و يروي: «إذا استترت».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 106
تطاوَلَ اللَّيلُ علينا و اعتَكَرْ
و يقال اعتَكَر المطرُ بالمكان، إذا اشتدَّ و كثُر. و اعتكرت الرِّيح بالتُّرَاب، إذا جاءت به.
و من الباب العَكر: دُرْدِيُّ الزَّيت. يقال عَكِرَ الشَّرَاب يَعْكَر عكَراً.
و عكَّرتُه أنا جعلت فيه عَكراً.
و من الباب عكر علي قِرنِه، أي عطَفَ؛ لأنَّه إذا فعل فهو كالمتضامِّ.
إليه. قال:
يا زِمْلُ إنِّي إن تكن لي حادياً أعْكِر عليك و إن تَرُغْ لا نَسْبِقِ «1»
و يقال: ليس له مَعْكِر، أي مرجع و مَعطِف. و يقال: المَعكِر: أصل الشَّي‌ء. و هو القياس الصحيح؛ لأنَّ كلَّ شي‌ءٍ يتَضامُّ إلي أصله. و رجع فلان إلي عِكْرِه، أي أصله. و يقولون: «عادت لِعكرِها لَمِيسُ». و من الباب العَكَر:
القطيع الضَّخْم من الإبل فوق الخمسمائة. قال:
فيهِ الصَّوَاهلُ و الراياتُ و العَكَرُ
و يقال للقِطعة عَكَرة، و الجمع عَكَر، و ربما زادوا في أعداد الحروف و المعني واحدٌ، يقال: العَكَرْكَرُ: اللبن الغليظ. قال:
فجاءَهُمْ باللّبَنِ العَكَرْكَرِ «2» عِضٌّ لئيمُ المنتمَي و المَفْخَرِ «3»
______________________________
(1) البيت لسالم بن دارة، كما في الحماسة (1: 149)، و روي في الحيوان (3: 391).
منسوبا إلي أرطاة بن سهية. و هو برواية أخري في الأغاني (11: 137) مع نسبته إلي أرطاة.
(2) الرجز لنجاد الخيبري، كما في اللسان (عضض). و روايته في (عكر، عضض): «فجعهم».
(3) في الأصل و اللسان (عكر): «غض»، تحريف. و في اللسان: «المنتهي و العنص».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 107
و ذكر ابن دريد «1»: تعاكر القوم: اختلطوا في خصومةٍ أو نَحْوها.

عكز

العين و الكاف و الزاء أُصَيلٌ يقرُب من الباب قبله. قال الدريدي «2»: العَكْز: التقبُّض. يقال عَكِزَ يَعْكَزُ عَكْزاً. فأمَّا العُكَّازَة فأظنُّها عربيّة، و لعلَّها أن تكون سمِّيت بذلك لأنَّ الأصابع تتجمَّع عليها إذا قَبَضَت.
و ليس هذا ببعيد.

عكس

العين و الكاف و السين أصلٌ صحيح واحدٌ، يدلُّ علي مثل ما تقدَّم ذكره من التجمّع و الجَمْع.
قال الخليل: العَكيس من اللبن: الحليب تصَبُّ عليه الإهالة. قال:
فلما سقيناها العَكِيس تَمَلَّأتْ مذاخِرُها و ارفضَّ رَشْحاً وريدُها «3»
المذاخر: الأمعاء التي تذْخرُ الطَّعام.
و من الباب: العَكْس، قال الخليل: هو ردُّك آخرَ الشي‌ءِ، علي أوله، و هو كالعَطْف. و يقال تعكَّسَ في مِشْيَتِه، و يقال العَكس: عَقْل يدِ البعير و الجمعُ بينهما و بين عنقه، فلا يقدرُ أن يرفعَ رأسه. و يقال: «مِن دون ذلك الأمر عِكاسٌ»، أي تَرادٌّ و تراجُع.

عكش

العين و الكاف و الشين أصلٌ صحيح يدلُّ علي مِثل ما دلَّ عليه الذي تقدّمَ من التجمُّع. يقال عَكِشَ شعرُه إذا تلبَّد. و شعر مُتَعكِّش
______________________________
(1) في الجمهرة (2: 385).
(2) الجمهرة (3: 6).
(3) سبقت نسبته في (ذخر) إلي منظور الأسدي. و كذا جاءت نسبته في اللسان (رشح، عكس). و نسب في اللسان (مذح، ذخر) إلي الراعي.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 108
و قد تعَكَّش. قال دريد:
تمنَّيْتَنِي قيسَ بنَ سعدٍ سفاهةً و أنت امرؤٌ لا تحتويك المَقَانبُ
و أنت امرؤٌ جعد القفا متعكِّشٌ من الأقِطِ الحَوليِّ شَبْعان كانبُ «1»
و أنشد ابنُ الأعرابيّ:
إذ تَسْتَبِيك بفاحمٍ متعكّش فُلَّتْ مَدَاريهِ أحَمُّ رَفَالُ
و قد يقال ذلك في النبات. يقال: نباتٌ عكِشٌ، إذا التفَّ. و قد عَكِشَ عَكَشاً. و الذي ذُكِر في الباب فهو راجعٌ إلي هذا كلّه.
و في كتاب الخليل أنّ هذا البناء مهمل. و قد يشِذُّ عن العالِمِ البابُ من الأبواب. و الكلام أكثر من ذلك.

عكص

العين و الكاف و الصاد قريبٌ من الذي قبلَه، إلّا أن فيه زيادةَ معني، هي الشّدَّة. قال الفرّاء: رجل عَكِصٌ، أي شديد الخُلُق سيِّئُه و عَكَصُ الرَّمل: شِدّة وُعوثته. يقال رملةٌ عَكِصَةٌ.

عكف

العين و الكاف و الفاء أصلٌ صحيح يدلُّ علي مقابلةٍ «2» و حبس. يقال: عَكَفَ يَعْكُفُ و يَعْكِفُ عُكوفاً، و ذلك إقبالك علي الشَّي‌ء لا تنصرف عنه. قال:
فهن يعكفن به إذا* حجا عَكْف النَّبيط يلعبون الفَنْزَجا «3»
______________________________
(1) هذا البيت في اللسان (كنب) و الأصمعيات 12 ليبسك، من قصيدته التي مطلعها:
يا راكبا إما عرضت فبلغن أيا غالب أن قد ثأرنا بغالب
(2) في الأصل: «مقامة».
(3) للعجاج في ديوانه 8 و اللسان (عكف، حجا، فنزح).
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 109
و يقال عكفَت الطَّيرُ بالقتيل. قال عمرو:
تركنا الخيلَ عاكفةً عليه مقلَّدةً أعنّتها صُفُونا «1»
و العاكف: المعتكف. و من الباب قولهم للنَّظم إذا نُظم فيه الجوهر: عُكّف تعكيفاً. قال:
و كأنَّ السُّمُوطَ عَكَّفَها السِّلْ كُ بعِطْفَيْ جَيداء أمِّ غزالِ «2»
و المعكوف: المحبوس. قال ابن الأعرابيّ: يقال: ما عَكَفَكَ عن كذا، أي ما حبَسك. قال اللّٰه تعالي: وَ الْهَدْيَ مَعْكُوفاً أَنْ يَبْلُغَ مَحِلَّهُ.

باب العين و اللام و ما يثلثهما

علم

العين و اللام و الميم أصلٌ صحيح واحد، يدلُّ علي أثَرٍ بالشي‌ء يتميَّزُ به عن غيره.
من ذلك العَلامة، و هي معروفة. يقال: عَلَّمت علي الشي‌ء علامة. و يقال:
أعلم الفارس، إذا كانت له علامةٌ في الحرب. و خرج فلانٌ مُعْلِماً بكذا. و العَلَم:
الراية، و الجمع أعلام. و العلم: الجَبَل، و كلُّ شي‌ء يكون مَعْلَماً: خلاف المَجْهَل.
و جمع العلَم أعلامٌ أيضا. قالت الخنساء:
و إنَّ صخراً لتَأتمُّ الهُداةُ به كأنَّه علمٌ في رأسه نارُ «3»
و العلَم: الشَّقُّ في الشَّفَة العليا، و الرجل أعلَمُ. و القياس واحد، لأنَّه كالعلامة
______________________________
(1) البيت من معلقة عمرو بن كلثوم.
(2) للأعشي في ديوانه 5 و اللسان (عكف).
(3) ديوان الخنساء 27.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 110
بالإنسان. و العُلام فيما يقال: الحِنَّاء؛ و ذلك أنّه إذا خضّب به فذلك كالعلامة.
و العِلْم: نقيض الجهل، و قياسه قياس العَلَم و العلامة، و الدَّليل علي أنَّهما من قياسٍ واحد قراءة بعض القُرَّاء «1»: و إنّه لَعَلَم للسّاعة قالوا: يراد به نُزول عيسي عليه السلام، و إنَّ بذلك يُعلَمُ قُرب الساعة. و تعلّمت الشَّي‌ءَ، إذا أخذت علمَه. و العرب تقول: تعلّمْ أنّه كان كذا، بمعني اعلَمْ. قال قيس بن زهير:
تَعَلّمْ أنَّ خيرَ النّاسِ حَيَّا علي جَفْر الهَباءة لا يريمُ «2»
و الباب كلُّه قياس واحد.
و من الباب العالَمُون، و ذلك أنّ كلَّ جنسٍ من الخَلْق فهو في نفسه مَعْلَم و عَلَم. و قال قوم: العالَم سمِّي لاجتماعه. قال اللّٰه تعالي: وَ الْحَمْدُ لِلّٰهِ رَبِّ الْعٰالَمِينَ «3» * قالوا: الخلائق أجمعون. و أنشدوا:
ما إنْ رأيتُ و لا سمع تُ بمثلِهمْ في العالَمِينا
و قال في العالَم:
* فخندف هامة هذا العالم «4»
______________________________
(1) هم: ابن عباس، و أبو هريرة، و أبو مالك الغفاري، و زيد بن علي، و قتادة، و مجاهد، و الضحاك، و مالك بن دينار، و الأعمش، و الكلبي. تفسير أبي حيان (8: 26). و في الأصل:
«قراءة القرآن من القراء».
(2) صدره في اللسان (علم)، و هو في معجم البلدان (الجفر، الهباءة). و في أمالي القالي (1:
261) عند إنشاد الأبيات: «لم يرث أحد قتيلا قتله قومه إلا قيس بن زهير، فإنه رثي حذيفة ابن بدر، و بنو عبس تولت قتله».
(3) هي الآية الآخيرة بتمامها من سورة الصافات، كما أنها جزء من الآية 45 في سورة الأنعام و أولها: (فَقُطِعَ دٰابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا).
(4) صواب الإنشاد فيه بالهمز «العألم» و ذلك أن أرجوزة البيت غير مؤسسة. و هي في ديون العجاج 58- 62 و أولها:
يا دار سلمي يا اسلمي ثم اسلمي
و كان رؤية ينشده بترك الهمز و يعيب أباه بذلك، فقيل له: «قد ذهب عنك أبا الجحاف ما في هذه، إن أباك كان يهمز العالم و الخاتم»، يشار بذلك إلي أن قبل هذا البيت أيضا في ديوان العجاج 60:
مبارك للأنبياء خأتم
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 111
و الذي قاله هذا القائلُ في أنّ في ذلك ما يدلُّ علي الجمع و الاجتماع فليس ببعيد، و ذلك أنّهم يسمون العَيْلم، فيقال إنّه البحر، و يقال إنّه البئر الكثيرةُ الماء.

علن

العين و اللام و النون أصلٌ صحيح يدلُّ علي إظهار الشَّي‌ء و الإشارة [إليه] و ظهوره. يقال عَلَنَ الأمر يَعْلُنُ «1». و أعلنته أنا. و العِلَان:
المُعالَنة.

عله

العين و اللام و الهاء أصلٌ صحيح. و يمكن أن يكون مِن بابِ إبدال الهمزةِ عيناً؛ لأنه يَجري مَجري الأَلَه [والوَلَه]. و هؤلاء الكلماتُ الثّلاثُ من وادٍ واحد، يشتمل علي حَيرة و تلدُّد و تسرُّع و مجي‌ء و ذَهاب، لا تخلو من هذه المعاني.
قال الخليل: عَلِه الرّجل يَعْلَهُ عَلَهاً فهو عَلْهانُ، إذا نازعَته نفسُه إلي شي‌ء، و هو دائم العَلَهان. قال:
أجَدَّت قَرُونِي و انجلَتْ بعد حِقبةٍ عَمايةُ قلبٍ دائم العَلَهانِ
و من الباب: عَلِهَ، إذا اشتدَّ جُوعه، و الجائع عَلْهانُ، و المرأة عَلْهَي، و الجمع عِلَاهٌ و عَلَاهَي. يقال عَلِهْتُ إلي الشي‌ء، إذا تاقت نفسُك إليه. و من الباب قولُ ابنِ أحمر:
عَلِهْنَ فما نرجو حنيناً لِحُرَّةٍ هِجانٍ و لا نَبني خِباءً لأيِّمِ
كأنه يريد: تحيَّرْن فلا استقرارَ لهن. قالوا: و العَلْهانُ و العالِهُ: الظَّليم «2».
______________________________
(1) و يقال في مضارعه أيضا «يعلن» كيضرب، و علن يعلن من باب فرح كذلك.
(2) فرق في اللسان بينهما فقال: «و العلهان: الظليم: و العاله: النعامة».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 112
و ليس هذا ببعيدٍ من القياس. و من الذي يدلُّ علي أنّ العَلَه: التّردُّد في الأمر كالحيرة، قول لبيد يصف بقرة:
عَلِهَتْ تبلّد في نِهَاءِ صُعائدٍ سَبْعاً تُؤَاماً كاملًا أيّامُها «1»
و منه قول أبي النَّجم يصف الفرسَ بنشاطٍ و طرب:
من كلِّ عَلْهَي في اللجام جائل
و من الأسماء التي يمكن أن تكون مشتقَّةً من هذا القياس العَلْهَان: اسم فرسٍ لبعض العرب «2». قال جرير:
شَبَثٌ فخرتُ به عليك و مَعْقِلٌ و بمالك و بفارسِ العَلْهَانِ «3»

علو

العين و اللام و الحرف المعتل ياءً كان أو واواً أو ألفاً، أصلٌ واحد يدلُّ علي السموّ و الارتفاع، لا يشذُّ عنه شي‌ء. و من ذلك العَلَاء و العُلُوّ.
و يقولون: تَعالي النّهارُ، أي ارتفع. و يُدْعَي للعاثر: لعاً لك عاليا! أي ارتفعْ في علاء و ثبات. و عاليتُ الرّجُل فوق البعير: عالَيْتُه. قال:
و إلّا تَجَلّلْهَا يُعَالُوكَ فَوقها و كيف تَوَقَّي ظَهْرَ ما أنت راكبُهْ «4»
______________________________
(1) البيت من معلقة لبيد. و هذه الرواية تطابق رواية اللسان (بلد، عله). و الرواية المشهورة:
«علهت تردد».
(2) هو أبو مليل عبد اللّٰه بن الحارث، كما في اللسان و الخيل لابن الأعرابي 64- 65.
(3) ديوان جرير 572 و ابن الأعرابي 65. و شبث هذا هو شبث بن ربعي. و معقل، هو معقل بن قيس الرياحي.
(4) البيت من أبيات للمتلمس رواها التبريزي في تهذيب إصلاح المنطق 238، و ليست في ديوان المتلمس. و أنشده في اللسان (علا) و إصلاح المنطق 163 بدون نسبة. و قبله:
عصاني و لم يلق الرشاد و إنما تبين من أمر الغوي عواقبه
فأصبح محمولا علي ظهر آلة يمج نجيع الجوف منه ترائبه
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 113
قال الخليل: أصل هذا البناء العُلُوّ. فأمّا العَلاء فالرِّفعة. و أمّا العُلُوّ فالعظمة و التجبُّر. يقولون: علا المَلِك في الأرض عُلُوًّا كبيراً. قال اللّٰه تعالي: إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلٰا فِي الْأَرْضِ. و يقولون: رجلٌ عالي الكعب، أي شريف. قال:
لما عَلَا كعبك لي عَلِيتُ «1»
و يقال لكلِّ شي‌ءٍ يعلُو: علا يَعْلُو. فإن كان في الرِّفعة و الشرف قيل عَلِيَ يَعْلَي. و من قَهَر أمراً فقد اعتلاه و استعلي عليه و به، كقولك استولي. و الفَرَس إذا جري في الرِّهان فبلغ الغايةَ قيل: استعَلي علي الغاية و استولَي. و قال ابن السِّكّيت:
إنّه لمُعتَلٍ بحمله، أي مضطلعٌ به. و قد اعتلَي به. و أنشد:
إنّي إذا ما لم تَصِلْني خُلّتِي و تباعدَتْ مِنِّي اعتليتُ بعادَها «2»
يريد علوت بعادها «3». و قد علَوتُ حاجتي أعلوها عُلُوَّا، إذا كنتَ ظاهراً عليها. و قال الأصمعيّ في قول أوس:
جَلَّ الرُّزْء و العالي «4»
أي الأمر العظيم الذي يَقهر الصّبرَ و يغلبُه. و قال أيضاً في قول أميّة ابن أبي الصَّلت:
______________________________
(1) أنشده في اللسان (علا 318) شاهدا للغة علي، كرضي، يعلي في الشرف، و يقال أيضا فيه: علا يعلي. و البيت لرؤبة، كما في اللسان، و هو في ديوانه 25 من أرجوزة يمدح بها مسلمة بن عبد الملك قال ابن سيده: «و وجه إنشاده علا كعبك بي»، أي أعلاني.
(2) البيت في مجالس ثعلب 413 و اللسان (علا 326).
(3) في الأصل: «علوتها بعادها». و في اللسان: «علوت بعادها ببعاد أشد منه».
(4) البيت في ديوان أوس بن حجر 22، و هو مطلع قصيدة:
يلعين لابد من سكب و تهمال علي فضالة جل الرزء و العالي
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 114
إلي اللّٰه أشكو الذي قد أري من النّائبات يعافٍ و عالِ
أي بعفوي و جهدي، من قولك علاه كذا، أي غلبه. و العافي: السَّهل.
و العالي: الشَّديد.
قال الخليل: المَعْلاة: كَسْبُ الشّرَف، و الجمع المعالي. و فلانٌ من عِلْية النّاس أي من أهل الشَّرف. و هؤلاء عِلْيَةُ قومِهم، مكسورة العين علي فِعلة مخفّفة.
و السُّفل و العُلْو: أسفل الشي‌ء و أعلاه. و يقولون: عالِ عن ثوبي، و اعلُ عن ثوبي، إذا أردت قمْ عن ثوبي و ارتفِعْ عن ثوبي، و عالِ عنها، أي تنح؛ و اعلُ عن الوسادة.
قال أبو مهديّ: أَعلِ عليَّ «1» و عالِ عليّ، أي احملْ عليّ.
و يقولون: فلانٌ تعلوه العين و تعلو عنه العين، أي لا تقبَله «2» تنبو عنه و الأصل في ذلك كلِّه واحد. و يقال علا الفرَسَ يعلوه علوّا، إذا ركبَه؛ و أعلي عنه، إذا نَزَل. و هذا و إن كان في الظاهر بعيداً من القياس فهو في المعني صحيح؛ لأنّ الإنسانَ إذا نزل عن شي‌ءٍ فقد بايَنَه و علا عنه في الحقيقة، لكنّ العربَ فرّقت بين المعنيين بالفرق بين اللفظين.
قال الخليل: العَلياء: رأس كل جبلٍ أو شَرَفٍ. قال زُهير:
تبصَّرْ خليلِي هل تري من ظَعائنٍ تحمّلنَ بالعلياء من فوق جُرثُم «3»
______________________________
(1) في الأصل: «اعل عني». و نص أبي مهدي هذا نادر. و في المجمل: «و عال علي» أي احمل» فقط.
(2) في الأصل: «أي لا تقتله».
(3) البيت من معلقته المشهورة.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 115
و يسمَّي أعلي القناةِ: العالية، و أسفلها: السَّافلة، و الجمع العوالي. قال الخليل:
العالية من مَحَالّ العربِ منَ الحجاز و ما يليها، و النسبة إليها علي الأصل عاليٌّ، و المستعمَل عُلْويّ.
قال أبو عبيد: عالَي الرّجُل، إذا أتي العالية. و زعم ابنُ دريد «1» أنّه يقال للعالية عُلْو: اسمٌ لها، و أنّهم يقولون: قدِم فلانٌ من عُلْو. و زَعَم أنّ النسب إليه عُلْويّ.
قالوا: و العُلِّيَّة: غرفةٌ، علي بناء حُرِّيّة «2». و هي في التصريف فُعليّة، و يقال فُعلولة.
قال الفرّاء في قوله تعالي: إِنَّ كِتٰابَ الْأَبْرٰارِ لَفِي عِلِّيِّينَ: قالوا:
إِنّما هو ارتفاعٌ بعد ارتفاعٍ إلي ما لا حدَّ له. و إنّما جُمِع بالواو و النون لأنَّ العرب إذا جمعت جمعاً لا يذهبون فيه إلي أنّ له بناءً من واحد و اثنين، قالوه في المذكَّر و المؤنث نحوَ عليّين، فإنّه إنّما يراد به شي‌ءٌ، لا يقصد به واحد و لا اثنان، كما قالت العرب: «أطعمنا مَرَقةَ مَرَقِينَ «3»». و قال:
قليِّصاتٍ و أبَيكرِينا «4»
فجمع بالنون لما أراد العدد الذي لا يحدُّه. و قال آخر في هذا الوزن:
______________________________
(1) في الجمهرة (3: 140).
(2) أي علي وزن «حرية». و تقال أيضا بكسر العين.
(3) في الأصل: «مرقتين» و في اللسان (مادة مرق): «مرقين» بالتثنية، تحريف.
و قد جاء في (علا 327): «مرقين» علي الصواب بالجمع. قال: «و سمعت العرب تقول: أطعمنا مرفة مرتين، تريد اللحمان إذا طبخت بماء واحد».
(4) أنشده في اللسان (بكر، علا). و أبيكرين، هو جمع مصغر «أبكر». و هذا جمع «بكر».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 116
فأصبحت* المذاهبُ قد أذاعت بها الإعصارُ بعد الوابِلينا «1»
أراد المطر بعد المطر، شيئاً غير محدود.
و قال أيضاً: يقال عُلْيا مضر و سُفْلاها، و إذا قلت سُفْلٌ قلت عُلْيٌ و السموات العُلَي الواحدة عُلْيا.
فأمّا الذي يحكي عن أبي زيد: جئت من عَلَيْك، أي من عندك، و احتجاجُه بقوله:
غَدَت مِن عَلَيْهِ بعد ما تمَّ ظِمْؤُها تَصِلُّ و عن قَيضٍ بِزِيزاءَ مَجْهَلِ «2»
و المستعلي من الحالبَينِ: الذي في يده الإناء و يحلُب بالأخري. و يقال المستعلي:
الذي يحلُب الناقة من شِقِّها الأيسر. و البائن: الذي يَحلبُها من شِقِّها الأيمن.
و أنشد:
يبشِّر مستعلياً بائنٌ من الحالِبينِ بأنْ لا غِرارَا «3»
و يقال: جئتُك من أعلي، و من عَلا، و من عالٍ، و من عَلٍ. قال أبو النَّجم:
أقَبُّ من تحتُ عريضٌ من عَلِ
و قد رفعه بعضُ العرب علي الغاية «4»، قال ابنُ رواحة:
شهِدتُ فلم أكذِبْ بأنَّ محمداً رسولُ الذي فوق السموات من عَلُ
______________________________
(1) البيت في اللسان (وبل). أذاعت بها: أذهبتها و طمست معالمها.
(2) البيت لمزاحم العقيلي، كما في اللسان (علا، صلل) و الحيوان (4: 418) و الاقتضاب 248 و الخزانة (4: 253). و في الكلام بعده نقص.
(3) للكميت، كما في اللسان (علا).
(4) الغاية: الظرف المنقطع عن الإضافة، سمي بذلك لأنه يكون بعد الانقطاع غاية في النطق، كقولة تعالي: «لِلّٰهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَ مِنْ بَعْدُ».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 117
و قال آخر «1» في وصف فرس:
ظمأَي النَّسا من تحتُ رَيَّا من عالْ فهي تُفدَّي بالأبينَ و الخالْ
فأمّا قول الأعشي «2»:
إنِّي أتتني لسانٌ لا أُسَرُّ لها من عَلْوَ لا عَجبٌ فيها و لا سَخَرُ
فإنّه ينشد فيها علي ثلاثة أوجه: مضموماً، و مفتوحاً، و مكسوراً.
و أنشد غيره:
فهي تنوشُ الحوضَ نَوشاً من عَلَا نَوشاً به تَقْطع أجوازَ الفَلا «3»
قال ابن السِّكِّيت: أتيتُه من مُعالٍ. و أنشد:
فرَّجَ عنه حَلَق الأغْلالِ جذبُ البُرَي و جِرية الجِبالِ
و نَغَضان الرَّحْلِ من مُعَالِ «4»
و يقال: عُولِيَت الفرسُ، إذا كان خَلْقها معالًي. و يقال ناقةٌ عِلْيانٌ، أي طويلة جسيمة. و رجل عِليانٌ: طويل. و أنشد:
أنْشدُ من خَوّارة عِلْيانِ ألقتْ طَلًا بملتقي الحَوْمانِ «5»
______________________________
(1) هو دكين بن رجاء، كما في اللسان (علا) و إصلاح المنطق 30 و قبله:
ينجيه من مثل حمام الأغلال وقع يد عجلي و رجل شملال
(2) هو أعشي باهلة، كما في اللسان (علا) و إصلاح المنطق 30. و قصيدته في الأصمعيات 89 طبع المعارف، و جمهرة أشعار العرب 135- 137، و مختارات ابن الشجري 10- 12، و أمالي المرتضي (3: 105- 113)، و الخزانة (1: 89- 97).
(3) لأبي النجم، كما في اللسان (علا). لكن نسب في (نوش) إلي غيلان بن حريث.
(4) الرجز لذي الرمة، كما في اللسان (علا) و إصلاح المنطق 30. و هو في ديوانه 482.
(5) بدل هذا الشطر في اللسان (علا):
مضبورة الكاهل كالبنبان
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 118
قال الفرّاء: جملٌ عِلْيانٌ، و ناقةٌ عِلْيانٌ. و لم نجد المكسور أوّلُه جاء نعتاً في المذكر و المؤنّث غيرَهما. و أنشد:
حمراء من مُعرِّضاتِ الغِربانْ تَقْدُمُها كلُّ عَلاةٍ عِلْيانْ «1»
و يقال لمُعالِي «2» الصَّوت عِلْيانٌ أيضا. فأمّا أبو عمرو فزَعَم أنَّه لا يقال للذّكر عِلْيان، إنّما يقولون جملٌ نبيل. فأمّا قولهم تَعَالَ، فهو من العلوّ، كأنَّه قال اصعد إليَّ؛ ثمّ كثُر حتّي قاله الذي بالحضيض لمن هو في علوه. و يقال تَعالَيا، و تَعالَوْا، لا يستعمل هذا إلَّا في الأمر خاصَّة، و أُمِيتَ فيما سوي ذلك. و يقال لرأس الرّجُل و عُنقِه عِلاوة. و العِلاوة: ما يُحمَل علي البعير بعد تمام الوِقْر. و قولُه:
ألا أيُّها الغادِي تحمَّلْ رسالةً خفيفاً مُعَلَّاها جزيلًا ثوابُها
مُعلَّاها: مَحْمِلها «3». و يقال: قَعَد في علاوة الرِّيح و سُفالتها. و أنشد:
تُهدِي لنا كُلما كانت عُلاوَتَنا ريحَ الخُزامي فيها الندي و الخَضل «4»
قال: الخليل المُعلَّي: السّابع من القِداح، و هو أفضلها، و إذا فاز حاز سبعةَ أنصباءَ «5» من الجزور، و فيه سبع فُرَض: علامات. و المُعلِّي: الذي يمدُّ الدلوَ إذا متَح. قال:
______________________________
(1) الرجز للأجلح بن قاسط، في اللسان (عرض). و قال ابن بري: «و هذان البيتان في آخر ديوان الشماخ». قلت أنا: هما في أخرياته ص 116 منسوبان إلي الجليح بن شميذ رفيق الشماخ. و انظر الحيوان (3: 420).
(2) في الأصل: «المغالي».
(3) هذا اللفظ و معناه مما لم يرد في المعاجم المتداولة.
(4) كذا ورد عجز هذا البيت.
(5) في الأصل: «خمسة أنصباء»، صوابه من اللسان و القاموس و الميسر و القداح 85.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 119
هويّ الدَّلو نَزَّاها المَعلّ «1»
و يقال للمرأة إذا طَهُرت من نِفاسها: قد تعلَّت، و هي تتعلَّي. و زعموا أنَّ ذلك لا يُقال إلَّا للنُّفساء، و لا يستعمل في غيرها. قال جرير:
فلا وَلدت بعد الفرزدق حاملٌ و لا ذات حمل من نِفاسٍ تَعَلَّتِ «2»
قال الأصمعيّ: يقال: عَلِّ رشاءَك، أي ألقِهِ «3» فوق الأرشية كلِّها.
و يقال إنَّ المعلِّي: الذي إذا زاغ الرِّشاء عن البَكَرة عَلَّاه فأعاده إليها.
قال العُجَير:
و لي مائحٌ لم يُورِد الماءَ قبلَه مُعَلٍّ و أشطانُ الطّويِّ كثيرُ «4»
و يقولون في رجلٍ خاصمه [آخر]: إنَّ له من يعلِّيه عليه «5».
و أمّا عُلْوان الكتاب فزعم قومٌ أنّه غلط، إنّما هو عُنوان. و ليس ذلك غلطا، و اللغتان صحيحتان و إن كانتا مولَّدَتَين ليستا من أصل كلام العرب. و أمّا عُنوان فمن عَنَّ. و أمّا عُلوان فمن العلوّ، لأنَّه أوّل الكتاب و أعلاه.
و من الباب العَلَاةُ، و هي السَّنْدان، و يشبّه* به النّاقة الصلبة. قال:
______________________________
(1) في اللسان (علا): «كهوي الدلو»، مع نسبته إلي عدي بن زيد.
(2) ديوان جرير 88، يرثي به الفرزدق مع بيت بعده، هو:
هو الوافد المجبور و الحامل الذي إذا النعل يوما بالعشيرة زلت
(3) في الأصل: «لسفه».
(4) البيت من أبياب في الحيوان (4: 391) و مجالس ثعلب 592 و الأغاني (11: 150).
و أنشده في الأزمنة و الأمكنة (2: 159) و أشار إلي أنه عني بالمائح من كان يميحه عند السلطان و يستخرج له ما عنده و يعينه.
(5) في الأصل: «من يعينه عليه».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 120
و مُبْلِدٍ بين مَوْماةٍ بمهلَكةٍ جاوزتُه بعَلاة الخلقِ عِلْيانِ «1»
قال الخليل: عَلِيٌّ علي فَعيل، و النسبة إليه عَلَويٌّ. و بنو عليٍّ: بطن من كِنانة، يقال هو عليّ بن سُودٍ «2» الغَسَّاني، تزوّجَ بأمِّهم بعد أبيهم و ربَّاهم فنُسِبوا إليه قال:
و قالت رَبَايَانا ألا يالَ عامرٍ علي الماء رأسٌ من عَلِيٍّ ملفّفُ «3»
و قال أبو سعيد: يقال ما أنت إلَّا علي أعلَي و أرْوَحَ، أي في سَعَةٍ و ارتفاع و يقال «أعلي»: السموات. و أمّا «أرَوْح» فمَهَبّ الرِّياح من آفاق الأرض.
قال ابن هرمة:
غَدَا الجُودُ يبغِي من يؤدِّي حقوقه فراح و أسري بين أعلَي و أرْوَحا
أي راح و أسري بين أعلي مالِه و أدْوَنِه، فاحتَكَم في ذلك كلِّه.

علب

العين و اللام و الباء أصلانِ صحيحان، يدلُّ أحدهما علي غِلظٍ في الشي‌ء و جُسْأة، و الآخر علي أثَر.
فالأول قولهم: عَلِبَ النّباتُ: جَسَأ «4». و يقال: لحم عَلِبٌ «5»: غليظ.
و يقال: العَلِب: المكان الغليظ. و من الباب العَلِب «6»: الضَّبُّ المُسِنُّ. و العِلْباء:
عصب العُنُق، سمِّي بذلك لصلابته. و يقال عَلِبَ البعيرُ، إذا أخذ داءٌ في أحد
______________________________
(1) سبق إنشاد البيت و تخريجه في (بلد).
(2) في الأصل: «مصعود»، صوابه من الاشتقاق 285.
(3) الربايا: جمع ربيئة، و هي الطليعة. في الأصل: «ريانانا»، تحريف.
(4) جسأ: صلب. و في الأصل: «جسأة»، تحريف.
(5) و يقال أيضا «علب» بفتح العين.
(6) و يقال أيضا فيه «علب» بالضم.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 121
جانبَي عنقِه. و يقال للرّجُل إذا أسن: قد تشنَّج عِلباؤه. و تيسٌ عَلِبٌ: غليظ العِلباء. و عَلَّبْتُ السّكِّينَ بالعِلباء: جَلَزْتُه.
و الأصل الآخر العَلْب، و هو الخَدْش و الأثر. و طريق معلوبٌ: لاحِبٌ.
قال بشر:
نقلناهُم نَقْلَ الكلاب جِراءها علي كلِّ معلوبٍ يثور عَكوبُها «1»
و عَلَّبت الشي‌ء، إذا أثَّرت فيه. و من الباب العِلاب: وسْمٌ في طول العنق، ناقةٌ مُعَلَّبَة.
و مما شذَّ عن هذين الأصلين: العِلْبة «2». و عُلْيَب «3»: واد.

علث

العين و اللام و الثاء أصلٌ صحيح واحدٌ يدلُّ علي خلْط الشّي‌ء بالشي‌ء. من ذلك: العَلِيث، و هي الحنطة يُخلَط بها الشَّعير. و كلُّ شي‌ءٍ غيرِ خالصٍ فهذا قياسُه. و من ذلك أعلاث الزَّاد، و هو ما أُكِلَ غيرَ متخيَّرٍ من شي‌ء. و يقال قَضيبٌ مُعْتَلَثٌ، إذا لم يُتَخَيَّر شجرُه. و «إنَّه ليعتلث الزِّناد» مَثَلٌ يُضرَب لمن لا يتخيَّر مَنكِحَه.

علج

العين و اللام و الجيم أصل صحيح يدلُّ علي تمرُّسٍ و مزاوَلة، في جفاء و غِلَظٍ. من ذلك العِلج، و هو حِمار الوَحش، و به يشبَّه الرجل الأعجميّ.
______________________________
(1) سبق الكلام علي البيت و تخريجه في (عكب).
(2) هي بالضم قدح من خشب، أو من جلود الإبل. و بالكسر: غصن عظيم تتخذ منه مقطرة.
(3) بضم فسكون ففتح و بكسر فسكون ففتح. و الضم أعلي، و هو واد معروف علي طريق اليمن.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 122
و يقولون: إنَّه من المعالَجة، و هي مزاوَلَة الشّي‌ء. هذا عن ابن الأعرابيّ. و قال الخليل: سمِّي عِلْجًا لاستعلاج خَلْقِهِ، و هو غِلظُه. قال: و الرّجُل إذا خرَجَ وجهُه «1» و غلُظ فقد استعلج. و العِلاج: مزاوَلَة الشّي‌ءِ و معالجتُه. تقول: عالجتُه عِلاجاً و معالَجة. و اعتلجَ القومُ في صِراعِهم و قتالهم. و يقال للأمواج إذا التطمت:
اعتلجت. قال:
يعتلج الآذِيُّ من حُبابِها
أي يركب بعضُه بعضاً. و عالجت فلاناً فعلَجْته عَلْجاً، إذا غلبْتَه. و فلانٌ عِلْجُ مالٍ، أي يقوم عليه و يَسُوسة. و العُلَّج: الشّديد من الرجال قِتالا و صِراعاً. قال:
مِنّا خَراطيمَ و رأساً عُلَّجاً
و يقولون: ناقة عَلِجة: غليظة شديدة قال:
و لم يُقاسِ العَلِجاتِ الحُنُفا
و قال آخر:
هَنَاكَ منها عَلِجات نِيبُ أكَلْنَ حَمْضاً فالوجوهُ شِيبُ «2»
و حكوا: أرض مُعتلِجة، و هي التي تراكَبَ نبتُها و طال، و دخل بعضُه في بعض.
و مما شذَّ عن هذا الباب و قد ذكرنا من أمر النبات ما ذكرناه: العَلَجانُ:
شجرٌ أخضر، يقولون إنّ الإبل لا تأكله إلّا مضطرّة «3». قال:
______________________________
(1) خرج وجهه: أي خرجت لحيته و ظهرت.
(2) الرجز في اللسان (علج).
(3) في الأصل: «مضطرا».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 123
يُسَلِّيك عن لُبْنَي إذا ما ذكرتَها أجارِعُ لم ينبُتْ بها العَلَجانُ
و زعموا أنَّ العلَجَ: أشاء النَّخْل. قال:
إذا اصطبَحتَ فاصْطَبِحْ مِسْواكا من عَلَجٍ إنْ لم تجِدْ أراكا
و قال عبدُ بني الحسحاس:
و بِتْنا وِسادانا إلي عَلَجانةٍ و حِقْفٍ تهادَاه الرِّياحُ تهادِيا «1»

علد

العين و اللام و الدال أصلٌ صحيح يدلُّ علي قوّةٍ و شِدّة.
من ذلك العَلْد، و هو الصُّلب من الشي‌ء،* يقال لعصَب العنق عَلْد. و رجل عَلْوَدٌّ:
و زين. و يقال منه اعلوَّد. و ما لم نذكره منه فهو هذا القياس.

علز

العين و اللام و الزاء أُصَيل يدلُّ علي اضطرابٍ من مرض. من ذلك: العَلَز: كالرعدة تأخذ المريض. و ربما قالوا: عَلِز من الشَّي: غَرِض «2».
و عالِز: موضع. قال:
عفا بطن قَوٍّ من سُلَيْمي فعالزُ فذاتُ الغَضَا … «3»

علس

العين و اللام و السين أصلٌ صحيحٌ يدلُّ علي شدّة في شي‌ء. يقال جَمَلٌ عَلَسيٌّ: شديد. قال:
إذا رآها العَلَسيُّ أَبْلَسَا «4»
______________________________
(1) ديوان سحيم 19- 20 طبع دار الكتب، و اللسان (علج).
(2) غرض هنا، بمعني قلق.
(3) البيت مطلع قصيدة للشماخ في ديوانه 43. و عجزه بتمامه كما في الديوان.
فذات الصفا فالمشرفات النواشز
(4) للمرار، كما في اللسان (علس). و بعده:
و علق القوم أداوي يبسا
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 124
و يقولون: المعلَّس: الرّجل المجَرَّب. و العَلَس: القُراد الضَّخْم.

علش

العين و اللام و الشين ليس بشي‌ء. علي أنهم يقولون إن العِلَّوْش: الذّئب. و ليس قياسه [صحيحاً] لأن الشين لا تكون بعد اللام.

علص

العين و اللام و الصاد قريبٌ من الذي قبلَه. علي أنهم يقولون: إنَّ العِلّوْص: التُّخَمة، و ليس بشي‌ء و لا له قياس. و يقولون إن العِلاص:
المضارَبَة بالسَّيْف «1»، و هذا أيضاً لا معنَي له، و كل ما ذُكر في هذا البناء فمجراه هذا المجري.

علط

العين و اللام و الطاء مُعظَمه علي صحّته إلصاق شي‌ءٍ بشي‌ء، أو تعليقُه عليه. تقول: عَلَطتْه بسهم: أصبتُه. و إذا أصبْتَه به فقد ألصقته به.
و العُلْطة: سواد تخطُّه المرأة في وجهها تَزَّيَّن به. و العُلطة: القلادة من الحنظل.
و يقال: اعلَوَّطَنِي فلانٌ: لزمني.
و من الباب العِلَاط، و هي كَيٌّ أو سِمَةٌ تكون في مقدّم العنق عَرْضاً.
و عَلَطْت البعيرَ أعْلِطه عَلْطاً. و يقال: إنَّ عِلاط الإبرة: خَيطُها. و عِلَاط الشّمس:
الذي كأنَّه خيطٌ. و الإعليط: وعاء ثَمَر المَرْخِ، و هو مُعلَّقٌ في شجَرِه. قال:
[لها] أُذُنٌ حَشْرَةٌ مَشرةٌ كإعْليطِ مَرْخ إذا ما صَفِرْ «2»
و العِلاطان: صَفْقا العُنُقِ من الجانبين. فأمَّا البعير العُلُط و النَّاقةُ العُلط، و هي التي ليس في رأسها رَسَنٌ، فليس من هذا الباب، و إنما ذاك مقلوبٌ، و الأصل عُطُل، و هي المرأة التي لا حَلْيَ لها. و القياس واحد. قال ابن أحمر:
______________________________
(1) ذكرت هذه الكلمة في القاموس و لم ترد في اللسان.
(2) سبق الكلام علي البيت و نسبته في (حشر). و أنشده في المجمل أيضاً.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 125
و منحتها قَوْلِي علي عُرْضِيَّة عُلُطٍ أُدارِي ضِغْنَهَا بتودُّدِ «1»

علف

العين و اللام و الفاء ليس بأصل كثير، إنما هو العَلَف.
تقول: عَلفْت الدّابة. و يقال للغنم التي تُعْلَفُ: عَلُوفة. و العُلَّف: ثمر الطَّلْح «2».

علق

العين و اللام و القاف أصلٌ كبير صحيح يرجع إلي معنًي واحد، و هو أن يناط الشَّي‌ء بالشي‌ء العالي. ثم يتَّسع الكلام فيه، و المرجع كله إلي الأصل الذي ذكرناه.
تقول: عَلّقْتُ الشي‌ءَ أعلِّقه تعليقاً. و قد عَلِق به، إذا لزِمَه. و القياس واحد.
و العَلَق: ما تعلَّق به البَكرَة من القامة. و يقال العلَق: آلة البَكْرَة. و يقولون.
البئر محتاجة إلي العَلَقِ. و قال أبو عبيدة: العَلق هي البَكرة بكل آلتِها دون الرِّشاء و الدّلو. و العَلَق: الدم الجامد، و قياسُه صحيح، لأنّه يَعْلَقُ بالشي‌ء؛ و القطعة منه عَلَقة. قال:
ينزُو علي أهْدامه من العَلَق
و يقول القائل في الوعيد: «لتفعلنّ كذا أو لتَشْرَقَنّ بعَلَقة «3»» يعني الدّم، كأنّه يتوعده بالقَتْل. و العَلَق: أن يُلَزَّ بعيرانٍ بحبلٍ و يُسْنَي عليهما إذا عظُم الغَرْب.
و أعلقتُ بالغَرب بعيرين، إذا قرنتَهُما بطَرَف رِشائه.
قال اللِّحيانيّ: بئر فلانٍ تدوم علي عَلَق، أي لا تنزح، إذا كان عليها دلوانِ و قامة و رشاء. و هذه قامة ليس لها عَلَق، أي ليس لها حبل يعلَّق بها.
______________________________
(1) يصف جارية، كما في اللسان (عرب).
(2) في الأصل: «الجاهل»، صوابه في المجمل و اللسان و القاموس.
(3) في الأصل: «لنفعلن بكذا أو لنشرقن بعلقة».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 126
قال الخليل: العَلَق أن يَنشِب الشي‌ء بالشي‌ء. قال جرير:
إذا عَلِقَتْ مخالبُه بِقرْنٍ أصابَ القلبَ أو هتك الحجابا «1»
و عَلِق فلانٌ بفلانٍ: خاصمه. و العَلق: الهوي. و في المثل: «نظرة مِن ذي عَلَق»، أي ذي هَوًي قد عَلِق قلبُه بمن يهواه. و قال الأعشي:
عُلِّقْتُها عرَضاً و عُلِّقتْ رجلا غيري و عُلِّق أخري غيرَها الرّجُل «2»
و من الباب العَلَاق، و هو الذي يجتزئ [به] الماشية من الكلأ إلي أوان الربيع. و قال الأعشي:
و فلاةٍ كأنّها ظهرُ تُرسٍ ليس إلّا الرَّجيع فيها عَلَاقُ «3»
يقول: لا تجد الإبل فيها عَلاقاً إلّا ما تردّده من جِرَّتها في أفواهها. و الظبية تعلُق عُلوقاً، إذا تناولت الشجرةَ بفيها. و
في حديث الشهداء: «إنَّ أرواحهم في أجواف طيرٍ خُضر «4» تَعْلُق في الجنَّة»
. و العُلْقة: شجر يبقي في الشِّتاء تَعلُق به الإبلُ فتستغني به، مثل العَلَاق. و يقال: ما يأكل فلانٌ إلا عُلْقَة، أي ما يُمْسِك نَفْسَه.
قال ابن الأعرابيّ: العُلقة: الشَّي‌ء القليل ما كان، و الجمع عُلَق. و من الباب:
العَلَقة: دويْبة تكون في الماء، و الجمع عَلَق، تَعْلَق بحَلْق الشَّارب «5». و رجلٌ
______________________________
(1) ديوان جرير 82.
(2) ديوان الأعشي 141 و اللسان و المجمل (رجع، علق). و قد سبق في (رجع).
(3) ديوان الأعشي 43.
(4) و كذا في المجمل. و في اللسان: «في حواصل طير خضر».
(5) في الأصل: «لحلق الشارب».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 127
معلوق، إذا أخذت العَلَق «1» بحلقِهِ. و قد علِقت الدابة عَلَقا، إذا عَلِقتها العَلَقةُ عند الشرب.
و من الباب علي نحو الاستعارة، قولهم: عَلِق دَمُ فلان ثيابَ فلان، إذا كان قاتِلَه. و يقولون: دمُ فلانٍ في ثوب فلان. قال أبو ذؤيب:
تبرَّأُ من دَمِّ القتيل و بَزِّهِ و قد عَلِقت دمَّ القتيلِ إزارُها «2»
قالوا: الإزار يذكّر و يؤنّث في لغة هذيل و بزّه: سلاحه. و قال قوم:
«علِقت دمَّ القتيل إزارُها» مَثَل، يُقال: حَملتَ دمَ فلانٍ في ثوبك، أي قتلتَه. و هذا علي كلامين، أراد علقت المرأةُ دمَ القتيل ثم قال: عَلِقَهُ إزارُها.
قالوا: و العَلاقة: الخصومة. قال الخليل: رجلٌ معلاقٌ، إذا كان شديدَ الخُصومة. قال مُهلهل:
إنّ تحت الأحجار حَزْماً وجوداً و خَصيماً ألدَّ ذا مِعلاقِ «3»
و رواه غيره بالغين، و هو الخَصْم الذي يَغْلَق عنده رَهْنُ خَصمه فلا يقدرُ علي افتكاكِه منه، للَدَدِه.
و تعليق الباب: نَصْبُه. و المعاليق و الأعاليق للعنب و نحوِه «4»، و لا واحد للأعاليق. و العِلاقَة: [عِلاقة] السَّوْطِ و نحوه. و العَلَاقة للحبِّ «5». و العلاقة:
______________________________
(1) في الأصل: «الحلق».
(2) ديوان أبي ذؤيب 26 و اللسان (أزر) حيث أنشده شاهدا لتأنيث الإزار.
(3) في الأصل: «تحت الأشجار»، صوابه من المجمل و اللسان (علق).
(4) في الأصل: «و معاليق للعنب و نحوه»، و صوبت العبارة مستضيئا بما في اللسان، و فيه:
«و الأعاليق كالمعاليق كلاهما ما علق، و لا واحد للأعاليق».
(5) في الأصل: «للجنب». و في المجمل: «و العلاقة في الحب».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 128
ما ذكرناه من العَلَاق الذي يُتعلَّق به في معيشةٍ و غيرها. و العَليق: القَضيم «1»، من قولك أعلقته فهو عليق، كما يقال أعقدتُ العسلَ فهو عَقِيد.
و ذُكر عن الخليل أنه قال: يسمَّي الشراب عليقاً. و مثل هذا مما لعلّ الخليل لا يذكره، و لا سيَّما هذا البيتُ شاهدُه:
واسق هذا و ذا و ذاك و علِّق لا نسمِّي الشَّرَابَ إلّا العليقا «2»
و يقولون لمن رضيَ بالأمر بدون تمامه: متعلِّق «3». و من أمثالهم:
عَلِقَتْ مَعالِقَها و صَرَّ الجُنْدَب «4»
و أصله أنَّ رجلًا انتهي إلي بئر فأعلقَ رشاءه برِشائها، ثم صار إلي صاحب البئر فادَّعي جِوارَه، فقال له: و ما سبب ذلك؟ فقال: عَلَّقْتُ رِشائي برِشائِك.
فأمره بالارتحال عنه، فقال الرّجل: «علقِت معالِقَها و صرّ الجندب»، أي علقت الدّلو معالِقَها و جاء الحرُّ و لا يمكن الذَّهاب.
و قد عَلِقت الفَسيلةُ إذا ثبتت في الغِراس. و يقولون: أعلقت الأمُّ من عُذْرَة الصبيِّ بيدها تُعْلق إعلاقاً، و العُذْرة قريبةٌ من اللَّهاة و هي وجع، فكأنّها لما رفعته أعلقته. و يقال هذا عِلْقٌ من الأعلاق، للشَّي‌ء النفيس، كأنَّ كلَّ من رآه يَعْلَقه. ثمَّ يشبّهون ذلك فيسمُّون الخمر العِلْق. و أنشدوا:
إذا ما ذقت فاها قلتَ عِلْقٌ مُدَمَّسٌ أريد به قَيْلٌ فغودر في سابِ «5»
______________________________
(1) في اللسان: «العليق القضيم يعلق علي الدابة».
(2) أنشده في اللسان (علق)، و ذكر أنه للبيد، و أن إنشاده مصنوع.
(3) و من الأمثال في ذلك ما أورده في المجمل: «ليس المتعلق كالمتأنق» و سيأتي قريبا.
(4) المثل عند الميداني (2: 422). و أنشده في اللسان (علق).
(5) أنشده في اللسان (سأب، دمس) و المخصص (11: 81).
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 129
و يقال للشَّي‌ء النفيس: عِلْق مَضِنّة و مَضَنَّة. و يقال فلان ذو مَعْلَقة، إذا كان مُغِيراً «1» يعلَق بكلِّ شي‌ء. و أعْلَقْتُ، أي صادقت عِلقاً نفيساً، و جمع العِلْق عُلُوق.
قال الكميت:
إن يَبِع بالشَّباب شيباً فقد با عَ رخيصاً من العُلُوق بغالِ
و العَلاقة: الحبُّ اللازم للقلب. و يقولون: إنَّ العَلُوق من النِّساء: المُحِبّة لزوجها. و قوله تعالي: فَتَذَرُوهٰا كَالْمُعَلَّقَةِ هي التي لا تكون أيِّما و لا ذاتَ بعل، كأنَّ أمرَها ليس بمستقرّ. و كذلك قول المرأة في حديث أم زرع «2»:
«إنْ أنْطِق أُطلَّق، و إنْ أسْكُت أُعلَّق». و قولهم: «ليس المتعلِّق كالمتأنّق» أي ليس من عيشُه قليلٌ كمن يتأنّق فيختار ما شاء. و العلائق: البضائع. و يقولون:
جاء فلان بعُلَقَ فُلَقَ، أي بداهية. و قد أعْلَق و أفلق. و أصل هذا أنّها داهيةٌ تَعْلَق كُلَّا. و يقال إن العَلُوق: ما تَعلُقه السّائمة من الشَّجر بأفواهها* من ورَق أو ثَمَر.
و ما عَلَقت منه السَّائمة عَلُوق. قال:
هو الواهب المائة المصطفا ة لاطَ العَلُوق بهن احمرارا «3»
______________________________
(1) انظر ما سيأتي في 131. و مثل العبارة في اللسان (علق 136). و أنشد:
أخاف أن يعلقها ذو معلقه
(2) انظر المزهر (2: 532- 536).
(3) في الأصل: «لا العلوق»، صوابه من المجمل و اللسان و ديوان الأعشي. و البيت ملفق من بيتين في ديوانه 40 أحدهما:
هو الواهب المائة المصطفا ة إما مخلضا و إما عشارا
و الآخر:
بأجود منه بأدم الركاب لاط العلوق بهن احمرارا
كما أن البيت الأخير مقدم علي سابقه.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 130
يريد أنّهنّ رَعَيْن في الشجر و عَلِقْنَه حتي سمِنَّ و احمرَرْن و لاطَ بهنّ. و الإبل إذا رعَتْ في الطَّلْح و نحوِه فأكلت ورقَهُ أخصَبت عليه و سَمِنت و احمرَّت.
و العُلَّيق: شجرٌ من شجر الشَّوك لا يعظُم، فإذا نَشِب فيه الشي‌ء لم يكد يتخلَّص من كثرة شَوكه، و شوكُهُ حُجْنٌ حِداد، و لذلك سمي عُلَّيقاً. و يقولون: هذا حديثٌ طويل العَوْلَق، أي طويل الذَّنَب.
و أمَّا العَلُوق من النُّوق، فقال الكسائيّ: العَلُوق: الناقة التي تأبي أن ترْأَمَ ولدها. و المَعالِق «1» مثلها. و أنشد:
أم كيف ينفَعُ ما تُعِطي العلوقُ به رِئمانُ أنف إذا ما ضُنَّ باللّبنِ «2»
فقياسه صحيح، كأنَّها عَلِقَتْ لبنَها فلا يكاد يتخلَّص منها. قال أبو عمرو:
العَلُوق ما يَعْلَق الإنسانَ. و يقال للمنيّه: عَلُوق. قال:
و سائلةٍ بثعلبة [بنِ سير و قد عَلِقت بثعلبةَ] العَلوقُ «3»
و عَلِقَ الظَّبيُ في الحِبالة يَعْلَق، إذا نَشِق فيها «4». و قد أعلَقَتْه الحِبالة. و أعْلَق الحابلُ إعلاقاً، إذا وقَع في حِبالتِه الصَّيد. و قال أعرابيّ: «فجاء ظبيٌ يستطيف «5»
______________________________
(1) ضبطت في اللسان ضبط فلم يفتح الميم، و لم تذكر في القاموس.
(2) البيت لأفنون بن صريم التغلبي من أبيات في البيان و التبيين (1: 9- 10) و المفضليات (2: 62) و خزانة الأدب (4: 456). و انظر أمالي الزجاجي 35 و القالي (2: 51 و اللسان (علق، رأم). و في «رئمان» أوجه ثلاثة: الرفع و النصب و الجر.
(3) تكملة البيت من إصلاح المنطق 368 و اللسان (علق). حيث ورد البيت فيهما منسوبا للمفضل النكري. و هو من قصيدة أصمعية له في الأصمعيات 53- 55 ليبسك. قال في اللسان:
«يريد ثعلبة بن سيار، فغيره للضرورة».
(4) يقال نشق الصيد في الحبالة: نشب و علق فيها.
(5) يقال: استطافه، أي طاف به.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 131
الكِفَّة فأعلقته». و يقال للحابِل: أعلَقْتَ فأدرك. و كذلك الظَّبي إذا وَقَع في الشرك، أُعْلِق به «1». قال ذو الرُّمَّة:
و يومٍ يُزِير الظَّبيَ أقصي كِناسِهِ و تنزو كَنَزْو المُعْلَقاتِ جنادبُه «2»
و يقولون: ما ترك الحالبُ للنَّاقة عُلْقَةً «3»، أي لم يدع في ضَرعها شيئاً إلَّا حَلَبه. و قلائد النُّحور، و هي العلائق. فأمَّا العليقة فالدّابَّة تُدفَع إلي الرّجُل ليَمتار عليها لصاحبها، و الجمع علائق. قال:
و قائلةٍ لا تَركبنّ عليقةً و من لذّة الدُّنيا ركوبُ العلائقِ «4»
و قال آخر:
أرسَلَها عَليقةً و قد عَلِم أنَّ العَلِيقاتِ يُلاقِينَ الرَّقِمْ «5»
و يقولون: عَلِق يفعُل كذا، كأنَّه يتعلَّق بالأمر الذي يريده. و قد عَلِق الكِبَرُ منه مَعَالِقه. و مَعاليق العِقد و الشُّنُوف: ما يُعَلَّق بهما ممّا يُحسِّنهما. و يقولون:
عَلِقتِ المرأةُ: حَبِلت. و رجلٌ ذو مَعْلَقةٍ، إذا كان مُغيِراً يتعلّق بكلِّ شي‌ء «6». قال:
أخاف أن يَعْلَقها ذو مَعْلَقهْ «7»
______________________________
(1) في الأصل: «علق به»، و أثبت ما يقتضيه الاستشهاد.
(2) ديوان ذي الرمة 46.
(3) بدله في المجمل: «علاقة».
(4) أنشده في المجمل و اللسان (علق)، و إصلاح المنطق 381.
(5) الرجز في اللسان (علق، رقم)، و إصلاح المنطق 381 و قد سبق في (رقم).
(6) هذا تكرار لما سبق في ص 129.
(7) البيت في اللسان (عق).
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 132
و العَلَاقِيَة: الرجل الذي إذا عَلِقَ شيئاً لم يكَدْ يدَعُه. و أمّا العِلْقة، فقال ابن السّكِّيت: هي قميصٌ يكون إلي السُّرَّة و إلي أنصاف السُّرَّة، و هي البَقِيرةُ. و أنشد:
و ما هي إلَّا في إزارٍ و عِلْقةٍ مُغارَ ابنِ هَمّامٍ علي حيِّ خثعما «1»
و هو من القياس؛ لأنّهُ إذا لم يكن ثوباً واسعا فكأنّه شي‌ءٌ عُلِّق علي شي‌ء.
قال أبو عمرو: و هو ثوب يُجاب و لا يُخاط جانباه، تلبسه الجارية إلي الحُجْزَة، و هو الشَّوذر.

علك

العين و اللام و الكاف أصلٌ صحيح يدلُّ علي شي‌ءٍ شبه المضغ و القبض علي الشَّي‌ء. من ذلك قول الخليل: العَلْك: المضغ. و يقال عَلَكت الدّابّةُ اللِّجامَ، و هي تعلُكُه عَلْكا. قال: و سمِّي العِلْك عِلْكاً لأنّه يُمضَغ. قال النّابغة:
خَيلٌ صِيامٌ و أخري غيرُ صائمةٍ تحت العَجاجِ و خيلٌ تعلُك اللُّجُما «2»
قال الدريديّ: طعام عَلِك: متين المَمْضَغة «3». و يقولون في لسانه عَوْلك، إذا كان يَمضَغُه و يَعلُكُه «4».
______________________________
(1) البيت في اللسان (علق) بدون نسبة. و نسبه سيبويه في كتابه (1: 120) إلي حميد ابن ثور. و ليس في ديوانه طبع دار الكتب.
(2) سبق البيت و تخريجه في (صوم)، و أنشده أيضاً في اللسان (علك).
(3) في الأصل: «متن المضغ»، صوابه من الجمهرة (3: 136) و اللسان (علك).
(4) هذه العبارة و تفسيرها مما لم يرد في المعاحم المتداولة. و في القاموس أن «العولك» لجلجة في اللسان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 133
قال أبو زيد: أرضٌ عَلِكة: قريبةُ الماء. وطِينةٌ علكة: طيِّبة خَضراء ليِّنة. و اللّٰه أعلم بالصواب.

باب العين و الميم و ما يثلثهما

عمن

العين و الميم و النون ليس بأصل، و فيه عُمان: بلد. و يقولون أعْمَن، إذا أتي عُمَان. قال:
فإن تُتْهِمُوا أُنْجِد خلافاً عليكُم و إن تُعمِنُوا مستحقِبِي الشَّرِّ أُعرِقِ «1»

عمه

العين و الميم و الهاء أصلٌ صحيح واحد، يدلُّ علي حَيرة و قِلّة اهتداء. قال الخليل: عَمِهَ الرّجل يَعْمَهُ عَمَهاً، و ذلك إذا تردَّد لا يدرِي أين يتوجَّه. قال اللّٰه: وَ يَذَرُهُمْ فِي طُغْيٰانِهِمْ يَعْمَهُونَ. قال يعقوب: ذهبت إبله العُمَّبْهَي «2»، مشدّدة الميم، إذا لم يدْر أين ذهبت.

عمي

* العين و الميم و الحرف المعتل أصلٌ واحد يدلُّ علي سَترٍ و تغطية. من ذلك العَمَي: ذَهاب البصر من العينين كلتيهما. و الفعل منه عَمِي يَعْمَي عَميً. و ربَّما قالوا اعمايَّ يعمايُّ «3» اعمِيَاءً، مثل ادهَامّ. أخرجوه علي لفظ الصحيح. رجلٌ أعمي و امرأة عمياء. و لا يقع هذا النعت علي العين الواحدة. يقال
______________________________
(1) البيت للممزق العبدي من قصيدة له في الأصمعيات 47- 48 ليبسك. و أنشده في اللسان (عمق، تهم). و قد سبق في (تهم).
(2) و يقال أيضاً «العُمَّهي».
(3) كذا في الأصل، و اللغة الغالبة فيه بتخفيف الياء فيهما. و في القاموس: «و قد تشدد الياء».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 134
عَمِيَتْ عيناه. في النساء عَمْيَاءُ و عَمْياوان و عمياوات. و رجل عَمٍ، إذا كان أعمي القلب؛ و قومٌ عمون. و يقولون في هذا المعني: ما أعماه، و لا يقولون في عمي البصر ما أعماهُ؛ لأنّ ذلك نعتٌ ظاهر يُدْركُه البصر، و يقولون فيما خفي من النعوت ما أفعله. قال الخليل: لأنّه قبيحٌ أن تقول للمشارِ إليه: ما أعماه، و المخاطبُ قد شاركَكَ في معرفة عماه.
قال: و التَّعمِية: أن تعمِّيَ علي إنسانٍ شيئاً فتَلْبِسَه عليه لَبْسا. و أمّا قولُ العجّاج «1»:
و بلدٍ عاميَةٍ أعماؤُهُ
فإنّه جعل عَمًي اسماً ثم جمعه علي الأعماء «2». و يقولون: «حبك الشَّي‌ءَ يُعمِي و يُصِمّ». و يقولون: «الحبُّ أعمي». و ربَّما قالوا: أعميت الرّجُلَ إذا وجدتَه أعمي. قال:
فأصممت عَمْراً و أعميتُه عن الجُود و الفَخْر يوم الفَخَارِ
و ربما قالوا: العُمْيان «3» للعَمَي، أخرجوه علي مثال طُغيان. و من الباب العُمِّيّة:
الضلالة، و كذلك العِمِّيَّة. و
في الحديث: «إنّ اللّٰه تعالي قد أذهَب عنكم عُمّيَّة الجاهليّة»
قالوا: أراد الكِبْر. و قيل: فلانٌ في عَمْياء، إذا لم يدر وَجْهَ [الحقِّ.
______________________________
(1) كذا. و الصواب أنه رؤبة، كما في اللسان (عمي). و البيت مطلع أرجوزة له في أول ديوانه.
و بعده:
كأن لون أرضه سماؤه
(2) في الأصل: «فإنه جمل عمي اسمائم جعله علي الأعماء».
(3) هذه الكلمة مما لم يرد في المعاجم المتداولة.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 135
و قتِيل عِمِّيَّا، اي لم يُدرَ من «1»] قتَلَه «2». و العَمَاية: الغَوَاية، و هي اللَّجاجة.
و من الباب العَمَاء «3»: السَّحاب الكثيف المُطْبق، و القِطعة منه عَمَاءة. و قال الكسائيّ: هو في عمايةٍ شديدةٍ و عَماءٍ، أي مُظلم.
و قال أهل اللغة: المَعَامِي من الأَرَضِينَ: الأغفالُ التي ليس بها أثرٌ من عمارة.
و منه
كتاب رسول اللّٰه صلي اللّه عليه و آله و سلم، لأكَيْدِر: «إنَّ لنا المَعَاميَ و أغفال الأرض»
. و من الباب: العَمْي، علي وزن رَمْي، و ذلك دَفْع الأمواج القَذَي و الزَّبَد في أعاليها. و هو القياس، لأنّ ذلك يغطِّي وجهَ الماء. قال:
لها زبدٌ يَعْمِي به الموجُ طامِيا «4»
و البعير إذا هَدَرَ عَمَي بلُغامِه علي هامَتِه عَمْياً. قال:
يَعْمِي بمثل الكُرْسُف المسَبَّخِ
و تقول العرب. أتيتُه ظهراً صَكَّةَ عُمَيّ، إذا أتيتَه في الظَّهيرة. قال ابنُ الأعرابيّ: يُراد حِينَ يكاد الحر يُعمِي. و قال محمد بن يزيد المبرِّد: حين يأتي الظّبيُ كِناسَه فلا يُبصِر من الحرِّ. و يقال: العَماء: الغُبار. و ينشد للمرّار:
تراها تدور بغِيرَانِها و يَهجُمُها بارح ذو عَماء
______________________________
(1) التكملة مما اقترحته ليلتئم الكلام، اعتمادا علي ما ورد في اللسان.
(2) في الأصل: «قبله».
(3) في الأصل: «و من الباب العمابة و العماء».
(4) رواية هذا العجز في اللسان (عمي):
رها زبداً يعمي به الموج طاميا
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 136‌

عمت

العين و الميم و التاء أُصَيلٌ صحيح يدلُّ علي التباسِ الشي‌ء و التوائه، ثم يشتقُّ منه ما أشبَهَه. قال الخليل: العَمْت: أن يَعْمِتَ الصُّوف فيلُفَّ بعضَه علي بعضٍ مستطيلا و مستديراً، كما يفعل الذي يَغزِل الصُّوف. يقال عَمَتَ يَعْمِت.
قال أبو عبيدة: العِمِّيت: الرَّجل الأعمي الجاهل بالأمور. و قال:
كالخُرْس العماميت «1»
و يقولون: العِمِّيت: السَّكران «2». و العَمْتُ: أن يَضرِب و لا يُباليَ مَن أصابه ضَرْبُه.

عمج

العين و الميم و الجيم أصلٌ صحيح يدلُّ علي التواءٍ و اعوجاج.
قال الخليل: التعمُّج: الاعوجاج في السَّير «3»، لا اعوجاجُ الطَّريق، كما يتعمَّج السّيل، إذا انقلَب بعضُه علي بعض. و يقال: سهم عَمُوجٌ: يَلتوِي في ذَهابه.
قال الهذليّ:
كمَتْن الذِّئب لانِكْسٌ قصيرٌ فأُغْرِقَه و لا جَلْسٌ عَموجُ «4»
و يقال: تعمَّجت الحيّة، إذا تلوَّتْ في سَيرها. قال:
______________________________
(1) هذه القطعة في المجمل و اللسان (عمت).
(2) ذكر هذا المعني في القاموس، و لم يذكر في اللسان.
(3) في الأصل: «في السر»، تحريف.
(4) البيت لأبي قلابة الهذلي، كما في بقية أشعار الهذليين ص 16. و أنشده في اللسان (جلس) منسوبا إلي الهذلي. و روايته في البقية:
كما ألقي البرائن وسط ضحل من الرنقاء غرنيق عموج
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 137
تُلاعِب مَثْنَي حَضْرميٍّ كأنّه تَعمُّج شيطانٍ بذي خِروَعٍ قَفْرٍ «1»
و يقال للحيَّةِ نفْسِه: العَمَج «2»، لأنه يتعمَّج. قال:
يَتْبَعْنَ مثل العَمَجِ «3»

عمد

العين و الميم و الدال أصلٌ كبير، فروعه كثيرة ترجع إلي معنًي، و هو الاستقامة «4» في الشي‌ء، منتصباً أو ممتدّا، و كذلك في الرّأي و إرادةِ الشي‌ء.
من ذلك عَمَدْتُ فلاناً و أنا أعْمِدُه عَمْداً، إذا قَصدتَ إليه. و العَمْد: نقيض الخطأ في القتل و غيره، و إنّما سمي* ذلك عمداً لاستواء إرادتك إيَّاه. قال الخليل:
و العَمْد: أنْ تعمِد الشّي‌ء بِعمادٍ يُمسكه و يَعتمِد عليه. قال ابن دُريد: عَمَدْت الشّي‌ء: أسندتُه. و الشَّي‌ء الذي يسند إليه عِماد، و جمع العِماد عُمُد. و يقال عَمودٌ و عَمَد «5». و العَمود من خَشبٍ أو حديد، و الجمع أعْمِدة؛ و يكون ذلك في عمد الخِبَاء. و يقال لأصحاب الأخبية الذين لا يَنزلون غيرَها: هم أهل عَمُودٍ، و أهلُ عِماد.
______________________________
(1) نسب لطرفة، كما في الحيوان (4: 133). و انظر ما سبق من تخريجه في (شطن).
(2) يقال بالتحريك، و بضم فميم مشددة مفتوحة.
(3) كذا ضبط في الأصل و المجمل. و إنشاده في اللسان (عمج):
يتبعن مثل العُمَّج المنسوس
و أنشده كذلك في المجمل، لكن بفتح العين و الميم.
(4) في الأصل: «الاستفهامة».
(5) كذا ضبطت الكلمتان في الأصل. و المعروف أن «العمد» بضمتين جمع للعماد و العمود.
و أن «العمد» بالتحريك: اسم جمع لهما.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 138
قال الخليل: و عَمود السِّنان: متوسّط من شَفْرَتيه من أصله، و هو الذي فيه خَطُّ العَيْر. و يقال لرِجْلَي الظَّليم: عمودان. و عَمُود الأمر: قِوَامه الذي لا يستقيم إلّا به. و عَميد القوم: سيِّدهم و مُعْتَمَدُهم الذي يعتمِدونه إذا حَزَبهم [أَمرٌ] فزِعوا إليه.
و عَمود الاذن: مُعظَمها و قِوامها الذي ثبتت إليه، فأمّا قولُهم للمريض عَميد، فقال أهل اللغة: العَميد: الرجل المعمود، الذي لا يستطيع الجلوسَ من مرضه حتي يُعْمَد من جوانبه بالوسائد. قالوا: و منه اشتُقَّ القَلب العميد، و هو المعمود المشعوف الذي هدّه العِشْق و كَسَرَه، و صار كالشي‌ء عُمِدَ بِشي‌ء. قال الأخطل:
بانت سُعادُ فنومُ العين تسهيدُ و القلب مكتئبٌ حرّانُ مَعْمودُ «1»
و يقال: عَميد، و معمود، و مُعَمَّد «2». قال الخليل: العَمْد: أن تكابِد أمراً بجِدٍّ و يقِين. تقول: فعلت ذلك عَمْداً و عَمْدَ عينٍ، و تعمَّدت له و فعلته مُعتمِداً، أي متعمِّداً.
و من الباب: السَّنَام العَمَدُ [عَمِدَ] يَعْمَد عَمَداً. و هذا محمولٌ علي ما ذكرناه من قولهم: قلبٌ عميد و معمود، و ذلك السَّنامُ إذا كان ضَخْماً وارياً فحُمِل عليه فكُسِر «3» و مات فيه شحمُه فلا يستوي أبداً- و الواري: السمين- كما يَعْمَد الجُرحُ إذا عُصِر قبل أن تَنْضَج بيضتُه فيَرِمَ، و بعيرٌ عَمِدٌ، و ناقةٌ عَمِدةٌ، و سَنامُها عَمِد.
______________________________
(1) ديوان الأخطل 146، مطلع قصيدة يمدح بها يزيد بن معاوية. و روايته في الديوان.
بانت سعاد ففي العينين تسهيد و استحقبت لبه فالقلب معمود
(2) و كذا وردت هذه الكلمة في القاموس، و لم تذكر في اللسان.
(3) في الأصل: «فكسره».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 139
فأمّا قوله تعالي: فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ، أي في شِبْه أخْبيةٍ من نار ممدودة.
و قال بعضهم: فِي عَمَدٍ و قرئت في عُمُد و هو جمع عِماد.
و قال المبرّد: رجل مُعمَد، أي طويل. و العِماد: الطُّول. قال اللّٰه تعالي: إِرَمَ ذٰاتِ الْعِمٰادِ، أي ذات الطُّول. و
في الحديث «1»: «هو رفيع العماد، طَويل النِّجَاد»
. قال أبو عبيد: عَمَدْتُ الشي‌ء: أقمته، فهو معمود. و أعْمدته بالألف إعماداً، أي جعلت تحته عَمَداً. و من الباب: العُمُدّ، الدال شديدة و العين و الميم مضمومتان:
الشابُّ الممتلئ شباباً. و هو العُمُدَّانيّ، و الجمع العُمُدَّانيُّون. و امرأةٌ عمُدَّانيّة، أي ذات جسمٍ و عَبالة. و من الباب العَمود: عِرق الكَبِد الذي يَسقيها. و يقال للوَتين:
عَمود السَّحْر. قال: و عمود البطن: شِبْهُ عِرقٍ ممدود من لَدُن الرُّهابة إلي دُوَيْن لسُّرَّة في وسطه يُشقُّ عن بطن الشاة. و يقولون أيضاً: إنَّ عمودَا البَطْن: الظَّهر و الصُّلب؛ و إنما قيل عَمودَا البطنِ لأنّ كل واحدٍ منهما معتمِد علي الآخر.
و من الباب: ثرًي عَمِدٌ، و ذلك إذا بلّته الأمطار. قال:
و هل أَحْطِبَنَّ القومَ و هي عرِيّةٌ أُصولَ ألَاءٍ في ثَرًي عَمِدٍ جَعْدِ «2»
قال أبو زيد: عَمِدَت الأرض عَمَداً، أي رسخ فيها المطر إلي الثَّرَي حتي إذا قبضْتَ عليه تعقَّدَ في كفِّكَ و جَعُد. و يقولون: الزمْ عُمْدَتَك، أي قَصْدَك.
قد مضي هذا الباب علي استقامةٍ في أصوله و فروعه، و بقيت كلمةٌ، أما نحن فلا ندري ما معناها، و من أي شي‌ء مأخذها، و فيما أحسب إنّها من الكلام الذي
______________________________
(1) هو حديث أم زرع. انظر المزهر (2: 532).
(2) نسب في اللسان (حطب) إلي ذي الرمة، و ليس في ديوانه. و أورده ناشره في ملحقاته ص 28، و ورد في المخصص (11: 22) بدون نسبة.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 140
دَرَجَ بذَهاب مَن كان يحسِنُه، و ذلك قولهم: إنَّ أبا جهل لما صُرِعَ قال «1»:
«أعْمَدُ من سيّدٍ قتله قومُه»، و الحديث مشهور. فأما معناه فقالوا: أراد: هل زادَ علي سيَّدٍ قتله قومُه «2»؟ و معلومٌ أن هذه اللفظة لا تدلُّ علي التفسير و لا تقاربه، فلستُ أدري كيف هي. و أنشدوا لابن مَيّادة «3»:
و أَعْمَدُ من قومٍ كفاهم أخوهُم صِدَامَ الأعادِي حين فُلَّتْ نُيُوبُها
* قالوا: معناه هل زِدْنا علي أنْ كفَيْنا إخوتَنا «4». فهذا ما قيل في ذلك.
و حُكي عن النَّضْر أنّ معناها أعجَبُ من سيّدٍ قتله قومُه. قال: و العرب تقول:
أنا أعمَدُ من كذا، أي أعجب منه. و هذا أبعد من الأوَّل. و اللّٰه أعلم كيف هو.

عمر

العين و الميم و الراء أصلان صحيحان، أحدهما يدلُّ علي بقاء و امتداد زمان، و الآخر علي شي‌ءٍ يعلو، من صوتٍ أو غيره.
فالأوّل العُمْر و هو الحياة، و هو العَمْر أيضاً. و قول العرب: لعَمْرك، يحلف بعُمْره أي حياته. فأمّا قولهم: عَمْرَك اللّٰه، فمعناه أُعَمّرك اللّٰهَ أن تفعل كذا، أي أُذكِّركَ اللّٰهَ، تحلِّفه باللّٰه و تسأله طولَ عمره.* و يقال: عَمِرَ الناسُ: طالت أعمارُهم. وَ عَمَّرَهم اللّٰه جلّ ثناؤُه تعميراً.
______________________________
(1) في اللسان: «و في حديث ابن مسعود أنه أتي أبا جهل يوم بدر و هو صريع، فوضع رجله علي مذمره ليجهز عليه، فقال له أبو جهل: «أعمد من سيد قتله قومه». و الحديث ورد في المجمل كما في المقاييس.
(2) في الأصل: «قوم»، صوابه من اللسان.
(3) و كذا في اللسان، ثم قال: «و نسبه الأزهري لابن مقبل».
(4) في الأصل: «إخواننا»، و صوابه في اللسان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 141
و من الباب عِمارة الأرض، يقال عَمَرَ الناسُ الأرضَ عِمارةً، و هم يَعْمُرُونها، و هي عامرة معمورةٌ. و قولهم: عامرة، محمولٌ علي عَمَرَتِ الأرضُ، و المعمورة من عُمِرت. و الاسم و المصدر العُمْران. و استَعمر اللّٰه تعالي الناسَ في الأرض ليعمرُوها.
و الباب كلُّه يؤول إلي هذا.
و أمّا الآخر فالعَوْمَرة: الصِّياح و الجلَبة. و يقال: اعتَمَرَ الرّجُل، إذا أهَلَّ بعُمرته، و ذلك رفْعُه صوتَه بالتَّلبية للعُمرة. فأمّا قول ابن أحمر:
يُهلُّ بالفَرقد رُكبانُها كما يُهلُّ الراكب المُعْتَمِرْ «1»
فقال قوم: هو الذي ذكرناه من رَفْع الصَّوت عند الإهلال بالعمرة. و قال قوم: المعتمِر: المعتمّ. و أيُّ ذلك كان فهو من العلوِّ و الارتفاع علي ما ذكرنا.
قال أهلُ اللغة: و العَمَار: كلُّ شي‌ءٍ جعلتَه علي رأسك، من عِمامةٍ، أو قَلَنْسُوة أو إكليل أو تاجٍ، أو غير ذلك، كلُّه عَمار. قال الأعشي:
فلما أتانا بُعيدَ الكرَي سجَدْنا له و رفَعْنَا عَمارا «2»
و قال قوم: العَمار يكون من رَيحَان أيضاً. قال ابنُ السِّكِّيت: العَمَار:
التَّحيَّة. يقال عمَّرك اللّٰه، أي حيّاك. و يجوز أن يكون هذا لرفع الصوت. و ممكن أن يكون الحيُّ العظيم يسمي عمارة لما يكون ذلك من جلبة و صياح. قال:
______________________________
(1) البيت في الحيوان (2: 25) و اللسان (ركب، عمر، هلل). و قد نسب في هذه المواضع إلي ابن أحمر، إلا في مادة (هلل) من اللسان، ففيها: «و قال الراجز»، صواب هذه: «و قال ابن أحمر».
(2) و كذا في ديوان الأعشي 39. و في المجمل و اللسان (عمر) و فقه اللغة 16 و جمهرة ابن دريد (2: 387): «العمارا».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 142
لكل أناسٍ من مَعَدّ عِمَارَةٌ غُرُوضٌ إليها يلجئون و جانبُ «1»
و مما شذَّ عن هذين الأصلين: العَمْر: ضربٌ من النَّخل. و كان فلانٌ يستاك بعراجين العمْر. و ربما قالوا العُمر «2».
و من هذا أيضاً العَمْر: ما بدا من اللِّثة، و هي العُمور. و منه اشتُق اسم عمرو.

عمس

العين و الميم و السين أصلٌ صحيح يدلُّ علي شدّة في اشتباهٍ و التواء في الأمر.
قال الخليل: العَماسُ: الحرب الشديدة. و كلُّ أمرٍ لا يُقام له و لا يُهتدَي لوجهه فهو عَماسٌ. و يوم عَمَاسٌ مِن أيَّام عُمُس. قال العجّاج:
و نَزلَوا بالسَّهل بعد الشَّأْس «3» في مرِّ أيَّامٍ مضَيْنَ عُمْسِ «4»
و لقد عَمِسَ يومُنا عَمَاسَةً و عُموسة. قال العجاج:
إذْ لَقِحَ اليومُ العَماسُ و اقمطرّ «5»
قال أبو عمرو: أتانا بأمور مُعَمَّسَاتٍ و مُعَمِّسَاتٍ، أي ملتويات. و رجُلٌ عَمُوسٌ:
______________________________
(1) البيت للأخنس بن شهاب التغلبي من قصيدة في المفضليات (2: 3- 8). و أنشده في اللسان (عمر، عرض).
(2) يقال بالفتح، و بضمة، و بضمتين. و يقال أيضاً: «العمري، بفتح العين.
(3) و كذا في اللسان (عمس). و الصواب أنه بعد أبيات كثيرة تلي البيت التالي، و بينهما 18 بيتا. و البيت الذي قبله هو:
ليوث هيجا لم ترم بأبس
(4) في اللسان (عمس) و ملحقات ديوان العجاج 87: «و مر أيام». و سكن الميم للوزن
(5) في الأصل: «إذا لقح»، صوابه من ديوان العجاج 18.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 143
يتعسَّف الأشياء كالجاهل بها. قال الخليل: تعامَسْتُ عن الشي‌ء، إذا أريت «1» كأنّك لا تعرفُه و أنت عالمٌ به و بمكانه. و تقول: اعمِسْه، أي لا تبيِّنْه حتي يشتبه.
و يقال: اعْمِس الأمر، أي أَخْفِه. و من الباب العَمَاس، و هي الداهية. قال ابن الأعرابيّ: التَّعامُس: أن تركبَ رأسَك فتَغْشِم و تَغَطْرَس. قال المخبل:
تعامس حتَّي تحسب الناسُ أنّها
قال الفراء: عَمَس الخَبَرُ: أظلم. و أعْمَس الطّريقُ: التبس. و عَمِس «2» الكتابُ: درس. قال المرّار:
فوقَفتَ تعترِف الصَّحيفةَ بعد ما عَمِس الكتابُ و قد يُري لم يَعْمَسِ

عمش

العين و الميم و الشين كلمتانِ صحيحتان، متباينتان جدًّا.
فالأولي ضعفٌ في البصر، و الأخري صلاحٌ للجسم. فالأوّل العَمَش: ألَّا تزالُ العينُ تسيل دمعاً، و لا يكاد الأعمش يُبصِر بها، و المرأةُ عَمْشاء، و الفعل عَمِشَ يَعْمَشُ عَمَشا.
و الكلمةُ الأخري: العَمْش، بسكون الميم: ما يكون فيه صلاحُ البدن.
و يقولون: الخِتَانُ عَمْش الغُلام؛ لأنّك تري* فيه بعد ذلك زيادةً. و هذا طعام عَمْشٌ لك، أي صالح مُوافق.
*** و أما العين و الميم و الصاد فليس فيه ما يصلح أن يذكر.
______________________________
(1) في الأصل: «رويت» صوابه من اللسان.
(2) كذا ضبط في الأصل بكسر الميم، و هو ضبط ابن القطاع في كتاب الأفعال (37302)، و نبه عليه شارح القاموس. و ضبط في المجمل و اللسان و القاموس بفتح الميم.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 144‌

عمق

العين و الميم و القاف أصلٌ ذكره ابنُ الأعرابيّ، قال:
العُمْقُ إذا كان صفةً للطريق فهو البعد، و إذا كان صفةً للبئر فهو طول جِرابِها.
قال الخليل: بئرٌ عميقة، إذا بعُد قعرُها و أعْمَقَها حافرُها. و يقولون ما أبعَدَ عماقَةَ هذه الرّكيّة «1»، أي ما أبعدَ قعرها.
و من الباب: تعمَّق الرّجلُ في كلامه، إذا تنطَّع. و ذكر ابنُ الأعرابي عن بعضِ فُصحاء العرب: رأيت خَليقة فما رأيتُ أعمق منها. قال: و الخليقة:
البئر الحديثة الحفرِ.
و الذي بَقي في الباب بعد ما ذكرناه أسماء الأماكن، أو نباتٌ. و قد قلنا:
إنَّ ذلك لا يكاد يجي‌ء علي قياسٍ، إلّا أنَّا نذكُره. فعَمْق: أرضٌ لمزينة.
قال ساعدة:
[لمّا رأي عَمْقاً و رجَّع عُرضَه هَدْراً كما هدَر الفنيق المعصبُ «2»
و العِمْقي: موضع. قال أبو ذؤيب]:
لمّا ذكرتُ أخا العِمْقي تأوَّبَني هَمٌّ و أفْرَدَ ظهري الأغلبُ الشِّيحُ «3»
و العِمْقَي من النّبات مقصور. قال يونس: جملٌ عامق، إذا كان يَرعي العِمْقَي. و يقال: أُعَامِقُ: اسمُ موضعٍ. قال الأخطل:
______________________________
(1) العماقة، ذكرت في القاموس و لم تذكر في اللسان.
(2) ديوان الهذليين (1: 173)، و اللسان (عمق)، و إيراد هذا الشاهد ضروري لصحة الكلام. و باقي التكملة بعده يقتضيها كذلك صحة الاستشهاد التالي. و قد استأنست في رتق هذا الفتق بما ورد في اللسان.
(3) ديوان الهذليين (1: 105)، و اللسان (عمق).
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 145
و قد كان منها منزلًا نستلذُّه أُعامِقُ بَرْقاواته فأجاوله «1»

عمل

العين و الميم و اللام أصلٌ واحدٌ صحيح، و هو عامٌّ في كلِّ فِعْلٍ يُفْعَل.
قال الخليل: عَمِل يَعْمَلُ عَمَلًا، فهو عامل؛ و اعتمل الرّجل، إذا عمِل بنفسه. قال:
إنّ الكريم و أبيكَ يَعتَمِلْ إن لم يَجِد يوماً علي مَن يتَّكِلْ «2»
و العمالة «3»: أجر ما عُمِل. و المعاملة: مصدرٌ من قولك عاملته، و أنا أُعامِله معاملةً. و العَمَلَة: القوم يعملون بأيديهم ضُروباً من العمل، حفراً، أو طيَّا أو نحوه. و من الباب: عامِلُ الرُّمحِ و عامِلتَهُ، و هو ما دون الثَّعلب قليلًا مما يلي السِّنان، و هو صدره. قال:
أطْعَن النَّجْلاءَ يَعوِي كَلْمُها عامِلُ الثَّعلبِ فيها مَرْجَحِنّ
قال: و الرّجل يعتمل لنفسِه، و يعمل لقَومٍ، و يستعمل غيره، و يُعْمِل رأيَه أو كلامه أو رُمْحه. و البنّاء يستعمل اللّبِن، إذا بنَي به. قال: و اليَعْمَلة من الإبل:
اسمٌ لها اشتُقَّ من العَمَل، و الجمع يَعْمَلات. و لا يقال ذلك إلّا للأُنثي، و قد يجوز اليَعَامِل. قال ذو الرُّمّة «4» أو غيرُه:
______________________________
(1) البيت بدون نسبة في المجمل و اللسان (عمق). و هو في ديوان الأخطل 59. و رواية اللسان و المجمل: «كان منا» و في الأصل: «منزل»، صوابه في المراجع المذكورة.
(2) بعده كما في اللسان (عمل) نقلا عن سيبويه (1: 443):
فيكتسي من بعدها و يكتحل
(3) هي مثلثة العين.
(4) البيت التالي لم يرد في ديوان ذي الرمة، كما لم يرد في ملحقاته.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 146
و اليَعْمَلات علي الوجي يَقطعن بيداً بعد بيدِ
و اللّٰه أعلم.

[باب العين و النون و ما يثلثهما «1»]

عني

العين و النون و الحرف المعتل أصولٌ ثلاثة: الأوّل القَصْد للشي‌ء بانكماشٍ فيه و حِرْصٍ عليه، و الثاني دالٌّ علي خُضوع و ذُلّ، و الثالث ظهورُ شي‌ء و بروزُه.
فالأوّل منه «2» عُنِيت بالأمر و بالحاجة. قال ابنُ الأعرابيّ: عَنِي بحاجتي و عُنِي- و غيره قال أيضاً ذلك. و يقال مثل ذلك: تعنّيت أيضاً، كل ذلك يقال- عِنايةً و عُنِيًّا فأنا مَعْنيّ به و عَنٍ به. قال الأصمعيّ: لا يقال عَنِيَ. قال الفرّاء:
رجل عانٍ بأمري، أي مَعْنِيّ به. و أنشد:
عانٍ بِقَصْوَاها طويلُ الشُّغْلِ له جَفيرانِ و أيُّ نَبْلِ «3»
و من الباب: عَناني هذا الأمر يَعنِيني عِنايةً، و أنا معنِيٌّ [به].
و اعتنيت به و بأمره.
و الأصل الثاني قولهم: عَنَا يَعنو، إذا خَضَع. و الأسيرُ عانٍ. قال أبو عمرو:
أَعْنِ هذا الأسير «4»، أي دَعْه حتَّي ييبَس القِدّ عليه. قال زهير:
______________________________
(1) موضع هذه التكملة بياض في الأصل.
(2) في الأصل: «من».
(3) الرجز في المجمل و اللسان (عني).
(4) في الأصل: «هذا البعير»، و الكلام يقتضي ما أثبت، و في اللسان: «و إذ قلت أعنوه فعناه أبقوه في الإسار».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 147
و لو لا أن ينالَ أبا طَرِيفٍ إسارٌ من مَليكٍ أو عَنَاء «1»
قال الخليل: العُنُوّ و العَناء: مصدرٌ للعاني. يقال عانٍ أقرَّ بالعُنُوّ، و هو الأسير. و العاني: الخاضع المتذلِّل. قال اللّٰه تعالي: وَ عَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ. و هي تَعنُو عُنوَّا. و يقال للأسير: عنا يعنو. قال:
و لا يقال طَوَالَ الدَّهر عانيها
و ربَّما قالوا: أعْنُوه، أي ألقوه في الإسار. و كانت تلبية أهلِ اليمن في الجاهلية هذا:
جاءت إليك عانيه عبادُك اليمانِيَهْ
كيما تحجّ الثانيهْ علي قِلاصٍ ناجِيَه
و يقولون: العاني: العبد. و العانية: الأمَة. قال أبو عمرو: و أعنيته* إذا جعلتَه مملوكا. و هو عانٍ بَيِّن العَناء. و العَنوة: القَهر. يقال أخذناها عَنْوة، أي قهراً بالسيف. و يقال: جئت إليك عانياً، أي خاضعاً. و يقولون «2»: العَنوة:
الطاعة. قال:
هلَ أنتَ مُطيعِي أيُّها القلبُ عَنوةً
و العناء معروف؛ و هو من هذا. قال الشيبانيُّ: رُبَّتْ عَنْوةٍ لك من هذا الأمر، أي عناء. قال القطاميّ:
و نَأتْ بحاجتنا و رُبَّتَ عَنوةٍ لك من مواعدها التي لم تَصدُق «3»
______________________________
(1) روايته في الديوان 78:
أثام من مليك أو لحاء
(2) في الأصل: «و يقول».
(3) ديوان القطامي 35، و اللسان (عنا).
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 148
قالوا: و تقول العرب: عَنَوْتُ عند فلانٍ عُنُوَّا، إذا كنتَ أسيراً عنده.
و يقولون في الدعاء علي الأسير: لا فَكَّ اللّٰه عُنْوَته! بالضم، أي إساره.
و من هذا الباب، و هو عندنا قياسٌ صحيح: العَنِيَّة، و ذلك أنها تُعنِّي كأنّها تُذِلّ و تَقْهَر و تشتدُّ علي من طُلِيَ بها. و العَنِيَّة: أبوال الإبل تَخْثُر، و ذلك إذا وُضعت في الشَّمس. و يقولون: بَل العَنِيّة بولٌ يُعْقَد بالبَعْر. قال أوس:
كأنّ كُحَيلًا مُعْقَداً أو عَنيَّةً علي رَجْع ذفراها من اللِّيت و اكفُ «1»
قال أبو عبيد من أمثال العرب: «عَنِيَّةٌ تَشفِي الجَرَب «2»»، يضرب مثلًا لمن يُتداوَي بعقله و رأيه «3»، كما تُداوَي الإبل الجَرْبَي بالعنيَّة. قال بعضهم:
عَنَّيت البعير، أي طليتُه بالعَنِيَّة. و أنشد:
علي كلِّ حرباء رعيل كأنّه حَمُولةُ طالٍ بالعَنيَّة ممهلِ «4»
و الأصل الثالث: عُنْيان الكِتاب، و عُنوانه، و عُنْيانه. و تفسيره عندنا أنّه البارز منه إذا خُتم. و من هذا الباب مَعنَي الشَّي‌ء. و لم يزد الخليل علي أنْ قال: معني كلِّ شي‌ء: مِحْنَتْه و حاله التي يَصِير إليها أمره «5».
قال ابنُ الأعرابيّ: يقال ما أعرِف معناه و مَعناتَه. و الذي يدلُّ عليه قياسُ اللُّغة أنَّ المعني هو القَصْد الذي يَبرُز و يَظهر في الشَّيْ‌ء إذا بُحث عنه. يقال: هذا
______________________________
(1) ديوان أوس بن حجر 15 و اللسان (عنا).
(2) و كذا في المجمل. و في أمثال الميداني (1: 425): «عنيته تشفي الجرب».
(3) في الأصل: «لعقله و رأيه»، صوابه ما أثبت. و في أمثال الميداني: «يضرب للرجل الجيد الرأي يستشفي برأيه فيما ينوب».
(4) كذا ورد البيت في الأصل.
(5) العبارة بعينها وردت في اللسان (عنا 341).
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 149
مَعنَي الكلامِ و معني الشِّعر، أي الذي يبرز من مكنون ما تضمَّنه اللَّفظ.
و الدَّليل علي القياس قول العرب: لم تَعْنِ هذه الأرضُ شيئاً و لم تَعْنُ أيضاً، و ذلك إذا لم تُنبت، فكأنَّها إذا كانت كذا فإنّها لم تُفِد شيئاً و لم تُبْرِز خيراً.
و مما يصحِّحه قولُ القائل «1»:
و لم يَبقَ بالخلصاء مِمّا عنَتْ به من البَقْل إلّا يُبْسُها و هَجيرُها
و مما يصحِّحه أيضاً قولهم: عَنَتِ القِرْبةُ تَعنُو، و ذلك إذا سال ماؤُها.
قال المتنخِّل:
تعنو بِمَخْرُوتٍ «2»
قال الخليل: عنوان الكتابِ يقال منه: عَنَّيْت الكتاب، و عنَّنْته، و عَنْوَنته. قال: و هو فيما ذَكَروا مشتقٌّ من المعنَي. قال غيره: مَن جعل العنوان من المعني قال: عَنَّيت بالياء في الأصل. و عُنوانٌ تقديره فُعْوَال. و قولك عَنْونْت فهو فَعْولْت. قال الشَّيباني: يقال ما عَنَا من فلانٍ خيرٌ، و ما يعنو من عملك هذا خيرٌ عَنْواً.

عنب

العين و النون و الباب أُصَيلٌ يدلُّ علي ثمرٍ معروف، و كلمةٍ غير ذلك.
فالثَّمر العِنَب، واحدته عِنَبة. و يقولون: ليس في كلامهم فِعَلة إلّا عِنَبة.
و ربَّما قالوا للعِنَب العِنَباء. قال:
______________________________
(1) هو ذو الرمة. ديوانه 305، و اللسان (عنا). و سيأتي في (هجر).
(2) قطعة من بيت له. و في اللسان: «تعنو بمخروت له ناضح». و البيت بتمامه في ديوان الهذليين (2: 2):
تعنو بمخروت له ناضح ذو ريق يغذو و ذو شلشل
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 150
العِنَباءَ المتَنَقّي و التِّينْ «1»
و ربَّما جمعوا العنب علي الأعناب. و يقال رجل عانِبٌ، أي كثير العنب، كما يقال تامرٌ و لابنٌ.
و الكلمة الأخري: العَنَبان، علي وزن فَعَلان: الوَعِل الطَّويل القرون. قال:
يشدُّ شدّ العَنَبانِ البارِحِ
و يقال للظَّبْي النَّشيط: العَنَبان، و لا يُبنَي منه فِعْل.

عنت

العين و النون و التاء أصلٌ صحيح يدلُّ علي مَشَقّة و ما أشبَهَ ذلك، و لا يدلُّ علي صحّة و لا سهولة.
قال الخليل: العَنَت: المشقّة تدخلُ علي الإنسان. تقول عَنِتَ فلان، أي لَقِيَ عَنَتاً، يعني مشقّة. و أعْنَتَه فلانٌ إعناتا، إذا أدخل عليه عَنَتاً. و تَعَنَّته تَعَنُّتاً، إذا سأله عن شي‌ء أراد به اللَّبْسَ عليه و المشقّة.
قال ابن دريد «2»: العَنَت: العَسْف و الحمل علي المكروه. أعْنَتَه يُعْنته إعناتاً.
و يُحمَل علي هذا و يقاسُ عليه «3»، فيقال للآثِم: عَنِت عَنَتاً، إذا اكتسب مأثما. قال الفَرّاء في قوله تعالي: ذٰلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ: أي يرخَّص
______________________________
(1) الرجز لبعض بني أسد، كما في المخصص (16: 67). و أنشده في (11: 71).
و قبله، كما في المخصص و اللسان (عنب):
يطعمن أحيانا و حينا يسقين
(2) الجمهرة (2: 20).
(3) في الأصل: «و يقال عليه».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 151
لكم في تزويج الإماء إذا خافَ أحدُكم أن يَفجُر. قال الزّجَّاج: العَنَت في اللغة:
المَشَقّة الشديدة. يقال أكَمَةٌ عَنوتٌ، أي شاقّة. قال المبرِّد: العَنَت هاهنا:
الهلاك: و قال غيره: معناه ذلك لمن خاف أن تحمله الشَّهْوَةُ علي الزِّنَي، فيلقي الإثمَ العظيمَ في الآخرة.

عنج

العين و النون و الجيم أصلٌ صحيح واحدٌ يدلُّ علي جَذْب شي‌ء بشي‌ء يمتدّ، كحبلٍ و ما أشبهه. قال الخليل: العِنَاج: سَيْر أو خيط يُشدُّ في أسفل الدّلو، ثمَّ يشَدُّ في عُروتها. و كلُّ شي‌ءٍ له ذلك فهو عِنَاج. فإذا انقطع الحبلُ أمسك العِناجُ الدَّلوَ أن تقع في البئر. قال: [و كلُّ] شي‌ءٍ تجذبه إليك فقد عَنَجتَه. قال:
قومٌ إذا عقَدوا عَقداً لجارهم شدوا العِناجَ و شدُّوا فوقه الكَرَبا «1»
و قال آخر:
و بعضُ القولِ ليس له عِناجٌ كسَيل الماء ليس له إتاءٌ «2»
الإتاء: المادَّة. و جمع العِناج عُنُج، و ثلاثةُ أعنِجة. و الرجل يَعْنِجُ إليه رأسَ بعيره، أي يجذِبُه بخِطامه. و يقال: إنّ العِناج إنّما يكون في عُرَي الدَّلو، و لا يكون في أسفلها. و أنشد:
لها عِناجانِ و سِتُّ آذانْ «3» واسعةُ الفَرْغ أديمان اثنانْ
______________________________
(1) البيت للحطيئة في ديوانه 7 و اللسان (عنج).
(2) البيت للربيع بن أبي الحقيق، كما في البيان (3: 186)، انظر معه الحيوان (3: 68) و اللسان (عنج، أتا).
(3) البيت في المخصص (16: 186). و أنشد أبو زيد في نوادره 129:
لا دلو إلا مثل دلو أهنان واسعة الفرغ أديمان اثنان
مما تنقت من عكاظ الركبان اذا استقلت رجف العمودان
لها عناجان و ست آفان
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 152
قال ابنُ الأعرابيّ: عَنَجْت الدّلو و أعْنَجْتُها. قال أبو زيد: العَنْج: جذبُك رأسَها و أنت راكبُها. يعني النّاقة. قال أبو عُبيدة: من أمثالهم في الذي لا يَقبل الرِّياضة: «عَوْدٌ يُعَلّم العَنْج». و أما الذي ذكرناه من قوله:
و بعض القول ليس له عِناجٌ
فقال أبو عمرو بن العلاء: العِناج في القول: أن يكون [له] حصاةٌ فيتكلَّم بعلمٍ و نَظر؛ و إذا لم يكن له عِناج خرجَ منه ما لا يريد صاحبُه: و معني هذا الكلام ألَّا يكون لكلامه خِطام و لا زِمام، فهو يذهب بحيث لا معني له. و تقول العرب: عِناج أمْرِ فلان، أي مَقَاده و مِلاك أمره. و أمّا العُنْجوج فالرَّائِع من الخيل، و الجمع عناجيج. قال الشّاعر:
نحنُ صَبَحْنا عامراً و عَبْسا جُرْداً عناجيجَ سبقْن الشَّمْسا «1»
فمحتملٌ أن يكون اسماً موضوعاً من غير قياس كسائر ما يشذُّ عن الأصول، و محتمل أن يكون سمِّي بذلك لطوله أو طول عنقِه، فقياسٌ بالحبل الطويل.
قال أبو عبيدة: العُنجوج من الخيل: الطويل العُنق، و الأنثي عنجوجة.
و مما يؤيِّد هذا التَّأويلَ قولهم: استقام عُنْجُوج القومِ، أي سَنَنُهم. فهذا يصحِّح ذاك؛ لأن السَّنَن يمتدُّ أيضاً.
و ممَّا حُمِل علي هذا تشبيهاً قولُهم: عناجيج الشَّباب، و هي أسبابه. قال ابن أحمر:
و مضَتْ عناجيجُ الشّبابِ الأغْيَدِ
و يقولون: رجل مِعْنَج، إذا تعرَّض في الأمور، كأنّه أبدًا يمدُّ بسبب منها فيتعلَّق به.
______________________________
(1) في الأصل: «سبقنا الشمسا».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 153‌

عند

العين و النون و الدال أصلٌ صحيح واحدٌ يدلُّ علي مجاوزةٍ و تركِ طريق الاستقامة. قال الخليل: عَنَد الرّجل، و هو عانِدٌ، يَعْنُد عُنودًا، إذا عَتا و طغَي و جاوَزَ قَدْرَه. و منه المعانَدة، و هي أن يعرف الرّجُل الشي‌ء و يأبي أن يقبله. يقال: عَنَدَ فلانٌ عن الأمر، إذا حادَ عنه. و العَنُود من الإبل: الذي لا يخالط الإبل، إنما هو في ناحية. قال:
و صاحبٍ ذي رِيبةٍ عَنُودِ بَلّدَ عني أسوأ التبليدِ
و يقال: رجلٌ عنودٌ، إذا كان وحدَه لا يُخالِط الناس. و أنشد:
و مولي عَنودٍ ألحقته جريرةٌ و قد تُلْحِق المولي العَنودَ الجرائِرُ «1»
قال: و أمّا العَنيد، فهو من التجبُّر، لذلك خالفوا بين العَنيد، و العَنود، و العاند. و يقال للجبّار العَنيدِ: لقد عَنَد عَنْداً و عُنُوداً.
قال الخليل: العِرق العاند: الذي يتفجَّر منه الدّمُ فلا يكاد يَرقَأ. تقول:
عَنِد عِرقُه.
قال ابن دُريد «2»: طريقٌ عاند، أي مائل. و ناقة عَنودٌ، إذا تنكّبت الطّريقَ مِن نشاطها و قوّتها قال الراجز:
إذا ركبتمْ فاجعَلوني وَسَطا إنِّي كبيرٌ لا أُطيق العُنَّدَا «3»
______________________________
(1) البيت في اللسان (عند).
(2) الجمهرة (2: 283).
(3) جمع بين الطاء و الدال في القافية، و هو الإكفاء. الجمهرة و اللسان (عند) و أدب الكاتب 371 و الاقتضاب 415.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 154
ما عنه عُنْدُدٌ «1»: أي ما منه بدّ، فهذا من الباب. تفسير ما عنه عَنْدَد، أي ما عنه مَيل و لا حَيدُودة. قال جندل:
ما الموتُ إلّا مَنْهل مُستَوْرَدُ لا تأمَننْه ليس عنه عُنْدُدُ
و يقال: أعْنَدَ في قَيئِه، إذا لم ينقطع. قال يعقوب: عِرْقٌ عاند قد عَنَدَ يَعْنُد دمُه، أي يأخذ في شِقّ. قال:
و أيُّ شي‌ءٍ لا يحبُّ ولدَهْ حتي الحباري و يَدُفُّ عَنَدَه «2»
أي ناحية منه يُراعيه. و يقال: استَعْنَدَ البعيرُ، إذا غَلَبَ قائدَه علي الزِّمام فجرّه.
و من الباب مثلٌ من أمثالهم: «إنَّ تحت طِرِّيقَتِهِ لعِنْدَأْوَةً». الطِّرِّيقة:
اللِّين. يقال: إن تحت ذلك اللِّين لعظمةً و تجاوُزاً و تعدِّياً.
فأمّا قولُهم: زيدٌ عِنْدَ عمرو، فليس ببعيدٍ أن يكون من هذا القياس، كأنَّه قد مال عن الناسِ كلِّهم إليه حتي قرُبَ منه و لزِقَ به.

عنز

العين و النون و الزاء أصلانِ صحيحان: أحدهما يدلُّ علي تنحٍّ و تعزُّل، و الآخر جنسٌ من الحيوان.
فالأول: قولهم: اعتنز فلانٌ، أي تنحَّي و ترك النّاحيةَ اعتنازاً. و يقال: ما لي عنه مُعْتَنَزٌ، أي مُعتَزَل، و أنشدوا:
كأنِّي سهيلٌ و اعتنازُ محلِّه تعرُّضُه في الأفق ثم يجورُ
______________________________
(1) في الأصل: «عند»، صوابه في المجمل و اللسان. و العندد، بفتح الدال الأولي و ضمها كما ضبط في المجمل و اللسان.
(2) أنشده في مجالس ثعلب 268. و انظر اللسان (عند) و قد أورده في (حبر 232) يهئية النثر.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 155
و الأصل الآخر العَنْز: الأنثي من المِعْزي و من الأوعال و الظِّباء. و يقال للأنثي من أولاد الظباء عَنْز، و ثلاثُ أعنز، و الجمع عِنَازٌ. قال أبو حاتم: لم أسمع في الغَنَم إلّا ثلاث أعنُز، و لم أسمع العِنَازَ إلا في الظباء. و يقولون: العَنْز: ضربٌ من السمك.
و ربما قالوا للأنثي من العِقبان عَنْز. قال بعضهم: العَنْز: العُقاب. و كلُّ ذلك مِمَّا حُمِل علي العَنْز من الغنم.
و مما شذَّ عن هذا الباب و عن الأوَّل: العَنَزة، كهيئة العَصا. و به سمِّيَ عَنَزَة من العرب.
و من الباب الأوَّل قولهم مُعَنَّز الوجه، إذا كان خفيفَ لحمِ الوجه. و هذا كأنه مشبَّه بالعَنْز من الغنم. و من الأماكن عُنَيزةُ، و هي أرضٌ. قال مهلهل:
كأنَّا غُدْوةً و بني أبِينا بجنب عُنَيزةٍ رَحَيَا مُديرِ «1»

عنس

العين و النون و السين أصلٌ صحيح واحدٌ يدلُّ علي شدَّةٍ في شي‌ء و قوَّة. قال الخليل: العَنْس: اسمٌ من أسماء الناقة، يقال إنما سميت عنساً إذا تمّت سنُّها، و اشتدَّت قوَّتُها و وَفُرت عظامُها و أعضاؤها؛ و اعنونَسَ ذنَبُهَا؛ و اعنيناسُه: وفور هُلْبِه و طُوله. قال الطرِمَّاح يصف الثَّوْر:
يمسح الأرض بمُعْنَوْنِسٍ مثلِ مئلاة النِّياحِ القيامْ «2»
و قال العجّاج:
______________________________
(1) من أبيات في معجم البلدان (عنيزة). و القصيدة طويلة مشروحة في أمالي القالي (2: 129- 123). و أبياتها ثلاثون.
(2) ديوان الطرماح 104 و اللسان (عنس). و في الديوان: «مثلاة الفئام»، قال شارحه:
«الفثام: الجماعات».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 156
كم قد حَسَرْنا من عَلاةٍ عَنْس كَبْدَاء كالقوس و أُخري جَلْسِ «1»
و من الباب: عَنسَت المرأة، و هي تَعْنُسُ عُنوساً، إذا صارت نَصَفاً و هي بعدُ بِكرٌ لم تَزَوَّجْ. و عَنَّسها أهلُها تعنيساً، إذا حبسوها عن الأزواج حتي جازت فَتَاء السّنّ، و لم تُعَجِّز بعدُ. و هذا قياسٌ صحيح، لأنَّ ذلك حين اشتدادها و قوّتها.
و يقال امرأة معنَّسة، و الجمع مَعانس و مُعَنَّسات، و هي عانِس و الجمع عوانس. و أنشد:
وعِيطٍ كأسراب القطا قد تشوّفت معاصيرُها و العاتقات العوانسُ «2»
و جمع عانسٍ عُنَّس. قال:
في خَلْقِ غرّاءَ تبذّ العُنَّسا «3»
و ذكر الأصمعيُّ أنه يقال في الرِّجال أيضاً: عانس، و هو الذي لم يتزوّجْ.
و أنشد:
مِنَّا الذي هو ما إن طَرَّ شاربُه و العانسون و مِنَّا المُرْدُ و الشِّيبُ «4»
و ذكر بعضُهم أنَّ العنْس: الصَّخرة. و بها تُشَبَّه الناقة الصُّلْبة فتسمي عَنْساً.
و ليس ذلك ببعيد.

عنش

العين و النون و الشين أُصَيل لعلّه أن يكون صحيحاً. و إن
______________________________
(1) من أرجوزة في ملحقات ديوانه 78- 80. و البيت الأول في اللسان (عنس) بدون نسبة. و الجلس: الوثيقة الجسيمة. و في الأصل: «حبس» تحريف، صوابه في الديوان.
(2) لذي الرمة في ديوانه 320 و للسان (عنس). و إنشاده فيهما: «وعيطا». و قبله في الديوان:
مراعاتك الآجال مابين شارع إلي حيث حادت عن عناق الأواعس
(3) للعجاج في ديوانه 31 برواية:
رمان عرء؟؟؟ تروق العنسا
(4) لأبي قيس بن رفاعة؟؟؟ سبق في تخريجه (طر؟؟؟).
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 157
صحَّ فهو يدلُّ علي تمرُّسٍ بشي‌ء. يقولون: فلانٌ يُعَانِشُ النَّاسَ، أي يقاتلهم و يتمرَّس بهم. و يُعانِش: يظالم. و ينشدون:
إذاً لأتاه كلُّ شاكٍ سِلاحُه يُعانِشُ يومَ البأس ساعِدهُ جَزْلُ
و يقولون: عانشت الرّجل: عانقتُه. و ينشدون لساعِدَة:
عِناشُ عَدُوٍّ لا ينالُ مُشَمِّراً بِرَجْلٍ إذا ما الحربُ شُبَّ سعيرُها «1»
و هذا إن لم يكن من باب الإبدال و أن يكون الشين بدلًا من القاف فما أدري كيف هو. و نرجو أن يكون صحيحاً إن شاء اللّٰه.
قال ابن دريد «2»: عنَشت الشي‌ء أعنِشُهُ عَنْشاً، إذا عطفتَه. و هذا أيضاً قريبٌ من الذي ذكرناه.

عنص

العين و النون و الصاد أُصَيل صحيحٌ علي شي‌ء من الشَّعْرَ.
قال الخليل: العُنْصُوة: الخُصْلة من الشَّعر. قال الشاعر:
لقد عَيَّرَتْنِي الشَّيبَ عرسي و مَسَّحت عناصِيَ رأسي فهي من ذاك تعجبُ
و مما يُقاس علي هذا قولُهم: بأرضِ بني فلانٍ عَنَاصٍ من النَّبت؛ و كذلك الشَّعر إذا كان قليلًا متفرِّقا، الواحدة عُنصُوَة. قال أبو النَّجم:
إن يُمْسِ رأسي أشمطَ العَناصِي كأنما فرَّقَه مُناصِي «3»
قال الفرّاء: يقال: ما بقي من مالِه إلّا عَنَاصٍ، و ذلك إذا بقِي منه اليسير.
قال ابنُ الأعرابي: العُنْصُوة: قُنزُعة في جانب الرأس.
______________________________
(1) ديوان الهذليين (2: 215) و اللسان (عنش).
(2) في الجمهرة (3: 62).
(3) الرجز في اللسان (عنص، نصي).
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 158‌

عنط

العين و النون و الطاء أُصَيلٌ صحيح يدلُّ علي طول جسمٍ و حُسنِ قوام.
قال الخليل: العَنطْنط، اشتقاقه من عَنَط، و لكنَّه قد أُردِف بحرفين في عَجُزه. قال رؤبة:
يَمطُو السُّرَي بعُنقُ عَنَطنَطِ «1»
و امرأة عَنَطْنطة: طويلة العُنُق مع حُسْن قَوام. قال يصف رجلًا و فرساً:
عَنَطْنَطٌ تعدو به عَنطنطهْ للماء تحت البطن منْه غطمطهْ «2»

عنف

العين و النون و الفاء أصلٌ صحيح يدلُّ علي خلاف الرِّفق.
قال الخليل: العُنْف: ضدُّ الرِّفق. تقول عَنُفَ يعنُف عُنْفاً فهو عنيف، إذا لم يَرفُق في أمره. و أعنفته أنا. و يقال: اعتنفْت الشّي‌ء، إذا كرهتَه و وجدتَ له عُنْفاً عليك و مشَقّة. و من الباب: التعنيف، و هو التَّشديد في اللوم. فأمَّا العُنْفَوان فأوَّل الشّي‌ء، يقال عُنفُوان الشَّباب، و هو أوّله، فهذا ليس من الأوّل، إنّما هذا من باب الإبدال، و هو أنّ العينَ مبدلةٌ من همزة، و الأصل الأَنْف؛ و أنفُ كلِّ شي‌ء:
أوّله. قال:
ماذا تقول بِنتَها تلمَّسُ و قد دَعاها العُنفوانُ المُخْلِسُ
و قال آخَر:
تلومُ امرأً في عنفوانِ شبابِه و تترك أشْياعَ الضَّلال تحين
______________________________
(1) ديوان رؤبة 84 و اللسان (عنط).
(2) الرجز في اللسان (عنط).
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 159‌

عنق

العين و النون و القاف أصلٌ واحد صحيح يدلُّ علي امتدادٍ في شي‌ء، إمَّا في ارتفاعٍ و إمَّا في انسياح.
فالأوّل العنُق، و هو وُصْلةُ ما بين الرّأس و الجسد، مذكّر و مؤنَّث، و جمعه أعناق. و رجلٌ أعنق، أي طويل العنُق. و جبلٌ أعنَقُ: مشرِف. و نجدٌ أعنق، و هضْبةٌ عنقاء. و امرأةٌ عنقاءُ: طويلة العنُق. و هَضْبة مُعنِقة أيضاً. قال:
عيطاءَ مُعْنِقَةٍ يكون أنيسُها وُرْقَ الحمام جميُمها لم يؤكَلِ «1»
قال الأصمعيّ: المُعَنِّقات «2» مثل المُعْنِقات. قال عُمَر بن لجأ:
و من هَضْب الأرومِ مُعَنِّقات
قال أبو عمرو: المُعنِّق: الطويل. و أنشد:
في تامكٍ مثل النَّقا المُعنِّقِ
قال أبو عمرو: العنقاء فيما يقال: طائرٌ لم يبق إلّا اسمُه. و سمِّيت عنقاءَ لبياضٍ كانَ في عُنقها و في المثَل لما لا يوجَد: «طارت به العَنْقاء». فأمَّا قولهم للجماعة عُنُق، فقياسه صحيح، لأنَّه شي‌ءٌ يتّصل بعضُه ببعض. قال اللّٰه تعالي: فَظَلَّتْ أَعْنٰاقُهُمْ لَهٰا خٰاضِعِينَ، أي جماعتُهم. ألَا تري أنَّه قال: خٰاضِعِينَ، و لو كانت الأعناق أنفُسها لقال خاضعة أو خاضعات. و إلي هذا ذهبَ أبو زيد. و قال النحويُّون: لمّا كانت الأعناقُ مضافةً إليهم رَدَّ الفعل إليهم دونَها.
قال محمد بن يزيد: لمّا كان خضوعُ أهلها بخضوع أعناقهم أخبرَ عنهم، لأنَّ
______________________________
(1) لأبي كبير الهذلي. ديوان الهذليين (2: 97)، و اللسان (عنق). و في الأصل: «عيناء» صوابه من الديوان. و بدله في اللسان: «عنقاء».
(2) في الأصل: «المنعقات»، تحريف.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 160
المعني راجعٌ إليهم. و العرب تقول: ذلّت عنُقي لفلانٍ، و خضَعت رقبتي له، أي خضعت له، و ذلك كما قالوا في ضدِّه: لوي عنقَه عنِّي و لم تَلِنْ لي أَخادِعُه، أي لم يخضع لي و لم يَنقَدْ.
قال الدريديّ: أعنَقْتُ الكلبَ أُعْنِقه إعناقاً، إذا جعلت في عنقه قِلادةٍ أو وترا «1».
و المِعنقة: مِعنقة الكَلْب، و هي قِلادتُه. و يقال لما سطع من الرِّياح: أعناق الرِّياح. و يقولون: أعنَقَت الريح بالتراب. قال الخليل: اعتُنِقَت الدّابّةُ في الوَحْل، إذا أخرجت عنقَها. قال رؤبة:
خارجةً أعناقُها من معتَنَقْ «2»
المعتنَق: مخرج أعناق الجِبال من السراب، أي اعتنقت فأخرجت أعناقَها «3».
و الاعتناق من المعانقة أيضاً، غير أنَّ المعانَقةَ في المودّة، و الاعتناقَ في الحربِ و نحوِها. تقول اعتنَقُوا في الحرب، و لا تقول تعانقوا. و القياس واحد، غير أنَّهم اختاروا الاعتناقَ في الحرب، و المعانقةَ في المودّةِ و نحوها. فإذا خَصَّصَتْ بالفعل واحداً دون الآخر لم تَقُل إلّا عانق فلانٌ فلاناً. و قد يقال للواحد اعتَنَق.
قال زُهير:
يَطعُنُهم ما ارتَمَوْا حتَّي إذا اطَّعنُوا ضاربَ حتَّي إذا ما ضاربوا اعتَنَقا «4»
______________________________
(1) الجمهرة (3: 132).
(2) مجالس ثعلب 418 و اللسان (عنق). و قبله كما في الديوان 104:
تبدو لنا أعلامه بعد الغرق في قطع الآل و هبوات الدقق
(3) ثعلب: «لات بها السراب فالتف بها فلم يبلغ أعاليها، أي اعتنقها السراب».
(4) ديوان زهير 54 و اللسان (عنق).
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 161
قال يونس بن حَبيب: عنَقتُ البعير، إذا ضربتَ عنقَه، كما يقال رَأسْتُهُ.
قال الخليل: يقال تعنَّق الأرنبُ في العانِقاء، و هو جُحْرٌ مملوء تراباً رخواً يكون للأرنب و اليربوعِ إذا خافا. و ربَّما دخل ذلك التراب، فيقال: تعنّق؛ لأنَّه يدسُّ رأسَه و عنقَه فيه و يمضي حتَّي يصيرَ تحته.
قال ابنُ الأعرابيّ: العانقاء: ترابُ لُغَّيزَي اليربوع «1» و تراب مجراه.
و لغَّيزاه: حَفْراهُ في جانِبَي الجُحْر «2». قال قُطرب: عنُق الرّحِم: ما استدقّ منها ممَّا يلي الحَيَاء. قال أبو حاتم: عنق الكَرِش: أسفَلُها. قال: و العُنُق و القِبَّة شي‌ءٌ واحد. و يقال: عنَّقَت كوافير النَّخل «3»، إذا طالت و لم تفلّق، و هو التعنيق.
يقال بُسْرةٌ معنِّقة، إذا بقي منها حول القِمَع مثل الخاتَم، و ذلك إذا بلغ الترطيبُ قريباً من قِمَعها. و الأعنَق: رجلٌ من العرب، و هو قيس بن الحارث بن همام، و سَمَّيَهُ لطول عنُقه. و ينسب إليه قوم يقال لهم بنو الأعنق، و هم بطنٌ من وائل ابن قاسط. و قوم آخرون من اليمن يقال لهم بنو العَنْقاء. قال الخليل: العنقاء ثعلبة ابن عمرو بن مالك، من خزاعة، قال قوم: سُمِّيَه لطول عنُقه، و ذهب بلفظه إلي تأنيث العنُق. كقولهم:
و عنترةُ الفَلْحاء «4»
______________________________
(1) يقال لغيزي، بتشديد الغين و تخفيفها، في الأصل: «لغزي»، كما هي في الموضع التالي:
«لغزاه»، صوابهما ما أثبت.
(2) في الأصل: «الحفر».
(3) ورد اللفظ و تفسيره في القاموس، و لم يرد في اللسان.
(4) قطعة من بيت لشريح بن بحير بن أسعد التغلبي. أنشد له في اللسان (فلح):
و لو أن قومي قوم سوء أذلة لأخرجني عوف بن عوف و عصيد
و عنترة الفلحاء جاء ملأما كأنه فند من عماية أسود
و عصيد هذا هو حصن بن حذيفة. أو عيينة بن حصن.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 162
أنّثه لمّا ذهب إلي الشَّفة. و قال:
أو العَنْقاءِ ثعلبةَ بن عمرٍو دِماءُ القومِ للكَلبَي شفاءُ «1»
قال قطرب: تقول العربُ في الشَّي‌ء لا يفارق: هو منك عُنُقَ الحمامة «2»، يريد طوقَها لأنه لا يفارق أبداً.
و من الباب: العَنَق من سير الدوابّ، و النعت معناق و عَنِيق. يقال بِرذَوْن عنيق، و سيرٌ عَنِيق. قال:
لما رأتني عَنَقي دبيبُ و قد أُرَي و عَنَقي سُرحوبُ
قال أبو عبيدة: العَنَق: المُسْبَطِرُّ من السَّير. و هذا هو الذي ذكرناه في أصل الباب: أنَّ البابَ موضوعٌ علي الامتداد. قال ابن السكِّيت: أعنَقَ الفرسُ يُعنِق إعناقاً، و هو المشْيُ الخفيف. و بِرذَوْنٌ مِعناق. و في المثل: «لأُلحِقَنَّ قَطُوفها بالمِعناق». قال أبو حاتم: المِعناق من الإبل: الخفيفة تريد المرتَع و لا تَرتَع. و يقال المعانيق من الإبل: التي لا تَقْنَع بالمرتع نكداً منها و قِلَّة خير، لا يزالُ راعيها في تعبٍ. و معني هذا أنَّها تمدُّ أبداً أعناقَها لما بين أيديها. و أنشد:
و هو بحمد اللّٰه يكفيني العملْ السَّقْيَ و الرِّعْيَة وَ المشيَ المِئَلّ
و طلبَ الذَّوْدِ المعانيقِ الأوَلْ
قال بعضُ أهلِ اللُّغة: أعنقت: ماجت في مَرَاعيها فلم تَرتَع لطلب كلإٍ آخَر.
قال ابنُ الأعرابيّ في قول ابن أحمر:
______________________________
(1) البيت لعوف بن الأحوص كما في الحيوان (2: 9). و هو من قصيدة في المفضليات (1:
171- 173).
(2) هذا التعبير مما لم يرد في المعاجم المتداولة.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 163
تظل بناتُ أعنَقَ مُسرَجاتٍ لرُؤيتها يرُحْنَ و يغتدينا «1»
قال: يريد ببنات أعنق: كل دابَّةٍ أعنَقَت، من فرسٍ أو بعير، و إنَّما يصف دُرّة. يقول: تظلُّ الدواب مُسْرَجةً في طلبها و النَّظرِ إليها. فأمَّا العَنْقاء، فيقال هي الدَّاهية، و سمِّيت بذلك تقبيحاً و تهويلًا، كأنَّها شي‌ءُ طويل العنُق. قال:
يحمِلْنَ عنقاء و عنقفيرا و الدَّلوَ و الدَّيلمَ و الزَّفِيرا «2»
و يقال إن المُعْنِق من جَلَد الأرض: ما صلُب و ارتفَع و ما حواليه سهلٌ، و هو منقادٌ طولًا نحوَ ميل و أقلَّ من ذلك، و الجمع مَعانِق.
و من الباب العَنَاق: الأنثي من أولاد المَعْز، و الْجمع عُنوق. قال جميل:
إذا مرضت منها عَناقٌ رأيَته بسِكِّينِه مِن حولِها يتلهَّفُ
* و يقال للرَّجُل إذا تحوَّلَ من الرِّفعة إلي الدَّناءة: «العُنُوقُ بعد النُّوق»، أي صرتَ راعياً للعُنوق بعد ما كنتَ راعياً للنُّوق. قال ابن الأعرابيّ: العَنَاق مِن حِين تُلقِيها أمُّها حتي تُجْذِعَ بعد فِطامها بشهرين، و هي ابنة خمسةِ أشهر.
قال أبو عبيدة: العَنَاق يقع علي الأُنثي من أولادِ الغَنَم، ما بين أن تُولَد إلي أن يأتِيَ عليها الحولُ و تصير عَنْزاً. و شاةٌ معناقٌ، إذا كانت تلد العُنوق. و أنشد:
عَتيقةٍ من غنَمٍ عتاقِ مرغوسةٍ مأمورةٍ مِعناق «3»
______________________________
(1) البيت بدون نسبة في اللسان (عنق). و أنشده في المجمل لابن أحمر، و قال: «ففيه قولان يقال إنه أراد النساء و أنهن يذهبن إلي رؤية هذه الدرة و قد أسرجن. و يقال إنه أراد الخيل يسرجن في طلب هذه الدرة. فمن روي الأولي كسر الراء». و في اللسان: «قال أبو العباس اختلفوا في أعنق فقال قائل هو اسم فرس: و قال آخرون: هو دهقان كثير المال من الدهاقين. فمن جعله رجلا رواه مسرجات- أي بكسر الراء- و من جعله فرسا رواه مسرجات».
(2) سبق الرجز و تخريجه في (دلي).
(3) قبلهما في اللسان (عنق):
لهفي علي شاة أبي السياق
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 164
و عَنَاق الأرض: شي‌ءٌ أصغر من الفَهْد. فأمّا قولهم للخَيْبَة عَناق، فليس بأصل علي ما ذكرنا. و وجْهُ ذلك عندنا أنَّ العرب ربما لقَّبت بعضَ الأشياء بلقبٍ يكنون به عن الشي‌ء، كما يلقِّبون الغَدْر كَيْسان، و ما أشبَهَ هذا. فلذلك كنَوْا عن الخَيبة بالعَناق. و ربما قالوا العَناقة بالهاء. قال:
لم ينالوا إلَّا العَناقة مِنَّا بئس أوْسُ المطالِبِ الجوّابِ
الأوْس: العطيّة و العِوَض. يقال: أُسْتُه أَوْساً. و قال آخر في العَنَاقِ:
أمِن ترجيعِ قارِيَةٍ قتلتم أساراكم و أُبتم بالعَناقِ «1»
و علي هذا أيضاً يُحمَلُ ما حكاه ابن السكِّيت، أنَّ العناقَ الدَّاهية. و أنشد:
إذا تمَطَّيْنَ علي القَيَاقِي لاقَيْنَ منه أُذُنَيْ عَناقِ «2»
فأمّا الذي يروونه من قولهم: ماؤكم هذا عَناقُ الأرض، و إنّه ماء الكذب، و الحديثُ الذي ذكر فيه، فما تكثَّر به الحكايات، و تُحْشَي به الكتُب، و لا معني له، و لا فائدةَ فيه.

عنك

العين و النون و الكاف أصلانِ: أحدهما لونٌ من الألوان.
و الآخر ارتباكٌ في الأمر و استغلاقٌ في الشي‌ء.
فالأوّل: العانك، قال: الخليل: هو لونٌ من الحمرة؛ يقال دَمٌ عانِكٌ. قال:
أو عانكٍ كدمِ الذَّبيحِ مُدامِ «3»
______________________________
(1) في الأصل: «أساربكم». و رواية اللسان (عنق، قرا) و إصلاح المنطق 304: «سباياكم».
(2) الرجز في اللسان (عنق) و إصلاح المنطق 204.
(3) لحسان بن ثابت في ديوانه 362. و البيت في اللسان (عتق)، و عجزه في (عنك) و المخصص (11: 76). و صدره:
كالمسك تخلطه بماء سحابة
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 165
و غيره برواية: «أو عاتق». و قال: عرق عانِكٌ، إذا كان في لونه حُمرة.
قال ذو الرُّمَّة:
علي أقحوان في حَناديج حُرَّةِ يُناصِي حشاها عانكٌ متكاوِسُ «1»
و الأصل الآخر: المعتَنِك من الإبل: الذي إذا اشتدَّ عليه الرّمل بَرَك وحبا عليه. قال:
أودَيْتُ إن لم تحبُ حَبْوَ المعتنِك «2»
قال ابنُ الأعرابيّ: يقال اعتنك البعير، إذا مشي في رملٍ عانك، أي كثير، فهو لا يقدِر علي المشْي فيه إلّا أن يحبُو. و أنشد هذا البيت. و معناه:
إن لم تحمِلْ لي علي نفسك حَمْلَ هذا البعيرِ علي نفسه في الرَّمل فقد هلكتُ.
و من الباب العِنْك، قال الخليل: و هو الباب. و قال ابن دُريد: عنَكْتُ الباب و أعنكته، أي أغلقتُه، لغةٌ يمانية. و هذا يصحح ما ذكرناه من قياسِ هذا الأصل الثاني.
و مما يقرب من هذا العَنك من اللَّيل، و هي سُدْفةٌ منه. و ذلك أنَّ الظُّلمة كأنّها تسدُّ باب الضَّوء. و الكلمةُ صحيحة، أعنِي أن العِنْك الظُّلْمة. و أنشد:
و فتيانِ صدقٍ قد بعثْتُ بَجُهْمةٍ من اللَّيل لو لا حُبُّ ظَمياءَ عَرَّسُوا «3»
فقاموا كُسَالَي يلمسون و خلفهُمْ من الليل عِنْكٌ كالنَّعامةِ أقعسُ
______________________________
(1) ديوان ذي الرمة 315 و اللسان (حندج).
(2) لرؤبة في ديوانه 118 و اللسان (عنك). و في شرح الديوان: «حرة، يعني رملة حرة».
(3) في الأصل: «أولي حب».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 166
و مما يقرُبُ من هذا إنْ صحَّ شي‌ءٌ ذكره يونس، قال: عَنك اللبن، إذا خَثر.

عنم

العين و النون و الميم ليس بأصلٍ يُقاس عليه، و إنما هو نبْتٌ أو شي‌ءٌ يشبَّه به. قالوا: العَنَم: شجر من شجر السِّواك، ليِّنُ الأغصان لطيفُها، كأنّه بنانُ جاريةٍ، الواحدةُ عَنَمة. و ممّا شُبِّه بذلك العَنَمة، قال الخليل: هي العَظَاية. و قال رؤبة:
يُبْدِين أطرافاً لطافاً عنَمُهْ إذْ حُبُّ أرْوَي هَمُّه و سَدَمُه «1»
السَّدَم: الكَلَف بالشي‌ء. و اللّٰه أعلم.

باب العين و الهاء و ما يثلثهما

عهب

العين و الهاء و الباء كلمةٌ واحدة إن صحَّت. قال الخليل:
العَيْهَب: الضَّعيف من الرِّجال عن طلب الوِتْر. قال الشاعر «2»:
حللت به وِتْرِي و أدركتُ ثُؤْرَتي إذا ما تناسي ذَحْلهُ كلُّ عَيهبِ «3»
فأمّا الذي يُروَي عن الشَّيباني: كانَ ذلك علي عِهِبَّي فلانٍ، أي في زمانه.
و أنشد:
عهدي بسَلمَي و هي لم تَزَوَّجِ علي عِهِبَّي عيشِها المخرفَجِ «4»
______________________________
(1) البيت الأول في اللسان (عنم). و هما في ديوانه 150.
(2) هو محمد بن حمران بن أبي حمران الجعفي، المعروف يالشويعر (اللسان عهب).
(3) في الأصل: «و أدركت ثأري»، صوابه اللسان.
(4) الرجز في اللسان (عهب) و المخصص (3: 160/ 15: 206).
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 167
فقد قيل، و اللّٰه أعلم بصحّته.

عهج

العين و الهاء و الجيم كلمةٌ صحيحة لا قياسَ لها و لا عليها. قالوا:
العوهج: ظبيةٌ حسَنة اللّون طويلةُ العنُق. و تسمَّي المرأة «عوهجَ «1»» تشبيهاً لها بها. قال الأصمعيّ: العَوهج: المخطَّطة العنق. و يقال للنَّعامة أيضاً عوهج، لطول عنُقها. قال العجّاج:
كالحَبَشيِّ التفَّ أو تسبَّجا في شَمْلَةٍ أو ذاتِ زِفٍّ عَوْهَجَا «2»
و يقال للنّاقةِ الفتِيّة: عوهج. و يقولون للحيّة: عوهج. قال:
حَصْبَ الغُواةِ العوهجَ المنسُوسا «3»
المنْسوس: المطرود.

عهد

العين و الهاء و الدال أصلُ هذا الباب عندنا دالٌّ علي معنًي واحد، قد أومأ إليه الخليل. قال: أصله الاحتفاظُ بالشَّي‌ء و إحداثُ العهدِ به.
و الذي ذكره من الاحتفاظ هو المعني الذي يرجع إليه فُروع الباب. فمن ذلك قولهم عَهِد الرجلَ يَعْهَدُ عَهْداً، و هو من الوصيَّة. و إنّما سمِّيت بذلك لأنّ العهدَ مما ينبغي الاحتفاظُ به. و منه اشتقاق العَهد الذي يُكتَب للوُلاة من الوصيّة، و جمعه عُهود. و العَهْد: المَوْهِق، و جمعه عُهود. و من الباب العَهْدُ الذي معناه الالتقاء و الإلمام، يقال: هو قريبُ العهد به، و ذلك أنّ إلمامَهُ به احتفاظٌ به و إقبال.
______________________________
(1) في الأصل: «عوهجاء».
(2) ديوان العجاج 7. و أولهما في اللسان (سج).
(3) لرؤبة في ديوانه 71 و اللسان و المجمل (عهج، نسس).
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 168
[و] العهيد: الشَّي‌ء الذي قدُم عهدُه. و العَهْد: المنزِل الذي لا يزالُ القوم إذا انتَووْا عنه يرجِعُون إليه. قال رؤبة:
هل تعرف العهْدَ المُحِيلَ أرسمُه عَفَتْ عوافيه و طال قِدَمُه «1»
و المَعْهَد مثلُ ذلك، و جمعه مَعاهد. و أهل العهد هم المعاهَدون، و المصدر المعاهَدة، أي إنّهم يُعاهَدون علي ما عليهم من جِزْية. و القياس واحدٌ، كأنّه أمرٌ يُحتَفَظ به لهم، فإذا أسلموا ذهبَ عنهم اسمُ المُعاهَدة. و ذكر الخليلُ أنّ الاعتهادَ مثلُ التّعاهُد و التعهُّد، و أنشَدَ للطّرِمَّاح:
و يُضِيع الذي قدَ أوْجَبَه اللّٰ هُ عليهِ فليس يعتهدُهْ «2»
و قال أيضاً: عَهِيدك: الذي يُعاهِدك و تُعاهِدُه. و أنشد:
فللتُّركُ أوفَي من نزارٍ بعهدها فلا يأمنَنَّ الغدرَ يوماً عهيدُها «3»
و من الباب: العُهْدة: الكتاب الذي يُستوثَق به في البَيْعات. و يقولون:
إنّ في هذا الأمر لُعْهدَةً ما أُحْكِمَتْ، و المعني أنّه قد بِقَي فيه ما ينبغي التوثُّق له.
و من الباب «4» قولُهم: «المَلَسَي لا عُهدةَ»، يقوله المتبايعان، أي تملَّسْنا عن إحكامٍ فلم يَبْقَ في الأمر ما يَحتاج إلي تعهُّدٍ بإحكام. و يقولون: «في أمره عُهْدةٌ»، يُومِئُون إلي الضَّعف، و إنما يريدون بذلك ما قد فسَّرْناه.
______________________________
(1) ديوان رؤبة 149 و أساس البلاغة (عهد)، و نسب في اللسان (عهد) إلي ذي الرمة خطأ.
(2) ديوان الطرماح 112 و اللسان (عهد). و رواية الديوان:
«يصيره اللّه إليه …»
. و قبله:
عجبا ما عجبت للجامع الما ل يباهي به و يرتفده
(3) أنشده في اللسان (عهد) و المخصص (13: 109). و نسبه الزمخشري في أساس البلاغة إلي نصر بن سيار.
(4) في الأصل: «و من الباب و منه».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 169
قال الخليل: تعهَّد فلانٌ الشّي‌ء و تعاهَدَ. قال أبو حاتم: تعهَّدت ضَيعتي، و لا يقال تعاهدت؛ لأن التعاهد لا يكون إلَّا من اثنين. قلنا: و الخليلُ علي كلِّ حالٍ أعرَفُ بكلام العرب من النّضر «1». علي أنّه يقال قد تَغافَلَ عن كذا، و تجاوَزَ عن كذا، و ليس هذا من اثنين. و ربّما سمَّوا الاشتراط استعهاداً «2»، و إنَّما سمِّي كذا لأنَّ الشَّرط مما ينبغي الاحتفاظُ به إذا شُرِط. قال:
و ما استعهَدَ الأقوامُ مِن زوج حُرَّةِ من النّاس إلّا منك أو من محاربِ «3»
و في كتاب اللّٰه تعالي: أَ لَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ، و معناهُ و اللّٰه أعلمُ: ألم أُقَدِّم إليكم من الأمر الذي أوجبتُ عليكم الاحتفاظَ به.
فهذا الذي ذكرناه من أوّل الباب إلي حيث انتهينا «4» مطّرد في القياسِ الذي قِسناه. و بقي في الباب: العَهْد من المطر، و هو عِندنا من القياس الذي ذكرناه، و ذلك أنَّ العَهْد علي ما ذكره الخليلُ، هو من المطر الذي يأتي بعد الوَسْميّ، و هو الذي يسمِّيه النَّاسُ الوَلِيّ. و إذا كان كذا كان قياسُه قياسَ قولِنا: هو يتعهَّد أمرَه و ضيعتَه، كأنّ المطرَ وَسَمَ الأرضَ أوّلًا و تَعهَّدها ثانياً، أي احتفَظَ بها فأتاها «5»
______________________________
(1) الذي سبق ذكره هو «أبو حاتم» لا لنضر. فلعل الكلام قبله: «قال أبو حاتم و النضر».
(2) في اللسان: «و استعهد من صاحبه: اشترط عليه و كتب عليه عهدة».
(3) لجرير في ديوانه 83 من قصيدة يهجو بها الفرزدق حين تزوج بنت زيق، كما في اللسان (عهد) و الرواية فيهما: «من ذي ختونة»، و هي أيضا رواية اللسان (ختن). و رواية أساس البلاغة تطابق ما في المقاييس.
(4) في الأصل: «انتهيناه».
(5) في الأصل: «فأنيها».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 170
و أقبل عليها. قال الخليل: و ذلك أن يَمضِيَ الوسميُّ ثم يردُفَه الرَّبيع بمطرٍ بعد مطر، يدرك آخرُه بلَلَ أوّلِه و دُمُوثتَه «1». قال: و هو العَهْد، و الجمع عِهاد.
و قال: و يقال: كلُّ مطر يكونُ بعد مطَرٍ فهو عِهاد. و عُهِدت الرَّوضةُ، و هذه روضةٌ معهودة: أصابها عِهادٌ من مطَر. قال الطرِمَّاح:
عقائل رملةٍ نازَعْنَ منها دُفوفَ أقاحِ مَعهودٍ وَدينِ «2»
المعهود: الممطور. و أنشد ابنُ الأعرابيّ:
تري السَّحاب العَهْد و الفتوحا «3»
الفتوح: جمع فتح، و هو المطر الواسع. و قال غير هؤلاء: العِهاد: أوّل الرَّبيع قبل أن يشتد القُرّ، الواحدة عَهْدة. و كان بعض العربِ يقول: العِهاد من الوسميِّ و أوائل الأمطار يكون ذُخْراً في الأرض، تَضرب لها العروقُ، و تُسْبِط «4» الأرض بالخضرة، فإنْ كانت لها أَوَلِيَةٌ و تَبِعات فهي الحَياء، و إلَّا فليست بشي‌ء.
و يقولون: كان ذلك علي عَهِد فُلانٍ و عِهْدانِه. و أنشدوا:
لستَ سُليمانُ كعِهْدانِك

عهر

العين و الهاء و الراء كلمة واحدة لا تَدُلّ علي خير، و هي الفجور.
قال الخليل و غيره: العَهرُ: الفجور. و العاهر: الفاجر. يقال عَهِر و عَهَرَ عَهْراً
______________________________
(1) في الأصل: «و دنونته».
(2) ديوان الطرماح 177 و اللسان (ودن).
(3) كذا في الأصل. و في المخصص (9: 117): «يرعي السحاب»، و في (10: 172):
«ترعي جميم العهد»، ثم قال: «و رواه الأصمعي بالياء». و في اللسان (فتح):
كأن تحتي مخلفا قروحا رعي غيوث العهد و الفتوحا
(4) الإسباط: الامتداد. و في الأصل: «و تسليط».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 171
و عُهُوراً «1»، إذا كان إتيانه إياها [لَيلًا]. و
في الحديث: «الولد للفراش و للعاهر الحَجَرُ»
، لا حظّ له في النَّسَب «2». قال:
لا تلجئنْ سِرَّا إلي خائن يوماً و لا تَدْنُ إلي العاهِرِ
قال يعقوب: العُهور يكون بالأمة و الحُرَّة، و المساعاة لا تكون إلّا بالإماء.
و مما جاء في هذا الباب نادراً شي‌ءٌ حُكِي عن المُنْتَجِع، قال: كلُّ مَن طلب الشَّرَّ ليلًا من سَرِقٍ أو زِنًي فهو عاهر. و يقولون- و هو من المشكوك فيه- إنّ العاهِر: المسترخي الكسلان «3».

عهق

العين و الهاء و القاف ليس له قياسٌ مطرد، و قد ذُكِرت فيه كلماتٌ لعلَّها، و اللّٰه أعلمُ، أن تكونَ صحيحة. و لو لا ذكرُهُم لها لكان إلغاؤُها عندنا أولَي. قال الخليل: العَوْهق، علي تقدير فَوْعل، هو الغراب الأسود الجَسِيم. و يقال هو البعير الأسود. و هو أيضاً لونُ اللَّازَوَرْد. و يقولون: العَوْهق:
فحلٌ كان في الزَّمن الأول، تُنْسب إليه كرام النَّجائب. قال رؤبة:
قرواء فيها من بَنات العَوْهقِ «4»
قال: و العوهق: الثَّور الذي لونُه إلي سواد. و العوهق: الخُطّاف الجبَليّ. قال:
فهْيَ ورقاءُ كلون العَوهقِ «5»
______________________________
(1) ضبط في اللسان و القاموس من باب منع، و مصدره العهر، بالفتح، و بالكسر، و بالتحريك.
و مثله العهارة و العهور و العهورة. و جعله في المصباح المنير من بابي تعب و قعد.
(2) في اللسان: «أبو عبيد: معني قوله و للعاهر الحجر، أي لا حق له في النسب، و لا حظ له في الولد، و إنما هو لصاحب الفراش».
(3) هذا المعني لم يرد في المعاجم المتداولة.
(4) في اللسان (عهق):
فبهن حرف من بنات العوهق
(5) في اللسان: «و هي وريقاء».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 172
و يقال: بعيرٌ عَوهقٌ، أي طويل. قال:
تراخي به حبُّ الضحاءِ و قد رأي سَماوةَ قَشْراءِ الوظيفينِ عَوهقِ «1»
قال الخليل: العَوْهقانِ: كوكبانِ إلي جنب الفرقدين علي نَسَقٍ «2»، و طريقُهما ممّا يلي القُطْب. و أنشَد:
بحيثُ باري الفرقدانِ العوهقا «3» عندَ مسدِّ القُطْبِ حين استوسَقَا «4»
و قال أيضاً: العَيْهَقة: عَيْهَقة النَّشاط و الاستنان. قال:
إنَّ لرَيعانِ الشَّبابِ عَيْهَقا «5»
قال ابن السِّكّيت: العوهق: خيار النَّبْع و لُبابُه، يُتَّخذ منه القِسِيّ. قال:
و كلَّ صفراءَ طروحٍ عوهقِ «6»
و عَوهقُ: اسم روضةٍ قال ابن هَرْمة:
فكأنّما طُرقت بريَّا روضةٍ من رَوض عَوْهَقَ طَلّةٍ مِعشابِ
______________________________
(1) البيت لزهير في ديوانه 249. و قيل إن قصيدة البيت مشتركة بين زهير و ولده كعب بن زهير، كما نص الديوان. و قد ورد البيت محرفا في الحيوان (4: 355). و انظر الأغاني (15: 141- 142). في الأصل: «حد الضحاء» و «سمامة قشراء»، صوابه من الديوان.
(2) في الأصل: «علي شق»، صوابه في اللسان و القاموس.
(3) في الأصل، و كذا في الأزمنة و الأمكنة (2: 374):
… «العوهقين الفرقدا»
، و لا يستقيم به الرجز، و صوابه في اللسان (عهق).
(4)
«عند مسد القطب …»
، كذا وردت أيضا في الأزمنة و الأمكنة. و في اللسان:
«عند مسك القطب …»
. (5) لرؤبة في ديوانه 109.
(6) قبله في اللسان (عهق):
إنك لو شاهدتنا بالأبرق يوم نصافي كل عضب مخفق
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 173‌

عهل

العين و الهاء و اللام أصلٌ صحيحٌ يدلُّ علي انطلاقٍ و ذَهاب و قلّة استقرار. قال الخليل: العَيْهلُ: النّاقةُ السَّريعة. قال:
زجَرْتُ فيها عَيْهلًا رَسُوماً «1» مُخْلَصةَ الأنْقاء و الزَّعُوما «2»
و قال ابنُ الأعرابيِّ مثلَ ذلك، إلّا أنَّه قال: و تكون «3» مُسنّة شديدة.
و قال أبو حاتم: يقال ناقة عَيهلةٌ و عيهلٌ، و لا يقال جملٌ عيهل. و أنشدوا:
ببازلٍ و جناءَ أو عَيْهلِّ «4»
قالوا: شدَّد اللام للحاجة إلي ذلك. و يقال امرأة عَيْهلٌ و عَيْهلة جميعاً، إذا كانت لا تستقرُّ نزَقاً. و ربما وصَفُوا الرِّيح فقالوا: عَيهلٌ. و هذا يدلُّ علي صِحَّةِ هذا القياس. فأمَّا قولُهم للمرأة التي لا زوجَ لها: عاهل، و جمعها عواهل، فصحيح، و سمِّيت بذلك لأنَّه لا زوج لها يَقْصُرُها. و أنشد:
مشي النِّساء إلي النِّساء عواهلًا من بين عارِفة السِّباءِ و أيّمِ «5»
ذهَبَ الرّماح ببعلها فتركنَه في صَدْرِ معتدل الكُعوبِ مقوَّمِ
و قال في العيهل أيضاً:
______________________________
(1) البيت في اللسان (عهل، زعم، جهم، و قبله، كما في المادتين الأخيرتين:
و بلدة تجهم الجهوما
و قد سبق إنشاد هذا في (جهم).
(2) البيت في اللسان (زعم) و المخصص (7: 72).
(3) في الأصل: «و يقول».
(4) لمنظور بن مرثد الأسدي، كما في اللسان (طول، قتل، عطبل، خلل، عهل، كلل)، من أرجوزة رواها ثعلب في مجالسه 601- 604. و انظر لهذا البيت نوادر أبي زيد 3 و سيبويه (2: 282).
(5) البيت في المجمل، مع سقوط كلمة «إلي النساء» منه.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 174
فنِعم مُناخُ ضِيفان و تَجْرٍ و مُلقَي رحْلِ عَيْهَلَةٍ بَجَالِ «1»
و بقي في الباب كلمةٌ إن كانت صحيحةً فليست ببعيدٍ من القياس الذي ذكرناه حُكِيَ عن أبي عبيدة: العاهل: الملك ليس الذي فوقه أحدٌ إلا اللّٰه تعالي. يقال للخليفة: عاهل. فإن كان كذا فلأنه لابدَّ له من الخَلْق فوق يَدِه تمنعُه.

عهم

العين و الهاء و الميم قريبٌ من الذي قبلَه، و ليس ببعيدٍ أن يكون من الإبدال. قال الخليل: العَيْهَامة: الناقة الماضية. و أنشد:
ورَدْتُ بعيهامَةٍ حُرَّةٍ فَعَبَّتْ يميناً و عبّت شِمالا «2»
و يقولون: إنَّها كاملة الخَلْق أيضاً. قال:
مُستَرْعَفَات بخِدَبٍّ عَيْهام «3» مُدَامَجِ الخَلْقِ دِرَفْسٍ مِسْعامْ «4»
قال أبو زيد: ناقةٌ عيهمَة: نجيبةٌ سريعة. و يقولون: إنَّها تَعْطَش سريعاً، و الجمع عياهيم. قال ذو الرُّمة:
هيهاتَ خَرقاءُ إلّا أنْ يقرِّبَها ذو العَرش و الشَّعشعاناتُ العياهيمُ «5»
و أنشد أبو عمرو:
عَيْهَمة يَنْتَحِي في الأرضِ مَنْسِمُها كما انتحَي في أديم الصِّرْف إزمِيلُ «6»
______________________________
(1) البيت في اللسان (عهل) برواية: «و ملقي زفر». و الزفر: الحمل.
(2) في الأصل: «وهبت شمالا».
(3) الخدب: الشديد الصلب الضخم القوي. و في الأصل: «بحدب»، تحريف.
(4) كلمة «مسعام» وردت في القاموس و لم ترد في اللسان. قال في القاموس: «و سيل مسعام، كمحراب أو مُشعان: سريع».
(5) ديوان ذي الرمة 579 و اللسان (شعع، عهم). و قد سبق في (شع).
(6) البيت لعبدة بن الطبيب في المفضليات (1: 136) و اللسان (زمل) و في اللسان:
«عيرانة».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 175
قال أبو عمرو: عَيْهَمتُها: سُرْعَتُها. و ربما قالوا: عُيَاهِمَة علي وزن عُذافِرَة «1».
و مما شذَّ عن هذا الأصل: عَيْهَم: اسم موضع. قال:
و لِلعراقيِّ ثنايا عَيْهَمِ «2»
و يقولون: العَيهوم: أصل شجرة. و يقولون هو الأديم الأحمر «3». قال أبو دواد:
فتعفَّتْ بعد الرَّبابِ زماناً فهي قفرٌ كأنَّها عَيْهُومُ «4»
فأمّا قول القائل:
و قد أُثير العَيهمانَ الرَّاقدا «5»
فيقولون: إنَّه الذي لا يُدلج، ينام علي ظَهْرِ الطَّريق.

عهن

العين و الهاء و النون أصلٌ صحيح يدلُّ علي لِينٍ و سُهولة و قِلّة غذاءٍ في الشي‌ء.
قال الخليل: العاهن: المال الذي يتروَّح علي أهله، و هو العتيد «6» الحاضر.
يقال: أعطاه من عاهِنِ مالِه. و أنشد:
______________________________
(1) أورد صاحب اللسان «عياهم» فقط، و طعن عليه و اقتصر صاحب القاموس علي «عياهمة».
(2) للعجاج في ديوانه 16 و اللسان (عهم). و في معجم البلدان (عيهم): «و للعراقيين في ثنايا». و في الأصل: «و للعراق في ثنايا»، صوابهما في الديوان و اللسان.
(3) و كذا في المجمل. و زاد في القاموس: «أو الأملس». و اقتصر في اللسان علي قوله:
«و العيهوله: الأديم الأملس».
(4) البيت في اللسان (عهم).
(5) أنشده في اللسان (عهم).
(6) في الأصل: «القيد».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 176
فقتلٌ بقتلانا و سَبْيٌ بسَبْيِنا و مالٌ بمال عاهنٍ لم يفرَّقِ
قال الشَّيبانيّ: العاهن: العاجل: يقال: ما أَعْهَن ما أتاك. قال: و يقولون:
أبعاهِنٍ بعتَ أم بِدَين. قال ابنُ الأعرابيّ: يقال عاهن، إذا كان في يدك تَقدِر عليه، و قد عَهِنَ يَعْهَنُ عُهوناً، و أنشد للشاعر «1»:
ديارُ ابنةِ الضَّمريِّ إذ وصل حبلها متينٌ و إذ معروفها لك عاهن «2»
أي حاضرٌ مقيم. قال أبو زيد: عَهَنَ من فلانٍ خَيْرٌ أو خَبَر- أنا أشكُّ في ذلك- يعهَنُ عُهونا، إذا خرج منه. قال النَّضر: يقال: اعْهِنْ له أي عَجِّلْ له.
و قد عَهَنَ له ما أراد. قال ابن حبيب: يقال هو يُلقِي الكلامَ علي عواهنه، إذا لم يبال كيف تكلَّم. و هذا قياسٌ صحيح، لأنَّه لا يقوله بتحفُّظ و تثبُّت.
و ربما قالوا: يرمي الكلام علي عواهنه، إذا قاله بما أدّاه إليه ظنُّه من دون يقين.
و هو ذلك المعني.
و من هذا الباب: قضيبٌ عاهن، أي متكسِّر مُنْهِصر. و يقال: في القضيب عُهْنَةٌ، و ذلك انكسارٌ من غير بَيْنُونة إذا نظرتَ إليه حسبتَه صحيحاً، و إذا هززتَه انثنَي. و يقال للفقير: عاهنٌ من ذلك. و ربما قالوا عَهَنْتُ القضيب أَعْهِنُه عَهْناً. فأمَّا الذي يُحْكي عن أبي الجرّاح أنّه قال: عَهَنْت عواهن النخل، إذا يَبِسَت تَعْهِنُ عُهوناً، فغلَظ، لأنَّ القياس بخلاف ذلك. قال ابن الأعرابيّ:
عواهن النخل: ما يلي قُلْبَ النَّخلة من الجريد. و هذا أصحُّ من الأول و
روي عن النبي عليه الصلاة و السلام [أنّه] قال لبعض أصحابه: «ائتني بسَعَفٍ و اجتنب العواهن»
؛
______________________________
(1) هو كثير، كما في اللسان (عهن).
(2) كذا. و في اللسان: «إذ حبل وصلها».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 177
لأنّها رطبة «1». قال بعض أهل اللُّغة: أهل الحجاز يسمُّون السَّعَفات التي تلي القِلَبَة «2»: العواهن؛ لأنَّها رطبةٌ لم تشتدّ. فأمَّا قولهم إنَّ العاهن: الحابس، و إنشادهم للنابغة:
أقول لها لمَّا ونت و تخاذلتْ أجِدِّي فما دون الجَبَالك* عاهنُ
فهو عندنا غلطٌ، و إنَّما معناه علي موضوعِ القياس الذي قسناه، أنّ مادون الجَبا «3» ممكن غير ممنوع، أي السَّبيل إليه سهل. و يكون «ما» في معني اسم.
و من الباب إن كان صحيحاً ما رواه ابنُ السِّكِّيت، أنّ العواهنَ: عروقٌ في رحم النَّاقة. و أنشَدَ لابن الرِّقاع:
أوْكَتْ عليها مَضِيقاً من عواهنها كما تَضَمَّنَ كَشْحُ الحُرّة الحَبَلا «4»
كأنّه شبَّه تلك العروقَ بعواهن النَّخل. و أما العِهْن، و هو الصُّوف المصبوغ، فليس ببعيدٍ أن يكون من القياس؛ لأنَّ الصَّبْغَ يليّنه. و اللّٰه أعلم.
______________________________
(1) لأنها رطبة، ليست في اللسان، و أراها مقحمة. انظر مايلي.
(2) في الأصل: «القبلة»، تحريف. و القلبة، بكسر القاف و فتح اللام: جمع قلب بتثليث القاف، و هو شحمة النخلة.
(3) الجبا: اسم مكان. و في الأصل: «الحياء».
(4) في الأصل: «مصيفا»، صوابه من اللسان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 178‌

باب العين و الواو و ما يثلثهما

عوي

العين و الواو و الياء أصلٌ صحيح يدلُّ علي ليٍّ في الشي‌ء و عطْفٍ له.
قال الخليل: عَوَيت الحبلَ عَيَّا، إذا لويتَه. و عَوَيت رأس النّاقة، إذا عُجْتَه «1» فانعوي. و الناقة تَعْوِي بُرَتَها في سَيرها، إذا لوَتْها بخَطْمها.
قال رؤبة:
تَعوِي البُرَي مُستوفِضاتٍ وَفْضا «2»
أي سريعات، يصف النُّوقَ في سَيرها. قال: و تقول للرّجُل إذا دعا النّاسَ إلي الفتنة: عوي قوماً، و استعوي. فأمَّا عُوَاء الكلب و غيرِه من السباع فقريبٌ من هذا، لأنّه يَلوِيه عن طريق النَّبْح. يقال عَوَتِ السِّباع تَعوِي عُواءً. و أمّا الكَلْبة المستحرِمة فإنَّها تسمَّي المعاوِيَة، و ذلك من العُواء أيضاً، كأنَّها مُفاعلة منه.
و العَوَّاء: نجمٌ في السماء، يؤنّث، يقال لها: «عوّاء البرْد»، إذا طلعت جاءت بالبرد. و ليس ببعيد أن تكون مشتقَّةً من العُواء أيضاً، لأنّها تأتي ببردٍ تعوي له الكلاب. و يقولون في أسجاعهم: «إذا طلعت العَوَّاء، جَثَمَ الشتاء، و طابَ الصِّلاء». و هي في هذا السَّجع ممدودة، و هي تمدُّ و تقصر. و يقولون علي معني الاستعارة لسافِلَة الإنسان: العَوَّاء «3». و أنشد الخليل:
______________________________
(1) في الأصل: «عجبتها»، صوابه من المجمل.
(2) ديوان رؤبة 80 و اللسان (وفض، عوي).
(3) وردت في المجمل بالقصر، و قال: «لا أعلمها إلا مقصورة». و كذا جاءت في اللسان مقصورة، و في القاموس بالقصر و المد.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 179
قياماً يوارُون عُوَّاتِهِمْ بشتمي و عُوَّاتُهم أظهرُ «1»
و يروي: «عوراتهم». و قال أيضاً، أنشده الخليل:
فهلَّا شدَدتَ العَقد أو بِتَّ طاوياً و لم تَفْرِج العَوّاكما تُفْرَج القُلْبُ «2»
جمع قَليب.
و من باب العُواء «3» قولهم للراعي: قد عَاعَي يُعاعِي عاعاةً «4». [قال]:
و لم أستعِرْها من مُعَاعٍ و ناعِق «5»

عوج

العين و الواو و الجيم أصلٌ صحيح يدلُّ علي مَيَلٍ في الشَّي‌ء أو مَيْل، و فروعُه ترجع إليه.
قال الخليل: العَوْج: عطفُ رأسِ البعير «6» بالزِّمام أو الخِطام. و المرأة تَعُوج رأسَها إلي ضجيعها. قال ذُو الرُّمَّة:
خليليّ عُوجَا بارَكَ اللّٰه فيكما علي دارميٍّ من صُدور الرَّكائب «7»
و قال:
______________________________
(1) هذا لا يصلح شاهدا لما قبله، و إنما هو شاهد للعوة بضم العين و فتحها.
(2) أنشده محرفا في اللسان (عوي).
(3) في الأصل: «و هو من باب العواء».
(4) و يقال أيضا «معاعاة».
(5) صدره كما في اللسان (عوي):
و إن ثيابي من ثياب محرق
(6) في الأصل: «عطف إلي رأس البعير»، صوابه في المجمل و اللسان.
(7) ديوان ذي الرمة 54.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 180
حتي إذا عُجْن من أجيادهنَّ لنا عَوْجَ الأخِشّة أعناقَ العناجيجِ «1»
يعني عطفَ الجواري أعناقَهنّ كما يَعطِف الخِشاش عُنقَ النّاقة. و كلُّ شي‌ءٍ تعطفه تقول: عُجْتُه فانعاج. قال رؤبة:
و انعاجَ عُودِي كالشَّظيفِ الأخْشَنِ «2»
قال الخليل: و العَوَج: اسمٌ لازم لما تراه العُيون في قَضيبٍ أو خشَب أو غيرِه و تقول: فيه عَوَجٌ بيِّنٌ. و العَوَج: مصدر عَوِج يَعْوَج عِوَجاً. و يقال اعوجَّ يعوجُّ اعوِجَاجا و عَوَجاً. فالعَوَج مفتوح في كلِّ ما كان منتصِباً كالحائط و العُود، و العِوَج ما كان في بساط أو أمرٍ نحو دينٍ و مَعاش. يقال منه عودٌ أعوجُ بيِّن العَوَج. و النَّعت أعوج و عَوْجاء، و الجمع عُوجٌ. و العُوج من الخيل: التي في أرجلها تحْنيب. و أمّا الخيل الأعوجيَّة فإنّها تُنسَب إلي فرسٍ سابقٍ كان في الجاهليّة، و النِّسبة إليه أعوجيّ. و يقال: هو من بنات أعوج. و قال طفيل:
بَنات الوجيهِ و الغُراب و لاحقٍ و أعوج تَنْمي نِسبةَ المتنسِّبِ «3»
و يمكن أن يكون سمِّي بذلك لتحْنيبٍ كان به. و أمّا قولُهم: ناقةٌ عاجٌ، و هي المِذعان في السَّير اللَّيِّنة الانعطاف، فمن الباب أيضاً. قال ذو الرُّمَّة:
______________________________
(1) ديوان ذي الرمة 72 و اللسان (عوج). و صواب إنشاده: «تسقي». و مفعول هذا الفعل قوله في البيت التالي:
صوادي الهام و الأحشاء خافقة تناول الهيم أرشاف الصهاريج
(2) ديوان رؤبة 161 و اللسان (عوج، شظف).
(3) ديوان طفيل 22 و اللسان (وجه) و خيل ابن الكلبي 9.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 181
تَقَدَّي بي الموماةَ عاجٌ كأنَّها * أمامَ المطايا نِقْنِقٌ حين تُذعَر «1»
و إذا عطفوها قالوا: عاجِ عاجِ.

عود

العين و الواو و الدال أصلان صحيحان، يدلُّ أحدهما علي تثنيةٍ في الأمر، و الآخر جنسٌ من الخشب.
فالأوَّل: العَوْد، قال الخليل: هو تثنية الأمر عوداً بعد بَدْء. تقول: بدأ ثُمَّ عاد. و العَوْدة: المَرّة الواحدة. و قولهم عادَ فلانٌ بمعروفِه، و ذلك إذا أحسَنَ ثم زاد. و من الباب العِيادة: أن تعود مريضاً. و لآل فلانٍ مَعَادةٌ، أي أمر يغشاهم «2» النَّاسُ له. و المَعَاد: كل شي‌ءٍ إليه المصير. و الآخرة مَعادٌ للناس. و اللّٰهُ تعالي المبدِئ المُعيد، و ذلك أنّه أبدأَ الخلْقَ ثم يُعيدهم. و تقول: رأيتُ فلاناً ما يبدئ و ما يعيد، أي ما يتكلم ببادئةٍ و لا عائدة «3». قال عبيد:
أقفر من أهله عبيدُ فاليومَ لا يُبدِي و لا يُعيدُ «4»
و العِيد: ما يعتاد من خَيالٍ أو هَمٍّ. و منه المعاوَدَة، و اعتياد الرَّجل، و التعوُّد. و قال عنترةُ يصف ظَلِيماً يعتاد بيضَهُ كلَّ ساعة:
صَعْلٍ يعود بذِي العُشَيرةِ بيضَهُ كالعبد ذي الفَرْوِ الطّويلِ الأصلمِ «5»
______________________________
(1) البيت ليس في ديوان ذي الرمة و لا ملحقاته. انظر قصيدته علي هذا الروي في 222- 239.
و أنشد صدره في اللسان (عوج) محرفا.
(2) في الأصل: «يغشيهم». و في اللسان: «أي مصيبة يغشاهم الناس في مناوح أو غيرها، يتكلم به النساء. يقال خرجت إلي المعادة و المعاد و الماثم».
(3) في الأصل: «و لا عادية»، صوابه في اللسان.
(4) ديوان عبيد 3.
(5) البيت من معلقته المشهورة.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 182
و يقولون: أعادَ الصّلاةَ و الحديثَ. و العَادة: الدُّرْبة. و التَّمادِي في شي‌ء حتَّي يصير له سجيّةً. و يقال للمواظب علي الشي‌ء: المُعاوِد. و في بعض الكلام:
«الزموا تُقَي اللّٰه تعالي و استَعيدوها»، أي تعوَّدوها. و يقال في معني تعوَّد:
أعادَ. قال:
الغَرب غَربٌ بقَرِيٌّ فارضُ لا يستطيع جَرَّهُ الغَوامضُ
إلّا المُعيداتُ به النواهضُ «1»
يعني النوقَ التي استعادت النَّهْض بالدَّلو. و يقال للشجاع: بَطَلٌ معاوِدٌ، أي لا يمنعُه ما رآه من شدّة الحرب أن يعاودها. و القياس في كلِّ هذا صحيح. فأمَّا الجمَل المسِنُّ فهو يسمَّي عَوْداً. و ممكنٌ أن يكون من هذا، كأنَّه عاوَدَ الأسفار و الرِّحَلَ مرّةً بعد مرة.
و قد أومأ الخليلُ إلي معنًي آخر فقال: هو الذي [فيه] بقيَّة. فإن كان كذا فلأَنَّ لأصحابه «2» في إعماله عَودةً. و المعنيان كلاهما جيِّدان.
و جمع الجَمَل العَوْد عِوَدة. و يقال منه: عوَّد يُعوِّد تعويداً، إذا بلغ ذلك الوقت. و قال:
هل المجدُ إلّا السُّودَدُ العَوْد و النَّدَي و رأْبُ الثَّأي و الصبرُ عند المَوَاطِنِ «3»
______________________________
(1) الرجز في اللسان (عود، غمض) و المخصص (12: 75).
(2) في الأصل: «إلي أصحابه».
(3) البيت للطرماح في ديوانه 173 و اللسان (عود).
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 183
و هذا علي معني الاستعارة، كأنّه أراد السودد القديم. و يقولون أيضاً للطَّريق القديم: عَوْد. قال:
عَودٌ علي عَوْد لأقوامٍ أُوَلْ يموتُ بالتَّرْك و يحيا بالعَمَلْ «1»
يعني بالعَود الجمل. علي عَودٍ، أي طريق قديم. و كذلك الطريق يموت أو يَدرُس إذا تُرك، و يحيا إذا سُلِك. و من الباب: العائدة، و هو المعروف و الصِّلة.
تقول: ما أكثَرَ عائدةَ فلانٍ علينا. و هذا الأمر أعْوَدُ من هذا، أي أرفَق.
و من الباب العِيد: كلُّ يومِ مَجْمَع. و اشتقاقُه قد ذكره الخليل من عاد يَعُود، كأنَّهم عادُوا إليه. و يمكن أن يقال لأنّه يعود كلَّ عامٍ. و هذا عندنا أصحُّ.
و قال غيره، و هو قريب من المعنيين: إنّه سمِّي عيداً لأنَّهم قد اعتادوه «2». و الياء في العِيد أصلها الواو، و لكنها قلبت ياءً لكسرة العين. و قال العجاج:
يعتادُ أرباضاً لها آرِيُّ «3» كما يَعودُ العِيدَ نصرانيُّ
و يجمعون العيدَ أعياداً، و يصغرونه علي التغيير عُيَيْد. و يقولون فحَلٌ معيدٌ:
معتاد للضِّراب. و العِيديَّة: نجائبُ منسوبة، قالوا: نسبت إلي عادٍ. و اللّٰه أعلم.
و أمّا الأصل الآخَر فالعُود و هو كلُّ خشبةٍ دَقّت. و يقال بل كلُّ خشبةٍ عُود. و العُود: الذي يُتبَخْر به، معروف.

عوذ

العين و الواو و الذال أصلٌ صحيح يدلُّ علي معنًي واحد، و هو الالتجاء إلي الشَّي‌ء، ثم يُحمَل عليه كلُّ شي‌ءٍ لصق بشي‌ء أو لازَمَه.
______________________________
(1) الرجز لبشير بن النكث، كما في اللسان (عود).
(2) في الأصل: «اعتادوهم».
(3) صواب إنشاده: «و اعتاد» كما في ديوان العجاج 69 و اللسان (عود).
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 184
قال الخليل: تقول أعوذ باللّٰه، جلَّ ثناؤُه، أي ألجأ إليه تبارك و تعالي، عَوْذاً أو عِياذاً. ذكر أيضاً أنّهم يقولون: فلانٌ عياذٌ لك، أي ملجأ. و قولهم:
مَعاذَ اللّٰه، معناه أعود باللّٰه. و كذا أستعيذ باللّٰه. و
قال* رسول اللّٰه صلي اللّٰه عليه و سلم للتي استعاذت منه: «لقد عُذْتِ بمَعَاذ»
. قال: و العُوذة و المَعَاذة: التي يُعوَّذ بها الإنسان من فَزَعٍ أو جُنون. و يقولون لكلٍّ أنثي إذا وضعت: عائذ. و تكون كذا سبعةَ أيّام. و الجمع عُوذ. قال لَبيد:
و العِينُ ساكنةٌ علي أطلائها عُوذٌ تأجَّلُ بالفَضاء بِهامُها «1»
تأجَّلُ: تَصير آجالًا «2»، أي قُطُعا. و إنّما سمِّيت لما ذكرناه من ملازمة ولدِها إيّاها، أو ملازمتِها إيّاه.

عور

العين و الواو و الراء أصلانِ: أحدهما يدلُّ علي تداوُلِ الشّي‌ء، و الآخر يدلُّ علي مرضٍ في إحدي عيني الإنسان و كلِّ ذي عينَين.
و معناه الخلوُّ من النظر. ثم يُحمَل عليه و يشتقُّ منه.
فالأوّل قولهم: تعاوَرَ القومُ فلاناً و اعتورُوه ضرباً، إذا تعاوَنُوا، فكلَّما كَفَّ واحدٌ ضَربَ آخر. قال الخليل: و التّعاوُرُ عامٌّ في كلِّ شي‌ء. و يقال:
تعاوَرَت الرِّياحُ رسماً حَتَّي عَفَته، أي تواظبت عليه. قال الأعشي:
دِمنةٌ قفرةٌ تعاوَرَها الصَّي فُ بريحينِ من صَباً و شَمال «3»
______________________________
(1) من معلقته المشهورة.
(2) الآجال: جميع إجل بالكسر، و هو القطيع. و في الأصل «اجلالا»، تحريف.
(3) ديوان الأعشي 3 و اللسان (عور).
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 185
و حكي الأصمعيُّ أو غيره: تعوَّرنا العَوارِيَّ «1».
و الأصل الآخر العَوَر في العين. قال الخليل: يقال انظُروا إلي عينه العَوراء.
و لا يقال لإحدي العينين عَمْياء، لأنّ العَوَر لا يكون إلّا في إحدي العينين.
و تقول: عُرْت عينَه، و عَوّرت، و أعرت، كلّ ذلك يقال. و يقولون في معني التشبيهِ، و هي كلمةٌ عوراء. قال الخليل: الكلمة التي تهوي في غير عَقْلٍ و لا رَشَد. قال:
و لا تنطقِ العَوراءَ في القوم سادراً فإنّ لها فاعلم من القوم واعيا «2»
و قال بعضهم: العَوراء: الكلمة القبيحة التي يَمتعِض منها الرَّجُل و يَغضب و أنشد:
و عوراء قد قِيلت فلم ألتفِتْ لها و ما الكَلِمُ العَوْراء لي بقَبُولِ «3»
و من الباب العَوَاء، و هو خرقٌ أو شَقٌّ يكون في الثَّوب.
و من الباب العَوْرة، و اشتقاقُها من الذي قدّمْنا ذكره، و أنّه ممّا حُمِل علي الأصل، كأنَّ العورةَ شي‌ءٌ ينبغي مراقبتُه لخلوّه. و علي ذلك فُسِّرَ قولُه تعالي:
يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنٰا عَوْرَةٌ وَ مٰا هِيَ بِعَوْرَةٍ، قالوا: كأنَّها ليست بحَرِيزة «4».
و جمع العَورةِ عَوْرات. قال الشَّاعر «5»:
______________________________
(1) و يقال أيضاً: تعاورنا العواري تعاوراً. و قد اقتصر علي هذه اللغة في المجمل.
(2) في الأصل: «أوعيا».
(3) البيت لكعب بن سعد الغنوي، من قصيدة له في الأصمعيات 60- 61 ليبك. و روايته هنا تطابق روايته هناك. و أنشده في اللسان (عور) بدون نسبة برواية: «و ما الكلم العوران لي بقتول». و قال: «وصف الكلم بالعوران لأنه جمع و أخبر عنه بالقتول و هو واحد لأن الكلم يذكر و يؤنث، و كذلك كل جميع لا يفارق واحده إلا بالهاء لك فيه كل ذلك».
(4) حريزة أي حصينة. و في الأصل: «بجزيرة»، تحريف.
(5) هو لبيد، كما سبق في حواشي (دعق)، و البيت ليس في ديوانه. و قد سبق إنشاد عجزه في (دعق، شلل).
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 186
فِي جَميعٍ حافِظي عَوْراتِهِمْ لا يهُمُّون بإدعاقِ الشَّلَلْ «1»
الإدعاق: الإسراع. و الشَّلَل: الطَّرْد. و يقال في المكان يكون عورة:
قد أَعْوَرَ يُعْوِر إعواراً. قال الخليل: و لو قلت أعار يُعير إعارةً جاز في القياس، أي صار ذا عورةٍ. و يقال أعورَ البيتُ: صارت فيه عَورةٌ. قال الخليل:
يقال: عَوِرَ يَعْوَرُ عَوَراً. فعورةٌ، في قوله تعالي: إِنَّ بُيُوتَنٰا عَوْرَةٌ، قال الخليل: نعت يخرجُ علي العِدَّة و التّذكير و التّأنيث، و عورةٌ مجزومة علي حالٍ واحد في الجمع و الواحد، و التأنيث و التذكير، كقولك رجلٌ صوم و امرأة صوم، و رجالٌ صَوم و نساءٌ صوم. فأمّا قولهم إنّ العَوَر تَرْكُ الحقّ، و إنشادُهم قول العجّاج:
قد جبَرَ الدِّينَ الإلٰهُ فجبَرْ و عَوّرَ الرّحمنُ مَنْ ولّي العَوَرْ «2»
فالقياس غير مقتضٍ للَّفظ الذي ذُكر من ترك الحقّ، و إنما أراد العجّاج العَوَر الذي هو عَوَرُ العين، يضربُه مثلًا لمن عَمِيَ عن الحق فلم يهتدِ له.
و أما قولُ العرب: إنّ لفلانٍ من المال عائرةَ عينٍ، يريدون الكثرة، فمعناه المعني الذي ذكرناه، كأنَّ العينَ تَتحيَّر عند النظر إلي المال الكثير فكأنَّها عَوْرة. و يقولون عوَّرْتُ عينَ الركيَّة، إذا كبَسْتَهَا حتي نَضَب الماء. و المكانُ المُعْوِر: الذي يُخاف فيه القَطْع.

عوز

العين و الواو و الزاء كلمةٌ واحدةٌ تدلُّ علي سوءِ حالٍ. من ذلك العَوَز: أن يُعوز الإنسانَ الشي‌ء الذي هو محتاجٌ إليه، يرومُه و لا يتهيَّأُ له.
______________________________
(1) لابن منظور كلام علي البيت في (دعق).
(2) مطلع أرجوزة له في ديوانه 15 يمدح بها عمر بن عبيد اللّه بن معمر.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 187
يقال: عازَني «1». و أعْوَز الرّجُل: ساءت حالُه. و من الباب المِعْوَز، و الجمع مَعَاوِز، و هي الثِّياب الخُلْقَان و الخِرَقُ التي تدلُّ علي إعواز صاحِبها. قال الشّماخ:
إذا سقط الأنداء صِينَتْ و أُشْعِرَتْ حَبِيراً و لم تدْرَجْ عليها المَعَاوِزُ «2»
فأمّا العزّة «3» …

عوس

العين و الواو و السين كلمةٌ قد ذكرها أهلُ اللُّغة، و قياسُها قياسٌ صحيح بعيد. قالوا: العَوَاساء: الحامل من الخنافس، و أنشدوا:
بِكراً عَواساء تَفَاسَي مُقْرِبَا «4»
أي دنا أن تضع حَمْلها. و يقولون: العَوَسانُ و العَوْس: الطّوفَان بالّليل.
و يقولون أيضاً: الأعوس: الصَّيْقَل. و الأعوس: الوصَّاف للشي‌ء. و كلُّ هذا مما لا يكاد القلبُ يسكُن إلي صحَّته.

عوص

العين و الواو و الصاد أُصيلٌ يدلُّ علي قِلّة الإمكان.
في الشي‌ء. يقال اعتاصَ الشي‌ءُ، إذا لم يُمكِنْ. و العَوَص مصدر الأعوص و العَويص. و منه كلامٌ عويص، و كلمةٌ عَوصاء. و قال:
أيُّها السَّائلُ عن عوصائها
______________________________
(1) في اللسان: «قال ابن سيده: يقال عازني الشي‌ء و أعوزني: أعجزني علي شدة حاجة».
(2) ديوان الشماخ 50 و اللسان (حبر) و شروح سقط الزند 419، 1554.
(3) كذا في الأصل. و لعله يريد: «فأما العوز، و هو الحب من العنب فقد سبق قولنا إن أسماء النبات ليس مما يطرد فيه القياس».
(4) الحيوان (3: 501) و اللسان (عوس، فسي) و المخصص (2: 18) و المقصور و الممدود لابن ولاد 78 و الغريب المصنف 157، 244 مخطوطة دار الكتب.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 188
و يقال أعْوَص في المنطق و أعْوَص بالخَصْم «1»، إذا كلّمهُ بما لا يَفْطِن له.
قال لبيد:
فلقد أُعْوِصُ بالخَصْم و قد أملا الجَفْنَةَ من شحم القُلَلْ «2»
و من الباب: اعتاصت الناقة، إذا ضربها الفحلُ فلم تحمِل من [غير «3»] عِلّة.

عوض

العين و الواو و الضاد كلمتان صحيحتان، إحداهما تدلُّ علي بدل للشي‌ء، و الأخري علي زمان.
فالأولي: العِوَض، و الفعل منه العَوْض، قال الخليل: عاضَ يَعُوضُ عَوْضاً و عِياضاً، و الاسم العِوَض، و المستعمل التَّعويض «4»، تقول: عوّضتُه من هِبَته خيراً. و اعتاضَنِي فلانٌ، إذا جاء طالباً للعِوَض و الصِّلَة. و استعاضني، إذا سألك العِوَض. و قال رؤبة:
نعم الفتي و مَرْغَبُ المعتاضِ و اللّٰه يجزي القَرْض بالإقراضِ «5»
و تقول: اعتضت ممّا أعطيتُ فلاناً و عُضْت، أصبت عِوَضاً. و قال:
يا ليلَ أسقاكِ البُرَيقُ الوامِضُ هل لكِ و العارضُ منك عائضُ
في مائةٍ يُسْئرُ منها القابضُ «6»
______________________________
(1) في الأصل: «بالختم»، صوابه في اللسان.
(2) ديوان لبيد 12 طبع سنة 1881 و اللسان (عوص).
(3) التكملة من اللسان. و في المجمل: «فلم تحمل و لا علة بها».
(4) أي الذي يكثر استعماله، هو عوضه لا عاضه. و هذه العبارة تصحح ما في اللسان (عوض) من قوله: «و المستقبل التعويض» و قد حار فيها مصححه.
(5) ديوان رؤبة 82. و هو في اللسان بدون نسبة.
(6) لأبي محمد الفقعسي، كما في اللسان (عوص). و انظر المخصص (12: 251).
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 189
و معناه أنّه خَطَبها علي مائةٍ من الإبل ثم قال لها: و أنا آخُذُك فأنا عائض، قد عُضْت، أي صار الفَضْلُ لي و العِوَضُ بأخْذِيكِ.
و الكلمة الأخري: قولهم عَوْضُ، و اختُلِفَ فيها، فقال قوم: هي كلمةُ قَسمٍ.
و ذُكر عن الخليل أنَّه قال: هو الدهر و الزَّمان. يقول الرجلُ لصاحبه: عَوْضُ لا يكون ذلك، أي أبداً. ثم قال الخليل: لو كان عَوْضُ اسماً للزَّمان لَجَرَي بالتنوين «1»، و لكنه حرفٌ يراد بها القَسَم، كما أنّ أجَلْ و نَعَمْ و نحوهما لمّا لم يتمكَّنْ حُمِلَ علي غير الإعراب. و قال الأعشي:
رَضِيعَيْ لِبَانٍ ثديَ أمٍّ تقاسمَا بأسحَمَ داجٍ عَوْضُ لا نتفرَّقُ «2»
و اللّٰه أعلم بالصواب «3»

باب العين و الياء و ما يثلثهما

عيب

العين و الياء و الباء أصلٌ صحيح، فيه كلمتان: إحداهما العَيب و الأخري العَيْبة، و هما متباعدتان.
فالعَيب في الشي‌ء معروفٌ. تقول: عابَ فلانٌ فلاناً يَعيبُه. و رجلٌ عَيَّابةٌ:
وَقَّاعٌ في الناس. و عابَ الحائطُ و غيرُه، إذا ظهر فيه عَيب. و العاب: العيب «4».
و الكلمة الأخري العَيْبَة: عَيْبَة الثيابِ و غيرِها، و هي عربيَّة صحيحة.
______________________________
(1) في الأصل: «يجري بالتنوين»، صوابه من المجمل.
(2) ديوان الأعشي 150 و اللسان (سحم، عوض)، و قد سبق إنشاده في (سحم).
(3) أهمل المصنف بعد هذا بعض المواد من باب العين و الواو، و هي كما في المجمل (عوف).
(عوق)، (عول)، (عوم)، (عون)، (عوه).
(4) في الأصل: «عيب».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 190
قال رسول اللّٰه صلي اللّه عليه و آله و سلم: «الأنصارُ كَرِشي و عَيْبَتِي»
، ضربها لهم مثلًا، كأنهم موضعُ سِرّه و الذين يأمَنُهم علي أمره.

عيث

العين و الياء و الثاء أصلان صحيحان متقاربان، أحدهما:
الإسراع في الفساد، و الآخَر تطلُّب الشي‌ء علي غير بَصيرة.
فالأوّل قولهم: عاث يَعِيث، إذا أسرع في الفساد. و يقولون: هو أعْيَثُ الناسِ في ماله. و الذِّئب يَعيث في الغَنم، لا يأخذ منها شيئاً إلّا قتلَه «1». قال:
قد قلتُ للذِّئبِ أيا خبيثُ و الذِّئب وسْطَ غنمي يَعِيثُ «2»
و الأصل الآخر: التَّعييث، قال الخليل: هو طلب الأعمي للشي‌ء و الرَّجُلِ في الظُّلمة. و منه التعييث: إدخال اليد في الكِنانة تطلُب سهْماً «3». قال أبو ذؤيب:
و بدا له أقرابُ هادٍ رائغٍ عجِلٍ فعَيَّث في الكنانة يُرْجِعُ «4»
و قال ابن أبي عائذ:
فعيَّثَ ساعةَ أقفَرنَه بالايفاقِ و الرَّمْي أو باستلالِ «5»
______________________________
(1) في الأصل: «قلت»، صوابه في اللسان.
(2) الرجز في الحيوان (1: 306/ 6: 410) علي هذا الوجه:
أما أتاك عني الحديث إذ أنا بالغائط استغيث
و الذئب وسط غنمي يعيث و صحت بالغائط يا خبيث
(3) في الأصل: «منهما»، تحريف.
(4) ديوان الهذليين (1: 9) و المفضليات (2: 225) و اللسان (رجع، عيث). و قد سبق إنشاده عجزه في (رجع).
(5) ديوان الهذليين (2: 186) و اللسان و المجمل (عيث). و في الأصل و اللسان: «أقفرنه» صوابه بتقديم الفاء كما في الديوان و المجمل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 191‌

عيج

العين و الياء و الجيم أُصيلٌ صحيحٌ يدلُّ علي إقبال و اكتراثٍ للشي‌ء. يقولون: ما عِجْتُ* بقول فلانٍ، أي لم أصَدِّقْه و لم أُقْبِلْ عليه. و ما أَعِيج بشي‌ء يأتيني مِن قِبَلِه. قال النابغة:
فما رأيت لها شيئاً أَعِيجُ به إلا الثُّمامَ و إلّا موقدَ النّارِ «1»

عيد

العين و الياء و الدال قد مضي ذكره في محلِّه، لأن ذلك هو الأصل.

عير

العين و الياء و الراء أصلانِ صحيحان، يدل أحدُهما علي نتوِّ الشي‌ء و ارتفاعه، و الآخر علي مجي‌ءٍ و ذَهاب.
فالأوَّل العَيْر، وَ هو العَظْم الناتئ وَسْط الكتِف، و الجمع عُيورة «2». و عير النَّصل: حرف في وَسَطه كأنّه شَظِيّة. و قال:
فصادف سَهْمُهُ أحجارَ قُفِّ كَسَرْنَ العَيْرَ منه وَ الغِرارا «3»
و الغِرار: الحَدّ. و العَيْر في القَدَم: العظم النّاتي‌ء في ظهر القَدَم. و حُكي عن الخليل: العَير: سَيِّد القوم. و هذا إن كان صحيحاً فهو القياس، و ذلك أنّه أرفَعُهم منزلةً و أنْتَأ. قال: و لو رأيتَ في صخرةٍ نتوءًا، أي حرفاً ناتئاً خِلقةً، كان ذلك عَيْرًا.
و الأصل الآخر العَيْر: الحِمار الوحشيّ و الأهليّ، و الجمع الأعيار و المعيوراء. و إنما سمي عَيْرًا لتردُّده و مجيئِه و ذَهابه. قال الخليل: و كلماتٌ جاءت في الجمع عن العرب
______________________________
(1) لم يرو في ديوان النابغة من مجموع خمسة دواوين. و أنشده في اللسان (عيج) بدون نسبة و برواية: «و ما رأيت بها شيئاً».
(2) في الأصل: «عيرة» و إنما يجمع العير علي أعيار، و عيار، و عيور، و عيورة.
(3) البيت للراعي، كما في اللسان (عير).
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 192
في مفعولاء: المَعْيوراء، و المَعْلوجاء، و المَشيُوخاء. قال: و يقولون مَشْيَخَة علي مَفْعَلَة. و لم يقولوا مثلَه في شي‌ءٍ من الجمع. و مما جاء من الأمثال في العَيْر: «إذا ذَهَبَ عَيْرٌ فعَيْرٌ في الرِّباط». و إنسان العَينِ عَيرٌ، يسمَّي لما قلناه من مجيئه و ذَهابه وَ اضطرابِه. و قال الخليل: في أمثالهم: «جاء فلانٌ قيل عَيْرٍ و ما جَرَي» يريدون به السُّرْعة، أي قبل لحظِ العين. وَ أنشد لتأبّط شرَّا:
و نار قد حضأتُ بُعيد هُدءٍ بدارٍ ما أُريدُ بها مُقاما «1»
سوي تحليلِ راحلةٍ و عيرٍ أُغالِبُه مخافةَ أن يناما
و قال الحارث بن حِلّزة:
زعموا أنّ كل من ضرب العي رَ مُوَال لنا وَ أنَّي الوَلاء «2»
أي أنّ كلَّ من طرف جفنٌ [له] علي عَيرٍ، وَ هو إنسان العين و العِيَار:
فِعلُ الفرس العائِر. يقال: عَار يَعير، و هو ذَهَابُه كأنّهُ متفلِّتٌ من صاحبه يتردّد. و قصيدةٌ عائرة: سائرة. و ما قالت العربُ بيتاً أعيَرَ مِن قوله:
فمن يلقَ خيراً يحمَدِ الناسُ أمرَه و من يَغْوِ لا يَعْدَم علي الغَيِّ لائما «3»
يعني بيتاً أسيَرَ.

عيس

العين و الياء و السين كلمتان: إحداهما لونٌ أبيض مُشْرَبٌ، و الأخري عَسْب الفحل.
______________________________
(1) البيتان في اللسان (عير) مع نسبتهما لتأبط شرا و نسب في الحيوان (4، 481) إلي سهم بن الحارث، و في (6: 196) إلي شمر بن الحارث الضبي و في نوادر أبي زيد إلي «شمير بن الحارث» أو «سمير بن الحارث».
(2) البيت من معلقته المشهورة.
(3) البيت للمرقش كما في إصلاح المنطق 227 و المفضليات (2: 47) و اللسان (غوي).
و سيأتي في (غوي).
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 193
قال الخليل: العَيَس و العِيسَة «1»: لونٌ أبيضٌ مشربٌ صفاءً في ظلمةٍ خفيَّة.
جملٌ أعْيَسُ و ناقةٌ عيساء؛ و الجمع عِيس. قال أبو دُواد:
و عيس قد بَرَاها لذّة المَوْكِب و الشَّرْبِ
و قال آخر في وصف الثَّور:
و عانَقَ الظِّلَّ الشَّبُوبُ الأعْيَسُ «2»
قال: و العرب قد خصّت بالعَيَس الإبل العِرَاب «3» البيضَ خاصّة. و العِيسَة في أصل البناء الفُعْلة، علي قياس الصُّهْبَة و الكُمْتة، و لكن كسرت العين لأجل الياء بعدها. و يقولون: ظبيٌ أعْيَسٌ. و في الذي «4» ذكره في الظَّبي و الشّبوب الأعيس، خلافٌ لما قالَه من أنّ العرب خَصّت بالعَيَسِ الإبلَ العِرَابَ «5» البيضَ خاصّة.
و الكلمة الأخري العيْس: ماء الفحل. قال الخليل: العَيْس: عَسْب الفحل، و هو ضِرابُه. يقال: لا تأخُذْ علي عَيْس جملِك أجراً. و هذا الذي ذكره الخليلُ أصحُّ.
______________________________
(1) في اللسان: «و هي فعلة علي قياس الصهبة و الكمتة، لأنه ليس في الألوان فعلة، و إنما كسرت لتصح الياء كبيض». و انظر ما سيأتي بعد.
(2) البيت في اللسان (عيس) و المخصص (8: 40).
(3) في الأصل: «و الغراب».
(4) في الأصل: «و هو الذي ذكره».
(5) في الأصل: «الغراب».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 194‌

عيش

العين و الياء و الشين أصلٌ صحيح يدلُّ علي حياةٍ و بقاء.
قال الخليل: العيش: الحياة. و المعيشة: الذي يعيش بها الإنسان: من مطعمٍ و مشربٍ و ما تكون به الحياة. و المعيشة: اسمٌ لما يعاش به. و هو في عِيشةٍ و مَعيشةٍ صالحة.
و العِيشة مثل الجِلْسة و المِشْية. و العَيْش: المصدر الجامع. و المعاش يجري مجري العَيْش. تقول عاشَ يَعِيشُ عَيْشاً و معاشاً. و كلُّ شي‌ءٍ يُعاش به أو فيه فهو مَعاشٌ.
قال اللّٰه تعالي: وَ جَعَلْنَا النَّهٰارَ مَعٰاشاً. و الأرضُ مَعاشٌ للخلق، فيها يلتمسون معايِشَهم. و ذكر الخليل أنّ المعيشَ بطرح الهاء يقوم في الشِّعر مقامَ المَعيشة،* و أنشد لحُميد:
إزاءُ مَعِيشٍ ما تحلُّ إزارها من الكَيْسِ فيها سَوْرَة و هي قاعدُ «1»
و الناس يروونه: «إزاءُ مَعاشٍ». و قال بعضهم: عاش فلانٌ عَيْشُوشةً صالحة، و إنّهم لمتعيِّشون، إذا كانت لهم بُلْغةٌ من عَيش. و رجل عائِشٌ، إذا كانت حالهُ حسنةً.

عيص

العين و الياء و الصاد أصلٌ صحيح، و هو المَنْبِت. قال الخليل. العِيص: مَنْبِت خِيارِ الشَّجر. قال: و أعياص قُريش: كرامهم يتناسبون إلي عِيصٍ. و أعياصٌ و عيصٌ في آبائهم. و ذكَر أيضاً المَعيص، و قال: هو كالمَنْبِت.
و قال العجّاج في العِيص:
______________________________
(1) سبق البيت في (أزي) برواية: «إزاء معاش لا يزال نطاقها شديدا و فيها».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 195
من عِيصِ مَرْوانَ إلي عِيصٍ غِطَمّ «1»
و قال جرير:
فما شَجراتُ عِيصِكَ في قريشٍ بعَشَّات الفروعِ و لا ضَواحِ «2»

عيط

العين و الياء و الطاء أصلان صحيحان، يدلُّ أحدُهما علي ارتفاعٍ، و الآخَر [علي] تتبُّع شي‌ء.
فالأوّل العَيَط، و هو مصدر الأعْيَط، و هو الطَّويل الرأسِ و العنُق. و يقال ناقة عيطاءُ و جملٌ أعيط، و الجمع العِيط. قال الخليل: و تُوصَف به حُمُر الوَحْش.
قال العجّاجُ يصفُ الفرسَ بأنّه يَعْقِر عِيطاً «3»:
فهو يَكُبُّ العِيطَ منها للذقَن بأرَنٍ أو بشبيهٍ بالأرَنْ «4»
و الأرَنّ: النَّشاط حَتّي يكون كالمجنون. و يقال للقارَةِ المستطيلة في السّماء جدّا:
إنّها لَعَيطاء. و كذلك القَصْر المُنيف أعيطُ. قال أمية:
نحن ثقيفٌ عِزُّنا منيعُ أعْيَطُ صَعْبُ المرتَقَي رفيعُ «5»
و مما يجوز أن يُقاسَ علي هذا النّاقةُ التي لم تَحمِل سنواتٍ من غير عُقْر، يقال قد اعتاطت، و ذلك أنها تَرَفَّعُ و تتعالَي عن الحمل. قالوا: و ربَّما كان اعتياطُها من
______________________________
(1) أنشده في اللسان (عيص). و هو في ديوان العجاج 56. و قبله:
حتي أناخوا بمناخ المعتصم
(2) ديوان جرير 99 من قصيدة يمدح بها عبد الملك، و قد سبق في (عش).
(3) في الأصل: «يعقر عليه».
(4) البيتان في ملحقات ديوان العجاج 89. و الرواية هناك:
«بأذن أو بشبيه بالأذن»
، محرف.
(5) الرجز في اللسان (عيط).
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 196
كثرة شَحْمها. و تعتاطُ المرأةُ أيضاً. و يقال: ناقةٌ عائط، و قد عَاطت تَعِيط عِياطاً في معني حائلٍ، في نوق عِيطٍ و عوائط. و قال:
و بالبُزْلٍ قد دمّها نِيُّها و ذاتِ المُدارأة العائط «1»
و المصدر أيضاً عُوطَطٌ و عُوطة «2».
و الأصل الآخَر التعيُّط: نَتْعُ الشّي‌ءِ «3» من حَجرٍ أو عودٍ، يخرج منه شِبهُ ماءٍ فيُصمِّغ «4» أو يَسِيل. و ذِفْرَي الجمل يتعيَّط بالعرق «5». قال:
تَعَيَّطُ ذِفراها بجَونٍ كأنّه كُحَيْلٌ جَرَي منها علي اللِّيتِ و اكفُ «6»

عيف

العين و الياء و الفاء أصلٌ صحيح واحد يدلُّ علي كراهة.
من ذلك قولُهم: عافَ الشّي‌ء يَعافه عِيافاً، إذا كره، من طعامٍ أو شراب.
______________________________
(1) البيت لأسامة بن الحارث الهذلي في ديوان الهذليين (2: 195)، و نسبه في اللسان (درأ) إلي الهذلي. و رواه: «و بالترك. و في الأصل هنا: «و بالشجر»، صوابه ما أثبت من الديوان.
(2) في الأصل: «و حولك»، صوابه في اللسان. و أما صاحب القاموس فقد جعل «العوطط» جمعاً لعائط، و نبه علي أن طاءه قد تضم.
(3) النتع: أن يخرج الدم من الجرح و الماء من العين أو الحجر قليلا قليلا و في الأصل: «تتبع الشي‌ء»، و في اللسان: «التعيط أن ينبع حجر أو شجر أو عود»، صواب هذه: «أن ينتع».
(4) في الأصل: «فيضمع»، تحريف.
(5) في اللسان: «بالعرق الأسود».
(6) أنشده في اللسان (عيط)، برواية: «من قفذ الليت نابع». و في ديوان أوس 15:
كأن كحيلا معقدا أو عنية علي رجع ذفراها من الليت واكف
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 197
و العيُوف من الإبل: الذي يَشَمّ الماء و هو عطشانُ فيدعُه، و ذلك لأنّه يتكرّهُه.
و ربما جُهِد فشرِبَه. قال ابن [أبي] ربيعة:
فسافَت و ما عافت و ما صَدَّ شربها عن الرِّيِّ مطروقٌ من الماء أكدرُ «1»
و من هذا القياس عِيافةُ الطَّير، و هو زَجْرُها. و هو من الكراهة أيضاً، و ذلك أن يري غُراباً أو طائراً غيرَه أو غير ذلك فيتطيَّر به. و ربّما قالوا للمتكهِّن عائف.
قال الأعشي:
ما تَعِيفُ اليومَ في الطَّيْرِ الرَّوَحْ من غُراب الطَّيرِ أو تيسٍ بَرَحْ «2»
و قال:
لقَدْ عَيْثَرْتَ طيْرَكَ لو تعيفُ «3»

عيق

العين و الياء و القاف لم يذكر الخليل فيه شيئاً، و هو صحيح.
يقولون: العَيقة: ساحل البحر. قال الهذليّ «4»:
[سادٍ تجرَّمَ في البَضِيع ثمانياً يُلوِي بَعيقاتِ البِحارِ و يُجنَبُ «5»]
و قد أومأ الخليل إلي أنَّ هذا مستعمل، و ليس من المهمل، فقال في كتابه:
______________________________
(1) ديوان ابن أبي ربيعة 5 برواية: «و مارد شربها».
(2) ديوان الأعشي 159 و الحيوان (3: 442) و اللسان (روح، عيف). و قد سبق في (روح).
(3) عجز بيت للمغيرة بن حبناء في اللسان (عثر). و صدره:
لعمر أبيك باصخر بن ليلي
و في الأصل: «قد عثيرت» صوابه من اللسان. و عيثر الطير: رآها جارية فزجرها.
(4) هو ساعدة بن جؤبة الهذلي، كما في اللسان (سأد، بضع، عيق، جنب، سدا) و ديوان الهذليين (1: 172).
(5) موضع البيت بياض في الأصل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 198
عَيُّوق فَيْعُول، يحتمل أن يكون بناؤه من عَوق و من عيق، لأنّ الياء و الواو في ذلك سواء. فقد أَعْلَمَ أنّ البناء مستعملٌ، أعني العين و الياء و القاف.

عيك

العين و الياء و الكاف. لم يذكر الخليل فيه شيئاً، و هو بناء جيِّد و إن لم يجئْ فيه كلامٌ، لكنّ العَيكَتين: موضعٌ في بلاد العرب معروف.

[عيل

العين و اللام و الياء، ليس «1»] فيه إلّا ما هو منقلب عن واو. العيْلة: الفاقة و الحاجة، يقال عالَ يَعِيل عَيْلةً، إذا احتاج. قال اللّٰه تعالي:
وَ إِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً. و
في الحديث: «ما عالَ مقتصد»
. و قال:
مَن عال مِنَّا بَعدها فَلَا انْجَبَر «2»
و عَيْلان: اسم.

عيم

العين و الياء و الميم كلمةٌ واحدة صحيحة، و هي شهوةُ اللَّبَن:
يقال للذي اشْتَهَي اللّبَن عَيْمانُ، و المرأة عَيْمَي. تقول: عِمْتُ إلي* اللبن عَيْمَة و عَيَماً شديداً. قال الخليل: و كلُّ مصدرٍ مثلِ هذا ممّا يكون لِفَعْلان و فَعْلَي، فإذا أنّثت المصدر قلته علي فَعْلة خفيفة، و إذا ثقّلتَ فَعَلَي فَعَلٍ «3»، نحو الحَيَر و الحَيْرة. و جمع العَيْمان عَيامَي وَ عِيام.
______________________________
(1) بمثل هذه التكملة يلتئم الكلام.
(2) الرجز لعمرو بن كلثوم، كما في اللسان (جبر) و في الأصل:
«من عال منهم بعد ما انجبر»
، صوابه من اللسان. و في اللسان:
… «فلا اجتبر»
. و اجتبر و انجبر بمعني. و بعده:
و لا سقي الماء و لا راء الشجر
(3) كذا. و في اللسان (عيم) مع النسبة الي الليث «بإدا أثمت المصدر فخفف، و إذا حذفت الهاء فثقل، نحو الحيرة و الحير، و الرغبة و الرغب، و الرهبة و الرهب».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 199‌

عين

العين و الياء و النون أصلٌ واحد صحيح يدلُّ علي عُضوٍ به يُبْصَر و يُنظَر، ثم يشتقُّ منه، و الأصلُ في جميعه ما ذكرنا.
قال الخليل: العين النّاظرة لكلِّ ذي بَصَر. و العين تجمع علي أعيُن و عُيون و أعيان. قال الشاعر:
فقد أرُوعُ قلوبَ الغانياتِ به حَتّي يَمِلْنَ بأجيادٍ و أعيانِ
و قال:
فقد قرَّ أعيانَ الشَّوامِتِ أنّهم
و ربّما جمعوا أعيُنا علي أعيناتٍ. قال:
بأعيُنات لم يخالطها قَذَي «1»
و عَيْنُ القَلْب مثَل علي معني التشبيه. و من أمثال العرب في العين، قولهم:
«لا أفعَلُه ما حَمَلتْ عيني الماء»، أي لا أفعله أبداً. و يقولون: «عَينٌ بها كلُّ داء» للكثير العيوب. و يقال: رجلٌ شديد جَفْنِ العين، إذا كان صبوراً علي السَّهَر.
و يقال. عِنْتُ الرّجلَ، إذا أصبتَه بعينك، فأنا أعينُه عَيْنا، و هو مَعْيون. قال:
قد كان قومُك يحسبونك [سيّداً و إخال أنّكَ] سيّدٌ مَعيونُ «2»
و رجل عَيُونٌ و مِعيانٌ «3»: خبيث العين. و العائن: الذي يَعِين، و رأيت
______________________________
(1) أنشده في اللسان (عين).
(2) للعباس بن مرداس، كما في اللسان (عين) و الحيوان (2: 142) و أمالي ابن الشجري (1: 113) و الأغاني (4: 89) و معاهد التنصيص (1: 13) و درة الغواص 36 و شرحها 63.
(3) في الأصل: «و رجل معيون معيان»، تحريف. و في اللسان: «و رجل معيان و عيون:
شديد الإصابة بالعين».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 200
الشَّي‌ء عِياناً، أي معايَنة. و يقولون: لقيتُه عَيْنَ عُنَّة، أي عِياناً. و صنعت ذاك عَمْدَ عَيْنٍ، إذا تعمّدتَه. و الأصل فيه العين الناظرة، أي إنّه صنع ذلك بعينِ كلِّ مَن رآه. و هو عَبْدُ عينٍ، أي يَخدُم ما دام مولاه يراه. و يقال للأمر يَضِحُ:
«بيَّنَ الصُّبحُ لذي عَينَين».
و من الباب العين: الذي تبعثُه يتجسَّس الخبرَ، كأنَّه شي‌ءٌ تَرَي به ما يَغِيب عنك. و يقال: رأيتُهم أدني عائنةٍ، أي قَبْلَ كلِّ أحدٍ، يريد- و اللّٰه أعلم- قبل كلِّ نَفْسٍ ناظرة. و يقال: اذهَبْ فاعتَنْ لنا، أي انظُرْ. و يقال: ما بها عَيَنٌ، متحركة الياء، تريد أحداً له عين، فحرّكت الياء فرقا. قال:
و لا عَيَناً إلَّا نَعَاماً مشمِّراً
فأمَّا قولهم: اعتَانَ لنا منزلًا، أي ارتادَه، فإنَّهم لم يفسِّروه. و المعني أنّه نظر إلي المنازل بعينه ثم اختار.
و من الباب العين الجاريةُ النّابعة من عيون الماء، و إنّما سمِّيت عيناً تشبيهاً لها بالعين النّاظرةِ لصفائها و مائها. و يقال: قد عانَت الصّخرةُ، و ذلك إذا كانَ بها صَدعٌ يخرج منه الماء. و يقال: حَفَر فأعْيَن و أعان.
و من الباب العين: السَّحاب ما جاءَ من ناحية القبلة، و هذا مشبَّه بمشبَّه، لأنَّه شُبِّه بعين الماء التي شبِّهت بعين الإنسان. يقولون: إذا نشأ السَّحاب من قِبَل العين فلا يَكاد يُخلف.
قال ابن الأعرابيّ: يقال هذا مطَر العين، و لا يقال مُطِرنا بالعَين. و عَين الشَّمس مشبه بعين الإنسان. قال الخليل: عين الشَّمس: صَيْخَدُها المستدير «1»
______________________________
(1) الصيخد: عين الشمس. و في الأصل: «صخيدها»، تحريف.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 201
و من الباب ماءٌ عائن، أي سائل. و من الباب عَيْنُ السِّقاء. قال الخليل:
يقال للسِّقاء إذا بَلِي ورقَّ موضعٌ منه: قد تعيَّن. و هذا أيضاً من العَين، لأنه إذا رقّ قرُب من التخرُّق فصار السِّقاء كأنّه يُنظر به. و أنشد ثعلب:
قالت سُليمَي قولةً لرِيدِها «1» ما لابنِ عمِّي صادراً عن شِيدها
بذات لَوثٍ عينُها في جيدها
أراد قربةً قد تعيَّنت في جِيدها. و يقال سِقاء عَيَّنٌ، إذا كانت فيه كالعُيون، و هو الذي قد ذكرناه. و أنشد:
ما بالُ عينِي كالشَّعيب العَيَّنِ «2»
و قالوا في قول الطرِمَّاح:
فأخْضَلَ منها كلَّ بالٍ و عَيَّنٍ و جَفَّ الرَّوايا بالمَلَا المتباطنِ «3»
إنّ العيِّن الجَديد بلغة طيٍّ. و هذا عندنا مما لا معنَيَ له، إنّما العيِّن الذي به عُيون، و هي التي ذكرناها من عيون السِّقاء. و إنّما غَلِط القومُ لأنّهم رأوا بَالِياً و عيّناً، فذهبوا إلي أنّ الشاعر أراد كلِّ جديدٍ وبال. و هذا خطأ، لأنّ البالي الذي بليَ، و العيِّن: الذي يكون به عُيون. و قد تكون القربةُ الجديدُ* ذاتَ عيُونٍ لعيبٍ في الجلد. و الدَّليل علي ما قلناه قولُ القطاميّ:
______________________________
(1) أنشده في اللسان (رأد). و الأشطار الثلاثة في المجمل كما هنا.
(2) لرؤبة بن العجاج في ديوانه 160 و اللسان (عين).
(3) رواية الديوان 168 و للسان (عين): «قد اخضل». و في الأصل: «وجيف الروايا المتباطين»، و هو تحريف و نقص. و فسر المتباطن في شرح الديوان بأنه المتطامن.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 202
و لكنّ الأديم إذا تفرَّي بِلًي و تعيُّناً غلَبَ الصَّنَاعا «1»
و من باقي كلامهم في العَين العِينُ: البَقَر، و توصف البقرة بسَعَة العين فيقال:
بقرة عيناءُ. و الرّجُل أعين. قال الخليل: و لا يقال ثورٌ أعْين. و قال غيره: يقال ثورٌ أعين. قال ذو الرّمَّة:
رفيقُ أعْيَنَ ذَيَّالٍ تشبِّهه فَحلَ الهِجانِ تنحَّي غيرَ مخلوجٍ «2»
قال الخليل: الأعيَن: اسمُ الثور، [و يقال] مُعَيَّنٌ أيضاً. قال:
و معيَّناً يحوِي الصِّوَار كأنّه متخمِّط قَطِمٌ إذا ما بَرْبَرا «3»
و يقال قوافٍ عِينٌ. و سئل الأصمعيُّ عن تفسيرها فقال: لا أعرفُه. و هذا من الورَع الذي كان يستعمله في تركه تفسيرَ القرآن، فكأنّه لم يفسِّر العِينَ كما لم يفسِّر الحُور لأنَّهما لفظتان في القرآن. قال اللّٰه تعالي: وَ حُورٌ عِينٌ «4». كَأَمْثٰالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ. إنَّما المعني في القوافي العِينِ أنّها نافذةٌ كالشَّي‌ء النافذ البصر.
قال الهُذَليّ «5»:
بكلامِ خَصْمٍ أو جدالِ مُجادلٍ غَلِقٍ يُعالِجُ أو قوافٍ عينِ
و من الباب قولهم: أعيان القَوم، أي أشرافهم، و همْ قياسُ ما ذكرناه،
______________________________
(1) ديوان القطامي 39، و اللسان (عين).
(2) في الأصل: «زفيف أعين»، صوابه من ديوان ذي الرمة 75.
(3) البيت لجابر بن حريش، كما في اللسان (عين).
(4) قرأها بالجر حمزة و الكسائي و أبو جعفر، عطفا علي (جَنّٰاتِ النَّعِيمِ) أو علي (بِأَكْوٰابٍ).
و قد وافقهم الحسن و الأعمش، و باقي القراء بالرفع، عطفا علي (وِلْدٰانٌ) أو علي الابتداء و خبره محذوف، أي فيهما، أولهم، أو علي الخبرية، أي نساؤهم حور. إتحاف فضلاء البشر 407- 408.
(5) هو بدر بن عامر الهذلي. ديوان الهذليين (2: 266).
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 203
كأنَّهم عيونُهم التي بها ينظرون «1»، و كذلك الإخوة، قال الخليل: تقول لكلِّ إخوةٍ يكونون لأبٍ و أُمٍّ و لهم إخوةٌ من أمّهات شتّي: هؤلاء أعيانُ إخوتهم. و هذا أيضاً مقيسٌ علي ما ذكرناه. و عِينَةُ كلِّ شي‌ءٍ: خيارُه، يستوي فيه الذكر و الأنثي، كما يقال هذا عَيْنُ الشي‌ء و عِينَتُه، أي أجودُه؛ لأن أصفَي ما في وجه الإنسان عينُه.
و من الباب: ابنا عِيَانٍ: خطَّانِ يخُطُّهما الزاجر و يقول: ابنَيْ عِيان، أسرِعا البيان! كأنّه بهما ينظر إلي ما يريد أنْ يعلمَه. و قال الرّاعي يصف قِدْحاً:
جَرَي ابنا عِيانٍ بالشِّوَاء المُضَهَّبِ «2»
و يقال: نظَرَت البلادُ بعينٍ أو بعينَين، إذا طَلَعَ النّبتُ. و كلُّ هذا محمولٌ و استعارةٌ و تشبيه. قال الشاعر:
إذا نظرتْ بِلادُ بني نُميرٍ بعَينٍ أو بلادُ بني صُبَاحِ «3»
رميناهُمْ بكلِّ أقَبَّ نَهْدٍ و فتيانٍ العَشِيَّة و الصّباحِ «4»
و من الباب: العَين، و هو المال العَتِيد الحاضر؛ يقال هو عَينٌ غير دَين، أي هو مال حاضرٌ تراه العيونُ. و عينُ الشَّي‌ء: نفسُه. تقول: خذ دِرْهمَك بعينه،
______________________________
(1) في الأصل: «ما ينطرون».
(2) صدره كما في اللسان (عين):
و أصفر عطاف إذا راح ربه
(3) أنشدهما الزمخشري في أساس البلاغة (عين)، و قال: «نظرت الأرض بعين أو بعينين» إذا طلع بارض ترعاه الماشية بغير استمكان».
(4) فسره الزمخشري بقوله: «أي القري و الغارة».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 204
فأمّا قولهم للمَيْل في الميزان عين فهو من هذا أيضاً؛ لأنَّ العَيْن كالزِّيادة في الميزان «1».
و قال الخليل: العِينَة: السَّلَف، يقال تعيَّنَ فلانٌ من فلانٍ عِينةً، و عيَّنَهُ تعييناً. قال الخليل: و اشتقّت من عين الميزان، و هي زيادتُه. و هذا الذي ذكره الخليلُ [صحيحٌ]؛ لأن العِينة لا بدّ أن تجرّ زيادة «2».
و يقال من العِينة: اعتَانَ. و أنشد:
فكيف لنا بالشُّرب إنْ لم تكن لنا دراهمُ عند الحانَوِيِّ و لا نَقْدُ «3»
أنَدَّانُ أم نعتانُ أمْ ينبري لنا فتًي مثل نَصْل السَّيف أبرزَه الغِمْدُ «4»
و من الباب عَين الرَّكِيَّة، و هما عينانِ كأنهما نُقرتانِ في مقدَّمها.
*** فهذا باب العين و الياء و ما معهما في الثلاثي. فأمَّا العين و الألف فقد مضي ذِكرُ ذلك، لأنَّ الألف فيه لا بدّ [أن] تكون منقلبةً عن ياء أو واو، و قد ذكر ذلك «5» و اللّٰه أعلم.
______________________________
(1) لابن فارس أبيات سرد فيها معاني العين. انظر ما سبق في مقدمة الكتاب ص 13- 14 من الجزء الأول.
(2) في الأصل: «أن يجره زيادة». و انظر الكلام علي (العينة) بتفصيل في اللسان (17: 181- 182).
(3) أنشده في اللسان (حنا) برواية: «دوانق عند الحانوي»، و في المخصص (11: 89) و سيبويه (2: 71) و اللسان (عون): «دوانيق». و نسبه الأعلم إلي الفرزدق، أو ذي الرمة، أو أعرابي. و نسب في اللسان (عون) إلي ذي الرمة.
(4) في الأصل: «لم ينبري لنا فتي مثل نصف السيف». و في اللسان (عون): «شيمته الحمد».
(5) خالف هنا صنيعه في المجمل فإنه عقد هناك بابا للعين و الألف و ما يثلثهما، ثم قال: «و إنما نذكر هذا بألفاظه تقريباً علي المبتدئ».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 205‌

باب العين و الباء و ما يثلثهما

عبث

العين و الباء و الثاء أصلٌ صحيح واحد، يدلُّ علي الخَلط يقال: عَبَثَ الأقِط، و أنا أعبِثُه عَبْثاً، و هو عبيث، و هو يُخلَط و يخفَّف في الشَّمس.
و العَبِيث: كلُّ خِلْط. و يقال: في هذا الوادي عَبِيثةٌ، أي خِلْطٌ من حَيَّيْن.
و مما قيسَ علي هذا: العَبَث، هو الفعل لا يُفعَل علي استواء و خُلوصِ صواب.
تقول: عَبِثَ يعبَث عَبَثاً، و هو عابثٌ بما لا يَعْنيه و ليس من بالِهِ «1»، و في القرآن:
أَ فَحَسِبْتُمْ أَنَّمٰا خَلَقْنٰاكُمْ عَبَثاً، أي لَعِبا. و القياس في* ذلك كله واحد.

عبج

العين و الباء و الجيم ليس عند الخليل [فيه] شي‌ء. و قد قيل العَبَجَة: الأحمق.

عبد

العين و الباء و الدال أصلانِ صحيحان، كأنَّهما متضادّان، و [الأول] من ذينك «2» الأصلينِ يدلُّ علي لِين و ذُلّ، و الآخر علي شِدّة و غِلَظ.
فالأوّل العَبد، و هو المملوك، و الجماعةُ العبيدُ، و ثلاثةُ أعبدٍ و هم العِبادُ. قال الخليل: إلّا أنّ العامة اجتمعوا علي تفرقةِ ما بين عباد اللّٰه و العبيدِ المملوكين. يقال:
هذا عبدٌ بيِّن العُبُودَة. و لم نسمَعْهم يشتقُّون منه فعلًا، و لو اشتق لقيل عَبُد، أي صار عبداً و أقرَّ بالعُبُودة، و لكنّه أُمِيت الفعلُ فلم يُستعمل. قال: و أمّا عَبَدَ يَعبُد عبادةً فلا يقال إلّا لمن يعبدُ اللّٰهَ تعالي. يقال منه عَبَد يعبُد عبادة، و تعبَّد يتعبّد
______________________________
(1) في الأصل: «من ناله»، صوابه في اللسان (عبث). و في اللسان (بول): «و قولهم ليس هذا من بالي، أي مما أباليه».
(2) في الأصل: «ذلك».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 206
تعبّدا. فالمتعبِّد: المتفرِّد بالعبادة. و استعبدتُ فلاناً: اتخذتُه عبداً. و أمّا عَبْد في معني خَدَم مولاه «1» فلا يقال عبَدَه، و لا يقال يعبُد مَولاه. و تعبَّدَ فلانٌ فلاناً، إذا صيَّره كالعبد له و إن كان حُرَّا. قال:
تَعبَّدَني نَمْرُ بنُ سعدٍ و قد أُري و نَمِرْ بنُ سعدٍ لي مطيع و مُهْطِعُ «2»
و يقال: أعْبَدَ فلانٌ فلاناً، أي جعله عبداً. و يقال للمشركين: عَبَدة الطّاغوتِ و الأوثان، و للمسلمين: عُبّادٌ يعبدون اللّٰه تعالي. و ذكر بعضُهم: عابد و عَبَد، كخادم و خَدَم. و تأنيثُ العَبْد عَبْدَةٌ، كما يقال مملوك و مملوكة. قال الخليل:
و العِبِدَّاء «3»: جماعة العَبِيد الذين وُلِدُوا في العُبودة.
و من الباب البعير المعبَّد، أي المهنُوء «4» بالقَطِران. و هذا أيضاً يدلُّ علي ما قلناه لأنّ ذلك يُذِلُّه و يَخفِض منه. قال طرفة:
إلي أن تحامَتْنِي العشيرةُ كلُّها و أُفرِدْتُ إفرادَ البَعير المعبَّدِ «5»
و المعبّد: الذّلول، يوصَف به البعير أيضاً.
و من الباب: الطريق المُعَبَّد، و هو المسلوك المذلَّل.
و الأصل الآخَر العَبَدة، و هي القُوّة و الصّلابة؛ يقال هذا ثوبٌ له عَبَدة، إذا كان صَفيقاً قويَّا «6». و منه علقمة بن عَبَدَة، بفتح الباء.
______________________________
(1) عبارة اللسان: «و أما عبد خدم مولاه فلا يقال عبده».
(2) البيت في اللسان و أساس البلاغة (عبد، هطع).
(3) يقال بالمد، و بالقصر.
(4) في الأصل، «أي المهناء». و المهنوء: المطلي.
(5) البيت من معلقته المشهورة.
(6) في الأصل: «ضعيفا قويا»، و هو من مستطرف التحريف.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 207
و من هذا القياس العَبَد، مثل الأنَف و الحمّية. يقال: هو يَعْبَدُ لهذا الأمر.
و فسِّر قوله تعالي: قُلْ إِنْ كٰانَ لِلرَّحْمٰنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعٰابِدِينَ، أي أوَّلُ مَن غَضِبَ عَنْ هذا و أنِف من قولِه. و
ذُكر عن عليٍّ عليه السلامُ أنّه قال: «عَبِدتُ فصَمَتُّ»
، أي أنِفْتُ فسكَتّ. و قال:
و يَعْبَدُ الجاهلُ الجافي بحقِّهم بعد القضاء عليه حين لا عَبَدُ «1»
و قال آخر «2»:
و أعبَدُ أن تُهجَي كليبٌ بدارِمِ «3»
أي آنف من ذلك و أغضبُ منه:

عبر

العين و الباء و الراء أصلٌ صحيح واحدٌ يدلُّ علي النفوذ و المضيِّ في الشي‌ء. يقال: عَبَرت النّهرَ عُبُوراً. و عَبْر النهر: شَطُّه «4». و يقال:
ناقةٌ عُبْرُ أسفارٍ: لا يزال يُسافَرُ عليها. قال الطّرِمّاح:
قد تبطَّنْتُ بِهِلْوَاعةٍ عُبْرِ أسفارٍ كَتُوم البُغَامْ «5»
______________________________
(1) في الأصل: «و نعبد الجاهل».
(2) هو الفرزدق، كما في إصلاح المنطق 58- 59، و ليس في ديوانه، و فيه بيتان يشبهان أن يكونا هذا البيت ففي ص 800:
أظنت كلاب اللؤم أن لست شاتما قبائل إلا ابني دخان بدارم
و في ص 816:
أظنت كلاب اللؤم أن لست خابطا قبائل غير ابني دخان بدارم
(3) في إصلاح المنطق: «أن أهجو كليبا». و صدره:
أولئك أحلاسي فجئني بمثلهم
قال ابن السكيت: «و يروي: فجؤني. و يروي: تميما بدارم».
(4) في الأصل: «شطره»، تحريف.
(5) ديوان الطرماح 103 و اللسان (هلع).
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 208
و المَعْبَر: شطّ نهرٍ هُيئ للعبُور. و المِعْبَر: سفينة يُعبَر عليها النّهر. و رجل عابرُ سبيلٍ، أي مارّ. قال اللّٰه تعالي: وَ لٰا جُنُباً إِلّٰا عٰابِرِي سَبِيلٍ. و من الباب العَبْرَة، قال الخليل: عَبْرَة الدَّمع: جَرْيُه. قال: و الدَّمع أيضاً نفسُه عَبْرَة.
قال امرؤ القيس:
و إنّ شِفائي عَبْرَةٌ إن سَفَحتُها فهلْ عند رسْمٍ دارسٍ من مُعَوَّلِ «1»
و هذا من القياس؛ لأنَّ الدّمع يعبُرُ، أي ينفُذ و يَجري. و الذي قاله الخليل صحيحٌ يدلُّ علي صِحّة القياس الذي ذكرناه.
و قولهم: عَبِرَ فلانٌ يَعْبَرُ عَبَراً من الحزن، و هو عَبْرَانُ، و المرأةُ عَبْرَي و عَبِرَةٌ، فهذا لا يكون إلَّا وثَمَّ بكاء. و يقال: استَعْبَرَ، إذا جَرَتْ عَبْرَتُه.
و يقال من هذا: امرأةٌ عابر، أي بها العَبَر. و قال:
يقولُ لي الجَرْمِيُّ هل أنت مُرْدِفِي و كيف رِدَافُ الفَلِّ أمُّك عابِرُ «2»
فهذا الأصل الذي ذكرناه. ثم يقال* لضرب من السدر عُبْرِيٌّ، و إنما يكون كذلك إذا نَبَتَ علي شُطوط الأنهار. و الشّطُّ يُعْبَرُ و يعبر إليه. قال العجّاج:
______________________________
(1) البيت من معلقته المشهورة.
(2) البيت للحارث بن وعلة الجرمي. اللسان (عبر). و في خزانة الأدب (1: 199) أنه لأبيه و علة بن عبد اللّه الجرمي. فيقال إن الجرمي لحق رجلا من بني نهد يقال له سليط بن قتب فقال له وعلة: أردفني خلفك، فإني أتخوف القتل. فأبي أن يردفه فطرحه عن قربوسه و ركب عليها و نجا. فرواية البيت الصحيحة علي هذا القول: «و قد قلت للنهدي». و ذكر في اللسان أن النهدي هو الذي سأل الحارث أن يردفه خلفه لينجو فأبي. فرواية البيت: «يقول لي النهدي».
و قد اتفقت الروايتان علي أن «النهدي» قد قتل. أما رواية ابن فارس هنا فغريبة لا سند لها من القصص. و انظر الاشتقاق 291.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 209
لاثٍ بها الأشاء و العُبْرِيُّ «1»
الأشَاء: الفَسِيل «2»، الواحدة أشَاءة «3» و قد ذكرناه. و يقال إنّ العُبْريَّ لا يكون إلّا طويلًا، و ما كان أصغَرَ منه فهو الضَّالُ. قال ذو الرُّمَّة:
قَطعْتُ إذا تجوّفت العواطِي ضُرُوب السِّدْرِ عُبْرِيَّا و ضَالا «4»
و يقال: بل الضّالُ ما كان في البَرّ.
و من الباب: عَبَرَ الرُّؤْيا يعبرها عَبْراً و عِبارة، و يُعبِّرُها تعبيراً، إذا فسَّرَها.
و وجه القياس في هذا عُبُور النَّهْر؛ لأنه يصير من عِبْر إلي عِبْر. كذلك مفسِّر الرُّؤيا يأخُذُ بها من وجهٍ إلي وجهٍ، كأن «5» يُسأل عن الماء، فيقول: حياة. ألا تراه قد عَبَر في هذا «6» من شي‌ء إلي شي‌ء.
و مما حُمِل علي هذه: العِبارة، قال الخليل: تقول: عَبَّرت عن فلانٍ تعبيراً، إذا عَيَّ بحُجّته فتكلَّمت بها عنه. و هذا قياسُ ما ذكرناه؛ لأنّه لم يقدِر علي النُّفوذ في كلامه فنفَذَ الآخَر بها عنه.
فأمّا الاعتبار و العِبْرة فعندنا مقيسانِ من عِبْريِ النَّهر؛ لأنّ كلَّ واحدٍ منهما
______________________________
(1) رواية الديوان 67 و اللسان (لثي، عبر): «لاث به». و قبله:
في أيكه فلا هو الضحي و لا يلوح نبته الشتي
(2) في الأصل: «الفيل».
(3) الذي بعد هذه الكلمة في الأصل هو: «و يقال إن العبري ذكرناه لا يكون إلا طويلا و أصفر منه فهو الضال ما كان». و قد أصلحت اختلال الكلمات بما تري.
(4) ديوان ذي الرمة 440 و اللسان (عبر، عمر).
(5) في الأصل: «كأنه».
(6) في الأصل: «من هذا».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 210
عِبرٌ مساوٍ لصاحبه «1» فذاك عِبرٌ لهذا، و هذا عِبرٌ لذاك. فإذا قلت اعتبرت الشَّي‌ءَ، فكأنك نظرتَ إلي الشَّي‌ء فجعلتَ ما يَعْنِيك عِبراً لذاك: فتساويا عندك. هذا عندنا اشتقاقُ الاعتبار. قال اللّٰه تعالي: فَاعْتَبِرُوا يٰا أُولِي الْأَبْصٰارِ، كأنّه قال: انظروا إلي مَنْ فعل ما فَعل فعُوقِب بما عوقب به، فتجنَّبوا مثلَ صنيعهم لئلَّا ينزل بكم مثلُ ما نَزَل بأولئك. و من الدَّليل علي صِحَّة هذا القياس الذي ذكرناه، قولُ الخليل: عَبَّرت الدَّنانيرَ تعبيراً، إذا وزَنْتَها ديناراً [ديناراً].
قال: و العِبرة: الاعتبارُ بما مضي.
و مما شذَّ عن الأصل: المُعْبَر من الجِمال: الكثير الوَبر. و المُعْبَر من الغِلمان:
الذي لم يُخْتَن. و ما أدرِي ما وجهُ القياس في هذا. و قال في المُعْبَر الذي لم يُختَن بشرُ بن [أبي] خازم:
و ارمُ العَفْل مُعْبَرُ «2»
و من هذا الشّاذّ: العبير، قال قوم: هو الزَّعفران. و قال قوم: هي أخلاطُ طِيب. و قال الأعشَي:
و تَبرُد بَردَ رِداء العَرُو سِ بالصيف رَفْرقتَ فيه العبيرا «3»

عبس

العين و الباء و السين أصلٌ صحيح يدلُّ علي تكرُّه
______________________________
(1) في الأصل: «صاحب».
(2) سبق الاستشهاد بهذا الجزء في (عفل). و البيت بتمامه كما في اللسان (عبر، عقل):
جزيز القفا شبعان يربض حجرة حديث الخصاء وارم العفل معبر
(3) ديوان الأعشي 69 و اللسان (عبر، رقق). و قد سبق في (رق).
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 211
في شي‌ء. و أصله العَبَس: ما يَبِس علي هُلْب الذَّنَب من بَعْرٍ و غيره، و هو من الإبل كالوَذَحِ من الشَّاء. قال أبو النَّجم:
كأنَّ في أذنابهنَّ الشُّوَّلِ مِن عَبَس الصَّيف قرونَ الأُيَّلٍ «1»
و
في الحديث: أنّه مرّ بإبلٍ قد عَبَست في أبوالها.
و قال جرير يذكر راعية:
تَرَي العَبَسَ الحَوْليَّ جَوْناً بكُوعِها لها مَسَكاً من غير عاجٍ و لا ذَبْلِ «2»
ثم اشتُقَّ من هذا: اليوم العَبُوس، و هو الشديد الكَرِيه. و اشتقّ منه عَبَسَ الرجل يَعْبِس عُبوساً، و هو عابس الوجه: غضبان. و عبّاسٌ، إذا كَثَر ذلك منه.

عبط

العين و الباء و الطاء أصلٌ صحيح يدلُّ علي شِدّةٍ تُصيبُ من غير استحقاق. و هذه عبارةٌ ذكرها الخليل، و هي صحيحةٌ منقاسة. فالعَبْط: أن تُعبَط النّاقةُ صحيحةً من غير داء و لا كَسْر. قالوا: و العَبِيط: الطرِيُّ من كلِّ شي‌ء.
و هذا الذي ذكروهُ في الطريِّ توسُّعٌ منهم، و إنّما الأصل ما ذكِر. يقال من الأوّل:
عُبِطت النّاقةُ و اعتُبِطت اعتباطاً، إذا نُحِرت سمينةً فَتِيّةً من غير داء. قالوا:
و الرّجُل يَعبِط بنفسه في الحرب عَبْطا، إذا ألقاها فيها غير مُكْرَه. و الرّجلُ يَعْبِط الأرضَ عَبْطاً، إذا حفر فيها موضعاً لم يُحفَر قبلَ ذلك. قال مَرَّار:
______________________________
(1) سبق الكلام علي تخريج البيتين في (أول).
(2) ديوان جرير 463 و اللسان (عبس، مسك، ذبل). و سيأتي في (مسك).
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 212
ظَلَّ في أعلي يَفَاعٍ جاذِلًا يَعبِط الأرضَ اعتباطَ المحتَفِرْ «1»
و يقال: مات فلانُ عَبْطةً، أي شابَّا سليما. و اعتبطَه الموت. قال أميَّة:
مَن لم يَمُتْ عَبْطةً يمُتْ هَرَماً للموت كأسٌ فالمرءُ ذائقها «2»
و من ذلك الدّم العَبِيط: الطرِيّ. قال الخليل- و هي العبارة التي قسَّمْنا ذكرها-: يقال عَبَطته الدَّواهي، إذا نالته من غير استحقاقٍ لذلك.
قال حُمَيد «3»:
بمنزلٍ عَفٍّ و لم يُخالِطِ مدنَّساتِ الرِّيَب العَوابِط
و العَبِيطة: الشّاة أو النّاقة المعتَبَطة. قال الشّاعر:
و له لايَنِي عَبائِطُ من كُو مٍ إذا كان من رِقاقٍ و بُزْل
الرِّقاق: الصِّغار من الإبل.

عبق

العين و الباء و القاف أصل صحيح واحد، و هو لزوم الشي‌ء للشي‌ء. من ذلك عَبِق الطيب به، إذا لَصِق و لازَمَ. قال:
عَبِقَ العنبرُ و المِسْكُ بها فهي صفراء كعُرجون العُمُرْ «4»
______________________________
(1) روايته تطابق رواية اللسان (عبط). و في المفضليات (1: 82، 84) بيتان هما برقم: 15، 35:
ثم إن ينزع إلي أقصاهما يخبط الأرض اختباط المحتفر
و:
ظل في أعلي يفاع جاذلا يقسم الأمر كقسم المؤتمر
(2) ديوان أمية 42 و اللسان (عبط) برواية:
… «و المرء ذائقها»
. (3) هو حميد الأرقط، كما في اللسان (عبط).
(4) البيت للمزار بن منقذ في المفضليات (1: 90). و هو بدون نسبة في اللسان (عبق).
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 213
و قال طَرفة:
ثم راحُوا عَبِقَ المسكُ بهم يَلْحَفُون الأرضَ هُدَّابَ الأُزُرْ «1»
و من هذا الباب قولهم: ما بقي لهم عَبَقَة، أي [ما] بقيت لهم بقيّةٌ من المال.
و المعني في ذلك البقيّة من السَّمْن تبقي في النِّحْي قد عَبِقَت به. و يقولون: إنّ العَبَاقِية: شجرٌ له شَوك. و هذا إنْ حُمِل علي القياس صَحَّ؛ لأنَّه يَعْلَق بالشَّي‌ء و يُعْلَق به. و يُنشَد:
غَداةَ شُواحِطٍ فنجَوْتَ شَدَّا و ثوبُكَ في عَباقيةٍ هَرِيدُ «2»
و يقال: العَبَاقِيَةُ: بقية الطِّيب «3» و الدَّيْن، و قد ذكرنا وجه قياسه.
و من الباب العَبَاقية من الرِّجال. قال الخليل: العباقِيَة: الداهي المنكَر، علي وزن عَلَانِيَة. و إنّما سمِّي بذلك لأنه تعلَّق كلَّ شي‌ء. و قال:
أُتِيحَ لها عَباقيَةٌ سَرَنْدَي جرِيُّ الصَّدرِ منبسطُ اليَمينِ «4»
و قال الأصمعيُّ: شانَه شيناً عَبَاقِيةً، أي شيئاً شديداً، و الأجود أن يقال شيئاً لازماً لا يُفارِق. قال الكسائيّ: و يقال إنّ العبَاقية جُرح يُصِيب الرَّجُل في حُرِّ وجهه. و هذا صحيح؛ لأنّه شينٌ باقٍ يلازم.

عبك

العين و الباء و الكاف أُصَيلٌ صحيح يدلُّ علي ما يدلُّ عليه الذي قبله، و ليس ببعيدٍ أن يكون من باب الإبدال. قال الخليل: ما ذقت عَبَكة و لا لَبَكةً. و قال ابن الأعرابيّ: يقال: ما أغنيتَ عنِّي عبكةً و لا لَبَكة
______________________________
(1) ديوان طرفة 68 و اللسان (عبق، لحف).
(2) لساعدة بن العجلان الهذلي، في اللسان (عبق، هرد) و ديوان الهذليين (3: 109).
(3) في الأصل: «الغضب».
(4) أنشده في اللسان (عبق) برواية: «أطف لها عباقية».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 214
أي شيئاً. و أصلُه قولهم الذي يَبقَي في النِّحْي من السَّمْن: عَبَكة. و قد يقال ذلك للطَّينة من الوحل.
و الصحيح في هذا الباب هذا، و قد ذُكِرت فيه كلماتٌ عن أعرابٍ مجهولين لا أصل لها فلذلك تركناها.

عبل

العين و الباء و اللام أصلٌ صحيحٌ يدلُّ علي ضِخَم و امتداد و شِدّة. من ذلك العَبْلُ من الأجسام، و هو الضَّخم. تقول: عَبُل يَعْبُل عَبالة. قال:
خبطناهمْ بكلِّ أرَحَّ لأمٍ كمِرْضاحِ النَّوي عَبْلٍ وَقاح «1»
الأرَحّ: الحافر الواسع.
و من الباب الأَعْبَل، و هو الحجر الصُّلب ذُو البياض. و يقال جبلٌ أعبلُ و صخرةٌ عَبْلاء. و قال أبو كبيرٍ الهذليّ يصف نابَ الذِّئبة:
أخرجتُ منها سِلْقةً مهزولةً عجفاء يبرق نابُها كالأعبَلِ «2»
و منه قولهم: هو عَبْلُ الذِّراعين، أي غليظُهما مدِيدُهما. و منه: ألقي عليه عَبالَّته «3»، أي ثِقْله. و محتمل أن يكون العَبَل، و هو ثمر الأَرْطي، من هذا، و لعل فيه امتداداً و طُولا.
______________________________
(1) أنشده في اللسان (رضح) شاهدا علي أن اسم الحجر الذي يرضح به النوي «مرضاح»، و أن الخاء المعجمة لغة ضعيفة.
(2) في ديوان الهذليين (2: 97): «كالمعول». السكري: «كأن نابها طرف معول».
(3) العبالة بتشديد اللام. و تخفيفها لغة عن اللحياني.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 215‌

عبم

العين و البا، و الميم كلمة تدلُّ علي غِلَظِ و جفاء. من ذلك العَبَامُ، و هو الرَّجُل الغليظ الخِلْقة في حُمْق. تقول: عَبُمَ يَعْبُمُ عبَامة. قال:
فأنكرتُ إنكارَ الكريم و لم أكن كَفَدْمٍ عَبَامٍ سِيلَ شيئاً فجمجما
و يقال: إنّ العَبَام الماء الكثير، فإن كان صحيحاً فهو قريبٌ، و إلّا فهو من الإبدال.

عبن

العين و الباء و النون صحيحٌ، فيه كلمةٌ واحدة. يقولون:
إنّ العَبَنَّ: الجملُ الضَّخم الجسيم. و يقال العَبَنّ و يقال العَبَنَّي، و الأنثي عَبَنّاة. و كلُّ ذلك واحد. و ربَّما وصَفوا به الرّجل. و قال حُميدٌ في صفة بعير:
أمينٌ عَبَنُّ الخَلْقِ مختلِف الشَّبَا يقول المُمارِي طال ما كان مُقْرَما «1»

عبأ

العين و الباء و الهمزة و الحرف المعتل غير المهموز أصل واحد، يدلُّ علي اجتماعٍ في ثِقَل. من ذلك العِبْ‌ءُ، و هو كلُّ حِمْل، من غُرْم أو حَمالة، و الجمع الأعباء. قال:
و حمل العِب‌ء عن أعناق قومي و فعلي في الخطوب بما عناني
و من الباب: ما عبأْت به شيئاً، إذا لم تبالِهِ، كأنّك لم تجِدْ له ثِقْلا. و من
______________________________
(1) البيت من زوائد ديوان حميد بن ثور، أنشده في اللسان (عبن). و انظر ديوانه 32 طبع دار الكتب المصرية.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 216
الباب: عبأت الطِّيب «1» * و فَرَّقوا بين ذلك و بين الجيش، فقالوا: عَبَّيْت الكتيبةَ أُعبِّيها تعبيَةً، إذا هيّأتَها. و قد قالوا: عبّأت الجيش أيضاً، ذكرها ابنُ الأعرابي. و قال في عَبَأت الطِّيب:
كأنَّ بصدرِه و بمَنْكِبيه عبيراً باتَ تَعبؤه عروسُ «2»
و العَباءة: ضَربٌ من الأكِسية. و قياسُه صحيح؛ لأنّه يشتمل علي لابسه و يجمعُه. و اللّٰه أعلم بالصواب.

باب العين و التاء و ما يثلثهما

عتد

العين و التاء و الدال أصلٌ واحدٌ يدلُّ علي حضورٍ و قُرب.
قال الخليل: تقول عَتُدَ الشّي‌ء، و هو يعتدُ عَتاداً، فهو عَتيدٌ حاضر. قال:
و من ذلك سمِّيت العتيدة: التي يكون فيها الطِّيب و الأدهان. و يقال للشَّي‌ء المعْتَد: إنّه لعتيد، و قد أعتَدْناه، و هيّأناه لأمرٍ إنْ حَزَب. و جمع العَتَاد عُتُدٌ و أعْتِدة. قال النّابغة:
عَتَادَ امرئٍ لا ينقُضُ البُعدُ هَمَّه طَلُوبِ الأعادِي واضحٍ غيرِ خاملِ «3»
______________________________
(1) بعد هذا في الأصل: «كأن بصدره»، و هو تكرار لما سيأتي بعد كلمة «الطيب» التالية.
(2) البيت لأبي زبيد الطائي في اللسان (عبأ)، يصف فيه أسدا. و فيه: «كأن بنحره»، و «بات يعبؤه» ثم قال: «و يروي: بات يخبؤه». و العروس يقال للمرأة و الرجل.
(3) ديوان النابغة 64، من قصيدة ليست من مرويات الأصمعي.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 217
قال الخليل: يقولون هذا الفرس عَتَدٌ، أي مُعَدّ متي شاء صاحبهُ رَكِبَه، الذَّكرُ و الأنثي فيه سواء. قال سلامة بن جندل:
بكل مُحَنَّبٍ كالسِّيدِ نَهْدٍ و كُلِّ طُوَالةٍ عَتَدٍ مِزَاقِ «1»
فأمَّا العَتُود فذكَرَ الخليلُ فيه قياساً صحيحاً، و هو الذي بَلغ السِّفادَ. فإن كان كذا فكأنَّه شي‌ءٌ أُعِدّ للسِّفاد، و الجمع عِدَّان علي وزن فِعْلان، و كان الأصل عِتْدَان فأُدغمت التاء في الدال. قال الأخطل:
و اذكر غُدَانَةَ عدّاناً مزَنَّمة من الحَبَلَّقِ تُبنَي حولَها الصِّيَرُ «2»

عتر

العين و التاء و الراء أصلٌ صحيح يدلُّ علي معنيين، أحدهما الأصل و النِّصاب، و الآخر التفرُّق.
فالأوّل ما ذكره الخليل أن عِتْرَ كلِّ شي‌ءٍ: نصابه. قال: و عِتْرَةُ المِسْحاةِ:
خشبتها التي تسمَّي يَدَ المسحاة. قال: و من ثَمَّ قيل: عترة فلان، أي مَنْصِبه.
و قال أيضاً: هم أقرباؤه، مِن ولدِه و ولدِ ولده و بني عمِّه. هذا قولُ الخليل في اشتقاق العِتْرَة، و ذكر غيرُه أنَّ القياسَ في العِترة ما نذكره من بعد.
و الأصل الثاني: العِتْر، قال قومٌ: هو الذي يقال له: المَرْزَنْجُوش. قال:
و هو لا ينبُت إلّا متفرِّقاً. قال: و قياس عِترة الإنسان من هذا، لأنهم أقرباؤه متفرِّقي الأنساب، هذا من أبيه و هذا من نسله كولده. و أنشد في العِتْر:
______________________________
(1) البيت مما لم يرو في ديوان سلامة. و أنشده في اللسان (عتد) برواية «نزاق» بالنون، و كلاهما صحيح. و المزاق و النزاق: السريع، و يقالان أيضاً للسريعة بلفظهما.
(2) ديوان الأخطل 111 و اللسان (عتد، صير، حبلق).
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 218
فما كنتُ أخشَي أن أُقِيمَ خِلافهم لستّةِ أبياتٍ كما ينبت العِتْرُ «1»
فهذا يدلُّ علي التفرُّق، و هو وجهٌ جميل في قياس العِترة.
و مما يُشبهه عِتْرُ المسك، و هي حَصاةٌ تكون «2» متفرِّقة فيه. و لعلَّ عِتْرُ المِسك أن تكون عربيَّة صحيحة فإنّها غير بعيدة مما ذكرناه، و لم نسمَعْها من عالم.
و من هذا الأصل قولهم: عَتَرَ الرُّمحُ فهو يَعْتِرُ عَتراً و عَتَرَاناً، إذا اضطَرَبَ و ترأَّدَ في اهتزاز. قال:
و كلّ خطّيٍّ إذا هُزَّ عَتَرْ «3»
و إنما قلنا إنّه من الباب لأنّه إذا هُزّ خيّل أنّه تتفرّق أجزاؤه. و هذا مشاهَد، فإن صحَّ ما تأوَّلْناه و إلّا فهو من باب الإبدال يكون من عَسَل، و تكون التاء بدلًا من السينِ و الرَّاء بدلًا من اللام.
و ممّا يصلح حملُه علي هذا: العَتيرة؛ لأنّ دَمها يُعْتَر، أي يُسَالُ حتي يتفرَّق.
قال الخليل: العاتر: الذي يَعْتِرُ شاةً فيذبحُها، كانوا يفعلون ذلك في الجاهليَّة، يذبحُها ثم يصبُّ دمَها علي رأس الصَّنَم، فتلك الشّاةُ هي العَتيرة و المعتورة، و الجمع عتائر.
و كان بعضُهم يقول: العتير هو الصنم الذي تُعْتَرُ له العتائر في رجَب. و أنشد لِزُهير:
______________________________
(1) البيت للبريق الهذلي، كما في ديوان الهذليين (3: 59) و اللسان (خلف، عتر). و ذكر في بقية أشعار الهذليين أن قصيدة البيت يرويها الأصمعي لعامر بن سدوس. و يروي:
«و ما كنت أخشي أن أعيش خلافهم»
كما في اللسان (خلف)؛ و في (عتر) و ديوان الهذليين: «بستة أبيات».
(2) في الأصل: «فتكون».
(3) و كذا أنشده في اللسان (عتر). و للعجاج في ديوانه 18:
في سلب الغاب إذا هز عتر
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 219
فَزَلَّ عنها و أوفَي رأسَ مَرقَبةٍ كَمنْصَبِ العِتْر دَمَّي رأسه النُّسُكُ «1»
فإن كان صحيحاً هذا فهو من الباب الأوّل، و قد أفصح الشاعر بقياسه حيث قال:
كمنصب العِتْرِ دَمَّي رأسَه النُّسكُ

عتق

العين و التاء و القاف أصل صحيح* يجمع معني الكرم خِلْقَةً و خُلُقاً، و معني القِدَم. و ما شذَّ من ذلك فقد ذُكِر علي حدة.
قال الخليل: عَتَق العبد يَعْتِق عَتاقاً و عَتاقةً و عُتوقاً، و أعتقه صاحبُه إعتاقاً. قال الأصمعيّ: عَتق فلانٌ بعد استعلاجٍ، إذا صار رقيقَ الخِلْقة بعد ما كان جافيا. و يقال: حلف بالعَتَاق، و هو مولي عَتَاقةٍ. و صار العبد عتيقاً.
و لا يقال عاتق في موضع عتيق «2» إلّا أن تنوي فعلهُ في قابل، فتقول عاتقٌ غداً. و امرأة عتيقةٌ حُرَّةٌ من الأمُوَّة «3». و امرأةٌ عتيقة أيضاً، أي جميلة كريمة. و فرس عتيق: رائع بيِّن العِتْق، و ثوب ناعمٌ عتيق. و العتيق أيضاً:
الكريم من كلِّ شي‌ء. و قد عَتَق و عَتُق، إذا أتَي عليه زمن.
قال الخليل: جاريةٌ عاتق، أي شابّة أوّلَ ما أدركت. قال ابنُ الأعرابيِّ:
إنما سمِّيت عاتقاً لأنّها عَتَقت من الصِّبا و بلغت أنْ تَدَرَّع. قالوا: و الجوارح من
______________________________
(1) ديوان زهير 178. و في اللسان (عتر): «كمناصب العتر»، ثم قال: «و يروي:
كمنصب العتر، يريد كمنصب ذلك الصنم أو الحجر الذي يدمي رأسه يدم العتيرة».
(2) في الأصل: «عتق».
(3) الأموة كالأبوة، مصدر أمت المرأة و أميت و أموت، أي صارت أمة.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 220
الطير عِتاقٌ لأنّها تصيد و لا تصاد، فهي أكرمُ الطَّير «1»، و كأنّها عتَقت أن تُصاد، و ذلك كالبازِي و ما أشبهه. قال لبيد:
فانتضَلْنا و ابنُ سلمي قاعدٌ كعَتيق الطَّيرِ يُغضِي و يُجَلّ «2»
قال أبو عبيد: أعتقت المالَ فعَتق، أي أصلحتُه فصَلَح. و يقال: عَتَقت الفرسُ، إذا سَبَقت.
قال الأصمعيّ: و كنت بالمِرْبد فأُجرِيَ فَرَسان، فقال أعرابيّ: هذا أوَان «3» عَتَقت الشَّقْراء، أي سبقت. و يقال: فلانٌ مِعتاقُ الوَسِيقة، إذا طرد طريدةً أنجاهَا و سَلِمَ بها. و يقال: ما أبْيَنَ العِتْق في وجه فلانٍ، أي الكرم.
قال الخليل: البيت العتيق: الكعبة، لأنّه أوّلُ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنّٰاسِ.
قال اللّٰه تعالي: وَ لْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ. و يقال: سمِّي بذلك لأنّه أُعتِق من الغَرَق أيّامَ الطوفان فرُفع. و يقال أُعتِق من الحبشة عامَ الفيل. و يقال: أُعتِقَ من أنْ يدَّعِيَه أحدٌ فهو بيتُ اللّٰه تعالي.
قال أبو عبيدة: من أمثالهم: «لو لا عِتْقُه لقد بلي»، يقال ذلك للرَّجل إذا ثَبَتَ و دام. و قال الخليل: العاتق من الطَّير فوقَ النَّاهض. و قال الأصمعيّ: يقال أخذ فرْخ قطاة عاتقا، إذا استقلَّ و طار. و نري أنّه من عَتَقت الفرسُ.
قال أبو حاتم: طيرٌ عاتِق، إذا كان فوقَ النَّاهض، لأنَّه قد خرج عن حد
______________________________
(1) في الأصل: «إكرام الطير».
(2) ديوان لبيد 16 طبع 1881 و اللسان (عتق، جلا).
(3) في الأصل: «هذا و ان».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 221
الزقّ «1». فأمّا العاتق من الزِّقاق فهو الواسع الجيِّد، و هذا علي معني التَّشبيه بالشي‌ء الكريم. قال لبيد:
أُغلِي السِّباءَ بكلِّ أدكَنَ عاتقٍ أو جَونةٍ قُدِحَتْ و فُضَّ خِتامُها «2»
و قال الخليل: شرابٌ عاتقٌ، أي عتيق. قال أبو زُبَيد «3»:
لا تَبعدَنَّ إداوةٌ مطروحة كانت زماناً للشَّرَاب العاتق
و يقال للبِئر القديمة عاتقة «4». و الخمر العتيقة: التي عُتّقَت زماناً حتي عَتَقت.
قال الأعشي:
و سبيئةٍ ممَّا تُعَتِّقُ بابلٌ كدمَ الذَّبيحِ سلبتُها جِريالَها «5»
قال بعضهم: العاتق في وصف الخمر التي لم تُفَضَّ و لم تُبزَل، ذَهَبَ إلي الجارية العاتق التي لم تَبِنْ عن أبويها. و يقال: بل الخمر العاتق من القِدم، و كلُّ شي‌ءٍ تقادَمَ فهو عاتق و عتيق. قال ابنُ الأعرابيّ: كلُّ شي‌ءٍ بلغ إنَاهُ فقد عَتَق، و سمِّي العبدُ عتيقاً لأنَّهُ بلغَ غايَته. فأمّا قولُ عنترة:
كَذَبَ العتيقُ و ماء شنٍّ باردٌ إن كنتِ سائلتِي غَبوقاً فاذهَبِي «6»
______________________________
(1) أي أن يزقه أبواه. و في الأصل: «الرق».
(2) البيت من معلقته المشهورة.
(3) يروي البيت التالي لعبد الرحمن بن أرطاة بن سيحان المحاربي، أو هو عبد الرحمن بن سيحان المحاربي. انظر الأغاني (1: 76- 78) تجد قصة الشعر.
(4) لم أجد بهذا اللفظ إلا قولهم: «العاتقة من القوس مثل العاتكة، و هي التي قدمت و احمرت».
(5) ديوان الأعشي 23 و اللسان (جرل، عتق) و قد سبق في (جرل).
(6) ديوان عنترة 24 و اللسان (كذب، عتق)، و قيل: إن البيت من أبيات لخزز بن لوذان السدوسي، رواه صاحب اللسان في (عتق).
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 222
فقال قوم: إنَّه نوعٌ من التَّمر العتيق. و معني كَذَب، أي عليك بهذا النَّوع.
و يقال بل العتيق: الماء؛ و سمِّيَ بذلك لأنَّه أجلُّ الأشربة، و فيه الحياة.
و من القِدَم الذي ذكرناه قولُهم: عَتُقَتْ عليه يمينٌ، أي قَدُمَت و وجَبَت.
قال:
عليَّ أَلِيَّةٌ عتقَتْ قديماً فليس لها و إن طُلِبت مَرَامُ «1»
و يقال لكلِّ كريمٍ عتيق.
و مما شذَّ عن هذا الأصل: عاتقا الإنسان، و هما ما بين المَنكِبَين و العُنق، و الجمع العواتق. و يقال العاتق يذكَّر و يؤنَّث. و قال الأصمعيُّ: يقال فلانٌ أمْيَل العاتق إذا كان موضعُ الرداء منه معوَّجا. و قال في تأنيث العاتق:
لا صُلحَ بيني فاعلمُوه و لا بينكم ما حَمَلَتْ عاتقي «2»
سَيفي و ما كُنَّا بنجدٍ و ما قَرْقَرَ قُمْرُ الوادِ بالشَّاهقِ
قال ابن الأعرابيّ: العاتق: القَوس التي تغيَّر لونها و اسودَّت، و هذا أيضا من القِدَم راجعٌ إلي الباب الأوّل.

عتك

العين و التاء و الكاف أصلٌ صحيح يدلُّ علي قريبٍ من الذي قبله، و ليس ببعيدٍ أن يكونَ من باب الإبدال، و هو من الإقدام و القِدَم.
______________________________
(1) لأوس بن حجر في ديوانه 24 و اللسان (عتق).
(2) البيتان لأبي عامر، جد العباس بن مرداس، كما في اللسان (عتق)، و أنشدهما في إصلاح المنطق 399.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 223
قال الخليلُ و غيره: عَتَك فلانٌ [بفلانٍ «1»]، إذا أقْدَمَ عليه ضرباً لا يُنهنِهُه شي‌ء. قال الأصمعيُّ: هو أن يَحمِلَ عليه حملةَ أخْذٍ و بَطْش. قال الخليل: عَتَكَ الرّجُل يَعْتِك عَتْكاً و عُتُوكاً، إذا ذَهَب في الأرض. و القوس العاتكة طالَ عليها العهدُ حتَّي احمرَّت. قال الهذلي «2»:
و صَفراء البُرايةِ عُودِ نَبْعٍ كوَقْف العاجِ عاتكة [اللِّيَاطِ «3»]
[و امرأة عاتكة]، إذا كانت متضمِّخة بالخَلَوق. و منه عَتَكتِ القوس. قال الخليل: يقال لكلِّ كريم عاتك، أي قديم. و أصله من عَتَكت القَوس.

عتل

العين و التاء و اللام أصلٌ صحيح يدلُّ علي شِدّةٍ و قوّة في الشّي‌ء. من ذلك الرّجل العُتُلّ، و هو الشَّديد القويّ المصحَّح الجِسم؛ و اشتقاقُه من العَتَلة التي يُحفَر بها. و العَتَلة أيضاً: الهِراوة الغليظة من الخشَب، و الجمع عَتَل. و قال:
و أينما كنتَ من البلادِ فاجتنبَنَّ عُرَّمَ الذُّوّادِ
و ضَربَهم بالعَتَل الشِّدادِ
و من الباب العَتْل، و هو أن تأخذ بتَلبيب الرّجُل فتَعتِله، أي تجرّه إليك
______________________________
(1) التكملة من اللسان.
(2) هو المتنخل الهذلي. ديوان الهذليين (2: 26).
(3) هذه الكلمة ساقطة من الأصل. و في الديوان: «فرع نبع»: قال السكري:
«و يروي: و صفراء البراية غير خلط».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 224
بقوّة و شدّة. قال اللّٰه تعالي: خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِليٰ سَوٰاءِ الْجَحِيمِ «1».
و لا يكون عَتْلًا إلّا بجفاءٍ و شِدّة. و زعم قومٌ أنّهم يقولون: لا أنعتِل معك:
أي لا أنقاد معك.

عتم

العين و التاء و الميم أصلٌ صحيح يدلُّ علي إبطاء في الشّي‌ء أو كفٍّ عنه. قال الخليل: عَتَّم الرجل يُعَتِّم، إذا كفَّ عن الشي‌ء بعد المضيِّ فيه، و عَتَم يَعْتم. و حملتُ علي فُلانٍ فما عتَّمت أن ضربتُه، أي ما نَهنَهت و ما نكَلت و ما أبطأت. و
في الحديث: أنّ رسول اللّٰه صلي اللّٰه عليه و آله و سلم غرس كذا وَدِيّةً [فما عتَّمَتْ منها وَدِيَّة «2»]
، أي ما أبطأت، حتّي عَلِقت. و قال:
مجامع الهام و لا يُعْتَمُ
أي لا يُمْهَل و لا يُكَفّ. و قال:
و لستُ بوَقَّافٍ إذا الخَيلُ أحجمت و لستُ عن القِرن الكميِّ بعاتمِ
قال: و العَتَمة هو الثُّلث الأوّل من اللِّيل بعد غيبوبة الشَّمسِ و الشَّفَق.
يقال أعْتَمَ القومُ، إذا صاروا في ذلك الوقت. و جاء الضَّيفُ عاتما، أي مُعْتِماً في تلك السَّاعة.
و مما شذَّ عن هذا الباب العتم «3»: الزَّيتون البرّيّ. قال النابغة «4»:
______________________________
(1) قرأ بضم التاء ابن كثير و نافع و ابن عامر و يعقوب، و وافقهم ابن محيصن و الحسن. و قرأ الباقون بكسر التاء. إتحاف فضلاء البشر 389 و اللسان (عتل).
(2) التكملة من اللسان (عتم).
(3) يقال بضم و بضمتين، و بالتحريك.
(4) هو النابغة الجعدي، اللسان (ضرو، برقش، هيل، عتم) و الأغاني (6: 64) و معجم البلدان (براقش، هيلان). و انظر الحيوان (5: 453).
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 225
[تَستَنُّ بالضَّرْوِ من بَراقِشَ أو هَيلانَ أو ناضرٍ من العتمِ «1»]

عتو

العين و التاء و الحرف المعتل أصلٌ صحيح يدلُّ علي استكبار. قال الخليل و غيرُه: عتَا يَعتُو عتُوَّا: استكبَرَ. قال اللّٰه تعالي: وَ عَتَوْا عُتُوًّا كَبِيراً. و كذلك يعتُو عِتِيًّا، فهو عاتٍ، و الملك الجبّار عاتٍ، و جَبابِرةٌ عُتاة. قال:
و الناس يعتُون علي المُسلَّطِ
و يقال: تعَتَّي فلانٌ و تعتّت فلانة، إذا لم تُطِع. قال العجَّاج:
الحمد للّٰه الذي استقلَّتِ بأمره السّماء و اطمأنّتِ
بأمره الأرضُ فما تَعتَّتِ «2»
أي ما عصَتْ.

عتب

العين و التاء و الباء أصلٌ صحيح، يرجع كله إلي الأمر فيه بعضُ الصُّعوبة من كلامٍ أو غيره. من ذلك العَتَبة، و هي أسكُفَّة الباب، و إنَّما سمِّيت بذلك لارتفاعها عن المكان المطمئنّ السَّهل. و عَتَبات الدُّرْجة: [مَرَاقيها]، كلُّ مِرقاةٍ من الدُّرْجة عتَبة. و يشبّه بذلك العتَباتُ تكون في الجبال، و الواحدة عَتَبة، و تجمع أيضاً علي عَتَب. و كلُّ شي‌ءٍ جَسَا و جفا فهو يشتقُّ له هذا اللفظ. يقال فيه عَتَبٌ، إذا اعتراه ما يغيِّره عن الخُلوص. قال:
______________________________
(1) التكملة من المراجع المتقدمة و أمالي القالي (1: 173).
(2) الأشطار مفتح أرجوزة له في ديوانه 5. و الشطر الأخير في اللسان (عتا).
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 226
فما في حُسْن طاعتِنا و لا في سمْعِنا عَتَب «1»
و قال في وصف سيف:
مُجرّبَ الوَقْعِ غيرَ ذي عَتَبِ «2»
أي غير ملتو عن الضَّريبة و لا نابٍ عنها.
و يقولون: حُمِل فلانٌ علي عَتَبةٍ كريهة* و عَتَب كريه من بلاءِ و شرّ.
قال المتلمِّس:
يُعْلَي علي العَتَب الكريهِ و يُوبَسُ «3»
و يقال للفَحل المعقول أو الظَّالع إذا مَشَي علي ثلاثِ قوائم كأنّه يَقفِز: عَتَب عَتَبَاناً «4». قال الخليل: و هذا تشبيهٌ، كأنّه يمشي علي عتبات الدّرجةِ فينزُو من عَتبةٍ إلي عتبة. و يقال عتِّب لنا عَتبةً، أي اتَّخذْها.
و من الباب، و هو القياسُ الصحيح: العَتْب: المَوْجِدة. تقول: عَتَبتُ علي فلان عَتْبا و مَعْتِبَةَ، أي وَجَدْت عليه. ثم يشتقّ منها فيقال: أعتَبَني، أي ترك [ما كنت «5»] أجد عليه و رجع إلي مَسَرَّتي «6»؛ و هو مُعْتِب راجعٌ عن الإساءة. و أنشد:
______________________________
(1) أنشده في اللسان (عتب).
(2) صدره كما في اللسان (عتب):
أعددت للحرب صار ما ذكرا
(3) أنشد هذا العجز في اللسان (عتب) بدون نسبة، و ليس في ديوان المتلمس. علي أن في الديوان أبياتا من هذا الوزن و الروي و ليس هو بينها.
(4) و يقال «عتبا» أيضاً، و «تعتاباً».
(5) التكملة من اللسان.
(6) في الأصل: «مدتي». و في المحمل: «و أعتبني فلان، إذا عاد إلي مسرتي راجعاً عن الإساءة».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 227
عتبتُ علي جُمْلٍ و لستُ بشامتٍ بجُملٍ و إن كانت بها النّعلُ زلَّتِ
و يقولون: أعطانِي العُتْبَي، أي أعتَبَني. و لك العُتْبَي، أي أعطيتك العتبي.
و التعتُّب، إذا قال هذا و هذا يَصِفان الموجِدة «1». و كذلك المعاتبة، إذا لامك و استزادك قلت عاتِبْني. قال:
إذا ذهب العتابُ فليس حُبٌّ و يبقي الحبُّ ما بقي العتابُ «2»
و يقال للرّجُل إذ طَلب أنْ يُعتَب: قد استَعتَب. قال أبو الأسود:
فعاتبتُه ثم راجعته عتاباً رقيقاً و قولا أصيلا
فألفيتُه غيرَ مستعتبٍ و لا ذاكِرَ اللّٰهَ إلّا قليلا «3»
و قال بعضهم: ما رأيت عند فلان عُتْبانا، إذا أردت أنّه أعتبك و لم تر لذلك بَيانًا.
______________________________
(1) في الأصل: «نصفان الموجدة»، تحريف. و في اللسان: «و التعتب و التعاتب و المعاتبة:
تواصف الموجدة».
(2) قبله في اللسان (عتب):
أعاتب ذا المودة من صديق إذا ما رابني منه اجتناب
(3) اللسان (عتب) و الخزانة (4: 554) و سيبويه (1: 85) و أمالي ابن الشجري (1: 383) و الأغاني (11: 107) و شرح شواهد المغني 316.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 228‌

باب العين و الثاء و ما يثلثهما

عثر

العين و الثاء و الراء أصلانِ صحيحان، يدل أحدهما علي الاطِّلاع علي الشي‌ء، و الآخر [علي] الإثارة للغُبار.
فالأوَّل عَثَر يعثُر عُثُوراً، و عثر الفرسُ يعثُر عِثاراً، و ذلك إذا سقَطَ لوجهه.
قال بعض أهل العلم: إنما قيل عَثَر من الاطِّلاع، و ذلك أنَّ كل عاثرٍ فلا بدَّ أن ينظر إلي موضع عَثْرته. و يقال: عَثَر الرجل يعثُر عُثوراً و عَثراً، إذا اطَّلع علي أمرٍ لم يطَّلع عليه غيرُه. كذا قال الخليل. و أعثَرْتُ فلاناً علي كذا، إذا أطلعتَه عليه.
قال اللّٰه تعالي: فَإِنْ عُثِرَ عَليٰ أَنَّهُمَا اسْتَحَقّٰا إِثْماً، أي إن اطُّلِع. و قال تعالي:
وَ كَذٰلِكَ أَعْثَرْنٰا عَلَيْهِمْ. و العاثور: المكان يُعثَر به. قال:
و بلدةِ كثيرةِ العاثور «1»
أراد كثيرة المتالف.
و الأصل الآخر العِثْيَر [و العِثْيرة]، و هو الغُبار الساطع. قال:
تري لهم حَولَ الصِّقَعْل عِثْيرهْ «2»
فأمَّا قولهم: ما رأيتُ له أثراً و لا عَثْيَراً، فقالوا: العَثْيَر: ما قُلِب من تراب أو مَدَر. و هو راجعٌ إلي ما ذكرناه. و قال:
______________________________
(1) للعجاج في ديوانه 27 و اللسان (عثر). و رواية الديوان:
بل بلدة مرهوبة العاثور
(2) أنشده في اللسان (صقعل، عثر)، و المخصص (4: 147).
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 229
لقد عَيْثَرتَ طيرَك لو تعيفُ «1»
أي رأيتها جَرَت، كأنَّه أراد الأثر.

عثل

ذكروا فيه كلمةً إن صحَّت. يقال «2» إن العِثْوَلَّ من الرِّجال: الجافي. قالوا: و العَثُول: النَّخله الجافية الغليظة «3». قال:
هَززتُ عَثُولًا مَصّت الماء و الثّري زماناً فلم تَهمُمْ بأن تتبرّعا

عثم

العين و الثاء و الميم أصلٌ صحيح يدلُّ علي غِلَظ و نُتُوٍّ في الشَّي‌ء.
قالوا: العَيْثوم: الضَّخْم الشَّديد من كلِّ شي‌ء. و قالوا: و تُسَمَّي الفِيلَة العَيثوم.
قال و يصف ناقة:
و قد أَسِيرُ أمامَ الحيِّ تحملُني و الفَصْلتين كِنازُ اللّحم عيثوم «4»
أي ضخمة شديدة. و يقال للجمل الضَّخم عَيثوم. و العَثَمْثم من الإبل: الطويل في ضِخَم، و [يقال] في الجميع عثمثمات. و رُبَّما وُصِف الأسدُ بالعثمثم.
و من الباب العَثم، و هو أن يُساءَ جَبْر العَظْم فيبقي فيه عِوج و نتُوٌّ كالوَرم.
و يقال هو عَثِمٌ و به عَثْم، كأنَّه مَشَش. قال الخليل: و به سمِّي عُثمان؛ لأنّه مأخوذ من الجبْر. و يقال بل العثمان «5» …
______________________________
(1) في الأصل: «عثيرت»، تحريف. و صدره كما سبق التنبيه عليه في حواشي (عيف):
لعمرك أبيك يا صخر بن ليلي
(2) في الأصل: «قال».
(3) ذكرت الكلمة و تفسيرها في القاموس، و ضبطها كصبور. و لم ترد في اللسان.
(4) في اللسان (عثم): «و الفضلتين»، بالضاد المعجمة.
(5) كذا وردت العبارة مبتورة في الأصل. و في المجمل: «و العثمان: فرخ الحباري، و في اللسان أن العثمان فرخ الثعبان أو الحية، و فرخ الحباري».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 230‌

عثن

العين و الثاء و النون أصلٌ صحيح يدلُّ علي انتشارٍ في شي‌ء و انتفاش. من ذلك العُثَان، و هو الدُّخان، سمِّي بذلك لانتشاره في الهواء. تقول عَثَّن يُعَثِّن، إذا دَخَّن. و النار تَعْثُنُ و تُعثِّن. و تقول: عثَّنت البيتَ بريح الدُّخنة تعثيناً. و عَثَن البيتُ يَعثُن عَثْناً، إذا عبِق به ريحُ الدُّخنة. تقول: عثَّنت الثَّوب بالطَّيب تعثيناً، كقولك* دخَّنته تدخينا.
و من الباب العُثنون: عُثْنون اللِّحية، و هو طُولها و ما تحتَها من شَعْرَها.
و سمِّي بذلك للذي ذكرناه من الانتشار و الانتفاش.
و من الباب: عُثْنُون الرِّيح: هَيْدَبُها في أوائلها، إذا أقبلَتْ تجرُّ الغُبار جَرَّا؛ و الجمع العثانين. و هَيدَبُها: ما وقع علي الأرض منها. و قال ابن مُقْبل:
[هَيفٌ هَدُوج الضُّحي سهوٌ مناكبُها يكسونها بالعشيَّات العثانينا] «1»
و عثُنون البعير: شُعَيرات عند مَذْبحه. و الجمع عثانين.

عثي

العين و الثاء و الحرف المعتلّ كلمةٌ تدلُّ علي فَساد. يقال عثا يعثو، و يقال عَثِيَ يَعْثَي، مثل عاثَ. قال اللّٰه تعالي: وَ لٰا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ*.
______________________________
(1) التكملة من ديوان ابن مقبل 318 و جمهرة أشعار العرب.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 231‌

باب العين و الجيم و ما يثلثهما

عجد

العين و الجيم و الدال ليس بشي‌ء، علي أنهم يقولون: العُجْد:
الزبيب. و يقال هو العُنْجُد.

عجر

العين و الجيم و الراء أصلٌ واحد صحيح يدلُّ علي تعقد في الشي‌ء و نُتوٍّ مع التواء. من ذلك العَجَر: مصدر قولك عَجِرَ يَعْجَرُ عَجَراً. و الأعجر النّعت. و العُجْرة: موضع العَجَر. و يقال: حافر عَجِرٌ: صلب شديد. قال مَرَّار بن مُنْقِذ:
سائلٍ شمراخُه ذي جُبَبٍ سَلِط السُّنبُك في رُسْغٍ عَجُرْ «1»
و الأعجر: كلُّ شي‌ءٍ تري فيه عُقَداً؛ كبشٌ أعجرُ، و بطنٌ أعجر، إذا امتلأ جدَّا. قال عنترة:
ابني زَبِيبةَ ما لمهركُمُ متخدِّداً و بطونُكُمْ عُجْرُ «2»
و قال بعضهم: و أُراه مصنوعاً، إلّا أنّ الخليل أنشدهُ:
حسن الثِّياب يبيت أعجَرَ طاعماً و الضَّيفُ من حُبِّ الطَّعامِ قد التَوَي
و العُجْرة: كلُّ عقدةٍ في خشبةٍ أو غيرها مِن نحو عروق البدَن، و الجمع عُجَر.
و من الباب الاعتجار، و هو لفُّ العِمامة علي الرأس من غير إدارةٍ تحت الحنَك. قال:
جاءت به معتجراً ببُرْدِهْ سَفْوَاء تَرْدِي بنَسِيجِ وَحْدِهْ «3»
______________________________
(1) المفضليات (1: 81). و أنشده عجزه في اللسان (عجر 217).
(2) أنشده في اللسان (عجر)، و لم يرد في ديوان عنترة.
(3) الرجز لدكين الراجز، يمدح به عمر بن هبيرة الفزاري. اللسان (عجر، سفا، وحد).
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 232
و إنما سمِّيَ اعتجاراً لما فيه من لَيٍّ و نُتوّ.
و مما شذَّ عن هذا الأصل العَجِير، و هو من الخيل كالعِنِّين من الرِّجال.

عجز

العين و الجيم و الزاء أصلانِ صحيحان، يدلُّ أحدُهما علي الضَّعف، و الآخر علي مؤخَّر الشي‌ء.
فالأول عَجِزَ عن الشي‌ء يعجز عَجْزاً «1»، فهو عاجزٌ، أي ضَعيف. و قولهم إنّ العجزَ نقيضُ الحَزْم فمن هذا؛ لأنه يَضْعُف رأيُه. و يقولون: «المرء يَعْجِزَ لا مَحَالة «2»». و يقال: أعجزَني فلانٌ، إذا عَجِزْت عن طلبه و إدراكه. و لن يُعجز اللّٰهَ تعالي شي‌ءٌ، أي لا يَعجِز اللّٰهَ تعالي عنه متي شاء. و في القرآن:
لَنْ نُعْجِزَ اللّٰهَ فِي الْأَرْضِ وَ لَنْ نُعْجِزَهُ هَرَباً، و قال تعالي: وَ مٰا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ*. و يقولون: عَجَزَ بفتح الجيم. و سمعتُ عليَّ بن إبراهيمَ القطَّان يقول: سمعت ثعلباً يقول: سمعتُ ابن الأعرابيّ يقول: لا يقال عَجِزَ «3» إلّا إذا عَظُمَتْ عجيزتُه.
و من الباب: العجوز: المرأة الشَّيخة، و الجمع عجائز. و الفعل عجَّزت تعجيزاً.
و يقال: فلانٌ عاجَزَ فلاناً، إذا ذَهَب فلم يُوصَل إليه. و قال تعالي: يَسْعَوْنَ فِي آيٰاتِنٰا مُعٰاجِزِينَ. و يجمع العجوز علي العُجُزِ أيضاً، و ربَّما حملوا علي هذا فسمَّوا الخمرَ عجوزاً، و إنما سمَّوها لقدَمها، كأنَّها امرأةٌ عجوز. و العِجْزَة و ابنُ العِجْزَة:
آخرُ ولد الشَّيخ. و أنشد:
______________________________
(1) يقال من باب ضرب و سمع، كما في القاموس.
(2) كذا. و الصواب «لا المحالة». و المحالة: الحيلة. انظر اللسان (حول) و البيان (3: 37) بتحقيق كاتبه.
(3) يعني بكسر الجيم، كما أثبت مطابقا ما في المجمل. و قد سبق الإشارة إلا أنهما لغتان في معني الضعف.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 233
عِجْزَةَ شيخَينِ يسمَّي مَعْبَدَا «1»
و أمَّا الأصل الآخر فالعَجُز: مؤخَّر الشي‌ء، و الجمع أعجاز، حتي إنهم يقولون:
عَجُز الأمرِ، و أعجازُ الأمور. و يقولون: «لا تَدَبَّرُوا أعجازَ أمورٍ ولَّتْ صدورُها».
قال: و العَجيزة: عجيزة المرأة خاصّة إذا كانت ضَخْمَةً، يقال امرأةٌ عَجْزَاء.
و الجمع عَجيزَاتٌ كذلك. قال الخليل: و لا يقال عجائز، كراهة الالتباس.
و قال ذو الرُّمَّة:
عجزاءُ ممكورةٌ خُمصانةٌ قَلِقٌ عنها الوِشاحُ و تمّ الجسم و القصبُ «2»
و قال أبو النَّجم:
مِن كلِّ عَجْزَاءَ سَقوط البُرقُعِ بلهاءَ لَم تَحْفَظْ و لم تُضَيِّع «3»
و العَجَز: داءٌ يأخذ الدّابةَ في عَجُزها «4»، يقال هي عَجْزاء، و الذّكر أعجَز.
و مما شُبِّه [في] هذا الباب: العَجْزاء من الرَّمل: رملة مرتفِعة كأنّها جبل، و الجمع العُجْز. و هذا علي أنَّها شبِّهت بعجيزةِ ذاتِ العجيزة، كما قد يشبِّهون العَجِيزات بالرّمل و الكثيب. و العَجْزاء من العِقْبان: الخفيفة العَجِيزة. قال الأعشي:
عَجْزاء تَرزُقُ بالسُّلَيِّ عيالَها «5»
______________________________
(1) قبله في اللسان (عجز):
و استبصرت في الحي أحوي أمردا
(2) ديوان ذي الرمة 4.
(3) الرجز في شروح سقط الزند 929 برواية: «من كل بيضاء». قال البطليوسي: «أراد سلامة صدرها مما تنطوي عليه صدور أهل الخبث و المكر، و أنها جاهلة بالأمور التي مهر فيها أهل الفسق و الشر».
(4) زاد في اللسان: «فتثقل لذلك».
(5) في اللسان (عول): «فتخاء». و صدره كما في الديوان 25 و للسان (عجز، عول):
و كأنما تبع الصوار بشخصها
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 234
و ما تَركْنا في هذا كراهةَ التّكرار راجعٌ إلي الأصلين اللذين ذكرناهما.
و سمِعنا من يقول إنّ العَجوز: نصلُ السَّيف. و هذا إنْ صحَّ فهو يسمَّي بذلك لقِدمه كالمرأة العجوز، و إتْيان الأزمنة عليه.

عجس

العين و الجيم و السين أصلٌ صحيح واحد، يدلُّ علي تأخرِ الشي‌ء كالعَجُز، في عِظَمٍ و غِلَظٍ و تجمّع. من ذلك العَجْس و المَعْجِس: مقبض [القوس]، و عُجْسُها و عُجْزُها سواء. و إنَّما ذلك مشبَّه بعَجُز الإنسان و عَجيزته.
قال أوسٌ في العجس:
كتُومٌ طِلاعُ الكَفِّ لا دونَ مِلئِها و لا عَجْسُها عن موضع الكفِّ أفْضَلا «1»
يقول: عَجْسُها علي قدر القَبْضة، سواء. و قال في المَعْجِس مَهلهِلٌ:
أنْبَضُوا [مَعجِسَ] القِسِيِّ و أبرقْ نا كما تُوعِدُ الفحولُ الفُحولا «2»
و من الباب: عَجَاسَاء اللَّيل: ظُلْمته، و ذلك في مآخيرِه؛ و شبِّهت بعَجَاساء الإبل.
قال أهل اللُّغة: العَجَاساء من الإبل: العِظامُ المَسَانّ. قال الراعي:
إذا بَرَكَتْ منها عَجاساءُ جِلّةٌ بمَحْنِيَةٍ أجْلي العِفاسَ و بَرْوَعا «3»
______________________________
(1) ديوان أوس بن حجر 21 و اللسان (طلع) و الجمهرة (2: 93). و قد سبق في (طلع).
(2) الأغاني (5: 169): «يعني أنهم لما أخذوا القسي ليرموهم من بعيد انتضوا سيوفهم ليخالطوهم و يكافحوهم بالسيوف».
(3) اللسان (عجس، شلا، عفس، برع) و إصلاح المنطق 180، 315 و الجمهرة (2: 93).
و الرواية فيها جميعا: «أشلي العفاس».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 235
العِفاس و بَرْوَع: ناقتان. و هذا منقاسٌ من الذي ذكرناه من مآخير الشَّي‌ء و مُعظَمِه. و ذلك أنَّ أهل اللُّغة يقولون: التعجُّس: التأخُّر. قالوا: و يمكن أن يكون اشتقاق العَجَاساء من الإبل منه، و ذلك أنَّها هي التي تَستأخِر عن الإبل في المرتَع. قالوا: و العَجَاساء من السَّحاب: عِظامُها. و تقول: تَعَجَّسَني عَنْك كذا، أي أخَّرني عنك. و كل هذا يدلُّ علي صحَّة القياسِ الذي قِسناه.
و قال الدريديّ «1»: تعجَّسْتُ الرّجُلَ، إذا أمَر أمْراً فغَيّرتَه عليه. و هذا صحيحٌ لأنَّه من التعقُّب، و ذلك لا يكون إلّا بعد مضيِّ الأوّل و إتيانِ الآخَرِ علي ساقَتِه و عند عَجُزه. و ذَكرُوا أنَّ العَجِيساءَ «2»: مِشْيَةٌ بطيئة. و هو من الباب. و مما يدلُّ علي صحَّة قياسِنا في آخر الليل و عَجَاسائهِ قولُ الخليل: العجَسْ:
آخِر الليل. و أنشد:
و أصحاب صدقٍ قد بعثْتُ بجَوشَنٍ من اللَّيل لو لا حبُّ ظمياءَ عرَّسُوا
فقامُوا يَجُرُّون الثِّيابَ و خَلفَهم من اللَّيلَ عَجْسٌ كالنَّعامةِ أقعسُ
و ذكر أحمد بن يحيي، عن ابن الأعرابيّ: أن العُجْسة آخِر ساعةٍ في اللَّيل.
فأمّا قولهم: «لا آتيك سَجِيسَ عُجَيسٍ» فمِن هذا أيضاً، أي لا آتيك آخِرَ الدَّهر. و حُجّةُ هذا قول أبي ذؤيب:
سَقَي أمُّ عَمروٍ كلِّ آخِرِ ليلةٍ حَناتِمُ مُزْنٍ ماؤهن ثجيجُ «3»
لم يُرِدْ أواخرَ اللَّيالي دون أوائلها، لكنّه أراد أبداً.
______________________________
(1) الجمهرة (2: 93).
(2) و يقال أيضا «عِجِّيسَي».
(3) ديوان الهذليين (1: 51) و اللسان (حنتم، ثجج). و قد سبق في (ثج).
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 236‌

عجف

العين و الجيم و الفاء أصلانِ صحيحان، أحدهما يدلُّ علي هُزال، و الآخَر علي حَبْس النفس و صَبْرِها علي الشَّي‌ء أو عنه.
فالأوّل العَجَف، و هو الهُزَال و ذَهاب السِّمَن، و الذّكر أعجف و الأنثي عَجْفاء، و الجمع عِجافٌ، من الذُّكْران و الإناث. و الفعل عَجِفَ يَعْجَف «1» و ليس في كلام العَرَب أفعَلُ مجموعاً علي فِعال غيرُ هذه الكلمة «2»، حملوها علي لفظ سِمان. و عِجافٌ علي فِعال. و يقال أعجَفَ القومُ، إذا عجِفت مواشيهم و هم مُعْجِفون.
و حَكَي الكسائيُّ: شفَتانِ عَجفاوان، أي لطيفتان. قال أبو عُبيد: يقال عَجُفَ إذا هُزل، و القياس عَجِف؛ لأنَّ ما كان علي أفعل و فعلاء فماضيه فَعِل، نحو عَرِج يعرَج، إلّا ستّةَ حروف جاءت علي فَعُل، و هي سَمُر، و حَمُق، و رَعُن، و عَجُف، و خَرُق.
و حكي الأصمعيُّ في الأعجم: عَجُم. و ربَّما اتَّسعوا في الكلام فقالوا: أرضٌ عجفاء، أي مهزولة لا خَيرَ فيها «3» و لا نبات. و منه قول الرائد: «وجَدْتُ أرضاً عجفاء». و يقولون: نَصلٌ أعجفُ، أي دقيق. قال ابنُ أبي عائذ «4»:
تراحُ يداه بمحشورةٍ خَوَاظِي القِداح عجافِ النِّصال «5»
______________________________
(1) و يقال أيضاً عجف يعجف، من باب كرم.
(2) ذكر ابن خالويه في ليس من كلام العرب 19 ثلاثة أحرف: «أجرب و جراب، و أعجف و عجاف، و أبطح و بطاح». و مثله في اللسان (عجف).
(3) في الأصل: «لا غير فيها»، صوابه من المجمل.
(4) أمية بن أبي عائذ الهذلي. ديوان الهذليين (2: 184).
(5) تراح يداه، أي تخف للرمي. و في الأصل: «تراه»، صوابه من الديوان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 237
و أمّا الأصل الثاني فقولهم: عَجَفْتُ* نفسِي عن الطعام أعجفِها عَجْفاً، إذا حبستَ نفسَك عنه و هي تشتهيه. و عَجَفْت غيرِي قليلٌ. [قال]:
لم يَغْذُها مُدٌّ و لا نَصيفُ و لا تُمَيْراتٌ و لا تعجيفُ «1»
و يقال: عَجَفْت نفسي علي المَريض أعْجِفها، إذا صَبَرْتَ عليه و مرَّضْتَه.
[قال]:
إنِّي و إنْ عيَّرتنِي نُحولِي «2» لَأَعجِفُ النَّفسَ علي خليلي
أَعْرِضُ بالوُدِّ و بالتَّنويلِ «3»

عجل

العين و الجيم و اللام أصلانِ صحيحان، يدلُّ أحدُهما علي الإسراع، و الآخر علي بعض الحيَوان.
فالأوّل: العَجَلة في الأمر، يقال: هو عَجِلٌ و عَجُل، لغتان. قال ذو الرّمة:
كأنَّ رِجلَيه رِجلَا مُقْطِفٍ عَجِلُ إذا تَجَاوَبَ من بُرْدَيه ترنيمُ «4»
و استعجلتُ فلاناً: حثثته. و عَجِلْتُه: سبَقْته. قال اللّٰه تعالي: أَ عَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ. و العُجَالَة: ما تُعَجِّلُ من شي‌ء. و يقال: «عُجَالة الرَّاكبِ تمرٌ و سَويق». و ذكر عن الخليل أنَّ العَجَل: ما استُعجِل به طعامٍ فقُدِّم قبل إدراك الغِذاء. و أنشد:
______________________________
(1) الرجز لسلمة بن الأكوع، كما في اللسان (عجف، نصف، خرف، قرص، صرف).
(2) بعد هذا الشطر في اللسان (عجف):
أو ازدريت عظمي و طولي
(3) في الأصل: «و بالتنزيل»، صوابه في اللسان. و أراد أعرض الود، فزاد الباء.
(4) ديوان ذي الرمة 587 و اللسان (قطف، برد).
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 238
إن لم تُغِثْنِي أكُنْ يا ذا النَّدَي عَجلًا كلُقمةٍ وقَعتْ في شِدقٍ غَرثانِ «1»
و نحن نقول: أمّا قياس الكلمة التي ذكرناها فصحيح، لأنَّ الكلمةَ لا أصلَ لها، و البيت مصنوع.
و يقال: من العُجَالة: عجّلتُ القَوْمَ، كما يقال لَهَّنْتُهُمْ. و قال أهل اللُّغة:
العاجل: ضد الآجل. و يقال للدُّنيا: العاجلة، و للآخرة: الآجلة. و العَجْلان هو كعب بن ربيعة بن عامر، قالوا: سمِّي العَجْلانَ باستعجالِهِ عَبْدَه. و أنشدوا:
و ما سُمِّيَ العَجْلَانَ إلّا لقوله خُذِ الصَّحْنَ و احْلُبْ أيُّها العبدُ و اعجَلِ «2»
و قالوا: إنَّ المُعَجِّل و المُعْجِل «3» من النُّوق: التي تُنْتَج قبل أن تستكمل الوقتَ فيعيش ولدُها.
و ممّا حُمِل علي هذا العَجَلة: عَجَلة الثِّيران. و العَجلة: المنجنون التي يُسْتَقي عليها، و الجمع عَجَل و عَجَلات.
قال أبو عبيد: العَجَلة: خشبةٌ معترِضة علي نَعَامَتي البِئرِ و الغَرْبُ مُعَلَّقٌ بها، و الجمع عَجَل. قال أبو زيد: العَجَلة: المَحَالة. و أنشد:
و قد أعَدَّ ربُّها و ما عَقَلْ حمراءَ من ساجٍ تَتقّاها العَجَلْ
و من الباب: العِجْلة: الإداوَة الصَّغيرة، و الجمْع عِجَل. و قال الأعشي:
______________________________
(1) أنشده في اللسان (عجل).
(2) البيت للنجاشي الشاعر. مجالس ثعلب 431 و الخزانة (2: 106) و العمدة (1: 27).
و زهر الآدب (1: 19) و البيان و التبيين (4: 38) بتحقيق كاتبه. و يروي: «خذ القعب».
(3) و المعجال أيضاً، كما في اللسان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 239
و السّاحباتِ ذبولَ الخزِّ آونةً و الرافلاتِ علي أعجازها العِجَلُ «1»
و إنما سمّيت بذلك لأنها خفيفة يعجَل بها حاملُها و قال الخليل: العحُول من الإبل: الواله التي فقَدَت ولدَها، و الجمع عُجُل. و أنشد:
أحِنُّ إليك حنين العَجُول إذا ما الحمامة ناحت هديلا
و قالت الخنساء:
فما عَجُولٌ علي بَوٍّ تُطِيف به قد ساعدَتْهَا علي التَّحنانِ أظآرُ «2»
قالوا: و ربما قيل للمرأة الثَّكلي عَجُول، و الجمع عُجُل. قال الأعشي:
حتي يظلَّ عميدُ القَوْمِ مرتفقاً يَدفَع بالرّاح عنه نِسْوةٌ عُجُلُ «3»
و لم يفسِّرُوه بأكثر من هذا. قلنا: و تفسيره ما يلحق الوالهَ عند ولهه من الاضطراب «4» و العَجَلة، إلّا أنّ هذه العَجول لم يُبْنَ منها فِعل فيقال عَجِلتْ، كما بُنِي من الثُّكل ثَكلتْ، و الأصل فيه واحد، إلّا أنّه لم يأت من العرب.
و الأصل الآخر العِجْل: ولد البقرة؛ و في لغةٍ عِجَّوْل، و الجمع عجاجيل، و الأنثي عِجْلَة و عِجَّولة، و بذلك سُمِّي الرجل عِجْلًا.

عجم

العين و الجيم و الميم ثلاثة أصول: أحدها يدلُّ علي سكوتٍ و صمت، و الآخَر علي صلابةٍ و شدة، و الآخر علي عَضٍّ «5» و مَذَاقة.
فالأوَّل الرجُل الذي لا يُفصح، هو أعجمُ، و المرأة عجماءُ بيِّنة العُجمَة. قال أبو النَّجم:
______________________________
(1) ديوان الأعشي 46.
(2) ديوان الخنساء 26.
(3) ديوان الأعشي 47 برواية:
«حتي يظل عميد القوم متكئا»
. (4) في الأصل: «و الاضطراب».
(5) في الأصل: «عصن».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 240
أعجمَ في آذانها فصيحا
و يقال عَجُم الرجل، إذا صار أعجَم، مثل سَمُر و أدُم و يقال للصَّبيِّ مادام لا يتكلَّم و لا يُفصح: صبيٌّ أعجم. و يقال: صلاةُ النّهار عَجْماء، إنما أراد أنّه لا يُجهرَ فيها بالقراءة. و قولهم: العَجَمُ الذين ليسوا من العرب، فهذا من هذا القياس كأنَّهم لمّا لم يَفْهَمُوا عنهم سَمُّوهم عَجَماً، و يقال لهم عُجْم أيضاً. قال:
دِيارُ ميَّةَ إذْ* مَيٌّ تُسَاعِفُنا و لا يَرَي مثلها عُجْم و لا عَرَبُ «1»
و يقولون: استَعجمَتِ الدَّارُ عن جَواب السَّائل. قال:
صَمَّ صَداها و عفَا رَسمُها و استَعْجَمَتْ عن مَنطقِ السّائلِ «2»
و يقال: الأعجميّ: الذي لا يُفْصِح و إنْ كان نازلًا بالبادية. و هذا عندنا غلَط، و ما نَعلم أحداً سمَّي أحداً من سكان البادية أعجميًّا، كما لا يسمُّونه عجميَّا، و لعلَّ صاحبَ هذا القول أراد الأعجم فقال الأعجميّ. قال الأصمعيّ: يقال: بعيرٌ أعجمُ، إذا كان لا يَهدِر. و العجماء: البهيمة، و سمِّيت عجماء لأنّها لا تتكلم، و كذلك كلُّ مَن لم يَقدِر علي الكلام فهو أعجمُ و مُستعجِم. و
في الحديث:
«جُرْحُ العَجْماء جُبَارٌ»
، تراد البَهيمة.
قال الخليل: حروف المعْجَم مخفّف، هي الحروف المقطَّعة، لأنّها أعجمية.
و كتابٌ مُعَجَّم، و تعجيمه: تنقيطه كي تستبين عُجْمَتُه و يَضِحَ. و أظنُّ أن الخليل أراد بالأعجمية أنّها ما دامت مقطَّعةً غير مؤلّفة تأليفَ الكلامِ المفهومِ، فهي
______________________________
(1) ديوان ذي الرمة 3.
(2) لامرئ القيس في ديوانه 148 و اللسان (صمم، صدي، عجم). و قد سبق في (صدي).
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 241
أعجميَّة؛ لأنَّها لا تدلُّ علي شي‌ء. فإن كان هذا أراد فله وجه، و إلّا فما أدري أيَّ شي‌ء أرَادَ بالأعجميَّة و الذي عندنا في ذلك أنّه أُريد بحروف المُعجَم حُروفُ الخطِّ المُعْجَم، و هو الخطُّ العربيّ، لأنَّا لا نعلم خَطًّا من الخطوط يُعْجَم هذا الإعجامَ حتَّي يدلّ علي المعاني الكثيرة. فأمَّا أنّه إعجام «1» الخطِّ بالأشكالِ فهو عندنا يدخل في باب العضِّ علي الشَّي‌ء لأنّه فيه، فسمي إعجاماً لأنّه تأثيرٌ فيه يدلُّ علي المعْني.
فأمّا قولُ القائل:
يريدُ أن يعرِبَه فيُعجِمُه «2»
فإنّما هو من الباب الذي ذكرناه. و معناه: يريد أن يُبِين عنه فلا يقدرُ علي ذلك، فيأتي به غيرَ فصيح دالّ علي المعني. و ليس ذلك من إعجام الخطِّ في شي‌ء.

عجن

العين و الجيم و النون أصلٌ صحيحٌ يدلُّ علي اكتناز شي‌ءٍ ليِّنٍ غير صُلب. من ذلك العَجَن، و هو اكتناز لحمِ ضَرْع النّاقة، و كذلك من البَقَر و الشّاء. تقول: إنّها عَجْناء بيِّنة العَجَن. و لقد عَجِنَتْ تَعْجَنُ عَجَناً.
و المتَعجِّن من الإبل: المكتنز سِمَناً، كأنّه لحمٌ بلا عَظْم.
و من الباب: عَجَن الخبَّازُ العجِينَ يَعجِنه عَجْناً. و ممّا يقرُب من هذا قولُهم
______________________________
(1) في الأصل: «فأما له عجام».
(2) نسب إلي رؤبة في اللسان (عجم). و انظر ملحقات ديوانه 186. لكن نسب إلي الحطيئة في العمدة (1: 74). و الرجز في ديوان الحطيئة 111.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 242
للأحمق: عجَّانٌ، و عجينة. قال: معناه أنَّهم يقولون: «فلانٌ يَعجِن بِمرفَقيه حُمْقاً «1»»، ثم اقتَصَروا علي ذلك فقالوا: عجِينةٌ و عَجّان، أي بمرْفَقَيه، كما جاء في المثل.
و من الباب: العِجان، و هو الذي يَستبرِئه البائل، و هو ليِّن. قال جَرير:
يَمُدُّ الحبلَ معتمداً عليه كأنّ عجانَه وترٌ جديدُ «2»

عجي

العين و الجيم و الحرف المعتل أصلٌ صحيحٌ يدلُّ علي وَهْن في شَي‌ءٍ، إمّا حادثاً و إمّا خِلقة.
من ذلك العُجَايَة، و هو عصبٌ مركَّب فيه فُصوصٌ من عِظام، يكونُ عند رُسْغ الدّابَّة، و يكون رِخواً. و زعموا أنَّ أحدهم يجوع فيدُقُّ تلك العُجَايةَ بَيْنَ فِهْرَين فيأكلُها. و الجمع العُجَايات و العُجَي. قال كعبُ بن زُهير:
سُمرُ العُجاياتِ يترُكْنَ الحَصي زِيَماً لم يَقِهِنَّ رءوسَ الأُكمِ تنعيلُ «3»
و مما يدلُّ علي صِحَّة هذا القياسِ قولهم للأمّ: هي تَعجُو ولدَها، و ذلك أن يُؤَخَّر رَضاعُه عن مَوَاقيتِه؛ و يُورِث ذلك وَهْنَاً في جِسْمه. قال الأعشي:
مشفِقاً قلبُها عليه فما تع جُوه إلّا عُفافَةٌ أو فُواقُ «4»
العُفافَة: الشَّي‌ء اليسير. و الفُواق: ما يجتمع في الضَّرع قبل الدِّرَّة.
______________________________
(1) في المجمل: «إن فلانا يعجن»، و في اللسان: «إن فلان ليعجن».
(2) اللسان (عجن) و الديوان 189 عن اللسان.
(3) في الأصل: «شم العجايات»، صوابه من ديوان كعب 14 و اللسان (عجا).
(4) ديوان الأعشي 141 و اللسان (عفف، عجا، عدا). و هذه الرواية تطابق إحدي روايتي اللسان (عجا). و قد سبق في (عف) برواية:
«لا تجافي عنه النهار و لا تعجوه»
و معظم الروايات كما في الديوان و اللسان:
«و تعادي عنه النهار»
.معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 243
و تَعْجُوه، أي تداويه بالغِذاء حَتّي ينهض. و اسم ذلك الولد العَجِيُّ، و الأنثي عَجِيَّة، و الجمع عَجَايا. قال:
عداني أن أزُورَك أنّ بَهْمِي عَجَايا كلّها إلّا قليلا «1»
و إذا مُنِع الولدُ اللّبَن و غُذِّي بالطّعام، قيل: قد عُوجِي. قال ذو الإصبع «2»:
إذا شئت أبصرت من عَقْبِهم يَتامَي يُعاجَوْنَ كالأذؤبِ
و قال آخر في وصف جراد:
إذا ارتحلت من منزلٍ خَلّفَتْ به عَجَايا يُحاثِي بالتُّرابِ صغيرُها «3»
و يروي:
«رذايا يُعاجَي …»

عجب

العين و الجيم و الباء أصلانِ صحيحان، يدلُّ أحدهما علي كِبْر و استكبارٍ للشَّي‌ء، و الآخر خِلْقه من خِلَق الحيوان.
فالأوّل* العُجْب، و هو أن يتكبَّر الإنسان في نفسه. تقول: هو مُعجَبٌ بنَفْسِه. و تقول من باب العَجَب: عَجِب يَعْجَبُ عَجَباً، و أمرٌ عجيب، و ذلك إذا استُكْبِر و استُعْظِم. قالوا: و زعم الخليل أنّ بين العَجِيب و العُجابِ فرقاً.
فأمّا العجيب و العَجَب مثله [فالأمرُ يتعجَّب منه «4»]، و أمّا العُجَاب فالذي يُجاوِز
______________________________
(1) أنشده في اللسان (عجا) و المجمل (عجو). و ضبط في المجمل بفتح كاف «أزورك»، و قد أهمل ضبطها في اللسان.
(2) في اللسان (عجا) أنه النابغة الجعدي.
(3) في الأصل:
«عجايا بجايا»
، صوابه من اللسان. و في المجمل:
«عجايا تحامي بالتراب دفينها»
. (4) تكملة استضأت بالمجمل في إثباتها. ففيه: «العجيب: الأمر يتعجب منه».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 244
حدَّ العجيب. قال: و ذلك مثل الطَّويل و الطُّوال، فالطويل في النَّاس كثير، و الطُّوال: الأهوج الطُّول. و يقولون: عجَبٌ عاجب. و الاستعجاب: شدة التعجُّب؛ يقال هو مُستَعجِب و متعجِّب مما يري. قال أوس:
و مستعجِبٍ مِمَّا يري من أناتِنَا و لو زَبنَتْه الحربُ لم يَترمرم «1»
و قِصَّةٌ عَجَب. و أعجبَني هذا الشَّي‌ء، و قد أُعجِبْت به. و شي‌ءٌ مُعْجِبٌ، إذا كان حسَناً جِدَّا.
و الأصل الآخر العَجْب «2»، و هو من كلِّ دابة ما ضُمَّتْ عليه الورِكان من أصل الذّنَب المغروز في مُؤَخَّر العَجُز. و عُجُوب الكُثْبان سمِّيت عُجوباً تشبيهاً بذلك، و ذلك أنّها أواخِر الكُثْبان المستدِقَّة. قال لبيد:
بعُجوب أنقاءِ يَميلُ هَيَامُها «3»
و ناقَةٌ عَجْباء: بيِّنة العَجَب و العُجْبة «4»، و شدَّ ما عَجِبَت، و ذلك إذا دقَّ أعلي مؤخَّرها و أشرفت جاعرتاها؛ و هي خِلْقةٌ قبيحة.
______________________________
(1) ديوان أوس بن حجر 27 و اللسان (عجب، رمم). و قد سبق في (رم).
(2) ضبط في القاموس بفتح العين، و في اللسان بفتحها و ضمها.
(3) من معلقته المشهورة. و صدره:
يجتاب أصلا قالصا متنبذاً
(4) لم ترد هذه الكلمة في المعاجم المتداولة.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 245‌

باب العين و الدال و ما يثلثهما

عدر

العين و الدال و الراء ليس بشي‌ء. و قد ذُكرت فيه كلمة.
قالوا: العدْر «1»: المطر الكثير.

عدس

العين و الدال و السين ليس فيه من اللّغة شي‌ء، لكنّهم يسمُّون الحبَّ المعروفَ عَدَساً. و يقولون: عَدَس، زجرٌ للبغال. قال:
عَدَسْ ما لِعَبَّادٍ عليك إمارةٌ نَجوتِ و هذا تحملينَ طليقُ «2»
و قوله:
إذا حَمَلْتُ بِزَّتي علي عَدَسْ «3»
فإنّه يريد البغلة، سمَّاها «عَدَسْ» بزَجْرها.

عدف

العين و الدال و الفاء أُصَيلٌ صحيح يدلُّ علي قِلّةٍ أو يسيرٍ من كثير. من ذلك العَدْف و العَدُوف، و هو اليسير من العَلَف. يقال: ما ذاقت الخيل عَدُوفا. قال:
و مُجَنَّباتٍ ما يَذُقْنَ عَدوفاً يَقذِفن بالمُهَرات و الأمهارِ «4»
و العَدْف: النَّوال القليل. يقال: أصبنا من ماله عَدْفا.
______________________________
(1) بفتح العين و ضمها كما في اللسان. و ضبط في الأصل و المجمل بالفتح فقط.
(2) ليزيد بن مفرغ، كما في اللسان (عدس) و الخزانة (2: 514).
(3) الرجز في اللسان (عدس) و المخصص (6: 183). و قد سبق في (طفو).
(4) للربيع بن زياد العبسي، يحرض قومه في طلب دم مالك بن زهير العبسي. و ينسب أيضاً لقيس بن زهير. اللسان (مهر، عدف). و انظر إصلاح المنطق 432.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 246
و من الباب العِدْفة، و هي كالصَّنِفَة من الثَّوب. و أمَّا قول الطرِمَّاح:
حَمّالُ أثقالِ دِيات الثَّأي عن عِدَف الأصل و كُرَّامِها «1»
قالوا: العِدَف: القليل «2».

عدق

العين و الدال و القاف ليس بشي‌ء. و ذكروا أنّ حديدة ذاتَ شُعَبٍ يُستخرج بها الدَّلو من البئر يقال لها: عَوْدَقة. و حكَوا: عَدَق بِظَنِّه، مثل رَجَم. و ما أحسب لذلك شاهداً من شعرٍ صحيح.

عدك

العين و الدال و الكاف ليس بشي‌ء، إلّا كلمةً من هَنَواتِ ابن دُرَيد، قال: العَدْك: ضرب الصُّوف بالمِطْرَقة «3».

عدل

العين و الدال و اللام أصلان صحيحان، لكنَّهما متقابلان كالمتضادَّين: أحدُهما يدلُّ علي استواء، و الآخر يدلُّ علي اعوجاج.
فالأول العَدْل من النَّاس: المرضيّ المستوِي الطّريقة. يقال: هذا عَدْلٌ، و هما عَدْلٌ. قال زهير:
متي يَشْتجرْ قومٌ يَقُلْ سَرَوَاتُهُمْ هُم بيننا فهمْ رِضاً و هُمُ عدلُ «4»
و تقول: هما عَدْلانِ أيضاً، و هم عُدولٌ، و إنّ فلاناً لعَدْلٌ بيِّن العَدْل و العُدُولة «5». و العَدْل: الحكم بالاستواء. و يقال للشَّي‌ء يساوي الشي‌ء: هو
______________________________
(1) ديوان الطرماح 163 و اللسان (عدف).
(2) في شرح الديوان: «يعني يزيد بن المهلب. و عدفة كل شي‌ء: أصله الذاهب في الأرض».
(3) نص ابن دريد (2: 28): «و العدك لغة يمانية زعموا، و هو ضرب الصوف بالمطرقة»
(4) ديوان زهير 107.
(5) و العدالة أيضاً. و العدولة لم ترد في اللسان و وردت في القاموس.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 247
عِدْلُه. و عَدلْتُ بفلانٍ فلاناً، و هو يُعادِله. و المُشْرِك يَعدِل بربّه، تعالي عن قولهم عُلُوًّا كبيراً، كأنه يسوِّي به غيره.
و من الباب: العِدْلان: حِمْلا الدَّابّة، سمِّيا بذلك لتساويهما. و العَديل:
الذي يعادلك في المَحْمِل. و العَدْل: قِيمة الشي‌ء و فِدَاؤُه. قال اللّٰه تعالي: وَ لٰا يُقْبَلُ مِنْهٰا عَدْلٌ، أي فِدْية. و كلُّ ذلك من المعادَلة، و هي المساواة.
و العَدْل: نقيض الجَوْر، تقول: عَدَل في رعيته. و يومٌ معتدل، إذا تساوَي حالا حرِّه و بَرْدِه، و كذلك في الشي‌ء المأكول. و يقال: عدَلْتُه حتي اعتدل، أي أقمته* حتي استقامَ و استوَي. قال:
صَبَحْتَ بها القوم حتي امْتَسَكْ تَ بالأرض تَعْدِلُها أن تميلا «1»
و من الباب: المعتدِلة من النُّوق، و هي الحسنة المتَّفقة الأعضاء. فأمَّا قولهم لِضَرْبٍ من السُّفن: عَدَوْلِيَّة، فقد يجوز أن يكون من القِياس الذي قِسْناه، لأنها لا تكون إلّا مستويةً معتدِلة. علي أنَّ الخليلَ زَعَم أنّها منسوبة إلي موضعٍ يقال له عَدَوْلَي. قال طرفة:
عَدَوْليَّةٍ أو من سفين ابنِ يامِنٍ يجورُ بها الملَّاحُ طوراً و يهتدِي «2»
فأمّا الأصل الآخَر فيقال في الاعوجاج: عَدَل. و انعدَلَ، أي انعَرَج.
و قال ذو الرُّمَّة:
و إنِّي لأُنْحِي الطَّرفَ من نحوِ غيرها حياءً و لو طاوعتُه لم يُعادِل «3»
______________________________
(1) في اللسان: «أعدلها أن تميلا».
(2) من معلقته المشهورة.
(3) ديوان ذي الرمة 493. و الشاهد فيه أن: «لم يعادل» بمعني لم ينعدل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 248‌

عدم

العين و الدال و الميم أصلٌ واحدٌ يدلُّ علي فِقْدَان الشي‌ء و ذَهابه. من ذلك العَدَم. و عَدِم فلانٌ الشَّي‌ءَ، إذا فقده. و أعْدمه اللّٰه تعالي كذا، أي أفاتَه. و العديم: الذي لا مالَ له؛ و يجوز جمعُه علي العُدَماء، كما يقال فقير و فُقَراء. و أعْدَمَ الرّجلُ: صار ذا عدمٍ «1». و قال في العديم:
و عَدِيمُنا متعففٌ متكرِّمٌ و علي الغنيِّ ضَمانُ حقِّ المُعْدِمِ
و قال في العدم حسّانُ بن ثابت:
رُبَّ حِلمٍ أضاعه عَدَم الما لِ و جهلٍ غطّي عليه النّعيمُ «2»

عدن

العين و الدال و النون أصلٌ صحيح يدلُّ علي الإقامة. قال الخليل: العَدْن: إقامة الإبل في الحَمْض خاصّة. تقول: عَدَنَت الإبل تَعْدِن عَدْناً.
و الأصل الذي ذكره الخليل هو أصلُ الباب، ثمَّ قيس به كلُّ مُقام، فقيل جنةُ عَدْنٍ، أي إقامة. و من الباب المعدِنُ: مَعدن الجواهر. و يقيسون علي ذلك فيقولون: هو مَعدن الخَير و الكَرَم. و أمّا العِدَان و العَدان فساحِلُ البحر. و يجوز أن يكون من القياس الذي ذكرناه، و ليس ببعيد. و قال لبيد:
و لقد يعلم صَحبي كلُّهم بِعَدَانِ السَّيفِ صبري و نَقَلْ «3»
و عَدَنُ: بلد.
______________________________
(1) يقال بفتحتين و ضمتين، و ضمة.
(2) ديوان حسان 378 و البيان (2: 325/ 4: 58).
(3) ديوان لبيد 14 طبع 1881 و اللسان (عدن، سيف، نقل) و إصلاح المنطق 60 و المخصص (2: 129). و في اللسان (سيف) أن السيف: موضع. و في (عدن) أن شمرا رواه بفتح العين، و رواية أبي الهيثم بكسرها.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 249‌

عدو

العين و الدال و الحرف المعتل أصلٌ واحدٌ صحيحٌ يرجع إليه الفروعَ كأنّها، و هو يدلُّ علي تجاوُزِ في الشي‌ء و تقدُّمٍ لما ينبغي أن يقتصر عليه.
من ذلك العَدّو، و هو الحُضْر. تقول: عدا يعدو عَدْواً، و هو عادٍ. قال الخليل:
و العُدُوُّ مضموم مثقّل، و هما لغتان: إحداهما عَدْو كقولك غَزْو، و الأُخري عُدُوّ كقولك حُضور و قُعود. قال الخليل: التعدِّي: تجاوز ما ينبغي أن يُقْتَصَر عليه.
و تقرأ هذه الآية علي وجهين: فَيَسُبُّوا اللّٰهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ و عدوّا «1».
و العادي: الذي يعدو علي الناس ظُلْماً و عُدواناً. و فلانٌ يعدو أمرَكَ، و ما عَدَا أنْ صَنَع كذا. و يقال من عَدْوِ الفرس: عَدَوَانٌ، أي جيِّد العَدْوِ و كثيرُه. و ذئب عَدَوَانٌ: يعدُو علي الناس. قال:
تَذْكُرُ إذ أنت شديدُ القَفْزِ «2» نَهْدُ القُصَيْرَي عَدَوانُ الجَمْزِ «3»
و تقول: ما رأيت أحداً ما عدا زَيْداً. قال الخليل: أي ما جاوَزَ زيداً.
و يقال: عدا فلانٌ طَورَه. و منه العُدْوانُ، قال: و كذلك العَدَاء، و الاعتداء، و التعدِّي. و قال أبو نُخَيلة:
ما زال يَعدُو طَورَه العبدُ الرَّدِي و يعتدي و يعتدي و يعتدي
قال: و العُدْوان: الظلم الصُّراح «4». و الاعتداء مشتقُّ من العُدْوَان. فأمَّا
______________________________
(1) هذه قراءة يعقوب و الحسن. و قراءة الجمهور: «عَدْواً» بفتح العين و سكون الدال.
إتحاف فضلاء البشر 215.
(2) في الأصل: «الفقر»، و صوابه من اللسان (عدا).
(3) بعده في اللسان:
و أنت تعدو بخروف مبزي
(4) في الأصل: «التراح»، صوابه في المجمل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 250
العَدْوَي فقال الخليل: هو طلبك إلي والٍ أو قاضٍ أن يُعدِيَك علي مَن ظَلَمك أي يَنقِم «1» منه باعتدائه عليك. و العَدْوَي ما يقال إنّه يُعدِي، من جَرَبٍ أو داء «2». و
في الحديث: «لا عَدْوَي و لا يُعدِي شي‌ءٌ شيئا»
. و العُدَواء كذلك «3».
و هذا قياسٌ، أي إذا كان به داءٌ لم يتجاوزْه إليك. و العَدْوَة: عَدوَة اللّصّ و عدوة المُغِير. يقال عدا عليه فأخَذَ مالَه، و عدا عليه بسيفه: ضَرَبه لا يريد به عدواً علي رجليه، لكن هو من الظُّلم. و أما قوله:
و عادت عَوادٍ بيننا و خُطُوب «4»
فإنّه يريد أنّها تجاوَزَتْ حتَّي شغلت. و يقال: * كُفَّ عنا عادِيَتَك.
و العادية: شُغل من أشغال الدَّهر يَعدُوك عن أمرك، أي يَشغلُك. و العَدَاء:
الشُّغْل. قال زُهير:
فصَرَّمْ حَبلَها إذْ صرَّمتهُ و عَادَك أن تلاقِيَها عَداء «5»
فأمَّا العِدَاء فهو أن يُعادِيَ الفرسُ أو الكلبُ [أو] الصَّيّادُ بين صيدين «6»، يَصرع أحدَهما علي إثر الآخر. قال امرؤ القيس:
______________________________
(1) في الأصل: «ينقسم».
(2) في الأصل: «أوداب».
(3) انفرد بذكر هذه اللغة لهذا المعني. و ليس في سائر المعاجم إلا فرس ذو عدواء، إذا لم يكن ذا طمأنينة و سهولة. و مكان ذو عدواء، أي ليس بمطمئن. و عدواء الشوق: ما برح بصاحبه. و العدواء أيضاً: إناخة قليلة. و العدواء كذلك: بعد الدار.
(4) عجز بيت لعلقمة الفحل في ديوانه 131 و المفضليات 191. و صدره:
يكلفني ليلي و قد شط وليها
و في الأصل: «عدت عواد»، تحريف.
(5) الديوان 62. و في اللسان بعد إنشاده: «قالوا: معني عادك عداك، فقلبه».
(6) في المجمل: «أن يعادي الفرس أو الصائد بين الصيدين».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 251
فعادَي عِداءً بين ثَورٍ و نعجة و بين شَبوبٍ كالقضيمة قَرْهبِ «1»
فإن ذلك مشتقٌّ من العَدْو أيضاً، كأنّه عَدَا علي هذا و عدا علي الآخَر.
و ربما قالوا: عَدَاءٌ، بنصب العين. و هو الطَّلَق الواحد. قال:
يَصْرع الخَمْسَ عَدَاءً في طَلَق «2»
و العَدَاء: طَوَار كلِّ شي‌ءٍ، انقاد معه من عَرضه أو طُوله. يقولون: لزِمتُ عَدَاء النَّهر، و هذا طريقٌ يأخُذ عَداءَ الجَبَل. و قد يقال العُدْوة في معني العَداءِ، و ربما طُرحت الهاء فيقال عِدْوٌ، و يُجمَع فيقال: أعداء النّهر، و أعداء الطريق.
قال: و التَّعداء: التَّفعال. و ربما سمّوا المَنْقَلة «3» العُدَواء. و قال ذو الرمة:
هامَ الفؤادُ بذكراها و خامَرَهُ منها علي عُدَواء [الدَّارِ] تَسقيمُ «4»
قال الخليل: و العِنْدأْوة: التواء و عَسَر قال الخليل: و هو من العَدَاء.
و تقول: عَدَّي [عن الأمر] يعدِّي تعديةً، أي جاوزَه إلي غيره. و عدّيت عنِّي الهَمَّ، أي نحّيته عنِّي. و عدِّ عنِّي إلي غيري. و عَدِّ عن هذا الأمر، أي تجاوَزْه و خُذ في غيره. قال النابغة:
فعدِّ عمّا تري إذْ لا ارتجاعَ له و انم القُتود علي عَيرانةٍ أُجُدِ «5»
______________________________
(1) ديوان امرئ القيس 86 و اللسان (عدا).
(2) أنشده في اللسان (عدا 257).
(3) المنقلة: الأرض فيها حجارة تنقلها قوائم الدواب من موضع إلي موضع. و في الأصل «المشغلة»، تحريف. و فسر «العدواء» في المجمل بأنها بعد الدار.
(4) ديوان ذي الرمة 570 و اللسان (سقم). و عجزه في المجمل (عدا) و اللسان (عدا 261). و كلمة «الدار» ساقطة من الأصل و إثباتها من المراجع السالفة الذكر.
(5) ديوان النابغة 17 و اللسان (نمي).
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 252
و تقول: تعدّيت المفازةَ، أي تجاوزتُها إلي غيرها. و عَدَّيت النّاقةَ أُعدِّيها. قال:
و لقد عَدَّيْتَ دَوْسَرَةً كعَلَاة القَيْنِ مِذكارا «1»
و من الباب: العدُوّ، و هو مشتقٌّ من الذي قدّمْنا ذِكره، يقال للواحد و الاثنين و الجمعِ: عدوّ. قال اللّٰه تعالي في قِصّة إبراهيم: فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلّٰا رَبَّ الْعٰالَمِينَ. و العِدَي و العُدَي و العادِي «2» و العُدَاة. و أمّا العُدَواء فالأرض اليابسة الصلبة، و إنَّما سمِّيت بذلك لأنّ مَن سكنها تعدّاها. قال الخليل: و ربَّما جاءت في جوف البئر إذا حفرت، و ربَّما كانت حجراً حتَّي يَحِيدوا عنها بعضَ الحَيْد. و قال العجّاج في وصف الثَّور و حَفْره الكِنَاس، يصفُ أنّه انتهي إلي عُدَوَاءَ صُلبةٍ فلم يُطِقْ حَفْرَها فاحرَوْرَف عنها:
و إن أصابَ عُدَوَاءَ احْرَورفا عنها و وَلَّاها الظُّلوف الظُّلَّفا «3»
و العُدْوة: صَلابةٌ من شاطي‌ء الواد. و يقال عُدْوة، لأنّها تُعادِي النّهر مثلا، أي كأنّهما اثنان يتعاديَانِ. قال الخليل: و العَدَويّة من نبات الصَّيف بعد ذَهاب الرَّبيع، يخضرُّ فترعاه الإبل. تقول: أصابت الإبل عَدَويَّه، وزنه فَعَليّة.

عدب

العين و الدال و الباء زعم الخليل أنَّه مهمل، و لعلّه لم يبلغْه فيه شي‌ء. فأمّا البناء فصحيح. و العَدَاب: مسترِقٌّ من الرَّمل. قال ابن أحمر:
______________________________
(1) البيت لعدي بن زيد، كما سبق في (ذكر)، و كما في اللسان (دسر).
(2) في الأصل: «و العدي».
(3) البيتان في ملحقات ديوان العجاج 83. و أنشدهما في اللسان (عدا، حرف، ظلف).
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 253
كثَور العَدَاب الفَرْدِ يَضْرِبُه الندي تَعلَّي النَّدي في مَتْنِهِ و تحدّرا «1»
و اللّٰه أعلم.

باب العين و الذال و ما يثلثهما

عذر

العين و الذال و الراء بناءٌ صحيح له فروعٌ كثيرة، ما جعَلَ اللّٰه تعالي فيه وجهَ قياسٍ بَتَّةً، بل كلُّ كلمةٍ منها علي نَحوِها و جِهَتها مفردة.
فالعُذْر معروف، و هو رَوْم الإنسان إصلاحَ ما أُنكِرَ عليه بكلام. يُقال منه:
عَذَرْتُه فأنا أعْذِرُه عَذْراً، و الاسم العُذْر. و تقول: عَذَرْتُه من فلان، أي لُمْتُه «2» و لم ألُم هذا. يُقال: مَن عذيري من فلان، و مَن يَعذِرني منه. قال:
أريد حِبَاءه و يُريدُ قَتْلي عَذيرَكَ من خليلكَ من مُرادِ «3»
و يقال إنّ عَذِير الرّجل: ما يروم و يُحاوِل ممّا يُعذَر عليه إذا فَعَله. قال
______________________________
(1) أنشده في اللسان (عدب)، و هو في المجمل (عدب) بدون نسبة.
(2) في الأصل: «أي لمت منه».
(3) البيت لعمرو بن معديكرب، يقوله في قيس بن مكشوح المرادي، كما في الكامل 550 ليبسك و الأغاني (9: 12). و بعده:
و لو لاقيتني و معي سلاحي تكشف شحم قلبك عن سواد
و تروي الأبيات التي منها هذا البيت لدريد بن الصمة في الأغاني. و انظر الأغاني (11: 32).
و كان علي إذا نظر إلي ابن ملجم يتمثل بهذا البيت، كما في الأغاني و الكامل و أمثال الميداني. و أنشد عجزه في اللسان (عذر 222).
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 254
الخليل: و كان العجّاجُ يرمُّ رَحْلَه «1» لسفرٍ أرادَه، فقالت امرأتُه: ما [هذا] الذي ترُمُّ «2»؟ فقال:
جارِيَ لا تستنكري عَذِيري «3»
يريد: لا تُنكرِي ما أحاول. ثم فَسَّر في بيتٍ آخر فقال:
سيري و إشفاقي علي بعيري «4»
و تقول: اعتذر يَعتذِر اعتذاراً و عِذْرة من ذنبه فعذرْتُه. و المَعذِرة الاسم.
قال اللّٰه سبحانه: قٰالُوا مَعْذِرَةً إِليٰ رَبِّكُمْ «5». و أعذَر فلانٌ، إذا أبْلَي عُذْراً فلم يُلَمْ. و من هذا الباب قولهم: عذَّر الرّجلُ تعذيراً، إذا لم يبالِغْ في الأمر و هو يريكَ أنّه مبالغٌ فيه. و في القرآن: وَ جٰاءَ الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الْأَعْرٰابِ و يقرأ:
المُعْذِرُون «6». قال أهل العربيّة: المُعْذِرون بالتخفيف هم الذين لهم العُذْر؛ و الْمُعَذِّرُونَ: الذين لا عُذْرَ لهم و لكنَّهم يتكلَّفون عُذرا. و قولهم للمقصِّر في الأمر:
مُعَذِّر، و هو عندنا من العُذْر أيضاً، لأنّه يقصِّر في الأمر مُعوِّلا علي العُذْر الذي لا يريد يتكلف «7».
______________________________
(1) في الأصل: «يروم رحلة»، صوابه مقتبس من اللسان، ففيه: «فكان يرم رحل ناقته لسفره»، أي يصلحه.
(2) في الأصل: «تروم»، صوابه و التكملة التي قبله من اللسان (عذر).
(3) ديوان العجاج 26، و هو مطلع أرجوزة له. و أنشده كذلك في المجمل و اللسان (عذر).
(4) في الديوان: «سعي و إشقاقي»، و قد نبه عليها في اللسان.
(5) مَعْذِرَةً بالنصب، قراءة حفص، نصب علي المفعول من أجله، أو علي المصدر، أو علي المفعول به لأن المعذرة تتضمن كلاما، و حينئذ تنصب بالقول، كقلت خطبة. و قد وافقه في هذه القراءة اليزيدي مخالفاً أبا عمرو. و باقي القراء علي الرفع علي الخبرية، أي هذه معذرة، أو موعظتنا معذرة. إتحاف فضلاء البشر 232.
(6) هذه قراءة يعقوب، و وافقه الشنبوذي. و الباقون بفتح العين و تشديد الذال المكسورة.
إتحاف فضلاء البشر 244.
(7) كذا وردت هذه العبارة.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 255
و باب آخَر لا يشبه الذي قبلَه، يقولون: تعذَّر الأمرُ، إذا لم يَستقِم. قال امرؤُ القيس:
و يوماً علي ظَهرِ الكَثيب تعَذَّرتْ عَلَيَّ و آلت حَلْفةً لم تَحَلَّلِ «1»
و بابٌ آخَر لا يشبه الذي قبلَه: العذار: عِذار اللِّجام. قال: و ما كان علي الخَدَّين من كيٍّ أو كدحٍ طُولًا فهو عذار. تقول من العِذَار: عَذَرْتُ الفرس فأنا أعذُرُه عَذْراً بالعِذار، في معني ألجمته. و أعْذَرتُ اللِّجام، أي جعلت له عِذاراً.
ثم يستعيرون هذا فيقولون للمنهمِك في غَيِّه: «خَلَعَ العِذار». و يقال من العِذار:
عَذّرْتُ الفرسَ تعذيراً أيضاً.
و بابٌ آخرُ لا يشبه الذي قبلَه: العِذَار «2»، و هو طعامٌ يدعي إليه لحادثِ سُرُور. يقال منه: أعذروا إعذاراً. قال:
كلِّ الطَّعامِ تشتهي ربيعَهْ الخُرْسَ و الإعذارَ و النقيعهْ «3»
و يقال بل هو طعامُ الخِتان خاصّة. يقال عُذِر الغُلامُ، إذا خُتِنَ. و فلانٌ و فلانٌ عذارُ عامٍ واحد «4».
و باب آخر لا يشبه الذي قبله: العَذَوَّر، قال الخليل: هو الواسع الجَوف الشديد العِضاض «5». قال الشاعر يصف الملْكَ أنه واسعٌ عريض:
______________________________
(1) البيت من معلقته المشهورة.
(2) و يقال له أيضاً «إعذار» و «عذير» و «عذيرة».
(3) الرجز في اللسان (خرس، عذر، نقع).
(4) في اللسان: «و في الحديث: كنا إعذار عام واحد، أي ختنا في عام واحد. و كانوا يختتنون لسن معلومة فيما بين عشر سنين و خمس عشرة».
(5) هذا من صفة الحمار، كما في اللسان و كما سيأتي. و في المجمل: «و حمار عذور: واسع الجوف».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 256
و حازَ لنا اللّٰه النُّبوّةَ و الهدي فأعطي به عزَّا و مُلكا عَذَوَّرَا
و مما يشبه هذا قول القائل يمدح «1»:
إذا نزلَ الأضيافُ كان عذَوَّراً علي الحيِّ حتي تَستقِلَّ مَرَاجِلُه «1»
قالوا: أراد سيئَ الخلق حَتَّي تُنصَب القُدور. و هو شبيه بالذي قاله الخليل في وصف الحمار الشديد العضاض.
و بابٌ آخَر لا يشبه الذي قبله: العُذْرة: عُذْرَة الجارية العذراء، جاريةٌ عذراءُ: لم يَمسَّها رجل. و هذا مناسبٌ لما مضي ذكرُه في عُذْرة الغلام.
و بابٌ آخر لا يشبه الذي قبله: العُذرة: وجعٌ يأخذ في الحَلْقِ. يقال منه:
عُذِر فهو معذور. قال جرير:
غمزَ ابن مُرَّةَ يا فرزدَقُ كَيْنَهَا غَمْزَ الطبيبِ نَغانغ المعذورِ «2»
و بابٌ آخر لا يشبه الذي قبله: العُذْرة: نجمٌ إذا طلع اشتدَّ الحر، يقولون:
«إذا طلعَتِ العُذْرة، لم يبق بعُمان بُسْرَة».
و باب آخر لا يشبه الذي قبله: العُذْرة: خُصلةٌ من شعر، و الخُصلة من عُرف الفَرَس. و ناصيتُه عُذرة. و قال:
سَبِط العُذَرةِ ميّاح الحُضُرْ
______________________________
(1) الحق أن الشعر رثاء، و القائل هو زينب بنت الطثرية ترثي أخاها يزيد، من مقطوعة في الحماسة (1: 432- 433) و حماسة البحتري 433. و أنشد البيت في المجمل و اللسان (عذر).
(2) سبق إنشاده و تخريجه في (دغر). و ابن مرة هذا هو عمران بن مرة المنقري، و كان أسر «جعثن» أخت الفرزدق يوم السيدان، و في ذلك يقول جرير أيضاً (انظر اللسان كين):
يفرج عمران بن مرة كينها و ينزو نزاء العير أعلق حائله
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 257
و بابٌ آخر لا يشبه الذي قبلة: العَذِرة: فِناء الدّار. و
في الحديث:
«اليهودُ أنتَنُ خَلْقِ اللّٰه عَذِرَة»
، أي فِناءً. ثم سمِّي الحَدَثُ عَذِرة لأنَّه كان يُلقَي بأفنية الدُّور.

عذق

العين و الذال و القاف أصلٌ واحد يدلُّ علي امتدادٍ في شي‌ء و تعلق شي‌ء بشي‌ء. من ذلك العِذْق عِذْق النَّخلة، و هو شمراخ من شماريخها.
و العَذْق: النخلة، بفتح العين. و ذلك كله من الأشياء المتعلِّقة بعضُها ببعض. قال:
و يُلْوِي بريَّان العَسِيب* كأنه عَثَاكِيل عَذْقٍ من سُمَيْحَة مُرطب «1»
قال الخليل: العِذْق من كلِّ شي‌ء: الغُصْن ذو الشُّعَب.
و من الباب: عُذِقَ الرّجُل، إذا وُسمَ بعلامةٍ يُعرَف بها. و هذا صحيح، و إنما هذا من قولهم: عَذَقَ شاتَهُ يَعْذُقُهَا عَذْقاً، إذا علَّقَ عليها صوفةً تخالفُ لونَها.
و ممّا جري مجري الاستعارة و التمثيل قولهم: «في بني فلانٍ عِذْقٌ كَهْلٌ» إذا كان فيهم عِزُّ و مَنْعَة. قال ابن مُقْبِل:
و في غَطَفَانَ عِذْقُ صِدقٍ ممنَّعٌ علي رغم أقوامٍ من النّاس يانعُ «2»

عذل

العين و الذال و اللام أصلٌ صحيح يدلُّ علي حَرٍّ «3» و شِدَّةٍ فيه، ثم يقاس عليه ما يقاربه. من ذلك اعتذَل الحرُّ: اشتدّ. قال أبو عبيد: أيّام مُعتذلات: شديداتُ الحرارة.
______________________________
(1) لامرئ القيس في ديوانه 83 برواية: «و أسحم ريان العسيب». سميحة: بئر بالمدينة.
(2) في اللسان (عذق): «عذق عز».
(3) في الأصل: «حرارة».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 258
و مما قيس علي هذا قولهم: عَذَل فلانٌ فلاناً عَذْلًا، و العَذَل الاسم. و رجلٌ عذّالٌ و امرأةٌ عذَّالة، إذا كثر ذلك منهما. و العُذَّال الرِّجال، و العُذّل النِّساء.
و سمِّيَ هذا عَذْلًا لما فيه من شدّة و مَسِّ لَذْع. قال:
غَدَتْ عَذَّالتَايَ فقلتُ مهلًا أفي وجدٍ بسَلمي تَعذُلانِي «1»

عذم

العين و الذال و الميم أُصيلٌ صحيح يدل علي عَضٍّ و شِبهه.
قال الخليل: أصل العَذمِ العضّ، ثم يقال: عَذَمَهُ بلسانه يَعْذِمُه عَذْماً، إذا أخذه بلسانه. و العَذيمة: الملامة. قال الراجز:
يَظَلُّ مَن جارَاه في عذائمِ من عنفوانِ جريِهِ العُفاهِمِ «2»
أي مَلَامَات. و فرسٌ عَدوم. فأما العَذَمْذَم فإن الخليل ذكره في هذا الباب بغين معجمة، و قال غيره: بل هو غَذَمْذَم بالغين. قال الخليل: و هو الجُرَاف: يقال: مَوت غَذَمْذَم: جُراف لا يُبقي شيئاً. قال:
ثِقالُ الجفانِ و الحلومِ رحاهُم رَحَي الماء يكتالون كَيْلًا عَذَمذَما «3»

عذي

العين و الذال و الحرف المعتل أُصيل صحيح يدلُ علي طِيبِ تُربة. قال الخليل و غيره: العَذَاةُ: الأرض الطيِّبة التربة، الكريمة المَنبِت. قال:
بأرضٍ هِجانِ التُّرْب و سمَّية الثَّرَي عَذَاةٍ نأت عنها المُؤُوجة و البحرُ «4»
______________________________
(1) أنشده في اللسان (عذل).
(2) الرجز في اللسان (عذم، عفهم). و قد نسبه في (عفهم) إلي غيلان و البيت الأول في المخصص (12: 175).
(3) البيت لشقران مولي سلامان، كما في اللسان (غذم) من مقطوعة اختارها أبو تمام في الحماسة (2: 274).
(4) ديوان ذي الرمة 211 و اللسان (عذا، مأج). و رواية الديوان و المجمل و الموضع الأول من اللسان: «الملوحة».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 259
قال: و العِذْيُ: الموضع يُنبِت شتاءً و صيفا من غير نَبع. و يقال: هو الزرع لا يُسقَي إلّا من ماء المطر، لبُعده من المياه. قالوا: و يقال لها العَذا، الواحدة عَذاةٌ. و أنشدوا:
بأرضٍ عَذاةٍ حَبَّذا ضَحَواتُها و أطيبُ منها ليلُه و أصائله

عذب

العين و الذال و الباء أصلٌ صحيح، لكنّ كلماتِه لا تكاد تنقاس، و لا يمكن جمعُها إلي شي‌ء واحد. فهو كالذي ذكرناه آنفاً في باب العين و الذال و الرّاء. و هذا يدلُّ علي أنّ اللُّغة كلِّها ليست قياساً، لكنْ جُلُّها و معظمُها.
فمن الباب: عَذُبَ الماء يَعْذُبُ عُذُوبَةً، فهو عَذْبٌ: طيّب. و أعذَبَ القومُ، إذا عذُب ماؤهم. و استعذبوا، إذا استقَوا و شَرِبوا عَذْباً.
و بابٌ آخر لا يُشبِه الذي قبلَه، يقال: عَذَب الحمار يَعْذِب عَذْباً و عُذوبا فهو عاذبٌ [و] عَذُوب: لا يَأكل من شدّة العطش. و يقال: أعذَبَ عن الشَّي‌ء، إذا لَهَا عنه و تركَه. و
في الحديث: «أعْذِبوا عن ذِكْر النِّساء»
. قال:
و تبدَّلوا اليعبوبَ بعد إلههم صَنَماً ففِرّوا يا جَديَل و أعذِبُوا «1»
و يقال للفرس و غيرِه عَذوبٌ، إذا بات لا يأكل شيئاً و لا يشرب، لأنّه ممتنع من ذلك.
و بابٌ آخَر لا يشبه الذي قبله: العَذُوب: الذي ليس بينه و بين السّماء سِتر، و كذلك العاذب. قال نابغةُ الجعديُّ «2»:
______________________________
(1) البيت لعبيد بن الأبرص في ديوانه 12 و الحيوان (3: 100) و الخزانة (3: 246).
(2) حذف أل في مثله جائز. و جاء فيه قول الشاعر، و أنشده في اللسان (نبغ):
و نابغة الجعدي بالرمل بيته عليه صفيح من تراب موضع
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 260
فباتَ عَذُوباً «1» للسَّماء كأنّه سُهيلٌ إذا ما أفردَتهُ الكواكبُ
فأمّا قول الآخر:
بِتنَا عُذُوباً و باتَ البَقُّ يلْسِبُنا عند النُّزول قِراناً نبْحُ دِرْواسِ «2»
فممكن أن يكونَ أراد: ليس بيننا و بين السَّماء سِتر، و ممكنٌ أن يكون من الأول إذا باتُوا لا يأكلون و لا يَشرَبون.
و حكي الخليل: عذَّبتُه تعذيباً، أي فَطَمتُه. و هذا من باب الامتناع مِن المأكل و المَشرَب.
و بابٌ آخرُ لا يُشبِه الذي قبله: العَذاب، يقال منه: عذَّب تعذيباً.
و ناسٌ يقولون: أصل العَذاب الضَّرب. و احتجُّوا بقول زُهير:
و خَلْفَها سائقٌ يحدُو إذا خَشيت منه العَذابَ تمدُّ الصُّلبَ و العُنُقا «3»
قال: ثم استُعِير ذلك في كلِّ شِدّة.
و بابٌ آخرُ لا يُشبِه الذي قبله، يقال لطَرَف السَّوط عَذَبة، و الجمع عَذَب. قال:
غُضْفٌ مهرَّتَة الأشداقِ ضارية مثلُ السَّراحين في أعناقها العَذَبُ «4»
و العَذَبة في قضيب البعير: أسَلتُه. و العُذَيب: موضع.
______________________________
(1) أنشده في اللسان (عذب).
(2) هذا إنشاد غريب، ففي الحيوان (2: 22):
بتنا و بات جليد الليل يضربنا بين البيوت قرانا نبح درواس
و في اللسان (لسب، بقق، شوي):
بتنا عذوبا و بات البق يلسبنا نشوي القراح كأن لاحي بالوادي
و رواية اللسان (ندل) و التبريزي (1: 384): «عند الندول»، بفتح النون بعدها دال و ذكر أنه اسم رجل و صدره فيهما:
«بتناوبات سقيط الطل يضربنا»
. (3) ديوان زهير 39.
(4) ديوان ذي الرمة 23 و اللسان (عذب).
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 261‌

باب العين و الراء و ما يثلثهما

عرز

العين و الراء و الزاء أصل صحيح يدلُّ علي استصعابٍ و انقباض.
قال الخليل: استعرز عليَّ مثل استصعب. و هذا الذي قاله صحيح، و حجّته قولُ الشّمّاخ:
و كلُّ خليلٍ غير هاضِمِ نفسِه لوصلٍ خليلٍ صارمٌ أو مُعارِزُ «1»
أراد المنقبِض عنه.
و العرب تقول: «الاعتراز الاحتراز»، أي الانقباضُ داعيةُ الاحتراز. يَنْهَون عن التبسُّط و التذرُّع، فربّما أدَّي إلي مكروه. و يقال العَرْز: اللَّوم و العَتْب في بيت الشماخ، و هو يرجع إلي ذاك الذي ذكرنا.

