الحقائق من الصواعق

اشارة

لجنة التاليف

المدخل

(بسم اللّه الرّحمن الرّحيم)
الحقائق من الصواعق، ص: 4

في رواية أنّه صلّي اللّه عليه و آله قال في مرض موته: «أيّها النّاس! يوشك أن اقبض قبضا سريعا فينطلق بي، و قدمت إليكم القول معذرة إليكم.
ألا إنّي مخلّف فيكم كتاب ربّي عزّ و جل، و عترتي أهل بيتي- ثمّ أخذ بيد علي عليه السّلام فرفعها فقال: - هذا عليّ مع القرآن و القرآن مع عليّ لا يفترقان حتّي يردا عليّ الحوض، فأسألهما ما خلّفت فيهما» [1].

أخرج الطبراني أنّه صلّي اللّه عليه و آله قال لفاطمة عليها السّلام: «نبيّنا خير الأنبياء و هو أبوك؛ و شهيدنا خير الشهداء و هو عمّ أبيك حمزة؛ و منّا من له جناحان يطير بهما في الجنّة حيث شاء و هو ابن عمّ أبيك جعفر؛ و منّا سبطا هذه الامّة الحسن و الحسين و هما إبناك؛ و منّا المهديّ» [2].
____________________________________________1______
[1- 2] الصواعق المحرقة: 2/368 و 477، الحقائق من الصواعق: 44 و 45، 235.
الحقائق من الصواعق، ص: 5

المقدّمة

اشارة

(بسم اللّه الرّحمن الرّحيم) الحمد للّه الّذي اصطفي الأنبياء عليهم السّلام لهداية و إرشاد البشريّة، و من بعدهم الأوصياء عليهم السّلام خلفاء و امتدادا لهم، ليصل الناس باتّباعهم و السير علي نهجهم إلي أعلي مراتب الكمال و نيل سعادة النشأتين.
و السلام علي خاتم الأنبياء و المرسلين نبيّنا و سيّدنا محمّد صلّي اللّه عليه و آله و علي أخيه و ابن عمّه أمير المؤمنين عليه السّلام و علي آله الطيّبين الطاهرين، سيّما آخر أوصيائه المهدي المنتظر- عجّل اللّه تعالي فرجه الشريف-.

بيان الفضائل و أثرها التربويّة

إنّ دور بيان فضائل أولياء اللّه الصالحين و أثرها في تربية البشريّة واضح للجميع لا يمكن إنكاره، لأنّ الإنسان في سيره الحثيث نحو التكامل المادّي و المعنوي لابدّ و أن يتّخذ لنفسه قدوة في هذا الطريق، و لهذا جعل اللّه الفضائل علّة لإرسال الرسل و الأنبياء، و من هذه الجهة مدحهم بصفات حميدة في كتابه الكريم.
الحقائق من الصواعق، ص: 6
فحينما يذكر إبراهيم عليه السّلام يقول: وَ اذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِبْراهِيمَ إِنَّهُ كانَ صِدِّيقاً نَبِيًّا
[1].
و في موضع آخر يقول: وَ إِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْراهِيمَ* إِذْ جاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ
[2].
و في موضع آخر: إِنَّ إِبْراهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ
[3].
و في إسماعيل عليه السّلام يقول: إِنَّهُ كانَ صادِقَ الْوَعْدِ
[4].
و في موضع آخر من القرآن يصف نبيّه يوسف عليه السّلام بالصدق فيقول: يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ
[5].
بعد ذلك يمدح نبيّه موسي عليه السّلام بالإخلاص فيقول: وَ اذْكُرْ فِي الْكِتابِ مُوسي إِنَّهُ كانَ مُخْلَصاً وَ كانَ رَسُولًا نَبِيًّا
[6].
و يمدح نبيّه إدريس عليه السّلام بالصدق فيقول: وَ اذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كانَ صِدِّيقاً نَبِيًّا
[7].
و يذكر يحيي عليه السّلام بالزهد و التقوي: أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيي مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَ سَيِّداً وَ حَصُوراً وَ نَبِيًّا …
[8].
__________________________________________________
[1] مريم (19): 41.
[2] الصافّات (37): 83 و 84.
[3] هود (11): 74.
[4] مريم (19): 54.
[5] يوسف (12): 41.
[6] مريم (19): 51.
[7] مريم (19): 56.
[8] آل عمران (3): 39.
الحقائق من الصواعق، ص: 7
و يذكر عيسي عليه السّلام و يمدحه بعبارات مختلفة: يا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَي ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيا وَ الْآخِرَةِ وَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ
[1].
و في آية اخري: وَ مِنَ الصَّالِحِينَ
[2].
و يبيّن فضائل خاتم رسله صلّي اللّه عليه و آله في مواضع عديدة من كتابه المجيد فيقول: وَ ما أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ
[3].
و في موضع آخر: إِنَّكَ لَعَلي خُلُقٍ عَظِيمٍ
[4].
و حينما يريد تبيين منزلة و فضائل علي و أهل البيت عليهم السّلام، يجعل مودّتهم و اتّباعهم أجرا لرسالة رسوله صلّي اللّه عليه و آله في تحمّله مشاقّ أداء الرسالة و إخراج النّاس من ظلمات الجهل: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي
[5].
و في هذا المجال وردت آيات كثيرة مثل: آية الولاية، و المباهلة، و غيرها، و نقلت مئات من الأحاديث و الروايات في كتب الفريقين. [6]

دور محدّثي أهل السنّة في بيان فضائل و مكارم أخلاق آل بيت النبي صلّي اللّه عليه و آله

من اللازم أن نذكر هنا و باختصار ما يتعلّق بهذا الموضوع:
خلال ثلاث و عشرون عاما من عمر الرسالة الإسلاميّة كانت الأحاديث الواردة في فضائل أهل البيت عليهم السّلام تتمتّع بأهميّة بالغة لدي المسلمين لكونها جزءا من القيم
__________________________________________________
[1] آل عمران (3): 45.
[2] الأحزاب (33): 69.
[3] الأنبياء (21): 107.
[4] القلم (69): 4.
[5] الشوري (42): 23.
[6] لمزيد من الإطّلاع في هذا المجال تراجع المصادر العديدة في هوامش هذا الكتاب.
الحقائق من الصواعق، ص: 8
الإجتماعيّة لديهم، لأنّهم اهتمّوا بحفظها و نشرها في شتّي المجالات و الدليل علي ذلك كتبهم الموجودة المملوءة من فضائلهم عليهم السّلام.
لكن بعد وفاة النبي صلّي اللّه عليه و آله و انحراف الخلافة عن مسيرها الأصلي- الّذي رسمه القرآن و النبي صلّي اللّه عليه و آله و الّذي يتمثّل بتسلّم أمير المؤمنين عليه السّلام امور المسلمين و هدايتهم- انبري المنافقون و مدّعو الخلافة للحيلولة دون قيام الإمام عليه السّلام بهذا الأمر الخطير و الحسّاس، و ذلك من خلال تلك المسرحيّة المفضوحة و الّتي أدّوا فيها أدوارا خبيثة بحجّة الحرص علي الدين و المسلمين. فكان لهم ما أرادوا.
و بهذا أصبح نقل الحديث كباقي القيم الدينيّة عرضة لأفكار و أوهام خلفاء الجور، حتّي أصبح نقل الحديث بصورة عامّة و نقل فضائل أمير المؤمنين عليه السّلام بصورة خاصّة في زمان عمر ممنوعا، بحجّة أنّ الإشتغال بالحديث يشغل النّاس عن قراءة القرآن [1]!! و من يتعرّض للحديث و نقله فإنّه يلاقي العقاب القاسي إمّا الجلد و إمّا «درّة» الخليفة، و يا لها من درّة! لم ينج منها سوي عدّة معدودة من مريديه و مريدهم! و لم يقف الخليفة، عند هذا الحدّ، بل منع أصحاب النبي صلّي اللّه عليه و آله من الخروج عن المدينة بحجّة أنّهم صفوة الإسلام و النبي صلّي اللّه عليه و آله، و لا يجوز التفريط بهم!! [2] و الحقيقة أنّه كان يخشي أن ينشروا فضائل أهل البيت عليهم السّلام الّتي سمعوها من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله.
__________________________________________________
[1] راجع! مقباس الهداية: 3/189 الهامش 2، نقلا عن التقريب و التدريب: 2/65، محاسن الاصطلاح: 296 ذيل المقدّمة، تقييد العلم: 5 و 93، الطبقات لابن سعد: 3/206، اصول الحديث: 153- 165، فتح المغيث: 2/142، سنن الدارمي: 1/125، المقابيس للدربندي: 17، معالم المدرستين: 2/44.
[2] انظر! شرف أصحاب الحديث للخطيب البغدادي: 186- 187، المستدرك علي الصحيحين:
1/101، مختصر تاريخ دمشق: 17/101.
الحقائق من الصواعق، ص: 9
و بناء علي هذا فقد بقيت أحاديث الرسول صلّي اللّه عليه و آله في حقّ علي و أهل بيته عليهم السّلام خبيّة في الصدور إلي أن تسلّم الإمام علي عليه السّلام زمام الخلافة الظاهريّة، فكان عليه السّلام بين الحين و الآخر يفضي إلي الناس ما سمعه عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في حقّه و حقّ أهل بيته.. و هكذا صحابته كعمّار و ميثم …
و لم تطل المدّة حتّي تسلّط معاوية علي مقدّرات المسلمين، فلم يمنع أحاديث النبي صلّي اللّه عليه و آله في علي عليه السّلام و أهل بيته عليهم السّلام و حسب، بل و في مقابل ذلك فتح بابا واسعا أمام وضع الأحاديث في شأن خلفاء الجور من بني اميّة و غيرهم، فأصبح سوق الأحاديث الموضوعة هذا رائجا، حتّي ألجاء ابن حجر إلي الاعتراف بذلك مع كلّ ما فيه من تعصّب و عمي [1].
استمرّ هذا الوضع حتّي أواخر العهد الأموي و بداية حركة العبّاسيين، و في هذه الفترة بالذات حدث تخلخل في الوضع العام أدّي إلي انفجار عظيم في نقل الحديث نتيجة الكبت و الضغوط من زمان الخليفة الأوّل، لا سيّما و أنّ بني العبّاس جاءوا و تحرّكوا باسم أهل البيت عليهم السّلام، فكانت فرصة جدّ مناسبة لانتشار الحديث و تدوينه، استغلّها الإمام الباقر عليه السّلام و الإمام الصادق عليه السّلام أحسن استغلال و بدأوا بنشر فضائل أمير المؤمنين و أهل بيته عليهم السّلام.
إلي أن جاء عمر بن عبد العزيز و طلب من أبي بكر الحزمي أن يكتب له ما كان من حديث رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أو سنّته أو سنّة عمر بن الخطّاب، كما صرّح بذلك مالك و غيره. [2]
__________________________________________________
[1] انظر! الصواعق المحرقة: 121، الفصل الثاني في فضائل علي عليه السّلام.
[2] انظر! موطّاء المالك: 1/5.
الحقائق من الصواعق، ص: 10
أمّا علماء أهل السنّة المنصفين و الّذين أصبحوا أحرارا من الجوّ الخانق للحكم الأموي، فقد فتحوا الباب علي مصراعيه في نقل و تدوين الحديث بصورة عامّة و أحاديث فضائل أهل البيت عليهم السّلام بصورة خاصّة.
فكان الفضل للزهري و الشعبي و أمثالهما في حلّ عقدة العصبيّة هذه، و تبعهم في ذلك كثيرون تدفّقوا كالموج الهادر، أمثال ابن أبي شيبة- استاذ البخاري- النسّائي، الترمذي، مسلم، البخاري، أحمد بن حنبل، ابن ماجة، الشافعي و تلامذته:
عبد الرزاق الصنعاني، الطبري (صاحب التفسير و التأريخ)، الطبراني (صاحب المعجم)، البيهقي، الحاكم، و عشرات المحدّثين الآخرين حيث خصّصوا في كتبهم بابا مستقلّا في فضائل أهل البيت عليهم السّلام، و أعلنوا عن الفضائل الّتي كانت محبوسة في الصدور.
نعم، و من المؤسف ألجأهم الجوّ الحاكم لنقل الأحاديث الموضوعة المنحولة في فضائل خلفاء الجور من دون تروّ و تدبّر أحيانا أو التطميع أو الخوف حين اخري.
و من جهة اخري عدّة من هؤلاء المحدّثين خطوا خطوات أكبر، فألّفوا كتبا مستقلّة في فضائل أهل البيت عليهم السّلام عموما و أمير المؤمنين عليه السّلام خصوصا، أمثال أحمد بن حنبل، النسّائي، العيني، القندوزي، السخاوي، ابن الجوزي، الخوارزمي، ابن الصبّاغ المالكي و … و … الّذين يضيق المجال بذكرهم.

دور الشعراء في نقل فضائل أهل البيت عليهم السّلام

ممّا لا شكّ فيه أنّ للشعراء دورا بارزا في بيان دعوة النبي صلّي اللّه عليه و آله و فضائل أهل بيته عليهم السّلام، و كان صلّي اللّه عليه و آله يشجّعهم في هذا المجال و يثني عليهم، فكان حسّان بن ثابت أوّل
الحقائق من الصواعق، ص: 11
من قال في فضائل علي عليه السّلام، و ذلك يوم الغدير حين
قال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله مقالته في ذلك اليوم: «من كنت مولاه، فهذا عليّ مولاه»
فقال حسّان في ذلك بعد أن استأذن النبي صلّي اللّه عليه و آله:
يناديهم يوم الغدير نبيّهم بخمّ فأصبح بالرسول مناديا
فقال فمن مولاكم و نبيّكم؟ فقالوا: و لم يبدوا هناك التعاميا
الهك مولانا و أنت نبيّنا و لم تلق منّا في الولاية عاصيا
فقال له: قم يا علي! فانني رضيتك من بعدي إماما و هاديا
فمن كنت مولاه فهذا وليّه فكونوا له أتباع صدق مواليا
هناك دعا اللهمّ و ال وليّه و كن للّذي عادي عليّا معاديا
… إلي آخر القصيدة، و من بعد حسّان، قيس بن سعد بن عبادة، و نفس القدسيّة العلويّة، و العبدي الكوفي و الكميت و الفرزدق، الحميري، و الشافعي و دعبل و … و …
و حتّي العصر الحاضر كتبوا قصائد في مدح أمير المؤمنين و أهل البيت عليهم السّلام، من السنّة و الشيعة، العلماء و العوام و بألسنة مختلفة و لغات عديدة كلّهم أبرزوا فيها حبّهم العميق لأهل البيت عليهم السّلام، و نثروا قصائدهم و شعرهم كالورود بين أقدام أمير المؤمنين عليه السّلام و أهل بيته عليهم السّلام ليؤدّوا جزءا من أجر الرسالة الّتي قال اللّه تعالي: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي
. [1]
و لا يفوتنا أن نذكر هنا أنّ عدّة عديدة من المحدّثين و الشعراء ابتلوا بأنواع التعذيب و القتل و النفي من قبل الحكّام، و لكن اللّه تعالي وعد في كتابه أنّ نوره هو الغالب علي كلّ الظلمات، لذا لم تسفر أساليب الحكّام في معاداتهم لهذا النور سوي
__________________________________________________
[1] الشوري (42): 23.
الحقائق من الصواعق، ص: 12
بضعة أيّام أطالت مدّة حكمهم: يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ وَ يَأْبَي اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَ لَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ
[1].
نعم؛ لم يستطع العلماء و المفكّرون و الشعراء و كلّ من أنار اللّه قلبه أن يسكتوا عن فضائل أهل البيت عليهم السّلام بل نشروها شعرا و نثرا و بيانا، و في هذا المجال هناك أفراد متعصّبون أيضا كتبوا في فضائل أهل البيت عليهم السّلام لئلّا يتخلّفوا عن هذا الموج العارم؛ و من هؤلاء المتعصّبين بل المعاندين، ابن حجر صاحب كتاب «الصواعق المحرقة» الّذي نتعرّف عليه، نسبا و فكرا مجملا.

نظرة في شخصيّة ابن حجر و بنائه الفكري

هو أبو العبّاس شهاب الدين أحمد بن محمّد بن علي بن الحجر الهيتمي المكّي السعدي الأنصاري الشافعي المحدّث الفقيه الصوفي، ينسب إلي محلّة أبي الهيتم من مديريّة الغربيّة بمصر.
ولد ببلدته المذكورة سنة 899 ه و مات أبوه و هو صغير، فكفله شمس الدين بن أبي الحمائل و شمس الدين الشناوي، ثمّ نقله الشناوي من محلّة أبي الهيتم إلي مقام سيّدي أحمد البدوي ب «طنطا»، فقرأ هناك مبادئ العلوم و حفظ القرآن، ثمّ نقله في سنة 924 ه إلي الجامع الأزهر، فأخذ عن علماء مصر وقتئذ.
__________________________________________________
[1] المائدة (5): 32.
أيّها القارئ الكريم! لمزيد من الإطّلاع عن الموضوع، راجع الكتاب القيم «الغدير» للعلّامة الكبير آية اللّه الحاج شيخ عبد الحسين الأميني النجفي رحمه اللّه.
الحقائق من الصواعق، ص: 13

شيوخه في العلم و الرواية

أخذ العلم و روي عن جملة من العلماء، منهم الشهاب الرملي، و الشمس اللقاني، و الشمس السمهودي، و الشمس المشهدي، و عن الطبلاوي، و الشهاب بن النجّار الحنبلي، و الشهاب بن الصائغ، و روي عن القاضي زكريا و السباطي و الأمين الغمري؛ تلميذ ابن حجر العسقلاني، و روي عن السيوطي و أبي الحسين البكري، و له معجم وسيط و معجم صغير لمشايخه و إجازاتهم له، و الكتب الّتي رواها عنهم، و الصواعق المحرقة.
توفّي في رجب من سنة 973 ه، كما في «شذرات الذهب» و «البدر الطالع»، و في سنة 974 ه، كما في «المشرع الروي» و «تاج العروس» للزبيدي، و في سنة 964 ه، كما في فهرست الدمنتي الكبير، و في سنة 995 ه، عند المحبّي، و الصحيح أنّه توفّي سنة 974 ه، و كانت وفاته بمكّة المكرّمة. [1]
و الّذي يظهر من خلال كتابه «الصواعق المحرقة» أنّه كان رجلا متعصّبا و خصوصا للشيخين، بالإضافة إلي تعصّبه و دفاعه عن معاوية بن أبي سفيان مع اعترافه بأحقّية علي عليه السّلام.
ويوجّه و يكيل السباب و الشتائم- بدون خشية من اللّه- للشيعة المظلومين عبر التأريخ، و لقد سعي في هذا الطريق أن يثبت أنّ الأئمّة الإثني عشر اناس منزّهون مطهّرون مشمولون بعناية اللّه و رسوله، و لكن الشيعة هم حرّفوا العقيدة، و كلّ منطقهم و كلامهم بلا دليل!!
__________________________________________________
[1] انظر! مقدّمة الصواعق المحرقة: (ف، ص) الطبعة: مكتبة القاهرة.
الحقائق من الصواعق، ص: 14
و بديهيّ أن يبتلي بالتناقض و اللغو، و يتوسّل بأدلّة ضعيفة لا أساس لها، سنشير إلي بعضها في مضامين هذا الكتاب- إن شاء اللّه- ليتعرّف القارئ الكريم علي البناء الفكري لهذا الرجل المتعصّب.
المؤلّف في مقدّمة كتابه يدافع عن كلّ صحابي، و ينقل أحاديث عامّة و مطلقة في النهي عن الابتداع و ذمّ المبتدعين من طرق أهل السنّة، ثمّ يطبّقها علي الشيعة و يدّعي بأنّهم المبتدعون.
و خلاصة قوله: أنّ الشيعة كفّار و مشركون، و ذلك لأنّهم يبغضون و يلعنون الظالمين و الغاصبين، و يسعي لإثبات مدّعاه بتناقضات مفضوحة.
ثمّ ينتخب أربعين حديثا في فضائل أمير المؤمنين عليه السّلام، و يورد كراماته عليه السّلام و كلماته القصار. بعد ذلك ينتقل إلي بيان فضائل أهل البيت و بقيّة الأئمّة عليهم السّلام، و يصاب في هذا النطاق بالحسّاسيّة أحيانا، و بالتعصّب المفرط و التناقض اخري.
و نحن هنا نشير إلي صفحات كتابه و فصوله و أبوابه ليراجع المحقّقون بأنفسهم، و يثبت لهم صدق مدعانا [1].
و من هنا لم يكن بناؤنا ردّ لغو ابن حجر، و إنّما المهمّ انتخاب الفضائل البارزة لأمير المؤمنين عليه السّلام و باقي أئمّة أهل البيت عليهم السّلام من كتاب «الصواعق المحرقة» دون التعرّض لنبذه و شتمه و ألفاظه النابية المملوءة حقدا و تعصّبا علي أتباع أمير المؤمنين عليه السّلام، بل أوكلنا الردّ علي كلّ ترّهاته إلي كتاب «الصوارم المهرقة»
__________________________________________________
[1] راجع! الفصل الأوّل من كتاب «الصواعق المحرقة» في فضائل علي عليه السّلام، و الباب التاسع من الفصل الثاني، و الباب الحادي عشر من الفصل الأوّل، ذيل الآية السابعة، و الباب الثاني عشر من فصل فضائل أهل البيت عليهم السّلام.
الحقائق من الصواعق، ص: 15
للشهيد القاضي نور اللّه التستري رحمه اللّه و هذا الكتاب قيد التحقيق، و سيطبع قريبا إن شاء اللّه.
هذا؛ و إنّنا قد انتخبنا من ثنايا هذا الكتاب الّذي ألّفه صاحبه في أشدّ حالات التعصّب، أبرز فضائل أهل البيت عليهم السّلام و سمّيناه ب «الحقائق من الصواعق» [1] لنقدّمه إلي القرّاء المنصفين و طالبي الحق و الحقيقة، و الفضل ما شهدت به الأعداء.
آملين أن يحظي هذا المجهود القاصر بالقبول عند أمير المؤمنين و سيّد الزاهدين علي بن أبي طالب عليه السّلام، و ولده قطب دائرة الإمكان، صاحب العصر و الزمان المهدي المنتظر عجّل اللّه تعالي فرجه الشريف. آمين ربّ العالمين.
و السّلام علي من اتّبع الهدي قم المقدّسه، رمضان المبارك 1422 هجري عبد اللّه محمّدي مازندراني- محمّد حسين رحيميان
__________________________________________________
[1] و من الجدير بالذكر أنّ هذا الكتاب- و بعد الاستعانة باللّه و رسوله صلّي اللّه عليه و آله و أهل بيته عليهم السّلام-، صدر مترجما إلي اللغة الفارسيّة تحت عنوان «روشنگران قرآن» عن «انتشارات دليل ما» سنة 1380 ه. ش.
الحقائق من الصواعق، ص: 16
هذا الكتاب:
يعرّفك علي طرف من فضائل أهل بيت النبي صلّي اللّه عليه و آله الّتي وردت في كتاب أكثر أهل السنّة تعصّبا و يهدي القارئ المنصف و الطالب للحق إلي قبول ولاية أهل بيت العصمة و الطهارة عليهم السّلام و يحثّه علي السعي و الاجتهاد و التحقيق للوصول إلي طريق الكمال و سعادة الدارين.
الحقائق من الصواعق، ص: 17

نبذة من فضائل أمير المؤمنين عليه السّلام اللامتناهية

اشارة

1- إسلام عليّ عليه السّلام و هجرته 2- فضائل عليّ عليه السّلام في الأحاديث 3- فضائل عليّ عليه السّلام في أقوال الصحابة 4- نبذة من خصائصه الكريمة 5- نبذة من كلماته القصار 6- شهادة علي عليه السّلام و سببها
الحقائق من الصواعق، ص: 19

إسلام عليّ عليه السّلام و هجرته

و اعلم! أنّ المؤلّف تعرض في فصل مخصوص بفضائل علي عليه السّلام مفصّلا و يقول في بداية الفصل خلاصة من الفضائل:
أسلم عليه السّلام و هو ابن عشر سنين، و قيل: تسع، و قيل: ثمان، و قيل: دون ذلك قديما. [1]
بل قال ابن عبّاس، و أنس، و زيد بن أرقم، و سلمان الفارسي و جماعة: إنّه أوّل من أسلم، و نقل بعضهم الإجماع عليه [2].
و نقل أبو يعلي عنه عليه السّلام و قال: «بعث رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يوم الإثنين و أسلمت يوم الثلاثاء» [3].
من فضائله: أنّه عليه السّلام أخو رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بالمؤاخاة، و صهره علي فاطمة عليها السّلام سيّدة نساء العالمين و أحد السابقين إلي الإسلام، و أحد العلماء الربّانيين، و الشجعان المشهورين، و الزهّاد المذكورين، و الخطباء المعروفين، و أحد من جمع القرآن، و عرضه علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله، و عرض عليه أبو الأسود الدؤلي، و أبو عبد الرحمان السلمي، و عبد الرحمان بن أبي ليلي.
__________________________________________________
[1] هذا رأي التأريخ، و إلّا متي لم يكن مسلما حتّي أسلم؟
و هو عليه السّلام يقول: «إنّي ولدت علي الفطرة … ».
[2- 3] الصواعق المحرقة: 120 (الطبعة القديمة).
الحقائق من الصواعق، ص: 20
و لمّا هاجر النبي صلّي اللّه عليه و آله إلي المدينة أمره أن يقيم بعده بمكّة أيّاما حتّي يؤدّي عنه أمانته و الودائع و الوصايا الّتي كانت عند النبي صلّي اللّه عليه و آله، ثمّ يلحقه بأهله، ففعل ذلك.
و شهد مع النبي صلّي اللّه عليه و آله سائر المشاهد إلّا تبوك؛ فإنّه صلّي اللّه عليه و آله استخلفه علي المدينة،
و قال له حينئذ: «أنت منّي بمنزلة هارون من موسي» [1].
له في جميع المشاهد الآثار المشهورة، و أصابه يوم أحد ستّ عشرة ضربة، و أعطاه النبي صلّي اللّه عليه و آله اللواء في مواطن كثيرة سيّما يوم خيبر، و أخبر صلّي اللّه عليه و آله أنّ الفتح يكون علي يده، كما في الصحيحين [2].
و حمل يومئذ باب حصنها علي ظهره حتّي صعد المسلمون عليه، ففتحوها، و أنّهم جرّوه بعد ذلك فلم يحمله إلّا أربعون رجلا.
و في رواية: أنّه تناول حصن خيبر فتترّس به عن نفسه، فلم يزل يقاتل و هو في يده حتّي فتح اللّه عليهم، ثمّ ألقاه فأراد ثمانية أن يلقوه، فما استطاعوا [3].
ثمّ إنّ المؤلّف تعرّض في الباب التاسع من الفصل الثاني فصلا ممتعا في فضائل علي عليه السّلام و قال: و هي كثيرة عظيمة شهيرة حتّي قال: ما جاء لأحد من الفضائل
__________________________________________________
[1] الصواعق المحرقة: 2/351، و جدير بالذكر أنّ مصادر هذه الفضائل تذكر في الفصول الآتيه، إن شاء اللّه.
[2]
أخرج أحمد: 5/333، و البخاري: 3701، و مسلم: 2406، و أبو داود: 3661، و ابن حبّان:
6932، و الطبراني: 5877، و سعيد بن منصور في سننه: 2473، و البيهقي: 9/106- 107 و فيه:
«أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال يوم خيبر: «لأعطينّ الراية غدا رجلا يفتح اللّه علي يديه»، فأعطاها لعلي عليه السّلام.»
[3] انظر! سيرة ابن هشام: 3/349- 350، تاريخ الطبري: 2/94، مختصر تاريخ دمشق: 17/331.
الحقائق من الصواعق، ص: 21
ما جاء لعلي عليه السّلام [1].
و قال إسماعيل القاضي، و النسّائي، و أبو علي النيسابوري، لم يرد في حقّ أحد من الصحابة بالأسانيد الحسان أكثر ممّا جاء في علي عليه السّلام [2].
قال بعض المتأخّرين من ذريّة أهل البيت النبوي: و سبب ذلك- و اللّه أعلم- أنّ اللّه تعالي أطلع نبيّه صلّي اللّه عليه و آله علي ما يكون بعده ممّا ابتلي به علي، و ما وقع من الاختلاف لما آل إليه أمر الخلافة، فاقتضي ذلك نصح الامّة بإشهاره بتلك الفضائل؛ لتحصل النجاة لمن تمسّك به ممن بلغته.
ثمّ لمّا وقع ذلك الاختلاف و الخروج عليه نشر من سمع من الصحابة تلك الفضائل و بثّها نصحا للأمّة أيضا.
ثمّ لمّا اشتدّ الخطب و اشتغلت طائفة من بني اميّة بتنقيصه و سبّه علي المنابر، و وافقهم الخوارج- لعنهم اللّه- بل قالوا بكفره، اشتغلت جهابذة الحفّاظ- من أهل السنّة- ببثّ فضائله حتّي كثرت نصحا للامّة و نصرة للحق.
ثمّ اعلم! أنّه سيأتي في فضائل أهل البيت عليهم السّلام أحاديث مستكثرة من فضائله فلتكن منك علي ذكر! و اقتصرت هنا علي أربعين حديثا لأنّها من غرر فضائله.
__________________________________________________
[1] الصواعق المحرقة: 2/353، المستدرك علي الصحيحين: 3/116 الحديث 4572/170، شواهد التنزيل: 1/26 الحديث 7 و: 27 الحديث 8 و 9، الإستيعاب: 3/51، المناقب للخوارزمي:
34 الحديث 4، ترجمة الإمام عليّ عليه السّلام: 3/63 الحديث 1108، الكامل في التأريخ: 3/399، فرائد السمطين: 1/379 الحديث 309، نظم درر السمطين: 80، الإصابة: 2/507، فتح الباري: 7/89، تهذيب التهذيب: 7/339، تاريخ الخلفاء للسيوطي: 168، السيرة الحلبيّة: 2/207، إسعاف الراغبين: 164.
[2] الإستيعاب: 3/51، فتح الباري: 7/89، إسعاف الراغبين: 164.
الحقائق من الصواعق، ص: 22

فضائل علي عليه السّلام في الأحاديث

ثمّ إنّ المؤلّف نقل أربعين حديثا في فضيلة علي عليه السّلام و هي:
الحديث الأوّل: أخرج الشيخان عن سعد بن أبي وقاص، و أحمد و البزّار، عن أبي سعيد الخدري، و الطبراني، عن أسماء بنت عميس و ام سلمة، و حبشي ابن جنادة، و ابن عمر، و ابن عبّاس، و جابر سن سمرة، و علي عليه السّلام، و البراء بن عازب، و زيد بن أرقم: أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله خلّف عليّ بن أبي طالب في غزوة تبوك.
فقال: «يا رسول اللّه! تخلفني في النساء و الصبيان؟» فقال: «أما ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي، غير أنّه لا نبيّ بعدي» [1].
__________________________________________________
[1] المصنّف لعبد الرّزاق: 5/406 الحديث 9754 و 11/226 الحديث 20390، المصنّف لابن أبي شيبة: 7/496 الحديث 11 و 8/562 الحديث 4، مسند أحمد: 1/282 الحديث 1493 و 298 الحديث 1587 و 4295 الحديث 14228، صحيح البخاري: 3/176 الحديث 4416، التفسير المنسوب إلي الإمام العسكري عليه السّلام: 380، صحيح مسلم: 4/1490 الحديث 31- (2404) و 32- (2404)، سنن الترمذي: 5/596 الحديث 3724، المسند للبزّار: 4/38 الحديث 1200، الخصائص للنسّايي: 14، 16، 17، المعجم الكبير للطبراني: 2/247 الحديث 2035، و 5/203 الحديث 5094 و 12/99 الحديث 12593، و 23/377 الحديث 892، و 24/146 الحديث 384- 386، و 147 الحديث 387- 389، المناقب للكلابي: 442 الحديث 29 و: 443 الحديث 30، المستدرك علي الصحيحين: 2/367 الحديث 3294/411 و 3/144 الحديث 4652/250، شواهد التنزيل: 1/190 الحديث 203 و 192 الحديث 204 و 193 الحديث 205، الإرشاد للمفيد: 1/156، الأمالي للمفيد: 57 الحديث 2، حلية الأولياء: 7/196، سنن الكبري للبيهقي:
9/40، دلائل النبوّة للبيهقي: 5/220، أمالي الطوسي: 307 الحديث 616 و 63، 555 الحديث
الحقائق من الصواعق، ص: 23
الحديث الثاني: أخرج الشيخان أيضا؛ عن سهل بن سعد، و الطبراني عن ابن عمر، و ابن أبي ليلي، و عمران بن حصين، و البزّار، عن ابن عبّاس: أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال يوم خيبر: «لاعطينّ الراية غدا رجلا يفتح اللّه علي يديه يحبّ اللّه و رسوله، و يحبّه اللّه و رسوله».
فبات الناس يذكرون- أي يخوضون و يتحدّثون ليلتهم- أيّهم يعطاها، فلمّا أصبح النّاس، غدوا علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله كلّهم يرجو أن يعطاها.
فقال صلّي اللّه عليه و آله: «أين علي بن أبي طالب»؟
فقيل: يشتكي عينيه.
قال: «فأرسلوا إليه».
فاتي به، فبصق رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في عينيه، و دعا له فبرئ حتّي كان كأن لم يكن به وجع، فأعطاه الراية [1].
__________________________________________________
- 1169، تاريخ بغداد: 4/204، مناقب عليّ بن أبي طالب عليه السّلام: 29 الحديث 43، 30 الحديث 45، 31 الحديث 46، 33 الحديث 49، إعلام الوري: 122 و 123، الإحتجاج: 1/51، ترجمة الإمام عليّ عليه السّلام: 1/282 الحديث 336، 283 الحديث 337 و 338، 284 الحديث 240، 288 الحديث 346، كفاية الطالب: 282- 283، الطرائف: 51 الحديث 45، تفسير القرطبي: 1/85 و 7/176، كشف الغمّة: 1/227، فرائد السمطين: 1/124 الحديث 87، تاريخ الإسلام: 3/627، نظم درر السمطين: 107، البداية و النهاية: 5/11 و 7/375 و 376، مجمع الزوائد: 9/109- 111، 120، فتح الباري: 7/716، الإصابة: 2/502، كنز العمّال: 13/158 الحديث 36489.
[1] طبقات الكبري لابن سعد: 2/110- 111، مسند أحمد: 1/160 الحديث 780 و 302 الحديث 1611 و 6/455 الحديث 22314 و: 492 الحديث 22522، صحيح البخاري: 3/137 الحديث 4209 و 4210، صحيح مسلم: 4/149 الحديث 34، الخصائص للنسّايي: 4- 8، المعجم الكبير-
الحقائق من الصواعق، ص: 24
ثمّ قال: و أخرج الترمذي، عن عائشة: كانت فاطمة عليها السّلام أحبّ الناس إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و زوجها علي عليه السّلام أحبّ الرجال إليه [1].
الحديث الثالث: أخرج مسلم عن سعد بن أبي وقّاص قال: لمّا نزلت هذه
__________________________________________________
- للطبراني: 7/14 الحديث 6233 و: 19 الحديث 6243 و: 34 الحديث 6287 و: 39 الحديث 6303 و: 40 الحديث 6304 و: 89 الحديث 6421 و 18/237 الحديث 594 و 595 و 238 الحديث 596- 598، شرح الأخبار: 1/302 الحديث 283، المستدرك علي الصحيحين: 3/117 الحديث 4575/173 و: 494 الحديث 5844/1442، حلية الأولياء: 1/62، سنن الكبري للبيهقي: 6/362 و 9/131، دلائل النبوّة للبيهقي: 4/205، 206، 208- 211، 213، تاريخ بغداد:
8/5، مناقب عليّ بن أبي طالب عليه السّلام: 177 الحديث 213، 180 الحديث 215، 181 الحديث 216 و 217، 182 الحديث 218، 185 الحديث 220، 186 الحديث 221، 187 الحديث 222، 188 الحديث 223، مصابيح السنّة: 4/93 الحديث 4601، المناقب للخوارزمي: 168 الحديث 201 و:
170 الحديث 203، ترجمة الإمام عليّ عليه السّلام: 1/163 الحديث 227، اسد الغابة: 4/28، تذكرة الخواص: 24 و 25، كفاية الطالب: 271، الرياض النضرة: 3/147- 151، فرائد السمطين:
1/253 الحديث 196 و 260 الحديث 200، تاريخ الإسلام: 1/407، نظم درر السمطين: 98 و 99، البداية و النهاية: 4/211، 212 و 7/251، 372، 373، 376، مجمع الزوائد: 9/124، مشكاة المصابيح: 3/355 الحديث 6089، الإصابة في تمييز الصحابة: 2/508، شرح ديوان إمام عليّ عليه السّلام: 125، تاريخ الخلفاء للسيوطي: 168، إسعاف الراغبين: 166، نور الأبصار: 90، ينابيع المودّة: 54 و 55.
[1] سنن الترمذي: 5/658 الحديث 3874، الخصائص للنسّايي: 29، عقد الفريد: 4/287 المستدرك علي الصحيحين: 3/167 الحديث 4731/329 و: 171 الحديث 4744/343، الإستيعاب: 4/378، تاريخ بغداد: 11/430، ربيع الأبرار: 1/821، ترجمة الإمام عليّ عليه السّلام:
2/164- 170 الحديث 648- 653، جامع الاصول: 10/81 الحديث 6659، اسد الغابة: 5/552، الرياض النضرة: 3/115- 116، تاريخ الإسلام: 3/44، نظم درر السمطين: 102، مشكاة المصابيح: 3/372 الحديث 6155، إسعاف الراغبين: 166، الصواعق المحرقة: 2/354.
الحقائق من الصواعق، ص: 25
الآية: نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ
[1] دعا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عليّا، و فاطمة، و حسنا و حسينا.
فقال: «اللهمّ هؤلاء أهلي» [2].
نقول: هذه الآية و هذا الحديث يختصان بيوم المباهلة، حين دعا النبي صلّي اللّه عليه و آله نصاري نجران إلي المباهلة بأمر من اللّه تعالي، فجمع النصاري علماءهم و كبراءهم، و قدّم النبي صلّي اللّه عليه و آله أمير المؤمنين و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم السّلام للمباهلة.
الحديث الرابع: قال صلّي اللّه عليه و آله يوم غدير خم: «من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللهم وال من والاه و عاد من عاده … » [3].
__________________________________________________
[1] آل عمران (3): 61.
[2] مسند أحمد: 1/302 الحديث 1611، صحيح مسلم: 4/1491 الحديث 32، سنن الترمذي:
5/210 الحديث 2999، شواهد التنزيل: 1/161 الحديث 172، مشكاة المصابيح: 3/368 الحديث 6135، تاريخ الإسلام: 3/627، تاريخ الخلفاء للسيوطي: 169.
[3] المصنّف لعبد الرزّاق: 11/225 الحديث 20388، مسند أحمد: 1/135 الحديث 642 و 189 الحديث 953 و 192 الحديث 967 و 246 الحديث 1313 و 545 الحديث 3052 و 6/504 الحديث 22597، سنن ابن ماجة: 1/45 الحديث 121، سنن الترمذي: 5/591 الحديث 3713، المعجم الكبير للطبراني: 3/199 الحديث 3049 و 4/173 الحديث 4052 و 5/166 الحديث 4971، 167 الحديث 4969، 170 الحديث 4983، 171 الحديث 4985، 172 الحديث 4986، 192 الحديث 5059، المعجم الصغير للطبراني: 81 الحديث 175 و 87 الحديث 191، أمالي الصدوق: 12 الحديث 2، 81 الحديث 1، 106 الحديث 1، 107 الحديث 2 و 3، 284 الحديث 6، 291 الحديث 10، معاني الأخبار: 65- 66 الحديث 1- 3 و 67 الحديث 8، حلية الأولياء:
4/23 و 5/27 و 364، أمالي الطوسي: 254 الحديث 456/48، 255 الحديث 459/51، 334 الحديث 672/12، 343 الحديث 704/44، 555 الحديث 619/5، مصابيح السنّة: 4/172-
الحقائق من الصواعق، ص: 26
و أنّه رواه عن النبي صلّي اللّه عليه و آله ثلاثون صحابيّا، و أنّ كثيرا من طرقه صحيح أو حسن [1].
و روي البيهقي أنّه ظهر علي عليه السّلام من البعد. فقال صلّي اللّه عليه و آله: «أنا سيّد العالمين، و هو سيّد العرب».
قالت عائشة: ألست سيّد العرب؟
قال: «أنا سيّد العالمين و هو سيّد العرب» [2].
__________________________________________________
- الحديث 4767، جامع الأصول: 9/468 الحديث 6476، اسد الغابة: 1/308 و 369، 3/307 و 5/205، البداية و النهاية: 5/229 و 230 و 231 و 232 و 7/374 و 376 و 379 و 383 و 384 و 9/194، مشكاة المصابيح: 3/356 الحديث 6091، الإصابة: 1/567 و 2/257 و 382 و 421، 509 و 3/542، الجامع الصغير للسيوطي: 2/542 الحديث 9000، تاريخ الخلفاء للسيوطي:
169، السيرة الحلبيّة: 3/274، نور الأبصار: 87، الخصائص للنسّايي: 23 و 26 و 40 و 41، عقد الفريد: 5/96، المستدرك علي الصحيحين: 3/118 الحديث 4576/174، 3/119 الحديث 4578/176، تاريخ بغداد: 7/377 و 14/236، الإستيعاب: 3/36، مناقب عليّ بن أبي طالب عليه السّلام:
18/23، 20 الحديث 26 و 27، 22 الحديث 29، 23 الحديث 32 و 33، 25 الحديث 37، 27 الحديث 38، المناقب للخوارزمي: 135 الحديث 152، المناقب لابن شهراشوب: 3/29 و 36، كفاية الطالب: 56، تاريخ الإسلام: 3/631، ميزان الإعتدال: 3/294 الحديث 6481، نظم درر السمطين: 109 و 112، كمال الدين: 337 الحديث 9، الشافي: 2/258، ترجمة الإمام عليّ عليه السّلام:
2/12 الحديث 507، 2/13 الحديث 508، 18 الحديث 514، 45 الحديث 544، كفاية الطالب:
63، فرائد السمطين: 1/63 الحديث 29، 65 الحديث 31، 68 الحديث 34، 74 الحديث 40، مجمع الزوائد: 9/104.
[1] الصواعق المحرقة: 2/357.
[2] تاريخ الإسلام: 3/35، المواقف للايجي: 8/368، الصواعق المحرقة (الطبعة القديمة): 122، و جدير بالذكر أنّه سقط ذيل الحديث في الطبعة الجديدة من الصواعق: 2/355.
الحقائق من الصواعق، ص: 27
ثمّ قال ابن حجر: و رواه الحاكم في صحيحه، عن ابن عبّاس بلفظ: «أنا سيّد ولد آدم، و عليّ سيّد العرب» [1].
الحديث الخامس: أخرج الترمذي و الحاكم و صحّحه عن بريدة، قال: قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله: «إنّ اللّه تعالي أمرني بحبّ أربعة و أخبرني أنّه يحبّهم».
قيل: يا رسول اللّه! سمّهم لنا.
قال صلّي اللّه عليه و آله: «عليّ منهم- يقول ذلك ثلاثا- و أبوذرّ و المقداد، و سلمان» [2].
الحديث السادس: أخرج أحمد و الترمذي و النسّائي، و ابن ماجة عن حبشي بن جنادة، قال: قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله: «عليّ منّي و أنا من علي، و لا يؤدّي عنّي إلّا أنا أو عليّ» [3].
__________________________________________________
[1] الصواعق المحرقة: 2/355، المستدرك علي الصحيحين: 3/134 الحديث 4626/224 و: 134 الحديث 4627/225، حلية الأولياء: 1/63، 5/38، كنز العمّال: 11/619 الحديث 33007.
[2] الصواعق المحرقة: 2/356، مسند أحمد: 6/481 الحديث 22459، سنن ابن ماجة: 1/53 الحديث 149، سنن الترمذي: 5/594 الحديث 3718، المستدرك علي الصحيحين: 3/141 الحديث 4649/247، حلية الأولياء: 1/172 و: 190، مناقب عليّ بن أبي طالب عليه السّلام: 290 الحديث 331 و: 292 الحديث 333، المناقب للخوارزمي: 69 الحديث 42، جامع الاصول:
9/424 الحديث 6383، اسد الغابة: 4/410، شرح نهج البلاغة ابن أبي الحديد: 18/36، فرائد السمطين: 1/294 الحديث 232، تهذيب التهذيب: 10/286، تاريخ الخلفاء للسيوطي: 169، الجامع الصغير للسيوطي: 1/106 الحديث 1692، إسعاف الراغبين: 169- 170، جامع الاصول:
3/335.
[3] الصواعق المحرقة: 2/357، مسند أحمد: 4/171 الحديث 17056- 17058، سنن ابن ماجة:
1/44 الحديث 119، سنن الترمذي: 5/594 الحديث 3719، الخصائص للنسّايي: 20، مناقب عليّ بن أبي طالب عليه السّلام: 122 الحديث 267 و: 227 الحديث 272 و 273، مصابيح السنّة: 4/172-
الحقائق من الصواعق، ص: 28
الحديث السابع: أخرج الترمذي، عن ابن عمر قال: آخي النبي صلّي اللّه عليه و آله بين أصحابه، فجاء عليّ عليه السّلام تدمع عيناه.
فقال: يا رسول اللّه! آخيت بين أصحابك و لم تؤاخ بيني و بين أحد.
فقال صلّي اللّه عليه و آله: «أنت أخي في الدنيا و الآخرة» [1].
الحديث الثامن: أخرج مسلم عن عليّ عليه السّلام قال: «و الّذي فلق الحبّة و برء النسمة إنّه لعهد النبيّ الأمّي صلّي اللّه عليه و آله إليّ أنّه لا يحبّني إلّا مؤمن، و لا يبغضني إلّا منافق» [2].
__________________________________________________
- الحديث 4768، المناقب للخوارزمي: 134 الحديث 149، جامع الاصول: 9/471 الحديث 6481، فرائد السمطين: 1/59 الحديث 24- 25، تاريخ الإسلام: 3/630، البداية و النهاية:
5/213 و 7/356، مشكاة المصابيح: 3/356 الحديث 6092، تاريخ الخلفاء للسيوطي: 169، الجامع الصغير للسيوطي: 2/346 الحديث 5595، إسعاف الراغبين: 170.
[1] سنن الترمذي: 5/636 الحديث 3720، المستدرك علي الصحيحين: 3/14، فتح الباري:
7/71، البداية و النهاية: 7/336، إتحاف السادة للزبيدي: 6/244، كنز العمّال: 11/598 الحديث 32879.
[2] الصواعق المحرقة: 2/357، مسند أحمد: 1/135 الحديث 643 و: 153 الحديث 733، صحيح مسلم: 1/84 الحديث 131، سنن ابن ماجة: 1/42 الحديث 114، سنن الترمذي: 5/594 الحديث 3717، الخصائص للنسّائي: 27، حلية الأولياء: 4/185، تاريخ بغداد: 2/255 و 8/417 و 14/426، الإستيعاب: 3/37، مصابيح السنّة: 4/171 الحديث 4763، ربيع الأبرار: 1/488، جامع الأصول: 9/423 الحديث 6488، اسد الغابة: 4/26، تذكرة الخواص: 28، الرياض النضرة: 3/189، فرائد السمطين: 1/131 الحديث 92 و: 132 الحديث 93 و: 133 الحديث 95، ميزان الإعتدال: 2/41 الحديث 2740، نظم درر السمطين: 102، البداية و النهاية: 7/391، مشكاة المصابيح: 3/255 الحديث 6088، فتح الباري: 7/89، لسان الميزان: 2/552 الحديث 36/3350، الدرر الكامنة: 4/309، تاريخ الخلفاء للسيوطي: 170، إسعاف الراغبين: 170.
الحقائق من الصواعق، ص: 29
ثمّ قال ابن حجر: و أخرج الترمذي عن أبي سعيد الخدري قال: كنّا نعرف المنافقين ببغضهم عليّا [1].
الحديث التاسع: أخرج البزّار و الطبراني في الأوسط، عن جابر بن عبد اللّه، و الطبراني، و الحاكم، و العقيلي- في الضعفاء- و ابن عدي عن ابن عمر، و الترمذي، و الحاكم عن علي عليه السّلام قال: قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله: «أنا مدينة العلم و عليّ بابها» [2].
و في رواية: «فمن أراد العلم فليأت من الباب» [3].
__________________________________________________
[1] الصواعق المحرقة: 2/357، سنن الترمذي: 5/635 الحديث 3717، المستدرك علي الصحيحين: 1/129 نقلا عن أبي ذر رحمه اللّه.
[2] ضعفاء الكبير: 3/150 الحديث 1134، المعجم الكبير للطبراني: 11/66 الحديث 11061، الكامل في ضعفاء الرجال: 1/190 الحديث 27، 192 الحديث 32، 2/341 الحديث 105/774، 3/412 الحديث 108/840، المستدرك علي الصحيحين: 3/137 الحديث 4637/235 و: 137 الحديث 4638/236 و: 138 الحديث 4639/237، تاريخ بغداد: 2/377 و 7/173 و 11/48- 50، الإستيعاب: 3/38، مناقب عليّ بن أبي طالب عليه السّلام: 80 الحديث 120، 81 الحديث 121، 82 الحديث 122- 123، 83 الحديث 124، 84 الحديث 125، 85 الحديث 126، فردوس الأخبار:
1/76 الحديث 109، المناقب للخوارزمي: 83 الحديث 69، ترجمة الإمام عليّ عليه السّلام: 2/464 الحديث 984، 466 الحديث 985، 467 الحديث 986 و 987، 469 الحديث 988، 470 الحديث 990 و 991، 471 الحديث 992، 473 الحديث 992، 474 الحديث 993، 478 الحديث 997، اسد الغابة: 4/22، تذكرة الخواص: 47- 48، كفاية الطالب: 220، الرياض النضرة: 3/159، فرائد السمطين: 1/98 الحديث 67، ميزان الإعتدال: 1/247 الحديث 935 و 415 الحديث 1525 و 2/251 الحديث 3621، نظم درر السمطين: 113، البداية و النهاية: 7/395- 396، مجمع الزوائد، 9/114، لسان الميزان: 1/191 الحديث 575 و 483 الحديث 1347، تاريخ الخلفاء للسيوطي: 170، الجامع الصغير للسيوطي: 1/161 الحديث 2705، إسعاف الراغبين: 170.
[3] المستدرك علي الصحيحين: 3/137 الحديث 4637/235 و: 138 الحديث 4639/237، تاريخ-
الحقائق من الصواعق، ص: 30
و في اخري عند الترمذي عن علي عليه السّلام: «أنا دار الحكمة و عليّ بابها» [1].
و في اخري عند ابن عدي: قال صلّي اللّه عليه و آله: «عليّ باب علمي» [2].
الحديث العاشر: أخرج الحاكم و صحّحه عن علي عليه السّلام قال: «بعثني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إلي اليمن، فقلت: يا رسول اللّه! بعثتني و أنا شابّ أقضي بينهم و لا أدري ما القضاء».
فضرب صدري بيده ثمّ قال: «اللهمّ اهد قلبه، و ثبّت لسانه»؛ «فو الّذي فلق الحبّة ما شككت في قضاء بين اثنين» [3].
__________________________________________________
- بغداد: 7/173 و 11/49، الإستيعاب: 3/38، مناقب عليّ بن أبي طالب عليه السّلام: 80 الحديث 120 و:
82 الحديث 123 و: 84 الحديث 125 و: 85 الحديث 126، فردوس الأخبار: 1/76 الحديث 109، المناقب للخوارزمي: 83 الحديث 69، ترجمة الإمام عليّ عليه السّلام: 2/464 الحديث 984 و:
466 الحديث 985 و: 467 الحديث 986 و 987، 469 الحديث 988 و: 470 الحديث 991 و:
473 الحديث 993 و: 478 الحديث 997، تذكرة الخواص: 47- 48، الرياض النضرة: 3/159، البداية و النهاية: 7/395- 396، مجمع الزوائد: 9/114، الجامع الصغير للسيوطي: 1/161 الحديث 2705.
[1] سنن الترمذي: 5/596 الحديث 3723، حلية الأولياء: 1/64، مناقب عليّ بن أبي طالب عليه السّلام:
87/129، مصابيح السنّة: 4/174 الحديث 4772، ترجمة الإمام عليّ عليه السّلام: 2/459 الحديث 983، تذكرة الخواص: 48، الرياض النضرة: 3/159، فرائد السمطين: 1/99 الحديث 68، البداية و النهاية: 7/395، شرح المقاصد: 5/297، مشكاة المصابيح: 3/357 الحديث 6096، الجامع الصغير للسيوطي: 1/161 الحديث 2704، كنز العمّال: 11/600 الحديث 32889 و 13/147 الحديث 36462، إسعاف الراغبين: 170.
[2] الصواعق المحرقة: 2/357، فردوس الأخبار: 3/91 الحديث 4000، كنز العمّال: 11/614 الحديث 32981، الكامل في ضعفاء الرجال: 4/101 الرقم 1421.
[3] الصواعق المحرقة: 2/358، طبقات الكبري لابن سعد: 2/337، مسند أحمد: 1/141 الحديث 668 و: 220 الحديث 1149، سنن ابن ماجة: 2/774 الحديث 2310، الخصائص للنّسايي: 11،-
الحقائق من الصواعق، ص: 31
ثمّ قال المؤلّف: قيل:
و سبب قوله صلّي اللّه عليه و آله: «أقضاكم عليّ»؛ أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله كان جالسا مع جماعة من أصحابه، فجاء خصمان، فقال أحدهما: يا رسول اللّه! إنّ لي حمارا، و إنّ لهذا بقرة، و إنّ بقرته قتلت حماري، فبدأ رجل من الحاضرين. فقال: لا ضمان علي البهائم.
فقال صلّي اللّه عليه و آله: «اقض بينهما يا عليّ!» فقال عليّ عليه السّلام لهما: «أ كانا مرسلين أم مشدودين، أم أحدهما مشدودا و الآخر مرسلا»؟
فقال: كان الحمار مشدودا و البقرة مرسلة، و صاحبها معها.
فقال عليّ عليه السّلام: «علي صاحب البقرة ضمان الحمار».
فأقرّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حكمه و أمضي قضاء [1].
الحديث الحادي عشر: أخرج ابن سعد عن علي عليه السّلام أنّه قيل له: ما لك أكثر أصحاب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حديثا؟
قال: «إنّي كنت إذا سألته أنبأني، و إذا سكت ابتدأني» [2].
__________________________________________________
- المستدرك علي الصحيحين: 3/146 الحديث 4658/257، الإستيعاب: 3/36، تاريخ بغداد:
12/444، المناقب للخوارزمي: 83 الحديث 71، اسد الغابة: 4/22، تذكرة الخواص: 44، الرياض النضرة: 3/167 و 168، فرائد السمطين: 1/167 الحديث 129، تاريخ الإسلام: 3/637، نظم درر السمطين: 127، البداية و النهاية: 5/124 و 7/396- 397، مشكاة المصابيح: 2/347 الحديث 3737، تاريخ الخلفاء للسيوطي: 170، كنز العمّال: 13/120 الحديث 36386 و: 125 الحديث 36398 و: 150 الحديث 3646، إسعاف الراغبين: 171.
[1] الصواعق المحرقة: 2/359، الفصول المهمّة: 34، إسعاف الراغبين: 171، نور الأبصار: 88، ينابيع المودّة: 345.
[2] الصواعق المحرقة: 2/359، طبقات الكبري لابن سعد: 2/338، سنن الترمذي: 5/595-
الحقائق من الصواعق، ص: 32
الحديث الثاني عشر: أخرج الطبراني في الأوسط بسند ضعيف عن جابر بن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله: «الناس من شجر شتّي، و أنا و علي من شجرة واحدة» [1].
نقول: بديهي أنّ هذا الحديث ذكر في الكتب المعتبرة بأسانيد صحيحة، كما في مستدرك الحاكم، و صرّح بصحّته، و نذكر هنا بعضا منها [2]، و لمّا كان هذا الرجل إنسانا متعصّبا، نراه أحيانا يضعّف الأحاديث الّتي لا يلائم طبيعته، و منها هذا الحديث.
الحديث الثالث عشر: أخرج البزّار عن سعد قال: قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعلي: «لا يحلّ لأحد أن يجنب في هذا المسجد غيري و غيرك» [3].
نقول: ذكر المحدّثون الآخرون هذا الحديث بعبارات و ألفاظ مختلفة نشير إلي قسم من مصادرها ليتمكّن الباحث الرجوع إليها [4].
__________________________________________________
- الحديث 3722، المستدرك علي الصحيحين: 3/135 الحديث 4630/228، ترجمة الإمام عليّ عليه السّلام: 2/456 الحديث 980، مشكاة المصابيح: 3/357 الحديث 6095، تاريخ الخلفاء للسيوطي: 170- كنز العمّال: 13/128 الحديث 36405.
[1] الصواعق المحرقة: 2/359.
[2] معجم الأوسط للطبراني: 5/89 الحديث 4162، المستدرك علي الصحيحين: 2/263 الحديث 2949/78، شواهد التنزيل: 1/375 الحديث 395 و 377 الحديث 396، شرف النبيّ صلّي اللّه عليه و آله: 251، فردوس الأخبار: 5/49 الحديث 7139، المناقب للخوارزمي: 143 الحديث 165، ترجمة الإمام عليّ عليه السّلام: 1/127 الحديث 178، فرائد السمطين 1/52 الحديث 17، نظم درر السمطين: 79، تاريخ الخلفاء للسيوطي: 171، الدرّ المنثور: 4/85.
[3] الصواعق المحرقة: 2/359.
[4] سنن الترمذي: 5/598 الحديث 3727، المسند للبزّار: 4/36 الحديث 1167، مسند أبي يعلي: -
الحقائق من الصواعق، ص: 33
و أورده البيهقي في سننه عن امّ سلمة هكذا: «ألا! لا يحلّ هذا المسجد لجنب و لا حائض إلّا لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و علي و فاطمة و الحسن و الحسين. ألا! قد بيّنت لكم الأسماء أن لا تضلّوا». [1]
الحديث الرابع عشر: أخرج الطبراني و الحاكم، و صحّحه عن امّ سلمة، قالت: كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إذا غضب لم يجترئ أحد أن يكلّمه إلّا علي [2].
الحديث الخامس عشر: أخرج الطبراني و الحاكم، عن ابن مسعود رضي اللّه عنه: أنّ النبي صلّي اللّه عليه و آله قال: «النظر إلي علي عبادة» [3]،
إسناده حسن.
__________________________________________________
- 2/311 الحديث- (1042) 69، سنن الكبري للبيهقي: 7/66، مصابيح السنّة: 4/175 الحديث 4774، ترجمة الإمام عليّ عليه السّلام: 1/268 الحديث 331 و 332، جامع الاصول: 9/474 الحديث 6490، تذكرة الخواص: 42، الرياض النضرة: 3/159، مشكاة المصابيح: 3/358 الحديث 6098، البداية و النهاية: 7/379، مجمع الزوائد: 9/115، تهذيب التهذيب: 9/387، تاريخ الخلفاء للسيوطي: 172، السيرة الحلبيّة: 3/347.
[1] الصواعق المحرقة: 2/360.
[2] الصواعق المحرقة: 2/360، المستدرك علي الصحيحين: 3/141 الحديث 4647، مجمع الزوائد: 9/116، تاريخ الخلفاء للسيوطي: 172، إسعاف الراغبين: 172، نور الأبصار: 89
[3] الصواعق المحرقة: 2/360، المعجم الكبير للطبراني: 1/93 الحديث 10006، المستدرك علي الصحيحين: 3/152 الحديث 4681، حلية الأولياء: 2/182 و 5/58، تاريخ بغداد: 2/51، مناقب عليّ بن أبي طالب عليه السّلام: 208 الحديث 247 و: 210 الحديث 251 و: 211 الحديث 254، محاضرات الادباء: 2/477، المناقب للخوارزمي: 362 الحديث 374 و 375، ترجمة الإمام عليّ عليه السّلام: 2/393 الحديث 899 و: 394 الحديث 891 و: 398 الحديث 897 و 898 و: 400 الحديث 899 و: 402 الحديث 900 و: 405 الحديث 903، اسد الغابة: 5/548، كفاية الطالب:
161، الرياض النضرة: 3/197، فرائد السمطين: 1/181 الحديث 144، ميزان الإعتدال: 3/485-
الحقائق من الصواعق، ص: 34
الحديث السادس عشر: أخرج أبو يعلي و البزّار عن سعد بن أبي وقاص، قال: قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله: «من آذي عليّا فقد آذاني» [1].
الحديث السابع عشر: أخرج الطبراني بسند حسن عن امّ سلمة، عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال: «من أحبّ عليّا فقد أحبّني، و من أحبّني فقد أحبّ اللّه، و من أبغض عليّا فقد أبغضني، و من أبغضني فقد أبغض اللّه» [2].
الحديث الثامن عشر: أخرج أحمد، و الحاكم و صحّحه عن أمّ سلمة، قالت:
__________________________________________________
- الحديث 7242، البداية و النهاية: 7/394، الإصابة: 4/403، لسان الميزان: 5/93 الحديث 267/7052، تاريخ الخلفاء للسيوطي: 172، كنز العمّال: 11/601 الحديث 32895 و: 624 الحديث 33039، إسعاف الراغبين: 172، نور الأبصار: 89.
[1] الصواعق المحرقة: 2/360، مسند أحمد: 4/534 الحديث 15530، مسند أبي يعلي: 2/109 الحديث 82، المعجم الكبير للطبراني: 10/93 الحديث 10006، المستدرك علي الصحيحين:
3/132 الحديث 4619، 217، دلائل النبوّة: 5/395، الإستيعاب: 3/37، الأنساب: 1/396، ترجمة الإمام عليّ عليه السّلام: 1/389 الحديث 495 و 496 و: 390 الحديث 497 و: 391 الحديث 498 و: 392 الحديث 499 و 500 و: 393 الحديث 501، تذكرة الخواص: 44، كفاية الطالب: 276، الرياض النضرة: 3/122، مختصر تاريخ دمشق: 17/352، فرائد السمطين: 1/298 الحديث 236، تاريخ الإسلام: 3/631، البداية و النهاية: 5/121 و 7/382- 383، مجمع الزوائد: 9/129، الإصابة: 2/543، الجامع الصغير للسيوطي: 2/504 الحديث 8266، كنز العمّال: 11/601 الحديث 32901، إسعاف الراغبين: 172، نور الأبصار: 89، سيرة النبويّة: 3/332.
[2] الصواعق المحرقة: 2/360، المعجم الكبير للطبراني: 23/380 الحديث 901، ترجمة الإمام عليّ عليه السّلام: 2/188 الحديث 671 و: 190 الحديث 673، الرياض النضرة: 3/122، مجمع الزوائد:
9/129، 131، 132، تاريخ الخلفاء للسيوطي: 173، كنز العمّال: 11/622 الحديث 33024، إسعاف الراغبين: 172، نور الأبصار: 89.
الحقائق من الصواعق، ص: 35
سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول: «من سبّ عليّا فقد سبّني» [1].
الحديث التاسع عشر: أخرج أحمد، و الحاكم بسند صحيح، عن أبي سعيد الخدري: أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال لعلي عليه السّلام: «إنّك تقاتل علي تأويل القرآن، كما قاتلت علي تنزيله» [2].
الحديث العشرون: أخرج البزّار، و أبو يعلي، و الحاكم عن علي عليه السّلام قال: «دعاني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال: «إنّ فيك مثلا من عيسي عليه السّلام؛ أبغضته اليهود حتّي بهتوا امّه، و أحبّته النصاري حتّي أنزلوه بالمنزل الّذي ليس به».
ألا! إنّه يهلك فيّ رجلان: محبّ مفرط يقرظني بما ليس فيّ، و مبغض يحمله شنآني
__________________________________________________
[1] الصواعق المحرقة: 2/360، مسند أحمد: 7/456 الحديث 26208، الخصائص للنسّايي: 24، المستدرك علي الصحيحين: 3/130 الحديث 4615 و 213، فردوس الأخبار: 4/189 الحديث 6099، المناقب للخوارزمي: 149 الحديث 175، الرياض النضرة: 3/123، فرائد السمطين:
1/302 الحديث 240 و 241، مشكاة المصابيح: 3/359 الحديث 6101، تاريخ الإسلام: 3/634، نظم درر السمطين: 105، البداية و النهاية: 7/391، مجمع الزوائد: 9/130 تاريخ الخلفاء للسيوطي: 173، الجامع الصغير للسيوطي: 2/529 الحديث 8736، كنز العمّال: 11/602 الحديث 32903، إسعاف الراغبين: 172، نور الأبصار: 89.
[2] الصواعق المحرقة: 2/361، مسند أحمد: 3/420 الحديث 10896، الخصائص للنسّايي: 40، المستدرك علي الصحيحين: 3/132 الحديث 4621/219، حلية الأولياء: 1/67، مناقب عليّ بن أبي طالب عليه السّلام: 298 الحديث 341، فردوس الأخبار: 1/79 الحديث 18، اسد الغابة: 4/32، الرياض النضرة: 3/157، فرائد السمطين: 1/160 الحديث 121، 161 الحديث 122 و 123، 280 الحديث 219، تاريخ الإسلام: 3/642، نظم درر السمطين: 105، البداية و النهاية: 6/243 و 3987، مجمع الزوائد: 9/133، تاريخ الخلفاء للسيوطي: 173، كنز العمّال: 11/613 الحديث 32967- 32969.
الحقائق من الصواعق، ص: 36
علي أن يبهتني» [1].
الحديث الحادي و العشرون: أخرج الطبراني في «الأوسط» عن امّ سلمة قالت: سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول: «عليّ مع القرآن، و القرآن مع عليّ، لا يفترقان حتّي يردا عليّ الحوض» [2].
الحديث الثاني و العشرون: أحمد و الحاكم بسند صحيح عن عمّار بن ياسر:
أنّ النبي صلّي اللّه عليه و آله قال لعلي عليه السّلام: «أشقي النّاس رجلان: احيمر ثمود الّذي عقر النّاقة، و الّذي يضربك يا علي! هذه- يعني قرنه- حتّي تبتلّ منه هذه- يعني لحيته» [3].
__________________________________________________
[1] الصواعق المحرقة: 2/361، مسند أبي يعلي: 1/407 الحديث 274- (534)، مسند أحمد:
1/258 الحديث 1379 و 1380، المستدرك علي الصحيحين: 3/133 الحديث 4622/220، مناقب عليّ بن أبي طالب عليه السّلام: 71/104، الرياض النضرة: 3/194- 195، فرائد السمطين: 1/172 الحديث 132 و: 173 الحديث 134، نظم درر السمطين: 104، البداية و النهاية: 7/392، مشكاة المصابيح: 3/359 الحديث 6102، مجمع الزوائد: 9/133، تاريخ الخلفاء للسيوطي: 173، إسعاف الراغبين: 173، نور الأبصار: 89.
[2] الصواعق المحرقة: 2/361، المعجم الأوسط للطبراني: 5/455 الحديث 4877، المعجم الصغير للطبراني: 303 الحديث 721، المستدرك علي الصحيحين: 3/134 الحديث 4628/226، فرائد السمطين: 1/177 الحديث 140، مجمع الزوائد: 9/134، تاريخ الخلفاء للسيوطي: 173، كنز العمّال: 11/603 الحديث 32912، إسعاف الراغبين: 174، نور الأبصار:
89.
[3] الصواعق المحرقة: 2/361، مسند أحمد: 5/326 الحديث 17857، الخصائص للنسّايي: 39، المستدرك علي الصحيحين: 3/151 الحديث 4679، 277، شواهد التنزيل: 2/441 الحديث 104، ترجمة الإمام عليّ عليه السّلام: 3/286 الحديث 1377 و: 287 الحديث 1378، الرياض النضرة: -
الحقائق من الصواعق، ص: 37
ثمّ قال المؤلّف: و قد ورد ذلك من حديث علي عليه السّلام، و صهيب، و جابر بن سمرة و غيرهم.
و أخرج أبو يعلي عن عائشة، قالت: رأيت النبي صلّي اللّه عليه و آله التزم عليّا و قبّله و هو يقول:
«بأبي الوحيد الشهيد» [1].
و روي الطبراني و أبو يعلي بسند رجاله ثقات إلّا واحدا منهم، فإنّه موثّق أيضا أنّه صلّي اللّه عليه و آله قال له يوما: «من أشقي الأوّلين؟» قال: «الّذي عقر الناقة».
قال: «صدقت، فمن أشقي الآخرين؟» قال: «لا علم لي يا رسول اللّه!» قال: «الّذي يضربك علي هذه، و أشار إلي يافوخه».
فكان علي عليه السّلام يقول لأهل العراق- أي عند تضجّره منهم-: «وددت أنّه قد انبعث أشقاكم فخضب هذه» - يعني لحيته- من هذه- و وضع يده علي مقدّم رأسه [2].
__________________________________________________
- 3/238، فرائد السمطين: 1/385 الحديث 317، مجمع الزوائد: 9/136، تاريخ الخلفاء للسيوطي: 173، كنز العمّال: 13/140 الحديث 36442 و: 141 الحديث 36443.
[1] الصواعق المحرقة: 2/362، مسند أبي يعلي: 8/55 الحديث 220، المناقب للخوارزمي: 65 الحديث 34، ترجمة الإمام عليّ عليه السّلام: 3/285 الحديث 1376، فرائد السمطين: 1/383 الحديث 315، مجمع الزوائد: 9/138.
[2] الصواعق المحرقة: 2/362، مسند أبي يعلي: 1/377 الحديث 325، المعجم الكبير للطبراني:
8/45 الحديث 7311، شواهد التنزيل: 2/435 الحديث 1098، ترجمة الإمام عليّ عليه السّلام: 3/281 الحديث 1368 و: 282 الحديث 1371، اسد الغابة: 4/35، رياض النضره: 3/238، مجمع الزوائد:
9/136، نور الأبصار: 118.
الحقائق من الصواعق، ص: 38
و صحّ أيضا: أنّ ابن سلام قال له: لا تقدّم العراق، فإنّي أخشي أن يصيبك بها ذباب السيف.
فقال علي: «و أيم اللّه، لقد أخبرني به رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله».
قال أبو الأسود: فما رأيت كاليوم قط محاربا يخبر بذا عن نفسه؟ [1]
الحديث الثالث و العشرون: أخرج الحاكم و صحّحه عن أبي سعيد الخدري قال: اشتكي النّاس عليّا عليه السّلام فقام رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فينا خطيبا فقال:
«لا تشكوا عليّا؛ فو اللّه! إنّه لاخيشن في ذات اللّه، أو في سبيل اللّه» [2].
الحديث الرابع و العشرون: أخرج أحمد، و الضياء عن زيد بن أرقم: أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال: «إنّي امرت بسدّ هذه الأبواب غير باب علي فقال فيه قائلكم.
و إنّي و اللّه! ما سددت شيئا و لا فتحته، و لكن امرت بشي‌ء فاتّبعته» [3].
__________________________________________________
[1] الصواعق المحرقة: 2/362، المستدرك علي الصحيحين: 3/151 الحديث 4678، 276، ترجمة الإمام عليّ عليه السّلام: 3/279 الحديث 1366، اسد الغابة: 4/34، فرائد السمطين: 1/386 الحديث 319، مجمع الزوائد: 9/138، كنز العمّال: 13/186 الحديث 36555.
[2] الصواعق المحرقة: 2/363، مسند أحمد: 3/508 الحديث 11408، تاريخ الطبري: 2/402، المستدرك علي الصحيحين: 3/145 الحديث 4654، 252، حلية الأولياء: 1/68، الإستيعاب:
3/51، ترجمة الإمام عليّ عليه السّلام: 1/386 الحديث 492 و: 388 الحديث 493، الرياض النضرة:
3/205، فرائد السمطين: 1/163 الحديث 125 و: 164 الحديث 126، تاريخ الإسلام: 3/361 نظم درر السمطين: 119، البداية و النهاية: 5/228، مجمع الزوائد: 9/129، تاريخ الخلفاء للسيوطي: 174.
[3] الصواعق المحرقة: 2/363، مسند أحمد: 5/496 الحديث 18801، الخصائص للنسّايي: 13، الضعفاء الكبير: 4/185 الحديث 1761، المستدرك علي الصحيحين: 3/135 الحديث 4631،
الحقائق من الصواعق، ص: 39
الحديث الخامس و العشرون: الترمذي و الحاكم عن عمران بن حصين: أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال: «ما تريدون من عليّ؟ ما تريدون من عليّ؟ ما تريدون من عليّ؟ إنّ عليّا منّي و أنا منه، و هو وليّ كلّ مؤمن بعدي» [1].
الحديث السادس و العشرون: أخرج الطبراني عن ابن مسعود نقل: أنّ النبي صلّي اللّه عليه و آله قال: «إنّ اللّه تبارك و تعالي أمرني أن ازوّج فاطمة عليها السّلام من علي عليه السّلام» [2].
الحديث السابع و العشرون: أخرج الطبراني عن جابر، و الخطيب عن ابن عبّاس أنّ النبي صلّي اللّه عليه و آله قال: «إنّ اللّه جعل ذريّة كلّ نبيّ في صلبه، و جعل ذرّيتي في
__________________________________________________
- 229، مناقب عليّ بن أبي طالب عليه السّلام: 257 الحديث 305، المناقب للخوارزمي: 327 الحديث 338، ترجمة الإمام عليّ عليه السّلام: 1/157 الحديث 324 و 325، الرياض النضرة: 3/158، البداية و النهاية: 7/379، مجمع الزوائد: 9/114، السيرة الحلبيّة: 3/346.
[1] الصواعق المحرقة: 2/363، مسند أحمد: 5/606 الحديث 9426 و روي نحوه في: سنن الترمذي: 5/590 الحديث 3712، الخصائص للنسّايي: 23، الكامل في ضعفاء الرجال: 2/146 الحديث 18، 343، المستدرك علي الصحيحين: 3/119 الحديث 4579، 177، حلية الأولياء:
6/694، مناقب عليّ بن أبي طالب عليه السّلام: 234 الحديث 270، المناقب للخوارزمي: 153 الحديث 180، جامع الاصول: 9/470 الحديث 6480، اسد الغابة: 4/27، تذكرة الخواص: 36، تاريخ الإسلام: 3/631، البداية و النهاية: 7/381، الإصابة: 2/509، إسعاف الراغبين: 174.
[2] الصواعق المحرقة: 2/364، المعجم الكبير للطبراني: 10/194 الحديث 10305، ترجمة الإمام عليّ عليه السّلام: 1/236 الحديث 300 و: 238 الحديث 302، تذكرة الخواص: 307، كفاية الطالب: 298، المناقب للخوارزمي: 336 الحديث 357، الرياض النضرة: 3/146 و فرائد السمطين: 1/90 الحديث 59، ميزان الإعتدال: 2/671 الحديث 5280، نظم درر السمطين:
186، مجمع الزوائد: 9/204، لسان الميزان: 4/91 الحديث 981، 5332، الجامع الصغير للسيوطي: 1/106 الحديث 1693، كنز العمّال: 11/600 الحديث 32891 و 13/684 الحديث 37753.
الحقائق من الصواعق، ص: 40
صلب عليّ بن أبي طالب» [1].
الحديث الثامن و العشرون: أخرج الديلمي عن عائشة: أنّ النبي صلّي اللّه عليه و آله قال: «خير إخوتي عليّ، و خير أعمامي حمزة» [2].
الحديث التاسع و العشرون: أخرج الديلمي أيضا عن عائشة و الطبراني و ابن مردويه، عن ابن عبّاس أنّ النبي صلّي اللّه عليه و آله قال: «السبّق ثلاثة: فالسابق إلي موسي، يوشع بن نون؛ و السابق إلي عيسي، صاحب يس؛ و السابق إلي محمّد، علي بن أبي طالب» [3].
الحديث الثلاثون: أخرج ابن نجّار عن ابن عبّاس: أنّ النبيّ صلّي اللّه عليه و آله قال: «الصدّيقون ثلاثة: حزقيل، مؤمن آل فرعون؛ و حبيب النجّار، صاحب آل يس؛ و علي بن أبي طالب عليه السّلام» [4].
__________________________________________________
[1] المعجم الكبير للطبراني: 3/35 الحديث 2630، تاريخ بغداد: 1/317، المناقب للخوارزمي:
328 الحديث 339، ترجمة الإمام عليّ عليه السّلام: 2/159 الحديث 643، كفاية الطالب: 379، فرائد السمطين: 1/324 الحديث 252، مجمع الزوائد: 9/172، الجامع الصغير للسيوطي: 1/107 الحديث 1717.
[2] ترجمة الإمام عليّ عليه السّلام: 1/123 الحديث 172، الإصابة: 2/243.
[3] المعجم الكبير للطبراني: 11/93 الحديث 11152، البداية و النهاية: 1/267، مجمع الزوائد:
9/102، كنز العمّال: 11/601 الحديث 32896، الصواعق المحرقة: 2/364.
[4] الصواعق المحرقة: 2/364، مناقب عليّ بن أبي طالب عليه السّلام: 246 الحديث، 293 فردوس الأخبار: 2/581 الحديث 3681، المناقب للخوارزمي: 310 الحديث 307، ترجمة الإمام عليّ عليه السّلام: 2/282 الحديث 805، العمدة لابن البطريق: 220 الحديث 347، 221 الحديث 348، 222 الحديث 351، تفسير الكبير: 27/58، مختصر تاريخ دمشق: 17/378، الدرّ المنثور: -
الحقائق من الصواعق، ص: 41
الحديث الحادي و الثلاثون: أخرج أبو نعيم، و ابن عساكر، عن أبي ليلي: أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال: «الصدّيقون ثلاثة: حبيب النجّار، مؤمن آل يس قالَ يا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ
[1] و حزقيل، مؤمن آل فرعون الّذي قال: أَ تَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ
[2] و علي بن أبي طالب عليه السّلام، و هو أفضلهم» [3].
الحديث الثاني و الثلاثون: أخرج الخطيب عن أنس: أنّ النبي صلّي اللّه عليه و آله قال: «عنوان صحيفه المؤمن حبّ عليّ بن أبي طالب» [4].
الحديث الثالث و الثلاثون: أخرج الحاكم عن جابر: أنّ النبي صلّي اللّه عليه و آله قال: «عليّ إمام البررة، و قاتل الفجرة، منصور من نصره، و مخذول من خذله» [5].
__________________________________________________
- 5/492، الجامع الصغير للسيوطي: 2/317 الحديث 5148، كنز العمّال: 11/601 الحديث 32897 و 32898.
[1] يس (36): 20.
[2] الغافر (40): 28.
[3] الصواعق المحرقة: 2/365، مناقب عليّ بن أبي طالب عليه السّلام: 247 الحديث 294، ترجمة الإمام عليّ عليه السّلام: 1/80 الحديث 128، العمدة لابن البطريق: 221 الحديث 348 و: 222 الحديث 352، مختصر تاريخ دمشق: 17/307، الدرّ المنثور: 5/492، الجامع الصغير للسيوطي: 2/317 الحديث 5149.
[4] الصواعق المحرقة: 2/365، تاريخ بغداد: 4/410، مناقب عليّ بن أبي طالب عليه السّلام: 243 الحديث 290، لسان الميزان: 4/553 الحديث 62/6679، الجامع الصغير للسيوطي: 2/348 الحديث 5633، كنز العمّال: 11/601 الحديث 32900.
[5] الصواعق المحرقة: 2/365، المستدرك علي الصحيحين: 3/140 الحديث 4644 و 242، تاريخ بغداد 2/377، مناقب عليّ بن أبي طالب عليه السّلام: 80 الحديث 120، 84 الحديث 125، فرائد-
الحقائق من الصواعق، ص: 42
الحديث الرابع و الثلاثون: أخرج الدار قطني في «الإفراد» عن ابن عبّاس: أنّ النبي صلّي اللّه عليه و آله قال: «عليّ باب حطّة من دخل منه كان مؤمنا، و من خرج منه كان كافرا» [1].
الحديث الخامس و الثلاثون: أخرج الخطيب عن البراء، و الديلمي عن ابن عبّاس: أنّ النبي صلّي اللّه عليه و آله قال: «عليّ منّي بمنزلة رأسي من بدني» [2].
الحديث السادس و الثلاثون: أخرج البيهقي و الديلمي عن أنس: أنّ النبيّ صلّي اللّه عليه و آله قال: «عليّ يزهر في الجنّة ككوكب الصبح لأهل الدنيا» [3].
الحديث السابع و الثلاثون: أخرج ابن عدي عن علي عليه السّلام: أنّ النبيّ صلّي اللّه عليه و آله
__________________________________________________
- السمطين: 1/157 الحديث 119، الجامع الصغير للسيوطي: 2/346 الحديث 5591، كنز العمّال:
11/602 الحديث 32909، إسعاف الراغبين: 174.
[1] الصواعق المحرقة: 2/365، فردوس الأخبار: 3/90 الحديث 3998، جامع الصغير: 2/346 الحديث 5592، كنز العمّال: 11/603 الحديث 10/329، لمزيد من الإطّلاع راجع! إحقاق الحق:
7/143- 145 و 15/180- 181 و 17/170- 171 و 20/397- 398.
[2] الصواعق المحرقة: 2/366، تاريخ بغداد: 7/12، مناقب عليّ بن أبي طالب عليه السّلام: 92 الحديث 135 و 136، فردوس الأخبار: 3/89 الحديث 3993، المناقب للخوارزمي: 144 الحديث 167 و 148 الحديث 174، ترجمة الإمام عليّ عليه السّلام: 2/375 الحديث 870، الرياض النضرة: 3/117، الجامع الصغير للسيوطي: 2/346 الحديث 5596، كنز العمّال: 11/603 الحديث 32914، إحقاق الحق: 5/235- 242 و 16/98- 104 و 21/570- 573، إسعاف الراغبين: 175، نور الأبصار: 89.
[3] الصواعق المحرقة: 2/366، مناقب عليّ بن أبي طالب عليه السّلام: 140 الحديث 184 و 185، فرائد السمطين: 1/295 الحديث 233، جامع الصغير: 2/346 الحديث 5599، كنز العمّال: 11/604 الحديث 32917 و 611 الحديث 32957، إحقاق الحق: 6/166- 169 و 16/520- 523، إسعاف الراغبين: 175.
الحقائق من الصواعق، ص: 43
قال: «عليّ يعسوب المؤمنين، و المال يعسوب المنافقين» [1].
الحديث الثامن و الثلاثون: أخرج البزّار عن أنس: أنّ النبيّ صلّي اللّه عليه و آله قال: «عليّ يقضي ديني» [2].
الحديث التاسع و الثلاثون: أخرج الترمذي و الحاكم: أنّ النبيّ صلّي اللّه عليه و آله قال: «إنّ الجنّة لتشتاق إلي ثلاثة: عليّ و عمّار و سلمان» [3].
الحديث الأربعون: أخرج الشيخان، عن سهل: أنّ النبي صلّي اللّه عليه و آله وجد عليّا عليه السّلام مضطجعا في المسجد، و قد سقط رداؤه عن شقّه، فأصابه تراب، فجعل النبي صلّي اللّه عليه و آله يمسحه عنه و يقول: «قم يا أبا تراب!» [4]
__________________________________________________
[1] الصواعق المحرقة: 2/366، الكامل في ضعفاء الرجال: 5/244 الحديث 421 و 1389، ترجمة الإمام عليّ عليه السّلام: 2/260 الحديث 778، مختصر تاريخ دمشق: 17/376، كنز العمّال: 11/604 الحديث 32918، إحقاق الحق: 4/26- 36 و 15/294، 298- 304 و 20/258- 261.
[2] الصواعق المحرقة: 2/366، حلية الأولياء: 1/63، المناقب للخوارزمي: 134 الحديث 149 و:
329، الحديث 347، تذكرة الخواص: 37، الرياض النضرة: 3/125، نظم درر السمطين: 98، شرح المواقف: 8/363، مجمع الزوائد: 9/113، 121، الجامع الصغير للسيوطي: 2/141 الحديث 5601، كنز العمّال: 11/604 الحديث 32919 و 13/150 الحديث 36466.
[3] الصواعق المحرقة: 2/366، وقعة صفّين: 323، سنن الترمذي: 5/626 الحديث 3797، المناقب للكلابي: 437 الحديث 21، المستدرك علي الصحيحين: 3/148 الحديث 4666، 264، جامع الاصول: 9/416 الحديث 6364، اسد الغابة: 2/231، فرائد السمطين: 1/293 الحديث 231، مشكاة المصابيح: 3/390 الحديث 6234، تهذيب الكمال: 21/222، سير أعلام النبلاء: 1/541، تاريخ الإسلام: 3/574، مجمع الزوائد: 9/118، 330، 344، كنز العمّال:
11/639 الحديث 33112، إسعاف الراغبين: 178.
[4] الصواعق المحرقة: 2/367، صحيح البخاري: 3/22 الحديث 3703، صحيح مسلم: 4/1493-
الحقائق من الصواعق، ص: 44
فلذلك كانت هذه الكنية أحبّ الكني إليه، لأنّه صلّي اللّه عليه و آله كنّاه بها.
ثمّ قال المؤلّف:
و أخرج ابن أبي شيبة، عن عبد الرحمان بن عوف، قال: لمّا فتح رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله مكّة، انصرف إلي الطائف، فحصرها سبع عشرة ليلة- أو تسع عشرة ليلة- ثمّ قام خطيبا، فحمد اللّه و أثني عليه، ثمّ قال:
«اوصيكم بعترتي خيرا و إنّ موعدكم الحوض، و الّذي نفسي بيده! لتقيمن الصلاة، و لتؤتنّ الزكاة، أو لأبعثنّ إليكم رجلا منّي أو كنفسي يضرب أعناقكم» - ثمّ أخذ بيد عليّ عليه السّلام-.
ثمّ قال: «هو هذا» [1].
و في رواية: أنّه صلّي اللّه عليه و آله قال في مرض موته:
«أيّها النّاس! يوشك أن اقبض قبضا سريعا فينطلق بي، و قدمت إليكم القول معذرة إليكم.
__________________________________________________
- الحديث 38، 2409، تاريخ الطبري: 2/124، مقاتل الطالبيين: 14، 15، المعجم الكبير للطبراني:
6/149 الحديث 5808 و: 165 الحديث 5870 و: 168 الحديث 5879 و: 202 الحديث 6010، سنن الكبري للبيهقي: 2/446، الإستيعاب: 3/54، مناقب عليّ بن أبي طالب عليه السّلام: 9 الحديث 6 و:
10 الحديث 7، المناقب للخوارزمي: 38 الحديث 6، ترجمة الإمام عليّ عليه السّلام: 1/22 الحديث 32، الرياض النضرة: 3/105، مختصر تاريخ دمشق: 17/302، تاريخ الإسلام: 3/622، البداية و النهاية: 3/303، مجمع الزوائد: 9/101، فتح الباري: 7/88 الحديث 3703، إسعاف الراغبين:
175، نور الأبصار: 90.
[1] الصواعق المحرقة: 2/388، المصنّف لابن أبي شيبة: 7/498 الحديث 23 و 8/543 الحديث 2، مسند أبي يعلي: 2/166 الحديث 25، المستدرك علي الصحيحين: 2/368 الحديث 867، ترجمة الإمام عليّ عليه السّلام: 2/368 الحديث 867، مجمع الزوائد: 9/134، 163، كنز العمّال:
15/164 الحديث 36497.
الحقائق من الصواعق، ص: 45
ألا إنّي مخلّف فيكم كتاب ربّي عزّ و جل، و عترتي أهل بيتي» - ثمّ أخذ بيد علي عليه السّلام فرفعها فقال: - «هذا عليّ مع القرآن و القرآن مع عليّ، لا يفترقان حتّي يردا عليّ الحوض، فأسألهما ما خلّفت فيهما» [1].
و أخرج أحمد في المناقب، عن علي عليه السّلام قال: «طلبني النبي صلّي اللّه عليه و آله في حائط، فضربني برجله و قال: «قم، فو اللّه لأرضيك، أنت أخي و أبو ولدي، فقاتل علي سنّتي.
من مات علي عهدي، فهو في كنز الجنّة، و من مات علي عهدك، فقد قضي نحبه، و من مات يحبّك بعد موتك، ختم اللّه له بالأمن و الإيمان، ما طلعت شمس أو غربت» [2].
و أخرج الدار قطني: أنّ عليّا قال للستّة الّذين جعل عمر الأمر شوري بينهم كلاما طويلا من جملته:
«انشدكم باللّه! هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله: يا علي! أنت قسيم الجنّة و النّار يوم القيامة، غيري؟» قالوا: اللهم لا [3].
ثمّ قال المؤلّف: و معناه ما رواه غيره
عن علي الرضا عليه السّلام أنّه صلّي اللّه عليه و آله قال له:
__________________________________________________
[1] الصواعق المحرقة: 2/368، إحقاق الحق: 5/645، و 16/400، ينابيع المودّة: 342.
[2] الصواعق المحرقة: 2/369، مختصر تاريخ دمشق: 17/314، مسند أبي يعلي: الحديث 528، مجمع الزوائد: 9/121 و 122، كنز العمّال: الحديث 36491.
[3] الصواعق المحرقة: 2/369، إحقاق الحق: 4/264 و 15/189، ملحقات إحقاق الحق: 20/393 و 395، ينابيع المودّة: 342.
الحقائق من الصواعق، ص: 46
«أنت قسيم الجنّة و النّار، فيوم القيامة تقول النّار: هذا لي و هذا لك» [1]
نقول: كلمة «قسيم» هنا ليست بمعني المقسّم، بل إنّ وجوده المقدّس هو الجنّة، و طرفه المقابل هو جهنّم، و لهذا
قال عليه السّلام: «هذا لي و هذا لك»
و لم يقل: هذا للنار و هذا للجنّة.
قال المؤلّف:
و روي ابن سمّاك: أنّ أبا بكر قال له عليه السّلام: سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول: «لا يجوز أحد الصراط إلّا من كتب له عليّ الجواز» [2].
و أخرج البخاري، عن علي عليه السّلام أنّه قال: «أنا أوّل من يجثو بين يدي الرحمان للخصومة يوم القيامة».
قال قيس: و فيهم نزلت هذه الآية: هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ
[3].
قال: هم الّذين بارزوا يوم بدر: علي، و حمزة، و عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب، و شيبة بن ربيعة، و عتبة بن ربيعة، و الوليد بن عتبة [4].
__________________________________________________
[1] الصواعق المحرقة: 2/369، عيون أخبار الرضا عليه السّلام: 2/92 الحديث 30، إحقاق الحق: 4/، 264 ملحقات إحقاق الحق: 20/394، ينابيع المودّة: 342، فضائل الخمسة: 3/105.
[2] الصواعق المحرقة: 2/369، الرياض النضرة: 3/137، ذخائر العقبي: 71، ينابيع المودّة: 98 و 342، إحقاق الحق: 7/118- 119.
[3] الحج (22): 19.
[4] الصواعق المحرقة: 2/369، صحيح البخاري: 3/84 الحديث 3965 و: 262 الحديث 4743، تفسير الطبري: 10/131، المناقب للكلابي: 432 الحديث 11، المستدرك علي الصحيحين:
2/419 الحديث 3456/593، أمالي الطوسي: 85 الحديث 128/37، ترجمة الإمام عليّ عليه السّلام:
3/178 الحديث 1215، تفسير الكبير: 23/22، النهاية لابن الأثير: 1/239، الرياض النضرة:
3/114، لسان العرب: 14/132، تفسير بحر المحيط: 6/360، الدرّ المنثور: 4/627، السيرة الحلبيّة: 2/160، إسعاف الراغبين: 176، نور الأبصار 90.
الحقائق من الصواعق، ص: 47