عرس

العين و الراء و السين أصل واحد صحيح تعود فرُوعه إليه «2»، و هو الملازمة. قال الخليل: عَرِس به، إذا لزِمَه. فمن فروع هذا الأصل العِرْس:
امرأة الرَّجل، و لبُؤة الأسد. قال امرؤ القيس:
كذَبتِ لقد أُصِبي علي [المرء] عِرسَه و أمنعُ عرسي أن يُزنَّ بها الخالي «3»
و يقال إنّه يُقال للرجُل و امرأتِه عرسانِ؛ و احتجُّوا بقول علقمة:
______________________________
(1) ديوان الشماخ 43 و اللسان (عرز). و ضبط في الديوان: «غير هاضم»، و إنما هو «هاضم» يقال هضم له من حظه، إذا كسر له منه.
(2) في الأصل: «تعود الرجل فروعه إليه».
(3) ديوان امرئ القيس 53.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 262
أَدْحِيَّ عِرْسَينِ فيه البيضُ مركومُ «1»
و رجل عَرُوسٌ في رجال عُرُس، و امرأةٌ عروسٌ في نسوةٍ عرائس و عُرُس. و أنشد:
جَرَّتْ بها الهُوج أذيالًا مظاهرة كما تجرُّ ثياب الفُوَّةِ العُرُسُ «2»
و زعم الخليل أنّ العَرُوسَ نعتٌ للرّجُل و المرأة علي فَعُول و قد استويا فيه، ماداما في تعريسهما أياماً إذا عَرَّس أحدهما بالآخَر. و أحسنُ [من] ذلك أن يقال للرجل مُعْرِس، أي اتَّخذَ عَروسا. و العرب تؤنّث العُرْسُ «3». قال الراجز:
إنا وجَدْنا عُرُس الحَناطِ مذمومةً لئيمةَ الحُوَّاط «4»
و قال في المُعْرِس:
يمشِي إذا أخذ الوليدُ برأسِهِ مشياً كما يمشي الهجين المُعْرِسُ
قال أبو عمرو بن العلاء يقال: أعرَسَ الرّجلُ بأهله، إذا بَنَي بها، يُعرِس إعراساً، و عَرَّس يُعرِّس تعريساً. و ربَّما اتسعوا فقالوا للغِشْيان: تعريسٌ و إعراس.
و يقال: تعرَّس الرّجلُ لامرأته، أي تحبَّب إليها. قال يونس: و هو ما يدلُّ علي القياس الذي قِسناه. [و] عَرس الصبيُّ بأمِّه يَعْرَس، تقديره علِمَ يعلم، و ذلك إذا أُولِعَ بها و لزِمَها. و كذلك عَرِسَ الرّجلُ بصاحبه. قال المعقِّر:
______________________________
(1) ديوان علقمة 130 و المفضليات (2: 200) و اللسان (عرس). و صدره:
حتي تلافي و قرن الشمس مرففع
(2) البيت للأسود بن يعفر، كما في اللسان (فوو). و روايته فيه:
«جرت بها الريح» …
. (3) العرس، بضمة و بضمتين: مهنة الإملاك و البناء، و قيل طعامه خاصة.
(4) بعده في اللسان (عرس) و إصلاح المنطق 396:
ندعي مع النساج و الخياط
و انظر المخصص (17: 92) و اللسان و أساس البلاغة (حوط).
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 263
و قد عَرِسَ الإناخة و النُّزُولَا «1»
و ذكر الخليل: عَرِسَ يَعرَسُ عَرَساً، إذا بَطِر، و يقال: بل أعيا و فَكَل.
و هذا إنَّما يصحُّ إذا حُمِل علي القياس الذي ذكرناه، و ذلك أنْ يَعرَس عن الشَّي‌ء بالشَّي‌ء. قال الأصمعيّ: عَرِسَتِ الكلابُ عن الثَّور، أي بَطِرَتْ عنه. و هذا علي ما ذكرناه كأنَّها شُغِلَتْ بغيره و عَرِسَتْ.
قال يعقوب: العِرْس من الرِّجال: الذي لا يبرح القِتال، مثل الحِلْس.
و قال غيره: رجل عَرِسٌ مَرِسٌ. و من الباب العِرّيسُ: مأوَي الأسد في خِيسٍ من الشجر و الغِياض، في أشدِّها التفافاً. فأمّا قول جرير:
مُستحصِدٌ أجَمِي فِيهمْ و عِرِّيسِي «2»
فإنَّه يعني منبِت أصله في قَومِه. و يقال عِرِّيس و عِرِّيسة. و تقول العرب في أمثالها:
كمُبتَغِي الصَّيد في عِرِّيسَةِ الأسدِ «3»
و من الباب التَّعريس: نُزول القوم في سَفرٍ من آخِر الليل، يقعون وَقْعةً ثم
______________________________
(1) في الأصل: «و النزول».
(2) في الأصل: «مستحصدا حمي فيه و تعريسي»، صوابه من الديوان 323 و اللسان (عرس).
و صدره في الديوان:
إني امرؤ من نزار في أرومتهم
(3) و كذا في اللسان (عرس). و في أمثال الميداني (2: 93): «في عرينة الأسد.
و العرينة: العرين. و هو بالصورة الأولي شطر بيت من البسيط، و علي الرواية الأخيرة نثر لا شعر.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 264
يرتحلون. قلنا في هذا: و إنّ خَفّ نزولُهم فهو محمولٌ علي القياس الذي ذكرناه، لأنَّهم لا بدَّ [لهم] من المقام. قال زهير:
و عرَّسُوا* ساعةً في كُثْب أسْنُمَةٍ و منهمُ بالقَسُوميّاتِ مُعتَرَكُ «1»
و قال ذو الرُّمَّة:
معرّساً في بياض الصُّبح وَقعتُه و سائر السَّير إلّا ذاك مُنجذِبُ «2»
و من الباب: عَرَستُ البعيرَ أعرُسُه عَرْساً، و هو أن تشدَّ عنقه مع يديه و هو باركٌ. و هذا يرجع إلي ما قلناه.
و ممّا يقرُب من هذا الباب المعرَّس: الذي عُمِلَ له عَرْس «3»، و هو الحائطُ يُجعَل «4» بينَ حائِطَي البَيْت، لا يبلغ به أقصاه، ثم يوضع الجائز من طرف العَرس الداخل إلي أقصي البيت، و يسقّف البيتُ كلُّه.
و من أمثالهم: «لا مَخْبَأَ لعِطرٍ بعدَ عروس»، و أصله أن رجلًا تزوّجَ امرأةً فلمَّا بنَي بها وجدها تَفِلَة، فقال لها: أين الطيِّب؟ فقالت: خَبَأته! فقال:
لا مخبأَ لعطرٍ بعدَ عَروس.

عرش

العين و الراء و الشين اصلٌ صحيح واحد، يدلُّ علي ارتفاعٍ في شي‌ءٍ مبنيّ، ثم يستعارُ في غير ذلك. من ذلك العَرْش، قال الخليل: العرش:
سرير الملِك. و هذا صحيحٌ، قال اللّٰه تعالي: وَ رَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَي الْعَرْشِ.
______________________________
(1) ديوان زهير 165 و اللسان (عرس، سنم). و يروي:
ضحوا قليلا قفا كثبان أسنمة
(2) ديوان ذي الرمة 7.
(3) في الأصل: «الذي لا عمل له عرس»، تحريف.
(4) في الأصل: «يجعل له»، صوابه في المحمل و اللسان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 265
ثم استُعير ذلك فقيل لأمر الرّجُل و قِوامه: عرش. و إذا زال ذلك عنه قيل:
ثُلَّ عَرشُه. قال زهير:
تداركتُما الأحلافَ قد ثُلَّ عرشُها و ذُبْيانَ إذْ زَلّت بأقدامها النَّعلُ «1»
و من الباب: تعريش الكَرْم، لأنّه رفعه و التوثُّق منه. و العريش: بناءٌ من قُضبانٍ يُرفَع و يوثَّق حتَّي يظلّل. و
قيل للنبيّ صلي اللّٰه عليه و آله و سلم يومَ بدرٍ:
«ألَا نَبْنِي لك عريشاً»
. و كلُّ بناءٍ يُستَظَلُّ به عَرْشٌ و عَريش. و يقال لسَقْف البَيت عَرْش. قال اللّٰه تعالي: فَهِيَ خٰاوِيَةٌ عَليٰ عُرُوشِهٰا. و المعني أنَّ السَّقف يسقُط ثم يتَهافت عليه الجُدرانُ ساقطةً. و من الباب العَرِيش، و هو شِبْه الهَوْدَج يُتَّخَذ للمرأة تقعُد فيه علي بعيرها. قال رؤبة يصف الكِبَر:
إمَّا تَريْ دهراً حَنَاني حَفْضَا أطْرَ الصَّنَاعَينِ العريشَ القَعْضَا «2»
و مما جاء في العريش أيضاً قولُ الخنساء:
كانَ أبو حسَّانَ عرشاً خَوَي ممّا بناهُ الدّهرُ دَانٍ ظليلْ «3»
فأمّا قولُ الطِّرِمَّاح:
قليلًا تُتَلِّي حاجةً ثم عُولِيَتْ علي كلِّ مَعروش الحصيرينِ بادنٍ «4»
فقال قوم: أراد العَريش، و هو الهودج. و حِصيراهُ: جنْباه.
______________________________
(1) ديوان زهير 109 و اللسان (ثلل، عرش). و قد سبق في (ثل).
(2) الرجز في ديوانه 80 و اللسان (عرش، حفض، قعض)، و قد صبق في (حفض).
(3) ديوان الخنساء 70 و اللسان و أساس البلاغة (عرش). و رواية الديوان:
إن أبا حسان عرش هوي مما بني اللّه بكن ظليل
(4) ديوان الطرماح 164.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 266
و يقال: المعروش: الجمل الشَّديد الجنبَين.
و من الباب: عَرَشْتُ الكرم و عَرَّشْتُه. يقال: اعتَرش العنبُ، إذا علا علي العَرش. و يقال: العُرُوش: الخِيام من خشبٍ، واحدُها عريش. و قال:
كوانِساً في العُرُش الدَّوامجِ
الدَّوامج: الدواخل.
و من الباب: عَرْش البِئر: طيُّها بالخشَب. قال بعضهم: تكون البئرُ رِخوةَ الأسفل و الأعلَي فلا تُمسِكُ الطّيَّ لأنَّها رَملة، فيعرَّش أعلاها بالخشَب، يُوضَع بعضُه علي بعض، ثمَّ يَقُوم السُّقاة عليه فيستقون. و أنشد:
و ما لَمثَابات العُروشِ بقِيَّةٌ إذا استُلَّ من تحت العُروش الدَّعائمُ «1»
المَثَابة: أعلي البثر حيث يقوم السَّاقي. و قال بعضهم العَرْش الذي يكون علي فم البئر يقوم عليه السَّاقي. قال الشُمَّاخ:
و لما رأيت الأمرَ عرشَ هوّيةٍ تَسَلَّيْتُ حاجاتِ الفؤادِ بشَمَّرا «2»
الهُوَيَّة: الموضع الذي يهوِي مَن يقوم عليه، أي يسقطُ. و قال الخليل:
و إذا حَمَل الحمارُ علي العانةِ رافعاً رأسَه شاحياً فاه قيل: عَرَّشَ بعانته تعريشاً.
و هذا من قياس البابِ، لرفعِهِ رأسه.
______________________________
(1) البيت للقطامي في ديوانه 48 و اللسان (ثوب، عرش) و أساس البلاغة (عرش). و قد سبق في (ثوب).
(2) ديوان الشماخ 28 و اللسان (عرش، هوي، شمر). و «هوية» تقرأ بالتصغير و بفتح فكسر. و ضبط في المجمل كذلك بفتح الهاء و كسر الواو.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 267
و من الباب العُرْش: عُرْش العنُق، عُرشانِ بينهما الفَقار، و فيهما الأخْدَعَانِ، و هما لحمتانِ مستطيلتانِ عَدَاءَ العنُق، أي ناحيةَ العنق. قال ذو الرُّمَّة:
و عبدُ يغوثٍ تَحْجُلُ الطَّيْرُ حولَه قد احتَزَّ عُرْشَيه الحُسامُ المذكَّرُ «1»
و زعم ناسٌ أنَّهما عَرشان بفتح العين. و العَرش في القَدَم: ما بين العَيْر و الأصابع من ظَهر القَدَم، و الجمع عِرَشَةٌ. و قد قيل في العُرْشَين أقوالٌ متقاربة كرِهنا الإطالةَ بِذِكْرِها. و يقال إنّ عَرْش السِّماك: أربعةُ كواكبَ أسفَلَ من العَوّاء، علي صورة النَّعش. و يقال هي عَجُز الأسد. قال ابن أحمر:
باتَتْ عليه ليلةٌ عَرْشِيَّةٌ شَرِيَتْ و باتَ إلي نقاً متهدِّدِ «2»
يصف ثوراً. و قوله: «شريت» أي ألحَّت بالمطر.

عرص

العين و الراء و الصاد أصلانِ صحيحان: أحدهما يدلُّ علي إظْلال شي‌ءٍ علي شي‌ء، و الآخر يدلُّ علي الاضطراب. و قد ذكر الخليلُ القياسين جميعاً.
قال الخليل: العَرْص: خشبة توضَع علي البيت عَرْضاً إذا أُريد تسقيفُه، ثم يُوضَع عليها أطرافُ الخشب. تقول عَرَّصت السّقفَ تعريصاً. و هذا الذي قاله
______________________________
(1) ديوان ذي الرمة 236 و اللسان و المجمل (عرش). و عبد يغوث هذا، هو عبد يغوث ابن وقاص بن صلاءة الحارثي، كما في شرح الديوان.
(2) روي في اللسان (عرش): «علي نقا متهدم»، و في المجمل: «متهدم» كذلك، و كتب بعده بخط مخالف لأصله: «أو علي [نقا] متهدم، شك الشيخ أيده اللّه». و في أساس البلاغة: «علي نقا يتهدد»، و عقب عليه بقوله: «شريت: لجت في الأمطار. يتهدد: ينهد و ينهار».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 268
الخليلُ صحيح، إلّا أنَّ العَرْص إنما هو السَّقْف بتلك الخشبةِ و سائرِ ما يتمُّ به التسقيف.
و قال الخليل أيضاً: العَرَّاص من السَّحاب: ما أظَلَّ من فوقُ فقرُبَ حتي صار كالسَّقْف، لا يكون إلّا ذا رعدٍ و برق. فقد قاس الخليلُ قياس ما ذكرناه من الإظلال في السَّقْف و السَّحاب. و أنشد:
يَرْقَدُّ في ظِلِّ عَرَّاصٍ و يَطرده حفيفُ نافجةٍ عُثْنُونُها حَصِبُ «1»
ألا تَراهُ جعل له ظِلًّا.
و الأصل الآخر الدالُ علي الاضطراب. قال الخليل: العَرّاص أيضاً من السَّحاب:
ما ذهبت به الرِّيح و جاءت. قال: و أصل التعريص الاضطراب، و منه قيل:
رُمحٌ عَرَّاصٌ، لاضطرابه إذا هُزَّ. قال أبو عمرو: و يقال ذلِك في السَّيف أيضاً، و ذلك لبَريقِه و لمَعانه. و رُمحٌ عَرَّاصُ المهزَّة، و برقٌ عَرَّاص. قال:
و كلّ غادٍ عَرِصِ التَّبَوُّجِ
و من الباب: عَرْصَة الدّار، و هي وَسْطها، و الجمع عَرَصات و عِراص «2» قال جميل:
و ما يُبكيكَ من عَرَصاتِ دارٍ تَقَادَمَ عهدُها و دنا بِلَاها
و يقال: سمِّيت عَرصةً لأنَّها كانت ملعباً للصبيان و مُختَلَفاً لهم يضطربون فيه كيف شاءوا. و كان الأصمعيُّ يقول: كلُّ جَوْبة «3» مُنْفتقة ليس فيها بناءٌ فهي عَرصة.
______________________________
(1) البيت لذي الرمة في ديوانه 32 و اللسان (رقد، نفج، عرص).
(2) في الأصل: «و عريص»، تحريف.
(3) في الأصل: «حبوبه»، تحريف.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 269
و من الباب: العَرَصُ، و هو النَّشاط، يقال: عَرِصَ، إذا أشِرَ. قال:
و تقول: حلبتها حَلَباً كَعَرص الهِرَّة، و هو أشَرُها و نشاطُها و لَعِبُها بيديها.
و اعتَرَصَ مثل عَرَص. قال:
إذا اعترصْتَ كاعتراصِ الهِرّهْ أوشكتَ أن تسقُطَ في أُفُرَّهْ «1»
و قال أبو زيد: عَرَصَتِ السماء تَعْرِصُ عَرْصاً، إذا دام برقُها. و باتت السَّماء عَرَّاصةً. و يقال: غَيثٌ عَرَّاصٌ، أي لا يَسكُنُ برقُه.
و من الباب: عَرِصَ البيتُ. قال: هو من خُبْثِ الرِّيح. و هذا مع خُبْثِ ريحه فإنّ الرّائحةَ لا تثبتُ بمكان، بل هي تضطرِب. و من ذلك لحم مُعَرَّصٌ، قال قوم: هو الذي فيه نُهوءةٌ لم يَنْضَج. و أنشد:
سيكفيك صَرْبَ القَومِ لحمٌ مُعَرَّصٌ و ماء قُدُورٍ في القِصاع مَشُوبُ «2»

عرض

العين و الراء و الضاد بناءٌ تكثرُ فروعُه، و هي مع كثرتها ترجعُ إلي أصلٍ واحد، و هو العَرْض الذي يُخالف الطُّول. و مَنْ حَقَّقَ النظرَ و دقَّقه عَلِمَ صحَّة ما قلناه، و قد شرحنا ذلك شرحاً شافياً.
فالعَرْض: خِلافُ الطُّول. تقول منه: عَرُض الشي‌ء يعرُضُ عِرَضاً «3»، فهو عريض.
______________________________
(1) الرجز في مجالس ثعلب 584 و اللسان (عرص).
(2) البيت للسليك بن السلكة في الأصح، و قيل للمخبل السعدي، كما في اللسان (عرص، عرض، شوب) و أنشده في المجمل (عرس) أيضاً بهذه الرواية، و كتب تحتها: «و مشيب» أي هما روايتان. و روايته في اللسان (صرب): «في الجفان مشوب». و في (عرص، شوب):
«في القصاع مشيب». و في (عرص): «في الجفان مشيب».
(3) في الأصل: «عرضا و عرضا»، و فيه تكرار. انظر اللسان و القاموس.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 270
و قال أبو زيد: عَرُض عَرَاضَةً. و أنشد:
إذا ابتدرَ القَوْمُ المكارمَ عَزَّهُمْ عَرَاضَةُ أخلاقِ ابنِ ليلَي و طولُها «1»
و قَوْسٌ عُرَاضَةٌ: عريضة. و أعْرضت المرأةُ أولادَها: ولدَتْهم عِرَاضاً، كما يقال أطالت في الطول.
و من الباب: عَرَضَ المتاعَ يَعْرِضُه عَرضاً. و هو كأنَّه في ذاك قد أراهُ عَرْضَه. و عَرَّض الشي‌ء تعريضاً: جعلَه عَريضاً.
و من ذلك عَرض الجُنْد: أن تُمِرَّهم عليك، و ذلك كأنَّكَ نظرتَ إلي العارضِ مِن حالهم. و يقال للمعروض من ذلك: عَرَضٌ متحركة، كما يقال قَبَضَ قَبَضاً، و قد ألقاه في القَبَض. و عَرَضُوهم علي السَّيف عَرْضاً، كأنَّ السَّيف أخذَ عَرْضَ القوم فلم يَفُتْه أحد. و عَرَضْتُ العُود علي الإناء أعْرُضُه بضم الراء، إذا وضعتَه عليه عَرْضاً. و
في الحديث: «هَلّا خَمّرْتَه و لو بعُود تَعرُضُه عليه»
. و يقال في غير ذلك: عَرَض يعرِض، بكسر* الراء. و ما عَرَضْتُ لفلانٍ و لا تَعرِضْ له، و ذلك أن تجعل عَرْضَك بإزاء عَرْضِه. و يقال: عَرَض الرُّمْحَ يَعرِضُه عَرْضاً. قال النّابغة:
لهن عليهم عادةٌ قد عَرَفْنَها إذا عرضُوا الخَطِّيَّ فوقَ الكوائِبِ «2»
و عَرَضَ الفرسُ في عَدْوِهِ عَرْضاً، كأنَّه يُرِي النّاظرَ عَرْضَه. قال:
يَعْرِض حتَّي ينَصب الخيشومَا «3»
______________________________
(1) البيت لجرير، كما في اللسان (عرض). و أنشده في المجمل بدون نسبة، و هو مما لم يرو في ديوان جرير. و ابن ليلي، هو عبد العزيز بن مروان.
(2) ديوان النابغة. و اللسان (عرض). في الديوان: «إذا عرض الخطلي». و في اللسان:
«إذا عرضوا» بتشديد الراء، و هي لغة في عرض الرمح.
(3) نسبه في اللسان (عرض 41) إلي رؤبة. و هو في ملحقات ديوانه 185.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 271
قالوا: إذا عَدا عارضاً صدرَه، أو مائلًا برأسِه. و يقال: عَرَض فلانٌ من سلمته، إذا عارَضَ بها، أعطي واحدةً و أخذ أخري. و منه:
هل لَكِ و العارضُ مِنْكِ عائضُ «1»
أي يعارضُكِ فيأخذُ منكِ شيئاً، و يُعطيكِ شيئاً. و يقال: عَرَضْتُ أعْواداً بعضَها علي بعض، و اعترضت هي. قال أبو دُواد:
تَرَي الرِّيشَ في جوفِه طامياً كعَرْضِك فوق نِصَالٍ نصالا «2»
يصف الماءَ أنّ الرِّيشَ بعضُه معترضٌ فوق بعض، كما يعترض النَّصلُ علي النَّصل كالصَّليب. و يقال: عَرَضْتُ له من حَقِّه ثوباً فأنا أعرِضُه، إذا كان له حقٌّ فأعطاه ثوباً، كأنَّه جَعَل عَرْضَ هذا بإزاءِ عَرضِ حَقِّه الذي كان له. و يقال:
أعْيَا فاعتَرَض علي البعير.
و ذكر الخليلُ: أعرضت الشَّي‌ء: جعلتُه عريضاً و تقول العرب: «أعْرَضْتَ القِرْفَة». و كان بعضهم يقول: «أعرضْتَ الفُرقة» و لعلَّه أجود، و ذلك للرجل يقال له: مَن تتَّهم؟ فيقول: أَتَّهمُ بني فلانٍ، للقبيلةِ بأَسْرها. فيقال له:
أعْرَضْتَ القِرفَة، أي جِئتَ بتُهمةٍ عريضة تعترض القبيلَ بأسره.
و من الباب: أَعْرَضْتُ عن فلانٍ، و أعرضْتُ عن هذا الأمر، و أَعرَض
______________________________
(1) في الأصل: «منك عارض»، صوابه من المجمل و اللسان (عرض، عوض). و الرجز لأبي محمد الفقعسي كما في اللسان. و قبله:
يا ليل أسقاك البريق الوامص
و قد سبق في (عوض).
(2) أنشده في اللسان (عرض 38) بدون نسبة.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 272
بوَجْهه. و هذا هو المعني الذي ذكرناه؛ لأنّه إذا كان كذا و لَّاه عرضه «1».
و العارض إنّما هو مشتقٌّ من العَرْض الذي هو خِلافُ الطُّول. و يقال: أعْرَضَ لك الشَّي‌ءُ من بعيدٍ، فهو مُعرضٌ، و ذلك إذا ظهر لك و بدا. و المعني أنّك رأيت عَرْضه. قال عمرو بن كُلثوم:
و أعْرَضَت اليمامةُ و اشْمَخَرَّتْ كأسيافٍ بأيدي مُصْلِتِينا «2»
[و] تقول: عارضْتُ فلاناً في السَّير، إذا سرتَ حِيالَه. و عارَضْتُه مِثْلَ ما صَنَعَ، إذا أتيت إليه مثلَ ما أتي إليك. و منه اشتُقَّت المعارَضة. و هذا هو القياس، كَأَنَّ عَرْض الشَّي‌ء الذي يفعلُه مثلُ عَرْض الشي‌ء الذي أتاه. و قال طفيل:
و عارضْتُها رَهْواً علي مُتَتابعٍ نَبِيلِ القُصَيْرَي خارِجيٍّ محنَّبِ «3»
و يقال: اعترَض في الأمر فلانٌ، إذا أدخَلَ نفسَه فيه. و عارَضْتُ فلاناً في الطَّريق، و عارَضْتُه بالكتاب، و اعترَضْتُ أُعْطِي مَن أقَبَلَ و أدبر. و هذا هو القياس. و اعتَرَضَ فلانٌ عِرْضَ فُلانٍ يَقَعُ فيه، أي يَفعَل فِعلًا يأخُذ عَرْضَ عِرْضِه. و اعتَرَضَ الفرسُ، إذا لم يستَقِمْ لقائِدِه. قال الطرِمَّاح:
و أراني المليكُ رُشْدي و قد كُنْ تُ أخا عُنْجُهيَّةٍ و اعتراضِ «4»
و تعرَّض لي فلانٌ بما أكرَهُ. و رجل عِرِّيضٌ، أي متعرِّض.
______________________________
(1) في الأصل: «عارضه».
(2) البيت من معلقته المشهورة.
(3) ديوان طفيل 9 برواية: «شديد القصيري».
(4) ديوان الطرماح 80 و جمهرة أشعار العرب 190 و اللسان (عرض 30). و في الأصل:
«المكيل» بدل «المليك»، تحريف.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 273
و من الباب: استَعْرَض الخوارجُ النّاسَ، إذا لم يُبَالوا مَنْ قتلوا. و
في الحديث:
«كُلِ الجُبْنَ عُرْضاً»
، أي اعترِضْه كيف كان و لا تَسْأَلْ عنه «1». و هذا كما قلناه في إعْراض القِرْفة «2». و المُعْرِض: الذي يَعترِض النَّاس يستدين ممن أمْكَنه.
و منه
حديث عمر: «ألَا إنّ أُسَيْفِعَ جُهَيْنَةً ادّانَ مُعْرِضاً «3»»
. و من الباب العِرض: عِرْض الإنسان. قال قومٌ: هو حَسَبُه، و قال آخرون:
نَفسه. و أيَّ ذلك كانَ فهو من العَرْض الذي ذكرناه.
و أمّا قولهم إنّ العِرْض: رِيحُ الإنسان طيّبةً كانَت أم غيرَ طيِّبة، فهذا طريقُ المجاوزة، لأنّها لمّا كانت مِن عِرضِه سمِّيت عِرضاً. و
قوله صلي اللّه عليه و آله و سلم:
«إنَّما هو عَرَقٌ يجري من أعراضهم»
أي أبدانهم، يدلُّ علي صِحَّة هذا.
و استدلوا* علي أنَّ العِرض: النَّفْسُ بقول حسَّانَ، يمدح رسولَ اللّٰه عليه الصلاة و السلام:
هَجَوْتَ محمّداً فأجبتُ عنه و عند اللّٰهِ في ذاك الجزاءُ «4»
فإنّ أبي و والدَتي و عِرْضِي لِعِرض محمّدٍ منكم وِقاءُ «5»
و تقول: هو نقيُّ العِرْض، أي بعيدٌ من أن يُشتَمَ أو يعاب.
______________________________
(1) زاد بعده في المجمل: «من عمله».
(2) انظر ما سبق في ص 281 س 11- 14.
(3) انظر رواية الحديث في اللسان (عرض 38).
(4) ديوان حسان 8 من قصيدة يمدح فيها رسول اللّه صلي اللّه عليه و سلم، و يهجو أبا سفيان و كان هجا النبي قبل إسلامه.
(5) في الديوان و اللسان (عرض 32): «فإن أبي و والده».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 274
و من الباب: مَعاريضُ الكلام، و ذلك أنَّه يَخرُج في مِعْرَضٍ غَير لفظِهِ الظاهر، فيُجعَل هذا المِعْرَض له كمِعْرَض الجارية، و هو لباسها الذي تُعْرَض فيه، و ذلك مشتقٌّ من العَرْض. و قد قلنا في قياس العَرْض ما كَفَي.
و زعم ناسٌ أن العربَ تقول: عرَفتُ ذاك في عَرُوضِ كلامِه، أي في مَعاريضِ كلامه.
و من الباب العَرْض: الجيش العظيم، و هذا علي مَعني التَّشبيه بالعَرْض «1» من السَّحاب، و هو ما سَدَّ بعَرْضِه الأفُق. قال:
كنَّا إذا قُدْنا لقومٍ عَرْضا «2»
أي جيشاً كأنّه جبلٌ أو سحابٌ يسدُّ الأفق. و قال دريد «3»:
نعيّة مِنْسَر أو عَرْض جيشٍ تضيق به خُروق الأرضِ مَجْرِ «4»
و كان ابنُ الأعرابيّ يقول: الأعراض: الجبال و الأوديَة و السحاب، الواحد عِرْض. كذا قال بكسر العين، و رُوِي عنه أيضاً بالفتح. و قال أبو عبيدة:
العَرض: سَنَد الجبل. و أنشد:
ألَا تري بكلِّ عَرْض مُعْرِضِ «5»
______________________________
(1) يقال هذا بفتح العين و كسرها.
(2) لرؤبة في ديوانه 81 و اللسان (عرض) برواية:
«إنا إذا قدنا …»
. و بعده:
لم نبق من بغي الأعادي عضا
(3) في الأصل: «ابن دريد».
(4) نعية، كذا وردت في الأصل.
(5) أنشده في المخصص (10: 49/ 11: 4). و أنشد بعده:
كل رداح دوحة المحوض
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 275
و أنشد الأصمعيّ:
كما تَدَهْدَي من العَرْض الجلاميدُ «1»
و العَريض: الجَدْي إذا نَزَا [أو] يكاد ينزو، و ذلك إذا بلغ. و هذا قياسُه أيضاً قياسُ الباب، و هو من العَرْض، و جمعه عُرْضانٌ.
فأمّا عَرُوض الشِّعر فقال قوم: مشتقٌّ من العَرُوض، و هي النَّاحية، كأنّه ناحيةٌ من العِلْم. و أنشد في العَروض:
لكلِّ أُناسٍ من مَعَدٍّ عِمارةٌ عَرُوضٌ إليها يَلْجَئونَ و جانبُ «2»
و قال آخرون: العَريض: الطريق الصَّعب، ذلك يَكون في عَرْض جَبَل، فقد صار بابُه قياسَ سائِر الباب. قالوا: و هذا من قولهم: ناقةٌ عُرْضِيَّة، إذا كانت صعبةً. و معني هذا أنّها لا تستقيم في السَّيْر، بل تعترض «3». قال الشَّاعر «4»:
و مَنَحتُها قولي علي عُرْضِيَّةٍ عُلُطٍ أُدَاري ضِغْنَها بتودُّدِ
و من الباب: عُرْض الحائط، و عُرض المال، و عُرْض النَّهر، يراد به وَسَطه.
و ذلك من العرض أيضاً. و قال لَبيد:
فتوَسَّطَا عُرْضَ السَّرِيِّ و صَدَّعا مسجورةً متجاورا قُلَّامُها «5»
______________________________
(1) أنشد هذا العجز في اللسان (عرض 37).
(2) للأخنس بن شهاب التغلبي، كما سبق تحقيقه في (عمر).
(3) في الأصل: «في التنزيل تعترض».
(4) هو ابن أحمر كما سبق في (علط).
(5) البيت من معلقته المشهورة.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 276
و عُرْض المالِ من ذلك، و كلُّه الوسَط. و كان اللِّحياني يقول: فلانٌ شديد العارضة، أي الناحية. و العَرَض من أحداث الدَّهر، كالمرضِ و نحوه، سمِّي عَرَضاً لأنّه يعترض، أي يأخذه فيما عَرض من جَسَده. و العَرَض: طمَع الدُّنيا، قليلًا [كان] أو كثيراً. و سمِّي به لأنّه يُعْرِض، أي يريك «1» عُرْضَه. و قال:
مَن كان يرجو بقاءً لا نَفادَ له فلا يَكُنْ عَرَضُ الدُّنيا له شَجَنا
و يقال: «الدُّنيا عَرَضٌ حاضرٌ، يأخذ منه البَرُّ و الفاجر». فأمّا
قوله:
صلي اللّه عليه و آله و سلم: «ليس الغِنَي عن كَثْرة العَرْض»
. فإنَّما سمعناه بسكون الراء، و هو كلُّ ما كان من المال غيرَ نَقْد؛ و جمعه عُروض. فأمّا العَرَض بفتح الراء، فما يُصِيبه الإنسان من حَظِّه من الدُّنيا. قال اللّٰه تعالي: وَ إِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ.
و قال الخليل: فلانٌ عُرْضَة للنّاس: لا يزالون يَقَعُون فيه. و معني ذلك أنّهم يعترضون عُرضَه. و المِعْراض: سَهمٌ له أربعُ قُذَذٍ دِقاقٍ، و إذا رُمِيَ به اعتَرَضَ. قال الخليل: هو السَّهم الذي يُرْمَي به لا رِيشَ له يمضي عرضاً.
فأمَّا قولُهم: شديد العارضة، فقد ذكرنا ما قاله اللِّحياني فيه. و قال الخليل:
هو شديد العارضة، أي ذو جَلَد و صَرَامَةٍ. و المعنيانِ متقاربانِ، أي شديد
______________________________
(1) في الأصل: «سريك».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 277
ما يَعرِض للنّاس منه. و عارِضةُ الوجه: ما يبدو منه عند الضَّحك. و زَعَم أنَّ أسنان المرأة تسمَّي العوارض* و القياس في ذلك كلِّه واحد.
قال عنترة:
و كأنَّ فَارةَ تاجرٍ بقسيمةٍ سبقَتْ عوارضَهَا إليك من الْفَمِ «1»
و رجلٌ خفيف العارضَين، يعني عارضَيِ اللِّحية. و قال أبو ليلي: العوارض الضَّواحك، لمكانها في عَرْض الوَجْه. قال ابن الأعرابيَّ: عارضا الرَّجُلِ:
شَعْرَ خدَّيه، لا يقال للأمْرَدِ: امسَحْ عارِضَيك. فأمّا قولهم: يمشي العِرَضْنَي، فالنون فيه زائدة، و هو الذي يشتقُّ في عَدْوِه معترِضاً. قال العجاج «2»:
تَعْدُو العِرَضْنَي خيلُهم حَراجلا «3»
و امرأةٌ عُرْضةٌ: ضَخْمة قد ذَهَبَتْ من سمنها عَرْضاً.
قال الخليل: العوارِض: سقائفُ المِحْمَل العراضُ التي أطرافها في العارضَين، و ذلك أجمَعُ هو سَقْف المِحْمَل. و كذلك عوارضُ سَقْفِ البيت إذا وُضِعَتْ عَرْضا. و قال أيضاً: عارضةُ البابِ هي الخشبةُ التي هي مِسَاكُ العِضادَتين من فَوق. و العَرْضِيُّ: ضربٌ من الثِّيابِ، و لعلَّ له عَرْضاً. قال أبو نُخَيلة:
______________________________
(1) البيت من معلقته المعروفة.
(2) الحق أنه رؤبة. انظر ديوانه 122 البيت رقم 41.
(3) في الأصل: «حواحلا»، تحريف. و رواية الديوان: «عراجلا»، و هي رواية اللسان (عرجل). و روي: «حراجلا» كما أثبت من اللسان (حرجل، عرضن)، و هو أقرب تصحيح.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 278
هَزَّتْ قَواماً يَجْهَدُ العَرْضِيَّا هَزَّ الجَنوب النَّخلةَ الصَّفِيَّا
و كلُّ شي‌ء أمكنَك من عَرْضِه فهو مُعْرِض لك، بكسر الراء. و يقال: أعرض لك الظَّبْيُ فارمِهِ، إذا أمكنك من عَرْضه؛ مثل أفقَرَ «1» و أعْوَرَ.
و من أمثالهم: «فلانٌ عريض البِطان»، إذا أثْرَي و كثُر مالُه. و يقال:
ضَرب الفحلُ النّاقَة عِراضاً، إذا ضربها من غير أن يُقادَ إليها. و هذا من قولنا:
اعترض الشَّي‌ء: أتاه من عُرْض، كأنّه اعتَرضَها من سائر النُّوق. قال الرّاعي:
نجائبُ لا يُلقَحنَ إلّا يَعارَةً عِرَاضاً و لا يُبْتَعْنَ إلّا غواليا «2»
و قال اللَّحياني: لقِحت النّاقةُ عِراضاً، أي ذهبتْ إلي فحلٍ لم تُقَدْ إليه.
و العارض: السحاب، و قد مضي ذِكرُ قياسه. قال اللّٰه تعالي: قٰالُوا هٰذٰا عٰارِضٌ مُمْطِرُنٰا. و العارض من كلِّ شي‌ء: ما يستقبلُك، كالعارض من السَّحاب و نحوه.
و قال أبو عبيدة: العارض من السَّحاب: الذي يعرِض في قُطرٍ من أقطار السماء من العشيِّ ثم يُصبح قد حَبَا و استَوَي. و يقال له: العانُّ بالتشديد.
و من المشتق من هذا قولهم: مرّبي عارضٌ من جَرَاد، إذا ملأ الأفق.
و لفُلانٍ علي أعدائه عُرْضِيَّة، أي صُعوبة. و هذا من قولنا ناقة عُرْضيّة، و قد ذكر قياسه. و يقال: إنَّ التعريض ما كان علي ظَهر الإبل من مِيرَة أو زاد. و هذا مشتقٌّ من أنَّه يُعرَض علي مَن لعلَّه يحتاج إليه. و يقال: عَرَّضوا من مِيرتكم، أي أطعمونا منها «3». قال:
______________________________
(1) أفقر أي أمكن من فقاره. و في الأصل: «أقفر»، تحريف.
(2) في الأصل: «و لا يتبعن»، صوابه ما أثبت. و في اللسان (عرض 48): «و لا يشرين».
(3) في الأصل: «منه».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 279
حَمْراءَ من مُعَرِّضاتٍ الغِرْبانْ «1»
يصف ناقةً له عليها المِيرَة فهي تتقدَّم الإبل و ينفتح ما عليها لسرعتها فتسقط الغربان علي أحمالها، فكأنَّها عَرَّضت للغِربان مِيرثَهم «2». و يقال للإبل التي تبعد آثارُها في الأرض: العُراضات، أي إنها تأخذ في الأرض عَرْضاً فَتِبين آثارُها.
و يقولون: «إذا طلعت الشِّعري سَفَراً، و لم تَرَ فيها مَطراً، فأرسل العُرَاضات أثَرا، يبغينك في الأرض مَعْمَرا «3»».
و يقال: ناقةٌ عُرْضَةٌ للسَّفر، أي قويّة عليه. و معني هذا أنّها لقوَّتها تُعْرَض أبداً للسَّفر. فأمَّا العارضة من النُّوق أو الشّاءِ، فإنها التي تُذبح لشي‌ء يعتريها.
و قال:
من شواءٍ ليس مِن عارضةٍ بيدَيْ كلِّ هَضومٍ ذي نَفَلْ
و هذا عندنا مما جُعِل فيه الفاعلُ مكانَ المفعول؛ لأنَّ العارضة هي التي عُرِض لها بمَرَضٍ، كما يقولون: سرٌّ كاتم. و معني عُرِض لها أنَّ المرض أعْرَضَها، و توسَّعُوا في ذلك حتي بنوا الفِعل منسوباً إليها، فقالوا: عَرِضَتْ. قال الشَّاعر «4»:
______________________________
(1) للأجلح بن قاسط، كما في اللسان (عرض). و قال ابن بري: «و هذان البيتان في آخر ديوان الشماخ». قلت: هما في أخرياته ص 116 منسوبان إلي الجليح بن شميذ رفيق الشماخ.
و قد نسب في مشارف الأقاويز 209 إلي الجعيل. و أنشده في الحيوان (3: 420) و المخصص (4: 17/ 7: 137). و قبله:
يقدمها كل علاة عليان
(2) في الأصل: «فميرتهم».
(3) السجع برواية أخري في المقاييس (أمر) و مجالس ثعلب 558.
(4) هو خمام بن زيد مناة اليربوعي، كما في اللسان (جبب). و أنشد البيت في اللسان (عرض، و شق) بدون نسبة.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 280
إذا عَرِضَت منها كَهاةٌ سمينةٌ فلا تُهْدِ مِنْها و اتَّشِقْ و تَجَبْجَبِ
و العِرْض: الوادي، و العِرْض: وادٍ باليمامة. قال الأعشي:
ألم تَرَ أنَّ العِرْضَ أصبحَ بطنُه نخيلًا و زرعاً نابتاً و فَصافِصا «1»
و قال المتلمِّس:
فهذا أوانُ العِرْضِ حَيَّ ذُبَابُهُ زنابيرُه و الأزرقُ المتلمِّسُ «2»
و من الباب: نظرتُ إليه عَرْض عين، أي اعترضتُه علي عيني. و رأيت فلاناً عَرضَ عينٍ «3»، أي لمحةً. و معني هذا أنَّهُ عَرَض لعيني، فرأيته. و يقال:
عَلِقت فلاناً عَرَضاً، أي اعتراضاً من غير استعدادٍ منِّي لذلك و لا إرادةٍ. و هذا علي ما ذكرناه من عِرَاضِ البَعير و النَّاقة. و أنشد:
عُلِّقتُها عَرَضاً و أقتلُ قومَها زَعْماً لعمرُ أبيك ليسَ بِمَزْعَمِ «4»
و يقال: أصابه سَهْمُ عَرَضٍ، إذا جاءه من حيثُ لا يَدري مَن رماه.
و هذا من الباب أيضاً كأنَّه جاءه عَرَضاً من حيث لم يُقصَدْ به، كما ذكرناه في المِعْراض «5» من السهام.
و المعارض: جمع مَعْرَض «6» و هي بلاد تُعْرَضُ فيها الماشيةُ للرّعْي. قال:
______________________________
(1) ديوان الأعشي 110 و اللسان (عرض، فصص).
(2) ديوان المتلمس 6 نسخة الشنقيطي و اللسان (عرض). و في الأصل: «حتي ذبابه» صوابه من الديوان و الحيوان (3: 391). و في اللسان و المزهر (2: 346): «جن ذبابه».
و بهذا البيت سمي المتلمس.
(3) في الأصل: «أعرض عين».
(4) البيت لعنترة بن شداد، من معلقته المشهورة.
(5) في الأصل: «العراض» تحريف. انظر ما سبق في ص 276 و اللسان (عرض 42).
(6) ضبط في اللسان (عرض 35) بفتح الراء. و في القاموس: «أرض معرضة يستعرضها المال»، قال شارحه: «بالفتح كمكرمة، أو بالكسر كمحنة».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 281
أقول لصاحبيَّ و قد هبطنا و خلّفنا المَعَارِض و الهضايَا

عرف

العين و الراء و الفاء أصلان صحيحان، يدلُّ أحدُهما علي تتابُع الشي‌ء متَّصلا بعضُه ببعض، و الآخر علي السكون و الطُّمَأنينة.
فالأوّل العُرْف: عُرْف الفَرَس. و سمِّي بذلك لتتابُع الشَّعر عليه. و يقال:
جاءَت القَطا عُرْفاً عُرْفاً، أي بعضُها خَلْفَ بعض.
و من الباب: العُرْفة و جمعها عُرَف، و هي أرضٌ منقادة مرتفِعة بين سَهْلتين تنبت، كأنّها عُرف فَرَس. و من الشِّعر في ذلك «1» …
و الأصل الآخر المَعرِفة و العِرفان. تقول: عَرَف فلانٌ فلاناً عِرفاناً و مَعرِفة.
و هذا أمر معروف. و هذا يدلُّ علي ما قلناه من سُكونه إليه، لأنَّ مَن أنكر شيئاً توحَّشَ منه و نَبَا عنْه.
و من الباب العَرْف، و هي الرَّائحة الطيِّبة. و هي القياس، لأنَّ النَّفس تسكُن إليها. يقال: ما أطيَبَ عَرْفَه. قال اللّٰه سبحانه و تعالي: وَ يُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهٰا لَهُمْ، أي طيَّبَها. قال:
إلا رُبَّ يومٍ قد لَهَوْتُ و لَيْلَةٍ بواضحةِ الخدّين طيِّبة العَرْفِ
و العُرْف: المعروف، و سمِّي بذلك لأنَّ النفوس تسكُن إليه. قال النابغة:
أبَي اللّٰهُ إلَّا عدلَه و وفاءَه فلا النُّكْرُ معروفٌ و لا العُرْف ضائعُ «2»
______________________________
(1) بعده بياض في الأصل.
(2) ديوان النابغة 56.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 282
فأمّا العَرِيف فقال الخليل: هو القيِّم بأمرِ قومٍ قد عَرَف عليهم. قال:
و إنّما سمِّي عريفاً لأنَّه عُرِف بذلك. و يقال بل العِرَافة كالوِلاية، و كأنَّه سمِّي بذلك ليعرف أحوالهم.
و
أمّا عرفات فقال قومٌ: سمِّيت بذلك لأنَّ آدمَ و حواءَ عليهما السلام تعارَفَا بها. و قال آخرون: بل سمِّيت بذلك لأنَّ جبريل عليه السلام لما علّم إبراهيم عليه السلام مَناسِكَ الحجّ قال له: أ عَرفت «1»؟ و قال قومٌ: بل سمِّيت بذلك لأنَّه مكانٌ مقدَّس معظَّم، كأنَّه قد عُرِّف
، كما ذكرنا في قوله تعالي:
وَ يُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهٰا لَهُمْ. و الوقوف بعَرَفاتٍ تعريف. و التعريف:
تعريف الضَّالة و اللّقْطة، أن يقول: مَن يَعرِف هذا؟ و يقال: اعتَرَف بالشَّيْ‌ء، إذا أقرَّ، كأنّه عَرفَه فأقرَّ به. و يقال: النَّفس عَروف، إذا حُمِلت علي أمرٍ فباءت به «2» أي اطمأنَّت. و قال:
فآبُوا بالنِّساء مُرَدَّفاتٍ عوارفَ بعد كِنٍّ و اتِّجاحِ «3»
من الوِجاح، و هو السِّتْر.
و العارف: الصابر، يقال أصابته مصيبةٌ فوُجِد عَرُوفاً، أي صابراً.
قال النَّابغة:
علي عارفاتٍ للطِّعان عَوابِسٍ بهنّ كلُومٌ بين دامٍ و جالِبِ «4»
______________________________
(1) زاد بعده في المجمل: فقال نعم».
(2) في الأصل: «بساءت به».
(3) و يروي: «و ابتحاح» و: «و ابتجاح»، كما في اللسان (عرف).
(4) ديوان النابغة 5.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 283‌

عرق

العين و الراء و القاف أربعة أصولٍ صحيحة: أحدُها الشَّي‌ء يتولَّد من شي‌ءٍ كالنَّدَي و الرَّشْح و ما أشبهه. و الآخَر الشَّي‌ء ذو السِّنْخ، فسِنْخُه منقاسٌ من هذا الباب. و الثالث كَشْط شَي‌ءٍ عن شي‌ءٍ، و لا يكاد يكون إلا في اللّحم. و الرَّابع اصطفافٌ و تتابعٌ في أشياء. ثم يُشتَقُّ من جميع هذه الأصول و ما يقاربها.
فالأوَّل العَرَق، و هو ما جري في أصول الشَّعر من ماء الجِلْد. تقول: عرِقَ يعرَق عَرَقاً. قال: و لم أسمع للعَرق جمعاً، فإنْ جُمِع فقياسُه أعراق، كجَمل و أجمال. و رجلٌ عُرَقَة: كثير العَرق. و يقال: استعرق،* إذا تعرَّضَ للحَرِّكي يَعرق.
و من الباب: جَرَي الفرسُ عَرَقاً أو عَرَقَين، أي طَلَقاً أو طَلَقين. و ذلك من العَرَق. و يقال: عَرِّقْ فرسَك، أي أجرِهِ حتَّي يتعرَّق. قال الأعشي:
يُعالَي عليه الجُلُّ كلَّ عَشِيّة و يرفع نَقْلًا بالضُّحَي و يُعَرَّق «1»
و يقال: اللّبَن عَرَقٌ يتحلَّب في العروق حتَّي ينتهي إلي الضَّرْع. قال الشَّمَّاخ:
تَضْحِ و قد ضَمِنت ضَرّاتُها عَرَقا من طيّب الطّعم حُلْوٍ غير مجهود «2»
و لبنٌ عَرِق، و هو أن يُجعَل في سقاءٍ فيشدَّ بجنْبِ البعير فيصيبَه العرقُ
______________________________
(1) ديوان الأعشي 146.
(2) في الأصل: «تضحي»، و انظر ما سبق من التحقيق و التخريج في مادة (جهد).
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 284
فيَفسُد. و أمّا عَرَقُ القِرْبة في قوله: «جَشِمْتُ إليك عَرَق القِربة «1»» فمعناه فيما زعم يونس: عطيّة القربة، و هو ماؤها، كأنَّه يقول: جَشِمت إليك حتَّي سافرتُ و احتجتُ إلي عَرَق القربة في الأسفار، و هو ماؤها. و يقال: عَرِق لهُ بكذا، كأنّه تنَدَّي له و سَمَح. قال:
سأجعَلُه مكانَ النُّون مِنِّي و ما أُعْطِيتُهُ عَرَقَ الخِلالِ «2»
يقول: لم أُعْطَهُ عطيَّةَ مودّة، لكنَّه أخذْتُه قسراً. و النُّون: السَّيف.
و قال بعضهم: جَشِمْتُ إليك حَتَّي عرِقتُ كعرق القِرْبة، و هو سَيَلان مائها.
و قال قوم: عَرَق القِربة أنْ يقول: تكلَّفتُ لك ما لا يبلغُه أحدٌ حتي تجشَّمت ما لا يكون؛ لأنَّ القِربة لا تَعْرَق، يذهب إلي مِثْلِ قولهم: «حتَّي يشِيب الغُراب».
و كان الأصمعيُّ يقول: عَرَق القِرْبة كلمةٌ تدلُّ علي الشِّدَّة، و ما أدري ما أصلُها و قال ابنُ أبي طَرَفة: يقال لَقِيتُ من فُلانٍ عَرقَ القِرْبة، أي الشِّدّة. قال:
و أنشد الأحمر:
ليست بِمَشْتَمَةٍ تُعَدُّ و عَفْوُها عَرَقُ السِّقاء علي القَعُود اللّاغِبِ «3»
يمدح رجلًا يسمع الكلمةَ الشديدةَ فلا يأخُذ صاحبَها بها.
______________________________
(1) في حديث عمر: «ألا لا تغالوا صدق النساء فإن الرجال تغالي بصداقها حتي تقول: جشمت إليك عرق القربة». اللسان (عرق).
(2) البيت للحارث بن زهير العبسي، يصف سيفاً له يسمي «النون». و في الأصل: «عني» بدل «مني»، صوابه في اللسان (عرق، نون) و المجمل (عرق). قال ابن بري: صواب إنشاده «و يخبرهم مكان النون مني»، لأن قبله:
سيخبر قومه حنش بن عمرو إذا لاقاهم و ابنا بلال
(3) البيت لابن أحمر الباهلي، كما في اللسان (عرق). و في اللسان: «و عفوها» بالفاء.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 285
و من الباب: عَرَّقْتُ في الدَّلو، و ذلك إذا كان دونَ المِل‌ء، كأنَّ هذا لقِلّته شبِّه بالعَرَق. و يقال للمُعْطي اليسير: عَرَّق. قال:
لا تملأ الدَّلْوَ و عرِّقْ فيها أما تَرَي حَبَارَ مَنْ يَسقيها «1»
و يقال: كأسٌ مُعْرَفَة، إذا لم تكن مملوءةً، قد بقيتْ منها بقيَّة. و خَمْرٌ مُعرَفَة، أي ممزوجة مزجاً خفيفاً، شُبِّه ذلك المزجُ اليسير بالعَرق. و قال في المُعْرق القليل المَزْج:
أخَذْتُ برأسِهِ فدَفَعْتُ عنه بمُعْرَقَةٍ مَلامةَ مَن يلومُ «2»
و الأصل الثاني السِّنْخ المتشعِّب. من ذلك العِرْق عِرْق الشَّجَرة. و عُروقُ كلِّ شي‌ءٍ: أطنابٌ تَنْشَعِب من أصوله. و تقول العرب: «استَأصَلَ اللّٰه عِرْقاتَهم «3»» زعموا أنَّ التاء مفتوحة، ثمَّ اختلفوا في معناه، فقال قوم: أرادوا واحدةً و أخرجها مُخرَج سِعلاة. و قال آخرون: بل هي تاءُ جماعة المؤنّث لكنهم خفّفوه بالفتحة. و يقال: أعْرَقَتِ الشَّجَرةُ، إذا ضَرَبتْ عُروقُها فامتدَّت في الأرض.
و من هذا الباب: عَرَق الرّجُل يَعْرُق عُروقاً، إذا ذَهَب في الأرض.
و هذا تشبيهٌ، شبِّه ذهابه بامتدادِ عُروق الشَّجرةِ و ذهابها في الأرض.
فأمّا
قولُه صلي اللّه عليه و آله و سلم: «مَنْ أحيا أرضاً مَيْتةً فهي له، و ليس
______________________________
(1) الرجز في إصلاح المنطق 281، 453 و مجالس ثعلب 238 و اللسان (حبر، عرق)، و قد سبق في (برق). و في اللسان (عرق) أن «حبار» اسم ناقته.
(2) للبرج بن مسهر الطائي، كما في اللسان (عوق) و المؤتلف و المختلف 62 و الحماسة بشرح المرزوقي ص 1272 برواية: «رفعت برأسه و كشفت عنه».
(3) يقال عرقاتهم، بكسر التاء: جمع عرق، كعرس و عرسات. فهو من المذكر الذي جمع بالألف و التاء. و من قال عرقاتهم بفتح التاء أجراه مجري سعلاة. انظر اللسان و القاموس.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 286
لعرقٍ ظالمٍ حَقٌّ»
. فهو مَثَل. قال العلماء: العُروق أربعة: عرقان ظاهران، و عرقان باطنان. فالظاهران: الغَرس و البناء، و الباطنان البئر و المعْدن. و معني العِرق الظَّالم أن يجي‌ء الرّجُل إلي أرضٍ قد أحياها رجلٌ قبلَه فيغرسَ فيها غَرساً أوْ يُحدِثَ شيئاً يستوجب به الأرض.
و العِرق: نباتٌ أصفر. و من أمثالهم: «فلانٌ مُعْرق [له] في الكَرم»، أي له فيه أصلٌ و سِنْخ. و قد عَرَّق فيه أعمامُه و أخواله تعريقاً، و أعرقوا فيه أعراقا.
و قد أعْرقَ فيه أعراقُ العَبيد، إذا خالطه ذلك و تخلَّق بأخلاقهم. و يقال: تدارَكَه أعراقُ خَيرٍ و أعراقُ شَرٍّ. قال الشّاعر:
جري طَلَقاً حتَّي إذا قيل سابقٌ تداركَه إعراقُ سَوْءٍ فَبَلّدا «1»
و العَريق من الخَيل و النَّاس: الذي له عِرقٌ في الكَرم. و فلانٌ يُعارِقُ فلاناً، أي يُفاخِره، و معناه أن يقول: إنَّنا* أكْرم عِرقاً. و يقال: «عِرقٌ في بنات صَعْدة» و هي الحُمُر الأهليّة. و قول عِكراش بن ذُؤيب: «أتيته بإبلٍ كأنّها عُروق الأرْطي» أراد أنّها حُمْر، لأنَّ عُروقَ الأرطي حُمر، و حُمْر الإبل كرائمها. قال:
يُثير و يُبدِي عن عُروقٍ كأنّها أعنَّةُ جَرَّازٍ تُحَطّ و تُبْشَرُ «2»
وصف ثوراً يَحفِر كِناساً تحت أرْطَي.
و الأصل الثالث. كشط اللَّحم عن العظم. قال الخليل: العُراق: العظم الذي قَد أُخِذَ عنه اللَّحم. قال:
فألقِ لكلبك منه عُرَاقا
______________________________
(1) أنشده في اللسان (عرق).
(2) كذا ورد البيت في الأصل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 287
فإذا كان العظم بلحمه فهو عَرْق. و يقال: العُراق جمع عَرق، كما يقال ظِئر و ظُؤار «1». و يقال في المثل: «هو ألْأَم من كلبٍ علي عَرْق». قال ابن الأعرابيّ:
جمع عَرْق عِرَاق. و أنشَد:
يَبيت ضَيفِي في عِراقٍ مُلْسِ و في شَمُولٍ عُرِّضَتْ للنَّحْسِ «2»
مُلْس، يعني الودكَ و الشَّحم. و النَّحْس: الرِّيح. يقال: عَرَقت العظم و أنا أعْرُقُه، و اعترقْتُه و تعرّقتُه، إذا أكلتَ ما عليه [من] اللحم. و يقال: أعطِنِي عَرْقاً «3» أتعرَّقهُ، أي عظماً عليه اللحم. و فلانٌ مُعتَرَقٌ، أي مهزول، كأنَّ لحمَه قد اعتُرِق. قال:
غولٌ تَصَدَّي لسَبَنْتًي مُعْتَرِقْ
و قال:
قد أشهدُ الغارةَ الشَّعواءَ تحملُنِي جَرداءُ معروقَةُ اللَّحيين سُرْحوبُ «4»
يصف الفرس بقلّة اللحم علي وجهه، و ذلك أكْرَمُ له. قال الكِسائيّ: فمٌ مُعْرَق: قليلُ الرِّيق. و وجهٌ معروق: قليل اللَّحم.
و الأصل الرّابع: الامتداد و التَّتابع في أشياءَ يتبع بعضُها بمضاً. من ذلك
______________________________
(1) انظر اللسان (عرق 115).
(2) أنشده في اللسان (عرق، نحس).
(3) في الأصل: «عروقا»، تحريف.
(4) البيت لعمران بن إبراهيم الأنصاري، كما في حاشية الدمنهوري علي متن الكافي. و أنشده في اللسان (عرق) بدون نسبة. و انظر ما كتب في حواشي الجزء الأول من تهذيب اللغة ص 224.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 288
العَرَقة، و الجمع عَرَقات، و ذلك كلُّ شي‌ء مضفور أو مصطفٍّ. و إذا اصطفَّت الطّيرُ في الهواء فهي عَرَقة، و كذلك الخيل. قال طُفيل:
كأنّه بعدَ ما صَدَّرْن من عَرَقٍ سِيدٌ تَمَطّر جُنحَ اللَّيل مبلولُ «1»
و العَرَقة: السَّفيفة المنسوجة من الخُوص قبل أن يُجعَل منها زَبيل. و سمِّي الزَّبيل عَرَقاً لذلك. و يقال عَرَقة أيضاً. قال أبو كبير:
نَغْدو فنَترُك في المَزَاحف مَن ثوي و نُمِرُّ في العَرَقات مَن لم يُقتَلِ «2»
يعني نأسِرهم فنشدُّهم في العَرَقات، و هي النُّسوع.
و يقال لآثار الخَيل المصطفة عَرَقة. و العَرَقة: طُرَّة تُنسَج ثم تخاط علي شَقَّة، الشُّقة التي للبيت. و قال ابنُ الأعرابيّ: العَرَقة: جماعةٌ من الخيل و الإبل القائمة علي سَطر «3». فأمَّا عِرَاق المَزَادة و الرَّاوية فهو الخَرْز الذي في أسفلها، و الجمع عُرُق.
و ذلك عندنا ممّا ذكرناه من الامتداد و التَّتابُع. قال ابن أحمر:
من ذي عِرَاق نِيطَ في جَوْزِها فهو لطيفٌ طَيُّه مُضْطَمِرْ
و قال آخر:
تَضحك عن مِثل عِراق الشَّنَّهْ
و من هذا الباب: العِرَاق، و هو عند الخليل شَاطئ البحر. و سمِّيت العِراقُ
______________________________
(1) البيت مما لم يرو في ديوان طفيل. و هو في اللسان (عرق، مطر) برواية: كأنهن و قد صدرن من عرق». و لم ينسبه في الموضع الثاني. و أنشده في (صدر) أيضاً برواية المقاييس.
(2) و كذا روايته في ديوان الهذليين (2: 96). و فسره السكري بقوله: «نمر، يقول:
نوثق». و في اللسان (عرق): «و نقر».
(3) في الأصل: «شطر».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 289
عِراقاً لأنَّه علي شاطئ دِجلةَ و الفرات عِدَاءً حتَّي يتَّصل بالبحر. و العِراق في كلام العرب: شاطئ البَحْر علي طُوله.
و من هذا الباب: العِراق، و هو ما أحاط بالظُّفُر من اللَّحم. قال الدُّريدي:
«سمِّيت العِراق لأنَّها استكفَّتْ أرضَ العرب «1»»، أي صارت كالكِفاف لها. و ذُكر عن أبي عمرو بن العلاء أنّ العِراق مأخوذ من عروق الشّجر، و هي مَنابِت الشَّجر. و العِراقان: الكوفة و البصرة. و قال الأصمعيّ: العِراق كلُّ موضعِ ريفٍ. قال جرير:
نَهْوَي ثري العِرْق إذْ لم نلقَ بعدكُمُ كالعرق عِرقاً و لا السُّلَّانِ سُلَّانا
و يقال: أعرَقَ الرَّجل و أشأمَ، أي أتَي العِراقَ و الشَّام. قال الممزَّق:
فإن تُنْجِدُوا أُتْهِمْ خلافاً عليكُم و إن تُعْمِنُوا مُستحقِبِي الشَّرِّ أُعرِقِ «2»
و أمَّا عَرْقُوَة [الدَّلوف «3»] الخشَبَة المعروضةُ عليها.

عرك

العين و الراء و الكاف أصلٌ واحد صحيحٌ يدلُّ علي دَلْكٍ و ما أشبَهَه من تمريس شي‌ء بشي‌ء أو تمرُّسِه به. قال الخليل: عركتُ الأديمَ عَرْكاً، إذا دَلكتَه دلْكاً. و عركت القومَ في الحربِ عَركاً. قال زهير:
______________________________
(1) الجمهرة: (2: 384).
(2) سبق الكلام علي البيت و تخريجه في (تهم، عمن).
(3) تكملة يقتضيها الكلام. و في المجمل: «و العرقوة: الخشبة المعروضة علي الدلو».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 290
فَتعرُكْكُمُ عَرْكَ الرَّحي بثَفَالها و تَلْقَح كِشَافاً ثم تَحمِل فتُتْئِمِ «1»
و من الباب: اعترك القومُ في القتال، و ذلك تمرُّسُ بعضِهم ببعضٍ و عَرْكُ بعضِهم بعضاً،* و ذلك المكانُ مُعْترَك و مُعتَرَكةٌ. و قال الخليل: رجلٌ عَرِكٌ و قوم عَرِكون، و هم الأشِدَّاء في الصَّراع.
و من الباب- و إنّما زِيد في حروفه ابتغاءَ زيادةٍ في معناه- قولُهم: عَرَكرَكٌ، أي غليظ شديدٌ صَبور. قال:
لا تَشهدِ الوِردَ بكلِّ حائِر إلّا بفَعْم المَنكِبين حادرِ
عَركْركٍ يملأُ عينَ النّاظر
و يقال: رجلٌ عَرِكٌ: حِلْسٌ لا يبرح القِتال. و عَريكة البَعير: سَنامُه، و ذلك أنَّ الحِمْل يَعْرُكه. قال ذو الرُّمَّة:
خِفافُ الخُطي مُطْلَنْفئات العرائكِ «2»
مُطْلَنْفئة: لاصقة بالأرض. و يقال: ناقة عَرُوك، مثل اللَّموسُ «3»، و ذلك إذا كان عليها وَبَر فلا يُري طرْقُها تحت الوَبَر حتي يُلْمَس. و عَرَكْت الشّاةَ أيضاً، إذا جَسَستَها «4». قال: و لا تكون المرَّة و المرَّتانِ عَرَكاً، و إنّما يكون ذلك إذا
______________________________
(1) البيت من معلقته المشهورة.
(2) أنشد هذا العجز في اللسان (عرك). و صدره كما في ديوان ذي الرمة 426:
إذا قال حادينا أيا عسجت بنا
و في الأصل: «خطاف الخطي»، صوابه فيهما.
(3) بدلها في اللسان: «الشكوك»، و قال: «و هي التي يشك في سنامها أبه شحم أم لا».
(4) في الأصل: «حبستها»، تحريف.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 291
بُولِغ في الجسّ. و تقول: لقيتُه عَرَكاتٍ، أي مَرّاتٍ. و هذا علي معني التمثيل بعَرَكات الجَسّ.
قال الخليل: و العَرْك: عَرك المِرفق الجنبَ، من الضَّاغط يكون بالبعير.
قال الطرِمَّاح:
قليل العرك يهجو مرفقاها «1»
فأمَّا قولُهم: هو ليِّن العريكة، فقال الخليل: فلانٌ ليِّن العريكة، إذا لم يكن ذا إباءٍ، و كان سَلِساً. و قال ابن الأعرابيّ: العريكة: شِدَّة النَّفْس. قال:
خرّجها صوارمُ كلِّ يومٍ فقد جعلت عَرائكُها تلين «2»
خَرَّجها: هذَّبها و أدّبها كما يَتخرّج الإنسان، و هذا كلُّه راجعٌ إلي ما تقدَّم ذِكرُه من عريكة السَّنام.
فأمّا المَلّاحون فهم العَرَك، يقال عَركيٌّ للواحد و عَرَكٌ للجمع، مثل عربيٍّ و عرَب. قال زُهير:
يَغْشَي الحداةُ بهم وعْثَ الكثيب كما يُغشِي السّفائنَ موجَ اللَّجَّةِ العَرَكُ «3»
و إنَّما سُمُّوا عَرَكاً لمعاركتهم الماءَ و السُّفن.
______________________________
(1) لم أجد هذه القطعة في ديوان الطرماح.
(2) لزهير في ديوانه 189 و اللسان (خرج). و الرواية فيهما: «و خرجها صوارخ».
(3) ديوان زهير 167 و اللسان (عرك)، و الرواية فيهما: «حر الكثيب». و روي أبو عبيدة:
يَغشَي السفائنَ موجُ اللّجة العَرِك
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 292
و يقال: أرضٌ مَعْروكة، إذا عَرَكتها السّائمةُ و أكلت نَباتَها.
و من الباب: العِراك في الوِرْد. و يقال ماءٌ مَعْروكٌ، أي مُزدَحَم عليه.
و هو القياس، لأنَّ المُورِد إذا أورد إبلَه أجْمَعَ تزاحمت و تعاركت. قال لبيد:
فأورَدَها العِراكَ و لم يذُدْها و لم يُشفِق علي نَغَصِ الدِّخالِ «1»
و من أمثالهم: «عارِكْ بجَذَعٍ أو دَعْ «2»».
فأمّا العارك فإنّها الحائض، و ممكن أن يكون من قياسه أن تكون معانِيةً، لما تُعانِيه من نِفاسها و دَمِها، و كأنّها تُعارِكُ شيئاً. يقال امرأةٌ عاركٌ و نساءٌ عوارك. قالت الخنساء:
لن تَغْسِلُوا أبداً عاراً أظلّكُم غَسْلَ العَواركِ حيضاً بعد أطهارِ «3»
يقال منه: عَرَكَت تعرُك عَركاً و عراكاً فهي عارك.

عرم

العين و الراء و الميم أصلٌ صحيح واحد، يدلُّ علي شِدّة و حِدّة. يقال: عَرُم الإنسان يعرُم عَرامَةً، و هو عارم. قال:
إني امرؤٌ يذُبُّ عن مَحارمي بَسْطةُ كفٍّ و لسانٍ عارمِ
و فيه عُرامٌ، إذا كان فيه ذلك. و عُرَام الجَيْش: شِرّته و حَدُّه و كثرتُه. قال:
______________________________
(1) ديوان لبيد 121 طبع 1880 و اللسان (عرك، نغص، دخل).
(2) و يروي: «زاحم بعود أودع». اللسان (عود) و أمثال الميداني (1: 23). و في الأصل: «عارك بجد»، تحريف.
(3) ديوان الخنساء 35 و اللسان (عرك) برواية:
«لا نوم أو تغسلوا عاراً»
. و رواية الديوان:
لا نوم حتي تقودوا الخيل عابسة نذن؟؟؟؟ طرحا بمهرات و أمهار
أو تحفروا حفرة فالموت مكتنع عند البيوت حصيناً و ابن سيار
أو لرحضوا عنكم عاراً تجللكم رحض العوارك حيضا عند أطهار
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 293
و ليلةِ هَوْلٍ قد سَريتْ و فتيةٍ هَديتُ و جمعٍ ذي عُرامٍ مُلادِسِ «1»
و لذلك يقال جيشٌ عَرَمْرَمٌ. و قد قلنا إنَّهم إذا أرادُوا تفخيمَ أمرٍ زادُوا في حروفه. و العَرَمْرم من عَرَم و عرر «2». قال:
أداراً بأجماد النَّعامِ عهِدتُها بها نَعماً حَوْماً و عِزًّا عرموما «3»
و أمَّا سَيل العَرِم فيقال: العَرِمَةُ: السِّكْر، و جمعها عَرِم. و هذا صحيح، لأنَّ الماء إذا سُكِرَ كان له عُرَامٌ من كثرته. و محتمل أنْ يكون العَرِمة الكُدْس المَدُوس الذي لم يُذَرَّ، يُجعَل كهيئة الأزَج. فإنْ كان كذا فلأنه مُتكاثف «4» كثير، كالماء ذي العُرام. فأمَّا العُرْمَة فالبياضُ يكون بِمَرَمَّة الشّاة، يقال شاةٌ عرماءُ- و هذا شاذٌّ عن الأصل الذي ذكرناه- و أفْعي عرماء. و ممكنٌ أن يكون من باب الإبدال، كأنّ الراء بدل من لام، كأنّها عَلْمَاء. و ذلك يكون البياض كعلامةٍ عليها، و ليس هذا ببعيد. قال:
أبا مَعْقِلٍ لا تُوطِئَنْك بَغاضَتِي رُءوسَ الأفاعِي في مَرَاصِدها العُرْمِ «5»
فأمّا قولُهم إن العَرِم: الجُرَذ الذَّكَر فمما لا معنَي له و لا يُعَرَّج علي مِثله.
______________________________
(1) أنشده في اللسان (عرم).
(2) في الأصل: «و عرمرم».
(3) أنشده في اللسان (عرم).
(4) في الأصل: «متكاسف».
(5) البيت لمعقل بن خويلد الهذلي، من قصيدة له في شرح السكري للهذليين 108 و ديوان الهذليين (3: 65).
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 294‌

عرن

العين و الراء و النون أصلٌ صحيحٌ واحد يدلُّ علي ثباتٍ و إثباتِ شي‌ء، كالشّي‌ء المركب. من ذلك العِرنين، و هو الأنف، و الجمع عرانين سمّي بذلك كأنَّه عُرِن علي الأنف، أي رُكِّبَ. و كذلك اللَّحم عَرِينٌ، لأنه مُثْبَتٌ مركَّبٌ علي الجسم. قال:
موشَّمةُ الأطرافِ رَخْصٌ عَرينُها «1»
و قال في العِرْنين:
تَثْنِي الخمارَ علي عِرنينِ أرنبةٍ شَمَّاءَ مارِنُها بالمسك مرثومُ «2»
و من الباب العِرَان، و هي خشبةٌ تُجْعَل في أنف البعير. و قال:
و إنْ تُظْهِرْ حديثَك يُؤْتَ غَدْواً برأسِكَ في زِناقٍ أو عِرَانِ «3»
و من الباب العَرِين: مَأْوي الأسد؛ لأنّه مكانُه الذي يثبُتُ فيه. و قال
أحمّ سراةِ أعلي اللَّونِ منه كلَون سَراة ثُعبانِ العَرينِ «4»
و رمح مُعَرَّن: قد سُمِّر سِنانُه فيه. و قال:
مَصانعُ فخرٍ ليس بالطِّينِ شُيِّدَت و لكن بطعن السَّمهريِّ المُعَرَّنِ
و من الباب قولهم للشَّديد الصِّرِّيع: هو عِرْنَةٌ لا يُطاق، أي إنّه ثابتٌ لا يزول.
______________________________
(1) عجز بيت لمدرك بن حصن، و يروي أيضاً لغادية الدبيرية كما في اللسان (عرن). و صدره:
رغا صاحبي عند البكاء كما رغت
و أنشد العجز بدون نسبة في المخصص (4: 140).
(2) لذي الرمة في ديوانه 572 و اللسان (عرن) برواية: «تثني النقاب».
(3) في اللسان (زنق) و شروح سقط الزند 194: «يؤت عدوا» بالعين المهملة.
(4) للطرماح في ديوانه 180 و اللسان (عرن). و في الأصل «منها»، تحريف. و البيت في صفة رحل. و قبله:
فقاموا ينفضون كري ليال تمكن في الطلي بعد العيون
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 295‌

عرو عري

العين و الراء و الحرف المعتل أصلانِ صحيحان متباينان يدلُّ أحدُهما علي ثباتٍ و مُلازمةٍ و غِشيان، و الآخر يدلُّ علي خلوٍّ و مفارقة.
فالأوّل قولُهم: عَرَاهُ أمرٌ، إذا غَشِيه و أصابَه؛ و عَرَاه البرد. و يقولون:
«إذا طلَع السِّماك، فعند ذلك يَعرُوك ما عَناك، من البرد الذي يَغْشاك».
و عَرَاه الهمُّ و اعتراه. و العُرَوَاء: قِرَّةٌ تأخذ المحموم.
و من الباب العُروة عُروة الكُوزِ و نحوِه، و الجمع عُرًي. و عَرّيت الشي‌ء:
اتَّخذت له عروة «1». قال لبيد:
فخْمةٌ ذَفْراء تُرتَي بالعُرَي قُردمانيَّا و تَركاً كالبصَلْ «2»
و قال آخر: «و اللّٰه لو عَرَّيتَ في عِلباوَيَّ ما خضَعْتُ لَكَ»، أي لو جعلتَ فيهما عُرْوَتين. و إنَّما سمِّيت عُروَة لأنها تُمسَك و تلزَمها الإصبع.
و من الباب العُروة، و هو من النَّبات شجرٌ تَبقي له خُضرةٌ في الشتاء، تتعلَّق به الإبلَ «3» حتَّي يدركَ الرَّبيع، فهي العُرْوة و العُلْقة. و قال مهلهل:
قَتَل المُلوكَ و سارَ تحت لوائه شَجر العُرَي و غَراعِرُ الأقوامِ «4»
______________________________
(1) و يقال أعراه أيضاً.
(2) ديوان لبيد 15 طبع 1881 و اللسان (ذفر، رتي، فردم، ترك، بصل). و قد سبق في (بصل، ترك).
(3) في المجمل: «تتعلق بها الإبل». و في اللسان: «تتعلق به الإبل». و في الأصل: «تفلق به الإبل».
(4) سبق إنشاده في (عر). و عراعر، يروي بضم العين و فتحها، فمن ضم فهو واحد، و من فتح جعله جمعا. و مثله: جوالق و جوالق، و قماقم و قماقم، و عجاهن و عجاهن. انظر اللسان (عرا 274).
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 296
و قال بعضهم: العُرْوة: الشَّجر الملتف. و قال الفَرَّاء: العُروة من الشَّجر:
ما لا يسقط ورقُه. و كلُّ هذا راجعٌ إلي قياس الباب، لأنَّ الماشية تتعلَّق به فيكون كالعُروة و سائر ما ذكرناه.
و ربّما سَمْوا العِلْق النَّفِيسَ عُروةً، كما يسمَّي عِلْقا، و القياس فيهما واحد.
و يقال: إن عُروةَ الإسلام: بقِيَّته، كقولهم: بأرض بني فلانٍ عُروة، أي بقيّة مِنْ كلإ. و هذا عندي كلامٌ فيه جفاء؛ لأنَّ الإسلام و الحمدُ للّٰه باقٍ أبداً، و إنَّما عُرَي الإسلام شرائعه التي يُتَمسَّك بها، كلُّ شريعةٍ عُروة. قال اللّٰه تعالي عند ذكر الإيمان: فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقيٰ لَا انْفِصٰامَ لَهٰا.
فأما العَرِيُّ فهي الرِّيح الباردة، و هي عرِيَّة أيضاً. و سمِّيت لأنّها تَعْرُو و تَعترِي، أي تَغْشَي. قال ذو الرُّمَّة:
و هَلْ أحْطِبَنَّ القومَ و هي عريَّةٌ أُصولَ ألاء في ثرًي عَمِدٍ جَعْدِ «1»
و يقولون: «أهْلكَ فقد أعْرَيْتَ»، أي غابت الشَّمسُ و هبَّت عرِيّا.
و أمّا الأصل الآخَر فخُلوُّ الشَّي‌ء من الشَّي‌ء. من ذلك العُرْيان، يقال منه:
قد عَرِيَ من الشَّي‌ء يَعرَي، و جمع عارٍ عُراة. قال أبو دُوَاد:
فبِتنا عُراةً لَدَي مُهْرِنا نُنَزِّع من شَفَتيه الصَّفارا «2»
أي متجرِّدين، كما [يقال] تجرّد للأمر، إذا جدّ فيه. و يقولون: إنّه من العُرَواء، أي كأنَّهم ينتفضون من البرد. و يقال من الأوّل: ما أحْسَنَ عُرْيةَ هذه
______________________________
(1) ملحقات ديوان ذي الرمة 665 و اللسان (حطب) و المخصص (11: 22). و قد مضي الاستشهاد به في (عمد).
(2) سبق البيت بدون نسبة في (صفر).
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 297
الجارية، أي مُعَرَّاها و ما تجرَّد منها. و عُرْيَتها: جُرْدتها. و يقال: المَعَارِي:
اليدانِ و الرِّجْلان و الوجه، لأنّ ذلك بادٍ أبداً. قال أبو كبير:
مُتكوِّرينَ علي المَعارِي بينَهم ضَربٌ كتَعْطاط المَزَادِ الأثجلِ «1»
و يقال: اعْرَوْرَيْتُ الفَرسَ، إذا ركبته عُرْياً [ليس] بين ظهره و بَيْنَك شي‌ء. و أنشد:
و اعْروْروت العُلُطَ العُرْضيَّ تركُضُه أمُّ الفوارس* بالدِّئدادِ و الرَّبَعَه «2»
و يقال: فرسٌ عُرْيٌ و رجل عُرْيانٌ.
و من الباب: العَرَاء: كلُّ شي‌ءٍ أعْرَيْته من سُتْرته. و يقال: اسْتُره عن العَرَاء.
أمَّا العَرَي مقصور فما سَتَرَ شيئاً من شي‌ء تقول: تركناه في عَرَي الحائط «3».
و هذه الكلمة تَصلح أن تكون من الباب الأوَّل.
و من الباب الثَّاني: أعْرَي القومُ صاحبهم، إذا تَرَكوه و ذهَبوا عنه.
______________________________
(1) ديوان الهذليين (2: 96) و اللسان (كور، عرا) و يروي: «الأنجل» بالنون أيضا، و هي رواية الديوان.
(2) البيت لأبي دواد الرؤاسي كما في اللسان (علط، دأدأ، ربع)، و هو غير أبي داود الإيادي. و أبو داود الرؤاسي، هو يزيد بن معاوية بن عمرو بن قيس بن عبيد بن رؤاس بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة. و أما الإيادي فهو جويرية بن الحجاج. انظر اللسان (دأدأ) و المؤتلف و المختلف 115- 116. و قد أنشد صدر البيت في اللسان (عرض) 42. و في الأصل هنا: «و الرابعة بالدأداء»، صوابه في اللسان. و قبل البيت في اللسان (علط):
هلا سألت جزاك اللّه سيئة إذا أصبحت ليس في حافاتها قزعه
و راحت الشول كالشنات شاسفة لا يرتجي رسلها راع و لا ربعه
(3) بعده في الأصل: «و هذه الحائط».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 298
و من الباب العَرَاء: الفضاء، و يقال إنّه مذكّر. تقول: انتهينا إلي عَراءٍ من الأرض واسع. و أعراء الأرض: ما ظَهَر من مُتونها و ظُهورها. و يقولون لامرأة الرّجل: النَّجِيُّ العُرْيان، أي إنَّه يُناجيها في الفِراش عُريانةً. قال:
ليس النجيُّ الذي يأتيك مؤتزِراً مِثْلَ النَّجِيّ الذي يأتيك عُرياناً «1»
و يقال للفرس الطَّويل القوائم عُريان، و هو من الباب، يراد أنَّ قوائمه متجرِّدة طويلة.
و أمَّا العَرِية من النَّخْل و ما
جاء في الحديث أنّه عليه الصلاة و السلام: «نَهَي عن المُزَابنة و رَخّص في العَرايا»
فإنّ قياسَه قياسُ الذي ذكرناه في هذا الأصل الثاني، و هو خلُوُّ الشي‌ء عن الشي‌ء. ثمّ اختلف الفقهاء في صورتها، فقال قوم هي النَّخلةُ يعرِيها صاحبُها رجلًا محتاجاً، و ذلك أن يجعَلَ له ثمرةً عامِها، فرخّص لربِّ النَّخل أن يبتاع ثمرَ تلك النَّخلة من المُعْرَي بتمرٍ، لِموضعِ حاجته. و قال بعضُهم: بل هو الرّجُل يكون له نخلةٌ وسْطَ نخلٍ كثيرٍ لرجُل آخر، فيدخلُ ربُّ النَّخلة إلي نخلته فربما كان صاحب النخل الكثير يؤذيه دُخوله إلي نخلِهِ «2»، فرخَّص لصاحب النَّخل الكثير أن يشتري ثمرَ تلك النخلة من صاحبها قبل أن يجُدَّه بتمرٍ لئلّا يتأذَّي به.
قال أبو عبيدٍ: و التّفسير الأول أجود، لأنّ هذا ليس فيه إعراء، إنما هي نخلةٌ
______________________________
(1) البيت للفرزدق في طبقات الشعراء لابن سلام 77 ليبسك 117 مصر و الأغاني (3: 120/ 8: 180، 182/ 19: 8). و ليس في ديوانه. و الرواية المشهورة:
«ليس الشفيع»، «مثل الشفيع». و قبله:
أما البنون فلم تقبل شفاعتهم و شفعت بنت منظور بن زبانا
(2) في الأصل: «فربما كان مع صاحب النخل الكثير نخلة فيؤديه إلي دخوله»، و استضأت في إصلاحها بالمجمل. و في المجمل: «فيتأذي صاحب النخل الكثير بدخول صاحب النخلة الواحدة نخله».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 299
يملكها ربُّها فكيف تسمي عَرِيّة. و مما يبين ذلك قولُ شاعر الأنصار «1»:
ليستْ بسَنْهَاءَ و لا رُجبيَّةٍ و لكن عَرَايا في السِّنينَ الجَوائحِ «2»
و منه
حديثٌ آخر، أنّه كان إذا بعث الخُرّاص قال لهم: «خفِّفوا في الخَرْص فإنَّ في المال العَرِيَّةَ و الوصِيَّة»
. قال الأصمعيّ: استَعْرَي الناسُ في كلِّ وجهٍ، إذا أكلوا الرُّطَب. قال: و هو مأخوذٌ من العَرايا.
فأمَّا الخليل فرُوِي عنه كلامٌ بعضُه من الأوّل و بعضُه من الثاني، إلّا أنَّ جملة قوله دليلٌ علي ما ذكرناه، من أنّه قياسُ سائرِ الباب، و أنّه خلوُّ شي‌ءٍ من شي‌ء.
قال الخليل: النَّخلة العرِيَّة: التي إذا عَرَضْت علي البيع ثمرَها عَرَّيتَ منها نخلة، أي عَزَلْتَ عن المساوَمة. و الجمع العَرايا، و الفعل منه إعراءٌ، و هو أن يُجعَل ثمرُها لمُحتاجٍ عامَها ذلك.

عرب

العين و الراء و الباء أصول ثلاثة: أحدها الإنابة و الإفصاح، و الآخر النَّشاطُ و طيبُ النَّفس، و الثالث فسادٌ في جسمٍ أو عضو.
فالأوّل قولهم: أعرب الرّجُل عن نفسه، إذا بيَّنَ و أوضح.
قال رسول اللّٰه صلي اللّه عليه و آله و سلم: «الثَّيِّبُ يُعرِب عنها لسانُها، و البِكر تُسْتَأْمَر في نفسها»
.______________________________
(1) هو سويد بن الصامت الأنصاري، كما في اللسان (عرا، رجب).
(2) أنشده أيضا ثعلب في مجالسه 94. و قال ابن منظور في (رجب) إنه يروي: «رجبية» بضم الراء و تخفيف الجيم المفتوحة و تشديدها، قال: «كلاهما نسب نادر، و التثقيل أذهب في الشذوذ».
ثم قال: «و قد روي بيت سويد بن الصامت بالوجهين جميعا».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 300
و
جاء في الحديث: «يستحبُّ حين يُعرِب الصبيُّ أن يقول لا إلٰه إلا اللّٰه. سبْعَ مرات»
، أي حين يُبِين عن نفسه. و ليس هذا من إعرابِ الكلام. و إعرابُ الكلام أيضاً من هذا القياس، لأنّ بالإعراب يُفرَق بين المعاني في الفاعل و المفعول و النفي و التعجب و الاستفهام، و سائر أبواب هذا النَّحو من العلم.
فأمّا الأمَّة التي تسمَّي العربَ فليس ببعيدٍ أن يكون سمِّيت عَرَبا من هذا القياس لأنَّ لسانَها أعْرَبُ الألسنة، و بيانَها أجودُ البيان. و ممَّا يوضِّح هذا الحديثُ الذي جاء: «إنَّ العربيَّة ليست باباً واحداً «1»، لكنّها لسانٌ ناطق». و ممّا يدل علي هذا أيضاً قولُ العرب: ما بها عَرِيبٌ، أي ما بها أحدٌ، كأنَّهم يريدون، ما بها أَنِيس يُعرِب عن نفسه. قال الخليل: العَرَب العارية هم الصَّريح. و الأعاريب:
جماعة الأعراب. و رجلٌ عربيّ. قال: و أعرب الرّجُل، إذا أفَصَح القَولَ، و هو عَرَبانيُّ اللِّسان «2»: فصيح و أعرب الفرس: خَلَصت* عربيّتُه و فانَته القِرْفة «3» و الإبل العِرابُ، هي العربية. و العرب المستعربة هم الذين دخَلُوا بَعدُ فاستعربوا و تعرَّبوا.
و الأصل الآخر: المرأة العَرُوب: الضَّحاكة الطيِّبة النفس، و هُنَّ العُرُب. قال اللّٰه تعالي: فَجَعَلْنٰاهُنَّ أَبْكٰاراً. عُرُباً أَتْرٰاباً، قال أهلُ التَّفسير: هنَّ المتحبِّبات إلي أزواجهنّ.
______________________________
(1) في الأصل: «باب واحد».
(2) لم ترد في القاموس. و وردت في اللسان (2: 77). و فيه: «و قال الليث: يجوز أن يقال:
رجل عرباني اللسان».
(3) القرفة، بالكسر: الهجنة. و في الأصل: «القرافة»، تحريف.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 301
و العَرْب، بسكون الراء: النَّشاط. قال:
و الخَيْل تنزِع عَرْباً في أعنَّتِها «1»
و العَرَب: الأَثَر، بفتح الراء. يقال منه: عَرِب يَعْرَب عَرَباً
و الأصل الثالث قولهُم: [عَرِبَت] معدتُه، إذا فسدت، تَعْرَب عَرَباً. و يقال من ذلك: امرأةٌ عَروبٌ، أي فاسدة. أنشدنا عليُّ بن إبراهيمَ القَطّان، قال: أنشدنا ثعلبٌ عن ابن الأعرابيّ:
و ما خَلَفٌ من أمِّ عِمرانَ سَلْفَعٌ من السُّودِ وَرْهاءُ العِنان عَرُوبُ «2»
فأمّا يوم الجُمعة فإنَّه يُدعي العَرُوبة، و هو اسمٌ عندنا موضوعٌ علي غير ما ذكرناه من القياس. و يقولون: إنَّه كان يسمَّي في الزَّمن من القديمِ العَرُوبة. و كتابُ اللّٰه تعالي و حديثُ رسول اللّٰه صلي اللّه عليه و آله و سلم لم يجِئْ إلّا بذكر الجُمعة. علي أنَّهم قد أنشدوا:
يوم العَروبةِ أوراداً بأورادِ «3»
و أنشدوا أيضا:
يا حُسْنَهُ عند العزيز إذا بدا يوم العَرُوبة و استقَرَّ المِنْبرُ
و كلُّ هذا عندنا مما لا يعوَّل علي صحّته.
______________________________
(1) و كذا وردت رواية الشطر في المجمل. و البيت للنابغة الذبياني في ديوانه 23 و اللسان (غرب، مزع) برواية: «و الخيل تمزع غربا» فيهما. و عجزه:
كالطير تنجو من الشؤبوب ذي البرد
(2) انظر ما سبق من الكلام علي البيت في (عن) ص 20 من هذا الجزء.
(3) البيت للقطامي في ديوانه 12 و الجمهرة (1: 267). و صدره:
نفسي الفداء لأقوام هم خلطوا
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 302‌

عرت

العين و الراء و التَّاء. العَرْت: الدَّلْك. و الرُّمْح العَرّات، مثل العَرّاص، و هو المُضطرِب.

عرث

قال أبو بكر «1»: العَرْث: الانتزاع. عَرَثَه عَرْثاً، إذا انتزَعه. و هو من المُجْمل «2».

عرج

العين و الراء و الجيم ثلاثة أصول: الأوّل يدلُّ علي مَيْل و مَيَل، و الآخَر علي عَدَد، و الآخِر علي سُموّ و ارتقاء.
فالأوّل: العَرَج مصدر الأعْرج، و يقال منه: عَرِج يعرَج عَرَجاً، إذا صار أعرج. و قالوا: عَرِج يَعْرَجُ خِلْقة، و عَرَج يَعْرُج إذا مشي مِشية العرْجان.
و العَرْجَاء: الضَّبُع، و ذلك خِلْقَةٌ فيها، فلذلك سمِّيَتْ العَرْجاء، و الجمع عُرْج.
و جمع الأعرج من النّاس العُرْجان «3». و يقال للغراب أعرج، لأنّه إذا مشي حَجَل.
و من هذا الباب التعرُّج، و هو حَبْس المطايا في مُناخٍ أو موقِف يميلها إليه «4».
قال ذو الرُّمَّة:
يا جارَتَيْ بنتِ فَضّاضٍ أمّا لَكُما حَتَّي نُكلِّمَها همٌّ بتعريج «5»
و قال ابنُ الأعرابيّ: عرَّجْتُ عليه، أي حبَست مطيَّتي عليه. و ما لي عليه
______________________________
(1) في الجمهرة (3: 39).
(2) أراها تعليقا من أحد القراء؛ فإن نص المادة هنا و قدره، مطابق لنصها و قدره في المجمل لابن فارس.
(3) و العرج أيضاً، كما في اللسان و القاموس.
(4) في الأصل: «يميله إليها».
(5) في الأصل: «يا حادي منابت»، صوابه من ديوان ذي الرمة 71. و يروي: «بنت فصاص».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 303
عَرْجَة «1» و لا مَعْرَجَة. و يقال للطَّرِيق إذا مال: انعَرَج. و انْعَرَج الوادي.
و مُنْعَرَجُه: حيث يميل يَمنةً و يَسرَة. و انعرَجَ القومُ عن الطريق، إذا مالوا عنه «2» و يقولون: إنَّ العُرَيْجَاء: الهاجرة. و إنْ صحَّ هذا فلأنَّ كلَّ شي‌ءٍ ينعرجُ إلي مكانٍ يَقِيهِ الحَرّ. قال:
لكن سهَيَّةُ تدري أنَّني ذَكَرٌ علي عُرَيْجَاء لمّا ابتلّتِ الأُزُرُ «3»
و كان الأصمعيّ يقول: أن تَرِدَ الإبلُ يوماً غُدوةً و يوماً غُدوةً و يوماً عَشِيَّةً. و قد عَرَّجْنا «4» من العُرَيجاء. و العَرْجاء: هَضْبَة معروفة. قال أبو ذؤيب:
فكأنّها بالجِزْعِ جِزْعِ نُبَايِعٍ و أُولاتِ ذي العَرْجَاء نَهْبٌ مُجمَعُ «5»
و يقال إنما سمِّيتِ العَرْجَاء لأنَّ الطريق يتعرّج بها. و يقال: أمرٌ عَرِيجٌ، إذا لم يستقم، هو معوَّج بَعد.
و الأصل الآخَر من الإبل، قال قوم: ثمانون إلي تسعين، فإذا بلغت المائةَ فهي هُنَيدة، و الجمع عُرُوجٌ و أعراج. قال طَرَفة:
يوم تُبْدِي البِيضُ عن أسْوُقها و تلُفُّ الخيلُ أعراجَ النَّعَمْ «6»
______________________________
(1) بتثليث العين، و يقال أيضا «عرجة»، بالتحريك.
(2) في الأصل: «عليه»، صوابه في اللسان.
(3) البيت لشبيب بن برصاء، كما في حواشي الجمهرة (2: 80). و الرواية فيها: «أنني رجل علي عريجاء لما احتلت الأزر». و في المخصص (16: 69): «رجل علي عريجاء لما حلت الأزر». و سهية هذه هي أم أرطاة بن سهية، و كان بين أرطاة و شبيب مهاجاة و مقاذعة.
انظر التنبية علي أوهام القالي 88.
(4) كذا ضبط الفعل في الأصل، و ليس له ذكر في المعاجم المتداولة.
(5) ديوان الهذليين (1: 6) و المفضليات (2: 223) و في الديوان: «بين ينابع»، و في المفضليات: «بين نبايع». و نبايع و يقال أيضاً ينابع: واد في بلاد هذيل.
(6) ديوان طرفة 57 و اللسان (عرج). و الرواية في الأصل و الديوان و اللسان: «أسوقها» بالواو، كما أثبت. و في «الأسوق» لغتان، تقال بالواو و تقال بالهمزة أيضاً «أسؤق».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 304
و يقال: العَرْج مائة و خمسون. و هذا الأصل قد يمكن ضَمُّه إلي الأوّل؛ لأنَّ صاحب ذلك يُعرِّج عليه و يَكتفِي به.
و الأصل الثالث: العُروج: الارتقاء، يقال عَرَج يعرُج عُروجاً و مَعْرَجاً.
و المَعْرَج: المَصْعَد قال اللّٰه تعالي: تَعْرُجُ الْمَلٰائِكَةُ وَ الرُّوحُ إِلَيْهِ. فأمَّا قول القائل «1»:
حتَّي إذا ما الشَّمس هَمَّتْ بعَرَجْ
فقالوا: أراد غيبوبةَ الشَّمس. و هذا و إن كان صحيحاً فهو غير ملخَّص في التَّفسير، و إنَّما المعني أنَّها لمَّا غابت فكأنّها عَرَجت إلي السَّماء، أي صَعِدت.
و ممَّا يؤيد هذا قولُ الآخَر «2»:
و عَرّج اللَّيلَ بُرُوجُ الشَّمسِ «3»
فهذا هو القياسُ الصحيح.

عرد

العين و الراء و الدال أصلانِ صحيحان يدلُّ أحدُهما علي قوَّةٍ و اشتداد، و الآخر علي مَيل و حِياد.
فالأوَّل العَرْد: الشديد من كلِّ شي‌ءٍ الصُّلب. [قال «4»]:
عَرْدَ التَّراقي حَشْوَراً مُعَقْربا «5»
______________________________
(1) البيت في إصلاح المنطق 89 و مجالس ثعلب 219 و المخصص (9: 26).
(2) هو منظور بن مرثد الأسدي كما سبق في (علي)، و كما في المؤتلف 104. و يقال له أيضاً:
«منظور بن حبة». و «حبة» أمه. و نسبه الجاحظ في الحيوان (3: 74، 363) إلي دكين الراجز، أو أبي محمد الفقعسي.
(3) الرواية: «إذ عرج الليل».
(4) بدلها في الأصل: «و هو».
(5) البيت للعجاج في ملحقات ديوانه 74 و اللسان (عرد).
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 305
و يقال: عَرَد نابُ البعير يَعرُد عُروداً، إذا خَرَج و اشتدَّ و انتصب. قال ذو الرُّمَّة:
يُصَعِّدْنَ رُقْشاً بين عُوجٍ كأنها زِجاجُ القَنا منها نَجِيم و عاردُ «1»
النَّجِيم: الطالع.
و [أمَّا] الأصل الآخَر فالتعريد: ترك القَصْد. و الأصل فيه قولهم: عَرَدت الشّجرةُ تَعرُد عُروداً. قال لبيد في التَّعريد:
فَمَضَي و قدَّمَها و كانت عادةً منه إذا هي عَرَّدَتْ إقدامُها «2»
و قال آخر «3»:
و همّتِ الجوزاء بالتَّعريدِ «4»
و مما شذَّ عن هذين الأصلين العَرَاد: شجر. و يقال العَرَادة: الجرادة الأنثي.
و اللّٰه أعلمُ بالصَّواب.
______________________________
(1) ديوان ذي الرمة 126 و اللسان (عرد، نجم). و في شرح الديوان: «رفشا يعني الشقاشق».
(2) البيت من معلقته المشهورة.
(3) هو ذو الرمة، ديوانه 159 و اللسان (عرد) و مشارف الأقاويز 154.
(4) البيت ملفق من بيتين في الديوان و المشارف، و هما:
و النجم بين القم و التعريد يستلحق الجوزاء في صعود
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 306‌

باب العين و الزاء و ما يثلثهما

عزف

العين و الزاء و الفاء أصلانِ صحيحان، أحدهما يدلُّ علي الانصراف عن الشَّي‌ء، و الآخر علي صوتٍ من الأصوات.
فالأوَّل قول العرب: عَزَفت عن الشَّي‌ء إذا انصرفتَ عنه. و العَزُوف:
الذي لا يكاد يثبُت علي خُلَّة خليل قال:
ألم تعلمي أنِّي عزوفٌ عن الهوي إذا صاحبي في غير شي‌ء تغضَّبا «1»
و قال الفَرزدق:
عزَفْتَ بأعشاشِ و ما كدتَ تعزِفُ «2»
و الأصل الثاني: العَزِيف: أصوات الجِنّ. و يقال إنّ الأصل في ذلك عَزْف الرِّياح، و هو صوتُها و دَوِيُّها. و قال في عَزيف الجِنّ:
و إنِّي لأجتاز الفلاةَ و بينها عوازفُ جِنَّان و هامٌ صواخِدُ «3»
و يقال: إنّ أَبْرَق العَزّافِ سمِّي بذلك، لما يقال أنّ به جِنَّا. و اشتُقَّ من هذا العَزْف في اللَّعِب و المَلاهي.

عزق

العين و الزاء و القاف ليس فيه كلام أصيل، لكنَّ الخليلَ
______________________________
(1) أنشده في اللسان برواية: «عزوف علي الهوي».
(2) مطلع قصيدة مشهورة له في ديوانه 551. و عجزه:
و أنكرت من حدراء ما كنت تعرف
و قد سبق في (عش). و أنشده في اللسان (عشش، عزف).
(3) في الأصل: «لأختار القلادة»، تحريف. و في اللسان: «لأجتاب الفلاة».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 307
ذكر أنَّ العَزْق: عِلاج الشَّي‌ء في عَسَر. و رجلٌ متعزِّق: فيه شِدَّة خُلُق.
و يقولون: إن المِعْزقةَ: آلةٌ من آلات الحرث. و ينشدون:
نُثِير بها نَقْعَ الكُلاب و أنتم تُثِيرون قِيعانَ القُري بالمَعازقِ «1»
و كلُّ هذا في الضَّعفِ قريبٌ بعضُه من بعض. و أعجَبُ منه اللغة اليمانيَة التي يدلِّسُها أبو بكر محمدُ بن الحسنِ الدُّريدي رحمه اللّٰه، و قولُه: إنَّ العَزِيق مطمئنٌّ من الأرض، لغةٌ يمانيَة «2». و لا نقول لأئمَّتنا إلَّا جميلا.

عزل

العين و الزاء و اللام أصلٌ صحيح يدلُّ علي تنحيةٍ و إمالة تقول: عزَل الإنسانُ الشَّي‌ء يعزِلُه، إذا نحَّاه في جانبٍ. و هو بمَعْزِلٍ و في مَعزِل عن أصحابه، أي في ناحيةٍ عنهم. و العُزْلة: الاعتزال. و الرجُل يَعْزِل عن المرأة، إذا لم يُرِدْ ولدَها.
و من الباب: الأعزلُ: الذي لا رُمْحَ معه. و قال بعضُهم: الأعزل الذي ليس معه شي‌ءٌ من السلاح يُقاتِل به، فهو يَعتزِل الحربَ، ذكر [هُ] الخليلُ، و أنشد:
لا مَعازِيلَ في الحُرُوب و لكنْ كُشُفاً لا يُرامونَ يَوْمَ اهتضام «3»
و شبِّه بهذا الكوكبُ الذي يقال له السِّماك الأعزل. و إنَّما سمِّي أعزَل لأنَّ ثَمَّ سِماكاً آخرَ يقال له الرَّامح، بكوكبٍ يَقدُمه يقولون هو رُمْحُه. فهذا سمِّي
______________________________
(1) ديوان ذي الرمة 408 و اللسان (عزق). و في شرح الديوان: «النقع: الغبار.
و السكلاب موضع كانت لهم فيه وقعة».
(2) الجمهرة (3: 6).
(3) في الأصل: «بواهتضام».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 308
لذلك أعزل. و يقال إنّ المِعزالَ من النّاس: [الذي] لا يَنزِل مع القوم في السَّفَر و لكن ينزلُ ناحيةً. قال الأعشي:
تُذهِلُ الشَّيخَ عن بِنيهِ و تُلْوِي بلَبُون المِعْزَابَةِ المِعزالِ «1»
و الأعزل من الدوابِّ: الذي يميلُ ذنبُه إلي أحد جنْبَيه. فأمَّا العَزْلاء ففَمُ المَزَادة. و محتمل أن يكون شاذَّا عن هذا الأصل الذي ذكرناه، و يُمكن أن يُجمَع بينهما علي بُعدٍ، و هو إلي الشذُوذِ أقرب. و يقال: أرسَلَت السَّماءُ عَزَالِيَها، إذا جاءت* بمنهمرٍ من المَطَر. و أنشد:
تَهمِرُها الكفُّ علي انطوائِها هَمْرَ شَعيب الغَرْفِ من عَزلائِها «2»

عزم

العين و الزاء و الميم أصلٌ واحد صحيحٌ يدلُّ علي الصَّريمة و القَطْع. يقال: عزَمت أعزِمُ عزماً. و يقولون: عزمت عليك إلَّا فعَلْتَ كذا، أي جعلتُه أمراً عَزْماً، أي لا مَثْنويّة فيه «3». و يقال: كانوا يَرون لِعَزمة الخُلفاء طاعةً. قال الخليل: العَزْم: ما عُقِد عليه القلبُ من أمرٍ أنت فاعلُه، أي متيقِّنه.
و يقال: ما لفلانٍ عزيمةٌ، أي ما يَعزِم عليه، كأنَّه لا يمكنه أن يَصْرِمَ الأمر، بل يختلط فيه و يتردَّد.
و من الباب قولهم: عَزَمْت علي الجِنيّ، و ذلك أن تقرأ عليه من عزائم القُرآن،
______________________________
(1) ديوان الأعشي 12 و اللسان (عزل) و الرواية فيهما: «تخرج الشيخ عن بنيه»، و في الديوان: «من بنيه».
(2) البيت لعمر بن لجأ، كما في اللسان: (غرف). و في الأصل: «يهمرها»، و في اللسان:
«تهمزه»، و وجههما ما أثبت.
(3) المثنوية: الاستثناء. و في الأصل: «مشوبة»، تحريف.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 309
و هي الآياتُ التي يُرجَي بها قَطْعُ الآفةِ عن المَؤُوف. و اعتزم السائر «1»، إذا سَلَك القصدَ قاطعاً له. و الرجل يَعتزِم الطَّريق: يمضِي فيه لا ينثني. قال حميد «2»:
معتزماً للطرُق النواشِط «3»
و أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ عليهم السلام: الذين قَطَعوا العلائقَ بينهم و بين مَنْ لم يؤمِن مِن الذين بُعِثوا إليهم، كنوح عليه السلام، إذ قالَ: لٰا تَذَرْ عَلَي الْأَرْضِ مِنَ الْكٰافِرِينَ دَيّٰاراً، و كمحمَّدٍ صلي اللّه عليه و آله إذْ تبرَّأَ من الكُفّار و بَرّأه اللّٰه تعالي منهم، و أَمَرَه بقتالهم في قوله: بَرٰاءَةٌ مِنَ اللّٰهِ وَ رَسُولِهِ إِلَي الَّذِينَ عٰاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ثم قال: فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ.

عزوي

العين و الزاء و الحرف المعتل أصلٌ صحيحٌ يدلُّ علي الانتماء و الاتِّصال.
قال الخليل: الاعتزاء: الاتِّصال في الدَّعوي إذا كانت حربٌ، فكلّ من ادَّعي في شعاره فقد اعتَزَي، إذا قال أنا فلانُ بنُ فلان فقد اعتَزَي إليه. و
في الحديث: «مَنْ تَعزَّي بعَزَاء الجاهليَّة فَأَعِضُّوه»
، و هو أن يقول يال فلان. قال:
فلما التقتْ فُرسانُنا و رجالُهم دَعَوْا يا لَكَعبٍ و اعتَزَيْنا لعامِرِ «4»
______________________________
(1) في الأصل: «السائم». و في المجمل: «و الاعتزام: لزوم القصد في المشي».
(2) هو حميد الأرقط الراجز، كما في اللسان (عزم).
(3) بعده في اللسان:
و النظر الباسط بعد الباسط
(4) البيت للراعي، كما في اللسان (عزا). و في الأصل: «بالكعبة اعتزينا». صوابه في اللسان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 310
و قال آخَر:
فكيفَ و أصْلي من تميمٍ و فرعُها إلي أصل فَرعي و اعتزائي اعتزاؤها
فهذا الأصل. و أمّا قولهم: عَزيَ الرّجلُ يَعْزَي عَزاءً، و إنه لَعَزيٌّ «1» أي صبور، إذا كان حسَنَ العزاء علي المصائب، فهذا من الأصل الذي ذكرناه، و لأنَّ معني التعزِّي هو أن يتأسَّي بغيره فيقول: حالي مثلُ حالِ فلان. و لذلك قيل: تأسَّي، أي جعل أمرَه أُسوة أمرِ غيره. فكذلك التعزِّي. و قولك عَزّيتُه، أي قلتُ له انظُرْ إلي غيرك و من أصابَه مثلُ ما أصابك. و الأصل هذا الذي ذكرناه.

عزب

العين و الزاء و الباء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ علي تباعدٍ و تنَحٍّ.
يقال: عَزَب يعزُبُ عُزُوباً. و العَزَب: الذي لا أهلَ له. و قد عَزب يَعْزُبُ عُزوبةً. قال العجّاج في وصف حمارِ الوحش:
شهراً و شهرين يسنّ عَزَبَا
و قالوا: و المِعْزابةُ: الذي طالت عُزْبته حتي مالَه في الأهل مِن حاجة. يقال:
عَزَب حِلْمُ فلانٍ، أي ذهب، و أعْزَبَ اللّٰهُ حِلْمَه، أي أذهَبَه. قال الأعشي:
فأعزَبْتُ حِلمي بل هو اليومَ أعْزَبا «2»
و العازب من الكلأ: البَعِيد المَطْلَب. قال أبو النجم:
و عازبٍ نَوَّرَ في خلائِه
______________________________
(1) و يقال «عز» أيضا.
(2) ديوان الأعشي 91. و صدره:
كلانا يرائي أنه غير ظالم
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 311
و كلُّ شي‌ءٍ يفوتُك حتي لا تَقْدِر عليه فقد عَزَب عنك. و أعزب القومُ:
أصابوا عازباً من الكلأ.

عزر

العين و الزاء و الراء كلمتان: إحداهما التَّعظيم و النَّصر، و الكلمة الأخري جنسٌ من الضَّرب.
فالأولي النَّصر و التوقير، كقوله تعالي: وَ تُعَزِّرُوهُ وَ تُوَقِّرُوهُ.
و الأصل الآخر التَّعزير، و هو الضرب دون الحدّ. قال:
و ليس بتعزير الأمير خَزايةٌ عليَّ إذا ما كنتُ غيرَ مريبِ «1»

باب العين و السين و ما يثلثهما

عسف

العين و السين و الفاء كلماتٌ تتقارب ليست تدلُّ علي خير إنما هي كالحَيْرة و قلّة البصيرة.
قال الخليل: العَسْف: ركوب الأمر من غير تدبير، و ركوبُ مفازةٍ بغير قَصْد. و منه التعسُّف. قال ذو الرّمّة:
قد أعْسِفُ النّازحَ المجهولَ مَعْسِفُهُ في ظلِّ أخضَرَ يدعو هامَه البومُ «2»
و العَسِيفُ: الأجير؛ و ما يبعدُ أن يكون من هذا القياس؛ لأنَّ ركوبَه في الأمور فيما يعانيه مخالفٌ لصاحب الأمور. و قال أبو دُوَاد:
______________________________
(1) أنشده في اللسان (عزر).
(2) سبق إنشاده و تخريجه في (يوم، ظل).
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 312
كالعَسيفِ المربوعِ شَلَّ جمالًا ما له دونَ منزلٍ من مَبيتِ
و قد أومأ إلي المعني، و أري أنَّ البيتَ ليس بالصحيح. و
نهي رسولُ اللّٰه صلي اللّه عليه و آله و سلم عن قتل العُسَفاء
، و هم الأجَراء. و
حديث آخر: «إنَّ ابني كانَ عسيفاً علي هذا «1»»
. و يقال: إنَّ البعير العاسِفَ هو الذي بالموت، و هو كالنّزْع في الإنسان. و مما دلَّ علي ما قُلناه في أمر العسيف قولُ الأصمعيّ: العَسيف:
المملوك المُسْتَهان به الذي اعْتُسِف ليَخْدُمَ، أي قُهِر. و أنشد:
أطعْتُ النَّفْسَ في الشَّهوات حَتي أعادتْنِي عسيفاً عبدَ عبْدِ «2»
و عُسْفان: موضع بالحجاز يقول فيه عنترة:
كأنّها حِينَ صدَّت ما تكلِّمنا ظبيٌ بعُسْفانَ سَاجِي الطَّرْف مطروفُ «3»

عسق

العين و السين و القاف أُصَيلٌ صحيح يدلُّ علي لُصوق الشي‌ء بالشي‌ء.
قال الخليل: العَسَق: لُصوق الشي‌ء بالشي‌ء. يقال: عَسِق به عَسَقاً. و عَسِقَتِ الناقةُ بالفَحْل، أي أرَبَّت به. قال رؤبة:
فعفَّ عن أسرارها بعدَ العَسَقْ و لم يُضِعْها بين فِرْكٍ و عَشَقْ «4»
و من الباب: في خُلُقه عَسَقٌ، أي التواء و ضِيقُ خلق. و يقال: «عَسِق بامرئ جُعَلُهُ».
______________________________
(1) الحديث برواية أخري في اللسان.
(2) البيت لنبيه بن الحجاج، كما في اللسان (عسف).
(3) ديوان عنترة 164.
(4) ديوان رؤبة 104 و اللسان (سرر، عسق، عشق، فرك) و إصلاح المنطق 9، 24، 111.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 313‌

عسك

العين و السين و الكاف قريبٌ من الذي قبله. قال الخليل:
عَسِك به، إذا لزمَه، مثل سَدِك به. و أنشد الأصمعي:
إذا شرَكُ الطريق تجشَّمَتْهُ عَسِكْنَ بجنبِهِ حذَر الإكامِ «1»

عسل

العين و السين و اللام، الصحيح في هذا الباب أصلان، و بعدهما كلمات إن صحّت.
فالأول [من] الأصلين دالٌّ علي الاضطراب، و الثاني طعامٌ حُلْو، و يُشتقُّ منه. فالطَّعام العَسَل، معروف. و العَسّالة: التي يتّخذ فيها النَّحْل العسلَ. و العاسل:
صاحب العَسَل الذي يَشتاره من مَوضِعه يستخرجُه. و قال:
و أرْيِ دُبُورٍ شارَهُ النَّحْلَ عاسِلُ «2»
و عَسَّل النَّحْلُ تعسيلًا. و في تأنيث العسل قال:
بها عسلٌ طابت يَدَا من يَشُورُها «3»
و مِمّا حُمل علي هذا العُسيْلة. و
في الحديث: «حَتَّي يَذُوق عُسَيلَتَها و تذوقَ عُسيلتَه»
إنما يُرَاد به الجِماع. و يقال خَلِيَّة عاسلة، و جنحٌ عاسل، أي كثير العسل. و الجِنْح: شِقٌّ في الجبل. و قال الهذليّ «4»:
______________________________
(1) في الأصل: «بحبة».
(2) البيت للبيد في ديوانه 29 طبع 1881 و اللسان (عسل، دبر)، و نسب مرة في اللسان.
(دبر) إلي زيد الخيل. و شاره النحل، أراد شاره من النحل، فعدي بحذف الوسيط، كما في قوله تعالي: (وَ اخْتٰارَ مُوسيٰ قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا). و صدر البيت:
بأشهب من أبكار مزن سحابة
(3) للشماخ في ديوانه 29 و إصلاح المنطق 398 و اللسان (عسل) و المخصص (5: 14/ 17:
19). و صدره:
كأن عيون الناظرين يشوقها
(4) هو أبو ذؤيب الهذلي، ديوان الهذليين (1: 142) و اللسان (عسل، نمي).
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 314
تَنَمَّي بها اليَعسوبْ حتي أقرَّها إلي مألَفٍ رَحْبِ المَبَاءةِ عاسِلِ
و يقال للذي يَشْتارُه: عاسل. و
في الحديث: «إذا أراد اللّٰه بعبدٍ خيراً عَسَلَه «1»»
، و هو من هذا، و معناه طيَّبَ ذِكرَه و حلَّاهُ في قلوب النَّاس بالصَّالح من العمل. من قولك عَسَلْتُ الطَّعامَ، أي جعلتُ فيه عَسلًا. و فلانٌ معسول الخُلُق، أي طيِّبه. و عَسَلْتُ فلاناً: جَعلتُ زادَه العسل. و العرب تقول: «فلانٌ ما يُعرَف له مَضْرِب عَسَلة»، أي لا يُعرَفُ له أصل. و مثله «لا يُعرَفُ له مَنْبِض عَسَلَة».
و الأصل الثاني: العَسَلانُ، و هو شِدّةُ اهتزازِ الرُّمح إذا هززتَه. يقال:
عَسَل يَعْسِلُ عَسَلاناً، كما يَعْسِلُ الذّئبُ، إذا مَضي مُسرِعاً. و الذِّئب عاسل، و الجمعُ عُسَّل و عَواسل. و يقال رمحٌ عَسَّالٌ. و قال:
كلّ عَسّالٍ إذا هُزَّ عَسَلْ
و قال في الذِّئبِ:
عَسَلانَ الذِّئبِ أمسي قارباً بَرَدَ اللّيلُ عليه فنَسَل «2»
و عَسَل الماء، إذا ضَربته الرِّيح فاضطَرب و أنشد:
حَوْضاً كأنَّ ماءَه إذا عَسَلْ «3»
و الدَّليل يَعْسِل في المفازة، إذا أسرع. و قال في ذلك:
عَسَلْتُ بُعَيْدَ النَّوم حتي تقطَّعَتْ نفانِفُها و اللّيلُ بالقومِ مُسْدِفُ
______________________________
(1) في اللسان: «عسله في الناس».
(2) البيت للبيد، كما في اللسان (عسل، نسل). و يروي للنابغة الجعدي.
(3) أنشده في اللسان (عسل) و المخصص (4: 93). و قبله:
قد صبحت و الظل غض ما زحل
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 315
و قال أبو عبيدة: يقال فرسٌ عاسل، إذا اضطربت مَعرفَتُهُ في سيره، و خَفق رأسُه و اطَّرد متنُه. هذا هو الصحيح غير المشكوكِ فيه، و مما قاله و ما ندري كيف صحّتُه، بل هو إلي البُطلان أقرب: العَسِيل: قضيبُ الفِيل. و زَعموا أن العَسِيل مِكنسة العَطّار يكسَح بها الطَّيب. و ينشدون:
كنَاحِتِ يوماً صخرةٍ بعَسيلِ «1»

عسم

العين و السين و الميم أصلٌ صحيح يدلُّ علي التواءِ و يُبْسٍ في عُضوٍ أو غيره. قال الخليل و غيرُه: العَسَمُ: يُبْسٌ في المِرْفَق تعوَجّ منه اليَدُ.
يقال: عسِمَ الرَّجلُ فهو أعْسَم، و المرأة عَسْماء. قال الأصمعيُّ: في الكَّف و القَدم العسَم، و هو أن يَيْبَس مَفصِل الرُّسغ حتَّي تعوَّج الكفُّ أو القَدَم. قال:
في مَنكِبَيه و في الأصلاب واهنَةٌ و في مَفاصله غَمْزٌ من العَسَمِ «2»
قال الكلابيّ: العَسْماء التي فيها انقلابٌ و يُبْس. و يقولون: العُسُوم:
كِسَر: الخُبْز. و هذا قد رُوِي عن الخليل، و نُراه غلطاً. و هذا في باب الشِّين أصحّ، و قد ذُكِر.
و من الباب: عَسَمَ، إذا طَمِع في الشَّي‌ء. و القياس صحيح، لأنَّ الطَّامعَ في الشَّي‌ء يَميل إليه و يشتدُّ طلبُه له. و يقال عَسَمَ يَعْسِم، و هو من الكلمة التي قبلها، لأنّه لا يَكسِبه إلّا بعد المَيْل إليه. قال الخليل: و الرَّجُل يَعسِم في جماعةِ
______________________________
(1) فصل بين المتضايفين بالظرف. و صدره في اللسان (عسل):
فرشني بخير لا أكون و مدحتي
(2) البيت لساعدة بن جؤية الهذلي في ديوان الهذليين (1: 192) و اللسان (وهن).
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 316
النّاس في الحرب: يركبُ رأسَه و يَرمي بنفسِه غيرَ مكترِثٍ. تقول: عَسَم بنَفْسِه، أي اقتَحَم.

عسن

العين و السين و النون أُصَيلٌ صحيح يدلُّ علي سِمَن و ما قاربَه و أشبهه.
قال الخليل: العَسن: نُجوع العَلَف و الرَّعي في الدَّوابّ. يقال: عَسَنَتِ الإبلُ عَسْناً. و ناس يقولون: عَسِنَت عَسَناً. و يقال إنَّ العُسُنَ: الشَّحم القديم.
و قال الفرّاء: إذا بقيَتْ من شحم الدّابّة بقيَّةٌ فذلك العُسُن. و يقال: بعيرٌ حَسَن الإعسان. و أعْسَنَتِ الإبل علي شحمٍ متقدِّمٍ كانَ بها. قال النَّمِر:
و مُدَفَّع ذي فَرْوَتينِ هنَأْتُه إذ لا تري في المعْسِنات صِرَارا
و أمّا قولُهم: تَعَسَّنَ أباه، فهذا من باب الإبدال، و الأصل فيه الهمز، و قد ذكر. و يقال: فلانٌ عِسْنُ مالٍ، إذا كان حسنَ القيام عليه، و هذا من الإبدال، كأنّ الأصل عسل، و قد ذُكِر.

عسوي

العين و السين و الحرف المعتل أصلٌ صحيحٌ يدلُّ علي قوّةٍ و اشتدادٍ في الشَّي‌ء. يقال: عَسَا الشّي‌ء يعسو، إذا اشتدّ. قال:
عَن صاملٍ عاسٍ إذا ما اصلَخْمَمَا «1»
فالكلمات الثلاثُ في البيت متقاربةُ المعني في الشِّدّة و القُوّة.
و من الباب: شيخٌ عاسٍ، [عَسَا] يعسو و عَسِيَ يَعْسَي. و ذلك أنّه
______________________________
(1) أشده في اللسان (عسا) كما هنا. و في (صلخم): «عن صائك». و قبله في (عسا):
يهوون عن أركان عز أدرما
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 317
يَكثُف منه ما كان من بشَرته لطيفاً. و ربَّما اتَّسعوا في هذا حتي يقولوا: عَسَا اللّيل، إذا اشتدَّت ظُلمته، و هو بالغين أشْهر، أعنِي في اللّيل و يقال: عَسَا النَّبات، إذا غلُظ و اشتدّ. و قال في صفة الشيخ:
أشْعَث ضرب قد عسا أو قوَّسا
فأمَّا عَسي فكلمةُ ترجٍّ، تقول: عسي يكون كذا. و هي تدلُّ علي قُربٍ و إمكان. و أهلُ العِلم يقولون: عَسَي من اللّٰه تعالي واجبٌ، في مثل قولِه تعالي:
عَسَي اللّٰهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَ بَيْنَ الَّذِينَ عٰادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً.

عسب

العين و السين و الباء كلماتٌ ثلاثٌ متفرِّدة بمعناها، لا يكاد يتفرَّع منها شي‌ء. فالأولي: طَرْق الفَرَسِ و غيرِه، و الثانية عَسِيب الذَّنَب، و الثالثة نوعٌ من الأشياء التي تطير.
فالأوَّل العَسْب، قالوا: هو طَرْق الفَرَسِ و غيرِه. ثمَّ حُمِل علي ذلك حتَّي سُمِّي الكِراء الذي يؤخَذ علي العَسْب. و
في الحديث أنَّه صلي اللّه عليه و آله و سلم نَهَي عن عَسْب الفَحْل.
فالعَسْب: الكِراء الذي يُؤخَذ علي العَسْب، سمِّي باسمِه للمجاوَرَة. و قال زُهير:
و لو لا عَسْبُهُ لرَدَدْتُموه و شرُّ مَنيحةٍ فَحلٌ مُعارُ «1»
و منه قول كثَيِّر:
يُغادِرنَ عَسْب الوالقيِّ و ناصحٍ تخصُّ به أمُّ الطّريقِ عِيالَها «2»
يصف خيلًا و أنّها أزْلَقت ما في بطونها من أولادها تعباً.
______________________________
(1) ديوان زهير 301 و اللسان (عسب).
(2) اللسان (عسب، ولق). و الوالقي و ناصح: اسما فرسين.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 318
و الآخر عَسِيب الذَّنَب، و هو العَظم الذي فيه مَنْبِت الشَّعْرَ. و شُبِّه [بهِ] عسيبُ النَّحْلة، و هي الجريدةُ المستقيمةُ. تَشَابَهَا من طريقة الامتداد و الاستقامة.
يقال عَسِيبٌ و أَعْسِبَةٌ و عُسُب «1». قال:
يستلُّها جدولٌ كالسَّيف منصلِتٌ بين الأَشَاءِ تسامَي حَولَه العُسُبُ «2»
و عَسِيب الرِّيشَة مشبَّه بعَسِيب النخلة «3».
و الكلمة الثّالثة: اليَعْسوب، يَعْسوب النَّحل ملكُها. قال أبو ذُؤيب:
تَنَمَّي بها اليعسوبُ حتَّي أقرَّها إلي مألَفٍ رَحْبَ المباءةِ عاسلِ «4»
و الجمع يعاسيب. قال:
زُرْقاً أسنّتُها حمراً مُثقّفةً أطرافُهنَّ مَقِيلٌ لليعاسيبِ «5»
و زعموا أنَّ اليَعسوبَ: ضربٌ من الحَجَل أيضاً، و ضربٌ من الجراد.
و ممَّا ليس من هذا الباب عَسِيبٌ: اسمُ جبلٍ، يقول فيه امرؤُ القيس:
أجارتَنا إنّ المزارَ قريبُ و إنِّي مقيمٌ ما أقامَ عسيبُ «6»
______________________________
(1) و عسوب أيضا، و عسبان و عسبان، بضم العين و كسرها، كما في اللسان.
(2) الأشاء، كسحاب: صغار النخل، واحدته أشاءة و في الأصل: «بين الأشياء».
(3) عسيب الريشة: ظاهرها طولا.
(4) سبق البيت و تخريجه في (عسل).
(5) في الأصل: «أطرافها» تحريف. و البيت لسلامة بن جندل في المفضليات (1: 121)، و هو ساقط من ديوانه المطبوع في بيروت.
(6) البيت لم يروه الوزير أبو بكر في ديوانه. و هو في اللسان (عسب) و معجم البلدان (عسيب)، و شروح سقط الزند 1741 برواية:
أجارتنا إن الخطوب تنوب
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 319‌

عسج

العين و السين و الجيم. كلمة صحيحة يقال إن العَسْج مدّ العُنُق في المشْي. قال جميل:
عَسَجْنَ بأعْناق الظباء و أعيُنِ ال جآذر و ارتجّت لهنَّ الروادُف «1»
و قال ذو الرُّمَّة:
و العِيسُ مِن عاسجٍ أو واسجٍ خَبَباً يُنْحَزْنَ في جانِبَيْها و هي تنسلبُ «2»

عسد

العين و السين و الدال ليس فيه ما يُعوَّل علي صحَّته، إلّا أنّهم يقولون: عَسَدَ، إذا جامَعَ. و يقولون العِسْوَدّة: دويْبَّة. و ليس بشي‌ء.

عسر

العين و السين و الراء أصلٌ صحيحٌ واحد يدلُّ علي صُعوبةٍ و شِدّة. فالعُسْر: نقيض اليُسْر. و الإقلال أيْضاً عُسْرةٌ، لأنَّ الأمر ضيِّق عليه شديد. قال اللّٰه تعالي: وَ إِنْ كٰانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِليٰ مَيْسَرَةٍ. و العَسَر:
الخلاف و الالتواء. و يقال: أمرٌ عَسِرٌ و عَسير. و يومٌ عَسير. و ربَّما قالوا:
رجْلٌ عَسِر قال جرير:
بِشْرٌ أبو مروانَ إنْ عاسرتَهُ عَسِرٌ و عند يَساره ميسورُ «3»
و يقولون: عَسُرَ الأمْرُ عُسْراً و عَسَراً أيضاً. و قالوا: «عليك بالمَيْسُور و اترُكْ ما عَسر». و أعسَرَ الرّجُل، إذا صارَ من مَيْسرة إلي عُسْرة. و عسَرْتُه أنا أعْسِرُه، إذا طالبتَه بدَينكَ و هو مُعْسِرٌ و لم تُنْظِرْه إلي مَيسرتِه. و يقال: عَسَّرْتُ
______________________________
(1) نسب في اللسان (عسج) إلي جرير، و ليس في ديوانه.
(2) ديوان ذي الرمة 8 و اللسان (عسج، وسج، نحز) برواية: «من جانبيها».
(3) ديوان جرير 301 و اللسان (عسر).
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 320
عليه تعسيراً، إذا خالفْتَه. و العُسْري: خلاف اليُسْرَي، و تعسَّر الأمر: التوي و يقال لِلغَزْل إذا التَبَس فلم يُقَدر علي تخليصه: قد تعَسَّر. و سمعت ابنَ أبي خالدٍ يقول: سمعت ثعلباً يقول: تعسَّر الأمرُ بالعين، و تَغَسَّر الغَزْل بالغين معجمة. و يقال: أعْسَرَتِ المرأةُ، إذا عسُرَ عليها وِلادُها. و يُدْعَي عليها فيقال:
أعْسَرْتِ و آنَثْتِ. و يُدْعَي لها: أَيْسَرْتِ و أذْكَرْت. و يقال: العَسير: النّاقة التي اعتاطَتْ وَ اعتاصتْ فلم تحمِلْ عامَها. قال الأعشي:
و عَسيرٍ أدماءَ حادِرة العيْ نِ خَنُوفٍ عَيرانةٍ شِملالِ «1»
و يقال للنّاقة التي تُركَب قبل أن تُراضَ: عَوْسرانيَّة. و هذا ممّا قلنا إنّ زيادةَ حروفِه يدلُّ علي الزِّيادة في المعني.
و يقال للذي يَعمل بِشِماله: أعْسَر. و العُسْري، هي الشِّمال «2»، و إنَّما سمِّيت عُسْري لأنّه يتعسَّر عليها ما يتيَّسر علي اليُمْني. فأمَّا تسميتهم إيّاها يُسْري فيُري أنّه علي طريقة التَّفاؤُل، كما يقال للبَيْداء مفازة، و كما يقال للّديغ سَلِيم. و العاسِر من النُّوق إذا عَدَتْ رفعَتْ ذَنَبها. و لا أحسب ذلك يكون إلَّا من عَسَرٍ في خُلُقها؛ و الجمع عَواسِر. قال:
تكسّر أذناب القِلاصِ العَواسِرِ
______________________________
(1) ديوان الأعشي 6 و اللسان (عسر، حدر).
(2) في الأصل: «الشملي».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 321‌

باب العين و الشين و ما يثلثهما

عشق

العين و الشين و القاف أصلٌ صحيحٌ يدلُّ علي تجاوُزِ حدِّ المحبَّة.
تقول: عَشِق يَعْشَق عِشْقاً و عَشَقاً. قال رؤبة:
و لم يُضِعْها بين فِرْكٍ و عَشَقْ «1»
و يقال: امرأةٌ عاشق أيضاً، حملوه علي قولهم: رجلٌ بادنٌ و امرأة بادنٌ.
و زعم ناسٌ أنَّ العَشَقَة اللّبْلابة، قالوا: و منها اشتُقَّ اسم العاشق لذيوله.
و هو كلامٌ.

عشك

العين و الشين و الكاف «2». ليس فيه معنًي يصحُّ، و ربَّما قالوا يَعْشِك و يَحْشِك، أي يفرِّق و يجمع. و ليس بشي‌ء.

عشم

العين و الشين و الميم أصلٌ يدلُّ علي يُبْسٍ في شَي‌ءٍ و قُحول.
من ذلك الخُبْز العاشم: الذي يَبِس. و يقولون للشيخ: عَشَمَة. و من* غير ذلك القياس العَيْشُوم، و هو نبتٌ. قال:
كما تناوَحَ يَومَ الرِّيحِ عَيشومُ «3»
______________________________
(1) سبق البيت و تخريجه في (عشق؟؟؟).
(2) هذه المادة لم ترد في المعاجم المتداولة.
(3) البيت لذي الرمة في ديوانه 575 و اللسان (عشم). و صدره:
للجن بالليل في حافاتها زجل
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 322‌

عشو

العين و الشين و الحرف المعتل أصلٌ صحيحٌ يدلُّ علي ظلامٍ و قِلّةٍ وُضوحٍ في الشي‌ء، ثم يفرَّع منه ما يقاربُه. من ذلك العِشاء، و هو أوّل ظلامِ اللّيل. و عَشْواءُ اللّيل: ظُلمتُه. و منه عَشَوْتُ إلي ناره. و لا يكون ذلك إلّا أن تَخْبِط إليه الظَّلام. قال الحطيئة:
متي تأتِهِ تعشُو إلي ضوءِ ناره تجدْ خير نارٍ عندها خيرُ مُوقِدِ «1»
و العاشية: كلُّ شي‌ءٍ يعشُو باللَّيل إلي ضوءِ نار. و التَّعاشي: التَّجاهُل في الأمر. قال:
تَعُدُّ التَّعاشِيَ في دينها هُدًي، لا تُقُبِّلَ قُربانُها
و العَشِيُّ: آخر النَّهار. فإذا قلت عَشِيَّة فهو ليومٍ واحد. تقول: لقيتُه عِشيَّةَ يومِ كذا، و لقيتُه عشيَّةً من العشيَّات. و هذا الذي حُكي عن الخَليل فهو مذهبٌ، و الأصحُّ عندنا أن يقال في العَشِيّ مثلُ ما يقال في العَشِيَّة. يقال: لقيته عَشِيَّ يومِ كذا «2»، كما يقال عَشِيَّة يوم كذا، إذ العشيُّ إنّما هو آخِر النَّهار.
و قد قيل: كلُّ ما كان بعد الزَّوال فهو عَشِيّ. و تصغر العَشِيَّة عُشيْشِيَة. و العَشاء ممدود مهموز بفتح العين، هو الطَّعام الذي يُؤكَل مِن آخِر النَّهار و أوَّل اللّيل.
قال الخليل: و العَشا، مقصور: مصدر الأعشي، و المرأة عَشْواء، و رجال عُشوٌ، و هو الذي لا يُبصِر باللّيل و هو بالنَّهار بصير. يقال عَشَي يَعْشِي عَشًي.
قال الأعشَي:
______________________________
(1) ديوان الحطيئة 25 و اللسان (عشا).
(2) في الأصل: «عشية يوم كذا».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 323
أأن رأتْ رجُلًا أضرَّ به ريبُ الزَّمانِ و دهرٌ خائنٌ خَبلُ «1»
و العَشْواء من النُّوق: التي كأنَّها لا تُبصِر ما أمامَها فتخبِطُ كلَّ شي‌ء بيديها.
قالوا: و إنَّما يكون ذلك من حِدَّة قلبِها. قال زُهير:
رأيتُ المنايا خَبْطَ عشواءَ من تُصِبْ تمِتْه و من تُخطِئْ يُعَمَّرْ فيَهْرمِ «2»
و تقول: إنَّهم لفي عَشْواء من أمرِهم. شبَّه زهيرٌ المنايا بناقةٍ تخبط ما يستقبلُها فتَقتُل.

عشب

العين و الشين و الباء أصلٌ واحد صحيح يدلُّ علي يُبسٍ في شي‌ءٍ و قُحول و ما أشبه ذلك من ذلك العُشْب، قالوا: هو سَرَعان الكَلَأ في الرَّبيع، ثُمَّ يهيج و لا بقاءَ له. و أرضٌ عَشِبَةٌ: مُعْشِبة، و أعْشبَتْ إذا كثُر عُشْبُها. و أعْشَب الرَّجُل: أصابَ العُشْب. قال أبو النَّجم:
يقُلْنَ للرّائدِ أعْشَبْتَ انزلِ «3»
و ممّا حُمِل علي هذا أنْ يشبَّه الشَّيخُ القاحلُ به، فيقال رجل عَشَبٌ و امرأةٌ عَشَبة. و قد يقال ذلك في النوق. [و] يقال: أعشَبَ فلانٌ فلاناً إذا وَهَب له ناقة عَشَبةً.
______________________________
(1) ديوان الأعشي 42 برواية: «ريب المنون و دهر مفند».
(2) البيت من معلقته المشهورة.
(3) أنشده في اللسان (عشب) و الحيوان (3: 314 7: 259).
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 324‌

عشر

العين و الشين و الراء أصلانِ صحيحان: أحدهما في عددٍ معلوم ثم يحمل عليه غيرُه، و الآخَر يدلُّ علي مداخَلةٍ و مُخالَطة.
فالأوّل العَشَرة، و العَشْر في المؤنّث. و تقول: عَشرْتُ القومَ أعْشِرُهم «1»، إذا صرت عاشِرَهم. و كنت عاشِرَ عَشرة، أي كانوا تسعةً فتمُّوا بي عَشرةَ رجال و عَشَرت القوم «2»، إذا أخذتَ عُشْرَ أموالهم. و يقال أيضاً: عَشَّرْتُهم أعَشَّرهم تَعْشِيراً. و به سمِّي العَشَّار عَشَّاراً. و العُشْر: جزءٌ من الأجزاء العشرة، و هو العَشِير و المِعْشار. فأمَّا العِشْر فيقال: هو وِرْدُ الإبل يومَ العاشر. و إبلٌ عواشِرُ: وَرَدت الماء عِشْراً. و يجمع و يثني فيقال عِشْران و عِشرُون، فكلُّ عِشْرٍ من ذلك تسعة أيّام. و قال ذو الرّمة:
أقمتُ لها أعناقَ هِيمٍ كأنّها قطاً نَشَّ عَنْها ذو جلاميد خامسُ «3»
يعني بالخامس: القَطا التي وردت الماء خِمْسا.
قال الخليل: تقول: جاء القومُ عُشَارَ عُشارَ، و مَعْشرَ مَعْشرَ، أي عَشَرة عشَرة، كما تقول: جاءوا أحادَ أحاد، و مَثْنَي مثني. و لم يذكر الخليل مَوْحَدَ مَوْحد، و هو صحيحٌ. فأمَّا تعشير الحِمار فلَسنا نقول فيه إلّا الذي قالوه، و هو في قياسنا صحيحٌ إن كان حَقَّا ما يقال. قال الخليل: المُعَشِّر: الحمار الشَّديد
______________________________
(1) في الأصل: «أعشرهم و أعشرهم»، و ليس فيه إلا لغة كسر شين المضارع، كما في اللسان و القاموس و المجمل.
(2) مضارع هذا مضموم الشين.
(3) ديوان ذي الرمة 318 برواية: «أقمت له». و هو الصواب، لأن قبله:
و منخرق السريال أشعث يرتمي به الرحل فوق العيس و الليل دامس
إذا نحز الإدلاج ثغرة نحره به أنّ مسترخي العمامة ناعس
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 325
النَّهيق. قال: و يقال نُعِت بذلك لأنّه لا يكفُّ حتّي تبلغ [عَشْر] نَهَقاتٍ و ترجيعات. قال:
لعمري لئن عَشَّرتُ من خَشْية* الرَّدَي نُهاقَ الحمار إنَّني لَجَزُوعُ «1»
قال: و ناقةٌ عُشَراء، و هي التي أقْرَبَتْ، سمِّيت عُشَراء لتمام عشرة أشهر لحملها «2». يقال: عشَّرتِ النّاقة تُعشِّر تعشيراً، و هي عُشَراء حَتَّي تلِد، و العدد العُشَرَاوات، و الجمع عِشَار. و يقال: بل يقع اسمُ العِشَار علي النُّوق التي نُتِج بعضُها و بعضها قد أَقْرَبَ يُنْتَظَرُ نِتاجُها. و قال:
يا عامِ إنّ لقاحَها و عِشارَها أودَي بها شَخْتُ الجُزَارة مُعْلَمُ
و قال الفرزدق:
كم عمّةٍ لك يا جريرُ و خالةٍ فَدْعاءَ قد حلبَتْ عليَّ عِشارِي «3»
و قال: و ليس للعِشَار لبنٌ، و إنَّما سمَّاها عِشاراً لأنَّها حديثةُ العهد، و هي مطافيلُ قد وضعت أولادَها. و العِشْر: القِطعة تنكسر من القَدَح أو البُرْمة و نحوِها. و قال:
كما يضمُّ المِشْعَب الأعشارا
______________________________
(1) البيت لعروة بن الورد في ديوانه 99. و انظر اللسان (عشر) و المخصص (8: 49) و محاضرات الراغب (1: 74) و أمثال الميداني في قولهم: (عشر و الموت شجا الوريد). و للبيت قصة في الحيوان (6: 359) و معجم البلدان (روضة الأجداد).
(2) في الأصل: «محملها».
(3) ديوان الفرزدق 451 و اللسان (عشر). و البيت من شواهد النحويين، و في «عمة» ثلاثة أوجه: الرفع و النصب و الجر. انظر الخزانة (3: 126) و كتاب سيبويه (1: 253، 295).
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 326
هذا قد حُكي. فأمّا الخليل فقد حكي و قال: لا يكادون يُفرِدُون العِشْر.
و ذكر أنَّ قولهم قدُورٌ أعْشار و أعاشير، إنَّما معناه أنّها مكسّرة علي عَشْر قِطَع.
و قال امرؤ القيس:
و ما ذَرَفَتْ عيناكِ إلا لتَضْرِبي بسهمَيْكِ في أعشارِ قلبٍ مقتَّلِ «1»
و ذكر الخليل أيضاً أنّه يُقال لجَفْن السَّيف إذا كان مكسَّراً أعشار. و أنشد:
و قد يَقطعُ السَّيفُ اليماني و جفنُه شَبارِيقُ أعشارٌ عُثِمْنَ علي كَسْرِ «2»
قال: و العُشَاريُّ: ما بلغ طولُه عَشْرَ أذرُع. و عاشوراء: اليومُ العاشر من المحرَّم.
فأمَّا الأصل الآخَر الدَّالُّ علي المخالطة و المداخَلَة فالعِشْرة و المعاشَرة. و عَشِيرُك:
الذي يعاشرُك. قال: و لم أسمع للعَشِير جمعاً، لا يكادون يقولون هم عُشَراؤك، و إذا جمعوا قالوا: هم مُعاشِرُوك. قال: و إنّما سمِّيت عَشِيرة الرّجُل لمعاشرةِ بعضهم بعضاً، حتَّي الزّوجُ عشيرُ امرأتِه. و جاء
في الحديث في ذكر النساء: «إنّكن تُكْثِرْن اللّعْن و تكْفُرْن العَشِير «3»»
. و يقال عاشَره مُعاشرةً جميلة. و قال زهير:
لعمرُكَ و الخطوبُ مغيِّراتٌ و في طول المعاشرة التقالي «4»
______________________________
(1) البيت من معلقته المشهورة.
(2) البيت في اللسان (عثم). و كلمة «أعشار» ساقطة من الأصل.
(3) في اللسان: «قال النبي صلي اللّه عليه و سلم: «إنكن أكثر أهل النار. فقيل: لم يا رسول اللّه؟ قال: لأنكن تكثرن اللعن و تكفرن العشير».
(4) أول أبيات أربعة قالها حين طلق امرأته أم أوفي. ديوان زهير 342.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 327
قال: و المَعْشَر: كلُّ جماعةِ أمرُهم واحد، نحو معشر المسلمين، و الإنس معشرٌ و الجنُّ مَعشر، و الجمع مَعاشِر. و العُشَر: نَبْت.

عشز

العين و الشين و الزاء كلمتانِ صحيحتان، إحداهما عند الخليل و ليست الأخري عنده.
فالأولي العَشَوْزَن من المواضع «1»: ما صلُب مَسْلكه و خشن، و الجمع العشاوِز قال الشمَّاخ:
حوامي الكُراع المؤيَداتُ العَشاوزُ «2»
و قال قومٌ: هو العَشْوَز أو العَشَوَّز «3»، أنا أشُكُّ. و إنّما سُمِّيت القناة عشَوْزنةً لصلابتها، و النون زائدة.
و الكلمة الأخري: عَشَزَ عَشَزاناً، و هي مِشية الأقزَل، ذكرها أبو عبيد.

عشط

العين و الشين و الطاء «4».
______________________________
(1) في المجمل: «العشوز عن الأماكن». علي أن كلمة «العشوزن» يوردها أصحاب المعجمات» في مادتي (عشز، عشزن)، و يذكرون أيضا «العشاوز» جمعا للعشوز، وزان جوهر، و للعشوزن أيضا. و في اللسان (عشزن): «و يجوز أن يجمع عشوزن علي عشازن».
(2) عجز بيت له في ديوانه 51. و أنشد الكلمتين الأخيرتين صاحب اللسان في (عشز).
و صدر البيت:
حذاها من الصيداء نعلا طراقها
(3) في الأصل: «العشوزاء و العشوز» تحريف. و في اللسان «العَشْوَز» و «العَشَوَّز».
و ضبطهما في القاموس بالكلمات «كجعفر و عذور» و حقه أن ينظر بجوهر بدل جعفر.
(4) كذا وردت هذه المادة مبتورة. و في اللسان: «عشطه يعشطه عشطا: جذبه».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 328‌

باب العين و الصاد و ما يثلثهما

عصف

العين و الصاد و الفاء أصلٌ واحد صحيح يدلُّ علي خِفّةٍ و سرعة. فالأوَّل من ذلك العَصْف: ما علي الحبِّ من قُشور التِّبن.
و العَصْف: ما علي ساق الزَّرع من الوَرَق الذي يَبس فتفتَّت، كل ذلك من العَصْف. قال اللّٰه سبحانه: فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ. قال بعضُ المفسِّرين:
العصف: كلُّ زرعٍ أُكِل حَبُّه و بَقِي تبنُه. و كان ابنُ الأعرابي يقول: العَصْف:
ورقُ كلِّ نابت.
و يقال: عَصَفْتُ الزَّرْعَ، إذا جَزَزْتَ أطرافَه و أكلتَه، كالبقل. و يقال:
مكانٌ مُعْصِف، أي كثير العَصْف. قال:
إذا جُمادَي مَنَعَتْ قَطْرَها زانَ جَنابِي عَطَنٌ مُعْصِفُ «1»
و يقال للعَصْف: العَصِيفَة و المُصافة. قال الفرّاء: إذا أخذْتَ العصيفةَ عن الزَّرع فقد اعتُصِف. و الريح العاصف: الشَّديدة. قال اللّٰه تعالي: جٰاءَتْهٰا رِيحٌ عٰاصِفٌ. هذا الذي ذكره الخليل، و معني الكلام أنَّها تستخِفُّ الأشياءَ فتذهبُ بها تَعصِف بها. و يقال أيضاً: مُعْصِف و مُعْصِفة. قال العجَّاج:
و المُعْصِفاتِ لا يَزَلْنَ هُدَّجا «2»
______________________________
(1) نسبه في اللسان (جمد) إلي بعض الأنصار، و ذكره صريحا في (عصف) أنه أبو قيس بن الأسلت، أو أحيحة بن الجلاح. و القول الأخير لابن بري. و نسبه في (غرف، غضف) إلي أحيحة. و رواه في (جمد) فقط. «زان جناني» جمع جنة.
(2) البيت في ملحقات ديوانه 76. و رواه في اللسان (هدج) بدون نسبة.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 329
و قال بعضُ أهلِ العلم: ريح عاصفةٌ نعتٌ مبنيٌّ علي فَعَلَتْ عَصَفَتْ. و ريحٌ عاصفٌ: ذات عُصُوف، لا يُراد به فَعَلَت، و خرجَتْ مخرجَ لابنٍ و تامِر.
و من قياس الباب: النّاقة العَصُوف: التي تَعصِف براكبها فتمضي كأنّها ريحٌ في السُّرعة. و يقال أعصفَتْ أيضاً. و الحَرب تَعْصِف بالقوم: تذهبُ بهم. قال الأعشَي:
في فيلقٍ جأوَاء ملمومةٍ تَعْصِفُ بالدَّارع و الحاسرِ «1»
و نعامةٌ عَصوفٌ: سريعة. و قد قلنا إنَّ العَصْف: الخِفَّة و السُّرعة.
و من الباب: عَصَفَ و اعتصف، إذا كسب. و ذاك أنّه يخفُّ «2» في اكتداحِه. قال:
من غير [ما] عَصْفٍ و لا اصطراف «3»
و هو ذو عَصْفٍ، أي حيلة.

عصل

العين و الصاد و اللام أصلٌ واحدٌ صحيح يدلُّ علي اعوجاج في الشي‌ء، مع شدَّةٍ و كَزَازة.
______________________________
(1) ديوان الأعشي 108 و اللسان (عصف). و أنشده في (حسر): «تقذف بالدارع».
و رواية الديوان:
يجمع خضراء لها سورة
(2) في الأصل: «يخفف»، و إنما المراد السرعة.
(3) للعجاج في ديوانه 40 و اللسان (صرف، عصف). و نسبه في (هدن) إلي رؤبة خطأ.
و قبله في الديوان:
قال الذي جمعت لي صوافي
و في اللسان:
قد يكسب المال الهدان الجافي
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 330
قال أهل اللُّغة: العَصل: اعوجاجُ الناب مع شِدّته. قال:
علي شَنَاحٍ نابُه لم يَعْصَلِ «1»
و الأعصل من الرِّجال: الذي عصِلَت ساقُه و ذِراعُه، أي اعوجَّتا اعوجاجاً شديداً. و الشّجرة العَصِلة: العَوجاء التي لا يُقدَر علي إقامتها. و سهمٌ أعصلُ:
معوجّ. قال لبيد:
فرميت القوم رِشقاً صائباً ليس بالعُصْل و لا بالمفتَعَل «2»
و قال في الشَّجر:
و قَبيلٌ من عُقيلٍ صادقٌ كلُيوثٍ بين غابٍ و عَصَلْ «3»
أراد بالعُصْل في البيت الأوّل السِّهامَ المعوجّة. يقول: لم تُفْتَعَلْ تلك الساعة عند الحاجة إليها و لكنَّها عملت من قبل. و يقال: عَصَل السَّهمُ و عَصِل، إذا اضطرب حين يُرسَل، لعوَج فيه أو سوء نزع. و عَصِل الكلبُ، إذا طرد الطَّريدةَ ثم اضطرب و التوي يأساً منها. و شجرةٌ عصلاء: طالت و اعوجَّت. و تشبّه بها المهزولة. [قال]:
ليست بعَصْلاءَ تَذْمِي الكلبَ نَكهتها و لا بعندلةٍ يَصطك ثدياها «4»
و العَصَل: التواءُ في عسيب الذَّنَب حتي يبرُزَ بعضُ باطنِه الذي لا شَعْرَ عليه
______________________________
(1) أنشده في اللسان (عصل).
(2) ديوان لبيد 16 طبع 1881 و اللسان (عصل، فعل، قعل، قنعل) و البيان (1:
266). فيروي «بالمفتعل» و «بالمقتعل» و «بالمقثعل».
(3) ديوان لبيد 15 و اللسان (عصل). و سيأتي في (قبل).
(4) البيت في اللسان (عصل، ذمي، عندل). و في الأصل: «ترمي الكلب»، تحريف.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 331
و هو فرسٌ أعصل. و الأعْصال: الأمعاء، و هو القياس و ذلك لا لتوائها في طُول.
قال:
يرمي به الجَرْعُ إلي أعْصالها «1»
و العَصَل: صلابةٌ في اللَّحم. و منه أيضاً عَصَّلَ يُعَصَّلُ تَعْصِيلا، إذا أبطأ قال:
فَعَصَّلَ العَمْرِيُّ عَصْلَ الكلبِ «2»

عصم

العين و الصاد و الميم أصلٌ واحدٌ صحيحٌ يدلُّ علي إمساكٍ و منْع و ملازمة. و المعني في ذلك كلِّه معنًي واحد. من ذلك العِصْمة: أن يعصم اللّٰهُ تعالي عَبْدَه من سوء يقع فيه. و اعتصم العبدُ باللّٰه تعالي، إذا امتنع. و استَعْصَم:
التجأ. و تقول العربُ: أعْصَمتُ فلاناً «3»، أي هيّأتُ له شيئاً يعتصم بما نالته يدُه أي يلتجئ و يتمسَّك به. قال النَّابغة:
يَظلُّ مِن خوفِه المَلَّاحُ مُعتَصِماً بالخيزُرانةٍ من خوفٍ و من رَعَدِ «4»
و المُعْصِم من الفرسان: السيِّئ الحال في فُرُوسَتِه، تراه يَمْتَسِك بعُرْف فرسِه أو غيرِ ذلك. قال:
______________________________
(1) البيت لأبي النجم في اللسان (عصل) و مفرد الأعصال عصل بالتحريك.
(2) في الأصل: «تعصيل الكلب»، صوابه في اللسان (عصل). و قبله
يألبها حمران أي ألب
(3) في الأصل: «اعتصمت فلانا»، صوابه في المجمل و اللسان.
(4) ديوان النابغة 26، و سيأتي في (نجد). و الرواية المشهورة:
بالخيزرانة بعد الأين و النجد
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 332
إذا ما غَدَا لم يُسْقِطِ الرَّوْعُ رُمْحَه و لم يَشْهَدِ الهَيجا بألْوَثَ مُعْصِمِ «1»
و العِصْمَةُ: كلُّ شي‌ءٍ اعتصَمْتَ به. و عَصَمَهُ الطَّعَامُ: منَعه من الجُوع.
و من الباب العَصِيمُ، و هو الصَّدَأُ من الهِناء و البَوْل يَيْبَسُ علي فخِذ الناقة. قال:
و أَضحي عن مِراسِهِمُ قتيلًا بلَبَّتِه سَرائحُ كالعَصيم «2»
و أثَر الخِضاب عَصيم. و المُعصَم: الجِلد لم يُنَحَّ و برُه عنه، بل أُلزِم شعرَه لأنه لا يُنتَفع به. يقال: أعصَمْنا الإهاب.
قال الأصمعيّ: العُصْم: أثر كلِّ شي‌ء من وَرْس أو زَعْفَرانٍ أو نحوه. قال:
و سمعتُ امرأةً من العرب تقول لأُخري: «أعطِينِي عُصْم حِنَّائِكِ» أي ما سَلَتِّ منه. و يقال: بيده عُصْمَة خَلُوقٍ، أي أثره. قلنا: و هذا الذي ذكره الأصمعيُّ من كلام المرأةِ مخالفٌ لقوله إن العُصْم: الأثَر، لأنها لم تَسْأل الأثر. و الصحيح في هذا أن يقال العُصْم: الحِنَّاء ما لزِم يدَ المختضِبَةِ، و أثرُه بعد ذلك عُصْم، لأنَّه باقٍ ملازم.
و مما قِيس علي عُصْمِ الحِنَّاء: العُصْمة: البياض يكون برُسْغ ذي القوائم. من ذلك الوَعِلُ الأعصم، و عُصْمَتُه: بياضٌ في رُسغِه، و الجمع من الأعصم عُصْم.
و قال:
مَقاديرُ* النُّفوس مؤقَّتات تَحُطُّ العُصْمَ من رأس اليَفَاعِ
______________________________
(1) ديوان طفيل 47 و اللسان (لوث، عصم) و إصلاح المنطق 276: و يروي:
«إذا ما غزا» …
و
«لم يسقط الخوف»..
. (2) في اللسان (عصم): «عن مواسمهم».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 333
و قال الأعشي:
قد يَتْرُكُ الدّهرُ في خَلْقَاءَ راسيةٍ وَهْياً و يُنزِل منها الأَعصَمَ الصَّدَعا «1»
و يقال: غرابٌ أعْصَم، إذا كان ذلك الموضع منه أبيض، و قلّما يُوجَد. قال ابنُ الأعرابيّ: العُصْمة في الخيل بياضٌ قلَّ أو كثُر، باليدين دون الرجلين فيقولون:
هو أعصَمُ اليدين. و كلُّ هذا قياسُه واحد، كأنَّ ذلك الوَضَحَ أثرٌ ملازمٌ لليد كما قلناه في عصم الحِنَّاء.
و من الباب العِصْمة: القِلادة، سمِّيت بذلك للزومِها العُنق. قال لبيدٌ فجمعها علي أعصام، كأنه أراد جمع عُصْم:
حتَّي إذا يَئِس الرُّماةُ و أرسَلُوا غُضْفاً دواجنَ قافِلًا أعصامُها «2»
و من الباب: عِصام المحْمِل: شِكاله و قَيْدُه الذي يُشَدُّ به عارضاه. و عصامُ القِربة: عِقالٌ نحو ذراعين، يُجعلُ في خُرْبَتي المزادتين لتلتقيا. و قد أعْصَمْتهما جعلت لهما عِصاماً. قال تأبَّط شراً.
و قِرْبةِ أقوامٍ جعلتُ عصامَها علي كاهلٍ مِنِّي ذَلولٍ مُرَحَّلِ «3»
قال: و لا يكون للدَّلْوِ عِصام.
و من الباب مِعْصم المَرْأة، و هو موضعُ السِّوارَين مِن ساعدَيها. و قال
فاليومَ عندك دَلُّها و حديثُها و غَداً لغيرك كَفُّها و المِعصمُ «4»
______________________________
(1) ديوان الأعشي 73 و اللسان (خلق)، و قد سبق في (خلق).
(2)؟؟؟ من معلقته المشهورة.
(3) يروي البيت كذلك لامرئ القيس في معلقته. و في اللسان: «و قيل لتأبط شرا، و هو الصحيح».
(4) أنشده في اللسان (عصم).
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 334
و إنما سمِّي مِعْصماً لإمساكه السِّوار، ثم يكون معصما و لا سِوار. و يقال:
أعصَمَ به و أخْلَدَ، إذا لزِمَه.
و عِصامٌ: رجل «1». و العرب تقول عند الاستخبار: «ما وراءَكَ يا عصام؟»، و الأصل قولُ النابغة:
و لكنْ ما وراءكَ يا عصامُ «2»
و يقولون للسَّائِدِ بنفسه لا بآبائه:
نفسُ عِصامٍ سوَّدَتْ عِصَاما «3»

عصوي

العين و الصاد و الحرف المعتل أصلانِ صحيحان، إلَّا أنَّهما متبايِنان يدلُّ أحدهما علي التجمُّع، و يدلُّ الآخر علي الفُرْقة.
فالأوَّل العصا، سمِّيت بذلك لاشتمالِ يدِ مُمْسِكِها عليها، ثم قيس ذلك فقيل للجماعة عَصاً. يقال: العَصَا: جماعةُ الإسلام، فمن خالَفَهم فقد شقَّ عصا المسلمين. و إذا فعل ذلك فقُتِل قيلَ له: هو قتيلُ العَصا، و لا عَفْلَ له و لا قَوَدَ فيه. و يقولون: هذه عَصاً، و عَصَوان، و ثلاثُ أعصٍ. و الجمع من غير عددٍ عِصِيُّ و عُصِيّ. و يقيسون علي العصا فيقولون: عَصَيْتُ بالسَّيف. و قال جرير:
______________________________
(1) هو عصام بن شهير الجرمي، حاجب النعمان بن المنذر. انظر اللسان (عصم) و الاشتقاق 317.
(2) صدره كما في ديوان النابغة 74:
فإني لا ألام علي دخول
(3) بعده في اللسان:
و صيرته ملكا هماما؟؟؟ و علمته السكر و الإقداما
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 335
تَصِفُ السُّيوفَ و غيركم يَعْصَي بها يا ابنَ القُيونِ و ذاك فِعْلُ الصَّيْقلِ «1»
و قال آخر:
و إنّ المشرفيّةَ قد علمتم إذا يَعْصَي بها النفَرُ الكرامُ
و قال في تثنية العصا:
فجاءَتْ بِنَسْجِ العنكبوتِ كأنَّه علي عَصَوَيْها سابريٌّ مُشَبْرَقُ «2»
و من الباب: عَصَوْت الجُرْح أعْصُوه، أي داوَيْتُه. و هو القياس، لأنّه يتلأّم أي يتجمَّع. و في أمثالهم: «ألقي فلانٌ عصاه». و ذلك إذا انتهي المسافرُ إلي عُشْبٍ و أزمع المقامَ ألقي عصاه. قال:
فألقَتْ عصاها و استقرَّ بها النَّوي كما قرَّ عيناً بالإِيابِ المسافرُ «3»
و من الباب
قولُه صلي اللّه عليه و آله و سلم: «لا تَرْفَع عصاك عن أهلك»
، لم يُرِد العصا التي يُضرب بها، و لا أمَر أحداً بذلك، و لكنَّه أراد الأدب.
قال أبو عبيد: و أصل العصا الاجتماع و الائتلاف. و هذا يصحِّح ما قلْناه في قياس هذا البناء.
و الأصل الآخَر: العِصيانُ و المَعصية. يقال: عَصَي، و هو عاصٍ، و الجمع عُصاة و عَاصون. و العاصي: الفَصِيل إذا عَصَي أُمَّه في اتِّباعها.
______________________________
(1) ديوان جرير 447 من قصيدة يهجو بها الفرزدق. و البيت كذلك في اللسان (عصا).
و أنشده الجاحظ في البيان (3: 79).
(2) لذي الرمة في ديوانه 403، و اللسان (عصا) و قبله:
فأدلي غلامي دلوه يبتغي بها شفاء الصدي و الليل أدهم أبلق
(3) البيت لمعقر بن حمار البارقي، كما في اللسان (عصا)، قال: «و قال ابن بري: هذا البيت لعبد ربه السلمي، و يقال لسليم بن ثمامة الحنفي».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 336‌

عصب

العين و الصاد و الباء أصلٌ صحيحٌ واحد يدلُّ علي رَبْط شي‌ءٍ بشي‌ءٍ، مستطيلًا أو مستديراً. ثم يفرّع ذلك فروعاً، و كلّه راجعٌ إلي قياس واحد.
من ذلك العَصَب. قال الخليل: هي أطناب المفاصل التي تُلائِم بينها، و ليس بالعَقَب. و يقال: لحمٌ عصِب، أي صلب مكتنِزٌ كثير العصَب. و فلانٌ معصوب الخَلْق، أي شديد اكتنازِ اللَّحم. و هو حَسَن العَصْب، و امرأة حَسَنة* العَصْب.
و العَصْب: الطيُّ الشديد. و رجلٌ مَعصوب الخَلْق كأنَّما لُوِيَ لَيَّا.
قال حسان:
ذَرُوا التّخاجِئ و امْشُوا مِشيةً سُجُحاً إنَّ الرِّجالَ ذوو عَصْبٍ و تذكيرِ «1»
و إنَّما سمِّي العَصِيب من أمعاء الشَّاء لأنّه معصوبٌ مطويٌّ. فأمّا قولهم للجائع معصوب، فقال قوم: هو الذي تكاد أمعاؤُه تَعْصَب، أي تَيْبَس. و ليس هذا بشي‌ء، إنَّما المعصوبُ الذي عَصَب بَطْنَه من الجُوع. و يقال: عَصَّبَهم، إذا جوَّعَهم.
قال ابنُ الأعرابيّ: المُعَصَّب: المحتاج، من قولهم عَصَّبَهُ الجوعُ، و ليس هو الذي رَبَط حجراً أو غيره. و قال أبو عبيد: المُعَصَّب الذي يتعصَّب من الجوع
______________________________
(1) ديوان حسان 214 و اللسان (حجأ، سجح، عصب) و المخصص (3: 107) و التخاجئ وردت هكذا في الأصل، و هي رواية الصحاح أيضا قال ابن بري: «و الصحيح التخاجؤ لأن التفاعل في مصدر تفاعل حقه أن يكون مضموم العين نحو التقاتل و التضارب، و لا تكون العين مكسورة إلا في المعتل اللام نحو التغازي و الترامي» ثم قال: «و البيت في التهذيب أيضا كما هو في الصحاح».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 337
بالخِرَق. و القولُ ما قاله أبو عبيدٍ، للقياس الذي قِسْناه، و لأنَّ قولَه أشهَرُ عند أهل العِلْم.
و قال أبو زيد: المعَصَّب: الذي عَصَّبته السِّنونَ، أي أكلَتْ مالَه. و هذا صحيحٌ، و تلخيصُه أنَّها ذهَبَتْ بمالِهِ فصار بمنزلة الجائع الذي يَلجأ إلي التَّعصُّبِ بالخرق. و قال الخليل: و العَصْب من البُرُود: الذي يُعصَب، أي يُدرَجُ غَزْلُه، ثم يُصبَغ ثمّ يحاك. قال: و لا يُجمَع، إنَّما يقال بُرْدُ عَصْبٍ و بُرودُ عَصْبٍ؛ لأنَّه مضافٌ إلي الفِعل.
و من الباب: العِصابة: الشَّي‌ء يُعْصَب به الرَّأسُ من صُداعٍ. لا يقال إلَّا عِصابة بالهاء، و ما شَدَدتَ به غيرَ الرَّأْس فهو عِصابٌ بغيرهاء، فَرَقوا بينَهما ليُعرَفا. و يقال: اعْتَصَب بالتَّاج و بالعِمامة. قال الشَّاعر «1»:
يَعتصِبُ التَّاجَ بين مَفرِقِه علي جَبينٍ كأنَّه الذَّهبُ «2»
و فلانٌ حَسَنٌ العِصْبة، أي الاعتصاب. و عَصَّبْتُ رأسَه بالعصا و السَّيف تعصيباً، و كأنَّه من العِصابة. و كان يقال لسعيد بن العاص بن أُمَيّة: «ذو العِصابة»، لأنَّه كان إذا اعتمَّ لم يعتمَّ قرشيٌّ إعظاماً له. و يُنشِدون:
______________________________
(1) هو ابن قيس الرقيات. ديوانه 71 و اللسان (عصب) و الكامل 398 ليبسك و الأغاني (4: 157).
(2) الرواية السائرة: «يعتدل التاج». و الاستشهاد هنا يقتضي نصب «التاج» علي نزع الخافض. و رواه في اللسان بالرفع شاهدا لقولهم: «اعتصب التاج علي رأسه، إذا استكف به».
و رواه في (عقد) بالنصب برواية: «يعتقد التاج».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 338
أبو أحيحة مَن يعتمَّ عِمّتَه يُضْرَبْ و إن كان ذا مالٍ و ذا عَددِ «1»
و من الباب: العَصَّاب: الغزّال، و هو القِياس لأنَّ الخَيط يُعصَب به. قال:
طَيَّ القَسَاميِّ برودَ العَصَّابْ «2»
و الشجرة تُعْصَب أغصانُها لينتثِر ورقُها. و منه
قول الحجّاج: «لأعصِبنَّكم عَصْبَ السَّلَمة «3»»
. و العِصاب: العصائب التي تعصب الشَّجرة، عن دوجها فيه «4». قال:
مَطاعيم تغدو بالعَبِيطِ جِفانهمْ إذا القُرُّ الْوَت بالعِضاه عصائبه «5»
و قال ابن أحمر:
يا قوم ما قومِي علي نأيِهِمْ إذْ عَصَبَ النَّاسَ جَهامٌ وقُرّ «6»
أي جَمَعَهم و ضَمَّهم. و يُعْصَب فَخِذ النّاقة لتَدِرّ. قال:
______________________________
(1) أنشده في الكامل 197 ليبسك، ثم قال: «و يزعم الزبيريون أن هذا البيت باطل موضوع».
(2) لرؤبة في ديوانه 6 و اللسان (عصب، قسم). و قبله:
طاوين مجهول الخروق الأجداب
(3) من خطبته المشهورة في أهل العراق. انظر البيان (1: 393- 394/ 2: 307 310) و الكامل 215 ليبسك.
(4) كذا وردت هذه العبارة.
(5) العبيط: اللحم الطري. و في الأصل: «بالعيط»، تحريف.
(6) أنشده في اللسان (عصب) برواية: «شمال وقر».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 339
و أخلاقُنا إعطاؤنا و إباؤنا إذا ما أبَينا لا ندرُّ لعاصِبِ «1»
أي لا نُعطِي علي القَسْر. و العَصُوب من الإبل هذه، و هي لا تدرّ حتَّي تُعصَب. و العَصْب: أن يُشَدَّ أُنثَيا الدّابّة حتَّي تَسْقُطا، و هو معصوبٌ «2». و يقال:
عَصِبَ الفَمُ، و هو ريقٌ يجتمع علي الأسنان من غبارٍ أو شدَّة عَطَش. قال:
يَعصِبُ فاه الرِّيقُ أيَّ عَصْبِ عَصْبَ الجُبابِ بشِفاه الوطْبِ «3»
و من الباب: العُصْبة، قال الخليل: هم من الرِّجال عَشرة، و لا يقال لما دونَ ذلك عُصْبة. و إنَّما سمِّيت عُصْبةً لأنَّها قد عُصِبت، أي كأنَّها رُبِط بعضُها ببعض.
و العُصْبَة و العِصابة من النَّاس، و الطَّير، و الخيل. قال النَّابغة:
إذا ما التقي الجمعانِ حَلَّقَ فوقَهم عصائبُ طيرٍ تهتدي بعصائبِ «4»
و اعصوصَبَ القَومُ: صاروا عِصابة. و اليوم العَصيب: الشَّديد. و اعصَوصَبَ اليومُ: اشتدَّ. و يوم عَصَبْصَبٌ و اعْصَوْصَبَتْ: تجمَّعتْ. قال:
و اعْصَوْصَبَتْ بَكَراً من حَرْجَفٍ و لها وسْطَ الدِّيار رَذِيَّاتٌ مرازيحُ «5»
قال أبو زيد: كلُّ شي‌ء بشي‌ء «6» فقد عَصَب به. يقال: عَصَب القومُ بفلان.
______________________________
(1) في الأصل: «إعطاءنا و اماءنا إذا ما أتينا».
(2) أي الدابة الذكر. و الدابة يذكر و يؤنث.
(3) لأبي محمد الفقعسي، كما سبق في تخريجه في (جب).
(4) ديوان النابغة 4 برواية: «إذا ما غزوا بالجيش».
(5) البيت لأبي ذؤيب الهذلي في ديوان الهذليين (1: 108). و البكر، بالتحريك، بمعني البكرة بالضم.
(6) كذا وردت العبارة ناقصة، و لعلها:، «كل شي‌ء استدار بشي‌ء». انظر اللسان (عصب 95).
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 340
قال: و منه سميت العَصَبَةُ، و هم قَرَابة الرَّجُل لأبيه و بني عمِّه، و كذلك كلُّ شي‌ء استدارَ حول شي‌ء و استكفَّ فقد عَصِبَ به.
قال ابنُ الأعرابيِّ: عَصَبَ به و عَصَّب، إذا طاف به و لزِمَه. و أنشد:
ألا تري أنْ قد تدَاكَا وِردُ و عَصَّبَ الماء طِوالٌ كبْدُ «1»
تَدَاكأ: تَدافَع. و عَصَبَ الماءَ: لزِمه. قال أبو مهديّ: عَصِبَت الإبلُ بالماء تَعصب عُصُوباً، إذا دارَتْ حَولَه و حامت عليه. قال:
قد علمت أنَّي إذا الوِرْدُ عَصبْ
و ما عَصَبت بذلك المكان و لا قَرِبته. قال الخليل: العصَبَة هم الذين يَرِثون الرّجُلَ عن كَلالةٍ من غير والدٍ و لا ولد. فأمَّا في الفرائض فكلُّ مَن لم تكن فريضتُه مسمَّاةً فهو عَصَبَة، إنْ بَقِيَ بعد الفرائض شي‌ءٌ أخذوه. قال الخليل: و منه اشتُقَّ العَصَبِيّة. قال ابن السِّكِّيت: ذاك رجلٌ من عَصَب القوم، أي من خيارهم. و هو قياسُ الباب لأنَّه تُعصب بهم الأمور.

عصر

العين و الصاد و الراء أصولٌ ثلاثة صحيحة:
فالأوَّل دهرٌ و حين، و الثاني ضَغْط شي‌ء حتَّي يَتحلَّب، و الثالث تَعَلُّقٌ بشي‌ء و امتساكٌ به.
فالأوَّل العَصْر، و هو الدَّهر. قال اللّٰه: وَ الْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسٰانَ لَفِي خُسْرٍ.
و ربَّما قالوا عُصُر. قال امرؤ القيس:
______________________________
(1) أنشد هذا الشطر في اللسان (عصب).
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 341
ألا أنْعِمْ صباحا أيُّها الطَّلَلُ البالي و هل يَنْعِمَنْ مَن كان في العُصُر الخالي «1»
قال الخليل: و العَصْران: اللَّيل و النهار. قال:
و لَنْ يلبث العَصْرانِ يومٌ و ليلة إذا اختلفا أن يُدرِكا ما تَيَمَّما «2»
قالوا: و به سمِّيت صَلاةُ العصر، لأنَّها تُعْصَر، أي تؤخَّر عن الظُّهر.
و الغداة و العشيُّ يسمَّيان العصرين. قال:
المطعمو النّاسِ اختلافَ العَصْرَيْن
ابن الأعرابيّ: أعْصَر القومُ و أقْصَرُوا، من العَصْر و القَصْر. و يقال: عَصّروا و احتبسوا إلي العصر. و
روي حديث أنّ رسول اللّٰه صلي اللّه عليه و آله و سلّم قال لرجلٍ: «حافِظْ علي العَصْرَين». قال الرَّجل: و ما كانت من لغتنا، فقلت:
و ما العصران؟ قال: «صلاةٌ قبلَ طُلوع الشَّمس، و صلاةٌ قبل غروبها»
، يريد صلاة الصُّبح و صلاةَ العصر.
فأمّا الجارية المُعصِر فقد قاسه ناسٌ هذا القياس، و ليس الذي قالوه فيه ببعيد.
قال الخليل و غيره: الجارية إذا رأت في نفسها زيادةَ الشَّباب فقد أعْصَرَتْ، و هي مُعْصِرٌ بلغت عَصْرَ شبابِها و إدراكها. قال أبو ليلي: إذا بلغت الجاريةُ و قَرُبت من حَيْضها فهي مُعْصِر. و أنشد:
______________________________
(1) ديوان امرئ القيس 49 برواية: «ألا عم صباحا» و «و هل يعمن» من (وعم).
و رواه سيبويه في كتابه (2: 227) مطابقا لرواية المقاييس، جعله شاهداً علي أن «نعم» مكسور العين في المستقبل و في الماضي كذلك.
(2) البيت لحميد بن ثور، كما في اللسان (عصر) و إصلاح المنطق 7 و جني الجنتين للمحبي 79.
و هو في ديوانه ص 8 طبع دار الكتب. و يروي: «اطلبا».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 342
جاريةٌ بسَفَوان دارُها قد أعصَرَتْ أو قَدْ دنا إعصارُها «1»
قال قومٌ. سمِّيت معصراً لأنَّها تغيَّرَت عن عَصْرها. و قال آخرونَ فيه غيرَ هذا، و قد ذكرناه في موضعه.
و الأصل الثَّاني العُصارة: ما تحَلَّبَ من شي‌ء تَعصِره. قال:
عصارة الخُبز الذي تَحَلَّبا «2»
و هو العصير. و قال في العُصَارة:
العودُ يُعصَر ماؤُه و لكلِّ عِيدانٍ عُصَارهْ «3»
و قال ابن السِّكِّيت: تقول العربُ: «لا أفعله مادامَ الزيتُ يُعْصَر».
قال أوس:
فلا بُرْء من ضَبَّاء و الزيتُ يُعْصَر
و العرب تجعل العُصارة و المُعْتَصَر مثلًا للخير و العطاء، إنّه لكريم العُصارة و كريم المعتصر. و عَصَرت العنب، إذا وَلِيتَه بنَفْسك. و اعتصرته، إذا عُصِر لك خَاصّةً. و المِعْصار: شي‌ءٌ كالمِخْلاة يُجعل فيه العِنَبُ و يُعصَر.
و من الباب: المُعْصِرات: سحائبُ تجي‌ء بمطَر. قال اللّٰه سبحانه: وَ أَنْزَلْنٰا
______________________________
(1) الرجز لمنظور بن مرثد الأسدي، كما في اللسان (عصر). و أنشده في المخصص (1: 47/ 16: 130) بدون نسبة. و بين البيتين في المخصص:
تمشي الهويني مائلا خمارها ينحل من غلمتها إزارها
(2) الخبز يعني به العرب الخلة، بالضم: ما لم يكن فيه ملح و لا حموضة من العشب. و في اللسان (خلل): «و العرب تقول: الخلة خبز الإبل، و الحمض لحمها أوفاكهتها أو خبيصها»، و في الأصل: «الجرو» تحريف، صوابه في اللسان (عصر). و أنشد أيضاً:
و صار ما في الخبز من عصيره إلي سرار الأرض أو قعوره
(3) البيت للأعشي في ديوانه 115 و المخصص (10: 215).
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 343
مِنَ الْمُعْصِرٰاتِ مٰاءً ثَجّٰاجاً. و أُعْصِرَ القومُ، إذا أتاهم المطر. و قرئت: فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ و فيه يُعصَرُون «1»، أي يأتيهم المطر. و ذلك مشتقٌص من عَصْر العنب و غيرِه. فأمَّا الرِّياح و تسميتُهم إيَّاها المُعْصِرات فليس يبعُد أنْ يُحمَل علي هذا الباب من جهة المجاورَة، لأنَّها لمّا أثارت السَّحابَ المعصرات سمِّيت معصِرات و إعصاراً. قال في المُعصِرات:
و كأنَّ سهْكَ المُعْصِرَات كَسَوْنها تُرْبَ الفَدَافِدِ و البقاعِ بِمُنْخُلِ «2»
و الإعصار: الغبار الذي يسطع مستدِيراً*؛ و الجمع الأعاصير. قال:
و بينما المرء في الأحياءِ مغتبطاً إذ صار في الرَّمْسِ تَعفوه الأعاصيرُ «3»
و يقال في غُبار العَجاجة أيضاً: إعصار. قال اللّٰه تعالي: فَأَصٰابَهٰا إِعْصٰارٌ فِيهِ نٰارٌ فَاحْتَرَقَتْ. و يقال: مرَّ فلانٌ و لثيابِه عَصَرَةٌ، أي فَوْحُ طِيبٍ و هَيْجُه. و هو مأخوذ من الإعصار. و
في الحديث: «مرَّت امرأة متطيِّبة لذَيْلها عَصَرة»
.______________________________
(1) هذه قراءة جعفر بن محمد و الأعرج و عيسي. و عن عيسي أيضاً: «تعصرون» بالخطاب و البناء للمفعول. انظر تفسير أبي حيان (5: 316). و قال الأزهري: «ما علمت أحداً من القراء المشهورين قرأ يعصرون، و لا أدري من أين جاء به الليث». كذا ورد في اللسان. علي أنه قرئ أيضاً: «يَعْصِرُونَ» و «تعصرون» بالبناء للفاعل فيهما. و قراءة الخطاب لحمزة و الكسائي و خلف، و وافقهم الأعمش، و قراءة الغيبة لسائر الأربعة عشر. إتحاف فضلاء البشر 265.
(2) أنشده في اللسان (نقع) بهذه الرواية. و في المخصص (9: 96): «ترب القعاقع و النقاع».
(3) انظر البيت و قصته في مجالس ثعلب 265 و عيون الأخبار (2: 305) و درة الغواص للحريري 33، و المعمرين 40 و العقد (1: 380) طبع بولاق، و نزهة الألبا 34 و شرح شواهد المغني 86، و أسد الغابة (3: 351). و أنشده في اللسان (عصر).
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 344
و من الباب العَصْر و الاعتصار. قال الخليل: الاعتصار: أن يَخْرُج من إنسانٍ مالٌ بغُرْمٍ «1» أو بوجه من الوُجوه.
قال ابنُ الأعرابيّ: يقال: بنو فلانٍ يعتصرون العطاء. قال الأصمعيّ:
المعْتَصِر: الذي يأخذ من الشَّي‌ء يُصيب منه. قال ابن أحمر:
و إنَّما العَيشُ برُبَّانِهِ و أنت من أفنانِهِ مُعْتَصِرْ «2»
و يقال للغَلّة عُصارة. و فسِّر قولُه تعالي: وَ فِيهِ يَعْصِرُونَ، قال: يستغلُّون بأرَضِيهِم. و هذا من القياس، لأنّه شي‌ءٌ كأنّه اعْتُصر كما يُعتَصر العِنَبُ و غيرُه.
قال الخليل: العَصْر: العطاء. قال طرَفة:
لو كان في أملاكنا أحدٌ يَعصِرُ فينا كالذي تَعْصِرْ «3»
أي تُعطِي.
و الأصل الثالث: العَصَر: الملجأ، يقال اعتَصَر بالمكان، إذا التجأ إليه.
قال أبو دُواد:
مِسَحٍّ لا يُواري العَي رَ منه عَصَرُ اللَّهْبِ «4»
و يقال: ليس لك من هذا الأمر عُصْرة، علي فُعلة «5»، و عَصَر علي تقدير [فَعَلٍ، أي «6»] ملجأ. و قال في العُصْرَة:
______________________________
(1) في الأصل: «بعزم».
(2) سبق إنشاد البيت و تخريجه في (بن).
(3) ديوان طرفة 10 و اللسان (عصر). و قافية البيت مقيدة ساكنة، لا مطلقة بالضم كما ورد خطأ في اللسان.
(4) أنشده في الأزمنة و الأمكنة (2: 333) مع قصيدته. و هذه القصيدة أنشدها أبو عبيدة في كتاب الخيل 157 منسوبة إلي عقبة بن سابق الجرمي.
(5) في الأصل: «ظلمة».
(6) بمثل هذه التكملة يلتئم الكلام.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 345
و لقد كان عُصْرةَ المنجودِ «1»
و يقال في قول القائل:
أعْشَي رأيتَ الرُّمْحَ أو هو مبصرٌ لأستاهكمْ إذ تطرحون المَعَاصِرا
إنّ المعاصر: العمائم. و قالوا: هي ثيابٌ سُود. و الصحيح من ذلك أنَّ المعاصر الدّروع، مأخوذ من العَصْر، لأنه يُعْصَرُ بها. و اللّٰه أعلم.

باب العين و الضاد و ما يثلثهما

عضل

العين و الضاد و اللام أصلٌ واحد صحيح يدلُّ علي شِدّةٍ و التواء في الأمر. من ذلك العَضَل، قال الأصمعيّ: كلُّ لحمةٍ صُلْبَةٍ في عَصَبَةٍ فهي عَضَلة. يقال: عَضِل الرّجلُ يَعْضَل عَضَلا. و من الباب: هو عُضْلَةٌ من العُضَل، أي مُنكَر داهية. و هو من القياس، كأنَّه وصف بالشِّدَّة. و العضل «2» من الرِّجال:
القويّ. و من الباب: الدّاء العُضَال، الأمر المُعْضِل، و هو الشَّديد الذي يُعيي إصلاحُه و تدارُكُه. و يقال منه أعْضَلَ. و يقال إنَّ ذا الإصبع تزوّجَ امرأةً، فأتي قومَه يسألهمْ مَهرَها فلم يُعطُوه فقال:
واحدةً أعْضَلَكم أمرُها فكيف لو دُرْتُ علي أرْبَعِ «3»
______________________________
(1) لأبي زبيد الطائي، كما في اللسان (عصر، نجد) و المخصص (9: 96) و إصلاح المنطق 56. و سيأتي في (نجد). و صدره:
صادياً يستغيث غير مغاث
(2) في الأصل: «العضلي» تحريف. و إنما يقال «عضل» بفتح فكسر، و بضمتين و في آخره لام مشدة.
(3) أنشده في اللسان (عضل) برواية: «أعضلني داؤها فكيف لو قمت».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 346
يقول: عَجَزتم عن مَهْرِ واحدةِ فكيف لو تزوَّجتُ بأربع. يقال: أعضلَه الأمرُ و أعْضَلَ به. و
قال عمر: «أعْضَلَ بي أهلُ الكوفة ما يرضَوْن بأمير، و لا يَرضاهم أمير»
، أي أعياني أمرُهم. و المُعْضِلات: الشدائد. و يقال: عضَّلتُ عليه، أي ضَيَّقتُ في أمره. و عَضَلْتُ المرأةَ عَضْلًا، و عَضَّلْتُها تعضيلًا، إذا منعتَها من التزوُّج ظُلما. قال اللّٰه تعالي: فَلٰا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْوٰاجَهُنَّ، أي تحِيسُوهنّ. و يقال عَضَّلَتِ المرأة، إذا نَشِب الولدُ في رَحِمِها فلم يَسْهُل مَخرجُه.
و شاةٌ معضِّلة و غنم مَعَاضيل. [و] عضَّلت الأرضُ بأهلها، أي غصَّت بهم و ضاقت لكثرتهم. قال أوس:
تري الأرضَ منّا بالفَضاء مريضةً مُعضِّلة مِنَّا بجمعٍ عَرَمْرَمِ «1»
و يقال سنة عِضْل: عسيرة. قال:
فيا لَلنَّاسِ للسَّنة العِضْلِ
قال الفرّاء: ما يأتينا خيرُ فلانٍ إلّا مُعْضِلا، أي فِي التواء و نكَد. و عَضَل:
قبيلةٌ، و هو من هذا.

عضم

العين و الضاد و الميم قد ذكرت فيه كلماتٌ عن الخليلِ و غيره و أراها غلطاً من الرُّواة عنه. فأمَّا الخليل فأعلي رتبةً من أنْ يصحِّح مثلَ هذا.
قال: العَضم: مَقْبِض القَوْس. و أنشدوا:
رُبَّ عَضْمٍ رأيتُ في جوف ضَهْرِ «2»
______________________________
(1) ديوان أوس 27 و اللسان (عضل) و المخصص (6: 200).
(2) و كذا أنشده في اللسان (عضم). و أنشده في (ضهر): «رب عصم». و العصم:
جمع أعصم و عصماء، و هو الوعل في ذراعيه أو في أحدهما بياض، و سائره أسود أو أحمر. و في الموضعين من اللسان: «في وسط ضهر».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 347
قالوا: و الضَّهْر: موضعٌ في الجَبَل. و هذا كله كلام. و العِضَام: عَسيب البعير.
و العضمُ: خشبةٌ ذاتُ أصابعَ يُذْرَي بها الطّعام*. و عَضْمُ الفدّان: لوحُه العريض.
و العَيْضُوم «1»، قالوا: الأكول.
و ذكرنا هذا كله تعريفا أنَّه لا أصلَ له، و لو لا ذاك ما كان لذِكرِه وجه.

عضو

العين و الضاد و الحرف المعتل أصلٌ واحدٌ يدلُّ علي تجزئةِ الشَّي‌ء. من ذلك العِضْو و العُضْو. و التَّعضية: أن يُعَضِّيَ الذّبيحة أعضاء. و العِضَةُ:
القِطعة من الشي‌ء، تقول: عَضّيْتُ الشي‌ء أي وزَّعته. قال رؤبة:
و ليس دينُ اللّٰه بالمُعَضَّي «2»
أي بالمفرَّق. قال الخليل: و قوله تعالي: الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ أي عِضَة عِضة، ففرَّقوه، آمنوا ببعضه و كَفَرُوا ببعضه. و الاسم منه التَّعضية. و منه
الحديث: «لا تَعْضِيَةَ في ميراث»
أي لا تَقسِموا ما [لا] يحتمل القَسْم كالسَّيف و الدِّرَّة و ما أَشبَهَ ذلك.

عضب

العين و الضاد و الباء أصلٌ صحيحٌ واحدٌ يدلُّ علي قَطْعٍ أو كسر. قال الخليل: العَضْب: السَّيف القاطع. و العَضْب: القطعُ نَفْسُه. تقول عَضَبَه يَعْضِبه، أي قطعه. و منه رَجُلٌ عضْب اللِّسان، و قد عَضُبَ لسانُه عُضُوباً و عَضُوبةً. و هذا إنما هو تشبيهٌ بالسَّيف العَضْب. قال ابنُ دُريد: «عَضَبْتُ الرَّجُل
______________________________
(1) قال أبو منصور فيه: «هذا تصحيف قبيح، و الصواب العيصوم بالصاد». و قال:
«و إنما قيل لها- أي للمرأة- عصوم و عيصوم لأن كثرة أكلها يعصمها من الهزال و يقويها».
(2) ديوان رؤبة 81. و هو في اللسان (عضا) بدون نسبة.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 348
بلساني، إذا [تناولتَه به]، شتمتَه، و رجلٌ عَضَّابٌ، إذا كان شَتّاماً «1»».
و عَضَبَني الوَعْك «2» أي نَهَكَني.
و من الباب: الشَّاة العَضْباء: المكسورة القَرْن. و يقال إنَّ العَضَبَ يكون في أحد القَرنين. و ذكر ابنُ الأعرابي أن العَضَب في الأُذن: أَن يذهب نِصفُها أو ثلثَها، و في القرن، إذا ذهب من مُشَاشِهِ شي‌ء.
و حُكِي: رجلٌ أعْضَبُ، أي قصير اليد. و يقال إنَّ الأعضب من الرِّجال:
الذي لا إخوةَ له و لا ناصِرَ و لا أحد له.

عضر

العين و الضاد و الراء لا أصلَ له في كلام العرب، و إنْ ذُكر فيه شي‌ءٌ فغير صحيح.

عضد

العين و الضاد و الدال أصلٌ صحيح يدلُّ علي عضوٍ من الأعضاء؛ يُستعار في موضع القوّة و المُعين. فالعضد «3»: ما بين المِرْفق إلي الكتف، يقال عَضُدَ و عَضْدَ، و هما عَضُدان، و الجمع أعضاد. و هي مؤنَّثة. و يقال: فلانٌ عضُدِي، لمكان القُوّة التي في العَضُد. و رجلٌ عضديٌّ و عِضَاديّ. قال: الخليل:
و العَضْد: المعُونة «4»، يقال: عضَدْتُ فلاناً، أي أعنْتُه. قال اللّٰه تعالي: وَ مٰا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً. قال ابنُ الأعرابيّ: عضُد الرجل: قَومُه و عشيرته،
______________________________
(1) إلي هنا ينتهي نص الجمهرة (2: 302- 303)، و التكملة السالفة منها.
(2) الوعك: الحمي، أو ألمها. و في الأصل، «الوعل» تحريف. و في أساس البلاغة: «عضبه المرض: وقذه». و في اللسان: «عضبته الزمانة تعضبه عضباً، إذا أقعدته عن الحركة».
(3) في الأصل: «بالعضد».
(4) في الأصل: «المؤنة».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 349
و لذلك يقال: يَفُتُّ في عَضُده. و قال أعرابيٌّ لرجلٍ استعانَة فلم يُعِنه: «أنت و اللّٰه العَضد الثَّلْماء»، نسبهُ إلي الضَّعف، و إذا قَصُرَت العضُد أو دَقَّت فهي عضِدَة «1». و أمَّا العَضَد بفتح الضاد [فهو] داءٌ يأخذُ في العضُد. قال النابغة:
شَكَّ الفريصَةَ بالمِدْرَي فأَنْفَذَها شَكَّ المبيطِر إذْ يَشْفِي من العَضَدِ «2»
قال بعضُهم: لا يكونُ العَضَد إلّا في الإبل خاصَّة. و ناقَةٌ عضِدَةٌ، اشتكَتْ عضُدَها. و إبلٌ مُعَضَّدة: موسومة في أعضادها. و يقال للدُّمْلُج: المِعْضَد و المِعْضاد، لأنّه في العَضُد يُمْسَك. و يقال له العِضَاد أيضاً. و يقال ذلك للذي يُشَدّ علي العَضُد للنفقة «3».
قال الخليل: و أعضاد كلِّ شي‌ءٍ: ما يُشَدُّ حوالَيْه من البِناء، و ذلك كأعضاد الحَوض، و هي صفائح من حجارةٍ يُنْصَبْنَ حول شفيرهِ، الواحد عَضُد.
قال لبيد:
راسخُ الدِّمْنِ علي أعضادِهِ ثَلَمَتْهُ كلُّ ريحٍ و سَبَلْ «4»
و عَضُد الرَّحْلِ: خشبتانِ لَزِيقَتَانِ بالواسطة. و عِضادة الباب: مِسَاكاهُ اللذان يُطبَق البابُ عليهما. و العَضِيد: النَّخْلة تنَاوَلُ ثمرَها بيدك. و ممكنٌ أن يسمَّي بذلك لأجل أنَّ العَضُد تُطَاوِلُها فتنالُها. و الرَّجُلُ العُضاديُّ: الممتلئ العَضدين لحماً. قال:
و أعجبَهَا ذُو شَمْلةٍ و هِرَاوَةٍ غلامٌ عُضَاديٌّ سمينُ البآدلِ
______________________________
(1) في الأصل: «عضيدة»، تحريف.
(2) سبق البيت و تخريجه في (بطر).
(3) كذا في الأصل. و في اللسان: «و العضاد و المعضد: ما شد في العضد من الحرز».
(4) ديوان لبيد 13 و اللسان (عضد).
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 350
قال: و العاضد: الذي يلزم جانبَ الإبل، و لا بدَّ لها من عاضدَين؛ لأن السّوَّاقَ خلْفَها و العاضِدَين من جانبَيها. و أنشد ابنُ الأعرابيّ:
يا ليت لي بصاحِبِيَّ صاحبا إذا مَشَي لم يَعْضُد الرَّكائبا «1»
أي لم يأتِها من قِبَل أعضادها. و العاضد: السَّهمُ يأخذ ناحيةً من الغَرَضِ لا يصيبُه. و عَضَد الرَّجلُ عن الطَّريقِ: مالَ.
قال ابن السِّكِّيت: العاضد من الجِمال الذي يَعضُد النّاقةَ فيتنوَّخُها. قال:
صَوَّي لها ذا كُدنةٍ جُلاعِدَا «2» طَوْعَ السِّنانِ ذارعاً و عاضِدا
و الأصل الآخَر القَطْع. قال الخليل: العَضْد: قَطْع الشّجرةِ بالمِعْضَد، و هو سيفٌ ممتهَنٌ في قَطْع الشَّجَر. و العاضد: القاطع. و
في الحديث في مدينة الرسول:
«لا يُعْضَدُ شَجرُها»
. و قال في المِعْضد:
حسامٍ إذا ما قمتُ منتصراً به كفَي العَوْدَ منه البَدء ليس بمِعْضَدِ «3»
قال ابنُ الأعرابيّ: سيف مِعْضَدٌ و مِعْضادٌ و عَضَّادٌ، أي قاطع. يقال عَضّدت الشجرة، و اسم ما يقطع منها العَضيد و العَضَد. قال الهذليّ «4»:
الطَّعْنُ شَغشغةٌ و الضَّربُ هيقعةٌ ضَرْبَ المعوِّل تحتَ الدِّيمة العَضَدا «5»
______________________________
(1) هذا البيت في اللسان (عضد).
(2) نسبه للفقعسي في اللسان (جلعد). و أنشد بعده:
لم يرع بالأصياف إلا فاردا
و نظير هذا البيت ما أنشد في اللسان (صوي) للفقعسي:
صوي لها ذا كدنة جلذيا أخيف كانت أمه صفيا
(3) البيت لطرفة في معلقته المشهورة.
(4) هو عبد مناف بن ربع الهذلي، كما في اللسان (عضد، شفغ).
(5) سبق البيت في (شغ).
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 351
و مما شذَّ عن هذين الأصلين: الثَّوب المُعَضَّد، و هو المخطَّط قال:
و لا ذَوَات الرَّيْط و المُعَضَّدِ

باب العين و الطاء و ما يثلثهما

عطف

العين و الطاء و الفاء أصلٌ واحدٌ صحيح يدلُّ علي انثناء و عِياجٍ. يقال: عَطَفْتُ الشَّي‌ء، إذا أمَلْتَه. و انعَطَف، إذا انعاج. و مصدر عطف العُطُوف. و تعطّفَ بالرَّحمة تعطُّفاً. و عَطَف اللّٰه تعالي فلاناً علي فلانٍ عَطْفاً. و الرَّجُل يَعْطِف الوِسادةَ: يثنيها، عطفاً، إذا ارتفَقَ بها. قال لبيد:
و مَجُودٍ من صُبابات الكَرَي عاطِفِ النّمرُقِ صَدْقِ المُبْتَذَلْ «1»
و يقال للجانِبَين العِطفانِ، سمِّيا بذلك لأنَّ الإنسان يَميل عليهما. ألَا تري أنَّهم يقولون: ثنَي عِطفَه، إذا أعْرضَ عنك و جَفَاك. و يقال: رجلٌ عَطوفٌ في الحرب و الخير، و عَطَّافٌ. و ظبيةٌ عاطِف، إذا رَبَضت و عطفَتْ عُنقَها.
و فلانٌ يَتَعَاطَفُ في مِشيته، إذا تمايَلَ. و الإنسان يتعطَّف بثوبه، و هو شبه التوشُّح. و الرِّداء نفسُه عِطَافٌ، لأنّه يُعْطَفُ. ثم يتَّسعون في ذلك فيسمُّون السيفَ عِطافاً لأنّه يكونُ موضعَ الرداء.

عطل

العين و الطاء و اللام أصلٌ صحيحٌ واحدٌ يدلُّ علي خلوٍّ و فَراغ.
نقول: عُطِّلت الدارُ، و دارٌ معَطَّلة. و متي تُركت الإبلُ بلا راعٍ فقد عُطِّلَت،
______________________________
(1) ديوان لبيد 13 و اللسان (عطف).
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 352
و كذلك البئر إذا لم تُورَدْ و لم يُستَقَ «1» [منها]. قال اللّٰه تبارك و تعالي: وَ بِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ و قال تعالي: وَ إِذَا الْعِشٰارُ عُطِّلَتْ. و كلُّ شي‌ءٍ خلا من حافظٍ فقد عُطِّل. من ذلك تعطيلُ الثُّغورِ و ما أشبَهَها. و من هذا الباب: العَطَل و هو العُطُول، يقال امرأةٌ عاطل، إذا كانت لا حَلْيَ لها، و الجمع عواطلُ. قال:
يَرُضْن صِعاب الدُّرِّ في كلِّ حِجَّة و إنْ لم تكن أعناقُهنَّ عواطلا «2»
و قوس عُطُلٌ: لا وَتَر عليها. و خيلٌ أعْطَالٌ: لا قلائد لها.
و شذّت عن هذا الأصل كلمةٌ، و هي الناقة العَيْطَل، و هي الطَّويلةُ في حُسن.
و ربَّما وُصِفَتْ بذلك المرأةُ، قال ذو الرُّمَّة في النّاقة:
نَصَبَتْ له ظَهرِي علي متن عِرمِسٍ رُوَاع الفُؤادِ حُرَّةِ الوجه عَيْطلِ «3»

عطن

العين و الطاء و النون أصلٌ صحيحٌ واحدٌ يدلُّ علي إقامةٍ و ثبات. من ذلك العَطَن و المَعْطِن، و هو مَبْرَك الإبل. و يقال إنّ إعطانها أن تحبَس عِندَ الماء بعدَ الوِرْد. قال لبيد:
عافَتَا الماءَ فلم نُعْطِنْهُما إنَّما يُعْطِن من يرجو العَلَل «4»
و يقال: كلُّ منزلٍ يكون مَألَفاً للإبل [فهو عَطَنٌ «5»]، و المَعْطِن: ذلك الموضع. قال:
______________________________
(1) في الأصل: «و لم تسق».
(2) البيت للبيد في ديوانه 22 طبع 1881 و اللسان (حجج)، و قد سبق في (حج).
(3) ديوان ذي الرمة 510 برواية:
«رفعت له رحلي علي ظهر عرمس»
. و رواية اللسان (روع):
رفعت لها رحلي علي ظهر عرمس
(4) ديوان لبيد 13 طبع 1881 و اللسان (عطن). و انفرد اللسان برواية: «أصحاب العلل».
(5) التكملة من اللسان (عطن).
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 353
و لا تكلِّفُني نَفسِي و لا هَلَعِي حِرصاً أُقيم به في مَعْطِن الهُونِ «1»
و قال آخرون: لا يكون أعطانُ الإبل إلّا علي الماء، فأمَّا مَبارِكها في البرِّيَّة و عند الحيِّ فهو المأوَي، و هو المُرَاح أيضاً. و هذا البيتُ الذي ذكرناه «في مَعطِن الهُون»، يدلُّ علي أنَّ المَعْطِن يكون حيث تُحبَس الإبل في مباركها أين كانت.
و بيتُ لَبيد يدلُّ علي القول الآخَر، و الأمرُ* قريب.
و من الباب عَطْنُ الجِلد، و هو أن يوضَع في الدِّباغ.

عطو

العين و الطاء و الحرف المعتلُّ أصلٌ واحد صحيحٌ يدلُّ علي أخْذٍ و مُناوَلة، لا يخرج البابُ عنهما. فالعَطْوُ: التَّناوُل باليد. قال امرؤ القيس:
و تعْطو برَخْصٍ غيرِ شَثْنٍ كأنّه أساريعُ ظبيٍ أو مساويك إسَحِلِ «2»
يصف المرأة أنها تَسُوك. و الظَّبيُ يعطو، و ذلك إذا رَفَعَ يديه متطاوِلًا إلي الشَّجرةِ ليتناوَلَ الورَق. و قال:
تَخُلّ بقرنَيْها بَريرَ أراكَةٍ و تَعطُو بظِلفيها إذا الغصنُ طالها
قال الخليل: و منه اشتُقَّ الإعطاء. و المعاطاة: المُناولة. و يقال: عاطَي الصبيُّ أهلَه، إذا عَمِل لهم و ناوَلَ ما أرادوا. و العَطاء: اسمٌ لما يُعطَي، و هي العطيّة، و الجمع عطايا، و جمع العطايا أعطِيَة. قال:
تعاطِيه أحياناً إذا جِيد جَوْدَةً رُضاباً كطَعم الزَّنجبيل المعسَّلِ «3»
______________________________
(1) في الأصل: «نفسي و لا تقلبي»، صوابه في اللسان (عطن).
(2) البيت من معلقته المشهورة.
(3) البيت لذي الرمة في ديوانه 508 و اللسان (عطا). و أنشده في اللسان (عسل) بدون نسبة:
إذا أخذت مسواكها منحت به رضابا كطعم الزنجبيل المعسل
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 354
و يقولون: إنَّ التعاطي: تناوُلَ ما ليس له بحقٍّ، يقال فلانٌ يتعاطَي ظُلْمَ فلان.
و في كتاب اللّٰه تعالي: فَتَعٰاطيٰ فَعَقَرَ. و مِن أمثالِ العرب: «عاطٍ بغَيْرِ أنْوَاط»، أي إنّه يسمو إلي [الأمرِ] و لا آلةَ له عنده، كالذي يتعلَّق و لا متعلَّق له.

عطب

العين و الطاء و الباء كلمتانِ لا تتقاربان في المعني.
فالأولي: العَطَب، و هو الهلاك، يقال عَطِب، و أعْطَبه غيرُه.
و الكلمة الأخري: العُطْب، و هو القُطْن.

عطد

العين و الطاء و الدال ذُكِرت فيه كلمةٌ و القياس لا يسوِّغها لكنَّهم يقولون: العَطوَّد: السَّير السَّريع الشاقّ. و يُنشدون:
إليك أشكو عَنَقاً عَطَوَّدَا «1»

عطر

العين و الطاء و الراء أصلٌ واحدٌ لعلّه أنْ يكون صحيحاً، و هو العِطْر للأشياء المعالَجة بالطِّيب «2»، و فاعله العَطَّار. و امرأةٌ عَطِرة و مِعطِيرٌ.
و قال:
يَتْبَعْنَ جَأباً كَمُدُقِّ المِعْطيرْ «3»

عطس

العين و الطاء و السين كلمةٌ واحدة ثم تستعار، و هي العُطاس، يقال: عَطَس يَعْطُسِ. و يقال للأنف مَعِطْسَ، بالكسر و الفتح في الطاء
______________________________
(1) أنشده في اللسان (عطد) و المخصص (3: 107).
(2) في الأصل: «للطيب».
(3) للعجاج في ملحقات ديوانه 77 و اللسان (عطر، دقق).
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 355
و يستعار ذلك فيقال: عَطَسَ الصُّبح، إذا انفَلَق. و قد قالوا إنَّ العُطَاسَ: الصُّبح في قوله:
و قد أغتدي قبل العطاسِ بهَيكلٍ «1»

عطش

العين و الطاء و الشين أصلٌ واحد صحيح، و هو العَطَش، يقال منه: عَطِش يَعْطَش عَطَشاً. و يقال إنّ المَعاطِشَ: مَواقِيتُ الظَّمأ. قال ذو الرُّمَّة:
لا تشتكي سقطةً منها و قد رقصت بها المعاطشُ حتي ظَهرُها حَدِبُ «2»

باب العين و الظاء و ما يثلثهما

عظم

العين و الظاء و الميم أصلٌ واحد صحيح يدلُّ علي كِبَر و قُوّة.
فالعِظَم: مصدر الشَّي‌ء العظيم. تقول: عَظُمَ يَعْظُم عِظَماً، و عظّمته أنا. فإذا عَظُم في عينيك قلت: أعْظمتُه و استعظمْتُه. و مُعظَم الشي‌ء: أكثرُه. و عَظْمةُ الذِّراع:
مُستغلَظُها. و هي العظيمة: النازِلةُ المُلمّة الشّديدة. قال:
إن تنجُ منها تنجُ من ذِي عظيمةٍ و إلّا فإنِّي لا إخالَك ناجيا «3»
و من الباب العَظْم، معروف، و هو سمِّي بذلك لقوّته و شِدّته.
______________________________
(1) نسب إلي امرئ القيس في حواشي الجمهرة (3: 25). و أنشد هذا الصدر في اللسان (عطس). و عجزه في الجمهرة:
أقب كيعفور الفلاة محنب
(2) ديوان ذي الرمة 9 برواية:
«و قد رقعت بها المفاوز»
. (3) البيت للأسود بن سريع القاص، كما في البيان (1: 367).
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 356‌

عظب

العين و الظاء و الباء. يقولون: عَظَب الطَّائر، إذا حَرَّكَ زِمِكَّاهُ. و هو كلام. و العُنْظُب: الجراد الضَّخم، النُّون زائدة.

عظل

العين و الظاء و اللام أصيل صحيح. يقال: تعاظَلَ الكلابُ، إذا تسافَدَت، و هي تَعاظَلُ. و جَرادٌ عَظْلَي من ذلك و فلانٌ لا يُعاظِل في شِعره بين القَوافي، أي لا يجعل بعضها علي بعض. و نري أنّ ذلك إمّا أن يكون الذي يسمي الإيطاء؛ أي لا يكرِّر القوافي، أو أن يكون الذي يسمَّي التَّضمين، و هو أن [يكون] تمامُ البيت في البيت الذي بَعده.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 357‌

باب ما جاء من كلام العرب علي أكثر من ثلاثة أحرف أوّله عين

قال الخليل: (المُعَلْهَج): الرَّجل اللئيم. و أنشد:
فكيف تُسامِيني و أنتَ مُعَلْهَجٌ هُذارِمَةٌ جعدُ الأنامل حَنْكَلُ «1»
و هذا إن كان صحيحاً فالهاء فيه زائدة، لما قلناه، إنّهم يزيدون «2» في الحروف من الكلمة تعظيماً للشي‌ء أو تهويلًا و تقبيحاً. و إنَّما هو من العِلج، و قد فسَّرناه.
(العَزَاهِيل)، قالوا: هي الإبل المُهمَلة، واحدها عُزْهُول. ينشدون:
للشَّمَّاخ:
[حَتَّي استغاثَ بأحْوَي فوقه حُبُك يدعُو هديلًا بِهِ العُزْفُ العَزَاهيلُ «3»
و هذا أيضاً إن كان صحيحاً، فالهاء زائدة، كأنّها أُهملت فاعتزلت و مَرَّت حيث شاءت.
(العَيْهَرَة): المرأة الفاجرة، و الزائدة في ذلك الياء، و إنّما هو من العَهْر.
(العَباهل): جمع العَبْهَل، و هي الإبل التي أُهملت تَرِد كيف شاءت، و متي شاءت. قال:
______________________________
(1) البيت للأخطل كما في اللسان (حنكل) و ليس في ديوانه. و أنشده في (علهج) بدون نسبة.
(2) في الأصل: «يريدون».
(3) موضع هذا البيت بياض في الأصل، و إثباته من اللسان (عزهل). و في الديوان 82:
حتي استغاثت بجون فوقه حبك تدعو هديلا به الورق المثاكيل
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 358
عَبَاهلٍ عَبْهَلها الوُرّادُ «1»
و به شُبِّهت الملوكُ الذين لا فَوقَ يدِهم يدٌ. هذا ممّا زيدت فيه الباء، و الأصْل العَيْهَل و العَيْهَلة: التي لا تستقرّ. و قد فسَّرناه.
(العُرَاهم): النَّاعم التارُّ. و قصبٌ (عُرهُومٌ)، و بعيرٌ عُرَاهم: طَويل. و هذا مما زيدت فيه الراء، و إنَّما هي من العيْهامة و العيهمة، و هي من [النّوق]: الطَّويلة.
و قد مرّ
(و العُفاهم): الجَلْد القويُّ. و كلُّ قويِّ عُفاهِم. قال:
من عُنْفُوان جَريِهِ العُفاهِمِ «2»
و هذا مما زيدت فيه الفاء، و هو من العَيهمة أيضاً.
(العَبْهَر): الضَّخم الخَلْقِ و كلُّ عظيمٍ عَبْهر. و امرأةٌ عبهرة. قال الأعشي:
عَبْهَرَة الخلق لُبَاخِيّة تَزِينُه بالخُلُق الظَّاهرِ «3»
و هذا ممَّا زيدت العينُ في أوله، و أصله من البَهْر، أي إنّها تبهر بخَلْقها. و قد فسرنا البَهْر.
(العَلْهَب): التَّيس الطّويلُ القرنين، و يوصف به الثَّور. قال جرير:
إذا قَعِسَت ظهورُ بني تميمٍ تكشَّف عن عَلَاهِبَةِ الوُعولِ «4»
______________________________
(1) المخصص (7: 84) و اللسان (عبهل) بدون نسبه. و في (عهل) بنسبته لأبي وجزة:
عياهل عيهلها الذواد
(2) الرجز لغيلان، كما أسلفت في حواشي (عذم).
(3) ديوان الأعشي 104. و أنشده في اللسان (عبهر) بدون نسبة. و في الديوان: «بلاخية» تحريف، و فيه أيضاً: «الطاهر» بالطاء المهملة. و رواية اللسان تطابق رواية المقاييس.
(4) ديوان جرير 347 برواية: «رأوا قعس الظهور بنات تيم». و في اللسان بدون نسبة:
إذا قعست ظهور بنات تيم
و البيت من قصيدة له يهجو فيها التيم و الفرزدق، أولها:
أتنسي يوم حومل و الدخول و موقفنا علي الطلل المحيل
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 359
و هذا ممّا زيدت فيه الهاء، و إنَّما هو من العُلَبِ. و العُلَب: النَّخل الطّوال.
و قد مرّ.
(العَشنَّق): الطَّويل الجِسم. و هذا مما زيدت فيه الشِّين، و إنّما هو من العَنَق. و ليس ببعيدٍ أن يكون العين زائدةً أيضاً. فإنْ كان كذا فالكلمة منحوتةٌ من كلمتين، من العَنَق، و الشَّنَق. و قد فسَّرناهما. و قد قال الخليل:
امرأة عَشَنَّقة: طويلة العُنُق، و نعامةٌ عَشَنَّقة. فهذا يدلُّ علي صحَّة ما قلناه.
(العَسْلَق «1»): كلُّ سبُع جَرُؤ علي الصَّيد، و الجمع عَسالِق. و هذه من ثلاث كلمات: من عَسِق به إذا لازمه، و من علِق، و من سلقَ. و كلُّ ذلك قد فسَّر.
(العُسْقُول): قِطعة السَّراب. و هذا ممّا زيدت فيه اللام. و الأصل العَسَق، يقال إنّه الإطاقة بالشَّي‌ء، من اللزوم الذي ذكرناه.
(العَسَلَّق): الظليم. ممكنٌ أن يكون من السُّرعة و يكون القاف زائدة، و يكون من العَسَلان؛ و يمكن أن يكون العين زائدة، و يكون من السّلق و التسلُّق.
و كلُّ ذلك جيّد.
(العُنقود): معروف، و هو من العَقْد، كأنه شي‌ءٌ عقِد بعضُه ببعض.
(العرقوب): عَقَبٌ مُوَتَّرٌ خلْف الكعبين. و عَرقَبت الدّابة: قطعت عُرقوبها. و هذا مما زيدت فيه الراء، و إنّما الأصل العِقب للإنسان وحده،
______________________________
(1) يقال أيضاً «عسلق» وزان عملس.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 360
ثمَّ جعل العُرقوب له و لغيره. و يستعار العرقوب فيقال لمنحنًي من الوادي فيه التواء شديدٌ: عرقوب. و قال:
و مَحُوفٍ من المناهل وحْشٍ ذي عراقيبَ آجِنٍ مِدفانِ «1»
قال الخليل: و عراقيب الأمور: عَصاوِيدُها، و ذلك إدخال اللَّبس فيها.
و يتمثَّل النَّاس فيقولون: «يوم أقصر من عُرقوب القطاة».
(العقرب)، معروفة، و الباء فيه زائدة، و إنَّما هو من العَقر، ثم يستعار فيقال للذي يَقْرُص النّاس «2»: إنَّه لتَدِبُّ عقاربُه. و دابّةٌ مُعقرَب الخَلْق، أي ملزَّز مجتمعٌ شديد.
(العفلق «3»): الفَرْج رِخواً واسعاً. و هذا منحوتٌ من عفق و العُفاقة، [و] من فلق.
(العُقْبول): قالوا: بقيَّة المرض، و اللام زائدة، إنّما هو مرضٌ يَعقُب المرضَ العظيم.
(العَضَنّكة «4»): المرأة اللَّفَّاء العجُز التي ضاق مُلتقَي فخِذَيها لكثرة اللَّحم. و هذا مما زيدت فيه العين، و إنَّما هو من الضنك و هو الضيِّق. و قد مرَّ تفسير الضِّناك.
______________________________
(1) أنشده في اللسان (عرقب).
(2) أي يقرصهم بلسانه. و منه القارصة: الكلمة المؤذية.
(3) وزان جعفر و عملس.
(4) و يقال أيضا: «عضنك» بطرح الهاء.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 361
(عركس)، قال الخليل: عركس أصلُ بناء اعرَنْكَسَ، و ذلك إذا تراكَمَ الشَّي‌ء بعضُه علي بعض، يقال اعرنكس. قال العجَّاج في وصف اللَّيل:
و اعرَنكَسَتْ أهوالُه و اعْرَنكَسا «1»
و هذا الذي قاله منحوتٌ من عَكس و عَرَك، و ذلك أنّه شي‌ءٌ يترادُّ بعضه علي بعض* و يتراجع و يُعارك بعضَه كأنّه يلتفُّ به.
(اعْلَنْكَس) الشّعر، إذا اشتدَّ سوادُه، و كثُر. و هذا هو من الأوّل، و اللام بدلٌ من الرّاء، و قد فسَّرناه. عَرْكَسْتُ الشَّي‌ء: [جمعت «2»] بعضَه علي بعض، و هذا من عَكَس و رَكَس، و قد فسِّرا.
(عَكْمَسَ): الليلُ، إذا أظلم. قال:
و الليلُ ليلٌ مظلمٌ عُكامِسُ
و هذا من عَكَس و عَمَس، لأن في عَمَس معنيً من معاني الإخفاء، و الظلمة تُخفِي، يقال عَمّس عليه الخَبَر، و قد فسِّر.
(العِلْكَدّ): الشديد. و هذا من عَكَدَ، و من العِلْوَدّ، و هو الشديد، و من اللَّكد، و هو تداخل الشّي‌ء بعضِه في بعض. قال:
أعْيَسَ مَضْبُورَ القَرَا عِلْكَدَّا «3»
______________________________
(1) ديوان العجاح 32 و اللسان (عركس).
(2) التكملة من اللسان.
(3) أنشده في اللسان (علكد). و كذا ضبط في اللسان، و قال: «شدد اللام اضطرارا قال: و منهم من يشدد اللام» و يصح أن يقرأ: «عِلَّكْدَا»، و هي إحدي لغاته.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 362
(العُكْبُرة «1»): من النِّساء: الجافية العِلْجة. قال الخليل: هي العَكْباء في خَلْقها. قال:
عَكباء عُكبُرَةٌ في بطنها ثَجَلٌ و في المفاصل من أوصالها فَدَعُ
و هذا الأمر ظاهرٌ «2» أنَّ الراء فيه زائدة. و الأصل العَكب و العِكَبّ، و قد مضي ذِكره.
(العَكَرْكَرُ): اللَّبن الغليظ. و هذا أيضاً مما كُرِّرت حروفه.
و الأصل العَكَر.
(العُلْكُوم): النَّاقة الجسيمة السَّمينة. قال لَبيد:
تُروِي الحدائقَ بازلٌ عُلكومُ «3»
و هذا من عَكَم، و اللام زائدة، كأنَّها عُكِمت باللَّحم عَكْماً.
(العِفْضاج): السَّمين الرِّخْو. و هذا مما زيدت فيه الضّاد، و هو من العين و الفاء و الجيم، كأنّه ممتلئ الأعفاج، و هي الأمعاء «4».
(العُجَلِد «5»): اللبن الخاثر. و هذا مما زيدت فيه العين، كأنّه شُبِّه بالجِلد في كثافته.
______________________________
(1) وردت هذه الكلمة و تفسيرها في القاموس، و لم ترد في اللسان.
(2) في الأصل: «فيه ظاهر».
(3) أنشده في اللسان (حجر، قطر، علكم). و أنشد صدره في (جرش). و قد مضي إنشاده في (حجر) و صدره:
بكرت به جرشية مقطورة
(4) في الأصل: «و سمي الأمعاء» تحريف.
(5) العجلد، بوزن علبط، و يقال أيضاً «عجالد». و من لغاته أيضاً «العكلد» بوزنه، و «العلكد» بتقديم اللام، كما في اللسان و القاموس. و في الأصل هنا «العلجد»، تحريف.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 363
(و العُجَلِط): مثله، و الطاء بدل الدال.
(العَشَنَّط): الطَّويل من الرِّجال، و الجمع عَشَنَّطون و عَشَانِط. و هذا مما زيدت فيه الشِّين، و إنّما هو من عَنَط، و هو بناء عَنَطنَط «1». و (العَنْشَطُ) مثل هذا. قال:
أتَاكَ من الفِتيان أروعُ ماجدٌ صبورٌ علي ما نابه غير عَنْشط «2»
(العَشَوْزَن): الملتوِي العَسِرُ الخُلُق من كلِّ شي‌ء. و قال:
إذا عضَّ الثِّقاف بها اشمأزَّتْ و وُلِّيتُم عَشَوْزَنَةً زَبُونا «3»
و هذا منحوت من عَشَزَ وَ شَزَنَ. العَشَزانُ: مشْي الأقزل. و الشَّزَن:
المكان الصُّلب.
(العَشَنْزَر): الشديد. و هذا مما زيدت فيه العين و النون، و أصله من الشّزْر، و قد مرَّ. قال:
ضَرْباً و طعناً باقِراً عَشَنْزَرا «4»
(العَيْسَجُور): النّاقة السريعة. و هذا مما زيدت فيه الراء و الياء، و إنّما هو من عَسَجَتْ في سيرها. و قد مضي ذكر العاسج.
(العَجَنَّس): الجمل الضَّخم، و النون فيه زائدة. و هو مما ذكرناه في باب العجس و العَجَاساء. قال:
______________________________
(1) في الأصل: «عنعطط»، تحريف.
(2) أنشده في اللسان (عنشط).
(3) لعمرو بن كلثوم في اللسان (عشزن). و في اللسان: «و ولتهم».
(4) في اللسان (عشزر): «و طعناً نافداً».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 364
يَتْبَعْنَ ذا هَدَاهِدٍ عَجَنَّسا إذَا الغُرَابانِ به تمَرَّسَا «1»
(العِجْلِزَة): الفرس الشَّديد الخَلْق. و قد نصَّ الخليلُ في ذلك علي شي‌ءٍ فقال: اشتقاق هذا النعت من جَلْز الخَلْق. و هو يصحِّح ما نذكره في هذا و شِبهه.
فقد أَعْلَمك أنّ العين فيه زائدة. و قال:
و عَجْلِزَة يَزِلّ اللِّبد فيها
(العَجْرَد): العُرْيان. و هذا أيضاً مما زيدت فيه العين، و إنما هو من جَرد و تجرَّد من ثيابه.
و منه (العنْجَرِدُ)، و هي المرأة السَّلِيطة الجريئة، و العين في ذلك زائدة، و إنما هو من تجرُّدِها للخُصومة و قِلة حيائها. قال:
عَنْجَرِد تحْلف حين أحْلِفْ شيطانة مثل الحمارِ الأعْرف «2»
(العَجَنْجَر «3»): الغليظ. يقال زُبْد عَجَنْجَر. و هذا مما زيدت حروفه للمعني الذي ذكرناه. و هو من تَعَجَّر، إذا تَعَقّد. قال:
مَخَضْتُ وَطْبِي فَرَغا وَ جَرْجَرَا أخرج منه زَبَداً عَجَنْجَرَا
(العَشْجَل): الواسعُ الضَّخمُ من الأسقية و الأوعية. قال:
يسقي به ذاتَ فُرُوغٍ عَثْجَلا
و هذا ممَّا زيدت فيه العين، و إنما هو من الثَّجْلة. و الأثْجَل: البطن الواسع.
______________________________
(1) الرجز لجري المكاهلي. و هو مما أخطأ الجوهري في نسبته إلي العجاج. اللسان (عجنس).
(2) في الأصل: «أخلف حين تخلف»، صوابه من اللسان (عنجرد، حمط)، و فيه:
كمثل شيطان الحماط أعرف
(3) هذه الكلمة مما فات اللسان و وردت في القاموس (عجر)، قال: «و العجنجرة:
المكتلة الخفيفة الروح».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 365
(العَجْرَفِيَّة): جفوةٌ في الكلام و خُرْقٌ في العمل، و هذا منحوتٌ من شيئين: من جَرَفَ و عَجَر، كأنّه يَجرُف الكلامَ جَرْفاً في تعقد. و العَجَر، التَّعَقُّد. يستعار هذا فيقال لحوادث الدَّهر: عجاريف. قال قيس:
لم تُنْسِنِي أُمَّ عمارٍ نوًي قَذَفٌ و لا عَجَارِيفُ دهرٍ لا تُعَرِّيني «1»
أي لا تُخَلِّيني، و ذلك أنَّها تجي‌ء جارفة* في شدة.
(العُجْرَمُ «2»): الغليظ، و الميم فيه زائدة. الأصل الأعْجَر.
(العُلْجُوم): الظُّلْمةُ المتراكِمة. قال ذو الرمَّة:
أو مُزْنَةٌ فارِقٌ يَجلو غَوارِبَهَا تَبَوُّجُ البَرْقِ و الظَّلماء علجومُ «3»
و هذا مما زيدت فيه الميم، و إنما هو من اعتلاج الظُّلَمِ بعضها ببعض.
(العُطبُول): الوطيئة من النِّساء الممتلئة. قال:
فسِرْنا و خلَّفَنا هُبيرةَ بعدنا و قُدّامَهُ البيضُ الحِسَانُ العطابلُ
و هذا ممّا زيدت فيه الطاء، و إنما هو من عَبَالة الجِسم. و ممكن أن يكون منحوتاً من عَطَل، فالعُطُل: الجِسم المجرَّد، كأنّه يقول: عُطُلُها عَبْلٌ.
و هذا أجود.
(العَمَرَّس): الشَّرِس الخُلُق القويّ. و هذا مما زيدت فيه العين، و إنما هو من الشي‌ء المَرِس، و هو الشَّديد الفتل.
______________________________
(1) أنشده في اللسان (عجرف) بدون نسبة.
(2) بفتح العين و الراء و ضمهما.
(3) ديوان ذي الرمة 572 و اللسان (فرق، علجم). و البيت في صفة ولد ظبية. و قبله:
كأنه دملج من فضة نه في ملعب من عذاري الحي مفصوم
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 366
(العَتْرَسَة): الغلَبة [و] الأخذُ مِن فَوق.
و جاء رجلٌ بغريمٍ له إلي عمر فقال عمر: «أ تُعَتْرِسُه»
، أي تغضبه و تَقْهَرُه. و (العِتْرِيس) من الغيلان: الذكر و منه (العَنْتَريس): النَّاقة الوثيقة، و قد يوصَف به الفَرَس. و قال:
كلّ طِرْفٍ موثّقٍ عنتريسٍ مستطيل الأقرابِ و البُلعومِ «1»
العنتريس: الدَّاهية. و هذا كلُّه مما زيدت فيه التاء، و إنما هو من عَرِس بالشّي‌ء، إذا لازمَه. و النون أيضاً زائدة في العنتريس.
(العَنْتَر): الشُّجاع. و هذا مما زيدت فيه النون، و الأصل العتر، من عَتَرَ الرُّمح. و سمِّي الشُّجاع بذلك لسُرعته إلي اللِّقاء و كثرة حركاته فيه.
(العَنْبَس): من أسماء الأسد. قال الخليل: إذا نعتَّه قلت عَنْبَسٌ و عُنابِس، و إذا خَصَصته باسمٍ قلت عَنْبَسةُ، لم تذكر الأسد. و هذا مما زِيدت فيه النُّون، و هو فَنْعَل من العُبُوس.
(العَمَلَّس): الذِّئب الخبيث. يقال عَمَلَّسُ دَلَجَات. قال الطِّرِمَّاح:
يُوَدِّع في الأمراس كلَّ عَمَلَّسٍ من المُطعمات الصيد ذات الشواحِنِ «2»
و هذا مما زيدت فيه اللام. و ممكن أن يكون من كلمتين: من عمل، و عمس.
______________________________
(1) البيت لأبي دواد الإيادي، كما في اللسان (عترس).
(2) ديوان الطرماح 171، و اللسان (عملس، مرس، ودع، شجن، شحن). و رواية اللسان في الموضع الأول: «يوزع»، و فسره بقوله: «يكف و يقال يغري» و هذه رواية الديوان أيضاً، و في سائر المواضع من اللسان: «يودع» و فسره في (ودع) بقوله: «أي يقلدها ودع الأمراس».
و رواه في (شجن): «الشواجن» و فسره بقوله: إنما يريد أنهن لا يحزن مرسليها و أصحابها لخببتها من الصيد، بل يصدنه ما شاء». و في سائر المواضع: «الشواحن»، و فسرها في (شحن) بأن «الشاحن من الكلاب الذي يبعد الطربد و لا يصيد».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 367
تقول: هو عَمُولٌ عَمُوس: يركب رأسَه و يمضي فيما يعمله «1».
(عِرْمِس): اسمٌ للصَّخرة، و به سمِّيَت النّاقة الصُّلْبة. قال:
وجْناء مُجْمَرة المناسم عِرْمِس «2»
و هذا مما زيدت فيه الميم، و الأصل عرس، و قد شبَّهَت بعَرْس البناء.
(العَنْسَلُ): النَّاقة السَّريعة الوثيقة الخلق. و هذا من كلمتين: من عَنَس و نَسَل، فعَنَس من قُوَّةِ خَلْقها، سمِّيت بالعَنس، و هي الصَّخْرة. و نَسَل في السُّرعة و الذَّهاب.
(عِرْبِسٌ) و (عَرْبَسِيسٌ): متنٌ مستوٍ من الأرض. قال العجّاج:
و عرْبِس منها بسيرٍ وَهْسِ «3»
و قال الطِّرِمّاح:
تُوَاكِلُ عَرْبَسِيسَ الأرض مَرْتَا كظَهْرِ السَّيْح مُطَّرِدَ المتُونِ «4»
و هذا مما زيدت فيه الباء، و إنما هو من المُعَرَّس، أي إنّه مستوٍ سهلٌ للتعريس فيه.
(العُبْسُورة) و (العُبْسُرة «5»): النَّاقة السريعة. قال:
______________________________
(1) في الأصل: «فيها يعمله». و في شرح الديوان: «و يروي: الشواجن. و أظنه تصحيفاً».
(2) مجمرة: مجتمعة صلبة شديدة. و المناسم: جمع منسم، و هو طرف خف البعير. و في الأصل:
«المنامس»، تحريف.
(3) كذا، و يبدو أنه استشهاد برواية محرفة، و روايته في الديوان 78:
وعر نساميها بسير وهس
(4) ديوان الطرماح 178 و اللسان (عربس). و رواية الديوان و اللسان: «تراكل» بالراء.
(5) في القاموس «العيسور» و «العيسر» بصرح التاء. و ذكر في اللسان: «العيسور» فقط.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 368
لقد أُرانِيَ و الأيام تعجبُني و المفْقِرات بها الخُور العَبَاسِيرُ
و السين في ذلك زائدة، و إنما هو من ناقة عُبْر أسفار. و قد مرَّ تفسيره.
يوم (عَمَرَّسٌ): شديدٌ ذو شَرّ. قال الأرَيقِط:
عَمَرَّس يَكْلَحُ عن أنيابِهْ
و هذا منحوتٌ من يومٌ عَمَاسٌ: شديد. و من المرس: الشي‌ء الشديد الفتْل، و قد فُسّرا «1».
(عُمْروس): الحَملُ إذا بلغَ النَّزْو. و هذا مما زيدت فيه الميم، و هو من عَرِس بالشَّي‌ء: لازَمَه و أُولع به. و ممكن أن تكون منحوتةً من عَرس و مَرِس، لأنّه يتمرَّس بالإناث و يَعْرَسُ بها.
(اعْرَنْزَمَتْ) الأرنبةُ و اللِّهْزِمة، إذا ضخُمت و اشتدَّت. قال:
لقد أُوقِدَت نارُ الشّرَورَي بأرؤسٍ عِظام اللِّحَي مُعْرَنْزِمَاتِ اللَّهازِمِ «2»
و هذا منحوت من عرَزَ، و رَزَم. أمّا رَزَم فاجتَمَعَ، و منه سمِّيت رِزْمَةُ الثياب، قد ذكرناها. و أمَّا عَرَزَ فمن عَرَزَ، إذا تقبَّض و تجمَّع.
(العَمَلَّطُ): الشَّدِيد من الرِّجال و كذلك من الإبل. و قال:
أمَا رأيتَ الرَّجلَ العَملّطَا «3»
______________________________
(1) في الأصل: «و من المرس الذي شديد النقل» و لم يسبق تفسير لكلمة «المرس» في (مرس)، و إنما فسرت قريباً في ص 365 س 16.
(2) الشروري: موضع في أرض بني سليم.
(3) لنجاد الخيبري، كما في اللسان (عملط). و بعده:
يأكل لحما بائتاً قد ثعطا أكثرت منه الأكل حتي خرطا
فأكثر المذبوب منه الضرطا فظل يبكي جزعا و فطفطا
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 369
و هذا مما زيدت فيه العين، و إنما هو من المِلْط، و قد ذُكِر في بابه.
(العِرْزَال): ما يجمعه الأسدُ في مأواه من شي‌ءٍ يمهِّدُ لأشباله، كالعُشّ.
و عِرْزَال الصَّيّاد: أهدامُه و خِرقُها التي يمْتَهِدُها و يضطجع عليها في القُتْرَة. قال
ما إنْ يَنِي يَفْتَرِشُ العَرازِلا «1»
و يقال العِرزَال: ما يَجْمَعُ من القَدِيد في قُتْرَته. و هذا منحوتٌ من كلمتين:
من عَزَلَ و عرَزَ، يعْزِله و يَعْرِزه أي يجمعه، كما قلت أعْرَزَ، إذا تقبَّضَ و تَجمَّع.
(العُصْفُر): نبات. و هذا إن كان معرَّبا فلا قياسَ له، و إنْ كان عربيّاً فمنحوتٌ من عَصَر و صَفر، يراد به عُصارته و صُفْرته.
(العُصْفور): طائرٌ ذكر، العين فيه زائدة، و إنّما [هو] من الصَّفير الذي يَصْفره في صَوته. و ما كان بعدَ هذا فكلُّه استعارةٌ و تشبيه. فالعُصْفور: الشمراخُ السَّائل من غُرَّة الفرس. و العُصْفُور: قِطعةٌ من الدِّماغ. قال:
عن أُمِّ فَرْخ الرَّأس أو عُصْفورِه «2»
و العُصفور في الهَوْدج: خشبةٌ تجمع أطراف خشباتٍ فيه، و الجمع عصافير.
قال الطِّرِمَّاح:
كلَّ مَشكوكٍ عصافيرُهُ «3»
______________________________
(1) في الأصل: «ما ان بني يفترس، تحريف.
(2) قبله في اللسان (عصفر):
ضربا يزيل الهام عن سريره
(3) عجزه كما في الديوان 100 و اللسان (عصفر، دمم):
قانئ اللون حديث الدمام
و رودت كلمة «الدمام» في الموضع الأول من اللسان محرفة، و صوابها في الموضع الثاني و الديوان.
قال شارح الديوان: «الدمام من قولهم دمه، أي لطخه بالحمرة حتي يصير كلون الدم».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 370
(العِرْصاف): العَقَب المستطيل. و العَراصيف: أوتادٌ تَجْمع رءوسَ أحناء الرَّحْل. و هذا ممّا زيدت فيه العين، و إنَّما هو من رَصَفْتُ، و من الرِّصاف، و هو العَقَب، و قد مرَّ.
(العَرْصَم): الرّجُل القويُّ الشَّديد البَضْعة. و هذا من العَرَص، و هو النَّشاط، و يقال العِرْصَمّ. و قياسه واحد.
(العُنْصر): أصل الحَسَب، و هذا ممّا زيدت فيه النون، و هو في الأصل العَصَر، و هو الملجأ، و قد فسَّرْناه، لأنَّ كلا يئل في الانتساب إلي أصله الذي هو منه.
(العِنْفِص): المرأة القليلة «1»، و يقال هي الخَبِيثة الدَّاعرة. قال الأعشي:
ليستْ بسوداء و لا عِنْفِصٍ تُسَارِق الطَرْفَ إلي داعِرِ «2»
و هذا القول الثَّاني أقْيَس، و هو من عَفَصْتُ الشّي‌ء، إذا لوَيْتَه، كأنّها عوجاءُ الخُلُق و تميل إلي ذَوِي الدَّعارة.
(العَصْلَبيُّ): الشَّديد الباقي. قال:
قد ضَمَّها اللَّيلُ بعَصْلَبيِّ «3»
و هو منحوتٌ من ثلاث كلمات: من عَصَب، و من صَلَب، و من عَصَل و كلُّ
______________________________
(1) كذا في الأصل. و من معانيه «القليلة الجسم»، و «القليلة الحياء»، و في المجمل:
«و العنفص: المرأة الداعرة». فلعله أراد: «القليلة الحياء».
(2) ديوان الأعشي 104 برواية:
داعرة تدنو إلي الداعر
(3) مما تمثل به الحجاج في خطبته. انظر البيان (2: 308). و أنشده في اللسان (عصلب) برواية: «قد حسها».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 371
ذلك من قوّة الشي‌ء، و قد مرَّ تفسيرُه. و قد أومأ الخليل إلي بعضِ ما قلْناه.
فقال: عَصْلبتُه: شِدَّة عَصَبِه «1».
(العَمَيْثل): الضَّخْم الثَّقيل. و العَميثل: كل شي‌ءٍ فيه إبطاء. و امرأة عَمَيثَلَة:
ضخمةٌ ثقيلة. قال أبو النَّجْم:
ليس بمُلْتاثٍ و لا عَمَيْثلٍ «2»
و هذا ممّا زيدت فيه الميم. و الأصل عَثَل. و العِثْوَلّ: البطي‌ء الثَّقيل.
و قد مرّ.
(العَرَنْدَد): الصُّلْب من كلِّ شي‌ء. قال:
تَدارَكْتُها ركْضاً بسيرٍ عَرَنْددِ
و هذا ممّا زيدت فيه النُّون، و ضُوعفت الدّالُ لزيادة المعني. و الأصل العُرُدُّ، و هو القويُّ، و قد مرّ.
(العُنَابِل): الوتَر الغَليظ. قال:
و القوسُ فيها وَتَرٌ عُنابِلُ «3»
و هذا منحوتٌ من عَنَبَ و عَبَلَ، و كلاهما يدلُّ علي امتدادٍ و شدّة.
(اليَعْفُور): الخِشْف. قال الخليل: سمِّي بذلك لكثرة لُزوقِه بالأرض. قال:
______________________________
(1) في اللسان (عصلب): «شدة غضبه»، و ما هنا صوابه.
(2) انظر اللسان (عمثل) و (أم الرجز) المنشورة بمجلة المجمع العلمي بدمشق (العدد الثامن) بتحقيق السيد بهجة الأثري.
(3) من رجز لعاصم بن ثابت الأنصاري الصحابي، و يعرف بابن أبي الأقلح. انظر اللسان (عنبل) و وقعة صفين 461.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 372
تَقْطَعُ القومَ إلي أرحُلِنا آخِرَ اللَّيل بيَعفورٍ خَدِرْ «1»
و هذا مما زيدت الياء في أوّله، و إنّما هو من العَفَر، و هو وجْهُ الأرض و التُّراب.
(العَمَرَّط): الجَسُور الشَّديد. [و] يقال (عَمَرَّد)، و هذا من العُرُدّ، و هو الشَّديد، و الميم زائدة، و الطاء بدلٌ من الدال.
(العَقَنْباة): الدَّاهية من العِقْبان، و الجمع عَقَنْبَيَات. و هذا ممَّا زيدت فيه الزوائد تهويلًا و تفخيما. و هو أيضاً مما يوضِّح ذلك الطَّريق الذي سَلكناه في هذه المُقايَسات، لأنَّ أحداً لا يشكُّ في أنَّ عَقَنْبَاة إنَّما أصلها عُقاب، لكن زيد فيه لِما ذكرناه. فافهَمْ ذلك.
(عَنْقَفير): الدَّاهية. و هذا مما هُوِّل أيضاً بالزِّيادة. يقولون للدَّاهية عَنْقاء، ثمَّ يزيدون هذه الزِّياداتِ كما قد كرَّرنا القول فيه غيرَ مرّة.
(عَلْطَمِيسٌ): جاريةٌ تارَّة «2» حسَنَة القَوَام. و ناقةٌ عَلْطَميس: شديدةٌ ضَخْمة. و الأصل في هذا عَيْطَمُوسٌ، و اللام بدل من الياء، و الياء بدل من* الواو.
و كلُّ ما زاد علي العَين و الطّاء في هذا فهو زائد، و أصله العَيْطاء: الطَّويلة، و الطَّويلة العنُق.
______________________________
(1) البيت لطرفة في ديوانه 63 برواية: «زارت البيد إلي أرحلنا». و سبق البيت بنسبته في (خدر) برواية: «جازت الليل». و في اللسان (خدر): «جازت البيد».
(2) التارة: السمينة البضة. و في الأصل: «البارة»، تحريف.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 373
(عَرَنْدَسٌ): شديد. كلُّ ما زاد فيه علي العين و الراء و الدال فهو زائد، و أصلُه عُرُدّ، و هو الشَّديد، و قد ذكرناه.
(عَرَمْرَمٌ): الجيشُ الكثير. و هذا واضحٌ لمن تأمَّلَه فَعَلِمَ أنَّ ما زاد فيه علي العين و الراء و الميم فهو زائد. و إنّما زيد فيه ما ذكرناه تفخيماً، و إلَّا فالأصل فيه العُرَامُ و العَرِم.
(عَنْجَرِدٌ «1»): المرأة الجريئة السَّليطة. و هذا معناه أنّها تتجرد للشّرّ العين و النون زائدة.
______________________________
(1) سبقت هذه الكلمة مع «العجرد» في ص 364.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 375‌

كتاب الغين

باب الغين و ما معها في المضاعف و المطابق «1»

غف

الغين و الفاء كلمةٌ واحدةٌ لا تتفرّع، و هي البُلْغة، و يقال له غُفَّة من العَيش. قال:
و غُفّةٌ من قِوَام العَيش تَكفِينِي «2»
و اغتفَّتِ الخيلُ غُفَّة من الرَّبيع، إذا أصابت منه شِبَعاً و لم تستكثِرْ. قال:
و كنَّا إذا ما اغتفَّت الخيلُ غُفّةً تجرَّد طَلَّابُ التِّراتِ مُطَلَّبُ «3»

غق

الغين و القاف ليس بشي‌ء، إنَّما يحكي به الصَّوْتُ يَغْلي، يقال؟؟؟؟ غَقَّ.

غل

الغين و اللام أصلٌ صحيحٌ يدلُّ علي تخلل شي‌ءٍ، و ثباتِ
______________________________
(1) في الأصل: «باب الغين و الفاء و ما يثلثهما»، و هي غفلة من الناسخ، و أثبت مألوف عبارة ابن فارس في مثل ذلك.
(2) لثابت قطنة، كما في تهذيب إصلاح المنطق للتبريزي 50 و حماسة البحتري 202. و صدر كما في إصلاح المنطق 50 و اللسان (غفف):
لا خير في طمع يدني إلي طبع
و في الحماسة: «يدني لمنقصة».
(3) لطفيل الغنوي في ديوانه 26 و اللسان (غفف). و في الأصل: «التراب»، صوابه فيهما.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 376
شي‌ءٍ، كالشي‌ء يُغْرَزُ. من ذلك قول العرب: غَلَلْتُ الشَّي‌ء في الشّي‌ء، إذا أثبتَّه فيه، كأنه غَرزْتَه. قال:
و عينٌ لها حَدْرةٌ بَدْرَةٌ إلي حاجبٍ غُلّ فيه الشُّفُر «1»
و الغُلّة و الغَليل: العَطَش. و قيل ذلك لأنَّه كالشَّي‌ء ينْغلُّ في الجَوف بحرارة. يقال بَعيرٌ غَلَّانُ، أي ظَمْآن. و الغَلَل: الماء الجاري بين الشَّجر.
و منه الغُلول في الغُنم «2»، و هو أن يخفَي الشَّي‌ء فلا يردَّ إلي القَسْم، كأنَّ صاحبَه قد غَلّه بين ثيابه.
و من الباب الغِلُّ، و هو الضِّغْن ينْغَلُّ في الصَّدر.
فأمَّا
قول النبي عليه السلام «لا إغْلالَ و لا إسلال»
فالإغلال: الخيانة، و القياس فيه واضحٌ. قال النَّمِر «3»:
جزي اللّٰه عنا جمرة ابنةَ نوفلٍ جزاءَ مُنِلٍّ بالأمانة كاذبِ «4»
و أمّا
الحديث: «ثلاثٌ لا يُغِلُّ عليهنَّ قلبُ مُؤْمن»
فمَنْ قال «لا يُغِلّ» فهو من الإغلال، و هو الخيانة. و من قال «لا يَغِلّ» فهو من الغِلِّ و الضِّغن.
______________________________
(1) لامرئ القيس في ديوانه 16. و عجزه في الديوان:
«فشقت مآفيهما من أخر»
، و تطابقه رواية اللسان (حدر، بدر)، لكن فيها «شقت» بالخرم.
(2) في المجمل: «في المغنم».
(3) في الأصل: «النمري»، تحريف. و هو النمر بن تولب بن أقيش بن عبد كعب بن عوف ابن الحارث بن عوف بن وائل بن قيس بن عكل بن عبد مناف. الأغاني (19: 157).
و البيت التالي منسوب إليه في الأغاني (159: 19) و إصلاح المنطق 295 و اللسان (غلل) و الحيوان (1: 15).
(4) في اللسان و الحيوان: «حمزة ابنة نوفل»، و صوابه بالجيم و الراء، كما في سائر المصادر.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 377
و من الباب الغُلَّانُ: الأوديةُ الغامضة، واحدها غَالٌّ، و ذلك أنَّ سالكَها يَنْغَلُّ فيها. و الغِلَالة: شِعارٌ يُلبَس تحت الثَّوب، و بطانةٌ تُلبَس تحت الدَّرع.
و من الباب الغُلّة، و هو الفِدامُ يكونُ علي رأس الإبريق، و الجمع غُلَل.
قال لَبيد:
لها غُلَلٌ من رازِقيٍّ و كُرْسُف بأيمانِ عُجْمٍ يَنْصُفُون المَقاولا «1»
و الغَلغلة: سُرعة السَّير. و رسالةٌ مُغَلغَلة: محمولةٌ من بلدٍ إلي بلد. و هو القياس، لأنَّها تتخلَّل البلاد و تنغلُّ فيها. قال:
أبلِغْ أبا مالكٍ عنِّي مُغَلْغَلَةً و في العتابِ حياةٌ بين أقوامٍ «2»
و من الباب الغَليل: النَّوَي يُغَلّ في القَتّ يُخلَطُ به، تُعَلفُه الإبل. قال:
سُلّاءةٌ كعصا النَّهدِيِّ غُلَّ لها [ذو فيئةٍ] من نَوَي قُرَّانَ معجومُ «3»

غم

الغين و الميم أصلٌ واحد صحيح يدلُّ علي تغطية و إطباق. تقول:
غَمَمتُ الشَّيْ‌ءَ أغُمُّه، أي غطَّيته. و الغَمَمُ: أن يُغطِّي الشَّعر القفا و الجبهةَ في بنائهِ. يقال: رجلٌ أغمُّ و جبهةٌ غماء. قال:
______________________________
(1) ديوان لبيد 22 طبع 1881 و اللسان (غلل، رزق، نصف).
(2) البيت لهمام الرقاشي في البيان (2: 316/ 4: 85). و أنشده في اللسان (غلل) بدون نسبة مطابقا في الرواية. و رواية الجاحظ: «أبلغ أبا مسمع».
(3) البيت لعلقمة بن عبدة الفحل في ديوانه 131 و الحيوان (2: 236) و البيان (3:
120) و المفضليات (2: 204) و اللسان (سلأ، غلل، فيأ، قرر، عجم). و التكملة موضعها بياض في الأصل. و قد أكملت هذا النقص علي الرواية المشهورة في البيت. و يروي بدلها:
«منظم».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 378
فلا تَنكِحي إنْ فرَّقَ الدّهرُ بيننا أغمَّ القفا و الوجهِ ليس بأنْزعا «1»
و من الباب: الغمام: جمع غَمامةٍ. و قياسُه واضح. و منه الغِمامةُ، و هي الخِرقة تُشَدُّ علي أنف الناقة شدًّا كي لا تجدَ الرِّيح. قال قومٌ: كلُّ ما سدَّ الأنف فهو غِمامة. و غُمَّ الهلالُ، إذا لم يُرَ. و
في الحديث: «فإنْ غُمَّ عليكم فاقْدُرُوا له».
أي غُطيَ الهلال. و يقال: يومٌ غَمٌّ و ليلة غمّة، إذا كانا مظلِمَين. و غمَّهُ الأمرُ يغَمُّه غمًّا، و هو شي‌ء يَغشي القلب، معروف. و أما الغَمغمة فهي أصواتُ الثِّيران عند الذُّعر، و الأبطالِ عند الوغي. و قد قلنا إنّ هذه الحكاياتِ لا تكاد يكون لها قياس.

غن

الغين و النون أُصَيلٌ صحيح، و هو يدلُّ علي صوتٍ كأنه غير مفهوم، إمَّا لِاختلاطِه، و إما لعلّةٍ تصاحبه. من ذلك قولُهم: قريةٌ غَنّاء، يراد بذلك تجمُّع أصواتِهم و اختلاطُ جَلبتهم. و وادٍ أغَنُّ: ملتَفُّ النَّبات، فتَري الرِّيح تجري فيه و لها غُنَّة؛ و يكون ذلك من كَثرة ذُبابه. و منه الغُنَّة في الرَّجُل الأغنِّ، و هو خروجُ كلامِهِ كأنّه بأنفه.

غي

الغين و الياء المشدّدة أو المضاعفة أصلٌ صحيح يدلُّ علي إظلالِ الشَّي‌ء لغيره «2». و
في الحديث: «تجي‌ء البقرةُ و آلُ عمران يومَ القيامة كأنَّهما غمامتان- أو غيابَتان»
. و الجمع غيَايات. قال لبيد:
______________________________
(1) البيت لهدبة بن الخشرم في اللسان (نزع، غمم) و البيان (4: 10).
(2) في الأصل: «كالغيرة».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 379
فتَدليَّتُ عليه قافلًا و علي الأرض غياياتُ الطَّفَلْ «1»

غب

الغين و الباء أصلٌ صحيح يدلُّ علي زمانٍ و فَترةٍ فيه. من ذلك الغِبُّ، هو أن تَرِدَ الإبلُ يوماً و تدع يوما. و المغبَّبة: الشاة تُحلَب يوما و تُتركُ يوماً. و أغبَبْتُ الزِّيارة من الغِبِّ أيضاً. و منه أيضاً قولُهم: غبَّبَ في الأمر إذا لم يُبالِغْ فيه، كأنَّه زِيدَتْ «2» فترة أوقَعَها فيه.
و من الباب قولهم: «رُوَيْدَ الشَّعْرِ يَغُبّ»، و ذلك أن يُتركَ إنشادُه حتَّي يأتيَ عليه وقت. و يقولون: غَبَّ الأمرُ، إذا بلغ آخِرَه «3». و لحمٌ غابٌّ، إذا لم يُؤكَلْ لوَقْتِه، بل تُرِك وقتاً و فَتْرةً.

غت

الغين و التاء ليس بشي‌ء، إنّما هو إبدال تاء من طاء. تقول:
غَطَطْتُه و غَتَتُّه. و منه شي‌ءٌ يجرِي مَجري الحِكاية. يقال غَتَّ في الضَّحِك، إذا ضَحِكَ في خفاءٍ. و غَتَّ: أتْبَعَ القولَ القولَ، أو الشُّربَ الشُّرب.

غث

الغين و الثاء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ علي فَسادٍ في الشَّي‌ء. من ذلك قولُهم: لبِسْتُ فلاناً علي غَثيثةٍ فيه، أي فَسادِ عقلٍ و رأي. و الغَثيثةَ: المِدَّة في الجُرح. و من ذلك اللَّحم الغَثُّ: ليس بالسّمين. و يقولون: أغَثَّ الحَدِيثُ، أي صار غثَّا فاسداً. قال:
خَوْدُ بُغِثُّ الحديثُ ما صمَمَتَتْ و هو بفيها ذو لَذةٍ طَرِفُ «4»
______________________________
(1) سبق البيت في (أبي، طفل)، و روي في الموضع الأول: «و تاتيت».
(2) في الأصل: «أربدت».
(3) في اللسان: «صار إلي آخره».
(4) لقيس بن الخطيم في ديوانه 17 ليبسك.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 380
و يقال: فلانٌ لا يَغِثُّ عليه شي‌ءٌ، أي لا يمتنع من شي‌ء، حتَّي الغثُّ عِندَه سمين.
و أمّا الغَثغَثَة فتجري مَجري الحكاية، يقال: غَثْغَثْتُ الثَّوبَ، إذا غسلتَه و ردَّدْتَه في يديك. و يقال: إنَّ الغَثْغَثةَ: القِتالُ الضَّعيف بلا سلاح، شُبِّه بغَثْغثة الثَّوب حين يُغْسَل.

غد

الغين و الدال كلمةٌ، و هي الغُدَّة في اللَّحم، معروفة
قال الرّاجز:
فهَبْ له حليلةً مِغدَادَا «1»
قالوا: هي الدَّائمة الغَضَب، كأنَّ في حَلْقها غدّة.

غذ

الغين و الذال كلمةٌ، و هي إغذاذ السَّير. و ذلك ألا يكونَ فيه وَنْيَةٌ و لا فَتْرَة. و منه: غَذَّ الجُرْحُ و أغذَّ، إذا بَرَأَ و لم يسكُنْ نَداه، فهو يَنْدَي أبداً.

غر

الغين و الراء أصولٌ ثلاثةٌ صحيحة: الأوّل المِثالِ، و الثاني النقصان، و الثالث العِتْق و البَياضُ و الكرَم.
فالأوّل: الغِرار: المِثال الذي يُطبَع عليه السِّهام. و يقال: وَلَدَتْ فلانة أولادَها علي غرار واحد، أي جاءت بهم واحداً بعد واحدٍ علي مِثال واحد.
و أصل هذا الغَرُّ، و هو الكَسْرُ في الثَّوب. يقال: اطوِ الثَّوْبَ علي غَرِّهِ، أي كَسرِهِ و مِثالِه الأوَّل. و الغُرَّة: سُنَّة الإنسان، و هي وجهه، ثم يعبَّر عن الجسم كلِّه به.
______________________________
(1) سبق البيت و تخريجه مع قرينين له في (حد).
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 381
من ذلك: «في الجنين غُرَّةٌ: عبدٌ أو أمةٌ»، أي عليه في دِيَته نَسَمَةٌ:
عبدٌ أو أمة. قال:
كلُّ قتيلٍ في كُليبٍ غرَّهْ حتَّي يَنال القتلُ آلُ مُرَّهْ «1»
و من الباب: الغَرِير، و هو الضَّمين، يقال: أنا غريرُك من فلانٍ، أي كفيلُك. و إنما سمِّيَ غريراً لأنّه مِثَالُ المضمونِ عنه، يؤخذ بالمال مثلَ ما يؤخذ المضمون عنه. و محتملٌ أن يكون غِرَارُ السَّيف، و هو حدُّه، من هذا. و كلُّ شي‌ءٍ له حَدٌّ فَحَدُّه غِرَارٌ؛ لأنه شي‌ء إليه انتهي طَبْعُ السَّيف و مثالُه.
و أمَّا النقصان* فيقال: غارّت النّاقةُ تُغارُّ غِراراً، إذا نَقَصَ لبنُها.
و
في الحديث: «لا غِرارَ في صلاةٍ و لا تسليم»
. فالغِرار في الصَّلاة: ألَّا يتمَّ ركوعَها أو سجودَها. و الغِرار في السَّلام: أن يقول السَّلام عليك، أو يرُدَّ فيقول: و عليك. و منه الغِرار، و هو النَّوم القَليل. قال الشاعر «2»:
إنَّ الرَّزِيَّةَ من ثقيفٍ هالكٌ تَركَ العُيونَ فنومُهُنَّ غِرَارُ «3»
و قال جرير:
ما بالُ نومِك في الفِراش غِرارا لو كان قلبُك يستطيع لطارا «4»
و من الباب: بيع الغَرَر، و هو الخَطَر الذي لا يُدْرَي أيكون أم لا، كبيع العبدِ الآبِق، و الطَّائرِ في الهواء. فهذا ناقصٌ لا يتمُّ البيع فيه أبداً. و غَرَّ الطائرُ فرخَه، إذا زَقَّه، و ذلك لقلّته و نُقصَانِ ما معه.
______________________________
(1) الرجز لمهلهل، كما في الأغاني (4: 144). و أنشده في اللسان (غرر) بدون نسبة.
(2) هو الفرزدق يرثي الحجاج. ديوانه 365 و اللسان (غرر).
(3) في الأصل: «و نومهن غرارا»، صوابه من الديوان. و في اللسان: «فنومهن غرار».
(4) ديوان جرير 226 برواية: «بالفراش غراراً لو أن قلبك يستطيع».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 382
و الأصل الثالث: الغُرَّة. و غرَّة كلِّ شي‌ء: أكرمُه. و الغُرَّة: البياض.
و كلُّ أبيضَ أغرُّ. و يقال لثلاثِ ليالٍ من أوّل الشهر غُرّة.
و من الباب: الغَرِير، و هو الخُلُق الحَسَن. يقولون للشيخ: أدبَرَ غَريرهُ و أقبَلَ هريرُه.
و مما يقارب: هذا الغَرَارة، و هي كالغَفْلة، و ذلك أنَّهَا من كَرَم الخلُق، قد تكون في كلِّ كريم. فأمَّا المذموم من ذلك فهو من الأصل الذي قَبلَ هذا؛ لأنّه من نقصان الفِطْنة.
و مما شذَّ عن هذه الأصول إن صحَّ، شي‌ءٌ ذكره الشَّيبانيُّ: أنّ الغِرْغِر:
دَجاج الحَبَش، واحدتها غِرْغرة. و أنشد:
ألُفُّهمُ بالسَّيف من كلِّ جانبٍ كما لفّتِ العِقبانُ حِجْلَي و غِرْغِرا «1»

غز

الغين و الزاء ليس فيها شي‌ء. و غَزَّةُ: بلدٌ.

غس

الغين و السين ليس فيه إلّا قولُهم: رجل غُسٌّ، إذا كان ضعيفاً. و منه قول أوس:
مُخَلَّفُونَ و يَقضِي الناسُ أمرَهُم غُسُّو الأمانةِ صُنْبُورٌ فصنبورُ «2»
______________________________
(1) أنشده ثعلب في مجالسه 567 و الإسكافي في مبادئ اللغة 202 و ابن منظور في اللسان (غرر).
(2) ديوان أوس بن حجر 9 و اللسان (صنبر، غشش) برواية: «غُشُّ الأمانة». و في (غسس): «غُسّ». و نبه في هذا الموضع الأخير علي روايته بجمع المكسر: «غُشُّ» و «غُشَّ» بالنصب علي الذم، و بجمع التصحيح «غُسُّو الأمانة» بالرفع و الإضافة، و «غُسِّي» بالنصب و الإضافة لما بعده.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 383‌

غش

الغين و الشين أصولٌ تدلُّ علي ضَعفٍ في الشي‌ء و استعحال «1» فيه. من ذلك الغِشُّ. و يقولون: [الغِشُّ: أ] لا تمحَضَ النصيحة «2». و شُربٌ غِشاشٌ: قليل. و ما نامَ إلّا غِشاشاً، أي قليلا، و لقيتُه غِشاشاً، و ذلك عند مُغَيْربان الشَّمس.

غص

الغين و الصاد ليس فيه إلَّا الغَصَص بالطَّعام، و يقال رجلٌ غَصَّانُ. قال:
لو بِغَيْرِ الماء حلقي شَرِقٌ كنت كالغَصَّانِ بالماء اعتصارِي «3»

غض

الغين و الضاد أصلانِ صحيحانِ، يدلُّ أحدُهما علي كفٍّ و نَقْص، و الآخر علي طراوة.
فالأوّل الغضّ: غضُّ البصر. و كلُّ شي‌ءٍ كففتَه فقد غضَضْته. و منه قولهم:
تلحقُه في ذلك غَضَاضةٌ، أي أمر يَغُضُّ له بصرَه. و الغَضْغَضة: النُّقْصان.
و
في الحديث: «لقد مَرَّ من الدُّنيا بِبطنته لم يُغَضْغَض «4»»
. و يقولون: هو بحرٌ لا يُغَضْغَض. و غَضْغَضْت السِّقَاءَ: نقصتُه. و كذلك الحقّ.
و الأصل الآخر: الغَضُّ: الطريُّ من كلِّ شي‌ء. و يقال للطَّلْع حين يطلُعُ:
غَضِيض.
______________________________
(1) في الأصل: «و استفهام».
(2) في الأصل: «الضبحة»، و تصحيحه و التكملة قبله من المجمل.
(3) لعدي بن زيد العبادي، في اللسان (عصر، غصص) و الحيوان (5: 138، 593).
(4) في اللسان: «و لما مات عبد الرحمن بن عوف قال عمرو بن العاص: هنيئاً لك يا ابن عوف، خرجت من الدنيا ببطنتك و لم يتغضغض منها شي‌ء. قال الأزهري: ضرب البطنة مثلا لوفور أجره الذي استوجبه بهجرته و جهاده مع النبي صلي اللّه عليه و سلم، و أنه لم يتلبس بشي‌ء من ولاية و لا عمل ينقص أجوره التي وجبت له».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 384‌

غط

الغين و الطاء أُصَيلٌ صحيح فيه معنيان: أحدُهما صوتٌ، و الآخر وقتٌ من الأوقات.
فالأوّل: غطِيط الإنسانِ في نومه. و منه الغَطاط، و هي القَطَا، سمِّيت لصوتها غَطاطاً. قال:
فأثار فارِطُهم غَطَاطاً جُثَّماً أصواتُه كتَرَاطُنِ الفُرْسِ «1»
و الأصل الآخر الغُطَاط، قال قومٌ: هو الصُّبح. و أنشدوا:
قام إلي حمراء في الغطَاطِ «2»
و قال آخرون: هو سَدَف الظلام. و قالوا في بيتِ ابن أحمر «3»:
أولَي الوَعَاوِع كالغُطاط المقْبِلِ «4»
من فَتَحَ شبَّههم بالقَطَا، و من ضمَّ فإنّه شبَّههم بسواد السّدَف كَثرة.
و أمَّا غَطَطْتُه في الماء فممكنٌ أن يكون ذلك الصَّوْتَ الذي يكون من الماء عندها، و ممكنٌ أن يكون من سَدَف الظّلام، كأنّه سترتَه بالماء و غطّيته.
______________________________
(1) البيت لطرفة، كما في اللسان (غطط، رطن)، و ليس في ديوانه. و قد مضي في (رطن)
(2) أنشده في اللسان (غطط) برواية: «قام إلي أدماء». و بعده:
يمشي بمثل قائم الفسطاط
(3) و مثل هذه النسبة أيضاً عند الجوهري. و خطأه ابن بري، قال: هو لأبي كبير الهذلي و انظر ديوان الهذليين (2: 91).
(4) صدره في ديوان الهذليين و اللسان (غطط، وعع):
لا يجفلون عن المضاف إذا رأوا
و في الديوان:
… «و لو رأوا»
.معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 385‌

باب الغين و الفاء و ما يثلثهما

غفق

الغين و الفاء و القاف أصلٌ صحيح يدلُّ علي خِفّة و سُرعةٍ و تكريرٍ في الشي‌ء، مع فَتَراتٍ تكون بين ذلك.
من ذلك قولهم: غَفَقَ إبلَه، و ذلك إذا أسرَعَ إيرادَها ثم كرَّرَ ذلك.
و يقولون: ظلَّ يتَفَّقُ الشَّرَابَ، إذا جعَلَ يشربُه ساعةً بعدَ ساعةٍ. و يقال: غَفَقَ غَفْقةً من اللَّيل «1»، إذا نامَ نومةً خفيفة. و الغَفْق: المطر [ليس «2» ب] الشَّديد. و يقال غَفَقَه بالسَّوط غَفَقاتٍ. و الغَفْق: الهُجوم علي الشَّي‌ء من غير قصدٍ «3»، و يقال للآيب من غَيْبته فُجاءةً. و غَفَقَ الحِمارُ الأتانَ: أتاها مَرّةً بعد مرَّة.

غفر

الغين و الفاء و الراء عُظْمُ بابِه السَّتْر، ثم يشذُّ عنه ما يُذكر.
فالغَفْر: السَّتر. و الغُفْران و الغَفْرُ بمعنًي. يقال: غَفَر اللّٰه ذنبه غَفْراً و مَغفِرةً و غُفراناً. قال في الغَفْر:
في ظلِّ مَن عَنَتِ الوُجوهُ له مَلِكِ المُلوكِ و مالِكِ الغَفْرِ
و يقال: غَفِرَ الثَّوبُ، إذا ثارَ زِئبِرُه. و هو من الباب، لأنَّ الزِّئبِر يُغطَّي وجهَ الثَّوب. و المِغْفَر معروف. و الغِفارة: خِرقةٌ يَضَعها المُدَّهِنُ علي هامَته. و يقال
______________________________
(1) لم ترد في اللسان و وردت في القاموس. و زاد في اللسان و القاموس: غفق تغفيقاً، إذا نام و هو يسمع حديث القوم، أو نام في أرق.
(2) التكملة من المجمل و القاموس. و لم ترد الكلمة بهذا المعني في اللسان.
(3) ذكره في القاموس و لم يقيد معناه بعدم المقصد، و لم يذكر في اللسان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 386
الغَفِير: الشَّعر السَّائل في القفا. و ذُكر عن امرأةٍ من العرب أنَّها قالت لابنتها:
«اغفِرِي غفيرَك»، تريد: غَطِّيه. و الغَفِيرة: الغُفرانُ أيضاً. قال:
يا قوم ليسَتْ فيهمُ غَفِيرَهْ «1»
و مما شَذَّ عن هذا: الغَفْر: ولد الأروبّة، و أمُّه مُغْفِرٌ. و الغَفْر: النُّكْس في المَرض. قال:
خليلَيَّ إنّ الدّارَ غَفْرٌ لذِي الهوي كما يَغْفِرُ المحمومُ أو صاحبُ الكَلْمِ «2»
فأمَّا المَغْفُور فشي‌ءٌ يشبَّه بالصَّمغ يَخرُج من العُرْفُط.

غفل

الغين و الفاء و اللام أصلٌ صحيحٌ يدلُّ علي تَرك الشّي‌ء سهواً، و ربَّما كان عن عمدٍ. من ذلك: غَفَلتُ عن الشي‌ء غَفلةً و غُفولًا، و ذلك إذا تركتَه ساهياً. و أغفلْتُه، إذا تركْتَه علي ذُكْرٍ منك له. و يقولون لكلِّ ما لا مَعْلَم له: غُفْلٌ، كأنَّه غُفِل عنه. فيقولون: أرضٌ غُفْلٌ: لا عَلَم بها. و ناقَةٌ غُفْلٌ: لا سِمَةَ عليها. و رجلٌ غُفْل: لم يجرِّب الأُمور.

غفوي

الغين و الفاء و الحرف المعتل أُصَيل كأنَّه يدلُّ علي مِثلِ ما دلَّ عليه الأوّلُ من التَّرْك للشّي‌ء، إلّا أنّ هذا يختصُّ بأنَّه جِنسٌ من النَّوم.
من ذلك: أغفَي الرّجلُ من النَّوم يُغْفِي إغفاءً. و الإغفاءةُ: المرّة الواحدة. قال:
______________________________
(1) الرجز لصخر الغي كما في اللسان (غفر) و إصلاح المنطق 291.
(2) البيت للمرار العقسي، كما في اللسان (غفر). و انظر إصلاح المنطق 144.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 387
فلو كنتَ ماء كنتَ ماء غمامةٍ و لو كنت نوماً كنت أغفاءةَ الفجرِ
من ذلك الغَفْو «1»، و هي الزُّبْيَة، و ذلك أنَّ السَّاقط فيها كأنّه غَفَل و أغَفَي حَتَّي سقط.
و ممّا شذَّ عن هذا: الغفَي، و هو الرُّذال من الشَّي‌ء يقال: أغفَي الطّعامُ:
كثُر غَفاه، أي الرديُّ منه.

غفص

الغين و الفاء و الصاد كلمةٌ واحدة. غافَصْتُ الرّجلَ:
أخذْتُه علي غِرّةٍ. و اللّٰه أعلم بالصَّواب.

باب الغين و اللام و ما يثلثهما

غلم

الغين و اللام و الميم أصلٌ صحيحٌ يدلُّ علي حَداثةٍ و هَيْجِ شَهوة. من ذلك الغُلام، هو الطارُّ الشَّاربِ «2». و هو بيِّنُ الغُلومِيّة و الغُلُومة، و الجمع غِلْمةٌ و غِلْمان. و من بابه: اغتَلَم الفَحلُ غُلمةً: هاج من شَهوة الضِّراب.
و الغَيْلَم: الجارية الحَدَثة. و الغَيْلَم: الشابُّ. و الغَيْلَم: ذكر السَّلاحِف. و ليس بعيداً أن يكون قياسُه قياسَ الباب.

غلوي

الغين و اللام و الحرف المعتل أصلٌ صحيحٌ في الأمر يدلُّ علي ارتفاع و مجاوزةِ قَدْر. يقال: غَلَا السِّعر يغلو غَلاءً، و ذلك ارتفاعُه. و غَلَا
______________________________
(1) و يقال: «الغفوة» أيضا، كما في اللسان.
(2) أي الذي طر شاربه، أي طلع و ظهر. و في الأصل: «الطائر الشارب»، صوابه في المجمل و اللسان و القاموس.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 388
الرَّجلُ في الأمر غُلُوَّا، إذا جاوَزَ حدَّه. و غَلَا بسَهْمِه غَلْواً، إذا رَمَي به سَهْماً أقصي غايتِه. قال:
كالسَّهمِ أرسلَهُ من كفِّهِ الغالي «1»
و تَغالَي الرَّجُلان: تفاعَلَا من ذلك. و كلُّ مَرْماةٍ عند ذلك غَلْوَة. و غَلَت الدّابّةُ في سَيرها غَلْواً، و اغتلت اغتلاءً، و غالت غِلاءً. و في أمثالهم: «جَرْيُ المذَكِّياتِ غِلاءٌ «2»». و تَغالَي النَّبتُ: ارتفَعَ و طال. و تَغالَي لحمُ الدابَّةِ، إذا انحسر عنه وَبَره. و ذلك لا يكون إلَّا عن قوّةٍ و سِمَن و عُلُوٍّ. و غَلَتِ القِدْرُ تَغْلِي غَلَياناً. و الغُلَوَاء: أن يمُرَّ علي وجهِهِ جامحاً. قال:
لم تلتفت لِلِداتِها و مضَتْ علي غُلَوائِها «3»
و أمَّا الغالية من الطَّيب فممكنٌ أن يكون من هذا، أي هي غاليةُ القِيمة يقولون: تغلَّلْت و تغلَّيت من الغالية.

غلب

الغين و اللام و الباء أصلٌ صحيح يدلُّ علي قوّةٍ و قَهرٍ و شدَّة. من ذلك: غَلَب الرّجلُ غَلْباً و غَلَباً و غَلَبة. قال اللّٰه تعالي: وَ هُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ. و الغِلَاب: المغالَبة. و الأغلَبُ: الغَليظ الرّقَبَة. يقال:
غَلِبَ يَغْلَبُ غَلَباً. و هضْبةٌ غَلباءُ، و عِزَّةٌ غلباء. و كانت تغلِبُ تسمَّي الغلباء. قال:
______________________________
(1) أنشده في اللسان (غلا).
(2) و يروي: «غلاب» كما سبق في (ذكا)، و كذا في اللسان (ذكا).
(3) لابن قيس الرقيات في ديوانه 280 و اللسان (غلا).
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 389
و أورثَنِي بنو الغَلباءِ مَجْداً حديثاً بعدَ مَجدِهمُ القديمِ «1»
و اغلولَبَ العُشْب: بلَغَ كلَّ مَبلغ. و المُغلَّب من الشُّعراء: المغلوب مِراراً.
و المُغَلَّب أيضاً: الذي غَلب خَصْمَه أو قِرْنَه، كأنَّه غلِّب علي خَصْمِه، أي جُعِلت له الغَلَبة.

غلت

الغين و اللام و التاء فيه كلمة، يقولون: الغَلَت في الحساب:
مثل الغَلَط في غيره. و
في بعض الحديث: «لا غَلَت في الإسلام».

غلث

الغين و اللام و الثاء أصلٌ صحيحٌ واحد، يدلُّ علي الخَلْط و المُخالَطة. من ذلك: غَلَثْتُ الطّعامَ: خلَطت حنطةً و شعيرا «2». و هو الغَلِيث.
و رجل غَلِثٌ، إذا خالَطَ الأقرانَ في القِتال لَزُوماً لما طَلَب. و يقال: غَلِثَ به، إذا لزِمَه. و غَلِثَ الذِّئبُ بالغَنم: لازَمَها.
فأمَّا قولهم: غَلثَ الزَّندُ، إذا لم يَرِ، فهو كلامٌ غير ملخَّص؛ و ذلك أنَّ معناه أنّه زَندٌ غيرُ منتخَب، و إنَّما هو خِلْطٌ من الزُّنُودِ، قد أُخِذَ من العُرْضِ مخْتلِطاً بغيره. يراد بالغَلَث خَشَبه، و إذا كان [كذلك] لم يَرِ.

غلج

الغين و اللام و الجيم كلمةٌ تدلُّ علي البَغْي و السَّطْوة. تقول العرب: هو يَتَغَلَّجُ علينا، أي يبغِي. و عَيْرٌ مِغْلَجٌ: شَلَّال للعانة. و يكون تغلّجُه أيضاً أن يَشربَ و يتلمَّظَ بلسانه.
______________________________
(1) أنشده في اللسان (غلب).
(2) في المجمل: «خلطته حنطة بشعير».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 390‌

غلس

الغين و اللام و السين كلمةٌ واحدة، و هو الغَلَس، و ذلك ظلامُ آخرِ اللَّيل. يقال: غَلَّسْنا، أي سِرنا غَلَسا. قال الأخطل:
كذَبَتْكَ عينُكَ أم رأيتَ بواسطٍ غَلَسَ الظلامِ من الرَّبابِ خيالا «1»
و قولهم: وقع في تُغُلِّسَ «2»، أي داهية، هو من هذا، لأنه يقع في أمرٍ مُظلم لا يَعرِف المخرجَ منه.

غلط

الغين و اللام و الطاء كلمةٌ واحدة، و هي الغَلط: خلاف الإصابة. يقال: غَلِط يَغْلَط غَلَطاً. و بينهم أُغلوطةٌ، أي شي‌ءٌ يُغالِط به بعضُهم بعضاً.

غلف

الغين و اللام و الفاء كلمةٌ واحدةٌ صحيحة، تدلُّ علي غِشاوةٍ و غِشيانِ شي‌ءٍ لشي‌ء. يقال: غِلافُ السَّيفِ و السِّكِّينِ. و قَلبٌ أغلَفُ: كأنَّما أُغشِيَ غِلافاً فهو لا يَعِي شيئاً. قال اللّٰه تعالي: وَ قٰالُوا قُلُوبُنٰا غُلْفٌ، أي أُغشِيَتْ شيئاً فهي لا تَعِي. و قرئت «3»: غُلُفٌ «4»، أي أوعيةٌ للعِلْم. و القياس في ذلك كله واحد. و يقولون: تغَلَّف بالغالية، و ليس ببعيدٍ ممّا ذكرناه.

غلق

الغين و اللام و القاف أصلٌ واحد صحيح يدلُّ علي نُشوبِ شي‌ءٍ في شي‌ء. من ذلك الغَلَق، يقال منه: أغلقتُ البابَ فهو مُغْلَق. و غَلِقَ
______________________________
(1) ديوان الأخطل 41 و اللسان (غلس). و هو مطلع قصيدة يهجو بها جريرا.
(2) غير مصروف، علم للداهية. و هو بضم التاء مع الغين و فتحها و كسر اللام المشددة.
(3) في الأصل: «و قريب»، تحريف.
(4) هي قراءة ابن محيصن، كما في إتحاف فضلاء البشر 141، و هي جمع غلاف.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 391
الرّهنُ في يدِ مُرْتَهنِه، إذا لم يَفتكَّه «1».
قال رسول اللّٰه صلي اللّه عليه و آله:
«لا يَغْلَقُ الرَّهنُ».
قال الفُقهاء: هو أن يقول صاحب الرَّهْنِ لصاحب الدَّين:
آنَيتُك بحقِّك «2» إلي وقت كذا، و إلَّا فالرَّهنُ لك. فنَهَي النبيُّ صلي اللّٰه عليه و آله عن ذلك الاشتراط. و كلُّ شي‌ء لم يُتَخَلَّصْ فقد غَلِق. قال زُهير:
و فارقتْكَ برهنٍ لا فِكاكَ له يومَ الوَداعِ فأمسي الرَّهنُ قد غَلِقا «3»
و يقال المِغْلَق: السَّهم السابعُ في الميسِر، لأنَّه يَستغلِق شيئاً و إن قلَّ.
قال لبيد:
و جَزُورِ أيسارٍ دعوتُ لحتفِها بمَغَالقٍ متشابهٍ أجسامُها «4»
* و يقال: غَلِقَ ظَهرُ البعير فلا يَبْرأُ من الدَّبَر. و منه غَلِقَت النَّخلةُ: ذَوت أصولُ سعَفِها فانقطَعَ حَمْلُها. و اللّٰه أعلم بالصَّواب.
______________________________
(1) أي إذا لم يفتكه الراهن. و في المجمل و اللسان: «إذا لم يفتك» بالبناء للمفعول.
(2) آنيتك: أخرتك. و في الأصل: «أتيتك»، تحريف.
(3) ديوان زهير 33 و اللسان (غلق). و في الديوان: «فأمسي رهنها غلقا».
(4) من معلقته المشهورة. و انظر الميسر و القداح لابن قتيبة 87.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 392‌

باب الغين و الميم و ما يثلثهما

غمن

الغين و الميم و النون كلمةٌ واحدةٌ لا يقاس عليها. يقولون:
غَمَنْتُ الجِلدَ، إذا ليَّنتَه، فهو غمينٌ.

غمي

الغين و الميم و الحرف المعتلّ يدلُّ علي تغطيةٍ و تغْشِيَة. من ذلك:
غَمَيْتُ البيتَ، إذا سقَّفتَه، و السَّقفُ غِماءٌ. و منه أُغمِيَ [علي] المريض فهو مغمًي عليه، إذا غُشِيَ عليه.

غمج

الغين و الميم و الجيم أصلٌ واحد يدلُّ علي حركةٍ و مجي‌ء و ذَهاب. يقال للفصيل: غَمِجٌ، و هو يتغامَجُ بين أرفاغ أمِّه، إذا جاءَ و ذهَبَ.
و يقولون للرَّجُل لا يستقيم خُلُقه: غَمِج. و الغَمْج: شُرب الماء، و هو قريبُ القياسِ من الأوَّل.

غمد

الغين و الميم و الدال أصلٌ واحد صحيح، يدلُّ علي تغطيةٍ و سَتْر. من ذلك الغِمْدُ للسَّيف: غِلافُهُ. يقال: غَمَدته أَغْمِدُه غَمداً. و يقال:
تَغمَّده اللّٰهُ برحمته، كأنه يَغْمُرُه بها. و تغمَّدتُ فلانا: جعلتَه تحتَك حتَّي تغطِّيَه.
و النِّسبة إلي غامدٍ غامديّ، و هو حيُّ من اليَمَن، و اشتقاقُهُ ممَّا ذكرناه.

غمر

الغين و الميم و الراء أصلٌ صحيح، يدلُّ علي تغطيةٍ و سَتْرٍ في بعض الشِّدّة. من ذلك الغَمْر: الماء الكثير، و سمِّي بذلك لأنّه يغمُر ما تَحتَه.
ثم يشتقُّ من ذلك فيقال فَرسٌ غَمْر: كثير الجَرْي، شُبِّه جريُه في كثرته بالماء الغَمْر. و يقال الرّجُل المِعطاء: غَمْر، و هو غَمْرُ الرِّداء. قال كثيِّر:
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 393
غَمْرُ الرِّداء إذا تبسَّمَ ضاحكاً غَلِقتْ لِضَحْكتِهِ رِقابُ المالِ «1»
و من الباب: الغَمْرة: الانهماك في الباطل و اللّهو. و سمِّيت غَمرةً لأنّها شي‌ءٌ يستُر الحقَّ عن عين صاحِبِها. و غَمَرات الموت: شدائدُه التي تَغْشَي. و كلُّ شِدّةٍ غَمرة، سمِّيت لأنّها تَغْشَي. قال:
الغمرات ثم ينجلينا «2»
و مما يصحِّح هذا القياسَ الغَمير، و هو نباتٌ أخضَرُ يغمُره اليَبِيس. و يقال:
دخَلَ في غُمَار النّاس، و هي زَحْمتُهم، و سمِّيت لأنَّ بعضاً يستُرُ بعضا. و فلانٌ مُغامِرٌ: يَرمي بنفسه في الأمور، كأنَّه يقع في أُمورٍ تَستُره، فلا يَهتدِي لوجه المَخْلَص منها. و منه الغمْر «3»، و هو الذي لم يجرّب الأمورَ كأنَّها سُتِرتْ عنه. قال:
أناةً و حِلْماً و انتظاراً غداً بهمْ فما أنا بالواني و لا الضَّرَع الغُمْرِ «4»
و الغِمْر: الحِقْد في الصَّدر، و سمِّي لأنَّ الصَّدرَ يَنطوِي عليه. يقال: غَمِرَ
______________________________
(1) اللسان (غمر) و معاهد التنصيص (1: 187).
(2) للأغلب العجلي كما في أمثال الميداني (2: 4). و كذا ورد إنشاده في المجمل و وقعة صفين 287.
و في جمهرة العسكري 150:
الغمرات ثم ينجلين عنا و ينزلن بآخرين
شدائد يتبعهن لين
(3) يقال بتثليث الغين و بفتحها أيضا.
(4) نسبة في مادة (ضرع) إلي ابن وعلة، و نسبه البحتري في حماسته 104 إلي عامر بن مجنون الجرمي، و نسب في حماسة ابن الشجري 70 لكنانة بن عبد ياليل و قال: «و تروي للحارث بن وعلة الشيباني».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 394
عليه صدرُه. و العِمْر: العَطَش، و هو مشبَّه بالغِمْر الذي هو الحِقد، و الجمع الأغمار. قال:
حَتَّي إذا ما بلَّتِ الأغمارا «1»
و من الباب غَمَرُ اللّحم، و هو رائحتُه تَبْقَي في اليد، كأنَّها تغطِّي اليد. فأمَّا الغُمَر فهو القَدَح الصَّغير، و ليس ببعيدٍ أن يكون من قياسِ الباب، كأنَّ الماء القليلَ يَغمُره. و يجوز أن يكون شاذَّا عن ذلك الأصل. قال:
تَكفِيهِ حُزَّة فِلْذٍ إن أَلمَّ بها من الشِّواء وَ يُروِي شُربَه الغُمَرُ «2»

غمز

الغين و الميم و الزاء أصلٌ صحيح، و هو كالنَّخْس في الشي‌ء بشي‌ء، ثم يُستعار. من ذلك: غَمَزْتُ الشّي‌ء بيدي غمزاً. ثم يقال: غمزَ، إذا عَاب و ذَكَر بغير الجميل. و المَغَامز: المعايب. و في عقل فلانٍ غَمِيزةٌ، كأنَّه يُستضعَف. و ممّا يستعار: غَمَزَ بجفنه: أشار. و منه: غَمَزَ الدابةُ من رجله، كأنّه يغمز الأرضَ برجله.

غمس

الغين و الميم و السين أصلٌ واحد صحيح يدلُّ علي غَطِّ الشي‌ء. يقال: غَمَست الثَّوبَ و اليدَ في الماء، إذا غططتَه فيه. و
في الحديث:
«إذا استيقَظَ أحدُكم من نومه فلا يَغمِسْ يَدَه في الإناء»
. و الغَمِير تحتَ اليَبيس يقال له الغَمِيس.
______________________________
(1) للعجاج في ديوانه 23 و اللسان (غمر).
(2) لأعشي باهلة يرثي أخاه المنتشر بن وهب الباهلي. اللسان (غمر) و إصلاح المنطق 5، 98، 216. و قصيدته في حماسة ابن الشجري 10 و الأصمعيات 33 ليبسك.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 395
و من الباب الغَمِيس، و هو مَسِيلٌ صغيرٌ بين مجامع الشَّجر. و المُغامَسَة: رَمْي الرّجل نفسَه في سِطَة الحرب. و يمينٌ غَموس قال قوم: معناه أنّها تَغمِس صاحبَها في الإثم. و قال قومٌ: الغَمُوس: النافذة. و المعنيان و إن اختلفا فالقياسُ واحد، لأنّها إذا نفذت فقد انغمست. قال:
ثم نفَّذْته و نفَّست عنه بغَموسٍ أو ضربةٍ أُخدودِ «1»
و يقال للأمر الشديد الذي يغُطّ «2» الإنسانَ بشدّته: غَموس. قال:
متي تأتِنا أو تلقَنا في ديارنا تجدْ أمرَنا أمراً أحذَّ غَمُوسا «3»

غمص

الغين و الميم و الصاد أُصَيلٌ يدلُّ علي حقارة. يقال غَمَصت الشي‌ءَ، إذا احتقرته. و
في الحديث: «إنّما ذلك مَنْ غَمَصَ النّاسَ «4»»
، أي حَقَرَهم. و الغَمَصُ في العين كالرَّمَصِ. و منه: الشِّعرَي الغُمَيْصَاء، كأنَّها ليس لها ضوءُ العَبُور، فهي الغُميصاء كالعين التي بها غَمَص.

غمض

الغين و الميم و الضاد أصلٌ صحيح يدلُّ علي تطامُنٍ في الشَّي‌ء و تداخُل. فالغَمْض: ما تطامَنَ من الأرض، و جمعه غُموض. ثم يقال: غَمَض الشَّي‌ءُ من العِلم و غيرِه، فهو غامض. و دارٌ غامضةٌ، إذا لم تكن شارعةً بارزة.
______________________________
(1) لأبي زبيد الطائي، كما في اللسان (غمس). و روايته فيه: «ثم أنقضته».
(2) في الأصل: «بغير».
(3) يشبه أن يكون رواية في بيت ليزيد بن الخذاق الشني في المفضليات (2: 98). و هو:
إذا ما قطعنا رملة و عدابها فإن لنا أمرا أخذ غموسا
(4) هو حديث مالك بن مرارة الرهاوي، أنه أتي النبي صلي اللّه عليه و سلم فقال: إني أوتيت من الجمال ما تري فما يسرني أن أحداً يفضلي بشراكي فما فوقها، فهل ذلك من البغي؟ فقال رسول اللّه صلي اللّه عليه و سلم «إنما ذلك من سفه الحق و غمص الناس». اللسان (غمص).
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 396
و نسبٌ غامضٌ: لا يُعرَف. و غمّض عينه و أغمَضَها بمعنًي. و هو قياس الباب.
و يقال: ما ذُقْتُ غُمْضاً من النَّوم و لا غَماضاً، أي كقدر ما تُغمَض فيه العين.
و يقال: أغْمِضْ لي فيما بِعتَني، كأنَّك تزيدُ الزِّيادةَ منه لرداءته و الحطَّ من ثمنه.
و هو أيضاً من إغماض العَين، أي اتركْه كأنَّك لا تراه. و المغَمِّضات: الذُّنوب يركبها الرَّجلُ و هو يَعرِفَها لكنّه يغمّض عنها كأنّه لم يَرَها. و يقال:
غُمَّضَت النّاقةُ، إذا رُدَّت عن الحَوض فحَمَلَت علي الذَّائد مُغمِّضة عينَيْها فورَدَتْ. قال أبو النجم:
يُرسِلُها التَّغميضُ إن لم تُرسَل «1»
و أغْمَضْت حدَّ السَّيف، إذا رقّقته، أي كأنَّك لرقَّته أخفيتَه عن العُيون.

غمط

الغين و الميم و الطاء كلمةٌ واحدة. يقال غَمَطَ النِّعمة: احتقرها.
و غَمَطَ النّاسَ: احتقرهم. فأمّا قولهم: أغمَطتْ عليه الحُمَّي، إذا لزِمَتْه و دامت عليه، فليس من هذا، لأنَّ الميم فيه بدلٌ من باء، الأصل أغبَطَت.
و قد ذُكِر.

غمق

الغين و الميم و القاف كلمةٌ واحدة، و هي الغَمَق: كثْرة النَّدي. يقال أرضٌ غَمِقَةٌ، و نباتٌ غمق. و ليلةٌ غَمِقَة: لثِقة.

غمل

الغين و الميم و اللام أُصَيْلٌ يدلُّ علي ضِيقٍ في الشي‌ء و غُموض.
يقال لِمَا ضاقَ من الأودية: غُمْلُول. و اشتُقَّ من هذا: غَمَلْتُ الأدِيمَ،
______________________________
(1) اللسان و المجمل (غمض) و البيان (3: 53) بتحقيقنا، حيث أشير إلي «أم الرجز».
و بعده:
خوصاء ترمي باليتيم المحثل
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 397
إذا غَمَمْتَه ليتفَسَّخَ عنه صوفُه. و هو غَمِيلٌ. و يقال: الغُمْلُول: كلُّ ما اجتَمَع من شجرٍ، أو غمام، أو ظُلْمة، حتَّي تسمَّي الزَّاوية غُملولا. و اللّٰه أعلم بالصَّواب.

باب الغين و النون و ما يثلثهما

غنم

الغين و النون و الميم و النون أصلٌ صحيح واحد يدلُّ علي إفادة شي‌ءٍ لم يُملَك من قبل، ثم يختصّ به ما أُخِذ من مال المشركين بقَهْرٍ و غَلَبة. قال اللّٰه تعالي: وَ اعْلَمُوا أَنَّمٰا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْ‌ءٍ فَأَنَّ لِلّٰهِ خُمُسَهُ وَ لِلرَّسُولِ. و يقولون:
غُنَامَاكَ أنْ تفعل كذا، أي غايتُك و الأمر الذي تتغنَّمه. و غَنْمٌ: قبيلة. و لعلَّ اشتقاقَ الغَنَم من هذا، و ليس ببعيد.

غني

الغين و النون و الحرف المعتل أصلانِ صحيحان، أحدُهما يدلُّ علي الكِفاية، و الآخر صوت.
فالأوّل الغِني في المال. يقال: غَنِيَ يَغْنَي غِنًي. و الغَنَاء بفتح الغَين مع المدّ:
الكِفَاية. يقال: لا يُغْنِي فلانٌ غَنَاءَ فلانٍ، أي لا يَكفِي كِفايَتَه. و غَنِيَ عن كذا فهو غانٍ. و غَنِيَ القومُ في دارهم: أقاموا، كأنَّهُم اسْتَغْنَوْا بها، و مَغَانيهم:
مَنازِلُهم. و الغانية: المرأة. قال قومٌ: معناه أنها استغنَتْ بمنزلِ أبويها. و قال آخرون: استغنَتْ ببعلها. و يقال استغْنَتْ بجمالها عن لُبْسٍ الحلْي. قال الأعشي:
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 398
و لكنْ لا يَصِيد إذا رماها و لا تُصْطادُ غانيةٌ كَنُودُ «1»
و الغُنْيَانُ: الغِنَي. قال قيس:
أجَدَّ بعَمْرَة غُنيانُها فتَهْجُرَ أم شانُنا شَانُها «2»
و يقال: تغَنَّيْتُ بكذا، و تغَانيتُ به، إذا أنت استغنيت به. قال الأعشي:
و كنت امرأً زَمَناً* بالعِراقِ عَفِيف المُنَاخِ طويل التغَنّ «3»
و قال في التَّغاني:
كلانا غنِيٌّ عن أخيه حَيَاتَهُ و نحنُ إذا مِتنا أشدُّ تَغَانِيا «4»
و الأصل الآخر: الغِناء من الصَّوت. و الأغْنِيَة «5» اللون من الغِنَاء.

غنج

الغين و النون و الجيم كلمةٌ واحدة، الغُنْج، و هو الشِّكْل و الدَّلُّ.

غنظ

الغين و النون و الظَّاء كلمةٌ واحدة. يقال: إنّ الغَنْظَ:
الهمُّ اللازم. غَنَظَه الأمرُ يَغْنِظه. قال:
و لقد رأيتَ فوارساً من قومنا غَنَظُوكَ غَنْظَ جَرَادةِ العَيَّارِ «6»
______________________________
(1) ديوان الأعشي 215. و قبله:
و قد صادت فؤادك إذ رمته فلو أن امرأ دنفا يصيد
(2) ديوان قيس بن الخطيم 7 و اللسان (غنا).
(3) ديوان الأعشي 22 و اللسان (عنا) و المخصص (6: 143). و سبق إنشاده في (زمن).
(4) قائله المغيرة بن حبناء، كما في اللسان (غنا).
(5) تقال بضم الهمزة و كسرها مع تشديد الياء و تخفيفها، أربع لغات.
(6) البيت لجرير في اللسان (غنظ) و لم يرو في ديوان جرير. و نسب في التاج (جرد) إلي ابن أدهم النعامي الكلبي. و أنشده في اللسان (عبر) بدون نسبة.
و الجرادة هنا فرس العيار، و هو اسم رجل. و بعده في اللسان (غنظ).
و لقد رأيت مكانهم فكرهتهم ككرهة الخنزير للإيغار
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 399‌

باب الغين و الهاء و ما يثلثهما

غهب

الغين و الهاء و الباء أصلٌ صحيح يدلُّ علي ظَلامٍ و قِلّة ضياء، ثم يُستعار. فالغَيْهَب: الظُّلمة. يقال للأدهم من الخَيل الشَّديد الدُّهمة: غَيْهَب.
و يستعار هذا فيقال للغَفْلة عن الشَّي‌ء: غَهَبٌ. يقال: غَهِبَ عنه، إذا غَفَل.

باب الغين و الواو و ما يثلثهما

غوي

العين و الواو و الحرف المعتلّ بعدهما أصلانِ: أحدهما يدلُّ علي خِلاف الرُّشد و إظلام الأمر، و الآخرُ علي فسادٍ في شي‌ء.
فالأوَّل الغَيّ، و هو خلَاف الرُّشد، و الجَهلُ بالأمر، و الانهماكُ في الباطل.
يقال غَوي يَغْوي غَيًّا «1». قال:
فمن يَلْقَ حَيراً يَحمَدِ النّاسُ أمرَه و مَن يَغْوِ لا يَعْدَمْ علي الغَيِّ لائما «2»
و ذلك عندنا مشتقٌّ من الغَيَابة، و هي الغُبْرة و الظلمةُ تَغشيان، كأنَّ ذا الغَيِّ قد غَشِيه ما لا يري معه سبيلَ حقّ. و يقال: تغايَا «3» القومُ فوق رأس فلانٍ بالسُّيوف، كأنَّهم أظلّوه بها. و يقال: وقَعَ القوم في أُغْوِيّة، أي داهية
______________________________
(1) يقال غوي يغوي، من بابي رمي و فرح.
(2) البيت لمرقش الأصغر في المفضليات (2: 47) و اللسان (غوي) و إصلاح المنطق 227.
و سبق في (عير).
(3) في الأصل: «غايا»، صوابه في المجمل و اللسان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 400
و أمرٍ مظلم. و التَّغاوي: التجمُّع، و لا يكون ذلك في سبيلِ رُشْد. و المُغَوَّاة: حُفرةُ الصَّائد، و الجمع مُغَوَّيات. و
في الحديث: «يحبّون أن يكونوا مُغَوَّيَاتٍ «1»»
، يراد أنَّهم يحتَجِنون الأموال، كالصَّائد الذي يَصيد.
فأمَّا الغَايَة فهي الرَّاية، و سمِّيت بذلك لأنّها تُظِلُّ مَن تحتَها. قال:
قد بِتُّ سامِرَها و غايَةِ تاجرٍ وافيتُ إذْ رُفِعَت و عَزَّ مُدامُها «2»
ثم سمِّيت نهايةُ الشَّي‌ء غايةً. و هذا من المحمول علي غيرِه، إنَّما سميت غايةً بغاية الحرب، و هي الرّاية، لأنَّه يُنْتَهَي إليها كما يَرجِع القومُ إلي رايَتِهم في الحرب.
و الأصل الآخر: قولهم: غَوِيَ الفَصِيلُ، إذا أكثر من شُربِ اللّبَن ففَسَد جوفُه. و المصدر الغَوَي. قال:
مُعطَّفةُ الأثناءِ ليس فصيلُها بَرازِئِها دَرَّا و لا ميِّتٍ غَوَي «3»

غوث

الغين و الواو و الثاء كلمةٌ واحدة، و هي الغوث من الإغاثة، و هي الإعانة و النُّصرة عند الشِّدة. و غَوْثٌ: قبيلة.
______________________________
(1) في اللسان: «روي عن عمر رضي اللّه عنه أنه قال: إن قريشا تريد أن تكون مغويات لمال اللّه. قال أبو عبيد: هكذا روي بالتخفيف و كسر الواو. قال: و أما الذي تكلمت به العرب فالمغويات بالتشديد و فتح الواو».
(2) البيت للبيد في معلقته المشهورة.
(3) البيت في صفة قوس، كما في اللسان (غوي) و إصلاح المنطق 213، 327 و المخصص (7: 41، 180/ 15: 162).
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 401‌

غوج

الغين و الواو و الجيم كلمةٌ واحدة، و هي الفَرَس الغَوْج، إذا كان عريضَ الصَّدر. و ربَّما سمَّوا كلَّ ليِّنٍ غَوْجاً.

غور

الغين و الواو و الراء أصلانِ صحيحان: أحدهما خُفوضٌ في الشَّي‌ء و انحطاطٌ و تطامن، و الأصل الآخر إقدامٌ علي أخذِ مالٍ قَهْراً أو حَرَباً.
فالأوّل قولهم لقَعْر الشي‌ء: غَوره. و يقال: غَارَ الماء غَوْراً، و غارت عينُه غُؤوراً «1». قال اللّٰه تعالي: قُلْ أَ رَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مٰاؤُكُمْ غَوْراً. و يقال:
غَارَت الشَّمْسُ غِياراً: غابت. قال الهُذَلِيّ «2»:
هل الدّهْرُ إلَّا ليلةٌ و نَهَارُها و إلّا طُلوع الشَّمس ثمَّ غِيَارُها
و الغَوْر: تِهَامَةُ و ما يلي اليَمن، سمِّيت بذلك لأنَّها خِلافُ النَّجْد. و النَّجْد:
مرتَفِعٌ من الأرض. يقال: غَارَ الرّجُل، إذا أتَي الغَوْر، و أغار. قال:
نبيُّ يرَي ما لا تَرَوْنَ و ذكرُه أغارَ لَعَمْري في البلادِ و أنْجَدَا «3»
و غَوّر الرّجُل، إذا نزَلَ للقائلة، كأنَّه [نزل] مكاناً هابطاً. و لا يكادون يفعلون إلّا كذا. و غَوْرُ القُرْحَةِ من هذا أيضاً.
و الأصل الآخَر الإغارة. يقال: أغارَ بنو فلانٍ علي بني فلان إغارةً و غَارة.
و إغارة الثَّعلب: عَدْوَه. و هو* من هذا أيضاً.
______________________________
(1) في الأصل: «غورا»، صوابه في المجمل و اللسان.
(2) هو أبو ذؤيب الهذلي. ديوان الهذليين (1: 21) و اللسان (غور).
(3) ديوان الأعشي 103 و اللسان (غور).
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 402‌

غوص

الغين و الواو و الصاد أصلٌ صحيحٌ يدلُّ علي هجومٍ علي أمرٍ متسفِّلٍ من ذلك الغَوْص: الدُّخول تحتَ الماء. [و الهاجم «1»] علي الشي‌ء غائص. و غاصَ علي العلمِ الغامِضِ حتي استنبطه.

غوط

الغين و الواو و الطاء أصلٌ صحيح يدلُّ علي اطمئنانٍ و غَور من ذلك الغَائط: المطمئِنُّ من الأرض، و الجمع غِيطان و أغواط. و غُوطَة دِمَشْقَ يقالُ إنها مِن هذا، كأنها أرضٌ منخفضة. و ربما قالوا: انغاطَ العُودُ «2»، إذا تثَنَّي، و إذا تثني فقد انخفَضَ، و قياسُه صحيح.

غول

الغين و الواو و اللام أصلٌ صحيح يدلُّ علي خَتْل و أَخْذٍ من حيثُ لا يدري. يقال: غالَهُ يَغُوله: أخَذَهُ من حيث لم يدرِ. قالوا: و الغَوْل:
بُعْدُ المَفَازَة، لأنَّهُ يغتالُ من مَرَّ به. قال:
به تمَطَّتْ غَوْلَ كلِّ مِيلَهِ «3»
و الغُول من السَّعالي سمِّيت لأنها تغتال. و الغِيلة: الاغتيال، و الياء واوٌ في الأصل. و المِغْوَل: سيفٌ دقيق له قَفاً؛ و أظنه سمِّي مِغْوَلًا لأنَّهُ يُسْتَرُ بقرابٍ حتي لا يُدري ما فيه. و اللّٰه أعلم.

غود

الغين و الواو و الدال «4» أُصَيلٌ يدلُّ علي لينِ شي‌ء و تثنٍّ.
فالأغْيَد الوَسنانُ المائل العُنُق، و الجمع غِيدٌ. و الغَيْداء: الفتاةُ النَّاعمة، كأنَّها تتثنَّي. و المصدر الغَيَد.
______________________________
(1) هذه التكملة من المجمل و اللسان (غوص).
(2) وردت في القاموس، و لم ترد في اللسان.
(3) لرؤبة في ديوانه 167 و اللسان (مطا، غول، وله).
(4) أجمعت المعاجم علي أنها (غيد)، و لكن كذا وردت.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 403‌

باب الغين و الياء و ما يثلثهما

غيب

الغين و الياء و الباء أصلٌ صحيح يدلُّ علي تستُّر الشي‌ء عن العُيون، ثم يقاس. من ذلك الغَيْب: ما غَابَ «1»، ممّا لا يعلمه إلا اللّٰه. و يقال:
غابت الشَّمس تَغِيب غَيْبَةً و غُيُوباً و غَيْباً. و غابَ الرَّجل عن بلده. و أغابَتِ المرأةُ فهي مُغِيبةٌ، إذا غابَ بعلُها. و وقَعْنا في غَيْبَةٍ و غَيَابة، أي هَبْطة من الأرض يُغابُ فيها. قال اللّٰه تعالي في قصة يُوسُفَ عليه السَّلام: وَ أَلْقُوهُ فِي غَيٰابَتِ الْجُبِّ. و الغابة: الأجَمة، و الجمع غاباتٌ و غابٌ. و سمِّيت لأنّه يُغاب فيها. و الغِيبة: الوَقيعة في النّاس من هذا، لأنَّها لا تقال إلّا في غَيْبَة.

غيث

الغين و الياء و الثاء أصلٌ صحيح، و هو الحَيَا النّازِلُ من السَّماء.
يقال: جادَنا غيثٌ «2»، و هذه أرضٌ مَغِيثَةٌ و مغيوثة. و غِثْنا، أي أصابنَا الغَيْث «3». قال ذو الرُّمَّة: «ما رأيتُ أفصَحَ مِن أَمَةِ آل فلان، قلتُ لها:
كيف كان المطر عندكم؟ قالت: غِثْنا ما شِينَا».

غير

الغين و الياء و الراء أصلانِ صحيحان، يدلُّ أحدُهما علي صلاحٍ و إصلاحٍ و منفعة، و الآخر علي اختلافِ شيئين.
______________________________
(1) في الأصل: «و أغاب». و في المجمل. «الغيب كل ما غاب عنك».
(2) في الأصل: «جاءنا غيث».
(3) في الأصل: «أصبنا الغيث»، صوابه في المجمل و اللسان و مجالس ثعلب 349. و انظر الخبر التالي في البيان (2: 71) و صفة السحاب 39 و المخصص (9: 120) و المزهر (1: 153).
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 404
فالأوَّل الغِيرَة، و هي الميرَة بها صلاحُ العِيال. يقال: غِرْتُ أهلي غِيرَةً و غِياراً، أي مِرْتُهُم. و غَارَهم اللّٰه تعالي بالغيث يَغِيرهم و يَغُورهم، أي أصلَح شأنَهم و نَفعَهم. و يقال: ما يَغِيرك كذا، أي ما ينفعُك. قال:
ماذا يَغِيرُ ابنتَيْ رِبْعٍ عَويُلهُمَا لا تَرقُدانِ و لا بُؤْسَي لمَنْ رَقدا «1»
و من هذا الباب الغَيْرة: غَيرةُ الرَّجُل علي أهله. تقول: غِرْتُ علي أهلي غَيْرَةً. و هذا عندنا من الباب؛ لأنّها صلاح و منفعة.
و الأصل الآخر: قولُنا: هذا الشَّي‌ءُ غيرُ ذاك، أي هو سِواه و خلافُه. و من الباب: الاستثناء بغَير، تقول: عَشرة غير واحدٍ، ليس هو من العَشَرة. و منه قولُه تعالي: صِرٰاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَ لَا الضّٰالِّينَ.
فأمَّا الدِّيَة فإنّها تسمَّي الغِيرَ.
قال رسول اللّٰه صلي اللّٰه عليه و آله و سلم لرجلٍ طلَبَ القَوَدَ بوليٍّ له قُتِلَ: «ألَا الغِيرَ «2»»
يريد: ألَا تَقبلُ الغِير. فهذا محتملٌ أنْ يكون من الأوّل، لأنَّ في الدِّيةِ صلاحاً للقاتل و بقاءً له و لِدَمِه. و يحتمل أنْ يكون من الأصل الثَّاني، لأنَّه قَوَد فَغيِّر إلي الدِّية، أي أُخِذَ غيرُ القَوَد، أي سِواه. قال في الغِيَر:
______________________________
(1) لعبد مناف بن ربعي الهذلي. ديوان الهذليين (3: 38) و اللسان (غير) و إصلاح المنطق 152.
(2) و كذا ورد نصه في المجمل علي الإيجاز. و في اللسان: «ألا تقبل الغير».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 405
لَنَجْدَعَنَّ بأيدينا أُنوفَكُم بَنِي أُمَيْمَةَ إن لم تَقبلُوا الغِيَرا «1»

غيس

الغين و الياء و السين، يقولون: إنَّ غَيْسانَ الشّبَابِ:
حِدَّتُه و عُنفوانُه.

*غيض

الغين و الياء و الضاد أُصَيلٌ يدلُّ علي نُقصانٍ في شي‌ء، و غموضٍ و قِلّة. يقال غاضَ الماءُ يَغِيض: خلافُ فاضَ. و غِيضَ، إذا نَقَصَهُ غيرُه. قال اللّٰه تعالي: وَ غِيضَ الْمٰاءُ.
و أمَّا الغُموضُ فالغَيْضَة: الأجَمة، سمِّيت لغُموضِها، و لأنَّ السَّائرَ فيها لا يكاد يُرَي.

غيظ

الغين و الياء و الظاء أُصَيلٌ فيه كلمةٌ واحدة، يدلُّ علي كَرْب يلحقُ الإنسانَ مِن غيره يقال: غاظني يَغِيظَني. و قد غِظْتَني يا هذا. و رجلٌ غائظ و غَيَّاظ. قال:
سُمِّيتَ غيَّاظاً و لستَ بغائظٍ عَدُوًّا و لكنَّ الصَّديقَ تَغيظُ «2»

غيف

الغين و الياء و الفاء أُصَيلٌ صحيحٌ يدلُّ علي مَيْل و مَيَل و عُدُولٍ عن الشَّي‌ء. من ذلك تَغَيَّفَ، إذا تَمَيَّل. و تغَيَّفت الشّجرةُ بأغصانِها يميناً و شمالا. و من الباب: غَيَّفَ الرَّجلُ، إذا جبُن فمالَ عن نَهْج القِتال.
قال القُطَاميّ:
______________________________
(1) أنشده في المجمل، و نسبه في اللسان (غتي) إلي بعض بني عذرة.
(2) البيت من أبيات خمسة لحضين بن المنذر، يهجو بها ولده غياظ بن الحضِين. انظر اللسان (غيظ).
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 406
فيُغيِّفون و نَرْجِعُ السَّرَعانا «1»

غيق

الغين و الياء و القاف كلمةٌ واحدة. يقولون: غَيَّق في رأيه تغييقاً: اختلط فيه.

غيل

الغين و الياء و اللام أصلانِ صحيحان، أحدهما يدلُّ علي اجتماعٍ، و الآخَر نوع من الإرضاع.
فالأوَّل الغِيل: الشجر المجتمِع الملتفّ. و ما يبعُد أن يكون أصلُ هذا الواو و يعودَ إلي غالَه يَغُوله، و الغيْل: السَّاعد الرَّيَّان الممتِلئ. قال:
بيضاء ذاتُ ساعدَيْنِ غَيلَيْن «2»
و من الباب: الغَيْل: الماء الجارِي:
و الأصل الآخَر: أَنْ يُجامِعَ الرَّجُل امرأتَه و هي مُرْضِع، و هي الغِيلَة.
و
في الحديث: «لقد هممتُ أن أَنْهي عن الغِيلة»
. قال:
فمِثْلُكِ حُبلَي قد طرَفْتُ و مرضِعٍ فألهيتُها عن ذي تَمائم مُغْيِلِ «3»

غيم

الغين و الياء و الميم كلمةٌ تدلُّ علي سَتْر شي‌ءٍ لشي‌ء. من ذلك:
______________________________
(1) ديوان القطامي 18. و صدره كما في الديوان و مجالس ثعلب 525 و اللسان (غيف، سرع):
و حسبتنا نزع الكتيبة غدوة
و في الديوان:
… «فيغيفون و نوزع»
. (2) الرجز في اللسان (غيل) و إصلاح المنطق 11 و المخصص (1: 168).
(3) لامرئ القيس في معلقته. و أنشده ابن هشام في المغني (فصل الفاء) شاهداً للجر بعد فاء (رب).
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 407
الغيم، و هو معروف. يقال: غامَت السَّماء، و تغيَّمت، و أغامَت.
و من الباب: الغَيْم، و هو العَطَش و حرارةُ الجَوْف، لأنّه شي‌ءٌ يَغْشَي القَلْبَ.

غين

الغين و الياء و النون قريبٌ من الذي قبلَه «1». فالغَيْن:
الغَيْم. قال:
كأنِّي بين خافِيَتَيْ عُقابٍ أصابَ حمامةً في يوم غَيْنِ «2»
و الغَيْن: العَطَش. و يقال: غِينَ علي قلْبه، كأنَّ شيئاً غشِيَه. و
في الحديث:
«إنَّهُ ليُغانُ علي قلبي «3»»
. و من الباب: شجرةٌ غَيْناء، و هي الكثيرة الورَق الملتفَّةُ الأغصان، و الجمع غِينٌ. و يقال: إنَّ الغَيْنة: الرَّوضة. و القياس في ذلك كلِّه واحد. و اللّٰه أعلم.

باب الغين و الألف و ما يثلثهما

غار

الغين و الألف و الراء. و الألف في هذا الباب لا تكون إلا مبدلةً. فالغار: نباتٌ طيِّب. قال:
رُبَّ نارٍ بتُّ أرمُقُها تَقْضَمُ الهِنديَّ و الغارا «4»
______________________________
(1) في الأصل: «من الواو قبله».
(2) من أبيات لرجل تغلبي يصف فرساً أنشدها في اللسان (غين). و أنشده في المجمل و المخصص (8: 130).
(3) تمامه في اللسان: «حتي أستغفر اللّه في اليوم سبعين مرة».
(4) لعدي بن زيد، كما في اللسان (غور).
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 408
و الغَار: لغةٌ في الغَيْرة، و قد مرَّ تفسيرُها. قال:
لهُنَّ نَشيجٌ بالنَّشِيل كأنَّها ضَرائرُ حِرْميٍّ تفاحَشَ غارُها «1»
و الغارُ: الجيش العظيم. و من ذلك
حديثُ عليٍّ عليه السلام: «ما ظنك.
بامرئ جمَعَ بين هذين الغارَيْن»
. و الغار: غار الفَمِ. و الغار: أصلُ الرَّجُل.
و قبيلتُه. و الغار: الكهْفُ. و قد مضي قياسُ ذلك كلِّه. و اللّٰه أعلم.

باب الغين و الباء و ما يثلثهما

غبر

الغين و الباء و الراء أصلانِ صحيحان، أحدُهما يدل علي البقاء، و الآخرُ علي لونٍ من الألوان.
فالأوَّل غَبَر، إذا بَقِيَ. قال اللّٰه تعالي إِلَّا امْرَأَتَكَ كٰانَتْ مِنَ الْغٰابِرِينَ و يقال بالناقة غُبْر، أي بقيَّة. و بِهِ غُبَّرٌ من مرض، أي بقِيَّة. قال ابن مُقبِلٍ أو غيرُه:
فإن سألَتْ عنِّي سُليمَي فقلْ لها به غُبَّرٌ من دائه و هو صالحُ
و من الباب: عِرْقٌ غَبِر، أي لا يزال ينتقض، كأنَّ به أبداً غُبَّراً.
و تغيَّرَت المرأةُ الشَّيْخَ: أخذَتْ بقيَّةَ مائه.
______________________________
(1) لأبي ذؤيب الهذلي، في ديوان الهذليين (1: 27) و اللسان (غور، حرم)، و المجمل (غور).
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 409
و الأصل الآخر* الغُبار سمِّي لغُبْرته. و هي لونُه. و الأغْبر: كل لونٍ لونُ غُبار.
و قول طرفة:
رأيتُ بنِي غَبْراءَ لا يُنكِرونني و لا أهلُ هذاكَ الطِّرافِ الممدَّدِ «1»
فبَنِي غَبراءَ هم المَحَاوِيجُ الفُقَراء، و ذلك أنَّهم مغبَّرةٌ ألوانُهم، و هم أهلُ المَتْرَبَة. و الغَبْراء: الأرض. و الغُبَيراء «2»: نبيذ الذُّرَة، و لعلَّ في لونه غُبْرة.
فأمّا داهيةُ الغَبَر، فهو عندي من هذا الباب، و يراد أنَّها غبراء، أي مُظْلِمة مشبِّهة لا يُرَي وَجْهُ المأتي لها.
و مما شذَّ عن هذين الأصلين ما حكاهُ ابن السكيت: أغْبَرْتُ في طلَب الحاجة: جَدَدْتُ.

غبس

الغين و الباء و السين كلمةٌ تدلُّ علي لونٍ من الألوان. قالوا:
الغُبْسَة: لونٌ كلون الرَّماد. و يقال فرسٌ أَغْبَسُ. قال بعضهم: هو الذي يقال له: «سَمَنْد «3»». فأمّا قولُهم: «لا أفْعَله ما غَبَا غُبَيْسٌ» فهو الدَّهر.
قال ابنُ الأعرابيّ: ما أدرِي ما أصْلُه.

غبش

الغين و الباء و الشين كلمةٌ تدلُّ علي ظلْمةٍ و إظلام. من ذلك الغَبَش: شدَّة الظُّلمة. و أَغْباشُ اللَّيل ظلَمه. قال ذو الرُّمَّة:
______________________________
(1) البيت من معلقته المشهورة.
(2) في الأصل: «و الغبراء» صوابه في المجمل و اللسان و الغبيراء يقال لها: «السُّكُرْكَة»، يتخذها الحبش.
(3) فسره استينجاس في معجمه 697 بقوله: Dunorcream أي أشهب، أو ذو لون يشبه لون القشدة.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 410
أغْبَاشَ ليلِ تَمَامٍ كانَ طارَقَه تَطَخْطُخُ الغَيمِ حتَّي مالَه جُوَب «1»
قال أبو عبيد: الغَبَش: البقيّة من اللَّيْل، و جمعه أغباش.

غبط

الغين و الباء و الطاء أصلٌ صحيحٌ له ثلاثة وجوه: أحدها دوامُ الشي‌ءِ و لزومُه، [و الآخَر الجَسُّ]، و الآخِر نوعٌ من الحَسَد.
فالأوّل قولهم: أَغْبَطَتْ عليه الحُمَّي، أي دامَت. و أغبَطْتُ الرَّحْلَ علي ظَهر البَعِيرِ، إذا أدمْتَه عليه و لم تَحُطَّه عنه. و لذلك سُمِّي الرَّحْل غَبيطا، و الجمع غُبُط.
قال الحارثُ بن وَعْلة «2»:
أم هل تركتَ نساء الحيّ ضاحيَةً في قاعة الدَّارِ يستوقدن بالغُبُطِ «3»
و من هذا الغَبْطة: حُسْن الحالِ و دوامُ المَسَرَّة و الخَيْر.
و الأصل الآخر الغَبْط، يقال: غبَطْتُ الشَّاةَ، إذا جسستَها «4» بيدك تنظر بها سِمَنٌ. قال:
إنِّي و أَتْيِي بُجَيْراً حينَ أسألُه كالغابِطِ الكلبَ يرجو الطِّرْق في الذَّنَبِ «5»
و من هذا الباب: الغَبِيط: أرضٌ مطمئنّة، كأنّها غُبِطَتْ حتي اطمأَنَّت
______________________________
(1) ديوان ذي الرمة 22 و اللسان (غيش، طرق). و قبله:
حتي إذا ما جلا عن وجهه فلق هاديه في أخريات الليل منتصب
(2) في اللسان (غبط) أنه وعلة الجرمي.
(3) روايته في اللسان: «في ساحة الدار».
(4) في الأصل: «حبستها» تحريف.
(5) و كذا وردت روايته في المجمل. و في اللسان (غبط) و بعض نسخ إصلاح المنطق 266:
«و أتي ابن غلاق»؛ و في بعضها الآخر: «و أتي ابن علاق».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 411
و الثالث الغَبْط، و هو حَسَدٌ يقال إنّه غيرُ مذموم، لأنَّه يَتمنَّي و لا يُريد زوالَ النِّعمة عن غيره، و الحَسَدُ بخلاف هذا. و
في الدعاء: «اللهمَّ غَبْطاً لا هَبْطاً»
، و معناه اللهمَّ [نَسْأَلُك أن] نُغبَط و لا نهْبَطَ، أي لا نُحَطّ.

غبق

الغين و الباء و القاف كلمةٌ واحدة، و هي الغَبُوق: شُرب العشيّ.
يقال: غَبَقْتُ القوْمَ غَبْقاً، و اغْتَبَق اغتباقاً.

غبن

الغين و الباء و النون كلمةٌ تدُلُّ علي ضَعفٍ و اهتضام. يقال غبِنَ الرّجُل في بَيعه، فهو يُغْبَنُ غَبْناً، و ذلك إذا اهتُضم فيه. و غَبنَ في رأيه، و ذلك إذا ضَعُف رأيُه. و القياسُ في الكلمتين واحد. و الغَبِينة من الغَبْن كالشَّتيمة من الشَّتم. و المَغَابِن: الأرفاغ، سمِّيَتْ بذلك للينها و ضَعْفها عن قوّةِ غيرها.

غبي

الغين و الباء و الحرف المعتلّ أصلٌ صحيح يدلُّ علي تستُّرِ شي‌ء حتي لا يُهتدَي له. من ذلك الغَبْية «1» و هي الزُّبْية، و سمِّيت لأنَّ المَصِيدَ جهِلَها حتي وقَعَ فيها. و منه: غَبِيَ فلانٌ غَباوةً، إذا كان قليلَ الفِطْنَةِ، و هو غَبِيّ.
و غَبِيتُ عن الخَبَر، إذا جهلتَه. و يقال: جاءت غبية من مَطَر، و ذلك إذا جاءت بظُلْمَةٍ و اشتدادٍ و تكاثُفٍ «2».

غبث

الغين و الباء و الثاء ليس بشي‌ء. و ذكروا عن الفَرّاء أنَّه قال: غَبَثَت الأقط مثل عَبَثْته.
______________________________
(1) وردت هذه الكلمة أيضاً في المجمل، و لم ترد في المعاجم المتداولة.
(2) في الأصل: «و تكاسف».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 412‌

باب الغين و التاء و ما يثلثهما

غتم

الغين و التاء و الميم أصلٌ يدلُّ علي انفلاقٍ في الشي‌ء و انسداد.
من ذلك الغُتْمة، و هي العُجْمة في المَنْطِق. و يقال للأخْذ بالنَّفْس: الغَتْم. و يقال للرَّجُل إذا مات: «ورَدَ حِياضَ غُتَيْم»، و هو ذلك القياسُ لأنَّه يأتي بيتاً مسدودا.

باب الغين و الثاء و ما يثلثهما

غثر

الغين و الثاء و الراء أصيلٌ يدلُّ علي تجمُّع من ناسٍ غير كرام. يقولون: الغَثْرَاء: سَفِلَة النّاس، و جماعتُهمْ غَيْثَرة؛ و أصله من الأغثَر، و هو الطُّحْلُبَ المجتمع. و الأغْثَر من الأكسية: ما كثُر صُوفُه.

غثم

الغين و الثاء و الميم كلمتانِ متباينتانِ. فالأغثم من الشَّعْرَ: ما غَلبَ بياضُه سوادَه. قال:
إمّا تَرَي دهراً عَلَاني أغْثَمُهْ «1»
و الكلمة الأخري: غَثَمْتُ له من مالي: أعطيتُه.

غثي

الغين و الثاء و الحرف المعتل كلمةٌ تدلُّ علي ارتفاعِ شي‌ء دَنِيٍّ
______________________________
(1) الرجز لرجل من فزارة كما في اللسان (غثم، لهزم) و نوادر أبي زيد 52. و انظر شروح.
سقط الزند 293.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 413
فوق شي‌ء. من ذلك الغُثَاء: غُثَاء السَّيْل. يقال: غثا الوادِي «1» يغثو، و أغثي يُغْثِي أيضاً. قال:
كأنَّ طَمِيَّةَ المُجَيْمِرِ غُدْوَةً من السَّيْل و الإغْثَاءِ فَلْكَةُ مِغْزَلِ «2»
و يروي: «و الغُثَّاء». و يقال لسَفِلة الناس: الغُثَاء، تشبيهاً بالذي ذكرناه و من الباب: غَثَتْ نَفسُه تَغْثِي، كأنَّهَا جاشت بشي‌ء مؤذٍ.

باب الغين و الدال و ما يثلثهما

غدر

الغين و الدال و الراء أصلٌ صحيح يدلُّ علي تَرك الشي‌ء.
من ذلك الغَدْر: نَقْضُ العَهْد و تَرْك الوفاءِ به. يقال غَدَر يَغْدِرُ غَدْراً. و يقولون في الذَّمِّ: يا غُدَرُ، و في الجمع: يالَ غُدَرَ «3». و يقال: ليلةٌ غَدِرَةٌ: بيِّنَة الغَدَر، أي مُظْلمة. و قيل لها ذلك لأنّها تُغَادِرُ النَّاسَ في بيوتهم فلا يَخْرُجُون من شدَّة ظُلْمتها.
و الغَدير: مُستنقَع ماء المطر، و سمِّي بذلك لأنّ السَّيل غادَرَه، أي ترَكَه. و من الباب: غَدِرَتِ الشَّاة، إذا تخلَّفَتْ عن الغَنم. فإنْ تَرَكها الرَّاعي فهي غَدِيرة.
و الغَدَر: الموضِع الظَّلِفُ الكثير الحِجارة. و سمِّي بذلك لأنَّه لا يكاد يُسْلَك، فهو قد غودر «4»، أي تُرِك. و يقال: رجل ثَبْتُ الغَدَر، أي ثابتٌ في كلامٍ و قتال.
و هذا مشتقٌّ من الكلمة التي قبله، أي إنّه لا يبالي أن يسلُكَ الموضعَ الصَّعبَ الذي
______________________________
(1) الفعل واوي يائي.
(2) البيت لامرئ القيس. و الرواية المشهورة فيه: «كأن ذري رأس المجيمر». و روايتنا هذه أنشدها في اللسان (طما)، و قال: «وطمية: جبل».
(3) في الأصل: «غدور» في هذا الموضع و سابقه، صوابه في المجمل و اللسان.
(4) في الأصل: «فهي فقد غودر».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 414
غَادَرَهُ الناسُ من صُعوبته. و الغَدائر: عقائصُ الشَّعر، لأنَّها تُعْقَص و تُغْدَر، أي تُتْرَك كذلك زماناً. قال:
غدائرُهُ مستَشْزِرَاتٌ إلي العُلي تَضِلُّ العِقَاصُ في مُثَنًّي وَ مُرْسَلِ «1»

غدن

الغين و الدال و النون أُصَيْلٌ صحيح يدلُّ علي لِينٍ و استرسال و فَتْرَة. من ذلك المُغْدَوْدِن: الشَّعْرَ الطَّويل الناعم المسترسل قال حسان:
و قامت تُرائيكَ مُغْدَوْدناً إذا ما تنوءُ به آدَها «2»
و الشَّبابُ الغُدَانيُّ: الغَضُّ. قال:
بعد غُدَانيِّ الشَّبَاب الأبْلَهِ «3»
و أصلُ ذلك كله من الغَدَن، و هو الاسترخاء و الفَتْرَة.

غدف

الغين و الدال و الفاء أصلٌ صحيح يدلُّ علي سَتْرٍ و تغطية.
يقال: أغدَفَتِ المرأة قِناعَها: أرسلَتْه. قال:
إن تُغْدِفي دوني القِناعَ فإنَّني طبٌّ بأَخْذِ الفارسِ المستلئِمِ «4»
و أغْدَف اللَّيْلُ: أرْخَي سُدولَه. و أمَّا الغُراب الضَّخم فإنَّه يُسمَّي غُدافاً، و هذا تشبيه بإغداف اللَّيل: إظْلامِه «5».
______________________________
(1) البيت لامرئ القيس في معلقته.
(2) ديوان حسان 138 و اللسان (غدن).
(3) لرؤبة في ديوانه 165 و اللسان (غدن).
(4) البيت لعنترة في معلقته المشهورة.
(5) في الأصل: «ظلامه».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 415‌

غدق

الغين و الدال و القاف أصلٌ صحيح يدلُّ علي غُزْر و كثرةٍ و نَعْمَة. من ذلك الغَدَق، و هو الغَزير الكثير. قال اللّٰه تعالي:
لَأَسْقَيْنٰاهُمْ مٰاءً غَدَقاً. و الغَدَق «1» و الغَيْدَاق: النَّاعم من كلِّ شي‌ء. و يقال غَدِقت عين الماء تَغْدَق غَدَقاً. و الغَيْداق: الرَّجلُ الكريم الخُلُق. و زعَم ناسٌ أنَّ الضبَّ يسمَّي غَيداقاً، و لعلّ ذلك لا يكون إلّا لسِمَن و نَعْمةٍ فيه.

غدو

الغين و الدال و الحرف المعتلّ أصلٌ صحيح يدلُّ علي زمانٍ.
من ذلك الغُدُوّ، يقال غدا يغدو. و الغُدْوة و الغَدَاة، و جمع الغُدوة غُدّي، و جمع الغَداة غَدَوات. و الغادية: سحابةٌ تنشَأ صَباحا. و أفعلُ ذلك غداً. و الأصل غَدْواً. قال:
بها حيث حَلُّوها و غَدْواً بَلاقِعُ «2»
و الغَدَاء: الطّعام بعينه، سمِّي بذلك لأنّه يُؤكَل في ذلك الزمان.

باب الغين و الذال و ما يثلثهما

غذم

الغين و الذال و الميم أصلٌ صحيحٌ يدلُّ علي جنسٍ من الأكل و الشُّرب. من ذلك: الغَذْم: الأكل بجفاء و شِدّة. و يقال: اغتَذَم الفصيل ما في ضَرْع أُمِّه، [إذا شرِبَه «3»] كُلَّه.
______________________________
(1) و كذا ورد في المجمل. و المعروف في سائر المعاجم: «الغيدق».
(2) للبيد في ديوانه 22 و اللسان (غدا). و صدره:
و ما الناس إلا كالديار و أهلها
(3) التكملة من المجمل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 416‌

غذي

الغين و الذال و الحرف المعتلّ أصلٌ صحيح يدلُّ علي شي‌ء من المأكل، و علي جنسٍ من الحركة.
فأمَّا المأكل فالغِذَاء، و هو الطَّعام و الشَّراب. و غَذِيُّ المالِ و غَذَوِبُّه:
صِغاره، كالسِّخال و نحوها. و سمِّي غَذَوِياًّ لأنه يُغْذَي.
و أمَّا الآخر فالغَذَوانُ: النَّشيط من الخَيل، سمِّي لشبابه و حركته. و يقال غَذَّي البَعيرُ ببوله يُغَذِّي، إذا رَمَي به متقطِّعا. و غَذَا العِرْق يغذو، أي يَسيل دماً. قال:
و طَعنٍ كفم الزّقِّ غَذَا و الزِّقُّ ملآنُ «1»

باب الغين و الراء و ما يثلثهما

غرز

الغين و الراء و الزاء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ علي رَزِّ الشَّي‌ء في الشي‌ء. من ذلك غَرَزْتُ الشَّي‌ءَ أغرِزُه غَرْزاً. و غَرَزْتُ رِجله في الغَرْز.
و غَرَزَت الجرادةُ بذَنَبِها في الأرض، مثل رَزّت. و الطَّبيعة غريزة، كأنَّها شي‌ء غُرِز في الإنسان. فأمَّا قولهم: اغترَزْت الشَّي‌ءَ، و اغترَزْت السَّيرَ اغترازاً، إذا دَنَا سيرك فمعناه تقريبُ السَّير، أي كأنِّي الآنَ وضعتُ رِجلي في غَرْز الرَّحْل.
و أمَّا قولهم: غَرَزَت النّاقةُ، إذا قلَّ لبنُها فمعناه من هذا أيضاً، كأنَّ لبَنَها غُرِزَ في جسمها فلم يَخْرُجْ.
______________________________
(1) للفند الزماني، من مقطوعة في حماسة أبي تمام (1: 5- 7).
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 417‌

غرس

الغين و الراء و السين أصلٌ صحيحٌ قريبٌ من الذي قبله.
يقال: غَرَسْتُ الشَّجرَ غَرْساً، و هذا زَمَنُ الغِراس. و يقال إنَّ الغَرِيسة: النَّخْلةُ أوّلَ ما تَنبت.
و مما شذَّ عن هذا الغِرْس: جِلدةٌ رقيقة تخرجُ علي رأس الوَلَد. قال:
كُلَّ جنينٍ مُشْعَرٍ في غِرْسِ «1»

غرض

الغين و الراء و الضاد من الأبواب التي لم تُوضَع علي قياس واحد، و كَلِمُه متباينةُ الأصول، و ستَرَي بُعْد ما بينهما.
فالغَرْض و الغُرْضَة: البِطانُ، و هو حزام الرَّحْل. و المَغْرِض من البعير كالمَحْزِم من الدابَّة. و الإغريض: البَرَد، و يقال بل هو الطَّلع. و لحمٌ عَريض:
طريٌّ. و ماءٌ مغروضٌ مثلُه. و الغَرَض: المَلَالة، يقال غَرِضْت به و منه.
و الغَرَض: الشَّوق. قال:
مَن ذا رسولٌ ناصحٌ فمبِّلغٌ عنِّي عُلَيَّةَ غيرَ قِيل الكاذبِ «2»
أنِّي غرِضْتُ إلي تَنَاصُفِ وجهِها غَرَضَ المحبِّ إلي الحبيب الغائبِ
______________________________
(1) لمنظور بن مرثد الأسدي في اللسان (أبس). و أنشده في (غرس) بدون نسبة.
و قبله:
يتركن في كل مناخ أبس
(2) و كذا أنشدهما في المجمل. و الشعر لابن هرمة كما في اللسان (نصف، غرض). و في الأصل: «قتل الكاذب»، و صوابه ما أثبت. و القيل: القول. علي أن هذه الكلمة المحرفة ساقطة من المجمل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 418
و يقال: غَرَضت المرأة سِقاءها: مَخَضته. و غَرَضْنا السَّخْلَ نَغرِضهُ، إذا فَطَمْناه قبل إناه. و الغَرْض: النُّقصان عن المِلْ‌ء. يقال: غَرِّضْ في سقائك، أي لا تملأْه. و يقال: وَرَدَ الماء غارِضاً، أي مبكّراً. و المَغَارض: جوانب البطن أسفَلَ الأضلاع، الواحد مَغْرِض.

غرف

الغين و الراء و الفاء أصلٌ صحيحٌ، إلَّا أنَّ كَلِمهُ لا تنقاس، بل تتباين. فالغَرْف: مصدر غَرَفْت الماءَ و غيرَه أَغرِفُه غَرْفاً. و الغُرْفة: اسمٌ ما يُغْرَف. و الغَرِيف: الأجَمَة، و الجمع غُرُف. قال:
كما رَزَمَ العَيّار في الغُرُفِ «1»
و الغُرْفة: العِلِّيَّة. و يقال: غَرَفَ ناصيةَ فرسِهِ، إذا استأصلها جَزاًّ.

غرق

الغين و الراء و القاف أصلٌ واحد صحيح يدلُّ علي انتهاء في شي‌ء يبلغ أقصاه. من ذلك الغَرَق في الماء. و الغَرِقة: أرضٌ «2» تكون في غاية الرِّيّ. و اغْرَوْرَقت العينُ و الأرض من ذلك أيضاً، كأنها قد غَرِقت في دمعها.
و من الباب: أغرَقْتُ في القَوس: [مدَدتُها] غايةَ المدّ. و اغْتَرَق الفرسُ في الخيل، إذا خالَطَها ثم سَبَقَها.
و مما شذَّ عن هذا الباب الغُرْقة من اللَّبن: قدر ثُلث الإناء، و الجمع غُرَق. قال:
______________________________
(1) البيت بتمامه كما في اللسان (عير):
لما رأيت أبا عمرو رزمت له مني كما رزم العيار بالغرف
(2) في الأصل: «أيضا»، صوابه في المجمل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 419
تُضْحِي و قد ضَمِنت ضَرَّاتها غُرَقاً من طيِّب الطَّعم حلوٍ غير مجهودٍ «1»

غرل

الغين و الراء و اللام كلمةٌ واحدة، و هي الغُرْلة، و هي القُلْفة.
و الأغرل: الأقلَف. و يقولون: إنّ الغَرِل: المسترخِي الخَلْق.

غرم

الغين و الراء و الميم أصلٌ صحيح يدلُّ علي ملازَمة و مُلازَّة.
من ذلك الغَريم، سمِّي غريماً للُزومه و إلحاحه. و الغَرَام: العذاب اللازم، في قوله تعالي: إِنَّ عَذٰابَهٰا كٰانَ غَرٰاماً. قال الأعشي:
إنْ يعاقِبْ يكنْ غَراماً و إن يُعْ طِ جزيلًا فإنَّه لا يُبالِي «2»
و غُرْم المالِ من هذا أيضاً، سمِّي لأنَّه مالُ الغَرِيم.

غرن

الغين و الراء و النون كلمةٌ واحدة، يقولون إنَّ الغَرِين «3»:
ما يَبقي في الحوض من مائه* و طينِه.

غرو

الغين و الراء و الحرف المعتل أصلٌ صحيح، و هو يدلُّ علي الإعجاب و العَجَبِ لحُسْن الشَّي‌ء. من ذلك الغَرِيُّ، و هو الحَسَن. يقال منه رجلٌ غَرٍ. ثمَّ سمِّي العَجَبُ غَرْواً. و منه: أغريتُه بالشَّي‌ء الذي تُلصَق به الأشياء.
و يقال: غَارَت العينُ بالدَّمع غِراءً، إذا لجَّت في البكاء. و غَرِيَت بالدَّمع.
و قال الشَّاعر «4»:
______________________________
(1) البيت للشماخ، و قد سبق في (جهد، عرق).
(2) ديوان الأعشي 10 و اللسان (غرم).
(3) بفتح فكسر، و بكسر العين و سكون الراء و فتح الياء، لغتان ذكرهما في القاموس.
(4) هو كثير، كما في المجمل و اللسان (غرا) و المخصص (12: 67).
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 420
إذا قلتُ أسلُو غارَتِ العينُ بالبُكا غِراءً و مَدَّتْها مدامعُ حُفَّلُ «1»

غرب

الغين و الراء و الباء أصلٌ صحيح، و كَلمُهُ غير منقاسةٍ لكنَّها متجانسة، فلذلك كتَبْناه علي جهته من غير طلبٍ لقياسه.
فالغَرْب: حَدُّ الشَّي‌ء. يقال: هذا غَرْبُ السَّيْف. و يقولون: كفَفْتُ من غَرْبه، أي أكْلَلْتُ حَدَّه و قولهم: استَغْرَب الرّجُل «2»، إذا بالَغَ في الضَّحِك، ممكنٌ أن يكون من هذا، كأنَّهُ بلغ آخِرَ حدِّ الضَّحِك. و الغَرْب: الدَّلو العظيمة.
و الغَرْبانِ من العين: مُقْدِمُها و مُؤْخِرُها. و غُروب الأسنان: ماؤُها. فأمَّا الغُروب فَمَجارِي العَين. قال:
مالَكَ لا تذكُرُ أُمَّ عمرو إلّا لعينَيْك غَروبٌ تَجْرِي «3»
و الغَرْب أيضاً بسكون الراء «4»، في قولهم: أتاهُ سَهْمٌ غَرْب، إذا لم يُدْرَ مَن رماه به.
و أمّا الغَرَب بفتح الراء، فيقال إنَّ الغَرَبَ «5»: الرَّاوية. و الغَرَب: ما انصبَّ من الماء عند البئر فتغيَّرَتْ رائحتُه. قال ذو الرُّمة:
و اسْتُنْشِئَ الغَرَبُ «6»
______________________________
(1) كلمة «غراء» ساقطة من الأصل، و إثباتها من المراجع المتقدمة.
(2) يقال أيضاً «استغرب» بالبناء للمجهول، بل هو أكثر.
(3) الرجز في اللسان (غرب).
(4) في اللسان: «بفتح الراء و سكونها، بالإضافة و غير الإضافة». و ضبط في المجمل بسكون الراء مع الإضافة.
(5) يقال للراوية أيضاً بسكون الراء.
(6) قطعة من بيت لذي الرمة في ديوانه 11 و اللسان (غرب). و هو بتمامه:
و أدرك المتبقي من ثميلته و من ثمائلها و استنشئ الغرب
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 421
و الغَرْب: شَجَر. و يقولون- و اللّٰه أعلَمُ بصحّته-: إنَّ الغَرَب: إناءٌ من ذهب أو فِضَّة. و يُنشِدون:
فدعْدَعا سُرَّةَ الرَّكيِّ كَمَا دَعْدَعَ ساقِي الأعاجم الغَرَبا «1»
و الغَرْب: الوَرَم في المَأْق، يقال منه غَرِبَت العينُ غَرَبَا. و الغَرْب: عرْقٌ يَسقِي و لا يَنقطِع. و الغُرْبة: البُعد عن الوطن، يقال: غَرَبَت الدَّار. و من هذا الباب: غُروب الشَّمس، كأنَّه بُعْدُها عن وجه الأرض. و شَأْوٌ مُغَرَّبٌ «2»، أي بعيد. قال:
أعْهَدَكَ مِن أولَي الشَّبيبةِ تطلبُ علي دُبُرٍ هيهاتَ شَأْوٌ مغرَّبُ «3»
و يقولون: «هل من مُغَرِّبةِ خَبَرٍ»، يريدون خبراً أتَي من بُعد.
و في كتاب الخليل: «إذا أمْعَنَت الكلابُ في طلب الصَّيد قيل: غرَّبَت».
و فيه نظر.
و الغارب: أعلي الظَّهر و السَّنام. يقال: ألْقَي حبلَه علي غاربه، إذا خلَّاه.
و الغُراب معروف. و الغُرابانِ: نُقرتانِ عند صَلَوَي العَجُز من الفَرَس. و الغُرَاب:
رأس الفأس: و رِجْل الغُراب: نوعٌ من الصَّرِّ. قال الكميت:
صُرَّ رِجْلَ الغُرابِ «4»
______________________________
(1) البيت للبيد في ديوانه 142 طبع 1880 و اللسان (دعع، ركا). و نسب في (غرب) إلي الأعشي خطا. و روي: «سرة الركاء»، و هذه أيضاً تروي بفتح الراء و كسرها، كما في اللسان (دعع، ركا) و هو اسم موضع.
(2) يقال بفتح الراء المشددة و كسرها.
(3) للكميت في اللسان (غرب، دبر).
(4) البيت بتمامه كما في اللسان (غرب):
صر رجل الغراب ملكك في النا س علي من أراد فيه الفجورا
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 422
و الغِرْبيب: الأسود، كأنّه مشتقٌّ من لون الغُراب. و المُغْرَب: الأبيض الأشفار من كلِّ شي‌ء. و الغَرْبيّ: الفضيخ من البُسْر يُنْبَذ. و الغَرْبيُّ:
صِبْغٌ أحمر.

غرث

الغين و الراء و الثاء أصلٌ صحيح يدلُّ علي الجُوع.
و الغَرَث: الجوع. و رجلٌ غَرْثانُ. و يستعيرون هذا فيقولون: جاريةٌ غَرْثَي الوِشاح، لأنَّها دقيقةُ الخَصْرِ لا يُملَأ وِشاحُها، و كأنَّ وِشاحَها غَرثان.

غرد

الغين و الراء و الدال كلمتان: إحداهما صوت، و الأخري نبت. فالأولي: غرَّد الطّائر في صوته يُغَرِّد تغريداً. و الكلمة الأخري: الغَرْدَ:
الكمأة، الواحدة غَرْدَة. و المَغَاريد: نبتٌ، الواحدة مُغْرود، و زعموا أنَّها هي الكمأة أيضاً.