فضائل علي عليه السّلام في كلام الصحابة

ثمّ إنّ ابن حجر انعقد فصلا في ثناء الصحابة و السلف علي علي عليه السّلام و قال:
أخرج ابن سعد عن أبي هريرة: قال: قال عمر بن الخطّاب: عليّ أقضانا [1].
و أخرج الحاكم عن ابن مسعود قال: أقضي أهل المدينة، علي [2].
و أخرج ابن سعد، عن ابن عبّاس، قال: إذا حدّثنا ثقة عن عليّ الفتيا، لا نعدوها [3]. أي لا نتجاوزها.
و أخرج عن سعيد بن المسيّب: قال: كان عمر بن الخطّاب يتعوّذ باللّه من معضلة ليس لها أبو الحسن، يعني عليّا [4].
__________________________________________________
[1] الصواعق المحرقة: 2/371، طبقات الكبري لابن سعد: 2/339، مسند أحمد: 6/131 الحديث 20581، صحيح البخاري: 3/192 الحديث 4481، سنن ابن ماجة: 1/55 الحديث 154، المستدرك علي الصحيحين: 3/345 الحديث 5329، 927 حلية الأولياء: 1/65، الإستيعاب:
1/8، المناقب للخوارزمي: 81 الحديث 66، ترجمة الإمام عليّ عليه السّلام: 3/28 الحديث 1056 و 1057، كفاية الطالب: 259، الرياض النضرة: 3/167، تاريخ الإسلام: 3/638، تهذيب التهذيب: 7/337، الدرّ المنثور: 1/197.
[2] الصواعق المحرقة: 2/371، طبقات الكبري لابن سعد: 2/339، المستدرك علي الصحيحين:
3/145 الحديث 4656، 254، الإستيعاب: 3/39، ترجمة الإمام عليّ عليه السّلام: 3/34 الحديث 1063، اسد الغابة: 4/22، الرياض النضرة: 3/167، تاريخ الإسلام: 3/638، نور الأبصار: 70.
[3] الصواعق المحرقة: 2/371، طبقات الكبري لابن سعد: 2/338، الإستيعاب: 3/40، اسد الغابة:
4/23، تاريخ الإسلام: 3/638: الإصابة: 2/509، تهذيب التهذيب: 7/337، كنز العمّال: 13/166 الحديث 36506.
[4] الصواعق المحرقة: 2/371، طبقات الكبري لابن سعد: 2/339، الإستيعاب: 3/39، اسد الغابة:
الحقائق من الصواعق، ص: 48
و أخرج عنه قال: لم يكن أحد من الصحابة يقول: سلوني، إلّا علي [1].
و أخرج ابن عساكر، عن ابن مسعود رضي اللّه عنه قال: أفرض أهل المدينة و أقضاها علي عليه السّلام [2].
ثمّ قال المؤلّف: و ذكر عند عائشة، فقالت: إنّه أعلم من بقي بالسنّة [3].
و قال عبد اللّه بن عيّاش بن أبي ربيعة: كان لعلي عليه السّلام ما شئت من ضرس قاطع في العلم، و كان له القدم في الإسلام، و الصّهر برسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله، و الفقه في السنّة، و النّجدة في الحرب، و الجود في المال [4].
و أخرج الطبراني و ابن أبي حاتم عن ابن عبّاس قال: «ما أنزل اللّه يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا*
إلّا و عليّ عليه السّلام أميرها و شريفها، و لقد عاتب اللّه أصحاب محمّد صلّي اللّه عليه و آله في غير
__________________________________________________
- 4/22، كفاية الطالب: 217، الرياض النضرة: 3/161، فرائد السمطين: 1/344 الحديث 266 و 267، نظم درر السمطين: 132، الإصابة: 2/509، تهذيب التهذيب: 7/337، كنز العمّال:
10/300 الحديث 29509، إسعاف الراغبين: 176.
[1] الصواعق المحرقة: 2/371، الإستيعاب: 3/40، المناقب للخوارزمي: 90 الحديث 83، ترجمة الإمام عليّ عليه السّلام: 3/24 الحديث 1045، اسد الغابة: 4/220، الرياض النضرة: 3/166، تاريخ الإسلام: 3/638، كنز العمّال: 13/130 الحديث 36415.
[2] الصواعق المحرقة: 372، شواهد التنزيل: 1/34 الحديث 20، ترجمة الإمام عليّ عليه السّلام: 3/35 الحديث 1067، إسعاف الراغبين: 176، نور الأبصار: 90.
[3] الصواعق المحرقة: 2/372، الإستيعاب: 3/40، المناقب للخوارزمي: 91 الحديث 94، ترجمة الإمام عليّ عليه السّلام: 3/48 الحديث 1078، الرياض النضرة: 3/159، فرائد السمطين: 1/368 الحديث 297، نظم درر السمطين: 133، إسعاف الراغبين: 177، نور الأبصار: 90.
[4] الصواعق المحرقة: 2/372، الإستيعاب: 3/43، ترجمة الإمام عليّ عليه السّلام: 3/61 الحديث 1105، تهذيب الكمال: 20/487، تاريخ الإسلام: 3/638، تهذيب التهذيب: 7/338.
الحقائق من الصواعق، ص: 49
مكان و ما ذكر عليّا عليه السّلام إلّا بخير» [1].
و أخرج ابن عساكر عنه، قال: ما نزل في أحد من كتاب اللّه تعالي ما نزل في علي عليه السّلام [2].
و أخرج ابن عساكر عنه، قال: نزل في علي عليه السّلام ثلاثمائة آية [3].
و أخرج الطبراني عنه قال: كانت لعلي عليه السّلام ثمان عشرة منقبة ما كانت لأحد من هذه الامّة [4].
و أخرج أبو يعلي، عن أبي هريرة قال: قال عمر بن الخطّاب: لقد أعطي عليّ ثلاث خصال، لأن تكون لي خصلة منها أحبّ إليّ من حمر النعم.
__________________________________________________
[1] الصواعق المحرقة: 2/372، المناقب للكوفي: 1/146 الحديث 81، المعجم الكبير للطبراني:
11/264 الحديث 11687، شواهد التنزيل: 1/30 الحديث 13، حلية الأولياء: 1/64، النور المشتعل: 28 الحديث 3، المناقب للخوارزمي: 267 الحديث 249، ترجمة الإمام عليّ عليه السّلام:
2/430 الحديث 932، المناقب لابن شهر اشوب: 3/65، خصائص الوحي المبين: 201، العمدة لابن البطريق: 263 الحديث 413، كفاية الطالب: 140، الرياض النضرة: 3/180، نظم درر السمطين: 89، مجمع الزوائد: 9/120، كنز العمّال: 13/108 الحديث 36353، إسعاف الراغبين:
176، نور الأبصار: 90، ينابيع المودّة: 251.
[2] الصواعق المحرقة: 2/373، شواهد التنزيل: 1/52 الحديث 49، النور المشتعل: 32 الحديث 1، ترجمة الإمام عليّ عليه السّلام: 2/430 الحديث 933، نور الأبصار: 90.
[3] الصواعق المحرقة: 2/373، النور المشتعل: 35 الحديث، 8 تاريخ بغداد: 6/221 الحديث 3275، ترجمة الإمام عليّ عليه السّلام: 2/431 الحديث 934، كفاية الطالب: 231، إحقاق الحق: 3/480 و 15/625، إسعاف الراغبين: 176، نور الأبصار: 90.
[4] الصواعق المحرقة: 2/373، المعجم الأوسط للطبراني: 9/798 الحديث: 8427، شواهد التنزيل: 1/23 الحديث 2 و 3، مجمع الزوائد: 9/120 تاريخ الخلفاء للسيوطي: 66، إسعاف الراغبين: 176، إحقاق الحق: 5/118.
الحقائق من الصواعق، ص: 50
فسئل: ما هي؟
قال: تزويجه ابنته، و سكناه في المسجد لا يحلّ لي فيه ما يحلّ له، و الراية يوم خيبر.
و روي أحمد بسند صحيح، عن ابن عمر نحوه [1].
و أخرج أحمد و أبو يعلي بسند صحيح عن علي عليه السّلام قال: «ما رمدت و لا صدعت منذ مسح رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله وجهي و تفل في عيني يوم خيبر حين أعطاني الراية» [2].
ثمّ قال المؤلّف: و لمّا دخل الكوفة دخل عليه حكيم من العرب، فقال:
و اللّه! يا أمير المؤمنين! لقد زيّنت الخلافة و ما زيّنتك، و رفعتها و ما رفعتك، و هي كانت أحوج إليك منك إليها [3].
و أخرج السّلفي في الطّيوريات، عن عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، قال: سألت أبي عن علي عليه السّلام و معاوية.
فقال: إعلم! أنّ عليّا كان كثيرا الأعداء، ففتّش له أعداؤه شيئا، فلم يجدوه، فجاؤا إلي رجل قد حاربه و قاتله، فأطروه كيدا منهم له [4].
__________________________________________________
[1] الصواعق المحرقة: 2/373.
[2] الصواعق المحرقة: 2/373، مسند أحمد: 1/78، مسند أبو يعلي: الحديث 593، تاريخ الخلفاء للسيوطي: 143، مجمع الزوائد: 9/122.
[3] الصواعق المحرقة: 2/374، ترجمة الإمام عليّ عليه السّلام: 3/113 الحديث 1152، اسد الغابة: 4/32، تاريخ الخلفاء للسيوطي: 180، إحقاق الحق: 4/388.
[4] الصواعق المحرقة: 2/374.
الحقائق من الصواعق، ص: 51
ثمّ قال المؤلّف:

الفصل الرابع في نبذ من كراماته و قضاياه و كلماته الدالّة علي علوّ قدره علما و حكمة و زهدا و معرفة باللّه تعالي:

أخرج ابن سعد عنه عليه السّلام، قال: «و اللّه! ما نزلت آية إلّا و قد علمت فيم نزلت، و أين نزلت، و علي من نزلت، إنّ ربّي وهب لي قلبا عقولا، و لسانا ناطقا» [1].
و أخرج ابن سعد و غيره عن أبي الطفيل قال: قال علي عليه السّلام: «سلوني عن كتاب اللّه، فإنّه ليس من آية إلّا و قد عرفت بليل نزلت أم نهار، أم في سهل أم جبل» [2].
قال المؤلّف: و من كراماته الباهرة:
أنّ الشمس ردّت عليه لمّا كان رأس النبي صلّي اللّه عليه و آله في حجره، و الوحي ينزل عليه، و علي لم يصلّ العصر، فما سرّي عنه صلّي اللّه عليه و آله إلّا و قد غربت الشمس فقال النبي صلّي اللّه عليه و آله:
«اللهمّ إنّه كان في طاعتك و طاعة رسولك فاردد عليه الشمس. فطلعت بعد
__________________________________________________
[1] الصواعق المحرقة: 2/375، طبقات الكبري لابن سعد: 2/338، شواهد التنزيل: 1/45 الحديث 38، حلية الأولياء: 1/68، ترجمة الإمام عليّ عليه السّلام: 3/21 الحديث 1038، كفاية الطالب:
207، فرائد السمطين: 1/201 الحديث 157، تاريخ الإسلام: 3/637، نظم درر السمطين: 126، كنز العمّال: 13/128 الحديث 36404، إسعاف الراغبين: 177.
[2] الصواعق المحرقة: 2/375، طبقات الكبري لابن سعد: 2/338، شواهد التنزيل: 1/42 الحديث 31، الإستيعاب: 3/43، ترجمة الإمام عليّ عليه السّلام: 3/22 الحديث 1039، كفاية الطالب:
208، الرياض النضرة: 3/167، تهذيب الكمال: 20/487، نظم درر السمطين: 126، تهذيب التهذيب: 7/338، إسعاف الراغبين: 177، ينابيع المودّة: 344.
الحقائق من الصواعق، ص: 52
ما غربت» [1].
و حديث ردّها صحّحه الطّحاوي و القاضي في «الشّفاء»، و حسّنه شيخ الإسلام أبو زرعة
، و تبعه غيره، و ردّوا علي جمع قالوا: إنّه موضوع، و زعم فوات الوقت بغروبها، فلا فائدة لردّها في محلّ المنع، بل نقول: كما أن ردّها خصوصيّة كذلك إدراك العصر الآن أداء خصوصيّة و كرامة … [2].
قال سبط ابن الجوزي: و في الباب حكاية عجيبة حدّثني بها جماعة من مشايخنا بالعراق؛ أنّه شاهدوا أبا منصور المظفّر بن أردشير القباوي الواعظ، ذكر بعد العصر هذا الحديث و نمّقه بألفاظه، و ذكر فضائل أهل البيت عليهم السّلام، فغطّت سحابة الشمس حتّي ظنّ الناس أنّها قد غابت، فقام علي المنبر و أومأ إلي الشمس و أنشد:
لا تغربي يا شمس! حتّي ينتهي مدحي لآل المصطفي و لنجله
و اثني عنانك إن أردت ثناءهم أ نسيت إذ كان الوقوف لأجله
إن كان للمولي وقوفك فليكن هذا الوقوف لخيله و لرجله
__________________________________________________
[1] الصواعق المحرقة: 2/375، الضعفاء الكبير: 3/327 الحديث 1347، علل الشرائع: 352 الحديث 3، الأمالي للمفيد: 94 الحديث 3، قصص الأنبياء للثعلبي: 249، مناقب عليّ بن أبي طالب عليه السّلام: 96 الحديث 140، الثاقب في المناقب: 254 الحديث 220، المناقب للخوارزمي:
306 الحديث 301 و 302، ترجمة الإمام عليّ عليه السّلام: 2/285 الحديث 708، المناقب لابن شهر اشوب: 2/353، العمدة لابن البطريق: 374 الحديث 736، تفسير الكبير: 32/126، تذكرة الخواص: 49، كفاية الطالب: 384، الطرائف: 84 الحديث 117، الرياض النضرة: 3/140، فرائد السمطين: 1/183 الحديث 146، ميزان الإعتدال: 3/170 الحديث 304، البداية و النهاية: 6/86 الحديث 95، مجمع الزوائد: 8/297، لسان الميزان: 4/317، مدينة المعاجز: 1/203، إسعاف الراغبين: 177، ينابيع المودّة: 162.
[2] الصواعق المحرقة: 2/376، ترجمة الإمام عليّ عليه السّلام: 2/285 (الهامش)، إسعاف الراغبين:
177.
الحقائق من الصواعق، ص: 53
قالوا: فانجاب السحاب عن الشّمس و طلعت [1].
و أخرج عبد الرزّاق عن حجر المرادي، قال: قال لي علي عليه السّلام: «كيف بك إذا أمرت أن تلعنني؟» قلت: أو كان ذلك؟
قال: «نعم».
قلت: فكيف أصنع؟
قال: «ألعنّي و لا تبرأ منّي».
قال: فأمرني محمّد بن يوسف- أخو الحجّاج، و كان أميرا من قبل عبد الملك بن مروان علي اليمن- أن ألعن عليّا.
فقلت: إنّ الأمير أمرني أن ألعن عليّا، فالعنوه، لعنه اللّه، فما فطن لها إلّا رجل.
أي لأنّه إنّما لعن الأمير و لم يلعن عليّا، فهذا من كرامات علي عليه السّلام و إخباره بالغيب [2].
و من كراماته أيضا:
أنّه حدّث بحديث فكذّبه رجل، فقال له: «أدعو عليك إن كنت كاذبا؟» قال: ادع.
فدعا عليه، فلم يبرح حتّي ذهب بصره [3].
__________________________________________________
[1] الصواعق المحرقة: 2/376 و 377.
[2] الصواعق المحرقة: 2/377، رجال الكشّي: 1/319 الحديث 16، تاريخ الخلفاء للسيوطي:
179، إحقاق الحق: 18/220، ينابيع المودّة: 345.
[3] الصواعق المحرقة: 2/377، دلائل النبوّة: 445، المناقب للخوارزمي: 378 الحديث 396،
الحقائق من الصواعق، ص: 54
و أخرج ابن المدائني عن مجمّع: أنّ عليّا عليه السّلام كان يكنس بيت المال، ثمّ يصلّي فيه، رجاء أن يشهد له أنّه لم يحبس فيه المال عن المسلمين [1].
قال ابن حجر: و جلس رجلان يتغدّيان مع أحدهما خمسة أرغفة، و مع الآخر ثلاثة أرغفة، فمرّ بهما ثالث، فأجلساه، فأكلوا الأرغفة الثمانية علي السواء.
ثمّ طرح لهما الثالث، ثمانية دراهم عوضا عمّا أكله من طعامهما، فتنازعا.
فصاحب الخمسة أرغفة يقول: إنّ له خمسة دراهم، و لصاحب الثلاثة، ثلاثة، و صاحب الثلاثة يدّعي أنّ له أربعة و نصفا، فاختصما إلي علي عليه السّلام.
فقال لصاحب الثلاثة: «خذ ما رضي به صاحبك، و هو الثلاثة، فإنّ ذلك خير لك.
فقال: لا رضيت إلّا بمرّ الحق.
فقال علي عليه السّلام: «ليس لك في مرّ الحق إلّا درهم واحد».
فسأله عن بيان وجه ذلك.
فقال علي عليه السّلام: «أليست الثمانية أرغفة أربعة و عشرين أثلاثا؟ أكلتموها و أنتم ثلاثة، و لا يعلم أكثركم أكلا، فتحملون علي السواء، فأكلت أنت ثمانية أثلاث، و الّذي لك تسعة أثلاث، و أكل صاحبك ثمانية أثلاث، و الّذي له خمسة عشر ثلثا، فبقي له سبعة، و لك واحد، فله سبعة بسبعته و لك واحد بواحدك، فقال: رضيت الآن» [2].
__________________________________________________
- ترجمة الإمام عليّ عليه السّلام: 3/205 الحديث 1257، و 1258، المناقب لابن شهر اشوب: 2/314، تاريخ الإسلام: 3/645، تاريخ الخلفاء للسيوطي: 179، ينابيع المودّة: 255 و 345.
[1] الصواعق المحرقة: 2/378، حلية الأولياء: 1/81، الإستيعاب: 3/49، تاريخ الإسلام: 3/643، تاريخ الخلفاء للسيوطي: 180، كنز العمّال: 13/182 الحديث 36546، ينابيع المودّة: 345.
[2] الصواعق المحرقة: 2/378، الإستيعاب: 3/42، الرياض النضرة: 3/168، تهذيب الكمال: -
الحقائق من الصواعق، ص: 55

نبذة من كلماته القصار

يذكّر المؤلّف في هذا الفصل بعضا من خطب و كلمات علي عليه السّلام القصار [1]، من جملتها:
1-
«الناس نيام، إذا ماتوا انتبهوا» [2].
2-
«الناس بزمانهم أشبه منه بآبائهم» [3].
3-
«لو كشف الغطاء ما ازددت يقينا» [4].
4-
«ما هلك امرؤ عرف قدره» [5].
5-
«قيمة كلّ امرئ ما يحسنه» [6].
__________________________________________________
- 20/486، تاريخ الخلفاء للسيوطي: 179، كنز العمّال: 5/835 الحديث 14512، ينابيع المودّة:
346.
[1] انظر! الصواعق المحرقة: 2/379- 388.
[2] المناقب للخوارزمي: 375 الحديث 395، إسعاف الراغبين: 178، نور الأبصار: 91، ينابيع المودّة 346.
[3] تحف العقول: 208، المناقب للخوارزمي: 375 الحديث 395، إسعاف الراغبين: 178، نور الأبصار: 91، ينابيع المودّة: 346.
[4] غرر الحكم: 5/108، المناقب للخوارزمي: 375 الحديث 395، إسعاف الراغبين: 178، ينابيع المودّة: 346.
[5] أمالي الصدوق: 362 الحديث 9، الخصال: 420 الحديث 14، عيون أخبار الرضا عليه السّلام: 2/85 الحديث 204، نهج البلاغة: 694 الحكمة 149، غرر الحكم: 6/62، المناقب للخوارزمي: 375 الحديث 395، إسعاف الراغبين: 178، ينابيع المودّة: 346.
[6] أمالي الصدوق: 362 الحديث 9، الخصال: 420 الحديث 14، عيون أخبار الرضا عليه السّلام: 2/58
الحقائق من الصواعق، ص: 56
6-
«من عرف نفسه فقد عرف ربّه» [1].
7-
«المرء مخبوء تحت لسانه» [2].
8-
«من عذب لسانه كثر إخوانه» [3].
9-
«بالبرّ يستعبد الحرّ» [4].
10-
«بشّر مال البخيل بحادث أو وارث» [5].
11-
«لا تنظر الّذي قال؛ و انظر إلي ما قال» [6].
12-
«الجزع عند البلاء تمام المحنة» [7].
13-
«لا ظفر مع البغي، لا ثناء مع الكبر، و لا صحّة مع النهم و التخم» [8].
__________________________________________________
- الحديث 204، تحف العقول: 201، نهج البلاغة: 674 الحكمة 81، الإرشاد للمفيد: 1/300، أمالي الطوسي: 494 الحديث 51 و 52، غرر الحكم: 4/504، المناقب للخوارزمي: 368 الحديث 385، 375 الحديث 395، تذكرة الخواص: 154، إسعاف الراغبين: 178، نور الأبصار:
90، ينابيع الموّدة: 346.
[1] غرر الحكم: 5/194، المناقب للخوارزمي: 375 الحديث 395، نور الأبصار: 91، ينابيع المودّة: 346.
[2] أمالي الصدوق: 362 الحديث 9، الخصال: 420 الحديث 14، عيون أخبار الرضا عليه السّلام: 2/58 الحديث 204، نهج البلاغة: 694 الحكمة 148 و: 749 الحكمة 390، الإرشاد للمفيد: 1/300، أمالي الطوسي: 494 الحديث 51، غرر الحكم: 1/240 و 3/287، المناقب للخوارزمي: 375 الحديث 395، إسعاف الراغبين: 178، نور الأبصار: 90، ينابيع المودّة: 346.
[3] غرر الحكم: 5/156، المناقب للخوارزمي: 375 الحديث 395، إسعاف الراغبين: 179، نور الأبصار: 91، ينابيع المودّة: 346.
[4، 5، 6، 7، 8] المناقب للخوارزمي: 375 الحديث 395، إسعاف الراغبين: 179، نور الأبصار: 91، ينابيع المودّة: 346.
الحقائق من الصواعق، ص: 57
14-
«لا شرف مع سوء الأدب» [1].
15-
«لا راحة مع الحسد» [2].
16-
«لا سؤدد مع انتقام» [3].
17-
«لا صواب مع ترك المشورة».
18-
«لا مروءة لكذوب» [4].
19-
«لا كرم أعزّ من التقي» [5].
20-
«لا شفيع أنجح من التوبة» [6].
21-
«لا لباس أجمل من العافية» [7].
22-
«لا داء أعيي من الجهل» [8].
__________________________________________________
[1] المناقب للخوارزمي: 375 الحديث 395، إسعاف الراغبين: 179، نور الأبصار: 91، ينابيع المودّة: 346.
[2] الإرشاد للمفيد: 1/303، المناقب للخوارزمي: 375 الحديث 395، إسعاف الراغبين: 179، نور الأبصار: 91، ينابيع المودّة: 346.
[3] المناقب للخوارزمي: 375 الحديث 395، إسعاف الراغبين: 179، نور الأبصار: 91، ينابيع المودّة: 346.
[4] تحف العقول: 215، المناقب للخوارزمي: 375 الحديث 395، إسعاف الراغبين: 179، نور الأبصار: 91، ينابيع المودّة: 346.
[5، 6، 7] أمالي الصدوق: 264 الحديث 9، التوحيد: 72 الحديث 27، تحف العقول: 90 و 93، كنز الفوائد: 128، نهج البلاغة: 743 الحكمة 369، المناقب للخوارزمي: 375 الحديث 395، مجموعة ورّام: 358، فرائد السمطين: 1/406 الحديث 342، نظم درر السمطين: 157، إسعاف الراغبين: 179، نور الأبصار: 91، ينابيع المودّة: 346.
[8] المناقب للخوارزمي: 375 الحديث 395، إسعاف الراغبين: 179، نور الأبصار: 91، ينابيع المودّة: 346.
الحقائق من الصواعق، ص: 58
23-
«المرء عدوّ ما جهله» [1].
24-
«رحم اللّه امرءا عرف قدره و لم يتعدّ طوره» [2].
25-
«إعادة الاعتذار تذكير بالذنب» [3].
26-
«النصح بين الملأ تقريع» [4].
27-
«نعمة الجاهل كروضة علي مزبلة» [5].
28-
«الجزع أتعب من الصبر» [6].
29-
«المسؤول حرّ حتّي يعد» [7].
30-
«أكبر الأعداء أخفاهم مكيدة» [8].
31-
«الحكمة ضالّة المؤمن» [9].
32-
«البخل جامع لمساوئ العيوب» [10].
33-
«إذا حلّت المقادير ضلّت التدابير» [11].
__________________________________________________
[1، 2، 3، 4، 5] المناقب للخوارزمي: 375 الحديث 395، إسعاف الراغبين: 179، نور الأبصار: 91، ينابيع المودّة: 346.
[6، 7] المناقب للخوارزمي: 375 الحديث 195، نور الأبصار: 91.
[8] تحف العقول: 201، غرر الحكم: 4/188، المناقب للخوارزمي: 375 الحديث 395، مجموعة ورّام: 89، إسعاف الراغبين: 179، نور الأبصار: 91، ينابيع المودّة: 347.
[9] تحف العقول: 201، نهج البلاغة: 674 الحكمة 80، غرر الحكم: 3/440، المناقب للخوارزمي: 376 الحديث 395، إسعاف الراغبين: 179، ينابيع المودّة: 347.
[10] نهج البلاغة: 747، غرر الحكم: 1/294، المناقب للخوارزمي: 376 الحديث 395، مجموعة ورّام: 359، فرائد السمطين: 1/406 الحديث 342، نظم درر السمطين: 157، إسعاف الراغبين:
179، نور الأبصار: 91، ينابيع المودّة: 347.
[11] غرر الحكم: 1/294، المناقب للخوارزمي: 376 الحديث 395، إسعاف الراغبين: 179، نور الأبصار: 91، ينابيع المودّة: 347.
الحقائق من الصواعق، ص: 59
34-
«عبد الشهوة أذلّ من عبد الرقّ» [1].
35-
«الحاسد مغتاظ علي من لا ذنب له» [2].
36-
«كفي لذنب شفيعا للمذنب» [3].
37-
«السعيد من وعظ بغيره» [4].
38-
«الإحسان يقطع اللسان» [5].
39-
«أفقر الفقر الحمق» [6].
40-
«أغني الغني العقل» [7].
41-
«الطامع في وثاق الذلّ» [8].
42-
«ليس العجب ممّن هلك كيف هلك، بل العجب ممّن نجا كيف نجا» [9].
__________________________________________________
[1] غرر الحكم: 4/352، المناقب للخوارزمي: 376 الحديث 395، إسعاف الراغبين: 179، نور الأبصار: 91، ينابيع المودّة: 347.
[2] المناقب للخوارزمي: 376 الحديث 395، إسعاف الراغبين: 179، نور الأبصار: 91، ينابيع المودّة: 347.
[3] غرر الحكم: 4/579، المناقب للخوارزمي: 376 الحديث 395، إسعاف الراغبين: 179، نور الأبصار: 91.
[4] تحف العقول: 214، نهج البلاغة: 203، المناقب للخوارزمي: 376 الحديث 395، إسعاف الراغبين: 179، نور الأبصار: 91: ينابيع المودّة: 347.
[5] المناقب للخوارزمي: 376 الحديث 395، إسعاف الراغبين: 179، نور الأبصار: 91.
[6، 7، 8] نهج البلاغة: 667 الحكمة 38، غرر الحكم: 2/371، المناقب للخوارزمي: 376 الحديث 395، نور الأبصار: 91، ينابيع المودّة: 347.
[9] إسعاف الراغبين: 179، نور الأبصار: 92.
الحقائق من الصواعق، ص: 60
43-
«إحذروا نفار النعم فما شارد بمردود» [1].
44-
«أكثر مصارع العقول تحت بروق الأطماع» [2].
45-
«إذا وصلت إليكم أطراف النعم، فلا تنفروا أقصاها بقلّة الشكر» [3].
46-
«إذا قدرت علي عدوّك، فاجعل العفو عنه شكرا» [4].
47-
«ما أضمر أحد شيئا، إلّا ظهر في فلتات لسانه و علي صفحات وجهه» [5].
48-
«البخيل يستعجل الفقر، و يعيش في الدنيا عيش الفقراء، و يحاسب في الآخرة حساب الأغنياء» [6].
49-
«لسان العاقل وراء قلبه، و قلب الأحمق وراء لسانه» [7].
__________________________________________________
[1] نهج البلاغة: 711 الحكمة 248، غرر الحكم: 2/282، المناقب للخوارزمي: 376 الحديث 395، تذكرة الخواص: 135، نور الأبصار: 91، ينابيع المودّة: 347.
[2] نهج البلاغة: 706 الحكمة 220، غرر الحكم: 2/433، المناقب للخوارزمي: 376 الحديث 395، تذكرة الخواص: 135، فرائد السمطين: 1/411 الحديث 342، نظم درر السمطين: 160، إسعاف الراغبين: 179، نور الأبصار: 92، ينابيع المودّة: 347.
[3] نهج البلاغة: 660 الحكمة 12، غرر الحكم: 3/163، المناقب للخوارزمي: 376 الحديث 395، نور الأبصار: 92، ينابيع المودّة: 347.
[4] نهج البلاغة: 660 الحكمة 10، المناقب للخوارزمي: 376 الحديث 395، إسعاف الراغبين:
179، نور الأبصار: 92، ينابيع المودّة: 347.
[5] نهج البلاغة: 663 الحكمة 25، المناقب للخوارزمي: 376 الحديث 395، إسعاف الراغبين:
179، نور الأبصار: 92، ينابيع المودّة: 347.
[6] نهج البلاغة: 686 الحكمة 127، غرر الحكم: 4/346، المناقب للخوارزمي: 376 الحديث 395، مجموعة ورّام: 70، إسعاف الراغبين: 179، نور الأبصار: 92، ينابيع المودّة: 347.
[7] نهج البلاغة: 667 الحكمة 40، غرر الحكم: 4/507، المناقب للخوارزمي: 376 الحديث 395، إسعاف الراغبين: 179، نور الأبصار: 92، ينابيع المودّة: 347.
الحقائق من الصواعق، ص: 61
50-
«العلم يرفع الوضيع، و الجهل يضع الرفيع» [1].
51-
«العلم خير من المال، العلم يحرسك و أنت تحرس المال، العلم حاكم، و المال محكوم عليه» [2].
52-
«قصم ظهري [رجلان]: عالم متهتّك و جاهل متنسّك، هذا يفتي و ينفر الناس بتهتّكه، و هذا يضلّ الناس بتنسّكه» [3].
53-
«أقلّ الناس قيمة أقلّهم علما» [4].
ثمّ قال المؤلّف: و كلامه عليه السّلام في هذا الاسلوب البديع كثير، تركته خوف الإطالة [5].
و من كلامه أيضا:
54-
«كونوا في النّاس كالنحلة في الطير، أنّه ليس في الطير شي‌ء إلّا و هو يستضعفها، و لو يعلم الطير ما في أجوافها من البركة لم يفعلوا ذلك بها» [6].
55-
«خالطوا النّاس بألسنتكم و أجسادكم، و زايلوهم بأعمالكم و قلوبكم، فإنّ
__________________________________________________
[1] إسعاف الراغبين: 179، نور الأبصار: 92.
[2] الغارات: 1/149، عقد الفريد: 2/184، تحف العقول: 170، الخصال: 186 الحديث 257، كمال الدين: 290، نهج البلاغة: 691، الحكمة: 147، الإرشاد للمفيد: 227، الأمالي للمفيد:
248/3، حلية الأولياء: 1/80، أمالي الطوسي: 20/23، تاريخ بغداد: 6/379، غرر الحكم: 2/60 و 81، المناقب للخوارزمي: 366 الحديث 383، تفسير الكبير: 2/209، تذكرة الخواص: 141، فرائد السمطين: 1/397 الحديث 334، نور الأبصار: 92، ينابيع المودّة: 347.
[3] غرر الحكم: 6/98، مجموعة ورّام: 90، نور الأبصار: 92، ينابيع المودّة: 347.
[4] نور الأبصار: 92.
[5] الصواعق المحرقة: 2/380.
[6] ترجمة الإمام عليّ عليه السّلام: 3/227 الحديث 3 و: 227 الحديث 1282، فرائد السمطين: 1/402 الحديث 338، نظم درر السمطين: 151، ينابيع المودّة: 347.
الحقائق من الصواعق، ص: 62
للمرء ما اكتسب، و هو يوم القيامة مع من أحبّ» [1].
56-
«كونوا بقبول العمل أشدّ اهتماما منكم بالعمل، فإنّه لن يقلّ عمل مع التقوي، و كيف يقلّ عمل متقبّل [إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ
[2]]» [3].
57-
«يا حملة القرآن! إعملوا به، فإنّ العالم من عمل بما علم، و وافق علمه عمله، و سيكون أقوام يحملون العلم لا يجاوز تراقيهم، تخالف سريرتهم علانيتهم و يخالف عملهم علمهم، يجلسون حلقا فيباهي بعضهم بعضا، حتّي إنّ الرجل يغضب علي جليسه أن يجلس إلي غيره و يدعه، أولئك لا تصعد أعمالهم في مجالسهم تلك إلي اللّه» [4].
58-
«لا يخافنّ أحد منكم إلّا ذنبه، و لا يرجوا إلّا ربّه، و لا يستحي من لا يعلم أن يتعلّم، و لا يستحي من يعلم إذا سئل عمّا لا يعلم أن يقول: أللّه أعلم» [5].
59-
«الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد» [6].
__________________________________________________
[1] غرر الحكم: 3/452 و 464، ترجمة الإمام عليّ عليه السّلام: 3/227 الحديث 1282، فرائد السمطين:
1/402 الحديث 338، ينابيع المودّة: 347.
[2] المائدة (5): 27.
[3] غرر الحكم: 6/407، ترجمة الإمام عليّ عليه السّلام: 3/230 الحديث 1290، مجموعة ورّام: 72، فرائد السمطين: 1/420 الحديث 349، نظم درر السمطين: 151، ينابيع المودّة: 347.
[4] ترجمة الإمام عليّ عليه السّلام: 3/228 الحديث 1283، إسعاف الراغبين: 180.
[5] ترجمة الإمام عليّ عليه السّلام: 3/229 الحديث 1286، فرائد السمطين: 1/394 الحديث 330، إسعاف الراغبين: 180.
[6] القعد الفريد: 4/80، تحف العقول: 202 و 211، الخصال: 315 الحديث 86، صحيفة الرضا عليه السّلام: 254 الحديث 178، نهج البلاغة: 674 الحديث 82 (قطعة منه)، الإرشاد للمفيد: -
الحقائق من الصواعق، ص: 63
60-
«الفقيه كلّ الفقيه؛ من لم يقنّط النّاس من رحمة اللّه، و لم يرخّص لهم في معاصي اللّه، و لم يؤمّنهم من عذاب اللّه، و لم يدع القرآن رغبة منه إلي غيره» [1].
61-
«لا خير في عبادة لا علم فيها، و لا خير في علم لا فهم معه، و لا خير في قراءة لا تدبّر فيها» [2].
62-
«من أراد أن ينصف الناس في نفسه؛ فليحبّ لهم ما يحبّ لنفسه» [3].
63-
«إنّ من الحزم سوء الظنّ» [4].
64-
«التوفيق خير قائد، حسن الخلق خير قرين، و العقل خير صاحب، و الأدب خير ميراث، و لا وحشة أشدّ من العجب» [5].
65-
و قال عليه السّلام لمّا سئل عن القدر: «طريق مظلم لا تسلكه، بحر عميق لا تلجه، سرّ اللّه قد خفي عليك فلا تفشه.
__________________________________________________
- 297، حلية الأولياء: 1/76، كفاية الطالب: 390، المناقب للخوارزمي: 374 الحديث 393، ترجمة الإمام عليّ عليه السّلام: 3/229 الحديث 1287 و 230 الحديث 1289، تذكرة الخواص: 141، فرائد السمطين: 1/394 الحديث 330، إسعاف الراغبين: 180 (قطعة منه)، ينابيع المودّة: 347.
[1] غرر الحكم: 2/61.
[2] تحف العقول: 204، نهج البلاغة: 676 الحديث 90، حلية الأولياء: 1/77، غرر الحكم: 2/61، ترجمة الإمام عليّ عليه السّلام: 3/230 الحديث 1288، تذكرة الخواص: 140، كفاية الطالب: 390، فرائد السمطين: 1/396 الحديث 333، نظم درر السمطين: 151، ينابيع المودّة: 347 (قطعة منه).
[3] ترجمة الإمام عليّ عليه السّلام: 3/238 الحديث 1300، ينابيع المودّة: 347.
[4] الصواعق المحرقة: 130.
[5] المناقب للخوارزمي: 365 الحديث 381، ترجمة الإمام عليّ عليه السّلام: 3/228 الحديث 1283 و 234 الحديث 1293، ينابيع المودّة: 348.
الحقائق من الصواعق، ص: 64
أيّها السائل! إنّ اللّه خلقك لما شاء أو لما شئت؟» قال: بل لما شاء.
قال عليه السّلام: «فيستعملك كيف شاء» [1].
66-
و قال عليه السّلام: «إنّ للنكبات نهايات، لا بدّ لأحد إذا نكب أن ينتهي إليها، فينبغي للعاقل إذا أصابته نكبة أن ينام لها حتّي تنقضي مدّتها، فإنّ في رفعها قبل انقضاء مدّتها زيادة في مكروهها» [2].
67-
و سئل عن السخاء فقال عليه السّلام: «ما كان منه ابتداء، فأمّا ما كان عن مسألة فحياء و تكرّم» [3].
68-
أثني عليه عدوّ له، فأطراه فقال عليه السّلام: «إنّي لست كما تقول، و أنا فوق ما في نفسك» [4].
69-
قال عليه السّلام: «جزاء المعصية الوهن في العبادة، و الضيق في المعيشة، و النغص في اللذّة».
قيل: و ما النغص؟
__________________________________________________
[1] تحف العقول: 201، نهج البلاغة: 725 حكمت 288، غرر الحكم: 4/261، ترجمة الإمام عليّ عليه السّلام: 3/232 الحديث 1292، تذكرة الخواص: 156، إسعاف الراغبين: 183، ينابيع المودّة 348.
[2] تحف العقول: 201، غرر الحكم: 2/2571، المناقب للخوارزمي: 364 الحديث 380، ترجمة الإمام عليّ عليه السّلام: 3/234 الحديث 1294، تذكرة الخواص: 153، ينابيع المودّة: 348، إسعاف الراغبين: 182.
[3، 4] الصواعق المحرقة: 2/382.
الحقائق من الصواعق، ص: 65
قال عليه السّلام: «لا ينال شهوة حلال إلّا جاءه ما ينغصه إيّاها» [1].
70-
قال له عدوّه: ثبّتك اللّه.
فقال عليه السّلام: «علي صدرك» [2].
71-
و لمّا ضربه ابن ملجم قال عليه السّلام للحسن عليه السّلام و قد دخل عليه باكيا: «يا بنيّ! إحفظ عنّي أربعا و أربعا.
قال عليه السّلام: و ما هنّ يا أبت؟
قال عليه السّلام: إنّ أغني الغني العقل، و أكبر الفقر الحمق، و أوحش الوحشة العجب، و أكرم الكرم حسن الخلق.
قال عليه السّلام: فالأربع الاخر؟
قال عليه السّلام: إيّاك و مصاحبة الأحمق، فإنّه يريد أن ينفعك فيضرّك.
و إيّاك و مصادقة الكذّاب، فإنّه يقرّب عليك البعيد و يبعّد عليك القريب.
و إيّاك و مصادقة البخيل، فإنّه يخذلك في أحوج ما تكون إليه.
و إيّاك و مصادقة الفاجر، فإنّه يبيعك بالتافه» [3].
72-
و قال له يهوديّ: متي كان ربّنا؟
فتغيّر وجهه عليه السّلام و قال: «لم يكن مكان و لا كينونة، كان بلا كيف كان، ليس له قبل و لا غاية، انقطعت الغايات دونه، فهو غاية كلّ غاية».
__________________________________________________
[1] ترجمة الإمام عليّ عليه السّلام: 3/239 الحديث 1304، إسعاف الراغبين: 180 مع إختلاف يسير.
[2] ترجمة الإمام علي عليه السّلام: 3/240 الحديث 1307، الصواعق المحرقة: 131.
[3] الصواعق المحرقة: 2/383، تاريخ الخلفاء للسيوطي: 151، كنز العمّال: 16/266 الحديث 44388.
الحقائق من الصواعق، ص: 66
فأسلم اليهودي. [1]
ثمّ قال المؤلّف: و أخرج الواقدي عن ابن عبّاس قال: كان مع عليّ أربعة دراهم لا يملك غيرها، فتصدّق بدرهم ليلا، و بدرهم نهارا، و بدرهم سرّا، و بدرهم علانية، فنزل فيه:
الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَ النَّهارِ سِرًّا وَ عَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ
[2]. [3]
73- و افتقد درعا و هو بصفّين، فوجدها عند يهودي، فحاكمه فيها إلي قاضيه شريح و جلس بجنبه، و
قال عليه السّلام: «لو لا أنّ خصمي يهودي لاستويت معه في المجلس، و لكنّي سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول: لا تسوّوا بينهم في المجالس».
(و في رواية: أصغر و هم من حيث أصغرهم اللّه).
ثمّ ادّعي بها، فأنكر اليهودي، فطلب شريح بيّنة من علي عليه السّلام، فأتي بقنبر و الحسن عليه السّلام.
فقال له شريح: شهادة الابن لأبيه لا تجوز.
فقال اليهودي: أمير المؤمنين، قدّمني إلي قاضيه و قاضيه قضي عليه. أشهد أن لا إله إلّا اللّه، و أشهد أنّ محمّدا رسول اللّه، و أنّ الدرع درعك [4].
74-
و قال معاوية لضرار بن ضمرة: صف لي عليّا؟
فقال: اعفني.
__________________________________________________
[1] المعيار و الموازنة: 259، الصواعق المحرقة: 131.
[2] البقرة (2): 274.
[3] الرياض النضرة: 2/206، الصواعق المحرقة: 2/384.
[4] الصواعق المحرقة: 2/383 و 384، تاريخ الخلفاء للسيوطي: 151.
الحقائق من الصواعق، ص: 67
فقال: أقسمت عليك باللّه.
فقال: كان و اللّه! بعيد المدي، شديد القوي، يقول فصلا، و يحكم عدلا، يتفجّر العلم من جوانبه، و تنطق الحكمة من لسانه، يستوحش من الدنيا و زهرتها، و يأنس بالليل، و وحشته بالنهار.
و كان غزير الدمعة، طويل الفكرة، يعجبه من اللّباس ما قصر، و من الطعام ما خشن.
و كان فينا كأحدنا، يجيبنا إذا سألناه، و يأتينا إذا دعوناه، و نحن- و اللّه!- مع تقريبه إيّانا و قربه منّا لا نكاد نكلّمه هيبة له.
يعظّم أهل الدّين و يقرّب المساكين، لا يطمع القويّ في باطله، و لا ييأس الضعيف من عدله.
و أشهد لقد رأيته في بعض مواقفه و قد أرخي الليل سدوله و غارت نجومه قابضا علي لحيته يتململ تململ السليم- أي اللديغ- و يبكي بكاء الحزين، و يقول:
«يا دنيا! غرّي غيري، أبي تعرّضت أم إليّ تشوّقت؟! هيهات! هيهات قد باينتك (طلّقتك) ثلاثا لا رجعة فيها، فعمرك قصير، و خطرك قليل، آه آه! من قلّة الزاد و بعد السفر و وحشة الطريق».
فبكي معاوية و قال: رحم اللّه أبا الحسن، كان- و اللّه!- كذلك (!!) [1]
__________________________________________________
[1] الصواعق المحرقة: 2/384، مروج الذهب: 2/433، أمالي الصدوق: 499 الحديث 6، نهج البلاغة: 673 الحديث 77، حلية الأولياء: 1/84، الإستيعاب: 3/44- ربيع الأبرار: 1/97 و 835، المناقب لابن شهر اشوب: 2/119، شرح نهج البلاغة: 18/224- 225، الرياض النضرة: 3/187، نظم درر السمطين: 134، إرشاد القلوب: 218، نور الأبصار: 120، ينابيع المودّة: 170.
الحقائق من الصواعق، ص: 68
ثمّ قال المؤلّف: و سبب مفارقة أخيه عقيل له:
أنّه كان يعطيه كلّ يوم من الشعير ما يكفي عياله، فاشتهي عليه أولاده مريسا [1] فصار يوفّر كلّ يوم شيئا قليلا حتّي اجتمع عنده ما اشتري، به سمنا و تمرا و صنع لهم، فدعوا عليّا إليه.
فلمّا جاء و قدّم له ذلك سأل عنه، فقصّوا عليه ذلك.
فقال عليه السّلام: «أو كان يكفيكم ذاك بعد الّذي عزلتم منه؟».
قالوا: نعم.
فنقص عنه ممّا كان يعطيه مقدار ما كان يعزل كلّ يوم. و قال عليه السّلام: «لا يحلّ لي أن أزيد من ذلك».
فغضب، فحمّي له حديدة و قرّبها من خدّه و هو غافل، فتأوّه.
فقال عليه السّلام: «تجزع من هذه و تعرّضني لنار جهنّم؟».
فقال: لأذهبنّ إلي من يعطيني تبرا و يطعمني تمرا، فلحق بمعاوية [2].
و قد قال معاوية يوما: لو لا علم بأنّي خير له من أخيه ما أقام عندنا و تركه.
فقال له عقيل: أخي، خير لي في ديني، و أنت خير لي في دنياي، و قد آثرت دنياي و أسأل اللّه خاتمة خير [3].
و أخرج ابن عساكر: أنّ عقيلا سأل عليا فقال: إنّي محتاج، و إنّي فقير فأعطني.
قال عليه السّلام: «إصبر حتّي يخرج عطاؤك مع المسلمين، فأعطيك».
فألحّ عليه.
__________________________________________________
[1] المريس: هو التمر الممروس بالماء أو اللبن.
[2] الصواعق المحرقة: 2/385، تاريخ مختصر دمشق: 17/121.
[3] الصواعق المحرقة: 2/386، شرح نهج البلاغة: 11/251، اسد الغابة: 3/423.
الحقائق من الصواعق، ص: 69
فقال عليه السّلام لرجل: «خذ بيده و انطلق به إلي حوانيت أهل السوق، فقل له: دقّ هذه الأقفال و خذ ما في الحوانيت».
قال: تريد أن تتّخذني سارقا؟! قال عليه السّلام: «و أنت تريد أن تتّخذني سارقا؟! أن آخذ أموال المسلمين فأعطيكها دونهم».
قال: لآتينّ معاوية.
قال عليه السّلام: «أنت و ذاك».
فأتي معاوية، فسأله فأعطاه مائة ألف، ثمّ قال: اصعد علي المنبر فاذكر ما أولاك به علي، و ما أوليتك.
فصعد فحمد اللّه و أثني عليه، ثمّ قال: أيّها النّاس! إنّي اخبركم أنّي أردت عليّا عليه السّلام علي دينه فاختار دينه، و إنّي أردت معاوية علي دينه فاختارني علي دينه [1].
و قال معاوية لخالد بن معمّر: لم أحببت عليّا علينا؟
قال: علي ثلاث خصال: علي حلمه إذا غضب، و علي صدقه إذا قال، و علي عدله إذا حكم [2].
و لمّا وصل إليه فخر من معاوية قال لغلامه: «اكتب إليه» ثمّ أملي عليه:
محمّد النبيّ أخي و صهري و حمزة سيّد الشهداء عمّي
و جعفر الّذي يمسي و يضحي يطير مع الملائكة إبن امّي
و بنت محمّد سكني و عرسي منوط لحمها بدمي و لحمي
__________________________________________________
[1] الصواعق المحرقة: 2/386، مختصر تاريخ دمشق: 17/121.
[2] الصواعق المحرقة: 2/386.
الحقائق من الصواعق، ص: 70
و سبطا أحمد إبناي منها فأيّكمو له سهم كسهمي؟
سبقتكم إلي الإسلام طرّا غلاما ما بلغت أوان حلمي [1]
قال البيهقي: إنّ هذا الشعر ممّا يجب علي كلّ أحد متوان في عليّ عليه السّلام حفظه، ليعلم مفاخره في الإسلام [2].
و مناقب علي عليه السّلام و فضائله أكثر من أن تحصي.
ثمّ قال المؤلّف: و من كلام الشافعي:
قالوا: ترفّضت؟ قلت: كلّا ما الرفض ديني و لا اعتقادي
لكن تولّيت غير شكّ خير إمام و خير هادي
إن كان حبّ الوليّ رفضا فإنّني أرفض العباد [3]
و قال أيضا:
يا راكبا! قف بالمحصب من مني و اهتف بساكن خيفها و الناهض
سحرا إذا فاض الحجيج إلي مني فيضا كملتطم الفرات الفائض
إن كان رفضا حبّ آل محمّد فليشهد الثقلان إنّي رافضي [4]
قال البيهقي: و إنّما قال الشافعي ذلك حين نسبه الخوارج إلي الرفض حسدا وبغيا.
__________________________________________________
[1] الصواعق المحرقة: 132 (ط. ق)، الفصول المختارة من العيون و المحاسن: 280، كنز الفوائد:
122، روضة الواعظين: 76، فرائد السمطين: 1/427، نظم درر السمطين: 97، نهج السعادة:
4/161، ديوان الإمام عليّ عليه السّلام: 163.
[2] مناقب الشافعي للبيهقي: 2/71، الغدير: 2/54 و 56.
[3] الصواعق المحرقة: 133 (ط. ق).
[4] الصواعق المحرقة: 2/388، ديوان الشافعي: 55، مناقب الشافعي للبيهقي: 2/71، طبقات الشافعيّة، للسبكي: 1/299.
الحقائق من الصواعق، ص: 71
و له أيضا- و قد قال له المزني: إنّك رجل توالي أهل البيت، فلو عملت في هذا الباب أبياتا- فقال:
و مازال كتما منك حتّي كأنّني بردّ جواب السائلين لأعجم
و أكتم ودّي مع صفاء مودّتي لتسلم من قول الوشاة و أسلم [1]