باب الغين و الزاء و ما يثلثهما

غزل

الغين و الزاء و اللام ثلاثُ كلماتٍ متباينات، لا تُقاس منها واحدةٌ بأخري.
فالأولي: الغَزْل، يقال غَزَلت المرأة غَزْلَها، و الخشبة مِغْزَل، و الجمع مَغازِل.
و الثانية: الغَزَل، و هو حديث الفِتْيان و الفَتَيات. و يقال: غَزِلَ الكَلْب غَزَلًا، و هو أن يَطلُبَ الغزالَ حتّي إذا أدرَكَه تركه و لَهَا عنه.
و الثالثة: الغزال، و هو معروف، و الأنثي غَزَالة. و لعلَّ اسمَ الشَّمسِ مستعارٌ من هذا، فإنَّ الشَّمسَ تسمَّي الغزالَة ارتفاعَ الضُّحي.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 423‌

غزو

الغين و الزاء و الحرف المعتل أصلانِ صحيحان، أحدهما طلب شي‌ء، و الآخر في بابِ اللِّقاح.
فالأوَّل الغَزْو.* و يقال: غَزَوت أغزو. و الغازي: الطَّالِبُ لذلك، و الجمع غُزَاة و غَزِيٌّ أيضاً «1»، كما يقال لجماعة الحاجّ حَجيج. و المُغْزِيَة: المرأة التي غزا زَوْجها.
و يقال في النِّسبة إلي الغَزْو: غَزَوِيّ.
و الثاني: قولهم: أغْزَت النَّاقةُ، إذا عَسُر لِقاحُها. و قال قومٌ: الأتَان المُغْزِية:
التي يتأخَّر نِتاجُها ثم تُنْتَج. قال الهذليّ «2»:
يُرِنُّ علي مُغْزِياتِ العِقا قِ يَقْرُو بها قَفَراتِ الصِّلالِ «3»

غزد

الغين و الزاء و الدال ليس يُشْبِه صحيح كلام العرب. و قد زعموا أنَّ الغِزْيد «4» الشديد الصوت، و أن الغِزْيَد: النبات النَّاعم. و اللّٰه أعلم.

غزر

الغين و الزاء و الراء كلمةٌ واحدة، و هو قولهم: غَزُرت الناقة:
كثُر لبنها غُزَراً و غَزَارة. و عين غَزيرَةٌ، و معروفٌ غزير.
______________________________
(1) و يقال أيضاً «غزي» بضم الغين و تشديد الزاي المفتوحة، و «غزاء» بالمد. قال تأبط شرا:
فيوما بغزاء و يوماً بسربة و يوماً بخشخاش من الرجل هيضل
(2) هو أمية بن أبي عائذ الهذلي. ديوان الهذليين (2: 177) و اللسان (غزا).
(3) يرن: يصوت. و في اللسان: «يزن»، تحريف.
(4) في الأصل: «الغرد صوت»، صوابه في المجمل و اللسان و القاموس. و في القاموس:
«الغزبد كحذيم: الشديد الصوت، أو هو تصحيف غريد».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 424‌

باب الغين و السين و ما يثلثهما

غسل

الغين و السين و اللام أصلٌ صحيح يدلُّ علي تطهيرِ الشَّي‌ء.
و تنقِيَته. يقال: غَسَلتُ الشَّي‌ءَ غَسْلًا. و الغُسْل الاسم. و الغَسُول: ما يُغْسَل به الرَّأس من خِطْميٍّ أو غيره. قال:
فيا لَيْلَ إنَّ الغِسْلَ ما دُمْتِ أيِّماً عليَّ حرام لا يَمَسُّنِيَ الغِسْلُ «1»
و يقال: فحلٌ غُسَلَة، إذا كثُر ضِرابُه و لم يُلْقِح. و الغِسْلينُ المذكور في كتاب اللّٰه تعالي، يقال إنَّه ما يَنْغسلُ من أبدان الكفّار في النار.

غسا

الغين و السين و الحرف المعتلّ حرفٌ واحد، يدلُّ علي تناهٍ في كِبَرٍ أو غيره. يقال غَسَا اللَّيلُ و أغْسَي. و شيخ غَاسٍ: طال عمرُه. و رُوِي أنّ قارئاً قرأ: «وَ قَدْ بَلَغْتُ من الكِبَر غُسِيَّا «2»».

غسر

الغين و السين و الراء كلمةٌ إنْ صحّت تدلُّ علي اختلاطٍ.
يقولون: تغسَّر الغَزْل، إذا التَبَس.
قال ابن دريد «3»: «الغَسَر: ما طرحَتْه الريح في الغَدِير. ثم كثُر حتي قالوا:
تغسَّرَ الأمر: اختلط».
______________________________
(1) لعبد الرحمن بن دارة، كما في اللسان (غسل). و هو المجمل بدون نسبة. و في الأصل:
«فيا ليت»، صوابه في المجمل و اللسان.
(2) لم أجد سنداً لهذه القراءة إلا رواه ابن فارس. و قراءة السبعة «عِتِيًّا». فقرأ أبو بحرية و ابن أبي ليلي و الأعمش و حمزة و الكسائي بكسر العين، و باقي السبعة بالضم، و عبد اللّه بالفتح.
و عن عبد اللّه و مجاهد: «عسيا» بضم العين و السين مكسورة، و حكاها الداني عن ابن عباس، و الزمخشري عن أبي و مجاهد. تفسير أبي حبان (6: 175).
(3) الجمهرة (2: 332) مع تصرف.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 425‌

غسم

الغين و السين و الميم ليس بشي‌ء. و ربَّما قالوا الغَسَم، الظُلْمة.

غسن

الغين و السين و النون كلمةٌ. يقولون إنَّ الغُسَن: خُصَل الشَّعر. و يقال للناصية: غُسْنة.

غسق

الغين و السين و القاف أصلٌ صحيح يدل علي ظُلْمة. فالغَسَق:
الظلمة. و الغاسِق: الليل. و يقال: غَسَقت عينُه: أظلمت. و أغْسَقَ المؤذِّن، إذا أخَّر صلاةَ المغرب إلي غَسَق اللَّيل. و أمّا الغَسَّاق الذي جاء في القرآن، فقال المفسِّرون: ما تقطَّرَ من جلود أهل النار.

باب الغين و الشين و ما يثلثهما

غشم

الغين و الشين و الميم أصلٌ واحد يدلُّ علي قَهْر و غَلَبة و ظُلْم.
من ذلك الغَشْم، و هو الظُّلم. و الحَرْبُ غشومٌ لأنَّها تنال غيرَ الجاني. و الغشَمْشَم:
[الذي] لا يثنيه [شي‌ءٌ] من شجاعته «1». و زيد في حروفه للزِّيادة في المعني.

غشي

الغين و الشين و الحرف المعتل أصلٌ صحيح يدلُّ علي تغطيةِ شي‌ء بشي‌ء. يقال غَشَّيت الشَّي‌ءَ أُغَشِّيه. و الغِشاء: الغِطاء. و الغاشِية: القيامة، لأنَّها تَغْشَي الخَلْق بإفزاعها. و يقال: رَمَاه اللّٰه بغاشيةٍ، و هو داء يأخذ كأنّه يغشاه.
و الغِشْيان: غِشيان الرّجُل المرأة.
______________________________
(1) نص المجمل: «الغشمشم: الرجل الذي لا يثني رأسه شي‌ء من شجاعته».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 426‌

باب الغين و الصاد و ما يثلثهما

غصن

الغين و الصاد و النون كلمة واحدة، و هي غُصْن الشَّجَرة، و الجمع غُصُون و أغصان. و يقال: غَصَنت الغُصْن: قَطَعْتُه.

باب الغين و الضاد و ما يثلثهما

غضف

الغين و الضاد و الفاء أصلٌ صحيح يدلُّ علي استرخاءٍ و تهدُّم و تَغشٍّ. من ذلك الأغْضَف من السِّباع: ما استرخت أذُنه. و من الباب: ليلٌ أغضَفُ، أي أسودُ يغشَي بظلامه. قال ذو الرُّمَّة:
قد أَعسِفُ النَّازحَ المجهولَ مَعْسِفُه في ظلِّ أغضَفَ يدعو هامَهُ البومُ «1»
و يقولون: عيشٌ غاضِف، أي ناعم، كأنَّه قد غَشِيَ بخيره «2» و غَضَارته.
و الغُضْف «3»: القَطا الجُون، و هذا علي التَّشبيه بالليل و سَوادِه. و يقال: تغضَّفَت البِئر، إذا تهدَّمت أَجوالُها فغَشِيَتْ ما تَحتَها. و يقال: غَضَفت الأُتن تَغْضِفُ، إذا أخذَتْ الجريَ أخْذاً. و هذا لأنَّها تَغْشَي الأرض بجريها. قال:
______________________________
(1) سبق إنشاده في (يوم، ظل، عسف).
(2) في الأصل: «لخبره».
(3) و كذا ورد ضبطه في المجمل. و في اللسان: «قال ابن بري: صوابه و الغَضَف:
القطا الجوني. غيره: و الغَضَفة: ضرب من الطير قيل إنها القطاة الجونية، و الجمع غضف».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 427
يَغُضُّ و يَغْضِفْن من ريِّقٍ كشُؤبوب ذي بَرَدٍ و انسجال «1»

غضن

الغين و الضاد و النون أصلٌ صحيح يدلُّ علي تثنٍّ و تكسُّر.
من ذلك الغُضُون: مَكاسر الجِلْد، و مَكاسِر كلِّ شي‌ء غُضون. و تغضَّنَ جِلدُه.
و المغاضَنَة: مكاسَرة العينين. و من الباب قولهم: ما غَضَنك عن كذا، أي ما عاقك عنه. و غَضَن العَينِ: جلدُها الظّاهر، سمِّي لتكسُّرٍ فيه.
و مما شذَّ عن هذا الباب قولهم: غَضَنت النّاقةُ بولدها، إذا ألقَتْه قبل أن يُنبِت.

غضر

الغين و الضاد و الراء أصلٌ صحيح يدلُّ علي حُسنٍ و نَعْمة و نَضرة. من ذلك الغَضَارة: طيبُ العَيش: و يقولون في الدُّعاء: أبادَ اللّه تعالي غَضراءهم، أي خَيرهم و غضارتهم. قال عبد اللّٰه بن مُسلم: أصل الغَضْراء طِينةٌ خضراءُ عَلِكة. يقال: أَنْبَطَ بئرَه في غَضْراء، و يقال: دابّةٌ غَضِرةُ النَّاصية.
إذا كانت مباركة.
و من الباب: الغاضر: الجلد الذي أُجِيد دبغُه.
و مما شذَّ عن هذا الباب قولُهم: لم يَغْضِرْ عن ذلك، أي لم يَعْدِل عنه.
قال ابنُ أحمر:
و لم يَغْضِرْنَ عن ذاك مَغْضَرا «2»
______________________________
(1) لأمية بن أبي عائذ الهذلي في ديوان الهذليين (2: 180) و في الديوان: «و انسحال».
و الانسجال و الانسحال: الانصباب.
(2) البيت بتمامه كما في اللسان (غضر) و إصلاح المنطق 430:
تواعدن أن لاوعي عن فرج راكس فرحن و لم يغضرن عن ذاك مغضرا
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 428
و الغَضْوَر: نَبْت.

غضب

الغين و الضاد و الباء أصلٌ صحيح يدلُّ علي شدَّة و قُوّة.
يقال: إنَّ الغَضْبة: الصَّخرة الصُّلبة. قالوا: و منه اشتُقَّ الغَضَب، لأنَّه اشتدادُ السُّخط. يقال: غَضِب يَغْضَبُ غَضَبَا، و هو غضبانُ و غَضُوب. و يقال: غَضِبْتُ لفلانٍ، إذا كان حيَّا؛ و غضبت به، إذا كان ميّتا. قال دُرَيد:
أنَّا غِضابٌ بمعبدِ «1»
و يقال: إنَّ الغَضُوب: الحيَّة العظيمة.

غضل

الغين و الضاد و اللام. يقولون: أَغْضَلَتِ الشَّجرة.
و اغضالَّتْ «2»، إذا كثُرت أغصانها.

غضا

الغين و الضاد و الحرف المعتلّ كلمتان: فالأولي: الإغضاء:
إدناء الجُفون. و هذا مشتقٌّ من اللَّيلة الغاضِية، و هي الشَّديدة الظُّلمة.
و الكلمة الأخري: الغَضَا، و هو شجرٌ معروف. يقال: أرضٌ غَضْيَاءُ:
كثيرة الغَضَا. و يقال: إبلٌ غَضِيَةٌ: اشتكَتْ عن أكل الغَضَا.
______________________________
(1) البيت بتمامه كما في الأصمعيات 23 ليبسك و اللسان (غضب):
فإن تعقب الأيام و الدهر فاعلموا بني قارب أنا غضاب بمعبد
(2) كذا ورد هذا الفعل و الذي قبله. و الذي في المجمل: «اغضالت» فقط. و في اللسان و القاموس: «اغضألت» بالهمزة.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 429‌

باب الغين و الطاء و ما يثلثهما

غطف

الغين و الطاء و الفاء أصلٌ صحيح يدلُّ علي خَير و سُبوغٍ في شي‌ء، و أصله الغَطَف في الأشفار، و هو كثرتُهَا و طولُها و انثناؤها. ثم يقال:
عيشٌ أغطَف، إذا كان ناعماً منثَنِياً علي صاحبه بالخَير. و المصدر الغَطَف.

غطل

الغين و الطاء و اللام ثلاث كلمات: الغَيْطلة: الشَّجَرَةُ، و الجمع الغَيْطَل. قال:
فطلّ يُرَنِّحُ في غَيطلٍ كما يستدير الحِمارُ النَّعِرْ «1»
و الغَيْطلة: البَقَرَة. و الغيطلة: التجاج اللَّيلِ و سوادُه «2».

غطم

الغين و الطاء و الميم أصلٌ صحيح يدلُّ علي كثرةٍ و اجتماع.
من ذلك البحر الغِطَمُّ. و يقال لمُعْظَمِ البَحْر: غُطَامِطٌ. و رجلٌ غِطَمٌّ:
واسع الخُلُقُ.

غطو

الغين و الطاء و الحرف المعتل يدلُّ علي الغِشاء و السَّتر. يقال:
غَطَيت الشَّيْ‌ءَ و غَطَّيْتُه. و الغِطاء: ما تَغَطَّي به. و غَطَا اللّيلُ يَغْطُو، إذا غَشَّي بظلامه.

غطش

الغين و الطاء و الشين أصلٌ واحدٌ صحيح، يدلُّ علي ظُلْمَةٍ
______________________________
(1) لامرئ القيس في ديوانه 12 و اللسان (رمح، غطل، نعر).
(2) في الأصل: «الحاح»، صوابه في المجمل و اللسان. و الالتجاج: الاختلاط.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 430
و ما أشبَههَا. من ذلك الأغطش، و هو الذي في عينه شِبْه العَمَش، و المرأة غَطْشاء.
و فَلاةٌ غَطْشَي: لا يُهْتَدَي لها. قال:
و يَهْماءَ باللَّيلِ غَطْشَي الفلا ةِ يُؤنِسُني صوتُ فَيَّادِها «1»
و غَطَشَ الليلُ: أظلَمَ. و اللّٰه تعالي أغْطشَه «2». و المتغاطِش: المتعامِي عن الشَّي‌ء. و يقال: هو يَتَغَاطش.

غطس

الغين و الطاء و السين أصلٌ صحيحٌ يدلُّ علي الغَطِّ.
يقال: غطَطْتُه في الماء و غَطَسته. و تَغَاطَسَ القومُ: تغاطُّوا.

عرب علي أكثر من ثلاثة أحرف أوله غين

من ذلك (الغَطَمَّش): الكليل البصَر. و الغَطَمَّش: الظَّلوم الجائر.
و هذا مما زيدت فيه الميم، و الأصل الغَطْش و هو الظُّلْمة «3». و الجائر يتغاطَش عن العَدْل، أي يتعامَي.
و من ذلك (الغَشْمَرة): إتْيَانُ الأمرِ من غيرِ تثبُّت، و هذه منحوتةٌ من كلمتين: من الغَشْم و التشمُّر، لأنه يتشمَّر في الأمر غاشماً.
و من ذلك (الغَمَلّج)، و هو ممّا نُحِتَ من كلمتين: من غَمَج و غلَج، و هو البعير الطَّويل العُنق. فأمَّا غَمَجُه فاضطرابُه. يقال: غَمَج، إذا جاء و ذهب و الغَلَج كالبَغْي في الإنسانِ و غيره.
______________________________
(1) للأعشي في ديوانه 54 و اللسان (فيد، غطش).
(2) و يقال أيضاً أغطش الليل بنفسه.
(3) في الأصل: «و هي العظمة».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 431
و من ذلك (الغُضْرُوف): نَغْض الكَتِف «1». و هي منحوتةٌ من كلمتين:
من غَضَرَ و غَضَف. فأمَّا غَضَرُه فلِينُه، لأنَّه ليس فيه شِدَّة العظم و صلابتُه.
و أمَّا غَضَفُه فتثنِّيه، لأنَّه إذا ثُنِي للينه.
و من ذلك (الغَطْرسة): التكبُّر. و هذا ممَّا زيدت فيه الراء؛ و هو من الغَطس كأنَّه يَغلِبُ الإنسانَ و يقهرُه حتي كأنَّه غَطَسه، أي غطَّسه.
و من ذلك (الغَطْرَفة)، و هي الكِبْر و العظمة. قال في التغطرف:
فإنَّكَ إنْ أغضبْتَنِي غَضِبَ الحَصَي عليك و ذُو الجَبُّورة المتغَطْرِفُ «2»
و هذا أيضاً مما زيدت فيه الراء، و هو من الغَطَف، و هو أن يَنْثَنِيَ الشي‌ءُ علي الشّي‌ء حتي يغشاه. فالجبّار يقهر الأشياءَ و يُغَشِّيها بعظمته. و (الغِطْريف):
السَّيِّد يَغْشي بكرمِه و إحسانه.
و من ذلك (الغَذْمَرَة)، يقال إنَّه رُكوب الأمرِ علي غير تثبُّت. و قد يكون في الكلامِ المختلِط. و هذه منحوتةٌ من كلمتين: من غَذَم و ذَمَر. أمَّا الغَذْم فقد قلنا إنَّه الأكل بجفاءٍ و شِدَّة. و يقولون: كيلٌ غَذَامِرٌ «3»، إذا كان هَيْلًا كثيراً. و أمَّا الذَّمْر فمن ذَمَرته، إذا أغضبتَه. كأنَّه غَذُوم ذَمَر. ثم نحتت من الكلمتين كلمةٌ.
______________________________
(1) نغص الكتف، يفتح النون و ضمها، حيث تذهب و تجي‌ء. ينغضان، أي يتحركان، إذا مشي الإنسان.
(2) البيت لمغلس بن لقيط الأسدي، كما سبق في (جبر). و في اللسان (جبر، غترف، غطرف): «فإنك إن عاديتني».
(3) في الأصل: «غذمذم»، تحريف. يقال: كيل غذامر، و غذارم أيضا.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 432
و من ذلك (الغَضَنْفَر)، و هو الرَّجُل العليظ، و الأسد الغَشُوم. و هذا ممَّا زيدت فيه الراء و النون، و هو من الغَضَف. و قد مضي أنَّ اللّيلَ الأغضفَ الذي يُغَشِّي بظلامِه.
و من ذلك (المُغَثْمَرُ)، و هو الثَوْب الخشنُ الرَّدي، النَّسْج. قال:
عَمْداً كسوتُ مُرْهِباً مُغَثْمَرَا و لو أشاء حِكْتُهُ مُحَبَّرَا «1»
يقول: ألبستُهُ المغَثْمَرَ لأدفع به عنه العينَ. و هذه منحوتةٌ من كلمتين:
من غَثَم و غَثَرَ. أمَّا غَثَر فمن الغُثْر، و هو كلُّ شي‌ء دُونٍ. و أمَّا غَثَمَ فمن الأغثم:
المختلط السَّواد بالبياض.
و مما وُضع وضعاً و ليس ببعيدٍ أن يكون له قياس (غَرْدَقْتُ) السِّتْرَ: أرسلتُه.
و (الغُرْنُوق): الشَّبابُ الجميل. و (الغِرنِيق) طائر.
و يقولون: (الغَلْفَقُ): الطُّحُلَب.
و يقولون: (اغْرَندَاهُ)، إذا عَلَاهُ و غَلَبُه. قال:
قد جعل النُّعاس يَغْرَنْدِينِي أدفَعُهُ عني و يَسْرَنْدِينِي «2»
تم كتاب الغين، و اللّٰه أعلم بالصواب
______________________________
(1) الرجز في اللسان (غثمر). و مرهب: اسم ولد الراجز.
(2) الرجز في اللسان (سرند، غرند).
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 433‌

كتاب الفَاء

باب الفاء و ما بعدها في المضاعف و المطابق

فق

الفاء و القاف في المضاعف يدلُّ علي تفتُّح و اختلاطٍ في الأمر.
يقال: انفَقَّ الشَّيْ‌ءُ، إذا انفرَجَ. و يقولون: رجلٌ فَقْفَاقٌ، أي أحمق مُخَلِّطٌ في كلامه و يقال فَقَاقٌ أيضاً «1».

فك

الفاء و الكاف أصلٌ صحيحٌ يدلُّ علي تفتُّح و انفراج. من ذلك فَكاك الرَّهْن، و هو فَتْحُه من الانغلاق. و حكي الكسائيّ: الفِكَاك بالكسر. و يقال: فَكَكْتُ الشَّي‌ءَ أفكُّه فكَّا. و سقط فلانٌ و انفكَّت قدمُه، أي انفرجت. و قولهم: لا ينفكُّ يفعل ذلك، بمعني لا يزال. و المعني هو و ذلك الفعلُ لا يفترقان. فالقياس فيه صحيح. و الفكُّ «2»: انفراج المَنْكِبِ عن مَفْصِله ضَعْفا.
و مما هو من الباب: الفَكَّانِ: مُلتقي الشِّدْقين.* و سمِّيا بذلك للانفراج.
______________________________
(1) يقال فقاق و فقاقة بالهاء كذلك.
(2) و يقال «الفكك» أيضاً بالتحريك.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 434‌

فل

الفاء و اللام أصلٌ صحيح يدلُّ علي انكسارٍ و انثلام. أو ما يقاربُ ذلك. مِن ذلك الفَلُّ: القومَ المنهزِمون. و الفُلولُ: الكُسور في حدِّ السيف، الواحدُ فَلٌّ. قال النابغة:
و لا عيبَ فيهم غير أنَّ سُيوفَهم بهنَّ فُلولٌ من قِراع الكتائبِ «1»
و الفليل: ناب البعير إذا انثلَمَ.
و مما يقارب هذا الفِلُّ: الأرض لا نباتَ فيها. و القياس فيه صحيح و قال:
فَلٌّ عن الخير مَعْزِلُ «2»
يقال: أفلَلْنا: صِرنا في الفِلّ.
و مما شذّ عن هذا الأصل: الفَليلة: الشعر اجتمِع، و الجمع الفليل. قال:
و مُطَّرِدِ الدِّماء و حيث يُهْدَي من الشَّعَر المضفّر كالفليلِ «3»

فم

الفاء و الميم ليس فيه غير الفم، و ليس هذا موضعه، لكن حكي فُمٌّ بالضمّ و التشديد. قال:
يا ليتها قد خرجَتْ من فمِّهْ «4»
______________________________
(1) ديوان النابغة 6. و أنشد عجزه في اللسان (فلل) بدون نسبة.
(2) قطعة من بيت لعبد اللّه بن رواحة يصف العزي، و هو بتمامه كما في اللسان (فلفل):
و إن التي بالجزع من بطن نخلة و من دانها فل من الخير معزل
(3) للكميت في اللسان (فلل) برواية: «حيث يلقي».
(4) الرجز لمحمد بن ذؤيب العماني الفقيمي، كما في اللسان (فمم). قال: «و لو قال من فمه بفتح الفاء لجاز».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 435‌

فن

الفاء و النون أصلانِ صحيحان، يدلُّ أحدُهما علي تعنِيَةٍ، و الآخَر علي ضربٍ من الضُّروب في الأشياء كلِّها.
فالأوَّل: الفَنّ، و هو التعنية و الإطراد الشّديد. يقال: فَنَنْتُه فَنّا، إذا أطردتَه و عنَّيْتَه.
و الآخر الأفانين: أجناس الشّي‌ء و طُرقُه. و منه الفَنَن، و هو الغصن، و جمعه أفنان، و يقال: شجرةٌ فَنْواء، قال أبو عبيد: كأنّ تقديره فَنّاء.

فه

الفاء و الهاء كلمةٌ واحدةٌ تدل علي العِيِّ و ما أشبهه، من ذلك الرّجل الفَهُّ، و هو العَيِيّ، و المرأة فَهّةٌ، و مصدره الفَهَاهة. قال:
فلم تَلقَنِي فَهَّا و لم تَلْقَ حُجَّتي مُلَجْلَجَةً أبغِي لها مَن يقيمُها «1»
و يقال: خرجتُ لحاجةٍ فأَفَهَّنِي فلانٌ حتَّي فَهِهْت، أي أنسانِيها.

فأ

الفاء و الهمزة مع معتلٍّ بينهما، كلماتٌ تدلُّ علي الرجوع. يقال:
فاء الفَي‌ء، إذا رجع الظِّلُّ من جانب المغرِب إلي جانب المشرق. و كلُّ رجوعٍ في‌ءٌ. قال اللّٰه تعالي: حَتّٰي تَفِي‌ءَ إِليٰ أَمْرِ اللّٰهِ، أي ترجع. قال الشَّاعر:
تَيَمَّمَتِ العَينَ التي عند ضارجٍ يَفي‌ءُ عليها الظِّلُّ عِرْمِضُها طامِ «2»
يقال منه: فيَّأَتِ الشَّجرةُ، و تَفَيّأْت أنا في فَيئها. و المرأة تفيِّئُ شعرَها، إذا
______________________________
(1) و كذا وردت روايته في المجمل. و في البيان (1: 131) و اللسان (فهه): «فلم تلفني فها و لم تلف» بالفاء في الموضعين.
(2) البيت لامرئ القيس، كما في معجم البلدان (ضارج) و الأغاني (7: 123) حيث أورد قصة له، إذ كان سببا في إنقاذ و قد من اليمن كانوا يريدون لقاء الرسول.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 436
حرَّكتْ رأسَها من قِبَل الخُيَلاء. و يقال تفيُّؤها، تكسُّرها لزَوْجِها. و القياس فيه كلِّه واحد. و الفي‌ء: غنائمُ تُؤخذ من المشركين أفاءَها اللّٰه تعالي عليهم.
قال اللّٰه سبحانه: مٰا أَفٰاءَ اللّٰهُ عَليٰ رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُريٰ. و يقال:
استفأْتُ هذا المالَ، أي أخذتُه فيْئاً. و فلانٌ سريع الفَي‌ء من غضبه و الفِيئَة.
فأمَّا قولهم: يا فَيْ‌ءَ مالِي، فيقولون: إنَّها كلمةُ أسفٍ. و هذا عندي من الكلام الذي ذهب مَنْ كان يُحسن حقيقةَ معناه. و أنشد:
يا فَيْ‌ءَ ما لِيَ مَنْ يُعَمَّرْ يُفْنِهِ مرُّ الزَّمان عليه و التَّقليبُ «1»

فت

الفاء و التاء كلمةٌ تدلُّ علي تكسير «2» شي‌ء و رفْتِه. يقال: فَتَتُّ الشَّي‌ءَ أفُتُّ فَتَّا، فهو مفتوتٌ و فَتيت. و فُتَّة: ما يُفَتُّ و يُوضَع تحتَ الزَّند «3».
و فَتَّ في عضُده، و ذلك إذا أساء إليه، كأنَّه قد فَتَّ من عَضُده شيئاً.
و مما شذَّ عن هذا الأصل الفَتفتة: أن تشرب الإبلُ دونَ الرِّيّ.

فث

الفاء و الثاء كلماتٌ تدلُّ علي كَسْر شي‌ء، أو نثرِه، أو قلعه.
من ذلك قولهم: فَثَّ جُلَّته: نَثَرها «4». و انفَثَّ الرّجُلُ من همٍّ أصابه، أي انكسر.
______________________________
(1) البيت من أبيات لنويفع بن نفيع الفقعسي، كما في أمالي الزجاجي 81- 82 و اللسان (مرط). و يقال بل هو نافع بن نفيع، أو نافع بن لقيط الفقعسي. و أنشده في اللسان (شيأ، فيأ) بدون نسبة، و في (هيأ) بنسبته إلي الجميع بن الطماح أو نافع بن لقيط الأسدي. و انظر في البيان (3: 82) بتحقيقنا. و يروي: «يا فيّ مالي» و «يا هي‌ء مالي» و «يا شي‌ء مالي» و كلها كلمات معناها التعجب. و رواية الجاحظ: «و كذاك حقا».
(2) في الأصل: «تكسر».
(3) في اللسان: «بعرة أوروثة توضع تحت الزند عند القدح».
(4) في اللسان: «إذا نثر تمرها».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 437
و يقال إنّ الفَثَّ: الفسِيلُ يُقتلَعُ من أصله «1».
و من الباب الفَثُّ، و هو هَبِيدُ الحَنظل، لأنّه يُنثَر.

فج

الفاء و الجيم أصلٌ صحيح يدلُّ علي تفتُّح و انفراج. من ذلك الفَجُّ: الطَّريق الواسع. و يقال: قَوسٌ فَجّاءُ، إذا بَانَ وترُها عن كَبدِها.
و الفجَج أقْبَحُ من الفَحَج. و منه حافرٌ مُفِجٌّ، أي مقبَّب، و إذا كان كذا كان في باطنه شِبْه الفَجْوة.
و مما شذَّ عن هذا الأصل: الفِجُّ: الشي‌ء لم ينضَجْ مما ينبغي نُضْجُه.
و شذّت كلمةٌ واحدة أخري حكاها ابنُ الأعرابيّ، قال: أَفَجَّ يُفِجُّ، إذا أسرع. و منه رجلٌ فجفاجٌ: كثير الكلام.

فح

الفاء و الحاء كلمةٌ واحدةٌ، و هو الفَحيح: صوتُ الأفعي.
قال:
كَأنَّ نَقيقَ الحَبِّ في حاويائِهِ فَحِيحُ الأفاعي أو نقيقُ العقاربِ «2»

فخ

الفاء و الخاء كلماتٌ لا تنقاس. من [ذلك] الفَخِيخ كالغَطيط في النَّوم.
و الفَخَّة: استرخاءٌ في الرجلين «3». و يقال الفَخَّة: المرأة الضخمة «4». و الفَخُّ للصَّيد معروف.
______________________________
(1) هذا المعني لم يرد في المعاجم المتداولة.
(2) البيت لجرير، كما سبق في حواشي (حوي) برواية أخري. و أنشده في اللسان (حوي):
«نقيق الأفاعي». و رواية اللسان (نقق) تطابق رواية المقاييس هنا.
(3) ورد هذا المعني في القاموس و لم يرد في اللسان.
(4) ورد هذا المعني أيضا في القاموس و لم يرد في اللسان. و اقتصر في اللسان علي تفسيره بالمرأة القذرة، و جمع صاحب القاموس بين المعنيين.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 438‌

فد

الفاء و الدال أصلٌ صحيح، يدلُّ علي صَوت و جَلَبة.
قال رسول اللّٰه صلي اللّه عليه و آله و سلم: «إنَّ الجفاءَ و القَسْوةَ في الفَدَّادِين «1»»
، و هي أصواتُهم في حروثِهم و مواشيهم. قال الشَّاعر:
نُبِّئْتُ أخوالِي بني يزيد «2» ظلماً علينا لهُمُ فَدِيدُ
و مما شذَّ عن هذا: الفَدْفَد: الأرض المستويَة.

فذ

الفاء و الذال كلمةٌ واحدة تدلُّ علي انفرادٍ و تفرُّق. من ذلك الفَذُّ، و هو الفَرْد. و يقال: شاةٌ مُفِذُّ، إذا ولدت واحداً، فإن كان ذلك عادتَها فهي مِفْذَاذ. و لا يقال: ناقةٌ مُفِذّ، لأنَّ الناقة لا تلِدُ إلَّا واحداً. و يقال تَمْرٌ فَذٌّ: متفرِّق. و الفَذُّ: الأوَّل من سِهام القِداح.

فر

الفاء و الراء أصول ثلاثة: فالأوّل الانكشاف و ما يقاربُهُ من الكَشْف عن الشَّي‌ء، و الثاني جنسٌ من الحيوان، و الثالث دالٌّ علي خِفّة و طَيْش.
فالأوّل قولهم: فَرّ عن أسنانه. و افتَرَّ الإنسان، إذا تبسَّمَ. قال:
يفترُّ مِنْك عن الواضحا تِ إذْ غيرُك القَنِح الأثْعَلُ «3»
______________________________
(1) انظر البيان (1: 13) و الحيوان (5: 507).
(2) الرجز من شواهد الخزانة (1: 131) أنشده الرضي شاهدا لأن «يزيد» علم محكي، لكونه سمي بالفعل مع ضميره المستتر، من قولك: المال يزيد. قال البغدادي: و لو كان من قولك يزيد المال لوجب منعه من الصرف و كان هنا مجرورا بالفتحة. و بنو يزيد: تجار كانوا بمكة.
انظر تحقيق البغدادي في اليزيدية و النزيدية. قال «هذا البيت في غالب كتب النحو و لم أظفر بقائله» و لم يعزه أحد لقائله غير العيني فإنه قال: هو لرؤبة بن العجاج. و قد تصفحت ديوانه فلم أجده فيه».
(3) للكميت في اللسان (فرر) برواية. «و يفتر منك عن الواضحات إذا».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 439
و يقولون في الأمثال:
هو الجوادُ عينُه فُرِارُه «1»
أي يغنيك مَنظرُه من مَخْبَره. و كأنَّ معنَي هذا إنَّ نَظَرَك إليه يُغنيك عن أن تَفُرَّه، أي تكشفَه و تبحثَ عن أسْنانِه «2». و يقولون: أَفرَّ المُهرُ، إذا دنا أن يُفَرَّ جَذَعاً. و أفَرَّت الإبلُ للإثناء إفراراً، إذا ذهبَتْ رَواضِعُها و أثْنَتْ.
و يقولون: فُرَّ فلاناً عمَّا في نفسه، أي فتِّشْه. و فُرَّ عن الأمر: ابحثْ.
و من هذا القياس و إن كانا متباعدَين في المعني: الفِرار، و هو الانكشاف؛ يقال فَرَّ يَفِرّ، و المَفَرُّ المصدر. و المَفَرّ: الموضع يُفَرُّ إليه. و الفرّ: القَوم الفارُّون.
يقال فَرٌّ جمع فارّ، كما يقال صَحْبٌ جمع صاحب، و شَرْبٌ جمع شارب.
و الأصل الثاني: الفَرِير: ولد البقرة. و يقال الفُرَار من ولد المَعْز: ما صَغُر جسمُه، واحده فَرِيرٌ، كرَخْل و رُخال، و ظئر و ظُؤار.
و الثالث: الفَرْفَرة: الطَّيْش و الخِفَّة. يقال: رجلٌ فَرْفارٌ و امرأةٌ فرفارة.
و الفَرفارة: شجرة.

فز

الفاء و الزاء أُصَيلٌ يدلُّ علي خفّةٍ و ما قارَبَهَا. تقول: فَزَّهُ و استفزَّه، إذا استخفَّه. قال اللّٰه تعالي: وَ إِنْ كٰادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ أي يحملونك علي أن تَخِفَّ عنها. و أفزَّه الخوفُ و أفْزَعَه بمعنًي. و قد استفَزَّ فُلاناً جهْلُه. و رجل فَزٌّ: خفيف. و يقولون: فزَّ عن الشي‌ء: عدل. و الفَزُّ: ولَد البقرة.
و يُمكن أن يسمَّي بذلك لخفَّة جسمِه. قال:
______________________________
(1) في اللسان (فرر) و أمثال الميداني: «إن الجواد». و الفرار، بضم الفاء و كسرها و فتحها.
(2) في الأصل: «شأنه».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 440
كما استغَاثَ بسي‌ءٍ فَزُّ غَيْطَلَة خافَ العُيونَ و لم يُنْظَر به الحَشَكُ «1»

فس

الفاء و السين ليس فيه شي‌ءٌ إلا كلمةٌ معرّبة. يقولون:
الفِسْفِسَةُ: الرَّطْبَةُ.

فش

الفاء و الشين يدلُّ علي انتشارٍ و قلّة تماسُك. يقال: ناقةٌ فَشُوشٌ، إذا كانت مُنتشرَةَ الشَّخْب. و انْفَشَّ عن الأمر: كسِلَ. و الفَشُّ:
تتبُّع السَّرَقِ الدُّون؛ و هو فَشَّاش.

فص

الفاء و الصاد كلمةٌ تدلُّ علي فَصْل بين شيئين. من ذلك الفُصُوصُ، هي مفاصِلُ العظامِ كلِّها- قال أبو عبيد: إلّا الأصابع- واحدها فَصّ.
و من هذا الباب: أفْصَصت إليه من حقِّه شيئاً، كأنَّكَ فصَلْتَه عنك إليه. و فَصَّ الجُرْحُ: سال.
و مما يقارِبُ هذا: الفَصُّ: فَصُّ الخاتَم. و سمِّي بذلك لأنَّه ليس من نَفس الخاتَم، بل هو مُلْصَقٌ به. فأمَّا فَصُّ العَينِ فحدَقتُها علي معني التَّشْبيه.

فض

الفاء و الضاد أصلٌ صحيح يدلُّ علي تفريقٍ و تجزئة. من ذلك: فضَضْتُ الشَّيْ‌ءَ، إذا فرَّقتَه؛ و انْفَضَّ هو. و انْفَضَّ القومُ: تفرَّقوا. قال اللّٰه سبحانه: وَ لَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ.
و من هذا الباب: فَضَضْت عن الكِتاب خَتْمَه. و ممكن أن* يكون الفِضَّةُ من هذا الباب، كأنها تفضّ «2»، لما يتَّخَذُ منها من حَلْي. و الفُضِاض: ما تفضَّضَ
______________________________
(1) البيت لزهير في ديوانه 177 و اللسان (سيأ، فزز، غطل، حشك). و سي‌ء، يقال بفتح السين و كسرها، و هو اللبن قبل نزول الدرة يكون في طرف الأخلاف.
(2) في الأصل: «تفض له».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 441
من الشي‌ء إذا انفَضَّ. و الفاضَّة. الدَّاهية، و الجمع فَوَاضُّ، كأنَّهَا تَفُضُّ، أي تُفَرَّق.
و من الذي يجوز أن يُقاسَ علي هذا: الفَضْفَضَة: سَعَةُ الثَّوب. و ثوبٌ فَضفاضٌ و درعٌ فضفاضةٌ، لأنَّها إذا اتسَعتْ تباعَدَتْ أطرافُها. و أمَّا الفضِيض فالماء العَذْب، سمِّي لفَضاضتِه و سُهولةِ مَرَّة في الحَلْقِ.

فظ

الفاء و الظاء كلمةٌ تدلُّ علي كراهةٍ و تكرُّه. من ذلك الفَظ:
ماء الكَرِش. و افتُظَّ الكرِش، إذا اعتُصِر. قال الشاعر «1»:
فكانوا كأنْفِ اللَّيث لا شَمَّ مَرْغَماً و ما نال فَظَّ الصَّيد حَتَّي يُعفِّرا «2»
قال بعضُ أهل اللُّغة: إنَّ الفَظاظةَ من هذا. يقال رجلٌ فظٌّ: كريه الخُلُق.
و هو من فَظِّ الكَرِش، لأنه لا يُتناول إلَّا ضرورةً علي كراهة. و يقولون:
الفَظِيظ: ماء الفَحْل.

فغ «3»

الفاء و الغين ليس فيه كلامٌ أَصيل، و هو شِبْهُ حكايةٍ لصوت. يقولون: الفَغْفَغَة: الصَّوت بالغَنَم. و يقولون: الفغْفغاني «4»: القصَّاب أو الرَّاعي؛ و كذلك الفَغْفغيّ. و يقولون: الفَغْفَغان: الرّجلُ الخفيفُ. و تفغفغَ في أمره: أسرَعَ. و كلُّ هذا قريبٌ بعضه من بعض. و اللّٰه أعلم بالصَّواب.
______________________________
(1) هو جساس بن نشبة، كما في اللسان و تاج العروس (فظظ). و في الحماسة 339 بشرح المرزوقي أنه حسان بن نشبة.
(2) في اللسان: «فكونوا». و في الأصل: «حتي تعفرا»، صوابه في اللسان.
(3) هذه المادة ليست في اللسان. و الذي في القاموس: «الفغة: تضوع الرائحة. و قد فغتني الرائحة». فسائر المادة هنا مما انفردت به المقاييس و المجمل.
(4) في الأصل: «الفغفغان»، و أثبت ما في المجمل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 442‌

باب الفاء و القاف و ما يثلثهما

فقم

الفاء و القاف و الميم أصلٌ صحيحٌ يدلُّ علي اعوجاج و قلّة استقامة. من ذلك الأمْرُ الأفْقَمُ، هو الأعوج. و الفَقَم: أن تتقدَّمَ الثَّنايا السُّفلي فلا تقَعَ عليها العُليا. و هذا هو أصل الباب: و زعم أبو بكر «1»: أنَّ الفَقَم الامتلاء. يقال: أصاب من الماء حَتَّي فَقِمَ، هو أصل الباب. فإن كان هذا صحيحاً فهو أيضاً من قياسه.

فقه

الفاء و القاف و الهاء أصلٌ واحد صحيح، يدلُّ علي إدراكِ الشَّي‌ء و العِلْمِ به. تقول: فَقِهْتُ الحديث أفْقَهُه. و كلُّ عِلْمٍ بشي‌ءٍ فهو فِقْه.
يقولون: لا يَفْقَه و لا يَنْقَه. ثم اختُصَّ بذلك علمُ الشَّريعة، فقيل لكلِّ عالم بالحلال و الحرام: فقيه. و أَفْقَهْتُك الشَّي‌ء، إذا بَيّنْتُه لك.

فقأ

الفاء و القاف و الهمزة يدلُّ علي فَتْح الشي‌ء و تفتُّحه. يقال:
تففَّأت السَّحابةُ عن مائها، إذا أرسلَتْه، كأنَّها نفتحت عنه.
و من ذلك: الفَقْ‌ء «2»، و هي السَّابِياءُ الذي ينفرج عن رأس المولود. و منه فَقأْتُ عينَه أفقؤها. فأما الفُقَي مليّنٌ فجمع فُوقٍ؛ و هو مقلوبٌ و ليس من هذا الباب. قال:
______________________________
(1) النص التالي ليس في الجمهرة، فلعله في كتاب آخر لابن دريد.
(2) في الأصل: «الفقوء»، صوابه في المجمل و اللسان. و أما الفقوء بالضم فهو جمع الفق‌ء.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 443
و نَبْلِي و فُقاهَا ك عَراقيبِ قَطاً طُحْلِ «1»

فقح

الفاء و القاف و الحاء يدلُّ علي مِثلِ ما ذكرناه قبلَه من التفتُّح.
من ذلك الفُقَّاحُ: نور الإِذْخِر، سمِّي بذلك لتفتُّحه، و يقال بل نور الشّجرِ كُلِّه فُقَّاح. و يقال: فَقَّح الجَروُ: فتَّح عينَيه. قال الشَّاعر:
و أكحُلْكَ بالصَّابِ أو بالجَلَا فَفَقِّحْ لذلك أو غمِّضِ «2»

فقد

الفاء و القاف و الدال أصيل يدلُّ علي ذَهاب شي‌ء و ضَياعِه.
من ذلك قولهم. فَقَدت الشَّي‌ء فَقْداً. و الفاقد: المرأة تَفْقِد ولدَها أو بعلها، و الجمع فَواقِد. فأمَّا قولُك: تفقَّدْتُ الشَّي‌ءَ، إذا تطلّبتَه، فهو من هذا أيضاً، لأنَّك تطلبه عند فقدك إيَّاه. قال اللّٰه تعالي: وَ تَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقٰالَ مٰا لِيَ لٰا أَرَي الْهُدْهُدَ أَمْ كٰانَ مِنَ الْغٰائِبِينَ.

فقر

الفاء و القاف و الراء أصلٌ صحيح يدلُّ علي انفراجٍ في شي‌ء، من عضوٍ أو غير ذلك. من ذلك: الفَقَار للظَّهر، الواحدة فَقَارةٌ، سمِّيت للحُزُوز و الفُصول التي بينها «3». و الفقير: المكسور فَقَارِ الظَّهر. و قال أهل اللُّغة: منه اشتُقَّ اسمُ الفقير، و كأنه مكسورُ فَقَار الظَّهر، من ذِلَّتِهِ و مَسْكَنتِه. و من ذلك:
______________________________
(1) البيت للفند الزماني، أو لامرئ القيس بن عابس الكندي، كما في اللسان (فوق، دفنس) و أخبار النحويين البصريين لأبي سعيد السيرافي 29. و انظر قصيدة البيت عند السيرافي، و ابن قتيبة في مقدمة الشعر و الشعراء، و اللسان (دفنس).
(2) نسب البيت للمتنخل الهذلي، كما في اللسان (جلا). و قال ابن بري: الصواب أنه لأبي المثلم الهذلي. و أنشده ابن سيده في المخصص (15: 122) بدون نسبة، برواية: «ففقح لكحلك».
(3) في الأصل: «بينها و بين»، و كلمة «و بين» مقحمة.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 444
فقْرَتْهم الفاقرة، و هي الدَّاهية، كأنها كاسرةٌ لفَقار الظهر. و بعضُ أهلِ العلم يقولون: الفَقير: الذي له بُلْغَةٌ من عَيْشٍ* و يحتجُّ بقوله:
أَمَّا الفَقير الذي كانت حَلُوبَتُه وَفْقَ العِيال فلم يُترَك له سَبَدُ «1»
قال: فجعل له حَلوبةً، و جعَلَها وَفْقاً لعياله، أي قوتاً لا فَضْلَ فيه. و أمَّا الفقير فإنّه مَخرَج الماءِ من القناة، و قياسُه صحيح، لأنّه هُزِم في الأرض و كُسِر. و أمّا قولهم: أفْقَرَكَ الصَّيدُ، فمعناه أنَّه أمكَنَك من فَقَارِه حتَّي ترمِيَه. و يقال: فَقَرْتُ البعيرَ، إذا حَزَزتَ خَطمَه ثم جعلتَ علي موضع الحزِّ الجَرِيرَ لتُذِلَّه و تَرُوضَه.
و أفْقَرتُكَ ناقِتي: أعَرْتُك فَقَارَها لتركبَها. و قول القائل:
مَا ليلةُ الفَقير إلَّا شَيطانْ «2»
فالفقير هاهنا: رَكيُّ معروف «3». و يقال: فَقَرت للفَسِيل، إذا حفَرتَ له حينَ تغرسه، و فَقَرت الخَرَزَ، إذا ثقبتَه. و سَدَّ اللّٰهُ مَفاقِره، أي أغناه و سَدَّ وجوهَ فقره «4». قال:
و إنَّ الذي ساقَ الغنَي لابنِ عامرٍ لَرَبِّي الذي أرجو لسدِّ مَفاقرِي «5»

فقس

الفاء و القاف و السين. يقولون: فَقسَ: مات «6».
______________________________
(1) البيت للراعي، كما في إصلاح المنطق 360 و اللسان (فقر، وفق) و المخصص (12:
285، 286). و أنشده في المجمل بدون نسبة.
(2) بعده في اللسان (فقر) و معجم البلدان (الفقير) مع تحريف في المعجم:
محنونة تودي بروح الإنسان
(3) و كذا في المجمل و معجم البلدان. و في اللسان: «ركية بعينها».
(4) في الأصل: «وجو فقر».
(5) أنشده كذلك في المحمل.
(6) زاد في اللسان: «و قيل مات فجأة».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 445‌

فقص

الفاء و القاف و الصاد ليس بشي‌ء، إلا أنَّهم يقولون: فُقِصَت البيضةُ عن الفَرْخ.

فقع

الفاء و القاف و العين. اعلمْ أنَّ هذا البابَ و كلِمَهُ غيرُ موضوعٍ علي قياس، و هي كلماتٌ متبايِنة.
من ذلك الفَقْع: ضَربٌ من الكَمْأَة، و به يشبَّه الرّجلُ الذَّليل فيقال:
«هُوَ أذَلُّ من فَقْعٍ بقاع «1»». و الفَقْع: الحُصَاص «2». و هذا من قولهم: فَقَّع بأصابعه: صَوَّت.
و ممَّا «3» لا يشبه الذي قبلَه صفةُ الأصفر، يقال أصفرُ فافع. و يقولون:
الإفقاع: سُوء الحال، يقال منه: أفْقَعَ. و فَواقع الدَّهر: بَوائِقُه فأمَّا الفُقَّاع فيقال إنّه عربيّ. قال الخليل: سمِّي فُقّاعاً لما يرتفع في رأسه من الزَّبد. قال: و الفَقافيع كالقوارير فوقَ الماء.

باب الفاء و الكاف و ما يثلثهما

فكل

الفاء و الكاف و اللام كلمةٌ واحدة، و هي الأفْكَل:
الرِّعدة. و يقولون: لا يُبنَي منه فعل
______________________________
(1) و يقال أيضا: «بقرقر» و «بقردد». اللسان (فقع).
(2) و فسره بهذا اللفظ أيضا في المجمل. و هو الضراط.
(3) في الأصل: «و ما».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 446‌

فكن

الفاء و الكاف و النون كلمةٌ واحدة، و هي التندّم، يقال تندَّم و تفكَّنَ بمعنًي.

فكه

الفاء و الكاف و الهاء أصلٌ صحيح يدلُّ علي طِيب و استطابةٍ.
من ذلك الرّجُل الفَكِه: الطيِّب النَّفس.
و من الباب: الفاكهة، لأنَّها تُستَطابُ و تُستطرَف.
و من الباب: المُفاكَهة، و هي المُزاحة و ما يُستحلَي من كلام.
و من الباب: أفكَهَتِ النّاقةُ و الشّاةُ، إذا دَرَّتا عند أكل الرَّبيع و كانَ في اللبن أدنَي خُثُورة؛ و هو أطيَبُ اللَّبن.
فأمَّا التَّفَكُّه في قوله تعالي: فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ فليس من هذا، و هو من باب الإبدال «1»، و الأصل تَفَكَّنون، و هو من التندُّم، و قد مضي ذِكرُه.

فكر

الفاء و الكاف و الراء تردُّدُ القَلْب في الشَّي‌ء يقال تفكّرَ إذا ردَّدَ قلبه معتبِرا. و رجلٌ فِكِّير: كثير الفِكر «2».

باب الفاء و اللام و ما يثلثهما

فلم

الفاء و اللام و الميم كلمةٌ. يقولون الفَيْلم: العظيم من الرَّجال. و في ذكر الدَّجَّال: «رأيتُه فَيْلَمَانِيَّا». و قال الشَّاعر «3»:
و يَحمِي المُضافَ إذا ما دَعا إذا فرَّ ذُو اللِّمَّةِ الفَيْلَمُ
______________________________
(1) هو لغة لعكل، أو لأزد شنوءه، كما في اللسان (فكه).
(2) و يقال أيضا «فيكر» بفتح الفاء و سكون الياء، هذه عن كراع.
(3) هو البريق الهذلي، كما سبق في حواشي (ضيف).
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 447
و يقولون: الفَيْلَم: المُشْط «1». و ليس بشي‌ء.

فلن

الفاء و اللام و النون كناية عن كلِّ أحد. و رخَّمه أبو النجمِ فقال:
في لَجَّةٍ أَمْسِكْ فُلاناً عَنْ فُلِ «2»
هذا في الناس، فإنْ كان في غيرهم قيل: ركبتُ الفلانةَ و الفرس الفلان «3».

فلو

الفاء و اللام و الحرف المعتلّ كلمةٌ صحيحة فيها ثلاث كلمات:
التَّربية، و التفتيش، و الأرض الخالية.
فالتّربِيَة: فَلَوتُ المُهْرَ، إذا ربَّيْته. يقال: فلاهُ يَفلوه. و يسمَّي فَلُوًّا:
قال الحُطيئة:
سعيدٌ و ما يفعلْ سعيد فإنَّه نَجيبٌ فَلَاه في الرِّباط نَجيبُ
«4» و قولهم: فلَوتُه عن أمِّه، أي قطعته عن الفطام «5»، فمعناه ما ذكرناه. و فَلَوْتُ المُهر و افتليتُه. قال:
______________________________
(1) و ينشدون في ذلك:
كما فرق اللمة الفيلم
(2) المجمل و اللسان (فلن) و الخزانة (1: 401). و انظر أرجوزته المنشورة بمجلة المجمع العلمي العربي (8: 472- 479)، و هي أرجوزة طويلة عدة أشطارها 191 شطراً و كان رؤبة يسميها «أم الرجز».
(3) في الأصل: «و في الفردس الفلان». و في المجمل: «قيل الفلانة و الفلان».
(4) ديوان الحطيئة 42 و اللسان و المجمل (فلا). و سعيد هذا، هو سعيد بن العاصي الجواد الخطيب، كما في اللسان و البيان (3: 116) بتحقيقنا. و كلمة «فإنه» ساقطة من المجمل، و إثباتها من الديوان، و اللسان، و المجمل.
(5) و كذا في المجمل، أي بعد الفطام. و في اللسان: «عزله عن الرضاع و فصله».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 448
و ليس يَهْلِك منا سيّدٌ أبداً إلّا افتلينا غُلاماً سيِّداً فينا «1»
و الكلمة الأخري: فَلَيْتَ الرَّأس أفْليه. ثم يستعار فيقال: فلَيْتَ رأسَه بالسَّيف أفليه.
و الكلمة الثالثة: الفلاة، و هي المَفَازة، و الجمع فلواتٌ و فَلًا.

فلت

الفاء و اللام و التاء كلمةٌ صحيحة تدلُّ علي تخلُّصٍ في سرعة.
يقال: أفْلَتَ يُفْلِتُ. و كان ذلك الأمر فَلْتَةً، إذا لم يكُنْ عن تدبُّر و لا رأيٍ و لا تردُّد «2». و يقال: تفلَّتَ إلي هذا الأمر، كأنَّه نازَعَ إليه. و فرسٌ فَلَتَانٌ:
نشيطٌ حديدُ الفؤاد. و ثَوبٌ فَلُوتٌ: لا ينضمُّ طرفاهُ علي لابِسِه من صِغَره، كأنَّ معناه أنَّه يُفْلِت من اليد «3».
و من الباب: افتُلِتَ الإنسان، إذا ماتَ فجأة. و
في الحديث: «أُمِّي افْتُلِتَتْ نَفْسُها»
. و الفَلْتة: آخِرُ يوم من جمادَي الآخرة.

فلج

الفاء و اللام و الجيم أصلانِ صحيحان، يدلُّ أحدهما علي فوزٍ و غَلَبة، و الآخر علي فُرْجَةٍ بين الشَّيئين المتساويين.
فالأول: قولُهم، فُلِجَ الرَّجُل علي خَصْمِه، إذا فازَ: و السَّهم الفالِج:
الفائز. و الرَّجل [الفالج]: الفائز. و الاسم الفُلْج. و من أمثال العرب: «أنَا من هذا الأمر فالجُ بن خَلَاوةَ» قالوا: معناه أنا منه بري‌ءٌ. و تفسير هذا أنَّه إذا خلا منه
______________________________
(1) لبشامة بن حزن النهشلي، كما في اللسان (فلا) و أنشده في المجمل بدون نسبة و مقطوعة البيت في الحماسة (1: 25) منسوبة لبعض بني قيس بن ثعلبة.
(2) و كذا في المجمل. و لعل صوابها «ترو». و في اللسان: «و الفلتة: كل شي‌ء فعل من غير رؤية».
(3) في الأصل: «إلي البد»، صوابه من اللسان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 449
فقد فازَ، أي نجا منه. و خَلَاوة، مِن خلا يخلو. و
قال عليٌّ عليه السلام: «إنَّ المرءَ المسلم إذا لم يَغْشَ دناءَةً يَخْشَعُ إذا ذُكِرَتْ له، و تُغْرِي به لئامَ النَّاس، كالياسر الفالج، ينتِظر فَوزةً من قِداحِه»
. و الأصل الآخر: الفَلَج في الأسنان «1»: تَباعُدُ ما بين الثَّنايا و الرَّبَاعِيَات. و قال أبو بكر: «رجلٌ أفْلج الأسنانِ، و امرأةٌ فلجَاء الأسنان، لا بدَّ من ذِكْر الأسنان «2»». فأمَّا الفَلَج في اليَدينِ فقال أبو عُبيد: الأفلج: الذي اعوجاجُه في يديه، فإنْ كان في رجليه فهو فَحَجٌ. و هذا هو القياسُ الأوَّل؛ لأنَّ اليدَ إذا اعوجَّت فلا بدَّ أن تتجافَي و تتباعد.
و من الباب: الفالِج: الجَمَل «3» ذو السَّنامَين، و سمِّي للفُرجة بينهما. و فرسٌ أفلَجُ: متباعِدُ ما بين الحَرْقَفَتين. و كلُّ شي‌ءٍ شققتَه فقد فَلَجْتَه فَلْجين.
أي نِصفَين.
قال ابن دُريد: «و إنَّما قيل فُلِجَ الرّجُل لأنَّه ذهب نِصفُه «4»». و يقال لِشُقَّة الثَّوب: فَلِيجة. و الفَلَج: النَّهر، و سمِّي بذلك لأنّه فُلجَ، أي كأنَّ الماء شقَّه شَقَّا فصار فُرْجَة. فأمَّا الفَلُّوجة فالأرض المُصْلَحة للزَّرع، و الجمع فَلَاليج. و أمَّا
الحديث: «أنَّهما فَلَجا الجزْية»
، فإنّه يريد قَسَماها، و سمِّي ذلك فَلْجاً لأنّه تفريق.
______________________________
(1) في الأصل: «الإنسان». صوابه من المجمل و مما تقتضيه المقابلة باليدين فيما يأتي.
(2) الجمهرة (2: 107).
(3) في الأصل: «الرجل»، و هو من طريف التصحيف.
(4) الجمهرة (2: 107).
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 450‌

فلح

الفاء و اللام و الحاء أصلان صحيحان، أحدُهما يدلُّ علي شَقٍّ، و الآخر علي فَوْزٍ و بَقاء.
فالأوَّل: فَلَحتُ الأرضَ: شَقَقتُها. و العرب تقول: «الحديد بالحديد يُفْلَح». و لذلك سمِّي الأكّار فَلَّاحا. و يقال للمشقوق الشَّفةِ السُّفلي: أفْلَحُ، و هو بيِّن الفَلَحَة. و كان عنترةُ العبسيُّ يلقَّب «الفَلْحاء» لَفلَحةٍ كانت به. قال:
و عَغْترةُ الفَلحاءُ جاء مُلَأَّماً كأنَّك فنِدٌ من عَمَايةَ أسودُ «1»
و الأصل الثّاني الفَلَاح: البقاء و الفَوْز. و قولُ الرّجُل لامرأته: «استَفلِحِي بأمرِك»، معناه فُوزِي بأمرك. و الفَلَاح: السَّحُور. قالوا: سمِّي فَلَاحاً لأنَّ الإنسانَ تبقي معه قُوّتُه علي الصَّوم. و
في الحديث: «صلّينا مع رسول اللّٰه صلّي اللّه عليه و آله حتَّي خنْنا أنْ يَفوتَنا الفَلَاح»
. قال الشَّاعر:
لكلِّ همٍّ من الهُمومِ سَعَهْ و المُسْي و الصُّبْحُ لا فَلَاح مَعَهْ «2»

فلذ

الفاء و اللام و الذال أُصَيلٌ يدلُّ علي قَطْع شي‌ءٍ من شي‌ء. من ذلك الفِلْذة: القِطْعة من الكَبِد، و الجمع فِلْذ. قال:
تكفيه حُزَّةُ فِلْذٍ إنْ أَلَمّ بها من الشِّواء و يُروي شربَه الغُمَرُ «3»
______________________________
(1) البيت لشريح بن بجير بن أسعد التغلبي، كما في اللسان (فلح). و قد أنشد بن فارس قطعة من البيت في (عنق). و في الأصل: «جد ملأما» و «من عمامة»، كلاهما محرف.
(2) للأضبط بن قريع من أبيات في الأمالي (1: 107) و المعمرين 8 و الخزانة (4: 589) و الأغاني (16: 154) و حماسة ابن الشجري 137 و البيان و التبيين (3: 341) و مجالس ثعلب 480 و المثل السائر (1: 260).
(3) لأعشي باهلة يرثي أخاه المنتشر بن وهب الباهلي، كما سبق في حواشي (غمر).
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 451
فالقِطْعة من المال فِلْذةٌ أيضاً. يقال فَلَذْتُ له من مالي، أي قطعت له فِلْدةً منه.

فلز

الفاء و اللام و الزاء ليس فيه شي‌ء إلّا أنّهم يقولون: الفِلِزُّ: خَبَث الحديد يَنْفِيه الكِير.

فلس

الفاء و اللام و السين كلمة واحدة، و هي الفَلْس، معروف، و الجمع فُلوس. و يقولون: أفْلَسَ الرّجل، قالوا: معناه صار ذا فُلوسٍ بعد أن كان ذا دراهم.

فلص

الفاء و اللام و الصاد ليس فيه شي‌ءٌ، لكنَّهم يقولون:
الانفلاص: التفلُّت «1». و فلَّصت الشَّي‌ء من الشي: خَلّصته. و هذا إنْ صحَّ فإنَّما هو من الإبدال، و الأصل الميم، يقال مَلَّصَ. و ممكنٌ أن يكون الأصل الخاء:
خَلَّص.

فلط

الفاء و اللام و الطاء ليس بأصل، لأنَّه من باب الإبدال، و الأصل الراء. و يقولون: أفْلَطَه الأمرُ: فاجَأَه. و تكلَّمَ فلانٌ فِلاطاً، إذا فاجَأَ «2» بقولِهِ. و الأصل الراء فرط، و قد ذُكِر في بابه.

فلع

الفاء و اللام و العين كلمةٌ واحدةٌ تدلُّ علي شَقِّ الشَّي‌ء. تقول:
فَلَعَت الشَّي‌ءَ: شقَقْتُه. و تَفلَّعت البَيضةُ و انْفَلَعَتْ.
______________________________
(1) في الأصل و المجمل: «التلفت»، صوابه من اللسان.
(2) في الأصل: «إذا جاء»، صوابه من المجمل و اللسان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 452‌

فلق

الفاء و اللام و القاف أصلٌ صحيحٌ يدلُّ علي فُرْجةٍ و يَيْنُونةٍ في الشي‌ء، و علي تعظيمِ شي‌ء. من ذلك: فَلَقْتُ الشي‌ءَ أُفْلِقُه فَلْقاً. و الفَلَق: الصُّبح؛ لأنَّ الظَّلام يَنْفلِقُ عنه. و الفَلَق: مطمئنٌّ من الأرض كأنَّه انفلَقَ، و جمعه فِلْقانٌ.
و الفَلق: الخَلْق كلُّه، كأنَّه شي‌ءٌ فُلِق عنه شي‌ء حَتَّي أُبرِزَ و أظْهِر. و يقال: انفَلَقَ الحَجَر و غيرُه و كلَّمَني فلانٌ من فَلْق فيه. و هو ذاك القياس. و الفَالِق: فضاءٌ بين شَقِيقَتيْ رملٍ. و قَوسٌ فِلْقٌ، إذا كانت مشقوقةً و لم تكُ قَضيباً. و الفَلِيق كالهَزْمة في جِران البَعير. قال:
فَلِيقُها أجردُ كالرُّمحِ الضَّلِعْ «1»
و الأصل الآخَر الفليقة، و هي الدَّاهية العظيمة. و العرب تقول: يا لَلْفليقة.
و الأمر العَجَبُ العظيم. و أفْلَقَ فلانٌ: أتي بالفِلْق. و كذلك يقال شاعرٌ مُفلِق.
و قال سُويد «2»:
إذا عَرَضَت داوِيَّةٌ مُدْلِهمَّة و غَرَّدَ حاديها عَمِلْنَ بِها فِلْقا «3»
و الفيلق: العجبُ أيضاً.

فلك

الفاء و اللام و الكاف أصلٌ صحيح يدلُّ علي استدارةٍ في شي‌ء. من ذلك فَلْكة المِغزل بفتح الفاء «4»، سمِّيت لاستدارتها؛ و لذلك قيل: فَلّك ثَدْيُ المرأة، إذا استدار.
______________________________
(1) الرجز لأبي محمد الفقعسي، كما في اللسان (فلق، ضلع)، و قد سبق في (ضلع). و صواب إنشاده: «فليقه» كما سبق. و قبله:
بكل شعشاع كجذع المزدرع
(2) سويد بن كراع العكلي، كما في اللسان (فلق) و إصلاح المنطق 22، 264.
(3) يروي: «عرد» بالعين المهملة، و «فرين بها».
(4) و يقال بكسرها أيضا.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 453
و من هذا القياس فَلَكَ السماء. و فَلكْتُ الجَدْيَ بقضيبٍ أو هُلْبٍ: أدرتُه علي لسانه لئلّا يرتضع. و الفَلَك: قِطَعٌ من الأرض مستديرةٌ مرتفِعة عمَّا حولَها.
و يقال إنَّ فَلْكة اللِّسان: ما صَلُب من أصله. و أمَّا السفينة فتسمَّي فُلْكا.
و يقال إنَّ الواحد و الجمعَ في هذا الاسم سواء، و لعلَّها تسمَّي فَلْكاً لأنَّها تدار في الماء.

باب الفاء و النون و ما يثلثهما

فني

الفاء و النون و الحرف المعتلّ. هذا بابٌ لا تنقاس كلِمُهُ، و لم يُبْنَ علي قياسٍ معلوم، و قد ذكرنا ما جاء فيه. قالوا: فَنِيَ يَفْنَي فَناءً، و اللّٰه تعالي أفناهُ، و ذلك إذا انقطع. و اللّٰه تعالي قَطَعه، أي ذهب به. و الفَنَا مَقصورٌ: عِنَب الثّعلب. و الفِناء: ما امتدَّ مع الدَّار من جوانبها، و الجمع أفنية. و يقولون: هو من أفناء العرب، إذا لم يُدْرَ ممن هو. و المُفانَاة: المداراة. قال:
أقيمه تارةً و أُقْعِدُه كما يُفانِي الشَّمُوسَ قائدُها «1»
و الأَفانِي: نبت، الواحدة أفانِيَة. و الفَنَاة: البَقرة، و الجمع فَنَوات. و شجرةٌ فَنْواء، إذا ذهبت أفنانُها في كلِّ شي‌ء، و القياس فَنَّاءُ، لأنّه من الفَنَن.

فند

الفاء و النون و الدال أصلٌ صحيح يدلُّ علي ثِقَل و شدة،
______________________________
(1) للكميت، كما في اللسان (فني) برواية: «تقيمه تارة و تقعده». و رواية المجمل تطابق رواية المقاييس.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 454
و يقال بعضه علي بعض «1». من ذلك الفِنْد: الشِّمراخ من الجبل، و قال قوم: هو الجبَلُ العظيم، و به سمِّي الرجل فِنْداً.
و ممَّا يقاس عليه التفنيد، و [هو] اللوم، لأنّه كلام يثقل علي سامعه و يشتدّ.
و الفَنَد: الهَرَم، و هو ذاك القياس، و لا يكون هَرَماً إلّا و معه إنكارُ عقل. يقال أفْنَدَ الرّجُل فهو مُفْنِدٌ، إذا أُهْتِر. و لا يقال عجوزٌ مُفْنِدة، لأنَّها لم تكُ في شبيبَتها ذاتَ رأي.
و يقولون: الفَنَد: الكذب. و ممكنٌ أن يكون سمِّي كذا لأنّ صاحِبَه يفنَّد، أي يلام. و ممكنٌ أن يسمّي كذا لأنَّه شديد الإثم، شديدٌ وِزْرُه.

فنع

الفاء و النون و العين أصلٌ صحيح يدلُّ علي طِيبٍ و كثرةٍ و كَرَم فالفَنَع: الكَرَم. و يقال إنَّ نَشْر المسكِ فَنَع. و يقال نَشْر الثناء الحَسن. و يقال:
مالٌ ذو فَنَع، أي كَثْرة. قال:
و قد أجودُ و ما مالي بذي فَنَعٍ علي الصَّديق و ما خيري بممنونِ «2»

فنق

الفاء و النون و القاف أُصَيْلٌ يدلُّ علي كَرَم و نَعْمة. من ذلك الفَنِيق: الفَحْل المكْرَم لا يُؤذَي لكرامته. و يقال الفُنَقُ: الجارية المنعَّمة.
و المفنّق: * المنعّم.
______________________________
(1) كذا وردت هذه العبارة.
(2) أري البيت ملفقاً من بيتين، أحدهما لأبي محجن الثقفي في ديوانه 7 و اللسان (فنع، فجر)، و هو:
و قد أجود و ما مالي بذي فنع و قد أكر وراء المحجر البرق
و يروي: «بذي فجر». و الآخر لذي الإصبع العدواني في المفضليات (1: 158) و هو:
إني لعمرك ما بابي بذي غلق عن الصديق و لا خيري بممنون
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 455‌

فنك

الفاء و النون و الكاف كلمتان. قالوا: الفَنْك: اللَّجَاج:
و يقال اللزوم. يقال: فَنَكَ: أقام.
و الكلمة الأُخري: الفَنِيك: طرف اللَّحْيين عند العَنْفقة. قال بعضُهم:
سألت أبا عمرٍو الشيبانيَّ عن الفَنِيك فقال: أمَّا الأعلي فمجتمَع اللَّحيين عند الذَّقَن، و أمَّا الأسفل فمجتمع الورِكَين حيثُ يلتقيان.

فنح

الفاء و النون و الحاء كلمة واحدة. يقولون: فَنَحَ الفرسُ من الماء، إذا شرب دونَ الرِّيّ. قال:
و الأخْذ بالغَبوق و الصَّبُوح مُبرِّداً لمِقْأبٍ فَنُوحِ «1»
المِقأب: الكثير الشّرب للماء و اللَّبَن. و رواها آخرون: «لمِصْأَبٍ»، و هو الذي يشرب دونَ الرّيّ. و اللّٰه أعلم بالصَّواب.

باب الفاء و الهاء و ما يثلثهما

فهج

الفاء و الهاء و الجيم كلمة. يقال إنَّ الفَيْهَج: الخَمْر. و أنشَدوا:
ألا يا اصْبَحينا فَيْهَجاً جدرية بماءِ سحابٍ يسبق الحقَّ باطلي «2»

فهد

الفاء و الهاء و الدال يدلُّ علي جِنْس من الحيوان، ثم يُستعار.
فالفهد معروف، و الجمع فُهود. و يقال فَهِدَ الرَّجُل: غَفَل عن الأمور، شُبِّه بالفَهد.
______________________________
(1) الرجز في اللسان (فنح).
(2) و كذا سبقت روايته في (جدر). و في المجمل (جدر): «ألا يا اصبحينا فيهجا جيدرية»، و قد سبق التنبيه علي صواب روايته، و علي نسبته إلي معبد بن سعنة.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 456
و في حديث أمِّ زَرع «1»: «إنْ دخَل فَهِدَ، و إنْ خرجَ أَسِدَ». و يقولون هذا لأنَّ الفَهد نَؤُوم.
و المستعار الفَهْدتان: لحمتا زَور الفَرس. و يقولون: الفهد: مِسمارٌ في واسطة الرَّحْل.

فهر

الفاء و الهاء و الراء ليس فيه من اللُّغة الأصلية شي‌ءٌ [إلّا] كلمةٌ واحدة، و هي الفِهر، مؤنَّثة، و هي الحجر من الحجارة. و يقولون: إنّ الفَهْر: أنْ يُجامِع الرّجلُ المرأةَ و يُفرِغَ في غيرها. و قد جاء فيه. و يقال تفَهَّرَ في المال: اتَّسعَ فيه. يقولون: ناقةٌ فَيْهَرَةٌ: شديدة. و كلُّ هذا قريبٌ بعضُه في الضعف «2» مِن بَعض.

فهق

الفاء و الهاء و القاف أصلٌ صحيح يدلُّ علي سَعَةٍ و امتلاء.
من ذلك الفَهْق: الامتلاء. يقال: أفهَقْت الكأسَ، إذا ملأتَها. و
في الحديث:
«إن أبغضَكم إليَّ الثّرثارُون المتفيهِقُون»
واحدهم مُتفيهِق. و في الذي يفهق كلامه و يَملأُ به فمَه قال الأعشي:
تَروحُ علي آلِ المُحلِّق جَفنةٌ كجابيةِ الشَّيخ العراقيِّ تَفهقُ «3»
______________________________
(1) انظره كاملا في المزهر (2: 532)، و رواه البخاري و مسلم، و الترمذي في شمائله، و الطبراني و غيرهم. و الكلمة التالية من كلام المرأة الخامسة.
(2) لعلها «في المعني».
(3) ديوان الأعشي 150 برواية: «نفي الذم عن آل المحلق». و أنشده في اللسان (حلق، فهق، جني)، و سبق إنشاده في (جني).
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 457
قال الخليل: الفَيْهق: الواسعُ من كلِّ شي‌ء، حتي يقالُ مفازةٌ فيهق قال:
و مُنفَهق الوادي: متَّسَعه.
و مما شذَّ عن هذا الأصل: الفَهْقَة: عظمٌ عند فائق الرَّأس «1» مشرفٌ علي اللَّهاة.

فهم

الفاء و الهاء و الميم عِلْم الشي‌ء، كذا يقولون أهلُ اللغة «2» و فَهمٌ: قبيلة.

باب الفاء و الواو و ما يثلثهما

فوت

الفاء و الواو و التاء أُصَيلٌ صحيح يدلُّ علي خلافِ إدراكِ الشَّي‌ءِ و الوصولِ إليه. يقال: فاته الشَّي‌ءُ فوتاً. و تفاوَتَ الشَّيئانِ: تباعَدَ ما بينهما، أي لم يُدرِك هذا ذاك. و الافتيات: افتعالٌ من الفَوت، و هو السَّبق إلي الشَّي‌ء دون الائتمار «3» يقال: فلانٌ لا يُفْتاتُ عليه، أي لا يُعْمَل شي‌ءٌ دون أمرِه.
و من الباب: الفَوْت: الفُرْجة بين الشَّيئين، كالفُرجة بين الإصبَعَين. و الجمع أفوات. يقال: ماتَ موتَ الفَوات، إذا فَوجئَ، كأنَّه فاته ما أرادَ من وصيَّةٍ و شِبْهها. و يقال: هو منِّي فَوْتَ الرُّمح. و شَتَم رجلٌ آخرَ فقال: «جعل اللّٰه تعالي رزقَه فوتَ فيه»، أي حيث يراه و لا يصلُ إليه.
______________________________
(1) و كذا في المجمل. و الفائق: موصل العنق في الرأس. و في اللسان: عند مركب العنق، و هو أول الفقار».
(2) كذا وردت العبارة، و هي لغة معروفة لبني الحارث بن كعب. و انظر حواشي 462.
(3) الائتمار: الاستشارة. و في المجمل: «دون ائتمار من يؤتمر».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 458‌

فوج

الفاء و الواو و الجيم كلمةٌ تدلُّ علي تجمُّع. من ذلك الفَوْج:
الجماعة من النَّاس، و الجمع أفواج، و جمع الجمعِ أفاوِج و أفاويج. و أمَّا أفاجَ الرَّجُل، إذا أسرَعَ، فهو من ذوات الياء، و النَيْج منه.

فوح

الفاء و الواو و الحاء كلمةٌ تدلُّ علي ثَوْرٍ و غَليان.
يقال: فاحت الرِّيح تَفوح فَوْحاً. و حكي ناسٌ: فاحت القِدرُ: غلَتْ.
و أفحتُها أنا.

فود

الفاء و الواو و الدال كلمةٌ واحدة، ثمَّ تستعار. فالفَوْد:
مُعظَم شعرِ اللِّمَّة ممَّا يلي الأذُنين ثم يقولون استعارةً لجناحَيِ العُقّاب:
فَوْدان.
و ممَّا ليس منه قولُهم: فاد يفود، إذا مات، و الأصل في هذا الياء، و قد ذكر.

فور

الفاء و الواو و الراء كلمةٌ تدلُّ علي غَلَيان، ثم يقاس عليها.
فالفَوْر: الغَلَيان. يقال: فارت القدرُ تَفورُ فَوراً. قال:
تَفور علينا قِدرُهم فنُدِيمُها و نَفْثَؤُها عنَّا إذا حَمْيُها غلا «1»
و فار غضبُه، إذا جاشَ.
و ممَّا قِيس علي هذا قولُهم: فَعَله من فَوْره، أي في بدء أمرِه، قبل أنْ يسكُن.
______________________________
(1) للنابغة الجعدي، كما سبق في (دوم). و البيت بنسبته في اللسان (دوم)، و بدون نسبة في (فثأ).
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 459‌

فوز

الفاء و الواو و الزاء كلمتانِ متضادّتان. فالأولي النَّجَاة و الأُخري الهَلكة.
فالأولي قولهم: فازَ يفوز، إذا نجا، و هو فائز. و فاز بالأمر، إذا ذهب به و خَلَص. و كان الرجلُ يقول لامرأته إذا طلّقها: فُوزِي بأمرك «1»، كما يقال:
أمرُكِ بيدك. و يقال لمن ظَفِر بخيرٍ و ذهب به. قال اللّٰه تعالي: فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النّٰارِ وَ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فٰازَ.
و الكلمة الأخري قولهم: فَوِّزَ الرَّجُل، إذا مات. قال الكُميت:
فما ضرَّها أنَّ كعباً ثَوَي و فوّز مِن بعدِه جَدْوَلُ «2»
ثم اختُلِف في المَفَازَة، فقال قومٌ: سمِّيَتْ بذلك تفاؤلًا لراكبها بالسَّلامة و النَّجاة. و المَفَازَة: المَنْجَاة. قال اللّٰه عزّ و علا: بِمَفٰازَةٍ مِنَ الْعَذٰابِ. و قال آخرون: هي من الكلمة الثَّانية، فَوَّزَ، إذا هلَكَ. ثم يقال: فوَّز الرَّجُل، إذا ركب المَفَازَة. قال:
فوّزَ من قُرَاقِرٍ إلي سُوَي «3»
______________________________
(1) هذه العبارة مما لم يرد في المعاجم المتداولة. و انظر ما سبق في (فلح).
(2) اللسان (فوز) برواية: «توي» بالتاء المثناة. و روي بالثاء المثلثة، كما هنا، في اللسان (ثوي). و كلاهما بمعني واحد، أي هلك.
(3) الرجز لشاعر من المسلمين بقوله في رافع بن عميرة الطائي، و كان رافع دليل خالد بن الوليد في السير من قراقر، و هو ماء لكلب، إلي سوي، و هو ماء لبهراء و بينهما خمس ليال. انظر الطبري (4: 45) في حوادث سنة 13 و معجم البلدان (قراقر، سوي). و أنشده في اللسان (فوز).
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 460‌

فوص

الفاء و الواو و الصاد كلمةٌ تدلُّ علي خُلوصٍ أو خَلَاصٍ من شي‌ء. يقال: قَبَضت علي ذَنَبِ الضّبِّ فأفاصَ من يدي، أي خلَّصَ ذنبَه.
و المَفَاوَصَة في الحديث: الإبانة. و ما يُفِيص بها لسانُه، أي يُبين.

فوض

الفاء و الواو و الضاد أصلٌ صحيحٌ يدلُّ علي اتّكال في الأمر علي آخَر و ردِّه عليه، ثم يفرَّع فيردّ إليه ما يُشبهه. من ذلك فوَّضَ إليه أمرَه، إذا ردَّه. قال اللّٰه تعالي في قصّةِ من قال: وَ أُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَي اللّٰهِ.
و من ذلك قولُهم: باتوا فَوْضَي «1»، أي مختلطين، و معناه أنّ كلًّا فوَّض أمرَه إلي الآخَر. قال:
طعامُهم فوضَي فَضاً في رحالِهِمْ و لا يُحْسِنون السِّرَّ إلا تنادِيا «2»
و يقال: مالُهم فوضَي بينهم، إذا لم يخالِفْ أحدُهم الآخَر. و تفاوَضَ الشَّريكان في المال، إذا اشتركا ففوَّض كلٌّ أمرَه إلي صاحبه «3»، هذا راضٍ بما صنع ذاك و ذاك راضٍ بما صنع هذا، ممَّا أجازته الشَّريعة.

فوع

الفاء و الواو و العين يدلُّ علي ثَوْرٍ في شي‌ء. يقال لخِمْرة الطَّيب و ما ثار من ريحه: فَوْعة. و يقال لارتفاع النهار: فَوعة.

فوغ

الفاء و الواو و الغين كلمةٌ إن صحَّت. يقولون: إن الفَوغ «4»:
الضَّخم. يقال: امرأة فَوغاء.
______________________________
(1) في الأصل: «ماتوا فوضي»، تحريف. و في المجمل: «و بات الناس فوضي».
(2) في اللسان (فوض): «و لا يحسبون السوء».
(3) في الأصل: «ففوس أمر كله إلي صاحبه».
(4) ورد «الفوغ» و «الفوغاء» أيضاً في المجمل، و م يردا في المعاجم المتداولة.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 461‌

فوف

الفاء و الواو و الفاء كلمةٌ واحدة. يقولون: الفُوف: القُطن.
ثم يقال للبياض يُرَي في أظفار الأحداث: الفُوف. و من ذلك يقال: بُرْدٌ مفَوَّف.

فوق

الفاء و الواو و القاف أصلانِ صحيحان، يدلُّ أحدُهما علي عُلُوٍّ، و الآخرُ علي أوْبةٍ و رُجوع.
فالأوّل الفَوْق، و هو العُلُوّ. و يقال: فلانٌ فاقَ أصحابَه يفوقُهم، إذا علاهم و أمرٌ فائق، أي مرتفع عالٍ.
و أمَّا الآخَر فَفُوَاق النَّاقَة، و هو رُجوع اللَّبنِ في ضَرعها بعد الحَلب. تقول:
ما أقامَ عندَه إلَّا فُوَاقَ ناقة. و اسم المجتمِع من الدِّرِّ: فيقة، و الأصل فيه الواو.
قال الأعشي:
حتَّي إذا فِيقةٌ في ضَرْعِها اجتمَعتْ جاءت لتُرضِع شِقّ النفس لو رَضَعا «1»
و
في بعض الحديث في ذكر القرآن: «أتَفَوَّقُهُ تَفَوُّقَ اللَّقوح «2»»
معناه لا أقرأ جزئي «3» مرّةً واحدة لكن شيئاً بعد شي‌ء. شبَّهَه بفُواق الدِّرَّة. يقال فُوَاق و فَواق قال اللّٰه تعالي: مٰا لَهٰا مِنْ فَوٰاقٍ «4» أي ما لها من رُجوعٍ و لا مَثْنَوِيّةٍ و لا ارتداد. و قال غيرُه: ما لها من نَظِرة. و المعنيان قريبان. و يقولون: أفاقَ
______________________________
(1) ديوان الأعشي 84 و اللسان (فوق).
(2) هو من حديث أبو موسي الأشعري، تذاكر هو و معاذ قراءة القرآن فقال أبو موسي:
«أما أنا فأتفوقه تفوق اللقوح». اللسان (فوق).
(3) في الأصل: «لا أفري‌ء»، صوابه في المجمل و اللسان.
(4) قرأ حمزة و الكسائي و خلف بضم الفاء، و هي لغة تميم و أسد و قيس، و وافقهم الأعمش، و الباقون بفتحها، و هي لغة الحجاز. إتحاف فضلاء البشر 372.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 462
السَّكرانُ يُفيق، و ذلك من أونِة عقلِه إليه. و الأَفاويق: ما اجتَمَعَ من الماء في السَّحاب.
و من الباب الفُوق: فُوق السَّهم* و سمِّي لأنَّ الوترَ يُجعَل فيه كأنَّه قد رمي فيه، و الجمع أفواق. و يقولون: فُقًي، و هو مقلوبٌ. و يقال سهمٌ أفْوَق «1»، إذا انكسر فُوقه.
و ممَّا شذَّ عن هذين الأصلين قولهم: هو يَفُوق بنفسه. و هذا من باب الإبدال و إنما أصلُه يسوق، و الفاء بدلٌ من السين، و ذلك إذا جادَ بنفْسه.

فول

الفاء و الواو و اللام كلمةٌ إن صحَّتْ. يقولون: الفُول:
الباقلَّي.

فوم

الفاء و الواو و الميم أصلٌ صحيحٌ مُختلَفٌ في تفسيره، و هو الفُوم. قال قومٌ: هو الثُّوم، و قال آخرون: هو الحِنطة. و يقولون: فَوِّمُوا لنا، أي اخبِزُوا.

فوه

الفاء و الواو و الهاء أصلٌ صحيح يدلُّ علي تفتُّحٍ في شي‌ء من ذلك الفَوَه: سَعة الفم. رجلٌ أفْوَه و امرأةٌ فوهاء. و يقولون أهلُ العربية «2»:
إنَّ أصلَ الفم فَوَهٌ، و لذلك قالوا: رجلٌ أفْوَه. و فاهَ الرّجلُ بالكلام يَفُوهُ به، إذا لفَظَ به. و المُفَوَّه: القادر علي الكلام. و زعم ناسٌ أن الفَوَه أيضاً: خُروج الثَّنايا العُلْيا و طُولُها.
______________________________
(1) في الأصل: «أفواق»، صوابه في المجمل و اللسان.
(2) سبق نظير هذا التعبير في مادة (فهم).
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 463
و من الباب الفُوَّهَة: فم النَّهْر، و إنما بنَوه هذا البناءَ فرقاً بين الذي للنَّهر و الذي للإنسان. و الفُوه: واحد أفواه الطَّيب، مثل سُوق و أسواق. و القياس واحد، كأنَّه لما فاحت رائحتُه فاه بها، أي نطق.

باب الفاء و الياء و ما يثلثهما

فيج

الفاء و الياء و الجيم يدلُّ علي الإسراع. و من ذلك الفَيْج و قد مضي ذكره، و يقال أصله الواو. و الفائجة في الأرض: [متَّسع ما بين كلِّ مرتفعين من غِلظٍ أو رمل «1»].

فيح

الفاء و الياء و الحاء كلمةٌ واحدة. فاح يفيح، إذا ثار. يقال ذلك في الرِّيح و غيرها. و
في الحديث: «الحمَّي من فَيح جهنم «2»»
. و يقال أصلُه الواو، و قد مضي.

فيخ

الفاء و الياء و الخاء كلمة. يقولون: أفاخ يُفيخ بِرِيحه. و
في الحديث: «كل بائلةٍ تُفيخ»
. و يقولون- و ما أُراها صحيحةً- إنَّ الفَيْخَة:
السُّكُرُّجَة.

فيد

الفاء و الياء و الدال أُصَيلٌ صحيح، إلَّا أنَّ كلِمَهُ لم تجِئْ قياساً، و هو من الأبواب التي لا تنقاس. من ذلك الفَيد، يقولون: هو الزَّعفران.
و به سمِّي الشَّعْرَ الذي علي جَحْفلة الفَرَس. و الفَيْد: التَّبختُر في المَشْي. يقال: رجلٌ فيّادٌ. فأمَّا الفيَّاد في قول أبي النَّجم:
______________________________
(1) التكملة من اللسان (فوج).
(2) و كذا في المجمل. و في اللسان: «شدة القيظ من فيح جهنم».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 464
و لستُ بالفَيَّادةِ المُقَصْمِلِ «1»
فيقال: هو المعجَب بنفسه المتبختِر في مَشْيه. و قالوا: الفَيَّادة: الأكول.
و الفَيْد: الموت. [فاد] يَفيد. و الفَيَّاد: ذكر البُوم. قال:
و يَهماء باللَّيل غَطْشَي الفلا ةِ يُؤْنِسُنِي صوتُ فَيَّادِها «2»
و الفائدة: استحداثُ مالٍ و خَير. و قد فادت له فائدة. و يقال: أفَدْتُ غيري، و أفدتُ من غيري.

فيش

الفاء و الياء و الشين كلمةٌ واحدة يقولون: الفِياشُ: المفاخَرة.
يقال: فايَشَ، إذا فاخَرَ. قال:
أ يُفايِشُون و قد رأوْا حُفَّاثَهُمْ قد عَضَّه فقَضَي عليه الأشجَعُ «3»

فيص

الفاء و الياء و الصاد أُصَيل يدلُّ علي جَرَيانٍ في شي‌ء من ماء و ما أشبهه. يقال: فاصَ الماء و الدَّمُ، إذا قَطَر. قال الأصمعيُّ في قول امرئ القَيْس:
فهو عذبٌ يَفِيصُ «4»
______________________________
(1) ليس في أرجوزته «أم الرجز». و في اللسان (فيد- عمثل، قصمل):
ليس بملتاث و لا عميثل و ليس بالفيادة المقصمل
و سبق في 371: «ليس بملتاث».
(2) للأعشي في ديوانه 54 و اللسان (فيد، غطش، يهم). و قد مضي في (غطش). و في الأصل و اللسان (فيد): «و بهماء»، تحريف
(3) البيت لجرير في ديوانه 244 و اللسان (حفث، فيش). و قد سبق في (حفث).
(4) البيت بتمامه كما في اللسان (سدس، فيص) و شروح سقط الزند 1199:
مابته مثل السدوس و لونه كشوك السيال فهو عذب يفيص
و قصيدته ليست في الديوان، و هي في العقد الثمين 136.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 465
ما أدري ما يَفِيص، و لكن يقال: ما فاصَ بكلمةٍ، أي لم يُجْرِها لسانُه.
و القياس واحد. و من الباب: ما لَه مَحِيصٌ و لا مَفِيص، أي مَخْلَص يجرِي فيه و يمُرّ.

فيض

الفاء و الياء و الضاد أصلٌ صحيح واحدٌ يدلُّ علي جَرَيانِ الشي‌ء بسُهولة، ثم يقاسُ عليه. من ذلك فاضَ الماء يَفِيض. و يقال: أفاض إناءه، إذا ملَأه حتَّي فاض. و أفاض دموعَه. و منه: أفاض القومُ من عرَفةَ، إذا دَفَعوا، و ذلك كجَرَيان السَّيل. قال اللّٰه تعالي: ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفٰاضَ النّٰاسُ.
و أفاضَ القومُ في الحديث، إذا اندفَعُوا فيه. قال سبحانه: إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ.
و منه: أفاضَ بالقداح، إذا ضَرَبَ بها، كأنّه أجراها من يده. قال:
و كأنَّهنَّ رِبابة و كأنَّه يَسَرٌ يُفِيض علي القِداح و يَصدعْ «1»
و يقال: أفاضَ البعير بجِرَّته، إذا دفَعَ بها من صدره. قال:
و أفَضْنَ بعد كُظُومهنَّ بجرَّةٍ من ذي الأباطحِ إذْ رعَيْنَ حَقيلا «2»
______________________________
(1) لأبي ذؤيب الهذلي في ديوان الهذليين (1: 44) و المفضليات (2: 224) و السيرة 598 جوتنجن. و قد سبق في (بب).
(2) للراعي في جمهرة أشعار العرب 174 و اللسان (فيض، كظم، حقل) برواية: «من ذي الأبارق». و حقيل: اسم موضع، أو اسم نبات. و أنشد صدره في المجمل (فيض). و قد سبق البيت في (برق، حقل) برواية: «من ذي الأبارق».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 466
و أرضٌ ذات فُيوضٍ، إذا كان فيها ماءٌ يَفيض. و أعطَي فلانٌ [فلاناً «1»] غيضاً من فَيض، أي قليلًا من كثير.
قال الأصمعيّ: و نهر البَصرة وَحْدَه يُسمَّي الفيض.
و من الباب: فاض الرَّجل، إذا مات. قال:
فَفُقِئت عينٌ و فاضَتْ نفسُ «2»
قال: و سمعتُ مشيخةً فصحاءَ من ربيعةَ بنِ مالك يقولون: فاضت نفسُه، بالضاد «3»، و سمعت شيخاً منهم يُنشِد:
و كدتُ لو لا أجَلٌ تأخّرا تَفِيض نفسي إذ زَهاهم زُمَرا «4»

فيظ

الفاء و الياء و الظاء كلمةٌ. يقال: فاظَ الميِّت فَيْظا، و لا يقال فاظَتْ نفسه. قال:
لا يَدفِنُون منهمُ مَن فاظَا «5»

فيف

الفاء و الياء و الفاء كلمةٌ. الفَيف و الفَيفاء: المَفَازة.

فيق

الفاء و الياء و القاف، [الفِيقة] قد مضي ذِكرُها، و الأصل الواو، و هو ما اجتَمَع من الدِّرَّة في الضَّرع.
______________________________
(1) التكملة من المجمل.
(2) في اللسان: و أنشده الأصمعي و قال: و إنما هو: وطن الضرس». و ذكر هذا القول في إصلاح المنطق 317 عند إنشاد البيت. و أنشد قبله:
اجتمع الناس و قالوا عرس
(3) في الأصل: «فاصت نفسه بالصاد»، صوابه في المجمل و اللسان.
(4) الرجز في المجمل.
(5) نسبه في اللسان (فيظ) إلي رؤبة. و قبله:
و الأزد أمسي شلوهم لفاظا
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 467‌

فيل

الفاء و الياء و اللام أصلٌ يدلُّ علي استرخاء و ضَعْفٍ. يقال:
رجلٌ فِيلُ الرَّأي. قال الكُمَيت:
بني ربِّ الجوادِ فلا تَفِيلوا فما أنتمْ فنَعذِرَكم لِفِيلِ «1»
و يمكن أن يكون القائل من هذا، و هو اللَّحم الذي علي خُرْبة الوَرِك.
و يسمَّي للينِه «2». و قال أبو عبيد: كان بعضُهم يجعل الفائِلَ عِرقاً.
و مما شذَّ عن هذا الباب المُفَايَلة: لُعْبة. و يخبِّئون الشَّي‌ء في التُّراب و يَقْسِمونه قسمَين، و يسألون في أيِّهما هو. قال طَرَفة:
يشُقُّ حَبَابَ الماء حَيزومُها بها كما قَسَم التُّرْبَ المُفَايِلُ باليدِ «3»

فين

الفاء و الياء و النون كلمةٌ. يقولون: يأتيه الفَينة [بعد الفيْنة]، كأنّه أراد الحينَ بعد الحين. و اللّٰه أعلمُ بالصَّواب.

باب الفاء و الألف و ما يثلثهما

فأر

الفاء و الألف و الراء، و يسمون الألف فيه همزة. الفأر معروف، يقال منه: مكانٌ فَئِرٌ، أي كثير الفأر. و فأرة المِسْك معروفة، و هي علي معني التشبيه. و كذلك فأرة البعير، و هي ريحٌ تجتمع في رُسْغ البعير، و إذا مشي انْفَشَّتْ.
______________________________
(1) البيت في المجمل و اللسان (فيل).
(2) بعده في الأصل: «و قال للينه»، و هو تكرار للاحق و السابق.
(3) من معلقة طرفة المشهورة.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 468‌

فأس

الفاء و الألف و السين كلمة واحدة، و تستعار. الفأس معروفة، و العدد أفؤس، و الجمع فؤوس. و يستعار فيقال لمُؤخر القَمَحْدُوَةِ: فأسٌ [و فأس] اللِّجام: الحديدة القائمة في الحَنَك.

فأل

الفاء و الألف و اللام. الفأل: ما يُتفاءَل به.

فأم

الفاء و الألف و الميم أصلٌ صحيح يدلُّ علي اتِّساع في الشَّي‌ء، و علي كثرة. فأمَّا الكثرة فالفئام: الجماعة من الناس. و أمَّا السَّعَة فالفِئام: وِطاءٌ يكون في الهَودج، و جمعه فُؤُمٌ علي فُعُل. و يقال للبعير إذا امتلأ حارِكُه شَحْماً:
قد فُئِم حاركُه، و هو مُفْأَم «1». و المُفْأَم من الرِّجال: الواسع الجَوْف. قال:
أخَذْنَ خُصُور الرَّمل ثم جَزَعْنَه علي كلِّ قَينيٍّ قَشيبٍ وَ مُفْأَمِ «2»

فأو

الفاء و الألف و الواو أصلٌ صحيح يدلُّ علي انفراجٍ في شي‌ء. يقال: فَأوت رأسَه بالسَّيف فأْواً، أي فلَقته. و الفَأْو: فُرجةُ ما بين الجبلَين. قال:
حتَّي انْفَأي الفَأْوُ عن أعناقها سحراً و قد نَشَحن فلا ريٌّ و لا هِيمُ «3»
______________________________
(1) يقال في هذا و في تاليه: «مفأم» أيضاً بتشديد الهمزة.
(2) لزهير في معلقته. و الرواية المشهورة:
خرجن من السوبان ثم جزعنه
(3) هذا البيت ملفق من بيتين لذي الرمة، أحدهما في ديوانه 588 و اللسان (صرر، قصع، مشح)، و هو:
و انصاعت الحقب لم يقصع صرائرها و قد نشحن فلا ري و لا هيم
و الآخر له أيضاً في ديوانه 189 و اللسان (فأو). و هو:
راحت من الخرج تهجيرا فما وقعت حتي انفأي الفأو عن أعناقها سحرا
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 469‌

فأد

الفاء و الألف و الدال هذا أصلٌ صحيح يدلُّ علي حُمَّي و شِدّةِ حرارة. من ذلك: فأَدْتُ اللَّحمَ: شويته. و هذا فَئِيدٌ، أي مشويّ. و المِفْأد:
السَّفُود. و المُفتأَد: الموضِع يُشوَي فيه. قال:
كأنَّه خارجاً من جَنْبِ صفحته سَفُّود شَرْبٍ نسُوه عنده مُفتَأدِ «1»
و مما هو مِن قياس الباب عندنا: الفُؤاد، سمِّي بذلك لحرارته. و الفأد: مصدر فأدتُه، إذا أصبتَ فؤاده. و يقولون: فأَدْتُ المَلَّةَ، إذا مَلَلْتَها.

باب الفاء و التاء و ما يثلثهما

فتح

الفاء و التاء و الحاء أصلٌ صحيح يدلُّ علي خلافِ الإغلاق.
يقال: فتحت البابَ و غيرَه فتحاً. ثمَّ يحمل علي هذا سائرُ ما في هذا البناء.
فالفَتْح و الفِتاحة: الحُكْم. و اللّٰه تعالي الفاتح، أي الحاكم. قال الشَّاعر «2» في الفِتاحة:
ألَا أبْلِغْ بني عوفٍ رسولًا بأنِّي عن فتاحتكم غنيُّ «3»
و الفَتح: الماء يَخرُج من عينٍ أو غيرها. و الفَتْح: النَّصر و الإظفار.
و استفتحت: استَنْصَرت. و
في الحديث أنَّه صلي اللّٰه عليه و سلم كان يَستفتحُ
______________________________
(1) للنابغة في ديوانه 20 و اللسان (فأد).
(2) هو الأسعر الجعفي، كما في اللسان (فتح).
(3) رواية اللسان:
«ألا من مبلغ عمرا رسولا»
.معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 470
بصَعاليك المهاجرين و الأنصار.
و فَواتحُ القُرآنِ: أوائل السُّوَر. و بابٌ فُتُحٌ، أي واسع مفتوح.

فتخ

الفاء و التاء و الخاء أصلٌ صحيح يدلُّ علي لِينٍ في الشَّي‌ء.
فالفَتَخ: لِينٌ في جناح الطَّائر. و عُقابٌ فَتخاءُ، إذا انكسر جَناحُها في طَيَرانها.
و فَتَخَ أصابِعَ رجلِهِ في جلوسه، إذا ليّنها. و
في الحديث «أنّه كان عليه السلام إذا سَجَد جافي عَضُدَيه عن جنبيه، و فَتَخَ أصابِعَ رِجلَيه»
. و يقال إنَّ الفَتَخَ:
عِرَضُ الكتف و القَدَم.
و مما شذَّ عن هذا الأصل الفَتَخ، جمع فَتَخة، و هي كالحَلْقة تُلبَس لُبْس الخاتم. قال:
تسقطُ منه فَتَخِي في كُمِّي «1»

فتر

الفاء و التاء و الراء أصلٌ صحيح يدلُّ علي ضَعفٍ في الشَّي‌ء.
من ذلك: فَتَر الشّي‌ء يَفْتُر فُتُوراً. و الطّرْف الفاتر: الذي ليس بحديدٍ شَزْر.
و فَتَّرت الشَّي‌ءَ و أفْتَرته. قال اللّٰه تعالي: لٰا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ، أي لا يُضْعَف.
و مما شذَّ عن هذا الباب: الفِتْر: ما بين طَرَف الإبهام و طرَف السّبّابة إذا فتحتَهما. و فَتْر «2»: اسم امرأة، في قوله:
أصَرَمْتَ حَبْلَ الوُدِّ من فِتْر «3»
______________________________
(1) الرجز للدهناء بنت مسحل زوج العجاج، كما في اللسان (فتخ، زعزع).
(2) يقال بفتح الراء و كسرها، و الأشهر فيها الفتح.
(3) للمسيب بن علس، و يروي للأعشي. انظر اللسان (فتر) و عجزه:
و هجرتها و لججت في الهجر
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 471‌

فتش

الفاء و التاء و الشين كلمةٌ واحدة تدلُّ علي بحثٍ عن شي‌ء.
تقول: فتَشْت فَتْشا، و فَتْشت تفتيشا.

فتق

الفاء و التاء و القاف أصلٌ صحيح يدلُّ علي فتحٍ في شي‌ء.
من ذلك: فتَقت الشّي‌ء فتْقاً. و الفَتْق: شقُّ عصا الجماعة. و الفَتْق: الصُّبح. و أعوام الفَتَق: أعوام الخِصْب. قال:
لم تَرْجُ رِسْلًا بعد أعوامِ الفَتَق «1»
و يقال: أفتَقَ القمر، إذا صادَفَ فَتقاً من سَحابٍ و طَلَع منه. و أفْتَق القومُ، إذا انفتَقَ عنهم الغَيم.
قال الأصمعيّ: جملٌ فتيق، إذا تفتَّقَ سِمَنا. و يقال: فَتِقَ يَفْتَق فَتَقاً.
و الفَيْتق: النَّجَّار، في قول الأعشي:
في الباب فَيْتَقُ «2»

فتك

الفاء و التاء و الكاف كلمةٌ تدلُّ علي خلاف النُّسك الصَّلاح.
من ذلك الفَتْك، و هو الغَدْر، و هو الفِتْك أيضا «3». يقال: فتَكَ به: اغتاله. و
في الحديث: «الإيمان قَيْد الفَتْك»
. و قال الشَّاعر «4»:
______________________________
(1) لرؤبة في ديوانه 107 و اللسان (فتق). و قبله:
يأوي إلي سفعاء كالثوب الخلق
(2) البيت بتمامه كما في ديوانه 149 و اللسان (فتق، سكك):
و لا بد من جار يجير سبيلها كما سلك السكي في الباب فيتق
لكن في الديوان:
«يجيز سبيلها كما جوز»
. (3) الحق أنه مثلث الفاء، كما في اللسان و القاموس.
(4) هو ابن أبي مياس المرادي، كما في تاريخ الطبري (6: 87) في حوادث سنة 40.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 472
لا مَهْرَ أغلَي من عليٍّ و إنْ غَلَا و لا فَتْكَ إلّا دُونَ فتكِ ابن مُلْجِم «1»

فتل

الفاء و التاء و اللام أصلٌ صحيح يدلُّ علي ليّ شي‌ء. من ذلك: فتَلت الحبلَ و غيرَه. و الفَتيل: ما يكون في شِقِّ النَّواة كأنّه قد فُتِل. قال:
يَجمع الجَيش ذا الألوفِ و يَغزُو ثمَّ لا يرزَأ العدوَّ فَتِيلا «2»
و يقال: بل الفَتيل ما يُفتَل بين الإصبَعَين. و الفَتَل: تباعُد الذِّراعين عن جنْبَيِ البعير، كأنَّهما لُوِيَا لَيَّا و فُتِلا حتي لُوِيا. قال طَرَفة:
لها عَضُدانِ أفْتَلَانِ كأنَّها تمرُّ بسَلْمَيْ دالجٍ متشدِّدِ «3»
و من أمثالهم: «فلان يَفْتِل في ذِرْوةِ فُلانٍ»، أي يدور من وراءِ خَديعته.

فتن

الفاء و التاء و النون أصلٌ صحيح يدلُّ علي ابتلاءٍ و اختبار.
من ذلك الفِتْنة. يقال: فتَنْتُ أفْتِنُ فَتْناً. و فَتَنْتُ الذّهبَ بالنّار، إذا امتحنتَه.
و هو مفتونٌ و فَتِين. و الفَتَّان: الشَّيطان. و يقال: فتنه و أفْتَنَه. و أنكر الأصمعيُّ أفتِنَ. و أنشدُوا في أفتَنَ:
______________________________
(1) رواية الطبري:
«و لا قتل إلا دون قتل …»
. و قبله:
و لم أر مهراً ساقه ذو سماحة كمهر قطام من فصيح و أعجم
ثلاثة آلاف و عبد و قينة و ضرب علي بالحسام المصمم
(2) لعبد القيس بن خفاف البرجمي، يهجو النعمان بن المنذر، كما في الحيوان (4: 379) و الأغاني (9: 158). و نسب في الشعر و الشعراء 112، 117 إلي النابغة في هجاء النعمان.
و الحق أنه لعبد القيس، فاله علي لسان النابغة، كما رواه ابن قتيبة أيضا.
(3) من معلقة طرفة.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 473
لَئِنْ أفتَنْتني لَهْيَ بالأمسِ أفْتَنَت سعيداً فأضْحَي قد قَلَي كلَّ مسلمٍ «1»
و يقال: قلبٌ فاتن، أي مفتون. قال:
رخِيمُ الكلامِ قَطِيع القيامِ أضْحَي فؤادِي به فاتِنا «2»
قال الخليل: الفَتْن: الإحراق. و شي‌ءٌ فتين: أي مُحْرَق. و يقال للحَرَّة: فَتين، كأنَّ حجارتَها مُحرَقة.
و مما شذَّ عن هذا الأصل: الفِتَان: جِلدة الرَّحْل. و قولهم العيش فِتْنان «3»، أي لونان. و هذه يجوز أن تُحمل علي القياس، لأنّه يقول:
و العيش فِتْنان فحلوٌ و مُرّ «4»
و يمكن أن يُختَبَر ابنُ آدَمَ بكلِّ واحدٍ منهما.

فتي

الفاء و التاء و الحرف المعتل أصلانِ: أحدهما يدلُّ علي طَرَاوة و جِدّة، و الآخر علي تبيين حكم.
______________________________
(1) البيت لأعشي همدان، و قيل لابن قيس الرقيات، كما في اللسان (فتن). و ذكر أنه قيل في سعيد بن جبير، و يعده:
و ألقي مصابيح القراءة و اشتري وصال الغواني بالكتاب المنمنم
(2) و في المجمل، «أمسي فؤادي به»، و ذلك بعود الضمير في «به» إلي الكلام. و رواية اللسان: «أمسي فؤادي بها».
(3) يقال بفتح الفاء و كسرها.
(4) لعمرو بن أحمر الباهلي، في اللسان (فتن). و صدره:
إما علي نفسي و إما لها
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 474
الفَتّي: الطَّرِيّ من الإبل، و الفَتَي من الناس: واحد الفِتْيان. و الفَتاء «1»:
الشباب، يقال فتًي بيِّن الفَتاء. قال:
إذا عاشَ الفتي مِائَتين عاماً فقد ذهبَ البشاشةُ و الفَتاء «2»
و الأصل الآخر الفُتْيا. يقال: أفتي الفقيه في المسألةِ، إذا بيَّن حكمَها.
و استفتَيت، إذا سألتَ عن الحكم، قال اللّٰه تعالي: يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللّٰهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلٰالَةِ و يقال منه فَتْوي و فُتْيا.
و إذا هُمِز خَرَج عن البابين جميعا. يقال ما فَتئْتُ و فَتَأتُ أذكرُه، أي مازِلت.
قال اللّٰه تعالي: قٰالُوا تَاللّٰهِ تَفْتَؤُا تَذْكُرُ يُوسُفَ، أي لا تزالُ تَذكُر.

باب الفاء و الثاء و ما يثلثهما

فثج

الفاء و الثاء و الجيم أُصَيل يدلُّ علي انقطاعٍ في شي‌ء ماءٍ أو غيرِه. عَدَا الرّجُل حتي أفثج، أي أعيا «3». و يقال: بئر لا تُفْثَج، أي لا تُنزَح و قيل ذلك لما قلنا، فلا تُفْثَج أي لا ينقطع ماؤها. و يقال: فَثَجَت النّاقةُ، إذا حالت فلم تَحمِل.
______________________________
(1) في الأصل: «و الفتيان»، صوابه في المجمل.
(2) للربيع بن ضبع الفزاري، كما في المعمرين للسجستاني 7 و أمالي القالي (3: 215) و الخزانة (3: 306) و سيبويه (1: 106، 293) و اللسان (فتا). و كذا جاءت روايته في المجمل. و يروي: «فقد ذهب اللذاذة»، و «فقد أودي المسرة».
(3) في الأصل: «أعني»، صوابه في المجمل و اللسان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 475‌

فثر

الفاء و الثاء و الراء كلمةٌ واحدة، و هي الفاثور، و هو الخُوان يُتَّخَذ من رَخام أو نحوه. و يقولون في بعض الكلام: هم علي فاثورٍ واحد، كأنّه أراد بساطاً واحداً.

فثأ

الفاء و الثاء و الهمزة يدلُّ علي تسكين شي‌ء يغلي و يفور. يقال:
فَثَأْتُ القِدرَ: سكَّنت من غَلَيانها. قال:
و نَفثؤها عَنّا إذا حَمْيُها غلا «1»
و يقال: عدا حَتَّي أفثَأَ، أي أعيا.

باب الفاء و الجيم و ما يثلثهما

فجر

الفاء و الجيم و الراء أصلٌ واحدٌ، و هو التفتح في الشَّي‌ء. من ذلك الفَجْر: انفِجار الظُّلمة عن الصُّبح. و منه: انفجَرَ الماء انفجاراً: تفتَّحَ.
و الفُجْرَة: موضع تفتُّح الماء. ثمَّ كثُر هذا حتَّي صار الانبعاثُ و التفتُّح في المعاصي فُجورا و لذلك سمِّي الكَذِب فجوراً. ثم كثُر هذا حتَّي سمِّي كلُّ مائلٍ عن الحقِّ فاجرا. و كلُّ مائلٍ عندَهم. فاجر. قال لبيد:
فإنْ تتقدَّمْ تَغْشَ منها مقدَّما غليظاً و إن أخَّرتَ فالكِفل [فاجرُ «2»]
______________________________
(1) للنابغة الجعدي، كما سبق في حواشي (دوم، فور). و صدره:
تفور علينا قدرهم فنديمها
(2) التكملة من المجمل و اللسان (فجر) و ديوان لبيد 5 طبع 1881.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 476
و من الباب الفَجَر، و هو الكرم و التفجُّر بالخير. و مَفَاجِر الوادي: مَرافِضُه، و لعلَّها سمِّيت مفاجرَ لانفجار الماء فيها. قال:
بجَنْبِ العَلَنْدَي حيث نام المَفاجِرُ «1»
و مُنْفجر الرمل «2»: طريق يكون فيه. و يوم الفِجارِ «3». يومٌ للعرب استُحِلّتْ فيه الحُرمة.

فجس

الفاء و الجيم و السين كلمة إنْ صحَّت. يقولون: الفَجْس:
التكبُّر و التعظُّم. يقال منه: تَفَجَّسَ.

فجع

الفاء و الجيم و العين كلمةٌ واحدة، و هي الفَجِيعة، و هي الرَّزيَّة.
و نزلتْ بفلان فاجعةٌ، و تفجَّعَ، إذا توجَّع لها.

فجل

الفاء و الجيم و اللام كلمةٌ هي نَبْت، و قال قوم: فَجِلَ الشي‌ء «4»: غَلُظ و استَرْخَي. و كلُّ شي‌ء عَرَّضته فقد فجَّلْتَه.
______________________________
(1) للراعي، كما في معجم البلدان (العلندي). و أنشد هذا العجز في المجمل بدون نسبة.
و صدره في المعجم:
تحملن حتي فلت لسن بوارحا
و في الأصل: «رام المفاجر»، صوابه فيهما.
(2) في الأصل: «الماء»، صوابه في المجمل و اللسان.
(3) إنما هي أيام. انظر العمدة (2: 169- 170) و كامل ابن الأثير (1: 358) و المبرد 180 و الأغاني (9: 12/ 19: 73- 81) و الخزانة (2: 504).
(4) في القاموس: «فجل كفرع و نصر فجلا و يحرك». و ضبط في اللسان بالقلم بكسر الجيم فقط. و ضبط في المجمل بتشديد الجيم مفتوحة، و لم يضبط في أصل المقاييس.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 477‌

فجو «1»

الفاء و الجيم و الحرف المعتل يدلُّ علي اتِّساعٍ في شي‌ء.
فالفَجْوة: المتَّسَع بين شَيئين. و قَوْسٌ فَجْواء: بانَ وترُها عن كَبدها. و فَجوة الدَّار: ساحتُها. و الفَجَا: تَباعُدُ ما بين عُرقوبَيِ البعير
و إذا هُمِزَ قلت: فَجِئَني الأمرُ يفجَؤُني «2».

فجم

الفاء و الجيم و الميم. زعم ابنُ دريد: تفجَّم الوادِي و انفجم، إذا اتّسع. و هذه فُجْمَة الوادِي، أي متَّسَعُه «3».

فجن

الفاء و الجيم و النون. يقولون: إنَّ السَّذَاب يقال له الفَيْجَن «4».

باب الفاء و الحاء و ما يثلثهما

فحص

الفاء و الحاء و الصاد أصلٌ صحيح، و هو كالبحث عن الشي‌ء. يقال: فحصت عن الأمر فحصاً. و أُفحوص القَطا: موضِعُها في الأرض، لأنَّها تفحصه. و
في الحديث: «فَحَصُوا عن رءوسهم»
، كأنَّهم تركوها مثلَ أفاحِيص القَطا فلم يَحلِقُوا* عنها «5». و فَحَصَ المطرُ التُّرَاب، إذا قلَبَه.
______________________________
(1) و كذا ورد ترتيب هذه المادة في المجمل، فآثرت إبقاءها كما هي.
(2) و يقال أيضاً فجأه يفجؤه، و فاجأه يفاجئه.
(3) الجمهرة (2: 108) مع تصرف هنا. و الفجمة، لم ترد في القاموس، و وردت في اللسان بفتح الفاء و ضمها، و ضبطت في الجمهرة بالضم فقط.
(4) قال ابن دريد: «لغة شامية و لا أحسبها عربية صحيحة».
(5) و كذا وردت العبارة في المجمل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 478‌

فحس

الفاء و الحاء و السين. يقولون: الفَحْس: لَحْسُك «1» الشي‌ءَ بلسانك عن يَدِك.

فحش

الفاء و الحاء و الشين كلمةٌ تدلُّ علي قُبحٍ في شي‌ء و شَناعة.
من ذلك الفحْش و الفَحْشاء و الفاحشة. يقولون: كلُّ شي‌ء جاوَزَ قَدرَه فهو فاحش؛ و لا يكون ذلك إلّا فيما يُتَكَرَّه. و أفْحَشَ الرّجلُ: قال الفُحْشَ، و فَحَشَ، و هو فَحَّاش. و يقولون: الفاحش: البخيل، و هذا علي الاتِّساع، و البخلُ أقبحُ خِصال المرء. قال طرفة:
أرَي الموتَ يَعتامُ الكِرامَ و يصطفي عقيلةَ مالِ الفاحشِ المتشدِّدِ «2»

فحل

الفاء و الحاء و اللام أصلٌ صحيحٌ يدلُّ علي ذَكارةٍ «3» و قُوَّة.
من ذلك الفَحْلُ من كلِّ شي‌ء، و هو الذَّكَرُ الباسل. يقال: أفحلتُه فحلًا، إذا أعطيتَه فحلًا يَضرِب في إبله. و فَحَلْتُ إبلي، إذا أرسلتَ فيها فحلَها. قال:
نَفحَلها البِيضَ القليلاتِ الطَّبَعْ «4»
و هذا مثَلٌ، أي نُعَرْقِبُهَا بالبِيض. يصف إبلًا عُرْقِبَتْ بالسُّيوف.
و أمّا الحصير المتَّخَذ من الفُحّال فهو يسمَّي فَحْلًا لأنَّه من ذلك يُتَّخَذ. و الفُحّال:
______________________________
(1) في الأصل: «فحس يحسبك»، صوابه في المجمل.
(2) من معلقته المشهورة.
(3) كذا في الأصل. و من عجب أن المعاجم المتداولة لم تذكر مصدرا للذكر مقابل الأنثي، فليس فيها «ذكارة» و لا «ذكورة» مع شيوع استعمال الأخيرة. كما أن «الأنوثة» لم تنص عليها المعاجم أيضا.
(4) لأبي محمد الفقعسي، كما في اللسان (فحل) و تهذيب إصلاح المنطق. انظر إصلاح المنطق 50، 267.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 479
فُحَّال النَّخْل، و هو ما كان من ذُكوره فحلًا لإناثه، و الجمع فَحاحيل. و فَحْلٌ فَحِيلٌ: كريمٌ. قال:
كانتْ نجائبُ مُنْذِرٍ و محرِّقٍ أُمَّاتِهِنَّ، و طَرْقُهُنَّ فَحِيلا «1»
و العرب تسمِّي سهيلًا: الفحل، تشبيهاً له بفحل الإبل، لاعتزالِهِ النجوم، و ذلك أنَّ الفحلَ إذا قَرَعَ الإبلَ اعتزَلَهَا. و يقولون علي التشبيه: امرأةٌ فَحْلَة، أي سليطة.

فحم

الفاء و الحاء و الميم أصلانِ، يدلُّ أحدُهما علي سوادٍ و الآخر علي انقطاع.
فالأوَّل الفحْم و يقال الفَحَم، و هو معروف. قال:
كالهَبْرَقِيِّ تَنَحَّي ينفُخ الفَحَما «2»
و يقال: فحَّمَ وجهَه، إذا سوّده. و شعرٌ فاحم: أسود. و فَحمة العِشاء:
سَواد الظَّلام.
و الأصل الآخر: بكي الصَّبيّ حتَّي فَحُم «3»، أي انقطع صوتُه من البُكاء.
و يقال: كلَّمتُه حتي أفحمتُه. و شاعرٌ مُفحَم: أي انقطَعَ عن قول الشَّعْر.
______________________________
(1) للراعي، كما في اللسان (فحل طرق) و البيان (3: 96) بتحقيقنا. و قصيدته في جمهرة أشعار العرب 172- 176 و الخزانة (1: 502).
(2) للنابغة الذبياني، يصف ثورا ديوانه 69 و اللسان (هبرق) و إصلاح المنطق 110. و صدره في الأولين:
مولي الريح روقيه و جبهته
(3) يقال من باب فتح، و يقال فَحِم فَحْما و فُحاماً و فُحوما، و فُحِم و أُفحِم أيضاً.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 480‌

فحو

الفاء و الحاء و الحرف المعتلّ كلمةٌ واحدة. منها الفَحَا:
أبزارُ القدر. يقال: فحِّ قِدرَك. فأمَّا فَحوَي الكلامِ فهو ما ظَهَرَ للفهم من مَطَاوِي الكلام ظهورَ رائحة الفحاء من القدر، كفَهْم الضَّرب من الأفّ.

فحث

الفاء و الحاء و الثاء كلمةٌ واحدة. فالفَحث: الجَوْف.
يقال: ملأ أفحاثه، أي جوفَه.

فحج

الفاء و الحاء و الجيم كلمةٌ واحدة، و هي الفَحَج، و هو تباعُدُ ما بين أوساطِ السّاقَينِ في الإنسانِ و الدّابة. و النَّعت أفحجُ و فحجاء، و الجمع فُحْج.

باب الفاء و الخاء و ما يثلثهما

فخر

الفاء و الخاء و الراء أصلٌ صحيحٌ، و هو يدلُّ علي عِظَم و قِدَم.
من ذلك الفخر. و يقولون في العبارة عن الفَخْر: هو عَدُّ القديم، و هو الفَخَر أيضاً.
قال أبو زيد: فَخَرت الرَّجلَ علي صاحبه أفْخَرُه فخراً: أي فضَّلتُه عليه.
و الفَخِير: الذي يفاخرك، بوزن الخصيم. و الفِخِّير: الكثير الفَخْر. و الفاخر:
الشي‌ء الجيِّد. و التفخُّر: التعظّم. و نخلةٌ فَخُور: عظيمة الجِذْع غليظةُ السَّعَف.
و الناقة الفَخور: العظيمة الضَّرْع القليلةُ الدَّرِّ. كذا قال ابن دريد «1». و الفاخر من البُسْر: لذي يعظُمُ و لا نَوَي فيه. و يقولون: فرسٌ فَخُور، إذا عظُمَ جُرْدانُه.
و مما شذَّ عن هذا الأصل الفَخَّار من الجِرَارِ «2»، معروف.
______________________________
(1) نص الجمهرة (2: 211): «و يقال شاة فخور، إذا عظم ضرعها و قل لبنها».
(2) في الأصل: «الجراد»، صوابه في المجمل و اللسان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 481‌

فخل

الفاء و الخاء و اللام ليس فيه شي‌ءٌ. غير أنَّ ابنَ دريد «1» زعم أنَّه يقال: تفخّل الرجل، إذا أظهَرَ الوقار و الحِلْمَ. و تفخَّل أيضاً، إذا تهيَّأ و لَبِسَ أحسنَ ثيابِه.

فخم

الفاء و الخاء و الميم أصلٌ صحيح يدلُّ علي جَزَالةٍ و عِظَم.
يقال: منطِقٌ فَخْم: جزل. و يقولون: الفَخْم من الرِّجال: الكثير لحم الوجْنَتين.

فخت

الفاء و الخاء و التاء كلمة، و هي الفَخْت، و يقولون: إنَّه ضوء القمرِ أوّلَ ما يبدو منه. و منه اشتقاق الفاختة، للونها.

فخذ

الفاء و الخاء و الذال كلمةٌ واحدة، و هي الفَخِذ من الإنسان، معروفة، و استعير* فقيل الفَخْذ بسكون الخاء، دون القَبِيلة و فوق البَطْن، و الجمع أفخاذ.

باب الفاء و الدال و ما يثلثهما

فدر

الفاء و الدال و الراء أصلٌ صحيح يدلُّ علي قَطْعٍ و انقطاع.
من ذلك الفِدْرَة: القِطعةُ من اللَّحم؛ و لست أدرِي أُبنِيَ منها فعلٌ أم لا.
و يقولون: فَدَرَ الفحلُ، إذا عَجَز عن الضِّراب، و هو فادر. و سمِّي لأنَّه إذا عَجَز فقد قَطَعه. و جمع فادر فوادر.
______________________________
(1) في الجمهرة (2: 238)
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 482
و قال ابن دريد «1»: هذا مما نَدَر فجاء منه فاعل علي فواعل. و المَفْدَرة:
مكان الوُعول الفُدْر.

فدش

الفاء و الدال و الشين ليس فيه إلَّا [طريفة] من طرائف.
ابن دريد «2»، قال: فدشت الشَّي‌ء، إذا شدختَه. و فدشْتُ رأسَه بالحجَر.

فدع

الفاء و الدال و العين أصلٌ فيه كلمة واحدة، و هي الفَدَع:
عِوَجٌ في المفاصل، كأنَّها قد زالت عن أماكنها. و يقولون: كلُّ ظليم أفدع، و ذلك أنَّ في مفاصله انحرافاً. و يقال بل الفدَع: انقلابُ الكفِّ إلي إنسيِّها، يقال منه: فَدِعَ يفدَع فَدَعاً.

فدغ

الفاء و الدّال و الغين. زعم ابنُ دريد «3» أن الفَدْغ: الشَّدخ.
و ذَكَر
الحديث: «إذاً تَفْدَغَ قُرَيشٌ رأسي «4»»
. و هذا صحيح.

فدم

الفاء و الدال و الميم أصلٌ صحيح يدلُّ علي خُثورة و ثِقَلٍ و قِلّة.
كلامٍ في عِيٍّ. من ذلك قولُهم: صِبْغٌ مُفَدَّم «5»، أي خاثر مشبّع. قالوا: و من قياسِه الرّجلُ الفَدْم، و هو القليل الكلام مِن عِيّ. و هو بيِّنُ الفُدُومة و الفَدامة و هذا كلُّه قياسُه الفِدام: الذي تُفَدُّم به الأباريقُ لتصفية ما فيها من شَراب.
______________________________
(1) الجمهرة (2: 252).
(2) الجمهرة (2: 268- 269).
(3) الجمهرة (2: 287).
(4) و كذا في المجمل و الجمهرة. و في اللسان: «الرأس».
(5) كذا ضبط في الأصل و المجمل. و ضبط في اللسان بسكون الفاء و فتح الدال مخففة، و في القاموس ضبط قلم كمنبر.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 483‌

فدك

الفاء و الدال و الكاف كلمةٌ واحدة، و هي فَدَك: بلد.
و من طرائف ابن دريد: فَدَكْتُ القطن «1»: نفشتُه. قال: و هي لغةٌ أزْديَّة.

فدن

الفاء و الدال و النون كلمةٌ واحدة، و هي الفَدَن، يقولون:
إنَّه القَصْر.

فدي

الفاء و الدال و الحرف المعتل كلمتانِ متباينتان جدَّا. فالأولي:
أنْ يُجعلَ شي‌ءٌ مكانَ شي‌ء حِمًي له، و الأُخْري شي‌ءٌ من الطَّعام.
فالأولي قولك: فديتُه أَفدِيه، كأنَّك تحميه بنفسك أو بشي‌ءٍ يعوِّض عنه.
يقولون: [هو «2»] فِداؤك، إذا كسرتَ مددت، و إذا فتحت قصرت، يقال هو فَدَاك. قال:
فَدًي لكما رجليَّ أمِّي و خالتي غداةَ الكُلاب إذْ تحزُّ الدوابِرُ «3»
و قال في الممدود:
مهلًا فِداءً لك الأقوامُ كلُّهم و ما أثمِّرُ من مالٍ و من وَلَدٍ «4»
______________________________
(1) في الأصل: «قد كنت»، صوابه من المجمل و اللسان و الجمهرة.
(2) التكملة من المجمل.
(3) البيت لوعلة بن عبد اللّٰه الجرمي. الخزانة (1: 199) و الأغاني (15: 73) و العقد (يوم الكلاب الثاني) و اللسان (دبر).
(4) للنابغة الذبياني في ديوانه 36 و اللسان (فدي) و الخزانة (3: 8). و فداء، تروي بالرفع علي الخبرية المقدمة، و بالنصب أي يفدونك فداء. و بالجر مع التنوين و طرح التنوين، ففي اللسان: «و من العرب من يكسر فداء بالتنوين إذا جاور اللام خاصة فيقول: فداء لك لأنه نكرة يريدون به معني الدعاء». و قال البغدادي: «و هذا التعليل فيه خفاء، و الواضح قول أبي علي في المسائل المنثورة و قد أنشده فيها، قال: بني علي الكسر لأنه قد تضمن معني الحرف، و هو لام الأمر». ثم نقل عن ابن المستوفي قوله: «يستعمل مكسورا منونا و غير منون، حملا علي إيه و إيه».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 484
و يقال: تفادَي من الشَّي‌ء، إذا تحاماه و انزَوَي عنه. و الأصل في هذه الكلمةِ ما ذكرناه، و هو التَّفادِي: أن يَتَّقيَ النّاسُ بعضُهم ببعض، كأنَّه يجعل صاحبَه فداءَ نفسِه. قال:
تفَادَي الأُسودُ الغُلبُ منه تفاديا «1»
و الكلمة الأخري الفَدَاء ممدود، و هو مَسْطَح التَّمر بلغة عبد القيس، حكاه ابن دُريد «2». و قال أبو عمرو: الفَداء: جماعة الطَّعام من الشَّعير و التَّمر و نحوِها. قال:
كأنّ فَدَاءَها إذْ جرّدُوه وَ طافوا حولَه سُلَكٌ يتيمُ «3»

فدج

الفاء و الدال و الجيم. يقولون: إنَّ الفَوْدج: الهَودج. قال الخليل: الفَودج: النّاقةُ الواسعة الأرفاغ. و شاةٌ مُفَوْدَجَة «4»: ينتصب قرناها و يلتقي طَرَفاهُما.

فدح

الفاء و الدال و الحاء كلمة. فَدَحَه الأمر، إذا عالَه و أثقله، فَدْحاً. و هو أمرٌ فادح.
______________________________
(1) لذي الرمة في ديوانه 654 و اللسان (فدي) و الكامل 260 و أمالي الزجاجي 58.
و صدره:
مرمين من ليث عليه مهابة
(2) الجمهرة (3: 243).
(3) البيت في المجمل (فدا) و اللسان (فدي، جرد، حرد، سلف)، و المخصص (11:
56/ 16: 25). و يروي: «إذ حردوه» بالحاء المهملة، و «سلف» موضع «سلك».
(4) هذه الكلمة مما فات المعاجم المتداولة. و في المجمل: «ومجة مفودجة».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 485‌

فدخ

الفاء و الدال و الخاء ليس فيه إلَّا طريفة ابنِ دريد: فدَخْتُ الشَّي‌ء، مثل شَدخَته «1».

باب الفاء و الذال و ما يثلثهما

فذح

الفاء و الذال و الحاء. ذكر ابن دريد: تفذَّحَتِ النّاقة و انفذَحَت، إذا تفاجَّت لتَبُول «2». و اللّٰه أعلم بالصواب.

باب الفاء و الراء و ما يثلثهما

فرز

الفاء و الراء و الزاء أُصَيْلٌ يدل علي عَزْل الشي‌ء عن غيره.
يقال: فرَزْت الشي‌ءَ فرْزاً، و هو مفروز، و القِطعة فَرْزة «3».

فرس

الفاء و الراء و السين أُصَيل يدلُّ علي وطءِ الشَّي‌ء و دقِّه.
يقولون: فَرَسَ عنقَه، إذا دقَّها. و يكون ذلك من دقِّ العُنق «4» من الذَّبيحة.
ثم صيِّر كلُّ قتلٍ فَرْسا، يقال: فرَسَ الأسدُ فريستَه. و أبو فِراسٍ: الأسد.
و ممكنٌ أن يكون الفَرَس من هذا القياسِ، لركلِهِ الأرضَ بقوائمه و وَطْئِه إيَّاها،
______________________________
(1) الجمهرة (2: 201)، و العبارة هناك مخالفة.
(2) بعده في الجمهرة (2: 128): «و ليس بثبت».
(3) ضبط في القاموس بكسر الفاء و ضبط في المجمل بفتحها و كسرها.
(4) في الأصل: «من دق فرس العنق».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 486
ثمَّ سمِّيَ راكبُه فارساً. يقولون: هو حسَنُ الفُروسيَّة «1» و الفَراسة «2». و من الباب: التفرُّس في الشَّي‌ء، كإصابة النَّظر فيه. و قياسه صحيح.

فرش

الفاء و الراء و الشين أصلٌ صحيح يدلُّ علي تمهيد الشَّي‌ءِ و بَسْطه. يقال: فرَشتُ الفِراش أفرِشُه. و الفَرْش مصدرٌ. و الفَرْش: المفروش أيضاً. و سائرُ كلمِ الباب يرجعُ إلي هذا المعني. يقال تفرَّشَ الطائرُ، إذا قرُبَ من الأرض و رفرفَ بجناحِه. و من ذلك
الحديث: «أنّ قوماً من أصحاب النبي صلي اللّٰه عليه و آله أخَذُوا فَرْخيْ حُمَّرَة؛ فجاءت الحُمَّرةُ تَفَرَّش»
. و قال أبو دُوَاد في رَبِيئة:
فأتانا يَسعَي تُفَرُّشَ أمِّ ال بيض شَدَّا و قد تعالَي النهارُ «3»
و من ذلك: الفَرْش من الأنعام، و هو الذي لا يصلُح إلّا للذبحِ و الأكل.
و
قولُه عليه الصلاة و السلام: «الوَلَد للفِراش»
قال قومٌ: أراد به الزوج. قالوا:
و الفِراش في الحقيقة: المرأة، لأنَّها هي التي تُوطَأ، و لكنَّ الزَّوجَ أُعِيرَ اسمَ المرأة، كما اشتَرَكا في الزَّوجيَّةِ و اللِّباس. قال جَرير:
باتت تُعارِضُه و باتَ فِراشُها خَلَقُ العباءةِ في الدِّماء قتيلُ «4»
______________________________
(1) و الفروسة أيضا بوزن السهولة، ذكرت في المجمل و سائر المعاجم.
(2) الفراسة هذه بفتح الفاء، و أما الفراسة بكسر الفاء، فهي التفرس في الشي‌ء و إصابة النظر فيه.
(3) المجمل (فرش) و اللسان (أمم، فرش) و الحيوان (4: 365). و أم البيض هنا:
النعامة.
(4) ديوان جرير 476. و قبله:
فالتغلبية و الصليب علي استها رجس موقعة العجان ذلول
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 487
و يقولون: أفْرَشَ الرّجُل صاحبَه، إذا اغتابَه و أساءَ القول. حكاهُ أبو زكريّا «1». و هذا قياسٌ صحيح، و كأنَّهُ توطَّأه بكلامٍ غيرِ حَسَن.
و يقولون: الفَرَاشة: الرّجُل الخَفيف. و هذا علي التشبيه أيضاً، لأنّه شبِّه بفَراشَة الماء. قال قومٌ: هو الماء علي وجه الأرض قُبَيلَ نُضوبه، فكأنَّه شي‌ءٌ قد فُرِش؛ و كلُّ خفيفٍ فَرَاشة. و قال قوم: الفَرَاشة من الأرض: الذي نَضَب عنه الماء فيَبِس و تقَشَّر.
و من الباب: افتَرَشَ السّبعُ ذِراعَيه. و يقولون: افتَرَشَ الرّجُل لسانَه، إذا تكلَّمَ كيف شاء. و فَرَاش الرَّأس: طرائقُ دقاقٌ تَلِي القِحْف. و الفَرْش: دِقّ الحَطَب. و الفَرْش: الفَضاء الواسع.
قال ابن دُريد: «فلانٌ كريم المَفَارش، إذا تزوَّج كريم النِّساء». و جملٌ مفرَّشٌ «2»: لا سَنامَ له. و قال أيضا: أكمة مُفترِشَة الظَّهر «3»، إذا كانت دَكَّاء.
و يقولون: ما أفرشَ عنه، أي ما أقلع عنه. قال:
لم تَعْدُ أن أفْرَشَ عنها الصَّقَلَهْ «4»
و هذه الكلمة تبعد عن قياس الباب، و أظنها من باب الإبدال، كأنَّه أفْرج.
و الفَراشة: فَراشة القُفْل. و الفَرَاش هذا الذي يَطير، و سمِّي بذلك لخِفَّته.
______________________________
(1) يعني الفراء، و هو يحيي بن زياد بن عبد اللّٰه.
(2) و كذا في المجمل و القاموس. قال في القاموس: «و جمل مفرش كمعظم». و الذي في الجمهرة (2: 345) و اللسان: «مفترش».
(3) وردت في المجمل و الجمهرة و اللسان، فلم ترد في القاموس.
(4) ليزيد بن عمرو بن الصعق، كما في اللسان (فرش). و انظر إصلاح المنطق 80.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 488
و مما شذَّ عن هذا الأصل: الفريش من الخيل: التي أتي لوَضْعها سبعةُ أيّام.

فرص

الفاء و الراء و الصاد أصلٌ صحيحٌ يدلُّ علي اقتطاع شي‌ءٍ عن شي‌ء. من ذلك الفُرصة: القِطعة من الصُّوفِ أو القُطن. و هو مِن فَرَصت الشّي‌ء، أي قطعتُه. و لذلك قيل للحديدة: التي تُقْطَع بها الفِضّة: مِفْراص.
قال الأعشي:
و أدفعُ عن أعراضكم و أُعِيرُكمْ لِساناً كمِفراص الخَفَاجيِّ مِلحَبا «1»
ثم يقال للنُّهزة فُرصة، لأنَّها خِلْسة، كأنَّها اقتطاعُ شي‌ءٍ بعَجَلة.
و من الباب: الفريصة: اللَّحمة عند ناغِضِ الكَتِف من وسط الجَنْب.
و يقال: إنَّ فَرِيص العنُق: عُروقُها. و هذا من الباب، كأنَّه فُرِص، أي مُيِّز عن الشَّي‌ء.
و من الباب: الفُرافِص من النَّاس: الشَّديد البطش. و هو من الفُرافِصة، و هو الأسد، كأنَّه يفترص الأشياء، أي يقتطعُها. و القومُ يتفارصون الماءَ، و ذلك إذا شربوه نَوبةً نَوبة، كأنَّ كلَّ شَرْبةٍ من ذلك مُفتَرَصة، أي مقْتَطَعة.
و الفُرصة: الشِّرب، و النَّوبة. و الفريص: الذي يُفارِصك هذه الفُرْصة.

فرض

الفاء و الراء و الضاد أصلٌ صحيح يدلُّ علي تأثيرٍ في شي‌ء من حزٍّ أو غيره. فالفَرْض: الحزُّ في الشَّي‌ء. يقال: فَرَضْتُ الخشبةَ. و الحَزُّ في
______________________________
(1) ديوان الأعشي 90 و اللسان (فرص). و في الديوان: «كمقراض».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 489
سِيَة القوس فَرْضٌ، حيث يقعُ الوتَر. و الفَرْض*: الثّقب في الزَّند في الموضع الذي يُقدَح منه. و المِفْرض: الحديدة التي يُحَزّ بها.
و من الباب اشتقاق الفَرْض الذي أوجَبَه اللّٰه تعالي، و سمِّي بذلك لأنّ له معالمَ و حدوداً.
و من الباب الفُرضة، و هي المَشرَعة في النَّهر و غيرِه، و سمِّيت بذلك تشبيهاً بالحزِّ في الشَّي‌ء، لأنَّها كالحزِّ في طَرَف النهر و غيرِه. و الفَرْض: التُّرس، سمِّي بذلك لأنه يُفرَض من جوانبه. و قال:
أرِقْتُ له مثلَ لمعِ البشير يقلِّب بالكفِّ فَرضاً خفيفا «1»
و من الباب ما يَفرِضُه الحاكم من نفقةٍ لزوجةٍ أو غيرها، و سمِّي بذلك لأنّه شي‌ءٌ معلوم يَبِين كالأثر في الشَّي‌ء. و يقولون: الفَرض ما جُدتَ به علي غير ثوابٍ، و القَرض: ما كان للمكافأة. قال:
و ما نالَها تجلَّتْ و أسفَرَتْ أخُو ثقةٍ مني بقرضٍ و لا فرضِ «2»
و مما شذَّ عن هذا الأصل الفارض: المُسنّة، في قوله تعالي: لٰا فٰارِضٌ وَ لٰا بِكْرٌ. و الفَرْض: جنسٌ من التَّمر. قال:
إذا أكلتُ سمكاً و فَرْضا ذهبتُ طولًا و ذهبتُ عرضا «3»
و الفِرْياضُ: الواسع.
______________________________
(1) لصخر الغي الهذلي. ديوان الهذليين (2: 69) و اللسان (فرض).
(2) للحكم بن عبدل الأسدي، أمالي القالي (2: 261). و أنشده في المجمل.
(3) لراجز من عمان، كما في اللسان (فرض)، و الرجز في مجالس ثعلب 217 و المخصص (11:
134).
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 490‌

فرط

الفاء و الراء و الطاء أصلٌ صحيح يدلُّ علي إزالةِ شي‌ءِ عن مكانه و تنحيتِه عنه. يقال فرَّطت عنه ما كرِهَه، أي نحّيته. قال:
[فلعلَّ بُطأكُما يفرِّطُ سَيِّئاً أو يَسبق الإسراعُ خَيراً مُقبِلا «1»]
فهذا هو الأصل، ثم يقال أفْرَطَ، إذا تجاوَزَ الحدَّ في الأمر. يقولون: إيَّاك و الفَرْطَ، أي لا تجاوِز القَدْر. و هذا هو القياس، لأنَّه [إذا] جاوَزَ القَدْر فقد أزالَ الشَّي‌ء عن جهته. و كذلك التفريط، و هو التَّقصير، لأنَّه إذا قصَّر فيه فقد قَعَد به عن رُتْبته التي هي له.
و من الباب الفَرَط و الفارط: المتقدِّم في طلب الماء. و منه
يقال في الدعاء للصّبيّ:
«اللهمَّ اجعلْه فَرَطا لأبوَيه»
، أي أَجْراً متقدِّماً. و تكلِّمَ فلانٌ فِراطاً، إذا سبقَتْ منه بوادِرُ الكلام. و من هذا الكَلِم: أفرَطَ في الأمر: عَجَّل. و أفرَطَت السّحابةُ بالوسميِّ: عجَّلَتْ به. و فرّطتُ عنه «2» الشَّي‌ء: نحّيته عنه. و فَرَس فُرُط:
تَسبِق الخيل. و الماء الفِراط. الذي يكون لمن سَبَق إليه من الأحياء. و قال في الفرس الفُرُط:
فُرُطٌ وِشاحي إذْ غدوتُ لجامُها «3»
و فُرَّاط القَطا: متقدِّماتها إلي الوادي. و فُرَّاط القوم: متقدِّموهم. قال:
فاستعجَلُونا و كانوا من صَحَابتنا كما تَعَجَّل فُرَّاطٌ لِوُرّاد «4»
______________________________
(1) موضع البيت بياض في الأصل، و إثباته من اللسان (فرط). و هو لمرقش.
(2) في الأصل: «اغلنه»، تحريف. و في المجمل: «و فرطت عنه ما كرهه، أي نحيته».
(3) للبيد في معلقته. و صدره:
و لقد حميت الحي تحمل شكمتي
(4) للقطامي في ديوانه 13 و اللسان (فرط، عجل) و إصلاح المنطق 79.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 491
و يقولون: أفْرَطت القربةَ: ملأتُها. و المعني في ذلك أنَّه إذا ملأها فقد افْرَطَ، لأنَّ الماء يَسبِق منها فيَسيل. و غديرٌ مُفْرَطٌ: ملآنُ. و أفرطتُ القومَ، إذا تقدَّمتَهم و تركتَهم وراءك. و قالوا في قوله تعالي: وَ أَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ: أي مؤخَّرون.
و يقولون: لقيته في الفَرْط بعد الفَرْط، أي الحين بعد الحين. يقال: معناه مَا فَرَط من الزَّمان. و الفارطان: كوكبانِ أمام بَنات نَعْش، كأنَّهما سمِّيا بذلك لمتقدُّمهما. و أفراط الصَّباح: أوائل تَباشيره. و منه الفَرَط، أي العَلَم «1» من أعلام الأرض يُهتدَي بها، و الجمع أفراط. و إيّاه أراد القائلُ «2» بقوله:
أم هل سموتُ بجَرَّارٍ له لَجَبٌ جَمِّ الصَّواهلِ بين الجَمِّ و الفُرُطِ «3»
و يقال إنَّما هو الفَرَط، و القياس واحد.

فرع

الفاء و الراء و العين أصلٌ صحيح يدلُّ علي علوٍّ و ارتفاعٍ و سموٍّ و سُبوغ. من ذلك الفَرْعُ، و هو أعلَي الشي‌ء. و الفَرْع: مصدر فَرعْتُ الشي‌ء فَرعاً، إذا علَوتَه. و يقال: أفرَعَ بنو فلانٍ، إذا انتجَعُوا في أوَّل النَّاس.
و الفَرَع «4»: المال الطَّائل المَعدّ. و الأفرع: الرَّجُل التامّ الشَّعَر، و قد فَرِع.
______________________________
(1) في الأصل: «الحين»، صوابه من المجمل.
(2) هو وغلة الحرمي، كما في اللسان (فرط 244).
(3) أنشد في المجمل «بين الجم و الفرط» فقط. و قال: «فجمعه علي فُرُط، و يقال إنما هو الفَرَط».
(4) كذا ضبط في المجمل بالتحريك، و بذا ضبطه الجوهري، و وهمه المجد و ذكر أن صوابه بسكون الراء. و أنشد:
فمن و استبقي و لم يعتصر من فرعه مالا و لم يكسر
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 492
قال ابن دُريد: امرأةٌ فرعاءُ: كثيرة الشّعر. و لا يقولون للرَّجُل إذا كان عظيمَ الجُمَّة: أفرع، إنما يقولون رجلٌ [أفرعُ «1»] ضدّ الأصلع. و
كان رسول اللّٰه صلي اللّٰه عليه و آله و سلم أفْرَع.
و رجلٌ مُفْرَعُ «2» الكتف، أي ناشزُها، و يقال عريضُها.
و من الباب: افتَرَعت البكر: افتضَضْتُها، و ذلك أنَّه يَقهرها و يعلُوها.
و* أفرَعْتُ الأرضَ: جوّلتها «3» فعرفتُ خَبَرها. و فَرْعَة الطَّريق و فارعته: ما ارتفَعَ منه. و تفرَّعْتُ بني فلانٍ: تزوَّجتُ سيِّدةَ نسائِهم. و فَرَعْتُ رأسَه بالسَّيف:
علوتُه. و فَرَعتُ الجبلَ: صِرتُ في ذِروته.
و ممَّا يقارب هذا القياسَ و ليس هو بعينه: الفَرَع: أوَّلُ نِتاج الإبل و الغنم.
و مما شذَّ عنه الفَرَعة: دويْبَّة، و تصغيرها فُرَيعة، و بها سمِّيت المرأة.
و ممَّا شذَّ أيضا الفَرَع، كان شيئاً يُعمَل في الجاهليَّة، يُعمَد إلي جلد سَقْبٍ فيُلبَسُه سَقبٌ آخَرُ لتَرأمَه أمُّ المَنحُورِ أو الميِّت، في شعر أوس:
و شُبِّه الهَيْدَبُ العَبَامُ من ال أَقْوامِ سَقْباً مُجلَّلَا فَرَعا «4»
فأمَّا قولُهم: أفرَعْتُ في الوادِي: انحدَرْتُ، فهذا إنَّما هو علي الفَرْق بين فَرَعْت و أفرعت «5». قال رجل من العرب: «لقيتُ فلاناً فارعاً مُفْرِعاً». يقول:
أحدُنا منحدرٌ و الآخرُ مُصْعِد.
______________________________
(1) التكملة من الجمهرة (2: 382) و اللسان.
(2) كذا ضبط في المجمل، و لم ترد الكلمة في القاموس، و جاءت في اللسان بكسر الراء.
(3) يقال جول الأرض و جول فيها، أي طوف. و في المجمل: «حولت فيها»، تحريف.
(4) ديوان أوس بن حجر 13 و اللسان (هدب، عبم، فرع).
(5) الحق أن «أفرع» و «فرع» بالتشديد من الأضداد، يقالان للصعود و الانحدار.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 493‌

فرغ

الفاء و الراء و الغين أصلٌ صحيح يدلُّ علي خُلوٍّ [وَ سَعَةِ] ذَرْع. من ذلك الفَرَاغ: خِلاف الشُّغل. يقال: فَرَغ فَراغاً و فُروغاً، و فرِغَ أيضاً. و من الباب الفَرْغ: مَفْرَغ الدَّلْو الذي ينصبُّ منه الماء. و أفرَغْتُ الماءَ:
صببتُه. و افترغْتُ، إذا صببتَ الماءَ علي نفسك. و ذهب دَمُه فَرْغاً، أي باطلا لم يُطلَبْ به. و فَرسٌ فَرِيغٌ «1»، أي واسع المَشْي، و سمِّي بذلك لأنَّه كأنَّه خالٍ من كلِّ شي‌ء فخَفَّ عَدْوُه و مَشْيُه. و ضَربةٌ فريغٌ: واسِعَة، و طعنةٌ أيضاً. و حَلْقةٌ مُفْرَغَة، لأنَّه شي‌ءٌ يصبُّ ضَبًّا. و طريق فريغ: واسع. قال:
فأجَزْتَه بأَفَلَّ تَحسِب إثْرَه نَهْجاً أبَانَ بذي فَريغٍ مَخْرَفِ «2»
فأمَّا قولُه تعالي: سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلٰانِ، فهو مجازٌ، و اللّٰه تعالي لا يَشغَلُه شأنٌ عن شأن. قال أهل التّفسير: سنفرغ، أي نَعْمِد، يقال: فَرَغت إلي أمر كذا «3»، أي عَمَدْتُ له.

فرق

الفاء و الراء و القاف أُصَيلٌ صحيحٌ يدلُّ علي تمييز و تزييلٍ «4» بين شيئين. من ذلك الفَرْق: فرق الشعر. يقال: فرَقْتُه فَرَقاً. و الفِرْق: القطيع
______________________________
(1) زاد في المجمل: «و فريغة».
(2) لأبي كبير الهذلي في ديوان الهذليين (2: 107) و اللسان (فرغ، خرف). و قد سبق في (خرف).
(3) في الأصل: «كنت في أمر كذا». و أنشد أبو حيان في تفسيره (8: 194) لجرير:
الان و قد فرغت إلي نمير فهذا حين كنت لهم عذابا
و قال: «أي قصدت»، ثم قال: «و أنشد النحاس»
فرغت إلي العبد المقيد في الحجل*».
(4) التزييل: التفريق. و في الأصل: «و ترتيل».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 494
من الغَنَم. و الفِرْق: الفِلْق من الشَّي‌ء إذا انفَلَقَ، قال اللّٰه تعالي: فَانْفَلَقَ فَكٰانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ.
و من الباب: الفَرِيقة، و هو القَطِيع من الغَنَم، كأنَّها قطعةٌ فارقَتْ مُعظمَ الغَنم قال الشاعر «1»:
و ذِفْري كَكاهلِ ذِيخِ الخَلِيفِ أصابَ فريقةَ ليلٍ فعاثا «2»
و من الباب: إفراق المحموم من حُمَّاه، و إنما يكون كذا لأنَّها فارقَتْه. و كان بعضهم يقول: لا يكون الإفراقُ إلَّا من مرضِ لا يُصيب الإنسانَ إلّا مرّةً واحدةً كالجُدَرِيِّ و الحَصْبة و ما أشبَهَ ذلك. و ناقةٌ مُفْرِقٌ: فارَقَها ولدُها بمَوْت.
و الفُرْقانُ: كتاب اللّٰه تعالي فَرَقَ به بين الحقِّ و الباطل. و الفُرْقان: الصُّبح، سمِّي بذلك لأنه به يُفْرق بين اللَّيل و النَّهار، و يقال لأنَّ الظُّلْمة تتفرَّق عنه.
و الأفرَق: الدِّيك الذي عُرْفُه مَفروق. و الفَرَق في الخيل، أن يكونَ أحدُ وركيه أرفَعَ من الآخر. و الفَرَقُ في فُحولة الضَّأن: بُعْد ما بين الخُصْيَيْن، و في الشاة:
بُعْد ما بينَ الطُّبْيَين. و الفارِق: الخَلِفَة «3» تذهبُ في الأرض نادَّةً من وجَع المَخَاض فتُنْتَج حيث لا يُعلم مكانُها؛ و الجمع فوارقُ و فُرَّقٌ. و سمِّيت بذلك لأنَّها فارقت سائر النُّوق. و تشبَّه السحابةُ تنفرد عن السَّحَابِ بهذه الناقة، فيقال: فارق.
______________________________
(1) هو كثير عزة. اللسان (فرق، خلف).
(2) الذفري تنون و ألفها للإلحاق، و لا تنون و ألفها للتأنيث، قال ابن بري: صواب إنشاده:
«بذفري»، لأن قبله:
توالي الزمام إذا ما ونت ركائبها و احتثثن احتثاثا
(3) الخلفة: الناقة الحامل، و جمعها مخاض علي غير قياس. في الأصل: «الخلقة»، صوابه في المجمل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 495
و الفارق من الناس: الذي يَفرِق بين الأمور، يَفْصِلُها. و فَرَقُ الصُّبْحِ و فَلَقُه واحد.
و مما شَذَّ عن هذا الباب الفَرْقَ: مِكيالٌ من المكاييل، تفتح فاؤه و تسكن.
قال القُتَيبيّ: هو الفَرَق بفتح الراء، و هو الذي
جاء في الحديث: «ما أسْكَرَ الفَرَق منه فملْ‌ء الكفِّ منه حرام»
، و يقال إنّه ستّةَ عشرَ رطلًا. و أنشَدَ لخِداش ابن زُهَير:
يأخذون الأرشَ في إخوتهم فَرَقَ السَّمنِ و شاةً في الغَنَم «1»
و الفَرِيقة: تمرٌ يُطبَخ بحُلْبَةٍ يُتَدَاوَي به و الفَروقة: شَحم الكُلْيَتَين. قال:
يُضي‌ء لنا شَحمُ الفَرُوقةِ و الكُلَيٰ «2»
و الفَروق: موضعٌ، كلُّ ذلك شاذٌّ عن الأصل* الذي ذكرناه.

فرك

الفاء و الراء و الكاف أصلٌ يدلُّ علي استرخاءٍ في الشي‌ء و تفتيلٍ له. من ذلك: فركت الشي‌ءَ بيدي أفرُكه فركاً، و ذلك تَفتيلُك للشَّي‌ء حتي ينفَرِك. و ثوبٌ مفروكٌ بالزَّعفران: مصبوغٌ، و الأصل فيه ما ذكرناه.
و من الباب: فَرِكَتِ المرأةُ زوجَها تَفْرَكُه، إذا أبغضَتْه. قال:
و لم يُضِعْها بين فِرْك و عَشَقْ «3»
و رجلٌ مفرَّك: يُبغِضه النِّساء، و إنما سمِّي فِرْكاً لأنها تلتوي و تَنفِتل عنه.
______________________________
(1) أنشده في المجمل و اللسان (فرق 180).
(2) للراعي، في اللسان (فرق) و صدره:
فبتنا و باتت قدرهم ذات هزة
(3) لرؤبة في ديوانه 104 و اللسان (سرر، عسق، عشق، فرك) و إصلاح المنطق 9، 24، 111. و قد سبق في (عسق، عشق).
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 496
و الانفراك: استرخاء المَنْكِب. و أمَّا قوله: فاركتُ صاحبي، مثل تاركته، فهذا من باب الإبدال.

فرم

الفاء و الراء و الميم كلمةٌ واحدةٌ، أظنُّها ليست عربيَّة، و هو الاستفرام. يقولون: هو أن تحتشِيَ «1» المرأة شيئاً تضيِّق به [ما تحت إزارِها «2»].
قال الخليل: و ليس هذا من كلامِ أهل البادية. قال ابنُ دُريد «3»: يقال لذلك الشَّي‌ء: فَرْمة «4». فأمَّا قول الراجز «5»:
مُستفرماتٍ بالحَصَي جوافلا
فإنّه يريد خيلًا. يعني أنَّ من شدة جريها يدخُل الحصَي في فُرُوجها، فشبَّه الحصي بالفَرْمة. و الفَرَماء: موضعٌ «6».

فره

الفاء و الراء و الهاء كلمةٌ تدلُّ علي أَشَرٍ و حِذْق. من ذلك الفارِه الحاذِقُ بالشي‌ء. و الفَرِه: الأشِر. و الفارهة: القينة. و ناقةٌ مُفْرِهٌ و مُفْرِهَةٌ، إذا كانت تُنتَجُ الفُرْه.

فري

الفاء و الراء و الحرف المعتلّ عُظْمُ البابِ قَطْعُ الشي‌ء، ثم يفرَّع منه ما يقاربُه: من ذلك: فَرَيْتُ الشي‌ء أفرِيه فرياً، و ذلك قَطْعُكَه
______________________________
(1) في الأصل: «تخشي»، صوابه في المجمل.
(2) التكملة من المجمل.
(3) في الجمهرة (2: 402).
(4) ضبطت في المجمل و الجمهرة بفتح الراء، و ضبطت في الأصل و اللسان و القاموس بإسكانها.
(5) هو امرؤ القيس. ديوانه 158 و اللسان و الجمهرة (فرم).
(6) موضع في حدود مصر و يقال بالقصر. و في الجمهرة: «الفرمي» كتبت بالياء.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 497
لإصلاحه. قال ابن السِّكِّيت: فَرَي، إذا خَرَز. و أفريتُه، إذا أنتَ قَطَعْتَه للإفساد «1». قال في الفَرْي:
و لأنْتَ تفرِي ما خلقت و بع ضُ القومِ يَخلُقُ ثم لا يَفْرِي «2»
و من الباب: فلانٌ يَفْري الفريَّ، إذا كان يأتي بالعَجَب، كأنَّه يَقْطع الشّي‌ءَ قطعاً عَجَبا. قال:
قد كنتِ تَفرِينَ به الفَريَّا «3»
أي كنتِ تُكْثرين فيه القولَ و تعظِّمينه. و يقال: فَرَي فلانٌ كذِباً يَفرِيه، إذا خَلَقَه. و تفرَّتِ الأرضُ بالعُيون: انبجَسَتْ. و الفَرَي: الجَبَان «4»، سمِّي بذلك لأنَّه فُرِي عن الإقدام، أي قُطِع. و الفَرَي أيضاً: مِثلُ الفَرِيّ، و هو العَجَب. و الفَرَي: البَهْت وَ الدَّهَش، يقال فَرِيَ يَفْرَي فَرًي. قال الشَّاعر «5»:
و فَرِيتُ من فَزَعٍ فلا أَرمِي و قد ودَّعْت صاحبْ «6»
و من الباب الفَرْوة التي تُلبَس. و قال قومٌ: إنَّما سمِّيت فَروةً من قياس آخَر، و هو التَّغطية، لذلك سمِّيت فَرْوةُ الرَّأس، و هي جلدتُه. و منه الفَرْوة، و هي الغِني
______________________________
(1) في الأصل: «للإنسان» و في المجمل: «إذا أنت أفسدته».
(2) زهير في ديوانه 94 و اللسان (خلق، فري)، و قد سبق منسوباً في (خلق).
(3) لزرارة بن صعب، كما في اللسان (فري).
(4) الفري، بهذا المعني، مما فات المعاجم المتداولة، و ذكره في المجمل.
(5) هو الأعلم الهذلي، كما في المجمل و لسان العرب (فرا) و ديوان الهذليين (2: 78).
(6) و كذا جاءت روايته في المجمل. و في اللسان: «من جزع». و في اللسان و الديوان:
«و لا ودعت».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 498
و الثَّروة. و الفَروةُ: كلُّ نباتٍ مجتمِعٍ إذا يَبِس. و
في الحديث: «أنَّ الخَضِر جلَسَ علي فَرْوةٍ من الأرضِ فاخضرَّت»
. فإنْ صحَّ هذا فالبابُ علي قياسين:
أحدهما القطع، و الآخَر التَّغطية و السَّترُ بشي‌ءٍ ثَخين.
و أمَّا المهموز فليس من هذا القياس و لا يقاس عليه غيرُه، و هو الفَرَأ: حمار الوَحْش،
قال رسول اللّٰه صلي اللّه عليه و آله و سلّم لأبي سفيان: «كلُّ الصَّيد في جوف الفَرَأ»
. و قال الشَّاعر «1»:
بِضربٍ كآذانِ الفِراء «2»

فرت

الفاء و الراء و التاء كلمة واحدة، و هي الماء الفُراتُ، و هو العَذْب. يقال: ماءٌ فرات، و مِياهٌ فُرات.

فرث

الفاء و الراء و الثاء أُصَيلٌ يدلُّ علي شي‌ء متفتِّت. يقال فَرَثَ كَبِدَه: فَتَّها. و الفَرْث: ما في الكَرِش. و يقال علي معني الاستعارة:
أفْرَثَ فلانٌ أصحابه، إذا سَعَي بهم و ألقاهم في بَليَّة.

فرج

الفاء و الراء و الجيم أصلٌ صحيح يدلُّ علي تفتُّح في الشّي‌ء.
من ذلك الفُرجة في الحائط و غيرِه: الشَّقُّ. يقال: فَرَجْته و فرَّجته. و يقولون:
إنَّ الفَرْجة: التفصِّي من همٍّ أو غمّ. و القياسُ واحد، لكنَّهم يفرقون بينهما بالفتح. قال:
______________________________
(1) هو مالك بن زغبة الباهلي، كما سبق في حواشي (بور).
(2) هو بتمامه:
بطعن كآذان الفراء فضوله و طعن كإيزاغ المخاض تبورها
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 499
ربَّما تجزع النّفوس من الأمْ رِ له فَرجة كحلِّ العِقالِ «1»
و الفَرج: ما بين رِجْلَي الفَرَس. قال امرؤُ القَيس:
لها ذنبٌ مثلُ ذَيل العروس تَسُدُّ به فَرجَها من دُبُرْ «2»
و الفُروج: الثُّغور التي بين مَواضِع المخافة، و سمِّيت فُرُوجاً لأنَّها محتاجةٌ إلي تفقُّد و حِفْظ. و يقال: إنَّ الفرجَين اللذين يُخاف* علي الإسلام منهما: التُّرك و السُّودان. و كلُّ مَوضعِ مَخافةٍ فَرْج. و قوسٌ فُرُجٌ، إذا انفجَّتْ سِيَتُها. قالوا:
و الرَّجُل الأفْرَجُ: الذي لا يلتقي أليتاه. و امرأةٌ فَرْجاء. و منه الفُرُج: الذي لا يكتُم السِّرّ، و الفِرْج مثله. و الفَرِج: الذي لا يزالُ ينكشفُ فَرجُه.
و الفَرُّوج: القَبَاء؛ و سمِّي بذلك للفُرجة التي فيه.
و مما شذَّ عن هذا الأصل: المُفْرَج، قالوا: هو القتيل لا يُدرَي مَن قَتلَه، و يقال هو الحَميل لا وَلاءَ له إلي أحدٍ و لا نَسَب. و
رُوي في بعض الحديث: «لا يُتْرَك في الإسلام مُفْرَجٌ»
، بالجيم.

فرح

الفاء و الراء و الحاء أصلانِ، يدلُّ أحدهما علي خلاف الحُزْن، و الآخر الإثْقال.
فالأوَّل الفَرَح، يقال فَرِحَ يَفرَح فَرَحاً، فهو فَرِح. قال اللّٰه تعالي:
______________________________
(1) لأمية بن أبي الصلت مع شك من الجاحظ في الحيوان (3: 39). و أنشده في اللسان (فرج) منسوباً إلي أمية. و هو في البيان (3: 260) بدون نسبة. علي أن «الفرجة» مثلثة الفاء، لا كما ذكر ابن فارس.
(2) ديوان امرئ القيس 13 و اللسان (فرج).
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 500
ذٰلِكُمْ بِمٰا كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَ بِمٰا كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ.
و المِفراح: نقيض المِحْزان.
و أمَّا الأصل الآخر فالإفراح، و هو الإثقال. و
قولُه عليه الصلاة و السَّلام:
«لا يُتْرَك في الإسلام مُفْرَحٌ»
قالوا: هذا الذي أثْقَلَه الدَّين. قال:
إذا أنت لم تَبْرحْ تؤدِّي أمانةً و تَحمِلُ أخري أفرحتكَ الودائعُ «1»

فرخ

الفاء و الراء و الخاء كلمةٌ واحدة، و يقاس عليها. فالفَرْخ:
وَلَد الطَّائر. يقال: أفرَخَ الطَّائر: و يُقاس فيقال: أفْرَخَ الرُّوع: سَكَن.
و ليُفْرِخ رُوعك، قالوا: معناه ليخرج عنك رَوْعُك و ليفارقْك، كما يَخرُج الفَرخ عن البيضة. و يقولون: أفرَخَ الأمر: استبانَ بعد اشتِباه. و الفُرَيْخ: قينٌ كان في الجاهليَّة، يُنسَب إليه النِّصال أو السِّهام. قال:
و مقذُوذَين من بُرْي الفُرَيْخ «2»

فرد

الفاء و الراء و الدال أصلٌ صحيحٌ يدلُّ علي وُحْدة. من ذلك الفَرْد و هو الوَتْر. و الفارد و الفَرْد: الثَّور المنفرِد. و ظبيةٌ فاردٌ: انقطعت عن القَطيع، و كذلك السِّدرة الفاردةُ، انفرَدَتْ عن سائر السِّدر. و أفراد النجوم:
الدَّراريُّ في آفاق السَّماء. و الفريد: الدُّرُّ إذا نُظِم و فصِّل بَينَه بغَيرِه. و اللّٰه أعلم بالصّواب.
______________________________
(1) البيت لبيهس العذري، كما في اللسان (فرح).
(2) أنشده في اللسان (فرخ).
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 501‌

باب الفاء و الزاء و ما يثلثهما

فزع

الفاء و الزاء و العين أصلانِ صحيحان، أحدهما الذُّعر، و الآخَر الإغاثة.
فأمَّا الأوَّل فالفَزَع، يقال فَزِع يَفْزَع فَزَعاً، إذا ذُعِر. و أفزَعْتُه أنا. و هذا مَفْزَعُ القوم، إذا فَزِعوا إليه فيما يَدهَمُهم. فأمّا فَزَّعت [عنه] فمعناه كَشَّفت عنه الفَزَع. قال اللّٰه تعالي: حَتّٰي إِذٰا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ. و المَفْزَعة: المكان يلتجئ إليه الفَزِع. قال:
طويلٌ طامحُ الطَّرف إلي مَفْزَعة الكلبِ «1»
و الأصل الآخر الفَزَع: الإغاثة «2».
قال رسول اللّٰه صلي اللّٰه عليه و آله و سلم للأنصار: «إنَّكم لَتَكْثُرون عند الفَزَع، و تَقِلُّون عند الطَّمَع»
. يقولون:
أفزَعْتُه إذا رَعَبتَه، و أفْزعتُه، إذا أغثتَه. و فَزِعتُ إليه فأفزَعَني، أي لجَأتُ إليه فَزِعاً فأغاثَني. و قال الشَّاعر «3» في الإغاثة:
فقلتُ لكأسٍ ألجِمِيها فإنَّما نزَلنا الكثيبَ من زَرُودَ لنَفْزَعا «4»
______________________________
(1) لأبي دواد الإيادي، أو هو لعقبة بن سابق الهزاني، و قد سبق التحقيق في حواشي (طمح).
(2) الظاهر أن معناه في الحديث الاستغاثة. و في اللسان: «و قد يكون التقدير أيضاً عند فزع الناس إليكم لتغيثوهم».
(3) هو الكلحبة العرني اليربوعي. المفضليات (1: 30) و اللسان (فزع).
(4) كأس: اسم بنته. في اللسان: «حللت الكثيب» و «لأفزعا».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 502
و قال آخر «1»:
كُنَّا إذا ما أتانا صارخٌ فَزِعٌ كان الصُّراخَ له قَرْعُ الظَّنابيبِ

فزر

الفاء و الزاء و الراء أُصَيلٌ يدلُّ علي انفراجٍ و انصداع. من ذلك الطَّريق الفازِرُ: و هو المُنْفرِج الواسع. و الفِزْر: القطيع من الغَنَم. يقال فَزرْت الشَّي‌ء: صدَعتُه. و الأفْزرُ: الذي يتطامَنُ ظهرُه؛ و القياسُ واحد، كأنَّه يَنْفرِقُ لحمتا ظهره. و اللّٰه أعلم.

باب الفاء و السين و ما يثلثهما

فسط

الفاء و السين و الطاء كلمتانِ متباينتان. فالفَسِيط: ثُفْرُوق التَّمرة، و يقال قُلامة الظُّفر. و الفُسطاط: الجماعة. و
في الحديث: «إنَّ يدَ اللّٰه تعالي عَلَي الفُسطاط»
، و بذلك سمِّي الفُسطاط فُسطاطاً.

فسق

الفاء و السين و القاف كلمة واحدة، و هي الفِسْق، و هو الخُروج عن الطَّاعة. تقول العرب: فَسقَتِ الرُّطَبَةُ عن قِشْرها: إذا خرجَتْ، حكاه الفَرَّاء. و يقولون: إنّ الفأرة فُوَيْسِقة، و جاء هذا في الحديث. قال ابنُ الأعرابيِّ:
لم يُسْمع قَطُّ في كلامِ الجاهليَّة في شعرٍ* و لا كلامٍ: فاسق. قال: و هذا عجبٌ، هو كلامٌ عربيٌّ و لم يأتِ في شعرٍ جاهليٍّ «2».
______________________________
(1) هو سلامة بن جندل. ديوانه 11 و المفضليات (1: 122) و اللسان (فزع، ظنب)، و قد سبق في (ظنب).
(2) انظر اللسان (فسق) و الحيوان (1: 33/ 5: 280).
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 503‌

فسل

الفاء و السين و اللام أصلٌ صحيح يدلُّ علي ضَعف و قِلَّة.
من ذلك: الرّجُل الفَسْل، و هو الرديُّ من الرِّجال. و منه الفَسِيل: صِغار النَّخْل.
و فُسَالة الحديد: سُحَالته.

فسأ

الفاء و السين و الهمزة. يقال فيه: تفسَّأ الثَّوبُ، إذا بَلِيَ.
و فَسَأْته أنا: مدَدْتُه حتي تفزَّر. و يقولون: فَسَأه بالعصا: ضربه. و يقولون في غير المهموز: تفاسَي الرَّجُل تفاسِياً، إذا أخْرَجَ عَجِيزتَه.

فسج

الفاء و السين و الجيم، كلمة واحدة. يقولون: قَلوصٌ فاسجة «1»، إذا أعجَلَها الفحلُ فضَرَبها قَبْلَ وقتِ المضْرِب. و يقال بل هي الحائل السَّمينة.

فسح

الفاء و السين و الحاء كلمةٌ واحدة تدلُّ علي سَعَةٍ و اتِّساع.
من ذلك الفَسيح: الواسع. و تَفَسَّحت في المجلِس، و فَسَّحت المجلس.

فسخ

الفاء و السين و الخاء كلمةٌ تدلُّ علي نَقْضِ شي‌ء. يقال:
نَفَسَّخَ الشّي‌ءُ: انتقَضَ. و يقولون: أَفْسَخْتُ الشي‌ء: نَسِيتُه. و يقولون: الفَسِيخ:
الرجلُ لا يَظفَر بحاجته.

فسد

الفاء و السين و الدال كلمةٌ واحدة، فَسَدَ الشَّي‌ء يَفْسُد فساداً و فُسوداً، و هو فاسِدٌ و فَسِيد.
______________________________
(1) في المجمل: «فاسج»، و كلاهما يقال.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 504‌

فسر

الفاء و السين و الراء كلمة واحدة تدلُّ علي بيانِ شي‌ء و إيضاحِه.
من ذلك الفَسْرُ، يقال: فَسَرْتُ الشَّي‌ء و فسَّرتُه. و الفَسْر و التَّفسِرَة: نظَر الطَّبيب إلي الماء و حُكمهُ فيه. و اللّٰه أعلم بالصَّواب.

باب الفاء و الشين و ما يثلثهما

فشج

الفاء و الشين و الجيم. يقولون: فَشَجت النّاقةُ: تفاجَّتْ لتَبُول. كذلك في كتاب الخليل. و قال ابن دريد: فَشَحت، بالحاء، و أنشد:
إنَّكِ لو صاحَبْتِنا مَذِحْتِ و حَكَّكِ الحِنْوانِ فانفشَحْتِ «1»

فشخ

الفاء و الشين و الخاء، فيه طَريفَةُ ابن دُريد «2». قال:
الفَشْخُ: ضربُ الرأسِ باليد.

فشل

الفاء و الشين و اللام. يقولون: تفَشَّل الماء: سالَ. و الفَشْل:
شي‌ءٌ من أدَاة الهَوْدَج.

فشا

الفاء و الشين و الحرف المعتلّ كلمةٌ واحدة، و هي ظهورُ الشَّي‌ء، يقال: فَشَا الشَّي‌ء: ظَهَر.
و حكي ابنُ دريد «3»: فَشَأَ المرضُ فيهم فشُوءًا، و تفشَّأَ تفشُّؤًا.
______________________________
(1) الجمهرة (2: 159) و اللسان (مذح، فشح)، و البيان (3: 318).
(2) الجمهرة (2: 224).
(3) في الجمهرة (3: 287).
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 505‌

فشغ

الفاء و الشين و الغين أصلٌ يدلُّ علي الانتشار. يقال انفشغ الشَّي‌ء و تفشَّغ، إذا انتشَر. و يقولون: الفَشْغة: القُطنة في جوف القَصَبة.
و الفُشاغ «1»: نبات يتفشَّغُ علي الشَّجر و يلتوِي. و الناصية الفَشْغاء: المُنتشِرة.
و تفَشَّغَ فيه الشَّيب: ظَهَر. و تفشَّغَ به الدَّم. و يقولون: أفْشَغَهُ سوطاً: ضَربَه.

فشق

الفاء و الشين و القاف، ليس هو عندي أصلًا، و لكنَّهم يقولون: الفَشَق: المُباغَتة. فَاشَقَ: باغَتَ. و فَشَقَ بنو فلانٍ الدُّنيا «2»، إذا كثُرَت عليهم فلَعِبوا بها. و اللّٰه أعلم بالصَّواب.

باب الفاء و الصاد و ما يثلثهما

فصل

الفاء و الصاد و اللام كلمةٌ صحيحةٌ تدلُّ علي تمييز الشَّي‌ء من الشَّي‌ء و إبانته عنه. يقال: فَصَلْتُ الشَّي‌ءَ فَصْلًا. و الفَيْصل: الحاكم.
و الفَصِيل: ولدُ النَّاقةِ إذا افتُصِلَ عن أُمِّه. و المِفْصَل: اللِّسان، لأنَّ به تُفصَل.
الأمور و تميَّز. قال الأخطل:
و قد ماتت عِظامٌ وَ مِفْصَلُ «3»
و المفاصل: مَفاصِل العِظام. و المَفْصِل: ما بين الجبلَيْن، و الجمع مَفاصل.
قال أبو ذُؤيب:
______________________________
(1) هو كغراب و رمان، كما في القاموس و اللسان.
(2) هذا مما ورد في القاموس و لم يرد في اللسان.
(3) البيت بتمامه كما في ديوان الأخطل ص 2:
صريع مدام يرفع الشرب رأسه ليحيا و قد ماتت عظام و مفصل
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 506
مَطَافيلَ أبكارٍ حديثٍ نِتاجُها يُشابُ بماءٍ مثلِ ماءِ المفاصلِ «1»
و الفَصِيل: حائطٌ دونَ سُور المدينة. و
في بعض الحديث: «مَن أنفَقَ نفقةً فاصلةً فله من الأجر كذا»
، و تفسيره في الحديث أنَّها التي فَصَلَت بين إيمانه و كُفره.

فصم

الفاء و الصاد و الميم أصلٌ صحيح يدلُّ علي انصداعِ شي‌ءٍ من غير بَيْنُونة. من ذلك الفَصْم، و هو أن ينصَدِع الشَّي‌ءُ من غير أن يَبين. و كلُّ منحنٍ من خَشَبَةٍ و غيرها فهو مفصوم. قال:
كأنَّه دُمْلُجٌ من فِضّةٍ نَبَهٌ في مَلْعبٍ من عَذَاري الحيِّ مفصومُ «2»

فصي

الفاء و الصاد و الياء أصلٌ صحيح يدلُّ علي تنحِّي الشَّي‌ء عن الشَّي‌ء. يقال تفَصَّي اللَّحمُ عن العَظْم، و تفَصَّي الإنسانُ من البِليَّة: تَخَلَّص.
و الاسم الفَصْية. و
في حديث: قَيْلة: «الفَصْية و اللّٰه، لا يزالُ كعبُكِ عاليا».
و أفْصَي: رجلٌ «3».

فصح

الفاء و الصاد و الحاء أصلٌ يدلُّ علي خُلوصٍ في شي‌ء و نقاء من الشَّوب. من ذلك: اللِّسان الفصيح: الطَّليق. و الكلام الفصيح: العربيّ.
و الأصلُ أفْصَحَ اللَّبَنُ: سكنت رَغوتُه. و أفْصَحَ الرّجل: تكلَّم بالعربيَّة. و فَصُح:
______________________________
(1) ديوان الهذليين (1: 141) و اللسان (فصل) و الحبوان (2: 351) و أمالي المرتضي (1: 187) و ثمار القلوب 446 و المخصص (1: 23/ 5: 65/ 16: 161).
(2) لذي الرمة في ديوانه 572 و اللسان (نبه، فصم). و سيأتي في (نبه).
(3) و منه أفصي بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة، و أفصي بن عبد القيس بن أفصي بن دعمي بن جديلة.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 507
جادت لغتُه حتَّي لا يلحَنُ. في كتاب ابن دريد «1»: «أفصح العربيُّ إفصاحاً، و فَصُح العجميُّ فَصاحةً، إذا تكلَّم بالعربية». و أراه غلطاً، و القول هو الأوّل.
و حكَي: فَصُحَ اللبنُ فهو فصيح، إذا أُخذت عنه الرِّغوة. قال:
و تحتَ الرُّغوةِ اللَّبنُ الفصيح «2»
و يقولون: أفصَحَ الصُّبح، إذا بدا ضوؤه. قالوا: و كلُّ واضحٍ مُفْصِحٌ.
و يقال إنَّ الأعجم: ما لا ينطق، و الفصيحَ: ما ينطق.
و مما ليس من هذا الباب الفِصْح «3»: عيدُ النصاري، يقال: أفصحوا: جاء فِصحُهم.

فصد

الفاء و الصاد و الدال كلمة صحيحة، و هي الفَصْد، و هو قطع العِرقِ حتَّي يسيل. و الفَصيد: دمٌ كان يُجعَل في مِعًي من فَصد عروق الإبل، و يُشوَي و يُؤكل، و ذلك في الشدّة تُصيب. قال الأعشي:
و لا تأخُذ السَّهمَ الحديدَ لتفصِدا «4»
و يقولون: [تفصَّد «5»] الشي‌ء: سال.

فصع

الفاء و الصاد و العين يدلُّ علي خروجِ شي‌ء عن شي‌ء. يقال:
فَصَع الرُّطَبة، إذا قَشَرَها. و يقولون: الفُصْعة: غُلْفة الصبيّ إذا اتَّسعت حتَّي تبدوَ حَشَفتُه.
______________________________
(1) الجمهرة (2: 163).
(2) البيت لنضلة السلمي، كما في اللسان (فصح). و صدره كما في اللسان و مجالس ثعلب 9 و البيان و التبيين (3: 338):
فلم يخشوا مصالته عليهم
(3) كذا تذهب معجمات اللغة جميعها. و الحق أن الكلمة كما ظهر لي معربة من العبرانية «پِيسَحْ»، و قد حققت ذلك التأصيل بإسهاب لأول مرة في حواشي الحيوان (4: 534).
(4) صدره كما في ديوان الأعشي 103:
فإياك و الميتات لا تأكلتها
(5) التكملة من المجمل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 508‌

باب الفاء و الضاد و ما يثلثهما

فضل

الفاء و الضاد و اللام أصلٌ صحيح يدلُّ علي زيادةٍ في شي‌ء.
من ذلك الفَضْل: الزِّيادة، و الخير. و الإفضال: الإحسان. و رجل مُفْضِل. و يقال:
فَضَل الشّي‌ءُ يَفْضُل، و ربما قالوا فَضِلَ يَفْضُل، و هي نادرة. و أمَّا المتفضِّل فالمدَّعي للفَضْل علي أضرابِه و أقرانه. قال اللّٰه تعالي في ذِكر مَن قال: مٰا هٰذٰا إِلّٰا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ. و يقال المتفضِّل: المتوشَّح بثَوبه. و يقولون:
الفُضُل: الذي عليه قميصٌ و رداءٌ، و ليس عليه إزارٌ و لا سراويل. و [منه] قول امرئِ القَيس:
و تُضْحِي فَتيتُ المِسْكِ فوقَ فراشها نَؤومُ الضُّحَي لم تنتطِق عن تفضُّلِ «1»

فضي

الفاء و الضاد و الحرف المعتلّ أصلٌ صحيح يدلُّ علي انفساحٍ في شي‌ء و اتِّساع. من ذلك الفَضاء: المكان الواسِع. و يقولون: أفضَي الرّجُل إلي امرأته: باشَرَها. و المعني فيه عندنا أنّه شُبّه مقدَّمُ جسمه بفَضاء، و مقدَّمُ جسمها بفضاء، فكأنه لاقَي فضاءَها بفضائه. و ليس هذا ببعيدٍ في القياس الذي ذكرناه.
و من هذا علي طريق التشبيه: أفضَي إلي فلانٍ بسرِّه إفضاءً، و أفضي بيده إلي الأرض، إذا مَسَّها بباطِنِ راحته في سُجوده و هو من الذي ذكرناه في قياس
______________________________
(1) البيت من معلقته المشهورة. و يروي: «و يضحي فتيت المسك».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 509
الفَضَاء. و يقولون: الفَضَا، مقصور: تمر و زبيبٌ يُخلَطان. و قال بعضهم: الفَضَا مقصور: الشَّيئان يكونان في وعاءٍ مختلطَين لا يُصَرُّ كلُّ واحدٍ منهما علي حِدَة. قال:
فقلت لها يا عَمَّتَا لك ناقتِي و تمرٌ فضاً في عَيْبتي و زَبيبُ «1»
و قال:
طعامُهمُ فَوضي فَضاً في رحالهمْ «2»

فضح

الفاء و الضاد و الحاء كلمتان متقاربتان تدلُّ إحداهما علي انكشافِ شي‌ء، و لا يكاد يُقال إلّا في قبيح، و الأخري علي لونٍ غير حسنٍ أيضاً.
فالأوَّل قولهم: أفْضَح الصُّبح و فَضَّح، إذا بدا. ثم يقولون في التَّهتُّك: الفُضوح.
قالوا: و افْتَضَح الرّجُل*، إذا انكشفتْ مساوِيه.
و أمَّا اللَّون فيقولون: إنّ الفَضَح: غُبْرَةٌ في طُحْلة؛ و هو لَوْنٌ قبيح «3». و أفْضحَ البُسر، إذا بدَتْ منه حمرةٌ. و يقولون: الأفْضَح: الأسَد، و كذلك البعير، و ذلك من فَضَحِ اللَّون.

فضخ

الفاء و الضاد و الخاء فيه كلمةٌ تدلُّ علي الشَّدخ. يقال: فَضَخْت الرُّطَبة: شَدَخْتُها. و الفَضِيخ: رُطَبٌ يُشْدَخ و يُنْبَذ.
______________________________
(1) في المجمل: «يا عمتي». و في اللسان (فضا): «يا خالتي»، و نبه علي رواية المجمل.
(2) البيت للمعذل البكري، كما في اللسان (فضا). و عجزه:
و لا يحسنون الشر إلا تناديا
(3) في الأصل: «و يقولون قبيح»، صوابه في المجمل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 510‌

باب الفاء و الطاء و ما يثلثهما

فطم

الفاء و الطاء و الميم أصلٌ صحيح يدلُّ علي قَطْع شي‌ء عن شي‌ء.
يقال: فَطَمَت الأمُّ ولَدَها، و فَطَمتُ الرّجُلَ عن عادته. قال أبو نصرٍ صاحبُ الأصمعيّ: يقال فَطَمْتُ الحَبْلَ، إذا قطعتَه. قال: و منه فِطام الأمِّ ولَدَها.

فطن

الفاء و الطاء و النون كلمةٌ واحدةٌ تدل علي ذكاء و علم بشي‌ء.
يقال: رجلٌ فَطِنٌ و فَطُنٌ، و هي الفِطْنَة و الفَطَانة «1».

فطأ

الفاء و الطاء و الهمزة كلمةٌ واحدةٌ تدلُّ علي تطامُنٍ. يقال للرَّجُل الأفطس: الأفْطَأ. و يقولون: فَطِئَ البعيرُ، إذا تطامَنَ ظهره خِلْقةً.

فطح

الفاء و الطاء و الحاء كلمة واحدة. يقولون: فَطَّحْتُ العُود و غيرَه، إذا عرَّضْتَه. و هو مُفَطَّح. و رأسٌ مفطَّح: عريض.

فطر

الفاء و الطاء و الراء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ علي فَتْح شي‌ء و إبرازِه من ذلك الفِطْرُ من الصَّوم. يقال: أَفْطَرَ إفطاراً. و قومٌ فِطْرٌ «2» أي مُفْطِرُون.
و منه الفَطْر، بفتح الفاء، و هو مصدرُ فطَرْتُ الشاةَ فَطراً، إذا حلَبْتَها. و يقولون:
الفَطْر يكون الحلبَ بإصبَعين. و الفِطْرَة: [الخِلْقة «3»].
______________________________
(1) في الأصل: «و الفطنة». و من أخوات هذه المصادر الفطن مثلثة، و بالتحريك، و بضمتين و منها الفطونة و الفطانية.
(2) يقال للواحد و الجميع.
(3) التكملة من المجمل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 511‌

فطس

الفاء و الطاء و السين. فيه الفَطَس في الأنف: انفِراشُه.
و فِطِّيسَةُ الخنزير: أنْفُه. و الفِطِّيس: المِطْرَقة، و لعلَّها سمِّيت بذلك لأنَّها يُكسَرُ بها الشي‌ء، و يتطَامَن «1». و يقولون: فَطَسَ: مات. و يقولون: الفَطْسَة: خَرَزَة يُؤَخَّذ بها.

باب الفاء و الظاء و ما يثلثهما

فظع

الفاء و الظاء و العين كلمةٌ واحدة. أفْظَع الأمرُ و فَظُع: اشتدَّ.
و هو مُفْظِعٌ و فظيع. و اللّٰه أعلم.

باب الفاء و العين و ما يثلثهما

فعل

الفاء و العين و اللام أصلٌ صحيح يدلُّ علي إحداث شي‌ء من عملٍ و غيره. من ذلك: فَعَلْتُ كذا أفعلُه فَعْلا. و كانت مِن فُلانٍ فَعْلةٌ حَسَنَةٌ أو قبيحة: و الفِعَال جمع فِعْل. و الفَعَال، بفتح الفاء: الكَرَم و ما يُفْعَل من حَسَن.
و بقيت كلمةٌ ما أدري كيف صحّتها. يقولون: الفِعَال: خَشَبة الفأس.

فعم

الفاء و العين و الميم أصلٌ صحيح يدلُّ علي اتِّساعٍ و امتلاء.
فالفَعْم: الملآن. فَعُم يَفْعُم فَعامةً و فُعُومة. و امرأةٌ فَعْمة السَّاقَين، إذا امتلأت ساقُها لحماً. و أفعمْتُ الشَّي‌ءَ: ملأته.
______________________________
(1) في الأصل: «و تطامن».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 512‌

فعي

الفاء و العين و الحرف المعتلّ كلمة واحدة، و هي الأفعَي:
حيَّة [و حَكي ناسٌ: تفعَّي الرّجل، إذا ساءَ «1»] خُلقُه، مشتقٌّ من الأفعي.
و اللّٰه أعلم.

باب الفاء و الغين و ما يثلثهما

فغم

الفاء و الغين و الميم كلمتان، إحداهما تدلُّ علي فَتْح شي‌ءٍ أو تفتُّحه، و لا يكون إلّا طيّباً. و الأخري تدلُّ علي الوَلُوع بالشَّي‌ء. فالأولي: فَغَمَ الوردُ: تفتَّح. و الرِّيح الطيِّبةُ تَفْغَم، أي تصير في الأنف تَفتح السُّدَّة. و أفْغَمَ المِسكُ المكانَ: ملأه برائحته.
الكلمة الأخري: فَغِم بكذا: أُولِعَ به و حَرَصَ عليه: قال الأعشي:
[تؤمُّ ديارَ بنِي عامرٍ و أنتَ بآل عَقيل فَغِمْ «2»]

فغي

الفاء و الغين و الحرف المعتلُّ كلمةٌ واحدة. يقولون: الفاغِيَة:
نَوْر الحِنَّاء. يقال: أَفْغي، إذا أخْرَجَ فاغِيَتَه. و يقولون: الفَغَا: فَسَادٌ في البُرِّ.

فغر

الفاء و الغين و الراء أصلٌ صحيح يدلّ علي فتْح و انفتاح.
من ذلك فغَر الرجلُ فاه: فتَحَه. و فَغر فوهُ، إذا انفتح. و انفغَر النَّوْرُ: تفتَّح.
و الفاغرة: ضربٌ من الطيِّب. و يقال: إنّ المَفغَرة: الأرضُ الواسعة.
______________________________
(1) التكملة من المجمل.
(2) البيت ساقط من الأصل، و إثباته من الديوان 30 و اللسان (فقم). و أنشد عجزه في المجمل بدون نسبة.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 513‌

باب ما جاء من كلام العرب علي أكثر من ثلاثة أحرف أوله فاء

من ذلك (الفَرْزدقة): القِطعة من العجين. و هذه كلمةٌ منحوتة من كلمتين «1»، من فَرَزَ و من دَقَّ، لأنَّه دقيقٌ عُجِنَ «2» ثم أُفرِزَت منه قطعة، فهي من الفَرْز و الدَّقّ.
و من ذلك (الفَرقَعة): تنقيضُ الأصابع. و هذا ممَّا زيدت فيه الراء، و أصله فَقَع، و قد ذكر.
و من ذلك قولهم (افْرَنقَعوا)، إذا تنحَّوا. و هي كلمةٌ منحوتة من فَرَقَ و فقَع، لأنَّهم يتفرَّقون فيكونُ لهم عند ذلك فَقْعةٌ و حَرَكة.
و من ذلك قولهم (الفِرْشِطُ) و (الفِرشاط «3»): الواسع. و هذا مما زيدت فيه الطاء، و الأصل فَرَش؛ و يكون ذلك من فرشت الشَّي‌ء. و من هذا الباب (فَرْشَط) البعير، لأنه ينفرِش و يَنْبَسِط.
و من ذلك (الفَلْقَم): الواسع. و هذا من كلمتين: من فَلَق و لَقِم، كأنّه من سَعته يَلْقَم الأشياء. و الفَلْق: الفتح.
______________________________
(1) كذا. و الحق أن الكلمة معربة من الفارسية «پرازده». انظر اللسان و معجم استينجاس 239، إذا فسرها بقوله: Lump of dough أي كتلة أو قطعة أو قرص من العجين.
(2) في الأصل: «عجين».
(3) الكلمة و سابقتها لم تردا في اللسان. و في القاموس: «فرشط: قعد ففتح ما بين رجليه، و هو فرشط كزبرِج و قرطاس».
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 514
و قد ذكروا من ذلك (الفَلْحَس) الرَّجل الحريص و الكلب الفَلْحَس «1» و هذا مما زيدت فيه الفاء، و الأصل لَحِسَ كأنَّه من حرصه يَلْحَس الأشياء لحسا.
و الفلْحَس: المرأة الرسحاء، كأنَّ اللحم منها قد لُحِس حتَّي ذهب.
و من ذلك (الفُرهُد): الحادر الغليظ. و هذه منحوتةٌ من كلمتين: من فَرِه و رَهَد. فالفَرَه: كثرة اللحم، و الرَّهَد: «2» استرخاؤُه.
و من ذلك (الفَرْشَحة)، و هو أن يفرِّج الإنسانُ بين رجلَيه و يُباعدَ إحداهما من الأخري، و هو المنهيُّ عنه في الصلاة. و هذا من كلمتين: من فَرَشَ و فَسَح، و قد مرَّ تفسيرُهما.
و من ذلك قولُهم: لقيت منه (الفُتَكْرِينَ)، و هي الشَّدائد. و هذا من الفتك، و سائره زائد.
و من ذلك (الفَدْغَم): الرجل العظيم الخَلْق، و الميم فيه زائدة، و كأنَّه يَفْدَغ بخَلْقِه الأشياء فَدْغاً.
و مما وُضِع وضعاً و لعلَّ له قياساً لا نعلمُه (الفَرْقد): ولد البَقَرة. و (الفَرقدانِ):
نجمان. و (فَقْعَسٌ): حيٌّ من الأسَد «3». و (الفِطَحْل): زمنٌ لم يُخلَق الناس [فيه «4»] بَعد. و (الفَلَنْقَس): الذي أُمُّه عربيّةٌ و أبوه عجَميّ. و (الفِرصاد):
______________________________
(1) الذي في المجمل: «و يقال للكلب فلحس».
(2) هذا المصدر مما لم يرد في المعاجم المتداولة.
(3) يقال أسد، و الأسد. انظر اللسان. و في المجمل: «حي من أسد».
(4) التكملة من اللسان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌4، ص: 515
التُّوت. و (الفِرنِب) الفأرة «1». و يقولون: (الفُرْطُوم): منقار الخُفّ. يقال خَفٌّ مُفَرْطَم. و أمّا قوله:
عَكْفَ النَّبيط يَلعبونَ الفَنْزَجا «2»
فيقال إنّه فارسيٌّ «3» و إنَّه الدَّسْتَبَنْد «4». و (الفُرْعُل): ولد الضَّبُع علي ما قالُوا، من كلام العرب. و اللّٰه أعلم
تم كتاب الفاء و اللّٰه أعلم بالصَّواب تم الجزء الرابع من مقاييس اللغة بتقسيم محققه و يليه الجزء الخامس و أوله كتاب القاف
______________________________
(1) أنشد شاهداً له في اللسان:
يدب بالليل إلي جاره كضيون دب إلي فرنب
(2) للعجاج في ديوانه 8 و اللسان (فنزج) و المعرب للجواليقي 237 و أدب الكاتب 377.
(3) قالوا: هو معرب «پنجكان».
(4) في الألفاظ الفارسية المعربة لأدي شير 63: «الدستبند لعبة المجوس يدورون و قد أمسك بعضهم يد بعض كالرقص، مركب من دست، أي يد، و من بند، أي رباط».

[الجزء الخامس]

اشارة

بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ*

كتاب القاف

باب القاف و ما بعدها في الثلاثي الذي يقال له المضاعف و المطابق

قل

القاف و اللام أصلانِ صحيحان، يدلُّ أحدُهما علي نَزَارة الشَّي‌ء، و الآخرُ علي خلاف الاستقرارِ، و هو الانزعاج.
فالأوَّل قولهم: قلَّ الشَّي‌ءُ يقِلُّ قلّة فهو قَلِيل. و القُلُّ: القِلّة، و ذلك كالذُّل و الذِّلّة. و
في الحديثِ في الرِّبا: «إنْ كَثُرَ فإنَّه إلي قُلٍّ»
. و أمَّا القُلَّةُ التي جاءت في الحديث «1»، فيقولون: إنّ القُلَّة ما أقلَّهُ الإنسانُ من جَرّةٍ أو حُبٍّ. و ليس في ذلك عند أهل اللُّغة حدٌّ محدود. قال:
فَظَلِلْنا بنَعْمةٍ و اتَّكأْنا و شَرِبنا الحَلالَ من قُلَلِهْ «2»
و يقال: استقلَّ القومُ، إذا مضَوا لمسيرِهم، و ذلك من الإقلال أيضاً، كأنَّهم استخفُّوا السَّيرَ و استقلُّوه. و المعني في ذلك كلِّه واحد. و قولنا في القُلَّة ما أقلَّه الإنسان فهو من القِلّة أيضاً، لأنَّه يقلُّ عنده.
______________________________
(1) منه: «إذا بلغ الماء قلتين لم يحمل نجسا» و منه في ذكر الجنة و صفة سدرة المنتهي:
«و نبقها مثل قلال هجر».
(2) لجميل بن معمر، كما في اللسان (قلل).
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 4
و أمّا الأصل الآخَر فيقال: تَقَلقلَ الرَّجُل و غيرُه، إذا لم يثبُتْ في مكانٍ.
و تَقلقَل المِسمارُ: قَلِقَ في موضعه. و منه فرسٌ قُلقُلٌ: سريع. و منه قولهم: أخَذَه قِلُّ من الغضب، و هو شِبه الرِّعْدة.

قم

القاف و الميم أصلٌ واحد يدلُّ علي جَمْع الشَّي‌ء. من ذلك: قَمْقَمَ اللّٰه عَصَبه، أيْ جَمَعه. و القَمْقام: البحر، لأنَّه مُجتَمَع للماء. و القَمقام: العدد الكثير، ثمَّ يشبَّه به السيِّد الجامع للِسِّيادة الواسعُ الخير
و من ذلك قُمَّ البيتُ، أي كُنِس. و القُمامَة: ما يُكنَس؛ و هو يُجمَع. و يقال من هذا: أقمَّ الفَحلُ الإبلَ، إذا ألقَحَها كلَّها. و مِقَمَّة الشّاة: مِرَمَّتها «1»، و سمِّيت بذلك لأنها تقمُّ بها النَّباتَ في فيها. و يقال لأعلي كلِّ شي‌ءٍ: القِمَّة، و ذلك لأنَّه مُجتَمعُه الذي به قِوَامُه.
و مما شذَّ عن هذا الباب القَمقام: صغار القِرْدان.

قن

القاف و النون بابٌ لم يُوضَع علي قياسٍ، و كلماتُه متبايِنة. فمن كلماته القِنُّ، و هو العَبْد الذي مُلِك هو و أبوه. و القُنَّة: أعلَي الجَبَل. و القُنَانُ:
رِيح الإبِطِ أشَدَّ ما يكون «2». و القُناقِن: الدليل الهادي، البصيرُ بالماء تحتَ الأرض، و الجمع قَنَاقِن «3».
______________________________
(1) المقمة و المرمة، كلاهما بكسر الميم و فتحها.
(2) في الأصل: «أشط ما يكون»، صوابه في المجمل و اللسان.
(3) في اللسان: «و أصلها بالفارسية، و هو معرب مشتق من الحفر، من قولهم بالفارسية كِنْ كِنْ، أي احفر احفر».
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 5‌

قه

القاف و الهاء ليس فيه إلّا حكاية القَهْقَهة: الإغراب في الضحك.
يقال: قَهٌّ و قهقَهةٌ، و قد يخفَّف. قال:
* فهنَّ في تَهَانُفٍ و في قَهِ «1» *
و يقولون: القَهقهة: قَرَبُ الوِرد «2»

قب

القاف و الباء أصلٌ صحيح يدلُّ علي جمعٍ و تجمُّع. من ذلك القُبَّة، و هي معروفة، و سمِّيت لتجمُّعها. و القَبقَب: البطن، لأنَّه مجتَمع الطَّعام.
و القَبُّ في البَكَرة «3». و أمَّا قولُهم: إنَّ القَبَب: دِقَّة الْخَصْر فإنما معناه تجمُّعُه حتَّي يُرَي أنّه دقيق. و كذلك الخيلُ القُبّ، هي الضَّوامر، و ليس ذلك [إلَّا] لذَهابِ لُحُومِها و الصَّلابةِ التي فيها. و أمَّا القَابّة فقال ابنُ السِّكِّيت: القَابّة: القَطْرة من المَطَر. قال: و كان الأصمعي يصحِّف و يقول: هي الرَّعد. و الذي قاله ابنُ السِّكيت أصحُّ و أقْيَس؛ لأنَّها تَقُبُّ التُّرْبَ أي تجمعه.
و مما شذَّ عن هذا الباب تسميتُهم العام الثالث القُبَاقِب، فيقولون عامٌ، و قابلٌ، و قُبَاقِب «4».
و مما شذَّ أيضاً قولُهم: اقتبَّ يدَه، إذا قَطعَها.
______________________________
(1) قبله في اللسان:
* نشأن في ظل النعيم الأرفه*
(2) زاد في اللسان: «مشتق من اصطدام الأحمال لعجلة السير، كأنهم توهموا لجرس ذلك جرس نغمة فضاعفوه».
(3) هو الثقب الذي في وسط البكرة.
(4) في المحمل: «و تقول: لا آتيك العام، و لا قابلا، و لا قباقبا».
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 6‌

قت

القاف و التاء فيه كلمتانِ متباينتان، إحداهما القَتُّ، و هو نَمُّ الحديث. و
جاء في الأثر: «لا يدخُلُ الجنّةَ قَتَّاتٌ»
، و هو النَّمّام. و القَتُّ: نَباتٌ.
و القَتُّ و التَّقتِيتُ «1»: تطييبُ الدُّهن بالرَّياحين.

قث

القاف و الثاء كلمةٌ تدلُّ علي الجمع. يقال: جاء فلانٌ يقُثُّ مالًا و دنْيا عريضة.

قح

القاف و الحاء ليس هو عندنا أصلًا، و لكنهم يقولون: القُحّ:
الجافي من الناس و الأشياء، حتي يقولون للبطِّيخة التي لم تَنْضَج: إنّها لَقحٌّ.

قد

القاف و الدال أصلٌ صحيح يدلُّ علي قَطْعِ الشي‌ء طولًا، ثم يستعار.
يقولون: قَدَدْتُ الشَّي‌ء قدَّا، إذا قطعتَه طولا أقُدُّه، و يقولون: هو حسَنُ القَدّ، أي التقطيع، في امتدادِ قامته. و القِدُّ: سيرٌ يقَدُّ من جلدٍ غيرِ مدبوغٍ. و اشتقاق القَدِيد منه. و القِدَّة: الطّريقةُ و الفِرْقة من الناس، إذا كان هوَي كلِّ واحدٍ غيرَ هوي صاحِبِه. ثمَّ يستعيرون هذا فيقولون: اقتدَّ فلانٌ الأمورَ، إذا دَبَّرَها و مَيَّزها.
و قَدَّ المسافرُ المَفازةَ. و القَيْدُود: النَّاقة الطَّويلة الظَّهر علي الأرض. و القَدُّ: جِلد السَّخلة، الماعزة، و يقولون في المثَل: «ما يَجْعَلُ قَدَّك إلي أديمك». و يقولون القُدَاد: وجَعٌ في البطن.

قذ

القاف و الذال قريبٌ من الذي قبلَه، يدلُّ علي قطعٍ و تسويةٍ طولًا و غيرَ طُول. من ذلك القُذَذ: ريش السَّهم، الواحدة قُذَّة. قالوا: و القَذُّ:
______________________________
(1) اقتصر في المجمل علي «القت»، و في اللسان و القاموس علي «التقتيت».
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 7
قطعها. يقال: أُذُنٌ «1» مقذوذة، كأنّها بُرِيَتْ بَرْياً. قال:
* مَقْذُوذةُ الآذانِ صَدْقاتُ الحَدَقْ «2» *
و زعم بعضُهم أن القُذَاذات: قِطَعُ الذَّهب، و الجُذَاذات: قِطَع الفِضّة.
و أمَّا السَّهم الأقَذُّ فهو الذي لا قُذَذَ عليه. و المَقَذُّ: ما بين الأُذُنين من خَلْف.
و سمِّيَ لأنَّ شعره يُقَذّ قَذَّا.
و مما شذَّ عن الباب قولُهم: إنّ القِذَّانَ: البَرَاغيث.

قر

القاف و الراء أصلانِ صحيحان، يدلُّ أحدهما علي* برد، و الآخر علي تمكُّن.
فالأوَّل القُرُّ، و هو البَرْد. و يومٌ قارٌّ و قَرٌّ: قال امرؤُ القَيس:
إذا ركِبُوا الخيلَ و استَلأَمُوا تحَرَّقت الأرضُ و اليومُ قَرّ «3»
و ليلة قَرَّةٌ و قارَّة. و قد قَرَّ يومُنا يَقِرُّ. و القِرَّة: قِرَّة الحُمَّي حين يجد لها فَترةً «4» و تكسيراً. يقولون: «حِرَّةٌ تحت قِرَّة»، فالحِرّة: العَطَش، و القِرّة:
قِرَّة الحُمَّي. و قولهم: أقَرَّ اللّٰهُ عينَه، زعم قومٌ أنَّه من هذا الباب، و أنَّ للسُّرورِ دَمعةً باردة، و للغمِّ دمعةً حارّة، و لذلك يقال لمن يُدعَي عليه: أسخَنَ اللّٰه عينَه.
و القَرور: الماء البارد يُغتَسَل به؛ يقال منه اقتَرَرْت.
و الأصل الآخَر التمكُّن، يقال قَرَّ و استقرَّ. و القَرُّ: مركبٌ من مراكب النِّساء. و قال:
______________________________
(1) في الأصل: «إذا»، صوابه في المجمل.
(2) البيت لرؤبة في ديوانه 104 و أراجيز العرب للسيد البكري 25.
(3) ديوان امري‌ء القيس 5.
(4) في الأصل: «قرة».
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 8
* علي حَرَجٍ كالقَرِّ تخفقُ أكفانِي «1» *
و من الباب [القَرُّ «2»]: صَبُّ الماءِ في الشَّي‌ء، يقال قَرَرتُ الماء. و القَرُّ:
صبُّ الكلامِ في الأُذُن.
و من الباب: القَرقَر: القاع الأملس. و منه القُرارة: ما يلتزِق بأسفل القِدْر، كأنَّه شي‌ء استقرَّ في القِدْر.
و من الباب عندنا- و هو قياسٌ صحيح- الإقرار: ضدُّ الجحود، و ذلك أنَّه إذا أقَرَّ بحقٍّ فقد أقرَّهُ قرارَهُ. و قال قومٌ في الدُّعاء: أقرّ اللّٰه عينه: أي أعطاه حتي تَقِرَّ عينُه فلا تطمَحَ إلي من هو فوقَه. و يوم القَرِّ: يومَ يستقرُّ الناسُ بمنًي، و ذلك غداةَ يومِ النَّحر.
قلنا: و هذه مقاييسُ صحيحةٌ كما تري في البابين معاً، فأمَّا أنْ نتعدَّي و نتحمّل الكلامَ كما بلغنا عن بعضهم أنَّه قال: سمِّيت القارورة لاستقرار الماء فيها و غيرِه، فليس هذا من مذهبنا. و قد قلنا إنَّ كلامَ العرب ضربان: منه ما هو قياسٌ، و قد ذكرناه، و منه ما وُضِع وضعاً، و قد أثبَتْنا ذلك كلَّه.
و اللّٰه أعلم.
فأمَّا الأصواتُ فقد تكون قياساً، و أكثرُها حكاياتٌ. فيقولون: قَرقَرت الحمامةُ قَرقرةً و قَرْقَرِيراً.
______________________________
(1) لامري‌ء القيس في ديوانه 126 و اللسان (حرج، قرر). و قد سبق في (حرج) و صدره:
* فإما تريني في رحالة جابر*
(2) التكملة من المجمل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 9‌

قز

القاف و الزاء كلمةٌ واحدة، تدلُّ علي قِلَّةِ سُكونٍ إلي الشَّي‌ء «1»، من ذلك القزّ، و هو الوَثْب. و منه التقزُّز، و هو التنطُّس. و رجلٌ قَزٌّ، و هو لا يسكن إلي كلِّ شي‌ء.

قس

القاف و السين مُعظَمُ بابه تتبُّع الشَّي، و قد يشذُّ عنه ما يقاربُه في اللَّفظ.
قال علماؤُنا: القَسُّ: تتَبُّع الشَّي و طلبُه، قالوا: و قولهم إنَّ القَسَّ النَّميمة، هو من هذا لأنه يتتبَّع الكلامَ ثمَّ ينُمُّه «2». و يقال للدَّليل الهادِي: القَسْقاس، و سمِّي بذلك لعلمه بالطَّريق و حُسْنِ طلَبِه و اتِّباعه له. يقال قَسَّ يَقُسّ. و تَقَسَّسْتُ أصواتَ القومِ بالليل، إذا تتبَّعتَها. و قولهم: قَسَسْتُ القومَ: آذَيْتُهم بالكلام القبيح، كلامٌ غير ملخَّص، و إنَّما معناه ما ذكرناه من القَسّ أي النَّميمة «3».
و يقولون: قَرَبٌ قَسقاسٌ، و سيرٌ قَسِيس «4»: دائبٌ. و هو ذلك القياس، لأنَّه يقُسُّ الأرض و يتتبَّعُها.
و مما شذَّ عن الباب قولهم: [ليلةٌ] قسقاسة: مُظْلِمة. و ربَّما قالوا لِلَّيلةِ الباردة:
قَسِيَّة «5». و قُسَاسٌ: بلدٌ تُنسَب إليه السُّيوف القُسَاسيَّة.
______________________________
(1) في الأصل: «قلة و سكون إلي الشي‌ء».
(2) ينمه، أي ينقله علي جهة الإفساد و الشر. و في الأصل: «ينميه»، تحريف.
(3) في الأصل: «إلي النميمة».
(4) و كذا في المجمل. و لم تذكر الكلمة في المعاجم المتداولة. و بدلها في اللسان: «قِسْقيس».
(5) الحق أنها من المعتل. و قد تنبه لذلك في المجمل، قال: «و درهم قسي: ردي‌ء، و ليلة قسية باردة، و لعل هاتين من كلمات المعتل».
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 10
و ذكر ناسٌ عن الشَّيباني، أنَّ القَسْقَاس: الجُوع. و أنشَدُوا عنه:
أتانَا به القَسقاسُ ليلًا و دُونَه جراثيمُ رَمْلٍ بينهنَّ نفانِفُ «1»
و إنْ صحَّ هذا فهو شاذٌّ، و إن كان علي القياس فإنما أراد به الشّاعِرُ القَسقاس «2»، و ما أدري ما الجُوعُ‌ها هنا. و أمّا قولهم. دِرهمٌ قَسِيٌّ، أي ردي‌ء، فقال قومٌ:
هو إعراب قاس «3»، و هي فارسيَّة. و الثِّياب القَسِّيَّة يقال إنَّها ثيابٌ يؤتي [بها] من اليَمَن. و يقولون: قَسْقَسْتُ «4» بالكلب: صحتُ به «5».

قش

القاف و الشين كلماتٌ علي غير قياس. فالقَشُّ: القشْر «6».
يقال تقشقش الشَّي‌ء، إذا تقشَّر. و كان يقال لسورتي: قُلْ يٰا أَيُّهَا الْكٰافِرُونَ و قُلْ هُوَ اللّٰهُ أَحَدٌ: المقَشْقِشَتان، لأنَّهما يُخرِجان قارئهما مؤمناً بهما من الكُفْر.
و مما ليس من هذا الجِنْس: القِشَّة: القِرْدَة، و الصَّبِيَّة الصغيرة. و يقولون:
التَّقشقُش: تطلّب الأكلِ من هاهنا و هنا، و هذا إنْ صحَّ فلعلّه من باب الإبدالْ و الأصلُ فيه السين، و قد مضي ذكره. و يقال: قَشَّ القَوْمُ: إذا أحْيَوْا بعدَ هُزَال.
______________________________
(1) و كذا ورد إنشاده في المجمل. و البيت لأبي جهيمة الذهلي، كما في اللسان (قسس).
و صواب إنشاده: «يينهن قفاف»، كما نص ابن بري. و بعده:
فأطعمته حتي غدا و كانه أسير يداني منكبيه كتاف
(2) كذا و لعله يريد «القرب القسقاس».
(3) في المعرب للجواليقي 257: «قاش»، و في اللسان: «قاشي».
(4) في الأصل، «قسست» صوابه في المجمل و اللسان و القاموس.
(5) زاد في اللسان: «و قلت له: قُوس قُوس»
(6) كذا. و لعل صوابها: «فالتقشقش: التقشر».
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 11‌

قص

القاف و الصاد أصلٌ صحيح يدلُّ علي تتبُّع الشَّي‌ء. من ذلك قولهم: اقتصَصْتُ الأثَر، إذا تتبَّعتَه «1». و من ذلك اشتقاقُ القِصاص في الجِراح، و ذلك أنَّه يُفعَل بهِ مثلُ فِعلِه بالأوّل، فكأنَّه اقتصَّ أثره. و من الباب القِصَّة و القَصَص، كلُّ ذلك يُتَتبَّع فيذكر. و أمَّا الصَّدر فهو القَصُّ، و هو عندنا قياسُ الباب، لأنَّه متساوي العِظام، كأنَّ كلَّ عظم منها يُتْبع للآخَر.
و من الباب: قَصَصت الشّعر، و ذلك أنَّك إذا قَصَصْتَه فقد سوَّيتَ بين كلِّ شعرةٍ و أُخْتِها، فصارت الواحدةُ كأنَّها تابعةٌ للأخري مُسَاويةٌ لها في طريقها.
و قُصَاص الشَّعر: نهايةُ مَنْبِته من قُدُمٍ «2»، و قياسُه صحيح. و القُصَّة: النَّاصية.
[و] القَصِيصية من الإبل: البعير يقُصُّ أثَرَ الرِّكاب. و قولهم: ضربَ فلانٌ فلاناً فأقَصَّه، أي أدناه، من الموت. و هذا معناه أنَّه يقُصُّ أثَرَ المنيَّة. و أقصَّ فلاناً السُّلطانُ [من فلان «3»]، إذا قتله قَوَدا.
و أمَّا قولُهم: أَقَصَّت الشّاةُ: استبانَ حَمْلُها، فليس من ذلك. و كذلك القَصْقاص، يقولون: إنّه الأسد. و القُصقُصَة: الرَّجل القصير: و القَصِيص: نبتٌ. كلُّ هذه شاذَّة عن القياس المذكور «4».
______________________________
(1) في الأصل: «إذا تبعد».
(2) من قدم أي قدام، و كذا وردت في المجمل. و في الأصل: «قدوم»، تحريف.
(3) تكملة ضرورية ليستقيم الكلام. و العبارة في المجمل محرفة كعبارة الأصل، ففيه: «و أقاد فلان فلانا و أقصه، إذا قتله قودا»، صوابه «أقاد فلان فلانا من فلان».
(4) في اللسان عند الكلام علي القصيص: «قال أبو حنيفة: زعم بعض الناس أنه إنما سمي قصيصا لدلالته علي الكمأة كما يقتص الأثر».
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 12‌

قض

القاف و الضاد أصول ثلاثة: أحدُها هُوِيُّ الشَّي‌ء، و الآخَر خُشونةٌ في الشَّي‌ء، و الآخِر ثَقْبٌ في الشَّي‌ء.
فالأوَّل قولُهم: انقَضَّ الحائطُ: وقع. و منه انقضاضُ الطّائِر: هُوِيُّه في طَيَرانه.
و الثاني قولهم: دِرع قَضّاءُ: خشِنة المَسِّ لم تنسَحِقْ بعدُ. و أصلُه القِضّة، و هي أرضٌ منخفِضةٌ ترابُها رملٌ، و إلي جانبها مَتْن. و القَضَضُ: كِسَرُ الحِجارة.
و منه القَضْقَضة: كَسْرُ العِظام. يقال أسدٌ قضقاضٌ. و القَضُّ «1»: ترابٌ يعلو الفِراش. يقال أقضَّ عليه مضجَعُه. قال أبو ذُؤيب:
أم ما لِجسمِكَ لا يلائمُ مَضْجعاً إلا أَقَضَّ عليكَ ذاك المضجع «2»
و يقال لحمٌ قَضٌّ، إذا تَرِبَ عند الشَّيّ. و من الباب عندي قولُهم: جاءوا بقَضِّهم و قضيضهم «3»، أي بالجماعة الكثيرة الخشِنة. قال أوس:
و جاءت جِحاشٌ قَضَّها بقَضيضِها كأكثَرِ ما كانوا عديداً و أوكَعُوا «4»
و الأصل الثالث قولهم: قَضَضت اللُّؤلؤةَ أقُضُّها قَضَّا، إذا ثقَبْتَها. و منه اقتِضاض البِكْر. قاله الشّيباني.

قط

القاف و الطاء أصلٌ صحيح يدلُّ علي قَطْع الشّي‌ء بسُرعةٍ عَرْضاً.
______________________________
(1) و كذا ورد في المجمل. و في القاموس: «و القضض، محركة: التراب يعلو الفراش»، و نحوه في اللسان.
(2) ديوان الهذليين (1: 2) و المفضليات (2: 221) و اللسان (قضض).
(3) و يقال أيضا «قضُّهم بقضيضهم»، و «قضَّهم بقضيضهم».
(4) ديوان أوس بن حجر 11 و اللسان (قضض). و انظر لمثله الخزانة (1: 525) و سيبويه (1: 188). و رواية الديوان و اللسان:
«بأكثر ما كانوا …»
.معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 13
يقال: قَطَطت الشّي‌ءَ أَقُطُّه قَطّاً. و القَطّاط: الخَرَّاط الذي يَعمل الحُقَق، كأنَّه يقْطَعها. قال:
* مِثْلَ تقطِيط الحُقَق «1» *
و القِطْقِط: الرَّذَاذ من المطر، لأنّه من قِلّتِه كأنّه متقطِّع. و من الباب الشَّعْرَ القَطَط «2»، و هو الذي ينْزَوِي، خلافُ السَّبْط، كأنَّه قُطّ قَطًّا. يقال: قَطِطَ شَعرُه، و هو من الكلمات النَّادرة في إظهار تضعيفها.
و أمَّا القِطُّ فيقال إنّه الصَّكُّ بِالجائزة. فإنْ كان من قياس الباب فلعلّه من جهة التَّقطيع الذي في المكتوب عليه. قال الأعشي:
و لا الملكُ النُّعمان يومَ لقيتُه بغِبْطَتِه يُعطِي القُطوطَ و يأفِقُ «3»
و علي هذا يفسَّر قولُه تعالي: وَ قٰالُوا رَبَّنٰا عَجِّلْ لَنٰا قِطَّنٰا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسٰابِ كأنَّهم أرادوا كُتُبَهم التي يُعطَوْنها من الأجْر في الآخرة.
و مما شذّ عن هذا الباب القِطّةُ: السِّنَّورة. يقال [هو] نعتٌ لها دونَ الذَّكَر.
فأمَّا قَطْ بمعني حَسْب فليس من هذا الباب، إنما ذاك من الإبدال، و الأصل قدْ. قال طَرَفة:
أخِي ثِقةٍ لا ينثني عن ضريبةٍ إذا قِيلَ مهلًا قال صاحبُه قَدِ «4»
______________________________
(1) كذا. و إنشاد البيت كما في ديوان رؤبة 106 و اللسان (قطط) و المخصص (12:
133 15: 101):
* سوي مساحيهن تقطيط الحقق*
(2) يقال شعر قطط و قط أيضا بفتح القاف فيهما.
(3) ديوان الأعشي 146 و اللسان (قطط، أفق). و قد سبق في (أفق). فوجه التكملة هناك: «بغبطته» لا «بإمته».
(4) من معلقته. و الرواية المشهورة. «قال حاجزه».
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 14
لكنَّهم أبدَلُوا الدّال طاءً فيقال: قَطِي و قَطْكَ و قَطْني. و أنشدوا:
امتلأ الحَوْضُ و قال قَطنِي حَسْبي رويداً قد ملأْتَ بَطْنِي «1»
و يقولون قَطَاطِ، بمعني حسبي «2». و قولهم: ما رأيتُ مثلَه قطّ، أي أقطع الكلام في هذا «3»، بِقوله علي جهة الإمكان. و لا يقال ذلكْ إلا في الشَّي‌ء الماضي.

قع

القاف و العين أصلٌ صحيح يدلُّ علي حكاياتِ صوتٍ. من ذلك القَعقَعة: حكايةُ أصوات التِّرَسةِ و غيرها. و المُقَعقِع: الذي يُجيل القِداح.
و يكون للقِداح عند ذلك أدنَي صوت. و يقال رجلٌ قَعقعانيٌّ، إذا مَشَي سمِعتَ لمفاصله قَعقَعةً. قال:
* قَعْقعَةَ المِحوَرِ خُطَّافَ العَلَقْ «4» *
و حِمارٌ قَعقعانيٌّ، و هو الذي إذا حَمَلَ علي العانة صَكَّ لَحْيَيْه. و يقال: قَرَبُ قَعْقاعٌ: حثيث، سمِّي بذلك لما يكون عندهُ من حركات السَّير و قَعْقَعته. و طريقٌ قعقاعٌ: لا يُسلَك إلَّا بمشقَّة. فأمَّا القُعَاعُ فالماء المُرُّ الغليظ. يقال: أَقَعُّوا، إذا أنْبَطُوا قُعَاعاً. فهذا ممكنٌ أنْ يكون شاذَّا عن الأصل الذي ذكرناه، و ممكن أن يكون مقلوباً من عَقَّ، و قد مضي ذِكره. و يقولون: قَعْقَع في الأرض: ذَهَب.
و هذا من قياس الباب، لما يكون له عند سَيرِه من حركةٍ و قَعقعة.
______________________________
(1) كذا ورد البيت. و الرواية المشهورة: «سلا رويدا»، أو «مهلا رويدا». نظر اللسان (قطط، قطن)، و المخصص (14: 62) و مجالس ثعلب 189 و الإنصاف 83 و إصلاح المنطق 67، 377.
(2) و شاهده قول عمرو بن معديكرب، في اللسان:
أطلت فراطهم حتي إذا ما قتلت سراتهم قالت قطاط
(3) في الأصل: «فيه هذا».
(4) لرؤبة في ديوانه 106 و اللسان (قعع).
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 15‌

قف

القاف و الفاء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ علي جَمْع و تجمُّع و تقبُّض.
من ذلك القُفَّة: شَي‌ءٌ كهيئة اليقطينة تُتَّخَذ من خُوط أو خُوص. يقال للشَّيخ «1» إذا تقبَّضَ من هَرَمه: كأنَّه قُفَّة. و قد استَقفّ، إذا تشنَّج. و منه أَقَفَّتِ الدَّجاجةُ، إذا كَفَّت عن البَيض. و القَفُّ: جنسٌ من الاعتراض للسَّرَق، و قيل ذلك لأنَّه يقُفُّ الشَّي‌ءَ إلي نفسه. فأمَّا قولُهم: قَفْقَف الصَّرِدُ، إذا ارتَعَد، فذلك عندنا من التقبُّض الذي يأخذُه عند البرد. قال:
نِعْمَ شِعارُ الفَتَي إذا بَرَدَ ال ليلُ سُحيْراً و قَفْقَفَ الصَّرِدُ «2»
و لا يكون هذا من الارتعاد وحدَه.
و من الباب القُفّ، و هو شي‌ءٌ يرتفع من مَتْن الأرض كأنّه متجمِّع، و الجمع قِفاف. و اللّٰه أعلم.

باب القاف و اللام و ما يثلثهما

قلم

القاف و اللام و الميم أصلٌ صحيح يدلُّ علي تسويةٍ شي‌ء عند بَرْيه و إصلاحه. من ذلك: قَلَمْتُ الظُّفُر و قلَّمْته. و يقال للضَّعيف: هو مَقلُوم الأظفار. و القُلَامَة: ما يسقُط من الظُّفُر إذا قُلِم. و من هذا الباب سمِّي القلمُ قَلَماً،
______________________________
(1) في الأصل: «قال الشيخ».
(2) سبق إنشاد البيت في (صرد). و نسب إلي عمر بن أبي ربيعة في تهذيب الألفاظ 121، 212 و الجمهرة (1: 161). و قد أثبت في ملحقات ديوان عمر طبع ليبسك ص 333. و هو بدون نسبة في المخصص (5: 71) و أمالي المرتضي (4: 81). و أنشده في الكامل 136 ليبسك و اللسان (قفف) و عيون الأخبار (3: 95): «نعم ضجيع الفتي».
و في اللسان: «فقفقف الصرد»، و في الكامل: «و قرقف»
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 16
قالوا: سمِّي به لأنَّه يُقْلَم منه كما يُقْلَمُ من الظُّفر، ثمَّ شُبِّه القِدْح به فقيل: قلم.
و يمكن أن يكون القِدحُ سُمِّي قلَماً لما ذكرناه من تسويته و بَرْيه. قال اللّه تعالي:
وَ مٰا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلٰامَهُمْ. و من الباب المِقْلَم: طَرَف قُنْب البعير، كأنَّه قد قُلِم، و يقال إنّ مَقَالم الرُّمح: كُعوبه.
و مما شذَّ عن هذا الأصل القُلَّام، و هو نبتٌ. قال:
أتَوْني بِقُلَّامٍ فقالوا تَعَشّهُ و هل يأكُلُ القُلَّامَ إلا الأباعرُ «1»

قله

القاف و اللام و الهاء لا أحفَظُ فيه شيئاً، غير أنّ غَديرَ قَلَهَي: موضع.

قلو

القاف و اللام و الحرف المعتلّ أصلٌ صحيحٌ يدلُّ علي خِفّةٍ و سرعة. من ذلك القِلْو: الحِمار الخفيف. [و] يقال: قَلَتِ النَّاقةُ براكبها قَلْواً، إذا تقدَّمَت به. و اقلَوْلَت الحُمْر في سرعتها. و المُقلَوْلِي: المتجافي عن فِراشه. و كلُّ نابٍ عن شي‌ء متجافٍ عنه: مُقْلَوْلٍ. قال:
أقولُ إذا اقْلَوْلَي عليها و أقْرَدَتْ ألَا هَلْ أخو عيشٍ لذيذٍ بدائمِ «2»
و المُنْكمش مُقْلَوْلٍ. و
في الحديث: «لو رأيتَ ابنَ عُمَرَ لرأيتَه مُقْلولياً»
، أي متجافِياً عن الأرض، كأنّه يريد كَثْرَةَ الصَّلاة. و من الباب قَلَا العَيْرُ آتُنَه قَلْوًا. و من الباب القِلَي، و هو البُغْض. يقال منه: قَلَيْتُه أَقلِيه قِلًي. و قد قالوا:
قَلَيتُهُ أَقلاه «3». و القِلَي تجافٍ عن الشّي‌ء و ذَهابٌ عنه و القَلْي: قَليُ الشّي‌ء عَلَي المِقْلَي.
______________________________
(1) أنشده في المجمل و اللسان قلم).
(2) للفرزدق في ديوانه 863 برواية «يقول»، و في اللسان (قرد، قلا): «تقول».
(3) في اللسان أنها لغة طي‌ء. و أنشد ثعلب:
أيام أم الغمر لا نقلاها و لو تشاء قبلت عيناها
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 17
يقال: قَلَيْت و قَلَوْت. [و] القَلَّاء: الذي يَقْلي. و هو القياس، لأن الحَبَّة تُستَخَفُّ بالقلْي و تَخِفُّ أيضاً.

قلب

القاف و اللام و الباء أصلانِ صحيحان: أحدهما يدلّ علي خالِص شَي‌ءٍ و شَريفِه، و الآخَرُ علي رَدِّ شي‌ءٍ من جهةٍ إلي جهة.
فالأوَّل القَلْبُ: قلب الإنسان و غيره، سمِّي لأنَّه أخْلَصُ شي‌ءٍ فيه و أرفَعُه.
و خالِصُ كلِّ شي‌ءٍ و أشرفُه قَلْبُه. و يقولون: عربيٌّ قَلْبٌ «1». قال:
[فلا] تُكثِروا فيها الضَّجَاجَ فإنَّني تخيَّرتُها منهم زُبيرِيّةً قَلْبَا
و القُلَاب: داءٌ يصيب البعير فيَشْتَكِي قَلْبَه. و القُلْبُ من الأَسورة: ما كان قُلْباً واحداً لا يُلوَي عليه غيرُه. و هو تشبيهٌ بقُلْب النَّخْلة. ثم شبِّه الحَيَّة بالقُلْب من الحَلْيِ فسمِّي قُلْباً. و القَلْب: نجمٌ يقولون إنه قَلْبُ العَقرب. [و] قَلَبْتُ النَّخلةَ:
نَزَعت قَلْبها.
و الأصل الآخر قَلَبْتُ الثَّوبَ قَلْباً. و القَلَب: انقلابُ الشَّفَة، و هي قَلْباءُ و صاحبُها أَقْلَب. و قَلَبْتُ الشَّي‌ء: كبَبتُه، و قلَّبته بيديَّ تقليباً. و يقال: أقْلَبَتِ الخُبْزةُ، إذا حان لها أن تُقْلَب. و قولهم: ما به قَلبَةٌ، قالوا: معناه ليست به عِلَّة يُقْلب لها فيُنْظَر إليه. و أنشدوا:
و لم يقلِّب أرضَها بيطارُ و لا لحبلَيْهِ بها حُبَارُ «2»
أي لم يقلِّب قوائمها من عِلَّةٍ بها. و القَلِيب: البئرُ قبل أنْ تُطوَي؛ و إنّما
______________________________
(1) يقال بفتح اللام و ضمها، و يستوي فيه المذكر و المؤنث و اجمع، و إن شئت ثنيت و جمعت.
(2) لحميد الأرقط، كما في اللسان (قلب، حبر، أرض). و قد سيق في (حبر).
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 18
سمِّيت قليباً لأنَّها كالشَّي‌ء يقلَب من جهة إلي جهة، و كانت أرضاً فلما حُفِرت صار ترابُها كأنَّه قُلِب. فإذا طُوِيت فهي الطَّوِيّ. و لفظ القليب مذكَّر «1». و الحُوَّلُ القُلَّب: الذي يقلِّب الأمور و يحتال لها. و القياس في جميع ما ذكرناه واحد. فأمَّا القِلِّيب و القِلّوْب «2» فيقال إنَّه الذئب. و يمكن أن يُحمَل علي هذا القياس فيقال سمِّي بذلك لتقلُّبه في طلب مأكله. قال:
أيَا جَحْمَتَا بَكِّي علي أُمِّ عامرٍ أكيلةِ قِلَّوْبٍ بإحدي المَذَانبِ «3»

قلت

القاف و اللام و التاء أصلانِ صحيحان، أحدُهما يدلُّ علي هَزْمَةٍ في شَي‌ء، و الآخَر علي ذَهابِ شي‌ء و هَلاكِه.
فالأوّل القَلْت، و هو النُّقرة في الصَّخرة، و الجمع قِلاتٌ. و قال:
و عينان كالماويَّتَينِ استَكَنَّتا بكهفَيْ حِجَاجَيْ صَخرةٍ قَلْتِ مَوْرِدِ «4»
و قَلْتُ العَين: نُقْرتها. و قَلْتُ الإبهام: النُّقرة تَحتَها. و قَلْت الثّريدة:
الهَزْمة وسْطَها.
و الأصل الآخر القَلَت، و هو الهلاك. يقال: قَلِت قَلَتاً. و
في الحديث: «إن المسافِرَ و متاعَهُ علي قَلَتٍ إلَّا ما وَقَي اللّٰهُ تعالي»
. و المِقْلَاتُ من النوق: التي لا يَعيش لها ولد، و كذلك من النِّساء، و الجمع مقاليت. قال:
______________________________
(1) في الأصل: «و القليب بلفظ القليب مذكر».
(2) بوزن سفود، و عِجَّول، و رَسُول.
(3) البيت في اللسان (حجم، قلب). و قد سبق في (حجم).
(4) البيت لطرفة في معلقته.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 19
يَظَلُّ مَقاليتُ النِّساء يطأْنَهُ يقُلْنَ ألا يُلقَي علي المرءِ مئزرُ «1»
و قال:
لا تَلُمْها إنّها من نِسوةٍ رُقَدِ الصَّيفِ مَقَالِيتَ نُزُرْ

قلح

القاف و اللام و الحاء كلمةٌ واحدة، و هي القَلَح: صُفْرَةٌ في الأسنان. رجلٌ أقْلَحُ. قال:
قد بَنَي اللُّوم عليهم بيتَه و فَشَا فيهم مع اللُّومِ القَلَحْ «2»
و يقال إنَّ الأقْلَح: الجُعَل.

قلخ

القاف و اللام و الخاء كلمة واحدةٌ، يقولون: إنَّ القَلْخ:
هَدير الجمل.

قلد

القاف و اللام و الدال أصلانِ صحيحانِ، يدلُّ أحدهما علي تعليق شي‌ء علي شي‌ء و ليِّه به، و الآخَر علي حَظٍّ و نصيب. فالأوَّل التقليد: تَقليد البَدَنة، و ذلك أن يعلَّق في عُنُقها شي‌ءٌ ليُعْلَم أنَّها هَدْيٌ. و أصل القَلْد: الفتل، يقال قَلَدْتُ الحبلَ أقلِدُه قَلْداً، إذا فتَلْتَه. و حبلٌ قليدٌ و مقلود. و تَقَلَّدْتُ السَّيف. و مُقَلَّدُ الرَّجُل: موضِعُ نِجاد السَّيف علي مَنْكِبه. و يقال: قَلَّدَ فلانٌ فلاناً قِلادةَ سَوء، إذا هجاه بما يَبْقَي عليه وَسْمُه. فإذا أكَّدوه قالوا: قَلَّدَهُ طَوْقَ الحمامة، أي لا يفارقُه كما لا يُفارِق الحمامةَ طوقُها. قال بِشْر:
______________________________
(1) البيت لبشر بن أبي خازم، كما في إصلاح المنطق 87 و اللسان (قلت). و أنشده ثعلب في مجالسه 71. و انظر المخصص (6: 128/ 16: 99).
(2) للأعشي في ديوانه 164 و اللسان (قلح).
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 20
حبَاكَ بها مولاكَ عَنْ ظَهْرِ بِغْضَةٍ و قُلِّدَها طوقَ الحمامة جَعْفَرُ «1»
و المِقْلَد: عصاً في رأسها عَوَج يُقْلَدُ بها الكَلأ، كما يُقْلَدُ القَتُّ إذا جُعِل حِبالًا. و من الباب القِلد: السِّوار «2». و هو قياس صحيح لأنَّ اليدَ كأنَّها تتقلَّدُه.
و يقولون: إنَّ الإقليد: [البُرَة «3»] التي يشدُّ بها زِمام الناقة.
و الأصل الآخر: القِلْد: الحَظُّ من الماء. يقال: سقَينا أرضَنا قِلْدَها، أي حظّها. و سقَتْنا السَّماء قِلْداً كذلك، أراد حظَّا. و
في الحديث: «فَقَلَدَتْنَا السَّماء قِلْداً في كلِّ أسبوع».
فأمّا المقاليد، فيقال: هي الخزائن. قال اللّٰه تعالي: لَهُ مَقٰالِيدُ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ*، و لعلَّها سمِّيت بذلك لأنَّها تُحْصِنُ الأشياء، أي تَحفظُها و تَحوزُها.
و العرب تقول: أقْلَدَ البحر علي خَلْقٍ كثير، إذا أحْصَنَهُم في جَوفه.
و مما شذَّ عن الباب القِلْدة و القِشْدة: تمر و سَويقٌ يخلط بهما سَمْن.

قلز

القاف و اللام و الزاء. يقولون: إنَّ التقَلّز «4»: النَّشاط.

قلس

القاف و اللام و السين كلمتان: أحدهما رَمْيُ السَّحابة النَّدَي من غير مطر، و منه قَلَس الإنسانُ، إذا قاءَ، فهو قالس. و أمّا التَّقليس فيقال:
هو الضَّرب ببعض الملاهي «5». و هي الكلمة الأخري «6».
______________________________
(1) في الأصل: «حبال بها»
(2) في المجمل: «السوار من الفضة
(3) التكملة من المجمل و اللسان.
(4) و مثله «القلز»، كما في القاموس.
(5) في المجمل: «التقليس:» الضرب بالدف. و يقال إن التقليس: وضع اليدين علي الصدر خضوعا».
(6) في الأصل: «و هي كلمة الأخري»
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 21
و قال أبو بكرٍ ابنُ دريد: القَلْس من الحِبال «1»، ما أدري ما صحّتُه.

قلص

القاف و اللام و الصاد أصلٌ صحيحٌ يدلُّ علي انضمامِ شي‌ء يعضِه إلي بعض. يقال: تقلَّصَ الشَّي‌ءُ، إذا انضمَّ. و شَفَةٌ قالِصَة. و ظلٌّ قالصٌ، إذا نَقَصَ، و كأنَّه تضامَّ. قال تعالي «2»: ثُمَّ قَبَضْنٰاهُ إِلَيْنٰا قَبْضاً يَسِيراً. و أمَّا قَلَصَةُ الماءِ فهو الذي يَجِمُّ في البئر منه حتي يرتفع، كأنه تقلّص من جوانبه. و هو ماء قليص. و جَمْعُ القَلَصَة قَلَصَات. و يقولون: قَلَصَتْ نَفْسُه: غَثَتْ. و قياسُه قريب.
فأمَّا القَلُوصُ، فهي الأُنثي من رِئال النَّعام. و عندي أنَّها سُمِّيت قَلوصاً لتجمُّع خَلْقِها، كأنَّها تقلَّصَتْ من أطرافها حتَّي تجمَّعت. و كذلك أُنثي الْحُبارَي. و بها سمِّيَت القَلُوصُ من الإبل، و هي الفتيَّة المجتمعة الخَلق. و يقال: قَلَصَ الغدير «3»، إذا ذَهَبَ أكثرُ مائِه.

قلط

القاف و اللام و الطاء ليس فيه شي‌ء يصح. غير أنَّ ابن دريد قال: رجُلٌ قُلَاطٌ: قَصير «4». و لعلَّ هذا من قولهم رجلٌ قَلَطِيٌّ.

قلع

القاف و اللام و العين أصلٌ صحيحٌ يدلُّ علي انتزاعِ شي‌ء من شي‌ء، تم يفرَّع منه ما يقاربُه. تقول: قَلَعْتُ الشّي‌ءَ قَلْعا، فأنا قالعٌ و هو
______________________________
(1) في الأصل: «القليس من الجبال»، صوابه في المجمل و الجمهرة (3: 41). و فسره في اللسان يأنه: حبل غليظ من حبال السفن.
(2) في الأصل: «قوله تعالي».
(3) في الأصل: «قلص البعير الغدير»، صوابه في المجمل و اللسان.
(4) الجمهرة (3: 113).
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 22
مقلوع. و يقال للرّجُل الذي يتقلَّع عن سَرْجِه لسوءِ فُروسَتِه: قُلْعَة «1». و يقال هذا منزِلُ قُلْعةٍ، إذا لم يكن موضعَ استيطانٍ. و القَوْم علي قُلْعَةٍ، أي رِحلة.
و المقلوع: الأمير المعزول. و القَلَعة: صخرةٌ تتقلَّع عن جبلٍ منفردةً يَصعُب مَرامُها.
و به تشبَّه السحابة العظيمة، فيقال قلَعَةٌ، و الجمع قَلَع. قال:
تَفَقَّأَ فوقَه القَلَعُ السَّوَارِي و جُنَّ الخازبازِ به جُنونا «2»
و القُلَاع: الطِّين يتشقَّقُ إذا نَضَب عنه الماء. و سمِّي قُلَاعاً لأنَّه يتقلَّع.
[و أقلَعَ «3»] عن الأمر، إذا كَفَّ. و رماهُ بقُلَاعة، إذا اقتَلَع قطعةً من الأرض فرماه بها. و المِقْلاع معروف. و القَلّاع: الشُّرطِيّ فيما يقال. و
روي في حديث:
«لا يدخُل الجنَّةَ دَيْبُوبٌ و لا قَلّاع».
قالوا: الدَّيبوب: الذي يدِبُّ بالنّمائم حتَّي يفرِّق بين الناس. و القَلّاع: الرّجُل يَرَي الرّجُلَ [قد ارتفَع] مكانُه عند آخَرَ فلا يزال يَشِي بينهما حتَّي يَقلَعَه. و أقلَعَتْ عنه الحُمَّي. و يقال: تركتُ فلاناً في قَلَعٍ من حُمَّي؛ أي في إقلاع. و يقال قَلِعَ قَلَعاً. و القِلْع: شِراع السَّفينة، و ذلك لأنّه إذا رُفِعَ قَلَعَ السّفينةَ من مكانها.
و مما شذَّ عن هذا الباب القَلع و القِلْع. فأمّا القَلْع «4» فالكِنْف، يقولون في أمثالهم:
______________________________
(1) كذا ضبط في الأصل و اللسان. و في المجمل بفتح القاف و اللام، و ليس بشي‌ء. و ضبط في القاموس بالضم، و بضم ففتح، و بضمتين.
(2) البيت لابن أحمر، كما في اللسان (قلع، خوز) و إصلاح المنطق 51 و الحيوان (3:
109/ 6: 186). و انظر المخصص (14: 96) و أمثال الميداني (1: 227)
(3) التكملة من المجمل.
(4) الحق أنه بفتح القاف و كسرها، كما في اللسان و القاموس.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 23
«شَحْمَتِي في قَلْعِي». و أمَّا القِلْع فيقال: إنّها صُدَيِّرٌ يلبَسُه الرّجلُ علي صَدره «1». قال:
* مُسْتَأْبِطاً في قِلْعِه سِكيِّنَا «2» *

قلف

القاف و اللام و الفاء أصلٌ صحيح يدلُّ علي كَشْط شي‌ءٍ عن شي‌ء. يقال: قَلَفْت الشَّجرةَ، إذا نحَّيْتَ عنها لِحاءَها. و قَلَفْتَ الدَّنَّ: فَضضتُ عنه طِينَه. و قَلَفَ الخاتنُ غُرْلة الصبيِّ، و هي القُلْفة، إذا قَطَعها.

قلق

القاف و اللام و القاف كلمةٌ تدلُّ علي الانزعاج. يقال: قَلِق يَقْلَق قَلَقاً.

باب القاف و الميم و ما يثلثهما

قمن

القاف و الميم و النون كلمةٌ واحدة. يقال: هو قَمَنٌ أَنْ يفعَل كذا، لا يثني* و لا يُجمَع إذا فتحتَ ميمه، فإن كَسَرتَ أو قُلْت قَمينٌ ثنَّيت و جَمَعت. و معني قَمِينٍ: خَليقٌ.

قمه

القاف و الميم و الهاء فيه كلماتٌ ليست بأصليَّة. يقولون: قَمَهَ الشّي‌ءُ، إذا انْغَمَس في الماء فارتفَعَ حيناً و غابَ حيناً. و قِفاف قُمَّه. تَغيبُ في السَّراب و تظهر. و هذا في الإبدال، و أصله قُمَّس. و يقولون: قَمَهَ البعيرُ مثل قَمَحَ، إذا رفَعَ رأسَه و لم يشرب الماءَ، هو من الإبدال.
______________________________
(1) هذا المعني مما ورد في القاموس و لم يرد في اللسان
(2) و كذا ورد إنشاده في المجمل. و لم يرد الاستئباط في المعاجم بمعني التأبط. و فيها استأبط:
حفر حفرة ضيق رأسها و وسع أسفلها.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 24
و كلمةٌ أخري من المقلوب، قال ابن دُرَيْد «1»: القَمَه مثل القَهَم، و هو قِلّةُ الشَّهوة للطّعام، قَهِمَ و قَمِه.

قما

القاف و الميم و الحرف المعتلُّ كلمةٌ تدلُّ علي حقارة و ذُلّ. يقال:
هو قَمِيٌّ بين القَماءة، أي الحقارة. و أقْمَيْته أنا: أذللته.
و إذا هُمِز كان له معنيً آخر، و ذلك قولهم: تقمَّأْت الشَّي‌ء، إذا طلبتَه، تَقَمُّؤاً.
و زعم ناسٌ أنَّ هذا من باب الإعجاب، يقال أقمأَني الشَّي‌ء: أعجبَني. و أقْمَأَتِ الإبِلُ: سَمِنَتْ. و تَقَمَّأْتُ الشّي‌ء: جمعته شيئاً بعد شي‌ء. قال:
لقد قَضَيْتُ فلا تَستهزئا سَفَهاً ممَّا تقمَّأْتُه من لذّةٍ و طَرِي «2»

قمح

القاف و الميم و الحاء أُصَيلٌ يدلُّ علي صفةٍ تكون عند شُرب الماء من الشَّارب، و هو رَفْعُهُ رأسَه. من ذلك القامح، و هو الرَّافع رأسَه من الإبل عند الشُّرب امتناعا منه. و إبلٌ قِماح. قال:
و نحنُ علي جوانبِها قُعودٌ نَغضُّ الطَّرفَ كالإبِل القِمَاحِ «3»
و يقولون: رَوِيَتْ حَتَّي انقَمَحَتْ، أي تركت الشُّرب رِيَّا. و شَهْرا قِمَاحٍ:
أشدُّ ما يكون من البَرْدِ، و سمِّيا بذلك لأنّ الإبلَ إذا وردت آذاها بَردُ الماء فَقَامَحَتْ، أي رفَعَتْ رءوسَها.
و مما شذَّ عن هذا الأصل القَمْح، و هو البُرّ. و يقولون- و لعله أن يكون
______________________________
(1) الجمهرة (3: 167).
(2) لابن مقبل، كما في المجمل و اللسان (قمأ).
(3) لبشر بن أبي خازم، كما في اللسان (قمح) و مختارات ابن الشجري 80.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 25
صحيحاً: اقتَمَحْتُ السَّويقَ و قَمَحتُه، إذا ألقيتَه في فمك براحَتِك. قال ابن دريد «1»:
القُمْحة من الماء: ما ملَأَ فاكَ منه. و القُمَّحات: الوَرْس، أو الزَّعفران، أو الذَّرِيرة، كلُّ ذلك يُقال.

قمد

القاف و الميم و الدال أُصَيلٌ يدلُّ علي طُولٍ و قُوّة و شِدّة. من ذلك القُمُدُّ: القويُّ الشَّديد. قال ابن دريد «2»: «القَمْد أصل بناء القُمُدّ.
[و] الأقمد: الطَّويل، رجلٌ أَقْمَدُ و امرأةٌ قَمْدَاء، و قُمُدّ و قُمُدَّة».

قمر

القاف و الميم و الراء أصلٌ صحيح يدلُّ علي بَياضٍ في شي‌ء، ثم يفرّع منه. من ذلك القَمَر: قَمَر السَّماء، سمِّي قمراً لبياضه. و حمارٌ أَقْمَر، أي أبيض. و تصغير القَمَر قُمَيْر. قال:
و قميرٍ بدا ابن خمسٍ و عشري نَ فقالت له الفتاتان قُوما «3»
و يقال: تقمَّرتُه: أتيتُه في القَمْراء. و يقولون: قَمِرَ التَّمْر، و أقْمَرَ، إذا ضَرَبَه البردُ فذهبت حلاوتُه قبل أن يَنضَج. و يقال: تَقَمَّر الأسدُ، إذا خَرَج يطلبُ الصيد في القَمْرَاء. قال:
سَقَط العِشاءُ به علي مُتَقمِّرٍ ثَبْتِ الجَنَانِ مُعَاوِدِ التَّطْعانِ «4»
______________________________
(1) الجمهرة (2: 182).
(2) الجمهرة (2: 294).
(3) لعمر بن أبي ربيعة في ديوانه 50 و الأزمنة و الأمكنة للمرزوقي 50. و رواية الديوان «له قالت الفتاتان». و في الأزمنة:
و قمير بدا لخمس و عشري ن له قالت الفتاتان قوما
قال المرزوقي: «يريد قومَنْ».
(4) لعبد اللّه عنمة الضبي، كما في اللسان (قمر) برواية: «حامي الذمار معاود الأقران». و قبله:
أبلغ عثيمة أن راعي إبله سقط المشاء به علي سرحان
و انظر أمثال الميداني (1: 300).
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 26
و قَمرَ القومُ الطّيرَ، إذا عَشَّوْها ليلًا فصادُوها. فأمَّا قول الأعشي:
تَقَمَّرَها شيخٌ عِشاءً فأصبحتْ قُضَاعِيَّةً تَأْتي الكواهنَ ناشِصا «1»
فقيل: معناه كما يتقمَّر الأسدُ الصّيدَ. و قال آخرون: تقمّرها: خَدَعها كما يُعَشَّي الطّائرُ ليلًا فيُصَاد.
و من الباب: قَمِرَ الرّجُل، إذا لم يُبصِر في الثَّلج. و هذا علي قولهم: قَمِرَت القِربة، و هو شي‌ءٌ يُصِيبُها كالاحتراق من القَمَر.
فأمّا قولُهم: قَمَرَ يَقْمِرُ قَمْراً، و القِمار من المُقَامَرة، فقال قومٌ: هو شاذ عن الأصل الذي ذكرناه، و قال آخرون: بل هو منه. و ذلك أنَّ المُقامِرَ يزيد مالُه و يَنْقُص و لا يَبْقَي علي حال. و هذا شي‌ءٌ قد سَمِعناه. و اللّٰه أعلمُ بصحَّتِه.
قال ابن دريد: تَقَمَّرَ الرّجُل، إذا طلَبَ من يُقَامِرُه «2». و يقال: قَمَرْتُ الرّجُلَ أقمُره و أَقمِرُه.

قمس

القاف و الميم و السين أصلٌ صحيحٌ يدلُّ علي غَمْسِ شي‌ءٍ في الماء، و الماء نفسُه يسمَّي بذلك. من ذلك قَمَسْت الشي‌ءَ في الماء: غَمَسْتُه. و يقال:
إنّ قَامُوس البحرِ: مُعظَمه. و قالوا في ذكر المَدِّ و الجزر: إنَّ مَلَكاً قد وُكِّل بقَامُوس البحر، كلَّما وَضَعَ رجلَه فاض، فإذا رفَعَها غاضَ. و يقولون*: قَمَسَ الولدُ في بطن أمِّه: اضطرب. و القَمَّاس: الغَوَّاص. و انْقَمَسَ النّجم: انحطَّ في المَغْرِب.
و تقول العربُ للإنسان إذا خاصم مَنْ هو أجرأ منه: «إنما يُقَامِسُ حُوتاً».
______________________________
(1) ديوان الأعشي 108 و اللسان (قمر، نشص).
(2) في الجمهرة (2: 406): «إذا غلب من يقامره»، و ما هنا صوابه.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 27‌

قمش

القاف و الميم و الشين. يقولون: القَمْش: جَمْعُ الشي‌ء من‌ها هنا [و هُنَا «1»].

قمص

القاف و الميم و الصاد أصلان: أحدهما يدل علي لُبس شي‌ء و الانشِيامِ فيه، و الآخَر علي نَزْوِ شي‌ءٍ و حركة.
فالأوَّل القَميص للإِنسان «2» معروف. يقال: تَقَمَّصَه، إذا لَبِسه. ثم يُستعار ذلك في كلِّ شي‌ء دخل فيه الإنسان، فيقال: تقمَّصَ الإمارَةَ، و تقمَّص الوِلاية.
و جَمْع القميص أَقْمِصَةٌ، و قُمُص.
و الأصل الآخر القمْص، من قولهم: قَمَصَ البعير و يَقمُص قَمصاً و قِمَاصاً، و هو أن يرفع يدَيه ثم يطرحَهما معاً و يَعجِنَ برجليه. و في الحديث «3» ذكر القَامِصَة، و هو من هذا. يقال قَمَص البحر بالسَّفينة، إذا حَرّكَها بالموج، فكأنَّها بعيرٌ يقمِصُ.

قمط

القاف و الميم و الطاء أُصَيْلٌ يدلُّ علي جمع و تجمُّع. من ذلك القَمْط: شدُّ أعصابِ الصبِيِّ بقِماطِهِ. و منه قُمِطَ الأسيرُ، إذا جُمِع يين يديه و رجليه بِحبل. و وقعت علي قِماطِهِ، معناه، علي عَقْدِ أمرِهِ كيف عَقْدُه، و كذلك إذا فَطِنْتَ له. و مرَّ بنا حولٌ قَميطٌ، أي تامٌّ جميع. و سِفادُ الطَّائرِ قَمْطٌ أيضاً، لجمعه ماءَه في أُنثاه.

قمع

القاف و الميم و العين أُصولٌ ثلاثة صحيحة: أحدها نزولُ شي‌ء مائعٍ في أداةٍ تُعْمَل له، و الآخَر إذلالٌ و قهر، و الثالث جنسٌ من الحيوان.
______________________________
(1) في المجمل: «من هنا و هنا».
(2) في الأصل: «الإنسان».
(3) هو حديث علي كرم اللّه وجهه، أنه «قضي في القارصة و القامصة و الواقصة بالدية أثلاثا».
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 28
فالأوَّل القِمَعُ معروف، يقال قِمَعٌ و قِمْع. و
في الحديث: «وَيلٌ لأَقْمَاع القول»
، و هم الذين يَسمَعون و لا يَعُون، فكأنَّ آذانَهم كالأَقْمَاع التي لا يَبْقَي فيها شي‌ء. و يقولون: اقتمَعْتُ ما في السِّقاء، إذا شربتَه كلَّه، و معناه أنك صِرْت «1» له كالقِمَع.
و الأصل الآخَر، و قد يمكنُ أنْ يُجمَعَ بينه و بين الأوَّل بمعنًي لطيف، و ذلك قولهُم: قَمعْتُه: أذلَلْتُه. و منه قَمَعْتُه، إذا ضربته بالمِقْمَع. قال اللّه تعالي:
وَ لَهُمْ مَقٰامِعُ مِنْ حَدِيدٍ. و سمِّي قَمَعَة بن الياس لأنَّ أباه أمره بأمرٍ فانقمع في بيته، فسمِّي قَمَعة. و القياس في هذا و الأوَّلِ متقارِب؛ لأنَّ فيه الوُلوجَ في بيته و كذلك الماءُ يَنْقَمِع في القِمَع.
و الأصل الآخَر القَمَع: الذُّباب الأَزرق العظيم. يقال: تركناه يتَقمَّع الذِّبَّانَ من الفَرَاغ، أي يذُبُّها كما يتقمَّع الحِمار. و تُسمَّي تلك الذِّبَّانُ: القَمَعُ. قال أوس:
ألم تر أنَّ اللّٰهَ أنزلَ نَصرَه و عُفْرُ الظِّباء في الكِناسِ تَقَمَّعُ «2»
و يقال: أقْمَعتُ الرّجل عنِّي، إذا رددتَه عنك. و هو من هذا، كأنَّه طرَدَه.
و مما حُمِل علي التَّشبيه بهذا، القَمَعُ: ما فوق السَّناسِن من سَنام البعيرِ من أعلاه.
و منه القَمَع: غِلَظٌ في إحدي رُكبَتيِ الفَرَس. و القَمَع: بَثْرَةٌ تكون في المُوق من زيادةِ اللَّحم.
______________________________
(1) في الأصل: «صوت».
(2) كذا و صواب الرواية: «أرسل مزنة»، كما في المجمل و اللسان و إصلاح المنطق 49 و المخصص (8: 183). و أما رواية المقاييس فهي في بيت آخر لرجل إسلامي أنشده ياقوت في رسم القادسية، و هو:
ألم تر أن اللّه أنزل نصره و سعد بباب القادسية معصم
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 29
و مما شَذَّ عن هذه الأصولِ قولُهم: إنَّ قمعة مالِ القومِ: خيارُه «1».

قمل

القاف و الميم و اللام كلماتٌ تدلُّ علي حَقارةٍ و قماءة. رجلٌ قَمَليٌّ، أي حقير. و القُمَّل: صِغار الدَّبا. و أقْمَلَ الرِّمْث، إِذا بدا ورقُه صغاراً، كأنَّ ذلك شبِّه بالقُمَّل.

باب القاف و النون و ما يثلثهما

قنا

القاف و النون و الحرف المعتلُّ أصلان يدلُّ أحدُهما علي ملازمة و مُخالَطَة، و الآخَر علي ارتفاعٍ في شي‌ء.
فالأوَّلُ قولهم: قانَاه، إذا خالَطَه، كاللَّونِ يُقانِي لوناً آخَرَ غيرَه. و قال الأصمعيّ: قانيتُ الشَّي‌ءَ: خَلَطته. قال امرؤ القيس:
كبكر المُقاناةِ البياضَ بصُفْرَةٍ غَذَاها نَمِيرُ الماءِ غَيْرَ مُحَلَّلِ «2»
و من ذلك قولهم: ما يُعَانِيني هذا، أي ما يوافِقُني. و معناه أنَّه يَنْبُو عنه فلا يخالطُه.
و من الباب: قَنَي الشَّي‌ءَ و اقْتَنَاه، إذا كان ذلك مُعَدًّا له لا للتِّجارة. و مالٌ قِنْيانٌ: يتَّخَذ قِنْيةً. و منه: قَنَيْتُ حيائي: لزِمْتُه. و اشتقاقُه من القنْيَة.
قال الشاعر «3»:
فاقَنيْ حياءَكِ لا أبا لَكِ و اعلَمِي أنِّي امرؤٌ سأموتُ إنْ لم أُقْتَلِ
______________________________
(1) في الأصل: «خيارهم»، صوابه في المجمل.
(2) البيت من معلقته المشهورة. و «البياض» تروي بالوجوه الثلاثة.
(3) هو عنترة بن شداد. ديوانه 180 و اللسان (قنا).
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 30
و القِنْو: العِذْقُ بما عليه، لأنَّه ملازِمٌ لشجرته.
و من الباب المَقْنَاة من الظِّلِّ فيمَنْ لا يَهمِزُها، و هو مكانٌ لا تُصيبه الشَّمس.
و إنَّما سمِّي بذلك لأنَّ الظلَّ مُلازِمُه لا يكاد يُفارِقُه. و
يقول أهلُ العلم بالقُرآن:
إنَّ كهفَ أصحابِ الكهف في مَقْناةٍ من جبل.
و الأصل الآخر: القَنَا: احد يدابٌ في الأنْف. و الفعل قَنِيَ قَنًي. و يمكن أن تكون القَناة من هذا، لأنَّها تُنْصَب و تُرْفَع؛ و ألِفُها واو لأنَّها تُجمَع قَناً و قَنَوات.
و قناةُ الماء عندنا مشبَّهةٌ بهذه القناة إنْ كانتْ قناةُ الماء عربيَّة. و التشبيهُ بها ليس من جهةِ ارتفاعٍ، و لكن هي كظائِمُ و آبارٌ فكانَّها هذه القناة، لأنَّها كعوبٌ و أنابيب.
و إذا هُمِز خَرَجَ عن هذا القياس، فيقال: قَنَأَ، إذا اشتدتْ حُمرتُه و هو قاني‌ء.
و ربَّما همزوا مَقْنَأة الظّلّ، و الأوَّل أشْبَهُ بالقِياسِ الذي ذكرناه.

قنب

القاف و النون و الباء أصلٌ يدلُّ علي جَمْع و تجمُّع. من ذلك المِقْنَب: القِطْعةُ من الخَيْل، يقال هي نحوُ الأربعينَ. و القَنِيب: الجماعةُ من النَّاس.
قال ابن دُريد «1»: قنَّب الزَّرعُ تَقْنِيباً، إذا أعْصَفَ. قال: و تسمَّي العَصِيفة:
القُنَّابَة. و العصيفة: الورَق المجتمعُ الذي يكون فيه السُّنبُل.
و من الباب: القُنْب، و هو وعاء ثِيلِ الفَرَس، و سمِّي بذلك لأنَّه يَجمَع ما فيه. و أمّا القنَّب فزعم [قومٌ] أنّها عربية. فإنْ كان كذا فهو من قَنَّب الزَّرعُ، إذا أعْصَف. و هو شي‌ءٌ يتَّخذ من بعض ذلك.
______________________________
(1) في الجمهرة (1: 323).
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 31‌

قنت

القاف و النون و التاء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ علي طاعةٍ و خيرٍ في دين، لا يعدو هذا البابَ. و الأصل فيه الطَّاعة، يقال: قَنَتَ يَقْنُتُ قُنوتاً. ثم سمِّي كلُّ استقامةٍ في طريقِ الدِّين قُنُوتاً، و قيل لطُولِ القِيام في الصَّلاةِ قُنُوت، و سمِّي السُّكوتُ في الصَّلاة و الإقبالُ عليها قُنوتاً. قال اللّٰه تعالي: وَ قُومُوا لِلّٰهِ قٰانِتِينَ.

قنح

القاف و النون و الحاء ليس هو عندنا أصلًا. علي أنَّهم يقولون:
قَنَحَ الشَّارِبُ، إذا رَوِيَ فرَفَعَ رأسَه رِيًّا. و هذا من قَمَحَ من باب الإبدال، و قد مرَّ ذِكرُه.
و من طرائف ابن دُريد «1»: قَنَحْتُ العُود قَنْحاً: عطفتُه. قال: و القُنَّاح:
المِحجَن بلغة أهل اليمن.

قند

القاف و النون و الدال كلمتانِ زعَمُوا أنهما صحيحتان. قالوا:
القَنْد عربيٌّ. يقولون: سَوِيقٌ مَقْنُود و مُقَنَّد. و الكلمةُ الأخري القِنْدأوَة، قالوا:
هو السيِّي‌ء الخُلْقُ.

قنر

القاف و النون و الراء كلمة: القَنَوَّر: الضَّخْم الرَّأْس.

قنس

القاف و النون و السين أُصَيْلٌ صحيحٌ يدلُّ علي ثَبَاتِ شي‌ء.
من ذلك: الِقَنس: مَنْبِتُ كلِّ شي‌ءٍ و أصلُه. قال:
* في قَنْسِ مجدٍ فاتَ كُلَّ قِنَسِ «2» *
______________________________
(1) في الجمهرة (2: 183).
(2) للعجاج في ملحقات ديوانه 78 و اللسان (قنس).
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 32
قالوا: و كلُّ شي‌ءٍ ثَبَت في شي‌ءٍ فذلك الشّي‌ءُ قِنْسٌ له. قالوا: و القَوْنَس في البَيْضة: أعلاها. و قَوْنَسُ ناصيةِ الفَرَس: ما فَوقَها؛ و هي ثابتة. قال:
اطرُدَ عَنْكَ الهُمُومَ طارِقَها ضَرْبَكَ بالسَّيْفِ قَوْنَسَ الفَرَسِ «1»

قنص

القاف و النون و الصاد كلمةٌ واحدةٌ تدلُّ علي الصَّيد قَطْ.
فالقَانِص: الصَّائد. و القَنَص: الصَّيد. و القَنْص: فِعْل القَانِص. قال ابن دُريد:
القَنيص: الصائد «2». و بَنُو قَنَص بن مَعدّ: قومٌ دَرَجُوا.

قنط

القاف و النون و الطاء كلمةٌ صحيحة تدلُّ علي اليأس من الشَّي‌ء. يقال: قَنَط يَقْنِط، و قَنِط يَقْنَط. قال اللّٰه تعالي: وَ مَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضّٰالُّونَ «3».

قنع

القاف و النون و العين أصلانِ صحيحان، أحدُهما يدلُّ علي الإقبال علي الشي‌ء، ثمَّ تَختلفُ معانيه مع اتِّفاق القياس؛ و الآخَر يدلُّ علي استدارة في شي‌ء.
فالأوَّل الإقناع: الإقبال بالوجه علي الشَّي‌ء. يقال: أقْنَعَ لهُ يُقنِع إِقْنَاعاً.
______________________________
(1) البيت يروي لطرفة بن العبد، و قال ابن بري: إنه مصنوع عليه. انظر شرح شواهد المغني للسيوطي 315. قلت: و ليس في ديوانه. و هو بدون نسبة في اللسان (قنس) و الإنصاف لابن الأنباري 233. و الرواية: «اضرب عنك الهموم». أراد: اضربن فحذف النون و بقيت الفتحة دالة عليها.
(2) في المجمل: «قال ابن دريد: الصيد قنيص و الصائد قنيص». و هذا النقل مطابق لما في الجمهرة (3: 85).
(3) قرأ أبو عمرو و الكسائي و يعقوب و خلف بكسر النون، و وافقهم اليريدي و الحسن و الأعمش.
و الباقون بفتحها كعلم يعلم. و الأول كضرب يضرب لغة أهل الحجاز و أسد، و هي الأكثر، و لذا أجمعوا علي الفتح في الماضي في قوله تعالي: مِنْ بَعْدِ مٰا قَنَطُوا. إتحاف فضلاء البشر 275.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 33
و الإِقْنَاع: مَدُّ اليدِ عند الدُّعاء. و سمِّي بذلك عند إقباله علي الجهة التي يمدُّ يدَه إليها. و الإفناع: إمالةُ الإناء* للماء المنحدِر.
و من الباب: قَنَع الرَّجُل يَقْنَعُ قُنوعاً، إذا سَأَلَ. قال اللّٰه سبحانه: وَ أَطْعِمُوا الْقٰانِعَ وَ الْمُعْتَرَّ. فالقَانِع: السَّائل؛ و سمِّي قانعاً لإقبالِهِ علي مَنْ يسأَلُه. قال:
لَمَالُ المرءِ يُصلِحُه فيُغنِي مفاقِرَه أعفُّ من القُنوعِ «1»
و يقولون: قَنِعَ قَناعةً، إذا رَضِيَ. و سمِّيتْ قَناعةً لأنَّه يُقْبِلُ علي الشَّي‌ء الذي لهُ راضيًا. و الإِقْنَاع: مَدُّ البَعيرِ رأسَه إلي الماء للشُرْب. قال ابنُ السِّكِّيت:
قَنَعت الإبلُ و الغَنَمُ للمرتع، إذا مالَتْ له. و فلانٌ شاهدٌ مَقْنَعٌ؛ و هذا من قَنِعْتُ بالشَّي‌ء، إذا رَضِيتَ به؛ و جمعه مَقَانع. تقول: إِنه رضًي يُقْنَع به. قال:
و عاقَدْتُ ليلَي في الخَلاء و لم تَكُنْ شُهودِي علي لَيْلَي شهودٌ مَقَانعُ «2»
و أما الآخر فالقِنع، و هو مستديرٌ من الرَّمل. و القِنْع و القِنَاع: شِبْهُ طَبَقٍ تُهدَي عليه الهديَّة. و قِناعُ المرأةِ معروفٌ، لأنَّها تُدِيرهُ برأسها. و مما اشتُقَّ من هذا القِناع قولُهم: قَنَّع رَأْسَه بالسَّوطِ ضَربًا، كأنَّه جَعَله كالقِناعِ له.
و مما شَذَّ عن هذا الأصل الإقناع: ارتِفاعُ الشَّي‌ء ليس فيه تَصَوُّبٌ. و قد يُمكنُ أن يُجعَلَ هذا أصلًا ثالثاً، و يُحتَجَّ فيه بقوله تعالي: مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُؤُسِهِمْ. قال أهلُ التَّفسير: رافعِي رُؤسِهِم.
______________________________
(1) للشماخ في ديوانه 56 و اللسان (فقر، قنع) و الأضداد لابن الأنباري 55. و انظر المخصص (12: 287).
(2) كذا ورد ضبعله في المجمل و اللسان علي تقديم الخير. و نسب في اللسان إلي البعيث.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 34‌

قنف

القاف و النون و الفاء أُصَيلٌ يدلُّ علي تجمُّعٍ في شي‌ء. من ذلك القَنِيف: الجَمَاعة من النَّاس. و القَنِيف، فيما ذكره ابن دريد «1»: القِطعة من اللَّيْل. يقال: مرَّ قَنِيفٌ من اللَّيل.
و من الباب: القَنَف: صِغَرُ الأُذُنَين و غِلَظُهما. و هو ذلك القياس، و كذلك القِنَاف، و هو الغليظ الأَنْف.

قنم

القاف و النون و الميم كلمةٌ واحدة. يقولونَ: قَنِمَ الشي‌ءُ قَنَماً، إذا نَدِيَ ثم رَكِبَه غُبارٌ فتوسَّخَ. و يكونُ ذلك في شُعور الخَيْلِ و الإبل.

باب القاف و الهاء و ما يثلثهما

قهو

القاف و الهاءُ و الحرف المعتلُّ أصلٌ يدلُّ علي خِصْب و كثرة.
يقال للرَّجُل المُخصِب الرَّحْلِ: قاهٍ. يقال: إنَّه لَفِي عَيْشٍ قاهٍ. فأمَّا قولُهم: أَقْهَي الرَّجلُ من طَعامٍ، إذا اجْتَوَاهُ، فليس ذلك من جهةِ اجتوائِهِ إيّاه، و إنَّما هو من كثرته عنده حَتَّي يتملّأ عنده فيجتَوِيَه. و أمَّا القَهْوَة فالخمر، قالوا: و سمِّيت قَهْوَةً أنَّها تُقْهِي عن الطَّعام؛ و القياس واحد.

قهب

القاف و الهاء و الباء أُصَيلٌ يدلُّ علي لونٍ من الألوان.
يقولون: القُهْبَةُ: بياضٌ تعلوهُ حُمْرة. و القَهْبُ من ولد البقرة ما يكون لونُه كذا و القَهْب: الجَبَل العظيم. و الأقهبان: الفيلُ و الجاموس، و كلُّ ذلك متقارِب.
______________________________
(1) الجمهرة (3: 155).
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 35‌

قهد

القاف و الهاء و الدال كلمةٌ واحدة. يقولون: القَهْد من ولد الضَّأن يضرب لونه إلي البَيَاض.

قهر

القاف و الهاء و الراء كلمةٌ صحيحةٌ تدلُّ علي غَلَبة و عُلُوّ. يقال:
قَهَرَه يَقهره قَهْراً. و القاهر: الغالب. و أقْهَرَ الرّجُل، إذا صُيِّر في حالٍ يذلُّ فيها. قال:
تَمَنّي حُصَيْنٌ أنْ يَسُودَ جذاعَهُ فأمسي حُصينٌ قد أذَلَّ و أَقْهَرا «1»
و قُهِر، إذا غُلِبَ. و من الباب: قُهِرَ اللَّحمُ: طبِخ حَتَّي يسيل ماؤُه.
و القهقر، فيما يقال: التَّيْس «2». فإنْ كان صحيحاً فلعلَّه من القياس الذي ذكرناه.
و القَهْقَر «3»: الحجر الصُّلب. و ليس يبعد عن الأصل الذي بُنِيَ عليه الباب.
و مما شذَّ عن ذلك: [رَجَع «4»] القَهْقَرَي، إذا رجع إلي خَلْفِه.

قهز

القاف و الهاء و الزاء كلمةٌ. يقولون: القهْزُ «5»: ثيابُ مِرْعِزَّي يُخالِطُها حرير، و بها يشبَّه الشَّعر الليِّن. قال:
* من القِهَزْ و القُوهِيّ «6» *
______________________________
(1) للمخبل السعدي، كما في اللسان (قهر، جذع). و حصين: اسم الزبرقان بن بدر، كما في اللسان (قهر). و رواه الأصمعي بالبناء للمجهول في الفعلين.
(2) في الأصل: «الشين»، صوابه في المجمل و اللسان و القاموس. و القهقر بهذا المعني مشدد الراء في القاموس، مخففها في المجمل و اللسان.
(3) يقال بتخفيف الراء و تثقيلها، كما في اللسان، و ضبط في المجمل بالتخفيف فقط.
(4) التكملة من المجمل.
(5) في اللسان أن أصله بالفارسية «كهزانه».
(6) قطعة من بيت لذي الرمة في ديوانه 360 و اللسان (قهز). و هو بتمامه:
من الزرق أوصقع كأن رءوسها من القهز و القوهي بيض المقانع
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 36‌

قهس

القاف و الهاء و السين كلماتٌ إن صَحَّت. يقولون: جاء يَتَقَهْوَس، إذا جاء مُنْحَنِياً «1» يَضْطرب. و هذا ممكنٌ أن يكون هاؤه زائدة، كأنَّه يَتقوس. و يقولون: القَهْوَسة: السُّرعة. و القَهْوَس: الرَّجُل الطويل.

قهل

القاف و الهاء و اللام كلمةٌ تدلُّ علي قَشَف و سُوءِ حال. من ذلك القَهَلُ، و هو التقشُّف. و رجلٌ متقهِّلٌ: لا يتعهَّد جَسدَه بنظافةٍ. و من الباب أو قريبٍ منه: القَهْل: كُفران الإحسان و استقلالُ النِّعمة. و أَقْهَلَ الرَّجلُ نَفْسَهُ:
دَنَّسها بما لا يَعْنِيه. و التَّقَهُّل: شَكْوَي الحاجة. قال:
* لَعْواً متي لاقيتَه تَقَهَّلَا «2» *
و يقولون: انْقَهَلَ، إذا سَقَط و ضَعُف. و يقولون: قَهَلْتُ الرّجُلَ قَهْلًا، إذا أثْنَيْتَ عليه ثناءً قبيحاً.
و مما شذَّ عن هذا و ما أدرِي كيف صحَّتُه، يقولون: القَيْهَلة: الطَّلْعة. يقال:
حَيَّا اللّٰه قَيْهَلَتَه. و ليست بكلمةٍ عَذْبة.

باب القاف و الواو و ما يثلثهما

قوي

القاف و الواو و الياء أصلانِ متباينان، يدلُّ أحدُهما علي شِدَّة و خِلافِ ضَعْف، و الآخَر علي خلافِ هذا و علي قِلّة خَيْر.
فالأوَّل القُوّة، و القوِيّ: خلاف الضَّعيف. و أصل ذلك من القُوَي،
______________________________
(1) في الأصل: «مجيا»، صوابه في المجمل و اللسان.
(2) الرجز في المجمل (قهل)، و أنشده في اللسان (قهل، لعا).
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 37
و هي جَمْعُ قُوَّةٍ من قُوَي الحبل. و المُقْوِي: الذي أصحابُه و إبلُه أَقْوِيَاء. و المُقْوِي:
الذي يُقْوِي وَتَرَه، إذا لم يُجِدْ إغارتَه فتراكبَتْ قُواه. و رجلٌ شَديد القُوي، أي شديدُ أَسْرِ الخَلْق.
فأمَّا قولهم: أَقْوَي الرّجُلُ في شِعره، فهو أن يَنْقُص من عروضه قُوّة. كقوله:
أ فَبَعْدَ مقتلِ مالكِ بن زُهَيْرٍ يرجو النِّساءُ عواقبَ الأطهارِ «1»
و الأصل الآخر: القَوَاء «2»: الأرض لا أهلَ بها. و يقال: أقْوَت الدّارُ:
خلت. و أَقْوي القومُ: صاروا بالقَوَاء و القِيِّ. و يقولون: باتَ فلانٌ القَواءَ و بات القَفْرَ، إذا بات علي غير طُعْم. و المُقْوِي: الرّجُل الذي لا زَادَ معه. و هو من هذا، كأنَّه قد نزل بأرضٍ قِيٍّ.
و مما شذَّ عن هذا الأصلِ كلمةٌ يقولونها، يقولون: اشْتَرَي الشُّركاءُ الشَّي‌ءَ ثم اقتَوَوْه، إذا تزايدُوه حَتَّي بلغ غايةَ ثَمنِه.

قوب

القاف و الواو و الباء أصلٌ صحيح، و هو شِبْه حَفْرٍ مُقَوَّر في الشَّي‌ء. يقال: قُبْتُ الأرضَ أقُوبُها قَوْباً، و كذلك إذا حَفَرتَ فيها حُفْرةً مقوَّرة.
تقول: قُبْتُها فانْقَابت. و قَوَّبْتُ الأرضَ، إذا أثّرتَ فيها. و تقوَّب الشَّي‌ء:
انْقَلَع من أصلِه. و كأنَّ القُوَباءَ من هذا، و هي عربيّة. قال:
يا عجبا لهذه الفَليقَهْ هل تُذهِبَنَّ القُوبَاءَ الرِّيقَهْ «3»
______________________________
(1) للربيع بن زياد، كما في اللسان (قوي) و شروح سقط الزند 1146. و أنشده في العمدة (1:
94) بدون نسبة.
(2) في الأصل: «القوي»، صوابه في المجمل.
(3) الرجز لابن قنان، كما في اللسان (قرب). و أنشده ابن السكيت في إصلاح المنطق 378، 390 بدون نسبة. و ذكر في اللسان أنه يروي: «عجبا» بالألف المنقلبة عن ياء المتكلم، و بالتنوين علي تأويل: يا قوم اعجبوا عجبا.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 38
و قد تسكن واوها فيقال قُوبَاء. و يقولون: «تخلَّصَتْ قائِبةٌ من قُوب» أي بيضة من فَرْخ؛ يضرب مثلًا للرّجُل يفارِقُ صاحبَه.

قوت

القاف و الواو و التاء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ علي إمساكٍ و حفظٍ و قُدرةٍ علي الشَّي‌ء. من ذلك قولُه تعالي: وَ كٰانَ اللّٰهُ عَليٰ كُلِّ شَيْ‌ءٍ مُقِيتاً، أي حافظاً له شاهداً عليه، و قادراً علي ما أراد. و قال:
و ذي ضِغْنٍ كَفَفْتُ النَّفْسَ عنه و كنتُ علي إساءته مُقِيتَا «1»
و من الباب: القُوت ما يُمْسِكُ الرَّمَق؛ و إنَّما سُمِّي قُوتاً لأنَّه مِساكُ البَدَن و قُوَّتُه. و القَوْت: العَوْل. يقال: قُتُّه قَوْتاً، و الاسم القُوت. و يقال: اقتَتْ لنارك قِيتةً، أي أطعِمْها الحَطَب. قال ذو الرُّمَّة:
فقلتُ له ارْفَعْهَا إليكَ و أَحْيِها برُوحِكَ و اقْتَتْهُ لها قِيتةً قَدْرا «2»

قود

القاف و الواو و الدال أصلٌ صحيحٌ يدلُّ علي امتدادٍ في الشي‌ء، و يكون ذلك امتداداً علي وجه الأرض و في الهواء. من ذلك القُود: جمع قَوْداء، و هي النَّاقة الطويلة العُنُق. و القَوْدَاء: الثَّنِيَّة الطَّويلة في السماء. و أفراسٌ قُودٌ: طِوالُ الأعناق. قال النَّابغة:
قُودٌ براها [قِيادُ الشُّعبِ فانهدمت تَدْمَي دوابرُها محذُوَّةً خَدَمَا «3»]
______________________________
(1) لأبي قيس بن رفاعة، أو الزبير بن عبد المطلب، كما في اللسان (قوت). و أنشده في إصلاح المنطق 307 و المخصص (2: 91) بدون نسبة.
(2) ديوان ذي الرمة 176 و اللسان (قوت، روح).
(3) ورد البيت مبتورا في الأصل، و عترت عليه تاما في شرح ابن السكيت لديوان النابغة (مخطوطة مكتبة أحمد الثالث بتركيا) الورقة 72. و فيه: «و يروي فانهدمت و اندمجت» و «روي الأصمعي:
قياد الغزو».
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 39
و يفرّع من هذا فيقال: قُدْتُ الفَرَسَ قَوْداً، و ذلك أَن تمدَّه إليك؛ و هو القياس، ثمَّ يسمُّون الخَيلَ قَوْداً، فيقال: مرَّ بنا قَوْدٌ. و فرسٌ قَؤُودٌ: سلسٌ مُنْقاد «1». و القَائِد من الجَبَل: أنْفُهُ «2». و الأقْوَد من النّاس: الذي إذا أقْبَلَ علي الشي‌ء بوجهه لم يَكَدْ ينصرف و القَوَدُ: قَتْلُ القاتل بالقتيل، و سمِّي قَوَداً لأنه يُقادُ إليه.

قور

القاف و الواو و الراء أصلٌ صحيح يدلُّ علي استدارةٍ في شي‌ء.
من ذلك الشي‌ء* المُقَوَّر. و قُوَّارَةُ القَمِيصِ معروفة. و القُور: جمع قَارَةٍ، و هي الأَكَمة؛ و سمِّيت بذلك لأَنَّها مستديرة. فأمَّا الدَّبَّة «3» فيقول ناسٌ: إِنّها تسمَّي القَارَة، و ذلك علي معني التشبيه بقارَة الأَكَم. و يقولون: دارٌ قَوْراءُ، و هو هذا القياس، و إنما هذا موضوعٌ علي ما كانت عليه مساكنُ العرب من خِيَمِهم و قبَاهِم.
و اقورَّ الجِلْدُ: تَشَانَّ «4». و هو من الباب، لأنَّه يتجمَّع و يدورُ بعضُه علي بعض.
و مما شذَّ عن هذا الباب قولُهم: لَقِيتُ منه الأقْوَرِينَ و الأقْوَرِيَّاتِ، و هي الشَّدائد.

قوز

القاف و الواو و الزاء كلمةٌ واحدة، و هي القَوز: الكثيب، و جمعه أقوازٌ و قِيزان. قال:
______________________________
(1) في الأصل: «و سلس مقتاد»، صوابه في المجمل.
(2) أنف الجبل: مقدمه. و في الأصل: «أنفد»، صوابه في المجمل.
(3) الدية، بالفتح: الكثيب من الرمل، أو الأرض المستوية.
(4) في الأصل: «و القوراء الجلد نشان»، صوابه في المجمل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 40
و أُشْرِفُ بالقَوزِ اليَفَاعِ لَعلَّني أرَي نَارَ ليلَي أو يَرانِي بَصِيرُها «1»

قوس

القاف و الواو و السين أصلٌ واحدٌ يدلُّ علي تقدير شي‌ءٍ بشي‌ء، ثم يُصَرَّف فتقلبُ واوُه ياءً، و المعني في جميعِهِ واحد. فالقَوْس: الذِّراع، و سمِّيت بذلك لأنَّه يقدر بها المَذْرُوع «2». [و بها سمِّيت القَوسُ] التي يُرمَي عنها.
قال اللّٰه تعالي: فَكٰانَ قٰابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنيٰ. قال أهلُ التفسير: أراد:
ذِرَاعَين. و الأَقْوَس: المُنْحنِي الظَّهر. و قد قَوَّسَ الشَّيخُ، أي انحَنَي كأنَّه قوسٌ. قال امرؤُ القيس:
أَراهُنَّ لا يُحْبِبْنَ مَن قلَّ مالُه و لا مَن رأَيْنَ الشَّيب منه و قوّسا «3»
و تقلب الواوُ لبعض العِلَل ياءً فيقال: بيني و بينه قِيسُ رُمْح، أي قَدْرُه.
و منه القِياسُ، و هو تَقديرُ الشَّي‌ء بالشي‌ء، و المقدار مِقْياسٌ. تقول: قَايَسْتُ الأمْرَينِ مُقايَسةً و قِيَاساً. قال:
يَخْزَي الوَشيظُ إذا قال الصَّريحُ لهم عُدُّوا الحَصَي ثمَّ قِيسوا بالمَقَاييس «4»
و جمعُ القَوسِ قِسِيٌّ، و أَقْواس، [و قِياس «5»]. قال:
______________________________
(1) البيت لتوبة بن الحمير. أمالي القالي (1: 88، 131)، برواية: «بالقور» بالراء المهملة، و القوز، ضبطت في المجمل في البيت و الكلام قبله بضم القاف، و قد أثبت ضبط اللسان و القاموس.
(2) في الأصل: «بالمزروع و بها المذروع».
(3) في الديوان 141 و اللسان (قوس): «الشيب فيه».
(4) في الأصل: «يجزي»، صوابه في المخصص (3: 92).
(5) التكملة من المجمل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 41
* و وتَّر الأساوِرُ القياسَا «1» *
و حكي بَعضُهم أنَّ القَوْسَ: السَّبْق، و أنَّ أصل القياسِ منه؛ يقال: قاسَ بنو فلانٍ بني فلان، إذا سَبَقُوهم، و أنشد:
لَعَمْرِي لقد قَاسَ الجميعَ أبوكُم فهَلّا تَقِيسون الذي كان قائسا
و أصل ذلك كلِّه الواو، و قد ذَكَرْناه.
و مما شذّ عن هذا الباب القَوْس: ما يَبقَي في الجُلَّة من التَّمر. و القَوْس: نَجْمٌ.
و المِقْوَس: المكانُ تُجرَي منه الخيلُ، يُمَدُّ في صدورها بذلك الحبلِ لتَتَساوَي، ثُمَّ تُرْسَل. فأمَّا القُوسُ فصَومعةُ الرَّاهب، و ما أُراها عربيَّة، و قد جاءت في الشِّعر. قال:
… كأنّها عَصا قَسِّ قُوسٍ لينُها و اعتدالُها «2»
و قال جرير:
… و لو وقَفَتْ لاستَفْتَنَتْنِي و ذَا المِسْحَينِ في القُوسِ «3»

قوض

القاف و الواو و الضاد كلمةٌ تدلُّ علي نَقْضِ بناء. يقال:
قَوَّضْت البناءَ: نقضْتُه من غير هَدْم. و تقوَّضَتِ الصُّفوف: انتَقَضَتْ.

قوط

القاف و الواو و الطاء كلمةٌ واحدة. يقولون: القَوْط: اليسير من الغَنَم، و الجمع أقْواط.
______________________________
(1) في الأصل: «القسيا»، صوابه في المجمل (قيس) و اللسان (قوس) و الجمهرة (3:
44) و المخصص (4: 46/ 17: 9). و الرجز للقلاخ بن حزن، كما في اللسان. و في الموضع الأخير من المخصص: «و وتر القساور».
(2) أنشد هذه القطعة كذلك في المجمل. و أنشد الجواليقي عجز البيت في المعرب 278.
(3) تمام صدره كما في الديوان 321 و اللسان (قوس):
* لا وصل إذا صرفت هند و لو وقفت*
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 42‌

قوع

القاف و الواو و العين أصلٌ يدلُّ علي تبسُّط في مكانٍ. من ذلك القاع: الأرض المَلْساء. و الألِفُ في الأصل واو، يقال في التصغير قُوَيْعٌ.
قال ابن دريد «1»: القَوْع: المِسْطح الذي يُبسَط فيه التَّمر، و الجمع أَقْوَاع. فأمّا القَوْع، و هو ضِرابُ الفحلِ الناقةَ، فليس من هذا الباب، لأنَّه من المقلوب.
و أصله قَعْو؛ و قد ذُكِر.
و ممّا شَذّ عن هذا الباب قولُهم: إنّ القُوَاعَ: الذَّكر من الأرانب.

قوف

القاف و الراء و الفاء كلمةٌ، و هي من باب القَلْب و ليست أصلا.
يقولون: هو يَقُوف الأثَرَ و يَقْتافُه بمعنَي يقفو. و يقولون: أَخَذَ بقُوفَةِ قَفاه «2»، و هو الشَّعْرَ المتدلِّي في نُقْرة القَفا.

قوق

القاف و الواو و القاف كلمةٌ، يقولون: القُوق «3»:
الرَّجُل الطويل.

قول

القاف و الواو و اللام أصلٌ واحدٌ صحيحٌ يقلُّ كلمه، و هو القَول من النُّطق. يُقال: قَالَ يَقُول قَولًا. و المِقْوَل: اللِّسان. و رجل قُوَلةٌ و قَوَّالٌ: كثير القَول. و أمّا أَقْوَال «4» … «5».
______________________________
(1) في الجمهرة (3: 134).
(2) و بقوفها أيضا، بطرح التاء.
(3) و القاق أيضا و القواق، كغراب.
(4) كذا. و لعله: «ابن أقوال».
(5) بياض في الأصل. و في اللسان: «و هو ابن أقوال و ابن قوال، أي جيد الكلام فصيح».
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 43‌

قوم

القاف و الواو* و الميم أصلانِ صحيحان، يدلُّ أحدُهما علي جماعةِ ناسٍ، و ربَّما استُعِير في غيرهمْ، و الآخَر علي انتصابٍ أو عَزْم.
فالأوّل: القوم، يقولون: جمع امري‌ءٍ، و لا يكون ذلك إلَّا للرِّجال.
قال اللّٰه تعالي: لٰا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ، ثمَّ قال: وَ لٰا نِسٰاءٌ مِنْ نِسٰاءٍ.
و قال زُهَير:
و ما أدرِي و سَوْف إخالُ أدْرِي أ قَوْمٌ آلُ حِصْنٍ أمْ نِساءُ «1»
و يقولون: قومٌ و أَقوامٌ، و أَقَاوِمُ جمعُ جمعٍ. و أمَّا الاستعارة فقولُ القائل:
إذ أقْبَلَ الدِّيكُ يَدعُو بَعْضَ أُسْرَتِهِ عنْدَ الصَّباحِ و هو قَوْمٌ مَعازيلُ «2»
فجمع و سَمَّاها قَوماً.
و أمّا الآخَر فقولُهم: قامَ قيامًا، و القَوْمة المَرَّةُ الواحدة، إذا انتصب. و يكون قامَ بمعني العَزيمة، كما يقال: قامَ بهذا الأمر، إذا اعتنَقَه. و هم يقولون في الأوَّل:
قيامٌ حتم، و في الآخر: قيامٌ عَزْم.
و من الباب: قوَّمْتُ الشَّي‌ءَ تَقْويماً. و أصل القِيمة الواو، و أصلُه أنَّك تُقِيم هذا مكانَ ذاك.
و بلَغَنا أنَّ أهلَ مكّةَ يقولون: استَقَمْتُ المَتاعَ، أي قوَّمْتُه.
و من الباب: هذا قِوام الدين و الحقّ، أي به يَقُوم. و أمَّا القَوَام فالطُّول الحَسَن. و القُومِيَّة: القَوام و القامة. قال:
______________________________
(1) ديوان زهير 73 و اللسان و المجمل (قوم) و المخصص (3: 119) و شرح شواهد المغني 48، 141.
(2) البيت لعبدة بن الطبيب كما في الحيوان (2: 254) و المفضليات (1: 141).
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 44
* أيَّامَ كُنتُ حَسَنَ القُومِيَّهْ «1» *

باب القاف و الياء و ما يثلثهما

قيأ

القاف و الياء و الهمزة كلمةٌ واحدة. قَاءَ يَقِي‌ءُ قَيْئاً، و اسْتَقَاءَ استفعل من القَي‌ء. و يقولون للثَّوب المُشْبَع الصِّبغ: هو يَقِي‌ء الصِّبْغ.

قيح

القاف و الياء و الحاء كلمة. قاح [الجُرحُ «2»] يَقِيح، و هو مِدّةٌ لا يخالطها دمٌ.

قيد

القاف و الياء و الدال كلمةٌ واحدة، و هي القَيْد، و هو معروفٌ، ثُمَّ يستعارُ في كل شي‌ءٍ يَحْبِس. يقال: قيَّدْتُه أُقَيِّده تَقْيِيداً. و يقال: فَرَسٌ قَيْدُ الأَوَابِدِ، أي فكأنَّ الوحشَ من سُرعةِ إدراكه لها مُقيَّدة. قال:
و قَدْ أَغْتدِي و الطَّيْرُ في وُكْنَاتها بمُنجرِدٍ قَيدِ الأوابدِ هيكلِ «3»
و المُقَيَّد: موضعُ القَيْدِ من الفَرَس.

قيل

القاف و الياء و اللام أصْلُ كَلِمِهِ الواو، و إنّما كُتِب هاهنا لِلَّفْظ. فالقَيْل: الملكُ من مُلوكِ حِمْيرَ، و جَمْعُه أَقْيَال. و مَن جَمَعه علي الأَقْوال فواحدهم قَيِّل بتشديد الياء. و القيلُ و القَال، قال ابن السِّكِّيت: هما اسمانِ لا مصدران. و اقْتَالَ عَلَي فُلانٍ «4»؛ إذا تَحكَّم. و معناه عندنا أنَّه يُشبَّه بالملك الذي هو قَيْلٌ. قال:
______________________________
(1) الرجز العجاج، كما في اللسان (قوم). و أرجوزثه في ديوانه 72 و ليس فيها هذا الشطر.
(2) التكملة من المجمل.
(3) البيت لامري‌ء القيس في معلقته.
(4) في المجمل: «و اقتال فلان علي فلان».
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 45
و ماءُ سَماءِ كانَ غَيْرَ مَحَمَّةٍ و ما اقتالَ في حُكْمٍ عليَّ طبيبُ «1»
و مما شَذَّ عن هذا الأصل القَيْل: شُرْبُ نصفِ النَّهار. و القَائِلة: نومُ نِصف النّهار. و قولهم: تقيَّلَ فلانٌ أباه: أشْبَهَه، إنّما الأصل تَقَيَّضَ، و اللام مُبدَلةٌ من ضاد، و معناه أنَّهما كانا في الشَّبَه قَيْضَيْنِ.

قين

القاف و الياء و النون أصلٌ صحيح يدلُّ علي إصلاحٍ و تزيين.
من ذلك القَيْن: الحَدَّاد، لأنَّه يُصلِحُ الأشياءَ و يَلُمُّها؛ و جمعه قُيُون. و قِنْتُ الشَّي‌ءَ أَقِينُه قَيْنًا: لَمَمْتُه. قال:
و لي كبدٌ مقروحةٌ قد بَدا بِها صُدوعُ الهوي لو كان قينٌ يَقِينُها «2»
و يقولون: التَّقيين: التَّزيين. و اقْتَانَتِ الرَّوضةُ: أخذَتْ زُخْرُفَها. و منه يقال للمرأَة مُقَيِّنة، و هي التي تُزيِّن النِّساءِ. و يقال: إنَّ القَيْنةَ: الأَمةُ، مغنِّيةً كانت أو غَيْرَها. و قال قومٌ: إنّما سمِّيت بذلك لأنَّها قد تُعَدُّ للغِناء. و هذا جيِّد.
و القَيْنُ: العَبْد.
و مما شذَّ عن هذا الباب القَيْنُ: عَظْم السَّاق، و هما قَيْنانِ. قال ذو الرُّمَّة:
* قَيْنَيْهِ و انحسَرَتْ عنه الأناعيم «3» *
______________________________
(1) البيت لكعب بن سعد الغنوي، من قصيدة في الأصمعيات. و أنشده في اللسان (قول) و المخصص (3: 135).
(2) و أنشده كذلك في المجمل. و البيت من أبيات لشاعر حجازي، اللسان (قين) و إصلاح المنطق 411 و معجم ما استعجم 451.
(3) صدره كما في الديوان 570 و اللسان (قين) و إصلاح المنطق 441:
* داني له القيد في ديمومة قذف*
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 46‌

باب القاف و الألف و ما يثلثهما

اشارة

و الألف فيه منقلبةٌ، و ربَّما كانت همزةً.

قاب

القاف و الألف و الباء. القابُ: القَدْر. و عندنا أنّ الكلمةَ فيها معنيان: إبدالٌ، و قَلْبٌ. فأمّا الإبدال فالباء مبدلة من دال، و الألف منقلبة من ياء، و الأصل* القِيدُ. قال اللّٰه تعالي فَكٰانَ قٰابَ قَوْسَيْنِ. و يقال:
القَابُ: ما بين المَقْبِض و السِّيَة. و لكلِّ قوسٍ قابَانِ.
و مما ليس من هذا الباب و لكنِّه مهموز، قولهم: قَئِبَ من الشَّراب، إذا امتلَأَ.

قاق

القاف و الألف و القاف كلمةٌ واحدة، و هي القَاقُ:
الرّجُل الطَّويل.

قام

القاف و الألف و الميم قد مضي ذِكرُ ذلك، و الأصل في جميعه الواو. و القَامَة: البَكَرة بأداتِها. قال:
لمَّا رأيتُ أنَّها لا قامَهْ و أَنَّني مُوف علي السَّآمهْ
نزعتُ نَزعاً زَعْزَعَ الدِّعامَهْ «1»

قاه

القاف و الألف و الهاء كلمةٌ. يقولون: القَاه: الطاعةُ و الجاه و يُنْشِدون:
* لَمَا رأَيْنَا لأميرٍ قَاهَا «2» *
______________________________
(1) الرجز في اللسان (قوم). و أنشده في كتاب المداخل لغلام ثعلب مخطوطة دار الكتب، في باب (اللوأص).
(2) الرجز للزفيان في ديوانه الملحق بديوان العجاج 92. و أنشده في اللسان (قيه). و إنشاده في المجمل و اللسان: «لما سمعنا». و في الديوان: «لما عرفنا».
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 47‌

باب القاف و الباء و ما يثلثهما

قبح

القاف و الباء و الحاء كلمةٌ واحدة تدلُّ علي خلاف الحُسْن، و هو القُبْح. يقال قَبحَه اللّٰه، و هذا مقبوحٌ و قَبيح. و زعم ناسٌ أنَّ المعني في قَبَحه: نحّاهُ و أبعدَه. [و منه] قولُه تعالي: وَ يَوْمَ الْقِيٰامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ.
و مما شذَّ عن الأصل و أحسَبُه من الكلام الذي ذَهَبَ مَن كان يُحْسِنُه، قولُهم كِسْرُ قَبيحٍ، و هو عَظْمُ السَّاعد، النِّصف الذي يلي المِرْفَق. قال:
لو كنتَ عَيْرًا كنتَ عَيْرَ مَذَلَّةٍ و لو كنتَ كِسْرًا كُنْتَ كِسْرَ قَبِيحِ «1»

قبر

القاف و الباء و الراء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ علي غموضٍ في شي‌ء و تطامُن. من ذلك القَبْر: قَبْر الميِّت. يقال قَبَرْتُه أقْبُرُه. قال الأعشي:
لو أسندَتْ ميتاً إلي قبرها عاشَ و لم يُنْقَلْ إلي قابِرِ «2»
فإن جعلتَ له مكاناً يُقْبَرُ فيه قلتَ: أقْبَرْتُهُ، قال اللّٰه تعالي: ثُمَّ أَمٰاتَهُ فَأَقْبَرَهُ. قلنا: و لو لا أنَّ العلماءَ تجوَّزُوا في هذا لَمَا رأينا أنْ يُجمَعَ بين قَوْلِ اللّٰه و بين الشِّعْرِ في كتابٍ، فكيف في وَرَقَةٍ أو صفحة. و لكنَّا اقتدَيْنَا بهم، و اللّٰه تعالي يَغفر لنا، و يعفو عَنَّا و عنهم «3».
و قال ناسٌ من أهل التَّفسير في قوله تعالي: ثُمَّ أَمٰاتَهُ فَأَقْبَرَهُ: ألهمَ كيف
______________________________
(1) سبق الكلام علي البيت و عروضه في مادة (قبح). و بحره من الطويل أو من الكامل.
(2) ديوان الأعشي 105.
(3) هذا نموذج صادق من ورع ابن فارس.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 48
يُدْفَن. قال ابنُ دُرَيد: أرض قَبُورٌ: غامضة. و نَخْلَةٌ قَبُور [و كَبُوسٌ «1»]:
يكون حَمْلُها في سَعَفها. و مكانُ القبور مَقْبَرَة و مَقْبُرَة.

قبس

القاف و الباء و السين أصلٌ صحيحٌ يدلُّ علي صفةٍ من صفات النَّار، ثمَّ يستعار. من ذلك القَبَس: شُعْلَةُ النَّار. قال اللّٰه تعالي في قِصَّة موسي عليه السلام: لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهٰا بِقَبَسٍ. و يقولون: أَقْبَسْتُ الرّجُلَ عِلماً، و قَبَسْتُه ناراً.
قال ابنُ دريد «2»: قَبَسْتُ من فلانٍ ناراً، و اقتَبَسْتُ منه علماً، و أَقْبَسَنِي قَبَساً.
و من هذا القياس قولهم: فَحْلٌ قَبِيسٌ، و ذلك إذا كان سريعَ الإلقاح، كأنَّهُ شُبِّهَ بِشُعْلَةِ النّار. قال:
* فَأُمٌّ لَقْوَةٌ و أبٌ قَبِيسُ «3» *
فأمَّا القِبْس فيقال إنّه الأصل.

قبص

القاف و الباء و الصاد أصلانِ يدُلُّ أحدَهما علي خِفّةٍ و سُرعة، و الآخَر علي تجمُّع.
______________________________
(1) التكملة من الجمهرة (1: 271).
(2) الجمهرة (1: 287).
(3) أنشد هذا العجز في مجالس ثعلب 640. و صدره كما في اللسان (لقو، قبس):
* حملت ثلاثة فوضعت تما*
و في الألفاظ لابن السكيت 345:
* حملت ثلاثة فولدت تما*
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 49
فالأوَّل القَبَص، و هو الخِفَّة و النَّشاط. و القَبُوص: الذي إذا جَرَي لم يُصِبِ الأرضَ منهُ إلّا أطرافُ سَنابِكهِ و من ذلك القَبْصُ، و هو تناوُلُ الشَّي‌ءِ بأطراف الأصابع، و لا يكون ذلك إلَّا عن خِفّةٍ و عَجَلة. و قُرِئَت: فَقَبَصْتُ قَبْصَةً من أَثَرِ الرَّسُولِ «1»، بالصَّاد. و ذلك المأخوذُ قَبْصة.
و الأصل الآخر القِبْص، و هو العَدَد الكثير. قال:
لكم مَسجدَا اللّٰهِ المَزُورَانِ و الحَصَي لكُمْ قِبْصُه من بينِ أثْرَي و أَقتَرَا «2»
و من هذا الباب القَبَص في الرَّأس: الضَّخَم، و يقال منه هامَةٌ قَبْصاء.
قال أبو النجم:
* [قَبْصاءَ لَم تُفطَحْ و لم تُكَتَّلِ «3»]*
و مما شذَّ عن هذين الأصلين: القَبْصَ، و هو وجعٌ عن أكْل الزَّبيب. قال:
* أرفقة تشكو الجُحافَ و القَبَصْ «4» *
______________________________
(1) قرأ الجمهور: (فَقَبَضْتُ قَبْضَةً) بالضاد المعجمة. و قرأ عبد اللّه و أبي و ابن الزبير و حميد و الحسن: (فقبصت قبصة) بفتح قاف (قبصة). و قرأ الحسن بخلاف عنه و قتادة و نصر بن عاصم بضم القاف. تفسير أبي حيان (6: 273). و انظر إتحاف فضلاء البشر 307.
(2) البيت للكميت، كما في اللسان (قبص). و البيت من شواهد النحويين، استشهد به في الإنصاف 427 علي حذف الموصول و إبقاء صلته، و في شرح الأشموني للألفية علي حذف المنعوت الذي ليس بعض مجرور قبله بمن أوفي.
(3) موضعه بياص في الأصل. و أنشده في اللسان منسوبا لأبي النجم في (فطح)، و في (قبص) بدون نسبة. و تجد البيت محرفا في أرجوزة أبي النجم التي نشرها العلامة بهجة الأثري في مجلة المجمع العلمي العربي بدمشق، أغسطس سنة 1928 ص 474. و قبله:
* تحت حجاجي هامة لم تعجل*
(4) أنشده في اللسان (جحف، قبص) و مجالس ثعلب 221.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 50‌

قبض

القاف و الباء و الضاد أصلٌ واحد صحيحٌ يدلُّ علي شي‌ء مأخوذٍ، و تجمُّع في شي‌ء.
تقول: قَبَضْتُ الشَّي‌ءَ من المال و غيرِه قَبْضاً. و مَقْبِض السَّيف و مَقْبَضُه:
حيث تَقبِضُ* عليه. و القَبَض، بفتح الباء: ما جُمِع من الغنائم و حُصِّل. يقال اطرَحْ هذا في القَبَض، أي في سائر ما قُبِض من المَغْنَم. و أمَّا القَبْض الذي هو الإسراع، فمن هذا أيضاً، لأنَّه إذا أسرَع جَمَع «1» نَفْسَهُ و أطرافَه قال اللّٰه تعالي:
أَ وَ لَمْ يَرَوْا إِلَي الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صٰافّٰاتٍ وَ يَقْبِضْنَ مٰا يُمْسِكُهُنَّ، قالوا: يُسْرِعْن في الطَّيَران. و هذه اللَّفظَةُ من قولهم: راعٍ قُبَضةٌ، إذا كان لا يتفسَّح في مَرعي غَنَمه. يقال: هو قُبَضَةٌ رُفَضَةٌ، أي يَقبِضُها حَتَّي إذا بَلَغَ المكانَ يؤُمُّه رَفَضها.
و يقولون للسَّائق العنيف: قَبَّاضةٌ و قَابِض. قال رؤبة:
* قبّاضَةٌ بينَ العنيفِ و اللَّبِقْ «2» *
و من الباب: انقبَضَ عن الأمر و تقبّض، إذا اشمأَزَّ «3».

قبط

القاف و الباء و الطاء أصلٌ صحيح. قال ابن دريد «4»: القَبْط:
جَمْعُكَ الشَّي‌ءَ بيدِك. يقال: قَبَطْتُه أَقْبِطُه قَبْطا. قال: و به سُمِّي القُبَّاط «5»، هذا التَّاطف، عربيٌّ صحيح.
______________________________
(1) في الأصل: «لأنه إذا ساغ و جمع».
(2) ديوان رؤبة 105 و اللسان (قبض).
(3) بعده الأصل: «قال رؤبة أيضا: قباضة بين العنيف و اللبق».
(4) الجمهرة (1: 307).
(5) هذا يطابق نص الجمهرة. و في المجمل عن ابن دريد: «القبيطي»، و هي لغة فيه.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 51
و مما ليس من هذا الباب القِبط: أهلُ مصر، و النِّسبة إليهم قِبطيٌّ، و الثِّياب القُبطيّةُ لعلَّها منسوبةٌ إلي هؤلاء، إلَّا أنَّ القافَ ضُمَّت للفَرْق.
قال زُهَير:
لَيَأْتِيَنَّكَ مِنِّي مَنْطِقٌ قَذَعٌ باقٍ كَمَا دَنَّسَ القُبْطِيّةَ الوَدَكُ «1»
و تجمع قَباطيّ.

قبع

القاف و الباء و العين أصلٌ صحيحٌ يدلُّ علي شبه أنْ يَخْتَبِئ الإنسانُ أو غيرُه. يقال: [قَبَع] الخنزيرُ و القنفذُ، إذا أدْخَلَ رأسَه في عُنقه، قَبْعاً. و جارية قُبَعَة طُلَعة، إذا تخبَّأت تارةً و تطلَّعَتْ تارة. و القُبَعة: خِرقة كالبُرنُس، تسمِّيها العامة: القُنْبُعَة «2». و القُبَاع: مكيالٌ واسعٌ، كأَنَّه سمِّي قُباعاً لما يَقْبَعُ فيه من شي‌ء. و قَبَع الرّجُلُ: أعيا و انبَهَر و سُمِّي قابعاً لأنَّه يَتقبض عند إعيائه عن الحركة.
و مما شذَّ عن هذا الباب قَبِيعةُ السَّيف، و هي التي علي طَرَف قائِمِه من حديدٍ أو فِضَّة.

قبل

القاف و الباء و اللام أصلٌ واحدٌ صحيحٌ تدلُّ كلمهُ كلُّها علي مواجهةِ الشَّي‌ء للشَّي‌ء، و يتفرع بعد ذلك.
فالقُبُل من كلِّ شي‌ء: خلافُ دُبُره و ذلك أنَّ مقْدِمَه يُقْبِلُ علي الشَّي‌ء.
و القَبيل: ما أقبَلَتْ به المرأةُ من غَزْلها حين تَفتِله. و الدَّبير: ما أدبرَتْ به. و ذلك
______________________________
(1) ديوان زهير 183 و اللسان (قبط، فذع).
(2) كذا في الأصل و اللسان (قنبع). و في المجمل: «قبيعة».
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 52
معنَي قولهم: «ما يَعْرِف قبيلًا من دَبِير». و القِبلةُ سُمِّيت قِبلةً لإِقْبَال النَّاس عليها في صَلاتِهِم، و هي مُقْبِلةٌ عليهم أيضاً. و يقال: فَعَل ذلك قِبَلًا، أي مُواجَهَة.
و هذا من قِبَل فلانٍ، أي من عنده، كأنَّه هو الذي أقبَلَ به عليك. و القِبَال:
زمام البَعيرِ و النَّعل. و قابَلْتُها: جَعَلْتُ لها قِبالَينِ، لأنَّ كُلَّ واحدٍ منهما يُقْبِلُ علي الآخَر. و شاةٌ مُقابَلة: قُطِعَت من أذنها قِطعةٌ لم تَبِنْ و تُرِكَتْ مُعلَّقة من قُدُم. [فإن كانت «1»] من أُخُرٍ فهي مُدابَرة. و القابلة: الليلة المقْبلة. و العامُ القابل: المُقْبل. و لا يقال منه فَعَلَ. و القَابِلَة: التي تَقْبَلُ الولدَ عند الوِلادِ.
و القَبُول من الرِّياح: الصَّبا، لأنّها تُقابِل الدَّبور أو البيتَ «2». و قَبِلْتُ الشَّي‌ءَ قَبولًا. و القَبَل في العين: إقبالُ السَّوادِ علي المَحْجِر، و يقال بل هو إقْبَالُه علي الأنف. و القَبَل: النَّشْزُ من الأرض يستقبِلُك. تقول: رأيتُ بذلك القَبَل شخصاً. و القبيل: الكفيل؛ يقال قَبِل به قَبالةً «3»، و ذلك أَنَّه يُقْبِل علي الشَّي‌ء يَضْمنُه. و افعَلْ ذلك إلي عشرٍ من ذي قَبَل «4»، أي فيما يُستَأنف من الزَّمان.
و يقال: أقبَلْنا علي الإبل، إذا استقينا علي رءوسها و هي تشرب. [و] ذلك هو القَبَل. و فلانٌ مُقْتَبَل الشَّباب: لم يَبِنْ فيه أثر كِبَرٍ و لم يُولِّ شبابُه. و قال:
______________________________
(1) التكملة من المجمل.
(2) هذا التعريف لأهل العراق، إذ أن القبول أو الصبا هي التي تهب من ناحية المشرق، و البيت في مغرب أهل العراق، فهي تقابله.
(3) هي بالفتح كما في المجمل و اللسان و القاموس. و أما بالكسر فمصدر لقبلت القابلة المرأة عند الولادة.
(4) في الأصل: «عشرين ذي قبل»، صوابه في اللسان و القاموس. و «قبل» تقال بالتحريك و كعنب.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 53
ليس بِعَلٍّ كبيرٍ لا شبابَ به لكن أُثَيْلةُ صافي اللَّونِ مُقْتَبَلُ «1»
و القابل: الذي يَقْبَل دَلْوَ السّانيَة. قال:
و قابلٌ يتغنَّي كلَّما قَبضتْ علي العَراقِي يداه قائماً دَفَقَا «2»
قال ابن دُريد: القَبَلة: [خرزة شبيهة بالفَلْكَة تُعَلَّق في أعناق الخيل «3»]، و يقال القَبَلة: شي‌ءٌ تتخذه السّاحرة تقبل بوجه الإنسان علي الآخَر «4». و قبائل الرَّأس: شُعَبُه التي تَصل بينها الشُّؤون؛ و سمِّيت ذلك لإقبال كلِّ واحدةٍ منها علي الأخري؛ و* بذلك سمِّيت قبائلُ العرب. و قَبِيل القوم: عَرِيفُهم. و سمِّي بذلك لأنّه يُقبِل عليهم يتعرَّف أمورَهم. قال:
أوَ كُلَّمَا وَرَدَتْ عُكاظَ قَبِيلَة بَعثوا إليَّ قبيلَهم يتوسَّمُ «5»
و نحن في قَبَالة «6» فلانٍ، أي عِرافته، و ما لفلانٍ قِبلةٌ، أي جهةٌ يتوجَّه إليها و يُقبِل عليها. و يقولون: القَبِيل: جماعةٌ من قبائلَ شتَّي، و القَبِيلَة: بنو أبٍ واحد.
و هذا عندنا قد قيل، و قد يقال لبني أبٍ واحدٍ قبيل. قال لبيد:
______________________________
(1) البيت للمتتخل الهذلي، كما سبق في (عل).
(2) لزهير في ديوانه 40 و اللسان (قبل) و برواية: «كلما قدرت». و قبله:
لها أداة و أعوان غدون لها قتب و غرب إذا ما أفرغ انسحقا
(3) التكملة من الجمهرة (1: 321)، و هي ثابتة في المجمل بدون عزو إلي ابن دريد.
(4) في الأصل: «يتخذه الساحر يقبل» الخ. و وجهه من المجمل. و في اللسان و الجمهرة: «و القبلة خرزة من خرز نساء الأعراب يؤخذن بها الرجال، يقلن في كلامهن: يا قبلة اقبليه «و يا كرار كريه»:
(5) و كذا ورد إنشاده في المجمل. و الرواية المشهورة: «عريفهم». اللسان (عرف) و الأصمعيات 67 لببسك و معاهد التنصيص (1: 70) و العقد و كامل ابن الأثير (يوم مبايض).
و البيت من أبيات لطريف بن مالك العنبري.
(6) كذا ضبط في اللسان و القاموس، و ضبط في المجمل بكسر القاف.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 54
* و قَبِيلٌ من عُقَيلٍ صادقٌ «1» *
فأمّا قولهم: لا قِبَلَ لي به «2»، أي لا طاقَة، فهو من الباب، أي ليس هو كما يمكِّنني الإقبال. فأمَّا قَبْلُ الذي هو خلافُ بعد، فيمكن أن يكون شاذًّا عن الأصل الذي ذكرناه، و قد يُتَمحَّل له بأن يقال هو مقبلٌ علي الزّمان. و هو عندنا إلي الشُّذوذ أقرب.

قبن

القاف و الباء و النون. يقولون: قَبَن في الأرض: ذهب.
و حمار قَبَّان: دويْبّة.

قبو

القاف و الباء و الواو كلمةٌ صحيحة، تدلُّ علي ضمٍّ و جَمع. يقال قَبَوْت الشَّي‌ءَ: جمعتُه و ضَممتُه. و أهلُ المدينة يسمُّون الرّفعَ في الحركات قَبْواً.
و هذا حَرفٌ مقْبُوّ. و يقال: إنَّ القَبَاء مشتقٌّ منه، لأنّ الإنسانَ يجمعُه علي نفْسه.

باب القاف و التاء و ما يثلثهما

قتد

القاف و التاء و الدال أصلٌ صحيح، وَ هو كلمتان: القَتَد:
خشَبُ الرَّحْل، و جمعه أقتادٌ و قُتود. وَ الكلمة لأخري القَتَاد: ضربٌ من العِضاهِ،
______________________________
(1) تمامه كما سبق في (عصل)، حيث سبق التخريج:
* كليوث بين غارب و عصل*
(2) في الأصل: «لا قبل له بي»، و التفسير بعده يقتضي ما أثبت.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 55
ليس فيه غير هذا. و يقولون: قُتَائِد «1»: مكان.

قتر

القاف و التاء و الراء أصلٌ صحيح يدلُّ علي تجميعٍ و تضييقٍ.
من ذلك القُتْرة: بيت الصَّائد؛ و سمِّي قُترةً لضيقِهِ و تجمُّع الصَّائد فيه؛ و الجمع قُتَر. و الإقْتار: التَّضييق. يقال: قَتَرَ الرّجلُ علي أهله يَقتُر، و أقْتَر و قَتَّر. قال اللّٰه تعالي: وَ الَّذِينَ إِذٰا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَ لَمْ يَقْتُرُوا. و من الباب: القَتَر:
ما يَغْشَي الوجهَ من كَرْب. قال اللّٰه تعالي: وَ لٰا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَ لٰا ذِلَّةٌ.
و القَتَر: الغُبار. و القَاتِر من الرجال: الحسَنُ الوقوعِ علي ظَهْر البعير. و هو من الباب، لأنَّه إذا وقع وُقوعاً حَسَنا ضَمَّ السَّنام. فأمَّا القُتَار فالأصل عندنا أنَّ صيادَ الأسدِ كان يُقتِّر في قُتْرتِه بلحمٍ يَجِدُ الأسدُ ريحَهُ فيُقْبِل إلي الزُّبْية، ثمَّ سمِّيت ريحُ اللَّحمِ المشويِّ كيف كان قُتَاراً. قال طرَفة:
و تَنادَي القومُ في نادِيهِمُ أ قُتَارٌ ذاكَ أم رِيحُ قُطُرْ «2»
و قَتَّرت للأسد، إذا وضعتَ له لحماً يجد قُتارَه. قال ابن السِّكِّيت: قتَر اللَّحمُ يَقْتُر: ارتفَع دخانُه، و هو قَاتِر.
و من الباب القتير، و هو رءوس الحَلَق في السَّردِ. و الشَّيبُ يسمِّي قتيراً تشبيهاً برءوس المسامير في البياضِ و الإضاءة. و أمَّا القُتْر فالجانب، و ليس من هذا لأنَّه من الإبدال، و هو القُطْر، و قد ذُكر.
______________________________
(1) كذا في الأصل، و في المجمل: «قتائدة»، و كل منهما اسم موضع، كما في معجم البلدان.
أما شاهد «قتائدة» فهو قول عبد مناف بن ربع الهذلي:
حتي إذا أسلكوهم في قتائدة شلا كما تطرد الجمالة الشردا
(2) ديوان طرفة 68 و اللسان (قتر). و الرواية فيهما:
* حين قال الناس في مجلسهم*
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 56
و مما شذَّ عن هذا الباب: ابن قِتْرة: حيّة خبيثةٌ، إلي الصِّغر ما هُو. كذا قال الفراء. قال: كأنَّه إنما سمِّي بالسَّهم الذي لا حديدة فيه، يقال له قِتْرَة، و الجمع قِتْر.

قتع

القاف و التاء و العين كلمةٌ. يقال: إنَّ القَتَع: دودٌ حُمرٌ «1» يأكل الخشَب، واحدتها قَتعَة قال:
* خُشْبٌ تَقصَّعُ في أجوافها القَتَعُ «2» *
و حكي ابنُ دريد «3»: قَتَعَ الرّجُل قتُوعاً، إذا انقمَعَ من ذُلّ.

قتل

القاف و التاء و اللام أصلٌ صحيح يدلُّ علي إذلالٍ و إماتةٍ، يقال: قَتَلَهُ قَتْلًا. و القِتْلَة: الحالُ يُقْتَلُ عليها. يقال قَتَله قِتلةَ سَوءٍ. و القَتْلة: المرّة الواحدة. و مَقاتِلُ الإنسان: المواضع التي إذا أُصِيبت قَتَلَه ذلك. و من ذلك: قَتلتُ الشي‌ءَ خُبراً و عِلْماً. قال اللّٰه سبحانه: وَ مٰا قَتَلُوهُ يَقِيناً. [و يقال: تقتَّلت الجاريةُ للرّجُل حتَّي عَشِقَها، كأنَّها خَضَعَتْ له. قال «4»]:
تَقَتَّلْتَ لي حَتَّي إذا ما قَتَلْتِني تنسَّكْتِ، ما هذا بفعل النواسِكِ «5»
______________________________
(1) في المجمل: «أحمر».
(2) في اللسان (قتع): «دود تقصف». و رواية المجمل مطابقة للمقاييس. و صدره في اللسان:
* غداة غادرتهم قتلي كأنهم*
و رواية الجمهرة:
غادرتهم باللوي قتلي كأنهم خشب تنقب في أجوافها القتع
(3) الجمهرة (2: 21).
(4) التكملة من المجمل.
(5) أنشده في المجمل و اللسان (قتل).
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 57
و أقْتَلتُ فلاناً: عرّضْته للقَتل. و قلبٌ مُقَتَّلٌ، إذا قَتَّلَهُ العِشْق. قال امرؤ القيس:
و ما ذَرَفَتْ عيناك* إلّا لتَضربِي بسهميكِ في أعشارِ قلبٍ مُقَتَّلِ «1»
قال أهلُ اللُّغة: يقال قُتِلَ الرّجل، فإنْ كان من عشقٍ قيل: اقْتُتِل، و كذلك إذا قَتَلَهُ الجِنّ. قال ذو الرُّمَّة:
إذا ما امرؤٌ حاوَلْنَ أن يَقتَتِلنَه بلا إحنَةٍ بين النُّفوس و لا ذَحلِ «2»
و قُتِلَتِ الخمرُ بالماء، إذا مُزِجَت؛ و هذه من حَسَن الاستعارة. قال:
إنّ التي عاطَيتَني فرددتُها قُتِلَتْ قُتِلْتَ فهاتِها لم تُقتَلِ «3»
و مما شَذّ عن هذا الباب و يمكنُ أن يقاسَ عليه بلُطف نَظَرٍ: القِتْل: العدوّ، و جمعه أَقْتَال. قال:
و اغترانِي عن عامرِ بن لؤيٍّ في بلادٍ كثيرةِ الأقتالِ «4»
و وجهُ قياسِه أن يجعل القِتل هو الذي يقاتِل كالسِّبِّ الذي [يُسَابُّ «5»]، و ليس هذا ببعيد. و قولهُم: هما قَتْلَانِ، أي مثلان، و هو من هذا. فأمّا القَتَال فيقال هي النَّفْس «6»، يقال: ناقةٌ ذات قَتَالٍ، إذا كَانتْ وثيقةً. و قال بعضُ أهلِ العلم: هذا إبدالٌ، و الأصل الكَتَال. و هو يدلُّ علي تجمُّع الجسم، يقال:
تكتَّلَ الشَّي‌ءُ، إذا تجمَّع. و هذا وجهٌ جَيِّد.
______________________________
(1) من معلقته المشهورة.
(2) ديوان ذي الرمة 487 و اللسان (قتل) و أمالي الفالي (2: 264) و الأضداد 220.
(3) البيت لحسان بن ثابت في ديوانه 311 و اللسان (قتل).
(4) البيت لابن قيس الرقيات في ديوانه 208 و اللسان (قتل) و إصلاح المنطق 19.
(5) تكملة يقتضيها الكلام، و في المعاجم المتداولة: «السب: الذي يسابك».
(6) في اللسان: «القتال: النفس، و قيل بقيتها».
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 58‌

قتم

القاف و التاء و الميم أصلٌ صحيحٌ يدلُّ علي غُبْرَةٍ و سَواد. و كلُّ لونٍ يعلوه سوادٌ فهو أقْتَمُ. و يقال: القَتَام الغُبار الأسود، و منه بازٍ أَقْتمُ الرِّيش.
و مكانٌ قاتِمٌ: مُغْبَرٌّ مظلمُ النَّواحي. قال رؤبة:
* و قاتِم الأعماقِ خاوِي المخْترَقْ «1» *

قتن

القاف و التاء و النون كلمة صحيحة. يقولون. القَتِين: المرأةُ القليلة الطُّعم، و قد قَتُنَتْ قَتانةً: قال الشّماخ:
و قد عَرقَتْ مغاينُها فجادَتْ بدِرَّتِها قِرَي جَحِنٍ قَتِينِ «2»
أراد به القُرَادَ القليلَ الدّم.

قتو

القاف و التاء و الواو. يقولون: القَتْو: حُسْنُ الخدمة. و فلان يَقتُو الملوكَ: يخدُمهم. قال:
… لا أُحسِنُ قَتْوَ الملوكِ و الْخَببا «3»
فأمَّا المَقْتوِيُّ و المَقْتَوِينُ … «4».
______________________________
(1) ديوان رؤبة 104 و أراجيز العرب للسد البكري 22 حيث شرح الأرجوزة و اللسان (قتم).
(2) ديوان الشماخ 95 و اللسان (جحن، حجن، قتن)، و سبق إنشاده في (جحن).
(3) أنشد عجزه في اللسان (خبب)، و أنشده كاملا في (قتا). و صدره فيه:
* إني امرؤ من بني خزيمة لا*
و صدره في مجالس ثعلب 524:
* إني امرؤ عاكب القتامة لا*
(4) كذا ورد الكلام مبتورا. و في المجمل: «و المقتوي الخادم». و في اللسان: «و المقاتية هم الخدام، الواحد مقتوي بفتح الميم و تشديد الياء، كأنه منسوب الي المقتي، و هو مصدر … و يجوز تخفيف ياء النسبة … و إذا جمعت بالنون خففت الياء مقتوون، و في الخفض و النصب مقتوين، كما قالوا أشعرين … و يروي عن المفضل و أبي زيد أن أبا عون الحرمازي قال: رجل مقتوين و رجلان مقتوين و رجال مقتوين، كله سواء».
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 59‌

قتب

القاف و التاء و الباء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ علي آلة من آلات الرِّحال أو غيرها. فالقَتَب للجمل معروفٌ. و يقال للإِبل تُوضَع عليها أحمالها:
قَتُوبة. قال ابنُ دريد: [القَتَب «1»]: قَتَب البعير، إذا كان ممَّا يحمل عليه، فإنْ كان من آلة السّانية فهو قِتْب بكسر القاف. و أمَّا الأقتابُ فهي الأمعاء، واحدها قتب «2»، و تصغيرها قُتَيْبة، و ذلك علي معني التّشبيهِ بأقتاب الرِّحال.

باب القاف و الثاء و ما يثلثهما

قثد

القاف و الثاء و الدال ليس بشي‌ءِ، غير أنّه يقال: القَثَد:
نبتٌ.

قثم

القاف و الثاء و الميم أصلٌ يدلُّ علي جمعٍ و إعطاء. من ذلك قولهم:
قَثَمَ مِن مالِهِ، إذا أعطاه. و رجلٌ قُثَمٌ: مِعْطاء. و القَثُوم: الرّجُل الجَموع للخير. قال:
فللكُبَراءِ أكلٌ كيف شاءُوا و للصُّغَراء أكلٌ و اقتِثامُ «3»

قثا

القاف و الثاء و الألف الممدودة. القِثَّاءُ معروف.
______________________________
(1) التكملة من المجمل و الجمهرة (1: 196).
(2) يقال بالكسر و بالتحريك أيضا، و كذلك القتبة بالكسر.
(3) أنشده في المجمل، و أنشده في اللسان (قثم)، و قبله:
لأصبح بطن مكة مقشعرا كأن الأرض ليس بها هشام
يظل كأنه سرط و فوق جفانه شحم ركام
و الشعر للحارث بن خالد بن العاص كما في الاشتقاق 101 و الأغاني (15: 18).
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 60‌

باب القاف و الحاء و ما يثلثهما

قحد

القاف و الحاء و الدال كلمةٌ واحدة هي القَحَدَة: أصلُ السَّنام، و الجمع قِحادٌ. و ناقة مِقْحادٌ: ضخمة السَّنام.

قحر

القاف و الحاء و الراء كلمةٌ واحدة، و هي القَحْر، يقال إنَّه الفحلُ المُسِنُّ علي بقيّةٍ فيه و جَلَد. و قد يقال للرَّجُل. و القُحارِيَةُ مثل القَحْر.
و امرأة قَحْرةٌ: مُسِنَّة.

قحز

القاف و الحاء و الزاء أصلٌ واحدٌ يدلُّ علي قلَقٍ أو إقلاقٍ و إزعاج. من ذلك القَحْزُ، و هو الوَثَبَانُ و القَلَقُ. و القاحِزَات: الشدائد المُزعِجات من الأُمور.
قال ابنُ دريد «1»: القَحْزُ: أن يَرمِيَ الرّامي السّهمَ فيسقطَ بين يدَيه. قَحَزَ السَّهم قَحْزاً. قال:
* إذا تَنَزَّي قاحِزاتُ القَحْزِ «2» *
و القُحازُ: داءٌ يصيبُ الغَنَم.

قحط

القاف و الحاء و الطاء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ علي احتباسِ الخير، ثمّ يستعار. فالقَحْط: احتباس المطَر؛ أَقْحَطَ النّاسُ، إذا وقعوا في القَحْط.
و أقْحَطَ الرّجلُ، إذا خالط أهلَه و لم يُنْزِل. و قَحْطانُ: أبو اليَمَن.
______________________________
(1) الجمهرة (2: 148).
(2) البيت لرؤبة في ديوانه 64 و الجمهرة و اللسان (قحز).
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 61‌

قحف

القاف و الحاء و الفاء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ علي شدّةٍ في شي‌ء و صلابة. يقال: القَحْف: شِدَّةُ الشُّرب. و يقولون: «اليومَ قِحافٌ و غَداً نِقافٌ «1»». و القَاحِف من المطر: الشَّديد يَقْحَفُ كلَّ شي‌ء.
و من الباب القِحْف: العظم فوقَ الدِّماغ، و الجمع أقحاف. و قحفتُه: ضرَبْتُ قِحفَه.

قحل

القاف و الحاء و اللام أصلٌ صحيحٌ يدلُّ علي يُبْسٍ في الشي‌ء و جفَاف. فالقَحَل: اليُبْس. و القَاحِل: اليابس، قَحَل يَقحَل، و قَحِلَ يَقْحَل.
و قَحِلَ الشَّيخُ: يَبِس جلدُه علي عَظْمِه. و رجلٌ قَحْلٌ و إِنْقَحْلٌ. و القُحال:
داءٌ يُصيب الغَنَمَ فتجفُّ جلودُها.

قحم

القاف و الحاء و الميم أصلٌ صحيحٌ يدلُّ علي تورُّدِ الشي‌ءِ بأدني جفاء و إقدام. يقال: قَحَمَ في الأمور قُحُوماً: رمَي بنفسه فيها من غير دُرْبة. و قُحَمُ [الطَّرِيق «2»]: مصاعبه. و يقال: إنَّ المَقاحِيمَ من الإبل: التي تَقْتَحِمُ الشَّوْلَ من غير إرسال. و القَحْم: البَعير يُثْنِي و يُرْبِعُ في سنةٍ واحدة، فيُقْحِم سِنًّا علي سنّ.
و قَحَّم الفَرَسُ فارسَه علي وجهه، إذا رَماه. و يقولون: «إنَّ للخُصومة قُحَماً» أي إنَّها تقحِّم بصاحبها علي ما لا يَهواه. و القُحْمة: السَّنة تُقحِم الأعرابَ بلادَ الرِّيف.

قحو

القاف و الحاء و الواو كلمةٌ واحدة. يقولون: القَحْو تأسيس
______________________________
(1) النقاف، بكسر النون: القتال. و في المجمل: «ثقاف»، صوابه في المقاييس و اللسان (قحف، نقف) قال في (نقف): «و من رواه: و غدا ثقاف فقد صحف».
(2) التكملة من المجمل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 62
الأُقحُوان، و تقديره أُفْعُلَان، و لو جعل في دواءٍ لقيل مَقْحُوٌّ، و جمعه الأَقَاحِي «1».
و الأُقحُوانة: موضع.

قحب

القاف و الحاء و الباء كلمةٌ تدلُّ علي سُعَال الخيل و الإبل، و ربما جُعِل للنَّاس‌

باب القاف و الدال و ما يثلثهما

قدر

القاف و الدال و الراء أصلٌ صحيح يدلُّ علي مَبْلَغ الشَّي‌ء و كُنهه و نهايته. فالقَدْر: مبلغُ كلِّ شي‌ء. يقال: قَدْرُه كذا، أي مبلغُه. و كذلك القَدَر. و قَدَرتُ الشّي‌ءَ أَقْدِرُه و أقْدُرُه من التَّقْدِير، و قدَّرته أُقَدره. و القَدْر:
قضاء اللّٰه تعالي الأشياءَ علي مبالغها و نهاياتها التي أرادَها لها، و هو القَدَرُ أيضاً.
قال في القَدَر:
خَلِّ الطَّريقَ لمن يبنِي المَنارَ به و ابْرُزْ بِبَرْزَةَ حيثُ اضطرَّكَ القَدَرُ «2»
و قال في القَدْر بسكون الدال:
[و ما صبَّ رِجلِي في حديدِ مجاشعٍ مع القَدْرِ إلَّا حاجةٌ لي أريدُها «3»]
______________________________
(1) يقال بتشديد الياء و تخفيفها.
(2) البيت لجرير في ديوانه 284 و اللسان (برز). و برزة، بفتح الباء: اسم أم عمر بن لجأ التيمي، الذي هجاه جرير بقصيدة البيت.
(3) موضع البيت بياض في الأصل، و إثباته من اللسان (قدر) و إصلاح المنطق 109. و البيت للفرزدق، و ليس في ديوانه، و رواه جامع الديوان عن اللسان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 63
و من الباب الأَقْدَرُ من الخليل، و هو الذي تقعُ رِجلاهُ موَاقِعَ يدَيْه، كأن ذلك قدَّرَه تقديراً قال:
و أقْدَرُ مُشرِفُ الصَّهَوَاتِ ساطٍ كميتٌ لا أحَقُّ و لا شئيتُ «1»
و قوله تعالي: وَ مٰا قَدَرُوا اللّٰهَ حَقَّ قَدْرِهِ*، قال المفسرون: ما عظَّموا اللّٰهَ حقَّ عظمته. و هذا صحيحٌ، و تلخيصُه أنَّهم لم يصفوه بصِفَته التي تَنْبَغِي له تعالي.
و قوله تعالي: وَ مَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فمعناه قُتِر. و قياسه أنَّه أُعْطِيَ ذلك بقَدْر يسير. و قُدْرَةُ اللّٰه تعالي علي خليقته: إيتاؤهم بالمبلغ الذي يشاؤه و يريده، و القياس فيه و في الذي قبلَه سواءٌ. و يقولون: رجلٌ ذو قُدرةٍ و ذو مَقدِرة، أي يسار.
و معناه أنّه يبلُغُ بيسارِه و غِنائِه من الأُمور المبلغَ الذي يوافق إرادتَه.
و يقولون: الأَقْدَر من الرِّجال: القصير العنُق؛ و هو القياسُ كأنَّ عُنقَه قد قُدِرت.
و مما شذَّ أيضا عن هذا القياس القِدر، و هي معروفةٌ. و القَدِير: اللَّحمُ يُطبخ في القِدر. و القُدَار فيما يقولون: الجَزّار، و يقال الطَّباخ، و هو أشْبَه.
و مما شذَّ أيضاً قولُهم: القُدَار: الثُّعبان العظيم و فيه نظر.

قدس

القاف و الدال و السين أصلٌ صحيح، و أظنه من الكلام الشرعيِّ الإسلاميِّ، و هو يدلُّ علي الطهْر.
و من ذلك الأرضُ المقدَّسة هي المطهَّرة. و تسمَّي الجنَّة حَظِيرةَ القُدْس، أي الطُّهر. و جَبْرَئيلُ عليه السلامُ رُوح القُدُس. و كلُّ ذلك معناه واحد. و في صِفَة
______________________________
(1) البيت لعدي بن خرشة الخطمي، كما في اللسان (شأت، حقق، سطا)، و قد سبق في (حق، شأت).
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 64
اللّٰه تعالي: الْقُدُّوسُ*، و هو ذلك المعني، لأنّه منزَّهٌ عن الأضداد و الأنداد، و الصّاحبةِ و الولد، تعالي اللّٰه عمَّا يقولُ الظالمون علوًّا كبيراً. و
يقال: إنَّ القادسيَّة سمِّيت بذلك و إنَّ إبراهيم عليه السلام دعا لها بالقُدْس، و أن تكون مَحَلَّة الحاجّ.
و قُدْسٌ: جبل.
و يقولون: إنَّ القُدَاس: شي‌ءٌ كالْجُمانِ يُعمَل من فِضّة. قال:
* كنَظْمِ قُدَاسٍ سِلكُه متقطِّعُ «1» *

قدع

القاف و الدال و العين أصلانِ صحيحانِ متباينان، أحدهما يدلُّ علي الكَفِّ عن الشي‌ء، و يدلُّ الآخَر علي التهافُتِ في الشَّي‌ء. فالأوَّل القَدْع، من قدعتُه عن الشي‌ء: كفَفْتُه. و قَدَعْت الذُّبابَ: طردتُه عنِّي. قال:
قياماً تَقدعُ الذِّبَّانَ عنها بأذنابٍ كأجنحة النُّسُورِ «2»
و امرأةٌ قَدِعَةٌ: قليلةُ الكلام حَيِيَّة، كأنَّها كفَّت نفسَها عن الكلام.
و قَدَعْتُ الفَرَس باللِّجام: كبحتُه: و المِقدعة: العصا تَقْدَعُ بها عن نَفْسك.
قال ابن دُريد «3»: تقادَعَ القومُ بالرماح: تطاعَنُوا. و قياس ذلك كلِّه واحد.
و الأصل الآخر: التهافت «3». قالوا: القَدوع: المنصَبُّ علي الشي‌ء. يقال:
تقادَعَ الفَراشُ في النَّار، إذا تهافَتَ. و تقادَعَ القومُ بعضُهم في إثْرِ بعضٍ:
تساقطُوا. و
في الحديث في ذكر الصِّراط: «فيتقادَعُون تَقادُعَ الفَراشِ في النّار»
.______________________________
(1) أنشده هذا العجز في المجمل. و صدره في اللسان (قدس):
* تحدر دمع العين منها فخلته*
(2) الجمهرة (2: 179):
(3) في الأصل: «التقاعد».
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 65‌

قدف

القاف و الدال و الفاء. يقولون: القَدْف: غَرفُ الماء من الحوض. و قيل القُدَاف: جَرَّةٌ من فَخَّار.

قدم

القاف و الدال و الميم أصلٌ صحيحٌ يدلُّ علي سَبْق و رَعْف «1» ثم يفرَّع منه ما يقاربُه: يقولون: القِدَم: خلاف الحُدوث. و يقال: شي‌ءٌ قَدِيم، إذا كان زمانُه سالفاً. و أصله قولُهم: مضَي فُلَانٌ قُدُماً: لم يعرِّج و لم ينْثَنِ. و ربما صغَّروا القُدّام قُدَيْدِيماً «2» و قُدَيْدِيمةٌ. قال القُطاميُّ:
قُدَيديمَةُ التَّحريبِ و الْحِلم إنَّني أري غَفَلات العيشِ قَبْلَ التَّجَارِبِ «3»
و يقال: ضُرِب فرَكِب مقاديمَه، إذا وقَع علي وجهه. و قادِمَة الرَّحْلِ: خلاف آخِرَته. و القَادِمَة من أَطْبَاء النَّاقة: ما وَلِيَ السُّرَّة. و لفلانٍ قَدَمُ صدقٍ، أي شي‌ءٌ متقدِّم من أثَر حسَن.
و من الباب: قَدِمَ من سفره قُدوماً، و أقْدَم علي الشي‌ء إقْدَامًا.
قال ابن دريد «4» و قادِمُ الإنسان: رأسُه، و الجمع قَوَادُم. قال: و لا يكادون يتكلَّمون بالواحد. و قَوَادم الطَّير: مَقَاديم الرِّيش، عشرٌ في كلِّ جَناحٍ، الواحدةُ
______________________________
(1) الرعف: السبق، رعفه يرعفه: سبقه و تقدمه.
(2) في الأصل: «قديدما»، صوابه في اللسان. و يقال في تصغيرها أيضا: «قديدمة» بياء واحدة.
(3) ديوان القطامي 50 و اللسان (قدم). و قد سبق إنشاده في (2: 341):
(4) في الجمهرة (1: 293).
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 66
قادِمَة، و هي القُدامَي. و مُقَدِّمَة «1» الجيش: أوّله: و أقْدِمْ «2»: زجرٌ للفَرس، كأنّه يؤمر بالإقْدَام. و مضَي القوم في الحرب اليقدُمِيَّة، إذا تقدَّموا. قال:
الضَّاربين اليقدمِيَّةَ بالمُهَنَّدَةِ الصفائحْ «3»
و قَيدُوم الجبلِ: أنفٌ يتقدَّم منه و قوله:
إنَّا لنَضرِب بالسُّيوف رءوسَهم ضَرْبَ القُدَارِ نَقيعةَ القُدّامِ «4»
فقال قوم: القُدَّام: الملك. و هذا قياسٌ صحيح، لأنّ الملِك هو المُقدَّم. و يقال:
القُدَّام: القادمون من سَفَر. و قَدَمُ الإنسان معروفةٌ، و لعلَّها سمِّيت بذلك لأنها آلةٌ للتقدُّم و السَّبْق.
و مما شذَّ عن هذا الأصل القَدُوم: الحديدة يُنحَتُ بها، و هي معروفة.
و القَدُوم: مكان. و
في الحديث: «اختتن إبراهيمُ عليه السَّلام بالقَدُوم»

قدو

القاف و الدال و الحرف المعتلّ أصلٌ صحيح يدلُّ علي اقتباسٍ بالشَّي‌ء و اهتداء، و مُقادَرة في الشي‌ء حتي يأتي به مساوياً لغيره.
من ذلك قولهم: هذا قِدَي رُمْحٍ، أي قيسُه. و فلان قُدوةٌ «5»: يُقتدَي به.
و يقولون: إنَّ القَدْوَ: الأصل الذي يتشعَّب منه الفروع.
______________________________
(1) ضبط في المجمل بكسر الدال، و هو المشهور فيه. و في اللسان: «قال البطليوسي:
و لو فتحت الدال لم يكن لحنا؛ لأن غيره قدمه».
(2) و يقال أيضا «اقدم» بضم الدال، كما في اللسان.
(3) البيت لأمية بن أبي الصلت في ديوانه 21 و السيرة 532. و أنشده في اللسان (قدم) بدون نسبة. و الرواية في جميعها: «التقدمية»، و هي بالتاء لغة في «اليقدمية».
(4) لمهلهل، في اللسان (قدر، نقع، قدم) و قد نبه في (نقع) علي رواية المقاييس. و روي:
«إنا لنضرب بالصوارم هامهم»
، و في (قدم):
«… بالصوارم هامها»
. (5) يقال بكسر القاف و ضمها.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 67
و من الباب: فلانٌ يَقْدُو به فرسُه، إذا لزم سَنَن السِّيرة. و إنما سمِّي ذلك قدْواً لأنَّه تقديرٌ في السِّير. و تقدَّي فُلانٌ علي دابَّته، إذا سار سِيرةً علي استقامة. و يقال:
أتتْنا قادِيَةٌ من النَّاس، و هم أوَّل مَن يطرأ* عليك. و قد قدَتْ تَقدِي. و كلُّ ذلك من تقدير السَّير.
و مما شذَّ عن هذا الباب القَدْو: مصدر قَدَا اللَّحْمُ يَقْدُو [قَدْواً «1»] و يَقْدِي قَدْيًا، إذا شمِعتَ له رائحةً طيّبة. و يقولون: رجلٌ قِنْدَأْوٌ: شديد الظَّهر قصير العُنق.