شهادة علي عليه السّلام و أسبابها

يشير المؤلّف في الفصل الخامس من الكتاب إلي شهادة علي عليه السّلام و أسبابها، و يقول:
إنّه لمّا طال النزاع بينه و بين معاوية، انتدب ثلاثة نفر من الخوارج: عبد الرحمان بن ملجم المرادي، البرك، و عمرو التيّميين، فاجتمعوا بمكّة و تعاهدوا و تعاقدوا ليقتلنّ هؤلاء الثلاثة: عليّا و معاوية و عمرو بن العاص، و يريحوا العباد منهم.
فقال ابن ملجم: أنا لكم بعلي.
و قال البرك: أنا لكم بمعاوية.
و قال عمرو: أنا لكم بعمرو، و تعاهدوا علي أنّ ذلك يكون ليلة حادي عشر- أو ليلة سابع عشر- رمضان، ثمّ توجّه كلّ منهم إلي مصر صاحبه.
فقدم ابن ملجم الكوفة، فلقي أصحابه من الخوارج، فكاتمهم ما يريد، و وافقه منهم شبيب بن عجرة الأشجعي و غيره،
فلمّا كانت ليلة الجمعة سابع عشر رمضان سنة أربعين، استيقظ عليّ عليه السّلام سحرا و قال لابنه الحسن:
«رأيت الليلة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقلت: يا رسول اللّه! ما لقيت من امّتك خيرا».
__________________________________________________
[1] الصواعق المحرقة: 2/388، مناقب الشافعي، للبيهقي: 2/70.
الحقائق من الصواعق، ص: 72
فقال لي: ادع اللّه عليهم.
فقلت: اللهمّ أبدلني بهم خيرا لي منهم، و أبدلهم بي شرّا لهم منّي» [1].
و أقبل عليه الأوز يصحن في وجهه، فطردوهنّ، فقال: «دعوهنّ فإنّهنّ نوائح» [2]؛ و دخل عليه المؤذّن فقال: الصلاة! فخرج علي عليه السّلام من الباب ينادي: «أيّها النّاس! الصلاة الصلاة»
فشدّ عليه شبيب فضربه بالسيف، فوقع سيفه بالباب، و ضربه ابن ملجم بسيفه فأصاب جبهته إلي قرنه، و وصل دماغه، و هرب، فشبيب دخل منزله فدخل عليه رجل من بني أميّة، فقتله.
و أمّا ابن ملجم فشدّ عليه النّاس من كلّ جانب فلحقه رجل من همدان، فطرح عليه قطيفة ثمّ صرعه، و أخذ السيف منه،
و جاء به إلي علي عليه السّلام، فنظر إليه و قال:
«النفس بالنفس، إن أنا متّ فاقتلوه كما قتلني، و إن سلمت رأيت فيه رأيي».
و في رواية: «الجروح قصاص» [3].
فأمسك و أوثق، و أقام علي عليه السّلام الجمعة و السبت، و توفّي ليلة الأحد [4].
__________________________________________________
[1] الصواعق المحرقة: 2/389، طبقات الكبري لابن سعد: 3/36، الإمامة و السياسة: 180، مقاتل الطالبيين: 25، الإستيعاب: 3/61، ترجمة الإمام عليّ عليه السّلام: 3/295 الحديث 1395 و 299 الحديث 1401، الكامل في التأريخ: 3/388، اسد الغابة: 4/36، الرياض النضرة: 3/234، تاريخ الإسلام: 3/649، تاريخ الخلفاء للسيوطي: 175، نور الأبصار: 119.
[2] مروج الذهب: 2/425، الإرشاد للمفيد: 17، الخرائج و الجرائح: 1/201 الحديث 44، المناقب لابن شهراشوب: 3/356، الكامل في التأريخ: 3/388، اسد الغابة: 4/36، كنز العمّال: 13/195 الحديث 36584.
[3] ترجمة الإمام عليّ عليه السّلام: 3/294، اسد الغابة: 4/37.
[4] الصواعق المحرقة: 2/389 و 390، طبقات الكبري لابن سعد: 3/37، تاريخ الطبري: 4/114-
الحقائق من الصواعق، ص: 73
و غسّله الحسن و الحسين عليهما السّلام و عبد اللّه بن جعفر، و محمّد بن الحنفيّة يصبّ الماء، و كفّن في ثلاثة أثواب ليس فيها قميص [1]، و صلّي عليه الحسن، و كبّر عليه سبعا [2] و دفن بدار الإمارة بالكوفة [3] ليلا أو بالغري- موضع يزار الآن [4]- أو بين منزله
__________________________________________________
- و 117، مروج الذهب: 2/426، مقاتل الطالبيين: 21- 22، المناقب للخوارزمي: 392 الحديث 411، ترجمة الإمام عليّ عليه السّلام: 3/300 الحديث 401 و 345 الحديث 1501 و 1502، اسد الغابة:
4/37، تاريخ الإسلام: 3/650، نظم درر السمطين: 137، البداية و النهاية: 7/366، تاريخ الخلفاء للسيوطي: 175، إسعاف الراغبين: 185، نور الأبصار: 117.
[1] طبقات الكبري لابن سعد: 3/37، تاريخ الطبري: 4/114، مقاتل الطالبين: 26، المناقب للخوارزمي: 386 الحديث 401 و 391 الحديث 409، اسد الغابة: 4/37، الكامل في التأريخ:
3/396، كشف الغمّة: 1/437، نظم درر السمطين: 137، البداية و النهاية: 7/366، مجمع الزوائد: 9/144، نور الأبصار: 117.
[2] طبقات الكبري لابن سعد: 3/37، تاريخ الطبري: 4/117، مروج الذهب: 2/358 و 426، مقاتل الطالبيين: 26، المناقب للخوارزمي: 386 حديث 401 و 391 حديث 409، ترجمة الإمام عليّ عليه السّلام: 3/307 حديث 1407، اسد الغابة: 4/37، الكامل في التاريخ: 3/392، تاريخ الإسلام:
3/650، كشف الغمّة: 1/433، نظم درر السمطين: 137، البداية و النهاية: 7/363، مجمع الزوائد: 9/144، تاريخ الخلفاء للسيوطي: 175، نور الأبصار: 117. و جدير بالذكر أنّه جاء في بعض المصادر: «سبعة تكبيرات» بدلا من «الأربعة» أو «التسعة».
[3] ترجمة الإمام عليّ عليه السّلام: 3/312 الحديث 1417 و 313 الحديث 1421، الكامل في التأريخ:
3/396، تاريخ الإسلام: 3/650، نظم درر المسطين: 137، البداية و النهاية: 7/365، تاريخ الخلفاء للسيوطي: 175، نور الأبصار: 117.
[4] الكافي: 1/458 الحديث 11، الكامل في التأريخ: 3/396، كشف الغمّة: 1/437، فرحة الغريّ:
38 و 54 و 90، نظم درر السمطين: 137، العدد القوية: 236، بحار الأنوار: 42/200 الحديث 2 و 220 الحديث 26 و 222 الحديث 30، نور الأبصار: 117.
الحقائق من الصواعق، ص: 74
و الجامع الأعظم [1] أقوال.
ثمّ قال المؤلّف: و كان علي عليه السّلام في شهر رمضان- الّذي قتل فيه- يفطر ليلة عند الحسن، و ليلة عند الحسين، و ليلة عند عبد اللّه بن جعفر، و لا يزيد علي ثلاث لقم؛
و يقول: «احبّ أن ألقي اللّه و أنا خميص» [2].
فلمّا كانت الليلة الّتي قتل في صبيحتها أكثر الخروج و النظر إلي السماء و جعل يقول:
«و اللّه! ما كذّبت و لا كذّبت، و إنّها الليلة الّتي وعدت» [3].
فلمّا خرج وقت السحر ضربه ابن ملجم الضربة الموعود بها، كما قدّمنا في أحاديث فضائله.
و عمّي قبر علي عليه السّلام لثلّا ينبشه الخوارج [4].
ثمّ قال المؤلّف: و كان لعلي عليه السّلام حين قتل ثلاث و ستون سنة [5].
و سئل و هو علي المنبر بالكوفة عن قوله تعالي: رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضي نَحْبَهُ وَ مِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَ ما بَدَّلُوا تَبْدِيلًا
[6].
__________________________________________________
[1] كشف الغمّة: 1/437، البداية النهاية: 7/365، نور الأبصار: 117.
[2] الإرشاد للمفيد: 14، المناقب للخوارزمي: 392 الحديث 410، ترجمة الإمام عليّ عليه السّلام: 3/294 الحديث 1392، الخرائج و الجرائح: 1/201 الحديث 41، اسد الغابة: 4/35، الكامل في التأريخ:
3/388، نظم درر السمطين: 137، كنز العمّال: 13/190 الحديث 36565.
[3] الإرشاد للمفيد: 16، مروج الذهب: 2/325، المناقب لابن شهراشوب: 3/356.
[4] الصواعق المحرقة: 2/391، ترجمة الإمام عليّ عليه السّلام: 3/312 الحديث 1417، فرحة الغريّ: 93، تاريخ الإسلام: 3/651، البداية و النهاية: 7/365، تاريخ الخلفاء للسيوطي: 176، بحار الأنوار:
42/222 الحديث 30.
[5] الصواعق المحرقة: 2/391، تاريخ الخلفاء للسيوطي: 146، الرياض النضرة: 2/248، مختصر تاريخ دمشق: 18/96 و 97.
[6] الأحزاب (33): 23.
الحقائق من الصواعق، ص: 75
فقال: «اللهمّ غفرا، هذه الآية نزلت فيّ، و في عمّي حمزة، و في ابن عمّي عبيدة بن الحرث بن عبد المطلب.
فأمّا عبيدة فقضي نحبه شهيدا يوم بدر، و حمزة قضي نحبه شهيدا يوم أحد، و أمّا أنا فأنتظر أشقاها يخضب هذه من هذه- و أشار بيده إلي لحيته و رأسه- عهد عهده إليّ حبيبي أبو القاسم صلّي اللّه عليه و آله» [1].
و هكذا يواصل المؤلّف سرد قصّة استشهاده عليه السّلام.
و لمّا اصيب دعا الحسن و الحسين- رضي اللّه عنهم- فقال لهما:
«اوصيكما بتقوي اللّه و لا تبغيا الدنيا و إن بغتكما، و لا تبكيا علي شي‌ء زوي منها عنكما، و قولا الحق، و ارحما اليتيم، و أعينا الضعيف، و اصنعا للآخرة، و كونا للظالم خصما و للمظلوم أنصارا، و اعملا للّه، و لا تأخذكما في اللّه لومة لائم.
ثمّ نظر إلي ولده محمّد بن الحنفيّة فقال: هل حفظت ما اوصيت به أخويك؟.
قال: نعم.
فقال: اوصيك بمثله، و اوصيك بتوقير أخويك، لعظم حقّهما عليك، و لا توثق أمرا دونهما.
ثمّ قال: أوصيكما به، فإنّه أخوكما و ابن أبيكما، و قد علمتما أنّ أبا كما كان يحبّه».
ثمّ لم ينطق إلّا ب «لا إله إلّا اللّه»، إلي أن قبض كرّم اللّه وجهه [2].
ثمّ قال المؤلّف:
و روي أنّ عليّا عليه السّلام جاءه ابن ملجم يستحمله فحمله، ثمّ قال:
اريد حياته يريد قتلي عذيرك من خليلك من مرادي [3]
__________________________________________________
[1] الصواعق المحرقة: 2/391، الرياض النضرة: 2/207.
[2] الصواعق المحرقة: 2/392، تاريخ الطبري: 6/85.
[3] الإرشاد للمفيد: 13، الخرائج و الجرائح: 1/182 الحديث 14، المناقب لابن شهراشوب: 3/355.
الحقائق من الصواعق، ص: 76
ثمّ قال: «هذا و اللّه قاتلي».
فقيل له: ألا تقتله؟
فقال: «فمن يقتلني؟» [1]
و في «المستدرك» عن السدّي قال: كان ابن ملجم عشق امرأة من الخوارج، يقال لها: قطام، فنكحها و أصدقها ثلاثة آلاف درهم، و قتل علي عليه السّلام [2].
و في ذلك يقول الفرزدق:
فلم أر مهرا ساقه ذو سماحة كمهر قطام بينا غير معجم [3]
ثلاثة آلاف و عبد و قينة و ضرب عليّ بالحسام المصمّم
فلا مهر أعلي من عليّ و إن علا و لا فتك إلّا دون فتك ابن ملجم [4]
__________________________________________________
[1] الإستيعاب: 3/61، المناقب للخوارزمي: 393 الحديث 412، كشف الغمّة: 1/435، نور الأبصار: 119.
[2] تاريخ الطبري: 4/110، المستدرك علي الصحيحين: 3/154 الحديث 4690 و 289، المناقب للخوارزمي: 394 الحديث 413، المناقب لابن شهراشوب: 3/357، كشف الغمّة: 1/435، البداية و النهاية: 7/364، تاريخ الخلفاء للسيوطي: 176.
[3] و في رواية: كمهر قطام من فصيح و أعجم.
[4] الصواعق المحرقة: 2/393، مسند أحمد: 6/289 الحديث 21412، تاريخ الطبري: 4/110، عن ابن أبي مياس المرادي، مقاتل الطالبيين: 23 عن ابن مياس، المستدرك علي الصحيحين:
3/154 الحديث 4690 الحديث 289، الإرشاد للمفيد: 22، المناقب للخوارزمي: 394 الحديث 413، المناقب لابن شهراشوب: 3/357، عن عبدي، الكامل في التأريخ: 3/395، عن ابن أبي مياس المرادي، كشف الغمّة: 1/435، البداية و النهاية: 7/364، عن مياس، مجمع الزوائد:
9/114، عن ابن عبّاس المرادي، تاريخ الخلفاء للسيوطي: 176، نور الأبصار: 116.
الحقائق من الصواعق، ص: 77

نبذة من فضائل الإمام الحسن عليه السّلام

اشارة

خلافة الإمام الحسن عليه السّلام فضائل الإمام الحسن عليه السّلام في الحديث خصائص و كرامات الإمام الحسن عليه السّلام شهادة الإمام الحسن عليه السّلام و علّتها
الحقائق من الصواعق، ص: 79

خلافة الإمام الحسن عليه السّلام

خصّص المؤلّف الباب العاشر من الكتاب لخلافة الإمام الحسن عليه السّلام و فضائله و مزاياه و كراماته، فقال:
ولّي الخلافة بعد قتل أبيه بمبايعة أهل الكوفة، فأقام بها ستّة أشهر و أيّاما، خليفة حق و إمام عدل و صدق، تحقيقا … فكانت خلافته منصوصا عليها، (و قام عليها) إجماع من ذكر، فلا مرية في حقّيتها، و لذا أناب معاوية عنه، (و أقرّ له معاوية) بذلك، كما ستعلمه ممّا يأتي قريبا في خطبته حيث قال: إنّ معاوية نازعني حقّا و هو لي، دونه.
و في كتاب الصلح و النزول عن الخلافة لمعاوية.
و بعد ذلك ينقل المؤلّف نصّ كتاب الصلح، و نحن نذكر هنا خلاصته بما يوافق رواياتنا، و جاء فيه:
بسم اللّه الرحمان الرحيم «هذا ما صالح عليه الحسن بن علي، معاوية بن أبي سفيان، صالحه علي أن يسلّم إليه ولاية المسلمين علي أن يعمل فيهم بكتاب اللّه تعالي و سنّة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله.
و ليس لمعاوية بن أبي سفيان أن يعهد إلي أحد من بعده عهدا …
و علي أنّ الناس آمنون حيث كانوا من أرض اللّه تعالي في شامهم و عراقهم و حجازهم و يمنهم.
الحقائق من الصواعق، ص: 80
و علي أنّ أصحاب علي عليه السّلام و شيعته آمنون علي أنفسهم و أموالهم و نسائهم و أولادهم حيث كانوا، و علي معاوية بن أبي سفيان بذلك عهد اللّه و ميثاقه، و أن لا يبتغي للحسن بن علي و لا لأخيه الحسين عليه السّلام، و لا لأحد من أهل بيت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله غائلة، سرّا و لا جهرا، و لا يخيف أحدا منهم في افق من الآفاق. أشهد عليه فلان و فلان بن فلان و كفي باللّه شهيدا» [1].
نقول: و من المعلوم أنّ معاوية و رغم موافقته علي بنود الصلح، لم يعمل بأيّ منها بل جعلها تحت قدميه.
و لمّا انبرم الصلح التمس معاوية من الحسن عليه السّلام أن يتكلّم بجمع من الناس و يعلمهم أنّه قد بايع معاوية و سلّم إليه الأمر.
فأجابه إلي ذلك، فصعد المنبر، فحمد اللّه و أثني عليه، و صلّي علي نبيّه محمّد صلّي اللّه عليه و آله و قال:
«أيّها الناس! إنّ أكيس الكيّس التّقي، و أحمق الحمق الفجور.. إلي أن قال:
و قد علمتم أنّ اللّه جلّ ذكره و عزّ اسمه هداكم بجدّي، و أنقذكم من الضلالة، و خلصكم من الجهالة، و أعزّكم به بعد الذلّة، و كثّركم به بعد القلّة، إنّ معاوية نازعني حقّا هو لي، دونه، فنظرت إصلاح الامّة، و قطع الفتنة، و قد كنتم بايعتموني علي أن تسالموا من سالمني، و تحاربوا من حاربني، فرأيت أن اسالم معاوية، و أضع الحرب بيني و بينه و قد بايعته و رأيت أنّ حقن الدماء خير من سفكها، و لم أرد بذلك إلّا صلاحكم و بقاءكم و إن أدري لعلّه فتنة لكم و متاع إلي حين» [2].
__________________________________________________
[1] الصواعق المحرقة: 2/399.
[2] الصواعق المحرقة: 2/399، المعجم الكبير للطبراني: 3/13 الحديث 2559، المستدرك علي
الحقائق من الصواعق، ص: 81
ثمّ قال المؤلّف:
و أخرج الدولابي: أنّ الحسن عليه السّلام قال: «إن كانت جماجم العرب بيدي يسالمون من سالمت و يحاربون من حاربت، فتركتها ابتغاء وجه اللّه، و حقن دماء المسلمين» [1].
و كان نزوله عنها سنة إحدي و أربعين في شهر ربيع الأوّل، و قيل: الآخر، و قيل:
في جمادي الاولي [2].
فكان أصحابه يقولون له: يا عار المؤمنين (!!!) فيقول: «العار خير من النّار».
و قال له رجل: السلام عليك يا مذلّ المؤمنين (!!!) فقال: «لست بمذلّ المؤمنين، و لكنّي كرهت أن أقتلكم علي الملك».
ثمّ ارتحل من الكوفة إلي المدينة و أقام بها [3].

فضائل الإمام الحسن عليه السّلام في الحديث

ينقل المؤلّف في الفصل الثاني، جملة من فضائل الإمام الحسن عليه السّلام، نذكر قسما منها:
1-
أخرج الشيخان عن البراء قال: رأيت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و الحسن عليه السّلام علي عاتقه
__________________________________________________
- الصحيحين: 3/193 الحديث 4813/410، حلية الأولياء: 2/27، حياة الحيوان الكبري: 1/57، إحقاق الحق: 11/203، ملحقات إحقاق الحق: 26/474.
[1] الصواعق المحرقة: 2/400، المستدرك علي الصحيحين: 3/170، تاريخ الخلفاء للسيوطي:
158.
[2] انظر! مختصر تاريخ ابن عساكر: 7/35، و تاريخ الخلفاء للسيوطي: 158.
[3] مختصر تاريخ ابن عساكر: 7/35، و تاريخ الخلفاء للسيوطي: 158.
الحقائق من الصواعق، ص: 82
و هو يقول: «اللهم إنّي احبّه فأحبّه» [1].
2-
أخرج البخاري عن ابن عمر قال: قال النبي صلّي اللّه عليه و آله: «هما ريحانتاي من الدنيا» [2].
3-
أخرج الترمذي و الحاكم عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله: «الحسن و الحسين سيّدا شباب أهل الجنّة» [3].
__________________________________________________
[1] الصواعق المحرقة: 137، صحيح البخاري: 3/31 الحديث 3749، صحيح مسلم: 4/1500 الحديث 57- 59، سنن الترمذي: 5/620 الحديث 3783، مسند البزّار: 4/98 الحديث 1273، المعجم الكبير للطبراني: 3/19 الحديث 2582، معجم الأوسط للطبراني: 2/207 الحديث 1371، 579 الحديث 1993، المستدرك علي الصحيحين: 3/185 الحديث 4791/389، مصابيح السنّة: 4/186 الحديث 4803، ترجمة الإمام الحسن عليه السّلام: 40 الحديث 74- 76، تاريخ الإسلام: 4/36، البداية و النهاية: 8/38، مجمع الزوائد: 9/180، تاريخ الخلفاء للسيوطي: 188، ينابيع المودّة: 193.
[2] مسند أحمد: 2/208 الحديث 5543 و 223 الحديث 5642، و 260 الحديث 2904 و 328 الحديث 6370، صحيح البخاري: 3/32 الحديث 3753 و 4/91 الحديث 5994، سنن الترمذي:
5/615 الحديث 3770، الخصائص للنسّايي: 37، المعجم الكبير للطبراني: 3/137 الحديث 2884، حلية الأولياء: 5/70 و 71، مصابيح السنّة: 4/187 الحديث 4806 و 193 الحديث 4828، ترجمة الإمام الحسن عليه السّلام: 85/144، اسد الغابة: 2/19، مختصر تاريخ دمشق: 7/12، مجمع الزوائد: 9/181، تاريخ الخلفاء للسيوطي: 188، إحقاق الحق: 10/595، ينابيع المودّة: 193، ملحقات إحقاق الحق: 26/173.
[3] مسند أحمد: 3/368 الحديث 10605 و 469 الحديث 1200 و 473 الحديث 11224 و 502 الحديث 11368، سنن الترمذي: 5/614 الحديث 3768، الخصائص للنسّايي: 36 و 37، المعجم الكبير للطبراني: 3/25 الحديث 2598- 2602 و 26 الحديث 2604- 2605 و 28 الحديث 2611 و 29 الحديث 2612- 2615 و 30 الحديث 2616- 2618، المستدرك علي-
الحقائق من الصواعق، ص: 83
4-
أخرج الترمذي عن اسامة بن زيد قال: رأيت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و الحسن و الحسين عليهما السّلام علي و ركيه فقال صلّي اللّه عليه و آله: «هذان ابناي و ابنا ابنتي، اللهمّ إنّي احبّهما فأحبّهما و أحبّ من يحبّهما» [1].
5-
أخرج الترمذي، عن انس، قال: سئل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أيّ أهل بيتك أحبّ إليك؟
قال صلّي اللّه عليه و آله: «الحسن و الحسين» [2].
6-
أخرج الحاكم، عن ابن عبّاس، قال: أقبل النبي صلّي اللّه عليه و آله و قد حمل الحسن عليه السّلام علي رقبته، فلقيه رجل، فقال: نعم المركب ركبت يا غلام! فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله: «نعم الراكب هو» [3].
__________________________________________________
- الصحيحين: 3/182 الحديث 4777/375- 4780/378، حلية الأولياء: 5/71، تاريخ بغداد:
9/231، مصابيح السنّة: 4/193 الحديث 4827، مختصر تاريخ دمشق: 7/14، تاريخ الإسلام:
4/35، نظم درر السمطين: 205، مجمع الزوائد: 9/182، تاريخ الخلفاء للسيوطي: 189، كنز العمّال: 12 الحديث 112/34246 و 113 الحديث 34248 و 120 الحديث 24285 و 34288، إحقاق الحق: 10/544، ينابيع المودّة: 195، ملحقات إحقاق الحق: 26/71.
[1] صحيح مسلم: 4/1500 الحديث 59، سنن الترمذي: 5/614 الحديث 3769، الخصائص للنسّايي: 36، مصابيح السنّة: 4/194 الحديث 4829، اسد الغابة: 2/11، مختصر تاريخ دمشق:
7/8، تاريخ الإسلام: 4/35، نظم درر السمطين: 198، تاريخ الخلفاء للسيوطي: 189، كنز العمّال: 13/671 الحديث 37711، إحقاق الحق: 10/655، ينابيع المودّة: 193 و 197 و 198، ملحقات إحقاق الحق: 26/59.
[2] سنن الترمذي: 5/615 الحديث 7372، مصابيح السنّة: 4/194 الحديث 4831، تاريخ الإسلام:
4/35، تاريخ الخلفاء للسيوطي: 189، إحقاق الحق: 10/655، ينابيع المودّة: 193، ملحقات إحقاق الحق: 26/168.
[3] سنن الترمذي: 5/620 الحديث 3784، المستدرك علي الصحيحين: 3/186 الحديث-
الحقائق من الصواعق، ص: 84
7-
أخرج ابن سعد، عن عبد اللّه بن الزبير قال: أشبه أهل النبي صلّي اللّه عليه و آله به و أحبّهم إليه الحسن عليه السّلام، رأيته يجي‌ء و هو ساجد فيركب رقبته- أو قال: ظهره- فما ينزله حتّي يكون هو الّذي ينزل، و لقد رأيته و هو راكع، فيفرج له بين رجليه حتّي يخرج من الجانب الآخر [1].
8-
أخرج ابن سعد، عن أبي سلمة بن عبد الرحمان قال: كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يدفع لسانه للحسن بن علي عليهما السّلام فإذا رأي الصّبي حمرة اللسان يهشّ إليه [2].
9-
أخرج الحاكم عن زهير بن الأقمر، قال: قام الحسن بن علي عليه السّلام يخطب، فقام رجل من أزد شنوءة فقال: أشهد لقد رأيت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله واضعه علي حبوته و هو يقول: «من أحبني فليحبه، و ليبلغ الشاهد الغائب» و لو لا كرامة النبي صلّي اللّه عليه و آله ما حدّثت به أحدا [3].
10-
أخرج الشيخان، عن أبي هريرة: أنّ النبي صلّي اللّه عليه و آله قال: «اللهمّ إنّي احبّه و أحبّ
__________________________________________________
- 4794/392، مصابيح السنّة: 4/196 الحديث 4836، اسد الغابة: 2/12، مختصر تاريخ دمشق:
7/15، تاريخ الإسلام: 4/37، نظم درر السمطين: 199، البداية و النهاية: 8/40، تاريخ الخلفاء للسيوطي: 189، إحقاق الحق: 10/714 و 11/75، ملحقات إحقاق الحق: 26/418، فضائل الخمسة: 3/190.
[1] مختصر تاريخ دمشق: 7/8، تهذيب الكمال: 6/225، نظم درر السمطين: 199، مجمع الزوائد:
9/175، تاريخ الخلفاء للسيوطي: 189، ينابيع المودّة: 195، ملحقات إحقاق الحق: 26/415.
[2] مسند أحمد: 5/366، فضائل الصحابة: الحديث 1387، المستدرك علي الصحيحين: 3/173 و 174، مجمع الزوائد: 9/176، النهاية لابن أثير: 1/166، تاريخ الخلفاء للسيوطي: 189، إحقاق الحق: 11/56 نقلا عن كتاب «أخلاق النبي صلّي اللّه عليه و آله و آدابه» لأبي الشيخ: 90، و مجمع بحار الأنوار لمحمّد الصادق الهندي: 1/124، و أرجح المطالب: 269.
[3] مسند أحمد: 5/366، المستدرك علي الصحيحين: 3/173.
الحقائق من الصواعق، ص: 85
من يحبّه» [1].
11-
و في حديث أبي هريرة أيضا عند الحافظ السلفي، فقال: ما رأيت الحسن بن علي عليهما السّلام قطّ إلّا فاضت عيناي دموعا.
و ذلك أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله خرج يوما و أنا في المسجد، فأخذ بيدي و اتكأ عليّ حتّي جئنا سوق بني قينقاع، فنظر فيه.
ثمّ رجع حتّي جلس في المسجد. ثمّ قال: ادع ابني.
قال: فأتي الحسن بن علي عليهما السّلام يشتدّ حتّي وقع في حجره، فجعل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يفتح فمه ثمّ يدخل فمه في فمه، و يقول:
«اللهمّ إنّي أحبّه فأحبّه و أحبّ من يحبّه» ثلاث مرّات [2].
12-
و روي أحمد: «من أحبّني و أحبّ هذين- يعني حسنا و حسينا- و أباهما و امّهما كان معي في درجتي يوم القيامة» [3].

خصائص و كرامات الإمام الحسن عليه السّلام

أشار المؤلّف في الفصل الثالث إلي بعض خصائص الإمام الحسن عليه السّلام، و قال:
كان- رضي اللّه عنه- سيّدا كريما حليما زاهدا، ذا سكينة و وقار و حشمة، جوادا ممدوحا، و سيأتي بسط شي‌ء من ذلك:
__________________________________________________
[1] صحيح البخاري: 10/332، صحيح مسلم: الحديث 1882، سنن ابن ماجة: 1/51، مسند أحمد: 2/249، فضائل الصحابة: الحديث 1349، المستدرك علي الصحيحين: 9/169.
[2] حلية الأولياء: 6/35.
[3] مسند أحمد: 1/125 الحديث 577، مختصر تاريخ دمشق: 7/11، تهذيب الكمال: 6/228، ينابيع المودّة: 192، ملحقّات إحقاق الحق: 26/155.
الحقائق من الصواعق، ص: 86
أخرج أبو نعيم في «الحلية» أنّه قال: «إنّي لأستحيي من ربّي أن ألقاه و لم أمش إلي بيته. فمشي عشرين حجّة» [1].
و أخرج الحاكم، عن عبد اللّه بن عمر قال: لقد حجّ الحسن عليه السّلام خمسا و عشرين حجّة ماشيا، و إنّ النّجائب لتقاد بين يديه [2].
و أخرج أبو نعيم: أنّه خرج من ماله مرّتين [3].
و قاسم اللّه تعالي ماله ثلاث مرّات، حتّي إنّه كان ليعطي نعلا و يمسك نعلا، و يعطي خفّا و يمسك خفّا [4].
ثمّ قال المؤلّف: و سمع رجلا يسأل ربّه عزّ و جلّ عشرة آلاف درهم، فبعث بها إليه [5].
__________________________________________________
[1] حلية الأولياء: 2/37، نظم درر السمطين: 196، البداية و النهاية: 8/42، حياة الحيوان الكبري:
1/58، فضائل الخمسة: 3/250، اسد الغابة: 2/13.
[2] المستدرك علي الصحيحين: 3/185 الحديث 4788 و 386، سنن الكبري للبيهقي: 4/331، مختصر تاريخ دمشق: 7/23، تهذيب الكمال: 6/233، تاريخ الإسلام: 4/37، نظم درر السمطين: 196، البداية و النهاية: 8/42، حياة الحيوان الكبري: 1/58، تاريخ الخلفاء للسيوطي:
190.
[3] طبقات المحدّثين: 1/47، حلية الأولياء: 2/37، تهذيب الكمال: 6/233، البداية و النهاية:
8/42، حياة الحيوان الكبري: 1/58، تاريخ الخلفاء للسيوطي: 190، إحقاق الحق: 11/132، ملحقات إحقاق الحق: 26/454.
[4] حلية الأولياء: 2/37، سنن الكبري للبيهقي: 4/331، مختصر تاريخ دمشق: 7/24، تهذيب الكمال: 6/233، نظم درر السمطين: 196، البداية و النهاية: 8/42، حياة الحيوان الكبري: 1/58، تاريخ الخلفاء للسيوطي: 190، ملحقات إحقاق الحق: 26/454، اسد الغابة: 2/13.
[5] نظم درر السمطين: 197، الفصول المهمّة: 157، سير أعلام النبلاء: 3/260، إحقاق الحق:
11/162، ملحقات إحقاق الحق: 26/331 و 447.
الحقائق من الصواعق، ص: 87
و جاءه رجل يشكو إليه حاله و فقره و قلّة ذات يده بعد أن كان مثريا، فقال: «ما هذا حقّ سؤالك، يعظم لديّ معرفتي بما يجب لك، و يكبر عليّ و يدي تعجز عن نيلك ما أنت أهله، و الكثير في ذات اللّه قليل، و ما في ملكي وفاء لشكرك، فإن قبلت الميسور، و رفعت عنّي مؤنة الاحتفال و الاهتمام لما أتكلّفه، فعلت».
فقال: يابن بنت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله! أقبل القليل، و أشكر العطيّة، و أعذر علي المنع.
فأحضر الحسن عليه السّلام وكيله و حاسبه، و قال: «هات الفاضل!» فأحضر خمسين ألف درهم، فقال: «ما فعلت في الخمسمائة دينار الّتي معك؟» قال: هي عندي.
قال عليه السّلام: «أحضرها».
فأحضرها فدفعها و الخمسين ألفا إلي الرجل و اعتذر منه [1].
و أخرج البزّاز و غيره عنه: أنّه لما استخلف؛ بينما هو يصلي إذ وثب عليه رجل فطعنه بخنجر و هو ساجد، ثمّ خطب الناس، فقال:
«يا أهل العراق! إتّقوا اللّه فينا، فإنّا امراؤكم و ضيفانكم، و نحن أهل البيت الّذين قال اللّه فيهم:
إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً
[2]».
فما زال يقولها حتّي ما بقي في المسجد إلّا و هو يبكي [3].
__________________________________________________
[1] الصواعق المحرقة: 2/410، نظم درر السمطين: 197، الفصول المهمّة: 157، إحقاق الحق:
11/138، ملحقات إحقاق الحق: 26/331 و 446.
[2] الأحزاب (33): 33.
[3] المعجم الكبير للطبراني: 3/96 الحديث 2761، ترجمة الإمام الحسن عليه السّلام: 180 الحديث 304 و 181 الحديث 305، اسد الغابة: 2/14، سير أعلام النبلاء: 3/270، مجمع الزوائد: 9/172.
الحقائق من الصواعق، ص: 88
و أخرج ابن سعد، عن عمير بن إسحاق: أنّه لم يسمع منه كلمة فحش إلّا مرّة؛ كان بينه و بين عمرو بن عثمان بن عفّان خصومة في أرض، فقال: «ليس له عندنا إلّا ما أرغم أنفه».
قال: فهذه أشدّ كلمة فحش سمعتها منه [1].
و قال المؤلّف:
و أرسل إليه مروان يسبّه، و كان عاملا علي المدينة، و يسبّ عليّا عليه السّلام كلّ جمعة علي المنبر، فقال الحسن عليه السّلام لرسوله: إرجع إليه، فقل له:
«إنّي و اللّه لا أمحو عنك شيئا بأن أسبّك، و لكن موعدي و موعدك اللّه، فإن كنت صادقا؛ فجزاك اللّه خيرا بصدقك، و إن كنت كاذبا فاللّه أشدّ نقمة» [2].
و أغلظ عليه مروان مرّة، و هو ساكت ثمّ امتخط بيمينه.
فقال له الحسن عليه السّلام: «ويحك! أما علمت أنّ اليمين للوجه، و الشمال للفرج؟ أفّ لك».
فسكت مروان [3].
ثمّ قال المؤلّف:
و لمّا مات بكي مروان في جنازته (!!!) فقال له الحسين عليه السّلام: «أتبكيه و قد كنت تجرّعه ما تجرّعه؟»
__________________________________________________
[1] ترجمة الإمام الحسن عليه السّلام: 59 الحديث 80، مختصر تاريخ دمشق: 7/29، تهذيب الكمال:
6/235، نظم درر السمطين: 201، البداية و النهاية: 8/43، تاريخ الخلفاء للسيوطي: 190، إسعاف الراغبين: 197.
[2] تاريخ الخلفاء للسيوطي: 190.
[3] مختصر تاريخ دمشق: 7/29، تهذيب الكمال: 6/235، نظم درر السمطين: 201، البداية و النهاية: 8/43، تاريخ الخلفاء للسيوطي: 190.
الحقائق من الصواعق، ص: 89
فقال: إنّي كنت أفعل ذلك إلي أحلم من هذا، و أشار بيده إلي الجبل [1].
و أخرج ابن عساكر: أنّه قيل له: إنّ أباذر يقول: الفقر أحبّ إليّ من الغني، و السّقم أحبّ من الصّحة إليّ.
فقال: «رحم اللّه أباذرّ؛ أمّا أنا فأقول: من اتّكل إلي حسن اختيار اللّه لم يتمنّ أنّه في غير الحالة الّتي اختار اللّه له» [2].

شهادة الإمام الحسن عليه السّلام و سببها

ثمّ قال: و كان سبب موته: أنّ زوجته جعدة بنت الأشعث بن قيس الكندي، دسّ إليها يزيد أن تسمّه و يتزوّجها، و بذل لها مائة ألف درهم ففعلت، فمرض أربعين يوما.
فلمّا مات بعثت إلي يزيد تسأله الوفاء بما وعدها، فقال لها: إنّا لم نرضك للحسن فنرضاك لأنفسنا؟!! [3] ثمّ قال: و بموته مسموما شهيدا جزم غير واحد من المتقدّمين، كقتادة و أبي بكر بن حفص، و المتأخّرين، كالزين العراقي في «مقدّمة شرح التقريب».
ثمّ قال المؤلّف: و جهد به أخوه أن يخبره بمن سقاه فلم يخبره و
قال: «اللّه أشدّ نقمة إن كان الّذي أظن و إلّا فلا يقتل بي و اللّه بري‌ء».
__________________________________________________
[1] مختصر تاريخ دمشق: 7/29، تاريخ الخلفاء للسيوطي: 157.
[2] مختصر تاريخ دمشق: 7/29، البداية و النهاية: 3/38، سير أعلام النبلاء: 3/262.
[3] ترجمة الإمام الحسن عليه السّلام: 211، المناقب لابن شهر اشوب: 4/47- 48، تهذيب الكمال:
6/253، البداية و النهاية: 8/47، تاريخ الخلفاء للسيوطي: 192.
الحقائق من الصواعق، ص: 90
و في رواية: «يا أخي! قد حضرت وفاتي، و دنا فراقي، و إنّي لاحق بربّي، و أجد كبدي يتقطّع، و إنّي لعارف من أين دهيت، فأنا أخاصمه إلي اللّه تعالي، فبحقّي عليك ألّا تكلّمت في ذلك بشي‌ء.
فإذا أنا قضيت نحبي فقمّصني و غسّلني و كفّنّي و احملني علي سريري إلي قبر جدّي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أجدّد به عهدا، ثمّ ردّني إلي قبر جدّتي فاطمة بنت أسد عليها السّلام فادفنّي هناك، و اقسم باللّه عليك ألّا تريق في أمري محجمة دم» [1].
و في رواية: «يا أخي! إنّي سقيت السمّ ثلاث مرّات، و لم أسقه مثل هذه المرّة.
فقال: من سقاك؟
فقال: ما سؤالك عن هذا؟ إن تريد أن تقاتلهم؛ أكل أمرهم إلي اللّه تعالي» [2].
ثمّ إنّ المؤلّف يقول في ختام هذا الفصل هكذا:
و دفن عند جدّته بنت أسد بقبّته المشهورة، و عمره سبع و أربعون سنة، كان منها مع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله سبع سنين، ثمّ مع أبيه ثلاثون سنة، ثمّ خليفة ستّة أشهر، ثمّ تسع سنين و نصف سنة، بالمدينة [عليه الصلاة و السّلام] [3]
__________________________________________________
[1] إعلام الوري: 212، المناقب لابن شهر اشوب: 4/48، إحقاق الحق: 11/171، نور الأبصار:
130.
[2] الإستيعاب: 1/390، نظم درر السمطين: 202 إحقاق الحق: 11/169، الصواعق المحرقة:
2/409- 415.
[3] الصواعق المحرقة: 2/415.
الحقائق من الصواعق، ص: 91

نبذة من فضائل أهل البيت عليهم السّلام

اشارة

تزويج النبي صلّي اللّه عليه و آله فاطمه عليها السّلام من علي عليه السّلام فضائل أهل البيت عليهم السّلام في القرآن بحث مبسوط في آية المودّة:
الف- نظرة في تفسير الآية ب- لزوم محبّة أهل البيت عليهم السّلام ج- اجتناب العداء لأهل البيت عليهم السّلام د- الترغيب في خدمة أهل البيت عليهم السّلام منزلة و عظمة أهل البيت عليهم السّلام
الحقائق من الصواعق، ص: 93

تزويج النبي صلّي اللّه عليه و آله فاطمة عليها السّلام من علي عليه السّلام

خصّص المؤلّف الباب الحادي عشر لفضائل أهل البيت عليهم السّلام، فقال:
و لنقدّم علي ذلك أصله؛ و هو تزويج النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فاطمة من علي- كرّم اللّه و جههما- و ذلك أواخر السنّة الثانية من الهجرة علي الأصحّ، و كان سنّها خمس عشرة سنة [1] و نحو نصف سنة، و سنّه إحدي و عشرين سنة و خمسة أشهر، و لم يتزوّج عليها حتّي ماتت، و أراده.
عن أنس- كما عند ابن أبي حاتم، و لأحمد نحوه- قال: جاء أبو بكر و عمر يخطبان فاطمة عليه السّلام إلي النبي صلّي اللّه عليه و آله، فسكت، و لم يرجع إليهما شيئا، فانطلقا إلي علي- كرّم اللّه وجهه- يأمرانه بطلب ذلك.
قال علي عليه السّلام: «فنبّهاني لأمر، فقمت أجرّ ردائي حتّي أتيت إلي النبي صلّي اللّه عليه و آله، فقلت:
تزوجني فاطمة؟
قال: و عندك شي‌ء؟
قلت: فرسي و بدني.
فقال: أمّا فرسك، فلا بدّلك منها، و أمّا بدنك، فبعها
__________________________________________________
[1] و جدير بالذكر: كان عمرها المبارك حين الزواج تسع سنين، علي أصحّ الروايات المعتبرة عند الشيعة.
الحقائق من الصواعق، ص: 94
فبعتها بأربعمائة و ثمانين، فجئته بها، فوضعتها في حجره، فقبض منها قبضة. فقال:
«أي بلال! ابتع لنا بها طيبا».
و أمرهم أن يجهّزوها، فجعل لها سرير مشروط و وسادة من أدم حشوها ليف.
و قال لعلي عليه السّلام: «إذا أتتك فلا تحدّث شيئا حتّي آتيك».
فجاءت مع أمّ أيمن، فقعدت في جانب البيت و أنا في جانب، و جاء رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال: «هاهنا أخي؟» فقالت امّ أيمن: أخوك، و قد زوّجته ابنتك؟! قال: «نعم» و دخل صلّي اللّه عليه و آله فقال لفاطمة عليها السّلام: «ائتيني بماء».
فقامت إلي قعب في البيت، فأتت فيه بماء، فأخذه و مجّ فيه.
ثمّ قال لها: «تقدّمي» فتقدّمت، فنضح بين ثدييها و علي رأسها.
و قال صلّي اللّه عليه و آله: «اللهمّ إنّي أعيذها بك و ذرّيتها من الشيطان الرجيم».
ثمّ قال لها: «أدبري» فأدبرت، فصبّ بين كتفيها، ثمّ فعل مثل ذلك بعلي عليه السّلام ثمّ قال: «ادخل بأهلك بسم اللّه و البركة» [1].
و في رواية اخري- عن أنس أيضا- عند أبي الخير القزويني الحاكمي: خطبها علي عليه السّلام بعد أن خطبها أبو بكر، ثمّ عمر.
فقال صلّي اللّه عليه و آله: «قد أمرني ربّي بذلك».
قال أنس: ثمّ دعاني النبي صلّي اللّه عليه و آله بعد أيّام فقال: «ادع أبا بكر و عمر و عثمان و عبد الرحمان و عدّة من الأنصار».
__________________________________________________
[1] الصواعق المحرقة: 2/417، المعجم الكبير للطبراني: 22/10021، صحيح ابن حبّان: الحديث 6944، مجمع الزوائد: 9/205 و 206، مسند البزّار: الحديث 1409، كنز العمّال: الحديث 37755.
الحقائق من الصواعق، ص: 95
فلمّا اجتمعوا و أخذوا مجالسهم و كان علي عليه السّلام غائبا.
قال صلّي اللّه عليه و آله: «الحمد للّه المحمود بنعمته، المعبود بقدرته، المطاع بسلطانه، المرهوب من عذابه و سطوته، النافذ أمره في سمائه و أرضه، الّذي خلق الخلق بقدرته، و ميّزهم بأحكامه، و أعزّهم بدينه، و أكرمهم بنبيه محمّد صلّي اللّه عليه و آله.
إنّ اللّه تبارك اسمه و تعالت عظمته جعل المصاهرة سببا لاحقا و أمرا مفترضا، أوشج به الأرحام- أي ألّف بينها، و جعلها مختلطة مشتبكة- و ألزمها الأنام، فقال عزّ من قائل: وَ هُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَ صِهْراً وَ كانَ رَبُّكَ قَدِيراً
[1].
فأمر اللّه تعالي يجري إلي قضائه، و قضاؤه يجري إلي قدره، و لكلّ قضاء قدر، و لكلّ قدر أجل، و لكلّ أجل كتاب: يَمْحُوا اللَّهُ ما يَشاءُ وَ يُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ
. [2]
ثمّ إنّ اللّه تعالي أمرني أن ازوّج فاطمة من علي بن أبي طالب، فاشهدوا أنّي قد زوّجته علي أربعمائة مثقال فضة إن رضي بذلك علي».
ثمّ دعا صلّي اللّه عليه و آله بطبق من بسر، ثمّ قال: «انتهبوا».
فانتهبنا، و دخل علي فتبسّم النبي صلّي اللّه عليه و آله في وجهه.
ثمّ قال: «إنّ اللّه عزّ و جلّ أمرني أن ازوّجك فاطمة علي أربعمائة مثقال فضة، أرضيت بذلك»؟
قال: قد رضيت بذلك يا رسول اللّه! فقال صلّي اللّه عليه و آله: «جمع اللّه شملكما، و أعزّ جدّكما، و بارك عليكما، و أخرج منكما كثيرا طيبا».
__________________________________________________
[1] الفرقان (25): 54.
[2] الرعد (13): 39.
الحقائق من الصواعق، ص: 96
قال أنس: فو اللّه! لقد أخرج اللّه منهما الكثير الطيّب.
قال المؤلّف في ذيل هذا الحديث: ظاهر هذه القصّة لا يوافق مذهبنا من اشتراط الإيجاب و القبول فورا بلفظ التزويج أو النكاح [1].
نقول: و من العجيب أنّ هذا الرجل- كسابقيه- ينقل فتاوي جماعة لا يفقهون ما يصنعون، في مقابل نصّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله، فيفتون بما يتّفق أهواءهم و رغباتهم، مؤثرين إطاعة ميولهم و أهوائهم علي طاعة مولاهم، و هو ما يبتلي به كثير من أهل الفتوي.
فإن كان مستند الفتوي هو قول الشارع و عمله و تقريره- كما هو معلوم- فبأيّ منطق يريد هذا الرجل أن يقيس و يزن فعل النبي صلّي اللّه عليه و آله و يقيّمه بميزان رغباته و ميوله الّتي يمليها عليه مذهبه؟! و علي أيّة حال؛
فإنّ ابن حجر صحّح أصل القضيّة و هي قول النبي صلّي اللّه عليه و آله: «إنّما زوّجت فاطمة عليها السّلام من علي عليه السّلام بأمر من اللّه»
و لم يردّه، و إنّما أشكل علي الرواية الّتي فصّل فيها صلّي اللّه عليه و آله بين الإيجاب و القبول، و لا معني لإشكاله هذا، كما ذكرنا.

فضائل أهل البيت عليهم السّلام في القرآن

و أشار المؤلّف في معرض بيانه لفضائل أهل البيت عليهم السّلام إلي الآيات النازلة بشأنهم عليهم السّلام، فقال:
الآية الاولي: قال اللّه تعالي:
إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً
[2]؛
__________________________________________________
[1] الصواعق المحرقة: 2/419.
[2] الأحزاب (33): 33.
الحقائق من الصواعق، ص: 97
أكثر المفسّرين علي أنّها نزلت في علي و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم السّلام لتذكير ضمير «عنكم» و ما بعده [1].
و ورد في ذلك أحاديث … و لنذكر من تلك الأحاديث جملة، فنقول:
أخرج أحمد، عن أبي سعيد الخدري: أنّها نزلت في خمسة: النبي صلّي اللّه عليه و آله و علي و فاطمة و الحسن و الحسين عليهما السّلام [2].
و أخرجه ابن جرير مرفوعا بلفظ: «انزلت هذه الآية في خمسة: فيّ و في علي و الحسن و الحسين و فاطمة» [3].
و أخرجه الطبراني أيضا [4].
و لمسلم: أنّه صلّي اللّه عليه و آله أدخل اولئك تحت كساء عليه و قرأ هذه الآية [5].
__________________________________________________
[1] الصواعق المحرقة: 2/421، تفسير الطبري: 2/6، تفسير التبيان: 8/338، معالم التنزيل:
3/529، مجمع البيان: 5/137، غرائب القرآن: 5/460.
[2] مسند أحمد: 6/423 الحديث 2601، تفسير الطبري: 12/6، المعجم الكبير للطبراني: 3/51 الحديث 2673، شواهد التنزيل: 2/41 الحديث 661، مناقب عليّ بن أبي طالب عليه السّلام: 304 الحديث 349، مجمع البيان: 5/138، ترجمة الإمام الحسن عليه السّلام: 69 الحديث 124 و 125، ترجمة الإمام الحسين عليه السّلام: 75 الحديث 108 و 109، خصائص الوحي المبين: 73 الحديث 39، كفاية الطالب: 376، نظم درر السمطين: 238، مجمع الزوائد: 9/167، الدرّ المنثور: 5/377، ينابيع المودّة: 126 و 272 و 352.
[3] تفسير الطبري: 12/6، شواهد التنزيل: 2/136 الحديث 769، جوامع الجامع: 2/277، خصائص الوحي المبين: 77 الحديث 47، مجمع الزوائد: 9/167، الدرّ المنثور: 5/377، ينابيع المودّة: 352.
[4] المعجم الكبير للطبراني: الحديث 2673.
[5] صحيح مسلم: 4/1501 الحديث 2424.
الحقائق من الصواعق، ص: 98
ثمّ قال المؤلّف:
وصحّ أنّه صلّي اللّه عليه و آله جعل علي هؤلاء كساء و قال: «اللهمّ هؤلاء أهل بيتي و حامّتي- أي خاصّتي- فاذهب عنهم الرجس و طهّرهم تطهيرا».
فقالت أمّ سلمة: و أنا معهم؟
قال صلّي اللّه عليه و آله: «إنّك علي خير» [1].
و في رواية: «إنّك إلي خير، أنت من أزواج رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله» [2].
و في رواية أنّه صلّي اللّه عليه و آله قال بعد «تطهيرا»: «أنا حرب لمن حاربهم، و سلم لمن سالمهم، و عدوّ لمن عاداهم» [3].
و في اخري: ألقي عليهم كساء و وضع يده عليهم، ثمّ قال:
«اللهمّ إنّ هؤلاء آل محمّد، فاجعل صلواتك و بركاتك علي آل محمّد، إنّك حميد مجيد» [4].
و في اخري: أنّ الآية نزلت ببيت امّ سلمة، فأرسل صلّي اللّه عليه و آله إليهم و جلّلهم بكساء، ثمّ قال نحو ما مرّ [5].
__________________________________________________
[1] الصواعق المحرقة: 2/422.
[2] تفسير الطبري: 12/7، أمالي الصدوق: 381 الحديث 4، المعجم الكبير للطبراني: 3/49 الحديث 2668، خصائص الوحي المبين: 76 الحديث 44، نظم درر السمطين: 238.
[3] تفسير فرات: 338، المعجم الكبير للطبراني: 3/31 الحديث 2620، شواهد التنزيل: 2/44 الحديث 665، نظم درر السمطين: 239، الدرّ المنثور: 5/378، ينابيع المودّة: 126 و 271.
[4] ترجمة الإمام الحسن عليه السّلام: 65 الحديث 116، خصائص الوحي المبين: 70 الحديث 34، مجمع الزوائد: 9/166، ينابيع المودّة: 126.
[5] سنن الترمذي: 5/656 الحديث 3871، تفسير الطبري: 12/7، المستدرك علي الصحيحين: -
الحقائق من الصواعق، ص: 99
و أشار المحبّ الطبري إلي أنّ هذا الفعل تكرّر منه صلّي اللّه عليه و آله في بيت أمّ سلمة و بيت فاطمة عليها السّلام و غيرهما [1].
ثمّ قال المؤلّف: ثمّ هذه الآية منبع فضائل أهل البيت النبوي؛ لاشتمالها علي غرر من مآثرهم، و الاعتناء بشأنهم حيث ابتدءت ب «إنّما» المفيدة لحصر إرادته تعالي في أمرهم علي إذهاب الرجس الّذي هو الإثم أو الشكّ فيما يجب الإيمان به عنه، و تطهيرهم من سائر الأخلاق و الأحوال المذمومة.
و سيأتي في بعض الطرق تحريمهم علي النار، و هو فائدة ذلك التطهير و غايته، إذ منه إلهام الإنابة إلي اللّه تعالي و إدامة الأعمال الصالحة.
و من ثمّ لمّا ذهبت عنهم الخلافة الظاهرة لكونها صارت ملكا- و لذا لم تتم للحسن عليه السّلام- عوّضوا عنها بالخلافة الباطنة، حتّي ذهب قوم إلي أن قطب الأولياء في كلّ زمن لا يكون إلّا منهم [2].
… إلي أن قال: و من تطهيرهم تحريم صدقة الفرض- بل و النفل علي قول لمالك- عليهم [3]؛ لأنّها أوساخ الناس مع كونها تنبئ عن ذلّ الآخذ و عزّ المأخوذ منه،
__________________________________________________
- 3/158 الحديث 4705 و 303، مناقب عليّ بن أبي طالب عليه السّلام: 303 الحديث 347 و 304 الحديث 348، معالم التنزيل: 3/529، ترجمة الإمام الحسين عليه السّلام: 63، خصائص الوحي المبين: 68 الحديث 33، اسد الغابة: 5/521، سير أعلام النبلاء: 2/122، مجمع الزوائد: 9/166، ينابيع المؤدّة: 353.
[1] الصواعق المحرقة: 2/424، ذخاير العقبي: 22 نور الأبصار: 124 ينابيع المودّة: 127، 353.
[2] الصواعق المحرقة: 2/426.
[3] موطأ مالك: 2/1000 الحديث 13، نيل الأوطار: 4/172، إسعاف الراغبين: 131، إحقاق الحق:
18/549.
الحقائق من الصواعق، ص: 100
و عوّضوا عنها خمس الفي‌ء و الغنيمة المنبّئ عن عزّ الآخذ و ذلّ المأخوذ منه [1].
ثمّ قال: و من ثمّ كان المعتمد دخول أهل بيت النسب في الآية، و لذا اختصّوا بمشاركته صلّي اللّه عليه و آله في تحريم صدقة الفرض و الزكاة و النذر و الكفّار و غيرها.
… إلي أن قال: و خالف بعض المتأخّرين فبحث أنّ النذر كالنفل و ليس كما قال.
ثمّ قال: و حكمة ختم الآية بتطهير المبالغة في وصولهم لأعلاه و في رفع التجوّز عنه، ثمّ تنويه تنوين التعظيم و التكثير و الإعجاز [الإعجاب] المفيد إلي أنّه ليس من جنس ما يتعارف و يؤلف.
ثمّ أكّد صلّي اللّه عليه و آله ذلك كلّه بتكرير طلب ما في الآية لهم
بقوله: «اللهمّ هؤلاء أهل بيتي»
… إلي آخر ما مرّ، و بإدخاله نفسه معهم في العدّ، لتعود عليهم بركة اندراجهم في سلكه.
بل في رواية: أنّه اندرج [أدرج] معهم جبريل، و ميكائيل إشارة إلي عليّ قدرهم، و أكّده أيضا بطلب الصلاة عليهم
بقوله: «فاجعل صلاتك … ».
و أكّده أيضا بقوله: «أنا حرب لمن حاربهم … ».
و في رواية: قال بعد ذلك: «ألا! من آذي قرابتي فقد آذاني، و من آذاني فقد آذي اللّه تعالي» [2].
و في اخري: «و الّذي نفسي بيده! لا يؤمن عبد بي حتّي يحبّني و لا يحبّني حتّي يحبّ ذوي قرابتي» [3].
__________________________________________________
[1] الصواعق المحرقة: 2/426.
[2] نظم درر السمطين: 233، كنز العمّال: 12/103 الحديث 34197، إسعاف الراغبين: 121، و فيه:
«نسبي و ذوي رحمي»، نور الأبصار: 126، و فيه: «نسبي و ذوي رحمي»، ينابيع المودّة: 325، 353، فضائل الخمسة: 2/86.
[3] الصواعق المحرقة: 145، المستدرك علي الصحيحين: 3/160 الحديث 4710/308، ينابيع المودّة: 354، فضائل الخمسة: 1/218.
الحقائق من الصواعق، ص: 101
فأقامهم مقام نفسه، و من ثمّ
صحّ أنّه صلّي اللّه عليه و آله قال: «إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا، كتاب اللّه و عترتي» [1].
و ألحقو به أيضا في قصّة المباهلة في آية: فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ
الآية [2] فغدا صلّي اللّه عليه و آله محتضنا الحسن آخذا بيد الحسين، و فاطمة تمشي خلفه و علي عليه السّلام خلفها [3].
و هؤلاء هم أهل الكساء، فهم المراد في آية المباهلة، كما أنّه من جملة المراد بآية:
إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ
.نقول: من الجدير بالذكر: أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ربط بين هداية الامّة و بين اتّباع القرآن و العالم به. و من الواضح، أنّ العلم بلا معلّم لا ثمرة له، و قد بيّن النبي صلّي اللّه عليه و آله في هذا الحديث أنّ المعلّم هم أهل البيت عليهم السّلام.
الآية الثانية: قوله تعالي:
إِنَّ اللَّهَ وَ مَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَي النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِيماً
[4]؛
صحّ عن كعب بن عجرة قال: لمّا نزلت هذه الآية، قلنا: يا رسول اللّه! قد علمنا كيف نسلّم عليك، فكيف نصلّي عليك؟
__________________________________________________
[1] سنن الترمذي: 5/621 الحديث 3786، و فيه: «أخذتم» بدلا من «تمسّكتم»، المعجم الكبير للطبراني: 3/63 الحديث 2680، مع إختلاف يسير، مصابيح السنّة: 4/189 الحديث 4815 و و فيه: «أخذتم» بدلا من «تمسّكتم»، اسد الغابة: 2/12، الدرّ المنثور: 5/702، كنز العمّال: 1/173 الحديث 873 و 186 الحديث 945، ينابيع المودّة: 33.
[2] آل عمران (3): 61.
[3] الدلائل للبيهقي: 5/382- 388، و أورده السيوطي في الدرّ المنثور: 2/39.
[4] الأحزاب (33): 56.
الحقائق من الصواعق، ص: 102
فقال: «قولوا: اللهمّ صلّي علي محمّد و علي آل محمّد» [1] … إلي آخره.
و في رواية الحاكم: قلنا: يا رسول اللّه! كيف الصلاة عليكم أهل البيت؟
قال: «قولوا: اللهم صلّ علي محمّد و علي آل محمّد» … إلي آخره.
قال المؤلّف: فسؤالهم بعد نزول الآية و إجابتهم ب
«اللهمّ صلّ علي محمّد و علي آل محمّد»
إلي آخره، دليل ظاهر علي أنّ الأمر بالصلاة علي أهل بيته و بقيّة آله عقب نزولها، و لم يجابوا بما ذكر، فلمّا اجيبوا به؛ دلّ علي أنّ الصلاة عليهم من جملة المأمور به، و أنّه صلّي اللّه عليه و آله أقامهم في ذلك مقام نفسه؛ لأنّ القصد من الصلاة عليه مزيد تعظيمه.
و من ثمّ
لمّا أدخل من مرّ في الكساء قال: «اللهمّ إنّهم منّي و أنا منهم فاجعل صلاتك و رحمتك و مغفرتك و رضوانك عليّ و عليهم» [2].
و قضيّة استجابة هذا الدعاء: أنّ اللّه صلّي عليهم معه، فحينئذ طلب من المؤمنين صلاتهم عليهم معه.
و يروي: «لا تصلّوا عليّ الصلاة البتراء».
فقالوا: و ما الصلاة البتراء؟
قال: «تقولون: اللهمّ صلّ علي محمّد و تمسكون، بل قولوا: اللهمّ صلّ علي محمّد و علي آل محمّد» [3].
__________________________________________________
[1] صحيح البخاري: 3370 و 6357، صحيح مسلم: 406، مسند أحمد: 4/241 و 243، سنن أبي داود: 976 و 977، سنن الدارمي: 1/309، سنن الترمذي: 483، سنن النسائي: 3/48، سنن ابن ماجة: 904، المصنّف لابن أبي شيبة: 2/507، سنن الكبري للبيهقي: 2/147.
[2] الصواعق المحرقة: 2/430.
[3] الصواعق المحرقة: 2/430.
الحقائق من الصواعق، ص: 103
ثمّ قال المؤلّف: و
صحّ أنّ رجلا قال: يا رسول اللّه! أمّا السلام عليكم فقد عرفناه، فكيف نصلّي عليك إذا نحن صلّينا عليك في صلاتنا صلّي اللّه عليك؟ فصمت صلّي اللّه عليه و آله حتّي أحببنا أنّ الرجل لم يسأله.
فقال: «إذا أنتم صلّيتم عليّ فقولوا: اللهمّ صلّ علي محمّد النبيّ الامّي و علي آل محمّد» [1].
ثمّ قال: و بهذا كلّه اتّضح قول الشافعي رضي اللّه عنه بوجوب الصلاة علي النبي صلّي اللّه عليه و آله في التشهّد لما علمت منه أنّه صحّ عنه صلّي اللّه عليه و آله الأمر بوجوبها فيه، و من أنّه صحّ عن ابن مسعود تعيين محلّها و هو بين التشهّد و الدعاء، فكان القول بوجوبها لذلك الّذي ذهب إليه الشافعي هو الحقّ الموافق لصريح السنّة و لقواعد الاصوليين.
و يدلّ له أيضا، أحاديث صحيحة كثيرة استوعبتها في شرحي «الإرشاد» و «العباب» مع بيان الردّ الواضح علي من شنّع علي الشافعي.
و بيان أنّ الشافعي لم يشذّ، بل قال به قبله جماعة من الصحابة، كابن مسعود و ابن عمر، و جابر، و أبي مسعود البدري و غيرهم، و التابعين كالشعبي و الباقر [عليه السّلام] و غيرهم كإسحاق بن راهويه و أحمد، بل لمالك قول موافق للشافعي رجّحه جماعة من أصحابه [2].
قال شيخ الإسلام خاتمة الحفّاظ ابن حجر: لم أر عن أحد من الصحابة و التابعين التصريح بعدم الوجوب، إلّا ما نقل عن إبراهيم النّخعي من إشعاره بأنّ غيره كان
__________________________________________________
[1] مسند أحمد: 4/119، سنن الكبري للبيهقي: 2/146 و 147، المستدرك علي الصحيحين:
1/268، صحيح ابن خزيمة: الحديث 711، سنن الدار قطني: 1/354 و 355، سنن أبي داود:
الحديث 981، المعجم الكبير للطبراني: 17/898، صحيح ابن حبّان: الحديث 1959.
[2] انظر! المجموع في شرح المهذّب: 3/465، المغني لابن قدامة: 1/616.
الحقائق من الصواعق، ص: 104
قائلا بالوجوب، انتهي [1].
فزعم أنّ الشافعي شذّ و أنّه خالف في ذلك فقهاء الأمصار، مجرّد دعوي باطلة لا يلتفت إليها و لا يعوّل عليها.
و من ثمّ قال ابن القيّم: أجمعوا علي مشروعيّة الصلاة عليه صلّي اللّه عليه و آله في التشهّد، و إنّما اختلفوا في الوجوب و الاستحباب، ففي تمسّك من لم يوجبها بعمل السلف نظر؛ لأنّهم كانوا يأتون بها في صلاتهم، فإن اريد بعملهم اعتقادهم، احتاج إلي نقل صريح عنهم، بعدم الوجوب، و أنّي يوجد ذلك؟ [2] ثمّ قال المؤلّف:
و قد أخرج الديلمي أنّه قال صلّي اللّه عليه و آله: «الدعاء محجوب حتّي يصلّي علي محمّد و أهل بيته» [3].
و كأنّ قضيّة الأحاديث السابقة وجوب الصلاة علي الآل في التشهّد الأخير، كما هو قول الشافعي:
يا أهل بيت رسول اللّه حبّكم فرض من اللّه في القرآن أنزله
كفاكم من عظيم القدر أنّكم من لم يصلّ عليكم لا صلاة له [4]
__________________________________________________
[1] انظر! فتح الباري: 11/165- 167.
[2] الصواعق المحرقة: 2/433.
[3] معجم الأوسط للطبراني: 1/408 الحديث 725، شعب الإيمان: 2/216 الحديث 1576، فردوس الأخبار: 4/343 الحديث 6533، مجمع الزوائد: 10/160، لسان الميزان: 4/63 الحديث 905، كنز العمّال: 2/78 الحديث 3215، إحقاق الحق: 9/626 و 18/309، إسعاف الراغبين: 129، ينابيع المودّة: 354.
[4] الصواعق المحرقة: 52/434.
الحقائق من الصواعق، ص: 105
الآية الثالثة: قوله تعالي:
سلام علي إل‌ياسين [1]؛ فقد نقل جماعة من المفسّرين عن ابن عبّاس رضي اللّه عنه أنّ المراد بذلك: سلام علي آل محمّد عليهم السّلام [2].
و كذا قاله الكلبي، و عليه، فهو صلّي اللّه عليه و آله داخل بطريق الأولي أو النصّ، كما في
قوله صلّي اللّه عليه و آله: «اللهمّ صلّ علي آل أبي أوفي» [3].
و ذكر الفخر الرازي: أنّ أهل بيته صلّي اللّه عليه و آله يساوونه في خمسة أشياء:
في السلام؛ قال: السلام عليك أيّها النبيّ، و قال تعالي: سلام علي آل ياسين.
و في الصلاة عليهم في التشهّد.
و في الطهارة؛ قال تعالي: طه
[4]، أي: يا طاهر، و قال: وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً
[5].
و في تحريم الصدقة.
و في المحبّة؛ قال تعالي: فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ
[6].
__________________________________________________
[1] الصافّات (37): 130.
[2] تفسير الطبري: 23/96، تفسير فرات: 355 الحديث 485، شواهد التنزيل: 2/165 الحديث 791، تفسير الكبير: 26/162، كشف الغمّة: 1/313، ميزان الإعتدال: 4/214 الحديث 8896، نظم درر السمطين: 94، مجمع الزوائد: 9/174، لسان الميزان: 6/146، 8670، الدرّ المنثور:
5/539، ينابيع المودّة: 354، تفسير القيّم: 418.
[3] الصواعق المحرقة: 2/435.
[4] طه (20): 1.
[5] الأحزاب (33): 33.
[6] آل عمران (3): 31.
الحقائق من الصواعق، ص: 106
و قال: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي
[1].
الآية الرابعة: قوله تعالي:
وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ
[2]؛
أخرج الديلمي، عن أبي سعيد الخدري: أنّ النبي صلّي اللّه عليه و آله قال: «وقفوهم إنّهم مسئولون عن ولاية علي عليه السّلام» [3].
و كأنّ هذا هو مراد الواحدي بقوله: روي في قوله تعالي: وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ
أي عن ولاية عليّ و أهل البيت عليهم السّلام؛ لأنّ اللّه أمر نبيّه صلّي اللّه عليه و آله أن يعرف الخلق أنّه لا يسألهم علي تبليغ الرسالة أجرا إلّا المودّة في القربي.
و المعني أنّهم يسألون: هل والوهم حقّ الموالاة، كما أوصالهم النبي صلّي اللّه عليه و آله؟ أم أضاعوها و أهملوها؟ فتكون عليهم المطالبة و التبعة [4]، انتهي.
ثمّ قال المؤلّف: و أشار بقوله: كما أوصا لهم النبي صلّي اللّه عليه و آله، إلي الأحاديث الواردة في ذلك، و هي كثيرة، و سيأتي منها جملة في الفصل الثاني.
__________________________________________________
[1] الشوري (42): 23. تفسير الكبير: 27/166.
[2] الصافّات (37): 24.
[3] المناقب للكوفي: 1/136 الحديث 75 و 156 الحديث 91، تفسير القمّي: 2/222، شواهد التنزيل: 2/160- 164 الحديث 785- 790، النور المشتعل: 200 الحديث 55، تفسير فرات:
355 الحديث 482- 484، مجمع البيان: 5/53، المناقب للخوارزمي: 275 الحديث 256، خصائص الوحي المبين: 121 الحديث 87، العمدة لابن البطريق: 301 الحديث 506، كشف الغمّة: 1/305 الحديث 313، فرائد السمطين: 1/78 الحديث 46، نظم درر السمطين: 109، تأويل الآيات: 2/493 الحديث 201، إحقاق الحق: 3/104 و 14/182- 185 و 2/135- 138، ينابيع المودّة: 354.
[4] شواهد التنزيل: 2/160- 164، فرائد السمطين: 1/79 الحديث 47، ينابيع المودّة: 354- 355.
الحقائق من الصواعق، ص: 107
و من ذلك:
حديث مسلم عن زيد بن أرقم قال: قام فينا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله خطيبا، فحمد اللّه و أثني عليه ثمّ قال:
«أمّا بعد، أيّها الناس! إنّما أنا بشر مثلكم يوشك أن يأتيني رسول ربّي عزّ و جلّ فاجيبه، و إنّي تارك فيكم الثقلين: أوّلهما كتاب اللّه عزّ و جلّ فيه الهدي و النور، فتمسّكوا بكتاب اللّه عزّ و جلّ و خذوا به- و حثّ فيه و رغّب فيه، ثمّ قال: - و أهل بيتي، أذكركم اللّه عزّ و جلّ في أهل بيتي»، ثلاث مرّات [1].
و أخرج الترمذي و قال: حسن غريب، أنّه قال صلّي اللّه عليه و آله: «إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا بعدي، أحدهما أعظم من الآخر:
كتاب اللّه عزّ و جلّ حبل ممدود من السماء إلي الأرض، و عترتي أهل بيتي، و لن يفترقا حتّي يردا عليّ الحوض، فانظروا! كيف تخلفوني فيهما» [2].
__________________________________________________
[1] مسند أحمد: 4/492 الحديث 18780، صحيح مسلم: 4/1492 الحديث 2408، المستدرك علي الصحيحين: 3/118 الحديث 174، سنن الكبري للبيهقي: 2/148، مناقب عليّ بن أبي طالب عليه السّلام: 236 الحديث 284، مصابيح السنة: 4/185 الحديث 4800، العمدة لابن البطريق: 69 الحديث 84، تذكرة الخواص: 322، كفاية الطالب: 53، نظم درر السمطين: 231، مشكاة المصابيح: 1/369 الحديث 6140، سنن الدارمي: 2/524 الحديث 3316، كنز العمّال: 1/178 الحديث 898، إحقاق الحق: 9/318، إسعاف الراغبين (حاشية نور الأبصار): 119، ينابيع المودّة: 355، فضائل الخمسة: 2/44.
[2] مسند أحمد: 3/17، سنن الترمذي: 5/622 الحديث 3788، المعجم الكبير للطبراني: 3/63 الحديث 2678، مع اختلاف يسير، مصابيح السنّة: 4/190 الحديث 4817، العمدة لابن البطريق: 72 الحديث 89، اسد الغابة: 2/12، كفاية الطالب: 259، مع اختلاف يسير، نظم درر السمطين: 231، مشكاة المصابيح: 1/371 الحديث 6153، الدرّ المنثور: 5/702، الجامع-
الحقائق من الصواعق، ص: 108
و أخرجه أحمد في «مسنده» بمعناه، و لفظه: «إنّي أوشك أن ادعي فاجيب، و إنّي تارك فيكم الثقلين: كتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلي الأرض، و عترتي أهل بيتي، و أنّ اللطيف الخبير أخبرني أنّهما لن يفترقا حتّي يردا عليّ الحوض، فانظروا بم تخلفوني فيهما؟» [1].
ثمّ قال المؤلّف: و سنده لا بأس به.
و في رواية: أنّ ذلك كان في حجّة الوداع [2].
و في اخري: «مثله- يعني كتاب اللّه- كسفينة نوح من ركب فيها نجا، و مثلهم- أي أهل بيته- كمثل باب حطّة من دخله غفرت له الذنوب» [3].
نقول: نعم، أهل البيت عليهم السّلام هم الطرف الثاني و المهمّ من وصيّة النبي صلّي اللّه عليه و آله. و متّبعوهم و شيعتهم إنّما اتّبعوهم بأمر النبي صلّي اللّه عليه و آله، و بذلك فقد أرضوا اللّه و رسوله صلّي اللّه عليه و آله.
ثمّ ينقل المؤلّف حديثا آخر في فضائل أهل البيت عليهم السّلام،
فيقول في رواية صحيحة: «إنّي تارك فيكم أمرين لن تضلّوا إن اتّبعتموهما، و هما: كتاب اللّه
__________________________________________________
- الصغير للسيوطي: 157 الحديث 3631، كنز العمّال: 1/178 الحديث 898، إحقاق الحق: 9/32، ينابيع المودّة: 33 و 355.
[1] مسند أحمد: 3/7، الطبقات لإبن سعد: 2/194، مسند أبي يعلي: الحديث 1021 و 1027، مجمع الزوائد: 9/163، كنز العمّال: الحديث 994
[2] المستدرك علي الصحيحين: 3/118 الحديث 174، كشف الغمّة: 1/50، مجمع الزوائد:
9/164، ينابيع المودّة: 35، فضائل الخمسة: 1/45.
[3] الصواعق المحرقة: 2/438، المعجم الكبير للطبراني: الحديث 2636 و 2637، المستدرك علي الصحيحين: 3/151، مجمع الزوائد: 9/168، مشكات المصابيح: الحديث 6174.
الحقائق من الصواعق، ص: 109
و أهل بيتي عترتي» [1].
و زاد الطبراني: «إنّي سألت ذلك لهما، فلا تقدّموهما فتهلكوا، و لا تقصروا عنهما فتهلكوا، و لا تعلّموهم فإنّهم أعلم منكم» [2].
نقول: كلّ ما أوصي به النبي صلّي اللّه عليه و آله و أكّد عليه هو القرآن و أهل بيته عليهم السّلام.
و المقصود من أهل البيت هنا؛ هم الأئمّة الإثنا عشر عليهم السّلام الّذين هم بحقّ خلفاؤه بأمر اللّه تعالي، قد وردت روايات عديدة بهذا الخصوص.
قال المؤلّف مواصلا كلامه، و الحاصل: أنّ الحثّ وقع علي التمسّك بالكتاب و بالسنّة و بالعلماء بهما من أهل البيت، و يستفاد من مجموع ذلك: بقاء الامور الثلاثة إلي قيام الساعة.
ثمّ اعلم! أنّ لحديث التمسّك بذلك طرقا كثيرة وردت عن نيف و عشرين صحابيّا، و مرّ له طرق مبسوطة.
و في بعض تلك الطرق: أنّه قال ذلك بحجّة الوداع بعرفة.
و في اخري: أنّه قاله بالمدينة في مرضه، و قد امتلأت الحجرة بأصحابه.
و في اخري: أنّه قال ذلك بغدير خمّ.
و في اخري: أنّه قاله لمّا قام خطيبا بعد انصرافه من الطائف، كما مرّ.
و لا تنافي، إذ لا مانع من أنّه كرّر عليهم ذلك في تلك المواطن و غيرها اهتماما بشأن
__________________________________________________
[1] المعجم الكبير للطبراني: 3/63 الحديث 2678، المستدرك علي الصحيحين: 3/118 الحديث 4577/175، الدرّ المنثور: 2/107، كنز العمّال: 1/381 الحديث 1657، إحقاق الحق: 4/437، ينابيع المودّة: 355.
[2] المعجم الكبير للطبراني: 3/64 الحديث 2681، مجمع الزوائد: 9/163، الدرّ المنثور: 2/107، ينابيع المودّة: 35 و 355.
الحقائق من الصواعق، ص: 110
الكتاب العزيز و العترة الطاهرة [1].
نقول: انظر أيّها القارئ! و تأمّل أيّها الطالب للهداية الإلهيّة! كيف اعترف المؤلّف بأهميّة هذين الأمرين الحياتيين مع كلّ تعصّبه! أما كان اللائق بالامّة منذ الصدر الأوّل أن تتقيّد- عملا- بهذين الأمرين؟
أما كان جديرا بهم أن يستفيدوا و ينهلّوا من منبع القرآن و العترة الصافي بدلا من الأوهام و التخيّلات النفسانيّة للناس العاديين، و يجلبوا السعادة للبشريّة؟
نعم؛ إنّ أعداء القرآن و العترة قد اصطفوا المبارزة هذين الركنين، و بذلك حرّموا البشريّة من هذين النبعين إلي قيام آخر حجج اللّه علي الأرض المهدي المنتظر عجل اللّه تعالي فرجه الشريف.
يقول المؤلّف: مواصلا لهذا الموضوع الحسّاس في فضائل أهل البيت عليهم السّلام.
و في رواية عند الطبراني، عن ابن عمر: آخر ما تكلّم به النبي صلّي اللّه عليه و آله: «اخلفوني في أهل بيتي» [2].
و في اخري: عن الطبراني و أبي الشيخ: «إنّ للّه عزّ و جلّ ثلاث حرمات، فمن حفظهنّ حفظ اللّه دينه و دنياه، و من لم يحفظهنّ لم يحفظ اللّه دنياه و لا آخرته.
قلت: ما هنّ؟
__________________________________________________
[1] الصواعق المحرقة: 2/440.
[2] معجم الأوسط: 4/513 الحديث 3872، مجمع الزوائد: 9/163، الجامع الصغير للسيوطي: 24 الحديث 302، إحياء الميت: 20 الحديث 17، إحقاق الحق: 9/447- 449 و 18/442، ينابيع المودّة: 41، فضائل الخمسة: 2/71.
الحقائق من الصواعق، ص: 111
قال: حرمة الإسلام، و حرمتي، و حرمة رحمي» [1].
و أخرج ابن سعد و الملّا في سيرته: أنّه صلّي اللّه عليه و آله قال: «استوصوا بأهل بيتي خيرا، فإنّي أخاصمكم عنهم غدا، و من أكن خصمه أخصمه، و من أخصمه دخل النار» [2].
و أنّه صلّي اللّه عليه و آله قال: «من حفظني في أهل بيتي فقد اتّخذ عند اللّه عهدا» [3].
ثمّ قال المؤلّف:
أخرج الأوّل: «أنا و أهل بيتي شجرة في الجنّة و أغصانها في الدنيا، فمن شاء اتّخذ إلي ربّه سبيلا» [4].
و الثاني، حديث: «في كلّ خلف من امّتي عدول من أهل بيتي، ينفون عن هذا الدين تحريف الضالّين، و انتحال المبطلين، و تأويل الجاهلين. ألا و إنّ أئمّتكم وفدكم إلي اللّه عزّ و جلّ فانظروا من توفدون» [5].
و أخرج أحمد خبر: «الحمد للّه الّذي جعل فينا الحكمة أهل البيت» [6].
__________________________________________________
[1] المعجم الكبير للطبراني: 3/135 الحديث 2881، نظم درر السمطين: 240، مجمع الزوائد:
9/168، ينابيع المودّة: 326، فضائل الخمسة: 2/72.
[2] شرف النبي صلّي اللّه عليه و آله: 252، سيرة الملّا: 5/200، ذخائر العقبي: 18، إحقاق الحق: 9/432، و 18/490، إسعاف الراغبين: 120، نور الأبصار: 105، ينابيع المودّة: 327، رشفة الصادي: 89، فضائل الخمسة: 2/71.
[3] ذخائر العقبي: 18، إحقاق الحق: 9/418، 18/448، ينابيع المودّة: 192 و 327، رشفة الصادي:
89، فضائل الخمسة: 2/72، الصواعق المحرقة: 2/441.
[4] شرف النبيّ صلّي اللّه عليه و آله: 251، ذخائر العقبي: 18، إحقاق الحق: 9/414، و 18/499، ينابيع المودّة:
191، رشفة الصادي: 89.
[5] الصواعق المحرقة: 2/441، قرب الإسناد: 77 الحديث 250، كنز الفوائد: 152، المناقب لابن شهر اشوب: 1/303، إحقاق الحق: 18/447.
[6] فضائل الصحابة: الحديث 1113، ذخائر العقبي: الحديث 20 و 80.
الحقائق من الصواعق، ص: 112
نقول: أجل، إنّ فضائل أهل البيت عليهم السّلام ساطعة إلي درجة أنّ مؤلّف «الصواعق المحرقة» لم يستطع إخفاءها و كتمانها، بل أجري اللّه تعالي الحقّ علي لسانه، حيث قال:
سمّي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله القرآن و عترته- و هي بالمثنّاة الفوقية: الأهل و النسل و الرهط الأدنون- ثقلين؛ لأنّ الثّقل كلّ نفيس خطير مصون، و هذان كذلك؛ إذ كلّ منهما معدن للعلوم اللّدنيّة، و الأسرار و الحكم العليّة، و الأحكام الشرعيّة.
و لذا حثّ صلّي اللّه عليه و آله علي الإقتداء و التمسّك بهم، و التعلّم منهم.
و قال: «الحمد للّه الّذي جعل فينا الحكمة أهل البيت».
و قيل: سمّيا ثقلين ثقل وجوب رعاية حقوقهما.
ثمّ قال المؤلّف: ثمّ الّذين وقع الحثّ عليهم منهم إنّما هم العارفون بكتاب اللّه و سنّة رسوله صلّي اللّه عليه و آله؛ إذ هم الّذين لا يفارقون الكتاب إلي الحوض، و يؤيّده الخبر السابق:
«و لا تعلّموهم فإنّهم أعلم منكم» [1].
و تميّزوا بذلك عن بقيّة العلماء؛ لأنّ اللّه أذهب عنهم الرجس و طهّرهم تطهيرا، و شرّفهم بالكرامات الباهرة و المزايا المتكاثرة، و قد مرّ بعضها.
و سيأتي الخبر الّذي في قريش: «تعلّموا منهم، فإنّهم أعلم منكم»
، فإذا ثبت هذا العموم لقريش، فأهل البيت منهم أولي منهم بذلك؛ لأنّهم امتازوا عنهم بخصوصيّات لا يشاركهم فيها بقيّة قريش.
و في أحاديث الحثّ علي التمسّك بأهل البيت إشارة إلي عدم انقطاع متأهّل منهم للتمسّك به إلي يوم القيامة، كما أنّ الكتاب العزيز كذلك، و لهذا كانوا أمانا لأهل الأرض كما يأتي.
__________________________________________________
[1] المعجم الكبير للطبراني: الحديث 2681.
الحقائق من الصواعق، ص: 113
و يشهد لذلك الخبر السابق:
«في كلّ خلف من امّتي عدول من أهل بيتي»
… إلي آخره.
ثمّ أحقّ من يتمسّك به منهم إمامهم و عالمهم عليّ بن أبي طالب- كرّم اللّه وجهه- لما قدّمناه من مزيد علمه و دقائق مستنبطاته، و من ثمّ قال أبو بكر: عليّ عترة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله [1]. أي الّذين حثّ علي التمسّك بهم، فخصّه بما قلنا، و كذلك خصّه صلّي اللّه عليه و آله بما مرّ يوم غدير خم [2].
الآية الخامسة: قوله تعالي:
وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَ لا تَفَرَّقُوا
[3].
أخرج الثعلبي في تفسيرها عن جعفر الصادق عليه السّلام أنّه قال: «نحن حبل اللّه الّذي قال اللّه تعالي فيه: وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَ لا تَفَرَّقُوا
» [4].
و كان جدّه زين العابدين عليه السّلام إذا تلا قوله تعالي: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ
[5].
يقول دعاء طويلا يشتمل علي طلب اللحوق بدرجة الصادقين و الدّرجات العليّة، و علي وصف المحن، و ما انتحلته المبتدعة المفارقون لأئمّة الدين و الشّجرة النبويّة.
__________________________________________________
[1] كنز العمّال: الحديث 36374.
[2] الصواعق المحرقة: 2/441- 443.
[3] آل عمران (3): 103.
[4] شواهد التنزيل: 1/169 الحديث 180، أمالي الطوسي: 272 الحديث 510، تفسير فرات: 91 الحديث 73، مجمع البيان: 2/157، جوامع الجامع: 1/206، خصائص الوحي المبين: 183 الحديث 135، إحقاق الحق: 14/385 و 18/535، إسعاف الراغبين: 118، غالية المواعظ: 2/94، نور الأبصار: 124، ينابيع المودّة: 139 و 328، رشفة الصادي: 70.
[5] التوبة (9): 119.
الحقائق من الصواعق، ص: 114
ثمّ يقول: «و ذهب آخرون إلي التقصير في أمرنا، و احتجّوا بمتشابه القرآن، فتأوّلوا بآرائهم و اتّهموا مأثور الخبر» … إلي أن قال:
«فإلي من يفزع خلف هذه الامّة، و قد درست أعلام الملّة، و دابت الامّة بالفرقة و الاختلاف، يكفّر بعضهم بعضا و اللّه تعالي يقول:
وَ لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَ اخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْبَيِّناتُ
» [1].
فمن الموثوق به علي إبلاغ الحجّة و تأويل الحكم إلّا أهل الكتاب و أبناء أئمّة الهدي، و مصابيح الدجي، الّذين احتجّ اللّه بهم علي عباده، و لم يدع الخلق سدي من غير حجّة؟
هل تعرفونهم أو تجدونهم إلّا من فروع الشجرة المباركة، و بقايا الصفوة الّذين أذهب اللّه عنهم الرجس و طهّرهم تطهيرا، و برأهم من الآفات، و افترض مودّتهم في الكتاب؟!» [2].
الآية السادسة: قوله تعالي:
أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلي ما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ
[3].
أخرج أبو الحسن المغازلي عن الباقر عليه السّلام أنّه قال في هذه الآية: «نحن الناس و اللّه!» [4].
__________________________________________________
[1] آل عمران (3): 105.
[2] كشف الغمّة: 2/94 و 99، الصواعق المحرقة: 2/444.
[3] النساء (4): 54.
[4] مناقب عليّ بن أبي طالب عليه السّلام لابن المغازلي: 267 الحديث 314، الدرّ المنثور: 2/173، تفسير-
الحقائق من الصواعق، ص: 115
الآية السابعة: قوله تعالي:
وَ ما كانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَ أَنْتَ فِيهِمْ
[1].
قال المؤلّف: أشار صلّي اللّه عليه و آله إلي وجود ذلك المعني في أهل بيته، و أنّهم أمان لأهل الأرض، كما كان هو صلّي اللّه عليه و آله أمانا لهم، و في ذلك أحاديث كثيرة يأتي بعضها.
و منها:
«النجوم أمان لأهل السماء، و أهل بيتي أمان لامّتي» [2].
و في رواية: «أهل بيتي أمان لأهل الأرض، فإذا هلك أهل بيتي جاء أهل الأرض من الآيات ما كانوا يوعدون» [3].
و في اخري: «فإذا ذهبت النجوم ذهب أهل السماء، و إذا ذهب أهل بيتي ذهب
__________________________________________________
- العيّاشي: 1/273 الحديث 153، شواهد التنزيل: 1/183 الحديث 195، أمالي الطوسي: 272 الحديث 511/49، تفسير فرات: 106 الحديث 99- 3، المناقب لابن شهر اشوب: 4/196، إحقاق الحق: 3/457، إسعاف الراغبين: 118، نور الأبصار: 124، ينابيع المودّة: 142 و 328 و 357.
[1] الأنفال (8): 33.
[2] كمال الدين: 205 الحديث 18، عيون أخبار الرضا عليه السّلام: 2/30 الحديث 14، صحيفة الرضا عليه السّلام:
110 الحديث 67، علل الشرائع: 123 الحديث 1 باب 103، أمالي الطوسي: 259 الحديث 470/8، تذكرة الخواص: 323، نظم درر السمطين: 234، مجمع الزوائد: 9/174، الجامع الصغير للسيوطي: 557 الحديث 9213، كنز العمّال: 12/96 الحديث 34155 و 102 الحديث 34188، إسعاف الراغبين: 141، ينابيع المودّة: 22 و 222 و 226 و 357، الصواعق المحرقة:
2/445.
[3] المعجم الكبير للطبراني: الحديث 6260، مجمع الزوائد: 9/174، مطالب العالية: الحديث 2562، المستدرك علي الصحيحين: 2/448، كمال الدين: 205 الحديث 18، علل الشرائع: 123 الحديث 14 باب 103، إسعاف الراغبين: 141، ينابيع المودّة: 357، الصواعق المحرقة: 2/445.
الحقائق من الصواعق، ص: 116
أهل الأرض» [1].
و في رواية، صحّحها الحاكم علي شرط الشيخين: «النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق، و أهل بيتي أمان لامّتي من الاختلاف، فإذا خالفتها قبيلة من العرب اختلفوا فصاروا حزب ابليس» [2].
و جاء من طرق عديدة يقوي بعضها بعضا: «إنّما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا» [3].
و في رواية مسلم: «و من تخلّف عنها غرق» [4].
__________________________________________________
[1] فضائل الصحابة: 2/671 الحديث 1145، علل الشرائع: 123 الحديث 1 باب 103، كمال الدين: 205 الحديث 19، المستدرك علي الصحيحين: 3/162 الحديث 4715/314، أمالي الطوسي: 379 الحديث 812/63، مناقب عليّ بن أبي طالب عليه السّلام: 132 الحديث 173، فردوس الأخبار: 5/56 الحديث 7166، الطرائف: 131 الحديث 205، إسعاف الراغبين: 141، ينابيع المودّة: 357.
[2] المستدرك علي الصحيحين: 3/162 الحديث 4715/313، مجمع الزوائد: 9/168، الخصائص الكبري: 2/266، كنز العمّال: 12/102 الحديث 34189، إسعاف الراغبين: 141، ينابيع المودّة: 357.
[3] المعجم الصغير للطبراني: 168 الحديث 392، المستدرك علي الصحيحين: 3/163 الحديث 4720/318، مناقب عليّ بن أبي طالب عليه السّلام: 133 الحديث 174، الطرائف: 132 الحديث 209 تذكرة الخواص: 323، نظم درر السمطين: 235، مجمع الزوائد: 9/168، كنز العمّال: 12/95 الحديث 3451، إسعاف الراغبين: 120، ينابيع المودّة: 358، فضائل الخمسة: 2/59.
[4] المعجم الصغير للطبراني: 168 الحديث 392، المستدرك علي الصحيحين: 3/163 الحديث 4720/318، حلية الأولياء: 4/306، تاريخ بغداد: 12/91، مناقب عليّ بن أبي طالب عليه السّلام: 123 الحديث 175، الطرائف: 132 الحديث 207 و 208، نظم درر السمطين: 235، مجمع الزوائد: -
الحقائق من الصواعق، ص: 117
و في رواية: «إنّما مثل أهل بيتي فيكم كمثل باب حطّة في بني إسرائيل، من دخله غفر له» [1].
مع هذا يواصل المؤلّف حديثه قائلا:
و قال بعضهم: يحتمل أنّ المراد بأهل البيت الّذين هم أمان: علماؤهم، لأنّهم الّذين يهتدي بهم كالنجوم.
و الّذين إذا فقدوا جاء أهل الأرض من الآيات ما يوعدون، و ذلك عند نزول المهدي عليه السّلام، لما يأتي في أحاديثه: «أنّ عيسي عليه السّلام يصلّي خلفه، و يقتل الدجّال في زمنه، و بعد ذلك تتتابع الآيات.
ثمّ يشير قائلا: و وجه تشبيههم ب «السفينة» فيما مرّ: أنّ من أحبّهم و عظّمهم شكرا لنعمة مشرّفهم صلّي اللّه عليه و آله، و أخذ بهدي علمائهم نجا من ظلمة المخالفات، و من تخلّف عن ذلك غرق في بحر كفر النعم، و هلك في مفاوز الطّغيان.
و مرّ في خبر: «أنّ من حفظ حرمة الإسلام، و حرمته صلّي اللّه عليه و آله، و حرمة رحمه حفظ اللّه تعالي دينه و دنياه، و من لم يحفظ ذلك لم يحفظ دنياه و لا آخرته».
و ورد: «يرد الحوض أهل بيتي و من أحبّهم من امّتي كهاتين السبّابتين» [2].
__________________________________________________
- 9/168، الجامع الصغير للسيوطي: 499 الحديث 8162، كنز العمّال: 12/95 الحديث 34151، ينابيع المودّة: 358، فضائل الخمسة: 2/56.
[1] المعجم الصغير للطبراني: 168 الحديث 392، مجمع الزوائد: 9/168، كنز العمّال: 12/98 الحديث 34170، إلي «بني إسرائيل»، ينابيع المودّة: 286 و 358، الصواعق المحرقة: 2/445 و 446.
[2] الصواعق المحرقة: 2/44، مقاتل الطالبيين: 44، شرح نهج البلاغة: 16/45، ذخائر العقبي: 18، إحقاق الحق: 9/426، 18/517، إسعاف الراغبين: 142، ينابيع المودّة: 358، رشفة الصادي: 48.
الحقائق من الصواعق، ص: 118
و يشهد له
خبر: «المرء مع من أحبّ» [1]؛
و ب «باب حطّة» أنّ اللّه تعالي جعل دخول ذلك الباب الّذي هو باب أريحاء- أو بيت المقدس- مع التواضع و الاستغفار سببا للمغفرة، و جعل لهذه الامّة مودّة أهل البيت سببا لها، كما سيأتي قريبا [2].
نقول: و بهذا يعترف المؤلّف المتعصّب و المعاند بفضائل و كمالات أهل البيت عليهم السّلام، و يعدّهم من أسباب العفو و الغفران لهذه الامّة.
__________________________________________________
[1] صحيح البخاري: 4/123 الحديث 6168 و 6169 و 6170، صحيح مسلم: 4/1614 الحديث 165 (2640)، مسند أحمد: 1/648 الحديث 3710 و 3/540 الحديث 11602 و 635 الحديث 12214 و 4/56 الحديث 12655 و 79 الحديث 12812 و 93 الحديث 12903 و 105 الحديث 12975 و 171 الحديث 13416 و 5/287 الحديث 17625 و 532 الحديث 19002 و 537 الحديث 19032 و 553 الحديث 19131، سنن الترمذي: 4/513 الحديث 2385 و 514 الحديث 2386 و 2387 و 5/510 الحديث 3535، مسند أبي يعلي: 5/270 الحديث 133/2888 و 6/35 الحديث 423/3278 و 36 الحديث 525/3280 و 256 الحديث 802 الحديث 3557 و 311 الحديث 871/3626 و 312 الحديث 872/3627 و 9/100 الحديث 200/5166، المعجم الكبير للطبراني: 17/154 الحديث 395 و 20/74 الحديث 138، المعجم الصغير للطبراني: 41/59، شعب الإيمان: 1/380 الحديث 461 و 387 الحديث 497، أمالي الطوسي: 621 الحديث 1281/17، مصابيح السنّة: 3/377 الحديث 3893 و 381 الحديث 3901، مشكاة المصابيح:
3/75 الحديث 5008 (6)، مجمع الزوائد: 1/286 و 9/364 و 10/281، الجامع الصغير للسيوطي: 550 الحديث 9190 و 9191، كنز العمّال: 9/11 الحديث 24684 و 24685 و 21 الحديث 24728 و 166 الحديث 25552، كشف الخفاء: 202 الحديث 2284، إسعاف الراغبين:
122، ينابيع المودّة: 214.
[2] الصواعق المحرقة: 2/447.
الحقائق من الصواعق، ص: 119
الآية الثامنة: قوله تعالي:
وَ إِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدي
[1].
قال ثابت البناني: اهتدي إلي ولاية أهل بيته عليهم السّلام [2].
و جاء ذلك عن أبي جعفر الباقر عليه السّلام أيضا [3].
و أخرج الديلمي مرفوعا: «إنّما سمّيت ابنتي فاطمة عليها السّلام، لأنّ اللّه تعالي فطمها و محبّيها من النار» [4].
و أخرج أحمد أنّه صلّي اللّه عليه و آله أخذ بيد الحسنين عليهما السّلام و قال: «من أحبّني و أحبّ هذين و أحبّ أباهما و امّهما كان معي في درجتي يوم القيامة» [5].
__________________________________________________
[1] طه (20): 82.
[2] الصواعق المحرقة: 2/447، جامع البيان: 9/195، شواهد التنزيل: 1/492 الحديث 520، المناقب لابن شهر اشوب: 3/103، نظم درر السمطين: 86، ينابيع المودّة: 129.
[3] شواهد التنزيل: 1/491 الحديث 518 و 492 الحديث 519، تفسير فرات: 257 الحديث 350- 1، مجمع البيان: 4/129، جوامع الجامع: 2/39، نظم درر السمطين: 86، تأويل الآيات: 1/315 الحديث 8 و 316 الحديث 10، ينابيع المودّة: 129.
[4] الصواعق المحرقة: 2/447، فردوس الأخبار: الحديث 1395، عيون أخبار الرضا عليه السّلام: 2/51 الحديث 174 و 2/78 الحديث 336، علل الشرائع: 178 الحديث 1 باب 142 و 179 الحديث 5 باب 142، معاني الأخبار: 64 الحديث 14، صحيفة الرضا عليه السّلام: 89 الحديث 22، أمالي الطوسي:
294 الحديث 571/18، تاريخ بغداد: 12/131 الحديث 34161، مناقب عليّ بن أبي طالب عليه السّلام:
65 الحديث 92، كنز العمّال: 12/109 الحديث 34266 و 34227، إسعاف الراغبين: 118، ينابيع المودّة: 309، 358 و 371.
[5] الصواعق المحرقة: 2/448، مسند أحمد: 1/125 الحديث 577، سنن الترمذي: 5/600 الحديث 2733، المعجم الكبير للطبراني: 3/43 الحديث 2654، المعجم الصغير للطبراني: 399-
الحقائق من الصواعق، ص: 120
و لفظ الترمذي- و قال: حسن غريب-: «و كان معي في الجنّة» [1].
و معني المعيّة هنا: معيّة القرب و الشهود، لا معيّة المكان و المنزل [2].
و أخرج ابن سعد، عن علي عليه السّلام: «أخبرني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أنّ أوّل من يدخل الجنّة أنا و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم السّلام.
قلت: يا رسول اللّه! فمحبّونا؟
قال: من ورائكم» [3].
و أخرج الطبراني … : أن عليّا اتي يوم البصرة بذهب و فضّة، فقال:
«ابيضّي و اصفرّي، غرّي غيري، غرّي أهل الشام غدا إذا ظهروا عليك».
فشقّ قوله ذلك علي الناس، فذكر ذلك له، فأذّن في الناس، فدخلوا عليه، فقال:
«إنّ خليلي صلّي اللّه عليه و آله قال: يا عليّ! إنّك ستقدم علي اللّه تعالي و شيعتك راضين مرضيّين، و يقدم عليه عدوّك غضابا مقمحين».
__________________________________________________
- الحديث 961، مناقب عليّ بن أبي طالب عليه السّلام: 370 الحديث 417، المناقب للخوارزمي: 138 الحديث 156، العمدة لابن البطريق: 395 الحديث 792، الطرائف: 111 الحديث 164، كفاية الطالب: 81، كشف الغمّة: 1/451، كنز العمّال: 12/97 الحديث 34161، إسعاف الراغبين:
126، نور الأبصار: 126، ينابيع المودّة: 192 و 358.
[1] الصواعق المحرقة: 2/448، سنن الترمذي: 5/600 الحديث 3733.
[2] الصواعق المحرقة: 2/448.
[3] المعجم الكبير للطبراني: 1/319 الحديث 950 و 3/32 الحديث 2624، المستدرك علي الصحيحين: 3/164 الحديث 4723/321، العمدة لابن البطريق: 50 الحديث 43، تذكرة الخواص: 323، كفاية الطالب: 326، الرياض النضرة: 3/183، ميزان الإعتدال: 3/635 الحديث 7904، مع اختلاف يسير، مجمع الزوائد: 9/174، تفسير الكشّاف: 4/220، كنز العمّال: 12/98 الحديث 34166، إسعاف الراغبين: 141- 142، نور الأبصار: 123، ينابيع المودّة: 322، 361.
الحقائق من الصواعق، ص: 121
ثمّ جمع عليّ عليه السّلام يده إلي عنقه يريهم الإقماح [1].
و نقول: و بعد أن يبتلي المؤلّف فيصف الشيعة بالإفراط و التفريط و يصف المحبّ بالتائه المتحيّر، يسعي جاهلا لتزيين صورة معاوية و تطهير ذيله من الجنايات، فيذكر
خطبة أمير المؤمنين عليه السّلام في وصف الشيعة، فيقول: أنّه مرّ علي جمع فأسرعوا إليه قياما.
فقال: «من القوم؟» فقالوا: من شيعتك يا أمير المؤمنين! فقال لهم خيرا، ثمّ قال: «يا هؤلاء! مالي لا أري فيكم سمة شيعتنا و حلية أحبّتنا».
فأمسكوا حياء.
فقال له من معه: نسألك بالّذي أكرمكم أهل البيت و خصّكم و حباكم! لما أنبأتنا بصفة شيعتكم.
فقال: «شيعتنا هم العارفون باللّه، العاملون بأمر اللّه، أهل الفضائل، الناطقون بالصواب، مأكولهم القوت، و ملبوسهم الإقتصار، و مشيهم التواضع، نجعوا للّه بطاعته، و خضعوا إليه بعبادته، مضوا غاضّين أبصارهم عمّا حرّم اللّه تعالي عليهم، رامقين أسماعهم علي العلم بربّهم، نزلت أنفسهم منهم في البلاء كالّذي نزلت منهم في الرخاء، رضوا عن اللّه بالقضاء.
__________________________________________________
[1] معجم الأوسط للطبراني: 4/555 الحديث 3946، مجمع الزوائد: 9/131، كنز العمّال: الحديث 36483، الصواعق المحرقة: 2/449.
الحقائق من الصواعق، ص: 122
فلو لا الآجال الّتي كتب اللّه لهم لم تستقرّ أرواحهم في أجسادهم طرفة عين شوقا إلي لقاء اللّه تعالي و الثواب، و خوفا من أليم العقاب، عظم الخالق في أنفسهم، و صغر ما دونه في أعينهم، فهم و الجنّة كمن رآها، فهم علي أرائكها متّكئون، و هم و النار كمن رآها، فهم فيها معذّبون.
صبروا أيّاما قليلة، فأعقبتهم راحة طويلة، أرادتهم الدنيا فلم يريدوها، و طلبتهم فأعجزوها.
أمّا الليل فصافّون أقدامهم، تالون لأجزاء القرآن ترتيلا، يعظون أنفسهم بأمثاله، و يستشفون لدائهم بدوائه تارة، و تارة يفرشون جباهم و أكفّهم و ركبهم و أطراف أقدامهم، تجري دموعهم علي خدودهم، يمجّدون جبّارا عظيما، و يجأرون إليه في فكاك رقابهم، هذا ليلهم.
و أمّا نهارهم؛ فحكماء علماء، بررة أتقياء، برأهم خوف بارئهم، فهم كالقداح تحسبهم مرضي، أو قد خولطوا و ما هم بذلك، بل خامرهم من عظمة ربّهم و شدّة سلطانه ما طاشت له قلوبهم، و ذهلت منه عقولهم، فإذا أشفقوا من ذلك بادروا إلي اللّه تعالي بالأعمال الزاكية، لا يرضون له بالقليل، و لا يستكثرون له الجزيل.
فهم لأنفسهم متّهمون، و من أعمالهم مشفقون، تري لأحدهم قوّة في دين و حزما في لين، و إيمانا في يقين، و حرصا علي علم، و فهما في فقه، و علما في حلم، و كيسا في قصد، و قصدا في غني، و تجمّلا في فاقة، و صبرا في مشقّة، و خشوعا في عبادة، و رحمة لمجهود، و إعطاء في حقّ، و رفقا في كسب، و طلبا في حلال، و نشاطا في هدي، و اعتصاما في شهوة.
لا يغرّه ما جهله، و لا يدع إحصاء ما عمله، يستبطئ نفسه في العلم، و هو من صالح عمله علي و جل، يصبح و شغله الذكر، و يمسي و همّه الشكر، يبيت حذرا من
الحقائق من الصواعق، ص: 123
سنة الغفلة، و يصبح فرحا بما أصاب من الفضل و الرحمة، و رغبته فيما يبقي، و زهادته فيما يفني.
قد قرن العلم بالعمل، و العلم بالحلم، دائما نشاطه، بعيدا كسله، قريبا أمله، قليلا زلله، متوقّعا أجله، عاشقا قلبه، شاكرا ربّه، قانعة نفسه، محرزا دينه، كاظما غيظه، آمنا منه جاره، سهلا أمره، معدوما كبره، بيّنا صبره، كثيرا ذكره، لا يعمل شيئا من الخير رياء و لا يتركه حياء، اولئك شيعتنا و أحبّتنا و منّا و معنا، ألا هؤلاء شوقا إليهم».
فصاح بعض من معه- و هو همام بن عبّاد بن خيثم و كان من المتعبّدين- صيحة فوقع مغشيّا عليه، فحرّكوه فإذا هو فارق الدنيا، فغسّل، و صلّي عليه أمير المؤمنين عليه السّلام و من معه [1].
الآية التاسعة: قوله تعالي:
فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَي الْكاذِبِينَ
[2].
قال في «الكشاف»: لا دليل أقوي من هذا علي فضل أصحاب الكساء [3]، و هم عليّ و فاطمة و الحسنان عليهم السّلام؛ لأنّها لما نزلت دعاهم صلّي اللّه عليه و آله فاحتضن الحسين، و أخذ بيد الحسن، و مشت فاطمة خلفه، و علي خلفهما، فعلم أنهم المراد من الآية، و أنّ أولاد
__________________________________________________
[1] تاريخ ابن عساكر: 18/66 مع اختصار، أمالي الصدوق: 457 الحديث 2، نهج البلاغة: 439 الخطبة 186، كنز الفوائد: 31، الصواعق المحرقة: 2/449- 452.
[2] آل عمران (3): 61.
[3] تفسير الكشّاف: 1/434.
الحقائق من الصواعق، ص: 124
فاطمة و ذرّيتهم يسمّون أبناءه، و ينسبون إليه نسبة صحيحة نافعة في الدنيا و الآخرة [1].
و يوضح ذلك أحاديث نذكرها مع ما يتعلّق بها تتميما للفائدة، فنقول:
صحّ عنه- عليه الصلاة و السلام- أنّه قال علي المنبر: «ما بال أقوام يقولون: إنّ رحم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لا ينفع قومه يوم القيامة! بلي و اللّه، إنّ رحمي موصولة في الدنيا و الآخرة، و إنّي أيّها الناس! فرط لكم علي الحوض» [2]
و أخرج الدار قطني: أنّ عليّا عليه السّلام يوم الشوري احتجّ علي أهلها، فقال لهم:
«أنشدكم باللّه هل فيكم أحد أقرب إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في الرحم منّي، و من جعله صلّي اللّه عليه و آله نفسه و أبناءه، أبناءه، و نساءه نساءه؛ غيري؟» قالوا: اللهمّ لا [3] …
و أخرج الطبراني: «إنّ اللّه عزّ و جلّ جعل ذريّة كلّ نبيّ في صلبه، و إنّ اللّه تعالي جعل ذرّيتي في صلب علي بن أبي طالب» [4].
__________________________________________________
[1] الصواعق المحرقة: 2/453.
[2] مسند أحمد: 3/395 الحديث 10754، مسند أبي يعلي: 2/434 الحديث 1264/1238، المستدرك علي الصحيحين: 4/84 الحديث 5958/2556، الأمالي للمفيد: 327 الحديث 11، أمالي الطوسي: 94 الحديث 144/53، مجمع الزوائد: 10/364، كنز العمّال: 14/434 الحديث 39186، إسعاف الراغبين: 136، ينابيع المودّة: 319، الصواعق المحرقة: 2/453.
[3] ترجمة الإمام علي عليه السّلام: 3/90 الحديث 1131، ينابيع المودّة: 359، الصواعق المحرقة:
2/454.
[4] مروج الذهب: 3/6، المعجم الكبير للطبراني: 3/35 الحديث 2630، تاريخ بغداد: 1/317 الحديث 206، مناقب عليّ بن أبي طالب عليه السّلام: 49 الحديث 72، روضة الواعظين: 95، المناقب-
الحقائق من الصواعق، ص: 125
و أخرج أبو الخير الحاكمي و صاحب «كنوز المطالب في بني أبي طالب»: أنّ عليّا عليه السّلام دخل علي النبي صلّي اللّه عليه و آله و عنده العبّاس، فسلّم، فردّ عليه صلّي اللّه عليه و آله السلام، و قام فعانقه، و قبّل ما بين عينيه، و أجلسه عن يمينه، فقال له العبّاس: أتحبّه؟
قال: «يا عمّ! و اللّه! اللّه أشدّ حبّا له منّي، إنّ اللّه عزّ و جلّ جعل ذريّة كلّ نبيّ في صلبه و جعل ذريّتي في صلب هذا، [إنّه إذا كان يوم القيامة دعي الناس بأسماء امّهاتهم سترا (من اللّه) عليهم إلّا هذا و ذريّته، فإنّهم يدعون بأسماء آبائهم، لصحّة ولادتهم] [1]» [2].
و أبو يعلي و الطبراني: أنّه صلّي اللّه عليه و آله قال: «كلّ بني امّ ينتمون إلي عصبة إلّا ولد فاطمة و أنا وليّهم و أنا عصبتهم» [3].
الآية العاشرة: قوله تعالي:
وَ لَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضي
[4].
__________________________________________________
- للخوارزمي: 328 الحديث 339، ترجمة الإمام علي عليه السّلام: 2/159 الحديث 643، المناقب لابن شهر اشوب: 2/430، كفاية الطالب: 79 و 379، كشف الغمّة: 1/94، الرياض النضرة: 3/126، فرائد السمطين: 1/324 الحديث 252، ميزان الإعتدال: 2/586 الحديث 4954، مجمع الزوائد:
9/172، لسان الميزان: 3/522 الحديث 697/5048، الجامع الصغير للسيوطي: 107 الحديث 1717، كنز العمّال: 11/600 الحديث 32892، إسعاف الراغبين: 144، ينابيع المودّة: 319 و 340 و 359.
[1] ما بين المعقوفين أثبتناه من «كنوز المطالب في بني أبي طالب».
[2] تاريخ بغداد: 1/317، ميزان الاعتدال: الحديث 4954، لسان الميزان: 3/683، كفاية الطالب:
79، الرياض النضرة: 3/126، ينابيع المودّة: 359، فضائل الخمسة: 2/160.
[3] المعجم الكبير للطبراني: 3/36، مسند أبي يعلي: الحديث 1591، تاريخ بغداد: 11/185، الصواعق المحرقة: 2/455.
[4] الضحي (93): 5.
الحقائق من الصواعق، ص: 126
نقل القرطبي، عن ابن عبّاس أنّه قال: رضي محمّد صلّي اللّه عليه و آله أن لا يدخل أحد من أهل بيته النار [1].
و أخرج الحاكم و صحّحه أنّه صلّي اللّه عليه و آله قال: «وعدني ربّي في أهل بيتي من أقرّ منهم بالتوحيد ولي بالبلاغ؛ أن لا يعذّبه» [2].
و أخرج الملّا: «سألت ربّي أن لا يدخل النار أحد من أهل بيتي فأعطاني ذلك» [3].
و أخرج تمّام، و البزّاز، و الطبراني، و أبو نعيم أنّه صلّي اللّه عليه و آله قال: «انّ فاطمة أحصنت فرجها فحرّم اللّه ذريّتها علي النار».
و في رواية: «فحرّمها اللّه و ذريّتها علي النار» [4].
و أخرج الحافظ أبو القاسم الدمشقي أنّه صلّي اللّه عليه و آله قال: «يا فاطمة! لم سمّيت فاطمة؟
__________________________________________________
[1] جامع البيان: 15/232، شواهد التنزيل: 2/447 الحديث 1112، العمدة لابن البطريق: 355 الحديث 685، تفسير القرطبي: 20/64، الدرّ المنثور: 6/61، تأويل الآيات: 2/811 الحديث 3، ينابيع المودّة: 51 و 320 و 360، فضائل الخمسة: 2/65.
[2] الكامل: 5/48 الحديث 251/1218، المستدرك علي الصحيحين: 3/163 الحديث 4718/316، جامع الصغير: 571 الحديث 9623، كنز العمّال: 12/96 الحديث 34156، ينابيع المودّة: 321 و 360، فضائل الخمسة: 2/64.
[3] فردوس الأخبار: 2/439 الحديث 3222، سيرة الملّا: 5/201 الجزء الثاني، كشف الغمّة:
1/44، الجامع الصغير للسيوطي: 282 الحديث 4605، كنز العمّال: 12/95 الحديث 34149، إحقاق الحق: 9/394- 396 و 18/447 و 482- 483، ينابيع المودّة: 228 و 286 و 321 و 360، فضائل الخمسة: 2/65، الصواعق المحرقة: 2/463.
[4] فوائد الرازي: الحديث 356، المعجم الكبير للطبراني: 3/2625، حلية الأولياء: 4/188، مسند البزّار: الحديث 2651، المستدرك علي الصحيحين: 3/152، تاريخ بغداد: 3/54، ميزان الإعتدال: الحديث 6183.
الحقائق من الصواعق، ص: 127
قال علي عليه السّلام: لم سمّيت فاطمة يا رسول اللّه؟
قال: إنّ اللّه فطمها و ذرّيّتها من النار» [1].
و أخرج النسّائي: «إنّ ابنتي فاطمة حوراء آدميّة، لم تحض و لم تطمث إنّما سماّها فاطمة؛ لأنّ اللّه تعالي فطمها و محبّيها عن النار» [2].
و أخرج الطبراني بسند رجاله ثقات: أنّها قال لها: «إنّ اللّه غير معذّبك و لا أحد من ولدك» [3].
و أخرج الديلمي و غيره: أنّه قال: «نحن بنو عبد المطلب سادات أهل الجنّة: أنا و حمزة و علي، و جعفر بن أبي طالب، و الحسن و الحسين و المهدي» [4].
__________________________________________________
[1] معاني الأخبار: 64 الحديث 14، عيون أخبار الرضا عليه السّلام: 2/78 الحديث 336، علل الشرائع:
178 الحديث 1 باب 142 و 179 الحديث 5، أمالي الطوسي: 294 الحديث 571/18، تاريخ بغداد: 12/331، مناقب عليّ بن أبي طالب عليه السّلام: 65 الحديث 92، المناقب لابن شهر اشوب:
3/377، كنز العمّال: 12/109 الحديث 34226 و 34227، إحقاق الحق: 10/18- 24 و 19/7- 10، نور الأبصار: 52، ينابيع المودّة: 229 و 309 و 360 و 361.
[2] تاريخ بغداد: 12/331، كنز العمّال: 12/109 الحديث 34226.
[3] مجمع الزوائد: 9/202، الصواعق المحرقة: 2/465.
[4] كتاب سليم: 245، سنن ابن ماجة: 2/1368 الحديث 4087، أمالي الصدوق: 384 الحديث 15، المستدرك علي الصحيحين: 3/233 الحديث 4940/538، الغيبة للطوسي: 183 الحديث 142، تاريخ بغداد: 9/434 الحديث 5050، مناقب عليّ بن أبي طالب عليه السّلام: 48 الحديث 71، العمدة لابن البطريق: 430 الحديث 900، البيان: 488، الطرائف: 176 الحديث 275، كشف الغمّة: 2/473 و 477، الرياض النضرة: 3/182، فرائد السمطين: 2/32 الحديث 370، كنز العمّال: 12/97 الحديث 34162، إحقاق الحق: 18/418- 420 و 19/666، عوالم العلوم:
(15/3): 304 الحديث 4، ينابيع المودّة: 228 و 286 و 321 و 360، فضائل الخمسة: 2/65، الصواعق المحرقة: 2/465.
الحقائق من الصواعق، ص: 128
و أخرج أحمد في «المناقب» أنّه صلّي اللّه عليه و آله قال لعلي عليه السّلام: «أما ترضي أنّك معي في الجنّة و الحسن و الحسين، و ذرّيتنا خلف ظهورنا، و أزواجنا خلف ذرّيتنا، و شيعتنا عن أيماننا و شمائلنا؟!» [1]
و أخرج الطبراني أنّه صلّي اللّه عليه و آله قال لعلي عليه السّلام: «أوّل أربعة يدخلون الجنّة: أنا و أنت و الحسن و الحسين، و ذريّتنا خلف ظهورنا، و أزواجنا خلف ذرّيّتنا، و شيعتنا عن أيماننا و شمائلنا» [2].
نقول: قال المؤلّف في ذيل هذا الحديث: و سنده ضعيف، ثمّ رجع عنه و قال:
لكن يشهد له ما
صحّ عن ابن عبّاس: «إنّ اللّه يرفع ذريّة المؤمن معه في درجته و إن كانوا دونه في العمل»، ثمّ قرأ:
وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ اتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ
[3].
و أخرج الديلمي: «يا عليّ! إنّ اللّه قد غفر لك و لذريّتك و لولدك و لأهلك
__________________________________________________
[1]
فضائل الصحابة: 2/624 الحديث 1068، الخصال: 1/254 الحديث 128، و فيه: «أما ترضي أنّ أوّل أربعة يدخلون … »، الرياض النضرة: 3/183- ينابيع المودّة: 322، 361.
[2]
المعجم الكبير للطبراني: 1/319 الحديث 950 و 3/32 الحديث 2624، المستدرك علي الصحيحين: 3/164 الحديث 4723/321 و فيه: «و أنت» بدلا من: «و فاطمة»، و جاء بعد «الحسين»: قلت: يا رسول اللّه! فمحبّونا؟ قال: من ورائكم»، الإرشاد للمفيد: 1/43، مع اختلاف يسير، تفسير كشّاف: 4/220، مقتل الحسين عليه السّلام: 1/109، ترجمة الإمام علي عليه السّلام: 2/329 الحديث 835، العمدة لابن البطريق: 262 الحديث 411، تذكرة الخواص: 323، فرائد السمطين: 2/42 الحديث 375، مجمع الزوائد: 9/131 و 174، كنز العمّال: 12/98 الحديث 34166، إسعاف الراغبين: 141 و 142، نور الأبصار: 123، ينابيع المودّة: 322 و 361، فضائل الخمسة: 3/106، مع اختلاف يسير.
[3] الطور (52): 21.
الحقائق من الصواعق، ص: 129
و لشيعتك و لمحبّي شيعتك، فأبشر فإنّك الأنزع البطين» [1].
و كذا خبر: «أنت و شيعتك تردون عليّ الحوض روّاء مرويّين مبيضّة وجوهكم، و إنّ عدوّكم يردون عليّ الحوض ظماء مقمحين» [2].
الآية الحادية عشرة: قوله تعالي:
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ
[3].
أخرج الحافظ جمال الدين الزرندي، عن ابن عبّاس: أنّ هذه الآية لمّا نزلت قال النبي صلّي اللّه عليه و آله لعلي عليه السّلام:
«هو أنت و شيعتك، تأتي يوم القيامة أنت و شيعتك راضين مرضيّين، و يأتي عدوّك غضابا مقمحين.
فقال: من عدوّي؟
قال: من تبرّأ منك و لعنك» [4].
__________________________________________________
[1] الصواعق المحرقة: 2/467، عيون أخبار الرضا عليه السّلام: 2/52 الحديث 182، أمالي الطوسي: 293 الحديث 570/17، المناقب للخوارزمي: 294 الحديث 284، فرائد السمطين: 1/308 الحديث 247، فوائد المجموعة للشوكاني: 402 الحديث 104؛ مع اختلاف يسير، ينابيع المودّة: 323، 361.
[2] الصواعق المحرقة: 2/467، المعجم الكبير للطبراني: 1/319 الحديث 948، المناقب لابن شهر اشوب: 2/185، مجمع الزوائد: 9/131، نور الأبصار: 124، ينابيع المودّة: 323 الحديث 361.
[3] البيّنة (98): 7.
[4] الصواعق المحرقة: 2/467، تفسير فرات: 586 الحديث 755/10، شواهد التنزيل: 2/461 الحديث 1126، النور المشتعل: 274 الحديث 76، خصائص الوحي المبين: 225 الحديث 171، نظم درر السمطين: 92، الدرّ المنثور: 6/643، نور الأبصار: 87 و 124، ينابيع المودّة:
323.
الحقائق من الصواعق، ص: 130
و خبر: «السابقون إلي ظلّ العرش يوم القيامة طوبي لهم.
قيل: و من هم يا رسول اللّه؟
قال: شيعتك يا عليّ! و محبّوك» [1].
الآية الثانية عشرة: قوله تعالي:
وَ إِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ
[2].
قال مقاتل بن سليمان و من تبعه من المفسّرين: إنّ هذه الآية نزلت في المهدي عليه السّلام [3].
و ستأتي الأحاديث المصرّحة بأنّه من أهل البيت النبوي.
و حينئذ؛ ففي الآية دلالة علي البركة في نسل فاطمة و علي عليهما السّلام، و أنّ اللّه ليخرج منهما كثيرا طيّبا، و أن يجعل نسلهما مفاتيح الحكمة و معادن الرحمة.
و سرّ ذلك أنّه صلّي اللّه عليه و آله أعاذها و ذرّيتها من الشيطان الرجيم و دعا لعلي بمثل ذلك، و شرح ذلك كلّه، يعلم بسياق الأحاديث الدالّة عليه.
و أخرج النسّائي بسند صحيح: أنّ نفرا من الأنصار قالوا لعلي عليه السّلام: لو كانت عندك فاطمة عليها السّلام.
فدخل علي النبي صلّي اللّه عليه و آله- يعني ليخطبها- فسلّم عليه، فقال له: «ما حاجة ابن أبي طالب؟»
__________________________________________________
[1] إحقاق الحق: 16/530، نقلا من كتاب «وسيلة المآل في عدّ مناقب الآل»: ص 131، الصواعق المحرقة: 2/468.
[2] الزخرف (43): 61.
[3] الصواعق المحرقة: 2/469، البيان: 528، و فيه: «هو المهدي عليه السّلام يكون في آخر زمان … »،
كشف الغمّة: 2/490، إسعاف الراغبين: 153، نور الأبصار: 186، ينابيع المودّة: 362.
الحقائق من الصواعق، ص: 131
قال: فذكرت فاطمة عليها السّلام.
فقال صلّي اللّه عليه و آله: «مرحبا و أهلا».
فخرج إلي الرّهط من الأنصار ينتظرونه، فقالوا له: ما وراءك؟
قال: ما أدري، غير أنّه قال لي: «مرحبا و أهلا».
قالوا: يكفيك من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أحدهما، قد أعطاك الأهل و أعطاك الرّحب.
فلمّا كان بعد ما زوّجه قال له: «يا علي! إنّه لابدّ للعرس من وليمة».
قال سعد: عندي كبش، و جمع له رهط من الأنصار آصعا من ذرّة، فلمّا كان ليلة البناء.
قال: «يا علي! لا تحدّث شيئا حتّي تلقاني».
فدعا صلّي اللّه عليه و آله بماء فتوضّأ به، ثمّ أفرغه علي علي و فاطمة عليها السّلام. فقال: «اللهمّ بارك فيهما، و بارك عليهما، و بارك لهما في نسلهما».
و في رواية: «في شملهما» - و هو بالتحريك: الجماع- و في اخري: «شبليهما».
قيل: و هو تصحيف فإنّ صحّت، فالشبل ولد الأسد، فيكون ذلك كشفا و اطّلاعا منه صلّي اللّه عليه و آله علي أنّها تلد الحسنين، فأطلق عليهما شبلين و هما كذلك.
و أخرج أبو علي الحسن بن شاذان: أنّ جبريل جاء إلي النبي صلّي اللّه عليه و آله فقال: إنّ اللّه يأمرك أن تزوّج فاطمة من علي، فدعا صلّي اللّه عليه و آله جماعة من أصحابه.
فقال: «الحمد للّه المحمود بنعمته» الخطبة المشهورة، ثمّ زوّج عليّا عليه السّلام، و كان غائبا.
و في آخرها: «فجمع اللّه شملهما، و أطاب نسلهما، و جعل نسلهما مفاتيح الرحمة، و معادن الحكمة، و أمن الامّة».
الحقائق من الصواعق، ص: 132
فلمّا حضر علي عليه السّلام تبسّم صلّي اللّه عليه و آله و قال له: «إنّ اللّه أمرني أن ازوّجك فاطمة علي أربعمائة مثقال فضّة، أرضيت بذلك؟».
فقال قد رضيتها يا رسول اللّه! ثمّ خرّ علي عليه السّلام ساجدا للّه شكرا، فلمّا رفع رأسه قال له صلّي اللّه عليه و آله: «بارك اللّه لكما، و بارك فيكما، و أعزّ جدّكما، و أخرج منكما الكثير الطيّب».
قال أنس: و اللّه! لقد أخرج اللّه منهما الكثير الطيّب [1].
ثمّ قال المؤلّف: و قد ظهرت بركة دعائه صلّي اللّه عليه و آله في نسلهما، فكان منه من مضي و من يأتي، و لو لم يكن في الآتين إلّا الإمام المهدي عليه السّلام لكفي [2].

بحث مبسوط في آية المودّة

اشارة

الآية الرابعة عشرة: قوله تعالي:
قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي وَ مَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً
.. إلي قوله: وَ هُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ وَ يَعْفُوا عَنِ السَّيِّئاتِ وَ يَعْلَمُ ما تَفْعَلُونَ
[3].
__________________________________________________
[1] مكارم الأخلاق: 207، عن الإمام زين العابدين عليه السّلام، المناقب للخوارزمي: 336 الحديث 357، كشف الغمّة: 1/348، الرياض النضرة: 3/145، مختصر تاريخ دمشق: 22/155، فرائد السمطين: 1/90 الحديث 59، نظم درر السمطين: 185، لسان الميزان: 5/184 الحديث 550/7335، نور الأبصار: 52، ينابيع المودّة: 205، الصواعق المحرقة: 2/470.
[2] لابدّ من الذكر بأنّ المؤلّف نقل هنا أحاديث كثيرة في المهدي عليه السّلام و علائم و بشاراة ظهوره، و نحن لسهولة استفادة القارئين الكرام انتقلناها إلي فصل حياة المهدي و فضائله عليه السّلام.
[3] الشوري (42): 23 و 24.
الحقائق من الصواعق، ص: 133
شرع المؤلّف في ذيل هذه الآية في بحث مفصّل، و واصل هذا البحث في مواضع عديدة، و قال: اعلم! أنّ هذه الآية مشتملة علي مقاصد و توابع:

الف: في تفسيرها

أخرج أحمد و الطبراني و ابن أبي حاتم و الحاكم عن ابن عبّاس: أنّ هذه الآية لمّا نزلت قالوا: يا رسول اللّه! من قرابتك هؤلاء الّذين وجبت علينا مودّتهم؟
قال: «علي و فاطمة و ابناهما» [1].
و في سنده: شيعي غال؛ لكنّه صدوق (!!)
و روي أبو الشيخ و غيره عن علي- كرّم اللّه وجهه-: «فينا آل محمّد آية؛ لا يحفظ مودّتنا إلّا كلّ مؤمن»، ثمّ قرأ: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي
.و أخرج البزّار، و الطبراني، عن الحسن- من طرق بعضها حسان-: أنّه خطب خطبة من جملتها:
«من عرفني فقد عرفني و من لم يعرفني فأنا الحسن بن محمّد صلّي اللّه عليه و آله- ثمّ تلا قوله تعالي: - وَ اتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبائِي إِبْراهِيمَ
الآية. [2]
ثمّ قال: «أنا ابن البشير، أنا ابن النذير».
ثمّ قال: «و أنا من أهل البيت الّذين افترض اللّه عزّ و جلّ مودّتهم و موالاتهم، فقال فيما أنزل علي محمّد صلّي اللّه عليه و آله.
__________________________________________________
[1] أخرجه الطبراني في الكبير: 3/39، و ابن كثير في التفسير: 3/98، و ذكره القرطبي في التفسير:
16/22، و السيوطي في الدرّ المنثور: 6/7، و الهيثمي في المجمع: 7/103 و 9/168، و أخرج نحوه أحمد: 1/229، و الحاكم: 2/444، و الشيعي هو الحسين الأشقر.
[2] يوسف (12): 38.
الحقائق من الصواعق، ص: 134
قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ*
… إلي آخرها. [1]
و في رواية: الّذين افترض اللّه مودّتهم علي كلّ مسلم، و أنزل فيهم: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي وَ مَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً
[2].
و اقتراف الحسنات مودّتنا أهل البيت [3].
و أخرج الطبراني عن زين العابدين عليه السّلام: أنّه لمّا جي‌ء به أسيرا عقب مقتل أبيه الحسين- رضي اللّه عنهما-، و اقيم علي درج دمشق.
قال بعض جفاة أهل الشام: الحمد للّه الّذي قتلكم و استأصلكم و قطع قرن الفتنة.
فقال له: ما قرأت: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي
؟
قال: و أنتم هم؟
قال: نعم [4].
و للشيخ الجليل شمس الدّين بن العربي رحمه اللّه:
رأيت و لائي آل طه فريضة علي رغم أهل البعد يورثني القربا
__________________________________________________
[1] مقاتل الطالبيين: 33، المستدرك علي الصحيحين: 3/189 الحديث 4801/400، أمالي الطوسي: 270 الحديث 501/39، نظم درر السمطين: 148، مجمع الزوائد: 9/146، ينابيع المودّة: 323.
[2] الشوري (42): 23.
[3] مقاتل الطالبيين: 33، المستدرك علي الصحيحين: 3/189 الحديث 4802/400، الإرشاد للمفيد: 2/8، أمالي الطوسي: 270 الحديث 501/39، مجمع البيان: 5، الجزء 25: ص 51، نظم درر السمطين: 148، تأويل الآيات: 2/545 الحديث 8، الصواعق المحرقة: 2/487.
[4] جامع البيان: 13/25، أمالي الصدوق: 141 الحديث 3، الإحتجاج: 2/306- 307، العمدة لابن البطريق: 51 الحديث 46، اللهوف لسيّد بن طاووس: 211- 212، تفسير ابن كثير: 4/121، الدرّ المنثور: 5/701، بحار الأنوار: 45/129، ينابيع المودّة: 362، الصواعق المحرقة: 2/488.
الحقائق من الصواعق، ص: 135
فما طلب المبعوث أجرا علي الهدي بتبليغه إلّا المودّة في القربي [1]
و أخرج الثعلبي، عن ابن عبّاس في [آية]: وَ مَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً
قال: المودّة لآل محمّد عليهم السّلام [2].
و خبر الملّا في سيرته: «انّ اللّه جعل أجري عليكم المودّة في القربي و إنّي سائلكم عنهم غدا» [3].