قدح

القاف و الدّال و الحاء أصلانِ صحيحان، يدلُّ أحدُهما علي شي‌ء كالهَزْم في الشي‌ء، و الآخر يدلُّ علي غَرْفِ شي‌ء.
فالأوَّل القَدْح: فِعْلُك إذا قَدَحْت الشي‌ء. و القَدْح: تأكُّلٌ يقع في الشَّجر و الأسنان. و القَادِحة: الدُّودة تأكل الشَّجرة. و منه قولُهم: قَدَحَ في نَسَبه: طَعَن.
و قال في تأكُّل الأسنان:
رمَي اللّٰه في عينَيْ بُثينةَ بالقَذَي و في الغُرِّ من أنيابها بالقوادحِ «2»
و من الباب القِدْح، و هو السَّهْم بلا نَصلٍ و لا قذَذ؛ و كأنَّه سمِّي بذلك يُقْدح به أو يمكنُ القَدْح به. و القِدح: الواحدُ من قِداح الميسر، و هذا علي التَّشبيه و من الباب: قُدِّح الفرسُ تَقْدِيحا، إذا ضمِّر حتي يصير مثل القِدح. و من الباب:
______________________________
(1) التكملة من المجمل و اللسان.
(2) البيت لجميل، في ديوانه، و اللسان و التاج (قدح) و أمالي القالي (2: 109)
«و في اللّٰه في عيني ثنية …»
.معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 68
قَدَّحَتِ العينُ: غارت. و يقال قَدَحَتْ. و قَدَحْتُ النَّار، و قدحتُ العين:
أخرجتُ ماءَها الفاسد.
و الأصل الآخر القَدِيح: ما يبقي في أسفل القِدْر فيُغرَف بجُهْد. قال:
فظلَّ الإماءُ يبتدِرْن قديحَها كما ابتدرتْ كلبٌ مياهَ قُرَاقِرِ «1»
و قَدَحْتُ القِدر: غرفتُ ما فيها. و ركيٌّ قَدُوح «2»: تُغْرَف باليد. و القَدَح من الآنية من هذا، لأنّ به يُغْرَف الشي‌ء.

باب القاف و الذال و ما يثلثهما

قذع

القاف و الذال و العين كلمةٌ تدل علي الفُحْش. من ذلك القَذَع: الْخَنا و الرَّفَث. و قد أقْذَعَ فلانٌ: أَتَي بالقَذَع. و
في الحديث: «من قال في الإسلام شعراً مُقْذِعًا فلسانُهُ هَدَرٌ»
. و قذَعتُ فلانًا و أقذَعتُه: رميتُهُ بالفُحْش.
و قد أقذَعْتُ: أتيتُ بفُحْش.

قذف

القاف و الذال و الفاء أصلٌ يدلُّ علي الرَّمي و الطَّرح. يقال:
قَذَفَ الشَّي‌ءَ يقذِفُه قذْفًا، إذا رمي به. و بلدةٌ قَذوف، أي طَرُوحٌ لبُعدها تَتَرامي بالسَّفْر. و منزلٌ قَذَفٌ و قَذِيف، أي بعيد و ناقةٌ مَقذُوفة باللَّحم، كأنها رُمِيت به.
______________________________
(1) البيت النابغة الذبياني، كما في اللسان و التاج (قدح)، و ليس في ديوانه، و هذا البيت أورده الجوهري: «فظل الإماء» كما في رواية ابن فارس، قال ابن فارس: و صوابه «يظل»؛ لأن قبله:
بقية قدر من قدور توورثت لآل الجلاح كابرا بعد كابر
(2) في الأصل: «قديح»، صوابه في المجمل و اللسان و القاموس.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 69
و القِذاف: سرعة السَّير. و فرسٌ [متَقَاذفٌ «1»] سريع العَدْو، كأنَّه يَترامَي في عَدْوه.
و من الباب أقْذَافُ الجبلِ: نواحِيه، الواحد قَذَف. و القَذيفة: الشي‌ءُ يُرمَي به. قال:
قذيفةُ شيطانٍ رجيمٍ رمَي بها فصارت ضَواةً في لهازِمِ ضِرزِمِ «2»
الضَّواة: السِّلْعة. و الضِّرْزِم. الناقة المسِنَّة. و قَذَف: قاءَ، كأنّه رمَي به.

قذل

القاف و الذال كلمةٌ واحدة، و هي القَذَل: جِمَاعُ مؤخَّر الرّأْس. و يقال: قذَلتُه: ضربت قَذَالَه. و يقولون: إنَّ القَذْل: المَيل و الجَور.

قذم

القاف و الذال و الميم أصلٌ صحيحٌ يدلُّ علي سَعَة و كَثْرة. من ذلك القَذْم: العَطاء الكثير، يقال قَذَم له. و من الباب القِذَمُّ: الفرس السَّريع.
و رجل قُذَم: كثير الأخْذ من الشي‌ء إذا تمكَّنَ «3» منه.

قذي

القاف و الذال و الحرف المعتل كلمةٌ واحدة تدلُّ علي خلافِ الصَّفاءِ و الخُلوص. من ذلك القَذَي في الشَّراب: ما وَقَع فيه فأفسَدَه. و القَذَي في العين، يقال: قَذَتْ عينُه تَقْذِي، إذا ألقت القَذَي، و قذِيَت تَقْذَي، إذا صار فيها القَذَي. و قَذَّيتُها: أخرجتُ منها القَذَي.
______________________________
(1) التكملة من المجمل و اللسان و القاموس.
(2) في الأصل: «به»، صوابه في المجمل و اللسان. و البيت لمزرد بن ضرار أخي الشماخ.
اللسان (قذف، ضوا، ضرزم) و إصلاح المنطق 448. و قد سبق عجزه في (ضوي).
(3) هذا المعني لم يرد في المعاجم المتداولة، و يطابقه ما في المجمل. و الذي في المعاجم أن «القذم» كزفر، و «القذم» كهجف، هو الكثير العطاء.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 70‌

قذر

القاف و الذال و الراء كلمةٌ تدلُّ علي خِلاف النَّظافة. يقال:
شي‌ءٌ قذِرٌ: بيِّن القَذَر. و قَذِرت الشي‌ء و استقذرته، فإِذا وجدتَه كذلك قلت:
أقذَرْتُه. و قذِرْتُ الشّي‌ءَ: كرهتُه قَذَراً. قال:
* و قَذَرِي ما ليس بالمقذُورِ «1» *
و رجل قَاذُورة: لا يَخالُّ و لا ينازِلُ الناس. و ناقةٌ قَذورٌ: عزيزة النَّفْس لا تَرعَي مع الإبل. و رجل مقذورٌ، كالمُقْذَر. قال* الكلابيّ: رجلٌ قُذَرَة: يتنزَّه عن الملائم.

باب القاف و الراء و ما يثلثهما

قرس

القاف و الراء و السين أصلٌ صحيح يدلُّ علي برد. من ذلك القَرْس: البَرد. و قَرِس الإنسانُ قَرَساً، إذا لم يستطع أن يعمل بيديه من شِدّة البَرد. قال أبو زُبَيد:
و قد تَصَلَّيت حَرَّ حربهِمُ كما تَصَلّي المقرورُ من قَرسِ
يقال أقْرسَه البرد. و مما ليس من هذا الباب القُرَاسِية: الجملُ الضَّخم.

قرش

القاف و الراء و الشين أصلٌ صحيح يدلُّ علي الجمع و التجمُّع.
فالقَرْش: الجمع، يقال تَقَرَّشُوا، إذا تجمَّعوا. و يقولون: إنَّ قُريشاً سمِّيت بذلك.
و المُقَرِّشة: السَّنة المَحْل، لأنَّ النّاسَ يضمُّون مواشِيَهم. و يقال: تقارَشَت الرِّماح
______________________________
(1) للعجاج في ديوانه 26 و المجمل و اللسان (قذر). و قبله:
جاري لا تستنكري عديري سيري و إشفاقي علي بعيري
* و حذري ما ليس بالمحذور*
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 71
في الحَرْب، إذا تداخَلَ بعضُها في بعض. و يقولون: إنَّ قريشاً: دابَّةٌ تسكن البحر تَغلِبُ سائرَ الدَّوابّ. قال:
و قريشٌ هي التي تَسْكُن البحر و بها سمِّيت قريشٌ قُرَيشاً «1»

قرص

القاف و الراء و الصاد أصلٌ صحيح يدلُّ علي قبضِ شي‌ءِ بأطراف الأصابع مع نبْرٍ «2» يكون. من ذلك: قَرَصتُه أقرُصُه قَرْصاً. و القُرْص معروفٌ، لأنّه عجينٌ يُقرَص قَرْصاً. و قرَّصت المرأةُ العجين: قَطَّعته قُرصةً قُرصة.
و لَبَن قارصٌ: يَحذِي اللِّسان، كأنَّه يقرُصه قرصاً. و من الباب: القوارص، و هي الشَّتائم، كأنَّ العِرْضَ يُقرَص قرصاً إذا قيل فيه ما لا يَحسُن. قال:
قوارصُ تأتِيني و تَحتقرونها و قد يملأُ القطرُ الإناءَ فيُقعِمُ «3»
قال ابن دُريد: «حُلِيٌّ مقرَّص، أي مرصَّع بالجواهر «4»»، و كأنَّ ذلك يكون مستديراً علي صُورة القُرص.
و مما ليس من هذا الباب القُرَّاص: نبات «5».

قرض

القاف و الراء و الضاد أصلٌ صحيحٌ، و هو يدلُّ علي القطع.
يقال: قَرَضت الشي‌ءَ بالمقْرَاض. و القَرْض: ما تُعطيه الإنسانَ من مالك لتُقْضَاه،
______________________________
(1) البيت للمشمرخ بن عمرو الحميري، كما في الخزانة (1: 98) حيث تجد جملة الأفوال في تعليل تسمية قريش. و أنشده في المجمل و اللسان (قرش) بدون نسبة. و انظر صبح الأعشي (1: 35).
(2) نبر، أي ارتفاع. و في الأصل: «نتر».
(3) للفرزدق في ديوانه 657 و اللسان (قرص). و قبله:
تصرم عني ود بكر بن وائل و ما كاد عني ودهم يتصرم
(4) الجمهرة (2: 357).
(5) قيل إنه «البابونج».
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 72
و كأنَّه شي‌ءٌ قد قطعتَه من مالك. و القِراض في التِّجارة، هو من هذا، و كأنَّ صاحب المال قد قَطَع من ماله طائفةً و أعطاها مُقارِضَهُ ليتّجر فيها. و يقولون:
[القريض «1»]: الجرة، في قولهم: «حالَ الجريضُ دُونَ القريض»؛ [و الظاهر أنه أريد به «1»] الشِّعر، و هو أصح. و يقال: إنّ فلاناً و فلاناً يَتَقَارَضان الثَّناء، إذا أثنَي كلُّ واحدٍ منهما علي صاحبه. و كأنَّ معني هذا أنَّ كلَّ واحدٍ منهما أقْرَضَ صاحبَه ثناءً كقَرضِ المال. و هو يَرْجع إلي القياس الذي ذكرناه.

قرط

القاف و الراء و الطاء ثلاثُ كلماتٍ عن غير قياس.
فالأولَي القُرْط، و هو معروفٌ. و قَرَّطَ فلانٌ فرسَه العنانَ، إذا طَرحَ اللِّجام في رأسه.
و الثانية القِرْطانُ و القِرطاطُ للسَّرج، بمنزلة الوَلِيَّة للرَّحْل. و ربما استُعمِل للرَّحل.
و يقال: ما جادَ فلانٌ بقِرْطيطةٍ، أي بشي‌ء يسير.

قرع

القاف و الراء و العين معظمُ البابِ ضربُ الشي‌ء. يقال قَرَعْتُ الشي‌ءَ أقرَعُه: ضربتُه. و مُقارَعة الأبطال: قَرعُ بعضِهم بعضاً. و القَرِيع:
الفَحْل، لأنَّه يَقرع الناقة. و الإقْرَاع و المُقارَعة: هي المساهَمة. و سمِّيت بذلك لأنّها شي‌ءٌ كأنّه يُضرَب. و قارعتُ فلاناً فقرعتُه، أي أصابتني القُرعةُ دونَه. و القَارِعة:
الشَّديدة من شدائد الدهر؛ و سمِّيت بذلك لأنَّها تقرع النّاس، أي تضربُهم بشدَّتها.
و القَارِعة: القِيامةُ، لأنَّها تَضرِبُ و تُصيب النَّاسَ بإقراعها. و قَوَارِعُ القرآنِ:
______________________________
(1) التكملة من المجمل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 73
الآياتُ التي مَن قَرأها لم يُصِبْه فزَع. و كأنها- و اللّٰهُ أعلمُ- سمِّيت بذلك لأنَّها تَقْرَع الجِنّ: و الشَّاربُ يَقرَعُ بالإناء جبهته، إذا اشتفَّ ما فيه. و يقال* أقرَعَ الدّابةَ بلجامِه، إذا كَبَحه.
و من الباب: قولهم: رجلٌ قَرِعٌ، إذا كان يَقبل مشورةَ المُشير. و معني هذا أنَّه قُرِع بكلامٍ في ذلك فقبلِه. فإنْ كان لا يقبلُها قيل: فلانٌ لا يُقرَع.
و يقولون: أقرَعْتُ إلي الحقِّ إقراعاً: رجَعت.
و من الباب القَرِيع، و هو السيِّد، سمِّي بذلك لأنه يعوَّلُ عليه في الأمور، فكأنَّه يُقرَع بكثرةِ ما يُسأل و يستعان بهِ فيه. و الدَّليل علي هذا أنَّهم يسمُّونه مقروعاً أيضاً.
ثم يُحمَل علي هذا و يستعار، فقالوا: أقرَعَ فلانٌ فلاناً: أعطاه خيرَ مالِه.
و خيارُ المال: قُرعتُه؛ و سمِّي لأنّه يعَوَّل عليه في النَّوائب كما قلناه في القَرِيع.
و ممَّا اتّسعوا فيه و الأصل ما ذكرناه: القَريعة، و هو خير بيتٍ في الرّبع، إن كان بَرْدٌ فخيارُ كِنِّهِ، و إن كان حرٌّ فخِيارُ ظلِّه.
و مما شذّ عن هذا الأصل القَرَع، و فَصِيلٌ مقرَّع. قال أوس:
لدي كلِّ أُخدودٍ يغادرنَ دارعاً يُجَرُّ كما جُرَّ الفصيلُ المقرَّعُ «1»
و القَرَع أيضاً: ذَهابُ الشَّعَرْ «2» من الرأس.

قرف

القاف و الراء و الفاء أصلٌ صحيح يدلُّ علي مخالطةِ الشي‌ء
______________________________
(1) ديوان أوس 11 و اللسان (قرع)
(2) في الأصل: «الشي‌ء»، صوابه في المجمل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 74
و الالتباس به و ادِّراعِه. و أصل ذلك القَرْف، و هو كلُّ قَشْر. و منه قَرْفُ الخُبْز، و سمِّي قرفاً و قَرْفاً «1» لأنه لباسُ ما عليه.
و من الباب القَرْف: شي‌ءٌ يُعمَل من جلودٍ يعمل فيه الخَلْع. و الخَلْع: أن يُؤخذ اللحمُ فيُطبخَ و يجعلَ فيه توابل، ثم يُفْرَغ في هذا الخَلْع. قال:
و ذُبْيانيَّةٍ وَصَّتْ بَنِيها بأنْ كَذَب القراطفُ و القُروفُ «2»
و من الباب: اقترفْتُ الشي‌ء: اكتسبتُه، و كأنه لابَسَه و ادَّرَعه. و كذلك قولهم: فلانٌ يُقرَف بكذا، أي يُرمَي به. و يقال للَّذِي يُتَّهم بالأمر: القِرْفةُ، يقول الرّجلُ إذا ضاع له شي‌ءٌ: فلانٌ قِرْفَتِي، أي الذي أتَّهِمُه، كأنَّه قد ألبسه الظِّنَّة. و [بنو «3»] فلانٍ قِرْفَتِي، أي الذي عندهم أظنُّ طَلِبَتي و بُغْيتي. و يقولون:
سَلْ بني فلانٍ عن ناقتك فإنَّهم قِرْفةٌ، أي تجدُ خَبَرها عنْدهم. و قياسُه ما قد ذكرناه. و الفَرسُ المُقْرِف: المُدانِي الهُجْنة. يقولون: إن الْمقرِف: الذي أبوهُ هجينٌ و أمُّه عربيّة. قال الشَّاعر «4»:
فإنْ نُتِجَتْ مُهراً كريماً فبالحَرَي و إن يكُ إقرافٌ فمن قِبَلِ الفَحلِ «5»
______________________________
(1) كذا في الأصل. و في المجمل و سائر المعاجم: «القرف» بالكسر فقط.
(2) البيت لمعقر بن حمار البارقي، كما في اللسان (قرف، كذب) و إصلاح المنطق 17، 77، 324.
(3) التكملة من اللسان.
(4) هو حميدة بنت النعمان بن بشير، زوج روح بن زنباع. الأغاني (14: 125) و تنبيه البكري 31. و في اللسان (سلل، هجن) أنها هند بنت النعمان بن بشير تقوله لزوجها روح ابن زنباع.
(5) كذا علي الإقواء، و يطابقه ما في اللسان (هجن) و روي البكري: «فما أنجب الفحل» بلا إقواء. و قبله:
و ما هند إلا مهرة عربية سليلة أفراس تجللها بغل
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 75
و قارفَ فلانٌ الخطيئةَ: خالَطَها. و قارفَ امرأتَه: جامَعَها؛ لأنَّ كلَّ واحدٍ منهما لباسُ صاحِبِه. و القَرَفُ: الوَباء يكون بالبلد، كأنَّه شي‌ءٌ يصير مرضاً لأهله كاللِّباس. و
في الحديث أنَّ قوماً [شَكَوْا إليه «1»] وَبأَ أرضِهم فقال: «تَحوَّلُوا فإنَّ مِن القَرَف التَّلَفَ»

قرق

القاف و الراء و القاف كلمةٌ واحدة. يقولون: القَرِق: القاع الأملس. قال:
كأنَّ أيديهنَّ بالقاعِ القَرِقْ أيدي جوَارٍ يتعاطَيْنَ الوَرِقْ «2»

قرم

القاف و الراء و الميم أصلٌ صحيحٌ يدلُّ علي حزٍّ أو قطعٍ في شي‌ء.
من ذلك القَرْم: قَرْم أنفِ البعير، و هو قطعُ جُليدةٍ منه للسِّمة و العلامةِ، و تلك القُطَيعة القُرامة. و قولهم: القَرْم: السيِّد، و كذلك المُقْرَم، فهو الذي ذكرناه، إنما يُقرَم لكرمه عندهم حَتَّي يصير فحلًا، ثم يسمَّي بالقَرْم الذي يُقرَم به.
و قال أوس:
إذا مُقْرَمٌ منا ذَرَا حدُّ نابِه تخمَّطَ فينا نابُ آخَرَ مُقرَمِ «3»
و يقولون إنَّ القُرَامةَ شي‌ءٌ يُقطَع من كِركرة البعير، يُنتفَعُ به عند القحط و يؤكل. و منه القُرَامة، و هو ما لَزِق بالتّنُّور من الخبز. و سمِّي بذلك لأنَّه يُقرَم من التَّنُّور، أي ينحَّي عنه.
و من الباب القَرْم، و هو تناوُلُ الْحَمَلِ الحشيشَ أولَ ما يَقْرِمُ أطرافَ الشَّجَر.
______________________________
(1) التكملة من المجمل.
(2) الرجز في اللسان (قرق) و إصلاح المنطق 464.
(3) ديوان أوس 27 و اللسان (قرم، ذرا، خمط)؛ و قد سبق في (ذرا).
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 76
و القِرام: السِّتْر: الرّقيق، و هو من قياس الباب، كأنَّه شي‌ءٌ قد غُشِّيَ به البابُ، فهو كالقُرمة التي تُقرَم من أنف البعير.
و مما شذَّ عن هذا الباب القَرَم: شدَّةُ شهوةِ اللَّحم.

قرن

القاف و الراء و النون* أصلانِ صحيحان، أحدُهما يدلُّ علي جَمعِ شي‌ءٍ إلي شي‌ء، و الآخَر شي‌ءٌ ينْتَأُ بقُوّة و شِدّة.
فالأوّل: قارنتُ بين الشَّيئين. و القِران: الحبلُ يُقرَن به شيئانِ. و القَرَن:
الحَبْل أيضاً. قال جرير:
بلِّغْ خليفَتَنَا إنْ كنتَ لاقِيَه أنِّي لدَي البابِ كالمشدود في قَرَنِ «1»
و القَرَن: جُعَيْبَةٌ صغيرة تُضَمُّ إلي الجَعبة الكبيرة. قال:
* فكلُّهمْ يَمشِي بقَوسٍ و قَرَنْ «2» *
و القَرَن في الحاجبين، إذا التقَيَا. و هو مقرونُ الحاجِبَين بيِّنُ القَرَن و القِرْن:
قِرنُك في الشَّجاعة: و القَرْن: مثلُك في السِّنِّ. و قياسُهما واحد، و إنَّما فُرِق بينهما بالكسر و الفتح لاختلاف الصِّفتين. و القِرَان: أن تقرن بين تَمرتين تأكلهما.
و القِرانُ: أن تَقْرِن حَجَّةَ بعُمرة. و القَرُون من النُّوق: المُقرَّنة القادِمَين و الآخِرَين من أخلافها. و القَرون: التي إذا جَرَتْ وضعت يديها و رجليها معاً. و قولهم: فلان مُقْرِنٌ لكذا، أي مطيقٌ له. قال اللّٰه تعالي: سُبْحٰانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنٰا هٰذٰا وَ مٰا
______________________________
(1) ديوان جرير 588 و اللسان (قرن) و البيان (1: 329). بقوله لعون بن عبد اللّه ابن عتبة بن مسعود، كما في الديوان و البيان. و في اللسان: «أبلغ أبا مسمع».
(2) قبله في الصحاح و اللسان و التاج (قرن) و تنبيه البكري 19 و البيان (3: 107):
* يا ابن هشام أهلك الناس اللبن*
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 77
كُنّٰا لَهُ مُقْرِنِينَ؛ و هو القياس، لأنَّ معناه أنَّه يجوز أن يكون قِرناً له. و القَرِينة:
نَفْس الإنسان، كأَنهما قد تقارَنَا. و من كلامهم: فلانٌ إذا جاذبَتْه قَرينةٌ بَهَرَها، أي إذا قُرِنت به الشَّديدة أطاقَها. و قَرِينةُ الرَّجُلِ: امرأتُه. و يقولون: سامحته قَرِينته و قَرُونته و قَرُونه، أي نفسه. و القارِنُ: الذي معه سَيفٌ و نَبْل.
و الأصلُ الآخر: القَرْن للشّاةِ و غيرها، و هو ناتئٌ قويّ، و به يسمَّي علي معني التشبيه الذَّوائبُ قروناً. و من ذلك قول أبي سفيان في الرُّوم: «ذات القُرُون «1»».
كان الأصمعيُّ يقول: أراد قرونَ شُعورِهم، و كانوا يطوِّلون ذلك يُعرَفون به.
قال مُرقِّش:
لات هَنَّا و ليتني طَرَفَ الزُّ جِّ و أهلي بالشَّام ذاتِ القُرونِ «2»
و من هذا الباب: القَرْن: عَفَلة الشَّاة تخرج من ثَفْرها. و القَرْن: جُبَيْلٌ صغيرٌ منفرد. و يقولون: قد أقرَنَ رُمحَهُ «3»، إذا رفَعَه. و مما شذَّ عن هذين البابين:
القَرْن: الأمَّة من الناس، و الجمع قُرون. قال اللّٰه سبحانه: وَ قُرُوناً بَيْنَ ذٰلِكَ كَثِيراً «4» و القَرْن: الدُّفعة من العَرَق، و الجمع قُرون. قال زُهَير:
نعوِّدُها الطِّرادَ فكلَّ يومٍ يُسَنُّ علي سنابِكها قُرونُ «5»
و من النَّبات: القَرْنُوَة، و الجلد المُقَرْنَي: المدبوغُ بها.
______________________________
(1) في اللسان: «و قال أبو سفيان بن حرب العباس بن عبد المطلب، حين رأي المسلمين و طاعتهم لرسول اللّٰه صلي اللّه عليه و سلم و اتباعهم إياه حين صلي بهم: ما رأيت كاليوم طاعة قوم و لا فارس الأكارم، و لا الروم ذات القرون».
(2) المفضليات (2: 8) و اللسان (قرن) و معجم البلدان (الزج).
(3) في الأصل: «ريحه»، صوابه في المجمل.
(4) في الأصل: «بين ذلك سبيلا»، تحريف.
(5) ديوان زهير 187 و اللسان (قرن). و يروي:
«تضمر بالأصائل كل يوم»
.معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 78‌

قره

القاف و الراء و الهاء كلمةٌ إن صحَّت. يقولون: القَرَه في الجلد كالقَلَح في الأسنان، و هو الوَسَخ. يقال: رجلٌ أقْرَهُ و امرأةٌ قَرْهَاء.

قري

القاف و الراء و الحرف المعتل أصلٌ صحيح يدلُّ علي جمعٍ و اجتماعٍ. من ذلك القَرْية، سمِّيت قريةً لاجتماع النَّاس فيها. و يقولون: قَرَيت الماء في المِقْراةِ: جمعتُه، و ذلك الماءُ المجموع قَرِيٌّ. و جمع القَرية قُرًي، جاءت علي كُسْوةٍ و كُسًي. و المِقْراة: الجفْنة، سمِّيت لاجتماع الضَّيف عليها، أو لما جُمع فيها من طعام.
و من الباب القَرْو، و هو كالمِعْصَرة «1». قال:
أرمِي بها البَيداءَ إذْ أعرَضَتْ و أنت بين القَرْوِ و العاصر «2»
و القرو: حوضٌ معروف ممدودٌ عند الحوض العظيم، تَرِدُه الإبل. و من الباب القَرْو، و هو كلُّ شي‌ء علي طريقةٍ واحدة. تقول: رأيت القوم علي قَرْوٍ واحد.
و قولهم إنَّ القَرْو: القصدُ؛ تقول: قروتُ و قرَيْت، إذا سلكت. و قال النابغة:
* يَقْرُوا الدَّكادِكَ من ذنبَان «3» و الأكَمَا*
و هذا عندنا من الأوّل، كأنه يتبعها قريةً قرية. و من الباب القَرَي: الظَّهر، و سمَّي قرًي لما اجتمع فيه من العِظام. و ناقةٌ قَرْواءُ: شديدة الظَّهر. قال:
______________________________
(1) و يقال أيضا لمسيل المعصرة و مثعبها، كما في اللسان و القاموس.
(2) البيت للأعشي في ديوانه 245 و اللسان (قرا).
(3) كذا وردت الكلمة في الأصل. و في الديوان 69: «من لبنان و الأكما» و صدره:
* حتي غدا مثل نصل السيف منصلتا*
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 79
* مضبورةٍ قَرواءَ هِرْجابٍ فُنُقْ «1» *
* و لا يقال للبعير أقْرَي.
*** و إذا هُمِز هذا البابُ كان هو و الأوّلُ سواءً. يقولون: ما قرأَتْ هذه الناقةُ سَلًي، كأنَّه يُراد أنَّها ما حَملَتْ قطُّ. قال:
ذِراعَيْ عَيطلٍ أدماءَ بِكرٍ هجانِ اللَّونِ لم تَقرأْ جنينا «2»
قالوا: و منه القُرآن، كأنَّه سمِّي بذلك لجَمعِه ما فيه من الأحكام و القِصَص و غيرِ ذلك فأمَّا أقْرأَتِ المرأةُ فيقال إنَّها من هذا أيضاً. و ذكروا أنَّها تكون كذا في حال طُهرها، كأنَّها قد جَمَعَتْ دمها في جوفها فلم تُرْخِه. و ناسٌ يقولون: إنما إقراؤها:
خروجُها من طُهرٍ إلي حيض، أو حيضٍ إلي طُهْر. قالوا: و القُرْء: وقْتٌ، يكونُ للطُّهر مرّةً و للحيض مرة. و يقولون: هَبَّت الرِّياح لقارئها: لوقتِها. و ينشدون:
شَنِئَت العَقْرَ عَقْرَ بنِي شُليلٍ إذا هبَّت لقارِئها الرِّياحُ «3»
و جملة هذه الكلمة أنَّها مشكلة. و زعم ناسٌ من الفقهاء أنها لا تكون إلا في الطُّهر فقالوا: «4»
______________________________
(1) لرؤبة بن العجاج في ديوانه 104 و اللسان (غلا، قرا، مرجب، فنق). و قبله:
* تنشطته كل مغلاة الوهق*
(2) البيت لعمرو بن كلثوم في معلقته المشهورة.
(3) لمالك بن الحارث الهذلي في ديوان الهذليين (3: 83) و اللسان (قرأ). و شليل، بهيئة التصغير: جد جرير بن عبد اللّٰه البجلي. الاشتقاق 302 و شرح الديوان.
(4) بعده بياض في الأصل بمقدار أربعة أسطر.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 80
و هو من الباب الأول: القارئة، و هو الشَّاهد. و يقولون: الناس قواري اللّٰه تعالي في الأرض، هم الشُّهود. و ممكنٌ أنْ يُحمَل هذا علي ذلك القياس، أي إنَّهم يَقْرُون الأشياءَ حتَّي يجمعوها علماً ثمَّ يشهدون بها.
و من الباب القِرَةُ «1»: المال، من الإبل و الغَنَم. و القِرَة: العِيال. و أنشَد في القِرَة التي هي المال:
ما إنْ رأينا ملكاً أغارا أكثَر منه قِرَةً و قارا «2»
و مما شذَّ عن هذا الباب القَارِية: طرف السِّنان. و حدُّ كلِّ شي‌ءِ: قارِيَتُه.

قرب

القاف و الراء و الباء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ علي خلاف البُعد.
يقال قَرُبَ يَقْرُبُ قُرباً. و فلانٌ ذو قَرَابَتِي، و هو من يَقْرُبُ منك رحِماً. و فلانٌ قَرِيبي، و ذو قَرابتي. و القُرْبة و القُرْبَي: القَرابة. و القِراب: مُقارَبة الأمر. و تقول:
ما قَرِبْتُ هذا الأمرَ و لا أقْرَبُه، إذا لم تُشَامَّهُ «3» و لم تلتَبِسْ به. و من الباب القَرَب، و هي ليلةُ ورودِ الإبلِ الماءَ؛ و ذلك أنَّ القومَ يُسِيمون «4» الإبلَ و هم في ذلك
______________________________
(1) الحق أن الكلمة من مادة (وقر)، و هي كالعدة من وعد. و منه الوقير للغنم.
(2) الرجز للأغلب العجلي، كما في اللسان (وقر، قور). و أنشده في المخصص (7:
133/ 8: 13)
(3) شاممته مشامة: قاربته و تعرفت ما عنده بالاختبار و الكشف.
(4) يسيمونها: يرعونها. و في الأصل: «يسمون».
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 81
يسيرونَ نحو الماء، فإذا بقِيَ بينهم و بين الماء عشِيَّةٌ عجَّلوا نحوه، فتلك اللَّيلةُ ليلةُ القَرَب. و القَارِب: الطَّالب الماءَ ليلًا. قال الخليل: و لا يقال ذلك لطالبهِ نهاراً.
و قد صرَّفوا الفعلَ من القَرَب فقالوا: قَرَبْت الماء أقرُبُه قَرَباً. و ذلك علي مثال طلَبْتُ أطْلُبُ طَلَبا، و حَلَبْتُ أحلُب حَلَبا. و يقولون: إنّ القَارِب: سفينةٌ صغيرة تكون مع أصحاب السُّفن البَحْريّة، تُستَخَفُّ لحوائجهم؛ و كأنَّها سمِّيت بذلك لقُرْبِها منهم. و القُرْبانُ: ما قُرِّب إلي اللّٰه تعالي من نَسِيكةٍ أو غيرها.
و من الباب: قُربانُ الملِك و قَرابِينه: و زراؤه و جُلساؤه. و فرسٌ مُقْرَبة، و هي التي تُرْتَادُ «1» و تقرَّب و لا تُترَك أن تَرُود. قال ابنُ دريد: إنَّما يُفعَل ذلك بالإناث لئلَّا يقرعَها فحلٌ لئيمٌ.
و يقال: قَرَّبَ الفرسُ تقريباً، و هو دون الحُضْر، و قيل تقريبٌ لأنَّه إذا أَحْضَرَ كان أبعدَ لمداه. و له فيما يقالُ تقريبان: أدني و أعلي. و يقال: أقرَبت الشَّاة، دنا نِتاجُها. قال ابن السِّكِّيت: ثوب مُقارِبٌ، إذا لم يكن جيِّدا. و هذا علي معني أنَّه مقارِبٌ في ثَمَنِه غيرُ بعيدٍ و لا غالٍ. و حكي غيرُه: ثوبٌ مُقارِبٌ: غير جيد، و ثوب مقاربٌ: رخيص. و القياس في كلِّه واحد. و أمّا الخاصرة فهي القُرْب، سمِّيت لقُرْبها من الجنب. و قال* قوم: سمِّيت تشبيهاً لها بالقِرْبة قالوا: و هذا قياسٌ آخر، إنّما هو من أن يضُمَّ الشّي‌ءَ و يحوِيَه. قالوا: و منه القِرابُ: قرابُ السَّيف، و الجمع قُرُب. قال الشّاعر «2»:
______________________________
(1) و كذا وردت العبارة في المجمل، و صوابه «التي تدني»، كما في الجمهرة (1: 272) و اللسان و القاموس.
(2) هومرة بن محكان السعدي. الحماسة (2: 253) و الحيوان (2: 352) و الأغاني (20: 10) و معجم المرزباني 383.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 82
يا ربَّةَ البيتِ قُومِي غيرَ صاغرةٍ ضُمِّي إليكِ رِحالَ القومِ و القُرُبا
و قال الشَّاعر «1» في القُرْب، و هي الخاصرة:
و كنتُ إذا ما قُرِّبَ الزّادُ مولعاً بكلِّ كميتٍ جَلْدةٍ لم تُوَسَّفِ «2»
مُدَاخَلةِ الأَقْرَاب غيرِ ضئيلةٍ كُميتٍ كأنّها مزادةُ مُخْلِفِ

قرت

القاف و الراء و التاء أُصَيلٌ يدلُّ علي قُبْح في سَحْنة «3».
يقولون: قَرِتَ وجه الرجل: تغيّر من حُزْن. و أصل ذلك من قَرِتَ الدَّم، إذا يَبِس بين الجلد و اللّحم. و هو دمٌ قَارِتٌ. و قَرِتَ الجلدُ، إذا ضُرِبَ فاسودَّ.

قرح

القاف و الراء و الحاء ثلاثةُ أصولٍ صحيحةٍ: أحدُها يدلُّ علي ألمٍ بجراحٍ أو ما أشبَههَا، و الآخَر يدلُّ علي شي‌ءِ من شَوْب، و الآخِر علي استنباطِ شي‌ء.
فالأوَّل القَرْح: قرْح الجِلد يُجرَح «4». و القَرح: ما يخرُجُ به من قُروحٍ تؤلمه. قال اللّٰه تعالي: إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ. يقال قَرَحَه، إذا جَرحَه، و القَرِيح: الجريح. و القَرِح «5»: الذي خَرجَتْ به القُروح.
و الأصل الثاني: الماء القَرَاح: الذي لا يشُوبُه غيره. قال:
بِتْنا عُذوباً و باتَ البقُّ يَلسِبُنا نَشْوِي القَراحَ كأَنْ لا حيَّ بالوادِي «6»
______________________________
(1) هو الأسود بن يعفر، كما في اللسان و التاج (وسف).
(2) أنشده في اللسان (جلد) بدون نسبة.
(3) السحنة، بالفتح: اللون. و في الأصل: «سمجة»، تحريف.
(4) في المجمل: «بجراح».
(5) و القريح أيضا.
(6) أنشده في اللسان (لسب، شوا). و انظر مثيل هذا البيت في (عذب).
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 83
و الأرض القَرَاح: الطيِّبة التُّربة التي لا يَخْلِطُ ترابَها شي‌ءٌ. و من الباب:
رجل قُرْحانٌ و قومٌ قُرْحانونَ، إذا لم يُصِبْهم جُدَريٌّ و لا مرض. و هذا من الماء القَراح و الأرضِ القَراح. و القِرْواحُ مثل القَراح. و يقال: القِرواح: الواسعةُ.
و هو قريبٌ من الأوّل، لأنّه تشوبها حُزُونة.
و الأصل الثالث القريحة، و هو أوّل ما يُستنبَطُ من البِئر، و لذلك يقال:
فلانٌ جيِّد القَريحة؛ يراد به استنباط العِلم. و منه اقْتَرَحَتِ الجَمَل: ركبتُه قبل أن يُرْكِب «1». و اقتَرَحْتُ الشي‌ءَ: استنبطتُه عن غير سَماعٍ.
و مما شذَّ عن هذه الأصولِ الثلاثة: القَارِح من الدَّوابِّ: ما انتهي سنُّه.
قال الفرَّاء: قَرَح يَقْرُح قُرُوحاً، من خيل قُرحٍ «2». و كلُّ الأسنانِ بالألف، مثل أَثْنَي و أرْبَعَ، إلا قرَح.
و من الشاذّ القُرحة: ما دون الغُرَّة من البياض بوجه الفَرَس. قال: و روضةٌ قَرْحَاء: في وسطها نورٌ أبيض. قال ذو الرُّمّة:
حَوّاءُ قَرحَاءُ أشراطيّةٌ وَ كَفَتْ بها الذِّهابُ و حَفَّتْها البراعيم «3»
و يقولون: قَرَحَ فلانٌ فلاناً بالحقِّ، إذا استقبَله به. و هذا ممكنٌ أن يكون من باب الإبدال، و الأصل قَرَعه. و ممكنٌ أن يكون كأنَّه جرحه بذلك.

قرد

القاف و الراء و الدال أصلٌ صحيح يدلُّ علي تجمُّعٍ في شي‌ءِ مع تقطُّع. من ذلك السحابُ القَرِد: المتقطِّع في أقطار السماء يركبُ بعضُه بعضاً.
______________________________
(1) يركب، من قولهم أركب أي حان له أن يركب. و ضبط في المجمل بفتح الكاف خطأ.
(2) و يقال قرح أيضا بضم القاف و تشديد الراء المفتوحة.
(3) ديوان ذي الرمة 53 و اللسان (قرح، شرط، ذهب). و قد سبق في (ذهب).
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 84
و الصُّوف القَرِد: المتداخِلُ بعضُه في بعض. و [الأرض] القَرْدَدُ إذا ارتفعت إلي جنب وَهْدة «1». و قُرْدُودةُ الظَّهْر: ما ارتفع من ثَبْجِه. و كلُّ هذا قياسُه واحد.
و ممكنٌ أن يكون القُرَادُ من هذا، لتجمُّع خَلْقِه.
و ممَّا يشتقُّونه من لفظ القُراد: أَقْرَدَ الرّجُل: لَصِق بالأرض من فزعٍ أو ذُلّ «2».
و قَرِدَ: سَكَت «3». و منه قرَّدْتُ الرّجلَ تَقْرِيداً، إذا خدعتَه لتُوقِعَه في مكروه.

باب القاف و الزاء و ما يثلثهما

قزع

القاف و الزاء و العين أصلٌ صحيحٌ يدلُّ علي خِفَّةٍ في شي‌ء و تفرُّق. من ذلك القَزَع: قِطَع السَّحاب المتفرِّقة، الواحدة قَزَعَة. قال:
تَرَي عُصَبَ القَطا هَمَلًا عليه كأنَّ رِعالَه قَزَع الْجَهَامِ «4»
و من الباب القَزَعُ المنهيُّ عنه، و هو أن يُحلَق رأسُ الصبيّ و يترك في مواضعَ منه شعرٌ متفرِّق. و رجلٌ مقزَّع: لا يُرَي علي رأسه إلَّا شعيرات. و فرسٌ مقزَّع: رقَّت ناصيتُه.
و من الباب في الْخِفّة: تقزَّعَ الفرسُ: تهيَّأَ للرَّكض. و الظَّبيُ* يَقزَع، إذا أسرَعَ. و القَزَع: صِغار الإبل «5».
______________________________
(1) في المجمل: «و أرض قردد إذا ارتفعت إلي جنب وهدة».
(2) في الأصل: «و ذل»، صوابه في المجمل.
(3) في المجمل: «سكت من عي».
(4) البيت لذي الرمة في ديوانه 597 و اللسان (قزع). و في الأصل: «سملا عليه»، تحريف.
(5) ترتيب المواد من الباقية إلي آخر هذا الباب كان في أصله علي هذا النظام: (قزب، قزم، قزل؛ قزح) فأعدته إلي نصابه الطبيعي. و من عجب أنه في المجمل جري كذلك علي نظامه في المقاييس، و هو سهو من ابن فارس.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 85‌

قزل

القاف و الزاء و اللام كلمةٌ واحدةٌ، و هي القَزَل «1»، و هو أسوأ العَرَج. يقال منه قَزِل يَقْزَل.

قزم

القاف و الزاء و الميم كلمةٌ تدلُّ علي دناءةٍ و لؤم. فالقَزَم: الدّناءة و اللُّؤم. و الرجل قَزَم، يقال ذلك للأنثي و الذَّكر، و الواحد و الجمع.

قزب

القاف و الزاء و الباء، فيه من طرائف ابن دريد «2»: القَزَب الصَّلَابة و الشِّدَّة. قَزِب الشي‌ءُ: صَلُب.

قزح

القاف و الزاء و الحاء أُصيلٌ يدلُّ علي اختلاطِ ألوانٍ مختلفة و تشعُّب في الشَّي‌ء. من ذلك القَزْح: التَّابَلُ من توابل القِدر. يقال: قَزِّحْ قِدْرَك. قال ابن دريد «3»: و منه قولهم: مليح قَزِيحٌ. و يقال: إنّ القُزَح:
الطَّرَائق، في التي يقال لها: قَوْسُ قُزَح، الواحدة قُزْحَة. و يقال: تقزَّحَ النبتُ، إذا انشَعَب شُعَباً. و شجرةٌ متقزِّحة. و قَزَح الكلبُ ببوله. و قال ابن دريد «4»:
يقال إنَّ القَزْح: بَوْلُ الكلب. و اللّٰه أعلم.

باب القاف و السين و ما يثلثهما

قسط

القاف و السين و الطاء أصلٌ صحيح يدلُّ علي معنَيَين متضادَّين و البناءُ واحد. فالقِسط: العَدل. و يقال منه أقْسَطَ يُقْسِط. قال اللّٰه تعالي: إِنَّ*
______________________________
(1) الجمهرة (1: 282).
(2) في الأصل: «اللبث»، صوابه في المجمل و اللسان.
(3) الجمهرة (2: 148).
(4) الجمهرة (2: 149).
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 86
اللّٰهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ*. و القَسْط بفتح القاف: الجَور. و القُسوط: العُدول عن الحق. يقال قَسَطَ، إذا جار، يَقْسِطُ قَسْطاً. و القَسَط: اعوجاجٌ في الرِّجلين، و هو خلاف الفَحَج.
و من الباب الأوّل القِسْط: النَّصيب، و تَقَسَّطْنا الشَّي‌ءَ بيننا. و القِسْطَاس:
المِيزان. قال اللّٰه سبحانه: وَ زِنُوا بِالْقِسْطٰاسِ الْمُسْتَقِيمِ*.
و مما ليس من هذا القُسْط: شي‌ءٌ يُتَبَخَّرُ به، عربيٌّ.

قسم

القاف و السين و الميم أصلانِ صحيحان، يدلُّ أحدهما علي جمالٍ و حُسن، و الآخَر علي تجزئة شي‌ء.
فالأوّل القَسَام، و هو الحُسْن و الجمال. و فلانٌ مُقَسَّم الوجه، أي ذو جمالٍ.
و القَسِمة: الوجه، و هو أحسن ما في الإنسان. قال:
كأنَّ دنانيراً علي قَسِماتهِمْ و إنْ كان قد شفَّ الوجوهَ لقاءُ «1»
و القَسام، في شعر النابغة «2»: [شِدة الحَرّ «3»].
و الأصل الآخر القَسْم: مصدر قَسَمت الشّي‌ءَ قَسْماً. و النَّصيب قِسمٌ بكسر القاف. فأمَّا اليمين فالقَسَم. قال أهلُ اللغة: أصل ذلك من القَسَامة، و هي الأيمان تُقْسَم علي أولياء المقتول إذا ادَّعَوْا دمَ مقتولهم علي ناسٍ اتَّهموهم به «4». و أمسيَ فلانٌ متقسَّما، أي كأنَّ خواطرَ الهموم تقسَّمَتْه.
______________________________
(1) البيت لمحرز بن المكعبر الضبي، كما في اللسان (قسم) و حماسة أبي تمام (2: 193).
(2) هو قوله، و أنشده في اللسان (قسم):
تسف بريره و ترود فيه إلي دبر النهار من القسام
(3) التكملة من المجمل.
(4) في اللسان عن ابن الأثير: «و حقيقتها أن يقسم من أولياء المقتول خمسون نفرا علي استحقاقهم دم صاحبهم إذا وجدوه قتيلا بين قوم و لم يعرف تاتله، فإن لم يكونوا خمسين أقسم الموجودون خمسين يمينا، لا يكون فيهم صبي و لا امرأة و لا مجنون و لا عبد».
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 87
و مما شذّ عن هذا الباب: القَسَاميّ، و هو الذي يَطْوِي الثِّيابَ أوّل طيِّها، ثم تُطْوَي علي طَيِّه. قال:
* طَيَّ القَسَامِيّ بُرودَ العَصَّابْ «1» *
يقال إنّ العصّاب: الغَزَّال.

قسن

القاف و السين و النون كلمةٌ تدلُّ علي شِدّة. يقال: اقسأَنَّ اللَّيلُ: اشتدَّ ظلامُه. و المقْسَئِنّ: الصُّلب من الرجال، و يكون كبيرَ السِّنّ. قال:
إنْ تكُ لَدْنًا لينا فإنّي ما شئتَ من أشْمَطَ مقسَئِنِّ «2»

قسي

القاف و السين و الحرف المعتل يدلُّ علي شِدّة و صلابة. من ذلك الحجر القاسي. و القَسْوة: غِلَظ القَلْب، و هي من قسوة الحَجَر. قال اللّٰه تعالي:
ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذٰلِكَ فَهِيَ كَالْحِجٰارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً.
[و] القاسية: اللَّيلة الباردة. و من الباب المُقاساة: معالجَة الأمر الشَّديد. و هذا من القَسوة، لأنّهُ يظهِر أنّه أقسَي من الأمر الذي يُعالِجهُ. و هو علي طريقة المُفاعَلة.

قسب

القاف و السين و الباء يدلُّ علي مِثْل ما دلَّ عليه الذي قبله.
يقولون: [القَسْب]: التَّمر اليابس. قال:
و أسمَرَ خَطِّيّاً كأنَّ كعوبَه نَوَي القَسبِ عَرَّاصاً مُزَجًّا منصّلا «3»
______________________________
(1) البيت لرؤبة، كما سبق في حواشي (عصب).
(2) أنشده في اللسان (قسن).
(3) صواب إنشاده، كما في الديوان 20 و اللسان (زجج): «أصم ردينيا»، لأن قبله:
و إني امرؤ أعددت للحرب بعدما رأيت لها نابا من الشر أعصلا
و أما البيت الذي بشتبه بهذا في الإنشاد، فهو بيت حاتم في ديوانه ص 121:
و أسمر خطيا كأن كعوبه نوي القسب قد أرمي ذراعا علي العشر
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 88
و القَسب: الصُّلب من كلِّ شي‌ء. و القَسِيب: الطَّويل الشَّديد. و من* الباب القَسِيب، و هو صوتُ الماءِ في جَرَيانه، و لا يكون صوتٌ إلّا كان بقوة.
قال عَبِيد:
* للماء مِن تحتِهِ قَسيبُ «1» *

قسر

القاف و السين و الراء يدلُّ علي قَهرٍ و غَلَبة بشدة. من ذلك القَسْر: الغَلَبة و القَهْر. يقال: قَسَرْتُه قسراً، و اقتسرتُه اقتِسَاراً. و بعيرٌ قَيْسَرِيٌّ:
صُلْب. و القَسْوَرة: الأسد، لقُوّته و غلَبته.

باب القاف و الشين و ما يثلثهما

قشع

القاف و الشين و العين أصل صحيحٌ واحِد، أومأ إلي قياسِهِ أبوبكرٍ فقال: «كلُّ شي‌ءٍ خَفَّ فقد قَشِع و قَشَع يقْشَع قَشَعا، مثل اللحم يجفف «2»». و هذا الذي قاله صحيح. و منه انقشَعَ النَيم و أقشع و تَقَشَّع «3»، و القِشْعة:
القطعة من السَّحاب تَبقَي بعد انكشاف الغَيم. و ذكر بعضُهم أنّ الكُناسةِ قَشُع «4»
______________________________
(1) صدره كما في الديوان 6 و شرح القصائد العشر 305 و اللسان (قسب):
* أو جدول في ظلال نخل*
(2) إشارة إلي لغتي الكسر و الفتح. و الفتح لم يرد إلا هنا و في اللسان، قال: «و القشع أن تيبس أطراف الذرة قبل إناها، يقال قشعت الذرة تقشع قشعا». و الذي في المجمل عن الجمهرة «: فقد قشع يقشع قشعا»، بكسر عين الماضي. علي أن الذي في الجمهرة (3: 61): «فقد قشع، مثل اللحم إذا جفف» فلم يرد فيها المضارع و لا المصدر.
(3) في الأصل: «و قشع»، صوابه في المجمل و اللسان.
(4) بتثليث القاف، كما في القاموس. و في اللسان: «و القشع و القشع: كناسة الحمام و الحجام، و الفتح أعلي»
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 89
قال الكِسائيّ: قَشَعت الرِّيح السحابَ و انقشَعَ هو. و أقْشَعَ القومُ عن الماء، إذا أقلعوا. و يقال إنَّ القِشَعَ: ما يُرمي به عن الصَّدر من نُخَاعَة «1». و القَشْع:
ما قُشِع عن وجه الأرض. و كَلَأٌ قَشِيعٌ: متفرِّق. و شاةٌ قَشِعَةٌ: غَثَّةٌ، كأنَّ السِّمَن قد انقشَعَ عنها. و رجلٌ قَشِعٌ: لا يثبت علي أمر. فأمّا القَشْع فيقال: بيتٌ من أَدَم، و الجمع قُشُوع. قال:
* إذا القَشْعُ من رِيح الشِّتاء تَقعقَعا «2» *
و هو القياس، لأنَّهم إذا سارُوا قَشَعوه. و يقال: القَشْع: النِّطْع. و هو ذلك القياس.

قشف

القاف و الشين و الفاء كلمةٌ واحدةٌ، و هي قولهم: قَشِف يَقْشَفُ، إذا لوَّحته الشمس فتغيَّر، ثمَّ قِيل لكلِّ من لا يتصنَّع للتجمُّل قَشِف، و هو يتقشَّف.

قشب

القاف و الشين و الباء أصلانِ يدلُّ أحدُهما علي خَلْط شي‌ءٍ بشي‌ء، و الآخَر علي جِدَّةٍ في الشي‌ء.
فالأوَّل: القَشْب، و هو خَلْط الشَّي‌ء بالطَّعام، و لا يكاد يكون إلّا مكروها.
______________________________
(1) النخاعة، بالضم: ما تفله الإنسان، كالنخامة. و كذا وردت العبارة في المجمل. و في اللسان و القاموس: «نخامة».
(2) لمتمم بن نويرة، يرثي أخاه مالكا. و صدره كما في المفضليات (2: 65) و اللسان (قشع، برم) و الأمالي (1: 19) و سمط اللآلئ 87 و العقد (3: 263):
* و لا برما تهدي النساء لعرسه*
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 90
من ذلك القشْب «1»، هو السمُّ القاتل. قال الهُذَليّ «2»:
فَعَمَّا قليلٍ سقاها معاً بذِيفان مُذْعِفِ قِشْبٍ ثُمالِ «3»
و يقال: قَشَب فلانٌ فلاناً بسُوءٍ: ذكَره به أو نسَبَه إليه. و قَشَبَه بقبيحٍ:
لَطَخَه به. و رجل مُقشَّب الحسَب، إذا مُزِج حسبُه. قال ابن دريد «4»: القِشْبَة:
الخسيس من النّاس، لغة يمانِيَة.
و الأصل الآخَر: القَشِيب: الجديد من الثِّياب و غيرِها. و القَشيب: السَّيف الحديث العهد بالجِلاء.

قشر

القاف و الشين و الراء أصلٌ صحيح واحد، يدلُّ علي تنحيةِ الشّي‌ء و يكونُ الشي‌ءُ كاللِّباس و نحوه. من ذلك قولك: قَشَرت الشَّي‌ء أقشِره.
و القِشْرة: الجلدة المقشورة. [و القِشْر «5»]: لباس الإنسان. قال الشّاعر:
[مُنِعَتْ حنيفةُ و اللهازمُ منكُم قِشرَ العراقِ و ما يَلَذُّ الحنجرُ «6»]
و
في [حديث «7»] قَيْلَةَ: «كنت إذا رأيتُ رجلًا ذا رُواء و ذا قِشْرٍ طمَحَ
______________________________
(1) يقال قشب، بالكسر، و قشب بالتحريك.
(2) هو أمية بن أبي عائذ الهذلي. ديوان الهذليين (2: 186).
(3) المزعف و المذعف: القاتل. و رواية الديوان: «بمزعف ذيفان».
(4) الجمهرة (1: 293).
(5) التكملة من المجمل و اللسان.
(6) التكملة من اللسان (قشر).
(7) التكملة من اللسان. و في المجمل: «و في الحديث». و انظر حديث قيلة في مجمع الزوائد الهيثمي (6: 9) طبع القدسي 1356، و هو في الإصابة مع تحريف شديد في ترجمة (قيلة بنت مخرمة).
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 91
بصري إليه»
. و المَطْرة القَاشِرة: التي تَقشِر وجهَ الأرض. و سنةٌ قَاشُورة:
مُجْدبة تَقْشِر أموالَ القوم. قال:
فابعَثْ عليهم سنةً قاشُورهْ تحتلق المالَ احتلاقَ النُّورهْ «1»
ثم سمِّي كلُّ شي‌ءٍ يَفْعَل ذلك قاشُوراً، فيقولون للشُّؤم: قاشُور. و يقولون في المثل: «أشأَم مِن قَاشِر «2»»، و هو فحلٌ له حديث. و لهذا سُمِّي الفِسْكِل «3» من الخيل الذي يَجي‌ء في الحَلْبة آخِرَها قاشُوراً. و قولهم إنَّ الأقْشَر: الشَّديد الحُمرة، و إنَّما ذلك للشَّديد حُمرةِ الوجه، الذي يُرَي وجهُه كأنّه يتقشّر. و قُشَيرٌ:
[أبو قبيلة «4»] من العرب.

قشم

القاف و الشين و الميم أُصَيلٌ إن صحّ فهو من الأكل و ما ضاهاه من المأكول. قالوا: القَشْم: الأكل. و القُشَام: ما يُؤكَل. و قال ابن دريد:
«قُشَام المائدة: ما نُفِض منها من باقي خُبزٍ و غيرِه «5»». و يقال: ما أصابت الإبِلُ مَقْشَما، أي لم تُصِب ما ترعاه.
و مما شذَّ من هذا الباب إنْ صحَّ قولُهم: قَشَمت الخُوصَ، إذا شقَقتَه، لتَسفَّهُ. و كلُّ ما شُقَّ منه فهو قُشَام.
______________________________
(1) الرجز للكذاب الحرمازي، كما في البيان و التبيين (3: 276). و هو بدون نسبة في اللسان (تلب، قشر، حلق).
(2) في الأصل: «قاشور»، صوابه في المجمل و اللسان و أمثال الميداني (1: 346).
(3) في الأصل: «ألف كل».
(4) بمثلها يلتئم الكلام.
(5) بعده في الجمهرة (3: 66): «و أحسبها مولدة».
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 92‌

باب القاف و الصاد و ما يثلثهما

قصع

القاف و الصاد و العين أصلٌ صحيحٌ يدلُّ علي تطامُنٍ في شي‌ء أو مطامَنةٍ له. من ذلك القَصْعَة، و هي معروفة، سمِّيت بذلك للهَزْمة.
و القاصِعاء: أوَّل جِحَرة اليَربوع، و قياسُها ما ذكرناه. و قد تَقصَّع، إذا دخَل قاصِعاءَه. قال:
فَوَدَّ أبو ليلي طُفيلُ بنُ مالكٍ بمُنعَرَجِ السُّوبان لو يَتَقَصَّعُ «1»
فأمَّا قَصْع النّاقة بجِرّتها فقالوا: هو أن ترُدَّها في جوفها. و الماء يَقْصَعُ العطش: يقتلُه و يذهبُ به. قال:
* فانصاعَتِ الحُقْبُ لم تُقْصَع صَرائِرُها «2» *
و قصَعتُ ببُسْط كَفِّي هامتَه: ضربْتُها. و قَصَع اللّٰه به، إذا بَقِيَ قمِيّاً لا يَشِبُّ و لا يزداد، و هو مقصوعٌ و قصيعٌ.

قصف

القاف و الصاد و الفاء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ علي كسرٍ لشي‌ء.
و لا يُخْلِف هذا القياسُ. يقال: قصَفت الرِّيحُ السفينةَ في البحر. و ريحٌ قَاصِف «3».
و القَصِف: السَّريع الانكسار. و القَصِيف: هشيم الشَّجر. و منه قولُهم: انقصفوا
______________________________
(1) لأوس بن حجر في ديوانه 11.
(2) لذي الرمة كما سبق في حواشي (صر). و عجزه:
* و قد نشحن فلا ري و لا هيم*
(3) في المجمل: «و هي ريح قاصف».
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 93
عنه، إذا تركوه. و هو مستعار. و الأقْصَف: الذي انكسرت ثَنِيَّتُه من النِّصف.
و رعدٌ قَاصِف، أي شديد. و قياس ذلك كأنَّه يكاد يَقصِف الأشياءَ بشدَّته.
يقولون: بَعثَ اللّٰه تعالي عليهم الرِّيحَ العاصف، و الرّعدَ القَاصِف. و منه القَصْف:
صَرِيف البَعير بأسنانه. فأمَّا القَصْف في اللَّهو و اللَّعِب فقال ابنُ دريد «1»: لا أحسبه عربيَّا. و ليس القَصْف الذي أنكَرَه ببعيدٍ من القياس الذي ذكرناه، و هو من الأصوات و الجَلَبة. و قياسه في الرَّعد القَاصِف، و في صَريف البَعير بأسنانِه.

قصل

القاف و الصاد و اللام أصلٌ صحيحٌ واحدٌ يدلُّ علي قطعِ الشي‌ء. فالقَصْل: القَطْع. يقال قَصَله، إذا قطَعَه. و القَصِيل معروف، و سمِّي بذلك لسُرعة اقتِصَاله «2»، لأنّه رَخْص. و سيف مِقْصَلٌ: قطّاع، و كذلك القَصَّال.
و لسانٌ مِقْصَل علي التشبيه. و القِصْل: الرَّجْل الضّعيف، لأنَّه منقطِع.
فأمَّا القُصَالة فما يُعْزَل من البُرِّ ليُداسَ ثانيةً، فإن كان صحيحاً فقياسُه قريب.

قصم

القاف و الصاد و الميم أصلٌ صحيحٌ يدلُّ علي الكسر. يقال:
قَصَمْت الشي‌ء قَصْماً. و القُصَم: الرّجُل يَحطِم ما لَقِيَ. و قال اللّٰه تعالي: وَ كَمْ قَصَمْنٰا مِنْ قَرْيَةٍ كٰانَتْ ظٰالِمَةً أراد- و اللّٰه أعلمُ- إهلاكَه إيّاهم، فعبَّر عنه بالكسر. و القَصِيمة و القَيْصوم: نبتان.
______________________________
(1) الجمهرة (3: 81).
(2) في الأصل: «انفصاله»، صوابه في اللسان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 94‌

قصوي

القاف و الصاد و الحرف المعتلّ أصلٌ صحيح يدلُّ علي بُعدٍ و إبعاد. من ذلك القَصَا: البُعْد. و هو بالمكان الأقصَي و النَّاحيةِ القُصوَي.
و ذهبتُ قَضا فلانٍ، أي ناحيته. و يقال: أحاطوُنا القَصَا. أي وقفوا منّا بين البعيد و القريب غير أنَّهم مُحِيطون بنا كالشَّي‌ءِ يَحُوط الشّي‌ءَ يحفظه. قال:
فحَاطوُنا القَصَا و لقد رأونا قريباً حيثُ يُستَمَع السِّرارُ «1»
و أقصَيتُه: أبعدتُه. و القَصِيّةُ من الإبل: المودوعة الكريمة لا تُجهَد و لا تُرْكَب، أي تُقصَي إكراماً لها. فأمَّا النّاقةُ القَصْواء فالمقطوعة الأذُن.
و قد يمكن هذا علي أنَّ أذنَها أُبعِدَت عنها حين قُطعت. و يقولون: قصَوتُ البعيرَ فهو مقصُوٌّ: قطعت أذنَه. و ناقةٌ قَصْواء، و لا يقال بعيرٌ أقصَي.

قصب

القاف و الصاد و الباء أصلان صحيحان، يدلُّ أحدهما علي قَطْع الشّي‌ء، و يدلُّ الآخَر علي امتدادٍ في أشياءَ مجوَّفة.
فالأوّل القَصْب: القَطْع؛ يقال قَصَبْته قَصْباً. و سمِّي القصَّابُ قصّاباً لذلك.
و سيف قَصَّابٌ، أي قاطع. و يقال: قَصَبْتُ الدّابة، إذا قطعتَ عليه شُربَه قبل أن يَرْوَي. و من الباب: قَصَبت الرّجُل، إذا عبتَه، و ذلك علي معني الاستعارة.
و الأصل الآخر: الأقصاب: الأمعاء، واحدها قُصْب. و القَصَب معروف، الواحدة قَصَبة. و القَصْباء: جمع قَصَبة أيضاً. و القَصَب: أنابيبُ من جوهر. و
في الحديث: «بَشِّرْ خَدِيجةَ ببيتٍ في الْجَنّة من قَصَب، لا صَخَب فيه و لا نَصَب».
______________________________
(1) لبشر بن أبي خازم في المفضليات (2: 141) و اللسان (قصا).
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 95
و القَصَب: عُروق الرّئة. و القَصَب: مخارِجُ الماء من العيون؛ و هذا علي معني التشبيه. و القُصّاب: المَزَامير. قال:
و شاهِدُنا الجُلُّ و الياسَمِي نُ و المُسمِعاتُ بقُصَّابِها «1»
و من الباب القَصائِب: الذوائب، واحدتها قَصِيبة. و يقال القُصَّابة (2):
الخُصْلة من الشَّعر.

قصد

القاف و الصاد و الدال أصولٌ ثلاثة، يدلُّ أحدُها علي إتيانِ شي‌ءِ و أَمِّه، و الآخَر علي اكتنازٍ في الشي‌ء.
فالأصل: قَصَدته قَصْداً و مَقْصَداً. و من الباب: أقْصَدَه السَّهمُ، إذا أصابه فقُتِل مَكانَه، و كأنّه قيلَ ذلك لأنَّه لم يَحِد عنه «2». قال الأعشي:
فأقْصَدها [سهمي] و قد كان قبلها لأمثالها من نِسوَةِ الحيِّ قانِصَا «4»
و منه: أقْصَدَتْه حَيَّةٌ، إذا قتلَتْه.
و الأصل الآخر: قَصَدْت الشي‌ءَ كسرته. و القِصْدَة: القِطْعة من الشي‌ء إِذا تكسَّر، و الجمع قِصَدٌ. [و منه قِصَدُ] الرِّماح. و رمحٌ قَصِد، و قد انقَصَد. قال:
تري قِصَدَ المُرّانِ تُلْقَي كأنَّها تذرُّعُ خُرصانٍ بأيدِي الشّواطبِ «5»
و الأصل الثالث: الناقة القَصِيد: المكتنِزة الممتلِئة لحماً. قال الأعشي:
______________________________
(1) البيت للأعشي في ديوانه 121 و اللسان (قصب، جلل).
(2) في الأصل: «فكأنه قد قبل ذلك لأنه لم يجد عنه».
(4) ديوان الأعشي 109.
(5) لقيس بن الخطيم في ديوانه 13 و اللسان شطب (قصد، ذرع، خرص، شطب). و قد سبق في (ذرع، شطب).
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 96
قطعتُ و صاحبِي سُرُحٌ كِنازٌ كرُ كْنِ الرَّعْنِ ذِعْلِبَةٌ قَصيد «1»
و لذلك سمِّيت القصيدةُ من الشِّعر قصيدةً لتقصيد أبياتها، و لا تكون أبياتُها إلَّا تامَّة الأبنية.

قصر

القاف و الصاد و الراء أصلانِ صحيحان، أحدهما يدلُّ علي ألا يبلُغَ الشّي‌ءُ مدَاه و نهايتَه، و الآخر علي الحَبْس. و الأصلانِ متقاربان.
فالأوّل القِصَر: خلافُ الطُّول. يقول: هو قَصيرٌ بيِّن القِصَر. و يقال:
قصَّرتُ الثَّوبَ و الحبلَ تَقصيراً. و القَصْر: قَصْر الصّلاة، و هو ألَّا يُتِم لأجل السّفَر.
قال اللّٰه تعالي: فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنٰاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلٰاةِ. و القُصَيْرَي:
أسفل الأضلاع، و هي الواهنة. و القُصَيْري: أفْعَي، سمِّيت لقِصَرها. و يقال أقْصَرَت الشَّاةُ، إذا أسنَّتْ حتَّي تقصُرَ أَطرافُ أسنانها. و أقصَرَت المرأةُ: ولدت أولاداً قِصاراً. و يقال: قصَّرتُ في الأمرِ تَقْصِيراً، إذا توانيت. و قَصَرْت عنه قُصوراً:
عَجَزت. و أَقْصَرْت عنه إذا نزعتَ عنه و أنت قادرٌ عليه. قال:
لو لا علائقُ من نُعْمٍ عَلِقْتُ بها لأقْصرَ القلبُ مِنِّي أيَّ إقصارِ «2»
و كل هذا قياسُه واحد، و هو ألّا يبلُغَ مدَي الشّي‌ء و نهايتَه.
و الأصل الآخر، و قد قلنا إنهما متقاربان: القَصْر: الحبس، يقال: قَصَرْتُه،
______________________________
(1) ديوان الأعشي 216. و هو في اللسان (قصد) بدون نسبة.
(2) للنابغة الذبياني، من قصيدته التي مطلعها:
عوجوا فحيوا لنعم دمنة الدار ماذا تحيون من نؤي و أحجار
و قد عدها أبو زيد محمد بن أبي الخطاب القرشي، في جمهرة أشعار العرب، من المعلقات.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 97
إذا حبستَه، و هو مَقْصُور، أي محبوس. قال اللّٰه تعالي: حُورٌ مَقْصُورٰاتٌ فِي الْخِيٰامِ. و امرأةٌ قاصِرَة الطَّرف: لا تمدُّه إلي غير بَعلِها، كأنَّها تحبِس طرْفَها حَبْسا. قال اللّٰه سبحانه: فِيهِنَّ قٰاصِرٰاتُ الطَّرْفِ. و من الباب: قُصارَاك أن تفعَلَ كذا و قَصْرُكَ، كأنَّه يراد ما اقتصرت عليه و حَبَسْتَ نفسَك عليه. و المَقَاصِر:
جمع مَقْصُورة، و كلُّ ناحيةٍ من الدار الكبيرة إذا أحيط عليها فهي مَقْصُورة.
و هذا جائزٌ أن يكون من القياس الأوَّل. و يقولون: فرسٌ قَصِيرٌ: مقرَّبة مُدْناةٌ لا تُترك تَرود، لنَفاستها عند أهلها. قال:
تراها عند قُبَّتِنا قَصِيراً و نبذُلُها إذا باقَتْ بَؤُرقُ «1»
و جارية قَصِيرةٌ و قَصُورةٌ من هذا. و التِّقصار: قلادةٌ شبيهة بالمخْنَقة، و كأنَّها حُبِست في العُنق. قال:
و لها ظبيٌ يؤرِّثها جاعلٌ في الجِيد تِقصارَا «2»
و من الباب: قَصْر الظَّلامِ، و هو اختلاطُه. و قد أقبلَتْ مَقاصر الظَّلام، و ذلك عند العشيّ. و قد يمكن أنْ يُحمَل هذا علي القياس فيقال: إنَّ الظَّلامَ يَحبِس عن التصرُّف. و يقال: أقصَرْنا، إذا دخلْنا في ذلك الوقت. و يقال لذلك الوقت المَقْصَرة «3»، و الجمع مَقاصر. قال:
______________________________
(1) البيت لزغبة الباهلي أو مالك بن زغبة الباهلي، أو جزء بن رباح الباهلي. اللسان (قصر، بوق).
(2) في الأصل: «يؤرقها»، تحريف، صوابه في اللسان (قصر، أرث) حيث نسب البيت إلي عدي بن زيد العبادي.
(3) هو كمرحلة و مقعد و منزل، كما في القاموس.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 98
فبعثتُها تَقِص المَقاصِر بعد ما كَرَبتْ حياةُ النّار للمتنوِّرِ «1»
و مما شذَّ عن هذا الباب القَصَر: جمع قَصَرة، و هي* أصلُ العنُق، و أصل الشجرة، و مُستغلَظُها. و قرئت: إنّها ترمي بشرر كالقَصَر «2». و القَصَر: داءٌ يأخذ في القَصَر. و اللّٰه أعلم.

باب القاف و الضاد و ما يثلثهما

قضع

القاف و الضاد و العين أصلٌ صحيح، و قياسه القهر و الغلَبة.
قالوا: القَضْع: القَهْر. قال الخليل: و بذلك سمِّيت قُضاعة. و ذكر ناسٌ أنّ قُضاعة سمِّي بذلك لأنَّه انقضع عن قومِه، أي انقطع. فإن كان هذا صحيحاً فهو من باب الإبدال، تكون الضّاد مبدلةً من طاء. و قال ابن دريد: «تقضَّع القومُ:
تفرّقوا «3»». و هذا من الإبدال أيضًا.

قضف

القاف و الضاد و الفاء أُصَيل يدلُّ علي دِقَّة و لطافة. فالقَضَف:
الدِّقَّة؛ يقال عُودٌ قَضِف و قَضِيفٌ. و جمع قضيف قِضاف. و منه القَضَفة، و الجمع قِضْفان: قطعةٌ من رمل تنْقضِفُ «4» من معظمه، أي تنكسر.
______________________________
(1) لابن أحمر، كما سبق في (بعث). و نسب في اللسان (قصر، و قص) إلي ابن مقيل.
(2) هي قراءة ابن عباس و ابن جبير و مجاهد و الحسن و ابن مقسم. تفسير أبي حيان (8:
407) في سورة المرسلات.
(3) الجمهرة (3: 93).
(4) في الأصل: «يتقضف»، و أثبت صوابه من القاموس.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 99‌

قضم

القاف و الضاد و الميم كلمتانِ متباينتان لا مناسبةَ بينهما: إحداهما القَضْم: قَضْم الدّابَّة شعيرَها؛ يقال قَضِمَتْ تَقْضَم. و يقولون: ما ذُقتُ قَضَاماً.
و يقال: القَضْم: الأكل بأطراف الأسنان، و الخَضْم بالفم كلِّه.
و الكلمة الأخري: القَضِيم، يقال إنَّه الجِلدُ الأبيض، أو الصَّحيفة البيضاء.
قال النابغة:
كأنَّ مَجرَّ الرامساتِ ذُيولَها عليه قَضِيمٌ نَمَّقَتْهُ الصَّوانعُ «1»

قضي

القاف و الضاد و الحرف المعتل أصلٌ صحيح يدلُّ علي إحكام أمرٍ و إتقانِه و إنفاذه لجهته، قال اللّٰه تعالي: فَقَضٰاهُنَّ سَبْعَ سَمٰاوٰاتٍ فِي يَوْمَيْنِ أي أحكَمَ خَلْقَهنّ. ثم قال أبو ذؤيب:
و عَليهما مَسرودتانِ قَضاهما داودُ أو صَنَعُ السَّوابِغِ تُبَّعُ «2»
و القَضَاء: الحُكم. قال اللّٰه سُبحانه في ذكر من قال: فَاقْضِ مٰا أَنْتَ قٰاضٍ أي اصنَعْ و احكُمْ. و لذلك سمِّي القاضي قاضياً، لأنَّه يحكم الأحكامَ و يُنْفِذُها.
و سمِّيت المنيّةُ قضاءً لأنّه أمر يُنْفَذُ في ابن آدم و غيرِه من الخَلْق. قال الحارث ابن حِلِّزة:
و ثمانونَ من تميمٍ بأيدي هِمْ رماحٌ صُدورهنَّ القضاءُ «3»
أي المنيّة. و كلُّ كلمةٍ في الباب فإنَّها تجري علي القياس الذي ذكرناه، فإذا
______________________________
(1) ديوان النابغة 50 و اللسان (قضم).
(2) ديوان الهذليين (1: 19) و المفضليات (2: 228) و اللسان (صنع، قضي).
(3) البيت من معلقته المشهورة.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 100
هُمِز تغيَّر المعني. يقولون: القَضْأة: العيب، يقال ما عليك منه قُضأةٌ و في عينه قُضْأةٌ، أي فَساد.

قضب

القاف و الضاد و الباء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ علي قَطْع الشَّي‌ء يقال: قَضَبْتُ الشي‌ءَ قضْباً. و
كان رسول اللّٰه صلي اللّٰه عليه و آله، إذا رأي التَّصليب في ثوبٍ قَضَبَه
، أي قطعه. و انقضَب النَّجمُ من مكانه. قال ذو الرُّمَّة:
كأنَّه كوكبٌ في إِثْرِ عِفْرِيَةٍ مُسوَّمٌ في سَواد اللَّيلِ منقضِب «1»
و القضيب: الغُصْن. و القَضْب: الرَّطْبة، سمِّيت لأنّها تُقْضَب. و المَقَاضب:
الأرَضُون تنبت القَضْب. و قَضَبت الكرم: قطعتُ أغصانَه أيّامَ الرَّبيع.
و سيفٌ قاضِبٌ و قضيب: قطّاع. و رجلٌ قَضّابةٌ: قطّاعٌ للأمور مقتدِرٌ عليها.
و قُضَابة الكرم: ما يتساقط من أطرافه إذا قُضِب.
و من الباب: اقتَضَبَ فلان الحديثَ، إذا ارتَجَله، و كأنَّه كلامٌ اقتطَعَه منْ غير روِيّة و لا فِكْر. و يستعارُ هذا فيقال: ناقةٌ قضيب، إذا رُكِبَتْ قبلَ أن تُراض. و قد اقتَضَبْتها. و قَضيب: واد. و اللّٰه أعلم.
______________________________
(1) ديوان ذي الرمة ص 1 و اللسان (عفر، قصب).
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 101‌

باب القاف و الطاء و ما يثلثهما

قطع

القاف و الطاء و العين أصلٌ صحيحٌ واحد، يدل علي صَرْمٍ و إبانة شي‌ءِ من شي‌ء. يقال: قطعتُ الشي‌ءَ أقطعه قَطْعا. و القطيعة: الهِجران.
يقال: تقاطَعَ الرّجُلان، إذا تصارما. و بعثَتْ فلانةُ إلي فلانةَ بأُقطوعةٍ، و هي شي‌ءٌ تبعثُه إليها علامةً للصَّريمة. و القِطْع، بكسر القاف: الطَّائفة من اللَّيل، كأنَّه قِطعةٌ.
و يقال: قطعت قَطْعاً.* و قطعتِ الطير قُطوعاً، إذا خَرَجَتْ من بلاد [البرد إلي بلاد «1»] الحرِّ، أو من تلك إِلي هذه. و القَطِيع: السَّوط. قال الأعشي:
* تراقِبُ كفِّي و القَطِيعَ المحرَّما «2» *
و أقطعتُ الرّجُلَ إقطاعاً، كأنَّه طائفةٌ قد قُطِعت من بلَد. و يقولون لليائس من الشي‌ء: قد قُطِعَ به، كأنَّه أملٌ أمّله فانْقَطَع. و قَطعتُ النّهرَ قُطوعاً «3»، إذا عبرتَه. و أقطعتُ فلاناً قُضباناً من الكَرْم، إذا أذِنْتَ له في قطعها. و القضيب:
القطيع من الشجرة تُبْرَي منه السِّهام، و الجمع أقْطُع. قال الهُذليّ «4»:
و نميمةً من قانصٍ متلبِّبٍ في كفِّه جَشْ‌ءٌ أجشُّ و أقْطُعُ
و هذا الثَّوبُ يُقطِعُك قميصاً. و يقال: إِنّ مقطِّعة النِّياط: الأرنب، فيقال
______________________________
(1) تكملة يقتضيها الكلام. و في المجمل: «إذا خرجت من بلد البرد إلي بلد الحر».
(2) سبق في (حرم). و صدره كما في ديوان الأعشي 201 و اللسان (حرم، قطع):
* تري عينها صغواء في جنب مؤقها*
(3) و قطعا كذلك.
(4) هو أبو ذؤيب الهذلي. ديوان الهذليين (1: 7) و المفضليات (2: 244) و اللسان (قطع، نمم، جشأ، جشش). و قد سبق في (جشأ).
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 102
إنما سمِّيت بذلك لأنَّها تَقطَع نِياطَ ما يتْبعها من الجوارح في طلبها. و يقال: النِّياط:
بُعْد المفازة. و من الباب: قطَّع الفرسُ الخيلَ تَقْطِيعاً: خلّفها و مضَي، و هو تفسير الذي ذكرناه في مقطِّعة النِّياط، إذا أُريد نياط الجارح.
و بُزاد في بنائه فيقال: جاءت الخيل مُقْطَوْطِعاتٍ، أي سراعاً. و يقولون:
جاريةٌ قطيعُ القِيام، كأنَّها من سِمَنها تنقطع عنه. و فلانٌ منقطِعُ القَرين في سَخاء أو غيره. و في بعض التَّفسير في قوله تعالي: فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَي السَّمٰاءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ إنَّه الاختناق، و القياس فيه صحيح. و مُنْقَطَع الرَّمل و مَقْطَعُه: حيثُ ينقطع.
و القَطِيع: القِطعة من الغَنَم. و المقطَّعات: الثِّيَاب «1» القِصار. و
في الحديث: «أنَّ رجلًا أتاه و عليه مقطَّعات له»
، و كذلك مقطَّعات أبيات الشِّعر. و القُطْع: البُهْر.
و مَقاطع الأودية: مآخيرها. و أصاب بئرَ فُلانٍ قُطْع، إذا نَقَص ماؤُها. و القِطع بكسر القاف: الطِّنْفِسَة تُلقي علي الرَّحل؛ و كأنَّها سمِّيت بذلك لأنَّ ناسجَها يقطعُها من غيرها عند الفَرَاغ، كما يسمَّي الثّوب جديداً كأنَّ ناسجَه جَدَّه الآن.
و الجمع قُطُوع. قال:
أتَتْكَ العِيسُ تنفُخُ في بُراها تَكشَّفُ عن مَناكبها القطوعُ «2»
و القِطْع: النَّصل من السِّهام العَريض، كأنّه لما بُرِيَ قُطِع.
و مما شذَّ عن هذا الباب القُطَيعاء: [ضربٌ من التَّمر. قال «3»]:
______________________________
(1) في الأصل: «النياط» تحريف.
(2) البيت لعبد الرحمن بن الحكم بن أبي العاصي، و قيل لزياد الأعجم، و ينسب كذلك للأعشي.
اللسان (قطع) و تهذيب إصلاح المنطق، و إصلاح المنطق 10.
(3) الكلمة الأخيرة مما اقترحته للتكملة. و ما قبلها تفسير من المجمل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 103
[باتوا يعشُّون القُطيعاءَ] ضيفَهم و عندهم البَرْنِيُّ في جُلَل ثُجْلِ «1»

قطف

القاف و الطاء و الفاء أصلٌ صحيح يدلُّ علي أخْذِ ثمرةٍ من شجرة، ثم يستعار ذلك، فتقول: قَطَفت الثمرة أقْطِفُها قَطْفاً. و القِطْف: العُنقود.
و يقال: أقطَفَ الكَرْم: دنا قِطافُه. و القُطافة: ما يسقُط من القُطوف. و يستعار ذلك فيقال: قَطَف الدّابَّةُ يَقطِف قَطْفاً، و هو قَطوفٌ، كأنَّه من سرعة نَقْلِه قوائمَه يقطِفُ من الأرض شيئاً. و قد يقال للخَدْشِ: قَطْف؛ و المعني قريب. [قال]:
* و لكن وجْهَ مولاك تقطِفُ «2» *

قطل

القاف و الطاء و اللام أصلٌ صحيحٌ يدلُّ علي قَطع الشّي‌ء. يقال:
قَطَله قَطْلًا، و هو قَطِيلٌ و مقطول. و نخلةٌ قطيل، إذا قُطعت من أصلها فسقطَتْ.
و يقال: إنَّ القَطِيلة: القطعة من الكساء و الثَّوبِ يُنْشف بها الماء. و المِقْطَلة:
حديدةُ يقطَعُ بها، و الجمع مَقاطل. و يقال إنّ أبا ذؤيبٍ الهذليِّ كان يلقَّب «القَطِيل».

قطم

القاف و الطاء و الميم أصلٌ صحيح يدلُّ علي قَطع الشي‌ء، و علي شهوة. فالقَطْع يعبَّر عنه بالقَطْم. يقولون: قَطَم الفصيلُ الحشيشَ بأدني فمه يَقطِمه. وَ قطَامِ: اسمٌ معدول، يقولون إنّه من القَطْم، و هو القَطْع.
______________________________
(1) تكملة صدر البيت مما سبق في (ثجل).
(2) قطعة من بيت لحاتم الطائي ليس في ديوانه. و هو في اللسان (قطف) و إصلاح المنطق 457. و هو:
سلاحك مرقي فما أنت ضائر عدوا و لكن وجه مولاك تقطف
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 104
و أمَّا الشَّهوةُ فالقَطَم. و الرَّجُل الشَّهوانُ اللَّحم قَطِم. و القُطَامِيُّ: الصَّقر، و لعلَّه سمِّي بذلك لحِرصه علي اللحم. و فحلٌ قَطِم: مشَتهٍ للضِّراب.

قطن

القاف و الطاء و النون أصلٌ صحيحٌ يدلُّ علي استقرارٍ بمكان و سكون. يقال: قَطَن بالمكان: أقام به. و سَكَنُ الدّارِ: قطينُهُ. و من الباب قَطِينُ المَلِك، يقال هم تُبّاعه، و ذلك أنّهم يسكنون حيثُ يسكن. و حَشَمُ الرّجل: قَطِينُه أيضا*. و القُطْن عندنا مشتقٌّ من هذا لأنَّه لأهل المَدَرِ و القاطِنين بالقُري. و كذلك القِطْنيَّة واحدة القَطَانيّ كالعَدَس و شِبْهِه، لا تكون إلّا لقُطّان الدُّور. و يقال للكَرْم إذا بدَتْ زَمَعاتُه: قد قَطَّن؛ كأنَّ زَمَعَاتِه شُبِّهَتْ بالقُطْن. و يقال إنَّ القَطِنة، و الجمع القَطِن: لحمة بين الوَرِكين. قال:
* حتَّي أتي عارِي الجآجِي و القَطِنْ «1» *
و سُمِّيت قَطِنة للزومها ذلك الموضع، و كذلك القَطِنة، و هي شِبْه الرُّمَّانة في جَوْفِ البقرة.

قطو

القاف و الطاء و الحرف المعتلّ أصلٌ صحيح يدلُّ علي مقاربَةٍ في المشي. يقال: القَطْو: مُقارَبَة الخطو، و به سمِّيت القطاة، و جمعها قطاً.
و العرب تقول: «ليس قَطاً مثلَ قُطَيّ»، أي ليس الأكابرُ مثل الأصاغر. قال:
ليسَ قَطاً مثلَ قُطَيٍّ و لا ال مَرْعيُّ في الأقوام كالرَّاعي «2»
______________________________
(1) في اللسان (قطن) أن البيت من حديث سطيح، و لعله من كلام عبد المسيح. انظر أوائل سيرة ابن هشام و حياة الحيوان للدميري في رسم (شق) و بلوغ الأرب (3: 282).
(2) البيت لأبي قيس بن الأسلت في المفضليات (2: 85) و اللسان (رعي، قطا). و قد سبق في (رعي).
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 105
و سمِّيت قطاةً لأنَّها تَقْطُو في لِشْية. و يقولون: اقطَوْطَي الرَّجلُ في مشيته:
استدار.
و مما استُعِير من هذا الباب القَطَاة: مَقعَد الرَّدِيف من ظَهْر الفَرَس.

قطب

القاف و الطاء و الباء أصلٌ صحيح يدلُّ علي الجمع. يقال:
جاءت العربُ قاطبةً، إذا جاءت بأجمعِها. و يقال قطَبْتُ الكأسَ أقطِبُها قطباً، إذا مزجتَها. و القِطَاب: المِزاج. و منه قولهم: قَطَب الرّجُلُ ما بين عينَيه.
و القَطِيبة: ألوان الإبل و الغنم يُخلَطان.
و من الباب القُطب: قُطب الرَّحَي؛ لأنَّه يجمع أمرَها إذْ كان دَوْرُه عليها.
و منه قُطْبُ السَّماء، و يقال إنَّه نجمٌ يدور عليه الفَلَك. و يستعار هذا فيقال: فلانٌ قطبُ بني فلانٍ، أي سيِّدُهم الذي يلوذون به.
و مما شذَّ عن هذا الباب القُطْبة: نَصْلٌ صغير تُرمَي به الأغراض. فأمَّا قولُهم:
قَطَبت الشَّي‌ءَ، إذا قطعتَه، فليس من هذا، إنَّما هو من باب الإبدال، و الأصل الضّادُ قضبت، و قد فسّرناه.

قطر

القاف و الطاء و الراء هذا بابٌ غير موضوع علي قياس، و كلمهُ متباينةُ الأصول، و قد كتبناها: فالقُطر: النّاحية. و الأقطار: الجوانب. و يقال:
طعَنَه فقطَّره، أي ألقاه علي أحد قُطْرَيه، و هما جانباه. قال:
قد علِمَتْ سلمي و جاراتُها ما قَطَّرَ الفارسَ إلَّا أنا «1»
و القُطُر: العُود. قال طَرَفة:
______________________________
(1) أنشده في اللسان (قطر).
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 106
و تنادَي القومُ في نادِيهمُ أ قُتارٌ ذاك أم ريح قُطُرْ «1»
و القَطْر: قَطْر الماءِ و غيرِه. و هذا بابٌ ينفاس في هذا الموضع، لأنَّ معناه التتابُع. و من ذلك قِطَار الإبل. وَ تَقاطَرَ القومُ، إذا جاءوا أرسالًا، مأخوذٌ من قِطار الإبل. و البعيرُ القاطرُ: الذي لا يزالُ بَوْلُه يقطُر. و من أمثالهم:
«الإنْفاض يُقَطِّر الجَلَبَ «2»»، يقول: إذا أنْفَضَ القومُ أي قلّت أزوادهم و ما عِندَهم قَطَّرُوا الإبلَ فجلبوها للبيع. و القَطِرانُ، ممكنٌ أنْ يسمَّي بذلك لأنَّه مما يَقطُر، و هو فَعِلان. و يقال: قَطَرت البعيرَ بالهِناء أقطُرُه. قال:
* كما قَطَر المَهْنُوءةَ الرّجلُ الطَّالِي «3» *
و مما ليس من هذا القياس، القِطْر: النُّحاس. و قولهم: قَطَر في الأرض، أي ذهَبَ. و اقطَارَّ النَّباتُ، إذا قاربَ اليُبْس.

باب القاف و العين و ما يثلثهما

قعل

القاف و العين و اللام ثلاثُ كلماتٍ غيرِ متجانسةٍ و لا قياسَ لها.
فالأولي القُعَال: ما تناثَر من نَور العِنَب. و الثانية: القَواعل: رءوس
______________________________
(1) سبق إنشاده و تخريجه في (قتر).
(2) و يروي أيضا: «النفاض» بالنون المضمومة.
(3) لامري‌ء القيس في ديوانه 61 و اللسان (قطر). و صدره:
* أيقتلني أني شغفت فؤادها*
و يروي: «و قد قطرت»، و يروي: «و قد شغقت».
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 107
الجبال، واحدتُها قَاعِلة. و الثالثة القَعْوَلَي: مِشيةٌ يَسفِي ماشِيها التُّرابَ بصُدور قدمَيه.

قعم

القاف و العين و الميم كلماتٌ لا تَرْجِع إلي قياسٍ واحد، لكنَّها متباينة. يقولون: أُقْعِم الرّجلُ، إذا أصابَه داءٌ فقتَلَه. و أقْعَمَتْه الحيّة.
و القَعَم: مَيَلٌ في الأنف. و يقال إنَّ القَعَم في الأَليتينِ: ارتفاعُهما، لا تكونان مُسترخِيتين. و يقولون: القَيعَم: السِّنَّوْر.

قعن

القاف و العين و النون ليس فيه إلَّا قُعَين: قبيلةٌ من العرب.

قعو

القاف و العين و الحرف المعتل فيه كلماتٌ لا قياسَ لها.
يقولون: قَعَا الفحلُ النّاقةَ قُعُوّاً «1». و القَعْو: خَشَبتانِ في البَكْرةِ فيهما المِحْور «2».
* قال:
مَقذوفةٍ بدَخيسِ اللّحمِ بازِلُها له صريفٌ صَرِيفُ القَعْوِ بالمَسدِ «3»
و أقْعَي الرَّجلُ في مَجلِسه، إذا تسانَدَ كما يُقعِي الكلِب. و نُهِيَ عن الإقعاء في الصلاة. و ذكر ابنُ دُريد: امرأةٌ قَعْوَاء: دقيقةُ السّاقَين «4»
______________________________
(1) و في المجمل: «قعوا»، و ربما قالوا قعوا، حكاهما الخليل. و أنكر بعضهم القعو- يعني بفتح القاف- و كان يقول: هو القعو».
(2) و كذا في اللسان. و في المجمل: «و المحور يكون بينهما».
(3) للنابغة الذبياني في ديوانه 18 و اللسان (قذف، دخس، قعا).
(4) و كذا في المجمل عن الجمهرة. و في الجمهرة (3: 134): «دقيقة التخذين».
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 108‌

قعث

القاف و العين و الثاء أصَلٌ يدلُّ علي كثرة. يقولون: القَعِيث:
المطر الكثير، و السَّيْب «1» الكثير. و أقْعَثَ له العطيَّة: أجزلَهَا.

قعد

القاف و العين و الدال أصلٌ مطرّدٌ منقاسٌ لا يُخلِف، و هو يُضاهِي الجلُوسَ و إن كان يتُكلَّمُ في مواضعَ لا يتكلَّم فيها بالجُلوس. يقال:
قَعَد الرَّجلُ يقعُد قعوداً. و القَعْدة: المرَّة الواحدة. و القِعدة: الحالُ حسنةً أو قبيحة في القعود. و رجلٌ ضُجَعةٌ قُعَدة: كثيرُ القعودِ و الاضطجاع.
و القَعِيدة: قَعِيدة الرَّجُل: امرأَتُه. قال:
لكنْ قعيدةُ بيتها مجفوةٌ بادٍ جناجنُ صدرِها و بها جَنَا «2»
و امرأَة قاعدةٌ، إن أَردتَ القعود، و قاعدٌ عن الحيض و الأزواج، و الجمع قَوَاعِد. قال اللّٰه تعالي: وَ الْقَوٰاعِدُ مِنَ النِّسٰاءِ اللّٰاتِي لٰا يَرْجُونَ نِكٰاحاً.
و المقْعَدات: الضَّفادع «3». و القُعْدُد: اللّئيم، و زِيدَ في بنائه لقعوده عن المكارم.
و أَمَّا القُعْدَد و القُعدُد فهو أَقربُ القوم إلي الأب الأكبر. و فلانٌ أَقْعَدُ نَسَباً، إذا كان أقربَ إلي الأب الأكبر، و قياسُه صحيحٌ لأنّه قَاعِد مع الأب الأكبر. و القَعِيد من الوحش: ما يأتيك من ورائك، و هو خِلاف النَّطيح مُستقبِلك. و القَعَد:
القَومُ لا ديوانَ لهم، فكأنّهم أُقِعدُوا عن الغَزْو. و الثَّدي المُقْعَد علي النّهد:
______________________________
(1) السيب: العطاء. و في الأصل: «السبب»، صوابه في المجمل.
(2) البيت للأسعر الجعفي في الأصمعيات ص 1 ليبسك، و اللسان (قعد) و الرواية فيهما: «بيتنا» و «و لها غني».
(3) جاءت في قول الشماخ:
توجسن و استيقن أن ليس حاضرا علي الماء إلا المقعدات القوافز
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 109
النّاهد، كأنّه أُقْعِد في ذلك المكان. و ذو القَعْدة: شهرٌ كانت العربُ تَقعُد فيه عن الأسفار «1». و القُعْدة: الدَّابّة تُقْتَعَد للرُّكوب خاصة. و القَعُود من الإبل كذلك: و يقال القَعِيدة: الغِرارة، لأنَّها تُمَلأُ و تُقعَد. و القَعِيد: الجرادُ الذي لم يَستو جناحُه. و قَوَاعِد البيت: آساسُه. و قَوَاعِد الهَوْدَج: خشباتٌ أربع مُعترِضاتٌ في أسفله. و الإقعادُ و القُعَاد: داءٌ يأخذ الإبلَ في أوراكها فيُمِيلها إلي الأرض. و المُقْعَدة من الآبار: التي أُقعِدَتْ فلم يُنْتَهَ بها إلي الماء و تُرِكَت. و الْمُقْعَد:
فَرخُ النَّسر. و قَعَدَتِ الرَّخَمة، إذا جَثَمت. و المَقاعِد: موضع قُعودِ النّاسِ في أسواقهم. و القُعُدات: السُّروج و الرِّحال. فأمّا قولهم: قَعِيدَكَ اللّه، و قَعْدَك، اللّٰه في معني القَسَم … «2».

قعر

القاف و العين و الراء أصلٌ صحيحٌ واحد، يدلُّ علي هَزْمٍ في الشّي‌ء ذاهبٍ سُفْلًا. يقال: هذا قَعر البئر، و قَعر الإناء، و هذه قصعةٌ قَعِيرةٌ.
و قَعَّر الرّجلُ في كلامه: شَدَّق. و امرأَة قَعِرة: نعتُ سوءِ في الجِماع. و انقَعَرت الشّجرة من أَرومتِها: انقلعَتْ.

قعز

القاف و العين و الزاء ليس فيه إلا طريفةُ ابن دريد «3»، قال:
قَعَزْتُ الإناءَ: ملأتُه. و قَعَزْتُ في الماء: عَبَبْتُ.

قعس

القاف و العين و السين أصلٌ صحيح يدلُّ علي ثباتٍ و قوّة، و يتوسَّعون في ذلك علي معني الاستعارة، فيقال للرّجل المنيع العزيز: أَقْعَس،
______________________________
(1) و في المجمل: «عن الغزو». و في اللسان: «عن الغزو و الميرة و طلب الَكلأ».
(2) بياض في الأصل.
(3) الجمهرة (2: 6).
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 110
و للغليظ العُنق قَوْعَس. [و] الأقعسانِ: جبلان طويلان. و ليلٌ أقعَسُ، أي طويلٌ ثابت، كأنه لا يكاد يَبْرَح. و الإقعاس: الغِني و الإكثار. و عِزّةٌ قَعساء:
ثابتةٌ لا تزول أبداً. [قال]:
* و عزّةٌ قَعساءُ لَن تُناصَي «1» *
و العزُّ الأَقْعَس في المذكَّر.
و مما حُمِل علي هذا: القَعَس: دُخولُ العنقِ في الصّدر حتَّي يَصير خلافَ الحَدَب، لأنَّ صدرَهُ كأنّه يرتفع. يقال: تقاعَسَ تقاعُساً، و اقعَنْسَسَ اقعِنْسَاساً.
قال:
بئسَ مُقامُ الشّيخِ أمرِسْ أمرِسِ إمَّا علي قَعْوٍ و إمّا اقعَنْسِسِ «2»

قعش

القاف و العين و الشين أُصَيلٌ يدلُّ علي انحناءِ في شَي‌ء.
يقال قَعشْتُ رأسَ الخشبة كَيمَا تُعطَف إليك*. و قَعَشت الشّي‌ءَ: جمعتُه. و هو ذلك القياس، لأنَّك، تَعطِفُ بعضَه علي بعض. و تَقَعْوَشَ الرّجلُ، إذا انحنَي.
و كذلك الجِذع. و القُعُوشُ: مراكب النساء، الواحد قَعْشٌ.

قعص

القاف و العين و الصاد أصلٌ صحيح يدلُّ علي داء يدعو إلي الموت. يقال: ضربَه فأقْعَصَه، أي قَتلَه مكانَه. و القَعَص: الموت الوَحيّ. و مات فلانٌ قَعْصاً. و القُعَاص: داءٌ يأخذ في الصَّدر كأنَّه يكسِر العنُق، يقال قُعِصت فهي مقْعُوصة.
______________________________
(1) كذا ضبط في المجمل. و ضبط في اللسان بنصب «عزة قعساء». و قبله في اللسان (نصا):
* قلال مجد فرعت أصاصا*
(2) أنشده في اللسان (مرس) و إصلاح المنطق 95، 220 و مجالس ثعلب 256 و شرح الحماسة للمرزوقي 1725.
(3) في الأصل: «كما». و في المجمل: «و القعش: عطفك رأس الخشبة إليك».
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 111‌

قعض

القاف و العين و الضاد كلمةٌ تدلُّ علي عَطْف شي‌ء و حَنْيِه.
من ذلك القَعْض: عطفُك رأسَ الخشبة، كما تُعطَف عروش الكَرْم. و هو قولُه:
* أطرَ الصَّنَاعَين [العريشَ] القَعْضا «1» *

قعط

القاف و العين و الطاء أصلٌ صحيح يدلُّ علي شَدِّ شي‌ء، و علي شِدَّة في شي‌ء. من ذلك الاقتِعاط، و هو شدُّ العِصابة و العمامة. يقال:
اقتعطتُ العمامةَ، و ذلك أن يشدَّها برأسه و لا يجعلَها تحتَ حنكِه. و
في الحديث:
«أَمَرَ بالتلحِّي و نَهَي عن الاقتِعَاط»
. و يقولون: القَعَط «2»: الغضب و شده الصياح. و القَعْط: الضِّيق. يقال: قَعّط علي غريمه: ضَيَّق. و مما شذَّ عن هذا القَعْط: الشاء الكثير «3».

قعف

القاف و العين و الفاء أصلٌ صحيح يدلُّ علي اجتراف «4» شي‌ء و أخْذِهِ أجمع. من ذلك القَعْف، و هو شدة الوطء و اجتراف التّرابِ بالقوائم.
و القَاعِف: المطر الشديد يَجْرُف وجهَ الأرض. و سيلٌ قُعَافٌ، مثل الجُراف.
و قَعَفْتُ النّخلةَ، إذا قلعتَها من أصلها. و القَعْف: اشتِفافُكَ ما في الإناء أجْمَعَ.
______________________________
(1) لرؤبة. و التكملة من ديوانه 80 و المجمل و اللسان (قعض).
(2) كذا ضبط في الأصل و المجمل، و ضبط في القاموس بإسكان العين.
(3) ورد هذا المعني في القاموس و لم يرد في اللسان.
(4) في الأصل: «احتراف» في هذا الموضع و تاليه، تحريف.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 112‌

باب القاف و الفاء و ما يثلثهما

قفل

القاف و الفاء و اللام أصلٌ صحيح يدلُّ أحدُهما علي أوبةٍ من سفر، و الآخر علي صَلَابةٍ و شِدَّةٍ في شي‌ء.
فالأوَّل القُفول، و هو الرُّجوع من السَّفَر، و لا يقال للذاهبين قافلةٌ حتّي يرجعوا.
و أمَّا الأصل الآخَر فالقَفِيل، و هو الخشب اليابس. و منه القُفْل، سمِّي بذلك لأنَّ فيه شدّاً و شِدَّة. يقال أقفَلتُ البابَ فهو مُقْفَل. و يقال للبخيل: هو مُقْفَل اليدين.
و قَفِلَ الشّي‌ءُ: يَبِس. و خيلٌ قَوَافِلُ: ضَوَامِر. و يقال: أقْفَلَه الصّومُ: أيبَسَه.

قفن

القاف و الفاء و النون ليس بأصلٍ، لكنَّهم يقولون: القَفَن:
لغةٌ في القَفا. و القفِينَة: الشَّاة تُذبَح من قَفاها. و يقال: إنَّ القَفَّانَ: طَريقةُ الشّي‌ء و مُنتهَي عملِه. و جاء
في حديث عمر: «ثمَّ أكون علي قَفّانِه»

قفي

القاف و الفاء و الحرف المعتل أصلٌ صحيح يدلُّ علي إتْباعِ شي‌ءٍ لشي‌ء. من ذلك القَفْو، يقال قَفوت أثَرَه. و قَفَّيتُ فلاناً بفلانٍ، إذا أتْبَعتَه إيَّاه. و سمِّيت قافيةُ البيت قافيةً لأنَّها تقفو سائرَ الكلام، أي تتلوه و تَتْبعه.
و القَفَا: مُؤْخِر الرّأس و العُنُق، كأنَّه شي‌ءٌ يَقفو الوجه. و القافية: القفا.
و
في الحديث: «يقعدُ الشّيطانُ علي قافية رأسِ أحدهم»
. قال ابن دريد «1»: يقال فلانٌ قِفْوتي: أي تُهمتي، و قِفْوَتي، أي خِيرَتي.
______________________________
(1) الجمهرة (3: 156).
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 113
قال: فكأنَّه من الأضداد. و هذا الذي قاله فإنَّ المعني فيه إذا اتَّهمه: قفاه أي تَبِعه يطلب سيّئةً عنده، و إذا كان خِيرَتَه قَفاه أيضاً أي تَبِعه يرجو خَيْره. و ليس ذلك عندنا من طريقة الأضداد في شي‌ء. و القَفِيُّ و القَفاوة: ما يُدَّخر من لبن أو غيرِه لمن يُراد تكرمتُه به. و هو من القياس، كأنَّه يُرادَ [و] يتبَع به إذا اهدي له قال سلامة:
ليس بأسفَي و لا أقَني و لا سَغِلٍ يُسقَي دواءَ قَفِيِّ السَّكْنِ مَرْبوبِ «1»
و قولهم: قَفَوت الرَّجُل، إذا قذفْتَه بفُجورٍ «2» هو من هذا، كأنّه أتْبَعَه كلاماً قبيحاً. و
في الحديث: «لا نَقْفُو أمَّنا «3»»

قفح

القاف و الفاء و الحاء، قال ابنُ دريد «4»: قَفَحت: نَفسُه عن الشّي‌ء إذا كرهَتْه. قال: و هو في شِعر الطرِمّاح «5».

قفخ

القاف و الفاء و الخاء كلمةٌ واحدةٌ* و هو ضربُ الشَّي‌ء اليابس علي مِثله. يقال قَفَخ هامتَه. قال:
* قَفخاً علي الهامِ و بَجّاً وَخْضا «6» *
______________________________
(1) ديوان سلامة بن جندل 8 و المفضليات (1: 119) و اللسان (نفا).
(2) في الأصل: «بعجوز»، صوابه في المجمل و اللسان.
(3) في اللسان: و قال النبي صلي اللّٰه عليه و سلم: «نحن بنو النضر بن كنانة لا نقذف أبانا و لا نقفو أمنا».
(4) الجمهرة (2: 175).
(5) و كذا ورد الكلام في المجمل و الجمهرة. يشير إلي قول الطرماح في ملحقات ديوانه 189:
يسف خراطة مكر الجنا ب حتي تري نفسه قافحه
(6) لرؤبة في ديوانه 81 و اللسان (قفخ، بجج)، و قد سبق في (بج).
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 114‌

قفد

القاف و الفاء و الدال أصلٌ يدلُّ علي التواءِ في شي‌ء. من ذلك القَفَد: التواءُ رسغِ اليد الوحشيّ؛ رجلٌ أقفدُ و امرأةٌ قَفْدَاء. و كذلك الفرس.
و يقولون: القَفْداء: جنس من الاعتمام.

قفر

القاف و الفاء و الراء أصلٌ يدلُّ علي خُلوٍّ من خَير. من ذلك القَفْر: الأرض الخالية. و منه القَفَار: الطَّعام و لا أُدْمَ معه. و
في الحديث:
«ما أقْفَرَ بيتٌ فيه خَلّ»
. و امرأةٌ قَفرة: قليلةُ اللّحم.
و مما شذَّ عن هذا الأصل، و هو من باب الإبدال، يقولون: اقتَفَرْت الأثَرَ و اقتفيتُه، و تفقَّر مثلُه. قال صخر «1»:
* فإنِّي عن تفقُّركم مكيثُ «2» *
و أمَّا القَفُّور فنَبت. قال ابنُ أحمر:
تَرعَي القَطاةُ الخِمسَ قَفُّورَها «3» ثم تَعُرُّ الماءَ فيمن يَعُرّ
و من القياس الأوّل قولهم: نزلْنا ببني فلان فبتْنا القَفْرَ، إذا لم يَقرُونا و قال ابن دريد «4» - و ليس من البابين-: القفَر: الشَّعر. و أنشد:
______________________________
(1) و كذا في المجمل. و في اللسان: «و قال أبو الملثم صخر»، و صواب «الملثم» «المثلم» و هو رجل هذلي يناقض بشعره صخر الغي الهذلي، و ليس الشعر لصخر، بل هو لأبي المثلم. انظر ديوان الهذليين (2: 224).
(2) صدره كما في الديوان:
* أنسل بني شغارة من لصخر*
(3) البيت في اللسان (عرر، قفر). و في الأصل: «تقفرها».
(4) الجمهرة (2: 400).
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 115
قد عَلِمَتْ خَودٌ بساقَيْها القَفَر لتُروَين أو لتُبيدَنَّ الشُّجُرْ «1»
جمع شِجار و هو خَشَب البِئْر.

قفز

القاف و الفاء و الزاء أصلانِ يدلُّ [أحدهما] علي شبه الوَثْب، و الآخر علي شي‌ءِ يُلبَس.
فالأوّل القَفَزان: مصدر قَفَز. و يقال للضَّفادع: القَوافز. و الآخر القُفَّاز:
و هو ضربٌ من الحَلْي تتَّخذه المرأةُ في يديها و رجليها. و يقولون علي التشبيه بهذا:
فرسٌ مقفَّز، إذا استدار تحجيلُه بقوائمه و لم يجاوز الأشاعر نَحْوَ المنعَّل. فأمَّا القَفِيز فمعرَّب.

قفس

القاف و الفاء و السين. يقولون: القَفَس: الغضب.

قفش

القاف و الفاء و الشين. فيه طريفَة ابنِ دريد «2»: قفش: جمع.

قفص

القاف و الفاء و الصاد كلماتٌ تدلُّ علي جمعٍ و اجتماع. يقولون:
تقفّص، إذا تجمَّع. و قَفَّصتُ الظّبْيَ، إذا شددتَ قوائمَه جميعا. و قولهم: إن القَفْصَ: الوَثْب، من هذا، و ذلك تجمُّع.

قفط

القاف و الفاء و الطاء كلمةٌ واحدة. يقولون: قَفَط الطَّائرُ، إذا سَفِد
______________________________
(1) أنشدهما في الجمهرة. و أنشد الأول في اللسان (قفر).
(2) الجمهرة (3: 65).
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 116‌

قفع

القاف و الفاء و العين كلماتٌ تدلُّ علي تجمُّع في شي‌ء. يقال أذنٌ قَفْعاءُ، كأنَّها أصابَتْها نار فانزَوَتْ. و الرِّجْل القَفْعاء: التي ارتدَّتْ أَصابعُها إلي القَدَم من البرد. و القَفْعة: شي‌ءٌ يتَّخَذ من خُوص يُجتَنَي فيه الرُّطَب.
و
في الحديث في ذكر الجراد: «ليْتَ عندنا منه قَفْعَةً أو قَفْعَتَينِ»
. و اللّٰه تعالي أعلمُ و أحكم.

باب ما جاء من كلام العرب علي أكثر من ثلاثة أحرف أوله قاف

و منه ما له أدني قياس، و منه ما وضع وضعا.
من ذلك (القَفَنْدر): الشَّيخ. و القَفَنْدَر: اللَّئيم الفاحش. و هذا مما زيدت فيه النون، ثم يكون منحوتا من القَفْد و القَفْر: الخلاءِ من الأرض، و القَفْد من قَفَدْتُه، كأنَّه ذليل مَهِين.
و من ذلك (القلمَّس): السّيِّد. و هذا مما زيدت فيه اللام، و هو من القَمْس و القاموس، و هو مُعظَم الماء، شبِّه بقاموس البحر.
و من ذلك (القَلَهْذَم)، يقال هو صفةٌ للماء الكثير. و هذا مما زيدت فيه اللام و الهاء، و هو من القَذْم و هو الكثرة، و قد فسَّرناه.
و من ذلك (القَصَنْصَع)، و هو القصير، و هو مما زيدت فيه النون و كرِّرت صادُه، و هو من القَصْع. و قد قلنا إنَّ القصع يدلُّ علي مُطامَنةٍ في شي‌ء و هَزْم فيه، كأنَّه قُصِع.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 117
و من ذلك (القُرْشُوم) و هو القُراد، و قد زيدت فيه الميم، و أصله القرش، و هو الجمع، سمي قُرْشُوماً لتجمُّع خلقه.
و من ذلك الحسب (القُدْموس): القديم، و هو مما زيدت فيه السين و أصله من القِدَم. و رجلٌ قُدمُوس: سيِّد، و هو ذلك المعني.
و من ذلك (القُرضوب) هو اللصّ. قال الأصمعيّ: و أصله قطع الشي‌ء. يقال قرضَبْتُه: قطعته. و الذي ذكره* الأصمعيّ صحيح، و الكلمة منحوتة من كلمتين.
من قرض و قَضَب، و معناهما جميعاً: القطع.
و من ذلك (القِنْعاس)، و هو الشَّديد. و هذا مما زيدت فيه النون، و أصله من الأقْعَس و القعساء، و قد فسَّرناه.
و منه رجل (قُناعِسٌ): مجتمِع الخَلْق.
و من ذلك (القَمْطَرِير): الشَّديد، و هذا مما زيدت فيه الراء و كرّرت تأكيداً للمعني، و الأصل قَمَط و قد ذكرناه، و أنَّ معناه الجمع. و منه قولهم بعير قِمَطرٌ:
مجتمع الخَلق. و القياسُ كلُّه واحد.
و من ذلك (اقْفَعَلَّت) يدُه: تقبّضت. و هذا مما زيدت فيه اللام، و هو من تقفَّعَ الشّي‌ء، و قد ذكرناه.
و من ذلك (القَلْفَع)، و هو ما يَبِس من الطِّين علي الأرض فيتقلّف. و هذه منحوتةٌ من ثلاث كلمات: من قفع، و قلع، و قلف، و قد فُسِّر.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 118
و من ذلك (القَرَقُوس)، و هو القاع الأملس، و أصله من القَرَق، و السين فيه زائدة، و قد ذكرناه.
و من ذلك (القَنَازِع) من الشَّعر، و هو ما ارتَفَع و طال، و أصله من القزع، و النون زائدة، و قد ذكَرْناه.
و من ذلك (القرْفُصاء)، و هو أن يقعد الرجل قِعدةَ المحتبِي ثمَّ يضعَ يديه علي ساقَيه كأنَّه محتَب بهما. و يقال: قرفَصْتُ الرَّجُلَ: شدَدتُه. و هذا مما زيدت فيه الراء، و أصله من القَفْص، و قد ذكرناه.
و من ذلك (أمّ قَشْعَم): المنيّة و الدَّاهية. و هذا مما زيدت فيه الميم، و الأصل القَشْع.
و من ذلك (قُرموص) الصَّائد: بيته. و هذا مما زيدت فيه الراء، و أصله القمص و قد مَرّ.
و من ذلك شي‌ءٌ ذكره ابنُ دريد «1»: بعير (قُرامِلٌ): عَظيم الخَلْق. و هذا مما زيدت لامُه، و أصلُه القرم.
و من ذلك (القُطْرُب)، و هو دويْبَّة تسعَي نهارَها دائباً. و هذا مما زِيدت فيه القاف، و الأصل الطَّرَب: خفّةٌ تُصِيب الإنسان؛ فسمِّي قُطرباً لخفّته في سَعْيِه. و يقولون: القُطْرب: الجُنون «2». و القُطرب: الكلب الصغير، و قياسُه واحد.
______________________________
(1) الجمهرة (3: 341).
(2) في القاموس: «نوع من الماليخوليا».
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 119
و مما وضع وضعاً (القَلَهْبَسَة): الهامة المُدوَّرة. و (القِطْمِير): الحبّة في بَطن النواة. و (القِرميد): الآجُرّ. و يقولون: (القُرْقُوف): الجَوَّال. و يقولون (اقرنْبَع) في جِلْسته: تقبَّض. و (اقْمَعَدَّ): عسُر. و (اقْذَعَلّ): عَسُر.
و (القَبَعْثَر) العظيم الخَلْق. و (القَرَبوس) للسَّرج. و (القِنْدَاوة): العظيم.
و يقولون: ما عليه (قِرطَعْبَةٌ)، أي خِرْقة. و ما عليه (قُذَعْمِلّةٌ). و اللّٰه أعلم بالصواب.
تم كتاب القاف و اللّٰه أعلم بالصواب
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 121‌

كتاب الكاف

باب الكاف و ما بعدها في الثنائي أو المطابق

كل

الكاف و اللام أصولٌ ثلاثةٌ صِحاح. فالأول يدلُّ علي خلاف.
الحِدّة، و الثاني يدلُّ علي إطافة شي‌ء بشي‌ء، و الثالث عضوٌ من الأعضاء.
فالأول كَلَّ السَّيف يكِلُّ كُلُولًا و كَلّةً «1». و الكليل: السيف يكِلُّ حَدُّه. و ربما قالوا في المصدر كَلالةً أيضاً. و كذلك اللِّسان و الطَّرف الكليلان.
و يقال: أكَلَّ القومُ، إذا كَلَّت إبلُهم. و كَلَّلَ فلانٌ مثل نَكَل، و قال قومٌ:
كَلَّلَ: حَمَل؛ و هذا خلاف الأوّل، و لعله أنْ يكون من المتضادَّات. و من الباب الكَلُّ: العِيالُ، قال اللّٰه تعالي: وَ هُوَ كَلٌّ عَليٰ مَوْلٰاهُ. و يقال: الكَلُّ:
اليتيم؛ و سمِّي بذلك لادارته. و الإكليل: منزلٌ من منازل القَمر، و هذا علي التَّشبيه.
و الإكليل: السَّحَابُ يدور بالمكان. قال محمد بن يزيد: سمِّي الإكليل لإطاحته بالرَّأس. فأمَّا الكَلالة فقال محمد: الكلالةُ هم الرِّجالُ الوَرَثة، كما قال أعرابيّ:
«مالي كثير «2»، و يَرِثُنِي كلالَةٌ مُتَرَاخٍ نسبُهم». قال: و هو مصدرٌ من تَكَلَّلَه النّسبُ، أي* تعطَّفَ عليه، فسمَّوا بالمصدر. و العلماء يقولون في الكلالةِ أقوالًا متقارِبة. قالوا: الكلالة: بنو العَمِّ الأباعدُ، كذا قال ابنُ الأعرابيّ: فأمَّا غيرُه
______________________________
(1) الذي في المجمل و اللسان و القاموس: «كلا».
(2) في الأصل: «قال كثير»، صوابه من المجمل و اللسان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 122
من أهل العلم
فروي زُهير عن جابر عن عامر، قال: لما قال أبو بكر: «مَن ماتَ و ليس له ولدٌ و لا والد فورثَتُه كَلالَة» ضَجَّ «1» عليٌّ منها، ثم رجع إلي قوله.
قال المبرّد: و الولد خارجٌ من الكَلَالَة. قال: و العرب تقول: لم يرِثه كلالةً، أي لم يرثه عن عُرُضٍ بل عن قُرْبٍ و استحقاق، كما قال الفرزدق:
ورِثتم قناةَ المُلك غيرَ كلالةٍ عن ابْنَي منافٍ عبدِ شمس و هاشمِ «2»
و أمَّا الآخَر فالكَلكَل: الصدر. و محتملٌ أن يكون هذا محمولًا علي الذي قبله، كأنّ الصدر معطوفٌ علي ما تحته.
و مما شذّ عن الباب الكُلْكُل: القصير. و انكلّتِ المرأة، إذا ضحكت تَنْكَلُّ. فأمَّا كُلّ فهو اسمٌ موضوع للإحاطة مضافٌ أبداً إلي ما بعده. و قولهم الكُلّ و قام الكُلّ فخطأ، و العربُ لا تعرفه.

كم

الكاف و الميم أصلٌ واحدٌ يدلُّ علي غِشاء و غِطاء. من ذلك الكُمَّة، و هي القلنسوة، و يقال منها: تكمَّمَ الرَّجل، و تكمكم. و من ذلك
الحديث: «أنَّ عمر رأي جاريةً مُتَكَمْكِمَةً»
. و الكُمّ: كُمّ القميص، يقال منه كَمَمْتُهُ «3»، أي جعلت له كُمَّيْن. و الكِمَّ: وِعاء الطَّلع، و الجمع الأَكْمَام.
قال اللّٰه سبحانه: وَ النَّخْلُ ذٰاتُ الْأَكْمٰامِ قال أبو عبيد: و أكِمَّةٌ و أَكامِيم.
و يقال: كَمّ الفَسيلَ، إذا أشفَقَ عليه فَسُتِرَ حتي يَقْوَي. و الأَكَامِيم: أغطيةُ النَّور.
و من الباب: الكَمكام: المجتمِع الخَلْق.
______________________________
(1) في الأصل: «صح».
(2) ديوان الفرزدق 852 و اللسان (كلل).
(3) كذا ورد ضبطه في المجمل. و الذي في اللسان و القاموس: «أكممته» من الرباعي.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 123‌

كن

الكاف و النون أصلٌ واحدٌ يدلُّ علي سَتْرٍ أو صون. يقال كنَنْتُ الشي‌ءَ في كِنِّهِ، إذا جعلتَه فيه و صُنتَه. و أكننتُ الشّي‌ءَ: أخفيتُه و الكِنانة المعروفة، و هي القياس. و من الباب الكُنَّة، كالجناح يُخرِجه الرّجل من حائِطِه، و هو كالسُّتْرة. و من الباب الكَانُون، لأنَّه يستُر ما تحتَه. و ربما سمَّوا الرَّجُلَ الثقيلَ كانوناً. قال الحطيئة:
أغِرْ بالًا إذا استُودِعْتِ سِرًّا و كانوناً علي المتحدِّثينا «1»
فأمَّا الكَنَّةُ فشاذّةٌ عن هذا الأصل، و يقال إنَّها امرأة الابن. قال:
إن لنا لَكَنَّهْ سِمْعَنَّةً نِظْرَنَّهْ «2»

كه

الكاف و الهاء ليس فيه من اللغة شي‌ءٌ إلا ما يُشبه الحكاية، يقال كَهَّ السَّكرانُ، إذا استنكَهْتَه فكَهَّ في وجهك. و ليس هذا بشي‌ء.
و يقولون: كهكه الأسدُ في زئيره. ثم يقولون: الكَهكاهُ من الرِّجال: الضعيف.
و ينشدون:
و لا كَهْكَاهة بَرَمٌ إذا ما اشتدَّتِ الحِقَبُ «3»
و لا معني عندي لقولهم إنّه الضعيف. و هذا كالتجوُّز، و إنما يراد أنّه يَكُهُّ في وجه سائلِه. و الباب كلُّه واحد.

كو

الكاف و الحرف المعتل قريبٌ من الباب قبله، [و ليس]
______________________________
(1) ديوان الحطيئة 61 و اللسان (كنن).
(2) أنشده في اللسان (سمع).
(3) البيت لأبي العيال الهذلي. ديوان الهذليين (2: 242) و اللسان (كهه). و رواية الديوان: «و لا بكهامة».
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 124
[فيه] إلّا قولُهم: كَوَاه بالنّار يَكويه. و يستعيرون هذا فيقولون: كَوَاه بعينه، إذا أحدَّ النَّظرَ إليه. و إنِّي لأتكَوَّي بالجارية، أي أتدَفَّأُ بها. و الكَوَّة معروفة.
و الكَأْكَأَة: النُّكوص، و يقال التجمُّع.

كب

الكاف و الباء أصلٌ صحيح يدلُّ علي جَمع و تجمع، لا يَشِذّ منه [شي‌ء]. يقال لما تجمَّع من الرَّمل كُباب. قال:
* يُثِيرُ الكُبابَ الجَعْدَ عن مَتْن مَحْمِل «1» *
و منه: كبَبْتُ الشّي‌ءَ لوجهه أكُبُّه كَبًّا. و أكَبَّ فلانٌ علي الأمر يفعلُه.
و تكبَّبت الإبلُ، إذا صُرِعَت من هُزال أو داء. و الكَبكَبةُ: أن يتدهْوَر الشّي‌ءُ إذا أُلْقِيَ في هُوَّة حتي يستقرَّ، فكأنَّه «2» [تردّد «3»] في الكبِّ. و يقال:
جاء متَكبْكِباً في ثيابِه، أي متزمِّلا. و من ذلك الكُبَّة من الغَزْل. و من الباب كوكب الماء، و هو مُعظَمه. و الكبْكبة: الجماعة من الخَيل. و الكوكب يسمَّي كوكباً من هذا القياس.
قال أبو عبيدة: ذهب القومُ تحتَ كلِّ كوكب، إذا تفرَّقوا. و يقال للصبيّ إذا قارَبَ المراهقَة: كوكبٌ، و ذلك لتجمُّع خَلْقه.* و الكَبَّةُ: الزِّحام. فأمَّا قولُهم لنَوْر الرَّوضة كوكب، فذاك علي التّشبيه من باب الضياء. قال الأعشي:
______________________________
(1) لذي الرمة في ديوانه 505 و اللسان (كبب، عرق، حمل). و صدره:
* توخاه بالأظلاف حتي كأنما*
(2) في الأصل: «مكانه». و في المجمل: «كأنه».
(3) التكملة من المجمل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 125
يُضَاحِكُ الشَّمْسَ منها كوكب شَرِقٌ مُؤَزَّرٌ بعميم النَّبْتِ مكتهلُ «1»
و كذلك قولهم لبَريق الكَتِيبة: كوكب.

كت

الكاف و التاء ليست فيه لغةٌ أصلية، و يجري البابُ مَجري الحكاية. فالكتيت: صوتُ البَكْر، كالكَشِيش. يقال: كَتَّ يَكِتّ، و كَتّ الرّجُل من الغضب. و كَتِيت القِدر: صوتُ غَلَيانها. و يقولون: كتَتُّ الكلامَ في أُذنه. و كتكت في الضَّحِك: أغرَبَ. و هذه كلماتٌ يُشبِهُ بعضُها بعضاً.
و ما أبعَدَها من الصّحّة. فأمَّا الكَتَّان فلعلّه معرَّب. و خفَّفه الأعشي فقال:
* بينَ الحريرِ و بينَ الكَتَنْ «2» *

كث

الكاف و الثاء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ علي تجمُّعٍ، و فروعُه تقلُّ.
فالكَثَّةُ نعتٌ لِلِّحْية المجتمعة، [و هي] بيِّنه الكَثَث و الكَثَاثة. و منه الكثْكَث:
مجتمعٌ من دُقاق التُّرْب. و هو الكِثكِثُ أيضاً.

كح

الكاف و الحاء ليس بشي‌ء، و ربما قالوا الكُحْكِحُ من الشَّاء: المسِنُّ. و يقولون: أعرابيٌّ كُحٌّ، مثل قُحّ.

كد

الكاف و الدال أصلٌ صحيحٌ يدلُّ علي شِدَّةٍ و صَلابة. من ذلك الكَديد، و هو التُّراب الدَّقيق المكدود المركَّل بالقوائم؛ ثم يُقاس علي ذلك
______________________________
(1) ديوان الأعشي 43 و اللسان (شرق).
(2) البيت بتمامه كما في الديوان 19 و اللسان (كتن):
هو الواهب المسمعات الشرو ب بين الحرير و بين الكتن
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 126
الكدُّ، و هو الشِّدَّةُ في العمل و طلب الكسب، و الإلحاحُ في الطَّلَب. و يقال:
كَدَدْتُ فلاناً بالمسألة، إذا ألْحَحْتَ عليه بها و بالإشارة إليه عند الحاجة. قال:
* عَفَفْتُ و لم أكْدُدْكُمُ بالأصابع «1» *
و من الباب: الكَدْكَدَةُ: ضربُ الصَّيقلِ «2» المِدْوَسَ علي السَّيف إذا جَلَاه.
و الكُدَادة: ما يُكَدُّ من أسفل القِدْرِ من المَرَق. و بئرٌ كَدُودٌ، إذا لم يُنَلْ ماؤُها إلَّا بجَهد. و الكدكدة: ثثافلٌ في العَدْو. و الكَدُّ: شي‌ءٌ تُدَقُّ فيه الأشياء كالهاوُن. و الكُدَاد: حِمَارٌ ينسب إليه الْحُمُر فيقال: بَنات كُداد.

كذ

الكاف و الذال كلمةٌ واحدة، و هي الكَذَّانُ: حجارةٌ رِخوة كأنّها مَدَر.

كر

الكاف و الراء أصلٌ صحيح يدلُّ علي جمعٍ و ترديد. من ذلك كَرَرت، و ذلك رجُوعك إليه بعد المرّة الأولي، فهو الترديد الذي ذكرناه.
و الكرير، كالحَشْرجةِ في الحَلْق، سمِّي بذلك لأنَّه يردِّدها. قال:
فَنِفسي فداؤُك يومَ النِّزالِ إذا كانَ دعوَي الرِّجال الكريرا «3»
و الكَرُّ: حبلٌ، سمِّي بذلك لتجمُّع قَواه. و الكُرُّ: الْحِسْيُ من الماء، و جمعه كِرار. قال:
______________________________
(1) صواب إنشاده: «و حجت» بدل «عففت» كما في اللسان، و كما سبق في (حوج). و هو للكميت في اللسان (حوج، كدد). و صدره:
* غنيت فم أرددكم عند بغية*
(2) في الأصل: «ضرب من الصيقل»، صوابه في المجمل.
(3) للأعشي في ديوانه 71 و اللسان (كرر). و في الديوان:
«و أهلي فداؤك عند النزال»
و في اللسان:
«فأهلي الفداء غداة …»
.معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 127
علي كالخَنِيفِ السَّحقِ يدعو به الصَّدي له قُلُبٌ عاديَّةٌ و كِرارُ «1»
و من الباب الكِركِرة: رَحَي زَوْرِ البعير. و الكِركِرة: الجماعةُ من النّاس.
و الكَركرة: تصريف الرِّياحِ السَّحابَ و جمعُها إيّاه بعدَ تفرُّق. فأمَّا قولُ النَّابغة:
عُلِينَ بكِدْيَوْن و أُبْطِنَّ كُرَّة فهنَّ إضاءٌ ضَافياتُ الغلائلِ «2»
فأظُنُّه فارسيا قد ضمّنَه شِعْرَه، و قد يفعلون هذا. و يقولون أن الكُرَّة: رَماد تُجلَي به الدُّروع، و يقال هو فُتَات البَعْر. و ربَّما قالوا: كَركرتُه عن الشَّي‌ء:
حبَسْته. و إنَّما المعني أنَّك رددته و لم تَقضِ حاجتَه أوّلَ وهلة. و كركرتُ بالدَّجاجة:
صحتُ بها، و ذلك لأنَّك تردِّد الصِّياح بها. و يقولون الكَرِك «3»: الأحمق أو الأحمر. و هو كلام.

كز

الكاف و الزاء أصلٌ صحيح يدلُّ علي قَبضٍ و تقبُّض. من ذلك الكَزازة: الانقباض و اليُبْس. رجلٌ كَزٌّ، أي بخيل «4». و يقال: كَزَزْتُ الشَّي‌ءَ، إذا ضيَّقَته، فهو مكزوز. و الكُزَاز: داءٌ يأخذُه من شِدَّة البَرْد. و أحسبه من تقبُّض الأطراف. و بَكرة كزة، أي قصيرة «5».
______________________________
(1) البيت ملفق من بيتين، أحدهما في اللسان (خنف)، و سبق أيضا في (خنف) و هو:
علي كالخنيف السحق يدعو به الصدي له قلب عفي الحياض أجون
و الآخر لكثير، و أنشده في اللسان (كرر). و عجزه في إصلاح المنطق 104، 145 و هو:
و مادام غيث من تهامة طيب به قلب عادية و كرار
(2) ديوان النابغة 64 و اللسان (كدن، كرر، أيضا). و يروي: «و أشعرن»، و يروي:
«صاقيات» بالصاد المهملة.
(3) كذا أورد هذه الكلمة في غير مادتها، و صنع كذلك في المجمل، و حقها مادة (كرك).
(4) في الأصل: «أي فعيل».
(5) في المجمل: «و بكرة كزة: شديدة الصرير. و فرس كزة: قصيرة».
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 128‌

كس

الكاف و السين صحيح، إلّا أنَّه قليلُ الألفاظ. و الصحيح منه الكَسَس: خروج الأسنان السُّفْلَي مع الحنك الأسفل. رجلٌ أكَسُّ. كذا في كتاب الخليل. و قال غيره: الكَسَس: قِصَر الأسنان. و ما بعد هذا فكلامٌ.
يقولون الكَسِيس: لحمٌ يُخَفَّفُ علي الحجارة* ثم يُدَقُّ و يُتَزَوَّد. و ممَّا يصحُّ في هذا: الكَسِيس، و هو شرابٌ يُتَّخَذ من ذُرة. و ينشدون:
فإنْ تُسْقَ من أعشاب وَجّ فإنَّنا لنا العينُ تَجرِي من كَسِيسٍ و من سَكَرْ «1»
و الشِّعر صحيح، و لعلَّ الكلمةَ من بعض اللّغات التي استعارتها العرب في كلامها.
و أمَّا الكسكسة فكلمةٌ مولَّدة فيمن يُبدِل في كلامه الكاف سيناً.

كش

الكاف و الشين ليس بشي‌ء، و فيه كلمةٌ تَجري مَجري الحكاية، يقال لهدير البَكْر: الكشيش. و الكَشكَشة: كلمةٌ مولَّدة فيمن يُبدِل الكافَ في كلامه شيناً.

كص

الكاف و الصاد كلمةٌ تدل علي التواءِ من الجَهد. و يقال للرِّعدة: كَصيص. و الكَصِيصة: حِبالة الصَّائد.

كض

الكاف و الضاد. يقولون: إنَّ الكَضكضة: سرعةُ المَشْي.

كظ

الكاف و الظاء أصلٌ صحيح، يدلُّ علي تمرُّسٍ و شِدَّةٍ و امتلاء.
من ذلك المُكَاظَّةُ في الحرب: الممارَسَة الشَّديدة. و كظَّني هذا الأمرُ.
______________________________
(1) كذا ورد إنشاده. و السكر، بالتحريك: الخمر، أو النبيذ، أو شراب يتخذ من التمر و الكشوت و الآس. و رواية اللسان (كسس): «و من خمر». و البيت لأبي الهندي.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 129
و من الباب الكَظْكظة امتلاء السِّقاء. و منه الكِظَّة التي تعترِي عن الطَّعام. و يقال: اكتَظَّ الوادِي بالماء، إذا امتلأَ بسَيْله. و تكاظَّ القومُ كِظاظاً:
تجاوزوا القَدْرَ في التمرُّس و التعادي. قال:
* إذْ سئِمَتْ ربيعةُ الكِظاظا «1» *

كع

الكاف و العين أصلٌ صحيحٌ يدلُّ علي حَبسٍ و احتباس.
يقال رجلٌ كَعٌّ، و كاعٌّ، أي جبانٌ. و قد أكَعَّه الفَرَق عن الأمر. [قال ابن دريد: لا يقال كاعَ، و إنْ كانت العامّة تقوله «2»]، إنَّما يقال كَعَّ. قال:
* كعكعهُ حائره عن الدَّقَقْ «3» *

كف

الكاف و الفاء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ علي قبض و انقباض من ذلك الكَفُّ للإنسان، سمِّيت بذلك لأنَّها تَقبِض الشّي‌ءَ. ثمَّ تقول: كففت فلاناً عن الأمر و كفكَفتُه «4». و يقال للرجل يَسأل النّاسَ: هو يَستكِفُّ و يتكفَّف.
الأصل هذا، ثم يَفرِقون بين الكلمات تختلف في بعض المعنَي و القياسُ واحد:
______________________________
(1) لرؤبة في اللسان (كظظ)، و ليس في ديوانه. و قبله:
* إنا أناس نلزم الحفاظا*
(2) التكملة من المجمل. و انظر الجمهرة (1: 113).
(3) كذا ورد في الأصل. و الذي في ديوان رؤبة 106:
قد كف عن حائره بعد الدفق في حاجر كعكعه عن البثق
(4) في الأصل: «و كففته»، صوابه في المجمل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 130
كان الأصمعيُّ يقول: كلُّ ما استطالَ فهو كُفّة بضم الكاف «1» [نحو كُفّة «2»] الثَّوب و نحوه و هو حاشيته، و إنّما [قيل لها] كفّة لأنّها مكفوفة، و كذلك كُفّة الرَّمل «3». قال: و كلُّ ما استدارَ فهو كفّة، نحو كِفَّة الميزان و كِفَّة الصَّائد، و هي حِبالتُه. و الكلمتان و إن اختلفتا في الذي قاله الأصمعيُّ فقياسهما واحد. و المكفوف:
الأعمي. فأمَّا الكِفَف في الوَشْم، فهي داراتٌ تكون فيه. و يقال: استكفَّ القومُ حولَ الشي‌ء، إذا دارُوا به ناظِرِينَ إليه. قال ابن مقيل:
* بَدَا و العيونُ المستكِفَّةُ تلمحُ «4» *
فأما قول حُمَيد:
* إلي مستكِفَّاتٍ لهنَّ غُروبُ «5» *
فقال قوم: هي العُيون. و قال قوم: هي إبلٌ مجتمعة. و الغُروب: الظِّلال.
و استكففتُ الشَّي‌ءَ، و هو أن تضَعَ يَدَك علي حاجِبيك كالذي يَستظِلُّ من الشَّمس ينظرُ إلي شي‌ء هل يَراه، و إنَّما سُمِّيَ استكفافاً لوَضْعِه كفَّهُ علي حاجبه. و يقولون:
لقيتُه كَفَّةً كَفَّةً، إذا فاجأتَه، كأنَّ كفَّكَ مسَّتْ كَفَّه. و اللّٰه أعلم بالصواب.
______________________________
(1) بعده في الأصل: «لأنها مكفوفة»، كلام مقحم.
(2) تكملة يقتضيها الكلام. و في المجمل: «نحو كفة الرمل و الثوب».
(3) في الأصل: «الرمث».
(4) صدره كما في اللسان (كفف):
* إذا رمقته من معد عمارة*
(5) صدره كما في ديوان حميد 56، و اللسان (كفف):
* ظللنا إلي كهف و ظلت ركابنا*
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 131‌

باب الكاف و اللام و ما يثلثهما

كلم

الكاف و اللام و الميم أصلانِ: أحدهما يدلُّ علي نطقٍ مُفهِم، و الآخَر علي جراح.
فالأوّل الكَلام. تقول: كلّمته أُكلّمه تكليماً؛ و هو كَلِيمِي إذا كلّمك أو كلَّمتَه. ثمَّ يتَّسِعون فيسمُّون اللّفظةَ الواحدة المُفهِمَةَ كلمة، و القِصَّةَ كلمة، و القَصيدةَ بطولها كلمة. و يجمعون الكلمةَ كلماتٍ و كَلِماً. قال اللّٰه تعالي: يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوٰاضِعِهِ*.
و الأصل الآخر الكَلْم، و هو الجُرْح؛ و الكِلام: الجراحات، و جمع الكَلْم كلومٌ أيضاً. و رجل كليمٌ و قومٌ كَلْمَي، أي جرحي، فأمَّا الكُلَام، فيقال: هي أرضٌ غليظةٌ «1». و في ذلك نَظَر.

كلأ

الكاف و اللام و الحرف المعتلّ أو الهمزة أصلٌ صحيح يدلُّ علي مراقبةٍ و نَظَر، و أصلٌ* آخر يدلُّ علي نباتٍ، و الثالث عضوٌ من الأعضاء ثم يُستعار.
فأمّا النظر و المراقَبة فالكِلاءَة «2»، و هي الحِفْظ، تقول: كلأه اللّٰه، أي حَفِظه.
قال اللّٰه عزّ و علا: قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ بِاللَّيْلِ وَ النَّهٰارِ مِنَ الرَّحْمٰنِ، أي
______________________________
(1) في المجمل و اللسان: «قال ابن دريد: لم أدر ما صحته».
(2) الكلاءة، بكسر الكاف كالحراسة، و قد تخفف همزتها و تقلب ياء، و قد تحذف الهاء للضرورة كما في قول جميل:
فكوني بخير في كلاء و غبطة و إن كنت قد أزمعت هجري و بغضتي
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 132
يجفظُكم منه، بمعني لا يَحميكم أحدٌ منه، و هو الباب الذي ذكرناه أنّه المراقَبة، لأنّه إذا حفظه نَظَر إليه و رَقَبه. و من هذا القياس قولُ العرب: تكلأْت كُلْأةً، أي استنسأْت نَسِيئَة؛ و ذلك من التأخير. و منه
الحديث: «نَهَي عن الكالئ بالكالئ»
بمعني النَّسيئة بالنسيئة. و قول القائل:
* و عينُه كالكالِئ الضِّمارِ «1» *
فمعناه أنّ حاضرَه و شاهده كالضِّمار، و هو الغائب «2» الذي لا يُرجَي. و إنّما قلنا إنّ هذا البَاب من الكُلأَة لأنَّ صاحبَ الدَّين يرقُب و يَحفَظ متي يحُلُّ دَينه.
فالقياسُ الذي قِسناه صحيحٌ. [و] يقال: اكتلَأْت من القوم، أي احترستُ منهم. و قال:
أنَختُ بعيرِي و اكتَلَأْتُ بعَينِه و آمرتُ نفسي أيَّ أَمْرَيَّ أفْعَلُ «3»
و يقال: أكلأت بصرِي في الشَّي‌ء، إذا ردَّدته فيه. و المُكلّأُ «4»: موضع تُرفأُ فيه السُّفُن و تُستَر من الرِّيح. و يقال إنّ كَلَّاءَ البَصرة سمِّيت بذلك.
و الأصل الآخر الكلَأ، و هو العُشب؛ يقال أرضٌ مُكْلِئة: ذات كلأ، و سواءٌ يابسُهُ و رطبُه. و مكانٌ كالئ مثل مُكْلِئ.
و الأصل الثالث الكُلْيةُ، و هي معروفة، و تستعار فيقال الكُلْية: كُلية المزادة
______________________________
(1) و كذا ورد إنشاده في المجمل، و هو الصواب. و في اللسان (كلأ): «المضمار» تحريف، و جاء علي الصواب في اللسان (ضمر) و شرح الحماسة للمرزوقي 1240.
(2) في الأصل: «الفايت» صوابه في المجمل و اللسان (ضمر).
(3) البيت لكعب بن زهير في ديوانه 55 و اللسان (كلأ). و في الأصل: «و احترست بعينه»، صوابه من الديوان و اللسان و المجمل و في الديوان: «أنخت قلوصي و اكتلأت بعينها».
(4) في الأصل: «المكلأة»، صوابه في المجمل و اللسان، و يقال أيضا «الكلاء» كشداد كما فيهما.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 133
جُليدةٌ مستديرة تَحتَ العُروة قد خُرِزَت «1». و يقال ذلك في القَوس فالكُلْيتان من القَوس: مَعْقِد الحِمَالة من السَّهْم، ما عن يَمِين النَّصِل و شِماله. و كُلْية السَّحاب:
أسفلُه، و الجمع كُلًي.

كلب

الكاف و اللام و الباء أصلٌ واحد صحيح يدلُّ علي تَعلُّق الشَّي‌ء بالشَّي‌ء في شِدَّة و شِدَّة جَذْب. من ذلك الكَلْب، و هو معروف، و الجمع كِلابٌ و كَليب. و الكَلَّاب و المكلِّب: الذي يعلّم الكلبَ الصَّيد. و الكلْبُ الكِلبُ:
الذي يَكْلَب بلحوم الناس، يأخُذُه شِبهُ جُنونٍ فإِذا عَقَر إنساناً كَلِبَ، فيقال رجلٌ كَلِبٌ و رجالٌ كَلْبي. قال:
و لو تَشرب الكلبَي المِراضُ دماءَنا شفتها من الدَّاء المَجَنَّةِ و الخَبْلِ «2»
و من الباب كُلْبة الزَّمان و كَلَبُه: شِدَّته. و أرضٌ كَلِبَة، إذا لم يَحِدْ نباتُها ريَّا فيَبِس، إنّما قيل ذلك لأنّه إذا يَبِس صار كأنياب الكلاب و براثِنِها.
و الكَلْبُ «3»: سيرٌ أحمرُ يُجعَل بين طرَفَي الأديم إذا خُرِز. يقال كَلَبْتُه. قال:
كأنَّ غَرَّ مَتْنِة إذْ نَجْنُبُه سَيْرُ صَنَاعٍ في أديمٍ تَكلُبُه «4»
______________________________
(1) في المجمل: «قد درزت».
(2) البيت ملفق من بيتين كلاهما للفرزدق. فالأول:
ولو تشرب الكلي المراض دماءنا شفتها و ذو الخبل الذي هو أدنف
و الآخر قوله:
من الدارميين الذين دماؤهم شفاء من الداء الجنة و الخبل
انظر الحيوان (2: 6- 7) و حواشيهما.
(3) يقال أيضا «كلبة» بضم الكاف، و هو ما في المجمل.
(4) الرجز لدكين بن رجاء الفقيمي في اللسان (كلب، غرر): و أنشده ابن دريد في الاشتقاق 14. و أنشده ابن فارس في المجمل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 134
و الكَلْب: حديدةٌ عَقْفاء يُعَلَّق عليها المسافرُ الزّادَ من الرَّحل. و الكُلَّاب معروف، و هو الكَلُّوب. فأمّا قول طُفَيل:
أَبأْنا بِقتلانا من القوم مِثلَهم و ما لا يُعَدُّ من أسيرٍ مكلَّبِ «1»
[فإن المكلَّب هو المكَبَّل «2»].
و الكَلْب: المسمار في قائم السَّيف، و فيه الذُّؤابة. و الكُلاب: موضعٌ.
و رأس كلبٍ «3»: جبل.

كلت

الكاف و اللام و التاء ليس بأصلٍ أصيل، لكنَّهم يقولون:
الكَلْت: الجمع، يقال امرأةٌ كَلُّوت «4». و يقولون: الكِلِّيت «5» حَجَرٌ يسدُّ به وِجارُ الضَّبع. و كلُّ هذا ليس بشي‌ء.

كلث

الكاف و اللام و الثاء ليس بأصلٍ أصيل، لكنّهم يقولون: إلي بشي‌ء «6». و ربَّما قالوا: انكلث فلانٌ: تقدَّم.

كلح

الكاف و اللام و الحاء أصلٌ يدلُّ علي عُبوس و شَتامةٍ في الوجه. من ذلك الكُلوح، و هو العبوس. يقال كَلَح الرَّجُل، [و] دهرٌ كالِحٌ.
______________________________
(1) ديوان طفيل الغنوي 14 و اللسان (كلب).
(2) التكملة مقتبسة من المجمل و اللسان. ففي الأول: «و الأسير الكلب هو المكبل». و في الثاني: «و قيل هو مقلوب عن مكبل».
(3) في المجمل: «و رأس الكلب»، و كذا في معجم البلدان. و ذهب في اللسان إلي أن «الكلب»: جبل باليمامة، قال فيه الأعشي:
* إذ يرفع الآل رأس الكلب فارتفعا*
(4) كذا ضبطت في المجمل، و في اللسان بفتح الكاف و ضم اللام الخفيفة، و لم ترد في القاموس
(5) ضبطت في القاموس و اللسان كأمير و سكيت.
(6) كذا وردت، و لم ترد المادة في اللسان، و هي من مواد القاموس.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 135
قال اللّٰه تعالي: تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النّٰارُ وَ هُمْ فِيهٰا كٰالِحُونَ. و ربما قالوا للسَّنَة المُجْدِبة: كَلَاحِ. و ما أقْبَح كَلَحَته، أي إذا كلَحَ فَقُبح فُمه و ما حوالَيه.

كلد

الكاف و اللام و الدال كلمةٌ تدلُّ علي الصَّلابة في الشي‌ء.
فالكَلَدَةُ: القطعة من الأرض الغليظة، و منه الحارث بن كَلَدة.
قال ابن دريد «1»: تكلَّد الإنسانُ: غَلُظَ لحمُه.

كلز

الكاف و اللام و الزاء يقولون إنّه صحيح، و إنّ الكَلْز:
الجمع. يقال: كَلَزْت الشي‌ء و كلَّزته، إذا جمعتَه. و قد رُوِيَتْ كلمةٌ فيه صحيحة لا يُرْتابُ بها، يقولون: اكلازَّ الرّجُل: تقبَّض.

كلس

الكاف و اللام و السين يدلُّ علي امتلاء في الشي‌ء. يقولون:
تَكَلَّسَ «2» تكلُّسَا، إذا رَوِيَ. قال:
ذو صَولةٍ يُصْبِحُ قد تكلَّسَا*
و يقولون للجادِّ أيضاً: كلَّسَ. قال:
* إذا الفَتَي حكّمَ يوماً كَلَّسَا «3» *

كلع

الكاف و اللام و العين كلماتٌ تدلُّ علي دَرَن و وسَخ. يقولون للشُّقاقِ و الوسَخ بالقدم: كلَعٌ، و قد كَلِعت رجلُه تكْلَعُ كلَعاً. و إناءٌ كَلِعٌ، إذا
______________________________
(1) الجمهرة (2: 296).
(2) في الأصل: «كلس». و الفعل و شاهده مما لم يرد في اللسان. و أنشد الشاهد في المجمل أيضا.
(3) كذا ورد ضبطه في المجمل. و في الأصل: «مكلسا» تحريف.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 136
الْتَبَدَ عليه الوسَخ. و سِقاء كَلِع، إذا تراكَبَ عليه التُّراب. و [يقال «1»] إن الكُلْعَة: داءٌ يأخذ البعيرَ في مُؤَخّره.
و ممّا يُحمَلُ علي هذا من معنًي واحد و هو التّراكب دونَ الوسخ: الكَلَعة من الغَنَم، سمِّيت بذلك لتجمُّعها.

كلف

الكاف و اللام و الفاء أصلٌ صحيح يدلُّ علي إيلاعٍ بالشي‌ء و تعلُّقٍ به. من ذلك الكَلَف، تقول: قد كَلِف بالأمر يَكْلَفُ كَلَفاً. و يقولون:
«لا يَكُنْ حُبُّكَ كَلَفًا، و لا بُغْضُكَ تَلَفًا». و الكُلْفة: ما يُتَكلَّفُ من نائبةٍ أو حقٍّ. و المتكلِّف: العِرِّيض لما لا يَعنيه. قال اللّٰه سبحانه: قُلْ مٰا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَ مٰا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ. و من الباب الكَلَف: شي‌ءٌ يعلو الوجهَ فيغيِّر بشرتَه.

باب الكاف و الميم و ما يثلثهما

كمن

الكاف و الميم و النون أُصَيلٌ يدلُّ علي استخفاءِ. يقال:
كَمَنَ الشَّي‌ءُ كُمونًا. و اشتقاقُ الكَمِين في الحرب من هذا. و زعم ناسٌ أنّ النّاقةَ الكَمُونَ: الكَتُومُ اللِّقاح، و هي إذا لَقِحَت لم تَشُل بذَنبها. و حُزْنٌ مُكتمِنٌ في القلب كأنّه مُستَخفٍ. و الكُمْنة: داءٌ في العين من بَقِيَّة رمَد.

كمه

الكاف و الميم و الهاء كلمةٌ واحدة، و هو الكَمَه، و هو العَمَي يُولَدُ به الإنسان، و قد يكون من عَرَض يَعرِضُ. قال سُويد:
______________________________
(1) التكملة من المجمل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 137
كَمِهَتْ عيناهُ حتي ابيضَّتا و هو يَلْحَي نَفسَه لمّا نَزَعْ «1»

كمي

الكاف و الميم و الحرف المعتلُّ يدلُّ علي خفاءِ شي‌ء. و قد يدخل فيه بعضُ المهموز. من ذلك كمَي فلانٌ الشّهادةَ، إذا كَتَمها. و لذلك سُمِّي الشُّجاعُ الكميّ. قالوا: هو الذي يتكمَّي في سِلاحِه، أي يتغطَّي به. يقال تكَمَّتِ الفتنةُ الناسَ، إذا غَشيتْهم.
و أمّا المهموز فذكروا أنّ العرب تقول: كمِئت عن الأخبار أكْمأُ عنها، إذا جَهِلتَها.
و أمّا المهموز فليس من هذا الباب و إنّما هو نَبتٌ. و قد قُلنا إنَّ ذلك لا ينقاسُ أكثَرُه. فالكمأة معروفةٌ، و الواحد كَمْ‌ءٌ. و هذا نادرٌ أن تكونَ في الجمع هاءٌ و لا تكونَ في الواحدة. و يقال: كَمَأْتُ القوم: أطعمتهم الكَمْأة. و مما يجوز أن يُقاسَ علي هذا قولُهم: كمِئَتْ رِجْلي: تَشقَّقَتْ. و لعلَّ الكَمأة تُسمَّي لانشقاق الأرض عنها. و يقولون: أكْمَأَت فلانًا السِّنُّ: شيَّخَتْه.
و مما شذَّ عن هذا الأصل أكْمَأَ علي الأمر، إذا عَزَم عليه.

كمت

الكاف و الميم و التاء كلمةٌ صحيحة تدلُّ علي لونٍ من الألوان من ذلك الكُمْتَة، و هي لونٌ ليس بأشقَرَ و لا أدهم. يقال: فرسٌ كُمَيْت.
و لم يجئْ إلا كذا علي صورة المصغَّر. و الكميت: الخمر فيها سوادٌ و حُمرة.

كمح

الكاف و الميم و الحاء كلماتٌ لا تنقاس، و في بعضها شكّ، غير أنَّا ذكرنا ما ذكروه. قالوا: أكْمَحَ الكَرْمُ، إذا تحرّك للإِيراق. و قالوا:
______________________________
(1) أنشده في المجمل و اللسان (كمه) و المفضليات (1: 198).
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 138
رجلٌ كَوْمَح: عظيم الأليَتَين. و يقولون: كَمَح الفرسَ، إذا كبَحَه.

كمر

الكاف و الميم و الراء كلمةٌ، يقولون: رجلٌ مكمور، و هو الذي يُصِيب الخاتِنُ طرَف كَمَرتِه.

كمز

الكاف و الميم و الزاء ليس بشي‌ء. و يقولون: الكُمزة:
الكُتْلة من التَّمر.

كمش

الكاف و الميم و الشين أصلٌ صحيح يدلُّ علي لَطافةٍ و صِغَر. يقولون* للشّاة الصّغيرة الضَّرع كَمْشَة. و فرسٌ كَمِيشٌ: صغير الجُرْدان.
ثمَّ يقال للرّجُل العَزُومِ الماضي: كَمْشٌ، ينسَبُ في ذلك إلي لطافةٍ و خِفّة.
يقال كَمُشَ كَماشَةً «1». و ربَّما قالوا: كَمَشه بالسَّيف، إذا قَطع أطرافه «2».

كمع

الكاف و الميم و العين أصلٌ صحيح يدلُّ علي اطمئنان و سكون. زعموا أنَّ الكِمْع: البيت؛ يقال هو في كِمْعه أي بَيتِه. و سُمِّي كمعًا لأنّه يُسكَن. و من الباب الكميع، و هو الضَّجيع، يقال كامَعَها، إذا ضاجَعَها. و المُكامَعة التي في الحديث، و قد نُهي عنها: أن يُضاجِع الرّجُلُ الرّجُلَ لا سِتْرَ بينهما «3».
و قال في الكميع:
وَ هَبَّت الشَّمْأَلُ البليلُ و إذْ باتَ كميعُ الفَتاة مُلتفِعا «4»
______________________________
(1) و يقال أيضا: كمش كمشا، من باب فرح.
(2) هذا مما ورد في القاموس، و لم يرد في اللسان.
(3) في اللسان: «و في الحديث نهي عن المكامعة و المكاعمة. فالمكامعة أن بنام الرجل مع الرجل و المرأة مع المرأة في إزار واحد تماس جلودهما لا حاجز بينهما».
(4) البيت لأوس بن حجر في ديوانه 13 و اللسان (كمع).
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 139
و الكِمْع: المطمئنُّ من الأرض.

كمل

الكاف و الميم و اللام أصلٌ صحيح يدلُّ علي تمام الشي‌ء. يقال:
كَمَل الشي‌ءُ و كَمُل فهو كاملٌ، أي تامّ. و أكملتُه أنا. قال اللّٰه تعالي: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ.

باب الكاف و النون و ما يثلثهما

كنه

الكاف و النون و الهاء كلمةٌ واحدة تدلُّ علي غايةِ الشَّي‌ء و نهايةِ وقتِه. يقال: بلغْتُ كُنْهَ هذا الأمرِ، أي غايتَه و حِينَه الذي هُوَ له.

كنو

الكاف و النون و الحرف المعتل يدلُّ علي توريةٍ عن اسمٍ بغيره.
يقال: كنيت عن كذا. إذا تكلَّمت بغيره مما يُستَدَلُّ به عليه. و كَنَوْتُ أيضًا.
و مِمَّا يوضِّح هذا قول القائل:
و إنِّي لأكنُو عن قَذُور بغيرِها و أُعرِبُ أحيانًا بها فأُصارِحُ «1»
ألَا تراه جعلَ الكِنايةَ مقابِلة للمصامحة. و لذلك تسمَّي الكُنْية كُنيةً، كأنَّها توريةٌ عن اسمه. و في كتاب الخليل أنَّ الصَّواب أن يقال يُكْنَي بأبي عبد اللّٰه، و لا يقال يكني بعبد اللّٰه. و كُنَي الرُّؤيا هي الأمثالُ التي يَضربُها مَلَكُ الرُّؤيا، يكْنِي بها عن أعيان «2» الأُمور.
______________________________
(1) البيت في اللسان (قذر، كني). و أنشده في إصلاح المنطق 157. و قذور: اسم امرأة.
و القذور من النساء: التي تتنزه عن الأقذار.
(2) و كذا في اللسان. و في؟؟؟: «عن أعنان». و الأعنان: الأطراف و النواحي.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 140‌

كنب

الكاف و النون و الباء كلمةٌ واحدةٌ لا تُفرّع. قالوا: الكَنَب:
غِلَظٌ يعلو اليدينِ من العَمَل إذا مَجِلَتَا. قال:
* قد أكنَبَتْ يدايَ بعدَ لينِ «1» *
قال الأصمعيّ: أكنبَتْ يدُه، و لا يقال كَنِبت. و ممّا ليس من هذا.
الكَنِب، و هو نبتٌ. قال الطرِمَّاح:
مُعاليات عن الأرياف مسكنُها أطرافُ نجدٍ بأرض الطَّلح و الكَنِبِ «2»

كنت

الكاف و النون و التاء كلمةٌ إن صحّتْ. يقولون: كَنَتَ، و اكْتَنَتَ «3»، إذا لزِمَ و قَنِع. و قال عديّ «4».

كند

الكاف و النون و الدال أصلٌ صحيحٌ واحد يدلُّ علي القَطْع.
يقال كَندَ الحبْلَ يكنُده كَنْداً. و الكَنُود: الكفور للنِّعمة. و هو من الأوّل، لأنَّه يكنُد الشكر، أي يقطعُه. و من الباب: الأرضُ الكَنود، و هي التي لا تُنبِت. و قال الأعشي:
أَمِيطِي تُمِيطي بصُلْبِ الفُؤادِ وَصُولِ حِبالٍ و كنَّادِها «5»
______________________________
(1) أنشده في مجالس ثعلب 525 و اللسان (كنب) برواية: «كفاك».
(2) ديوان الطرماح 128 و اللسان (كنب). و رواية الديوان:
«معاليات عن الخنزير …»
. و في شرحه: «معاليات: مرتفعات عن أكل لحم الخنزير».
(3) في الأصل: «و أكنت» صوابه في المجمل و القاموس. و لم ترد المادة في اللسان.
(4) كذا في الأصل، و في المجمل: «و هو في شعر عدي»، و لم أعثر علي شاهده بعد.
(5) ديوان الأعشي 500 و اللسان (كند).
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 141
و سمِّي كِندةُ فيما زعموا لأنَّه كَنَد أباه، أي فارَقَه و لَحِقَ بأخواله و رأَسَهُم «1» فقال له أبوه: كَندْتَ.

كنر

الكاف و النون و الراء ليس هو عندنا أصلًا، و فيه كلمتان أظنُّهما فارسيَّتين. يقال الكِنَّار: الشُّقَّة من الثِّيَابِ الكَتَّانِ. و يقولون:
الكِنَّارات: العِيدان أو الدُّفوف، تفتح كافها و تكسر.

كنز

الكاف و النون و الزاء أُصَيْلٌ صحيح يدلُّ علي تجمُّع في شي‌ء.
من ذلك ناقة كِنَازُ اللَّحم، أي مجتمِعة. و كَنزت التَّمْرَ في وعائه أكنِزُه. و كنَزت الكنْزَ أكنزِه. و يقولون في كَنْز التَّمر: هو زمن الكَنَاز. قال ابن السِّكِّيت:
لم يُسمَع هذا إلَّا بالفتح، أي إنَّه ليس هذا مما جاء علي فعال و فَعال كجِداد و جَداد.

كنس

الكاف و النون و السين أصلانِ صحيحان، أحدهما يدلُّ علي سَفْر شي‌ءٍ عن وجهِ شي‌ء، و هو كَشْفُه. و الأصل الآخر يدلُّ علي استخفاء.
فالأوّل: كَنْس البيتِ، و هو سَفْرُ التُّرابِ عن وجه أرضه. و المِكْنسة:
آلة الكنْس. و الكُناسَة: ما يَكنَس.
و الأصل الآخر: الكِناس: بيتُ الظَّبي. الكانس: الظبي يَدْخُل كِناسَه.
و الكُنَّس: الكواكب تَكْنِسُ في بُروجها كما تَدخُل الظِّباءُ في كِناسها. قال أبو* عبيدة: تَكنِس في المَغيب
______________________________
(1) في الأصل: «و أسهم»، صوابه في المجمل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 142‌

كنع

الكاف و النون و العين أصلٌ صحيح يدلُّ علي تشنُّجٍ و تقبّض و تجمُّع. من ذلك الكَنَع في الأصابع، و هو تشنُّج و تقبُّض. يقال: كَنِعَتْ أصابعُه تَكنع كَنَعاً. و منه تكنع فلانٌ بفلانٍ، إذا ضَبِث به. و كَنَعَت العُقاب إذا ضمَّت جناحَها للانقضاض. و اكتَنَع القومُ، إذا مالوا «1». [و] كَنَع الأمرُ:
قرُب. و يقولون: كَنَع الرّجلُ و أكنَع، إذا لان. و هذا من الباب لأنه يتقبَّض و يتجمَّع. و
في الحديث: «أعوذُ بك من الكُنُوع «2»»
. فهذا من كَنَع.

كنف

الكاف و النون و الفاء أصلٌ صحيح واحد يدلُّ علي سَتْر.
من ذلك الكَنِيف، هو السَّاتر. و زعم ناسٌ أنَّ الترسَ يسمَّي كنيفًا لأنَّه ساتر.
و كلُّ حظيرةٍ ساترةٍ عند العرب كَنِيف. قال عُروة:
أقولُ لقومٍ في الكنيف تَروَّحُوا عشِيَّةَ بتنا عند ماوَانَ، رُزَّحِ «3»
و من الباب كَنَفْتُ فلانا و أكنفتُه. و كَنَفَا الطّائرِ: جناحاه، لأنّهما يستُرانِه.
و منه الكِنْف، لأنَّه يستُر ما فيه و
في قول عمر لعبد اللّٰه بن مسعود: «كُنَيْفٌ مُلِئَ عِلماً»
، أراد به تصغير كِنْف. و ناقةٌ كَنوفٌ: يصيبها البردُ، فهي تَسَتَّرُ بسائر الإبل. و يقال: حظَرت للإبل حظيرةً، و كنَفْتُ لها و كَنَفْتُها أكنُفها.
فأمّا قولُهم: كنَفتُ عن الشَّي‌ء: عدلت، و إنشادُهم:
______________________________
(1) في الأصل: «قالوا». و في اللسان: «و اكتنع عليه: تعطف، و الاكتناع: التعطف» و في المجمل: «و اكتنع القوم، إذا تجمعوا»، و مثله في موضع آخر من اللسان.
(2) في اللسان: «الأصمعي: سمعت أعرابيا يقول في دعائه: رب أعوذ بك من الخنوع و الكنوع».
(3) البيت في ديوان عروة 88 و معجم البلدان (ماوان). و قد استشهد به السيوطي في همع الهوامع (2: 116) علي الفصل بين الصفة و الموصوف بمباين محض.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 143
* ليُعْلَم ما فينا عن البَيع كانفُ «1» *
فليس ذلك بملخَّص علي القياس الذي ذكرناه، و إنما المعني عدلت عنه متوارياً و متستِّراً بغيره.

باب الكاف و الهاء و ما يثلثهما

كها

الكاف و الهاء و الحرف المعتلّ كلمةٌ واحدة لا تنقاس و لا يُفرَّع عنها. و يقولون للنَّاقة الضَّخمة: كَهَاةٌ. قال:
إذَا عَرِضَتْ منها كَهَاةٌ سمينةٌ فلا تُهدِ منها و اتَّشِقْ و تجَبْجَبِ «2»

كهب

الكاف و الهاء و الباء كلمةٌ. يقولون للغُبرة المَشُوبةِ سواداً في الإبل كُهْبَةٌ.

كهد

الكاف و الهاء و الدال، يقولون فيه شيئاً يدلُّ علي تحرُّكٍ إلي فوق. يقولون: كَهَدَ الحِمارُ، إذا رَقَص في مِشْيته. و أكهدتُه: أرقصتُه، في شِعر الفرزدق:
يُكْهِدُون الحُمُرْ «3» *
و يقولون: اكْوَهَدَّ الفَرْخُ، إذا تحرَّك ليرتفع.
______________________________
(1) للقطامي في ديوانه 25 و اللسان (كنف). و صدره:
* فصالوا وصلنا و اتقونا بما كر*
(2) البيت لخمام بن زيد مناة اليربوعي، كما في اللسان (جبب)، و في (كها، و شق) بدون نسبة. و قد سبق في (عرض).
(3) في المجمل: «الحمير».
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 144‌

كهر

الكاف و الهاء و الراء كلمتانِ متباعدتانِ جداً: الأولي الانتهار، يقال كَهَرَهُ يَكْهَرُه كَهْرًا. و
في الحديث: «بأبي و أُمي ما كَهَرَني و لا شَتَمنِي»
. و قرأ ناسٌ: فأمَّا اليَتِيمَ فَلَا تَكْهَرْ «1».
و الأصل الآخَر: كَهْرُ النَّهارِ، و هو ارتفاعُه، يقال كَهَرَ يَكْهَرُ. قال:
* و إذا العانة في كَهْر الضُّحي «2» *

كهف

الكاف و الهاء و الفاء كلمةٌ واحدة، و هي غارٌ في جَبَل، و جمعه كُهوف.

كهل

الكاف و الهاء و اللام أصلٌ يدلُّ علي قُوَّة في الشَّي‌ء أو اجتماع جِبِلَّة. من ذلك الكَاهل: ما بين الكِتفين: سمِّي بذلك لقُوّته. و يقولون للرَّجُل المجتمِع إذا وَخَطه الشَّيب: كَهْل، و امرأة كَهْلة. قال:
و لا أعود بَعدَها كَرِيَّا أُمارِسُ الكَهلة و الصَّبِيَّا «3»
و أمّا قولُهم للنَّبات: اكتَهَل، فإنما [هو] تشبيه بالرّجُل الكهل. و اكتهالُ الروضة: أن يعمَّها النَّوْر. قال الأعشي:
* مُؤزَّر بعَميم النبتِ مكتهلُ «4» *
______________________________
(1) هي قراءة ابن مسعود و إبراهيم التيمي. تفسير أبي حيان (8: 486)
(2) صدر بيت لعدي بن زيد، كما في اللسان (كهر). و عجزه:
* دونها أحقب ذو لحم زيم*
(3) الرجز لعذافر الكندي، كما في (كرا). و أنشده في (كهل) بدون نسبة.
(4) صدره كما في ديوانه 43 و اللسان (كهل):
* يضاحك الشمس منها كوكب شرق*
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 145‌

كهم

الكاف و الهاء و الميم أُصَيلٌ يدلُّ علي كَلالٍ و بُطْء. من ذلك الفَرس الكَهَام: البَطي‌ء. و السَّيف الكَهام: الكليل. و اللِّسان الكَهام:
العييّ. ثم يقولون للمُسِنّ كَهْكَمٌ. و يقولون: أكْهَمَ بَصرُه، إذا رَقّ.

كهن

الكاف و الهاء و النون كلمةٌ واحدة. و هي الكاهن، و قد تكهَّنَ يَتَكهَّن. و اللّٰه أعلم.

باب الكاف و الواو و ما يثلثهما

كوي

الكاف و الواو و الياء أصلٌ صحيح، و هو كَوَيْتُ بالنَّار.
و قد ذكرناه.

كوب

الكاف و الواو و الباء كلمةٌ واحدة و هي الكُوب:
القَدَح لا عُروةَ له؛ و الجمع أكواب. قال اللّٰه تعالي: وَ أَكْوٰابٌ مَوْضُوعَةٌ.
و يقولون: الكُوبةُ: الطَّبلُ لِلَّعب.

كود

الكاف و الواو و الدال كلمةٌ كأنَّها تدلُّ علي التماسِ شي‌ء ببعض العَناء. يقولون: كاد يَكُود كَوْداً و مَكاداً. و يقولون لمن يَطلُب منك الشّي‌ءَ فلا تُرِيد إعطاءَه: لا و لا مَكادة. فأمَّا قولهم في المقارَبة: كاد، فمعناها قارب. و إذا وقعت كادَ مجرَّدَةً فلم يقع ذلك الشي‌ء تقول: كاد يَفْعل، فهذا لم يُفعل. و إذا قُرِنَتْ بِجَحد فقد وقع، إذا قلت ما كاد يَفعلُه فقد فعله. قال اللّه سبحانه: فَذَبَحُوهٰا وَ مٰا كٰادُوا يَفْعَلُونَ.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 146‌

كور

الكاف و الواو و الراء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ علي دَوْرٍ و تجمُّع.
من ذلك الكوْر: الدَّور. يقال كار يَكُورُ، إذا دار. و كَوْرُ العمامة: دَوْرُها:
و الكُورَةُ: الصُّقْع، لأنَّه يدُور علي ما فيه من قُرًي. و يقال طعَنَه فكَوَّرَه، إذا ألقاه مجتمِعا. و منه قولُه تعالي: إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ، كأنَّها جُمِعَت جَمْعا.
و الكُور: الرَّحْل؛ لأنَّه يدور بِغارِب البَعير؛ و الجمع أكوار. فأمّا قولهم: «الحَوْر بَعْدَ الكَور»، فالصحيح عندهم: «الحَوْر بعد الكَوْن»، و معناه حار، أي رجع و نَقَص بعد ما كان. و من قال بالراء فليس يبعُد، أي كان أمرُه متجمِّعاً ثم حار و نَقَص. و قوله تعالي: يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَي النَّهٰارِ، أي يُدير هذا علي ذاك، و يدير ذاك علي هذا، كما جاء في التفسير: زِيد في هذا من ذلك، و في ذاك [من هذا]. و الكَوْر: قِطعةٌ من الإبل كأنَّها خمسون و مائة. و ليس قياسُه بعيداً، لأنها إذا اجتمعت استدارت في مَبْرَكها. و كُوَّارة النَّحل معروفة.
و مما يشِذُّ عن هذا الباب قولهم: اكتارَ الفَرسُ، إذا رفَعَ ذَنَبه في حُضْرِه.

كوز

الكاف و الواو و الزاء أصلٌ صحيح يدلُّ علي تجمُّع. قال أبو بكر «1»: تكوَّرَ القومُ: تجمَّعوا. قال: و منه اشتقاق بني كُوزٍ من ضَبَّة.
و الكُوز للماء من هذا، لأنَّه يَجمع الماء. و اكتاز الماء: اغتَرَفَه.

كوس

الكاف و الواو و السين أصلٌ صحيح يدلُّ علي صَرْعٍ أو ما يقاربه. يقال: كاسَه يَكُوسُه، إذا صرعه. و منه كاسَتِ النّاقةُ تكوسُ، إذا
______________________________
(1) الجمهرة (3: 17).
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 147
عُقِرت فقامت علي ثلاث. و إنَّما قيل لها ذلك لأنَّها قد قاربت أن تُصرَع قال:
و لو عند غَسَّانَ السَّلِيطيِّ عَرَّسَتْ رَغَا قَرَنٌ منها و كاس عَقِيرُ «1»
و ربَّما قالوا للفَرَس القَصير الدَّوارِجِ: كُوسِيٌّ. و عُشْبٌ مُتَكاوِسٌ، إذا كثُر و كثُف، و هو من قياس الباب لأنَّه يتصرَّعُ بعضُه علي بعض. فأمَّا الكأس، فيقال هو الإناء بما فيه من خمر، و هو من غير الباب.

كوع

الكاف و الواو و العين كلمةٌ واحدة، و هي الكُوع، و هو طرَف الزَّنْد مما يلي الإبهام. و الكَوَعُ: خُروجُه و نُتوُّه و عِظَمُه. رجلٌ أكوعُ «2». و يقال الكَوَع: إقبال الرُّسغين علي المنْكِبين. و كوَّعَه بالسَّيف:
ضَربَه. و لعلّه بمعني أن يُصِيبَ كوعَه.

كوف

الكاف و الواو و الفاء أُصَيل يقولون: إنّه يدلُّ علي استدارةٍ في شي‌ء. قالوا: تكوَّفَ الرّملُ: استدارَ. قالوا: و لذلك سمِّيت الكُوفةُ.
و يقولون: وقعنا في كُوفَان و كُوَّفان «3»، أي عناء و مشقّة، كأنَّهم اشتقُّوا ذلك من الرَّمل المتكَوِّف، لأن المشيَ فيه يُعَنِّي.
______________________________
(1) البيت للأعور النبهاني، يهجو جريرا و يمدح غسان السليطي. اللسان (كوس، قرن).
و عجزه في إصلاح المنطق 63. و قبله:
أقول لها أمي سليطا بأرضها فبئس مناخ النازلين جرير
(2) و كذا في المجمل، لم يذكر: امرأة كوعاء، علي ما هو مألوف عبارته.
(3) يقال بضم الكاف و فتحها مع سكون الواو و تشديدها، أربع لغان. و أنشد ابن بري:
فما أضحي و ما أمسيت إلا و إني منكم في كوفان
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 148‌

كون «1»

الكاف و الواو و النون أصلٌ يدلُّ علي الإخبار عن حدوثِ شي‌ء، إمَّا في زمانٍ ماضٍ أو زمان راهن. يقولون: كان الشي‌ءُ يكونُ كَونا، إذا وَقَعَ و حضر. قال اللّٰه تعالي: وَ إِنْ كٰانَ ذُو عُسْرَةٍ، أي حَضَر و جاء.
و يقولون: قد كان الشِّتاءُ، أي جاء وَ حَضَر. و أمَّا الماضي فقولنا: كان زيدٌ أميراً، يريد أنَّ ذلك كان في زمان سالف. و قال قوم: المكانُ اشتقاقه مِن كَانَ يَكُونُ، فلمّا كثُر* تُوُهِّمت الميمُ أصليّةً فقيل تمكّن، كما قالوا من المِسكين تَمَسْكَنَ.
و في الباب كلمةٌ لعلَّها أن تكون من الكلام الذي دَرَج بدُروج مَن عَلِمه.
يقولون: كُنْت علي فلان أَكُونُ عليه، و ذلك إذا كَفَلت به. و اكتَنْت أيضاً اكتِيَاناً. و هي غَرِيبة.

كوم «2»

الكاف و الواو و الميم أصلٌ صحيحٌ يدلُّ علي تجمُّع في شي‌ء مع ارتفاع فيه. من ذلك الكَوْماء، و هي النَّاقة الطَّويلة السَّنام. و الكَوْم:
القِطعة من الإبل. و الكَوْمة: الصُّبْرة من الطَّعام و غيرِه. و ربّما قالوا: كامَ الفرسُ أُنثاه يَكُومها، و ذاك نَفْس التجمُّع.

كول

الكاف و الواو و اللام كلمةٌ إن صحَّت. يقولون: تكَوَّلَ القومُ علي فلانٍ، إذا تجمَّعوا عليه.
______________________________
(1) كذا وردت هذه المادة في غير ترتيبها في الأصل و المجمل أيضا، فتركتها عليه، إبقاء علي أرفام صفحات الأصل.
(2) و كذا وردت هذه المادة متقدمة علي التي تليها، و حقها أن تتأخر، و آثرت إبقاءها لما أنها.
وردت كذلك في المجمل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 149‌

باب الكاف و الياء و ما يثلثهما

كيد

الكاف و الياء و الدال أصلٌ يدلُّ علي معالجةٍ لشي‌ء بشدّة، ثم يتَّسع الباب، و كلّه راجعٌ إلي هذا الأصل. قال أهلُ اللُّغة: الكَيد:
المُعالجة. قالوا: و كلُّ شي‌ءٍ تُعالِجُه فأنت تَكِيدُه. هذا هو الأصل في الباب، ثم يسمُّون المَكر كَيدا. قال اللّه تعالي: أَمْ يُرِيدُونَ كَيْداً. و يقولون: هو يَكِيدُ بِنَفْسِه، أي يجودُ بها، كأنَّه يُعالِجها لتخرُج. و الكَيْد: صِياح الغراب بجَهْدٍ.
و الكَيد: أن يُخرِج الزّندُ النّار ببطءٍ و شدة. و الكَيد: القَي‌ء، و ربَّما سمَّوا الحَيض كيداً. و الكَيد: الحرب، يقال: خرجوا و لم يلقَوْا كَيداً، أي حربًا.

كير

الكاف و الياء و الراء كلمةٌ، و هي كِيرُ الحَدّاد. قال أبو عمرو:
الكُور: المبنيُّ من الطِّين، و الكِير: الزِّقّ. قال بشر:
كأنَّ حَفيف مَنْخَرِه إذا ما كَتَمْنَ الرّبْوَ كِيرٌ مُستعارُ «1»

كيس

الكاف و الياء و السين أصيلٌ يدلُّ علي ضمٍّ و جمع. من ذلك الكِيس، سمِّي لِمَا أنَّه يَضُمُّ الشي‌ء و يجمعُه. و من بابه الكَيْس في الإنسان:
خلاف الخُرْق، لأنَّه مجتَمَع الرّأي و العقل. يقال رجلٌ كَيِّس و رجالٌ أَكْيَاس.
و أكْيَسَ الرّجلُ و أكاسَ، إذا وُلِد له أكياسٌ من الوَلَد. قال:
______________________________
(1) البيت في المفضليات (2: 144).
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 150
فلو كُنْتم لكَيِّسةٍ أَكَاست وَ كَيْسُ الأمِّ أَكْيَسُ للبنينا «1»
و لعلَّ كَيسان فَعلان من أكْيَس. و كانت بنو فَهمٍ تسمِّي الغَدْرَ كيسان. قال:
إذا ما دَعَوا كيسان كانت كهولُهم إلي الغدر أدني من شَبابهم المُرْدِ «2»

كيص

الكاف و الياء و الصاد إنْ صحَّ فهو يدلُّ علي انقباضٍ و ضِيق. و يقولون: كاصَ يَكيص، مثل كَاعَ «3». و يقولون: إنَّ الكِيصَ:
الرجُل الضيِّق الخُلُق. و حُكِيت كلمةٌ أنا أرتاب بها، يقولون: كِصْنَا عند فُلانٍ ما شِئْنا، [أي] أكلنا.

كيف

الكاف و الياء و الفاء كلمةٌ. يقولون: الكِيفة: الكِسْفة من الثّوب. فأمَّا كيفَ فكلمةٌ موضوعة يُستفهَم بها عن حالِ الإنسان فيقال:
كيف هو؟ فيقال: صالح.

كيل

الكاف و الياء و اللام ثلاثُ كلماتٍ لا يُشْبِهُ بعضُها بعضاً.
فالأولي: الكَيل: كَيْل الطعام. يقال: كِلْتُ فلاناً أعطيته. و اكتَلْتُ عليه:
أخَذْتُ منه. قال اللّٰه سبحانه: وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ. الَّذِينَ إِذَا اكْتٰالُوا عَلَي النّٰاسِ يَسْتَوْفُونَ. وَ إِذٰا كٰالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ.
______________________________
(1) لرافع بن هريم في اللسان (كيس) و البيان (1: 185/ 4: 57).
(2) للنمر بن تولب في أخواله بني سعد، كما في المجمل و اللسان (كيس) و البيان (2: 134)، و روي في اللسان أيضا لضمرة بن ضمرة بن جابر بن قطن.
(3) في الأصل: «كع»، صوابه في المجمل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 151
و الكلمة الثانية: كالَ الزَّنْدُ يَكِيلُ، إذا لم يُخرِجْ ناراً.
و الكلمة الثالثة: الكَيُّول: مُؤخَّر الصَّفِّ في الحرب. قال:
إنِّي امْرُؤٌ عاهَدَني خليلي ألَّا أَقُومَ الدَّهْرَ في الكَيُّولِ «1»

كين

الكاف و الياء و النون شي‌ءٌ يقولون إنَّه في عضوٍ من أعضاء المرأة يَضِيق به، و الجمع كُيون. قال جرير:
غَمَزَ ابنُ مرّةَ يا فرزدقُ كَيْنَها غَمْزَ الطبيبِ نَغانِغَ المعذورِ «2»
فأمّا الكِينة، في قولهم: بات فُلانٌ بكِينةِ سَوْءِ، أي بحال سوء، فأصله الكَوْن فِعلَة من الكون.

كيت

الكاف و الياء و التاء كلمةٌ إن صحَّت، يقولون: التَّكييت:
تيسير الجَهَاز. قال:
كَيِّت جهازك إمّا كنتَ مرتحِلًا إنِّي أخاف علي أذْوادِك السَّبُعا «3»

كيح

الكاف و الياء و الحاء* كلمةٌ واحدة. يقولون: الكِيح:
سَنَد الجَبَل. قال الشَّنْفرَي:
و يركضْنَ بالآصالِ حَولي كأنّني من العُصْمِ أدْفي يَنْتحِي الكِيحَ أعْقَلُ «4»
______________________________
(1) الرجز لأبي دجانة سماك بن خرشة الصحابي، يقوله في غزوة أحد. السيرة 563 جوتتجن و اللسان (كيل).
(2) ديوان جرير 194 و اللسان (كين، نغغ، عذر). و قد سبق في (دغر، عذر).
(3) أنشده في المجمل و اللسان (كيت).
(4) البيت من لاميته المشهورة التي يسمونها «لامية العرب».
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 152‌

باب الكاف و الألف و ما يثلثهما

اشارة

و قد تكون الألف منقلبة و تكتب هاهنا للَّفظ، و قد تكون مهموزة.

كاذ

الكاف و الألف و الذال كلمة، و هي الكَاذَة: لحمُ أعالي الفَخِذين‌

كار

الكاف و الألف و الراء. يقولون: الكَأْر: أن يَكْأَر الرّجُل من الطّعام، أي يصيب منه أخْذاً و أكلا.

كان

الكاف و الألف و النون. يقولون: كَأَنَ، أي اشتدّ، و كَأَنْتُ: اشتددت.

كأب

الكاف و الهمزة و الباء كلمةٌ تدلُّ علي انكسارٍ و سوءِ حال. من ذلك الكآبة. يقال كَأْبة و كَآبة، و رجلٌ كَئِيب.

كأد

الكاف و الألف و الدال يدلُّ علي شِدَّة و مَشَقّة. يقولون:
تكَاءَده الأمرُ، إذا صعُب عليه. و العَقَبة الكَؤُود: الصَّعبة.

باب الكاف و الباء و ما يثلثهما

كبت

الكاف و الباء و التاء كلمة واحدة، و هي من الإذلال و الصَّرفِ عن الشي‌ء. يقال: كَبَتَ اللّٰهُ العدُوَّ يَكْبِتُه، إذا صَرَفَهُ و أذلَّهُ.
قال اللّٰه تعالي: إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللّٰهَ وَ رَسُولَهُ كُبِتُوا كَمٰا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 153‌

كبث

الكاف و الباء و الثاء كلمةٌ، و هي الكَبَاث، يقال: إنّه حَمْل الأَراك. و حَكَوْا عن الشَّيباني: كَبِثَ اللَّحمُ: تغيَّرَ و أرْوَحَ. قال:
أصبَحَ عمّارٌ نَشِيطًا أبِثَا يأكُلُ لحمًا بائتًا قد كَبِثَا «1»

كبح

الكاف و الباء و الحاء كلمة. يقال: كَبَحْتُ الفرس بلجامه أكْبَحُه.

كبد

الكاف و الباء و الدال أصلٌ صحيح يدلُّ علي شِدّة في شي‌ء و قُوّة. من ذلك الكَبَد، و هي المشَقّة. يقال: لَقِيَ فلانٌ من هذا الأمر كَبَداً، أي مشَقة. قال تعالي: لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسٰانَ فِي كَبَدٍ. و كابَدْتُ الأمر: قاسيتُه في مشَقّة. و من الباب الكَبِد، و هي معروفة، سمِّيت كَبِدًا لتكبُّدِها. و الأَكْبَد:
الذي نَهَدَ موضعُ كَبِده. و كبَدْتُ الرّجُلَ: أصبتُ كَبِدَه. و كَبِدُ القوسِ:
مستعارٌ من كَبِد الإنسان، و هو مَقْبِضُها. و قوسٌ كَبْداءُ: إذ مَلَأَ مَقْبِضُها الكفّ.
و من الاستعارة: كَبِد السَّماء: وسطها. و يقولون: كُبَيْدَاء السَّماء، كأنَّهُم صغّروها، و جمعوها علي كُبَيْدات «2». و يقال: تكبَّدَتِ الشّمس، إذا صارت في كَبِد السماء. و الكُبَادُ: وجَعُ الكَبِد. و تَكبَّدَ اللَّبنُ: غَلُظَ و خَثُر.

كبر

الكاف و الباء و الراء أصلٌ صحيح يدلُّ علي خِلاف الصِّغَر. يقال:
هو كَبيرٌ، و كُبَار، و كُبَّار. قال اللّٰه تعالي: وَ مَكَرُوا مَكْراً كُبّٰاراً. و الكِبْرُ:
مُعظَم الأمر، قوله عَزّ و علَا: وَ الَّذِي تَوَلّٰي كِبْرَهُ أي مُعظَم أمرِه. و يقولون:
كِبْرُ سياسةِ القوم في المال. فأمَّا الكُبْر بضم الكاف فهو القُعدد. يقال: الوَلاء للكُبْر،
______________________________
(1) الرجز لأبي زرارة النصري، كما سبق في حواشي (أبث).
(2) الحق أن هذه جمع «كبيدة» تصغير كبد.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 154
يراد به أقْعَد القَوم في النَّسَب، و هو الأقربُ إلي الأبِ الأَكْبَر.
و من الباب الكِبَر، و هو الهَرَم. و الكِبْر: العظمَة، و كذلك الكِبرِيَاء.
و يقال: وَرِثُوا المجدَ كابِراً عن كَابِرٍ، أي كبيراً عن كبيرٍ في الشَّرفِ و العِزّ. و عَلَتْ فلاناً كَبْرَةٌ، إذا كَبِر. و يقال: أكبَرْتُ الشّي‌ءَ: استعظمتُه.

كبس

الكاف و الباء و السين أصلٌ صحيح، و هو من الشَّي‌ء يُعْلَي بالشَّي‌ء الرَّزين، ثم يقاس علي هذا ما يكونُ في معناه. من ذلك الكَبْس:
طَمُّك الحُفَيرةَ بالتُّراب. و التُّراب كِبْسٌ. ثمّ يتَّسعون فيقولون: كَبَس فلانٌ رأسَه في ثوبه، إذا أدخَلَه فيه. و الأرنبةُ الكَابِسَة، هي المقبلةُ علي الجَبْهة في غِلَظٍ و ارتفاع. يقال منه كَبَسَتْ. و من الباب الكِباسَة: العِذْق التامُّ الحمل. [و] الكبيس: التمرُ يُكبَس.
و الكَابُوس: ما يَقَع علي الإنسان باللَّيل. قال ابن دريد «1»: أحسبه مولَّدا.
و الكَبِيس: حَلْيٌ يُصاغ مجوَّفا* ثمّ يُحشَي طيناً. و الكُبَاس و الأكْبَس: العظيم الرأْس.

كبش

الكاف و الباء و الشين كلمةٌ واحدة، و هي الكَبْش، و هو معروف. و كبْشُ الكتيبةِ: عظيمُها و رئيسُها. قال:
ثمَّ ما هابُوا و لكن قدّموا كبشَ غاراتٍ إذا لاقي نَطَخ «2»

كبع

الكاف و الباء و العين. قالوا- و اللّٰه أعلم بصحَّته- إنَّ الكَبْع: نقد الدِّرهم و الدِّينار. قال:
______________________________
(1) الجمهرة (1: 287).
(2) للأعشي في ديوانه 160 برواية: «ثم ما كانوا».
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 155
قالوا لِي اكْبَعْ قلتُ لَسْتُ كابِعا و قُلتُ لا آتِي الأميرَ طائعا «1»

كبل

الكاف و الباء و اللام أصلٌ صحيحٌ يدلُّ علي حَبْسٍ و منْع.
من ذلك الكِبْل: القَيد الضَّخم. يقال: كَبَلْتُ الأسيرَ و كَبَّلتُه. و يقولون: إنَّ الكابُول: حِبالةُ الصَّائد. فأمَّا المكَابَلة فهو من هذا أيضاً، و هو التَّأْخير في الدَّين، يقال: كَبَلْتُك دينَك؛ و ذلك من الحبس أيضاً. و من الباب أيضاً المكابَلة: أن تُباعَ الدَّارُ إلي جنب دارِك و أنت محتاجٌ إليها فتؤخَر شراءها ليشتريَها غيرُك ثم تأخذَها بالشُّفعة. و قد كُرِه ذلك‌

كبن

الكاف و الباء و النون أصلٌ صحيح يدلُّ علي قَبْضٍ و تقبُّض.
يقال للبخيل: الكُبُنَّة: و قد اكبَأَنَّ، إذا تَقَبَّض حين سئل. و يقال: كبَن الدَّلوَ، إذا ثَنَي فَمَها و خَرزَه و يقال له الكَبْن. و من الباب كَبَن عن الشي‌ء: عَدَل، و كَنَب أيضاً. و المَكْبُون من الخيل: القصير القوائم.
و مما قيس علي هذا قولُهم: تَكبَّن «2»، إذا سَمِن. و لا يكون ذلك إلَّا في تجمُّع لحم. و يقولون: كَبَن كُبُوناً، إذا عَدا في لِينٍ و استرسال.

كبو

الكاف و الباء و الحرف المعتل أصلٌ صحيح يدلُّ علي سُقوطٍ و تزيل. يقال: كبالوجهه يَكبُو، و هو كابٍ، إذا سَقَط. قال:
فكَبَا كما يَكْبُو فنِيقٌ تَارِزٌ بالخَبْتِ إلّا أنّه هو أبْرَعُ «3»
______________________________
(1) الرجز في اللسان (كبع).
(2) في الأصل: «كمن»، و أثبت ما في المجمل. علي أن الكلمة لم ترد في اللسان أو القاموس.
(3) لأبي ذؤيب في ديوان الهذليين (1: 15) و اللسان (كبا، ترز) و المفضليات (2: 227).
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 156
و يقال: كَبَا الزّنُد يَكْبُو، إذا لم يُخرِجْ نارَه. و يقال: كَبَوْتُ الكُوزَ و غيرَه، إذا صبَبْتَ ما فيه. و التُّراب الكَابِي: الذي لا يستقرُّ علي وَجْه الأرض.
و يقال: هو كابِي الرَّماد، أي عظيمُه، ينهال. و من الباب الكِبا «1»: الكُنَاسة؛ و الجمع الأَكْباء.
و مما شذَّ من هذا الأصل الكِبَاء ممدود، و هو ضربٌ من العُود. يقال كَبُّوا ثيابَكم، أي بَخِّروها. قال:
* و رنداً و لُبْنَي و الكِباءَ المُقَتَّرَا «2» *

باب الكاف و التاء و ما يثلثهما

كتد

الكاف و التاء و الدال حرفٌ واحد، و هو الكَتَد: ما بين الكاهل إلي الظَّهر. و الكَتَد: نجمٌ.

كتر

الكاف و التاء و الراء. يقولون: الكَتْر: وسط كلِّ شي‌ء.
و يقال: الكَتْر: السَّنام نفسُه. قال:
* كِتْرٌ كحافَة كِير القَيْنِ ملمومُ «3» *
______________________________
(1) و كذا في اللسان. و في اللسان أيضا: «الكبا: الكناسة و الزبل، يكون مكسورا و مضموما، فالمكسور: جمع كبة- أي بالكسر- و المضموم جمع كبة- أي بالضم».
(2) لامرئ القيس في ديوانه 94 و اللسان (كبا). و صدره:
* و بانا و ألويا من الهند ذاكيا*
(3) لعلقمة بن عبدة في ديوانه 130 و اللسان (كتر) و المفضليات (2: 198). و صدره:
* قد عريت زمنا حتي استطف لها*
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 157
قال الأصمعيّ: لم أسمع بالكِتْر إلَّا في هذا البيت. و يقولون: الكَتْر:
الحَسَب و القَدْر.

كتع

الكاف و التاء و العين كلماتٌ غير موضوعةٍ علي قياس، و ليست من الكلام الأصِيل. يقولون الكُتَع: الرّجُل اللَّئيم. و يقولون كَتَع بالشي‌ء:
ذَهَب به. و ما بالدّارِ كتيعٌ، أي ما فيها أحد. و كَتَع فلانٌ في أمره: شَمَّر. و جاء القومُ أجمعون أكتَعُون علي الإتباع‌

كتل

الكاف و التاء و اللام أُصيلٌ يدلُّ علي تجمُّع. يقال: هذه كُتْلةٌ من شَي‌ء، أي قطعةٌ مجتمعةٌ. قال ابنُ دريد «1» يقال: ألقي فلانٌ عليَّ كَتَالَهُ، أي ثِقْله. و ذكر في شِعر [ابن] الطَّثْريّة «2».

كتم

الكاف و التاء و الميم أصلٌ صحيحٌ يدلُّ علي إخفاء و سَتر. من ذلك كَتَمت الحديثَ كتْما و كِتماناً. قال اللّٰه تعالي وَ لٰا يَكْتُمُونَ اللّٰهَ حَدِيثاً و يقال: ناقةٌ كَتومٌ: لا ترغُو إذا رُكِبت، قُوّةً و صَبرا. قال:
* و كانت بقيّةَ ذَوْدٍ كُتُمْ «3» *
و سحابٌ مُكْتَتِم: لا رعد فيه. و خَرْزٌ كَتِيمٌ: لا يَنْضَح الماء. و قوسٌ كَتوم:
لا تُرِنُّ. و أمّا الكَتَم، فنباتٌ يُختَضَب به.
______________________________
(1) الجمهرة (2: 27).
(2) التكملة من المجمل: و يعني بذلك قوله:
أقول و قد أيقنت أني مواجه من الصرم بابات شديدا كتالها
(3) للأعشي في ديوانه 29 و اللسان (كتم). و صدره:
كتوم الرغاء إذا هجرت*
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 158‌

كتن

الكاف و التاء و النون أصلٌ يدلُّ علي لطخٍ و دَرَن. يقال الكَتَن: لَطخ الدُّخانِ البيتَ. و يقال: كَتِنَتْ جَحافِل الدّابة: اسوَدَّت من أكل الدَّرِين. و كَتن السِّقاءُ، إذا لَصِق به اللَّبَنُ من خارج فَغلظ. و الكَتَّان معروف، و زعموا أنَّ نُونَه أصليّة. وَ سَمَّاه الأعشي الكَتَن «1». قال ابن دريد: هو عربيٌّ* معروف، و إِنَّما سمي بذلك لأنه يلقَي بعضُه علي بعضٍ «2» حَتَّي يَكْتِن.

كتو

الكاف و التاء و الواو. الكَتْو: مُقارَبة الْخَطْو. يقال:
كتا يَكتُو كَتواً. حكاه ابنُ دريدٍ عن أبي مالك «3».

كتب

الكاف و التاء و الباء أصلٌ صحيح واحد يدلُّ علي جمع شي‌ء إلي شي‌ءٍ. من ذلك الكِتابُ و الكتابة. يقال: كتبت الكتابَ أكتُبه كَتْبًا.
و يقولون: كتبتُ البَغلَة، إذا جمعتُ شُفرَي رَحِمها بحَلْقة. قال:
لا تأمنَنَّ فَزارِيًّا حَلَلْتَ به علي قَلُوصِك و اكتُبْهَا بأسيار «4»
و الكُتْبَةُ: الخُرْزَة، و إِنما سمِّيت بذلك لجمعها المخروز. و الكُتَب: الخُرَز.
قال ذو الرُّمَّة:
وَفْرَاءَ غَرْفِيَّةٍ أثْأَي خوارِزَها مُشَلشَلٌ ضَيَّعَتْهُ بينَها الكُتَبُ «5»
______________________________
(1) انظر ما سبق في مادة (كت).
(2) في الجمهرة (2: 28): «لأنه يخيس و يلقي بعضه علي بعض».
(3) الجمهرة (2: 28).
(4) البيت لسالم بن دارة كما في الكامل 481 ليبسك و الشعر و الشعراء 363. و أنشده في اللسان (كتب) و عيون الأخبار (2: 203) بدون نسبة. و الرواية المشهورة: «خلوت به».
(5) ديوان ذي الرمة ص 1 و اللسان (وفر، غرف، ثأي، شلل، كتب).
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 159
و من الباب الكِتَابُ و هو الفَرْضُ. قال اللّٰه تعالي: كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيٰامُ، و يقال للحُكْم: الكِتَاب.
قال رسول اللّٰه صلي اللّٰه عليه و سلم: «أَمَا لَأَقْضِيَنَّ بينكما بكِتَاب اللّٰه تعالي»
، أراد بحُكْمِه. و قال تعالي: يَتْلُوا صُحُفاً مُطَهَّرَةً. فِيهٰا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ أي أحكامٌ مستقيمة. و يقال للقَدَر: الكِتاب.
قال الجعديّ:
يا ابنةَ عمِّي كتابُ اللّٰه أخرَجَنِي عنكم و هل أَمنعَنَّ اللّٰه ما فَعَلا «1»
و من الباب كَتَائِب الخيل، يقال: تكتَّبُوا. قال:
* بألفٍ تكتَّبَ أو مِقْنَبِ*
قال ابنُ الأعرابيّ: الكاتب عند العرب: العالم، و احتجَّ بقوله تعالي: أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ*.
و المُكاتَب: العبدُ يُكاتِبُه سيِّده علي نفسه. قالوا: و أصله من الكِتاب، يراد بذلك الشَّرْطُ الذي يكتب بينهما.

كتف

الكاف و التاء و الفاء أصلٌ صحيح يدلُّ علي عِرَضٍ في حديدة أو عَظْم. من ذلك الكَتِيفة، و هي الحديدة التي يُضَبُّ بها. و منه الكَتِف و هي معروفة، سمِّيت بذلك لما ذكرناه. و يقال: رجلٌ أكتَفُ: عظيم الكَتِف.
و قولهم: كَتف البعيرُ في المَشْي فإِنما ذلك إذا بَسَط يديه بَسْطاً شديداً، و لا يكون ذلك إلّا ببسطه موضِعَيْ كتِفَيْه. و الكَتْف: أن يُشَدَّ حِنْوا الرَّحْلِ أحدُهما إلي الآخر بالكِتاف، و ذلك كبعض ما ذكرناه. و كَتَفْتُ اللّحم، كأنَّك قَطعته علي تقدير
______________________________
(1) أنشده في المجمل و اللسان (كتب).
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 160
الكَتِف أو الكَتِيفة «1». و كذلك كَتَفت الثّوب إذا قَطَعته. و أما قولهم للضِّغن و الحِقد كَتِيفة، فذلك من الباب أيضاً، و هو من عجيب كلامهم: أن يحملوا الشي‌ء علي محمول غيره. و المعني في هذا أنَّهم يسمُّون الضِّغْن ضبًّا، لأنَّه يُضِبُّ علي القَلْب.
فلما كانت الضَّبَّة في هذا القياس بمعني أنّها تُضَبُّ علي الشَّي‌ء و كانت تسمَّي كَتيفةً، سمَّوا الضِّغن ضَبًّا و كَتِيفة، و الجمع كَتَائف. [قال]:
أخوكَ الذي لا يَمْلِكُ الحسَّ نَفسُه و تَرفَضُّ عند المُحْفِظات الكَتَائفُ «2»
و أما الكتْفَان من الجَرَاد فهو أوّلُ ما يطير منه. و هو شاذٌّ عن هذا الأصل.

كتو

الكاف و التاء و الواو فيه كلمةٌ لا معنَي لها، و لا يُعرَّج علي مِثلها. يقولون: اكْتَوْتَي الرّجلُ، إذا بالَغَ في صفة نَفْسِه من غير عمل. و اكْتَوْتَي تعتع. و ليس هذا بشي‌ء.

باب الكاف و الثاء و ما يثلثهما

كثر

الكاف و الثاء و الراء أصلٌ صحيح يدلُّ خِلاف القِلَّة.
من ذلك الشَّي‌ء الكثير، و قد كَثُر. ثم يُزَاد فيه للزِّيادة في النّعت فيقال: الكَوْثَر:
الرّجلُ المِعطاء. و هو فَوْعلٌ من الكَثْرة. قال:
______________________________
(1) في المجمل: «كتفت اللحم: قطعته صغارا».
(2) البيت للقطامي في ديوانه 27 و اللسان (حس، رفض، حفظ، كتف).
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 161
و أنتَ كثيرٌ يا ابنَ مروانَ طيِّبٌ و كان أبوك ابنُ العقائل كَوْثرا «1»
و الكَوثَر: نهرٌ في الجَنّة. قال اللّٰه تعالي: إِنّٰا أَعْطَيْنٰاكَ الْكَوْثَرَ.
قالوا هذا و قالوا: أراد الخَير الكَثِير. و الكَوْثَر: الغُبار، سمِّي بذلك لكَثْرَته و ثَوَرَانه. قال:
* حَمْحَمَ في كَوْثرٍ كالجَلَالِ «2» *
و يقال: كاثَرَ بنو فلان [بني فلانٍ «3»] فكَثَرُوهم، أي كانوا أكثَرَ منهم.
و عَدَدٌ كاثِرٌ، أي كثير. قال الأعشي:
و لستَ بالأكثَرِ منهم حَصًي و إِنَّما العِزَّةُ للكاثِرِ «4»

كثف

الكاف و الثاء و الفاء أصلٌ صحيح يدلُّ علي تراكُبِ شي‌ء علي شي‌ء و تجمّع. يقال: هذا شي‌ءٌ كثيف. و سحابٌ كثيف* و شجر كثيف.

كثع

الكاف و الثاء و العين قريبُ المعني من الذي قبله. يقال شفَةٌ كاثِعةٌ، إذا كَثُر دَمُها. و كَثَع اللّبنُ «5»: علا دَسَمُه. و كَثَّعَتْ لحِيتُه: طالت و كَثُرت.
______________________________
(1) للكميت في اللسان (كثر). و أنشده في المجمل.
(2) لأمية بن أبي عائذ الهذلي في ديوان الهذليين (2: 181) و اللسان (كثر). و هو بتمامه:
يحامي الحقيق إذا ما احتد م ن حمحم في كوثر كالجلال
و في اللسان: «إذا ما احتد من و حمحمن».
(3) التكمله من المجمل.
(4) ديوان الأعشي 106 و اللسان (حصي، كثر). و البيت من شواهد النحو في أفعل التفضيل.
و في الأصل: «منه حصي»، تحريف.
(5) يقال كثع و كثع بالتشديد أيضا.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 162‌

كثم

الكاف و الثاء و الميم أُصَيلٌ يدلُّ علي امتلاءِ وسَعة. يقال للشَّبعان: الأَكْثَم. و يقال للعظيم البطن: أكْثَم. و يقولون: أكْثَمَ قِربتَه، إذا ملَأَها. و الأَكْثَم: الطَّريق الواسع. و يقال أكْثَمَ فَمَه «1»، إذا أدْخَلَ فيه القِثّاءَ و نحوَه ثمّ كَسَره.

كثو

الكاف و الثاء و الواو كلمةٌ واحدة. و هي الكَوْثَلُ للسَّفينة، و ربَّما شُدِّد.
كثا الكاف و الثاء و الحرف المعتلّ أو المهموز أصلٌ صحيح، وَصْفٌ من صِفات اللَّبن ثم يُشَبَّه به. و يقولون: الكُثْوة: القليل من اللَّبنِ الحليب. و منه اشتقاق كُثْوةَ «2» الشَّاعر. و قالوا أيضاً: لبنٌ مُكْثٍ، إذا كانت له رِغوةٌ.
و ربَّما حَمَلوا المهموز عليه، فيقال: كَثَأَت القِدرُ، إذا أزْبَدَت للغَلْي. و كَثَأ النَّبتُ: طَلَع. و كَثَأت اللِّحيةُ من هذا.

كثب

الكاف و الثاء و الباء أصلٌ صحيح واحدٌ يدلُّ علي تجمُّع «3» و علي قُرْب. من ذلك الكُثْبة، و هي القِطعة من اللَّبَن و من التَّمر. قالوا:
سمِّيت بذلك لاجتماعها. و منه كثيب الرَّمْل. و الكَاثب: الجامع. و الكَاثِبةُ:
ما ارتفَعَ من مِنْسَج الفَرَس؛ و الجمع كَوَاثِب. قال النابغة:
______________________________
(1) الذي في المعاجم: «كثم القثاء و نحوه: أدخله في فيه».
(2) و كذا في المجمل. و في اللسان: «و أبو كثوة شاعر. الجوهري: و كثوة بالفتح: اسم أم شاعر، و هو زيد بن كثوة».
(3) في الأصل: «تجرد».
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 163
* إذا عَرَضُوا الخطِّيِّ فوقَ الكَوَاثِبِ «1» *
و أكثَبَ الصّيدُ، إذا أمكَنَ من نفسه، و هذا من الكَثَب و هو القُرْب.
فأمَّا قوله:
لأصبَحَ رَتْماً دُقَاقَ الحَصَي مَكَانَ النَّبيَّ من الكاثبِ «2»
فيقال إنّه جبلٌ معروف. قال ابن دريدٍ و غيرُه: الكُثَّاب: سهم صغيرٌ يُرمَي به. و أنشدوا:
رمَتْ من كَثَبٍ قَلبي و لم تَرمِ بكُثّابِ
و هذا إذا صح فلعلَّه سمِّي لقِصَره و قُربِ ما بين طَرَفيه.

باب الكاف و الحاء و ما يثلثهما

كحل

الكاف و الحاء و اللام أصلٌ واحد يدلُّ علي لونٍ من الألوان. و الكَحَلُ: سوادُ هُدْب العَين خِلقةً. يقال كَحِلَتْ عينُه كَحَلًا، و هي كَحِيل، و الرّجُل أكْحَلُ. و يقال للْمُلْمُول الذي يُكتحل به: المِكْحال.
و مما شذَّ عن هذا الباب: الكُحَيْل: الخضخاض الذي يُهْنأ به، بني علي التَّصغير. و المِكْحَالان: عظما الوَرِكين من الفَرَس، و يقال بل هما عظْما الذِّراعين.
و الأكْحَل: عرقٌ. و كَحْلُ: اسمٌ للسّنَة المجدِبة. و من أمثالهم: «باءت عَرارِ
______________________________
(1) صدره في ديوان النابغة 5 و اللسان (كثب):
* لهن عليهم عادة قد عرفنها*
(2) لأوس بن حجر في ديوانه 3 و اللسان (رتم، نبا، كثب).
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 164
بكَحْل»، إذا قُتِل القاتلُ بمقتولِه. و يقال: كانتا بقرتَينِ قتلت إحداهما الأُخري فقُتِلَتْ بها.

كحم

الكاف و الحاء و الميم ليس بشي‌ء، إلَّا أنَّ ابن دريدٍ زعم أن الكَحْمَ: الحِصْرِم. و ذكر أنَّه يقال بالباء أيضاً «1».

باب الكاف و الدال و ما يثلثهما

كدر

الكاف و الدال و الراء أصلٌ يدلُّ علي خلاف الصَّفو، و الآخَر يدلُّ علي حركة.
فالأول الكَدَر: خلاف الصَّفْو. يقال كَدِرَ الماءُ و كَدُرَ. و يقولون: خُذْ ما صَفَا و دع ما كَدُرَ». و يُستعار هذا فيقال: كَدِرَ عيشه. و الكُدْرِيُّ: القَطا؛ لأنّه نُسِب إلي معظم القطا، و هي كُدْر. و هذا من الأوّل، لأنَّ في ذلك اللَّون كُدرة. و منه الكُدَيْرَاء: لبنٌ حليب يُنقَع فيه تمرٌ. و بناتُ أكدَرَ: حُمُر وحشٍ نسبَت إلي فحل، و لعلَّ ذلك اللَّون أكدر.
و أمَّا الأصل الآخَر فيقال: انكدَرَ، إذا أسْرَع. قال اللّٰه تعالي:
وَ إِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ.

كدس

الكاف و الدال و السين ثلاثُ كلماتٍ لا يشبه بعضها بعضاً. فالأولي: كُدْس الطَّعام. و الثانية التكَدُّس، و هو مَشْيُ الفَرَس كأنّه مُثقَل. قال:
______________________________
(1) الجمهرة (2: 186).
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 165
و خيل تَكَدَّسُ بالدارِعِينَ كمشي الوُعول علي الظاهِره «1»
و الثالثة: الكوادس: ما تَطَيَّرُ منه، كالفأل و العُطاسِ و نحوِه. قال:
* و لم تحبِسك عَنِّي الكَوَادِسُ «2» *

كدش

الكاف و الدال و الشين ليس بناءً يشبه* كلام العرب، لعلّه أن يكون شيئاً يقارب الإبدال. يقال كَدَس و خَدَش بمعنيً. و كَدَشَ و كَدَح أي كَسَبَ. و كَدَش الشّي‌ءَ بأسنانه: قطعه. و كلُّ هذا شي‌ءٌ واحدٌ في الضَّعف.

كدع

الكاف و الدال و العين ليس بشي‌ءٍ، غير أنَّ ابنُ دريدٍ ذكر أن الكَدْع: الدَّفْع الشَّديد «3».

كدم

الكاف و الدال و الميم أصلٌ صحيح فيه كلمةٌ واحدة. يقال كَدَمَ، إذا عَضَّ بأدنَي فيه، كما يَكدِم الحمار. و يقال أيضاً إنّ الكَدَمة:
الحَرَكة. قال:
لما تَمَشَّيْتُ بُعَيدَ العَتَمه «4» سَمِعتُ من فوقِ البُيوتِ كَدَمَهْ
______________________________
(1) البيت لمهلهل، كما في اللسان (ظهر، كدس)، أو عبيد بن الأبرص، كما في تهذيب الألفاظ 279 و اللسان (كدس). و أنشده في الحيوان (4: 353/ 6: 300).
(2) قطعة من بيت لأبي ذؤيب في ديوان الهذليين (1: 160) و اللسان (كدس).
و هو بتمامه:
فلو أنني كنت السليم لعدتني سريعا و لم تحبسك عني الكوادس
(3) الجمهرة (2: 280).
(4) في الأصل: «بعد العتمة»، صوابه في المجمل و اللسان (كدم).
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 166‌

كدن

الكاف و الدال و النون أصلٌ صحيح يدلُّ علي توطئةٍ في شي‌ءٍ متجمِّع. من ذلك الكُدُون: شي‌ءٌ توطِّئ به المرأةُ لنفسها في الهَوْدَج.
ثم يقال امرأةٌ كَدِنةٌ: ذاتُ لحمٍ كثير. و بعير ذو كُدْنةٍ، إذا عظُمَ سَنامُه.
و اشتقاق الكَوْدَن «1» من هذا، لأنَّه يكون ذا لحمٍ و غِلَظ جِسم. يقولون:
ما أبْيَنَ الكَدَانة فيه، أي الهُجْنة. و الكَدَنُ: ما يبقي في أسفل الماء من الطِّين المتلجِّن. و هو من هذا القياس. فأمّا الكِدْيَوْن فيقال إنّه دُقاق التُّراب و السِّرجينِ يُجمعانِ و يُجلَي به الدُّروع. قال النابغة:
عُلِينَ بِكِدْيَوْنٍ و أُبْطِنَّ كُرَّةً فهُنَّ إضاءٌ ضافياتُ الغلائل «2»

كده

الكاف و الدال و الهاء ليس بشي‌ء. علي أنّهم يقولون:
الكَدْه: الصَّكُّ بالحجَر. يقال: كَدَهَ يَكْدَهُ. و سقَطَ الشّي‌ءُ فتكَدَّه، أي انكسر «3».

كدي

الكاف و الدال و الحرف المعتل أصلٌ صحيح يدلُّ علي صلابةٍ في شي‌ء، ثم يقاس عليه. فالكُدْيَةُ: صَلابةٌ تكون في الأرض، يقال:
حَفَر فأكْدَي، إذا وَصَلَ إلي الكُدْية. ثم يقال للرجُل إذا أعطَي يسيراً ثم قَطَع:
أكْدَي، شُبِّه بالحافر يَحفِر فيُكدِي فيُمسِك عن الحَفْر. قال اللّٰه تعالي: أَعْطيٰ قَلِيلًا وَ أَكْديٰ «4». و الكُداية، هي الكُدْية. و يقال: أرض كَادِية، أي بطيئة،
______________________________
(1) الكودن: البرذون الهجين، و قيل البغل.
(2) ديوان النابغة 64 و اللسان (كدن، كرر، أضا). و قد سبق في (كر).
(3) في المجمل: «تكسر».
(4) التلاوة: «و أعطي قليلا». و الاستشهاد بترك مثل الواو و الفاء جائز، له نظير في رسالة الشافعي (الفقرة 643، 974، 975) و الحيوان (4: 57، 276).
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 167
و هو من هذا. و ربَّما همز هذا فيكون من الباب الذي يُهمز و ليس أصله الهمز. زعم الخليل أنّه يقال: أصابت زروعَهم كَادِئَة، و هو البرد. و أصاب الزَّرع بردٌ و كَدَّأه، أي رَدَّه في الأرض. و قال الفَراء: كَدِيَ الكلبُ «1» كَدَي، إذا شَرِب اللبن ففسَد جوفُه. و يقال أكديتهُ أُكْدِيه إكداءً، إذا رددته عن الشَّي‌ء. و القياس في جميع ما ذكرناه واحد. و كَدَاء: مكان، و لعلّه أن يكون من الكُدْية.

كدب

الكاف و الدال و الباء، يقال فيه كلمة. قالوا: إنّ الكَدِبَ:
الدّم الطريّ. و روي أنّ بعضهم قرأ: وَ جَاءُوا عَلَي قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَدِبٍ «2».

كدح

الكاف و الدال و الحاء أصلٌ صحيح يدلُّ علي تأثيرٍ في شي‌ء.
يقال كَدَحه و كَدَّحَه، إذا خَدَشَه. و حمار مُكَدَّح: قد عضَّضَتْه الحُمُر.
و من هذا القياس كَدَحَ، إذا كَسَبَ، يَكدَحُ كَدْحاً فهو كَادِح. قال اللّٰه عزّ و علا:
إِنَّكَ كٰادِحٌ، أي كاسِب.

باب الكاف و الذال و ما يثلثهما

كذب

الكاف و الذال و الباء أصلٌ صحيح يدلُّ علي خلاف الصِّدق. و تلخيصه أنّه لا يبلُغ نهايةَ الكلامِ في الصِّدق. من ذلك الكَذِب خِلاف الصِّدق. كَذَبَ كَذِباً «3». و كَذَّبْتُ فلاناً نسبتُه إلي الكَذِب، و أَكْذَبْتُه:
______________________________
(1) في المجمل و اللسان و القاموس: «الفصيل» بدل «الكلب». و في اللسان أيضا: «كدي الكلب كدي، إذا نشب العظم في حلقه».
(2) هذه قراءة عائشة و الحسن. و قراءة الجمهور بالذال المعجمة. و قرأ زيد بن علي: «كذبا» بالذال المعجمة و النصب. تفسير أبي حيان (5، 289).
(3) و يقال كذلك كذبا، بالكسر، و كذابا و كذابا، بالكسر فيهما و تخفيف الذال و تشديدها.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 168
وجدتُه كَاذِباً. و رجل كَذَّابٌ و كُذَبَةٌ. ثم يقال: حَمَلَ فلانٌ ثم كَذَبَ و كَذَّبَ، أي لَم يصدُق في الحَمْلة. و قال أبو دُواد:
قلتُ لَمَّا نَصَلَا من قُنَّةٍ كَذَب العَيْرُ و إن كان بَرَحْ «1»
و زعموا أنّه يقال كَذَب لبنُ الناقة: ذهب. و فيه نظر، و قياسُه صحيح. و يقولون ما كذَّبَ فلانٌ أن فَعَل كذا، أي ما لبث، و كلُّ هذا من أصلٍ واحد. فأمّا قول العرب: كَذَبَ عليكَ كذا، و كذبَكَ كَذا، بمعني الاغراء، أي عليك به، أو قد وجب عليك، كما
جاء في الحديث: «كَذَبَ عليكم الحَجُّ»
، أي وجب- فكذا جاء عن العرب. و يُنشِدون في ذلك شعرًا* كثيراً منه قوله:
و ذُبْيانيَّةٍ وصَّتْ بنيها بأنْ كَذَبَ القَرَاطِفُ و القُرُوف «2»
و قول الآخر «3»:
كذَبتُ عليكم أَوعِدُوني و علِّلوا بي الأرضَ و الأقوامَ قِردانَ مَوظَبا
و ما أحسِب ملخّصَ هذا و أظنُّه [إلّا] من الكلام الذي درَجَ و درجَ أهلُه و من كان يعلمه.

باب الكاف و الراء و ما يثلثهما

كرز

الكاف و الراء و الزاء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ علي اختباء و تستُّر لواذ. يقال: كارَزَ إلي المكان، إذا مال إليه و اختبأ فيه. و أنشد:
______________________________
(1) أنشده في اللسان (كذب).
(2) لمعقر بن حمار البارقي، كما سبق في حواشي (قرف).
(3) هو خداش بن زهير. اللسان (كذب، وظب) و إصلاح المنطق 324.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 169
* إلي جَنْب الشَّريعة كارزُ «1» *
و كارَزَ [عن «2»] فلانٍ، إذا فرّ عنه و اختبأ منه. و أمَّا الكُرْز فهو الجُوَالِق؛ و سمِّي بذلك لأنّه يُخْبأ فيه الشي‌ء. و قول رؤبة:
* كَالكُرَّزِ المربوطِ بينَ الأوتادْ «3» *
فهذا فارسيٌّ معرب. يقولون: الكُرَّز: البازِي في سنته الثانية. و الكَرَّاز:
كبشٌ يعلِّق عليه الراعي كُرْزَه، و هو شي‌ءٌ له كالجُوَالِق. فأمَّا الكَرِيز «4» و هو الأَقِط، فليس من الباب، لأنه من الإبدال و الأصل فيه الصاد.

كرس

الكاف و الراء و السين أصلٌ صحيح يدلُّ علي تلبُّدِ شي‌ءٍ فوقَ شي‌ء و تجمُّعه. فالكِرْس: ما تلبَّدَ من الأبعار و الأبوال في الدِّيار. و اشتقت الكُرَّاسَة من هذا، لأنَّها ورقٌ بعضُه فوقَ بعض «5». و قال:
يا صاحِ هل تعرفُ رسماً مُكْرَسَا قال نَعَم أعرفُه، و أَبْلَسَا «6»
و الكَرَوَّس: العظيم الرَّأس، و هو من هذا كأنه شي‌ء كُرِّس، أي جُمِع
______________________________
(1) كذا في الأصل و المجمل. و هو للشماخ في ديوانه 50 و اللسان (كرز). و روايته فيهما:
فلما رأين الماء قد حال دونه ذعاف لدي جنب الشريعة كارز
(2) تكملة يقتضيها الكلام. و في اللسان: «و يقال كارزت عن فلان، إذا فررت منه و عاجزته».
(3) ديوان رؤبة 38 و اللسان (كرز) و المعرب للجواليقي 280 و الجمهرة (2: 325).
(4) في الأصل: «الكرزين»، صوابه في المجمل و اللسان.
(5) شاهده قول الكميت: في اللسان (كرس، جوز).
حتي كأن عراص الدار أردية من التجايز أو كراس أسفار
جمع سفر بالكسر، و هو الكتاب. و الكراس: جمع كراسة.
(6) للعجاج في ديوانه 31 و اللسان (كرس).
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 170
جمعاً كثيفاً. و من الباب الكَرْكَسةُ: ترديد الشي‌ء. و يقال للذي ولدته إماءٌ:
مُكَرْكَس، أي هو مردَّد في وِلادِهنَّ له.

كرش

الكاف و الراء و الشين أصلٌ صحيح يدلُّ علي تجمُّع و جَمْع.
من ذلك الكَرِش. سمِّيت لجَمْعها ما فيها. ثم يُشتقّ من ذلك، فيقال للجماعة من الناس كَرِش.
قال رسول اللّٰه صلي اللّه عليه و آله و سلم: «الأنصارُ كَرِشِي و عَيْبتي».
و كَرِش الرجُل: عيالُه و صغارُ ولدِه. و يقال للأَتَان الضَّخمة الخاصِرَتَين: كَرْشَاء.
و تكرَّشَ وجههُ: تَقَبَّض فصار كالكرش. و الكَرْشاء: القدم التي قَصُرَتْ و استوي أخمَصُها.

كرص

الكاف و الراء و الصاد كلمة واحدة. يقولون: الكَرِيص:
الأقِط.

كرض

الكاف و الراء و الضاد كلمةٌ واحدةٌ صحيحة مُختلف في تأويلها، و هي الكِرَاض. قال قوم: هو ماء الفحل تُلقِيه النّاقةُ بعد ما قَبِلته.
يقال: كَرَضَتِ الناقةُ ماءَ الفحل تَكْرُضُه. و يقولون: الكِرَاضُ: مَنِيُّ الرّجُل.
قال الطرِمَّاح:
سوفَ تُدنيك من لَمِيسَ سَبَنْتا ةٌ أمَارتْ بالبَول ماءَ الكِرَاضِ «1»
و قال ابن دريد «2»: الكِراض: حَلَقُ الرَّحِم «3». قال الأصمعي: لا واحدَ لها.
______________________________
(1) ديوان الطرماح 81 و اللسان (كرض).
(2) الجمهرة (2: 366).
(3) في تفسير الكلمة خلاف طويل. انظر له اللسان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 171
و قال غيره: واحدها كَرْض «1».

كرع

الكاف و الراء و العين أصلٌ صحيح يدلُّ علي دِقَّةٍ في بعض أعضاء الحيوان. من ذلك الكُرَاع، و هو من الإنسان ما دونَ الرُّكبة، و من الدوابِّ: ما دون الكَعْب. قال الخليل: تكَرَّعَ الرّجُل، إذا توضَّأ للصلاة لأنّه يَغسِل أكارِعَه. قال: و كُرَاع كلِّ شي‌ءٍ: طرَفُه. قال: و الكُرَاع من الحَرّة:
ما استطالَ منها، قال مُهلهل:
لما تَوَقَّلَ في الكُرَاعِ هجينُهم هَلْهَلْتُ أثارُ جابراً أو صِنْبِلا «2»
فأمَّا تسميتُهم الخَيْل كُراعاً فإنَّ العرب قد تعبِّر عن الجسم ببعض أعضائِه، كما يقال: أعتَقَ رقبةً، و وَجْهِي إليك. فيمكنُ أن يكون الخيلُ سمِّيت كُرَاعاً لأكارعها. و الكَرَع: دِقّة السّاقَين. فأمّا الكَرَع فهو ماء السَّماء، و سمِّي به لأنه يُكْرَع فيه، و قيل لأنَّ الإنسان يُكْرِع فيه أكارِعَه «3»، أو يأخذه بيديه، و هما بمعني الكُراعين، إذا كانا طرَفَين.

كف

الكاف و الراء و الفاء كلمتان* متباينتان جدّا. فالأولي الكَرْف، و هو تشمُّم الحِمار البولَ و رفعُه رأسَه. و الثانية الكِرفئ: السَّحاب المرتفع الذي يُري بَعضُه فوقَ بعض.

كرم

الكاف و الراء و الميم أصلٌ صحيح له بابان: أحدهما شَرَفٌ
______________________________
(1) كذا ضبط في المجمل بالفتح. و ضبط في الجمهرة بكسر الكاف.
(2) في اللسان: (هلل) «لما توعر»، و أنشده الجوهري: «لما توغل». و التوقل: الصعود، أو الإسراع فيه.
(3) نحو هذا ما في اللسان: «و المكرعات أيضا من النخل: التي أكرعت في الماء».
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 172
في الشَّي‌ء في نفسِه أو شرفٌ في خُلَق من الأخلاق. يقال رجلٌ كريم، و فرسٌ كريم، و نبات كريم. و أكرَمَ الرّجلُ، إذا أتَي بأولادٍ كِرَام. و استَكْرَم:
اتَّخَذَ عِلْقاً كَرِيما. و كَرُم السّحابُ: أتَي بالغَيث. و أرضٌ مَكرُمَةٌ للنَّبات، إذا كانت جيِّدة النبات. و الكَرَم في الخُلْق يقال هو الصَّفح عن ذنبِ المُذنب. قال عبدُ اللّٰه بنُ مسلِم بن قُتيبة: الكريم: الصَّفوح. و اللّٰه تعالي هو الكريم الصَّفوح عن ذنوب عبادِه المؤمنين.
و الأصل الآخر الكَرْم، و هي القِلادة. قال:
* عَدُوسِ السُّرَي لا يَعرِف الكَرْمَ جيدُها «1» *
و أمّا الكَرْم فالعِنَب أيضاً لأنّه مجتَمِع الشُّعَب منظومُ الحبّ.

كرن

الكاف و الراء و النون كلمةٌ واحدة في الملاهي. يقال: إنْ الكِرَان: الصَّنْج. قال امرؤُ القيس:
… فيا رُبَّ قينةٍ منعَّمة أَعملتُها بِكرَانِ «2»
و القَينة: كَرِينةٌ.

كره

الكاف و الراء و الهاء أصلٌ صحيحٌ واحد، يدلُّ علي خلاف الرِّضا و المحبّة. يقال: كرِهتُ الشَّي‌ءَ أكرَهُه كَرْها. و الكُرْه الاسم. و يقال:
بل الكُرْه: المشقّة، و الكَرْه: أن تكلَّف الشي‌ءَ فتعملَه كارهاً. و يقال من الكُره
______________________________
(1) لجرير في ديوانه 127 و اللسان (ثلب، عدس، كرم)، و قد سبق في (ثلب). و صدره:
* لقد ولدت غسان ثالبة الشوي*
(2) تمام صدره كما في الديوان 121:
* و إن أمس مكروبا فيارب قينة*
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 173
الكَرَاهِيَة و الكَرَاهيّة. و الكَرِيهة: الشِّدة في الحرب «1». و يقال للسَّيف الماضِي في الضّرائب: ذُو الكريهة «2». و يقولون: إنّ الكَرْه: الجَمَل الشَّديد الرأس، كأنّه يكره الانقياد.

كري

الكاف و الراء و الحرف المعتل أصلٌ صحيح يدلُّ علي لِينٍ في الشي‌ء و سُهولة، و ربما دلَّ علي تأخير.
فالِّلين و السهولة الكَرَي، و هو النُّعاس. و من بابه السَّيْر المُكَرِّي: اللَّيِّن الرقيق. و منها المُكَارِي و هو الظِّلُّ الذي يُكارِي الشّي‌ءَ، أي هو معه لا يفارقُه.
و هو أَلَينُ ما يكونُ و ألطفَهُ. قال جرير:
لَحِقتُ و أصحابي علي كُلِّ حُرَّةٍ مَرُوح تُبارِي الأحمسيَّ المُكارِيا «3»
أي إنّها تُبارِي ظِلَّها كأنَّها تُساير «4». و من الباب الكَرْوُ: أنْ يَخْبِط الفرسُ في عَدْوه بيديه في استقامةٍ لا يُقبِل بهما نحوَ بطنِه و كَرَتِ المرأةُ في مَشْيها تَكْرُو كَرْواً. و الكُرَة ناقصة، نقصت واواً، سمِّيت بذلك لأنَّهُ يُكْرَي بها إذا رُمِيَ بها. يقال كَرَا الكرةَ يَكرُوها كَرْواً و أمَّا المُكارِي الذي يُكْرِي الجِمالَ و غيرَها، فذاك مشتقٌّ من السَّير أيضاً، لأنَّه يُسايِر المكترِي منه. ثمَّ اتَّسعوا في ذلك فسمَّوا الأَجْرَ كِراءَ، و نقلوه أيضاً إلي ما لا يُسايَرُ به، كالدَّار و نحوها،
______________________________
(1) في الأصل: «الشديدة الحرب»، صوابه من المجمل و اللسان.
(2) في الأصل و المجمل: «دون الكريهة»، صوابه في اللسان و القاموس.
(3) ديوان جرير 604 و اللسان (كرا).
(4) في الأصل: «تسائده».
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 174
و الأصل ما ذكرناه. و أمَّا الذي ذكرنا من التّأخير فقولُهم: أكرَيْتُ الحديثَ:
أخَّرتُه. قال الحطيئة:
و أكْرَيتُ العِشاءَ إلي سُهَيلٍ أو الشِّعرَي فطال بِيَ الأَنَاء «1»
فأمّا الكَرَوان فطائر يقال لذكَرهِ الكَرَي، يقال إذا صِيدَ:
أَطرِقْ كَرَا أَطْرِق كرا إنَّ النّعامةَ في القُرَي
و يقال سمِّي بذلك لدِقّة ساقَيه. و يقولون: امرأةٌ كَرْوَاء: دقيقة السَّاقين.
و هذا إن صحَّ فهو شاذٌّ عن القياس الذي ذكرناه.

كرب

الكاف و الراء و الباء أصلٌ صحيح يدلُّ علي شِدَّةٍ و قُوّة.
يقال: مَفاصِلُ مُكْرَبَةٌ، أي شديدةٌ قوية. و أصلُه الكَرَب، و هو عَقْدٌ غليظ في رِشَاء الدَّلو يُجعَل طرفُه في عرقوة الدَّلو ثم يشدّ ثِنَايتُه «2» رِباطاً وثيقاً. يقال منه أكربْت الدَّلو. و من ذلك قولُ الحطيئة:
قومٌ إذا عَقَدُوا عَقداً لجارِهم شَدُّوا العِناجَ و شدُّوا فوقه الكَرَبا «3»
و من الباب الكَرْب، و هو الغَمُّ الشَّديد. و الكريبة: الشَّديدة من الشَّدائد. قال:
* إلي الموت خَوّاضاً إليه كرائبا «4» *
______________________________
(1) ديوان الحطيئة 25 و اللسان (أني، كرا). و يروي: «و آنيت».
(2) في الأصل: «ثناية».
(3) ديوان الحطيئة 7 و اللسان (كرب، عنج). و قد سبق في (عنج).
(4) في الأصل: «كريبا»، تحريف. و في اللسان: «الكرائبا»، و البيت لسعد بن ناشب من مقطوعة في أوائل حماسه أبي تمام. و صدره في الحماسة و اللسان:
* فيال رزام رشحوا بي مقدما*
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 175
و الإكراب: الشدَّة في العَدْو؛ يقال أكْرَبَ فهو مُكْرِب. فأمَّا كَرَبَ الشَّي‌ءُ: دنا، فليس من الباب، لأنَّ هذا من الإبدال، و إنَّما هو من القُرْب، لكنَّهم قالوا بالقاف قَرُب بضم الراء، و قالوا في الكاف كَرَب بفتحها، و المعني واحد. و الملائكة الكَرُوبِيُّون فعُوليُّون من الكُروب «1»، و هم المقَرَّبون. يقال كَرَبَتِ الشمسُ: دنَت للمَغِيب «2». و إناءٌ كَرْبانُ: كَرَبَ أن يمتلئ.
و من الباب الأوَّل: كَرَبُ النَّخلِ، ممكنٌ أن يسمَّي كَرَبا لقُوّته.
و الكُرَابَة «3»: ما سقط من النَّخْل في أصول الكَرَب. و أمَّا كِرَابُ الأرض، و هو قَلْبُها للحرث فليس هو عندي عربيًّا. و قولُهم: «الكِرَابُ علي البَقَر»، من هذا، و الأصحُّ فيه أنْ يقال: «الكِلابَ علي البقَر»، و كذا سمعناه. و معناه خَلِّ أمْراً و صِناعتَه «4». و يقولون: الكِرَاب: مَجارِي الماء، الواحدة كَرَبة. فإنْ كان صحيحاً فهو مشبَّهٌ بكرَبِ النَّخل، لامتدادِه و قُوَّته «5».

كرت

الكاف و الراء و التاء، ليس فيه إلّا قولهم: عامٌ كَرِيت.

كرث

الكاف و الراء و الثاء، ليس فيه إلَّا كَرَثَهُ الأمرُ، إذا بلغ منه المَشَقَّة. و الكُرَّاثُ و الكَرَاثُ نَبتانِ.
______________________________
(1) في الأصل: «الكرب»، و إنما هو «الكروب» مصدر كرب.
(2) في الأصل: «دانت الغيب»، و صوابه في المجمل.
(3) بفتح الكاف و ضمها، و الضم أعلي.
(4) في الأصل: «و ضياعته».
(5) شاهده قول أبي ذؤيب:
جوارسها تأري الشعوف دوائبا و تنصب ألهابا مصيفا كرابها
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 176‌

كرج

الكاف و الراء و الجيم ليس بشي‌ء. إنّما هو الكُرَّج، و هو الذي ذكرناه في الكُرَّة. و ذكره جريرٌ فقال:
لَبِستُ سِلاحي و الفَرزدقُ لُعبةٌ عليه وِشاحا كُرَّجٍ و جلاجلُه «1»

كرد

الكاف و الراء و الدال أصلٌ صحيح يدلُّ علي مُدافَعةٍ و إطْراد. يقال: هو يَكرُدُهم، أي يدفعهم و يطردُهم. و يزعمون أنّ الكُرْدَ، هؤلاء القَومَ، مشتقٌّ من المُكارَدَة، و هي المطاردة. قال:
* ألا إنَّ أهل الغَدْرِ آباؤك الكُرْدُ*
فأمَّا الكَرْد فالعُنُق، قالوا: هو معرَّب.
و مِمَّا فيه و لا يُعلَم صحّته، قولُهم: إنّ الكِرْدِيدة: القطعة من التَّمر. و يُنشِدون:
طُوبَي لمن كانت له كِرْدِيدهْ يأكلُ منها و هو ثانٍ جيدَهْ «2»
و ما أبْعَدَ هذا و شِبهَهُ من الصحّة. و اللّٰه أعلم.

باب الكاف و الزاء و ما يثلثهما

كزم

الكاف و الزاء و الميم أصيلٌ يدلُّ علي قِصَرٍ و قَمَاءة.
فالكَزَم: القِصَر في الأَنْف، و كذلك في الأصابع. يقال أنفٌ أكزَمُ و يد كَزْماء. و الكَزْم «3»: الرّجُل الهَيَّبان. و سمِّي لانقباضِه عن الإقدام. و الكَزُومُ:
______________________________
(1) ديوان جرير 482 و اللسان (كرج) و المعرب 292.
(2) الرجز في المجمل و اللسان (كرر).
(3) و كذا ضبط في المجمل بسكون الزاي، و ضبط في القاموس ككتف. و الكلمة مما فات صاحب اللسان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 177
التي لم يَبْقَ فيها سِنٌّ من الهَرَم. و كلُّ هذا قياسُه واحد. و ذكر أنَّ الكَزْم كالكَدْم بمقدَّم الفم. و هذا من باب الإبدال، و اللّٰه بصحّتها أعلم.

باب الكاف و السين و ما يثلثهما

كسع

الكاف و السين و العين أصلٌ صحيح يدلُّ علي نوع من الضَّرب. يقال: كسعه، إذا ضرِبَ برِجله علي مؤخَّره أو بيده. و يقال: اتَّبَعَ أدبارَهم يَكسَعُهم بسَيفه. و كَسَعْت الرّجُل بما سَاءه، إذا تكلَّمْت في أثره. و كَسعتُ النّاقةَ بغُبْرها، إذا تركتَ بقيَّةً من اللَّبن في خِلْفها تريد تغزيرها. و معني هذا أنَّه يخلِّيها بعد أن يُحلَب بعضُ لبنِها و يضربُ بيدِه علي مؤخّرها لتمضِيَ. قال:
لا تَكْسَع الشَّولَ بأَغْبَارِها إنك لا تَدرِي مَن النّاتجُ «1»
و من الباب رجلٌ مُكَسَّعٌ بغُبْرِه، إذا لم يتزوَّج، كأنَّ ماءه قد تبقَّي كما تَبقَّي لبنُ الشّاةِ المكَسَّعة. قال:
و اللّٰه لا يخرجُها من قَعرِه إلّا فتًي مكسَّع بغُبْره «2»
و الكُسْعَة: الحمير، سمِّيت لأنَّها تُضرَب أبداً علي مؤخّرها في السَّوْق.

كسف

الكاف و السين و الفاء أصلٌ يدلُّ علي تغيُّر في حالِ الشي‌ء إلي ما لا يُحَبّ، و علي قطع شي‌ء من شي‌ء. من ذلك كُسُوف القَمر، و هو زوالُ
______________________________
(1) البيت للحارث بن حلزة في اللسان (كسع، غبر).
(2) الرجز في المجمل و اللسان (كسع).
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 178
ضوئه. و يقال: رجلٌ كاسِفُ الوجه، إذا كان عابسا. و هو كاسف البال، أي سيِّئُ الحال.
و أمَّا القَطْع فيقال: كَسَفَ العُرقوبَ بالسّيف كَسْفًا يكسِفُهُ. و الكِسْفة:
الطَّائفة من الثَّوب، يقال: أعطِنِي كِسفةً من ثوبك. و الكِسْفة: القِطعة من الغَيم، قال اللّٰه* تعالي: وَ إِنْ يَرَوْا كِسْفاً مِنَ السَّمٰاءِ سٰاقِطاً.

كسل

الكاف و السين و اللام أصلٌ صحيح، و هو التَّثاقُل عن الشَّي‌ء و القُعود عن إتمامه أو عنه. من ذلك الكَسَل. و الإكسال: أن يُخالِط الرّجلُ أهلَه و لا ينزِل. و يقال ذلك في فحَل الإبل أيضاً. و امرأةٌ مِكسالٌ: لا تكاد تَبرَحُ بيتها.

كسم

الكاف و السين و الميم أُصَيلٌ يدلُّ علي تلبُّدٍ في شي‌ء و تجمّع.
من ذلك الكَيْسُوم: الحَشِيش الكثير. و يقال إنَّ الأكاسم: الخَيل المجتمِعة يكاد يركبُ بعضُها بعضا. قال:
أبا مالكٍ لَطَّ الحُضَين وراءنا رجالًا عَدَاناتٍ و خيلَا أكاسِما «1»

كسا

الكاف و السين و الحرف المعتل … «2»
أما ما ليس بمهموزٍ فمنه الكُسْوة و الكِساء معروف. قال الشّاعر «3».
______________________________
(1) أنشده في اللسان (عدن) برواية: «لد» بدل «لط». و في الأصل: «الحصير» صوابه في اللسان.
(2) بياض في الأصل.
(3) هو عمرو بن الأهتم. اللسان (كسا). و مقطوعته في الحماسة (2: 300- 301).
و قصيدته في المفضليات (1: 123- 125).
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 179
فباتَ له دون الصَّبَا و هي قَرَّةٌ لحافٌ و مصقولُ الكساءِ رقيقُ
أراد في هذا الموضع بمصقول الكِساء لبَناً قد علته دُوَاية. و مثله:
و هو إذا ما اهْتَافَ أو تَهيَّفا يَنفِي الدُّواياتِ إذا ترشَّفَا
عن كلِّ مَصقولِ الكِساء قد صَفَا «1»
اهتاف: عَطِش. و عني بالكساء الدُّواية.

كسب

الكاف و السين و الباء أصلٌ صحيحٌ، و هو يدلُّ علي ابتغاء و طلبٍ و إصابة. فالكَسب من ذلك. و يقال كَسَب أهْلَه خيراً، و كسَبْت الرّجلَ مالًا فكَسَبه. و هذا مما جاء علي فَعَلْته فَفَعل. و كَسَابِ: اسمُ كَلْبة.

كسح

الكاف و السين و الحاء له معنيانِ صحيحان: أحدهما تنقيةُ الشي‌ء، و المعني الآخر عَيْب في الخِلْقة.
فالأوَّل الكَسْح. يقال: كَسَحْتُ البيتَ، و كَسَحَتِ الرِّيحُ الأرضَ:
قَشَرت عنها التُّراب. و الكُسَاحة: ما يُكسَح. و يقال: أغارُوا علي بني فلانٍ فاكتَسَحوهم، أي أخذوا ما لَهم كلَّه.
و الثاني الكَسَح، و هو العَرَج. و الأكْسَح: الأعرج. قال الأعشي:
* و خَذُولِ الرّجلِ من غير كَسَحْ «2» *
______________________________
(1) الرجز في اللسان (صقل). و أنشده في المجمل (كسوي).
(2) ديوان الأعشي 163. و صدره في اللسان (كسح):
* كل وضاح كريم جده*
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 180
و جمع الأكسح كُسْحان. و
في الحديث: «الصَّدَقة مال الكُسْحانِ و العُوران «1»»

كسد

الكاف و السين و الدال أصلٌ صحيح يدلُّ علي الشَّي‌ء الدُّون لا يُرغَب فيه. من ذلك: كَسَد الشّي‌ءُ كَساداً فهو كاسد و كَسِيد. و كلُّ دونٍ كَسِيد. قال:
* فماجدٌ و كسيدُ «2» *

كسر

الكاف و السين و الراء أصلٌ صحيح يدلُّ علي هَشْم الشي‌ء و هَضْمه. من ذلك قولُك كَسَرْت الشي‌ءَ أكْسِره كَسْرًا. و الكِسرة: القطعة من المكسور. و يقال: عُودٌ صُلْب المَكْسِر، إذا عُرِفت جوْدتُه بكسْرِه.
و كَسَر الطائرُ جناحَيه كَسراً، إذا ضمَّهما و هو يريد الوُقوع؛ و منه عُقاب كاسِر. و الكِسْر: العظم ليس عليه كبيرُ لحم. قال الشَّاعر:
* و في يَدِها كِسرٌ أبحُّ رَذومُ «3» *
و يقال لا يكون كذا إلا و هو مكسور. و يقال لعظم السّاعد الذي يلي المرفَق،
______________________________
(1) في اللسان: «و في حديث ابن عمر: سئل عن مال الصدقة فقال: إنها شرمال، إنما هي مال الكسحان و العوران».
(2) في الأصل: «فمنهم ماجد»، و الصواب ما أثبت من المجمل مطابقا له- (كسد).
و البيت بتمامه:
إذ كل حي نابت بأرومة نيت العضاه فما جد و كسيد
(3) في الأصل: «و في يديه»، صوابه في المجمل. و في اللسان (كسر) و المقاييس (بح):
«و في كفها». و صدر البيت:
و عاذلة هبت بليل تلومني*
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 181
و هو نصف العظم: كِسرُ قبيح. أنشدنا عليُّ بنُ إبراهيمَ، عن عليِّ بنِ عبد العزيز، عن أبي عُبيد:
فلو كنتَ عَيراً كنتَ عيرَ مَذَلَّةٍ و لو كنت كِسراً كنتَ كِسرَ قبيح «1»
و يقال: أرضٌ ذات كسور، أي ذات صَعُود و هَبُوط، و كأنّها قد كسِرت كَسْرا. و الكِسر: الشُّقة السُّفلي من الخِباء تُرفَع أحياناً و تُرخَي أحياناً. و هو جارِي مُكاسِرِي، أي كِسرُ بيتِه إلي كِسرِ بيتي. فأمَّا كِسْري فاسمٌ عجميّ، و ليس من هذا، و هو معرَّب. قال أبو عمرو: يُنسَب إلي كسري- و كان يقوله بكسر الكاف «2» - كِسْرِيّ و كِسرَوِيّ. و قال الأمويّ: كِسريّ بالكسر أيضاً.

باب الكاف و الشين و ما يثلثهما

كشف

الكاف و الشين و الفاء أصلٌ صحيح يدلُّ علي سَرْوِ الشَّي‌ء عن الشَّي‌ء، كالثَّوب يُسْرَي عن البدن. و يقال كَشَفْتُ الثوب و غيرَه أكْشِفه.
و الكَشَف: دائرةٌ في قُصَاص النّاصية، كأنَّ بعضَ ذلك الشَّعْر ينكشف عن مَغْرِزِهِ «3» وَ مَنْبِته. و ذلك يكون في الخيل التواءً يكون في عَسيب الذَّنب. و الأكشف:
______________________________
(1) سبق البيت في (حسن، قبح). و أنشده في اللسان (قبح، كسر) و كذا ورد إنشاده «قلو كنت عيرا» في المجمل، و روي بالخرم فيما سبق.
(2) في الأصل: «بكسر الراء»، صوابه في المجمل. و في اللسان و القاموس أنه يقال بكسر الكاف و فتحها.
(3) في الأصل: «مفسره».
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 182
الرجل الذي لا تُرْسَ معه في الحرب. و يقال: تكشَّفَ البرقُ، إذا ملَأ* السَّماء. و المعني صحيحٌ، لأنَّ المتكشِّف بارز. و الكِشَاف: نِتاج في [إثر] «1» نتاج. [قال ابن دريد:
الكِشاف «2»]: أن تبقي الأنثي سنتين أو ثلاثاً لا يُحمَل عليها. قال الشاعر «3»:

كشم

الكاف و الشين و الميم أُصَيلٌ يدلُّ علي قَطْع شي‌ء أو قِصره.
من ذلك الأكشم: النَّاقص الخَلْق، و يكون ذلك في الحسب الناقص أيضاً. قال:
* له جانبٌ وافٍ و آخرُ أكشمُ «4» *
و الكَشْم: قَطع الأنف باستئصال.

كشي

الكاف و الشين و الحرف المعتلّ أو المهموز. أمّا ما ليس بمهموزٍ فكلمة واحدة، و هي شحمةٌ مستطيلة في عُنق الضّبّ إلي فخذه، و الجمع الكُشَي. قال:
______________________________
(1) تكملة يفتقر إليها الكلام. و في المجمل: «الكشوف من الإبل: التي يضربها الفحل و هي حامل فتمكنه. و الكشاف أيضا: أن يحمل عليها كل سنة، و ذلك أردأ النتاج».
(2) التكملة من المجمل. و النص في الجمهرة (3: 65).
(3) بعده بياض في الأصل. و لعله يعني قول زهير:
فتعر ككم عرك الرحي بثفالها و تلقح كشافا ثم تنتج فتتئم
(4) لحسان بن ثابت في ديوانه 399 و اللسان (كشم) يهجو ابنا له ولدته له امرأة من أسلم.
و صدره:
* غلام أتاه اللؤم من نحو خاله*
فقالت المرأة تجيبه:
غلام أتاه اللؤم من نحو عمه و من خير أعراق ابن حسان أسلم
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 183
و أنتَ لو ذُقتَ الكُشَي بالأكبادْ لَمَا تَركتَ الضَّبَّ يَعدُو بالوادْ «1»
و أمّا المهموز فكلماتٌ لعلَّها أن تكون صحيحة. يقولون: يتكشَّأُ اللحمَ، أي يأكله و هو يابس. و كَشَأْتُ وجهَه بالسَّيف، أي ضربته. و كَشِئَ من الطعام: امتَلَأ.

كشح

الكاف و الشين و الحاء أصلٌ صحيح، و هو بَعضُ خَلْقِ الحيوان. فالكَشْح: الخصر. و الكَشَح: داءٌ يصيب الإنسانَ في كَشْحِه.
قال الأعشي:
* كُلَّ ما يَحْسِمْنَ من داء الكَشَحْ «2» *
و يُكوَي. و من ذلك الرَّجُل «3» مكشوحٌ المُراديّ. و أمَّا الكاشِح فالذي يَطْوِي علي العداوة كَشْحَه. و يقال: طويتُ كَشْحِي علي الأمر، إذا أضمرتَه و ستَرته. قال:
* أخٌ قد طَوَي كَشْحاً و أبَّ ليذهَبَا «4» *
______________________________
(1) الرجز في المجمل و اللسان (كشي) و المخصص (15: 178/ 16: 112) و الحيوان (6: 100، 353) و عيون الأخبار (3: 211). و في محاضرات الراغب (2: 303) أن الرجز قاله رجل يعارض به قول القائل:
و مكن الضباب طعام العريب و لا تشتهيه نفوس العجم
(2) رسمت في الأصل و الديوان: «كلما». و صدره كما في ديوانه 164:
* و لقد أمنح من عاديته*
(3) كلمة «و من» ليست في الأصل. و في الأصل: «فالرجل» و في المجمل: «فيقال كشح فهو مكشوح، إذا كوي من ذلك الداء. و به سمي المكشوح المرادي».
(4) للأعشي في ديوانه 89 و اللسان و الجمهرة (أبب، كشح). و قد سبق في (أب). و صدره:
* صرمت و لم أصرمكم و كصارم*
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 184
و قال قومٌ: بل الكاشح: الذي يتباعَد عنك، من قولك: كَشَح القومُ عن الماء، إذا تفرَّقوا. قال:
* شِلْوَ حمارٍ كَشَحَتْ عنه الحُمُرْ*
و إنّما يقال للذاهب كَشَح لأنَّه يَمضِي مبدياً كَشْحَه إعراضاً عن المذهوب عنه. ألا تراهم يقولون: طوَي كَشْحَه للبَين و الذَّهاب. و هو في شعرِهم كثير.

كشط

الكاف و الشين و الطاء كلمةٌ تدلُّ علي تنحية الشَّي‌ء و كَشْفه. يقال: كشَطَ الجِلدَ عن الذَّبيحة. و يقولون: انكشَط رُوعُه، أي ذهَب.

كشد

الكاف و الشين و الدال. يقال الكَشْد: ضرب من الحَلْب «1». و اللّٰه أعلمُ بالصَّواب.

باب الكاف و الظاء و ما يثلثهما

كظر

الكاف و الظاء و الراء كلمة. يقولون: الكُظْر: مَحَزُّ الفُرْضة في سِيَة القَوس.

كظم

الكاف و الظاء و الميم أصلٌ صحيح يدلُّ علي معنًي واحد، و هو الإمساك و الجمعُ للشَّي‌ء. من ذلك الكَظْم: اجتراع الغَيظ و الإمساك عن إبدائه، و كأنَّه يجمعه الكاظمُ في جوفه. قال اللّٰه تعالي: وَ الْكٰاظِمِينَ الْغَيْظَ.
و الكُظُوم: السُّكوت. [و] الكُظوم: إمساك البعير عن الجِرَّة. و الكَظَم:
______________________________
(1) في اللسان: «ضرب من الحلب بثلاث أصابع».
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 185
مَخْرج النَّفَس. يقال أخَذَ بكَظَمه. و معني ذلك قياسُ ما ذكرناه؛ لأنَّه كأنَّه منَعَ نفَسَه أن يخرج. و الكَظَائم: خُروق تُحفَر يجري فيها الماء من بئرٍ إلي بئر. و إنَّما سُمِّيت كِظَامةً لإمساكها الماء. و الكِظامة أيضاً: الحَلْقة التي تجمع خيوطَ حديدةِ الميزان؛ و ذلك من الإمساك أيضاً. و الكِظَامة: سَير يُوصَل بوَتَرِ القَوس العربيّة ثم يُدار بطرف السِّيَة العُليا. و القياس في جميع ذلك واحد.

كظا

الكاف و الظاء و الحرف المعتل كلمةٌ من الإبدال. يقولون كَظَا لحمُه، مثلُ خَظَا، و هو يَكظُو.

باب الكاف و العين و ما يثلثهما

كعم

الكاف و العين و الميم أصلٌ صحيح يدلُّ علي سَدِّ شي‌ء بشي‌ء و إمساك. فالكِعَام: شي‌ءٌ يُجعَل في فم البعير فلا يَرغُو. و يقال: كَعَمه فهو مكعوم. و تقول: كَعَمه الخَوفُ فلا يَنطِق. قال ذو الرُّمَّة:
* يَهْمَاءَ خابطها بالخَوْف مكعومُ «1» *
و من الباب: كَعَم الرّجلُ المرأةَ، إذا قبَّلَها ملتقمًا فاها، كأنَّه سدّ فاها يقية.
و الكِعْم: وعاءٌ من الأوعية «2».

كعظ

الكاف و العين و الظاء. يقولون: الكَعِيظ: الرّجل القصير الضَّخْم.
______________________________
(1) صدره كما في ديوانه 525 و اللسان (كعم، وصي):
* بين الرجا و الرجا من جنب واصية*
واصبة: فلاة تتصل بأخري.
(2) في اللسان: «وعاء توعي فيه السلاح و غيرها».
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 186‌

كعب

الكاف و العين و الباء أصل صحيح* يدلُّ علي نتوٍّ و ارتفاعٍ في الشي‌ء. من ذلك الكَعْب: كعب الرّجل، و هو عَظْم طرَفَي السّاق عند ملتقَي القدمِ و السَّاق. و الكعبة: بيتُ اللّٰه تعالي، يقال سمِّي لنتوِّه و تربيعه.
و ذو الكَعَبات: بيتٌ لربيعة، و كانوا يطوفون به. و يقال إنَّ الكَعْبة: الغُرْفة.
و كَعَبَتِ المرأةُ كَعَابةً، و هي كاعِبٌ، إذا نتأ ثَديُها. و ثوبٌ مكعَّب: مطويٌّ شديد الإدراج. و بُردٌ مكَعَّب: فيه وَشْيٌ «1» مربع. و الكعْب من القَصَب:
أُنبوبُ ما بين العُقْدتَين. و كُعوب الرُّمح كذلك. قال عَنترة:
فطعنتُ بالرُّمْح الأصمِّ كعُوبَه ليس الكريمُ علي القَنا بمحرَّمِ «2»
و الكَعْب من السَّمن: قِطعةٌ منه.

كعت

الكاف و العين و التاء. يقولون: الكُعَيْت: طائر. و يقولون:
أكْعَتَ الرّجُل إكعاتا، إذا انطَلَق مُسرِعاً.

كعد

الكاف و العين و الدال. يقولون: الكَعْد: الجُوالِق «3».

كعر

الكاف و العين و الراء يقولون: الكَعَر: أن يمتلئ البطنُ من الأكل. و أكعَرَ البعيرُ: عظُم سَنامُه.

كعس

الكاف و العين و السين. يقولون: الكَعْس: عَظْم في السُّلامي. و الجمع كِعاسٌ.
______________________________
(1) في الأصل: «شي‌ء»، صوابه في المجمل.
(2) البيت من معلقته المشهورة.
(3) وردت المادة في القاموس و لم ترد في اللسان، و زاد في القاموس: «و بهاء طبق القارورة».
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 187‌

باب الكاف و الفاء و ما يثلثهما

كفل

الكاف و الفاء و اللام أصلٌ صحيحٌ يدلُّ علي تضمُّنِ الشَّي‌ء للشي‌ء. من ذلك الكِفْل: كِساءٌ يدار حَولَ سَنام البعير. و يقال هو كساءٌ يُعقَد طَرَفاه علي عَجُز البعير ليركبَه الرَّدِيف. و
في الحديث: «لا تَشْرَبوا من ثُلْمةِ الإناء فإِنَّه كِفْلُ الشَّيطان»
، و إنَّما سمِّي بذلك لما ذكرناه من أنَّه يدور علي السَّنام أو العَجُز، فكأنَّه قد ضُمِّنه. فأمَّا قولُهم للرّجل الجَبَان كِفْل، و هو الذي يكون في آخِرِ الحرب إنَّما هِمَّتُه الإحجام، فهذا إنّما شبه بالكِفْل الذي ذكرناه، أي إنَّه محمولٌ لا يَقدِرُ علي مَشْيٍ و لا حركة، شَبَّهوه بالكِفْل، كما قال الشَّاعر «1»:
أعْيا فنُطْناه مَنَاط الجَرِّ ثم شَدَدْنا فوقه بمَرِّ «2»
و للشُّعراء في هذا كثير. و جميع هذا الكِفْل أَكْفال. قال الأعشي:
* و لا عُزَّلٍ و لا أكْفالِ «3» *
و من الباب- و هو يصحِّح القياس الذي ذكرناه- الكَفِيل، و هو الضامن «4»، تقول: كَفَل به يَكفُل كَفالةً. و الكَافل: الذي يكفُل إنساناً يَعُوله. قال اللّٰه
______________________________
(1) يعني الراجز.
(2) أنشده في اللسان (جرر، مرر). و قد سبق في (جر).
(3) البيت بتمامه كما في الديوان 11 و اللسان (ميل، عور، عزل، كفل):
غير ميل و لا عوارير في الهي جا و لا عزل و لا أكفال
(4) و الأنثي كفيل أيضا، و قد يقال للجمع كفيل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 188
جلّ جلالُه: وَ كَفَّلَهٰا زَكَرِيّٰا «1» و أكفَلْتُه المالَ: ضمَّنتُه إياه. و الكَفَل:
العَجُز، سمِّيَ لما يجمع من اللَّحم. و الكِفْل في بعض اللُّغات: الضِّعف من الأجر، و أصله ما ذكرناه أوّلًا «2»، كأنّه شي‌ء يحمله حاملُه علي الكِفْل الذي يحملُه البَعير.
و يقال ذلك في الإثم. فأمَّا الكَافل فهو الذي لا يأكل، و يقال إنّه الذي يصل [الصِّيام «3»]، فهو بعيدٌ مما ذكرناه، و ما أدري ما أصْلُه، لكنَّه صحيح في الكلام. قال القُطاميّ:
يَلُذْن بأعقار الحِياض كأنَّها نساءُ نَصارَي أصبحَتْ و هي كُفَّلُ «4»

كفا

الكَاف و الفاء و الحرف المعتل أصلٌ صحيح يدلُّ علي الحَسْب الذي لا مُستَزَادَ فيه. يقال: كفاك الشّي‌ءُ يَكفِيك و قد كَفَي كِفاية، إذا قام بالأمر. و الكُفْيَةُ: القوت الكَافِي، و الجمع كُفًي. و يقال حَسْبُك زيدٌ من رجلٍ، و كَافِيك.
______________________________
(1) أي ضمن هو القيام بأمرها. و قراءة التخفيف هذه هي قراءة السبعة ماعدا الكوفيين و هم عاصم و حمزة و الكسائي، فهؤلاء قرءوا بتشديد الفاء، أي جعل اللّه كافلها و القيم بأمرها زكريا.
و قرأ أبي: «أكفلها»، و قرأ عبد اللّه و المزني «و كفلها» بكسر الفاء لغة في كفل كعلم يعلم.
و قرأ مجاهد: «فتقبلها ربها بقول حسن و أنبتها نباتا حسنا و كفلها زكريا» بصيغة الأمر في جميعها بمعني الدعاء مع نصب «ربها» علي النداء. تفسير أبي حيان (2: 442). و إتحاف فضلاء البشر 173.
(2) في الأصل: «و إلا».
(3) التكملة من المجمل و اللسان.
(4) ديوان القطامي 32 و اللسان (عقر، كفل). و قد ورد بعد هذه الماده في المجمل مادة (كفن) علي الترتيب الصحيح، لكنها وردت في الأصل في موضع آخر بعد مادة (كفأ) فآثرت إبقاءها في وضعها الآخر هناك محافظة علي أرقام صفحات الأصل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 189‌

كف‌ء

الكاف و الفاء و الهمزة أصلانِ يدلُّ أحدُهما علي التَّساوِي في الشَّيئين، و يدلُّ الآخر علي المَيْل و الإمالة و الاعوجاج. فالأول: كافأت فلاناً، إذا قابلتَه بمثل صَنيعه. و الكف‌ء: المِثْل. قال اللّٰه تعالي: وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ. و التكَافؤ: التَّساوِي.
قال رسول اللّٰه صلي اللّٰه عليه و آله و سلم: «المسلمون تَتَكَافأ دماؤُهم»
، أي تتساوي. و الكِفَاءُ: شُقَّتان تُنْصَح إحداهما بالأخري «1»، ثم يُردَحان «2» في مؤخّر الخباء. و بيت مُكْفَأٌ، و قد أكفأتُه. قال:
* بَيتَ حُتوفٍ مُكْفَأً مَردُوحا «3» *
و
جاء في الحديث في ذكر العَقيقة: «شاتان متكافئتان»
، قالوا: معناه متساويتان في القَدْر و السّنّ.
و أمَّا الآخر* فقولُهم: أكفأت الشي‌ءَ، إذا أمَلْتَه. و لذلك يقال أكفأتُ القوسَ، إذا أمَلْتَ رأسَهَا و لم تَنصِها حين ترمِي عنها «4». و اكتفأتُ الصحفة، إذا أمَلْتَها إليك. و
في الحديث: «لا تُسْألُ المرأةُ طلاقَ أختِها لتكتَفئَ ما في صحيفتها «5»»
. و يقال: أكفأت الشّي‌ءَ: قلبتُه، و كفأتُ «6» أيضا. و يقال للسَّاهِمِ الوجه: مُكفَأ الوجه، كأنَّ وجهَه قد أُمِيلَ عما كان عليه من البَشَارة. و من الباب الإكفاء في الشِّعر، و هي أن ترفع قافية و تخفض أخري. و يزعمون أنَّ العرب قد كان تعرف هذا، و أنَّه ليس من الأنباز المولَدة.
______________________________
(1) تنصح، بالصاد بالمهملة، أي تخاط. و في الأصل: «شفتان ثتضح»، تحريف.
(2) يردحان: يبسطان. و في الأصل: «يردان».
(3) لأبي النجم في المخصص (6: 3). و ورد في الأصل محرفا علي هذه الصورة:
* بيت صوف مكفا مروحا*
(4) في الأصل: «حتي يرمي عنها»، و أثبت ما في المجمل. و انظر اللسان (1: 136).
(5) في نهاية ابن الأثير: «ما في إنائها».
(6) في الأصل: «و أكفات».
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 190
و مما شذَّ عن هذين الأصلين الكُفْأة، و هي حَمْل النَّخلة سَنَتَها. و يقال ذلك في نِتاج الإبِل أيضاً. و يقال: استكفأتُ فلاناً إبلَه، أي سألتُه نِتاجَ إبلِه سنةً.
و يقال: أنا أُكْفيكَ هذه النّاقةَ سنةً، أي تحلبها و لك ولدُها. و قول ذي الرمَّة:
* تَري كُفْأَتَيْها «1» *

كفن

الكاف و الفاء و النون أصلٌ، فيه الكَفَن، و هو معروف.
و الكَفْن: غَزْل الصُّوف. يقال كَفَنَ يَكفُنُ «2». قال الرَّاعي:
* و يكْفُنُ الدَّهرَ إلَّا ريْثَ يَهتبِدُ «3» *

كفت

الكاف و الفاء و التاء أصلٌ صحيح، يدلُّ علي جَمْعٍ و ضمّ.
من ذلك قولهم: كفَتُّ الشَّي‌ءَ، إذا ضممتَه إليك.
قال رسول اللّٰه عليه الصلاة و السلام في اللَّيل: «و اكفِتُوا صِبْيَانكم»
، يعني ضُمُّوهم إليكم و احبسوهم «4» في البُيوت. و قال عزّ و جلّ: أَ لَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفٰاتاً. أَحْيٰاءً وَ أَمْوٰاتاً. يقول:
إنَّهم يَمشُون عليها ما دامُوا أحياءً، فإذا ماتُوا ضمَّتهم إليها في جَوْفها و قال رؤبة:
* من كَفْتِ [ها شَدًّا كإضرام الْحَرَقْ «5»]*
و يقال: جِرَابٌ كَفِيتٌ: لا يُضَيِّعُ شيئاً يُجعَل فيه. و أمَّا قولهم إنّ الكَفْتَ:
صرفُكَ الشّي‌ءَ عن وجهه فيَكْفِتُ أي يرجع، فهذا صحيح، لأنّه يضمه عن جانب.
______________________________
(1) في الأصل: «كفأتيه» تحريف. و البيت بتمامه كما في الديوان 321 و اللسان (كفأ):
تري كفأتيها تنفضان و لم يجد لها ثيل سقب في النتاجين لامس
(2) كذا ضبط في الأصل و المجمل بضم الفاء في المضارع، لكن ضبط بكسرها في اللسان و القاموس.
(3) هو بدون نسبة في اللسان (كفن، عمت). و صدره:
* يظل في الشاء يرعاها و يعمتها*
(4) في الأصل: «و احبسوا».
(5) في الأصل: «من كفت»، و تصحيحه و إكماله من ديوان رؤبة 106 و اللسان (كفت).
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 191
و الكَفْتُ: السَّوق الشديد، لأنّه يضم الإبِل ضمًّا و يَسوقُها، كما يقال يَقْبِضُها.
و سيرٌ كَفِيتٌ، أي سريع، من هذا.

كفر

الكاف و الفاء و الراء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ علي معنًي واحد، و هو السَّتْر و التَّغطية. يقال لمن غطّي دِرعَه بثوبٍ: قد كَفَر دِرعَه. و المُكَفِّر «1»:
الرّجل المتغطِّي بسلاحه. فأما قولُه:
حتي إذا ألقَتْ يداً في كَافرٍ و أجَنَّ عَوراتِ الثُّغورِ ظَلامُها «2»
فيقال: إنَّ الكَافِر: مَغِيب الشَّمس. و يقال: بل الكَافِر: البحر. و كذلك فُسِّرَ قولُ الآخَر «3»:
فتذكَّرَا ثَقَلًا رَثِيداً بعد ما ألقَتْ ذُكَاءُ يمِينَها في كَافِرِ «4»
و النّهر العظيم كَافِر، تشبيهٌ بالبحر. و يقال الزَّارع كَافِر، لأنَّه يُغطِّي الحبَّ بتُراب الأرض. قال اللّٰه تعالي: أَعْجَبَ الْكُفّٰارَ نَبٰاتُهُ. و رَمادٌ مَكْفُور: سَفَت الرِّيحُ الترابَ عليه حتي غطَّتْه. قال:
* قد دَرَسَتْ غَيرَ رمادٍ مَكْفورْ «5» *
و الكُفْر: ضِدّ الإيمان، سمِّي لأنّه تَغْطِيَةُ الحقّ و كذلك كُفْران النِّعمة:
جُحودها و سَترُها. و الكَافُور: كِمُّ العِنَب قبل أن يُنوِّر. و سمِّي كَافُوراً لأنّه كفَر الوَلِيع، أي غطّاه. قال:
______________________________
(1) و كذا ضبط في المجمل و القاموس. و ضبط في الأصل و اللسان بفتح الفاء المشددة.
(2) البيت للبيد في معلقته المشهورة.
(3) هو ثعلبة بن صعير المازني، كما في اللسان (كفر، ذكا) و الحيوان (5: 131) و المفضليات (1: 128).
(4) في الأصل: «فيذكر أهلا»، صوابه من المراجع السابقة و المخصص (9: 19/ 17: 9) و الأمالي (2: 145) و زهر الآداب (4: 115) و إعجاز القرآن 200 و المقصور 44.
(5) الرجز في اللسان (روح، كفر). و هو لمنظور بن مرثد الأسدي.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 192
* كالكَرْمِ إذْ نادَي من الكَافُورِ «1» *
و يقال له الكفرَّي «2». فأمَّا الكَفِرات و الكَفَر فالثَّنايا من الجبال، و لعلَّها سمِّيت كَفِرَات، لأنَّها متطامنة، كأنَّ الجبالَ الشوامخَ قد سترَتْها. قال:
* تَطَلَّعُ ريَّاهُ من الكَفِرَاتِ «3» *
و الكَفْرُ من الأرض: ما بَعُدَ من الناس، لا يكاد ينزلُه و لا يمرُّ به أحد.
و مَن حَلَّ به فهم «4» أهل الكُفور. و يقال: بل الكُفور: القُرَي.
جاء في الحديث «لتُخْرِجَنَّكُمُ الرُّومُ منها كَفْرًا كَفْرًا»
.______________________________
(1) للعجاج في ديوانه 27 و اللسان (كفر 465) و المخصص (10: 216).
(2) بضم الكاف و الفاء، و بفتحهما، و بكسرهما، و بضم الكاف و فتح الفاء، كما في اللسان.
(3) البيت لمحمد بن عبد اللّه بن نمير الثقفي، المعروف بالنميري. و صدره كما في اللسان (كفر) و الأغاني (6: 24):
* له أرج من مجمر الهند ساطع*
و نسب في اللسان إلي عبد اللّٰه بن نمير، و هو خطأ. و انظر مجالس ثعلب 302.
(4) في الأصل: «فهو»، صوابه في المجمل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 193‌

باب ما جاء من كلام العرب علي أكثر من ثلاثة أحرف أوله كاف

من ذلك (الكَنْفَلِيلة): اللِّحية الضَّخمة. و هذا مما زيدت فيه النون مع الزيادة في حروفه، و هو من الكَفْل، و هو جَمْع الشَّي‌ء، و قد ذكرناه.
و من ذلك (الكَرْبَلَة)، و هي رَخاوةٌ في القَدَمين. و جاء يمشي مُكَرْبِلًا، كأنَّه يمشِي في الطِّين. و هذهِ منحوتةٌ من كلمتين: من رَبَل و كَبَل. أمَّا ربل فاسترخاء اللَّحم، و قد مرّ. و أمّا الكِبَلْ فالقَيد، فكأنَّه إذا مشي ببطء مقيّدٌ مسترخِي الرِّجل.
و من ذلك (الكَلْثَمة): اجتماعُ لحمِ الوَجْه من غير جُهُومة. و هذا مما زيدت فيه اللام، و إنَّما هو من كثم و هو الامتلاء، و قد مرَّ تفسيره.
و من ذلك (الكَمْثَرة): اجتماعُ الشَّي‌ء. و هذا مما زيدت فيه الميم، و هو من الكَثْرة.
و من ذلك (تكَنْبَثَ) الشَّي‌ءُ: تقبَّض. و رجلٌ كُنَابِثٌ: جَهم الوجه.
و هذا من كَبِث، و قد مرّ، و هو اللحم المتغيِّر.
و من ذلك (الكُنْدُر) و (الكُنَيدِر) و (الكُنَادِر): الرّجل الغليظ و الحِمار الوحشيّ. و هذا مما زيدت فيه النون، و الأصل الكَدَر، و قد ذكرناه.
و من ذلك (كَرْدَم) الرّجل: أسرَعَ العَدْوَ. و هذا ممَّا زيدت فيه الميم، و هو من كرد، و قد مرّ.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 194
و من ذلك (المُكْلَنْدِد): الشَّديد.
و من ذلك (كَرْسَفْتُ) عُرقوبَ الدّابّة. و هذا مما زيدت فيه الراء، و الأصل كَسَفْتُ، و قد مر.
و من ذلك (الكُرْدُوس)، و هي الخَيل العظيمة. و هذه منحوتةٌ من كَلمٍ ثلاث: من كرد، و كرس، و كدس، و كلُّها يدل علي التجمُّع. و الكَرْد: الطَّرد، ثم اشتُقَّ من ذلك فقيل لكلِّ عظمٍ عَظُمت نَحْضَتُه «1»: كُرْدوس. و منه كُرْدِس الرّجُل: جُمِعت يداه و رجلاه.
و مما لعلّه أن يكون موضوعاً وضعاً من غير قياس (الكِرْنافة): أصل السَّعَفَةالملتزقُ بجذع النَّخلة. يقولون: كَرْنَفَه، أي ضَرَبه، كأنّه ضُرِب بالكِرنافة.
و يقولون (الكِنْفِيرة): أرنبة الأنف. و (الكُرْتُوم): الصَّفاة.
و (الكُمَّثْري) معروف. و (الكِبريت): ليس بعربيّ. و (الكَمْتَرةُ «2»):
مِشيةٌ فيها تقارب. و (الكَرْزَم) و (الكَرْزن): فأس. و يقولون إنّ (الكَرَازِم): شدائد الدَّهر. و أنشد فيه الخليل:
* إنَّ الدُّهورَ علينا ذاتُ كِرزيمِ «3» *
______________________________
(1) النحضة: القطعة الضخمة من اللحم. و في الأصل: «لخصته» و إنما النحضه شحمة العين و لحم الثدي.
(2) بالتاء المثناة، و يقال أيضا «الكمثرة» بالثاء المثلثة.
(3) صدره كما في اللسان (كرزم):
* ما ذا يريبك من خل علقت به*
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 195
و أظنُّ هذا مما قد تُجُوِّز فيه، و أنّه ليس من كلام العرب و مما لا يصلُح قَبولُه بَتّةً.
و قالوا: (الكُنْدُش): العَقْعَق، يقولون: «أخبَثُ من كُندش». و ما أدرِي كيف يقبل العلماءُ هذا و أشباهَه. و كذلك قولهم: إنّ (الكِربال): مِنْدَفُ القُطْن.
و يُنشِدون:
* كالبُرس طَيَّرهُ [ضربُ] الكَرابيلِ «1» *
و كلُّ هذا قريبٌ في البُطلان بعضُه من بعض. و اللّٰه أعلَم بالصّواب.
تم كتاب الكاف
______________________________
(1) التكملة من المجمل و اللسان (برس، كربل). و صدره:
* ترمي اللغام علي هاماتها قزعا*
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 197‌

كتاب اللّام

باب اللام و ما بعدها في المضاعف و المطابق «1»

لم

اللام و الميم أصلُه صحيحٌ يدلُّ علي اجتماعٍ و مقارَبَة و مُضامَّة.
يقال: لَمَمْتُ شَعَثه، إذا ضممتَ ما كان من حالِهِ متشِّعثاً منتشِراً. و يقال: صخرةٌ ملَمْلَمَة، أي صُلْبة مستديرة، و ملمومة أيضاً. قال:
* ملمومة لَمَّا كظهر الجُنْبُلِ «2» *
و من الباب ألمَمْتُ بالرّجُلِ إلماماً، إذا نزلتَ به و ضامَمْتَه. فأمَّا اللَّمّ فيقال:
ليس بمواقَعَة الذّنْب، و إنّما هو مقاربتُه ثم ينحَجِزُ عنه. قال اللّٰه تعالي: الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبٰائِرَ الْإِثْمِ وَ الْفَوٰاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ. و يقال: أصابت فلاناً من الجنّ لَمَّة، و ذلك كالمَسِّ. قال:
أُعِيذُه من حادثاتِ اللَّمَّهْ «3» *
______________________________
(1) في الأصل: «باب اللام و الميم و ما يثلثهما».
(2) في الأصل: «الخيل» تحريف، و إنما هو الجنبل» و هو القدح الضخم. و أنشده في اللسان (لمم) منسوبا لأبي النجم العجلي، و في (جنبل) بدون نسبة.
(3) قائله عقيل بن أبي طالب، كما في اللسان (لمم). و بعده:
* و من مريد همه و غمه*
قال في اللسان: «و وافق الرجز من غير قصد».
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 198
و من الباب اللِّمَّة، بكسر اللام: الشَّعَرْ إذا جاوَزَ شحمةَ الأذنين، كأنَّه سمِّي بذلك لأنّه شامَّ المَنكِبَين و قارَبَهما. و كتيبة ملمومة: كَثُر عددُها و اجتمع المِقْنَب فيها إلي المِقْنب. و المُلِمَّة: النَّازلة من نَوازِل الدُّنيا. فأمَّا العين اللّامَّة «1»، فيقال:
الأصل مُلِمَّة، لمّا قُرِنت بالسّامّة قيل لامَّة، و هي التي تُصيب بالسُّوء. و هو ذلك القياس.
فأمَّا «لَمْ» فهي أداةٌ يقال أصلها لا، و هذه الأدواتُ لا قياسَ لها.

لن

اللام و النون. كلمةٌ أداة، و هي لن، تنفي الفعل* المستقبل و ذكر عن الخليل أنّ أصل لنْ لا أَنْ.

له

اللام و الهاء أُصَيلٌ يدلُّ علي رِقَّة في شي‌ء و سَخافة. من ذلك اللَّهْلَهُ: الثَّوب الردي‌ء النَّسج، و كذلك الكلام و الشِّعر. و من ذلك اللُّهْلُه: السَّراب المطَّرد «2». قال:
* و مخفِقٍ مِن لُهْلُه و لُهْلُهِ «3» *
و الجمع لهالِهُ.

لو

اللام و الواو كلمةٌ أداة، و هي لو، يُتمنَّي بها. و أهل العربية يقولون: لو يدلُّ علي امتناع الشي‌ء لامتناع غيره، و وقوعِه لوقوع غيره. نحو قولهم لو خرج زيد لخرجت. فإذا جعلت لو اسماً شدّدت، يقال أكثرتَ من اللَّوِّ.
أنشد الخليل:
______________________________
(1) هي في حديث تعويذ الحسن و الحسين: «أعيذ كما بكلمات اللّه التامة، من كل شيطان و هامة، و من شر كل عين لامة».
(2) في اللسان أن اللهله: الأرض الواسعة يضطرب فيها السراب.
(3) لرؤبة في ديوانه 166 و اللسان (لهله).
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 199
ليتَ شعري و أين منِّيَ ليتٌ إنَّ لَيتاً و إنَّ لَوًّا عناءُ «1»

[لأ]

و أما اللام و الهمزة فيدلُّ علي صفاء و بريق من ذلك تلألأت اللُّؤلؤة، و سمِّيت لأنّها تَلَأْلَأ. و العرب تقول: «لا أفعله ما لألأت الفُور بأذنابها» أي ما حرّكَتْها و لَمَعَتْ بها.

لب

اللام و الباء. أصلٌ صحيح يدلُّ علي لزومٍ و ثبات، و علي خلوص و جَوْدة.
فالأوَّل ألَبَّ بالمكان، إذا أقام به، يُلبُّ إلبابا. و رجلٌ لَبٌّ بهذا الأمر، إذا لازَمه و حكي الفرّاء: امرأةٌ لَبَّةٌ: مُحِبَّةٌ لزوجها، و معناه أنّها ثابتة علي وُدِّه أبدا.
و من الباب التَّلْبِيَة، و هو قوله: لَبَّيْك. قالوا: معناه أنا مقيمٌ علي طاعتك. و نُصِب علي المصدر، و ثنّي علي معني إجابةً بَعْد إجابة. و اللّبيب: المُلبِّي. قال الشَّاعر «2»
فقلت لها فِيئِي إليكِ فإنَّني حرامٌ و إنِّي بعدَ ذاكِ لَبِيبُ
أي مُحْرِم مُلَبّ. و من الباب لَبْلَبَ من الشَّي‌ء: أشفق، فهو ملبلِب. و قال:
* مِنّا المُلَبلِبُ و المشبِلُ «3» *
و يكون ذلك من الثَّباتِ علي الوُدّ.
______________________________
(1) لأبي زبيد الطائي في الخزانة (3: 382) و سيبويه (2: 32) و الأغاني (4:
183) و مثله في الأغاني (19: 158) قول النمر بن تولب:
علقت لوا تكررها إن لوا ذاك أعيانا
(2) هو المضرب بن كعب، كما في الصحاح و اللسان (لبب) و التاج (بعد) و القالي (2: 171).
(3) سبق الاستشهاد بالكلمتين الأخيرتين في (شبل). و هو جزء من بيت للكميت، و هو بتمامه كما في اللسان (لبب، شبل):
و منا إذا حزبتك الأمور عليك الملبلب و المشبل
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 200
و المعني الآخر اللُّبّ معروف، من كلِّ شي‌ء، و هو خالصه و ما يُنتَقَي «1» منه، و لذلك سمِّيَ العقلُ لُبًّا. و رجل لَبِيب، أي عاقل. و قد لَبَّ يَلُبُّ «2». و خالصُ كلِّ شي‌ء لُبابُه.
و من الباب اللَّبَّة، و هو موضعُ القلادة من الصدر، و ذلك المكانُ خالص.
و كذلك اللَّبَب «3». يقال: لببتُ الرّجُل: ضربت لَبَّتَه. و يقولون للمتحزِّم:
متلبِّب، كأنَّه شدَّ ثوبَه إلي لَبَّتِه مشمِّراً. و لَبَبُ الفرسِ معروف. و علي معني التشبيه اللَّبَب من الرَّمل: ما كان قريباً من جبل متّصلا بسهل. قال:
بَرّاقة الجيدِ و اللّباتُ واضحةٌ كأنَّها ظبيةٌ أفضَي بها لَبَبُ «4»
و مما شذَّ عن هذا قولهم: إن اللَّبَاب: الكلأ. و اللَّبلاب: نَبْت.

لت

اللام و التاء كلمةٌ واحدة. يقال. لتَّ السّويقَ بالسَّمْن يلُتّه لَتًّا، و الفاعل لاتٌّ. و ذُكر عن ابن الأعرابيّ: لُتَّ فلانٌ بفلانٍ، إذا قُرِن به.
فإن صح فهو من باب الإبدال، كأنّ التاء مبدَلة من زاء.

لث

اللام و الثاء أصلٌ صحيح، يدلُّ علي إقامةٍ و دوام. يقال:
ألثَّ المطر، إذا دام. و الإلثاث: الإقامة. و لثلث بمعني ألَثَّ. قال:
______________________________
(1) في الأصل: «يبتغي».
(2) يقال من باب فرح و ضرب، الأولي لأهل الحجاز و الثانية لأهل نجد. و يقال أيضا لببت تلب بضم باء الماضي و فتح لام المضارع. قال صاحب القاموس: ليس له نظير في كلامهم. قلت:
أما قولهم في المضاعف عززت الشاة بضم الزاي، إذا قل لبنها، فليس نظيرا لهذا، لأن ماضيه تعز بضم العين لا فتحها. انظر ليس في كلام العرب لابن خالويه 9 و اللسان (عزز).
(3) في الأصل: «اللبيب»، تحريف.
(4) لذي الرمة في ديوانه 3 و اللسان (لبب).
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 201
* لا خيرَ في وُدِّ امرئٍ ملثلِث «1» *
أراد المتردِّدَ الذي لا خير فيه. و هو الذي يُلثلِث عن إقامة الودّ. و يقال: لثلثته عن حاجته: حبَستُه. و تَلثلثَ الرّجُلُ في الدَّقعاء «2»: تمرَّغَ.

لج

اللام و الجيم أصلٌ صحيح يدلُّ علي تردُّد الشي‌ءِ بعضه علي بعض، و ترديد الشي‌ء. من ذلك اللَّجاج، يقال لَجَّ يَلَجُّ، و قد لجِجتَ علي فَعِلت لَجَجاً وَ لجَاجاً. و من الباب لُجُّ البحر، و هو قاموسُه، و كذلك لُجَّته، لأنّه يتردَّد بعضُه علي بعض. يقال التجَّ البحرُ التجاجاً. و
في الحديث: «مَن ركِب البحر إذا التجَّ فقد بَرِئتْ منه الذّمّة»
. و السَّيف يسمَّي لُجًّا، و إنَّما هذا علي التشبيه، كأنّه فُخِّم أمره فشبِّه بلُجّ البحر، و من ذلك
حديث طلحة: «فقدَّمُوا فوضعوا اللُّجَّ علي قَفَيَّ «3»»
. و يقال: لجلجَ الرّجُل المُضْغَة في فيه، إذا ردَّدها و لم يُسغْها. قال زهير:
يلجلجُ مُضغةً فيها أنيض أصَلَّتْ فهي تحت الكشحِ داءُ «4»
و اللَّجلاج: الذي يلجلِجُ في كلامه لا يُعرِب. و اللَّجَّة: الجَلَبة. قال أبو النَّجم:
______________________________
(1) لرؤبة في ملحقات ديوانه 171 و اللسان (لثث). و ليس شاهدا لما قبله، بل لما بعده.
فاللثلثة في البيت معناها التردد.
(2) الدقعاء، بالدال: عامة التراب، و قيل التراب الدقيق. و في الأصل: «الرقعاء» بالراء، صوابه في المجمل و اللسان.
(3) في اللسان: «و في حديث طلحة بن عبيد [اللّٰه]: إنهم أدخلوني الحش، و قريوا فوضعوا اللج علي قفي».
(4) و كذا ورد إنشاده في اللسان (لجج، أنض) مطابقا لما مضي في (أنض)، و نبهت هناك علي صواب روايته. انظر ديوان زهير 82.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 202
* في لَجَّةٍ أمسِكْ فُلاناً عن فُلِ «1» *
و يقولون: في فؤادِ فلانٍ لَجاجَةٌ، و هو أن يَخْفُقَ لا يسكن من الجوع. و هو من* اللَّجَاجِ، و الْتجاجُ الظَّلام: اختلاطه، و هو مشبَّه بالتجاج البحر. و يستعار هذا فيقال عين مُلْتجَّة: شديدة السَّواد.

لح

اللام و الحاء أصلٌ صحيح يدلُّ علي ملازمةٍ و مُلازَّة. يقال:
أَلَحَّ علي الشَّي‌ءِ إلحاحاً، إذا أقبَلَ عليه و لم يَفتُر. و يقال: لَحِحَتْ عينُه، إذا التصقَتْ «2».
و منه قولهم: هو ابنُ عَمِّه لَحًّا، أي لاصق النَّسب. و المِلْحاح: القَتَبُ يَعَضُّ علي غارب البعير. و يقال ألَحّ السّحابُ، إذا دامَ مطرُه، و قال في القَتب:
* أَلَحَّ علي أكتافِهِمْ قَتَبٌ عُقَرْ «3» *
و يقال: تَلحلح القومُ، إذا أقاموا مَكانَهم لم يبرَحوا. قال:
* أقامُوا علي أثقالِهِمْ و تَلَحْلَحُوا «4» *
و يقال: مكانٌ لَاحٌّ: ضيِّق. و رَحًي مِلحاحٌ علي ما تطحنه. و يقال: ألحَّ الجمل، كما يقال خَلَأت النّاقة، و حَرَن الفرسُ، و ذلك إذا لم يكد يَنْبِعثُ.

لخ

اللام و الخاء أصلٌ صحيح يدلُّ علي اختلاطٍ. يقال سكرانُ مُلْتَخٌّ، أي مختلط. و التَخَّ علي القوم أمرُهم: اختلَطَ و التَخَّ عُشْبُ الأرض: اختلَط.
______________________________
(1) أنشده في اللسان (لجج، فلن).
(2) في الأصل: «التفت»، صوابه من المجمل و اللسان.
(3) للبعيث المجاشعي، كما في اللسان (لحح، عقر)، و سبق إنشاده في (عقر). و صدره:
ألد إذا لاقيت يوما بخطة*
(4) لابن مقبل، في اللسان (لحح). و صدره:
بحي إذا قيل اظعنوا قد أتيتم*
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 203
و من الباب: لَخَّتْ عينُه، إذا دام دمعُها، و يكون ذلك من كِبَر. قال:
* و سال غَرْبُ عَينِه و لَخّا «1» *
و من الباب اللَّخْلخانيَّة: العُجْمة في المَنطِق.

لد

اللام و الدال أصلانِ صحيحان: أحدهما يدلُّ علي خِصامٍ، و الآخَر يدلُّ علي ناحيةٍ و جانب.
فالأول اللَّدَد، و هو شِدّة الْخُصومة. يقال رجلٌ أَلَدُّ و قَوم لُدٌّ. قال اللّٰه تعالي:
وَ تُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُدًّا «2». و اللَّديدان: جانِبا العُنُق و صَفحتاه. و لَدِيدا الوادي:
جانِباه، و لذلك يقال: تلَدَّد، إذا التفتَ يميناً و شِمالًا متحيِّرا. و اللَّدُود: ما سُقِيَ الإنسانُ في أحد شِقّيْ وجهِه من دواء. و قد لُدَّ، و الْتَدَدْتُ أنا. قال ابنُ أحمر:
شرِبتُ الشُّكَاعَي و التَددْتُ ألِدَّة و أقبلتُ أفواهَ العروقِ المَكاوِيا «3»
و من الباب قولهم: ما أجِدُ دون هذا الأمرِ مُحْتدًّا و لا مُلتدًّا، أي لا أجِدُ عنه مَعْدِلا. و إذا عَدَل عنه فقد صار في جانبٍ منه. و من الباب: مازِلتُ أُلَادُّ عنك، أي أدافِع، كأنّه يَعْدِل بالشَّرِّ عنه.
و مما شذَّ عن هذا الباب: اللَّدُّ: الْجُوَالِق، كذا قالوا، و أنشدوا:
* كَأنَّ لَدَّيهِ علي صَفْحِ جَبَلْ «4» *
______________________________
(1) اللسان (جلخ، لخخ) و مجالس ثعلب 451. و أنشده في أمالي الزجاجي 78 و الخزانة (3:
104 رواية عن ثعلب. و نقل البغدادي نسبة الرجز إلي العجاج، و ليس في ديوانه بل في ملحقاته 76. و في الأصل: «و سار»، صوابه في المجمل و المراجع المتقدمة.
(2) في الأصل: «لتنذر به»، تحريف. و هي الآية 97 من سورة مريم: «فَإِنَّمٰا يَسَّرْنٰاهُ بِلِسٰانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَ تُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُدًّا».
(3) أنشده في اللسان (شكع، لدد، قبل).
(4) أنشده في اللسان (لدد)، و كذا في المجمل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 204
و يمكن أن يقال هذا أيضاً لأنَّه يكون علي جنب المحمول عليه إذا كانا عِدْلَين.

لذ

اللام و الذال أصل صحيحٌ واحدٌ يدلُّ علي طِيبِ طعمٍ في الشَّي‌ء. من ذلك اللَّذّة و اللَّذَاذَة: طيبُ طَعم الشَّي‌ء. قال:
… «1»
و اللَّذُّ: النَّوم في قوله:
* و لَذّ كَطَعم الصَّرخَدِيِّ «2» *
قال الفرّاء: رجلٌ لذٌّ: حسنُ الحديث.

لز

اللام و الزاء أصلٌ صحيح يدلُّ علي ملازمة و مُلاصَقة. يقال:
لُزَّ به، إذا لَصِق به لَزًّا و لَزَازاً. و لازَزْتُه: لاصقته. و رجلٌ لِزَازُ خَصمٍ، إذا كان يُلازُّه و لا يَكِعُّ عنه. و الملزَّزُ: المجتمِعُ الْخَلْق. و اللَّزّ: الطَّعن. و هو من قياس الباب. و اللَّزائز: ما اجتمع من اللَّحم في الزَّور مما يَلِي المِلاط. قال:
* ذي مِرفقٍ بانَ عن اللَّزَائزِ «3» *
______________________________
(1) بياض في الأصل، و لعله يعني قول الربيع بن ضبع، في أمالي القالي (3: 215) و الخزانة (3: 106) و سيبويه (1: 106، 293):
إذا عاش الفتي مائتين عاما فقد ذهب اللذاذة و الفتاء
و قد سبق إنشاد هذا البيت في (فتي).
(2) للراعي، و هو بتمامه كما في اللسان (صرخد، لذذ):
و لذ كطعم الصرخدي طرحته عشية خمس القوم و العين عاشقه
برفع «عاشقه» لأن قبله:
و سربال كتان لبست جديده علي الرحل حتي أسلمته بنائقه
و روي في اللسان بيتا آخر مجهول القائل عنده، و هو:
و لذ كطعم الصرخدي تركته بأرض العدي من خشية الحدثان
و أنشد بعده الجاحظ في الحيوان (1: 662) يعني كلبا:
و مبد لي الشحناء بيني و بينه دعوت و قد طال السري فدعاني
(3) لإهاب بن عمير، في اللسان (لزز). و أنشده في المجمل (لز).
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 205
و من الباب كَزٌّ لَزٌّ، و يجوز أن يكون لَزٌّ إتباعاً.

لس

اللام و السين أُصيل يدلُّ علي لحس الشَّي‌ء. قال ابنُ الأعرابيّ:
اللَّسُّ: اللحس. و يقال: ألَسَّتِ الأرضُ، إذا طلعَ أوّلُ نباتِها. قال: و سمِّي بذلك لأنَّ المال يَلُسُّه. و لسَّتِ الدابّةُ الخَلَا بلسانها تَلُسُّه لَسًّا. قال:
* قد اخضَرَّ من لسِّ الغَميرِ جحافُله «1» *
و يقال لذلك النَّبات اللُّساسُ أيضاً. قال:
* في باقِلِ الرِّمثِ و في اللُّساسِ «2» *

لص

اللام و الصاد أُصيلٌ صحيحٌ يدلُّ علي ملازَّةٍ و مقارَبَةٍ. من ذلك اللَّصَص، و هو تقارُب المَنْكِبَين، يكادان يمسَّان الأذُنين: و الألَصُّ: المتقارب الأضراس أيضاً. و يقال لُصِّصَ البُنيانُ مثل رُصِّص. و يقال إنَّ الجَبْهة الضيِّقة اللَّصَّاء. و اللَّصَّاء من الغنم: التي أقبَلَ أحد قرنَيها علي الوجه. و من الباب اللِّصُّ، لأنّه يلصَق بالشَّي‌ء يريد أخْذَه. و فِعلُه اللَّصُوصية بفتح اللام «3» * و يقال أرضٌ مَلَصَّةٌ: كثيرة اللُّصوص.

لض

اللام و الضاد، ذكر الخليل أنّ اللَّضْلاضَ: الدَّليل. قال:
و لَضلَضَتُهُ: التفاتُه و تحفُّظه.
______________________________
(1) لزهير في ديوانه 131 و اللسان (غمر، لسس) و المخصص (10: 185). و صدره:
* ثلاث كأقواس السراء و ناشط*
(2) أنشده في اللسان (لسس، هوس) و المخصص (10: 185).
(3) و يقال بضمها أيضا، كما في اللسان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 206‌

لط

اللام و الطاء أُصَيلٌ صحيح، يدلُّ علي مقارَبة و مُلازَمَة و إلحاح من ذلك قولهم: ألَطَّ الرّجل، إذا اشتدَّ في الأمر. و يقال لطّ به: لَزِمه. و كلُّ شي‌ءٍ سُتِرَ بشي‌ءٍ فقد لُطَّ به. و لَطَّت النّاقةُ بذَنبِها، إذا جعلَتْه بين فخِذَيْها في مَسِيرِها. و اللَّطُّ: قِلادةٌ من حَنْظلٍ، و سُمِّيت لَطًّا لملازمتِها النَّحر. و الجمع لِطَاط.
و اللِّطَاط: حرف الجبل. و مِلطاط البعير: حرفٌ في وسَط رأسِه. و المِلْطَاط: حافَة الوادِي، و سمِّي كلُّ ذلك لأنَّه ملازِمٌ لا يُفارِق. و اللِّطْلِط: العجوز الكبيرة، لأنها ملازمةٌ لمكانها لا تكاد تبرح.

لظ

اللام و الظاء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ علي ملازَمَة. يقال: ألظَّ الرّجلُ بالشّي‌ء، إذا لازَمَه. و
في الحديث: «ألِظُّوا بيا ذَا الجلالِ و الإكرام»
، أي الزَموا هذا و أكثِرُوا منه في دعائكم. و يقال: ألَظَّ المطرُ: دام. و يقولون:
الإلظاظ: الإشفاق علي الشَّي‌ء؛ و ليس ببعيد القياسِ من الباب.

لع

اللام و العين أُصَيلٌ صحيح يدلُّ علي اضطرابٍ و بَصْبَصَة «1».
من ذلك اللَّعْلَع: السَّراب؛ و لعلعتُه: بَصبصتُه. و تَلعلع الشَّي‌ء: اضطرَبَ حتَّي تكسَّر. و لَعْلعَ الكلبُ: دَلَع لسانَه. و امرأة لَعَّةٌ: خفيفة. و تلعلع من الجُوع:
تضوَّر. و اللُّعَاعة: بقلَه ناعمة. و ألعَّتِ الأرضُ: أنبتَتَ اللُّعَاع؛ و تلعَّيتُ:
أخذتُ اللُّعاع. و هذه الكلمةُ الأخيرة شاذة.

لغ

اللام و الغين. ذكر بعضُهم: لَغْلغَ طعامَه: روَّاه بالدَّسَم.
______________________________
(1) في الأصل: «و بصبص».
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 207‌

لف

اللام و الفاء أصلٌ صحيح يدلُّ علي تلوِّي شي‌ء علي شي‌ء.
يقال: لفَفْتُ الشّي‌ءَ بالشي‌ءِ لفًّا. و لففت عِمامَتي علي رأسي. و يقال: جاء القومُ و مَن لَفَّ لَفَّهم، أي من تأشَّبَ إليهم، كأنّه التفَّ بهم. قال الأعشي:
و قد ملأت قيسٌ و من لَفَّ لَفَّها نُبَاكًا فَقوًّا فالرَّجا فالنَّواعصا «1»
و يقال للعَييِّ: أَلَفُّ، كأنَّ لسانَه قد التفَّ، [و] في لسانه لَفَفٌ.
و الأَلفاف: الشَّجرُ يلتفُّ بعضه ببعض. قال اللّٰه تعالي: وَ جَنّٰاتٍ أَلْفٰافاً.
و الألَفُّ: الذي تَدانَي فخِذاه من سِمَنه، كأنَّهما التفَّتا؛ و هو اللفَف. قال:
عِراض القَطَا ملتفّةٌ رَبَلاتُها و ما اللُّفُّ أفخاذاً بتاركةٍ عَقْلا
و يقال للرّجُل الثَّقيل البطي‌ء: ألَفُّ. و اللَّفيف: ما اجتمَعَ من الناس من قبائلَ شتَّي. و ألَفَّ الرّجلُ رأسَه في ثيابه، و ألفَّ الطائرُ رأسه تحت جناحِه.
و حكي بعضهم: في الأرض تلافيفُ من عُشْب. و لفَفْتُه حقه: منعته.

لق

اللام و القاف أصلٌ صحيح يدلُّ علي صِياح و جَلَبة. من ذلك اللَّقلَقَة: الصِّياح. وَ كذلك اللَّقلاق. و اللَّقلَق: اللِّسان. و
في الحديث: «من وُقِيَ شَرَّ لَقْلَقِه و قَبقَبِه و ذبذبه فقد وُقِيَ شِرَّةَ الشَّبابِ كلَّها»
، و لَقَّ عينَه، إذا ضرَبَها بيده، و لعلَّ ذلك للوَقْع «2» يُسْمَع. و أمَّا اللَّقْلَقَة فالاضطراب، و هو قريبٌ من المقلوب، كأنّه مُقَلقَل، و هو الذي لا يَقِرُّ مكانَه. قال امرؤ القيس:
* بطرفٍ مُلَقْلَقِ «3» *
______________________________
(1) ديوان الأعشي 109 و معجم البلدن (نباك، النواعص).
(2) الوقع: صوت الضرب. و في الأصل: «للوقوع».
(3) قطعة من بيت له ليس في ديوانه المطبوع. و في اللسان: «و جلاها بطرف ملقلق». و قد وجدته في مخطوطتي دار الكتب برواية الطوسي، و خرابنداذ. و هو بتمامه:
رأي أرنبا فانقض يهوي أمامه إليها و جلاها بطرف ملقلق
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 208‌

لك

اللام و الكاف أُصَيلٌ يدلُّ علي تداخُلٍ في الشَّي‌ء. من ذلك اللَّكِيك: اللَّحم المتداخِلُ في العِظام. و اللُّكالِك: البعير المكتنِزُ اللَّحم. و يقال التكَّ القومُ: ازدحموا. و اللُّكِّيُّ: الحادر «1» اللَّحيم.
و مما شذَّ عن الباب اللَّكيك «2»: شجرةٌ ضعيفة. و قال امرؤ القيس في اللَّحم اللكيك:
فظل صِحابِي يَشتَوُون بنَعْمةٍ يصُفُّون غاراً باللَّكِيك الموشَّقِ «3»
و اللّٰه أعلم.

باب اللام و الميم و ما يثلثهما

لما

اللام و الميم و الحرف المعتل كلمةٌ واحدة، و هي اللَّمَي، و هي سُمرةٌ في باطن الشَّفَة، و هو يُستحسَن «4». و امرأةٌ لَمْياءُ. قال ذو الرُّمَّة:
لَمياء في شَفتَيْها حُوَّةٌ لَعَس و في اللِّثاثِ و في أنيابها شَنبُ «5»
يقال ظلٌّ ألمَي: كثيفٌ أسود. و ممّا* شذَّ عن هذا اللُّمَةُ: التِّرْب، و يقال الأصحاب.

لمأ

اللام و الميم و الهمزة كلمتانِ تدُلَّانِ علي الاشتمال. يقولون: ألمأْت
______________________________
(1) في الأصل: «الحادل»، صوابه في المجمل.
(2) لم يذكره في اللسان. و في القاموس: «و كأمير: القطران، و شجره ضعيفه، و موضع».
(3) روي في ديوان امرئ القيس في مخطوطتي دار الكتب.
(4) في الأصل: «و هي يستحسن»، و أثبت ما في المجمل.
(5) ديوان ذي الرمة 5 و اللسان (حوا، لمس، شنب).
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 209
بالشَّي‌ء، إذا اشتملتَ عليه فذهبتَ به. و يقال: تلمَّأَتْ عليه الأرضُ، إذا استوَتْ عليه: فأما قولهم: التُمِئَ لونُه، فيمكن أن يكون مِن هذا، و يمكن أن يكون من الإبدال، كأنّ الهمزة بدل من العين، و الأصل التُمِع.

لمج

اللام و الميم و الجيم. يقال: ما ذَاق لَمَاجا، أي مَأْكَلا.
و لَمَجَ الشَّي‌ءَ: طَعمِه. قال لبيد:
* يلمجُ البارِضَ «1» *

لمح

اللام و الميم و الحاء أُصَيلٌ يدلُّ علي لَمْع شي‌ء. يقال: لَمَح البرقُ و النّجمُ لَمْحًا، إذا لَمَعا. قال:
أُراقِب لمحاً من سُهيلٍ كأنّه إذا ما بدا من آخِرِ اللَّيل يطرفُ «2»
و رأيت لَمْحة البَرْق. و يقولون: «لأُرِينَّك لمحاً باصراً»، أي أمراً واضِحاً «3».

لمز

اللام و الميم و الزاء كلمةٌ واحدة، و هي اللَّمْز، و هو العَيب. يقال لَمَزَ يَلمِزُ لَمْزاً. قال اللّٰه تعالي: وَ مِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقٰاتِ و رجل لَمَّازٌ و لُمَزَة، أي عَيَّاب.
______________________________
(1) البيت بتمامه كما في الديوان 15 طبع 1881 و اللسان (لمج، برض، رجل):
يلمج البارض لمجا في الندي من مرابيع رياض و رجل
(2) البيت لجران العود في ديوانه 14 و الحيوان (3: 52/ 5: 598) و البيان (4: 40).
(3) و كذا في اللسان، لكن في المجمل: «أي نظرا بتحديق شديد».
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 210‌

لمس

اللام و الميم و السين أصلٌ واحدٌ يدلُّ علي تطلُّبِ شي‌ء و مَسيسِه أيضاً. تقول: تلمّستُ الشّي‌ءَ، إذا تطلَّبْتَه بيدك. قال أبو بكر بن دريد: اللّمس أصلُه باليد ليُعرَف مَسُّ الشّي‌ء، ثم كثُرَ ذلك حتَّي صار كلُّ طالب مُلتمِساً «1».
و لَمَسْت «2»، إذا مَسِسْتَ. قالوا: و كلُّ مَاسٍّ لامس. قال اللّٰه سُبحانه:
أَوْ لٰامَسْتُمُ النِّسٰاءَ*، قال قومٌ: أُريد به الجماع. و ذهَبَ قوم إلي أنّه المَسيس، و أنَّ اللَّمْس و الملامَسة يكون بغير جماع. و أنشدوا «3»:
لَمَسْتُ بكفِّي كفّه أبْتَغِي الغِنَي و لم أدرِ أنَّ الجودَ من كفِّه يُعدِي «4»
و هذا شعرٌ لا يحتجُّ به. و اللّمَاسة «5»: الطَّلِبةُ و الحاجة. و يقال: «لا يَمنَع يدَ لامِسٍ»، إذا لم تكن فيه منفعة و لا له دِفاع. قال:
* و لو لا همُ لم تَدفَعُوا كفَّ لامِسِ*

لمظ

اللام و الميم و الظاء أُصَيلٌ بدلُّ علي نُكتةِ بَياض. يقال: به
______________________________
(1) الجمهرة (3: 50).
(2) يقال لمس يلمس، من بابي ضرب و نصر.
(3) بدله في المجمل: «و احتج الشافعي يقول القائل».
(4) البيت مما اختاره أبو تمام في الحماسة (2: 288)، و هو بيتين ثانيهما:
فلا أنا منه ما أفاد ذوو الغني أفدت و أعداني فأتلفت ما عندي
و في عيون الأخبار (1: 344): «دخل شاعر علي المهدي فامتدحه فأمر له بمال، فلما قبضه فرقه علي من حضر، و قال …». و أنشد البيتين، برواية:
«و ما خلت أن الجود»
و
«و أعداني فبددت»
. و في الأغاني (18: 94) أن ذلك الشاعر الذي دخل علي المهدي هو عبد اللّه بن سالم الخياط، و أن المهدي أمر له بخمسين ألف درهم.
(5) اللماسة، بضم اللام و فتحها.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 211
لُمْظة، أي نُكتةُ بياضٍ. و
في الحديث: «إنَّ الإيمانَ يبدو لُمْظَةً في القَلب، كلَّما ازداد الإيمان ازدادت اللُّمْظة».
و اللُّمْظة بالفَرَس: بياضٌ يكون بإحدي جَحفَلَتَيه.
فأمَّا التلمُّظُ فإخراجُ بعضِ اللِّسان. يقال: تَلَمَّظَ الحيّةُ، إذا أخرج لسانَه كتلمُّظِ الآكِل. و إنّما سمِّي تلمُّظاً لأنَّ الذي يبدو من اللسان فيه يسيرٌ، كاللُّمْظة.
و يقولون: شَرِب الماء لَمَاظًا، إذا ذاقَه بطرَف لسانِه.

لمع

اللام و الميم و العين أصلٌ صحيحٌ يدلُّ علي إضاءةِ الشّي‌ء بسُرعة، ثم يقاس علي ذلك ما يَجري مَجراه. من ذلك: لَمَعَ البرقُ و غيرُه، إذا أضاء، فهو لامعٌ. و لَمَع السّيفُ و ما أشبَهَ ذلك. و يقال للسَّرابِ يَلْمَعٌ. كأنّه سمِّي بحركته و لَمَعانه. و يشبَّه به الرّجُل الكَذّاب. قال الشَّاعر:
إذا ما شكوت الحُبَّ كَيمَا تثيبَنِي بُودِّيَ قالت إنَّما أنتَ يَلْمَعُ «1»
و يقال: ألْمَعَتِ النّاقةُ، إذا رفعَت ذنبَها فعُلم أنَّها لاقح. قال الأعشَي:
* مُلْمِعٍ «2» … *
و قال بعضهم: كلُّ حاملٍ اسودَّتْ حلمةُ ثَديِها فهي مُلْمِع. و إنَّما هذا أنَّه يستدَلُّ بذلك علي حَمْلها، فكأنَّها قد أبانت عن حالها، كالشي‌ء اللامع. و اللِّماع:
جمع لُمْعة، و هي البُقعة من الكَلأ. و يقولون- و ليس بذلك الصحيح- إنَّ اللُّمعة «3»: الجماعةُ من النّاس. و اللَّمَّاعة: الفَلاة. قال:
______________________________
(1) أنشده في المجمل و اللسان (لمع).
(2) قطعة من بيت له في ديوانه 8 و اللسان (لوع)، و هو:
ملمع لاعة الفؤاد إلي جح ش فلاه عنها فبئس الفال
(3) في الأصل: «لأن اللمعة». و في المجمل: «و يقال اللمعة: الجماعة من الناس»
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 212
و لمَّاعةٍ ما بِها من عَلَامٍ و لا أَمَراتٍ و لا نِهْيِ ماء «1»
و اللَّمَّاعة: العُقاب، لأنها تُلمِع بأجنحتها. فأمَّا قولهم: التمعتُ الشَّي‌ءَ، إذا اختلستَه، فمحمولٌ علي ما قلناه من الخفّة و السُّرعة. و كذلك ألْمَعَتْ به المنيَّةُ:
ذهبت به. و الألمعيُّ: الرّجُل الذي يظُنُّ الظنَّ فلا يكادُ يَكْذِب. و معني ذلك أنَّ الغائبات عن عينه كالَّلامعة، فهو يراها. قال:
الألمعيُّ الذي يظنّ لَكَ الظ نَّ كأنَّ قَدْ رأَي و قد سَمِعا «2»

لمق

اللام و الميم و القاف ثلاثُ كلماتٍ لا تنقاس و لا تتقارب. فالأوَّل اللَّمْسق، يقال لَمَقَه بيده، إذا ضربَه. و الكلمة الثانية اللَّمْق، و هو المَحْو، يقال لَمَقَه، إذا محاه. قال يونس: سمعتُ أعرابيًّا يذكر مُصَدِّقاً لهم قال: «فَلَمَقَه* بعد ما نَمَقَه»، كأنَّه محا كتابًا قد كان كتبه. و الكلمة الثالثة: اللَّمَاق، يقال:
ما ذُقت لَمَاقًا. قال:
كبرقٍ لَاحَ يُعجِبُ مَن رآهُ و ما يُغْني الحوائمَ من لَمَاقِ «3»

لمك

اللام و الميم و الكاف كلمةٌ واحدة. يقال تَلمَّكَ الشَّي‌ءَ، مثل تلمَّجَ، كأنَّه يتذوَّقُه. يقال: ما ذُقت لَمَاكًا، أي شيئا، كقولهم: ما ذقت لَمَاجًا، و أصله أن يلوِيَ البعير لَحْيَيه. قال:
فلمَّا رآنِي قد حَمَمتُ ارتحالَه تَلَمَّكَ لو يُجدِي عليه التَّلمُّكْ «4»
______________________________
(1) العلام: جمع علامة. و الأمرات: جمع أمرة، و هي العلم.
(2) البيت لأوس بن جحر في ديوانه 13 و اللسان (لمع).
(3) لنهشل بن حري في اللسان «لمق» و إصلاح المنطق 432 برواية: «و لا يشفي».
(4) أنشده في اللسان (حمم، لمك).
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 213‌

باب اللام و الهاء و ما يثلثهما

لهو

اللام و الهاء و الحرف المعتلّ أصلانِ صحيحان: أحدهما يدلُّ علي شُغْل عن شَي‌ء بشي‌ء، و الآخر علي نَبْذِ شي‌ءٍ من اليد.
فالأوَّل اللَّهْو، و هو كلُّ شي‌ءٍ شَغَلَك عن شي‌ء، فقد ألْهَاك. و لَهَوتُ من اللَّهْو.
و لَهِيتُ عن الشَّي‌ء، إذا تركتَه لِغيره. و القياسُ واحدٌ و إنْ تَغيَّر اللفظُ أدنَي تغيُّر. و يقولون: إذا استأثَرَ اللّٰه تعالي بشي‌ءٍ، فالْهَ عنهُ، أي اتركْهُ و لا تشتغل به.
و
في الحديث في البَلَل بعد الوُضوء: «الْهَ عنه»
. و
كان ابنُ الزُّبَيرِ إذا سمِعَ صوتَ الرّعد لَهِيَ عن الحديث الذي يقول
: تَرَكَه و أعرَضَ عنه. و قد يُكنَي باللَّهو عن غيره. قال اللّٰه تعالي: لَوْ أَرَدْنٰا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْواً: و
قال الْحَسن و قَتادةُ: أراد باللَّهو المرأة. و قال قومٌ: أراد به الولد.
و أمَّا الأصل الآخَر فاللُّهْوة، و هو ما يَطرحه الطّاحِن في ثُقْبَة الرَّحَي بيده؛ و الجمع لُهًي، و بذلك سمِّي العَطاء لُهْوَة فقيل: هو كثير اللُّهَي. فأمَّا اللَّهاة فهي أقصي الفمِ، كأنَّها شُبِّهَت بثُقْبةِ الرَّحَي، و سمِّيت لَهاةً لما يُلَقي فيها من الطَّعام.

لهب

اللام و الهاء و الباء أصلٌ صحيح، و هو ارتفاعُ لسان النّار، ثم يقاسُ عليه ما يقاربه. من ذلك اللَّهَب: لَهَب النَّار. تقول: التَهَبَت التهابًا. و كلُّ شي‌ءٍ ارتفع ضوؤُه و لَمَع لمعاناً شديداً فإنّه يقال فيه ذلك. قال:
رأيت مَهابةً و ليوثَ غابٍ و تاجَ الملك يلتهبُ التهابا
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 214
و يقولون للعَطشان: لَهْبَان، و هذا علي جهة الاستعارة، كأنَّ حرارةَ جوفه تَلتهب. و يقولون: اللَّهَب: الغُبار السَّاطع. فإن صحَّ فاستعارةٌ أيضا. و يقال:
فَرَسٌ مُلْهِبٌ، إذا أثارَ الغبار. و للفرس أُلْهُوب، اشتقَّ كلُّ هذا من الأوّل.
قال امرؤ القيس:
فللزَّجْرِ أُلهوبٌ و للسّاقِ دِرَّةٌ و للسَّوط منه وَقْعُ أخْرَجَ مُهْذِبِ «1»
و اللَّهَب و اللُّهاب: اشتعال النّار، و يستعمل اللُّهاب في العَطَش، فأمَّا اللِّهب، و هو المَضِيق بين الجَبَلَين فليس من هذا، و أصله الصَّاد، و إنَّما هو لِصْب، فأُبدلت الصاد هاءَ. و بنو لِهْبٍ: بطنٌ من العرب.

لهث

اللام و الهاء و الثاء كلمةٌ واحدة، و هي أنْ يَدْلَعَ الكلبُ لسانَه من العطش. قال اللّٰه تعالي: إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ. و اللُّهَاث: حَرُّ العطَش. و هذا إنَّما هو مقيسٌ علي ما ذكرناه من شأن الكلب.

لهج

اللام و الهاء و الجيم أصلٌ صحيح يدلُّ علي المثابَرَة علي الشَّي‌ء و ملازمتِه، و أصلٌ آخرُ يدلُّ علي اختلاطٍ في أمرٍ.
يقال: لَهِجَ بالشَّي‌ء، إذا أُغرِيَ به و ثابَرَ عليه، و هو لَهِجٌ. و المُلْهِج:
الذي لَهِجتْ فِصالُه برَضَاعِ أُمَّهاتِها فيَصْنَعُ لذلك أخِلّةً يشدُّها في خِلْفِ
______________________________
(1) ديوان امرئ القيس 85 و اللسان (لهب).
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 215
أمِّ الفَصيل، لئلَّا يَرتضِعَ الفصيل، لأنّ ذلك يؤلِمُ أنْفَه. و إيّاهُ أراد القائل «1»:
رَعَي بارِضَ الوَسميِّ حتَّي كأنّما يَرَي بسَفَي البُهْمَي أخِلّةَ مُلْهِجِ
و قولهم: هو فصيح اللَّهجة «2» و اللَّهَجَة: اللِّسانِ، بما ينطق به من الكلام.
و سمِّيت لهجةً لأنّ كلًّا يلهَجُ بلُغتِه و كلامه.
و الأصل الآخَر قولُهم: لَهْوَجْتُ عليه أمرَه، إذا خلطتَه. و أصلُه من اللَّبَن المُلْهَاجِّ، و هو الخاثر الذي يكادُ يَرُوب. و يقولون: أمْرُهُم مُلْهاجٌّ. و من الباب:
لَهْوَجْتُ اللّحمَ، إذا لم تُنضِجْه شيئاً، فكأنّه مختلِطٌ بين النِّيِّ و النَّضيج. فأمّا قولهم: لَهَّجْتُ القومَ، مثل لَهَّنْتُهم، فممكنٌ أن يكون من الإبدال، كأنَّ الجيمَ بدلٌ من النُّون.

لهد

اللام و الهاء و الدال أصلٌ صحيح، يدلُّ علي إذلال و مُطامَنَة، من ذلك لَهَّدْتُ الرّجُل، إذا دفَّعْتَه، فهو مُلَهَّدٌ ذَليل. و اللّهِيدُ: البعير يُصِيب جنبه الْحِمْلُ الثَّقيل. و ألهَدْت الرّجُلَ، إذا أمسكتَه و خلَّيتَ عليه آخَرَ يقاتُله.
و ألْهَدْتُ بالرّجُل: أزْرَيتُ به.
______________________________
(1) البيت للشماخ في ديوانه 14 و اللسان (لهج) و المخصص (7: 41). و رواية الديوان:
«خلا فارتعي الوسمي»
. (2) في الأصل: «اللهج»، صوابه من اللسان و القاموس. و في القاموس: «اللهجة و يحرك:
اللسان». و اقتصر في المجمل علي «اللهجة» بسكون الهاء.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 216‌

لهز

«1» اللام و الهاء و الزاء أصلٌ صحيح يدلُّ علي دَفْعٍ بيَدِ أو غيرِها أو رميٍ بوَتَر. قالوا: لهَزْتُ فلاناً: دفعتُه. و يقولون: الّلهْز: الضّرْب بجُمْع اليدِ «2» في الصَّدر. و يقولون: لَهَزَهُ القَتِير: فَشَا فِيه. و لَهزْتُه بالرُّمح في صَدرِه: طعنتُه.
و لَهَزَ الفَصِيلُ ضَرْعَ أمِّه، إذا ضَرَبه برأسِه عند الرَّضاع. و يقال: بعيرٌ ملهوزٌ، إذا كان قد وُسِم في لِهزِمَتِه. قال:
مَرَّتْ براكبِ مَلهوزٍ فقال لها ضُرِّي الجُميحَ و مَسِّيهِ بتعذيبِ «3»
فأمّا قولُهم: فرسٌ مَلهوزٌ، أي مُضَبَّر الخَلْق، فهو صحيحٌ علي هذا القياس، كأنَّ لحمَه رُفِع مِن جوانبه حتَّي تداخَلَ. و دائرة اللاهِزِ: دائرةٌ في اللِّهزِمَة.

لهس

اللام و الهاء و السين كلمةٌ تدلُّ علي جِنْس من الإطعام.
يقولون: لَهسَ علي الطَّعام: زاحَم حِرصاً. و ما لَك عندي لَهْسَةٌ «4» من طعام، أي لا كثير و لا قليل. قال ابن دريد: لَهَس الصبيُّ ثديَ أُمِّه: لَطَعه و لم يَمْصَصْه. «5»

لهط

اللام و الهاء و الطاء كلمةٌ. يقولون: لَهَطه بسهمٍ: رماه.
و لَهَطَتِ المرأةُ فَرجَها بالماء: ضَرَبَتْه.
______________________________
(1) وردت هذه المادة في الأصل بعد مادة (لهق)، و رددتها إلي مكانها هنا طبقا للترتيب و موافقة لما جاء في المجمل.
(2) جمع؟؟؟. و في الأصل: «بجميع»، صوابه في المحمل و اللسان.
(3) للجميح بن الطماح الأسدي. المفضليات (1: 32) و اللسان (لهز).
(4) كذا ضبط في الأصل و المجمل بفتح اللام. و في اللسان: «لهسة بالضم مثل لحسة، أي شي‌ء»، و نحوه في القاموس
(5) في الأصل: «أطعمه و لم بمصعه»، صوابه من الجمهرة (3: 52) و فيها: «إذا لطعه بلسانه و لما يمصصه».
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 217‌

لهع

اللام و الهاء و العين كلماتُ إنْ صحت تدلُّ علي استرخاءٍ و فَترة.
من ذلك اللّهِع من الرِّجال: المسترسل إلي كُلٍّ. يقال: لَهِعَ لَهَاعَةً. و به سُمِّي لَهِيعة. و يقال: هو الفاتر المُسترخِي. و قال بعضهم: تَلَهْيَعَ في كلامه: أفرَط.

لهف

اللام و الهاء و الفاء كلمةٌ تدلُّ علي تحسُّر. يقال: تلهَّفَ علي الشَّي‌ء، و لهِفَ، إذا حَزِن و تحسَّر. و الملهوف: المظلومُ يستغيث.

لهق

اللام و الهاء و القاف كلمتانِ متباينتان.
فالأولي اللَّهق «1»: الأبيض؛ و الثَّور الأبيض لِهَاق. قال الهذليّ:
* لَهِاقٌ تَلَأْلُؤُهُ كالهِلالِ «2» *
و الكلمة الأخري قولهم: تَلَهْوَقَ الرّجُل: أظْهَرَ سخاءً و ليس بسخِيّ.

لهم

اللام و الهاء و الميم أصلٌ صحيحٌ يدلُّ علي ابتلاعِ شي‌ءِ، ثم يقاس عليه. تقول العرب: التَهَمَ الشَّي‌ءَ: التَقَمه. و من هذا الباب الإلهام، كأنَّه شي‌ءٌ أُلقِي في الرُّوع فالتَهَمَه. قال اللّٰه تعالي: فَأَلْهَمَهٰا فُجُورَهٰا وَ تَقْوٰاهٰا.
و التَهَم الفصيلُ ما في ضَرع أُمِّه: استوفاه. و فرسٌ لهِمٌّ: سَبَّاق، كأنَّه يلتهم الأرض.
و اللُّهَيْم: الدَّاهية، و كذلك أمُّ اللُّهيمْ، و سمِّيت لِعِظمها كأنَّها تَلْهَمُ ما تلقي. و يقولون للعظِيم الكافي: اللِّهَمّ و من الباب اللُّهمُوم: الرّجُل الجَواد، و هذا علي العِظَم و السَّعة.

لهن

اللام و الهاء و النون كلمةٌ واحدة، اللُّهْنَةُ: ما يتعجَّله الرّجُل قبل غَدَائه. و قد تَلهَّن. و يقال بل اللُّهْنة: ما يُهديه الرّجلُ إذا قَدِم من سَفَره.
______________________________
(1) يقال بفتح الهاء و كسرها. كما أن اللهاق بفتح اللام و كسرها.
(2) لأمية بن أبي عائذ الهذلي في ديوان الهذليين (2: 176) و اللسان (لهق). و صدره:
حديد القناتين عبل الشوي*
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 218‌

باب اللام و الواو و ما يثلثهما

لوي

اللام و الواو و الياء أصلٌ صحيح، يدلُّ علي إمالةٍ للشي‌ء.
يقال: لوَي يدَه يَلويها. و لَوَي برأسِه: أمَالَه. و اللَّوِيُّ: ما ذَبَل من البَقْل، و سمِّي لَوِيًّا لأنّه إذا ذَبَل التوَي و مال. و اللِّواء معروفٌ، و سمِّي لأنّه يُلوَي علي رُمْحه. و اللَّوِيَّة: ما ذُخِرَ من طعامٍ لغير الحاضِرِين، كأنّه أُميل عنهم إلي غيرهم.
و أَلْوَي بالشَّي‌ء، إذا أشار به كاليد و نحوه. و ألْوَي بالشَّي‌ء: ذهبَ به، و كأنه أماله إلي نَفْسه. و الألْوَي: الرّجُل المجتنِب المنفرِد، لا يزال كذلك، كأنَّه مالَ عن الجلساء إلي الوُحْدة. و اللَّيَّاءُ: الأرض البعيدة من الماء، و سمِّيت بذلك لأنَّها كأنها مالت عن نَهْج الماء. و لواه دَيْنَه يَلوِيه لَيًّا و لَيَّانًا؛ و هو الباب. قال:
تُطِيلِينَ لَيَّانِي و أنت مَلِيَّةٌ و أُحْسِنُ يا ذاتَ الوشاح التّقاضيا «1»
و لِوَي الرَّمْل: مُنْقَطَعُه. و ألوَي القومُ، إذا بلغَوا لِوَي الرّمل. و سمّي بذلك لأنّ الريح تَلويه كيف شاءت. و يقولون: * أكثرتَ من الحيِّ و اللّيّ «2». قالوا:
فالحيّ: الواضح من الكلام، و [الليّ]: الذي لا يُهْتَدي له.

لوب

اللام و الواو و الباء كلمتانِ متباينتان، و يمكن أن يُحمل إحداهما علي الأخري.
فالكلمة الأُولي: اللَّوْب و اللُّوَاب: العطش، و الفعل لابَ يَلُوبُ، و هو لائِب.
______________________________
(1) البيت لذي الرمة في ديوانه 651 و اللسان (لوي) و الاشتقاق 16.
(2) و مثله الحو و اللو.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 219
و الكلمة الأخري اللَّابَة، و هي الحَرَّة، و الجمع لُوبٌ «1». و الذي يجمع بين الكلمتين أن الحَرَّة عطشَي، كأنّها مُحترِقة.

لوت

اللام و الواو و التاء لست أَحُقُّ صحَّتَه، و ليس هو من كلامهم عندي، لكنَّ ناساً زعموا أنّه يقال: لاتَ يَلُوتُ، إذا أخبَرَ بغير ما سُئِل عنه.
و يقولون: اللَّوْت: الكِتمان. و فيهما نظر.

لوث

اللام و الواو و الثاء أصلٌ صحيح، يدلُّ علي التواءِ و استرخاءِ ولَيِّ الشّي‌ءِ علي الشّي‌ء. يقال: لاثَ العِمامةَ يَلُوثها لَوثاً. و يقولون: إنَّ اللُّوثة:
الاسترخاء، و يقولون: مَسٌّ من الجنون. قال:
إذاً لَقَامَ بنصري مَعشرٌ خُشُنٌ عند الحفيظة إنْ ذو لُوثةٍ لانا «2»
و المَلَاثُ: الشَّي‌ء الذي يُلَاث عليه الثَّوب. و يقولون: ناقةٌ ذاتُ لَوْثَة، أي كثيرة اللَّحمِ ضخمة الجِسم. و ديمةٌ لَوثاءُ: تَلُوث النَّباتَ بعضَه علي بعض. و قولهم:
الثَاتَ في عمله: أبطأ، من هذا، كأنَّه التوَي و اعوجَّ. و المَلَاثُ: الرّجُل الجليل تُلاثُ به الأمور، و الجمع مَلَاوِث. قال:
هلّا بكيت مَلاوِثاً من آلِ عبد مناف «3»
و يقال: إنَّ اللَّويثة: الجماعةُ من النّاس من قبائلَ شتَّي، و المعني «4» أنّهم التاثَ بعضُهم إلي بعض، أي مال.
______________________________
(1) مثله قارة و قور، و ساحة و سوح.
(2) البيت لقريط بن أنيف العنبري، و مقطوعته في أول حماسة أبي تمام.
(3) أنشده في اللسان (لوث).
(4) في الأصل: «و معني».
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 220‌

لوح

اللام و الواو و الحاء أصلٌ صحيح، مُعظَمه مقاربةُ بابِ اللَّمعان.
يقال: لاحَ الشَّي‌ء يلوح، إذا لَمحَ وَ لَمعَ. و المصدر اللَّوْح. قال:
أراقِبُ لَوحاً من سُهيلٍ كَأنّه إذا ما بدا من آخِرِ الليل يَطرِفُ «1»
و يقال: ألاحَ بسَيفِه: لمعَ به. و ألاحَ البرقُ: أو مَضَ. و اللَّيَاح: الأبيض.
قال ابنُ دُريد في قول القائل «2»:
تُمسِي كألواح السِّلاح و تُضحي كالمهاةِ صبيحةَ القَطْرِ
إنّ الألواح: ما لاح من السلاح، و أكثر ذلك السُّيوفُ.
و من الباب لَوّحَهُ الحرُّ، و ذلك إذا حرَّقه و سوّدَه حتَّي لاح من بُعدٍ لمن أبصَرَه.
و من الباب اللَّوح: الكَتِف و اللَّوح: الواحد من ألواح السَّفينة؛ و هو أيضاً كلُّ عظمٍ عريض. و سمِّي لَوحًا لأنّه يَلُوح و من الباب اللُّوح بالضم «3»، و هو الهواء بينَ السّماء و الأرض.
و من الذي شذَّ عن هذا الباب اللَّوح «4»: العطش. و دابَّةٌ مِلْواح: سريع العَطَش. و مما شدَّ عنه أيضا قولهم: ألَاحَ من الشَّي‌ء: حاذَرَ.

لوذ

اللام و الواو و الذال أصلٌ صحيح يدلُّ علي إطاقةِ الإنسان بالشي‌ء مستعيذاً به و متستِّراً. يقال: لاذ به يلوذ لَوْذاً و لاذَ لِياذاً، و ذلك إذا عاذَ به من خوْفٍ أو طَمَع و لَاوَذَ لِوَاذاً قال اللّٰه تعالي: قَدْ يَعْلَمُ اللّٰهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوٰاذاً. و
كان المنافقون إذا أراد الواحدُ منهم مفارَقةَ مجلسِ رسول اللّٰه،
______________________________
(1) البيت لحران العود في ديوانه 14.
(2) هو ابن أحمر اللسان (لوح) و الجمهرة (2: 194).
(3) و حكي اللحياني فيه الفتح
(4) هذا بالفتح و الضم، و الضم أعلي.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 221
صلي اللّٰه عليه و آله و سلم، لاذ بغيرِه متستِّرًا ثم نهض.
و إنما قال لِوٰاذاً لأنّه من لاوَذَ و جعل مصدره صحيحاً، و لو كان من لاذ لقال لِياذاً. و اللَّوْذ: ما يُطِيف بالجبل، و الجمع أَلْوَاذ.

لوز

اللام و الواو و الزاء كلمةٌ، و هي اللَّوْز.

لوس

اللام و الواو و السين كلمةٌ تدلُّ علي شي‌ء من التطَعُّم. قالوا:
اللَّوْس أن يَتتَبَّع «1» الإنسانُ المآكِل. يقال: لاسَ يَلُوسُ لَوْسًا. و يقولون:
اللَّوَاسة: اللُّقْمَة. قال ابن دريد: لُسْتُ الشّي‌ءَ في فمي، إذا أدَرْتَه بلسانك «2».

لوص

اللام و الواو و الصاد. يقولون: اللَّوْص: أن تُطالِع الشَّي‌ءَ من خَلل سِترٍ أو باب. يقال: لُصْتُه ألُوصُه لَوْصا.

لوط

اللام و الواو و الطاء كلمةٌ تدل علي اللُّصوق. يقال. لاط الشّي‌ءُ بقلبي، إذا لَصِق. و
في بعض الحديث: «الولد أَلْوَطُ بالقَلْب «3»»
، أي ألْصَق.
و يقولون: هذا أمرٌ لا يَلْتَاطُ بصَفَرِي، أي لا يَلصَق بقلبي. و لُطتُ الْحَوْضَ لَوطاً، إذا مَدَرْتَه بالطِّين.

لوع

* اللام و الواو و العين: اللَّوعة: الحُبّ. [و] يقال:
رجلٌ لاعٌ هاعٌ، إذا كان جباناً.
______________________________
(1) في الأصل: «يبيع». و في اللسان: «لاس يلوس و هو ألوس: تتبع الحلاوات فأكلها».
(2) الجمهرة (3: 51).
(3) في المجمل: «و في الحديث: الولد ألوط، أي ألصق بالكبد». و في اللسان: «و في حديث أبي بكر رضي اللّه عنه أنه قال: إن عمر لأحب الناس إلي. ثم قال: اللهم أعز، و الولد ألوط قال أبو عبيد: قوله و الولد ألوط، أي ألصق بالقلب».
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 222‌

لوغ

اللام و الواو و العين. ذكر ابنُ دريدٍ «1» أن اللوْغ: أن تُدِير الشي‌ءَ في فمك. يقال: لاغَه لَوْغا.

لوق

اللام و الواو و القاف كلمةٌ تدُلُّ علي تطييب شي‌ءِ. يقال:
لَوَّقَ الطّعَام، إذا طيَّبَه بإدامه. و يقولون: اللُّوقة: الزُّبْدَة «2»، و يقال للمرأة، إذا لم تَحْظَ عند زوجِها: ما لاقَتْ، أي كأنَّه لم يَستطِبْ صُحبتَها. و من الباب:
لَاقَتِ الدّواةُ و ألقتُها «3».

لوك

اللام و الواو و الكاف كلمةٌ واحدة. يقال: لُكْتُ اللُّقْمةَ ألُوكُها لَوْكًا. و فلانٌ يَلُوكُ أعراضَ النّاس، إذا كان يغتابُهم.

لوم

اللام و الواو و الميم كلمتانِ تدلُّ إحداهما علي العَتْب و العَذْل، و الأخري علي الإبطاء.
فالأوّل اللَّوْم، و هو العَذْل. تقول: لُمْتُه لَوْمًا، و الرّجُل مَلوم. و المُلِيم:
الذي يستحقُّ اللَّوْم. و اللَّوْماء «4»: الملامة. و رجل لُوَمة: يلُوم الناس. و لُومة يُلام.
و الكلمة الأخري التلوُّم، و هو التمكُّث. و يقال: إنَّ اللّامَةَ: الأمر يُلَام «5» عليه الإنسان.
______________________________
(1) في الجمهرة (3: 150).
(2) و يقال ألوقة أيضا بفتح الهمزة. و اقتصر عليها في المجمل.
(3) في الأصل: «و ألقيتها»، تحريف. و في المجمل: «و منه لاقت الدواة، إذا لصقت»، و هو تفسير مريب. و في القاموس: «لاق الدواة يليقها ليقة و ليقا و ألاقها: جعل لها ليقة و أصلح مدادها، فلاقت الدواة: لصق المداد بصوفها».
(4) و كذلك اللومي، بالقصر، و اللائمة.
(5) في الأصل: «يدوم»، صوابه في المجمل و اللسان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 223‌

لون

اللام و الواو و النون كلمةٌ واحدة، و هي سَحْنَة الشَّي‌ء، من ذلك اللَّون: لونُ الشّي‌ء، كالحمرة و السواد. و يقال: تلوَّنَ فلانٌ: اختلفت أخلاقُه و اللَّوْن: جنسٌ من التَّمْر. و اللَّينَة: النَّخلة، منه، و أصل الياء فيها واو. قال اللّٰه تعالي: مٰا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ. و اللّٰه أعلم بالصَّواب.

باب اللام و الياء و ما يثلثهما

ليا

اللام و الياء و الألف، يقال إنّه شي‌ءٌ من النَّبْت. يقولون:
اللِّياء: شي‌ءٌ كالحِمَّص شديدُ البياض. يقال للمرأة: كأنَّها لِيَاءة.

ليت

اللام و الياء و التاء كلمتانِ لا تنقاسان «1»: إحداهما: اللِّيت:
صَفْحة العُنق، و هما لِيتانِ. و الأخري اللَّيْت، و هو النَّقْص. يقال: لاتَه يَلِيتُه:
نَقَصه. قال اللّٰه تعالي: لٰا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمٰالِكُمْ شَيْئاً. و اللّيْت: الصَّرف، يقال لاتَهُ يَلِيته. قال:
و ليلةٍ ذاتِ دُحًي سريتُ و لم يَلِتْني عن سُراها ليتُ «2»
و لَيْت: كلمة التَّمنِّي‌

ليث

اللام و الياء و الثاء أصلٌ صحيح يدلُّ علي قُوّة خَلْق. من
______________________________
(1) في الأصل: «لا ينقاس».
(2) نسبهما في إصلاح المنطق 153 إلي رؤبة، و نسب الثاني في المخصص (14: 20) إليه أيضا. و وردا في اللسان (ليت) بدون نسبة. و ليسا في ديوان رؤبة، و لم يذكرا في ملحقات ديوانه و لا ديوان العجاج.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 224
ذلك اللَّيث، قالوا: سمِّي بذلك لقُوّته و شِدّة أخْذِه. و منه يقال: رجل مُلَيِّثٌ «1».
و اللَّيْث: عنكبوتٌ يَصِيد الذُّباب. فأمَّا اللِّيث بكسر اللام، فموضع. قال الهذليّ «2»:
مستأرِضاً بين بَطْنِ اللِّيثِ أيمنُهُ إلي شَمَنْصِيرَ غيثاً مُرْسَلًا مَعِجا

ليغ

اللام و الياء و الغين كلمة، يقولون: الألْيَغ: الذي لا يُبِين الكَلام. و أمّا قولهم: هو سَيِّغٌ ليِّغ، فإتباعٌ، للشَّي‌ء السَّهل المنساغ.

ليف

اللام و الياء و الفاء كلمة، و هي اللِّيف، عربيّة.

ليق

اللام و الياء و القاف كلمتان: إحداهُما قولُهم: فلانٌ لا يُلِيق دِرهماً، أي لا يُبقِي. قال:
* كَفَّاك كَفٌّ لا تُليق درهما «3» *
و الأخري قولهم: لا يَلِيقُ به كذا، كأنّه لا يصلح له، و لا يلصق به، من لَاقَ الدّواة يَلِيقها.
______________________________
(1) كذا ضبط في الأصل بالكسر، و يوافقه ما في اللسان: تليث الرجل و استليث و ليث:
صار كالليث». و في اللسان أيضا: «و رجل مليث- بكسر الميم و سكون اللام-: شديد العارضة و قيل شديد قوي». لكن في المجمل: «المليث» بتشديد الياء المفتوحة، و فسره بأنه البطئ، أو شديد الأخذ كالليث.
(2) هو ساعدة بن جؤية الهذلي. ديوان الهذليين (2: 209) و اللسان (معج، شمصر).
و قد سبق في (3: 274).
(3) بعده في اللسان (ليق) و الإنصاف 236:
* جوداً و أخري تعط بالسيف الدما*
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 225‌

ليل

اللام و الياء و اللام كلمة، و هي اللَّيل: خِلافُ النهار. يقال ليلةٌ و لَيْلات. و أمَّا اللَّيالي … «1».

ليم

اللام و الياء و الميم. يقولون: اللِّيم: الصُّلح «2». و أنشدنا علي بن إبراهيم القطان قال: أنشد ثعلب:
إذا دُعِيَتْ يوماً نُمَيرُ بنُ عامرٍ رأيتَ وجوهاً قد تبيَّنَ لِيمها

لين

اللام و الياء و النون كلمةٌ واحدة، و هي اللِّين: ضدُّ الخُشُونَة.
و يقال: هو في لَيَانٍ من عَيش، أي نَعْمةٍ. و فلانٌ مَلْيَنَة، أي ليِّن الجانب.