ب- لزوم محبّة أهل البيت عليهم السّلام

يقول المؤلّف في بحث آخر حول هذه الآية الشريفة: فيما تضمّنته تلك الآية من طلب محبّة آله عليهم السّلام و أنّ ذلك من كمال الإيمان.
ثمّ قال: و لنفتتح هذا المقصد بآية اخري، ثمّ نذكر الأحاديث الواردة فيه، قال اللّه تعالي: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا
[4].
__________________________________________________
[1] كفاية الطالب: 312، روضات الجنّات: 8/58، إسعاف الراغبين: 127، الصواعق المحرقة:
2/488.
[2] الكامل: 2/209 الحديث 26/395، شواهد التنزيل: 2/212- 215 الحديث 845- 850، مناقب عليّ بن أبي طالب عليه السّلام: 316 الحديث 360، عن السدّي، تفسير الكشّاف: 4/221، عن السدّي، مجمع البيان: 5، الجزء 25: ص 51، عن السدّي، جوامع الجامع: 2/429، عن السدّي، المناقب لابن شهراشوب: 3/229 و 4/358، العمدة لابن البطريق: 55/53، غرائب القرآن: 6/74، عن السدّي، نظم درر السمطين: 240، الفصول المهمّة: 11، شرح ديوان أمير المؤمنين عليه السّلام: 191، إحقاق الحق: 9/130- 133، تفسير الآلوسي: 25/33، ينابيع المودّة: 365، رشفة الصادي: 23، الدرّ المنثور: 5/701، الصواعق المحرقة: 2/488.
[3] ذخائر العقبي: 25 و 26، الصواعق المحرقة: 2/491.
[4] مريم (19): 96.
الحقائق من الصواعق، ص: 136
أخرج الحافظ السلفي، عن محمّد بن الحنفيّة أنّه قال في تفسير هذه الآية: لا يبقي مؤمن إلّا و في قلبه ودّ لعلي و أهل بيته [1].
و أخرج البيهقي، و أبو الشيخ و الديلمي أنّه قال صلّي اللّه عليه و آله: «لا يؤمن عبد حتّي أكون أحبّ إليه من نفسه و تكون عترتي أحبّ إليه من نفسه و يكون أهلي أحبّ من أهله، و تكون ذاتي أحبّ إليه من ذاته» [2].
و خرج عمرو الأسلمي- و كان من أصحاب الحديبيّة- مع علي عليه السّلام إلي اليمن، فرأي منه جفوة، فلمّا قدم المدينة أذاع شكايته.
فقال له النبي صلّي اللّه عليه و آله: «لقد آذيتني».
فقال: أعوذ باللّه أن اوذيك يا رسول اللّه!
__________________________________________________
[1]
مناقب الإمام أمير المؤمنين عليه السّلام: 1/195 الحديث 120، شواهد التنزيل: 1/464 الحديث 489، و فيه: «عن جابر، عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله: فلا تلقي.. ودّ لأهل البيت»، و 470 الحديث 499، عن ابن عبّاس: «لا تلقي مؤمنا … لعلي»، و 474 الحديث 504، عن أبي سعيد عن النبي صلّي اللّه عليه و آله: «لا تلقي رجلا مؤمنا.. حبّ لعليّ بن أبي طالب»
، و 475 الحديث 505، مع اختلاف يسير و 475 الحديث 506، و 476 الحديث 507، من مندل:.. «لعلي و لولده»
و: 476 الحديث 508 و: 477 الحديث 509، و فيه: «.. لا تلقي مؤمنا و لا مؤمنة..»
، النور المشتعل: 133 الحديث 36، مجمع البيان: 4، جزء 16: ص 78، عن ابن عبّاس، المناقب لابن شهراشوب: 3/112، خصائص الوحي المبين:
108 الحديث 77، الرياض النضرة: 3/179، ذخائر العقبي: 89، تأويل الآيات: 1/309 الحديث 18، عن الإمام الصادق عليه السّلام، إحقاق الحق: 3/84- 86، إسعاف الراغبين: 118، و تفسير الآلوسي:
16/130، نور الأبصار: 124، رشفة الصادي: 35، الصواعق المحرقة: 2/495.
[2] المعجم الكبير للطبراني: 7/86 الحديث 6416، أمالي الصدوق: 274 الحديث 9، شعب الإيمان: 2/189 الحديث 1505، نظم درر السمطين: 233، مجمع الزوائد: 1/88، كنز العمّال:
1/41 الحديث 93، مع اختلاف يسير، إسعاف الراغبين: 123، نور الأبصار: 126، ينابيع المودّة:
363.
الحقائق من الصواعق، ص: 137
فقال: «بلي، من آذي عليّا فقد آذاني» [1]. أخرجه أحمد [2].
زاد ابن عبد البرّ: «من أحبّ عليّا فقد أحبّني و من أبغض عليّا فقد أبغضني، و من آذي عليّا فقد آذاني، و من آذاني فقد آذي اللّه» [3].
ثمّ قال المؤلّف:
و كذلك وقع لبريدة أنّه كان مع علي عليه السّلام. في اليمن، فقدم مغضبا عليه، و أراد شكايته بجارية أخذها من الخمس.
فقيل له: أخبره ليسقط عليّ من عينيه!! و رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يسمع من وراء الباب.
فخرج مغضبا فقال:
«ما بال أقوام ينتقصون عليّا! من أبغض عليّا فقد أبغضني، و من فارق عليّا فقد فارقني، إنّ عليّا منّي و أنا منه، خلق من طينتي، و خلقت من طينة إبراهيم، و أنا أفضل من إبراهيم ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ اللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ
[4].
يا بريدة! أما علمت أنّ لعليّ أكثر من الجارية الّتي أخذ؟» الحديث [5].
__________________________________________________
[1] الصواعق المحرقة: 2/497، المصنّف لابن أبي شيبة: 7/502 الحديث 45، مسند أحمد:
4/534 الحديث 15530، المستدرك علي الصحيحين: 3/132 الحديث 4619/217، شواهد التنزيل: 2/93 الحديث 775، سنن الكبري للبيهقي: 6/342، المناقب للخوارزمي: 154 الحديث 181، ترجمة الإمام علي عليه السّلام: 1/388 الحديث 495 و: 389 الحديث 496 و: 390 الحديث 497 و 391 الحديث 498 و 392 الحديث 499، اسد الغابة: 4/114، البداية و النهاية: 5/104 و 7/346، مجمع الزوائد: 9/126 و 129، الإصابة: 2/543، ينابيع المودّة: 364.
[2] مسند أحمد بن حنبل: 3/483.
[3] الإستيعاب: 3/37، الرياض النضرة: 3/122، إحقاق الحق: 6/418، ينابيع المودّة: 364، الصواعق المحرقة: 2/497.
[4] آل عمران (3): 34.
[5] معجم الأوسط للطبراني: 7/49 الحديث 6081، تفسير فرات: 80 الحديث 57- 33، مجمع الزوائد: 9/128، إحقاق الحق: 6/437، ينابيع المودّة: 364، الصواعق المحرقة: 2/498.
الحقائق من الصواعق، ص: 138
أخرجه الطبراني.
و في خبر- ضعيف بزعم المؤلّف- أنّه صلّي اللّه عليه و آله قال: «ألزموا مودّتنا أهل البيت، فإنّه من لقي اللّه عزّ و جلّ و هو يودّنا دخل الجنّة بشفاعتنا، و الّذي نفسي بيده لا ينفع عبدا عمله إلّا بمعرفة حقّنا» [1].
ثمّ قال: و يوافقه قول كعب الأحبار و عمر بن عبد العزيز: ليس أحد من أهل بيت النبي صلّي اللّه عليه و آله إلّا له شفاعة [2].
و أخرج أبو بكر الخوارزمي: أنّه صلّي اللّه عليه و آله خرج عليهم و وجهه مشرق كدائرة القمر، فسأله عبد الرحمان بن عوف.
فقال: «بشارة أتتني من ربّي في أخي و ابن عمّي و ابنتي، بأنّ اللّه عزّ و جلّ زوّج عليّا من فاطمة، و أمر رضوان؛ خازن الجنان فهزّ شجرة طوبي فحملت رقاقا- يعني صكاكا- بعدد محبّي أهل البيت، و أنشأ تحتها ملائكة من نور، دفع إلي كلّ ملك صكّا، فإذا استوت القيامة بأهلها نادت الملائكة في الخلائق، فلا يبقي محبّ لأهل البيت إلّا دفعت إليه صكّا فيه فكاكه من النار، فصار أخي و ابن عمّي و ابنتي فكّاك رقاب رجال و نساء من امّتي من النار» [3].
__________________________________________________
[1] مناقب الإمام أمير المؤمنين عليه السّلام: 2/100 الحديث 587، المحاسن للبرقي: 1/135 الحديث 169/118، الأمالي للمفيد: 13 الحديث 1، 44 الحديث 2 و: 140 الحديث 4، مع اختلاف يسير، أمالي الطوسي: 187 الحديث 314/16، مجمع الزوائد: 9/172، إحياء الميت: 21 الحديث 18، إحقاق الحق: 9/428، 18/464، 18/501، إسعاف الراغبين: 122، ينابيع المودّة: 465، رشفة الصادي: 44.
[2] الصواعق المحرقة: 2/498.
[3] مائة منقبة: 145 الحديث 92، تاريخ بغداد: 4/210 الحديث 1897، المناقب للخوارزمي: 341-
الحقائق من الصواعق، ص: 139
و أخرج الملّا: «لا يحبّنا أهل البيت إلّا مؤمن تقيّ، و لا يبغضنا إلّا منافق شقيّ» [1].
و بعد ذلك ينقل المؤلّف
حديثا آخر- نقله المتّقي الهندي في «كنز العمّال» - عن الحسن عليه السّلام عن جدّه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله، قال: «من أحبّنا بقلبه و أعاننا بيده و لسانه كنت أنا و هو في علّيين، و من أحبّنا بقلبه و أعاننا بلسانه و كفّ عنّا يده فهو في الدرجة الّتي تليها، و من أحبّنا بقلبه و كفّ عنّا لسانه و يده فهو في الدرجة الّتي يليها» [2].
و هنا يورد المؤلّف إشكاله الوحيد علي هذا الحديث بعد نقله و قبول متنه، بتخطئة الراوي و نسبته إلي الرفض و الغلوّ.
ج- اجتناب العداء لأهل البيت عليهم السّلام يقول المؤلّف في المبحث الثالث في هذه الآية: فيما أشارت إليه من التحذير من بغضهم.
ثمّ يقول:
صحّ أنّه صلّي اللّه عليه و آله قال: «و الّذي نفسي بيده! لا يبغضنا أهل البيت أحد إلّا أدخله اللّه النار» [3].
__________________________________________________
- الحديث 361، اسد الغابة: 1/206، كشف الغمّة: 1/352، ينابيع المودّة: 365، الصواعق المحرقة: 2/499.
[1] ذخائر العقبي: 18، الصواعق المحرقة: 2/500.
[2] ميزان الإعتدال: الحديث 3328، لسان الميزان: 3/53، كنز العمّال: الحديث 37513، الصواعق المحرقة: 2/501.
[3] الصواعق المحرقة: 2/503، المستدرك علي الصحيحين: 3/162 الحديث 4717/315، الدرّ المنثور: 5/702، مسند البزّار: الحديث 3348، مجمع الزوائد: 7/269، ينابيع المودّة: 365.
الحقائق من الصواعق، ص: 140
و أخرج أحمد مرفوعا: «من أبغض أهل البيت فهو منافق» [1].
و أخرج هو و الترمذي، عن جابر: ما كنّا نعرف المنافقين ببغضهم عليّا [2].
و أخرج الطبراني: «يا علي! معك يوم القيامة عصا من عصيّ الجنّة تذود بها المنافقين عن الحوض» [3].
و أخرج أحمد: «اعطيت في عليّ خمسا هنّ أحبّ إليّ من الدنيا و ما فيها.
أمّا واحدة فهو بين يدي اللّه حتّي يفرغ من الحساب.
و أمّا الثانية؛ فلواء الحمد بيده، آدم و من ولده تحته.
و أمّا الثالثة؛ فواقف علي حوضي يسقي من عرف من امّتي» [4].
__________________________________________________
[1] الصواعق المحرقة: 2/503، فضائل الصحابة لأحمد: الحديث 1126، ذخائر العقبي: 18، الدرّ المنثور: 6/7 و 56، سنن الترمذي: 5/593 الحديث 3717، عن أبي سعيد الخدري، قرب الإسناد: 26 الحديث 86، عيون أخبار الرضا عليه السّلام: 2/72 الحديث 305، المستدرك علي الصحيحين: 3/139 الحديث 4643/241، الإستيعاب: 3/46، ترجمة الإمام علي عليه السّلام: 2/218 الحديث 713 و 219 الحديث 714 و 219 الحديث 715 و 220 الحديث 718 و 221 الحديث 719 و 221 الحديث 720 و 222 الحديث 721- 723 و 223 الحديث 725 و 223 الحديث 726، العمدة لابن البطريق: 218 الحديث 343، الرياض النضرة: 3/190، مجمع الزوائد: 9/132، تاريخ الخلفاء للسيوطي: 170، كنز العمّال: 13/106 الحديث 36346.
[2] فضائل أحمد: الحديث 1086، مع سند حسن عن جابر، و 979 عن أبي سعيد الخدري، ذخائر العقبي: 91، الصواعق المحرقة: 2/503.
[3] فردوس الأخبار: 5/408 الحديث 8314، الرياض النضرة: 3/185، مجمع الزوائد: 9/135، راجع! إحقاق الحق: 6/173 و 18/523 و 20/305.
[4] الصواعق: المحرقة: 2/505، فضائل الصحابة لأحمد: 2/637 الحديث 1072، مناقب الإمام أمير المؤمنين عليه السّلام: 2/559 الحديث 1073، الخصال: 1/295 الحديث 61، المناقب لابن-
الحقائق من الصواعق، ص: 141
و صحّح الحاكم في ضمن خبر أنّه صلّي اللّه عليه و آله قال: «و لو أنّ رجلا صفن بين الركن و المقام- أي جمع قدميه- فصلّي و صام ثمّ لقي اللّه و هو مبغض لأهل بيت محمّد صلّي اللّه عليه و آله دخل النار» [1].
صحّ أيضا أنّه صلّي اللّه عليه و آله قال: «ستّة لعنتهم و لعنهم اللّه و كلّ نبيّ مجاب:
الزائد في كتاب اللّه عزّ و جلّ.
و المكذّب بقدر اللّه.
و المتسلّط علي امّتي بالجبروت ليذلّ من أعزّه اللّه و يعزّ من أذلّه اللّه.
و المستحلّ حرمة اللّه- و في رواية: لحرم اللّه-.
و المستحلّ من عترتي ما حرّم اللّه.
و التارك لسنّتي» [2].
__________________________________________________
- شهراشوب: 3/261، الرياض النضرة: 3/172، ينابيع المودّة: 365، و راجع! إحقاق الحق:
4/459 و 15/386، بحار الأنوار: 39/220 الحديث 1 و 40/9 الحديث 21.
[1] الصواعق المحرقة: 2/506، المستدرك علي الصحيحين: 3/161 الحديث 4712/310، أمالي الطوسي: 633 الحديث 1303/5، كشف الغمّة: 1/95، مجمع الزوائد: 9/171، الخصائص الكبري: 2/265، كنز العمّال: 12/42 الحديث 33910، ينابيع المودّة: 366، راجع! إحقاق الحق:
9/492، بحار الأنوار: 27/105 الحديث 75، و 36/315 الحديث 160.
[2] سنن الترمذي: 4/397 الحديث 2154، الخصال: 1/338 الحديث 41، المستدرك علي الصحيحين: 4/101 الحديث 7011/9، شعب الإيمان: 3/443 الحديث 4010، مصابيح السنّة:
1/144 الحديث 87، مجمع الزوائد: 1/176، مشكاة المصابيح: 1/75 الحديث 109- (31)، كنز العمّال: 16/85 الحديث 44024 و: 87 الحديث 44032، ينابيع المودّة: 366، راجع! إحقاق الحق: 9/471، بحار الأنوار: 5/88 الحديث 4 و 44/300 الحديث 6 و 72/204 الحديث 2 و 75/339 الحديث 16 و 92/108 الحديث 6.
الحقائق من الصواعق، ص: 142
نقول: إنّ المؤلّف بعد نقله هذه الأحاديث، و اضطرابه في نقض و ردّ بعضها، و نسبته الرفض و الغلوّ لبعض رواة الأحاديث الّتي تدلّ علي وجوب محبّتهم عليهم السّلام، تغلّب وجدانه علي تعصّبه الخاوي، فقال:
و علم من الأحاديث السابقة وجوب محبّة أهل البيت، و تحريم بغضهم التحريم الغليظ، و بلزوم محبّتهم، صرّح البيهقي و البغوي و غيرهما أنّها من فرائض الدين، بل نصّ عليه الشافعي، فيما حكي عنه من قوله:
يا أهل بيت رسول اللّه! حبّكم فرض من اللّه في القرآن أنزله
و أخرج أبو سعيد في «شرف النبوّة»، و ابن المثنّي أنّه صلّي اللّه عليه و آله قال: «يا فاطمة! إنّ اللّه يغضب لغضبك، و يرضي لرضاك» [1].
ثمّ قال: فمن آذي أحدا من ولدها فقد تعرّض لهذا الخطر العظيم؛ لأنّه أغضبها، و من أحبّهم فقد تعرّض لرضاها.
__________________________________________________
[1] الصواعق المحرقة: 2/507، المعجم الكبير للطبراني: 1/66، أمالي الصدوق: 314 الحديث 1، المستدرك علي الصحيحين: 3/167 الحديث 4730/328، شرف النبيّ صلّي اللّه عليه و آله: 249، مناقب عليّ بن أبي طالب عليه السّلام: 351 الحديث 401 و 352 الحديث 402، الإحتجاج: 2/354، مقتل الحسين عليه السّلام: 1/52، المدهش: 129، اسد الغابة: 5/522، تذكرة الخواص: 310، كفاية الطالب:
364، ذخائر العقبي: 39، ميزان الإعتدال: 1/535 الحديث 2002، تلخيص المستدرك: 3/154، نظم درر السمطين: 177، مجمع الزوائد: 9/203، الإصابة: 4/378، تهذيب التهذيب: 12/441، الثغور الباسمة: 15، الخصائص الكبري: 2/265، كنز العمّال: 12/111، و 19/54، بحار الأنوار:
43/20 الحديث 8 و: 22/12، إسعاف الراغبين: 187، ينابيع المودّة: 203، رشفة الصادي: 61، جواهر البحار: 1/360، 366، فضائل الخمسة: 3/155.
الحقائق من الصواعق، ص: 143
و روي في قوله تعالي: وَ كانَ أَبُوهُما صالِحاً
[1]، أنّه كان بينهم و بين الأب الّذي حفظا فيه سبعة أو تسعة آباء. و من ثمّ
قال جعفر الصادق عليه السّلام: «احفظوا فينا ما حفظ اللّه الصالح في اليتيمين و ما انتقد ذريّته محبّ لمحمّد صلّي اللّه عليه و آله» [2].

د- الترغيب في خدمة أهل البيت عليهم السّلام

قال المؤلّف في المقصد الرابع: ممّا أشارت إليه الآية؛ الحثّ علي صلتهم و إدخال السرور عليهم.
أخرج الديلمي مرفوعا: «من أراد التوسّل إليّ و أن يكون له عندي يد أشفع له بها يوم القيامة فليصل أهل بيتي، و يدخل السرور عليهم» [3].
و بعد ذلك ينقل المؤلّف رواية معتبرة عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و يزعم أنّها ضعيفة.
نقول: أيّها القارئ العزيز! راجع! مصادر هذه الرواية في كتب الفريقين، و الّتي أثبتناها في الهامش، و اجعل نفسك حكما و اقض بالحق!
و هذا نصّ الرواية: قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله: «أربعة أنا لهم شفيع يوم القيامة: المكرم لذريّتي، و القاضي لهم حوائجهم،
__________________________________________________
[1] الكهف (18): 82.
[2] أمالي الطوسي: 273 الحديث 514/52، كشف الغمّة: 2/162، بحار الأنوار: 27/203 الحديث 4 و 47/33 الحديث 30، الصواعق المحرقة: 2/508.
[3] الصواعق المحرقة: 2/511، أمالي الصدوق: 310/5، أمالي الطوسي: 423 الحديث 947/4، إحقاق الحق: 9/424، بحار الأنوار: 26/227 الحديث 1، غالية المواعظ: 2/95 و 475، ينابيع المودّة: 367، بغية المسترشدين: 296، الصواعق المحرقة: 2/511.
الحقائق من الصواعق، ص: 144
و الساعي لهم في امورهم عندما اضطرّوا إليه، و المحبّ لهم بقلبه و لسانه» [1].
ثمّ ينقل المؤلّف قصّة الرحي في منزل عليّ عليه السّلام، و يقول:
و أخرج الملّا في سيرته أنّه صلّي اللّه عليه و آله أرسل أباذر ينادي عليّا عليه السّلام، فرأي رحي تطحن في بيته و ليس معها أحد، فأخبر النبي صلّي اللّه عليه و آله بذلك، فقال: «يا أباذر! أما علمت أنّ للّه ملائكة سيّاحين في الأرض قد وكّلوا بمعونة
__________________________________________________
[1] الكافي: 4/60 الحديث 9، و فيه: «إنّي شافع يوم القيامة لأربعة أصناف و لو جاءوا بذنوب أهل الدنيا: رجل نصر ذريّتي، و رجل بذل ماله لذريّتي عند المضيق، و رجل أحبّ ذريّتي باللسان و بالقلب، و رجل يسعي في حوائج ذريّتي إذا طردوا أو شردوا»؛ و نقل بهذا اللفظ في من لا يحضره الفقيه: 2/65 الحديث 17/36، عيون أخبار الرضا عليه السّلام: 1/235 الحديث 17، و فيه: «أربعة أنا شفيعهم يوم القيامة و لو أتوني بذنوب أهل الأرض: معين أهل بيتي، و القاضي لهم حوائجهم عند ما اضطرّوا إليه، و المحبّ لهم بقلبه و لسانه و الدافع عنهم بيده»، الخصال: 1/196 الحديث 1.
و جاء بهذا اللفظ في صحيفة الرضا عليه السّلام: 79 الحديث 2: «لو جاءوا بذنوب أهل الأرض»، أمالي الطوسي: 366 الحديث 779/30، تهذيب الأحكام: 4/60 الحديث 9، مقتل الحسين عليه السّلام: 2/26، بشارة المصطفي: 17 و 36 و 140، كشف الغمّة: 1/399، ذخائر العقبي: 18، فرائد السمطين:
2/276 الحديث 540، لسان الميزان: 2/512 الحديث 25/3247، و جاء فيه: «أربعة أنا أشفع لهم يوم القيامة و لو أتوني بذنب أهل الأرض: الضارب بسيفه أمام ذريّتي و … »؛
إحياء الميت: 25 الحديث 27، عوالي اللآلي: 4/80 الحديث 79، تأويل الآيات: 2/548 الحديث 16، كما في الكافي و من لا يحضره الفقيه، كنز العمّال: 12/100 الحديث 34180، إحقاق الحق:
9/481 و 18/494، وسائل الشيعة: 11/556 الحديث 2، نقلا عن الكافي و من لا يحضره الفقيه و تهذيب الأحكام، بحار الأنوار: 8/49 الحديث 53 و 27/78 الحديث 11 و 27/85 الحديث 28 و 68/124 الحديث 51 و 96/220 الحديث 10 و 96/225 الحديث 24، إتحاف السادة المتقين:
8/73 ينابيع المودّة: 367، الذخائر العقبي: 18، الصواعق المحرقة: 2/512.
الحقائق من الصواعق، ص: 145
آل محمّد عليهم السّلام» [1].
و أخرج أبو الشيخ من جملة حديث طويل: «يا أيّها الناس! إنّ الفضل و الشرف و المنزلة و الولاية لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و ذريّته، فلا تذهبنّ بكم الأباطيل» [2].

منزلة و عظمة أهل البيت عليهم السّلام

اشارة

و يشير المؤلّف في المقصد الخامس إلي بيان مقام و عظمة أهل البيت عليهم السّلام، و يقول:
ممّا أشارت إليه الآية من توقيرهم و تعظيمهم و الثناء عليهم.
ثمّ ينقل المؤلّف كلام بعض الصحابة و المسلمين الأوائل في حقّ أهل البيت عليهم السّلام، نكتفي بإيراد قسم يسير منه.
منه: و كان أبو بكر يكثر النظر إلي وجه علي عليه السّلام فسألته عائشة.
فقال: سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول: «النظر إلي وجه علي عبادة» [3].
__________________________________________________
[1] الوسيلة للملّا: 6/247 الجزء الثاني، الخرائج و الجرائح: 2/531 الحديث 7، المناقب لابن شهراشوب: 3/385، الرياض النضرة: 3/202، إحقاق الحق: 8/707، بحار الأنوار: 43/29 الحديث 34، و: 45 الحديث 44، إسعاف الراغبين: 173، ينابيع المودّة: 367: فضائل الخمسة:
2/124.
[2] الطرائف: 120 الحديث 183، نظم درر السمطين: 208، إحقاق الحق: 11/282، ينابيع المودّة:
198 و 333 و 367.
[3] مائة منقبة لفضل بن شاذان: 138 الحديث 84، مناقب عليّ بن أبي طالب عليه السّلام: 210 الحديث 252 و 253، المناقب للخوارزمي: 362 الحديث 375، و فيه: «النظر إلي عليّ عبادة»، ترجمة الإمام عليّ عليه السّلام: 2/391 الحديث 887، المناقب لابن شهر اشوب: 3/234، العمدة لابن البطريق: -
الحقائق من الصواعق، ص: 146
ثمّ قال: و إنّه حديث حسن.
نقول: أجل، إنّ النظر إلي وجه علي عليه السّلام عبادة لا تعادلها و لا توازيها عبادة، و هنا يطرح هذا السؤال: كيف غصب أبو بكر حق عليّ عليه السّلام في الخلافة، فأوصد باب العلم و المعرفة، و السعادة و الكمال و النور بوجه البشريّة لتعيش في الظلام و …
و يقول أبو بكر أيضا: سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول: «عليّ منّي كمنزلتي من ربّي» [1].
و أخرج الدار قطني عن الشعبي قال: بينما أبو بكر جالس، إذ طلع عليّ عليه السّلام فلمّا رآه قال: من سرّه أن ينظر إلي أعظم الناس منزلة، و أقربهم قرابة، و أفضلهم حالة، و أعظمهم حقّا عند رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله، فلينظر إلي هذا الطالع [2].
ثمّ ذهب المؤلّف إثر خلفائه، و نقل عن عمر روايتين في فضل و مقام و منزلة علي عليه السّلام فقال: و أخرج أيضا: أنّ عمر سأل عليّا عن شي‌ء فأجابه.
فقال له عمر: أعوذ باللّه أن أعيش في قوم لست فيهم يا أبا الحسن! [3] و يقول في رواية اخري: و أخرج أيضا أنّه قيل لعمر: إنّك تصنع بعلي شيئا ما تفعله ببقيّة الصحابة.
__________________________________________________
- 367 الحديث 721، الرياض النضرة: 3/196، إحقاق الحق: 7/101 و 17/152، مناقب العيني:
19 الحديث 57، ينابيع المودّة: 367، الصواعق المحرقة: 2/517.
[1] ذخائر العقبي: 64، الصواعق المحرقة: 2/517، إحقاق الحق: 7/217 و 17/594.
[2] أخرجه ابن عساكر في تاريخه، كما في المختصر: 18/27، و ذكره الهندي في الكنز (36375).
[3] المستدرك علي الصحيحين: 1/628 الحديث 1682/74، شعب الإيمان: 3/451 الحديث 4040، ترجمة الإمام علي عليه السّلام: 3/39 الحديث 1070 و 3/40 الحديث 1073، تفسير الكبير:
32/10، الرياض النضرة: 3/197، ذخائر العقبي: 82، تلخيص المستدرك: 1/457، الدرّ المنثور: 3/264، كنز العمّال: 5/178 الحديث 12521، إحقاق الحق: 8/208- 210.
الحقائق من الصواعق، ص: 147
فقال: إنّه مولاي!!! [1] نقول: عجبا! إنّ هذا الاعتراف إشارة إلي بيعة يوم الغدير حين نصب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بأمر من اللّه عليّ بن أبي طالب عليه السّلام خليفة له و أميرا و مولي للجنّ و الإنس، فبايعوه علي ذلك.
و من البديهي إنّ المنافقين لم يتخلّفوا عن مبايعته ظاهرا، فقال عمر بن الخطّاب مخاطبا لعليّ عليه السّلام: بخ بخ لك يا أبا الحسن! أصبحت مولاي و مولي كلّ مؤمن و مؤمنة [2].
و ينقل أيضا في هذا المجال رواية اخري:
و أخرج أيضا: أنّه جاءه أعرابيان يختصمان، فأذن لعلي عليه السّلام في القضاء بينهما، فقضي.
فقال أحدهما: هذا يقضي بيننا!
__________________________________________________
[1] المناقب للخوارزمي: 160 الحديث 190، ترجمة الإمام علي عليه السّلام: 2/82 الحديث 581، الرياض النضرة: 3/128 و 233، الصواعق المحرقة: 2/521.
[2] المصنّف لابن أبي شيبة: 7/503 الحديث 55، التفسير المنسوب إلي الإمام العسكري عليه السّلام:
112، شواهد التنزيل: 1/200 الحديث 210 و: 203 الحديث 213، تاريخ بغداد: 8/290 الحديث 4392، مناقب عليّ بن أبي طالب عليه السّلام: 19/24، المناقب للخوارزمي: 156 الحديث 184، ترجمة الإمام علي عليه السّلام: 2/48 الحديث 546 و 48 الحديث 547 و 50 الحديث 548 و 51 الحديث 549 و 52 الحديث 550، و 76 الحديث 575 و 576 و 78 الحديث 577، خصائص الوحي المبين: 57 الحديث 25، العمدة لابن البطريق: 92 الحديث 113، و 96 الحديث 123 و 106 الحديث 141، النهاية لابن أثير: 5/228، تذكرة الخواص: 29 و 30، فرائد السمطين:
1/77 الحديث 44، تاريخ الإسلام: 3/632، نظم درر السمطين: 109، البداية و النهاية: 5/259، مشكاة المصابيح: 3/360 الحديث 3/610 (17)، تأويل الآيات: 1/157 الحديث 16، ينابيع المودّة: 33 و 34، و 243 و 297، و جاء في بعض المصادر مكان: «بخ بخ»؛ «هنيئا».
الحقائق من الصواعق، ص: 148
فوثب إليه عمر و أخذ بتلبيبه. و قال: ويحك! ما تدري من هذا؟! هذا مولاي و مولي كلّ مؤمن، و من لم يكن مولاه فليس بمؤمن [1].
ثمّ ينقل رواية عن أحمد بن حنبل مؤيّدة لكلام عمر:
أنّ رجلا سأل معاوية عن مسألة، فقال: اسأل عنها عليّا، فهو أعلم.
فقال: يا أمير المؤمنين! جوابك فيها أحبّ إليّ من جواب علي.
قال: بئس ما قلت، لقد كرهت رجلا كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يغزّه بالعلم غزّا، و لقد قال له: «أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلّا أنه لا نبيّ بعدي» [2].
و قال معاوية مضيفا: و كان عمر إذا أشكل عليه شي‌ء أخذ منه [3].
قال المؤلّف: و أخرجه آخرون بنحوه، لكن زاد بعضهم: قم، لا أقام اللّه رجليك- و محا اسمه من الديوان- و لقد كان عمر يسأله و يأخذ عنه، و لقد شهدته إذا أشكل عليه شي‌ء قال: هاهنا علي.
و في آخر هذا الفصل يشير المؤلّف إلي أقوال و أفعال خلفاء الجور، و علماء أهل السنّة في حق أهل البيت عليهم السّلام، ثمّ يعقّب:
__________________________________________________
[1] مناقب الإمام أمير المؤمنين عليه السّلام: 2/386 الحديث 861، المناقب للخوارزمي: 161 الحديث 191، الرياض النضرة: 3/128، ذخائر العقبي: 67، مختصر تاريخ دمشق: 17/389، الصواعق المحرقة: 2/522.
[2] مناقب عليّ بن أبي طالب عليه السّلام: 34 الحديث 52، ترجمة الإمام علي عليه السّلام: 1/339 الحديث 410، العمدة لابن البطريق: 135 الحديث 199، الرياض النضرة: 3/162، فرائد السمطين: 1/371 الحديث 302، نظم درر السمطين: 134، فضائل الخمسة: 2/306 و 307، الصواعق المحرقة:
2/522.
[3] الفضائل لأحمد بن حنبل: 1153، الرياض النضرة: 2/195، ذخائر العقبي: 79.
الحقائق من الصواعق، ص: 149
و لمبالغة الشافعي فيهم صرّح بأنّه من شيعتهم، حتّي قيل: كيت و كيت.
فأجاب عن ذلك بما قدّمناه عنه من النظم البديع [1]، و له أيضا:
آل النبي ذريعتي و هم إليه و سيلتي
أرجو بهم اعطي غدا بيدي اليمين صحيفتي‌

إخبار النبيّ صلّي اللّه عليه و آله بما يجري علي أهل بيته عليهم السّلام

في آخر هذا الفصل يضع المؤلّف موضوعا تحت عنوان «خاتمة» يتطرّق فيه إلي بعض ما يلاقيه أهل البيت عليهم السّلام من البلايا و الرزايا.
قال صلّي اللّه عليه و آله: «إنّ أهل بيتي سيلقون بعدي من أمّتي قتلا و تشريدا» [2].
و «إنّ أشدّ قوم لنا بغضا بنو اميّة، و بنو المغيرة و بنو مخزوم».
__________________________________________________
[1] راجع! الصفحة: 84 و 85 من هذا الكتاب.
[2] الصواعق المحرقة: 2/527، الفتن: 84، المصنّف لابن أبي شيبة: 8/697 الحديث 74، سنن ابن ماجة: 2/1366 الحديث 4082، الكني و الأسماء: 2/26، الضعفاء الكبير: 4/381، الملاحم و الفتن: 44، المعجم الكبير للطبراني: 10/104 الحديث 10031، المستدرك علي الصحيحين:
4/511 الحديث 8434/142، الرحلة: 146، دلائل الإمامة: 445 الحديث 419/23، البيان: 491، الملاحم و الفتن: 52، عقد الدرر: 123- 124، كشف الغمّة: 2/472 و 478، ذخائر العقبي: 17، ميزان الإعتدال: 4/423 الحديث 9695، نظم درر السمطين: 234، العدد القوية: 90- 91 الحديث 156- 157، المنار المنيف: 149 الحديث 341، مقدّمة ابن خلدون: 317، الفصول المهمّة: 155، العرف الوردي: 2/60، الخصائص الكبري: 2/119، كنز العمّال: 14/267 الحديث 38677، البرهان: 90 الحديث 6، إحقاق الحق: 9/387- 389، و 18/523، إثبات الهداة:
3/595 الحديث 34، حلية الأبرار: 2/704 الحديث 62، بحار الأنوار: 51/82 الحديث 37، ينابيع المودّة: 159 و 228، الإذاعة: 131 و 132.
الحقائق من الصواعق، ص: 150
صحّحه الحاكم [1].
بعد ذلك يقول:
و جاء في رواية اخري: أنّ النبي صلّي اللّه عليه و آله قال: «من أشدّ الناس بغضا لأهل بيتي مروان بن الحكم».
و في بيان هذه الرواية يقول: و كأنّ هذا هو سرّ
الحديث الّذي صحّحه الحاكم: أنّ عبد الرحمان بن عوف قال: كان لا يولد لأحد مولود إلّا أتي به النبي صلّي اللّه عليه و آله فيدعو له، فأدخل عليه مروان بن الحكم، فقال: «هو الوزغ بن الوزغ، الملعون بن الملعون» [2].
ثمّ ينقل رواية عن عمرو بن مرّة الجهني، قال: أنّ الحكم بن أبي العاص استأذن علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله، فعرف صوته فقال:
«إئذنوا له، عليه لعنة اللّه، و علي من يخرج من صلبه، إلّا المؤمن منهم، و قليل ما هم، يشرفون في الدنيا، و يصغرون في الآخرة، ذو مكر و خديعة، يعطون في الدنيا، و ما لهم في الآخرة من خلاق» [3].
ثمّ إنّه؛ بعد إيراد المؤلّف الروايات الكثيرة الواردة في ذمّ أعداء أهل البيت عليهم السّلام، يرجع إلي تعصّبه الأعمي فيصف الروايات الّتي وردت في احتفال و ابتهاج بني اميّة و تزيينهم مدنهم يوم عاشوراء، بأنّها مجعولة.
__________________________________________________
[1] الصواعق المحرقة: 2/527، المستدرك علي الصحيحين: 4/534 الحديث 8500/208، كنز العمّال: 11/169 الحديث 31074، فضائل الخمسة: 3/305.
[2] الصواعق المحرقة: 2/527، المستدرك علي الصحيحين: 4/526 الحديث 8477/185، حياة الحيوان الكبري: 2/399، بحار الأنوار: 62/236، ينابيع المودّة: 368.
[3] المستدرك علي الصحيحين: 4/528 الحديث 8484/192، مختصر تاريخ دمشق: 14/119، حياة الحيوان الكبري: 2/399، كنز العمّال: 11/357 الحديث 31729، المطالب العالية: الحديث 4533، مجمع الزوائد: 5/242 و 243، بحار الأنوار: 62/237، ينابيع المودّة: 368.
الحقائق من الصواعق، ص: 151
ثمّ يردّ الروايات المتواترة في البكاء، و الحزن، و العزاء لأبي عبد اللّه الحسين عليه السّلام [1] غافلا عن أنّ البكاء و الحزن حالة نفسيّة طبيعيّة، إلّا أن يكون ذلك الإنسان فاقدا لكلّ شعور و عواطف إنسانيّة، بالأدلّة العقليّة و النقليّة الكثيرة في هذا المجال، و ذكرت في محلّها و لقد استدلّ.
__________________________________________________
[1] انظر! الصواعق المحرقة: 2/528- 536.
الحقائق من الصواعق، ص: 153

نبذة اخري من فضائل أهل البيت عليهم السّلام

فضائل فاطمة و الحسنين عليهم السّلام شهادة الإمام الحسين عليه السّلام من منظار الحديث عاقبة قتلة الإمام الحسين عليه السّلام نظرة في واقعة كربلاء
الحقائق من الصواعق، ص: 155
نبذة اخري في فضائل أهل البيت عليهم السّلام إضافة إلي الأحاديث الّتي سبقت، فقد نقل المؤلّف أحاديث اخري في فضائلهم عليهم السّلام نذكر نبذة منها:
1-
أخرج الديلمي، عن أبي سعيد: أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال: «اشتدّ غضب اللّه علي من آذاني في عترتي» [1].
و ورد أنّه صلّي اللّه عليه و آله قال: «من أحبّ أن ينسأ- أي يؤخّر له- في أجله، و أن يمتّع بما خوّله اللّه، فليخلفني في أهلي خلافة حسنة، فمن لم يخلفني فيهم بتر عمره، و ورد عليّ يوم القيامة مسودّا وجهه» [2].
__________________________________________________
[1] صحيفة الرضا عليه السّلام: 155 الحديث 99، أمالي الصدوق: 377 الحديث 7، عيون أخبار الرضا عليه السّلام:
2/30 الحديث 11، أمالي الطوسي: 142 الحديث 331/44، مناقب عليّ بن أبي طالب عليه السّلام: 42 الحديث 64، مقتل الحسين عليه السّلام: 2/84، ميزان الإعتدال: 4/28 الحديث 1831، لسان الميزان:
5/405 الحديث 1182/7967، إحياء الميت: 43 الحديث 49، كنز العمّال: 12/93 الحديث 34143، إحقاق الحق: 9/518- 520 و 18/441، بحار الأنوار: 20/71 الحديث 8 و 27/205 الحديث 9 و 43/23 الحديث 15، إسعاف الراغبين: 123، ينابيع المودّة: 312، الصواعق المحرقة: 2/543.
[2] مقتل الحسين عليه السّلام: 2/85، نظم درر السمطين: 231، إحقاق الحق: 9/465 و 18/449- 450، 555، بغية المسترشدين: 298، إسعاف الراغبين: 143، ينابيع المودّة: 370، كنز العمّال:
الحديث 3417، الصواعق المحرقة: 2/543.
الحقائق من الصواعق، ص: 156
2-
أخرج الحاكم عن أبي ذرّ: أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال: «إنّ مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح، من ركبها نجا، و من تخلّف عنها هلك» [1].
و في رواية للبزّار عن ابن عبّاس، و عن ابن الزبير، و للحاكم عن أبي ذرّ أيضا: «مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح، من ركبها نجا، و من تخلّف عنها غرق» [2].
3-
أخرج الحاكم عن أبي هريرة: أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال: «خيركم، خيركم لأهلي من بعدي» [3].
4-
أخرج ابن عساكر، عن علي عليه السّلام: أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال: «من صنع إلي أهل بيتي يدا، كافأته عليها يوم القيامة» [4].
5-
أخرج ابن عساكر، عن علي عليه السّلام: أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال: «من آذي شعرة منّي فقد آذاني، و من آذاني فقد آذي اللّه» [5].
6-
أخرج الترمذي، عن حذيفة: أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال: «إنّ هذا ملك لم ينزل الأرض قطّ قبل هذه الليلة، إستأذن ربّه أن يسلّم عليّ
__________________________________________________
[1] الصواعق المحرقة: 2/544.
[2] الصواعق المحرقة: 2/544.
[3] المستدرك علي الصحيحين: 3/311، تاريخ بغداد: 7/277، الصواعق المحرقة: 2/544.
[4] ميزان الإعتدال: 3/316 الحديث 6578، نظم درر السمطين: 236، لسان الميزان: 4/461 الحديث 2074/6425، الجامع الصغير للسيوطي: 2/533 الحديث 8821، كنز العمّال: 12/95 الحديث 34152، ينابيع المودّة: 370، راجع! إحقاق الحق: 9/418 و 18/499.
[5] عيون أخبار الرضا عليه السّلام: 1/226 الحديث 3، أمالي الصدوق: 271 الحديث 10، أمالي الطوسي:
451 الحديث 1006/12، كشف الغمّة: 1/467، كنز العمّال: 12/95 الحديث 34154 و: 349 الحديث 35353، إحقاق الحق: 9/510 و 18/474، بحار الأنوار: 27/206 الحديث 13 و 43/54 الحديث 48 و 96/219 الحديث 6، ينابيع المودّة: 370.
الحقائق من الصواعق، ص: 157
و يبشّرني بأنّ فاطمة سيّدة نساء أهل الجنّة، و أنّ الحسن و الحسين سيّدا شباب أهل الجنّة» [1].
7-
أخرج الترمذي و ابن ماجة و ابن حبّان و الحاكم: أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال: «أنا حرب لمن حاربهم، و سلم لمن سالمهم» [2].
8-
أخرج أحمد و الحاكم عن مسور أنّ النبيّ صلّي اللّه عليه و آله قال: «فاطمة بضعة منّي، يغضبني ما يغضبها، و يبسطني ما يبسطها، و أنّ الأنساب تنقطع يوم القيامة غير نسبي و سببي و صهري» [3].
9-
أخرج الطبراني، عن جابر بن سمرة: أنّ النبي صلّي اللّه عليه و آله قال: «يكون بعدي اثنا عشر أميرا كلّهم من قريش» [4].
__________________________________________________
[1] مسند أحمد: 6/542 الحديث 22818، سنن الترمذي: 5/619 الحديث 3781، المستدرك علي الصحيحين: 3/164 الحديث 4721/319 و 4722/320، المناقب لابن شهر اشوب:
3/445، اسد الغابة: 5/574، كشف الغمّة: 1/452، كنز العمّال: 12/96 الحديث 34158، ينابيع المودّة: 371.
[2] المعجم الكبير للطبراني: 5/207، التهذيب لابن حجر: 4/221.
[3] مسند أحمد: 5/423 الحديث 18428 و: 435 الحديث 18451، المستدرك علي الصحيحين:
3/172 الحديث 4747/345، حلية الأولياء: 3/206، سنن الكبري للبيهقي: 7/64، مجمع الزوائد: 9/203، كنز العمّال: 12/108 الحديث 34223، إتحاف السادة المتقين: 6/244، ينابيع المودّة: 371.
[4] مسند أحمد: 6/97 الحديث 20349 و 101 الحديث 20377 و 109 الحديث 20434 و 124 الحديث 20545، صحيح البخاري: 4/347 الحديث 7222، سنن الترمذي: 4/434 الحديث 2223، المعجم الكبير للطبراني: 2/197 الحديث 1800 و 1801، 223 الحديث 1923، الخصال: 2/469 الحديث 12 و 14 و 470 الحديث 15 و 471 الحديث 20 و 21 و 472 الحديث-
الحقائق من الصواعق، ص: 158

فضائل فاطمة و الحسنين عليهم السّلام

اشارة

خصّص المؤلّف الفصل الثالث من الكتاب لفضائل فاطمة عليها السّلام و ولديها عليهما السّلام و أورد الروايات في هذا المورد، نذكر جملة منها:
1-
أخرج أبو بكر في «الغيلانيات» عن أبي أيّوب: أنّ النبي صلّي اللّه عليه و آله قال: «إذا كان يوم القيامة نادي مناد من بطان العرش: يا أهل الجمع! نكّسوا رؤوسكم، و غضّوا أبصاركم حتّي تمرّ فاطمة بنت محمّد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علي الصراط.
فتمرّ مع سبعين ألف جارية من الحور العين كمرّ البرق» [1].
2-
أخرج أيضا عن أبي هريرة: أنّ النبي صلّي اللّه عليه و آله قال: «إذا كان يوم القيامة ينادي مناد من بطنان العرش: أيّها الناس! غضّوا أبصاركم حتّي تجوز فاطمة إلي الجنّة».
__________________________________________________
- 24 و 473 الحديث 28 و 475 الحديث 36، تاريخ بغداد: 14 الحديث 353/7673، إعلام الوري:
382، المناقب لابن شهر اشوب: 1/204- 206، العمدة لابن البطريق: 416 الحديث 856 و 420 الحديث 871، البداية و النهاية: 1/177، الصواعق المحرقة: 2/527- 555.
[1] التفسير المنسوب إلي الإمام العسكري عليه السّلام: 434، تفسير فرات: 438 الحديث 578/7، المعجم الكبير للطبراني: 1/108 الحديث 180 و 22/400 الحديث 999، المستدرك علي الصحيحين:
3/166 الحديث 4727/325 و 175 الحديث 4757/355، الأمالي للمفيد: 130 الحديث 6، تاريخ بغداد: 8/141 الحديث 4234، المناقب لابن شهر اشوب: 3/374، اسد الغابة: 5/523، كشف الغمّة: 1/450 و 457، ميزان الإعتدال: 1/532 الحديث 1986 و: 548 الحديث 2058، و 2/382 الحديث 4160 و: 538 الحديث 4765، مجمع الزوائد: 9/212، لسان الميزان: 2/382 الحديث 646/2807 و: 509 الحديث 10/3232 و 3/299 الحديث 75/4426 و: 482 الحديث 581/4932، كنز العمّال: 12/105 الحديث 34209 و 106 الحديث 34210 و 34211، ينابيع المودّة: 372.
الحقائق من الصواعق، ص: 159
3-
أخرج الشيخان عن فاطمة عليها السّلام: أنّ النبي صلّي اللّه عليه و آله قال لها: «إنّ جبرائيل كان يعارضني القرآن كلّ سنة مرّة، و إنّه عارضني العامّ مرّتين و لا أراه إلّا حضر أجلي، و إنّك أوّل أهل بيتي لحاقا بي، فاتّقي اللّه و اصبري، فإنّه نعم السلف أنا لك» [1].
4-
أخرج أحمد و الترمذي و الحاكم عن ابن الزبير: أنّ النبي صلّي اللّه عليه و آله قال: «إنّما فاطمة بضعة منّي يؤذيني ما آذاها، و ينصبني ما أنصبها» [2].
5-
أخرج الشيخان عنها عليها السّلام: أنّ النبي صلّي اللّه عليه و آله قال لها: «يا فاطمة! ألا ترضين أن تكوني سيّدة نساء المؤمنين؟» [3]
6-
أخرج الترمذي و الحاكم، عن اسامة بن زيد: أنّ النبي صلّي اللّه عليه و آله قال: «أحبّ أهلي إليّ فاطمة» [4].
__________________________________________________
[1] طبقات الكبري لابن سعد: 2/248 و 8/27، مسند أحمد: 7/401 الحديث 25874، صحيح البخاري: 2/534 الحديث 3624 و 4/149 الحديث 6285 و: 149 الحديث 6286، صحيح مسلم: 4/1514 الحديث 98 (2450)، مسند أبي يعلي: 12/112 الحديث 7- 6745، المعجم الكبير للطبراني: 22/417 الحديث 1030 و: 418 الحديث 1030 و 1032 و: 419 الحديث 1033، شرح الأخبار: 3/21 الحديث 958، حلية الأولياء: 2/40، دلائل النبوّه: 7/165، مصابيح السنّة: 4/184 الحديث 4798، اسد الغابة: 5/522، كشف الغمّة: 1/452، تاريخ الإسلام:
2/546، البداية و النهاية: 5/246، مجمع الزوائد: 9/201، كنز العمّال: 12/107 الحديث 34214، إتحاف السادة المتقين: 7/185.
[2] فضائل الصحابة لأحمد: الحديث 1327، سنن الترمذي: الحديث 3869، المستدرك علي الصحيحين: 3/159، حلية الأولياء: 2/40، كنز العمّال: الحديث 34215.
[3] صحيح البخاري: 8/79، صحيح مسلم: الحديث 2450، المستدرك علي الصحيحين: 3/156.
[4] سنن الترمذي: الحديث 3819، المستدرك علي الصحيحين: 2/417.
الحقائق من الصواعق، ص: 160
7-
أخرج الحاكم، عن أبي سعيد: أنّ النبي صلّي اللّه عليه و آله قال: «فاطمة سيّدة نساء أهل الجنّة إلّا مريم بنت عمران» [1].
8-
عن أبي هريرة: أنّ النبي صلّي اللّه عليه و آله قال لعلي عليه السّلام: «فاطمة أحبّ إليّ منك، و أنت أعزّ عليّ منها» [2].
9-
أخرج أحمد، و الترمذي، عن أبي سعيد، و الطبراني عن عمر، و عن علي عليه السّلام، و عن جابر، و عن أبي هريرة، و عن اسامة بن زيد، و عن البراء، و ابن عدي، عن ابن مسعود: أنّ النبي صلّي اللّه عليه و آله قال: «الحسن و الحسين سيّدا شباب أهل الجنّة» [3].
__________________________________________________
[1] طبقات الكبري لابن سعد: 2/248، مسند أحمد: 3/498 الحديث 11347 و 6/542 الحديث 22818، سنن الترمذي: 5/658 الحديث 3874، المعجم الكبير للطبراني: 22 الحديث 418/1031 و 420 الحديث 1034 و 422 الحديث 1039، شرح الأخبار: 3/60 الحديث 978، المستدرك علي الصحيحين: 3/168 الحديث 4733/331، دلائل النبوّة: 7/166، كشف الغمّة:
1/450، البداية و النهاية: 2/72، مجمع الزوائد: 9/201، كنز العمّال: 12/109 الحديث 34224، إتحاف السادة المتقين: 5/254.
[2] مجمع الزوائد: 9/173، كنز العمّال: الحديث 34225.
[3] مسند أحمد: 3/369 الحديث 10616، و 469 الحديث 11200، و 502 الحديث 11368، سنن الترمذي: 5/614 الحديث 3768، المعجم الكبير للطبراني: 3/25 الحديث 2598- 2602، الكامل: 5/323 الحديث 504/1472، المستدرك علي الصحيحين: 3/182 الحديث 4778/376، حلية الأولياء: 5/71، سنن الكبري للبيهقي: 2/136، تاريخ بغداد: 1/140 و 2/185 و 4/207 و 6/371 و 9/231- 232 و 11/90، ترجمة الإمام الحسن عليه السّلام: 76- 79 الحديث 133- 138، و 81- 83 الحديث 139- 143، ترجمة الإمام الحسين عليه السّلام: 41- 42 الحديث 62- 64، تاريخ الإسلام: 4/35- 36، ميزان الإعتدال: 2/250 و 4/149، سير أعلام النبلاء: 3/251 و 282-
الحقائق من الصواعق، ص: 161
10-
أخرج ابن عساكر، عن علي عليه السّلام، و عن ابن عمر، و ابن ماجة، و الحاكم، عن ابن عمر، و الطبراني، عن قرّة، و عن مالك بن الحويرث، و الحاكم، عن ابن مسعود:
أنّ النبي صلّي اللّه عليه و آله قال: «إبناي هذان الحسن و الحسين سيّدا شباب أهل الجنّة و أبوهما خير منهما» [1].
11-
أخرج أحمد و الترمذي، و النسّائي و ابن حبّان عن حذيفة: أنّ النبي صلّي اللّه عليه و آله قال: «أما رأيت العارض الّذي عرض لي قبل ذلك؟ هو ملك من الملائكة لم يهبط إلي الأرض قطّ قبل هذه الليلة، إستأذن ربّه عزّ و جلّ أن يسلّم عليّ و يبشّرني أنّ الحسن و الحسين سيّدا شباب أهل الجنّة، و أنّ فاطمة سيّدة نساء أهل الجنّة» [2].
__________________________________________________
- و 5/63 و 11/416، البداية و النهايه: 2/61 و 8/39 و 9/224- 225، لسان الميزان: 2/417 الحديث 755/2916، تاريخ الخلفاء للسيوطي: 71، كنز العمّال: 12/112 الحديث 246، نور الأبصار:
126.
[1] سنن ابن ماجة: 1/44 الحديث 118، المعجم الكبير للطبراني: 3/30 الحديث 2617، المستدرك علي الصحيحين: 3/182 الحديث 4779/377 و 4780/378، ترجمة الإمام الحسن عليه السّلام: 76 الحديث 133، و 77 الحديث 134.
[2] المصنّف لابن أبي شيبة: 7/512 الحديث 3 (قطعة منه)، مسند أحمد: 6/542 الحديث 22818، سنن الترمذي: 5/619 الحديث 3781، الخصائص للنسّائي: 34 (عن أبي هريرة)، شرح الأخبار: 3/65 الحديث 990، المستدرك علي الصحيحين: 3/864 الحديث 4721/319، حلية الأولياء: 4/190، مصابيح السنّه: 4/196 الحديث 4835، جامع الاصول: 10/82 الحديث 6661، اسد الغابة: 5/574، كفاية الطالب: 275، الإحسان: 9/55 الحديث 6921، مشكاة المصابيح: 3/375 الحديث 6171- (37)، سير أعلام النبلاء: 2/127 (عن أبي هريرة)، جامع الصغير: 1/12 الحديث 93، كنز العمّال: 12/113 الحديث 34249.
الحقائق من الصواعق، ص: 162
12-
أخرج الطبراني، عن فاطمة عليها السّلام: أنّ النبي صلّي اللّه عليه و آله قال: «أمّا حسن، فله هيبتي و سؤددي، و أمّا حسين، فإنّ له جرأتي وجودي» [1].
13-
أخرج الترمذي، عن ابن عمر: أنّ النبي صلّي اللّه عليه و آله قال: «إنّ الحسن و الحسين هما ريحانتاي من الدنيا».
و أخرج ابن العدي و ابن العساكر هذه الرواية عن أبي بكر أيضا [2].
14-
أخرج الترمذي و الطبراني و ابن حبان، عن اسامة بن زيد: أنّ النبي صلّي اللّه عليه و آله قال: «هذان إبناي و ابنا ابنتي، اللهمّ إنّي احبّهما فأحبّهما و أحبّ من يحبّهما» [3].
__________________________________________________
[1] المعجم الكبير للطبراني: 22/423 الحديث 1041، معجم الأوسط للطبراني: 7/136 الحديث 6241، اسد الغابة: 5/467، كفاية الطالب: 424، نظم درر السمطين: 212، الإصابة: 4/316، كنز العمّال: 7/268 الحديث 18839 و 12/113 الحديث 34250، 117 الحديث 34272 و 13/670 الحديث 37709.
[2] مسند أبي داود: 261 الحديث 1927، مسند أحمد: 2/260 الحديث 5904، 328 الحديث 6370، صحيح البخاري: 3/32 الحديث 3753 و 4/91 الحديث 5994، سنن الترمذي: 5/615 الحديث 3770، الخصائص للنسّائي: 37، المعجم الكبير للطبراني: 3/137 الحديث 2884، الكامل: 1/285، حلية الأولياء: 5/7 و 7/165، محاضرات الادباء: 4/479، مصابيح السنّة:
4/187 الحديث 4806، ترجمه الإمام الحسن عليه السّلام: 62 الحديث 112، 85 الحديث 144، جامع الاصول: 10/21 الحديث 6547، اسد الغابة: 2/19، سير أعلام النبلاء: 3/281، مشكاة المصابيح: 3/370 الحديث 6145- (11)، البداية و النهاية: 8/223، حياة الحيوان الكبري:
1/131، الإصابة: 1/332، الفصول المهمّة: 154، تاريخ الخلفاء للسيوطي: 188، كنز العمّال:
12/114 الحديث 34256 و 13/673 الحديث 37719.
[3] سنن الترمذي: 5/614 الحديث 3769، الخصائص للنسّائي: 36، المعجم الصغير للطبراني: -
الحقائق من الصواعق، ص: 163
15-
أخرج الطبراني، عن عقبة بن عامر: أنّ النبي صلّي اللّه عليه و آله قال: «الحسن و الحسين شنفا العرش و ليسا بمعلّقين» [1].
16-
أخرج البخاري في «أدب المفرد»، و الترمذي، و ابن ماجة، عن يعلي بن مرّة: أنّ النبي صلّي اللّه عليه و آله قال: «حسين منّي و أنا منه، أحبّ اللّه من أحبّ حسينا، الحسن و الحسين سبطان من الأسباط» [2].
17-
أخرج الترمذي: عن أنس أنّ النبي صلّي اللّه عليه و آله قال: «أحبّ أهل بيتي إليّ الحسن و الحسين» [3].
__________________________________________________
- 1/239 الحديث 552، مصابيح السنّة: 4/194 الحديث 4829، جامع الاصول: 10/21 الحديث 6544، اسد الغابة: 2/11، مشكاة المصابيح: 3/374 الحديث 6165- (31)، تاريخ الإسلام:
4/35، سير أعلام النبلاء: 3/251، الإصابة: 1/329، تاريخ الخلفاء للسيوطي: 189، كنز العمّال:
12/114 الحديث 34255 و 13/671 الحديث 37711.
[1] معجم الأوسط للطبراني: 1/225 الحديث 339، مجمع الزوائد: 9/184، الجامع الصغير للسيوطي: 1/233 الحديث 3824، كنز العمّال: 12/115 الحديث 34262.
[2] تاريخ الكبير للبخاري: 8/415، سنن الترمذي: الحديث 3775، سنن ابن ماجة: الحديث 144، مسند أحمد: 4/172، المصنّف لابن أبي شيبة: 12/102، المستدرك علي الصحيحين: 3/177، المعجم الكبير للطبراني: 22 الحديث 701 و 702، المعرفة و التاريخ للفسوي: 1/308، مجمع الزوائد: 9/181، كنز العمّال: الحديث 34289 و 37684.
[3] تاريخ الكبير للبخاري: 4/377، سنن الترمذي: 5/616 الحديث 3772، مصابيح السنّة: 4/195 الحديث 4831، مشكاة المصابيح: 3/374 الحديث 6167- (33)، تاريخ الإسلام: 4/35، سير أعلام النبلاء: 3/252، نظم درر السمطين: 210، تاريخ الخلفاء للسيوطي: 189، جامع الصغير:
1/19 الحديث 204، كنز العمّال: 12/116 الحديث 34265، إسعاف الراغبين: 125.
الحقائق من الصواعق، ص: 164
18-
أخرج أحمد و ابن ماجة و الحاكم، عن أبي هريرة: أنّ النبي صلّي اللّه عليه و آله قال: «من أحبّ الحسن و الحسين فقد أحبّني، و من أبغضهما فقد أبغضني» [1].
19-
أخرج أبو يعلي، عن جابر: أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال: «من سرّه أن ينظر إلي سيّد شباب أهل الجنّة فلينظر إلي الحسن» [2].
20-
أخرج البغوي و عبد الغني في «الإيضاح» عن سلمان رضي اللّه عنه: أنّ النبي صلّي اللّه عليه و آله قال: «سمّي هارون ابنيه شبّر و شبيرا، و إنّي سمّيت ابنيّ الحسن و الحسين بما سمّي به هارون ابنيه» [3].
ثمّ قال المؤلّف في ذيل هذا الحديث: و أخرج ابن سعد، عن عمران بن سليمان قال: «الحسن و الحسين عليهما السّلام إسمان من أسماء أهل الجنّة، ما سمّت العرب بهما في الجاهليّة» [4].
__________________________________________________
[1] مسند أحمد: 2/561 الحديث 7816 و 3/346 الحديث 10491، سنن ابن ماجة: 1/51 الحديث 143، المعجم الكبير للطبراني: 3/40 الحديث 2645 و 2646 و: 41 الحديث 2647- 2649، المستدرك علي الصحيحين: 3/182 الحديث 4777/375، تاريخ بغداد: 1/141، تاريخ الإسلام: 5/98، نظم درر السمطين: 209، البداية و النهاية: 8/223، مجمع الزوائد: 9/179، ميزان الإعتدال: 2/111، الإصابة: 1/330، الجامع الصغير للسيوطي: 2/507 الحديث 8318.
[2] مسند أبي يعلي: 3/397 الحديث 107- (1874)، مع اختلاف يسير، ترجمة الإمام الحسن عليه السّلام:
78 الحديث 136 و: 79 الحديث 137، مختصر تاريخ دمشق: 7/14، كنز العمّال: 12/116 الحديث 34269.
[3] كنز العمّال: الحديث 34271 عن البغوي و عبد الغني و ابن عساكر.
[4] ترجمة الإمام الحسين عليه السّلام: 35 الحديث 28، ترجمة الإمام الحسن عليه السّلام: 17 الحديث 22، ذخائر العقبي: 119، الوسائل إلي معرفة الأوائل: 87، تاريخ الخلفاء للسيوطي: 188، راجع إحقاق الحق: 10/488 و 19/183، و ملحقات إحقاق الحق: 26/47.
الحقائق من الصواعق، ص: 165

شهادة الإمام الحسين عليه السّلام من منظار الحديث

أخرج ابن سعد و الطبراني، عن عائشة: أنّ النبي صلّي اللّه عليه و آله قال: «أخبرني جبريل: أنّ ابني الحسين يقتل بعدي بأرض الطفّ، و جاءني بهذه التربة و أخبرني أنّ فيها مضجعه» [1].
أخرج أبو داود و الحاكم، عن امّ الفضل بنت الحارث: أنّ النبي صلّي اللّه عليه و آله قال: «أتاني جبريل و أخبرني أنّ امّتي ستقتل إبني هذا- يعني الحسين عليه السّلام- و أتاني من تربته حمراء» [2].
و أخرج أحمد: «لقد دخل عليّ البيت ملك لم يدخل عليّ قبلها، فقال لي: إنّ ابنك هذا حسينا مقتول، و إن شئت أريك من تربة الأرض الّتي يقتل بها».
قال: فأخرج تربة حمراء [3].
أخرج البغوي في «معجمه» من حديث أنس: أنّ النبي صلّي اللّه عليه و آله قال: «استأذن ملك القطر ربّه أن يزورني فأذن له. و كان في يوم امّ سلمة».
__________________________________________________
[1] المعجم الكبير للطبراني: 3/113 الحديث 2814، مجمع الزوائد: 9/188، كنز العمّال: 12/123 الحديث 3499.
[2] المستدرك علي الصحيحين: 3/198 الحديث 4818/416 و: 196 الحديث 4824/422، دلائل النبوّة: 6/469، مشكاة المصابيح: 3/377 الحديث 6180- (46)، البداية و النهاية: 6/258، مجمع الزوائد: 9/188، الفصول المهمّة: 154، الخصائص الكبري: 2/125، كنز العمّال:
12/123 الحديث 34300، نور الأبصار: 139.
[3] مسند أحمد: 7/418 الحديث 25985- ترجمة الإمام الحسين عليه السّلام: 177 الحديث 226، مجمع الزوائد: 9/187، كنز العمّال: الحديث 34323.
الحقائق من الصواعق، ص: 166
فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله: «يا امّ سلمة! إحفظي علينا الباب لا يدخل أحد.
فبينا هي علي الباب إذ دخل الحسين عليه السّلام، فاقتحم فوثب علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فجعل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يلثمه و يقبّله، فقال له الملك: أتحبّه؟
قال: نعم.
قال: إنّ امّتك ستقتله، و إن شئت أريك المكان الّذي يقتل به.
فأراه، فجاءه بسهلة- أو تراب- فأخذته امّ سلمة، فجعلته في ثوبها.
قال ثابت: كنّا نقول: إنّها كربلاء» [1].
و أخرجه أيضا أبو حاتم في صحيحه، و روي أحمد نحوه.
و في رواية الملّا، و ابن أحمد في زيادة المسند، قالت: ثمّ ناولني كفّا من تراب أحمر، و قال:
«إنّ هذا من تربة الأرض الّتي يقتل بها، فمتي صار دما، فاعلمي أنّه قد قتل» [2].
قالت امّ سلمة: فوضعته في قارورة عندي، و كنت أقول: إنّ يوما يتحوّل فيه دما ليوم عظيم.
__________________________________________________
[1] مسند أحمد: 4/166 الحديث 13383، مسند أبي يعلي: 6/129 الحديث 647- (3402)، المعجم الكبير للطبراني: 3/112 الحديث 2813، دلائل النبوّة: 424 و 6/469، التذكرة للقرطبي:
644، تهذيب الكمال: 6/408، تاريخ الإسلام: 5/102، سير أعلام النبلاء: 3/288- 289، البداية و النهاية: 6/257، مجمع الزوائد: 9/187، الخصائص الكبري: 2/125، كنز العمّال: 13/657 الحديث 37669، راجع! إحقاق الحق: 11/403، ينابيع المودّة: 383- 384.
[2] المعجم الكبير للطبراني: 3/114 الحديث 2817، سيرة الملّا: 5/216 الجزء الثاني، ترجمة الإمام الحسين عليه السّلام: 175 الحديث 223، كفاية الطالب: 427، ذخائر العقبي: 147، تهذيب الكمال: 6/409، مجمع الزوائد: 9/189، تهذيب التهذيب: 2/347.
الحقائق من الصواعق، ص: 167
و في رواية عنها: فأصبته يوم قتل الحسين عليه السّلام و قد صار دما [1].
و في اخري: ثمّ قال- يعني جبريل-: ألا اريك تربة مقتله؟
فجاء بحصيات، فجعلهنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في قارورة.
قالت امّ سلمة: فلمّا كانت ليلة قتل الحسين عليه السّلام سمعت قائلا يقول:
أيّها القاتلون جهلا حسينا أبشروا بالعذاب و التذليل
قد لعنتم علي لسان ابن داو د و موسي و حامل الإنجيل
قالت: فبكيت، و فتحت القارورة، فإذا الحصيات قد جرت دما [2].
و أخرج ابن سعد، عن الشعبي، قال: مرّ عليّ عليه السّلام بكربلاء عند مسيره إلي صفّين، و حاذي نينوي- قرية علي الفرات- فوقف و سأل عن اسم هذه الأرض.
فقيل: كربلاء، فبكي حتّي بلّ الأرض من دموعه.
ثمّ قال: دخلت علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و هو يبكي، فقلت: ما يبكيك؟
قال: «كان عندي جبريل آنفا و أخبرني أنّ ولدي الحسين يقتل بشاطئ الفرات بموضع يقال له: «كربلاء». ثمّ قبض جبريل قبضة من تراب شمّني إيّاه، فلم أملك عيني أن فاضتاه» [3].
و رواه أحمد مختصرا عن علي عليه السّلام [4].
__________________________________________________
[1] مقتل الحسين عليه السّلام: 2/97، نظم درر السمطين: 215، ينابيع المودّة: 384.
[2] الصواعق المحرقة: 2/566، مقتل الحسين عليه السّلام: 2/95، ينابيع المودّة: 384، راجع! إحقاق الحق: 11/360.
[3] الصواعق المحرقة: 2/566، أخرجه الطبراني في الكبير (2811)، مجمع الزوائد: 9/187 و قال:
رجاله ثقات.
[4] مسند أحمد: 1/137 الحديث 649.
الحقائق من الصواعق، ص: 168
و روي الملّا: أنّ عليّا عليه السّلام مرّ قبر الحسين عليه السّلام فقال: «هاهنا مناخ ركابهم، و هاهنا موضع رحالهم، و هاهنا مهراق دمائهم، فتية من آل محمّد عليهم السّلام يقتلون شهداء بهذه العرصة تبكي عليهم السماء و الأرض» [1].
و أخرج الترمذي: أنّ امّ سلمة رأت النبي صلّي اللّه عليه و آله باكيا، و برأسه و لحيته التراب، فسألته، فقال صلّي اللّه عليه و آله: «قتل الحسين آنفا» [2].
و كذلك رآه ابن عبّاس نصف النهار أشعث أغبر بيده قارورة فيها دم يلتقطه، فسأله، فقال: «دم الحسين و أصحابه، لم أزل أتتبعه منذ اليوم».
فنظروا فوجدوه قد قتل في ذلك اليوم [3].
ثمّ قال المؤلّف: فاستشهد الحسين كما قال له صلّي اللّه عليه و آله بكربلاء من أرض العراق بناحية الكوفة، و يعرف الموضع أيضا ب «الطّف»، قتله سنان بن أنس النخعي- و قيل:
غيره- يوم الجمعة عاشر المحرم سنة إحدي و ستّين، و له ستّ و خمسون سنة و أشهر [4].
__________________________________________________
[1] الصواعق المحرقة: 2/566، سيرة الملّا: 6/246 الجزء الثاني، الفصول المهمّة: 173، الخصائص الكبري: 2/126، إحقاق الحق: 27/291، ينابيع المودّة: 384، تاريخ الأحمدي:
253.
[2] سنن الترمذي: 5/615 الحديث 3771، ذخائر العقبي: 148، تهذيب الكمال: 6/439، ينابيع المودّة: 384.
[3] تذكرة الخواص: 268، ذخائر العقبي: 148، ينابيع المودّة: 384.
[4] المعجم الكبير للطبراني: 3/132 الحديث 2873 ترجمة الإمام الحسين عليه السّلام: 273 الحديث 343، تذكرة الخواص: 274، كفاية الطالب: 439، ذخائر العقبي: 145، تاريخ الإسلام: 5/107، البداية و النهاية: 8/218، مجمع الزوائد: 9/199، الخصائص الكبري: 2/127، إسعاف الراغبين:
214، الصواعق المحرقة: 2/557- 567.
الحقائق من الصواعق، ص: 169
و لمّا قتلوه بعثوا برأسه إلي يزيد، فنزلوا أوّل مرحلة، فجعلوا يشربون بالرأس، فبينما هم كذلك، إذ خرجت عليه من الحائط يد معها قلم من حديد، فكتبت سطرا بدم:
أترجو امّة قتلت حسينا شفاعة جدّه يوم الحساب؟
فهربوا و تركوا الرأس. أخرجه منصور بن عمّار.
و ذكره غيره: أنّ هذا البيت وجد بحجر قبل مبعثه صلّي اللّه عليه و آله بثلاثمائة سنة، و أنّه مكتوب في كنيسة من أرض الروم لا يدري من كتبه [1].
و ذكر أبو نعيم الحافظ في كتاب «دلائل النبوّة»: فأصبحنا و حبابنا و جرارنا مملوءة دما.
و كذا روي في أحاديث غير هذه.
و ممّا ظهر يوم قتله من الآيات أيضا: أنّ السماء اسودّت اسودادا عظيما حتّي رؤيت النجوم نهارا، و لم يرفع حجر الّا وجد تحته دم عبيط [2].
و حكي ابن عيينة، عن جدّته: أنّ جمّالا ممّن انقلب ورسه رمادا، أخبرها بذلك، و نحروا ناقة في عسكرهم، فكانوا يرون في لحمها مثل الفيران، فطبخوها فصارت مثل العلقم [3].
__________________________________________________
[1] المعجم الكبير للطبراني: 3/133 الحديث 2874، ترجمة الإمام الحسين عليه السّلام: 271 الحديث 340 و 341، 272 الحديث 342، تذكرة الخواص: 274، كفاية الطالب: 438، فرائد السمطين:
2/166 الحديث 454، و 160 الحديث 449، نظم درر السمطين: 291، البداية و النهاية: 8/218، مجمع الزوائد: 9/199، نور الأبصار: 147، ينابيع المودّة: 385.
[2] مقتل الحسين عليه السّلام: 2/90، الخصائص الكبري: 2/126، إحقاق الحق: 11/289.
[3] مقتل الحسين عليه السّلام: 2/90، ترجمة الإمام الحسين عليه السّلام: 250 الحديث 309، تاريخ الإسلام: -
الحقائق من الصواعق، ص: 170
و أنّ السماء احمرّت لقتله [1]، و انكسفت الشمس حتّي بدت الكواكب نصف النهار، و ظنّ الناس أنّ القيامة قد قامت [2].
و لم يرفع حجر في الشام إلّا رؤي تحت دم عبيط [3].
و قد أورد المؤلّف في هذا المجال روايات كثيرة، اكتفينا بهذا القدر منها [4].
ثمّ ينقل المؤلّف كلاما من ابن الجوزي حيث قال:
و حكمته؛ أنّ غضبنا يؤثر حمرة الوجه، و الحقّ منزّه عن الجسميّة، فأظهر تأثير غضبه علي من قتل الحسين عليه السّلام بحمرة الافق؛ إظهارا لعظم الجناية.
قال: و أنين العبّاس و هو مأسور ببدر منع النبي صلّي اللّه عليه و آله النوم فكيف بأنين الحسين عليه السّلام؟
و لمّا أسلم وحشي، قاتل حمزة،
قال له النبي صلّي اللّه عليه و آله: «غيّب وجهك عنّي، فإنّي لا
__________________________________________________
- 5/15- 16، سير أعلام النبلاء: 3/313، تهذيب التهذيب: 2/354، الخصائص الكبري: 2/126، تاريخ الخلفاء للسيوطي: 207، نور الأبصار: 147.
[1] المعجم الكبير للطبراني: 3/821 الحديث 2836 و 2837، ترجمة الإمام الحسين عليه السّلام: 243 الحديث 291، تذكرة الخواص: 273، سير أعلام النبلاء: 3/312، مجمع الزوائد: 9/196- 197، تهذيب التهذيب: 2/354، تاريخ الخلفاء للسيوطي: 207، إسعاف الراغبين: 212، نور الأبصار:
147، ينابيع المودّة: 387.
[2] المعجم الكبير للطبراني: 3/121 الحديث 3838، مقتل الحسين عليه السّلام: 2/89، ترجمة الإمام الحسين عليه السّلام: 244 الحديث 296، كفاية الطالب: 444، نظم درر السمطين: 220، مجمع الزوائد:
9/197، تاريخ الخلفاء للسيوطي: 207، إسعاف الراغبين: 212، ينابيع المودّة: 386.
[3] المعجم الكبير للطبراني: 3/120 الحديث 2835، مجمع الزوائد: 9/145، ذخائر العقبي: 145، ينابيع المودّة: 386.
[4] الصواعق المحرقة: 2/568- 570.
الحقائق من الصواعق، ص: 171
احبّ أن أري من قتل الأحبّة» [1].
و هذا؛ و الإسلام يجبّ ما قبله، فكيف بقلبه صلّي اللّه عليه و آله أن يري من ذبح الحسين عليه السّلام، و أمر بقتله، و حمل أهله علي أقتاب الجمال؟ [2] ثمّ قال أيضا: و ما مرّ من أنّه لم يرفع حجر في الشام- أو الدنيا- إلّا رؤي تحته دم عبيط، وقع يوم قتل علي عليه السّلام أيضا، كما أشار إليه البيهقي.

عاقبة قتلة الإمام الحسين عليه السّلام

نقل المؤلّف حكايات في عاقبة و نهاية من اشترك في قتل الحسين عليه السّلام و أصحابه، و قال:
و أخرج أبو الشيخ: أنّ جمعا تذاكروا أنّه ما من أحد أعان علي قتل الحسين عليه السّلام إلّا أصابه بلاء قبل أن يموت.
فقال شيخ: أنا أعنت و ما أصابني شي‌ء.
فقام ليصلح السّراج، فأخذته النار، فجعل ينادي: النّار! النّار! و انغمس في الفرات، و مع ذلك فلم يزل به حتّي مات [3].
و أخرج منصور بن عمّار: أنّ بعضهم ابتلي بالعطش، و كان يشرب رواية و لا يروي [4].
__________________________________________________
[1] سنن الكبري للبيهقي: 9/98، فتح الباري: 7/270، تذكرة الخواص: 273 و 274.
[2] تذكرة الخواص: 274، ينابيع المودّة: 387.
[3] ترجمة الإمام الحسين عليه السّلام: 252 الحديث 313، نظم درر السمطين: 221، ينابيع المودّة: 388، الصواعق المحرقة: 2/571.
[4] المعجم الكبير للطبراني: 3/128 الحديث 2857، مقتل الحسين عليه السّلام: 2/92، ترجمة الإمام-
الحقائق من الصواعق، ص: 172
و نقل سبط ابن الجوزي عن السدّي: أنّه أضافه رجل بكربلاء، فتذاكروا أنّه ما شارك أحد في دم الحسين عليه السّلام إلّا مات أقبح موتة، فكذب المضيف بذلك. و قال: إنّه ممّن حضر.
فقام آخر الليل يصلح السراج، فوثبت النار في جسده فأحرقته.
قال السدّي: فأنا و اللّه! رأيته كأنّه حممة [1].
و عن الزهري: لم يبق ممّن قتله إلّا من عوقب في الدنيا إمّا بقتل، أو عمي، أو سواد الوجه، أو زوال الملك في مدّة يسيرة [2].
و حكي سبط ابن الجوزي، عن الواقدي: أنّ شيخا حضر قتله فقط، فعمي، فسئل عن سببه.
فقال: إنّه رأي النبي صلّي اللّه عليه و آله حاسرا عن ذراعيه و بيده سيف و بين يديه نطع، و رأي عشرة من قاتلي الحسين عليه السّلام مذبوحين بين يديه، ثمّ لعنه و سبّه بتكثيره سوادهم، ثمّ أكحله بمرود من دم الحسين عليه السّلام، فأصبح أعمي.
و أخرج أيضا: أنّ شخصا منهم علّق في لبب فرسه رأس الحسين بن علي عليهما السّلام، فرؤي بعد أيّام و وجهه أشدّ سوادا من القار.
فقيل له: إنّك كنت أنضر العرب وجها!
__________________________________________________
- الحسين عليه السّلام: 255 الحديث 316 و 317، سير أعلام النبلاء: 3/312، مجمع الزوائد: 9/197، تهذيب التهذيب: 2/354، الخصائص الكبري: 2/127، إحقاق الحق: 11/533- 535، ينابيع المودّة: 388.
[1] ترجمة الإمام الحسين عليه السّلام: 254 الحديث 314 و 315، تذكرة الخواص: 282، ينابيع المودّة:
388، الصواعق المحرقة: 2/571.
[2] تذكرة الخواص: 280، ينابيع المودّة: 388.
الحقائق من الصواعق، ص: 173
فقال: ما مرّت عليّ ليلة من حين حملت تلك الرأس إلّا و اثنان يأخذان بضبعيّ ثمّ ينتهيان بي إلي نار تأجّج، فيدفعاني فيها و أنا أنكص فتسفعني كما تري، ثمّ مات علي أقبح حالة [1].
و أخرج أيضا: أنّ شيخا رأي النبي صلّي اللّه عليه و آله في النوم و بين يديه طست فيها دم، و الناس يعرضون عليه، فيلطّخهم حتّي انتهيت إليه، فقلت: ما حضرت.
فقال لي: هويت، فأومأ إليّ بأصبعه، فأصبحت أعمي [2].
و روي البخاري في صحيحه، و الترمذي عن ابن عمر: أنّه سأله رجل عن دم البعوض طاهر أو لا؟
فقال له: ممّن أنت؟
قال: من أهل العراق.
فقال: انظروا إلي هذا، يسألني عن دم البعوض، و قد قتلوا ابن النّبي صلّي اللّه عليه و آله؟ و
قد سمعت النبي صلّي اللّه عليه و آله يقول: «هما ريحانتاي من الدنيا» [3].
__________________________________________________
[1] تذكرة الخواص: 281، إحقاق الحق: 11/531، إسعاف الراغبين: 213، نور الأبصار: 147، ينابيع المودّة: 389.
[2] مقتل الحسين عليه السّلام: 2/104، تذكرة الخواص: 291، إحقاق الحق: 11/552- 555، إسعاف الراغبين: 213، نور الأبصار: 147، ينابيع المودّة: 389.
[3] مسند أبي داود: 260 الحديث 1927، مسند أحمد: 2/222 الحديث 5642 و 259 الحديث 5904، صحيح البخاري: 3/32 الحديث 3753، و 4/91 الحديث 5994، سنن الترمذي: 5/615 الحديث 3770، الخصائص للنسّائي: 37، المعجم الكبير للطبراني: 3/137 الحديث 2884، حلية الأولياء: 5/70 و 7/165، محاضرات الادباء: 4/479، جامع الاصول: 10/21 الحديث 6547، اسد الغابة: 2/19، تذكرة الخواص: 275، نظم درر السمطين: 222، تهذيب الكمال: -
الحقائق من الصواعق، ص: 174

نظرة في واقعة كربلاء

في هذا الفصل من الكتاب أشار المؤلّف إلي سبب مخرج الإمام الحسين عليه السّلام، فقال:
و سبب مخرجه عليه السّلام: أنّ يزيد لما استخلف سنة ستّين أرسل لعامله بالمدينة أن يأخذ له البيعة علي الحسين عليه السّلام، ففرّ لمكّة خوفا علي نفسه!!! [1]، فسمع به أهل الكوفة، فأرسلوا إليه أن يأتيهم ليبايعوه و يمحو عنهم ما هم فيه من الجور [2].
ثمّ يواصل سرد قصّة خروجه عليه السّلام و يقول:
و قدّم أمامه مسلم بن عقيل، فبايعه من أهل الكوفة اثنا عشر ألفا.
و قيل: أكثر من ذلك [3].
و أمر يزيد ابن زياد، فجاء إليه و قتله و أرسل برأسه إليه، فشكره و حذّره من الحسين،
و لقي الحسين عليه السّلام في مسيره الفرزدق.
فقال له: بيّن لي خبر الناس؟
فقال: أجل، علي الخبير سقطت يابن رسول اللّه! قلوب الناس معك، و سيوفهم
__________________________________________________
- 6/401، تاريخ الإسلام: 5/99، سير أعلام النبلاء: 3/281، البداية و النهاية: 8/223، كنز العمّال:
13/673 الحديث 37719، الصواعق المحرقة: 2/571- 573.
[1] من البديهي، أنّ المؤلّف لم يذكر علّة حركة الإمام الحسين عليه السّلام و نهضته بصورة صحيحة بما هي مذكورة في كتب التأريخ، و لذا لابدّ من الرجوع إلي كتب التأريخ و المقاتل، ككتابي الإرشاد للمفيد، و اللهوف لابن طاووس و … و غيرهما ليتّضح الأمر.
[2] تاريخ الطبري: 4/257، و 288، مروج الذهب: 3/64- 65، المنتظم: 5/323 و 328، الكامل في التأريخ: 4/14 و 20 و 39، تذكرة الخواص: 235- 240، البداية و النهاية: 8/162- 173، تاريخ ابن خلدون: 3/24 و 26، الفصول المهمّة: 181.
[3] مروج الذهب: 3/64، المنتظم لابن الجوزي: 5/326، تذكرة الخواص: 241.
الحقائق من الصواعق، ص: 175
مع بني اميّة، و القضاء ينزل من السماء، و اللّه يفعل ما يشاء [1].
و كان لمّا شارف الكوفة سمع به أميرها عبيد اللّه بن زياد، فجهّز إليه عشرين ألف مقاتل، فلمّا وصلوا إليه التمسوا منه نزوله علي حكم ابن زياد و بيعته ليزيد، فأبي … [2]
فقاتلوه، و كان أكثر الخارجين لقتاله الّذين كاتبوه و بايعوه.
ثمّ لمّا جاءهم أخلفوه و فرّوا عنه إلي أعدائه إيثارا للسحت العاجل علي الخير الآجل. فحارب أولئك العدد الكثير و معه من إخوته و أهله نيف و ثمانون نفسا، فثبت في ذلك الموقف ثباتا باهرا مع كثرة أعدائه و عددهم، و وصول سهامهم و رماحهم إليه.
و لمّا حمل عليهم و سيفه مصلت في يده أنشد يقول:
أنا ابن عليّ الخير من آل هاشم كفاني بهذا مفخرا حين أفخر
و جدّي رسول اللّه أكرم من مشي و نحن سراج اللّه في الناس يزهر
و فاطمة امّي سلالة احمد و عمّي يدعي ذالجناحين جعفر
و فينا كتاب اللّه أنزل صادقا و فينا الهدي و الوحي و الخير يذكر [3]
و لو لا ما كادوه به من أنّهم حالوا بينه و بين الماء لم يقدروا عليه، إذ هو الشجاع القرم الّذي لا يزول و لا يتحوّل. و لما منعوه و أصحابه الماء ثلاثا.
قال له بعضهم: انظر إليه كأنّه كبد السماء لا تذوق منه قطرة حتّي تموت عطشا.
__________________________________________________
[1] تاريخ الطبري: 4/290، الكامل في التأريخ: 4/40، تذكرة الخواص: 241، البداية و النهاية:
8/180، كشف الغمّة: 2/43، الفصول المهمّة: 188.
[2] تذكرة الخواص: 251، ينابيع المودّة: 389.
[3] الفتوح لابن الأعثم: 5/213، الإحتجاج للطبرسي: 2/301- 302، كشف الغمّة: 2/19، الفصول المهمّة: 176، ينابيع المودّة: 413.
الحقائق من الصواعق، ص: 176
فقال له الحسين عليه السّلام: اللهمّ اقتله عطشا.
فلم يرو مع كثرة شربه للماء حتّي مات عطشا [1].
و دعا الحسين عليه السّلام بماء ليشربه، فحال رجل بينه و بينه بسهم ضربه فأصاب حنكه، فقال: اللهمّ أظمئه.
فصار يصيح الحرّ في بطنه و البرد في ظهره، و بين يديه الثلة و المراوح، و خلفه الكافور، و هو يصيح: العطش، فيؤتي بسويق و ماء و لبن لو شربه خمسة لكفاهم، فيشربه ثمّ يصيح، فيسقي كذلك إلي أن انقدّ بطنه [2].
و لمّا استحلّ القتل بأهله- فإنّهم لا يزالوا يقتلون منهم واحدا بعد واحد حتّي قتلوا ما يزيد علي الخمسين- صاح الحسين عليه السّلام: أما ذابّ يذبّ عن حريم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله.
فحينئذ خرج يزيد بن الحارث الرياحي من عسكر أعدائه راكبا فرسه. و قال:
يا بن بنت رسول اللّه! لئن كنت أوّل من خرج عليك، فإنّني الآن من حزبك، لعلّي أنال بذلك شفاعة جدّك.
ثمّ قاتل بين يديه حتّي قتل.
فحمل عليه جمع كثيرون منهم حالوا بينه و بين حريمه، فصاح: «كفّوا سفهاءكم عن الأطفال و النساء».
__________________________________________________
[1] الكامل في التأريخ: 4/53- 54، الفصول المهمّة: 192، إحقاق الحق: 11/520 و 528.
[2] مقتل الحسين عليه السّلام: 2/91، ترجمة الإمام الحسين عليه السّلام: 237 الحديث 282، كفاية الطالب: 435، ذخائر العقبي: 144، تهذيب الكمال: 6/430، سير أعلام النبلاء: 3/311، إحقاق الحق:
11/514.
الحقائق من الصواعق، ص: 177
فكفّوا، ثمّ لم يزل يقاتلهم حتّي أثخنوه بالجراح و سقط إلي الأرض، فحزّوا رأسه يوم عاشوراء، عام إحدي و ستّين، و لمّا وضع بين يدي عبيد اللّه بن زياد أنشد قاتله:
إملأ ركابي فضّة و ذهبا فقد قتلت الملك المحجّبا
و من يصلّي القبلتين في الصّبا و خيرهم إذ يذكرون النّسبا
قتلت خير الناس امّا و أبا فغضب ابن زياد من قوله و قال: إذا علمت ذلك فلم قتلته؟ و اللّه! لا نلت منّي خيرا، و لألحقنّك به. ثمّ ضرب عنقه [1].
و قتل معه من أخوته و بني أخيه الحسن و من أولاد جعفر و عقيل تسعة عشر رجلا.
و قيل: أحد و عشرون [2].
قال الحسن البصري: ما كان علي وجه الأرض يومئذ لهم شبيه.
و لمّا حمل رأسه لابن زياد جعله في طست، و جعل يضرب ثناياه بقضيب و يقول به في أنفه، و يقول: ما رأيت مثل هذا حسنا إن كان لحسن الثغر.
و كان عنده أنس فبكي، و قال: كأن أشبههم برسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله. رواه الترمذي و غيره [3].
و روي ابن أبي الدنيا: أنّه كان عنده زيد بن أرقم، فقال له: ارفع قضيبك! فو اللّه لطالما رأيت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقبّل ما بين هاتين الشفتين، ثمّ جعل زيد يبكي.
__________________________________________________
[1] كشف الغمّة: 2/51، الفصول المهمّة: 192، إسعاف الراغبين: 209، نور الأبصار: 144.
[2] تذكرة الخواص: 255، كفاية الطالب: 446، نظم درر السمطين: 218.
[3] مسند أحمد: 3/261، صحيح البخاري: 3/31 الحديث 3784، سنن الترمذي: 5/618 الحديث 3778، تذكرة الخواص: 256- 257، سير أعلام النبلاء: 3/314، إسعاف الراغبين: 208 ينابيع الموده: 389.
الحقائق من الصواعق، ص: 178
فقال ابن زياد: أبكي اللّه عينيك! لو لا أنّك شيخ قد خرفت لضربت عنقك.
فنهض و هو يقول: أيّها الناس! أنتم العبيد بعد اليوم، قتلتم ابن فاطمة، و أمّرتم ابن مرجانة، و اللّه! ليقتلنّ خياركم، و يستعبدنّ شراركم، فبعدا لمن رضي بالذلّة و العار.
ثمّ قال: يا بن زياد! لا حدّثنّك بما هو أغيظ عليك من هذا، رأيت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أقعد حسنا علي فخذه اليمني و حسينا علي فخذه اليسري، ثمّ وضع يده علي يافوخهما، ثمّ قال:
«اللهمّ إنّي أستودعك إيّاهما و صالح المؤمنين».
فكيف كانت وديعة النبي صلّي اللّه عليه و آله عندك يا ابن زياد؟ [1] و نقل المؤلّف عن الترمذي قوله: و قد انتقم اللّه من ابن زياد هذا … و فاعل ذلك به هو المختار بن أبي عبيد، تبعه طائفة من الشيعة ندموا علي خذلانهم للحسين عليه السّلام و أرادوا غسل العار عنهم، ففرقة منهم تبعت المختار، فملكوا الكوفة و قتلوا الستّة آلاف الّذين قاتلوا الحسين عليه السّلام أقبح القتلات، و قتل رئيسهم عمر بن سعد، و خصّ شمر- قاتل الحسين عليه السّلام علي قول- بمزيد نكال، و أوطأوا الخيل صدره و ظهره، لأنّه فعل ذلك بالحسين عليه السّلام [2]، و شكر الناس للمختار ذلك [3].
و لمّا نزل ابن زياد الموصل في ثلاثين ألفا جهّز له المختار سنة تسع و ستّين طائفة قتلوه هو و أصحابه علي الفرات يوم عاشوراء، و بعث برؤوسهم للمختار، فنصبت في
__________________________________________________
[1] ترجمة الإمام الحسين عليه السّلام: 269- 270 الحديث 321- 322، الكامل في التأريخ: 4/81، (قطعة منه)، تذكرة الخواص: 257، إسعاف الراغبين: 208، ينابيع المودّة: 389، الصواعق المحرقة:
2/578.
[2] تذكرة الخواص: 285، ينابيع المودّة: 390.
[3] سير أعلام النبلاء: 3/541، ينابيع المودّة: 390.
الحقائق من الصواعق، ص: 179
المحلّ الّذي نصب فيه رأس الحسين عليه السّلام؛ جاءت حيّة فتخلّلت الرؤوس حتّي دخلت في منخره، فمكثت هنيهة ثمّ خرجت، ثمّ جاءت ففعلت كذلك مرّتين أو ثلاثا.
قال الترمذي بعد نقله: هذا الحديث حسن و صحيح [1].
ثمّ قال المؤلّف: و لما أنزل ابن زياد رأس الحسين عليه السّلام و أصحابه، جهّزها مع سبايا آل الحسين عليهم السّلام إلي يزيد [2].
و قال سبط ابن الجوزي و غيره: المشهور أنّه جمع أهل الشام و جعل ينكت الرأس بالخيزران [3].
قال ابن الجوزي: و ليس العجب إلّا من ضرب يزيد ثنايا الحسين عليه السّلام بالقضيب و حمل آل النبي صلّي اللّه عليه و آله علي أقتاب الجمال- أي موثقين في الحبال، و النساء مكشّفات الرؤوس و الوجوه- و ذكر أشياء من قبيح فعله [4].
يقول المؤلّف: و لمّا فعل يزيد برأس الحسين عليه السّلام ما مرّ كان عنده رسول قيصر، فقال متعجّبا: إنّ عندنا في بعض الجزائر في دير، حافر حمار عيسي عليه السّلام، فنحن نحجّ إليه كلّ عام من الأقطار، و ننذر النذور، و نعظّمه كما تعظّمون كعبتكم، فأشهد إنّكم
__________________________________________________
[1] سنن الترمذي: 5/618 الحديث 3780، المعجم الكبير للطبراني: 3/120 الحديث 2832، البداية و النهاية: 8/206، مقتل الحسين عليه السّلام: 2/84، جامع الاصول: 10/25 الحديث 6557، اسد الغابة: 2/22، الكامل في التأريخ: 4/265، تذكرة الخواص: 286، ذخائر العقبي: 128، نظم درر السمطين 221، سير أعلام النبلاء: 3/359، إسعاف الراغبين: 209، نور الأبصار: 126، ينابيع المودّة: 390، تذكرة الخواص: 285، الصواعق المحرقة: 2/578.
[2] الكامل في التأريخ: 4/87، تذكرة الخواص: 260، نور الأبصار: 145، ينابيع المودّة: 390.
[3] تذكرة الخواص: 261، ينابيع المودّة: 391.
[4] الردّ علي المتعصب العنيد: 52، تذكرة الخواص: 263، ينابيع المودّة: 390، الصواعق المحرقة: 2/580.
الحقائق من الصواعق، ص: 180
علي باطل [1].
و قال ذمّي آخر: بيني و بين داود سبعون أبا، و إنّ اليهود تعظّمني و تحترمني و أنتم قتلتم ابن نبيّكم؟! [2] و قد أشار المؤلّف إلي الوقائع الّتي وقعت أثناء مسير السبايا و الرؤوس المطهّرة في طريقهم إلي الشام، و قال:
و لمّا كانت الحرس علي الرأس كلّما نزلوا منزلا وضعوه علي رمح و حرسوه، فرآه راهب في دير، فسأل عنه، فعرّفوه به.
فقال: بئس القوم أنتم لو كان للمسيح عليه السّلام ولد لأسكنّاه أحداقنا، بئس القوم أنتم هل لكم في عشرة آلاف دينار و يبيت الرأس عندي هذه الليلة؟
قالوا: نعم.
فأخذه و غسله و طيّبه و وضعه علي فخذه، فوجد منه نورا صاعدا إلي عنان السماء و قعد يبكي إلي الصبح، ثمّ أسلم، لأنّه رأي نورا ساطعا من الرأس إلي السماء، ثمّ خرج عن الدير و ما فيه و صار يخدم أهل البيت عليهم السّلام [3].
و كان مع أولئك الحرس دنانير أخذوها من عسكر الحسين عليه السّلام ففتحوا أكياسها ليقتسموها، فرأوها خزفا و علي أحد جانبي كلّ منها: وَ لا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ
[4].
__________________________________________________
[1] تذكرة الخواص: 263، ينابيع المودّة: 390.
[2] تذكرة الخواص: 263، ينابيع المودّة: 391.
[3] تذكرة الخواص: 263- 264، ينابيع المودّة: 391، الصواعق المحرقة: 2/581.
[4] إبراهيم (14): 42.
الحقائق من الصواعق، ص: 181
و علي الآخر: وَ سَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ
[1].
ثمّ قال: و سيق حريم الحسين عليه السّلام إلي الكوفة كالاساري، فبكي أهل الكوفة،
فجعل زين العابدين بن الحسين عليهما السّلام يقول: «ألا إنّ هؤلاء يبكون من أجلنا، فمن ذا الّذي قتلنا؟!» [2]
و أخرج الحاكم من طرق متعدّدة: أنّه صلّي اللّه عليه و آله قال: قال جبرائيل: قال اللّه تعالي: «إنّي قتلت بدم يحيي بن زكريّا سبعين ألفا، و إنّي قاتل بدم الحسين بن عليّ سبعين ألفا» [3].
__________________________________________________
[1] الشعراء (26): 227.
[2] الفصول المهمّة: 193.
[3] المستدرك علي الصحيحين: 2/319 الحديث 3147/264، و 648 الحديث 4152/162، و 3/196 الحديث 4822/420، تاريخ بغداد: 1/142، ترجمة الإمام الحسين عليه السّلام: 241/286، المنتظم لابن الجوزي: 5/346، تذكرة الخواص: 280، كفاية الطالب: 436، ذخائر العقبي:
150، ميزان الإعتدال: 3/368، نظم درر السمطين: 216، البداية و النهاية: 8/219، تهذيب التهذيب: 2/354، الدرّ المنثور: 4/475، الخصائص الكبري: 2/126، إسعاف الراغبين: 210، ينابيع المودّة: 431، الصواعق المحرقة: 2/581.
الحقائق من الصواعق، ص: 183

نبذة من فضائل الإمام السجّاد عليه السّلام

الحقائق من الصواعق، ص: 185
نبذة من فضائل الإمام السجّاد عليه السّلام ثمّ قال المؤلّف: و زين العابدين عليه السّلام هذا هو الّذي خلّف أباه علما و زهدا و عبادة، و كان إذا توضّأ للصلاة اصفرّ لونه، فقيل له في ذلك،
فقال: «ألا تدرون بين يدي من أقف؟» [1].
و حكي أنّه كان يصلّي في اليوم و الليلة ألف ركعة [2].
و حكي ابن حمدون عن الزهري: أنّ عبد الملك حمله مقيّدا من المدينة بأثقلة من حديد و وكّل به حفظة.
فدخل عليه الزهري لوداعه فبكي و قال: وددت أنّي مكانك.
فقال: «أتظنّ أنّ ذلك يكربني؟ لو شئت لما كان، و أنّه ليذكّرني عذاب اللّه تعالي».
ثمّ أخرج رجليه من القيد و يديه من الغلّ، ثمّ قال: لا جزت معهم علي هذا يومين من المدينة.
فما مضي يومان إلّا و فقدوه حين طلع الفجر و هم يرصدونه، فطلبوه فلم يجدوه.
قال الزهري: فقدمت علي عبد الملك، فسألني عنه، فأخبرته.
__________________________________________________
[1] تذكرة الخواص: 325، كفاية الطالب: 449، تهذيب الكمال: 20/390، الفصول المهمّة: 201، إحقاق الحق: 12/27- 30، إسعاف الراغبين: 238، ينابيع المودّة: 431.
[2] عقد الفريد: 3/163، تهذيب الكمال: 20/390، تهذيب التهذيب: 7/306، الفصول المهمّة:
201، إحقاق الحق: 12/18- 23، إسعاف الراغبين: 237، نور الأبصار: 154، ينابيع المودّة:
431.
الحقائق من الصواعق، ص: 186
فقال: قد جاء في يوم فقده الأعوان، فدخل عليّ فقال: «ما أنا و أنت؟» فقلت: أقم عندي.
فقال: «لا أحبّ».
ثمّ خرج فو اللّه! لقد امتلأ قلبي منه خيفة [1].
إي، و من ثمّ كتب عبد الملك للحجّاج أن يجتنب دماء بني عبد المطلب، و أمره بكتم ذلك، فكوشف به زين العابدين عليه السّلام، فكتب إليه: إنّك كتبت للحجّاج يوم كذا سرّا في حقّنا بني عبد المطلب بكذا و كذا، و قد شكر اللّه لك ذلك، و أرسل به إليه.
فلمّا وقف عليه وجد تأريخه موافقا لتأريخ كتابه للحجّاج، و وجد مخرج الغلام موافقا لمخرج رسوله للحجّاج، فعلم أنّ زين العابدين عليه السّلام كوشف بأمره فسرّ به و أرسل إليه مع غلامه بوقر راحلته دراهم و كسوة، و سأله أن لا يخلّيه من صالح دعائه [2].
و أخرج أبو نعيم و السلفي: لمّا حجّ هشام بن عبد الملك في حياة أبيه أو الوليد لم يمكنه أن يصل للحجر من الزّحام، فنصب له منبر إلي جانب زمزم و جلس ينظر إلي الناس، و حوله جماعة من أعيان أهل الشام.
فبينا هو كذلك إذ أقبل زين العابدين عليه السّلام، فلمّا انتهي إلي الحجر تنحّي له الناس حتّي استلم.
فقال أهل الشام لهشام: من هذا؟
__________________________________________________
[1] حلية الأولياء: 4/135، المناقب لابن شهر اشوب: 4/144- 145، تذكرة الخواص: 325، كفاية الطالب: 448، إسعاف الراغبين: 239، ينابيع المودّة: 454.
[2] الفصول المهمّة: 204، نور الأبصار: 155، ينابيع المودّة: 454.
الحقائق من الصواعق، ص: 187
قال: لا أعرفه. مخافة أن يرغب أهل الشام في زين العابدين عليه السّلام.
فقال الفرزدق: أنا أعرفه، ثمّ أنشد:
هذا الّذي تعرف البطحاء و طأته و البيت يعرفه و الحلّ و الحرم
هذا ابن خير عباد اللّه كلّهم هذا التقيّ النقيّ الطاهر العلم
إذا رأته قريش قال قائلها إلي مكارم هذا ينتهي الكرم
ينمي إلي ذروة العزّ الّتي قصرت عن نيلها عرب الإسلام و العجم
القصيدة المشهورة، و منها:
هذا ابن فاطمة إن كنت جاهله بجدّه أنبياء اللّه قد ختموا
فليس قولك: من هذا؟ بضائره ألعرب تعرف من أنكرت و العجم
ثمّ قال:
من معشر حبّهم دين و بغضهم كفر، و قربهم منجي و معتصم
لا يستطيع جواد بعد غايتهم و لا يدانيهم قوم و إن كرموا
فلمّا سمعها هشام غضب، و حبس الفرزدق ب «عسفان» بين مكّة و المدينة.
و أمر له زين العابدين عليه السّلام باثني عشر ألف درهم، و قال «أعذر لو كان عندنا أكثر لوصلناك به».
قال: إنّما امتدحته للّه لا لعطاء.
فقال زين العابدين عليه السّلام: «إنّا أهل بيت إذا وهبنا شيئا لا نستعيده».
فقبلها الفرزدق ثمّ هجا هشاما في الحبس، فبعث فأخرجه [1].
__________________________________________________
[1] حلية الأولياء: 3/139، تذكرة الخواص: 330، كفاية الطالب: 452- 453، البداية و النهاية: -
الحقائق من الصواعق، ص: 188
قال المؤلّف:
و كان زين العابدين عليه السّلام عظيم التجاوز و العفو و الصفح حتّي إنّه سبّه رجل فتغافل عنه.
فقال له: إيّاك أعني.
فقال: و عنك أعرض، أشار إلي آخر: خُذِ الْعَفْوَ وَ أْمُرْ بِالْعُرْفِ وَ أَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ
[1].
و كان يقول: ما يسرّني بنصيبي من الذلّ حمر النّعم [2].
توفّي و عمره سبع و خمسون، منها سنتان مع جدّه علي عليه السّلام، ثمّ عشر مع عمّه الحسن عليه السّلام، ثمّ إحدي عشرة مع أبيه الحسين عليه السّلام. و قيل: سمّه الوليد بن عبد الملك، و دفع بالبقيع عند عمّه الحسن عليه السّلام عن أحد عشر ذكرا و أربع إناث [3].
__________________________________________________
- 9/126، مجمع الزوائد: 9/200، حياة الحيوان الكبري: 1/9، الفصول المهمّة: 207، ينابيع المودّة: 432 و 455، الأغاني لأبي الفرج: 15/327- 329.
[1] الأعراف (7): 199.
[2] حلية الأولياء: 3/137 مطالب السؤول: 299، إحقاق الحق: 12/91.
[3] المناقب لابن شهر اشوب: 4/189، تذكرة الخواص: 332، كفاية الطالب: 454، الفصول المهمّة: 208، الصواعق المحرقة: 2/582- 585.
الحقائق من الصواعق، ص: 189

نبذة من فضائل الإمام الباقر عليه السّلام

الحقائق من الصواعق، ص: 191
نبذة من فضائل الإمام الباقر عليه السّلام قال المؤلّف: وارثه منهم عبادة و علما و زهادة؛ أبو جعفر محمّد الباقر عليه السّلام، سمّي بذلك؛ من بقر الأرض، أي: شقّها، و أثار مخبئاتها و مكامنها [1]؛ فكذلك هو أظهر من مخبئات كنوز المعارف و حقائق الأحكام و الحكم و اللّطائف ما لا يخفي إلّا علي منطمس البصيرة أو فاسد الطويّة السريرة.
و من ثمّ قيل فيه: هو باقر العلم، و جامعه، و شاهر علمه، و عمرت أوقاته بطاعة اللّه [2]، و له من الرسوخ في مقامات العارفين ما تكلّ عنه ألسنة الواصفين، و له كلمات كثيرة في السلوك و المعارف لا تحتملها هذه العجالة.
و كفاه شرفا
أنّ ابن المديني روي، عن جابر: أنّه قال له و هو صغير: رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يسلّم عليك.
فقيل له: و كيف ذاك؟
قال: كنت جالسا عنده و الحسين عليه السّلام في حجره و هو يداعبه فقال:
__________________________________________________
[1] المفردات للراغب: 54، تذكرة الخواص: 336، و فيات الأعيان: 4/174، لسان العرب: 4/74، إسعاف الراغبين: 250، نور الأبصار: 157 ينابيع المودّة: 433.
[2] الفصول المهمّة: 210، و لا يخفي أنّ هذه الفقرة الأخيرة لم ترد في الطبعة الحديثة من الصواعق.
الحقائق من الصواعق، ص: 192
«يا جابر! يولد له مولود إسمه عليّ عليه السّلام، إذا كان يوم القيامة نادي مناد: ليقم سيّد العابدين، فيقوم ولده، ثمّ يولد له ولد إسمه محمّد، فإذا أدركته يا جابر! فأقرأه منّي السلام» [1].
ثمّ قال المؤلّف: توفّي سنة سبع عشرة و مائة، عن ثمان و خمسين سنة مسموما كأبيه، و هو علويّ من جهة أبيه و أمّه، و دفن أيضا في قبّة الحسن عليه السّلام و العبّاس بالبقيع [2].
__________________________________________________
[1] تذكرة الخواص: 337، الفصول المهمّة: 211، نور الأبصار: 157، ينابيع المودّة: 433.
[2] تذكرة الخواص: 340- 341، و فيات الأعيان: 174، الفصول المهمّة: 211 و 220- 221، إحقاق الحق: 12/152- 154، نور الأبصار: 158 و 159، ينابيع المودّة: 433، الصواعق المحرقة:
2/585 و 586.
الحقائق من الصواعق، ص: 193

نبذة من فضائل الإمام الصادق عليه السّلام

الحقائق من الصواعق، ص: 195
نبذة من فضائل الإمام الصادق عليه السّلام قال المؤلّف: و خلّف ستّة أولاد، أفضلهم و أكملهم: جعفر الصادق [1]، و من ثمّ كان خليفته و وصيّه، و نقل الناس عنه من العلوم ما سارت به الركبان، و انتشر صيته في جميع البلدان، و روي عنه الأئمّة الأكابر كيحيي بن سعيد، و ابن جريج، و السفيانين، و أبي حنيفة، و شعبة، و أيّوب السختياني [2].
و امّه: امّ فروة بنت القاسم بن محمّد بن أبي بكر، كما مرّ [3].
و سعي به عند المنصور لمّا حجّ، فلمّا حضر الساعي به يشهد، قال له: أتحلف؟
قال: نعم. فحلف باللّه العظيم … إلي آخره.
فقال: احلّفه يا أمير المؤمنين! بما أراه؟
فقال له: حلّفه.
فقال له: قل: «برئت من حول اللّه و قوّته و التجأت إلي حولي و قوّتي لقد فعل جعفر كذا و كذا».
__________________________________________________
[1] تذكرة الخواص: 341، الفصول المهمّة: 211، نور الأبصار: 159، ينابيع المودّة: 433.
[2] حلية الأولياء: 3/198- 199، تهذيب الكمال: 5/75، الفصول المهمّة: 222، إسعاف الراغبين:
248، ينابيع المودّة: 433.
[3] تذكرة الخواص: 341، و فيات الأعيان: 1/328، تهذيب الكمال: 5/75، الفصول المهمّة: 223، إسعاف الراغبين: 248، نور الأبصار: 160، ينابيع المودّة: 433.
الحقائق من الصواعق، ص: 196
فامتنع الرجل ثمّ حلف، فما تمّ حتّي مات مكانه.
فقال أمير المؤمنين (!!) لجعفر عليه السّلام: لا بأس عليك، أنت المبرّأ الساحة، المأمون الغائلة.
ثمّ انصرف، فلحقه الربيع بجائزة حسنة، و كسوة سنيّة، و للحكاية تتمة [1].
… إلي أن قال: و قتل بعض الطغاة مولاه، فلم يزل ليلته يصلّي ثمّ دعا عليه عند السحر، فسمعت الأصوات بموته [2].
و لمّا بلغه قول الحكم بن العبّاس الكلبي في عمّه زيد:
صلبنا لكم زيدا علي جذع نخلة و لم نر مهديّا علي الجذع يصلب
قال: «اللهمّ سلّط عليه كلبا من كلابك».
فافترسه الأسد [3].
ثمّ أشار ابن حجر إلي الحوادث الّتي أخبر عنها الإمام الصادق عليه السّلام قبل وقوعها و قال:
إنّ ابن عمّه عبد اللّه المحض كان شيخ بني هاشم، و هو والد محمّد الملقّب بالنفس الزكيّة، ففي آخر دولة بني اميّة و ضعفهم أراد بنو هاشم مبايعة محمّد و أخيه، و أرسلوا لجعفر عليه السّلام ليبايعهما فامتنع، فاتّهم أنّه يحسدهما.
فقال: «و اللّه! ليست لي و لا لهما، إنّها لصاحب القباء الأصفر، ليلعبن بها صبيانهم و غلمانهم».
و كان المنصور العبّاسي يومئذ حاضرا، و عليه قباء أصفر، فما زالت كلمة
__________________________________________________
[1] الفصول المهمّة: 207، نور الأبصار: 161، ينابيع المودّة: 433- 434.
[2] الفصول المهمّة: 226- 227، نور الأبصار: 161- 162، ينابيع المودّة: 434.
[3] الفصول المهمّة: 227، نور الأبصار: 162، ينابيع المودّة: 434.
الحقائق من الصواعق، ص: 197
جعفر عليه السّلام تعمل فيه حتّي ملكوا [1].
و سبق جعفرا عليه السّلام إلي ذلك والده الباقر عليه السّلام؛ فإنّه أخبر المنصور بملك الأرض شرقها و غربها، و طول مدّته.
فقال له: و ملكنا قبل ملككم؟
قال: نعم.
قال: و يملك أحد من ولدي؟
قال: نعم.
قال: فمدّة بني اميّة أطول أم مدّتنا؟
قال: مدّتكم، و ليلعبنّ بهذا الملك صبيانكم كما يلعب بالكرة، هذا ما عهد إليّ أبي.
فلمّا أفضت الخلافة للمنصور بملك الأرض تعجّب من قول الباقر عليه السّلام [2].
ثمّ قال المؤلّف: توفّي سنة أربع و ثمانين و مائة [3] مسموما أيضا علي ما حكي، و عمره ثمان و ستّون سنة، و دفن بالقبّة السابقة عند أهله، عن ستّة ذكور و بنت [4].
__________________________________________________
[1] إحقاق الحق: 12/212، ينابيع المودّة: 434، الصواعق المحرقة: 2/589.
[2] انظر! منهاج السنّة النبويّة: 4/12.
[3] مروج الذهب: 3/297، الإرشاد للمفيد: 2/180، دلائل الإمامة: 246، إعلام الوري: 271، المناقب لابن شهر اشوب: 4/302، المنتظم لابن الجوزي: 8/110، الكامل في التأريخ: 5/589، كفاية الطالب: 456، و فيات الأعيان: 1/327، تاريخ الإسلام: 9/93، تاريخ ابن وردي: 1/187، البداية و النهاية: 10/112، الفصول المهمّة: 230، التتمة في تواريخ الأئمّة عليهم السّلام: 104، إسعاف الراغبين: 250، نور الأبصار: 162.
و ممّا يلزم ذكره: أنّ وفاته عليه السّلام في جميع هذه المصادر كانت سنة 148 ه، و الظاهر، أنّ ابن حجر اشتبه في تأريخ وفاته.
[4] الصواعق المحرقة: 2/586- 590.
الحقائق من الصواعق، ص: 199

نبذة من فضائل الإمام الكاظم عليه السّلام

الحقائق من الصواعق، ص: 201
نبذة من فضائل الإمام الكاظم عليه السّلام قال المؤلّف: منهم؛ موسي الكاظم عليه السّلام، و هو وارثه علما و معرفة و كمالا و فضلا، سمّي الكاظم، لكثرة تجاوزه و حلمه، و كان معروفا عند أهل العراق بباب قضاء الحوائج عند اللّه، و كان أعبد أهل زمانه و أعلمهم و أسخاهم [1].
و سأله الرشيد: كيف قلتم إنّا ذريّة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و أنتم أبناء علي؟
فتلا: وَ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ داوُدَ وَ سُلَيْمانَ …
و عيسي [2]، و ليس له أب.
و أيضا قال تعالي: فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ
[3]، الآية، و لم يدع النبي صلّي اللّه عليه و آله عند مباهلته النصاري غير علي و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم السّلام، فكان الحسن و الحسين عليهما السّلام هما الأبناء [4].
و من بديع كراماته، ما حكاه ابن الجوزي و الرامهرمزي و غيرهما، عن شقيق البلخي: أنّه خرج حاجّا سنة تسع و أربعين و مائة، فرآه بالقادسيّة منفردا عن الناس.
فقال في نفسه: هذا فتي من الصوفيّة يريد أن يكون كلّا علي النّاس، لأمضينّ إليه و لأوبخنّه، فمضي إليه.
__________________________________________________
[1] ينابيع المودّة: 435.
[2] الأنعام (6): 84 و 85.
[3] آل عمران (3): 61.
[4] الفصول المهمّة: 238، أخبار الدول: 113، إحقاق الحق: 12/313، الإتحاف: 148- 149، تاريخ الأحمدي: 341، ينابيع المودّة: 435، ملحقات إحقاق الحق: 28/561.
الحقائق من الصواعق، ص: 202
فقال: يا شقيق! اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ
[1].
فأراد أن يحالله، فغاب عن عينيه، فما رآه إلّا ب «واقصة» يصلّي و أعضاؤه تضطرب، و دموعه تتحادر، فجاء إليه ليعتذر.
فخفّف في صلاته، و قال: وَ إِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَ آمَنَ
[2].
فلمّا نزلوا «زبالة» رآه علي بئر فسقطت ركوته فيها، فدعا، فطغي الماء له حتّي أخذها فتوضّأ و صلّي أربع ركعات.
ثمّ مال إلي كثيب رمل، فطرح منها فيها و شرب.
فقال له: أطعمني من فضل ما رزقك اللّه تعالي.
فقال: «يا شقيق! لم تزل نعم اللّه علينا ظاهرة و باطنة، فأحسن ظنّك بربّك».
فناولنيها فشربت منها، فإذا سويق و سكّر ما شربت و اللّه! ألذّ منه و لا أطيب ريحا فشبعت و رويت.
و أقمت أيّاما لا أشتهي شرابا و لا طعاما، ثمّ لم أره إلّا بمكّة، و هو بغلمان و غاشية و امور علي خلاف ما كان عليه بالطريق [3].
ثمّ يقول المؤلّف: و لمّا حجّ الرشيد سعي به إليه، و قيل له: إنّ الأموال تحمل إليه من كلّ جانب حتّي اشتري ضيعة بثلاثين ألف دينار، فقبض عليه و أنفذه لأميره بالبصرة عيسي بن جعفر بن منصور، فحبسه سنة.
__________________________________________________
[1] الحجرات (49): 12.
[2] طه (20): 82.
[3] صفة الصفوه: 2/185، مطالب السؤول: 246، منهاج السنة النبويّة: 4/1314، تذكرة الخواص:
348- 349، الفصول المهمّة: 233، إحقاق الحق: 12/314، إسعاف الراغبين: 247، نور الأبصار: 164، ينابيع المودّة: 435.
الحقائق من الصواعق، ص: 203
ثمّ كتب له الرشيد في دمه، فاستعفي. و أخبر أنّه لم يدع علي الرشيد، و أنّه إن لم يرسل من يتسلّمه، و إلّا خلّي سبيله.
فبلغ الرشيد كتابه، فكتب للسّندي بن شاهك بتسلّمه، و أمره فيه بأمر، فجعل له سما في طعامه.
و قيل: في رطب، فتوعّك و مات بعد ثلاثة أيّام، و عمره خمس و ستّون سنة [1].
قال المؤلّف: قيل: و كان موسي الهادي حبسه أوّلا ثمّ أطلقه؛ لأنّه رأي عليّا عليه السّلام يقول: فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَ تُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ
[2].
فانتبه و عرف أنّه المراد، فأطلقه ليلا [3].
و ذكر المسعودي: أنّ الرشيد رأي عليّا عليه السّلام في النوم معه حربة، و هو يقول: إن لم تخلّ عن الكاظم و إلّا نحرتك بهذه.
فاستقيظ فزعا، و أرسل في الحال و الي شرطته إليه بإطلاقه و أن يدفع له ثلاثين ألف درهم و أنّه يخيّره بين المقام، فيكرمه، أو الذهاب إلي المدينة.
و لمّا ذهب إليه قال له: رأيت منك عجبا، و أخبره أنّه رأي النبي صلّي اللّه عليه و آله و علّمه كلمات
__________________________________________________
[1] كفاية الطالب: 457 «نحوه»، الفصول المهمّة: 220، التتمة في تواريخ الأئمّة عليهم السّلام: - 115- 116، إسعاف الراغبين: 247، نور الأبصار: 166- 167، راجع! إحقاق الحق: 12/334.
[2] محمّد صلّي اللّه عليه و آله (47): 22.
[3] تاريخ بغداد: 13/30، المنتظم لابن الجوزي: 9/87، تذكرة الخواص: 349، و فيات الأعيان:
5/308، تهذيب الكمال: 29/49، تاريخ الاسلام: 12/418، سير أعلام النبلاء: 6/272، تاريخ ابن الوردي: 1/198، البداية و النهاية: 10/197، الفصول المهمّة: 232، راجع! إحقاق الحق:
12/322- 324، ينابيع المودّة: 436 و 459، مع اختلاف يسير.
الحقائق من الصواعق، ص: 204
قالها، فما فرغ منها إلّا و اطلق [1].
قال له الرشيد حين رآه جالسا عند الكعبة: أنت الّذي تبايعك النّاس سرّا؟
فقال: «أنا إمام القلوب و أنت إمام الجسوم» [2].
و لمّا اجتمعا أمام الوجه الشريف- علي صاحبه أفضل الصلاة و السلام- قال الرشيد: السلام عليك يابن عمّ! مسمعا من حوله.
فقال الكاظم عليه السّلام: السلام عليك يا أبت!
لم يحتملها، و كانت سببا لإمساكه له، و حمله معه إلي بغداد و حبسه، فلم يخرج من حبسه إلّا ميّتا مقيّدا، و دفن جانب بغداد الغربي [3].
قال المؤلّف: و ظاهر هذه الحكايات التنافي، إلّا أن يحمل علي تعدّد الحبس، و كانت أولاده حين وفاته سبعة و ثلاثين ذكرا و انثي [4].
__________________________________________________
[1] مروج الذهب: 3/357، مع اختلاف يسير، الفصول المهمّة: 232، شذرات الذهب: 1/304، و فيه «حسين» بدلا من «علي»، راجع! إحقاق الحق: 12/326- 329، و فيه أيضا «حسين» بدلا من «علي»، ينابيع المودّة: 436 و 460، و فيه «حسن المجتبي» بدلا من «علي».
[2] إسعاف الراغبين: 147، ينابيع المودّة: 436.
[3] المنتظم لابن الجوزي: 9/88، الكامل في التأريخ: 6/164، كفاية الطالب: 457، و فيات الأعيان:
5/309، تهذيب الكمال: 29/49- 50، سير أعلام النبلاء: 6/273، إسعاف الراغبين: 247- 248، ينابيع المودّة: 436.
[4] كفاية الطالب: 457، الفصول المهمّة: 241، نور الأبصار: 167، ينابيع المودّة: 436.
الحقائق من الصواعق، ص: 205

نبذة من فضائل الإمام الرضا عليه السّلام

الحقائق من الصواعق، ص: 207
نبذة من فضائل الإمام الرضا عليه السّلام منهم: عليّ الرضي عليه السّلام: و هو أنبههم ذكرا و أجهلهم قدرا؛ و من ثمّ أحلّه المأمون محلّ مهجته، و أشركه في مملكته، و فوّض إليه أمر خلافته، فإنّه كتب بيده كتابا سنة إحدي و مائتين بأنّ عليّا الرضي وليّ عهده، و أشهد عليه جمعا كثيرين.
لكنّه توفّي قبله فأسف عليه كثيرا. و أخبر قبل موته بأنّه يأكل عنبا و رمّانا مبثوثا و يموت، و أنّ المأمون يريد دفنه خلف الرشيد، فلم يستطع، فكان ذلك كلّه كما أخبربه [1].
قال المؤلّف: و من مواليه: معروف الكرخي، و استاذ السّري السّقطي؛ لأنّه أسلم علي يديه.
و قال لرجل: «يا عبد اللّه! ارض بما يريد، و استعد لما لابدّ منه»؛ فمات الرجل بعد ثلاثة أيّام [2].
و روي الحاكم عن محمّد بن عيسي عن أبي حبيب، قال: رأيت النبي صلّي اللّه عليه و آله في المنام في المنزل الّذي ينزل الحجّاج ببلدنا، فسلّمت عليه، فوجدت عنده طبقا من خوص المدينة فيه تمر صيحاني، فناولني منه ثماني عشرة، فتأولت أن أعيش عدّتها.
__________________________________________________
[1] الفصول المهمّة: 262، نور الأبصار: 176، إحقاق الحق: 12/372، ينابيع المودّة: 436.
[2] الفصول المهمّة: 247، أخبار الدول: 114، نور الأبصار: 175، إحقاق الحق: 12/364 و 33/841، ينابيع المودّة: 436.
الحقائق من الصواعق، ص: 208
فلمّا كان بعد عشرين يوما قدم أبو الحسن علي الرضا عليه السّلام من المدينة، و نزل ذلك المسجد، و هرع الناس بالسلام عليه، فمضيت نحوه، فإذا هو جالس في الموضع الّذي رأيت النبي صلّي اللّه عليه و آله جالسا فيه، و بين يديه طبق من خوص المدينة فيه تمر صيحاني، فسلّمت عليه، فاستدناني، و ناولني قبضة من ذلك التمر، فإذا عدّتها بعدد ما ناولني النبي صلّي اللّه عليه و آله في النوم.
قلت: زدني.
فقال: «لو زادك رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لزدناك» [1].
و لمّا دخل نيسابور- كما في تأريخها- و شقّ سوقها، و عليه مظلّة لا يري من ورائها، تعرض له الحافظان أبو زرعة الرازي، و محمّد بن أسلم الطوسي، و معهما من طلبة العلم و الحديث ما لا يحصي، فتضرّعا إليه أن يريهم وجهه و يروي لهم حديثا عن آبائه.
فاستوقف البغلة و أمر غلمانه بكفّ المظلّة، و أقرّ عيون تلك الخلائق برؤية طلعته المباركة، فكانت له ذؤابتان مدليتان علي عاتقه، و النّاس بين صارخ و باك، و متمرّغ في التراب، و مقبل لحافر بغلته، فصاحت العلماء: معاشر الناس! أنصتوا. فأنصتوا.
و استملي منه الحافظان المذكوران فقال:
«حدّثني أبي موسي الكاظم، عن أبيه جعفر الصادق، عن أبيه محمّد الباقر، عن أبيه زين العابدين، عن أبيه الحسين، عن أبيه عليّ بن أبي طالب- رضي اللّه عنهم- قال: حدّثني حبيبي و قرّة عيني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال: حدّثني جبريل: سمعت ربّ العزّة
__________________________________________________
[1] الفصول المهمّة: 246، نور الأبصار: 175، راجع! إحقاق الحق: 12/362- 364، ملحقات إحقاق الحق: 33/841 و 845، ينابيع المودّة: 437.
الحقائق من الصواعق، ص: 209
يقول: «لا إله إلّا اللّه حصني، فمن قالها دخل حصني، و من دخل حصني أمن من عذابي».
ثمّ أرخي الستر و سار، فعدّ أهل المحابر و الدّوي الّذين كانوا يكتبون، فأنافوا علي عشرين ألفا [1].
و في رواية أنّ الحديث المروي: «الإيمان معرفة بالقلب، و إقرار باللسان، و عمل بالأركان» [2].
قال ابن حجر: و لعلّهما واقعتان.
قال أحمد: لو قرأت هذا الإسناد علي مجنون لبري‌ء من جنّته [3].
ثمّ قال: توفّي عليه السّلام في خلافة المأمون و عمره سبعة و خمسين سنة و خلّف ولدا و بنتا [4].
__________________________________________________
[1] حلية الأولياء: 3/192، تهذيب ابن حجر: 82، إتحاف السادة المتقين: 3/146، كنز العمّال:
الحديث 158، الفصول المهمّة: 253- 254، إحقاق الحق: 12/387- 392، نور الأبصار: 170- 171، ينابيع المودّة: 437.
[2] تاريخ بغداد: 1/255 و 256، 11/47، الدرّ المنثور: 6/100، إحقاق الحق: 12/393، ينابيع المودّة: 438.
[3] حلية الأولياء: 3/192، إحقاق الحق: 12/389 و 391 و 393، نور الأبصار: 171، ينابيع المودّة:
438.
[4] تذكرة الخواص: 355 و 358، كفاية الطالب: 458، الفصول المهمّة: 264، إحقاق الحق:
12/346، ينابيع المودّة: 438، الصواعق المحرقة: 2/593- 596. و في الأصل هكذا: خمسة ذكور و بنت.
الحقائق من الصواعق، ص: 211

نبذة من فضائل الإمام الجواد عليه السّلام

الحقائق من الصواعق، ص: 213
نبذة من فضائل الإمام الجواد عليه السّلام أجلّهم: محمّد الجواد عليه السّلام، لكنّه لم تطل حياته.
و ممّا اتّفق له أنّه بعد موت أبيه بسنة واقف و الصبيان يلعبون في أزقّة بغداد، إذ مرّ المأمون، ففرّوا و وقف محمّد صلّي اللّه عليه و آله و عمره تسع سنين، فألقي اللّه محبّته في قلبه، فقال له:
يا غلام! ما منعك من الانصراف؟
فقال له مسرعا: يا أمير المؤمنين (!!) لم يكن بالطريق ضيق فأوسعه لك، و ليس لي جرم، فأخشاك، و الظنّ بك حسن أنّك لا تضرّ من لا ذنب له.
فأعجبه كلامه و حسن صورته، فقال له: ما اسمك و اسم أبيك؟
فقال: محمّد بن علي الرضي عليه السّلام.
فترحّم علي أبيه و ساق جواده. و كان معه بزاة للصيد، فلمّا بعد عن العمار أرسل بازه علي درّاجة، فغاب عنه، ثمّ عاد من الجو في منقاره سمكة صغيرة و بها بقاء الحياة، فتعجّب من ذلك غاية العجب.
و رجع فرأي الصبيان علي حالهم و محمّد عليه السّلام عندهم، ففرّوا إلّا محمّدا عليه السّلام، فدنا منه. و قال له: ما في يدي؟
فقال: «يا أمير المؤمنين (!!) إنّ اللّه تعالي خلق في بحر قدرته سمكا صغارا تصيدها بزاة الملوك و الخلفاء، فيختبر بها سلالة أهل بيت المصطفي».
الحقائق من الصواعق، ص: 214
فقال له: أنت ابن الرضي حقّا
، و أخذه معه و أحسن إليه، و بالغ في إكرامه، فلم يزل مشفقا به لمّا ظهر له بعد ذلك من فضله و علمه و كمال عظمته و ظهور برهانه مع صغر سنّه، و عزم علي تزويجه بابنته امّ الفضل و صمّم علي ذلك، فمنعه العبّاسيّون من ذلك خوفا من أن يعهد إليه، كما عهد إلي أبيه [1].
فلمّا ذكر لهم أنّه إنّما اختاره لتميزه علي كافّة أهل الفضل علما و معرفة و حلما مع صغر سنّه، فنازعوا في اتّصاف محمّد عليه السّلام بذلك، ثمّ تواعدوا علي أن يرسلوا إليه من يختبره، فأرسلوا إليه يحيي بن أكثم، و وعدوه بشي‌ء كثير إن قطع لهم محمّدا عليه السّلام،
فحضروا للخليفة و معهم ابن أكثم و خواصّ الدولة، فأمر المأمون بفرش حسن لمحمّد عليه السّلام، فجلس عليه، فسأله يحيي مسائل أجابه عنها بأحسن جواب و أوضحه.
فقال له الخليفة: أحسنت أبا جعفر! فإن أردت أن تسأل يحيي و لو مسألة واحدة.
فقال له: ما تقول في رجل نظر إلي امرأة أوّل النهار حراما، ثمّ حلّت له ارتفاعه، ثمّ حرمت عليه عند الظهر، ثمّ حلّت له عند العصر، ثمّ حرمت عليه المغرب، ثمّ حلت له العشاء، ثمّ حرمت عليه نصف الليل، ثمّ حلّت له الفجر؟
فقال يحيي: لا أدري.
فقال له محمّد عليه السّلام: هي أمة نظرها أجنبي بشهوة و هي حرام، ثمّ اشتراها ارتفاع النهار، فأعتقها الظهر، و تزوّجها العصر، و ظاهر منها المغرب، و كفّر العشاء، و طلّقها رجعيّا نصف الليل، و راجعها الفجر.
فعند ذلك قال المأمون للعبّاسيين: قد عرفتم ما كنتم تنكرون.
__________________________________________________
[1] الفصول المهمّة: 266- 267، نور الأبصار: 177، ينابيع المودّة: 438.
الحقائق من الصواعق، ص: 215
ثمّ زوّجه في ذلك المجلس بنته امّ الفضل [1]، ثمّ توجّه بها إلي المدينة [2].
فأرسلت تشتكي منه لأبيها أنّه تسرّي عليها.
فأرسل إليها أبوها: إنّا لم نزوّجك له لنحرم عليه حلالا، فلا تعودي لمثله.
ثمّ قدم بها بطلب من المعتصم لليلتين بقيتا من المحرّم سنة عشرين و مائتين، و توفّي فيها في آخر ذي القعدة، و دفن في مقابر قريش في ظهر جدّه الكاظم عليه السّلام، و عمره خمس و عشرون سنة.
و يقال: إنّه سمّ أيضا [3] عن ذكرين و بنتين [4].
__________________________________________________
[1] الفصول المهمّة: 268- 269، نور الأبصار: 177- 178، ينابيع المودّة: 438.
[2] الفصول المهمّة: 270، نور الأبصار: 178، ينابيع المودّة: 439.
[3] مروج الذهب: 4/52، الفصول المهمّة: 276، نور الأبصار: 180، ينابيع المودّة: 439.
[4] الفصول المهمّة: 276، نور الأبصار: 180، ينابيع المودّة: 439. الصواعق المحرقة:
2/597- 598.
الحقائق من الصواعق، ص: 217