باب اللام و الألف و ما يثلثهما

اشارة

و يكون الألف منقلبةً عن ياء أو واو، و يكون أيضاً همزة.

لاب

اللام و الألف و الباء. اللَّابَة: الحَرَّة، و الجمع* لُوب.
و اللُّوَاب: العَطَش؛ لاب يَلُوب.

لاع

اللام و الألف و العين. اللَّاعُ: الرّجُل الجَبَان؛ يقال هاعٌ لاعٌ، و هائع لائع، أي جَبان.
______________________________
(1) بياض في الأصل. و في اللسان: «و قد جمع علي ليال فزادوا فيه الياء علي غير قياس. قال:
و نظيره أهل و أهال. و يقال: كأن الأصل فيها ليلاة فحذفت». يعني أن مفردها و هو «ليل» أصله «ليلاة»، فحدث فيه الحذف، لكن أبقي الجمع كما هو.
(2) في المجمل: «الصلح بين الناس، و الصلاح». و أنشد البيت التالي.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 226‌

لأم

اللام و الألف و الميم أصلان: أحدهما الاتِّفاق و الاجتماع، و الآخر خُلُق ردِي‌ءٌ.
فالأول قولهم: لَأَمْت الجُرْحَ، وَ لأَمت الصَّدْع، إذا سَدَدت. وَ إذ اتفَّق الشّيئانِ فقد التأَما. وَ قال:
يظُنُّ الناسُ بالمَلْكَي نِ أنَّهما قد التأَما «1»
فإنْ تسمعْ بلَأْمهما فإنْ الأمر قد فَقِما
و أُرَي الذي أنشده ثعلبٌ في اللِّيم هو من هذا، و إنما ليَّن الهمزةَ الشاعرُ.
و يقال: ريشٌ لُؤَامٌ، إذا التقَي بطنُ قُذَّةٍ و ظهرُ أخري. و يقال إنّ اللُّؤَمة «2»:
جماعة أداةِ الفَدّان، و إذا زُيِّنَ الرَّحلُ فجميع جَهازِه لُؤَمة.
و من الباب اللَّأْمة: الدِّرع، و جمعها لُؤَمٌ، و هو علي غير قياس. و سمِّيت لَأْمَة لالتئامها. و استَلْأَمَ الرّجلُ، إذا لبس لأْمة. قال:
و استلأمُوا و تلبَّبوا إنَّ التلبُّبَ للمُغيرِ «3»
و الأصل الآخر اللُّؤم. يقولون: إن اللَّئيم: الشَّحيح المهِينُ النَّفْس، الدَّنيُّ السِّنْخ. يقال: قد لَؤُم. و المِلْأَم «4»: الذي يقوم بعُذر اللِّئام. فأمَّا اللام غير مهموز فليس من هذا الباب، يقال إنَّ اللّامَ: شَخْص الإنسان. قال:
______________________________
(1) البيتان للأعشي في ديوانه 204 و اللسان (لأم). و أنشد ثانيهما في (فقم) بدون نسبة.
(2) كذا ضبط في المجمل، و يؤيده ضبط القاموس بقوله «كهمزة»، و ضبط في اللسان بسكون الهمزة.
(3) للمنخل بن الحارث اليشكري، في الحماسة (1: 203).
(4) و مثله الملآم، بمد الهمزة. و أما الملئم كمحسن فهو اللئيم، و الذي يأتي اللئام.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 227
مَهْرِيَّة تَخْطِرُ فِي زِمامِها لمُ يبقِ منها السّيرُ غيرَ لامِها «1»
و يقال: اللَّامُ: السهم في قول امرئ القيس:
نَطعُنُهمْ سُلْكَي و مَخلوجةً كَرَّكَ لامَيْنِ علي نابل «2»

لاه

اللام و الألف و الهاء. لاه اسمُ اللّٰه تعالي، ثم أدخلت الألف و اللام للتعظيم. قال:
لَاهِ ابنُ عمِّكَ لا أَفْضَلْتَ في حَسَبٍ عنِّي و لا أنتَ دَيَّانِي فتَخزوني «3»

لأو

اللام و الهمزة و الحرف المعتلّ كلمتان: إحداهما الشِّدَّة، و الأخري حيوان.
فالأُولي: اللأْواء: الشِّدة. [و]
في الحديث: «من كان له ثلاثُ بناتٍ فصَبَرَ علي لَأْوائهنّ كُنَّ له حجاباً من النّار»
. و يقولون: فَعَل ذلك بعد لَأْيٍ، أي شِدَّة. و التأَي الرّجلُ: ساء عَيشُه. و منه قول الشاعر «4»:
و ليس يُغَيِّر خِيمَ الكريم خُلوقةُ أثوابِهِ و اللَّأَي «5»
قالوا: أراد اللَّأْواء، و هي شِدّة العَيش.
و الآخر: اللَّأَي، يقال إنّه الثَّور الوحشيّ، في قول الطرِمّاح:
______________________________
(1) أنشدهما في اللسان (لوم).
(2) ديوان امرئ القيس 149 و اللسان (سلك، خلج، لأم)، و سبق في (خلج).
(3) لذي الإصبع العدواني في المفضليات (1: 158، 160) و اللسان (لوه، خزا).
و قد سبق في (خزو).
(4) هو العجير السلولي. اللسان (لأي).
(5) في الأصل: «خلوقات ثوابه و اللاأ». صوابه في اللسان و المجمل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 228
كظهرِ اللَّأَي لو تُبتغَي رِيَّةٌ بها نهاراً لعنَّت في بُطون الشَّواجِنِ «1»
و اللّٰه أعلم.

باب اللام و الباء و ما يثلثهما

لبث

اللام و الباء و الثاء حرفٌ يدلُّ علي تمكُّث. يقال: لَبِثَ بالمكان: أقام. قال اللّٰه تعالي: لَمْ يَلْبَثُوا إِلّٰا سٰاعَةً مِنْ نَهٰارٍ.

لبج

اللام و الباء و الجيم كلمتانِ لا تنقاسان. فالأولي قولهم: لُبِجَ به، إذا صُرِع: و حَيٌّ لَبِيجٌ، للحيِّ إذا نَزَل و استقرَّ مكانَه. قال:
كأن ثِقالَ المُزْنِ بين تُضارعٍ و شَابَةَ بَرْكٌ من جُذامَ لبيجُ «2»
و الأخري اللُّبْجَة «3»: حديدة ذات شُعَب، كأنّها كفٌّ بأصابعها.

لبخ

اللام و الباء و الخاء. يقولون: اللُّبَاخِيّة: المرأة التامّة الخَلْق.
قال الأعشي:
عبْهَرة الخَلْق لُباخِيّة تَزِينه بالخُلُق الطاهرِ «4»

لبد

اللام و الباء و الدال كلمةٌ صحيحة تدلُّ علي تكرُّسِ الشَّي‌ءِ بعضِه فوقَ بعض. من ذلك اللِّبْد، و هو معروف. و تلبَّدت الأرضُ، و لبَّدها المطر.
______________________________
(1) ديوان الطرماح 165 و اللسان (شجن، لأي). و قد سبق في (شجن).
(2) لأبي ذؤيب في ديوان الهذليين (1: 55) و اللسان (لبج).
(3) و كذا ضبط في المجمل. و يقال «لبجة» أيضا بالتحريك.
(4) ديوان الأعشي 104 برواية: «تشوبه بالخلق».
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 229
و صار النّاس عليه لُبَدًا، إذا تجمَّعوا عليه. قال اللّٰه تعالي: وَ أَنَّهُ لَمّٰا قٰامَ عَبْدُ اللّٰهِ يَدْعُوهُ كٰادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً «1» و لُبَداً أيضاً علي وزن فُعَل، من ألبَدَ بالمكان، إذا أقام. و الأسدُ ذو لِبْدة، و ذلك أنَّ قَطيفَتَه تتلبَّدُ عليه، لَكَثْرة الدِّماء التي يَلَغُ فيها. قال الأعشي:
كَسَتْه بعَوضُ القريتين قَطيفةً مَتَي ما تنَلْ من جلدهِ يتَلبَّدِ «2»
و يقولون في المثل: «هو أمنَعُ من لِبدة الأسَد». و من الباب: ألْبَدَ بالمكان:
أقام به. و اللُّبَد: الرّجلُ لا يفارِقُ منزِلَه. كلُّ ذلك مقيسٌ علي الكلمة الأولي.
و يقال: لَبَدَ بالأرض لَبودا. و ألبَدَ البعيرُ، إذا ضرب بذنبَه علي عجُزه و قد ثَلط عليه، فيصير علي عَجُزه كاللِّبدة. و يقولون: ألْبَدَت الإبلُ، إذا تهيّأت للسِّمَن، و كأنّه شبِّه ما ظهر من ذلك* باللِّبدة. و يقولون: إنّ اللَّبِيد: الجُوالق. يقال:
ألبَدْتُ القِربةَ، إذا صيَّرتَها فيه.

لبز

اللام و الباء و الزاء كلمتان متقاربتا القياس. فاللبْز: ضربُ النَّاقة بجميع خُفِّها. قال:
* خبطاً بأخفافٍ ثِقالِ اللَّبْزِ «3» *
و اللَّبْز: الأكل الجيِّد.
______________________________
(1) هذه هي قراءة الجمهور بكسر ففتح. و قرأ مجاهد و ابن محيصن و ابن عامر بخلاف عنه.
«لبدا» بضم ففتح. و قرأ الحسن و الجحدري و أبو حيوة و جماعة عن أبي عمرو بضمتين. و قرأ الحسن و الجحدري أيضا بضم اللام و تشديد الباء المفتوحة. فهن أربع قراءات. تفسير أبي حيان (8: 353) و إتحاف فضلا البشر 425.
(2) ديوان الأعشي 132 برواية: «يتزند».
(3) لرؤبة في ديوانه 64 و اللسان (لبز).
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 230‌

لبس

اللام و الباء و السين أصلٌ صحيح واحد، يدلُّ علي مخالَطَة و مداخَلة. من ذلك لَبِسْتُ الثَّوبَ ألْبَسُه، و هو الأصل، و منه تتفرَّع الفروع.
و اللَّبْس: اختلاط الأمر؛ يقال لَبَسْتُ عليه الأمرَ ألْبِسُه بكسرها قال اللّٰه تعالي:
وَ لَلَبَسْنٰا عَلَيْهِمْ مٰا يَلْبِسُونَ. و في الأمر لَبْسَةٌ، أي لَيْسَ بواضح و اللَّبْس:
اختلاط الظَّلام و يقال: لابست الأمرَ أُلابِسْه. و من الباب: اللِّبَاس، و هي امرأة الرّجُل؛ و الزّوجُ لِباسُها. قال الجعديّ:
إذا ما الضَّجيعُ ثَنَي جِيدَها تَداعَتْ فكانت عليه لِبَاسا «1»
و اللَّبُوس: كلُّ ما يُلبَس من ثيابٍ [و] دِرع. و لابَسْتُ الرّجلَ حتَّي عَرفْت باطنَه. و يستعار هذا فيقال: فيه مَلْبَسٌ، أي مُستَمتَعٌ «2» و بقيَّة. قال:
ألا إنَّ بعد العُدْم للمرء قُنْوةً و بعدَ المشيب طولَ عُمرٍ و ملبَسا «3»
و لِبْسُ الهودج و الكعبة: ما عليهما من لِباسٍ، بكسر اللام.

لبط

اللام و الباء و الطاء أُصَيلٌ صحيح يدلُّ علي سُقوط و صَرْع.
يقال: لُبِط به، إذا صُرِع. و لَبَطَة: اسمُ رجل من هذا. و التَبَطَ الفرسُ، إذا جَمَع قوائمه. و التَبَط الرّجلُ في أمره و تلبَّط، إذا تحيَّر. قال:
ذو مَناديحَ و ذو مُلتَبَطٍ و رِكابي حيثُ وَجَّهتُ ذُلُلْ
______________________________
(1) في المجمل و اللسان (لبس): «تثنت فكانت».
(2) في الأصل: «و مستمع»، صوابه في المجمل.
(3) لامرئ القيس في ديوانه 142. و أنشد عجزه في المجمل و اللسان (لبس) بدون نسبة.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 231‌

لبق

اللام و الباء و القاف أصلٌ صحيحٌ يدلُّ علي خَلْط شي‌ء لتطييبه. يقال لبَقْتُ الطعام و لبَّقته، إذا ليّنتَه و طيَّبتَه. و من الباب اللَّبِق:
الحاذِق بالشي‌ء يَعملُه. و رجلٌ لبِقٌ و لَبِيق. و المصدر اللَّبَاقة. قال الشَّاعر «1»:
* لبيقاً بتصريف القناة بنانيا «2» *

لبك

اللام و الباء و الكاف أصلٌ صحيح يدلُّ علي خَلْط شي‌ء بشي‌ء يقال لَبَكتُ علي فلانٍ الأمرَ ألْبِكه، إذا خلَطْتَه عليه. و سأل رجلٌ الحسن عن شي‌ء فلم يبيِّنْ «3» فقال: «لبَّكت عليَّ». و يقال: [لبكت] «4» الطعام بعسل و غيره، إذا خلطتَهما. قال:
إلي رُدُح من الشِّيزَي مِلاء لُبابَ البُرِّ يُلبَكُ بالشِّهادِ «5»
و من الباب: ما ذقت عَبَكةً و لا لَبَكة. يقولون: هي اللُّقمة من الحَيْس.

لبن

اللام و الباء و النون أصلٌ صحيح يتفرَّع منه كلمات، و هو اللبَن المشروب. يقال: لبنتُه أَلبِنُهُ، إذا سقيته اللَّبن. و فلانٌ لابنٌ، أي عِنده لبن، كما يقال تامر. قال:
______________________________
(1) هو عبد يغوث بن وقاص الحارثي، في المفضليات (1: 156).
(2) صدره:
* و كنت إذا ما الخيل شمصها القنا*
(3) في المجمل: «سأل رجل الحسن عن شي‌ء ثم أعاده بغير لفظ الأول».
(4) التكملة من المجمل.
(5) لأمية بن أبي الصلت في ديوانه 27 و اللسان (رجح، ردح، شيز، لبك، شهد).
و قد سبق في (دور، شهد).
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 232
و غَرَرتَنِي و زعمتَ أنَّكَ لابنٌ بالصَّيفِ تامرْ «1»
و المُلْبِنُ: الكثير اللَّبَن. و ناقة لَبِنة: غزيرة. و إذا نَزَلَ لبنُها في ضرعها فهي مُلْبِن، و إن كانت ذاتَ لبن فهي لَبُون، غزيرةً كانت أو بكيئة. و رجلٌ مَلبُون إذا سَفِه عن كثرة شُرب اللَّبَن. و أمَّا الفرس المَلْبُون فالذي يُقْفَي باللَّبَن: يُؤثَر به و يقال: كم لُبْنُ غنمِك و لِبْنُها، أي كم ذوات الدَّرِّ منها.
و مما شذَّ عن هذا الباب [اللَّبن]: وجَع العُنق من الوِساد، يقال رجل لَبِنٌ، إذا كان به ذلك الوجع. و منه اللَّبِنة من الطِّين. قال ابن السكِّيت: هو أخوه بِلِبَان أمِّه و لا يقال بلَبَن أمّه، إنَّما اللبن الذي يُشرَب. و الذي أنكَرَه ابنُ السِّكِّيتِ فغير مُنكر؛ لأنَّ ذلك مأخوذ من اللَّبَن المشروب، كأنَّهما تلابَنَا لِباناً، كما يقال تقاتلا قتالا. و كان ينبغي أن يقول: هو من اللَّبَن، و لكنّه لا يقال بلَبَن أمّه إنَّما يقال بِلِبان أمِّه.
و مما يقارب هذا اللَّبَان: الصدر، بفتح اللام. و اللُّبان: الكُندُرُ، كأنَّه لبنُ يتحلَّب من شجرةٍ. و القياس فيه واحد. و منه اللُّبَانة، و هي الحاجة. و قد يمكن أن يُحمل علي البابِ بضربٍ من القياس، إلَّا أنَّه إلي الشُّذوذ أقرب.

لبأ

اللام و الباء و الهمزة كلمتان متباينتان جدًّا. فاللَّبُؤَة: الأنثي من الأُسْد. و الكلمة الأخري اللِّبَأ: الذي يُؤَكل، مقصور مهموز. و يقال: ألْبَأتِ الشّاةُ ولدَها: أرضعته اللِّبأ* و التبأها ولدُها. و لَبأْتُ القومَ: سقيتهم لِبَأ. و عِشارٌ مَلَابِئُ، إذا دنا نِتاجُها.
______________________________
(1) للحطيئة في ديوانه 17 و اللسان (لبن). و قد سبق في (تمر).
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 233
و مما شذَّ عن هذا و هو قليل لبَّأْتُ، مثل لبَّيْت؛ و ليس بأصل.

باب اللام و التاء و ما يثلثهما

لتج

اللام و التاء و الجيم كلمة. يقولون: اللَّتْجان: الجائع و امرأةٌ لَتجَي.

لتخ

اللام و التاء و الخاء. قال ابن دُريد: اللَّتْخ مِثل اللَّطخ «1».
و اللّٰه أعلم.

لتم

اللام و التاء و الميم كلمة. يقال: لَتَمَها، إذا طعنها في مَنْحَرها بشَفْرة.

لتأ

اللام و التاء و الهمزة كلمةٌ إنْ صحت. يقولون: لَتَأَه بسهم، إذا رماه به. و لَتَأ المرأةَ: نَكَحها. فأمَّا التِي فمؤنث الذي. يقولون اللَّتَيَّا: الأمر العظيم، يقال وقع في اللَّتَيا و الَّتِي. و هذا مما يقال إنَّ عِلْمَه دَرَج فلا يُعرَف له قياس.

لتب

اللام و التاء و الباء كلمةٌ تدلُّ علي ملازَمةٍ و مخالطة. يقولون:
لَتَبَ ثوبَه: لَبِسه. و اللاتِب: المُلازِم للشَّي‌ء لا يفارقُه. و يقولون: لَتَبَ في سَبَلَةِ الناقة، إذا وجأ.
______________________________
(1) في الأصل: «اللتخ و اللطخ»، و صواب النص من الجمهرة (2: 7) و المجمل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 234‌

باب اللام و الثاء و ما يثلثهما

لثغ

اللام و الثاء و الغين. يقولون: اللُّثْغة في اللسان أن يقلب الرّاءَ غينا و السِّين ثاء «1».

لثق

اللام و الثاء و القاف، كلمةٌ تدلُّ علي ترطيب الماء و المطرِ الشَّي‌ء.
من ذلك اللَّثَق، و قد ألثَقَه المطرُ، إذا بَلَّه.

لثم

اللام و الثاء و الميم أُصَيل يدلُّ علي مُصَاكَّةِ شي‌ء لشي‌ء أو مضامَّته له. من ذلك: لَثَم البعيرُ الحجارةَ بِخُفِّهِ، إذا صَكَّها. و خفٌّ مِلْثَمٌ: يصكُّ الحجارة.
و من المضامَّة اللِّثام: ما تُغطَّي به الشّفةُ من ثوبٍ. و فلانٌ حسنُ اللِّثْمة، أي الالتثام. و خفٌّ مَلْثُوم مثل مرثوم، إذا دَمِي. و من الباب لَثِمَ الرّجُل المرأةَ «2»، إذا قبَّلها.

لثي

اللام و الثاء و الحرف المعتل كلماتٌ تدلُّ علي تولُّد شي‌ء. من ذلك اللَّثَي، و هي صَمغةٌ. و يقال للوسخ اللَّثَي. و يقولون: اللَّثَي: وطْءُ الأخفاف إذا كان مع ذلك نَدًي من ماءٍ أو دم. قال:
* بِهِ مِن لَثَي أخفافِهنَّ نجيعُ «3» *
______________________________
(1) انظر البيان (1: 34، 71).
(2) لثم، هذا، من باب سمع و ضرب.
(3) أنشد هذا العجز في المجمل و اللسان (لثي).
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 235‌

باب اللام و الجيم و ما يثلثهما

لجح

اللام و الجيم و الحاء كلمة. يقولون: اللُّجْح: مكانٌ منخفِض في الوادي.

لجذ

اللام و الجيم و الذال. يقولون: لَجِذَ الكلب الإناء: لَحِسَه.

لجف

اللام و الجيم و الفاء كلمةٌ تدلُّ علي هَزْمٍ في الشّي‌ء. يقال:
تلجَّفت البِثرُ، إذا انخسَفَ أسفلُها. قال: و اللَّجَف: سُرّة الوادِي، و تشبَّه الشَّجّة لمنْفَهِقَة بذلك. قال:
* يَحجُّ مأمومةً في قَعْرِها [لَجَفٌ] «1» *

لجم

اللام و الجيم و الميم كلمةٌ، و هي اللِّجام. يقال: ألجَمْتُ الفَرَس.

لجن

اللام و الجيم و النون كلمتان: اللُّجَيْن: الفضَّة. و اللَّجِينُ:
حشيشٌ يُضرَب بالحِجارة حتي يتلجَّن، كأنّه تغضّن. قال:
و ماء قد وردتُ لِوَصلِ أَرْوَي عليه الطَّيرُ كالوَرَقِ اللَّجِينِ «2»

لجأ

اللام و الجيم و الهمزة كلمة واحدة، و هي اللَّجَأ و الملجأ: المكان يُلتجَأ إليه. يقال: لجأت و التجأت. و قال في اللَّجَأ:
______________________________
(1) التكملة مما سبق في (أم، حج) حيث ذكر في الحواشي نسبة البيت و تخريجه و عجزه:
* فاست الطبيب قذاها كالمغاريد*
(2) البيت للشماخ في ديوانه 91 و اللسان (لجن).
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 236
جاءَ الشِّتاءُ وَ لمَّا اتَّخِذْ لَجَأَ يا حَرَّ كَفَّيَّ من حَفْر القراميصِ «1»

لجب

اللام و الجيم و الباء كلمتان متباينتان جدًّا.
فالأولي اللَّجَب: الْجَلَبة. يقال جيشٌ ذو لَجَب، و بحرٌ ذو لَجَب، إذا سُمِع اضطرابُ أمواجه.
و الكلمة الأخري: عَنْزٌ لَجْبَة، و الجمع لِجَابٌ «2»، و هي التي ارتفع لبنُها. قال:
عَجِبَتْ أبناؤُنا من فِعلِنا إذْ [نَبِيعُ] الخيل بالمِعزَي اللِّجابِ «3»

باب اللام و الحاء و ما يثلثهما

لحد

اللام و الحاء و الدال أصلٌ يدلُّ علي ميلٍ عن استقامةٍ. يقال:
ألْحَدَ الرّجلُ، إذا مال عن طريقةِ الحقِّ «4» و الإيمان. و سمِّي اللّحدُ لأنّه مائلٌ في أحد جانِبَيِ الجَدَث. يقال: لحَدْت الميِّتَ و ألحدت. و المُلْتَحَد: الملجأ، سمِّي بذلك لأنَّ اللاجئ يميل إليه.

لحز

اللام و الحاء و الزاء كلمةٌ تدلُّ علي ضِيقٍ في الشَّي‌ء. من ذلك
______________________________
(1) سبق البيت في (ربض) برواية أخري. و في الأصل: «ما خر كفي من حفر الكراميص»، تحريف.
(2) و لجبات أيضا، بالتحريك، كما في المجمل. و هذا الجمع الأخير غير قياسي، و القياس إسكان الجيم فيه لأنه صفة لا اسم. و اعتذر سيبوبه بأن من العرب من يقول شاة لجبة بالتحريك فجاء الجمع علي قياسه. اللسان (لجب).
(3) لمهلهل بن ربيعة، كما في اللسان (لجب). و أنشده في المجمل. و انظر الاشتقاق 213.
(4) في الأصل: «الحد».
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 237
المَلَاحِز، و هي المَضَايق* و يقال: تلاحَزَ القومُ في القول، إذا تعاوصوا «1». و اللَّحِز:
الرَّجل الضيِّق الخُلُق. قال:
تري اللَّحِزَ الشّحيحَ إذا أُمِرَّت عليه لمالِهِ فيها مُهِينا «2»

لحس

اللام و الحاء و السين كلمةٌ تدلُّ علي أخْذِ شي‌ءِ باللسان.
يقال: لَحِسَ الشّي‌ءَ بلسانه لَحْسًا. و يقولون: ألْحَسَتِ الأرض: أنبتت. و هذا إنما يكون في أوَّل النّبات الذي لا يمكِن السّائمةَ جَزُّه، فكأنها تلْحسُه. و يقولون:
رجل مِلْحَسٌ: يأخذ كلَّ ما قدَرَ عليه من حِرصه. و في كلامهم: «ألدُّ ألْيَسُ مِلْحَس «3»». و يقولون: «أسرع مِن لَحْس الكلب أنفَه». و يقولون: «تركْتُ فلاناً بمَلَاحِسِ البَقرِ أولادَها «4»».

لحص

اللام و الحاء و الصاد كلمةٌ تدلُّ علي ضيقٍ في شي‌ء. يقال:
لَحِصَ يَلْحَصُ لَحَصاً. قال:
قد كنتُ خَرَّاجًا وَلُوجًا صَيْرَفا لم تلتحِصني حَيْصَ بَيْصَ لَحَاصِ «5»
أي لم أنْشَبْ فيها. و لَحَاصِ فَعَالِ منه. و يقال: التحَصَت الإبرُة، إذا انْسَدَّ سَمُّها.

لحظ

اللام و الحاء و الظاء كلمتان متباينتان.
______________________________
(1) في الأصل: «تغاوصوا»، صوابه في المجمل و القاموس. و في اللسان: «إذا تعارضوا الكلام بينهم».
(2) لعمرو بن كلثوم، في معلقته المشهورة.
(3) هو في حديث أبي الأسود: «عليكم فلانا فإنه أهيس أليس ألد ملحس».
(4) في اللسان: «هو مثل قولهم بمباحث البقر. أي بالمكان القفر بحيث لا يدري أين هو».
(5) لأمية بن أبي عائذ الهذلي، كما سبق في حواشي (بيص، حيص).
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 238
فاللَّحْظ: لحظُ العَين؛ و لِحَاظُها: مُؤْخِرُها عند الصُّدْغ.
و الكلمة الأخري اللِّحاظ: ما يَنْسَحِي مع الرِّيش إذا سُحِيَ مع الجَنَاح.

لحف

اللام و الحاء و الفاء أصلٌ يدلُّ علي اشتمالٍ و ملازَمة. يقال:
التَحَف باللِّحاف يلتحِف. و لاحَفَه: لازَمَه. و أَلْحَفَ السّائل: أَلَحَّ.

لحق

اللام و الحاء و القاف أصلٌ يدلُّ علي إدراكِ شي‌ءٍ و بُلوغه إلي غيره. يقال: لَحِقَ فلانٌ فلاناً فهو لاحق. و ألْحَقَ بمعناه. و
في الدعاء: «إن عَذَابَكَ بالكُفَّار مُلْحِقٌ «1»»
، قالوا: معناه لاحق. و ربما قالوا: لَحِقْتُه: اتَّبَعْتُه، و ألحقتُه: وصلت إليه. و المُلْحَق: الدعيُّ المُلصَق. و اللَّحَق في التَّمرِ: [داءٌ يُصِيبُه «2»]

لحك

اللام و الحاء و الكاف أصلٌ يدلُّ علي مُلاءَمة «3» و مُداخَلة.
يقال: لُوحِكَ فَقَار النّاقة، فهو مُلاحَكٌ، إذا دَخَل «4» بعضُه في بعض. و يقال ذلك في البُنْيان أيضاً.

لحم

اللام و الحاء و الميم أصلٌ صحيح يدلُّ علي تداخُل، كاللَّحمِ الذي هو متداخِلٌ بعضُه في بعض. من ذلك اللَّحْم. و سمِّيت الحربُ مَلْحَمةً لمعنيين:
أحدهما تَلَاحُمُ الناس: تداخُلُهم بعضِهم في بعض. و الآخر أنَّ القتلي كاللَّحْمِ الملْقَي.
______________________________
(1) من القنوت، و كذا الرواية في المجمل و اللسان. و يروي: «إن عذابك الجد». و انظر مجالس ثعلب 470 و المغني لابن قدامة (2: 153).
(2) التكملة من المجمل.
(3) في الأصل: «ملامة».
(4) في المجمل: «دوخل».
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 239
و اللَّحيم: القتيل. قال الهُذَليّ «1»:
فقالوا تَركنا القومَ قد حَصِرُوا به فلا ريب أنْ قد كان ثَمَّ لَحِيمُ
و لَحْمة البازِي «2»: ما أُطعم إذا صاد، و هي لُحْمته. و لحمة الثَّوب بالضم و لَحمتُه أيضاً. و رجلٌ لَحِيم: كثير اللَّحم؛ و لاحِمٌ، إذا كان عنده لحم، كما يقال تامِر.
و ألْحَمْتُك عِرضَ فُلانٍ، إذا مكَّنتَه منه بشَتْمِه، كأنَّك جعلتَ له لُحمةً يأكلها و يقال: لاحَمْتُ بين الشَّيئين و لاءمت بمعنًي. و رجلٌ لَحِمٌ: مشتهِي اللَّحم؛ و مُلحِمٌ، إذا كان مُطعِمَ اللَّحم. و الشَّجَّة المُتَلَاحِمَة: التي بلغَتْ اللَّحم. و يقال للزَّرْعِ إذا خُلِق فيه القَمح: مُلْحِم. و يقال لَحَمْتُ اللّحمَ عن العظم: قشرتُه. و حَبْلٌ مُلاحَمٌ:
شديدُ الفَتل.

لحن

اللام و الحاء و النون له بناءان يدلُّ أحدهما علي إمالةِ شي‌ء من جهته، و يدلُّ الآخَر علي الفطنة و الذَّكاء.
فأمّا اللَّحْن بسكون الحاء فإمالة الكلامِ عن جهته الصحيحة في العربية.
يقال لَحَن لَحْنا. و هذا عندنا من الكلام المولَّد، لأنَّ اللَّحن مُحْدَث لم يكن في العرب العاربة الذين تكلَّموا بطباعهم السَّليمة.
و من هذا الباب قولهم: هو طيِّب اللَّحْن، و هو يقرأ بالألحان؛ و ذلك أنَّه إذا قرأ كذلك أزال الشَّي‌ء عن جهته الصحيحة بالزِّيادة و النُّقصان في ترنُّمه. و منه أيضاً: اللَّحْن: فَحْوي الكلام و معناه. قال اللّٰه تعالي: وَ لَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ. و هذا هو الكلام المُوَرَّي به المُزَالُ عن جهة الاستقامة و الظُّهور.
______________________________
(1) هو ساعدة بن جؤية الهذلي، كما سبق في حواشي (ريب).
(2) بضم اللام و فتحها.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 240
و الأصل الآخر اللَّحَن، و هي الفِطنة، يقال لَحِنَ يَلْحَنُ لَحْناً، و هو لَحن و لَاحِن.
و
في الحديث: «لَعَلَّ بعضَكم أن يكون ألْحَنَ بحُجّته من بعض»

لحي

اللام و الحاء و الحرف المعتل أصلان صحيحان، أحدهما عضوٌ من الأعضاء، و الآخر قِشْر شي‌ء.
فالأولي اللَّحْي: العظم الذي تَنبت عليه اللِّحية من الإنسان و غيره، و النِّسبة إليه لَحَوِيّ. و اللِّحية: الشعر، و جمعها لِحًي «1»، و جمع اللَّحْي ألْحٍ «2».
و الأصل الآخر اللِّحاء، و هو قِشْر الشجرة، يقال لَحَيت العصا، إذا قشرتَ لحاءَها، وَ لحَوتُها. فأمَّا في اللَّوْم فلحيت. و هو قياسُ ذاك، كأنَّه يريد قشره.
و المُلَاحَمَة كالمشاتمة. قال أوس في لَحَيْت العصا:
لَحَيْنَهم لَحْيَ العصا فطردنَهم إلي سَنَةٍ قِرْدانُها لم تَحَلَّم «3»

لحج

اللام و الحاء و الجيم أصلٌ صحيح يدلُّ علي تضايق و نشوب.
يقال لَحِجَ بالمكان، إذا نَشِبَ فيه و لزِمه. و المَلَاحِج المَضَايق. و منه لَحْوَجْتُ الخبَرَ عليه، إذا خلطتَه و لَحَّجْته مثل لَحْوجته، و ذلك أن يُظهِرَ له غير ما في نفسه و من الباب المُلْتَحَج: الملجأ. قال الهذليّ «4»:
[حُبَّ الضَّريكِ تلادَ المالِ زرَّمَه فقرٌ و لم يتَّخِذْ في الناس مُلْتَحَجا «5»]
______________________________
(1) يقال بكسر اللام و ضمها.
(2) و يقال أيضا في جمع اللحي: لحي و لحي بكسر اللام و ضمها مع كسر الحاء و تشديد الياء.
(3) ديوان أوس 27 و اللسان (حلم، لحي). و سبق في (حلم).
(4) في المجمل: «في قول الهذلي». و الهذلي هذا هو ساعدة بن جؤية. ديوان الهذليين (1: 208).
(5) ديوان الهذليين. و في اللسان (لحج) بدون نسبة.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 241‌

باب اللام و الخاء و ما يثلثهما

لخص

اللام و الخاء و الصاد كلمةٌ واحدة، و هي اللَّخَص، و هو لحم الجَفْن. و اللخَص: أن يكون الجَفْنُ الأعلي لَحِيماً. و رجلٌ أَلْخَصُ، و ضَرْعٌ لَخِص: كثير اللَّحم. و قولهم لَخَّصْت الشَّي‌ء، إذا بيّنتَه، فهو من هذا، كأنَّه اللحم الخالصُ إذا أُبرِز.

لخع

اللام و الخاء و العين كلمةٌ واحدة. قال ابن دريد: اللَّخَع:
استرخاءٌ في الجِسْم «1».

لخف

اللام و الخاء و الفاء كلمتانِ، إحداهما اللِّخاف، و هي حجارة بِيض رقاق، واحدتها لَخْفَة. و الأخري قولهم: لَخَفَه بالسَّيف: ضَرَبه.

لخم

اللام و الخاء و الميم كلمةٌ واحدة، و هي لَخْمٌ: قبيلةٌ من اليمن.
قال ابن دريد «2»: اشتقاقُه من لَخُمَ وجهُ الرّجُل، إذا كثُر لَحمُه و غلُظ. قال:
و هو فعلٌ ممات لا يكادون يتكلَّمون به. و اللُّخْم: سمكة.

لخن

اللام و الخاء و النون كلمة واحدةٌ، و هي اللَّخَن، و هو النَّتْن، يقال: لَخِنَ السِّقاء، إذا أنتنَ. و منه قولهم للأَمة: لَخْناء.

لخي

اللام و الخاء و الحرف المعتل أصلٌ صحيح يدلُّ علي اعوجاجٍ
______________________________
(1) الجمهرة (2: 235).
(2) الجمهرة (2: 242). و في الاشتقاق 225: «و اشتقاق لخم من الغلظ و الجفاء».
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 242
في شي‌ء و ميل. من ذلك الأَلْخَي، هو المعوجّ. و منه اللَّخَا: كثرة الكلام في الباطل؛ يقال رجلٌ ألْخَي و امرأةٌ لَخْواء. و قد لَخِيَ لَخاً، مقصور. و يقولون:
اللَّخْو «1» نعت القُبُل المضطرِب. و عُقَابٌ لَخْواءُ؛ إذا طال مِنقَارُها الأعلي الأسْفَلَ.
و بعيرٌ ألخَي و ناقةٌ لَخْواء، إذا كانت إحدي ركبتيه أعظَمَ من الأخري. و يقولون اللِّخاء «2»: التحريش، و يكون ذلك ميلًا عن أحد الجانبين. يقال: لَخيْتَ بي عِندَه، إذا حرَّشَه بك فكأنَّه مال عليك. و المِلْخَي، المُسْعُط، يسمَّي بذلك لأنّه يكون في أحد الجانبين من الأنف «3». [و] سمِّي غذاءُ الصبِيِّ لِخاءً، و هو الخُبْز المبلول‌

لخج

اللام و الخاء و الجيم. يقولون: لَخِجَتْ عينه، إذا التزقت.
و اللَّخَج: أسْوَأ الغَمَص، و ليس هذا عندي مُشْبِهاً كلام العرب.

باب اللام و الدال و ما يثلثهما

لدس

اللام و الدال و السين كلماتٌ تدلُّ علي لُصوق شي‌ء بشي‌ء حتَّي يأخذَ منه. يقال: لَدَس المالُ النّباتَ، أي لَحِسه. و يقال لأوَّلِ ما يَطلُع مِن النَّبات اللَّدِيس، لأنَّ المال يلدُسه. و لُدِست النّاقةُ، أي رميت باللَّحم، كأنَّ السِّمَن لَمَّا لزِمَها كان كالشَّي‌ء يَلصَق بالشَّي‌ء. و لَدَسْتُ البعيرَ، إذا أنعَلْتَه. و يقال
______________________________
(1) و يقال أيضا «اللخي» بالفتح و القصر كما في اللسان، و اقتصر عليه في المجمل، كما اقتصر هنا علي «اللخو».
(2) و الملاخاة أيضا.
(3) في الأصل: «الفم»، و هو سهو.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 243
للفحولِ الشِّداد مَلَادِس، لأنَّ كلَّ واحد منها يُلدَس بالآخر: يُعرَك «1».
و اللّٰه أعلم بالصَّواب.

لدغ

اللام و الدال و الغين كلمة واحدة. يقال لُدِغ يُلْدَغ، و هو ملدوغ و لديغ. و لدَغْتُه بكلمةٍ، إذا نزَغْتَه «2» بها.

لدم

اللام و الدال و الميم أصلٌ يدلُّ علي إلصاق شي‌ءٍ بشي‌ءٍ، ضربا أو غيره. فاللَّدْم: ضرب الحجَر بالحجَر. قال:
و لِلفؤادِ وَجِيبٌ تحتَ أبهَرِهِ لَدْمَ الغلامِ وراءَ الغيْب بالحجَرِ «3»
و الْتَدم النساءُ: ضرَبْنَ وجوهَهنَّ و صُدورهنَّ في المَنَاحة. و اللّدْم: ضربُكَ خُبْز المَلَّة. و المَلَادِيم: المَرَاضيخُ يرضَخُ بها النَّوَي. و التدَمَتْ عليه الحُمَّي: لازمته.
و لذلك يقال للحُمَّي: أمّ مِلْدَم. و يقولون: المُلَدَّم «4» من الرِّجال: الأحمق. و اللام في هذا مبدلةٌ من راء، [كأنّه] كان متخرِّقا فرُدِّم، أي رُقَع.

لدن

اللام و الدال و النون كلمةٌ واحدة. يقال للّيِّن من القضبان لَدْنٌ. و لَدُنْ بمعني لَدَي، أي عِندَ.
______________________________
(1) في الأصل: «يعتزل».
(2) النزغ، بالغين المعجمة: الطعن و النخس. و في الأصل: «نزعته»، تحريف.
(3) البيت لابن مقبل، كما في اللسان (بهر، لدم). و أنشده في مجالس ثعلب 743.
(4) و كذا ضبط في المجمل، و هو ما يقتضيه الكلام بعده. و ضبط في القاموس «كمنبر»، و كذا في اللسان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 244‌

باب اللام و الذال و ما يثلثهما

لذع

اللام و الذال و العين يدلُّ علي أصلٍ واحد، و هو الإحراق و الحرارة. من ذلك اللَّذْع: لَذْع النّار، و هو إحراقها الشَّي و يستعار ذلك فيقال:
لذَعْتُه بلسانِي، إذا آذيتَه أذًي يسيراً. و منه قولهم جاء فلانٌ يتلذَّع، أي يتلفَّت يميناً و شِمالا، كأنَّ شيئاً يُقلِقُه و يُحرِقه.
و من الباب اللوذَعِيُّ: الظَّريف، أي كأنَّه من حركته و كَيْسِه يُلْذَع و التَذَعت القَرْحة: فاحت «1»، لأنّها تَلتذِع و تلذَعُ صاحبَها.

لذم

اللام و الذال و الميم كلمةٌ تدلُّ علي ملازمة شي‌ءٍ لشي‌ء. يقال لذِمْتُ الرّجل لَذْماً: لزمته. و المُلْذَمُ «2»: الرّجل المُولَع بالشَّي‌ء. قال الهذليّ «3»:

باب اللام و الزاء و ما يثلثهما

لزق

اللام و الزاء و القاف ليس بأصلٍ، لأنَّه من باب الإبدال.
يقال لَزِق الشّي‌ء بالشّي‌ء يلزَق، مثل لَصِق.

[لزك

اللام و الزاء و الكاف «4»] ليس هو عندي بشي‌ء. علي أنّهم
______________________________
(1) فاحت: انتشرت، أو نفحت بالدم. و في المجمل: «تاحت»، تحريف.
(2) بضم الميم و فتحها.
(3) المجمل: «و هو في شعر الهذلي». و انظر ديوان الهذليين (1: 228).
(4) تكملة ضرورية، إذ أن الكلام بعدها إنما هو في (لزك) لا (لزق). و هو المطابق لما في المجمل و المعاجم المتداولة.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 245
يقولون: لزِك «1» الجُرح، إذا استوَي نباتُ لحمِهِ و لم «2» يبرأْ. و هذا لا يشبهُ كلامَ العرب.

لزم

اللام و الزاء و الميم أصلٌ واحد صحيح، يدلُّ علي مصاحَبة الشَّي‌ء بالشي‌ء دائماً. يقال: لَزِمه الشَّي‌ءُ يَلْزَمُه. و اللِّزَام: العذاب الملازم للكُفَّار.

لزن

اللام و الزاء و النون يدلُّ علي ضِيقٍ في شي‌ء أو تضايُقٍ.
يقال: عَيْشٌ لَزْنٌ، أي ضيِّق. و اللَّزَن: اجتماع القوم علي البئر مزدحمين. يقال:
مَشْرَبٌ لزِنٌ، إذا ازدُحِمَ عليه. و اللّٰه أعلم بالصَّواب.

لزأ

اللام و الزاء و الهمزة كلمتانِ لعلّهما أن يكونا صحيحتين. يقولون:
لَزَّأَ الإبلَ تَلزِئةً، إذا أحْسَنَ رِعْيتَها. و يقولون: لعَنَ اللّٰه أمَّا لَزَأَت به، أي ولدَتْه.

لزب

اللام و الزاء و الباء يدلُّ علي ثبوتِ شي‌ءٍ و لُزومه. يقال:
للّازِمِ لازب. و صار هذا الشَّي‌ءُ ضربةَ لازِبٍ، أي لا يكاد يفارِق. قال النابغة:
و لا يَحسِبون الخيرَ لا شرَّ بعدَه و لا يَحْسِبون الشَّرَّ ضربةَ لازِب «3»
______________________________
(1) في الأصل: «لصق»، تحريف، صوابه في المجمل و اللسان.
(2) و كذا في اللسان. و في المجمل: «و لما».
(3) ديوان النابغة 9 و اللسان (لزب).
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 246
و اللَّزْبة: السَّنَة الشديدة، و الجمع لَزْبات «1» كأنَّ القَحْط لَزَب، أي ثبت فيها.

لزج

اللام و الزاء و الجيم قريبٌ من الباب الذي قبله. يقال:
لَزِجَ به، إذا غَرِيَ به و لازَمَه. و التلزُّج: تتبُّع البقولِ و الرِّعْي القليل.

باب اللام و السين و ما يثلثهما

لسع

اللام و السين و العين كلمةٌ واحدة. يقال: لَسَعَتْه الحيّةُ تَلْسَعُه لَسْعاً و يستعار فيقال: لسَعَه بلسانِه.

لسم

اللام و السين و الميم ليس بأصلٍ. يقولون في باب الإبدال:
ألْسَمْتُ الرّجُل الحُجّة: ألزَمْتُه إيّاها. و ألْسَمْتُه الطّريقَ: ألزمتُه إيّاه.

لسن

اللام و السين و النون أصلٌ صحيح واحد، يدلُّ علي طول لطيفٍ غير بائنٍ، في عضوٍ أو غيره. من ذلك اللِّسان، معروف، و هو مذكّر و الجمع أَلْسُنٌ، فإذا كثر فهي الألسنة. و يقال لَسَنْتُه، إذا أخَذْتَه بلسانك قال طرفة:
و إذَا تَلْسُنُني ألسُنُها إنَّني لستُ بموهون غُمُرْ «2»
و قد يعبَّر بالرِّسالة عن اللِّسان فيؤنّث حينئذٍ. قال:
______________________________
(1) و لزبات، بالتحريك علي خلاف القياس. إذ أن اللزبة صفة لا اسم. و لم يذكر في القاموس و اللسان هذا الجمع، أي بالتحريك، و ذكر في المجمل.
(2) الروابة المشهورة: «بموهون فقر». الديوان 65 و اللسان (لسن، وهن، فقر).
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 247
إنِّي أتَتنِي لِسَان لا أُسَرُّ بها من عَلْوَ لا عجبٌ فيها و لا سَخَرُ «1»
و اللَّسَنُ: جَودة اللِّسان و الفَصاحة. و اللِّسْن: اللُّغَة، يقال. لكلِّ قومٍ لِسْنٌ أي لغة. و قرأ ناسٌ: وَ مٰا أَرْسَلْنٰا مِنْ رَسُولٍ إِلّٰا بِلِسٰانِ قَوْمِهِ «2». و نعلٌ مُلَسَّنَةٌ: علي صورة اللِّسان. قال كثير:
لهم أُزُرٌ حُمر الحواشِي يَطَوْنَها بأقْدامِهِمْ في الحَضْرميِّ المَلسَّنِ «3»
و يقولون: المَلْسُون: الكذَّاب. و هذا مشتقٌّ من اللِّسان، لأنّه إذا عُرِف بذلك لُسِنَ، أي تكلمت فيه الألسِنة، كما قال:
و إذا تلسُنُنِي ألسُنُها*
و التَّلسِين: أن يُعِيرَ الرّجلُ [الرجُلَ «4»] فصيلا لتدِرّ عليه ناقتُه، فإذا دَرَّت نُحِّيَ الفصيلُ. و معناه أنَّه ذاق اللَّبنَ بِلسانه.* و قَدَمٌ مُلَسَّنَةٌ، إذا كانت فيها لَطافةٌ و طُولٌ يسير.

لسب

اللام و السين و الباء أصلٌ يدلُّ علي إصابةِ شي‌ءٍ لشي‌ء بحِدَّة.
يقال: لَسَبَتْه العقربُ. و لَسِبْتُ العسلَ، إذا لَعِقْتَه. و القياس واحد، و فرِّق بينهما بالحركات. قال أبو زيد: لَسَبَه أسواطاً: ضربه. و يقولون، و هو من
______________________________
(1) البيت لأعشي باهلة في جمهرة أشعار العرب 135 و الخزانة (1: 92) و المواهب الفتحية (2: 19)، و اللسان (لسن، سخر).
(2) هذه قراءة أبي السمال، و أبي الجوزاء، و أبي عمران الجوني. و قرأ أبو رجاء و أبو المتوكل و الجحدري: «بلُسُن» بضم اللام و السين: جمع لسان. و قرئ أيضا «بلُسْن» بالضم و سكون اللام. تفسير أبي حيان (5: 405).
(3) أنشده في اللسان (لسن).
(4) التكملة من المجمل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 248
غير هذا: إنَّ اللَّسْبَ: الجَمْع «1». و يقال لَسِب بالشَّي‌ء، إذا لَزِق، و هو من الكلمة الأولي.

لسد

اللام و السين و الدال. يقولون: لَسِدَ العَسلَ: لَعِقَه.

لسق «2»

اللام و السين و القاف ليس أصلًا، و أصله الصاد. يقال اللَّسَق: اللَّوَي «3». و إذا التزقت الرِّئة بالجَنْب قيل لَسِقَ لَسَقاً. و الأصل لصق.
قال رؤبة:
* و بَلَّ بَردُ الماءِ أعضادَ اللّسَقْ «4» *

باب اللام و الصاد و ما يثلثهما

لصغ

اللام و الصاد و الغين ليس بشي‌ء. علي أنّهم يقولون لَصَغ الجِلد «5»: يَبِس علي العَظْم عَجَفًا «6».

لصف

اللام و الصاد و الفاء كلمةٌ تدل علي يُبْس و بريق.
يقال: لَصِفَ جلدُه لَصَفًا، إذا لَزِق و يَبِس. و لَصَف يَلصُف، إذا بَرَق.
______________________________
(1) و كذا في المجمل. و لم يرد هذا المعني في اللسان و لا في القاموس.
(2) كذا وردت هذه المادة، و حقها أن تكون بعد مادة (لسع) كما في المجمل، و لكني أبقيتها في موضعها محافظة علي أرقام صفحات الأصل.
(3) اللوي: وجع في الجوف.
(4) ديوان رؤبة 108 و اللسان (لسق). و في الديوان: «اللزق».
(5) ضبط في اللسان و القاموس: «كمع» و في المجمل بكسر الصاد.
(6) في الأصل: «عجيفا»، صوابه من اللسان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 249
و ممّا ليس من هذا اللَّصَفُ: شي‌ءٌ ينبت في أصول الكَبَرِ، كأنّه خِيار. و لَصَافِ:
جبلٌ.

لصق

اللام و الصاد و القاف أصلٌ صحيح يدلُّ علي ملازمةِ الشَّي‌ء للشي‌ء يقال لَصِق به يَلصَق لُصُوقاً «1». و المُلصق: الدّعِيّ. و فلان بلِصْقِ الحائط و بلِزْقه «2». و اللَّصَق في البعير كاللَّسَق، و قد فسَّرناه في بيت رؤبة.

لصب

اللام و الصاد و الباء أصلٌ صحيح يدلُّ علي ضيقٍ و تضايق.
فاللِّصْب: مَضِيقُ الوادي. و يقال لَصِبَ الجلدُ باللَّحمِ يَلْصَب، إذا لَزِق به.
و فلان لَحِزٌ لَصِبٌ: لا يكاد يُعطِي شيئا. و لَصِب الحاتَم في الإصبع: ضِدُّ قَلِقَ.
و يقال إنَّ اللَّوَاصب: الآبار الضيِّقة البعيدة القَمْر. قال كثِّير:
لواصب قد أصبحت و انطَوَتْ و قد طَوَّل الحيّ عنها لَبَاثا «3»

لصت

اللام و الصاد و التاء. يقولون: اللَّصْتُ: اللِّصّ.

باب اللام و الطاء و ما يثلثهما

لطع

اللام و الطاء و العين أصلٌ صحيح يدلُّ علي انكشافِ شي‌ء عن شي‌ء، و علي كَشْفه عنه. يقال: لَطع الإنسان الشّي‌ءَ بلسانه يلطَعُه، إذا لَحِسَه.
و اللَّطَع: بياضٌ في باطِن الشَّفَة، و ذلك انكشافُ اللَّمَي عنها. و أكثر ما يعتري
______________________________
(1) في الأصل: «لصقا»، صوابه في اللسان. و أما اللصق بالتحريك، فهو مثل اللسق، و قد تقدم ذكره.
(2) أي بجنبه. و في الأصل: «يلصق الحائط و يلزقه»، تحريف.
(3) اللباث، بالفتح: اللبث و المكث.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 250
ذلك السُّودان. قال ابن دريد: عجوزٌ لَطْعاء تحاتَّت أسنانها. قال: و اللَّطعاء:
القليلة لحمِ الفَرج «1».

لطف

اللام و الطاء و الفاء أصلٌ يدلُّ علي رِفق و يدلُّ علي صغَر في الشَّي‌ء. فاللُّطف: الرِّفق في العَمل؛ يقال: هو لطيفٌ بعباده، أي رءوف رفيق. و من الباب الإلطاف للبعير، إذا لم يَهتدِ لموضع الضِّرابِ فأُلْطِفَ له.

لطم

اللام و الطاء و الميم أصلٌ صحيح يدلُّ علي ملاصقة شي‌ءٍ لشي‌ء، بضربٍ أو غيره. من ذلك اللّطم: الضَّرب علي الوجه بباطن الرَّاحة. و يقال لطَمَه يَلْطِمه. و التطمت الأمواج، إذا ضَرَبَ بعضُها بعضا. و اللطيم من الخيل: الذي يأخذُ البياضُ خَدَّيْه، و يقال هو أنْ يكون البياضُ في أحدِ شِقّيْ وجهِه، كأنَّه لُطِم بذلك البياضِ لَطْمًا. و اللَّطيم: الفَصِيل، إذا طلع سهيل أخذه الراعي و قال:
أتري سُهيلًا، و اللّٰه لا تذوق عندي قَطرةً. ثمَّ لطمه و نحّاه. و يقال اللَّطِيم: التاسع من سوابق الخَيل، كأنّه لطم عن السَّبَق. و الملَطَّم: الرّجُل اللّئيم، كأنّه لُطِم حتَّي صُرِف عن المكارم. و المِلْطَم: أديم يفرش تحت العَيْبة لئلَّا يُصِيبَها التُّراب. قال:
* شقّ المعيث في أديم المِلْطَمِ «2» *
فأمّا اللَّطيمة فيقال: السُّوق. قالوا: و هي كلُّ سوقٍ لا تكون لِميرَة. و قال آخرون: اللَّطِيمة للعِطْر. و قال بعضهم: اشتقاقُها من اللَّطْم، و ذلك أنّه يباع فيها الطيِّب الذي يسمَّي الغالِية. قال: و هي تُلطم، لأنَّها تَضرَب عند الخلط.
______________________________
(1) الجمهرة (3: 106).
(2) كذا في الأصل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 251‌

لطا

اللام و الطاء و الحرف المعتل كلمةٌ واحدة، و هي المِلْطاة، في الشِّجاج، و هي السِّمحاق التي بلغت القشرة* الرقيقة، قال أبو عُبيد: أخبرني الواقديّ أنّ السِّمحاق عندهم المِلطاء. قال أبو عبيد: يقال هي المِلطاة بالهاء. فإنْ كانت علي هذا فهي في التقدير مقصورة. و قال تفسير
الحديث الذي جاء «انّ المِلطاةَ بدمها»
: معناه حين يُشَجُّ صاحبُها يؤخذ مقدارُها تلك السّاعة ثم يقضَي فيها بالقِصاص أو الأرْش، لا يُنظَر إلي ما يحدث فيها بعد ذلك من زيادةٍ أو نقصان. قال: و هذا قولهم، و ليس قولَ أهل العراق. و اللَّطاة: دائرة تكون في جَبْهة الفَرَس.
و إذا همز قيل لَطِئتُ ألطأ «1».

لطح

اللام و الطاء و الحاء كلمةٌ واحدة. اللَّطْح: الضَّرب بباطن الكفّ ليس بالشَّديد «2». و
في الحديث عن ابن عباس: «فجَعَلَ يَلطَح أفخاذَنا و يقول أُبَيْنِيَّ «3» لا ترموا جَمرةَ العقبة حَتَّي تطلُع الشَّمس»

لطخ

اللام و الطاء و الخاء أُصَيلٌ واحدٌ يدلُّ علي عَرِّ شي‌ءٍ بشي‌ءٍ.
______________________________
(1) في الأصل: «لطئت بالطاء». علي أن الفعل يقال من بابي منع و فرح.
(2) في الأصل: «الشديد»
(3) كذا بالتصغير في الأصل و المجمل. و في اللسان: «و منه حديث ابن عباس أن النبي صلي اللّه عليه و سلم كان يلطح أفخاذ أغلمة بني عبد المطلب ليلة المزدلفة و يقول: أبني لا ترموا جمرة العقبة قبل أن تطلع الشمس» و أبينون: تصغير بنون، قال السفاح بن بكير:
من يك لاساء فقد ساءني ترك أبينيك إلي غير راع
و روي في اللسان (بني) «أُبَينَي» و تكلم فيه كلاما. فراجعه.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 252
منه يقال: لَطَخْتُ الشَّي‌ءَ بالشي‌ء. و سَكرانُ مُلْطَخٌّ «1»، أي مختلط. و في السماء لَطْخٌ من السَّحاب، أي قليل. و لُطِخ فلانٌ بشي‌ءٍ: عِيبَ به. قال ابن دُريد «2»:
و هو ملطوخٌ بالشّرّ و ملطوخُ العِرْض. و اللّٰه أعلم بالصَّواب.

باب اللام و العين و ما يثلثهما

لعق

اللام و العين و القاف أصلٌ يدلُّ علي لَسْبِ شي‌ء بإصبعٍ أو غيرها. يقال: لَعِقْتُ الشي‌ء ألْعَقُهُ. و لَعَقة الدّمِ: قومٌ تحالَفُوا علي حرب ثم نَحرُوا جَزُوراً فَلعِقُوا دمها. و اللَّعُوق: اسمُ ما يُلعَق. و اللُّعْقة: ما تأخذه المِلعقة. و اللَّعْقة المرّةُ الواحدة. و اللَّعْوَقة: سرعة الإنسان فيما أخَذَ «3» فيه من عمل في خِفّة و نَزَق.
و رجل لَعْوَقٌ: خفيف، كأنّه شُبِّهَ بلَعقةٍ واحدةٍ في سُرعتها و خِفّتها. قال بعضهم:
يقال ما بالأرض لَعْقَةٌ من ربيع، ليس إلّا [في «4»] الرُّطْب يلعقها المال. قال و يقال:
لَعِقَ فلانٌ إصبَعَه، إذا مات، و اللَّعُوقُ: أقلُّ الزاد. يقال: ما مَعَنا إلَّا لَعُوق.
و المِلْعَقة: ما يُلْعَقُ به. قال الخليل: و اللُّعَاق: ما بَقِيَ في فيه، بقيَّةً مما ابتَلع.

لعن

اللام و العين و النون أصلٌ صحيحٌ يدلُّ علي إبعادٍ و إطرادٍ.
و لَعَنَ اللّٰهُ الشيطانَ: أبعدَه عن الخير و الجَنّة. و يقال للذِّئب لعين، و الرّجُل الطَّريد
______________________________
(1) الصواب أن مادة هذه الكلمة هي (لخخ)، إذ يقال ملتخ و ملطخ بإبدال التاء طاء.
و لكن هكذا ورد في الأصل و المجمل.
(2) الجمهرة (2: 232).
(3) في الأصل «أخذوا».
(4) التكملة من المجمل و اللسان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 253
لعين. و رجل لُعْنة بالسُّكون: يلعنه النّاس، [و لُعَنة «1»]: كثير اللَّعن. و اللِّعان:
الملاعَنَة. و قال في الطَّرِيد:
ذَعرتُ به القَطَا و نفَيتُ عنه مَقامَ الذِّئبِ كالرّجُلِ اللّعينِ «2»

لعو

اللام و العين و الحرف المعتلّ كلماتٌ غير راجعةٍ إلي قياسٍ واحد. و قد كتبت «3» الكلبة «4» اللّعوة: الحريصة. و الرجُل اللّعْو: السيِّئُ الْخُلُق.
و اللُّعْوة «5»: السَّواد حولَ حَلَمةَ الثَّدي. و يقولون: تَلَعَّي العَسَل: تعَقَّد. و يقولون للعاثر: لعاً لَكَ، دعاء أن ينتعش. قال:
بذاتِ لَوْثٍ عَفَرْناة إذا عَثَرَتْ فالتَّعْسُ أدنَي لها من أن أقولَ لَعا «6»
و يقال: ما بها لَاعِي قَرْوٍ، أي مَن يلحَس عُسًّا.

لعب

اللام و العين و الباء كلمتانِ منهما يتفرَّع كلمات. إحداهما اللَّعِب «7» معروف. و التِّلْعَابة: الكثير اللَّعِب. و المَلْعب: مكان اللَّعِب. و اللِّعبة:
اللَّون من اللَّعب. و اللَّعْبة: المرّة منها، إلّا أنهم يقولون: لمن اللُّعْبة. و مُلاعِبُ ظِله:
طائر.
______________________________
(1) التكملة من المجمل.
(2) للشماخ في ديوانه 92 و اللسان (لعن).
(3) كذا وردت هذه العبارة.
(4) في الأصل: «الكلمة» تحريف. و في المجمل: «كلبة لعوة».
(5) بضم اللام و فتحها.
(6) للأعشي في ديوانه 83 و اللسان (لعا). و قد سبق في (عفر).
(7) و يقال لعب أيضا، بالكسر، و لعب، بالفتح.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 254
و الكلمة الأخري اللُّعاب: ما يَسِيل من فم الصّبيّ و لعَبَ الغلامُ يَلعَب «1»:
سال لُعابه. و لُعاب النَّحل: العَسَل و لُعَاب الشّمْس: السَّرَاب، و قيل، هو الذي كأنّه نسْج العنكبوت. و قيل: إنّ أصل الباب هو الذَّهاب علي غير استقامة.

لعج

اللام و العين و الجيم أصلٌ واحد، هو حَرارَةٌ في القَلْبِ.
[و] منه اللَّعْج: حرارة الْحُبِّ في الفؤاد. و لَعَج يَلْعَجُ. قال أبو عبيد: لَعَجَ الضَّربُ الجِلدَ: أحرَقَه. قال الهذليّ «2»:
إذا تَجَرَّدَ نَوحٌ قامتَا معه ضَرْباً ألِيماً بسِبْتٍ يَلْعَجُ الجِلِدا
و لَعَجه الأمر: اشتدَّ عليه.

لعس

اللام و العين و السين كلمتانِ متباينتان: الأولي اللَّعَس،* سوادٌ في باطن الشَّفَة. امرأةٌ لعساءُ. و نباتٌ ألْعَس: كثير، لأنّه من رِيِّه يضرِب إلي السَّواد.
و الأخري اللَّعْوس: الأكول الحريص، و الذئب لَعْوَسٌ. قال الخليل: رجلٌ متلعِّس: شديد الأكْل.

لعص

اللام و العين و الصاد. يقولون: اللَّعَص: العُسْر. و فلانٌ تلَعَّص علينا: تعَسَّرَ. و اللَّعَص. النَّهم في الأكْل.

لعط

اللام و العين و الطاء. الصَّحيح منه لونٌ من الألوان. قال ابن دريد: اللُّعْطَة: خَطٌّ بسواد «3». و لعْطَةُ الصَّقْرِ: السُّفْعة في وجْههٍ».
______________________________
(1) و يقال في هذا المعني لعب» بالكسر أيضاً، و الفتح أعلي. و يقال ألعب أيضاً.
(2) هو عبد مناف بن ربع الهذلي ديوان الهذليين (2: 39) و اللسان (لعج، جلد).
(3) بعده في الجمهرة: «تخطه المرأة في خدها».
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 255
و يقال اللُّعْطة: سوادٌ في عنق الشاة. و ذكر بعضهم: لَعَطَه بحقِّة: اتّقاه به «1».
و مرَّ فلانٌ لاعِطاً، أي مَرَّ معارِضاً إلي جنبِ حائط.

باب اللام و الغين و ما يثلثهما

لغم

اللام و الغين و الميم كلمةٌ واحدة صحيحة، و هي المَلَاغم: ما حَوْلَ الفم. و منه قولهم: تلغَّمت بالطِّيب «2»: جعلته هناك. قال ابن دريد: تلَغَّم بالطِّيب:
تلطّخ «3». فأمّا قولهم: لَغَمْتُ ألغَم لَغْماً، إذا أخبرتَ صاحبَك بشي‌ءِ لا يَسْتَيْقِنُهُ، فهو من الإبدال، إنّما هو نَغَمْتُ بالنون. قال الخليل: لَغَمَ البعيرُ لُغامَهُ: رمَي به.

لغو

اللام و الغين و الحرف المعتلّ أصلانِ صحيحان، أحدهما يدلُّ علي الشَّي‌ءِ لا يُعتدُّ به، و الآخَر علي اللَّهَج بالشَّي‌ء.
فالأوَّل اللَّغْو: ما لا يُعْتَدُّ به من أولادِ الإبِل في الدِّيَة. قال الغبديّ «4»:
أو مائةٍ تُجعَلُ أولادها لَغْوًا و عُرْضَ المائةِ الْجَلمدِ «5»
يقال منه لغَا يلْغُو لَغْوًا. و ذلك في لَغْو الأيمان. و اللَّغا هو اللَّغو «6» بعينهِ. قال اللّٰه تعالي: لٰا يُؤٰاخِذُكُمُ اللّٰهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمٰانِكُمْ*، أي ما لم تَعقِدوه بقلوبكم.
و الفقهاء يقولون: هو قولُ الرّجل لا و اللّٰه، و بَلي و اللّٰه. و قوم يقولون: هو قولُ
______________________________
(1) و كذا النص في المجمل. و في اللسان: «و لعطتي بحقي، أي لواني به و مطلني».
(2) في الأصل: «بالطين»، صوابه في المجمل و اللسان:
(3) الجمهرة (3: 149).
(4) هو المثقب العبدي، كما سبق في حواشي الجزء الأول ص 507.
(5) أنشده في اللسان (جامد، عرض).
(6) في الأصل: «و اللغو»، صوابه من المجمل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 256
الرّجُل لسوادٍ مُقْبِلًا: و اللّٰه إنّ هذا فلانٌ، يظنُّه إياه، ثم لا يكون كما ظنّ. قالوا:
فيمينه لغوٌ، لأنّه لم يتعمَّد الكذِب.
و الثاني قولهم: لَغِيَ بالأمر، إذا لَهِجَ به. و يقال إنّ اشتقاق اللُّغة منه، أي يَلْهَجُ صاحبُها بها.

لغب

اللام و الغين و الباء أصلٌ صحيح واحد، يدلُّ علي ضعفٍ و تَعَب. تقول: رجلٌ لَغْبٌ بيِّن اللَّغابة و اللُّغوبة. و قال الأصمعيّ: قال أبو عمرو:
سمِعت أعرابيَّا «1» يقول: «فلانٌ لَغوبٌ جاءته كتابي فاحتَقَرها»، فقلت: أ تقول جاءته كتابي؟ فقال: أ ليس صحيفةً. قلت: ما اللَّغُوب؟ قال: الأحمق. و قال:
تأبَّطَ شرًّا في اللَّغب:
ما ولدَتْ أمِّي من القوم عاجزاً و لا كان رِيشِي من ذُنابَي و لا لَغْبِ «2»
قال أبو بكر «3»: و سهمٌ لَغْب، إذا كان قُذَذُه بُطنانًا، و هو رديّ. قال شاعرٌ يصف رجلًا طلبَ أمراً فلم يَنَلْه:
* فَنجا و راشُوه بذِي لَغْبِ «4» *
______________________________
(1) في اللسان و الجمهرة (1: 319) أنه أعرابي من أهل اليمن.
(2) أنشده في اللسان (لغب).
(3) الجمهرة (1: 318).
(4) البيت للحارث بن الطفيل الدوسي، كما في الأغاني (12: 54) و حواشي الجمهرة (1: 318). و صدره:
* فرميت كبش القوم معتمداً*
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 257
و اللُّغوب: التَّعَب و الإعياء و المَشَقَّة. و أتي ساغباً لاغباً، أي جائعاً تَعِبا. قال اللّٰه تعالي: وَ مٰا مَسَّنٰا مِنْ لُغُوبٍ.

لغد

اللام و الغين و الدال كلمةٌ واحدة. اللَّغاديد: لَحَماتٌ تكون في اللّهَوات، واحدها لُغْدُود؛ و يقال لُغْدٌ و ألغاد. و جاء فلانٌ متلغِّداً، أي متغَيِّظاً؛ و هذا كأنّه بلغ الغَيْظ ألغادَه.

لغز

اللام و الغين و الزاء أصلٌ يدلُّ علي التواءِ في شي‌ء و ميل. يقولون:
اللُّغز: ميلُك بالشَّي‌ء عن وَجهِه. و يقولون اللُّغَيْزَاء، ممدود: أن يَحفِر اليربوعُ ثم يُمِيل «1» في حفره ليعمِّيَ علي طالبه. و الأَلْغَاز: طُرقٌ تلتوِي و تُشْكلُ علي سالِكِها، الواحد لَغَز و لغْز «2». و أَلغَزَ فلانٌ في كلامِه. و
في حديث عمر: «نَهَي عن اللُّغَيْزَي في اليمين»

باب اللام و الفاء و ما يثلثهما

لفق

اللام و الفاء و القاف أُصَيلٌ يدلُّ علي ملاءمة الأمر. يقال.
لَفَقتُ الثّوبَ بالثَّوب لَفْقاً. و هذا لِفْقُ هذا، أي يوائمه. و تَلَافَقَ أمرهم: تلاءَم.

لفك

اللام و الفاء و الكاف. يقولون: الألْفَك: الأحْمَق.
______________________________
(1) في المجمل: «ثم يميل يميناً و شمالا».
(2) و يقال لغز بضم ففتح أيضا.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 258‌

لفم

اللام و الفاء و الميم كلمة. يقولون: اللِّفام: ما بلَغَ طرف الأنف من اللِّثام. و تلفَّمت المرأة: ردَّت قِناعَها علي فَمِها.

لفا

* اللام و الفاء و الحرف المعتلُّ أصلٌ صحيح، يدلُّ علي انكشافِ شي‌ءِ و كَشْفِه، و يكون مهموزاً و غير مهموز. يقال: لفَأَتِ الرّيح السّحابَ عن وَجه السَّماء. و لَفَأْتُ اللّحمَ عن العَظْم: كَبشَطته، و لفَوْتُه، حكاهما أبو بكر «1». و اللَّفاء:
التُّراب و القُماش علي وجه الأرض. يقال مثلًا: «رضِيَ من الوَفاء باللَّفاء»، أي من وافِرِ حقِّه بالقليل. و ألْفَيْتُه: لقِيته و وجدتُه، إلفاء. و تَلَافَيْتُه: تدارَكْتُه.

لفت

اللام و الفاء و التاء كلمةٌ واحدة تدلُّ علي اللَّيِّ و صرف الشي‌ء عن جهتهِ المستقيمةِ. منه لَفَتُّ الشّي‌ءَ: لوَيْتُه. و لفَتُّ فلاناً عن رأيه: صرفْتُه.
و الألْفَتُ: الرّجل الأعسَر. و هو قياس الباب: و اللَّفِيتة: الغَليظة من العَصائد، لأنّها تُلفَت، أي تُلْوي. و امرأةٌ لَفوت: لها زوجٌ و لها ولدٌ من غيره فهي تلفتُ إلي ولدِها. و منه الالتفات، و هو أن تَعدِل بوجهك، و كذا التلفّت. قال أبوبكر:
و لفَتُّ اللِّحاء عن الشَّجرة: قَشَرته «2».

لفج

اللام و الفاء و الجيم كلمةٌ واحدة. يقولون: المُلْفَج بفتح الفاء:
الفقير، و ماضِي فعله ألْفَجَ. و هو من نادِرِ الكلام «3». و أنشد:
______________________________
(1) الجمهرة (3: 160).
(2) الجمهرة (2: 24).
(3) و نظيره كلمات ثلاث أوردها ابن خالويه في ليس من كلام العرب، و هي أحصن فهو محصن، و أسهب فهو مسهب، و اجر أشت الإبل فهي مجرأشة.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 259
جارية شَبَّت شَبابًا عُسْلُجا في حِجَر مَنْ لم يكُ عنها مُلفَجا «1»
و
روي في بعض الحديث مرفوعاً: أ يُدالِكُ الرّجلُ المرأةَ؟ قال: نعَمْ إذا كان مُلفَجًا»
، و الصحيح عن الحسن «2».

لفح

اللام و الفاء و الحاء كلمةٌ واحدة. يقال: لفحَتْه النّار بحرِّها و السَّمومُ، إذا أصابه حَرُّها فتغيَّرَ وجهُه [و أمّا] قولهم: لَفَحَه بالسَّيف لَفْحَةً:
ضربه ضربةً خفيفة، فإنّ الأصل فيه النون، هو نَفَحَه.

لفظ

اللام و الفاء و الظاء كلمةٌ صحيحة تدلُّ علي طرْح الشَّي‌ء؛ و غالب ذلك أن يكون من الفم. تقول: لَفَظ بالكلام يَلْفِظ لَفْظا. و لفظتُ الشّي‌ءَ من فمي. و اللَّافِظَة: الدِّيك، و يقال الرَّحَي، و البحر. و علي ذلك يفسَّر قوله:
فأمّا التي سَيْبُها يُرْتَجي فأجْوَدُ جُوداً من الّلافظهْ «3»
و هو شي‌ءٌ ملفوظٌ و لَفِيظ.

لفع

اللام و الفاء و العين أُصَيلٌ صحيح يدلُّ علي اشتمالِ شي‌ء:
و تلفَّعَت المرأةُ بمِرْطِها: اشتَمَلَتْ عليه و لَفَّع الشَّيبُ رأسه: شمِلَه. و تَلفع الشَّجَر «4»:
تجلَّلَ بالخُضْرة. و التفَعَت الأرضُ بالنّبات: اخضَارَّتْ، و لَفعتُ المزادةَ: قلبتُها فجعلتُ أَطِبَّتها «5» في وسطها.
______________________________
(1) أنشده في المجمل و اللسان (لفج).
(2) يشير إلي أنه من حديث الحسن حين سئل ذلك السؤال. انظر اللسان (لفج، دلك).
(3) ذكر العيني (1: 572) أن البيت منسوب إلي طرفة.
(4) في الأصل: «الرجل»، صوابه في المجمل.
(5) و كذا في اللسان و القاموس. و في المجمل: «طبتها». و الطبة بالضم و الطبابة بالكسر:
الجلدة التي تغطي بها الخرز، و هي معترضة مثنية كالإصبع علي موضع الخرز.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 260‌

باب اللام و القاف و ما يثلثهما

لقم

اللام و القاف و الميم أصلٌ صحيح، يدلُّ علي تناوُلِ طعامٍ باليد للفَم، ثم يقاس عليه. و لَقِمْتُ الطّعامَ ألقَمُه، و تلقّمته و التقَمته. و رجلٌ تِلْقَامةٌ:
كثير اللَّقْم «1». و من الباب اللَّقَم: مَنْهَج الطَّريق، علي التشبيه، كأنّه لَقِم من مرَّ فيه، كما ذكرناه في السِّراط، و قد مَضي.

لقن

اللام و القاف و النون كلمةٌ صحيحة تدلُّ علي أخْذِ علمٍ و فَهْمِه.
و لَقِن الشّي‌ءَ لَقَناً: أخذه و فهمه. و لقَّنْتُه تلقينا: فهَّمته. و غُلامٌ لقِنٌ: سريع الفَهْم و اللَّقانة.

لقي

اللام و القاف و الحرف المعتل أصولٌ ثلاثة: أحدها يدلُّ علي عوَج، و الآخر علي توافِي شيئين، و الآخر علي طَرْحِ شي‌ء.
فالأوّل اللَّقْوة: داءٌ يأخذ في الوجه يعوَجُّ منه. و رجل مَلْقُوٌّ، و لُقِيَ الإنسانُ و اللَّقْوة: الدَّلو التي إذا أرسلتَها في البِئر و ارتفعت أخري شالت معها «2». قال:
شرُّ الدِّلاء اللَّقوة المُلازمةْ «3» *
______________________________
(1) و كذا في المجمل. و في اللسان: «كبير اللقم» و «عظيم». و اللقم: جمع لقمة فيهما. و نحوه في القاموس.
(2) أي ارتفعت. و في الأصل: «مالت معها»، تحريف. و في المجمل: «و ارتفعت الأخري رفعتهما معاً». و هذا المعني لم يذكر في المعاجم المتداولة. و في اللسان. «و دلو لقوة: لينة لا تنبسط سريعاً للينها».
(3) أنشده في اللسان (لقا) و بعده:
* و البكرات شرهن الصائمه*
و أنشده في المخصص (9: 165) شاهداً علي أن الولغة: الدلو الصغيرة، بلفظ:
* شر الدلاء الولغة الملازمه*
و بهذه الرواية الأخيرة ورد في اللسان (ولغ). و نبه في (لقا) علي أنها الصحيحة.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 261
و اللَّقْوة: العُقاب، سمِّيت بها لاعوجاجِها في منقارها. و اللَّقْوة: النَّاقة السَّريعة اللِّقاح.
و الأصل الآخر اللِّقاء: المُلاقاة و تَوَافِي الاثنين متقابِلَين، و لَقِيتُه لَقْوَةً، أي مرّة واحدة و لِقاءةً. و لقيته لُقِيًّا و لُقْياناً «1». و اللُّقْيَة فُعلة من اللِّقاء، و الجمع لُقًي.
قال:
و إنِّي لأَهْوَي النّومَ من غير نَعْسَة لعلّ لُقَاكمْ في المنام تَكُونُ
و الأصل الآخر: ألقَيْتُه: نبْذتُه* إلقاءً. و الشَّي‌ء الطَّريح لَقًي. و الأصل أنّ قوماً من العرب كانوا إذا أتَوا البيتَ للطَّواف قالوا: لا نَطُوف في ثيابٍ عَصَيْنا اللّٰه فيها، فيُلقونَها، فيسمَّي ذلك المُلقَي لَقًي. قال ابن أحمَرَ يصِف فرخ القطاة:
تُؤْوِي لَقًي أُلقِيَ في صفصفٍ تَصْهَرُه الشّمسُ فلا يَنْصَهِرْ «2»

لقب

اللام و القاف و الباء كلمةٌ واحدة. اللَّقَب: النَّبَزُ، واحدٌ.
و لقَّبْته تلقيباً قال اللّٰه تعالي: وَ لٰا تَنٰابَزُوا بِالْأَلْقٰابِ.

لقح

اللام و القاف و الحاء أصلٌ صحيح يدلُّ علي إحبالِ ذكرٍ لأنثي، ثم يقاس عليه ما يشبّه. منه لِقاح النَّعَم و الشَّجر. أمَّا النَّعَم فتُلقِحها ذُكْرانُها، و أمَّا الشَّجر فتُلْقِحه الرِّياح. و رياحٌ لواقح: تُلقِح السَّحابَ بالماء، و تُلقِح الشَّجَر.
و الأصل في لَوَاقح مُلْقِحة لكنَّها لا تُلْقِح إلّا و هي في نفسها لَوَاقح؛ الواحدة لاقحة، و كذلك يقول المفسِّرون. يقال لَقِحَت النّاقةُ تَلْقَح لَقْحاً و لِقاحاً، و الناقة
______________________________
(1) انظر سائر مصادره في اللسان و القاموس.
(2) رواية اللسان: «تروي».
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 262
لاقحٌ و لَقُوح. و اللِّقْحة: الناقة تُحلَب، و الجمع لِقاحٌ و لُقُح. و المَلَاقح: الإناث في بطونها أولادُها. قال أبوبكر: و المَلاقيح «1» أيضا و لم يتكلَّموا بها بواحد، و المَلَاقح التي هي في البطون.
و مما شذَّ عن هذا الباب: قومٌ لَقَاح، بفتح اللام، إذا لم يَدِينُوا لملِكٍ، و لم يَمْلِكْهم سُلطان.

لقس

اللام و القاف و السين كلمةٌ تدلُّ علي نعتٍ غير مرضيّ.
و لقِسَت نَفْسُه من الشَّي‌ء: غَثَتْ. و اللَّقِسُ: الرّجُل السَّيِّئُ الخُلُق، الشَّرِه الحريص. و اللَّقَس المصدر. و الَّلاقِس: العَيَّاب. و لَقَسْتُ الرّجلَ ألقُسُه:
عِبْتُه.

لقص

اللام و القاف و الصاد قريبٌ في المعني [من] الذي قبله. و لَقِصَ لَقَصاً، و هو لَقِصٌ، أي ضيِّق الخلق. و التَقَص الشّي‌ءَ: أخذَه بِحِرصٍ عليه. قال:
و مُلْتَقِصٍ ما ضَاعَ من أَهَراتِنا لعَلَّ الذي أمْلَي له سيعاقِبُه «2»
و ربَّما قالوا: ألْقَصَه الحرُّ: أحرقَه.

لقط

اللام و القاف و الطاء أصلٌ صحيح يدلُّ علي أخْذِ شي‌ء من الأْرضِ قد رأيتَه بغتة و لم تُرِدْهُ، و قد يكون عن إرادةٍ و قصدٍ أيضا. منه لَقْطُ الحَصَي و ما أشبهه. و اللُّقْطة: ما التقَطَه الإنسان من مالٍ ضائع. و اللَّقِيط: المنبوذ يُلْقَط.
______________________________
(1) في الأصل: «و الملاقح»، و في الجمهرة (2: 181) يعد ذكر «الملاقح»: «و هي الملاقيح»: و في المجمل: «و الملاقيح أيضاً التي تكون في البطون».
(2) الأهرة، بالتحريك: متاع البيت.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 263
و بنو اللَّقيطة: قومٌ من العرب، سُمُّوا بذلك لأن أمَّهم كان التقطها حذيفة بن بدرٍ في جَوارٍ قد أضرَّتْ بهنَّ السَّنَة، فضَمَّها، ثم أعجبَتْه فخطبها إلي أبيها و تزوّجَها. و اللَّقَط، بفتح القاف: ما التقَطْتَ من شي‌ءٍ. و الالتِقَاط: أن توافِقَ شيئاً بغتةً من كلأٍ و غيره. قال:
* و مَنْهلٍ ورَدْتُه التقاطا «1» *
و مما يشبّه بهذا اللَّقِيطة: الرّجل المَهِين. و يقولون: «لكلِّ ساقطةٍ لاقطة»، أي لكلِّ نادرة «2» من الكلام من يَسمَعُها و يُذِيعها. و الألقاط من النَّاس:
القَليلُ المتفرِّقون. و بِئر لَقيطٌ: التُقِطت التقاطاً، أي وُقِع عليها بَغتة. و اللَّقَط: قِطَعٌ من ذَهب أو فِضّة تُوجَد في المَعدِن. و تسمَّي القَطِنة «3» لاقطَة الحصَي. و لُقَاطة الزَّرع: ما لُقِط من حَبٍّ بعد حَصَاده.

لقع

اللام و القاف و العين أصلٌ صحيح يدلُّ علي رَمْيِ شي‌ءٍ بشي‌ء و إصابتِه به. يقال: لَقَعْت الرّجُلَ [بالحصاة، إذا رميتَه بها، و لقعَه ببعرةٍ: رماه بها. و لقعَه بعينِه، إذا عانَهُ. و اللُّقَّاعة «4»]: الدّاهيةُ التي يتلقَّع بالكلام، يرمِي به من أقْصَي حَلْقِه، و كذا التِّلِقَّاعة. و في كلامه لُقَّاعات، إذا تكلَّم بأقصي حَلْقِه.
______________________________
(1) البيت لنقادة الأسدي، كما في اللسان (لقط، قرط). و أنشده سيبويه (1: 186) بدون نسبة.
(2) في المجمل: «نادة»، و هو الأصوب.
(3) و كذا جاء النص في المجمل. و في اللسان و القاموس: «لا قطعة الحصي: نانصة الطير».
و القطنة، بفتح فكسر، و بكسر فسكون، هي ذات الأطباق التي تكون مع النكرش. و أما القانصة فهي هنة كأنها خجير في بطن الطائر، و قيل هي للطير بمنزلة المصارين لغيرها.
(4) التكملة من المجمل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 264‌

باب اللام و الكاف و ما يثلثهما

لكم

اللام و الكاف و الميم كلمة واحدةٌ، هي اللَّكْم: الضرب باليد مجموعةً. قالوا: و قياسه من الخُفِّ الملَكَّم، و هو الصَّلْب الشَّديد.

لكن

اللام و الكاف و النون كلمةٌ واحدة، هي اللَّكْنَة، و هي العِيُّ في اللِّسان. و رجلٌ ألْكَنُ و امرأةٌ لَكْناء، و هو اللَّكَنُ «1» أيضا.

لكي

اللام و الكاف و الحرف المعتل أو المهموز، يدلُّ علي لزوم مكانٍ و تباطؤ. و لَكِيت بفُلانٍ لَكًي مقصور، إذا لزِمْتَه. و قال أبوبكر: لَكِيَ بالمكان، إذا أقَامَ به، يهمز و لا يهمز «2». و تلَكَّأَ الرّجُل تلكُّؤًا: تباطَأَ عن الشي‌ء و يقال: لَكأْتُ* الرجُلَ لَكأً: جلَدْتُه بالسَّوط.

لكد

اللام و الكاف و الدال. يقولون: لكِد الشَّي‌ءُ بالشّي‌ء:
لازَمَه و لَزِق به. و يقولون: المِلْكَد: شي‌ءٌ يدَقَّ فيه الأشياء. و اللَّكَدُ: التزاق الدّم و جُمودُه و أكلتُ الصَّمْغَ فلَكِدَ بفَمِي «3».
و قال أبو بكر بن دريد: اللّكد: الضَّرب باليد. و مَشَي و هو يُلاكِد قَيْدَه، إذا مَشَي فنازعَه القَيدُ خُطاه «4».

لكع

اللام و الكاف و العين أصل يدل علي لُؤم و دناءة. منه
______________________________
(1) في الأصل: «اللكت».
(2) الجمهرة (3: 171).
(3) في الأصل: «و الكدت الصمغ فلصق بفمي».
(4) الجمهرة (2: 297).
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 265
لَكُعَ الرّجل، إذا لَؤُم، لَكَاعةً. و هو ألْكَع. يقال له: يا لُكَع، و للاثنين يا ذَوَيْ لُكَع. و يقولون: بنُو اللَّكِيعة، قالوا: و قياس ذلك اللَّكَع، و هو الوَسَخ.
و اللُّكَع أيضاً: الجحش الراضع.
و مما شذَّ عن هذا الباب اللَّكْع، و هو اللَّسْع. قال:
إذا مُسَّ دَبْرُه لَكَعا «1» *

باب ما جاء من كلام العرب علي أكثر من ثلاثة أحرف أوله لام

و هو قليل. من ذلك (اللّهْجَم) «2»: الطَّريق المدَيَّث، و هي منحوتة من لهج و هجم، كأنّه يُلهَج به حتَّي يهجُم سالكُه علي الموضع الذي يَقصِدُه. و قال الخليل: هو الطَّريق الواضِح. و لعلَّ الميم فيه زائدة. و قد يُلهَج بسلوك مثله.
و منه (اللهْذَم): الحادَّ، و هو مما زيدت فيه اللام من الهَذم. و الهُذَام: السَّيف القاطع الحادّ «3». و اللّٰه أعلم بحقائقها.
تم كتاب اللام، و اللّٰه أعلم بالصواب
______________________________
(1) البيت لذي الإصبع العدواني، و هو في اللسان (خشش، لكع) و ليس في قصيدته التي علي هذا الوزن و الروي في المفضليات (1: 151)، و قد سبق في (خش). و هو بتمامه:
إما تري نبله فخشرم خش اء إذا مس دبره لكعا
(2) في الأصل: «اللجم»، صوابه في المجمل.
(3) في الأصل: «الإلحاد»:
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 267‌

كتاب الميم

باب الميم و ما بعدها في المضاعف و المطابق

من

الميم و النون أصلان. أحدهما يدلُّ علي قطع و انقطاع، و الآخر علي اصطناع خير.
الأوّل [المنّ]: القطع، و منه يقال: مَنَنْتُ الحبلَ: قطعته. قال اللّٰه تعالي:
فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ. و المَنُون: المنيّة، لأنها تنقص العدد و تقطع المدَد.
و المنُّ: الإعياء، و ذلك أنّ المُعْيِيَ ينقطع عن السَّير. قال:
* قلائصاً لا يشتَكِين المَنَّا*
و الأصل الآخر المَنُّ، تقول «1»: مَنّ يمنّ منًّا، إذا صنع صُنعًا جميلًا. و من الباب المُنّة، و هي القُوَّة التي بها قِوام الإنسان، و ربما قالوا: مَنَّ بيدٍ أسداها، إذا قَرَّع بها. و هذا يدلُّ علي أنّه قطع الإحسان، فهو من الأوّل.

مه

الميم و الهاء كلمتان تدلُّ إحداهما علي زَجْر، و الأخري علي مَنْظَرٍ و لَذَّةٍ.
فالأولَي قولهم: مَهْ «2». و مهمه به: زَجره بقوله له ذلك. و المَهْمَه: الخرق الأملس الواسع.
______________________________
(1) في الأصل: «المن من يقول».
(2) في الأصل: «مكه» تحريف. و بعدها كلام مقحم و هو «إذا زجروه و مهمه به زجروره».
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 268
و الأخري قولهم: ليس له مَهَهٌ، إذا لم يكن جميلا. و يقولون: «كل شي‌ء مَهَهٌ و مَهَاهٌ إلّا النِّساء و ذكرَهُنّ «1»» و المَهاهُ: اللّذَّة. أنشدنا القَطّان عن ثعلب:
و ليس لعيشنا هذا مَهَاهٌ و ليست دارنا الدُّنيا بدارِ «2»

مت

الميم و التاء أُصيل يدلُّ علي مدٍّ و نَزْع في الشي‌ء. يقال مَتَتُّ و مدَدْتُ و منه قولهم يَمُتّ بكذا، إذا توصَّل بقرابةٍ و ما أشبهها. و منه المَتُّ: النَّزْع من البِئر علي غير بَكَرة.

مث

الميم و الثاء كلمتان. يقولون: مثَّ يدَه: مسحها و مَثَّ الشَّي‌ءُ، إذا كان يرشَح دَسَمًا. و قال ابن دريد «3»: مثَّ شارِبُه، إذا أكل دَسَمًا فبقي عليه.

مج

الميم و الجيم كلمتانِ إحداهما تخليطٌ في شي‌ء، و الثانية رَمْيٌ للشي‌ء بسرعة.
فالأولي المجمجة: تخليطٌ فيما يُكتَب. و مَجمَجَ في أخباره: لم يَشْفِ و لم يُفصِح.
و الأخري مَجَّ الشرابَ من فيه: رمي به. و الشَّراب مُجَاج العِنَب. و المَطَر مُجَاج المُزْن. و العسل مُجاج النَّحْل. و هو هرِم ماجٌّ: يمجُّ ريقَه و لا يستطيع أن يَحبسه من كِبَره. و من باب السرعة أمَجَّ في البلاد إمجاجاً: ذهب. و أمَجَّ الرّجُل:
أسرَعَ في عَدْوِه.
______________________________
(1) أي يغار الرجل و يغضب عند ذكر حرمه، و الأصوب أن المهه هنا بمعني اليسير الهين.
(2) البيت لعمران بن حطان، كما في اللسان (مهه). و الأصمعي يرويه: «مهاة».
(3) الجمهرة (1: 48)
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 269‌

مح

الميم و الحاء ثلاثُ كلماتٍ لا تنقاس علي أصلٍ واحد: الأولي مَحَّ الشَّي‌ءُ و أمَحَّ، إذا دَرَسَ و بَلِيَ. و المَحُّ: الثَّوْبُ البالي.
و الثانية: الرَّجل* المَحَّاح: الكذّاب الذي يُرِي بكلامه ما لا يفعله.
و الثالثة المُحُّ: صُفْرة البَيض. و يقال: المَاحُ بياضها «1».

مخ

الميم و الخاء كلمةٌ تدلُّ علي خالصِ كلِّ شي‌ء. منه مُخُّ العظم، معروف. و أمَخَّتِ الشَّاة: كثُر مخُّها. و ربما سمَّوا الدماغ مُخًّا. قال:
و لا يأكلُ الكلبُ السَّرُوقُ نِعالنا و لا يُنتَقَي المُخُّ الذي في الجماجمِ «2»
و خالصُ كلِّ شي‌ءٍ مُخُّه.

مد

الميم و الدال أصلٌ واحدٌ يدلُّ علي جَرِّ شي‌ء في طول، و اتّصال شي‌ء بشي‌ء في استطالة. تقول: مدَدْت الشي‌ءَ أمدُّه مَدًّا. و مَدَّ النهرُ، و مَدَّهُ نهرٌ آخر، أي زاد فيه و وَاصله فأطال مدّته. و أمْدَدْتُ الجيشَ بمدَدٍ. و منه أمَدَّ الجُرْح:
صارت فيه مِدَّةٌ، و هي ما يخرج. و منه مددت الإبل مدًّا: أسقيتها الماء بالدَّقيق أو بشي‌ءِ تمدّه به «3». و الاسم المَدِيد. و مدُّ النهارِ: ارتفاعُه إذا امتدَّ. و المِداد:
ما يكتب به، لأنّه يُمَدُّ بالماء. و مددت الدّواةَ و أمددتها. و المَدَّة: استمدادك من الدَّواة مدَّةً بقلمك. و من الباب المُدُّ من المكاييل، لأنّه يمدّ المكيل بالمكيل مثله.
______________________________
(1) أي بياض البيضة. و الماح بتخفيف الحاء. و كذا وردت في هذه المادة من المجمل و اللسان، و الصواب أن تذكر في مادة (ميح)، كما في القاموس.
(2) البيت للنجاشي الشاعر يهجو هند بن عاصم. البيان (3: 109) (و الخزانة 4: 147).
و أنشده في اللسان (مخخ، نقا) بدون نسبة
(3) في اللسان: «أن تسقيها الماء بالبزر أو الدقيق أو السمسم».
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 270
و مما شذّ عن الباب ماءٌ إمِدَّانٌ: شديد المُلوحة.

مر

الميم و الراء أصلانِ صحيحان، يدلُّ أحدهما علي مضيِّ شي‌ءِ، و الآخر علي خلاف الحلاوة و الطِّيب.
فالأوّل مرّ الشي‌ء يمُرّ، إذا مضَي. و مَرُّ السَّحابِ: انسحابُه و مضيُّه. و لقيته مرّةً و مرتين إنّما هو عبارة عن زمانٍ قد مرّ. و يقولون: لقيته مرّة من المرّ، يجمعون المرّة علي المَرّ.
و الأصل الآخر أمَرَّ الشَّي‌ءُ يُمِرّ و مَرّ، إذا صار مرًّا. و لقيت منه الأمرَّينِ، أي شدائد غير طيِّبَة. و الأمرّان: الهمّ و المرَض «1». و الأمرّ: المصارين يجتمع فيها الفَرث. قال:
و لا تُهْدِي الأمَرَّ و ما يليهِ و لا تُهدِنَّ معروقَ العِظامِ «2»
و سمِّي الأمرَّ لأنّه غير طيّب. ثم سمِّيت بعد ذلك كلُّ شدّةٍ و شديدة بهذا البناء. يقولون: أمررت الحبلَ: فتَلتُه، و هو مُمَرّ. و المرّ: شِدّة الفَتْل. و المَرِير:
الحبل المفتول. و كذلك المريرة: القُوّة منه. و المَرِيرة: عِزّة النَّفس. و كلُّ هذا قياسُه واحد. و المُرَار: شجرٌ مُرّ.
أمَّا المَرمر فضربٌ من الحجارة أبيض صافٍ. و المَرْمَرَة أيضا: نَعمة الجِسم و تَرجرُجُه. و امرأة مَرْمارة، إذا كانت تترجرج من نَعمتها.
______________________________
(1) في المجمل: «الهرم و المرض»، و في أساس البلاغة «المرض و الهرم»، و في اللسان: «الشر و الأمر العظيم»، و في القاموس: «الفقر و الهرم، أو الصبر و الثفاء»، و هما نبتان. و في جني الجنتين:
«العري و الجوع».
(2) قبله في اللسان (مرر):
إذا ما كنت مهدية فأهدي من المأنات أو فدر السنام
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 271‌

مز

الميم و الزاء أصلانِ: أحدهما طعمٌ من الطعوم، و الآخر [يدلُّ] علي مزيّةٍ و فضل.
فالأول: المُزُّ: الشّي‌ءُ بين الحامض و الحُلْو. و يقولون: سمِّيت الخمر مُزَّاءً «1» من هذا، و قيل بل هو من القياس الآخر.
و الأصل الآخر الفضل. و له عليه مِزٌّ «2»، أي فَضْل. و المُزَّاء منه؛ يقولون:
هذا الشراب أمزُّ من هذا، أي أفضل. قالوا: و المُزّاء اسم، و لو كان نعتاً لقيل مَزَّاءُ. و التمزُّز: تمصُّص الشَّرابِ قليلًا قليلا. و يمكن أن يكون هذا من الأول.

مس

الميم و السين أصلٌ صحيح واحد يدلُّ علي جَسِّ الشّي‌ء باليد.
و مَسِسْتُه أَمَسُّهُ. و ربَّما قالوا: مَسَسْتُ أَمُسُّ. و الممسُوس: الذي به مَسٌّ.
كأنّ الجِنّ مسَّتْه. و المَسُوس من الماء: ما نالته الأيدي. قال:
لو كنت ماءً كنت لا عذبَ المذاقٍ و لا مَسُوسا «3»

مش

الميم و الشين أصلٌ صحيح يدلُّ علي لِينٍ في الشَّي‌ء و سهولةٍ و لُطف. منه المُشَاش، و هي العظام اللَّيِّنة، يقال مششتها أمُشُّها. قال:
لَحَا اللّٰهُ صُعلوكًا إذا جَنّ ليلُهُ مَضَي في المُشاشِ آلفًا كلَّ مَجزِرِ «4»
______________________________
(1) في المجمل: «و المزة: الخمر اللذيذة الطعم. و المزاء اسم لها».
(2) المز، هذا بكسر الميم.
(3) لذي الإصبع العدواني، كما في اللسان (مسس).
(4) البيت لعروة بن الورد، في ديوانه 93.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 272
و المشاش: الطِّينة اللَّيِّنة تُغرس فيها النخلة. قال:
* راسِي العُروقِ في المُشاشِ البجباجْ «1» *
و هو طيِّب المُشاش، إذا كان بَرًّا طيّبا. و يقولون: فلانٌ يُمشُّ مالَ فلانٍ، إذا أخَذَ منه الشَّي‌ءَ بعد الشَّي‌ء. و منه مَشُّ اليد، إذا مُسِحت بمنديلٍ، لا يكون ذلك إلّا بسهولة و لين. و المَشُوش، هو المِنديل. و مَشَشت النّاقة: حلَبتُها و تركتُ في الضَّرعِ بعضَ اللَّبن. و مَشَّ الشَّي‌ءَ: دافه في ماءٍ حتَّي يلينَ و يذوب. و يقال:
مات ابنٌ لأمِّ الهَيثَم «2» فسألناها فقالت: «ما زلت أَمُشُّ له الأشْفِيَة «3» ألدُّه تارةً و أُوجِره* أخري، فأبي قضاءَ اللّٰه تعالي». و من الباب المَشَش: كلُّ ما شخَص من عظمٍ و كان له حَجْم، و يكون ذلك من عيبٍ يُصِيب العَظْم.

مص

الميم و الصاد أصلٌ صحيح يدلُّ علي شِبه التذوُّق للشّي‌ء و أخْذِ خَالِصِه. من ذلك مَصِصْتُ الشي‌ء أمَصُّه، و امْتَصَصْته أمتصُّه. و المَصْمَصة:
خلاف المَضمضة، لأنَّ المَصْمَصَة بالصاد يكون بطرف اللِّسان. و منه مُصاص الشي‌ء:
خالصه، و هو مقيسٌ من امْتَصَصْت الشّي‌ء، فهو الخالص الذي يُمتصّ. و فرس مُصامِصٌ: خالص العربية.

مض

الميم و الضاد أصلٌ صحيح يدلُّ علي ضَغْط الشَّي‌ء للشي‌ء.
______________________________
(1) في الأصل: «البجاج»، صوابه في المجمل.
(2) في الأصول: «الهشيم»، صوابه في المجمل و اللسان. و انظر بعض أحاديث أم الهيثم في أمالي القالي (3: 96) و المزهر (2: 539، 546).
(3) و كذا في المجمل، و هو جمع شفاء. و في اللسان: «الشفاء دواء معروف، و هو ما يبري‌ء من السقم، و الجمع أشفية و أشاف». و بدله في اللسان: «الأدوية».
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 273
منه مضَّنِي الشَّي‌ءُ و أمضَّنِي: بلغ منِّي المشقّة، كأنّه قد ضغطك. و المَضْمَضَة: تحريك الماء في الفَم و ضغطه. و الكحلُ يمضُّ العين، إذا كانت له حُرْقة. و مَضِيضُه:
حُرقَته. و يقولون: مِضِّ «1»، و هي حكايةٌ لشي‌ءٍ يفعله الإنسان بشفته إذا أَطمَعَ في الشي‌ء «2». يقولون للرّجُلِ إذا أقرَّ بحقٍّ عليه: مِضِّ. و مثلٌ من أمثالهم:
«إنَّ في مِضِّ لطَمَعا»، قالوا: و ذلك إذا سُئِل حاجةً فكسر شفَتَيه.

مط

الميم و الطاء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ علي مدِّ الشي‌ء. و مَطُّه: مَدُّه.
و القياس فيه و في المُطَيطاء واحدٌ، و هو المشي بتبختُر، لأنّه إذا فعل مَطّ أطرافَه.
قال اللّٰه تعالي: ثُمَّ ذَهَبَ إِليٰ أَهْلِهِ يَتَمَطّٰي، قالوا: أصله يتمطَّط، فجعلت الطاء الثالثة ياءً للتخفيف. و مطّ حاجِبَيه: تكبَّر، و هو منه. و منه المَطِيطة: الماء المختلِط بالطِّين؛ و هذا يكون إذا مدّ الماءَ مياهُ سيلٍ كدرة.

مظ

الميم و الظاء كلمةٌ تدلُّ علي مشارَّة و منازعة. و ماظَظْتُه مماظّة و مِظاظا: شارَرتُه و نازعته. و
في الحديث: «لا تُمَاظَّ جارك فإنّه يبقي و يَذهب النّاس»
. و من غير هذا المَظُّ: رمَّان البَرِّ.

مع

الميم و العين كلمةٌ تدلُّ علي اختلاطٍ و جلبةٍ و ما أشبه ذلك.
منه المَعْمعة: صوت الحريق و صوت الشُّجعان في الحرب. و المَعمعان: شدّة الحرّ.
قال ذو الرمة:
______________________________
(1) مض، بكسر الميم و الضاد المشددة.
(2) هي أن يقول الإنسان بطرف لسانه شبه لا، و هي مع ذلك كلمة مطمعة في الإجابة.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 274
حَتَّي إذا مَعمعانُ الصيف هَبَّ لهُ بأجَّةٍ نَشَّ عنها الماءُ و الرُّطُبُ «1»
و مما ليس من هذا الباب «مَعَ»، و هي كلمةُ مصاحبةٍ، يقال: هذا مع ذاك.
و يقولون في صفة النساء «2»: «منهنَّ مَعْمَع، لها شَيْئَها أجْمَع»، و هي التي لا تعطي أحداً شيئاً يكون معها أبداً.

مغ

الميم و الغين يدلُّ علي شِبه ما مضي ذكره. يقولون: المغمغة:
الاختلاط. قال رؤبة:
* الخُلُقِ المُمَغْمَغِ «3» *
و يقولون: مغمغ طعامَه، إذا روَّاه دسما.

مق

الميم و القاف أصلٌ يدلُّ علي طولٍ و تجاوُزِ حدّ. و الطَّويل البائن أمقُّ بيِّن المَقَق. و المُقَامِق من الرِّجال: الذي يتكلَّم بأقصي حَلْقه و يتشدَّق.
و يقولون: مَقَقْت الطَّلعةَ: شَقَقْتُها.

مك

الميم و الكاف أصلٌ صحيح يدلُّ علي انتقاء العَظْم، ثم يقاس علي ذلك. يقولون: تمكَّكت العظم: أخرجت مُخَّه. و امتَكَّ الفصيلُ ما في ضَرع أُمِّه: شربه. و التمكّك: الاستقصاء. و
في الحديث: «لا تُمَكِّكُوا علي
______________________________
(1) ديوان ذي الرمة 11 و اللسان (رطب، نشش). و صدره في (أجج). و قد سبق في (أج).
(2) هو في حديث أوفي بن دلهم، كما في اللسان (معع).
(3) و كذا اقتصر علي هذا القدر في المجمل. و في اللسان:
* ما منك خلط الحلق الممغمغ*
و في الديوان 97:
* ما منك خلط الكذب المغمغ*
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 275
غرمائكم «1»».
و يقال: سمِّيت مكّة لقلّة الماء بها، كأنّ ماءها قد امتُكَّ.
و قيل سمِّيت لأنها تمُكُّ مَن ظَلَمَ فيها، أي تُهلِكه و تَقْصِمُه كما يمكُّ العظم.
و ينشدون:
* يا مَكَّةُ الفَاجِرَ مُكِّي مَكَّا «2» *

مل

الميم و اللام أصلانِ صحيحان، يدلُّ أحدهما علي تقليب شي‌ء، و الآخر علي غَرَضٍ «3» من الشَّي‌ء.
فالأوَّل مَلَلْتُ الخُبزة في النّار أمُلُّها مَلًّا، و ذلك تقليبك إيّاها فيها. و المَلَّة:
الرَّماد أو التُّرابُ الحارّ. و يقال: أطعمنا خبزَ ملّةٍ و خبزةً مليلًا. و المُلْمُول: المِيل، لأنَّه يقلّب في العين عند الكَحْل.
و من الباب طريق مُمَلٌّ: سُلِك حتَّي صار مَعْلماً. قال:
رفعناها ذَمِيلًا في مُمَلّ مُعْمَلٍ لَحْبِ «4»
و المَلِيلة: حُمَّي في العِظام: كأنّها تقلِّب. و باتَ يتملمَلُ علي فِراشه، أي يَقْلَق و يتضَوَّر عليه، حتَّي كأنَّه علي مَلَّة؛ و الأصل يَتَمَلَّلُ.
و من الباب امتلَّ يَعدُو، و ذلك إذا أسرَعَ* بعضَ الإسراع.
______________________________
(1) في الأصل: «لا تمكو»، صوابه من المجمل و اللسان. و في اللسان: «يقول: لا تلحوا عليهم إلحاحا يضر بمعايشهم، و لا تأخذوهم علي عسرة، و ارفقوا بهم في الاقتضاء و الأخذ». و في المجمل: «علي غير مائكم».
(2) بعده في اللسان:
* و لا تمكي مذحجا و عكا*
(3) الغرض، بالتحريك: الضجر و الملال.
(4) لأبي دواد الإيادي، كما في المجمل و اللسان (ملل).
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 276
و الباب الآخَر مَلِلته أمَلُّه مَلَلًا و مَلَالةً: سئِمْتُه. و أملَلْتُ القومَ: شَقَقْتَ عليهم حَتَّي مَلُّوا؛ و كذا أملَلْتُ عليهم.
فأمّا إملالُ الكتاب و تفسير المَلَّة فقد ذُكِرَتَا في الميم و اللام و الحرف المعتلّ.

باب الميم و النون و ما يثلثهما

مني

الميم و النون و الحرف المعتلّ أصلٌ واحد صحيح، يدلُّ علي تقديرِ شي‌ءِ و نفاذِ القَضاءِ به. منه قولهم: مَنَي له المَانِي، أي قدَّر المقدِّر. قال الهذليّ:
لا تأمَنَنَّ و إن أمسيْتَ في حَرَمٍ حَتَّي تُلاقِيَ ما يَمنِي لك المَانِي «1»
و المَنَا: القَدَر. قال:
سأُعْمِلُ نَصَّ العِيسِ حتّي يكفَّني غِني المال يومًا أو مَنَا الحدثانِ «2»
و ماءُ الإنسان مَنِيٌّ، أي يُقَدَّر منه خِلْقَتُه. و المنيَّة: الموت لأنّها مقدَّرة علي كلٍّ. و تمنِّي الإنسانِ كذا قياسه، أملٌ يقدِّرُه «3». قال قوم له ذلك «4» الشّي‌ء الذي
______________________________
(1) البيت لأبي قلابة الهذلي في ديوان الهذليين (3: 39) و اللسان (مني). علي أن إنشاده فيهما:
و لا تقولن لشي‌ء سوف أفعله حتي تبين ما يمني لك الماني
و ابن بري يراه ملفقاً من بيتين لسويد بن عامر المصطلقي، و هما:
لا تأمن الموت في حل و لا حرم إن المنايا توافي كل إنسان
و اسلك طريقك فيها غير محتشم حتي تلاقي ما يمني لك الماني
(2) البيت من أبيات لأعرابي من باهلة في البيان (1: 234) و الكامل 178 ليبسك و عيون الأخبار (1: 239).
(3) في الأصل: «أمل أن يقدره».
(4) كذا و لعل وجه الكلام: «و قال قوم أن تحدثه نفسه بذلك».
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 277
يَرجُو. و الأمْنِيَّة: أُفعولةٌ منه. و مِني «1»: [مِنَي «2»] مكّة، قال قومٌ: سمِّي به لما قُدِّر أن يُذبَح فيه: من قولك مَنَاه اللّٰه.
و مما يَجرِي هذا المجري المَنَا: الذي يُوزَن به، لأنَّه تقديرٌ يُعمل عليه «3».
و قولنا: تمنَّي الكِتابَ: قرأه. قال اللّٰه تعالي: إِلّٰا إِذٰا تَمَنّٰي أَلْقَي الشَّيْطٰانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ، أي إذا قرأ. و هو ذلك المعني، لأن القراءة تقديرٌ و وضع كُلِّ آية موضِعَها. قال:
تمنَّي كتابَ اللّٰه أَوَّل لَيلِهِ و آخِرَهُ لاقي حِمام المقادرِ «4»
و من الباب: مانَي يُمانِي مماناةً، إذا بارَي غيرَه. و هو في شِعر ابن الطَّثْرِيّة:
سَلِي عَنِّيَ النّدمان حين يقول لي أخو الكأسِ مانِي القومَ في الخَيرِ أورِدِ «5»
و هذا من التَّقدير، لأنَّه يقدِّر فِعله بفِعل غيرِه يريد أنْ يساوِيَه. و أمّا مُنْيَةُ النّاقة، فهي الأيام التي يُتعرَّف فيها ألاقِحٌ هي أم حامل.
______________________________
(1) في معجم البلدان أنها منونة. و في القاموس: «و مني كإلي قرية بمكة، و تصرف».
و في المصباح: «و الغالب عليه التذكير فينصرف».
(2) التكملة من المجمل.
(3) في المصباح المنير أن المنا: الذي يكال به السمن و غيره، و قيل الذي يوزن به، رطلان، و التثنية منوان، و الجمع أمناء. و في لغة تميم من بالتشديد و الجمع أمنان.
(4) أنشده في اللسان (مني) بدون نسبة. و البيت لحسان بن ثابت في تفسير أبي حيان (6: 382) و ليس في ديوانه. و من مشهور ما قال في عثمان:
ضحوا بأشمط عنوان السجود به يقطع الليل تسبيحاً و قرآنا
(5) أنشد قطعة من البيت في المجمل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 278‌

منح

الميم و النون و الحاء أصلٌ صحيح يدلُّ علي عَطِيّة. قال الأصمعي:
يقال امتُنِحْتُ المالَ، أي رُزِقْتُه «1». قال ذو الرُّمّة:
نَبَتْ عيناكَ عن طللٍ بِحُزْوَي مَحته الرّيحُ و امتُنِحَ القِطارا «2»
و المنيحة: مَنِيحة اللبن «3»، كالنَّاقة أو الشَّاةِ يُعطِيها الرَّجلُ آخَرَ يحتلبُها ثم يردُّها. و الناقة المُمانِحُ: التي يبقي لبنُها بعد ذهابِ ألبان [الإبل «4»]، و هي المَنُوح أيضاً. و المَنيح: القِدْح «5» لا حَظَّ له في القَسْم إلَّا أن يُمنحَ شيئا، أي يُعطاه. و يقال المنيح أيضا: الذي لا يُعتدُّ به، و قيل هو الثّامن من سِهام المَيسِر.

منع

الميم و النون و العين أصلٌ واحد هو خلاف الإعطاء. و منَعتُه الشّي‌ءَ منعاً، و هو مانِعٌ و مَنّاع. و مَكانٌ منيع. و هو في عِزٍّ و مَنْعَة «6».
______________________________
(1) لم يرد هذا المعني في اللسان، و جاء في القاموس. و في القاموس أيضاً: «امتنح- بالبناء للفاعل في هذا-: أخذ العطاء».
(2) ديوان ذي الرمة 193، برواية «عفته الريح».
(3) كذا في الأصل. و في المجمل و اللسان: «متحة اللبن».
(4) التكملة من اللسان و المجمل.
(5) القدح، بالكسر: واحد قداح الميسر. و في الأصل: «القدر»، صوابه في المجمل و اللسان.
(6) المنعة تقال بالفتح و بالتحريك.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 279‌

باب الميم و الهاء و ما يثلثهما

مهي

الميم و الهاء و الحرف المعتلّ أصلٌ صحيح يدلُّ علي إمهال و إرخاءٍ و سُهولةٍ في الشَّي‌ء. منه أمْهَيْتُ الحَبلَ: أرخيتُه. و ناسٌ يروُون بيت طرَفة:
لَعَمْرُك إنَّ الموتَ ما أخطَأَ الفَتي لَكَالطِّوَل المُمْهَي و ثِنْيَاهُ باليدِ «1»
و أمْهَيْتُ الفَرسَ إمهاءَ: أرخيتُ من عِنانه. و كلُّ شي‌ءٍ جَرَي بسهولةٍ فهو مَهْوٌ. و لبنٌ مَهْوٌ: رقيق. و ناقةٌ مِمْهاءٌ: رقيقة اللَّبَن. و نُطفةٌ مَهْوة: رقيقة. و سيفٌ مَهوٌ: رقيقُ الحدِّ، كأنه يمرُّ في الضَّريبة مَرَّ الماء «2». قال:
و صارمٌ أُخْلِصَتْ خَشِيبتُه أبيضُ مَهْوٌ في مَتْنهِ رُبَدُ «3»
و من الباب أمهيت الحديدة: سقيتها. يريد به رقَّة الماء. و المَهَا: جمع المهاة، و هي البِلَّوْرة؛ سمِّيت بذلك لصفائها كأنّها ماء. قال الأعشَي:
و تَبْسِمُ عن مَهاً شَبِمٍ غَرِيٍّ إذا يعطي المقبِّلَ يستزيدُ «4»
و الجمع مَهَوات و مَهَيات. أمّا البقرة فتسمّي مَهاةً، و أظنُّها تشبيهاً بالبِلَّورة.
______________________________
(1) من معلقته، و الرواية المشهورة: «لكالطول المرخي».
(2) في الأصل: «في الضرسة من الماء»، صوابه ما أثبت.
(3) لصخر الغي الهذلي في ديوان الهذليين (2: 60) و شرح السكري للهذليين 12 و اللسان (مها، ربد)، و قد سبق في (ربد).
(4) و كذا روايته في المجمل، و ديوان الأعشي 215 و هو في اللسان (مها) برواية «إذا تعطي المقبل».
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 280
و مما شذَّ عن الباب شي‌ءٌ ذَكره الخليل، أنّ المَهَاءَ ممدود: عيبٌ وَ أوَدٌ يكون في القِدْح و يحتمل أنَّه من الباب أيضاً؛ فإنَّ ذلك يقرب من الإرخاء و نحوِه. و الثَّغر إذا ابيضَّ و كثُر ماؤه مَهاً. قال الأعشي:
وَ مَهاً ترِفُّ غُروبُه يَشفِي المتيَّم ذا الحرارهْ «1»
و
في الحديث: «جَسَدَ رجل مُمَهًّي «2»»
أي مُصَفًّي، يشبِه المها البلّور.* و
في حديث ابن عباس لعُتْبَة بن أبي سفيان، و كان قد أثْنَي عليه و أحسَنَ: «أمْهَيْتُ أبا الوليد»
، أي بالغتَ في الثَّناء و استقصيت. و يقال: أمهَي الحافِرُ و أماهَ، أي حَفَر و أنْبَط. و لعلَّ هذا من باب القلب، و كذلك أخواتها من الباب و ربَّما سميت النُّجوم مَهًا تشبيها «3».

مهج

الميم و الهاء و الجيم كلمةٌ تدلُّ علي شَي‌ءِ سائل. من ذلك الأُمْهُجانُ: اللَّبَن الرَّقيق. و لبنٌ مَاهج: إذا رقَّ و المُهْجة فيما يقال: دم القلب‌

مهد

الميم و الهاء و الدال كلمةٌ تدلُّ علي توطئةٍ و تسهيلٍ للشَّي‌ء.
و منه المهد و مهّدْتُ الأمرَ: وطَّأته. و تمَهَّد: تَوطَّأ و المِهاد: الوِطاء من كلِّ شي‌ء.
و امْتَهَدَ سَنامُ البعير و غيرِه: ارتفع. قال أبو النَّجم:
* و امتَهَدَ الغاربُ فِعلَ الدُّمَّلِ «4» *
______________________________
(1) ديوان الأعشي 112 و اللسان (مها).
(2) في اللسان: «في حديث ابن عبد العزيز أن رجلا سأل ربه أن يريه موقع الشيطان من قلب ابن آدم، فرأي فيما يري النائم جسد رجل ممهي».
(3) شاهده قول أمية بن أبي الصلت:
رسخ المها فيها فأصبح لونها في الوارسات كأنهن الإثمد
(4) سبق في (دمل) و كذا في (3: 159)، و أنشده في اللسان (مهد، دمل).
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 281
أي ارتفع و تَوَّي و صار كالمِهادِ. و جمع المهاد مُهُدٌ.

مهر

الميم و الهاء و الراء أصلانِ يدلُّ أحدُهما علي أجرٍ في شي‌ءٍ خاص، و الآخر شَي‌ء من الحيوان.
فالأوّل المَهْر: مَهرُ المرأةِ أجرُها، تقول: مَهَرْتها بغير ألِفٍ، فإذا زوَّجتَها من رجلٍ علي مَهْرٍ قلت: أمْهرتُها. قال:
أُمُّكم ناكحة ضُرَيْسَا قد أمهَرُوها أعْنُزًا و تَيسا
و امرأةٌ مَهِيرة و نساءٌ مهائر.
و الأصل الآخر المُمْهِر: الفرسُ ذات المُهْر. [و المُهْر «1»]: عظم في زَوْر الفَرَس، و هذا تشبيهٌ. قال:
* جافي اليدينِ عن مُشَاشِ المُهرِ «2» *

مهش

الميم و الهاء و الشين ما أحسبه أصلًا و لا فرعًا، لكنّهم يقولون: ناقةٌ مَهْشاءُ، أسرَعَ هُزالُها «3». و يقولون: امتَهَشَت المرأةُ: حَلَقت وجْهَها بمُوسَي.

مهق

الميم و الهاء و القاف أُصَيْلٌ يدلُّ علي لونٍ من الألوان. قالوا:
الأمْهق: الأبيض. و يقولون: عَينٌ مَهْقَاء، فينبغي أن تَكون الشّديدَةَ بياضٍ بياضِها. و قال ابن دريد «4»: هو بياضٌ سمجٌ قبيح لا يخالطُه صفرةٌ و لا حُمرة، إلّا
______________________________
(1) التكملة من المجمل و اللسان.
(2) في الأصل و المجمل: «جاء في اليدين»، صوابه من اللسان (مهر).
(3) وردت الكلمة في القاموس، و أغفلت في اللسان.
(4) الجمهرة (3: 167).
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 282
أنّهم يقولون: المُحْمَرَّة المآقي. و يقولون: المَهَق في قول رؤبة:
* صَفَقْن أيديهِنَّ في الحَوْم المَهَقْ «1» *:
شِدَّة خُضرَة الماء.

مهك

الميم و الهاء و الكاف ليس فيه إلّا المُمَّهِك، و هو الطَّويل المضطرب. و يقولون للقوس اللَّيِّنة مَهُوك «2». و يقولون للفرس الذّريع: مُمَّهِك أيضًا، و القياسُ واحد.

مهل

الميم و الهاء و اللام أصلانِ صحيحان، يدلُّ أحدهما علي تُؤَدة، و الآخر جنسٌ من الذائبات «3»
فالأول التُّؤدة. تقول: مهلًا يا رجُل، و كذلك للاثنين و الجميع و إذا قال مَهْلًا قالوا: لا مَهْلَ و اللّٰهِ، و ما مَهْلٌ بمغنيةٍ عنك شيئا «4». قال:
* و ما مَهلٌ بواعظةِ الجَهُولِ «5» *
و قال أبو عبيد: التَّمَهُّل: التقدُّم. و هذا خلاف الأوّل، و لعلَّه أن يكون من الأضداد. و أمهَله اللّٰه: لم يُعَاجِلْه. و مشي علي مُهْلته، أي علي رِسْلِه.
و الأصل الآخر المُهْل، و قالوا: هو خُثَارَة الزَّيت «6»، و قالوا: هو النُّحَاس الذَّائب.
______________________________
(1) في الديوان 108: «حتي إذا ماكن»، و في اللسان: «حتي إذا كرعن».
(2) وردت في القاموس و لم ترد في اللسان.
(3) في الأصل: «الذاتيات».
(4) في الأصل: «لا مهل و لا مهل بمغنية عنك شيئا»، و الوجه ما أثبت من المجمل. و نحوه في اللسان.
(5) للكميت، كما في اللسان (مهل). و صدره:
* و كنا يا قضاع لكم فمهلا*
(6) في الأصل: «الزبد»، صوابه في المجمل و اللسان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 283‌

مهن

الميم و الهاء و النون أصلٌ صحيح يدلُّ علي احتقارٍ و حَقَارةٍ في الشي‌ء. منه قولهم مَهِينٌ، أي حقير. و المَهانة: الحَقَارَة، و هو مَهِينٌ بيِّنُ المَهانة.
و من الباب المهْن: الخِدْمة، و المهْنة. و الماهِن: الخادم. و مَهَنْت الثّوْب: جذبته «1» و ثوبٌ مَمْهُون. و ربما قالوا: مَهَنْتُ الإبلَ: حلبتُها.

باب الميم و الواو و ما يثلثهما

موت

الميم و الواو و التاء أصلٌ صحيح يدلُّ علي ذَهاب القُوّة من الشي‌ء. منه المَوْتُ: خلاف الحياة. و إنما قلنا أصلُه ذَهاب القُوّة لما
روِي عن النبي صلي اللّٰه عليه و سلم: «مَنْ أكلَ من هذِه الشَّجَرةِ الخبيثةِ فلا يقربَنَّ مسجِدَنا.
فإنْ كنتم لابدَّ آكِليها فأمِيتُوها طَبْخاً»
. و المَوَتانُ: الأرض لم تُحْيَ بعدُ بزرعٍ و لا إصلاح؛ و كذلك المَوَات. قال الأصمعيّ: يقولون اشتَرِ من المَوَتان، و لا تشتر من الحيوان. فأما المُوتَان «2»، بالسكون و ضم الميم، فالموت. يقال: وقَعَ في الناس مُوتَانٌ. و يقال: ناقةٌ مُميت و مُمِيتَة للتي يموتُ ولدُها. و رجلٌ [مَوْتَانُ الفؤادِ، و امرأةٌ «3»] مَوْتانَة. و أُمِيتَتِ الخمرُ: طُبِخَت.* و المُسْتَمِيت للأمر: المسترسِلُ له.
و المُوتَة: شِبه الجُنون يَعتَري الإنسان. و المَوْتة: الواحدةُ من المَوت. و المِيتة حالٌ من الموت، حسنة أو قبيحة. و مَات مِيتةً جاهليَّة. و المَيْتَة: ما مات ممّا يُؤكل لحمه إذا ذُكيّ.
______________________________
(1) وردت في القاموس و لم ترد في اللسان. و في حواشي اللسان عن التكملة: «مهنت الثوب:
مذمته». و الحذم: القطع.
(2) في الأصل: «الموت»، تحريف. و في المجمل: «فأما الموتان خفيفة فالموت».
(3) التكملة من المجمل و اللسان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 284‌

موث

الميم و الواو و الثاء كلمة، يقولون: مُثْتُ الشي‌ء في الماء:
مَرَسْتُه بيدي، أمُوثُه مَوثًا. و مِثْتُه أَمِيثُهُ مَيْثاً كذلك.

موج

الميم و الواو و الجيم أصلٌ واحد يدلُّ علي اضطرابٍ في الشي‌ء. و ماجَ الناسُ يَمُوجون، إذا اضطرَبوا. و ماجَ أمرُهم و مَرِج: اضطرب.
و المَوْج: مَوج البحر، سمِّي لاضطرابه. و ماج يَموج مَوْجاً و مَوَجاناً. و كلُّ شي‌ءٍ اضطربَ فقد ماج.

مور

الميم و الواو و الراء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ علي تردّد. و مار الدّمُ علي وَجْهِ الأرض يَمُور: انصبَّ و تردّد «1»، و أمَرْتُ دَمَه فمَار. و
في الحديث:
«أَمِرِ الدّمَ بما شئت» و يروي «أمْرِ الدّمَ»
من مَرَي يَمْرِي، و سيأتي. و المُورُ:
ترابٌ تَمُور به الرِّيح. و النّاقة تمُور في سَيرِها، و هي مَوَّارة: سريعة. قال طرفة:
صُهَابيَّةِ العُثْنُونِ مُوجَدَةِ القَرَي بَعيدةِ وخْدِ الرِّجْلِ مَوَّارةِ اليدِ «2»
و فَرسٌ مَوّارةُ الظَّهر. و يقولون: «لا أدري أَغَارَ أمْ مَار»، أي لا أدري أتي غوراً أم دَارَ فرجَع إلي نجد. و انْمارت عقيقةُ الحِمار: سقطت عنه أيّام الربيع، و كلُّ قطعةٍ منها مُوَارة. قال:
و انمارَ عنهنَّ مُوَارات العِقَقْ «3» *
______________________________
(1) في الأصل: «أنصبت و ترددت».
(2) البيت من معلقته المشهورة
(3) لرؤبة في ديوانه 105 و روايته فيه:
طير عنها اللس حولي العقق فانمار عنهن موارات المزق
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 285
و سمِّيت بها لأنها إذا سقطت مَارت. و المَوْر: الطريق، لأنّ الناس يَمُورُون فيه، أي يتردَّدون. و المَوْر: الموج. و قولهم: «فلانٌ لا يَدْرِي ما سائرٌ من مَائر» فالمائر: السَّيْف القاطع الذي يَمُور في الضَّريبة، و السائر: الشِّعر المرويّ.

موس

الميم و الواو و السين. يقولون: المَوْس: حَلْقُ الرَّأس.
[و يقال في النِّسبة إلي موسي موسَوِيّ. و قال الكسائي: ينسب إلي موسي و عيسي و ما أشههما مما فيه الياء زائدة موسِيٌّ و عيسيٌّ «1»]، و ذلك أنّ الياء فيه زائدة. كذا قال الكسائيّ.

موص

الميم و الواو و الصاد كلمةٌ واحدة، هو المَوْص: غَسْل الثَّوْب.
يقال مُصْتُه أمُوصُه. و المُوَاصَة: الغُسالة. قال امرؤ القيس:
بِأَسودَ ملتفِّ الغدائِرِ واردِ و ذي أُشَرٍ تَشُوصُه و تَمُوصُ «2»

موع

الميم و الواو و العين. ماعَ الصُّفْرُ و الفِضَّة في النار يُموع و يَميعُ: ذابَ.

موق

الميم و الواو و القاف كلمتانِ لا يرجعان إلي أصلٍ واحد. و المُوق:
حُمقٌ في غَباوة. و يقولون: ماقَ البَيعُ يَمُوق: رَخُصَ.

مول

الميم و الواو و اللام كلمة واحدة، هي تَمَوَّلَ الرّجُل: اتخذَ مالًا. و مَالَ يَمَالُ: كثُر مالُه. و يقولون في قول القائل:
______________________________
(1) التكملة من المجمل.
(2) البيت ليس في ديوانه المطبوع.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 286
* مَلْأَي من الماءِ كَعَيْنِ المُولَهْ «1» *
إنّ المُولَة: العَنكبوت؛ و فيه نظر.

موم

الميم و الواو و الميم كلمتانِ متباينتان جدًّا. المُوم: البِرْسَام. و مِيمَ الرّجُل فهو مَمُومٌ، و المَوْمَاة: المفَازة الواسعة الملساء، جمعها مَوَامٍ.

مون

الميم و الواو و النون كلمةٌ واحدة و هي المَوْن: أن تَمُونَ عيالَك «2»، أي تَقوم بكفايتهم و تتحمل مَؤُونتهم. و [أمّا] المؤونة فمن المَوْن و الأصل فيها مَوونة بغير همزة.

موه

الميم و الواو و الهاء أصلٌ صحيح واحد، و منه يتفرّع كَلِمُه، و هي المَوَه أصل بناء الماء، و تصغيرهُ مُوَيْه، قالوا: و هذا دليلٌ علي أنّ الهمزة في الماء بدل من هاء. و يقال: مَوَّهْتُ الشّي‌ءَ، كأنّك سقيته الماء. و مَوَّهت الشّي‌ءَ:
طَلَيْتُه بفِضَّةٍ أو ذهب، كأنَّهم يجعلون ذلك بمنزلةِ ما يُسقَاه. و قالوا: ما أحسَنَ مُوهَةَ وجهِه، أي تَرقرُقَ ماءِ الشَّباب فيه.
و من الباب الماوِيّة: حجر البِلَّور، و كذلك الماوية: [المِرآة]. قال طرَفة:
و عينانِ كالماويَّتينِ استكنَّتا بكهفَيْ حَجاجَيْ صخرةٍ قَلْتِ مَوْرِدِ «3»
______________________________
(1) أنشده في اللسان (مول، وله) و الأرجح أن تكون من (وله)، و يقال امرأة و لهي، و واله، و والهة، و موله، و ميلاه. و قبل البيت:
* حاملة دلوك لا محموله*
(2) في الأصل: «أن تموت بعيالك».
(3) البيت من معلقته المشهورة.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 287
يقال مَاهت السّفينةُ تَمُوه و تَمَاه. دَخَل فيها الماء. و أماهَتِ الأرضُ: ظهَرَ فيها نَزٌّ. و أمَاهَ الفحلُ: ألقَي ماءَه في رَحِم الأُنْثي. و رجلٌ ماهُ القَلب «1»، أي كثير ماءِ القلب. قال الراجز:
* إنّك يا جَهضَمُ ماهُ القَلْبِ «2» *
قالوا: و يكون صاحب ذلك بليداً، أُخرِج ماهٌ مُخْرَج مال. و أمَهتُ السِّكّين و أمْهَيْتُه: سقيته. و يقال في النسبة إلي ماه ماهِيٌّ و مائيٌّ، و إلي ماءٍ مائيٌّ* و ماوِيٌّ.

[باب الميم و الياء و ما يثلثهما]

ميث

الميم و الياء و الثاء كلمةٌ تدلُّ علي سهولةٍ في شَي‌ء. يقال مِثْتُ الشَّي‌ء في الماءِ مَيْثاً، إذا دُفْته «3». و المَيثاء: الأرض السَّهلة.

ميح

الميم و الياء و الحاء أصلٌ صحيح يدلُّ علي إعطاء. و أصله في الاستسقاء. و ماح يَميحُ: انحدَرَ في الرَّكيِّ فملأ الدَّلْو. قال:
* يأيُّها المائحُ دَلوِي دُونَكا «4» *
و مِحتُه ميحا: أعطيته.
و قولهم: تَمايَحَ السّكرانُ: تَمَايل، و العودُ أيضاً و كذا الغُصْن- ليس من الباب «5».
______________________________
(1) و يقال أيضاً: «ما هي القلب»، و معناهما الجبان أو البليد.
(2) يروي «ماه القلب» و «ما هي القلب»، كما في اللسان (موه).
(3) الدوف: الخلط و البل بالماء. و في الأصل: «ذقته»، تحريف.
(4) أنشده في اللسان (ميح).
(5) يعني أنها من باب الإبدال، أي أصلها «تمايل».
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 288‌

ميد

الميم و الياء و الدال أصلانِ صحيحان: أحدُهما يدلُّ علي حركةٍ في شي‌ء، و الآخَر علي نفعٍ و عطاء.
فالأوّل المَيْد: التحرُّك. و ماد يَميدُ. و مادت الأغصان تَمِيد: تمايلَتْ. و المَيْدان علي فَعْلان: العيش النّاعم الريّان. قال ابنُ أحمر:
… و صادَفَتْ نَعِيماً و ميداناً من العيشِ أخْضَرا «1»
و الأصل الآخر المَيْد. و مادَ يَمِيدُ: أطْعَمَ [و] نَفَع. و مادَنِي يَميدُني: نَعَشَنِي.
قالوا: و سمِّيت المائدة منه، و كذا المَائد «2» من هذا القياس. قال:
* و كُنت للمنتجعِينَ مائدا «3» *
قال أبوبكر «4»: و أصابه مَيْد، أي دُوَارٌ عن ركوب البَحر. و مِدْتُه:
أعطيتُه و أمَدْتُه بخيرٍ. و امْتَدْتُهُ «5»: طلبت خَيره. و ذهب بعضُ المحقِّقين [أنّ] أصل مَيْد الحركة. و المائدة: الخِوان لأنّها تميد بما عليها، أي تحرِّكه و تُزحِله عن نَضَدِه «6». و مادَهم: أطعَمهُم علي المائدة. و أمّا
قوله صلي اللّٰه عليه و آله و سلم: «مَيْدَ أَنَّا أُوتِينا الكتابَ مِن بعدهم «7»»
، أي غير أنّا، أو علي أنّا، فهو لغة في بَيْد أنَّا.
______________________________
(1) و كذا ورد الاستشهاد بهذه القطعة في المجمل و اللسان (ميد).
(2) في الأصل: «و كذا المائدة».
(3) ضبط في المجمل بضم التاء من «كنت».
(4) الجمهرة (2: 303).
(5) في الأصل: «أمددته».
(6) في الأصل: «أي يحركه و يزمله عن نصده».
(7) أوله كما في اللسان: «نحن الآخرون السابقون» و حديث آخر مشهور: «أنا أفصح العرب ميد أني من قريش، و نشأت في بني سعد بن بكر».
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 289‌

مير

الميم و الياء و الراء أصلٌ صحيح، هو الميْر، و مِرْت مَيْراً. و المِيرَة:
الطعام له إلي بلده «1». و قالوا: ما عنده خَيْرٌ و لا مَيْر.

ميز

الميم و الياء و الزاء أصلٌ صحيح يدلُّ علي تزيُّلِ شي‌ءٍ من شي‌ء و تَزييله. و ميَّزته تمييزاً و مِزْتُه مَيْزا. و امتازُوا: تميَّزَ بعضهم من بعض.
و يكاد يَتَمَيَّز غيظا، أي يتقَطَّع. و انمازَ الشّي‌ء: انفَصَل عن الشي‌ء. قال يصف حيّة:
قَرَي السُّمَّ حتَّي انمازَ فروةُ رأسِهِ عن العَظْمِ صِلٌّ فاتِكُ اللَّسْعِ مارِدُ

ميس

الميم و الياء و السين كلمةٌ تدلُّ علي مَيَلان. و مَاسَ مَيَسانًا «2»:
تبختر. و ماس الغصن أيضاً. و المَيْس: شجرٌ يقال إنّه أجودُ خَشَب.

ميش

الميم و الياء و الشين أصلٌ يدلُّ علي خلطِ شي‌ءٍ بشي‌ء و نَفْشه.
و ماشَتِ المرأةُ القُطنَ بيدِها بعد الحلج. و منه قولهم للرّجُل إذا أخبر ببعض الحديث و كتَمَ بعضا: قد ماش يَميش. و هو مأخوذٌ من مَيْش النّاقة، أن يَحلُب بعضَ ما في الضرع و يَدَعَ بعضا؛ فإذا جاوز الحَلب النِّصف فليس بمَيش.

ميط

الميم و الياء و الطاء كلمةٌ صحيحة تدلُّ علي دفع و مدافَعة. و مَاطَه عنه: دَفَعه. و مِطتُ الأذَي عن الطريق. يقال أَمَاطه إماطَةً. و لذلك يقال:
«هم في هِياطٍ و مِياط». الهِيَاط: الصِّياح، و المِياط: الدَّفْع. و قال الفرّاء:
______________________________
(1) كذا. و لعله: «تنقله إلي بلده» أو «تجلبه».
(2) يقال ماس ميسا، و ميسانا.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 290
تمايَطُوا: تباعدوا و فَسَدَ ما بينهم، تَمَايُطاً.

ميع

الميم و الياء و العين كلمةٌ صحيحة تدلُّ علي جريانِ شي‌ءٍ و اضطرابِ شي‌ء و حركتِه. و ماعَ الشّي‌ء يَمِيع: جَرَي علي وجه الأرض. و المائع كلُّ شي‌ءٍ ذائب «1». و منه المَيْعة و النشاط، و ذلك للحركة. و المَيْعة: أوّل الشَّباب، و ذلك إذا ترعرعَ و تحرَّك.

ميل

الميم و الياء و اللام كلمةٌ صحيحة تدلُّ علي انحرافٍ في الشي‌ء إلي جانب منه. مال يَميل مَيْلا. فإنْ كان خِلقةً في الشَّي‌ء فَمَيَلٌ. يقال مال يميل مَيَلا. و المَيْلاء من الرَّمل: عقدة ضخمة تعتزل و تميل ناحيةً. و المَيْلاء: الشَّجرة الكثيرة الفروع، و هي من قياس الباب. و الأمْيَل من الرِّجال، يقال إنَّه الذي لا يثبت علي الفرس. و إن كان كذا فلأنّه يَمِيل عَن سَرْجِه. و يقال الذي لا رُمْح معه. و إن كان كذا فشاذٌّ عن الباب. و جمع الأَمْيَلِ مِيل.* قال:
غَيْرُ مِيلٍ و لا عَواوِيرَ في الهَيْ جا و لا عُزّل و لا أكفالِ «2»

مين

الميم و الياء و النون كلمةٌ واحدة، هي المَيْن: الكَذِب. و مانَ يَمِين. قال:
و زعمتَ أنَّكَ قد قَتَلْ تَ سَرَاتَنا كذِباً و مَيْنا «3»
______________________________
(1) في الأصل: «ذائب منه».
(2) للأعشي في ديوانه 11. و قد سبق في (كفل) مع تخريجه.
(3) لعبيد بن الأبرص في ديوانه 27 و مختارات ابن الشجري 90 برواية «أزعمت» فيهما.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 291‌

باب الميم و الهمزة و ما يثلثهما

مأد

الميم و الهمزة و الدال كلمةٌ تدل علي حُسنِ حال و رِيٍّ في الشي‌ء.
المَأْد في الأغصان: الرَّيَّان الليِّن الناعم الميَّال. و مَئِدَ العرفجُ: اهتزَّ رِيًّا.
و من القياس امْتَأَد خَيرًا: كَسَبَهُ. و يَمْؤُود: مكان.

مأر

الميم و الهمزة و الراء كلمةٌ تدلُّ علي عَداوةٍ و شِدّة. منه المِئْرة:
العداوة. و ماءَرتُه مماءَرةً علي فاعلته، من ذلك. و أمرٌ مَئِرٌ: شديد «1».

مأق

الميم و الهمزة و القاف أصلٌ يدلُّ علي صِفةٍ تعتري بعد البُكاء، [و] علي أنَفَة.
فالأوّل المَأق: ما يعتري الإنسانَ بعد البكاء. تقول: مَئق يَمْأَقُ، فهو مَئِقٌ. و يقال إنّ المَأْقة: شِدّة البُكاء.
و الآخَر قولهم: أمْأَقَ: إذا دَخَل في المَأْقة، و هي الأنَفة. و
في الحديث: «ما لم تُضْمرُوا الإمَاق «2»»
، أي لم تُضمِروا أنفةً مما يلزمكم من صَدَقةٍ.

مأل

الميم و الهمزة و اللام. قد ذكروا فيها كلماتٍ ما أحسبها صحيحة، لكنَّني كتبتُها للمعرفة. يقولون: مَألتُ للأمر: استعددت. و يقولون: امرأةٌ مَأْلَةٌ: سمينة. و يقولون: المَأْلة: الرَّوضة، و الجمع مِئال. و في كلِّ ذلك نظر.
______________________________
(1) و يقال «مئير» أيضاً، بالمد.
(2) في اللسان: «و في كتاب النبي صلي اللّٰه عليه و سلم لبعض الوفود من اليمانيين: ما لم تضمروا الإماق، و تأكلوا الرماق. ترك الهمز من الإماق ليوازن به الرماق».
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 292‌

مأن

الميم و الهمزة و النون كلمتانِ متباينتان جِدًّا.
فالأولي المَأْنَة: الطِّفْطِفة، و الجمع مَأْنَات. قال:
إذا ما كنتِ مَهْديةً فأهدِي من المَأَناتِ أو قِطَع السَّنامِ «1»
قال ابن دريد «2»: مأنتُ الرّجلَ: أصبت مَأنَتَه. و قولهم: ما مأنْتُ مأنَهُ، أي لم أشعُر به. قال الأصمعيّ: ماءَنْتُ في الأمر، مثل ماعنت، أي رَوَّأْتُ.
أمَّا ما
جاء في الحديث: «مَئِنّةٌ من فِقْه الرّجل»
فمن باب إنّ، و قد ذكر فيه.

مأي

الميم و الهمزة و الياء كلمةٌ. يقال: المَأْي: النَّميمة و الإفساد بين القوم. يقال مأيْتُ بينهم. قال:
* و مأي بينهم أخُو نُكُراتٍ «3» *
و إما المائة فيقولون: أمْأَيْتُ الدّراهِم: جعلتُها مائة.

مأج

الميم و الهمزة و الجيم كلمةٌ واحدة. المَأْج: المِلْح. يقال مَؤُجَ يَمؤُجُ فهو مَأجٌ بيِّن المؤُوجَة. قال:
* نأَت عنها المُؤُوجة و البحرُ «4» *
______________________________
(1) أنشده في اللسان (مأن) و الاشتقاق 15.
(2) في الجمهرة (1: 16).
(3) عجزه في اللسان:
* لم يَزَلْ ذَا نميمةٍ ماءَ*
(4) لذي الرمة في ديوانه 211 و اللسان (عذا، مأج) و قد سبق في (عذي) و هو بتمامه:
بأرض هجان الترب و سمية الثري عذاة نأت عنها المؤوجة و البحر
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 293‌

باب الميم و التاء و ما يثلثهما

متح

الميم و التاء و الحاء أُصَيلٌ يدلُّ علي مَدِّ الشّي‌ءِ و إطالته. و مَتَح النّهارُ: امتدَّ. و ليلٌ مَتَّاح: طويل. و منه المَتْح و هو الاستقاء؛ مَتَح يمتَح مَتْحا، و هو ماتح و مَتُوحٌ. و إنما قيل ذلك لمدِّ الرشاء. و بِئر مَتوحٌ: قريبةُ المَنزَع.

متر

الميم و التاء و الراء. يقولون، و ما أدري ما هو: مَتَرْتُ الشَّي‌ءَ:
قطعته؛ و لعله من الإبدال. و قال ابن دريد «1»: مَتَرْتُه مَتْراً. و امْتَرَّ الحبلُ: امتدَّ.

متس

الميم و التاء و السين فيه كلمةٌ حكاها ابن دريد «2»، هي مَتَسه يَمْتِسُه مَتْسًا: أراغَه لينتزِعَه من بيتٍ أو غيره.

متع

الميم و التاء و العين أصلٌ صحيح يدلُّ علي منفعة و امتدادِ مُدّةٍ في خيرٍ. منه استمتعت بالشَّي‌ء. و المُتْعة و المَتَاع: المنفعة في قوله تعالي: بُيُوتاً غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيهٰا مَتٰاعٌ لَكُمْ. و متَّعت المطلَّقة بالشَّي‌ء، لأنَّها تنتفع به. و يقال أمْتَعْتُ بمالِي، بمعني تمتَّعت. قال:
خليطَينِ من شعبيْنِ شَتَّي تجاورَا قديماً و كانا للتفرُّقِ أمتَعَا «3»
و رواه الأصمعي: «بالتفرّق». يقول: لم تكن متعة أحدِهما لصاحبه إلّا الفِراق.
و يقولون: لئن اشتريتَ هذا الغلامَ لَتَمْتَعَنَّ منه بغلامٍ صالح «4». و يقولون: حبل
______________________________
(1) الجمهرة (1: 13).
(2) في الجمهرة (2: 17).
(3) للراعي كما في اللسان (متع)، و هو في مجالس ثعلب 367.
(4) بعده في المجمل و اللسان: «أي لتذهبن».
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 294
ماتِعٌ: جيِّد، و معناهُ أنَّ المدَّة تمتدّ به. و يقولون: مَتَع النَّهارُ: طال. و مَتَع النّباتُ مُتُوعا. فأمّا قول النابغة.
إلي خير دينٍ نُسكه قد علمته و ميزانُه في سُورة البِرِّ [ماتعُ «1»]
فقالوا: معناه راجحٌ زائد. و مَتَع السّرابُ: طالَ في أوَّل النهار مُتوعاً* أيضاً.
قال أبوبكر: و المتعة: ما تمتعت [به «2»]. و نِكاح المُتْعة التي كُرِهتْ أحسَبها من هذا «3». و المتاع من أمتعة البيت: ما يستمتع به الإِنسانُ في حوائجه.
و متَّع اللّٰه به فلاناً تمتيعاً، و أمتَعَه به إمتاعاً بمعنًي واحد، أي أبقاه ليستمتع به فيما أحب من السرور و المنافع.
و ذهب مِن أهلِ التَّحقيق بعضُهم إلي أنَّ الأصل في الباب التلذُّذ. و مَتَع النَّهارُ لأنهُ يُتَمتَّع بضيائه. و مَتَع السّرابُ مشبَّه بتمتُّع النهار. و المتاع: الانتفاع بما فيه لذَّةٌ عاجلة. و ذهبَ منهم آخَرُ إلي أنَّ الأصلَ الامتدادُ و الارتفاع، و المتاع انتفاعٌ ممتدُّ الوقت. و شراب ماتعٌ: أحمر، أي به يُتمتَّع لجودته.

متك

الميم و التاء و الكاف. يقولون: المُتْك: الأُترُجّ، و يقال الزُّماوَرْد. و يقال: المتْك «4»: ما تُبقِيه الخاتِنة.

متل

الميم و التاء و اللام. يقولون: مَتَله مَتْلًا: زعزَعَه.

متن

الميم و التاء و النون أصلٌ صحيح واحد يدلُّ علي صلابةٍ في الشَّي‌ء مع امتدادٍ و طول. منه المَتْن: ما صَلُب من الأرض و ارتفَعَ و انقاد، و الجمع
______________________________
(1) التكملة من المجمل و اللسان (متع). و ليس في ديوان النابغة.
(2) التكملة من الجمهرة (2: 22).
(3) في الجمهرة: «و نكاح المتعة الذي ذكر أحسبه من هذا».
(4) بفتح الميم و ضمها.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 295
مِتانٌ. و رأيته بذلك المَتْن. و منه شبِّه المتنانِ من الإنسان: مُكتنِفا الصُّلْب من عَصَبٍ و لحم. و مَتَنْتُه: ضربت مَتْنَه. و يقولون: مَتْنَةٌ، يذهبون إلي اللَّحمة.
قال امرؤُ القيس:
لها مَتْنَتَانِ خَظَاتَا كَمَا أكبَّ علي ساعِدَيه النَّمِرْ «1»
و متَنَ قوسَه: وَتَّرها بعَقَب من عَقَب المَتْن. و مَتَن يومَه: سارَهُ أجمَعَ، و هو علي جهة الاستعارة. و مَتَنْتُه بالسَّوط أمْتِنُه: ضربتُه. و عندنا أن يكون ضرباً علي المَتْن. و المُماتَنة: المباعَدة في الغاية. و سارَ سيراً مُماتِناً: شديداً بعيدا.
و ماتنه: ماطله. و من الباب مُماتَنَة الشَّاعرَين، إذا قال هذا بيتاً و ذلك بيتا، كأنَّهما يمتدَّان إلي غايةٍ يريدانِها.
و مما شذَّ عن الباب متَنْتُ الدّابةَ: شققت صَفْنَه و استخرجتُ بيضَتَه.

مته

الميم و التاء و الهاء. يقولون: التمتُّه: الذَّهاب في البَطَالة و الغَوَاية. و هو عندنا من باب الإبدال، الهاء من الحاء، كأنَّه التمتُّح، و قد ذكرناه.
و مَتَهت الدّلْوَ: متحتُها.

متي

الميم و التاء و الحرف فيه ثلاث كلمات:
إحداها يُستفهَم بها عن زمانٍ. تقول: متي يخرُجُ زيد؟
و الكلمة الأخري من بابِ الإبدال. يقولون: تَمتَّي في نَزْع القَوس، و هو من تَمَطَّي و تمطَّطَ، و قد ذُكِر. قال امرؤ القيس:
______________________________
(1) ديوان امرئ القيس 14 و اللسان (متن، خظا).
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 296
فأتَتْه الوحشُ واردةً فتَمتَّي النَّزْعَ في يَسَرِهْ «1»
و الثالثة كلمةٌ هذليَّة، يقولون: جعلته متي كُمِّي، أي في وسط كُمِّي. قال أبو ذؤيب:
شربنَ بماءِ البحرِ ثم ترفَّعَتْ متي لُججٍ خُضْرٍ لهنَّ نئيجُ «2»

باب الميم و الثاء و ما يثلثهما

مثع

الميم و الثاء و العين كلمة واحدة. يقولون: المَثْعاء: مِشْيةٌ قبيحة «3». يقال: مَثَعَت الضّبُع تَمثَع. قال الرّاجز «4»:
* كالضَّبُعِ المثعَاءِ عَنّاها السُّدُمْ «5» *

مثل

الميم و الثاء و اللام أصلٌ صحيح يدلُّ علي مناظرَة الشّي‌ء للشي‌ء. و هذا مِثْل هذا، أي نَظِيرُه. و المِثْل و المِثال في معنًي واحد. و ربَّما قالوا مَثِيل كشبيه. تقول العرب: أمثَلَ السُّلطانُ فلاناً: قتَلَه قَوَداً، و المعني أنَّه فعل به مِثلَ ما كان فَعَلَه. و المَثَل: المِثْل أيضاً، كشَبَه و شِبْه. و المثَلُ المضروبُ مأخوذٌ من هذا، لأنَّه يُذكَر مورًّي به عن مِثلِه في المعني. و قولهم: مَثَّل به، إذا نَكَّل، هو من هذا أيضاً، لأنَّ المعني فيه أنَّه إذا نُكِّل بِهِ جُعِل ذلك مِثالًا لكلِّ مَن صنَعَ
______________________________
(1) ديوان امرئ القيس 152 و اللسان (متي، يسر). و يسره، أي حذاء وجهه، و أصله التسكين و حرك السين للشعر. و يروي: «يسره» بضم ففتح: جمع يسري، و كذلك «يسره» بضمتين جمع يسار.
(2) ديوان الهذليين (1: 52)، و اللسان (متي).
(3) اعترض صاحب القاموس علي «المثعاء» ثم قال: «أو هذه سقطة من ابن فارس».
(4) هو المعني، كما في اللسان (مثع).
(5) أنشده في اللسان شاهداً علي أن المثعاء: الضبع المنتنة. و أنشد بعده:
* تحفره من جانب و ينهدم*
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 297
ذلك الصَّنيعَ أو أرادَ صُنْعَه. و يقولون: مَثَل «1» بالفَتيل: جَدَعه. و المَثُلات من هذا أيضاً. قال اللّٰه تعالي: وَ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمُ الْمَثُلٰاتُ أي العقوبات التي تَزجُر عن مثل ما وقعت لأجلِه، و واحدها مَثُلَةٌ كسَمُرَة و صَدُقَة. و يحتمل أنَّها التي تَنزِل بالإنسان فتُجعَل مِثالًا يَنزجِرُ به و يرتدع غيرُه. و مَثَلَ* الرّجُلُ قائماً:
انتصب، و المعني ذاك، لأنَّه كأنَّه مِثالٌ نُصِب. و جمع المِثال أمثِلةٌ. و المِثالُ: الفِراش و الجمع مُثُل، و هو شي‌ء يُماثِلُ ما تحتَه أو فوقَه. و فلانٌ أمْثَلُ بني فلانٍ: أدناهم للخير، أي إنَّه مماثِلٌ لأهل الصَّلاح و الخير. و هؤلاء أماثل القوم، أي خِيارُهم.

باب الميم و الجيم و ما يثلثهما

مجد

الميم و الجيم و الدال أصلٌ صحيح، يدلُّ علي بلوغ النِّهاية، و لا يكون إلّا في محمود. منه المَجْد: بلوغ النِّهاية في الكَرَم. و اللّٰه الماجد و المجيد، لا كَرَمَ فوق كرَمه. و تقول العرب: ماجَدَ فلانٌ فلاناً: فاخَرَه. و يقولون مثلا:
«في كلِّ شَجرٍ نارٌ، و استَمْجَدَ المَرْخُ و العَفَار»، أي استكثَرَا من النار و أخذا منها ما هو حَسبُهما، فهما قد تناهَيَا في ذلك، حتَّي إنّهُ يُقْبَس منهما. و أمَّا قولهم:
مَجَدتِ الإبلُ مُجوداً، فقالوا: معناه أنَّها نالت قريباً من شِبَعها «2» من الرُّطْبِ و غَيره. و قال قومٌ: أَمْجَدْتُ الدَّابَّة: علَفْتُها ما كَفَاها. و هذا أشْبَه بقياس الباب‌

مجر

الميم و الجيم و الراء ثلاثُ كلماتٍ لا تنقاس.
فالأولي المَجْر، و هو الدَّهْم، الكَثِير.
______________________________
(1) يقال بتخفيف الثاء و تشديدها.
(2) في الأصل: «من شعبها»، تحريف.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 298
و الثانية المَجْر: أن يُبَاعَ الشّي‌ءُ بما في بَطْنِ الناقة. و
نهي رسولُ اللّٰه صلي اللّٰه عليه و آله عن المَجْر. و كانت [العرب] في الجاهلية تفعله.
و الثالثة المَجَر بفتح الجيم، و هو ما يكون في بطون الإِبل و الشّاء من داءِ.
و شاةٌ مُمْجِرٌ و مِمجارٌ، إذا حملت فُهزِلت فلم تستطع القيام إلَّا بمن يُقِيمها، و قَلَّمَا تسلُم منه قال رجلٌ من العرب: «الضأنُ مالُ صِدْق إذا أفلتَتْ من المجَر».

مجس

الميم و الجيم و السين كلمةٌ ما نَعرِفُ لها قياساً، و أظنُّها فارسيَّة، و هي قولنا هؤلاء المجوس. يقال: تَمَجَّسَ الرّجُل، إذا صارَ منهم.

مجع

الميم و الجيم و العين كلمتان متباينتان.
فالأولي المَجْع: أكْل التَّمر باللَّبَن، و ذلك هو المَجِيع. و المَجَّاعة «1»:
المُكْثِر منه. و مجَاعَة التَّمر و اللَّبن: بقِيَّتُه «2». و شَرِبَ المجَاعَة.
و الأخري تدلُّ علي رداءةِ الشَّي‌ء و قلة خيره. يقال لكلِّ شي‌ءٍ ردي‌ءِ مِجْع.
و ربما قالوا للماجن مَجِعٌ. و امرأةٌ مَجِعَةٌ: تَكَلّمُ بالفُحْش. و في نِساءِ بني فلانٍ مَجَاعةٌ، و هي أن يصرِّحْن بما يُكنَي عنه من الرَّفَث.

مجل

الميم و الجيم و اللام كلمةٌ واحدة، و هي مَجِلَتْ يدُه تَمْجَلُ و مَجَلَتْ تَمجُلُ: تنفّطت. و يقولون: جاءَت الإبلُ كأنَّها المَجْل، أي ممتلئة كامتلاء المَجْل. و تَمَجَّلَ قَيحاً: امتلأ.
______________________________
(1) و يقال أيضاً «مجاع» بدون هاء و كذلك «مجاعة» هذه بضم الميم و تخفيف الجيم.
(2) في الأصل: «بعينه»، تحريف. و «المجاعة» هذه وردت في اللسان و لم ترد في القاموس، و ضبطت في اللسان بفتح الميم، و القياس ضمها، كما هو وزن بقايا الأشياء.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 299
و غَلط ابنُ دريدٍ في هذا البناء في موضعين «1»: ذكر أنَّ المَاجِلَ: مستنقَعُ الماء، و هذا من باب (أجل)، و ذكر أنّ المجلة: الصَّحيفة، هو من (جَلّ).

مجن

الميم و الجيم و النون كلمةٌ واحدة، هي مجن، يقال: إنّ المُجونَ: ألَّا يُبَالِيَ الإنسانُ ما صَنَع. قالوا: و قياسه مِنَ «2» النَّاقة المُماجِن، و هي التي يَنْزُو عليها غيرُ واحدٍ من الفُحُولة، فلا تكاد تلقح. و المَجَّان، هو عَطِيّة الرّجل شيئاً بلا ثمن.

باب الميم و الحاء و ما يثلثهما

محز

الميم و الحاء و الزاء ليس بشي‌ء، علي أنهم يقولون: المَحْز:
النِّكاح، و مَحَزَها مَحْزا.

محش

الميم و الحاء و الشين أصلٌ صحيح يدلُّ علي إحراق النّار شيئًا حتي ينسحِجَ جِلدُه. يقال: مَحَشَت النارُ الشي‌ءَ تَمْحَشُه. و امتَحَشَ الخبزُ:
احتَرق. و روي ابنُ السِّكِّيت: أمْحَشَهُ الحَرُّ. و يقال: امتَحَشَ، إذا غَضِب؛ و معناه أنّ الغضبَ لحرارته بَلَغَ ذلك المبلغ، كأنّه أحرَق. و يقال للسّنَة الجدْب:
قد أَمْحَشَت كلَّ شي‌ء. فأمَّا قولُ النابغة:
جَمِّع مِحَاشَكَ يا يزيدُ فإنّني أعددت يربوعاً لكم و تميما «3»
______________________________
(1) انظر الجمهرة (2: 111):
(2) في الأصل: «بين».
(3) ديوان النابغة 70 و اللسان (محش). و يزيد هذا هو يزيد بن أبي حارثة بن سنان، ابن أخي هرم بن سنان. و كان قد تزوج بنت النابغة ثم طلقها. و تميم هذه هي تميم بن ضبة بن عذرة بن سعد بن ذبيان، و ليست تميم بن مر. شرح ديوان النابغة للبطليوسي.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 300
فقالوا: معناه جَمِّعْ هذه القبائل، و كانوا قبائلَ تحالَفُوا بالنّار.
و مما قِيس علي هذا مَحَشَ وجهَه بالسّيف مَحشَةً: ضربَه فقَشَرَ الجلد «1».
و مرَّتْ غِرَارَةٌ فمَحَشَتْنِي، أي سَحَجَتْنِي.

محص

الميم و الحاءُ و الصَّاد أصلٌ واحد صحيح يدلُّ علي تخليصِ* شي‌ء و تنقيته. و مَحَصَه مَحْصاً: خلَّصَه من كل عيبٍ. [و] مَحَصَ اللّٰه العبدَ من الذَّنْب: طهَّرَه منه و نقّاه، و مَحَّصَهُ «2». قال اللّٰه تعالي: وَ لِيُمَحِّصَ اللّٰهُ الَّذِينَ آمَنُوا. و مَحّصْتُ الذّهبَ بالنّار: خلّصته من الشَّوب. و قولهم: فرسٌ مُمَحَّص يقولون: إنّه الشديد الخَلْق و قياسُه عندنا أنّه البرِي‌ء من العيوب. و كذلك المَحِص من الحِبال و الأوتار «3»: ما مُحِص حتي ذهب زئبِرهُ و لانَ. قال الهُذَلي «4»:
لها مَحِصٌ غيرُ جافِي القوَي إذا مُطْيَ حنّ بِوَرْكِ حُدَالِ «5»

محض

الميم و الحاء و الضاد كلمةٌ تدلُّ علي خُلوص الشّي‌ء. منه اللبن المَحْض: الخالص؛ و عربيٌّ محض. و المَحْض يشتقُّ منه مَحَضْتُهُمْ: سقيتُهم
______________________________
(1) في الأصل: «قشعر الجلد»، صوابه في المجمل.
(2) أي يقال بتخفيف الحاء و تشديدها أيضاً.
(3) في الأصل: «الجبال و الأوتاد».
(4) هو أمية بن أبي عائذ الهذلي. ديوان الهذليين (2: 185). و أنشده في اللسان (ورك، حدل) بدون نسبة.
(5) روايته في اللسان (حدل): «من الثور حن»، و قال: «أي من عقب الثور».
و «مطي» هي أيضاً رواية المجمل و اللسان (ورك)، قال في اللسان: «أراد مطي فأسكن الحركة».
و رواية الديوان: «إذا مط».
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 301
ذلك. و امتَحَضْتُ أنا: شرِبت المَحْض. و أمحضْتُك الحديثَ: صَدَقْتُكَه.
و كذا النصيحة [و] الوُدّ. قال:
قُلْ لِلْغَواني أما فيكُنَّ فاتكةٌ تَعلُو الّلئيم بضربٍ فيه إمحاضُ «1»

محق

الميم و الحاء و القاف كلماتٌ تدلُّ علي نُقصان. و مَحَقَه: نَقصه.
و كلُّ شي‌ءٍ نَقَصَ وُصِف بهذا. و المحَاق «2»: آخِر الشَّهر إذا تمحَّق الهِلال. و مَحَقه اللّٰه: ذهَب ببَركتِه «3». و قال قوم: أمْحَقَه؛ و هو ردي‌ء. و قال أبو عمرو: الإمحاق أن يَهلِك كمحاقِ الهلال. و قولهم: ماحِقُ الصَّيف: شِدّة حَرِّه، أي إنّه بشدَّة الحرِّ يَمحَق النّبات، أي يُوبِسُه، و يذهبُ به. و قال ابن دريد «4»، في قول القائل «5»:
يقلّب صعدةً جرداءَ فيها نَقيع السّمّ أو قَرْنٌ مَحيقُ
إنّه ليس من المحق، إنَّما هو مفعول من حُقْت أَحُوق و حِقت أَحيق، أي دَلكت و ملَّست.

محك

الميم و الحاء و الكاف كلمةٌ واحدة. المَحْكُ: التَّمادي و اللَّجاج. و تماحَكَ الخصمانِ: تلاجَّا. و هو مَحِكٌ.
______________________________
(1) و كذا أنشده في المجمل و الجمهرة (2: 169) بدون نسبة.
(2) المحاق، بتثليث الميم.
(3) في الأصل: «بتركته».
(4) الجمهرة (2: 182).
(5) هو المفضل النكري، كما في اللسان (محق) و الأصمعيات 54. و البيت في المجمل و الجمهرة بدون نسبة. و رواية الأصمعيات:
يهزهز صعدة جرداء فيها سنان الموت أو قرن محيق
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 302‌

محل

الميم و الحاء و اللام أصلٌ صحيح له معنيانِ: أحدهما قِلّة الخير، و الآخَر الوِشاية و السِّعاية.
فالمَحْل: انقطاع المطر و يُبْس الأرضِ من الكلأ. يقال: أرضٌ مُحُول، علي فُعول بالجمع. قال الخليل: يحمل ذلك علي المواضع. و أمْحَلَت فهي مُمْحِل.
و أمْحَل القوم. و زمانٌ ماحِل.
و المعني الآخَر مَحَل به، إذا سعَي به. و
في الدعاء: «لا تجعل القرآنَ بنا ماحلا»
، أي لا تجعله يَشهد عندك علينا بتركنا اتِّباعَه، أي اجعَلْنا ممّن يتبع القرآن و يَعمَل به.
و مما يُبايِن هذه المعنيين: لبنٌ مُمَحَّل، محَّله القوم، أي حَقَنوه.

محن

الميم و الحاء و النون كلماتٌ ثلاثٌ علي غير قياس.
الأولي المَحْن: الاختبار. و مَحَنَه و امتحنه.
و الثانية: أتيتُه فما مَحَنني شيئًا، أي ما أعطانيه.
و الثالثة مَحَنَه سَوطاً: ضربَه.

محو

الميم و الحاء و الحرف المعتل أصلٌ صحيح يدلُّ علي الذَّهاب بالشي‌ء. و مَحَتِ الرِّيحُ السحابَ: ذهبَتْ به. و تسمَّي الشّمالُ مَحْوَةَ، لأَنها تَمحو السَّحاب. و مَحَوْت الكتابَ «1» أَمْحُوه مَحْواً. و امَّحَي الشّي‌ءُ: ذهب أثرُه، كذلك امْتَحَي.
______________________________
(1) في الأصل: «و محوت الكتاب أثره».
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 303‌

محت

الميم و الحاء و التاء ليس بأصل، إنّما هو مقلوب. يقولون:
المَحْت: الشَّديد من كلِّ شي‌ء. و يومٌ مَحْتٌ: شديدُ الحر. و الأصل الحَمْتُ.

محج

الميم و الحاء و الجيم. يقولون: مَحَجت الأرضَ الرِّيحُ: مسحت التُّرابَ عنها. و مَحَجْتُ اللَّحمَ: قشَرته. قال الخليل: و المَحْج: مسحُ شي‌ءٍ عن شي‌ء.
قال ابن دريد «1»: و مَحَجت الأديمَ و الحبْلَ، إذا دلكته لِيَلين. قال: و ماحَجْتُه مُماحجةً و مِحاجاً، إذا ما طَلته. و إن صحَّ الباب فأصله المَسْح.

باب الميم و الخاء و ما يثلثهما

مخر

الميم و الخاء و الراء أصلٌ يدل علي شَقٍّ و فَتْح. يقال مَخَرت السّفينةُ الماءَ مخراً: شَقَّته. قال الراجز في نساء يختصمن و يستعنَّ بأيديهنّ، كما يفعل السَّابح:
* مقدِّمات أيدِيَ المَوَاخِرِ «2» *
و يقال: مَخَرْتُ الأرضَ، إذا أرسلْتَ فيها الماء. و يقال استمخَرْتُ الرِّيحَ، إذا استقبلتَها بأنفِك. و قياسُه صحيح، كأنَّك تشقُّ الرِّيح بأنفك. و قولهم:
امتخَرْتُ القومَ، إذا انتقَيْتَ خِيارَهم، كأنَّه شقَّ النّاس إليه حتَّي انتخَبَه. قال:
* من نُخْبةِ النّاسِ التي كان* امتخَرْ «3» *
و مما شذَّ عن هذا الباب اليَمخُور: الرَّجل الطَّويل. فأما بناتُ مخْرٍ فهي
______________________________
(1) الجمهرة (2: 59).
(2) أنشده في اللسان (مخر).
(3) للعجاج في ديوانه 19 و اللسان (مخر) برواية: «من مخة الناس».
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 304
سحابٌ تنشأ في الصَّيف، و ليس من الباب، لأنَّه من الإبدال و الأصل الباء «بَخْرٌ»، و قد مرَّ.

مخض

الميم و الخاء و الضاد أصلٌ صحيح يدلُّ علي اضطرابِ شي‌ء في وِعائه مائعٍ، ثم يستعار. و مَخَضت اللَّبَن أمخضه مَخْضا. و المَخْض: هدر البَعير، و هو علي التَّشبيه، كأنّه يمخض في شِقْشِقته شيئاً. و الماخِض: الحامل إذا ضَرَبها الطَّلْق. و هذا أيضاً علي معني التَّشبيه، كأنَّ الذي في جوفها شي‌ءٌ مائع يتمخَّض.
و المَخَاض: النُّوق الحوامل، واحدتها خَلِفة. و يقال لولد النَّاقة إذا أُرسِل الفحلُ في الإبل التي فيها أمُّه: ابنُ مَخَاضٍ، لَقِحت أُمُّه أمْ لا.

مخط

الميم و الخاء و الطاء أُصَيلٌ، يدلُّ علي بُروزِ شي‌ءٍ من كِنِّه، صحيحٌ. و امتَخَط السَّيفَ: انتضاه. و أمْخَطَ السَّهمَ «1»: أنفَذَه إمخاطًا. و ربَّما قالوا:
امتخَطَ ما في يده: اختَلَسه.

مخن

الميم و الخاء و النون يقولون: المَخْن: الرَّجُل الطَّويل «2».

مخي

الميم و الخاء و الحرف المعتلّ. يقولون: تمخَّي من الشَّي‌ء و امَّخي منه: تبرَّأ منه و تحرَّج. قال:
و لم تُراقِبْ مأثَماً فتَمَّخِهْ من ظُلْمِ شيخٍ آضَ من تَشَيُّخِهْ «3»
______________________________
(1) في الأصل: «السيف»، صوابه في المجمل و اللسان.
(2) يقال للطويل و للقصير أيضاً، فهو من الأضداد.
(3) بعده في اللسان (مخا):
* أشهب مثل النسر بين أفرخه*
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 305‌

مخج

الميم و الخاء و الجيم كلمةٌ واحدة. يقولون: مَخَج البئرَ، إذا خَضْخَضَها. قال:
* يَزيدُها مَخْجُ الدِّلا جُموما «1» *
و يَكنون به عن البِضاع، فيقال: مَخَجَها. و اللّٰه أعلم بالصَّواب.

باب الميم و الدال و ما يثلثهما

مدر

الميم و الدال و الراء أصل صحيح يدلُّ علي طينٍ متحبِّب، ثم يشبَّه [به]. فالمَدَر معروف، و الواحدة مَدَرَةٌ، و ربَّما قالوا: سمِّيت البلدة مَدَرَة. قال:
* لَيْلًا و ما نَادَي أذِين المَدَرَه «2» *
و المَدْر: تطيينُك وجهَ الحَوض بالطِّين، و هو المَدَر المبلول بَلًّا بالماء «3». و مكان ذلك الطِّين مَمْدَرةٌ. و الأمْدَر من الضِّباع، لونُه لونُ المَدَرِ «4». و يقال: رجلٌ أمدَرُ:
عظيم الجَنْبَين، و أظنُّه من تَراكُم اللَّحم عليه، كأنَّه مَدَرٌ.
______________________________
(1) في الأصل: «الداء اجموها»، صوابه مما سبق في (جم). و الرجز في اللسان (جمم، مخخ، قلذم).
(2) للحصين بن بكير الربعي،؟؟ ف حمار وحش. اللسان (أذن). و قبله في اللسان (مدر، أذن):
* شد علي أمر الورود مئزره*
(3) في الأصل: «لبلا الماء».
(4) في المجمل: «و الأمدر من الضباع لون له».
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 306‌

مدس

الميم و الدال و السين. ذكر ابن دريد «1»: المَدْس: الدَّلْك و الفَرْك. و مَدَسْتُ الأديمَ مَدْساً.

مدش

الميم و الدال و الشين. يقولون مَدْشاء: لا لحمَ علي يدَيْها «2».
و قال أبو بكرٍ «3»: مَدِشَتْ عينُه: أظلَمَتْ، و الرجُل مَدِشٌ.

مدق

الميم و الدال و القاف كلمةٌ واحدة حكاها أبوبكر: مَدَقْتُ الصَّخرَ «4» و غيره: كسرته.

مدل

الميم و الدال و اللام من كلمات أبي بكر أيضاً «5»: المِدْل:
اللَّبَن الخاثر.

مدن

الميم و الدال و النون ليس فيه إلّا مدينة، إن كانت علي فعيلة، و يجمعونها مُدُنًا. و مدَّنْتُ مَدينةً.

مده

الميم و الدال و الهاء ليس بأصل، لأنَّ هاءه عن حاء: التَّمَدُّح و التَّمَدُّه. و مَدَهته. قال:
______________________________
(1) في الجمهرة (2: 266).
(2) بعده في الأصل: «مدشت الصخرة و غيره كسرته. مدل الميم و الدال و اللام من كلمات أبي بكر»، تحريف و إقحام لما سيأتي من الكلام.
(3) الجمهرة (2: 269).
(4) في الأصل: «الصخرة». علي أن نص الجمهرة (2: 294): «و مدقت الصخرة، إذا كسرتها».
(5) في الجمهرة (2: 299).
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 307
* لِلّٰهِ دَرُّ الغَانياتِ المُدَّهِ «1» *
قال الخليل: المَدْه يضارع المدح «2»، إلّا أنّ المَدْه في نعت الجَمَال و الهيئة، و المدح عامٌّ في كلِّ شي‌ء.

مدي

الميم و الدال و الحرف المعتلّ أصلٌ صحيح يدلُّ علي امتدادٍ في شي‌ء و إمداد «3». منه المَدَي: الغاية. و المَدِيُّ فيما يقال: الماء المجتمع، و الحوضُ الذي يُمِدُّ ماؤه بعضُه بعضا، و الجمع أمدِيةَ. قال:
* إذا أُمِيلَ في المَدِيِّ فاضا «4» *
و المُدْي: مِكيال «5».
و مما شذَّ عن هذا الباب المدْية «6»: الشَّفرة، و جمعها مُدًي. و يحتمل أنّها من الباب أيضاً، فإنه إذا ذُبِحت الذَّبيحة بها كان ذلك مَداهَا. و إلي هذا أشار أبو علي «7».
______________________________
(1) لرؤبة في ديوانه 165 و اللسان (مده) و الجمهرة (2: 302) و فيها: «و من روي المزه، أراد المزح».
(2) و كذا روايته عن الخليل في؟؟؟. و الذي في اللسان: «و قال الخليل بن أحمد: مدهته في وجهه، و مدحته إذا كان غائباً».
(3) في الأصل: «و امتداد».
(4) أنشده في المجمل و اللسان (مدي).
(5) هو مكيال لأهل الشام يسع خمسة و أربعين رطلا، و قيل غير ذلك.
(6) المدية، مثلثة الميم.
(7) كذا، و لعلها أبو عبيد.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 308‌

مدح

الميم و الدال و الحاء أصلٌ صحيح يدل علي وصفِ محاسنَ بكلامٍ جميل. و مَدَحَه يَمْدَحه مَدْحًا: أحسَنَ عليه الثَّناء. و الأُمْدُوحة: المَدْح. و يقال المَنْقَبة أُمْدُوحةٌ أيضا. قال:
لو كان مِدحةُ حيٍّ مُنْشِراً أحداً أحْيَا أبا كُنَّ يا ليلي* الأماديحُ «1»

مدخ

الميم و الدال و الخاء. يقولون: المَدْخ: العظمة. و التَّمادُخ:
البَغْي. قال:
تمادَخُ بالحِمَي جَهْلًا علينا فهَلَّا بالقَنَانِ تُمادِخِينا «2»
و حكي ابنُ دريد «3»: تمدَّخَت النّاقة: تلوَّتْ في سَيرِها. و تمدَّخَت:
امتلأَتْ شَحما.

باب الميم و الذال و ما يثلثهما

مذر

الميم و الذال و الراء يدلُّ علي فسادٍ في شي‌ء. و مَذِرت البيضة:
فسدَت. و أمْذَرَتْها الدَّجاجة. و التمذُّر: خُبْث النَّفس. و مَذِرَتْ له نفسي.
و مَذِرت مَعِدتُه: فَسَدت. و الأمْذَر: الكثير الاختلاف إلي الخَلاء، و هو ذلك المعني.
______________________________
(1) لأبي ذؤيب الهذلي في ديوان الهذليين (1: 113). و أنشده في اللسان، و نبه ابن بري أن الرواية الصحيحة ما رواه الأصمعي، و هي:
لو أن مدحة حي أنشرت أحدا أحيا أبوتك الشم الأماديح
(2) كذا روايته في المجمل. و القنان: موضع. و في الأصل: «بالفتان»، و في اللسان (مدخ): «بالقيان».
(3) الجمهرة (2: 202).
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 309
و يجوز أن يقال: إنّ من الباب قولَهم تفرَّقُوا شَذَرَ مَذَرَ.

مذع

الميم و الذال و العين. يقولون فيه المذَّاع: الكذَّاب، و الذي لا يكتُم السِّرَّ أيضًا. و مَذَع ببَوْلِه: رمي ببوله.

مذق

الميم و الذال و القاف أصلٌ يدلُّ علي خلطِ شي‌ء لا عَلَي جهة النَّصاحة.
من ذلك مَذَق اللّبَنَ بالماء، و إنَّما يراد بذلك تكثيره. و اشتُقَّ منه المذَّاق:
الذي يَمذق الوُدّ بملَلٍ يكون فيه. و المَذْق: اللَّبَن الممزوج أيضًا، و كذا المَذِيق.

مذل

الميم و الذال و اللام أصلٌ صحيح يدلُّ علي استرخاء و قلّةِ تشدُّدٍ في الشَّي‌ء. منه الامذِلال: الفَتْرة في النَّفس. قال ذُو الرُّمَّة:
[و ذكِرُ البَينِ يَصدعُ في فؤادي و يُعقِبُ في مفاصِلِيَ] امذِلالًا «1»
و المَذِيلُ: المريضُ «2» الذي لا يتَقَارُّ. و قد يكون من هذا القياسِ المَذِلُ لما عِندَه من مالٍ و سِرٍّ، إذا لم يَقدِرْ علي ضبطِ نَفْسِه. و مَذِل من كلامه:
قَلِق.

مذي

الميم و الذال و الحرف المعتلّ يدلُّ علي سهولةٍ في جريانِ شي‌ءٍ مائع. منه المَذْي، و هو أرَقُّ ما يكون من النُّطفة، و الفِعل منه مَذَيْتُ وَ أمْذَيْتُ، [و] فيه الوضوء.
______________________________
(1) لم يرد في الأصل إلا هذه الكلمة، و لم يرو في المجمل و اللسان (مذل). و تكملة البيت من ديوان ذي الرمة 430.
(2) في الأصل: «و المذبل المرض».
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 310
و من هذا القياس المِذَاء: أن يجمع الرّجلُ بين نساء و رجال يُخَلِّيهم يُماذي بعضُهم بعضاً: و
في الحديث: «الغَيْرَة من الإيمان، و المِذَاء من النِّفاق»
. و يقولون: إنَّ ماذِيَّ العسل أبيَضُهُ. و قياس الباب أنَّ الماذِيَّ السَّهلُ الجِرْية اللَّيِّن. و كذا الدُّروعُ «1» الماذِيَّة: السَّلِسَة. و الخَمْر ماذِيَّة، إذا سُهلت في حَلْقِ شارِبِها.

مذح

الميم و الذال و الحاء. يقولون: المَذَح: أن يمشِيَ الرّجلُ فتسحج إحدي [رجليه] الأخري.

باب الميم و الراء و ما يثلثهما

مرز

الميم و الراء و الزاء أصلٌ يدلُّ علي تقطيع شي‌ءٍ و خَدْشه.
و مرَزَتِ المرأةُ العجينَ: قطّعته، و كلُّ قطعةٍ مَرْزَةٌ. و يقولون في القياس علي هذا: امتَرزَ عِرْضَه، إذا نال منه. و مرز جلدَه: خَدَشَه.

مرس

الميم و الراء و السين أصلٌ صحيح يدلُّ علي مُضامَّةِ شي‌ءٍ لشي‌ءٍ بشِدّةٍ و قُوّة.
منه المَرَس: الحَبْل، سمِّيَ لتمرُّسِ قُواهُ بعضِها ببعض، و الجمع أَمْراس و مَرِسَ الحبلُ يَمرَسُ مَرَسًا: وقع بين الخُطّاف و البَكْرة، فأنت تُعالِجُه أن تُخرِجَه.
و رجلٌ مَرِسٌ: ذو جَلَد. و فحل مَرّاسٌ: ذو مِرَاسٍ شديد. يقال: امتَرَستِ الألسُنُ
______________________________
(1) في الأصل: «الدرماع».
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 311
في الخصومات: أخَذَ بعضها بعضا. و منه الامتراس: اللُّزوق بالشَّي‌ءِ و ملازمتُه.
قال:
فَنكِرْنَه فنَفَرن و امتَرَستْ به هَوْجاءُ هادِيةٌ و هادٍ جُرْشُعُ «1»
و منه تمرَّسَ فلانٌ بالشَّي‌ء: احتَكَّ به «2». و المَرْمريس: الدَّاهية.

مرش

الميم و الراء و الشين. يقولون: المَرْش: خَرْق الجِلد بأطراف الأظافير. و المَرْش أيضًا: الخَدْش الخفيف. و المَرْشُ: الأرض تَسيلُ من أدنَي مطر.

مرص

الميم و الراء و الصاد. يقولون: المَرْص مثل المَرْش. و تمرَّصَ عن السُّلْتِ قِشرُه: طار. و هذا عندنا كلام.

مرض

الميم* و الراء و الضاد أصلٌ صحيح يدلُّ علي ما يخرج به الإنسان عن حدِّ الصّحَّة في أيِّ شي‌ءٍ كان. منه العِلَّة. مَرِض و … يَمْرَض.
و جمع المريضِ مَرْضَي. و أمْرَضَه: أعلَّه. و مرَّضَه: أحسَنَ القيامَ عليه في مرَضِه.
و شمسٌ مريضة، إذا لم تكن مُشرِقة، و يكون ذلك لهَبْوَةٍ في وجهها. و النِّفاق مرضٌ في قوله تعالي: فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ* و قال: فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ، قالوا: أراد القهْر. و قد قلنا: المرضُ: كلُّ شي‌ءٍ خرَجَ به الإنسان عن حدِّ الصحَّة. و قياسُه مطَّرد.
و قالوا: مَرَّضَ في الحاجة: قَصَّر و لم يصِحَّ عزْمُه فيها.
______________________________
(1) لأبي ذؤيب الهذلي في ديوان الهذليين (1: 8)، و اللسان (مرس، جرشع).
(2) في الأصل: «اختل به»، صوابه في اللسان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 312
و قد شذَّتْ عن هذا القياسِ كلمةٌ، و هي من المشكل عندنا، يقولون:
أمرضَ إذا قارَبَ إصابة حاجَتِه. قال:
و لكنْ تحت ذاكَ الشَّيبِ حزمٌ إذا ما ظَنَّ أمْرَضَ أو أصابا «1»

مرط

الميم و الراء و الطاء أصلٌ صحيح يدلُّ علي تحاتِّ الشي‌ءِ أو حَتِّه.
و تمرَّط الشَّعر: تحاتَّ، و مَرَطتُه. و الأمرط من السِّهام: الساقط قُذَذُه. و الأمْرَط:
الفرس لا شَعرَ علي أشاعِرِه. و المُرَيْطاء: ما بين الصَّدر إلي العانة من البَطْن، و هي أقَلُّ من ذلك شَعراً. و المَرَطَي: سُرعة العَدْو، كأنَّه من سُرعتِه يتمرَّط عنه شَعرُه. و ناقة مِمْرَطةٌ «2»: سريعة.

مرع

الميم و الراء و العين أصلٌ صحيح يدلُّ علي خِصْب و خَير. و مَرَعَ المكانُ. و أمْرَعَ القومُ: أصابوه مَرِيعاً. و أمْرَعَ الوادِي: أكلَأَ.

مرغ

الميم و الراء و الغين أصلٌ صحيح يدلُّ علي سَيَلانِ شي‌ءٍ أو إسالة شي‌ء. و المَرْغ: اللُّعاب. و أمْرَغ الإنسانُ: سال لعابُه. و مَرَّغْتُ الشَّي‌ءَ:
أشبعتُه دُهْنًا. و الإمراغ في العَجين: أن يكثَّرَ ماؤُه. و يقولون: أمرَغَ: أكثَرَ الكلامَ في غيرِ صواب، كأنَّه يُسِيلهُ إسالة. و يقال أمْرَغَ عِرْضَه و مَرَّغه، كأنه لَطَخه و أسال عليه قيحاً.
و قريبٌ من هذا القياس مرَّغتُه في التُّراب فتمرّغ، أي قلَّبته فتقلَّبَ.
______________________________
(1) البيت لكثير عزة، كما في البيان (4: 67)، و هو في اللسان (مرض) بدون نسبة.
(2) في الأصل: «مرطة»، صوابه في المجمل و اللسان. و ما أثبت هو ضبط اللسان، و ضبط في المجمل بضم أوله و فتح ثانية و تشديد ثالثه مع الفتح. و الذي في القاموس: «و هي ممرط و ممراط» الأولي كمحسن، و الثانية كمهذار.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 313‌

مرق

الميم و الراء و القاف أصلٌ صحيح يدلُّ علي خروج شي‌ءٍ من شي‌ء. منه المَرَق لأنَّه شي‌ءٌ يَمرُق من اللَّحم. و أمْرَقْتُ القِدرَ و مَرَقْتُها «1».
و المُروق: الخروج من الشي‌ء. و مرق السهمُ من الرَّمِيَّة: نفذ. و مرقت الإهاب «2»، إذا حلقْتَ عنه صُوفَه، و هو قياسٌ صحيح لأنَّك كأنَّك أبرزتَ الجلدَ عن شعره.
و إذا عُطِنَ الإهابُ حَتَّي يُنتِنَ فهو مَرْقٌ. و يقال إن المُرَاقَةَ: الكَلأُ اليسير، و معناه أنَّ الأرضَ كأنَّها تجرَّدت و مَرِقَت.

مرن

الميم و الراء و النون أصلٌ صحيح يدلُّ علي لِينِ شي‌ءٍ و سُهولة.
و مَرَنَ الشي‌ء يَمْرُنُ مُرُوناً: لانَ. و المارنُ: ما لانَ من الأنفِ و فَضَل عن القَصَبَة.
و أمْرَانُ الذراع: عَصَبٌ تكون فيها، سُمِّيَت لُمُرونها، أي لِينِها. و المَرِن «3»:
الحال و العادة. يقال: ما زال ذاك مَرِنَه، أي حالَه. و هو في شعر الكميت، و هو الأمرُ يَمرُنُ عليه الإنسان، إذا اعتاده و المَرْن، فيما يقال: الفِراء؛ إن «4» كان صحيحًا، و هي «5» ليِّنة. قال النَّمر:
* كأنَّ جُلودَهُنَّ ثِيابُ مَرْنِ «6» *
و مما شذَّ عن هذا الأصل مارَنَت النّاقةُ: انقطَعَ لبنُها. و المرَانَةُ: ناقةُ ابنِ مُقْبِل. قال:
______________________________
(1) أي أكثرت مرقها، و هذا من باب نصر، و ضرب.
(2) بعده في الأصل: «قال: كأن جلودهن ثياب مرن»، و إنما هذا الاستشهاد من شواهد المادة التالية، و سيأتي في موضعه.
(3) ضبط في الأصل بفتح الراء، و الصواب كسرها كما في المجمل و اللسان و القاموس.
(4) في الأصل: «فإن»
(5) في الأصل: «أي».
(6) صدره في اللسان (مرن):
* خفيفات الشخوص و هن خوص*
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 314
يا دارَ سلمَي خلاءً لا أُكَلِّفُها إلَّا المَرَانَةَ حتي تعرِفَ الدِّينا «1»

مره

الميم و الراء و الهاء كلمةٌ تدلُّ علي بياضٍ في شي‌ء. سَرَابٌ أو شَرَابٌ «2» أمْرَه، أي أبيض. و المرأة لا تتعهَّد الكُحلَ مَرْهاء.

مري

الميم و الراء و الحرف المعتل أصلانِ صحيحان يدلُّ [أحدُهما] علي مسحِ شي‌ءٍ و استِدرار، و الآخر علي صلابةٍ في شي‌ء.
فالأوَّل المَرْيُ: مَرْيُ الناقة، و ذلك إذا مُسِحَتْ للحَلْب، يقال مَرَيْتُها أمْرِيها مَرْياً. و مما يشبَّه بهذا: مَرَي الفرسُ بيدِهِ، إذا حرَّكها علي الأرض كالعابث، و كأنَّه يشبَّه بمنْ يَمرِي الضَّرْعَ بيدِه. و المَرايا: العُروق التي تمتلئ و تَدِرَّ باللبن. قال ابن دريد «3»: مُرْيَةُ النّاقة: أن تُستدرَّ بالمَرْيِ، بضمّ الميم هي الفصيحة، و قد يقال بالكسر «4».
و الأصل الآخر* المَرْو: جمع مَرْوَة، و هي حجارةٌ تبرُق. قال:
حتَّي كأنِّي للحوادِثِ مَروةٌ بصَفَا المشَرَّقِ كلَّ حينٍ تقرَعُ «5»
و عندنا أنَّ المِراءَ ممَّا يتمارَي فيه الرّجُلانِ من هذا، لأنَّه كلامٌ فيه بعضُ الشدّة. و يقال: ما رَاهُ مِراءً و مُماراةً.
______________________________
(1) لابن مقبل، كما سبق تخريجه في (دين) و انظر تعليق الجرجاني علي هذا البيت في الوساطة 311.
(2) في الأصل: «سراب أو سراب».
(3) الجمهرة (2: 419- 420).
(4) في المجمل: «هذا قول ابن دريد. فأما أهل العلم باللغة بعد فإنهم يقولون: مرية»، أي بالكسر.
(5) لأبي ذؤيب الهذلي، في ديوان الهذليين (1: 3) و المفضليات (2: 222). و هذه الرواية تطابق ما فيهما. و المشرق: مسجد الخفيف بمني. و روي: «المشقر»، و هو جبل لهذيل.
كما في معجم البلدان عند إنشاده.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 315
و مما شذَّ منهما المِرْية: الشَّكّ.

مرأ

الميم و الراء و الهمزة. و إذا هُمِز خَرَج عن القياس و صارت فيه كلماتٌ لا تنقاس. يقال امْرُؤٌ و امرآنِ، و قوم امرئٍ. و امرأةٌ تأنيث امرئٍ.
و المُرُوَّة: كمال الرُّجُوليّة، و هي مهموزة مشدَّدة، و لا يُبنَي منه فِعل. و المَرَاءَة:
مصدرُ الشي‌ء المَري‌ء الذي يُستَمرَأ، و يقال مَرَأني الطَّعامُ و أمرأَني. و المَرِي‌ء:
رأس المَعِدَة و الكَرِش اللازقُ بالْحُلقوم.

مرت

الميم و الراء و التاء كلمةٌ واحدة، هي المَرْتُ: الفلاةُ القَفْر.
و مكانٌ مَرْتٌ: بيِّنُ المُروتةِ، إذا لم يكن فيه خَير. و جَمعُ مَرتٍ أمراتٌ و مُرُوت.
و بلَغَنا أنَّ اشتِقاق مَارُوتَ منه. و يقال المَرْت: أرضٌ لا يجفُّ ثَرَاها و لا ينبتُ مَرعاها.

مرث

الميم و الراء و الثاء كلمةٌ ليست بأصل، بل هي من الإبدال.
و مَرَثَ الدواء يَمْرِثُه مثل مَرَسه يَمرُسُه. و منه رجل مِمْرَث: صبورٌ علي الخُصومات؛ و الجمع مَمَارِث، و الأصل السين و قد ذُكِرَتَا.

مرج

الميم و الراء و الجيم أصلٌ صحيح يدلُّ علي مجي‌ء و ذَهابٍ و اضطراب.
و مَرِج الخاتَم في الإصبع: قَلِقَ. و قياس البابِ كلِّه منه. و مَرِجَت أماناتُ القوم و عُهودُهم: اضطربت و اختلطت. و المَرْج: أصلُه «1» أرضٌ ذاتُ نباتٍ تَمْرُجُ فيها الدّوابُّ. [و] قولُه تعالي: مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيٰانِ، كأنَّه جلّ
______________________________
(1) في الأصل: «أصل».
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 316
ثناؤه أرسَلَهما فَمرِجا. و قال: هُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ.

مرح

الميم و الراء و الحاء أصلٌ يدلُّ علي مَسَرَّةٍ لا يكاد يستقرُّ معها طرباً. و مَرِحَ يَمْرَحُ. و فرسٌ مِمْرَاحٌ و مَرُوح. قال اللّٰه تعالي: وَ بِمٰا كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ. و منه المِراح، و قد ذكرناه. قال:
يقولُ العاذِلاتُ علاكَ شيبٌ أ هذا الشَّيب يمنعني مِرَاحِي
و قوسٌ مَرُوحٌ: يمرَح مَن رآها عجبًا بها، و يقال بل التي كأنَّ بها مَرَحاً من حسن إرسالها السَّهم. و يقولون: عينٌ مِمْرَاحٌ: غزيرةُ الدَّمع. و هذا بعضُ قياس الباب، لأنَّهم ذهبوا فيه إلي ما قلناه من قِلّهِ الاستقرار. و كذلك مرَّحْتُ المَزَادةَ: ملأتها لتتسرَّبَ و تسيل. و مَرِحَت العَينُ مَرَحاناً «1». قال:
كأنَّ قَذًي في العَين قد مَرِحَتْ بهِ و ما حاجةُ الأُخري إلي المَرَحَانِ «2»
و مَرْحَي: كلمةُ تعجُّبٍ و إعجاب. يقال للرَّامي إذا أصابَ: مَرْحَي له.
و قال ابنُ دريد «3»: و إذا أخطأ قالوا بَرْحَي. قال:
مَرْحَي و أَيْحَي إذا ما يُوالِي «4» *
______________________________
(1) بعده في المجمل: «إذا نظرت من وراء اليد إلي الشي‌ء». و في اللسان: «إذا اشتد سيلانها».
(2) أنشده في اللسان (مرح) منسوبا إلي النابغة الجعدي، و في أساس البلاغة (مرح) إلي كثير عزة، و قال: «و كان أعور».
(3) الجمهرة (2: 145).
(4) لأمية بن أبي عائذ الهذلي في ديوان الهذليين (2: 186) و اللسان (مرح). و هو بتمامه:
يصيب الفريص و صدفا يقو ل مرحي و أيحي إذا ما يوالي
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 317‌

مرخ

الميم و الراء و الخاء كلمةٌ صحيحة تدلُّ علي تليينٍ في شي‌ء.
و مَرَخْتُ «1» الجِلْدَ بالدُّهْن و أمرَخْتُه. و أمْرَخْتُ العجينَ: أكثرتُ ماءَه حتي يسترخيَ. و المَرْخ: شجرٌ سريع الوَرْي. قال:
أَ مَرْخٌ خيامُهُمْ أم عُشَرْ أم القلبُ في إثرهم مُنحدِرْ «2»
و مما شذَّ عن هذا الباب المِرِّيخ: سهمٌ طويل يُقتَدَرُ به الغِلاء «3»، له أربع قُذَذ؛ و هو نجمٌ أيضاً.

مرد

الميم و الراء و الدال أصلٌ صحيح يدلُّ علي تَجريدِ الشَّي‌ء من قِشْرِه أو ما يعلوه من شَعَرِه. و الأمرد: الشّابُّ لم تَبدُ لحِيتُه. و مَرِدَ يَمْرَدُ. و مرَّدَ الغُصن تمريداً: ألقَي عنه لِحاءه فتركَهُ أمْرَد، و منه شجرةٌ مَرْداء. و المَرْداء:
رملةٌ منبطِحةٌ لا نَبْتَ فيها، و الجمع مَرادَي «4». و المارد: العاتي، و كذا المَرِيد، كأنَّه تجرّد من الخير. و الأمْرد من الخيل: الذي لا شَعر علي ثُنَّتِه. و المُمَرَّد: البناء الطَّويل، و هو قياسُ الباب، لأنَّه كأنَّه مجرّد يشبه الشَّجرةَ المَرداء. و يقولون:
المَرَاد: العُنق، و هو القياس إن صحّ. و تمرَّد فلانٌ زماناً: بقي أمرد. و قولهم: مَرَدَ الطَّعامَ يَمرُدُه مرداً: ماثَهُ حتَّي يَلِين، هو من الإبدال، و الأصل مَرَسَ؛ فأُقِيمت الدال مقامَ السِّين. و كذا* مَرَدَ الصَّبِيُّ ثديَ أمِّه يَمْرُدُهُ. و كذا المَرِيد: التَّمر يُنقَع في اللَّبَن، كلّ ذلك معناه واحدٌ، و الأصل السين.
______________________________
(1) يقال بتخفيف الراء و تشديدها.
(2) لامرئ القيس في ديوانه 6.
(3) الغلاء: المغالاة بالسهم ليعرف كم مدي ذهابه. و في الأصل: «الغلاء»، تحريف.
(4) كذا ضبطت في المجمل، و هو نحو عذراء و عذاري. و في اللسان «مراد».
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 318‌

باب الميم و الزاء و ما يثلثهما

مزع

الميم و الزاء و العين أصلٌ صحيح يدلُّ علي قطع و تَقطُّع.
و القِطعَة من اللحم مُزْعة، و قد تكسر الميم. و المُزْعة: الجُرعة في الإناء من الماء.
و فلان يتمزَّعُ من الغَيظ، أي يكاد يتقطّع. و منه مَزَع الظّبْي مَزْعاً: أسرع، كأنَّه ينقدّ من شدة عَدْوِه؛ و قد يقال للفَرَس.

مزق

الميم و الزاء و القاف أصلٌ صحيح يدلُّ علي تخرُّقٍ في شَي‌ء و مَزَقه يَمْزِقُه، و مزَّقَه يمزِّقه. و المِزَق: قطاع الثّوب الممزوق. و ناقةٌ مِزَاقٌ:
سريعةٌ جدًّا يكاد يتمزَّق عنها جِلدُها. و مَزَق الطَّائرُ بذَرْقِهِ: رمي به. و مزَّقت القومَ: فرّقتهم فتمزَّقُوا.

مزن

الميم و الزاء و النون أصلٌ صحيح فيه ثلاث كلمات متباينةِ القياس:
فالأولي: المُزْن: السَّحاب، و القطعة مُزْنَة. و يقال في قول القائل و أظنُّه مصنوعاً:
كأنَّ ابن مُزْنتها جانِجاً فَسِيط لدي الأُفق من خِنْصرِ «1»
إنّ ابن المُزْنة: الهِلال.
و الثانية المازن: بَيض النَّمل.
و الثالثة: مَزَنَ قِربَته: مَلأَها. و هو يتمزَّنُ علي أصحابه، أي يتفضّل
______________________________
(1) لعمرو بن قميئة في اللسان (مزن، فسط). و انظر شروح سقط الزند 657، 1132.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 319
عليهم، كأنّه يتشبَّه بالمَزنِ سَخاءً. و لعل المُزْن هو الأصل في الباب، و ما سواه فمفرَّعٌ عليه.

مزي

الميم و الزاء و الياء. يقولون: المزِيَّة في كلِّ شي‌ء: التمام و الكمال.
و لك عندي مزِيَّةٌ. و لا يُبنَي منه فِعل.

مزج

الميم و الزاء و الجيم أصلٌ صحيح يدلُّ علي خَلْطِ الشي‌ء بغيره.
و مزَجَ الشّرابَ يَمْزُجُه مَزْجاً. و كأنَّ العَسَلَ يسمَّي المِزْج قالوا: لأنَّه كانَ يُمزَج به كلُّ شراب. قال أبو ذؤيب:
فجاءَ بِمَزْجٍ لم يَرَ الناسُ مِثلَه هو الضَّحْكُ إلّا أنّه عملُ النّحلِ «1»
و كلُّ نوعٍ من شيئينِ مِزاجٌ لصاحبِه.

مزح

الميم و الزاء و الحاء كلمة واحدة. يقولون: مَزَح مَزْحاً و مُزَاحَة «2»: داعَبَ؛ و هي الممازَحَة.

مزر

الميم و الزاء و الراء كلمتان: الأولي المَزِير: الرّجُل القوِيّ. قال:
تَرَي الرّجُلَ النَّحِيفَ فتزدريهِ و في أثوابِهِ أسدٌ مَزيرُ «3»
و الثانية المَزْر: الذوق و الشُّرْب القليل، و كذا التمزُّر. و قال:
تكون بَعدَ الحَسْوِ و التمزُّرِ في فمِهِ مثلَ عصير السُّكّرِ «4»
و يقولون: المِزْر: نَبيذ الشَّعير. و إن صحَّ فهو من الباب.
______________________________
(1) ديوان الهذليين (1: 42) و اللسان (مزج، ضحك)، و قد سبق في (ضحك).
(2) كذا ضبط بالضم في المجمل و القاموس، و ضبطه في المصباح بفتح الميم. و مثله المزاح بضم الميم و كسرها.
(3) للعباس بن مرداس، في الحماسة (2: 20) و اللسان (مزر).
(4) الرجز في اللسان (مزر، سكر).
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 320‌

باب الميم و السين و ما يثلثهما

مسط

الميم و السين و الطاء أصلٌ صحيح يدلُّ علي خَرْط شي‌ءٍ رطْبٍ «1»، و علي امتدادهِ من تِلقاءِ نَفْسه.
يقال إنَّ المَسيطَةَ «2»: ما يبقي في الحوض من الماء بكُدورةٍ قليلة. قال الأصمعيّ بئر ضَغِيط، و هو الرَّكِيُّ إلي جَنْبِهِ ركيٌّ آخر فيَحمأُ فيُنْتن فيسيلُ في الماء العذب فلا يُشرب، فالبئر ضَغيط، و ذلك الماء مَسِيط. قال:
يَشْرَبْنَ ماءَ الآجِنِ الضَّغيطِ و لا يَعَفْنَ كَدَر المَسِيط «3»
و من الباب المَسْط: أن تَخرِطَ في السِّقاء من لبنٍ خاثرٍ بأصابعك ليخثُر‌

مسك

الميم و السين و الكاف أصلٌ واحد صحيح يدلُّ علي حَبْس الشي‌ء أو تحبُّسه. و البَخِيل مُمسِكٌ. و الإمساك: البُخْل؛ و كذا المَسَاك و المِسَاك «4» و المَسِيك «5»: البخيلُ أيضاً و رجل مُسَكةٌ، إذا كان لا يَعلَق بشي‌ءٍ فيتخلَّص منه.
و المَسَك: السِّوار من الذَّبْل، لاستمساكِهِ باليدِ، الواحدةُ مَسَكة: قال:
______________________________
(1) يقال خرط الدلو في البئر: ألقاها و حدرها. و خرط البازي: أرسله. و الخرط، بالتحريك:
ضرب من الفساد يصيب اللبن و نحوه، كأن يخرج اللبن منعقدا كقطع الأوتار و معه ماء أصفر.
(2) و كذا «المسيط» يطرح الهاء.
(3) أنشده في اللسان (ضغط، مسط).
(4) و كذا المساكة و المساكة بالهاء فيهما، كما في القاموس. و اقتصر في اللسان علي «المساكة» بفتح الميم.
(5) و يقال أيضا «مسيك» كسكير.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 321
تري العَبَسَ الحوليَّ جَوناً بكُوعِها لها مَسَكاً من غير عاج و لا ذَبْلِ «1»
و المَسَكَة من البِئر: المكان الصُّلب الذي لا يحتاج إلي طَيّ. و هو القياس، لأنَّه متماسِك. و المَسْك: الإهاب، لأنَّهُ يُمسَك فيه الشَّي‌ءُ إذا جُعِل سِقَاء.
و مما شذَّ عنه المِسْك من الطيب.

مسل

الميم و السين و اللام. يقولون: المَسَل، و الجمع مُسْلَانٌ: خدٌّ في الأرض ينقاد و يستطيل. و أمّا المسيل فالميم [فيه زائدة، و هو «2»] من باب السين. [و مُسَالا الرّجُل: جانبا لَحييه، الواحد مُسَال، يكون هذا مِن أُسِيلَ فهو مُسَالٌ. فإِن كان كذا فمكانُه غير هذا «3»]. قال:
* فلو كان في الحيِّ النَّجِيِّ سوَادُهُ لما مَسَحَت تلك المُسَالاتِ عامرُ «4»

مسي

الميم و السين و الحرف المعتلّ كلمتانِ متباينتان جدا.
الأولي زمانٌ من الأزمنة، و هو خلاف الإصباح. يقال أصبَحْنا و أمسَيْنا، و أتانا لمُسْيِ خامسةٍ و مِسْي خامسة. و المَسَاء: خِلاف الصَّباح.
و الكلمة الأخري المَسْي: أن يُدخِل الرّاعِي يَدَه في رَحِم النّاقة يَمسُطُ ماءَ الفَحل من رحِمِها كراهَةَ أن يَحمِل. و يقال إن المَاسِيَ: الماجِن، و هذا من باب
______________________________
(1) لجرير، كما سبق في (عبس). و هو في ديوانه 463 و اللسان (عبس، مسك، ذبل).
(2) الكلمتان الأوليان في هذه التكملة من المجمل.
(3) هذه التكملة من المجمل.
(4) أنشده في المجمل (مسل) و اللسان (سيل).
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 322
المهموز، يقال مَسَأ، إذا مَجَنَ. و قال ابن دريد «1» مَسَأَ الرّجلُ: مَرَن علي الشَّي‌ء.

مسح

الميم و السين و الحاء أصلٌ صحيح، و هو إمرارُ الشَّي‌ءِ علي الشي‌ء بسطًا. و مَسَحْته بيدي مسحًا. ثم يستعار فيقولون: مَسَحَها: جَامَعَها.
و المَسِيح: الذي أحَدُ شِقَّيْ وجهِه ممسوحٌ، لا عينَ له و لا حاجبَ. و منه سُمِّي الدَّجّال مَسيحاً، لأنه مَمسوحُ العين. و المَسيح: العَرق، و إنَّما سُمي به لأنه يُمْسَح.
و المَسِيح: الدِّرهم الأطلَس، كأنَّ نَقْشَه قد مُسِح. و الأمْسَح: المكانُ المستوِي كأنَّه قد مُسِح. و المَسْح يكون بالسَّيف أيضاً علي جهة الاستعارة. و مَسَحَ يَدَه بالسَّيف: قَطَعها.
و من الاستعارة: مَسَحت الإبلُ يومَها: سارت. و المَسْحاء: المرأة الرَّسحاء، كأنَّها مُسِح اللحمُ عنها. و علي فلان مَسْحةٌ من جمال، كأنَّ وجهه مُسِح بالجمال مَسْحًا. و لذلك سمِّي المسيحُ عليه السلام مسيحاً، كأنَّ عليه مَسحةً من جمال، و يقولون: كأنَّ عليه مَسحةَ مَلَك. و المسائح: الذَّوائِب، واحدتها مَسِيحة، لأنّها تُمسَح بالدُّهن. فأمَّا القِسيُّ فهي المسائح، واحدتها مسيحة، لأنَّها [تُمسَح] عند التَّليين. قال:
له مسائِحُ زُورٌ، في مَراكِضِها لينٌ، و ليس بها وهْيٌ و لا رَقَقُ «2»
______________________________
(1) في الجمهرة (3: 288).
(2) لأبي الهيثم الثعلبي، في اللسان (مسح، رفق). و كذا ورد إنشاده في المجمل، و في اللسان:
«لها مسائح»، و نبه في (مسح) أن صواب الرواية «لنا».
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 323
و مما شذَّ عن الباب قولهم: رجل تِمْسَحٌ: مارِدٌ خبيث. و ممكن أن يكون هذا تشبيهاً بالذي يسمَّي التِّمساح.

مسخ

الميم و السين و الخاء كلمتانِ: إحداهما المَسخ، و هو يدلُّ علي تشويهٍ و قِلّة طَعْم الشَّي‌ء و مَسَخَه اللّٰه: شوَّهَ خَلْقَه من صورةٍ حسنةٍ إلي قبيحة.
و رجل مَسيخٌ: لا ملاحةَ له. و طعامٌ مَسيخٌ: لا مِلح له و لا طَعم. قال:
و أنت مسيخٌ كلَحْم الحُوارِ فَلَا أنتَ حُلوٌ و لا أنتَ مُرّ «1»
و يقولون: مَسَخْتُ النّاقَة، إذا أدبَرْتَها بالإنعاب.
و الكلمة الأخري: القِسِيُّ الماسِخيّة، تنسب إلي ماسِخةَ: رجلٍ من الأَسْد. قال:
فقرَّبَّتُ مُبْراةً تخالُ ضُلوعَها مِن الماسخيّاتِ القِسِيَّ المُوَتَّرا «2»

مسد

الميم و السين و الدال أصلٌ صحيحٌ يدلُّ علي جَدْل شَي‌ء و طَيِّه. فالمَسَد: لِيفٌ يُتَّخذ من جريد النَّخل. و المَسَدُ: حبلٌ يتَّخذ من أوبار الإبل. قال:
* و مَسَدٍ أُمِرَّ من أيَانِقِ «3» *
و امرأةٌ ممسودةٌ: مجدولة الخَلق، كالحبل الممسود، غير مسترخية. و عبارةُ بعضهم في أصله أنَّه الفَتْل. و المَسَد: اللِّيف، لأنَّ من شأنه أن يفتَلَ للحَبْل.
______________________________
(1) للأشعر الرقبان الأسدي، كما في اللسان و التاج و الصحاح (مسخ) و نوادر أبي زيد 73.
و انظر مجالس ثعلب 239.
(2) للشماخ، كما سبق في حواشي (بروي).
(3) لعمارة بن طارق، أو عقهة الهجيمي، كما في اللسان (مسد). و قبله:
فاعجل بغرب مثل غرب طارق*
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 324‌

باب الميم و الشين و ما يثلثهما

مشط

الميم و الشين و الطاء كلمةٌ واحدة و هي المُشْط. و مَشَط شَعره مَشْطا. و المُشَاطة: ما سقَط من الشعر إذا مُشِط. و يقال علي معني التَّشبيه لسُلَامَيات ظهرِ القدم: مُشْط.

مشظ

الميم و الشين و الظاء كلمةٌ واحدة. مَشِظَت يدُه: دخلت فيها شَظِيَّةٌ من قَصَبة.

مشع

الميم و الشين و العين فيه كلماتٌ علي غير قياس. يقولون المَشْع:
ضربٌ من الأكل، كأكلِكَ القِثَّاءَ إذا مضغتَها. و يقولون التمشُّع: الاستنجاء.
و
ذكروا حديثا: «لا تَمَشَّعْ بروثٍ و لا عَظْم»
، أي لا تَستَنج بهما. و حُكِي عن ابن الأعرابيّ: امتَشَع الرّجُل ثوبَ صاحِبِه و اختَلَسه. و ذئب مَشُوعٌ.
و يقولون مَشَعْتُ الغَنَم: حَلَبْتُها. و مَشَع: كَسَب و جَمَع.

مشغ

الميم و الشين و الغين كلمةٌ واحدة، مَشَّغه بالقبيح: لطّخه.
قال:
أعلُو و عِرضي ليس بالممشَّغِ «1» *

مشق

الميم و الشين و القاف أصلٌ صحيح يدلُّ علي سُرعة و خِفّة.
يقولون: مَشَق، إذا أسرَعَ الكتابة. و مَشَق: طَعَن طَعْنًا بسرعة. و مَشَق في
______________________________
(1) لرؤبة في ديوانه 98، و روايته في الديوان و المجمل مطابقة لهذه، لكن في اللسان (مشغ): «أغدو و عرضي».
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 325
أكله: أسْرَع و اشتدّ. و المَشْق: جَذْب الشّي‌ء ليمتدَّ و يطول. و الوتر يُمشَق حتَّي يَلِين و امتشقتُ الشّي‌ءَ: اقتطعتُه بسرعة. و مشَقْت الثّوْبَ: مزَّقته. و فَرسٌ مَشِيقٌ و ممشوق: طويل مُنجرِد خفيف. و جاريةٌ ممشوقة: حسنة القَوَام «1».
و الأصل في الجميع واحد. و مَشِق الرَّجل يَمْشَق: اصطكَّت أليتاه حَتَّي تَسحَّجا «2».
و مما شذَّ عن الباب المَشْق: المَغْرة. و ثوب مُمشَّقٌ: صبغ بها.

مشن

الميم و الشين و النون أصلٌ يدلُّ علي تناوُل الشّي‌ءِ بضربٍ و استلالٍ و ما أشبَهَ ذلك. فالمَشْن: الضَّرب بالسَّوط، و مَشَنه. و امتشَنَ السَّيفَ:
استلَّه. و امتشَنَ الشَّي‌ء: اقتَطَعه. و مشَنَ الجِلدَ: سلخه. و ممَّا يحمل علي هذا مَشَّنَت النّاقةُ: دَرَّتْ كارهةً.

مشي

الميم و الشين و الحرف المعتل أصلانِ صحيحان، أحدهما يدلُّ علي حركة الإنسان و غيره، و الآخَر النَّماء و الزيادة.
و الأوّل مَشَي يمشِي مَشْيا. و شرِبْتُ مَشُوًّا و مَشِيًّا، و هو الدَّواء الذي يُمْشِي.
و الآخر المَشَاء، و هو النِّتاج الكثير، و به سمِّيت الماشية. و امرأةٌ ماشية: كثُر ولدُها. و أمْشَي الرّجُل: كثُرت ماشيتُه.
______________________________
(1) في الأصل: «القيام»، صوابه في المجمل و اللسان.
(2) في الأصل: «تستحجا»، و في اللسان: «تشحجا»، كلاهما محرف عما أثبت. و في المجمل:
«تسحجا».
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 326‌

مشج

الميم و الشين و الجيم أصلٌ صحيح، و هو الخَلْط. و نُطفةٌ أمشاجٌ، و ذلك اختلاط الماء و الدّم. و يقال إن الواحد مَشْجٌ و مَشِج «1» و مَشيج.
قال الشاعر «2»:
كأنَّ النَّصلَ و الفُوقَينِ منه خلافَ الصَّدر سِيطَ به مشيجُ «3»

مشر

الميم و الشين و الراء أصلٌ صحيح يدلُّ علي تشعُّبٍ في شي‌ء و تفرُّق. يقال: المَشْرة: شبيه خوصةٍ تخرج في العِضاهِ أيّامَ الخريف لها ورقٌ و أغصان. يقال: أمْشَرَتِ العِضاهُ. و مَشَرتِ «4» الأرض: أخرجَتْ نَباتَها.
و مَشَّرْتُ الشّي‌ءَ. فرَّقتُه. قال:
فقلتُ أشِيعَا مَشِّرَا القِدر حَولَنا و أيَّ زمانٍ قدرُنا لم تمَشّرِ «5»
و تَمشَّر فُلانٌ، إذا رُئِي «6» عليه أثر الغِني، و هو علي معني التّشبيه، كأنّه أوْرَقَ.
______________________________
(1) هو كسبب و كنف، كما في القاموس و اللسان.
(2) هو عمرو بن الداخل الهذلي، أو هو زهير بن حرام الهذلي، الذي يقال له «الداخل».
ديوان الهذليين (3: 104)، و اللسان (مسج)، و نسب أبو الحسن البيت في حواشي الكامل 496 إلي الشماخ. و ليس في ديوانه.
(3) و كذا جاءت روايته في المجمل، و يروي: «كأن المتن و الشرخين منه خلال النصل» كما في الكامل و إحدي روايتي اللسان. و في الديوان:
كأن الريش و الفوقين منه خلاف النصل سيط به مشبح
(4) كذا ورد هنا و الذي في المجمل و اللسان و القاموس: «أمشرت»، لكن ورد في اللسان:
«أرض ماشرة، و هي التي اهتز نباتها و استوت و رويت من المطر».
(5) للمرار بن سعيد الفقعسي، كما في اللسان (مشر). و أنشده في (شيع) بدون نسبة.
(6) في الأصل: «رأي». و في المجمل: «إذا ظهر».
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 327‌

باب الميم و الصاد و ما يثلثهما

مصع

الميم و الصاد و العين أصلٌ صحيح يدلُّ علي معنيين: أحدهما لَمعٌ في الشَّي‌ء و حركة، و الآخر ذَهاب الشي‌ء و تولِّيه.
فالأوَّل مَصَعَ البرقُ: أومَضَ. ثم يقال: مَصَعَ الرّجل: ضَرَب بالسَّيف.
و منه المُماصَعة: المجالدة. و يُقاس عليه، فيقال رجل مَصِعٌ: شديد. و مَصَعَ ضَرع النّاقةِ بالماء: ضَربَه. و مَصَعَتِ الأمُّ بالولد: رمت به. و يقال: إنَّ المَصْعَ:
المشْي. قال:
يَمْصَعُ في قِطعةِ طيلسانْ مَصعاً كمصع ذَكَر الوِرْلانْ «1»
و الآخر مَصَعَ الشَّي‌ء: ولَّي و ذَهَب، و ذلك في كلِّ شي‌ء، فهو ماصعٌ.
و مَصَعَتِ الإبلُ: نَقَصَتْ ألبانُها.
و مما شذَّ عن هذين المعنيين المُصَع: ثَمر العَوسج.

مصل

الميم و الصاد و اللام أصلٌ صحيح يدلُّ علي تحلُّب شي‌ء و قَطْره. منه المَصْل: ماء الأقِط. و شاةٌ مُمْصِل، و ذلك إذا تزَيَّلَ لبنُها في العُلبة قبل أن يُحقن: و هي مِمصالٌ أيضاً. و مَصَل الجرحُ: سال منه شي‌ءٌ يسير. و يستعار فيقال أعطاه عطاءً ماصِلًا: قليلا. و المُمْصِل: المرأة تُلقِي ولدَها و هو مُضْغة. يقال:
أمصلَتْ. و أمصَلَ الرّاعي الغَنَم: حَلَبها فاستوعَبَ ما فيها. و أمْصَل بِضاعَتَه:
أهلكَها و صَرَفها فيما لا خيرَ فيه. أنشد ابن السِّكِّيت:
______________________________
(1) أنشده في المجمل و اللسان (مصع)، و هكذا جاء رويه مقيدا في المجمل، و أطلق في اللسان بالكسر.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 328
* أمْصَلت مالي كلَّه و نَقَصْته «1» *
و المُصَالة: قُطارة الحُبِّ «2».

مصو

الميم و الصاد و الحرف المعتلّ كلمةٌ واحدة. المَصْواء: المرأة لا لحمَ علي فَخِذَيها «3».

مصت

الميم و الصاد و التاء. ذكر ابنُ دريدٍ «4» المصت مثل المَصْد: الجِماع، سواء.

مصح

الميم و الصاد و الحاء أصلٌ صحيح يدلُّ علي ذَهاب الشّي‌ء.
تقول: مَصَحَ الشي‌ءُ يَمصَح مُصُوحاً: رسَخَ في الثَّري* و غيره. و الدَّار تَمصَح، أي تدرُس و تذهَب. و مَصَحَ الظِّلُّ: قَصُر. و مَصَح النَّبات: ولّي و ذهب لونُ زهره.
______________________________
(1) في المجمل: «مصلت»، و بافي روايته فيه مطابقة لما هنا. و الذي في إصلاح المنطق لابن السكيت 310:
لقد أمصلت عفراء مالي كله و ماسست من شي‌ء فربك ماحقه
و في اللسان بدون عزو إلي ابن السكيت:
لعمري لقد أمصلت مالي كله و ماسست من شي‌ء فربك ماحقه
(2) الحب بالضم: الجرة الضخمة، و الخابية. قال ابن دريد: فارسي معرب. قال أبو حاتم: أصله «حنب» فعرب. قلت: صوابه «خنب» بالخاء، كما في معجم استينجاس 476 و فسره بقوله:
retaw roeniw gnidloh rof lessevn eht raenA
أي وعاء من الخزف يحفظ فيه الخمر أو الماء.
(3) و كذا في اللسان و القاموس. و في المجمل: «خديها»، تحريف، و هو من تصرف مصلح نسخة المجمل.
(4) الجمهرة (2: 275).
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 329‌

مصخ

الميم و الصاد و الخاء كلمةٌ، و هي الأُمصوخ: واحد الأماصيخ، و هي أنابيب الثّمام. و تَمصَّخْتها: أخَذتها. قال أبوبكر «1»: و المَصخ لغة في المسخ‌

مصد

الميم و الصاد و الدال أصلٌ صحيح فيه كلتان غيرُ متقايستين.
فالأولي المَصْد، يقال هو الرَّضاع، و يقال هو الجِماع، مَصَدَها مَصْداً.
و الأخري المُصْدان: أعالي الجِبال، الواحد مَصَاد. قال:
* مَصَادٌ لمن يأوِي إليهم و مَعقِلُ «2» *
قال ابن دريد: و المَصْد: البرد. و أصابَتْنا العامَ مَصْدةٌ «3»، أي مطر.

مصر

الميم و الصاد و الراء أصلٌ صحيح له ثلاثة معان.
الأوّل جنسٌ من الحَلْب، و الثاني تحديدٌ في شي‌ء، و الثالث عُضوٌ من الأعضاء.
فالأوّل: المَصْر: الْحَلْب بأطراف الأصابع. و ناقةٌ مَصورٌ: لبنُها بطي‌ء الخروج لا تُحلَب إلّا مَصْراً.
قال ابن السكِّيت: المَصْر: حلب ما في الضَّرع. و يقال التمصُّر: حلب بقايَا
______________________________
(1) الجمهرة (2: 227).
(2) صدره كما في اللسان (مصد):
* إذا أبرز الروع الكعاب فإنهم*
(3) الذي في الجمهرة (2: 275): «ما أصابنا العام مصدة».
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 330
اللَّبَن في الضّرع. و بقيّةُ اللبن: المَصْر «1». و مصَّرت عليه الشَّي‌ءَ: أعطيتُه إيّاه قليلًا قليلا.
و الثاني: المِصْر، و هو الحدُّ؛ يقال إنّ أهل هَجَرَ يكتُبون في شُروطهم:
«اشتري فلانُ الدَّارَ بمُصورها»، أي حدودها. قال عدي «2»:
و جاعل الشَّمس مِصراً لا خفاء به بين النَّهار و بين اللَّيل قد فَصَلا «3»
و المِصْر: كلُّ كُورةٍ يقسم فيها الفَي‌ء و الصَّدَقات.
و الثالث المَصِير، و هو المِعَي، و الجمع مُصْران ثم مصارين. و مُصْران الفأرة:
ضربٌ من رديّ التَّمر.

باب الميم و الضاد و ما يثلثهما

مضغ

الميم و الضاد و الغين أصلٌ صحيح، و هو المضغ للطعام. و مضَغَه يمضغه «4». و المَضَاغ: الطعام يُمضَغ. و المُضَاغة: ما يبقي في الفم مما يُمضَغ. و المَضْغة:
قطعةُ لحم، لأنَّها كالقطعة التي تُؤخذ فتُمضغ. و الماضغان: [ما «5»] انضمَّ من الشِّدقَين.
و مما شذَّ عن هذه المضائغ: العَقَبات الَّلواتي علي أطراف سِيَتي القوس، الواحدة مَضِيغة.
______________________________
(1) هذا مما فات المعاجم المتداولة. و في اللسان: «و المصر: قلة اللبن».
(2) و كذا في المجمل، و صححه ابن بري. و يروي لأمية بن أبي الصلت، كما في اللسان. و ليس في ديوانه.
(3) في الأصل: «و جاعل الليل»، صوابه من المجمل و اللسان. و نبه في اللسان علي أن صواب روايته: «و جعل الشمس». و قبله:
و الأرض صوي بساطا ثم قدرها تحت السماء سواء مثل ما ثقلا
(4) بابه منع و نصر.
(5) التكملة من المجمل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 331‌

مضي

الميم و الضاد و الحرف المعتلّ أصلٌ صحيح يدلُّ علي نَفاذٍ و مُرورٍ. و مَضَي يَمضِي مُضِيًّا. و المَضَاء: النَّفاذ في الأمر. و المُضَوَاء: التقدُّم.
قال القَطامي:
* فإذا خَنَسْنَ مَضَي علي مُضَوائِهِ «1» *

مضح

الميم و الضاد و الحاء كلمةٌ واحدة، هي مَضَح عِرضَه يمضَحُه مَضْحًا: عابَهُ و طعن فيه؛ و أمضَحَه أيضًا.

مضر

الميم و الضاد و الراء أصلٌ صحيح قليلُ الفروع. فالمَضْر بناء قولِك لبن مَضِرٌ و ماضِر: شديد الحُموضة. و يقال: اشتقاق مُضَرَ منه.
و التمضُّر: التعصُّب لِمضر. و قولهم: ذهب دَمُه خِضْرًا مِضْراً، أي باطلًا، إتْباعٌ و ليسَ من الباب.

باب الميم و الطاء و ما يثلثهما

مطل

الميم و الطاء و اللام أصلٌ صحيح يدلُّ علي مدِّ الشّي‌ء و إطالته. و مَطَلْتُ الحديدةَ أمْطَلها مَطْلًا: مددتُها. و المَطْل في الحاجة و المماطَلَة في الحربِ مِنْه.

مطو

الميم و الطاء و الحرف المعتلّ أصلٌ صحيح يدلُّ علي مدٍّ في الشّي‌ء و امتداد. و مطَوْتُ بالقوم أمْطُو مَطْوًا: مددت بهم في السَّير. قال امرؤ القيس:
______________________________
(1) عجزه كما في ديوان القطامي 18 و اللسان (مضي):
* و إذا لحقن به أصبن طعانا*
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 332
مَطَوْتُ بهم حَتَّي تَكِلَّ مَطيُّهمْ و حَتَّي الجيادُ ما يُقَدنَ بأرْسَانِ «1»
و المطيّة من ذلك القياس، و يقال بل سمِّيت لأنه يُركَب مَطَاها، أي ظَهرها. و سمِّي الظّهر المَطَا للامتداد الذي فيه. و المِطْو: الصَّاحب، لأنّه يمطو معك. قال:
ناديت مِطْوِي و قد مالَ النَّهارُ بهم وَ عَبْرَةُ العينِ جارٍ دَمْعُها سَجِمُ «2»
قال ابنُ الأعرابيّ «3»: اشتقاقُه من امتَطَيْتُ «4» البعير. و مما يجوز أن يقاس علي هذا المِطْو «5»: عذْق النخلة، لامتداده.

مطح

الميم و الطاء و الحاء كلمةٌ واحدة، حكاها* ابنُ دريد «6»، هي المَطْح: الضَّرب باليد، و ربما كُنِيَ به عن الجماع.

مطخ

الميم و الطاء و الخاء ليس هو بالباب الموثوق بصحته، لكنهم يقولون: مَطَخَ عرضَه، مثل لَطَخَه. و مَطَخ: لَعِق: و المَطْخ: تتابُع السَّقْي.

مطر

الميم و الطاء و الراء أصلٌ صحيحٌ فيه معنيان: أحدهما الغَيث النّازل من السَّماء، و الآخر جِنْسٌ من العَدْو.
فالأوّل المطَر، و مُطِرْنا مَطراً. و قال ناسٌ: لا يقال أُمْطِرَ إلّا في العَذاب.
______________________________
(1) في الأصل: «مطيت»، صوابه في ديوان امرئ القيس 129 و اللسان (مطا).
(2) أنشده في المجمل و اللسان (مطا). و ضبط «سجم» في المجمل بضم السين و الجيم، و بفتحها مع كسر الجيم. و في اللسان بفتح السين و إهمال ضبط الجيم.
(3) في الأصل: «لكن الأعرابي».
(4) في الأصل: «مطيت»، صوابه من المجمل.
(5) بفتح الميم و كسرها.
(6) الجمهرة (2: 173).
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 333
قال اللّٰه تعالي: أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ. و تَمَطَّرَ «1» الرَّجُل: تعرَّض للمطَر.
و منه المستمطِر: طالب الخير.
و الثاني قولُهم: تمطَّرَ الرَّجُل في الأرض، إذا ذَهَب. و المتمطِّر: الرّاكب الفرس يجري به. و تمطَّرَتْ به فرسُه: جَرَتْ.

مطع «2»

الميم و الطاء و العين. قال: هو مَطَعَ «3» في الأرض مَطْعاً و مُطُوعاً، إذا ذهب فلم يُوجَدْ ذِكْرُه.

مطق

الميم و الطاء و القاف. التمطُّق: أن يُلصِق الإنسانُ لِسانَه بالغَارِ الأعلي فتَسمع له صوتاً، و ذلك إذا استطابَ ما يأكل. قال الأعشي:
تُرِيكَ القَذَي من دونها و هي دُونَه إذا ذاقَها مَن ذاقَها يتمطَّق «4»
و اللّٰه أعلم بالصواب.

باب الميم و الظاء و ما يثلثهما

مظع

الميم و الظاء و العين فيه معنًي واحد. مَظَّعت القَضيب: تركت عليه لحاءَه حتي يتشرَّب ماءَه، فيكون أصلَبَ له. و مظّعت الأديم الدُّهنَ «5»:
سقَيته. ثم يُتَوسَّع فيه فيقال: مَظَّعَ الرجلُ الوَتَر تمظيعاً: مَلّسَه. و يقال: إن المُظْعة
______________________________
(1) في الأصل: «مطر»، صوابه في المجمل و اللسان.
(2) كان من حق هذه المادة و تاليتها أن تردا في أول الباب كما في المجمل، و لكني أبقيت ترتيبها حرصا علي أرقام الأصل.
(3) في الأصل: «هو مطعك».
(4) ديوان الأعشي 147. و أنشد عجزه بدون نسبة في اللسان (مطق).
(5) كذا في الأصل و المجمل. و في القاموس: «و التمظيع: التمصيع و تسقية الأديم الدهن».
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 334
بقيَّة اللّبن. قال الخليل: و لقد تَمَظَّعَ ما عندك، أي تَلَحَّسَه كلَّه. و المُظْعة: [بقيَّةٌ «1»] من الكلأ. قال: و الرِّيح تمظَع الخشبَ «2» حتي تَستخرِج نُدُوَّتَه. فعلي هذا يمكن أنَّ أصلَ الباب النَّشف و التشرُّب. قال الخليل: و مَظَع الوَتَر مَظْعاً.

باب الميم و العين و ما يثلثهما

معق

الميم و العين و القاف ليس بأصلٍ و إنما هو من باب القلب.
و أرضٌ مَعِيقة كعميقة. و الأماعق: أطراف المَفَازة. و يقال: المَعْق: الأرض لا نَبَاتَ بها. و تمعَّقَ الرجُل: ساء خُلُقه.

معك

الميم و العين و الكاف أصلٌ صحيحٌ يدلُّ علي دَلْك الشي‌ء وَليِّه. و مَعَكْتُ الأديم مَعْكاً. ثم يسمّون المِطَالَ و اللَّيَّ مَعْكا، و الرّجُلَ المَطول مَعِكاً. قال زهير:
… لا تَمعَكْ بعرضك إنَّ الغادِرَ المَعِكُ «3»
قال الخليل: رجل مَعْكٌ: شديد الخُصومة. و قولهم: وقَعَ في معكوكاء شي‌ء، يجوز أن يكون الإبدال و الأصل بعكوكاء.

معل

الميم و العين و اللام أصلٌ صحيح فيه كلماتٌ تدلُّ علي اختلاصِ شي‌ء و سرعةٍ فيه. و مَعَل الشَّي‌ءَ: اختلَسَه. ثمَّ يقولون: مَعَل خُصْيَتَي الفَحل:
استلَّهما. و مَعَل: سار سيراً سريعاً.
______________________________
(1) التكملة من اللسان:
(2) في الأصل: «الخشبة».
(3) و كذا ورد الاستشهاد به في اللسان (معك)، و هو بتمامه، كما في الديوان 180:
فاردد يساراً و لا تعنف علي و لا تمعك بعرضك إن الغادر المعك
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 335‌

معن

الميم و العين و النون أصلٌ يدلُّ علي سهولةٍ في جريان أو جري أو غير ذلك. و مَعَن الماءُ: جَرَي. و ماءٌ معينٌ. و مجارِي الماء في الوادي مُعْنانٌ، كذا قال أبو بكر «1». و المَعْنة: ماءٌ قليل يجري. و من الباب أمعَنَ الفرسُ في عَدْوِه. و أمْعَنَ بحقِّي: ذهَبَ به. و رجل مَعْنٌ في حاجته: سَهْل. و أمعنت الأرضُ: رَوِيَتْ. و كلأ مَمْعونٌ: جَرَي فيه الماء. و قول النَّمْر:
و لا ضيّعْتُه فأُلَامَ فيه فإنَّ ضَيَاعَ مالِكَ غيرُ مَعْنِ «2»
معناه غير سهل. و يقولون: «ما له سَعْنَةٌ و لا مَعْنَةٌ» و هو من الإتباع، و يجوز أن يكون من الباب، أي ماله كثيرٌ و لا قليل يسهل خَطَره. و قولهم للمنزل مَعَانٌ، وزنه فعَال، و جمعه مُعُنٌ. و مَعَن الوادي: كثُر فيه الماء المَعين.

معو

الميم و العين و الحرف المعتل ثلاثُ كلماتٍ ليس قياسها واحداً.
الأولي: المَعْوُ: الرُّطَب قد أرطب جَميعُه. و قال ابن دريد «3»: هو إذا دخله بعضُ اليُبْس*. و أمْعَي النَّخْل: صار كذلك.
و الثانية: مِعَي البطن، و الجمع أمعاء.
و الثالثة المِعَي: المِذْنَب من مَذَانب الأرض.

معت

الميم و العين و التاء. قال أبو بكر «4»: المَعْت: الدَّلْك و مَعتُّ الأديمَ: دلكتُه. و هو عند الخليل مُهمَل.
______________________________
(1) الجمهرة (3: 142).
(2) المجمل و اللسان (معن) و مجالس ثعلب 203 و المخصص (9: 148).
(3) الجمهرة (3: 143).
(4) الجمهرة (2: 22).
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 336‌

معج

الميم و العين و الجيم أصلٌ صحيح يدلُّ علي تقلُّبٍ و سُرعة في شي‌ء. و معج الحِمارُ مَعْجاً: تقلَّب في جريه. و يقولون قياساً علي هذا: مَعَجَ الفَصِيلُ ضَرعَ أمِّه: ضربه برأسه عند الرَّضاع.

معد

الميم و العين و الدال أصلٌ صحيح يدلُّ علي غِلَظ في الشّي‌ء قال ابن دريد «1» المَعْد: الغِلَظ. قال: و منه المَعِدَة. و تَمَعْدَدَ الصّبِيُّ:
غَلُظَ.
و يكون في هذا الباب المَعْدُ دَالًّا علي جَذْب الشَّي‌ءِ و انجذاب. و مَعَدت الشَّي‌ءَ: جذبتُه. قال:
هل يُرْوِيَنْ ذَوْدَك نَزعٌ مَعْدُ «2» *
و مما شذَّ عن الباب المَعْد، يقولون: الغَضُّ من التَّمْر.

معر

الميم و العين و الراء أصلٌ يدلُّ علي مَلاسة و حَصٍّ و انجراد.
فالأمْعَر و المَعِر: الأمْعَط الذي لا شَعْرَ عليه. و منه أَمْعَرَ الرّجلُ: افتَقَر، كأنه تجرَّدَ من ماله. [و] مَعَرَ الظُّفْر: نصل و تمعَّر لَونُه عند غَضَبِه، و ذلك أن يتطايَرَ الدّمُ عنه و تَعلُوه صُفرة. قال الخليل: و هو أمْعَر الشَّعر، و به مُعْرَةٌ، و هو لونٌ يَضرِب إلي الحُمرة و الصُّفرة، و هو أقْبَحُ الألوان. و أمْعَرَتِ الأرض:
لم يكنْ فيها نَبات
______________________________
(1) الجمهرة (2: 282).
(2) لأحمر بن جندل السعدي كما في اللسان (معد). و ورد محرفا فيه باسم «أحمد بن جندل».
انظر صوابه في المؤتلف للآمدي 36.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 337‌

معز

الميم و العين و الزاء أصلٌ صحيح يدلُّ علي شِدَّةٍ في الشَّي‌ء و صلابَة. منه الأمْعَز و المَعْزاء: الحَزْن الغَلِيظ من الأماكن قال أبو بكر «1»: رجلٌ مَاعِزٌ: شَدِيد عَصْبِ الخَلْق و منه المَعْز المعروف، و المَعِيز: جماعةٌ كضَئِين «2»، و ذلك لشدّةٍ و صَلابةٍ فيها لا تكون في الضَّأْن. و يقال لجماعةِ الأوعال و الثَّياتِل مُعُوزٌ.
قال أبو بكر «3»: استمْعَزَ الرّجُل في أمرِه: جَدَّ.

معس

الميم و العين و السين أُصَيْلٌ يدلُّ علي دَلْك شي‌ءِ. و مَعَسْتُ الأديم في دِباغِهِ أمْعَسُه: أدَرْتُه فيه و دلَكتُه. و ربَّما قالوا: مَعَسَ، إذا طَعَنَ و منه رجلٌ مَعَّاسٌ في الحرب: مِقدام.

معص

الميم و العين و الصاد ليس بشي‌ءٍ، إلّا أنّ ناساً ذكروا مَعَصَ الرّجُل: حَجَل في مِشْيته. و قال ابنُ دُريد «4»: المَعَص: وجعٌ يصيب الإنسان في عَصَبِه من كَثْرة المَشْي.

معض

الميم و العين و الضاد كلمةٌ. مَعِضَ من الأمر: شَقَّ عليه و أوجَعه.

معط

الميم و العين و الطاء أصلٌ يدلُّ علي تجرُّدِ الشَّي‌ء و تجريده و مَعِطَ
______________________________
(1) الجمهرة (3: 8).
(2) أي في جمع ضأن، و مثله كليب في جمع كلب.
(3) الجمهرة (3: 8).
(4) الجمهرة (3: 87).
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 338
تمرَّطَ شَعره. و مَعَطْت السَّيفَ من قِرابِهِ: جَرَّدتُه. و يكون من الباب مَعَطَ في القَوس: نَزَع.

باب الميم و الغين و ما يثلثهما

مغث «1»

الميم و الغين و الثاء أصلٌ صحيح يدلُّ علي مَرْسِ شي‌ء و مَرثِهِ. يقولون: مَغَثْت الدَّواءَ في الماء: مَرَثْته. و مَغَثَ بنو فلانٍ فلاناً، إذا ضربوه ضرباً ليس بالشَّديد. و رجل مَغِثٌ «2»: مُصارِعٌ شديد العلاج. و مُغِثَتْ أعراضُهم: مُضِغت «3». قال:
* مَمغوثةٌ أعراضُهم مُمَرْطلَهْ «4» *
و كلأ مَمْغُوث و مَغِيثٌ: أصابه المَطرُ و صَرَعه، و الميم أصليّة.

مغد

الميم و الغين و الدال، يقولون إنّه أصلٌ يدلُّ علي نَعْمةٍ في الشَّي‌ء. يقولون: المَغْد: الشَّابُّ الناعم. قال:
* و كان قد شَبَّ شَباباً مَغْدا «5» *
______________________________
(1) وردت مادة (مغل) في نهاية هذا الباب، و حقها أن تكون في صدره. و أبقيتها في ترتيبها حرصا علي أرقام الأصل.
(2) كذا في المجمل و القاموس. و في الأصل: «مغيث»، تحريف. و في اللسان: «مغث» بفتح الميم و سكون الغين.
(3) في الأصل: «و مغضت أعراضهم مغضت»، تحريف. و في المجمل: «و مغث عرضه: مضغ».
(4) الرجز لصخر بن عمير كما في اللسان (مغث، مرطل، ثمل).
(5) لإياس الخيبري، في اللسان (سمغد، مغد). و قبله:
حتي رأيت العزب السمغدا*
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 339
و أمْغَدَ الرّجُل: أطالَ الشَّرابَ إمغاداً. و مَغَدَ الفصيلُ الضّرعَ مغداً: تناوَلَه ليشربَ اللَّبَن. و اللَّبَنُ أنعَمُ ما يكون من الغِذاء و أليَنُه. و المَغْد في غُرَّةِ الخيل كأنَّها وارمة، و ذلك أنّ الشعر يُنتَف ثم يَنبُتُ فيكون ليِّناً ناعمًا. و يقولون المَغْد:
الباذَنْجَان.

مغر

الميم و الغين و الراء* أصلٌ يدلُّ علي حُمرةٍ في شَي‌ء، و أصلٌ آخر يدلُّ علي ضَربٍ من السَّير.
فالأوَّل المَغْرَة: الطِّين الأحمر. و الأمْغَر: الرّجُل الأحمر الشَّعر و الجِلد. و الأمْغَر في الخيل: الأشقر و منه أمْغَرَت الشَّاةُ، إذا حُلِبَت فخرَجَ مع لبنها دمٌ، فإن كانت تلك عادتَها فهي مِمْغار.
و الأخري روَي ابنُ السِّكِّيت: مَغَر في البلاد: ذَهَبَ و أسْرع. و رأيته يَمْغَرُ به بعيرُه.
و مما شذَّ من البابين قولهم: مَغَرَتْ في الأرضِ مَغْرَةٌ، و هي مَطْرة صالحة و
قولُ عبدِ الملك لجرير: «مغِّرْنا «1» يا جرير»
، أي أنشِدْنا كَلِمَةَ ابنِ مَغْراء، أحدِ شعراءٍ مضر «2». و مَغْراء: تأنيثُ أمْغَر.

مغص

الميم و الغين و الصاد كلمتان متباينتانِ جدًّا.
فالأولَي المَغَصُ: تقطيعٌ في المِعَي و وَجَع. و الأخري المَغْصَ يقال هو الخِيار من الإبل. قال:
______________________________
(1) و كذا في القاموس. و في اللسان: «مغر لنا».
(2) هو أوس بن مغراء. الشعر و الشعراء 668 و ابن سلام 27، 111، 120 و الاشتقاق 156 و الأغاني (4: 130- 131) و اللآلئ 795- 796. و هو من الشعراء المخضرمين، كما في الإصابة.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 340
أنت وهبتَ هَجْمةً جُرْجُورا أُدْماً و حُمْراً مَغَصاً خُبورا «1»
قال ابنُ دُريد: إبلٌ أَمْغاصٌ و أمْعَاص «2»، و هي خيار الإبل، لا واحد لها و يقال فلان مَغِصٌ، إذا كان ثقيلًا بغيضا؛ و هو من الأوَّل.

مغط

الميم و الغين و الطاء أصلٌ صحيح يدلُّ علي امتدادٍ و طُول.
و المَغْطُ: المَدّ. و مَغَطْتُه فامتغط. و التَّمغُّط في عَدْو الفَرَس: أن يَمدَّ ضَبْعَيه. و انمَغَط النَّهارُ: ارتفعَ و المُمَّغِطْ: الطَّويل المضطرِب. و مَغَطَ الرَّامِي في قوسه: نَزَع فيها فأغرقَ النَّزْع.

مغل

الميم و الغين و اللام أصلانِ صحيحان، أحدهما يدلُّ علي داءٍ و فساد، و الآخَر ضربٌ من النِّتاج.
الأوَّل المَغَل: وجعُ البطن، و يكون في الدَّوابِّ عن أَكلِ التُّراب و أمْغَلُوا:
أصابَ إبلَهم ذلك الدّاء.
و من الباب الإمغال: إفسادٌ بين النّاس، و الوِشاية؛ و هو المَغْل أيضا. و يقال إنَّه صاحب مَغَالَةٍ، إذا فَعَل ذلك.
و الأصل الآخَر الإمغال في الغنم و غيرِها، و هو أن تُنتَج في السَّنة مرّتين.
يقال: عَنْزٌ مَغْلة من ذلك، و غَنَم مِغال. و يقال المُمْغِل من النِّساء: التي تَحمل قبلَ فِطام الصَّبي. و اللّٰه أعلَم بالصَّواب.
______________________________
(1) أنشده في المجمل و اللسان (مغص).
(2) إذ يقال في واحدها مغص و معص، بالمعجمة و المهملة. الجمهرة (3: 80).
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 341‌

باب الميم و القاف و ما يثلثهما

مقل

الميم و القاف و اللام ثلاثُ كلماتٍ غيرِ مُنقاسة. قالوا: مُقْلة العَين، و هي ناظِرُها. و مَقَلْتُه: نظرتُ إليها.
و الكلمة الأُخْري المَقْلة: الحصاة تُلقِيها في الماء تعرِف قَدْرَه. قال:
قَذَفُوا سَيِّدَهُمْ في ورطةٍ قذْفَكَ المَقْلةَ وَسْطَ المُعْتَرَكْ «1»
و يقال: هي الحصاة التي يُقْسَم عليها الماءُ في المَفَاوز. و مَقَلهُ في الماء: غَوَّصَه فيه.
و تماقَلَا: تغَاوَصا.
و الكلمة الأخري المُقْل: حَمْل الدَّوْم.

مقه

الميم و القاف و الهاء كلمةٌ تدل علي لون. يقولون: المَقَهُ: بياضٌ في زرقة. و امرأة مَقهاءُ و شرَابٌ أمْقَهُ. قال:
إذا خفَقَت بأمْقَه صَحصحانٍ رءُوسُ القَوم و التَزَموا الرِّحالا «2»

مقو

الميم و القاف و الحرف المعتلّ. يقال فيه: امْقُ هذا مَقْوكَ مالَك، أي صُنْه صِيانَتَك مالَك. و مَقَوْتُ السَّيف: جَلَوْتُه، و كذا المِرْآة. قال ابن دريد: جاء بهما يُونس و أبو الخَطَّاب «3».

مقت

الميم و القاف و التاء كلمةٌ واحدةٌ تدل علي شَناءَةٍ و قُبْح.
______________________________
(1) ليزيد بن طعمة الخطمي، في اللسان (مقل) و شروح سقط الزند 1473.
(2) لذي الرمة في ديوانه 439 و اللسان (مقه).
(3) الذي في الجمهرة (3: 166): «جاء به يونس و أبو الخطاب و غيرهما».
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 342
و مَقَته مَقْتًا فهو مَقِيتٌ و ممقوت. و نِكاح المَقْت كان في الجاهليّة أن يتزوَّح الرَّجُل امرأة أبِيه.

مقد

الميم و القاف و الدال لا نَعرِف فيه شيثًا، إلّا أنَّ المَقدِّيَّ:
شرابٌ منسوبٌ إلي قريةٍ بالشَّام، يتَّخَذُ من العَسَل.

مقر

الميم و القاف و الراء كلمةٌ واحدة، هي المَقِر «1»: شِبْه الصَّبِر.
و أمْقَرَ الشَّي‌ءُ: أمَرَّ. و اللَّبنُ الحامضُ مُمْقِر. و من هذا قولهم: سَمَكٌ مَمْقُورٌ.
و المَقْر: إنْقاع «2» السَّمَك المالح في الماء. و قال ابن دريد «3»: أمقرتُ لفلانٍ الشَّرَابَ:
أمْررتُه له.

مقس

الميم و القاف و السين كلمةٌ واحدة. يقال مَقِسَتْ نفسُه:
غَثَت و تمقَّستْ* أيضاً. قال:
* نَفْسِي تَمقَّسُ عن سُمَانَي الأقْبُرِ «4» *

مقط

الميم و القاف و الطاء كلماتٌ لا تَرجِع إلي قياسٍ واحد، بل هي متباينةٌ حِدًّا. فالمِقَاط: حبلٌ شديد الإغارة. و المَقْط: ضَربُك بالكُرة علي الأرض ثم تأخذُها إذا نَزَلتْ. قال:
______________________________
(1) المقر بقتح فكسر، و ربما قيل بالفتح.
(2) في الأصل: «إيقاع»، تحريف.
(3) الجمهرة (2: 407).
(4) في اللسان: «قال أبو زيد: صاد أعرايي هامة فأكلها فقال ما هذا؟ فقيل سماني. فغثت نفسه فقال …». و أنشد الشعر.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 343
* بكفّي مَاقِطٍ في صاعِ «1» *
و مَقَطْتُ صاحبي أمْقُطُه، إذا غِظتَه. و الماقِط: الحازِي «2» الذي يتكهّن و يطرُق بالحَصَي.

مقع

الميم و القاف و العين كلمةٌ تدلُّ علي نوعٍ من الضَّربِ و الرَّمْي.
و مُقِع فلانٌ بالشَّي‌ءِ رُمِيَ به. و المَقْع: أشدُّ الشُّرب. و الفصيل يمقَع أُمَّه، إذا رَضِعها. و من الباب: امتُقِع لونُه: تغيَّر، كأنَّه ضُرِب بشي‌ء حَتَّي يتغيَّر؛ و كذا انتُقِعَ، و سيأتي. و اللّٰه أعلم.

باب الميم و الكاف و ما يثلثهما

مكل

الميم و الكاف و اللام كلمةٌ تدل علي اجتماعِ ماء. و مَكَلَت البئرُ: اجتمعَ ماؤُها في وَسَطها. و مجتمع الماء مَكْلَة. و بئر مَكُول، و الجمع مُكُل.

مكن

الميم و الكاف و النون كلمةٌ واحدة. المَكْن: بَيض الضَّبّ.
و ضَبٌّ مَكُونٌ. [قال]:
و مَكْنُ الضِّباب طَعامُ العُرَيبِ و لا تَشتهيهِ نفوسُ العَجَمْ «3»
______________________________
(1) لمسيب بن علس في المفضليات (1: 60). و هو بتمامه فيها:
مرحت يداها للنجاء كأنما تكرو بكفي ماقط في صاع
(2) في الأصل: «الجاري»، تحريف.
(3) لأبي الهندي، و اسمه عبد المؤمن بن عبد القدوس. اللسان (مكن) و هو من أبيات في الحيوان (6: 88- 89) رعيون الأخبار (3: 210) و محاضرات الراغب (2: 303) و الفصول و الغايات للمعري 471. و انظر المخصص (16: 83/ 17: 10).
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 344
و المكُنات: أوكار الطّير، و يقال مَكِنات «1».

مكا

الميم و الكاف و الحرف المعتل أصلٌ صحيح يدلُّ علي معان ثلاثة: أحدها شي‌ءٌ من الأصوات، و الآخَر خشونة في الشي‌ء، و الآخِر ضربٌ من العَسَل.
فالأوَّل مكا يمكو: صَفَر في يَدِه و قد جَمَعها، مُكَاءً «2». قال عنترة:
* تمكُو فَريصتُه كشِدق الأعلم «3» *
يصف طعنةً [تسمع] لها صوتًا حين تنفرِج و تنضمّ «4». و المُكَّاء: طائرٌ، سمِّي لأنه يَمْكُو. قال:
إذا غَرَّدَ المُكَّاءُ في غيرِ روضةٍ فوَيلٌ لأهل الشَّاءِ و الحُمُراتِ «5»
و يقولون: مَكَتِ اسْتُه تمكُو، إذا حَبَق. و أمَّا المَكَا و المَكْو فمجثِم الأرنب. قال الطِرمّاح:
* كم بِهِ من مَكْوِ وحشِيَّةٍ «6» *
______________________________
(1) ضبطت في اللسان و القاموس بفتح فضم، ثم بفتح فكسر. و أثبت هذين الضطين من المجمل.
(2) في اللسان: «مكا يمكو مكوا و مكاء: صفر بفيه. قال بعضهم: هو أن يجمع بين أصابع يديه ثم يدخلها في فيه ثم يصفر فيها».
(3) من معلقته. و صدره:
* و حليل غانية تركت مجدلا*
(4) في المجمل: «يصف الطعنة حين يسمع صوتها تنفرج و تنضم».
(5) البيت بدون نسبة في اللسان (مكا) و أمالي القالي (2: 32) و المخصص (16: 39) و الصاحبي 210 و الاقتضاب 354. و قد سبق بدون نسبة في (حمر).
(6) استشهد بهذا الصدر في اللسان (مكا). و عجزه كما في ديوان الطرماح 96:
* قيض في منتثل أو شيام*
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 345
و الأخري قولهم: مَكِيَتْ يدُه تَمْكَي مَكًي: غلُظت و خَشُنت.
و الثالثة تمكَّي، إذا توضّأ. قال:
* كالمتمَكِّي بدمِ القتيل «1» *
و أصله قولهم تمكّي الفَرَس: حكَّ عينَه بركبَتِه «2».

مكث

الميم و الكاف و الثاء كلمةٌ تدلُّ علي توقف و انتظار.
و مَكَثَ مَكْثًا و مُكْثًا و رجل مَكِيث: رزينٌ غير عجول. و مَكَثَر مَكُثَ.
و التمكُّث: الانتظار.

مكد

الميم و الكاف و الدال كلمةٌ تدلُّ علي ثباتٍ. و مَكَدَ بالمكان: أقام. قال أبو عبيد: و هو من قولهم: ناقَةٌ مَكُودٌ، إذا ثَبَت غُزْرُها. و يقال إنَّ البئر المَاكدة: التي ثبت ماؤُها علي قَرْنٍ واحد لا يتغيَّر. و القَرْن قَرْن القامة.

مكر

الميم و الكاف و الراء كلمتانِ متباينتان: إحداهما المَكْر:
الاحتيال و الخِداع. و مَكَرَ به يمكُر. و الأخري المَكْر: خَدَالة السَّاق. و امرأةٌ ممكورة السَّاقَين.

مكس

الميم و الكاف و السين كلمةٌ تدلُّ علي جَبْيِ مالٍ و انتقاصٍ من الشي‌ء. و مَكَس، إذا جَبَي. و المَكْسُ: الجِباية قال زُهير «3»:
______________________________
(1) لعنترة الطائي في اللسان (مكا). و صدره:
* إنك و الجور علي سبيل*
(2) في الأصل: «عنه بركبتيه»، صوابه في المجمل و اللسان.
(3) كذا. و الصواب أنه جابر بن حني الثعلبي، كما في اللسان (مكس). و قصيدته في المفضليات (2: 8- 12).
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 346
و في كلِّ أسواقِ العراقِ إتاوةٌ و في كلِّ ما باعَ امرؤٌ مَكْسُ دِرهم «1»
و اللّٰه أعلمُ بالصَّواب.

باب الميم و اللام و ما يثلثهما

ملي «2»

الميم و اللام و الحرف المعتل. كلمة واحدةٌ هي الزَّمن «3» الطّويل. و أقامَ ملِيًّا، أي دهراً طويلا. و تَملَّيْتُ الشّي‌ءَ، إذا أَقامَ «4» معك زماناً طويلا. و المَلَوانِ: طرَفا اللَّيل و النهار. و المُلاوة: الحِين.
و إذا هُمِز دلَّ علي المساواة و الكمال في الشَّي‌ء. و ملَأْتُ الشّي‌ءَ أملَؤُه مَلْئاً.
و الْمِل‌ء: الاسم للمِقدار الذي يُملَأ؛ و سمِّي لأنّه مساوٍ لوِعائه في قَدْره. و يقال:
أعطِنِي مِلْأَه و مِلْأَيْهِ و ثلاثة أمْلائِه. و منه أمْلَأَ النَّزْعَ في القَوس، إذا بالَغَ. و منه* المَلأ:
الأشْراف من الناس، لأنَّهم ملِئُوا كرمًا. فأمّا قولُ الشَّاعر «5»:
تنادَوْا يالَ بُهْثَةَ إذا لَقُونا فقُلْنا أحسني مَلَأً جُهَينا «6»
فقال قوم: أراد به الخُلُق. و جاء
في الحديث: «أَحْسِنُوا أملاءكم»
و المعني فيه أنَّ حسن الخُلُق من سجايا المَلأ، و هم الشِّراف الكِرام.
______________________________
(1) رواية اللسان: «أفي كل».
(2) هذا الموضع موضع مادة (مله)، و لكن هكذا ورد في الأصل فآثرت إبقاء الترتيب حرصا علي أرفام الأصل.
(3) في الأصل: «الدم».
(4) في الأصل: «قام».
(5) هو الجهني اللسان (ملأ) و إصلاح المنطق 423 و هو عبد الشارق بن عبد العزي، كما في الحماسة.
(6) في اللسان و إصلاح المنطق: «إذ روأنا».
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 347‌

مله «1»

الميم و اللام و الهاء. يقولون: هو مُمْتَلَه العقلِ: ذاهبُه.

ملث

الميم و اللام و الثاء كلمة. يقال أتيتُه مَلَثَ الظَّلامِ، كما يقال مَلَسَ الظلامِ، و هو احتلاطُه‌

ملج

الميم و اللام و الجيم كلمة. يقال: مَلَجَ الصِبيُّ: تناولَ الثَّدي للِرَّضاع بأدني فمه. و
في الحديث: «لا تُحرِّم الإملاجةُ و الإملاجَتانِ»
و هي أن تُمِصَّه لَبَنَهَا مرَّةً أو مرّتين.

ملح

الميم و اللام و الحاء أصلٌ صحيح له فروع تتقاربُ في المعني و إن كان في ظاهرها «2» بعضُ التَّفاوت.
فالأصل البَياض، منه المِلح المعروف، و سمِّي لبياضه. قال:
أحْفِزُها عنَّي بذي رونقٍ أبْيضَ مِثلِ المِلح قَطَّاعِ «3»
و يقال ماء مِلحٌ، و قد قالوا مالح، ذكره ابنُ الأعرابيِّ و احتجَّ بقوله:
صَبَّحنَ قَوًّا و الحَمَامُ واقِعُ «4» و ماءُ قَوٍّ مالحٌ و ناقِعُ «5»
و ملح الماءُ «6». و سَمكٌ مملوحٌ و مَليح. و أملَحْنا: أصبنا ماءً مالحا. و أملَحَ الماءُ أيضاً. قال نُصَيب:
______________________________
(1) في الأصل: «مثل»، تحريف. و قد سبق التنبيه علي أن حق هذه المادة أن تنصدر الباب.
(2) في الأصل: «في ظهرها».
(3) البيت لأبي قيس بن الأسلت الأنصاري في المفضليات (2: 84).
(4) الرجز لأبي زياد الكلابي في اللسان (ملح). و ضبطت «الحمام» في اللسان بكسر الحاء، و الصواب فتحها كما في المجمل، أي و الحمام في مجثمه في أواخر الليل قبل أن يطير.
(5) في الأصل: «نافع»، صوابه في المجمل و اللسان.
(6) يقال ملح يملح ملوحة و ملاحة، مثل سهل يسهل سهولة، و ملح يملح ملوحا، بفتح لامي الفعلين و ضم ميم المصدر.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 348
و قد عاد عَذبُ الماءِ مِلحاً فزادني علي مَرضي أنْ أَملَحَ المشرَبُ العذبُ
و مَلَحْتُ القدر: ألقَيْت مِلحَها بقَدَر. و أملَحتُها: أفسَدْتُها بالمِلح. و يقال مَلَّحت النّاقةَ تمليحاً، إذا لم تَلقَح فعولِجَتْ داخِلَتُها بشي‌ءٍ مالح. و مَلُح الشَّي‌ءُ مَلاحةً و مِلْحا. و المُمَالَحة: المُواكلة. ثم يستعار المِلْح فيسمَّي الرَّضاع مِلْحًا.
و
قالت هَوَازِنُ لرسول اللّٰه صلّي اللّٰه عليه و آله و سلم: «لو كُنَّا مَلَحْنا للحارث بن أبي شَمِر أو للنُّعمان بن المُنذِر لحَفِظ ذلك فينا»
، أرادوا أنَّ رسول اللّٰه صلي اللّٰه عليه و آله و سلم كان مُسترضَعًا فيهم.
و يستعيرون ذلك للشَّحم يسمُّونه المِلْح. يقال أملَحْت القِدرَ: جعلتُ فيها شيئاً من شَحم. و عليه فُسِّر قوله:
لا تلُمْها إنَّها من نِسْوةٍ مِلحُها موضوعةٌ فوقَ الرُّكَبْ «1»
هَمُّها السِّمَن و الشّحم. و المُلْحة في الألوان: بياضٌ، و ربَّما خالَطَه سواد.
و يقال كبشٌ أملَحُ. و يقال لبعضِ شُهور الشِّتاء مَلْحان، لبياض ثلجه.
و المَلْحاء: كَتيبةٌ كانت لآل المنذر.
و المَلّاح: صاحبُ السفينة، قياسُه عندنا هذا، لأنَّ ماءَ البَحرِ ملحٌ و قال ناسٌ: اشتقاقُهُ من المَلْحِ: سُرعة خَفَقان الطَّيرِ بجَناحَيه. قال:
______________________________
(1) البيت لمسكين الدارمي في اللسان (ملح 439) و المخصص (17: 8). و ورد بدون نسبة فيه (4: 141/ 13: 125). قال ابن سيده: «أنث، فإما أن يكون جمع ملحة، و إما أن يكون التأنيث في الملح لغة». و قد اختلف اللغويون في تفسير هذا البيت، فقال بعضهم: إنه يقال للرجل الحديد الطبع: ملحه علي ركبتيه. و قال: الأصمعي: هذه زنجبة، و الملح شحمها هنا، و سمي الزنج في أفخاذها. و قال ابن الأعرابي: هذه قليلة الوفاء، و الملح‌ها هنا يعني الملح- أي الملح المعروف- يقال فلان ملحه علي ركبتيه، إذا كان قليل الوفاء.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 349
* مَلْحَ الصُّقورِ تحت دجن مُغْيِنِ «1» *
و مما شذَّ عن الباب المُلَّاح من نَبات الحَمْض، إلَّا أن يكون في طَعمِهِ مُلوحة.
و المَلْحاء: ما انحدر «2» عن الكاهل و الصُّلب. و الملَح: ورمٌ في عُرقوب الفَرَس.

ملخ

الميم و اللام و الخاء أصلٌ صحيح يدلُّ علي إخراج شي‌ء من وعائه أو من غيره. و امتَلَخَت العُقَاب عينه: أخرجَتْها. و امتلَخْتُ اللِّجامَ من رأس الدابَّة. و المليخ: اللَّحمُ لا طَعمَ له. و [المَلَّاخ: الملّاق «3»] لأنَّه يستخرج الإنسان أو ما عنده بملَفِه. قال رؤبة:
* ملّاخُ المَلَقْ «4» *
و [منه]
قول الحسن: «يَمْلَخُ في الباطل».

ملد

الميم و اللام و الدال كلمةٌ تدلُّ علي نَعْمةٍ و لِين و ملاسةٍ. و شاب أَمْلَدُ: ناعِمٌ. و المَلد المصدر. و امرأةٌ مَلْداء: معتدلة الخَلْق حَسنة. و غصنٌ أُمْلُودٌ:
ناعم. و ملّدتُ الأديم: مَرَّنتُه. و الإمليد من الصَّحاري كإمليس: الصَّحصَح «5».
[و] منه المَلَدان

ملذ

الميم و اللام و الذال ذكروا فيه كلمتين أيضاً. الملْذ: أن يكون يمُدُّ الفرس ضَبْعَيْه في عَدْوه حتَّي لا يجد مزيداً. و مَلَذَه بالرُّمح: طعَنَه به. قال
______________________________
(1) الرجز في اللسان (ملح) و المخصص (8: 138).
(2) في الأصل: «ماء انحدر»، صوابه في المجمل و اللسان.
(3) التكملة من المجمل.
(4) ديوان رؤبة 106 و اللسان (ملخ، ملق). و في الديوان:
إذا تتلاهن صلصال الصعق معتزم التجليح ملاخ الملق
(5) الصحصح: المستوية الجرداء: المستوية الجرداء. و في الأصل: «الصحيح» و ليس به.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 350
أبو بكر «1»: المَلْذ: السُّرعة في المجي‌ء و الذهاب. و ذئبٌ مَلَّاذٌ.

ملس

الميم و اللام و السين أصلٌ صحيح يدلُّ علي تجرُّدٍ في شي‌ءٍ، و ألّا يعْلَقَ به شي‌ء، فهو أملَسُ. و يقال للرّجُل الذي لا يَلْصَق به ذمٌّ: هو* أملَسُ الجِلد قال:
* فَمُوتَنْ بها حُرًّا و جلدُك أمْلَسُ «2» *
و أرضٌ أمالِيسُ: لا نباتَ بها. و يقال في البيع: «المَلَسَي لا عُهْدَةَ له»، أي لا متعلَّق له. و قد سبق ذكره و من الباب المَلْس: سَلُّ الخُصيةِ بعروقها. و كبش مملوسٌ. و منه المَلْس: السَّوق الشَّديد، أي إنَّه يمضي حتي لا يمكن أن يُتعلَّقَ به.
و قولهم: أتيتُه مَلَسَ الظَّلام من باب الثاء، و قد فسَّرْناه و رُمَّانٌ إملِيسيٌّ.

ملص

الميم و اللام و الصاد قريبٌ من ملس، و هو يدلُّ علي إفلات الشَّي‌ء بسرعة. و امَّلَص الشي‌ءُ من يدي: أفلَتَ، امِّلاصاً. و مَلِصَ الرِّشاء من اليد يَمْلَص. قال:
فرَّ و أعطانِي رِشَاءً مَلِصا «3» *
و منه أَمْلَصَت المرأةُ: رمَت بولدها إملاصاً؛ و الولد مَلِيص. و منه سير إمليص: سريع.

ملط

الميم و اللام و الطاء أُصيلٌ يدلُّ علي تسويةِ شي‌ءٍ و تسطيحه
______________________________
(1) الجمهرة (2: 318).
(2) البيت للمتلمس في ديوانه 5 نسخة الشنقيطي، و الحماسة (1: 268). و صدره:
* فلا تقبلن ضيما مخافة ميتة*
(3) أنشده في اللسان (ملص).
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 351
و ملَّطت الحائطَ بالمِلاط أُملِّطه تمليطاً: طيَّنته و سوّيْتُه و المِلاطان: الجَنْبان، كأنَّهما مُلِطا مَلْطًا. و ابنا مِلَاطٍ: العضدان. و الأمْلَط: الذي لا شَعْرَ عليه.
و يقاس علي هذا فيُقال للرّجُل القليل الخيرِ المتمرِّد: ملْطٌ. قال أبو بكر «1»:
و كلُّ شي‌ء ملّطته فهو مِلاطٌ.

ملع

الميم و اللام و العين أُصَيْلٌ يدلُّ علي سرعةٍ و خِفّةٍ. و مَلَعْت النّاقةُ في سَيرها و ناقةٌ مَيْلَع فَيْعَلٌ منه. و المَلْع: السُّرْعة في المرور و الاختطاف.
و من الباب المَلِيع: الأرضُ لا نباتَ بها.

ملغ

الميم و اللام و الغين كلمةٌ. يقولون: المِلْغ: الأحمق. و التملّغ:
التحمُّق.

ملق

الميم و اللام و القاف أصلٌ صحيحٌ يدلُّ علي [تجرُّد] في الشي‌ء و لين. قال ابن السكِّيت: المَلَق من التملُّق، و أصله التَّليين. و المَلَقَة: الصَّفاة المَلْسَاء. و يقال الإملاق: إتلافُ المال حَتَّي يُحوِج. و القياس واحد، كأنَّه تجرَّدَ عن المال. و انْمَلَقَ ساعدُ الرجل: انسحَجَ من حَمْل الأحمال. قال:
و حَوْفَلٌ ساعدُه قد انْمَلَقْ يقول قَطْبًا و نعِمَّا إن سَلَق «2»
و المَلَقَة: الأرض لا يكاد يَبِين فيها أثر، و الجمع المَلَق و المَلَقَات. و مَلَقْتُ الثوب: غَسَلتُه، لأنَّك تجرِّده عن الوسَخ.

ملك

الميم و اللام و الكاف أصلٌ صحيح يدلُّ علي قوّةٍ في الشي‌ء
______________________________
(1) الجمهرة (3: 116).
(2) أنشده في اللسان (ملق).
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 352
و صحّة. يقال: أملَكَ عجِينَه: قوَّي عَجنَه «1» و شَدَّه. و ملّكتُ الشَّي‌ءَ: قوّيته قال:
فملّكَ باللِّيط الذي فوق قِشرها كَغِرقئِ بيض كنَّه القيضُ من عَلِ «2»
و الأصل هذا. ثم قيلَ مَلَك الإنسانُ الشَّي‌ء يملِكُه مَلْكا. و الاسم الملْك؛ لأنَّ يدَه فيه قويّةٌ صحيحة. فالمِلْك: ما مُلِك من مالٍ. و المملوك: العبْد. و فلانٌ حسَن المَلَكة، أي حسن الصَّنيع إلي مماليكه. و عبدُ مَمْلكة: سُبِيَ و لم يُملَك أبواه. و ما لفلانٍ مولي مَلَاكةٍ دونَ اللّٰه تعالي، أي لم يملكْه إلّا هو. وَ كَنّا [في] «3» إملاكِ فلانٍ، أي أملكناه امرأتَه. و أملكناه مثل ملّكناه. و المَلَك:
الماء يكون مع المسافر، لأنَّه إذا كان معه مَلَك أمرَه.

ملو

الميم و اللام و الحرف المعتلّ أصل صحيح يدلُّ علي امتدادٍ في شي‌ءٍ زمانٍ أو غيره. و أملَيت القيدَ للبعير إملاءً، إذا وسَّعته. و تملّيت عُمْرِي، إذا استمتَعت به. و المَلَوانِ: اللّيل و النهار. و الملاوة «4»: ملاوة العيش، أي قد أُملِيَ له. و من الباب إملاء الكتاب.
و اللّٰه أعلم بالصَّواب.

باب ما جاء من كلام العرب علي أكثر من ثلاثة أحرف أوله ميم

… «5»
تم كتاب الميم و اللّٰه أعلم بالصواب
______________________________
(1) في الأصل: «عجينة».
(2) لأوس بن حجر في ديوانه 19 و اللسان (ملك، ليط).
(3) التكملة من المجمل.
(4) هذه مثلثة الميم.
(5) كذا ورد هذا العنوان بدون كلام بعده. و مكانه في المجمل: «مهيم معناها ما حالك و ماشائك».
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 353‌

كتاب النون

باب النون و ما بعدها في المضاعف و المطابق

نه

النون و الهاء كلمةٌ واحدة. يقال: نَهْنه فلانٌ فلاناً:
كفُّه و زَجَره.

نأ

النون و الهمزة أصلٌ يدلُّ علي ضَعف في الشّي‌ء. فالنَّأنأة: الضَّعف.
و رجلٌ نَأنَاءٌ، إذا كان ضعيفًا. قال امرؤ القيس:
لعمركَ ما سعدٌ بِخُلَّة آثمٍ و لا نأْنأٍ عِند الحفاظِ و لا حَصِرْ «1»
قال أبو زيد في كتاب الهمز «2»: نَأْنَأْتُ رأيي نَأْنَأَةً، إذا خلَّطت فيه «3».

نب

النون و الباء كلمتان. نَبَّ التَّيس نبيباً: صوَّتَ عند السِّفاد.
و الأُنبوب: ما بين كل عُقدتينِ من رُمحِ و غيرِه.

نث

النون و الثاء أصلٌ صحيح يدلُّ علي نَشْر شي‌ءٍ و انتشاره. و نثُّ
______________________________
(1) ديوان امرئ القيس 138 و اللسان (11)، يمدح به سعد بن الضباب الإيادي.
(2) كتاب الهمز لأبي زيد 5- 6.
(3) في كتاب الهمز: «إذا خلطت فيه تخليطا قد ترمه».
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 354
الحديث: إفشاؤه، و جاء فلان يَنِثُّ سِمَناً، كأنّه يتصبَّب سِمَنا. و
في الحديث:
«يجي‌ء أحدهم ينِثُّ كما ينثّ الحَمِيتُ»

نج

النون و الجيم أصل صحيح يدلّ علي تحرُّك و اضطرابٍ، و شبه ذلك.
فالنَّجْنَجَة: الجولة عند الفزع. يقال نجنجوا. و النَّجْنَجَة: ترديد الرأي. و تَنَجْنَجوا:
أصابوا «1» في الموضع الذي أربَعوا فيه ثم عزموا علي تحضُّر المِياه. و تَنَجْنَج لحمُه:
استرخَي. و نَجَّت القُرحَة: سالت.

نح

النون و الحاء كلمةٌ يُحكَي بها صوت. فالتَّنحنُح معروف.
[و] النّحيح: صوت يردِّده الإنسان في جوفه. و حكيت كلمة ما ندري كيف صحّتها. و ليس لها قياس. يقولون: ما أنا بِنَحيح النّفس عن كذا، أي طيّب النّفس «2».

نخ

النون و الخاء أصل صحيح، غير أنّه مختلف في تأويله، و هو النُّخَّة
في حديث النبيّ صلّي اللّه عليه و آله و سلم: «ليس في الجبهة و لا في النُّخَّة صدقه «3»»
. قالوا النّخّة: الرّقيق. و قال الفرّاء: النخّة أن يأخذ المصدِّق دينارا بعد فَراغه من الصّدقة لنفسه. و اللّفظ لا يقتضي هذا، و لعلّ لفظ الذي رواه الفراء:
«و لا نَخّة «4»» و أنشد:
______________________________
(1) في الأصل: «أصابوا»، صوابه في المجمل.
(2) في الأصل: «أي طبت النفس»، تحريف. و في المجمل: «و يقال ما هو يجنح لنفس عنه» أي لا تطيب نفسه عنه
(3) أورد الحديث في اللسان (جبه) و فسر الجبهة بأنها الخيل.
(4) كذا وردت العبارة في الأصل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 355
عمِّي الذي منع الدّينار ضاحية دينار نَخَّة كلب و هو مشهود «1»
و يقال النخَّة: الحمير، و هي بفتح النون و ضمها. و قال أبو بكر «2»: تَنَخْنَخ البعيرُ: بَرك ثم مكَّن لثفنانه في الأرض.

ند

النون و الدال أصل صحيح يدلّ علي شرود و فراق. و نَدَّ البعير نَدّا و نُدودا: ذهب علي وجهه شارداً. و من الباب الندُّ و النّديد: الذي ينادُّ في الأمر، أي يأتي برأي غيرِ رأي صاحبه. قال:
لئلّا يكون السَّندرِيُّ نديدتي و أشْتُمَ أعماماً عُموما عَماعِما «3»
و النّدّ فيما ذكر ابن دريد: التّلُّ المرتفِع في السماء «4»، و يكون هذا قريبا من قياسه. و النِّدُّ من الطّيب ليس عربيّا.

نز

النون و الزاء أصل صحيح يدلّ علي خفّة و قلّة. من ذلك الظّليم النَّزُّ: الذي لا يكاد يستقرّ في مكان. و النّزُّ: الرّجل الخفيف الذكيّ، و كذا النّاقة النَّزَّة. و منه النَّزُّ، و هو ما تحلّب من الأرض من ماء. و أنزّت الأرض: صارت ذات نزّ. و سمّي نزّا لقلّته و خفّة أمره.

نس

النون و السين أصل صحيح له معنيان: أحدهما نوع من السّوق، و الآخر قلّة في الشي‌ء و يختصّ به الماء.
______________________________
(1) أنشده في اللسان (نخخ، ضحا). و قد سبق في ضحي.
(2) الجمهرة (1: 141).
(3) البيت للبيد في ديوانه 44 طبع فينا 1881. و أنشده ابن الأنباري في الأضداد 19 و ثعلب في مجالسه 635 و صاحب اللسان (سندر، ندد، عمم) و السندري هذا هو السندري بن عيساء، و عيساء أمه انظر كتاب من نسب إلي أمه من الشعراء في نوادر المخطوطات 85.
(4) الجمهرة (1: 76) و قال هو و صاحب اللسان: «لغة يمانية».
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 356
فالأوَّل نَسَّ إبلَه ينُسُّها نَسًّا: ساقها.
و الثاني قولهم: نسَّت القطاةُ: عَطِشت. و يقال لمَكَّة النّاسَّة، لقلّة الماءِ بها.
و نَسَّتِ الخُبْزةُ نَسًّا: يبست. و نسّت الجُمَّة: تشعَّثَت «1»، و ذلك لقِلّة الدُّهن فيها.
و يقال للبلَل الذي يكون برأس العود إذا أُوقِدَ: النَّسِيسة، و به تُشَبَّهُ بقيّةُ النّفْس.
قال: و يقال له النَّسيس.

نش

النون و الشين ليس بشَي‌ء، و إنَّما يُحكَي به صوتٌ. منه النَّشِيش: صوت الماء و غيرِه إذا غُلِيَ. و منه أرضٌ نَشِيشَة «2»،* إذا كانت مِلحة لا تُنبت، و أرض نَشَّاشة «3». و منه نَشَّ الغديرُ: أخَذَ ماؤُه في النُّضوب.

نص

النون و الصاد أصلٌ صحيح يدلُّ علي رَفعٍ و ارتفاعٍ و انتهاء في الشّي‌ء. منه قولُهم نَصَّ الحديث إلي فلان: رفَعَه إليه. و النَّصُّ في السَّير أرفَعُه. يقال: نَصْنَصْتُ نافتي «4». و سيرٌ نصٌّ و نَصِيص. و مِنَصَّة العروس منه أيضاً. و بات فلانٌ منتَصًّا علي بعيره، أي مُنْتَصِبا. و نصُّ كلِّ شي‌ءٍ: مُنتهاه.
و
في حديث عليٍّ عليه السلام: «إذا بلَغَ النساء نَصَّ الحِقاق «5»»
، أي إذا بلَغْنَ غايةَ الصِّغر و صِرنَ في حدِّ البُلوغ. و الحِقَاقُ: مصدر المُحاقَّة، و هي أن يقول بعضُ
______________________________
(1) في الأصل: «الحمة تشقت»، صوابه في المجمل.
(2) في الأصل: «نشنشة»، تحريف، صوابه من القاموس.
(3) و كذا في المجمل، و يقال «نشناشة» أيضا.
(4) النصنصة: التحريك و القلقلة، و أكثر ما تستعمل في البعير لازمة، يقال نصنص البعير و نصنص الرجل. و المألوف أن يقال نصصت البعير، بالمضاعف لا المطابق.
(5) تمام الحديث: «فالعصبة أولي»، أي أولي بها من الأم.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 357
الأولياء: أنا أحقُّ بها، و بعضُهم: أنا أحقّ. و نَصَصْت الرّجُل: استقصيتُ مسألتَه عن الشَّي‌ء حتَّي تَستخرِجَ ما عنده و هو القياس، لأنَّك تبتغي بلوغَ النِّهاية.
و من هذه الكلمة [النَّصنصة]: إثبات البعير رُكبتَيه في الأرض إذا هَمَّ بالنُّهوض. و النَّصنصة: التَّحريك. و النُّصَّة: القُصَّة من شَعر الرّأس، و هي علي موضعٍ رفيع‌

نض

النون و الضاد أصلانِ صحيحان أحدُهما يدلُّ علي تيسيرِ الشَّي‌ء و ظُهورِه، و الثاني علي جنسٍ من الحركة.
الأوّل: قولُ العرب: خذ ما نضَّ لك من دَينٍ، أي تَيَّسر. و فلانٌ يستنضُّ مال فلانٍ، أي يأخذه كما تيَّسر. و النَّضيض من الماء: القَليل. فأمَّا النَّاضُّ من المال فيقال: هو ما له مادَّةٌ و بقاء، و يقال بل هو ما كان عَيناً. و إلي هذا يذهب الفُقهاءُ في النضّ.

نط

النون و الطاء. يقولون النّطانِط من الرِّجال: الطِّوال، الواحد نَطْنَاط. و نطنطت الشَّي‌ء: مددتُه.

نع

النون و العين أصلٌ صحيح يدلُّ علي مَيلٍ و اضطراب. و يقال للشَّي‌ء إذا مالَ و اضطرب: تنَعنَع. و النُّعنُع: الهَنُ المسترخي. و النُّعنُعِ: الطَّويل من الرِّجال المضطرِب الخَلْق. و يقولون: تَنَعنَعَ منّا، أي تباعَدَ. قال ذو الرُّمة:
النازحُ المتنعنِعُ «1» *
______________________________
(1) البيت بتمامه كما في الديوان 351 و اللسان (نعع):
علي مثلها يدنو البعيد و يبعد ال قريب و يطوي النازح المتنعنع
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 358‌

نغ

النون و الغين كلمة تدلّ علي بعض الأعضاء. و النَّغانغ: لحمات تكون في الحلق عند اللّهاة، الواحد نُغنُغ. قال جرير:
غمز ابن مرّة يا فرزدق كينها غمز الطبيب نغانغ المعذور «1»
و قد تسمّي الزّوائد في باطن الأذنين النّغانغ.

نف

النون و الفاء كلمة واحدة، هي النَّفنَف: الهواء. و كلّ مهوّي بين شيئين نفنف. قال الشّاعر «2»:
تعلّق في مثل السّواري سيوفنا و ما بينها و الكعب غوط نفانف «3»

نق

النون و القاف أصيل يدلّ علي صوت من الأصوات. و نقَّت الضّفادع: صوّتت، و هي النّقَّاقة. و كذلك الدّجاجة تُنقنِقُ للبيض. و قد يقال ذلك للنقاقة و النِّقْنِق: الظّليم، لأنه ينقنق.
و مما شذّ عن الباب نقنقت العين: غارت.

نم

النون و الميم أصل صحيح له معنيان: أحدهما إظهار شي‌ء و إبرازه، و الآخر لون من الألوان.
______________________________
(1) سبق إنشاد البيت في (دغر، عذر، كين).
(2) هو مسكين الدارمي، كما في الحيوان (6: 494)، و لم ينسبه غيره.
(3) استشهد بعجزه في اللسان (غوط 240). و البيت شاهد للنحويين في كثرة العطف علي الضمير المخفوض بدون إعادة الجار. و نحوه قوله:
فاليوم قربت تهجونا و تشتمنا فاذهب فما بك و الأيام من عجب
انظر شرح الأشموني للألفية في (باب العطف) و الخزانة (2: 338) و العيني (4: 164) و الإنصاف 273. و رواه الجاحظ: «و الكعب منا».
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 359
فالأوّل ما حكاه الفراء، يقال: إبل نَمَّة «1»: لم يبق في أجوافها الماء و النّمَّام منه، لأنّه لا يبقي الكلام في جوفه. و رجل نمَّام. و يقولون: أسكت اللّه نَامَّته «2»: ما ينمّ عليه من حركته. و النّميمة: الصّوت و الهمس، لأنّهما ينمّان علي الإنسان. و منه النّمّام: ريحان يدلّ عليه رائحته. و منه قولهم: ما بها نمّيّ، أي أحد، كأنّهم يريدون ذو حركة تدلّ عليه. و قولهم للفلس: نُمِّيٌّ ليس عربيّا «3».
و الأصل الآخر النّمنمة: مقاربة الخطوط. و النُّمنُم: البياض يكون علي الأظفار، الواحد نمنمة.

(باب النون و الهاء و ما يثلثهما)

نهي

النون و الهاء و الياء أصل صحيح يدلّ علي غاية و بلوغ. و منه أنْهَيت إليه الخبر: بلّغته إياه. و نِهاية كلّ شي‌ء: غايته. و منه نَهيته عنه، و ذلك لأمر يفعله. فإذا نهيته فانتهي عنك فتلك غاية ما كان و آخره. و فلان ناهيك من رجل و نهيك، كما يقال حسبك، و تأويله أنّه بجدّه و غنائه ينهاك عن تطلّب غيره و ناقة نَهِيَّة: تناهتْ سمنا. و النُّهْية: العقل، لأنّه ينهي عن قبيح الفعل. و الجمع نهي. و طلب الحاجة حتّي نهي عنها «4»: تركها، ظفر بها أم لا، كأنّه نهي
______________________________
(1) و كذا في المجمل. و في اللسان: «جلود نمة».
(2) و يقال أيضا من المهموز: «نأمته».
(3) حقق الأب أنستاس في كتابه (النقود العربية و علم النميات) 161 أنه من الرومي: NoMUS و هو مأخوذ من اليوناني: Nomos.
(4) في المجمل: «نهي عنها». و في اللسان: «أنهي عنها، و نهي عنها بالكسر»
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 360
نفسَه عن طلبِها. و النَّهْي و النِّهْي: الغدير، لأنَّ الماء ينتهي إليه. و تَنهِيَةُ الوادي:
حيثُ يَنتهي إليه السُّيول. و يقال إنَّ نِهاءَ النَّهار: ارتِفاعُه. فإنْ كان هذا صحيحاً فلأنَّ تلك غايةُ ارتفاعِه
و مما شذَّ عن هذا الباب إن صح يقولون النُّهاء «1»: القوارير، و ليس كذلك عندنا. و ينشدون:
تَرُضُّ الحصَي أخفافُهنَّ كأنّما يُكسَّر قَيْضٌ بيْنها و نِهاءُ «2»

نهأ

النون و الهاء و الهمزة. إذا همز ففيه كلمةٌ واحدة، و هي من الإبدال، يقول: أنهأْتُ اللَّحم، إذا لم تُنضِجْه. و هذا عندنا في الأصل: أنيأْته «3» من النّي‌ء، فقلبت الياء هاء «4».

نهب

النون و الهاء و الباء أصلٌ صحيح يدلُّ علي توزع شي‌ءٍ في اختلاسٍ لا عن مساواة. منه انتهابُ المالِ و غيرِه. و النُّهْبي: اسم ما اتُهِب. و منه المُناهَبة: أنْ يتباري الفَرَسانِ في حُضْرِهما. يقال: ناهب الفَرسُ [الفرسَ «5»]، كأنهما يتناهبان الحُضْر و السَّبَق و يقال نَهَبَ النّاسُ فلاناً بكلامهم: تناوَلُوه به و القياسُ واحد.
______________________________
(1) كذا ورد في الأصل و اللسان بضم النون في التفسير و الشاهد بعده، فقيل إن هذا لا واحد له من لفظه، و قيل واحدته نهاءة. و في المجمل بكسر النون في الموضعين.
(2) البيت مجهول القائل في المجمل و اللسان. و يروي أيضا: «نهاء» بالفتح، كما في المجمل، و قال ابن بري في هذا: إنه جمع نهاة جمع الجنس و مده لضرورة الشعر. و يروي أيضا «نهاء» بالكسر جمع نهاة بالفتح.
(3) هذه هي صورته قبل الإعلال، و إنما يقال أنأته إناءة، إذا لم تنضجه.
(4) في الأصل: «همزة»، تحريف.
(5) التكملة من المجمل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 361‌

نهت

النون و الهاء و التاء كلمةٌ تدلُّ علي حكايةِ صوت. فالنهِيتُ:
دُونَ الزَّئير. و أسَدٌ نَهَّات. و نَهت الرجُل: زحَرَ و حِمارٌ نهّات.

نهج

النون و الهاء و الجيم أصلانِ متباينان:
الأوَّل النَّهْج، الطّريق. و نَهَج لي الأمْرَ: أوضَحَه. و هو مُستقيم المِنْهاج و المَنْهج: الطَّريق أيضا، و الجمع المناهج.
و الآخر الانقطاع. و أتانَا فلانٌ يَنْهَج «1»، إذ أتي مبهوراً منْقطِع النَّفس و ضربت فلاناً حتي أُنْهِج، أي سقط.
و من الباب نَهجَ الثّوبُ «2» و أنْهَجَ: أخلق و لمّا ينشَقّ. و أنهجَه البِلَي. قال أبو عُبيدٍ: لا يقال نَهج «3»

نهد

النون و الهاء و الدال أصلٌ صحيح يدلُّ علي إشراف شي‌ءٍ و ارتفاعِه. و فرَسٌ نَهْدٌ: مُشْرِفٌ جَسِيم. و نَهَدَ ثَديُ المرأة: أشرَفَ و كَعَب؛ و هي ناهد. و يقولون للزُّبدة الضّخمةِ نَهِيدة.
و من الباب المناهَدةُ في الحروب، كالمناهَضَة، لأنّ كلًّا ينْهَد إلي كلّ قالوا:
غير أنَّ الهوضَ يكون عَنْ قعود «4»، و النهود كيف كان. و رجلٌ نَهْدٌ: كريمٌ يَنْهَد إلي معالي الأمور. و النّهْداء: رملة كريمة تُنبت كِرامَ البَقْل. و يقال أنْهَدْتُ
______________________________
(1) ماضيه نهج بكسر الهاء. و يقال في معناه أيضا أنهج إنهاجا.
(2) هذا مثلث الهاء.
(3) كذا ضبطت في المجمل. و في اللسان بدون عزو إلي أبي عبيد: «و لا يقال نهج الثوب أي بفتح الهاء- و لكن نهج- أي بكسر الهاء»
(4) في الأصل: «علي قعود»، و في اللسان «قيام غير قعود»، صوابهما في المجمل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 362
الحوض: ملاته، و هو حوض نهدان. و يقولون- و ما أدري كيف صحّته-: إنّ التّناهد: إخراج كلّ واحد من الرّفقاء نفقة علي قدر نفقة صاحبه.

نهر

النون و الهاء و الراء أصل صحيح يدلّ علي تفتّح شي‌ء أو فتحه. و أنهَرْتُ الدّم: فتحته و أرسلته. و سمّي النّهر لأنّه ينهر الأرض أي يشقّها.
و المَنْهَرة: فضاء يكون بين بيوت القوم يلقون فيها كناستهم. و جمع النّهر أنهار و نُهُر. و اسْتَنْهَرَ «1» النَّهرُ: أخذ مجراه. و أنْهَر الماء «2»: جري. و نهر نهر: كثير الماء. قال أبو ذؤيب:
أقامت به فابتنت خيمة علي قصب و فرات نَهِر «3»
و منه النَّهار: انفتاح الظّلمة عن الضّياء ما بين طلوع الفجر إلي غروب الشّمس.
و يقولون: إنّ النّهار يجمع علي نُهُر «4». و رجل نَهِر: صاحب نهار كأنّه لا ينبعث ليلا. قال:
* لست بليليّ و لكنّي نهر «5» *
و أمّا قولهم: النهار: فَرخ بعض الطّير، فهو مما [لا] يعرّج علي مثله، و لا معني له.
______________________________
(1) في الأصل: «انتهر»، صوابه في المجمل و اللسان و القاموس.
(2) و كذا في المجمل. و في اللسان: «نهر»، و لم يردا في القاموس.
(3) ديوان الهذليين (1: 146) و المجمل و اللسان (نهر).
(4) شاهده قوله:
لو لا الثريدان لمتنا بالضمير ثريد ليل و ثريد بالنهر
(5) أنشده في اللسان (نهر) و المخصص (9: 51) و كتاب سيبويه (2: 91).
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 363‌

نهز

النون و الهاء و الزاء أصل صحيح يدلّ علي حركة و نهوض و تحريك الشّي‌ء. فالنّهز النّهوض لتناول الشي‌ء؛ و منه انتهاز الفرصة. و النّهزة:
كلّ ما أمكنك انتهازه. يقال قد أعرض فانتهز «1». و نَهَزَت النّاقةُ بصدرها:
نهضت للسّير. و نهزت الدّابة برأسها: دفعت عن نفسها.
و من الباب ناهَزَ الصبيُّ البلوغَ، إذا داناه، كأنّه نهض له و تحرّك. و نهزت ضرع النّاقة عند حلبها لتدرّ، إذا ضربته بيدك. و نهزت ماء الدّلو بالماء: ضربته لتمتلئ الدّلو.

نهس

النون و الهاء و السين كلمة تدلّ علي عضّ علي شي‌ء. و نَهَسَ اللّحمَ: قبض عليه و نتره «2» عند أكله إيّاه. و منه نَهَسَتْه «3» الحية.

نهش

النون و الهاء و الشين أصل صحيح، و معناه معني الذي قبله.
قال ابن دريد «4»: قال الأصمعيّ. النّهس و النّهش واحد، و هو أخذ اللّحم بالفم.
و خالفه أبو زيد فقال: النّهش: بمقدّم الفم.

نهض

النون و الهاء و الضاد أصل يدلّ علي حركة في علو. و نهّض من مكانه: قام. و ماله ناهِضَة، أي قوم ينهضون في أمره و يقومون به. و يقولون:
ناهضة الرّجل: بنو أبيه الذي يغضبون له. و نَهَضَ النّبتُ: استوي و النّاهض:
______________________________
(1) في المجمل: «انتهز فقد أعرض لك».
(2) النتر: الجذب بجفاء و في الأصل: «و نثره»، صوابه في المجمل و اللسان.
(3) في المجمل: «نهسه».
(4) الجمهرة (3: 73).
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 364
الطائر الذي وَفَرَ جناحاهُ و تهيَّأ للنّهُوضِ و الطَّيَران. و نِهاضُ الطّرُق «1»: صُعُدها و عَتَبها، الواحدة نهضة. و أنْهُض البَعيرِ «2»: ما بين كَتِفِهِ إلي صُلْبه.

نهط

النون و الهاء و الطاء زعم ابنُ دريد «3» النَّهْط الطَّعْن.
و نَهَطه بالرُّمح: طعنَه به‌

نهع

النون و الهاء و العين ليس بشي‌ء. علي أنهم يقولون: نَهَعَ، إذا تَهَوَّعَ من غير قَلْسٍ‌

نهق

النون و الهاء و القاف أصلٌ صحيح يدلُّ علي صوتٍ من الأصوات.
فالنّهيق و النُّهاق: صوت الحمار. و نَوَاهِقُه: مخارج نَهاقِهِ من حَلْقِه و نَوَاهق الدّابة:
عروقٌ اكتنفتْ خياشيمَه، الواحدة ناهقة.

نهك

النون و الهاءِ و الكاف أصلٌ صحيح يدلُّ علي إبلاغٍ في عقوبة و أذي. و نَهَكَتْهُ الْحُمَّي: نَقَصَتْ لحمه. و أنْهَكهُ السُّلطانُ عقوبةً: بالَغَ.
و من الباب انتهاكُ الحرمة تنَاوُلُها بما لا يحِلّ. و النّهِيك: الأسد و الشّجاع، لأنّهما يَنْهَكان الأفران.

نهل

النون و الهاء و اللام أصلٌ صحيح يدلُّ علي ضَرْبٍ من الشُّرْبِ.
و نَهِلَ: شرِبَ في أوّل الوِرد. و أنْهلْتُ الدّوابّ. و المَنْهل «4»: المورِد. و النّاهل:
______________________________
(1) في الأصل: «الطير»، صوابه في المجمل. و مفرده نهض بالفتح.
(2) جمع نهض بالفتح أيضا. و أنشدوا في الجمع لهميان بن فخافة:
و قربوا كل جمالي عضه أبقي السناف أثرا بأنهصه
(3) الجمهرة (3: 119).
(4) في الأصل: «و النهيل»، صوابه في المجمل و اللسان و غيرهما.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 365
الريّان. و ربما قالوا للعطشان «1» ناهل. و هذا لعلَّه أن يكون علي معنَي الفأل. قال:
* ينهَلُ منه الأسَلُ النّاهلُ «2» *
أي تَروي منه الرِّماح العِطاش‌

نهم

النون و الهاء و الميم أصلانِ صحيحان، أحدُهما صوتٌ من الأصوات و الآخر وَلُوع بشي‌ء.
فالأوّل النَّهيم: صوت الأسد. و النّهيم: زَجْرُك الإبل إذا صِحْتَ بها. تقول:
تَهَمْتُها، إذا صِحْتَ بها لتَمضي. قال:
ألَا انهَمَاها إنَّهَا مَناهيم و إنما ينْهِمَها القَومُ الهِيمْ «3»
و يقال للحَذْف بالعَصَا و الحذف بالحَصَي نَهْمٌ؛ و لا بدَّ من أن يكون لِمَا يُحْذَف به أدني صوت. قال:
* يَنْهَمْنَ بالدّارِ الحَصَي المنهوما «4» *
فأمّا الآخر فالنَّهْمة: بلوغ الهِمّة في الشَّي‌ء. و هو منهومٌ بكذا: مُولَعٌ به.
و يقال منه نُهمَ يُنْهَمُ.
و مما شذَّ عن البابين النِّهَامِي: الْحَدَّاد «5».
______________________________
(1) في الأصل: «العطشان».
(2) البيت للنابغة، كما في اللسان (نهل). و كذا وردت روايته في المجمل و المخصص (13:
260). و في اللسان و الأضداد 99: «ينهل منها». و صدره فيهما:
الطاعن الطعنة يوم الوغي*
(3) الرجز في اللسان (نهم).
(4) لرؤبة في ملحقات ديوانه 184 و اللسان (نهم).
(5) و يقال أيضا للراهب، و هو بهذا المعني الأخير مقيس، قال في اللسان: «لأنه ينهم، أي يدعو».
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 366‌

(باب النون و الواو و ما يثلثهما)

نوي

النون و الواو و الحرف المعتلّ أصل صحيح يدلّ علي معنيين:
أحدهما مقصد لشي‌ء، و الآخر عجم شي‌ء.
فالأوّل النّوي. قال أهل اللغة: النّوي: التّحوّل من دار إلي دار. هذا هو الأصل، ثم حمل عليه الباب كلّه فقالوا: [نوي] الأمر ينويه، إذا قصد له.
و ممّا يصحّح هذه التآويل قولهم: نواه اللّه، كأنّه قصده بالحفظ و الحياطة.
قال:
يا عمرو أحسن نواك اللّه بالرّشد و اقرأ سلاما علي الذّلفاء بالثّمد «1»
* أي قصدك بالرّشد. و النّيّة: الوجه الذي تنويه. و نويّك: صاحبك نيّته نيّتك.
و الأصل الآخر النّوي: نوي التّمر. و ربما عبّروا به عن بعض الأوزان.
و يقال إنّ النّواة: زنة خمسة دراهم. و تزوّجها علي نواة من ذهب، أي وزن خمسة دراهم منه.
و بالهمز كلمة تدلّ علي النّهوض و ناء ينوء نوءا: نهض. قال:
فقلنا لهم تلكم إذا بعد كرّة نغادر صرعي نوؤها متخاذل «2»
أي نهوضها ضعيف و النّوء من أنواء المطر كأنّه ينهض بالمطر. و كلّ ناهض
______________________________
(1) أنشده في اللسان (نوي) و معجم البلدان (ثمد الروم).
(2) لجعفر بن علية الحارثي في الحماسة (1: 10).
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 367
بثقل فقد ناء. و ناء البعير بحمله. و المرأة تنوء بها عجيزتها، و هي تنوء بها.
فالأولي تثقل بها، و الثانية تنهض.
و من الباب المناوأة تكون بين القوم. يقال: ناوأه، إذا عاداه. و هو قياس ما ذكرناه، لأنها المناهضة، هذا ينوء إلي هذا و هذا ينوء إليه أي ينهض.

نوب

النون و الواو و الباء كلمة واحدة تدلّ علي اعتياد مكان «1» و رجوع إليه. و ناب ينوب، و انتاب ينتاب. و يقال إنّ النّوب: النّحل، قالوا:
و سمّيت به لرعيها و نويها إلي مكانها. و قد قيل إنّه جمع نائب. و قول أبي ذؤيب:
أرقت لذكره من غير نوب كما يهتاج موشيّ قشيب «2»

نوت

النون و الواو و التاء ليس عندي أصلا. علي أنهم يقولون:
نات ينوت و ينيت، إذا تمايل من ضعف. فإن صحّ هذا فلعلّ النؤتيّ و هو الملّاح، منه.

نوح

النون و الواو و الحاء أصل يدلّ علي مقابلة الشّي‌ء للشي‌ء.
منه تناوح الجبلان، إذا تقابلا. و تناوحت الرّيحان: تقابلتا في المهبّ. و هذه الرّيح نيّحة لتلك، أي مقابلتها. و منه النّوح و المناحة، لتقابل النّساء عند البكاء.
______________________________
(1) في الأصل: «اعتبار مكان».
(2) في ديوان الهذليين (921) برواية: «نقيب». و في اللسان (نوب) برواية:
«نقيب». و كلام ابن فارس هتا مبتور و الذي في المجمل: «و يقال إن النوب القرب». و أنشد بعده البيت.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 368‌

نوخ

النون و الواو و الخاء كلمةٌ واحدة، و هي أنَخْتُ الجَمَل. فأمَّا فِعل المطاوَعة منه فقالوا: أنَخْتُه فبَرَك، و قال آخرون: استناخ. و جاء
في الحديث:
«و إن أُنيخَ علي صخرةٍ استناخ»
. و قال الأصمعيّ أنختُه فتَنَوَّخ.

نور

النون و الواو و الراء أصلٌ صحيح يدلُّ علي إضاءةٍ و اضطراب و قِلّة ثبات. منه النور و النار، سمِّيا بذلك من طريقة الإضاءة، و لأنَّ ذلك يكون مضطرِباً سريعَ الحركة. و تنوَّرْتُ النّار: تبصَّرتُها. قال امرؤ القيس:
تنوَّرتُها من أذرعات و أهلُها بيثربَ أدني دارِها نظرٌ عالِي «1»
و منه النَّور: نَور الشَّجر و نوّاهُ. و أنارت الشَّجرةُ: أخرجَتْ النَّوْر.
و المَنَارة: مَفعلة من الاستنارة، و الأصل مَنْوَرة. و منه مَنَار الأرض: حُدودها و أعلامها، سمِّيت لبَيَانِها و ظُهورها.
و الذي قُلناه في قِلّه الثبات امرأةٌ نَوَارٌ، أي عفيفة تنُورُ، أي تَنفِر من القَبيح، و الجمع نُورٌ. و نارت: نَفَرت نَوْراً «2». قال:
أ نَوْرًا سَرْعَ ماذا يا فَروق «3» *
و نُرْت فلاناً: نَفَّرته. و النَّوار: النِّفار.
______________________________
(1) ديوان امرئ القيس 56 و اللسان (نور) و أذرعات يروي بالكسر مع التنوين و عدمه و بالفتح مع منع الصرف.
(2) و يقال في المصدر «النوار» أيضا بالفتح، و الاسم بالكسر، نوار.
(3) صدر بيت لزغبة الباهلي، أو لمالك بن زغبة الباهلي، أو لأبي شقيق الباهلي، في اللسان (نور، حذق) و إصلاح المنطق 41، 142. و عجزه:
و حبل الوصل منتكث حذيق*
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 369
و مما شذَّ عن هذا الأصل النَّؤُور: دُخَانُ الفَتيلة يتّخذُهُ كُحلا وَوشْمًا.
و نَوَّرْت اللِّثة «1»: غَرَزْتها بإبرةٍ ثم جعلت في الغَرز الإثمد.

نوس

النون و الواو و السين أصلٌ يدلُّ علي اضطرابٍ و تذبذُب.
و ناسَ الشَّي‌ءُ: تذَبْذَب، ينُوس. و سمِّي أبو نُوَاسٍ لذُؤَابتينِ له كانَتَا تنوسانِ.
و يقولون: نُسْت الإبلَ: سُقْتُها.

نوش

النون و الواو و الشين أصلٌ صحيح يدلُّ علي تناوُل الشي‌ء.
و نُشْتُه نَوْشًا. و تناوَشْتُ: تَناوَلْت. قال اللّٰه تعالي: وَ أَنّٰي لَهُمُ التَّنٰاوُشُ مِنْ مَكٰانٍ بَعِيدٍ: و ربَّما عَدَّوْه بغير ألفٍ فقالوا: نُشْتُه خيراً، إذا أنَلْتَه خيراً.
و قول القائل «2»:
* باتت تَنُوش العَنَق انتياشا «3» *

نوص

النون و الواو و الصاد أصلٌ صحيح يدلُّ علي تردُّدٍ و مجي‌ء و ذهاب*. و ناص عن قرنه يَنُوص نَوْصًا. و المَنَاص المصدر، و المَلْجأ أيضًا. قال سبحانه: وَ لٰاتَ حِينَ مَنٰاصٍ. و يقولون: النَّوْص: الحِمار الوحشيّ لا يزالُ نائصًا: رافعًا رأسَه، يتردَّد كالجامح. و ناوصَ الجَرَّة: مارَسَها. و مرّ تفسيرُه في باب الجيم «4».
______________________________
(1) في الأصل: «إليه».
(2) كذا. و في المجمل قبل إنشاد البيت التالي: «و ناشت الإبل تنوش، إذا أسرعت النهض. قال».
(3) أنشده في اللسان (نوش).
(4) في الجزء الأول ص 413.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 370‌

نوض

النون و الواو و الضاد فيه كلماتٌ متباينة.
الأولي النّوض: وُصْلةٌ ما بين العَجُز و المَتْن. و الثانية قولهم: ناض في البِلاد:
ذهب. و الثالثة الأنواض: الأودية، واحدها نَوْض.

نوط

النون و الواو و الطاء أصلٌ صحيح يدلُّ علي تعليق شي‌ءٍ بشي‌ء.
و نُطْتُه به: علَّقته به. و النَّوْط: ما يَتعلَّق به أيضًا، و الجمع أنواط. و في المثل:
«عاطٍ بغير أنواط» أي إنَّه يعطو يتناول الشَّي‌ء و ليس له ما يتعلق به. و النِّيَاط:
عِرقٌ علّق به القلب، و الجمع أنْوطة «1»، و هو النائط أيضًا. قال:
* قَطْعَ الطَّبيب نائطَ المصفورِ «2» *
و نِياطُ المَفازة: بُعدها، سمِّي به لأنَّه كأنّه من بُعدِهِ نِيط أبداً بغيره.
و الأرنَب مقطِّعة النِّياط، لأنَّها تقطع البعيد. و التُّنَوِّط «3»: طائر؛ و هو قياسُه لأنَّه يَنُوط كالخيوط من الشَّجرة يجعلها وكراً. و نِيطَ فُلانٌ: أصابته نَوْطة، و هي وَرَمٌ في الصَّدر. و هو عِندنا من نِياط القَلْب، كأنَّ الوجعَ أصابَ نِياطَه.
و يقولون: نَوْطةٌ من طَلْح، كما يقال عِيصٌ من سِدْر. و سمِّيت لتعلُّق بعضِها ببعض. و بئر نَيِّطٌ، إذا كانت قَدْرَ قامة.

نوع

النون و الواو و العين كلمتانِ، إحداهما تدلُّ علي طائفةٍ من الشي‌ء مماثلةٍ له، و الثانية ضربٌ من الْحَرَكة.
______________________________
(1) و نوط، أيضا بالضم.
(2) للعجاج في ديوانه 30 و اللسان (نوط، صفر).
(3) و يقال تنوط بفتح التاء و النون و تشديد الواو المضمومة.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 371
الأوّل النَّوع من الشي‌ء: الضَّرْب منه. و ليس هذا من نَوْعِ ذاك.
و الثاني: قولهم: ناعَ الغُصن يَنوعُ، إذا تمايَلَ، فهو نائع. و قال بعضهم:
لذلك يقال جائع نائع، أي مضطرب من شِدَّة جُوعه مُتمايِل. و يَدْعُون علي الإنسان فيقولون: جُوعًا له و نُوعًا له.

نوف

النون و الواو و الفاء أصلٌ صحيح يدلُّ علي علوٍّ و ارتفاع.
و نافَ يَنُوف: طالَ و ارتفع. و النَّوْف: السَّنام «1»، و جمعه أنواف. و ممكنٌ أن يكون قولهم: مائةٌ و نَيِّف «2» من هذا، و قد ذكرناه في نيف للَفْظِه.

نوق

النون و الواو و القاف أصلٌ يدل علي سموٍّ و ارتفاع. و أرْفَعُ موضعٍ في الجبل نِيقٌ، و الأصل الواو، و حوّلت ياءً للكسرة التي قبلها. و ممكنٌ أن يكون النَّاقةُ من هذا القياس، لارتفاع خَلْقِها. و ناقةٌ و نُوق «3». و «استَنْوَق الجملُ» تشبيهٌ بها، و يضرب مثلًا لمن ذَلَّ بعد عِزّ. و النَّاقة: كواكبُ علي هيئة النّاقة «4». و قولهم: تنوَّقَ في الأمر، إذا بالَغَ فيه، فعندنا أنَّه منه، و هم يشبِّهون الشي‌ءَ بما يستحسنونه، و كأنَّ تنوَّق مقيسٌ علي اسم الناقة، و هي عندهم من أحْسَنِ أموالهم. و من قال تنَوَّق خطأٌ فقد غَلِط «5»، و قياسه ما ذكرناه. و النِّيقة
______________________________
(1) قيده في اللسان بأنه السنام العالي.
(2) و يقال نيف أيضا بالتخفيف، و قيل التخفيف لحن أو لغة رديئة.
(3) و يقال في جمعه أيضا ناق و نياق و أنواق و أينق و أنوق و أنؤق و أونق. و جمع الجمع أيانق و انياقات.
(4) ذكرت في القاموس. و انظر الأزمنة و الأمكنة للمرزوقي (2: 376).
(5) في اللسان: «و تنوق في الأمر، أي تأنق فيه. و بعضهم لا يقول تنوق». و شاهده قول ذي الرمة:
كأن عليها سحق لفق تنوقت به حضرميات الأكف الحوائك
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 372
لا تكون إلّا من تَنوّق. يقولون مثلًا: «خَرْقاءُ ذات نِيقَة»، يُضرَب للجاهل بالشَّي‌ء يدَّعي المعرفة به.

نوك

النون و الواو و الكاف كلمةٌ واحدة، هي النَّوَاكة و النُّوك «1» و هي الحُمْق. و رجلٌ أنْوَك و مُسْتنوِكٌ، و هم نَوْكَي «2».

نول

النون و الواو و اللام أصلٌ صحيحٌ يدلُّ علي إعطاء. و نَوَّلته:
أعطيته. و النَّوال: العَطاء. و نُلْتُه نَولًا مثل أنلته. و قولك: ما نَوْلُكَ أن تفعل كذا؛ فمنه أيضاً، أي ليس ينبغي أن يكون ما تُعطِيناهُ مِنْ نوالِك هذا. و قولُ لبيد:
وقفتُ بهنَّ حتَّي قال صحْبي جَزِعتَ و ليس ذلك بالنَّوالِ «3»
قالوا: النّوال: الصَّواب، و تلخيصه: ليس ذلك بالعطاء الذي [إن] أعطيتَناه كنتَ فيه مصيباً. و كذا قوله:
فدَعِي الملامةَ ويْبَ غيرِكِ إنَّه ليس النّوال بلوم كلِّ كريم «4»
و القياس في كلِّه واحد.
و مما شذَّ عن الباب المِنْوال: الخَشَبة* يلُفُّ عليها النَّاسِج الثَّوب.

نوم

النون و الواو و الميم أصلٌ صحيح يدلُّ علي جُمودٍ و سكونِ حركة. منه النَّوم. نامَ ينام نَوْماً و مَناما. و هو نَؤُومٌ و نُوَمَة «5»: كثير النَّوم.
______________________________
(1) بضم النون و فتحها أيضا، كما في القاموس.
(2) و نوك أيضا.
(3) ديوان لبيد ص 110 طبع 1880 و اللسان (نول).
(4) كذا علي الصواب في الأصل و ديوان لبيد 84. و في المجمل: «بنول كل كريم».
(5) و يقال نوم أيضا كصرد.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 373
و رجل نومةٌ «1»: خاملٌ لا يُؤبَه له. و منه استَنامَ لي فلانٌ، إذا اطمأنَّ إليه و سكَنَ. و المَنَامة: القطيفة، لأنَّه يُنامُ فيها.
و يستعيرون منه: نامت السُّوق: كَسَدت. و نامَ الثَّوبُ: أخْلَقَ.

نون

النون و الواو و النون كلمةٌ واحدة. و النُّون: الحُوت.
و [ذو «2»] النُّون: سيفٌ لبعض العرب «3»، كأنَّه شُبِّه بالنون.

نوه

النون و الواو و الهاء كلمةٌ تدلُّ علي سُموٍّ و ارتفاع. و ناه النَّبات «4»:
ارتفع. و ناهَت النّاقةُ: رفعَتْ رأسَها و صاحت. و منه نُهْتُ بالشَّي‌ء و نوَّهتُ:
رفعت ذِكْرَه. و يقولون: ناهَتْ نَفْسُه: قوِيَتْ.

باب النون و الياء و ما يثلثهما

نيح

النون و الياء و الحاء كلمة صحيحة تدل علي خَيْرٍ و خيرِ حال.
و نَيَّحه اللّٰه بخَيرٍ: أعطاه إيّاه. و قال الخليل: النَّيْح: اشتداد العَظْم بعد رُطوبَتِه.
و نَاح يَنِيح نَيْحا. و نَيَّح اللّٰهُ عِظامَه، تدعو له. و ذُكِرت كلمةٌ أخري إنْ صحَّتْ
______________________________
(1) بالضم، و بضم ففتح.
(2) التكملة من المجمل و اللسان و القاموس.
(3) كان لمالك بن زهير فقتله حمل بن بدر فأخذه منه، تم قتل الحارث بن زهير حمل بن بدر و استولي منه علي ذي النون اللسان (نون). و في القاموس أن «ذو النونين» سيف معقل ابن خويلد.
(4) في الأصل: «النياه»، تحريف صوابه في المجمل و اللسان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 374
فهي قريبةٌ من هذا الباب، قالوا: ناحَ الغصنُ يَنيح نَيْحًا: تمايَلَ. حكاه أبو بكر عن أبي مالك «1».

نير

النون و الياء و الراء كلمة تدلُّ علي وضوحِ شي‌ءٍ و بُروزه.
يقال لاخدود الطَّريقِ الواضحِ منه نِير. قال:
* إلي كلِّ ذِي نِيرَيْنِ بادي الشَّواكلِ*
ثم قيس علي هذا نِيرُ الثّوب: عَلَمُه، سمِّي به لبُروزه و وضوحه. و من هذا القياس النِّير: الخَشبَة علي عُنُق الفَدَّانِ بأداتها، و الجمع نِيرانٌ و أنْيار. و رجل ذُو نِيرَين، أي شِدَّته ضِعْفُ شِدّة غيرِه. و النِّير: جَبَل «2».
و ما ننكر أن يكون أصل هذا كلِّه الواو فيرجعَ إلي ما ذكرناه في باب النُّور و النار.

نيط

النون و الياء و الطاء. يقولون النَّيْط: المَوت. قال الأمويُّ:
رَمَاه اللّٰه بالنَّيْط.

نيف

النون و الياء و الفاء. قد ذكرنا في باب النون و الواو و الفاء أنَّه يدلُّ علي الارتفاع و الزِّيادة. و يجوز أن يكون هذا البابُ راجعاً إلي ذلك الأصل. يقولون: مائة و نيِّف. و أنافت الدَّراهمُ علي المائة. قال أبو زيد: كلُّ ما بين العَقْدَينِ نَيِّف. و مما يدلُّ علي أنَّ هذا كذا قولُ القائل «3»:
______________________________
(1) الجمهرة (2: 198).
(2) جبل لبني غاضرة. أنشد الأصمعي:
أقبلن من نير و من سواج بالقوم قد ملوا من الإدلاج
(3) هو عدي بن الرقاع، كما في اللسان (نوف).
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 375
ورَدْتُ برابيةٍ، رأسُها علي كلِّ رابيةٍ نيّفُ «1»
و ناقة نِيافٌ و جملٌ نيافٌ: طويلٌ في ارتفاع. قال أبو بكر «2»: و نيَّفَ علي السبعين: زادَ عليها.

نيم

النون و الياء و الميم ثلاثُ كلمات ليست قياساً واحدا.
فالأولي النِّيم «3»، و هو الفَرْو. و الثانية النِّيم، و هو شجرٌ. قال ساعدة بن جُؤيَّة الهُذَلي:
ثم ينوش إذا آدَ النَّهارُ له بعد التَّرقُّبِ من نِيم و من كَتَمِ «4»
و الكَتَم: شجرٌ أيضاً.
و الثالثة النِّيم: الدَّرَج في الرَّمْل إذا جَرَت فيه الرِّيح. قال:
حَتَّي انجلَي اللَّيلُ عنَّا في مُلمَّعةٍ مثلِ الأديم لها في هَبْوةٍ نِيمُ «5»

نيأ

النون و الياء و الهمزة كلمةٌ هي النِّيُّ «6» من اللحم: الذي لم ينضج و قد أنأْتُه أنا. و الأصل أنيَأْتُهُ «7». و اللّٰه أعلم بالصواب.
______________________________
(1) كذا علي الصواب في الأصل و المجمل. و في اللسان: «ولدت ترابية»، تحريف.
(2) الجمهرة (3: 161).
(3) الحق أن الكلمة معربة من الفارسية «نيم» بمعني نصف، أي نصف فرو، كما في اللسان و المعرب 339. و في الألفاظ الفارسية 156 أنه معرب «نيمة» و هو مركب من «نيم»، أي نصف و من هاء التخصيص، و هو أيضا: بالسنسكريتية.
(4) ديوان الهذليين (1: 196) و اللسان (آود، نوم، كتم).
(5) لذي الرمة في ديوانه 576 و اللسان (نوم).
(6) يقال نئ بالكسر و الهمزة في آخره، و ني بالكسر مع تسهيل الهمزة.
(7) انظر ما سبق في (نهأ).
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 376‌

باب النون و الهمزة و ما يثلثهما

نأت

النون و الهمزة و التاء كلمةٌ تدلُّ علي حكايةِ صوت. يقال:
نَأَت الرّجُل نَئيتًا، مثل نَهَتَ، إذا أنَّ. و رجلٌ نَئَّاتٌ مثل نهّات.

نأج

النون و الهمزة و الجيم أصلٌ يدلُّ علي صوت. و نَأَجَ إلي اللّٰه:
تضَرَّع في الدعاء. و نائجاتُ الهَامِ: صوائحها. و النَّؤُوج و النَّئَّاجة: الرِّيح تَنْئجُ «1» في هبوبها، أي تصوِّت. قال ذو الرُّمَّة:
و صَوْحَ البقلَ* نَئَّاجٌ تجي‌ء [بِهِ] هَيْفٌ يمانِيَةٌ في مرِّها نَكبُ «2»
و نأج الثَّور: صاح. و
في الحديث: «ادع لنا ربَّك بأَنْأَجِ ما تقدر»
، أي بأضرَعِ ما يمكنُ من الدُّعاء.

نأد

النون و الهمزة و الدال كلمةٌ واحدة. يقولون: النّآدُ و النّآدَي: الدَّاهية. قال الكميت:
و إيّاكم و داهيةً نَآدَي أظلَّتكم بعارِضِها المُخِيلِ «3»

نأش

النون و الهمزة و الشين كلمةٌ تدلُّ علي أخْذ و بطش. و رجلٌ نَؤُوشٌ «4»: ذو بَطْش.
______________________________
(1) يقال نأج ينئج و ينأج.
(2) ديوان ذي الرمة 11. و التكملة منه.
(3) المجمل و اللسان (نأد).
(4) وردت في القاموس و لم ترد في اللسان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 377
و قد ذكرت كلمةٌ إنْ صحَّتْ فليست من قياس الأُولي، يقولون لمن جاءَ في أواخر النَّاس: جاء نَئِيشاً. قال:
تمَنَّي نئيشاً أن يكون أطاعَنِي و قد حدثَتْ بعد الأُمورِ أمورُ «1»
و الذي سمعناه: «تمنَّي أخيراً».

نأف

النون و الهمزة و الفاء. يقولون: نَئِف ينأف، إذا أكَلَ.

نأل

النون و الهمزة و اللام، ليس فيه إلَّا النَّأَلان: المَشْي السريع ينهض الماشي برأسه إلي فوق. و رجُلٌ نَؤُول، و ضَبُع نَؤُول، إذا فعَلْت ذلك.

نأم

النون و الهمزة و الميم أُصَيلٌ يدلُّ علي صوت. النئيم: [صوتٌ «2»] فيه ضعفٌ كالأنين. و نَأَم الأسدُ يَنْئِمُ «3». و سمعتُ له نَأْمةً واحدة. و نأمت القوس نئيما.

نأي

النون و الهمزة و الياء كلمتان: النؤْي و النَّأي. فالنُّؤْي:
حَفِيرةٌ حول الخباء، يدفَع ماءَ المطر عن الخباء. يقال أنأيتُ «4» نُؤْياً. و المُنْتأَي «5»:
موضعه. و أنشد الخليل في هذا الموضع «6»:
______________________________
(1) لنهشل بن حري، كما في اللسان (نأش).
(2) التكملة من المجمل.
(3) في المجمل: «ينأم»، و هما لغتان.
(4) في الأصل هنا: «انتاءت»، صوابه من المجمل، و هو ما يقتضيه الاستشهاد بعد. علي أن هناك لغة أخري «انتأيت»، و ليست مرادة هنا.
(5) في الأصل: «المستنأي»، صوابه من المجمل و اللسان (نأي 171 س 17).
(6) و كذا العبارة في المجمل، و هو شاهد لكلمة «أنأيت»، انظر الحاشية الرابعة.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 378
إذا ما التقَيْنا سالَ من عَبَراتنا شآبيبَ يُنأَي سَيْلُها بالأصابع «1»
و أمّا النّأْي فالبُعْد، يقال نأَي ينأي نأْياً؛ و انتأي: افتعَلَ منه. و المُنتأَي:
الموضعُ البعيد. قال:
فإنَّك كاللَّيل الذي هُوَ مُدرِكِي و إنْ خِلتُ أنَّ المُنْتَأَي عنكَ واسعُ «2»
و ربَّما أخّروا الهمزة فقالوا ناء، و إنَّما هو نأي. قال:
مَن إنْ رآك غنيًّا لانَ جانِبُه و إن رآك فقيراً ناءَ و اغتربا «3»
و اللّٰه أعلَمُ بالصَّواب.

باب النون و الباء و ما يثلثهما

نبت

النون و الباء و التاء أصلٌ واحدٌ يدلُّ علي نماءٍ في مزروع، ثم يستعار. فالنَّبت معروفٌ، يقال نَبَت. و أنْبَتَتِ الأرض. و نَبَّتُّ الشَّجرَ:
غَرستُه. و يقال: إنَّ [في «4»] بني فلانٍ لَنابِتَةَ شرّ. و نبَتَتْ لبني فلانٍ نابتةٌ، إذا نشَأ لهم نَشْ‌ءٌ صِغار من الوَلَد. و النَّبيت: حيٌّ من اليمن. و ما أحسَنَ نِبتةَ هذا الشَّجر. و هو في مَنبِتِ صدقٍ، أي أصلٍ كريم.
______________________________
(1) أنشده في المجمل و اللسان (نأي).
(2) للنابغة في ديوانه 55 و اللسان (نأي).
(3) البيت لسهم بن حنظلة الغنوي، في اللسان (نيأ). و قصيدته في الأصمعيات 46- 50 طبع المعارف. و رواية الأصمعيات:
إذا افتقرت نأي و اشتد جانبه و إن رآك غنيا لان و اقتربا
(4) التكملة في المجمل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 379‌

نبث

النون و الباء و الثاء أصلٌ يدلُّ علي إبراز شي‌ء. و نَبَثَ التُّرابَ: أخرَجَه من البِئرِ و النَّهر، و ذلك المُستخْرَج نَبِيثةٌ، و الجمع نبائث.
و النَّابث: الحافر. و قولهم: خبيثٌ نبيث، إنّما هو إتباع.

نبج

النون و الباء و الجيم. يقولون: النَّبّاج: الرَّفيع [الصَّوت «1»]، و هي كلمةٌ واحدة.

نبح

النون و الباء و الحاء كلمةٌ واحدة، و هي نُبَاح الكَلْب و نَبِيحه. و ربَّما [قالوا] للظَّبْي نَبَح. قال أبو دُواد:
و قُصْرَي شَنِجِ الأنْسَا ءِ نبّاح من الشُّعْبِ «2»
و
في الحديث: «اقْعُدْ منبوحاً»
، أي مشتوماً.

نبخ

النون و الباء و الخاء أصلٌ يدلُّ علي عِظَمٍ و تعظُّم. و أصل النَّبْخ ما نَفخ «3» من اليد فخرَجَ شِبْهَ قَرْح ممتلئ «4» ماءً. و يقال للمتعظِّم في نفسه:
نابخة. قال الشاعر:
يَخْشَي عليهم من الأملاك نَابِخةً من النَّوابِخِ مثل الحادر الرُّزَمِ «5»
______________________________
(1) التكملة من المجمل. و في اللسان: «الشديد الصوت».
(2) اللسان (قصر، شنج، نبح، شعب) و الحيوان (1: 349/ 5: 214). و قد سبق في (شعب).
(3) نفخ، بكسر الفاء، بمعني انتفخ. و في المجمل و اللسان: «نفط»
(4) في الأصل: «بمثلي»، صوابه في المجمل و اللسان.
(5) هو ساعدة بن جؤية الهذلي. ديوان الهذليين (1: 202) و اللسان (نبخ، رزم).
و الحادر، كذا وردت هنا بالحاء المهملة كما في اللسان. و في المجمل و الديوان: «الخادر» بالخاء المعجمة، و قد سبق بهذه الرواية في (رزم) و لكل وجه. فالخادر: الغليظ، أراد به الفيل.
و الحادر: الأسد في خدره، أي عرينه.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 380
و النَّبْخاء: الأكَمة، سمِّيت لارتفاعها.

نبذ

النون و الباء و الذال أصلٌ صحيح يدلُّ علي طرحٍ و إلقاء. و نَبَذْتُ الشَّي‌ءَ أَنبِذُه نبذاً: ألقيتُه من يدي. و النَّبِيذُ: التَّمر يُلقَي في الآنيةِ و يُصَبُّ عليه الماء. يقال: نبذتُ أَنْبِذُ. و الصَّبي المنبوذ: الذي تُلقِيه أمُّه. و يقال: بأرضِ كذا نَبْذٌ من مالٍ، أي شي‌ءٌ يسير. و في رأسه نَبْذٌ من الشَّيب، أي يسير، كأنّه الذي يُنْبَذُ لقِلّته و صِغَره. و كذلك النَّبْذُ من المَطَر.

نبر

النون و الباء و الراء أصلٌ صحيح يدلُّ علي رَفْع و عُلُوّ. و نَبَر الغلامُ: صاحَ* أول ما يترعرع. و رجلٌ نَبَّارٌ: فصيحٌ جهير «1». و سمِّي المنبرُ لأنَّه مرتفع و يُرفَع الصَّوتُ عليه. و النَّبْرُ في الكلامِ: الهَمْزُ أو قريبٌ منه. و كلُّ مَن رفع شيئاً فقد نَبَره. و مما يقاس علي هذا النِّبْر: دُوَيْبَّة، و الجمع أنبار، لأنَّه إذا دبَّ علي الإبل تورَّمت جلودُها و ارتفَعت. قال:
كأنّها مِنْ سِمَنٍ و استِيقَارْ دَبَّتْ عليها ذَرِبَاتُ الأنبارْ «2»

نبس

النون و الباء و السين كلمةٌ واحدة. يقال: ما نَبَسَ بكلمةٍ، أي ما تكلَّم. و ما سمعت لهم نَبْسًا و لا نَبْسَة.

نبش

النون و الباء و الشين أصلٌ و كلمةٌ واحدة تدلُّ علي إبرازِ شي‌ءٍ مستور. و نَبَشَ القَبْرَ، و هو نَبَّاشٌ يَنْبُشُه «3». و من قياسه أنابِيش الكَلَأ:
______________________________
(1) في المجمل: «فصيح بليغ».
(2) الرجز في اللسان (ذرب، نبر، بدن) مع نسبته إلي شبيب بن البرصاء. و أنشده في (وقر) بدون نسبة و كذا في إصلاح المنطق 18.
(3) في الأصل: «نيشة»، تحريف.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 381
القطاع «1» المتفرِّقة تبرُزُ علي وجه الأرض.

نبص

النون و الباء و الصاد. يقولون: نَبَص الغلامُ بالكَلْبِ.
و نَبَص الطائر: صَوَّت.

نبض

النون و الباء و الضاد أُصَيْلٌ يدلُّ علي حركةٍ أو تحريك.
و نَبَضَ العِرْقُ يَنْبِض، و تلك حركتُه. و ما به حَبَضٌ و لا نَبَض. و أنْبَضْتُ عَن «2» القوس إنباضاً من هذا. و نَبَضْتُ أيضاً. و يقولون: فؤاد نَبِضٌ «3»، كأنَّه من شهامته يَنْبِض، أي يتحرّك. قال:
و إذا أطفْتَ بها أطفْتَ بكلكلٍ نَبِض الفَرائصِ مُجْفَرِ الأضلاعِ «4»

نبط

النون و الباء و الطاء كلمةٌ تدلُّ علي استخراج شي‌ء و استنبَطْتُ الماءَ: استخرجتُه، و الماء نَفْسُه إذا استُخرِجَ نَبَط. و يقال: إنَّ النَّبَط سُمُّوا به لاستنباطهم المِياه. و من المحمول علي هذا النُّبْطة: بياضٌ يكون تحت إبط الفرس.
و فرسُ أنْبَطُ، كأنَّ ذلك البياضَ مشبَّه بماءٍ نبط.

نبع

النون و الباء و العين كلمتان:
إحداهما نُبوع الماء، و الموضع الذي يَنْبُع «5» منه يَنْبُوع. و النَّوابع من البعير:
المواضع التي يَسيل منها عرقُه. و منابع الماء: مَخَارِجُه من الأرض.
و الأخري النَّبْع: شَجَر.
______________________________
(1) القطاع: جمع قطع بالكسر، و هو القطعة.
(2) في الأصل: «من»، صوابه في المجمل علي أنه يقال أنبض القوس، و أنبض بالوتر.
(3) في القاموس «نبض» بالفتح، و التحريك، و ككتف و هذا الوصف ممافات صاحب اللسان.
(4) للمسيب بن علس في المفضليات (1: 60).
(5) يقال بتثليث الباء.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 382‌

نبغ

النون و الباء و الغين كلمةٌ تدلُّ علي بُرُوزٍ و ظُهُور. و نَبغَ الشي‌ءُ ظَهَرَ. و النَّبْغ «1»: ما تطايَرَ من الدَّقيق إذا طُحِن أو نُخل. و نَبَغ الرَّجُل «2»، إذا لم يكنْ في إرث الشِّعر «3» ثم قال و أجاد. و كذلك سمِّي النّابغةُ الشَّاعر. قال «4»:
و حَلّت في بني قيس بن جَسْرٍ و قد نبغَتْ لنا منهمْ شئونُ

نبق

النون و الباء و القاف كلمةٌ تدلُّ علي تسويةٍ و تهذيب. و النخل إذا كان غِرَاسُه علي استواءٍ منبَّق «5». و قد نَبَّقه صاحبُه. و كذلك كلُّ شي‌ءٍ مستوٍ مهذَّب. قال:
و حدِّثْ بأنْ زالت بلَيلٍ حُمولُهمْ كنخلٍ من الأعراض غير منبَّقِ «6»
و لعل النَّبق «7»، و هو حَمْلُ السِّدْر من هذا. و يقال- و هو شاذٌّ عن هذا:
أَنبَقَ الرّجُلُ، إذا حَصَمَ «8» بها غيرَ شديدةٍ.

نبك

النون و الباء و الكاف كلمةٌ تدلُّ علي ارتفاعٍ و هبوطٍ في الأرض. يقال نَبَكَةٌ، و الجمع نِبَاكٌ.
______________________________
(1) ورد في القاموس، و لم يرد في اللسان:
(2) مضارعه مثلث الباء.
(3) و كذا في المجمل. و في اللسان: «إذا لم يكن في إرثه الشعر».
(4) أي النابغة، انظر المزهر (2: 346) و اللسان (نبغ)، و صواب ما في اللسان:
«سمي به زياد بن معاوية لقوله». و في الأصل هنا: «النابغة قال الشاعر».
(5) يقال بفتح المشددة و كسرها.
(6) لامرئ القيس في ديوانه برواية الطوسي (مخطوطة دار الكتب) و اللسان (نبق).
(7) بفتح النون و كسرها، و ككتف، و بالتحريك، أربع لغات.
(8) حصم، أي ضرط. و في الأصل: «خصم»، صوابه في المجمل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 383‌

نبل

النون و الباء و اللام أصلٌ صحيحٌ يدلُّ علي فَضْل و كِبَر، ثم يستعار منه الْحِذْق في العمل، فيقال للفَضْل في الإنسان نُبْل. و النَّبَل: عِظام المَدَر «1» و الحِجارة. و يقال: نَبَلٌ و نُبَلٌ. و
في الحديث: «أعِدُّوا النَّبَل».
و يقولون: إنَّ النَّبَل هاهنا الصِّغار، و إنّها من الأضداد. و نبِّلْني أحجاراً للاستنجاء:
أَعْطِنِيها. و نبِّلْنِي عَرْقًا: أعطِنِيه. و حُجَّة أنّها الصِّغار قول القائل «2»:
أفَرْحُ أن أُرزَأَ الكِرامَ و أن أُورَثَ ذَوداً شَصَائصا نَبَلا
و إذا كانت من الأضداد كان الوجه الأقلُّ خارجاً عن القياس.
و المعني في الْحِذْق قولُهم إنّ النّابِل: الحاذقُ بالأمر، و الفِعل النَّبَالة. و فلان أنْبَلُ النّاسِ بالإبل، أي أعلمهم بما يُصلحها. قال:
تَدلَّي عليها بالحِبالِ مُوَثَّقًا شديَدُ الوَصاةِ نابلٌ و ابنُ نابلِ «3»
و في الباب قياسٌ آخر يدلُّ علي رَمْيِ الشّي‌ءِ و نَبْذِه و خِفّةِ أمره. منه النَّبْل:
السِّهام العربية و النَّابل: صاحب النَّبْل،* و النَّبَّال: الذي يعملُه. و نبلْتُهُ:
رمَيْتُه بالنَّبْل. و من هذا القياس: تَنَبَّل البعيرُ: مات: و النَّبِيلة: الْجِيفة، و سمِّيت بها لأنّها ترمَي.
و من القياس الذي يقارب هذا: نَبَلَ الإبلَ يَنْبُلُها: ساقَها سوقًا شديداً. قال:
______________________________
(1) في الأصل: «المطر»، صوابه في المجمل و اللسان.
(2) هو حضرمي بن عامر. البيان (3: 315) و أمالي القالي (1: 67) و اللسان (جزأ، شصص، نبل). و انظر الأضداد لابن الأنباري 78.
(3) لأبي ذؤيب في ديوان الهذليين (1: 142) و اللسان (نبل). و ضبطت في اللسان بفتح ثاء «موثقا»، و في الديوان بكسرها، و في شرح الديوان: «موثق: قد أوثق حبله بأعلي شي‌ء مرتفع» و «شديد» في الديوان بالنصب، و في اللسان مرة بالنصب و أخري بالرفع.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 384
* لا تأويَا للعِيسِ و انبُلاها «1» *

نبه

النون و الباء و الهاء أصلٌ صحيح يدلُّ علي ارتفاع و سمُوّ. و منه النُّبْه و الانتباه، و هو اليَقَظة و الارتفاع من النَّوم. و نَبَّهْته و أنْبهتُه. و منه رجلٌ نَبِيه، أي شَرِيف. و قولهم: إنَّ النَّبَه من الأضداد، يقال للضَّائع نَبَهٌ و للموجود نَبَه، فهو عندنا صحيحٌ؛ لأنَّه إذا ضاع انتُبِه له و إذا وُجِد انتُبِه له «2». قال أهلُ اللُّغة:
النَّبَه: الضَّالَّة تُوجَد عن غفلة. تقول: وجدتُ هذا الشَّي‌ءَ نَبَهاً و أضلَلْتُه نَبَها، إذا «3» لم يعلم متي ضلّ. و القياس في الباب ما ذكرناه. قال:
كأنَّه دُمْلُجٌ من فِضَّةٍ نَبَه في مَلْعَبٍ من عَذَارَي الحيِّ مفصوم «4»

نبو

النون و الباء و الحرف المعتلُّ أصلٌ صحيح يدلُّ علي ارتفاعٍ في الشي‌ء عن غَيره أو تَنحٍّ عنه. [نبا بصرُه عن الشي‌ء «5»] ينبو. و نبا السيف عن الضّريبة: تجافَي و لم يَمضِ فيها. و نبا به مَنزِلُه: لم يوافِقْه، و كذا فِراشه. و يقال نَبَا جنْبُه عن الفِراش. قال:
إنَّ جَنْبِي عن الفراشِ لَنَابِ كتَجافِي الأسَرِّ فوقَ الظِّرابِ «6»
______________________________
(1) لزفر بن الخيار المحاربي في اللسان (نبل).
(2) في الأصل: «انتبه له و إذا وجد انبة له».
(3) كذا علي الصواب في المجمل. و في الأصل: «أي».
(4) لذي الرمة في ديوانه 572 و اللسان (نبه، فصم). و قد سبق في (فصم).
(5) التكملة من المجمل.
(6) لمعديكرب المعروف بغلفاء. اللسان (سرر، ظرب).
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 385
و يقال إنّ النبيَّ صلي اللّٰه عليه و آله و سلم اسمُه من النَّبْوة، و هو الارتفاع، كأنَّه مفضّل علي سائر الناس برَفْع منزلته. و يقولون: النَّبِيّ: الطريق. قال:
لأصْبَحَ رتماً دُقاقَ الحَصَي مكانَ النَّبِيّ من الكاثِبِ «1»

نبأ

النون و الباء و الهمزة قياسه الإتيانُ من مكانٍ إلي مكان. يقال للذي يَنْبأ من أرض إلي أرضٍ نابئٌ. و سيلٌ نابئ: أتَي من بلدٍ إلي بلد و رجل نابئ مثله. قال:
و لكن قَذَاها كلُّ أشعَثَ نابئٍ أتَتْنا به الأقدار من حيث لا ندرِي «2»
و من هذا القياس النَّبَأ: الخبر، لأنّه يأتي من مكانٍ إلي مكان. و المُنبئ:
المُخْبِر. و أنبأته و نَبّأته. و رَمَي الرّامِي فأنَبأ، إذا لم يَشْرِمْ «3»، كأنَّ سَهَمه عَدَل عن الخَدْشِ و سَقَط مكاناً آخَرَ. و النَّبْأة: الصَّوت. و هذا هو القياس، لأنَّ الصوتَ يجي‌ءُ من مكانٍ إلي مكان. قال ذو الرمة:
و قد توحَّس رِكزاً مُقْفِرٌ نَدُسٌ بنبْأةِ الصوتِ ما في سمعِهِ كذبُ «4»
و من هَمَز النبيَّ فلأنه أنبأ عن اللّٰه تعالي. و اللّٰه أعلم بالصواب.
______________________________
(1) لأوس بن حجر في ديوانه 3 و اللسان (رتم، نبا، كثب). و سبق في (كثب).
(2) للأخطل في اللسان (قذا، نبأ)، و روايته في الموضع الأول: «و لكن قذاها زائر لا نحبه».
(3) في المجمل: «إذا لم يخدش». و في اللسان: «أي لم يشرم و لم يخدش».
(4) ديوان ذي الرمة 21 و اللسان (نبأ).
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 386‌

باب النون و التاء و ما يثلثهما

نتج

النون و التاء و الجيم كلمةٌ واحدة، هي النّتاج «1». و نُتِجت النّاقةُ؛ و نَتَجها أهلُها. و فرسٌ نَتُوجٌ: استبانَ نتاجها.

نتح

النون و التاء و الحاء. و نَتَحَ العَرَقُ: رشَح. و مَنَاتح العَرَق:
مخارجه. و نَتَح النِّحْيُ: رشَح أيضاً.

نتخ

النون و التاء و الخاء كلمةٌ تدلُّ علي استخراج الشَّي‌ء من الشّي‌ء.
و نتخ الشَّوكَةَ مِنَ الرِّجل بالمِنْتاخ، أي المنقاش. و نَتَخ البازِي اللحمَ بمِنْسرِه، و نَتَخَ ضِرسَه: انتزعَه. قال زُهير:
تَتركُ أفلاءَها في كلِّ مَنزِلةٍ تَنْتَخُ أعْيُنَها العِقبانُ و الرَّخَمُ «2»
و يقولون: المتَنَتِّخُ «3»: المتفلِّي. و البِساط المنتوخ بالذَّهب: المنسوج به. و النَّتْخ:
النَّسْج، عن ابن الأعرابيّ.