نبذة من فضائل الإمام الهادي عليه السّلام

الحقائق من الصواعق، ص: 219
نبذة من فضائل الإمام الهادي عليه السّلام أجلّهم: علي العسكري عليه السّلام: سمّي بذلك؛ لأنّه لما وجّه لإشخاصه من المدينة النبويّة إلي سرّ من رأي، و أسكنه بها و كانت تسمّي العسكر، فعرف بالعسكري [1]، و كان وارث أبيه علما و سخاء؛
و من ثمّ جاءه أعرابي من أعراب الكوفة، و قال: إنّي من المتمسّكين بولاء جدّك و قد ركبني دين أثقلني حمله، و لم أقصد لقضائه سواك.
فقال: كم دينك؟
قال: عشرة آلاف درهم.
فقال: طب نفسا بقضائه إن شاء اللّه تعالي.
ثمّ كتب له ورقة فيها ذلك المبلغ دينا عليه، و قال له: ائتني به في المجلس العام، و طالبني بها، و أغلظ عليّ في الطلب.
ففعل، فاستمهله ثلاثة أيّام.
فبلّغ ذلك المتوكّل، فأمر له بثلاثين ألفا، فلمّا وصلته أعطاها الأعرابي، فقال: يابن رسول اللّه! إنّ العشرة آلاف أقضي بها أربي.
فأبي أن يسترد منه من الثلاثين ألف شيئا.
__________________________________________________
[1] الأنساب: 4/195، المنتظم لابن الجوزي: 12/74، و فيات الأعيان: 3/273، نور الأبصار: 181.
الحقائق من الصواعق، ص: 220
فولّي الأعرابي و هو يقول: اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ
[1]. [2]
ثمّ قال المؤلّف:
أنّ امرأة زعمت أنّها شريفة بحضرة المتوكّل، فسأل عمّن يخبره بذلك، فدلّ علي علي الرضي عليه السّلام، فجاء، فأجلسه معه علي السرير، و سأله: «إن اللّه تعالي حرّم أولاد الحسين عليهم السّلام علي السباع، فلتلق للسباع».
فعرض عليها بذلك فاعترفت بكذبها.
ثمّ قيل للمتوكّل: ألا تجرّب ذلك فيه؟! فأمر بثلاثة من السباع، فجي‌ء بها في صحن قصره، ثمّ دعاه، فلمّا دخل بابه أغلق عليه و السباع قد أصمّت الأسماع من زئيرها، فلمّا مشي في الصحن يريد الدرجة مشت إليه و قد سكنت، و تمسّحت به، و دارت حوله، و هو يمسحها بكمه.
ثمّ ربضت، فصعد للمتوكّل، و تحدّث معه ساعة، ثمّ نزل، ففعلت معه كفعلها الأوّل حتّي خرج، فأتبعه المتوكّل بجائزة عظيمة.
فقيل للمتوكّل: إفعل كما فعل ابن عمّك! و قال: أتريدون قتلي؟! ثمّ أمرهم أن لا يفشوا ذلك [3].
و يوافقه ما حكاه المسعودي و غيره: أنّ يحيي بن عبد اللّه المحض بن الحسن المثنّي بن الحسن السبط عليه السّلام لمّا هرب إلي الدّيلم ثمّ اتي به إلي الرشيد، و أمر بقتله ألقي في
__________________________________________________
[1] الأنعام (6): 124.
[2] الصواعق المحرقة: 2/598 و 599.
[3] مروج الذهب: 4/86، فرج بعد الشدّة: 4/172 و 173، إحقاق الحق: 12/358 و 359، الصواعق المحرقة: 2/595 و 596.
الحقائق من الصواعق، ص: 221
بركة فيها سباع قد جوّعت، فأمسكت عن أكله و لاذت بجانبه، و هابت الدنوّ منه، فبني عليه ركن بالجص و الحجر و هو حيّ [1].
قال المؤلّف: توفّي عليه السّلام ب «سرّ من رأي»، في جمادي الآخرة سنة أربع و خمسين و مائتين، و دفن بداره و عمره أربعون سنة، و كان المتوكّل أشخصه من المدينة إليها سنة ثلاث و أربعين [2]، فأقام بها إلي أن قضي عن أربعة ذكور و انثي [3].
__________________________________________________
[1] مروج الذهب: 3/353.
[2] مروج الذهب: 4/170، تاريخ بغداد: 12/56، تذكرة الخواص: 362، كفاية الطالب: 458، مع اختلاف يسير، و فيات الأعيان: 3/273، الفصول المهمّة: 283، نور الأبصار: 183، ينابيع المودّة: 439.
[3] مروج الذهب: 4/170- 171، و فيات الأعيان: 3/272، الفصول المهمّة: 283، نور الأبصار:
182- 183، ينابيع المودّة: 439، الصواعق المحرقة: 2/598 و 599.
الحقائق من الصواعق، ص: 223

نبذة من فضائل الإمام الحسن العسكري عليه السّلام

الحقائق من الصواعق، ص: 225
نبذة من فضائل الإمام الحسن العسكري عليه السّلام أجلّهم: أبو محمّد الحسن الخالص عليه السّلام و جعل ابن خلكان هذا هو العسكري، ولد سنة اثنتين و ثلاثين و مائتين [1].
نقل: و وقع لبهلول معه، أنّه رآه و هو صبي يبكي و الصبيان يلعبون، فظنّ أنّه يتحسّر علي ما في أيديهم.
فقال: أشتري لك ما تلعب به؟
فقال: يا قليل العقل! ما للّعب خلقنا.
فقال له: فلماذا خلقنا؟
قال: للعلم و العبادة.
فقال له: من أين لك ذلك؟
قال: من قول اللّه عزّ و جلّ: أَ فَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً وَ أَنَّكُمْ إِلَيْنا لا تُرْجَعُونَ
[2].
__________________________________________________
[1] الأنساب: 4/194، المنتظم لابن الجوزي: 12/158، تذكرة الخواص: 362، مع اختلاف يسير في النقل، كفاية الطالب: 458، و فيات الأعيان: 2/94، الفصول المهمّة: 284، نور الأبصار:
183، ينابيع المودّة: 439.
[2] المؤمنون (23): 115.
الحقائق من الصواعق، ص: 226
فوعظه بأبيات، ثمّ خرّ الحسن عليه السّلام مغشيّا عليه.
فلمّا أفاق قال له: ما نزل بك و أنت صغير لا ذنب لك؟
فقال: «إليك عنّي يا بهلول! إنّي رأيت و الدتي توقد النار بالحطب الكبار، فلا تتّقد إلّا بالصغار، و أنا أخشي أن أكون من صغار حطب نار جهنّم» [1].
ثمّ قال المؤلّف:
و لمّا حبس قحط الناس ب «سرّ من رأي» قحطا شديدا، فأمر الخليفة المعتمد بن المتوكّل بالخروج للاستسقاء ثلاثة أيّام، فلم يسقوا.
فخرج النصاري و معهم راهب كلّما مدّ يده إلي السماء هطلت، ثمّ في اليوم الثاني كذلك، فشكّ بعض الجهلة و ارتدّ بعضهم، فشقّ ذلك علي الخليفة، فأمر بإحضار الحسن الخالص عليه السّلام.
و قال له: أدرك امّة جدّك رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قبل أن يهلكوا (!!) فقال الحسن عليه السّلام: «يخرجون غدا و أنا أزيل الشك إن شاء اللّه».
و كلّم الخليفة في إطلاق أصحابه من السجن.
فأطلقهم، فلمّا خرج الناس للاستسقاء، و رفع الراهب يده مع النصاري غيّمت السماء، فأمر الحسن عليه السّلام بالقبض علي يده، فإذا فيها عظم آدمي، فأخذه من يده.
و قال: «استسق».
فرفع يده، فزال الغيم و طلعت الشمس، فعجب الناس من ذلك.
فقال الخليفة للحسن عليه السّلام: ما هذا يا أبا محمّد؟
فقال: «هذا عظم نبيّ قد ظفر به هذا الراهب من بعض القبور، و ما كشف عن
__________________________________________________
[1] إحقاق الحق: 12/473، ملحقات إحقاق الحق: 29/65- 67، نور الأبصار: 183، رشفة الصادي: 196.
الحقائق من الصواعق، ص: 227
عظم نبيّ تحت السماء إلّا هطلت بالمطر».
فامتحنوا ذلك العظم، فكان كما قال: و زالت الشبهة عن الناس.
و رجع الحسن عليه السّلام إلي داره.
و أقام عزيزا مكرما، و صلات الخليفة تصل إليه كلّ وقت إلي أن مات ب «سرّ من رأي» [1]، و دفن عند أبيه و عمّه عليهم السّلام، و عمره ثمانية و عشرون سنة [2]، و يقال: إنّه سمّ أيضا [3].
__________________________________________________
[1] الفصول المهمّة: 287- 288، إحقاق الحق: 12/465- 466 و 19/620، نور الأبصار: 183، ينابيع المودّة: 439، رشفة الصادي: 196.
[2] الفصول المهمّة: 290، ينابيع المودّة: 440.
[3] مروج الذهب: 4/170- 171، و فيات الأعيان: 3/272، الفصول المهمّة: 283، نور الأبصار:
182- 183، ينابيع المودّة: 439، الصواعق المحرقة: 2/599- 601.
الحقائق من الصواعق، ص: 229

نبذة من فضائل الإمام المهدي عليه السّلام

الحقائق من الصواعق، ص: 231
نبذة من فضائل الإمام المهدي عليه السّلام و لم يخلّف غير ولده: أبي القاسم محمّد الحجّة عليه السّلام، و عمره عند وفاة أبيه خمس سنين [1]، لكن آتاه اللّه فيها الحكمة، و يسمّي القائم المنتظر.
قال المؤلّف: و مرّ في الآية الثانية عشرة قول الرافضة فيه أنّه المهدي، و أوردت ذلك مبسوطا فراجعه فإنّه مهمّ.
نقول: و نحن أيضا، و لأجل ألّا نشقّ علي القرّاء الكرام فقد ذكرنا الروايات الواردة في الإمام المهدي عليه السّلام منقذ البشرية و آخر الذخائر الإلهيّة في فصل فضائله عليه السّلام.
و من ذلك ما أخرجه: مسلم و أبو داود و النسّائي و ابن ماجة و البيهقي و آخرون: «المهدي من عترتي من ولد فاطمة» [2].
__________________________________________________
[1] و فيات الأعيان: 4/176، ينابيع المودّة: 440، منهاج السنّة النبويّة: 4/86، سير أعلام النبلاء:
6/309.
[2] سنن أبي داود: 4/107 الحديث 4284، سنن ابن ماجة: 2/1368 الحديث 4084، الكامل:
3/196 الحديث 12/697، المستدرك علي الصحيحين: 4/601 الحديث 8672/380، الغيبة للطوسي: 186 الحديث 145 و 188 الحديث 148، فردوس الأخبار: 4/497 الحديث 6943، مصابيح السنّة: 3/492 الحديث 4211، مجمع البيان: 4/68 (الجزء 17)، العمدة لابن البطريق:
433 الحديث 909 و 436 الحديث 920، جامع الاصول: 11/49 الحديث 7812، مشكاة المصابيح: 3/170 الحديث 5453/17، جامع الصغير: 2/552 الحديث 9241، كنز العمّال:
14/264 الحديث 38662، ينابيع المودّة: 188.
الحقائق من الصواعق، ص: 232
و أخرج أحمد و أبو داود و الترمذي و ابن ماجة: «لو لم يبق من الدهر إلّا يوم لطوّل اللّه ذلك اليوم حتّي بعث اللّه فيه رجلا من أهل بيتي … » [1].
و في رواية: «رجلا من أهل بيتي يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا» [2].
و في رواية، لمن عدا الأخير:
__________________________________________________
[1] المصنّف لابن أبي شيبة: 8/679 الحديث 194، مسند أحمد: 1/159 الحديث 775، سنن أبي داود: 4/107 الحديث 4283، سنن ابن ماجة: 2/929 الحديث 2779، سنن الترمذي: 4/438 الحديث 2231، كمال الدين: 1/317 الحديث 4، الإرشاد للمفيد: 340، كنز الفوائد: 113، الغيبة للطوسي: 180 الحديث 139، مجمع البيان: 4/67 و 68، جزء 17، إعلام الوري: 427، العمدة لابن البطريق: 433 الحديث 908، جامع الاصول: 11/48 الحديث 7810، تذكرة الخواص:
364، الطرائف: 176 الحديث 274، كشف الغمّة: 2/266 و 476، عوالي اللآلي: 4/91 الحديث 125، الجامع الصغير للسيوطي: 2/438 الحديث 7489 و 438 الحديث 7490، تأويل الآيات:
1/332 الحديث 23، كنز العمّال: 14/267 الحديث 38675، إسعاف الراغبين: 145، نور الأبصار: 187، ينابيع المودّة: 221 و 516 و 538.
[2] المصنّف لابن أبي شيبة: 8/679 الحديث 194، مسند أحمد: 1/159 الحديث 775، سنن أبي داود: 4/107 الحديث 4283، سنن ابن ماجة: 2/929 الحديث 2779، سنن الترمذي: 4/438 الحديث 2231، كمال الدين: 1/317 الحديث 4، الإرشاد للمفيد: 340، كنز الفوائد: 113، الغيبة للطوسي: 180 الحديث 139، مجمع البيان: 4/67 و 68، الجزء 17، إعلام الوري: 427، العمدة لابن البطريق: 433 الحديث 908، جامع الاصول: 11/48 الحديث 7810، تذكرة الخواص:
364، الطرائف: 176 الحديث 274، كشف الغمّة: 2/266 و 476، عوالي اللآلي: 4/91 الحديث 125، الجامع الصغير للسيوطي: 2/438 الحديث 7489 و 438 الحديث 7490، تأويل الآيات:
1/332 الحديث 23، كنز العمّال: 14/267 الحديث 38675، إسعاف الراغبين: 145، نور الأبصار: 187، ينابيع المودّة: 221 و 516 و 538.
الحقائق من الصواعق، ص: 233
«لا تذهب الدنيا و لا تنقضي حتّي يملك رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي» [1].
و في اخري لأبي داود، و الترمذي: «لو لم يبق من الدنيا إلّا يوم واحد لطوّل اللّه ذلك اليوم حتّي يبعث اللّه فيه رجلا من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي … [2]
و أحمد و غيره: «المهدي منّا أهل البيت يصلحه اللّه في ليلة» [3].
و الطبراني: «المهدي منّا يختم الدين بنا كما فتح بنا» [4].
و الحاكم في صحيحه: «يحلّ بامّتي في آخر الزمان بلاء شديد من سلاطينهم لم يسمع بلاء أشدّ منه، حتّي لا يجد الرجل ملجأ، فيبعث اللّه رجلا من عترتي أهل بيتي يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا، يحبّه ساكن الأرض و ساكن السماء، و ترسل السماء قطرها، و تخرج الأرض نباتها، لا تمسك فيها شيئا، يعيش فيهم سبع سنين- أو ثمانيا أو تسعا- يتمنّي الأحياء الأموات ممّا صنع اللّه بأهل الأرض من خيره» [5].
و أخرج ابن ماجة: بينما نحن عند رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إذ أقبل فئة من بني هاشم، فلمّا رآهم صلّي اللّه عليه و آله اغرورقت عيناه و تغيّر لونه.
قال: فقلت: ما نزال نري في وجهك شيئا نكرهه؟
فقال: «إنّا أهل بيت إختار اللّه لنا الآخرة علي الدنيا، و إنّ أهل بيتي سيلقون بعدي بلاء شديدا و تطريدا حتّي يأتي قوم من قبل المشرق معهم رايات سود فيسألون الخير
__________________________________________________
[1، 2] الصواعق المحرقة: 2/473.
[3] مسند أحمد: 1/84، الصواعق المحرقة: 2/473.
[4، 5] الصواعق المحرقة: 2/473.
الحقائق من الصواعق، ص: 234
فلا يعطونه، فيقاتلون فينصرون فيعطون ما سألوا فلا يقبلونه حتّي يدفعونها إلي رجل من أهل بيتي فيملأها قسطا كما ملأوها جورا، فمن أدرك ذلك منكم فليأتهم و لو حبوا علي الثلج» [1].
و أخرج أبو نعيم: «ليبعثنّ اللّه رجلا من عترتي أفرق الثنايا، أجلي الجبهة، يملأ الأرض عدلا، و يفيض المال فيضا» [2].
و أخرج الروياني و الطبراني و غيرهما: «المهديّ من ولدي وجهه كالكوكب الدرّي، اللون لون عربي، و الجسم جسم إسرائيلي، يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا، يرضي بخلافته أهل السماء و أهل الأرض، و الطير في الجوّ، يملك عشرين سنة» [3].
__________________________________________________
[1] المصنّف لابن أبي شيبة: 8/697 الحديث 74، سنن ابن ماجة: 2/1366 الحديث 4082، المعجم الكبير للطبراني: 10/104 الحديث 10031 و في هذه المصادر جاء إلي «تطريدا»، المستدرك علي الصحيحين: 4/511 الحديث 8434/142، دلائل الإمامة: 445 الحديث 419/23، البيان: 491، كشف الغمة: 2/472 و 478، ميزان الإعتدال: 4/423 الحديث 9695، كنز العمّال: 14/267 الحديث 38677، بحار الأنوار: 51/82 الحديث 37 نقلا عن كشف الغمّة، ينابيع المودّة: 159 و 228.
[2] البيان: 515، عقد الدرر: 16 و 34 و 170، فرائد السمطين: 2/331 الحديث 582، المنار المنيف: 146 الحديث 335، العرف الوردي: 2/63، البرهان: 84 الحديث 32، إثبات الهداة:
3/593 الحديث 20، حلية الأبرار: 5/458 الحديث 48، إسعاف الراغبين: 146، ينابيع المودّة:
520، انظر! معجم أحاديث الإمام المهدي عليه السّلام: 1/242 الحديث 149.
[3] دلائل الإمامة: 441 الحديث 413/17، فردوس الأخبار: 4/496 الحديث 6940، العمدة لابن-
الحقائق من الصواعق، ص: 235
و أخرج الطبراني مرفوعا: «يلتفت المهدي عليه السّلام و قد نزل عيسي بن مريم عليه السّلام، كأنّما يقطر من شعره الماء، فيقول المهدي عليه السّلام: تقدم فصلّ بالناس.
فيقول عيسي عليه السّلام: إنّما اقيمت الصلاة لك، فيصلّي خلف رجل من ولدي» [1] الحديث.
و في صحيح ابن حبّان في إمامة المهدي عليه السّلام نحوه.
و أخرج الطبراني أنّه صلّي اللّه عليه و آله قال لفاطمة عليها السّلام: «نبيّنا خير الأنبياء و هو أبوك، و شهيدنا خير الشهداء و هو عمّ أبيك حمزة، و منّا من له جناحان يطير بهما في الجنّة حيث شاء و هو ابن عمّ أبيك جعفر، و منّا سبطا هذه الامّة الحسن و الحسين و هما إبناك، و منّا المهديّ» [2].
و أخرج ابن ماجة أنّه صلّي اللّه عليه و آله قال: «لو لم يبق من الدنيا إلّا يوم واحد لطوّل اللّه ذلك اليوم حتّي يملك رجل من أهل
__________________________________________________
- البطريق: 439 الحديث 922، البيان: 513، الطرائف: 178 الحديث 283، كشف الغمّة: 2/481، ميزان الإعتدال: 3/449 الحديث 7114 (قطعة منه)، لسان الميزان: 5/30 الحديث 89/6874 (قطعة منه)، الجامع الصغير للسيوطي: 553 الحديث 9245 (قطعة منه)، كنز العمّال: 14/264 الحديث 38666، بحار الأنوار: 51/80 و 91 و 95 نقلا عن كشف الغمّة، إسعاف الراغبين: 146، نور الأبصار: 187، ينابيع المودّة: 222 و 520، الصواعق المحرقة: 2/475.
[1] الصواعق المحرقة: 2/475.
[2] المعجم الصغير للطبراني: 52 الحديث 94، أمالي الطوسي: 155 الحديث 256/8، مناقب عليّ بن أبي طالب عليه السّلام: 101 الحديث 144، العمدة لابن البطريق: 267 الحديث 423، البيان: 502، الطرائف: 134 الحديث 212، كشف الغمّة: 2/468، مجمع الزوائد: 9/166، ينابيع المودّة: 92 و 521 و 523، الصواعق المحرقة: 2/477.
الحقائق من الصواعق، ص: 236
بيتي يملك جبل الديلم و القسطنطنيّة» [1].
و أخرج أحمد و الماوردي أنّه صلّي اللّه عليه و آله قال: «أبشروا بالمهدي! رجل من قريش من عترتي، يخرج في اختلاف من الناس، و زلزال، فيملأ الأرض عدلا و قسطا كما ملئت ظلما و جورا، و يرضي عنه ساكن السماء و ساكن الأرض، و يقسم المال صحاحا بالسويّة، و يملأ قلوب امّة محمّد غني، و يسعهم عدله حتّي إنّه يأمر مناديا فينادي: من له حاجة إليّ.
فما يأتيه أحد إلّا رجل واحد يأتيه فيسأله فيقول: ائت السادن حتّي يعطيك.
فيأتيه فيقول: أنا رسول المهدي إليك لتعطني مالا.
فيقول: أحث.
فيحثي ما لا يستطيع أن يحمله، فيلقي حتّي يكون قدر ما يستطيع أن يحمل، فيخرج به فيندم فيقول: أنا كنت أجشع امّة محمّد نفسا، كلّهم دعي إلي هذا المال فتركه غيري. فيردّ عليه.
فيقول: إنّا لا نقبل شيئا أعطيناه.
فيلبث في ذلك ستّا، أو سبعا، أو ثمانيا، أو تسع سنين، و لا خير في الحياة بعده» [2].
__________________________________________________
[1] سنن ابن ماجة: 2/929 الحديث 2779، فردوس الأخبار: 3/418 الحديث 5168، التذكرة:
2/704، فرائد السمطين: 2/318 الحديث 570، الجامع الصغير للسيوطي: 2/459 الحديث 7491، كنز العمّال: 14/266 الحديث 38674، إسعاف الراغبين: 148.
[2] مسند أحمد: 3/37، الصواعق المحرقة: 2/479.
الحقائق من الصواعق، ص: 237
و مواصلة لبحثه فقد قال المؤلّف: قال أبو الحسن الآبري [1]: قد تواترت الأخبار و استفاضت بكثرة رواتها عن المصطفي صلّي اللّه عليه و آله بخروجه، و أنّه من أهل بيته و أنّه يملأ الأرض عدلا، و أنّه يخرج مع عيسي- علي نبيّنا و عليه أفضل الصلاة و السلام- فيساعده علي قتل الدجال بباب لد بأرض فلسطين، و أنّه يؤمّ هذه الامّة و يصلّي عيسي عليه السّلام خلفه. انتهي [2].
نقول: أجل! إنّ فضائل و مناقب أنوار اللّه في الأرض، أهل بيت المصطفي صلّي اللّه عليه و آله أكبر و أجلّ من أن يعدّها العادّون فضلا عن بيانها، و لو كانت أشجار الأرض أقلاما و مياه المحيطات مدادا و الجنّ و الإنس كتّابا، لعجزت عن استيعاب فضائلهم عليهم السّلام.
و من هنا فقد أبلي كلّ من ألّف و كتب و نظم في هذا المضمار علي قدر وسعه، و ما في مقدوره إظهارا لمحبّتهم و مودّتهم: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي
و مؤلّفات الموافق و المخالف خير شاهد علي ذلك.
أيّها القارئ الكريم! هذه قطرة من بحر فضائل و مناقب عترة النبي المصطفي صلّي اللّه عليه و آله انتخبناها من كتاب «الصواعق المحرقة» لأكثر النّاس تعصّبا و تعنّتا، و نضعها بين أيدي المحقّقين و الجامعيين و كلّ طلّاب الحقّ و الحقيقة.
فمع كلّ هذه الإشعاعات النورانيّة، أليس حريّا بإنسان اليوم أن يدع الظلمات جانبا و يتوجّه نحو النور؟
__________________________________________________
[1] هو محمّد بن حسين بن إبراهيم بن عاصم، أبو الحسن السجستاني، الآبري، الإمام الحافظ المحدّث، صنّف كتاب مناقب الشافعي، توفّي سنة (363 ه). انظر! سير أعلام النبلاء: 16/299، و شذرات الذهب: 3/46.
[2] الصواعق المحرقة: 2/480.
الحقائق من الصواعق، ص: 238
و هل هناك طريق للوصول إلي السعادة و الكمال سوي طريق و هداية أهل البيت عليهم السّلام؟
نعم! إنّ السبيل الوحيد الّذي يوصل الإنسان إلي الكمال و السعادة؛ هو السبيل الّذي يكون دليله أهل البيت عليهم السّلام.
بأمل ذلك اليوم الّذي تخطو فيه البشريّة بفهم و إدراك خطواتها في هذا الطريق المقدس، لتحصّل السعادة و الكمال الواقعيين باتّباع آخر خلفاء النبي صلّي اللّه عليه و آله المهدي الموعود- عجّل اللّه تعالي فرجه الشريف- إن شاء اللّه، و نتمنّي من اللّه القبول و مزيد التوفيق إلي خدمة أهل البيت عليهم السّلام و أقدام سديدة في سبيلهم عليهم السّلام، آمين ربّ العالمين.
الحقائق من الصواعق، ص: 239

الفهارس الفنّية

اشارة

1- فهرس الآيات 2- فهرس الأحاديث 3- فهرس الأعلام 4- فهرس الأشعار 5- فهرس مصادر التحقيق 6- فهرس الموضوعات
الحقائق من الصواعق، ص: 241

فهرس الآيات

الحقائق من الصواعق، ص: 243
«سورة البقرة» الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَ النَّهارِ سِرًّا وَ عَلانِيَةً
66 «سورة آل عمران» أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيي مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَ سَيِّداً وَ حَصُوراً وَ نَبِيًّا …
6ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ اللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ
137 فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ
105 فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ
25، 101، 123، 201 وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَ لا تَفَرَّقُوا
113 وَ لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَ اخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْبَيِّناتُ
114 يا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَي ابْنُ مَرْيَمَ
7الحقائق من الصواعق، ص: 244
«سورة النساء» أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلي ما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ
114 «سورة المائدة» إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ
62 يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ وَ يَأْبَي اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَ لَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ
12 «سورة الأنعام» اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ
220 وَ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ داوُدَ وَ سُلَيْمانَ …
و عيسي 201 «سورة الأعراف» خُذِ الْعَفْوَ وَ أْمُرْ بِالْعُرْفِ وَ أَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ
188
الحقائق من الصواعق، ص: 245
«سورة الأنفال» وَ ما كانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَ أَنْتَ فِيهِمْ
115 «سورة التوبة» يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ
113 «سورة هود» إِنَّ إِبْراهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ
6 «سورة يوسف» وَ اتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبائِي إِبْراهِيمَ
133 يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ
6الحقائق من الصواعق، ص: 246
«سورة الرعد» يَمْحُوا اللَّهُ ما يَشاءُ وَ يُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ
95 «سورة إبراهيم» وَ لا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ
180 «سورة الكهف» وَ كانَ أَبُوهُما صالِحاً
143 «سورة مريم» إِنَّهُ كانَ صادِقَ الْوَعْدِ
6 وَ اذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِبْراهِيمَ إِنَّهُ كانَ صِدِّيقاً نَبِيًّا
6 وَ اذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كانَ صِدِّيقاً نَبِيًّا
6 وَ اذْكُرْ فِي الْكِتابِ مُوسي إِنَّهُ كانَ مُخْلَصاً وَ كانَ رَسُولًا نَبِيًّا
6 إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا
135
الحقائق من الصواعق، ص: 247
«سورة طه» طه
105 وَ إِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدي
119، 202 «سورة الأنبياء» وَ ما أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ
7 «سورة الحج» هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ
46 «سورة المؤمنون» أَ فَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً وَ أَنَّكُمْ إِلَيْنا لا تُرْجَعُونَ
225
الحقائق من الصواعق، ص: 248
«سورة الفرقان» وَ هُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَ صِهْراً
95 «سورة الشعراء» وَ سَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ
181 «سورة الأحزاب» إِنَّ اللَّهَ وَ مَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَي النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِيماً
101 إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً
87، 96، 101، 105 رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضي نَحْبَهُ
74 وَ مِنَ الصَّالِحِينَ
7الحقائق من الصواعق، ص: 249
«سورة يس» قالَ يا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ
41 «سورة الصافات» وَ إِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْراهِيمَ* إِذْ جاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ
6 سَلامٌ عَلي إِلْ‌ياسِينَ
105 وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ
106 «سورة الغافر» أَ تَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ
41 «سورة الشوري» قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي وَ مَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً
7، 11، 106، 132، 133، 134، 135، 237 وَ هُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ
132
الحقائق من الصواعق، ص: 250
«سورة الزخرف» وَ إِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ
130 «سورة محمّد صلّي اللّه عليه و آله» فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ
203 «سورة الحجرات» اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ
202 «سورة الطور» وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ اتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ
128 «سورة القلم» إِنَّكَ لَعَلي خُلُقٍ عَظِيمٍ
7الحقائق من الصواعق، ص: 251
«سورة الضحي» وَ لَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضي
125 «سورة البيّنة» إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ
129
الحقائق من الصواعق، ص: 253

فهرس الأحاديث

الحقائق من الصواعق، ص: 255
«حرف الألف» إئذنوا له، عليه لعنة اللّه، و علي من يخرج من صلبه 150 أبشروا بالمهدي! رجل من قريش من عترتي 236 إبناي هذان الحسن و الحسين سيّدا شباب أهل الجنّة 161 ابيضّي و اصفرّي، غرّي غيري 120 أتاني جبريل و أخبرني أنّ امّتي ستقتل إبني هذا 165 أتبكيه و قد كنت تجرّعه ما تجرّعه؟ 88 أتظنّ أنّ ذلك يكربني؟ لو شئت لما كان 185 احبّ أن ألقي اللّه و أنا خميص 74 أحبّ أهل بيتي إليّ الحسن و الحسين 163 أحبّ أهلي! لي فاطمة 159 إحذروا نفار النعم فما شارد بمردود 60 الإحسان يقطع اللسان 59 احفظوا فينا ما حفظ اللّه الصالح في اليتيمين و ما انتقد ذريّته، محبّ لمحمّد 143 أخبرني جبريل: أنّ ابني الحسين يقتل بعدي بأرض الطفّ 165 أخبرني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أنّ أوّل من يدخل الجنّة أنا 120 اخلفوني في أهل بيتي 110
الحقائق من الصواعق، ص: 256
ادخل بأهلك بسم اللّه و البركة 94 ادع أبا بكر و عمر و عثمان و عبد الرحمان و عدّة من الأنصار 94 ادع اللّه عليهم 72 إذا أتتك فلا تحدّث شيئا حتّي آتيك 94 إذا أنتم صلّيتم عليّ فقولوا: اللهمّ صلّ علي محمّد النبيّ الامّي 103 إذا حلّت المقادير ضلّت التدابير 58 إذا قدرت علي عدوّك فاجعل العفو عنه شكرا 60 إذا كان يوم القيامة نادي مناد من بطنان العرش 158 إذا كان يوم القيامة ينادي مناد من بطنان العرش: أيّها الناس! غضّوا أبصاركم 158 إذا وصلت إليكم أطراف النعم 60 اذكّركم اللّه عزّ و جلّ في أهل بيتي 107 أربعة أنا لهم شفيع يوم القيامة: المكرم لذريّتي 143 استأذن ربّه عزّ و جلّ أن يسلّم عليّ و يبشّرني أنّ الحسن و الحسين سيّدا شباب أهل الجنّة 161 استأذن ملك القطر ربّه أن يزورني فأذن له 165 استوصوا بأهل بيتي خيرا فإنّي اخاصمكم عنهم غدا 111 اشتدّ غضب اللّه علي من آذاني في عترتي 151 أشقي النّاس رجلان: احيمر ثمود الّذي عقر النّاقة 36 إصبر حتّي يخرج عطاؤك مع المسلمين، فأعطيك 68 أصغروهم من حيث أصغرهم اللّه 66 إعادة الاعتذار تذكير بالذنب 58 اعطيت في عليّ خمسا هنّ أحبّ إليّ من الدنيا و ما فيها 140
الحقائق من الصواعق، ص: 257
أغني الغني العقل 59 أفقر الفقر الحمق 59 أقضاكم عليّ 31 إقض بينهما يا عليّ! 31 أقلّ الناس قيمة أقلّهم علما 61 أكبر الأعداء أخفاهم مكيدة 58 أكثر مصارع العقول تحت بروق الأطماع 60 ألا تدرون بين يدي من أقف؟ 185 ألا! لا يحلّ هذا المسجد لجنب و لا حائض إلّا لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و علي 33 ألا! من آذي قرابتي فقد آذاني 100 الحمد للّه الّذي جعل فينا الحكمة أهل البيت 111، 112 الحمد للّه المحمود بنعمته، المعبود بقدرته، المطاع بسلطانه 95 ألزموا مودّتنا أهل البيت، فإنّه من لقي اللّه عزّ و جلّ و هو يودّنا 138 اللّه أشدّ نقمة إن كان الّذي أظن و إلّا فلا يقتل بي و اللّه بري‌ء 89 اللهمّ أبدلني بهم خيرا لي منهم، و أبدلهم بي شرّا لهم منّي 72 اللهمّ أظمئه 176 اللهمّ اقتله عطشا 176 اللهمّ إنّ هؤلاء آل محمّد فاجعل صلواتك و بركاتك علي آل محمّد 98 اللهمّ إنّه كان في طاعتك و طاعة رسولك فاردد عليه الشمس 51 اللهمّ إنّهم منّي و أنا منهم فاجعل صلاتك و رحمتك و مغفرتك 102 اللهمّ إنّي احبّه فأحبّه 82 اللهمّ إنّي أحبّه فأحبّه و أحبّ من يحبّه 85 اللهمّ إنّي أستودعك إيّاهما و صالح المؤمنين 178
الحقائق من الصواعق، ص: 258
اللهمّ إنّي أعيذها بك و ذرّيتها من الشيطان الرجيم 94 اللهمّ اهد قلبه، و ثبّت لسانه 30 اللهمّ بارك فيهما، و بارك عليهما، و بارك لهما في نسلهما 131 اللهمّ سلّط عليه كلبا من كلابك 196 اللهمّ صلّ علي آل أبي أوفي 105 اللهمّ غفرا، هذه الآية نزلت فيّ، و في عمّي 75 اللهمّ هؤلاء أهل بيتي و حامّتي- أي خاصّتي- فاذهب عنهم الرجس 98 اللهمّ هؤلاء أهل بيتي 100 اللهمّ هؤلاء أهلي 25 أليست الثمانية أرغفة أربعة و عشرين أثلاثا؟ 54 إليك عنّي يا بهلول! إنّي رأيت والدتي توقد النار بالحطب الكبار 226 أما ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي 22 أما ترضي أنّك معي في الجنّة و الحسن و الحسين، و ذرّيتنا خلف ظهورنا 128 أما رأيت العارض الّذي عرض لي قبل ذلك؟ 161 أما فرسك فلا بدّلك منها، و أما بدنك فبعها 93 أمّا الليل فصافّون أقدامهم، تالون لأجزاء القرآن ترتيلا 122 أمّا حسن فله هيبتي و سؤددي 162 أمّا بعد، أيّها الناس! إنّما أنا بشر مثلكم يوشك أن يأتيني رسول ربّي 107 إن لم تخلّ عن الكاظم و إلّا نحرتك بهذه 203 أنا إمام القلوب و أنت إمام الجسوم 204 أنا أوّل من يجثو بين يدي الرحمان للخصومة يوم القيامة 46 أنا حرب لمن حاربهم، و سلم لمن سالمهم، و عدوّ لمن عاداهم 98، 100، 157 أنا دار الحكمة و عليّ بابها 30
الحقائق من الصواعق، ص: 259
أنا رسول المهدي إليك لتعطني مالا 236 أنا سيّد العالمين و هو سيّد العرب 26 أنا سيّد ولد آدم، و عليّ سيّد العرب 27 أنا مدينة العلم و عليّ بابها 29 أنا و أهل بيتي شجرة في الجنّة و أغصانها في الدنيا 111 أنت أخي في الدنيا و الآخرة 28 أنت قسيم الجنّة و النّار يوم القيامة 46 أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلّا أنّه لا نبيّ بعدي 20، 148 أنت و شيعتك تردون عليّ الحوض روّاء مرويّين 129 إنّ ابنتي فاطمة حوراء آدميّة لم تحض و لم تطمث 127 إنّ أشدّ قوم لنا بغضا بنو اميّة، و بنو المغيرة و بنو مخزوم 149 إنّ أغني الغني العقل، و أكبر الفقر الحمق 65 إنّ اللّه أمرني أن ازوّجك فاطمة علي أربعمائة مثقال فضّة 132 إنّ اللّه تبارك اسمه و تعالت عظمته جعل المصاهرة سببا 95 إنّ اللّه تبارك و تعالي أمرني أن ازوّج فاطمة عليها السّلام من علي عليه السّلام 39 إنّ اللّه تعالي أمرني بحبّ أربعة و أخبرني أنّه يحبّهم 27 إنّ اللّه تعالي حرّم أولاد الحسين عليهم السّلام علي السباع 220 إنّ اللّه جعل أجري عليكم المودّة في القربي 135 إنّ اللّه جعل ذريّة كلّ نبيّ في صلبه، و جعل ذرّيتي في صلب عليّ 40 إنّ اللّه عز و جلّ أمرني أن ازوّجك فاطمة علي أربعمائة مثقال فضة 95 إنّ اللّه عزّ و جلّ جعل ذريّة كلّ نبيّ في صلبه 124 إنّ اللّه غير معذّبك و لا أحد من ولدك 127 إنّ اللّه فطمها و ذرّيّتها من النار 127
الحقائق من الصواعق، ص: 260
إنّ اللّه يأمرك أن تزوّج فاطمة من علي 131 إنّ اللّه يرفع ذريّة المؤمن معه في درجته و إن 128 إنّ امّتك ستقتله، و إن شئت أريك المكان الّذي يقتل به 166 إنّ أهل بيتي سيلقون بعدي من أمّتي قتلا و تشريدا 149 إنّ جبرائيل كان يعارضني القرآن كلّ سنة مرّة 159 إنّ الجنّة لتشتاق إلي ثلاثة 43 إنّ الحسن و الحسين هما ريحانتاي من الدنيا 162 إنّ خليلي صلّي اللّه عليه و آله قال: يا عليّ! إنّك ستقدم علي اللّه تعالي و شيعتك راضين مرضيّين 120 إنّ فاطمة أحصنت فرجها فحرّم اللّه ذريّتها علي النّار 126 إنّ للنكبات نهايات، لابدّ لأحد إذا نكب أن ينتهي إليها 64 إنّ للّه عزّ و جلّ ثلاث حرمات، فمن حفظهنّ حفظ اللّه دينه و دنياه 110 إنّ مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح، من ركبها نجا 156 إنّ من الحزم سوء الظنّ 63 إنّ هذا ملك لم ينزل الأرض قطّ قبل هذه الليلة 156 إنّ هذا من تربة الأرض الّتي يقتل بها 166 إنّا أهل بيت إختار اللّه لنا الآخرة علي الدنيا 233 إنّا أهل بيت إذا وهبنا شيئا لا نستعيده 187 إنّك تقاتل علي تأويل القرآن كما قاتلت علي تنزيله 35 إنّك علي خير 98 إنّما زوّجت فاطمة من علي بأمر من اللّه 96 إنّما سمّيت ابنتي فاطمة [عليها السّلام] لأنّ اللّه تعالي فطمها و محبّيها من النار 119 إنّما فاطمة بضعة منّي يؤذيني ما آذاها 159
الحقائق من الصواعق، ص: 261
إنّما مثل أهل بيتي فيكم كمثل باب حطّة في بني إسرائيل 117 إنّما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا 116 إنّي امرت بسدّ هذه الأبواب غير باب علي 38 إنّي أوشك أن ادعي فاجيب، و إنّي تارك فيكم الثقلين 108 إنّي تارك فيكم أمرين لن تضلّوا إن اتّبعتموهما 108 إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا بعدي 101، 107 إنّي سألت ذلك لهما، فلا تقدّموهما فتهلكوا 109 إنّي قتلت بدم يحيي بن زكريّا سبعين ألفا 181 إنّي كنت إذا سألته أنبأني، و إذا سكت ابتدأني 31 إنّي لأستحيي من ربّي أن ألقاه و لم أمش إلي بيته 86 إنّي لست كما تقول، و أنا فوق ما في نفسك 64 إنّي و اللّه لا أمحو عنك شيئا بأن أسبّك 88 انزلت هذه الآية في خمسة: فيّ و في علي و الحسن و الحسين و فاطمة 97 انشدكم باللّه هل فيكم أحد أقرب إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في الرحم منّي 124 أو كان يكفيكم ذاك بعد الذي عزلتم منه؟ 68 اوصيكما بتقوي اللّه و لا تبغيا الدنيا و إن بغتكما 75 اوصيكما به، فإنّه أخوكما و ابن أبيكما 75 اوصيكم بعترتي خيرا و إنّ موعدكم الحوض 44 أوّل أربعة يدخلون الجنّة: أنا و أنت و الحسن و الحسين 128 أهل بيتي أمان لأهل الأرض 115 أي بلال، ابتع لنا بها طيبا 94 الإيمان معرفة بالقلب، و إقرار باللسان، و عمل بالأركان 209 أين علي بن أبي طالب؟ 23
الحقائق من الصواعق، ص: 262
إيّاك و مصاحبة الأحمق، فإنّه يريد أن ينفعك فيضرّك 65 إيّاك و مصادقة الفاجر، فإنّه يبيعك بالتافه 65 إيّاك و مصادقة الكذّاب، فإنّه يقرّب عليك البعيد 65 أيّها السائل! إنّ اللّه خلقك لما شاء أو لما شئت؟ 64 أيّها النّاس! الصلاة الصلاة 72 أيّها النّاس! إنّ أكيس الكيّس التّقي، و أحمق الحمق الفجور 80 أيّها النّاس! يوشك أن اقبض قبضا سريعا فينطلق بي 44 «حرف الباء» بأبي الوحيد الشهيد 37 بارك اللّه لكما، و بارك فيكما، و أعزّ جدكما 132 بالبرّ يستعبد الحرّ 56 البخل جامع لمساوئ العيوب 58 البخيل يستعجل الفقر 60 بشارة أتتني من ربّي في أخي و ابن عمّي و ابنتي 138 بشّر مال البخيل بحادث أو وارث 56 بعث رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يوم الإثنين و أسلمت يوم الثلاثاء 19 بعثني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إلي اليمن، فقلت: يا رسول اللّه! 30 بلي، من آذي عليّا فقد آذاني 137
الحقائق من الصواعق، ص: 263
«حرف التاء» تجري دموعهم علي خدودهم، يمجّدون جبّارا عظيما 122 تجزع من هذه و تعرّضني لنار جهنّم؟ 68 تعلّموا منهم، فإنّهم أعلم منكم 112 تقولون: اللهمّ صلّ علي محمّد و تمسكون 102 التوفيق خير قائد، حسن الخلق خير قرين 63 «حرف الثاء» ثمّ إنّ اللّه تعالي أمرني أن ازوّج فاطمة من علي بن أبي طالب 95 «حرف الجيم» جزاء المعصية الوهن في العبادة، و الضيق في المعيشة 64 الجزع أتعب من الصبر 58 الجزع عند البلاء تمام المحنة 56 جمع اللّه شملكما، و أعزّ جدّكما، و بارك عليكما 95
الحقائق من الصواعق، ص: 264
«حرف الحاء» الحاسد مغتاظ علي من لا ذنب له 59 الحسن و الحسين عليهما السّلام إسمان من أسماء أهل الجنّة 164 الحسن و الحسين سيّدا شباب أهل الجنّة 82، 160 الحسن و الحسين شنفا العرش و ليسا بمعلّقين 163 حسين منّي و أنا منه، أحبّ اللّه من أحبّ حسينا، الحسن و الحسين سبطان من الأسباط 163 الحكمة ضالّة المؤمن 58 «حرف الخاء» خالطوا الناس بألسنتكم و أجسادكم 61 خذ بيده و انطلق به إلي حوانيت أهل السوق 69 خذ ما رضي به صاحبك 54 خير إخوتي عليّ، و خير أعمامي حمزة 40 خيركم، خيركم لأهلي من بعدي 156
الحقائق من الصواعق، ص: 265
«حرف الدال» دخلت علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و هو يبكي 167 الدعاء محجوب حتّي يصلّي علي محمّد و أهل بيته 104 دعاني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال: إنّ فيك مثلا من عيسي عليه السّلام 35 دعوهنّ فإنّهنّ نوائح 72 دم الحسين و أصحابه، لم أزل أتتبعه منذ اليوم 168 «حرف الراء» رأيت الليلة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقلت: يا رسول اللّه! ما لقيت من امّتك خيرا 71 رجلا من أهل بيتي يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا 232 رحم اللّه أباذرّ؛ أمّا أنا فأقول: من اتّكل إلي حسن اختيار اللّه 89 رحم اللّه امرءا عرف قدره و لم يتعدّ طوره 58 «حرف السين» سألت ربّي أن لا يدخل النار أحد من أهل بيتي فأعطاني ذلك 126 السابقون إلي ظلّ العرش يوم القيامة طوبي لهم 130
الحقائق من الصواعق، ص: 266
السبّق ثلاثة: فالسابق إلي موسي يوشع بن نون 40 ستّة لعنتهم و لعنهم اللّه و كلّ نبيّ مجاب 141 السعيد من وعظ بغيره 59 سلوني عن كتاب اللّه، فإنّه ليس من آية إلّا و قد عرفت بليل 51 سمّي هارون ابنيه شبّر و شبيرا، و إنّي سمّيت ابنيّ الحسن و الحسين 164 «حرف الشين» شيعتنا هم العارفون باللّه، العاملون بأمر اللّه 121 «حرف الصاد» الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد 62 صبروا أيّاما قليلة فأعقبتهم راحة طويلة، أرادتهم الدنيا فلم يريدوها و طلبتهم فأعجزوها 122 الصدّيقون ثلاثة: حزقيل مؤمن آل فرعون 40
الحقائق من الصواعق، ص: 267
«حرف الطاء» الطامع في وثاق الذّل 59 طريق مظلم لا تسلكه، بحر عميق لا تلجه 63 طلبني النبي صلّي اللّه عليه و آله في حائط، فضربني برجله 45 «حرف العين» العار خير من النّار 81 عبد الشهوة أذلّ من عبد الرقّ 59 عظم الخالق في أنفسهم، و صغر ما دونه في أعينهم 122 العلم خير من المال، العلم يحرسك و أنت تحرس المال 61 العلم يرفع الوضيع، و الجهل يضع الرفيع 61 عليّ إمام البررة، و قاتل الفجرة 41 عليّ باب حطّة من دخل منه كان مؤمنا 42 عليّ باب علمي 30 عليّ مع القرآن، و القرآن مع عليّ 36 عليّ منّي بمنزلة رأسي من بدني 42 عليّ منّي كنزلتي من ربّي 146 عليّ منّي و أنا من علي 27 عليّ يزهر في الجنّة ككوكب الصبح لأهل الدنيا 42
الحقائق من الصواعق، ص: 268
عليّ يعسوب المؤمنين، و المال يعسوب المنافقين 43 عليّ يقضي ديني 43 عنوان صحيفه المؤمن حبّ عليّ بن أبي طالب 41 «حرف الفاء» فإذا استوت القيامة بأهلها نادت الملائكة في الخلائق 138 فإذا أنا قضيت نحبي فقمّصني و غسّلني و كفّنّي و احملني 90 فإذا ذهبت النجوم ذهب أهل السماء 115 فإلي من يفزع خلف هذه الامّة، و قد درست أعلام الملّة 114 فأمر اللّه تعالي يجري إلي قضائه، و قضاؤه يجري إلي قدره 95 فاطمة أحبّ إليّ منك، و أنت أعزّ عليّ منها 160 فاطمة بضعة منّي، يغضبني ما يغضبها، و يبسطني ما يبسطها 157 فاطمة سيّدة نساء أهل الجنّة إلّا مريم بنت عمران 160 فجمع اللّه شملهما، و أطاب نسلهما، و جعل نسلهما مفاتيح الرحمة 131 فحرّمها اللّه و ذريّتها علي النار 126 الفقيه كلّ الفقيه؛ من لم يقنّط النّاس من رحمة اللّه 63 فلو لا الآجال الّتي كتب اللّه لهم لم تستقرّ أرواحهم في أجسادهم 122 فمن أراد العلم فليأت من الباب 29 فنبّهاني لأمر، فقمت أجرّ ردائي حتّي أتيت إلي النبي صلّي اللّه عليه و آله، فقلت:
تزوجني فاطمة؟ 93 فو الّذي فلق الحبّة ما شككت في قضاء بين اثنين 30
الحقائق من الصواعق، ص: 269
فهزّ شجرة طوبي فحملت رقاقا- يعني صكاكا- بعدد محبّي أهل البيت 138 فهم لأنفسهم متّهمون، و من أعمالهم مشفقون 122 فيستعملك كيف شاء 64 في كلّ خلف من امّتي عدول من أهل بيتي ينفون عن هذا الدين 111، 113 فينا آل محمّد آية؛ لا يحفظ مودّتنا إلّا كلّ مؤمن 133 «حرف القاف» قد أمرني ربّي بذلك 94 قد قرن العلم بالعمل، و العلم بالحلم، دائما نشاطه 123 قصم ظهري [رجلان]: عالم متهتّك و جاهل متنسّك 61 قل: «برئت من حول اللّه و قوّته و التجأت إلي حولي و قوّتي 195 قم، فو اللّه لأرضيك 45 قم يا أبا تراب! 43 قولوا: اللهمّ صلّي علي محمّد و علي آل محمّد 102 قيمة كلّ امرئ ما يحسنه 55 «حرف الكاف» كان عندي جبريل آنفا و أخبرني أنّ ولدي الحسين يقتل 167 كفّوا سفهاءكم عن الأطفال و النساء 176
الحقائق من الصواعق، ص: 270
كفي لذنب شفيعا للمذنب 59 كلّ بني امّ ينتمون إلي عصبة إلّا ولد فاطمة 125 كونوا بقبول العمل أشدّ اهتماما منكم بالعمل 62 كونوا في النّاس كالنحلة في الطير 61 كيف بك إذا أمرت أن تلعنني؟ 53 «حرف اللام» لا إله إلّا اللّه حصني، فمن قالها دخل حصني 209 لا تذهب الدنيا و لا تنقضي حتّي يملك رجل من أهل بيتي 233 لا تشكوا عليّا؛ فو اللّه! إنّه لاخيشن في ذات اللّه 38 لا تصلّوا عليّ الصلاة البتراء 102 لا تنظر الّذي قال؛ و انظر إلي ما قال 56 لا خير في عبادة لا علم فيها 63 لا داء أعيي من الجهل 57 لا راحة مع الحسد 57 لا سؤدد مع انتقام 57 لا شرف مع سوء الأدب 57 لا شفيع أنجح من التوبة 57 لا صواب مع ترك المشورة 57 لا ظفر مع البغي، لا ثناء مع الكبر 56 لا كرم أعزّ من التقي 57
الحقائق من الصواعق، ص: 271
لا لباس أجمل من العافية 57 لا مروءة لكذوب 57 لا يجوز أحد الصراط إلّا من كتب له عليّ الجواز 46 لا يحبّنا أهل البيت إلّا مؤمن تقيّ 139 لا يحلّ لأحد أن يجنب في هذا المسجد غيري و غيرك 32 لا يحلّ لي أن أزيد من ذلك 68 لا يخافنّ أحد منكم إلّا ذنبه، و لا يرجوا إلّا ربّه 62 لا يعمل شيئا من الخير رياء و لا يتركه حياء، اولئك شيعتنا و أحبّتنا و منّا و معنا، ألا هؤلاء شوقا إليهم 123 لا يغرّه ما جهله، و لا يدع إحصاء ما عمله، يستبطئ نفسه في العلم 122 لا ينال شهوة حلال إلّا جاءه ما ينغصه إيّاها 65 لا يؤمن عبد حتّي أكون أحبّ إليه من نفسه و تكون عترتي أحبّ إليه 136 لاعطينّ الراية غدا رجلا يفتح اللّه علي يديه 23 لسان العاقل وراء قلبه، و قلب الأحمق وراء لسانه 60 لست بمذلّ المؤمنين، و لكنّي كرهت أن أقتلكم علي الملك 81 لقد دخل عليّ البيت ملك لم يدخل عليّ قبلها 165 لم يكن مكان و لا كينونة، كان بلا كيف كان 65 لو كشف الغطاء ما ازددت يقينا 55 لو لا أنّ خصمي يهودي لاستويت معه في المجلس 66 لو لم يبق من الدنيا إلّا يوم واحد لطوّل اللّه ذلك اليوم 233 لو لم يبق من الدهر إلّا يوم لطوّل اللّه ذلك اليوم حتّي بعث اللّه فيه رجلا من أهل بيتي … 232
لو لم يبق من الدنيا إلّا يوم واحد لطوّل اللّه ذلك اليوم حتّي 235
الحقائق من الصواعق، ص: 272
ليبعثنّ اللّه رجلا من عترتي أفرق الثنايا، أجلي الجبهة 234 ليس العجب ممّن هلك كيف هلك 59 ليس لك في مرّ الحق إلّا درهم واحد 54 ليس له عندنا إلّا ما أرغم أنفه 88 «حرف الميم» ما أضمر أحد شيئا، إلّا ظهر في فلتات لسانه 60 ما أنا و أنت؟ 186 ما بال أقوام يقولون: إنّ رحم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لا ينفع قومه يوم القيامة! 126 ما بال أقوام ينتقصون عليّا! من أبغض عليّا فقد أبغضني 137 ما تريدون من عليّ؟ ما تريدون من عليّ؟ 39 ما حاجة ابن أبي طالب؟ 130 ما سؤالك عن هذا؟ إن تريد أن تقاتلهم؛ أكل أمرهم إلي اللّه تعالي 90 ما فعلت في الخمسمائة دينار الّتي معك؟ 87 ما كان منه ابتداء، فأمّا ما كان عن مسألة فحياء و تكرّم 64 ما هذا حقّ سؤالك، يعظم لديّ معرفتي بما يجب لك 87 ما هلك امرؤ عرف قدره 55 مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح، من ركبها نجا 156 مثله- يعني كتاب اللّه- كسفينة نوح من ركب فيها نجا 108 مدّتكم، و ليلعبنّ بهذا الملك صبيانكم كما يلعب بالكرة 197 المرء عدوّ ما جهله 58
الحقائق من الصواعق، ص: 273
المرء مخبوء تحت لسانه 56 المرء مع من أحبّ 118 مرحبا و أهلا 131 المسؤول حرّ حتّي يعد 58 من آذي شعرة منّي فقد آذاني 156 من آذي عليّا فقد آذاني 34 من أبغض أهل البيت فهو منافق 140 من أحبّ أن ينسأ- أي يؤخّر له- في أجله، و أن يمتّع بما خوّله اللّه 155 من أحبّ الحسن و الحسين فقد أحبّني 164 من أحبّ عليّا فقد أحبّني و من أبغض عليّا فقد أبغضني 34، 137 من أحبّنا بقلبه و أعاننا بيده و لسانه كنت أنا و هو في علّيين 139 من أحبّني فليحبّه، و ليبلغ الشاهد الغائب 84 من أحبّني و أحبّ هذين و أحبّ أباهما 85، 109 من أراد التوسّل إليّ و أن يكون له عندي يد أشفع له 143 من أراد أن ينصف الناس في نفسه فليحبّ لهم ما يحبّ لنفسه 63 من أشقي الأوّلين؟ 37 من تبرّأ منك و لعنك 129 من حفظني في أهل بيتي فقد اتّخذ عند اللّه عهدا 111 من سبّ عليّا فقد سبّني 35 من سرّه أن ينظر إلي سيّد شباب أهل الجنّة فلينظر إلي الحسن 164 من صنع إلي أهل بيتي يدا، كافأته عليها يوم القيامة 156 من عذب لسانه كثر إخوانه 56 من عرف نفسه فقد عرف ربّه 56
الحقائق من الصواعق، ص: 274
من عرفني فقد عرفني و من لم يعرفني فأنا الحسن بن محمّد صلّي اللّه عليه و آله 133 من كنت مولاه فعليّ مولاه 25 من كنت مولاه، فهذا عليّ مولاه 11 من أشدّ الناس بغضا لأهل بيتي مروان بن الحكم 150 المهدي من عترتي من ولد فاطمة 231 المهدي من ولدي وجهه كالكوكب الدرّي، اللون لون عربي 234 المهدي منّا أهل البيت يصلحه اللّه في ليلة 233 المهدي منّا يختم الدين بنا كما فتح بنا 233 «حرف النون» الناس بزمانهم أشبه منه بآبائهم 55 الناس من شجر شتي، و أنا و علي من شجرة واحدة 32 الناس نيام، إذا ماتوا انتبهوا 55 نبيّنا خير الأنبياء و هو أبوك، و شهيدنا خير الشهداء 235 النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق، و أهل بيتي أمان لامّتي 116 النجوم أمان لأهل السماء، و أهل بيتي أمان لامّتي 115 نحن بنو عبد المطلب سادات أهل الجنّة 127 نحن حبل اللّه الّذي قال اللّه تعالي فيه: وَ اعْتَصِمُوا … *
113
نحن الناس و اللّه! 114 نزلت أنفسهم منهم في البلاء كالّذي نزلت منهم في الرخاء 121 النصح بين الملأ تقريع 58
الحقائق من الصواعق، ص: 275
النظر إلي علي عبادة 33 النظر إلي وجه علي عبادة 145 نعم الراكب هو 83 نعمة الجاهل كروضة علي مزبلة 58 النفس بالنفس إن أنا متّ فاقتلوه كما قتلني 72 «حرف الواو» و أباهما و امّهما كان معي في درجتي يوم القيامة 85 و الّذي فلق الحبّة و برء النسمة إنّه لعهد النبيّ الامّي 28 و الّذي نفسي بيده! لا يبغضنا أهل البيت أحد 139 و الّذي نفسي بيده! لا يؤمن عبد بي حتّي يحبّني 100 و اللّه! ليست لي و لا لهما، إنّها لصاحب القباء الأصفر 196 و اللّه! ما كذّبت و لا كذّبت، و إنّها الليلة الّتي وعدت 74 و اللّه! ما نزلت آية إلّا و قد علمت فيم نزلت 51 و أمّا نهارهم؛ فحكماء علماء، بررة أتقياء، برأهم خوف بارئهم 122 و أنت تريد أن تتخذني سارقا؟! 69 و إنّي تارك فيكم الثقلين: أوّلهما كتاب اللّه عزّ و جلّ فيه الهدي و النور 107 و إيّاك و مصادقة البخيل، فإنّه يخذلك في أحوج ما تكون إليه 65 و أيم اللّه، لقد أخبرني به رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله 38 وددت أنّه قد انبعث أشقاكم فخضب هذه 37 و ذهب آخرون إلي التقصير في أمرنا، و احتجّوا بمتشابه القرآن 114
الحقائق من الصواعق، ص: 276
وعدني ربّي في أهل بيتي من أقرّ منهم 126 و علي أنّ الناس آمنون حيث كانوا من أرض اللّه تعالي في شامهم 79 و قد علمتم أنّ اللّه جلّ ذكره و عزّ اسمه هداكم بجدّي، و أنقذكم 80 و قد كنتم بايعتموني علي أن تسالموا من سالمني، و تحاربوا من حاربني 80 وقفوهم إنّهم مسئولون عن ولاية علي عليه السّلام 106 و كان معي في الجنّة 120 و لا تعلّموهم فإنّهم أعلم منكم 112 و لا وحشة أشدّ من العجب 63 و لم أرد بذلك إلّا صلاحكم و بقاءكم و إن أدري لعلّه فتنة لكم 80 و لو أنّ رجلا صفن بين الركن و المقام 141 و ليس لمعاوية بن أبي سفيان أن يعهد إلي أحد من بعده عهدا 79 و من تخلّف عنها غرق 116 ويحك، أما علمت أنّ اليمين للوجه، و الشمال للفرج 88 «حرف الهاء» هذا إبناي و ابنا ابنتي، اللّهمّ إنّي احبّهما فأحبّهما و أحبّ من يحبّهما 162 هذا عظم نبيّ قد ظفر به هذا الراهب من بعض القبور 226 هذا عليّ مع القرآن و القرآن مع عليّ 45 هذا ما صالح عليه الحسن بن علي رضي اللّه عنهما معاوية بن أبي سفيان صالحه علي أن يسلّم إليه 79 هذان ابناي و ابنا ابنتي، اللهمّ إنّي احبّهما فأحبّهما 83
الحقائق من الصواعق، ص: 277
هاهنا مناخ ركابهم، و هاهنا موضع رحالهم 168 هل تعرفونهم أو تجدونهم إلّا من فروع الشجرة المباركة 114 هما ريحانتاي من الدنيا 82، 173 هو أنت و شيعتك، تأتي يوم القيامة أنت و شيعتك راضين 129 هو الوزغ بن الوزغ، الملعون بن الملعون 150 «حرف الياء» يا أخي! إنّي سقيت السمّ ثلاث مرّات 90 يا أخي! قد حضرت وفاتي، و دنا فراقي، و إنّي لاحق بربّي 90 يا امّ سلمة! احفظي علينا الباب لا يدخل أحد 166 يا أهل العراق! إتّقوا اللّه فينا، فإنّا امراؤكم و ضيفانكم 87 يا أيّها الناس! إنّ الفضل و الشرف و المنزلة و الولاية لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله 145 يا أباذر! أما علمت أنّ للّه ملائكة سيّاحين في الأرض 144 يا بنيّ! إحفظ عنّي أربعا و أربعا 65 يا جابر! يولد له مولود إسمه عليّ بن الحسين عليه السّلام، إذا كان يوم القيامة نادي مناد: ليقم سيّد العابدين 192 يا حملة القرآن! إعملوا به فإنّ العالم من عمل بما علم 62 يا دنيا! غرّي غيري أبي تعرّضت أم إليّ تشوّقت؟! 67 يا رسول اللّه! آخيت بين أصحابك و لم تؤاخ بيني و بين أحد 28 يا رسول اللّه! تخلفني في النساء و الصبيان؟ 22 يا شقيق! لم تزل نعم اللّه علينا ظاهرة و باطنة، فأحسن ظنّك بربّك 202
الحقائق من الصواعق، ص: 278
يا عبد اللّه، ارض بما يريد، و استعد لما لابدّ منه 208 يا علي! أنت قسيم الجنّة 45 يا علي! إنّ اللّه قد غفر لك و لذريّتك و لولدك و لأهلك 128 يا علي! إنّه لابدّ للعرس من وليمة 131 يا علي! لا تحدث شيئا حتّي تلقاني 131 يا علي! معك يوم القيامة عصا من عصيّ الجنّة تذود بها المنافقين 140 يا عمّ! و اللّه! اللّه أشدّ حبّا له منّي، إنّ اللّه عزّ و جلّ جعل ذريّة كلّ نبيّ في صلبه 129 يا فاطمة! إنّ اللّه يغضب لغضبك، و يرضي لرضاك 142 يا فاطمة! ألا ترضين أن تكوني سيّدة نساء المؤمنين؟ 159 يا قليل العقل! ما للّعب خلقنا 225 يا هؤلاء، مالي لا أري فيكم سمة شيعتنا و حلية أحبّتنا 121 يحلّ بامّتي في آخر الزمان بلاء شديد من سلاطينهم 233 يخرجون غدا و أنا أزيل الشك إن شاء اللّه 226 يرد الحوض أهل بيتي و من أحبّهم من امّتي كهاتين السبّابتين 117 يكون بعدي اثنا عشر أميرا كلّهم من قريش 157 يلتفت المهدي عليه السّلام و قد نزل عيسي بن مريم عليه السّلام، كأنّما يقطر من شعره الماء 235
الحقائق من الصواعق، ص: 279

فهرس الأعلام

الحقائق من الصواعق، ص: 281
أسماء المعصومين عليهم السّلام محمّد رسول اللّه، النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:
5، 9، 8، 11، 20، 23، 24، 26، 27، 28، 29، 31، 33، 34، 35، 37، 38، 39، 40، 41، 42، 44، 46، 48، 50، 51، 66، 69، 80، 81، 82، 83، 85، 87، 90، 91، 93، 94، 95، 96، 97، 98، 101، 102، 103، 104، 105، 106، 108، 110، 112، 113، 120، 125، 126، 127، 130، 131، 133، 135، 139، 141، 143، 144، 146، 148، 149، 150، 155، 156، 158، 159، 161، 162، 163، 165، 166، 168، 170، 172، 173، 174، 176، 177، 178، 179، 191، 192، 196، 201، 203، 208، 219، 226، 233، 236، 237، 238، 257 الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السّلام:
5، 7، 8، 9، 11، 13، 14، 15، 17، 19، 20، 21، 22، 24، 26، 28، 29، 30، 31، 35، 36، 38، 39، 40، 42، 43، 44، 45، 46، 47، 48، 49، 50، 53، 54، 66، 67، 68، 70، 71، 74، 75، 76، 80، 88، 91، 93، 94، 95، 97، 101، 113، 120، 121، 123، 124، 127، 128، 129، 130، 131، 133، 136، 137، 145، 146، 147، 156، 160، 161، 167، 171، 191، 201، 203، 208، 213
الحقائق من الصواعق، ص: 282
فاطمه عليها السّلام:
24، 33، 90، 91، 93، 94، 95، 96، 97، 99، 101، 119، 120، 123، 125، 126، 130، 131، 138، 142، 157، 158، 159، 161، 175، 178، 201، 235 الإمام الحسن عليه السّلام:
25، 33، 65، 71، 73، 74، 75، 77، 79، 80، 81، 83، 84، 85، 88، 89، 97، 99، 101، 119، 120، 123، 127، 128، 133، 139، 157، 160، 161، 163، 164، 177، 188، 192، 201، 235 الإمام الحسين عليه السّلام:
25، 33، 73، 74، 75، 80، 83، 85، 97، 101، 119، 120، 123، 127، 128، 151، 157، 160، 161، 163، 164، 166، 167، 168، 171، 172، 176، 178، 179، 180، 188، 191، 201، 208، 235 الإمام السجّاد عليه السّلام:
113، 134، 181، 183، 185، 186، 187، 208 الإمام الباقر عليه السّلام:
9، 103، 114، 119، 189، 191، 197، 208 الإمام جعفر الصادق عليه السّلام:
9، 113، 143، 193، 195، 196، 197، 208 الإمام الكاظم عليه السّلام:
199، 201، 203، 204، 208، 215 الإمام الرضا عليه السّلام:
205، 208، 207، 220 الإمام الجواد عليه السّلام:
203، 211، 213، 214 الإمام الهادي عليه السّلام:
217، 219 الإمام العسكري عليه السّلام:
219، 223، 225، 226 الإمام المهدي عليه السّلام:
5، 15، 110، 117، 127، 130، 132، 229، 231، 233، 235، 238
الحقائق من الصواعق، ص: 283
أسماء الأنبياء عليهم السّلام إبراهيم عليه السّلام: 6 إدريس عليه السّلام: 6 إسماعيل عليه السّلام: 6 عيسي عليه السّلام: 7، 35، 40، 117، 179، 201، 235، 237 موسي عليه السّلام: 6، 20، 40، 167 نوح عليه السّلام: 156، 108 هارون عليه السّلام: 164، 20 يحيي عليه السّلام: 6، 181 يوسف عليه السّلام: 6 يوشع بن نون عليه السّلام: 40