نتر

النون و التاء و الراء كلمةٌ تدلُّ علي جَذْب شي‌ءٍ. و النَّتْر: جذْبٌ فيه جَفْوة. و الطَّعْنُ النَّتْر، مثل الخَلْس. و النَّواتِر: القِسِيّ. و قولهم: إنَّ النَّتَر:
الفَساد و الضَّياع، و إنشادهم:
______________________________
(1) هو بالفتح المصدر، و بالكسر الاسم لما يوضع.
(2) ديوان زهير 154 و اللسان (نتخ، فلا) و الحيوان (6: 341) و الرواية فيما عدا المقاييس:
«تنبذ أفلاءها»، و في إحدي روايتي الديوان: «تنقر أعينها»، و في اللسان: «تبقر أعينها».
(3) وردت في القاموس، و لم ترد في اللسان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 387
* أمْرَكَ هذا فاحتفِظْ فيه النَّتَرْ «1» *
فالأصل فيه ما ذكرناه، كأنّه أمرٌ جُذِبَ عن الصِّحَّة.

نتغ

النون و التاء و الغين ليس بشي‌ءٍ غير حكاية. يقولون: أنتَغَ الرّجُل، إذا ضَحِكَ* ضَحِكَ المستهزئ. و يقالَ: نَتَغْتُه، إذا عبتَه و ذكَرْتَه بما ليس فيه. قال أبو بكر: رجل مِنْتَغٌ فَعّالٌ لذلك «2».

نتف

النون و التاء و الفاء: أصلٌ يدلُّ علي مَرْطِ شَي‌ءٍ. و نَتَفَ الشَّعْرَ و غيرَه يَنْتِفُه. و المِنْتاف: المِنْقاش. و النُّتَافَة: ما سَقَط من الشَّي‌ء إذا نُتِف.
و النُّتْفَة: ما نَتفْتَه بأصابِعك من نبتٍ أو غيرِه. و رجلٌ نُتَفَةٌ: ينتِف من العلم شيئاً و لا يستقصيه.

نتق

النون و التاء و القاف أصلٌ يدلُّ علي جَذْب شي‌ءٍ و زَعزَعَتِه و قَلْعِه من أصله. تقول العرب: نَتَقْتُ الغَرْبَ من البِئر: جَذَبْتُه. و البعير إذا تَزَعْزَع حِملُه نتَقَ عُرَي حِبالِه، و ذلك جَذْبُه إيّاها فتَسترخِي. و امرأةٌ ناتقٌ: كثُرَ أولادُها. و هذا قياس الباب، كأنَّهم نُتِقُوا مِنْها نتقًا. قال «3»:
لم يُحرَموا حُسْنَ الغِذاءِ و أمُّهُمْ دَحَقَتْ عليك بناتقٍ مذكارِ «4»
______________________________
(1) للعجاج في ديوانه 19 بالرواية نفسها. و في المجمل: «فاحتفظ منه»، و في اللسان: «فاجتنب منه». و قبله:
فاعلم بأن ذا الجلال قد قدر في الكتب الأولي التي كان سطر
(2) في الجمهرة (2: 23): «إذا كان فعالا لذلك». و في الأصل ها: «فقال لذلك».
(3) في الأصل: «كأنهم نتقوا منها قال نتقا».
(4) للنابغة في ديوانه 37 و اللسان (دحق، نتق). و في الديوان و الموضع الثاني من اللسان:
«طفحت عليك».
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 388
و
في الحديث: «علَيكم بالأبكار فإنَّهنَّ أنْتَقُ أرحاماً»
. و زَنْدٌ ناتقٌ: وارٍ؛ و هو القياس.

[نتك

النون و التاء و الكاف. النَّتْك «1»]، هي من يمانيَّات أبي بكر «2». قال: و هي شَبِيهٌ بالنَّتْف.

نتل

النون و التاء و اللام أصلٌ صحيح يدلُّ علي تقدُّم و سَبْق.
يقال استَنْتَل الرّجلُ: تقدَّمَ أصحابَه. و سمِّي الرَّجلُ به نَاتلا. و نَتَلته: جذبْتُه إلي قُدُم. و تَنَاتَلَ النّبتُ: لم يستقِمْ نباتُه و كان بعضُه أطوَلَ مِن بعض، كأنَّ الأطولَ تقدَّمَ ما هو أقصَرُ منه فسَبَق. و قولهم: النَّتَلُ العَبْد الضَّخم، تفسيره أنَّه يقوي من التقدُّم [علي] ما يعجِزُ عنه غيرُه. ألا تري إلي قول الرّاجز «3»:
* يَطُفْنَ حولَ نَتَلٍ وَزْوازِ*
فوصَفَه بوَزْوازٍ، و هو الخفيف.

نتأ

النون و التاء و الهمزة أصلٌ صحيح يدلُّ علي خروج شي‌ء عن موضعه من غير بَينُونة. يقولون: نتأ الشَّي‌ء، إذا خَرَجَ عن موضعِه من غير أن يَبِين، يَنْتأ. و نَتَأَت الجِلْدة «4». و يتوسَّعون في هذا حتَّي يقولوا: نَتأْت علي
______________________________
(1) تكملة يقتضيها الكلام. و لم ترد هذه المادة في المجمل.
(2) أي من لغة أهل اليمن. الجمهرة (2: 28).
(3) هو أبو النجم، كما في المجمل و اللسان (فتل).
(4) بدله في المجمل: «و نتأت الفرحة: ورمت.»
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 389
القَومِ: طلَعْتُ عليهم. و نَتَأت الجاريةُ: بَلَغَتْ. و ذكر بعضهم نَتَأ «1» لي فلانٌ بالشرِّ، إذا استعدّ. و هو ذلك القياس، كأنَّه نهض من مَقرِّه. و في أمثالهم:
«تَحْقِرُه و يَنْتأ لك»، أي تزدريه لسكونه و هو ينهَضُ إليك مجاذبًا «2».

نتب

النون و التاء و الباء ليس بشي‌ء، لأنَّ الباء فيه زائدة.
يقولون: نَتَب الشَّي‌ءُ، مثل نَهَد. قال:
أشرَفَ ثدياها علي التَّريب «3» لم يَعْدُوَا التَّفليكَ في النُّتوبِ
إنّما أراد النتُوَّ فزاد للقافية. و اللّٰه أعلم.

باب النون و الثاء و ما يثلثهما

نثر

النون و الثاء و الراء أصلٌ صحيح يدلُّ علي إلْقاء شي‌ءٍ متفرِّق.
و نَثَر الدّراهِمَ و غيرَها. و نَثَرت الشّاةُ: طرحت من أنْفِها «4» الأذَي. و سمِّي الأنْف النَّثْرةَ من هذا، لأنه يَنْثُر ما فيه من الأذي. و جاء
في الحديث: «إذا توضَّأْت فانْتَثِرْ» أو «فانْثِرْ «5»»
، معناه اجعَل الماءَ في نَثْرتك. [و] النَّثْرة: نجمٌ
______________________________
(1) في الأصل: «إنتاء»، صوابه في المجمل.
(2) في المجمل: «و هو يجاذبك».
(3) الرجز للأغلب العجلي، كما في اللسان (ترب)، و أنشده في (نتب) بدون نسبة في الأصل: «الترتيب»، صوابه في المجمل و اللسان.
(4) في الأصل: «في أنفها»، صوابه في المجمل.
(5) و يروي أيضا «فأنثر» بقطع الهمزة، و الثاء فيهما مكسورة لا غير.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 390
يقال إنَّه أنف الأسَد يَنْزِلُه القَمر. و طَعَنه فأنْثَرَه: ألقاه علي خَيْشُومِه. و هذا هو القياس. قال:
إنَّ عليها فارساً كعَشَرهْ إذا رأي فارِسَ قومٍ أنْثَرَه «1»
[و يقال: أنثَره «2»]: أرْعَفَه الدَّم. و النَّثْرة: الدِّرع، و هذا ممكنٌ أن يكون شاذًّا من الأصل الذي ذكرنا.

نثل

النون و الثاء و اللام أصلٌ يدلُّ علي استخراج شي‌ءٍ من شي‌ء أو خروجه منه. منه نثَلْتُ كِنانَتي: أخرَجْتُ ما فيها من نَبْلٍ نَثْلا. و نثَلتُ البِئر: استخرجت تُرابَها. و النَّثِيل: الرَّوْث. و النَّثيلة: تُراب البِئر، و القياس واحد.

نثا

النون و الثاء و الحرف المعتل كلمةٌ. يقال نَثَا الكلام يَنثُو:
أظهَرَه. و النَّثا* يقولون: أنْ يُذكَر الإنسانُ بغير جميل.

باب النون و الجيم و ما يثلثهما

نجح

النون و الجيم و الحاء أصلٌ يدلُّ علي ظَفَرٍ و صِدْق و خيرٍ.
منه النَّجاح في الحوائج: الظَّفَر بها. و سَيْرٌ نَجِيحٌ: وشيك. و رأيٌ نجيح: صواب.
و تناجَحَتْ أحلامهم: تتابَعتْ بصدق. و أنجَحَ اللّٰه طَلِبَتَك: أسعَفَك بإدراكها.
______________________________
(1) الرجز في اللسان (نثر) و الأزمنة و الأمكنة للمرزوقي (2: 278).
(2) التكملة من المجمل بعد الإنشاد المتقدم.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 391‌

نجخ

النون و الجيم و الخاء كلمةٌ تدل علي حكايةِ صوت. يقال:
سمعت نَجِيخَ الماء و ناجِخَتَه: صَوْتَه. و النُّجَاخ «1»: صوت السَّاعل. و منْجِخ «2»:
موضع.

نجد

النون و الجيم و الدال أصلٌ واحدٌ يدلُّ علي اعتلاءٍ و قوّة و إشراف. منه النَّجْد: الرجُل الشُّجاع. و نَجُدَ الرَّجُل يَنْجُد نَجْدَةً، إذا صار شُجاعاً. و هو نَجْد و نَجُدٌ وَ نَجِدٌ و نَجِيد. و الشَّجاعة نَجدةٌ. و المُناجِد: المُقاتِل. و لاقَي فلانٌ نَجدةً، أي شدّة، أمراً عاكه «3». قال طَرَفة:
تَحسَبُ الطّرفَ عليها نَجدةً يا لقومِي للشَّبابِ المسبكِرّ «4»
أي ينظر النّاظرُ إليها فتلحقُها لذلك شِدّة، كأنَّه أراد نَعْمةَ جِسمها و رِقّته.
و من الباب النَّجَد: العرق. و نَجِد نَجَداً: عَرِقَ من عملٍ أو كرب. قال:
يَظلُّ مِن خَوفِهِ الملّاحُ معتصِماً بالخيزُ رانةِ بعد الأينِ و النَّجَدِ «5»
و ربَّما قالوا في هذا: نُجِدَ فهو منجودٌ. قال:
صادياً يستغيثُ غيرَ مُغاثٍ و لقد كان عُصْرةَ المنجودِ «6»
______________________________
(1) وردت في القاموس و لم ترد في اللسان.
(2) بضم الميم و كسرها مع كسر الجيم فيهما، كما في اللسان، و ذكر أنه جبل من جبال الدهناء.
و ضبطه في معجم البلدان بوزن اسم المفعول. و أورد ياقوت قبله «منجح» بالحاء المهملة في آخره بوزن اسم الفاعل، و ذكر أنه من جبال الدهناء.
(3) كذا وردت في الأصل. و لعلها: «في أمرعاجه».
(4) ديوان طرفة 64 و اللسان (نجد). و قد سبق في (رسل).
(5) للنابغة في ديوانه 26 و اللسان (نجد، خزر). و قد سبق في (عصم).
(6) لأبي زبيد الطائي، كما أسلفت في حواشي (عصر).
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 392
و يقال: استنجَدْتُه فأنْجَدَني، أي استغثْتُه فأغاثني. و في ذلك الباب استعلاءٌ علي الخَصم.
و من الباب النَّجود: المشْرِفة «1» من حمر الوَحش. و استنجد فلانٌ: قوِيَ بعدَ ضَعْف. و نَجَدْتُ الرّجُل أنْجُدُه: غلبته. حكاه ابنُ السكِّيت. و النَّجْد: ما عَلَا من الأرض. و أنْجَدَ: علا من غَورٍ إلي نجد.
و من الباب: هو نجدٌ «2» في الحاجة، أي خفيفٌ فيها. و النِّجَاد: حمائل السَّيف، لأنه يعلو العانِق. و النَّجْد: ما نُجِّد به البيتُ من متاع. و التَّنجيد: التزيين و النَّجْد: الطَّريق العالي. و المنَجَّد: الذي نَجَّده الدّهر إذا عَرَف و جَرَّب، كأنّه شجَّعه و قوّاه. و قياس كلّ واحد.

نجذ

النون و الجيم و الذال كلمةٌ واحدة. النّاجِذ، و هو السِّنُّ بين الناب و الأضراس. ثم يستعار فيقال للرّجُل: المنجَّذ، و هو المجرَّب. و بدت نواجِذُه في ضحكه. و يقولون: إنّ الأضراس كلَّها نواجذ. و هذا عندنا هو الصَّحيح، لقول الشَّماخ:
* نواجِذُهنَّ كالحِدَأ الوَقيعِ «3» *
و لأنَّهم يقولون: ضَحِكَ حتَّي بدا ناجذُه، فلو كان السِّنَّ الذي بين النّاب و الأضراس لم يُقَلْ فيه هذا، لأنَّ ذاك بادٍ من أدني ضَحِك.
______________________________
(1) في الأصل: «المترفة»، صوابه في المجمل.
(2) يقال باللغات الأربع التي سبقت.
(3) صدره كما في ديوان الشماخ 56 و اللسان (حدأ، نجذ، قنع، وقع):
* يبادرن العضاه بمقنعات*
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 393‌

نجر

النون و الجيم و الراء أصلان: أحدهما تسويةُ الشّي‌ء و إصلاحُ قَدرِه، و الآخر جِنسٌ من الأدواء.
الأوّل نَجْر الخشبِ، و نَجَره نَجْرًا، و فاعله النَّجَّار، و هو منه، كأنّه شي‌ء سُوِّي «1». نَجَره نجراً. و كذا النَّجْر: الطَّبْع. و يقولون- و ما أدري كيف صِحّته-:
إنَّ نَجْران البابِ: الخشَبة الذي يدور فيها.
و الأصل الآخر النَّجَر، قالوا: نَجِرَت الإبلُ: عَطِشَت، و يقال مَجرت «2»، هو أن تَشرَب فلا تَرْوَي، و ذلك يكون من أكل الحِبَّة. و حكي الخليلُ النّجْران:
العَطشان. قالوا: و شهرُ ناجرٍ من هذا، لأنَّ الإبل تَنْجَر فيه. قال ابنُ السِّكِّيت:
النَّجَر: أن يشرَبَ الإنسانُ اللّبَنَ الحامِضَ فلا يَرْوَي من الماء.

نجز

النون و الجيم و الزاء أصلٌ صحيح يدلُّ علي كمالِ شي‌ءٍ في عَجلةٍ من غير بُطْء. يقال: نَجَزَ الوعدُ يَنْجُز «3». و أنجزْتُه أنا: أعجلتُه. و أعطيته ما عِندي حتَّي نَجَزَ آخِرُه، أي وصل إليه آخرُه. و بِعْهُ ناجزاً بناجز، كقولهم يداً بيد: تعجيلًا بتعجيل. و المناجَزَة في الحرب: أن يتبارَزَ الفارسان، أي يُعجِّلانِ القتالَ لا يتوقفان «4».

نجس

النون و الجيم و السين أصلٌ صحيح يدلُّ علي خلاف الطّهارة. و شي‌ء نَجِسٌ و نَجَسٌ: قذِر. و النَّجَس: القذَر. و ليس ببعيد أن يكون
______________________________
(1) في الأصل: «سمي».
(2) في الأصل: «نجرت». انظر اللسان (نجر 67).
(3) يقال أيضا من باب (فرح).
(4) في الأصل: «لا يتوقعان».
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 394
* منه قولهم: النَّاجس: الداء لا دَواءً له. قال ساعدةُ الهذليّ:
و الشيب داءٌ نَجِيسٌ لا دواءَ له للمرءِ كان صحيحاً صائبَ القُحَمِ «1»
كأنّه إذا طال بالإنسان نَجِسَه [أو نَجَّسَه «2»]، أي قَذِره أو قذَّره. أمّا التَّنجيس فشي‌ءٌ كانت العرب تفعله، كانوا يعلِّقون علي الصِبيِّ شيئاً يعوِّذونه من الجنّ، و لعلَّ ذلك عَظْمٌ أو ما أشبَهَه، فلذلك سُمِّي تنجيساً. قال:
و علق أنجاساً عليَّ المنجِّسُ «3» *

نجش

النون و الجيم و الشين أصلٌ صحيح يدلُّ علي إثارة شي‌ء.
منه النَّجْش: أن تُزايِد في المبيع بثمنٍ كثير لينظر إليك الناظرُ فيقعَ فيه، و هو الذي جاء
في الحديث: «لا تَناجَشُوا»
، كأنَّ النَّاجشَ استَثارَ تلك الزيادة.
و الناجش: الذي يُثِير «4» الصَّيد. و نجَشْتُ الصَّيد: استثرته. و كذا نَجَشَ الإبلَ بنجُشها: جمعها بعد تَفرُّق. قال:
* غَيرَ السُّري و السَّائِق النَّجَّاشِ «5» *
و من الباب النِّجَاشة: سُرعة المشي. و مرَّ يَنْجُشُ نجيشا «6». و كأنّه يراد به يُثِير التُّراب في مَشيِه. و يقال إنّ اسمَ النَّجاشِيَّ مشتقٌّ منه.
______________________________
(1) ديوان الهذليين (1: 191) و المجمل (نجس).
(2) تكملة يقتضيها التفسير بعده و «نجيس» من الأول بمعني الفاعل، و من الثاني بمعني المفعول
(3) و كذا أنشد هذا العجز في اللسان (نحس). و صدره كما في تاج العروس:
* و كان لدي كاهنان و حارث*
(4) في الأصل: «ينثر».
(5) في المجمل و اللسان (نجش، نفش) و المخصص (7: 111): «و سائق نجاش».
و في الأصل هنا: «بعد السري»، صوابه في المراجع المذكورة.
(6) لم ترد في المجمل. و في اللسان و القاموس «النجش» بدون ياء.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 395‌

نجع

النون و الجيم و العين أصلٌ صحيح يدلُّ علي منفعةِ طعامٍ أو دواءٍ في الجِسم، ثمّ يُتوسَّع فيه فيقاس عليه. و نَجَع الطّعامُ: هَنَأَ آكِلَه. و ماءٌ نَجوعٌ كنَمِيرٍ، و هو النامي في الجِسم. قال ابن السِّكِّيت: نَجَع فيه الدّواء، و نَجَع في الدابة العَلف، و لا يقال أنْجَعَ.
و ممَّا قِيسَ علي هذا النُّجْعة: طلبُ الكلأ، لأنّه مَطلبُ ما يَنْجَع. و انتَجَعَه:
طلب خَيره و منه النَّجِيع: الخَبَطُ يُضرَب بالدَّقيق و الماءِ يُوجَر الجملَ «1» و نَجَعَ في فلانٍ قولُك: أخَذَ فيه.
و مما شذّ عن الباب: النَّجيع: دمُ الجَوفِ يَضرِب إلي السَّواد.

نجف

النون و الجيم و الفاء أصلانِ صحيحان: أحدُهما يدلُّ علي تبسُّطٍ في شَي‌ءٍ مكانٍ أو غيره، و الآخَر يدلُّ علي استخراج شي‌ء.
فالأوَّل النَّجَف: مكانٌ مستطيل منقادٌ و لا يعلوه الماءُ، و الجمع نِجَاف. و يقال هي بطونٌ من الأرض في أسافِلِها سُهولةٌ تنقاد في الأرض، لها أوديةٌ تنصبُّ إلي لينٍ من الأرض. و يقال لإبِطِ الكثيب: نَجَفَةُ الكَثِيب.
و من الباب النَّجِيف [من «2»] السِّهام: العَرِيض. و نَجَفْتُ السَّهمَ: بَرَيْتُه كذلك و أصلحتُه، و سهمٌ منجوفٌ و نَجيف. و غارٌ منجوفٌ: واسع.
و الثاني: تيسٌ منجوف، و هو أن يُعَصَّبَ قضيبُه و لا يقدِرَ علي السِّفاد، و كأنَّه قد قُطِع عنه ماءٌ و اسْتُخْرِج. و الانتجاف: استخراجُ ما في الضَّرعِ من اللبن.
______________________________
(1) في المجمل: «يوجره الجمل».
(2) التكملة من المجمل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 396
و المَنجوف: المنْقَطع عن النِّكاح. و انتَجَفَت الرِّيحُ السَّحَابَ: مَرتْه و استَفرغَتْه.

نجل

النون و الجيم و اللام أصلان صحيحان: أحدهما يدلُّ علي رَمْيِ الشي‌ء، و الآخَر علي سعةٍ في الشَّي‌ء.
فالأوّل النَّجْل: رمْيُك الشّي‌ءُ. يقال: نَجَل نَجْلا. و الناقة تَنْجُل الحصي بِمنَاسِمها نَجْلًا، أي تَرْمِي به. و منه نَجَلْتُ الرّجُلَ نَجْلَةً، إذا ضربته بمقدَّمِ رِجلكَ فتَدحْرَجَ. و قولهم: «مَنْ نَجَلَ النَّاسَ نَجَلُوه»، أي مَن شارَّهم شارُّوه، و من رَماهم رمَوْه. و من الباب النَّجْل، و هو النَّسل، لأنَّ الوالدةَ كأنَّها تَرْمِي به.
و فحلٌ ناجِلٌ: كريم النَّجْل و يقولون: قَبَح اللّٰهُ ناجِلَيه، أي والديه. و منه النَّجْل: النّزُّ، كأنّه ندًي تَقْلِسُهُ الأرض و ترمِي به.
و الأصل الآخر النّجَل: سَعَةُ العين في حُسْن؛ و النَّجْل: جمع أنْجَل. و الأسَدَ أنْجَلُ. و طعنةٌ نَجْلَاء: واسعة. و رُمْحٌ مِنْجَلٌ: واسع الطَّعْن. و نَجَلْتُ الإهاب:
شقَقْتُه عن عُرقوبَيهِ جميعًا، كما تُسلَخ الجُلود. و إهابٌ مَنْجُولٌ. و يقال: الإنجيلُ عربيٌّ مشتقٌّ من نَجَلت الشي‌ءَ: استخرجْتُه، كأنّه أمرٌ أُبرِزَ و أُظهِرَ بما فيه.
و مما شذّ عن هذين البابين. النّجِيل: ضربٌ من وَرَق الشَّجَر من الْحَمْض «1» و أنْجَلَت الأرضُ: اخضرَّتْ.

نجم

النون و الجيم و الميم أصلٌ صحيح يدلُّ علي طُلُوعٍ و ظهور.
* و نَجَمَ النَّجمُ: طَلَعَ. و نَجَمَ السِّنُّ و القَرْنُ: طَلَعَا. و النّجم: الثُّرَيَّا، اسمٌ لها
______________________________
(1) في اللسان: «ما تكسر من ورق الهرم، و هو من ضرب الحمض»، و في عبارة أخري:
«ضرب من دق الحمض».
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 397
و إذا قالوا: طَلَعَ النَّجْم، فإنَّهم يريدونها. و ليس لهذا الحديثِ نَجْمٌ، أي أصلٌ و مَطْلِع. و النَّجم من النَّبات: ما لم يكن له ساقٌ، مِن نَجَمَ، إذا طَلَعَ. و المِنْجَم في المِيزان: الحديدة المعترِضة التي فيها اللِّسان؛ و هو ذلك القياس.

نجه

النون و الجيم و الهاء. كلمةٌ تدلُّ علي كراهةٍ في شي‌ء. يقال:
نجَهْتُه، إذا استقبَلْتَه بما يكرهُه و يَقْدَعُه عنك. و رجلٌ ناجِهٌ، إذا دَخَلَ البلدَ فاسْتَنْكَرَه و كَرِهَه.

نجو

النون و الجيم و الحرف المعتلّ أصلانِ، يدلُّ أحدُهما علي كَشْطٍ و كشف، و الآخَر علي سَترٍ و إخفاء.
فالأوّل: نَجَوْتُ الجِلدَ أنْجُوه- و الجلد نَجًا- إذا كشَطْتَه. و قال:
فقلتُ انجُوَا عنها نَجَا الجِلْدِ إنَّه سيُرْضِيكما منها سَنامٌ و غاربُه «1»
و يقولون: هو في أرضٍ نَجَاةٍ: يُسْتَنْجَي من شجرها العِصِيُّ. يقال للغُصُون النَّجَا، الواحدة نَجَاة، و أنْجِنِي عَصًا «2». و نَجَا الإنسانُ ينجو نَجاةً، و نَجاءً في السُّرعة «3»؛ و هو معني الذَّهاب و الانكشاف من المكان. و ناقةٌ ناجِية و نَجَاةٌ:
سريعة. و من الباب و هو محمولٌ علي ما ذكرناه من النّجاء: النَّجاة و النَّجْوة من الأرض، و هي التي لا يَعْلُوها سَيْل. قال:
______________________________
(1) البيت لأبي الغمر الكلابي كما في الخزانة (2: 227) و العيني (3: 373). و نسب في الخزانة أيضا إلي عبد الرحمن بن حسان بن ثابت. و هو في المجمل و اللسان (نجا) و إصلاح المنطق 107 و المخصص (7: 175/ 15: 81، 143) بدون نسبة.
(2) في اللسان: «أنجني غصنا من هذه الشجرة»
(3) في المجمل: «و نجا الإنسان ينجو نجاة، و من السرعة نجاء».
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 398
فَمنْ بِنَجوتِهِ كمن بعَقْوَتِه و المستكنُّ كمَنْ يمشي بِقرْواحِ «1»
و إنّما قُلنا إنّه محمولٌ عليه لأنّه لمَّا نَجَا من السَّيل فكأنَّه الشي‌ء الذي يَنجو من شي‌ءٍ بذَهابٍ عنه. فهذا معني المحمول.
و قولهم: بيني و بينهم نَجَاوَةٌ «2» من الأرض، أي سعة، من الباب؛ لأنَّه مكان يُسرَعُ فيه و يُنْجَي. و
في الحديث: «إذا سافرتم في الجَدْبِ فاسْتَنْجُوا»
، يريد لا تُبطِئُوا في السير، و لكن انكَشِفُوا و مُرُّوا.
و من الباب النَّجْو: السَّحاب، و الجمع النِّجاء؛ و هو من انكشافِه لأنَّه لا يثبت.
قال ابن السكّيت: أنْجَت السّحابةُ: ولّتْ. و قولهم: استَنْجَي فلانٌ، قالوا هو من النَّجْوَة، كأنَّ الإنسانَ إذا أرادَ قضاءَ حاجته أتي نَجوةً من الأرض تستره، فقيل لمن أرادَ ذلك استنجي، كما قالوا: تغوَّطَ، أي أتي غائطاً.
و من الباب نجَوْتُ فلاناً: استَنْكَهْتُه، كأنّكَ أردتَ استكشافَ حالِ فيه.
قال:
نجَوْتُ مُجَالِدًا فوجدت فيه كريح الكَلْبِ ماتَ حديثَ عَهْدِ «3»
______________________________
(1) لعبيد بن الأبرص في ديوانه 86 و اللسان (نجا) و مختارات ابن الشجري 101. و يروي أيضا لأوس بن حجر في ديوانه 4 و الأغاني (10: 6).
(2) وردت في المجمل و القاموس، و لم ترد في اللسان.
(3) للحكم بن عبدل الأسدي، كما في الحيوان (1: 251). و قصيدة البيت في معجم الأدباء (10: 232) و ورد بدون نسبة في اللسان (جلد، نكه، نجا) و المخصص (11: 209).
و يروي: «نكهت مجالدا».
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 399
و الأصل الآخر النَّجْو و النَّجْوَي: السِّرُّ بين اثنين. و ناجَيْتُه، و تناجَوْا، و انتَجَوْا. و هو نَجِيُّ فلانٍ، و الجمع أنْجِيَة. قال:
* إذا ما القومُ كانوا أنْجِيَهْ «1» *
يقول: نامَ القومُ و حَلُمُوا في نَومهم فكأَنَّهُم يناجُون أهلِيهم في النَّوْمِ و نَجَوْتُه: ناجَيْتُه. و انتجَيْتُه: اختصصته بمناجاتي. قال:
فبِتُّ أَنْجُو بها نَفْسًا تكلِّفُنِي ما لا يهُمُّ بِهِ الجَثّامَةُ الوَرَعُ «2»

نجب

النون و الجيم و الباء أَصلانِ: أحدهما يدلُّ علي خُلوص شي‌ءٍ و كَرم، و الآخر علي ضَعف.
الأوَّل النَّجَابة: مصدر الرّجُل النجيب، أي الكريم. و انْتَجَب فلانًا:
استخلَصَه و اصطفاه. و رجل مُنْجِبٌ: له ولد نجيبٌ. و امرأةٌ مُنْجِبةٌ و مِنجابٌ و رجلٌ نَجْبٌ «3»: سخِيٌّ كريم.
و الآخر المِنْجاب: الرّجُل الضّعيف، و الجمع مَناجيب. قال:
* إذْ آثَرَ النّومَ و الدِّف‌ءً المَنَاجِيبُ «4» *
______________________________
(1) لسحيم بن وثيل اليربوعي في اللسان (نجا). و تمام إنشاده: «إني إذا». علي أنه روي أيضا في اللسان (نحا): «أنحيه» بالحاء المهملة، و فسره بقوله: «أي انتحوا عن عمل يعملونه».
(2) أنشده في اللسان (نحا).
(3) ورد في المجمل و القاموس، و لم يرد في اللسان. و ضبط في المجمل بضم أوله.
(4) لأبي خراش الهذلي. ديوان الهذليين (2: 160). و في اللسان (نجب) أنه لعروة بن مرة الهذلي، و ليس بصحيح. و ليس لعروة بن مرة إلا قصيدتان إحدهما دالية و تنسب أيضا إلي أبي ذؤيب، و الأخري رائية و تنسب أيضا إلي أبي خراش. انظر شرح أشعار الهذليين للسكري 291- 292. و صدره:
* بعثته في سواد الليل يرقيي*
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 400
و من الباب المِنْجَاب: النَّصْل يُبْرَي و لم يُرَش. و النَّجَبُ: ما فوق اللِّحاء من قِشرة الشّجرة، و النَّجْبُ أخْذُه.

نجث

النون و الجيم و الثاء أُصَيلٌ يدلُّ علي إبراز شي‌ءٍ و سَوءَةٍ «1».
منه النَّجيثة: ما أُخرِجَ من تُراب البِئر. و يقال: بَدا نَجِيثُ القَوم، أي ما كانوا يخفونه من سَوءة. و النَّجيث: الهَدَف. قال الخليل: سمِّي نجيثًا لانتصابه.
و هو يَنْجُثُ بني فلان، إذا استعْواهم مستغيثًا بهم، و معناه أنّه يسألهم البُروزَ لنُصْرته. و الاستنجاث: التَّصدِّي للشّي‌ء، و القياس في كلِّه واحد، و اللّٰه أعلم.

باب النون و الحاء و ما يثلثهما

*نحر

النون و الحاء و الراء. كلمة واحدة يتفرّعُ منها كلماتُ الباب.
هي النَّحْر للإنسانِ و غيره، و الجمع نُحور. و النَّحْر: البَزْل «2» في النَّحْر. و نَحَرتُ البعيرَ نَحْرًا و النَّاحِران: عِرْقان في صَدر الفَرَس و دائرة النَّاحر تكون في الجران إلي أسفَلَ من ذلك. و انتَحَروا علي الشَّي‌ء: تشاحُّوا عليه حِرصًا، كأنَّ كلَّ واحدٍ منهم يريد نَحرَ صاحبِه. و يقال: النَّحيرة: آخرُ يومٍ من الشَّهر، لأنّه ينحر الذي يدخل «3»، و أظن معني يَنحره يَلِي نَحْرَه. و العالم بالشّي‌ء المجرِّب نِحْرِير، و هو إن كان من القياس الذي ذكرناه، بمعني أنّه ينحر العلمَ نحراً، كقولك: قَتلتُ هذا الشَّي‌ءَ عِلْما.
______________________________
(1) في الأصل: «و سموه».
(2) النزل: الشق. و في الأصل: «النزل».
(3) في اللسان: «لأنها تنحر الذي يدخل بعدها أي، تصير في نحره فهي ناحرة».
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 401‌

نحز

النون و الحاء و الزاء أصلانِ صحيحان، يدلُّ أحدهما علي معنَي النَّخس و الدّقّ، و الآخر علي امتدادٍ في شي‌ء.
فالأول النَّحْز: النَّخْس. و نَحَزه نَحْزًا. و الراكب يَنْحَزُ بصدره واسِطةَ الرَّحْل.
و نحَزْتُ النّاقةَ برِجلي: ركلتُها. و النَّاحز: أن يصيب المِرفَقُ كركرةَ البعير، يقال به ناحِز. و النُّحَاز: داءٌ يأخذ الإبل في رِئاتها. و القياس فيهما واحد.
و من الباب نَحَز الشَّي‌ءَ: دقَّه. و المِنحاز: شي‌ءٌ يُدَقُّ فيه الأشياء.
و الأصل الآخر: النَّحِيزة: طِبَّةٌ تكونُ في الأرض ممتدة كالفَرسَخ. و النّحائز:
نَسائِجُ كالحُزُم و الشُّقَق العريضة، تكون للرِّحال. و يقولون: النَّحيزة: طبيعة الإنسان. و الذي نقوله «1» أنَّ النَّحيزة علي معني التَّشبيه، و إنَّما يُراد بها الحال التي كأنّه نُسِجَ عليها، فيقولون: هو ضعيفُ النَّحيزة، أي هذه الحالُ منه ضعيفة.

نحس

النون و الحاء و السين أصلٌ واحد يدلُّ علي خِلاف السَّعد و نُحِسَ هو فهو مَنحوس. و النُّحَاس: الدُّخَان لا لَهبَ فيه. قال:
* شياطين يُرمَي بالنُّحاسِ رَجيمُها*
و النُّحَاس من هذه الجواهرِ كأنه لمَّا خالف الجواهرَ الشَّريفَةَ كالذَّهب و الفِضّة سُمِّي نُحاسا. هذا علي وجه الاحتمال. و يقال: يومٌ نَحْسٌ و يومٌ نَحِسٌ.
و قرئ: فِي أَيّٰامٍ نَحِسٰاتٍ، و نَحْسات «2». و يحتمل أنَّ النُّحاس: الأصل،
______________________________
(1) في الأصل: «يقوله».
(2) من الآية 16 في سورة فصلت. و قراءة «نَحْسات» بفتح فسكون هي قراءة الحرميين و أبي عمرو و النخعي و عيسي و الأعرج. تفسير أبي حيان (7: 490). و الحرميان هما نافع و ابن كثير. غيث النفع للصفاقسي 18.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 402
علي ما ذكره بعضهم، و لمَّا كان أصلًا لكثيرٍ من الجواهر قيل لمبلغ أصلِ الشَّي‌ء نُحلس.

نحص

النون و الحاء و الصاد كلمةٌ واحدة، هي النَّحُوص: الأتَان الحائل في شعر امرئ القيس. قال:
أرَنَّ عليه قاربًا و انتحَتْ له طُوَالةُ أرساغِ اليدين نَحوصُ «1»

نحض

النون و الحاء و الضاد كلمةٌ واحدة، و هي اللَّحْم. يقال لِلَّحْم نَحْض. و امرأةٌ نَحِيضة: كثيرة اللَّحم، فإذا ذَهَب لحمها فَمنحوضَة، من قولهم:
نحضْتُ العَظْم: أخذْتُ ما عليه من لَحم و يقولون: نحَضْت السِّنانَ: رقّقته، كأنَّك لما رقَّقته أخذت عنه نَحضَه.

نحط

النون و الحاء و الطاء كلمةٌ تدلُّ علي حكايةِ صوت. من ذلك النَّحِيط كالزَّفير. و النَّحَّاط: الرَّجل المتكبِّر ينحطُ من الغَيظ. و النَّحْطة: داءٌ يأخذ الإبل في صَدرها تَنحَطُ منه فلا تكاد تَسلم مَعَه‌

نحف

النون و الحاء و الفاء كلمةٌ تدلُّ علي دِقّة و ذُبول. نحو «2» نَحُف الرّجُل نحافةً فهو نحيف، إذا قلَّ لحمُه و هُزِل. و هُم نِحافٌ.

نحل

النون و الحاء و اللام كلماتٌ ثلاث: الأولي تدلُّ علي دِقّةٍ و هُزال، و الأُخري علي عطاء، و الثالثة علي ادِّعاء.
______________________________
(1) ديوان امرئ القيس برواية الطوسي (مخطوطة دار الكتب)، و فيه: «أرن عليها».
(2) كذا وردت هذه الكلمة، و أراها مقحمة.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 403
فالأولي نَحَلَ جِسمُه نُحولًا فهو ناحل، إذا دقَّ، و أنْحلَه الهمُّ. و النَّواحل:
السُّيوف التي رَقَّت ظُباتُها من كثرة الضَّرْب بها.
و الثانية: نَحلْتُه كذا، أي أعطيتُه. و الاسم النُّحْل. قال أبو بكر «1»: سمِّي الشّي‌ء المُعطَي النَّحْلان. و يقولون: النُّحْل: أن تُعطِيَ شيئاً بلا استِعْواض. و نَحَلْتُ المرأةَ مَهْرَها نِحلةً، أي عن طِيب نَفْسٍ من غير مطالَبة. كذا قال المفسِّرون في قوله تعالي: وَ آتُوا النِّسٰاءَ صَدُقٰاتِهِنَّ نِحْلَةً.
و الثالثة قولهم: انْتحَلَ كذا، إذا تعاطاه و ادَّعاه. و قال قوم: انتحلَه، إذا ادّعاه مُحِقّا؛ و تَنَحَّله، إذا ادَّعاه مُبطِلا. و ليس هذا عندنا بشي‌ء و معني انتحل و تَنحَّل عندنا سواء. و الدليل علي ذلك قولُ الأعشي:
فكيف أنا و انتحالِي القوَا فِ بعدَ المشيبِ كفي ذاك عارا «2»

نحو

النون و الحاء و الواو كلمةٌ تدلُّ علي قصد. و نحوْتُ نَحْوَها.
و لذلك سمِّي نَحْوُ الكلام، لأنه يَقصِد أصول الكلام فيتكَلَّمُ علي حَسَب ما كان العرب تتكلَّم به. و يقال إنَّ بني نَحْوٍ: قومٌ من العرب «3». و أمّا [أهل «4»] المَنْحَاةِ فقد قيل: القَوم البُعَداء غيرُ الأقارب.
و من الباب: انتحَي فلانٌ لفلانٍ: قَصَدَه و عَرَض له.
______________________________
(1) الجمهرة (2: 192).
(2) ديوان الأعشي 41 و اللسان (تحل). و القواف، هي القوافي، مثل ما جاء في قول اللّه:
«وَ جِفٰانٍ كَالْجَوٰابِ»، أي كالجوابي. و في الديوان:
«فما أنا أم ما انتحالي القواف»
. (3) في اللسان: «بطن من الأزد». و هم في الاشتقاق 300 بنو نحو بن شمس.
(4) التكملة من المجمل و اللسان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 404‌

نحي

النون و الحاء و الياء كلمةٌ واحدة، هي النِّحْي: سِقاء السَّمْن.

نحب

النون و الحاء و الباء أصلانِ: أحدهما يدلُّ علي نَذْرٍ و ما أشبَهَه من خَطَر أو إخطار شي‌ء، و الآخر علي صوتٍ من الأصوات.
فالأوّل: النَّحْب: النَّذْر. و سار فلانٌ علي نَحْبٍ، إذا جهد، فكأنَّه خاطَرَ علي شي‌ءٍ فَجدَّ. قال:
* كما سار عن إحدي يديه المُنَحِّبُ «1» *
أي المُخاطِر. و قد كان التَّنْحِيب «2» في العرب، و هو كالمخاطَرة، تقول: إن كان كذا فلك عليَّ كذا و إلَّا فلي عليك. و جاء الإسلامُ بالنَّهْي عنه. و منه ناحَبْتُه إلي فلانٍ، إذا حاكمتَه. و القياسُ فيهما واحد. و كذا النَّحْب: الموت، كأنَّه نذْرٌ ينِذُرُهُ الإنسان يَلزَمُه الوفاءُ به، و لا بُدَّ له منه.
و الأصل الآخر النَّحيب: [نحيبُ] الباكِي، و هو بكاؤُه مع صوتٍ و إعوال.
و منه النُّحَاب: سُعال الإبل. و نَحَب البعيرُ يَنْحَب.

نحت

النون و الحاء و التاء كلمة تدل عَلَي بحرِ شي‌ءٍ و تسويتِه بحديدة. و نَحَتَ النَّجَّار الخشبةَ ينحَتُها نحتاً. و النَّحيتة: الطَّبيعة، يريدون الحالةَ التي نُحِت عليها الإنسان، كالغريزة التي غُرِز عليها الإنسان. و ما سقط من المنحوت نُحاتَةٌ.
______________________________
(1) للكميت، كما في اللسان (نحب). و روايته فيه: «كما صار». و صدره:
* يخدن بنا عرض الفلاة و طولها*
(2) في الأصل: «النحيب».
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 405‌

باب النون و الخاء و ما يثلثهما

نخر

النون و الخاء و الراء أصلٌ صحيح يدلُّ عَلَي صوتٍ من الأصوات ثم يفرَّع منه. النخير: صوتٌ يخرج من المَنْخِرين، و سمِّي المَنخِران من جهة النَّخير الخارجِ منهما. و فُرِّع منه فقيل لخَرقَيِ الأنف النُّخرتان. و النَّخُور: الناقة لا تدرُّ حتَّي تُدخِل الإصبع في مَنْخِرها. و يقولون: النُّخْرة: الأنف نفسُه. و يقولون لهُبوب الرِّيح: نُخْرة. فأمَّا الشَّجَرة النَّخِرةُ و العظم النَّخر فمن هذا أيضاً؛ لأن ذلك يتجوَّف فتدخلُه الرِّيح، و يكون لها عند ذلك نُخْرةٌ، أي صوت. و يقولون:
النَّخِر: البالي. و الناحر: الذي تدخل فيه الريح و تخرج منه و لها نَخِير. و القياس في كلِّه واحدٌ عندنا. و ما بها ناخِرٌ، أي أحد، يراد بها مصوِّت.
و ممَّا يقارب هذا: النَّخْوَريّ: الواسع الإحليل، و ذلك كأنَّه شي‌ء يدخله الرِّيحُ بنُخْرة.

نخس

النون و الخاء و السين كلمةٌ تدلُّ علي بَزْل «1» شي‌ءٍ بشي‌ءٍ حادٍّ. و نَخَسَه بعُودٍ أو حديدةٍ نَخْسًا. و منه النَّخَّاس. و النَّاخِس: جَرَبٌ يكون عند ذَنَب البعير أو صدرِه، كأنّه نُخِس به و بعيرٌ منخوس.
و مما شَذَّ عنه النخيسة «2».

نخش

النون و الخاء و الشين. يقولون: نُخِشَ فهو منخوشٌ، أي هُزِلَ
______________________________
(1) في الأصل: «نزل».
(2) النخيسة: لبن المعز و الضأن يخلط بينهما، و هي الزبدة أيضاً.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 406‌

نخط

النون و الخاء و الطاء يقولون: انتَخَط من أنْفه رمَي به، و كأنّه من الإبدال و الأصل الميم. قال:
* نَخَطْن بذِبَّانِ المَصِيف الأزارِقِ «1» *
و ما أدرِي أيُّ النّخْط هو «2»، منه، أي أيّ من انتَخَط.

نخع

النون و الخاء و العين أُصَيلٌ يدلُّ علي خالِصِ الشَّي‌ء و لُبِّه. منه النُّخاع: عِرقٌ أبيض ضخمٌ مستبطِنٌ فَقَارَ العُنُق. ثم يفرَّع منه فيقال: نَخَعه، إذا جاز بالذَّبح إلي النُّخاع.* و دابّةً منخوعة. و
في الحديث: «إنّ أنخَعَ الأسماء عند اللّٰه أن يتسمَّي الرّجُلُ باسمِ مَلِك الأملاك»
، أي أقْتَلُها لصاحبه. و المَنْخَع: مفْصِل الفَهقةِ «3» بين العُنُق و الرأسِ من باطن. و هو من النُّخاع أيضاً، لأنّه يَجرِي فيه.
و قولهم: النّاخع: العالم إن صحّ فهو منه أيضاً، كأنَّه وصل إلي الخالص الباطن من العلم و ينشدون:
إنَّ الذي ربَّضَها أمرَهُ سِرًّا و قد بَيَّن للنَّاخِعِ «4»
و منه أيضاً نَخِعَ العودُ «5»: جَرَي فيه الماء، كأنَّه بلغ نُخاعَه. و نخَع النَّصيحةَ: أخلصها «6». و النُّخَاعة: النُّخامة. و قولهم: انْتَخَعَ الرّجلُ عن أرضه
______________________________
(1) لذي الرمة في ديوانه 407 و اللسان (نخط). و صدره:
* و أجمال مي‌إذ يقربن بعد ما*
(2) بعده في المجمل: «بالضم و الفتح».
(3) في الأصل: «الفقهة»، صوابه في المجمل و اللسان.
(4) و كذا ورد مضبوطا في المجمل.
(5) مما ورد في القاموس و لم يرد في اللسان.
(6) و كذا في المجمل. و اللفظ فيه: «و نخع فلان النصيحة: أخلصها». و في اللسان: «و نخعته النصيحة و الود: أخلصتهما».
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 407
تَباعَدَ، هو عندنا منه، كأنَّه بلغ نُخاعَه في سفره، كما يبلغ النَّاخعُ للشاة الغايةَ في الذَّبْح.
و ممَّا يَجرِي مجري الإبدال شي‌ءٌ رواه ابنُ الأعرابيِّ: نَخعَ لي فلانٌ بحقِّي، مثل بَخَع «1»، إذا أقَرَّ.

نخف

النون و الخاء و الفاء كلمة. يقولون: نَخَفَتِ العَنْزُ بأنفها.
مثل نَفَطت. و يقولون النَّخْف: النَّفَس العالي.

نخل

النون و الخاء و اللام: كلمةٌ تدلُّ علي انتقاء الشَّي‌ء و اختياره.
و انتخلته: استقصيت حَتّي أخذتُ أفضلَه. و عندنا أنَّ النَّخلَ سمِّي به لأنَّه أشرف كلِّ شجرٍ ذي ساق، الواحدة نَخْلة، و النَّخْل: نَخلك الدَّقيق بالمُنْخُل، و ما سقَطَ منه فهو نُخَالة «2». و النَّخْل: ضربٌ من الحَلْي علي صورة النَّخْل. قال:
* قد اكتَسَتْ من أرنَبٍ و نَخْلِ «3» *

نخم

النون و الخاء و الميم كلمة. يقولون: النُّخَامة: النُّخاعة.
و تَنَخَّم، إذا نَخَع. قال ابنُ دُريد «4»: و سمِعتُ نَخْمَةَ الرّجُل، إذا سمِعتَ حِسَّسه.
______________________________
(1) في الأصل: «نخع»، صوابه في المجمل و اللسان.
(2) في الأصل: «نخال»، تحريف.
(3) الأرنب كذلك ضرب من الحلي. و الرجز لرؤبة في ديوانه 130 و اللسان (رنب).
و روايتهما:
«و علقت من أرنب و نخل»
. و قبله:
لما اكتست من ضرب كل شكل صفراً و خضراً كاخضرار البقل
. (4) الجمهرة (2: 243).
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 408‌

نخب

النون و الخاء و الباء كلمةٌ تدلُّ علي تَعظُّم «1» يقال أحدهما علي خيار شي‌ء، و الآخَر علي ثَقْبٍ و هَزْم في شي‌ء.
فالأوَّل النُّخْبة: خيارُ الشَّي‌ء و نُخَبتُه. و انتخبته، و هو مُنتَخَبٌ أي مختار.
قال أبو زيد: النَّخبة «2»: الشَّربة العظيمة.
و الأصل الآخر النُّخبة: خَرق الثَّفْر «3». و منه نَخَبها: باضَعَها. و استَنْخَبَت المرأةُ، إذا أرادت البِضاع. و الرَّجلُ النَّخْب: الذي لا فؤادَ له. و النَّخِيب:
الذاهب العقل. و هذا محتملٌ أن يكون من الأوَّل، كأنّه حُرِم النُّخبة، أي خيار ما في الإنسان.

نخج

النون و الخاء و الجيم كلمةٌ واحدة. يقولون: النَّخْج:
السَّيْل [ينخج «4»] في سَنَد الوادي حتّي يَجرُف. و يُقاس علي هذا فيقال:
ناخَجَها، إذا جامَعَها.

باب النون و الدال و ما يثلثهما

ندر

النون و الدال و الراء أصلٌ صحيح يدلُّ علي سُقوط شي‌ء أو إسقاطه. و نَدَر الشّي‌ءُ: سقط. قال الهُذَلي «5»:
______________________________
(1) كذا، و الوجه: «النون و الخاء و الباء يدل علي معنيين».
(2) لم ترد في اللسان. و جاءت في المجمل بضم النون. و الذي في القاموس «النخب» بالفتح و بدون هاء، و قال: «و هي بالفارسية: دوستكاني».
(3) و كذا في المجمل. و في اللسان: «خوق الثفر».
(4) التكملة من المجمل بهذا الضبط. و ضبط في اللسان بكسر الخاء. و صنيع القاموس يقتضي ضم الخاء.
(5) هو أبو كبير الهذلي. ديوان الهذليين (2: 108) و اللسان (ندر).
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 409
و إذا الكُماةُ تَنادَرُوا طعنَ الكُلَي نَدْرَ البِكَارةِ في الجزاء المُضْعَفِ «1»
أي أُهدِرت دماؤُهم كما تُنْدَر البِكارة في الدِّية.
و أنا ألقي فلاناً في النَّدْرة و النَّدَرة «2»، إذا كنت تلقاه في الأيام، فكأنَّ تلك اللقاءة كانت ندرت، أي سقطتْ. و ضَربَه علي رأْسه فندَرَتْ عينُه، أي خرجَتْ من موضِعها. و قولهم: الأندريّ، ما نُراه عربيًّا، لكنَّهم يقولون: الأندْرَون:
الفتيان يجتمعون من مَواضِعَ شتّي. و يُنشِدون قولَ عمرو:
* و لا تُبقِي خُمورَ الأندرينا «3» *
و قال قوم: الأندرِين: قرية. و يقولون: الأندرِيّ: الحَبْل «4».
و أنشد:
* كأنَّه أندريٌّ مسَّهُ بللُ*
و الأندر: البَيدر، قاله الخليل.

ندس

النون و الدال و السين أصلٌ صحيح يدلُّ علي مِثل النَّزْك «5» و الطَّعن. يقولون: المُنادَسَة بالرماح: المطاعَنَة. و النَّدْس: الطَّعن.
قال الكميت:
______________________________
(1) في الديوان: «تعاوروا».
(2) و كذا في المجمل و اللسان. و اقتصر القاموس علي لغة الفتح.
(3) أول بيت في معلقة عمرو بن كلثوم. و صدره:
* ألا هي بصحنك فاصبحينا*
(4) في الأصل: «الخبل»، و في المجمل «الجبل»، صوابهما ما أثبت من اللسان و القاموس و فيهما: «الأندري: الحبل الغليظ،. و أنشد صاحب اللسان للبيد:
* ممر ككر الأندري شتيم*
(5) النزك: الطعن بالنيزك، و هو الرمح الصغير.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 410
و نحنُ صبَحْنا آلَ نجران غارةً تميمَ بنَ مرٍّ و الرِّماحَ النَّوادسا «1»
و من الباب النَّدُس: الرّجُل الفَطِن، و كذلك السَّريع السَّمْع للصوت الخفِيّ.
و القياس في هذه الكلمات قريب. و كذلك نَدَسْتُ به الأرضَ، إذا صرعتَه.
و نَدَسْتُ* الشّي‌ءَ عن الطريق: نحَّيتُه. و إلا و قد ضربته «2».

ندص

النون و الدال و الصاد كلمةٌ إن صحّت. يقولون: نَدَصَتْ عَينُه: جَحَظت و نَدَرت.

ندغ

النون و الدال و الغين كلمةٌ إنْ صحّت فإنها تدلُّ علي شِبْه الطَّعن و النَّخس. يقال: ندَغَه: طعنه. و ندَغْتُ الصبيَّ: دغْدَغْته. و يقولون:
النُّدْغَة: البياض في آخِر الظّفر، و كأنَّه شي‌ءٌ أثَّر في شي‌ء.

ندف

النون و الدال و الفاء كلمةٌ صحيحة، و هي شِبهُ النَّفْش للشَّي‌ء بآلة. و ندفتُ القُطنَ بالمِندف. و يُحمل عليها فيقال: ندفتِ الدّابَّةُ في سيرِها ندفًا، و هو سرعةُ رَجْعِ يديها. و النَّدْف في الحَلب: أن تفطُرَ «3» الضَّرَّةَ بإِصبعك. و نَدفَت السّماء بمطرٍ مثل نَطَفت. و النُّدفة: القليل من اللَّبَن، كأنَّه قُطنةٌ قد نُدِفَت.

ندل

النون و الدال و اللام أصلٌ صحيح يدلُّ علي نَقْلٍ و اضطراب.
يقولون: نَدَلتُ الشي‌ءَ ندلًا، إذا نَقلتَه. قالوا: و اشتقاق المِنديل منه. و يقولون:
النَّدْل: الاختلاس. قال:
______________________________
(1) أنشده في المجمل و اللسان (ندس).
(2) كذا. و في المجمل: «و ندست به الأرض، إذا صرعته».
(3) يقال فطر الناقة يفطرها: حلبها بالسبابة و الإبهام. في الأصل: «تنظر». و في المجمل:
«تقطر»، صوابهما من القاموس. و لم يرد الندف بهذا المعني في اللسان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 411
* فَنَدْلًا زُرَيْقُ المالَ ندلَ الثَّعالبِ «1» *
و المُنَوْدِل: الشيخ الكبير، سمِّي بذلك لاضطرابه. و نَوْدَلَتْ خُصياه:
استرخَتا.
و مما شذَّ عن الباب إن صحَّ: النَّدْل، يقال إنَّه الوسَخ: و لا يُبنَي منه فِعل.

ندم

النون و الدال و الميم كلمةٌ تدلُّ علي تَفَكُّنٍ لشي‌ءٍ قد كان «2» يقال: ندِم عليه نَدَمًا و نَدامةً. و شَرِيبُ الرّجلِ: مُنادِمُهُ و نديمُه «3». و قال:
ناسٌ: المنادمة مقلوب المدامنة، و ذلك إدمان الشَّراب. و فيه نظر. و ناسٌ يقولون:
كان الشَّرِيبانِ يكونُ من أحدهما بعضُ ما يُنْدَم عليه، فلذلك سمِّيا نديمين

نده

النون و الدال و الهاء كلمةٌ تدلُّ علي زَجْر و منع. يقال: نَدَهْتُ البعيرَ عن الحوض، أي زجَرتُه. و نَدَهتُ الإبلَ: سُقْتُها مجتمعة. و يقولون للمطَلَّقة: اذهَبِي فلا أنْدَهُ سَرْبَكِ «4».
و شذَّ عنه النُّدْهة «5»: كثرة المال. قال:
* و لا مالُهم ذو نَدْهَة فَيَدُونِي «6» *

ندي

النون و الدال و الحرف المعتل يدلُّ علي تجمُّع، و قد يدلُّ علي بللٍ في الشَّي‌ء.
______________________________
(1) البيت لأعشي همدان، و قيل لجرير. العيني (2: 46). و صدره:
* علي حين ألهي الناس جل أمورهم*
(2) التفكن: التندم و التأسف.
(3) في الأصل: «و شربت الرجل منادمه و نديمة»، تحريف.
(4) لا أنده سربك، أي لا أحفظ عليك مالك و لا أرد إبلك عن مذهبها.
(5) بفتح النون و ضمها.
(6) البيت لجميل في اللسان (نده). و صدره:
* فكيف و لا توفي دماؤهم دمي*
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 412
فالأوّل النَّادي و النّدِيّ: المجلس يَنْدُو القومُ حوالَيْه؛ و إذا تفرَّقوا فليس بِنَدِيّ. و منه دار النَّدْوةِ بمكّة، لأنَّهم كانوا يَنْدُون فيها، أي يجتمعونَ و نادَيتُه: جالَستُه في الندِيّ. قال:
فتًي لو يُنادِي الشّمسَ ألقت قِناعَها أو القَمَر السَّارِي لألقَي المقالدا «1»
و نَدوة الإبل: أن تندُوَ من المشرب إلي المرعي القريبِ منه ثم تعودَ إلي الماء من يَومها أو غَدِها. و كذلك تَندُو من الحَمْضِ إلي الخَلَّة. و أندي إبلَه، من هذا.
و الأصل الآخَر النَّدَي من البلل، معروف. يقال ندي و أنداء، و جاء أندِيةٌ، و هي شاذَّة. و ربَّما عبَّروا عن الشَّحم بالنَّدَي. و هو أنْدَي من فلانٍ، أي أكثر خيراً منه. و ما نَدِيَتْ كفِّي لفلانٍ بشي‌ءٍ يكرهه. قال النَّابغة:
ما إن نَدِيتُ بشي‌ء أنت تكرهُه إذنْ فلا رفَعتْ سوطِي إليَّ يدِي «2»
و هو يتندَّي علي أصحابه، أي يتَسخَّي «3».
و من الباب نَدَي الصَّوتِ: بُعْدُ مذهبِه. و هو أندي صوتاً منه، أي أبعد. قال:
فقلت ادعِي و أدْعُ فإنَّ أندَي لصوتٍ أن ينادِيَ داعيانِ «4»
______________________________
(1) للأعشي في ديوانه 49 و اللسان (ندي).
(2) ديوان النابغة 25 و اللسان (ندي). و رواية الديوان:
* ما قلت من سيي‌ء مما أتيت به*
(3) في الأصل: «يتنحي»، صوابه في المجمل و اللسان.
(4) البيت لدثار بن شيبان النمري كما في اللسان (ندي) و تنبيه البكري 100. و جاء اسمه محرفا في اللسان «مدثار». و نسبه القالي في (2: 90) إلي الفرزدق، و هو خطأ. و نسب أيضاً إلي الحطيئة و ليس في ديوانه. و نسب في المفصل 248 لربيعة بن جشم، و الصواب أنه لدثار.
و انظر مجالس ثعلب 524.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 413
إذا هُمِز تغيَّر إلي شي‌ءٍ يدلُّ علي طرائقَ و آثار. و النُّدْأة: طريقةٌ من الشَّحم مخالفةٌ لِلَوْن اللَّحم. و النُّدْأة: قوس قُزَح، و الحمرة التي تكون في الغَيم نحو الشَّفَق.
و نَدَأْت اللَّحمَ في المَلَّة: دفنتُه حتَّي يَنضَج. قال أبو بكر «1»: و هو النَّدِي‌ء مثل الطَّبيخ.

ندب

النون و الدال و الباء ثلاثُ كلماتٍ: إحداها الأثَر، و الثانية الْخَطَر، و الثالثة تدلُّ علي خفّةٍ* في شي‌ء.
فالأوّل النَّدَب: أثَر الجُرْح، و الجمع أنداب، و ذلك إذا لم يرتفع عن الجلد.
و الثاني: النَّدَب: الخَطَر. و أنْدَبَ نَفْسَه: خاطَرَ بها. قال:
… و لم أَقُمْ علي نَدَبٍ يوماً و لي نفس مُخْطِرِ «2»
و الأصل الثالث رجلٌ نَدْبٌ: خفيف. و النَّدْب: الفَرَس الماضي. و عندنا أنَّ النَّدْبَ في الأمر قريبٌ من هذا؛ لأنَّ الفقهاء يقولون: إنّ النَّدْب ما ليس بفرض. و إن كان هذا صحيحاً فلأن الحال فيه خفيفة.
و مما ليس من هذا الباب نَدْبُ النّادِبةِ الميتَ بحُسْن الثَّناء عليه. و النَّدْبُ:
أن تدعُوَ القومَ إلي الأمر، فانتَدَبوا هم.

ندح

النون و الدال و الحاء كلمةٌ تدلُّ علي سَعَةٍ في الشَّي‌ء. من ذلك النَّدْح: الأرض الواسعة، و الجمع أنداح. و منها قولهم: لك عنه مندوحةٌ، أي
______________________________
(1) الجمهرة (3: 290).
(2) و كذا ورد الاستشهاد بهذا القدر في المجمل. و تمامه «أيهلك معتم و زيد». و البيت لعروة ابن الورد في ديوانه 93 و اللسان (ندب). و معتم و زيد: بطنان من بطونهم.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 414
سَعَة و فُسْحة. قال الخليل: و أرض مندوحة: بعيدةٌ واسعة. و إنَّه لفي نُدْحَةٍ «1» من الأرض، أي سَعَة و فُسْحَة. و اللّٰه أعلم بالصواب.

باب النون و الذال و ما يثلثهما

نذر

النون و الذال و الراء كلمةٌ تدل علي تخويف أو تخوُّف. منه الإنذار: الإبلاغ؛ و لا يكاد يكون إلَّا في التَّخويف. و تناذَرُوا: خَوَّفَ بعضُهم بعضاً. و منه النَّذْر، و هو أنّه يَخافُ إذا أخَلَفَ. قال ثعلب: نَذِرْتُ بهم فاستعدَدت لهم و حَذِرتُ منهم. و النّذِير: المُنْذِر، و الجمع النُّذُر. و النَّذْر «2» أيضًا: ما يجب، كأنّه نُذِر، أي أُوجِب. و نَذْر المُوضِحة في الحديث منه «3».

نذل

النون و الذال و اللام كلمةٌ تدلُّ علي خَساسةٍ في الشي‌ء.
يقال نَذْلٌ.

باب النون و الراء و ما يثلثهما

نرب

النون و الراء و الباء لا يأتلفان، و قد يكون بينهما دخيل.
فمن ذلك النَّيرَب: النَّميمة، و هو نَيرَبٌ أي نَمَّام، كأنّه ذو نَيرب. و اللّٰه أعلم بالصواب.
______________________________
(1) بضم النون و فتحها.
(2) في الأصل: «و النذير».
(3) هو حديث ابن المسيب «أن عمر و عثمان رضي اللّٰه عنهما قضيا في الملطاة بنصف نذر الموضحة».
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 415‌

باب النون و الزاء و ما يثلثهما

نزع

النون و الزاء و العين أصلٌ صحيح يدلُّ علي قَلْع شي‌ءٍ. و نَزَعْت الشّي‌ءَ من مكانِه نَزْعًا. و المِنْزَع: الشَّديد النَّزْع. و المِنْزعة كالمِلعقة يكون مع مُشْتَارِ العَسل. و نَزَع عن الأمر نُزُوعاً: تركَه. و شرابٌ طيِّبُ المَنْزَعة، أي طيِّب مَقْطَع الشَّرب. و النَّزَعة: الموضع من رأس الأنزع، و هو الذي انحسر شَعْرَه عن جانبَيْ جبْهته، و هما النَّزَعتان. و لا يقال امرأة نزْعاء و لكن زَعْراء «1». و بئرٌ نَزُوعٌ: قريبة القَعْر يُنزَع منها باليد. و عادَ الأمرُ إلي النَّزَعة، أي رجَعَ إلي الحقّ؛ و أراد بالنَّزَعة جمع نازع، و هو الذي يَنزِع في القَوْس: يَجْذِبُ وتَرَه بالسَّهم «2».
و فلانٌ قريب المَنْزَعة، أي قريب الهِمَّة. و مَنْزَعة الرّجلِ: رأيُه. و نازَعَت النَّفْسُ إلي الأمرِ نِزاعاً، و نَزَعَت إليه، إذا اشتَهتْه. و نَزَع إلي أبيه في الشَّبَه. و نَزَع عن الأمر نُزُوعاً، إذا تركَه. و بعيرٌ نازعٌ، إذا حَنَّ إلي مرعاه أو وطنِه. قال:
فقلتُ لهم لا تَعذُلوني و انظُرُوا إلي النازع المقصور كيف يكون «3»
و أنزَعُوا، أي نَزَعَت إبلُهم إلي أوطانها. و النَّزَائع من الخيل: التي نَزَعَت إلي أعراق، و يقال: بل هي التي انتُزِعَتْ من قومٍ آخَرين. و النَّزوع: الجمل الذي يُنزَع عليه الماءُ وحدَه. و النَّزائع من النساء: اللَّواتي بُزَوَّجْن في غير عشائرهن؛ و كلُّ غريبٍ نَزيع.
______________________________
(1) في اللسان: «و امرأة نزعاء. و قيل لا يقال امرأة نزعاء و لكن يقال زعراء»
(2) القوس يذكر و يؤنث.
(3) البيت لجميل، في اللسان (نزع).
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 416‌

نزغ

النون و الزاء و الغين كلمةٌ تدلُّ علي إفسادٍ بين اثنين. و نَزَغَ بينَ القَوم: أفسَدَ ذاتَ بَيْنهِم‌

نزف

النون و الزاء و الفاء أصلٌ يدلُّ علي نَفاد شي‌ءٍ و انقطاع.
و نُزِفَ دمُه: خَرَج كلُّه. و السَّكرانُ* نَزِيفٌ، أي نُزِفَ عَقلُه. قال:
و إذ هي تمشِي كمشي النَّزي فِ يَصْرَعهُ بالكَثيب البَهَرْ «1»
و النَّزْف: نزحُ الماء من البئر شيئًا بعد شي‌ء. و أنْزَفُوا: ذهَبَ ماءُ بئرهم.
و أنْزَفُوا: انقطَعَ شرابُهم. قال اللّٰه سبحانه: لٰا يُصَدَّعُونَ عَنْهٰا وَ لٰا يُنْزِفُونَ «2».
و النُّزْفة: الغُرفة. و هو بحرٌ لا يُنزَف. و نُزِف الرجلُ في الخُصومة: انقطعت حجته.

نزق

النون و الزاء و القاف كلمةٌ تدلُّ علي عَجَلة. من ذلك النَّزَق:
الخِفّة و العَجَل. و نَزَّقْت الفَرَسَ فنَزِق. و يقولون: أنْزَقَ فلانٌ بالضّحِك.

نزك

النون و الزاء و الكاف أصيلٌ يدل علي طَعن أو شبيه به. منه النّزْك: الطَّعْن بالنَّيزك، و هو الرُّمح القصير. و النَّزك: سُوء الفِعْلِ و القول في الإنسان، و الطَّعنُ عليه. و
في الحديث: «إنّ شَهْرًا نَزَكُوهُ»
أي طعَنوا عليه، يراد شَهْرُ بنُ حَوْشَب. و مما يشبَّه بهذا قولُهم لذكر الضَّبِّ: نِزْك. قال:
سِبَحْلٌ لَهُ نِزْكانِ كانا فضيلةً علي كلِّ حافٍ في البلاد و ناعلِ «3»
______________________________
(1) لامرئ القيس في ديوانه 8.
(2) هذه قراءة ابن أبي إسحاق، و عبد اللّه، و السلمي، و الجحدري، و الأعمش، و طلحة، و عيسي. و قرأ ابن أبي إسحاق أيضا: «يَنْزِفون» بفتح الياء و كسر الزاي. و قرأ الجمهور: «يُنْزَفون» بضم الياء و فتح الزاي. تفسير أبي حيان (8: 206).
(3) البيت لأبي العجاج، أو لحمران بن ذي الغصة.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 417‌

نزل

النون و الزاء و اللام كلمةٌ صحيحة تدلُّ علي هُبوط شي‌ء و وُقوعه.
و نَزَل عن دابَّتِه نُزُولًا. و نَزَل المطرُ من السَّماءُ نُزولًا. و النَّازلة: الشَّديدة من شدائد الدهر تَنزِل. و النِّزَال في الحرب: أن يتنازل الفَريقان. و نَزَالِ: كلمةٌ توضَعُ موضِعَ انزِلْ. و مكان نَزِلٌ: يُنْزَل فيه كثيرا. و وجدت القومَ علي نَزَلاتهم، أي منازلهم. قاله ابنُ الأعرابيّ. و النُّزُل: ما يُهيّأ للنَّزيل. و طعام ذو نُزْل و نَزَل، أي ذو فضل. و يعبِّرون عن الحجِّ بالنّزُول. و نَزَل، إذا حجّ. قال:
أ نازلةٌ أسماءُ أم غير نازلَهْ أبِينِي لنا يا أسْمَ ما أنتِ فاعلَهْ «1»
و قال:
و لما نزلنا قَرّت العينُ و انتهَتْ أمانيُّ كانت قبلُ في الدَّهرِ تُسأَلُ «2»
قال: نَزَلْنا: أتينا مِنًي. و النُّزَالة: ماء الرَّجُل. و النَّزيل: الضيف. قال:
نزِيل القومِ أعظمُهم حقوقا و حقُّ اللّٰه في حقِّ النَّزيلِ «3»
و التنزيل: ترتيب الشَّي‌ء و وضعُه منزِلَه.

نزه

النون و الراء و الهاء كلمةٌ تدلُّ علي بُعدٍ في مكانٍ و غيرِه.
و رجلٌ نَزِيه الخُلُق: بعيدٌ من المطامع الدّنيّة. قال ابن دريد «4»: و نَزِهُ النَّفس
______________________________
(1) البيت لعامرين الطفيل. ملحقات ديوانه 158 و الخزانة (3: 44) و النقائض 284.
(2) أنشده في المجمل أيضا.
(3) أنشده في المجمل و اللسان (نزل).
(4) الجمهرة (3: 22).
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 418
و نازِهُ النَّفس: ظلِفُها عن المَدَانِس. قال ابن السكِّيت: خرجنا نتنزَّه، إذا تباعَدُوا عن الماء و الرِّيف. و مكان نَزِيهٌ: خلاء ليس به أحد.

نزو

النون و الزاء و الحرف المعتلّ أصلٌ صحيح يرجِع إلي معني واحد، هو الوَثَبانُ و الارتفاع و السمُوّ. من ذلك النَّزْو. نَزَا ينزُو: وثَبَ.
و نُزَاءُ الذَّكرِ علي أنثاه. و هو يَنزو إلي كذا، إذا نازَع إلَيْه، كأنّه سَمَا له.
و التَّنَزِّي مثلُ النَّزو.
و من المهموز: نزَأْت بينَهم: حرَّشْتُ بينهم. قال ابنُ الأعرابي: يقال ما نَزأَك علي كذا: ما حملك عليه. و رجلٌ منزوءٌ بكذا: مولَع.

نزب

النون و الزاء و الباء كلمةٌ. يقال: نَزَبَ الظَّبْي نَزِيباً، و هو صوتُه عند السِّفاد.

نزح

النون و الزاء و الحاء كلمةٌ تدلُّ علي بُعد. و نَزَحت الدّار نُزُوحاً: بَعُدت. و بلدٌ نازح. و منه نَزْحُ الماء، كأنَّه يُباعَد به عن قَعر البئر.
يقال: نَزَحتُ البِئر: استقَيتُ ماءَها كلَّه. و بئر نَزُوحٌ: قليلةُ الماء.
و آبارٌ نُزُح.

نزر

النون و الزاء و الراء أُصَيلٌ يدلُّ علي قِلَّةٍ في الشي‌ء. و نَزُرَ الشي‌ءُ نَزارةً. و شي‌ءٌ نَزْرٌ: قليل. و عَطاءٌ منزور: مقلَّل. و امرأةٌ نَزورٌ: قليلة الولَد. قال:
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 419
بُغاثُ الطّيرِ أكثرها فِراخاً و أمُّ الصَّقرِ مقلاتٌ نَزور «1»
و قولهم: نَزَرْتُ الرّجلَ: ألححت عليه، و قولهم: لا يُعطِي حتَّي يُنْزَر، أي يلحَّ عليه، فهو شاذٌّ عن الأصل الذي ذكرناه، و له قياسٌ آخر.

باب النون و السين و ما يثلثهما

*نسع

النون و السين و العين كلمةٌ تدلُّ علي جَدْل الشَّي‌ء. فالنِّسْع:
سَير مضفورٌ كهيئة أعِنَّة البِغال. و يقال للعُنق الطَّويلِ ناسِعٌ، كأنّه طُوِّل و جُدِلَ جَدْلا. و المِنسعة: الأرض السريعة النَّبتِ بطُول نَبْتِها و بَقْلها.

نسغ

النون و السين و الغين أصلٌ يدلُّ علي غَرْزِ شي‌ء بشي‌ء و نَسغَ الخُبْزةَ: غرزَها بريش الطّائر: و هي المِنْسَغة. و نَسغَت الواشمةُ: غرزَتِ اليدَ بالإبرة. ثم يقولون: نسَغْت الدّابّةَ برِجلي ليثُور. و يتوسَّعون فيه فيقولون:
نسَغْتُ اللَّبَن بالماء: مَذَقْتُه. و نَسَغَه بالعصا: ضَرَبه.

نسف

النون و السين و الفاء أصلٌ صحيح يدلُّ علي كَشْف شي‌ء.
و انتسفَت الرِّيحُ الشَّي‌ءَ مثلَ التُّراب و العَصْف، كأنّها كشفَتْه عن وجه الأرض و سلبته. و نَسْفُ البِناءِ: استِئْصالُه قَطعاً. و يقال للرُّغوة: النُّسَافة «2»، لأنّها تُنْتَسَف عن وجه اللَّبَن. و قولهم انتُسِفَ لونُه من ذلك. و بَعيرٌ نَسوفٌ: يقلع
______________________________
(1) للعباس بن مرداس، كما في الحماسة (2: 21) و اللسان (بغث)، و يروي لكثير، كما في اللسان (قلت، نزر).
(2) ذكرت بهذا المعني في القاموس، و لم تذكر في اللسان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 420
النَّباتَ عن الأرض بمقدَّم فيه: و حكي ناسٌ: هما يتناسفان، أي يتسارَّان.
و القياسُ واحد. كأنَّ هذا يَنسِف ما عند ذاك. و ذاك ما عندَ هذا.

نسق

النون و السين و القاف أصلٌ صحيح يدلُّ علي تتابُعٍ في الشَّي‌ء.
و كلامٌ نَسَقٌ: جاءَ علي نظامٍ واحد قد عُطِف بعضُه علي بعض. و أصله قولهم:
ثَغْرٌ نَسَق، إذا كانت الأسنانُ متناسقةً متساوية. و خَرَزٌ نَسَق: منظَّم قال أبو زُبَيد:
بجيدِ رِيَمٍ كريمٍ زانَهُ نَسَقٌ يكاد يُلهِبُه الياقوتُ إلهابا «1»

نسك

النون و السين و الكاف أصلٌ صحيح يدلُّ علي عِبادةٍ و تقرُّب إلي اللّٰه تعالي. و رجلٌ ناسك. و الذَّبيحة التي تَتَقرَّب بها إلي اللّٰه نَسِيكة.
و المَنْسَك: الموضع يذبَح فيه النَّسائِك، و لا يكون ذلك إلّا في القُرْبان. و زعم ناسٌ أنَّ المَنْسَك «2»: المكان يألفه. و فيه نظر.

نسل

النون و السين و اللام أصلٌ صحيح يدلُّ علي سَلِّ شي‌ءٍ و انسلاله.
و النَّسْل: الولَد. لأنّه يُنْسل من والدته. و تناسَلُوا: ولد بعضُهم من بعض «3».
و منه النَّسَلان: مِشية الذِّئب إذا أعْنَقَ و أسْرَع. و الماشي يَنْسِلُ، إذا أسرع.
______________________________
(1) أنشده في المجمل و اللسان. و «ريم» بفتح الراء في اللسان، و كسرها في المجمل. و هو بفتح الراء في مادة (ريم) ياؤه أصيلة، و بكسر الراء تخفيف «الرئم» بكسر الراء.
(2) في الأصل: «النسك».
(3) في الأصل: «بعد بعض»، صوابه من اللسان. و في المجمل: «و قد تناسلوا، إذا توالدوا». و في القاموس: «تناسلوا: أنسل بعضهم بعضا».
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 421
قال اللّٰه عزّ و علا: وَ هُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ. و النُّسَالة: شَعر الدابّة إذا سقَطَ عن جَسدِه قِطَعا. و نُسَال الطَّير: ما تحاتَّ من أَرياشها. قال:
* و تجلو سَبِيخَ جُفالِ النُّسالِ «1» *
وقد أنسَلتِ الإبلُ: حانَ لها أن تُنْسِلَ وبَرَها. و نَسلَ الثَّوبُ عن الرّجل:
سَقَط. و يقولون: النّسيل: العسلُ إذا ذابَ، كأنّه نَسلَ عن شَمَعِه و فارَقَه.
و أنسلْتُ القَوم: تقدَّمتُهم.

نسم

النون و السين و الميم أصلٌ صحيح يدلُّ علي خروج نَفَس، أو ريحٍ غير شديدةٍ الهبوب. و نَفَس الإنسان نَسيم. و كذا الرِّيح الليِّنة الهُبوب.
و يقولون: من أين مَنْسِمُكَ، أي من [أين] وِجْهتُك. و القياس واحدٌ، لأنّه إذا أقبلَ أقبلَ نَسِيمُه. و لذلك سمِّيت النَّفْس نَسَمة.
و شذّ عنه المَنْسم: خُفّ البعير، و يمكن أنّه محمولٌ علي الباب، لأنّ خُفّه هو ما يحمل نَسَمتَه.

نسي

النون و السين و الياء أصلانِ صحيحان: يدلُّ أحدهما علي إغفال الشي‌ء، و الثاني علي تَرْك شي‌ء.
فالأوّل نسِيتُ الشَّي‌ءَ، إذا لم تذكُره، نِسيانًا. و ممكنٌ أن يكونَ النِّسْي منه. و النِّسْيُ: ما سَقَط من منازل المرتحلين، من رُذَال أمتعتهم، فيقولون:
تتبَّعوا أنساءَكم. قال الشَّنفري:
______________________________
(1) لأمية بن أبي عائذ الهذلي. ديوان الهذليين (2: 182). و صدره:
* تجيل الحباب بأنفاسها*
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 422
كأنَّ لها في الأرض نِسياً تقُصُّه علي أَمِّها و إنْ تكلِّمْك تَبْلَتِ «1»
و علي ذلك يفسَّر قولُه تعالي: نَسُوا اللّٰهَ فَنَسِيَهُمْ، و كذلك قوله سبحانه:
وَ لَقَدْ عَهِدْنٰا إِليٰ آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَ لَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً، أراد و اللّٰه أعلمُ:
فتركَ العَهد.
و مما شذَّ عن الأصلين النَّسَا: عِرقٌ، و الجمع أنساء، و الاثنان* نَسَيَانِ و يقولون: هو النَّسَا، و هو عِرقُ النَّسا، كلُّ ذلك يقال. قال:
فأحذَيْتُه لما أتاني بقربة كعرق النَّسَا لم يُعط بطناً و لا ظَهْرا «2»
و قال بعضهم: الأصل في الباب النِّسيان، و هو عُزوب الشّي‌ء عن النَّفْس بعد حضوره لها. و النَّسَا: عِرق في الفَخِذ، لأنّه متأخِّر عن أعالي البدن إلي الفخِذ، مشبَّه بالمنسيِّ الذي أُخِّر و تُرِك.
*** و إذا هُمِز تغيَّر المعني إلي تأخير الشَّي‌ء. و نُسِئت المرأةُ: تأخَّر حيضُها «3» عن وقته فرُجِيَ أنَّها حُبْلَي. و النَّسِيئة: بيعُك الشَّي‌ءَ نَسَاءً، و هو التَّأخير. تقول: أنسأتُ.
و نَسأَ اللّٰه في أجلِك و أنسأ أجلَك: أخَّره و أبعده. و انتسؤوا «4» تأخَّروا و تباعَدُوا.
و نَسأْتُهم أنا: أخَّرتهم. و نَسأْتُ ناقتي، قال قوم: رفَقت بها في السَّير. و نَسأْتها:
ضربتها بالمِنْسأة: العَصَا. و هذا أَقْيَسُ، لأنَّ العصا كأنّه يُبعَد بها الشّي‌ءُ و يُدفَع.
______________________________
(1) المفضليات (1: 107) و اللسان (بلت، نسي). و مجالس ثعلب 421. و سبق عجزه في (بلت).
(2) بقربة، كذا وردت في الأصل.
(3) في الأصل: «تأخرت حملها»، صوابه في المجمل و اللسان.
(4) في الأصل: «و تنساءوا». و في المجمل: «و انتسأ القوم».
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 423
و النَّسْ‌ء: ما نَبَت من وبَرَ النّاقةِ بعد تساقُطِ وَبرِها. و القياس واحد. كأنّ هذا الثاني تأخّر. قال أبو زيد: نَسَأْتُ الإبلَ في ظِمْئِها، إذا زدتها في ظِمئها يومًا أو يومين. وَ النَّسي‌ء في كتاب اللّٰه: التَّأخير، كانُوا إذا صَدَروا عن مِنًي «1» يقوم رجلٌ من كنانة فيقول: أنا الذي لا يُرَدُّ لي قضاء. فيقولون: أنسِئْنا «2» شهراً، أي أخر عَنَّا حُرمةَ المحرَّم «3» فاجعَلْها في صَفَر. و ذلك أنَّهم كانوا يكرهون أن يتوالَي عليهم ثلاثةُ أشهرٍ لا يُغيرون فيها، لأنَّ معاشهم كان من الإغارة، فأُحِلَّ لهم المحرَّم. فقال اللّٰه تعالي: إِنَّمَا النَّسِي‌ءُ زِيٰادَةٌ فِي الْكُفْرِ.
و مما شذَّ عن الباب النَّسْ‌ء: بَدء السِّمَنِ في الدّوابِّ. قال أبو ذؤيب:
بها أبَلَتْ شهرَيْ ربيعٍ كِلَيهما فقَدْ مارَ فيها نَسؤُها و اقترارُها «4»
و النَّسِي‌ء: الحليب يُصبُّ عليه الماء. تقول منه: نَسَأْتُ، و هو النَّسْ‌ءُ أيضا في شعر عروة:
سَقَوني النَّسْ‌ءَ ثم تكنَّفُوني عُداةُ اللّٰه من كَذِبٍ و زُورِ «5»

نسب

النون و السين و الباء كلمةٌ واحدة قياسُها اتِّصال شي‌ء بشي‌ء.
منه النّسَب، سمِّي لاتِّصاله و للاتِّصالِ به. تقول: نَسَبْتُ أنْسِبُ. و هو نَسِيبُ فلانٍ. و منه النَّسيبُ في الشِّعر إلي المرأةُ، كأنّه ذِكْرٌ يتَّصِل بها؛ و لا يكون إلَّا
______________________________
(1) في الأصل: «عن شي‌ء»، صوابه في المجمل و اللسان.
(2) في الأصل: «أنسئها» صوابه في المجمل و اللسان.
(3) في الأصل: «عنها محرمة المحرم»، صوابه في المجمل و اللسان.
(4) ديوان الهذليين (1: 23) و اللسان (أبل، نسأ، قرر). و انظر مجالس ثعلب 417.
(5) ديوان عروة بن الورد 90 و اللسان (نسأ). و تروي قصيدته للنمر بن تولب.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 424
في النِّساءِ. تقول منه: نَسَبْتُ أنْسِبُ. و النّسيبُ: الطريق [المستقيم «1»]، لاتِّصال بعضِه من بعض.

نسج

النون و السين و الجيم أصلٌ واحدٌ يدلُّ علي وَصلِ شي‌ءٍ بشي‌ء في أدني عرض. و نَسَج الثَّوب يَنْسِجُه. و ضربت الرِّيح الماءَ فانتسجت له الطرائِق «2». و الشاعر ينسُج الشّعر. و قال قوم: بل قياس الباب الاضطراب دون ما ذكرناه. و النَّاقة النّسُوج: [التي «3»] يضطرب حِمْلُها عليها. و كذلك اشتُقّ مِنسج الفرس «4»، لأنه يتحرَّك أَبدا. و المِنسج: كاثبِة الفَرَس.
و من الباب: هو نسيجُ وحدِه، لانفراده بخصاله. قال ابن قتيبة: و ذلك أنّ الثَّوب الرّفيع النفيسَ لا يُنسَج علي مِنْواله غيرُه، و إذا لم يكن رفيعا عُمِل علي منواله سَدَي عِدّةِ أثواب.

نسخ

النون و السين و الخاء أصلٌ واحد، إلّا أنّه مختلفٌ في قياسِه.
قال قوم: قياسُه رفْعُ شي‌ءٍ و إثباتُ غيرِه مكانَه. و قال آخرون: قياسُه تحويلُ شي‌ءٍ إلي شي‌ءٍ. قالوا: النَّسْخ: نَسْخ الكِتاب. و النَّسْخ: أمرٌ كان يُعمَل به من قبلُ ثم يُنسَخ بحادثٍ غيرِه، كالآية ينزل فيها أمرٌ ثم تُنسَخ بآيةٍ أخري.
و كلُّ شي‌ءٍ خَلَفَ شيئاً فقد انتَسخَه. و انتسخت الشَّمسُ الظِّلّ، و الشّيبُ الشبابَ.
و تناسُخُ الورَثةِ: أن يموتَ ورثةٌ بعد ورثةٍ و أصلُ الإرث قائم لم يُقَسَّم. و منه
______________________________
(1) التكملة من المجمل. و في اللسان: «الطريق المستقيم الواضح».
(2) في الأصل: «الطريق». و في المجمل و اللسان: «طرائق».
(3) التكملة من المجمل.
(4) يقال بوزن منزل و منبر.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 425
تناسُخُ الأزمنة و القُرون. قال السجستانيّ «1» النَّسْخ: أن تحوّل ما في الخليَّة من العَسَل و النَّحْل في أُخري. قال: و منه نَسْخُ الكتاب.

نسر

النون و السين و الراء أصلٌ صحيح يدلُّ علي اختلاسٍ* و استلاب. منه النَّسْر: تناوُلُ شي‌ءٍ من طعام. و نَسَرَهُ، كأنَّه شي‌ءٌ يسيرٌ استلبَه. و منه النَّسْر، كأنّه ينسُرُ الشَّي‌ء. و المِنْسَر «2»: خيل ما بين المائة إلي المائتين و هو القياس، كأنه إنما جاء لينِسُرَ شيئًا، أي يختطفَه و يَستلبَه. و يقال:
بَلِ المِنْسَر لا يمرُّ بشي‌ءٍ إلا قَلَعه.
و من التَّشبيه النَّسْر: كواكبُ في السماء: النَّسْر الطائر، و النَّسْر الواقع.
و منه نَسْر الحافِر: ما في بطنه كأنّهُ النَّوَي و الحصي.

باب النون و الشين و ما يثلثهما

نشص

النون و الشين و الصاد: أصلٌ يدلُّ علي ارتفاعٍ في شي‌ء و سموّ. و نَشَصَ السحابُ: ارتفَع. و السَّحابة المرتفِعة البيضاء: النَّشَاصة «3»، و جمعها نَشَاص «4». قال امرؤ القيس:
______________________________
(1) بدله في المجمل: «قال أبو حاتم»، و هي كنيته.
(2) يقال كمنبر و كمجلس أيضا.
(3) و كذا في المجمل. و ذكر في اللسان: «النشاص» فقط بفتح النون، فهو اسم جنس جمعي للنشاصة. و ذكر في القاموس «النشاص» فقط أيضا، و لكن ضبطه بفتح النون و كسرها.
(4) في الأصل: «أنشاص»، و الوجه ما أثبت. و في التنبيه السابق أنه يقال بفتح النون و كسرها.
و يجمع التشاصي علي «نشص» بضمتين، كما في اللسان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 426
أضدَّ نَشَاصَ ذي القرنين حَتَّي تَوَلي عَارِضُ الملِكِ الهمامِ «1»
و نَشَص الوبرُ: ارتفَع. و نَشَصْنا من بلدٍ إلي بلدٍ: ارتفَعْنا. و نَشَصت المرأةُ مثل نَشَزَت. و نَشَصت ثَنِيَّتُه: تحرَّكت و ارتفَعتْ من موضعها.

نشط

النون و الشين و الطاء: أصلٌ صحيح يدلُّ علي اهتزازٍ و حركة.
منه النّشاط معروفٌ و هو لما فيه من الحركة و الاهتزاز و التَّفتُّح. يقال نَشِطَ ينشَط.
و أنْشَط القومُ: كانت دوابُّهُم نَشِيطة. و الثَّور ناشط، لأنّهُ يَنْشِطُ من بلدٍ إلي بلد. قال ذو الرُّمَّة:
أ ذاكَ أم نَمِشٌ بالوَشْي أكرُعُه مسفَّعُ الخَدِّ هادٍ ناشِطٌ شَبَبُ «2»
و نَشَطْتُ الشَّي‌ءَ: قشرتُه، كأنَّهُ لما قُشِرَ أُخرِجَ من جِلده. و طريقٌ ناشط:
يَنْشِطُ في الطَّريق الأعظم يَمنةً [و يَسْرَة «3»]. و نَشَطت «4» النّاقةُ في سيرها، إذا شَدَّت. و الأُنْشُوطة: العُقدة مثل عُقدة السَّراويل و نَشَطْتُه بأُنشوطة. و أنْشَطتُ العِقال: مَدَدْت أُنشوطتَه فانحلَّت. و قال قوم: الإنشاط: الْحَلُّ، و التَّنشيط:
العَقْد. و بئر أنشاط: قَريبة القَعر يَخرُج دلوُها بجَذْبَةٍ. و نَشَطْتُ الدَّلْوَ من البئرِ بغير قامة. و النَّشِيطة من الإبل: أن تُوجَد فتُسَاقَ «5» من غير أنْ يُعْمَدَ لها.
و قال قوم: هو الذي يصيبه القومُ قبل أن يَصِلوا إلي الحيِّ الذي يريدون الإغارة عليه، فيَنْشِطُه الرّئيسُ من بين أيديهم. قال:
______________________________
(1) ديوان امري القيس 168. و نبه الوزير أبو بكر إلي أنه يروي أيضا «أشذ».
(2) ديوان ذي الرمة 17 و اللسان (نمش، نشط). و قد سبق في (شب).
(3) التكملة من المجمل و اللسان و القاموس.
(4) في المجمل: «تنشطت»، و كلاهما يقال.
(5) في المجمل: «الإبل يجدها الجيش فتساق».
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 427
لك المِرباعُ منها و الصَّفايا و حُكمُك و النَّشِيطةُ و الفُضُولُ «1»

نشع

النون و الشين و العين كلمةٌ واحدة. نشَعتُ الصبيَّ الوَجُورَ نشعاً فانتشَعَه، أي جَرِعَه. و المصدر النُّشوع. قال:
* نُشِعْتُ المحد في أنفي نُشُوعَا «2» *

نشغ

النون و الشين و الغين ثلاثُ كلماتٍ متباينةٍ، ليس قياسها واحداً.
الأولي النَّشغ، كالشَّهِيق عند الشَّوق.
الثانية الناشغ: الذي يَحيا بعد جَهْد.
الثالثة النَّواشِغ: أعالي الوادي، الواحدة ناشغة.

نشف

النون و الشين و الفاء: أصلٌ صحيح يدلُّ علي ولوج ندًي في شي‌ءٍ يأخذه. منه النَّشْف: دخولُ الماءِ في الثَّوب و الأرضِ حتي ينتَشِفاهُ. و النَّشْفة:
حجرٌ، سمِّيت لانتشافها الوسَخ عن مواضعه «3». و الجمع النِّشَف. [و يقال: إنَّ النَّشْف «4»] في الحياض كالنَّزْح في الرّكايا. و النّاقةُ تُدِرُّ قبل نِتاجها ثم تذهب دِرّتُها. مِنْشَافٌ و نَشُوف.
______________________________
(1) لعبد اللّه بن عنمة الضبي، كما في اللسان (ربع، صفا، نشط، فضل). و مقطوعته في الحماسة (1: 420). و قد سبق في (ربع، صفو).
(2) البيت للمرار، كما في إصلاح المنطق 368 و اللسان (نشع). و صدره:
* إليكم بالئام الناس إني*
(3) في اللسان: «و النشفة، و النشفة: الحجر الذي يتدلك به، سمي بذلك لانتشافه الوسخ في الحمامات».
(4) التكملة من المجمل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 428‌

نشق

النون و الشين و القاف أصلٌ صحيح يدلُّ علي نُشوب شي‌ء.
و نَشِقَ الظَّبْيُ في الحِبالةِ: عَلِق فيها و النَّشقة: حبلٌ يُجعَل في أعناق البَهْم، و يقال هي النُّشْقة «1». و رجل نَشِقٌ، إذا وقَعَ في أمرٍ لا يكاد يخلُص منه.
و من الباب: أنشَقْتُ الصبِيَّ الدَّوَاءَ: صببتُه في أنْفِه. و النَّشُوق: اسمٌ لكلِّ دواء يُنْشَق. و منه استنشقت الرِّيح: تشمَّمتُها. و هذه ريحٌ مكروهة النَّشَق، أي الشَّمّ. و المتوضِّئ يستنشق الماء، عند استنثاره.

نشل

النون و الشين و اللام كلمةٌ تدلُّ علي رفْع بِضْعةٍ من قدْرٍ.
و نَشَلَ اللَّحْمَ من القِدْرِ بالمِنْشَل، و هو النَّشِيل «2». و فخذٌ ناشلة: قليلةُ اللَّحم؛ و المِنْشَل و المِنْشال: ما يُنْشَلُ به*. و يقولون، و ما أدرِي كيف صحّته: المَنْشَلة:
موضع الخاتَم من الخِنصَر.

نشم

النون و الشين و الميم يدلُّ علي نُشُوبٍ شي‌ء. و نَشَّمُوا في الأمر:
أخَذُوا فيه. و يقال لا يكون ذلك إلَّا في الشَّرّ. و
في الحديث: «لما نَشَّمَ النّاسُ في أمر عثمان»
، أي أخَذُوا فيه و نالوا منه. و نَشَّمَ اللَّحمُ «3» تنشيماً، أي ابتدأت فيه رائحة.
و شذَّ عنه النَّشَم: شجرٌ يُتَّخَذ منه القِسِيّ.

نشأ

النون و الشين و الهمزة أصلٌ صحيح يدلُّ علي ارتفاعٍ في شي‌ءٍ
______________________________
(1) ذكر في المجمل لغة فتح النون. و في اللسان و القاموس لغة الضم.
(2) و هو النشيل، وردت في الأصل بعد كلمة «اللحم» التالية، ورددتها إلي موضعها الطبيعي.
(3) في الأصل: «و من اللحم».
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 429
و سموّ. و نَشَأَ السَّحابُ: ارتفع. و أنْشَأَه اللّٰه: رفَعه. و منه: إِنَّ نٰاشِئَةَ اللَّيْلِ، يراد بها و اللّٰه أعلمُ القيامُ و الانتصابُ للصَّلاة.
و من الباب: النَّشْ‌ءُ و النَّشَأ «1»: أحداث النّاس. و نشأَ فلانٌ في بني فلانٍ.
و النَّاشئ: الشَّابُّ الذي نشأ و ارتفَعَ و علا. و أنشأ فلانٌ حديثاً، و أنشأَ ينشِد و يقول، كلُّ هذا قياسُه واحد.
و من الباب: استنشأْت الريح: تشمَّمتها، و ذلك لأنّكَ كأنّك ترفعُها إلي أنفِك.

نشج

النون و الشين و الجيم كلمة تدلُّ علي حكايةِ صوتٍ. و نَشَج الباكي: غَصَّ بالبُكاءِ في حَلْقِه من غير انتحاب. و نَشَجَ الحمار بصَوته نَشْجًا.
و يقال للطَّعنة إذا خرج منها الدَّمُ فسُمِع له حِسٌّ: قد نَشَجَت. و كذا القِدر تَنْشِجُ عند الغَلَيَان. و يحتمل أن يكون الأَنْشَاجُ من هذا، و هي مَجَاري الماء، الواحد نَشَج، كأنها سمِّيَت بها لقَسِيب الماء.

نشح

النون و الشين و الحاء: أصلٌ صحيحٌ، إلّا أنَّه مختلَفٌ في تفسيره علي التَّضادّ، فقال قوم: نَشَحَ الشَّاربُ، إذا شرِب حتَّي امتلأ. و سِقَاءٌ نَشَّاحٌ: ممتلِئ. و قال آخرون: النُّشوحُ: شربٌ دون الرِّيّ.

نشد

النون و الشين و الدال أصلٌ صحيح يدلُّ علي ذِكر شي‌ء و تنويهٍ. و نَشَدَ فلانٌ فلاناً قال: نَشَدْتُك اللّٰهَ، أي سألتك باللّه. و تلخيصه:
______________________________
(1) في الأصل: «و النشوء»، تحريف.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 430
ذكَّرتك اللّٰهَ تعالي. و منه إنشاد الشَّاعر و هو ذِكرهُ و التَّنويه به. فأمَّا أنشَدْتُ الضَّالَّة فمعناه عرَّفتها؛ و هو ذلك القياس. و
في الحديث: «لا تَحِلُّ لُقْطَتُها إلّا لِمُنْشِدِ»
، أي معرِّف. و أما نَشَدْتُ الضَّالَّة، يعني طلبتها، فلرَفْع صوتِه.

نشر

النون و الشين و الراء أصلٌ صحيح يدلُّ علي فَتْحِ شي‌ء و تشعُّبِه.
و نَشَرت الخشبةَ بالمنشار نَشْرًا. و النَّشْر: الرِّيح الطيِّبة. و اكتَسَي البازِي ريشاً نَشَرًا، أي منتشِرا واسعاً طويلا. و منه نَشَرتُ الكِتاب. خِلاف طويتُه.
و نَشَر اللّٰه الموتَي فَنَشَروا. و أنْشَرَ اللّٰه الموتَي أيضاً. قال تعالي: ثُمَّ إِذٰا شٰاءَ أَنْشَرَهُ، ثمّ قال الأعشَي:
حَتَّي يقولُ الناسُ لمَّا رأوا يا عَجَبا للميِّت الناشرِ «1»
و نَشَرت الأرضُ: أصابها الرَّبيعُ فأنبتت، و هي ناشرة، و ذلك النَّباتُ النَّشْر، و يقال إنّه للرَّاعيةِ رديّ و يقال: بل النَّشْر: الكلأَ يَيْبَس ثم يصيبُه المطرُ فيخرجُ منه شي‌ءٌ كهيئة الحَلَم. و هو داءٌ. و عروقُ باطنِ الذِّراع: النَّواشر، سمِّيت لانتشارها. و الانتشار: انتفاخ عَصَب الدّابّةِ من تَعَب. و النّشَر:
أنْ تنتشر الغنمُ باللّيل فتَرعَي، و لذلك يقال لمن جمع أمرَه: «قد ضَمَّ نَشَرَه».

نشز

النون و الشين و الزاء أصلٌ صحيح يدلُّ علي ارتفاعٍ و عُلوّ. و النّشَز: المكان العالي المرتفِع. و النّشْز و النُّشُوز: الارتفاع، ثم
______________________________
(1) ديوان الأعشي 105 و اللسان (نشر). و الرواية: «مما رأوا».
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 431
استعير فقيل نَشَزَت المرأةُ: استَصعَبتْ علي بَعلِها، و كذلك نَشَزَ بعلُها:
جفاها و ضرَبَها.

نشس

النون و الشين و السين كلمةٌ من الإبدال، يقال نَشَسَت، مثل نَشَزَت.

باب النون و الصاد و ما يثلثهما

نصع

النون و الصاد و العين أصلٌ يدلُّ علي خلوص و لين في الشَّي‌ء. منه النَّاصع: الحَسَن اللَّون الشَّديد* البَياض. و النِّصْع: ضربٌ من الثِّياب شديد البَيَاض. و نَصَع الحقُّ: وضَح.
و من بابِ السُّهولة و اللِّين، و هو القياس الذي ذكرناه، أنْصَعَت النَّاقةُ للفَحل:
أقرَّتْ له. و يقال: قَبَحَ اللّٰهُ أُمَّا نَصَعَتْ [به «1»]، أي ولدَتْه، حكاه ابنُ السِّكِّيت.
و المَنَاصِع: المجالس: سمِّيت بها لأنَّها في أسهل المواضع و أمْكَنِها.
و شذَّ عن هذا قولُهم: أنْصَعَ: اقشعرَّ. قال:
* حتَّي اقشعَرَّ جِلْدُه و أنْصَعا «2» *

نصف

النون و الصاد و الفاء أصلانِ صحيحان: أحدهما يدلُّ علي شَطْر الشَّي‌ء، و الأخري علي جنسٍ من الخِدمة و الاستعمال.
______________________________
(1) التكملة من المجمل و اللسان.
(2) لرؤبة في ديوانه 90 و اللسان (نصع). و رواية الديوان: «و أزمعا».
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 432
فالأوَّل نِصْفُ الشي‌ء و نَصِيفُه: شَطْرُه. و
في الحديث: «ما بَلَغَ مُدَّ أحدِهم و لا نَصِيفَه «1»»
، و ذلك كثُمن و ثَمِين. قال:
لم يَغْذُها مُدٌّ و لا نَصِيفُ و لا تُمَيراتٌ و لا تعجيفُ «2»
و يقال: إناءٌ نَصْفانُ: بَلَغ الماءُ نِصْفَه. و النَّصَف: بين المُسِنَّة و الحَدَثة، أي بلَغتْ نِصَف عُمرها. و الإنصافُ في المعاملة، كأنّه الرِّضا بالنِّصف. و النِّصْف:
الإنصاف أيضا. و نَصَفَ النهارُ يَنْصُفُ: انتصَفَ. قال:
نَصَفَ النّهارُ الماءُ غامِرُه و رفيقُه بالغَيبِ لا يدري «3»
و نصَفَ الإزارُ ساقَه: بلَغَ نِصْفَها يَنْصُفُها. قال:
تري سيفَه لا يَنْصُف السَّاقَ نَعْلُه أجَلْ لَا و إن كانت طِوالًا مَحامِلُه «4»

نصل

النون و الصاد و اللام أصلٌ صحيحٌ يدلُّ علي بُروز الشَّي‌ء من كِنّ و سترٍ أو مَركَب.
و نَصَلَ الحافرُ: خرَجَ من موضِعِه. و نَصَل الخِضابُ. و منه تَنَصَّلَ من ذَنْبه: تبرَّأ، كأنّه خَرَج منه. و النَّصْل: نَصْل السَّيف و السَّهم، سمِّي به لبُروزه
______________________________
(1) في اللسان: «و في حديث النبي صلي اللّه عليه و سلم: لا تسبوا أصحابي، فإن أحدكم لو أنفق ما في الأرض جميعا ما أدرك مد أحدهم و لا نصيفه»
(2) الرجز لسلمة بن الأكوع، كما سبق في حواشي (نصف). و أنشده في اللسان (عجف، نصف خرف، قرص، صرف).
(3) للمسيب بن علس في اللسان (نصف). و نسب في الخزانة (1: 544) إلي الأعشي.
و ذكر العلامة الميمني أنها في نسخة رامبور من ديوان الأعشي.
(4) لابن ميادة، كما في اللسان (نصف).
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 433
و صفائه و جَلائه. يقال في تصريف هذه الكلمة: أنْصَلْتُ الرُّمحَ: نَزَعةُ نَصْله.
و نَصلتُه: جعَلت له نَصلا. و المُنْصُلَ: السَّيف. قال في أنْصَلْتُ «1»:
تَدارَكَهُ في مُنصِل الأَلِّ بعد ما مَضَي غَيرَ دَأداءٍ و قد كادَ يعطَبُ «2»
أراد: رجَب، كانَ يسمَّي مُنْصِلَ الأَسِنَّة، لأنَّهم كانوا لا يحاربون فيه.
و قال في المُنْصُلَ:
إنِّي امرؤٌ من خير عَبسٍ مَنْصِباً شَطْرِي و أحمي سائِرِي بالمُنصَلِ «3»
و مما حُمِل علي التَّشبيه: النَّصِيل: ما بين العُنُق و الرّأسِ من باطنٍ تحتَ اللَّحيين.

نصا

النون و الصاد و الحرف المعتلّ- و هذا المعتلّ أكثرُه واو- أصلٌ صحيح يدلُّ علي تَخَيُّرٍ و خَطَر في الشّي‌ء و عُلوّ. و منه النَّصِيَّة من القَوم و من كلِّ شي‌ءٍ: الخيار. و يقال انتصَيْتُ الشَّي‌ءَ: اخترتُه. و هذه نَصيَّتي: خِيَرتي.
و منه النَّاصية: سمِّيت لارتفاع مَنْبتها. و الناصيةُ: قُصَاص الشَّعْر.
و في تصريف هذه الكلمة: نَصَوْت فلاناً: قبَضْتُ علي ناصِيَته. و ناصَيْتُهُ:
أخَذَ كلٌّ منا بناصيةِ صاحِبه. وَ مفازةٌ تُناصِي أخري، من هذا، كأنّها تتَّصل بها كالقابضةِ «4» علي ناصيتها. و هو تشبيه. و افْتَصَي الشّعرُ: طال. و
قول عائشة:
______________________________
(1) في الأصل: «في الصلب»، تحريف.
(2) للأعشي في ديوانه 138 و اللسان (نصل، ألل، دأدأ).
(3) البيت لعنترة في ديوانه 178.
(4) في الأصل: «بها في كالقابضة».
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 434
«ما لكم تَنْصُون ميّتكم»
فإنّها أرادت تمدُّون ناصيتَه، كأنّها كَرِهَتْ تسريح رأسِ الميّت.

نصب

النون و الصاد و الباء أصلٌ صحيح يدلُّ علي إقامةِ شي‌ءٍ و إهدافٍ «1» في استواء. يقال: نصَبتُ الرُّمحَ و غيرَه أنصِبهُ نصباً. و تيسٌ أنْصَبُ، و عنزٌ نصباءُ، إذا انتصب قرناها و ناقَةٌ نَصْباء: مرتفعة الصَّدر. و النَّصْب:
حجرٌ كانَ يُنصَب فيُعبَد، و يقال هو النُّصُب، و هو حجرٌ يُنصَب بين يدي الصَّنَم تصبُّ عليه دماءُ الذّبائح للأصنام. و النَّصائب: حجارةٌ تنصَبُ حوالَيْ شَفِير البئر فتجعلُ عضائد.
و من الباب النَّصَبُ: العَناء، و معناه أنَّ الإنسان لا يزال منتصباً حَتَّي يُعييَ.
و غبارٌ منتصب: مرتفع. و النَّصيب: الحوض يُنصَب من الحجارة. فأمَّا نِصاب الشّي‌ء فهو أصلُه؛ و سمِّي نِصاباً لأنَّ نصله إليه يُرفَع، و فيه يُنصَب و يركّب، كنصاب* السِّكِّينِ و غيره. و النَّصيب: الحظُّ من الشّي‌ء، يقال: هذا نَصيبِي، أي حظِّي. و هو من هذا، كأنّه الشي‌ءُ الذي رُفِعَ لك و أهْدَف. و النَّصْب: جنسٌ من الغِناء، و لعلَّه مما يُنصَب، أي يعلَّي به الصَّوت. و بَلغَ المالُ النِّصاب الذي تجِب فيه الزَّكاة، كأنّه بلغَ ذلك المبلغَ و ارتفعَ إليه. و يقول أهلُ العربيّة في الفتح هو النَّصْب، كأنّ الكلمة تنتصِب في الفم انتصابا.

نصت

النون و الصاد و التاء كلمةٌ واحدة تدلُّ علي السُّكوت.
و أَنصَتَ لاستماعِ الحديث، و نَصَتَ يَنْصِت. و في كتاب اللّٰه تعالي: وَ أَنْصِتُوا.
______________________________
(1) الإهداف: الانتصاب: و في الأصل: «و إهدام». و انظر ما سيأتي في س 13.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 435‌

نصح

النون و الصاد و الحاء أصلٌ يدلُّ علي ملاءمةٍ بين شيئين و إصلاح لهما. أصلُ ذلك النَّاصح: الخَيّاط. و النِّصاح: الخَيطُ يُخاط به، و الجمع نِصاحات، و بها شبِّهت الجلود التي تُمدُّ في الدِّباغ علي الأرض. قال:
فتَرَي القومَ نَشاوَي كلُّهُمْ مِثلمَا مُدَّتْ نِصاحاتُ الرُّبَحْ «1»
و منه النُّصح و النَّصيحة: خِلاف الغِشّ. و نَصَحْتُه أنْصَحُه. و هو ناصح الجيْب لمَثلٍ، إذا وُصِف بخُلوص العمل و التَّوبة النَّصُوح منه، كأنّها صحيحةٌ ليس فيها خَرْقٌ و لا ثُلْمَة. و يقال: أنْصَحْتُ الإبلَ، إذا أرويتَها فنَصَحَت، أي رَوِيت.
و هو من القياس الذي ذكرناه. و ناصِحُ العَسَل: ماذِيُّه، كأنّه الخالص الذي لا يتخلَّله ما يشوبُه. و نصحت له و نَصَحْتُهُ بمعنًي. و قميصٌ مَنصوح: مَخِيط.

نصر

النون و الصاد و الراء أصلٌ صحيح يدلُّ علي إتيان خَيرٍ و إيتائه. و نَصَر اللّٰهُ المسلمين: آتاهُم الظّفرَ علي عدوِّهم، ينصرهم نَصْرًا. و انتصر:
انتقم، و هو منه. و أمَّا الإتيانُ فالعرب تقول: نصرت بلَدَ كذا، إذا أتيتَه. قال الشَّاعر «2»:
إذا دخَلَ الشّهر الحرامُ فودِّعِي بلادَ تميم و انصرِي أرض عامرِ
و لذلك يسمي المطرُ نَصْرًا. و نُصِرت الأرضُ، فهي منصورة. و النَّصْر:
العَطاء. قال:
______________________________
(1) للأعشي في ديوانه 163 و اللسان (نصح، ربح). و قد سبق في (ربح).
(2) هو الراعي يخاطب خيلا، كما في اللسان (نصر).
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 436
إنِّي و أسطارٍ سُطِرْنَ سَطْرَا لَقَائلٌ يا نصرُ نَصْرًا نَصْرَا «1»

باب النون و الضاد و ما يثلثهما

نضل

النون و الضاد و اللام: أُصَيلٌ يدلُّ علي رمْي و مُراماة.
و نَضَلَ فلانًا: راماه بالنِّضال فغَلَبه في ذلك. و هو يُناضِل عن فلانٍ: يتكلَّم عنه بعُذرِه، كأنَّه يُرامِي دونَه. و انتضَلْتُ سهماً من الكنانة. و يقال استعارةً:
انتضَلْتُ رجلًا من القَوم: اخترتُ منهم. و انتضال الإبل: رَمْيُها بأيديها في السَّير.
و انتضلوا و تَناضَلوا: رمَوا بالسَّبق. و انتضَلْنا بالكلام و الأحاديث، استعارةٌ من نِضال السَّهم. قال لبيد:
فانتضلنا و ابنُ سَلْمَي قاعدٌ كعَتِيق الطير يُغْضِي و يُجَلّ «2»

نضا

النون و الضاد و الحرف المعتلّ و أكثره الواو: أصلٌ صحيح يدلُّ علي سَرْيِ الشَّي‌ء «3» و تدقِيقه و تجريده. منه نَضَا السَّيفَ من غِمْده. و نَضَا السّهمُ: مضي. و نَضَا الفرسُ الخيلَ: سبَقَها، كأنَّه انجرد ممَّا بينها. و نضا الحِنَّاءُ عن اليد: ذهب. و نَضَوْتُ ثوبِي: ألقيتُه عَنِّي. قال امرؤ القيس:
فجِئتُ و قد نَضَتْ لنومٍ ثيابَها لدي السِّتْر إلَّا لِبْسةَ المتفضِّلِ
______________________________
(1) لرؤبة بن العجاج في ملحقات ديوانه 174 و اللسان و الصحاح (نصر) و سيبويه (1: 304) و الخزانة (1: 325). و قال صاحبا العباب و القاموس: صواب روايته: «يا نضر» بالضاد المعجمة، و هو حاجب نصر بن سيار.
(2) ديوان لبيد ص 16 طبع 1881 و البيان (1: 266).
(3) السري: الكشف، يقال سري عنه الثوب سريا: كشفه، و الواو أعلي.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 437
و النِّضْو من الإبل: الذي أنضَتْه الأسفار: كأنّه برَتْه و جرَّدَتْه من اللحم.
و أنْضَي الرّجُل: أصبَحَ بعيرُه نِضْوًا. و منه أنْضَيتُ الشَّي‌ء: أخلَقْته. و نِضْوُ اللِّجام:
حدائده بلا سُيور. و نَضِيُّ السَّهم: قِدْحُه، و هو ما جاوز الرِّيشَ إلي النَّصْل، و ذلك لأنّه بُرِيَ حتَّي صار نِضْوًا. و نَضِيُّ الرُّمح: ما فوق المَقْبِض من صدره.
و النَّضِيُّ: مُنْتَصَب العُنُق، و هو علي معني التَّشبيه، و الجمع أنضِيَة. قال:
* و طُولِ أنْضِيَة الأعناقِ و اللِّمَمِ «1» *

نضب

النون و الضاد و الباء كلمةٌ تدلُّ علي انكشاف شي‌ء* و ذهابه.
و نضب الماءُ: بَعُدَ، نضوباً. و نَضَبت المفازةُ، كأنَّها انجردت. و خَرْقٌ ناضب:
بعيد.
و شذَّ عنه التَّنْضَب: شَجَر.

نضج

النون و الضاد و الجيم أصلٌ يدلُّ علي بلوغ النهاية في طَبخِ الشَّي‌ء، ثم يستعار في كلِّ شي‌ءٍ بلَغَ مدي الإحكام. و نَضِجَ التَّمْر و اللَّحمُ نُضْجًا، و أنضَجْتُه أنا. و أنضَجَتْه الشَّمسُ إنضاجاً. و يستعار هذا فيقال: هو نَضِيج الرَّأْي:
مُحكَمُه. و النَّاقة إذا جاوزَتْ وقتَ وِلادِها و لم تَلِد نَضَّجَت، و هي مَنَضّجٌ، و هنّ مُنَضِّجات. قال:
______________________________
(1) لليلي الأخيلية، و يروي للشمردل بن شريك اليربوعي. اللسان (نضي) و الحيوان (3: 91) و الكامل 35 و أمالي القالي (1: 238) و العقد (6: 228). و صدره:
* يشبهون ملوكا في تجلتهم*
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 438
هو ابنُ مُنَضِّجات كُنَّ قِدْمًا يَزِدْنَ علي العديد قُرابَ شَهْرِ «1»

نضح

النون و الضاد و الحاء أصلٌ يدلُّ علي شي‌ءٍ يُندَّي، و ماء يُرشّ. فالنَّضْح: رشُّ الماء. و نَضَحتُه. قال أهلُ اللُّغة: يقال لكلِّ مارقَّ:
نضْحٌ. و هذا هو القياس الذي ذكرناه، لأنَّ الرَّشَّ رقيق. يقال: نَضَحت البيتَ بالماء. و نَضَح جِلدُه بالعَرَق. و السَّانية ناضحٌ. و نَضَحوهم بالنَّبْل، و هذا علي جهة التَّشبيه. و نَضَح عن نفسه، كأنَّه رامَي عنها بالحُجّة. و
في الحديث: «انْضَحُوا عَنَّا الخَيل لا نُؤْتَي مِن خَلْفِنا»
، أي ارمُوهم بالنُّشّاب. و النَّضيح و النَّضَح:
الحوض، لأنّه يُنضَح بالماء. و نَضَحَ الغضا: تَفَطَّر، و كأنَّ سُقوطَ نَورِه يشبَّه بنَضْح الماء. قال أبو طالب:
بُورِك الميِّت الغريب كما بو رِكَ نَضْحُ الرُّمّان و الزَّيتونُ «2»
قال ابنُ الأعرابيِّ: سمِّي الحوضُ نضيحاً لأنّه يَنضَح عطَشَ الإبل، أي يبُلُّه.
قال الخليل: و الرّجُل يُقرَف بأمرٍ فيَنْتَضحُ منه، إذا أظهَرَ البراءَةَ و برَّأَ نفسَه منه جَهْدَه.

نضخ

النون و الضاد و الخاء قريبٌ من الذي قبله، إلّا أنّه أكثر منه «3». يقولون: النَّضْخ كاللّطْخ من الشّي‌ء يبقي له أثَر. و نَضَخ ثوبَه بالطِّيب.
و غَيثٌ نضّاخٌ: غزير. و عينٌ نضّاخة: كثيرة الماء.
______________________________
(1) للراعي كما في اللسان (نضج)، و أنشده في المجمل.
(2) ديوان أبي طالب 7 مخطوطة الشنقيطي و اللسان (نضج). و روي القصيدة مرفوع، و ضبط في اللسان بالكسر حطأ.
(3) في الأصل: «من الذي».
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 439‌

نضد

النون و الضاء و الدال أصلٌ صحيح يدلُّ علي ضَمّ شي‌ءٍ إلي شي‌ءٍ في اتِّساقٍ و جمعٍ، منتصبًا أو عريضا. و نَضَدْتُ الشي‌ءَ بعضَه إلي بعضٍ متَّسقًا أو مِن فَوق. و النَّضَد: المنضود من الثِّياب. قال النابغة:
خَلَّتْ سبيلَ أَتِيٍّ كان يحبسُه و رفَّعْته إلي السَّجْفَينِ فالنَّضَدِ «1»
و النَّضَد: السَّرِيرُ يُنضَد عليه المتاع. و أنْضاد الجِبال: جنادلُ بعضُها فوق بعض.
و النَّضَد من السَّحاب كالصَّبير، يكون بعضُه إلي بعض، و الجمع أنضاد. و أنضادُ القوم: جماعاتهم و عَدَدُهم. و نَضَدُ الرَّجُلِ: أعمامُه و أخوالُه الذين يتجمَّعون لنُصرته.
و النَّضَد: الشَّرَف. و نَضائد الدِّيباج: جمع نَضِيدة، و هي الوِسادةُ و ما حُشِيَ من المَتَاع. قال ابن دريد «2»: و ما نُضِد بعضُه علي بعضٍ فهو نَضِيد.

نضر

النون و الضاد و الراء أصلٌ صحيح يدلُّ علي حُسنٍ و جمالٍ و خُلوص. منه النَّضْرة: حُسْن اللَّون، و نَضِرَ يَنْضُر. و نَضَّر اللّٰهُ وجهَه: حسَّنَه و نوَّره. و
في الحديث: «نضَّر اللّٰه امرأً سمِعَ مقالتي فوعاها»
. و أخْضَرُ ناضرٌ.
و يقال هذا في [كُلِّ] مشرقٍ حَسَن. قال اللّٰه تعالي: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نٰاضِرَةٌ.
و النَّضير: الذَّهب، لحُسنِه و خلوصه. قال:
إذا جُرِّدَت يومًا حسِبْتَ خَمِيصةً عليها و جِريانَ النَّضير الدُّلامِصا «3»
و قَدَحٌ نُضَارٌ: اتُّخِذ من أثْلٍ يكون بالغَوْر، و لعلَّه أن يكون حَسَنًا.
______________________________
(1) ديوان النابغة 17 و اللسان (نضد).
(2) الجمهرة (2: 277).
(3) للأعشي في ديوانه 108 و اللسان (نضر).
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 440‌

باب النون و الطاء و ما يثلثهما

نطع

النون و الطاء و العين أصلٌ يدلُّ علي بَسطٍ في شي‌ء و مَلَاسَة.
منه النِّطْع، و يقال له النَّطْع «1»، و هو مبسوطٌ أملس. و النَّطع «2»: ما ظهر من غار الفَمِ الأعلي. و هو كذلك. و التنطُّع في الكلام: التعمُّق، و هو قياسُه لأنّه يتبسَّط فيه. و يُستعار فيقال: تنَطّع الصانعُ في صنعته: أظهَرَ حِذْقَه.

نطف

النون و الطاء و الفاء أصلان* أحدهما جنسٌ من الحَلْي، و الآخَر نُدُوَّة و بَلَل، ثم يستعار و يُتوسَّع فيه.
فالأوَّل: النَّطَف. يقال هو اللُّؤلؤ، الواحدة نَطَفة «3». و يقال: بل النَّطَفَ:
القِرَطَة.
و الأصل الآخر النُّطْفة: الماء الصافي. و ليلةٌ نَطوفٌ: مَطَرَتْ حتَّي الصبَّاح.
و النِّطَاف: العرَق. ثم يستعار هذا فيقال النَّطَف: التّلطُّخ. و لا يكاد يُقال إلا في القبيح و العَيب. و يقال نَطِفٌ، أي مَعِيب. و نَطِفَ الشَّي‌ء: فَسَد.

نطق

النون و الطاء و القاف أصلانِ صحيحان: أحدهما كلام أو ما أشبهه، و الآخَر جنسٌ من اللِّباس.
______________________________
(1) كذا ضبطت الكلمتان في الأصل و المجمل. لكن فيها أربع لعات، يضاف إلي هاتين اللغتين:
النطع، بالتحريك، و النطع كعنب، كما في اللسان و القاموس.
(2) و هذا أيضاً فيه لغات سابقه.
(3) و يقال أيضاً «نطفة» كهمزة، و يجمع هذا علي نطف كغرف.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 441
الأوَّل المَنْطِق، و نَطَق يَنطِق نُطْقًا. و يكون هذا لما لا نفهمه نحن. قال اللّٰه تعالي في قِصّة سليمان: عُلِّمْنٰا مَنْطِقَ الطَّيْرِ.
و الآخَر النِّطاق: إزارٌ فيه تِكَّة. و تسمَّي الخاصرة: الناطقة، لأنَّها بموضع النِّطاق. و يقال للشَّاة التي يُعْلَمُ عليها في موضِع النِّطاق بحُمْرَة: منَطَّقة. و ذات النِّطاق: أكَمَةٌ لهم. و المِنْطَق: كلُّ ما شَدَدتَ به وَسَطك. و المِنْطَقة: اسمٌ لشي‌ء بعينه. و جاء فلانٌ منتطِقًا فرسَه، إذا جانَبَه و لم يركبْه، كأنّه عِندَ النِّطاق منه، إذْ كان بجَنْبه. فأمَّا قولُه:
أبْرَحُ ما أدَامَ اللّٰهُ قَومي علي الأعداءِ منتطقًا مُجِيدا «1»
فقد قال قومٌ: أراد به هذا، و أنَّه لا يزال يَجنُبُ فرساً جوادا. و يقال هو من الباب الأوَّل، أي منتطقٌ قائلٌ مَنْطِقًا في الثَّناء علي قومي.
و يقولون- و هو من الثَّاني-
«منْ يَطُلْ ذَيلُ أبيه ينتطِقْ به «2»»
، و هو مثلٌ، أي من كَثُر بنو أبيه أعانُوه.

نطل

النون و الطاء و اللام كلمةٌ واحدة. يقولون: النَّاطِل: مكيالُ من مَكاييل الخمر. و يقال: بل النَّاطِل: الفَضْلةُ تَبقَي في الإناء من الشَّراب.
و هو أشْبَهُ بقوله:
______________________________
(1) كذا ورد البيت بالخرم في الأصل، و أنشده تاما في المجمل: «و أبرح». و هو لخداش بن زهير، كما سبق في حواشي (برح).
(2) و كذا ورد بهذه الكناية في المجمل. و في اللسان: «أير أبيه»، مع نسبة المثل إلي علي بن أبي طالب. و عند الميداني: «هن أبيه». و روي الميداني أيضاً: «من يطل ذيله ينتطق به».
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 442
و لو أنَّ ما عندَ ابن بُجْرَةَ عندها من الخمر لم تَبْلُلْ لَهَاتِي بناطلِ «1»
و يقولون إن كان صحيحًا: إن النَّيْطَل: الدَّلو، و الدَّاهية.

نطي

النون و الطاء و الحرف المعتلّ كلمةٌ تدلُّ علي تباعُدٍ في الشَّي‌ء و تطاوُل. و أرضٌ نَطِيَّةٌ: بعيدة. قال امرؤ القيس:
تَرَوَّحَ من أرضٍ لأرضٍ نَطيّة لذكرةِ قَيض حولَ بيض مُفَلَّقِ «2»
و أنْطَاه، إذا أعطاه. و مَن أعطي أحداً شيئًا فقد جَعلَ الشّي‌ءَ عن نفسه بعيداً.
و يحتمل أنّه من باب الإبدال، من الإعطاء.
و ممّا حُمِل علي هذا: لا تُنَاطِ الرِّجَال، أي لا تَمَرَّسْ بهم و تطاوِلْهُم العداوَةَ.

نطح

النون و الطاء و الحاء أصلٌ واحد. و هو نَطَح. يقال: نَطَح الكبشُ يَنْطِحُ: و يحمَل عليه فيقال للوحشيِّ إذا أتاكَ مستقبلًا لك: نطيحٌ و ناطِح. و يقولون: إنّه لا يُتَبرَّك به، و لذلك يقال للمشئوم: نَطِيح. و فرسٌ نَطيحٌ: يأخذُ فودَيْ رأسِه بياض.
و من الباب نَوَاطِحُ لدَّهر، أي شدائده. و أصابَهُ ناطحٌ: أمر شديد.
و قياس كلّ واحد. و يقال للشَّرَطَينِ: النَّطْحُ و النّاطح. و قولهم:
* الليلُ داجٍ و الكباشُ تَنْتطِحْ «3» *
أي ينطَح بعضُها بعضا. و هذا عبارةٌ عن اقتتال الأبطال، و اصطِدام الكُماة.
و تناطَحت الأمواج و السُّيولُ و الرِّجالُ في الحرب.
______________________________
(1) لأبي ذؤيب الهذلي في ديوان الهذليين (1: 144)، و اللسان (نطل). و أنشد في المجمل كذلك.
(2) ديوان امرئ القيس برواية الطوسي و خرابنداذ، نسختي دار الكتب.
(3) أنشده في اللسان (نطح).
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 443‌

نطس

النون و الطاء و السين كلمتانِ متباينتان لا يرجعانِ إلي قياسٍ واحد. التَّنطُّس، و هو التقذُّر و التقزُّز. و منه
حديث عمر لما خَرجَ من الخلاء، قيل له: أ لا تتوضّأ؟ فقال: «لو لا التَّنَطُّس ما باليتُ ألّا أَغْسِلَ يَديَّ».
و الكلمةُ الأخري النَّطِيس «1» و النِّطاسيّ: العالم. و تَنَطَّسْتُ الأخبار:
تجَسَّستُها.

نطش

النون و الطاء و الشين أصلٌ يدلُّ علي حركةٍ و قُوّة. يقولون:
النَّطْش: شِدَّة الْجَبْلَة. و ما به نَطِيشٌ، أي قُوّة. قال ابنُ دريد «2»: قولهم:
عَطْشانُ نَطْشان، من قولهم: ما به نَطِيش، أي حَرَكة.

باب النون و الظاء و ما يثلثهما

نظف

النون و الظاء و الفاء كلمة واحدة، و هي قولهم: شي‌ءٌ نظيف:
نقيٌّ، بيِّن النظافة. و قد* نَظُف ينظُف. و استنظَفْتُ ما عند فلانٍ: استوفيتُه و أخذتُه كلَّه. و نظَّفتُه: نقّيته، تنظيفًا.

نظم

النون و الظاء و الميم: أصلٌ يدلُّ علي تأليف شي‌ءٍ و تأليفه «3».
و نَظَمْتُ الخرَزَ نَظْمًا، و نَظَمْتُ الشِّعْرَ و غيره. و النِّظام: الخَيط يَجمَع الخَرَز.
و النِّظامانِ من الضَّبِّ: كُشْيَتَانِ من جَنبيه، منظومانِ من أصل الذَّنَب إلي الأُذُن.
______________________________
(1) و يقال نطيس كسكيت أيضا.
(2) الجمهرة (3: 429) في (باب جمهرة من الإتباع).
(3) كذا وردت هذه الكلمة، و لعلها «و تكثيفه».
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 444
و أنْظَمَتِ الدّجاجةُ: صار في جَوفها بَيض. و يقال لكواكب الجوزاء: نَظمٌ.
و جاءنا نظْمٌ من جَرادٍ: أي كَثير.

نظر

النون و الظاء و الراء أصلٌ صحيح يرجع فروعُه إلي معنًي واحد و هو تأمُّلُ الشّيْ‌ءِ و معاينتُه، ثم يُستعار و يُتَّسَع فيه. فيقال: نظرت إلي الشّي‌ءِ أنظُر إليه، إذا عاينْتَه. و حَيٌّ حِلَالٌ نَظَرٌ: متجاوِرون ينظُرُ بعضُهم إلي بعض.
و يقولون: نَظَرتُه، أي انتظرته. و هو ذلك القياس، كأنّه ينظر إلي الوقت الذي يأتي فيه. قال:
فإنّكُما إن تَنْظُرَانِي ليلةً من الدَّهر ينفَعْني لدي أمِّ جُندَبِ «1»
و من باب المجاز و الاتِّساع قولُهم: نظَرَتِ الأرضُ: أرَتْ نَباتَها «2». و هذا هو [القياس. و] يقولون: نَظَرَت بعَينٍ. و منه نَظرَ الدهرُ إلي بني فلانٍ فأهلكَهم. [و] هذا نظيرُ هذا، من هذا القياس؛ أي إنّه إذا نُظِرَ إليه و إلي نَظِيرِهِ كانا سواءً. و به نَظْرَةٌ، أي شُحوب، كأنّه شي‌ءٌ نُظِرَ إليه فشَحَب لونُه. و اللّٰه أعلمُ بالصَّواب.

باب النون و العين و ما يثلثهما

نعف

النون و العين و الفاء كلمةٌ تدلُّ علي ارتفاعٍ في شي‌ءٍ. منه النَّعْف: مكانٌ مرتفع في اعتراض. و النَّعْفة: ذُؤابة الرَّحْل، سمِّيت لأنها سامية.
______________________________
(1) لامرئ القيس في ديوانه 73، و يروي:
«… ساعة من الدهر تنفعني …»
. و «ينفعني» أي ينفعني الانتظار.
(2) في المجمل: «إذا أرت العين نباتها».
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 445
و انتَعَفَ الرَّجُل الشي‌ءَ، إذا تركهُ إلي غيرِه، كأنّه سَمَا بنفسه عنه.
و من الكلمة الأولي ناعَفْتُ «1» الرّجُل: عارضتُه. و تَنَعَّفَ «2» الرّجُلُ:
ارتقَي نَعْفا.

نعق

النون و العين و القاف كلمةٌ تدلُّ علي صَوت. و نعَق الراعي بالغَنَم يَنْعَق و يَنْعِق، إذا صاح بهِ زجراً، نعيقا.

نعل

النون و العين و اللام أُصَيلٌ يدلُّ علي اطمئنانٍ في الشي‌ء و تسفُّل. منه النَّعْل المعروفة، لأنها في أسفل القَدَم. و رجلٌ ناعل ذو نعل، و مُنْتَعِلٌ أيضًا. و أنْعَلْتُ الدّابّة. و لا يقال نَعَلْتُ. و حِمار الوحشِ ناعلٌ لصَلابةِ حافرِه.
و النَّعْلُ للسَّيفِ: ما يكون أسفَلَ قِرَابِهِ «3» من حديدٍ، أو فِضّة. [قال]:
تري سَيفَه لا يَنصُفُ السّاقَ نعلُهُ أجَلْ [لا] و إنْ كانت طِوالًا مَحامِلُه «4»
و فرسٌ مُنْعَلٌ: بياضُه في أسفل رُسْغِه علي الأشْعَر لا يَعدُوه. و النَّعْل:
عَقَبٌ يُلْبَسُ ظَهْرَ السِّيَةِ من القوس. و النَّعل من الأرض: موضعٌ، يقال هي الْحَرَّة، و يقال إنّه لا يُنبِتُ شيئًا. قال الخليل: و النَّعل: الذّليل من الرِّجال الذي يُوطَأ كما يُوطَأ النَّعل.
______________________________
(1) في الأصل: «اعفته»، صوابه في المجمل.
(2) الذي في اللسان و القاموس: «انتعف».
(3) في الأصل: «أسفل أو قرابه»، تحريف.
(4) روي لابن ميادة في اللسان (نصف)، و لذي الرمة في ديوانه 475 و اللسان (نعل) يمدح المهاجر بن عبد اللّه الكلابي والي اليمامة. و قد سبق في (نصف).
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 446‌

نعم

النون و العين و الميم فروعُه كثيرة، و عندنا أنّها علي كثرتها راجعةٌ إلي أصلٍ واحدٍ يدلُّ علي ترفُّهٍ و طِيب عيش و صلاح. منه النِّعمة: ما يُنعِم اللّٰه تعالي علي عبدِه به من مالٍ و عيش. يقال: للّٰهِ تعالي عليه نِعمة. و النِّعمة: المِنَّة، و كذا النَّعْماء. و النَّعْمة: التنعُّمُ و طيبُ العيش. قال اللّٰه تعالي: وَ نَعْمَةٍ كٰانُوا فِيهٰا فٰاكِهِينَ. و النُّعامَي: الرِّيح اللَّيِّنة. و النَّعَم: الإبل، لما فيه من الخَيْر و النِّعمة.
قال الفرّاء: النَّعم ذَكَرٌ لا يؤنَّثُ فيقولون: هذا نَعَمٌ وارِدٌ؛ و تُجمَع أنعامًا. و الأنعام:
البهائم، و هو ذلك القياس. و النَّعامة معروفة. لنَعْمةِ رِيشِها. و علي معني التَّشبيه النَّعامة، و هي كالظُّلَّة تُجعَل علي رءوس الجبل، يستظلُّ بها. قال:
لا شَي‌ءَ في رَيدِها إلَّا نَعامَتُها منها هزيمٌ و منها قائمٌ باقِ «1»
و يقولون: نَعَمْ و نُعْمَي عَينٍ، و نُعْمَةَ عين «2»، أي قُرّةَ عين. و نَعِم الشَّي‌ءُ من النَّعْمَة.* و قد نَعَّم فلانٌ أولادَه: تَرَّفهم. و يقولون: ابنُ النَّعامة: صَدْرُ القَدَم. قال:
* فَيكُونُ مَركبُكَ القَعودَ و رَحْلَهُ و ابن النَّعامةِ يوم ذلكِ مَركِبي «3»
و سمِّي به لأنَّه مكانٌ ليِّن ناعم. و تنعَّمَ الرّجلُ: مشَي حافيًا. و يعبَّر عن الجماعة بالنَّعامة فيقال. شَالَتْ نعامتُهم، إذا تفرقوا «4». و هذا علي معني التَّشبيه، أي كما تطير النّعامةُ فقد تفرَّقوا هؤلاء. و يقولون. أتيتُ أرضَ بني فُلانٍ فَتَنَعَّمَتْنِي
______________________________
(1) و كذا ورد في اللسان (نعم) بدون نسبة. و البيت لتأبط شرا في المفضليات (1: 28).
(2) فيه لغات أخري كثيرة ذكرت في اللسان و القاموس.
(3) لعنترة في ديوانه و اللسان (نعم).
(4) في الأصل: «إذا مروا»، صوابه من المجمل و مما سيأتي بعد.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 447
إذا وافَقَتْهُ. و نِعْمَ: ضدُّ بئْسَ. و يقولون: إنْ فعلت ذاكَ فَبِها و نِعْمَتْ، أي نِعْمَت الْخَصْلة هي.
و من الباب قولهم: نَعَمْ، جواب الواجب، ضدُّ لا، و هي أيضاً من النّعمة.
و علي معني التَّشبيه النَّعائم: كوكب. و النَّعائم، خَشَبات يُنصَبْنَ علي الرَّكِيّ تُعلَّق إليهنَّ القَامةُ، إذا لم تكنْ للرَّكِيِّ زَرَانيق. و يقال: إنَّ شقائق النُّعمان حماه ابنُ المنذِر فنُسِبَ إليه. و يقال: بل النّعمان هاهنا: الدَّم. و الأوَّلُ أشبه.
قال ابن دريد «1»: «تنعَّمْتُ زيداً: طلبتُه»، كأنّه أراد: أَعْمَلَ إليه نَعامَتَه، و هي باطن قَدمِهِ. و يقولون: نَعِمَ اللّٰهُ بك عيناً، [و نَعِمَكَ عيناً «2»]، بمعني.

نعي

النون و العين و الحرف المعتلّ: أصلٌ صحيح يدلُّ علي إشاعةِ شي‌ء. منه النَّعِيُّ: خبَرُ الموت «3»، و كذا الآتي بخَبرِ المَوْت يقال له نَعِيٌّ أيضًا.
و يقال: نَعَاءِ فلانًا، أي انْعَه. قال:
نَعَاء جُذامًا غير موتٍ و لا قَتْلِ و لكنْ فراقًا للدَّعائمِ و الأصلِ «4»
و من الباب: هو يَنْعَي علي فلانٍ، إذا وبَّخَه، كأنَّه يُشِيعُ عليه ذنوبَه. و هو يستَنْعي الظِّباء: يدعوها، يتقدَّمُها فَتَتْبعُه. و استنعَيتُ القوم، إذا تقدّمتَهم ليتْبَعوك، و هذا علي إشاعة الصَّوت بالدُّعاء. و يقال: شاعَ ذِكرُ فلانٍ و استَنْعَي بمعنًي. قال الأصمعيّ: استَنْعَي، بفلانٍ الشَّرّ، أي تَتابَعَ به الشّرّ. و استَنْعَي به
______________________________
(1) الجمهرة (3: 454) في (باب من النوادر).
(2) التكملة من المجمل.
(3) و يقال فيه النعي أيضاً سكون العين.
(4) للكميت في إصلاح المنطق 201 و اللسان (نعا). و في إصلاح المنطق: «غير هلك».
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 448
[حُبُّ] الخَمْر «1»: تمادَي به. و معني هذا أنَّ الخمر كأنَّها دعَتْه و صوَّتَتْ به فتبِعَها.

نعب

النون و العين و الباء: أصلان صحيحان: أحدُهما يدلُّ علي صوتٍ، و الآخرُ علي حركةٍ من الحركات.
فالأوَّل نَعَبَ الغراب: صَوَّتَ، نَعْبًا و نَعيبًا و نَعَبَانًا.
و الآخر فَرسٌ مِنْعَبٌ: جواد. و ناقة نَعّابة: سريعة. و يقال: النَّعْب: أن تحرِّكَ رأسَها في مَشيها إلي قُدّامِها. و هي ناقَةٌ نَعُوب.

نعت

النون و العين و التاء: كلمةٌ واحدة، و هي النَّعْت، و هو وَصْفُك الشي‌ءَ بما فيه من حُسْن. كذا قاله الخليل، إلَّا أن يتكلَّفَ متكلِّف فيقول: ذا نَعْتُ سَوءٍ. قال: و كلُّ شي‌ءٍ جيِّدٍ بالغٍ نعتٌ. و ناعِتُونَ: مكانٌ «2».

نعج

النون و العين و الجيم: أصلٌ صحيح يدلُّ علي لونٍ من الألوان.
منه النَّعَج: البَياضُ الخالص. و جَملٌ ناعج؛ حسنُ اللَّون كريم. و منه النَّعْجة من الضَّأن، و يكون من بَقَر الوحش و مِن شاءِ الجَبَل. يقال لإناثِ هذه الأجناس نِعَاج. و نعاجُ الرّمْلِ: البَقَر. و نَعِجَ الرَّجُل: أكل لحمَ نعجةٍ فأُتْخِمَ عنه. قال:
كأنَّ القَومَ عُشّوا لحمَ ضانٍ فهُمْ نَعِجُون قد مالت طُلاهمْ «3»
و أنعَجُوا: سمِنَت نِعاجُهم. أمّا نَوَاعج الإبل، فيقال هي السِّراع. و عندنا
______________________________
(1) في الأصل: «الخير»، و تصحيحه و التكملة قبله من المجمل.
(2) منه قول عوف بن الخرع:
بحمران أو بقفا ناعتين أو المستوي إذا علون الستارا
(3) في الأصل: «عجوا نعج» تحريف. و البيت لذي الرمة كما في اللسان (نعج). و انظر الحيوان (4: 301/ 5: 479) و المخصص (5: 80) وفقه اللغة 139.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 449
أنَّها الكرائم، لما ذكرناه من القياس. و امرأةٌ ناعجة: حسنة اللَّون. و النَّاعجة من الأرض: السَّهلة المستوِية، و هي مَكْرُمَة للنَّبات، تُنبِت الرِّمث و أطَايبَ العُشْب.

نعر

النون و العين و الراء: أصلانِ مُتقارِبان: أحدهما صوتٌ من الأصوات، و الآخر حركةٌ من الحركات.
فالأوَّل نَعَرَ الرّجُل، و هو صَوتٌ من الخيشوم. و جُرْحٌ نَعَّارٌ و نَعور، إذا صَوَّتَ دمُه عِند خُروجِه منه. و النَّاعور: ضربٌ من الدِّلاء يُستقَي به، سمِّي لصوته.
و الثاني نَعَرَ في الفِتنة: سعَي و جاءَ و ذهبَ. و هو نَعَّارٌ في الفِتَن: سَعَّاء.
و نَعَر في البلاد: ذهب. و هو نَعِير الهَمِّ: بَعيدُه. و إنَّ في رأسه نُعْرَةً «1»، أي نَخوةً و تكبُّرا، و رُكوبَ رأسٍ، يمضي به علي جَهله. و النُّعَرة: ذبابٌ يقعُ* في أُنوف البَعير و الخيل و يمكن أنّها سمِّيت لنَعيرِها، أي صوتِها. و نَعِرَ الخمارُ، و هو نَعِرٌ. و أمّا قولُه:
* و الشَّدَنيّات يُساقِطْن النُّعَرْ «2» *
فإنَّه شبَّه أجِنَّتَها في أرحامها بذلك الذُّباب. و أنْعَرَ الأراكُ: أثْمر، و كأنَّ
______________________________
(1) و يقال: «نعرة» أيضا بالتحريك.
(2) للعجاج في ديوانه 17 و اللسان (نعر) و إصلاح المنطق 431 و المخصص (1: 20، 55، 102).
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 450
ثمرَه شُبِّه بالنُّعَر. و يمكن أنَّ الأصلَ في جميعها الأوّل. و النَّعَّار في الفِتَن يَسعَي فيها و يُصوِّت بالنَّاس.

نعس

النون و العين و السين أُصَيلٌ يدلّ علي وَسَن. و نَعَس يَنْعَسُ «1» نُعاسًا. و ناقةٌ نَعُوسٌ، تُوصَف بالسَّماحة بالدّرّ، لأنَّها إذا دَرَّت نَعَست. قال:
نَعوسٌ إذا درّت جَروزٌ إذا شَتَتْ بُويزلُ عامٍ أو سديسٌ كبازِلِ «2»

نعش

النون و العين و الشين أصلٌ صحيح يدلُّ علي رَفعٍ و ارتفاع.
قال الخليل: النَّعْش: سَرير الميّت، كذا تعرفه العرب. و ميِّتٌ منعوشٌ: محمولٌ علي النَّعش. و انتَعَش الطّائر: نهض عن عَثرته. يقال: نَعَشَه اللّٰهُ و أنعَشَه. قال ابن السِّكِّيت: لا يقال أنْعَشَه. و بناتُ نعشٍ: كواكب. و هذا تشبيه. قال:
أبو بكر «3»: النَّعش شبه مِحَفَّةٍ يُحمَل عليه المَلِك إذا مَرِض، ليس بنَعْشِ الميّت.
و أَنْشَد:
أ لَمْ ترَ خيرَ النَّاسِ أصبَحَ نعشُه علي فِتيةٍ قد جاوَزَ الحيَّ سائرا «4»
______________________________
(1) من باب قتل، كما في المصباح، و البصائر لصاحب القاموس، و من باب منع كما في القاموس.
و ضبط في اللسان بضم عين المضارع.
(2) في الأصل: «جزور»، تحريف. صوابه في المجمل و اللسان و البيت للراعي كما في اللسان (نعس).
(3) في الجمهرة (2: 62).
(4) للنابغة الذبياني. ديوانه 39 و اللسان و الجمهرة (نعش).
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 451
ثمَّ يقول:
* و نحن لديه نسألُ اللّٰهَ خُلْدَه «1» *
فهذل يدلُّ علي أنَّه ليس بميِّت.

نعض

النون و العين و الضاد. يقولون: النُّعْض: نبت «2».

نعط

النون و العين و الطاء. يقولون: ناعِط: حيٌّ من هَمْدان.

نعظ

النون و العين و الظاء. يقولون: نَعَظَ الرّجلُ يَنْعَظُ نَعْظًا و نُعوظًا «3»: تحرَّك ما عِندَه.

باب النون و الغين و ما يثلثهما

نغق

النون و الغين و القاف. ليس فيه إلَّا نَغَقَ الغُرابُ نَغِيقًا.
و حكي بعضُهم: ناقةٌ نَغِيقٌ، و هي التي تَبْغِمُ بُعَيداتِ بَين، أي مَرَّةً بعد مرّة.

نغل

النون و الغين و اللام كلمةٌ تدلُّ علي فسادٍ و إفساد. النَّغِل:
الأديم الفاسد. يقولون: «و قد يُرْقَع النَّغِل». يقال إن النَّغَل «4»: الإفساد بين القوم و النَّميمةُ.
______________________________
(1) عجزه في المراجع المتقدمة:
* يرد لنا ملكا و للأرض عامرا*
(2) زاد في المجمل: «ينبت بالحجاز»، و نحوه في اللسان.
(3) و مثله أنعظ إنعاظا. و قد اقتصر علي هذا الأخير في المجمل.
(4) بفتح الغين، كما في المجمل و اللسان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 452‌

نغم

النون و الغين و الميم ليس إلَّا النَّغْمة: جَرْس الكَلام و حُسْن الصَّوت بالقِراءةِ و غيرها. و هو النَّغْم «1». و تَنَغّم الإنسانُ بالغِناء و نحوِه.

نغي

النون و الغين و الحرف المعتلّ كلمةٌ تدلُّ علي كلامٍ طيّب.
يقولون: هو ينَاغِي الصّبِيَّ: يكلِّمهُ بما يسرُّه و يُجْذِلُه من الكلام. و منه:
كلَّمته فَمَا نَغَي بحرف. و سمِعْت نَغْية. قال:
* لما أتانِي نَغْيةٌ كالشُّهدِ «2» *
و منه جبلٌ يناغِي السَّماء، كأنَّه داناها فهو يكلِّمها. و المُناغاة المُغازَلة.

نغب

النون و الغين و الباء كلمةٌ واحدة، هي النُّغْبة: الجُرْعة.
و نَغَبت، إذا جَرَعْتَ، و الجمع نُغَب. قال ذو الرّمّة يصف حميراً وردت ماءً فلم تَرْوَ:
حَتَّي إذا زَلَجَتْ عن كلِّ حنجرةٍ إلي الغَليل و لم يَقْصَعْنَهُ نُغَبُ «3»

نغر

النون و الغين و الراء أصلٌ يدلُّ علي غَلَيانٍ و اغتياظ. و نَغِرَت القدرُ «4»: غَلَتْ. و نَغِر الرّجلُ: اغتاظ. و منه
قول المرأة في حديث عليٍّ
______________________________
(1) و يقال النغم أيضا بالتحريك.
(2) لأبي نخيلة، كما في المجمل و اللسان (نغي) و إصلاح المنطق 644 برواية «لما أتتني».
في جميعها. و في اللسان: «يعني ولاية بعض ولد عبد الملك بن مروان. قال ابن سيده: أظنه هشاما».
(3) ديوان ذي الرمة 16 و اللسان (نغب).
(4) بابه فرح، و ضرب، و منع، في جميع معانيه.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 453
عليه السلام: «رُدُّوني إلي أهلي غَيْرَ نَغِرة».
و نَغَرت النّاقةُ: ضَمَّت مُؤَخَّرها و مضَتْ، كأنّها اغتاظت من شي‌ء فمضَتْ لوجهها و هو يتنغَّر علينا، أي يتنكَّر «1».
و هو من الأوّل. و فِراخُ العصافير يقال لها النَّغَر و لعلَّ ذلك لصوتها المتدارِك، الواحدة نُغَرة، و الذّكَر نُغَر، و الجمع نُغْران. قال:
يَحْمِلنَ أوعيةَ المُدامِ كأنما يحمِلْنَها بأكارع النُّغْرانِ «2»
يصف عناقيدَ العِنب.

نغش

النون و الغين و الشين كلمةٌ تدلُّ علي اضطرابٍ و حركة.
منه النَّغَشان: الاضطراب. و يقال: دارٌ تَنْتَغِشُ، لكثرة مَن فيها. و يقال النُّغاشِيُّ «3»: الرّجلُ القَصير.

نغص

النون و الغين و الصاد كلمةٌ تدل علي القطع عن المُرادِ. و نَغِصَ الرجل: لم يتمَّ له مراده، و نُغِّص عليه. و النَّغَصْ يقولون: هو أن تورد إبلَكَ الحوض فإذا شرِبَتْ صرفْتَها و أورَدْتَ مكانها غيرها. و عندنا أنَّ النَّغَص ألا تُتْرَكَ* تتمِّم الشُّرب.

نغض

النون و الغين و الضاد أصلٌ صحيح يدلُّ علي هَزٍّ و تحريك.
______________________________
(1) في القاموس: «تنكر أو تذمر»، و في اللسان: «يتذمر». و التذمر: التنكر. لكن في المجمل: «تتنغر علينا، أي تتكبر».
(2) في اللسان: «أزقاق المدام»، و «بأظافر النقران».
(3) و النغاش أيضا، كغراب.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 454
من ذلك النَّغَضان: تحرُّك الأسنان. و الإنغاض: تحريك الإنسان [رأسه «1»] نحو صاحبه كالمتعجّب «2» منه. قال اللّٰه سبحانه: فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُؤُسَهُمْ.
و النَّغِض: الظليمُ؛ لاضطراب رأسِه عند مَشْيِه. قال:
* و النَّغْضُ مثل الأجرب المدجَّلِ «3» *
و النَّاغض و النَّغْض: غرضوف «4» الكَتِف، سمِّي لاضطرابه، و يكون للأُذُن أيضاً. و النَّغُوض: النّاقة العظيمة السَّنام، و إذا عَظُم اضطَرَب. و نَغَض الغَيمُ:
سار.

باب النون و الفاء و ما يثلثهما

نفق

النون و الفاء و القاف أصلانِ صحيحان، يدلُّ أحدُهما علي انقطاعِ شي‌ءٍ و ذَهابه، و الآخر علي إخفاءِ شي‌ءٍ و إغماضِه. و مَتَي حُصِّل الكلامُ فيهما تقارَبا.
فالأوّل: نَفَقَت الدّابةُ نُفوقًا: ماتت. و نَفَق السِّعر نَفَاقًا، و ذلك أنَّه يمضي فلا يَكْسُد و لا يَقِف. و أنْفَقُوا: نَفَقت سُوقُهم. و النَّفَقة لأنَّها تمضي لوجهها. و نَفَق الشي‌ءُ: فني يقال قد نَفِقَتْ نفقةُ القوم. و أنْفَق الرّجُل: افتَقَر، أي ذهب ما عِندَه.
______________________________
(1) التكملة من المجمل.
(2) في الأصل: «كالمتحرك»، صوابه من المجمل.
(3) لأبي النجم العجلي في أرجوزته المنشورة بمجلة المجمع العلمي العربي بدمشق سنة 1347.
(4) كذا في الأصل، و القاموس و في المجمل: «غضروف»، و هما لغتان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 455
قال ابنُ الأعرابي: و منه قوله تعالي: إِذاً لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفٰاقِ.
و فرسٌ نَفِقُ الجرْي، أي سريعُ انقطاع الجري.
و الأصل الآخر النَّفَق: سَرَبٌ في الأرض له مَخْلَصٌ إلي مكان. و النّافقاء:
موضعٌ يرقِّقه اليَربوعُ من جُحْرِه فإذا أُتِيَ من قِبَل القاصعاء ضَرَب النّافقاءَ برأسه فانتَفَق، أي خرج. و منه اشتقاق النِّفاق، لأن صاحبَه يكتُم خلافَ ما يُظهِر، فكأن الإيمان يَخرُج منه، أو يخرج هو من الإيمانِ في خفاء. و يمكن أنَّ الأصلَ في الباب واحد، و هو الخُرُوجُ. و النَّفَق: المَسلك النَّافذ الذي يُمكن الخروجُ منه.
أمَّا نَيْفَق السَّراويل فقد قال أبو بكر «1»: هو فارسيٌّ معرَّب.

نفل

النون و الفاء و اللام أصلٌ صحيح يدلُّ علي عَطاء و إعطاء.
منه النَّافلة: عَطِيَّة الطَّوْعِ من حيثُ لا تَجِب. و منه نافلة الصَّلاة. و النَّوْفل:
الرّجُل الكثيرُ العطاء. قال:
* يأبَي الظُّلامةَ منه النَّوفلُ الزُّفَر «2» *
و من الباب النفَل: الغُنْم. و الجمع أنفال، و ذلك أن الإمام ينفِّل المحارِبِين،
______________________________
(1) الجمهرة (3: 155)، و نصها: «و نئفق القميص مهمرز مكسور الفاء فارسي معرب».
(2) لأعشي باهلة في اللسان (زفر) من قصيدة يرثي بها المنتشر بن وهب الباهلي. انظر الأصمعيات 89 طبع المعارف و جمهرة أشعار العرب 135 و مختارات ابن الشجري 10 و أمالي المرتضي (3: 105- 113) و الخزانة (1: 79- 97). و قد سبق في (زفر).
و صدره:
* أخور غائب يعطيها و يسألها*
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 456
أي يُعطِيهم ما غَنِموه. يقال: نفَّلتُك: أعطيتُك نَفَلا. و قولهم: انتَفَلَ من الشَّي‌ء انتفي منه، فمن الإبدال، و اللام بدل من الياء. قال المتلمِّس:
أَ مُنْتِفلًا من نَصْر بُهْثة خِلْتَني أَلَا إنَّني منهم و إن كنتُ أيْنَما «1»

نفه

النون و الفاء و الهاء أصلٌ واحد يدلُّ علي إعياءٍ و ضعف. منه نَفِهت النَّفسُ: أَعْيَتْ و كَلَّت: و هو نافِهٌ و نُفَّهٌ. قال:
* بنا حَرَاجِيجُ المَهَارِيَ النُّفَّهِ «2» *
و هو مُنَفَّهٌ و مَنْفُوهٌ: ضعيفٌ جَبان.

نفي

النون و الفاء و الحرف المعتلّ أُصَيلٌ يدلُّ علي تعْرِية «3» شي‌ء من شي‌ءٍ و إبعاده منه. و نَفَيتُ الشّي‌ءَ أُنفيه نفيًا، و انتفي هو انتفاء. و النُّفَاية:
الرَّدِيُّ يُنفَي. و نَفِيُّ الرِّيحِ: ما تَنفيه من التُّرابِ حتي يصيرَ في أُصولِ الحِيطان.
و نَفِيُّ المطر: ما تنفيه الرِّيحُ أو ترُشُّه. و نَفِيُّ الماء: ما تطاير من الرِّشاءِ علي ظهر المائح. قال:
* علي تِلك الجِفَارِ من النّفيِّ*
*** و المهموز منه كلمةٌ واحدة، هي النُّفأُ: قطعٌ من الكلأ متفرّقة من «4» عُظْم الكلأ، الواحدة نُفَأَة. قال:
______________________________
(1) ديوان المتلمس الورقة 1 و مخطوطة الشنقيطي، و اللسان (نفل).
(2) لرؤبة في ديوانه 167 و اللسان (نفه). و قبله:
* به تمطت غول كل ميله*
(3) في الأصل: «تغرية».
(4) في الأصل: «عن»، صوابه في المجمل و اللسان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 457
جَادَتْ سوارِيه و آزَرَ نَبتَهُ نُفَأٌ من الصَّفراءِ و الزُّبَّادِ «1»

نفت

النون و الفاء و التاء. يقولون: نَفَتَت القِدرُ: غَلَتْ و يَبِسَ مَرَقُها عليها. قال:
و صاحبٍ لِصدرِهِ كَتِيتُ عليَّ مثَل المِرْجَلِ النَّفُوتِ
و نفت صَدْرُه بالعَداوة: غَلَا.

نفث

النون و الفاء و الثاء أصلٌ صحيح يدلُّ علي خروج شي‌ءٍ من فمٍ أو غيره بأدنَي جَرْس. منه نَفَثَ الرّاقِي رِيقَه، و هو أقلُّ من التَّفْل. و الساحرة تَنْفُثُ السمّ. و
«لا بدَّ للمصدور أن يَنْفُث «2»»
مثَل. و «لو سألني نُفَاثَةَ سِوَاكٍ ما أعطيته»، و هو ما بقي في أسنانه فنفَثَه. و دمٌ نفيثٌ: نَفَثَهُ الجُرحُ، أي أظهَرَه.

نفج

النون و الفاء و الجيم: أصلٌ يدلُّ علي ثُؤُورِ شي‌ءٍ و ارتفاعِه.
و نفجَ اليَربوعُ: ثار. و أنْفَجَه صائدُه. و نَفَجَت الفَرُّوجة من بَيضها: خرجَتْ.
و انْتَفَجَ جَنْبَا البعيرِ: ارتفعا. و النَّوَافج: مؤخَّرات الضُّلوع، واحدتها نافجة «3».
و النَّفّاج: المفتخر بما ليس عنده. و نَفَجَتِ الرِّيح: جاءت بقُوَّة. و النَّفِيجة:
الشّطبية من النَّبْع تُتَّخذ قوساً، كأنّها تنتفج علي الشّجرة.
______________________________
(1) للأسود بن يعفر في المفضليات (2: 19) و اللسان (نفأ).
(2) انظر البيان (2: 97/ 4: 46). و أنشد في المختار من شعر بشار و حواشيه 146:
لابد للمصدور ان ينفثا و للذي في الصدر أن يبعثا
(3) و نافج أيضا.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 458‌

نفح

النون و الفاء و الحاء: أصلٌ يدلُّ علي اندفاعِ الشَّي‌ء أو رَفْعِه. و نَفَحتْ رائحةُ الطِّيب نَفحاً: انتشرَتْ و اندفعت. و لهذا الطِّيب نَفحةٌ طيِّبة. ثم قيس عليه فقيل: نَفَح بالمال نَفحاً، كأنّه أرسله من يده إرسالا. و لا تزالُ لفلانٍ نَفَحاتٌ من معروف. و نَفَحت الرِّيحُ: هبَّت. و قوسٌ نَفُوحٌ: بعيدة الدَّفع للسَّهم. و نَفَحت الدّابّةُ: رمَتْ بحافرها فضربَتْ به. و كذلك نَفَحَه بالسَّيف:
تناوَلَه به. و النَّفوح من النُّوق: ما يخرُج لبنُها من أحاليها من غير حَلْب.

نفخ

النون و الفاء و الخاء: أصلٌ صحيح يدلُّ علي انتفاخٍ و علوّ.
منه انتفَخَ الشّي‌ءُ انتفاخاً. و يقال انتفَخَ النَّهار: علا. و نَفْخَة الرَّبيع: إعْشابه «1»؛ لأنَّ الأرضَ تربو فيه و تنتفِخ. و المنْفُوخ: الرَّجل السَّمين. و النَّفْخاء من الأرض مثلُ النَّبْخاء؛ و قد مَضَي.

نفد

النون و الفاء و الدال: أصلٌ صحيحٌ يدلُّ علي انقطاعِ شي‌ء و فَنائِه. و نفِدَ الشّي‌ءُ يَنفَد نَفاداً: و أنفَدُوا: فَنِيَ زادُهم. و يقال للخَصْم مُنافِدٌ، و ذلك أن يَتخاصمَ الرَّجُلانِ يريد كلٌّ منهما إنفادَ حجَّةِ صاحِبه. و
في الحديث:
«إنْ نافَدْتَهم نافَدُوك»
، أي إنْ قلتَ لهم قالوا لك.

نفذ

النون و الفاء و الذال: أصلٌ صحيح يدلُّ علي مَضاء في أمْرٍ و غيرِه. و نَفذ السَّهمُ الرمية نَفاذاً «2». و أنْفذْتُه أنا. و هو نافذٌ: ماضٍ في أمره.
______________________________
(1) بدله في المجمل و اللسان: «حين أعشب».
(2) يقال: نفذ السهم الرمية، و نفذ فيها أيضا.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 459‌

نفر

النون و الفاء و الراء: أصلٌ صحيح يدلُّ علي تجافٍ و تباعد.
منه نَفر الدّابّةُ و غيرُه نِفاراً، و ذلك تَجافِيهِ و تباعُدُه عن مكانِه و مَقرِّه. و نَفَر جلدُه: وَرِمَ. و
في الحديث: «أنَّ رجلًا تخلَّلَ بالقَصَب فنَفَرَ فَمُه»
، أي وَرم.
قال أبو عبيد: و إنّما هو من نِفَار الشّي‌ءِ عن الشّي‌ءِ و تَجافِيهِ عنه؛ لأنّ الجلد يَنفِر عن اللَّحم للدَّاء الحادِثِ بينهما. و يَوم النَّفْر: يومَ يَنفِر النّاسُ عن مِنًي. و يقولون:
لقيته قبل صَيحٍ و نَفْرٍ، أي قبلَ كلِّ صائح و نافر. و المنافرة: المحاكمة إلي القاضي بين اثنَين، قالوا: معناه أنَّ المُبتغَي تفضيلُ نَفرٍ عَلَي نفرٍ «1». و أنفرت أحدَهما علي الآخر. و النَّفَر أيضاً من قياس الباب لأنَّهم يَنفِرون للنُّصْرة. و النَّفير: النَّفَر، و كذا النَّفْر و النَّفْرة، كلُّ ذلك قياسُه واحد. و أنشَدَ الفرّاء في النَّفْرة:
حَيَّتْكَ ثُمَّتَ قالتْ إنَّ نَفْرَتَتا اليومَ كلّهُمُ يا عُرْوَ مشتَغِلُ «2»
و تقول العرب: نَفَّرْتُ عن الصَّبيِّ، أي لقَّبتُه لَقَبا، كأنَّه عِندهم تنفيرٌ للجِنّ عنه و للعَيْن. قال أعرابيّ: قيل لأبِي لما وُلِدْت: نَفِّرْ عن ابنك! فسمَّاني قُنفُذا، و كَنَّاني أبا العَدّاء.

نفز

النون و الفاء و الزاء أُصَيْلٌ يدلُّ علي الوُثوب و شِبْه الوُثوب.
و نَفَزَ الظَّبي: وثَبَ في عَدْوِه. و المرأة تنفِّز ولدها: ترقِّصه. و أنْفَزتُ السَّهمَ علي ظهر يدي: أدَرْتُه. قال:
______________________________
(1) في الأصل: «عن نفر». و في المجمل: «كأن معناها تفضيل أحد الرجلين علي الآخر».
(2) في الأصل: «ياعز»، صوابه في اللسان (نفر).
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 460
يَخُرْنَ إذا أُنْفزْن في ساقِط النَّدَي و إن كانَ يومًا ذَا أهاضيبَ مُخْضِلا «1»

نفس

النون و الفاء و السين أصلٌ واحد يدلُّ علي خُروج النَّسيم كيف كان، من ريح أو غيرها، و إليه يرجعُ فروعه. منه التَّنَفُّس: خُروج النَّسِيم من الجوف. و نَفَّسَ اللّٰه كُربَته، و ذلك أنَّ في خُروج النَّسيم رَوْحاً و راحة*. و النَّفَس:
كلُّ شي‌ءٍ يفرَّجُ به عن مكروب. و
في الحديث: «لا تَسُبُّوا الرِّيح فإنَّها من نَفَس الرَّحمن»
يعني أنَّها رَوحٌ يتنفَّس به عن المكروبين. و
جاء في ذكر الأنصار:
«أَجِدُ نَفَس رَبِّكم من قِبَلِ اليَمَن»
، يراد أن بالأنصار نُفِّسَ عن الذين كانوا يؤذَوْن من المؤمنين بمكَّة «2». و يقال للعَيْن نَفَسٌ. و أصابت فلاناً نَفْسٌ. و النَّفْس:
الدَّم، و هو صحيح، و ذلك أنَّه إذا فُقِد الدّمُ من بَدَنِ الإنسان فَقَدَ نَفْسَه. و الحائض تسمَّي النُّفساءَ «3» لخرُوج دَمِها. و النِّفاس: وِلادُ المرأة، فإذا وَضَعت فهي نُفَساء.
و يقال: ورِثْتُ هذا قبل أن يُنْفَسَ فلانٌ، أي يولَد. و الولدُ منفوس. و النِّفاس أيضاً: جمع نُفَساء. و يقال: كَرَع في الإناء نَفَساً أو نَفَسَيْن. و يقال: للماء نَفَسٌ، و هذا علي تسميته الشَّي‌ء باسم غيرِه، و لأنَّ قِوام النَّفس به. و النَّفْسُ قِوامُها بالنَّفَس. قال:
______________________________
(1) لأوس بن حجر في ديوانه 22 و المجمل (نفز) و اللسان (نفز، خور). و في الأصل:
«و إن كان مابوذا أهاديب»، صوابه في المراجع السابقة. و بعده:
خوار المطافيل الملمعة الشوي و أطلائها صادفن عرنان مبقلا
(2) و الأنصار يمانون، لأنهم من الأزد. اللسان (نفس).
(3) في اللسان: «ثعلب: النفساء: الوالدة، و الحامل، و الحائض».
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 461
تَبِيت الثَّلاثُ السُّودُ و هي مناخةٌ علي نَفَسٍ من [ماءِ] ماوِيّةَ العَذْبِ «1»
و من الاستعارة: تنفّسَت القَوسُ: انشقَّت. و شي‌ءٌ نفيس، أي ذو نفس و خَطَرُ يتنافَسُ به. و التّنافُس: أن يُبرِزَ كلُّ واحد من المتبارزَين قوَّةَ نَفْسه. و قولُهم في الدِّباغ نَفس «2»، هذا هو القياس، أي يَسيرٌ منه، قَدرُ ما يُدبَغ به الإهاب مَرَّة، شبّهه في قلَّته بنَفَس يُتَنفَّس. و قياس الباب في هذا و فيما معناه واحد «3»

نفش

النون و الفاء و الشين أصلٌ صحيح يدلُّ علي انتشار. من ذلك نَفْش الصُّوف، و هو أن يُطْرَق حَتَّي يتنفّش. و نَفَش الطّائرُ جناحَيه. و نَفَشَت الإبلُ: تردَّدَتْ و انتشرَتْ بلا راع. و فِعْلُها النَّفْش؛ و إبلٌ نُفّاشٌ و نَوافش.

نفص

النون و الفاء و الصاد كلماتٌ يتقارب قِياسُها، و هي تدلُّ علي إخْراج شي‌ء من البدن أو إلقائِهِ بقُوّة. منه أنفَصَ فلانٌ في ضَحِكه: استَغْربَ.
و أنفَصَ ببَولِه مثل أوْزَعَ. و يقال إنّ النُّفَص: أنضاحُ الدّم، الواحدة نُفْصَة.
قال:
* تَرَي الدِّماءَ علي أكتافها نُفَصا «4» *
______________________________
(1) أنشده في المجمل، و كذا أنشده ياقوت في معجم البلدان (رسم ماوية).
(2) كذا ضبط في الأصل و المجمل، و هو ما يقتضيه التعليل بعده. لكن ضبط في اللسان و القاموس بسكون الفاء. و أنشد في اللسان:
أ تجعل النفس التي تدير في جلد شاة ثم لا تسير
(3) كذا وردت هذه العبارة.
(4) أنشده في المجمل و اللسان (نفص).
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 462
قال ابن دريد «1»: و النُّفَاص: داءٌ يصيب الغَنَم فيبول حتي يموت.

نفض

النون و الفاء و الضاد أصلٌ صحيح يدل علي تحريكِ شي‌ء لتنظيفه من غبارٍ أو نحوه، ثم يُستَعار. و نَفَضت الثّوبَ و غيرَه نَفْضا. و النَّفَض:
ما نفضَتْه الشّجرةُ من ثَمَرِها. و امرأةٌ نَفوضٌ: نَفَضَتْ بطنَها عن وَلدها. و النَّافض:
الحُمَّي ذات الرِّعْدة، لأنَّها تَنفُض البَدنَ نَفْضًا. و أنْفَضوا: فَنِيَ زادُهم، أي لمَّا نفِدَ زادُهم وَ فَنِيَ نَفَضُوا أوعيتَهم. و تقول العربُ مثلًا: «النُّفاض «2» يُقطِّرُ الجَلَب»، إذا أنْفَضُوا و قلَّ ما عِندهم جَلَبوا إبلَهم للبيْع.
و يُستعار من الباب قولهم: نَفَضْتُ الأرضَ، إذا بَعَثْتَ مَن ينظر أ بِها عدوٌّ أم لا. و نَفَضْتُ اللّيلَ، إذا عَسَسْتَ لتنفُض عن أهل الرِّيبة. و النَّفِيضة و النَّفَضَة:
القومُ يفعلون ذلك. قال:
يَرِدُ المياهَ حضيرَةً و نَفِيضةً وِرْدَ القطاةِ إذا اسْمَألَّ التُّبَّعُ «3»
و تقول العرب: «إذا تكلَّمتَ ليلًا فاخفِضْ، و إذا تكلَّمت النّهارَ فانْفُض».
تقول: انظر حَوالَيْك، فلعلَّ ثَمَّ مَن لا يَصلُح أن يَسمَع كلامَك. و النِّفاض:
إزار الصِّبْيان. و يمكن أن يكون من الباب. قال:
* جارية بيضاء في نِفَاضِ «4» *
______________________________
(1) في الجمهرة (3: 83).
(2) يقال بضم النون و فتحها.
(3) لسعدي بنت الشمردل الجهنية، من قصيدة في الأصمعيات 41- 43. و سبق إنشاده في (تبع).
(4) بعده في اللسان (نفض):
* تنهض فيه أيما انتهاض*
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 463‌

نفط

النون و الفاء و الطاء: ثلاثُ كلماتٍ: النِّفط معروف، مكسور النون. و النَّفَط: قَرْحٌ يخرج في اليَدِ من العمل. و نَفَطَ الصَّبِيُّ نَفِيطًا:
صَوّت. و ما له عافطَةٌ و لا نافطة. فالنّافطة: الشاة تَنْفِط من أنْفها.

نفع

النون و الفاء و العين: كلمة تدلُّ علي خلاف الضَّرّ. و نَفَعَه ينفَعُه نَفْعًا و مَنفَعة. و انتَفَعَ بكذا. و اللّٰه أعلَمُ بالصَّواب.

باب النون و القاف و ما يثلثهما

*نقل

النون و القاف و اللام: أصلٌ صحيح يدلُّ علي تحويل شي‌ءٍ من مكانٍ إلي مكان، ثم يفرَّع ذلك. يقال: نقَلْتُه أنْقُله نَقْلًا. و نقَلَ الفرس قوائِمَه نَقْلًا. [و فرسٌ «1»] مِنْقَل: سريعُ نَقْل القَوائم. و المُنقِّلَة من الشِّجاج:
التي يُنقَل منها فَرَاش العِظام. و النُّقْل: ما يَأكُله الشّارب علي شرابه. و كان ابنُ دريد يقول «2»: هو بالفتح و لا يُضَمّ، و النّاس يقولونه بالضّم. و النَّقَل بفتح القاف: ما بقي من صِغار الحجارة إذا قلِعَت، لأنَّها تنقَل. و النَّقِيل: الطَّريق، لأنَّه لا يسلُكه إلّا مُنتقِل. و المَنْقَلة: المَرْحلة. و ضَربٌ من السَّير يقال له نَقِيل، و هو ذلك القياس، و كَأنّه «3» المداومةُ علي السَّيْر. و المُنَقَّل: الخُفُّ الخَلَق، لأنَّ عليه ينتقل الماشي حَتَّي ينخرق. و كذلك النَّقَل في البَعير: داءٌ يصيب خُفَّه فينخرق و الرِّقاع التي يُرقع بها خُفُّه: النَّقائِل.
______________________________
(1) التكملة من المجمل.
(2) في الجمهرة (3: 164).
(3) في الأصل: «و كأن».
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 464
و من الباب المُنَاقَلَة: مُراجَعة الحديث أو الإنشاد، كأنَّك نقلتَ حديثَك إليه و نَقَلَ حديثَه إليك. و النِّقَال: أن تشرب الإبل ثم تَترك ثم تعود إلي الماء فتشربَ، و لا يُفعَل ذلك بها بل تفعله هي. و يقولون: إن النَّقْلةَ: القَناة. و ينشدون:
يُقَلْقِلُ نَقْلةً جَرْدَاء فيها نَقيع السُّمِّ أو قَرنٌ مَحِيقُ «1»
و المشهور: «بقُلقل صَعْدة «2»».

نقم

النون و القاف و الميم أُصَيلٌ يدلُّ علي إنكارِ شي‌ء و عَيبه. و نَقَمْتُ عليه أَنْقِمُ: أنكرتُ عليه فِعلَه. و النِّقْمة من العذاب و الانتقام، كأنَّه أنَكَر عليه فعاقَبَه. و قولهم للنَّفس نقيمة، و هو ميمون النَّقيمة، إنما هي من الإبدال، و الأصل نَقِيبَة.

نقه

النون و القاف و الهاء كلمةٌ تدلُّ علي البُرْء من المرض، ثم يستعار.
و نَقَهَ من المَرَض نُقُوهاً: أفاق، فهو نَاقِهٌ. و يقولون: نَقِهَ الحديثَ مثل فهم، بكسر القاف، فرقا بينه و بين الأوّل. و القياس واحد، لأنَّه إذا نَقِهَه فقد برِئَ من الشّكِّ فيه. قال اللِّحياني: يقال: أنْقِهْ لي سَمْعكَ، أي أرْعِنِيهِ، كأنَّه يقول: حتّي تفْهمَ ما أقول. و بَلَغنا أنّ أهل المدينة يسمُّون الاستفهام:
الاستِنْقاه.

نقي

النون و القاف و الحرف المعتلّ أصلٌ يدلُّ علي نظافةٍ و خلوص.
______________________________
(1) البيت للمفضل النكري، كما في اللساق (محق) الأصمعيات 54، و هو في المجمل (محق، نقل) بدون نسبة. و قد سبق في (محق).
(2) فيما سبق: «يقلب صعدة».
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 465
منه نَقَّيْتُ الشّي‌ءَ: خلّصتُه ممّا يشوبُه تنقيةً. و كذلك يقال: انتقَيت الشي‌ءَ.
كأنَّك أخَذتَ أفضلَه و أخلَصَه. و النُّقاوة: أفضَلُ ما انتقَيْت من شي‌ء. و النَّقَاة:
الرّديُّ فيما يقال، كأنَّه الذي انتُقِيَ فطُرِح و قال بعضهم: نَقاة كلِّ شي‌ء: ردِيُّه إلا التَّمْر، فإنَّ نَقَاتَه خِيارُه.
و في الباب النِّقْيُ: مُخُّ العظام، سمِّيَ لخُلوصه و نظافته. و يقال لشَحْمة العَين من الشَّاة السَّمينة و غيرِها: النِّقْي. و ناقةٌ لا تُنْقِي. قال:
حاموا علي أضيافهم فشوَوْا لهم من لحم مُنْقيةٍ و من أكبادِ
و أمَّا الفرّاء فزعَم أنّ الأنقاء: كلُّ عظمٍ ذي مُخّ. و هذا إنْ صحَّ فهو علي تسمية العرب الشَّي‌ءَ باسم غيرِه إذا كان مُجاوراً له.

نقب

النون و القاف و الباء أصلٌ صحيح يدلُّ علي فَتح في شي‌ء.
و نَقَب الحائطَ ينقُبه نَقْبًا. و البَيطارُ ينقُبُ سُرَّةَ الدّابّة ليخرج منها ماء. و تلك الحديدة مِنْقب. و كلبٌ نقيبٌ: نُقِبَتْ «1» غَلْصَمتُه ليضعُفَ صوته، يَفعلُه اللِّئامُ لئلّا يَسمَع صوتَه الصَّيْف «2». و النَّاقِبة: قَرْحةٌ تخرج بالجَنْب تهجم علي الجَوف «3».
و نَقِبَ خُفُّ البعير: تخَرَّق نَقَبًا. و النُّقْبة: أوّل الجَرَب يبدو. و الجمع نُقَب.
قال:
______________________________
(1) في الأصل: «و نقيب»، صوابها من المجمل.
(2) في الأصل: «الضعيف»، تحريف. و في المجمل: «يفعله اللئام لئلا يدل عليهم الأضياف بصوته».
(3) في الأصل: «الخوف»، صوابه في المجمل و اللسان و زاد في اللسان: «و رأسها من داخل».
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 466
مُتَبَذِّلًا تبدو محاسِنه يَضَع الهِناءَ مواضع النّقْبِ «1»
و قياسُه صحيح، لأنّه شي‌ءٌ يثقب الجِلْد. و من الباب: النِّقاب: العالم بالأمور، كأنّه نَقَّب عليها فاستَنْبَطَها، أو العالم بها المُنقِّب عنها. قال:
مليحٌ نجيحٌ أخو مأْقِطٍ نِقابٌ* يحدِّث بالغائبِ «2»
و النَّقب و المَنْقَبة: الطَّريق في الجَبَل، و الكلُّ قياسٌ واحد. و فَنَقَّبُوا فِي الْبِلٰادِ: سارُوا. و أصله السَّير في النُّقوب: الطُّرق. و النَّقيب: نقيب القَوم:
شاهِدُهم و ضَمِينُهم «3». و معناه و معني النِّقاب العالِم واحد، لأنّه ينقِّب عن أمورهم، أو ينقب كما ينقُب عن الأسرار. و المَنْقَبَة: الفَعْلة الكريمة، و قياسُها صحيح، لأنَّها شي‌ءٌ حسن قد شُهِر، كأنّه نُقِّب عنه.
و مما شذَّ عن هذا الأصل نِقاب المرأة. و ناقَبْتُ فلاناً: لقيتُه فَجْأة. و النُّقْبة:
ثوبٌ كالإزار فيه تِكّة، و ليس بالنِّطاق.
أمَّا اللَّوْن فيقال له النُّقْبة «4»، و هو حسن النُّقْبة، أي اللّوْن. و ممكن أن يكون من الأوّل، كأنّه شي‌ءٌ نقب عنه شي‌ء ظَهَر.

نقث

النون و القاف و الثاء كلمةٌ صحيحة تدلُّ علي خَلْطِ شي‌ءٍ بشي‌ء و نَقْلِه. و نَقَثَ ما في منزلي أجْمَع: نقلَه كلّه. و نَقّثوا حديثَهم: خلَطوه، كما ينقّث
______________________________
(1) لدريد بن الصمة، في اللسان (نقب) و أمالي القالي (2: 161) و البيان (1: 107) و الأغاني (13: 130).
(2) لأوس بن حجر في ديوانه 3 و اللسان (نقب، أقط).
(3) في الأصل: «و معينهم»، صوابه في المجمل و اللسان.
(4) في الأصل: «النقب».
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 467
الطَّعام. و خرج ينقِّث: يُسرع في نقل قوائمه. و نَقَثت العظمَ أنْقُثُه: استخرجتُ ما فيه من لُخّ؟.

نقح

النون و القاف و الحاء أصلٌ صحيح يدلُّ علي تَنحِيَتِك شيئًا عن شي‌ء. و نَقَّحت العصا «1»: شَذَّبتُ عنها أُبَنَهَا. و منه شِعرٌ مُنَقَّحٌ، أي مفتَّشٌ مُلقًي عنه ما لا يصلُح فيه. و نَقَحت «2» العَظم: استخرجتُ مُخَّه.

نقخ

النون و القاف و الخاء كلمةٌ تدلُّ علي قَرْع شي‌ء. و ماءٌ نُقَاخٌ:
بارد عذب، كأنَّه ينقَخ العطشَ ببَردِه، أي يقرَعُه. و النَّقْخ: نَقْب الرَّأْس عن الدِّماغ.

نقد

النون و القاف و الدال أصلٌ صحيح يدلُّ علي إبراز شي‌ء و بُروزه.
من ذلك: النَّقَد في الحافر، و هو تقشُّرُهُ. حافرٌ نَقِدٌ: متقشِّر. و النَّقَد في الضِّرس:
تكسُّره، و ذلك يكون بتكشُّف لِيطِه عنه.
و من الباب: نَقْد الدِّرهم، و ذلك أن يُكشَف عن حالِهِ في جَودته أو غير ذلك. و درهمٌ نَقْدٌ: وازِنٌ جيّد، كأنَّه قد كُشِف عن حاله فعُلم. و يقال للقُنفُذ الأنْقد. يقولون: «باتَ فلانٌ بلَيْلَةِ أنْقد»، إذا باتَ يسرِي [لَيلَه «3»] كلَّه.
و هو ذلك القياس. لأنَّه كأنّه يَسرِي حَتَّي يَسْرُ وَ عنه الظَّلامَ. و يقولون: إنَّ
______________________________
(1) في الأصل: «نقحت عن العصا».
(2) في الأصل: «و تنقح» تحريف، و أثبت ما في المجمل.
(3) التكملة من المجمل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 468
الشَّيْهَمَ لا يرقُد اللَّيلَ كلَّه. و تقول العرب: ما زالَ فلانٌ يَنْقُد الشّي‌ء، إذا لم يزَلْ ينظُر إليه.
و مما شذَّ عن الباب: النَّقَد: صِغار الغَنَم، و بها يشبَّه الصبيُّ القمِيُّ الذي لا يكاد يَشِبّ.

نقذ

النون و القاف و الذال أصلٌ صحيح يدلُّ علي استخلاصِ شي‌ءٍ. و أنقذتُه منه: خَلَّصته. و فرسٌ نقيذٌ: أُخِذ من قومٍ آخَرين، و أفراسٌ نقائذ. و كلُّ ما أنقَذْتَه فهو نَقَذٌ.

نقر

النون و القاف و الراء أصلٌ صحيح يدلُّ علي قَرعِ شي‌ءٍ حَتَّي تُهْزَم فيه هَزْمَةٌ، ثم يتوسَّع فيه.
[منه] منقار الطَّائر، لأنّه يَنقُر به الشّي‌ءَ حتَّي يؤثِّر فيه. و نَقَرت الرَّحَي بالمنقار، و هي تلك الحديدة.
و من الباب نقَّرتُ عن الأمر حَتَّي علِمتُه، و ذلك بَحْثُك عنه، كأنَّ عِلمَك به نَقْرٌ فيه. و نقرت الرّجلَ: عِبْتُه «1»، كأنَّك قرعتَ بشي‌ءٍ فأثّرتَ فيه. و قالت امرأةٌ لبعلِها: «مُرَّ بي علي بَنِي نَظَرَي و لا تمرَّ بي علي بَناتِ نَقَرَي»، أي مُرَّ بي علي الرِّجال الذين ينظُرونني، و لا تمرَّ بي علي النِّساء اللواتي يغتَبْنَنِي. و النُّقرة:
موضعٌ يبقَي فيه ماءُ السَّيل، كأنَّه قد نُقِر نَقْرًا فهُزِم. و واحِد المناقِرِ منْقر «2»،
______________________________
(1) في المجمل: «اغتبته و عبته».
(2) منقر، كمنبر، و منقر أيضا بضم الميم و القاف.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 469
و هي آبارٌ صغار ضيّقة الرءوس، كأنّها قد نُقِرت في الأرض نَقْرا. و نُقْرة القَفَا:
الوَقْبة فيه. و النَّقير: نُكتة في ظَهر النَّواة. و النَّقير: أصلُ شجرةٍ يُنقَر و يُنْبَذُ فيه. و هو الذي حاءَ النَّهْيُ فيه. و فلانٌ كريم النَّقِير، أي الأصل، كأنّه المكانُ الذي نُقِر عنه حَتَّي خَرَج منه. و قولهم: دَعَاهُم النَّقَرَي: أن يَدعُوَ جماعة و يدعَ آخَرين من لُؤمِه. و هو قياسٌ صحيح، لأنّه لا يُنادِيهِمْ أجمع، لكنْ يأتي* المَحفِلَ فيُوحِي إلي واحدٍ كأنّه ينقُره، أو ينقُره بيده ليقومَ معه. و النَّاقور:
الصُّور الذي يَنفُخ فيه المَلَكُ يومَ القيامة، و هو يَنقُر العالَمِينَ بقَرْعِهِ.
و من الباب: نقَّرت عن الأمر، إذا بحثْتَ عنه.
و مما شذَّ عن الأصل قولهم: أنْقَرَ عن الشّي‌ء إنقاراً: أقْلَعَ. و
في الحديث:
«ما كان اللّٰه لِيُنْقِرَ عن قاتِلِ المؤمن»
، كأنَّه لا يُقلِع عن تعذيبه. قال:
* و ما أنا عن أعداءِ قومي بمُنْقرِ «1» *

نقز

النون و القاف و الزاء أُصَيلٌ يدلُّ علي دقة «2» و خفّة و صِغَر.
منه النَّقْز: الوَثْب. و نواقز الظَّبْي: قوائِمُه. و نَقَزُ النّاسِ: أرذالُهم. و النَّقَز:
الرَّجُل الرَّدِيّ و النُّقَاز: داءٌ يأخذ الغنم فيَقْلَقُ عنه و لا يستقِرّ. و النُّقَّاز: صِغار العَصافِير.
______________________________
(1) لذؤيب بن زثيم الطهوي، في اللسان (نقر) و إصلاح المنطق 259، 480 و نوادر أبي زيد 119. و صدره:
* لعمرك ما ونيت في ود طيي*
و رواية النوادر:
«عن شي‌ء عناني»
. (2) في الأصل: «رق».
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 470‌

نقس

النون و القاف و السين أُصَيلٌ يدلُّ علي لَطْخ شي‌ءٍ بشي‌ءٍ غير حَسَن. و نَقَسته: عِبْته، كأنّك لطَخْتَه بشي‌ءٍ قبيح. و أصلُه نِقْس المِداد، و الجمع أنقاس.

نقش

النون و القاف و الشين أصلٌ صحيحٌ يدلُّ علي استخراج شي‌ء و استيعابِه حَتَّي لا يُتركَ منه شي‌ء؛ ثم يقاس ما يقاربه. منه نَقْش الشَّعَرْ بالمِنقاش و هو نَتْفُه. و منه المناقَشة: الاستقصاء في الحساب حَتَّي لا يُتركَ منه شي‌ء. و
في الحديث: «مَن نُوقِشَ في الحساب عُذِّبَ»
. و يقال: شَجَّةٌ متقوشةٌ: تنقش منها العظام، أي تُستَخرَج. و يقال: نقَشْتُ مَرْبِضَ الغَنَم: نقَّيْته من الشَّوْك.
و النَّقيش: المتاع المتفرِّق، كأنّه انتُقِشَ بعضُه من بعض، أي فارق بعضُه بعضاً.
و من الباب: نقْشُ الشَّي‌ء: تحسينه، كأنّه ينقُشُه، أي يَنفِي عنه معايِبَه و يحسِّنُه.
ثم يستعار هذا فيقال: نقشت العِذْق «1». و هو أنْ تَضرِبَه بالشَّوك حتي يُرْطِبَ. و يقولون: جادَ ما انتَقَشْتَ هذا، أي ما اختَرْتَه. و هذا نَقِيشُ هذا، أي مثلُه. و ما لِلّٰهِ «2» ضِدٌّ و لا نَقِيش، أي ما له مَن يماثِلُه في صورتِه و نَقشِه.

نقص

النون و القاف و الصاد كلمةٌ واحدة، هي النَّقْص: خِلاف الزيادة. و نَقَصَ الشي‌ءُ، و نَقَصْتُه أنا، و هو مَنْقوص و النَّقيصَة: العَيب؛ يقال ما به [نقيصةٌ، أي] شي‌ء ينقُص. و مَرجِعُ البابِ كلِّه إلي هذا.

نقض

النون و القاف و الضاد أصلٌ صحيح يدلُّ علي نَكْثِ شَي‌ءِ،
______________________________
(1) في الأصل: «الغدق».
(2) في الأصل: «ماله»، صوابه من المجمل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 471
و ربما دلَّ علي معنًي من المعاني علي جنسٍ من الصَّوت. و نَقَضْتُ الحبلَ و البِناء.
و النَّقيض: المنقوض، و لذلك يقال للبعير المهزول نِقْضٌ، كأنَّ الأسفارَ نَقَضَتْه؛ و جمعه أنقاض. و المنَاقَضَة في الشِّعر من هذا، كَأنَّه يريد أن ينقُضَ ما أَرَّبَهُ صاحبُه.
و نَقْضُ العَهدِ منه أيضا. و النِّقْض: مُنْتَقَضُ الكمأة من الأرض «1» إذا أردتَ أن تُخرِجَها. نَقضْتُها نقضاً. و انتقضت القَرْحة، كأنَّها كانت تلاءمت ثم انتقَضَت.
أمَّا الصَّوت فيقال لصوتِ المَفاصل نَقِيضها؛ و هو قريبٌ من الأوّل، لأنَّها كأنّها تَنْتَقِض فيسمع لها صوتٌ عند ذلك. و أنقَضَت الدَّجاجة: صوَّتت.
و الإنقاض: زجر القَعود. قال:
ربَّ عجوزٍ من أُناسٍ شَهْبَرَهْ «2» عَلَّمْتُها الإنقاضَ بَعْدَ القَرْقَرَهْ «3»
يقول: سَرَقتُ بعيرَها التي كانت تُقرقِر به و تركتُ لها بَكْراً تُنْقِضُ به.

نقط

النون و القاف و الطاء أُصيلٌ يدلُّ علي نُكتةٍ لطيفةٍ في الشي‌ء.
يقال للقِطعة من النَّخْل: نُقْطة. و يقال: إنَّه تشبيهٌ في القِلَّة بالنُّطفة.

نقع

النون و القاف و العين أصلانِ صحيحان: أحدهما يدلُّ علي استقرارِ شي‌ء كالمائِع في قراره، و الآخر علي صوتٍ من الأصوات.
فالأول نَقَع في الماء في مَنْقعه: استقرّ. و استَنْقع الشي‌ء في الماء. و النَّقُوع: ما نُقِع
______________________________
(1) و كذا في المجمل. و في اللسان: «منتقض الأرض من الكمأة».
(2) الرجز لشظاظ الضبي اللص، كما في اللسان (نقض). و رواية اللسان: «عجوز من نمير»، و رواية الأصل تطابق رواية المجمل.
(3) في الأصل: «الانقاض و القرقرة»، صوابه في المجمل و اللسان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 472
في الماء، كدواءٍ «1» أو نبيذ. و المِنْقَع ذلك الإناء. و المِنْقَع «2» كالقُدَرة للصَّبيّ يُطرح فيه اللَّبن و يُطعَمه. و يقال له مِنْقَع البُرَم، و يكون من حجارة. و النَّقيع: شراب يتَّخَذ من زَبيب، كأنَّ الزَّبيب يُنقَع له. و النَّقِيع: الحَوْض يُنقَع فيه التَّمر.
و النَّقِيع و النَّقْع: الماء الناقع. و ماءٌ ناقعٌ كالنّاجع، كأنَّه استقرَّ قرارَه فكَسَر الغُلَّة. و كذلك النَّقُوع. و النَّقيع: البئر الكثيرة الماء. و نَقْع البئر الذي جاء في الحديث: ماؤها، كأنها قرارٌ له. و الأُنقوعة: وَقْبَةُ الثَّرِيد. و قولهم: «هو شَرَّابٌ بِأَنْقُعٍ»، أي مُعَاوِدٌ للأمر مرةً بعد مرة. كذا يقولون، و وجهه عندنا أنّ الطَّائر الحَذِر لا يَرِدُ المَشارِعَ حذَراً علي نَفْسه، لكنَّه يأتي المناقع يَشْرَبُ ليَسْلَم؛ و كذلك الرّجُل الكيِّس الْحَذِر، لا يتقحَّمُ إلّا مواضعَ السّلامةِ في أُموره. و النَّقيعة:
المحض من اللَّبن. فأمَّا النقيعة فقال قومٌ: ما يُحْرَزُ من النَّهْب قبل القَسْم. قال الشاعر:
إنَّا لنضرِبُ بالسُّيوف رؤوسَهُمْ ضَرْبُ القُدَارِ نَقِيعَةَ القُدَّامِ «3»
و يقال: بل النَّقيعة: الطَّعام يُتَّخَذ للقادم من السفر، كأَنّه إذا أُعِدّ له فقد نقع أي أُقِرّ. و هذان الوجهان أحسَنُ ما قيل في ذلك، لأنّهما أقْيَس. و يقولون:
النَّقيعة: الجَزُور تُنقَع عَن عدّة إبل، كالفَرَعةِ تُذبَح عن غَنَم.
و أمَّا الأصل الآخر فالنَّقيع: الصّرَاخ، و هو النَّقْع أيضاً. و نَقَع الصوتُ:
ارتفَعَ. قال:
______________________________
(1) في الأصل: «لدواء»، و أثبت ما في المجمل.
(2) و يقال منقعة أيضا، كما في المجمل و اللسان.
(3) لمهلهل في اللسان (قدر، نقع، قدم)، كما سبق في حواشي (قدم) حيث أنشد البيت من قبل
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 473
فمتَي يَنْقَعْ صُرَاخٌ صادقٌ يَحلِبُوها ذاتَ جَرسٍ و زَجَلْ «1»
و يقال: النَّقع: صوت النّعامة. و النّقَّاع: الرَّجُل بَتَكثَّر بما ليس عنده، كأَنه يَصيح به.
و أمَّا قوم: انتُقعَ لونُه، فهو من الإبدال، و الأصل امْتُقعَ، و قد ذَكَر [نا] هُ.

باب النون و الكاف و ما يثلثهما

نكل

النون و الكاف و اللام أصلٌ يدلُّ صحيح علي مَنعٍ و امتناع، و إليه يرجع فروعه. و نَكَل عنه نُكولًا يَنكِل. و أصل ذلك النِّكْل: القَيْد، و جمعه أنكال، لأنَّه يَنْكُل: أي يَمنَع. و النِّكْل: حديدة اللِّجام. و هو ناكلٌ عن الأمور: ضعيفٌ عنها. و قال ابن دُريد: رماه [اللّٰهُ بنُكْلِهِ و بِنُكلَةٍ، أي رماه بما «2»] ينكِّله.
و من الباب نَكَّلْت به تنكيلًا، و نَكَّلت به نَكالًا، و هو ذلك القياس، و معناه أنه فَعَل به ما يَمنعُه من المعاودة و يمنع غيرَه من إتيانِ مثلِ صَنيعِه. و هذا أجْوَدُ الوجهين. و يقال: المَنْكَل: الشّي‌ء الذي ينكِّل بالإنسان. قال:
* و ارْمِ عَلَي أقفائِهِمْ بمَنْكَلِ «3» *
______________________________
(1) للبيد في ديوانه 15 طبع 1881 و اللسان (نقع).
(2) التكملة من المجمل. و الذي في الجمهرة (3: 170) «و النكلة، من قولهم نكل به نكلة قبيحة، كأنه رماه بما ينكله».
(3) الرجز لرياح الهذلي، كما في بقية أشعار الهذليين 71 و حواشي الجمهرة (3: 170).
و أنشده في المجمل و اللسان (نكل) بدون نسبة. و صواب روايته: «فارم» كما في البقية و اللسان، لأن قبله:
* يا رب أشقاني بنو مؤمل*
و بعده:
بصخرة أو عرض جيش جحفل*
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 474
فأمَّا
الحديث: «إنّ اللّٰه تعالي يحبُّ النَّكَلَ علي النَّكَل»
، فإنَّ تفسيره في الحديث أنَّه الرّجل القويُّ المجرَّب، علي الفرس القويّ المجرَّب. و هذا للتَّفسير الذي جاء فيه، و ليس هو من الأصل الذي ذكرناه.

نكه

النون و الكاف و الهاء كلمةٌ واحدة، و هي نَكْلَة الإنسان.
و استَنكهْتُه: تشمَّمْتُ رِيحَ فمِه. و يقولون و ما أدري كيف هو: إنّ النُّكَّهَ من الإبل: التي ذهبَتْ أصواتها من الضَّعف. قال:
بعد اهتضامِ الراغِياتِ النُّكَّهِ «1»

نكب

النون و الكاف و الباء أصلٌ صحيح يدلُّ علي مَيْل أو مَيَلٍ في الشَّي‌ء. و نَكَب عن الشَّي‌ء يَنكُبُ. قال اللّه تعالي: عَنِ الصِّرٰاطِ لَنٰاكِبُونَ «2». و النَّكباء: كلُّ ريح عَدلَتْ عن مَهبِّ الرِّياح الأربع. قال:
لا تَعدِلَنّ أتَاوِيِّين تَضربُهُمْ نَكباءُ صِرٌّ بأصحاب المُحِلّاتِ «3»
و الأنكَب: الذي كأنَّه يمشي في شِقّ. و المَنْكِبُ: مجتَمَع ما بين العَضُد و الكَتِف، و هما مَنكِبان، لأنَّهما في الجانبين. و النَّكَبُ: داءٌ يأخذ الإبلَ في مناكبها فتَظلَعُ منه. و المَنْكِب: عَون العَرِيف، مشبَّه بمنكب الإنسان، كأنَّه يقوِّي أمرَ العَرِيف كما يتقوَّي بمَنكِبِه الإنسان.
______________________________
(1) لرؤبة في ديوانه 166 و المجمل و اللسان (نكه).
(2) في الأصل: «و هم عن الصراط لناكبون»، تحريف و هي الآية 74 من سورة المؤمنين، و هي: «وَ إِنَّ الَّذِينَ لٰا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّرٰاطِ لَنٰاكِبُونَ».
(3) سبق أنشاده في (أتي). و انظر الحيوان (5: 97) و البيان (3: 43) و اللسان (حسن، أتو).
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 475‌

نكت

النون و الكاف و التاء أصلٌ واحد يدلُّ علي تأثيرٍ يسيرٍ في الشي‌ء* كالنُّكتة و نحوِها و نكت في الأرض بقَضِيبِهِ ينكُت، إذا أثَّر فيها. و كلُّ نُقطةٍ نُكْتَة.
و من الباب رُطَبةٌ مَنكِّتة: بدأ الإرطاب فيها، كأنَّ ذلك كالنُّقَط.
و النّاكِت بالبَعير: شِبه الحازِّ، و هو أنْ ينكُت مِرْفَقُه حرفَ كِركِرته.
و مما يقاس علي هذا قولهم: نكَتُّه، إذا ألقيتَه علي رأسه فانتكَتَ، و لعل ذاك من أثرٍ يؤثِّره في الأرض.

نكث

النون و الكاف و الثاء أصلٌ صحيح يدلُّ علي نقض شي‌ء.
و نكثَ العهد ينكُثُه نَكْثاً. و انتَكَثَ الشّي‌ء: انتَقَض. و قال قولًا لا نَكِيثَةَ فيه، أي لا خُلْف. و منه: طَلَب حاجةً ثم انتكثَ لِأُخْرَي، كأنّه نقض عَزْمَه الأوّل. و النِّكْث: أن تُنقَضَ أخلاقُ الأكسية و تُغْزَلَ ثانية، و بها سمِّي الرَّجلُ نِكْثا. و النَّكيثَةُ: خُطَّةٌ صَعبة يَنكُثُ فيها القَومُ. قال طرفة:
مَتَي يَكُ أمرٌ للنَّكيثةِ أَشْهَدِ «1»

نكح

النون و الكاف و الحاء أصلٌ واحد، و هو البِضاع. و نَكَحَ يَنْكِحُ. و امرأةٌ ناكِحٌ في بني فلان، أي ذات زَوجٍ منهم. النِّكاح يكون العَقدَ دونَ الوطء. يقال نَكَحْتُ: تَزَوّجْتُ. و أنكَحْتُ غَيرِي.

نكد

النون و الكاف و الدال أُصَيل يدلُّ علي خُروجِ الشَّي‌ء إلي
______________________________
(1) من معلقة طرفه. و صدره:
* و قربت بالقربي وجدك إنه*
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 476
طالِبِه بِشدّة. و هذا مَطلَبٌ نَكِدٌ. و رجلٌ نَكِدٌ و نَكَدٌ «1». و يقال: نَكَدَ الغُرابُ «2»: استَقْصَي في شَحِيجِه، كأنّه بَقِي‌ء. و ناقةٌ نَكْدَاء: لا لَبَن فيها.

نكر

النون و الكاف و الراء أصلٌ صحيح يدلُّ علي خلاف المعرفة التي يَسكُن إليها القَلب. و نَكِرَ الشَّي‌ء و أنكَره: لم يَقْبَلْه قلبُه و لم يعترِفْ به لسانُه: قال:
و أنكرَتْنِي و ما كانَ الَّذِي نَكِرَتْ مِنَ الحوادثِ إلَّا الشَّيبَ و الصَّلَعا «3»
و الباب كلُّه راجعٌ إلي هذا. فالنُّكْر: الدَّهْي. و النَّكْراء: الأمر الصعب الشَّديد. و نَكُرَ الأمرُ نَكَارةً. و الإنكار: خِلاف الاعتراف. و التنكر:
التَّنقُّل من حالٍ تَسُرُّ «4» إلي أخري تُكْرَه. و يقولون لما يخرج من الحُوَلاءِ «5» [من «6»] دمٍ و ما أشبهه: نَكِرَة.

نكز

النون و الكاف و الزاء أُصَيلٌ يدلُّ علي غرْزِ شي‌ء ممدَّد في شي. يقال: نكَزْتُه بالحديد أنكُزُه و ذلك كالغَرْز. و نَكَزَت الحيّةُ بأنْفِها.
و منه: نكزَ الماءُ: غاضَ، كأنَّه كالشَّي‌ء يدخُل في الأرض. و بئرٌ ناكزٌ: غارَ
______________________________
(1) و يقال نكد أيضا، بالفتح، و أنكد.
(2) ذكر في القاموس، و لم يذكر في اللسان.
(3) للأعشي في ديوانه 72 و اللسان (نكر).
(4) في الأصل: «تستر».
(5) الحولاء، بضم الحاء و كسرها مع فتح الواو، هي من الناقة كالمشيمة للمرأة، و هي جلدة ماؤها أخضر تخرج مع الولد. و في الأصل: «من الجولا»، صوابه في المجمل و اللسان.
(6) التكملة من المجمل و اللسان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 477
ماؤُها. و أنكَزَها أصحابُها و هذا علي المعني، كأنَّهم لمّا استقَوْا ماءها ظُنَّ أنَّ ماءها غارَ و نكَزَ في الأرض. قال ذو الرُّمّة:
علي حِمْيَرِيّاتٍ كأنَّ عيونَها ذِمام الرَّكايا أنكزَتْها المواتحُ «1»

نكس

النون و الكاف و السين أصلٌ يدلُّ علي قَلْب الشّي‌ء.
منه النَّكْس: قلبُك شيئاً علي رأسه. و الوِلاد المنكوس: أن يَخرُج رجلاهُ قَبْلَ رأسِه. و النِّكْسُ: السَّهم الذي ينكسر فُوقُه، فيُجعلُ أعلاه أسفَله. و يقال للمائق: إنَّه لنِكْسٌ، تشبيهاً بذلك. و المُنَكِّس من الخيل: الذي إذا جري لم يَسْمُ برأسِه و لا هادِيهِ من ضَعفه.

نكش

النون و الكاف و الشين كلمةٌ تدلُّ علي الأَتْيِ علي الشَّي‌ء.
يقال: أتَوا علي عُشب فنكَشُوه. و يقولون: هو بحرٌ لا يُنكَش، كما يقولون:
لا يُنزَف‌

نكص

النون و الكاف و الصاد كلمةٌ. يقال: نكَصَ في عقِبَيه، إذا أحجَمَ عن الشَّي‌ء خوفاً و جُبنا. قال ابن دريد «2»: نَكَصَ عَليٰ عَقِبَيْهِ: رجَع عمَّا كان عليه من خَير، لا يقال ذلك إلّا في الرُّجوع عن الخَير‌

نكظ

النون و الكاف و الظاء كلمة واحدة. يقال النَّكظ: الدَّفع و العَجَلة. قال:
______________________________
(1) ديوان ذي الرمة 103 و اللسان (نكز، ذمم).
(2) الجمهرة (3: 86).
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 478
[قد] تجاوزتُها علي نَكَظِ المَي طِ إذا خَبَّ لامعاتُ الآلِ «1»
قال ابن دريد: أنكَظَته «2» إنكاظاً، و نَكَظْتُه نكظا، إذا أعجلتَه.

نكع

النون و الكاف و العين أصلانِ: أحدهما يدلُّ علي لونٍ من الألوان، و الآخر علي* حَبْسٍ و ردّ.
فالأوّل: الأنكع: الأحمر المتقشِّر الأنف. يقال منه نَكِع. و نَكَعَة الطُّرْثُوت من أعلاه إلي قدر إصبع، عليه قِشره حمراء. و شَفَة «3» نَكِعة:
شديدة الحمرة.
و من الأصل الآخر: نكعَهُ حَقَّه، إذا حَبَسه «4» عنه. و نكَعه عنه: دَفَعه.
و نكعتُه بالسَّيف و غيره: دفعتُه. و نكَعْتُه عن حاجته رددتُه عنها. و منه نكعته الشي‌ء مثل نَقَصْتُه، كأنَّك دفعتَه عن إكماله أكلًا و شُرْباً.
و من الباب النَّكُوع: المرأة القصيرة، و الجمع نُكُع، كأنَّها حُبِست عن أن تطول. و رجلٌ هُكعَة نُكعَة: يثبت مكانَه لا يبرح، و هو من الحَبْس أيضاً.

نكف

النون و الكاف و الفاء أصلان: أحدُهما يدلُّ علي قطع شي‌ء و تنحيته، و الآخر علي عضوٍ من الأعضاء، ثم يقاس عليه.
فالأوّل النَّكْف: تنحِيتُك الدُّموعَ عن خدِّكَ بإصبعك. و يقولون: رأينا غيثاً ما نكَفَه أحدٌ سار يوماً و لا يومين. يقول: ما قَطَعه. و بَحرٌ لا يُنْكَف،
______________________________
(1) للأعشي في ديوانه 6 و المجمل و اللسان (نكظ). و التكملة في أول البيت من هذه المراجع.
(2) في الأصل: «أنكظه»، صوابه من الجمهرة (3: 124).
(3) في الأصل: «و شفعة»، صوابه في المجمل و اللسان.
(4) في الأصل: «تحبسه»، صوابه في المجمل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 479
مثل لا يُنزَح. و الانتكاف: خُروجٌ من أرضٍ، إلي أرض، أو أمرٍ إلي أمر تقول: أراد هذا و انتكَفَ فأراد هذا، كأنَّه قطع عزْمَه الأوّل و انتكف الأثرَ وجَدَه.
و الأصل الآخر النَّكَف: جمع نَكفَة، و هي غُدّةٌ في أصل اللَّحْي. يقال:
إبلٌ مُنكِّفة: ظهرت نَكَفاتُها.
ثم قِيسَ علي هذا فقيل: نِكَف من الأمر «1» و استنكف، إذا أنِفَ منه.
معني القِياس في هذا أنَّه لما أنِفَ أَعْرَضَ عنه و أراهُ أصل لَحْيِه؛ كما يقال أعْرضَ إذا ولَّاه عارِضَه و تركَ مواجَهَتَه. و الأَنِفُ من هذا، كأنَّه شَمَخَ بأنْفِه دُونَه.
و القياس في جميع هذا واحد. و اللّٰه أعلمُ بالصَّواب.

باب النون و الميم و ما يثلثهما

نمي

النون و الميم و الحرف المعتلّ أصلٌ واحدٌ يدلُّ علي ارتفاع و زِيادة.
و نمَي المالُ ينمِي: زاد. و نَمَي الخِضَابُ يَنْمِي و يَنمُو، إذا زاد حمرةً و سوادًا و تنمَّي «2» الشّي‌ء: ارتفعَ من مكانٍ إلي مكان. قال:
يا حُبَّ ليلَي لا ينيَّرْ و ازدَدِ و انمِ كما يَنْمِي الخضابُ في اليَدِ «3»
______________________________
(1) يقال نكف من الأمر، و عن الأمر أيضا.
(2) في الأصل: «تمني»، صوابه في المجمل و اللسان. و شاهده قول القطامي:
فأصبح سيل ذلك قد تنمي إلي من كان منزله يفاعا
(3) هذه هي الرواية المشهورة كما نص ابن سيده. انظر اللسان. و يروي: «و انم كما ينمو»
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 480
و انتمَي فلانٌ إلي حَسبِهِ: انتسَب. و نَمَّيْتُ الحديثَ: أشَعتُه، و نَمَيْتُه بالتخفيف، و القياس فيهما واحد. و النَّاميَة: الخَلْق، لأنَّهم يَنْمُون، أي يزيدون:
و
في الحديث: «لا تَمْثُلُوا بنامِيَةِ اللّه»
. و يقال: نمَّيتُ النار. إذا ألقيتَ عليها شَيُوعاً. و يقال: نَمَتِ الرّمِيّةُ، إذا ارتفعَتْ و غابت ثم ماتت، و أنماها صاحِبُها.
قال:
فهي لا تَنْمِي رمِيَّتُه ما لَه لا عُدَّ من نَفرِهْ «1»
و
في الحديث: «كل ما أصْمَيْتَ و دع ما أنميت»

نمر

النون و الميم و الراء أصلانِ: أحدهما لونٌ من الألوان، و الآخر يدلُّ علي نُجوعِ شراب
فالأوَّل النَّمِر، معروف، من اختلاط السَّواد و البياض في لونِه، غير أنّ البياضَ أكثر. و من النّمر اشتُقَّ لون السَّحاب النُّمْر، و كذلك النَّعَم النُّمْر فيها سواد و بياض.
و كذلك النَّمِرَة، إنما هي كساءٌ ملوَّن مخطَّط. و تنمَّر لي فلانٌ: تهدَّدني. و تحقيقُه لَبِس لي جلد النَّمِر.
و الأصل الآخر النَّمير، و هو الماء العَذْبُ النّامِي في الجسدِ الناجعُ. ثم يستعار فيقال [حَسَبٌ «2»] نَمِيرٌ، أي زاكٍ.

نمس

النون و الميم و السين ثلاثُ كلمات: إحداها تدلُّ علي سَتْرٍ شي‌ء، و الأُخري علي لونٍ من الألوان، و الثالثة علي فسادِ شي‌ء من الأشياء.
فالأولي النَّاموس: و هو صاحب سِرِّ الإنسان. و نَمَسَ: قال: حديثاً في سِرّ
______________________________
(1) لامرئ القيس في ديوانه 153 و اللسان (نمي)، و الرواية فيهما: «فهو لا تنمي».
(2) التكملة من المجمل واللسان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 481
و ستر. و النَّاموس: قُتْرَة الصَّائد. و في مُصَنَّف الغريب: النَّاموس جَبْرَئِيل عليه السلام. و الأصل كلُّه واحد. و نامَسْتُ فلاناً منامسةً: سارَرْته و جعلتُه موضعاً لسِرِّي. قال ابن دُرَيد: و كلُّ شي‌ءٍ سترتَ به «1» شيئاً فهو ناموسٌ له.
و الثالثة* النَّمَس: الكَدَر «2» في اللَّون. يقال القطا النُّمْس، لأنَّ في لونها كُدْرة. و النَّمَس: فسادُ السَّمْنِ و الغالية و كلِّ طِيب. و النِّمْس: دُوَيْبَّة، سمِّيت للونها. فأمّا قول حميد «3»:
* كتَواهُقِ النِّمْسِ*
فيقال: إنّه أراد هذه الدّوابّ. و رواه أبو سَعِيد: «النُّمْس»، قال: و هي القَطَا جمع أنْمَس.

نمش

النون و الميم و الشين أصلٌ يدلُّ علي تخطيطٍ في شي‌ء. منه النَّمَش، و هي خُطوط النُّقوش، و النَّعت نَمِشٌ. و من الباب النَّمْش كما يفعله العابثُ «4» إذا التقط شيئاً و خَطَّط بأصابعه. قال:
* قلتُ لها و أُولِعَتْ بالنَّمْشِ «5» *
و نَمَشَ الجرادُ الأرضَ: جَرَدَها.

نمص

النون و الميم و الصاد أُصَيلٌ يدلُّ علي رِقّة شَعْرٍ أو نتف له.
فالنَّمَص: رِقَّة الشَّعر. و المِنْماص: المِنْقاش. و شعرٌ نميصٌ، و نبتٌ نميصٌ: نتفَتْه الماشيةُ بأفواهها.
______________________________
(1) في الجمهرة (3: 52): «فيه».
(2) في الأصل: «و الكدر».
(3) في المجمل: «جميل».
(4) في الأصل: «العائب»، صوابه في المجمل.
(5) و كذا ورد إنشاده في المجمل. و في اللسان: «قال لها».
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 482‌

نمط

النون و الميم و الطاء كلمةٌ تدلُّ علي اجتماع. و النَّمَط: جماعةٌ من الناس. و
في الحديث «1»: «خير هذه الأمَّة النَّمَط الأوسط، يَلْحَقُ بهم «2» التَّالي و يرجع إليهم الغالي»

نمغ

النون و الميم و الغين كلمةٌ تدلُّ علي أعلي شي‌ء. و نَمغَة الجبل:
أعلاه. و النَّمَغة: ما تحرَّكَ من يافوخ الصَّبِيّ أوّلَ ما يُولَد.

نمق

النون و الميم و القاف أُصَيْلٌ يدلُّ علي تحسينِ شي‌ءٍ و تجويده.
و نَمَقْتُ الكتاب و نَمَّقْتُه: نقَشتُه و صَوَّرْتُه. قال:
كأنَّ مَجَرَّ الرّامساتِ ذيولَها عليه قَضيمٌ نمَّقته الصَّوَانعُ «3»

نمل

النون و الميم و اللام كلماتُه تدل علي تجمُّعٍ في شي‌ءٍ و صِغَرٍ و خِفّة.
منه النَّمل: جمع نَمْلة. و طعامٌ منمولٌ: أصابه النَّمل. و فرسٌ نَمِلُ القَوائِمِ:
خفيفُها، كأنَّها شُبِّهَتْ بالنَّمْل. و النَّمْلة: قَرْحَهٌ تخرُج في الجَنْبِ، كأنّها سمِّيَت بها لتفشِّيها و انتشارها، شبِّهت بالنَّملةِ و دَبِيِها. و الأَنْمُلَة: واحدة الأنامل، و هي أطراف الأصابع.
و يقولون و ليس من هذا: إنَّ النَّمْلَة: شَقٌّ يكون في حافر الفرس من الأشْعَر إلي المَقَطّ.
و مما شذّ عن الباب النُّمْلة بالضم في النون و السكون في الميم «4» هي النَّميمة.
و يقال: نَمَل، إذا نَمَّ.
______________________________
(1) هو من كلام علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه، كما في اللسان.
(2) في الأصل: «بها»، و أثبت نص المجمل و اللسان.
(3) للنابغة الذبياني في ديوانه 50 و اللسان (نمق، قضم) و قد سبق في (قضم).
(4) هي مثلثة النون، و يقال في لغة رابعة «النميلة» كالنميمة وزنا و معني.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 483‌

باب ما جاء من كلام العرب علي أكثر من ثلاثة أحرف أوّله نون

من ذلك (النّهْشَل): الذِّئب، و يقال الصَّقْر. و هو منحوتٌ من كلمتين:
نَشَل و نَهَش، كأنَّه ينشل اللّحم و يَنْهَشه، و قد فُسِّرا جميعاً.
و من ذلك (النَّهابِر): المَهَالِك. و هو منحوت من نَهَبَ و نَهَر. و النَّهْبُ من الانتهاب. و نَهَرَ من نهر الفَتْق، كأنَّه شي‌ءٌ نهَب و نَهَر و ضَيَّع: و قد فسّرناه.
و (نَهْبَر) الرَّجلُ في كلامه: أتَي به علي غير جهته، و هو من نهب، كأنّه ينتهب الكلامَ، و من نَهَر، كأَنَّه يتوسَّع فيه.
و منه (النَّهْبلَة) النَّاقة الضخمة. و النَّهْبَلة: العجوز. و النَّهبَل: الشَّيخ.
و هذه مما زيدت فيه النون، و الأصل هاء و باء و لام. يقولون للشَّيخ هِبِلّ، و للعجوز هبلَّة.
و منه (النَّقرشة «1»): الحِسُّ الخفِيّ، كحِسِّ الفارة و اليَربوع. قال:
* يأيُّها ذَا الجُرَذُ المُنَقْرِشُ «2» *
و هي منحوتة من نقر و قرش و نَقَش، لأنَّه كأنه ينقُر شيئاً، و يَقْرِشُه: يجمعه، و ينقُشه كما يُنقَش الشّي‌ءُ بالمِنقاش.
و منه (النِّقْرِس): الدَّاهية من الأدِلَّاء. و دليلٌ نِقرِس، و طبيب نِقْرِس و نِقريسٌ: حاذق. و هذا ممَّا زيدت فيه السين، و أصله من النَّقْر، كأنّه ينقر عن الأشياء، أي يبحث عنها.
______________________________
(1) و كذا في المجمل. و لم أجد مادة هذه الكلمة في المعاجم المتداولة.
(2) و كذا أنشده في المجمل، و لم أعثر له علي مرجع آخر.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 484
و منه (النَّقثَلة): مِشْيَةٌ يُثِير فيها الرَّجُلُ التُّرابَ إذا مَشَي. قال:
* و تارةً أنبُثُ نَبْثَ النَّقْثَلَه «1» *
و هو منحوتٌ من كلمتين: نَقَثَ من النَّقْث: الإسراع في المَشْي، و من نَقَل، مِن نَقْل القوائم. و قد فسَّرناهما فيما مضي.
و منه (النُّمْرِقَة): الوِسادة. و هذا مما زيدت فيه القاف، إنَّما هي من النَّمِرَة و هي الكساء المخطَّط، و قد فسَّرناها، و اللّٰه أعلم بالصواب.
* تم كتاب النون
تم الجزء الخامس من مقاييس اللغة بتقسيم محققه و يليه الجزء السادس و أوله كتاب الهاء
______________________________
(1) لصخر بن عمير، كما في اللسان (نقثل)، و أنشده في المجمل بدون نسبة أيضا. و قبله:
* قاربت أمشي القعولي و الفنجله*
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 485‌

مراجع التحقيق و الضبط

يضاف إلي المراجع المثبتة في نهايات الأجزاء السابقة:
أراجيز العرب، للبكري. طبع سنة 1313 القاهرة.
إعجاز القرآن، للباقلاني. طبع السلفية 1349 القاهرة.
بلوغ الأرب، للآلوسي. طبع الرحمانية 1343 القاهرة.
حياة الحيوان، للدميري. طبع صبيح القاهرة.
ديوان امرئ القيس. برواية الطوسي (مخطوط دار الكتب المصرية).
««. برواية خرابنداذ (««««).
«الزفيان. ملحق بديوان العجاج. طبع ليبسك 1903 م.
«أبي طالب. مخطوط الشنقيطي بدار الكتب المصرية.
«عمر بن أبي ربيعة. طبع پول شوارز 1318 ليبسك.
«النابغة الذبياني. مخطوط مكتبة أحمد الثالث بتركيا.
الرسالة، للشافعي. تحقيق الشيخ أحمد شاكر. طبع الحلبي 1358.
سمط اللآلئ، للراجكوتي و البكري. طبع لجنة التأليف 1354.
شرح الألفية، للأشموني. طبع بولاق 1287.
غيث النفع، للصفاقسي. طبع العامرة الشرفية 1304 القاهرة.
الفصول و الغايات، للمعري. طبع حجازي 1356 القاهرة.
كتاب الهمز، لأبي زيد الأنصاري. طبع الكاثوليكية 1911 م بيروت.
المداخل، لغلام ثعلب. مخطوطة دار الكتب المصرية.
معجم مقائيس اللغة، ج‌5، ص: 486
معجم ما استعجم، للبكري. تحقيق الأستاذ السقا. طبع لجنة التأليف 1364.
المغني، لابن قدامة. طبع أنصار السنة 1367 القاهرة.
من نسب إلي أمه من الشعراء. (في المجموعة الأولي من نوادر المخطوطات).
المواهب الفتحية، للشيخ حمزة فتح اللّٰه. طبع مطبعة المدارس 1326.
النقائض. لأبي عبيدة. طبع ليدن 1905 م.
النقود العربية و علم النميات، للأب أنستاس. المطبعة العصرية 1939 م القاهرة.
نوادر المخطوطات، تحقيق عبد السلام هارون. (مجموعات متتالية. تطبع ابتداء من سنة 1370).

الجزء السادس

اشارة

بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ*

كتاب الهاء

(باب الهاء و ما بعدها في المضاعف و المطابق «1»)

هو

الهاء و الواو ليست من شرط اللُّغة «2»، و هي من العربية، و الأصل هاء ضُمّت إليه واوٌ. من العرب من يثقِّلها فيقول: هُوَّ «3». و منهم مَن يقول هُوْ «4».

هي

الهاء و الياء، و الهاء و الهمزة يجريان مَجري ما قبلهما. علي أنَّهُم يقولون: ما أدري أيّ هَيِّ بنِ بيٍّ هو. معناه أيُّ الناس هو. و هذا عندنا مما دَرَج عِلمُه. و كذلك قولهم: «لو كان ذاك في الهِيَ‌ء و الِجَي‌ء «5» ما نَفَعَه»، و الهِيَ‌ءْ:
______________________________
(1) في الأصل: «باب الهاء و الواو و ما يثلثهما»، و أثبت مألوف العبارة في مثل هذا مطابقا ما في المجمل.
(2) كذا جاءت هذه العبارة.
(3) شاهده ما أنشده في اللسان (20: 368):
و إن لساني شهدة يشتقي بها و هو علي من صبه اللّه علقم
(4) نص المجمل: «و منهم من يسكن الواو فيقول هو».
(5) اقتصر في المجمل علي ضبطهما بفتح الهاء و الجيم في المتن و الإنشاد التالي، و لكنهما يقالان بالفتح و الكسر.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 4
الطّعام. و الِجَيْ‌ء: الشَّراب، و اللفظتان لا تدلّان علي هذا التفسير. و يقولون:
هَأْهَأْتُ بالإبل، إذا دعوتَها للعَلَف. و هذا خلافُ الأول. و أنشدوا:
و ما كانَ علي الهِيَ‌ء و لا الجِيَ‌ءِ امتداحيكا «1»
و الهاء، هذا الحرف و‌ها تنبيهٌ. و من شأنهم إذا أرادوا تعظيم شي‌ءِ أنْ يُكثِرُوا فيه من التَّنبيه و الإشارة. و في كتاب اللّٰه: هٰا أَنْتُمْ هٰؤُلٰاءِ*، ثم قال الشاعر «2»:
ها إنّ تا عِذْرَةٌ إلَّا تكُنْ نفعَتْ فإنّ صاحِبَها قد تاهَ في البَلَدِ «3»
و يقولون في اليمين: لاهَا اللّٰهِ. و يقولون: إن هاءَ تكون تلبية «4». قال:
لا بَلْ يُجِيبُكَ حينَ تدعُو باسمِهِ فيَقول هاءَ و طالَ ما لبَّي «5»
هاءَ يهُوءُ الرّجُل هَوْءًا. و الهَوْء: الهِمَّة. قال الكِسائي: يا هَيْ‌ءَ ما لِي، تأسُّفٌ.

هب

الهاء و الباء مُعظَمُ بابِه الانتباه و الاهتِزازُ و الحركة، و ربما دلَّ علي رِقَّةِ شي‌ء.
الأوَّل هبَّت الريح تهُبُّ هُبوباً. و هَبّ النائم يَهُبُّ هَبًّا. و مِن أين هببتَ يا فلان، كأنّه قال: من أين جئت، من أين انتبهت لنا. و حُكِي عن يونُس:
______________________________
(1) نسب في اللسان إلي الهراء. و في المجمل: «و ما كان عن اخي‌ء». و قد سبق إنشاده في (جأ).
(2) هو الابغة الذبياني. ديوانه 27.
(3) رواية الديوان:
ها إن ذي عذرة إلا تكن نفعت فإن صاحبها مشارك النكد
(4) في الأصل: «تنبيه»، صوابه في المجمل. و هاء، هذه تمد و تقصر، كما في اللسان.
(5) أنشده في المجمل و اللسان (ها).
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 5
غابَ فلانٌ ثم هبّ. و يقولون: هبَّ يفعلُ كذا، كما يقال: طَفِق يفعل. و هزَزْتُ السَّيف فهبّ هبّة. و هَبَّته: هِزَّته و مَضاؤه في ضريبته. و سيفٌ ذو هَبَّة. و هبَّ البعيرُ في السَّير: نَشِط، هِباباً. قال لبيد:
فلها هِبَابٌ في الزِّمام كأنّها صهباءُ راحَ مع الجنوبِ جَهامُها «1»
و هبَّ التَّيس للسِّفاد هَبِيباً، و اهتبَّ، و هو مِهْبابٌ. و هَبْهَبْتُ به: دعوتُه ليَنْزُوَ. و يقال الهَبهَبِيُّ: الرَّاعي؛ و الفتَي السَّرِيعُ في الخدمة هَبهبيّ. و يقولون:
عِشْنا بذاك هِبَةَّ من الدَّهر، أي سَنَةً وَ وَقْتاً هَبَّ لنا.
و الباب الآخر تهبَّبَ الثوبُ: بَلِيَ. و يقال لقِطَع الثَّوب: هِبَبٌ. و هَبْهَبَ السَّرابُ: تَرَقرَق. و الهَبْهَاب: السَّراب. و ما أقرَبَ هذا من الأوّل. و ممّا يُشكِل عندي معناه قولُهم: هَبْهُ فعلَ كذا، و هَبْني فَعَلْته، و ظننتُ أنَّ هذا من باب وهب لأنَّ اللفظة علي هذا تدلّ، و هو علي ذلك مُشكِل. و يقولون للخيل: هَبِي، أي أقبِلِي «2». و هذه حكايةُ صوت.

هت

الهاء و التاء يدلُّ علي حكايةِ صوت، ليست فيه لغةٌ أصليّة.
يقال: هَتَّ البَكْرُ في صوته: عَصَر صوته «3». و هَتَتُّ الكلمة. و الهَتِيت:
متابَعَةٌ و مداركة. يقال: هَتَّ هَتَّا و هتيتاً. و يقولون: رجلٌ مِهَتٌّ: خفيف في العَمَل. و الهَتْهَتةُ: التواءُ الكلام. و الهَتُّ: تمزيقُ الثَّوْب. و الهَتُّ: الكَسْر.
______________________________
(1) البيت من معلفته المشهورة.
(2) في اللسان: «و هي: زجر للفرس، أي توسعي و تباعدي».
(3) كلمة «عصر» موضعها بياض في المجمل. و في اللسان: «و الهت: شبه العصر للصوت»
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 6
و يقولون: سَمِعتُ هَتَّ قوائمِ البعير عند وقعها بالأرض. و الأصل في ذلك كلِّه واحد، و لو لا أنَّ العلماء ذكروه لما رأيتُ لذكرِهِ وجهاً.

هث

الهاء و الثاء قريبٌ من الذي قبلَه، و معظمه الاختلاط.
* يقولون: الهثْهثَة: الاختلاط. و هَثْهَثَتِ السّحابةُ بثَلْجِها و قَطْرها: أرسلَتْه بسرعة:
و هَثْهَثَ الوالي: ظَلَمَ قال:
* وَ هَثْهَثُوا فكثُرَ الهَثْهَاثُ «1» *

هج

الهاء و الجيم: أصلٌ صحيح يدلُّ علي غُموضِ في شي‌ءٍ و اختلاط، و منه ما يدلُّ علي حكايةِ صوت.
فالأوّل قولهم: هَجَّتْ عينُه «2»: غارت. و هو من باب الغُموض و الهَجَاجة:
الأحمق الذي لا يَهتدِي للأمور، فكأنَّها قد عُمِّيت عليه. و قال ابنُ الأعرابيّ و غيره: ركِب فلانٌ هَجَاجِ، علي فَعالِ، إذا ركب العَمياءَ المُظلِمة. و أنشد:
* و قد رَكِبوا علي لَومِي هَجَاجِ «3» *
و الهَجِيج: الوادي العَمِيقُ؛ و هو من الغموض أيضاً.
و الباب الآخَر قولُهم: هَجْهَجْتُ بالسَّبع: صحتُ به. و هَجهَجَ الفحلُ في هديره.
______________________________
(1) للعجاج في ملحقات ديوانه 75 و اللسان (هثث). و قبله:
* و أمراء أفسدوا فعاثوا*
(2) و هججت أيضا. و أنشد في اللسان للسكميت:
كأن عيونهن مهججات إذا راحت من الأصل الحرور
(3) للمتمرس بن عبد الرحمن الصحاري، كما في اللسان (هجج). و صدره:
* فلا يدع اللئام سبيل غي*
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 7
و هَجْ. «1»: زجْرٌ للكلب. قال:
سَفَرَتْ فقلت لها هَجٍ فتبرقَعَتْ فذَكَرتُ حين تبرقَعَت ضَبّارا «2»
و ضَبَّار: كَلْب. و هَجِيجْ النَّار: أجِيجُها. فأمَّا قولهم: ماء هُجَهِجٌ.
لا عذب و لا ملح، فمن الإبدال، و قد ذكر في الهاء و الزّاء.

هد

الهاء و الدال: أصلٌ صحيح يدلُّ علي كَسْر و هَضْم و هدم.
و هَدَدْتُه هَدَّا: هَدَمتُه. و يرجع الباب كلُّه إلي هذا القياس. فالهَدُّ من الرِّجال:
الضَّعيف، كأنَّه هُدَّ. و رجال هَدُّونَ. و قد خُولف الأصمعيّ «3» فخبّرني عليُّ ابن إبراهيم القَطّان، عن ثعلبٍ عن ابن الأعرابي، و عن عمرو بن أبي عمرٍ و عن أبيه قالا «4»: الهَدُّ من الرِّجال: الجواد الكريم، و الجِبانُ هِدٌّ بالكسر «5». و أنشدوا:
ليسوا بِهَدِّينَ في الحروب إذا تُعقدُ فوق الحَراقِفِ النُّطُقُ «6»
فإن كان كذا فالجبان هِدٌّ. أي مهدود، كذِبْحٍ للمذبوح. و الهَد: الكريم الهادُّ لِمَالِه.
و مما يجري مجري الأصوات الهَدَّة: صوتُ وقع الحائط. و الهُدْهُد معروف.
______________________________
(1) يقال بسكون الجيم. و كسرها مع التنوين، و يقال أيضا هجاهجا بدون تنوين، و هجي بدون تنوين.
(2) البيت للحارث بن الخزرج الخفاجي، كما في تاج العروس و انظر الحيوان (1: 259/ 2:
21).
(3) في المجمل: «و قد خولف الأصمعي في هذه».
(4) في الأصل: «قال»، و أثبت ما في المجمل.
(5) و قيل هو بالفتح و لا يكسر.
(6) للعباس بن عبد المطلب، كما في اللسان (هدد)
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 8
و هَدْهَدَ الحمامُ: صَوَّت. و هَدْهَدَت المرأةُ ابنَها: حَرَّكَتْه لينام.
و مما شذَّ عن الباب و لا أعرِفُ له قياساً، قولُهم: مررتُ برجلٍ هَدَّكَ مِن رجُل، كقولهم: حسبُك من رجلٍ. و هي كلمةٌ كذا تقال. قال:
ولي صاحبٌ في الغار هَدَّكَ صاحباً هو الْجوْنُ إلّا أنّه لا يعلَّلُ «1»

هذ

الهاء و الذال: أُصَيل يدلُّ علي قَطْع. و هَذَّه: قَطَعه.
و سكِّينٌ هَذُوذ. و هَذَاذَيْكَ من الهَذِّ: سُرعةِ القَطع، كأنَّه يقول: أحكِم الأمرَ و اقطَعْه.

هر

الهاء و الراء: أُصَيلٌ صحيح يدلُّ علي صوتٍ من الأصوات، و يقاس عليه. يقولون: الهِرُّ: دُعاء الغنم. و ذلك قولهم: «لا يَعرف هِرًّا من بِرٍّ». و البِرُّ: سَوْقُ الغَنَم. و الهِرَّة: السِّنَّوْرة، و كأنَّها سمِّيت لصوتها إذا هَرَّت.
[و هَرَّ الشَّوْك، إذا اشتَدَّ يُبْسُه «2»، و له حينئذ هريرٌ] و زَجَل. قال:
رَعَيْنَ الشَبْرِقَ الرَّيّانَ حَتَّي إذا ما هَرّ و امتَنَعَ المَذَاقا «3»
قال: و الهُرْهُور: الماء الكثير الذي إذا جَرَي سمِعتَ له هَرْهَرَة. و يقولون:
هَرَّ فلانٌ «4» الكأس: كرِهَها، و لعلّه أن يكون قِيل ذاك لأنَّه يَهِرُّ في وجْه مَن يسقيه.
______________________________
(1) البيت للقتال الكلابي، كما في الحيوان (7: 253) و اللسان (جون) و الشعر و الشعراء 7/ 6، و الأغاني (20: 160).
(2) التكملة إلي هنا من المجمل، و سائرها مما افترحته.
(3) أنشده في المجمل، و اللسان (هرر). و المذاقا، نصب علي التمييز
(4) في الأصل: «و يقولون فلان فلان»، صوابه في المجمل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 9
و مما ليس من الباب الهُرَار: داءٌ يأخذ الإبل، ناقة مهرورة. و رأسُ هِرّ:
مكان.

هز

الهاء و الزاء: أصلٌ يدلُّ علي اضطرابٍ في شي‌ء و حركة.
و هَزَزْت القناةَ فاهتزَّتْ. و اهتَزَّ النَّباتُ، و هَزَّتْه الرِّيح. و هزَّ الحادي الإبلَ بحُدائِهِ و اهتزَّتْ هي في سيرها. و هَزِيزُ الرِّيح: حرَكتُها و صوتُها.
و من الباب الهَزَاهِزُ «1»: الفِتَنُ يَهْتَزُّ فيها النّاس. و سيفٌ هَزهازٌ و هُزْهُزٌ:
صافٍ حسنُ الاهتزاز. و ماء هُزَهِزٌ: اهتزَّ في جَرَيانه. و الكوكَب في انقضاضه يهتَزُّ. و الهُزَهِزُ: الرّجُل الخفيف، و القياسُ في كلِّ ذلك واحد.

هس

الهاء و السين: أُصَيلٌ يدلُّ علي أصواتٍ و اختلاط، كالهَسِيس. و هَسَاهِسُ الجنِّ مثل هَثَاهِثِهم. و قولهم: راعٍ هَسْهاسٌ، من باب الإبدال، مثل قَسْقاس، إذا رَعي الغَنمَ اللَّيلَ كلَّه.

هش

الهاء و الشين: أصلٌ صحيحٌ يدلُّ علي رَخاوةٍ و ليِن. و الرِّخْو اللَّيِّن هَشٌّ. و منه رجل هشٌّ: طَلْق المُحيَّا، و قد هَشِشتَ «2»، و ذُو هَشَاش «3».
و الفرس الهَشُّ: الكثير العَرَق. و شَاةٌ هَشُوشٌ: ثَرَّةٌ «4».
و من الباب هَشَشْتُ الورقَ هشّاً: خبطتُه بعَصاً.
______________________________
(1) و يقال الهزائز أيضا، كما في اللسان.
(2) في الأصل: «هشت»، صوابه في المجمل.
(3) في المجمل: «و فلان ذو هشاش».
(4) في الأصل: «بشرة»، تحريف. و في المجمل و اللسان: «إذا ثرت باللبن».
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 10‌

هص

الهاء و الصاد كلمةٌ تدلُّ علي غَمْز الشَّي‌ء. يقولون للذِّئب:
هُصْهُص «1» و هَصْهَصْتُ «2» الشي‌ءَ: غَمَزته. و يقولون، و ما أدري كيف هو: إنَّ الهاصَّةَ «3»: عَينُ الفِيل، و هو عندي مما يُسمَع.

هض

الهاء و الضاد كلمَةٌ تدلُّ علي رَضٍّ أو أكثَرَ مِنه. و هَضَضْتُ الشَّي‌ءَ و هَضْهَضْتُه «4»: كَسَرْته. و الهَضْهاض: الفحل الذي يهضُّ أعناق الفَحُول.
و يمكن أن يكون الهَضَّاء: الجماعةُ من الناس من هذا.
رهف
الهاء و الفاء أصلٌ صحيح يدلُّ علي خِفَّةٍ و سُرعةٍ في سَير و صَوت.
فالهَفيف: سُرْعة السَّير. قال ذو الرُّمة:
إذا ما نَعَسْنا نَعْسَةً قلتُ غَنِّنا بخرقاءَ و ارفَعْ من هَفِيف الرّواحِلِ «5»
و منه الرِّيحُ الهَفَّافة: الخفيفة الهُبوب. و الظِّلُّ الهفَّاف: الساكن. و منه قميصٌ هَفْهافٌ: رقيق. و الهِفُّ: الذي هَراقَ ماءَه و خَفَّ من السَّحاب. و الهَفَّاف:
البَرَّاق و الشُّهْد الهِفُّ: الرَّقيق القليل العسل، سمِّي لخفَّته، و كذلك الهِفُّ من الزَّرع: الذي يُؤخَّرُ حَصادُه فينتثر «6» حَبُّه. و منه المرأة المُهَفْهَفَة: الخميصة الدَّقيقة الخصر و اليَهْفُوف: الأحمق لخِفَّةِ عقله؛ و يقال هو الجَبَان.
______________________________
(1) و كذا في المجمل. و لم يرد في اللسان. و في القاموس: «و كهدهد و حلاحل: القوي من الناس و الأسود».
(2) في الأصل: «و هصهت»، صوابه في اللسان.
(3) لم ترد في اللسان، و وردت في القاموس.
(4) في الأصل: «و هضضته».
(5) ديوان ذي الرمة 496 و اللسان (هفف) و في الديوان: «من صدور».
(6) في الأصل: «فينتشر»، صوابه في المحمل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 11‌

هك

الهاء و الكاف أُصَيلٌ يدلُّ علي انفراجٍ في شي‌ء أو شَقّ.
يقال انهكَّ صَلَا المرأةِ انهِكاكاً: انفَرَجَ عند الوِلادِ. و يقولون: هكَّه بالسَّيف:
ضَرَبه. و الهَكَّ: المطَر الشديد، لأنّه يَهُكَّ الأرض «1». و انهكَّت البِئرُ:
تهَوَّرت.

هل

الهاء و اللام أصلٌ صحيح يدلُّ علي رَفْع صَوت، ثم يُتَوسَّع فيه فيسمَّي الشي‌ءُ الذي يصوَّت عنده ببعض ألفاظِ الهاء و اللام. ثم يشبَّه بهذا المسمَّي غيرُه فيسمَّي به.
و الأصل قولهم أهَلَّ بالحجِّ: رفَعَ صوته بالتَّلبِيَة و استهلَّ الصَّبيُّ صارخاً «2»:
صوَّت عند وِلَادِه. قال ابنُ أحمر في الإهلال:
يُهِلُّ بالفَرْقدِ رُكبانُها كما يُهِلُّ الرَّاكِبُ المُعْتَمِرْ «3»
و يقال: انهلَّ المطرُ في شِدَّة صوبِه و صوته انهلالًا.
و أمَّا الذي يُحمَلُ علي هذا للقُرْب و الجِوار فالهِلالُ الذي في السَّماء، سمِّي به لإهْلَالِ النّاس عند نظرِهم إليه مكبِّرين و داعين. و يسمَّي هلالًا أول ليلةٍ و الثّانيةَ و الثالثة، ثم هو قمرٌ بعد ذلك. يقال أهَلَّ الهِلالُ و استُهِلَّ. ثم قيل علي مَعني التَّشبيه تَهَلَّلَ السَّحابُ ببرقه: تلألأ، كأنّ البرق شُبِّه بالهلال.
و ممَّا حمل علي التَّشبيه أيضاً الهِلال: سِنانٌ له شُعبتان. و الهلالُ: الماءُ القليل في أسفل الرَّكِيِّ. و الهِلال أيضاً: ضربٌ من الحيَّاتِ. قال ذو الرُّمَّة:
______________________________
(1) في الأصل: «يهتك الأرض».
(2) في الأصل: «صارخا كما»، و كلمة «كما» مقحمة.
(3) سبق البيت و مخريجه في (عمر).
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 12
إليك ابتَذْلْنَا كلَّ وهمٍ كأنَّه هلالٌ بدا في رمضةٍ يتقلَّبُ «1»
و يقولون: الهِلال: سَلْخ الحيّة. و الهِلال: طرَف الرَّحَي إذا انكسَرَ منها.
و يقولون: ثوبٌ هَلْهَلٌ: سخيف النّسج، كأنَّه في رِقَّتِهِ ضوءُ الهلال. و شِعْرٌ هَلْهَلٌ: رقيق. و سمِّي امرؤ القيس بن ربيعة مُهلهِلًا لأنَّه أوَّلُ من رقّق الشِّعر «2»، و قال قومٌ: بل سمِّيَ مُهلهِلًا بقوله:
لمَّا تَوَعَّرَ في الكُراعِ هجينُهم هَلْهَلْتُ أثْأَرُ جابراً أو صِنْبِلَا «3»
و ذلك أنَّه إذا أراد إدراكه صوَّت متدارِكا. و يقال الهُلاهِل: الماء الكثير، و هذا لأنَّ له في جَرَيَانِهِ صوتاً؛ و هو [في] الأصل هُراهِر. و الهلال:
ما يَضُمُّ بين حِنْوَي الرَّحْل، و الجمع أَهِلّة.
و مما شذَّ عن هذا الأصل قولهم: حَمَل فلانٌ علي قِرْنه ثمَّ هَلَّل، إذا أحْجم.
فأمّا قول القائل:
و ليس لها ريحٌ و لكنْ وَديقةٌ يظلُّ بها السَّاري يُهِلُّ و يَنْقَعُ «4»
______________________________
(1) البيت في ملحقات ديوانه 662 و اللسان (هلل).
(2) في الأصل: «رق الشعر»، صوابه في المجمل.
(3) سبق إنشاده في (كرع) برواية: «لما توقل»: و أنشده في اللسان (هلل) و أمالي القالي (2: 291) برواية: «لما توعر» فيهما، و أشار في الأمالي إلي رواية «توقل». و أنشده الجوهري: «توغل». و في اللسان هلل: «قال ابن بري: و الذي في شعره: لما توعر، كما أوردناه عن غيره- أي غير الجوهري- و قوله لما توعر، أي أخذ في مكان وعر».
(4) و كذا ورد إنشاده في المجمل، و في اللسان (هلل):
و ليس بها ريح و لكن وديقة يظل بها السامي يهل و ينقع
و في اللسان (سما):
و لبس بها ريح و لكن وديقة قليل بها السامي يهل و ينقع
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 13
و يقال للخَيل: هَلَا: قِرِي «1»، صوتٌ يصوَّتُ به لها.

هم

الهاءُ و الميم: أصلٌ صحيح يدلُّ علي ذَوْبٍ و جَرَيانِ و دَبيبٍ و ما أشبَهَ ذلك، ثم يقاس عليه. منه قول العرب: همَّني الشَّي‌ءُ: أذَابَنِي. و انْهَمَّ الشَّحمُ: ذاب. و الهاموم: الشَّحم الكثير الإهالة. و السَّحاب الهامُوم: الكثير الصَّوب. و الهَموم: البئر الكثيرة الماء. قال:
* إنَّ لها قَلَيْذَماً هَمُوما «2» *
و الهَميمة: المَطْرَة الخَفيفة، و الرِّيح الرَّيْدانة: اللَّيّنة الهبُوب. و الهَوَامّ:
حشرات الأرض، سمِّيت لهِميمها، أي دَبِيبها. قال:
تري أثْرَه في صَفحتَيه كأَنّه مدراجُ شِبثانٍ لَهُنَّ هميمُ «3»
و همَّم في رأسه: جعَلَ أصابعَه في خِلال شِعره، يجي‌ء بها و يذهب لينام، كأنَّ أصابِعَه تدِبُّ في خلال شعره.
و من الباب الهِمُّ: الرّجل المُسِنّ؛ و المرأة هِمَّة، كأنهما قد ذابا من الكبر.
و أمَّا الهَمُّ الذي هو الحزن فعندنا من هذا القياس، لأنّه كأنّه لشدته يَهُمُّ، أي يذيب. و الهَمُّ: ما هَمَمْتَ به، و كذلك الهِمَّة، ثم تشتقُّ من الهِمَّة: الهُمام: الملكُ العظيم الهِمّة. و مُهِمُّ الأمرِ: شديدُه. و أهمَّنِي: أقْلَقَني. و القياس واحد. و قولُ الكميت:
______________________________
(1) في الأصل: «قربي»، صوابه من المجمل و اللسان. و في المجمل: «أي قري، من الوقار»
(2) سبق إنشاده و تخريجه في (جم، مخج).
(3) لساعدة بن جؤية الهذلي في ديوان الهذليين (1: 230) و اللسان (شبث، همم)، و قد سبق إنشاده في (شبث).
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 14
عادلًا غيرَهُمْ من النَّاسِ طرًّا بِهِمُ لَا هَمَامِ لي لا هَمامِ «1»
فإنّه يقول: لا أهُمّ بذلك و لا أفعَلُه. و قد فسَّرنا معني الهِمّة.

هن

الهاء و النون: أصلٌ صحيح يدلُّ علي جِنْس من اللَّحم، و فيه شي‌ءٌ من الكلام الذي نَنْسبه إلي الإشكال، و إن كان علماؤنا قد تكلَّموا فيه.
فالأوّل الهَنَّةُ «2»، يقال إنَّها شحمة باطِنِ العين، كذا قال أبو بكر «3» و الهُنَانَة:
الشّحمة. و يقال: ما بهذا البعير هانَّة، كما يقال: ما بِه طِرْقٌ.
و أمَّا الكلام الآخر فقال الفراء: اجلس‌ها هُنَا قريباً، و تنحَّ هاهَنَّا، أي تباعَدْ. فأمَّا قول الأعشي:
لاتَ هَنَّا ذِكْرَي جُبيرة أم مَنْ جاءَ منها بطائف الأهوالِ «4»
قالوا: معناه ليست جُبيرةُ حيث توهَّمْت، يوئسُه منها. و كذلك قولُ الرَّاعي:
أفي أثَرِ الأظعانِ عينُك تَلمحُ نَعم لاتَ هَنَّا إنَّ قَلبَك مِتْيَحُ «5»
قالوا: معناه ليس الأمرُ حيث ذهبتَ. و قول الآخر «6»:
* حَنَّتْ نَوارُ و لاتَ هَنَّا حنَّت «7» *
______________________________
(1) أنشده في المجمل و اللسان (همم).
(2) و كذا وردت في المجمل و الجمهرة (1: 123) و لم ترد في اللسان و القاموس و فيهما بدلها «الهانة» و «الهنانة».
(3) في الجمهرة المتوضع المتقدم.
(4) ديوان الأعشي 3.
(5) أنشده في اللسان (هنن، تيح). و قد سبق في (تبح).
(6) هو شبيب بن جعيل التغلبي، كما في الخزانة (2: 158) و العيني (1: 418).
(7) عجزه:
* و بدا الذي كانت نوار أجنت*
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 15
يقول: ليس ذا موضعَ حنين. و قوله:
* لمَّا رأيت مِحْمَلَيْها هَنَّا «1» *
أراد هاهنا. و قال ابن السِّكِّيت في قوله:
* لمَّا رأَي الدّارَ خَلاءً هَنَّا «2» *
قال: بكي. يقال هَنَّ، إذا بكي. و إنما نقف في مثل هذه المشكلات حيثُ وُقِّفْنَا، و إلّا فما أحسب أحداً منهم لخَّصها و لا فسَّرها بعد.

(باب الهاء و الواو و ما يثلثهما)

هوي

الهاء و الواو و الياء: أصلٌ صحيح يدلُّ علي خُلُوٍّ و سقوط.
أصله الهواء بين الأرض و السماء، سمِّي لخلوِّه. قالوا: و كلُّ خالٍ هواء. قال اللّٰه تعالي: وَ أَفْئِدَتُهُمْ هَوٰاءٌ، أي خاليةٌ لا قَعِي شيئاً، ثمَّ قال زُهير:
كأَنَّ الرَّحْلَ منها فوقَ صَعلٍ من الظِّلْمان جؤجؤهُ هواءُ «3»
و يقال هَوَي الشّي‌ءُ يَهوِي: سقط. و هاويةُ «4»: جهنم؛ لأنَّ الكافر يَهوِي فيها. و الهَاوية: كلُّ مَهْواة. و الهُوَّة: الوَهدة العميقة. و أهْوَي إليه بيده ليأخذه،
______________________________
(1) بعده في الخزانة (2: 156).
* محدرين كدت أن أجنا*
(2) بعده في اللسان (هنن):
* و كاد أن يظهر ما أجنا*
(3) ديوان زهير 63 و اللسان (هوا).
(4) هي اسم من أسماء جهنم، علم لها: و يقال لها «الهاوية» أيضا.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 16
كأنَّه رَمي إليه بيده إدا أرسلها. و تهَاوَي القَوْمُ في المَهْواة: سقط بعضهم في إثْر بعض. و يقولون: الهَوِيُّ ذَهابٌ في انحدار، و الهُوِيّ في الارتفاع. قال زُهير في الهَوِيّ:
يَشُقُّ بها الأماعِزَ فهي تَهوِي هَوِيّ الدَّلْوِ أسلَمَها الرِّشاءُ «1»
و قال الهذَلي في الهُوِيّ:
و إذا رميتَ به الفِجاجَ رأيتَه يَهوِي مَخارِمَها هُوِيَّ الأجدلِ «2»
و هَوَت الطّعنةُ: فَتَحَتْ فاها تَهوِي، و هو من الهواء: الخالي. و هَوَتْ أمُّهُ:
شَتْمٌ، أي سقَطَتْ و هَلَكَتْ. وَ فَأُمُّهُ هٰاوِيَةٌ كما يقال: ثاكلة. و المَهْوَي:
بُعدُ ما بينَ الشَّيئينِ المنتصِبَين، حتي يقالُ ذلك لبُعْد ما بين المَنْكِبَين.
و أمَّا* الهوي: هَوي النَّفسِ، فمن المَعنيين جميعاً، لأنَه خالٍ من كلِّ خير، و يَهوِي بصاحِبِه فيما لا ينبغي. قال اللّٰه تعالي في وصف نبيّه عليه الصلاة و السلام: وَ مٰا يَنْطِقُ عَنِ الْهَويٰ، يقال منه هَوِيتُ «3» أَهْوَي هَوًي. و أمَّا المُهاواة فذكر أبو عمرٍو أنّها الملاجَّة. و قال أبو عبيد: شدّة السَّير. و أنشد:
فلم تستطع مَيٌّ مَهاواتَنا السُّرَي و لا ليلَ عِيسٍ في البُرِينَ خواضِعِ «4»
______________________________
(1) ديوان زهير 67 و اللسان (هوا).
(2) لأبي كبير الهذلي في ديوان الهذلبين (2: 94) و الحماسة (1: 21).
(3) في الأصل: «هويت منه».
(4) لذي الرمة في اللسان (هوا) و المخصص (7: 106). و هو بهذه الرواية ليس في ديوانه.
و في اللسان أيضا عن التهذيب: «في البرين سوام»، و هي رواية الديوان 602.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 17
و الذي قاله فصيح: أمَّا المُلَاجَّة فلأَنَّ كلَّ واحدٍ منهما يحبُّ هَوَي صاحِبه.
و أمَّا السَّير فلِمَا في ذلك من التَّرامِي بالأبدان عند السَّير.

هوب

الهاء و الواو و الباء: ليس بأصلٍ جيّد، لكنهم يقولون:
الهَوْب: المُخَلِّط. و حكي ابن دريد في طرائفه «1» أصابني هَوْب النار: وهَجها «2».

هوت

الهاء و الواو و التاء: قريبٌ من الذي قبلَه. يقولون:
الهَوْتة «3»: الطَّريقُ إلي الماء. و صَبَّ اللّٰه عليه الهَوْنَةَ و المَوْتة، شتمٌ، قاله الخليل.

هوج

الهاء و الواو و الجيم: كلمةٌ تدلُّ علي تسرُّعٍ و تعسُّف.
يقولون: الأهوج: الرَّجُل المتسرِّع. و الهوجاء: النَّاقة السريعة، كأنَّ بها هَوَجا.
و الهوجاء: الرِّيح التي تَقلَع البُيوت. و قال أبو بكر «4»: و قد تَهُبُّ في وجهٍ واحد هبوباً متدارِكا. و يقولون: الهاجَةُ: الضِّفدِعة.

هود

الهاء و الواو و الدال: أصلٌ يدلُّ علي إرْوَادٍ و سُكون.
يقولون: [التَّهويد «5»]: المَشْيُ «6» الرُّوَيْد. و يقولون: هَوَّدَ، إذا نامَ. و هَوَّد الشَّرابُ نَفْسَ الشّاربِ، إذا خَثَرت له نَفْسُه. و الهَوَادَة: الحالُ تُرحَي معها
______________________________
(1) الجمهرة (1: 332).
(2) في الأصل: «و هيجها»، صوابه في المجمل و الجمهرة. و نص الجمهرة: «و الهوب: اشتعال النار و وهجها، لغة بمانية».
(3) و يقال بفتح الهاء و ضمها، كما في اللسان.
(4) الجمهرة (3: 119).
(5) التكملة من اللسان.
(6) في الأصل: «و الشي‌ء»، صوابه في اللسان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 18
السَّلامةُ بين القوم. و المُهَاودة: المُوادَعَة «1». فأمَّا اليَهُودُ فمِن هاد يَهُودُ، إذا تاب هَوْداً. و سُمُّوا به لأنَّهم تابُوا عن عبادة العجل. و في القرآن: إِنّٰا هُدْنٰا إِلَيْكَ، و في التَّوبةِ هوادةُ حالٍ و سلامةٌ.

هوذ

الهاء و الواو و الذال: كلمةٌ واحدة، هي هَوْذَةُ: القَطاةُ، و بها سمِّي الرجل هَوْذَة.

هور

الهاء و الواو و الراء: أصلٌ يدلُّ علي تساقُطِ شي‌ءٍ. منه تَهَوَّرَ البِناء: انهَدَم. و تهَوّر اللَّيلُ: انكسَرَ ظلامُه، كأنَّه تهدَّم و مرَّ. و تهوَّرَ الشِّتاء: ذهبَ أشدُّهُ. و يقولون للقَطِيع من الغَنم: هَوْرٌ؛ و هو صحِيحٌ لأنَّه مِن كثرته يتساقط بعضُه علي بعض.
و مما شذَّ عن الباب قولهم: هُرْتُ فلاناً بكذا أَهُورُه: أزْنَنْتُه به قال:
* رأي أنَّني لا بالكثير أَهُورُه «2» *

هوس

الهاء و الواو و السين: كلمةٌ تدلُّ علي طَوَفَانٍ و مَجي‌ءٍ و ذَهاب في مثلِ الحَيرة. فالهَوْس: الطَّوَفَانُ؛ و كلُّ طلبٍ في جُرأة هَوْس و يقال أسَدٌ هَوَّاس. و باتَت [الإبلُ «3»] اللَّيلَ تَهُوس: تَسرِي.
و من المحمول علي هذا الهَوْس: شِدّة الأكل. يقال: أكُولٌ «4» هَوَّاس.
______________________________
(1) في المجمل: «المواعدة»، تحريف.
(2) لأبي مالك بن نويرة يصف فرسه، كما في اللسان (هور). و عجزه:
* و لا هو عني في المواساة ظاهر*
(3) التكملة في المجمل.
(4) في الأصل: «أكل»، تحريف. و في المجمل: «و الهواس: الأكول».
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 19
و من الباب ناقَةٌ هَوِسَةٌ: ضعيفة، و هي إذا كانت كذا حارت. و منه قولهم به هَوَسٌ.

هوش

الهاء و الواو و الشين: أُصَيلٌ يدلُّ علي اختلاطٍ و شِبهه.
منه هَوّشُوا: اختَلَطوا. و هَاشت الخيلُ في الغارة. و المَهَاوش في الحديث «1» من هذا. و يقال: هَوَّشَت الرِّيحُ بالتُّراب: جاءت به ألواناً. و منه الهَوش. العدد الكثير. و تَهَوَّشَ القوم علي فُلانٍ: تَغَاوَوْا عليه.
و شذَّ عنه الهَوَش، يقال إنَّه صِغَر البَطْن قال:
* قد هَوِشَتْ بطونُها و احقَوقَفَتْ «2» *
و هم مُتَهاوِشُون، أي مختلِطُون.

هوع

الهاء و الواو و العين: كلمتان: الهَوْع: سُوء الحِرص.
يقال رجلٌ هَاعٌ.
و الكلمة الأخري: الهُوَاع: القَي‌ء. يقال: هَاعَ يَهُوع و تَهَوَّع. قال الخليل:
لأُهَوِّعَنَّه ما أَكَل، أي لأستخرِجَنَّ من حَلْقِه ما أكَلَ‌

هوف

الهاء و الواو و الفاء: كلمةٌ واحدة تدلُّ علي خِفّة. يقال الهُوفُ «3»: الرِّيح تأتي من قِبَلِ اليمن. قالت* أمُّ تأبَّطَ شرًّا تؤبِّنُه: «ما هُو بِهُلفوف، تلفُّه هُوف». و بذلك يشبَّه الأحمق، فيقال له هُوف. قال أبو بكر «4»:
______________________________
(1) هو حديث: «من اكتسب مالا من مهاوش أذهبه اللّه في نهابر».
(2) أنشده في اللسان (هوش).
(3) استظهر في اللسان أن يكون من مادة (هيف).
(4) الجمهرة (3: 162).
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 20
و رجلٌ هُوفٌ، إذا كان خاوياً لا خَيرَ عنده.

هوك

الهاء و الواو و الكاف: كلمةٌ تدلُّ علي حُمقٍ و وقوع في الشي‌ء علي غَير بصيرة. فالهَوَك: الْحْمق. و تهوَّكَ الرجلُ: وقع في الشَّي‌ء. و
في الحديث:
«أ مُتَهَوِّكُونَ أنتم كما تهوَّكَت اليهودُ و النَّصاري «1»».

هول

الهاء و الواو و اللام: كلمتانِ تدلُّ إحداهما علي مخافةٍ، و الأخري علي تحسينٍ و زِينة.
فالأولي: الهوْل، و هي المخافة. و هالَنِي الشَّي‌ءُ يهُولُني. و مكانٌ مَهالٌ:
ذو هَوْل. قال الهذلي «2»:
أجاز إليْنا علي بُعده مهاوِيَ خَرق مَهَابٍ مَهَالِ
و التَّهاويل: ما هالَكَ من شي‌ء. و هَوَّلُوا علي الرّجل: حَلَّفوه عند نارٍ يهوِّلون بها عليه. قال أوس:
* كما صَدَّ عن نارِ المهَوِّل حالِفُ «3» *
و الأُخري قولهم لزِينة الوَشْيِ: تَهَاويل، و يقال هَوَّلتِ المرأةُ: تزيَّنت بحَلْيها.
______________________________
(1) هو حديث عمر بن الخطاب قال للنبي صلي اللّه عليه و سلم: «إنا نسمع أحاديث من يهود تعجبنا أفتري أن نكتبها؟ فقال رسول اللّه صلي اللّه عليه و سلم …».
(2) هو أمية بن أبي عائذ الهذلي. ديوان الهذليين (2: 172) و اللسان (هيب، هول).
(3) صدره كما في ديوان أوس 16 و اللسان (هول) و البيان (3: 7) و أيمان العرب للنجيرمي 31:
* إذا استقبلته الشمس صد بوجهه*
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 21‌

هوم

الهاء و الواو و الميم كلمة. يقولون: هَوَّمَ الرّجُل، إذا هزَّ رأسَه من النُّعاس. و قد هَوَّمْنا. قال:
* ما تَطعم العينُ نوماً غيرَ تَهويمِ «1» *

هون

الهاء و الواو و النون أُصَيلٌ يدلُّ علي سكون أو سكينة «2» أو ذلّ. من ذلك الهَوْن: السَّكينة و الوَقار. قال اللّٰه سبحانه: يَمْشُونَ عَلَي الْأَرْضِ هَوْناً. و الهُون: الهَوان. قال عزّ و جلّ: أَ يُمْسِكُهُ عَليٰ هُونٍ.
و الهَاوُون، لِلذي يُدقُّ به عربيٌّ صحيح، كأنّه فاعول من الهَوْن.

هوه

الهاء و الواو و الهاء. يقولون: الهَوْهَاء «3»: الأحمق. و يقولون:
الهواهِي: الباطل. قال ابنُ أحمر:
في كل يوم يَدْعُوانِ أطِبَّةً إليَّ و ما يُجْدُونَ إلّا الهَواهِيا «4»
قال الخليل: و بئرٌ هوهاءُ، علي زنة حمراءَ: كثيرةُ الماء.
______________________________
(1) الفرزدق في ديوانه 747 و اللسان (هوم، شفه) و صدره:
* عاري الأشاجع مشفوه أخو قنص*
ما تطعم العين، أي عينه، أو العين منه. و رواية الديوان:
عاري الأشاجع مسعور أخو قنص فما ينام مجير غير تهويم
(2) في الأصل: «أما سكينة».
(3) الهوهاء هنا بالهمزة و في المجمل بالهاء في آخره، و هما لغتان، كما في اللسان.
(4) البيت في اللسان (هوه). و الأطبة: جمع طبيب جمع قلة.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 22‌

باب الهاء و الياء و ما يثلثهما

هيأ

الهاء و الياء و الألف كلمةٌ تأتي و هاؤها زائدة. يقال: هَيَا، و المرادُ: يا. قال الشاعر:
فَيُصِيخُ يرجُو أنْ يكونَ حَياً و يقولُ مِن طربٍ هَيَا ربَّا «1»

هيب

الهاء و الياء و الباء كلمةُ إجلالٍ و مخافة. من ذلك هابَه يَهابُه هَيْبةً. و رجلٌ هَيُوبٌ: يَهاب كلَّ شي‌ء. و هَيُوبٌ: مَهِيبٌ «2». و قولهم: «الإيمانُ هَيوبٌ»، قال قوم: مَهيبٌ، و قال قوم: إنَّ المؤمنَ يَهاب الانقِحامَ فيما يسرِعُ إليه غيرُه. و تهيَّبْت الشَّي‌ءَ: خِفتُه. و تَهَيَّبِني الشّي‌ءُ، كأنَّه أخافَني. قال:
* و لَا تَهَيَّبُني المَوْماةُ أركبُها «3» *
و الهَيَّبَانُ: الجَبَان. و أمّا قولهم: أهابَ بِهِ، إذا صاح به، يُهِيبُ كما يُهيب الرّاعِي بغنمِه لتقِفَ أو تَرجِع، فهو من القياس، لأنَّه كأنَّه يُفْزِعه.
و مما ليس من الباب و لا أعلم كيفَ صِحّتُه، قولُهم: الهَيَّبَان: لُغَامُ البَعير.

هيت

الهاء و الياء و التاء كلمة تدلُّ علي الصَّيحة. يقولون: هيَّتَ به، إذا صاح. قال:
______________________________
(1) في الأصل: «فيصيح» بالحاء المهملة. و رواية القالي (1: 84) و البيان (1: 283):
«فأصاح». و قبله:
و حديثها كالقطر يسمعه راعي سنين تتابعت جدبا
(2) في الأصل: «و مهيب» صوابه في المجمل.
(3) لابن مقبل، في اللسان (هيب). و عجزه:
* إذا تجاوبت الأصداء بالسحر*
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 23
* لو كانَ مَعْنِيًّا بِها لَهَيَّتا «1» *
و يقولون في معني هَيْت لك: هَلُمَّ.

هيج

الهاء و الياء و الجيم أصلان صحيحان: أحدهما يدلُّ علي ثَوَرَان شي‌ء، و الآخر علي يُبْس نَبَات. فالأوّل: هاجَ الفحلُ هَيْجاً و هِياجاً. و كذلك الدَّم: و الهَيْجاء تمدُّ و تقصر. و هِجت «2» الشَّرَّ و هيَّجْته. و هيَّجْتُ النّاقَة فانبعثَتْ. و يقال للنَّاقةِ النَّزوع إلي وَطَنِها: مِهياج.
و الآخَر قولهم: هاجَ البقلُ، إذا اصفرَّ ليَيْبَسَ. و أرضٌ هائجة: يَبِس بقلها.
و أهْيَجْتُ الأرضَ: صادفتُ نباتَها هائجاً قد ذَوَي. قال رؤبة:
* وَ أَهْيَجَ الخَلصَاءَ من ذات البُرَقْ «3» *

هيد

الهاء و الياء و الدال. الأصل الذي ينقاسُ منه التَّحريك و الإزعاج و باقي ذلك ممَّا لا يُعرَف قِياسه.
فالأول قولهم: هِدْتُ الشَّي‌ءَ حرّكته، هَيْداً. و هَادَني يَهِيدُني: كَرَثَني «4» و أزعَجني. يقولون: لا يَهِيدَنَّكَ. و الهيْدَان: الجبان: كأنَّهُ يُزعِجُه كلُّ شي‌ء.
* وَ هِيد «5»: كلمةٌ تقال عند سَوْقِ الإبل. و يقال: هَيَّدَ في [السَّيْر «6»]: أسرَعَ.
______________________________
(1) في الأصل: «معبنا لهبتا»، و تصحيحه و إكماله من اللسان (سكت، هيت) و المخصص (2: 134) لكن في (هيت): «معنيا بها». و قبله في اللسان و المخصص (13402، 146):
* قد رابني أن السكري أسكتا*
(2) في الأصل: «و هيجت».
(3) ديوان رؤبه 105 و اللسان (هيج).
(4) و كذا في المجمل. و في اللسان: «كربي».
(5) يقال بالفتح، و بالكسر، و بفتح أوله مع كسر الدال، و كذا هاد.
(6) التكمله من المجمل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 24
و أمَّا الحديث في ذكر مَسجِد رسول اللّٰه عليه الصلاة و السلام: «هِدْهُ» أي أَصْلِحْه، قالوا: و لا يكونُ ذلك إلَّا بعد الهَدْم. و معني هذا أنّ اليَبَابَ كانَ هادماً فلمّا بُنِيَ كأنَّهُ أُحْيِيَ.
و أمَّا الذي يُشكِل قياسُه، و هو عندنا من الكلامِ الذي دَرَسَ عِلمُه.
قولُهم: هَيْدَ مالَكَ، و أكْثرُ ما قيل في ذلك: ما أمرُك، ما شأنك؟ و أنشدوا:
يا هَيْدَ مالَكَ من شوقٍ و إيراقِ و مَرِّ طَيْفٍ علي الأهْوالِ طَرَّاقِ «1»

هيس

الهاء و الياء و السين. يقولون: الهَيْسُ: السَّيْرُ. قال:
* إحدَي لياليكِ فهِيِسي هِيسِي «2» *

هيش

الهاء و الياء و الشين. الهَيْش: الْحَلْب الرُّوَيْد. و الهَيْش:
الحرَكة. قال: و هاشَ في القَوم يَهِيش: أفْسَدَ و عاثَ.

هيض

الهاء و الياء و الضاد كلمةٌ واحدةٌ تدلُّ علي كَسرِ شي‌ءٍ، و ما أشبَهَه. يقال: هاضَ عَظْمَه: كَسَرَه بعد الجَبْر. و كذا هِيضَ الإنسانُ: نُكِسَ في مرضه بعد البُرْء. و
في حديث أبي بكر: «إنَّ هذا يَهِيضُك «3»».

هيط

الهاء و الياء و الطاء كلمتانِ: إحداهما [الهِيَاط «4»]: الصِّياح:
و الأخري كلمةٌ حكاها الفَرّاء: تَهَايَطَ القومُ: اجتَمَعُوا لإصلاحِ ما بينَهُم.
______________________________
(1) لتأبط شرا، و هو أول بيت في المفضليات، و أنشده في اللسان (هيد، عيد) إذ يروي أيضا:
«يا عبد ملك».
(2) اللسان (هيس) و مجالس ثعلب 293 و المخصص (6: 113).
(3) و كذا في المجمل. و هو مغاير لما في اللسان (هيض).
(4) التكملة من المجمل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 25‌

هيع

الهاء و الياء و العين كلمةٌ واحدة، و هي الهَيْعَة: الصَّوْت الذي.
يُفْزَع منه و يُخاف. يقال: رجلٌ هاعٌ و هائِع. و
في الحديث: «كلما سمعَ هَيْعَةً طار إليها».
و قد هَاعَ يَهِيعُ. قال الطرِمَّاحُ:
أنا ابنُ حماةِ المجدِ مِنْ آلِ مالكٍ إذا جعلَتْ خُور الرِّجال تَهِيعُ «1»
أي تَجْبُن.
و يحتمل أنَّ أصلَ الباب الانبساط و الاسترسال. و المَهْيَعُ: الطَّرِيق الواسع الواضح. و الهَيْعة: سَيَلان الشّي‌ء المصبوب علي وَجْه الأرض، أي يَنْبَسط.
قال الخليل: و أرض هَيْعة: واسعةٌ مبسوطة. متهيِّع: حائر هائع. و كلُّ ذلك من ذلك الأصل.

هيغ

الهاء و الياء و الغين كلمةٌ تدلُّ علي رَغَد و نَعْمةِ عيش. يقال إن الأهْيَغَ: أرغد العيشِ. و يقولون: الأَهْيَغانِ: الأكلُ و النِّكاح. و يقال هَيَّغْتُ الثَّرِيدةَ: أَكْثَرْتُ وَدَكَهَا قال:
* يَغْمِسْنَ مَن غَمَسْنَهُ في الأهْيَغِ «2» *

هيف

الهاء و الياء و الفاء أصلٌ صحيح يدلُّ علي حرارةٍ و عطش، ثم يستعار ذلك. فالهَيْف: ريحٌ حارَّة تجي‌ء في قُبُل الصَّيف، تُعطِش المالَ و تُوبِسُ الرُّطْبَ. و رجلٌ مِهيافٌ: لا يصيِرُ عن الماء. و أَهَافُوا: عَطِشت إبلَهم. و استُعِير
______________________________
(1) ديوان الطرماح 154 و اللسان (خور، هيع). و قد سبق البيت محرفا في أصله بمادة (خور) و جاء هنا في أصله علي الصواب.
(2) لرؤبة في ديوانه 97 و اللسان (هيغ)
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 26
فقِيل لمَن دَقَّ خَصرُه: أهْيَف، كأَنَّ ثَمَّ عطَشا؛ و الجمع هِيفٌ. و فَرَسٌ هَيْفاء: ضامرة.

هيق

الهاء و الياء و القاف كلمة واحدة، و هي الهَيْق: الظَّليم.
و يقال لكلَّ طويلٍ دقيقٍ: هَيْقٌ، نشبيهاً.

هيل

الهاء و الياء و اللام كلمةٌ واحدةٌ تَدُلُّ علي دَفْعِ شي‌ءٍ يمكن كَيْلُه دفعاً من غير كَيْل. و هِلْتُ الطَّعامَ أَهِيلُه هَيْلًا: أرسَلْتُه. قال اللّٰه سبحانه:
وَ كٰانَتِ الْجِبٰالُ كَثِيباً مَهِيلًا. و منه قولُهم: «جاءَ بالهَيْل و الهَيْلَمُان»، أي الشَّي‌ء الكثير.

هيم

الهاء و الياء و الميم كلمةٌ تدلُّ علي عطَشٍ شديد. فالهَيَمان:
العَطَش. و الهِيمُ: الإبل العِطاش، و الهِيمُ: الرِّمال التي تَبْتَلِع الماء. و الهُيام:
داءٌ يأخذُ الإبلَ عند عطَشِها فتَهِيم في الأرض لا تَرعَوِي. و به سمِّي العاشق الهَيْمَانَ، كأنَّه جُنَّ من العِشْق فذَهَب علي وجهه [علي] غير قصد. و الهَيْماء:
المَفَازةُ لا ماءَ بها.

هين

الهاء و الياء و النون: الهَيْن: الأمر الهيِّن، و هو من الواو، و قد مَرَّ.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 27‌

باب الهاء و الألف و ما يثلثهما

اشارة

و لا تكون الألف إلا مبدَلة‌

[هال]

الهالَةُ: دائرةُ القَمَر حَوْلَه.

هام

الهاء و الألف و الميم أصلٌ صحيح يدلُّ علي عُلُوٍّ في بعض الأعضاء، ثم يستعار. فالهامة: الرَّأْس، و الجمع هامٌ و هامات. و سيِّد* القومِ: هامةٌ، علي معني التَّشبيه. و أمَّا الهامَة في الطَّير فليست في الحقيقة طيرا، إنما هو شي‌ءٌ كما كانت العرب تقوله، كانوا يقولون: إنّ رُوحَ القَتيل الذي لا يُدرَك بثأره تَصِيرُ هامةً فتَزْقُو تقول: اسقوني، اسقُوني! فإذا أُدْرِكَ بثأره طارت و هو الذي أراده جريرٌ بقوله:
و مِنَّا الذي أبْلَي صُدَيَّ بنَ مالكٍ و نَفَّرَ طيراً عن جُعَادة وُقَّعا «1»
يقول: [قَتَل «2»] قاتلَه فنَفَّرَ الهامة عن قبره.

باب الهاء و الباء و ما يثلثهما

هبت

الهاء و الباء و التاء كلمةٌ تدلُّ علي ضَربِ متتابع. و هُبِتَ الرَّجل يُهْبَتُ. و فلانٌ مهبوتٌ، أي لا عقلَ له، ثمَّ سمِّي الجبانُ الضَّعيف هَبيتاً، كأنه قد هُبِتَ. قال طَرَفة:
______________________________
(1) ديوان جرير 340 و المجمل.
(2) التكملة من المجمل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 28
فالهَبِيتُ لا فؤادَ له و الثبيتُ ثَبْتُهُ فَهَمُه «1»

هبث

الهاء و الباء و الثاء. يقولون: الهَبْث: الحرَكة «2».

هبج

الهاء و الباء و الجيم كلمةٌ تدلُّ علي تورُّمٍ و ثِقَل. و هَبِجت النّاقة هَبَجا: وَرِمَ ضَرعها. و لذلك يُقال للثقَّيل النَّفْس مُهَبَّج. و هَبَجَه بالعَصَا:
ضَرَبه. و مما شذَّ عن هذا الهَوْبَجة، و هي خَبْرَاءُ في مكانٍ غير قَعِير، فلا يلبثُ ماؤها أن يَنْضُب.

هبخ

الهاء و الباء و الخاء. الهَبَيَّخَة: الجارية تمشِي مُتَبَخْتِرَة.

هبد

الهاء و الباء و الدال. الهَبيد: حبُّ الحنظل. و التَّهَبُّد: أَخْذُه و إصلاحه. و خرجُوا يتهبَّدُون.

هبذ

الهاء و الباء و الذال كلمةٌ واحدة، معناها السُّرعة. قال الخليل:
المُهابَذَة: السُّرعة. و قال ابن دُرَيد «3»: الهَبْذ: سُرْعة في المشي. و مَرَّ يَهْبُذُ هَبْذًا، و اهتبذَ اهتباذاً.

هبر

الهاء و الباء و الراء: كلمتان: إحداهما قطعٌ في الشّي‌ء و تقطُّع، و الأخري صفةُ مكان.
______________________________
(1) سبق البيت بهذه الرواية أيضا في (ثبت)، و هي رواية الديوان 19. و يروي: «قلبه قيمه»، كما في شرح الديوان و اللسان (ثبت، هبت).
(2) و كذا ورد في المجمل. و لم يرد في معجم من المعاجم المتداولة.
(3) في الجمهرة (1: 53).
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 29
فالأولي: الهَبْر: قَطْع اللَّحم. و الهَبْرة: البَضعَة منه. يقال هَبَرتُ له هَبْرةً.
و ناقةٌ هَبْراء و هَبِرَة: كثيرةُ اللَّحم. و الهَوْبَر: الذي تَقَرَّدَ شَعْرُه، كأنّه قد تقطَّعَ قِطعاً مجتمعة. و من ذلك الهِبْرِيَة: ما كانَ في أسفل الشَّعر مثلَ النُّخَالة، سمِّي بذلك لأنّه متقطِّع. و سيف هَبَّارٌ «1» و هابرٌ: ينتسِفُ القِطعةَ من اللَّحم فيَطرحُها.
و أمَّا الكلمة الأخري فالهَبيِر «2»: مطمئِنٌّ من الأرض. و يقال الهُبُور:
الصُّخور بينَ الرَّوابي «3» أو الصُّخورُ، أنا أشُكُّ في ذلك. و كلمةٌ يقولونها ما أدرِي ما أصْلُها. يقولون: «لا آتِيك هُبَيْرةَ بنَ سعدٍ» أي أبداً «4».

هبز

الهاء و الباء و الزاء. ذكَرُوا عن أبي زَيد: هَبَزَ: ماتَ:

هبش

الهاء و الباء و الشين: كلمةٌ واحدة. يقال هو يَتهَبَّش، أيْ بتكسَّب. و الهُبَاشَة: الكَسْب. قال:
لو لا هُباشاتٌ من التَّهبِيش لِصِبْيَةٍ كأفْرُخ العُشوشِ «5»
و هو يتهَبَّش لأهلِه.

هبص

الهاء و الباء و الصاد: كلمةٌ واحدة. الهَبَص: النَّشاط.
رجلٌ هَبِصٌ. قال:
______________________________
(1) في الأصل: «هبا».
(2) و الهبر أيضا بفتح الهاء و سكون الباء بعدها. و أنشد لعدي:
فتري محانيه التي تسق الثري و الهبر يورق نيتها روادها
(3) في الأصل: «من الروابي»، صوابه في المجمل و اللسان.
(4) انظر تفسير المثل في اللسان و كعب الأمثال.
(5) لرؤبة في ديوانه 78 و اللسان (هبش).
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 30
مَرَّ و أعطانِي رشاءً مَلِصا «1» كذَنَب الذِّيب يُعَدِّي هَبِصا «2»

هبط

الهاء و الباء و الطاء: كلمةٌ تدلُّ علي انحدار. و هَبَط هُبوطاً.
الهَبُوط: الحُدور. و هَبَطتُ أنا و هَبَطْتُ غَيرِي، و هَبَط المرضُ لحمَ العَليل.
و الهَبِيط: الضَّامر من الإبل.

هبع

الهاء و الباء و العين: كلمة تدل علي ضربٍ من المَشْي «3».
و هَبَع هبوعاً: مَشَي مَشْيَ حمارٍ بليد. و يقال هو مَدُّ العنُق في المَشْي. و الهُبَع: الفَصيل يُنْتَجُ حَمَارَّةَ القَيظ «4»، سمِّي هُبَعاً لأنّه إذا مشي هَبَع، أي استعانَ بعُنُقه.

هبغ

الهاء و الباء و الغين. هَبَغَ هُبُوغاً: نامَ.

هبل

الهاء و الباء و اللام: فيه ثلاثُ كلمات، تدلُّ إحداها علي ثُكْل، و الأخري علي ثِقَل، و الثالثة علي اغترارٍ و تغفُّل.
الأولي الهَبَل: الثُّكْل، يقال: لأمِّه الهَبَل. قال:
النَّاسُ مَنْ يلقَ خيراً قائلونَ له ما يشتهي و لأُمِّ المخطِي‌ءِ الهَبَلُ «5»
و الهَبُول من النِّساء: التي لا يَبقي لها ولَد.
و الثانية المُهبَّل: الرّجُل* الثَّقيل الكثير اللَّحم. قال:
______________________________
(1) في إصلاح المنطق 460 و اللسان (هبص): «فر» بالفاء. و في إصلاح المنطق أيضا:
«و أنطاني»، و هي لغة في «أعطاني» لأهل اليمين. و قد قري‌ء: «إنا أنطيناك الكوثر».
(2) و كذا في المجمل و إصلاح المنطق. و في اللسان: «الهبصي».
(3) في الأصل: «الشي‌ء».
(4) في المجمل و اللسان: «في حمارة القيظ».
(5) للقطامي في ديوانه ص 2 و الشعر و الشعراء 168، 704.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 31
مِمَّنْ حَمَلْنَ به و هنَّ عَواقِدٌ حُبُكَ النِّطاقِ فشَبَّ غَيْرَ مهَبَّلِ «1»
و الهِبِلُ «2»: الشَّيخ الكَبير، و الظَّليم المُسِنّ.
و الثالثة قولهم: اهْتَبَلَ الغِرّة، إذا افتَرَصَها. و الهَبَّال: الصَّيَّاد يَهتَبِل الصَّيد يَغترُّه، و لذلك سمِّي الذِّئب هِبِلًّا، لأنّه يَحتَالُ لصيده وَ يَهتَبِله.
و أمَّا المَهْبِل فمستقَرُّ الولَد من الرّحِم، و هو عندنا من باب الإبدال، و هو في ذلك أصله «3» مَحْبِل.

هبو

الهاء و الباء و الحرف المعتلّ: كلمةٌ تدلُّ علي غَبَرة و رقَّة فيها.
منه الهَبْوة: الغَبَرة. و هبا الغُبارُ يَهبو فهو هابٍ: سَطع. و الهَبَاء: دُقَاق التُّراب.
قال:
تَرَوَّد منا بينَ أُذْناهُ ضَربةً دعَتْه إلي هابِي الترابِ عقِيم «4»
و هَبَا الرَّمادُ: اختَلَطَ بالتُّراب و هَمَد. و الشَّي‌ءُ المنبثُّ الذي راه في ضوء الشي‌ء: هَباءٌ.
______________________________
(1) البيت لأبي كبير الهذلي، في ديوان الهذليين (2: 92) و الحماسة (1: 19) و الخزانة (3: 466). و رواية الديوان: «مما حملن به». و أنشده في اللسان (هبل).
(2) كذا ضبط في المجمل، و ضبطه بالحرف في القاموس «كإبل». ثم قال: «و كطمر و هجف:
الرجل العظيم أو الطويل». و قد ضبط «الهبل» بمعني المسن من الرجال و النعام، في اللسان بتشديد اللام.
(3) في الأصل: «أصل».
(4) لهوير الحارثي، كما في اللسان (هبا). و انظر ما سبق من التحقيق في حواشي (عقم) حيث أنشد البيت.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 32‌

باب الهاء و التاء و ما يثلثهما

هتر

الهاء و التاء و الراء: أُصَيل يدلُّ علي باطلٍ و سَيِّي‌ءٍ من القول:
و أُهْتِرَ الرّجُل: خَرِف من الكِبَر. و معني هذا [أنّه] يتكلّم بالهِتْرِ، و هو السَّقَط من القَول. و الأصل فيه هذا، ثمَّ يقال رجل مُستَهْتِرٌ: لا يُبالِي ما قِيلَ له، أي كلُّ الكلامِ عنده ساقط. و تَهاتَرَ الرّجُلانِ ادّعي كلُّ واحدٍ منهما علي صاحبه باطلًا. و هَتَرَهُ: مزَّقَ عِرضَه بباطلٍ هَتْراً، و هتَّره تهتيراً أيضاً. و قولهم للدَّاهية و الأمر العَجَب: هِتْرٌ، هو من الإبدال، و الأصل هِكْرٌ، و قد ذكرناه.

هتع

الهاء و التاء و العين. قال أبو بكر «1»: هَتَع الرجلُ إلينا:
أقبلَ، مثل هَطع، إذا أقْبَلَ مسرعاً.

هتف

الهاء و التاء و الفاء: كلمة واحدة، هي الهَتْف: الصَّوت.
و هَتَفت الحمامةُ: صوَّتَتْ تَهتِف. و قَوسٌ هَتَّافةٌ و هَتْفَي هُتافاً: ذاتُ صوت.
قال الهذليّ «2»:
عَلَي عُجْسِ هَتَّافةِ المِذْرَوَي نِ زَوْراءَ مضجَعةٍ في الشِّمالِ

هتك

الهاء و التاء و الكاف: أصلٌ يدلُّ علي شَقٍّ في شَي‌ء.
و الهَتْك: شَقُّ السِّترِ عمَّا وراءَه. و هُتِكَ عَرشُ فلانٍ: هُدَّ و شُقّ. و سِرنَا هُتْكةً من اللَّيل، أي ساعةً. و هاتَكْناها: سِرْنا في دُجاها. و المعني أنَّا شَقَقْنا الظلَّام.
______________________________
(1) في الجمهرة (1: 22).
(2) هو أمية بن أبي عائذ الهذلي. ديوان الهذليين (2: 185).
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 33‌

هتل

الهاء و التاء و اللام كلمةٌ واحدة. هَتَلَتِ السَّماء: هَطَلَت:
و سحائب هُتَّلٌ و هُطّل.

هتم

الهاء و التاء و الميم: كلمةٌ تدلُّ علي كسرِ شي‌ء. يقال: هَتَمْتُ الشَّي‌ءَ و الهُتَامة: ما تهتَّمَ من شي‌ء. و الهَتْمُ: كَسْر الثَّنَايا من أصلها؛ و رجلٌ أهتَم.

هتن

الهاء و التاء و النون كلمةٌ واحدة. هَتَنَتِ السَّماء هَتْناً و هُتُوناً، مثل هتلَتْ.

هتي

الهاء و التاء و الحرف المعتلّ. يقولون: المُهاتاةُ كالمعاطاة. يقال:
هاتِ، أي أعْطِ، فتقول: ما أُهاتِيكَ، أي لا أُعْطِيك.
*** فإذا هُمِز تغير المعني. تقول تَهَتَّأَ الثّوب: خَلُق، و هي هذه وحدها. قال أبو بكر:
و هتأ الشّي‌ءَ يهتأ، إذا كَسَرَهُ وطْئاً برجله.

باب الهاء و الثاء و ما يثلثهما

هثم

الهاء و التاء و الميم ليس في هذا الباب عندنا إلَّا الهَيْثَم، يقال:
هو فَرْخ العُقَاب. و يقال الهَيْثم: الكَثِيب الأحمر. و حكي عن ابن الأعرابي:
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 34
هَثَم من مالِهِ، مثل قَسَم، و قد مَرّ و قال ابن دريد «1» الهَثم: دقُّ الشَّي‌ءِ حتي يَنسَحِق، و هشمتُه «2» أَهْثِمه.

باب الهاء و الجيم و ما يثلثهما

هجد

الهاء و الجيم و الدال أُصَيْلٌ يدلُّ علي ركودٍ في مكان.
يقال: هَجَد، إذا نامَ، هُجُوداً. و الهاجد: النَّائم؛ و إن صلَّي ليلًا فهو متهجِّد، كأنَّه بصلاته تركَ الهجودَ عنه. و هذا قياسٌ مستعمَل، كما يقال رجلٌ آثم؛ فإذا كَرِهَ الإِثمَ و انتَفَي منه قيل متأثِّم. و العرب تقول: أَهْجَدَ البعيرُ: ألقَي جِرانَهُ بالأرض.

هجر

الهاء و الجيم* و الراء أصلانِ يدلُّ أحدهما علي قطيعةٍ و قَطْع، و الآخر علي شَدِّ «3» شي‌ءٍ و رَبْطِه.
فالأوَّل الهَجْر: ضِدُّ الوصل. و كذلك الهِجْران. و هاجَرَ القومُ مِن دارٍ إلي دارٍ: تَرَكُوا الأولي للثانية، كما فَعَل المهاجِرُون حِين هاجروا «4» من مكة إلي المدينة. و تهجَّر الرّجلُ و تَمَهْجَر: تشبَّه بالمهاجِرين. و
في الحديث: هاجِرُوا و لا تَهَجَّرُوا»
، أي كونُوا منهم. و [قيل] لا يقال تَمَهْجَرُوا، و الأوَّل أصوب عندنا.
و الهَجْر و الهَجِير «5» و الهاجِرَة: نصفُ النّهارِ عند اشتداد الحرّ. و هَجَّرُوا: سارُوا
______________________________
(1) في الجمهرة (2: 52).
(2) في الأصل: «و هثمه»
(3) في الأصل: «أشد».
(4) في الأصل: «هجرا».
(5) و الهجيرة أيضا بالهاء.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 35
في ذلك الوقت. و سمِّيت هاجرةً لأنَّ الناس بَسْتَكِنُّون في بيوتهم، كأنَّهم قد تَهَاجَروا.
و الهَجِير: يَبِيس النَّبْتِ «1» الذي كَسرته الماشية، و سمِّي لأنَّ الراعِيَ يهجره «2».
قال:
و لم يَبْقَ بالخَلصاء مِمَّا عَنَتْ من النَّبْتِ إلّا يَبْسُها و هَجيرُها «3»
و من الباب الهُجْر: الهَذَبَان. يقال هَجَرَ الرّجُل. و الهُجْر: الإفحاش في المَنْطِق، يقال. أَهْجَرَ الرّجُل في مَنْطِقه. قال:
كماجدةِ الأعراقِ قال ابنُ ضَرَّةٍ عليها كلاماً جارَ فيه و أهْجَرا «4»
و رماه بالهاجراتِ، و هي الفضائح، و سمِّي هذا كلُّه لأنّه من المهجور الذي لا خَيرَ فيه. و يقولون: هذا شي‌ء هَجْرٌ، أي لا نظير له، كأنَّه من جَودته و مباينته الأشياءَ قد هَجَرها. و يقولون: هذا أهْجَرُ من هذا، أي أكرم. و قد يقال في كلِّ شي‌ءٍ. قال:
* و ماء يمانٍ دُونَه طَلَقٌ هَجْرُ «5» *
يقولون: هو طلَقٌ لا طَلَق مِثلُه.
و الهَجِير: الحوضُ الكبير، سمِّي لأنَّه شي‌ءٌ يُقتَطَع الماء. قال:
______________________________
(1) في الأصل: «المنبت»
(2) في الأصل: «تهجره».
(3) لذي الرمة في ديوانه 305 و اللسان (هجر، عنا) و قد سبق في (عني). و اليبس بمعني اليابس، يقال بفتح الياء و ضمها.
(4) للشماخ في ديوانه 28 و المجمل و اللسان (هجر). و انفرد الديوان برواية: «ممجدة الأعراق» و في رواية ابن بري: «مبرأة الأخلاق».
(5) أنشده في المجمل، و كذا في اللسان (هجر 113).
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 36
* تَفرِي الفَرِيَّ بالهِجيرِ الواسع «1» *
و قال:
ظَلَّتْ تَلُوبُ رشَقاً هَجِيرُها «2» لَوْبَ الرَّعايا لم يَجِئْ أجيرُها «3»

هجس

الهاء و الجيم و السين: كلمةٌ واحدة. يقال هَجَسَ الشَّي‌ءُ في النَّفْس: وَقَعَ. و قال أبو بكر «4»: الهَجْس: النَّبْأَة تَسمعها و لا تَفْقَهُها.

هجع

الهاء و الجيم و العين: كلمةٌ تدلُّ علي نَوم و هَجَع هُجوعاً:
نام ليلًا. و لقيتُه بعد هَجعةٍ.
و مما قِيسَ علي هذا: رجلٌ هجع «5»، أي أحمقُ مُستَنِيمٌ إلي كُلٍّ.

هجف

الهاء و الجيم و الفاء. يقولون: الهِجْفة، هي النَّاحية «6».
و في ذلك نظر. فأمّا الهِجَفُّ فالظَّلِيم المُسِنّ، و أظنُّه من الباب الذي زيدت فيه الهاء و أُبدلت زاؤه جيماً، و هو من الزِّفِّ، و هو رِيشُه.

هجل

الهاء و الجيم و اللام أصلانِ يدلُّ أحدُهما علي اختلاطٍ، و الآخرُ علي رَمْي شي‌ء.
______________________________
(1) و كذا أنشده في المجمل. و في اللسان (هجر 116): «يفري الفري».
(2) في الأصل: «يكون رشاء هجيرها»، صوابه من المجمل.
(3) في الأصل: «كوب الرعايا»، صوابه في المجمل.
(4) الجمهرة (2: 96).
(5) يقال بالكسر و بضم ففتح، مرة بالهاء فيهما و مرة بطرح الهاء، كما يقال أيضا هجع بفتح فكسر، و مهجع كمنبر. هن ست لغات.
(6) وردت الكلمة و معناها في القاموس و لم ترد في اللسان. و نص القاموس: «و الهجفة، بالكسر: الناحية للندية».
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 37
فالأوَّل: الهَوْجل: المَشْيُ المُخْتَلِط. و يقال أهْجلْتُ الإبلَ: أهملتُها؛ و إذا أُهمِلَتْ اختلَطَتْ. قالوا: و منه الهَجُول: المرأةُ البَغِيّ لأنّها تُخالِطُ كُلًّا. و المُهاجَلَة، مثل المساجَلة «1» و القياس فيه واحد. و الهَوْجَل من الأرض: الفَلاةُ لا أعلامَ بَها.
و سمِّيت لأنَّها لا يُهتدَي فيها، فيُخلَطُ الأمرُ علي السَّفْر. و الهَوْجل من الرِّجال:
البطي‌ء الذي يَختلِط عليه الأُمور. قال:
فأتَتْ به حُوشَ الفُؤادِ مبطَّناً سُهُدّا إذا ما نامَ ليلُ الهَوْجلِ «2»
و اللَّيل الطَّوبل هَوْجلٌ، سمِّي لاختلاطِ ظلامه. قال الكميت:
* هَوْجاءُ لَيْلتُها هَوْجَلُ «3» *
و من الباب الهَجْل: غائطٌ بين الجبال مطمئِنّ.
و الأصل الآخر هَجَلْتُ بالشَّي‌ءِ: رَمَيتُ.

هجم

الهاء و الجيم و الميم: أصلٌ صحيحٌ واحد يدلُّ علي وُرودِ شي‌ءٍ بَغتةً، ثم يقاس علي ذلك. يقال: هَجَمتُ علي القوم بَغتةً أهْجُم هُجُوماً. و ريحٌ هَجُومٌ: شديدةٌ تقطِّعُ البيوت. و هَجْمَةُ الشِّتاء: شِدّةُ بَرده، و هو من ذلك القياس، لأنَّها تَهجُم. و هَجْمَة الصَّيف: شِدّة حَرِّه. و الهَجْم: القَدَح الكبير.
[قال]:
______________________________
(1) المهاجلة مما ورد في القاموس و لم يرد في اللسان.
(2) لأبي كبير الهذلي، في ديوان الهذليين (2: 92) و اللسان (حوش، سهد، هجل) و حماسة أبي تمام (1: 20). و قد سبق في (سهد).
(3) قطعة من بيت له في المجمل و اللسان (هجل). و هو بتمامه:
و بعد إشارتهم بالسيا ط هوجاء ليلتها هوجل
و ضبطت «ليلتها» في اللسان بالنصب، قال: «أي في ليلتها».
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 38
فتَملأُ الهَجْمَ عفواً و هي وادعةٌ حتَّي تكادَ شِفاه الهَجمِ تَنثلِمُ «1»
و سمِّي هَجْماً لأنّه يهجُم علي عَطَش الشّارِب فيَكسِرُه. و الهَجْمة من الإبل:
ما بين التِّسعين «2» إلي المائة، لأنّها تَهجُم الموردَ بقوّة. و هَجَمت البيتَ: هَدَمته، و ذلك أنَّ أعلاه يهجم علي أسفله إذا سقَط. و هَجَمت العينُ: غارت، كأنَّها تَهجُم علي ما وراءها، تَدْخُلُ فيه.




«3» و مما شذَّ عن هذا القياس* هِجاء الحروف، يقال تَهَجَّيتُ.
***
______________________________
(1) أنشده في المجمل و اللسان (هجم). و قبله:
كانت إذا حالب الظلماء أسمعها جاءت إلي حالب الظلماء تهتزم
(2) في المجمل: «السبعين». و في تفسير «الهجمة» خلاف، و أولي الأقوال فيه أنه القطعة الضخمة من الإبل، و قيل ما بين الثلاثين و المائة، و قيل ما بين الأربعين إليها، و قيل ما بين السبعين أو التسعين إليها. فإذا بلغت المائة فهي الهنيدة.
(3) هذا الانتقال يشعر بأن هناك سقطا بين هذا الكلام و سابقه. و الساقط في هذا الموضع مادة (هجن) و صدر من مادة (هجو). و نص مادة (هجن) في المجمل و صدر مادة (هجو) هما كما يلي:
«(هجن) المهتَجِنَة: النَّخلة الصغيرة. و الهِجان من الإبل: البِيضُ الكِرام.
و ناقةٌ هِجانٌ و بعيرٌ هجانٌ: كريمة. و أرضٌ هجانٌ: مَرَبٌّ ليّنة التربة بيضاء.
و امرأةٌ هِجانٌ: كريمة. و الهَجِين: ابن العربيّ من الأمَة.
(هجو) هَجَاه، إذا وَقَع فيه بالشِّعر، و ذلك الشِّعر: الهَجو و الهِجاء: المهاجاة».
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 39
و إذا همز تغيّر المعني. يقولون: هَجَأَ الطّعامَ: أكلَه.

باب الهاء و الدال و ما يثلثهما

هدر

الهاء و الدال و الراء [يدلُّ] علي سقوطِ شي‌ءٍ و إسقاطه، و علي جنسٍ من الصَّوت. و هَدَرَ السُّلطانُ دمَ فلانٍ هَدْراً: أباحَه. و بنو فلان هَدَرَةٌ، أي ساقطون. و رجُلٌ هُدَرة. و بعضٌ يقولون: هَدَرةٌ: ساقط «1». قال:
* إنِّي إذا حَارَ الجبانُ الهُدَرَةُ «2» *
و المعني الآخر هَدَرتِ الحمامةُ تَهْدِرُ، و هَدَرَ الفحلُ هديراً، و هدَرَ العَصِيرُ في غَلَيانه. و هَدَر العَرْفَج: عظُم نَباتُهُ فإذا وقعت فيه الرِّيحُ كان له كالهدير.

هدع

الهاء و الدال و العين: كلمةٌ. هي هِدَعْ، تُسكَّنُ بها صِغار الإبل عند نِفارها. و الهَوْدَع: النَّعام.

هدف

الهاء و الدال و الفاء: أُصَيْلٌ يدلُّ علي انتصابٍ و ارتفاع.
و الهَدَف: كلُّ شي‌ءٍ عظيمٍ مرتفع، و لذلك سمِّي الرَّجُل الشَّخيص الجافي هَدَفاً. قال:
إذا الهَدَفُ المِعزالُ صَوَّبَ رأسَه و أعجبهُ ضَفْو من الثَّلَّةِ الخُطْلِ «3»
و الهَدَف: الغرض. و رَكَب «4» مستَهْدِف: عَرِيض. قال النَّابغة:
______________________________
(1) في المجمل بعد إنشاه الشاهد التالي: «و ربما رووه: هَدَره».
(2) الحصين بن بكير الربعي، كما في اللسان (هدر).
(3) لأبي ذؤيب الهذلي في ديوانه 43 و اللسان (هدف، عزل، ضفو). و قد سبق في (خطل، ضفو).
(4) في الأصل: «وركن»، صوابه في المجمل و اللسان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 40
* و إذا طَعَنْتَ طَعَنْتَ في مستهدِفٍ «1» *
و امرأة مُهْدِفَة: لَحِيمة. و أهْدَفَ لك الشَّي‌ءُ: انتصب.
و من الباب الهِدْفة: الجماعةُ من النَّاس. فأمَّا قوله:
و حَتَّي سمِعْنا خَشْفَ بيضاءَ جَعْدةٍ علي قَدَمَيْ مستهدِفٍ متقاصِرِ «2»
فالمستهدِف: الحالِب المُنتصِب. يقول: سَمِعنا صوتَ الرِّغوة تتساقط علي قَدَمِ الحالب.

هدق

الهاء و الدال و القاف. فيه من طرائف ابن دريد «3»:
الهَدْق: الكَسْر.

هدك «4»

الهاء و الدال و الكاف. قال ابن دريد «5»: انهَدَكَ الرَّجُل علينا بكلامٍ كثيرٍ: انبَعَثَ «6».

هدل

الهاء و الدال و اللام: أصلانِ صحيحانِ: أحدُهما يدلُّ علي استرخاءِ في شي‌ء، و الآخر علي ضربٍ من الصوت.
فالأول: الهَدَل: اسْتِرخاء مِشْفَر البعيرِ و كلِّ شي‌ءِ. يقال منه هَدِلَ. و هَدَلتُ
______________________________
(1) عجزه كما في الديوان 32 و اللسان (هدف):
* رابي المجسة بالعبير مقرمد*
(2) أنشده في المجمل و اللسان (هدف).
(3) الجمهرة (2: 295).
(4) وردت هذه المادة في القاموس، و لم ترد في اللسان.
(5) الجمهرة (2: 298).
(6) الذي في القاموس: «هدك يهدك: هدم. و تهدك بالكلام: تهدم. و الهودك، كجوهر:
السمين».
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 41
الشَّي‌ءَ أهْدِلُه، إذا أرسلتَه إلي أسفل. و الهَدَال: كلُّ غصنٍ نَبتَ مستقيماً في أراكةٍ أو طلحةٍ. و الصحيح أنْ يقال ثَمَّ: يتَهدَّلُ. قال:
يدعُو الهديلَ و ساقَ حُرٍّ فوقَه أُصُلًا بأوديةٍ ذَواتِ هَدَالِ «1»
و يقال: الهَدِيل: فَرخ الحمام. فإنْ كان كذا فكأنَّه سمِّي بصوته. قال:
فقلتُ أتَبكِي ذاتُ شجوٍ تذكَّرْتْ هَديلًا و قد أَوْدَي و ما كان تُبَّعُ «2»

هدم

الهاء و الدال و الميم: أصلٌ يدلُّ علي حَطِّ بناء، ثم يقاس عليه.
و هَدَمت الحائطَ أهدِمُه. و الهَدَم: ما تهدَّم، بفتح الدال.
و من الباب الهِدْم: الثَّوب البالي، و الجمع أهْدام. و دماؤُهم هَدَم أي هَدَرٌ، كأنَّها قد هُدمَتْ فلم يُطلَب بها. و
قوله صلي اللّٰه عليه و سلم: «الدَّمُ الدَّمُ، و الهَدَمُ الهَدَمُ»
، قيل إنَّ معناه: مَحيانا مَحياكُم و مَمَاتُنا مَماتُكم. و يقال: ناقةٌ هَدِمةٌ: شديدة الضَّبَعة كأنَّها تنهدِم للفَحْل. و الهَدْمة: الدُّفعة من المَطَر، كأنَّها تتهدَّمُ في اندفاعها.
و مما شذَّ عن هذا القياس المهدوم «3» من اللَّبَن، و هو الرَّثِيئَة.

هدن

الهاء و الدال و النون: أُصَيلٌ يدلُّ علي سكونٍ و استقامة.
سمعت أبا الحسن عليَّ بنَ إبراهيمَ القَطّانَ يقول: سمعت ثعلباً يقول: تهادَنَ الأمر:
استقام. و قال غيره: و منه قياس الهُدْنة.
و من الباب الرجل الهَدَان: الخاملُ لا حَرَاك به. قال:
______________________________
(1) و كذا أنشده في اللسان بدون نسبة.
(2) البيت لنصيب أو لأبي و جزة، كما في اللسان (هدل). و قد سبق في (جوب). و رواية اللسان: «ذات طوق».
(3) و كذا في المجمل. و الذي في اللسان «المهدومة» بالهاء. و المهدوم و المهدومة بهذا المعني لم يردا في القاموس.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 42
و لا يَرعَوْن أكنافَ الهُوَينَي إذا حَلُّوا و لا أرضَ الهُدُونِ «1»
و هَدَّنَت المرأةُ صبِيَّها بكلامها، إذا أرادت أن يَرقد «2». و التَّهدين: البُطء، و هو قياس الباب.

هدي

الهاء و الدال و الحرف المعتلّ: أصلانِ [أحدهما] التقدُّمُ للإرشاد، و الآخر بَعثة لَطَفٍ «3».
فالأوَّل قولُهم: هدَيتُه الطَّريق هِدايةً، أي تقدّمتُه لأرشدَه. و كلُّ متقدِّمٍ لذلك هادٍ. قال:
إذا كان هادي الفتَي في البلا دِ صدر القَناةِ أطاعَ* الأميرا «4»
و ينشعب هذا فيقال: الهُدَي: خِلافُ الضَّلالة. تقول: هَدَيته هُدًي.
و يقال أقبلَتْ هَوادِي الخيل، أي أعناقها، و يقال هاديها: أوّلُ رَعِيل منها، لأنّه المتقدِّم. و الهادِيَةُ: العصا، لأنَّها تتقدَّم مُمِسكَها كأنَّها تُرشِده.
و من الباب قولهم: نَظَر فلانٌ هَدْيَ أمرهِ أي جِهتَه، و ما أحسَنَ هِدْيَتَه، أي هَدْيَه. و يقولون: جاء فلان يُهادِي بين اثنَين «5»، إذا كان يمشي بينهما معتمداً عليهما. و رَمَيْتُ بسهمٍ ثمَّ رميتُ بآخَرَ هُدَيَّاه، أي قَصْدَه.
______________________________
(1) البيت لأبي الغول الطهوي، كما في الحماسة (1: 9).
(2) في الأصل: «أن ترقد». و في المجمل: «أن ينام».
(3) اللطف، بالتحريك: التحفة و الهدية. و كلمة «بعثة» مهملة القط في الأصل، و هي المرة من البعث.
(4) للأعشي في ديوانه 69 و اللسان (هدي).
(5) في الأصل: «تهادي من اثنين»، صوابه في المجمل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 43
و الباب في هذا القياس كلِّه واحد.
و الأصل الآخر الهَدِيّة: ما أهدَيْتَ من لَطَف إلَي «1» ذي مَودَّة. يقال:
أَهدَيْتُ أُهدِي إهداءً. و المِهْدَي: الطَّبقُ تُهدَي عليه.
و من الباب الهَدِيُّ: العَروسُ، و قد هُدِيَتْ إلي بَعلها هِدَاءً. قال:
فإنْ تكُنِ النِّساءَ مُخَبَّئَآتٍ فُحقَّ لكلِّ محصَنَةٍ هِداءُ «2»
و الهَدْي و الهدِيّ: ما أُهدِيَ من النَّعَم إلي الحَرَم قربةً إلي اللّٰه تعالي. يقال هَدِيٌّ و هَدْيٌ. قال:
و طُرَيفة بن العَبدِ كانَ هدِيَّهُمْ ضَرَبوا صميمَ قذالِهِ بمهنَّدِ «3»
و قيل الهَدِيّ: الأسير.
*** أمَّا المهموز فمن غير هذا القياس، و أكثره يدلُّ علي السكون. و هَدَأَ هُدُوًّا، أي سكَن. و هدَأت الرِّجْلُ، إذا نام النَّاسُ. و أَهْدأت المرأةُ صبيَّها بيدها لينامَ، أي سكَّنَتْه. و مضي هُدْءٌ من اللَّيل: بعد نَومةٍ أوَّلَ ما يَسكنُ الناس. و الهَدَأَة «4»: ضربٌ من العَدْوِ السهَّل.
و مما شذَّ عن هذا الباب: الهَدَأُ، و هو إقبال المَنْكِب نحوَ الصَّدر، كالْجَنَأ.

هدب

الهاء و الدال و الباء: أصلٌ صحيح يدلُّ علي طُرَّةِ شي‌ءٍ أو
______________________________
(1) في الأصل: «أي».
(2) لزهير في ديوانه 74 و اللسان (هدي). و ضبطت «النساء» في اللسان بالرفع. و يروي «فإن قالوا النساء».
(3) الرواية: «كطريفة». و البيت للمتلمس في ديوانه 7 نسخة الشنقيطي و اللسان (هدي).
(4) ذكرت في القاموس، و لم تذكر في اللسان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 44
أغصانٍ تُشبِه الطُّرّة. منه الهُدْب: طُرَّة الثَّوب. و الهَدَب: أغصان الأرْطَي، و هي الهُدَّاب. قال:
فظَلَّ العَذارَي يَرتمينَ بلحمِها و شَحمٍ كهُدَّابِ الدِّمَقسِ المفتَّلِ «1»
و يقال: الهَدَب من ورق الشَّجَر: ما لم يكن له عَيْر. و هَيْدَبُ السَّحابِ:
ما تهدَّبَ منه إذا أرادَ الوَدْقَ، كأنّه خيوطُ. و رجلٌ أهْدب: كثيرُ أشفار العَين. و هَدَبَ التَّمرةَ، إذا اجتَناها، يَهْدِبُها «2» هَدْباً، كأنَّه أخَذَ هُدْبَ الشَّجرة.
و تستعار هذه الكلمة فيقال: هَدَب النَّاقة، إذا حلبَها «3».

هدج

الهاء و الدال و الجيم: أصلٌ صحيح يدلُّ علي ضربٍ من المَشْيِ و الحركة. منه الهَدَجَان: مِشْيةُ الشَّيخ، يقال هَدَجَ. و أهْدَجَ الظَّليمُ: مَشَي في ارتعاش، و هو هَدَّاجٌ و هَدَجْدَجٌ. و تهدَّجت النّاقةُ: مشَتْ نحوَ ولدِها عاطفة عليه. و هَدَجَتْ الرِّيح: هبَّت بحَنين.
و الهَوْدَج عندنا من هذا القياس، لأنَّه يضطرب علي ظَهر البَعير، ثم يشبَّه به فيقال: هَوْدَجَتْ النّاقةُ، إذا ارتفَعَ سَنامُها كأنَّه الهَوْدَج.
و مما شذَّ عن هذا الأصل التهدُّج: تقطع الصَّوت.
______________________________
(1) لامري‌ء القيس في معلقته المشهورة.
(2) في الأصل: «بهدبها»، و أثبت ما في المجمل.
(3) في الأصل: «حلبتها».
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 45‌

باب الهاءِ و الذال و ما يثلثهما

هذر

الهاء و الذال و الراء: كلمةٌ واحدة هي الهَذَر، و هو الهَذَيان.
و رجلٌ مِهذارٌ و هذَرَه و هِذْرِيانٌ، أي كثير الكلامِ في خَطَل.

هذف

الهاء و الذال و الفاء. يقال سائقٌ هَذَّافٌ: جادٌّ.

هذل

الهاء و الذال و اللام: أُصَيلٌ يدلُّ علي صِغَرٍ و خِفَّةِ و سُرعة.
منه الهُذْلُول: الرجل الخفيف. و هَوْذَلَ الرّجُل: مَشَي بسُرعة. و هَوْذَلَ السِّقاءِ: تَمخّضَ.
و من الباب: الهَذَاليل: تِلالٌ صِغار، الواحد هُذْلول، سمِّيت بها لِصغَرِها.
و من بعض هذا قياسُ اسمِ هُذَيْل.

هذم

الهاء و الذال و الميم: كلمةٌ صحيحة، تدلُّ علي قَطعٍ لشي‌ءٍ.
و هَذْم السَّيف: قَطْعُه. و سَيفٌ مِهْذَمٌ و هُذَامٌ و هَيْذامٌ. و يسمَّي الشُّجاع هَيذاماً، تشبيهاً له بهذا السَّيف.

هذي

الهاء و الذال* و الحرف المعتلُّ: كلمةٌ واحدة: الهَذَيانُ:
كلامٌ لا يُعقَل ككلام المَعتُوه. يقال: هَذَي يَهذِي. و حكي ابنُ دريدٍ في المهموز «1»: هَذَأتُ اللّحم بالسِّكِّين هَذْءاً: قَطعتُه.

هذب

الهاء و الذال و الباء: كلمةٌ تدلُّ علي تَنقِيَةِ شي‌ءِ مما يَعِيبه. يقال:
______________________________
(1) في الجمهرة (3: 291).
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 46
شي‌ءٌ مهذَّبٌ: منقًّي مما يَعيِبُه. و أصله الإهذاب: السُّرعةُ في الطَّيَرانِ و العَدْو، و معناه أنّه لا يُمكِنُ التعلُّق به. يقال مَرَّ الفْرَسُ يُهْذِبُ. و مَشَي الهَيْذَبَي.
كذلك المهذَّبُ لا يُتعلَّق منه بعَيب. و اللّٰه أعلمُ بالصَّواب.

باب الهاءِ و الراءِ و ما يثلثهما

هرس

الهاء و الراء و السين: أصلٌ صحيح يدلُّ علي دَقٍّ و هَزْمٍ في الشَّي‌ء. و هَرَسْت الشّي‌ءَ: دقَقْتُه. و منه الهَرِيسة. و المهْراسُ: حجرٌ متقورٌ، لعلّهُ يُدَقُّ فيه الشي‌ء، و ربَّما كان مستطيلًا يُتوَضَّأُ منه. و الهَرْس «1»: الثَّوب الخَلَق، و هذا علي معني التَّشبيه، كأنّه قد هُرِس. و المَهارِيس: الإبلُ الشِّداد تَهرُسُ الشي‌ءَ عند الأكل. و الهَرِسُ: الأسدُ الشَّديد، كأنّه يَهرُسُ ما لَقِي. قال:
شَديدَ السَّاعدينِ أخا وِثابٍ شديدا أسرُهُ هَرِساً هَمُوسا «2»
و أمّا الهَرَاسُ فشَجرٌ ذو شوكٍ. و هو شاذٌّ عن هذا القياس. قال:
* طِباقَ الكلابِ يَطَأْنَ الهَرَاسا «3» *

هرش

الهاء و الراء و الشين: كلمةٌ واحدة، هي مُهارَشَة الكلابِ:
تحريش بعضها علي بعض. و منه يُقاس التَّهريش، و هو الإفساد بين النّاس.
______________________________
(1) بفتح الهاء و كسرها، و ككتف أيضاً.
(2) أنشده في المجمل و اللسان (هرس).
(3) للنابغة الجعدي كما سبق في حواشي (طبق). و صدره:
* و خيل يطابقن بالدراعين*
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 47
و مما ليس من هذا الباب هَرْشَي: هَضْبَةٌ معروفة. قال.
خُذُوا صدرَ هَرْشَي [أو قَفَاهَا فَإنَّه كِلَا جَانِبَيْ هَرْشَي] لهُنَّ طرِيقُ «1»

هرص

الهاء و الراء و الصاد ليس بشي‌ء، إلَّا أنَّهم يقولون.
الهَرِيصَة: مُستنقع الماء.

هرض

الهاء و الراء و الضاد، سبيله سبيلُ ما قبلَه، إلّا أنَّ أبا بكرٍ «2» زعَم أن الهَرَض: الحَصَفُ يخرُج بالإنسان من الحَرّ. قال. وَ هَرَضْتُ الثَّوْبَ: مَزَّقتُه.

هرط

الهاء و الراء و الطاء شي‌ءٌ يدلُّ علي اختصامٍ و تَشاتُمٍ.
و تهارطَ الرّجلانِ. تَشَاتَمَا. و هَرَطَ في كلامِه: خَلَّطَ.

هرع

الهاء و الراء و العين: أصلٌ صحيحٌ يدلُّ علي حركةٍ و اضطراب.
و أُهْرِعَ الرّجُلُ: ارتَعَدَ فَرَقاً. و سمِّيَ الأحمقُ هَيْرَعاً لاضطرابِ رائِهِ. و يمكن أنَّ الهاء فيه زائدة، فيكون من باب يَرَع. و يقال الهِرْياع: سَفِير الشَّجرِ، لأنَّه مضطرِبٌ تحمِلُهُ الرِّيحُ من موضعٍ إلي موضع.
و من الباب: الهَرِع: الدَّمعُ أو الدّمُ الجارِي. و تَهَرَّعَتِ الرِّماحُ: أقبلَتْ شوارِعَ. و هم يُهْرَعُون إليه، أي يُساقُون.
______________________________
(1) التكملة مما سبق في (1: 147) و من اللسان (هرش) و معجم البلدان (هرشي).
و قد سبق برواية: «خذا أنف». و في المجمل و الصحاح: «خذي أنف»، و في اللسان: «خذا جنب».
(2) في الجمهرة (2: 368).
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 48
و مما ليس من الباب الهَرْعة «1»: دُوَيْبَّة. يقال لها هَرِيعٌ «2» و هريع «3».

هرف

الهاء و الراء و الفاء. يقولون: الهَرْف كالهَذَبَان بالثَّناء علي الإنسان إعجاباً به. يقولون: «لا تَهْرِفْ بما لا تَعْرِف». و يقولون: هَرَّفَت «4» النّخْلَةُ، إذا عجَّلت إتاءَهَا. و ما أُرَي هذه الكلمةَ عربيّة.

هرل

الهاء و الراء و اللام. يقولون: الهَرْوَلة: بين المَشْي و العَدْو.

هرم

الهاء و الراء و الميم كلمتان: إحداهما الهَرَم: كِبَر السّنّ. و يقال:
الهَرِمَة: اللّبُؤَة «5». و ابن هِرْمَةَ: آخِرُ ولَدِ الرّجل. و الأخري الهُرْمانُ: العَقْل.

هرو

الهاء و الراء و الحرف المعتلّ و المهموز، بابٌ لم يُوضَع علي قِياسٍ، و أُصولُ كَلمه متباينة و ممَّا جاء منه: هَرَوْتَهُ بالهرَاوة: ضربتُه بها. و هَرَّيتُ العمامةَ:
صَفَّرْتُها. قال ابنُ دريد «6»: الهَرْوُ لا أصْلَ له في العربيَّة، إلَّا أنَّ أبا مالكٍ جاء بحرفٍ أنكره أهلُ اللُّغة. قال: هَرَوْتُ اللّحمَ: أنضَجْتُه. و إنما هو هَرَأْته.
*** و من المهموز الهُرَاء: المَنْطِق الفاسِد. يقال: أهْرَأَ الرّجُل في مَنطِقِه. قال:
______________________________
(1) بالفتح و بالتحريك، كما في تاج العروس.
(2) و كذا في المجمل. و نصه: «و الهرعة: دويبة، و يقال بل الهريع القملة، و هو الصحيح».
و اقتصر في الجمهرة (2: 391) علي قوله: «و الهريعة: القملة الكبيرة».
(3) كذا وردت هذه الكلمة. و بدلها في اللسان: «الهيرعة».
(4) و يقال «أهرفت أيضاً» كما في القاموس، و اقتصر علي الأخيرة في اللسان.
(5) وردت في القاموس. و لم ترد في اللسان.
(6) الجمهرة (2: 422).
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 49
لها بَشَرٌ مثل الحرير و منطِقٌ رخيمُ الحواشِي لا هُراءٌ و لا نَزْرُ «1»
و تهرَّأَ اللّحمُ: طُبِخَ حتي يتساقَطَ عن العظْم. و هَرَأَه البَردُ: أصابَتْهُ شِدَّتُه، و كذا أهرأه.

هرب

الهاء و الراء و الباء كلمةٌ واحدة، هي هَرَب، إذا فَرّ. و ما له هاربٌ و لا قاربٌ، أي صادرٌ عن الماء و لا وارد، أي لا شي‌ءَ له.

هرت

الهاء و الراء و التاء: كلمةٌ تدلُّ علي سَعَةٍ في شَي‌ء. فالهَرَت:
سَعَة الشِّدْق. و الهَرِيت: المرأةُ المُفْضَاة.

هرج

الهاء الراء و الجيم أصلٌ صحيح يدلُّ علي اختلاطٍ و تخليط.
منه هَرَّجَ الرَّجُل في حَدِيثه: خَلَّط. و يقاس علي هذا فيقال لِلْقَتْل هَرْج، بسكون الراء. قال:
ليتَ شِعرِي أَ أَوَّلُ الهَرْج هذا أم زمانٌ من فِتْنَةٍ غيرِ هَرْجِ «2»
و الهَرَج بفتح الراء: أن تُظْلِمَ عينُ البَعِيرِ من شِدَّةِ الحر. و الهَرْج: عَدْوُ الفرسِ بِسُرْعة، مرَّ يَهْرِجُ. و الأرض المِهراجُ: الْحَسَنَة النَّباتِ التفَّ بعضُه ببعض.
و مما ليس من هذا بعيداً منه: هَرّجْتُ السَّبُعَ «3»: صِحْت به.

هرد

الهاء و الراء و الدال كلماتٌ تدلُّ علي معالجةِ شي‌ءِ بصِبْغ أو ما
______________________________
(1) في الأصل: «له بشر» تحريف. و البيت لذي الرمة في ديوانه 212 و اللسان (هرأ) و البيان (1: 276) و أمالي القالي (1: 154). و يروي: «رقيق الحواشي» كما في البيان.
(2) لابن قيس الرقيات في ديوانه 283 و اللسان (هرج)، قاله أيام فتنة ابن الزبير.
(3) في اللسان و المجمل: «بالسبع».
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 50
أشبَهَه. و ثوبٌ مَهرودٌ: صُبِغَ أصْفَرَ. و هَرَّدْتُ الثّوبَ شققته. و هَرَدْت عِرضَه: ثَلَبتُه. و هَرّدْتُ اللّحمَ: أنضجتُه شيئاً، تهريداً.

باب الهاء و الزاء و ما يثلثهما

هزع

الهاء و الزاء و العين أصلانِ يدلُّ أحدهما علي وَخشَة، و الآخر علي اضطرابِ و كَسْر.
الأوَّل قولهم: مَضَي هَزِيعٌ من الليل، أي طائفةٌ منه. و تهزَّعَ فلانٌ لفلان: تنكَّرَ. قال الخليل: هو من هزيع اللّيل، لأنَّ تلكَ ساعةُ وَحْشةٍ.
و الآخر قولهم: تهَزَّعت القناةُ: اضطربَتْ. و تهَزَّعَت المرأة. نثَنَّتْ. قال:
* مِثْلَ القَطاةِ لَدْنَةَ التَّهَزُّعِ «1» *
و تهزَّعَ السَّيْفُ: اضطَرَب. و تَهَزَّعت الإبلُ في سَيرِها: اهتزَّتْ.
و هَزَعتُ العَظمَ: كسرتُه. و المِهْزَع: الأسدُ الحَطُوم قال:
كأنَّهُمُ يَخشَونَ مِنكَ مذرَّباً بحَلْيَةَ مشبوحَ الذِّرَاعينِ مِهزَعا «2»
و مما شذَّ عن البابين الأهْزَع: السَّهم يَبقي في الكِنانة، لأنَّه أردَؤُها، و قيل يكون أجودَها. و يقولون: مالَهُ أهْزَعُ، أي ما له شي‌ء.
______________________________
(1) أنشده في اللسان (قرصع، هزع) برواية:
إذا مشت سالت و لم تقرصع هز القاة لدنة التهزع
(2) حلية، بالفتح: مأسدة باليمن. و أنشده في المجمل و اللسان (هزع) و معجم البلدان (حلية). و في اللسان و المعجم: «مدربا» بالدال المهملة.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 51‌

هزف

الهاء و الزاء و الفاء كلمة واحدة. الهِزَفُّ «1»: الظلِيم. و ذكر ابنُ دريد «2»: هَزَفته الرِّيح: طارَتْ به.

هزق

الهاء و الزاء و القاف، كلماتٌ في قياسٍ واحد. امرأة هزقة:
لا تستقِرّ. و كذلك المِهْزاق. و الهَزِق: الرَّعد «3». و أهْزَقَ الرَّجُل «4»: ضحِك.
و حِمَارٌ هَزِقٌ: كثير الاستِنان.

هزل

الهاء و الزاء و اللام كلمتانِ في قياسٍ واحد، يدُلّانِ علي.
ضَعف. فالهَزْل: نقيض الجِدّ. و الهُزَال: خِلَاف السِّمَن. يقال: هَزَلْتُ دابّتي و قد هُزِلت. و هَزَلَ في مَنطِقِه. و أهْزَل: وقع في ماله الهُزَال.

هزم

الهاء و الزاء و الميم أصلٌ صحيحٌ يدلُّ علي غَمْز و كَسْر. فالهَزْم:
أن تَغْمِزَ الشي‌ءَ بيدك فيَنْهَزمَ إلي داخل، كالقِثّاءةِ و البِطِّيخة. و منه الهَزِيمة في الْحَرْب. و غيثٌ هَزِيم: متبعِّق. و هَزِيم الرَّعدِ: صوتُه، كأنّه يتكسَّر، من قولهم: تهزَّمَ السِّقاء: يَبِسَ فتشَقَّقَ.
و من الباب اهتَزَمْتُ الشَّاةَ: ذبحتُها. و الهَزْمة: ما تطامَنَ مِنَ الأرض.
و مما ليس من هذا القياس المِهزام: عُودٌ يُجعلُ في رأسه نارٌ، تلعب به صِبيانُ الأعراب. قال جرير:
______________________________
(1) مثله «الهجف» بالجيم.
(2) في الجمهرة (3: 14).
(3) في القاموس: «الهزق، ككتف: الرعد الشديد». و في المجمل: «و الهزق: الرعد الشديد». و في اللسان: «و الهزق- هذه بالتحريك-: شدة صوت الرعد».
(4) في اللسان: «أهزق فلان في الضحك». و في المجمل: «و أهزق الرجل في الضحك»:
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 52
* و تَلْعَبُ المِهزاما «1» *

هزن

الهاء و الزاء و النون ليس فيه إلّا هَوازِن: قبيلة. يقولون:
الهَوْزَن: الغُبار. و الهَوْزَن: طائر «2».

هزأ

الهاء و الزاء و الهمزة كلمة واحدة. يقال: هَزِئَ و استهزَأَ، إذا سَخِرَ.

هزب

الهاء و الزاء و الباء كلمةٌ واحدة. الهَوْزَبُ: البعير المُسِنّ، في قول الأعشي:
و الهَوْزَبَ العَودَ أمتطِيهِ بها و العَنْتَرِيسَ الوَجناءَ* و الجملَا «3»

هزج

الهاء و الزاء و الجيم: أصلٌ صحيح يدلُّ علي صوت. يقولون:
الهَزَج: صوت الرَّعد، و به شُبِّه الهَزَج من الأغانيّ. قال:
* كأنّها جاريةٌ تهَزَّجُ*
«4» و تهزَّجَت القوسُ، [إذا صَوَّتَتْ «5»] عند الإنباض. قال الكميت:
بأهازبجَ من أغانيِّها الجُ شِّ و إنباعِها لزَّفِيرَ الطَّحِيرا «6»
______________________________
(1) البيت بتمامه في الديوان 542 و اللسان (هزم):
كانت مجرئة تروز بكفها كمر العبيد و تلعب المهزاما
(2) في الأصل: «الطائر» و في المجمل: «و يقال هو ضرب من الطير». و في اللسان:
«هوزن: اسم طائر».
(3) ديوان الأعشي 156 و اللسان (هزب).
(4) أنشده في المجمل و اللسان (هزج).
(5) التكملة من المجمل و اللسان.
(6) المجمل و اللسان (هزج).
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 53
و فرسٌ هَزِجٌ: في مَشيِه سُرعة «1»، كأنَّه يُذهَب إلي ما يُسمَع من حَفِيفِه.

هزر

الهاء و الزاء و الراء يدلُّ علي غمزٍ و كسرٍ و ضَرْبٍ. و هَزَره بعصاه هَزَرَاتٍ: ضربَه. و هَزَرَه: غَمَزَه «2». و إنّ فلاناً لذُو هَزَراتٍ و كَسَرَاتٍ، إذا كان يُغْبَن في كلِّ شَي‌ء. قال.
إلّا تَدَعْ هَزَرَاتٍ لسْتَ تَارِكَها تُخْلَعْ ثِيابُكَ لا ضأنٌ و لا إبلُ «3»
و اللّٰه أعلم.

باب الهاء و السين و ما يثلثهما

هسم

الهاء و السين و الميم. قال أبو بكر «4»: الهَسْم: [مثل الهَشْم «5»]. و هَسَمه يهسِمه هَسْماً: كسره. و اللّٰه أعلم.

باب الهاء و الشين و ما يثلثهما

هشم

الهاء و الشين و الميم أصلٌ يدلُّ علي كسْر الشَّي‌ء الأجوفِ و غيرِ الأجوف و هَشمْتُهُ هَشْماً. و الهاشِمَة الشَّجَّة تَهْشِمُ عظمَ الرَّأْس. و مُجْمَعٌ علي أن هاشماً سمِّي به لأنَّه هَشَمَ الثرِبد، و اسمه عَمرو. و الهشيم من النَّبات: اليابس المتكسِّر.
______________________________
(1) في الأصل: «مسرعة».
(2) في الأصل: «و غمزه»، صوابه في المجمل.
(3) نخلع ثيابك، كذا ضبطت في المجمل، و ضبط في اللسان مثله لكن بنصب «ثيابك».
(4) انظر الجمهرة (3: 54).
(5) التكملة من المجمل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 54
و رجلٌ هشِيمٌ: ضعيف البَدَن. و ربما قالوا: تهشَّمَ فلانٌ علي فلان، أي تعطَّفَ.
و هو من الباب. و اهتَشَمَ ما في ضَرع النّاقة: احتَلَبَه «1»، و هو القياس.

هشل

الهاء و الشين و اللام. يقولون: الهَشِيلة: البَعير يأخذُه الرّجُل من غير إذنِ صاحِبِه يبلُغ به حيث يريدُه ثم يردُّه. قال:
و كلُّ هَشِيلةٍ ما دمتُ حيًّا عليَّ محرّمٌ إلّا الجمال «2»

هشر

الهاء و الشين و الراء: كلمتان: الهَيْشَر: نَبت. و هَشَر النَّاقةً «3»: حَلَبَ كلَّ ما في ضَرعِها. و اللّٰه أعلم.

باب الهاء و الصاد و ما يثلثهما

هصم

الهاء و الصاد و الميم: كلمةٌ تدلُّ علي الكسر. هَصَمْتُ الشّي‌ءَ:
كسَرتُه. و به سمِّي الأسد هَيْصَما. و اللّٰه أعلم.

هصر

الهاء و الصاد و الراء: يدلُّ علي قَبضٍ علي شَي‌ءٍ و إمالتِه.
و هَصَرتُ العُود، إذا أخذْتَه برأسِهِ فأمَلْتَه إليك. قال:
* هَصَرْتُ بغصنٍ ذِي شَمارِيخَ ميّالِ «4» *
و بذلك سمِّي الأسَدُ هَصوراً و هَيْصراً و هَصَّاراً «5».
______________________________
(1) في الأصل: «إحلبته»، صوابه في المجمل.
(2) أنشده في المجمل و اللسان (هشل).
(3) مما ذكر في القاموس و لم يذكر في اللسان.
(4) لامري‌ء القيس في ديوانه 59 و اللسان (هصر). و صدره:
* و لما تنازعنا الحديث و أسمحت*
(5) و يقال أيضا: هيصار، و مهصار، و هصرة و هصر بضم ففتح فيهما، و مهتصر كذلك.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 55‌

باب الهاء و الضاد و ما يثلثهما

هضل

الهاء و الضاد و اللام ليس فيه إلَّا الهَيضَلة، و هي الجماعة المتسلِّحة ذاتُ الجَلَبة. و ربَّما قالوا للناقة العظيمة: هَيضَلة.

هضم

الهاء و الضاد و الميم: أَصلٌ صحيح يدلُّ علي كَسرٍ و ضَغطٍ و تداخُل و هضَمت الشّي‌ءَ هضماً: كسرتُه. و مِزمارٌ مُهَضَّم، لأنَّه فيما يزعمون أكسارٌ يضمُّ بعضُها إلي بعض. و الهاضوم: الذي يَهضِم الطَّعام، و أُراه مولَّدا. و كشحٌ مُهضَّم. و امرأةٌ هضيمة الكَشْحَين: لطيفَتُهما، كأنَّهما ضَغِطا. و الهَضَم: انضمامُ أَعْلَي البَطن، و هو في الخيل عَيب. قال الأصمعيّ: «لم يسبِق الحَلْبةَ فرسٌ أهضَمُ قَطّ «1»» و الطّلْع الهضِيم: الدَّاخلُ بعضُه في بعض و هَضَمتُ لك مِن حقِّي طائفةً:
تركتُه و المتهضِّم: الظالم و الأهضام: بُطونٌ من الأودِية، سمِّيت بذلك لغموضها، الواحد هِضْمٌ. فأمَّا الأهضام من الطِّيب … «2»

هضب

الهاء و الضاد و الباء يدلُّ علي اتِّساعٍ و كَثرةٍ و فيض. منه الهَضْبة: المَطْرة العظيمةُ القطْر. و الهِضَبُّ: الفَرسُ الكثير العَرَق. و هَضَباتٌ طُوَالات. [و الهَضْبَة «3»]: الأكَمَة* الملساء و اللّٰه أعلم بالصواب.
______________________________
(1) انظر الحيوان (1: 104).
(2) كذا وردت العبارة مبتورة في الأصل و في المجمل: «و الأهضام: البخور، واحدتها هضمة.
قال الأعشي:
إذا ما الدخان شبه في الآ نف يوما بشقوة أهضاما»
. (3) التكملة من المجمل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 56‌

باب الهاء و الطاء و ما يثلثهما

هطع

الهاء و الطاء و العين: أُصَيلٌ يدلُّ علي إقبالٍ علي الشّي‌ء و انقِياد. يقال: هَطَعَ الرّجلُ علي الشَّي‌ء ببصره: أقبَلَ و أهطعَ البعيرُ: صَوَّبَ عنقَه منقاداً. و أهْطَعَ: أسْرَعَ.

هطل

الهاء و الطاء و اللام: كلمةٌ تدلُّ علي تتابُع في قَطْر و غيره.
و هَطَلَ المطرُ هَطلاناً: تتابَعَ، و كذلك الدَّمعُ. و ديمةٌ هطْلَاءُ. و إبلٌ هَطْلَي:
تجي‌ءُ رويداً متتابِعة. و كذلك يقولون للمُعْيِي «1» منها: هَطِل.

هطر

الهاء و الطاء و الراء. يقولون الهَطْر: الضَّرب بالخشب «2».
و هطره يَهْطِره هَطْراً. و اللّٰه أعلم.

باب الهاء و العين و ما يثلثهما

هعر

الهاء و العين و الراء و هذا لا يكون إلَّا بدخيل «3». يقولون:
الهَيْعَرَة: النزِقة من النِّساء. و الهَيعَرة: الغُول. و الهَيْعَرُور: الدَّاهية.
______________________________
(1) في الأصل: «للمعني»، صوابه في المجمل و اللسان.
(2) في الأصل: «من الخشب»، صوابه في المجمل. و في اللسان: «هطر الكلب يهطره هطراً:
فتله بالخشب».
(3) في المجمل: «إلا بدخيل بين الهاء و العين».
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 57‌

باب الهاء و الفاء و ما يثلثهما

هفا

الهاء و الفاء و الحرف المعتل: أصلّ يدلُّ علي ذَهاب شي‌ءٍ في خِفّة و سُرعة. و هَفَا الشّي‌ءُ في الهَواءِ يهفُو، إذا ذَهَب، كالصُّوفةِ و نَحوِها. و هفَا الظَّليمُ: عَدَا. و هَفَا القلبُ في إثْرِ الشَّي‌ء. و هَوَافِي النَّعَم «1»: ضُلَّالُه. و هفا الإنسانُ يُهفُو: زَلَّ و ذَهبَ عن الصَّواب، و كذلك هفا، إذا جاعَ. و الهَفْوة: الزَّلَّة.

هفت

الهاء و الفاء و التاء: كلمةٌ تدلُّ علي سُقوطِ شي‌ءِ. و تهافُت الشَّي‌ءِ:
تَساقُطُه «2» قطعةً [قطعة «3»]. و الهَفْت «4»: قطع الدَّم المتهافِتة. و تهافَتَ الفَراشُ في النَّار: تساقَطَ. و كلُّ شي‌ءِ انخَفَضَ و اتَّضَع فقد هَفَت و انهَفَت. و وردَتْ هَفِيتةٌ من النَّاس، و هي التي أقْحمتْهم السّنةُ، فهُمْ ساقِطةٌ. و اللّٰه أعلَم.
______________________________
(1) في الأصل: «و هو في النعم»، و في المجمل: «و هوي في النعم»، صوابهما ما أثبت.
و في اللسان: «و هوافي الإبل: ضوالها كهواميها».
(2) في الأصل: «و تساقط».
(3) تكملة يحتاج إليها الكلام. و في المجمل: «و التهافت: تساقط الشي‌ء شيئا شيئا». و في اللسان: «و الهفت: تسافط الشي‌ء قطعة بعد قطعة».
(4) في الأصل: «و هفت». و التفسير بعده مما لم أجده في المعاجم المتداولة، لكن وجدت له شاهدا من قول رؤبة في ديوانه 108:
* كثمر الحماض من هفت العلق*
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 58‌

باب الهاء و القاف و ما يثلثهما

هقل

الهاء و القاف و اللام ليس فيه إلَّا الهِقْل، و هو الفتِيُّ من النَّعام. و يقولون: التَّهقُّل «1»: المَشْيُ البطي‌ء.

هقم

الهاء و القاف و الميم: يدلُّ علي اتَّساعٍ و عِظم. و يقال للبحر هِقَمٌّ، لعِظَمِه و بُعْدِ قَعرِه. و صوتُه هَيْقَم. قال:
* كالبَحر يَدعُو هَيْقَماً و هَيْقَما «2» *
و يقال: الهِقَمُّ «3»: الرَّجُل الكثير الأكل. و يقال: الهَيْقم: الظَّليم العظيم «4».

هقب

الهاء و القاف و الباء. يقولون: الهِقَبُّ: الضَّخْم الطَّويل الرَّغيب البطن. و قال أبو بكر: الهِقَبُّ: الصُّلب. و الهَقَب: السَّعة «5».