الأعلام

«حرف الألف» إبراهيم النّخعي: 103 ابن أبي حاتم: 48، 93، 133 ابن أبي الدنيا: 177 ابن أبي شيبة: 10، 44 ابن جريح: 195 ابن جرير: 97 ابن الجوزي: 10، 170، 201 ابن حبّان: 157، 161، 162 ابن حجر العسقلاني: 13، 103 ابن حجر الهيتمي: 9، 12، 14، 29، 47، 54، 196 ابن حمدون: 185 ابن سعد: 31، 47، 51، 84، 88، 111، 120، 164، 165، 167 ابن سلام: 38 ابن سماّك: 46
الحقائق من الصواعق، ص: 284
ابن الصبّاغ المالكي: 10 ابن عبّاس: 19، 22، 23، 27، 39، 40، 42، 47، 48، 66، 83، 105، 126، 128، 129، 133، 135، 156، 168 ابن عبد البرّ: 137 ابن عدي: 29، 42، 160، 162 ابن عساكر: 41، 48، 49، 68، 89، 156، 161، 162 ابن عمر: 22، 23، 28، 29، 50، 82، 103، 110، 161، 162، 173 ابن عيينة: 169 ابن القيّم: 104 ابن ماجة: 10، 27، 157، 161، 163، 164، 231، 233، 235 ابن المثنّي: 142 ابن المدائني: 54، 191 ابن مردويه: 40 ابن مسعود: 33، 39، 47، 48، 103، 160، 161 ابن نجّار: 40 أبو الأسود الدؤلي: 19، 38 أبو أيّوب: 158 أبو بكر: 46، 93، 94، 113، 145، 146، 158، 162 أبو بكر بن حفص: 89 أبو بكر الخوارزمي: 138 أبو حاتم: 166 أبو حبيب: 207 أبو الحسن الآبري: 237 أبو الحسن المغازلي: 114 أبو الحسين البكري: 13 أبو حنيفة: 195 أبو الخير القزويني الحاكمي: 94، 125 أبو داود: 165، 231، 232، 233 أبوذرّ: 27، 89، 144، 156 أبو زرعة الرازي: 52، 208 أبو سعيد الخدري: 22، 29، 35، 38، 82، 97، 106، 142، 155، 160 أبو سلمة بن عبد الرحمان: 84 أبو الشيخ: 110، 133، 136، 145، 171 أبو الطفيل: 51
الحقائق من الصواعق، ص: 285
أبو عبد الرحمان السلمي: 19 أبو علي النيسابوري: 21 أبو القاسم الدمشقي: 126 أبو ليلي: 41 أبو مسعود البدري: 103 أبو نعيم: 41، 86، 126، 169، 186، 234 أبو هريرة: 47، 49، 84، 156، 158، 160، 164 أبو يعلي: 19، 34، 35، 37، 49، 50، 125، 164 أحمد البدوي: 12 أحمد بن حنبل: 10، 22، 27، 34، 36، 38، 45، 50، 85، 93، 97، 103، 108، 111، 119، 128، 133، 137، 140، 148، 157، 159، 160، 161، 164، 165، 166، 167، 232، 233، 236 اسامة بن زيد: 83، 159، 162 إسحاق بن راهويه: 103 سماء بنت عميس: 22 إسماعيل القاضي: 21 أشعث: 168 امّ أيمن: 94 امّ سلمة: 22، 33، 34، 36، 98، 165، 168 امّ فروة بنت القاسم: 195 امّ الفضل بنت الحارث: 165، 214 أنس: 41، 42، 43، 83، 93، 94، 96، 132، 163، 165 أيّوب السختياني: 195 «حرف الباء» البخاري: 10، 46، 82، 163، 173.
البراء بن عازب: 22، 42، 81، 160.
البرك: 71 بريدة: 27، 138 البزّار: 22، 23، 29، 32، 34، 35، 43، 133، 156
الحقائق من الصواعق، ص: 287
«حرف الحاء» الحاكم: 10، 27، 29، 32، 33، 34، 35، 38، 41، 43، 47، 82، 83، 84، 86، 116، 126، 133، 141، 150، 156، 157، 159، 161، 164، 165، 181، 207، 233 حبشي ابن جنادة: 22، 27 حبيب النجّار: 40 حذيفة: 156، 161 حزقيل: 40 حسّان: 11 الحسن البصري: 177 الحسن المثنّي: 220 الحكم بن أبي العاص: 150 الحكم بن العبّاس الكلبي: 196 حمزة: 46، 69، 75، 127، 235 الحميري: 11 «حرف الخاء» خالد بن معمّر: 69 الخطيب الخوارزمي: 10، 39، 41، 42.
«حرف الدال» الدار قطني: 42، 45، 124، 146 داود: 201 دعبل: 11 الدمنتي: 13
الحقائق من الصواعق، ص: 288
الدولابي: 81 الديلمي: 40، 42، 104، 106، 119، 127، 128، 136، 143، 155 «حرف الراء» الرازي: 105 الرامهرمزي: 201 الربيع: 196 الرشيد: 201، 202، 204، 207، 220.
الروياني: 234 «حرف الزاي» الزهري: 10، 172، 185 زهير بن الأقمر: 84 زيد بن أرقم: 19، 22، 38، 107، 169، 177 زين العراقي: 89 «حرف السين» سبط ابن الجوزي: 52، 172، 179 السخاوي: 10 السدّي: 76، 172 السّري السّقطي: 207 سعد بن أبي وقاص: 22، 34، 24 سعيد بن المسيّب: 47 السفيانين سفيان الثوري، سفيان عيينة: 195
الحقائق من الصواعق، ص: 289
السّلفي: 50، 186، 136 سلمان: 19، 27، 43، 164 سليمان: 201 سنان بن أنس النخعي: 168 سّندي بن شاهك: 203 سهل بن سعد: 23، 43 السيوطي: 13 «حرف الشين» الشافعي: 10، 11، 70، 103، 104، 149 شبيب بن عجرة الأشجعي: 71 شعبة: 195 الشعبي: 10، 103، 146، 167 شقيق البلخي: 201، 202 شمس الدين الشناوي: 12 شمس الدّين بن العربي: 134 شمس الدين بن أبي الحمائل: 12 الشمس السمهودي: 13 الشمس اللقاني: 13 الشمس المشهدي: 13 شهاب الدين أحمد: 12 الشهاب بن الصائغ: 13 الشهاب بن النجّار الحنبلي: 13 الشهاب الرملي: 13 شيبة بن ربيعة: 46 «حرف الصاد» صهيب: 37
الحقائق من الصواعق، ص: 290
«حرف الضاد» ضرار بن ضمرة: 66 الضياء: 38 «حرف الطاء» الطبراني: 10، 22، 23، 29، 32، 33، 34، 36، 37، 39، 48، 49، 97، 109، 110، 120، 124، 125، 126، 127، 128، 133، 134، 138، 157، 160، 161، 162، 165، 233، 234 الطبري: 10 الطبلاوي: 13 الطّحاوي: 52 «حرف العين» عائشة: 24، 26، 37، 40، 48، 165 العبّاس: 125، 192، 170 عبد اللّه بن أحمد بن حنبل: 50 عبد اللّه بن جعفر: 73، 74 عبد اللّه بن الزبير: 84، 156، 159 عبد اللّه بن عمر: 86 عبد اللّه بن عيّاش بن أبي ربيعة: 48 عبد اللّه المحض: 196 عبد اللّه محمّدي المازندراني: 15 عبد الرحمان بن أبي ليلي: 19، 23 عبد الرحمان بن عوف: 44، 94، 138، 150
الحقائق من الصواعق، ص: 291
عبد الرحمان بن ملجم المرادي: 65، 71، 72، 74، 76، 75 عبد الرزاق الصنعاني: 10 عبد الغني: 164 عبد المطلب: 186 عبد الملك بن مروان: 53، 185، 186 العبدي الكوفي: 11 عبيد اللّه بن زياد: 174، 175، 177، 178، 179 عبيدة بن الحرث بن عبد المطلب: 46، 75 عتبة بن ربيعة: 46 عثمان: 94 عقبة بن عامر: 163 عقيل: 177، 68 العقيلي: 29 عمّار بن ياسر: 36، 43 عمران بن حصين: 23، 39 عمران بن سليمان: 164 عمر بن الخطّاب: 8، 47، 49، 93، 94، 146، 148، 160 عمر بن سعد: 178 عمر بن عبد العزيز: 138 عمرو الأسلمي: 136 عمرو بن العاص: 71 عمرو بن عثمان بن عفّان: 88 عمرو بن مرّة الجهني: 150 عمرو التيّميين: 71 عمير بن إسحاق: 88 عيسي بن جعفر بن منصور: 202 العيني: 10 «حرف الفاء» الفرزدق: 11، 174، 187
الحقائق من الصواعق، ص: 292
«حرف القاف» القاضي زكريا: 13، 52 القاضي نور اللّه التستري: 15 قتادة: 89 القرطبي: 126 قرّة: 161 قطام: 76 القندوزي: 10 قيس بن سعد بن عبادة: 11، 46 «حرف الكاف» الكرخي: 207 كعب الأحبار: 138 الكلبي: 105 الكميت: 11 «حرف الميم» المأمون: 196، 207، 213، 214 مالك: 103 مالك بن الحويرث: 161 الماوردي: 236 المتّقي الهندي: 139 المتوكّل: 219، 220، 226 المحبّ الطبري: 99 محمّد بن أبي بكر: 195 محمّد بن أسلم الطوسي: 208 محمّد بن الحنفيّه: 75، 73، 136 محمّد بن عيسي: 207 محمّد بن يوسف: 53 محمّد حسين رحيميان: 15 المختار بن أبي عبيدة: 178
الحقائق من الصواعق، ص: 293
مروان بن الحكم: 88، 150 مريم بنت عمران: 160 المزني: 71 المسعودي: 203، 220 مسلم: 10، 24، 28، 97، 107، 116، 231 مسلم بن عقيل: 174 مسور: 157 المظفّر بن أردشير القباوي: 52 معاوية بن أبي سفيان: 9، 13، 50، 66، 67، 68، 69، 71، 79، 80، 121، 148 المعتصم: 215 مقاتل بن سليمان: 130 المقداد: 27 الملّا: 111، 126، 135، 139، 166، 168، 144 منصور بن عمّار: 169، 171 المنصور العبّاسي: 196، 197 مؤمن آل يس: 41 «حرف النون» النسّائي: 10، 21، 27، 127، 130، 161، 231 «حرف الواو» الواقدي: 172، 66 الوليد بن عبد الملك: 188، 186 الوليد بن عتبة: 46
الحقائق من الصواعق، ص: 294
«حرف الهاء» هشام: 187 همام بن عبّاد: 123 «حرف الياء» يحيي بن أكثم: 214 يحيي بن سعيد: 195 يحيي بن عبد اللّه: 220 يزيد: 89، 169، 174، 175، 179.
يعلي بن مرّة: 163
الحقائق من الصواعق، ص: 295

فهرس الأشعار

الحقائق من الصواعق، ص: 297
«حرف الألف» آل النبي ذريعتي 149 أترجوا امّة قتلت حسينا 169 اريد حياته يريد قتلي 75 إملأ ركابي فضّة و ذهبا 177 إن كان رفضا حبّ آل محمّد 70 أنا ابن عليّ الخير من آل هاشم 175 أيّها القاتلون جهلا حسينا 167 «حرف الراء» رأيت ولائي آل طه فريضة 134
الحقائق من الصواعق، ص: 298
«حرف الصاد» صلبنا لكم زيدا علي جذع نخلة 196 «حرف الفاء» فلم أر مهرا ساقه ذو سماحة 76 «حرف القاف» قالوا: ترفّضت قلت: كلّا 70 «حرف اللام» لا تغربي يا شمس! حتّي ينتهي 52
الحقائق من الصواعق، ص: 299
«حرف الميم» محمّد النبيّ أخي و صهري 69 من معشر حبّهم دين و بغضهم 187 «حرف الواو» و مازال كتما منك حتّي كأنّني 71 «حرف الهاء» هذا ابن فاطمة إن كنت جاهله 187 هذا الّذي تعرف البطحاء وطأته 187 «حرف الياء» يا أهل بيت رسول اللّه حبّكم 104، 142 يا راكبا قف بالمحصب من مني 70 يناديهم يوم الغدير نبيّهم 11
الحقائق من الصواعق، ص: 301

مصادر التحقيق

الحقائق من الصواعق، ص: 303
«حرف الألف» 1- الإتحاف بحبّ الأشراف: للشيخ عبد اللّه بن محمّد بن عامر الشبراوي (1172 ه)، المطبعة الأدبيّة بمصر.
2- إتحاف السادة المتّقين: لمحمّد بن محمّد الحسين الزبيدي المعروف ب: المرتضي (1145- 1205 ه)، نشر دار الفكر، بيروت.
3- إثبات الهداة: لمحمّد بن الحسن الحرّ العاملي (1104 ه)، المطبعة العلميّة، قم.
4- الإحتجاج: لأبي منصور أحمد بن عليّ بن أبي طالب المعروف ب: الشيخ الطبرسي (588 ه)، نشر المرتضي، مشهد، 1403 ه.
5- الإحسان: للأمير علاء الدين عليّ بن بلبان الفارسي (739 ه)، دار الكتب العلميّة، بيروت، الطبعة الاولي، 1407 ه.
6- إحقاق الحق: للقاضي السيّد نور اللّه الحسيني المرعشي التستري، الشهيد سنة 1019 ه، نشر مكتبة آية اللّه العظمي المرعشي رحمه اللّه، قم.
7- إحياء الميت: لجلال الدين عبد الرحمان بن أبي بكر السيوطي (911 ه)، مؤسّسة الوفاء، بيروت، الطبعة الاولي، 1402 ه.
8- أخبار الدول: لأبي العبّاس أحمد بن يوسف بن أحمد الدمشقي القرماني (1008 ه)، عالم الكتب، بيروت.
الحقائق من الصواعق، ص: 304
9- إختيار معرفة الرجال: لأبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسي (385- 460 ه)، نشر مؤسسة آل البيت عليهم السّلام، قم.
10- الإذاعة: لمحمّد صدّيق خان بن حسن ابن عليّ الحسيني القنوجي البخاري (1307 ه)، دار الكتب العلميّة، بيروت.
11- الإرشاد: لأبي عبد اللّه محمّد بن محمّد بن النعمان العكبري البغدادي، المعروف ب:
الشيخ المفيد (336- 413 ه)، نشر المؤتمر العالمي لألفيّة الشيخ المفيد، الطبعة الاولي، 1413 ه.
12- إرشاد القلوب: لأبي محمّد الحسن بن محمّد الديلمي (770 ه)، منشورات الرضي، قم، الطبعة الاولي، 1412 ه.
13- الإستيعاب: لأبي عمر يوسف بن عبد اللّه بن محمّد بن عبد البرّ بن عاصم النمري (363- 463 ه)، بهامش الإصابة، نشر دار إحياء التراث العربي، بيروت، الطبعة الاولي، 1328 ه.
14- اسد الغابة: لأبي الحسن عليّ بن محمّد بن عبد الكريم ابن عبد الواحد الشيباني، المعروف ب: ابن الأثير (555- 630 ه)، دار إحياء التراث العربي، بيروت.
15- إسعاف الراغبين: لمحمّد بن عليّ الصبّان (1306 ه)، المطبوع بهامش نور الأبصار، دار الفكر، بيروت.
16- إعلام الوري: لأمين الإسلام أبي عليّ الفضل بن الحسن الطبرسي (548 ه)، نشر دار الكتب الإسلاميّة، طهران، الطبعة الثالثة.
17- الأمالي: لأبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسي (385- 460 ه)، تحقيق مؤسسة البعثة، قم، الطبعة الاولي، 1414 ه.
18- الأمالي: لأبي جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بابويه القمّي (381 ه)، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت، الطبعة الخامسة، 1400 ه.
الحقائق من الصواعق، ص: 305
19- الأمالي: لأبي عبد اللّه محمّد بن محمّد بن النعمان العكبري البغدادي المعروف ب:
الشيخ المفيد (336- 413 ه)، منشورات جامعة المدرّسين في الحوزة العلميّة، قم، 1403 ه.
20- الإمامة و السياسة: لأبي محمّد عبد اللّه بن مسلم بن قتيبة الدينوري (213- 276 ه)، منشورات الشريف الرضي، قم، الطبعة الاولي، 1413 ه.
21- الأنساب: لأبي سعد عبد الكريم بن محمّد بن منصور التميمي السمعاني (506- 562 ه)، نشر دار الجنان، بيروت، الطبعة الاولي، 1408 ه.
«حرف الباء» 22- بحار الأنوار: للشيخ محمّد باقر المجلسي (1111 ه)، مؤسسة الوفاء، بيروت، الطبعة الثانية، 1403 ه.
23- البداية و النهاية: لأبي الفداء إسماعيل بن عمر المعروف ب: ابن كثير الدمشقي (701- 774 ه)، دار إحياء التراث العربي، بيروت، 1413 ه.
24- البرهان: لعلاء الدين عليّ المتّقي بن حسام الدين الهندي البرهان فوري (975 ه) مطبعة الخيّام، قم، 1399 ه.
25- البرهان في تفسير القرآن: للسيد هاشم بن سليمان بن إسماعيل البحراني (1107 ه) مؤسسة البعثة، قم.
26- بشارة المصطفي: لأبي جعفر محمّد بن أبي القاسم محمّد بن عليّ الطبرسي (ق 6 ه)، منشورات المكتبة الحيدريّة، النجف الأشرف، 1383 ه.
27- بغية الطلب: لابن العديم الصاحب كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة (660 ه)، دمشق، 1408 ه.
الحقائق من الصواعق، ص: 306
28- بغية المسترشدين: لعبد الرحمن محمّد بن حسين بن عمر المشهور ب: با علوي (1320 ه)، افسيت دار المعرفة، بيروت، 1398 ه.
29- البلد الأمين: للشيخ تقي الدين إبراهيم بن عليّ بن الحسن الكفعمي الحارثي العاملي (905 ه).
30- البيان: لمحمّد بن يوسف بن محمّد الگنجي (658 ه)، المطبوع مع كفاية الطالب، نشر دار إحياء تراث اهل البيت عليهم السّلام، طهران.
«حرف التاء» 31- تاريخ ابن خلدون: لعبد الرحمن بن محمّد، ابن خلدون (732- 808 ه)، دار الكتب العلميّة، الطبعة الاولي، بيروت، 1413 ه.
32- تاريخ ابن الوردي: لزين الدين عمر بن مظفّر، الشهير ب: ابن الوردي (749 ه)، دار الكتب العلميّة، بيروت، الطبعة الاولي، 1417 ه.
33- تاريخ الأحمدي: لأحمد حسين بهادر خان الهندي (1350 ه)، مؤسّسة البلاغ، بيروت، الطبعة الاولي، 1408 ه.
34- تاريخ الإسلام: لشمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذهبي (673- 748 ه) دار الكتاب العربي، بيروت الطبعة الثانية، 1410 ه.
35- تاريخ بغداد: لأبي بكر أحمد بن عليّ الخطيب البغدادي (392- 463 ه)، دار الكتب العلميّة، بيروت.
36- تاريخ حبيب السير: لغياث الدين بن همام الدين الحسيني المعروف ب: خواند أمير (941 ه)، انتشارات خيّام، طهران، الطبعة الثالثة، 1362 ه. ش.
الحقائق من الصواعق، ص: 307
37- تاريخ الخلفاء: لجلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي (849- 911 ه) منشورات الشريف الرضي، الطبعة الاولي، قم، 1411 ه.
38- تاريخ الخميس: لحسين بن محمّد بن الحسن الديار بكري (966 ه)، مؤسسة شعبان، بيروت.
39- تاريخ الطبري: لأبي جعفر محمّد بن جرير بن يزيد الطبري (224- 310 ه)، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت، 1409 ه.
40- التاريخ الكبير: لمحمّد بن اسماعيل البخاري (194- 256 ه)، طبعة حيدر آباد الدكن، 1362 ه.
41- تاريخ مدينة دمشق: لأبي القاسم عليّ بن الحسن بن هبة اللّه الشافعي المعروف ب: ابن عساكر (500- 573 ه).
42- تأويل الآيات الظاهرة: للسيّد شرف الدين عليّ الحسيني الاستر ابادي النجفي (965 ه)، نشر مدرسة الإمام المهدي عليه السّلام، قم، الطبعة الاولي، 1407 ه.
43- التبيان: لأبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسي (385- 460 ه)، دار إحياء التراث العربي، بيروت.
44- التتمّة في تواريخ الأئمّة: لتاج الدين بن عليّ بن أحمد الحسيني العاملي (ق 11 ه)، مؤسسة البعثة، قم، الطبعة الاولي، 1412 ه.
45- تحف العقول: لأبي محمّد الحسن بن علي بن الحسين بن شعبة الحرّاني (ق 4 ه)، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجامعة المدرّسين، قم، الطبعة الثانية، 1404 ه.
46- تذكرة الخواص: لأبي المظفّر شمس الدين يوسف بن قزغلي بن عبد اللّه، سبط ابن الجوزي (581- 654 ه)، إصدار مكتبة نينوي الحديثة، طهران.
الحقائق من الصواعق، ص: 308
47- التذكرة في أحوال الموتي و امور الآخرة: لأبي عبد اللّه شمس الدين محمّد ابن أحمد بن أبي بكر بن فرح الأنصاري القرطبي (671 ه)، دار الكتب العلميّة، بيروت.
48- التذكرة في القراءات: لأبي الحسن طاهر بن عبد المنعم بن غلبون المقرئ (399 ه)، الزهراء للإعلام العربي، القاهرة، الطبعة الثانية، 1411 ه.
49- ترجمة الإمام الحسن عليه السّلام: تحقيق السيّد عبد العزيز الطباطبائي، مؤسسة آل البيت عليهم السّلام، قم، 1408 ه.
50- ترجمة الإمام الحسن عليه السّلام: لأبي القاسم عليّ بن الحسن ابن هبة اللّه الشافعي، المعروف ب: ابن عساكر (500- 573 ه)، تحقيق الشيخ محمّد باقر المحمودي، مؤسسة المحمودي، بيروت، الطبعة الاولي 1400 ه.
51- ترجمة الإمام الحسين عليه السّلام: لابن عساكر، تحقيق الشيخ محمّد باقر المحمودي، مؤسسة المحمودي، بيروت، الطبعة الاولي 1398 ه.
52- ترجمة الإمام الحسين عليه السّلام و مقتله: تحقيق السيّد عبد العزيز الطباطبائي، مؤسسة آل البيت عليهم السّلام، قم، 1408 ه.
53- ترجمة الإمام عليّ عليه السّلام: لابن عساكر، تحقيق الشيخ محمّد باقر المحمودي، دار التعارف للمطبوعات، بيروت، الطبعة الاولي، 1395 ه.
54- تفسير البيضاوي: للقاضي ناصر الدين أبي سعيد عبد اللّه بن عمر بن محمّد الشيرازي البيضاوي (791 ه)، دار الكتب العلميّة، بيروت، الطبعة الاولي، 1408 ه.
55- تفسير الصافي: للمولي محمّد محسن بن شاه مرتضي بن شاه محمود المعروف ب:
الفيض الكاشاني (1091 ه)، مؤسسة الأعلمي، بيروت.
الحقائق من الصواعق، ص: 309
56- تفسير العيّاشي: لأبي نصر محمّد بن مسعود بن عيّاش السلمي السمرقندي المعروف ب: العيّاشي (320 ه)، مؤسسة العلمي للمطبوعات، بيروت، الطبعة الاولي، 1411 ه.
57- تفسير فرات: لأبي القاسم فرات بن إبراهيم الكوفي (من أعلام الغيبة الصغري)، تحقيق محمّد الكاظم، مؤسسة الطبع و النشر، وزارة الإرشاد الاسلامي، طهران، الطبعة الاولي، 1410 ه.
58- تفسير القمي: لأبي الحسن عليّ بن إبراهيم القمي (ق 3 و 4 ه)، دار الكتاب، قم، الطبعة الثالثة، 1404 ه.
59- التفسير القيّم: لمحمّد بن أبي بكر بن أيوب الدمشقي الحنبلي المعروف ب: ابن قيّم الجوزيّة (691- 751 ه)، دار الكتب العلميّة، بيروت.
60- التفسير الكبير: لأبي عبد اللّه فخر الدين محمّد بن عمر بن الحسين الرازي (604 ه) دار الفكر، بيروت، 1410 ه.
61- تفسير ابن كثير: لأبي الفداء اسماعيل بن كثير القرشي الدمشقي (774 ه)، دار المعرفة، بيروت، الطبعة الاولي، 1406 ه.
62- التفسير المنسوب إلي الإمام العسكري عليه السّلام: لأبي محمّد الحسن بن عليّ العسكري عليهما السّلام (260 ه)، مدرسة الإمام المهدي عليه السّلام، قم، الطبعة الاولي، 1409 ه.
63- تلخيص المستدرك: لأبي عبد اللّه محمّد بن أحمد بن عثمان الذهبي (748 ه)، دار الفكر، بيروت، 1398 ه.
64- التلويحات: لأبي الفتوح شهاب الدين يحيي بن حبش السهروردي (587 ه)، انتشارات انجمن فلسفه ايران، 1396 ه.
الحقائق من الصواعق، ص: 310
65- تنوير المقباس من تفسير ابن عباس: لعبد اللّه بن عباس بن عبد المطّلب (68 ه)، انتشارات استقلال، طهران.
66- تهذيب الأحكام: لأبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسي (385- 460 ه)، دار الكتب الإسلامية، طهران، 1365 ه. ش.
67- تهذيب التهذيب: لأبي الفضل شهاب الدين أحمد بن عليّ بن حجر العسقلاني (773- 852 ه)، دار إحياء التراث العربي، بيروت.
68- تهذيب الكمال: لأبي الحجاج جمال الدين يوسف المزّي (654- 742 ه)، مؤسسة الرسالة، بيروت الطبعة الخامسة، 1413 ه.
«حرف الثاء» 69- الثغور الباسمة: لجلال الدين السيوطي (911 ه)، دار العلوم، بيروت الطبعة الاولي، 1408 ه.
70- ثمرات الأوراق: لأبي بكر تقي الدين عليّ بن محمّد بن حجّة الحموي (837 ه)، دار الكتب العلميّة، بيروت، الطبعة الاولي، 1403 ه.
71- ثواب الأعمال: لأبي جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه القمي، المعروف ب: الشيخ الصدوق، (306- 381 ه)، مكتبة الصدوق، طهران، 1391 ه.
الحقائق من الصواعق، ص: 311
«حرف الجيم» 72- جامع الاصول: لأبي السعادات مبارك بن محمّد، ابن الأثير الجزري (544- 606)، دار التراث العربي، بيروت، الطبعة الرابعة، 1404 ه.
73- جامع الاصول: للشيخ منصور علي ناصف (1371 ه)، نشر دار تمل للنشر و التوزيع، تركيا.
74- جامع البيان (تفسير الطبري): لأبي جعفر محمّد بن جرير الطبري (224- 310 ه)، دار الفكر، بيروت، 1408 ه.
75- الجامع الصغير: لجلال الدين عبد الرحمان بن أبي بكر السيوطي (849- 911 ه)، نشر دار الكتب العلميّة، بيروت، الطبعة الاولي، 1410 ه.
76- الجامع لأحكام القرآن (تفسير القرطبي): لأبي عبد اللّه محمّد بن أحمد الأنصاري القرطبي (671 ه)، دار الكتب العلميّة، بيروت، 1413 ه.
77- جوامع الجامع: لأبي عليّ الفضل بن الحسن الطبرسي (548 ه)، دار الأضواء، بيروت، الطبعة الثانية، 1412 ه.
78- جواهر البحار: ليوسف بن إسماعيل النبهاني (1350 ه)، مكتبة و مطبعة مصطفي البابي الحلبي و أولاده، مصر، 1379 ه.
الحقائق من الصواعق، ص: 312
«حرف الحاء» 79- حلية الأبرار: للسيّد هاشم بن سليمان البحراني (1107 ه) مؤسسة المعارف الاسلامية، قم، الطبعة الاولي، 1415 ه.
80- حلية الأولياء: لأبي نعيم أحمد بن عبد اللّه الأصفهاني (336- 430 ه)، دار الكتاب العربي، بيروت، الطبعة الخامسة، 1407 ه.
81- حياة الحيوان الكبري: لكمال الدين محمّد بن موسي بن عيسي الدميري المصري (742- 808 ه)، دار الفكر، بيروت.
«حرف الخاء» 82- الخرائج و الجرائح: لأبي الحسن سعيد بن هبة اللّه المعروف ب: قطب الدين الراوندي (573 ه)، مدرسة الإمام المهدي عليه السّلام، قم، الطبعة الاولي، 1409 ه.
83- الخصال: للشيخ الصدوق محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه القمي (306- 381 ه)، نشر جماعة المدرسين، قم، 1403 ه.
84- الخصائص: لأبي عبد الرحمن أحمد بن عليّ بن شعيب النسّائي (215- 303 ه)، مطبعة التقدّم العلميّة، القاهرة.
الحقائق من الصواعق، ص: 313
85- الخصائص الكبري: لجلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي (849- 911 ه)، دار الكتاب العربي، بيروت.
86- خصائص الوحي المبين: ليحيي بن الحسن الحلّي المعروف ب: ابن البطريق (600 ه)، منشورات مطبعة وزارة الارشاد الإسلامي، طهران، 1406 ه.
«حرف الدال» 87- دلائل الإمامة: لأبي جعفر محمّد بن جرير بن رستم الطبري (ق 5 ه)، مؤسسة البعثة، قم، الطبعة الاولي، 1413 ه.
88- دلائل النبّوة: لأبي بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي (384- 458 ه)، دار الكتب العلميّة، بيروت، الطبعة الاولي، 1405 ه.
89- دلائل النبّوة: لأبي نعيم أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بن اسحاق الاصفهاني (334- 430 ه).
90- ديوان إمام عليّ عليه السّلام: لمصطفي زماني، انتشارات پيام اسلام، قم، 1368 ه ش.
91- ديوان الشافعي: لأبي عبد اللّه محمّد بن إدريس الشافعي (204 ه)، جمعه و علّق عليه محمّد عفيف الزغبي، دار إحياء التراث العربي، بيروت، الطبعة الرابعة، 1392 ه.
الحقائق من الصواعق، ص: 314
«حرف الذال» 92- ذخائر العقبي: لأبي جعفر أحمد بن عبد اللّه المعروف ب: محب الدين الطبري (615- 694 ه)، نشر مكتبة القدسي، مصر، 1356 ه.
«حرف الراء» 93- ربيع الأبرار: لجار اللّه محمود بن عمر الزمخشري (538 ه)، الشريف الرضي، قم، الطبعة الاولي، 1410 ه.
94- الرحلة: لأبي بكر أحمد بن عليّ الخطيب البغدادي (463 ه)، دار الكتب العلميّة، بيروت، الطبعة الاولي، 1395 ه.
95- الردّ علي المتعصّب العنيد: لأبي الفرج عبد الرحمن بن عليّ بن محمّد بن عليّ المعروف ب: ابن الجوزي (510- 597 ه)، تحقيق محمّد كاظم المحمودي، 1403 ه.
96- رشفة الصادي: لأبي بكر الحضرمي، طبع القاهرة، 1303 ه.
97- روح المعاني في تفسير القرآن العظيم: لشهاب الدين السيّد محمود الآلوسي البغدادي (1217- 1270 ه)، نشر دار إحياء التراث العربي، بيروت.
98- روضات الجنّات: للميرزا محمّد باقر بن الميرزا زين العابدين الموسوي الخوانساري (1226- 1313 ه)، انتشارات حيدريّة، طهران، 1390 ه.
الحقائق من الصواعق، ص: 315
99- روضة الواعظين: لأبي عليّ محمّد بن الحسن بن عليّ القتّال النيسابوري (508 ه)، افسيت منشورات الرضيّ، قم، علي طبعة المكتبة الحيدرية في النجف الأشرف، 1386 ه.
100- الرياض النضرة: لأبي جعفر أحمد بن عبد اللّه المعروف ب: محب الدين الطبري (615- 694 ه)، دار الكتب العلميّة، بيروت.
«حرف السين» 101- سعد السعود: لرضي الدين أبي القاسم عليّ بن موسي بن جعفر بن محمّد بن طاووس (664 ه)، منشورات الرضي، قم، 1363 ه. ش.
102- سنن الدار قطني: لأبي الحسن عليّ بن عمر بن أحمد الدار قطني (385 ه)، نشر دار المعرفة، بيروت.
103- سنن أبي داود: لأبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني الأزدي (275 ه)، دار الفكر، بيروت.
104- سنن الترمذي: لأبي عيسي محمّد بن عيسي بن سوله (209- 279 ه)، دار الفكر، بيروت.
105- السنن الكبري: لأبي بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي (458 ه)، دار المعرفة، بيروت، 1413 ه.
106- سنن ابن ماجة: لأبي عبد اللّه محمّد بن يزيد القزويني (275 ه)، دار الفكر، بيروت.
الحقائق من الصواعق، ص: 316
107- سنن النسّائي: لأبي عبد الرحمن أحمد بن عليّ بن شعيب النسّائي (303 ه)، دار إحياء التراث العربي، بيروت.
108- سير أعلام النبلاء: لشمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذهبي (748 ه)، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة السابعة، 1413 ه.
109- السيرة الحلبيّة: لعليّ بن برهان الدين الحلبي (1044 ه)، دار إحياء التراث العربي، بيروت.
110- سيرة الملّا (وسيلة المتعبّدين في سيرة سيّد المرسلين صلّي اللّه عليه و آله): لأبي حفص عمر بن محمّد بن خضر الإربلي الموصلي المعروف ب: الملّا (570 ه)، مطبعة مجلس دائرة المعارف الهندية، حيدر آباد الدكن، الطبعة الاولي، 1390 ه.
111- السيرة النبويّة: لأبي محمّد عبد الملك بن هشام (213 ه)، دار القلم، بيروت.
112- السيرة النبويّة: لأحمد زيني دحلان (1304 ه)، بهامش السيرة الحلبيّة، دار إحياء التراث العربي، بيروت.
«حرف الشين» 113- الشافي: للسيّد المرتضي علم الهدي عليّ بن الحسين بن موسي الموسوي البغدادي (436 ه)، مؤسسة الصادق عليه السّلام، طهران، الطبعة الثانية، 1410 ه.
الحقائق من الصواعق، ص: 317
114- شذرات الذهب: لأبي الفلاح عبد الحيّ بن العماد الحنبلي (1089 ه)، دار الكتب العلميّة، بيروت.
115- شرح الأخبار: للقاضي أبي حنيفة النعمان بن محمّد التميمي المغربي (363 ه)، مؤسسة النشر الاسلامي، قم، الطبعة الثانية، 1414 ه.
116- شرح ديوان أمير المؤمنين عليه السّلام: لحسين معين الدين الميبدي (910 ه)، من مخطوطات مكتبة آية اللّه العظمي المرعشي رحمه اللّه، الرقم 3997.
117- شرح السنّة: لأبي محمّد الحسين بن مسعود البغوي (516 ه)، دار الكتب العلميّة، بيروت، الطبعة الاولي، 1412 ه.
118- شرح فيض الغدير: لمحمّد عبد الرؤوف المناوي (1031 ه)، دار الفكر، الطبعة الثانية، 1391 ه.
119- شرح المقاصد: لمسعود بن عمر بن عبد اللّه المعروف ب: سعد الدين التفتازاني (793 ه)، منشورات الشريف الرضي، قم، الطبعة الاولي، 1370 ه.
120- شرح نهج البلاغة: لعبد اللّه بن هبة اللّه المعروف ب: ابن أبي الحديد (656 ه)، دار إحياء التراث العربي، بيروت، الطبعة الثانية، 1385 ه.
121- شرف النبيّ صلّي اللّه عليه و آله و سلّم: لأبي سعيد عبد الملك بن محمّد الواعظ الخرگوشي (407 ه)، انتشارات بابك، طهران، 1361 ه. ش.
122- شعب الإيمان: لأبي بكر أحمد بن الحسين بن عليّ البيهقي (458 ه)، دار الكتب العلميّة، بيروت، الطبعة الاولي، 1410 ه.
123- شواهد التنزيل: لعبيد اللّه بن عبد اللّه بن أحمد المعروف ب: الحاكم الحسكاني (ق 5 ه)، وزارة الإرشاد الاسلامي، طهران، الطبعة الاولي، 1411 ه.
الحقائق من الصواعق، ص: 318
«حرف الصاد» 124- صبح الأعشي: لأحمد بن عليّ القلقشندي (821 ه)، دار الفكر، بيروت، الطبعة الاولي، 1407 ه.
125- صحيح البخاري: لأبي عبد اللّه محمّد بن إسماعيل بن إبراهيم البخاري الجعفي (256 ه) دار الكتب العلميّة، بيروت.
126- صحيح مسلم: لأبي الحسن مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري (261 ه)، دار إبن حزم، بيروت، الطبعة الاولي، 1416 ه.
127- صحيفة الرضا عليه السّلام: نشر مدرسة الإمام المهدي عليه السّلام، قم، 1408 ه.
128- الصراط المستقيم: لأبي محمّد عليّ بن يونس النباطي البياضي العاملي (877 ه)، المكتبة المرتضوية، الطبعة الاولي، 1384 ه.
129- صفة الصفوة: لأبي الفرج عبد الرحمن بن عليّ بن محمّد المعروف ب: ابن الجوزي (597 ه)، دار الكتب العلميّة، بيروت الطبعة الاولي، 1412 ه.
130- الصواعق المحرقة: لأحمد بن حجر الهيتمي المكّي (974 ه)، مكتبة القاهرة، مصر، الطبعة الثانية، 1385 ه. و تحقيق عبد الرحمان بن عبد اللّه التركي، و كامل محمّد خرّاط، نشر مؤسّسة الرسالة، بيروت 1417 ه.
الحقائق من الصواعق، ص: 319
«حرف الضاد» 131- الضعفاء الكبير: لأبي جعفر محمّد بن عمرو بن موسي بن حمّاد العقيلي المكي (322 ه)، دار الكتب العلميّة، بيروت، الطبعة الاولي، 1404 ه.
«حرف الطاء» 132- الطبقات الكبري: لمحمّد بن سعد بن منيع الزهري المعروف ب: ابن سعد (230 ه)، دار الفكر، بيروت.
133- طبقات المحدّثين: لأبي محمّد عبد اللّه بن محمّد بن جعفر بن حيّان المعروف ب:
أبي الشيخ (369 ه)، دار الكتب العلميّة، بيروت، الطبعة الاولي، 1409 ه.
134- الطرائف: لأبي القاسم رضيّ الدين عليّ بن موسي بن طاووس (664 ه)، انتشارات خيام، قم، 1400 ه.
«حرف العين» 135- العدد القوية: لرضيّ الدين عليّ بن يوسف بن المطهر الحلّي (ق 8 ه)، نشر مكتبة آية اللّه السيّد المرعشي رحمه اللّه، الطبعة الاولي، قم، 1408 ه.
136- العرف الوردي: لجلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي (911 ه)، دار الكتب العلميّة، بيروت، 1403 ه.
الحقائق من الصواعق، ص: 320
137- عقد الدرر: ليوسف بن يحيي بن عليّ بن عبد العزيز المقدسي الشافعي السلمي (ق 7 ه)، عالم الفكر، الطبعة الاولي، القاهرة، 1399 ه.
138- العقد الفريد: لأحمد بن محمّد بن عبد ربّه الأندلسي (328 ه)، دار الكتاب العربي، بيروت، الطبعة الاولي، 1411 ه.
139- علل الشرائع: لأبي جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه القمّي المعروف ب:
الصدوق (381 ه)، المكتبة الحيدرية، النجف الاشرف، 1385 ه.
140- عمدة عيون صحاح الأخبار: ليحيي بن الحسن الأسدي الحلّي المعروف ب: ابن البطريق (600 ه)، جماعة المدرسين، قم، 1407 ه.
141- عوالم العلوم: للشيخ عبد اللّه بن نور اللّه البحراني الأصفهاني، مدرسة الإمام المهدي عليه السّلام، قم، الطبعة الاولي، 1405 ه.
142- عوالي اللآلي: لمحمّد بن عليّ بن إبراهيم الإحسائي المعروف ب: ابن أبي جمهور (880 ه)، منشورات سيّد الشهداء عليه السّلام، قم، الطبعة الاولي، 1403 ه.
143- عيون أخبار الرضا عليه السّلام: لأبي جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه القمّي (381 ه)، مؤسسة الأعلمي، بيروت، الطبعة الاولي، 1404 ه.
«حرف الغين» 144- غالية المواعظ: لشهاب الدين السيّد محمود الآلوسي البغدادي (1270 ه)، دار المعرفة، بيروت، 1399 ه.
145- الغدير: للميرزا عبد الحسين بن أحمد الأميني النجفي، دار الكتب الاسلامية، طهران، الطبعة الثانية، 1366 ه. ش.
الحقائق من الصواعق، ص: 321
146- غرائب القرآن: لنظام الدين الحسن بن محمّد بن حسين القمّي النيسابوري (728 ه)، دار الكتب العلميّة، بيروت، الطبعة الاولي، 1416 ه.
147- غرر الحكم: لعبد الواحد بن محمّد التميمي الآمدي (550 ه)، مكتب الإعلام الإسلامي، قم، الطبعة الاولي، 1366 ه. ش.
148- الغيبة: لأبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسي (460 ه)، مؤسسة المعارف الإسلامية، قم، الطبعة الاولي، 1412 ه.
«حرف الفاء» 149- فتح الباري: لأحمد بن عليّ بن حجر العسقلاني (852 ه)، دار الريّان للتراث، القاهرة، الطبعة الاولي، 1407 ه.
150- الفتن: لأبي عبد اللّه نعيم بن حمّاد المروزي (228 ه)، مخطوط.
151- الفتوح: لأبي محمّد أحمد بن أعثم الكوفي (314 ه)، نشر دار الندوة الجديدة، بيروت.
152- فرائد السمطين: لإبراهيم بن محمّد بن المؤيّد بن عبد اللّه بن عليّ بن محمّد الجويني الخراساني (730 ه)، مؤسسة المحمودي، بيروت، الطبعة الاولي، 1398 ه.
153- فرحة الغري: للنقيب غياث الدين السيّد عبد الكريم بن طاووس (693 ه) منشورات الرضي، قم.
الحقائق من الصواعق، ص: 322
154- فردوس الأخبار: لشيرويه بن شهردار بن شيرويه الديلمي (509 ه)، دار الكتاب العربي، الطبعة الاولي، 1407 ه.
155- الفصول المختارة: لأبي عبد اللّه محمّد بن محمّد بن النعمان العكبري البغدادي المعروف ب: المفيد (413 ه)، المؤتمر العالمي لألفيّة الشيخ المفيد، قم، الطبعة الاولي، 1413 ه
156- الفصول المهمّة: لعليّ بن محمّد بن أحمد المالكي المكي المعروف ب: ابن الصبّاغ (855 ه)، دار الكتب التجارية، النجف الأشرف.
157- فضائل الخمسة: للسيّد مرتضي الحسيني الفيروز آبادي، دار الكتب الإسلامية، طهران، الطبعة الثانية، 1413 ه.
158- فضائل الصحابة: لأحمد بن حنبل (241 ه)، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الاولي، 1403 ه.
159- فيض القدير: لعبد الرؤوف المناوي (1031 ه)، دار الفكر، بيروت، الطبعة الثانية، 1391 ه.
«حرف القاف» 160- قصص الأنبياء: لأبي إسحاق أحمد بن محمّد بن إبراهيم الثعلبي، مخطوط.
الحقائق من الصواعق، ص: 323
«حرف الكاف» 161- الكافي: لأبي جعفر محمّد بن يعقوب بن اسحاق الكليني الرازي (329 ه)، دار الكتب الإسلامية، طهران، الطبعة الرابعة، 1365 ه. ش.
162- الكامل في التاريخ: لأبي الحسن عزّ الدين عليّ بن أبي الكرم محمّد بن محمّد الشيباني المعروف ب: ابن الأثير (630 ه)، دار صادر، بيروت، 1402 ه.
163- الكامل في ضعفاء الرجال: لأبي أحمد عبد اللّه بن عدي الجرجاني (365 ه)، دار الفكر، بيروت، الطبعة الثانية، 1409 ه.
164- كتاب سليم: لسليم بن قيس الهلالي العامري (85 ه)، دار الفنون، بيروت، 1400 ه.
165- الكشّاف: لجار اللّه محمود بن عمر الزمخشري (528 ه)، دار الكتاب العربي، بيروت.
166- كشف الخفاء: للشيخ إسماعيل بن محمّد العجلوني الجراحي (1162 ه)، دار الكتب العلميّة، بيروت، الطبعة الثالثة، 1988 م.
167- كشف الغمّة: لبهاء الدين أبي الحسن علي بن عيسي بن أبي الفتح الإربلي (692 ه)، مكتبة بني هاشمي، تبريز، 1381 ه.
168- كفاية الطالب: لأبي عبد اللّه محمّد بن يوسف بن محمّد القرشي الگنجي الشافعي (658 ه)، دار إحياء تراث أهل البيت عليهم السّلام، طهران، الطبعة الثالثة، 1404 ه.
169- كمال الدين: لأبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي (الصدوق) (381 ه)، جماعة المدرسين، قم.
الحقائق من الصواعق، ص: 324
170- كنز العمال: لعلاء الدين عليّ المتّقي بن حسام الدين الهندي البرهان فوري (975 ه)، مؤسسة الرسالة، بيروت، 1413 ه.
171- كنز الفوائد: لأبي الفتح محمّد بن عليّ الكراجكي (449 ه)، مكتبة المصطفوي، قم، الطبعة الثانية، 1369 ه. ش.
172- الكني و الأسماء: لأبي بشر محمّد بن أحمد بن حمّاد الدولابي (310 ه)، دار الكتب العلميّة، بيروت، 1403 ه.
«حرف اللام» 173- لسان العرب: لأبي الفضل جمال الدين محمّد بن مكرم بن منظور (711 ه)، دار الفكر، بيروت.
174- لسان الميزان: لأبي الفضل شهاب الدين أحمد بن عليّ بن حجر العسقلاني (852 ه)، دار الفكر، بيروت، الطبعة الاولي، 1408 ه.
175- اللآلي‌ء المصنوعة: لجلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي (911 ه)، دار المعرفة، بيروت.
«حرف الميم» 176- مائة منقبة: لأبي الحسن محمّد بن أحمد بن عليّ بن الحسن القمّي المعروف ب: ابن شاذان (ق 4 و 5 ه)، انتشارات أنصاريان، قم، الطبعة الثانية، 1413 ه.
الحقائق من الصواعق، ص: 325
177- المجروحين: لمحمّد بن حبان بن أحمد بن أبي حاتم البستي (354 ه)، دار المعرفة، بيروت، 1412 ه.
178- مجمع البيان: لأبي عليّ الفضل بن الحسن الطبرسي (548 ه)، دار مكتبة الحياة، بيروت.
179- مجمع الزوائد: لنور الدين عليّ بن أبي بكر الهيثمي (807 ه)، دار الكتاب العربي، بيروت، الطبعة الثالثة، 1402 ه.
180- مجموعة ورّام: لأبي الحسين ورّام بن أبي فراس المالكي الأشتري (605 ه)، دار الكتب الاسلامية، طهران، الطبعة الثانية، 1368 ه. ش.
181- المحاسن: لأبي جعفر أحمد بن محمّد بن خالد البرقي (274 ه)، المجمع العالمي لأهل البيت عليهم السّلام، قم، الطبعة الاولي، 1413 ه.
182- محاضرات الادباء: لأبي القاسم الحسين بن محمّد الراغب الأصفهاني (502 ه)، دار مكتبة الحياة، بيروت.
183- محاضرة الأوائل: لعلاء الدين عليّ دده السكتواري البسنوي (1007 ه)، افسيت دار الكتاب العربي، بيروت، الطبعة الثانية، 1398 ه.
184- المحصول: لفخر الدين محمّد بن عمر بن الحسين الرازي (606 ه)، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الثانية، 1412 ه.
185- المحن: لأبي العرب محمّد بن أحمد بن تميم التميمي (333 ه)، دار الغرب الإسلامي، بيروت، الطبعة الاولي، 1408 ه.
186- مختصر تاريخ دمشق: لأبي الفضل جمال الدين محمّد بن مكرم بن منظور (711 ه)، دار الفكر، بيروت، الطبعة الاولي، 1404 ه.
الحقائق من الصواعق، ص: 326
187- المدهش: لأبي الفرج عبد الرحمن بن عليّ بن محمّد المعروف ب: ابن الجوزي (597 ه)، دار الجيل، بيروت.
188- مروج الذهب: لأبي الحسن عليّ بن الحسين بن عليّ المسعودي (346 ه)، دار المعرفة، بيروت.
189- المزار: للشهيد الأوّل محمّد بن مكي العاملي الجزّيني (786 ه)، مؤسسة المعارف الإسلامية، قم، الطبعة الاولي، 1416 ه.
190- المستدرك علي الصحيحين: لأبي عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه الحاكم النيسابوري (405 ه)، دار الكتب العلميّة، بيروت، الطبعة الاولي، 1411 ه.
191- مسند أبي داود الطيالسي: لسليمان بن داود بن الجارود الفارسي البصري، الشهير ب: الطيالسي (204 ه)، دار المعرفة، بيروت.
192- مسند أبي يعلي: لأحمد بن عليّ بن المثنّي التميمي (307 ه)، دار الثقافة العربية، دمشق، الطبعة الاولي، 1412 ه.
193- مسند أحمد: لأبي عبد اللّه أحمد بن محمّد بن حنبل الشيباني (241 ه) دار إحياء التراث العربي، بيروت.
194- مسند البزّار (البحر الزخّار): لأبي بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق العتكي البزّار (292 ه)، مكتبة العلوم و الحكم، المدينة المنوّرة، الطبعة الاولي، 1414 ه.
195- مشكاة المصابيح: لمحمّد بن عبد اللّه الخطيب التبريزي (741 ه)، دار الفكر، بيروت، الطبعة الاولي، 1411 ه.
196- مصابيح السنّة: لأبي محمّد الحسين بن مسعود الفرّاء البغوي (516 ه)، دار المعرفة، بيروت، الطبعة الاولي، 1407 ه.
الحقائق من الصواعق، ص: 327
197- المصباح المنير: لأحمد بن محمّد بن عليّ المقري الفيّومي (770 ه)، دار الهجرة، قم، الطبعة الثانية، 1414 ه.
198- المصنّف: لأبي بكر عبد الرزاق بن همام الصنعاني (211 ه)، المجلس العلمي، بيروت.
199- المصنّف: لعبد اللّه بن محمّد بن أبي شيبة الكوفي العبسي (235 ه)، دار الفكر، بيروت، الطبعة الاولي، 1409 ه.
200- مطالب السؤول: لكمال الدين محمّد بن طلحة الشافعي النصيبي (652 ه)، نشر دار الكتب التجارية في النجف الأشرف، 1371 ه.
201- مطالب العالية: لأحمد بن عليّ بن حجر العسقلاني (852 ه).
202- معالم التنزيل: لأبي محمّد الحسين بن مسعود الفرّاء البغوي (516 ه)، دار المعرفة، بيروت، الطبعة الثالثة، 1413 ه.
203- معاني الأخبار: لأبي جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه القمّي (381 ه)، مؤسسة النشر الإسلامي، قم، 1361 ه. ش.
204- المعجم الأوسط: لأبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني (360 ه)، مكتبة المعارف، الرياض، الطبعة الاولي، 1405 ه.
205- المعجم الصغير: لأبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني (360 ه)، دار إحياء التراث العربي، بيروت.
206- المعجم الكبير: لأبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني (360 ه)، دار إحياء التراث العربي، بيروت.
207- معجم مفردات ألفاظ القرآن الكريم: لأبي القاسم الحسين بن محمّد الراغب الاصفهاني (502 ه)، دار الفكر، بيروت.
الحقائق من الصواعق، ص: 328
208- مقاتل الطالبيين: لأبي الفرج عليّ بن الحسين بن محمّد بن أحمد الأصفهاني (356 ه)، منشورات الرضي، قم، الطبعة الثانية، 1405 ه.
209- مقتل الحسين عليه السّلام: لأبي المؤيّد الموفّق بن أحمد المكّي المعروف ب: أخطب خوارزم (568 ه)، مكتبة المفيد، قم.
210- مقدّمة ابن خلدون: لعبد الرحمن بن محمّد بن خلدون (808 ه)، دار احياء التراث العربي، بيروت، 1408 ه.
211- مكارم الأخلاق: لأبي نصر الحسن بن الفضل الطبرسي (ق 6 ه)، مؤسسة النشر الاسلامي، قم، الطبعة الاولي، 1414 ه.
212- الملاحم و الفتن: لأبي الحسين أحمد بن جعفر بن محمّد بن عبيد اللّه البغدادي المعروف ب: ابن المنادي (336 ه)، مكتبة مسجد أعظم، قم، (مخطوط).
213- الملاحم و الفتن: لأبي القاسم رضيّ الدين عليّ بن موسي بن جعفر بن محمّد بن طاووس (664 ه)، افسيت منشورات الرضي، قم، 1412 ه.
214- الملل و النحل: لأبي الفتح محمّد بن عبد الكريم الشهرستاني (548 ه)، منشورات الشريف الرضي، قم.
215- الملهوف علي قتلي الطفوف: لأبي القاسم رضيّ الدين علي بن موسي بن جعفر بن محمّد بن طاووس (664 ه)، دار الاسوة للطباعة و النشر، قم، الطبعة الاولي، 1414 ه.
216- المنار المنيف: لأبي عبد اللّه شمس الدين محمّد بن أبي بكر الحنبلي المعروف ب:
ابن قيّم الجوزية (751 ه)، مكتبة المطبوعات الإسلاميّة، حلب.
217- مناقب آل أبي طالب: لأبي جعفر رشيد الدين محمّد بن عليّ بن شهر اشوب السروي المازندراني (588 ه)، دار الأضواء، بيروت، الطبعة الثانية، 1412 ه.
الحقائق من الصواعق، ص: 329
218- المناقب: لأبي المؤيّد الموفق بن أحمد المكّي المعروف ب: أخطب خوارزم (568 ه)، مؤسسة النشر الإسلامي، قم، الطبعة الثانية، 1411 ه.
219- مناقب الإمام أمير المؤمنين عليه السّلام: لمحمّد بن سليمان القاضي الكوفي (ق 3 ه)، نشر مجمع إحياء الثقافة الإسلامية، قم، الطبعة الاولي، 1412 ه.
220- مناقب سيّدنا عليّ عليه السّلام: للفقير العيني الحنفي، حيدر آباد الدكن، 1352 ه.
221- مناقب عليّ بن أبي طالب عليه السّلام: لأبي الحسن عليّ بن محمّد بن محمّد الواسطي الشافعي المعروف ب: ابن المغازلي (483 ه)، المكتبة الإسلامية، طهران، الطبعة الثانية، 1402 ه.
222- من لا يحضره الفقيه: لأبي جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه القمّي المعروف ب: الصدوق (381 ه)، دار الكتب الإسلامية، طهران، 1410 ه.
223- المنتخب: لأبي محمّد عبد بن حميد (249 ه)، عالم الكتب، بيروت، الطبعة الاولي، 1408 ه.
224- المنتظم: لأبي الفرج عبد الرحمن بن عليّ بن محمّد المعروف ب: ابن الجوزي (597 ه)، دار الكتب العلميّة، بيروت، الطبعة الاولي، 1412 ه.
225- الموطأ: لمالك بن أنس (179 ه)، دار إحياء التراث العربي، بيروت، 1406 ه.
226- ميزان الإعتدال: لأبي عبد اللّه محمّد بن أحمد بن عثمان الذهبي (748 ه)، دار المعرفة، بيروت.
الحقائق من الصواعق، ص: 330
«حرف النون» 227- نظم درر السمطين: لجمال الدين محمّد بن يوسف الزرندي (750 ه)، مكتبة نينوي الحديثة، طهران.
228- نفحات الأزهار: للسيّد عليّ الحسيني الميلاني، مطبعة مهر، قم، الطبعة الاولي، 1414 ه.
229- نقض الوشيعة: للسيّد محسن الأمين العاملي (1371 ه)، مؤسسة الأعلمي، بيروت، الطبعة الرابعة، 1403 ه.
230- نور الأبصار: للشيخ مؤمن بن حسن الشبلنجي (1290 ه)، دار الفكر، بيروت.
231- النور المشتعل: لأبي نعيم أحمد بن عبد اللّه الأصفهاني (430 ه)، جمع و رتّب الشيخ محمّد باقر المحمودي، وزارة الإرشاد الإسلامي، طهران، الطبعة الاولي، 1406 ه.
232- النهاية في غريب الحديث و الأثر: لمجد الدين أبي السعادات المبارك بن محمّد الجزري المعروف ب: ابن الأثير (606 ه)، مؤسسة إسماعيليان، قم، الطبعة الرابعة، 1367 ه. ش.
233- نهج البلاغة: مجموع ما اختاره الشريف الرضي (406 ه) من كلام أمير المؤمنين عليه السّلام، شرح محمّد عبده (1323 ه)، مكتب الإعلام الإسلامي، قم، الطبعة الاولي، 1411 ه.
234- نهج السعادة: للشيخ محمّد باقر المحمودي، مؤسسة المحمودي، بيروت.
235- نيل الأوطار: لمحمّد بن عليّ بن محمّد الشوكاني (1250 ه)، دار الحديث، القاهرة.
الحقائق من الصواعق، ص: 331
«حرف الواو» 236- الوسائل إلي معرفة الأوائل: لجلال الدين عبد الرحمان بن أبي بكر السيوطي (911 ه)، المكتبة الخانجي، القاهرة.
237- وفيات الأعيان: لأبي العبّاس شمس الدين أحمد بن محمّد بن أبي بكر بن خلّكان (681 ه)، دار صادر، بيروت.
238- وقعة صفّين: لنصر بن مزاحم بن سيّار المنقريّ (212 ه)، المؤسسة العربية الحديثة، القاهرة، الطبعة الثانية، 1382 ه.
«حرف الياء» 239- ينابيع المودّة: لسيلمان بن إبراهيم القندوزي الحنفي (1294 ه)، الشريف الرضي، قم، الطبعة الاولي، 1413 ه.
الحقائق من الصواعق، ص: 333

فهرس الموضوعات

الحقائق من الصواعق، ص: 335
«فهرس الموضوعات» المقدّمة 5 نبذة من فضائل أمير المؤمنين عليه السّلام اللامتناهية 17 إسلام علي عليه السّلام و هجرته 19 فضائل علي عليه السّلام في الأحاديث 22 فضائل علي عليه السّلام في كلام الصحابة 47 نبذة من كلماته القصار 55 شهادة علي عليه السّلام و أسبابها 71 نبذة من فضائل الإمام الحسن عليه السّلام 77 خلافة الإمام الحسن عليه السّلام 79 فضائل الإمام الحسن عليه السّلام في الحديث 81 خصائص و كرامات الإمام الحسن عليه السّلام 85 شهادة الإمام الحسن عليه السّلام و سببها 89 نبذة من فضائل أهل البيت عليهم السّلام 91 تزويج النبي صلّي اللّه عليه و آله فاطمة عليها السّلام من علي عليه السّلام 93 فضائل أهل البيت عليهم السّلام في القرآن 96 بحث مبسوط في آية المودّة 132 منزلة و عظمة أهل البيت عليهم السّلام 145 إخبار النبيّ صلّي اللّه عليه و آله بما يجري علي أهل بيته عليهم السّلام 149
الحقائق من الصواعق، ص: 336
نبذة أخري من فضائل أهل البيت عليهم السّلام 153 فضائل فاطمة و الحسنين عليهم السّلام 158 شهادة الإمام الحسين عليه السّلام من منظار الحديث 165 عاقبة قتلة الإمام الحسين عليه السّلام 171 نظرة في واقعة كربلاء 174 نبذة من فضائل الإمام السجّاد عليه السّلام 183 نبذة من فضائل الإمام الباقر عليه السّلام 189 نبذة من فضائل الإمام الصادق عليه السّلام 193 نبذة من فضائل الإمام الكاظم عليه السّلام 199 نبذة من فضائل الإمام الرضا عليه السّلام 205 نبذة من فضائل الإمام الجواد عليه السّلام 211 نبذة من فضائل الإمام الهادي عليه السّلام 217 نبذة من فضائل الإمام الحسن العسكري عليه السّلام 225 نبذة من فضائل الإمام المهدي عليه السّلام 229 الفهارس الفنّية 239 فهرس الآيات 241 فهرس الأحاديث 253 فهرس الأعلام 279 أسماء المعصومين عليهم السّلام 281 أسماء الأنبياء عليهم السّلام 283 الاعلام 283 فهرس الأشعار 295 مصادر التحقيق 301 فهرس الموضوعات 333

تعريف مرکز القائمیة باصفهان للتحریات الکمبیوتریة

جاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ في سَبيلِ اللَّهِ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (التوبة/41).
قالَ الإمامُ علیّ ُبنُ موسَی الرِّضا – علـَیهِ السَّلامُ: رَحِمَ اللّهُ عَبْداً أحْيَا أمْرَنَا... َ يَتَعَلَّمُ عُلُومَنَا وَ يُعَلِّمُهَا النَّاسَ؛ فَإِنَّ النَّاسَ لَوْ عَلِمُوا مَحَاسِنَ كَلَامِنَا لَاتَّبَعُونَا... (بَــنـادِرُ البـِحـار – فی تلخیص بحـار الأنوار، للعلاّمة فیض الاسلام، ص 159؛ عُیونُ أخبارِ الرِّضا(ع)، الشـَّیخ الصَّدوق، الباب28، ج1/ ص307).
مؤسّس مُجتمَع "القائمیّة" الثـَّقافیّ بأصبَهانَ – إیرانَ: الشهید آیة الله "الشمس آباذی" – رَحِمَهُ اللهُ – کان أحداً من جَهابـِذة هذه المدینة، الذی قدِ اشتهَرَ بشَعَفِهِ بأهل بَیت النبیّ (صلواتُ اللهِ علـَیهـِم) و لاسیَّما بحضرة الإمام علیّ بن موسَی الرِّضا (علیه السّلام) و بـِساحة صاحِب الزّمان (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرجَهُ الشَّریفَ)؛ و لهذا أسّس مع نظره و درایته، فی سَنـَةِ 1340 الهجریّة الشمسیّة (=1380 الهجریّة القمریّة)، مؤسَّسة ًو طریقة ًلم یـَنطـَفِئ مِصباحُها، بل تـُتـَّبَع بأقوَی و أحسَنِ مَوقِفٍ کلَّ یومٍ.
مرکز "القائمیّة" للتحرِّی الحاسوبیّ – بأصبَهانَ، إیرانَ – قد ابتدَأَ أنشِطتَهُ من سَنـَةِ 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریّة القمریّة) تحتَ عنایة سماحة آیة الله الحاجّ السیّد حسن الإمامیّ – دامَ عِزّهُ – و مع مساعَدَةِ جمع ٍمن خِرّیجی الحوزات العلمیّة و طلاب الجوامع، باللیل و النهار، فی مجالاتٍ شتـَّی: دینیّة، ثقافیّة و علمیّة...
الأهداف: الدّفاع عن ساحة الشیعة و تبسیط ثـَقافة الثـَّقـَلـَین (کتاب الله و اهل البیت علیهـِمُ السَّلامُ) و معارفهما، تعزیز دوافع الشـَّباب و عموم الناس إلی التـَّحَرِّی الأدَقّ للمسائل الدّینیّة، تخلیف المطالب النـّافعة – مکانَ البَلاتیثِ المبتذلة أو الرّدیئة – فی المحامیل (=الهواتف المنقولة) و الحواسیب (=الأجهزة الکمبیوتریّة)، تمهید أرضیّةٍ واسعةٍ جامعةٍ ثـَقافیّةٍ علی أساس معارف القرآن و أهل البیت –علیهم السّلام – بباعث نشر المعارف، خدمات للمحققین و الطـّلاّب، توسعة ثقافة القراءة و إغناء أوقات فراغة هُواةِ برامِج العلوم الإسلامیّة، إنالة المنابع اللازمة لتسهیل رفع الإبهام و الشـّـُبُهات المنتشرة فی الجامعة، و...
- مِنها العَدالة الاجتماعیّة: التی یُمکِن نشرها و بثـّها بالأجهزة الحدیثة متصاعدة ً، علی أنـّه یُمکِن تسریعُ إبراز المَرافِق و التسهیلاتِ – فی آکناف البلد - و نشرِ الثـَّقافةِ الاسلامیّة و الإیرانیّة – فی أنحاء العالـَم - مِن جـِهةٍ اُخرَی.
- من الأنشطة الواسعة للمرکز:
الف) طبع و نشر عشراتِ عنوانِ کتبٍ، کتیبة، نشرة شهریّة، مع إقامة مسابقات القِراءة
ب) إنتاجُ مئات أجهزةٍ تحقیقیّة و مکتبیة، قابلة للتشغیل فی الحاسوب و المحمول
ج) إنتاج المَعارض ثـّـُلاثیّةِ الأبعاد، المنظر الشامل (= بانوراما)، الرّسوم المتحرّکة و... الأماکن الدینیّة، السیاحیّة و...
د) إبداع الموقع الانترنتی "القائمیّة" www.Ghaemiyeh.com و عدّة مَواقِعَ اُخـَرَ
ه) إنتاج المُنتـَجات العرضیّة، الخـَطابات و... للعرض فی القنوات القمریّة
و) الإطلاق و الدَّعم العلمیّ لنظام إجابة الأسئلة الشرعیّة، الاخلاقیّة و الاعتقادیّة (الهاتف: 00983112350524)
ز) ترسیم النظام التلقائیّ و الیدویّ للبلوتوث، ویب کشک، و الرّسائل القصیرة SMS
ح) التعاون الفخریّ مع عشراتِ مراکزَ طبیعیّة و اعتباریّة، منها بیوت الآیات العِظام، الحوزات العلمیّة، الجوامع، الأماکن الدینیّة کمسجد جَمکرانَ و...
ط) إقامة المؤتمَرات، و تنفیذ مشروع "ما قبلَ المدرسة" الخاصّ بالأطفال و الأحداث المُشارِکین فی الجلسة
ی) إقامة دورات تعلیمیّة عمومیّة و دورات تربیة المربّـِی (حضوراً و افتراضاً) طیلة السَّنـَة
المکتب الرّئیسیّ: إیران/أصبهان/ شارع"مسجد سیّد"/ ما بینَ شارع"پنج رَمَضان" ومُفترَق"وفائی"/بنایة"القائمیّة"
تاریخ التأسیس: 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریة القمریّة)
رقم التسجیل: 2373
الهویّة الوطنیّة: 10860152026
الموقع: www.ghaemiyeh.com
البرید الالکترونی: Info@ghaemiyeh.com
المَتجَر الانترنتی: www.eslamshop.com
الهاتف: 25-2357023- (0098311)
الفاکس: 2357022 (0311)
مکتب طهرانَ 88318722 (021)
التـِّجاریّة و المَبیعات 09132000109
امور المستخدمین 2333045(0311)
ملاحَظة هامّة:
المیزانیّة الحالیّة لهذا المرکز، شـَعبیّة، تبرّعیّة، غیر حکومیّة، و غیر ربحیّة، اقتـُنِیَت باهتمام جمع من الخیّرین؛ لکنـَّها لا تـُوافِی الحجمَ المتزاید و المتـَّسِعَ للامور الدّینیّة و العلمیّة الحالیّة و مشاریع التوسعة الثـَّقافیّة؛ لهذا فقد ترجَّی هذا المرکزُ صاحِبَ هذا البیتِ (المُسمَّی بالقائمیّة) و مع ذلک، یرجو مِن جانب سماحة بقیّة الله الأعظم (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرَجَهُ الشَّریفَ) أن یُوفـِّقَ الکلَّ توفیقاً متزائداً لِإعانتهم - فی حدّ التـّمکـّن لکلّ احدٍ منهم – إیّانا فی هذا الأمر العظیم؛ إن شاءَ اللهُ تعالی؛ و اللهُ ولیّ التوفیق.