هقع

الهاء و القاف و العين. فيه ثلاث كلمات: الهَقْعَة: نجمٌ من منازل القَمَر.
و الكلمة الأخري الهَقْعة: دائرة تكون بزَور الفرَس. قال:
______________________________
(1) و كذا في المجمل. و لم ترد في اللسان كلمة في هذه المادة بمعني المشي، و ليس في القاموس إلا قوله عند ذكر «الهيقل»: «و بهاء ضرب من المشي».
(2) لرؤبة في ملحقات ديوانه 184 و اللسان (هقم 100). و قبله:
* و لم يزل عز تميم مدعما*
(3) و يقال «هقم» أيضا كفرح و حذر.
(4) في اللسان و المجمل: «الظليم الطويل».
(5) نص الجمهرة (1: 325): «و هقب: اسم، و أحسبه مشتقا من الهقب، و هو السعة». علي أن تفسير «الهقب» بالصلب مما لم يرد في المعاجم المتداولة. و وجدت في القاموس:
«و الهقبقب: الصلب الشديد»:
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 59
و قد يَركبُ المهقوعَ مَنْ لَسْتَ مثلَه و قد يركب المهقوع زَوجُ حَصانِ «1»
و الكلمة الأخري: اهتُقِعَ لونُه، مثل امتُقِعَ.

باب الهاء و الكاف و ما يثلثهما

هكل

الهاء و الكاف و اللام يدلُّ علي إشرافٍ و عُلُوٍّ. منه الهَيْكَل:
الفَرَسُ الطَّويل. قال:
و قد أغدُو بِطرفٍ هَي كَلٍ ذي مَيْعَة سَكْبِ «2»

هكم

الهاء و الكاف و الميم تدلُّ علي تفحُّمٍ و تهدُّم. و هَكَم هَكْماً:
تقَحَّمَ علي النَّاس و تعرَّضَهم بشَرّ. و التهكُّم: التَّهزُّؤ: و تهكَّمَتِ البِئرُ: تهدَّمت.

هكر

الهاء و الكاف و الراء كلمتان: الهَكْر: العَجَب. قال:
* فاعجَبْ لذلكَ رَيْبَ دَهرٍ وَ اهْكَرِ «3» *
قال الخليل: تقول هَكْراً لَكَ.
و الكلمة الأخري: * اعتراءُ النُّعاس. قال: و هَكِر الرّجُل: اعتراه نُعاس و كَلَّ، و استَرخَتْ عِظامُه و مَفاصِلُه.
______________________________
(1) ذكر في اللسان أنه مجاوبة لقول قائل:
إذا هرق المهقوع بالمرء أنعظت حليلته و ازداد حرا عجانها
(2) لعقبة بن سابق في كتاب الخيل لأبي عبيدة 117 برواية: «بطرف سابح». و في الأصل:
«و قد أعدو»، صوابه من كتاب الخيل.
(3) لأبي كبير الهذلي في ديوان الهذليين (2: 101) و اللسان (هكر). و صدره:
* فقد الشباب أبوك إلا ذكره*
رواية الديوان: «فعل دهر».
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 60‌

هكع

الهاء و الكاف و العين يدلُّ علي تطامُنٍ و خُضوع. و هَكَعت البقَرُ تحتَ ظلِّ الشْجر من شِدَّة الحرِّ: سكنَتْ. و يقال للعَظْم إذا انكَسَر بعد جَبْرٍ: قد هَكَع و اهتكَع الرّجُل: خَشَع. و هكع اللّيلُ: أرخَي سدولَه.
و ذَهَب فما يُدْرَي أينَ هَكَع، كأنَّه استَخْفَي و تَوارَي، كما تهقع البقر.
و الهَكْعَة «1»: الرّجُل العاجز يَهْكَع لكلٍّ، أي يَخشَع. و يقولون:
الهُكَاع: السَّعال. هَكَع يَهْكَعُ هُكاعاً: سَعَلَ.

باب الهاء و اللام و ما يثلثهما

هلم

الهاء و اللام و الميم ليس فيه إلّا قولهم هَلُمَّ: كلمة دعوة إلي شَي‌ء.
قالوا: و أصلها هَلْ أَؤُمُّ، كلامُ مَن يريد إتيان الطعام، ثمَّ كثُرت حتَّي تكلَّم بها الدَّاعي، مثل قولهم: تَعَالَ، أي اعْلُ، ثمَّ كثُرت حتّي قالها مَن كان أسفَلَ لمن كان فَوق. و يحتمل أنْ يكون معناها هلْ لك في الطَّعام أُمَّ، أي اقصِدْ.
و الذي عندنا في ذلك أنَّه من الكلام المُشكِل. و قد مرَّ مِثلُه.

هلا

الهاء و اللام و الحرف المعتلّ. يقولون: هَلَا: كلمةٌ تسكَّنُ بها الإناث عند مقارنةِ الفحل إيَّاها. قال:
* ألَا حيِّيا لَيلَي و قُولَا لها هَلَا «2» *
و يقال: ذهَبَ بذي هِلِيَّان، أي حيث لا يُدرَي.
______________________________
(1) بسكون الكاف و فتحها، كما في اللسان.
(2) البيت للنابغة الجعدي، يقوله في ليلي الأخيلية. اللسان (هلا) و اللآلي‌ء 282. و عجزه:
* فقد ركبت أمرا أغر محجلا*
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 61‌

هلب

الهاء و اللام و الباء: أصلٌ يدلُّ علي سُبوغٍ في شي‌ءِ و سَعَة.
فالهُلْب: ما غلُظ من الشَّعر، كشعر الذَّنَب. و عيشٌ اهْلَبُ: واسع، كما يقال:
عيش أزَبُّ. و يومٌ هَلَّابٌ، إذا كان مطرُه دائماً في لِين. و الهَلَّابة: الرِّيح الباردة مع قَطْرٍ «1»، و لذلك يقال لِشدَّة الزمان هُلْبَة. و إنَّما قِيل فرسٌ مهلوبٌ لأنّه قد جُزَّ هُلْبُ ذَنبِه.

هلت

الهاء و اللام و التاء. ليس بشي‌ءٍ، إلَّا أنهم يقولون: الهَلْت:
الجماعة «2». [و الهُلَات «3»]: الاستِرخاء.

هلج

الهاء و اللام و الجيم ليس بشي‌ء. و يقولون: هَلَج: أنَي بكلامٍ و لا يوثَق به.

هلس

الهاء و اللام و السين يدلُّ علي إخفاء شي‌ءِ: من كلامٍ و غيره. يقال: أَهْلَسَ في الضَّحِك: أخْفاه. قال:
* تضحك مني ضَحِكاً إهلاسَا «4» *
و هالَسَ فُلاناً: سارَّهُ. و المهلوسُ: الضَّعيف العَقْل، و هو القياس. و الهُلَاس
______________________________
(1) في الأصل: «قطعة»، صوابه في المجمل و اللسان.
(2) لم أجد هذا في غير المجمل و المقاييس. و الذي في القاموس: «و الهلتات: الجماعة يقيمون و يظعنون». و في مادة (هلث): «الهلثي و الهلثاء و الهلثاءة و يكسران، و الهلثة بالضم: جماعة علت أصواتهم». و الذي في اللسان (هلت): «و الهلتاءة: الجماعة من الناس يقيمون و يظعنون. هذه رواية أبي زيد، و رواها ابن السكيت بالثاء» و صنع في مادة (هلت) صنيع صاحب القاموس و زاد عليه «الهلثاة» عن ثعلب.
(3) التكملة من المجمل، و لم ترد في اللسان و لا القاموس. و جاءت بالثاء في القاموس فقط.
(4) أنشده في اللسان (هلس) و المخصص (2: 145/ 14. 262).
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 62
[شِبْه السُّلال من الهُزال «1»]، كأنَّ لحمَه خَفِيَ و توارَي.
و مما شذَّ عن الباب الهَلْس: الخَيْر الكثير «2».

هلع

الهاء و اللام و العين: يدلُّ علي سُرعةٍ وحِدَّة. و ناقة هِلْوَاعٌ:
حديدة سريعة. و نعامةٌ هالِعٌ كذلك. و منه الهَلَعُ في الإنسان: شِبْه الحِرْص.
و رجلٌ هَلِعٌ و هَلُوع.
قال ابن السِّكِّيت: رجلٌ هُلَعَة يَهْلَعُ و يَجْزَع سريعاً. و يقال: ما لَهُ هِلَّعٌ و لا هِلَّمة، أي جَدْيٌ و لا عَنَاق، و سمِّيا بذلك لنَزقِهما.

هلف

الهاء و اللام و الفاء: كلماتٌ متقاربةُ القياس تدلُّ علي كِبَر و ضِخَم. و الهِلَّوفُ: الشَّيخ الضَّخم. و اللِّحيةُ الضَّخمة هِلَّوفةٌ، و الجمل الكبير هِلَّوْف.

هلك

الهاء و اللام و الكاف: يدلُّ علي كَسْرٍ و سُقوط. منه الهلاكُ:
السُّقوط، و لذلك يقال للميت هَلَكَ. و اهتَلكت القَطاةُ خَوْفَ البازِي: رمَتْ بنَفْسها علي المهالك. فأمَّا قول الهذليّ «3»:
* و لا هُلُكِ المفارِشِ عُزَّل «4» *
فيقول: ليس أمَّهاتُهم أمَّهاتِ سَوء. و امرأةٌ هَلوكٌ، إذا تَهالكت في غُنْجِها متكسِّرة. و لا يقال رجلٌ هلوك. و المَهْتَلِك: الذي يَهتِلك أبداً إلي مَن يكفُلُه، و ناس مهتلكون و هُلَّاك. و قول الحُطيئة:
______________________________
(1) التكملة من المجمل.
(2) ذكر في القاموس، و لم يذكر في اللسان.
(3) هو أبو كبير الهذلي، كما في المجمل و ديوان الهذليين (2: 90).
(4) البيت بتمامه كما في الديوان:
سجراء نفسي غير جمع أشابة حشدا و لا هلك المفارش عزل
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 63
مُستَهلِكُ الوِرْدِ كالأَسْدِيِّ قد جَعَلَتْ أيدِي المطيِّ به عاديّةً رُغُبَا «1»
قالوا: مستهلِك: جادٌّ و القياسُ لا يدلُّ علي إلَّا علي هذا ما ذكرناه في صِفة القطاة إذا* اهتلكَتْ من خَوف البازي. و الأرضُ الهَلَكِينُ «2»: الْجَدْبة. و الهَلَك: 752 الشَّي‌ء الهالك. و الهَلَك: المَهْوَي بين الجبلَين. قال ذو الرُّمَّة:
تَرَي قُرْطَهَا في وَاضِحِ اللِّيتِ مُشْرِفاً علي هَلَكٍ في نَفْنفٍ يَتَطَوَّحُ «3»
أمَّا الهالكي فالحدّاد، يقولون: نُسِبَ إلي الهالك بن عَمرو بن أسد بن خُزَيمة، و كان يَعْمَل الحديد، و لذلك قيل لبني أسدٍ: القُيُون.

باب الهاء و الميم و ما يثلثهما «4»

همن

الهاء و الميم و النون ليس بشي‌ء. فأمّا المُهيمِن، و هو الشاهد فليس من هذا، إنَّما هو من باب أمن «5»، و الهاء مبدلة من همزة.

همي

الهاء و الميم و الحرف المعتلُّ يدلُّ علي ذَهابِ شي‌ءٍ علي وَجهه و هَمَي الماءُ: سال. و هَمَتِ الماشيةُ تَهمِي: ذهبَتْ علي وجهها لِرّعيٍ أو غيره و
في الحديث: «إنَّا نُصيبُ هَوَامِيَ الإبل»
: الضَّوالّ.
______________________________
(1) و كذا جاءت روايته في الديوان 4 و اللسان (أسد). و في اللسان (هلك): «عادية ركبا».
(2) يقال هلكين و هلكون أيضا.
(3) ديوان ذي الرمة 82 و اللسان (هلك)، و الكامل 145 ليبسك
(4) ورد هذا الباب في الأصل متأخرا عن الباب الذي يليه، فقدمته طبقا لمنهج ابن فارس. و قد جاء في المجمل في ترتيبه الطبيعي كما أثبت.
(5) في الأصل: «أمين».
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 64
و إذا همز «1» * تغيَّر المعني. تقول: تهمّأ الثّوبُ: بلِي.

همج

الهاء و الميم و الجيم: أصلٌ يدلُّ علي اختلاطٍ و اضطراب.
فالهامج: المتروك يموجُ بعضُهُ في بعض. قال:
* يَعيثُ فيه هَمَجٌ هامجُ «2» *
و قول أبي ذؤيب:
* موَلَّعة بالطُّرَّنينِ هَمِيجُ «3» *
فيقال: الهميج: كلُّ لونينِ اختَلَطا.
و من الباب الهَمَج: البَعوض، و يقال لرُذَالِ النَّاس الهَمَج تشبيهاً. و الهَمَجُ:
الدَّبَا من الجراد. [و] يقال: أهْمَجَ الفرسُ إهماجاً: اضطرَبَ في جَريِه. و الهَمَج:
الْجُوع، لما يعتري صاحبَه من الاختلاط و الاضطراب. قال:
* قد هَلكَتْ جارتُنا من الهَمَجْ «4» *
______________________________
(1) هذه نهاية صفحه 752 من الأصل. و أحب أن أنبه أن أرقام صفحات الأصل أصابه بعض اضطراب بناء علي التعديل الذي أشرت إليه قريبا. فالمواد من (هنم) إلي (هنق) هي تابعة لرقم 752 من الأصل لا لرقم 753.
(2) للحارث بن حلزة اليشكري في اللسان (همج، رقح) و البيان (3: 303) و صدره:
* يترك مارقح من عيشه*
(3) صدره في ديوان الهذليين (1: 59) و اللسان (همج):
* كأن ابنة السهي يوم لقيتها*
(4) أنشده في اللسان (بذج) منسوبا إلي أبي محرز المحاربي. و هو بدون نسبة في اللسان (همج) و مجالس ثعلب 585 و الحيوان (5: 501) و الميداني (1: 261) و الأضداد 279. و قد سبق في (بذج).
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 65
و هَمجَت الإبل، ورَدَت الماءَ فَشرِبَتْ منه. و يقال: الهَمَجَة: الشَّاة المهزولة، كأنها شُبِّهت بالبَعوضة.

همد

الهاء و الميم و الدال: أصلٌ يدلُّ علي خمودِ شي‌ء. و هَمَدت النار:
طَفِئَتْ البَتّة. و أرضٌ هامدة: لا نباتَ بها «1». و نباتٌ هامد: يابس.
و الإهماد: الإفامة بالمكان.
و مما شذَّ عن هذا الباب قول من قال: إنَّ الإهماد: السُّرعة في المَشْي.
قال:
* ما كانَ إلَّا طَلَقُ الإهمادِ «2» *

همذ

الهاء و الميم و الذال، يدلُّ علي سُرعة. يقال الهَمَاذِيُّ:
السُّرعة. [و] هَمَاذِيُّ المطرِ: شِدَّته.

همر

الهاء و الميم و الراء: أصلٌ يدلُّ علي صَبٍّ و انصباب. و هَمَر دمْعه. و هَمَرَ الدّمعُ و انهمَرَ: سالَ. و فلانٌ يُهامِر الشَّي‌ء، إذا أخذه جَرْفا.
و هَمَر في كلامِهِ: أكثرَ. و هو مِهمارٌ، أي كثير الكلام. و هَمَر له من مالِه، كأنَّه صَبّه له صَبَّا.

همز

الهاء و الميم و الزاء كلمةٌ تدلُّ علي ضَغْطٍ و عَصْر. و هَمزْت الشَّي‌ءَ في كفِّي. و منه الهَمز في الكلام، كأنَّه يَضْغَط الحرف. و يقولون: همزَ بِهِ
______________________________
(1) في الأصل: «لها»، و أثبت ما في المجمل.
(2) لرؤبة بن العجاج. اللسان (همد).
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 66
الأرض «1». و قوسٌ هَمَزَي: شديدةُ الدَّفعِ للسَّهم. و الهمَّاز: العَيَّاب، و كذا الهُمَزَة. قال:
تُدْلِي بوُدِّيَ إذْ لاقَيتَنِي كذِباً و إنْ أُغيَّبْ فأنت الهامزُ اللُّمَزَهْ «2»
وَ همْزُ الشَّيطان كالمُوتَة تَغلِبُ علي قَلْب الإنسان تَذهب به.

همس

الهاء و الميم و السين يدلُّ علي خَفاءِ صَوتٍ و حِسٍّ. منه الهَمْس: الصَّوت الخفِيّ. و هَمْسُ الأقدام أخَفَي ما يكونُ من وطءِ القدَم.
و أمَّا قولهُم الهَمَّاس: الأسَد الشَّديد، فمِنْ هذا عندنا أيضاً، لأنّه إنَّما يُراد به هَمْسُه إمَّا في وَطْئه و إمَّا في عَضِّه. قال:
* عادتُه خَبْطٌ و عضٌّ هَمّاسْ «3» *

همش

الهاء و الميم و الشين: أصلٌ يدلُّ علي سرعةِ عملٍ أو كلام.
يقولون: الهَمِش «4»: السّريع العَمَلِ بأصابِعِه. و امرأةٌ هَمَشَي الحديثِ، إذا تسرَّعَتْ فيه. قال:
أيَّام زينب لا خفيفٌ حِلْمُها هَمَشَي الحديثِ و لا رَوَادٌ سَلْفَعُ
و الهَمْش: حلبٌ بسَرعة. و الهَمش: الصَّوتِ و الجَلَبة.
______________________________
(1) في الأصل: «همزته الأرض»، تحريف. و في المجمل: «و همز به الأرض؟؟؟؟».
و في القاموس: «و همزت به الأرض: صرعته». و لم يرد في اللسان.
(2) و كذا ورد في إصلاح المنطق 475. و أنشد عجزه في المجمل. و رواية البيت في اللسان (همز):
إذا لقيتك عن شحط تكاشرني و أن تغييت كنت الهامز اللمزه
(3) أنشده في المجمل أيضاً.
(4) الميم مهملة الضبط في الأصل، و ضبطت في المجمل بالسكون، و في اللسان بالكسر.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 67‌

همط

الهاء و الميم و الطاء ليس بأصلٍ، إلّا أنّهم يقولون: هَمَطَ:
خلَطَ بين الباطِل و الظُّلم. و أهمَطَ عِرْضَ فلانٍ: شَتَمه.

همع

الهاء و الميم و العين. يدلُّ علي سيَلانِ شي‌ء. و هَمَعت العينُ:
سالَ دمعُها. و تهمَّعَ الرَّجلُ: تباكي «1». و سحابٌ هَمِع: ماطر. و يقال:
الهِمْيَع: الموتُ الوَحِيّ «2».

همق

الهاء و الميم و القاف: كلمة واحدة. يقولون: كَلأٌ هَمِقٌ:
هَشٌّ.

همك

الهاء و الميم و الكاف: كلمةٌ واحدة. انهمَكَ في الأمر:
جَدَّ و لَجّ.

همل

الهاء و الميم و اللام: أصلٌ واحد. أَهْمَلْتُ الشّي‌ءَ، إذا خلَّيتَ بينه و بين نَفْسِه. و الهَمَلُ: السُّدَي «3». و الهَمَل: المال لا مانعَ له.
و هَمَلَت العينُ، مثل هَمَرَتْ. و اللّٰه أعلمُ بالصَّواب.

باب الهاء و النون و ما يثلثهما

هنا «4»

الهاء و النون و الحرف المعتلّ، فيه كلماتٌ مشكلة، و أشياء ليس لها قياس. يقولون: هنا كلمة تقريب، و هاهُنا تبعيد. فأمَّا قول امري‌ء القيس:
______________________________
(1) في اللسان: «بكي، و قيل تباكي».
(2) شاهده قول أسامة الهذلي، و قد سبق في (ذهط).
إذا بلغوا مصرهم عوجلوا من الموت بالهميع الذاعط
(3) في الأصل: «السد»، صوابه في المجمل و اللسان.
(4) ورد قبلها في الأصل مادة (هضم)، ورددتها إلي موضعها بعد مادة (هنق).
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 68
و حديثُ الرَّكب يوم هُنَا و حديثٌ ما علي قِصَرِهْ «1»
فقد اختُلِف فيه، فقيل إنَّه اليوم الماضي، و هو علي التّقريب، يقول: عهدي بهم يومَ هُنا. و يقال بل هو اللَّعِب. و يقال هُنا: موضعٌ.
وهَنٌ: كلمةُ كنايةٍ، تقول: أتاه هَنٌ، و في فلانٍ هَنَاتٌ، أي خَصَلات شرّ، و لا يقال في الخَير.

هنأ

الهاء و النون و الهمزة: يدلُّ علي إصابةِ خيرٍ من غير مشقّة.
فالهَنْ‌ء: العَطِيَّةُ، و هو مصدرٌ و الاسم الهِنْ‌ء. و الهَنِي‌ء: الأمر يأتيك من غير مشقة. و ما كان هذا الطّعامُ هنيئاً و لقد هَنُؤ. و هَنِئت الماشيةُ: أصابَتْ حَظًّا من بَقْل. و إبُلٌ هَنْأَي «2». و أمّا الهِناءُ فضَربٌ من القَطِران. هَنَأْتُ البَعِيرَ، و ناقَةٌ مَهْنُوءة. و ممكنٌ أن يسمَّي بذلك لما فيه من الشِّفاء.
و مما ليس من الباب مضي هِنْ‌ءٌ من اللَّيل «3»، أي طائفة.

هنب

الهاء و النون و الباء، ليس فيه إلَّا هِنْبٌ: اسمُ رجلٍ. و ذكر ابن دريد أن الهَنَب: الوَخامَة و الثِّقَل «4». يقال امرأة هَنْبَاء: بلهاء. قال:
* مجنونةٌ هُنَّبَاءٌ بنتُ مجنونِ «5» *
______________________________
(1) ديوان امري‌ء القيس 154. و صدره في اللسان (20: 374).
(2) وردت في القاموس، و لم ترد في اللسان.
(3) وردت في القاموس، و لم ترد في اللسان.
(4) لم يرد هذا النص في الجمهرة. انظر الجمهرة (1: 332).
(5) هذا شاهد الهنباء، بضم الهاء و تشديد النون المفتوحة. و في الأصل: «بنت محونة»، صوابه في المجمل حيث أنشد هذا العجز. و أنشد البيت في اللسان (هنب) منسوبا إلي النابغة الجعدي. و صدره:
* و شر حشو خباء أنت مولجه*
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 69‌

هند

الهاء و النون و الدال ليس بقياسٍ، و فيه أسماءٌ موضوعةٌ وضعا فهِند: اسمُ امرأةٍ. و هُنَيدةُ: مائةٌ من الإبل «1». قال.
أعطَوْا هُنيدةَ يحدوها ثمانيةٌ ما في عَطائِهِمُ مَنٌّ وَ لَا سرفُ «2»
و يقال للمائتين هِنْد. أمَّا قولهم: هَنَّدَتْ فلانةُ قلبي: ذهبت به، و هنَّدَتْ فلانةُ فلاناً: أورثَتْهُ عِشقاً بمغازَلةِ- فكلامٌ لا يعرَّج عليه.
و قولهم: التَّهنيد: شَحْذُ السيف المهنَّد، إنما هو طبع علي سيوف الهِند.

هنع

الهاء و النون و العين: كلمةٌ تدلُّ علي تطامُنٍ في شي‌ء. فالهَنَع:
تطامُنٌ في العُنُق. و أكَمَةٌ هَنْعاءُ: قصيرة. و ظَلِيمٌ أهنَعُ: في عُنُقِهِ تطامُن و الهَنْعَةُ: سِمَةٌ في مُنخَفَض العُنُق. و الهَنْعة: كوكب.

هنف

الهاء و النون و الفاء: كلمةٌ واحدة: هي المُهَانَفَة: الضَّحِك فوق التبسُّم. قالوا: و لا يقال للرَّجُل تَهَانَفَ؛ فهو نعتٌ في ضحك النِّساء خاصَّةً، حكاه الخليل. و يقال: بل التَّهَانُف: ضَحِك المستهزِئ.

هنق

الهاء و النون و القاف. حكي ابنُ دريد «3»: الهَنَق: شبه الضَّجَرِ يعترِي الإنسان. و أنشد:
______________________________
(1) في اللسان: «التهذيب: هنيدة مائة من الإبل معرفة لا تنصرف و لا يدخلها الألف و اللام، و لا تجمع، و لا واحد من جنسها».
(2) لجرير في ديوانه 389 و اللسان (هند).
(3) في الجمهرة (3: 168).
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 70
* أهنَقَني اليومَ وَ فَوْق الإهْناقْ «1» *

هنم «2»

الهاء و النون و الميم. الصحيح فيه أن الهَيْنَمة: الصَّوْتُ الخفيّ. [قال]:
و لا أشْهَدُ الهُجْر و القائليه إذا هُمْ بهينمةٍ هَتْمَلُوا «3»
و مما قد ذكر: الهِنَّمَة «4»: خرَزةٌ يؤخَّذ بها.
______________________________
(1) في الأصل: «فوق الإهناق»، و إثبات الواو من المجمل و الجمهرة.
(2) وردت هذه المادة في الأصل في صدر هذا الباب، و الوجه إثباتها هنا، كما ورد في المجمل علي النظام الذي وضعه ابن فارس.
(3) للكميت في اللسان (هتمل، هنم). و في الأصل: «بهينمة هتما»، صوابه من اللسان.
(4) في الأصل: «الهمة»، صوابه في المجمل و اللسان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 71‌

باب ما جاءَ من كلام العرب علي أكثر من ثلاثة أحرف أوله هاءٌ

من ذلك الرجل (الهِبْلع): الأَكُول. و هذه منحوتةٌ من كلمتين: هلع و بلع. فالهَلَع: الحرص، و البَلْع: بلْع المأكول.
و منه (الهِدْلِقُ): المسترخِي، و هي منحوتة من هَدِل، أي استرخَي و استَرْسَلَ؛* و دَلَق، إذا خَرَج من المكان الذي كان به. 754
و منه (الهِبْرِقِيّ): الحَدّاد أو الصَّائغ «1»، و هي منحوتة من هَبَر و بَرَق، كأنّه يَهْبِرُ الحديد، أي يقطعه و يُصْلِحه حتي يبرُق.
و منه (الهِلْقام): الضَّخم الواسع البَطْن، و هو من هقم، من البحر الهَيْقَم:
الواسع، و لَقم من لَقْم الشَّي‌ء.
و منه (الهزرقة): أسْوَأُ الضَّحِك، و هو مما زِيدت فيه الراء، و إنما هو من هَزِق إذا ضَحِك، و قد فُسِّر.
و منه (الهَبْرَكَة) النَّاعمة، و الكاف زائدة من هَبْر اللَّحم. يقول: لحمها كثير.
و منه (الهَمْرَجَة): الاختلاط، و هو من ثلاث كلمات: هَمَج، و هرج، و مرج، قد فسّرت كلها. و هَمْرَجْتُ عليه الخبرَ همرجَةً، مثل خلّطته.
و منه (الهِلْباجة): الأحمق، و اللام فيه زائدة، و إنَّما هو من الهَبَج. و قد قلنا: التهبُّج: الاختلاط و الثِّقل.
______________________________
(1) في الأصل: «الصام»، صوابه من اللسان و القاموس. و في اللسان أيضاً: «و قيل هو كل من عالج صنعة بالنار».
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 72
و منه (الهِزْلاج): الذِّئب الخفيف و زيدت فيه الهاء، من زَلَج كما يزلج السَّهم و من الأزلِّ أيضاً، و هو الأرسح الخفيف المؤخر.
و منه عجوز (هَمَّرِشٌ) من هَمَّ و هرش، أي هِمَّةٌ سهيّئة الخلق، تهارش.
و منه (الهِرْشَمّ): الحجر الرّخو، و الراء فيه زائدة، من الهشم، كأنَّه ينهشم سريعاً و منه (الهِرماس): الأسد، و الميم فيه زائدة، و إنَّما هو مِن هَرسَ، كأنّه يحطِّم ما لقي.
و منه (الهِزَبْر): الأسد، زيدت فيه الهاء، من برز أي إنَّه مبارِز «1».
و منه (الهَذْرمة): سُرعة الكلامَ من هَذر و هَذَم، و قد فُسِّرا.
و منه (الهَمَرْجَلُ): الفرس الجوادُ، من هَمَر و هَجَل، كأنَّه يَهْمِرُ في جَريهِ و يَهجل
و منه (الهِرجاب): الطَّويل، و الباء فيه زائدة، من هَرَج. و قد قلنا إنَّ هذا بناء يدل علي اضطراب.
و منه (الهِجْرِع): الخفيف الأحمق، من هرع و هجع. و الهَرِع: المتسرِّع.
و الهجع «2»: الأحمق.
و منه (الهَجَنَّع): الشَّيخ، و الجيم زائدة، من الهَنَع، و هو التَّطامُن، كأنَّه خلُقه قد تطامَنَ. و بوصف به الظَّليمُ «3» و غبره.
و منه (الهَطَّلع): الرَّجُل الطويل، زيدت فيه الهاء، من طلع.
و منه (اهْرَمَّعَ) الماءُ. سال، من هَمَع و هَرِع، و كلاهما سال. و كذا اهْرَمَّعَ الرَّجُل: أسرَعَ.
______________________________
(1) كذا. و هو سهو، إذ حقه أن يكون من (زبر).
(2) هو بالكسر، و كصرد، و كنف.
(3) في الأصل: «الظلم».
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 73
*** و مما وضع وضعاً و لا نعلم له قياساً «1»: (الهَمَلَّع): الذي توقع خُطاه توقيعاً شديداً.
و (الهَبَنْقَع): الأحمقُ يجلِسُ علي أطراف أصابِعِه يَسأل. و قد قَعَدَ الهبَنْقعةَ.
و (هبَنَّقَة): رجلٌ يُضرَب به المثلُ في الحمق. و الهِبْنِيق «2»: الوَصيف.
[و] (الهِرْكَوْلَة). المرأة الْجَسيمة.
و (الهِلكسُ «3») الذي حكاه ابنُ دريد «4» و هو الرجُل الدنيّ الأخلاق.
و (الهِجْرِس): ولد الثَّعلب «5». و (الهيْجُمانَة): الذَّرَّة. و (الهِرْشَفَّة):
العجوز البالية، و الدَّلو الخَلَق «6». و [لَيْسَ «7»] له (هَلْبَسيسٌ)، أي شي‌ء.
و (الهِرْطال): الطويل. و (الهِرْدَبُّ «8»): الْجَبَان. و (الهِدَمْلَة): رملة.
و (هَرْثَمَة) الأسد: أنْفُه و خَطْمُه. و شعرُهُ (هَرَاميلُ)، إذا سقَطَ. و (الهَنابث):
الأُمور الشَّدائد.
و اللّٰه أعلمُ بحقائق الأمور.
تم كتاب الهاء، و اللّٰه أعلم بالصَّواب
______________________________
(1) في الأصل: «و بالعلم له قياسا».
(2) في القاموس: «الهبنق كقنفذ و زنبور و قنديل و يفتح، و كسيدع و علابط: الوصيف من الغلمان».
(3) يقال هلكس كزبرج، و هلكس كجردحل، و كلاهما حكاه ابن دريد في الجمهرة. و ذكرا أيضاً في القاموس، و اقتصر في اللسان علي الضبط الأخير.
(4) الجمهرة (3: 343).
(5) في القاموس: «القرد، و الثعلب، أو ولده، و اللثيم، و الدب، أو كل ما يعسعس بالليل مما كان دون الثعلب و فوق اليربوع».
(6) ذكر هذا المعني الأخير في اللسان، و لم يذكر في القاموس.
(7) التكملة من المجمل و اللسان، و ليس يتكلم به إلا مع النفي.
(8) يقال للجبان هردب و هردبة، كما في اللسان. و اقتصر في القاموس علي الأخير.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 75‌

كتاب الواو

باب الواو و ما معها في المضاعف و المطابق

وج

الواو و الجيم ليس إلّا «وَجّ» بلدُ الطَّائِفِ «1». و
في الحديث:
«آخِر وطأة وطِئَها اللّٰه تعالي بوَجّ»
، يريد غَزَاةَ «2» الطَّائف:

وخ

الواو و الخاء. يدلُّ علي اختلاطٍ و اضطراب. و رجلٌ وَخْواخٌ مختاطٌ ضعيف. قال:
* لم أَكُ في قومِي امرأً وَ خْواخَا «3» *

ود

الواو و الدال: كلمةٌ تدلُّ علي مَحَبَّةٍ. وَدِدْتُه «4»: أحببته.
و وَدِدْتُ أنَّ ذاك كان، إِذا تمنَّيْتَه، أَوَدُّ فيهما جميعاً. و في المحبَّة الوُدُّ، و في التَّمنِّي الوَدَادة. و هو وَديدُ فلانٍ، أي يُحِبُّه.
______________________________
(1) كذا بالإضافة و في معجم البلدان عند ذكر الطائف: «و الطائف تسمي وجا إلي أن كان ما كان مما تقدم ذكره، من تحويط الحضرمي عليها، و تسميتها حينئذ الطائف».
(2) في الأصل: «غزاء»، صوابه في المجمل.
(3) للزفيان، في اللسان (وخخ). و قبله:
* إني و من شاء بتغي خواخا*
و لم يرد أحبد الشطرين في أرجوزة الزفيان المروية في ديوانه 93 الملحق بديوان العجاج.
(4) كذا ضبط ماضيه في لمجمل بكسر الدال في هذا الموضع و تاليه. و يقال أيضاً وددت، بفتح الدال، كما في القاموس و اللسان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 76
فأمَّا الوَدُّ: [ف] الوَتِد و قد ذكر.

وز

الواو و الزاء: حرفٌ [يدلُّ علي] خِفَّة و سُرعة. و رجلٌ وَزْوازٌ: خفيف. قال أبو بكر «1»: الوَزْوَزة: الخِفّة و السُّرعة.

وس

الواو و السين: كلمةٌ تدلُّ علي صوتٍ غير رفيع. يقال لصوت الْحَلي: وَسْوَاسٌ. و هَمْسُ الصَّائِد وَسواسٌ. و إغواء الشّيطان ابنَ آدم وسواس.
قال في الصَّائد:
[فبات] يُشْئِزُهُ ثَأْدٌ و يُسْهِرُه تذاؤُب الرِّيحِ و الوَسواسُ و الهَضَبُ «2»

وش

الواو و الشين: كلمةٌ واحدة. الوَشوشة: الاختلاط، و رجلٌ وَشْواش.

وص

الواو و الصاد: كلمةٌ تدلُّ علي نَظَرٍ من خَرْق، أو خَرْق يُنظَر منه. الوَصْواص: البُرْقع. وَ وَصْوَص الْجَرو: فَتَّح عينيه. و وصْوصَ فلانٌ: نَظَر بعينيه يصغِّرهما. و حجارة الأياديمِ، أي متونِ الأرض: وَصاوِصُ علي التَّشبيه، لأنَّها تبرُق كالعُيون. قال:
* بِصُلَّبَاتٍ تَقِصُ الوَصاوِصا «3» *
______________________________
(1) في الجمهرة (1: 149).
(2) البيت لذي الرمة في ديوانه 22 و اللسان (شأز، ثأد، ذأب، و سس، هضب). و هذا الاستشهاد يدلك علي منزلة شعر ذي الرمة عند اللغويين و الرواة. و التكملة في أول البيت من الديوان و مواضع الاستشهاد. و الهضب يروي بكسر ففتح: جمع هضبة بالفتح، و هي المطرة الدائمة العظيمة القطر، و بفتحتين جمع هاضب. و نظير الأول بدرة و بدر، و نظير الثاني تابع و تبع. و كلمة «تذاؤب» هي في جميع المواضع السابقة: «تذؤب»، و هما بمعني.
(3) لأبي الغريب النصري. انظر اللسان، (وهص، وصص):
* علي جمال تهص المواهصا*
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 77‌

وط

الواو و الطاء: كلمةٌ واحدة، هي الوَطْواط: الخُطَّاف، و به سمِّي الْجَبانُ وَطواطاً. قال أبو بكر «1»: الوَطْوَطَة: الضَّعف.

وع

الواو و العين: كلمةٌ تدلُّ علي صَوت. يقال وَعْوَعَ الذِّئْبُ و علي التَّشبيه يقال للشَّهم الظَّريف: وَعْوَعيٌّ. و كلُّ صوتٍ مختلطٍ: وَعْوَاعٌ. قال:
* فيَظلُّ منه القومُ في وَعواعٍ «2» *

ول

الواو و اللام «3». و الولولة: الإعوالُ و أصواتُ النِّساء بالبكاء.

وه

الواو و الهاء. ليس فيه إلا وَهْوَه الْحِمارُ حَولَ عانَتِه شفقةً عليها. قال:
* مقتَدِرُ الضَّيعةِ وَهْوَاهُ الشَّفَقْ «4» *

باب الواو و الياء و ما يثلثهما

ويح

الواو و الياء و الحاء. يقال وَيْح «5»: كلمةُ رحمةٍ لمن تنزل به بَليّة. قال الخليل: لم يسمع علي بنائه إلَّا وَيْح، وَ وَيْس، وَ وَيْه، وَ وَيْل، وَ وَيْب.
و هي متقارِبة المعني.
______________________________
(1) في الجمهرة (1: 158).
(2) للمسيب بن علس في المفضليات (1: 61) و اللسان (وعع). و صدره:
* يأتي علي القوم الكثير سلاحهم*
(3) كذا وردت المادة بدون ذكر قياسها.
(4) لرؤبة كما في المجمل و اللسان (وعع). و هو في ديوانه 105
(5) هي منصوبة علي المصدر، و قد ترفع فيقال ويح له. و هي في النصب مضافة أو غير مضافة؛ تقول: ويح زيد بالإضافة و ويحا له بتركبا.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 78‌

باب الواو و الهمزة و ما يثلثهما

وأب

الواو و الهمزة و الباء: كلمتانِ تدلُّ إحداهما علي تقعير شي‌ء، و الأخري علي غَضَب.
فالأولي: الحافر الوأْب: المُقعَّب. و الوَأْبة: نُقَيرةٌ «1» في صَخرةٍ تُمسِك الماء.
و الكلمة الأخري أَوْأَبْتُ فلاناً: أغضَبْتُه. و يقال إنَّ الإبَةَ منه «2»

وأد

الواو و الهمزة و الدال: كلمةٌ تدلُّ علي إثقال شي‌ءٍ بشي‌ء. يقال للإبل إذا مَشَت بثَقَلِها: لها وئيدٌ. قال:
* ما للجمالِ مشِيَهُا وَئيدَا «3» *
أي مشياً بِثِقَل. و الموءودة من هذا، لأنَّها تُدفَن حيّة، فهي تَثْقَل بالتُّراب الذي يعلوها.
وَأدَها يَئِدُها وَأْداً. و من ذلك قوله «4»:
* و أحْيَا الوَئيدَ فلم يُوأدِ «5» *
______________________________
(1) في الأصل: «بفترة»، تحريف و في المجمل: «نقرة».
(2) في المجمل: «و هو العار و ما يستحي منه».
(3) الرجز ينسب إلي الزباء. انظر اللسان (وأد)، و العني بهامش الحزانة (1: 448- 451) و الأغاني (14: 73) و مروج الذهب (2: 96) و أمثال الميداني في (خطب يسير في خطب كبير). «و مشيها» يروي بالرفع علي أنها فاعل تقدم علي عامله ضرورة، أو بدل من من الضمير في للجمال، أو مبتدأ و وئيدا حال سد مسد خبره، و بالخفض علي أنه بدل اشتمال من الجمال، و النصب علي المصدر أي تمشي مشيها
(4) هو الفرزدق. ديوانه 203 و اللسان (وأد) و الكامل 272 ليبسك و الأغاني (19:
و الإصابة 4063 و التبريزي في شرح الحماسة 62.
(5) صدره في الديوان و الكامل:
* و منا الذي منع الوائدات*
و في الأغاني: «وجدي الذي». و في اللسان: «و عمي الذي». و يبدو أن رواية اللسان محرفة، فإن الذي منع الوائدات هو جده صعصعة بن ناجية، كما في الأغاني و الإصابة و شرح الحماسة.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 79‌

وأر

الواو و الهمزة و الراء. يقولون: استَوْأرَت الإبلُ: تتابعت.
و ذهب أبو إسحاقَ الزَّجّاجُ إلي أنَّ أصل الباب شِدَّة الحرّ. قال: وَ وَئِرَ يومُنا:
اشتَدّ حرّه وَأَراً «1». [و] يومٌ وئِرٌ. قال: و منه الْإرةُ: حفرةٌ تكون لمُستَوْقَد النّار. وَ وَأَر المكانَ: اتَّخَذَ حفرةً للنّار. قال: و الوَأْر: شِدّة الفزَع، كأنَّه فزَعٌ يُحرِق من شِدّته. و وأَرْتُه أَثِرُهُ وَأْراً: أفزَعْته. و وُئِرَ زَيدٌ: ذُعِر.

وأص

الواو و الهمزة و الصاد. يقولون: ما أدري أي الوَئِيصَةِ هو، أيْ أيُّ الناس هو. و الوئيصة: الجماعة «2».

وأق

الواو و الهمزة و القاف «3». يقولون: الوَأْق: الصُّرَد. قال:
و لقد غَدَوْتُ و كنت لا أغدو علي وأقٍ و حاتِمْ «4»

وأل

الواو و الهمزة و اللام: كلمةٌ تدلُّ علي تجمُّع و التجاء. يقال استوأَلَتِ الإبلُ: اجتَمَعتْ. و المَوْئِل: الملجأء مِن وأَلَ إليه يَئِلُ. و الوَأْلَة: البَنَّة من البَعر المتجمِّع.
______________________________
(1) هذا الفعل اللازم و مصدره مما لم أجده في المعاجم المتداولة.
(2) هذا مما ورد في القاموس و لم يرد في اللسان
(3) هذه المادة لم تذكر في القاموس، و وردت في اللسان و لكنه لم يذكر فيها «الوآق»، جعلاه جميعاً في مادة (وقي).
(4) المرقش في اللسان (حتم، وقي) و الحيوان (3: 436، 449) و عيون الأخبار (1:
145) و تأويل مختلف الحديث 129. و لم تعين هذه المراجع أي المرقشن هو، لكن إطلافه يرجع أنه الأصغر فإنه «أشعرهما و أطولهما عمرا». المرزباني 201. و هو في حماسة البحتري 255 معزو إلي المرقم الذهلي، و هو خزز بن لوذان، كما في المؤتلف 102 حيث تجد هذه النسبة أيضاً. و هو يكون نسبة في أمال القالي (3: 106) و زهر الآداب (2: 169). و قد سبق البيت في (حتم).
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 80‌

وأم

الواو و الهمزة و الميم. كلمةٌ تدلُّ علي موافَقَة و مقاربة. يقولون:
الوِئام: الموافَقة؛* و وَاءَمْتُه. و مَثَلُهم:
* لو لا الوئامُ هَلَكَ الأنامُ «1» *

وأه

الواو و الهمزة و الهاء: كلمة يقولونَ عند استطابة الشَّي‌ء: واهاً له.

وأي

الواو و الهمزة و الياء كلمتان متباينتان: الأولي الوَعْد، يقال وأيْتُه أئير وَأْياً، و هو صادق الوَأْي.
و الثانية تدلُّ علي قُوَّةٍ أو تجمُّعٍ و عِظَم. يقال حِمارٌ وَأَي: قويٌّ، و كذلك الفَرَس. و قِدرٌ وئِيَّة «2»: عظيمة. و قول أوس:
و حَطّت كما حَطَّت وَئِيّةُ تاجرٍ و هَي عِقدُها فارفضَّ منها الطَّوائف «3»
و يقال الوَئِيَّةُ: الجُوالِق. و اللّٰه أعلم.
______________________________
(1) هذا يحتمل أن يكون شعرا كما يحتمل أن يكون نثراً، إذ يروي أيضاً: «لو لا الوئام لهلك» كما يروي: «لولا الوئام لهلك اللئام». و الوئام في هذه الرواية بمعني المباهاة، و يروي أيضاً «لو لا اللئام لهلك الأنام»، و اللئام هنا مصدر: لاءمت بين الشيئين. و يروي كذلك: «لو لا اللوم لهلك الأنام». و اللوام في هذه بمعني الملاومة من اللوم. انظر الحيوان (1: 341) و الميداني (2:
111). و وجدت في الغريب المصنف 388 مصورة دار الكتب: «أبو زيد: واءمته وئاما و مواءمة، و هي المرافقة و أن يفعل كما يفعل. و أنشد:
* لو لا الوئام هلك الإنسان*».
ثم وجدت هذا الإنشاد أيضاً في المخصص (12: 151).
(2) وئية كقوية. و يقال «و أية» أيضاً.
(3) و كذا ورد إنشاده في المجمل و اللسان (وأي). و في الديوان 15:
كأن و ني خانت به من نظامها معاقد فارفضت بهن الطوائف
و في اللسان (وني) و المخصص (15: 145): «ونية تاجر». و في اللسان (و هي):
«وهية تاجر». الونية و الوهية: الدرة. و الوني في رواية الديوان جمع وناة، و هي الدرة أو اللؤلؤة.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 81‌

باب الواو و الباء و ما يثلثهما

وبخ

الواو و الباء و الخاء كلمة واحدة. وبَّخه: لامَه، توبيخاً:

وبد

الواو و الباء و الدال كلمةٌ تدل علي سُوءِ حال. يقال: أرضٌ وَبِدةٌ، إذا ساءت حالُ أهلِها. و يقولون: الوَبْد: نُقرةٌ في صخرة. و رجُلٌ مُسْتَوْبِدُ المكان «1»: جاهلٌ به.

وبر

الواو و الباء و الراء كلماتٌ لا تَنقاس، بل هي منفردة.
فالوَبَر معروفٌ. و الوَبْر: دابّةٌ. و بناتُ أوْبَرَ: شِبْهُ الكَم‌ء «2» الصغار. و ما بالدار وابِرٌ، أي أحد.
و حكَي بعضُهم: وبَّر في منزلهِ توبيراً: لم يبرحه. و وَبْرٌ: أحد أيّامِ العجوز.

وبش

الواو و الباء و الشين كلمةٌ تدلُّ علي اختلاط. يقال: جاءَ أوباشٌ من النّاس، أي أخلاط «3». و أوبَشَت الأرض: اختلَطَ نباتُها.

وبص

الواو و الباء و الصاد: يدلُّ علي ظُهورِ شي‌ءٍ في بَريق وَبَصَ يَبِص: بَرَق. و قد أوبَصْتُ ناري «4». و وَبَّصَ الجِرُو: فتح عينَيه. و أوبَصَتِ الأرضُ: ظَهَر نباتُها، كأنَّه يَلمَعُ.
______________________________
(1) لم يرد في اللسان. و الذي في القاموس: «و المستوبد: الجاهل بالمكان، و السيي‌ء الحال».
لكن الذي في المجمل: «و هو مستوبد بالمكان: جاهل به».
(2) في الأصل: «الكماء»، صوابه في المجمل.
(3) في الأصل: «اختلاط»؛ صوابه في المجمل.
(4) في المجمل: «و أوبصت ناري: ذكيتها».
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 82
و مما شذ عن هذا: إنَّ فُلاناً لَوابِصَةُ سَمعٍ، إذا كان يَسمعُ الكلامَ فيعتمدُه و يظنُّه.

وبط

الواو و الباء و الطاء: كلمةٌ تدلُّ علي ضَعف. يقال: وَبَطَ «1» رأيُه: ضعف. و الوابِطْ: الجَبان. وَ وَبَطَنِي فلانٌ عن حاجتي: حبَسَني.

وبق

الواو و الباء و القاف كلمتان. يقال لكلِّ شي‌ءٍ حَالَ بين شيئْين «2» مَوْبِق.
و الكلمة الأخري: وَبَقَ: هَلَك. و أوْبَقَه اللّٰه. و يقال: المَوْبِق: المَوْعِد.

وبل

الواو و الباء و اللام: أصلٌ يدلُّ علي شدّةٍ في شَي‌ءٍ و تجمُّع.
الوَبْل و الوابل: المَطَر الشَّديد. و يقال: وَبَلَتِ السَّماء: أتَتْ بوابلٍ. قال:
* إن ديَّمُوا جادَ و إنْ جَادُوا وَبَلْ «3» *
و وَبَلَةُ الشَّي‌ءِ: ثِقَلُه. و منه يقال شي‌ءٌ و بيلٌ أي وخيم. و اسَتْوبَلْتُ البلدَ، إذا لم يوافقْكَ و إن كنتَ مُحبًّا. و الوَبيل: الضَّرْبُ الشَّديد. و الوَبيل: الرّجُل الثَّقيل في أمرٍ يتولّاه لا يُصِلحه. و المَوْبل: الأمْعَزُ الشَّديد «4». و الوَبيل: خَشَبَةُ
______________________________
(1) هذا الماضي مثلث الباء، و مضارعه يبط و يوبط.
(2) في الأصل و المجمل: «بين شي‌ء»، صوابه في اللسان و القاموس.
(3) الرجز لجهم بن سبل، كما في اللسان (سبل). و أنشده في الأزمنة و الأمكنة (2: 88) و شروح سقط الزند 318. و قبله:
* أنا الجواد ابن الجواد ابن سبل*
(4) اللفظ و تفسيره، مما لم أجده في المعاجم المتداولة. علي أن كلمة «الموبل» يبدو أن صوابها «الوبيل» لأن الكلام مستمر بعدها في تفسير الوبيل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 83
القَصَّار التي يدُقُّ بها الثِّياب. و الوبيل: الحُزْمة من الحَطَب. و يقال: الوَبيل الكلأُ رطباً كان أو يابساً. و الوابلة: عَظمُ مَفْصِل الرُّكبة.

وبأ

الواو و الباء و الهمزة كلمةٌ واحدة. هي الوَبَاء. و أرضٌ وَبِئَةٌ علي فَعِلة و قد وَبِئَت، و موبوءةٌ و قد وُبِئَتْ. و قولهم: وَبأْتُ إليه و أوبَأْتُ، أي أشرتُ، من باب الإبدال، و الأصل الميم. و قد أنشدوا بالباء:
تَرَيَ النَّاسَ ماسِرنا يَسيُرون خَلْفَنَا و إنْ نحنُ أوْبأْنا إلي النَّاس وقَّفُوا «1»

باب الواو و التاء و ما يثلثهما

وتح

الواو و التاء و الحاء: كلمةٌ تدلُّ علي قِلَّة في شي‌ء. فالوتْح و الوتِح «2» القليل. يقال وَتَحَ العَطِيَّةَ «3». و توتَّحْتُ من الشراب: شربت منه قليلًا. و أوتَحْتُ حَظَّه: أقلَلْتُه.

وتد

الواو و التاء و الدال: كلمةٌ واحدة، هي الوَتِد، يقال: وَتَدَهُ، وتِدْ وتِدَكَ. و يقال وَتْد أيضاً «4». و وَتِد الأذن: الذي في باطِنِها كأنَّه وَتِد.

وتر

الواو و التاء و الراء: باب* لم تَجِي‌ءْ كلمُهُ علي قياسٍ واحد، بل هي مفرداتٌ لا تتشابَه. فالوَتِيرة: غُرَّة الفَرَس مستديرةً. و الوَتِيرة: شَي‌ءُ يُتَعلَّم عليه
______________________________
(1) البيت الفرزدق في ديوانه 576 (وبأ). و يروي: «أومأنا».
(2) بالفتح و التحريك و ككتف.
(3) و أوتحها أيضاً.
(4) أي بسكون التاء. و يقال ود أيضاً بوزنه مع الإبدال و الإدغام.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 84
الطَّعن. و الوَتيرة: المداوَمَة علي الشَّي‌ء، يقال: هو علي وتيرة. و الوَتر: الذَّحْل «1»، يقال وَتَرْتُه أَتِرُهُ وَتْراً. و الوِتر و الوَتْر: الفَرد. و وَترُ القَوسِ معروفٌ. يقال وَتَرْتها و أوْتَرُتها. و الوَتَرة: طرَفُ الأنف.
أمَّا المواتَرَة في الأشياء فقال اللِّحيانيّ: لا تكون مواترةً إلا إذا وقعت بينهما فَترة، و إلَّا فهي مُدارَكَة. و يقال: ناقَةٌ مُواتِرةٌ: تضَعُ ركبتَها، ثمَّ تمسكُث ثمّ تضَعُ الأخري.

وتش

الواو و التاء و الشين. الوَتْش: القليل الرُّذالُ من كلِّ شي‌ء.
و اللّٰه أعلم بالصَّواب.

وتغ

الواو و التاء و الغين: كلمةٌ تدلُّ علي إثمِ وَ بليَّة. فالوَتَغ:
الإثم. و أوْتغَه: ألقاه في بَليَّة. و وتِغَ وَتَغاً: هلَكَ. و أوتَغَه: أهلكه.

وتن

الواو و التاء و النون: كلمةٌ تدل علي ثَباتٍ و مُلازَمة.
وَاتَنَ الأمرَ: لازَمَه. و ماءٌ واتِنٌ: دائم. و منه الوَتين: عرقٌ ملازمٌ للقَلْبِ يَسقِيه.

باب الواو و الثاءِ و ما يثلثهما

وثج

الواو و الثاء و الجيم يدلُّ علي اكتنازٍ. و وَثُجَ الفَرسُ وَثَاجةً:
______________________________
(1) في المجمل: «و الوتر الذحل. قال يونس: أهل العالية يقولون الوتر في العدد و في الذحل الوتر، و نمير (صوابه تميم) تقول وتر في العدد و الذحل سواء». و زاد في اللسان أن لغة أهل الحجاز بالضد من لغة أهل العالية.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 85
اكتنَزَ لحمُه، و هو وَثيجٌ. و استَوْثَجَ نَبْتُ الأرضِ: عَلِقَ بعضُه بعضاً. و أرضٌ مُؤتِثجةٌ «1»: كثيرة الكلأ.

وثر

الواو و الثاء و الراء: كلمةٌ تدلُّ علي وَطَاءةٍ في شَي‌ء. و فِراشٌ وَثْرٌ و وَثِيرٌ: وطِيٌّ. و المَيَاثِر: ثيابٌ حمرٌ تكون في مراكب الأعاجم. و قولهم:
وثَرَ الجملُ النَّاقةَ: ضرَبَها، كأنَّها له فراشٌ وثير.

وثق

الواو و الثاء و القاف كلمةٌ تدلُّ علي عَقْدٍ و إحكام. و وثَّقْت الشّي‌ءَ: أحكَمْتُه. و نافةٌ موثَّقَة الخَلْق و المِيثاق: العَهدُ المُحكَم. و هو ثِقَةٌ.
و قد وَثِقْتُ به.

وثل

الواو و الثاء و اللام كلمة. يقولون: الوَثِيل: اللِّيف أو رِشاءٌ يتخَذ منه.

وثم

الواو و الثاء و الميم: أصلٌ يدلُّ علي جَمعٍ و تجمُّع. و الأصل الوَثِيمة: الحَجَر. يقولون: و الذِي أخرَجَ النّارَ من الوثيمة. ثمّ يقال للحُزْمة من الحَشيش وَثِيمة. يقال ثِمْ، أي اجْمَعْ و الوَثِيم: المكتنِزُ لحماً.

وثن

الواو و الثاء و النون. كلمةٌ واحدة، هي الوَثَن واحد الأوثان:
حِجارةٌ كانت تُعْبَد. و أصلها قولهم استَوْثَنَ الشّي‌ءُ: قَوِيَ. و أوْثَنَ فلانٌ الحِمْلَ: كَثَّره. و أَوثَنْتُ له: أعطيتُه جزيلًا.
______________________________
(1) في المجمل: «موثجة» بفتح الثاء، و في اللسان: «موثجة» بكسرها. و قد اقتصر في القاموس كما هنا علي «مؤتثجة». أما صاحب اللسان فذكر الكلمتين و إن خالف المجمل في ضبط إحداهما.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 86‌

وثأ

الواو و الثَّاء و الهمزة، ليس فيه إلَّا وُثِئَتْ يدُه، و هي موثوءة.

وثب

الواو و الثاء و الباء يدلُّ في لُغة العرب علي الظَّفْر، إلَّا في لغاتٍ من لُغات حِمْير فإنَّه بخلاف هذا. و وَثَب من مكانه: طَفَر. و في لغةِ حمير يقولون لمن قَعَدَ: قد وَثَب. و إذا أَمَروا بالقُعُودِ فالواثِبُ. و يقولون للملِك إذا قَعَدَ و لم يَغْزُ: المَوْثَبان «1». و يقولون: وَثَّبَه وِسادةً: ألقاها له ليَقعُدَ عليها.

باب الواو و الجيم و ما يثلثهما

وجح

الواو و الجيم و الحاء. كلمةٌ تدلُّ علي سَتر شي‌ءٍ لشي‌ء. و كلُّ ما استَتَرتَ به وِجاح و وَجاح «2». و يقال الوجاح: الشَّخص «3»، لأنَّ كلَّ شخصٍ يستُر ما وراءَه. و منه: حفَرتُ حَتَّي أوْجَحْت، أي بلغت الصَّفا. و الصَّفا يستُر ما تَحتَه و يمنعُه.

وجد

الواو و الجيم و الدال: يدلُّ علي أصلٍ واحد، و هو الشي‌ء يُلفيه. و وَجَدْتُ الضَّالَّةَ وِجْداناً. [و حكَي بعضُهم: وجَدتُ في الغضَب وِجداناً «4»]. و أنشد:
______________________________
(1) ضبط في الأصل و المجمل و القاموس بفتح الميم، و في اللسان بضمها.
(2) هو مثلث الواو كما في اللسان و القاموس.
(3) في الأصل: «شخص».
(4) التكملة من المجمل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 87
كِلانا ردَّ صاحبَهُ بيأْسٍ علي حَنَقٍ و وِجدانٍ شديدِ «1»

وجذ

الواو و الجيم و الذال. كلمةٌ صحيحة، هي الوَجْذ، نُقرة في الصَّخرة «2»، و الجمع وِ جاذ «3». و بلغنا أنَّه يقال، أوجَذَه علي الأمر، أكْرَهَه.

وجر

الواو و الجيم* و الراء كلمةٌ تدلُّ علي جنسٍ من السَّقْي. و وَجَرْت الصَّبيَّ الدَّواءَ و أوجرتُه. و يستعيرونه فيقولون، أوْجَرْتُه الرُّمحَ، إذا طعنتَه في صَدرِه:
و الوِجار، سَرَبُ الضَّبُع، لأنَّها تَغِيب فيه كما يغيب المشروب في الحَلْق.

وجز

الواو و الجيم و الزاء كلمةٌ واحدة. يقال كَلامٌ وَجْزٌ و وجيز.
و ربَّما قالوا: توجَّزْتُ الشَّي‌ءَ، مثل تنجَّزْت.

وجس

الواو و الجيم و السين: كلمةٌ تدلُّ علي إحساس بشي‌ءٍ و تسمُّعٍ له. تَوَجَّسَ الشَّي‌ءَ: أحَسَّ به فتسمَّعَ له. قال اللّٰه تعالي: فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسيٰ، ثمَّ قال ذو الرُّمَّة:
* إذا توجَّسَ «4» *
و مما شَذَّ عن هذا و هو من الكلام المُشِكل: قولهم: لا أَفعَلُه سَجِيسَ الأوْجَسِ: الدَّهْر. و ما ذُقْتُ عِنده أوجَسَ، أي شيئاً من الطَّعام.
______________________________
(1) أنشده في المجمل و اللسان (وجد)، و هو لصخر الغي، كما في اللسان و ديوان الهذليين (2: 67). و كذا ورد إنشاده في المجمل. لكن في اللسان: «و تأنيب و وجدان شديد»، و في الديوان: «و تأنيب و وجدان بعيد».
(2) في المجمل و اللسان: «نقرة في الجبل».
(3) و وجذان أيضاً.
(4) سبق في (أرض). و البيت بتمامه كما في الديوان 587 و اللسان (وجس، أرض، موم):
إذا توجس ركزا من سنابكها أو كان صاحب أرض أو به الموم
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 88‌

وجع

الواو و الجيم و العين: كلمةٌ واحدة، هي الوَجَع: اسمٌ يجمع المرض كلَّه. و هو يِيجَعُ و ياجَعُ «1»، و أنت تِيجع من كذا. و قال رائدٌ من الرُّوَّاد:
«رأيتُ كَلأَ ييجَعْ له كَبِدُ المُصْرِم «2»». و هو وَجِعٌ و قومٌ وَجَاعَي. و أنا أوْجَعُ رأسي، و يُوجِعُني رأسي. و توجّعت له: رَثَيت. و يقولون: إنَّ الوَجْعاء: السَّهُ «3».

وجم

الواو و الجيم و الميم: يدلُّ علي سكوتٍ في اهتمام. وَ وَجَم من الأمرِ يَكرَهُه: أَسْكَتَ له. و في الحديث: «مالي أراكَ واجما». و يقولون:
يومٌ وجيم: شديد الْحَرّ، و فيه نظر. و مصدرهُ الوَجْمُ و الوجوم «4».

وجن

الواو و الجيم و النون يدلُّ علي صلابةٍ في الشّي‌ء. و منه الوَجِين: العارض من الأرض يَنقَاد، و هو صُلْبٌ، و به سمِّيت الناقة وَجْناء.
و قياس وَجْنَةِ الإنْسان منه، لأنَّ فيها «5» صلابةً و شِدّة، و الجمع وَجَنَات. و ربَّما سمَّوْا شَطَّ الوادِي وَجِيناً. و وَجَن ثوبَه: ضَرَبه بالمِيجَنَة، هي الخشَبةُ يُدَقُّ بها.

وجه

الواو و الجيم و الهاء: أصلٌ واحد يدلُّ علي مقابلةٍ لشي‌ء.
و الوجه مستقبِلٌ لكلِّ شي‌ء. يقال وَجْه الرّجلِ و غَيره. و ربَّما غُبِّر عن الذات بالوَجْه. [و] تقول: وَجْهي إليك. قال:
______________________________
(1) و يقال أيضاً: «يوجع» كيفرح.
(2) انظر البيان و التبيين (2: 161) و اللسان (صرم 231).
(3) السه: الاست. و في المجمل و اللسان: «السافلة». و في القاموس «الدبر».
(4) في الأصل: «و مصدر الوجم الوجوم».
(5) في الأصل: «فيه».
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 89
أستغفِرُ اللّٰهَ ذَنْباً لستُ مُحْصِيَهُ ربَّ العِبادِ إليه الوَجْهُ و العَمَلُ «1»
و واجهتُ فلاناً: جعلتُ وجهِي تِلقاءَ وجهِه.
و من الباب قولُهم: هو وجيةٌ بيِّنُ الجاه. و الجاه مقلوبٌ. و الوِجهة: كلُّ موضعٍ استقبلتَه. قال اللّٰه تعالي: وَ لِكُلٍّ وِجْهَةٌ. و وجَّهت الشّي‌ءَ: جعلتُه علي جهة «2». و أصل جِهَتِه وِجْهَته. و التَّوجيه: أن تَحفِر تحت القِثَّاءَة أو البِطِّيخة ثم تُضجِعَها. و تَوجَّهَ الشَّيْخُ: ولَّي و أدْبرَ، كأنَّه أقْبَلَ بوجهه علي الآخر. و يقال للمُهْر إذا خَرَجَتْ يداه من الرّحم: وَجِيهٌ.

وجي

الواو و الجيم و الحرف المعتلّ: يقولون: تركتُه و ما في قلبي منه أوْجَي، أي يَئِسْت منه. و يقولون: سألتُه فأوجَي عليَّ، أي بَخِلَ عَلَيّ.

وجب

الواو و الجيم و الباء: أصلٌ واحد، يدلُّ علي سُقوط الشي‌ءِ و وُقوعِه، ثم يتفرَّع. و وَجَب البيعُ وُجوباً: حَقَّ و وَقَع. و وَجَب الميِّت: سقَط، و القتِيلُ واجب. و
في الحديث: «فإذا وجَبَ «3» فلا تبكِيَنَّ باكية»
، أي إذا ماتَ «4». و قال اللّٰه في النَّسائك: فَإِذٰا وَجَبَتْ جُنُوبُهٰا. قال قيس:
أطاعتْ بنو عوفٍ أميراً نهاهُمُ عن السَّلْمِ حَتَّي كان أوَّلَ واجبِ «5»
______________________________
(1) البيت من أبيات سيبويه الخمسين، التي لا يعرف قائلها. سيبويه (1: 17) و الخزانة (1: 486).
(2) في المجمل: «علي جهة واحدة».
(3) في الأصل: «وجبت». و انظر اللسان (وجب).
(4) في الأصل: «ماتت».
(5) ديوان قيس بن الخطيم 14 و اللسان (وجب، غمس).
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 90
وَجَب الحائطُ: سقَطَ، وجْبَةً. و الوجيبة: أن تُوجِبَ البيعَ، في أن تأخذ منه بعضاً في كلِّ يوم، فإذا فرَغَ قيل: اسْتَوْفَي وَجِيبَتَه. و يقولون:
الوَجْبُ: الجَبَان. قال:
* طلوبُ الأعادِي لا سَؤُومٌ و لا وَجْبُ «1» *
سمِّي به لأنَّه كالسَّاقط. و يقولون المُوَجِّب: النَّاقة لا تنبعث من كثرة لحمها.
و من الباب المُوَجِّب من النُّوق: التي يَنعقِد اللِّبَأُ في ضَرعها.
وَ أَمَّا وَجِيبُ القَلْب فمن الإبدال، و الأصل الوجيف، و قد مَرَّ.

باب الواو و الحاء و ما يثلثهما

وحد

الواو و الحاء و الدال: أصلٌ واحد يدلُّ علي الانفراد. من ذلك الوَحْدَة «2». و هو وَاحدُ* قبيلتِه، إذا لم يكنْ فيهم مثلُه. قال:
يا واحدَ العُرْبِ الذي ما في الأنامِ له نَظِير «3»
و لقيتُ القَومَ مَوحَدَ مَوْحَدَ. و لقيتُه وَحْدَه. و لا يُضاف «4» إلَّا في قولهم: نَسيجُ
______________________________
(1) البيت للأخطل في ديوانه 21 و اللسان (وجب). و كذا ورد ضبطه في المجمل و الصحاح كما يفهم من اللسان. قال ابن بري: «صواب إنشاده: و لا وجب، بالخفض. و قبله:
إليك أمير المؤمنين رحلتها علي الطائر الميمون و المنزل الرحب
إلي مؤمن تجلو صفائح وجهه بلابل تغشي من هموم و من كرب
و صدره:
* غموس الدجي ينشق عن متضرم*
(2) ضبطت في القاموس بضم الواو، و في اللسان بفتحها، ضبط قلم فيهما.
(3) نسب إلي بشار يمدح عقبة بن مسلم في الأغاني (3: 38)، و إلي ابن المولي يمدح يزيد ابن حاتم في الأغاني (3: 87).
(4) في الأصل: «و لا يقال»، صوابه في المجمل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 91
وَحْدِه، و عُيَيْرُ وَحِده، و جُحَيْش وَحده، و نَسيجُ وحدِه، أي لا يُنسَج غيره لنفاسته، و هو مَثَل. و الواحد: المنفرد. و قول عَبِيد:
و اللّٰهِ لو مِتُّ ما ضَرَّني و ما أنا إن عشت في واحِدَه «1»
يريد: ما أنا إن عِشت في خَلّة واحدة تدوم، لأنه لا بدَّ لكلِّ شي‌ء من انقضاء.

وحر

الواو و الحاء و الراء: كلمة واحدة، هي الوَحَرة: دُوَيبَّةٌ شبه العَظَاية إِذا دبَّتْ علي اللحم وَحِر، ثم شبِّه الغِلُّ في الصَّدر بها، فيقال وَحِرَ صدره. و
في الحديث: «يذهب وَحَرُ صدرهِ»

وحش

الواو و الحاء و الشين: كلمةٌ تدلُّ علي خلاف الأنس.
توحَّش: فارَقَ الأنيس. و الوَحْش: خلاف الإنس. و أرضٌ مُوحِشَةٌ، من الوَحْش. و وَحشيُّ القَوس: ظَهْرُها؛ و إنسيُّها: ما أقبَلَ عليك. و وَحْشِيُّ الدَّابّة في قول الأصمعيّ: الجانبُ الذي يَرْكَب منه الرَّاكبُ و يحتلِبُ الحالب. قال:
و إنَّمَا قالوا:
* فجال علي وحشيِّه «2» *
و:
* انصاع جانُبه الوَحشيُّ «3» *
______________________________
(1) كلمة (أنا) ساقطة من الأصل، و إثباتها من المجمل (وحد).
(2) قطعة من بيت للأعشي في ديوانه 93 و اللسان (ثمم). و هو بتمامه:
فمر نضي السهم تحت لبانه و جال علي وحشيه لم يثمثم
(3) و هذا قطعة من بيت لذي الرمة في ديوانه 24 و اللسان (صوع، طلب، لحب). و هو بتمامه:
فانصاع جانبه الوحشي و انكدرت يلحبن لا يأتلي المطلوب و الطلب
و انظر الحيوان (4: 438) و جمهرة أشعار العرب 184.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 92
لأنّه لا يُؤتَي في الرُّكوب و الْحَلَب و المعالجة إلَّا منه، فإنَّما خوفُه منه، و الإنسيّ: الجانِب الآخَر.
و يقولون: لقيتُ فلاناً بوحْشِ إِصْمِتَ، أي ببلدٍ قَفْر. و يقال: وَحَش بثَوْبه «1» رمي به. و بات الوَحْشَ «2»، أي جائعاً: كأنَّه كان بأرضٍ وَحْش لا يجد ما يأكلُه.

وحف

الواو و الحاء و الفاء: كلمةٌ تدلُّ علي سَوادٍ في شي‌ء. و شعرٌ وحْفٌ: أسوَدُ ليِّن. و الوَحْفاء: أرضٌ فيها حجارةٌ سود. و عُشْب وَحْف:
كثير، و إذا كَثُر تبيَّنَ أسودَ.
و مما شذ عنه كلمتان: المُوَحَّف، يقولون: البعير المهزول. قال:
* لمَّا رأيتُ الشّارفَ المُوَحَّفَا «3» *
و الواحِفُ: الغَرْب الذي ينقطع منه وَذَمَتان و بتعلَّق بوَذَمَتَيْن.

وحل

الواو و الحاء و اللام: كلمةٌ واحدة، هي الوَحَل «4» و استَوْحَل المكان: صار فيه الوَحَل. و المَوْحِل «5»: موضع الوَحَل. و وَحِلَت الدّوابُّ تَوْحَلُ: وقعت «6» في الوَحَل.
______________________________
(1) يقال بتخفيف الحاء و تشديدها.
(2) كذا في الأصل. و في المجمل و اللسان و القاموس: «بات وحشاً».
(3) و كذا ورد إنشاده في المجمل. و في اللسان (وحف):
جون تري فيه الجبال خشفا كما رأيت الشارف الموحفا
(4) هو بالتحريك، و سكون الحاء لغة رديئة.
(5) هو بكسر الحاء موضع الموحل، و بفتحها مصدر ميمي.
(6) في الأصل: «وقع».
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 93‌

وحم

الواو و الحاء و الميم: كلمتان. الوَحَم و الوِحَام. و الوَحَم:
شهوةُ المرأة للشي‌ء علي الحَبَل. و امرأةٌ وَحْمَي، و قد وحَّمْناها. قال:
* أيّامَ ليلَي عامَ لَيْلَي وَحَمِي «1» *
أي شَهوتي و غايتي «2» وَ طَلِبَتي.
و من هذا الاشتقاق: وحمْتُ وَحْمَهُ، كأنَّك اشتهيتَ ما اشتهاه.
و أمّا الَوَحَامُ فيقال: الأنثي إذا حَمَلَتْ استعصَتْ، فيقال وَحِمَتْ.

وحي

الواو و الحاء و الحرف المعتلّ: أصلٌ يدلُّ علي إلقاء عِلْمٍ في إخفاء أو غيره «3» إلي غيرك. فالوَحْيُ: الإشارة. و الوَحْي: الكتابُ و الرِّسالة.
و كلُّ ما ألقيتَه إلي غيرك حتَّي عِلمَهُ فهو وَحيٌ كيف كان. و أوْحَي اللّٰه تعالي و وَحَي. قال:
* و وَحَي لها القرارَ فاستقَرَّتِ «4» *
و كل ما في باب الوحي فراجعٌ إلي هذا الأصل الذي ذكرناه. و الوَحِيّ:
السَّريع. و الوَحَي: الصَّوت. و اللّٰه أعلم.
______________________________
(1) سبق إنشاده و تخريجه في (زمن)
(2) في الأصل: «و غلبتي».
(3) كذا في الأصل.
(4) للعجاج في ديوانه. و اللسان (وحي).
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 94‌

باب الواو و الخاء و ما يثلثهما

وخد

الواو و الخاء و الدال: كلمةٌ واحدة. يقال وخدت النّاقة تَخِدُ وَخَدَاناً، و هو سَعَة الخطْو.

وخز

الواو و الخاء و الزاء: كلمةٌ واحدة، هي الوَخْز: الطَّعن بالرمح و غيره، و لا يكون نافذاً.

وخش

الواو و الخاء و الشين: كلمةٌ واحدة هي الوَخْش: الدُّنَاةُ من الرِّجال و الأخلاطُ. و يقال: أوْخَشُوا الشَّي‌ء: خَلَطوه. قال:
* و ألقيتُ سهمي بينهم حينَ أَوْخَشُوا «1» *
قال أبو بكر «2»: الوَخْش: الرديُّ من كلِّ شَي‌ء.

وخض

الواو و الخاء و الضاد: كلمةٌ، و هي الطَّعن غير جائف.
و وخَضَه بالرُّمح.

وخط

الواو و الخاء و الطاء: كلمتان: إحداهما وَخَطَ الشَّيْبُ «3» في* رأسه. و الأخري: الوخْط: الطَّعن. وَ وَخَطه بالسَّيف: تناوَلَه مِن بعيد.
و ذكروا كلمةً ثالثة، قالوا: مرَّ يَخِطُ، و هو «4» مَشْيٌ فوق العَنَق.
______________________________
(1) ليزيد بن الطثرية في اللسان (وخش، ثمن) و المخصص (17: 130). و عجزه:
* فما صار لي في القسم إلا ثمينها*
(2) في الجمهرة (2: 225).
(3) في الأصل: «الشي‌ء»، صوابه في المجمل.
(4) في الأصل: «و هي».
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 95‌

وخف

الواو و الخاء و الفاء: كلمةٌ، هي الوَخيف: ضَرْبُك الخَطْميَّ في الطَّسْت، تُوخِفُه ليختلط.

وخم

الواو و الخاء و الميم: كلمةٌ واحدة، هي الوَخْمِ: الوَبِيُّ من الشَّي‌ء. و استوخَمْتُ البِلادَ، و بلادٌ وَخِمَةٌ و وخيمة: لا تُوافِق ساكنَها. و رجل وَخِم و وخيم: ثَقيل. و التُّخَمة من هذا، و التاء في الأصل واو.

وخي

الواو و الخاء و الحرف المعتلّ: كلمةٌ تدلُّ علي سَيْرٍ و قصد.
يقال: وخَت النّاقة تَخِي وَخْياً. قال:
* يتْبَعْنَ وَخْيَ عَيْهَلٍ نِيافِ «1» *
و هذا وَخْيُ فُلانٍ، أي سَمْتُه. و ما أدرِي أيْنَ وخي، أي توجَّهَ «2».

باب الواو و الدال ما يثلثهما

ودس

الواو و الدال و السين: كلمتان:
الأولي الوديس: النبات، يقال أودَسَت الأرضُ: أخرجَتْ نَبْتَها.
و الأخري: وَدَسَ الشّي‌ءَ: خَبَّأه. و ما أدرِي أين وَدَسَ، أي ذَهَب.

ودص

الواو و الدال و الصاد. يقولون: ودَصَ إليَّ بكلامٍ:
ألقاه و لم يتمَّه.
______________________________
(1) أنشده في المجمل و اللسان (وخي).
(2) في الأصل: «وجه»، صوابه في المجمل و اللسان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 96‌

ودع

الواو و الدال و العين: أصلٌ واحد يدلُّ علي التَّرْك و التَّخْلِية.
وَدَعَه: تركه، و منه دَعْ. و يُنشد:
ليت شِعْري عنْ خليلي ما الَّذِي غالَهُ في الحبِّ حَتَّي وَدعَهْ «1»
و منه وَدَّعْتُه توديعاً. و منه الدَّعَة: الخَفْض، كأنَّه أمرٌ يترك معه ما يُنْصِب.
و رجلٌ مُتَّدِعٌ: صاحب راحة، و قد نالَ الشّي‌ءَ وادِعاً مِن غير تكلُّف. و الوَديع:
الرّجُل الساكن. و المُوادَعَة: المصالحَة و المتاركة. [و] وَدَّعْتُ الثَّوبَ في صِوانِهِ، و الثَّوب مِيدَعٌ.

ودف

الواو و الدال و الفاء. يقولون: الوَدْفة «2»: الروضة الخضراء. و وَدَف الشّحمُ: ذابَ و سال.

ودق

الواو و الدال و القاف: كلمةٌ تدلُّ علي إتيانٍ و أَنَسَة. يقال وَدَقْتُ به، إذا أنِسْتَ به وَدْقاً. و المَوْدِق: المأتَي و المكان الذي تَقِفُ فيه آنِساً.
و مَوْدِق الظَّبْي: المكان يَقِف فيه إذا تناوَلَ الشَّجرة. و منه قوله:
* نُعفِّي بذيل المِرْط إذ جئتُ مَوْدِقِي «3» *
و منه أتَانٌ وَدِيقٌ، إذا أرادت الفحل، و بها وِدَاقٌ كأنَّها تأنس إليه و تستأنسه. و الوَدْق: المَطَر، لأنَّه يَدِقُ، أي يجي‌ء من السَّماء.
______________________________
(1) البيت لأبي الأسود الدؤلي، في اللسان (ودع). قال في اللسان: «و عليه قرأ بعضهم:
ما ودعك ربك و ما قلي».
(2) و الوديفة أيضاً.
(3) لامري‌ء القيس في ديوانه بروايتي الطوسي و خرابنداذ، و اللسان (ودق). و صدره:
* دخلت علي بيضاء جم عظامها*
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 97
و مما شذَّ عن الباب الوَدَق: نُقَطٌ حُمر تخرجُ في العين، الواحدة وَدَقة.

ودك

الواو و الدال و الكاف: كلمةٌ واحدة، هي الوَدَك، و هو معروف. و يقال دَجاجةٌ وَدِيكةٌ، أي سَمينة. و رجلٌ وادِكٌ: له وَدَكٌ.

ودن

الواو و الدال و النون، فيه ثلاثُ كلماتٍ غيرِ منقاسة:
إحداهَا الوَدْنُ «1»، و هو حُسْن القيام علي العروس. يقال: أخَذُوا في وِدانِهِ.
و الأخري المُودَنُ و المَوْدُون «2». قال:
و أمّكَ سوداءِ مودونةٌ كأنَّ أناملَها الحُنْظُبُ «3»
و الكلمة الثالثة وَدَنْتُ الشَّي‌ءَ: بَلتُهُ، و الأمر منه دِنْ. و اتَّدَنَ: ابتَلَّ.

وده

الواو و الدال و الهاء: كلمةٌ واحدةٌ. استَوْدَهَت الإبلُ و اسْتَيْدَهَت، إذا اجتمعَتْ و انساقت. قال أبو بكر: وَدَهَني «4» عن كذا، أي صدَّني عنه.

ودي

الواو و الدال و الحرف المعتل: ثلاثُ كلماتٍ غيرِ منقاسة:
الأولي وَدَي الفرسُ ليَضرِبَ أو يبول، إذا أدْلَي. و منه الوَدْي: ماءٌ يخرج من الإنسان كالمَذْي.
______________________________
(1) و الودان أيضا.
(2) لم يفسره هنا، و في المجمل: «و المودن: القصير اليد، و كذلك المودون».
(3) لحسان بن ثابت في ديوانه 61 و اللسان (ودن، حنظب). و في الديوان و الموضع الأير من اللسان: «سوداء نوببة».
(4) في الجمهرة (2: 306): «أودهني»، و ما في الجمهرة يطابقه ما في اللسان. و ما في الأصل هنا يطابقه ما في القاموس.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 98
و الثانية: وَدَيْتُ الرّجلَ أدِيهِ دِيةً.
و الثالثة: الوَدِيُّ: صِغار الفُسلان.
*** و إذا هُمز تغيَّرَ المعني و صار إلي بابٍ من الهَلاك و الضَّياع. يقولون:
المُوَدَّاة «1»: المَهْلَكة، و هي علي لفظ المفعول به. و يقولون: ودّأْتُ عليه الأرضَ، إذا دَفَنْتَه. و وَدَّأ بالقوم، إذا أرْدَاهم «2».

ودج

الواو و الدال و الجيم: * كلمة واحدة: الوَدَجَانِ: عِرْقانِ في الأخدَعَين. ثم يشبَّه بذلك، فيقال للأخوين: وَدَجانِ. قال:
فقُبِّحْتُما من وافِدَينِ اصطُفيتُما و من وَدَجَيْ حَربٍ تَلَقَّحُ حائلِ «3»
وَ وَدَجْتُ بين القَوم: أصلحتُ بينهم، مأخوذٌ من الودَجين، أي اتَّفَقوا كاتِّفاق الوَدَجَيْن.

[باب الواو و الذال و ما يثلثهما]

وذر

الواو و الذال و الراء كلمتانِ: إحداهما الوَذَرةُ، و هي الفِدْرَة من اللحم. و التَّوْذير: أن يُشْرَطَ الجُرح فيقال: وذّرْتُه. و
في الحديث أنَّ رجلًا قال لآخر: «يا ابن شَامَّة الوَذَر» فحُدّ
، كأنَّه عَرَّض لها بأعضاء الرِّجال.
و الأخري قولهم: ذَرْذَا. قال أهل اللُّغة: أماتت العرب الفِعل من ذَرْ في الماضي، فلا يقولون وَذَرْتُه.
______________________________
(1) في الأصل: «الموادة»، صوابه و ضبطه من المجمل و اللسان (ودأ).
(2) في الأصل: «أرادهم» تحريف.
(3) نزيد الخيل، كما في اللسان (ودج)، و صدره محرف هناك.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 99‌

وذف

الواو و الذال و الفاء: كلمةٌ واحدة، هي التوذُّف: التَّبَختُر.
يقال: أقبَلَ يتوذَّف.

وذل

الواو و الذال و اللام: كلمتان إحداهما مشهورةٌ قد قِيلَت، الوَذيلة، و هي المِرآة. و الأخري: الِوَذَالة «1»: ما يقطع الْجَزَّار من اللَّحم بغير قَسْمٍ، يقال: توذَّلُوا منه شيئاً.

وذم

الواو و الذال و الميم: كلمةٌ تدلُّ علي تعليق شي‌ءٍ بشي‌ء. منهُ قولُهم: وذَّمْتُ الكلبَ، إذا جعلتَ له قِلادة. و الوَذَمة: الحُزَّة من الكَرِش المعلَّقة، و الجمع وِذام. و الوَذَم: جمع وَذَمَة، و هي سيورٌ تشدُّ بعَرقُوَةِ الدَّلو.
[و] وَذِمت الدّلوُ: انقطَعَ وَذَمُها. أمَّا و ذائمُ الأموال فهي التي نُذِرَت فيها النُّذور. و القياس واحد كأنَّها ليست من خالص المال الذي يجوز التصرُّف فيه، بل هي معلَّقة علي المال. و يقال: بل الوذيمة: الهَدْي يُهْدَي للنُّسُك. و قولهم: وَذَّمَ فلانٌ علي المائة: زادَ، من هذا أيضاً، كأنَّ الزّيادة معلَّقة بالمائة.

وذح

الواو و الذال و الحاء كلمة. فالوَذَح: ما تعلَّقَ بأصواف الغنَم من البَعَر، ثم يقال امرأةٌ وَذَاحٌ: غيرُ عفيفة.
______________________________
(1) ضبطت في الأصل و المجمل بكسر الواو، و في القاموس و اللسان بفتحها.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 100‌

باب الواو و الراء و ما يثلثهما

ورس

الواو و الراء و السين: كلمة واحدة، هي الوَرْس: نبْت.
و أوْرَسَ المكانُ: أنْبَتَهُ، و هو وارِس، و هو نادر. و مِلْحَفَة وَرِيسٌ «1»:
صُبِغَت بالوَرْس.

ورش

الواو و الراء و الشين كلمتان متقاربتا القياس.
فالأولي قولهم للدَّاخِلِ علي القوم لطعامهم و لم يُدْع: الوارِش.
و الثانية قولُهم للدابّة التي تَفَلَّتُ في الجرْيِ و صاحِبُها يَكُفُّها: الوَرِشَةُ «2».

ورط

الواو و الراء و الطاء: كلمةٌ تدلُّ علي شي‌ءٍ كالبليَّةِ و الوقوع فيما لا مَخْلَص منه. و تورَّطَ في البليَّة. و أصله الوَرْطةُ من الأرض، و هي التي لا طريقَ فيها. قال الخليل:
في الحديث: «لا خِلَاطَ و لا وِرَاط»
. الوِرَاط: الخديعة في الغَنَم، أي يجمع بين متفرَّق، أو يفرَّق بين مجتمع.

ورع

الواو و الراء و العين: أصلٌ صحيح يدلُّ علي الكفِّ و الانقباض. منه الوَرَع: العِفَّة، و هي الكَفّ عما لا ينبغي؛ و رجلٌ وَرِعٌ.
و الوَرَع: الرّجُل الْجَبان، و وَرُع يَوْرُعُ وُرعاً «3»، إذا كان جباناً. و ورَّعته:
كَفَفته، و أورعته. و
في الحديث: «ورِّع اللصَّ و لا تُراعِهِ»
، أي بادِرْ إلي كفِّه
______________________________
(1) كذا. و في المجمل و القاموس: «وريسة» بالهاء. و في اللسان: «ورسية» بلفظ المنسوب إلي الورس.
(2) و كذا في اللسان و القاموس. و في المجمل: «الوريشة».
(3) في مصدره لغات أخري. انظر اللسان و القاموس.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 101
و قَدْعِهِ و لا تنتظِرْه. و ورَّعتُ الإبلَ عن الماء: رددتها. و الوَريعة: اسمُ فرسٍ في قوله:
و رُدَّ خليلَنا بعطاءِ صِدقٍ و أَعْقِبْهُ الوَريعةَ من نِصابِ «1»

ورف

الواو و الراء و الفاء: أصلٌ يدلُّ علي رقَّة و نَضْرة. و نَباتٌ وارِفٌ. وَرَفَ وَرِيفاً، إذا رأيتَ له من رِيِّه بَهجةً. و ظلٌّ وارف: ممدود. و ما رقَّ من نَواحِي الكبد: الوَرْف «2». و يقال إن الرُّفَة: التِّبْن. و أظنُّ أنَّ الناقص من أوّلها واو «3».

ورق

الواو و الراء و القاف: أصلانِ يدلُّ أحدُهما علي خيرٍ* و مال، و أصله وَرَق الشَّجر، و الآخر علي لونٍ من الألوان.
فالأوّل الوَرَق ورق الشَّجَر. و الوَرَق: المال، من قياسِ ورَقِ الشّجر، لأنّ الشّجرةَ إذا تحاتَّ ورقُها انجردَتْ كالرَّجل الفقير. قال:
______________________________
(1) البيت لمالك بن نويرة، كما في الخيل لابن الكلبي 36. و أنشد البيت في اللسان (ورع) محرف الضبط و لم يصرح بنسبته. و قال ابن الكلي: «و منها نصاب فرس الأحوس بن عمرو الكلبي، و ابنتها و ريعة و هبها الأحوس لمالك بن نويرة، و قال في ذلك مالك بن نويرة:
سأهدي مدحتي لبني عدي أخص بها عدي بني جناب
تراث الأحوص الخير بن عمرو و لا أعني الأحاوص من كلاب
شكوت إليهم رجلي فقالوا لسيدهم أطعنا في الجواب
ورد حليفا بعطاء صدق و أعقبه الوريعة من نصاب
و قال في اللسان: «و إنما يريد: أعقبه الوريعة من نسل نصاب».
(2) ذكر في القاموس، و لم يذكر في اللسان.
(3) نص المجمل: «و الناقص واو من أولها». و الرفة، ذكرها صاحب القاموس في (ورف) أما صاحب اللسان فجعلها في (رفا).
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 102
إليكَ أدعو فتقبل ملَقِي و اغفِرْ خطايايَ و ثمِّرْ ورقي «1»
و الرَّقَة من الدَّراهم، و هو ذلك القياسُ غير أنَّه يُفرق بينهما بالحركات.
قال أبو عبيد: الوارِقَة: الشَّجرة الخَضْراء الوَرَقِ الحسنةُ. قال: فأمَّا الوَرَاقُ فخُضرةُ الأرضِ من الحَشيش، و ليس من الوَرَق. قال:
كأنَّ جيادهنَّ بِرَعْنِ زُمٍّ جرادٌ قد أطاعَ له الوَرَاقُ «2»
و وَرَقْتُ الشَّجرَ: أخَذْتُ ورَقَه* و قولهم أوْرَق الصَّائدُ: لم يَصِدْ، هو من الورقِ أيضاً، و ذلك لأنَّ الصائد يُلقِي حِبالتَه و يغيب عنها و يأتيها بعد زمان و قد أعْشَبت الأرض و سقط الورقُ علي الحِبالة فلا يَهتدِي لها، فلذلك يقال أوْرَقَ، أي صادف الورق قد غَطّي حِبالَتَه. ثمَّ كثُر هذا حتَّي قيل لكلِّ مَن طلب حاجةً و لم يُصِبْها: قد أوْرَقَ. و الوَرْقَة، بسكون الراء: أُبْنَةٌ في الغصن خفيّة. فأمَّا الورقة التي هي قطعةٌ من الدم فجمعها وَرَقٌ، هي علي معني التَّشبيه بالوَرَق الذي يتساقط.
و الوَرَق: الرِّجال الضُّعفاء، شُبِّهوا في ضَعْفهم بوَرَق الشّجَر.
و الأصل الآخر: الوُرْقة «3»: لونٌ يشبه لونَ الرَّماد. و بعيرٌ أوْرَقُ و حمامةٌ ورقاءُ، سميت للونها، و الرّجلُ كذلك أورق. و يقولون: عامٌ أوْرَقُ، إذا كان جَدْباً، كأنَّ لونَ الأرضِ لونُ الرَّماد. و سُمِّي عامُ الرَّمادَة لهذا «4».
______________________________
(1) للعجاج في ديوانه 40 و اللسان (ورق).
(2) لأوس بن حجر في ديوانه 18 و اللسان (ورق). و قال في اللسان أيضا: «و نسبه الأزهري لأوس بن زهير». و رواية الديوان:
كأن جيادنا في رعن قف جراد قد أطاع له الوراق
و في الأصل: «كأن جيادهن بر عز أم جواد»، صوابه في المجمل و اللسان.
(3) في الأصل: «الورق»، تحريف.
(4) كان في أيام عمر بن الخطاب. و في حديث عمر أنه أخر الصدقة عام الرمادة، و كانت سنة جدب و قحط في عهده، فلم يأخذها منهم تخفيفا عنهم.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 103‌

ورك

الواو و الراء و الكاف. كلمةٌ واحدة، هي الوَرِك: ما فوقَ الفَخِذ «1» من مؤخَّر الإنسان. و جلَسَ مُتورِّكاً: ألصَقَ وَرِكَه بالأرض. و تورَّكَ علي الدّابّة، في ذلك المعني. و هذه نعلٌ مَوْرِكَةٌ «2»، إذا كانت من الوَرِك.
و الوِرَاكُ: ثوبٌ يُنْسَجُ وَحْدَه يُزَيَّن به و يُحَفُّ به الرَّحْل «3»، و إنَّما هُو لأَنْ يُوضَعَ عليه الوَرِك.
و أمَّا
الحديثُ أنَّه نَهَي أن يسجُدَ الرّجُل متورِّكاً
، فيقال هو أنْ يرفَعَ ورِكَه في سجوده حَتَّي «4» يُفْحِش. و يقال هو أنْ يُلْصِقَ وركَه بعَقِبَيه في السُّجود و الوَرْك في قول الهُذَليّ «5»:
بها مَحِصٌ غيرُ جافِي القُوَي إذا مُطْيَ حَنَّ بِوَرْكٍ حُدَالِ
فإنَّه وتَرٌ فُتِل من الوَرِك.

ورل

الواو و الراء و اللام: ليس إلَّا وَرَل، و هو شي‌ءٌ من الدَّوابّ.

ورم

الواو و الراء و الميم: كلمة واحدة، هي الوَرَم، أن يَنْفِرَ اللّحمُ.
يقال وَرِمَ يَرِم. و علي معني الاستعارة: وَرِم أنفُه: غَضِب.

وره

الواو و الراء و الهاء: كلمةٌ تدلُّ علي اضطرابٍ و خُرْق.
______________________________
(1) في الأصل: «ما بين فوق الفخذ»، و كلمة «بين» مقمحة.
(2) و مورك أيضا، و هما بفتح الميم و سكون الواو و كسر الراء.
(3) في الأصل: «يزين بالرجل»، صوابه و إكماله من المجمل.
(4) في الأصل: «حين»، صوابه في المجمل و اللسان.
(5) هو أمية بن أبي عائذ الهذلي، كما سبق في حواشي (محص).
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 104
فالوَرْهاء: المرأة الحمقاء. و الوَرَه: الخُرْق: و ريحٌ ورهاءُ. في هبوبها خُرْقٌ و عَجْرَفَة.
و سَحابٌ وَرِهٌ: لا يُمسِك ماءه. و يقولون الوَرِه: اللَّحم الرَّخص «1». فإن كان صحيحاً فإنما سمِّي به لاضطرابه.

وري

الواو و الراء و الحرف المعتل: بناءٌ علي غير قياس، و كلمِه أفراد. فالوَرْيُ: داءٌ يُداخِل الجِسم. يقال وَرِيَ جلدُه يَرِي وَرْياً، و وَراه غيرُه يَرِيه وَرْياً.
قال رسول اللّٰه صلي اللّٰه عليه و آله و سلَّم: «لَأَنْ يمتلي‌ءَ جوفُ أحدِكم قَيْحاً حَتَّي يَرِيَهُ خيرٌ من أن يمتلي‌ء شعراً»
. قال عبدُ بني الحَسحاس:
وَرَاهُنَّ ربِّي مِثلَ ما قد وَرَبنَنِي و أحْمي علي أكبادِهنَّ المكاويا «2»
و يقال وَرَي الزّندُ يَرِي وَرْياً، وَ وَراهُ، خَرجَتْ نارُه. و حكي بعضهم وَرِيَ يَرِي، مثل ولِيَ يَلِي «3». و اللَّحم الواري: السَّمين. و الوَرَي: الخَلْق. و ما أدري أيُّ الوَرَي هو.
و أمَّا قولُهم ورَاءَكَ فإنَّه يكون من خلف، و يكون من قُدّام. قال اللّٰه تعالي: وَ كٰانَ وَرٰاءَهُمْ مَلِكٌ أي أمامَهم. و يقال الوَرَاء: ولدُ الولَد، أرادوا بذلك تفسيرَ قولِه تعالي: وَ مِنْ وَرٰاءِ إِسْحٰاقَ* يَعْقُوبَ.

ورب

الواو و الراء و الباء: كلمتان: إحداهما الوربُ و هو الفِتْر «4» و الثانية الوَرَبُ: الفساد، يقال عِرقٌ وَرِبٌ، أي فاسِد.
______________________________
(1) في المجمل: «اللحم الكثير».
(2) ديوان سحيم ص 24 طبع دار الكتب، و اللسان (وري).
(3) في الأصل: «يلي بلي» صوابه في المجمل.
(4) الفتر، بالكسر: ما بين طرف الإبهام و طرف المشيرة، و قيل ما بين الإبهام و السبابة.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 105‌

ورث

الواو و الراء و الثاء: كلمةٌ واحدة، هي الوِرْث. و المِيراث أصله الواو. و هو أن يكون الشّي‌ءُ لقومٍ ثم يصيرَ إلي آخرين بنسبٍ أو سبب. قال:
ورِثْناهُنَّ عن آباءِ صدق و نُورِثُها إذا مِتْنا بَنِينا «1»

ورخ

الواو و الراء و الخاء: كلمةٌ واحدة. يقال: وَرِخَ العجينُ وَرَخاً «2»: استرخَي. و أوْرَخْتُه أنا إيراخاً؛ و الاسم الوَرِيخة. و أمَّا توريخ الكتاب و تأريخُه فما نحسبها «3» عربية.

ورد

الواو و الراء و الدال: أصلان، أحدهما الموافاة إلي الشي‌ء، و الثاني لونٌ من الألوان.
فالأوَّل الوِرْد: خلاف الصَّدَرِ. و يقال: وَرَدَتِ الإبلُ الماءَ ترِدُه وِرْداً.
و الوِرْدُ: وِرْدُ الحُمَّي إذا أخَذَتْ صاحبَها لوقتٍ. و الموارد: الطُّرق، و كذلك المياه المورودة و القُرَي، قاله أبو عبيدة. قال جرير:
أميرُ المؤمنينَ علي صراطٍ إذا اعوجَّ المواردُ مستقيمِ «4»
و الوريدان: عرقانِ مُكتنِفا صَفْقَي العُنُق مما يلي مقدَّمَه غليظان. و يسمَّيان من الورود أيضاً، كأنَّهما توافيا في ذلك المكان.
و الأصل الآخر الوَرْد؛ يقال فَرَسٌ وَرْد، و أسدٌ وَردٌ، إذا كان لونُه لونَ.
الورد. و اللّٰه أعلم بالصَّواب.
______________________________
(1) لعمرو بن كلثوم، في معلقته المشهورة.
(2) هو من باب فرح.
(3) في الأصل: «نحسبهما».
(4) ديوان جرير 507 و المجمل و اللسان (ورد).
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 106‌

(باب الواو و الزاء و ما يثلثهما)

وزع

الواو و الزاء و العين: بناءٌ موضوعٌ علي غير قياس. و وَزَعْته عن الأمر: كفَفْته. قال اللّٰه سبحانَه: فَهُمْ يُوزَعُونَ*، أي يحبَس أوّلُهم علي آخِرِهم. و جمع الوازع وَزَعَة. و
في بعض الكلام: «ما يَزَعُ السُّلطانُ أكثَرُ مِمَّا يَزَعُ القرآن «1»»
، أي إنَّ النَّاسَ للسُّلطان أخْوَف.
و بناء آخر، يقال: أوْزَعَ اللّٰهُ فلاناً الشُّكرَ: ألْهَمَه إياه. و يقال هو من أُوزِعَ بالشَّي‌ءِ، إذا أُولِعَ به، كأنَّ اللّٰه تعالي يُولِعُه بشُكْرِه. و بها أَوزاعُ من النّاس، أي جماعات.

وزغ

الواو و الزاء و الغين، ليس فيه إلّا الوزَغَة «2»: العَظَاية.
و يقال للرِّجال الضِّعاف أوزاغ.

وزف

الواو و الزاء و الفاء. يقال وَزَفَ الرّجُل: أَسْرَعَ في المَشْي.
و قرئت: فَأَقْبَلُوا إلَيْهِ يَزِفُونَ «3» مخفَّفة.

وزم

الواو و الزاء و الميم: بناءٌ أيضاً علي غير قياس، و فيه كلمات منفردة. فالوَزْمة. أن يأكلَ الرّجُل مَرَّة واحدة كالوَجْبة. يقال: وَزَمُوا وَزْمَةَ
______________________________
(1) لفظه في اللسان: «من يزع السلطان أكثر ممن يزع القرآن». و في الأصل هنا: «مما لا يزع»، و كلمة «لا» مقحمة.
(2) في الأصل: «الوزغ»، و إنما الوزغ: جمع وزغة.
(3) هي قراءة مجاهد، و عبد اللّه بن يزيد، و الضحاك، و يحيي بن عبد الرحمن، و ابن أبي عبلة. و قرأ الجمهور: «يَزِفُّونَ» مضارع زف، المضعف، و قرأ حمزة و مجاهد أيضا، و ابن وثاب و الأعمش:
«يزفون» مضارع أزف المزيد بالهمزة. و قري‌ء أيضا «يزفون» مبنيا للمفعول، و «يزفون» من قولهم زفاه يزفوه، بمعني حداه. تفسير أبي حيان (7: 366) من سورة الصافات.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 107
شتائهِم: امْتارُوا له كِفايتَهم من الطَّعام. و الوَزْمَةُ «1» و الوَزيم: حُزْمةٌ من بقل.
و الوَزِيم: اللَّحم يُجَفَّف. و الوَزْمَة من الضِّباب: أنْ يُطْبَخَ لحمُها ثمَّ يُيَبَّس.
و المتوزِّم: الشَّديد الوطْء.

وزن

الواو و الزاء و النون: بناءٌ يدلُّ علي تعديلٍ و استقامة:
و وزَنْتُ الشّي‌ءَ وزْناً. و الزِّنَة. قَدرُ وزنِ الشَّي؛ و الأصل وَزْنَة. و يقال: قام مِيزانُ النَّهار، إذا انتصَفَ النَّهار. و هذا يُوازِنُ ذلك، أي هو مُحاذِيه. و وَزِينُ الرَّأْيِ:
معتدِلُه. و هو راجحُ الوَزْن، إذا نسَبُوه إلي رَجَاحة الرّأْي و شِدّة العقْل.
و مما شذَّ عن هذا الباب شي‌ءٌ ذُكِرَ عن الخليل: أنَّ الوَزِين: الحنظل المعجونُ «2» كان يُتَّخَذُ طعاماً. و يقال الوَزْن: الفِدْرة من التَّمر.

وزا

الواو و الزاء و الحرف المعتلّ أو المهموز: أُصَيلٌ يدلُّ علي تجمُّعٍ في شَي‌ءٍ و اكتناز. يقال للحِمار المجتمع الخَلْق: وَزًي، و للرّجُل القصير وزًي. و هذا غير مهموز.
و أمَّا المهموز فقال أبو زيد: وَزَّأْتُ الوِعاء تَوْزيئاً و تَوْزِئةً، إذا أَجَدْت «3» كَنْزَه «4».
______________________________
(1) بدله في المجمل و اللسان و القاموس «الوزم». و أما الوزمة فقد فسرت في القاموس بأنها المقدار.
(2) و نحوه في المجمل، و نصه: «و يقال: الوزين حنظل يعجن و يؤكل». لكن في اللسان و القاموس: «الحنظل المطحون».
(3) في الأصل: «أخذت»، و الذي في المجمل و اللسان و القاموس: «شددت».
(4) الكنز: المل‌ء.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 108‌

وزر

الواو و الزاء و الراء أصلانِ صحيحان: أحدهما* الملجأ، و الآخَر الثِّقَل في الشَّي‌ء.
الأوَّل الوَزَر: الملجأ. قال اللّٰه تعالي: كَلّٰا لٰا وَزَرَ. و حكي الشَّيباني:
أَوْزَرَ فلانٌ الشَّي‌ءَ: أحَرزَه. [و] الوِزْر: حِمْل الرَّجل إذا بَسَطَ ثوبَه فجعل فيه المتاعَ و حَمَله، و لذلك سمِّي الذَّنْب وِزْراً. و كذا الوِزْر: السِّلاح، و الجمع أوزار.
قال الأعشي:
و أعددتُ الحربِ أوزارَها رِماحاً طِوالًا و خَيلًا ذُكورا «1»
و الوزير سمِّي به لأنّه يحمل الثِّقل عن صاحِبِه.
و حكي ناسٌ- لعلَّهُ أن يكون صحيحا- أوزَرْتُ مالَه: ذهبتُ به. و وَزَرْتُهُ:
غلَبْتُه. قال:
* قَدْ وزَرَتْ جِلَّتَها أمهارُها «2» *

(باب الواو و السين و ما يثلثهما)

وسط

الواو و السين و الطاء: بناءٌ صحيح يدلُّ علي العَدل و النِّصف.
و أعْدلُ الشَّي‌ءِ: أوسَطُه و وَسَطُه. قال اللّٰه عزّ و جلَّ: أُمَّةً وَسَطاً. و يقولون:
ضربتُ وَسَط رأسِه بفتح السين، و وَسْطَ القوم بسكونها. و هو أوسَطُهم حَسَباً، إذا كان في واسطة قومه و أرفعِهِم محلًّا. و الوَسُوط: بيتٌ من بيوت الشَّعَر أكبرُ من المِظَلَّة. و يقال الوَسُوط من النُّوق كالصَّفوف تَملأُ الإناء.
______________________________
(1) ديوان الأعشي 71 و اللسان (وزر).
(2) أنشده في اللسان (وزر) بهذا الضبط، لكن ضبط في المجمل برفع «جلتها» و نصب «أمهارها».
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 109‌

وسع

الواو و السين و العين: كلمةٌ تدلُّ علي خلافِ الضِّيق و العُسْر.
يقال وَسُعَ الشَّي‌ءُ و اتَّسَعَ. و الوُسْع: الغِنَي. و اللّٰه الواسعُ أي الغنيّ. و الوُسْع:
الجِدَةُ و الطّاقة. و هو يُنفِق علي قدر وُسْعِه. و قال تعالي في السَّعة: لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ. و أوْسَعَ الرّجُل: كان ذا سَعَة. و الفَرسُ الذَّريعُ الخَطْو:
وَسَاعٌ.

وسف

الواو و السين و الفاء كلمةٌ واحدة. يقال تَوسَّفَتِ الإبلُ:
أخْصَبت و سَمِنَت وسَقَط و برُها الأَوَّل و نَبَتَ الجديد.

وسق

الواو و السين و القاف: كلمةٌ تدلُّ علي حَمْل الشي‌ء. و وَسَقَتِ العينُ الماءَ: حَمَلَتْه «1». قال اللّٰه سبحانه: وَ اللَّيْلِ وَ مٰا وَسَقَ، أي جَمَعَ و حَمل.
و قال في حَمْل الماء:
و إنِّي و إيَّاهم و شَوقاً إليهُم كقابِضِ ماء لم تَسِقْهُ أناملُه «2»
و منه الوَسْق، و هو سِتون صاعا. و أوسَقْت البعير: حَمَّلُته حِمْلَه. قال:
* و أينَ وَسْقُ النَّاقةِ المُطَّبَعهْ «3» *
و مما شذَّ عنه طائرٌ مِيساقٌ، و هو ما يصفِّق بجناحَيه إذا طار. و قد يُهَمز و قد ذكرناه «4».
______________________________
(1) زاد في المجمل: «يقولون في النفي: لا أفعله ما وسقت عيني الماء».
(2) لضابي‌ء بن الحارث البرجمي في اللسان (وسق) برواية:
* إني و إياكم و شوقا إليكم*
(3) أنشده في اللسان (شظظ، ربع، جلفع): «الناقة الجلنفعه»، و في (طبع):
«المطبغه». و قد سبق إنشاد البيت في (ربع، طبع).
(4) هذا سهو منه، فإنه لم يرسم لهذه المادة في كتاب الهمزة.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 110‌

وسل

الواو و السين و اللام: كلمتانِ متباينتانِ جدًّا.
الأولي الرَّغْبة و الطَّلَب. يقال وَسَلَ، إذا رَغِب. و [الواسِل: الراغب إلي اللّٰه عزَّ و جل، و هو في «1»] قول لبيد:
* بلي كلُّ ذي دينٍ إلي اللّهِ وَاسِلُ «2» *
و من ذلك القياس الوَسِيلة.
و الأخري السَّرِقة. يقال: أخَذَ إبلَه توسُّلًا.

وسم

الواو و السين و الميم: أصلٌ واحد يدلُّ علي أثَر و مَعْلم.
و وسَمْت الشّي‌ءَ وَسْماً: أثَّرْتُ فيه بِسِمة. و الوَسْميُّ: أوّلُ المطر، لأنّه يَسِمُ الأرض بالنَّبات. قال الأصمعيّ: توَسّمَ: طلَبَ الكلأَ الوسميَّ. قال:
و أصبَحْنَ كالدَّوْمِ النَّواعِمِ غُدوةً علي وِجهةٍ من ظاعنٍ متوسِّمِ «3»
و سمِّيَ مَوسِم الحاجِّ مَوسماً لأنَّه مَعْلمٌ يجتمع إليه النّاس. و فلانٌ موسومُ بالخير، و فلانةُ ذاتُ مِيسَمٍ، إذا كان عليها أثَر الجمال. و الوَسامة: الجمال. و قوله:
* حِياضُ عِراكٍ هدَّمَتْها المواسِمُ «4» *
فيقال أراد أهلَ المواسم، و يقال أرادَ إبلًا موسومة. و وَسّمَ النّاسُ: شَهِدُوا
______________________________
(1) التكملة من المجمل.
(2) ديوان لبيد 28 طبع 1881 و اللسان (وسل). و صدره:
* أري الناس لا يدرون ما قدر أمرهم*
و في الديوان:
«بلي كل ذي لب …»
. و في اللسان:
«بلي كل ذي رأي …»
. (3) أنشده في المجمل و اللسان (وسم).
(4) في الأصل: «عدال»، صوابه في المجمل و اللسان (وسم).
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 111
الموسِم، كما يقال عَيَّدُوا: و قوله تعالي: إِنَّ فِي ذٰلِكَ لَآيٰاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ:
النَّاظرين في السِّمَة الدَّالَّة.

وسن

الواو و السين و النون: كلمتانِ متقاربتان. الوَسَنُ:
النُّعاس، و كذا السِّنَة. و رجلٌ وَسْنانُ. و توسَّنَ الفحلُ أُنثاه: أتاها نائمة.
و الكلمة الأخري قولهم: دَعْ هذا الأمَر فلا يكونَنَّ لك وَسَناً، أي لا تطلبْه و لا يكونَنَّ من همِّك.

وسب

الواو و السين و الباء. يقولون: * أوْسَبتِ الأرضُ:
أعشبَتْ. و النَّبات وِسْبٌ. و كبش مُوَسَّبٌ «1»: كثير الصُّوف. حكاه أبو بكر.

وسج

الواو و السين و الجيم: كلمةٌ واحدة: الوَسِيج، و هو السَّير الشَّديد.

وسخ

الواو و السين و الخاء كلمة. الوَسَخ: الدَّرَن.

وسد

الواو و السين و الدال: كلمةٌ واحدة، هي الوِسادة معروفة، و جمعها وسائد. و تَوَسَّدْتُ يدي. و الوساد: ما يتوسَّدهُ الرّجُل عند مَنامِه، و الجمع وُسُد. و اللّٰه أعلم.
______________________________
(1) كذا ضبط في الأصل و الجمهرة (1: 290). و ضبط في القاموس بضم الميم كموسر. و لم يذكر في اللسان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 112‌

[باب الواو و الشين و ما يثلثهما]

وشظ «1»

الواو و الشين و الظاء: قياسٌ واحد، و هو إلصاقُ شي‌ءِ بشي‌ءٍ ليس منه. و الوَشِيظ: عُظَيم يكون زيادةً في العَظْم الصَّميم، و لذلك يقال لمن انتَمَي «2» إلي قومٍ ليس منهم: وَشِيظ. وَشَظْتُ الفَأسَ أشِظُها: ضَيَّقْت خُرْتَها من عَيْر «3» نِصابها. و اللّٰه أعلم بالصواب.

وشع

الواو و الشين و العين: أصلٌ واحد يدلُّ علي نَسجِ شي‌ءٍ أو تزيينِه أو ما أشبَهَ ذلك. الوشيعة: خشبَةٌ يُلَفُّ عليها الغَزْل من ألوانٍ شَتَّي، كلُّ لفيفةٍ منه وَشيعة. و يقال: أوْشَعَتِ الأرضُ: بدا زَهرُها. و الوَشيع: حصير يُتَّخذ من ثُمام. و التّوشيع: رَقْم الثَّوب. و الوَشائع: طرائق الغُبار. و وَشَّعَه الشَّيب.
و مما ليس من الباب وشَعْتُ الجبَل: صَعِدت.

وشق

الواو و الشين و القاف: كلمة واحدة، هي الوَشِيقة: لحمٌ يقدَّد. يقال وَشَقْت وَ اتَّشَقْتُ «4». قال:
إذا عَرَضَتْ منها كَهاةٌ سَمينةٌ فلا تُهْدِ منها و اتَّشِق و تَجَبْجَبِ «5»
و واشق: اسمُ كلْب.
______________________________
(1) وردت هذه المادة في الأصل في آخر الباب، فرددتها إلي حقها.
(2) في الأصل: «الذي».
(3) العير: الوتد، و يراد به الخشبة التي تدخل مع النصاب لتضييق خرت الفأس. و في الأصل: «غير».
(4) يقال وشقه وشقا، و أشقه علي البدل، و وشقه توشيقا، و اتشق وشيقة اتشاقا: أخذها.
(5) لخمام بن زيد مناة اليربوعي، كما في اللسان (جبب). و أنشد البيت في اللسان (عرض وشق) بدون نسبة. و قد سبق في (عرض، كها).
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 113‌

وشك

الواو و الشين و الكاف: كلمةٌ واحدة هي من السُّرعة.
و أوشَكَ فلانٌ خروجاً: أسْرَعَ و عَجِل. و وُشْكَانَ «1» ما كان ذلك، في معني عَجْلان. و أمرٌ وشِيكٌ. و أوْشَكَ يُوشِك.
سمعت أحمد بن طاهر بن النَّجْم «2» يقول: [سمعت ثعلباً يقول «3»]: أوْشَكَ يُوشِك لا غير «4». قال ابن السِّكِّيت: وَاشَكَ وِشاكا «5»: أسرعَ السَّيرَ.

وشل

الواو و الشين و اللام، يدلُّ علي سَيلَانِ ماءٍ قليل. فالوَشَل:
الماء القليل، و جمعُه أوشال. و جبلٌ واشلٌ: يقطُر منه الماء. و هو واشِلُ الحظِّ:
ناقِصُه. و الوُشُول: قلّة الغَناء و الضَّعفُ. و ناقةٌ وَشُولٌ: يسيل ضَرعُها، و ذلك من كَثْرة اللَّبَن.

وشم

الواو و الشين و الميم: كلمةٌ واحدةٌ تدلُّ علي تأثيرٍ في شي‌ءٍ تزييناً له. منه وَشْم اليَد، إذا نُقِشَت و غُرِزَتْ. و أوشمَت الأرضُ: ظَهَرَ نباتُها.
و أوْشَمَ البرقُ: لمعَ لمْعاً خفِيفاً. و يتَّسعون في هذا فيقولون: ما أصابَتنا العامَ وَشْمة، أي قَطْرةٌ من مَطَر، و ذلك لأنَّ بالقَطر تُوشَم الأرض. و ربَّما قالوا:
كانت: بيني و بينَه وشِيمةٌ، أي كلام. و لا يكون ذلك إلا في كلامِ عداوةٍ.
و هذا تمثيلٌ. و أوْشَمَ: نظر إلي الشَّي‌ءِ، كأنَّه نَظَرَ و تأمَّلَ وَشْمَه.
______________________________
(1) هو بتثليت الواو، و مثله سرعان بتثليث السين.
(2) كذا ورد مضبوطا في المجمل.
(3) التكملة من المجمل.
(4) هذا رد علي لغة العامة في زمان ثعلب، إذ كانوا يقولون «يوشك» بفتح الشين و ضم الياء
(5) و كذا في اللسان. و في المجمل: «أواشك إيشاكا»، تحريف.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 114‌

وشي

الواو و الشين و الحرف المعتل: أصلانِ، أحدُهما يدلُّ علي تحسينِ شي‌ءٍ و تزيينه «1»، و الآخر علي نَماءِ و زيادة.
الأوَّل: وشَيْتُ الثَّوبَ أشيِهِ وَشْياً. و يقولون للذي يَكْذِب و ينُمُّ و يُزخرِفُ كلامَه: قد وَشَي، و هو راشٍ.
و الأصل الآخر: المرأة الواشية: الكثيرة الوَلَد. و يقال ذلك لكلِّ ما يَلِد. و الواشي: الرّجُل الكثير النَّسْل. و الوَشْيُ: الكَثْرة. و وَشَي بَنُو فلانٍ: كَثُروا. وَ ما وَشَتْ هذه الماشيةُ عِندي، أي ما وَلَدت.

وشب

الواو و الشين و الباء: كلمة. يقال: أوباشٌ من النَّاس و أوشَاب «2».

وشج

الواو و الشين و الجيم: كلمةٌ تدلُّ علي اشتباكٍ و تَداخُل.
يقال: وَشَجَت الأغصانُ. اشتبكَتْ. و كلُّ شي‌ء اشتَبَكَ فهو واشج. و الوَشِيج من القَنَا؛ ما نَبَتَ من الأرض مُعترِضاً، و لعلَّ ذلك يَشتَبِك بعضُه ببعض.

وشح

الواو و الشين و الحاء: كلمة واحدة الوِشاح. و توشَّحَ بثَوبِه، كأنَّه جَعَلَه وِشاحَهُ، و كذا اتَّشَحَ به. وَ شَاةٌ مُوشَّحَة: بجَنْبيها خَطّانِ.

وشر

الواو و الشين و الراء: كلمة واحدة. الوَشْر و التَّوشير «3»:
أن تُحدِّد* المرأةُ أسنانَها. و الميشار بلا همزٍ من هذا.
______________________________
(1) في الأصل: «و ترتيبه».
(2) هم الأخلاط من الناس و الرعاع.
(3) هو مقلوب التأشير، و مادته (أشر).
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 115‌

وشز

الواو و الشين و الزاء: كلمة واحدة، هي الوَشْزُ: ما ارتفع من الأرض، كالنَّشْز، ثمَّ قِيسَ عليه فقِيلَ لشدائد الأمور: أوشاز، الواحد وَشْز.

باب الواو و الصاد و ما يثلثهما

وصع

الواو و الصاد و العين: كلمة واحدة، هي الوَصَعْ: طائر صغيرٌ. و
في الحديث: «إنَّ إسرافِيلَ يتواضَعُ لِلّٰه حتَّي يَصِيرَ مثل الوَصَعْ «1»»

وصف

الواو و الصاد و الفاء: أصلٌ واحد، هو تحْليَةُ الشَّي‌ء.
و وصَفْتُه أصِفه وَصْفاً. و الصِّفَة: الأمَارة اللَّازِمةُ للشّي‌ء، كما يقال وَزَنتُه وَزْناً، و الزِّنَة: قَدْرُ الشَّي‌ء. يقال اتَّصَفَ الشّي‌ءُ في عَينِ النّاظر: احتَملَ أن يُوصَف.
و أمَّا قولُهم: وصَفَت النّاقةُ وُصوفاً، إذا أجادت السّيرَ فهو [من قولهم] للخادم وصيف، و للخادمة وصيفة. و يقال أوْصَفَت الجاريةُ؛ لأنَّهما يُوصَفَان عند البَيع.

وصل

الواو و الصاد و اللام: أصلٌ واحد يدلُّ علي ضمِّ شي‌ءٍ إلي شي‌ءِ حَتَّي يَعْلَقَه. و وَصَلْتُه به وَصلًا. و الوَصل: ضِدّ الهِجْران. و مَوْصِلُ البعير:
ما بين عَجُزِه و فَخذه. و الواصِلَة في الحديث: التي تَصِلُ شَعْرَها بشعرٍ آخَرَ زُوراً.
و يقول وصَلْتُ الشّي‌ءَ وصلًا، و الموصول به وِصْلٌ بكسر الواو.
______________________________
(1) في اللسان: «إن العرش علي منكب إسرافيل، و إنه ليتواضع للّه حتي يصير مثل الوصع.
يروي بفتح الصاد و سكونها».
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 116
و من الباب الوَصِيلة: العِمارة و الخِصْب، لأنَّها تَصِلُ النّاسَ بعضَهم ببعض، و إذا أجْدَبوا تَفَرَّقُوا. و الوَصيلة: الأرض الواسعة، كأنَّها وُصِلَت فلا تَنقطِع.
أمَّا الوَصِيلة من الغَنَم في قوله تعالي: وَ لٰا وَصِيلَةٍ وَ لٰا حٰامٍ … «1»

وصم

الواو و الصاد و الميم: أصلٌ صحيح يدلُّ علي كَسْر و ضَعْف.
و وجد توصيماً في جَسدِه، أي تكسيراً و فَترةً و كَسَلا. قال:
و إذا رُمْتَ رحيلًا فارتحِلْ و اعصِ ما يأمُرُ توصيمُ الكَسَلْ «2»
و الوَصْم: الصَّدعُ غَير بائن. يقال: أصابَ القناةَ وَصْمٌ.
و يُحمَل علي هذا فيقال للعار و العَيب: وَصْم. قال:
فإنْ تك جَرْمٌ ذاتَ وصمٍ فإِنّنا دَلَفْنا إلي جرمٍ بِألأَمَ من جَرمِ «3»

وصي

الواو و الصاد و الحرف المعتلّ: أصلٌ يدلُّ علي وَصلِ شي‌ءٍ بشي‌ء. و وَصَيْتُ الشَّي‌ءَ: وصَلْتُه. و يقال: وطِئْنا أرضاً واصيةً، أي إنَّ نَبتَها متَّصلٌ قد امتلأَتْ منه. و وَصَيْتُ اللّيلةَ باليوم: وصَلْتُها، و ذلك في عملٍ تَعمَلُه.
و الوصِيَّة من هذا القياس، كأنّه كلامٌ يُوصَي أي يُوصَل. يقال: وصَّيْتُه توصيةً، و أوصَيْتَه إيصاء.
______________________________
(1) كذا وردت العبارة مبتورة في الأصل. و في المجمل: «و الوصيلة من الغنم كانوا … هم الشاة ذكرا قالوا: هذا لآلهتنا، فيقربونه، فإذا ولدها ذكرا و أنثي قالوا: وصلت …‌ها من أجلها» الكتابة مبتورة في المجمل أيضا.
(2) للبيد في ديوانه 12 طبع 1881 و اللسان (وصم).
(3) أنشده في المجمل و اللسان (وصم).
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 117‌

وصب

الواو و الصاد و الباء: كلمةٌ تدلُّ علي دَوامِ شي‌ء. و وَصَبَ الشّي‌ءُ وصوباً: دام. و وَصَبَ الدِّينُ: وَجَب. و مَفَازةٌ واصبِة: بعيدةٌ لاغايةَ لها.
و في كتاب اللّٰه تعالي: وَ لَهُمْ عَذٰابٌ وٰاصِبٌ، أي دائم. و الوَصَب: المرضُ المُلازم الدَّائم. رجلٌ وصِبٌ و مُوَصَّبٌ: دائم الأوصاب.

وصد

الواو و الصاد و الدال: أصلٌ يدلَّ علي ضمِّ شي‌ءٍ إلي شي‌ء.
و أوصَدْتُ البابَ: أغلَقْتُه. و الوَصيد: النَّبْت المتقارِبُ الأصول. و الوصيد: الفِناء لاتِّصاله بالرَّبع. و المُوصَد: المُطْبَق. و قال تعالي: إِنَّهٰا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ.

وصر

الواو و الصاد و الراء: كلمةٌ واحدة. قال الخليل: الوَصِيرة:
الصَّكّ. و يقال الوِصْر: السِّجِلُّ يكتُبه الملك لِمَنْ يُقْطِعُه «1». و
في بعض الحديث:
«إنَّ هذا اشتَرَي مِنِّي أرضاً و قَبَضَ مِنِّي وِصْرَها، فلا هو يردُّ «2» عَلَيَّ الْوِصْر و لا يعطيني الثمن»

[باب الواو و الضاد و ما يثلثهما]

وضع

الواو و الضاد و العين: أصلٌ واحد يدلُّ علي الخَفْض [للشي‌ء] و حَطِّه. وَ وَضَعتُه بالأرض وضعاً، و وضَعت المرأة ولدَها. [و] وُضِع في تِجَارته يُوضَع: خَسِر. و الوضائع: قومٌ ينقَلون من أرضٍ إلي أرضٍ يسكنون بها.
______________________________
(1) ذكر في اللسان «الوصير» و «الوصر» و قال: «كلتاهما فارسية معربة».
(2) في الأصل: «يرد» صوابه من المجمل و اللسان. و لفظ المجمل: «فهو لا يرد علي الوصر و لا يعطيني الثمن» و لفظ اللسان: فلا «و يعطيني الثمن و لا هو يرد الوصر».
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 118
الوَضيع: الرّجُل الدنِيّ. و الدّابّةُ تَضَع في سَيْرِها وَضْعاً، و هو سَيْرٌ سهلٌ يخالف المرفوع. قال:
مَرفوعها زَوْلٌ و مَوضوعُها كَمِّر صَوْبٍ لجِبٍ وَسْطَ رِيحْ «1»
يقال! منه: إنَّها لَحَسَنَة الموضوع. و قد أوْضَعَها راكِبُها. و وَضَعَ «2» الرّجلُ:
سار ذلك السّير. و ذُكِرَ أنَّ [الواضِعات «3»]: الإبل تأكل الخلّة. و أنشَدُوا:
رأي صاحِبِي في الواضعات نجيبةً و أمثالهَا في الغادياتِ القوامِسِ «4»
و الرجل المُوَضَّع: الذي ليس بمستحكمِ الأمر.

وضم

الواو و الضاد و الميم: كلمة واحدة، هي الوَضَمُ: كلُّ شي‌ءٍ يُوضَع عليه اللَّحمُ من خشبٍ و حجر. وَضَمْتُ اللّحْمَ: اتَّخَذْتُ له وَضَماً. و أوضَمْتُه:
جعلتُه علي الوَضَم. و يقال: استَوْضَمْتُ الرّجُلَ، أي استضَمْتُه و جعلتُه تَحْتِي كالوَضَم. و توضّمَ الرّجُل المرأةَ: وقَعَ عليها. و الوَّضيمة: القوم يَقلُّ عددُهم، يَنزِلُون علي القَوم فيُحسِنون إليهم.
______________________________
(1) لطرفة في ديوانه 13 و اللسان (رفع، وضع) و قد سبق في (رفع) برواية: «موضوعها زول و مرفوعها». مطابقا بذلك ما في اللسان (رفع)، و هي رواية نبه علي حطئها ابن بري، كما في اللسان (رفع). و جاء في اللسان (وضع) مطابقا لرواية المقاييس (وضع) و هي الرواية الصحيحة. و في اللسان (وضع) أيضا: «كمر غيث لجب».
(2) في الأصل: «و واضع»، تحريف. و أنشد في اللسان شاهد لذلك:
يا ليتني فيها جذع أخب فيها و أضع
(3) التكملة من المجمل.
(4) في الأصل: «و الواضعات»، صوابه في المجمل و اللسان (وضع) و في المجمل: «العاديات» بالعين المهملة. و في اللسان: «الواضعات» بدلها.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 119‌

وضأ

الواو و الضاد و الهمزة: كلمةٌ واحدةٌ تدلُّ علي حُسنٍ و نَظافة.
وَضُؤَ «1» الرّجُلُ يَوْضَؤُ، و هو وضي‌ءٌ. و الوَضُوء: الماء الذي يُتَوَضَّأ به.
و الوُضوء فِعلُك إذا توضأْت، من الوَضَاءَة، و هي الحُسنُ و النَّظافة، كأنَّ الغاسِل وجهَه وضَّأَه، أي حسَّنَه.

وضح

الواو و الضاد و الحاء: أصلٌ واحد يدلُّ علي ظُهور الشَّي‌ءِ و بُروزِه. و وَضَح الشَّي‌ءُ: أبَانَ. [و] في الشِّجاج المُوضِحَةُ، و هي تُبدِي وَضَح العَظْم. و استَوْضَحْتُ الشَّي‌ءَ، إذا وضعتَ يدكَ علي عينيك تنظر و هل تراه. و جاء
في الحديث: «صُومُوا من وَضَح إلي وَضَحِ»
أي من ضَوء. إلي ضوء. و الوَضَّاح:
الرّجُل الأبيض اللَّون الحَسَنُ. و أوضَحَ الرّجلُ: وُلِد لَه البِيض من الأولاد.
و من أين أوضَحْتَ، أي من أبن بدا [وضَحُك «2»]، أي من أين طَلَعت.
و وَضَحُ الطريقِ: مَحجَّتُه. و الواضحة: الأسنان تبدو عند الضَّحِك. قال:
كلُّ خليلٍ كنت خالَلْتُه لا تَرَكَ اللّٰهُ لهُ واضِحهْ «3»
و الأوضاح: بقايا الحَلِيِّ و الصِّلِّيان. و الأوضاح: حَلْيٌ من فِضّة.

وضخ

الواو و الضاد و الخاء: … «4»
______________________________
(1) في الأصل: «وضؤ الرجل يوضؤ الرجل يوضو». و فيه تكرار.
(2) التكملة من المجمل.
(3) لطرفة في ديوانه 43 و الحيوان (6: 302) و عيون الأخبار (2: 3). و أنشده في اللسان (وضح) بدون نسبة. و يروي: «صافيته».
(4) وردت هذه المادة مبتورة مختلطة بما بعدها. و الذي في المجمل:
(وضخ) المواضخة: تَبَارِي المستَبِقَيْن. ثم استُعير في كلِّ مُتَبارِيَيْن.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 120‌

[وضر

الواو و الضاد و الراء «1»]: كلمة واحدة تدلُّ علي لَطْخِ شي‌ءٍ بشي‌ء. فالوَضَر مثل الدَّرَن و الزَّهَم. قال:
* أبارِيقُ لم يَعْلَقْ بها وَضَرُ الزُّبدِ «2» *
قال أبو عبيدة: يقال لبقيَّةِ الشَّي‌ء علي الشَّي‌ء: الوضَر، كبقيّة الهِناء علي البعير‌

باب الواو و الطاء و ما يثلثهما

وطف

الواو و الطاء و الفاء: أصلٌ صحيحٌ يدلُّ علي طولِ شي‌ء و رَخَاوته. من ذلك: الوَطَف: طُول الأشفار و تَهدُّلُها. و الوطف: انهمالُ المطر.
و الأوطف: البعير القصيرُ شعرِ الأذُنينِ و العينَين. و إنّما يُراد بهذا أنّه لا يبلغ به وَطَفُه أن يكونَ أزبّ، لأنَّ كلَّ أَزَبَّ نَفور. فهذا دونَ الأزبّ، و إلَّا فهو تامُّ الشعر. و يستعار فيقال: هو في عيشٍ أوْطَف، أي واسعٍ رخِيّ.

وطن

الواو و الطاء و النون: كلمةُ صحيحة. فالوَطَن: مَحَلُّ الإنسان.
و أوطان الغَنَم: مَرَابضها «3». و أَوْطَنْتُ الأرضَ: اتَّخَذتُها وَطَناً. و المِيطانُ: الغابة «4».

وطأ

الواو و الطاء و الهمزة: كلمةٌ تدلُّ علي تمهيدِ شي‌ءٍ و تسهيله.
و وطَّأْتُ له المكان. و الوِطاءُ: ما توطأْتَ به من فِراش. و وَطِئْتُه برحِلي أطَوُّه.
______________________________
(1) تكملة يحتاج إليها الكلام. و انظر التنبيه السابق.
(2) لأبي الهندي، و اسمه عبد المؤمن بن عبد القدوس، في اللسان (وضر) و الشعر و الشعراء 242 و 664 و الأغاني (21: 178). و صدره:
* سيغني أبا الهندي عن وطب سالم*
(3) في الأصل: «مرابطها»، صوابه في المجمل و اللسان.
(4) هو أول الغاية، كما أن الميتاء و الميداء آخر الغاية.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 121
و
في الحديث: «اشدُدْ وَطأتَك علي مُضَرَ»
و المواطَأة: الموافَقَةُ علي أمرٍ يوطِّئه كل* واحدٍ لصاحبه.

وطب

الواو و الطاء و الباء: كلمةٌ واحدة، هي وَطْب اللّبَن:
سِقاؤه. و يشبَّه به المرأةُ العظيمة الثّدْي، فيقال وَطْباء. و الوَطْب: الرّجُل الجافِي؛ و هذا أيضاً من التَّشبيه.

وطح

الواو و الطاء و الحاء: كلمةٌ تدلُّ علي مُزاحَمةٍ و مُداوَلة. يقال:
تَواطَحَ علي الماء وِرْدٌ كثير، أي ازدَحَم. و تَواطحُوا «1» علي الشَّي‌ء: تداوَلُوه.
و يقولون: الوَطَح: ما تعلَّق بالأظلافِ و مَخَالِب الطَّير من طِينٍ و عُرِّ «2».

وطد

الواو و الطاء و الدال: أصلٌ واحد، و هو أن تُثَبِّتَ شيئاً بِوَطْئِك حتَّي يتصلَّب. و وَطَدْتُه أَطِدُه إلي الأرض، علي معني الاستعارة، إذا أهانه «3». و المِيطَدَة: خشَبةٌ يُوطَد بها المكان حتَّي يَصْلُب. و يقال الأَثَافيّ القِدر:
الوطائد. و الطَّادِي في شعر القَطاميّ، في قوله:
* تَقَضَّي [بَوَاقِي] دَيْنِها الطَّادِي «4» *
: الواطد، و هو مقلوبٌ و عادته «5» طادِيَّةٌ: قديمة.
______________________________
(1) في الأصل: «توطحوا»، صوابه في المجمل و اللسان.
(2) العر و العرة: ذرق الطير. في الأصل: «عد» تحريف. و في المجمل: «من العرة و الطين و أشباههما».
(3) الوجه: «إذا أهته».
(4) ديوان القطامي 7 و مجالس ثعلب 578 و اللسان (طود، وطد، صدي). و هو بتمامه:
ما اعتاد حب سليمي حين معتاد و لا تقضي بواقي دينها الطادي
(5) في المجمل: «و عادة».
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 122‌

وطر

الواو و الطاء و الراء: كلمةٌ واحدة الوَطَر: الحاجَة و النَّهْمَة، لا يُبنَي منه فِعل.

وطس

الواو و الطاء و السين: كلمةٌ واحدة تدلُّ علي وَطْءِ شي‌ءٍ حتَّي ينهزم. و يقال: وَطَسْتُ الأرضَ برِجْلِي أَطِسُها وطْساً، أي هزَمْتُ فيها هزمةً.
و الوَطِيس: التَّنُّور، منه لأنّه كالهَزْم في الأرضِ. و بعبَّر [به] عن الأمر الشّديد.

[وطش

الواو و الطاء و الشين]: كلمتانِ إن صَحَّتا. يقولون:
ضربُوه فما وَطشَ إليهم «1»، أي لم يدفع عن نَفْسه.
و الأخري: وَطِّشْ لي شيئاً أذْكُره، معناه افْتَحْ.

باب الواو و الظاء و ما يثلثهما

وظف

الواو و الظاء و الفاء: كلمة تدلُّ علي تقدير شي‌ء «2». يقال:
وظَّفْتُ له، إذا قدّرتَ له كلَّ حينٍ شيئاً مِن رزقِ أو طعام. ثمَّ استُعِير ذلك في عَظْم السَّاق «3»، كأنَّه شي‌ءٌ مقدَّر، و هو ما فوق الرُّسْغ من قائمة الدّابّة إلي الساق. و يقال وظَفْتُ البعيرَ، إذا قَصَرتَ له القَيْد. و يقال: مرَّ يَظِفُهُم، أي يتبعهم «4» كأنَّه يَجعلُ وظيفَهُ بإزاء أَوظِفَتهِم.
______________________________
(1) في المجمل: «فما وطش إليهم توطيثاً».
(2) في الأصل: «تقدر».
(3) يعني «الوظيف». و يبدو أن في العبارة سقطا.
(4) في الأصل: «بينهم، صوابه في المجمل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 123‌

وظب

الواو و الظاء و الباء: كلمةٌ تدلُّ علي مداوَمَة. يقال وَظَبَ يَظِبُ وَظْباً. و وَاظَبْتُ علي الشَّي‌ء مُواظَبةً، و هي المداوَمَة. و يقال: أرضٌ مَوظوبةٌ، أي استقْصَتْ الرّاعية رَعْيَها «1»، و هي من القياس الذي ذكرناه. و اللّٰه أعلمُ بالصَّواب‌

باب الواو و العين و ما يثلثهما

وعق

الواو العين و القاف: كلمتان: إحداهما الوَعِيق: صوتٌ يخرجُ من قُنْب الدّابّة. و الثانية الوَعْقة، و هو الرّجل السَّيِّئُ الخُلُق، و كذلك الوَعق.

وعك

الواو و العين و الكاف، يدلُّ علي عَركِ شي‌ءٍ و تذليله.
منه وعْك الحُمَّي، كأنَّها تعرُك الجسم عَرْكاً. و تقول العرب: أوْعَكَتِ الكلابُ الصَّيدَ، إذا مرَّغَتْه في التراب. و الوَعْكَةُ: مَعركةُ الأبطال.
و أوْعَكَتِ الإبلُ: ازدَحَمَتْ، و هو ذلك القياس.

وعل

الواو و العين و اللام كلمتان: إحداهما الوَعْلِ «2»: ذكَر الأرْوَي. [و] علي التشبيه قيل لِكِبار الناس وُعُول. و
في الحديث: «تَظْهَر التُّحُوت و [تذهب «3»] الوُعُول».
التُّحوت: الدُّون. و الوُعول: الأشراف.
و الثانية قولهم: لا وَعْلَ عنه، أي لا مَلْجَأ.
______________________________
(1) في الأصل: «عليها».
(2) يقال بالفتح، و بفتح فكسر، و بضم فكسر.
(3) التكملة من المجمل. و سبق في (تحت) بلفظ: «تهلك الوعول و تطهر التحوت». و في اللسان (وعل): «و في حديث أبي هريرة: لا تقوم الساعة حتي تعلو التحوت و تهلك الوعول».
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 124‌

وعن

الواو و العين و النون ليس بأصلٍ، لكنهم يقولون: الوَعْنَة الأرضُ البيضاء «1». و يقولون: تَوَعَّنَت الإبلُ: أخَذَ فيها السِّمَن.

وعي

الواو و العين و الياء: كلمةٌ تدلُّ علي ضمِّ شي‌ء. و وَعَيْتٌ العِلْمَ أعِيهِ وَعْياً. و أَوْعَيْتُ المتاعَ في الوِعاء أُوعيه. قال:
* و الشَّرُّ أخبَثُ ما أوعَيْتَ من زادِ «2» *
و أمَّا الوَعَي «3» فالْجَلَبَةُ و الأصوات. و هو عندنا من باب الإبدال، و الأصل الغين. و الوعية: الصَّارخَة، من الوَعَي «3». و يقولون: لا وَعْيَ عَنْ كذا.

وعب

الواو* و العين و الباء: كلمةٌ تدلُّ علي استيظاف الشَّي‌ء «4».
و أوعَبْتُ الشَّي‌ءَ: استوظَفْتُه كلَّه. و يقولون: «في الأنْفِ إذا استُوعِبَ جَدْعُه الدِّيَةُ»، أي استُؤصِلَ فلم يُتْرَك منه شَي‌ء. و جاء فلانٌ مُوعِباً، أي جَمعَ ما استطاعَ من جَمْع. و أتَي الفَرَسُ بِرَكضٍ وَعِيبٍ، أي جاء بأقصَي ما عِنْده.

وعث

الواو و العين و الثاء: كلمةٌ تدلُّ علي سُهولةٍ في الشَّي‌ء و رَخاوَة.
و مكانٌ أوْعَثُ. قال الخليل: الوَعْثُ من الرَّمْل: ما غابَتْ فيه القوائم. و امرأةٌ وَعْثةٌ: كثيرة اللَّحم. و وَعِثَ لِسانُه: التَاثَ فلم يُبَيِّنْ، كأنَّه استَرْخَي و لانَ.
______________________________
(1) زاد في المجمل: «لا تنبت».
(2) لعبيد بن الأبرص في اللسان (وعي) و الكامل 64 ليبسك. و صدره:
* الخير يبقي و إن طال الزمان به*
(3) في الأصل: «الوعاء»، تحريف.
(4) الاستيظاف: الاستيعاب.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 125
فإنْ قيل: فكيف قال:
«أعوذُ بك من وَعْثاء السّفَر»
، و قد زعمتم أنَّ ذلك دالٌّ علي السهولة؟ قيل: المعني الذي ذهبنا إليه صحيح، و إنما الرَّمْل إذا غابت فيه القوائم فإنَّه يدعُو إلي المشقَّة، فلذلك قيل: نعوذ بك من وَعْثاء السفر.
و المعنيان صحيحان.

وعد

الواو و العين و الدال: كلمةٌ صحيحةٌ تدلُّ علي تَرجِيَةٍ بقَوْل «1».
يقال: وعَدْتُه أَعِدُهُ وَعْداً. و يكون ذلك بخيرٍ و شَرٍّ. فأ [مّاا] لوَعِيدُ فلا يكون إلّا بشَرّ. يقولون: أوعَدْتُه بكذا. قال:
* أوْعَدَنِي بالسِّجْنِ و الأداهِمِ «2» *
و المُوَاعَدَة من المِيعاد. و العِدَة: الوَعْد، و جمعها عِدَاتٌ: و الوَعْد لا يجمع.
و وَعِيدُ الفَحْل: [هَدِيرُه «3»] إذا همَّ أن يصول. قال:
* يُوعِدُ قلبَ الأعزلِ «4» *
و أرضُ بني فلانٍ واعِدَةٌ، إذا رُجِيَ خَيرُها من المطر و الإعشاب. و يومٌ واعدٌ: أوّلُه يَعِدُ بحرٍّ أو بَرْد.

وعر

الواو و العين و الراء: كلمةٌ تدلُّ علي صَلابةٍ و خُشونة. و مكان
______________________________
(1) في الأصل: «تقول».
(2) للعديل بن الفرح عند العيني (4: 190). و انظر اللسان (وعد، دهم) و إصلاح المنطق 253، 326.
(3) التكملة من المجمل.
(4) لأبي النجم العجلي من أرجوزته المشهورة بمجلة المجمع العلمي العربي بدمشق (العدد 8 ص 474) صفر سنة 1347. و الشطر بتمامه كما في المجمل و مجلة المجمع:
* يرعد أن يوعد قلب الأعزل*
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 126
وَعْرٌ بيِّنُ الوُعورة، و وَعرَ يَوْعرُ «1» و تَوَعَّرَ. و فلانٌ وَعْر المعروفِ: نَكِدُه.
و سألناه حاجةً فتوعَّرَ علينا، أي تشدّد.

وعز

الواو و العين و الزاء: كلمةٌ واحدةٌ في التَّقدمةِ في الشي‌ء.
يقال: وَعَزْتُ إليه: تقدَّمت في الأمر، و أوْعَزْت كذلك، و ذلك إذا تقدَّمْتَ إليه فأمَرْته به.

وعس

الواو و العين و السين: أصلٌ يدلُّ علي سُهولةٍ في الشي‌ء.
من ذلك الوَعْساء: الأرض الليِّنةُ ذاتُ الرَّمْل. و المِيعَاسُ: الأرض لم تُوطَأُ.
و المُوَاعَسةُ: ضَرْبٌ من سَير الإبِلِ سَهْل. يقال: واعَسْنَا ليلتَنَا هذِهِ: أدْلَجْنا.
و لا تكون المُوَاعَسَةُ إلَّا باللّيل.

وعظ

الواو و العين و الظاء: كلمةٌ واحدة. فالوَعْظ: التخويف.
و العِظَة الاسمُ منه؛ قال الخليل: هو التَّذكير بالخير و ما يرقُّ له قلبُه «2».

[باب الواو و الغين و ما يثلثهما]

وغف

الواو و الغين و الفاء ثلاثُ كلمات.
الوَغْف: سُرعة العَدْو، و يقال هو الإيغاف، و أوْغَفَ يُوغِفُ.
و الثانية الوغْف، يقال: ضَعفُ البَصَر.
و الثالثة: الوَغْف: قطعةُ أَدَمٍ، يُشَدُّ علي بَطن التَّيس لئلا يَنْزُوَ.
______________________________
(1) يقال من باب ظرف، و تعب، و وعد أيضا.
(2) نص المجمل: «فيما يلين له قلبه».
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 127‌

وغق

الواو و الغين و القاف. يقولون: لوغيق كالوَعِيق.

وغل

الواو و الغين و اللام: كلمةٌ تدلُّ علي تقحُّمٍ في سَيرٍ و ما أشْبَه ذلك. و أوْغَلَ القَوْمُ: أمْعَنوا في مَسيرهم و من التَّقَحُّم الوَاغِلُ: الذي يَدْخُلُ علي القوم يَشْرَبونَ و لم يُدْعَ؛ و ذلك الشَّراب الوَغْل. قال:
فاليوم أَشْرَبْ غيرَ مُستَحْقِبٍ إثماً من اللّٰهِ و لا وَاغِلِ «1»
و يقال: وَغَلَ يَغِلُ، إذا تَوَارَي في الشَّجَر. و يقال: الوَغْل: الرجلُ لا يَصلُح لشي‌ءٍ، كأنَّه خَفِيَ. و الوَغْل: السيِّيُّ الغِذاء.

وغم

الواو و الغين و الميم: كلمةٌ واحدة، هي الوَغْم: الغَيْظ في الصَّدر، و الحِقْدُ. قال:
يَقومُ علي الوَغْمِ في قومِهِ فيَعفُو إذا شاءَ أو ينتقِمْ
فأمَّا قولُهم: وَغَم بالخَبَر فأصلُه نَغَم.

وغا

الواو و الغين و الحرف المعتلُّ. الصحيحُ منه الوَغَي: الْجَلَبَة و الأصوات. و كلمةٌ يقال إنَّ الأواغِي «2»: مَفاجِرُ الدِّبَار في المَزَارع.

وغب

الواو و الغين و الباء: كلمةٌ تدلُّ علي سقوطٍ و ضعف. منه الوَغْب: الرّجُل الجَبَان قال:
* و لا ببرْشاعِ* الوِخامِ وَغْبٍ «3» *
______________________________
(1) لامري‌ء القيس في ديوانه 150 و اللسان (وغل).
(2) واحدها آغبة: بتخفيف الياء و تثقيلها.
(3) لرؤبة في ديوانه 16 و اللسان (برشع، وغب): و في الأصل: «الوغام»، تحريف.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 128
و الأوغاب: أسقاط البَيت كالفَصْعة و الئُرْمةِ و نحوِها.

وغد

الواو و الغين و الدال: كلمةٌ تدلُّ علي دَناءةٍ. و رجلٌ وَغْدُ و هو الدَّنيّ، من قولك وغَدْتُهم أَغِدُهُم، إذا خَدَمْتُهم. و الأصل الوَغْد: قِدْحٌ لا حَظَّ له.
و مما شذَّ عن ذلك قولُهم: المُواغَدَة في السَّير: سَيرٌ ليس بالشَّديد.

وغر

الواو و الغين و الراء: كلمةٌ تدلُّ علي حرارة، ثم يُستعار.
فالوَغْرة: شدَّة الحر. و الوَغِير: لحمٌ يُشْوي علي الرَّمْضاء. و وغِرَ صدرُهُ يَوْغَرُ:
اغتاظ، و هو قياسُ ما ذكرناه. و يقال: الإيغار: أن تُحمَي الحجارةُ ثم تُلقَي في الماء لتسخَّنَه «1». و قول القائل «2»:
و لقد عَرفتَ مكانَهُمْ فكرِهتَهُم ككراهةِ الخِنزير للإِيغارِ
و الإيغار: أن يُوغِرَ الملكُ الأرضَ الرّجلَ: يَجعَلُها له من غير خَرَاج.
و اللّٰه أعلم بالصواب.

باب الواو و الفاء و ما يثلثهما

وفق

الواو و الفاء و القاف: كلمةٌ تدلُّ علي ملاءمة الشيئين. منه الوَفْق: الموافَقة. و اتَّفَق الشيئانِ: تقارَبَا و تَلاءَما. و وافَقْتُ فلاناً: صادقْتُه، كأنهما اجتمعا متوافِقَين.
______________________________
(1) في الأصل: «السخنة»، صوابه من اللسان.
(2) هو جرير، اللسان (غنظ) و أنشده في (عير، وغر) بدون نسبة. و لم يرد في ديوان جرير.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 129‌

وفل

الواو و الفاء و اللام: كلمةٌ تدلُّ علي شَعَر و خُشُونة. و دُبِغ السِّقاء حتَّي ذهَبَ وفْلُه، أي ما عليه من شَعر و خُشُونة. و الوَفْل: ما تطايرَ من الجلد من شَعَره. و اللّٰه أعلم بالصواب.

وفي

الواو و الفاء و الحرف المعتلّ: كلمةٌ تدلُّ علي إكمالٍ و إتمام.
منه الوَفاء: إتمام العَهْد و إكمال الشَّرط. و وَفَي: أوْفَي، فهو وفِيٌّ. و يقولون:
أوْفَيْتُكَ الشّي‌ءَ، إذا قَضَيْتَه إيّاهُ وافياً. و توفَّيْتُ الشَّي‌ءَ و استَوْفَيْته؛ [إذا أخذتَه كُلّه «1»] حَتَّي لم تتركْ منه شيئاً. و منه يقال للميِّت: تَوفَّاه اللّٰه.

وفد

الواو و الفاء و الدال: أصلٌ صحيح يدلُّ علي إشراف و طُلوع.
منه الوَافد: القَوم يَفِدُون. و الوَفْد: ذِرْوَة الْحَبل «2» من الرَّمل المُشرِف.
و الوَافِد من الإبل: ما يَسبِقُ سائِرَها. و الإيفاد: الإسراع. و الوافدانِ: هما عظمانِ ناشِزان من الخَدَّين عند المَضْغ. و إذا هَرِمَ الإنسانُ غارَ وافِدهُ. قال الأعشي:
رأتْ رجلًا غائرَ الوافدَ يْ نِ مُخْتلفَ اللَّوْنِ أعْشَي ضَرِيرا «3»
و أَوْفَدَ علي الشَّي‌ء و أوْفَي: أشرَفَ.

وفر

الواو و الفاء و الراء: كلمةٌ تدلُّ علي كثرةٍ و تَمام. وَفَرَ الشّي‌ءُ يَفِرُ، و هو مَوفورٌ، و وَفَرَه اللّٰه. و منه وَفْرةُ الشَّعر: دُون الجُمَّة. و اشتقاق اسم المالِ الوَفْرِ منه. قال:
______________________________
(1) التكملة من اللسان.
(2) في الأصل: «الجبل»، صوابه من المجمل و اللسان.
(3) ديوان الأعشي 69.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 130
تَمنَّيْتُ من حُبِّي بُثينَةَ أَنَّنا علي رَمَثٍ في الشَّرْم ليس لنا وَفْرُ «1»
و الوفْراء «2»: المزادة لم يُنْقص من أديمها شَي‌ء.

وفز

الواو و الفاء و الزاء: كلمةٌ تدلُّ علي عَجَلةٍ و قلّة استقراره و أنا علي وفَزٍ و أوفازٍ، أي عجَلة. قال الشَّيبانيّ: هو علي أوفازٍ، و لم يُقَلْ منه واحد. و الوْفَزُ:
النَّشْز «3» من الأرض. و كذلك يقال: جَلَسَ مُستوفِزاً، كأنّه غير مستقِرّ.

وفض

الواو و الفاء و الضاد: ثلاث كلماتٍ متباينة: الأولي أوْفَضَ إيفاضاً: أسرَعَ. و جاءَ علي وَفَضْ و أوفاضٍ، أي عَجَلة.
و الثانية الأوفاض: الفِرَق من النَّاس.
و الثالثة الوَفْضَة: الكنانة، و جمعها وِفَاضٌ.

وفع

الواو و الفاء و العين. يقولون: الوَفْعة: خِرقةٌ يقتبس فيها نارٌ.
و الوَفِيعة كالسَّلَّة تُتَّخَذ من العَراجين. و يقال الوَفْعة: صِمام القارورة.

باب الواو و القاف و ما يثلثهما

وقل

الواو و القاف و اللام: كلمةٌ تدلُّ علي علوٍّ في جَبَل. و توقَّلَ في الجبلِ: عَلَا. و كلُّ صاعدٍ في شَي‌ءِ متوقِّل. و فرسٌ وَقَلٌ: حسَن السَّير في الجبال. و الوَقْل: شجر المُقْل.
______________________________
(1) لأبي صخر الهذلي من قصيدة في بقية أشعار الهذليين 93 و أمالي القالي (1: 148) و أنشده في اللسان (رمث)، كما سبق (في رمت).
(2) في الأصل: «و الوافر»، صوابه في المجمل و اللسان.
(3) في الأصل: «النتز»، صوابه في المجمل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 131‌

وقم

الواو و القاف و الميم. يدلُّ علي غَلبَة* و إذلال. و وَقَمَ اللّٰهُ العدوَّ وَقْماً: أذَلَّه. و توقَّمَ فلانٌ العِلم: قَتَله خُبْراً. و توقَّمْت الصَّيدَ: خَتَلْتُه.
و قال الكسائيّ: الموقوم: الشّديد الحُزْن. و حَرَّةُ واقِمٍ بالمدينة.

وقه

الواو و القاف و الهاء: كلمةٌ واحدة. استَيْقَه القومُ: أطاعُوا، مِن وَقِهْت.

وقي

الواو و القاف و الياء: كلمةٌ واحدة تدلُّ علي دَفْعِ شي‌ءٍ عن شي‌ءٍ بغيره. و وقيْتُه أَقِيه وَقْياً. و الوِقاية: ما يقي الشَّي‌ء. و اتَّقِ اللّٰهَ: توَقَّهُ، أي اجعل بينَك و بينه كالوِقاية.
قال النَّبي صلي اللّٰه عليه و آله و سلم: «اتَّقُوا النّارَ و لو بِشقِّ تَمرة»
، و كأنَّه أراد: اجعلوها وقايةً بينكم و بينها.
و مما شذَّ عن الباب الوَقْيُ، قالوا: هو الظَّلْع اليَسير.

وقب

الواو و القاف و الباء: كلمةٌ تدلُّ علي غَيبةِ شي‌ءِ في مَغَاب.
يقال وَقب الشَّي‌ءُ: دخَلَ في وَقْبة، و هي كالنُّقْرة في الشَّي‌ء. و وقَبَتْ «1» عيْناه:
غارتا. [و] وَقَبَ الشَّيْ‌ءُ: نَزَل و وَقَع. قال اللّٰه تعالي: وَ مِنْ شَرِّ غٰاسِقٍ إِذٰا وَقَبَ، قالوا: هو اللَّيل إذا نَزَل. و أمَّا قولُهم: إنَّ الوَقْب هو الأحمَقُ فهو من الإبدال، و الأصل وَغْب، و قد ذَكَرناه.

وقت

الواو و القاف و التاء: أصلٌ يدلُّ علي حَدِّ شي‌ءٍ و كُنْهه في زمان و غيرِه. منه الوقْت: الزَّمان المعلوم: و الموقوت: الشَّي‌ء المحدود. [و] المِيقاتُ:
______________________________
(1) في الأصل: «وقب».
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 132
المصير للوَقْت. وقَتَ له كذا و وَقَّته، أي حدَّدَه. قال اللّٰه عزَّ و جلّ: إِنَّ الصَّلٰاةَ كٰانَتْ عَلَي الْمُؤْمِنِينَ كِتٰاباً مَوْقُوتاً.

وقح

الواو و القاف و الحاء: كلمةٌ تدلُّ علي صَلابةٍ في الشَّي‌ء.
و الحافر الصُّلْب وَقَاحٌ، شُبِّه به الرَّجُل القليل الحَيَاء فقيل وَقاحٌ. و وَقِحٌ: بيِّنُ القِحَة و الوَقَاحة. و التَّوقيح. أن يوقَّح الحافرُ بشَحمةٍ تُذابُ يُكوَي بها الأشْعَر.
و استَوْقَحَ الحافرُ: صُلب. و رجل موَقَّح: مجرَّب.

وقد

الواو و القاف و الدال: كلمةٌ تدلُّ علي اشتعالِ نارٍ. وَقَدَت النّارُ تَقِدُ و اتَّقَدَتْ و تَوَقَّدَتْ، و أوْقَدْتُها أنا. و الوَقُود: الحَطَب. و الوُقُود:
فِعلُ النَّارِ إذا وَقَدَتْ. و الوَقَد: نَفْس النّار. و وَقْدَة الصّيفِ: أشدُّه حَرًّا.

وقذ

الواو و القاف و الذال: كلمةٌ تدلُّ علي ضَربٍ بخَشَب. منه الوَقْذ: الإيلام بالضَّرب. و شاةٌ موقوذة: ضُرِبت بالخشَب حتَّي ماتت.
و مما ليس من هذا القياس وُقِذَت النّاقةُ: دَرَّتْ علي كَرْهٍ فقَلّ لبنُها.

وقر

الوَاو و القاف و الراء: أصلٌ يدلُّ علي ثِقَل في الشّي‌ء. منه الوَقْرُ: الثِّقَل في الأُذُن. يقال منه: وَقِرَتْ أذنُه تَوْقَر وَقْراً «1». قال الكسائيّ:
وُقِرَتْ أذنُه فهي موقورة. و الوِقْر: الحِمْل. و يقال نخلةٌ مُوقرَةٌ و مُوقِرٌ، أي ذات حَملٍ كثير. و منه الوَقَار: الحِلْم و الرَّزَانة. و رجلٌ ذو قِرَةٍ، أي وَقور. يقال منه وَقَرَ وَقاراً. و إذا أمرت قلت اوقُر، في لغة من قال اومُرْ. قال الأحمر في قوله:
وَ قَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ: ليس من الوتمار، إنَّما هو من الجلوس. يقال منه وَقَرْتُ
______________________________
(1) قال الجوهري: قياس مصدره التحريك، إلا أنه جاء بالتسكين.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 133
أقِرُ وَقْراً. قال أبو عبيد: هو عندي من الوَقَار. يقال: قِرْ، كما يقال: عِدْ.
و رجلٌ مُوَقَّر: مُجرَّب.
و مما شذَّ عن الباب الوَقِيرَة «1»: نُقرةٌ في الصَّخْر. فأمَّا وَقِيرٌ فهو إتباع الفقير. و الوَقْرَة في العَظْم «2». و الوَقِير: القطيع من الضَّأْن.

وقص

الواو و القاف و الصاد: كلمةٌ تدلُّ علي كَسْر شي‌ء. منه الوَقْص: دَقُّ العُنُق، وُقِصَتْ عنقُه فهي موقوصة. أمَّا قولُ الهُذَلِيّ «3»:
فبَعثْتُها تَقِصُ المَقَاصِرَ بعد ما كَرَبَتْ حَياةُ النّارِ للمُتَنَوِّرِ
فمِنْ وَقْصِ الدّابّةِ إذا سار في رُءُوس الآكام فيقصُها «4». و منه التَّوَقُّص في المشي: شدَّةُ الوطْء، كأنّه يَقِصُ ما تحتَه. و الوَقَص: دقَاقُ العِيدان. يقال وَقِّصْ لنارك، و هي كِسَرُ العِيدان. و يقال لما بينَ الفريضتين: وَقَصٌ؛ و هو القياس، لأنها ليست بفريضةٍ تامَّة، فكأَنها* مكسورة.

وقط

الواو و القاف و الطاء: كلمةٌ تدلُّ علي وَقْعِ شي‌ءٍ بشي‌ءٍ.
و وَقَط الدِّيكُ الدّجاجَةَ: سَفِدَها. و يقال: أصابَتْنا سماءٌ فوَقَطَت الأرضَ، كأنها وقَعَتْ بها، و ذلك المكان الذي يَسْتَنْقِع فيه الماءُ وَقْطٌ، و وَقيط.

وقع

الواو و القاف و العين أصلٌ واحد يرجع إليه فروعُه، يدلُّ
______________________________
(1) و كذلك الوقرة، و الوقير.
(2) هي الهزمة فيه.
(3) و كذا في المجمل. و قد سبق في مادة (بعث) أن الشاعر هو «ابن أحمر». و أنشده في (قصر) بدون نسبة. أما في اللسان (مصر، وقص) فقد نسب إلي ابن مقبل.
(4) في المجمل: «فوفصها». و الضمير في «سار» للدابة، و الدابة يؤنث و يذكر.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 134
علي سُقوط شي‌ء. يقال: وقَعَ الشي‌ءُ وُقوعاً فهو واقع. و الواقِعَة: القِيامة، لأنها تَقَع بالْخَلق فتَغْشاهم. و الوقْعة: صَدْمَة الحرب. و الوَقائع: مَنَاقِع الماء المتفرِّقة، كأن الماء وَقَع فيها. و مَوَاقِعُ الغيثِ: مَسَاقِطَهُ. و النَّسر الواقع، من وقَع الطّائر، يراد أنّه قد ضمَّ جناحيه فكأَنَّهُ واقعٌ بالأرض و مَوْقَعَة الطّائِر «1»: موضِعه الذي يقعُ عليه. و كَوَيْتُ البعيرَ وَفَاعِ: دائرةٌ واحدةٌ يَكوَي بها بعضُ جِلْدِه أين كان فكأَنَّها قد وَقَعَتْ به و وقَعَ فلانٌ في فلان و أوْقَع به «2». و أما وَقَعْت الحديدةَ أَقِعُها وَقْعاً، إذا أنتَ حدَّدتَها، فمن القياس، لأنّك توقِّعها علي حجرٍ أو غيرِه لتمتدَّ، فكأنه من باب فَعَلَ الشي‌ءُ و فَعَلْتُه. و حديدةٌ وقيعٌ «3». و وقَع الغَيثُ: سَقَط متفرِّقا. و منه التَّوقِيع، و هو أُثَرُ الدَّبَر مظهر البَعِير. و منه التَّوقيع: ما يُلْحَق بالكتابِ بعد الفَراغ منه. و توقَّعْتُ الشَّي‌ءَ: انتظرتُه متي يقع. و الحافر الوَقِيع:
الذي قَطَّطَتْه الحجارةُ تقطيطًا؛ و هو مأخوذٌ من الحديد الوقيع. و السَّيف الوقيعُ:
ما شُحِذَ بالحجَر؛ و قد مرَّ قياسه. و الوَقَع: الْحَفَي. و الوَقِع: الحَفِي، و هو من ذلك كأنّه حجرٌ قد وُقعَ بميقعَةٍ فحَفِيَ. و الوَقِع «4»: الطِّخاف «5» من السّحاب، كأنَّه يَقَعُ بغَيثِه. و أما الذي حكاه أبو عمرِو، أنَّ الوَقْع: المكانَ المرتفِع من الْجَبَل، فكأَنَّه سمِّي به لأنّ الذي يعلُوه يخافُ أن يقع منه.
______________________________
(1) موقعة الطائر بفتح القاف، و تكسر أيضاً.
(2) في الأصل: «و وقع به»، صوابه في المجمل.
(3) بغير هاء. و قال عنترة:
و آخر منهم أجررت رمحي و في البجلي معبلة وقيع
(4) بالفتح و ككتف، كما في القاموس. و ضبط في اللسان ككتف، و ضبط في المجمل بالتحريك.
(5) الطخاف، بكسر الطاء و فتحها: السحاب الرقيق تري السماء من خلاله.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 135‌

وقف

الواو و القاف و الفاء: أصلٌ واحد يدلُّ علي تمكُّثٍ في شي‌ءٍ ثمَّ يقاس عليه. منه وَقَفْتُ أقِفُ وُقوفاً. و وَقَفْتُ وَقْفِي، و لا يقال في شي‌ءٍ أوقَفْتُ إلَّا أنهم يقولون للذي يكونُ في شي‌ءٍ ثم يَنزِع عنه: قد أَوْقَفَ. قال الطِّرِمَّاح:
جامحاً في غَوَايتي ثمَّ أوقف تُ رضاً بالتُّقَي و ذو البِرِّ راضِ «1»
و حكي الشَّيباني: «كلمتُهم ثم أوْقَفْتُ عنهم «2»» أي سَكَتُّ. قال: و كلُّ شي‌ءٍ أمسَكْتَ عنه فإنّك تقول: أوقفت. و مَوْقِفُ الإنسانِ و غيرِه: حيثُ يَقِفُ.
و الوِقافُ: المواقَفَة. قال ابن دريد: وَقِيفَةُ الوَعِل: أن تُلْجِئَهُ الكلابُ أو الرُّمَاةُ إلي صخرةٍ فلا يمكنُه أن ينزلَ، حتي يُصَاد. قال:
فلا تَحْسَبَنِّي شَحْمَةً مِنْ وَقِيفَةٍ مطرَّدَةٍ ممَّا تصيدُكَ سلفعُ «3»
و سَلْفَعُ: كلْبَةٌ.
و منه الوَقْف: سِوَارٌ من عاج. و يمكن أن يسمَّي وَقْفاً لأنّه قد وَقَفَ بذلك المكان. و يقال علي التشبيه: حمارٌ مُوَقَّفٌ، إذا كان بأرساغِهِ بياض، كأنَّه وَقَفَ. و مَوْقِفَا الفرسِ «4» الهَزْمتان في كشْحَيْه. و اللّٰه أعلم بالصواب.
______________________________
(1) و كذا ورد إنشاده في اللسان (وقف). و في الديوان 80:
«فتطربت للهوي ثم أقصرت»
. (2) في الجمهرة (3: 156).
(3) أنشده في المجمل و الجمهرة و اللسان، كما أنشده في اللسان (سلفع).
(4) في الأصل: «و موقف الفرس»، صوابه في المجمل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 136‌

باب الواو و الكاف و ما يثلثهما

وكل

الواو و الكاف و اللام: أصلٌ صحيحٌ يدلُّ علي اعتمادِ غيرِكَ في أمرك. من ذلك الوُكَلة «1»، و الوَكَل: الرّجُل الضّعيف. يقولون وُكَلَةٌ تُكلَةٌ. و التوكُّل منه، و هو إظهار العَجْز في الأمر و الاعتمادُ علي غيرك. و وَاكَلَ فلانٌ، إذا ضَيَّع أمرَهُ مُتَّكِلًا علي غيره. و سُمِّي الوكِيلُ لأنّه يُوكَلُ إليه الأمر.
و الوِكال في الدّابّة: أن يتأخَّرَ أبداً خَلَفَ الدّوابّ، كأنّه يَكِلُ الأمرَ في الْجَرْيِ إلي غَيرِه. و في شعر امرئ القيس:
* لا يواكل نَهْزها*
أي لا يبطئ؛ و أصله من المُواكَلَة. [و] وَاكَلْتُ الرّجلَ، إذا اتَّكَلتَ عليه و اتَّكَلَ عليك. و يقولون: الوَكالُ في الدّابّة: أن بسير بِسَيْرِ الآخَر.

وكم

الواو و الكاف و الميم كلمةٌ. يقولون: وُكِمَت الأرضُ إذا وُطِئَتْ «2». وَ وَكَمَه الأمْرُ: حَزَنَهُ. وَ وُكِمَ: رُدَّ «3».

وكن

الواو و الكاف و النون. يقولون لعُشِّ الطّائر: وَكْن، و يجمعُ وُكنات «4». و
في الحديث: «أقِرُّوا الطّيرَ في وَكناتها «5»»
. و يقولون. توكَّنَ،
______________________________
(1) الوكلة بضم الواو و فتح الكاف كهمزة، و يقال أيضاً «تكلة» بالإبدال كما سيأتي.
(2) في المجمل: «وطئت و أكلت».
(3) في المجمل: «الأصمعي: الموكوم: المردود عن الحاجة أشدرد».
(4) بضمتين، و بضمة و بضم ففتح. و الحق أن هذه جمع و كنة مثلثة الواو و بضمتين أيضاً. أما الوكن فبجمع علي أوكن و وكون، و وكن بضم و بضمتين.
(5) في المجمل و اللسان: «علي وكناتها».
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 137
في معني تمَكَّنَ «1».

وكا

الواو و الكاف و الحرف المعتل: أُصَيلٌ يدلُّ علي شَدِّ شي‌ء و شِدَّة. منه الوِكَاء: الذي يُشَدُّ به. و
في الحديث: «احفَظْ عِفاصَها و وِكاءَها»
و تقول: سألته فأوكي عَلَيَّ، أي بَخِلَ، كأنَّه قد شَدَّ، و إنَّ فُلاناً لَوِكاءٌ ما يَبِضُّ بشَي‌ء. قال أبو عبُيدٍ
في حديث الزُّبير: «أنَّه كانَ يُوكِي بينَ الصَّفا و المَرْوَة»
، قال: أي يَملَأُ ما بَينَهما سَعياً، كما يُوكيَ السِّقاءُ بعد المَلْ‌ء.
و من الباب تَوَكَّأتُ علي كذا، أي اتَّكَأتُ، لأنَّه يتشدَّدُ به و يتقوّي به.
و أوكأت فلاناً إبكاءً: نصَبْتُ له مُتَّكَأً.

وكب

الواو و الكاف و الباء: كلمتان تدلُّ إحداهما علي الانتصاب و الأخري علي ضَرب من السَّير
الأول الوَكْب: الانتصاب. و الواكِبَةُ: القائمةُ من قوائم السَّريرِ «2» أو غيره. و من الباب: وَكَبَ العِنَبُ: أَخَذَ في النُّضْج. و ذلك حين يمتلي‌ءُ ماءً و ينضَج حَبُّه «3»
و الثاني الوَكَبان: مِشْيَةٌ في دَرَجان. يقال ظَبيةٌ وَكُوبٌ. و الْموكِبُ: الطَّائر إذا تهيَّأَ للطَّيَران.

وكت

الواو و الكاف و التاء: كلمة و هي الوَكتَة، كالنُّكْتة في الشَّي‌ء. و يقال للرُّطَبة إذا تَقَطَّعت: قد وَكَّتَتْ.
______________________________
(1) في الأصل: «في معني الذي تمكن». و كلمة «الذي» مقحمة.
(2) في الأصل: «من قائمة السرير».
(3) في الأصل: «و بنفج»، تحريف، و في المجمل: «إذا أخذ في النضج».
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 138‌

وكح

الواو و الكاف و الحاء: كلمةٌ تدلُّ علي صلابةٍ و شِدّة. منه الأَوْكح: الحَجَر «1». و حَفَر حتي أوكَح، أي وَصَلَ إلي حجرٍ لا ينفُذُ فيه الحديد. و استَوْكح الفَرْخُ: غَلُظَ. و هذه فِراخٌ وُكَحٌ.

وكد

الواو و الكاف و الدال: كلمةٌ تدلُّ علي شَدٍّ و إحكام.
و أَوكِدْ عَقْدَكَ «2»، أي شُدّه. و الوِكاد «3»: حبل تُشَدُّ به البقرة عند الْحَلْب.
و يقولون: وَكَدَ وَكْدَهُ، إذا أمَّه «4» و عُنِيَ به.

وكر

الواو و الكاف و الراء: أصلٌ صحيح ليست كَلِمُه علي قياسٍ واحد، لكنَّها أَفراد. فالوَكَرَي: ضَرْبٌ من العَدْو. و الوَكَّار: الرّجُل العَدَّاء.
و الوَكَرَي من النِّساءِ: الشَّديدة الوطءِ إذا مَشَتْ. وكَرْتُ الإناءَ: ملاتُه.
و وَكَر بطنه: مَلَأَه. و الوَكِيرة: الطَّعام يُتَّخَذ للبناء «5». و الواكِرُ: الطائر «6» يدخُل وَكْرَه. و الوُكْرَة: المَوْرِدَةُ إلي الماء «7».
______________________________
(1) و كذا في المجمل. و فسره في القاموس بأنه التراب، أو الحجر، و اقتصر في اللسان علي تفسيره بالتراب.
(2) و يقال أيضاً وكد، و أكد، و آكد.
(3) و الإكاد أيضا بالهمزة.
(4) في الأصل: «أمته» و في اللسان: «وكد و كده: قصد قصده و فعل مثل فعله».
(5) في اللسان: «الطعام يتخذه الرجل عند فراغه من بنيانه فيدعو إليه».
(6) كذا علي الصواب في المجمل. و في الأصل: «و الوكر وكر الطائر».
(7) في الأصل: «إلي النساء»، صوابه في المجمل و القاموس. و الوكرة بهذا المعني مما ورد في القاموس و لم يرد في اللسان. و الموردة بكسر الراء، كما في القاموس و اللسان (ورد) و كذا المجمل (وكر)، لكن ضبطت في القاموس (وكر) بفتح الراء خطأ و فسرت بأنها مأناة الماء.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 139‌

وكز

الواو و الكاف و الزاء بناءٌ صحيح؛ يقال وكَزَه: طعَنَه. و وكَزه:
ضَربه بجُمْع كفِّه «1». [و] وَكَزَه: دَفَعه.

وكس

الواو و الكاف و السين: كلمةٌ تدلُّ علي نَقصٍ و خُسْران.
فالوَكْس: النَّقْص. وَكَسْتُه: نَقَصْتُه. و وُكِسَ الرّجلُ و أُوكِسَ: خَسِر.
و بَرَأت الشّجَّةُ علي وَكْسٍ، إذا لم يتمَّ بُرؤُها.

وكع

الواو و الكاف و العين كلمتان. إحداهما تدلُّ علي قوّة، و الأخري علي نوعٍ من الضَّرب.
الأولي قولهم: سِقاءٌ وكيعٌ، أي قويٌّ لا يَسِيل منه شي‌ء، و يقال: استَوْكَعَتْ مَعِدتُه اشتدَّت «2». و منه قياس اسم وَكِيع. و الوَكَع في الإماء من هذا، و هو مَيَلانٌ في صَدْر القَدَم نحْوَ الخِنْصر. و إنّما كان في الإماء لأنَّهن يكْدُدْنَ «3».
و فرسٌ وكيعٌ: صُلْب.
و الأخري قولهم: وكعتْهُ العقربُ بإِبرتها: ضرَبَتْه وَكعَت تَكَعُ وَكْعَا. و منه وَكع النّاقةَ: حَلبَهَا. و بات الفصيلُ يَكَعُ أُمَّه الليلة.

وكف

الواو و الكاف و الفاء: أصلٌ صحيح ليست كلِمهُ علي قياسٍ واحد. فالوَكْفُ وَكْفُ البيت، و هو الوَكيف أيضا «4». و استَوْكَف: استَقْطَر.
______________________________
(1) في الأصل: «بجميع»، صوابه في المجمل و اللسان و القاموس.
(2) في اللسان: «أي اشتدت طبيعته».
(3) في الأصل: «يلدون»، تحريف. و في المجمل مع أثر طمس و تفسير لكلمة من المادة:
«الإماء اللواتي يكددن».
(4) في القاموس: «وكف البيت يكف وكفا و وكيفا و توكافا: قطر».
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 140
و الوِكاف لغةٌ في الإكاف. و الوَكَف: الإثْم و العَيب. و التوكُّف: التَّوقُّع، و لعلّه أصلُه انتظار الوكف. و الوَكَفُ: مطمِئنٌّ من الأرض. و وَكَفُ الجبَل:
أَسافِله قال:
* يَعلُو دكاكيك و يعلو وَكَفا «1» *
و الوَكْف* النِّطْع. و ليس في هذا الأمر وَكَفٌ، أي فسادٌ و ضَعْف.

باب الواو و اللام و ما يثلثهما

ولم

الواو و اللام و الميم، فيه كلماتٌ تتشاكل. يقولون: الوَلْم:
الحِزَام. و الوَلم: حبلٌ يُشَدُّ بين التَّصدير و السَّفيف «2» لئلَّا يَقْلَقا. و يقال الوَلْم:
كلُّ خيطٍ شَددتَ به شيئاً. و ليس ببعد أن يكون اشتقاقُ الوَلِيمة من هذا، لأنه يكون عند عقد النِّكاح. و أهل للُّغة يقولون: طَعام العُرْس وَليمة.

وله

الواو و اللام و الهاء: أصلٌ صحيح يدلُّ علي اضطرابِ شي‌ء أو ذهابِه [يقال: رجلٌ «3»] والهٌ و امرأة والهٌ و والهة. قال الأعشي:
فأقبلَتْ والهِاً ثَكْلَي علي عَجَلٍ كُلٌّ دَهَاها و كلٌّ عندَها اجتمعا «4»
و الموَلَّهُ: الذي ولِّه عَقْلُه. و عَينٌ مُوَلَّهة، إذا أُرسل ماؤُها فذَهبَ في الصّحاري.
______________________________
(1) و كذا ورد إنشاده في المجمل. لكن في ديوان العجاج 83 و اللسان (وكف): «يعلو الدكاديك». و انفرد اللسان برواية: «و يعلو الوكفا».
(2) السفيف: حزام الرحل و الهودج. و في الأصل: «و السقف»، محرف.
(3) التكملة من المجمل.
(4) ديوان الأعشي 84 و اللسان (وله). و في الديوان: «علي حزن».
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 141
و منه التَّولِيه: أن يفرَّق بين المرأة و ولدِها. و
في الحديث: «لا تولّه والدةٌ عن وَلَدها»

ولي

الواو و اللام و الياء: أصلٌ صحيح يدلُّ علي قرب. من ذلك الوَلْيُ: القرْب. يقال: تَبَاعَدَ بعد وَلْي، أي قُرْبٍ. و جَلَسَ ممّا يَلِيني، أي يُقارِبُني. و الوَلِيُّ: المَطَر يجي‌ءُ بعد الوَسْميّ، سمِّي بذلك لأنَّه يلي الوسمِيّ.
و من الباب المَوْلَي: المُعْتِقُ و المُعْتَق، و الصَّاحب، و الحليف، و ابن العَمّ، و النَّاصر، و الجار؛ كلُّ هؤلاءِ من الوَلْيِ و هو القُرْب. و كلُّ مَن ولِيَ أمرَ آخرَ فهو وليُّه. و فلانٌ أولي بكذا، [أي أحري به و أجدر. فأمَّا قولهم في الشتم: أولي لكَ فحدّثني علي بن عمر قال: سمعت ثعلباً «1»] يقول: أولي تهدُّد و وعيد. و أنشد:
فأَوْلَي ثمَّ أولَي ثم أَوْلَي و هل للدَّرِّ يُحْلَبُ مِن مَرَدِّ «2»
و قال الأصمعيّ: معناه قارَبَه ما يُهلكُه، أي نَزَل به. و أنشد:
فعَادَي بين هادِيتَينِ منها و أولَي أن يزيدَ علي الثَّلاثِ «3»
أي قارب أن يزيد: قال ثعلب: و لم يقل أحدٌ [أحسَنَ «4»] مما قاله الأصمعيُّ في أولي. و قال غيره: أولي تحسيرٌ له علي ما فاتَه. و الوَلَاء: الموالون. يقال هَؤلاء وَلَاءُ فلانٍ. و الوَلَاء أيضاً: ولاءُ المُعْتَق، و هو أن يكون ولاؤه لمُعْتِقِه، كأنَّه يكون أولي به في الإرْث من غيره إذا لم يكن للمُعْتِق وارثُ نَسَب. و هو الذي جاء
______________________________
(1) التكملة من المجمل.
(2) أنشده في المجمل و اللسان (ولي).
(3) أنشده في المجمل و اللسان (ولي).
(4) التكملة من المجمل. و نصه: «و لم يقل أحد في أولي أحسن مما قال الأصمعي».
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 142
في الحديث: «نَهَي عن بيع الوَلَاء و هِبَتِه»
. و والَيْتُ بين الشَّيئين، إذا عادَيْتَ بينهما وِلاءَ. و افعَلْ هذا علي الوِلَاء أي مُرَتِّبا «1». و الباب كلُّه راجعٌ إلي القُرْب.

ولب

الواو و اللام و الباء. يقولون: إنَّ فيها بابين أحدهما يدلُّ علي نَماءِ، و الآخَر علي ذَهاب.
أمَّا الأوَّل فالوَالِبَة: الزَّرْعة تَنْبُتُ من عُروق الزَّرعة الأولي. و والِبَةُ الإبلِ: نَسْلُها. و وَلَبَ الشَّي‌ءَ: وَصَلَه «2».
و الآخر الوالب، قال الشَّيباني: هو الذَّاهب في وجهه. يقال: ولَبَ في ذلك الوَجْه. قال:
رأيت جُرَيًّا والباً في ديارهمْ و بئسَ الفتي إنْ نابَ أمْرٌ بمُعْظَمِ «3»

ولث

الواو و اللام و الثاء، فيه كلمتان. يقال: بينهم وَلْثٌ «4»، أي عهد.
و الأخري وَلثَه بالعصا يَلِثُه وَلْثاً. و وَلَثَت المَطَرةُ الأرضَ، إذا ضَرَبت.

ولج

الواو و اللام و الجيم: كلمةٌ تدلُّ علي دُخول شي‌ء. يقال وَلَج في مَنزِلِه، و وَلَجَ البيتَ يَلِجُ وُلوجاً. و الوَلِيجة: البِطانةُ و الدُّخَلاء. [و] يقال رجلٌ خُرَجَةٌ وُلجَةٌ: كثيرُ الخروج و الوُلوج. و الوَلِجَة: وجَعٌ يَلجُ جَوفَ
______________________________
(1) في الأصل: «مراتبا».
(2) في اللسان: «ولب إليه الشي‌ء يلب ولوبا: وصل إليه كائنا ما كان». و في القاموس:
«ولب يلب ولوبا: دخل و أسرع. و الشي‌ء و إليه: وصله كائنا ما كان».
(3) البيت لعبيد القشيري، كما في اللسان (ولب). و الرواية الأولي فيه: «رأيت عميرا»، ثم نبه علي رواية «جريا». و في المجمل و اللسان: «إن ناب دهر».
(4) لا تزال هذه الكلمة مستعملة في العامية المصرية، يقولونها بكسر الواو و إبدال الثاء سينا.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 143
الإنسان «1». و يقولون: الوَلجَ: الطَّريق في الرَّمْل «2»، و هو من القياس.

ولح

الواو و اللام و الحاء. يقولون: الوَلِيح: الْجُوالِق، الواحدة وليحة. قال:
* جُلِّلنَ فَوقَ الولايا الوَليحا «3» *

ولخ

الواو و اللام و الخاء. يدلُّ علي اختلاط. يقال ائتَلَخَ العُشب ائتلاخاً، إذا عَظَم و طال و اختلَطَ بعضُه ببعض. و وقع القوم في ائتلاخٍ، أي اختلاط.
و زعم ناسٌ أنّ هذا من باب الهمزة و اللام و الخاء، و قد ذُكِر هنالك.

ولد

الواو و اللام و الدال: أصلٌ صحيح، و هو دليل النَّجْل و النسْل، ثمَّ يقاس عليه غيرُه. من ذلك الوَلَد، و هو* للواحد و الجميع، و يقال للواحد وُلْدٌ أيضاً «4». و الوَليدةُ الأنثي، و الجمع ولائد. و تَولَّدَ الشّي‌ءُ عن الشّي‌ء: حَصَل عنه.
و اللِّدَة نُقصانُه الواو «5» لأنّ أصله وِلْدَة.

ولذ

الواو و اللام و الذال. من غرائب ابن دريد «6»: الوَلْذ:
سرعةٌ في المَشْيِ و الحرَكة، و وَلَذ يَلِذ.
______________________________
(1) المجمل: «وجع يأخذ الإنسان شديد»، و نحوه في اللسان.
(2) ورد هذا التفسير في القاموس و لم يرد في اللسان.
(3) لأبي ذؤيب الهذلي في ديوان الهذليين (1: 130) و اللسان (ولح). و هو بتمامه:
يضي‌ء ربابا كدهم المخا ض جللن فوق الولايا الوليحا
(4) ابن سيده: الولد و الولد بالضم: ما ولد أيا كان، و هو يقع علي الواحد و الجمع و الذكر و الأنثي. و ذكر في اللسان أن قيساً تجعل الولد بالضم جمعا، و الولد بالتحريك واحدا.
(5) في الأصل: «نقصانه و لو»، صوابه في المجمل.
(6) في الجمهرة (2: 318).
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 144‌

ولس

الواو و اللام و السين: كلمةٌ تدلُّ علي ضَربٍ من السَّير.
الوَلَسَان: العَنَق «1» في السَّير.

ولع

الواو و اللام و العين: كلمتانِ تدُلُّ إحداهما علي الَّلهَجِ بالشَّي‌ء، و الأخري علي لَونٍ من الألوان.
فالأولي قولهم: أُولِعْتُ بالشَّي‌ءِ وَلُوعاً. و رَجلٌ وُلَعَةٌ، إذا لَهِجَ بالشَّي‌ء.
و يقاس علي هذا فيقال وَلَع الظَّبيُ، إذا أسْرَعَ «2». و وَلَعَ الرّجُل: كَذَب.
و الأخري قولهم للمُلمَّع مُوَلَّع. و التَّوليع: استطالةُ البَلَق. قال:
* كأنَّه في الْجِلْدِ توليعُ البَهَقْ «3» *
و الوَليع: الطَّلْع في قِيقائِه.

ولغ

الواو و اللام و الغين: كلمةٌ واحدة، و هي قولُهم: وَلغَ الكَلْبُ في الإناء يَلَغُ، و يُولَغ إذا أَوْلَغَه صاحبُه. أنشدنا عليُّ بن إبراهيمَ القَطّانُ قال:
أنشدنا ثعلب:
ما مَرَّ يومٌ إلَّا و عِندهُما لَحمُ رجالٍ أو يُولَغَانِ دما «4»
______________________________
(1) في الأصل: «العشق»، صوابه في المجمل.
(2) في الأصل: «إذا أسمع». و في المجمل: «و ولع الظبي: عدا، ولعا».
(3) لرؤبة في ديوانه 104 و اللسان (ولع). و قبله:
* فيها خطوط من سواد و بلق*
و هذه هي الرواية الصحيحة في البيت. و رواية الأصمعي: «كأنها». و قال أبو عبيدة: قلت لرؤبة: إن كانت الخطوط فقل: «كأنها»، و إن كان سواد و بياض فقل: «كأنهما». فقال:
كأن ذا- ويلك- توليع البهق. انظر اللسان (ولع).
(4) لابن هرمة، أو أبي زبيد الطائي، كما في اللسان (ولع) و الحق أنه لابن قيس الرقيات، كما في الحيوان (7: 154) من قصيدة له يمدح بها عبد العزيز بن مروان. انظر ديوانه 253 260.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 145
و رجلٌ مُستَولِغٌ: لا يبالي ذمّاً و لا عاراً.

ولق

الواو و اللام و القاف: كلمةٌ تدلُّ علي إسراعٍ و خفّة. يقال جاءت الإبل نَلِقُ، أي تُسرِع قال:
* جاءت به عَنْسٌ من الشَّام تَلِقْ «1» *
و علي هذا قراءة من قرأ: إذ تلقونه بألسنتكم «2». و ناقَةٌ وَلَقَي:
سريعة. و الوَلْق: أخَفُّ الطَّعن، وَلَقَهُ بالسَّيف وَلَقات. و وَلَق يَلِقُ: كَذَب؛ كلُّ هذا قياسُه واحد.
و من الباب الأَوْلَقُ الجُنون. يقال: أخَذَه الأَوْلَق. و رجُلٌ مُؤَوْلَق علي مُعَوْلقٍ: به جُنون.

باب الواو و الميم و ما يثلثهما

ومأ

الواو و الميم و الهمزة: كلمةٌ واحدة. يقال: وَمَأت إليه وَمْئاً، و أومَأت إيماءً أُومئ، إذا أَشرتَ. و إذا تركت الهمزة فالوامِيَة «3»، و هي الداهية.
______________________________
(1) للقلاخ بن حزن المنقري، يهجو الجليد الكلابي. انظر اللسان (زلق). و في (ولق) أنه الشماخ، نحريف. و قبله.
إن الحصين زلق و زملق كذنب العقرب شوال غلق
و بعده:
يدعي الجليد و هو فينا الزملق لا آمن جليسه و لا أنق
(2) هذه قراءة عائشة و ابن عباس و عيسي و ابن يعمر و زبد بن علي. و قرأ الجمهور: «تَلَقَّوْنَهُ» بفتح التاء و اللام و تشديد القاف المفتوحة. و قرأ أبي: «تتلقونه». و قرأ ابن السميفع: «تلقونه» مضارع ألقي. و قرأ هو أيضا: «تلقونه» مضارع لقي. انظر تفسير أبي حيان (6. 438).
(3) لم ترد مادتها في القاموس. و أما في اللسان فقد أورد مادة (ومي) و لم يذكر فيها هذا اللفظ.
و أورداها جميعا في مادة (ومأ) المهموزة.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 146‌

ومد

الواو و الميم و الدال: كلمتان. و الوَمَد: شِدّة الْحَرّ. و يقال:
وَمِدَ: غَضِب.

ومض

الواو و الميم و الضاد: كلمةٌ تدلُّ علي لَمَعانِ شي‌ء. يقال:
وَمَض البَرقُ وَمِيضاً، و أوْمَضَ إيماضاً. و أوْمَضَ بعينِه من هذا.

ومق

الواو و الميم و القاف: كلمةٌ واحدة، و هي الوَمَق: الحُبُّ.
وَمِق يَمِق. و المِقَةُ الاسم أيضاً.

باب الواو النون و ما يثلثهما

وني

الواو و النون و الحرف المعتلّ. يدلُّ علي ضَعْف. يقال: وَنَي يَنِي وَنْياً. و الواني: الضَّعيف «1». قال اللّٰه تعالي: وَ لٰا تَنِيٰا فِي ذِكْرِي.
و الوَنَي: التَّعَب. يقال: أَوْنَيْتُه: أتْعَبتُه. و ناقةٌ وانيةٌ. و لا يَني يَفعلُ، كما يقال لا يزال. و امرأةٌ وَناةٌ، إذا كان فيها فُتورٌ عند القِيام.

ونم

الواو و النون و الميم. يقال: وَنَم الذُّبابُ يَنِمُ وَنْماً و وَنِيماً:
ذَرَق.

باب الواو و الهاء و ما يثلثهما

وهي

الواو و الهاء و الحرف المعتلُّ يدلُّ علي استرخاءِ في شي‌ء. يقال وَهَتْ عَزَالِيُّ السَّحاب بمائِهِ. و كلُّ شي‌ءٍ استرخَي رباطُه فهو واهٍ. و الوهْيُ:
الشَّقُّ في الأديم و غيرِه.
______________________________
(1) في الأصل: «الصعف».
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 147‌

وهب

الواو و الهاء و الباء: كلماتٌ لا ينقاس بعضُها علي بعض تقول: وهَبْتُ الشَّي‌ء أَهَبُهُ هِبَةً و مَوْهِباً. و اتَّهَبْتُ الهبةَ: قَبِلتُها. و المَوْهِبَة «1»:
قَلْتٌ يَسْتنقِعُ فيه الماء؛ و الجمع مَواهب. و يقال أَوْهَبَ إليَّ من المال كذا، أي ارتفع. و أصبح فَلانٌ مُوهَباً لكذا، أي مُعَدًّا له.

وهت

الواو و الهاء و التاء. يقال: أَوهَتَ اللَّحمُ، إذا أنْتَنَ، يُوهِتُ إيهاتاً.

وهث

الواو و الهاء و الثاء. يقولون: الوَهْثُ: الانهماك في الشَّي‌ء.

وهج

الواو و الهاء و الجيم: كلمةٌ واحدة، و هي الوَهَج: حَرُّ النَّار و توَقُّدُها. و يُستعار ذلك فيقال: تَوهَّجَ* الجوهرُ: تلألأ. و توهَّجَتْ رائحةُ الطِّيب و وَهَج الطِّيب: أرَجُه و رائحتُه. و سراجٌ وَهَّاجٌ: وَقّادٌ. و كذلك نَجْمٌ وَهَّاج.

وهد

الواو و الهاء و الدال: كلمةٌ واحدة، و هي الوَهْدة: المكان المطمئِنّ، و الجمع وِهاد.

وهز

الواو و الهاء و الزاء. يقولون: الوَهْز: المُلَزَّز الخَلْق.
و وَهَزْتُ: دفَعْت. و التَّوهُّز: التوثُّب.

وهس

الواو و الهاء و السين: كلمتان: إحداهما الشِّدة في الأمور، و الثانية من السِّرَار.
فالأولي الوَهْس: شِدَّة السَّير. و الوَهْس: شِدَّة الأَكْل. و الوَهْس: شِدَّة الوَطْء. و قال حميد:
______________________________
(1) بكسر الهاء و فتحها.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 148
* بِتَنَقُّص الأعراضِ و الوَهْسِ «1» *
فهذا من التَّوهُّس، و هو التشدُّدُ و التَّطاوُل علي العشيرة.
و الكلمة الأخري: الوَهْس السِّرار. و الوَهْس: الميَّمة.

وهص

الواو و الهاء و الصاد: كلماتٌ متقاربة، و هي الوهص:
شِدَّة الوطْءِ للشَّي‌ء «2» بالقَدَم. يقال: وَهَصَ يَهِصُ. و رجلٌ موهوصُ الخَلْق:
تَداخَلَتْ عِظامُه. و وَهَصْتُ الشَّي‌ءَ: كسَرتُه.

وهط

الواو و الهاء و الطاء. يقال: أوهَطَه، إذا ضَرَبَه و لم يأتِ عليه. و وَهَطَه: كَسَره. و وَهَطه: وَطِئه. و هي متقاربةٌ. و الوَهْطُ: مكانٌ مطمئِنّ. و الوَهْط: غَيْضَة العُرْفط. قال الراعي:
جواعلَ أرماماً يساراً و حارَةً شِمالًا و قَطَّعن الوِهاطَ الدَّوافعا «3»

وهف

الواو و الهاء و الفاء: كلمتان. يقال: أَوْهَفَ من المالِ كذا:
ارتَفَع. و وهف النَّباتُ: أَوْرَقَ و اهْتَزَّ‌

وهق

الواو و الهاء و القاف: كلمتان. إحداهما الوَهَق، و أظنُّه فارسيًّا معرَّباً.
______________________________
(1) و كذا ورد هذا الشطر في المجمل و اللسان (وهس). و لم يرد في ديوان حميد؟؟؟ ثور ص 99 تكملة هذا الشطر.
(2) في الأصل: «الشي‌ء».
(3) و كذا ورد إنشاده في المجمل. و مارة: اسم موضع. و أنشده ياقوت في (أرمام) برواية «و صارة». و أنشد قبله:
تبصر خليلي هل تري من ظعائن تجاوزن ملحوبا فقلن متالعا
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 149
و الأخري عربيّة صحيحة، و هي المُوَاهَقة: مَدُّ الأعناقِ في السَّير. و يقال:
تَوَاهَقَت الرِّكاب. أمّا قولهم تَوَهَّقَ الحَصَي، إذا اشتدَّ حَرُّه، فهو من باب الإبدال، إنَّما هو تَوهَّج. و أنشد:
* حتَّي إذا حَامِي الحَصَي تَوهَّقا «1» *

وهل

الواو و الهاء و اللام كلماتٌ لا تنقاس، و هي الوَهَل: الفَزَع.
يقال: وَهِلَ يَوْهَلُ. قال أبو زيد: وَهَلْتُ عن الشَّي‌ءِ: نَسِيته. و وَهَلْتُ إليه:
ذَهَب وَهْمِي إليه. و لقينُه أوَّلَ وَهْلَةٍ، أي قبلَ كلِّ شَي‌ء.

وهم

الواو و الهاء و الميم: كلماتٌ لا تنقاس، بل أفراد. منها الوَهْم، و هو البَعير العَظيم. و الوَهْم: الطَّريق. و الوَهْم: وَهْمُ القَلْب. يقال: وَهَمْتُ أَهِمُ وَهْمًا، إذا ذَهَبَ وهْمي إليه. و منه قياس التُّهمَةِ. و أَوْهَمْتُ في الحِساب، إذا تركت منه شيئاً. و وَهِمْتُ: غَلِطْت، أَوْهَم وَهَماً.

وهن

الواو و الهاء و النون: كلمتانِ تدلُّ إحداهما علي ضَعف، و الأخري علي زمان.
فالأولي: وَهَنَ الشي‌ءُ يَهِن وَهْناً: ضَعُف، و أوْهَنْتُه أنا. و من هذا الواهِنَةُ:
القُصَيرَي من الأضلاع، و هي أسفَلُها. قال أبو بكر «2»: الواهِنة: داءٌ يصيب
______________________________
(1) أنشده في المجمل و اللسان (وهق).
(2) في الجمهرة (3: 182).
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 150
الإنسان في أخْدَعَيه «1». و الوَهْنانة: المرأة القليلة الحركة، الثقيلةُ القيامِ و القُعود.
و الكلمة الثانية: الوَهْن و المَوْهِن: ساعةٌ تمضي من اللَّيل «2». و أَوْهَن الرَّجُل: صار أو سار في تلك السَّاعة «3».
تم كتاب الواو و اللّٰه أعلم بالصواب
______________________________
(1) الجمهرة: «في أخدعيه عند الكبر».
(2) في اللسان: «و الوهن و الموهن: نحو من نصف الليل، و قيل هو بعد ساعة منه، و قيل هو حين يدبر الليل. و قبل الوهن: ساعة تمضي من الليل».
(3) أغفل ابن فارس أن يورد بعد هذا (باب ما جاء من كلام العرب علي ثلاثة أحرف أوله هاء) و كذا صنع في المجمل لم يورد هذا الباب، مع ورود كلمات كثيرة في هذا الباب، نحو الهذربة، و الهذلبة، و الهرجاب، و الهرجب، و الهردية، و الهرشبة، و الهزربة، و الهلجاب. فهذا بعض ما عثرت عليه في فصل الهاء من باب الياء من اللسان و القاموس.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 151‌

كتاب الياءْ

باب الياء و ما بعدها في المضاعف و المطابق

[يا]

الياء و الألف: أداة، و هي ياءٌ تصلحُ للنداء نحو يا زيد، و قد يكون تعجُّباً و تلذُّذاً نحو قولهم: يا بَرْدَها علي الفؤاد. و يكون تلهُّفاً كقول القائل: يا حَسْرَتَا علي كذا‌

يب

الياء و الباء كلمة واحدة* و هي اليَبَابُ، إتْباع للخراب، و ربَّما أفردُوها فقالوا:
أخْبَرَتْ عن فِعالهِ الأرضُ و اسْتَنْ طَقَ منها اليَبَابَ و المعمورا

يد

الياء و الدال: أصلُ بناء اليَدِ للإنسانِ و غيره، و يستعار في المِنَّة فيقال: له عليه يدٌ. و يجمع علي الأيادي و اليُدِيّ. قال:
* فإنَّ له عندي يُدِيًّا و أنْعُمَا «1» *
و اليَدُ: القُوَّة، و يجمع علي الأيدي. و تصغير اليد يُدَيَّة. و جَمَع ناسٌ يدَ الإنسان علي الأيادِي، فقال:
ساءَهَا ما تأمَّلَتْ في أيادي نا و إشناقُها إلي الأعناق «2»
______________________________
(1) للأعشي في اللسان (يدي). و صدره:
* فلن أذكر النعمان إلا بصالح*
قال: «و يروي يديا- أي بفتح الياء- و هي رواية أبي عبيدة، فهو علي هذه الرواية اسم للجمع و يروي: إلا بنعمة».
(2) أنشده في اللسان (شنق، يدي).
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 152
و حكي الشيبانيُّ امرأة يَدِيَّةٌ، أي صَنَاع، و رجلٌ يَدِيٌّ. و ما أَيْدَي فُلَانَةَ.
و يَدِيَ مِنْ يَدِه يُدَعي عليه. و يَدَبْتُ علي الرجُل: مَنَنْتُ عليه. قال:
يَدَيتُ علي ابنِ حسحاسِ بن عمرٍو بأسفَلِ ذي الْجَدَاةِ يَدَ الكريمِ «1»
و يَدَيْتُه: ضَربتُ يدَه.

ير

الياء و الراء. يقولون: الحجر الأَبَرُّ: الصُّلْب. و المصدر اليَرَر.
و يقولون: حارٌّ يارٌّ، إتباع.

يل

الياء و اللام كلمة واحدة، هي اليَلَل: قصَر الأسنان. قال:
* يَكْلَحُ الأرْوَقُ منها و الأيَلّ «2» *

يم

الياء و الميم: كلمةٌ تدلُّ علي قَصْدِ الشي‌ءِ و تعمُّده و قصده «3». و منه قوله تعالي: فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً*. قال الخليل: يقال تَيمَّمْتُ فلاناً بسَهمِي و رُمْحي، إذا قَصَدته دون مَنْ سِواه. و أنشد:
يَمَّمْته الرُّمْحَ شَزْراً ثم قلتُ له هذي البَسَالةُ لا لِعْبُ الزّحاليقِ «4»
______________________________
(1) البيت لمعقل بن عامر الأسدي. انظر حواشي شرح المرزوقي علي الحماسة (1: 193) حيث نجد تحقيق «الجداة».
(2) و في المجمل: «يكلح الأروق فيها». و البيت للبيد في ديوانه 70 طبع 1881 و اللسان (رقم، نهض، كلح، روق، يلل). و يروي: «تكلح الأروق منها» و «الأروق منهم».
و صدره:
* رقميات عليها ناهض*
(3) كذا ورد في الأصل بالنكرار.
(4) لعامر بن مالك ملاعب الأسنة، في اللسان (زحلق، أمم). و كذا وردت روايته في المجمل لكن في اللسان، و فيما سبق في مادة (أم): «هذي المروءة». و الضمير في «له» لضرار بن عمرو الضي.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 153
قال الخليل: و من قال في هذا البيت أمَّمته فقد أخطأ، لأنَّه قال «شَزْراً» و لا يكون الشَّزْرُ إلّا من ناحية، و هو لم يقصد به أَمامَه فيقول أمَّمْته. و حكي الشَّيبانيُّ: رجلٌ مُيَمَّمٌ، إذا كان يَظفَر بكلِّ ما طَلَب «1». و أنشد:
إنا وَجَدْنا أعصُرَ بن سَعْدِ مُيَمَّمَ البيت رفيع الْجَدِّ «2»
و هذا كأنّه يُقصَد بالخَير. فأمَّا البحر فليس من هذا القياس. و حكيَ الخليلُ:
يُمَّ الرّجُل فهو ميمومٌ، إذا وَقَعَ في اليَمِّ فَغرِقَ. و اليمام طائر، يقال: إنَّه الطَّير الذي يُسْتَفْرَخ في البُيوت.

يه

الياء و الهاء. يقولون: يَهْيَه بالإبلِ، إذا قال: ياه ياه «3».

[باب الياء و ما بعدها مما جاء علي ثلاثة أحرف.

اشارة

و كتبت ذلك كلّه باباً واحداً لقلّته «4»]

يأس

الياء و الهمزة و السين. كلمتان: إحداهما اليأس: قَطْعُ الرَّجاء.
و يقال إنَّه ليست ياءٌ في صَدرِ كلمةٍ بعدها همزة إلّا هذه. يقال منه: يَئِس يَيْأَس و يَيْئِس، علي يَفْعَل و يَفْعِل.
و الكلمة الأخري: ألم تَيْأَس، أي ألم تَعْلَم. و قالوا في قوله تعالي: أَ فَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا، أي أفلم يَعلَمْ. و أنشدوا:
______________________________
(1) في المجمل: «يطلب».
(2) في الأصل: «الجسد»، صوابه في المجمل.
(3) يقال بالكسر مع التنوين و عدمه.
(4) ورد هذا الباب بدون عنوان خلافا لمألوف: و قد أثبت ما كتبه ابن فارس في المجمل في مثل هذا الموضع.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 154
أقولُ لَهُم بالشِّعْبِ إذَ يأسِرُونَني ألم تَيأَسُوا أنِّي ابنُ فارِسِ زَهْدَمِ «1»

يبس

الياء و الباء و السين: أصلٌ صحيح يدلُّ علي جفاف. يقال:
يَبِس الشّي‌ءُ يَيْبِس و يَيْبِس. و اليَبْس: يابس النَّبت. قال ابن السِّكِّيت:
هو جمع يابس. و اليَبَس بفتح الباء: المكان يفارقه الهاء فيَيْبَس. و يقال يَبِسَتِ الأرضُ: ذَهَبَ ماؤها و نَداها؛ و أيْبَسَتْ: كَثُر يَبْسها. و قال الشَّيبانيّ: امرأة يَبَسٌ، إذا لم تَنَلْ خَيراً. قال:
* إلي عجوزٍ شَنَّة الوجهِ يَبَسْ «2» *
و يَبِيس الماء: العَرَقُ إذا يَبِس. و الأيْبَسانِ: مالا لحمَ عليه من السَّاق و الكَعْب.

يتم

الياء و التاء و الميم. يقال: اليُتم في النَّاس من قِبَل الأب، و في سائر الحيوان من جهة الأمّ. و يقولون لكلِّ منفردٍ يتيم، حتَّي قالوا بَيْتٌ [من الشِّعر «3»] يتيم و قال الشَّاعر يصف رامياً أصاب أتاناً و أيتم* أطفالَها:
فناط بها سهماً شِداداً غِرارُه و أيْتَمتِ الأطفالَ منها وجوبُها
______________________________
(1) لسحيم بن و ثيل اليربوعي، أو لولده جابر بن سحيم، كما في اللسان (يأس، يسر، زهدم).
و زهدم: فرس سحيم، و علي ذلك فالوجه نسبة الشعر إلي جابر. و يروي:: «ابن قاتل زهدم» و زهدم في هذه الرواية رجل من عبس، فتصح إذن نسبة الشعر إلي سحيم. و يروي: «ابن فارس لازم» مع نسبته إلي جابر، و لازم اسم فرس لسحيم انظر خيل ابن الكلي 17. و يروي «: إذ ييسرونتي».
(2) أنشده في المجمل و اللسان (ببس).
(3) التكملة من المجمل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 155‌

يتن

الياء و التاء و النون: كلمةٌ واحدة، و هي اليَتْنُ، و هو الفصيل يَخرجُ رجلاهُ عند الولادة قَبْلَ رَأسِه. يقال: أيْتَنت النّافةُ و المرأةُ، إذا وَلدَتْ يَتْناً.

يدع

الياء و الدال و العين: كلمتان متباينتان، إحداهما الأيْدَع:
صِبْغٌ أحمر. و يقال منه يَدَّعْتُ الشَّي‌ء أُيَدِّعُه تَيدِيعا.
و الأخري يقولون: أيْدَعَ الحَجَّ علي نَفْسِه: أَوْجَبَه. قال جرير:
[و رَبِّ الراقصاتِ إلي الثَّنايا بشُعْثٍ أَيْدَعُوا حَجًّا تَماما «1»]

يزن

الياء و الزاء و النون. ليس فيه إلا ذو يَزَن، من ملوك حِمْيَرَ، ينسب إليه الرِّماح، فيقال يَزَنيّة و أَزَنيَّة.

يسر

الياء و السين و الراء: أصلانِ يدلُّ أحدُهما علي انفتاحِ شي‌ءٍ و خِفّته، و الآخَرُ علي عُضوٍ من الأعضاء.
فالأول: اليُسْر: ضِدُّ العُسْر. و اليَسَرَات: القوائم الخِفاف. و يقال: فرسٌ حَسَنُ التَّيْسُور، أي حَسَنُ نَقلِ القوائم. قال:
قد بَلَوْناهُ علي عِلَّاتِهِ و عَلَي التَّيْسورِ منه و الضُّمُرْ «2»
و من الباب: يسَّرت الغنم، إذا كثر لبنها و نسلها. قال:
هما سَيِّدانا يَزْعُمانِ و إنَّما يَسُودَانِنا أَنْ يَسَّرَتْ غَنَمَاهُما «3»
______________________________
(1) التكملة من اللسان (يدع). و البيت لم يرو في ديوان جرير.
(2) للمرار بن منقذ، في المفضليات (1: 82) برواية: «و علي التيسير»، و أنشده في المجمل و اللسان (يسر) برواية المقاييس.
(3) لأبي أسيدة الدبيري في اللسان (يسر). و انظر تهذيب الألفاظ 135 و الحيوان (6:
65- 66).
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 156
و يقال رجل يَسْرٌ و يَسَرٌ، أي حَسَنُ الانقياد. و اليَسَار: الغِتَي. و تَيسَّرَ الشَّي‌ءُ و استَيْسَرَ. و يُسْرٌ «1»: مكان.
و من الباب الأَيْسار: القوم يجتمعون علي الميْسِر، واحِدُهم يَسَر. قال:
و هُمُ أيسارُ لُقمانَ إذا أَغْلَتِ الشَّتْوَةُ أبْداءَ الْجُزُرْ «2»
و المَيْسِر: القِمَار. و من الباب اليَسَرَةُ: أسرارُ الكَفِّ إذا كانت غيرَ ملتزِقة.
و الكلمة الأخري: اليَسَارُ لليَدِ. يقال: تَيَاسَرُوا، إذ أخذُوا ذاتَ اليَسار.
و يقال يَاسَرُوا، و هو أجْوَد.

يعر

الياء و العين و الراء. يقال: اليَعْر: الْجَدْي. قال:
* كما رُبِط اليَعْرُ «3» *
[أي كما رُبِط «4»] عند الزُّبْيَة للذِّئب. و اليُعَار: صوت الشَّاء. يقال يَعَرَت تَيْعِرَ «5» يُعَاراً.
______________________________
(1) كذا ضبط في المجمل و القاموس. قال في القاموس: «جبل تحت ياسرة، لماءة من مياه أبي بكر ابن كلاب». و ضبط في اللسان و معجم البلدان بضمتين. قال في معجم البلدان: «لقب تحت الأرض يكون فيه ماء لبني يربوع بالدهناء». و في اللسان: «دحل لبني يربوع». و أنشدوا لطرفة:
أرق العين خيال لم يقر طاف و الركب بصحراء يسر
(2) لطرفة في ديوانه 73 و اللسان (يسر، بدأ).
(3) للبريق الهذلي في بقية أشعار الهذليين 43 و اللسان (يعر) و معجم البلدان (الأملاح) قال ياقوت: «و قد تكرر ذكره في شعر هذبل فلعله من بلادهم». و البيت بتمامه:
أسائل عنهم كلما جاء راكب مقيماً بأملاح كما ربط اليعر
و يروي أيضا لعامر بن سدوس الخناعي، كما في البقية.
(4) بمثلها يلتئم الكلام.
(5) بكسر العين، و فتحها عن كراع.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 157‌

يعط

الياء و العين و الطاء. يقولون للذِّئب إذا زَجَرُوه: يعاط «1».
قال: و يقال أَيْعَطتُ به قال:
* يَهفو إذا قيل له يَعَاطِ «2» *

يفن

الياء و الفاء و النون. يقولون: اليَفَنُ: الشَّيخ الكبير.

يفع

الياء و الفاء و العين: كلمةٌ تدلُّ علي الارتفاع. فاليَفَاع: ما عَلَا من الأرض. و منه يقال: أيْفَعَ الغُلامُ. إذا عَلَا شبابُه، فهو يافعٌ، و لا يقال مُوفِعٌ.

يقن

الياء و القاف و النون: اليَقَن «3» و اليَقين: زَوال الشَّكِّ.
يقال يَقِنْت، و استَيْقَنْت، و أيْقَنْت.

يقه

الياء و القاف و الهاء. سمعت عليَّ بن إبراهيمَ القَطَّانَ يقول:
سمعت ثعلباً يقول: أيْقَه يُوقِهُ إيقاهاً، إذا فَهِمَ. يقال أيْقِهْ لهذا، أي افْهَمْه.
و يقال بل ذلك من الطَّاعة. قال:
* و استيقَهوا للمُحَلِّمِ «4» *
______________________________
(1) في الأصل: «يعط». و يعاط بتثليت الياء، كما في المجمل و اللسان و القاموس. و نبه في المجمل و اللسان أن لغة الكسر فيحة. و في اللسان: «قال الأزهري و هو قبيح، لأن كسر الياء زادها قبحا، لأن الياء خلقت من الكسرة». و ليس في كلام العرب كلمة علي فعال في صدرها ياء مكسورة. و قال غيره يسار لغة في اليسار.
(2) قبله في المجمل و اللسان:
صب علي شاء أبي رياط ذؤالة كالأقدح المراط
و في اللسان: «إذا قيل لها ياعاط». و ياعاط: لغة في يعاط. و الضمير في «لها» راجع إلي لفظ «ذؤالة»، و هو علم جنس للذئب.
(3) كذا ضبط في المجمل بالتحريك. و يقال بالفتح أيضاً.
(4) للمخبل السعدي في اللسان (يقه، حلم). و هو بتمامه:
فردوا صدور الحيل حتي تنهنهت إلي ذي النهي و استيقهوا للمحلم
و رواية اللسان (يقه): «و استيقهت». قال: «و يروي: و استيدهوا». و قد ورد بهذه الأخيرة في اللسان (حلم).
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 158‌

يلب

الياء و اللام و الباء: كلمةٌ واحدة قد اختُلِفَ في معناها. و هي اليَلَبُ، قال قومٌ: اليَلَب: البَيْضُ من جُلودِ الإبل. و قال قومٌ: اليَلَب:
التُّرْس. و أنشدوا.
عَليْهمْ كلُّ سابغَةٍ دِلاصٍ و في أيديهم اليَلَبُ المُدَارُ «1»
و قال الخليل: اليَلَب: الفُولاذ. [قال]:
* و مِحْوَرٍ أُخْلِصَ مِن ماءِ اليَلَب «2» *

يلق

الياء و اللام و القاف. يقولون: اليَلَقُ: الأبيضُ من كلِّ شي‌ء. و أنشدوا:
و أتْركُ القِرْنَ في الغُبار و في حِضْنَيْهِ زرقاءُ متنُها يَلَقُ «3»
و يقال اليَلَقَة «4»: العَنْز البيضاء.

يمن

الياء و الميم و النون: كلماتٌ من قياسٍ واحد. فاليَمين: يَمين اليَدِ. [و] يقال: اليَمِين: القُوَّة و قال الأصمعيُّ في قول الشَّماخ:
إذا ما رايةٌ رُفِعَتْ لمَجْدٍ تلقَّاها عَرَابةُ باليَمِين «5»
أراد اليَدَ اليُمْنَي. و اليُمْن: البَرَكة، و هو ميمونٌ. و اليمين: الْحَلِف، و كلُّ ذلك من اليد اليُمْني. و كذلك اليَمَنُ، و هو بلدٌ. يقال: رجلٌ يَمانٍ، و سيفٌ يَمانٍ.
______________________________
(1) أنشده في المجمل و اللسان (يلب).
(2) لرؤبة، كما في مجالس ثعلب 160. و أنشده في اللسان (يلب) بدون نسبة. قال ثعلب:
ظن رؤبة أنه من حديد، و إنما هو جلود. و انظر أخطاء الشعراء في المزهر (2: 500- 504).
(3) أنشده في المجمل و اللسان (يلق).
(4) و كذا في المجمل و القاموس. و في اللسان و تاج العروس: «اليلق».
(5) ديوان الشماخ 97 و اللسان (يمن).
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 159
و سمِّي الحَلِف يميناً لأنَّ المتحالِفَينِ كأنَّ أحدَهما يَصْفِقُ بيمينه علي يمينِ صاحبه.

ينف

* الياء و النون و الفاء. يَنُوفُ في شعر امري‌ء القيس «1»:
هَضْبةٌ في جبَلَيْ طَيّ.

ينم

الياء و النون و الميم. اليَنَمة: نَبْتٌ.

يهر

الياء و الهاء و الراء. يقولون: اليَهْرُ «2»: الَّلجاج. و استَيْهَرَ الرَّجُل: لَجّ.

يهم

الياء و الهاء و الميم. اليهماء: المفازةُ لا عَلَمَ بها. و يقال الأيْهمانِ:
السَّيل و الحَريق. و يقال الأيْهَمُ من الرِّجال: الأصَمُّ. و يقال للشُّجاع أيْهَم، و هو من الباب، كأنَّه لا مَأتَي لأحدٍ إليه.

يوح

الياء و الواو و الحاء: كلمةٌ واحدة، و هي يُوح: اسمٌ من أسماء الشمس.

يوم «3»

الياء و الواو و الميم: كلمةٌ واحدة، هي اليَوم: الواحدُ من الأيّام، ثم يستعيرونه في الأمر العظيم و يقولون «4» نِعْمَ فلانٌ في اليَوم إذا نَزَل. و أنشد:
______________________________
(1) هو قوله في ديوانه 130 و اللسان (نوف) و معجم البلدان (ينوف):
كأن دثارا حلقت بلبونه عقاب ينوف لا عقاب القواعل
و يروي: «ينوفي» بالقصر، و «و تنوفي»، و «تنوف».
(2) و كذا في المجمل و القاموس، مع ضبطه في المجمل بالتحريك و في القاموس بالضبطين. لكن في اللسان: «اليَهْيَرّ».
(3) وردت هذه المادة في الأصل بعد مادة (يدي)، فرددتها إلي نصابها.
(4) في الأصل: «يوم»، صوابه في المجمل و اللسان. و نص المجمل: «نعم الرجل في اليوم» و اللسان: «نعم الأخ فلان في اليوم».
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 160
* نِعَمْ أخُو الهيجاءِ في اليَومِ اليَمِي «1» *
و قال قوم: هو مقلوبٌ كان في اليَوِم. و الأصل في أيَّامٍ أيْوَام، لكنَّه أُدغِمَ.
*** فأما‌

ما زاد علي الثَّلاثة في هذا الباب

، مثل (اليَرْبُوع) و هي دوَيْبَّة، و (يَبْرِين)، و هو موضعٌ، و (يَمْؤُود) و (يَلَمْلَم) و هما موضعان، و (اليَرَنْدَج)، و هي جلودٌ سودٌ، و ما أشْبَهَ ذلك- فإنَّ سبيل الياء في أوائلها سبيلُ الهمزة في الرُّباعيِّ و الخماسيّ، فإنْهما زائدتان، و إنَّما الاعتبارُ بما يجي‌ء بعد الياء، كما هو الاعتبار في باب الهمزة بما يجي‌ء بعدها و قد مضي ذلك في أبواب الكتاب.
*** قال الشيخ الإمام الأجلُّ السعيد، أبو الحسين أحمد بن فارس رحمَةُ اللّٰه عليه و أجْزَلَ له الثَّواب.
قد ذكرنا ما شَرَطْنا في صدر الكتاب أن نَذكُرَه، و هو صدرٌ من اللُّغةِ صالح. فأمَّا الإحاطةَ بجميع كلامِ العرب [فهو] مما لا يقدِرُ عليه إلَّا اللّٰه تعالي، أو نبيٌّ من أنبيائه عليهم السَّلَامُ، يوحْيِ اللّٰه تعالي و عَزّ. ذلك إليه، و الحمد للّٰه أوّلًا و آخراً، و باطِناً و ظاهراً. و الصَّلَاةُ و السَّلَامُ علي رسوله محمدٍ و آله أجمعين، الطيِّبين الطَّاهرين.
قد وقعت الفراغة من كتابة كتاب المقاييس اللغة «2».
[بدأت تحقيق هذا الكتاب في مساء متصف ذي القعدة سنة 1365 و فرغت منه في صبيحة اليوم الأول من ذي الحجة المبارك من سنة 1370. و الْحَمْدُ لِلّٰهِ الَّذِي هَدٰانٰا لِهٰذٰا وَ مٰا كُنّٰا لِنَهْتَدِيَ لَوْ لٰا أَنْ هَدٰانَا اللّٰهُ]
عبد السلام محمد هارون
______________________________
(1) لأبي الأخزر الحماني في اللسان (يوم، كرم).
(2) كذا وردت عبارة ناسخ الأصل
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 161‌

الفهارس العامة لكتاب مقاييس اللغة

اشارة

صنع و ترتيب عبد السَّلام محمّد هَارُون
1- فهرس اللغة
2- فهرس الأشعار
3- فهرس الأرجاز
4- فهرس الأمثال
5- فهرس الأعلام
6- فهرس القبائل
7- فهرس البلدان
8- فهرس الكتب
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 163
الفهرس الأول فهرس اللغة ا- ما ورد من الألفاظ اللغوية في غير مادته.
ب- الألفاظ غير العربية.
ح- ما فات المعاجم المتداولة أو انفرد به ابن فارس.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 164‌

1- فهرس اللغة

أ- ما ورد من الألفاظ اللغوية في غير مادته

(أ)

أبت: الأبْت 1: 228
أتي: الإتاء 4: 151
أثم: أثِمَ، تأثَّم 2: 109
أجل: تأجَّلُ 4: 184 أجَلْ 4: 241
أرب: تُوارِبك 1: 57
أرن: الأرَن: الأرَن 4: 195
أرم: الأُرَّم 2: 43
أزر: الإزار 4: 157
أزل: أزَلوه 1: 65
أشو: الأشاء و الأشاءة 4: 209
أفف: إفَّان 4: 3
أكك: الأكَّة 4: 19
ألو: ألَوْت 2: 80
أمم: أمَّ أمَّه 1: 7 أُمَّ 6: 60
أمَّمته 6: 153 أمّ حفصة 3: 86
أمو: تأمَّهت أُمَّا 1: 44 الأمُوَّة 4: 219
أنث: آنَثْتِ 4: 320
أنس: إنسيُّ القوس 6: 91
أنف: أنف كلّ شي‌ء 4: 158
أني: الإنَي 1: 16
أوس: الآس 1: 14
أول: يَؤول 4: 67‌

(ب)

بتر: أبتر 3: 289
يجد: البِجاد 1: 330
بجر: بَجر و بُجر 2: 144
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 165
بجم: بجم يبجم بجوما، باجم 1: 333
بخخ: بخبخ 1: 193
بخص: البخَص 1: 331
بدح: البَدَاح 1: 330
بدع: مُبدَع 1: 171
بدن: رجل بادنٌ و امرأة بادن 4:
321
برح: حَبِيل بَراح 2: 131 بَرحَي 5: 216
برر: أبَرُّوا 1: 201 البِرّ 6: 8
برز: البرَاز 1: 333
برش: البرَش 1: 331
برع: بَرَع 1: 334
برقع: البُرقوع 4: 48
برنس: البرنساء 1: 219
بري: يباري 1: 104
بزخ: بزِخ، متبازخ 1: 331
بزز: بَزَّ 4: 39 البَزّ 4: 127
بزم: بَزَمَ 1: 97 إبزيم 1: 104
بسر: الباسر، أبسر المركب 3:
421
بشر: مؤْدَم مُبْشَر 1: 72
بصر: البصير 4: 15
بضع: البَضْعة 2: 192
بطل: خيط باطل 2: 233
بطن: بطَنْتُه 2: 188/ 3: 325
بعد: بُعَيدات بين 5: 451
بعق: انبعق الماء 1: 330
بعك: البَعْك 1: 334 بَعْكُوكاء 5: 334
بغث: الأبغث 1: 332
بقر: البَقيرة 1: 53 البُقَر 3:
297
بلد: البَلد 1: 330
بلط: أبُلِطَ 1: 331
بَنس: بَنَس 1: 331
بنو؛ تبنَّيْتُ ابنا 1: 44
بهر: البَهْر 4: 358
بهرج: البَهْرج 1: 333
بهس: البَهْس 1: 331
بهم؛ البهيم 1: 302
بوث: حوثا بوثا 2: 114 استبَثْت 2: 114
بوج: البائجة 1: 320
بيض: البِيض 4: 478
بين: البائن 4: 116
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 166‌

(ت)

تحت: التُّحوت 6: 13
ترك: التريكة 1: 326
تفف: التُّفّ 1: 17
تمر: ابن تمرة 1: 466 تامر 5:
239
تيع: تُتِيع 1: 88‌

(ث)

ثجج: الثَّجّ 4: 28
ثجل: الثُّجلة، الأثجَل 4: 364
ثرط: الَّثرط 1: 404 ثُرِط 1:
404
ثرم: انثرم 2: 145
ثغو: ما أثغَي 2: 415
ثفر: الثَّفْر 1: 403
ثفي: المثفَّاة 1: 58
ثلب: الثَّلِب: 1: 403
ثلل: الثَّلَّة 2: 197
ثمد: الثَّمَد 1: 220
ثمن: ثامنة 1: 119 الثمن و الثَّمين 5:
432
ثني: مَثني مَثني 4: 324
ثوب: المَشَابة 4: 266‌

(ج)

جأث: جُثِثَ 1: 500
جبذ: جَبَذ 1: 327
جبس: الجِبْس 1: 467
جبه: الجَبهة 5: 354
جثث: جثيثا 1: 8
جحف: الجَحْف 1: 500
جحل: الجَحْل 1: 509
جحو: الجَحوة 1: 430
جخب: جِخَبّ 1: 511
جدب: جدّب 1: 506 أم جندب 4: 105
جدع: كلأ مجدّع 2: 164
جدف: الجَدْف، جَدَف بكذا 1:
511
جدل: الجَدْل، مجدول 1: 512
جذر: المجذَّر 1: 95
جذع: الأزلم الجذَع 3: 19
جذو: الجاذي 1: 95، 145 جَذ 1: 511
جرب: الجرباء 4: 35
جزز: الجرْز 1: 509
جرش: الجَرْش 1: 512
جرع: الجرَع 1: 510
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 167
جرف: الجُراف 4: 258 سيلٌ جُراف 5: 111
جرم: الجِرم 1: 507
جره: الجرَه، الجراهيَة 1: 507
جزأ: الجَزْء، الجوازي‌ء 1: 41
جزم: الجوازم 1: 57 جزمت السقاء 3: 23
جشر: الجاشرية 3: 328
جشم: الجَشِم 1: 510
جشع: الجَشَع 1: 512
جشم: تجشَّم 1: 140
جظظ: الجَظّ 1: 508
جعب: الجعَب 1: 510
جعظ: الجَعْظ 1: 508
جعف: جُعِفَ 1: 506 جَعَفَ 1: 508
جفس: الجِفْس 1: 467
جفل: الجَفْل 1: 500 جَفَل 1:
507
جلح: الجلَح 1: 512
جلد: الجلَد: 1: 507 المجلود 4:
69
جلز: مجلوز 1: 510
جلع: الجلَع 1: 509
جلف: جُلِفَ جَلْفا 1: 511
جمد: الجمَد 1: 507
جمل: الجميل و الجُمالة 1: 151 الجَمول 1: 321
جنأ: الجَنأ 6: 43
جند: الجنَد 1: 125
جنق: المنجنيق 1: 144
جنن: الجُنَن 3: 94
جود: مُجِيد 1: 238
جوز: الجَوْزة 1: 503
جون: الجُون 1: 473
جيأ: الجَيِ‌ء 6: 3، 4‌

(ح)

حبض: ما به حبَض و لا نبض 5:
381
حتر: أحتر 1: 329 حتَار الخيمة 2: 145
حتك: الحَوتك 2: 135
حثم: حَشَمَ 2: 145
حدب: حدباء حدبار 2: 143
حدبر: الحدابير 2: 36 حِدبار 2:
143
حدد: الإحداد 3: 93
حدر: حَدَر 2: 146
حرث: حَرَثَ 2: 43
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 168
حرج: تحرَّج 1: 60/ 2: 109 حَرِج 2: 109 الحَرَج: 2:
144
حرد: حَرَدَ حَرْدَه 1: 7
حرز: أحرز، حريز 2: 144
حرش: الحرش و التحريش 2: 145
حرم: حَرام 5: 199
حرن: حَرَنَ الفرسُ 5: 202
حزأل: احزألَّ 1: 125
حزق: حزَق الوتر 2: 144 الحَزْقُ 2: 145
حسل: الحِسْل 2: 144
حشش: حشحشت 2: 9
حشف: المِحشاف 4: 35
حشك: يَحشِك 4: 321
حشو: أحشاني 1: 417
حصر: الحصور و الحَصِر 2: 144 الحصيرانِ 4: 265
حصن: يُحْصِن 5: 20
حضر: الحاضرة 2: 146
حظل: حظَل، حاظل 1: 332
حعل: حيعل 1: 329
حقد: أحقد القومُ 2: 144
حقر: الحقارة 2: 145
حقف: المحقوقف 2: 143
حقق: الحقيقة 2: 346 الحِقاق 5:
356- 357]
حكأ: أحكأ 2: 134
حكر: تحكَّر 1: 90
حلس: الحِلْس 2: 145 حَلِس 2:
145
حلف: المُحلِف 2: 77
حلق: حَلْقَي 4: 93 الحُلْقان و الحُلْقانة 2: 143
حلقم: الحَلْقمة 2: 143
حمج: حمَّج 2: 146
حمر: حوض الحِمار 2: 120
حمس: الحَمِس 2: 146
حملق: حملقَت 2: 128
حمم: حممَّ حمَّه 1: 7
حنط: الحانط 1: 275
حنن: أحنَّ غِيرانا 1: 48
حور: الحُور 4: 202 حار، الحَور 5: 146
حول: الحائل 2: 389 حَوَّلَت 1: 24
حيص: حيص بيص 1: 326
حيك: الحَيَكان 2: 136
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 169‌

(خ)

خبب: مخبخبة 2: 27 خِبّ البحر 2: 220
خيص: الخبيص 2: 251
خبل: أخبلته 1: 266
ختم: المختوم 1: 218
خجف: الخجيف 1: 223
خدب: خِدَبْ 1: 511
خذع: خُذّع 1: 330
خذف: يتخاذف 2: 252
خذل: متخاذل 5: 366
خرب. الخرَب 1: 434 خَرَبَه 2:
251
خربق: مخرنبق 1: 319
خرج: خرَّجها 4: 291
خرص: الخُرِص 2: 251 خَرَص الشي‌ءَ 2: 339
خرطم: الخُرطوم 4: 85
خرق: خَرِقَ خَرَقا فهو خرِق 2:
253
خزع: خَزَع 2: 253
خزق: خَزَقَ 2: 165
خزل: الخوزل 1: 222 خَزَلَ 2:
253
خزم: المخازَمة 2: 189
خشل: الخَشْل 1: 310
خضر: ظلّ أخضر 3: 461
خطل: الخُطْل 3: 366
خطم: الخطم 2: 249
خظو: خظابظا 1: 262
خلأ: خلأَت الناقة 5: 202
خلق: الخليقة 4: 144
خلو: خَلَاك ذمّ 2: 346
خمس: الخامس 4: 324
خوت: خائتة 1: 180
خوي: الخيّ 1: 450
خيف: خَيف الضَّرع 2: 237
خيل: الخال 1: 158‌

(د)

دأث: دأْثاء 1: 399
دبب: الدَّيْبوب 5: 22
دبخ: تدبَّخ 2: 338
دبل: دبلت الشي‌ء 2: 339
دجج: الدَّجاج 4: 68
دخل: الدُّخَّل 1: 466
درب: المَدَارب، الدَّرْب 3: 454
درج: أدرجْت 2: 146
دسس: دسَّاها 2: 277
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 170
دعق: الإدعاق 4: 186
دغر: دغَر 2: 338
دغم: أدغَمَ 2: 338
دفق: الدُّفْقة 2: 340
دقق: أدَقَّ 1: 417
دقم: دقمت فاه 2: 342
دكأ: تداكأ 4: 340
دكم: دكَمَ، تدكَّم 2: 337
دلج: عملَّس دلجات 4: 366
دلس: دالَسَ 2: 338
دلص: الدَّليص 2: 337
دلق: دَلق 2: 342/ 6: 71
دلمص: الدُّلامص 1: 182
دمج: الدوامج 4: 266
دمس: دَمَس 2: 340
دنم: دِنَّمَة 2: 303
دهم: الأدهم 1: 226 مدهامَّتان 2: 195
دهي: المداهاة 1: 90
دول: الانديال 1: 267
دين: الدِّين 2: 260‌

(ذ)

ذأر: الذَّثِر 1: 511 ذئِرَ 2:
343
ذخر: المذاخر 4: 107
ذعب: الذُّعبوب 3: 11
ذفر: الذّفِرّ 4: 26 الذّفري 2: 6
ذكر: أذكرْتِ 4: 320
ذمر: الذِّمار 2: 346 ذَمَرته 4:
431
ذيع: المذاييع 1: 216/ 3: 120‌

(ر)

رأس: رأسَه 1: 180/ 3: 325
ربح: الرَّبَح 1: 174
ربس: أربسَّ اربسا 2: 340
ربض: ربَّضت 2: 440
ربع: تربَع 2: 279
ربل: ربَلَ: 5: 193
رتع: مُرْتع 2: 480
رجل: مُرَجَّل 2: 206
رجم: الرُّجمة، الرَّجَم 1: 508 رجَم بالظَّنّ 2: 33
رحح: رحرح، رحرحة، رحراح 2: 381 الأرحّ 2: 162/ 4: 214
ردح: يردَح 5: 189
ردس: الرَّدس 1: 333
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 171
ردم: رُدَّم 5: 243
رذم: الرَّذوم 1: 175
رزم: رزَم 4: 368 رِزمة الثياب 4: 368
رشح: الرشح 1: 183
رشق: المرشقات 1: 183
رصف: رصَف، الرّصاف 4: 370
رطب: ريش رطيب 2: 54
رعب: يرعب الوادي 3: 11
رعد: رعد و أرعد 1: 222- 223
رعل: الرَّعلة 2: 510
رغو: الراغية 1: 378
رفض: الرَّفَضَ 4: 16
رفل: رِفَلّ 2: 419
رقش: رَقشَ 1: 331
رقع: الرقيع، الأرقعة 1: 334
رقق: الرِّقاق 4: 212
ركل: تركَّل 1: 334
رمح: السماك الرامح 4: 307
رمز: رمَز، الراموز 1: 509
رمط: الرَّمْط 1: 404
رنب: مؤرنَب 1: 58
رهد: الرَّهَد 4: 518
روب: الرَّوب 3: 225
روح: المُراح 4: 353
رود: ذَبّ الرّياد 2: 439
ريع: تريَّع 2: 470‌

(ز)

زبب: عَيشٌ أزبّ 6: 61
زجم: الزُّجمة 2: 330
زخر: زخَر 3: 13، 55
زرم: زرِم 3: 54
زعب: الزاعب 3: 53
زعر: الزَّعارة 3: 53
زغد: الزَّغْد 3: 54
زلق: أزلقت الأنثي 3: 52
زلل: الأزلّ 6: 72
زلم: الأزلم الجذع 1: 437
زمخ: زمخ 1: 331
زمر: الزِّمار 4: 35
زهر: زَهر 3: 53
زهو: زَهَاها 1: 182
زيل: مِزْيَل 2: 208‌

(س)

سأد: الإسآد 1: 152
سجس: سجيس الميالي، سجيس الأوجس ماء سجس 3: 65
سجل: سِجِّيل 3: 137
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 172
سحب: سَحَب 3: 158
سحل: السَّحيل 1: 231 سَحَل 3: 158
سحن: المَساحن 1: 410
سدر: السَّدَر 3: 158
سدس: السديسان 1: 104 السُّداسيّ 2: 218
سدم: السَّدَم 4: 166
سدو: السَّدْو 3: 51
سدي: السَّدَي 2: 68
سرب: سَرَب 1: 507
سرد: سَرَد 3: 160
سرط: سَرِطَ 3: 160
سفر: سفير الشجر 6: 47
سقط: الأسقاط 2: 87
سلب: السَّلِب 3: 352
سلق: السِّلْقَة 3: 160 السَّلائق 3: 307
سلك: السُّلْكَي 2: 206
سلل: السَّليل 1: 279
سلم: السُّلَامَي 2: 465 السليم 4:
320
سمت: السَّمْت 3: 308
سمر: السَّمَار 1: 96 الأسمر 1:
325/ 2: 196
سمرج: السمرَّج 1: 333
سمط: السَّمْط 2: 220
سمع: السَّميع 1: 127
سمك: اسمُكْ 2: 469
سملق: السماق 1: 246
سمو: سماء الفَرَس 1: 80 ذات اسمين 2: 221
سنن: أسَنَّ 2: 19
سهك: سَهَكَ 3: 33
سهم: سهم يسهُم، السُّهام 3:
159
سود: الأسوَد 1: 226
سوس: السُّوس 1: 358
سوق: يسوق بنفسه 4: 462
سير: السائر 5: 285‌

(ش)

شأت: الشئيت 2: 17
شبه: أشباه 4: 54
شبو: الشَّبا 1: 104
شجب: الشُّجوب 3: 272
شجر: الشُّجُر 5: 115
شذر: التشذُّر 3: 273 شذر مذر 5: 309
شرث: الشَّرَث 3: 283
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 173
شرر: أشَرَّ 3: 68
شرم: شرمْت الشي‌ءَ 3: 273
شري: يُشْرَي 1: 373 شَريَتْ 4: 267
شزن: الشَّزَن 4: 363
شظظ: الشِّظاظان 2: 481
شعف: الشَّعَفَة 3: 273
شقرق: الشقراق 2: 235
شلل: الشَّلَل 4: 186
شمج: شمجَ الثوبَ 3: 272
شمخ: شمَخَ 3: 273
شمذ: الشيمذان 3: 257
شمل: المِشمَل 1: 53
شنظ: الشَّناظي 4: 34
شنق: الشَّنَق 4: 7، 359
شهد: الشُّهود 2: 77
شوي: الشَّوَي 1: 191، 211
شيخ: الشَّيْخ 1: 394 المشيوخاء 4: 192 المشيَخة 4: 192‌

(ص)

صأب: مِصْأب 4: 455
صأك: صَئِك 3: 327
صحب: تُصحَب 1: 6
صخب: صخب الشَّوارب 3: 268
صخد: الصيخود 3: 350
صدغ: المِصدغة 3: 50
صدم: الصَّدْم 3: 352
صدي: الصَّدَي 1: 48
صرح: الصَّرْح 3: 350
صرد: التَّصريد 3: 351 مصرَّد 4: 45
صرر: الصِّرّ 3: 353
صعد: بنات صَعْدة 4: 286
صغر: الصُّغَراء 5: 59
صقب: الصَّقْب 3: 352
صقر: الصَّقْر 3: 350
صقل: الصَّقْل 3: 352
صلخ: صَلخَ 3: 352
صلد: الصَّلْد 3: 352
صلق: الصَّلْق، الصَّلقات 3: 350
صمت: لقيته بوحش إصمِت 6: 92 صمَتُّ 4: 207
صمد: صمَدَ صمدَه 1: 70
صمر: صَمَر 3: 352
صمع: التَّصَومُع 3: 351
صمل: الصُّمُلّ 3: 351 صَمَلَ 3: 352
صوم: رجلٌ صَوم و امرأة صوم و رجال صوم 4: 186
صيح: قبل صَيحِ. و نفر 5: 459
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 174‌

(ض)

ضبب: الضَّبّ 5: 160
ضبث: ضَبَثَ 3: 401
ضبر: الضَّبْر 3: 401
ضرب: ضرب ضرَبانَه 2: 199
ضرز: الضرْز 3: 401
ضرزم: الضَّرزِم 5: 69
ضطر: الضَّيطَر 4: 56
ضغب: ضَغْب 3: 402
ضمن: الضَّمانة 3: 23 التضمين 4: 356
ضنأ: يَضنأْن 1: 34
ضنك: الضَّنْك 4: 360
ضوي: الضَّواة 5: 69
ضيل: الضال 4: 209‌

(ط)

طبع: المطَّبعة 2: 481
طحر: يطحرن 1: 16 يطحر طَحْرا 3: 458
طخف: الطخْف 3: 458
طرب: الطَّرَب 5: 118
طرح: الطَّرَح 3: 457
طرف: طُرِف 3: 457
طرق: الطِّرّيقة 4: 154
طفح: طَفَح، الطافح 3: 457
طلس: طَلس 3: 458
طلفأ: مطَلْنفئات 4: 290
طمس: طمس 3: 458
طمم: الطِّمّ 2: 379
طول: الطُّوَال 4: 244
طير: طائر الليل 2: 74‌

(ظ)

ظعن: الظِّعَان 3: 170
ظهر: ظهرته 2: 188‌

(ع)

عبر: عُبْر أسفار 4: 368
عبك: العَبَكة 5: 231
عبل: العَبالة 4: 365
عتب: أعُتِبَ 1: 348 العَتَب 5 364
عتر: عتر الرُّمح 4: 366
عثل: العِشْوَلّ 4: 371
عجج: العجّ 1: 367
عجر: تعجَّر 4: 364 العَجَر 4 365
عجرم: العجرمة 1: 449
عذر: العواذير 2: 99 العُذرة 2 285 المعْذور 2: 285
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 175
عرب: عروب، عَرِب 4: 20
عرد: العُرُدّ 4: 371- 373
عرز: عَرَز 4: 368 يعرِزُ 4:
369 أعرزَ 4: 369
عرس: عرِس بالشي‌ء 4: 366، 368 عَرْس البناء 4: 367
عرص: العَرَص 4: 370
عرق: عرَّق 1: 224
عري: تعَرّيني 4: 365 النجيّ العُريان 4: 298
عزب: مُعْزِب 2: 128
عزز: العَزوز 2: 228 العَزَاز 2:
228، 345 فراش عزيزة 2:
186
عسج: عسج، العاسج 4: 363
عسر: العواسر 2: 249
عسق: عَسِق به 4: 359 العَسَق 4: 359
عسل: عَسَل 4: 218 العَسَلان 4: 359
عشر: العُشاريّ 2: 218
عشز: العَشَزان 4: 363
عصب: العَصَّاب 5: 87
عصد: العصاويد 4: 360
عصر: العَصَر 4: 370
عضد: العَضَد 1: 262
عطس: جزاء العُطاس 4: 78
عطل: العُطُل 4: 365
عظر: العِظْيَرّ 4: 26
عفج: الأعفاج 4: 362
عفر: العَفَر 4: 372
عفص: عفَصْتُه 4: 370
عفف: تعفَّف العُفافة 1: 481 العُفَافة 4: 242
عفو: يُعفِّين 1: 473 العافيِ 4:
114
عقب: العَقِب 4: 359
عقش: العَقْش 4: 96
عكرش: العكرشة 3: 24
عكم: عُكِم عَكْما 4: 362
علب: العُلَب 4: 359
علج: المعلوجاء 4: 192
علد: العِلْوَدّ 4: 361
علم: العَلْماء 4: 293
عمر: أم عامر 2: 217 اليعامير 2: 347
عمس: عَموس 4: 367 العَمَاس 4: 368
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 176
عمل: عَمول 4: 367
عنج: عَنجَ 2: 110
عنس: العَنْس 4: 367
عنش: عَنشَ 2: 110
عنط: العنطنط 4: 363
عنق: العَنَق 4: 359 العَنْقاء 4:
372
عنن: عنَّيت 4: 21 المعَّني 4:
21
عهم: العيهامة و العيهمة 4: 358
عوز: المَعَاوز 1: 216
عوي: استعواهم 5: 400
عيص: العِيص من السّدر 5: 370
عيط: العَيطاء 4: 372‌

(غ)

غبر: الغَبراء 2: 195
غبط: أغبطَتْ عليه 4: 396
غثر: الغُثْر 4: 432
غثم: الأغثم 4: 432
غذم: غذمذم 4: 258 الغَدْم 4:
431
غرر: الغِرار 4: 191
غرض: الغَرْض 2: 322
غسل: الغِسْل 2: 128
غسو: غَسَا 4: 317
عضر: الغَضَر 4: 431
غضف: الغَضَف 4: 431، 432 الأغضف 4: 432
غضي: الغضَي، غاضٍ 4: 51
غطس: الغَطَس 4: 431
غطش: الغَطْش 4: 430 يتغاطش 4: 430
غطف: الغَطَف 4: 431
غلج: الغَلَج 4: 430
غلق: ذو مِغْلاق 4: 127
غلل: الإغلال 3: 59
غمج: الغَمَج، غَمَجَ 4: 430
غمر: الغَمير 4: 394
غول: اغتالها 1: 115‌

(ف)

فتح: الفتوح 4: 170
فرص: يتفارصون 2: 422
فرق: الفُرق و الفُرقان 2: 182
فرند: الفِرِند 1: 56
فره: الفَرَه 4: 514
فشح: فَشَحَ 4: 504
فصل: لا أصل له و لا فصل 1: 109 المفْصل 2: 38
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 177
فعل: المفتَعَل 4: 330
فغو: الفَغا 2: 249
فقع: الفَقْعة 4: 513
فكن: تفكَّن 4: 446
فلق: الفَلْق 4: 513
فوز: المَفَازة 4: 320
فوق: الفُواق 4: 242 الفُقَي 4:
442‌

(ق)

قأب: المِقْأب 4: 455
قبح: القبيح، كِسْر قبيح 2: 58
قتب: الأقتاب 2: 297
قتن: القَتين 1: 430
قدر: القِدْر (كواكب) 1: 58 الأقدر 2: 17
قذم: القَذْم 5: 116
قرس: القارس 3: 375
قرش: اقترش 2: 168 القَرْش 5: 117 يقرِشُ 5: 483
قرض: قَرَض 5: 117
قرف: أعرضت القِرفة 4: 471
قرق: القَرَق 5: 118
قرن: المقرَّنة 2: 27
قري: القريَّة 1: 448
قزع: القَزَع 5: 118
قزم: القُزْم 2: 347
قسط: القُسوط 2: 260
قشب: قَشَبَ 2: 149 قشيب 2:
149 مقشَّب 2: 150
قصب: مقصَّب 2: 82
قصص: القِصَّة 1: 415
قضب: قَضَبَ 5: 117
قضض: تقضّي البازي 3: 417/ 4:
21
قطع: القطيع 2: 45
قطم: القُطاميّ 1: 140
قعع: أقَعَّه 4: 9
قفد: القَفد 5: 116
قفر: القَفْر 5: 116
قفص: القَفْص 5: 118
قفع: تقفَّع 5: 117
قلب: القُلْب 4: 179
قلع: القَلَّاع 2: 263
قلف: تمقلَّف 5: 117
قلو: يقلو (و يقلي) 1: 223
قمح: قمَحَ 5: 31
قمس: القُمسَّ 5: 23 القاموس 5: 116
قوم: قام مِيزان النهار 6: 107
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 178‌

(ك)

كبث: الكبِث 1: 34/ 5: 193
كبر: الإكبار 3: 290
كبل: الكِبْل 5: 193
كتب: المكتَّبة 2: 7
كتم: المِكتام 1: 223 سرّ كاتم 4: 279
كثم: كثم 5: 193
كدس: كدس 5: 194
كذب: كذب عليك 4: 222
كرث: الاكتراث 1: 322
كرد: الكَرْد 5: 194
كرس: كرسَ 5: 194
كرم: الكُروم 4: 41
كسر: كِسْر قبيح 2: 58
كفر: الكُفْر و الكُفْران 2: 182
كفل: الكَفْل 5: 193
كلع: الكلَعَ 3: 20
كيس: كيسان 4: 164‌

(ل)

لبب: اللبلابة 4: 321
لحب: لحُب يُلحَب 1: 512
لخخ: مُلْطَخّ 5: 252
لخص: اللَّخَص 1: 331 اللخيص 1: 331
لذم: لَذِمَ 1: 333
لزق: الالتزاق 1: 88
لصب: اللِّصْب 5: 214
لغب: اللَّغْب 3: 54
لقم: لقمَ 3: 350
لكد: اللَّكَد 4: 361
لمس: اللَّمُوس 4: 290
لمم: مُلِمّ 2: 128
لهن: لهَّنَ 5: 215
ليس: ليْس 1: 164
لبق: لَيَّاق 1: 300 ما يليق بك 1: 300
ليل: طائر اللَّيل 2: 74‌

(م)

مأن: المأْنة 2: 77
متح: المواتح 2: 346
متن: تماتَنَ 2: 184
مثث: المتّ 1: 183
مثل: المُثول 1: 119
مخر: المواخر 3: 144
مدر: المدَرَة 1: 77
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 179
مذح: المَدَح 1: 217
مرس: المَرِس 2: 146/ 4: 365، 368 يتمرَّس 4: 368
مرعز: المرعزَّي 3: 400
مرغ: المَرْغ 2: 338
مري: مَرْي الجنوب 1: 450
مسح: المِسيح 1: 240 تُمسَح 1:
319
مشق: مَشق 2: 338
مصع: مَصَع، المَصْع 2: 411
معر: المَعِر 1: 508 مَعَر 3:
352
معن: المَعْنة 3: 74
مقر: الممقور 3: 350
ملس: المُلْس 4: 287
ملط: المِلْط 4: 369
ملع: مَلَاعِ 1: 356
مهد: مَهدت الشي‌ء 3: 159‌

(ن)

نتح: النَّتْح 1: 183
نثث: النَّثّ 1: 183
نثل: النَّثُول 1: 321
نجد: النَّجْدة 2: 392
نجف: النِّجاف 4: 21
نجم: النجيم 4: 305
نجو: النَّجِيُّ العُريان 4: 298
نحس: النَّحْس 4: 287
نخع: النُّخَاع 1: 207
نرب: النَّيْرب 1: 61
نسس: المنسوس 4: 167
نسل: النَّسَل 2: 347 نَسَلَ 4:
367
نصل: النَّصِيل 1: 125
نضب: أنْضَبَ 2: 380
نطق: منتطق 1: 238 النَّاطق 3:
308
نعف: النَّعْف 3: 273
نعم: تنعَّمْتُه فَتَنَعَّم 11: 377
نَعَم 4: 189
نفث: النفَّاثات 4: 89
نفر: النَّفْر 3: 234
نفز: النَّفْز 1: 319
نفض: النَّفَض 3: 399
نفط: النَّافطة 4: 69
نقث: النَّقْث 5: 484
نفر: ينقُر، النَّقْر 5: 483
نقض: تنقيض الأصابع 4: 513
نقل: المَنْقَلة 4: 251
نقه: ينقَه 4: 442
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 180
نكز: أنكَزَتْها 2: 346
نمر: النَّمِرة 5: 484
نهر: النّهِر 2: 77 نَهَر 5:
483
نهض: النَّاهض 1: 446/ 2: 150 النواهض 4: 182
نوش: تَنُوش 2: 128
نوق: أنوقُ و أينُق 1: 42
نون: النُّون 4: 284‌

(ه)

هبج: التهبُّج 6: 71
هبر: يَهبِرُ 6: 71
هبل: الهابل 1: 42 هِبِلّ و هِبِلَّة 5: 483
هجع: الهَجع 6: 72
هدل: الهديل 1: 492/ 2: 71 هَدِلَ 6: 71
هرر: الهِرّ و البِرّ 1: 178- 179
هرس: هَرَس 6: 72
هرط: نعجة هَرِطة 1: 82
هرع: الهَرِع 6: 72
هرق: هَرَقت 1: 79
هزق: هَزِق 6: 71
هضم: الهَضم، الأهصام 1: 507
هقم: الهيقم 6: 71
هلع: الهَلَع 6: 71
هلم: الهيلمان 6: 26
همس: هَمَس، هَموس 2: 238
همع: هَمَع 6: 72
همم: هميم 3: 240
هوي: الهُوِيَّة 4: 266
هيج: أهْيَج 2: 100
هيط: الهِياط 5: 289
هيع: هاعٌ، هائع 5: 225
هيف: اهتافَ 5: 179‌

(و)

وأب: اتَّأب 1: 361 الوأب 1:
365/ 2: 145
وأر: استوأرت الرحش 1: 357
وبش: أوباش 6: 114
وبل: الوايلين 4: 116
وجح: الوجاح 1: 62/ 4: 482
الاتّجاح 4: 82
وحد: مَوحد موحد 4: 324 أحاد أحاد 4: 324
ودج: أودَج الدَّابةَ 1: 244
ودن: المُودِن 4: 26
ورس: الوارس 1: 275
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 181
وري: الواري 4: 138
وزز: وَزْواز 5: 388
وسق: الوَسْق 2: 481 الوسيقة 4:
220
وصص: التّوصيص 2: 274
وطأ: الإيطاء 4: 356
وظب: الوُظُب 1: 230
وظف: الوظيف 4: 85
وعل: الوُعول 1: 342
وقر: الوقير 2: 392 الوقار 2:
494
وكد: الإيكاد 1: 89
وكن: الوكنة 1: 125
ولج: الولوج 4: 28
ولع: الوليع 5: 191
وله: الواله 1: 354
ولي: الوليّ 4: 169
وهم: أوهَمَ 1: 376
ويب: وَيْب 6: 77
ويس: وَيْس 6: 77
ويل: وَيْل 6: 77
ويه: وَيْه 6: 77‌

(ي)

يسر: الميسور 4: 69 اليُسْرَي 4:
220
يمم: امض يمامي 1: 29
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 182‌

ب- الألفاظ غير العربية

الباذنجان 5: 339
بستان أفروز 2: 277
تخت دار 2: 334
جلشان 1: 474
دستبند 4: 515
سَمَنْد 4: 409
سُور 1: 63
شِبي 3: 125
گونه 1: 496
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 183‌

ج- مافات المعاجم المتداولة أو انفرد به ابن فارس «1»

أبط: مستأبِط 5: 23
أمر: أمرته و آمرته بمعني جعلته أميرا 1: 137
بأس: بأسَ بأسا 2: 328
برر: بُربُر 1: 179
بلع: البالوع 2: 301
بوع: بُواع 2: 319
ثأثأ: ثأثأت منه 2: 370
جول: المِجْول بمعني الغدير 2: 496
حتر: الحتْر 2: 133
حصم: حُصام الدابَّة 2: 69
خبر: مكانٌ خَبِر 2: 240
خلد: رجل مُخْلَدٌ 2: 207
خلو: هو خَلاة لكذا 2: 205
خمر: المستخمر بمعني الشريك 2:
216
خيل: بعير مخيول 2: 235
دري: شاة مُدْراة، المدريان بمعني طبيي الشاة 2: 272
دسر: رمح مِدسر 2: 278
دعض: مادة دعض 2: 284
دغمر: دِغمار 2: 338
ديك: الديك (في جبهة الفرس) 2:
318
ذكر: الذَّكارة و الذُّكورة 4: 478
ربق: الرِّباق 3: 259
رثد: الرثَد 2: 487
رعج: أرض مِرعاج و رعِجَة 2:
411
رعك: الراعك 2: 406
رقع: الرُّقعة بمعني الكلأ المتلبد 4:
93
رمج: رمَّج الأثر بالتراب 2: 437
رهد: الرَّهَد بمعني الاسترخاء 4: 514
______________________________
(1) أما ما فات صاحب اللسان أو ما فات صاحب القاموس فقد نبهت عليه في مواضعه.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 184
رهره: الرهرهتان 2: 381
زبع: الأزبع بمعني الداهية 3: 47
زرر: الزَّرة بمعني الحربة 3: 7
زلم: الأزلم الجذع بمعني الأسد 3:
19
سجر: السجار بمعني السَّجُور 3:
135
سخت: أمر مسخات 3: 147
شمل: الشمّالة 3: 216
ضغغ: الضغَّاغة 3: 355
ضيف: الضَّيغنان 3: 366
طخف: الطَّخْف بمعني الشدة 3: 458
عبب: العُباب بمعني السرعة 4: 24
عتق: العاتقة بمعني البئر القديمة 4:
221
عجب: العُجبة بمعني العجب 4: 244
عدو: العُدَواء بمعني العدوي 4:
250
عرج: عرّجنا من العُريجاء 4: 303
عزز: العَزَازة بمعني دفعة السيل 4:
41
عشك: مادة (عشك) جميعها 4: 321
عفف: عفَّفت فلانا 4: 3
عقب: العَقَب في السِّلعة 4: 78 الإعقابة مثل الإدبارة 4: 84
عقص: العَقِص بمعني عنق الكرش 4: 97
علك: في لسانه عَولَكٌ 4: 132
علو: المُعَلَّي بمعني المَحمِل 4:
118
عمي: العُميان للعمي 4: 134
عنق: هو منك عُنُقَ الحمامة 4:
162
غبي: الغَبْية بمعني الزُّبية 4: 411
غدق: الغَدَق بمعني الناعم 4: 415
غسو: قراءة «و قد بلغت من الكبر غُسِيِّا» 49: 424
فدج: شاة مُفَودجة 4: 484
فري: الفَرَي بمعني الجبان 4: 497
فغغ: الفغفغة، الفغفغان، الفغفغي، الفغفغاني، تفغفغ في أمره 4:
441
فوز: فوزي بأمرك 4: 459
فوغ: الفَوغ و الفَوغاء 4: 460
قذم: قُذَم بمعني كثير الأخذ 5 69
قرص: القُروص 2: 55
قرف: قَرْف الخبز 5: 74
قسس: سير قسيس 5: 9
كبن: تكبَّن 5: 155
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 185
كثم: أكثم فَمَه 5: 162
لسب: اللَّسْب بمعني الجمع 5: 248
لقو: اللَّقوة للدلو التي ترتفع مع الأخري 5: 260
مصر: المَصْر بمعني بقية اللبن 5:
330
نقرش: النقرشة بمعني الحس الخفيّ 5:
483
هبث: الهَبْث بمعني الحركة 6: 28
هدك: انهدك علينا 6: 40
هفت: الهَفت بمعني قطع الدم المتهافتة 6: 57
هقب: الهِقَبّ بمعني الصُّلب 6: 58
هقل: التهقُّل 6: 58
هلت: الهَلْت بمعني الجماعة 6: 61
وأر: وَئِرَ وأرَا 6: 79
وأق: الوأقْ 6: 79
وبل: المَوْبل 6: 82
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 187
الفهرس الثاني فهرس الأشعار 1- ما ورد قبله نجم من القوافي أو الأرقام فهو ما ورد عجزه فقط
2- ما جعل من القوافي أو الأرقام بين قوسين فهو ما ورد صدره فقط و أمكن معرفة قافيته.
3- ما وضع من القوافي بين معكفين [] فهو ما أشار ابن فارس إلي قائله فقط و لم يذكر نصه.
4- ما وضع من أعلام الشعراء بين قوسين فهو مما لم ينص عليه ابن فارس و أمكنني معرفته من المراجع. و ما لم أهتد إليه في أثناء التحقيق و اهتديت إليه في أثناء عمل الفهرس أشرت إليه في حواشي الفهرس.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 188‌

2- فهرس الأشعار

(أ)

إزاءَها/ طويل/ قيس بن الخطيم/ 1: 397
أضاءَها/ طويل/ قيس بن الخطيم/ 3: 167
(مأَّءَ)/ خفيف/-/ 5: 292
لقاءُ/ طويل/ (محرز بن المكعبر)/ 5: 86
ونهاءُ/ طويل/-/ 5: 360
اعتزاؤها/ طويل/-/ 4: 310
آءُ/ بسيط/-/ 1: 33
* النساءُ/ وافر/ حسان/ 3: 416
الجزاءُ/ وافر/ حسان/ 4: 273
و الإساءُ/ وافر/ الحطيئة/ 1: 105
الإناءُ/ وافر/ الحطيئة/ 1: 141/ 50: 174
إتاءُ/ وافر/ (الربيع بن الحقيق)/ 4: 151، 152
* أساءوا/ وافر/ (الربيع بن ضبع)/ 1: 128
و الفتاءُ/ وافر/ (الربيع بن ضبع)/ 4: 474
و آء/ وافر/ (زهير)/ 1: 33
خِلاءُ/ وافر/ (زهير)/ 1: 79
العماءُ/ وافر/ (زهير)/ 1: 88
و آءُ/ وافر/ (زهير)/ 1: 145/ 5: 201
يستباءُ/ وافر/ (زهير)/ 1: 314
دواءُ/ وافر/ (زهير)/ 1: 491
و الذكاءُ/ وافر/ (زهير)/ 2: 358
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 189
عفاء/ وافر/ زهير/ 4: 4
العفاءُ/ وافر/ زهير/ 4: 59
عناءُ/ وافر/ زهير/ 4: 147
عداءُ/ وافر/ زهير/ 4: 250
نساء/ وافر/ زهير/ 5: 43
هواءُ/ وافر/ زهير/ 6: 15
الرشاءُ/ وافر/ زهير/ 6: 16
هداءُ/ وافر/ زهير/ 6: 43
الإتاءُ/ وافر/ عبد اللّه بن رواحة/ 1: 52، 265
شفاءُ/ وافر/ (عوف بن الأحوص)/ 4: 162
شفاءُ/ وافر/ القطران/ 1: 449
إتاءُ/ وافر/-/ 1: 52
* التَّواءُ/ وافر/-/ 1: 357
الرعاءُ/ وافر/-/ 2: 491/ 3: 161
خوثاءُ/ رمل/ (أمية بن حرثان)/ 2: 226
مبوَّؤُها/ منسرح/ ابن هرمة/ 1: 312
الإمساءُ/ خفيف/ الحارث بن حلزة/ 1: 145
فالأبلاءُ/ خفيف/ الحارث بن حلزة/ 1: 295
الثواءُ/ خفيف/ الحارث بن حلزة/ 1: 393
ضوضاءُ/ خفيف/ الحارث بن حلزة/ 1: 480
الداءُ/ خفيف/ الحارث بن حلزة/ 3: 435
الولاءُ/ خفيف/ الحارث بن حلزة/ 4: 192
القضاءُ/ خفيف/ الحارث بن حلزة/ 5: 99
عناءُ/ خفيف/ (أبو زبيد الطائي)/ 5: 199
شعواءُ/ خفيف/ عبيد اللّه بن قيس الرقيات/ 3: 190
* حوثاءُ/ خفيف/-/ 2: 114
يبزلاء/ بسيط/-/ 1: 245
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 190
الثلاثاءِ/ بسيط/-/ 1: 385
غنائي/ وافر/-/ 2: 495
الأدماءِ/ كامل/ أبو النجم/ 1: 488
بسواءِ/ كامل/-/ 1: 59
* مضوائِه/ كامل/ القطامي/ 5: 331
بمائِها/ كامل/ أبو زبيد الطائي/ 1: 184
غلوائِها/ مجزو الكامل/ (عبيد اللّه بن قيس الرقيات)/ 4: 388
بالدهماءِ/ خفيف/ (أبو زبيد الطائي)/ 1: 681
السوآءِ/ خفيف/ (أبو زبيد الطائي)/ 3: 113
وسَفَاءِ/ خفيف/-/ 3: 81
عماءِ/ متقارب/ المرار/ 4: 135
ماءِ/ متقارب/-/ 5: 212‌

(ب)

حواشبْ/ مجزو الكامل/ (الأعلم الهذلي)/ 1: 447/ 2: 66
الحباحبْ/ مجزو الكامل/ (الأعلم الهذلي)/ 2: 27
صاحبْ/ مجزو الكامل/ (الأعلم الهذلي)/ 4: 497
العربْ/ رمل/ (الفضل بن العباس «1»)/ 2: 195
الركبْ/ رمل/ (مسكين الدارمي)/ 5: 348
شسبْ/ متقارب/ أبو دواد/ 2: 373
فسبّ/ متقارب/ (ذو الخرق الطهوي)/ 3: 63
كالمحتطبْ/ متقارب/ (عنترة)/ 1: 412
خشِبْ/ متقارب/ (عنترة)/ 2: 350
شجبْ/ متقارب/ (عنترة «2»)/ 3: 250
______________________________
(1) أو عتبة بن أبي لهب، أو عمر بن ابي ربيعة.
(2) انظر الحماسة رقم 144 بشرح المرزوقي.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 191
الحطبْ/ متقارب/-/ 1: 453
قُلبا/ طويل/-/ 5: 17
ليذهبا/ طويل/ الأعشي/ 1: 7/ 50: 183
مخضَّبا/ طويل/ الأعشي/ 1: 103
فأصحبا/ طويل/ الأعشي/ 1: 162
ليضربا/ طويل/ الأعشي/ 1: 278، 396
* أعزبا/ طويل/ الأعشي/ 4: 310
ملحبا/ طويل/ الأعشي/ 4: 488
موظبا/ طويل/ (خداش بن زهير)/ 5: 168
و جندبا/ طويل/-/ 1: 79
تغضَّبا/ طويل/-/ 4: 306
* كرائبا/ طويل/ (سعد بن ناشب)/ 5: 174
زغَبا/ بسيط/ (أم ثواب الهزانية)/ 1: 27
رغُبا/ بسيط/ الحطيئة/ 1: 106/ 6: 63
الذنبا/ بسيط/ الحطيئة/ 1: 147
الكربا/ بسيط/ الحطيئة/ 4: 151/ 5: 174
نشبا/ بسيط/ (سهم بن حنظلة)/ 4: 98
و اغتربا/ بسيط/ (سهم بن حنظلة)/ 5: 378
سكبا/ بسيط/ (مرة بن محكان)/ 3: 92
و القربا/ بسيط/ (مرة بن محكان)/ 5: 82
ذهبا/ بسيط/ (يزيد بن الطئرية)/ 1: 12
مجشابا/ بسيط/ (أبو زبيد الطائي)/ 1: 459
إلهابا/ بسيط/ (أبو زبيد الطائي)/ 5: 420
(و الذبابا)/ وافر/-/ 4: 9
و الهضايا/ وافر/-/ 4: 281
التهابا/ وافر/-/ 5: 213
ملابا/ وافر/ جرير/ 3: 279
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 192
الحجابا/ وافر/ جرير/ 4: 126
أصابا/ وافر/ (كثير عزة)/ 5: 312
غضابا/ وافر/ (معاوية بن مالك)/ 3: 98
جوابا/ وافر/ يزيد بن الطثرية/ 1: 231
طلوبا/ وافر/ (أبو خراش الهذلي)/ 1: 180
الجبوبا/ وافر/ (أبو خراش الهذلي)/ 1: 424
صليبا/ وافر/ (أبو خراش الهذلي)/ 1: 446
رطيبا/ وافر/ (أبو خراش الهذلي)/ 2: 54
قشيبا/ وافر/ (أبو خراش الهذلي)/ 2: 149
* تؤوبا/ وافر/ (مية أم عتيبة بن الحارث)/ 1: 127
لبَّي/ كامل/-/ 5: 4
هياربَّا/ كامل/-/ 6: 22
أغضبا/ كامل/ جرير/ 2: 91
فشابَهُ/ كامل/-/ 2: 233
الغَرَبا/ منسرح/ لبيد/ 4: 421
و الخببا/ منسرح/-/ 5: 58
أصحبا/ منسرح/ (امرؤ القيس)/ 1: 138
أحسبا/ منسرح/ (امرؤ القيس)/ 1: 324/ 2: 61/ 4: 4
شعوبا/ منسرح/ الأعشي/ 2: 75
معيبا/ منسرح/-/ 3: 232
* وجبُ «1» / طويل/ (الأخطل)/ 6: 90
العذبُ/ طويل/ نصيب/ 1: 201/ 5: 348
القلبُ/ طويل/-/ 4: 179
(تضربُ)/ طويل/ الأعشي/ 2: 4
يعطبُ/ طويل/ الأعشي/ 5: 433
______________________________
(1) و يروي «وجب» بالجر.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 193
مقنبُ/ طويل/ أوس بن حجر/ 2: 299
مقصَّبُ/ طويل/ بشر بن أبي خازم/ 2: 82
محلبُ/ طويل/ بشر بن أبي خازم/ 2: 96
يتقلَّبُ/ طويل/ ذو الرمة/ 6: 12
ملعبُ/ طويل/ طفيل بن كعب/ 1: 279
مطلَّبُ/ طويل/ (طفيل بن كعب)/ 4: 375
و أعذبوا/ طويل/ (عبيد بن الأبرص)/ 4: 259
مؤرّبُ/ طويل/ الكميت/ 1: 90
مشعبُ/ طويل/ الكميت/ 3: 191
أسغبُ/ طويل/ الكميت/ 4: 57
معقبُ/ طويل/ الكميت/ 4: 81
مغرَّبُ/ طويل/ (الكميت)/ 4: 421
* المنحَّبُ/ طويل/ الكميت/ 5: 404
معثلبُ/ طويل/ (النابغة)/ 1: 161/ 2: 236
المهذَّبُ/ طويل/ (النابغة)/ 1: 277
* متصوّبُ/ طويل/ (النابغة)/ 3: 141
* (منصبُ «1»)/ طويل/-/ 1: 153
سيخرب/ طويل/-/ 1: 347
أنكبُ/ طويل/-/ 2: 30
تضرَبوا/ طويل/-/ 3: 92
* مذرَّبُ/ طويل/-/ 3: 172
تعجبُ/ طويل/-/ 4: 157
و جانبُ/ طويل/ (الأخنس بن شهاب)/ 4: 142، 275
خاطبُ/ طويل/ (جرير)/ 2: 507
و راضبُ/ طويل/ (حذيفة بن أنس)/ 2: 402
______________________________
(1) يحتمل أن يكون عجزاً و أن يكون صدراً.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 194
المقانبُ/ طويل/ دريد بن الصمة/ 4: 108
الكواكبُ/ طويل/ النابغة الجعدي/ 4: 260
النجائبُ/ طويل/-/ 1: 317
الجوالبُ/ طويل/-/ 1: 469
ذاهبُ/ طويل/-/ 2: 409
المعاقبُ/ طويل/-/ 4: 78
عسيبُ/ طويل/ امرؤ القيس/ 4: 318
نجيبُ/ طويل/ الحطيئة/ 4: 447
عجيبُ/ طويل/ (حميد بن ثور)/ 1: 352/ 30: 64
* وجيبُ/ طويل/ (حميد بن ثور «1»)/ 1: 493
ربيبُ/ طويل/ (حميد بن ثور)/ 5: 130
غروبُ/ طويل/ (حميد بن ثور)/ 4: 95
مشوبُ/ طويل/ (السليك، أو المخبل)/ 4: 269
لعجيبُ/ طويل/ (عروة بن حزام)/ 1: 242
عجيبُ/ طويل/ علقمة بن عبدة/ 1: 375
غريبُ/ طويل/ علقمة بن عبدة/ 1: 483
و سليبُ/ طويل/ علقمة بن عبدة/ 2: 332
ربوبُ/ طويل/ علقمة بن عبدة/ 2: 383
و صبيبُ/ طويل/ (علقمة بن عبدة)/ 3: 280
طبيبُ/ طويل/ (علقمة بن عبدة)/ 3: 407
مشيبُ/ طويل/ (علقمة بن عبدة)/ 3: 445
و كليبُ/ طويل/ (علقمة بن عبدة)/ 4: 54
* و خطوبُ/ طويل/ (علقمة بن عبدة)/ 4: 250
نصيبُ/ طويل/ أبو (الغريب النضري)/ 1: 410
طبيبُ/ طويل/ (كعب بن سعد)/ 5: 45
______________________________
(1) أو النمر بن تولب.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 195
لبيبُ/ طويل/ (المضرب بن كعب)/ 5: 199
يصوبُ/ طويل/ (أبو وجزة، أو علقمة «1»)/ 3: 318
تريبُ/ طويل/-/ 1: 77
(فتغيبُ)/ طويل/-/ 2: 115
عَروبُ/ طويل/-/ 3: 160/ 4: 20، 301
غريبُ/ طويل/-/ 3: 252
و زبيبُ/ طويل/-/ 4: 509
(و غاربُه)/ طويل/ (الأخطل)/ 3: 390
و ملاعبهُ/ طويل/ (ذو الرمة)/ 1: 172
* يطالبهُ/ طويل/ (ذو الرمة)/ 1: 240
جادبُه/ طويل/ (ذو الرمة)/ 1: 435
جنادبهُ/ طويل/ (ذو الرمة)/ 4: 131
و غاربُه/ طويل/ (أبو الغمر الكلابي «2»)/؟؟؟: 397
شاربُه/ طويل/ (الفرزدق)]/ 1: 217
راكبُه/ طويل/ المتلمس/ 4: 112
سبائبهُ/ طويل/-/ 3: 378
عصائبهُ/ طويل/-/ 4: 338
سيعاقبهُ/ طويل/-/ 5: 262
واكتئابُها/ طويل/ أبو ذؤيب الهذلي/ 1: 166، 469
رقابُها/ طويل/ أبو ذؤيب الهذلي/ 1: 442
* شبابُها/ طويل/ أبو ذؤيب الهذلي/ 2: 123
غرابُها/ طويل/ (أبو ذؤيب) الهذلي/ 2: 234/ 3: 64
ربابها/ طويل/ أبو ذؤيب الهذلي/ 1: 383
(اجتذابُها)/ طويل/ (أبو ذؤيب الهذلي)/ 4: 23
جوابُها/ طويل/ الفرزدق/ 3: 472
______________________________
(1) أو رجل من عبد القيس.
(2) أو عبد الرحمن بن حسان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 196
ثوابُها/ طويل/-/ 4: 118
* غروبُها/ طويل/ بشر بن أبي خازم/ 10: 450/ 2: 326
تذيبُها/ طويل/ بشر بن أبي خازم/ 2: 364
(قلوبُها)/ طويل/ (بشر بن أبي خازم)/ 2: 446
عكوبُها/ طويل/ بشر بن أبي خازم/ 4: 104، 121
و شيبُها/ طويل/ الكميت/ 2: 354
نيوبُها/ طويل/ ابن ميادة/ 4: 140
شعوبُها/ طويل/-/ 2: 472
وجوبها/ طويل/-/ 6: 154
و الرطبُ/ بسيط/ ذو الرمة/ 1: 9/ 5: 274
الوصبُ/ بسيط/ ذو الرمة/ 1: 32
(العطبُ)/ بسيط/ ذو الرمة/ 1: 189
(منتهب)/ بسيط/ ذو الرمة/ 1: 235
ترِبُ/ بسيط/ ذو الرمة/ 1: 241، 346
الخربُ/ بسيط/ (ذو الرمة)/ 1: 434
* جنِبُ/ بسيط/ (ذو الرمة)/ 1: 483
مضطربُ/ بسيط/ (ذو الرمة)/ 2: 6. 356
تربُ/ بسيط/ (ذو الرمة)/ 2: 231
الهربُ/ بسيط/ ذو الرمة/ 2: 315
* رتبُ/ بسيط/ ذو الرمة/ 2: 486
شهتبُ/ بسيط/ (ذو الرمة)/ 3: 82
النجبُ/ بسيط/ (ذو الرمة)/: 102
سربُ/ بسيط/ (ذو الرمة)/ 3: 155
جنبُ/ بسيط/ (ذو الرمة)/ 3: 173
شبَبُ/ بسيط/ (ذو الرمة)/ 3: 177/ 5: 426
منزربُ/ بسيط/ (ذو الرمة)/ 2: 216
* النجبُ/ بسيط/ (ذو الرمة)/ 3: 296
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 197
نكبُ/ بسيط/ ذو الرمة/ 3: 319/ 5: 376
عصَبُ/ بسيط/ ذو الرمة/ 3: 418
عقبُ/ بسيط/ ذو الرمة/ 4: 80
و الهدبُ/ بسيط/ ذو الرمة/ 4: 87
و القصبُ/ بسيط/ ذو الرمة/ 4: 233
عربُ/ بسيط/ ذو الرمة/ 4: 240
العذب/ بسيط/ (ذو الرمة)/ 4: 260
منجذبُ/ بسيط/ ذو الرمة/ 4: 264
حصبُ/ بسيط/ (ذو الرمة)/ 4: 268
تنْسلبُ/ بسيط/ ذو الرمة/ 4: 319
حدبُ/ بسيط/ (ذو الرمة)/ 4: 355
جوَبُ/ بسيط/ ذو الرمة/ 4: 410
* الغربُ/ بسيط/ ذو الرمة/ 4: 420
منقضبُ/ بسيط/ ذو الرمة/ 5: 100
الكتبُ/ بسيط/ ذو الرمة/ 5: 158
لبب/ بسيط/ (ذو الرمة)/ 5: 20
ثنبُ/ بسيط/ ذو الرمة/ 5: 208
كذبُ/ بسيط/ ذو الرمة/ 5: 385
نغب/ بسيط/ ذو الرمة/ 5: 452
و الهضبُ/ بسيط/ (ذو الرمة)/ 6: 76
(و الطلب)/ بسيط/ (ذو الرمة)/ 6: 91
الوظُبُ/ بسيط/ الكميت/ 1: 23
العبب/ بسيط/ ابن ميادة/ 4: 25
مختضبُ/ بسيط/ النابغة/ 2: 190
عجَبُ/ بسيط/ (النابغة، أو العباس بن يزيد)/ 2: 5
الطلبُ/ بسيط/-/ 1: 67
الذَّربُ/ بسيط/-/ 2: 353
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 198
و الصربُ/ بسيط/-/ 3: 347
العسبُ/ بسيط/-/ 4: 318
منصوب/ بسيط/ امرؤ القيس/ 1: 290
الجلابيبُ/ بسيط/ (جنوب أخت عمرو)/ 1: 470
* المناجيبُ/ بسيط/ (أبو خراش الهذلي)/ 5: 399
سرحوبُ/ بسيط/ (عمر بن إبراهيم الأنصاري)/ 4: 287
و الشيبُ/ بسيط/ (أبو قيس بن رفاعة)/ 3: 409/ 4: 156
عكُّوبُ/ بسيط/-/ 4: 104
يؤوبُ/ مخلع البسيط/ عبيد بن الأبرص/ 1: 153
* عجيبُ/ مخلع البسيط/ عبيد بن الأبرص/ 1: 213
* يشيب/ مخلع البسيط/ عبيد بن الأبرص/ 3: 232
السبيب/ مخلع البسيط/ (عبيد بن الأبرص)/ 3: 386
قسيبُ/ مخلع البسيط/ (عبيد بن الأبرص)/ 5: 88
* المشيبُ/ مخلع البسيط/ عدي بن زيد/ 3: 232
* العقابُ/ وافر/ امرؤ القيس/ 4: 83
* الشبابُ/ وافر/ النابغة/ 3: 463
العتابُ/ وافر/-/ 4: 227
طلوبُ/ وافر/ (أبو ذؤيب)/ 2: 226
و لوبُ/ وافر/ أبو ذؤيب/ 3: 333
قشيبُ/ وافر/ أبو ذؤيب/ 5: 367
خشيبُ/ وافر/ عبد اللّه بن سلمة/ 1: 114
وجيبُ/ وافر/-/ 2: 29
الحقبُ/ مجزو الوافر/ (أبو العيال الهذلي)/ 5: 123
عتبُ/ مجزو الوافر/-/ 4: 226
يغضبوا/ كامل/ (أبو أسماء بن الضريبة)/ 1: 446
الموكبُ/ كامل/ (ساعدة بن جؤية) الهذلي/ 1: 87
تُرقَبُ/ كامل/ (ساعدة بن جؤية) الهذلي/ 1: 274
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 199
* مؤلبُ/ كامل/ (ساعدة بن جؤية) الهذلي/ 3: 386
المصعبُ/ كامل/ ساعدة بن جؤية الهذلي/ 4: 144
و يجنبُ/ كامل/ ساعدة بن جؤية الهذلي/ 4: 197
و تغضَّبوا/ كامل/ (عبيد بن الأبرص)/ 2: 367
* الجندبُ/ كامل/-/ 4: 128
و التقليب/ كامل/ (نافع أو نويفع الفقعسي)/ 4: 436
ثلِبُ/ مجزو الكامل/ (أبو العيال) الهذلي/ 1: 384
شرابُه/ مجزو الكامل/ الأعشي/ 1: 134
تصحبُ/ سريع/ أبو دواد/ 1: 6
صقَبُ/ منسرح/ (عبيد اللّه بن قيس الرقيات)/ 1: 30
الذهبُ/ منسرح/ عبيد اللّه بن قيس الرقيات/ 4: 337
السرب/ منسرح/ (الكميت)/ 2: 213
جلَبُ/ منسرح/ الكميت/ 2: 490
* يصطلبُ/ منسرح/ (الكميت)/ 3: 302
الحنظبُ/ متقارب/ (حسان بن ثابت)/ 6: 97
تضربُ/ متقارب/ (المسيب بن علس)/ 3: 398
[وجْبِ]/ طويل/ الأخطل/ 6: 90
لغْبِ/ طويل/ تأبط شراً/ 5: 256
كلْبِ/ طويل/ (أبو صخر) الهذلي «1» / 2: 99
بالخضب/ طويل/ الكميت/ 2: 128
الرطبِ/ طويل/-/ 2: 79
العذبِ/ طويل/-/ 5: 461
و أثقبِ/ طويل/ الأسعر الجعفي/ 3: 76
نحطبِ/ طويل/ امرؤ القيس/ 2: 79
أخرُبِ/ طويل/ امرؤ القيس/ 2: 175
مركَّبِ/ طويل/ امرؤ القيس/ 2: 202
______________________________
(1) انظر بقية أشعار الهذليين 101.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 200
المعلَّبِ/ طويل/ (امرؤ القيس)/ 3: 320
مضهَّبِ/ طويل/ امرؤ القيس/ 3: 374
مشظَّب/ طويل/ امرؤ القيس/ 3: 381
جأنبِ/ طويل/ امرؤ القيس/ 4: 73
قرهبِ/ طويل/ امرؤ القيس/ 4: 251
مرطبِ/ طويل/ (امرؤ القيس)/ 4: 257
(محنَّبِ)/ طويل/ (امرؤ القيس)/ 4: 355
مهذبِ/ طويل/ (امرؤ القيس)/ 5: 214
جندبِ/ طويل/ (امرؤ القيس)/ 5: 444
مقصَّبِ/ طويل/ بشر بن أبي خازم/ 1: 180
المذبذبِ/ طويل/ (البعيث بن حريث)/ 1: 243
و تجبجب/ طويل/ (خمام بن زيد مناة) 4: 280/ 5: 143/ 6: 112
مُعزِبِ/ طويل/ الراعي/ 2: 128
* المضهَّبِ/ طويل/ الراعي/ 4: 203
المِتحلِّبِ/ طويل/ طفيل/ 1: 375
و التحوُّبِ/ طويل/ طفيل/ 2: 113
مقشَّبِ/ طويل/ طفيل/ 2: 150
مشذَّبِ/ طويل/ طفيل/ 2: 507
(كالملوّبِ)/ طويل/ طفيل/ 4: 20
و معقِّبِ/ طويل/ طفيل/ 4: 82
المتنسَّبِ/ طويل/ طفيل/ 4: 180
محنَّبِ/ طويل/ طفيل/ 4: 272
لكلْبِ/ طويل/ طفيل/ 5: 134
* مؤربِ/ طويل/ (لبيد)/ 1: 90
و اشربِ/ طويل/ لبيد/ 1: 401
المثَقَّبِ/ طويل/ لبيد/ 4: 36
عيهبِ/ طويل/ (محمد بن حمران)/ 4: 166
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 201
يصخبِ/ طويل/ (هدبه بل خشرم)/ 1: 344
* محنَّبِ/ طويل/-/ 2: 60
المضبَّبِ/ طويل/-/ 2: 485
جندبِ/ طويل/-/ 4: 105
* الثعالبِ/ طويل/ أعشي همدان/ 5: 411
العقاربٍ/ طويل/ جرير/ 2: 112/ 4: 437
محاربِ/ طويل/ جرير/ 4: 169
ناشبِ/ طويل/ (دريد بن الصمة)/ 1: 422
الركائبِ/ طويل/ ذو الرمة/ 4: 179
ناعبِ/ طويل/ (أبو ذؤيب الهذلي)/ 3: 377
المآذبِ/ طويل/ (صخر الغي الهذلي)/ 1: 74
ابالأهاضبِ/ طويل/ (صخر الغي) الهذلي)/ 1: 100
الضاربِ/ طويل/ القطامي/ 2: 118
التجاربِ/ طويل/ القطامي/ 2: 341/ 5: 65
تقاربِ/ طويل/ قيس بن الخطيم/ 1: 89
الشواطبِ/ طويل/ (قيس بن الخطيم)/ 2: 169، 350/ 3: 186/ 5: 95
راكبِ/ طويل/ (قيس بن الخطيم)/ 2: 362/ 3: 456
واجبِ/ طويل/ قيس بن الخطيم/ 6: 89
أشائبِ/ طويل/ (النابغة الذبياني)/ 1: 108
غالبِ/ طويل/ النابغة الذبياني/ 2: 99
الحباحبٍ/ طويل/ النابغة الذبياني/ 2: 28/ 3: 293
بعصائبِ/ طويل/ النابغة الذبياني/ 2: 99/ 4: 339
السباسبِ/ طويل/ (النابغة الذبياني)/ 2: 140/ 30: 64
الدواربِ/ طويل/ (النابغة الذبياني)/ 2: 274
الكوائبِ/ طويل/ النابغة الذبياني/ 4: 270/ 50: 163
و جالبِ/ طويل/ النابغة الذبياني/ 4: 282
الكتائب/ طويل/ النابغة الذبياني/ 4: 434
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 202
لازبِ/ طويل/ النابغة الذبياني/ 5: 245
كاذبِ/ طويل/ النمر بن تولب/ 4: 376
المذانبِ/ طويل/-/ 1: 429
المناكب/ طويل/-/ 2: 340
متقارب/ طويل/-/ 3: 197
لعاصبِ/ طويل/-/ 4: 339
المذانبِ/ طويل/-/ 5: 18
سابِ/ طويل/-/ 4: 128
يرقوبِ/ طويل/-/ 4: 49
مريبِ/ طويل/-/ 4: 311
الذنبِ/ بسيط/ (رجل من بني عمرو بن عامر)/ 1: 50
و الكنِبِ/ بسيط/ الطرماح/ 5: 140
العُذُبِ/ بسيط/ الكميت/ 1: 277
كالجرَبِ/ بسيط/ أبو وجزة/ 2: 438
الصخبِ/ بسيط/-/ 4: 22
الذنبِ/ بسيط/-/ 4: 410
بتعذيب/ بسيط/ (الجميح بن الطماح)/ 5: 216
تأويبِ/ بسيط/ (سلامة بن جندل)/ 1: 153
محلوب/ بسيط/ (سلامة بن جندل)/ 1: 286
الظناسيب/ بسيط/ (سلامة بن جندل) 3: 470/ 4: 502
لليعاسيب/ بسيط/ (سلامة بن جندل)/ 4: 318
اليعاقيبِ/ بسيط/ سلامة بن جندل/ 2: 29
مربوبِ/ بسيط/ سلامة بن جندل/ 2: 382/ 3: 77/ 5: 113
ترجيبِ/ بسيط/ سلامة بن جندل/ 3: 131
منصوب/ بسيط/ النابغة/ 3: 302
اللجابِ/ رمل/ مهلهل/ 5: 236
الجوّاب/ رمل/-/ 4: 164
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 203
رحبِ/ هزج/ (أبو دواد الإيادي)/ 2: 11
بالرعبِ/ هزج/ أبو دواد الإيادي/ 2: 194
القَضْبِ/ هزج/ أبو دواد الإيادي/ 2: 509
سهبِ/ هزج/ أبو دواد الإيادي/ 3: 64
الشعبِ/ هزج/ أبو دواد الإيادي/ 3: 191/ 5: 379
الجدبِ/ هزج/ أبو دواد الإيادي/ 3: 307
و الشربِ/ هزج/ أبو دواد الإيادي/ 4: 193
اللهبِ/ هزج/ أبو دواد الإيادي/ 4: 344
الكلبِ/ هزج/ (أبو دواد الإيادي)/ 3: 423/ 4: 501
لحبِ/ هزج/ (أبو دواد الإيادي)/ 5: 275
سكبِ/ هزج/ (عقبة بن سابق)/ 6: 59
بكثَّابِ/ هزج/-/ 5: 163
الأشيبِ/ سريع/ (الأسود بن يعفر)/ 1: 211
الغائبِ/ سريع/-/ 2: 118
الراكبِ/ سريع/-/ 2: 137
* عتبِ/ منسرح/-/ 4: 226
عنِبه/ منسرح/ عبيد اللّه بن قيس الرقيات/ 3: 314
و الترابِ/ خفيف/ عمر بن أبي ربيعة/ 1: 308
الظرابِ/ خفيف/ (معديكرب)/ 5: 384
كالزبيبِ/ خفيف/ (الأعشي)/ 3: 294
الجنوبِ/ خفيف/-/ 1: 450
كالأذؤبِ/ متقارب/ ذو الإصبع «1» / 4: 243
* مستأربِ/ متقارب/ (النابغة الجعدي)/ 1: 91
أرتَبِ/ متقارب/ النابغة الجعدي/ 1: 294
* و المهربِ/ متقارب/ النابغة الجعدي/ 2: 414
مقنبِ/ متقارب/-/ 5: 159
______________________________
(1) أو النابغة الجعدي.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 204
الكائبِ/ متقارب/ (أوس بن حجر)/ 5: 163. 385
بالغائبِ/ متقارب/ (أوس بن حجر)/ 5: 466
ساقبِ/ متقارب/-/ 3: 85
بقصَّابِها/ متقارب/ (الأعشي)/ 5: 95
لأربابِها «1» / متقارب/ حميد بن ثور/ 3: 133
ثواب/ وافر/ (الأخنس بن شهاب)/ 1: 395
السِّغاب/ وافر/ (أبو سلمة المحاربي)/ 1: 370
نصابِ/ وافر/ (مالك بن نويرة)/ 6: 101
الدروبِ/ وافر/ (ابن أحمر)/ 3: 450
* كالشجوبِ/ وافر/ (أسامة بن الحارث، أو أبو رعاس)/ 3: 249
قشيبِ/ وافر/ أبو دواد، أو عدي بن زيد/ 2: 333
بالأريبِ/ وافر/ (عنترة)/ 2: 200
* لغبِ/ كامل/ (الحارث بن الطفيل)/ 5: 256
النقْبِ/ كامل/ (دريد بن الصمة)/ 5: 466
كالكلبِ/ كامل/ (عامر بن الطفيل)/ 2: 265
الجندبِ/ كامل/ (الأبيرد الرياحي)/ 3: 10
* بركبي/ كامل/ (خزز بن لوذان)/ 1: 305
فاذهبيِ/ كامل/ عنترة/ 4: 221
مركبي/ كامل/ (عنترة)/ 5: 446
* فارغبِ/ كامل/ (النمر بن تولب)/ 2: 416
فالغبغبِ/ كامل/ (نهيك الفزاري)/ 2: 60
اللاغبِ/ كامل/ (ابن أحمر)/ 4: 284
الكاذبِ/ كامل/ (ابن هرمة)/ 4: 417
* غرابِ/ كامل/ (حسان بن ثابت)/ 3: 37
الأذرابِ/ كامل/ (حضرمي بن عامر)/ 1: 188
* الأظرابِ/ كامل/ لبيد/ 3: 475
______________________________
(1) و قيل: الصواب «لأحبارها».
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 205
معشابِ/ كامل/ ابن هرمة/ 4: 172
الأذنابِ/ كامل/-/ 3: 181
يعبوبِ/ كامل/ قيس بن الخطيم/ 2: 123/ 4: 24
قريبِ/ كامل/ (قيس بن الخطيم)/ 3: 156
* إيابها/ كامل/ أمية بن أبي الصلت/ 1: 154
سهابِها/ كامل/ (الكميت)/ 1: 213‌

(ت)

مقيتا/ وافر/ (أبو قيس بن رفاعة «1»)/ 5: 38
* البغْتُ/ طويل/ (يزيد بن ضبة الثقفي)/ 1: 272
منتشراتُها/ طويل/ (الأعشي)/ 3: 427
انفلاتُها/ طويل/ (أبو ذؤيب الهذلي)/ 3: 225
حداتُها/ طويل/-/ 1: 31
و الكميتُ/ وافر/ النابغة/ 3: 324
شئيتُ/ وافر/ (عدي بن خرشة)/ 2: 17/ 30: 237/ 5: 63
تبيتُ/ وافر/ عمرو بن قعاس المرادي/ 2: 68
الخفْتِ/ طويل/-/ 1: 487/ 2: 203
الشْتِ/ طويل/-/ 3: 255
تعلَّتِ/ جرير/ 4: 119
هبَّتِ/ طويل/ (حذيفة بن أنس الهذلي)/ 1: 163
و أقلَّتِ/ طويل/ الشنفري/ 1: 31/ 2: 134
تبلتِ/ طويل/ الشنفري/ 10: 295/ 5: 422
اقشعرّتِ/ طويل/ الشنفري/ 3: 139
و قلَّتِ/ طويل/ الطرماح/ 4: 96
أجرّتِ/ طويل/ عمرو بن معديكرب/ 1: 411
و فرَّتِ/ طويل/ عمرو بن معديكرب/ 2: 273
______________________________
(1) أو الزبير بن عبد المطلب.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 206
استقلت/ طويل/ الفرزدق/ 4: 9
استحلَّتِ/ طويل/ كثير/ 2: 216
* ألوتي/ طويل/-/ 1: 128
* بحيلتي/ طويل/-/ 1: 231
* مبلَّتِ/ طويل/-/ 1: 296
تغدَّتِ/ طويل/-/ 1: 358
استهلّتِ/ طويل/-/ 1: 417
و أجلَّتِ/ طويل/-/ 2: 258
زلَّتِ/ طويل/-/ 4: 227
عطراتِ/ طويل/ (عبد اللّه بن نمير الثقفي)/ 3: 377
* الكفراتِ/ طويل/ (محمد بن عبد اللّه الثقفي)/ 5: 192
العُشَراتِ/ طويل/-/ 1: 89
و الحمراتِ/ طويل/-/ 2: 102/ 5: 344
بالفتياتِ/ طويل/-/ 4: 100
المحلَّاتِ/ بسيط/-/ 1: 52/ 5: 474
خوَّاتِ/ بسيط/-/ 2: 226
* صفاريت/ بسيط/ ذو الرمة/ 3: 351
* العماميت/ بسيط/-/ 4: 136
المتبيِّناتِ/ وافر/ الطرماح/ 4: 88
بتاتِ/ وافر/-/ 1: 171
(أجنَّتِ)/ كامل/ (شيب بن جعيل)/ 6: 14
بالترنُّتِ/ مسدس الرجز/-/ 3: 6
مبيتِ/ خفيف/ أبو دواد/ 1: 312‌

(ث)

عثاثا/ متقارب/ كثير عزة/ 4: 27
عثاثا/ متقارب/ (كثير عزة)/ 4: 494
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 207
لباثا/ متقارب/ كثير عزة/ 5: 249
* مكيثُ/ وافر/ ضجر الغي الهذلي «1» / 5: 114
* آثِ/ بسيط/-/ 1: 61
الأثاثِ/ وافر/ (محمد بن عبد اللّه بن نمير) الثقفي/ 1: 8
الثلاث/ وافر/-/ 6: 141‌

(ج)

لجلجا/ طويل/-/ 1: 296
* الخمجا/ بسيط/ (ساعدة بن جؤية) الهذلي/ 2: 215
معجا/ بسيط/ (ساعدة بن جؤية) الهذلي/ 3: 274/ 5: 224
ملتحجا/ بسيط/ (ساعدة بن جؤية) الهذلي/ 5: 240
سراجا/ بسيط/ النمر بن تولب/ 1: 420
عجيجا/ بسيط/ ورقة بن نوفل/ 4: 28
أريجُ/ طويل/ (أبو ذؤيب) الهذلي/ 1: 94
بعيجُ/ طويل/ أبو ذؤيب الهذلي/ 1: 267
ثجيجُ/ طويل/ أبو ذؤيب الهذلي/ 1: 367/ 4: 235
حجيجُ/ طويل/ أبو ذؤيب الهذلي/ 2: 30
خريجُ/ طويل/ (أبو ذؤيب) الهذلي/ 2: 176
و يموجُ/ طويل/ (أبو ذؤيب) الهذلي/ 2: 356
لبيجُ/ طويل/ (أبو ذؤيب) الهذلي/ 5: 228
نثيجُ/ طويل/ أبو ذؤيب الهذلي/ 5: 296
* هميجُ/ طويل/ أبو ذؤيب الهذلي/ 6: 64
* تعوجُ/ طويل/-/ 2: 435
مشيجُ/ وافر/ (عمرو بن الداخل الهذلي)/ 5: 326
بعيجُ/ وافر/ (عمرو بن، الاخل الهذلي، أو أبوه)/ 4: 95
عموجُ/ وافر/ (أبو قلابة) الهذلي/ 4: 136
______________________________
(1). الصواب أنه أبو المثلم.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 208
الناتجُ/ سريع/ (الحارث بن حازة)/ 5: 177
* هامجُ/ سريع/ (الحارث بن حازة)/ 6: 64
اليرندجِ/ طويل/ (الشماخ)/ 2: 262
أدلجي/ طويل/ (الشماخ)/ 2: 295
ملهجِ/ طويل/ (الشماخ)/ 5: 215
* أتربجِ/ طويل/-/ 2: 474
مزلَّجِ/ طويل/-/ 3: 19
* عجَّاجِ/ بسيط/ أبو وجزة/ 2: 193
* السماحيج/ بسيط/ (ذو الرمة)/ 2: 35
العناجيج/ بسيط/ ذو الرمة/ 4: 180
مخلوج/ بسيط/ ذو الرمة/ 4: 202
بتعريجِ/ بسيط/ ذو الرمة/ 4: 302
* هجاجِ/ وافر/ (المتمرس الصحاري)/ 6: 6
* الجاج/ وافر/-/ 4: 68
* السجسجِ/ كامل/ (الحارث بن حازة)/ 3: 65
الأحراجِ/ كامل/ جحدر/ 2: 51
عجعاجِ/ كامل/-/ 4: 28
البعجِ/ منسرح/-/ 1: 267
* الخلنجِ/ خفيف/ (عبيد اللّه بن قيس الرقيات)/ 1: 208
هرج/ خفيف/ (عبيد اللّه بن قيس الرقيات)/ 6: 49‌

(ح)

جحاجحْ/ مجزو الكامل/ أمية بن أبي الصلت/ 1: 405
الصفائحْ/ مجزو الكامل/ (أمية بن أبي الصلت)/ 5: 66
فملَحْ/ رمل/ الأعشي/ 1: 116
و بلَحْ/ رمل/ الأعشي/ 1: 297
* كسحْ/ رمل/ الأعشي/ 2: 166/ 5: 179
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 209
برحْ/ رمل/ الأعشي/ 2: 455
* أبحْ/ رمل/ الأعشي/ 3: 334
الروحْ/ رمل/ الأعشي/ 4: 197
القلحْ/ رمل/ (الأعشي)/ 5: 19
نَطحْ/ رمل/ (الأعشي)/ 5: 154
* الكشَحْ/ رمل/ الأعشي/ 5: 183
الربَح/ رمل/ الأعشي/* 2: 474/ 5: 435
برحْ/ رمل/ أبو دواد/ 5: 168
و السفيحْ/ سريع/ طرفة/ 2: 230
ريحْ/ سريع/ طرفة/ 2: 424/ 6: 118
مِسطحا/ طويل/ (مالك بن عوف النصري)/ 2: 102/ 3: 72، 362
و أروَحا/ طويل/ ابن هرمة/ 4: 120
السوارحا/ طويل/ (معن بن أوس)/ 3: 387
نجاحا/ كامل/ النابغة/ 1: 142
بَدْحا/ مجزو الكامل/ (أبو دواد الإيادي)/ 1: 215
نُصحا/ مجزو الكامل/ أبو دواد الإيادي/ 2: 346
واضحَه/ سريع/ (طرفة)/ 6: 119
شحاحا/ متقارب/ ابن هرمة/ 3: 179
(اصطباحا)/ متقارب/-/ 3: 31، 262
بريحا/ متقارب/ أبو ذؤيب/ 1: 303
* الوليحا/ متقارب/ (أبو ذؤيب)/ 6: 143
(صحيحا)/ متقارب/-/ 2: 63
[قافحَه]/ متقارب/ الطرماح/ 5: 113
تزحزحوا/ طويل/ (تميم بن مقبل)/ 1: 379
أقرحُ/ طويل/ (تميم بن مقبل)/ 2: 207
* تلمحُ/ طويل/ تميم بن مقبل/ 5: 130
* و تلحلحوا/ طويل/ (تميم بن مقبل)/ 5: 202
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 210
يصلحُ/ طويل/ (جران العود)/ 1: 447
يتوضَّحُ/ طويل/ ذو الرمة/ 1: 131
أبرحُ/ طويل/ ذو الرمة/ 1: 241
أبطحُ/ طويل/ ذو الرمة/ 1: 260
متبطحُ/ طويل/ ذو الرمة/ 1: 260
و تمسحُ/ طويل/ (ذو الرمة)/ 1: 319
و تسنحُ/ طويل/ ذو الرمة/ 3: 104
* أسجح/ طويل/ ذو الرمة/ 3: 133
يتطوَّحُ/ طويل/ ذو الرمة/ 6: 63
* شيحُ/ طويل/ (أبو ذؤيب)/ 3: 233
نبجح/ طويل/ الراعي/ 1: 198
متيحُ/ طويل/ الراعي/ 1: 359/ 6: 14
و أبطحُ/ طويل/ (المرقش الأصغر)/ 2: 59
تُفضَحُ/ طويل/-/ 1: 125
* المتنصَّعُ/ طويل/-/ 3: 272
ملوّحَ/ طويل/-/ 4: 85
جازحُ/ طويل/ تميم بن مقبل/ 1: 456
رامحُ/ طويل/ تميم بن مقبل/ 2: 349
صحاحُ/ طويل/ (تميم بن مقبل)/ 3: 27
المتناوحُ/ طويل/ (جبيهاء الأشجعي)/ 1: 173
النوابحُ/ طويل/ (أبو جلدة اليشكري)/ 2: 116
نوائحُ/ طويل/ (ذو الرمة)/: 322
المواتحُ/ طويل/ (ذو الرمة)/ 2: 346/ 5: 477
رابحُ/ طويل/ (كثير عزة)/ 3: 134
صالحُ/ طويل/-/ 4: 408
فأصارحُ/ طويل/-/ 5: 139
صلوحُ/ طويل/ (عون بن عبد اللّه بن عتبة)/ 3: 303، 448
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 211
الوضحُ/ بسيط/ (المنتخل الهذلي)/ 4: 77
مذبوحُ/ بسيط/ (أبو ذؤيب الهذلي)/ 2: 247، 227
الشيح/ بسيط/ أبو ذؤيب الهذلي/ 4: 144
مرازيحُ/ بسيط/ (أبو ذؤيب الهذلي)/ 4: 429
الأماديحُ/ بسيط/ (أبو ذؤيب الهذلي)/ 5: 208
مرزيحُ/ بسيط/ (زياد الملقظي)/ 2: 391
الرياحُ/ وافر/ (مالك بن الحارث الهذلي)/ 5: 79
الصواح/ وافر/-/ 3: 219
فتستريحُ/ وافر/ أبو ذؤيب/ 1: 481
الطروحُ/ وافر/ أبو ذؤيب/ 3: 174
* الفصيحُ/ وافر/ (نضلة السلمي)/ 4: 507
فاستراحوا/ مجزو الكامل/ (سعد بن مالك بن ضبيعة)/ 2: 451
البالحُ/ سريع/-/ 1: 498
* المجدحُ/ متقارب/ (درهم بن زيد الأنصاري)/ 1: 436
بيدحِ/ طويل/ الطرماح/ 1: 214
المرنَّحِ/ طويل/ الطرماح/ 2: 444
[مصرحِ]/ طويل/ الطرماح/ 3: 347
الموشّحِ/ طويل/ الطرماح/ 4: 60
مسرحِ/ طويل/ الطرماح/ 4: 05
رزحِ/ طويل/ عروة بن الورد/ 5: 142
بالقوادحِ/ طويل/ (جميل)/ 5: 67
* طامحِ/ طويل/ الحظيئة/ 3: 448
الجوائحِ/ طويل/ (سويد بن الصامت) الأنصاري/ 4: 299
(اللقائحِ)/ طويل/ (أبو وجزة السعدي)/ 2: 99
ببادحِ/ طويل/-/ 1: 215
صبيحِ/ طويل/-/ 1: 174
قبيحِ/ طويل/-/ 4: 58/ 5: 47، 181
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 212
بمرضاح/ بسيط/ أوس بن حجر/ 1: 48
داحِ/ بسيط/ (أوس بن حجر)/ 1: 230
بإرشاح/ بسيط/ (أوس بن حجر)/ 2: 398
بالراحِ/ بسيط/ أوس بن حجر/ 3: 58
بالراح/ بسيط/ (عبيد بن الأبرص)/ 2: 457
* و منصاحِ/ بسيط/ (عبيد بن الأبرص)/ 3: 324
بقرواح/ بسيط/ (عبيد، أو أوس بن حجر)/ 5: 398
القماح/ وافر/ (بشر بن أبي خازم)/ 5: 24
ضواحِ/ وافر/ جرير/ 3: 393/ 4: 45، 195
جناحيِ/ وافر/-/ 2: 467
صباحِ/ وافر/-/ 4: 203
وقاحِ/ وافر/-/ 4: 214
و اتجاح/ وافر/-/ 4: 282
مراحيِ/ وافر/-/ 5: 316
سابحِ/ كامل/ زياد الأعجم/ 4: 90
يبرحِ/ متقارب/-/ 1: 35‌

(خ)

* الفريخِ/ وافر/-/ 4: 500‌

(د)

(ويْد)/ رمل/ أبو دواد/: 200
المسَدْ/ رمل/ عدي بن زيد/ 4: 4
بردا/ طويل/ العرجي)/ 1: 243
بُعدا/ طويل/-/ 1: 135
و فنَّدا/ طويل/ (الأحوص)/ 3: 217
و أشهدا/ طويل/ الأعشي/ 1: 407
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 213
أجردا/ طويل/ الأعشي/ 2: 224
أصعدا/ طويل/ الأعشي/ 2: 83/ 3: 388
و أنجدا/ طويل/ (الأعشي)/ 4: 401
* لتفصدا/ طويل/ الأعشي/ 4: 507
يقرَّدا/ طويل/ (الحصين بن القعقاع)/ 3: 104
و أحقدا/ طويل/ الراعي/ 3: 122
* عمرَّدا/ طويل/ (المعذل بن عبد اللّه)/ 3: 127
اليلنددا/ طويل/-/ 3: 36
* فأسجدا/ طويل/-/ 3: 133
فبلَّدا/ طويل/-/ 4: 286
المقالدا/ طويل/ (الأعشي)/ 5: 413
العضدا/ بسيط/ (عبد مناف بن ربع) الهذلي/ 3: 169/ 4: 350
رقدا/ بسيط/ (عبد مناف بن ربع) الهذلي/ 4: 404
الجلدا/ بسيط/ (عبد مناف بن ربع) الهذلي)/ 5: 254
الجودا/ بسيط/-/ 2: 238
مجيدا/ وافر/ (خداش بن زهير)/ 1: 238/ 5: 441
جديدا/ وافر/ (الوليد بن يزيد)/ 1: 407
وليدا/ وافر/-/ 1: 100
موعدا/ كامل/ الأعشي/ 1: 393/ 2: 213
أودا/ كامل/ (جرير)/ 1: 155
حريدا/ كامل/ جرير/ 2: 52
* أبلادَها/ كامل/ عدي بن الرقاع/ 1: 299
منآدَها/ كامل/ (عدي بن الرقاع)/ 1: 383
شدادَها/ كامل/ عدي بن الرقاع/ 3: 188
بعادها/ كامل/-/ 4: 113
واحده/ سريع/ عبيد/ 6: 91
المرتَدي/ متقارب/-/ 4: 22
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 214
؟؟؟ دا/ متقارب/-/ 3: 100
آدَها/ متقارب/ حسان/ 4: 414
نقدُ/ طويل/ (الفرزدق، أو ذو الرمة «1»)/ 4: 204
* الرمْدُ/ طويل/ (أبو وجزة السعدي)/ 2: 438
* الكردُ/ طويل/-/ 5: 176
* اليد/ طويل/ (أبو خراش الهذلي)/ 1: 147
البد/ طويل/ (ساعدة بن جؤية) الهذلي/ 1: 387
(أبيوَدُ)/ طويل/ (شريح بن يجير)/ (4: 161)، 450
المراكدُ/ طويل/ أسامة بن الحارث/ 1: 449
قاعدُ/ طويل/ حميد بن ثور/ 1: 99/ 4: 194
و عاردُ/ طويل/ ذو الرمة/ 4: 305
الحواردُ/ طويل/ (الفرزدق)/ 2: 52
ماجدُ/ طويل/ (كثير عزة)/ 3: 81
(و أجاردُ)/ طويل/ (اللعين المنقري)/ 1: 81
الأياعدُ/ طويل/-/ 1: 268
ماردُ/ طويل/-/ 3: 305
صواخدَ/ طويل/-/ 4: 306
ماردُه/ طويل/-/ 5: 289
جيدُها/ طويل/ (جرير)/ 1: 385/ 50: 172
شهودها/ طويل/ (حميد بن ثور)/ 3: 221
أريدُها/ طويل/ (الفرزدق)/ 5: 12
وريدُها/ طويل/ (منظور الأسدي، أو الراعي)/ 2: 370/ 4: 107
عهيدها/ طويل/ (نصر بن سيار)/ 4: 168
عميدُها/ طويل/-/ 1: 44
عودُها/ طويل/ (الأعشي)/ 1: 155
* عميدُها/ طويل/-/ 1: 446
______________________________
(1) أو أحد الأعراب.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 215
عديدُها/ طويل/-/ 3: 300
الرمدُ/ بسيط/ أبو ذؤيب/ 1: 69
سبدُ/ بسيط/ (الراعي)/ 4: 444
* يهتبدُ/ بسيط/ الراعي/ 5: 190
الصمدُ/ بسيط/-/ 3: 310
النجدُ/ بسيط/-/ 4: 18
ثمد/ بسيط/-/ 4: 30
عبدُ/ بسيط/-/ 4: 207
مثمودُ/ بسيط/ الأخطل/ 1: 68
معمودُ/ بسيط/ الأخطل/ 4: 138
و مجلودُ/ بسيط/-/ 1: 161، 472
مشهودُ/ بسيط/-/ 3: 392/ 5: 355
* الجلاميدُ/ بسيط/-/ 4: 275
يعيدُ/ مخلع البسيط/ عبيد بن الأبرص/ 4: 181
* سودُ/ وافر/ الأعشي/ 2: 292
كنود/ وافر/ الأعشي/ 4: 398
قصيدُ/ وافر/ الأعشي/ 5: 96
يستزيدُ/ وافر/ الأعشي/ 5: 279
المريدُ/ وافر/ جرير/ 4: 97
جديدُ/ وافر/ جرير/ 4: 242
هريدُ/ وافر/ (ساعدة بن العجلان)/ 4: 213
خدودُ/ وافر/ (عنترة)/ 2: 295
الصعود/ وافر/-/ 3: 287
الجليدُ/ وافر/-/ 3: 454
* (تجلدُ)/ كامل/-/ 1: 238
حرودُ/ كامل/ (قيس بن عيزارة)/ 3: 396
* و كسيدُ/ كامل/-/ 5: 180
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 216
وجدوا/ منسرح/ (صخر الغي الهذلي)/ 1: 101
نكدُ/ منسرح/ صخر الغي الهذلي/ 2: 11
؟؟؟ دُ/ منسرح/ صخر الغي الهذلي/ 2: 475/ 5: 279
الصردُ/ منسرح/ (عمر بن أبي ربيعة)/ 3: 348/ 5: 15
قائدُها/ منسرح/ (الكميت)/ 4: 453
محتصدُه/ خفيف/ (الطرماح)/ 2: 71، 237
يعتهدُه/ خفيف/ الطرماح/ 4: 168
* الرندِ/ طويل/ (ابن الدمينة)/ 2: 444
جعدِ/ طويل/ ذو الرمة/ 4: 139، 296
غمد/ طويل/ (أبو ذؤيب) الهذلي/ 3: 370
بَردِ/ طويل/ الشنفري/ 4: 29
* هند/ طويل/ (عارق الطائي)/ 1: 29
وَردِ/ طويل/ (عارق الطائي)/ 1: 66
يعدِي/ طويل/ (عبد اللّه بن سالم)/ 5: 210
الكردِ/ طويل/ (الفرزدق)/ 1: 144
الأزدِ/ طويل/ (الفرزدق)/ 3: 328
المردِ/ طويل/ (النمر بن تولب)/ 5: 150
* الزبدِ/ طويل/ (أبو الهندي)/ 6: 120
أو بُردِ/ طويل/-/ 1: 243
نهْدِ/ طويل/-/ 1: 398
و الحرد/ طويل/-/ 2: 32
* و قرمدِ/ طويل/ الأعشي/ 1: 498
المحمَّدِ/ طويل/ الأعشي/ 2: 100
بمحفدِ/ طويل/ الأعشي/ 2: 402
فاشهدِ/ طويل/ الأعشي/ 3: 221
يتلبَّدِ/ طويل/ الأعشي/ 5: 229
موقد/ طويل/ الحطيتة/ 4: 322
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 217
المردِ/ طويل/ (دريد بن الصمة)/ 3: 462
موعدِ/ طويل/ (دريد بن الصمة)/ 4: 80
* بمعبدِ/ طويل/ دريد بن الصمة/ 4: 428
المهوّدِ/ طويل/ الراعي/ 2: 504
مقدّدِ/ طويل/ زهير/ 1: 255
محدّدِ/ طويل/ زهير/ 1: 437
أوردِ/ طويل/ ابن الطثرية/ 5: 277
مفردِ/ طويل/ طرفة/ 1: 19
اليدِ/ طويل/ طرفة/ 1: 62/ 5: 214
مؤيَّدِ/ طويل/ طرفة/ 1: 113
بإثمدِ/ طويل/ (طرفة)/ 1: 169
الممدَّدِ/ طويل/ طرفة/ 1: 304/ 4: 409
بمسردِ/ طويل/ طرفة/ 2: 15
باليدِ/ طويل/ طرفة/ 2: 28/ 4: 467/ 5: 279
المتوقْدِ/ طويل/ طرفة/ 2: 152/ 3: 399
و ترتدي/ طويل/ (طرفة)/ 2: 165
المتشدد/ طويل/ طرفة/ 3: 179/ 4: 478
المصمَّدِ/ طويل/ طرفة/ 3: 310
في اليدِ/ طويل/ طرفة/ 3: 434
المعيَد/ طويل/ طرفة/ 4: 206
و يهتدِي/ طويل/ طرفة/ 4: 247
بمعضدِ/ طويل/ (طرفة)/ 4: 350
متشدّد/ طويل/ طرفة/ 4: 472
قدِ/ طويل/ طرفة/ 5: 13
موردِ/ طويل/ طرفة/ 5: 18، 286
* أشهدِ/ طويل/ طرفة/ 5: 475
* تتزنَّد/ طويل/ عدي بن زيد/ 3: 28
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 218
؟؟؟/ طويل/ علقمة/ 1: 232
المج؟؟؟/ طويل/ الفرزدق/ 1: 27
مج؟؟؟/ طويل/ الفرزدق/ 1: 426
منجدِ/ طويل/-/ 1: 128
مطرَدِ/ طويل/-/ 2: 137
* تتزيّدِ/ طويل/-/ 3: 40
* عز؟؟؟/ طويل/-/ 4: 371
الأساودِ/ طويل/ (الأشهب بن رميلة)/ 3: 266
القواعدِ/ طويل/ أبو ذؤيب/ 1: 60
لواردِ/ طويل/ أبو ذؤيب/ 1: 415/ 2: 345
البواردِ/ طويل/ (كلثوم بن عمرو العتابي)/ 1: 242
المتغايدِ/ طويل/ (مزرد بن ضرار)/ 3: 80
العواقدِ/ طويل/ النابغة/ 4: 88
الطرائدِ/ طويل/-/ 1: 130
عتائدِ/ طويل/-/ 2: 238
* باردِ/ طويل/-/ 2: 351
* بدادِ/ طويل/ (حسان بن ثابت)/ 1: 176
بإ؟؟؟/ طويل/ ذو الرمة/ 1: 163
فال؟؟؟/ بسيط/ النابغة/ 1: 52/ 5: 439
* بالرفَدِ/ بسيط/ النابغة/ 1: 57
أجُهِ/ بسيط/ النابغة/ 1: 62/ 4: 251
و السَّعَدِ/ بسيط/ النابغة/ 1: 135
الحرَدِ/ بسيط/ النابغة/ 1: 172/* 3: 311
ال؟؟؟/ بسيط/ النابغة/ 1: 162/ 4: 349
ال؟؟؟/ بسيط/ النابغة/ 2: 3
و الخضدِ/ بسيط/ النابغة/ 2: 194
* لبد/ بسيط/ (النابغة)/ 2: 222
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 219
الأسد/ بسيط/ النابغة/ 3: 42
مفتأد/ بسيط/ النابغة/ 3: 82/ 4: 469
صردِ/ بسيط/ (النابغة)/ 3: 210
بالصفدِ/ بسيط/ (النابغة)/ 3: 294
صمدِ/ بسيط/ النابغة/ 3: 370
* الأسدِ/ بسيط/-/ 4: 263
(البردِ)/ بسيط/ (النابغة)/ 4: 301
رعَدِ/ بسيط/ النابغة/ 4: 331
ولدِ/ بسيط/ (النابغة)/ 4: 483
بالمسدِ/ بسيط/ (النابغة)/ 5: 107
و النجدِ/ بسيط/ (النابغة)/ 5: 391
يدي/ بسيط/ النابغة/ 5: 412
البلد/ بسيط/ (النابغة)/ 6: 4
عدد/ بسيط/-/ 4: 338
بالثمدِ/ بسيط/-/ 5: 366
للعادِي/ بسيط/ (تأبط شراً، أو السليك «1»)/ 2: 464
* زادِ/ بسيط/ (عبيد بن الأبرص)/ 6: 224
بأولادِ/ بسيط/ (القطامي)/ 2: 14
* بأورادِ/ بسيط/ (القطامي)/ 4: 301
لورادِ/ بسيط/ (القطامي)/ 4: 490
* الطادِي/ بسيط/ القطامي/ 6: 221
* الهادي/ بسيط/ ابن هرمة/ 3: 11
بالوادي/ بسيط/-/ 5: 82
* مطرودِ/ بسيط/ (إسحاق الموصلي)/ 2: 95
* رودِ/ بسيط/ (الجموح الظفري)/ 2: 458
______________________________
(1) أو أعشي فهم.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 220
مجهودِ/ بسيط/ الشماخ/ 1: 487/ 4: 283، 419
الجيدِ: / بسيط/ (الشماخ)/ 2: 57
(كالمغاريد)/ بسيط/ (عذار بن درة)/ 1: 23/ 2: 30/ 5: 235
عهدِ/ وافر/ (الحكم بن عبدل)/ 5: 398
وحدِي/ وافر/ دريد بن الصمة/ 1: 463
عبدِ/ وافر/ (نبيه بن الحجاج)/ 4: 312
عبْدِ/ وافر/-/ 2: 115
مردِ: / وافر/-/ 6: 141
ينادِي: / وافر/ (أمية بن أبي الصلت)/ 2: 312
بالشهادِ/ وافر/ (أمية بن أبي الصلت)/ 3: 222/ 5: 231
مرادِّ: / وافر/ (عمرو بن معديكرب «1»)/ 4: 253
حَمَادِ/ وافر/ المتلمس/ 1: 477
البجادِ: / وافر/ (يزيد بن الصعق أو غيره)/ 1: 198
* و الصَّعودِ/ وافر/ (خالد بن جعفر)/ 3: 288
سود: / وافر/ ذو الرمة/ 4: 27
شديدِ: / وافر/ (صخر الغي)/ 6: 87
وارعدِ/ كامل/ (ابن أحمر)/ 1: 223
* بالمطردِ/ كامل/ 2: 150
بتودَّدِ/ كامل/ (ابن أحمر)/ 4: 125، 275
* الأغيدِ/ كامل/ (ابن أحمر)/ 4: 152
متهدّدِ/ كامل/ 4: 267
* حرمدِ/ كامل/ (أمية بن أبي الصلت)/ 1: 398
* مذوَدِ/ كامل/ زهير/ 3: 141
بمهنَدِ/ كامل/ (المتلمس)/ 6: 43
قدِ/ كامل/ النابغة/ 1: 120
مقرمدِ/ كامل/ النابغة/ 2: 76، (6: 40)
______________________________
(1) أو دريد بن الصمة.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 221
متعبدِ/ كامل/ النابغة/ 3: 285
محمدِ/ كامل/-/ 2: 184
العضد/ كامل/ أوس بن حجر/ 2: 243
الإسجادِ/ كامل/ الأسود بن يعفر/ 3: 134
و الزبادِ/ كامل/ (الأسود بن يعفر)/ 5: 457
أذوادِ/ كامل/ (الأعشي)/ 1: 448
بصفادِ/ كامل/ (عوف بن عطية التيمي)/ 3: 294
وادِ/ كامل/-/ 3: 68
بكسادِ/ كامل/-/ 4: 27
أكبادِ/ كامل/-/ 5: 465
و للمولودِ/ كامل/ (أعشي همدان)/ 1: 175
بِيدِ/ مجزو الكامل/ ذو الرمة أو غيره/ 4: 146
و اليدِ/ سريع/ المثقب العبدي/ 1: 438
الجلمدِ/ سريع/ (المثقب) العبدي/ 1: 507/ 5: 255
* للمنشد/ سريع/ (المثقب العبدي)/ 3: 325
* الجلسدِ/ سريع/ (النابغة)/ 1: 513
و النَّفَدِ/ منسرح/ لبيد/ 1: 138
أكدِ/ منسرح/ مالك الدبيري/ 4: 34
السأَدِ/ منسرح/-/ 3: 123
الخدودِ/ خفيف/ أبو زبيد الطائي/ 1: 293
بعيدِ/ خفيف/ أبو زبيد الطائي/ 2: 396/ 3: 327، 381
* المنجودِ/ خفيف/ (أبو زبيد الطائي)/ 4: 345
أخدودِ/ خفيف/ (أبو زبيد الطائي)/ 4: 395
المنجودِ/ خفيف/ (أبو زبيد الطائي)/ 5: 391
الجدجدِ/ متقارب/ (امرؤ القيس)/ 1: 408
الموقدِ/ متقارب/ (امرؤ القيس)/ 1: 476
الفدفد/ متقارب/ (امرؤ القيس)/ 2: 191
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 222
* و المروَدِ/ متقارب/ (امرؤ القيس)/ 2: 458
* يوأدِ/ متقارب/ (الفرزدق)/ 6: 78
* الجلسدِ/ متقارب/ (المثقب «1»)/ 1: 280
إكسادِها/ متقارب/ الأعشي/ 1: 289
رقادِها/ متقارب/ الأعشي/ 1: 407
جدَّادِها/ متقارب/ الأعشي/ 1: 408
* بأجيادِها/ متقارب/ الأعشي/ 1: 498
حدَّادِها/ متقارب/ الأعشي/ 2: 3
مقتادِها/ متقارب/ الأعشي/ 2: 379
لإزهادِها/ متقارب/ الأعشي/ 3: 30
بأجسادها/ متقارب/ الأعشي/ 3: 337
إزبادِها/ متقارب/ الأعشي/ 3: 347
قيَّادِها/ متقارب/ (الأعشي)/ 4: 430، 464
و كنَّادها/ متقارب/ الأعشي/ 5: 140‌

(ر)

حصِرْ/ طويل/ امرؤ القيس/ 5: 353
* عقَرْ/ طويل/ البعيث/ 4: 93/ 5: 202
مطرْ/ طويل/ الحطيئة/ 3: 409
اتَّأرْ/ طويل/ (مهلهل)/ 4: 79
سكَرْ/ طويل/ (أبو الهندي)/ 5: 128
بالنُّخَرْ/ طويل/ (الهيثم بن حسان التغلبي)/ 1: 95
نعصرْ/ كامل/ طرفة/ 3: 344
الأواصرْ/ مجزو الكامل/ الحطيئة/ 1: 111
تامرْ/ مجزو الكامل/ (الحطيئة)/ 1: 354/ 5: 232
صَاغرْ/ مجزو الكامل/ الكميت/ 1: 141، 167
______________________________
(1) أو عدي بن الرقاع، أو عدي بن وداع.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 223
* ماضرْ/ مجزو الكامل/ الكميت/ 1: 230
بضائرْ/ مجزو الكامل/ (الكميت)/ 1: 222، 223/ 2: 411
نظيرْ/ مجزو الكامل/ (بشار «1»)/ 6: 90
تشتكرْ/ رمل/ امرؤ القيس/ 3: 245
تدرْ/ رمل/ امرؤ القيس/ 3: 439
الخصِرْ/ رمل/ حسان/ 2: 188
المؤتبرْ/ رمل/ طرفة/ 1: 35
ينتقرْ/ رمل/ طرفة/ 1: 84، 465/ 3: 245
الأشرْ/ رمل/ طرفة/ 1: 109
المسبكرّ/ رمل/ طرفة/ 1: 160/ 5: 391
المبرّ/ رمل/ طرفة/ 1: 178
وعِرْ/ رمل/ طرفة/ 1: 312
بحرّ/ رمل/ طرفة/ 2: 7
الخصرْ/ رمل/ طرفة/ 2: 26/ 3: 9
خدِرْ/ رمل/ طرفة/ 2: 160/ 4: 372
* الخدِرْ/ رمل/ طرفة/ 2: 160
المدخِرْ/ رمل/ طرفة/ 2: 179
تمرّ/ رمل/ طرفة/ 2: 297، 406
المسبكرّ/ رمل/ طرفة/ 2: 393
بقرّ/ رمل/ طرفة/ 3: 148، 318/ 4: 10
* كالشقِرْ/ رمل/ طرفة/ 3: 203
الظفرْ/ رمل/ طرفة/ 3: 466
الأزرْ/ رمل/ طرفة/ 4: 213
قطرْ/ رمل/ طرفة/ 5: 55، 106
غمرْ/ رمل/ طرفة/ 5: 246، 247
الجُزُرْ/ رمل/ طرفة/ 6: 156
______________________________
(1) أو ابن المولي.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 224
جأرْ/ رمل/ عدي بن زيد/ 1: 42
* الشَبرْ/ رمل/ عدي بن زيد/ 3: 240
بكُرْ/ رمل/ (مرار بن منقذ)/ 1: 287
يثَّغِرْ/ رمل/ (مرار بن منقذ)/ 1: 379
* طمرْ/ رمل/ (مرار بن منقذ)/ 3: 218
يعتفرْ/ رمل/ (مرار بن منقذ)/ 4: 63
المحتفرْ/ رمل/ مرار بن منقذ/ 4: 212
العمرْ/ رمل/ (مرار بن منقذ)/ 4: 212
عجرْ/ رمل/ مرار بن منقذ/ 4: 231
و الضَّمُرْ/ رمل/ (مرار بن منقذ)/ 6: 155
* الحُضرْ/ رمل/-/ 4: 256
نزَرْ/ رمل/-/ 5: 19
بِكِرْ/ سريع/ (ابن أحمر)/ 1: 74
النذُرْ/ سريع/ (ابن أحمر)/ 1: 355
مدرّ/ سريع/ (ابن أحمر)/ 2: 133
طمرّ/ سريع/ (ابن أحمر)/ 2: 443
الأزرْ/ سريع/ (ابن أحمر)/ 2: 478
تشفتِرّ/ سريع/ (ابن أحمر)/ 3: 13
المعتمرْ/ سريع/ (ابن أحمر)/ 4: 141
مضطمرْ/ سريع/ (ابن أحمر)/ 4: 288
وقرْ/ سريع/ (ابن أحمر)/ 4: 338
معتصرْ/ سريع/ (ابن أحمر)/ 2: 483/ 4: 344
* ومرّ/ سريع/ (ابن أحمر)/ 4: 473
يعرّ/ سريع/ (ابن أحمر)/ 5: 114
ينصهرْ/ سريع/ (ابن أحمر)/ 5: 261
المعتمرْ/ سريع/ (ابن أحمر)/ 6: 11
* الحمرْ/ سريع/-/ 5: 184
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 225
غدُرْ/ منسرح/ عدي بن زيد/ 1: 68
مضرْ/ متقارب/ (الأشعر الرقبان)/ 3: 361
مرْ/ متقارب/ (الأشعر الرقبان)/ 5: 323
[أُخُرْ]/ متقارب/ (امرؤ القيس)/ 1: 208
الشفُرْ/ متقارب/ (امرؤ القيس)/ 1: 208/ 4: 376
* المجرّ/ متقارب/ (امرؤ القيس)/ 1: 411
مضرْ/ متقارب/ (امرؤ القيس)/ 1: 428
* المنفطرْ/ متقارب/ (امرؤ القيس)/ 2: 251
الغدرْ/ متقارب/ امرؤ القيس/ 2: 264
أفرّ/ متقارب/ امرؤ القيس/ 2: 280
مُقْتفرْ/ متقارب/ امرؤ القيس/ 2: 484
خصِرْ/ متقارب/ امرؤ القيس/ 2: 500
* منتشرْ/ متقارب/ امرؤ القيس/ 3: 73
أجرّ/ متقارب/ (امرؤ القيس)/ 3: 151
النعرْ/ متقارب/ (امرؤ القيس)/ 4: 429
دبرْ/ متقارب/ امرؤ القيس/ 4: 499
قر/ متقارب/ امرؤ القيس/ 5: 7
النمرْ/ متقارب/ امرؤ القيس/ 5: 295
منحدرْ/ متقارب/ (امرؤ القيس)/ 5: 317
البهرْ/ متقارب/ (امرؤ القيس)/ 5: 416
منكسرْ/ متقارب/ (أوس بن حجر)/ 1: 183
(و الحضرْ)/ متقارب/ أبو ذؤيب/ 1: 84
الخمَرْ/ متقارب/ أبو ذؤيب/ 2: 216
نهرْ/ متقارب/ أبو ذؤيب/ 5: 362
صفِرْ/ متقارب/ (النمر بن تولب)/ 2: 66/ 4: 124
* جَبَرْ/ متقارب/-/ 1: 51
* المنسجرْ/ متقارب/-/ 3: 135
(15- مقاييس- 6)
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 226
صدْرا/ طويل/ (ذو الرمة)/ 1: 114
عقرا/ طويل/ (ذو الرمة)/ 3: 376
عذراً/ طويل/ (ذو الرمة)/ 4: 38
قدرا/ طويل/ (ذو الرمة)/ 5: 38
بِكرا/ طويل/ (الفرزدق، أو ذو الرمة)/ 1: 289
و الغمرا/ طويل/ (كثير عزة)/ 1: 216
بهرا/ طويل/ (ابن ميادة)/ 1: 308
صبرا/ طويل/-/ 2: 12
سحرا/ طويل/-/ 4: 74
ظَهْرا/ طويل/-/ 5: 422
حبوكرا/ طويل/ ابن أحمر/ 1: 92
* بزوبرا/ طويل/ ابن أحمر/ 3: 44
و تحدرا/ طويل/ ابن أحمر/ 4: 253
* مغضرا/ طويل/ ابن أحمر/ 4: 427
أخضرا/ طويل/ ابن أحمر/ 5: 288
لأثَّرا/ طويل/ امرؤ القيس/ 1: 53
بيقرا/ طويل/ امرؤ القيس/ 1: 280
تحيَّرا/ طويل/ امرؤ القيس/ 1: 499
أعسرا/ طويل/ امرؤ القيس/ 2: 165
* جرجرا/ طويل/ (امرؤ القيس)/ 2: 318
(تختَّرا)/ طويل/ امرؤ القيس/ 2: 397
أمعرا/ طويل/ امرؤ القيس/ 3: 180
* و هجَّرا/ طويل/ (امرؤ القيس)/ 3: 323
* المقتَّرا/ طويل/ (امرؤ القيس)/ 5: 156
يعفَّرا/ طويل/ (جساس بن نشبة)/ 4: 441
أحمرا/ طويل/ (أبو زبيد الطائي)/ 2: 197
الموتَّرا/ طويل/ (الشماخ)/ 1: 234/ 5: 323
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 227
تغيَّرا/ طويل/ الشماخ/ 3: 281
بشمَّرا/ طويل/ الشماخ/ 4: 266
و أهجرا/ طويل/ (الشماخ)/ 6: 35
كقيصرا/ طويل/ الفرزدق/ 4: 31
أبصرا/ طويل/ الكميت/ 2: 74
غَرغَرا/ طويل/ الكميت/ 2: 401
و أقترا/ طويل/ (الكميت)/ 5: 49
كوثرا/ طويل/ (الكميت)/ 5: 161
المزعفرا/ طويل/ (المخبل السعدي)/ 2: 29
و أقهرا/ طويل/ (المخبل السعدي)/ 5: 35
* و تجأرا/ طويل/ (النابغة الجعدي)/ 3: 382
* صرصرا/ طويل/-/ 2: 199
أعفرا/ طويل/-/ 4: 63
* مشمِّرا/ طويل/-/ 4: 200
عذوَّرا/ طويل/-/ 4: 256
و غرغرا/ طويل/-/ 4: 382
البرابرا/ طويل/ طرفة/ 1: 179
المآبرا/ طويل/ النابغة/ 1: 35
سائرا/ طويل/ (النابغة)/ 5: 450
(عامرا)/ طويل/ (النابغة)/ 5: 451
ثائرا/ طويل/-/ 2: 433
المعاصرا/ طويل/-/ 4: 345
تقصارا/ مديد/ عدي بن زيد/ 1: 93/ 5: 97
مذكارا/ مديد/ عدي بن زيد/ 2: 358/ 4: 252
الغارا/ مديد/ (عدي بن زيد)/ 4: 407
غدَرا/ بسيط/ (أبو ذؤيب الهذلي)/ 2: 383
الغبَرا/ بسيط/ (عذري)/ 4: 405
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 228
و الوطرا/ بسيط/ أبو وجزة/ 4: 18
السمارا/ وافر/ (ابن أحمر)/ 3: 101
الديار/ وافر/ (جرير)/ 3: 75
و الجرارا/ وافر/ ذو الرمة/ 3: 190
القطارا/ وافر/ ذو الرمة/ 5: 278
ابتكارا/ وافر/ (الراعي)/ 3: 371
و الغرارا/ وافر/ (الراعي)/ 4: 191
حذَراً/ مجزو الوافر/-/ 1: 73
بربرا/ كامل/ (جابر بن حريش)/ 4: 202
لطارا/ كامل/ جرير/ 4: 381
ضبَّاراً/ كامل/ (الحارث بن الخزرج اخفاجي)/ 6: 7
صرارا/ كامل/ النمر بن تولب/ 4: 316
بعيرا/ كامل/ (بشر بن أبي خازم)/ 1: 297
و صريرا/ كامل/ جرير/ 3: 361
* حصيرا/ كامل/-/ 3: 186
صُبارَه/ مجزو الكامل/ عمرو بن ملقط/ 1: 155
زرارَه/ مجزو الكامل/ الأعشي/ 1: 156
الجزارَه/ مجزو الكامل/ الأعشي/ 1: 212/ 4: 13
و البشارَه/ مجزو الكامل/ الأعشي/ 1: 251
الجبارَه/ مجزو الكامل/ (الأعشي)/ 1: 501
صُبارَه/ مجزو الكامل/ الأعشي/ 3: 330
جارَه/ مجزو الكامل/ الأعشي/: 65
عصارَه/ مجزو الكامل/ (الأعشي)/ 4: 342
الحرارَه/ مجزو الكامل/ الأعشي/ 5: 280
نزورا/ خفيف/ (عدي بن زيد)/ 1: 388، 420/ 3: 51
جرجورا/ خفيف/ (الكميت)/ 1: 411
تمصيرا/ خفيف/ الكميت/ 2: 4
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 229
الطحيرا/ خفيف/ الكميت/ 3: 443/ 6: 52
مذعورا/ خفيف/ الكميت/ 4: 36
عفيرا/ خفيف/ الكميت/ 4: 68
(الفجورا)/ خفيف/ الكميت/ 4: 421
محتورا/ خفيف/-/ 2: 134
و المعمورا/ خفيف/-/ 6: 151
و صارا/ متقارب/ الأعشي/ 1: 42
الحمارا/ متقارب/ الأعشي/ 1: 107
الإصارا/ متقارب/ الأعشي/ 1: 111
* جارا/ متقارب/ الأعشي/ 1: 240
ثارا/ متقارب/ الأعشي/ 2: 405/ 3: 328
عفارا/ متقارب/ الأعشي/ 4: 64
احمرارا/ متقارب/ (الأعشي)/ 4: 129
عمارا/ متقارب/ الأعشي/ 4: 141
عارا/ متقارب/ الأعشي/ 5: 403
الصفارا/ متقارب/ أبو دواد/ 3: 295/ 4: 296
ابتيارا/ متقارب/ الكميت/ 1: 309
غرارا/ متقارب/ (الكميت)/ 4: 116
* الهجيرا/ متقارب/ الأعشي/ 1: 60
(غيورا)/ متقارب/ الأعشي/ 1: 427
النسورا/ متقارب/ الأعشي/ 1: 467
العبيرا/ متقارب/ الأعشي/ 2: 377/ 4: 210
السرورا/ متقارب/ الأعشي/ 3: 69
* السريرا/ متقارب/ الأعشي/ 3: 69
الشكورا/ متقارب/ الأعشي/ 3: 208
الكريرا/ متقارب/ (الأعشي)/ 5: 126
الأميرا/ متقارب/ (الأعشي)/ 6: 42
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 230
ذكورا/ متقارب/ الأعشي/ 6: 18
ضريرا/ متقارب/ الأعشي/ 6: 129
الغابرَه/ متقارب/ أوس بن حجر/ 2: 363
ساكرَه/ متقارب/ أوس بن حجر/ 3: 89
الظاهرَهْ/ متقارب/ (مهلهل)/ 5: 165
العنزُ/ طويل/ (البريق الهذلي)/ 4: 218
* اليعرُ/ طويل/ (البريق الهذلي)/ 6: 156
و البحرُ/ طويل/ ذو الرمة/ 1: 203/ 4: 258/* 5: 292
نزرَ/ طويل/ (ذو الرمة)/ 6: 49
عمرو/ طويل/ زيد الخيل/ 3: 393
وفرُ/ طويل/ (أبو صخر الهذلي)/ 2: 437/ 3: 265/ 6: 130
الصفرُ/ طويل/ (الفرزدق)/ 1: 471/ 2: 7
السحرَ/ طويل/-/ 3: 408
* هجْرُ/ طويل/-/ 6: 35
* يعصر/ طويل/ أوس بن حجر/ 4: 342
* معبرُ/ طويل/ بشر بن أبي خازم/ 4: 56، 210
مئزرُ/ طويل/ (بشر بن أبي خازم)/ 5: 19
جعفرُ/ طويل/ بشر بن أبي خازم/ 5: 20
تذعرُ/ طويل/ ذو الرمة/ 4: 181
المذكَّرُ/ طويل/ ذو الرمة/ 1: 369/ 4: 267
المطيَّرُ/ طويل/ العجير، أو عمرو بن الإطنابة)/ 3: 258
أوعَرُ/ طويل/ عمر بن أبي ربيعة/ 1: 69
أكدرُ/ طويل/ عمر بن أبي ربيعة/ 4: 197
يسكرُ «1» / طويل/ الفرزدق/ 3: 26
يصبرُ/ طويل/-/ 1: 293
و تبشرُ/ طويل/-/ 4: 286
______________________________
(1) صواب روايته: «مسكرا».
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 231
عابرُ/ طويل/ (الحارث بن وعلة)/ 4: 208
عاقرُ/ طويل/ (دريد بن الصمَّة، أو معقر)/ 4: 92
المقادرُ/ طويل/ ذو الرمة/ 1: 206
جافرُ/ طويل/ (ذو الرمة)/ 1: 467
جازرُ/ طويل/ ذو الرمة/ 2: 235
* الشراشرُ/ طويل/ (ذو الرمة)/ 3: 181
المفاجرُ/ طويل/ (الراعي)/ 4: 476
* أباترُ/ طويل/ (أبو الربيس الثعلبي)/ 1: 195
(خوازرُ)/ طويل/ (زيد الخيل)/ 3: 112
* صوادرُ/ طويل/ (الشنفري)/ 2: 57
البوادرُ/ طويل/ كثير/ 1: 209
فاجرُ/ طويل/ لبيد/ 4: 475
(ظاهرُ)/ طويل/ (أبو مالك بن نويرة)/ 6: 18
المسافرُ/ طويل/ (معقر بن حمار)/ 4: 335
الدوابرُ/ طويل/ (وعلة الجرمي)/ 4: 483
تماضرُ/ طويل/-/ 1: 266
* عامرُ/ طويل/-/ 2: 124
نادرُ/ طويل/-/ 2: 465
صاهرُ/ طويل/-/ 3: 315
ناظرُ/ طويل/-/ 3: 426
الجرائرُ/ طويل/-/ 4: 153
الأباعرُ/ طويل/-/ 5: 16
عامرُ/ طويل/-/ 5: 321
و كرارُ/ طويل/ (كثير)/ 5: 127
و غرارُ/ طويل/-/ 2: 255
بعيرُ/ طويل/ (الأحيمر السعدي)/ 1: 269
هديرُ/ طويل/ الأخطل/ 4: 12
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 232
عقيرُ/ طويل/ (الأعور النبهاني)/ 5: 147
مهورُ/ طويل/ جرير/ 3: 261
تغيرُ/ طويل/ (أبو ذؤيب الهذلي)/ 1: 197
كثيرُ/ طويل/ العجير/ 4: 119
أمُورُ/ طويل/ (نهشل بن حري)/ 5: 377
ذعورُ/ طويل/-/ 2: 355
و دُرورُ/ طويل/-/ 2: 441
يجورُ/ طويل/-/ 4: 154
زاهرُه/ طويل/ الحطيئة/ 1: 106
(تهاجرُه/ طويل/ الحطيئة/ 2: 343
معاذرُه/ طويل/ عبد اللّه بن الدمينة/ 3: 360
يساورُه «1» / طويل/-/ 2: 27
جازرُه/ طويل/-/ 4: 61
انكسارُها/ طويل/ (حاجب بن دينار)/ 3: 368
و اقترارُها/ طويل/ أبو ذؤيب/ 1: 42/ 5: 423
* و حضارُها/ طويل/ (أبو ذؤيب) الهذلي/ 2: 78
عارُها/ طويل/ أبو ذؤيب الهذلي/ 3: 472
إزارُها/ طويل/ أبو ذؤيب الهذلي/ 4: 127
غيارُها/ طويل/ (أبو ذؤيب) الهذلي/ 4: 401
غارُها/ طويل/ (أبو ذؤيب الهذلي)/ 4: 408
حمارُها/ طويل/ (شريك بن حيان العنبري)/ 1: 22
عارُها/ طويل/-/ 1: 93
بصيرُها/ طويل/ (توبة بن الحمير)/ 4: 15/ 5: 40
و زفيرُها/ طويل/ الحطيئة/ 3: 418
تستخيرُها/ طويل/ (خالد بن زهير) الهذلي/ 2: 232
______________________________
(1) صواب الرواية: «يثاور».
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 233
يسيرُها/ طويل/ (خالد بن زهير) الهذلي «1» / 3: 61، 121
ظهورُها/ طويل/ ذو الرمة/ 1: 38
و هجيرُها/ طويل/ (ذو الرمة)/ 4: 149/ 6: 35
يثيرُها/ طويل/ (أبو ذؤيب الهذلي)/ 1: 204
أطورُها/ طويل/ أبو ذؤيب الهذلي/ 2: 94
* عرورُها/ طويل/ أبو ذؤيب الهذلي/ 4: 33
سعيرُها/ طويل/ ساعدة بن جؤية/ 4: 157
* يشورُها/ طويل/ (الشماخ)/ 4: 313
تبورُها/ طويل/ (مالك بن زغبة الباهلي)/ 1: 317/ (4: 498)
* يستعيرُها/ طويل/ (مضرس الأسدي)/ 4: 57
سريرُها/ طويل/-/ 3: 69
خبيرُها/ طويل/-/ 4: 74
صغيرُها/ طويل/-/ 4: 243
القمرُ/ مديد/-/ 3: 60
أثرُ/ بسيط/ (الأخطل)/ 4: 58
الصيرُ/ بسيط/ الأخطل/ 4: 217
الصَّفَرُ/ بسيط/ (أعشي باهلة)/ 1: 88
الزفرُ/ بسيط/ (أعشي باهلة)/ 3: 15/ 5: 545
سخرُ/ بسيط/ أعشي باهلة/ 4: 117/ 5: 247
الغمرُ/ بسيط/ (أعشي باهلة)/ 4: 394، 450
البقرُ/ بسيط/ (أنس بن مدرك)/ 1: 395/ 4: 70
الكبرُ/ بسيط/ تميم بن مقبل/ 3: 30
القدرَ/ بسيط/ (جرير)/ 5: 62
الأزرُ/ بسيط/ (شبيب بن البرصاء)/ 4: 303
الإثَرُ/ بسيط/ (الشماخ)/ 1: 55
اتئِرُ/ بسيط/ لبيد/ 1: 397
______________________________
(1) أو خالد بن أخت أبي ذؤيب.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 234
مغتمرُ/ بسيط/ (لبيد)/ 2: 419
الظُّررُ/ بسيط/ (لبيد)/ 3: 464
الأثَرُ/ بسيط/-/ 1: 56
وزَرُ/ بسيط/-/ 1: 129
الحفَرُ/ بسيط/-/ 2: 85
* و الخفرُ/ بسيط/-/ 2: 203
الخمَرُ/ بسيط/-/ 2: 215
العفر/ بسيط/-/ 4: 65
* و العكرُ/ بسيط/-/ 4: 106
و إكبارُ/ بسيط/ الخنساء/ 3: 290
نارُ/ بسيط/ الخنساء/ 4: 109
أظآرُ/ بسيط/ الخنساء/ 4: 239
مئشيرُ/ بسيط/ أوس بن حجر/ 1: 108/ 2: 42
* بيازيرُ/ بسيط/ أوس بن حجر/ 1: 246
فصنبورُ/ بسيط/ أوس بن حجر/ 4: 382
* الدنانير/ بسيط/-/ 1: 452
الأعاصيرُ/ بسيط/-/ 4: 343
العباسيرُ/ بسيط/-/ 4: 368
شرُّ/ وافر/ (مخيس بن أرطاة الأعرجي)/ 1: 282
* يغارُ/ وافر/ (البختري الجعدي)/ 2: 81
إطارُ/ وافر/ بشر بن أبي خازم/ 1: 113
فالأُوارُ/ وافر/ (بشر بن أبي خازم)/ 1: 156
الفرارُ/ وافر/ بشر بن أبي خازم/ 1: 229
فغاروا/ وافر/ بشر بن أبي خازم/ 1: 282
الحمارُ/ وافر/ بشر بن أبي خازم/ 3: 372
السرارُ/ وافر/ (بشر بن أبي خازم)/ 5: 94
مستعارُ/ وافر/ بشر بن أبي خازم/ 5: 149
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 235
ابتهار/ وافر/ تميم بن مقبل/ 1: 309
معار/ وافر/ زهير/ 4: 317
متَارُ/ وافر/ (عامر بن كثير المحاربي)/ 3: 203
الصوارُ/ وافر/-/ 3: 320
المدارَ/ وافر/-/ 6: 158
فخورُ/ وافر/ (الأخطل)/ 2: 158
تدورُ/ وافر/ طرفة/ 2: 416
الطريرُ/ وافر/ (العباس بن مرداس)/ 3: 409
مزيرُ/ وافر/ (العباس بن مرداس)/ 5: 319
تزورُ/ وافر/ (العباس بن مرداس)/ 5: 419
الفطورُ/ وافر/ (عبيد اللّه بن عبد اللّه)/ 2: 353
أشيرُ/ وافر/-/ 1: 57
تدورُ «1» / وافر/-/ 2: 311
شخيرُ/ وافر/-/ 3: 253
نقْرُ/ كامل/ ابن أحمر/ 1: 81
أمْرُ/ كامل/ ابن أحمر/ 1: 270
الكسرُ/ كامل/ ابن أحمر/ 1: 300
قفرُ/ كامل/ ابن أحمر/ 2: 207
و الدهرُ/ كامل/ ابن أحمر/ 2: 212
* جسْرُ/ كامل/ (تميم بن مقبل)/ 1: 458
عجْرُ/ كامل/ عنترة/ 4: 231
القطرُ/ كامل/-/ 4: 74
يخطرُ/ كامل/ حميد بن ثور/ 1: 139
الممطرُ/ كامل/ حميد بن ثور/ 4: 95
المنبرُ/ كامل/-/ 4: 301
الحنجرُ/ كامل/-/ 5: 90
______________________________
(1) برواية «تعود» في الحماسة/ 1: 161 مع نسبته إلي عنترة.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 236
الإستارُ/ كامل/ جرير/ 3: 32
صرارُ/ كامل/ جرير/ 3: 283
* و طاروا/ كامل/ (حبيب بن خدرة)/ 2: 267
الإخدارُ/ كامل/ (عمارة)/ 2: 159
غرارُ/ كامل/ (الفرزدق)/ 4: 381
الأمصارُ/ كامل/ (مسلم بن الوليد)/ 2: 490
بوارُ/ كامل/ (أبو مكعت الأسدي)/ 1: 317
قِصَارُ/ كامل/-/ 1: 192
جريرُ/ كامل/ (جرير)/ 1: 161
ميسورُ/ كامل/ (جرير)/ 4: 319
أسير/ كامل/-/ 4: 50
و جبارُ/ رمل/ (الأفوه الأودي)/ 3: 420
عاقرُ/ سريع/-/ 4: 93
النهارُ/ خفيف/ أبو دواد/ (1: 26)/ 4: 486
بورُ/ خفيف/ عبد اللّه بن الزبعري/ 1: 316
وزمير/ خفيف/ عدي بن زيد/ 1: 75
و الخابور/ خفيف/ عدي بن زيد/ 2: 77
* مجهرُ/ متقارب/ (طحلا)/ 4: 20
أظهرُ/ متقارب/-/ 4: 179
البكرِ/ طويل/ الأخطل/ 1: 368
* و بالتمرِ/ طويل/ الأخطل/ 2: 186
يدرِي/ طويل/ الأخطل/ 2: 272
لا ندري/ طويل/ (الأخطل)/ 5: 385
* مدثْرِ/ طويل/ (امرؤ القيس)/ 2: 328
مشترِي/ طويل/ جرير/ 1: 374
* صفْر/ طويل/ تميم بن مقبل/ 3: 106
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 237
الغُمرِ/ طويل/ (الحارث بن وعلة «1»)/ 1: 142/ 3: 366/ 4: 393
* الحمرِ/ طويل/ (خداش بن زُهير)/ 2: 102
حجْرِ/ طويل/ (ذو الرمة)/ 2: 139
قفرِ/ طويل/ طرفة)/ 2: 28/ 3: 184/ 4: 137
القدرِ/ طويل/ العباس بن مرداس/ 1: 320
يبري/ طويل/ (عمير بن حباب، أو سويد الأنصاري)/ 2: 466
* الجهرِ/ طويل/ (القطامي)/ 1: 488
قترِ/ طويل/ القطامي/ 1: 494
* الظهرِ/ طويل/-/ 1: 53
يثرِي/ طويل/-/ 1: 70/ 2: 225
جمرِ/ طويل/-/ 2: 39
عذرِ/ طويل/-/ 2: 234
تجرِي/ طويل/-/ 2: 311
الفجرِ/ طويل/-/ 3: 387
الخمرِ/ طويل/-/ 4: 8
كسرِ/ طويل/-/: 336
* بمنقرِ/ طويل/ (ذؤيب بن زنيم)/ 5: 469
المخصَّرِ/ طويل/ عتيبة بن مرداس/ 2: 171
مجزرِ/ طويل/ (عرو بن الورد)/ 5: 271
مخطر/ طويل/ (عرو بن الورد)/ 5: 413
المسحَّرِ/ طويل/ (لبيد)/ 3: 138
تمشّرِ/ طويل/ (المرار الفقعسي)/ 5: 326
مجذَّرِ/ طويل/-/ 1: 95
مقبَرِ/ طويل/-/ 1: 23
المقادرِ/ طويل/ (حسان بن ثابت)/ 5: 277
الظواهرِ/ طويل/ (ذكوان مولي مالك الدار)/ 1: 261/* 3: 472
______________________________
(1) أو ابن الذئبة، أو عامر بن مجنون، أو كنانة بن عبد ياليل.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 238
طائرِ/ طويل/ (ذو الرمة «1»)/ 1: 128
الهواجرِ/ طويل/ (ذو الرمة)/ 1: 23
* المقادرِ/ طويل/ (ذو الرمة)/ 1: 428
المآزرِ/ طويل/ (ذو الرمة)/ 4: 99
لعامرِ/ طويل/ (الراعي)/ 4: 309
عامرِ/ طويل/ (الراعي)/ 5: 435
ماطِرِ/ طويل/ (سلمة بن الخرشب)/ 2: 159
* و ساجرِ/ طويل/ الشماخ/ 3: 134
عامر/ طويل/ الشنفري/ 2: 217
بالكراكرِ/ طويل/ (عوف بن أيوب الأنصاري)/ 2: 177
العراعرِ/ طويل/ النابغة/: 37
قراقرِ/ طويل/ (النابغة)/ 5: 68
طائرِ/ طويل/-/ 1: 348
زاجرِ/ طويل/-/ 1: 476
* بالمخاصرِ/ طويل/-/ 2: 188
* العواسرِ/ طويل/-/ 4: 320
مفاقرِي/ طويل/-/ 4: 444
متقاصرِ/ طويل/-/ 6: 40
جوارِ/ طويل/-/ 1: 56
جَمِيرِ/ طويل/ (ابن أحمر)/ 1: 305
* وترِهْ/ مديد/ امرؤ القيس/ 1: 302
عقرِه/ مديد/ (امرؤ القيس)/ 4: 94
بقرِه/ مديد/ (امرؤ القيس)/ 5: 480
قصرِه/ مديد/ امرؤ القيس/ 6: 68
الخطرِ/ بسيط/ تميم بن مقبل/ 1: 91
اليَسَرِ/ بسيط/ تميم بن مقبل/ 1: 90
______________________________
(1) انظر ديوانه ص 294.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 239
أثَرِ/ بسيط/ (تميم بن مقبل)/ 1: 351
دعرِ/ بسيط/ تميم بن مقبل/: 283
للجزرِ/ بسيط/ (تميم بن مقبل)/ 3: 469
* بالأزرِ/ بسيط/ تميم بن مقبل/ 4: 103
وطرِي/ بسيط/ (تميم بن مقبل)/ 5: 24
بالحجرِ/ بسيط/ (تميم بن مقبل)/ 5: 243
(بالسحرِ)/ بسيط/ (تميم بن مقبل)/ 6: 22
الذكرِ/ بسيط/ جرير/ 2: 442
الكسرِ/ بسيط/-/ 1: 92
* أكَّارِ/ بسيط/ الأخطل/ 1: 126
* الضارِي/ بسيط/ (الأخطل)/ 1: 200
* مبكارِ/ بسيط/ الأخطل/ 1: 288
أنصاري/ بسيط/ (الأخطل)/ 2: 33
* الدارِ/ بسيط/ (الأخطل)/ 2: 410
بسوّارِ/ بسيط/ الأخطل/ 2: 73/ 3: 115
أوتارِ/ بسيط/ (الأخطل)/ 3: 126
* صارِ/ بسيط/ (تميم بن مقبل)/ 3: 346
الدارِ/ بسيط/ جرير/ 1: 175
و الجارِ/ بسيط/ الخنساء/ 1: 221
أطماري/ بسيط/ الخنساء/ 2: 408
أطهارِ/ بسيط/ الخنساء/ 4: 292
بأسيارِ/ بسيط/ (سالم بن دارة)/ 5: 158
إتآرِي/ بسيط/ (الكميت)/ 1: 361
صبَّارِ/ بسيط/ النابغة/ 1: 25
أصفارِ/ بسيط/ النابغة/ 1: 121
أحذارِ/ بسيط/ النابغة «1» / 1: 304
______________________________
(1) الصواب أنه لبدر بن حوار الفزاري.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 240
النار/ بسيط/ النابغة/ 4: 191
إقصارِ/ بسيط/ (النابغة)/ 5: 96
و الجارِ/ بسيط/-/ 2: 173/ 3: 313
زوَّارِ/ بسيط/-/ 3: 66
* الضارِي/ بسيط/-/ 3: 120
و تذكيرِ/ بسيط/ حسان/ 4: 336
اليعاميرِ/ بسيط/ أبو زبيد/ 2: 347
* حورِ/ بسيط/ (سبيع بن الخطيم)/ 2: 117
* محاسيرِ/ بسيط/ الفرزدق/ 3: 49
يحاجورِ/ بسيط/-/ 2: 139
بأثرِ/ وافر/ (خفاف بن ندبة)/ 1: 56
بسترِ/ وافر/ (خفاف بن ندبة)/ 1: 174
(سمَرِ)/ وافر/ (خفاف بن ندبة)/ 2: 474
مجرِ/ وافر/ دريد بن الصمة/ 4: 274
شهرِ/ وافر/ (الراعي)/ 5: 438
ثغرِ/ وافر/ (العرجي)/ 3: 66
وتْرِ/ وافر/ (الكميت)/ 1: 399
شهرِ/ وافر/-/ 2: 313
* الصبارِ/ وافر/ الأعشي/ 3: 330
* الظئارِ/ وافر/ (عمران بن حطان)/ 2: 275
بدارِ/ وافر/ (عمران بن حطان)/ 5: 268
* و افتخاري/ وافر/-/ 1: 147
جبُارِ/ وافر/-/ 1: 159
* الدُّوار/ وافر/-/ 2: 311
* مطارِ/ وافر/-/ 3: 436
بالغرورِ/ وافر/ (أبو جندب الهذلي)/ 2: 13
أثيرِ/ وافر/ عروة بن الورد/ 1: 54
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 241
* اليستعورِ/ وافر/ عروة بن الورد/ 3: 76
وزورِ/ وافر/ عروة بن الورد/ 5: 423
القصيرِ/ وافر/ (مهلهل)/ 2: 361
مديرِ/ وافر/ مهلهل/ 4: 155
النسورِ/ وافر/-/ 5: 64
القطرِ/ كامل/ (ابن أحمر)/ 5: 220
* تسري/ كامل/ (حسان بن ثابت)/ 3: 154
يفرِي/ كامل/ زهير/ 2: 214/ 4: 497
البحرِ/ كامل/ المسيب/ 1: 475
(الهجرِ)/ كامل/ (المسيب، أو الأعشي)/ 4: 470
يدرِي/ كامل/ (المسيب بن علس)/ 5: 432
الغفرِ/ كامل/-/ 4: 385
؟؟؟/ كامل/ ابن أحمر «1» / 1: 266/ 5: 98/ 6: 133
كالإذخرِ/ كامل/ (أبو كبير الهذلي)/ 1: 46
* الأعفرِ/ كامل/ أبو كبير الهذلي/ 1: 234/ 2: 44
* واهكَرِ/ كامل/ (أبو كبير الهذلي)/ 6: 59
* تقبَرِ/ كامل/-/ 1: 365
المحسرِ/ كامل/-/ 2: 61
للمكثرِ/ كامل/-/ 3: 288
* الأقبرِ/ كامل/-/ 5: 432
كافرِ/ كامل/ (ثعلبة بن صعير)/ 2: 487/ 5: 191
نافرِ/ كامل/ (ثعلبة بن صعير)/ 30: 87/ 4: 60
[الشاصرِ]/ كامل/ جرير/ 3: 183
الأحفارِ/ كامل/ (الأخطل)/ 3: 27
العيَارِ/ كامل/ (جرير)/ 4: 398
للإيغارِ/ كامل/ (جرير)/ 6: 128
______________________________
(1) أو ابن مقبل، أو الهذلي.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 242
و الأمهارِ/ كامل/ (الربيع بن زياد)/ 4: 245
الأطهارِ/ كامل/ (الربيع بن زياد)/ 5: 37
عشارِي/ كامل/ الفرزدق/ 4: 325
بسمَارِ/ كامل/ (أبو مكعت الأسدي)/ 1: 96
فجارِ/ كامل/ النابغة/ 1: 178
البقَّار/ كامل/ النابغة/ 1: 280/ 3: 110
* الأمرارِ/ كامل/ النابغة/ 1: 416
المغيارِ/ كامل/ (النابغة)/ 2: 6/ 3: 213
عرعارِ/ كامل/ النابغة/ 4: 36
مذكارِ/ كامل/ (النابغة)/ 5: 387
* بربارِ/ كامل/-/ 1: 179
الأشجارِ/ كامل/-/ 3: 307
المعذورِ/ كامل/ جرير/ 2: 285/ 4: 256/ 5: 151، 358
زنبورِ/ كامل/-/ 3: 456
يسرِه/ كامل/ امرؤ القيس/ 5: 296
بأوارِها/ كامل/ (النمر بن تولب)/ 1: 213
أبكارِها/ كامل/ (النمر بن تولب)/ 1: 417/ 2: 437
* أصبارِها/ كامل/-/ 3: 329
للمغيرِ/ مجزو الكامل/ (المنخل اليشكري)/ 5: 226
العُفْرِ/ هزج/-/ 1: 150
* الخبارِ/ رمل/ عبيد/ 2: 239
مشارِ/ رمل/ عدي بن زيد/ 1: 76؟؟؟ 226
و انتظاري/ رمل/ عدي بن زيد/ 1: 133
بإزارِ/ رمل/ عدي بن زيد/ 2: 92
اعتصاري/ رمل/ عدي بن زيد/ 3: 264/ 4: 383
حاضرِ/ سريع/ الأعشي/ 1: 124
(الجائرِ)/ سريع/ الأعشي/ 1: 159
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 243
الماطرِ/ سريع/ الأعشي/ 1: 407/ 3: 463
الطائرِ/ سريع/ (الأعشي)/ 1: 434
ضائري/ سريع/ الأعشي/ 3: 69
الفاخرِ/ سريع/ الأعشي/ 3: 125
الهادرِ/ سريع/ الأعشي/ 3: 172
جابرِ/ سريع/ (الأعشي)/ 3: 178
و الحاسرِ/ سريع/ الأعشي/ 4: 329
الظاهرِ «1» / سريع/ الأعشي/ 4: 358
داعرِ/ سريع/ الأعشي/ 4: 370
قابرِ/ سريع/ الأعشي/ 5: 47
و العاصرِ/ سريع/ (الأعشي)/ 5: 78
الكاثرِ/ سريع/ الأعشي/ 5: 161
الطاهرِ «2» / سريع/ الأعشي/ 5: 228
الناشرِ/ سريع/ الأعشي/ 5: 430
العاهرِ/ سريع/-/ 4: 171
بكرِ/ خفيف/ (عمرو بن قميئة)/ 2: 167
* ضهرِ/ خفيف/-/ 4: 346
زِيرِ/ خفيف/-/ 3: 40، 114
خنصِر/ متقارب/ (عمرو بن قميئة)/ 5: 318
حاسرِ/ متقارب/-/ 1: 73
الفخارِ/ متقارب/-/ 4: 134
[لأحبارِها]/ متقارب/ حميد بن ثور/ 3: 133‌

(ز)

مبارزْ/ مجزو الكامل/ (عمرو بن عبدود)/ 1: 174
______________________________
(1) انظر: (الطاهر).
(2) انظر: (الظاهر).
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 244
اللمزَه/ بسيط/-/ 6: 66
* تارزْ/ طويل/ (الشماخ)/ 1: 343
* جارزُ/ طويل/ الشماخ/ 1: 441/ 2: 414
حامزُ/ طويل/ الشماخ/ 2: 8، 104
حاجز/ طويل/ (الشماخ)/ 2: 365
الجنائزُ/ طويل/ الشماخ/ 2: 445
الأماعزُ/ طويل/ الشماخ/ 4: 19
النواشزُ/ طويل/ (الشماخ)/ 4: 123
المعاوزُ/ طويل/ الشماخ/ 4: 187
معارزُ/ طويل/ الشماخ/ 4: 261
* العشاوزُ/ طويل/ الشماخ/ 4: 327
كارزُ/ طويل/ (الشماخ)/ 5: 169
مكنوزُ/ بسيط/ (المنتخل) الهذلي/ 2: 136‌

(س)

* حسيسْ/ سريع/ الأفوه الأودي/ 2: 9
السدوسْ/ سريع/ (الأفوه الأودي)/ 2: 316
* نِكسا/ طويل/-/ 1: 398
فأنكسَا/ طويل/ (امرؤ القيس)/ 1: 153
اخرسا/ طويل/ امرؤ القيس/ 4: 44
وقوَّسا/ طويل/ امرؤ القيس/ 5: 40
و ملبسا/ طويل/ (امرؤ القيس)/ 5: 230
المعاطسا/ طويل/ (العباس بن مرداس)/ 1: 314
النوادسا/ طويل/ (الكميت)/ 5: 410
حلابسا/ طويل/ الكميت/ 2: 145
* حادسا/ طويل/ معديكرب/ 2: 33
* غارسا/ طويل/-/ 1: 240
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 245
قائسا/ طويل/-/ 5: 41
غموسا/ طويل/ (يزيد بن خذاق)/ 2: 5
غموسا/ طويل/ (يزيد بن خذاق؟)/ 4: 395
هموسا/ وافر/-/ 6: 46
احسحاسا/ كامل/-/ 2: 9
مسوسا/ مجزو الكامل/ (ذو الإصبع العدواني)/ 5: 271
المستآسا/ متقارب/ النابغة الجعدي/ 1: 150، 156
التباسا/ متقارب/ (النابغة الجعدي)/ 3: 376
* الهراسا/ متقارب/ النابغة الجعدي/ 3: 440/ 6: 46
لباسا/ متقارب/ النابغة الجعدي/ 5: 230
* يتأبَّسُ/ طويل/ المتلمس/ 1: 36
* يتأيَّس/ طويل/ المتلمس/ 1: 164
المتلمسُ/ طويل/ المتلمس/ 4: 280
* أملسُ/ طويل/ (المتلمس)/ 5: 350
عرَّسوا/ طويل/-/ 4: 165، 235
* المنجِّسُ/ طويل/-/ 5: 394
العوانسُ/ طويل/ (ذو الرمة)/ 4: 156
متكاوسُ/ طويل/ ذو الرمة/ 4: 165
خامسُ/ طويل/ ذو الرمة/ 4: 324
(لامسُ)/ طويل/ ذو الرمة/ 5: 190
* الكوادسُ/ طويل/ (أبو ذؤيب)/ 5: 165
* خنابسُ/ طويل/ (القطامي)/ 2: 254
العرسُ/ بسيط/ (الأسود بن يعفر)/ 4: 262
لبَّاسُ/ بسيط/-/ 2: 62
قابوس/ بسيط/ المتلمس/ 1: 315
شُوسُ/ بسيط/ (المتلمس)/ 3: 239
شُوسُ/ وافر/ (أبو زبيد الطائي)/ 2: 59
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 246
خبوس/ وافر/ (أبو زبيد الطائي)/ 2: 240
هموسُ/ وافر/ (أبو زبيد الطائي)/ 2: 338
* يريسُ/ وافر/ (أبو زبيد الطائي)/ 2: 466
عروسَ/ وافر/ (أبو زبيد الطائي)/ 4: 216
عيطموس/ وافر/-/ 2: 266
* قبيس/ وافر/-/ 5: 48
* تقلس/ كامل/ (أبو قلابة) الهذلي/ 2: 263
(تدرسُ)/ كامل/ (المتلمس)/ 2: 118
* ويوَبسُ/ كامل/ المتلمس/ 4: 226
المعرس/ كامل/-/ 4: 262
مقتبسُ/ مسدس الرجز/-/ 4: 42
* و الحبِس/ طويل/ (أوس بن حجر)/ 1: 416
نفسِي/ طويل/-/ 4: 39
معسعِس/ طويل/ (الزبرقان)/ 4: 44
واضرس/ طويل/-/ 3: 395
بيائِس/ طويل/ (مفروق بن عمرو)/ 1: 504
ملادِس/ طويل/-/ 4: 293
* لامسِ/ طويل/-/ 5: 210
القوامسِ/ طويل/-/ 6: 118
المرَسِ/ بسيط/ المتلمس/ 1: 91
الكاسي/ بسيط/ الحطيئة/ 3: 411
درواسِ/ بسيط/-/ 4: 260
الضغابيسِ/ بسيط/ جرير/ 3: 402
* و عرَيسي/ بسيط/ جرير/ 4: 263
القُوسِ/ بسيط/ جرير/ 5: 41
بالمقاييسِ/ بسيط/-/ 5: 40
بورْسِ/ وافر/-/ 1: 389
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 247
عرسِي/ وافر/-/ 4: 81
* الرئيسِ/ وافر/-/ 2: 104
* و الوهسِ/ كامل/ حميد بن ثور/ 6: 148
فاجلسِ/ كامل/ (عبد اللّه بن الزبير أو مروان بن الحكم)/ 1: 474
يعمسِ/ كامل/ المرار/ 4: 143
* عرمسِ/ كامل/-/ 4: 367
الفرسِ/ كامل/ (طرفة)/ 2: 404/ 4: 384
وساوسِ/ كامل/ (عبد اللّه بن سليم الغامدي)/ 2: 132/ 30: 95
مخموسِ/ كامل/ عبيد/ 2: 218
* المجلسِ/ سريع/-/ 1: 473
فَرَسِ/ منسرح/ أبو زبيد/ 5: 70
الفرسِ/ منسرح/ (طرفة)/ 5: 32‌

(ش)

قريشا/ خفيف/ (المشمرخ الحميري)/ 5: 71
خموشا/ خفيف/ (الفضل بن العباس)/ 2: 219‌

(ص)

يصابصْ/ مجزو الكامل/ أبو داود/ 1: 183
أصيص/ سريع/ عدي بن زيد/ 1: 15
خمائصا/ طويل/ الأعشي/ 2: 219
الدلامصا/ طويل/ الأعشي/ 2: 219/ 5: 439
خائصا/ طويل/ الأعشي/ 2: 233
الرواهصا/ طويل/ الأعشي/ 2: 449
مراهصا/ طويل/ (الأعشي)/ 2: 450
وفصافصا/ طويل/ الأعشي/ 4: 280
فاشصا/ طويل/ الأعشي/ 5: 26
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 248
قانصا/ طويل/ الأعشي/ 5: 95
فالنواعصا/ طويل/ الأعشي/ 5: 207
* نفصا/ بسيط/-/ 5: 461
العصاعصُ/ طويل/ ذو الرمة/ 4: 47
و تموصُ/ طويل/ امرؤ القيس/ 3: 227/ 5: 285
* يفيص/ طويل/ امرؤ القيس/ 4: 464
نحوصُ/ طويل/ امرؤ القيس/ 5: 402
* بريصِ/ وافر/-/ 1: 219
القراميصِ/ بسيط/-/ 2: 478/ 5: 236
القميصِ/ وافر/ الفرزدق/ 2: 421
* التريصِ/ وافر/-/ 1: 344
لحاصِ/ كامل/ (أمية بن أبي عائذ) الهذلي/ 1: 326/ 2: 124/ 5: 337
قصصه/ كامل/ مرار العقيلي/ 4: 48‌

(ض)

عرْضا/ طويل/-/ 2: 448
خضَاضُ/ طويل/-/ 2: 153
عريضُ/ طويل/ (العديل بن الفرخ)/ 1: 247
رحيضُ/ طويل/ (العديل بن الفرخ)/ 2: 496
إمحاضُ/ بسيط/-/ 5: 301
فرضِ/ طويل/ (الحكم بن عبدل)/ 4: 489
و الخفضِ/ طويل/ (أبو خراش الهذلي)/ 2: 482
بعضِ/ طويل/ طرفة/ 2: 25
عريضِ/ طويل/ امرؤ القيس/ 1: 80
الجريضِ/ طويل/ (امرؤ القيس)/ 1: 443
بالحضيضِ/ طويل/ (امرؤ القيس)/ 2: 13
* النحيضِ/ طويل/ (امرؤ القيس)/ 3: 61
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 249
راضِ/ وافر/-/ 2: 120
الرفضِ/ كامل/ أبو دواد/ 4: 16
و بياضِ/ كامل/-/ 4: 51
الأحراضِ/ خفيف/ الطرماح/ 2: 41
و اعتراضِ/ خفيف/ الطرماح/ 4: 272
الكراضِ/ خفيف/ الطرماح/ 5: 170
راضِ/ خفيف/ الطرماح/ 6: 135
تؤرضِ/ متقارب/ (أبو المثلم) الهذلي/ 1: 80
حيَّضِ/ متقارب/ (أبو المثلم الهذلي)/ 2: 450/ 3: 29
غمَّضِ/ متقارب/ (المتنخل، أو أبو المثلم الهذلي)/ 4: 443
المحضِ/ هزج/ ذو الإصبع العدواني/ 3: 70، 244
الأرضِ/ هزج/ ذو الإصبع العدواني/ 2: 409‌

(ط)

أشرطا/ طويل/-/ 3: 261
عنشَطِ/ طويل/-/ 4: 363
بالغبطِ/ بسيط/ الحارث بن وعلة/ 4: 410
و الفرُطِ/ بسيط/ (وعلة الجرمي)/ 4: 491
المخاريطِ/ بسيط/-/ 2: 170
إباطيِ/ وافر/ (المتنخل) الهذلي/ 1: 38
حطاطِ/ وافر/ (المتنخل) الهذلي/ 2: 14
زياطِ/ وافر/ (المتنخل) الهذلي/ 2: 219
الرهاطِ/ وافر/ المتنخل الهذلي/ 2: 450/ 4: 52
سُراطيِ/ وافر/ (المتنخل) الهذلي/ 3: 152
بساطِ/ وافر/ (المتنخل) الهذلي/ 3: 214
العطاطِ/ وافر/ المتنخل الهذلي/ 4: 52
اللياط/ وافر/ (المتنخل) الهذلي/ 4: 223
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 250
الصراطِ/ وافر/-/ 3: 349
الأشراطِ/ خفيف/ حسان/ 3: 261
كالناحطِ/ متقارب/ (أسامة بن الحارث الهذلي)/ 1: 96
الذاعطِ/ متقارب/ (أسامة بن الحارث الهذلي)/ 2: 356
العائطِ/ متقارب/ (أسامة بن الحارث الهذلي)/ 4: 196‌

(ظ)

و اللظَي/ كامل/ الأسعر الجعفي/ 1: 113
اللافظَه/ متقارب/ (طرفة)/ 5: 259
تغيظُ/ طويل/ (حضين بن المنذر)/ 4: 405
* و العظاظ/ وافر/-/ 4: 52‌

(ع)

(المضطجَعْ)/ رمل/ سويد بن أبي كاهل/ 1: 362
فانتجَعْ/ رمل/ (سويد بن أبي كاهل)/ 1: 398
جشَعْ/ رمل/ سويد بن أبي كاهل/ 1: 458
* خدَعْ/ رمل/ (سويد بن أبي كاهل)/ 2: 161
وصلَعْ/ رمل/ سويد بن أبي كاهل/ 3: 86
شجَعْ/ رمل/ (سويد بن أبي كاهل)/ 3: 248
كالصقِعْ/ رمل/ سويد بن أبي كاهل/ 3: 298
* و الضلَعْ/ رمل/ سويد بن أبي كاهل/ 3: 369
نزعْ/ رمل/ سويد بن أبي كاهل/ 5: 137
الشجاعْ/ سريع/ (السفاح بن بكير)/ 1: 319
و تسمعا/ طويل/ امرؤ القيس/ 2: 190
وقَّعا/ طويل/ جرير/ 6: 27
إصبعا/ طويل/ الراعي/ 3: 331
و روَعا/ طويل/ الراعي/ 4: 234
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 251
أمتعا/ طويل/ (الراعي)/ 5: 293
ضيَّعا/ طويل/ (رجل من طيئ)/ 2: 277
و أذرُعا/ طويل/ سويد بن كراع/ 2: 476
* و نضبعا/ طويل/ (عمرو بن شأس)/ 3: 388
لنفزعا/ طويل/ (الكلحبة العرني)/ 4: 501
فأوجعا/ طويل/ (متمم بن نويرة)/ 1: 44
تصوَّعا/ طويل/ متمم بن نويرة/ 2: 137
متربِّعا/ طويل/ متمم بن نويرة/ 3: 47
* تقعقعا/ طويل/ (متمم بن نويرة)/ 5: 89
فأقنعا/ طويل/ مزرد/ 1: 390/ 2: 168
بأنزعا/ طويل/ (هدبة بن الخشرم)/ 4: 378
متزقَّعا/ طويل/-/ 2: 429
أقرعا/ طويل/-/ 4: 8
أضرعا/ طويل/-/ 4: 20، 23
تتبرعا/ طويل/-/ 4: 229
مِهزعا/ طويل/-/ 6: 50
الدوافعا/ طويل/ الراعي/ 6: 148
و منازعا/ طويل/ عدي بن زيد/ 1: 168
جمعا/ مديد/ (أبو دهبل الجمحي)/ 2: 211
فارتفعا/ بسيط/ الأعشي/ 1: 449
الصدعا/ بسيط/ الأعشي/ 2: 214/ 4: 333
* خنُعا/ بسيط/ الأعشي/ 2: 223
و الوجعا/ بسيط/ الأعشي/ 3: 300
رضعا/ بسيط/ الأعشي/ 4: 461
لعا/ بسيط/ (الأعشي)/ 4: 65/ 5: 253
و الصلعا/ بسيط/ (الأعشي)/ 5: 476
اجتمعا/ بسيط/ الأعشي/ 6: 140
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 252
فزَعا/ بسيط/ (عبد اللّه بن سبرة)/ 1: 506
طمعا/ بسيط/ لقيط بن يعمر/ 1: 410
قطَعا/ بسيط/ (لقيط بن يعمر)/ 3: 188
طبَعا/ بسيط/-/ 3: 439
و الربعَه/ بسيط/ (أبو دواد الرؤاسي)/ 4: 297
ذراعا/ وافر/ القطامي/ 1: 360
* مُتاعا/ وافر/ القطامي/ 1: 358
* اندراعا/ وافر/ (القطامي)/ 2: 269
و الصقاعا/ وافر/ القطامي/ 3: 298
دُكاعا/ وافر/ القطامي/ 2: 291
السطاعا/ وافر/ القطامي/ 3: 70
الصناعا/ وافر/ القطامي/ 4: 202
* نشوعا/ وافر/ المرار/ 5: 427
فروعا/ وافر/-/ 2: 484
مولعا/ كامل/ الأعشي/ 2: 101
ودعَه/ رمل/ (أبو الأسود الدئلي)/ 6: 96
جدعا/ منسرح/ (أوس بن حجر)/ 1: 432
فرعا/ منسرح/ أوس بن حجر/ 4: 492
ملتفعا/ منسرح/ (أوس بن حجر)/ 5: 138
سمعا/ منسرح/ (أوس بن حجر)/ 5: 212
لكعا/ منسرح]/ ذو الإصبع/ 2: 152/* 5: 265
* الخدعَه/ منسرح/ (الأضبط بن قريع)/ 2: 161
معَه/ منسرح/ (الأضبط بن قريع)/ 4: 450
و تدسعُ/ طويل/ (أوس بن حجر)/ 1: 499
و تسفعُ/ طويل/ (أوس بن حجر)]/ 2: 11
لمعُ/ طويل/ أوس بن حجر/ 3: 175
و أوكعوا/ طويل/ أوس بن حجر/ 5: 12
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 253
تقمَّعُ/ طويل/ أوس بن حجر/ 5: 28
المقرَّعُ/ طويل/ أوس بن حجر/ 5: 73
يتقصَّعُ/ طويل/ (أوس بن حجر)/ 5: 92
المرجَّعُ/ طويل/ ذو الرمة/ 2: 70
* تصوَّعُ/ طويل/ ذو الرمة/ 2: 321
* المتنعنعُ/ طويل/ ذو الرمة/ 5: 357
تقطَّعُ/ طويل/ (سعد بن زيد مناة)/ 1: 105
و مقنَّعُ/ طويل/ عبد اللّه بن رواحة/ 2: 129
تبَّعُ/ طويل/ (نصيب، أو أبو وجزة)/ 1: 492/ 6: 41
المفزَّعُ/ طويل/-/ 1: 8
يتقعقعُ/ طويل/-/ 4: 44
مضيَّعُ/ طويل/-/ 4: 75
و مهطعُ/ طويل/-/ 4: 206
* متقطِّعُ/ طويل/-/ 5: 64
يلمعُ/ طويل/-/ 5: 211
و ينقعُ/ طويل/-/ 6: 12
سلفعُ/ طويل/-/ 6: 135
الجراشعُ/ طويل/ (أسامة بن الحارث) الهذلي/ 1: 214
المطامعُ/ طويل/ (البعيث)/ 2: 468
مقانعُ/ طويل/ (البعيث)/ 5: 33
الودائعُ/ طويل/ (بيهس العذري)/ 4: 500
يانعُ/ طويل/ تميم بن مقبل/ 4: 257
ضائعُ/ طويل/ جرير/ 2: 179
الأكارعُ/ طويل/ (الخطيم التميمي)/ 3: 29
ناقعُ/ طويل/ عباس بن مرداس/ 1: 143
الأصابعُ/ طويل/ الفرزدق/ 3: 182
* الرعارعُ/ طويل/ (لبيد)/ 2: 375
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 254
راكع/ طويل/ لبيد/ 2: 345
صانعَ/ طويل/ (لبيد)/ 3: 450
* بلاقعَ/ طويل/ لبيد/ 4: 415
* طائعَ/ طويل/ النابغة/ 1: 28
(خواضعُ)/ طويل/ النابغة/ 1: 177
بائعَ/ طويل/ (النابغة)/ 1: 305
الدوافعَ/ طويل/ النابغة/ 1: 353
نوازعَ/ طويل/ النابغة/ 2: 197
المسامع/ طويل/ النابغة/ 3: 59
* فالضواجعُ/ طويل/ (النابغة)/ 3: 390
* تراجعُ/ طويل/ (النابغة)/ 3: 421
ظالعُ/ طويل/ النابغة/ 3: 467
ضائعُ/ طويل/ النابغة/ 4: 281
الصوانعُ/ طويل/ النابغة/ 5: 99، 482
ماتعُ/ طويل/ النابغة/ 5: 294
واسعُ/ طويل/ (النابغة)/ 5: 378
المراتعُ/ طويل/-/ 1: 278
مجالعُ/ طويل/-/ 1: 474
بائعُ/ طويل/-/ 2: 25
الأخادعُ/ طويل/-/ 3: 126
جازعُ/ طويل/-/ 4: 25
* تضُوعُ/ طويل/ (بشار «1»)/ 3: 377
* و تتيعُ/ طويل/ (الطرماح)/ 1: 88
و أبوعُ/ طويل/ (الطرماح)/ 1: 319
* و نجيعُ/ طويل/ الطرماح/ 1: 457
تهيعُ/ طويل/ الطرماح/ 2: 228/ 6: 25
______________________________
(1) حماسة ابن الشجري 113.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 255
لجزوعُ/ طويل/ (عروة بن الورد)/ 4: 325
جميعُ/ طويل/ (قيس بن ذريح)/ 3: 167
ربيعُ/ طويل/ (المجنون)/ 2: 50
* نجيعُ/ طويل/-/ 5: 234
جوعُها/ طويل/-/ 3: 349
الجذعُ/ بسيط/ (الأخطل)/ 1: 437
* مرتدعُ/ بسيط/ تميم بن مقبل/ 2: 323، 503
خضَعُ/ بسيط/ زهير/ 2: 190
(فينصدعُ)/ بسيط/ (عباس بن مرداس «1»)/ 1: 164
الضبُع/ بسيط/ (عباس بن مرداس)/ 3: 387
فدع/ بسيط/-/ 4: 362
* القتعُ/ بسيط/-/ 5: 56
الورعُ/ بسيط/-/ 5: 399
* جداعُ/ وافر/ (ربيعة بن مقروم)/ 1: 433
السباعُ/ وافر/ ربيعة بن مقروم/ 4: 76
* و باعُ/ وافر/-/ 1: 318
القطوعُ/ وافر/ (عبد الرحمن بن الحكم «2»)/ 5: 102
(هجوعُ)/ وافر/ (عمرو بن معديكرب)/ 1: 127
صليعُ/ وافر/ عمرو بن معديكرب/ 3: 304
يضيعُ/ وافر/-/ 1: 37
الأشجعُ/ كامل/ (جرير)/ 2: 84/ 4: 464
الخشَّعُ/ كامل/ جرير/ 2: 183
* يخفعُ/ كامل/ جرير/ 2: 204
متجعجعُ/ كامل/ أبو ذؤيب الهذلي/ 1: 176، 416
* زعزعُ/ كامل/ (أبو ذؤيب) الهذلي/ 1: 189
______________________________
(1) انظر اللسان 5: 133.
(2) أو الأعشي، أو زياد الأعجم.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 256
مَهْيَعُ/ كامل/ أبو ذؤيب الهذلي/ 1: 196
يتبضَّعُ/ كامل/ أبو ذؤيب الهذلي/ 1: 252/ 2: 23
مخدَّعُ/ كامل/ أبو ذؤيب الهذلي/ 1: 330/ 2: 164
يتتلَّعُ/ كامل/ أبو ذؤيب الهذلي/ 1: 352
* الإصبعُ/ كامل/ أبو ذؤيب الهذلي/ 1: 396
* و أقطُعُ/ كامل/ أبو ذؤيب الهذلي/ 1: 459/ 5: 101
* تتقطَّعُ/ كامل/ (أبو ذؤيب الهذلي)/ 2: 8
تدمعُ/ كامل/ (أبو ذؤيب الهذلي)/ 2: 34
يجزعُ/ كامل/ (أبو ذؤيب الهذلي)/ 2: 464
يرجعُ/ كامل/ أبو ذؤيب الهذلي/ 20: 491/: 190
* تمزعُ/ كامل/ أبو ذؤيب الهذلي/ 2: 501
الأمرعُ/ كامل/ (أبو ذؤيب الهذلي/ 3: 9،* 74
سلفعُ/ كامل/ أبو ذؤيب الهذلي/ 3: 160
مسبعُ/ كامل/ أبو ذؤيب الهذلي/ 3: 128
متصمعُ/ كامل/ (أبو ذؤيب الهذلي)/ 3: 311
أتضعضعُ/ كامل/ أبو ذؤيب الهذلي/ 3: 355
مجمَعُ/ كامل/ أبو ذؤيب الهذلي/ 1: 480/ 4: 303
و يصدعُ/ كامل/ (أبو ذؤيب الهذلي)/ 2: 383/ 4: 465
المضجعُ/ كامل/ أبو ذؤيب الهذلي/ 5: 12
تبَّعُ/ كامل/ أبو ذؤيب الهذلي/ 5: 99
أبرعُ/ كامل/ (أبو ذؤيب الهذلي)/ 5: 155
جرشعُ/ كامل/ (أبو ذؤيب الهذلي)/ 5: 311
تقرعُ/ كامل/ (أبو ذؤيب الهذلي)/ 5: 314
التبَّعُ/ كامل/ (سعدي بنت الشمردل)/ 1: 363/ 2: 76/ 5: 462
تطلَّعُ/ كامل/ (عنترة)/ 3: 329
* أخضعُ/ كامل/ (متمم بن نويرة)/ 3: 382
* منقعُ/ كامل/-/ 1: 268
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 257
سلفعُ/ كامل/-/ 6: 66
* زميعُ/ كامل/-/ 3: 25
و المكرعُ/ رمل/-/ 1: 6
بجائعِ/ طويل/ امرأة (من بني قشير)/ 2: 60
(المقانعِ)/ طويل/ (ذو الرمة)/ 5: 35
خواضع/ طويل/ (ذو الرمة)/ 6: 16
بالأصابع/ طويل/ (الكميت بن معروف)/ 2: 114/* 5: 126
الأجارعِ/ طويل/-/ 2: 242
الأزابعِ/ طويل/-/ 3: 47
بالأصابعِ «1» / طويل/-/ 3: 224
بالأصابعِ «2» / طويل/-/ 5: 378
سراعِها/ طويل/ (إياس بن قبيصة الطائي «3»)/ 1: 260
لاتباعِها/ طويل/ (إياس بن قبيصة الطائي «4»)/ 2: 69
بالصاعِ/ بسيط/ (النابغة)/ 3: 393
الزباعِ/ وافر/ (أبو حنبل الطائي)/ 1: 432، 455
كا؟؟؟ اعِ/ وافر/ (قيس بن ذريح)/ 2: 503
* للشياعِ/ وافر/-/ 2: 235
اليفاعِ/ وافر/-/ 4: 332
بالضَّريعِ/ وافر/ مالك بن عوف/ 1: 204
و القطوعِ/ وافر/ تميم بن مقبل/ 3: 50
* الوقيعِ/ وافر/ الشماخ/ 2: 36/ 5: 392
النزيعِ/ وافر/ الشماخ/ 2: 183
* زمرعِ/ وافر/ الشماخ/ 3: 24
______________________________
(1) قبلها: «خيراتها».
(2) قبلها: «سيلها».
(3) انظر الحماسة (1: 66).
(4) انظر الحماسة (1: 66).
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 258
(المضيعِ)/ وافر/ الشماخ/ 3: 380
القَنوعِ/ وافر/ الشماخ/ 5: 33
و ندَّعي/ كامل/ (الحادرة الذبياني)/ 1: 134* 412/* 2: 280
(المقلعِ)/ كامل/ (الحادرة الذبياني)/ 2: 40
المهيعِ/ كامل/-/ 2: 373
* سافعِ/ كامل/ (عمرو بن معديكرب)/ 3: 84
بمباعِ/ كامل/ (الأجدع بن مالك الهمداني)/ 1: 327
مَلاع/ كامل/ المسيب بن علس/ 1: 356
* صاعِ/ كامل/ (المسيب بن علس)/ 3: 321/ 5: 344
الأضلاعِ/ كامل/ (المسيب بن علس)/ 5: 381
* وعواعِ/ كامل/ (المسيب بن علس)/ 6: 77
أربعِ/ سريع/-/ 4: 345
للناخعِ/ سريع/-/ 5: 406
يجعجاعِ/ سريع/ أبو قيس بن الأسلت/ 1: 416
جمَّاعِ/ سريع/ (أبو قيس بن الأسلت)/ 1: 479
* قرَّاعِ/ سريع/ (أبو قيس بن الأسلت)/ 1: 482
تهجاعِ/ سريع/ (أبو قيس بن الأسلت)/ 2: 12
كالراعيِ/ سريع/ أبو قيس بن الأسلت/ 2: 408/ 5: 104
قطاعِ/ سريع/ (أبو قيس بن الأسلت)/ 5: 347
أمنعِ/ متقارب/ (العباس بن مرداس)/ 2: 273
بالمسمعِ/ متقارب/ (عبد اللّه بن أوفي)/ 3: 102‌

(ف)

الحجَفْ/ متقارب/-/ 2: 140
الزغفْ/ متقارب/-/ 3: 12
شسفا/ بسيط/ تميم بن مقبل/ 2: 466/ 3: 364
السدفا/ بسيط/ (تميم بن مقبل)/ 3: 337
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 259
انكشفا/ بسيط/ طرفة/ 2: 91
اخترفا/ بسيط/ أبو وجزة/ 2: 413
السيوفا/ وافر/ (كعب بن مالك)/ 2: 264
رءوفا/ وافر/ (كعب بن مالك)/ 2: 471
خليفا/ متقارب/ صخر الغي الهذلي/ 1: 454
وخيفا/ متقارب/ (صخر الغي الهذلي)/ 2: 235/ 3: 7
[نتيفا]/ متقارب/ (صخر الغي الهذلي)/ 3: 71
خفيفا/ متقارب/ (صخر الغي الهذلي)/ 4: 489
الشفيفا/ متقارب/ أبو كبير الهذلي «1» / 2: 456
يطرفُ/ طويل/ (جران العود)/ 5: 209، 220
ترعفُ/ طويل/ جرير/ 1: 118
تعكفُ/ طويل/ جميل/ 3: 440
يتلهفُ/ طويل/ جميل/ 4: 163
* تقطفُ/ طويل/ (حاتم الطائي)/ 5: 103
* مصرف/ طويل/ الحطيئة/ 2: 207
زُفَّفُ/ طويل/ الفرزدق/ 1: 119
مجلَّفُ/ طويل/ الفرزدق/ 1: 475
تعرفُ/ طويل/ الفرزدق/ 3: 143/ 4: 47، (306)
* المشفشَفُ/ طويل/ الفرزدق/ 3: 170
* المتضيِّفُ/ طويل/ الفرزدق/ 3: 381
وقَّفوا/ طويل/ الفرزدق/ 6: 83
المتغطرفُ/ طويل/ (مغلس بن لقيط)/ 1: 501/ 4: 431
رعفُ/ طويل/-/ 1: 324
ملفَّفُ/ طويل/-/ 4: 120
مسدفُ/ طويل/-/ 4: 314
واقفُ/ طويل/ أوس بن حجر/ 1: 44
______________________________
(1) الصواب أنه لصخر الغي.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 260
حالفُ/ طويل/ أوس بن حجر/ 1: 294/* 6: 20
سقائفُ/ طويل/ أوس بن حجر/ 2: 300
شارفُ/ طويل/ أوس بن حجر/ 3: 264
(فالمخالفُ)/ طويل/ أوس بن حجر/ 3: 327
موالفُ/ طويل/ أوس بن حجر/ 4: 101
واكفُ/ طويل/ أوس بن حجر/ 4: 148
الطوائفُ/ طويل/ أوس بن حجر/ 6: 80
الروادفُ/ طويل/ جميل/ 4: 319
نفانفُ «1» / طويل/ (أبو جهيمة الذهلي)/ 5: 10
* كانفُ/ طويل/ (القطامي)/ 5: 143
الكتائفُ/ طويل/ (القطامي)/ 5: 160
* المصاحفُ/ طويل/ (كعب بن جعيل)/ 3: 181
نفانفُ «2» / طويل/ (مسكين الدارمي)/ 5: 358
واكفُ/ طويل/؟؟؟/ 4: 196
* و الصلفُ/ بسيط/ (الأعشي)/ 3: 305
* سلفُ/ بسيط/ أوس بن حجر/ 3: 400
سَرَفُ/ بسيط/ جرير/ 3: 153/ 6: 69
الصدفُ/ بسيط/ فروة بنت أبان/ 3: 189
مزدهفُ/ بسيط/-/ 3: 33
الخزفُ/ بسيط/-/ 3: 343
طلفُ/ بسيط/-/ 3: 420
مظْروفُ/ بسيط/ عنترة/ 4: 313
* تضيفُ/ وافر/ (أبو ذؤيب) الهذلي/ 3: 283
و القُروفُ/ وافر/ (معقر بن حمار)/ 5: 74، 168
تعيفُ/ وافر/ (المغيرة بن حبناء)/ 4: 197،* 229
______________________________
(1) قبلها: «بينهن».
(2) قبلها: «غوط».
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 261
ج؟؟؟ وفُ/ وافر/-/ 1: 150
* الصليفُ/ وافر/-/ 3: 306
وشعوفُ/ كامل/ (كعب بن زهير)/ 3: 432
معصفُ/ سريع/ (أبو قيس بن الأسلت، أو أحيحة)/ 4: 328
طرِفُ/ منسرح/ (قيس بن الخطيم)/ 4: 379
و الصحفُ/ منسرح/-/ 3: 334
نيَفُ/ متقارب/ (عدي بن الرقاع)/ 5: 375
العرفِ/ طويل/-/ 4: 281
توسَّفِ/ طويل/ (الأسود بن يعفر)/ 5: 82
المعطَّفِ/ طويل/ (الفرزدق)/ 4: 47
المؤنَّفِ/ طويل/-/ 1: 148
فواحفِ/ طويل/ أوس بن حجر/ 4: 74
السوائفِ/ طويل/ ذو الرمة/ 3: 122
* الغرفِ/ بسيط/-/ 4: 418
الغطاريفِ/ بسيط/-/ 1: 170
الطرافِ/ وافر/-/ 2: 288/ 3: 398
مَخرفِ/ كامل/ (أبو كبير الهذلي)/ 2: 172/ 4: 493
كالمخصفِ/ كامل/ (أبو كبير) الهذلي/ 2: 186
المضعفِ/ كامل/ (أبو كبير) الهذلي/ 5: 409
متغضفِ/ كامل/ (أبو كبير الهذلي)/ 1: 166
وقَّافِ/ كامل/-/ 1: 189
منافِ/ مجزو الكامل/ 5: 219
السُّدَفِ/ منسرح/ (سعد القرقرة)/ 3: 148
مجذوفِ/ خفيف/ الأعشي/ 1: 438
* بأظلافِها/ متقارب/ (عمرو بن معديكرب)/ 3: 467
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 262‌

(ق)

فبرَقْ/ رجز/-/ 1: 324
عققْ/ رمل/ عدي بن زيد/ 4: 7
* ينقْ/ متقارب/ 1: 66
عفقا/ طويل/ سويد بن كراع/ 4: 55
فلقا/ طويل/ سويد بن كراع/ 4: 452
(عاشقَه)/ طويل/ (الراعي)/ 5: 204
* و الأبقا/ بسيط/ زهير/ 1: 39
سحْقا/ بسيط/ زهير/ 1: 421
اعتنقا/ بسيط/ زهير/ 4: 160
و العنُقا/ بسيط/ زهير/ 4: 260
غلقا/ بسيط/ زهير/ 4: 391
دفقا/ بسيط/ (زهير)/ 5: 53
* رقَقا/ بسيط/-/ 2: 377
* طرقا/ بسيط/-/ 4: 41
الرقاقا/ وافر/-/ 2: 16
المذاقا/ وافر/-/ 6: 8
العليقا/ خفيف/ (لبيد)/ 4: 128
انبعاقَه/ خفيف/ 1: 263
فواقا/ متقارب/-/ 3: 267
عقاقا/ متقارب/-/ 4: 7
* يتأبَّقُ/ طويل/ الأعشي/ 1: 39
معشقُ/ طويل/ الأعشي/ 1: 82
ويأفقُ/ طويل/ الأعشي/ 1: 116/ 5: 13
تفهقُ/ طويل/ الأعشي/ 1: 503/ 4: 456
موفَّقُ/ طويل/ الأعشي/ 2: 18
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 263
* محزرقُ/ طويل/ الأعشي/ 2: 144
أولقُ/ طويل/ الأعشي/ 3: 432
نتفرقُ/ طويل/ الأعشي/ 4: 189
و بعرَّقُ/ طويل/ الأعشي/ 4: 283
* فيتقُ/ طويل/ الأعشي/ 4: 471
ينمطَّقُ/ طويل/ الأعشي/ 5: 333
محلقُ/ طويل/ (ذو الرمة)/ 1: 303
* أخلقُ/ طويل/ (ذو الرمة)/ 2: 296
أزرقُ/ طويل/ (ذو الرمة)/ 2: 446
* يترقرقُ/ طويل/ ذو الرمة/ 2: 467
مشبرقُ/ طويل/ (ذو الرمة)/ 4: 335
* حاذقُ/ طويل/ (أبو ذؤيب)/ 2: 37
العقائقُ/ طويل/ كثير عزة/ 1: 148/ 4: 8
البنائقُ/ طويل/ (المجنون)/ 1: 306
(نشوقُ)/ طويل/ (الشماخ)/ 3: 323
رقيقُ/ طويل/ (عمرو بن الأهتم)/ 5: 179
طليقُ/ طويل/ (يزيد بن مفرغ)/ 4: 245
سحوقُ/ طويل/ 1: 25
طريقُ/ طويل/-/ 1: 147/ 6: 47
(ماحقُه)/ طويل/-/ 5: 328
* و الخرقُ/ بسيط/ ذو الخرق الطهوي/ 2: 173
سنقُ/ بسيط/ عنترة/ 1: 246
رققُ/ بسيط/ (أبو الهيثم الثعلبي)/ 5: 322
الأفقُ/ بسيط/-/ 1: 115
يأتلق/ بسيط/-/ 1: 132
* منبلقُ/ بسيط/-/ 1: 302
الوراق/ وافر/ (أوس بن حجر)/ 6: 102
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 264
بؤوقُ/ وافر/ (زغبة الباهلي)/ 5: 97
(حذيق)/ وافر/ (زغبة أو مالك بن زغبة)/ 5: 368
العلوقُ/ وافر/ (المفضل النكري)/ 4: 130
محيقُ/ وافر/ (المفضل النكري)/ 5: 301، 464
المحنقُ/ كامل/ (قتيلة بنت الحارث «1»)/ 2: 111
يخلقوا/ كامل/-/ 1: 255
النطقُ/ منسرح/ (العباس بن عبد المطلب)/ 6: 7
يلق/ منسرح/-/ 6: 158
ذائقُها/ منسرح/ أمية بن أبي الصلت/ 4: 212
الأطواقُ/ خفيف/ الأعشي/ 2: 352
و الحقاقُ/ خفيف/ الأعشي/ 2: 17
الأرواقُ/ خفيف/ الأعشي/ 2: 461
الساقُ/ خفيف/ الأعشي/ 2: 461
عَلاقُ/ خفيف/ الأعشي/ 2: 491/ 4: 126
فواقُ/ خفيف/ الأعشي/ 4: 3، 242
بالنهقِ/ طويل/ (أبو الطمحان حنظلة)/ 4: 59
ملصقِ/ طويل/ امرؤ القيس/ 3: 79
* ملقلقِ/ طويل/ امرؤ القيس/ 5: 207
الموشَّقِ/ طويل/ امرؤ القيس/ 5: 208
منبَّقِ/ طويل/ (امرؤ القيس)/ 5: 382
مفلَّقِ/ طويل/ امرؤ القيس/ 5: 442
* مودقيِ/ طويل/ (امرؤ القيس)/ 6: 96
موثَّقِ/ طويل/ ثعلبة الأسدي/ 4: 41
عوهقِ/ طويل/ (زهير)/ 4: 172
مفلَّقِ/ طويل/ (سلامة بن جندل)/ 1: 265
؟؟؟ طرقِ/ طويل/ (الشماخ)/ 3: 162
______________________________
(1) أو الصواب بنت النضر. و قال الجاحظ: ليلي بنت النضر.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 265
أعرقِ/ طويل/ الممزق العبدي/ 1: 356/ 4: 133، 289
يأرقِ/ طويل/ الممزق العبدي/ 2: 161
مؤوَّقِ/ طويل/-/ 1: 157
* و مفرِقِ/ طويل/-/ 1: 168
بَروَقِ/ طويل/-/ 1: 225
* المطلَّقِ/ طويل/-/ 3: 421
يفرَّقِ/ طويل/-/ 4: 176
بالمعازقِ/ طويل/ (ذو الرمة)/ 4: 307
* الأزارقِ/ طويل/ (ذو الرمة)/ 5: 406
الأصادقِ/ طويل/-/ 3: 340
العلائقِ/ طويل/-/ 4: 131
* وناعقِ/ طويل/-/ 4: 179
فالبُرَقِ/ بسيط/-/ 1: 226
طرَّاقِ/ بسيط/ تأبط شرا/ 1: 82/ 6: 24
ساقِ/ بسيط/ (تأبط شرا)/ 1: 167
* أرواقيِ/ بسيط/ (تأبط شرا)/ 2: 462
نغَّاقِ/ بسيط/ (تأبط شرا)/ 3: 366
(محراقِ)/ بسيط/ تأبط شرا/ 3: 393
باقِ/ بسيط/ (تأبط شرا)/ 5: 446
* الراقيِ/ بسيط/-/ 3: 414
(الفُوقِ)/ بسيط/ (خراشة بن عمرو العبسي)/ 1: 209
الزحاليقِ/ بسيط/ عامر بن مالك ملاعب الأسنة/ 1: 31/ 6: 152
و النيقِ/ بسيط/-/ 3: 236
* الرفاقِ/ وافر/ (بشر بن أبي حازم)/ 2: 418
بالعناقِ/ وافر/ (ذو الخرق الطهوي)/ 1: 271
عفاقِ/ وافر/ ذو الخرق الطهوي/ 4: 55
مزاق/ وافر/ سلامة بن جندل/ 4: 217
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 266
مراقِ/ وافر/ عوف بن الأحوص/ 1: 248، 266
لماقِ/ وافر/ (نهشل بن حري)/ 5: 212
بالعناقِ/ وافر/-/ 4: 164
* بَرُوقِ/ وافر/-/ 1: 224
الطريقِ/ وافر/-/ 2: 216
تسبقِ/ كامل/ (سالم بن دارة «1»)/ 4: 106
* المرشقِ/ كامل/ القطامي/ 2: 396
تصدُقِ/ كامل/ القطامي/ 4: 147
المحرَقِ/ كامل/ (كعب بن مالك الأنصاري)/ 1: 46
(رونق)/ كامل/ (كعب بن مالك الأنصاري)/ 2: 163
وابرقِ/ كامل/-/ 1: 223
العاتقِ/ كامل/ (أبو زبيد «2»)/ 4: 221
عاتقي/ سريع/ (أبو عامر جد العباس بن مرداس)/ 4: 222
مراقِ/ خفيف/ عدي بن زيد/ 3: 42
معلاقِ/ خفيف/ مهلهل/ 4: 127
الأعناقِ/ خفيف/-/ 6: 151
الأنوقِ/ خفيف/-/ 1: 149
* ريِّقيِ/ متقارب/ طرفة/ 2: 469
العشرقِ/ متقارب/ (طرفة)/ 3: 441
ضيِّقِ/ متقارب/-/ 1: 313‌

(ك)

المعترك/ رمل/ (يزيد بن طعمة)/ 5: 341
(بكَي)/ طويل/ (متمم بن نويرة)/ 1: 270
ترائكا/ طويل/ (الأعشي)/ 1: 345
______________________________
(1) أو أرطاة بن سهية.
(2) يروي أيضا لعبد الرحمن بن أرطاة، أو هو عبد الرحمن بن سيحان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 267
لسوائكا/ طويل/ الأعشي/ 1: 486/* 3: 113
مالِكا/ طويل/ (خفاف بن ندبة)/ 1: 31
امتداحيكا/ هزج/ (معاذ الهراء)/ 1: 423/ 6: 4
بأمَّاتكا/ متقارب/-/ 1: 22
التلمَّكُ/ طويل/-/ 5: 212
الأواركُ/ طويل/ كثير/ 1: 84
الحوائكُ/ طويل/ (الكميت، أو كثير)/ 1: 277
* دعكُ/ بسيط/ حسان «1» / 2: 282
بتكُ/ بسيط/ زهير/ 1: 195
ملكُ/ بسيط/ زهير/ 2: 501
العركُ/ بسيط/ زهير/ 4: 291
النسك/ بسيط/ زهير/ 4: 219
معتركُ/ بسيط/ زهير/ 4: 264
الحشكُ/ بسيط/ زهير/ 4: 440
الودكَ/ بسيط/ زهير/ 5: 51
المعك/ بسيط/ زهير/ 5: 234
أفكُوا/ منسرح/ (عروة بن أذينة)/ 1: 118
الشوابكِ/ طويل/ تأبط شرا/ 1: 24
و هالكِ/ طويل/ (ابن الدمينة)/ 3: 174
الشوابكِ/ طويل/ ذو الرمة/ 1: 24
مالكِ/ طويل/ ذو الرمة/ 1: 444
العرائكِ/ طويل/ ذو الرمة/ 4: 290
كهالكِ/ طويل/ (طرفة بن العبد)/ 1: 313
ذلكِ/ طويل/ طرفة بن العبد/ 3: 181
النواسكِ/ طويل/-/ 5: 56
______________________________
(1) أو عبد الرحمن بن حسان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 268‌

(ل)

بجَلْ/ طويل/ طرفة/ 1: 200
يفِلْ/ طويل/ الكميت/ 1: 266
* وحَيَّ هَلْ/ طويل/ الكميت/ 2: 157
زجَلْ/ طويل/ الكميت/ 2: 463
محلّ/ كامل/ امرؤ القيس/ 1: (301)، 377
بالطوَلْ/ مسدس الرجز/-/ 1: 284
الخطلْ/ رمل/ (جبار بن جزء)/ 2: 119
بكلّ/ رمل/ عبد اللّه بن الزبعري/ 2: 151
المعلّ/ رمل/ (عدي بن زيد)/ 4: 119
أبلْ/ رمل/ لبيد/ 1: 41
الطفلْ/ رمل/ لبيد/ 1: 167/ 3: 413/ 4: 379
* بجَلْ/ رمل/ لبيد/ 1: 200
كالبصلْ/ رمل/ لبيد/ 1: 253، 345/ 4: 295
كالفتَلْ/ رمل/ (لبيد)/ 1: 260
متلّ/ رمل/ لبيد/ 1: 339/ 2: 478،* 479
بالثلَلْ/ رمل/ لبيد/ 1: 369/ 3: 306
صهلْ/ رمل/ (لبيد)/ 1: 415/ 4: 24
صلّ/ رمل/ (لبيد)/ 1: 484
المحتبلْ/ رمل/ لبيد/ 2: 131
* الأجلّ/ رمل/ لبيد/ 2: 179
* غفلْ/ رمل/ لبيد/ 2: 222
الشللْ/ رمل/ لبيد/ 2: 281/* 3: 174/ 4: 186
جللْ/ رمل/ (لبيد)/ 2: 390
وعجلْ/ رمل/ لبيد/ 2: 464
* و اجتملْ/ رمل/ (لبيد)/ 4: 225
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 269
بالوحلْ/ رمل/ (لبيد)/ 3: 439
* الأظلّ/ رمل/ (لبيد)/ 3: 462
العللْ/ رمل/ لبيد/ 4: 12، 352
القللْ/ رمل/ لبيد/ 4: 188
ويجلْ/ رمل/ لبيد/ 4: 220/ 5: 436
ونفلْ/ رمل/ لبيد/ 4: 248
بالمفتَعَلْ/ رمل/ لبيد/ 4: 330
وعصَلْ/ رمل/ لبيد/ 4: 330/ 5: (54)
وسبلْ/ رمل/ لبيد/ 4: 349
المبتذلْ/ رمل/ لبيد/ 4: 351
(و رجلْ)/ رمل/ لبيد/ 5: 209
وزجلْ/ رمل/ (لبيد)/ 5: 473
الكسلْ/ رمل/ (لبيد)/ 6: 116
* و الأيلّ/ رمل/ (لبيد)/ 6: 152
وفلّ/ رمل/ (النابغة الجعدي)/ 2: 374
كالمختبلْ/ رمل/ النابغة الجعدي/ 2: 454
فنسلْ/ رمل/ (النابغة الجعدي)/ 4: 314
علِلْ/ رمل/-/ 4: 14
ذللْ/ رمل/-/ 5: 230
نفلْ/ رمل/-/ 4: 279
* عسلْ/ رمل/-/ 4: 314
الصاولْ/ سريع/ (الحطيئة)/ 3: 277
* طويلْ/ سريع/ الحطيئة/ 4: 23
ظليلْ/ سريع/ الخنساء/ 4: 265
عقلا/ طويل/-/ 5: 207
تأكُّلا/ طويل/ أوس بن حجر/ 1: 123
مكلَّلا/ طويل/ أوس بن حجر/ 1: 255
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 270
تبكُّلا/ طويل/ أوس بن حجر/ 1: 284
مزيَلا/ طويل/ أوس بن حجر/ 2: 209
و توكلا/ طويل/ (أوس بن حجر)/ 3: 260
أفضلا/ طويل/ أوس بن حجر/ 3: 419/ 4: 234
منصّلا/ طويل/ (أوس بن حجر)/ 5: 87
مخضلا/ طويل/ (أوس بن حجر)/ 5: 460
يتفلفلا/ طويل/ تميم بن مقبل/ 1: 365
* و الكلَي/ طويل/ (الراعي)/ 4: 495
أشكلا/ طويل/ (سوار بن حبان المنقري)/ 2: 86
أكحلا/ طويل/ ضابئ بن الحارث البرجمي/ 3: 58
أخْيَلا/ طويل/ الفرزدق/ 2: 235
مجهلا/ طويل/ ليلي الأخيلية/ 3: 312
غلا/ طويل/ النابغة الجعدي/ 2: 315/ 4: 458،* 475
(محجَّلا)/ طويل/ (النابغة الجعدي)/ 6: 60
المبلَّلا/ طويل/-/ 1: 190
* مسجَلا/ طويل/-/ 3: 136
أعقلا/ طويل/-/ 4: 73
المطافلا/ طويل/ برج بن مسهر/ 1: 169
عواطلا/ طويل/ (لبيد)/ 2: 31/ 4: 352
الجعائلا/ طويل/ لبيد/ 4: 83
المقاولا/ طويل/ لبيد/ 4: 377
هزَالا/ طويل/-/ 2: 378
فاعلَه/ طويل/ (عامر بن الطفيل)/ 5: 417
عيالَها/ طويل/ كثير/ 4: 317
احتبالَها/ طويل/ الكميت/ 2: 131
قبالَها/ طويل/-/ 2: 92
طالَها/ طويل/-/ 4: 353
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 271
حَمَلا/ بسيط/ (الأخطل)/ 3: 219
الحبَلا/ بسيط/ عدي بن الرقاع/ 4: 177
فصلا/ بسيط/ عدي بن زيد/ 5: 330
فعلا/ بسيط/ النابغة الجعدي/ 5: 159
الوحَلا/ بسيط/-/ 1: 214
و أخوالا/ بسيط/ النابغة الجعدي/ 1: 432
(زالا)/ بسيط/-/ 1: 414
انغلالا/ وافر/ ذو الرمة/ 2: 153
قالا/ وافر/ (ذو الرمة)/ 2: 349
(الحبالا)/ وافر/ ذو الرمة/ 2: 477
وضالا/ وافر/ ذو الرمة/ 4: 209
امذلالا/ وافر/ ذو الرمة/ 5: 309
الرحالا/ وافر/ (ذو الرمة)/ 5: 341
* جفالا/ وافر/ ذو الرمة/ 1: 465
* الصلالا/ وافر/ (الراعي)/ 3: 277
بليلا/ وافر/ المرار/ 1: 190
* و النزولا/ وافر/ المعقر بن حمار/ 4: 263
طويلا/ وافر/-/ 1: 424
قليلا/ وافر/-/ 4: 243
مغضئلَّه/ وافر/-/ 1: 166
صنبلا/ كامل/ مهلهل/ 5: 171/ 6: 12
مقبلا/ كامل/-/ 4: 490
الأثقالا/ كامل/ (الأخطل)/ 4: 37
خيالا/ كامل/ (الأخطل)/ 4: 390
الأوعالا/ كامل/ (سنيح بن رياح)/ 3: 434
أجلالا/ كامل/-/ 1: 353
فحيلا/ كامل/ الراعي/* 1: 22/ 4: 479
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 272
* وجديلا/ كامل/ الراعي/ 1: 434
مقتولا/ كامل/ (الراعي)/ 2: 45
حقيلا/ كامل/ الراعي/ 1: 226/ 2: 88/ 4: 465
* معقولا/ كامل/-/ 4: 72
* فأزالَها/ كامل/ الأعشي/ 1: 29
جريالَها/ كامل/ الأعشي/ 1: 445/ 4: 221
حلالَها/ كامل/ الأعشي/ 2: 22
نزالَها/ كامل/ الأعشي/ 2: 67
حبالَها/ كامل/ الأعشي/ 2: 131
و رحالَها/ كامل/ (الأعشي)/ 2: 497
* أشوالَها/ كامل/ (الأعشي)/ 3: 230
* عيالَها/ كامل/ الأعشي/ 4: 233
الهبالَه/ مجزو الكامل/ (أسماء بن خارجة)/ 2: 65
* إلا/ منسرح/ أسماء بن خارجة/ 1: 21، 129
نغِلا/ منسرح/ أسماء بن خارجة/ 2: 218
نزلا/ منسرح/ أسماء بن خارجة/ 2: 278
وشِلا/ منسرح/ (أسماء) بن خارجة/ 4: 30
و الجملا/ منسرح/ أسماء بن خارجة/ 6: 52
عجلا/ منسرح/ (حضرمي بن عامر)/ 3: 5
نبلا/ منسرح/ (حضرمي بن عامر)/ 5: 383
فتيلا/ خفيف/ (عبد قيس بن خفاف)/ 4: 472
الفحولا/ خفيف/ مهلهل/ 4: 234
جميلا/ خفيف/-/ 2: 251
نصالا/ متقارب/ أبو دواد/ 4: 271
إيالا/ متقارب/-/ 1: 159
شمالا/ متقارب/-/ 4: 174
أصيلا/ متقارب/ أبو الأسود/ 4: 227
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 273
أصيلا/ متقارب/ (بشامة بن عمرو)/ 1: 84
دبيلا/ متقارب/ (بشامة بن الغدير)/ 2: 327
المسيلا/ متقارب/-/ 2: 86
هديلا/ متقارب/-/ 4: 239
تميلا/ متقارب/-/ 4: 247
أشبالَها/ متقارب/ الخنساء/ 1: 94
أثقالَها/ متقارب/ الخنساء/ 1: 382
أعمالَها/ متقارب/-/ 1: 60
و إمَالَها/ متقارب/-/ 1: 162
الجحلُ/ طويل/ ذو الرمة/ 1: 429
و الربلُ/ طويل/ ذو الرمة/ 4: 30
فالرملُ/ طويل/ جرير/ 4: 6
* بسلُ/ طويل/ زهير/ 1: 248
* يبلُو/ طويل/ زهير/ 1: 294
النعلُ/ طويل/ زهير/ 1: 369/ 4: 265
يغلوا/ طويل/ زهير/ 2: 243
نخلُ/ طويل/ (زهير)/ 2: 312
* و القملُ/ طويل/ زهير/ 3: 139
يحلو/ طويل/ زهير/ 3: 325
عدلُ/ طويل/ زهير/ 4: 246
إزْلُ/ طويل/ عبد الرحمن بن دارة/ 1: 97
الغسلُ/ طويل/ (عبد الرحمن بن دارة)/ 4: 424
الثعْلُ/ طويل/ (عبد اللّه بن همام)/ 2: 401
فحلُ/ طويل/ الفرزدق/ 1: 321
جزلُ/ طويل/-/ 4: 157
يتركَّلُ/ طويل/ الأخطل/ 1: 334/ 2: 319، 430
يتسلسلُ/ طويل/ 3: 60
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 274
حنكلُ/ طويل/ الأخطل/ 4: 357
* و مفصلُ/ طويل/ الأخطل/ 4: 505
معسَّلُ/ طويل/ أوس بن حجر/ 1: 451
و حثْيَلُ/ طويل/ أوس بن حجر/ 2: 80
علُ/ طويل/ أوس بن حجر/ 5: 352
تأتلُ/ طويل/ (ثروان العكلي)/ 1: 47
تؤكلُ/ طويل/ زياد الأعجم/ 3: 210
و أفكلُ/ طويل/ (الشنفري الأزدي)/ 2: 372
أعقلُ/ طويل/ (الشنفري الأزدي)/ 5: 151
* معزلُ/ طويل/ (عبد اللّه بن رواحة)/ 4: 434
يعلَّلُ/ طويل/ (القتال الكلابي)/ 6: 8
* و دغفلُ/ طويل/ (القطامي)/ 4: 49
كفَّلُ/ طويل/ القطامي/ 5: 188
تأفلُ/ طويل/ كثير/ 1: 119/ 4: 32
حفَّلُ/ طويل/ كثير/ 4: 420
أفعلُ/ طويل/ (كعب بن زهير)/ 5: 132
محجَّلُ/ طويل/ الكميت/ 1: 429
مقبلُ/ طويل/ مزاحم/ 1: 49
منخلُ/ طويل/-/ 2: 23
* أزملُ/ طويل/-/ 3: 26
* و معقلُ/ طويل/-/ 5: 329
تسأل/ طويل/-/ 5: 417
و قبائلُ/ طويل/ الأعشي/ 2: 21
متخاذلُ/ طويل/ (جعفر بن علية «1»)/* 2: 166/ 5: 366
* حمائلُ/ طويل/ زهير/ 2: 220
الأجادلُ/ طويل/ كثير عزة/ 2: 166
______________________________
(1) انظر الحماسة بشرح المرزوق (1: 46).
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 275
بلابلُ/ طويل/ (كثير بن مزرد)/ 1: 191
شاملُ/ طويل/ لبيد/ 2: 167
الأناملُ/ طويل/ (لبيد)/ 2: 253
* عاسلُ/ طويل/ (لبيد)/ 4: 313
* واسلُ/ طويل/ لبيد/ 6: 110
سائلُ/ طويل/ (مزرد بن ضرار)/ 1: 319
قاحلُ/ طويل/ مزرد بن ضرار/ 3: 429
شاملُ/ طويل/ النابغة/ 1: 490
و نائلُ/ طويل/ (النابغة)/ 1: 496/ 3: 356
المزايلُ/ طويل/ ابن هرمة/ 3: 154
* آهلُ/ طويل/-/ 1: 313
الصياقلُ/ طويل/-/ 1: 484
* نازلُ/ طويل/-/ 4: 21
المراسلُ/ طويل/-/ 4: 89
العطابلُ/ طويل/-/ 4: 365
و جليلُ/ طويل/ (بلال بن حمامة)/ 1: 419
فذميلُ/ طويل/ (حميد بن ثور)/ 3: 124
نصيلُ/ طويل/ أبو خراش الهذلي/ 1: 125
خميلُ/ طويل/ (أبو خراش) الهذلي/ 1: 257
و ذميلُ/ طويل/ (أبو خراش) الهذلي/ 4: 7
نحيلُ/ طويل/ ذو الرمة/ 3: 222
شغولُ/ طويل/ (رجل من بني عقيل)/ 1: 154
و مسيلُ/ طويل/ طرفة/ 2: 388
فمحولُ/ طويل/ (طفيل الغنوي)/ 1: 80
لدليلُ/ طويل/ (كعب بن سعد الغنوي)/ 2: 70
أليلُ/ طويل/ ابن ميادة/ 1: 20
شغولُ/ طويل/ ابن ميادة/ 2: 72
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 276
و جديلُ/ طويل/ ابن ميادة/ 3: 379
أقول/ طويل/-/ 3: 463
فأجاولُه/ طويل/ الأخطل/ 4: 145
كاهلُه/ طويل/ تميم بن مقبل/ 4: 23
نواصلُه/ طويل/ جرير/ 4: 6
و جلاجلُه/ طويل/ جرير/ 5: 176
تباعلُه/ طويل/ الحطيئة/ 1: 265
حواصلُه/ طويل/ (الحطيئة)/ 2: 212
آجلُه/ طويل/ خوات بن جبير/ 1: 64
فعاقلُه/ طويل/ زهير/ 2: 372
جحافلُه/ طويل/ (زهير)/ 5: 205
مراجلُه/ طويل/ (زينب بنت الطثرية)/ 4: 256
أناملُه/ طويل/ (ضابئ بن الحارث البرجمي)/ 6: 109
عواملُه/ طويل/ (عمرو بن الفضفاض)/ 1: 490
محاملُه/ طويل/ (ابن ميادة، أو ذو الرمة)/ 5: 432، 445
و بآدلُه/ طويل/ أم يزيد بن الطثرية «1» / 1: 95/ 2: 452
معاقلُه/ طويل/-/ 1: 86
قاتلُه/ طويل/-/ 1: 189
صواهلُه/ طويل/-/ 1: 411
و أصائلُه/ طويل/-/ 4: 259
بلالُها/ طويل/ أوس بن حجر/ 2: 94
نصالُها/ طويل/ (ذو الرمة)/ 1: 221، 420
(و احتبالُها)/ طويل/ ذو الرمة/ 2: 142
[كتالُها]/ طويل/ ابن الطثرية/ 5: 157
* جدالُها/ طويل/ (المخبل السعدي)/ 1: 434
و اعتدالُها/ طويل/-/ 5: 41
______________________________
(1) أو زينب أخت يزيد، أو العجير السلولي.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 277
هديلُها/ طويل/ الأخطل/ 1: 165
و طولُها/ طويل/ (جرير)/ 4: 270
زويلُها/ طويل/ (ذو الرمة)/ 2: 119/ 3: 38
* جديلُها/ طويل/ ذو الرمة/ 3: 79
تزولُها/ طويل/ كثير/ 4: 67
يزيلُها/ طويل/-/ 3: 455
الأملُ/ بسيط/ (ابن أحمر)/ 2: 316
* الإبلُ/ بسيط/ الأعشي/ 1: 59
تبِلُ/ بسيط/ الأعشي/ 1: 363
الثملُ/ بسيط/ الأعشي/ 1: 390/ 3: 236، 267
تحتملُ/ بسيط/ الأعشي/ 2: 106
الرجلُ/ بسيط/ الأعشي/ 4: 126
عجلُ/ بسيط/ الأعشي/ 4: 239
العِجلُ/ بسيط/ الأعشي/ 4: 239
خبلُ/ بسيط/ الأعشي/ 4: 323
مكتهلُ/ بسيط/ الأعشي/ 5: 125،* 144
الهبلُ/ بسيط/ (القطامي)/ 6: 30
الفضلُ/ بسيط/ الكميت/ 1: 20
* نزلوا/ بسيط/ الكميت/ 2: 152
مقنبلُ/ بسيط/ المتنخل الهذلي/ 4: 14/ 5: 53
و ينتعلُ/ بسيط/-/ 1: 502
ثملُ/ بسيط/-/ 2: 456
مشتغلُ/ بسيط/-/ 3: 195/ 5: 459
و الخضلُ/ بسيط/-/ 4: 118
* بللُ/ بسيط/-/ 5: 409
إبلُ/ بسيط/-/ 6: 53
و العملُ/ بسيط/-/ 6: 89
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 278
* خناطيلُ/ بسيط/ (تميم بن مقبل)/ 2: 385
مدخولُ/ بسيط/ الراعي/ 2: 455
العزاهيلُ/ بسيط/ الشماخ/ 4: 357
* مبلولُ/ بسيط/ طفيل/ 4: 288
إزميلُ/ بسيط/ (عبدة بن الطبيب)/ 4: 174
* الحواجيلُ/ بسيط/ علقمة/ 2: 140
العساقيلُ/ بسيط/ كعب بن زهير/ 1: 152
* تحليلُ/ بسيط/ كعب بن زهير/ 2: 22
شمليلُ/ بسيط/ كعب بن زهير/ 2: 42/ 3: 216
تنعيلُ/ بسيط/ كعب بن زهير/ 4: 242
و معقولُ/ بسيط/-/ 4: 70
* العيالُ/ وافر/-/ 3: 197
الجمالُ/ وافر/-/ 6: 54
الفصيلُ/ وافر/ أحيحة بن الجلاح/ 2: 36
كسُولُ/ وافر/ أحيحة بن الجلاح/ 3: 26
العقولُ/ وافر/ أحيحة بن الجلاح/ 4: 70
العويلُ/ وافر/ (حسان بن ثابت «1»)/ 1: 285
السبيل/ وافر/ (عبد اللّه بن عنمة)/ 2: 58
و الفضولُ/ وافر/ عبد اللّه بن عنمة/ 2: 479/ 3: 292/ 5: 427
قليلُ/ وافر/ المرار/ 1: 140
ذبولُ/ وافر/-/ 3: 80
* يتحلحلُ/ كامل/ (الفرزدق)/ 2: 20
و تعكلُ/ كامل/ الفرزدق/ 4: 99
يقتلوا/ كامل/-/ 1: 20
* نزولُ/ كامل/ (جرير)/ 2: 30
قتيلُ/ كامل/ جرير/ 4: 486
______________________________
(1) و تروي لعبد اللّه بن رواحة، و لكعب بن مالك.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 279
و المرسَلُ/ سريع/-/ 1: 358
* الناهلُ/ سريع/ (النابغة)/ 5: 365
لخلُّ/ خفيف/ (تأبط شرا، أو الشنفري «1»)/ 2: 156
يقالُ/ خفيف/ (أبو ذؤيب الهذلي)/ 3: 412
المبجلُ/ متقارب/ الكميت/ 1: 199
يخجلوا/ متقارب/ الكميت/ 2: 247، 290
* و المشبلُ/ متقارب/ الكميت/ 3: 242/ 5: 199
الأثعلُ/ متقارب/ (الكميت/ 4: 438
جرولُ/ متقارب/ الكميت/ 4: 459
* هوجلُ/ متقارب/ الكميت/ 6: 37
هتملوا/ متقارب/ (الكميت)/ 6: 70
جرولُ/ متقارب/ الكميت/ 1: 258
يوهلُ/ متقارب/ الكميت/ 4: 16
الشَمالُ/ متقارب/-/ 1: 9
أجمالُها/ متقارب/ الأعشي/ 2: 37
الخطْلِ/ طويل/ الأخطل/ 3: 366
النعلِ/ طويل/ البعيث/ 3: 334
ذبلِ/ طويل/ جرير/ 4: 211/ 5: 321
بُخْلِ/ طويل/ (الحطيئة)/ 1: 55
الفحل/ طويل/ (حميدة بنت النعمان بن بشير)/ 5: 74
ذحلِ/ طويل/ ذو الرمة/ 5: 57
الخُطلِ/ طويل/ (أبو ذؤيب الهذلي)/ 2: 197/ 6: 39
النحلِ/ طويل/ أبو ذؤيب الهذلي/ 3: 394/ 5: 319
البَزْلِ/ طويل/ عمرو بن شأس/ 1: 245
و الخبلِ/ طويل/ (الفرزدق)/ 5: 133
و الأصْلِ/ طويل/ (الكميت/ 5: 447
ثُجْلِ/ طويل/-/ 1: 371/ 5: 103
______________________________
(1) أو خلف الأحمر.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 280
عصلِ/ طويل/-/ 4: 90
* العِضْلِ/ طويل/-/ 4: 346
بجندلِ/ طويل/ امرؤ القيس/ 1: 65، 112
تتفلِ/ طويل/ امرؤ القيس/ 1: 112
المحمَّلِ/ طويل/ امرؤ القيس/ 1: 184
* حنظلِ/ طويل/ (امرؤ القيس)/ 1: 314/ 3: 347
عقنقلِ/ طويل/ امرؤ القيس/ 1: 494/ 2: 90
* و مجوَلِ/ طويل/ امرؤ القيس/ 1: 496
محلَّلِ/ طويل/ امرؤ القيس/ 2: 22/ 5: 29
* محملي/ طويل/ امرؤ القيس/ 2: 107
المثقَّلِ/ طويل/ (امرؤ القيس)/ 2: 155
المعيَّلِ/ طويل/ (امرؤ القيس)/ 2: 210
موصَّلِ/ طويل/ (امرؤ القيس)/ 2: 255
* الكنهبلِ/ طويل/ (امرؤ القيس)/ 2: 310
مقتلي/ طويل/ امرؤ القيس/ 3: * 67،* 68، 182
* المذلَّلِ/ طويل/ امرؤ القيس/ 3: 85
معجَّلِ/ طويل/ امرؤ القيس/ 3: 276، 427
* بالمتنزلِ/ طويل/ (امرؤ القيس)/ 3: 292
تزيَّلِ/ طويل/ امرؤ القيس/ 3: 283
مذيَّلِ/ طويل/ (امرؤ القيس)/ 4: 19
مرجلِ/ طويل/ امرؤ القيس/ 4: 82
المتحملِ/ طويل/ امرؤ القيس/ 4: 90
فانزلِ/ طويل/ امرؤ القيس/ 4: 91
و مرسَلِ/ طويل/ امرؤ القيس/ 4: 97،* 98، 414
معوّلِ/ طويل/ امرؤ القيس/ 4: 208
تحلَّلِ/ طويل/ امرؤ القيس/ 4: 255
مقتَّلِ/ طويل/ امرؤ القيس/ 4: 326/ 5: 57
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 281
إسحلِ/ طويل/ (امرؤ القيس)/ 4: 353
مغيلِ/ طويل/ (امرؤ القيس)/ 4: 406
مغزلِ/ طويل/ (امرؤ القيس)/ 4: 413
تفضَّلِ/ طويل/ امرؤ القيس/ 4: 508
هيكلِ/ طويل/ (امرؤ القيس)/ 5: 44
المتفضلِ/ طويل/ امرؤ القيس/ 5: 436
المفتّلِ/ طويل/ (امرؤ القيس)/ 6: 44
معزلِ/ طويل/ (تأبط شرا)/ 1: 470
* خيعلِ/ طويل/ تأبط شرا/ 2: 200، 253
مرحَّلِ/ طويل/ تأبط شرا/ 4: 333
الأوّلِ/ طويل/ حسان/ 3: 446
* المتململِ/ طويل/ (ذو الرمة)/ 1: 82
خُذَّلِ/ طويل/ ذو الرمة/ 2: 252، 281
معبلِ/ طويل/ (ذو الرمة)/ 2: 364/ 3: 297
(المخبَّلِ)/ طويل/ ذو الرمة/ 2: 423
* المسرولِ/ طويل/ (ذو الرمة)/ 3: 392
عيطلِ/ طويل/ ذو الرمة/ 4: 352
المعسَّلِ/ طويل/ (ذو الرمة)/ 4: 353
* محملِ/ طويل/ (ذو الرمة)/ 5: 124
* مجعفلِ/ طويل/ (طفيل بن عوف)/ 2: 22
علِ/ طويل/ عبد اللّه بن رواحة/ 4: 116
المؤسَّلِ/ طويل/ مزاحم العقيلي/ 1: 104
يذبلِ/ طويل/ (مزاحم العقيلي)/ 4: 104
مجهلِ/ طويل/ (مزاحم العقيلي)/ 4: 116
و عجلِ/ طويل/ (النجاشي)/ 4: 238
؟؟؟ ؤبلِ/ طويل/-/ 1: 41
(1) و يروي أيضا لامرئ القيس.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 282
يتفلِ/ طويل/-/ 1: 349
حنبَلِ/ طويل/-/ 1: 466
بمأسلِ/ طويل/-/ 2: 319
المرعَّلِ/ طويل/-/ 2: 406
أكحلِ/ طويل/-/ 3: 417
ممهلِ/ طويل/-/ 4: 148
القواعلِ/ طويل/ امرؤ القيس/ 1: 356/ 6: [159]
و ناعلِ/ طويل/ (أبو الحجاج، أو حمران)/ 5: 416
الغوافلِ/ طويل/ حسان/ 2: 69
يعادلِ/ طويل/ ذو الرمة/ 4: 247
الرواحلِ/ طويل/ ذو الرمة/ 6: 10
بطائلِ/ طويل/ أبو ذؤيب الهذلي/ 1: 108
بالأصائلِ/ طويل/ (أبو ذؤيب الهذلي)/ 1: 110
للحمائلِ/ طويل/ (أبو ذؤيب) الهذلي/ 2: 398، 474
عواملِ «1» / طويل/ (أبو ذؤيب الهذلي)/ 2: 495
المعاقلِ/ طويل/ (أبو ذؤيب) الهذلي/ 3: 414
عاسلِ/ طويل/ (أبو ذؤيب) الهذلي/ 4: 314
المفاصلِ/ طويل/ أبو ذؤيب الهذلي/ 4: 506
نابلِ/ طويل/ (أبو ذؤيب الهذلي)/ 5: 383
بناطلِ/ طويل/ (أبو ذؤيب الهذلي)/ 5: 442
كبازلِ/ طويل/ (الراعي)/ 5: 450
حائلِ/ طويل/ (زيد الخيل)/ 6: 98
للأراملِ/ طويل/ أبو طالب بن عبد المطلب/ 1: 390
(عائلِ)/ طويل/ (أبو طالب بن عبد المطلب)/ 2: 124
و نائلي/ طويل/ (أبو الطمحان القيني)/ 1: 235
باقلِ/ طويل/ أبو الطمحان القيني/ 1: 274
______________________________
(1) صواب الرواية: «عواسل».
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 283
باطليِ/ طويل/ (معيد بن سعنة)/ 1: 431/ 4: 455
ذائلِ/ طويل/ (النابغة)/* 2: 366/ 3: 308
الغلائلِ/ طويل/ النابغة/ 5: 127، 166
وائلِ/ طويل/ الوليد بن عقبة/ 3: 226
قافلِ/ طويل/-/ 1: 13
مزايلِ/ طويل/-/ 1: 226
* حابلِ/ طويل/-/ 2: 51
الزَّوائلِ/ طويل/-/ 3: 38
* طائلِ/ طويل/-/ 3: 434
الرواحلِ/ طويل/-/ 4: 96
البآدلِ/ طويل/-/ 4: 349
* الشواكل/ طويل/-/ 5: 374
منوالِ/ طويل/ امرؤ القيس/ 1: 343
* متفالِ/ طويل/ امرؤ القيس/ 1: 349
الباليِ/ طويل/ امرؤ القيس/ 2: 62
(قفَّالِ)/ طويل/ (امرؤ القيس)/ 3: 317
الخالي/ طويل/ امرؤ القيس/؟؟؟: 261، 341
* الطالي/ طويل/ (امرؤ القيس)/ 5: 106
عاليِ/ طويل/ امرؤ القيس/ 5: 368
* ميَّالِ/ طويل/ (امرؤ القيس)/ 6: 54
مالِ/ طويل/-/ 4: 17
قتيل/ طويل/ (سليم بن سلام)/ 3: 424
بحبولِ/ طويل/ (كثير عزة)/ 2: 131
بقبولِ/ طويل/ (كعب بن سعد)/ 4: 185
* بعسيلِ/ طويل/-/ 4: 315
* جلالِها/ طويل/ كثير/ 1: 418
(باعتلالِها)/ طويل/ كثير/ 3: 218
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 284
بحبالِها/ طويل/-/ 1: 220
دلدالِ/ بسيط/ أوس بن حجر/ 2: 260
* و العالي/ بسيط/ أوس بن حجر/ 4: 113
البالِ/ بسيط/ (حسان)/ 1: 328
ماليِ/ بسيط/-/ 2: 114
* الغالي/ بسيط/-/ 4: 388
* الكرابيلِ/ بسيط/-/ 5: 195
طوالِ/ وافر/ الأعلم الهذلي/ 1: 233/ 2: 28
ماليِ/ وافر/ (أوس بن غلفاء)/ 3: 318
الخلالِ/ وافر/ (الحارث بن زهير)/ 4: 284
التقاليِ/ وافر/ زهير/ 4: 326
بالخلالِ/ وافر/ (شبيب بن البرصاء)/ 4: 11
الخواليِ/ وافر/ الكميت/ 1: 184
حلالِ/ وافر/ (لبيد)/ 4: 35
مثالِ/ وافر/ لبيد/ 4: 94
الدخالِ/ وافر/ لبيد/ 4: 292
بالنوالِ/ وافر/ لبيد/ 5: 372
بَلَالِ/ وافر/ (ليلي الأخيلية)/ 1: 187
و الإلالِ/ وافر/-/ 1: 19
باليِ/ وافر/-/ 1: 383
بَجَالِ/ وافر/-/ 4: 174
الأليلِ/ وافر/ الأفوه/ 1: 19
الوعولِ/ وافر/ جرير/ 4: 358
قليلِ/ وافر/ زيد الخيل/ 1: 286
هديلِ/ وافر/ الكميت/ 1: 492
الحميلِ/ وافر/ الكميت/ 2: 107
الحويلِ/ وافر/ الكميت/ 2: 121، 501
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 285
كالفليلِ/ وافر/ (الكميت)/ 4: 434
الفيلِ/ وافر/ الكميت/ 4: 467
* الجهولِ/ وافر/ الكميت/ 5: 282
المخيلِ/ وافر/ الكميت/ 5: 376
و الأليلِ/ وافر/-/ 1: 19
بالع ولِ/ وافر/-/ 1: 61
الأكيلِ/ وافر/-/ 2: 64
مستطيلِ «1» / وافر/-/ 4: 99
النزيلِ/ وافر/-/ 5: 417
* المقبلِ/ كامل/ ابن أحمر/ 4: 384
(الأرعلِ)/ كامل/ جرير/ 2: 428
الصيقلِ/ كامل/ جرير/ 4: 335
فحوملِ/ كامل/ حسان بن ثابت/ 1: 257
الأوَّلِ/ كامل/ (حسان بن ثابت)/ 1: 475
تقتلِ/ كامل/ (حسان بن ثابت)/ 5: 75
مبخَّلِ/ كامل/ (سهم بن حنظلة)/ 1: 440
(ممحلِ)/ كامل/ (عبد قيس بن خفاف)/ 1: 310
الذُّبَّلِ/ كامل/ (عنترة)/ 1: 315
المأكلِ/ كامل/ (عنترة)/ 3: 430
* توصلِ/ كامل/ (عنترة)/ 4: 87
أقتلِ/ كامل/ (عنترة)/ 5: 29
بالمنصلِ/ كامل/ (عنترة)/ 5: 433
يحلَلِ/ كامل/ (أبو كبير الهذلي)/ 3: 43
الهوجلِ/ كامل/ (أبو كبير الهذلي)/ 3: 108/ 6: 37
يؤكلِ/ كامل/ (أبو كبير الهذلي)/ 4: 159
كالأعبلِ/ كامل/ أبو كبير الهذلي/ 4: 214
______________________________
(1) في اللسان: «مستطير».
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 286
يقتلِ/ كامل/ (أبو كبير) الهذلي/ 4: 288
الأنجلِ/ كامل/ أبو كبير الهذلي/ 4: 297
الأجدلِ/ كامل/ (أبو كبير) الهذلي/ 6: 16
مهبَّلِ/ كامل/ (أبو كبير الهذلي)/ 6: 31
* عزَّلِ/ كامل/ أبو كبير الهذلي/ 6: 62
الأعزلِ/ كامل/ لبيد/ 4: 90
بمنخُل/ كامل/-/ 4: 343
* متالِ/ كامل/ الأخطل/ 1: 351
شوَّالِ/ كامل/ أوس بن حجر/ 3: 298
الأجرالِ/ كامل/ جرير/ 1: 445
الأحمالِ/ كامل/ جرير/ 2: 107
العقَّالِ/ كامل/ الفرزدق/ 4: 75
المالِ/ كامل/ كثير/ 3: 302/ 4: 393
رفالِ «1» / كامل/-/ 4: 108
هدالِ/ كامل/-/ 6: 41
أسبالِها/ كامل/ (باعث بن صريم)/ 3: 130
الرُّعلِ/ هزج/ الفند الزماني/ 2: 407
طحلِ/ هزج/ (الفند الزماني «2»)/ 4: 443
المبتلِ/ سريع/ (المنتخل) الهذلي/ 1: 196
الأشولِ/ سريع/ (المنتخل) الهذلي/ 2: 108/ 3: 118، 140
يشملِ/ سريع/ (المنتخل) الهذلي/ 4: 6
(شلشلِ)/ سريع/ المنتخل الهذلي/ 4: 149
نابلِ/ سريع/ امرؤ القيس/ 2: 206/ 5: 227
السائلِ/ سريع/ امرؤ القيس/ 3: 341/ 4: 240
واغلِ/ سريع/ (امرؤ القيس)/ 6: 27؟؟؟
______________________________
(1) هذا هو الصواب بالروي المكسور لا ما ورد.
(2) أو امرؤ القيس بن عابس.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 287
الجبلِ/ منسرح/ امرؤ القيس/ 3: 278
و بزلِ/ خفيف/-/ 4: 212
عقَّالِ/ خفيف/ (أحيحة بن الجلاح)/ 1: 342
الأثقالِ/ خفيف/ الأعشي/ 1: 105
و الآكالِ/ خفيف/ (الأعشي)/ 1: 122
خُمالِ/ خفيف/ الأعشي/ 2: 221
للهلالِ/ خفيف/ الأعشي/ 2: 457
الحيالِ/ خفيف/ الأعشي/ 4: 50
غزالِ/ خفيف/ (الأعشي)/ 4: 109
و شمالِ/ خفيف/ الأعشي/ 4: 184
المعزالِ/ خفيف/ الأعشي/ 4: 308
شملالِ/ خفيف/ الأعشي/ 4: 320
يباليِ/ خفيف/ الأعشي/ 4: 419
أكفالِ/ خفيف/ الأعشي/ 5: * 187، 290
(الفالي)/ خفيف/ الأعشي/ 5: 211
الآلِ/ خفيف/ (الأعشي)/ 5: 478
الأهوالِ/ خفيف/ الأعشي/ 6: 14
و الأغلالِ/ خفيف/ أمية بن أبي الصلت/ 3: 185
العقال/ خفيف/ (أمية بن أبي الصلت)/ 4: 499
اللاطل/ خفيف/ عبد اللّه بن قيس الرقيات/ 4: 72
الأقتالِ/ خفيف/ (عبيد اللّه بن قيس الرقيات)/ 5: 57
بِغالِ/ خفيف/ الكميت/ 4: 129
السيالِ/ خفيف/ النابغة الجعدي/ 2: 444
قللِه/ خفيف/ (جميل)/ 5: 3
* التلالِ/ متقارب/ (أسامة بن الحارث) الهذلي/ 3: 35
و عالِ/ متقارب/ أمية بن أبي الصلت/ 4: 114
عضال/ متقارب/ أمية بن أبي عائذ الهذلي/ 1: 325
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 288
ثمالِ/ متقارب/ أمية بن أبي عائذ الهذلي/ 1: 390/ 5: 90
بالرمالِ/ متقارب/ (أمية بن أبي عائذ الهذلي)/ 1: 478
بالدحالِ/ متقارب/ (أمية بن أبي عائذ) الهذلي/ 2: 123
وجالِ/ متقارب/ (أمية بن أبي عائذ) الهذلي/ 2: 252
دخالِ/ متقارب/ (أمية بن أبي عائذ) الهذلي/ 2: 335
المحالِ/ متقارب/ (أمية بن أبي عائذ) الهذلي/ 3: 3
زلالِ/ متقارب/ (أمية بن أبي عائذ الهذلي)/ 3: 151
الشمالِ/ متقارب/ (أمية بن أبي عائذ) الهذلي/ 3: 316/ 6: 32
الصلالِ/ متقارب/ (أمية بن أبي عائذ) الهذلي/ 4: 423
* الإلالِ/ متقارب/ (أمية بن أبي عائذ) الهذلي/ 3: 444
باستلالِ/ متقارب/ أمية بن أبي عائذ الهذلي/ 4: 190
النصالِ/ متقارب/ أمية بن أبي عائذ الهذلي/ 4: 236
و انسجالِ/ متقارب/ (أمية بن أبي عائذ الهذلي)/ 4: 427
* كالجلالِ/ متقارب/ (أمية بن أبي عائذ) الهذلي/ 5: 161
* كالهلالِ/ متقارب/ (أمية بن أبي عائذ) الهذلي/ 5: 217
حدالِ/ متقارب/ (أمية بن أبي عائذ) الهذلي/ 5: 300/ 6: 103
* يواليِ/ متقارب/ (أمية بن أبي عائذ الهذلي)/ 5: 316
* النسالِ/ متقارب/ (أمية بن أبي عائذ الهذلي)/ 5: 421
مهالِ/ متقارب/ (أمية بن أبي) عائذ الهذلي/ 6: 20
بأجذالِها/ متقارب/ (مالك بن العجلان)/ 1: 435‌

(م)

زعمْ/ طويل/ (عمرو بن شأس)/ 3: 10
العممْ/ طويل/ عمرو بن شأس/ 4: 15
ظلمْ/ طويل/ كعب بن زهير/ 3: 244، 468
ذممْ/ طويل/-/ 1: 21
كالأكمْ/ طويل/-/ 1: 299
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 289
طلاهم/ وافر/ (ذو الرمة)/ 5: 448
قلمْ/ كامل/ (مرقش الأكبر)/ 2: 428
و حاتمْ/ كامل/ المرقش «1» / 2: 135/ 6: 79
المنحصمْ/ رمل/ تميم بن مقبل/ 2: 69
الغنمْ/ رمل/ خداش بن زهير/ 4: 495
أزُمْ/ رمل/ طرفة/ 1: 97
النعمْ/ رمل/ طرفة/ 4: 303
(زيمْ)/ رمل/ (عدي بن زيد)/ 5: 144
العمْ/ سريع/ (المرقش الأكبر)/ 4: 18
النعامْ/ سريع/ الطرماح/ 1: 122/ 4: 34
القتامْ/ سريع/ (الطرماح)/ 1: 136
* التلامْ/ سريع/ (الطرماح)/ 1: 353
تؤامْ/ سريع/ الطرماح/ 1: 409
السلامْ/ سريع/ (الطرماح)/ 2: 6
[الظلامْ «2»]/ سريع/ الطرماح/ 2: 407
المقامْ/ سريع/ الطرماح/ 3: 178، (192)
القيامْ/ سريع/ الطرماح/ 4: 155
البغامْ/ سريع/ الطرماح/ 4: 207
(الدمامْ)/ سريع/ الطرماح/ 4: 369
(شيامْ)/ سريع/ الطرماح/ 5: 344
الأمم/ متقارب/ الأعشي/ 1: 28
* درمْ/ متقارب/ الأعشي/ 2: 270
وارتسم/ متقارب/ الأعشي/ 3: 300
فغمْ/ متقارب/ الأعشي/ 4: 512
* كبتمْ/ متقارب/ (الأعشي)/ 5: 157
______________________________
(1) أو المرقم الذهلي.
(2) أشير إليه و لم ينص عليه.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 290
* كالقلمْ/ متقارب/ (عدي بن زيد)/ 3: 286
العجمْ/ متقارب/ (أبو الهندي)/ 5: 343
خضمّ/ متقارب/-/ 1: 175/ 2: 421
ينتقمْ/ متقارب/-/ 6: 127
المنمنما/ طويل/ الأعشي/ 1: 474
* المحرَّما/ طويل/ الأعشي/ 2: 45/ 5: 101
المخدَّما/ طويل/ (الأعشي)/ 2: * 162، 386
* و أنعما/ طويل/ (الأعشي)/ 6: 151
أرشما/ طويل/ (البعيث)/ 2: 396/ 3: 382
أعجما/ طويل/ البعيث/ 2: 469
* مورَّما/ طويل/ (حاتم الطائي)/ 1: 386
و تكرُّما/ طويل/ حسان/ 2: 76
(صيما)/ طويل/ حسان/ 3: 328
* ملوَّما/ طويل/ (حسان)/ 4: 49
مقدَّما/ طويل/ الحصين بن حمام/ 1: 282
و ترُّنما/ طويل/ حميد بن ثور/ 2: 6
* فأرسما/ طويل/ حميد بن ثور/ 2: 394
لتكلَّما/ طويل/ حميد بن ثور/ 2: 491
* و أعدما/ طويل/ حميد بن ثور/ 3: 117
خثعما/ طويل]/ (حميد بن ثور)/ 4: 132
مقرما/ طويل/ حميد بن ثور/ 4: 215
تيمما/ طويل/ (حميد بن ثور)/ 4: 341
عذمذما/ طويل/ (شقران مولي سلامان)/ 4: 258
أظلما/ طويل/ (طفيل، أو قيس بن زهير «1»)/ 2: 268
تأجَّما/ طويل/ (عبيد بن أيوب)/ 3: 135
دما/ طويل/ عمر؟/ 4: 79
______________________________
(1) أو شريح بن الأحوس.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 291
و ألوَما/ طويل/ (العوام بن شوذب الشيباني)/ 1: 118
معمما/ طويل/ لبيد/ 4: 18
أجذما/ طويل/ المتلمس/ 1: 439
فتقوَّما/ طويل/ (المتلمس)/ 2: 274
لصمما/ طويل/ (المتلمس)/ 3: 451
أينما/ طويل/ المتلمس/ 5: 456
مرجما/ طويل/-/ 1: 49
و يشتَما/ طويل/-/ 1: 61
نوَّما/ طويل/-/ 1: 102
الدَّما/ طويل/-/ 1: 314
أوهَما/ طويل/-/ 1: 376
تجشَّما/ طويل/-/ 1: 458
و ميسما/ طويل/-/ 2: 270
فجمجما/ طويل/-/ 4: 215
عرمرما/ طويل/-/ 4: 293
عماعما/ طويل/ (لبيد)/ 5: 355
لائما/ طويل/ (المرقش الأصغر)/ 4: 192، 399
أكاسما/ طويل/-/ 5: 178
غنماهما/ طويل/ (أبو أسيدة الدبيري)/ 6: 155
نواهُما/ طويل/ الشماخ/ 1: 43
مصطلاهما/ طويل/ الشماخ/ 1: 385
عكوما/ طويل/-/ 4: 101
السقَما/ بسيط/ القطامي/ 1: 341
ارتسما/ بسيط/ القطامي/ 1: 418
ضجَما/ بسيط/ (القطامي)/ 2: 43
و العذما/ بسيط/ (القطامي)/ 4: 26
الأدما/ بسيط/ النابغة/ 1: 340
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 292
شبِما/ بسيط/ (النابغة)/ 1: 361
أدما/ بسيط/ النابغة/ 2: 46
الحزَما/ بسيط/ النابغة/ 3: 133
إضما/ بسيط/ النابغة/ 1: 439
اللجما/ بسيط/ النابغة/ 3: 323/ 4: 132
صِرَما/ بسيط/ النابغة/ 3: 345
* الفحما/ بسيط/ (النابغة)/ 4: 479
خدما/ بسيط/ النابغة/ 5: 38
* و الأكما/ بسيط/ النابغة/ 5: 78
* ورِما/ بسيط/-/ 1: 146
مقاما/ بسيط/ تأبط شرا/ 4: 192
[تماما]/ وافر/ تأبط شرا/ 6: 155
الطعاما/ وافر/ (يزيد بن عمرو بن الصعق)/ 1: 168
تُؤَاما/ وافر/-/ 1: 56
يلاما/ وافر/-/ 2: 420
لِماما/ وافر/-/ 2: 467
التأما/ مجزو الوافر/ (الأعشي)/ 5: 226
* المهزاما/ كامل/ جرير/ 6: 52
بريما/ كامل/ ليلي الأخيلية/ 1: 232/ 3: 150
نجوما/ كامل/ ليلي الأخيلية/ 2: 479
وتميما/ كامل/ النابغة/ 2: 65/ 5: 299
عجرمَه/ كامل/ الأسعر الجعفي/ 1: 449
ثمامَه/ مجزو الكامل/ (عبيد بن الأبرص)/ 1: 369
قوما/ رمل/ (عمر بن أبي ربيعة)/ 5: 25
سلَّما/ سريع/ (وضاح اليمن)/ 2: 49
أمما/ منسرح/ ابن قميئة/ 1: 30
دما/ منسرح/ (ابن هرمة، أو أبو زبيد)/ 6: 144
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 293
و السلمَه/ منسرح/ (بجير بن عنمة)/ 3: 91
أحَمَّا/ خفيف/-/ 2: 24
حجْمُ/ طويل/ (المجنون)/ 1: 110
* أكشمُ/ طويل/ (حسان)/ 5: 182
هم‌همُ/ طويل/ (أبو خراش الهذلي)/ 2: 420
* خلجمُ/ طويل/ أبو ذؤيب الهذلي/ 3: 240
فيفعمُ/ طويل/ (الفرزدق)/ 5: 71
المصمِّمْ/ طويل/ (المسيب بن علس)/ 1: 190
عثمثمُ/ طويل/ النابغة الجعدي/ 1: 491
و يظلمُ/ طويل/-/ 1: 42
مبهمُ/ طويل/-/ 1: 311
المترّنمُ/ طويل/-/ 1: 412
جاحم/ طويل/ الأعشي/ 1: 429
المحاجمُ/ طويل/ الأعشي/ 3: 34
و حاتمُ/ طويل/ (خثيم بن عدي)/ 2: 249
سالمُ/ طويل/ (عبد اللّه بن عمر بن الخطاب)/ 2: 460
الدعائمُ/ طويل/ (القطامي)/ 1: 394/ 4: 266
راقمَ/ طويل/-/ 2: 425
متفاقمُ/ طويل/-/ 2: 431
* راغمُ/ طويل/-/ 3: 380
* المواسمُ/ طويل/-/ 6: 110
بريمُ/ طويل/ (جامع بن مرخية)/ 1: 232
لحيمُ/ طويل/ (ساعدة بن جؤية) الهذلي/ 2: 463/ 5: 239
هميمُ/ طويل/ (ساعدة بن جؤية) الهذلي/* 3: 240/ 6: 13
حطومُ/ طويل/ كثير/ 4: 32
تثيمَ/ طويل/-/ 1: 266
رذومُ/ طويل/-/ 1: 175/* 2: 509/* 5: 180
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 294
لصرومُ/ طويل/-/ 1: 189
سليمُ/ طويل/-/ 1: 323
حريمُ/ طويل/-/ 2: 46
لظلومُ/ طويل/-/ 2: 107
ذميمُ/ طويل/-/ 2: 347
هضومُ/ طويل/-/ 4: 13
قوائمُه/ طويل/ (عمرو بن الفضفاض)/ 3: 474
أشائمُه/ طويل/-/ 2: 223
بغامُها/ طويل/ ذو الرمة/ 1: 298
فطيمُها/ طويل/ (الأعلم الهذلي)/ 2: 167
* شكيمُها/ طويل/ جرير/ 3: 206
[فضيمُها]/ طويل/ (أبو ذؤيب) الهذلي/ 3: 384
و يؤومُها/ طويل/ (ساعدة بن جؤية) الهذلي/ 1: 425
بريمُها/ طويل/ الفرزدق/ 1: 232
أخيمُها/ طويل/-/ 2: 237
ظليمُها/ طويل/-/ 3: 469
يقيمُها/ طويل/-/ 4: 435
ليمُها/ طويل/-/ 5: 225
* رجيمُها/ طويل/-/ 5: 401
فهمُه/ مديد/ طرفة/ 1: 399/ 6: 28
حممُه/ مديد/ طرفة/ 2: 23
تثمُه/ مديد/ طرفة/ 2: 24
و الحرمُ/ بسيط/ (خداش بن زهير)/ 3: 146، 179
شبَمُ/ بسيط/ (خداش بن زهير)/ 3: 151
حرِمُ/ بسيط/ (زهير)/ 2: 156
و الرحُمُ/ بسيط/ زهير/ 2: 498
سئموا/ بسيط/ (زهير)/ 3: 315
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 295
فيظَّلمُ/ بسيط/ زهير/ 3: 469
و الرخمُ/ بسيط/ زهير/ 5: 386
شممُ/ بسيط/ (الفرزدق «1»)/ 1: 482
* زِيَمُ/ بسيط/-/ 1: 98
الرقِمُ/ بسيط/-/ 3: 46
سجمُ/ بسيط/-/ 5: 332
تنثلمُ/ بسيط/-/ 6: 38
السلاليمُ/ بسيط/ تميم بن مقبل/ 2: 142
مُومُ/ بسيط/ ذو الرمة/ 1: 80/ 6: (87)
ملمومُ/ بسيط/ (ذو الرمة)/ 1: 281
البومُ/ بسيط/ ذو الرمة/ 1: 322/ 3: 461/ 4: 311، 426
مبغومُ/ بسيط/ ذو الرمة/ 2: 231
البراعيمُ/ بسيط/ ذو الرمة/* 2: 362/ 5: 83
* تدويمُ/ بسيط/ ذو الرمة/ 2: 315
مسجومُ/ بسيط/ ذو الرمة/ 2: 393
* الرواسيم/ بسيط/ (ذو الرمة)/ 2: 394
مرثومُ/ بسيط/ (ذو الرمة)/* 2: 488/ 4: 294
مركومُ/ بسيط/ ذو الرمة/ 3: * 37، [286]
مهيومُ/ بسيط/ (ذو الرمة)/ 3: 124
(همهيمُ)/ بسيط/ ذو الرمة/ 3: 155
العياهيمُ/ بسيط/ ذو الرمة/ 3: 168/ 4: 174
(هيمُ)/ بسيط/ (ذو الرمة)/ 3: 284/ 4: 468/ 5: 92
* الأكاميمُ/ بسيط/ (ذو الرمة)/ 3: 399
و تقويمُ/ بسيط/ ذو الرمة/ 3: 411
الخراطيمُ/ بسيط/ (ذو الرمة)/ 4: 16
ترنيمُ/ بسيط/ ذو الرمة/ 4: 237
______________________________
(1) و يروي الحزين، و للعين، و لكثير بن كثير، و لداود بن سلم.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 296
تسقيمُ/ بسيط/ ذو الرمة/ 4: 251
* عيشومُ/ بسيط/ (ذو الرمة)/ 4: 321
علجومُ/ بسيط/ ذو الرمة/ 4: 365
مفصومُ/ بسيط/ (ذو الرمة)/ 4: 506/ 5: 384
* الأناعيمُ/ بسيط/ ذو الرمة/ 5: 45
* مكعومُ/ بسيط/ ذو الرمة/ 5: 185
نيمُ/ بسيط/ (ذو الرمة)/ 5: 375
مشكومُ/ بسيط/ (علقمة بن عبدة)/ 3: 206
* مركومُ/ بسيط/ علقمة بن عبدة/ 4: 262
معجومُ/ بسيط/ (علقمة بن عبدة)/ 4: 377
* ملمومُ/ بسيط/ (علقمة بن عبدة)/ 5: 156
* الخراطيمُ/ بسيط/-/ 1: 463
عيثومُ/ بسيط/-/ 4: 229
ملمُّ/ وافر/ (أبو الأسود الديلي)/ 2: 128
مرامُ/ وافر/ أوس بن حجر/ 4: 222
صرامُ/ وافر/ بشر بن أبي حازم/ 3: 344
الظلامُ/ وافر/ بشر بن أبي حازم/ 3: 345
و اقتثامُ/ وافر/ (الحارث بن خالد بن العاص)/ 5: 59
تمامُ/ وافر/ (عمرو بن حسان)/ 2: 106
* اللحامُ/ وافر/ (أبو الغول الطهوي)/ 3: 392
ال؟؟؟/ وافر/ الفرزدق/ 2: 20
* يا عصامُ/ وافر/ النابغة/ 4: 334
الكرامُ/-/ 4: 335
لئيمُ/ وافر/ (الأحطل)/ 3: 132
مقيمُ/ وافر/ أمية بن أبي الصلت/ 3: 109
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 297
يلومُ/ بسيط/ (البرج بن مسهر)/ 4: 285
الأديمُ/ وافر/ (سلمة بن الخرشب «1»)/ 3: 344/ 2: 78، 98
النعيمُ/ وافر/ (غامان بن كعب)/ 1: 39، 312
منيم/ وافر/ (غامان بن كعب)/ 1: 186
وخيمُ/ وافر/ (قيس بن زهير)/ 1: 272
يريمُ/ وافر/ قيس بن زهير/ 4: 110
الغريمُ/ وافر/ (المعلي بن حمال)/ 3: 473
الأديمُ/ وافر/ (الوليد بن عقبة)/ 2: 93
تريمُ/ وافر/ (الوليد بن عقبة)/ 4: 21
مليمُ/ وافر/-/ 1: 129
الظليمُ/ وافر/-/ 3: 469
ينيمُ/ وافر/-/ 3: 484
يتوسَّمُ/ كامل/ (طريف العنبري)/ 5: 53
الأحلَمُ/ كامل/-/ 1: 141
مُعِلَمُ/ كامل/-/ 4: 325
و المعصمُ/ كامل/-/ 4: 333
* قيامُ/ كامل/ لبيد/ 2: 73
المختومُ/ كامل/ لبيد/ 1: 218
* علكومُ/ كامل/ لبيد/ 2: 139
كرومُ/ كامل/ لبيد/ 4: 16
المظلومُ/ كامل/ لبيد/ 4: 82
* رزيمُ/ كامل/-/ 2: 389
و أمامُها/ كامل/ لبيد/ 1: 29/ 2: 212
فرجامُها/ كامل/ لبيد/ 1: 34/ 4: 58
* إبهامُها/ كامل/ لبيد/ 1: 51، 160
(آرامُها)/ كامل/ لبيد/ 2: 8، 150
______________________________
(1) و يروي أيضا للكلحبة العرني. انظر المفضليات (1: 31، 38).
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 298
تسجامُها/ كامل/ لبيد/ 2: 221
* أزلامُها/ كامل/ لبيد/ 3: 18
و قرامُها/ كامل/ لبيد/ 3: 35
و بغامها/ كامل/ لبيد/ 3: 172
طعامها/ كامل/ لبيد/ 4: 67
أيَّامها/ كامل/ لبيد/ 4: 112
بهامها/ كامل/ لبيد/ 4: 184
خِتامها/ كامل/ لبيد/ 4: 221
* هيامها/ كامل/ لبيد/ 4: 244
قلَّامها/ كامل/ لبيد/ 4: 275
أقدامها/ كامل/ لبيد/ 4: 305
أعصامها/ كامل/ لبيد/ 4: 333
أجسامها/ كامل/ لبيد/ 4: 391
مدامُها/ كامل/ (لبيد)/ 4: 400
* لجامُها/ كامل/ (لبيد)/ 4: 490
ظلامها/ كامل/ (لبيد)/ 5: 191
جهامُها/ كامل/ (لبيد)/ 6: 5
يعتَمُ/ سريع/-/ 4: 224
و الأتمُ/ منسرح/-/ 2: 332
عصامُ/ خفيف/ أبو دواد/ 1: 340
النعيمُ/ خفيف/ حسان بن ثابت/ 4: 248
عيهومُ/ خفيف/ أبو دواد/ 4: 175
الكريمُ/ خفيف/ (عبد الرحمن بن حسان)/ 3: 63
الفيلمُ/ متقارب/ (البريق الهذلي)/ 3: 382/ 4: 446
و المرزمُ/ متقارب/-/ 2: 182/ 3: 145
الكلمِ/ طويل/ (المرار الفقعسي)/ 3: 386
العرم/ طويل/ (معقل بن خويلد)/ 4: 293
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 299
جَرمِ/ طويل/-/ 6: 116
لأيّمِ/ طويل/ ابن أحمر/ 4: 111
ألحُمِ/ طويل/ الأسود بن يعفر/ 1: 225
* المكمَّمِ/ طويل/ (الأعشي)/ 1: 237
شيهمِ/ طويل/ الأعشي/ 3: 223
(يثمثم)/ طويل/ (الأعشي)/ 6: 91
مسلمِ/ طويل/ (أعشي همدان «1»)/ 4: 473
* فالمتثلمِ/ طويل/ أوس بن حجر/ 1: 268
تقرَّمِ/ طويل/ (أوس بن حجر)/ 1: 418
تحلَّمِ/ طويل/ أوس بن حجر/* 2: 93/ 5: 240
* المخزَّمِ/ طويل/ (أوس بن حجر)/ 2: 178
مقرَمِ/ طويل/ أوس بن حجر/ 2: 352/ 5: 75
يترمرمِ/ طويل/ أوس بن حجر/ 2: 380/ 4: 244
عرمرمِ/ طويل/ أوس بن حجر/ 4: 346
درهمِ/ طويل/ (جابر بن حُسَنيّ التغلبي)/ 1: 50
بالدمِ/ طويل/ (جابر بن حُسَنيّ التغلبي)/ 1: 314
مأنمِ/ طويل/ (أبو حية النميري)/ 1: 48
المتتممِ/ طويل/ (ذو الرمة)/ 1: 340
المتهشّمِ «2» / طويل/ (ذو الرمة)/ 1: 348
المحطَّمِ/ طويل/ ذو الرمة/ 4: 94
جرثمِ/ طويل/ زهير/ 1: 140/ 4: 114
فتتئمِ/ طويل/ زهير/ 1: 380/ 4: 290
و محرمِ/ طويل/ (زهير)/ 2: 21
و مفأمِ/ طويل/ (زهير)/ 2: 189/ 4: 468
مجثمِ/ طويل/ زهير/ 2: 211
______________________________
(1) أو ابن قيس الرقيات.
(2) هي رواية أخري في القافية التي قبلها.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 300
* الفمِ/ طويل/ (زهير)/ 2: 373
* و مبرمِ/ طويل/ زهير/ 3: 140
فيهرمِ/ طويل/ زهير/ 4: 323
درهم/ طويل/ زهير/ 5: 346
زهدمِ/ طويل/ (سحيم بن وثيل)/ 6: 154
مرزمِ/ طويل/ (صخر الغي الهذلي)/ 1: 23/ 2: 390
* العرمرمِ/ طويل/ (صخر الغي الهذلي)/ 3: 445
معصمِ/ طويل/ (طفيل)/ 4: 332
بمعظمِ/ طويل/ (عبيد القشيري)/ 6: 142
مصلمِ/ طويل/ (عياض بن درة)/ 4: 50
متكرمِ/ طويل/ (أبو كبير) الهذلي/ 4: 101
* بروسمِ/ طويل/ (كثير عزة)/ 2: 393
* للمحلَّمِ/ طويل/ (المخبل السعدي)/ 6: 157
ضررمِ/ طويل/ (مزرد بن ضرار)/ 3: * 376/ 5: 69
* مكدمِ/ طويل/ المسيب بن علس/ 3: 289
ماجمِ/ طويل/ (ابن أبي مياس المرادي)/ 4: 471
منسمِ/ طويل/ (النعمان بن عدي)/ 1: 439،* 511
(و مطعمي)/ طويل/-/ 1: 29
فسلِّمي/ طويل/-/ 1: 139
* المقدَّمِ/ طويل/-/ 1: 323
متوسمِ/ طويل/-/ 6: 110
المتضاجمِ/ طويل/ (الأخطل)/ 1: 381
متفاقمِ/ طويل/ البعيث/ 1: 102
الأراقمِ/ طويل/ جرير/ 1: 93
النواسمِ/ طويل/ ذو الرمة/ 3: 79
* الأراقمِ/ طويل/ ذو الرمة/ 3: 122
(1) الصواب أنه جابر بن حني.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 301
الجراضمِ/ طويل/ (الفرزدق)/ 3: 291
* بدارمِ/ طويل/ (الفرزدق)/ 4: 207
يدائمِ/ طويل/ (الفرزدق)/ 5: 16
و هاشمِ/ طويل/ الفرزدق/ 5: 122
المواسمِ/ طويل/ (نافع بن خليفة الغنوي)/ 1: 507
الجماجمِ/ طويل/ (النجاشي)/ 5: 269
القوائمِ/ طويل/-/ 1: 145
الأكارمِ/ طويل/-/ 1: 191
مخارمِ/ طويل/-/ 2: 174
يعاتمِ/ طويل/-/ 4: 224
اللهازمِ/ طويل/-/ 4: 368
دامي/ طويل/ (امرؤ القيس)/ 3: 262
طامِ/ طويل/ (امرؤ القيس)/ 4: 435
يضرامِ/ طويل/ (حاتم الطائي)/ 3: 397
يِرامِ/ طويل/ عمرو (بن قميئة) الضبعي/ 2: 306
عقيمِ/ طويل/ هوبر الحارثي/ 4: 76/ 6: 31
* حليمِ/ طويل/-/ 2: 93
* و جميمِ/ طويل/-/ 2: 335
النسَمِ/ مديد/-/ 1: 394
الرزَمِ/ بسيط/ (ساعدة بن جؤية) الهذلي/* 2: 389/ 5: 379
العسمِ/ بسيط/ (ساعدة بن جؤية) الهذلي/ 4: 315
كتمِ/ بسيط/ ساعدة بن جؤية/ 5: 375
القحمِ/ بسيط/ ساعدة بن جؤية/ 5: 394
* و اللممِ/ بسيط/ (ليلي الأخيلية «1»)/ 5: 437
و الأثمِ/ بسيط/ النابغة/ 4: 5
برَمِ/ بسيط/-/ 1: 91
______________________________
(1) و يروي للشمردل بن شريك.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 302
أقوامِ/ بسيط/ (همام الرقاشي)/ 4: 377
* تهويمِ/ بسيط/ (الفرزدق)/ 6: 21
تخييمِ/ بسيط/ هشام بن عقبة/ 1: 7
* كرزيمِ/ بسيط/-/ 5: 194
الهمامِ/ وافر/ امرؤ القيس/ 5: 426
النعامِ/ وافر/ (حسان بن ثابت)/ 1: 21
الجهامِ/ وافر/ (ذو الرمة)/ 5: 84
المدامِ/ وافر/ الفرزدق/ 1: 143
الرغامِ/ وافر/ لبيد/ 1: 27
للغلامِ/ وافر/ لبيد/ 3: 11
وهامِ/ وافر/ (لبيد)/ 3: 340
(البشامِ)/ وافر/ النابغة/ 1: 180
أزامِ/ وافر/-/ 1: 98
* عامِ/ وافر/-/ 1: 98
* آمِ/ وافر/-/ 1: 136
الإكامِ/ وافر/-/ 4: 313
العظامِ/ وافر/-/ 5: 270
السنامِ/ وافر/-/ 5: 292
الرحيمِ/ وافر/ (جرير)/ 2: 472
مستقيمِ/ وافر/ جرير/ 6: 105
تميمِ/ وافر/ (أبو زنباع الجذامي)/ 3: 188
كمستديمِ/ وافر/ (قيس بن زهير)/ 2: 316
الظليمِ/ وافر/ (لبيد)/ 2: 227
الكريمِ/ وافر/ (معقل بن عامر)/ 6: 152
الأديمِ/ وافر/-/ 1: 22، 45
المستقيمِ/ وافر/-/ 1: 338
الفطيمِ/ وافر/-/ 1: 427
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 303
كالعصيمِ/ وافر/-/ 4: 332
القديمِ/ وافر/-/ 4: 389
أرميِ/ كامل/ (الأعشي)/ 2: 306
شتمي/ كامل/ طرفة/ 3: 153
الشَّكْمِ/ كامل/-/ 3: 206
كاندرهمِ/ كامل/ عنترة/ 1: 367
* طمطمِ/ كامل/ عنترة/ 2: 53
* الديلمِ/ كامل/ عنترة/ 2: 292
توهُّمِ/ كامل/ عنترة/ 2: 504/ 3: 194
* بمزعمِ/ كامل/ (عنترة)/ 3: 10
مخرمِ/ كامل/ (عنترة)/ 3: 42
بتوأمِ/ كامل/ عنترة/ 3: 157
بمحرَّمِ/ كامل/ عنترة/ 3: 173/ 5: 186
* المعلمِ/ كامل/ عنترة/ 3: 229
مصرَّمِ/ كامل/ عنترة/ 3: 256
الأصلمِ/ كامل/ عنترة/ 4: 181
الفمِ/ كامل/ عنترة/ 4: 277
بمزعمِ/ كامل/ (عنترة)/ 4: 280
المستلئمِ/ كامل/ (عنترة)/ 4: 414
* الأعلمِ/ كامل/ عنترة/ 5: 344
و مشرَّمِ/ كامل/ (أبو كبير) الهذلي/ 2: 16
مظلمِ/ كامل/ (أبو كبير) الهذلي/ 3: 109/ 4: 16
و أيّمِ/ كامل/-/ 4: 173
المعدمِ/ كامل/-/ 4: 248
شبامِ/ كامل/ (امرؤ القيس)/ 1: 148
* مدامِ/ كامل/ (حسان)/ 4: 164
بمدامِ/ كامل/ عبيد بن الأبرص/ 1: 378
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 304
الأقوامِ/ كامل/ مهلهل/ 4: 37، 295
القدَّامِ/ كامل/ (مهلهل)/ 5: 66، 472
رخامِ/ كامل/-/ 1: 18
* الأقدامِ/ كامل/-/ 3: 21
* خصوميِ/ كامل/ (لبيد)/ 2: 187
* بعصيمِ/ كامل/ (لبيد)/ 3: 229
كريمِ/ كامل/ لبيد/ 5: 372
و كرَّامِها/ سريع/ الطرماح/ 4: 246
أضمِ/ منسرح/ النابغة الجعدي/ 1: 111
العتمِ/ منسرح/ النابغة الجعدي/ 4: 225
همامِ/ خفيف/ الكميت/ 6: 14
اهتضام/ خفيف/-/ 4: 307
و البلعومِ/ خفيف/ (أبو دواد الإيادي)/ 4: 366
جريمِ/ خفيف/-/ 1: 193‌

(ن)

و أذَنْ/ رمل/ عدي بن زيد/ 1: 76/ 2: 266، 336
يُدَنْ/ رمل/ (عدي بن زيد)/ 2: 317
* العطنْ/ رمل/ عدي بن زيد/ 3: 423
مرجحنّ/ رمل/-/ 4: 145
* الأبنْ/ متقارب/ (الأعشي)/ 1: 43
الأرَنْ/ متقارب/ الأعشي/ 1: 86
المحتضَنّ/ متقارب/ (الأعشي)/ 1: 318/ 2: 74
ثكَنْ/ متقارب/ الأعشي/ 1: 384
* الجُوَنْ/ متقارب/ الأعشي/ 1: 497
الضجَنْ/ متقارب/ الأعشي/ 1: 502/* 3: 391
أسَنّ/ متقارب/ الأعشي/ 2: 19
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 305
الظعَنْ/ متقارب/ الأعشي/ 2: 457
الردَنْ/ متقارب/ الأعشي/ 2: 505
التغنْ/ متقارب/ الأعشي/ 3: 22/ 4: 398
السفنّ/ متقارب/ الأعشي/ 3: 79
صفَنْ/ متقارب/ الأعشي/ 3: 453
العننْ/ متقارب/ الأعشي/ 4: 21
العكن/ متقارب/ الأعشي/ 4: 102
* الكتن/ متقارب/ الأعشي/ 5: 125
ثِنيَ/ طويل/ (معن بن أوس «1»)/ 1: 391
وحدَنا/ طويل/ (معن بن أوس)/ 2: 204
ثنيانا/ مديد/ النمر بن تولب/ 1: 391
وطنا/ بسيط/ الفرزدق/ 2: 407
شجنا/ بسيط/-/ 4: 276
حُلَّانا/ بسيط/ (ابن أحمر)/ 2: 21
ثنيانا/ بسيط/ (أوس بن مغراء)/ 1: 213، 391
* صفوانا/ بسيط/ أوس بن مغراء/ 1: 494
صوفانا/ بسيط/ (أوس بن مغراء)/ 3: 322
لحورانا/ بسيط/ أوس بن مغراء/ 4: 94
شيطانا/ بسيط/ جرير/ 3: 184
قتلانا/ بسيط/ جرير/ 3: 449
سلَّانا/ بسيط/ جرير/ 4: 289
عريانا/ بسيط/ (الفرزدق)/ 4: 298
لانا/ بسيط/ (قريط بن أنيف)/ 5: 219
فينا/ بسيط/ (بشامة بن حزن)/ 4: 448
* مجنونا/ بسيط/ تميم بن مقبل/ 1: 273
قرابينا/ بسيط/ تميم بن مقبل/ 1: 300
______________________________
(1) الصواب أنها لكعب بن زهير.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 306
البينا/ بسيط/ تميم بن مقبل/ 1: 321، 328/ 3: 154/ 5: 314
مايعفِّينا/ بسيط/ تميم بن مقبل/ 1: 472
المحارينا/ بسيط/ تميم بن مقبل/ 2* 47، 129
الدِّينا/ بسيط/ (تميم بن مقبل)/ 2: 320
(تهدينا)/ بسيط/ تميم بن مقبل/ 3: 28
* سجَينا/ بسيط/ تميم بن مقبل/ 3: 137
آمينا/ بسيط/ (عمر بن أبي ربيعة)/ 1: 135
سبعينا/ بسيط/ (لبيد)/ 1: 489
* (المبنُّونا)/ بسيط/-/ 1: 191
جهَيْنا/ وافر/ (عبد الشارق بن عبد العزي الجهني «1»)/ 5: 346
ترانا/ وافر/ (القطامي)/ 1: 212/ 2: 76
جردبانا/ وافر/-/ 1: 506
قُضِينا/ وافر/ ابن أحمر/ 2: 127/ 3: 127
روِينا/ وافر/ ابن أحمر/ 2: 375/ 3: 48
* حزينا/ وافر/ ابن أحمر/ 3: 270
أوَّلينا/ وافر/ ابن أحمر/ 3: 278
و يغتدينا/ وافر/ ابن أحمر/ 4: 163
جنونا/ وافر/ (ابن أحمر)/ 5: 22
المتحدثينا/ وافر/ الحطيئة/ 5: 123
للبنينا/ وافر/ (رافع بن هريم)/ 5: 150
طلنفحينا/ وافر/ (رجل من بني الحرماز)/ 1: 337
تدّرينا/ وافر/ (سحيم بن وثيل)/ 2: 271
الملجئينا/ وافر/ عمرو بن كلثوم/ 1: 234
أجمعينا/ وافر/ (عمرو بن كلثوم)/ 1: 380
ثبينا/ وافر/ عمرو بن كلثوم/ 1: 402
سخينا/ وافر/ (عمرو بن كلثوم)/ 2: 13/ 3: 168
______________________________
(1) انظر الحماسة (1: 171).
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 307
بنينا/ وافر/ عمرو بن كلثوم/ 2: (35)/ 6: 105
يلينا/ وافر/ عمرو بن كلثوم/ 2: 87
* لاعبينا/ وافر/ (عمرو بن كلثوم)/ 2: 173
و الحزونا/ وافر/ عمرو بن كلثوم/ 2: 471
يكونا/ وافر/ (عمرو بن كلثوم)/ 3: 106
يختَلينا/ وافر/ عمرو بن كلثوم/ 4: 6، 90
صفونا/ وافر/ عمرو بن كلثوم/ 4: 109
مصلتينا/ وافر/ عمرو بن كلثوم/ 4: 272
زبونا/ وافر/ (عمرو بن كلثوم)/ 4: 363
جنينا/ وافر/ (عمرو بن كلثوم)/ 5: 79
مهينا/ وافر/ (عمرو بن كلثوم)/ 5: 237
* الأندرينا/ وافر/ عمرو بن كلثوم/ 5: 409
الرنينا/ وافر/ (الكميت)/ 1: 20
(و حاطبينا)/ وافر/ (الكميت)/ 1: 86
و الظبينا/ وافر/ (الكميت)/ 3: 474
* صاغرينا/ وافر/-/ 1: 50
الظنونا/ وافر/-/ 1: 220
أوَّلينا/ وافر/-/ 1: 455
* ديِنا/ وافر/-/ 2: 319
الوابلينا/ وافر/-/ 4: 116
تماذحينا/ وافر/-/ 5: 308
إنَّهْ/ وافر/-/ 1: 498
جنا/ كامل/ (الأسعر الجعفي)/ 5: 108
تودِّعنا/ كامل/ (عمر بن أبي ربيعة)/ 2: 235
* السرعانا/ كامل/ القطامي/ 4: 406
ضنينا/ كامل/ جرير/ 2: 73
ومينا/ مجزوّ الكامل/ (عبيد بن الأبرص)/ 5: 290
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 308
العالمينا/ مجزوّ الكامل/-/ 4: 110
إلا أنا/ سريع/-/ 5: 105
خمصانا/ سريع/-/ 1: 151
جنونا/ خفيف/ (حسان بن ثابت)/ 3: 269
فاتنا/ متقارب/-/ 4: 473
آخرينا/ متقارب/ (شقيق بن السليك «1»)/ 2: 46
* متباطنُ/ طويل/ كثير عزة/ 1: 245
عاهن/ طويل/ (كثير عزة)/ 4: 176
المساحنُ/ طويل/ (المعطل) الهذلي/* 1: 410/ 3: 141
و هوازن/ طويل/ (المعطل) الهذلي/ 1: 473
* المباينُ/ طويل/ (المعطل الهذلي)/ 2: 65
الضيافنُ/ طويل/-/ 3: 366
غُرَانُ/ طويل/ (امرؤ القيس)/ 3: 428
العلجانُ/ طويل/-/ 4: 123
يكونُ/ طويل/ (جميل)/ 5: 415
أجونُ/ طويل/-/ 2: 224
تحينُ/ طويل/-/ 4: 158
تكونُ/ طويل/-/ 5: 261
دفينُها/ طويل/ (الأقيبل القيني)/ 1: 67
حينُها/ طويل/ (بتينة)/ 2: 125
يقينُها/ طويل/ (حجازي)/ 5: 45
تستعينُها/ طويل/ القطامي/ 4: 100
حينُها/ طويل/ المخبل/ 1: 120/ 2: 126
* حنينُها/ طويل/ (مدرك بن حصن)/ 1: 443
* عرينُها/ طويل/ (مدرك بن حصن)/ 4: 294
(يمينُها)/ طويل/ (يزيد بن الطثرية)/ 6: 64
______________________________
(1) أو ابن أخي زر بن حبيش.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 309
دفينها/ طويل/-/ 2: 64
* شجونُها/ طويل/-/ 3: 248
زكنوا/ بسيط/ (قعنب بن أم صاحب)/ 3: 17
و الجنُنُن/ بسيط/-/ 1: 76/ 3: 299
* الرنَنُ/ بسيط/-/ 2: 380
تَلينُ/ وافر/ (زهير)/ 4: 291
قرونُ/ وافر/ زهير/ 5: 77
* الوضينُ/ وافر/ النابغة/ 1: 318
شؤونُ/ وافر/ النابغة/ 1: 458/ 5: 382
* حنونُ/ وافر/ النابغة/ 2: 25، 344
رهينُ/ وافر/ النابغة/ 3: 184
عَنونُ/ وافر/ (النابغة)/ 4: 19
الخؤونُ/ وافر/ النابغة/ 4: 89
الثمينُ/ وافر/-/ 1: 387
(و تصانُ)/ كامل/ (حنظلة بن فاتك الأسدي)/ 2: 54
معيونُ/ كامل/ (العباس بن مرداس)/ 4: 199
ملآنُ/ هزج/ (الفند الزماني)/ 4: 416
برزينُها/ رمل/ (عدي بن زيد)/ 1: 286
عصيانُها/ متقارب/ (حاجب بن حبيب)/ 1: 373
ذانُها/ متقارب/ (قيس بن الخطيم)/ 2: 369
أردانُها/ متقارب/ (قيس بن الخطيم)/ 2: 505
شانُها/ متقارب/ قيس بن الخطيم/ 4: 298
قربانُها/ متقارب/-/ 4: 322
الملسَّنِ/ طويل/ كثير/ 5: 247
المعرَّنِ/ طويل/-/ 4: 294
صافنِ/ طويل/ الطرماح/ 1: 165
بالمحاجنِ/ طويل/ (الطرماح)/ 1: 350
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 310
المخاضنِ/ طويل/ الطرماح/ 2: 193/ 3: 38
الشواجنِ/ طويل/ الطرماح/ 3: 249/ 4: 182، 366/ 5: 228
(الضوائنِ)/ طويل/ الطرماح/ 3: 254
المتباطنِ/ طويل/ الطرماح/ 4: 201
بادنِ/ طويل/ الطرماح/ 4: 265
رمانيِ/ طويل/ (ابن أحمر)/ 1: 496
* و الدبرانِ/ طويل/ (الأخطل)/ 3: 383
أكفاني/ طويل/ امرؤ القيس/ 1: 50/* 5: 8
يخزَّانِ/ طويل/ (امرؤ القيس)/ 2: 178
يدهانِ/ طويل/ امرؤ القيس/ 3: 97
بكِرانِ/ طويل/ امرؤ القيس/ 5: 172
يأرسانِ/ طويل/ امرؤ القيس/ 5: 332
الحدثانِ/ طويل/ (باهلي)/ 5: 276
بالحدثان/ طويل/ (صخر بن عمرو)/ 1: 485
يريانِ/ طويل/ (طهمان بن عمرو الكلابي)/ 2: 300/ 3: 406
لشفاني/ طويل/ (طهمان بن عمرو الكلابي)/ 3: 301
المتدانيِ/ طويل/ عبيد بن أيوب/ 1: 264
الخفقانِ/ طويل/ (عروة بن حزام)/ 2: 201
بالصرفانِ/ طويل/ (عمران الكلبي)/ 3: 344
المرحانِ/ طويل/ (كثير عزة «1»)/ 5: 316
ظعانِ/ طويل/ (كعب بن زهير)/ 2: 257/ 3: 170، 465
بحِسانِ/ طويل/-/ 2: 281
يمُعانِ/ طويل/-/ 3: 115
العلهان/ طويل/-/ 4: 111
حصانِ/ طويل/-/ 6: 59
______________________________
(1) أو النابغة الجعدي.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 311
* فيدوني/ طويل/ (جميل)/ 5: 411
أمينيِ/ طويل/-/ 1: 134
لشؤوني/ طويل/-/ 2: 240
درينِ/ طويل/-/ 2: 271
عقالَيْنِ/ بسيط/ (عمرو بن العداء)/ 4: 71
باللبنِ/ بسيط/ (أفنون بن صريم التغلبي)/ 4: 130
قرَنِ/ بسيط/ جرير/ 5: 76
* يكنِ/ بسيط/ حسان/ 1: 320
* البُدنِ/ بسيط/ زهير/ 1: 387
و العطن/ بسيط/ (الصمة بن عبد اللّه)/ 3: 192
و الجننِ/ بسيط/-/ 1: 422
كالحضَنِ/ بسيط/-/ 2: 74
يجلدانِ/ بسيط/ أمية بن أبي الصلت/ 1: 201
عليانِ/ بسيط/ رجل من تميم/ 1: 299/ 2: 103/ 4: 120
الماني/ بسيط/ (أبو قلابة) الهذلي/ 5: 276
قنيانِ/ بسيط/ (أبو المثلم الهذلي)/ 1: 352
وانِ/ بسيط/ (أبو المثلم الهذلي)/ 2: 17
أرْقان/ بسيط/-/ 1: 83
بيَّانِ/ بسيط/ 1: 228
عليانِ/ بسيط/-/ 3: 251
و أعيانِ/ بسيط/-/ 4: 199
غرثانِ/ بسيط/-/ 4: 238
* تكفيني/ بسيط/ (ثابت قطنة)/ 4: 375
فتخزوني/ بسيط/ ذو الإصبع العدواني/ 2: 179/ 5: 227
فكيدوني/ بسيط/ (ذو الإصبع العدواني)/ 3: 40
تعرّيني/ بسيط/ قيس؟/ 4: 365
يممنونِ/ بسيط/ (أبو محجن أو ذو الإصبع)/ 4: 454
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 312
* مجنونِ/ بسيط/ (النابغة الجعدي)/ 6: 68
مأفون/ بسيط/-/ 1: 71، 120
* الحراشينِ/ بسيط/-/ 2: 40
* فاسقوني/ بسيط/-/ 2: 399
يطويني/ بسيط/-/ 3: 429
الهُونِ/ بسيط/-/ 4: 353
غَينِ/ وافر/ (تغلبي)/ 4: 407
* مَرنِ/ وافر/ النمر بن تولب/ 5: 313
مَعنِ/ وافر/ النمر بن تولب/ 5: 335
عَنِّي/ وافر/ النابغة/ 1: 133
رفنّ/ وافر/ النابغة/ 2: 366
* اللجَينِ/ وافر/-/ 3: 105
الحنانِ/ وافر/ (امرؤ القيس)/ 2: 25
داعيانِ/ وافر/ (دثار بن شيبان النمري «1»)/ 5: 412
تيَّحانِ/ وافر/ (سوار بن المضرب)/ 1: 359/ 3: 46
عنانِ/ وافر/ الطرماح/ 4: 22
لليماني/ وافر/ النابغة/ 1: 134
بِليانِ/ وافر/-/ 1: 295
لساني/ وافر/-/ 2: 353
الطعانِ/ وافر/-/ 3: 6
الأصرمانِ/ وافر/-/ 3: 345
ليلسانِ/ وافر/-/ 3: 419
عناني/ وافر/-/ 4: 215
تعذلاني/ وافر/-/ 4: 258
عرانِ/ وافر/-/ 4: 294
يعرفوني/ وافر/ (سحيم بن وثيل)/ 303، 468
______________________________
(1) أو الحطيئة، أو ربيعة بن جشم، أو الفرزدق.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 313
الأربعينِ/ وافر/ (سحيم بن وثيل)/ 2: 273
عين/ وافر/ (الشماخ)/ 1: 242
الثَّمينِ/ وافر/ (الشماخ)/ 1: 387
قتينِ/ وافر/ (الشماخ)/ 1: 430/ 5: 58
حرونِ/ وافر/ الشماخ/ 2: 47
الوتينِ/ وافر/ الشماخ/ 2: 236
بالذنينِ/ وافر/ الشماخ/ 2: 348/ 3: 109
* الطحينِ/ وافر/ (الشماخ)/ 2: 499
اللجينِ/ وافر/ (الشماخ)/ 5: 235
اللعينِ/ وافر/ (الشماخ)/ 5: 253
باليمنِ/ وافر/ الشماخ/ 6: 158
غضونِ/ وافر/ (الطرماح)/ 2: 170
* الشنونِ/ وافر/ الطرماح/ 3: 176
* الجنينِ/ وافر/ الطرماح/ 3: 257
ودينِ/ وافر/ الطرماح/ 4: 170
العرينِ/ وافر/ (الطرماح)/ 4: 294
المتونِ/ وافر/ الطرماح/ 4: 367
* عينِ/ وافر/ (عبيد بن الأبرص)/ 3: 105
الهدونِ/ وافر/ (أبو الغول الطهوي)/ 6: 42
* شقونِ/ وافر/ القطامي/ 3: 199
الحزينِ/ وافر/ المثقب العبدي/ 1: 32، 162
المطينِ/ وافر/ (المثقب) العبدي/ 2: * 258، 291
و دينيِ/ وافر/ (المثقب العبدي)/ 2: 273
الغصونِ/ وافر/ (المثقب العبدي)/ 2: 349
* العرينِ/ وافر/-/ 1: 378
يثقفوني/ وافر/-/ 2: 233
اليمين/ وافر/-/ 4: 213
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 314
العلهانِ/ كامل/ جرير/ 4: 112
القطعانِ/ كامل/ (عبد اللّه بن عنمة)/ 5: 25
العقبانِ/ كامل/ الفرزدق/ 1: 92
الخِزَّانِ/ كامل/-/ 2: 151
الكثبانِ/ كامل/-/ 2: 208
الثغرانِ/ كامل/-/ 5: 453
لجونِ/ كامل/ (أوس بن حجر)/ 1: 92
* تمروني/ كامل/ (بدر بن عامر) الهذلي/ 2: 234
عينِ/ كامل/ (بدر بن عامر) الهذلي/ 4: 202
تغنيني/ كامل/ (أبو العيال) الهذلي/ 1: 129
و الجننِ/ منسرح/-/ 3: 94
مدفانِ/ خفيف/-/ 4: 360
مسنونِ/ خفيف/ (أبو دهبل، أو عبد الرحمن بن حسان)/ 2: 189
و الزيتونِ/ خفيف/ أبو طالب/ 5: 438
القرونِ/ خفيف/ مرقش/ 5: 77
الكانونِ/ خفيف/-/ 3: 300‌

(ه)

كمعناه/ بسيط/-/ 3: 342
أعداها/ بسيط/-/ 1: 231
ثدياها/ بسيط/-/ 4: 330
(أرانيها)/ بسيط/ (أبو كاهل اليشكري)/ 1: 355
تلاقيها/ بسيط/-/ 1: 144
* عانيها/ بسيط/-/ 4: 147
بلاها/ وافر/ جميل/ 4: 268
قراها/ وافر/ الحطيئة/ 1: 361
و تبهبهُوا/ طويل/-/ 1: 193
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 315
إنِيهِ/ خفيف/-/ 2: 295‌

(و)

التوَي/ كامل/-/ 4: 231
غوَي/ طويل/-/ 4: 400
مدَّوِي/ طويل/ (يزيد بن الحكم الثقفي)/ 2: 310‌

(ي)

مغضِيا/ طويل/-/ 1: 282
نواجيا/ طويل/ (ابن أحمر)/ 1: 46
و تهاميا/ طويل/ ابن أحمر/ 2: 97
* سقائيا/ طويل/ ابن أحمر/ 3: 85
المكاويا/ طويل/ ابن أحمر/ 5: 23
الهواهيا/ طويل/ ابن أحمر/ 6: 21
مواليا/ طويل/ الأخطل/ 1: 59
الزوانيا/ طويل/ الأخطل/ 4: 43
ناجيا/ طويل/ (الأسود بن سريع)/ 4: 355
طاليا/ طويل/ تميم بن مقبل/ 2: 356
* النواصيا/ طويل/ (تميم بن مقبل)/ 4: 89
تماريا/ طويل/ جرير/ 1: 417
المكاريا/ طويل/ جرير/ 5: 173
* أوَي ليا/ طويل/ (ذو الرمة)/ 1: 152
* تفاديا/ طويل/ (ذو الرمة)/ 4: 484
التقاضيا/ طويل/ (ذو الرمة)/ 5: 218
غواليا/ طويل/ الراعي/ 4: 278
تهاديا/ طويل/ سحيم عبد بني الحسحاس/ 1: 133/ 4: 123
المكاويا/ طويل/ سحيم عبد بني الحسحاس/ 6: 104
(يمانيا)/ طويل/ (عبد يغوث بن وقاص)/ 1: 329
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 316
* بنانيا/ طويل/ (عبد يغوث بن وقاص)/ 5: 231
فؤاديا/ طويل/ عبيد بن أيوب العنبري/ 1: 9
* الصواديا/ طويل/ (عويف القوافي، أو سحيم)/ 1: 492
بواكيا/ طويل/ (مالك بن الريب)/ 1: 242
البجاريا/ طويل/ (مرداس الدبيري)/ 2: 192
(تناديا)/ طويل/ (المعذل البكري)/ 4: 509
تغانيا/ طويل/ (المغيرة بن حبناء)/ 4: 8
بدائيا/ طويل/ (منظور الدبيري)/ 2: 81
طاليا/ طويل/-/ 2: 40
حافيا/ طويل/-/ 2: 492
* طاميا/ طويل/-/ 4: 135
تناديا/ طويل/-/ 4: 460
* خرثيَّا/ طويل/-/ 2: 175
هويَّا/ خفيف/ (أبو بكر بن عبد الرحمن «1»)/ 2: 200
غنيُّ/ وافر/-/ 4: 469
وفيُّ/ متقارب/ (أبو ذؤيب الهذلي)/ 2: 320
الحميريُّ/ متقارب/ (أبو ذؤيب الهذلي)/ 2: 309
بسيّ/ وافر/ الحطيئة/ 3: 112
* النَّفِيّ/ وافر/-/ 5: 456‌

(الألف اللينة)

ثِنَي/ طويل/ (معن بن أوس «2»)/ 1: 391
و اللظي/ طويل/ الأسعر الجعفي «3» / 1: 113
وأي/ كامل/ الأسعر الجعفي/ 1: 254
بكي/ كامل/ الأسعر الجعفي/ 1: 286
جنا/ كامل/ (الأسعر الجعفي)/ 5: 108
و اللأي/ متقارب/ (العجير السلولي)/ 5: 227
______________________________
(1) أو كثير.
(2) الصواب أنها لكعب بن زهير.
(3) أو الأفوه الأودي.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 317‌

(أجزاء أبيات)

أ؟؟؟ ي الضيم من نفر أباة/-/ 1: 45
إذا علاسطة المضبأين/ الكميت/ 3: 389
أرار اللّه مخك في السلامي/-/ 2: 465
الخالق البارئ المصور/ أمية بن أبي الصلت/ 1: 236
أني و من أين آبك الطربُ/-/ 1: 153
أيها السائل عن عوصائها/-/ 4: 187
يصبصن إذ حدينا/-/ 1: 182
تجود بمدريين/ حميد بن ثور/ 2: 272
تعامس حتي يحسب الناس أنها/ المخبل/ 4: 143
دعاك اللّه من ضبع بأفعي/-/ 2: 280
سليم جنب الرهقا/-/ 2: 451
صعل الرأس قلت له «1» /-/ 3: 286
طلبت الثأر في حكم وحاء/-/ 2: 26
علي إف هجران و ساعة خلوة/-/ 1: 17
فقد قر أعيان الشوامت أنهم/-/ 4: 199
فطرنا إليهم بالقنابل و القنا/-/ 3: 436
قليل العرك يهجر مرفقاها/ الطرماح/ 4: 291
كنواهق النمس/ حميد/ 5: 481
لا بأس إني قد علقت بعقبة/-/ 4: 81
لا يواكل نهزها/ امرؤ القيس/ 6: 136
لست سليمان كعهدانك/-/ 4: 170
لو كان حيا لغاداهم بمترعة/-/ 1: 344
لوهد جاده طفل الثريا/-/ 3: 413
______________________________
(1) انظر: (مركومُ).
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 318
مصاليت خطارون بالرمح في الوغي/-/ 2: 199
هل انت مطيعي أيها القلب عنوة/-/ 4: 147
و ابن سلمي علي حرد/ الطرماح/ 2: 51
و الخيل تعدو زيما حولنا/-/ 3: 41
و شرية في قرية/ رؤبة/ 3: 266
و عجلزة يزل اللبد فيها/-/ 4: 364
و علمت أن ليست بدار تقية/-/ 1:؟؟؟
و قربن للترحال كل مدفع/ حميد/ 2: 189
و من هضب الأمور معنقات/ عمر بن لجأ/ 4: 159
يادين قلبك من سلمي و قد دينا/-/ 2: 319
يكهدون الحمر/ الفرزدق/ 5: 143
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 319
الفهرس الثالث فهرس الأرجاز انظر التنبيهات التي سبقت في فهرس الأشعار
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 320‌

3- فهرس الأرجاز

(أ)

أعماؤُه/ العجاج «1» / 4: 134
إثآءِ/-/ 1: 399
خلائِه/ أبو النجم/ 4: 310
جوزائه/-/ 1: 115
امتلائِها/ (عمر بن لجأ)/ 2: 405
انطوائِها/ عمر بن لجأ/ 4: 308
ورائِها/ 4: 84‌

(ب)

يبِبْ/ رؤبة/ 1: 193
اليلبْ/ (رؤبة)/ 6: 158
لغِبْ/ أبو وجزة/ 1: 240
كثَبْ/-/ 1: 346
الرُّكَبْ/-/ 1: 400
بالسببْ/-/ 1: 423/ 2: 26
الربَبْ/-/ 2: 383
انثعبْ/-/ 4: 85
عصَبْ/-/ 4: 340
العصَّابْ/ (رؤبة)/ 4: 338/ 5: 87
أصبابْ/ (عبيد اللّه بن جحش)/ 3: 280
الطابْ/ (كثير بن كثير)/ 3: 435
أحبَّا/ (أبو محمد الفقعسي)/ 2: 27
أرزبَّا/-/ 2: 391
صلبا/-/ 4: 54
أذْأبا/ (الدبيري)/ 2: 368
جخدبا/ (رؤبة)/ 1: 513
الحوشبا/ رؤبة/ 2: 66
آسقبا/ (رؤبة)/ 3: 86
مقربا/-/ 4: 187
أو أقربا/ العجاج/ 1: 25
أنضبا/ (العجاج)/ 2: 380
الأثأبا/ (العجاج)/ 3: 432
عزبا/ العجاج/ 4: 310
معقربا/ (العجاج)/ 4: 304
عجبا/-/ 2: 102
أخشبا/-/ 2: 185
أهدبا/-/ 2: 341
تحلَّبا/-/ 4: 342
فربا/-/ 2: 483
صاحبا/-/ 4: 350
المثابا/-/ 1: 394
الأذِبَّه/ النابغة/ 2: 348
أبَهْ/-/ 2: 27
______________________________
(1) الصواب أنه رؤبة.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 321
إلبُ/-/ 1: 130
الأشنبُ/ (تميمي)/ 3: 217
منعبُ/-/ 2: 242
معقِبُ/-/ 4: 83
عواقبُ/-/ 4: 79
الحقابُ/-/ 1: 211/ 2: 89
الخضابُ/-/ 2: 432
ظبظابُ/-/ 3: 463
المحسوبُ/-/ 1: 99
نيبُ/-/ 4: 122
دبيبُ/-/ 4: 162
شعبُه/ (دكين بن رجاء)/ 3: 191
نجنبُه/ (دكين بن رجاء)/ 5: 133
جلبُه/-/ 3: 417
كالحُبّ/ الأغلب/ 1: 413
ذؤيبِ/ خالد بن زهير الهذلي/ 1: 49
و جأْبي/ (رؤبة)/ 1: 500
حزبِي/ (رؤبة)/ 3: 276
وغبِ/ (رؤبة)/ 6: 127
عصب/ (أبو محمد الفقعسي)/ 1: 424/ 4: 339
بالإدْبِ/ (منظور بن حبة)/ 1: 101
قعبي/ (أبو النجم العجلي)/ 3: 209
الغربِ/-/ 1: 7
أجبّ/-/ 1: 23
الكلب/-/ 4: 331
القلبِ/-/ 5: 287 يخيَّبِ/-/ 2: 404/ 3: 385
الغيَّبِ/-/ 3: 39
الأشهبِ/-/ 3: 96
و التذعلبِ/-/ 4: 25
النوائبِ/-/ 4: 79
عواقب/-/ 4: 79
التريبِ/ (الأغلب العجلي)/ 1: 347/ 5: 389
الجريبِ/-/ 1: 65
ألوبِ/-/ 1: 130
أنيابِه/ الأريقط/ 4: 368
هدَّابها/-/ 3: 122
أذنابها/-/ 4: 103
حبابها/-/ 4: 122‌

(ت)

و احقوقفتْ/-/ 6: 19
الرومياتْ/ (الشماخ)/ 3: 309
سبتا/-/ 3: 124
لهيَّتا/-/ 6: 23
سرَيتُ/ (رؤبة)/ 5: 233
أعطيَتُ/ (أبو محمد الفقعسي)/ 1: 420
بتُّ/-/ 1: 171
سليتُ/ (رؤبة)/ 3: 92
علِيتُ/ (رؤبة)/ 4: 113
المأنوتُ/ (العجاج)/ 1: 144
زمَّيتُ/-/ 2: 473
(21- مقاييس- 6)
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 322
كتيتُ/-/ 5: 457
شاتُه/ (مبشر بن هذيل)/ 2: 103
مذحتِ/-/ 4: 504
و أطَّتِ/ (الأغلب، أو الراهب)/ 1: 16
مدَّتيِ/ العجاج/ 1: 139
رحمتيِ/ العجاج/ 2: 457
استقلتِ/ العجاج/ 4: 225
فاستقرَّتِ/ (العجاج)/ 6: 93
البرارتِ/-/ 2: 342
السامتِ/-/ 3: 99
فقرتِه/ (الأغلب العجلي)/ 2: 387/ 3: 346
عفراتِه/ (جندل أو حميد)/ 4: 68
بأوَّلاته/-/ 1: 158
صمانِها/-/ 1: 51/ 3: 309‌

(ث)

حثْ/-/ 2: 29
أبثا/ (أبو زرارة النصري)/ 1: 34/ 5: 153
حثا/ (الجليح بن شميذ)/ 2: 137
الأثيثا/-/ 1: 8
الأثائتُ/ (رؤبة)/ 1: 8/ 2: 489
الهثهاتُ/ (العجاج)/ 6: 6
خبيثُ/-/ 4: 190
ملثلثِ/ (رؤبة)/ 5: 201‌

(ج)

الهمجْ/ (أبو محرز المحاربي)/ 1: 217/ 6: 64
جَرِجْ/-/ 1: 450
حجتجْ/-/ 4: 29
بعرَجْ/-/ 4: 304
الساجْ/ (أحد الحارثيين)/ 3: 137
الأعفاج/ جندل (بن المثني)/ 2: 192
* البجباجْ/-/ 5: 272
تولجا/ (جرير)/ 3: 362
عسلجا/ رؤبة، و الصواب العجاج/ 1:
166
حجَا/ (العجاج)/ 4: 108
تبعَّجا/ (العجاج)/ 1: 267
أبلجا/ (العجاج)/ 1: 296
مسرَّجا/ (العجاج)/ 3: 156
خدلَّجا/ العجاج/ 4: 44
تسبَّجا/ العجاج/ 4: 167
هدَّجا/ العجاج/ 4: 328
الفنرجا/ (العجاج)/ 4: 515
منضجا/-/ 2: 221
زجرجا/-/ 2: 385
علَّجا/-/ 4: 122
عسلجا/-/ 5: 259
عاججا/-/ 4: 28
دمَّجُ/-/ 2: 46
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 323
تهزَّج/-/ 6: 52
الطَّشْرَجِ/ (منظور بن مرثد)/ 3: 459
تحرّجِ/ أبو النجم/ 3: 163
بالمحجحجِ/-/ 2: 31
الخزرجِ/-/ 4: 91
تزوَّجِ/-/ 4: 166
التبوَّجِ/-/ 4: 268
الدوامجِ/-/ 4: 266
ائتجاجِ/ حميد/ 1: 9
البجباجِ/-/ 1: 173
سواجِ/-/ 2: 385
الحجَّاجِ/-/ 3: 165‌

(ح)

تطَّفِحْ/-/ 1: 121
* تنتطحْ/-/ 5: 442
الصباحْ/ (راجز من الجن)/ 1: 476
برَّخا/-/ 1: 508
القبيحا/ (أبو النجم)/ 1: 35
مدحوحا/ أبو النجم/ 2: 265
مسدوحا/ أبو النجم/ 3: 151
فصيحا/ أبو النجم/ 4: 240
مردوحا/ (أبو النجم)/ 5: 189
بروحا/-/ 1: 139
الضبوحا/-/ 1: 297
مشيحا/-/ 3: 233
و الفتوحا/-/ 4: 170
تبدَّحُ/-/ 1: 214
مضبَّحُ/-/ 1: 297
وأحِّ/-/ 1: 10
الرحرحِ/-/ 2: 381
البارحِ/-/ 4: 150
شياحِ/ (أبو السوداء العجلي)/ 3: 234
الأمساحِ/ لبيد/ 3: 93
أحاحِ/-/ 1: 9
الممتاحِ/-/ 1: 10
بالجحجاحِ/-/ 1: 215
اللقاحِ/-/ 1: 261
و الصبوحِ/-/ 4: 455‌

(خ)

الدخَّا/ (العجاج)/ 2: 266
ولخَّا/ (العجاج)/ 5: 203
أخَّا/-/ 1: 10
و خواخا/ (الزفيان)/ 6: 75
الأخيخه/-/ 1: 1
دنَّخُوا/ (العجاج)/ 2: 304
الطبَّخُ/ العجاج/ 3: 437
المسبَّخِ/-/ 4: 135
فتمَّخِهْ/-/ 5: 304‌

(د)

أحدْ/-/ 2: 270
الإعقادْ/ (رؤبة)/ 4: 86
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 324
الأوتادْ/ (رؤبة)/ 5: 169
خفَّادْ/-/ 2: 84
الأزوادْ/-/ 3: 100
بالأكبادْ/-/ 5: 183
مغدا/ إياس الخيبري/ 5: 338
إدَّا/-/ 1: 11
و أدَّا/ 1: 12
جحْدا/-/ 1: 425
ابتدَّا/-/ 2: 11
استعدَّا/-/ 4: 30
علكدَّا/-/ 4: 361
مصيَدَا/ العجاج/ 1: 471
جلاعدا/ (الفقعسي)/ 4: 350
الردَي/-/ 1: 64
أبعدا/-/ 2: 49
أبَدا/-/ 2: 293
المعقَّدا/-/ 2: 410
مصرَّدا/-/ 4: 45
معبَدا/-/ 4: 233
عطوَّدا/-/ 4: 354
واتدا/ (أبو محمد الفقعسي)/ 1: 438
الراقدا/-/ 4: 175
مائدا/-/ 5: 288
الصعَادا/-/ 2: 4
سعادا/-/ 4: 31
مغدادا/-/ 4: 380
شديدا/ الزباء/ 3: 343
وئيدا/ (الزباء)/ 6: 78
نهدَه/-/ 4: 11
ولدَه/-/ 4: 154
كرديدَه/-/ 5: 176
معدُ/ (أحمر بن جندل)/ 5: 336
ياسعدُ/-/ 1: 304
وِردُ/-/ 4: 340
مستوردُ/ جندل/ 4: 154
الورَّادُ/ (أبو وجزة)/ 4: 358
يزيدُ/ (رؤبة)/ 4: 438
وطيدُ/ الكذاب الحرمازي/ 1: 14
أملودُ/-/ 1: 462
ببردِه/ (دكين)/ 4: 231
كالشهدِ/ (أبو نخيلة)/ 5: 452
الأبدّ/-/ 1: 176
الجعدِ/-/ 2: 23/ 3: 208
بنجدِ/-/ 3: 249
القمدّ/-/ 3: 333
جعدِ/-/ 3: 475
سعدِ/-/ 6: 153
الردِي/ أبو نخيلة/ 4: 249
اليدِ/-/ 1: 408
و المعضَّدِ/-/ 4: 351
وازددِ/-/ 5: 479
الإهمادِ/ (رؤبة)/ 6: 65
البلادِ/-/ 4: 223
التقليدِ/ ذو الرمة/ 2: 379
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 325
بالتعريدِ/ (ذو الرمة)/ 4: 305
عنودِ/-/ 4: 153
ببرده/ (دكين)/ 4: 231
لريدِها/-/ 4: 201‌

(ذ)

قذَي/-/ 4: 199
أذِّ/-/ 1: 12‌

(ر)

جؤرْ/ (جندل بن المثني)/ 1: 493
الأشَرْ/ (العجاج)/ 1: 142
وَبحِرْ/ (العجاج)/ 1: 202
جهَرْ/ (العجاج)/ 1: 487
فجبرْ/ العجاج/ 1: 501/ 4: 186
البَهرْ/ العجاج/ 2: 116، 141
كسرْ/ (العجاج)/ 4: 21
الغَدرْ/ (العجاج)/ 4: 40
و اقمطرّ/ العجاج/ 4: 142
امتخَرْ/ (العجاج)/ 5: 303
النتَرْ/ (العجاج)/ 5: 387
النعرْ/ (العجاج)/ 5: 449
خزَرْ/ (عمرو بن العاص)/ 2: 180
انجبرْ/ (عمرو بن كلثوم)/ 4: 198
القدرْ/-/ 1: 157
القذَرْ/-/ 1: 463
فحزَرْ/-/ 2: 55
نهِرْ/-/ 2: 77
خَدَرْ/-/ 2: 159
دسرْ/-/ 2: 278
السمرْ/-/ 3: 101
الغدَرْ/-/ 3: 168
هجرْ/-/ 4: 26
عمرْ/-/ 4: 78
و اعتكرْ/-/ 4: 106
عترْ/-/ 4: 218
القفَرْ/-/ 5: 115
نهرْ/-/ 5: 362
و استيقارْ/ (شبيب بن البرصاء)/ 5: 380
المنقارْ/-/ 2: 393
المعطيرْ/ (العجاج)/ 5: 354
مكفورْ/ (منظور بن مرثد)/ 5: 191
مئرَّا/ الأغلب/ 1: 12
سطرا/ رؤبة/ 5: 436
خيَرا/-/ 1: 11
وقرَا/-/ 1: 182
تبرَّي/-/ 1: 236
وجَرَّا/-/ 1: 410
درَّا/-/ 2: 168
مصعرَّا/-/ 3: 289
عِظْيَرَّا/-/ 4: 26
عرَّا/-/ 4: 37
الثري/-/ 2: 137
هرهرا/-/ 4: 24
عشنزرا/-/ 4: 363
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 326
وجرجرا/-/ 4: 364
مغثمرا/-/ 4: 432
تأخَّرا/-/ 4: 466
كَرَا/-/ 5: 174
أغارا/ (الأغلب العجلي)/ 5: 80
الأغمارا/ (العجاج)/ 4: 394
ودارا/-/ 1: 315
الوبارا/-/ 1: 349
دغمارا/-/ 2: 338
و البكارا/-/ 4: 73
الأعشارا/-/ 4: 325
و عنقفيرا/-/ 2: 294/ 4: 163
شطيرا/-/ 3: 187
جرجورا/-/ 5: 340
حزْرَه/ (عتيبة بن الحارث)/ 1: 400
غرَّه/ مهلهل/ 4: 381
مرَّهْ/ (أبو مهوش الأسدي)/ 2: 116
الهرَّه/-/ 4: 269
زمجرَه/ (الحصين بن بكير الربعي)/ 1: 77
المدرَه/ (الحصين بن بكير الربعي)/ 5: 305
الهدره/ (الحصين بن بكير الربعي)/ 6: 39
شهبره/ (شظاظ اللص)/ 5: 471
عثيره/-/ 4: 228
كعشره/-/ 5: 390
غفيره/ (صخر الغي)/ 4: 386
قاشوره/ (الكذاب الحرمازي)/ 5: 91
تزبئرُّ/-/ 3: 243
أقمرُ/ الخضري/ 1: 279
سمهدرُ/ (أبو الزحف الكلبي)/ 3: 162
يسكَّرُ/-/ 3: 90
الجزائرُ/-/ 4: 97
البيطارُ/ (حميد الأرقط)/ 2: 127/ 5: 17
القطارُ/ حميد الأرقط/ 3: 83
المورُ/ حميد الأرقط/ 3: 37
عيرُه/-/ 4: 67
غمرُه/-/ 1: 144
حمائرُه/ (حميد الأرقط)/ 2: 103، 508
فرارُه/-/ 4: 439
نورُه/-/ 1: 296
دارُها/ (منظور بن مرثد)/ 4: 342
أمهارُها/-/ 6: 108
هجيرُها/-/ 6: 36
كفرِ/ (حميد الأرقط)/ 1: 303
قفرِ/-/ 1: 33، 228
الغُرّ/-/ 1: 413
جوَرّ/-/ 2: 10
عمرِو/-/ 4: 420
الجرّ/-/ 5: 187
المهرِ/-/ 5: 281
العكركرِ/ نجاد الخيبري/ 4: 106
الضيطرِ/-/ 4: 55
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 327
المخصَّرِ/-/ 4: 66
و التمزُّرِ/-/ 5: 319
مَحاوري/-/ 2: 249
الأصاغرِ/-/ 4: 46
حائرِ/-/ 4: 290
المواخرِ/-/ 5: 303
حذارِ/ (أبو النجم «1»)/ 2: 37
بالنارِ/-/ 1: 40
الإجَّارِ/-/ 1: 63
الإصدارِ/-/ 4: 80
الضمارِ/-/ 5: 132
عذيري/ رؤبة/ 3: 204/ 4: 254
النحورِ/ (العجاج)/ 1: 379
القتيرِ/ (العجاج)/ 1: 468
الطورِ/ العجاج/ 2: 35
الغؤورِ/ (العجاج)/ 2: 140
العاثور/ (العجاج)/ 4: 228
يعيري/ (العجاج)/ 4: 254
بالمقذور/ (العجاج)/ 5: 70
الكافور/ (العجاج)/ 5: 192
المصفور/ (العجاج)/ 5: 370
و بالأميرِ/-/ 1: 338
مستشير/-/ 3: 227
عافورِ/-/ 4: 63
محجورِ// 3: 115
صَورِه/-/ 3: 320
قعره/-/ 5: 177
سريره/-/ 3: 69
عصفوره/-/ 4: 369
دارِها/-/ 3: 67
حادورها/ (أبو النجم العجلي)/ 2: 32
خبيرِها/ (أبو النجم العجلي)/ 2: 240‌

(ز)

جروزا/-/ 1: 441
غامزُ/-/ 2: 422
و التحزّي/ (رؤبة)/ 1: 13
و نُؤْزِي/ رؤبة/ 1: 100
الأرزِ/ رؤبة/ 1: 78، 207
بالشخْزِ/ (رؤبة)/ 3: 254
القحزِ/ (رؤبة)/ 5: 60
اللبزِ/ (رؤبة)/ 5: 229
وكزِ/-/ 1: 73
القفزِ/-/ 4: 249
اللزائزِ/ (إهاب بن عمير)/ 5: 204
جمَّازِ/ النجاشي/ 1: 478
وزوازِ/ (أبو النجم)/ 5: 388
كوزِ/ (جران العود)/ 1: 36‌

(س)

يبسْ/-/ 2: 155/ 6: 154
عدسْ/-/ 3: 414/ 4: 245
و إبلاسْ/ (رؤبة)/ 1: 334
هماسْ/ (رؤبة)/ 6: 66
______________________________
(1) أو رؤبة.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 328
بَسَّا/ (الهفوان العقيلي)/ 1: 181/ 2: 240
نحسا/-/ 1: 237
و عبْسا/-/ 4: 152
عجنَّسا/ (جري الكاهلي «2»)/ 4: 364
تبجَّسا/ العجاج/ 1: 199
وسوسا/ (العجاج)/ 1: 442
العنَّسا/ (العجاج)/ 4: 156
و اعرنكسا/ (العجاج)/ 4: 311
مكرسا/ (العجاج)/ 5: 169
أبلسا/ (المرار)/ 4: 123
الحُسَي/-/ 2: 58
ديْخَسا/-/ 2: 334
أملسا/-/ 4: 27
تعسعسا/-/ 4: 42
قوَّسا/-/ 4: 317
كلِّسا/-/ 5: 135
تكلَّسا/-/ 5: 135
القياسا/ (القلاخ بن حزن)/ 5: 41
إهلاسا/-/ 6: 61
المنسوسا/ (رؤبة)/ 4: 167
المرغوسا/ العجاج/ 2: 417
شموسا/-/ 1: 343
ضَريسا/-/ 5: 281
نفسُ/-/ 4: 466
الأرغُسُ/-/ 2: 417
تلمَّسُ/-/ 4: 158
الأعيَسُ/-/ 4: 193
عكامسُ/-/ 4: 361
مراسُها/-/ 4: 96
الطيْسِ/ (رؤبة)/ 3: 436
بأبْسِ/ (العجاج)/ 1: 36
خمسِ/ (العجاج)/ 1: 381
العفسِ/ (العجاج)/ 1: 437
الكرسِ/ (العجاج)/ 2: 10
الشأسِ/ العجاج/ 4: 142
عنسِ/ العجاج/ 4: 156
وهس/ العجاج/ 4: 367
قنس/ (العجاج)/ 5: 31
العنسِ/ (منظور بن مرثد)/ 4: 13
الشمسِ/ (منظور بن مرثد «1»)/ 4: 304
غرسِ/ (منظور بن مرثد)/ 4: 417
الترسِ/-/ 1: 476
حدسِ/-/ 2: 33
أمسِ/-/ 4: 98
ملسِ/-/ 4: 287
دهرَسِ/-/ 1: 101
الكنَّسِ/-/ 1: 278
أمرسِ/-/ 5: 110
سياسِ/-/ 1: 160
حساسِ/-/ 2: 10
الدكاسِ/-/ 2: 292
______________________________
(2) (1) نسب أيضا إلي العجاج خطأ.
(1) أو دكين، أو أبو محمد الفقعسي.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 329
اللساسِ/-/ 5: 205
(المنسوسِ)/-/ 4: 137
هيسِي/-/ 6: 24‌

(ش)

انتياشا/-/ 5: 369
المنقرشُ/-/ 5: 483
بالنمْشِ/-/ 5: 481
المحاشِي/-/ 2: 64
النجّاشِ/-/ 5: 394
الجميش/ رؤبة/ 1: 479
المحشوش/ رؤبة/ 2: 66
تحميشي/ (رؤبة)/ 2: 104
الحوشِ/ رؤبة/ 2: 119
المرشوشِ/ (رؤبة)/ 1: 324
مدبوشِ/ (رؤبة)/ 2: 326
بالترقيشِ/ (رؤبة)/ 2: 428/ 3: 451
بالطشيشِ/ رؤبة/ 3: 410
الطموشِ/ (رؤبة)/ 3: 425
بالمعشوشِ/ رؤبة/ 4: 45
التهبيشِ/ (رؤبة)/ 6: 29‌

(ص)

و القبَصْ/-/ 5: 49
ملِصَا/-/ 5: 350/ 6: 30
حصحصا/ (عبيد المري)/ 2: 251
الوصاوصا/ (أبو الغريب النصري)/ 6: 76
خالصا/-/ 1: 219 المراهصا/-/ 2: 449
آصاصا/-/ 1: 15
تناصَي/-/ 5: 110
الدلامصُ/-/ 1: 182
العناصِي/ أبو النجم/ 4: 157
الحرقوصِ/-/ 4: 48‌

(ض)

مؤتضَّا/ رؤبة/ 1: 15
أبْضا/ رؤبة/ 1: 37
وخْضَا/ رؤبة/ 1: 173/ 5: 113
برْضا/ رؤبة/ 1: 220
حفضا/ رؤبة/ 2: 87/ 4: 265
تقَضي/ (رؤبة)/ 2: 320
وفْضا/ رؤبة/ 4: 178
عَرضا/ (رؤبة)/ 4: 274
بالمعضَّي/ رؤبة/ 4: 347
القعضا/ (رؤبة)/ 5: 111
وفرضا/ (عماني)/ 4: 489
بعضا/-/ 3: 332
لينهضا/ رجل من بني سعد/ 1: 81
ركَّاضا/-/ 2: 160
فاضا/-/ 5: 307
قريضا/ (حميد الأرقط)/ 2: 459
عضوضا/-/ 4: 49
الأضاضه/-/ 1: 15
غرْضُ/-/ 2: 322
البائضُ/ (أبو محمد الفقعسي)/ 4: 6
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 330
الوامضُ/ (أبو محمد الفقعسي)/ 4: 88
عائضُ/ (أبو محمد الفقعسي)/ 4: 71
فارضُ/-/ 4: 182
المنقضّ/-/ 2: 507
معرضِ/-/ 4: 274
الرِّفاضِ/ (رؤبة)/ 2: 423
المعتاضِ/ رؤبة/ 4: 188
نفاضِ/ 5: 462
الإحريض/-/ 2: 41‌

(ط)

العملطا/ (نجاد الخيبري)/ 4: 368
ثعِطا/-/ 1: 377
وسطا/-/ 4: 153
الخابطا/ (أباق الدبيري)/ 2: 241
التقاطا/ (نقادة الأسدي)/ 5: 23
عنطتطَه/-/ 4: 158
المنعطّ/ أبو النجم/ 3: 166/ 4: 52
يعلطِ/-/ 1: 217
عنطْنطِ/ رؤبة/ 4: 158
المسلَّطِ/-/ 4: 225
يخالطِ/ حميد الأرقط/ 4: 212
النواشطِ/ حميد الأرقط/ 4: 309
الساطي/ (زياد الطماحي)/ 3: 72
الخِلاطِ/-/ 1: 264
الحنَّاطِ/-/ 4: 262
الغطاط/-/ 4: 384
يعاطِ/-/ 6: 157
سفيطِ/ (حميد الأرقط)/ 3: 83
الأرِيطِ/ 1: 82
الترهيطِ/-/ 2: 450
الضغيطِ/-/ 5: 320‌

(ظ)

بَظَا/ (الأغلب)/ 1: 255
فاظا/ (رؤبة)/ 4: 466
الكظاظا/ رؤبة/ 5: 129
إجعاظا/ (العجاج)/ 1: 464
الجوَّاظا/ (العجاج أو رؤبة)/ 1: 495‌

(ع)

الضِّلعْ/ (أبو محمد الفقعسي)/ 3: 368/ 4: 452، 478
دنِعْ/-/ 1: 413
أترعا/ (رؤبة)/ 1: 345
تسعسعا/ رؤبة/ 3: 57
و أنصعا/ رؤبة/ 5: 431
أخضعا/ العجاج/ 1: 270/ 2: 190
الختَّعا/ العجاج «1» / 2: 245
شرجعا/ 1: 161
أشمعا/-/ 3: 215
معا/-/ 4: 12
كابعا/-/ 5: 155
تهماعا/-/ 2: 301
______________________________
(1) الصواب أنه رؤبة.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 331
الخيضعَه/ لبيد/ 2: 191
المربَعَه/-/ 2: 481/ 3:
167، 439
المطبَّعَه/-/ 6: 109
ربيعَه/-/ 4: 255
تضبعُ/ رؤبة/ 3: 388
إصبعُ/-/ 1: 26
واقعُ/ (أبو زياد الكلابي)/ 5: 347
لامعُ/ الفزاري/ 1: 277
بضائعُ/-/ 1: 256
منيعُ/ أمية بن أبي الصلت/ 4: 195
البرقعِ/ أبو النجم/ 4: 233
مَعيِ/-/ 2: 469
التهزُّعِ/-/ 6: 50
الدوافعِ/-/ 1: 226
الواسعِ/-/ 6: 36‌

(غ)

يبطغِ/ (رؤبة)/ 1: 258
يشغشغِ/ رؤبة/ 3: 168
المغمغِ/ رؤبة/ 5: 274
الممشَّغِ/ (رؤبة)/ 5: 324
الأهيغِ/ (رؤبة)/ 6: 25‌

(ف)

أحلف/-/ 4: 364
و الرغفْ/ (لقيط بن زرارة)/ 2: 413
نشفْ/ (العماني)/ 3: 31
الخسُفْ/ (أبو نواس)/ 2: 181
إسكافْ/ الشماخ/ 3: 90
أحقفا/ رؤبة/ 4: 41
احقوقفا/ (العجاج)/ 2: 90
دنفا/ العجاج/ 2: 304
بشَفَي/ العجاج/ 3: 199
احروفا/ (العجاج)/ 4: 252
وكَفا/ (العجاج)/ 6: 140
أخطفا/ (العماني)/ 2: 197
خيطفا/ (عوف جد جرير)/ 2: 196
تصدَّفا/-/ 1: 140
الحنُفا/-/ 4: 122
تهيَّفا/-/ 5: 179
الموحَّفا/-/ 6: 92
تصفيفا/-/ 1: 224
الصوادفُ/-/ 3: 339/ 4: 80
نصيفُ/ (سلمة بن الأكوع)/ 4: 237/ 5: 432
و التأفيفُ/-/ 1: 17
شفيفُ/-/ 3: 170
عجَفيِ/-/ 2: 388
التحلافِ/ (رؤبة)/ 3: 33
اصطرافِ/ (العجاج)/ 4: 329
الجِحافِ/-/ 1: 428
نيافِ/-/ 6: 95
لطيفِ/ رؤبة/ 4: 22
الموفيِ/-/ 1: 99
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 332
المضفوفِ/-/ 3: 356‌

(ق)

الصعقْ/ (تميم بن العمرد)/ 2: 222
الأبقْ/ رؤبة/ 1: 39
الأفقّ/ (رؤبة)/ 1: 116
الإلَقْ/ (رؤبة)/ 1: 132
الأُوَقْ/ رؤبة/ 1: 158
وبقْ/ رؤبة/ 1: 182، 186
البخَقْ/ رؤبة/ 1: 207
البهقْ/ رؤبة/ 1: 310/ 6: 144
الحنقْ/ رؤبة/ 1: 432
الحققْ/ رؤبة/ 2: 18/ 5: 13
الزلقْ/ رؤبة/ 2: 89/ 3: 22
البرقْ/ رؤبة/ 2: 100/ 6: 23
الطلَقْ/ رؤبة/ 2: 146، 275
القيَقْ/ رؤبة/ 2: 158/ 3: 81
المخترقْ/ رؤبة/ 2: 172/ 5: 58
مختلقْ/ رؤبة/ 2: 214
الدرقْ/ رؤبة/ 2: 269
دعقْ/ رؤبة/ 2: 281
الخرَقْ/ (رؤبة)/ 2: 371
الزعقْ/ (رؤبة)/ 3: 8
بالزَّهقْ/ رؤبة/ 3: 32
سَوَقْ/ رؤبة/ 3: 117
الطُّرُقْ/ (رؤبة)/ 3: 117
المنطلقْ/ رؤبة/ 3: 237
الصلقْ/ (رؤبة)/ 3: 252
الفِلَقْ/ (رؤبة)/ 3: 385
الطَّرَقْ/ رؤبة/ 3: 452
العققْ/ رؤبة/ 4: 4، 7/ 5: 284
المنعفقْ/ (رؤبة)/ 4: 53
معتنقْ/ رؤبة/ 4: 160
العسَقْ/ رؤبة/ 4: 312
و عشَقْ/ رؤبة/ 4: 321، 495
الفتقْ/ (رؤبة)/ 4: 471
الحدقْ/ (رؤبة)/ 5: 7
العلقْ/ (رؤبة)/ 5: 14
و اللبِقْ/ رؤبة/ 5: 50
فنقْ/ (رؤبة)/ 5: 79
الدفقْ/ (رؤبة)/ 5: 129
الحرقْ/ (رؤبة)/ 5: 190
اللسقْ/ رؤبة/ 5: 248
المهقْ/ رؤبة/ 5: 281
الملقْ/ رؤبة/ 5: 349
الشفقْ/ (رؤبة)/ 6: 77
أنقْ/ (القلاخ بن حزن)/ 1: 148
و زمَّلِقْ/ (القلاخ بن حزن)/ 3: 22
تلقْ/ (القلاخ بن حزن)/ 6: 145
الأنَقْ/-/ 1: 149
العلقْ/-/ 4: 125
طلقْ/-/ 4: 251
معترقْ/-/ 4: 287
القرقْ/-/ 5: 75
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 333
انملقْ/-/ 5: 351
الآفاقْ/ (ابن ميادة)/ 1: 115
مخراق/ (ابن ميادة)/ 2: 267
الإهناقْ/-/ 6: 70
مزعوق/-/ 3: 8
و أزْقا/ العجاج/ 1: 95
انعقَّا/ العجاج/ 4: 6
أعنقا/ (رؤبة)/ 3: 71
عيهقا/ (رؤبة)/ 4: 172
العوهقا/-/ 4: 172
توهَّقا/-/ 6: 149
سائقا/-/ 1: 189
وبقَّهُ/ (عويف القوافي)/ 1: 185
ما أعقَّه/ (النابغة الجعدي)/ 4: 9
معْلقَهْ/-/ 4: 131
الفليقَه/ (ابن قنان)/ 5: 37
آبقُ/ (السعلاة)/ 1: 38
الأشذاقُ/ نصيب الأصغر/ 3: 6
الأفيقُ/-/ 1: 116
حقّ/-/ 2: 245
تؤوِّقيِ/ (جندل بن المثني)/ 1: 157
العوهقِ/ رؤبة/ 4: 171
سملقِ/ (العجاج)/ 2: 425
ملقيِ/ (العجاج)/ 6: 102
؟؟؟ عفقِ/-/ 4: 54
المعنَّقِ/-/ 4: 159
العوهق/-/ 4: 171
عوهقِ/-/ 4: 172
بالفالقِ/ (عمارة بن أيمن)/ 2: 142
المحالقِ/ (عمارة بن طارق)/ 2: 98
أيانقِ/ (عمارة بن طارق)/ 5: 323
طارقِ/ (هند بنت بياضة)/ 3: 449
الرفاقِ/-/ 2: 330
عتاقِ/-/ 4: 163
القياقيِ/-/ 4: 164
كالمحروقِ/ (أبو محمد الحذلي)/ 2: 44
الغبوقِ/-/ 1: 16‌

(ك)

برديكْ/-/ 1: 25
المؤتركْ/ رؤبة/ 1: 83
وركْ/ (رؤبة)/ 3: 378
المعتنكْ/ (رؤبة)/ 4: 165
زعاكيكْ/-/ 3: 9
وبنكا/ رؤبة/ 4: 10
مكَّا/-/ 5: 275
آركا/ (مبشر بن هذيل)/ 2: 354
دونكا/-/ 1: 177
دونكا/-/ 5: 287
المَرودَكا/-/ 2: 502
مسواكا/-/ 4: 123
يأبوكا/-/ 1: 22
بروكا/-/ 1: 229
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 334
أكَّه/ (عامان بن كعب التميمي)/:
18، 186
ائتكاكُ/-/ 1: 18
التشكِّي/ (قطية بنت بشر)/ 1: 450
الأبكّ/ (قطية بنت بشر)/ 1: 187
تراكِها/ (طفيل بن يزيد الحارثي)/ 1:
346‌

(ل)

ذيلْ/ الأغلب/ 2: 366
الوْيلْ/ الأغلب/ 2: 366
أوَلْ/ (بشير بن النكث)/ 4: 183
وبلْ/ (جهم بن سَبَل)/ 6: 82
برسَلْ/ (زياد العنبري)/ 2: 229
الطوَلْ/-/ 1: 23
أتلْ/-/ 1: 47
الإبلْ/-/ 1: 70
غفَلْ/-/ 1: 222
الكسِلْ/-/ 1: 323
نَهلْ/-/ 2: 349
يارجلْ/-/ 3: 421
يعتملْ/-/ 4: 145
العملْ/-/ 4: 162
عقَلْ/-/ 4: 238
عسلْ/-/ 4: 314
جبلْ/-/ 5: 203
عالْ/ (دكين بن رجاء)/ 4: 117
الأبَّالْ/ العجاج/ 1: 41
الآلْ/ العجاج/ 1: 161
السربالْ/ (العجاج)/ 1: 292
بإرسالْ/ (أبو النجم)/ 2: 229
و الخالْ/-/ 1: 45
غالْ/-/ 3: 20
انسلَّا/-/ 3: 382
غلا/ (أبو النجم)/ 4: 117
الجوزلا/-/ 1: 454
عثجلا/-/ 4: 364
تقهَّلا/-/ 5: 36
جوافلا/ (امرؤ القيس)/ 4: 496
و النآطلا/ (رؤبة)/ 1: 11
المنازلا/ (رؤبة)/ 1: 150
طهاملا/ (رؤبة)/ 1: 510
الرواحلا/ (رؤبة)/ 2: 361
حراجلا/ العجاج/ 4: 277
الزلازلا/-/ 1: 96
العرازِلا/-/ 4: 369
و الجُحالا/ (شريك بن حيان العنبري)/ 1:
429
الأليلا/-/ 1: 20
فابطن لَه/-/ 1: 259
عِند اللّهْ/-/ 2: 51
الشَّملَهْ/ (صخر بن عمير)/ 1: 390
ممرطلَه/ (صخر بن عمير)/ 5: 338
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 335
النقثلَه/ (صخر بن عمير)/ 5: 484
الصقلَه/ (يزيد بن عمرو بن الصعق)/ 4:
487
مرعبلَه/ (عامر الخصفي «1»)/ 2: 509
الجعلَه/-/ 1: 461
البازَلَه/ أبو الأسود العجلي/ 1: 244
الآلَه/-/ 1: 434
قِيلَهْ/-/ 1: 96
البكيلَه/-/ 1: 283
المولَهْ/-/ 5: 286
و الحصْلُ/-/ 2: 68
زأبْلُ/-/ 3: 45
المرعبلُ/-/ 3: 225
عنابلُ/ (عاصم بن ثابت)/ 4: 371
خردلُه/ أبو النجم/ 2: 39
و جعلُها/-/ 1: 460
مثولُها/ إهاب بن عمير/ 1: 119
الحكلِ/ (رؤبة)/ 2: 91
ونخلِ/ (رؤبة)/ 5: 407
عيهلّ/ (منظور بن مرثد)/ 4: 173
الظلّ/-/ 1: 99
الأمْلِ/-/ 1: 140
لهقلِ/-/ 1: 235
الحمْلِ/-/ 1: 248
قثوَلّ/-/ 1: 368
بسَلِّ/-/ 2: 228
الشغْلِ/-/ 4: 146
يعصلِ/-/ 4: 330
غزَّلِ/ (جندل بن المثني)/ 3: 145
بمنكلِ/ (رياح الهذلي)/ 5: 473
معبلِ/ العجاج/ 1: 81
مرفَّلِ/ (العجاج)/ 1: 471
المؤتليِ/ (العجاج)/ 2: 412
الأشكلِ/ العجاج/ 3: 205
و أظلَلِ/ (العجاج)/ 3: 462
الأطحلِ/ أبو النجم/ 1: 24
يعقلِ/ أبو النجم/ 1: 96
الأحولِ/ (أبو النجم)/ 1: 115
أوَّلِ/ أبو النجم/ 1: 158
الشوَّلِ/ أبو النجم/ 1: 159/ 4:
211
الأهيَلِ/ أبو النجم/ 1: 181
المزمَّلِ/ (أبو النجم)/ 1: 186/ 2:
309
المبدلِ/ أبو النجم/ 1: 210
التبقُّلِ/ أبو النجم/ 1: 274
الأثجلِ/ أبو النجم/ 1: 371
الأجزلِ/ أبو النجم/ 1: 454/ 3:
310
التغزُّلِ/ أبو النجم/ 1: 465
الدمَّلِ/ أبو النجم/ 2: 303/ 3: 159/ 5: 280
الحفَّلِ/ أبو النجم/ 2: 386
______________________________
(1) السيرة 65.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 336
السنبلِ/ (أبو النجم العجلي)/ 3: 167
و أشملِ/ أبو النجم العجلي/ 3: 216
الأطولِ/ (أبو النجم العجلي)/ 3: 436
علِ/ أبو النجم العجلي/ 4: 116
انزلِ/ أبو النجم العجلي/ 4: 323
عميثلِ/ أبو النجم العجلي/ 4: 371
ترسلِ/ أبو النجم العجلي/ 4: 396
قلِ/ أبو النجم العجلي/ 4: 447
المقصمِلِ/ أبو النجم العجلي/ 4: 464
تكتَّلِ/ أبو النجم العجلي/ 5: 49
الجنبلِ/ (أبو النجم العجلي)/ 5: 197
فلِ/ أبو النجم العجلي/ 5: 202
المدجَّلِ/ (أبو النجم العجلي)/ 5: 454
الأعزلِ/ (أبو النجم العجلي)/ 6: 125
خوزلِ/-/ 1: 222
المرملِ/-/ 2: 442
عوكلِ/-/ 4: 100
الأوابلِ/ (إهاب بن عمير)/ 1: 187
جائلِ/ أبو النجم/ 4: 112
المحاملِ/-/ 1: 260
راصلِ/-/ 2: 173
الأغلالِ/ (ذو الرمة)/ 4: 117
بالأجيالِ/-/ 1: 185
النخيلِ/ (أحيحة بن الجلاح)/ 2: 109
المجهولِ/ (جندل الطهوي)/ 1: 263
خليلي/ (أبو دجانة)/ 5: 151
القتيل/ (عنترة الطائي)/ 5: 345
للجمولِ/-/ 1: 321
نحولي/-/ 4: 237
نأتَلِهْ/-/ 1: 128
جزالِها/ (أبو النجم)/ 1: 454
أعصالِها/ (أبو النجم)/ 4: 331‌

(م)

جشمْ/ (الأغلب العجلي)/ 1: 406
بالأصمّ/ (الأغلب، أو يحيي بن منصور)/ 3: 36
الكرمْ/ (جرير)/ 1: 194
السلمْ/ (جرير)/ 2: 229
* غطمْ/ العجاج/ 4: 195
الغنمْ/ (عمرو ذو الكلب)/ 1: 157
السدمْ/ (المعنّي)/ 5: 296
الخدمْ/-/ 1: 205/ 2: 162
علْمْ/-/ 1: 256/ 4: 131
العلَمْ/-/ 2: 11
حطمْ/-/ 2: 78
اعتزمْ/-/ 4: 28
الأممْ/-/ 4: 83
عيهامْ/-/ 4: 174
مناهيمْ/-/ 4: 365
مئمَّا/-/ 1: 30
صمَّا/-/ 2: 24
وهيقما/ (رؤبة)/ 6: 58
برهَمَا/ (العجاج)/ 1: 336
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 337
تصرما/ (العجاج)/ 2: 270
تدأمَّا/ (العجاج)/ 2: 322
فدْغَما/-/ 1: 59
مؤدما/-/ 1: 72
الأرَّما/-/ 1: 85
إنَّما/-/ 1: 86/ 2: 43
بَعْدَما/-/ 2: 24
اصلخمَمَا/-/ 4: 316
درهما/-/ 5: 224
و ساقياهما/-/ 2: 213
اللهازما/-/ 2: 254
عصاما/-/ 2: 175/ 4: 334
المخطوما/ (رؤبة)/ 1: 32
الخيشوما/ (رؤبة)/ 4: 270
المنهوما/ (رؤبة)/ 5: 365
جموما/-/ 1: 420/ 5: 305
الجهوما/-/ 1: 490
العكوما/-/ 4: 102
رسوما/-/ 4: 173
هموما/-/ 6: 13
اللمَّه/ (عقيل بن أبي طالب)/ 5: 197
مشخَّمَه/-/ 1: 403
العتمَه/-/ 5: 165
الملازمَه/-/ 5: 260
قامَه/-/ 5: 46
الدعمُ/-/ 2: 282
اجلخمُّوا/ (العجاج)/ 1: 513
و الخضم/ (العجاج)/ 2: 193
المعتمُّ/ (العجاج)/ 4: 17
العمائمُ/ العجاج/ 4: 17
عائمُ/-/ 1: 235
الأنامُ/-/ 6: 80
* علكومُ/ لبيد/ 2: 362
ما؟؟؟/ رؤبة/ 1: 48
عنمُه/ رؤبة/ 4: 166
أرسمُه/ رؤبة/ 4: 168
فيعجمُه/ (رؤبة)/ 4: 421
بقَّمُه/ (رؤبة)/ 1: 276
نعمُه/ (رؤبة)/ 2: 50
أغثمُه/ (فزاري)/ 4: 412
يفعمُه/-/ 2: 431
سمومُه/-/ 1: 243
كمِّي/ (الدهناء بنت مسحل)/ 4:
470
و التأمِّي/ (رؤبة)/ 1: 136
الجهِم/-/ 2: 276
اليمِي/ (أبو الأخزر الحماني)/ 6: 160
و كركِم/ (الأغلب العجلي)/ 2: 505
الحَمِي/ (العجاج)/ 1: 131
مجعمِ/ (العجاج)/ 1: 461
المؤدمِ/ (العجاج)/ 3: 301
عيهمِ/ (العجاج)/ 4: 175
وحمي/ العجاج/ 3: 22/ 6: 93
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 338
كالأيْرم/-/ 1: 85
البقَّم/-/ 1: 276
الملطم/-/ 5: 250
العالمِ 1/ (رؤبة)/ 4: 110
و الأداهم/ (العديل بن الفرخ)/ 6: 125
عذائم/ (غيلان)/ 4: 258
العفاهِمِ/ (غيلان)/ 4: 358
و بالأمائم/-/ 1: 22
العارم/-/ 1: 98
محارمي/-/ 4: 292
وسُومِي/ (عبد اللّه ذو البجادين)/ 2: 275
فمِّه/ (العماني)/ 4: 434
رمرامِها/ (أبو محمد الفقعسي)/ 2: 173
زمامِها/-/ 5: 227‌

(ن)

يؤثفينْ/ (الخطام المجاشعي)/ 1: 58
الظئرينْ/ الكميت/ 1: 194
أنقينْ/ (أبو ميمون النضر بن سلمة)/ 1: 206
العَينْ/-/ 1: 19
العصرينْ/-/ 4: 341
غيلينْ/-/ 4: 406
رعَنْ/ (خطام المجاشعي)/ 2: 408
و الفطنْ/ (سطيح، أو عبد المسيح)/ 5:
104
للذقنْ/ العجاج/ 4: 195
رهَنْ/-/ 2: 156، 453
و قرَنْ/-/ 5: 76
الغربانْ/ (الأجلح بن قاسط «1»)/ 4:
118، 279
ذبيانْ/ (سالم بن دارة)/ 3: 232
و أدهانْ/-/ 3: 88
عكنانْ/-/ 4: 102
آذانْ/-/ 4: 151
شيطانْ/-/ 4: 444
طيلسانْ/-/ 5: 327
[ينجلينْ]/ (الأغلب)/ 4: 393
صيفيونْ/ (أكثم بن صيفي)/ 3: 326
و التِّينْ/ (بعض بني أسد)/ 4: 150
الداريُّونْ/ (مالك بن المنتفق)/ «2» / 2: 311
مُبِنَّا/ (مدرك بن حصن)/ 1: 192
مصنَّا/ (مدرك بن حصن)/ 3: 279
المنَّا/-/ 1: 192/ 5: 267
هنَّا/-/ 6: 15
هنَّا/-/ 6: 15
ينجلينا/ (الأغلب)/ 4: 393
و التبدينا/ (حميد الأرقط)/ 1: 212
تأرخينا/-/ 1: 47
______________________________
(3) (1) نبهت أن صواب إنشاده «العألم» بالهمز.
(1) أو الجليخ بن شميذ.
(2) أو سعد بن مالك، أو مالك بن قشير.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 339
و أبيكرينا/-/ 4: 115
سكِّينا/-/ 5: 23
الشنَّه/-/ 4: 288
لكنَّه/-/ 5: 123
كنانَه/-/ 1: 191
أردنُ/ (أباق الدبيري)/ 2: 505
الأوْنِ/-/ 1: 162
يبدأنِّي/-/ 1: 326
تقنِ/-/ 1: 350
الثِّن/-/ 1: 370
قطني/-/ 5: 14
فإنِّي/-/ 5: 87
حصوتَنيِ/ (بشير الفريري)/ 2: 69
العيِّنِ/ (رؤبة)/ 3: 192/ 4: 201
الأخشنِ/ رؤبة/ 4: 180
غنيِ/-/ 1: 142
مودَنِ/-/ 2: 11
مغينِ/-/ 5: 349
عليانِ/-/ 4: 117
الرزونِ/ (حميد الأرقط)/ 2: 390
الدجونِ/ (حميد الأرقط)/ 5: 330
بمستكينِ/-/ 1: 58
بالأذينِ/-/ 1: 77
الشنين/-/ 3: 176
يغرنديني/-/ 4: 432
لينِ/-/ 5: 140
عِدَّانِه/-/ 4: 31‌

(ه)

و انبلاها/ (زفر بن الخيار المحاربي)/ 5: 384
قاها/ (الزفيان)/ 5: 46
فخذاها/-/ 1: 214
و ادلواها/-/ 2: 293
و عرّق فيها/-/ 1: 224/ 4: 285
المدَّهِ/ رؤبة/ 1: 127/ 5: 307
البهبهِ/ (رؤبة)/ 1: 185، 193
الأبلَهِ/ (رؤبة)/ 1: 292
الترَّهِ/ رؤبة/ 1: 346
مَتْلَهِ/ (رؤبة)/ 1: 354
و التجهجهِ/ (رؤبة)/ 1: 422
المموَّهِ/ (رؤبة)/ 1: 468
فلادَهِ/ رؤبة/ 2: 262
الردَّهِ/ (رؤبة)/ 2: 506
السَّمهِ/ رؤبة/ 3: 98
الأجلهِ/ رؤبة/ 3: 304
مِيلهِ/ (رؤبة)/ 4: 402
الأبلهِ/ رؤبة/ 4: 414
ولهلهِ/ (رؤبة)/ 5: 198
النفَّهِ/ (رؤبة)/ 5: 456
النكَّهِ/ (رؤبة)/ 5: 474
قهِ/-/ 5: 5‌

(و)

نضوِي/-/ 2: 459
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 340‌

(ي)

الخطِّيَّا/ (حميد بن ثور)/ 2: 169
الفريَّا/ (زرارة بن صعب)/ 4: 497
صبيَّا/ (عامرية)/ 3: 364
كرّيا/ (عذافر الكندي)/ 5: 144
جلذيَّا/ (الفقعسي)/ 3: 317
جلذيَّا/ (ابن ميادة)/ 1: 472
العرضيَّا/ (أبو نخيلة)/ 4: 278
و المريَّا/-/ 2: 114
قِيَّا/-/ 3: 99
بناتيا/-/ 2: 95
أنجيه/ (سحيم بن وثيل)/ 5: 399
عانِيَهْ/-/ 4: 147
داعيَّه/ (العجاج)/ 2: 412
القُوميَّه/ (العجاج)/ 5: 44
درحايَه/ (دلم العبشمي)/ 2: 276/ 4: 11
و الثنايه/-/ 1: 391/ 2: 184
درحايَه/-/ 1: 392
آريُّ/ (العجاج)/ 1: 88/ 4: 183
الأوِيُّ/ العجاج/ 1: 152/ 2: 35
حوذيُّ/ العجاج/ 2: 115
حوزيُّ/ العجاج/ 2: 118
دوَّاريُّ/ (العجاج)/ 2: 310
دغفليُّ/ العجاج/ 2: 341
أشراطيُّ/ العجاج/ 3: 261
الصبيُّ/ العجاج/ 3: 332
و الزينيُّ/ العجاج/ 4: 53
و العبريُّ/ العجاج/ 4: 209
الريِّ/-/ 1: 394
بعصلبيِّ/-/ 4: 370‌

(الألف اللينة)

بكي/ (الجليح)/ 2: 79
سوي/-/ 4: 459
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 341
الفهرس الرابع فهرس الأمثال و هذه الأمثال تشتمل علي ضروب:
1- ما له أصل قصصي و مضرب خاصّ.
2- ما هو كالعبارة النموذجية المثالية.
3- «بمثابة الحكمة الخالدة علي الدهر.
4- «من عبارات التأبيد، كقولهم: لا أفعله ما دام …
و قد رتبت هذه الأقسام كلها ترتيبا أبجديا واحدا.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 342‌

4- فهرس الأمثال

(أ)

آبل من حنيف الحناتم/ 1: 40
آلف من غراب العقدة/ 4: 88
آنَسُ من نار/ 3: 88
أبدي اللّه شواره/ 3: 226
ابنك ابن بوحك/ 1: 305، 315
ابنكِ من دمَّي عقبيكِ/ 4: 82
أثقل من الزَّواقي/ 3: 16
إحدي بنات طبق/ 3: 439
إحدي حُظيَّات لقمان/ 2: 80
أحسن من النار في عين المقرور 3: 88
أحشفا و سوءِ كيلة/ 2: 62
أحمق من تُرب العَقَد/ 4: 87
أحمق من تُرب عقعق/ 4: 8
أخبث من كندش/ 5: 195
الأخذ سلجان، و القضاء لَيَّان/ 3: 94
أخلي من جوف حمار/ 2: 103
أخلي من جوف حمار عير/ 1: 495
إذا تكلمت ليلا فاخفض/ 5: 462
إذا ذهب عَيرٌ فعير في الرّباط/ 4: 192
إذا سقيتَ فأحنِذْ/ 2: 109
إذ ضربت موقَرا فابطُنْ له/ 1: 259
ذا عزَّ أخوك فهُنْ/ 4: 39
أذل من فقع بقاع/ 4: 445
أرب لاحفاوة/ 1: 89
اربع علي ظلعك/ 2: 480
أرخ من عنانه/ 4: 22
أرمَي من ابن تِقْن/ 1: 350
أروَي من بكر هبنقة/ 1: 288
أساء سمعا فأساء جابة/ 1: 491
استأصل اللّهُ عرقاتهم/ 4: 285
استنوق الجمل/ 5: 371
أسرع من لحس الكلب أنفه/ 5: 237
أسمع جعجعة و لا أري طحنا/ 3: 444
أشأم من قاشر/ 5: 91
أشد سوادا من حلك الغراب/ 2: 100
أشد سوادا من حنك الغراب/ 2: 111
أشرب من عقد الرمل/ 4: 87
أشكر من بَرْوَقة/ 1: 225/ 3: 208
أشهر من الأبلق العَقوق/ 4: 7
أصنع من سُرفة/ 3: 154
اضربوا أميالًا تجدوا بَلالا/ 1: 188
أضرعت المعزَي فرمِّق رمِّق/ 2: 441
أطِرّي فانَّك ناعلة/ 3: 464
أطعم أخاك من عقنقل الضب/ 4: 74
أطْوَعُ من ثواب/ 1: 394
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 343
الاعتراز الاحتراز/ 4: 261
أعذب من ماء البارقة/ 1: 222
أعرضت الفرقة، أو القرفة/ 4: 271
أعزُّ من الأبلق العَقوق/ 4: 42
أعزُّ من بيض الأَنوق/ 4: 42
أعزُّ من الغراب الأعصم/ 4: 42
أعزُّ من مُخَّة البعوض/ 4: 42
أعط القوس باريها/ 1: 233
أعطش من عَقَد الرمل/ 4: 87
أعقُّ من ضبْ/ 4: 5
أعقر من بغلَة/ 4: 91
أفضيت إليه بعجري و بجري/ 1: 198
افعل ذاك و خلاك ذم/ 2: 205
أفلت فلانٌ بجُريعة الذقَن/ 1: 444
اقدح بعَفارٍ أو مَرْخ/ 4: 64
أقصر من بُرَّة/ 1: 179
أقصر من عُرقوب القطاة 4: 360
أكذَبُ من الأخيذ الصَّبْحان/ 3: 328
أكل فلانٌ رَوقه/ 2: 461
أكَّلْتَني مالم آكل/ 1: 123
إلَّا حظيَّة فلا ألية/ 1: 128/ 2: 80
إلّا دهٍ فلا ده/ 2: 262
ألأم من كلب علي عرق/ 4: 287
ألزق من برام/ 1: 233
ألقي فلانٌ عصاه/ 4: 335
أُلنا و إيلَ علينا/ 1: 160
أمامك تري أثرك/ 1: 29
أمنع من لبدة لأسد/ 5: 229
إنّ الرثيئة مما يطفي‌ء الغضب/ 2: 488
إنّ الشقيَّ وافِدُ البراجم/ 1: 156
إنّ المنبتَّ لا أرضاً قطع/ 1: 171
إنّ تحت طِرّيقته لعِند أوْة/ 3: 452/ 4:
154
إنّ في مضٍّ لطعما/ 5: 273
إنّ للخصومة قُحَما/ 5: 61
إنّ مما ينبت الربيع … / 2: 130
أنا من هذا الأمر فالج بن خَلاوة/ 4: 448
أنجَدَ مَن رأي حَضَنا/ 2: 74
الإنفاض يقطِّر الجلَب/ 5: 106
إنَّك كالعاطف علي العاضّ/ 4: 51
إنَّك لتعرف الحقة عليك/ 2: 15
إنما القرم من الأفيل/ 1: 119
إنما نبلك حِظاء/ 2: 80
إنما هو عنز عَزوزٌ لها درٌّجم/ 4: 39
إنَّما يقامس حوتا/ 5: 26
إنه لبل بالقرينة/ 1: 189
إنه ليعتلث الزّناد/ 4: 121
أهلك فقد أعريت/ 4: 296
أهون من صوفة في بوهة/ 1: 324
أول العي الاختلاط/ 2: 97
إياكم و خضراء الدمن/ 2: 195‌

(ب)

باءت عَرارِ بكَحْل/ 5: 163- 164
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 344
بات بِليلةِ أنقَد/ 5: 467
الباطل في حور/ 2: 117
بحرا لا ينكش/ 5: 477
برح الخفاء/ 1: 238
برّقت و عرّقت/ 1: 224
بعد كلّ فرحةٍ ترحة/ 1: 374
بعض الذل أبقَي للأهل و المال/ 2: 345
البلويّ أخوك و لا تأمَنْه/ 1: 135
به لا بظبيٍ في الصَّريمة/ 4: 63
بؤ بشِسْع كليب/ 1: 314
بيضة العُقْر/ 4: 92
بيَّنَ الصُّبحُ لذي عينين/ 4: 200‌

(ت)

تجشَّأ لقمان من غير شبع/ 3: 241
تَحقِره و ينتأ لك/ 5: 389
تخرَّمَ زند فلان/ 2: 174
تخلَّصَتْ قائبة من قوب/ 5: 38
تدع العَين و تطلب الأثر/ 1: 54
تركت فلانا بملاحس البقر أولادها/ 6: 237
تشرط البضاعة/ 1: 257‌

(ج)

جاءنا بالشُّقَر و البقر/ 3: 204
جاءنا بالشوك و الشجر/ 3: 230
جاءنا بذات الرعد و الصليل/ 2: 411
جاءنا فلان قبل عَيرٍ و ما جري/ 4: 192
جاءنا يضرب أسدرَيه/ 3: 148
جُحَيش وحده/ 1: 427
جَرْيُ المذكِّيات غلاء/ 4: 388
جَرْيُ المذكِّيات غلاب/ 2: 357
جشمت إليك عرق القربة 4: 284
جئت بها شعراء ذات وبر/ 3: 193
جئته صكَّةَ عميّ/ 3: 276‌

(ح)

حار بعد ما كار/ 2: 117
حال الجريض دون القريض/ 5: 72
حبُّك الشي‌ء يعمي و يصمّ/ 4: 134
حتي يشيب الغراب/ 4: 284
الحديد بالحديد يفلح/ 4: 450
الحر يعطي و العبد يألم قلبه/ 1: 127
الحرب خدعة/ 2: 161
حرَّة تحت قِرّة 2: 7/ 5: 7
الحُسْن أحمر/ 2: 101
الحقُّ أبلجُ و الباطل لجلج/ 1: 296
حلب الدهر أشطره/ 3: 187
الحور بعد الكور، أو الكون 5: 146‌

(خ)

خامري أمّ عامر/ 2: 217
خذ ما صفا ودع ما كدر 5: 164
خذ من جذعٍ ما أعطاك/ 1: 437
خرقاء ذات نيقة/ 5: 372
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 345
خير المال سكة مأبورة/ 1: 138‌

(د)

داعية اللبن/ 2: 280
دغراً لاصقا/ 2: 285‌

(ذ)

ذق عُقَق/ 4: 5
ذل لي عنانُه/ 4: 22
ذهب دمه خِضْراً/ 2: 96/ 5: 331
ذهبوا أيادي سبا/ 3: 131
الذّئب أدغم/ 2: 284‌

(ر)

ربَّ أبلَهَ عَقُول/ 4: 70
ربَّدت الضأن فربِّق ربِّق/ 1: 481
رضي من الوفاء باللقاء/ 5: 258
ركب ردعه/ 2: 503
رُوَيدَ الشعر يغبّ/ 4: 379
رويد تبيَّن ما أمامة من هند/ 1: 29
رويد يعلون الجدد/ 1: 408‌

(ش)

شاكهْ أبا يسار/ 3: 207
شحمتي في قلعي/ 5: 23
شديد العنان 4: 22
شرَّب بأنقُع/ 5: 472
شنشنة أعرفها من أخزم/ 3: 176
شوي أخوك حتي إذا أنضج رمد/ 2: 348‌

(ص)

صابت بقر/ 3: 318
صدقني سنّ بكرِه/ 1: 288
صلف تحت الراعدة/ 3: 305
صمَّت حصاة بدم/ 3: 278
صَمِّي صمام/ 3: 278‌

(ض)

ضرب في جهازه/ 1: 488
ضل دُرَيص نفقه/ 2: 268‌

(ط)

طارت به العنقاء/ 4: 159
طرق و ماش/ 3: 450
الطعن يظأر/ 3: 473
طلب بيض الأنوق/ 1: 149‌

(ع)

عادت لعكرِها لميس/ 4: 106
عارك بجذع أودع/ 4: 292
عاطٍ بغير أنواط/ 4: 354/ 5: 370
عثيثة تقرم جلدا أملس/ 4: 27
عرض عليه سوم عالة/ 4: 3؟؟؟
العرق دسَّاس/ 2: 156
عريض البطان/ 4: 72
عَسِق بامري‌ءٍ جُعَله/ 4: 312
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 346
علقت دمَّ القتيل إزارُها/ 4: 127
علقت معالقُها و صر الجندب/ 4: 128
علم قتيلا و عدم معقولا/ 4: 70
عنز استتيست/ 1: 360
العنوق بعد النوق/ 4: 163
عنية تشفي الجرب/ 4: 148
العَوان لا تعلم الخِمْرة 2: 216
عَود يعلم العَنْج/ 4: 152
عين بها كل داء/ 4: 199‌

(ف)

الفحل يحمي شوله معقولا/ 4: 72
فلان يفتل في ذروة فلان/ 4: 472
في كل شجر نار … / 4: 65/ 5: 297‌

(ق)

قد احرنفش حفاثه/ 2: 84
قد كان بين الأميلين محلّ/ 1: 140
قد يرقع النَّغل/ 5: 451‌

(ك)

كالباحث عن مدية/ 1: 204
كالمهدّر في العنَّة/ 4: 21
كبارح الأروَي/ 1: 239
الكرابَ علي البقر/ 5: 175
كل امرئ يعدو بما استعدّ/ 4: 30
كلُ مُجرٍ في الخلاء يشرَي/ 3: 267
الكلاب علي البقر/ 5: 175
كلب عسَّ خير من أسد اندسّ/ 4: 43
كلَّفتَني الأبلقَ العقوق/ 4: 7
كلَّفتَني مخّ البعوض/ 1: 270
كمبتغي الصيد في عريسة الأسد/ 4: 263
كمستبضع التمر إلي هجر/ 1: 256
كمعلِّمة أمَّها البِضاع/ 1: 255‌

(ل)

لا آتيك سجيس عجيس/ 4: 235
لا آتيك سنَّ الحِسل/ 2: 57
لا آتيك هبيرة بن سعد 6: 29
لا أدري أغارَ أم مار/ 5: 284
لا أفعل ذلك ما أبَسَّ عبدٌ بناقة/ 1: 181
لا أفعل ذلك ما أرزمت أم حائلٍ/ 2: 389
لا أفعل ذلك ذرّ ما شارق/ 3: 264
لا أفعل كذا مابَّل بحرٌ صُوفة/ 1: 187
لا أفعله سَجيس الأوجس/ 6: 87
لا أفعله ما بَرَق في السماء نجم/ 1: 221
لا أفعله ما حملت عيني الماء/ 4: 199
لا أفعله مادام الزيت يُعصَر/ 4: 342
لا أفعله ما ذَرَّ شارق/ 2: 343/ 3: 264
لا أفعله ماغبا غبيس/ 4: 409
لا أفعله ما لألأت الفور/ 5: 199
لا بد للمصدور أن ينفث/ 5: 457
لا تهرف بما لا تعرف/ 6: 48
لا تعظيني و تعظعظي/ 4: 53
لا تنقش الشَّوكة بالشَّوكة/ 3: 369
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 347
لا تُوبِس الثري بيني و بينك/ 1: 374
لا ماءكِ أبقيتِ و لا دَرَنَكِ أنقيت/ 3: 135
لا مخبأ لعِطرٍ بعد عروس/ 4: 264
لا يبضّ حجره/ 1: 183
لا يدري ما سائر من مائر/ 5: 285
لا يعرف له مَنْبض عسلة/ 4: 314
لا يعرف هراً من بر/ 6: 8
لا يكن حبك كلفا و لا بغضك تلفا/ 5: 136
لا ينبت البقلة إلا الحَقْلة/ 2: 87
لأرينَّك لمحاً باصراً/ 5: 209
لألحقن قَطوفها بالمِعناق/ 4: 162
لأمرٍ ما يسوَّد من يسود/ 1: 137
لتفعلنّ كذا أو لتشرقن بعلقة/ 4: 125
لج فحجّ/ 2: 30
لقيت منه الفُتَكرين/ 4: 514
لقيت قبل صَيح و نفر/ 5: 459
لكل جابهٍ جوزة ثم يؤذن/ 1: 503
للسِّياط خَضعة/ 2: 192
لما عرف الحِقَّة مِّني انكسر/ 2: 15
لمثل ذا كنت أُحسِّيك الحُسَي/ 2: 58
لن ترضي شانئة إلا بجرزة/ 1: 441
لو سألني نفاثة سواك ما أعطيته/ 5: 457
لو كان ذاك في الهي‌ء و الجي‌ء ما نفعه/ 6: 3
لو لا عتقُه قد بلي/ 4: 220
ليس المتعلِّق كالمتأنق/ 4: 129
ليس قطا مثل قُطَيّ/ 5: 104
ليس لعرق ظالم حق/ 4: 285- 286
ليس هذا بعشِّك فادرجي/ 4: 46
الليل داج و الكباش تنتطح/ 5: 442‌

(م)

ما أدري أيُّ هيّ بن بيّ هو/ 6: 3
ما أدري أين وَدَس/ 6: 95
ما أشبه الليلة بالبارحة/ 1: 239
ما أصابتنا العام وشمة/ 6: 113
ما بالدار دبِّيج/ 2: 323
ما بالدار شُفر/ 3: 200
ما بالدار كتيع/ 6: 157
ما بها ديَّار/ 2: 318
ما بها لاعي قرو/ 5: 253
ما رأيت له أثراً و لا عِثْيراً/ 4: 228
ما زيارتك إيانا إلّا سوم عالَّة/ 4: 13
ما عن ذلك الأمر حمّ و لا رم/ 2: 380
ما له ثاغية و لا راغية/ 2: 415
ما له سَبَد و لا لبد 3: 126
ما له سَعْنة و لا معنة/ 3: 74/ 5: 335
ما له سمٌّ و لا حمٌّ غيرك/ 3: 62
ما له عافطة و لا نافطة/ 4: 69/ 5: 463
ما له هارب و لا قارب/ 6: 49
ما له هِلَّع و لا هِلَّعة/ 6: 62
ما وراءك يا عصام/ 4: 334
ما يجعل قدك إلي أديمك/ 5: 6
ما يزع السلطان أكثر مما يزع القرآن/ 6: 106
ما يعرف قَبِيلًا من دَبير/ 5: 52
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 348
ما يعرف له مَضرِب عَسَلة/ 4: 314
مات فلان كمد الحباري/ 2: 217
المال بيني و بينك شقّ الأبلمة/ 1: 291
مُخْرَنبقٌ لينباع/ 1: 319
مرعًي و لا أكولة/ 1: 123
مرعًي و لا كالسعدان/ 3: 75
معترض لعنن لم يعنه/ 4: 19
المعزي تبهي و لا تبني/ 1: 307
مكره أخوك لا بطل/ 1: 258، 259
الملسي لا عهدة/ 4: 168
ملكتَ فأسجِح/ 3: 133
مَن أشبه أباه فما ظلم/ 3: 468
مَن أشبي أباه فما ظلم/ 3: 244
مَن سلك الجَدَد أمِنَ العِثار/ 1: 408
مَن عزّبزّ/ 4: 39
مَن فلّ ذل، و من أمر فلّ/ 1: 138
مَن نَجَلَ الناس نجلوه/ 5: 396
مَن يشتري سيفي و هذا أثره/ 1: 54
مَن يطل ذيله ينتطق به/ 2: 367
مَن يطل ذيل أبيه ينتطق به/ 5: 441
مِن أين جاءت عقبك/ 4: 83
مِن مأمنه يؤتي الحذر/ 1: 135
مولع بنحت أثلته/ 1: 59‌

(ن)

ناوص الجرَّة ثم سالمها/ 1: 413
نجي حماراً بالبقيع سمنه/ 1: 282
نحّ الجرباء عن العارَّة/ 4: 33
نسيج وحده/ 1: 427
نظرة من ذي عَلَق/ 4: 126
نعوذ باللّه من الحَور بعد الكَوْر/ 2: 117
النفاض يقطِّر الجلب/ 5: 462
النقد عند الحافر/ 2: 85
النَّميمة أرثة العداوة/ 1: 93‌

(ه)

هدنة علي دخن/ 2: 336
هذا أمر لا يبرك عليه إبلي/ 1: 228
هذا أمر لا يبرك عليه الصهب المحزَّمة/ 1: 228
هل من مغربةٍ خبر/ 4: 421
هو الجواد عينه فراره/ 4: 439
هو العبد زلمة/ 3: 19
هو منك عنقَ الحمامة/ 4: 162‌

(و)

وجعه حيث لا يضع الراقي أنفه/ 1: 146
ورد حياض غتيم/ 4: 412
وقع علي شحمة الركي/ 2: 378
وقعا كالعكمين/ 4: 100
الولد ألوط بالقلب/ 5: 221‌

(ي)

يا عاقد اذكر حلا/ 2: 20
يحرق عليك الأرّم/ 2: 43
يدب لفلان الخمر/ 2: 216
يسرّ حسواً في ارتغاء/ 2: 58، 415
اليوم قحاف و غدا نقاف/ 5: 61
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 349
الفهرس الخامس فهرس الأعلام 1- ما وضع بإزائه نجم فهو ما ورد في نصوص الشعر فقط.
2- ما ورد بعده فقط هكذا (…) فهو مما تكرر ذكره أكثر من 400 مرة في الكتاب فاكتفيت بذكر اسمه تنبيها علي ذلك.
3- ما وضع بين قوسين فهو بمثابة تفسير أو تعيين لم يذكر في الأصل.
4- من الممكن معرفة بقية أرقام أسماء الشعراء الذين ورد ذكرهم في الحواشي و التحقيقات، و ذلك بتتبع فهرسي الأشعار و الأرجاز، اللذين قد قرنت فيهما القافية يصاحبها.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 350‌

5- فهرس الأعلام

(أ)

آدم (عليه السلام) 1: 41، 72، 382/ 2: 116، 279/ 4: 282، 473/ 5:
99، 422/ 6: 76
إبراهيم (عليه السلام) 1: 27، 163/ 2: 494/ 4: 252، 282/ 5: 64، 66
إبراهيم بن إسحاق 1: 4
إبراهيم بن السري الزجاج، أبو إسحاق 1: 192/ 2: 41/ 3: 198 287/ 4: 151/ 6: 79
(إبراهيم بن يزيد) النخعي 2: 346
الأبرش، جذيمة 1: 219
إبليس 1: 300/ 2: 473
* أثيلة 4: 14/ 5: 53
* أحمد (رسول اللّه) 3: 191
أحمد بن إبراهيم المعداني 1: 4
أحمد بن طاهر بن النجم 1: 113
أحمد بن محمد بن إسحاق الدينوري، أبو بكر 1: 114
أحمد بن يحيي ثعلب، أبو العباس 1: 12، 102، 114، 199، 200، 205، 220/ 2: 27، 69، 79، 231، 329، 347، 418، 465/ 3: 93، 144، 147، 210، 417، 421، 428، 433، 456/ 4: 201، 232، 235 301، 320/ 5: 225، 226، 268، 414/ 6: 7، 41، 113، 141، 144، 157
الأحمر- خلف
بن أحمر 1: 87، 92، 266، 270، 300، 355/ 2: 97، 127، 132، 150 207، 212، 443، 478، 483/ 3: 13، 44، 47، 85، 127، 270،
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 351
277، 351/ 4: 111، 124، 141، 152، 162، 252، 267، 288، 338، 344، 384، 427/ 5: 114، 203، 261، 288/ 6: 11، 21
أحيحة (بن الجلاح) 2: 360/ 3: 26/ 4: 70
أبو أحيحة (سعيد بن العاص) 4: 338
الأحيمر بن عبد اللّه، مكسر الرماح 1: 117
أخدر (حمار) 2: 160
أخزم 2: 178/ 3: 176
الأخطل 1: 59، 68، 126، 165، 288، 334، 351، 368/ 2: 73، 271، 430/ 3: 60، 132، 366/ 4: 12، 43، 138، 144، 217، 290، 505
الأخفش 1: 60/ 3: 85
أد بن طابخة بن الياس بن مضر 1: 12
* أربد (أخو لبيد) 2: 390
* ابن أرض «1» 1: 81
أروي 2: 47، 320/ 4: 166/ 5: 235
الأريقط 4: 368
أسامة بن الحارث 1: 449. و انظر: الهذلي.
إسحاق (عليه السلام) 6: 104
أبو إسحاق البصري الزجاج- إبراهيم بن السري
الأسد الرهيص 2: 449
إسرافيل 6: 115
أسعد بن عمرو بن المنذر 1: 155
الأسعر الجعفي 1: 113، 253، 286، 449، 3: 76
* أسم (أسماء) 1: 134/ 5: 417
* أسماء 1: 393/ 3: 218/ 5: 417
الأسود 1: 225
______________________________
(1) انظر معجم البلدان.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 352
أبو الأسود 4: 227
الأسود بن يعفر 1: 225/ 3: 134
أسيد بن حناءة 1: 117
أسيفع جهينة 4: 273
الأشج 1: 175
ابن الأشعث 1: 281
أشعر برك (لقب زياد) 1: 228
الأصفهاني- أبو علي
الأصم (هو عمرو بن قيس بن مسعود «1») 3: 36
الأصمعي …
ابن الأعرابي …
الأعشي 1: 7، 21، 28، 38، 42، 59، 60، 82، 86، 103، 105، 107، 111، 116، 124، 129، 134، 156، 159، 162، 212، 239،، 251، 289، 297، 345، 352، 363، 384، 407، 408، 427، 429 438، 445، 449، 467، 474، 497، 498، 503/ 2: 3، 4،، 16، 18، 19، 21، 22، 36، 45، 67، 75، 83، 100، 101، 106، 131، 144، 162، 218، 219، 221، 224، 233، 270، 277، 292، 377، 379، 402، 405، 449، 455، 457، 461، 474، 491، 505/ 3: 30، 34، 68، 69، 79، 113، 125، 172، 208، 221، 223، 236، 288، 300، 327، 328، 330، 334، 347، 391، 432، 452/ 4: 3، 21، 50، 64، 102، 117، 126، 141، 184، 189، 197، 210، 221، 233، 238، 239، 242، 283، 308 311، 320، 322، 329، 333، 358، 370، 397، 398، 419، 456، 461، 471، 488، 507، 512/ 5: 13، 26، 47، 95، 101، 124، 125، 140، 144، 158، 161، 179، 183، 187، 207،
______________________________
(1) انظر اللسان (زور)
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 353
211، 228، 229، 279، 280، 333، 403، 430/ 6: 14، 52، 108، 129، 140
* أعصر بن سعد 6: 153
الأعلم الهذلي 1: 233. و انظر: الهذلي.
الأعنق- قيس بن الحارث بن همام
أعوج (فرس) 4: 180
الأغلب 1: 12، 413/ 2: 366
أفصي 4: 506
الأفوه 1: 19/ 2: 9
أكدر (حمار) 5: 164
أكيدر 1: 316/ 4: 135
* أمامة 1: 29
* امرؤ القيس بن تملك 1: 280
امرؤ القيس (بن حجر) 1: 53، 65، 80، 112، 184، 280، 290، 301، 302، 324، 343، 349، 376، 492، 496، 499/ 2: 22، 62، 79 106، 190، 202، 206، 263، 280، 397، 454، 484، 500/ 3:
73، 79، 85، 96، 180، 182، 227، 245، 278، 283، 323، 374، 381، 439/ 4: 4، 44، 47، 73، 81، 83، 90، 91، 97، 98، 208، 250، 255،/ 4: 261، 318، 336، 340، 353، 464، 499، 508/ 5: 7، 29، 40، 57، 172، 207، 208، 214، 227، 285، 295، 331، 353، 368، 402، 425، 436، 442/ 6: 67، 136، 159
امرؤ القيس بن ربيعة- مهلهل
الأموي «1» 1: 105، 201/ 2: 287، 493/ 3: 199، 207، 220، 373، 467/ 5: 181، 374
* أميم (أميمة) 2: 14، 73، 219
______________________________
(1) هو عبد اللّه بن سعيد كما في إصلاح المنطق 397.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 354
* أميمة 3: 327
أمية بن أبي الصلت 1: 154، 201، 236، 325، 405/ 3: 109، 185، 297/ 4: 113، 195، 212
(أمية) بن أبي عائذ الهذلي 4: 190، 226. و انظر: الهذلي.
أنس بن مالك، أبو حمزة 1: 406/ 2: 103، 264
الأنصاري (الحباب بن المنذر) 2: 495
إهاب بن عمير 1: 119
أوس بن حجر 1: 44، 48، 92، 108، 123، 246، 255، 268، 284، 294، 451/ 2: 42، 80، 94، 208، 242، 260، 299، 300، 352، 363، 379/ 3: 57، 89، 175، 264، 298، 299، 327، 400، 419/ 4: 74، 113، 148، 234، 244، 342، 349، 382، 492/ 5: 12، 28، 73، 75، 240/ 6: 20، 80
أوس بن مغراء 1: 494/ 4: 94/ 5: 339
أبو أوفي 3: 301‌

(ب)

* البابليان (هاروت و ماروت) 4: 74، 89
بارق- سعد بن عدي 1: 227
باقل 1: 275
ببة 1: 193
البتول- مريم العذراء 1: 195
* بثينة 2: 437/ 3: 265/ 5: 67/ 6: 130
* ابن بجرة 5: 442
* بجير 4: 410
بجير بن الحارث 1: 314
بحنة بن ربيعة 1: 251
بدر (صاحب البئر) 1: 9
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 355
البراء 3: 291
برج بن مسهر 1: 168
* برزة 5: 62
البرك- عوف بن مالك بن ضبيعة 1: 229
البرة (اسم سيف) 1: 234
بروع (ناقة) 4: 234، 235
بسطام بن قيس، أبو الصهباء 1: 117، 118
* بشر 1: 370، 437، بشر الأسدي 2: 235
بشر بن أبي خازم 1: 113، 180، 282/ 2: 82، 325، 364/ 3: 344، 345، 371/ 4: 56، 104، 121/ 5: 19، 149
* بشر أبو مروان 4: 319
بعكك القرشي 1: 264
البعيث 1: 102/ 2: 469/ 3: 132، 334/ 4: 93
البقعاء بنت سلامان بن ذبيان 1: 282
البكاء- عوف بن ربيعة 1: 285
أبو بكر (أحمد بن محمد بن إسحاق الدينوري) 1: 114 (محمد بن أحمد الأصفهاني) 1: 5
أبو بكر- محمد بن الحسن بن دريد
أبو بكر الخياط 1: 206
أبو بكر بن السني 1: 24
أبو بكر الصديق 1: 20/ 2: 48، 82/ 4: 71/ 5: 122/ 6: 24
* بلال 3: 376
* بلال (بن أبي موسي) 2: 235
بلي بن عمرو بن الحاف بن قضاعة 1: 295
بنانة 1: 192
بندار بن لزة الأصفهاني 1: 4
* بهان 1: 29
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 356
البهدلي 1: 315
بيهس 1: 259‌

(ت)

تأبط شرا 1: 24، 31، 82/ 2: 253/ 3: 393/ 4: 192، 333/ 5: 256
أم تأبط شرا 6: 19
* تبع 1: 493/ 5: 99/ 6: 41
أبو تراب (الأعرابي) 1: 199
* ابن ترنا 1: 303
ابن تقن 1: 350
* تماضر 1: 266
* تميم بن بدر 3: 472
تميم الداري 3: 166
(تميم) بن مقبل 1: 90، 91، 273، 300، 309، 321، 351، 365، 456، 472، 473/ 2: 68، 129، 142، 283، 323، 349، 356، 503/ 3: 28، 30، 50، 106، 137، 154، 364/ 4: 23، 103، 230، 257، 408/ 5: 130، 313
التميمي 1: 288، 290
* التيمي عتبة 3: 287‌

(ث)

ثابت البناني 1: 192
ثابت بن الدحداح 1: 52
ثادق (فرس) 1: 373
ثعلب- أحمد بن يحيي
ثعلبة الأسدي 4: 41
* ثعلبة بن سير 4: 130
ثعلبة بن عمرو، العنقاء 4: 161، 162
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 357
الثقفي (محمد بن عبد اللّه بن نمير) 1: 8
ثوب 1: 394، 395
ابن ثور- حميد 2: 394‌

(ج)

* جابر 2: 50/ 3: 178/ 5: 171/ 6: 12
جابر بن عامر 5: 122
جابر (بن عبد اللّه الأنصاري) 1: 63
جبريل، جبرئيل، الروح، روح القدس، الناموس 2: 454، 460/ 4: 282/ 5:
63، 481
* جبيرة 6: 14
جحدر 2: 50
* أبو جحل 1: 429
ابن جدعان، حاسي الذهب 2: 59
* جديل (فحل) 1: 434
جذع 1: 437
جذيمة الأبرش 1: 219
أبو الجراح العقيلي 1: 64، 72/ 4: 176
* جرادة العيار (فرس) 4: 398
* جرول (الحطيئة) 4: 459
* جرول بن نهشل بن دارم 1: 258، 259
* جري 1: 142
جرير (بن الخطفي) 1: 93، 118، 161، 175، 374، 445/ 2: 52، 73، 91، 107، 179، 182، 204، 285، 428، 442/ 3: 75، 132، 153، 183، 184، 206، 261، 279، 361، 393، 402، 449/ 4:
6، 45، 67، 112، 119، 126، 195، 211، 242، 256، 263،
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 358
289، 319، 325، 334، 358، 381، 486/ 5: 41، 76، 151، 173، 176، 339، 358/ 6: 27، 51، 105، 155
جرير بن عبد اللّه 2: 259
* جزء 3: 5
جزء بن سعد الرياحي 1: 92، 93
* جعادة 6: 27
الجعدي- النابغة
* جعفر 5: 20
ابنا جعفر 3: 396
جعفر بن قريع 1: 147
* ابنا جعيل 3: 132
جماز (بعير النجاشي الشاعر) 1: 478
* جمرة ابنة نوفل 5: 376
* جمل 4: 227
* الجميح 5: 216
جميل 2: 125/ 3: 440/ 4: 163، 258، 319
جندب 1: 79
* أم جندب 5: 444
جندل بن المثني الطهوي 1: 263/ 2: 192/ 4: 154
* جهضم 5: 287
أبو جهل 4: 14
* الجوفاء 1: 121
* الجون (فرس) 1: 339/ 2: 478، 479، 480‌

(ح)

أبو حاتم السجستاني 1: 14، 23، 30، 40، 58، 85، 86، 134، 144، 153، 160، 170، 188، 196، 223، 228، 231، 279، 291،
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 359
297، 319، 474/ 2: 162، 165، 190، 289، 381، 438، 445، 477، 504/ 3: 335/ 4: 22، 30، 35، 40، 98، 155، 161، 162، 169، 183، 220، 425/ 5: 425
* حار (حارث) 2: 501
* الحارث بن الجهم 2: 276
الحارث، الحبط 2: 130
الحارث بن حجر 4: 74
الحارث بن حازة 1: 145، 295، 480/ 2: 96/ 3: 435/ 4: 192/ 5: 99
الحارث بن أبي شمر 5: 348
الحارث بن كلدة 5: 135
الحارث بن وعلة 3: 395/ 4: 410
حاسي الذهب، ابن جدعان 2: 59
الحاشر (من أسمائه صلي اللّه عليه و سلم) 2: 67
* أبو حاضر 3: 26
حاطب 4: 35
حباب بن المنذر الأنصاري 1: 438/ 2: 495
* حبابة بنت جزء 1: 424
الحباحب 2: 28/ 3: 293
* حبار (ناقة) 4: 285
الحبط، الحارث 2: 130
ابن حبيب- يونس
حتات 2: 28
* حتروش بن عزة 1: 157
* الحجاج 3: 165
الحجاج بن يوسف 1: 247، 281، 497/ 3: 51، 97/ 4: 338
* حدراء 4: 47
* حذيفة 3: 113
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 360
* حذيفة بن بدر 5: 263
حذيفة (بن اليمان) 1: 436
* حر 1: 351
* ابنا حراق 1: 427
حرزم (جمل) 1: 217
* حريث 2: 30
* حزرة 1: 400
* حزمة (فرس) 2: 54
* أبو حسان 4: 265
حسان بن ثابت 1: 134، 257، 320/ 2: 69، 76، 188، 282/ 3: 260، 328، 415، 446/ 4: 248، 273، 336، 414
* ابن حسان (عبد الرحمن بن حسان) 1: 478
* ابن حسحاس بن عمرو 6: 152
* الحسن 2: 9
أبو الحسن- عبد اللّه بن سفيان
أبو الحسن الأثرم 3: 67
الحسن البصري 1: 186، 310/ 2: 468/ 3: 312/ 5: 213، 231، 259، 349
الحسن (بن علي) 3: 51
أبو الحسن القطان- علي بن إبراهيم
* الحسين 2: 9
حسين بن عبد اللّه بن ضميرة 3: 198
الحسين (بن علي) 1: 416
الحسين بن مسبح أبو عبد اللّه 1: 24، 83، 84، 114
* حصن 5: 43
* ابن حصن 1: 93
* حصين 5: 35
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 361
الحصين بن الحمام 1: 282
* الحضين 5: 178
الحطيئة، جرول 1: 105، 106، 110، 141، 147، 264، 361/ 2: 79، 207، 343/ 3: 112، 409، 411، 448/ 4: 23، 322، 447، 459/ 5: 123، 174/ 6: 62
حمار (صاحب الوادي) 1: 495/ 2: 103
أبو حمزة (كنية أنس بن مالك) 2: 103
حمزة (بن عبد المطلب) 4: 5
حمل بن بدر 1: 272
* حمل بن كوز 1: 36
حميد؟ 2: 272
حميد الأرقط 1: 9؟/ 2: 330/ 4: 309
حميد بن ثور 1: 139/ 2: 6، 289، 394، 491/ 3: 117، 133، 212/ 4:
95، 194، 212، 215/ 5: 130، 481
* الحناط 4: 262
* حنانة (راع) 3: 441
* أم حنبل 1: 466
حنيف الحناتم 1: 40
أبو حنيفة أحمد بن داود (الدينوري) 1: 24،؟؟؟ 8، 84، 114، 116، 281، 450
حواء (أم البشر) 1: 41/ 4: 282
حوط (بن أبي جابر) 2: 331
الحوفزان 2: 86
* أم الحويرث 2: 219
* حيان أخي جابر 3: 178‌

(خ)

* خالد 1: 276/ 3: 370، 409
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 362
* أبو خالد 2: 448
ابن أبي خالد 1: 320
خالد بن عبد اللّه القسري 3: 411
خالد بن الوليد 1: 197، 270، 295/ 2: 258
* أبو خبيب 2: 64
خداش بن زهير 4: 495
خديجة (أم المؤمنين) 5: 94
أبو خراش 1: 125، 424/ 2: 54، 149
* أبو خراشة 3: 387
* خرقاء 2: 393/ 3: 124، 168/ 4: 174/ 6: 10
* أم الخزرج 4: 91
ابنة الخس 1: 141
* خشاف 1: 96
الخضر (عليه السلام) 4: 498
الخضري 1: 279
* الخطاب 3: 435
أبو الخطاب 1: 228، 233/ 5: 341
الخطفي 2: 196
* الخطيم 1: 397
* الخفاجي 4: 488
خلف الأحمر 1: 194، 294، 317/ 2: 150، 416/ 3: 337/ 4: 284/ 6: 132
الخليل بن أحمد، أبو عبد الرحمن …
الخِمس ملك اليمن 2: 218
خندف 2: 162
الخنساء 1: 94، 221، 382/ 2: 408/ 3: 290/ 4: 109، 239، 265، 292
خوات بن جبير 1: 64
* خويلد 2: 420
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 363
أبو خيرة 1: 297/ 3: 171‌

(د)

داحس (فرس) 2: 331
ابن دارة 1: 97
داعر (فحل) 2: 283
دالق (عمارة بن زياد العبسي) 2: 297
داود (عليه السلام) 2: 435/ 3: 157/ 5: 99
الدجال- المسيح
دختنوس بنت لقيط 1: 10
أبو الدرداء 2: 295
درم 2: 270
درواس (كلب) 4: 260
ابن دريد- محمد بن الحسن
دريد بن الصمة 1: 72/ 4: 108، 274، 428
الدريدي- ابن دريد
* دعد 2: 271
دعمي 2: 282
* دغفل 4: 49
أبو الدقيش 2: 289
* أبو دليجة 3: 298
ابن الدمينة 3: 360
الدهناء (بنت مسحل، زوج العجاج) 1: 479
أبو دواد 1: 6، 26، 182، 200، 340/ 2: 194، 373، 436، 509/ 3:
64، 191، 397/ 4: 16، 175، 193، 271، 296، 311، 344، 486/ 5: 168، 379
* ديسم 2: 137
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 364‌

(ذ)

ذات أنواط (شجرة) 2: 228
أبو ذر 3: 114
الذريح (فحل) 2: 354
* الذلفاء 5: 366
ذو الإصبع 2: 151، 179، 409/ 3: 70، 244/ 4: 243، 345
ذو البرة 1: 234
ذو الخرق الطهوي 2: 172/ 4: 55
ذو الرمة، غيلان 1: 9، 24، 31، 38، 80، 131، 163، 189، 203، 235، 240، 241، 260، 298، 306، 428، 434، 435، 444، 462، 465/ 2: 70، 142، 152، 231، 235، 252، 281، 315، 345، 362، 379، 423، 467، 477، 486/ 3: 37، 38، 79، 102، 104، 122، 133، 155، 168، 173، 177، 190، 216، 222، 319، 321، 351، 376، 411، 418/ 4: 27، 30، 38، 47، 80، 87، 94، 131، 145، 165، 174، 179، 180، 202، 209، 233، 237، 247، 251، 264، 267، 290، 296، 302، 305، 311، 319، 324، 352، 355، 365، 403، 409، 420، 426/ 5: 38، 45، 57، 83، 101، 158، 185، 190، 208، 273، 279، 309، 357، 376، 385، 426، 452، 477/ 6: 10، 11، 63، 87
ذو العصابة- سعيد بن العاص
ذو العقال 4: 75
ذو القرنين 5: 426
ذو النون (سيف) 5:؟؟؟ 37
ذو يزن 1: 97/ 6: 155
أبو ذؤيب الهذلي، القطيل 1: 49، 60، 69، 83، 108، 165، 267، 303، 352، 367، 396، 415، 416، 431، 442، 459، 468، 480،
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 365
481/ 2: 23، 30، 94، 123، 164، 216، 226، 344، 383، 501/ 3: 128، 174، 240، 296، 333، 335، 472/ 4: 33، 127، 191، 235، 303، 318، 505/ 5: 12، 99، 103، 296، 319، 362، 367، 423/ 6: 64
* ابن ذي الكيرين 2: 179‌

(ر)

الراعي 1: 22، 197، 226، 434/ 2: 128، 504/ 3: 122، 331/ 4:
203، 234، 278/ 5: 190/ 6: 14، 148
* الرباب 4: 175، 390
* أم الرباب 2: 319
* ابنتا ربع 4: 404
الربيط، لقب الغوث بن مر 2: 479
الربيع بن زياد العبسي 2: 297
ابن أبي ربيعة- عمر
ردينة 2: 505
الرشيد (هارون) 4: 70
ابن الرقاع- عدي
ابن رواحة 1: 265/ 2: 129/ 4: 116
رؤبة بن العجاج 1: 15، 37، 39، 48، 83، 100، 127، 158، 166، 173، 182، 193، 207، 220، 237، 292، 310، 346، 432، 464، 468، 479/ 2: 18، 66، 119، 146، 158، 172، 214، 262، 269، 281، 506/ 3: 22، 80، 98، 117، 168، 203، 237 266، 304، 387، 410، 452/ 4: 4، 10، 22، 40، 158، 166، 168، 171، 178، 180، 188، 265، 312، 321، 347/ 5: 50، 58، 169، 190، 248، 249، 274، 282، 349/ 6: 23
الروح (جبريل) 2: 454
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 366
روح القدس (جبريل) 2: 460/ 5: 63
* أبو رويم 2: 420
* ريحانة 1: 127‌

(ز)

زارع (كلب) 3: 51
زاعب 3: 11
الزباء 3: 344
الزبرقان بن بدر 1: 292/ 2: 29، 286
ابن الزبعري- عبد اللّه
أبو زبيد الطائي 1: 184، 292/ 2: 347، 396/ 3: 326، 381/ 4: 221/ 5:
70، 420
* الزبير 3: 22
ابن الزبير (عبد اللّه) 5: 213
الزبير بن العوام 1: 431/ 3: 116، 183، 190/ 6: 137
الزجاج- إبراهيم بن السري
زرارة بن عدس 1: 155، 156
أم زرع 1: 197، 374/ 3: 170، 185/ 4: 129، 456
* زريق 5: 411
* زعبلة 1: 284
زغر 3: 14
زكريا (عليه السلام) 5: 188
أبو زكرياء (كنية الفراء) 4: 487
* زمل 4: 106
* أم زنباع 3: 188
* زهدم (فرس) 1: 154
الزهري 4: 40
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 367
* زهير 4: 101
زهير (راو) 5: 122
زهير بن أبي سلمي 1: 39، 78، 88، 145، 195، 248، 255، 294، 314، 369، 386، 421، 436/ 2: 119، 190، 211، 214، 220، 243، 373، 498، 501/ 3: 32، 91، 139، 141، 268، 325، 469/ 4:
4، 5، 59، 114، 146، 160، 218، 246، 250، 260، 264، 265، 289، 291، 317، 323، 327، 391/ 5: 43، 51، 77، 201، 234، 345، 386/ 6: 15، 16
ابن زياد 1: 416
زياد (بن أبيه)، أشعر برك 1: 194، 228
زياد (الأعجم) 3: 209/ 4: 90
أبو زياد الكلابي 1: 39، 58، 124، 153، 165، 180، 226، 227، 231، 232، 233، 253، 263، 268، 275، 284، 316/ 2: 133، 287/ 3: 122/ 4: 21، 79، 315/ 5: 70
زياد النابغة 1: 304
الزيادي 1: 202
* زيد 2: 24، 128، 216
أبو زيد (الأنصاري) 1: 6، 14، 15، 27- 30، 38، 43، 50، 53، 54، 58، 60، 67، 87، 90، 104، 123، 128، 131، 132، 133، 158، 159، 172، 188، 193، 201، 205، 219، 223، 225، 229، 233، 247، 264، 275، 281، 282، 284، 287، 295، 316، 319، 358/ 2: 14، 15، 34، 52، 63، 76، 79، 163، 216، 314، 320، 325، 343، 353، 365، 379، 392، 399، 404، 413، 431، 452، 456، 476، 481، 484، 488، 507/ 3:
68، 80، 113، 140، 147، 155، 180، 196، 200، 247، 307، 312، 322، 342، 358، 384، 389، 393، 399، 410/ 4: 10، 27، 36، 40، 49، 61، 68، 80، 81، 85، 91، 104، 116،
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 368
133، 139، 152، 159، 174، 176، 238، 269، 270، 339، 480/ 5: 247، 353، 363، 374، 408، 423/ 6: 29، 107، 149
زيد الخيل 1: 24، 286/ 3: 393
زيد بن عمرو بن نفيل 1: 27
* زيد (بن الكيس النمري) 4: 49
* زينب 3: 377/ 6: 66‌

(س)

ساعدة بن جؤية الهذلي 4: 144، 157/ 5: 375، 394
سالم بن عبد اللّه 1: 364/ 2: 460
السجستاني- أبو حاتم
(سحيم عبد بني الحسحاس)- عبد بني الحسحاس
سحيم (بن وثيل الرياحي) 3: 63
سراقة بن مالك 2: 486
سطيح الكاهن 3: 72
* سعاد 1: 439/ 3: 184/ 4: 31، 138
* سعد 1: 304/ 5: 353
ابن سعد 1: 416
سعد بن خيثمة 4: 39، 40
سعد بن عدي، ولقبه بارق 1: 27
سعد (بن معاذ) 2: 429
سعد بن أبي وقاص 2: 132
* سعدي 1: 119/ 4: 32
* سعيد 3: 371
أبو سعيد 1: 214/ 3: 383، 389/ 4: 120/ 5: 481
* سعيد (بن جبير) 4: 473
أبو سعيد (الخدري) 3: 410
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 369
سعيد بن العاص بن أمية، أبو أحيحة، ذو العصابة 4: 337، 447
السفاح (أحد رؤساء العرب) 3: 81
أبو سفيان 4: 5، 498/ 5: 77
ابن السكيت- يعقوب بن إسحاق
سلامة بن جندل 2: 29، 382/ 3: 77، 131، 470/ 4: 217/ 5: 113
* أم السلسبيل 1: 243
سلفع (كلبة) 6: 135
سلمان- 2: 295/ 4: 36
* سلْمة 1: 214
سلَمة 1: 76/ 3: 198، 303
أم سلمة 1: 176، 256، 294/ 4: 95
سلمة بن الأكوع 3: 392
* سلمي 1: 220/ 2: 319، 320/ 3: 325/ 4: 96، 166، 258/ 5: 105، 314
* ابن سلمي 2: 51/ 4: 220/ 5: 436
أبو سلمي (والد زهير) 3: 91
* سليك 1: 395/ 4: 70
* سليم (سليمان عليه السلام) 2: 366/ 3: 308
سليمان (عليه السلام) 2: 3، 91/ 5: 441
* سليمان 4: 170
سليمان بن صرد 3: 257
* سليمي 1: 65، 86، 407، 454/ 2: 43/ 4: 123، 201، 408
* السندري 5: 355
ابن السنيّ 1: 83، 84
* سهيلة 4: 25
* سهية 4: 303
* سواد بن عمرو 2: 156
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 370
سويد الدارمي 1: 155
سويد (بن أبي كاهل) 1: 362، 398، 458/ 3: 86، 298، 369/ 4: 55/ 5 136
سويد بن كراع 2: 431، 476/ 4: 452
سيبويه 1: 168/ 2: 22
ابن سيرين 1: 72‌

(ش)

ابن شأس (عمرو) 4: 15
* شبث (بن ربعي «1») 4: 112
شبيل بن عزرة 1: 61
شدقم (فحل) 1: 434
شريح (القاضي) 1: 262/ 3: 266
* شعثاء 1: 215
* أبو الشعثاء 1: 429
شعل 3: 190
الشقراء (فرس بسطام) 1: 17؟؟؟
الشماخ 1: 43، 385، 387، 430، 441، 487/ 2: 8، 47، 103، 183، 184، 236، 295، 347، 414، 445/ 3: 24، 90، 109، 134، 281، 323، 380/ 4: 19، 187، 261، 266، 283، 327، 357/ 5: 58، 392/ 6: 158
شمخ 3: 212
* شمر 4: 266
الشنفري 1: 31، 295/ 2: 133، 217/ 3: 139/ 4: 29/ 5: 151، 421
شهر بن حوشب 5: 416
شهل بن شيبان. يقال هو الفند الزماني 3: 223
______________________________
(1) انظر النقائض في غير ما موضع.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 371
الشيباني- أبو عمرو …

(ص)

* صخر 1: 352/ 4: 109
صخر الغي 1: 454/ 5: 114
* صدي بن مالك 6: 27
* ابن الصعق 2: 222
* الصمعاء 4: 43
* صنبل 5: 171/ 6: 12
* أبو الصهباء (بسطام بن قيس) 1: 118‌

(ض)

ضابئ (بن الحارث البرجمي) 3: 58
* ضباء 4: 342
ضبار (كلب) 6: 7
ضبارة 3: 386
الضبي 1: 50، 187، 202، 207، 250، 263
* الضحاك 2: 216
* ابنة الضمري 4: 176‌

(ط)

طابخة 3: 437
* طارق 3: 449
أبو طالب 1: 389/ 5: 438
ابن الطثرية 1: 231/ 5: 157، 277
طرفة، طريفة بن العبد 1: 19، 35، 62، 74، 75، 97، 109، 113، 160، 178، 179، 200، 304، 312، 399، 464/ 2: 7، 15، 23، 26، 91، 152، 160، 179، 229، 297، 344، 366، 387، 392،
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 372
406، 416، 423، 468/ 3: 9، 148، 153، 179، 181، 203، 245، 310، 318، 434، 466/ 4: 10، 206، 213، 247، 302، 344، 409، 467، 472، 478/ 5: 13، 55، 105، 246، 279، 284، 286، 391، 475/ 6: 27، 43 بلفظ طريفة بن العبد
ابن أبي طرفة 1: 278/ 4: 284
الطرماح 1: 122، 165، 214، 409، 457/ 2: 41، 51، 193، 227، 237، 407، 444/ 3: 38، 176، 177، 192، 249، 254، 257، 348، 457/ 4: 22، 34، 60، 88، 96، 105، 155، 168، 170، 201، 207، 246، 265، 272، 291، 366، 367، 369/ 5: 113، 140، 170، 227، 344/ 6: 25، 135
* أبو طريف 4: 147
طريفة بن العبد- طرفة
طفيل الغنوي، محبر 1: 279، 374/ 2: 113، 149، 507/ 4: 20، 82، 180، 272، 288/ 5: 134
* طفيل بن مالك، أبو ليلي 5: 92
طلحة (بن عبيد اللّه) 5: 201
أبو الطمحان 1: 274
طهفة بن أبي زهير النهدي 2: 392‌

(ظ)

* ظمياء 4: 165، 235‌

(ع)

* أبو العاصي 3: 435
العاقب (رسول اللّه صلي اللّه عليه و سلم) 4: 80
* عام (عامر) 2: 60/ 4: 325
* ابن عامر 4: 444
* أم عامر 1: 429/ 5: 18
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 373
عامر بن ضبارة 3: 386
* العامري 3: 294
العامري 1: 40، 43، 89، 97، 126، 171، 201، 203، 217، 230، 238، 297
* ابنة العامري 2: 281
ابن أبي عائذ- أمية
* عائش (عائشة) 3: 380
عائشة (رضي اللّه عنها) 2: 115، 316، 357، 414/ 3، 68، 126/ 4: 95/ 5: 433
* عباد 4: 245
* عبادة 1: 494
العباس (عم الرسول) 2: 293
ابن عباس- عبد اللّه
عباس بن مرداس 1: 143، 320
عبد بني الحسحاس 4: 123/ 6: 104
ابن عبد العزيز- علي
* ابن عبد القيس 3: 167
أبو عبد اللّه- الحسين بن مسبح 1: 114
(عبد اللّه) بن جدعان- ابن جدعان
عبد اللّه بن الحسن قاضي البصرة 3: 84
عبد اللّه بن الزبعري 1: 316/ 2: 151
(عبد اللّه) بن الزبير 5: 213
عبد اللّه بن سفيان النحوي، أبو الحسن 3: 67
عبد اللّه بن سلمة 1: 114
عبد اللّه بن عباس 1: 6، 322/ 2: 79، 154/ 5: 251، 280
عبد اللّه بن عمر 5: 16
عبد اللّه بن عنمة 2: 479
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 374
عبد اللّه بن مسعود 1: 75، 139/ 2: 8/ 5: 142
بن مسلم، ابن قتيبة، القتيبي 1: 47، 203، 219، 356، 481/ 2: 63، 97، 119، 317، 346، 347، 377، 381، 447، 463/ 3: 339، 452/ 4: 95، 427، 495/ 5: 172، 424
عبد الملك 1: 451
عبد الملك (بن مروان) 5: 339
* عبد يغوث 3: 369/ 4: 267
عبدة 1: 381
العبدي- مثقب
* عبيد 2: 221
عبيد بن الأبرص 1: 153، 212، 378/ 2: 218، 239، 457/ 3: 232/ 4:
181، 184/ 5: 88/ 6: 91
عبيد بن أيوب العنبري 1: 9، 264
أبو عبيد (القاسم بن سلام) …
عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة 4: 40
أبو عبيدة 1: 22، 29، 59، 146، 147، 164، 174، 178، 229، 239، 243، 248، 278، 281، 282، 288، 325، 350، 374، 422، 488/ 2: 18، 38، 279، 286، 436، 493/ 3: 67، 94، 105، 133، 322، 429/ 4: 19، 23، 30، 64، 73، 74، 125، 136، 153، 162، 163، 174، 220، 278، 315/ 5: 124، 141/ 6:
105، 120
* عتبة 1: 71، 120/ 2: 9
* عتبة (التيمي) 3: 287
عتبة بن أبي سفيان، أبو الوليد 5: 280
* ابن عتبة (عمرو) 2: 407
عتبة بن غزوان 2: 6
عتيبة بن مرداس 2: 170
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 375
* عثم 1: 184
* أم عثمان 4: 20
عثمان بن عفان 2: 45/ 5: 428
العجاج 1: 41، 81، 95، 139، 199، 461، 471/ 2: 35، 115، 116، 118، 141، 190، 244، 304، 341، 417، 457/ 3: 199، 261، 332، 437/ 4: 6، 17، 44، 53، 134، 142، 155، 167، 183 186، 194، 195، 208، 225، 252، 254، 277، 310، 328، 361، 367
العجلان- كعب بن ربيعة بن عامر
العجير 4: 119
أبو العداء 5: 459
* عدس (بغلة) 3: 414
* عدي 1: 397
عدي بن زيد 1: 15، 42، 68، 75، 76، 93، 133، 167، 321/ 2: 77، 92، 358/ 3: 28، 42، 232، 240، 264، 423/ 4: 4، 7/ 5:
140، 330
عدي بن الرقاع 1: 298/ 3: 188/ 4: 177
* عرابة 1: 158/ 2: 236
* عرار 4: 15
* عرو 3: 195/ 5: 459
* عروة العذري 1: 231
عروة بن الورد 1: 53/ 3: 76/ 5: 142، 423
* عز (عزة) 2: 131
* عزة 1: 209/ 2: 216
* العصا (فرس) 2: 223
* عصام 2: 175/ 4: 334
عفار 4: 66
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 376
* عفارة 4: 64، 65
العفاس (ناقة) 4: 234، 235
* ابن عفان (عثمان) 2: 45
* عفيرة 2: 233
عفيرة 4: 65
* ابن أبي عقيل 1: 187
عقيل بن مالك 4: 82
عكراش بن ذؤيب 4: 286
العكلي 1: 290
* علقمة 3: 125
علقمة بن عبدة 1: 231، 375/ 2: 140، 332، 383/ 3: 445/ 4: 206، 261
العلهان (فرس) 4: 112
علي بن إبراهيم القطان، أبو الحسن 1: 3، 12، 102، 114/ 3: 231، 329، 346، 347، 377، 381، 383، 388، 444، 452، 465/ 3: 54، 93، 112، 121، 123، 145، 198، 207، 210، 295، 339، 373، 417، 456/ 4: 232، 301/ 5: 181، 225، 268/ 6: 7، 41، 144، 157
علي بن أحمد الساوي 1: 5
أبو علي الأصفهاني 1: 33، 40، 47، 89، 132، 196، 206، 217، 222، 229، 230، 263/ 5: 307
علي بن سود الغساني 4: 120
علي بن أبي طالب 1: 216، 262/ 2: 16، 93، 101، 365/ 3: 120، 209، 257، 429/ 4: 207، 408، 449، 472/ 5: 122، 356، 452
علي بن عبد العزيز 1: 4/ 2: 383، 388، 444، 452/ 3: 54، 67، 112 121، 123، 145، 207، 295، 373/ 5: 181
علي بن عمر 6: 141
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 377
* علية 2: 485/ 4: 417
* عمار 1: 34/ 4: 83/ 5: 153
* أم عمار 4: 365
عمار الذهني 2: 308
* عمارة 1: 191
عمارة بن زياد العبسي 2: 297
* عمر 4: 79
ابن عمر- عبد اللّه
عمر بن الخطاب 1: 17، 54، 90، 124، 197، 256، 294، 295، 310، 399/ 2: 115، 119، 278، 293، 403، 456، 470/ 3: 288، 368/ 4: 273، 346، 366/ 5: 112، 122، 142، 257، 443
عمر بن أبي ربيعة 1: 69، 308/ 4: 197
عمر بن لجأ 4: 159
* أم عمران 3: 160/ 4: 301
* عمرة 2: 262، 505/ 3: 456/ 4: 398
* عمرو 1: 400/ 2: 234، 277/ 3: 330/ 4: 143
* ابن عمرو 1: 382
* أبو عمرو 3: 210
* أم عمرو 1: 367، 490/ 2: 232/ 3: 474/ 4: 235، 420/ 5: 366
* عمرو بن درماء 1: 301
عمرو بن شأس 1، 245/ 154
أبو عمرو الشيباني …
عمرو الضبعي، ابن قميئة 1: 30، 306
* عمرو (بن عتبة) 2: 407
* عمرو (بن العداء الكلبي) 4: 71
أبو عمرو بن العلاء 1: 55/ 2: 235، 498/ 3: 207/ 4: 152، 262
عمرو بن أبي عمرو الشيباني 6: 7
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 378
عمرو بن عمرو بن عدس 1: 10
عمرو بن كلثوم 1: 234، 402/ 2: 35، 87، 471/ 4: 6، 9، 109، 272/ 5: 409
عمرو بن معبد بن زرارة 1: 10
عمرو بن معديكرب 1: 411/ 2: 273/ 3: 304
عمرو بن ملقط الطائي 1: 155
عمرو بن المنذر اللخمي 1: 155، 156
عمرو (هو هاشم بن عبد مناف) 6: 53
عمرو بن هند 1: 315/ 2: 416
* عمرو (بن يربوع) 1: 38
* العمري 4: 331
أبو العميثل 1: 99
* عمير 1: 225/ 3: 80
عنترة العبسي، الفلحاء 1: 245، 367/ 2: 52، 201، 292/ 3: 157، 194، 228، 256/ 4: 181، 221، 231، 277، 312، 344
عنترة الفلحاء (هو العبسي) 4: 161
العنقاء- ثعلبة بن عمرو
العوام بن حوشب 3: 198
عوف بن الأحوص 1: 248، 265
عوف بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، البكاء 1: 285
عوف بن مالك بن ضبيعة، البرك 1: 229
* العوهق (فحل) 4: 171
* العيار (صاحب الجرادة) 4: 398
* عياض بن ناشب 1: 422
أبو عياض الهذلي 4: 76
عيسي، المسيح (عليه السلام) 2: 116، 301/ 4: 110/ 5: 322
* عيين 1: 133
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 379
* أبو عيينة 1: 446‌

(غ)

غالب بن صعصعة 3: 63
الغراب (فرس) 4: 180
* غسان 1: 385
* غسان السليطي 5: 147
* ابن غلاق 1: 50
الغوث بن مر، الربيط 2: 479
* غياظ 4: 405
غيلان (ذو الرمة) 2: 393‌

(ف)

فارس بن زكريا 1: 5
* فاطم (فاطمة) 1: 166
* فاطمة 4: 75
فتر 4: 470
الفراء، أبو زكريا 1: 9، 16، 19، 20، 36، 41، 43، 52، 56، 71، 76، 77، 99، 124، 128، 149، 175، 187، 201، 238، 261، 264، 275، 288، 291، 335، 389، 444، 481، 496/ 2: 19، 34، 126، 158، 173، 199، 260، 305، 321، 358، 377، 412، 431، 432، 445، 452، 505/ 3: 18، 44، 55، 67، 113، 198، 299، 303، 350، 358، 379، 392، 417/ 4: 9، 10، 20، 24، 36، 39، 40، 42، 67، 68، 108، 115، 118، 143، 146، 150، 157، 296، 316، 328، 346، 411، 487، 502/ 5: 56، 167، 199، 204، 289، 354، 359، 446، 459، 465/ 6: 14، 24
* فرتني 1: 353/ 2: 179
الفرزدق 1: 27، 92، 119، 143، 232، 321، 426، 474/ 2: 235،
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 380
285، 407، 421/ 3: 26، 132، 143، 170، 283، 381، 434، 471/ 4: 8، 31، 47، 49، 50، 59، 99، 119، 256، 306، 325/ 5: 122، 143، 151، 176، 358
فرعون 4: 113
* فروق 5: 368
فروة بنت أبان بن عبد المدان 3: 189
الفريخ 4: 500
الفزاري 1: 277
* بنت فضاض 4: 302
أبو الفضل بن العميد- محمد بن العميد
* فطحل 1: 135
* فلان 2: 313
الفلحاء- عنترة بن شداد 4: 450
الفند الزماني 2: 406 و يقال اسمه شهل بن شيبان 3: 223‌

(ق)

قابوس 1: 315
* أبو قابوس 2: 170/ 3: 43
القاسم بن معن 2: 22
قاشر (فحل) 5: 91
* قتادة 3: 206
قتادة 5: 13
أبو قتادة 3: 31
ابن قتيبة- عبد اللّه بن مسلم
القتيبي- عبد اللّه بن مسلم
* قتيلة 1: 352، 393/ 2: 213
أبو قحافة 1: 379
* قذور 5: 139
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 381
القريعي 1: 132
القطامي 1: 341، 358، 360، 418، 494/ 2: 118، 291، 396/ 3: 70، 298/ 4: 100، 147، 201، 405/ 5: 65، 188، 331/ 6: 121
القطان- علي بن إبراهيم
القطاة (ناقة) 4: 18، 19
القطران 1: 449
قطرب 1: 226، 227، 252، 297/ 2: 506/ 3: 205/ 4: 161، 162
* قطن بن مدرك 2: 235
القطيل (لقب أبي ذؤيب الهذلي) 5: 103
* قفيرة 2: 107
قمعة بن الياس 5: 28
ابن قميئة- عمرو الضبعي 1: 30
قنفذ 5: 459
* قيس 1: 175
أبو قيس بن الأسلت 1: 415، 479/ 2: 12، 408
قيس بن الحارث بن همام، الأعنق 4: 161
قيس بن الخطيم 1: 89، 397/ 2: 123، 362، 3: 167/ 4: 365، 398 6: 89
ابن قيس الرقيات 3: 190، 314/ 4: 72
قيس بن زهير 4: 110
* قيس بن سعد 4: 108
* قيصر 4: 31
قيلة 4: 506/ 5: 90‌

(ك)

* كأس 4: 501
كبشة بنت عروة الرحال 4: 82
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 382
أبو كبير الهذلي 2: 456/ 4: 214، 288، 297
كثوة الشاعر 5: 162
كثير 1: 84، 209، 245، 418/ 2: 166، 216، 218/ 3: 302/ 4: 8، 26، 32، 67، 317، 392/ 5: 247، 249
الكداد (حمار) 5: 126
الكذاب الحرمازي 1: 14
الكرماني 2: 499
كساب (كلبة) 5: 179
الكسائي 1: 9، 28، 31، 71، 84، 101، 109، 137، 170، 174، 188، 230، 276، 283، 293، 295، 316، 338، 375، 389، 441، 468، 492، 504/ 2: 7، 8، 15، 18، 19، 83، 122، 246، 259، 327، 387، 400، 456، 487/ 3: 9، 25، 73، 74، 112، 121، 165، 205، 207، 232، 242، 301، 306، 358، 378، 403/ 4: 22، 48، 56، 76، 84، 130، 135، 213، 236، 287، 433/ 5: 89، 285/ 6: 4، 131، 132
كسري 4: 31/ 5: 181
كعب بن ربيعة بن عامر، العجلان 4: 238
كعب بن زهير 1: 153/ 2: 22، 42/ 3: 468/ 4: 242، 459
الكلابي (أبو زياد) 2: 287/ 4: 315/ 5: 70
الكلبي 1: 56، 147
كلثوم بن الهدم 4: 39
كليب 1: 314/ 4: 381
* الكميت (فرس) 1: 327
الكميت (بن زيد الأسدي) 1: 20، 90، 141، 184، 194، 199، 223، 230، 266، 277، 309، 429، 491/ 2: 4، 73، 107، 121، 128، 131، 145، 152، 157، 247، 290، 353، 401، 463،
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 383
501/ 3: 191، 242، 303، 389، 407، 443/ 4: 36، 57، 68، 81، 129، 421، 459، 467/ 5: 313، 376، 409/ 6: 13، 37، 52
* كنار 1: 46
كندة 5: 141
* كندير (حمار) 3: 239‌

(ل)

لاحق (فرس) 4: 180
* لبد (النسر) 2: 222/ 4: 90
لبطة 5: 230
* لبني 2: 503/ 4: 123
لبيد 1: 29، 34، 37، 41، 51، 90، 138، 160، 167، 199، 218، 253، 257، 339، 345، 368، 397، 401/ 2: 73، 131، 139، 150، 179، 191، 212، 221، 222، 434، 464، 478، 479، 504/ 3: 11، 18، 35، 93، 171، 306، 413/ 4: 16، 18، 35، 58، 67، 82، 83، 90، 94، 112، 188، 220، 221، 244، 248، 275، 292، 295، 305، 330، 333، 349، 351، 352، 353، 362، 377، 378، 391، 475/ 5: 53، 209، 372، 436/ 6: 5، 110
اللحياني 1: 28، 32، 45، 50، 51، 52، 55، 83، 134، 190، 221، 223، 225، 236، 267، 319/ 2: 363، 376، 439، 445، 469/ 3: 30، 244، 341/ 4: 10، 29، 125، 276، 278، 464
لقمان 2: 80/ 3: 241/ 6: 156
لقيط (بن يعمر) 1: 410
* لميس 4: 106/ 5: 170
الليث بن إدريس 1: 5/ 2: 467
الليث (بن رافع، أو المظفر) 1: 4، 5/ 3: 198، 340/ 4: 47
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 384
* ليل (ليلي) 4: 188، 424
* ليلي 1: 97، 110، 355/ 2: 72، 282، 283، 468، 492/ 3: 22 133، 162، 312، 320/ 4: 15، 44/ 5: 33، 40، 308، 479 6: 60، 93
* ابن ليلي (عبد العزيز بن مروان) 4: 270
* أبو ليلي 1: 100/ 2: 474
أبو (لغوي) 4: 277، 341
ليلي الأخيلية 1: 232/ 2: 478
* أبو ليلي طفيل بن مالك 5: 92
* أبو ليلي (النابغة الجعدي) 1: 491‌

(م)

ماروت 5: 315
ماسخة 5: 323
* مالك 1: 31، 435/ 4: 112
* أبو مالك 2: 10/ 4: 377/ 5: 178، 374/ 6: 48
مالك بن أنس 3: 287
مالك بن أوس 2: 403
مالك الدبيري 4: 34
* مالك بن زهير 5: 37
مالك بن عوف 1: 204
مالك بن نويرة 1: 17
* ماوي 2: 7
المبرد- محمد بن يزيد
المتلمس 1: 36، 91، 164، 314، 439، 477/ 4: 226، 280/ 5: 456
متمم بن نويرة 1: 17/ 2: 137/ 3: 47
المتنخل الهذلي 4: 14، 51، 52، 149
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 385
مثقب العبدي 1: 32/ 258، 291/ 5: 255
* مجاشع 1: 321
* مجالد 5: 398
مجاهد 3: 199
محبر (لقب طفيل) 2: 127
* محرق 4: 479
ابن محكان 3: 92
* المحلق 1: 503/ 4: 456
محمد (صلي اللّه عليه و سلم) أحمد، العاقب 1: 68، 407/ 2: 100، 184، 218/ 3:
191، 192/ 4: 80، 116، 273، 309
محمد بن أحمد الأصفهاني، أبو بكر 1: 5
محمد بن إدريس الشافعي 3: 201
محمد بن حبيب 4: 33
محمد بن الحسن بن دريد …
محمد بن علي 3: 136
محمد بن العميد، أبو الفضل 1: 206
محمد بن فرج 3: 198
محمد بن هارون الثقفي 3: 67، 428
محمد بن يزيد المبرد 4: 135، 139، 151، 159/ 5: 121، 122
* المخارق 4: 78
المخبل 2: 126/ 4: 143
* ابن مخراق 1: 115/ 2: 267
* ابنة مخرم 3: 42
* مخلد 1: 427
* ابن مدرك (قطن) 2: 235
المرار (بن سعيد الفقعسي) 1: 140، 190/ 3: 313/ 4: 135، 143
مرار العقيلي 4: 48
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 386
مرار بن منقذ 4: 211، 231
المرانة (ناقة ابن مقبل) 2: 320/ 5: 313، 314
المرقال- هاشم بن عتبة
مرقش 5: 77
* مرة 4: 381
* ابن مرة 2: 285/ 4: 256/ 5: 151، 358
* مرهب 4: 432
* مروان 4: 195
* ابن مروان 1: 475/ 3: 143/ 5: 161
مريم العذراء، البتول (رضي اللّه عنها) 1: 195
مزاحم 1: 49، 104
مزرد 2: 168
ابن مسبح- الحسين
مسروق بن الأجدع 1: 68
* مسعود 1: 79
ابن مسعود- عبد اللّه
المسيب 1: 356، 475/ 3: 288
المسيح (عليه السلام)- عيسي
المسيح الدجال 1: 109/ 2: 287/ 4: 446
مطرف بن عبد للّه 2: 18
معاذ (بن جبل) 1: 277/ 2: 217، 218، 261
أبو معاذ 3: 198، 340
معاوية بن أبي سفيان 2: 49
* معبد 3: 294/ 4: 233، 428
* أم معبد 4: 80
المعداني 3: 198، 340
معروف بن حسان 1: 4
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 387
معقر بن حمار 4: 6
* معقل 4: 112
* أبو معقل 4: 293
* المعلي 3: 287
معن (بن أوس) 1: 391
ابن مغراء- أوس
* أم مغلس 2: 81
المغيرة بن شعبة 1: 71
المفسر «1» (؟) 2: 346، 377، 381/ 3: 339
المفضل 1: 12/ 3: 151، 239، 369
أبو المفضل، من بني سلامة 3: 373
مقاتل 3: 199
ابن مقبل- تميم
مكسر الرماح (لقب الأحيمر بن عبد اللّه) 1: 117
مكشوح المرادي 5: 183
* ابن ملجم 4: 472
الممزق 4: 289
المنتجع بن نبهان 1: 247/ 4: 171
* منذر 4: 479
* أبو منذر 2: 25
أبو المنذر 1: 282
منظور بن مرثد 2: 370/ 4: 13
أبو مهدي 1: 313، 323/ 4: 114، 340
المهلهل، و اسمه امرؤ القيس بن ربيعة 1: 314/ 4: 37، 127، 155، 234، 295/ 5: 171/ 6: 12 باسم امرئ القيس بن ربيعة.
______________________________
(1) لم أتمكن من تعيين اسمه، و هو يروي عن ابن قتيبة في جميع المواضع. و انظر الصاحبي 22، 159.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 388
موسي (عليه السلام) 1: 103/ 2: 18، 233، 507/ 3: 265/ 5: 48/ 6: 87
* ابن أبي موسي (بلال) 1: 235
أبو موسي الأشعري 1: 310
* مي‌3: 92، 455/ 4: 179/ 6: 16
ابن مميادة 1: 20، 72/ 3: 379/ 4: 25، 140
* ميثاء 2: 37
ميمونة (أم المؤمنين) 2: 21
* مية 2: 252، 281/ 4: 240‌

(ن)

* نابغ (النابغة الجعدي) 3: 312
النابغة الجعدي، أبو ليلي 1: 111، 150، 156، 431، 491/ 2: 315، 414، 444/ 3: 312 بلفظ نابغ، 440، 445 بلفظ نابغة بني جعدة/ 4: 259 بلفظ نابغة الجعدي/ 5: 159، 230
النابغة الذبياني 1: 25، 28، 35، 52، 57، 62، 120، 121، 132، 134، 135، 143، 172، 177، 178، 179، 262، 276، 280، 294، 304، 318، 340، 353، 416، 439، 458، 489/ 2: 3، 28، 46، 65، 99، 190، 194، 197، 344، 348، 366/ 3: 42، 58، 82، 132، 141، 183، 284، 293، 301، 311، 323، 324، 345، 370، 371، 462، 467/ 4: 5، 36، 88، 89، 132، 177، 191، 216، 224، 251، 270، 281، 331، 334، 339، 349، 434/ 5 38، 78، 86، 99، 127، 162، 166، 245، 294، 299، 382، 412، 439/ 6: 39
* ناصح (فرس) 4: 317
* الناقمية 1: 105
الناموس، جبريل 5: 481
النجاشي الشاعر 1: 478/ 5: 394
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 389
أبو النجم (العجلي) 1: 24، 96، 158، 159، 181، 274، 371، 454، 465، 488/ 2: 39، 265، 303/ 3: 151، 159، 163، 167، 216، 310/ 4: 52، 112، 116، 157، 211، 233، 239، 310، 323، 371، 396، 447، 463/ 5: 49، 201، 280
ابن نجيح 3: 198
النخعي (إبراهيم بن يزيد) 2: 346/ 4: 84
* أبو نخلة (أبو نخيلة) 1: 22
أبو نخيلة 1: 22، 40/ 4: 249، 277
نصاب (فرس) 6: 101
* نصر 5: 436
أبو نصر صاحب الأصمعي 4: 510
نصر من سيار 2: 499
أبو نصر بن أخت الليث بن إدريس 1: 5/ 2: 467
نصيب 5: 347
* أبو النضر 2: 388
النضر (بن شميل) 1: 49، 56، 145، 154، 171، 268/ 3: 122، 172/ 4: 18، 33، 48، 62، 140، 169، 176
* نضلة 1: 412
نعامة 1: 163
* نعم 5: 96
النعمان بن المنذر 1: 116، 128، 133، 2: 100/ 3: 70/ 5: 13، 348، 447
النمر بن تولب 1: 201، 391، 420/ 4: 316، 376/ 5: 313، 335
* نمر بن سعد 4: 206
النميري (لغوي) 1: 53
النهدي (طهفة بن أبي زهير) 2: 308
نهشل بن حري 2: 7
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 390
* نوار 2: 255/ 6: 14
أبو نواس 5: 369
نوح (عليه السلام) 1: 27، 492/ 4: 309
* أبو نوفل 3: 250‌

(ه)

هارون الرشيد 4: 70
* هاشم 2: 219
هاشم (بن عبد مناف) و اسمه عمرو 6: 53
هاشم بن عتبة المرقال 2: 425
الهالك بن عمرو بن أسد بن خزيمة 6: 63
هبنقة 1: 288/ 6: 73
* هبيرة 4: 365
هبيرة بن سعد 6: 29
الهذلي «1» 2: 99/ 3: 263/ 5: 244/ 6: 133
الهذلي (أسامة بن الحارث) 1: 214/ 3: 35 (الأعلم) 2: 27 (أمية بن أبي عائذ) 1: 390/ 2: 123، 124، 252، 335/ 3: 3، 316، 444/ 4: 423/ 5: 90، 217، 300/ 6: 20، 32، 103 (بدر بن عامر) 2: 234/ 4:
202 (خالد بن زهير) 2: 232/ 3: 61 (أبو خراش) 1: 257/ 4: 7 (أبو ذؤيب) 1: 94، 176، 189، 196/ 2: 78، 176، 234، 256، 309، 382، 398، 491/ 3: 9، 64، 74، 370، 383، 414/ 4:
313، 401/ 5: 101 (ساعدة بن جؤية) 1: 87، 387، 425/ 2: 215، 389/ 3: 384، 386/ 4: 32، 197/ 5: 224، 239، 240 (صخرء الغي) 1: 100/ 2: 11 (عبد مناف بن ربعي)؟؟؟: 169/ 4: 350/ 5: 254 (أبو العيال) 1: 129، 384 (أبو قلابة) 2: 263/ 4: 136/ 5: 276 (أبو كبير) 1: 234/ 2: 16، 186/ 4: 16، 101/ 5: 408/ 6: 16،
______________________________
(1) هذه أرقام ما لم أستطع تعيينه، و بعدها في السطر التالي ما استطعت تعيينه.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 391
62 (المتنخل) 1: 38، 195، 288/ 2: 14، 108، 136/ 3: 118، 152، 214/ 4: 5، 223 (أبو المثلم الخناعي) 1: 80/ 2: 17 (المعطل) 1: 409، 473/ 3: 141
الهذيل بن حسان التغلبي 1: 92، 93
ابن هرمة 1: 312/ 3: 11، 154، 179/ 4: 120، 172
أبو هريرة 2: 376/ 3: 427
أبو هشام الأعرابي 3: 171
هشام بن عقبة 1: 7
هلال بن أمية 4: 64
* ابن همام 4: 132
هنب 6: 68
* هند 1: 29، 74، 324/ 2: 61/ 3: 57، 163
* هنيدة 2: 128
هيان بن بيان 1: 228
أم الهيثم 1: 474/ 5: 272‌

(و)

واشق (كلب) 6: 112
* ابن واصل 2: 173
واقد البراجم 1: 156
الواقدي 5: 251
* ابن واقع 3: 239
* الوالقي (فرس) 4: 317
أبو وجزة 1: 240/ 2: 193، 413، 438/ 4: 18
الوجيه (فرس) 4: 180
* ورد 2: 116، 350
ورقة 4: 28
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 392
الوريعة (فرس) 1: 101
ابن وعلة (هو الحارث) 3: 395- 396
وكيع 1: 139
* وليد 2: 158
* الوليد 1: 314
أبو الولبد (عتبة بن أبي سفيان) 5: 280
الوليد بن عقبة (بن أبي معيط) 3: 225‌

(ي)

* ابن يامن 4: 247
* يحيي 1: 282
ابن أبي يحيي 3: 198
يحيي بن يعمر 3: 208، 375
* يزيد 1: 222/ 2: 65، 411/ 3: 34
* يزيد (بن أبي حارثة بن سنان) 5: 299
(يزيد) بن الطثرية- ابن الطثرية
أم يزيد بن الطثرية 1: 94
يزيد بن المهلب 4: 96
اليزيدي 1: 225، 293، 317/ 2: 301
أبو يسار 3: 207
يعقوب (عليه السلام) 6: 104
يعقوب بن إسحاق السكيت 1: 17، 25، 32، 33، 43، 45، 48، 57، 71، 116، 130، 132، 147، 157، 159، 199، 225، 228، 229، 235، 247، 255، 277، 283، 285، 291، 316، 358، 472، 493/ 2: 106، 324، 423، 436، 439، 453، 467، 470، 484/ 3: 7، 20، 70، 76، 145، 232، 250، 263، 303، 325، 357، 369، 380، 388، 407، 439، 463/ 4: 20، 23، 31، 32، 41،
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 393
82، 88، 93، 113، 117، 132، 133، 141، 154، 162، 164، 171، 172، 177، 262، 340، 342، 350، 409، 497/ 5: 5، 44، 55، 81، 141، 232، 299، 327، 329، 339، 392، 393، 395، 398، 418، 431، 450/ 6: 15، 62، 113
يوسف (عليه السلام) 3: 137/ 4: 274، 403
أبو يوسف القاضي 4: 70
يونس بن حبيب 1: 30، 49، 133، 166، 279/ 4: 7، 43، 144، 161، 166، 176، 262، 284/ 5: 212، 341/ 6: 4، 154
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 395
الفهرس السادس فهرس القبائل و الطوائف
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 396‌

6- فهرس القبائل و الطوائف

(أ)

الأتلاد 1: 352
الأحلاف 1: 369/ 4: 265
الأحمال 2: 107
بنو الأدرم 2: 270
الأراقم 1: 93
الأزد 1: 102، 106، 219، 431/ 3: 328
أزد شنوءة 2: 388/ 3: 217
بنو أزنم 1: 117، 118
الأسْد (الأزد) 1: 106
الأسَد 4: 514
أسَد، القيون 4: 78/ 6: 63
الأشعرون 1: 277
أصحاب … (انظر ما تضاف إليه الكلمة) بنو الأصفر 3: 294
بنو الأعوج 1: 346
بنو الأعنق 4: 161
امرؤ القيس 4: 473
بنو أميمة 4: 405
الأنباط- النبيط 4: 63
الأنصار 1: 348/ 2: 17، 49، 279، 311/ 3: 91/ 4: 99، 190، 470، 501/ 5: 170، 460
بنو أنف الناقة- جعفر بن قريع
أود 1: 155
إياد 1: 498
أصحاب الأيكة 1: 165‌

(ب)

بارق 1: 161، 227
باهلة 2: 336
بجيلة 1: 200
البراجم 1: 156
البربر 1: 179
برسان 1: 219
البصريون 1: 264، 457
البغداديون 3: 330
البقعاء- هاربة بن ذبيان
البكاء 1: 285، 323
بكر بن وائل 1: 10، 92، 177
بهئة 5: 346، 456
بهراء 1: 309
بهز 2: 383‌

(ت)

الترك 4: 168، 499
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 397
تغلب ابنة وائل، الغلباء 1: 175/ 3:
226/ 4: 388
تميم بن مر 1: 166، 168، 175، 299/ 2: 65، 130، 367/ 3:
6، 92، 188، 213/ 4: 55، 56، 96، 310، 358/ 5: 99، 299، 410، 435
تنوخ 1: 355
تيم اللّه 1: 361‌

(ث)

ثعل 1: 376، 377
ثعلب (ثعلبة بن عوف) 1: 416
ثعلبة بن عمرو، العنقاء 4: 162
ثعلبة بن غنم 2: 484
ثعلبة بن يربوع 2: 107
ثقيف 4: 194، 381
ثمالة 1: 204
ثمود 1: 268
ثور 1: 396‌

(ج)

جارم 1: 446
جحاش 5: 12
جحوان 1: 430
الجدرة 1: 431
جديلة 4: 259
جذام 5: 228، 447
جرم 1: 446/ 2: 373/ 6: 116
جرهم 4: 49
جروة 1: 448
جسر 1: 458
جشم بن بكر 1: 170، 323، 406، 458/ 2: 471
جعدة 1: 432
الجعراء 1: 463
جعفر بن قريع، بنو أنف الناقة 1: 146
جعفي 1: 460
بنو الحلاح 1: 10
جمرات العرب 1: 477، 478
جنب 1: 484
جهينة 1: 490/ 2: 470/ 4: 273/ 5: 346
الجيل 1: 499
جيلان 1: 499‌

(ح)

حاء 2: 26
الحارث بن كعب 1: 478
الحارث بن يربوع 2: 107
الحبش، الحبشة 1: 63/ 4: 220، 382
الحبطات 2: 130
الحجازيون 1: 310/ 4: 177
بنو حرب 2: 33
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 398
الحروريون 3: 349
حكم 2: 26
الحمراء (العجم) 2: 101
الحمس (قريش) 2: 104
حمير 2: 216، 278/ 4: 17/ 5:
44/ 6: 86، 155
الحناتم 1: 40
حنيفة 2: 91/ 5: 90
الحواثر 2: 136
الحواريون 2: 116‌

(خ)

بنو الخارجية 2: 176
خثعم 4: 132
خزاعة (فعالة) 2: 102، 177/ 3:
72/ 4: 161
الخضر 2: 195
خناعة 2: 223
خندف 4: 110
الخوارج 4: 273‌

(د)

دارم 1: 157، 258/ 4: 37، 207
ابنا دخان 2: 336
بنو دهن 2: 308
الدؤل 2: 321
الديل 2: 318
الديلم 1: 499/ 2: 292، 293‌

(ذ)

ذات القرون، الروم 5: 77
ذبيان 1: 121، 369/ 3: 393/ 4:
265
الذهلان 1: 461‌

(ر)

راسب 2: 395
الرباب 1: 478
ربيعة 4: 255/ 5: 129، 186
ربيعة بن عامر 1: 48
ربيعة بن مالك 4: 466
الرفيدات 2: 422
رقاب المزاود، العجم 2: 427/ 3: 36
الركوسية 2: 434
الروافض 2: 423
الروم، ذات القرون 1: 281/ 3:
294/ 5: 77، 192‌

(ز)

زبيبة 4: 431
زبيد 1: 117، 193
زرارة 1: 156‌

(س)

سبأ 3: 131
بنو سبيع 1: 113
سخينة (قريش) 3: 146، 179
سدوس 3: 149
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 399
بنو سعد 1: 81/ 3: 344
سعد بن لؤي بن غالب 1: 192
سلامان 1: 243/ 4: 49
بنو سلامة 3: 373
بنو سلمة 3: 91
سليط بن الحارث 2: 107
سليم 1: 368، 473/ 3: 372
السودان 4: 499/ 5: 250‌

(ش)

بنو شافع 3: 201
آل الشريد 1: 382
بنو شكل 3: 205
بنو شليل 5: 79
شمجي بن جرم 2: 25
شهران 3: 222
شيبان 2: 270/ 3: 149‌

(ص)

الصابئون 2: 434
صباح 2: 300/ 4: 203
صبير بن الحارث 2: 107
صداء 1: 369/ 3: 306
آل صفوان 1: 494
الصقالبة 1: 281
صوفان 3: 322
صوفة 3: 322‌

(ض)

ضبة بن أد 1: 129، 478/ 5: 146
ضبيعة أضجم 3: 391‌

(ط)

طسم 3: 457
طهية 3: 428
طيي‌ء 1: 66، 302، 446/ 3: 149، 261/ 4: 201/ 6: 159‌

(ع)

عاد 2: 438/ 3: 457/ 4: 5، 49، 77، 183
عاقل 4: 74
عامر (بن صعصعة) 1: 190، 286، 368، 398/ 2: 124، 271، 367/ 3: 67/ 4: 120، 152، 309، 512/ 5: 321، 435
عامر بن لؤي 5: 57
عبد شمس 3: 313/ 5: 122
عبد القيس 1: 90/ 2: 136/ 4: 484
عبد اللّه بن دارم 1: 155
عبد مناف 5: 219
عبس 2: 435/ 4: 152/ 5: 433
عبشمس 3: 213
بنو عبيد 1: 117، 118
العجم، رقاب المزاود 2: 101، 102، 249، 403، 404، 427/ 3:
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 400
36، 55، 191، 322/ 4:
240/ 5: 343
عدوان 2: 409/ 3: 278
عدي الرباب 2: 279
عرينة 1: 189
عضل 4: 346
عقال 2: 204
عقيل 4: 330، 512/ 5: 54
عكابة بن صعب 4: 104
عكل 1: 59/ 4: 100
بنو علي من كنانة 4: 120
عمرو 3: 393
عمرو بن يربوع 2: 107
العنبر 1: 463
العنقاء 4: 161، 162
عوف 1: 315/ 2: 29/ 3: 428/ 4: 469/ 6: 89‌

(غ)

غامد 4: 392
غدانة 3: 10، 343/ 4: 217
الغزيل 1: 389
غسان 1: 108
غطفان 2: 446/ 4: 257
الغلباء، تغلب 4: 388، 389
غنم 4: 397
غني 4: 397
غوث 4: 400‌

(ف)

فارس، الفرس 1: 496/ 2: 278، 404/ 3: 115، 134/ 4: 384
فزارة بن ذبيان 1: 446/ 3: 232
فعالة (خزاعة) 2: 102/ 3: 362
فقعس 4: 514
فقيم 1: 494
فلان 2: 313
فهر 2: 354
فهم 3: 278/ 4: 457/ 5: 150‌

(ق)

القبط 5: 51
قحطان 5: 60
قريش، الحمس، سخينة 1: 21، 132، 261، 264، 502/ 2: 76، 104، 279، 421/ 3: 146، 174، 179، 393/ 4: 45، 194، 195، 482/ 5: 70، 71
قريش البطاح 1: 261/ 3: 472
قريش الظواهر 1: 261/ 3: 472
قشير 5: 91
قضاعة 1: 380، 446، 491/ 2:
107/ 5: 98
قعين 5: 107
قنص بن معد 5: 32
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 401
قيس، قيس عيلان 1: 179/ 2: 268/ 4: 83/ 5: 207
القين بن جسر 1: 458/ 4: 82/ 5:
382
القيون، أسد 6: 63‌

(ك)

الكرد 5: 176
كعب 1: 60/ 4: 309
كلاب 1: 223
الكلابيون 3: 247
كلب بن وبرة 1: 421، 449/ 2: 99/ 3: 197، 392/ 5: 68، 355
كليب 3: 182/ 4: 207
كنانة 1: 191/ 4: 45، 120/ 5:
423
كندة 1: 374/ 3: 278/ 5: 141
أصحاب الكهف 5: 30
كوز 5: 146
الكوفيون 1: 457‌

(ل)

لأي 1: 297، 361
بنو لبيني 2: 243
لخم 5: 241
لعقة الدم 5: 252
بنو اللقيطة 5: 263
اللهازم 5: 90
بنو لهب 5: 214‌

(م)

آل مالك 2: 228/ 3: 63، 76
بنو مالك 3: 409
مجاشع 1: 118/ 5: 62
المجوس 5: 298
محارب 4: 169
المحاش 5: 299
المحكمون 2: 92
مذحج 1: 478
مراد 1: 215، 369/ 3: 306/ 4:
253
المرجئة 2: 495
مرة 1: 282
مزينة 4: 144
مضر 2: 431/ 4: 116/ 5: 331/ 6: 121
المطلب بن عبد مناف 3: 201
معاوية 1: 28
معد 4: 28، 32، 142، 275
ابنا مناف: عبد شمس و هاشم 5: 122
آل المنذر 5: 348
منقر 1: 156
المهاجرون 4: 470/ 6: 34
مهرة بن حيدان 1: 372
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 402‌

(ن)

ناعط 5: 451
نبهان 1: 356
النبيت 5: 378
النبيط 4: 63، 108، 515/ 5: 381
بنو نحو 5: 403
النحويون 1: 276، 285
نزار 1: 44/ 4: 168
ابنا نزار 1: 96/ 3: 197
النصاري 1: 42/ 2: 362، 434/ 4: 507/ 5: 188/ 6: 20
نصر 3: 393
نمير بن عامر 1: 478/ 4: 302/ 5:
225
نهشل 1: 59
بنو نويجية 2: 151‌

(ه)

هاربة بن ذبيان 1: 282
هاشم بن عبد مناف 4: 65/ 5: 122
بنو الهجيم 2: 311
هذيل 1: 100، 163/ 2: 439/ 3:
71، 145، 390/ 4: 64، 76، 127/ 6: 45
همدان 5: 451
هوازن 1: 463، 473/ 3: 149/ 5:
348/ 6: 52‌

(و)

وائل بن قاسط 1: 92، 124/ 3:
278/ 4: 161‌

(ي)

يحابر 1: 90
يربوع 1: 92، 117/ 2: 65، 107/ 5: 299
بنو يزيد 4: 438
اليمانون، اليمانيون، اليمن 1: 51، 227، 244، 310، 353، 429، 491/ 2: 71، 107، 401/ 3:
95، 97، 131، 274/ 3:
313، 421/ 4: 147، 161، 392/ 5: 31، 60، 241، 378
اليهود 1: 313، 315/ 2: 408/ 4:
257/ 6: 18، 20
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 403
الفهرس السابع فهرس البلدان و المواضع
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 404‌

7- فهرس البلدان و المواضع

(أ)

أبرق العزاف 4: 306
الأبك 1: 187، 450
الأبلاء 1: 295
أبلي 1: 43
أثال 1: 59
الأثيل 1: 84
أجأ 1: 66
الأجبال (أجبال سلمي) 1: 185
الأجراع 1: 226
الأجراف 3: 113
أجلي 1: 65
أخرب 2: 174، 175
الأخشبان 2: 185
أذرعات 5: 368
إراب 1: 92
الأردن 1: 485
أرل 1: 85، 353
أرمام 6: 148
أريك 1: 84
إسحل 4: 353
أسنمة 3: 107/ 4: 264
إضم 1: 439
أعامق 4: 144، 145
أعشاش 1: 117/ 4: 47، 306
الأفاقة 1: 117
الأقحوانة 5: 62
أقر 1: 121
الأقعسان 6: 110
أم أوعال 1: 25
أم خرمان 1: 27
أم رحم- مكة 1: 23/ 2: 498
أم القري- مكة 1: 23
الأمرار 1: 416
الأميل 4: 99
الأندرين 5: 409
أوار 1: 156
أوارة 1: 155، 156/ 2: 472
أود 1: 155
الإياد 1: 118‌

(ب)

بابل 1: 190، 445/ 4: 96، 221
بارق 1: 227
باضع 1: 257
باعجة القردان 1: 268
البثاء 1: 197
البجة 1: 174/ 3: 65
البحرين 1: 203
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 405
بدر 1: 209، 405/ 2: 49/ 4:
265
بذّر 1: 216
براقش 4: 225
البرق 1: 226
البصرة 1: 261/ 2: 407، 477/ 3:
84/ 4: 8، 10، 289، 466/ 5: 132
بُصري 1: 226
البَضيع و البُضَيع 1: 257
بطحاء مكة 1: 261/ 3: 472
بطن الليث 3: 274
بطن نعمان 3: 377
البطيحة 1: 261
بعل (صنم) 1: 264
البعوضة 1: 270
البقار 1: 280
بقر 1: 280، 281
بقعاء 1: 282
بقيع الغرقد 1: 282
بكة- مكة 1: 186
البلاكث 2: 200
بلطة 1: 301
بم 4: 60
البَنِيَّة، مكة 1: 302
بوانة 1: 323
البوباة 1: 314، 315
البيت الحرام، بيت اللّه، البيت العتيق 1:
30، 393/ 2: 139، 492/ 3:
150، 341/ 4: 220/ 5: 261
البيت العتيق 4: 220
بيشة 2: 259‌

(ت)

تبراك 1: 364
تربان 1: 231
ترج 1: 347
تريم 1: 364، 365
تضارع 5: 228
تعار 1: 348
تنوفي 1: 356
تهامة 1: 356/ 2: 364/ 3: 391/ 4: 401
التؤام 1: 362
تيماء 1: 65، 112
التين 1: 361‌

(ث)

ثبرة 1: 400
ثبير 1: 401/ 3: 264
الثرثار 1: 368
الثرماء 1: 374
ثعالة 2: 175
الثلبوت 2: 8، 150
الثمد 5: 366
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 406
الثمراء 1: 442
ثمينة 1: 387
ثهلان 2: 20
ثور 1: 396
الثوية 2: 114‌

(ج)

الجبا 4: 177
الجبهة 3: 65
الجحفة 1: 428
جدار الكعبة 1: 431
جدر 1: 431
جراب 1: 216
جرثم 1: 140/ 4: 114
جرش 3: 28
جرعاء مالك 1: 444
الجريب 1: 65
الجزيرة 2: 318
الجعلة 1: 461
جعونة 1: 462
جفاف الطير 1: 417
الجفر 4: 9
جفر الهباءة 4: 110
جلاجل 1: 424
جلان 3: 216
جلدان، جلذان 1: 201
الجلس (نجد) 1: 473
الجلسد 1: 280، 513
جلق 1: 475/ 2: 211
جمع 1: 480
الجميش 2: 238
جند 1: 485
الجنينة 1: 155
الجوابي 1: 257
جوف حمار 1: 495/ 2: 103
جوف عير 1: 495
الجولان 1: 496/ 3: 356
الجون 1: 36‌

(ح)

حاذة 1: 43
حارة 6: 148
الحجاز 1: 131، 170، 179، 232، 236، 310، 357/ 2: 139/ 3: 85، 150/ 4: 7. 115،
312
حجر 2: 138
الحجر (الحطيم) 2: 78، 138
الحديقة 1: 117
حراء 2: 109
الحرم 1: 98/ 2: 311/ 3: 46
الحرمان 2: 45
حرة واقم 6: 131
الحزن 1: 117
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 407
حزوي 1: 444/ 5: 278
حسم 1: 353
الحسن 2: 58
حسي الغميم 2: 59
حشاك 2: 63
الحصنين 1: 126
الحضر 2: 77
حضن 2: 74
الحضن 1: 502
الحطيم 2: 78، 138
الحقاب 1: 211/ 2: 89
حقيل 1: 226/ 2: 87، 88/ 4:
465
الحلاءة 1: 23/ 2: 390
حلوان 3: 314
حلية 6: 50
حمص 1: 485
الحمي 1: 417/ 5: 308
حنذ 2: 109
حوران 4: 94
الحومان 4: 117
حومل 1: 257‌

(خ)

الخابور 2: 77
خبث الجميش 2: 238
الخبتين 1: 439
الخبيب 3: 37
الخرجاء 1: 480
الخط 2: 154
خفية 3: 266
الخلصاء 2: 100/ 4: 149/ 6: 23 34
الخليف 3: 494
الخوع 2: 230
خيبر 2: 218، 238، 314/ 4: 31‌

(د)

دار النَّدوة 5: 412
دارة الأرآم 2: 312 أهوي 313 تيل، الجأب 312 جدي 313 جلجل 312 الجمد 313 جودات 312 الخرج 313 خنزر 312 دمون 313 الدور 312، ردم، رمح، رمرم 313 الرها، رهبي، السلم 312 صارة 312 الصفائح، صلصل 312 قرح 313 مأسل 312 محصر 313 مكمن 312 ملحوب، الملكة، النصاب 313 هضب القليب، و شحي 312 اليعضيد 313 يمعون 312
دِجلة 1: 261/ 2: 77، 329، 421/ 4: 289
درنا 1: 390/ 3: 236، 267
دَمْخ 2: 278، 299، 300/ 3:
406
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 408
دمشق 1: 485/ 4: 21، 402
دمون 2: 299
الدهناء 1: 47/ 2: 308/ 4: 74
دوار 4: 19
الديلم 2: 292، 293‌

(ذ)

ذات البرق (انظر الخلصاء)
ذات الرئال 2: 472
ذات الغضا 4: 123
ذات النطاق 5: 441
الذراعان 2: 351
الذنائب 2: 361
ذنبان؟ 5: 78
ذو الأبارق 1: 226/ 2: 88
ذو الأباطح 4: 465
ذو الأرطي 1: 313، 422
ذو أرل 3: 345
ذو البان 1: 323
ذو الجداة 6: 152
ذو الخرجاء 1: 480
ذو الرمث 1: 422/ 2: 299
ذو سلم 2: 50
ذو الكعبات 5: 186
ذو المجاز 2: 30
ذو المجازة- المجازة
ذو نجب 1: 118‌

(ر)

رأس كلب 5: 134
رأس هر 6: 9
الرافدان 2: 241
رام 2: 271
رامتين 1: 155/ 4: 74
رتاج الكعبة 2: 485
الرجا 5: 207
الرجام 4: 58
رحرحان 2: 386/ 3: 68
رحيات 2: 175
الرس 2: 373
الرسيس 2: 373
رضوي 2: 76، 402
الرغام 2: 414
الرقمتان 4: 75
الرمانتان 2: 435
الرهاء 2: 356
الرهط 2: 462
روض الحزن 1: 6
روضة الثمد 1: 117
رياض القطا 1: 295
الريان 1: 417‌

(ز)

الزج 5: 77
زرود 2: 428/ 4: 501
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 409
زغر 3: 14
زم 6: 102
زمزم 3: 411
الزنابير 3: 28‌

(س)

ساباط 2: 144
سبأ 3: 131
السجة 3: 65
السخال 4: 74
السراة 2: 139
سرو حمير 1: 321، 228/ 3: 154
السطاع 3: 71
سُعْد 3: 75
السَّعَد 1: 135
سفوان 4: 342
السلان 4: 289
سلمي 3: 91 (و انظر: الأجبال)
السلي 4: 74، 233
السمار 3: 101
سميحة 4: 257
السواء 1: 198
سواج 2: 385
السوبان 5: 92
سوق السلابين بالمدينة 3: 93
سوي 4: 459
السي 1: 33‌

(ش)

شابة 5: 228
الشام 1: 45، 197، 281، 295، 485/ 2: 432/ 3: 190، 263/ 4: 289/ 5: 77، 342
شبام 1: 148
شدن 3: 256
الشربب 1: 295
الشرع 1: 439
الشروري 4: 368
الشري 3: 266
شريف 3: 264
شرية 3: 268
الشعب 6: 154
الشعبتان 1: 295
شعبعب 3: 192
شعبي 3: 192
شفر 1: 379
شمام 4: 104
شمس (ماء) 3: 213
الشمس (صنم) 3: 213
شمنصير 3: 274/ 5: 224
شواحط 4: 213‌

(ص)

صائف 3: 327
صحراء الغبيط 1: 184
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 410
صرار 3: 283
الصريم 3: 320
صعائد 1: 190/ 4: 112
الصفا 3: 194/ 6: 137
الصفا (نهر) 4: 16
صلاح (مكة) 3: 303
الصمان 3: 278/ 4: 92‌

(ض)

ضارج 4: 435
الضجن 1: 502 بلفظ (الحضن)/ 3:
391
ضجنان 3: 391
ضفوي 3: 366
الضواجع 3: 390‌

(ط)

الطائف 1: 214/ 6: 75
طمار 3: 424
الطور 2: 35/ 3: 430
طيبة 3: 435‌

(ظ)

ظبي 4: 353
ظفار 3: 466
الظواهر (ظواهر مكة) 1: 261/ 3:
372‌

(ع)

عاقل 2: 373/ 4: 74
عالج 4: 97
عالز 4:؟؟؟ 12
العالية، علو 1: 236/ 4: 115
عانة 1: 148
عتائد 3: 239
عدن 4: 248
عدولي 4: 247
العذيب 4: 260
عراعر 4: 38
العراق 1: 50، 280/ 2: 195، 421/ 3: 22، 255/ 4: 288، 289، 398/ 5: 90، 251، 346
العراقان 4: 289
العرجاء 4: 303
العرض 4: 281
عرعر 1: 274
عرفة، عرفات 1: 83/ 4: 282
عرفات 3: 21/ 4: 282
العرق 4: 289
العرين 1: 378
العزاف 4: 306
عسعس 4: 44
عسفان 4: 312
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 411
عسيب 4: 318
عقاراء 4: 95
العقر 4: 96
عقر بني شليل 5: 79
عقري 4: 96
العقنقل 1: 405
العقيق 4: 6
عكاظ 4: 37/ 5: 53
العلندي 4: 476
علو 4: 115
عليب 4: 121
عَمَّان 4: 18
عُمَان 1: 116، 362/ 4: 10، 133، 256
عماية 4: 450
عمق 4: 144
العمقي 4: 144
عنيزة 4: 155
عوهق 4: 172
العيكتان 4: 198
عين زغر 3: 140
عيهم 4: 175‌

(غ)

الغبغب (صنم) 2: 60
الغبيط 1: 117، 118، 84
غدير قلهي 5: 16
غزة 4: 382
الغمر 1: 216
الغميم 2: 59
الغور 1: 473/ 4: 401/ 5: 284، 439
غوطة دمشق 4: 402
الغول 4: 58
الغيل 1: 135‌

(ف)

فدك 4: 483
الفرات 1: 261/ 2: 140، 256، 421/ 3: 12/ 4: 289
الفرماء 4: 496
فرندادين 1: 281
الفروق 4: 495
الفقير 4: 444
فلج 2: 39، 295
فلسطين 1: 485
الفوارع 1: 353
الفيض 4: 466‌

(ق)

القادسية 2: 351/ 5: 64
القاع 2: 200
القبل؟؟؟ 1: 473
؟؟؟ 5: 55
قدس 5: 64
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 412
القدوم 4: 66
قراقر 4: 459/ 5: 98
قران 4: 377
قرن 1: 314
القريتان 5: 229
قساس 5: 9
القسوميات 4: 264
القصيبة 1: 156
القصيمة 1: 156
قضة 1: 229
قضيب 5: 100
قلهي 5: 16
القَنان 2: 21/ 5: 308
قنَّسرين 1: 485
قو 4: 123/ 5: 207، 347
القَواعل 1: 356‌

(ك)

الكائب 5: 163
كشب 1: 84
الكعبة 1: 431/ 2: 311، 325، 485/ 3: 132، 284، 322/ 4:
220/ 5: 186، 230
كَلَّاء البصرة 5: 132
الكُلاب 2: 449/ 4: 307، 483/ 5: 134
الكهف 1: 151/ 5: 30
الكوثر 5: 161
الكوفة 1: 228/ 2: 351/ 4:
289، 346/ 5: 147
كير 3: 239‌

(ل)

لبن 3: 277
اللديد 4: 18
لصاف 5: 249
الليث 3: 274/ 5: 224‌

(م)

المأزمان 1: 98
مأسل 2: 319
الماطرون 2: 211
ماوان 5: 142
ماوية 5: 461
مُتالع 1: 279، 348، 352
المتثلم 1: 268
المَجازة 1: 93
المجِيمر 4: 413
محجر 2: 113
المحصَّب 2: 70
المدينة 1: 65، 78، 181، 282، 305، 426، 456/ 2: 45، 77، 183، 407، 424/ 3:
93، 435/ 4: 39، 350/ 5:
55، 464/ 6: 34، 131
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 413
مر 2: 177
المربد 4: 220
المروراة 2: 312
المروة 3: 194/ 6: 137
مسجد رسول اللّه 6: 34
مسجدا اللّه 5: 49
مشارف الشام 3: 263
المشرق 5: 314
مصر 2: 508/ 5: 51
مضبح 1: 297
مضرس 1: 379
مطار 4: 74
معرين 4: 38
معقلة 3: 173/ 4: 14
مقد 5: 342
مكة، أم رحم، أم القري، بكة، البنية، صلاح، الناسة 1: 23، 131، 135، 155، 186، 261، 302، 480/ 2: 25، 29، 45، 139، 177، 185، 312، 464، 499/ 3: 21، 285، 303/ 4:
28، 35/ 5: 43، 275، 277، 256، 412، 460/ 6: 34
ملاع 1: 256
ملح 1: 116
ملكوم 1: 216
مليح 1: 117
مني 1: 34/ 3: 21/ 4: 58/ 5:
8، 277، 417، 423، 459
موظب 5: 168
ميثاء 1: 71، 120‌

(ن)

الناسة (مكة) 5: 356
ناعتون 5: 448
نباك 5: 207
نبايع 1: 480/ 4: 303
النبي 5: 163
نجد 1: 6، 380، 473، 474/ 2:
74، 139، 400/ 3: 249/ 4:
222/ 5: 140، 284
نجران 5: 410
نخل 2: 312
النصرية 4: 293
النَّقبان 1: 169
نهر البصرة 4: 466
النواعص 5: 207
نير 2: 385/ 5: 374‌

(ه)

الهباءة 4: 110
هبالة 2: 299
هجر 1: 226، 256/ 4: 26/ 5:
330
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 414
الهدملة 1: 231/ 6: 73
هِرّ (انظر: رأس هر)
هُرّ 1: 365
هرشي 1: 147/ 6: 47
هنا 6: 68
الهند 3: 249/ 6: 69
هيلان 4: 225‌

(و)

واحف 4: 74
واسط 1: 261/ 4: 390
وج 1: 204/ 5: 128/ 6: 75
الود 3: 245، 246‌

(ي)

يبرين 6: 160
يثرب 5: 368
يذبل 4: 104
اليستعور 3: 76
يسر 6: 156
اليعبوب (صنم) 4: 259
يلملم 6: 160
اليمامة 1: 226، 282، 246/ 2:
138، 154/ 4: 272، 280
اليمن 2: 218، 244، 497/ 3:
256، 466/ 4: 147، 401/ 5: 10، 460/ 6: 19، 158
يمؤود 5: 291/ 6: 160
ينوف 6: 159
ينوفي 1: 356
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 415
الفهرس الثامن فهرس الكتب و هي مراجع الشرح و التحقيق و هذا الفهرس خاص بذكر المواضع التي عينت فيها طبعات هذه المراجع في الأجزاء الخمسة السابقة.
و أما المراجع التي ذكرت في الجزء السادس فقط فهي:
1- تأويل مختلف الحديث، لابن قتيبة. طبع كردستان 1326
2- رسالة الغفران، لأبي العلاء. طبع المعارف 1950
3- شرح ديوان الحماسة، للمرزوقي. طبع لجنة التأليف 1951- 1952
4- مروج الذهب، للمسعودي. طبع البهية 1346
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 416‌

8- فهرس الكتب

اشارة

الآثار الباقية 1: 514
الإتباع و المزاوجة 1: 514
إتحاف فضلاء البشر 1: 514
أخبار الظراف و المتماجنين 1: 514
أخبار النحويين البصريين 4: 517
أدب الكاتب 1: 514
أراجيز العرب 5: 485
إرشاد الأريب 1: 514
الأزمنة و الأمكنة 1: 514
أساس البلاغة 1: 514
أسد الغابة 4: 517
أسماء خيل العرب 1: 514
الاشتقاق 1: 514
إصلاح المنطق 2: 477
الأصمعيات (ليبسك) 1: 514
الأصمعيات (المعارف) 3: 477
الأضداد 1: 514
إعجاز القرآن 5: 485
الأغاني 1: 514
الأفعال 4: 517
الاقتصاب 1: 514
الألفاظ الفارسية 3: 477
أمالي ثعلب 1: 514
أمالي الزجاجي 2: 511
أمالي ابن الشجري 2: 1؟؟؟
أمالي القالي 1: 14
أمالي المرتضي 1: 514
إنباه الرواة 1: 514
الإنباه علي قبائل الرواة 1: 514
الأنساب 1: 515
الإنصاف 1: 515
أوجز السير 1: 515
أوضح المسالك 3: 477
أيمان العرب 3: 477
البداية و النهاية 1: 515
بغية الوعاة 1: 515
بقية أشعار الهذليبن 3: 477
بلوغ الأرب 5: 485
البيان و التبيين 2: 511
البيان و التبيين 3: 477
تاج العروس 1: 515
تاريخ بغداد 1: 515
تذكرة الحفاظ 1: 515
تفسير أبي حيان 1: 515
تكملة شعر الأخطل 1: 515
تمام فصيح الكلام 1: 515
تنبيه البكري 1: 515
تهذيب إصلاح المنطق 4: 517
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 417
تهذيب الألفاظ 1: 515
تهذيب التهذيب 1: 515
ثمار القلوب 1: 515
الجمهرة 1: 515
جمهرة أشعار العرب 1: 515
جمهرة الأمثال 4: 517
جني الجنتين 4: 517
حاشية الدمنهوري 4: 517
حياة الحيوان 5: 485
الحيوان 1: 515
خزانة الأدب 1: 515
الخصائص 1: 515
الخيل (ابن الأعرابي) 4: 517
الخيل (أبو عبيدة) 1: 515
الخيل (ابن الكلبي) 4: 517
درة الغواص 4: 517
دمية القصر 1: 515
ديوان الأخطل 1: 515
ديوان الأعشي 1: 515
ديوان الأفوه 1: 515
ديوان امرئ القيس (ط) 1: 515
ديوان امرئ القيس (خ) 5: 485
ديوان أمية 1: 516
ديوان أوس 1: 516
ديوان جران العود 1: 516
ديوان جرير 1: 516
ديوان حاتم 1: 516
ديوان الحادرة (خ) 2: 511
ديوان حسان 1: 516
ديوان الحطيئة 1: 516
ديوان الحماسة «1» 1: 516
ديوان حميد بن ثور (خ) 1: 511
ديوان حميد بن ثور (ط) 4: 517
ديوان الخنساء 1: 516
ديوان أبي ذؤيب 1: 516
ديوان ذي الرمة 1: 516
ديوان رؤبة 1: 516
ديوان الزفيان 5: 485
ديوان زهير 1: 516/ 2: 511
ديوان سحيم 4: 517
ديوان سلامة بن جندل 1: 516
ديوان الشماخ 1: 516
ديوان أبي طالب 5: 485
ديوان طرفة 1: 516
ديوان الطرماح 1: 516
ديوان طفيل بن عوف 2: 511
ديوان عبد اللّه بن الدمينة 2: 511
ديوان عبيد بن الأبرص 1: 516
ديوان العجاج 1: 516
ديوان عروة بن حزام (خ) 2: 511
ديوان عروة بن الورد 3: 477
ديوان علقمة 1: 516
______________________________
(1) للبحتري و أبي تمام و ابن الشجري.
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 418
ديوان عمر 1: 516/ 5: 485
ديوان عنترة 1: 516
ديوان الفرزدق 1: 516
ديوان القطامي 1: 516
ديوان قيس بن الخطيم 1: 517
ديوان ابن قيس الرقيات 1: 517
ديوان كثير 1: 517
ديوان كعب بن زهير 1: 517
/ 3: 477
ديوان الكميت 1: 517
ديوان لبيد 1: 517
ديوان المتلمس 1: 517
ديوان أبي محجن 4: 517
ديوان المعاني 1: 517
ديوان النابغة (ط) 1: 517
ديوان النابغة (خ) 5: 485
ديوان الهذليين (ط) 1: 517
ديوان الهذليين (خ) 1: 517
ذم الخطأ في الشعر 1: 517
الرسالة 5: 485
رسالة التلميذ 1: 517
رسائل الجاحظ 2: 511
الروض الأنف 1: 517
زهر الآداب 1: 517
سمط اللآلي‌ء 5: 485
سيرة ابن هشام 1: 517
شذرات الذهب 1: 517
شذور الذهب 4: 517
شرح الألفية 5: 485
شرح بانت سعاد 1: 517
شرح الشافية 2: 511
شرح شواهد الألفية 3: 477
شرح شواهد المغني 1: 517
شرح القصائد العشر 4: 517
شرح المعلقات 4: 517
شرح المفضليات 1: 517
شرح المقامات 1: 517
شروح سقط الزند 3: 477
الشعر و الشعراء 1: 517/ 2: 511
شعراء النصرانية 1: 517
الصاحبي 1: 517
الصحاح 1: 517
صفة السحاب و الغيث 4: 518
صفة الصفوة 1: 518
طبقات الشعراء 4: 518
العقد الثمين 4: 518
العقد الفريد 1: 518/ 4: 518
العمدة 1: 518
عيون الأخبار 1: 518
الغريب المصنف (خ) 1: 518
/ 4: 518
غيث النفع 5: 485
الفصول و الغايات 5: 485
الفصيح 3: 477
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 419
فقه اللغة 1: 518
الفهرست 2: 511
القراءات الشاذة 1: 518
قطر الندي 3: 477
الكامل (ابن الأثير) 1: 518
الكامل (المبرد) 1: 518
كتاب سيبويه 1: 518
كتاب الهمز 5: 485
كشف الظنون 1: 518
الكنايات 1: 518
لامية العرب 2: 511
لباب الآداب 3: 477
ليس في كلام العرب 4: 518
مبادئ اللغة 4: 518
مجالس ثعلب 3: 477
مجلة المجمع العلمي 3: 478
مجمع الأمثال 1: 518
المجمع المؤسس 1: 518
المجمل (ط) 1: 518
المجمل (خ) 2: 511
مجموع أشعار الهذليين 1: 518
محاضرات الأدباء 2: 511
مختارات ابن الشجري 2: 512
مختصر في المذكر و المؤنث 1: 518
المخصص 1: 518
المدخَل (خ) 5: 485
مرآة الجنان 1: 518
المرصع 1: 518
المزهر 1: 518
مشارف الأقاويز 4: 518
المعارف 1: 518
معاهد التنصيص 2: 512
معجم البلدان 1: 518
معجم الشعراء 1: 518
المعجم الفارسي الإنجليري 1: 518
معجم ما استعجم 5: 486
المعرب 1: 519
المعلقات السبع 1: 519
المعلقات العشر 1: 519
المعمرين 1: 519
المغني (ابن قدامة) 5: 486
مغني اللبيب 4: 518
مفاتيح العلوم 3: 478
المفضليات 1: 519
مقالة كلا 1: 519
مقامات الحريري 1: 519
المقصور و الممدود 4: 518
الملاحن 1: 519
من نسب إلي أمه 5: 486
منتهي الطلب 2: 512
المواهب الفتحية 5: 486
المؤتلف و المختلف 2: 512
الموشح 3: 478
الميسر و القداح 1: 519
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 420
نزهة الألباء 1: 519
نسب الخيل 1: 519
النقائض 5: 486
نقد الشعر 3: 478
النقود العربية 5: 486
نهاية الأرب 2: 512
نوادر أبي زيد 1: 519
نوادر المخطوطات 5: 486
النيروز 1: 519
الهاشميات 3: 478
همع الهوامع 2: 512
وفيات الأعيان 1: 519
وقعة صفين 2: 512
يتيمة الدهر 1: 519
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 421‌

تفسير الإشارات إلي بعض المراجع

ابن الأثير- الكامل
أدي شير- الألفاظ الفارسية
استينجاس- المعجم الفارسي الإنجليزي
الأمثال- مجمع الأمثال
ابن سلام- طبقات الشعراء
السمعاني- الأنساب
العيني- شرح شواهد شروح الألفية
اللآلي‌ء- سمط اللآلي‌ء
المرزباني- معجم الشعراء
الميداني- مجمع الأمثال
معجم مقائيس اللغة، ج‌6، ص: 423
بحمد اللّه و حسن توفيقه تم طبع كتاب «معجم مقاييس‌اللغة» لأبي الحسين أحمد بن فارس بن زكريا بتحقيق الأستاذ عبد السلام محمد هارون‌

تعريف مرکز القائمیة باصفهان للتحریات الکمبیوتریة

جاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ في سَبيلِ اللَّهِ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (التوبة/41).
قالَ الإمامُ علیّ ُبنُ موسَی الرِّضا – علـَیهِ السَّلامُ: رَحِمَ اللّهُ عَبْداً أحْيَا أمْرَنَا... َ يَتَعَلَّمُ عُلُومَنَا وَ يُعَلِّمُهَا النَّاسَ؛ فَإِنَّ النَّاسَ لَوْ عَلِمُوا مَحَاسِنَ كَلَامِنَا لَاتَّبَعُونَا... (بَــنـادِرُ البـِحـار – فی تلخیص بحـار الأنوار، للعلاّمة فیض الاسلام، ص 159؛ عُیونُ أخبارِ الرِّضا(ع)، الشـَّیخ الصَّدوق، الباب28، ج1/ ص307).
مؤسّس مُجتمَع "القائمیّة" الثـَّقافیّ بأصبَهانَ – إیرانَ: الشهید آیة الله "الشمس آباذی" – رَحِمَهُ اللهُ – کان أحداً من جَهابـِذة هذه المدینة، الذی قدِ اشتهَرَ بشَعَفِهِ بأهل بَیت النبیّ (صلواتُ اللهِ علـَیهـِم) و لاسیَّما بحضرة الإمام علیّ بن موسَی الرِّضا (علیه السّلام) و بـِساحة صاحِب الزّمان (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرجَهُ الشَّریفَ)؛ و لهذا أسّس مع نظره و درایته، فی سَنـَةِ 1340 الهجریّة الشمسیّة (=1380 الهجریّة القمریّة)، مؤسَّسة ًو طریقة ًلم یـَنطـَفِئ مِصباحُها، بل تـُتـَّبَع بأقوَی و أحسَنِ مَوقِفٍ کلَّ یومٍ.
مرکز "القائمیّة" للتحرِّی الحاسوبیّ – بأصبَهانَ، إیرانَ – قد ابتدَأَ أنشِطتَهُ من سَنـَةِ 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریّة القمریّة) تحتَ عنایة سماحة آیة الله الحاجّ السیّد حسن الإمامیّ – دامَ عِزّهُ – و مع مساعَدَةِ جمع ٍمن خِرّیجی الحوزات العلمیّة و طلاب الجوامع، باللیل و النهار، فی مجالاتٍ شتـَّی: دینیّة، ثقافیّة و علمیّة...
الأهداف: الدّفاع عن ساحة الشیعة و تبسیط ثـَقافة الثـَّقـَلـَین (کتاب الله و اهل البیت علیهـِمُ السَّلامُ) و معارفهما، تعزیز دوافع الشـَّباب و عموم الناس إلی التـَّحَرِّی الأدَقّ للمسائل الدّینیّة، تخلیف المطالب النـّافعة – مکانَ البَلاتیثِ المبتذلة أو الرّدیئة – فی المحامیل (=الهواتف المنقولة) و الحواسیب (=الأجهزة الکمبیوتریّة)، تمهید أرضیّةٍ واسعةٍ جامعةٍ ثـَقافیّةٍ علی أساس معارف القرآن و أهل البیت –علیهم السّلام – بباعث نشر المعارف، خدمات للمحققین و الطـّلاّب، توسعة ثقافة القراءة و إغناء أوقات فراغة هُواةِ برامِج العلوم الإسلامیّة، إنالة المنابع اللازمة لتسهیل رفع الإبهام و الشـّـُبُهات المنتشرة فی الجامعة، و...
- مِنها العَدالة الاجتماعیّة: التی یُمکِن نشرها و بثـّها بالأجهزة الحدیثة متصاعدة ً، علی أنـّه یُمکِن تسریعُ إبراز المَرافِق و التسهیلاتِ – فی آکناف البلد - و نشرِ الثـَّقافةِ الاسلامیّة و الإیرانیّة – فی أنحاء العالـَم - مِن جـِهةٍ اُخرَی.
- من الأنشطة الواسعة للمرکز:
الف) طبع و نشر عشراتِ عنوانِ کتبٍ، کتیبة، نشرة شهریّة، مع إقامة مسابقات القِراءة
ب) إنتاجُ مئات أجهزةٍ تحقیقیّة و مکتبیة، قابلة للتشغیل فی الحاسوب و المحمول
ج) إنتاج المَعارض ثـّـُلاثیّةِ الأبعاد، المنظر الشامل (= بانوراما)، الرّسوم المتحرّکة و... الأماکن الدینیّة، السیاحیّة و...
د) إبداع الموقع الانترنتی "القائمیّة" www.Ghaemiyeh.com و عدّة مَواقِعَ اُخـَرَ
ه) إنتاج المُنتـَجات العرضیّة، الخـَطابات و... للعرض فی القنوات القمریّة
و) الإطلاق و الدَّعم العلمیّ لنظام إجابة الأسئلة الشرعیّة، الاخلاقیّة و الاعتقادیّة (الهاتف: 00983112350524)
ز) ترسیم النظام التلقائیّ و الیدویّ للبلوتوث، ویب کشک، و الرّسائل القصیرة SMS
ح) التعاون الفخریّ مع عشراتِ مراکزَ طبیعیّة و اعتباریّة، منها بیوت الآیات العِظام، الحوزات العلمیّة، الجوامع، الأماکن الدینیّة کمسجد جَمکرانَ و...
ط) إقامة المؤتمَرات، و تنفیذ مشروع "ما قبلَ المدرسة" الخاصّ بالأطفال و الأحداث المُشارِکین فی الجلسة
ی) إقامة دورات تعلیمیّة عمومیّة و دورات تربیة المربّـِی (حضوراً و افتراضاً) طیلة السَّنـَة
المکتب الرّئیسیّ: إیران/أصبهان/ شارع"مسجد سیّد"/ ما بینَ شارع"پنج رَمَضان" ومُفترَق"وفائی"/بنایة"القائمیّة"
تاریخ التأسیس: 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریة القمریّة)
رقم التسجیل: 2373
الهویّة الوطنیّة: 10860152026
الموقع: www.ghaemiyeh.com
البرید الالکترونی: Info@ghaemiyeh.com
المَتجَر الانترنتی: www.eslamshop.com
الهاتف: 25-2357023- (0098311)
الفاکس: 2357022 (0311)
مکتب طهرانَ 88318722 (021)
التـِّجاریّة و المَبیعات 09132000109
امور المستخدمین 2333045(0311)
ملاحَظة هامّة:
المیزانیّة الحالیّة لهذا المرکز، شـَعبیّة، تبرّعیّة، غیر حکومیّة، و غیر ربحیّة، اقتـُنِیَت باهتمام جمع من الخیّرین؛ لکنـَّها لا تـُوافِی الحجمَ المتزاید و المتـَّسِعَ للامور الدّینیّة و العلمیّة الحالیّة و مشاریع التوسعة الثـَّقافیّة؛ لهذا فقد ترجَّی هذا المرکزُ صاحِبَ هذا البیتِ (المُسمَّی بالقائمیّة) و مع ذلک، یرجو مِن جانب سماحة بقیّة الله الأعظم (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرَجَهُ الشَّریفَ) أن یُوفـِّقَ الکلَّ توفیقاً متزائداً لِإعانتهم - فی حدّ التـّمکـّن لکلّ احدٍ منهم – إیّانا فی هذا الأمر العظیم؛ إن شاءَ اللهُ تعالی؛ و اللهُ ولیّ التوفیق.