مناقب علي بن ابي طالب عليه السلام و مانزل من القرآن في علي

اشارة

سرشناسه : ابن مردويه، احمدبن موسي، ق 410 - 323

عنوان و نام پديدآور : مناقب علي بن ابي طالب عليه السلام و مانزل من القرآن في علي/ ابي بكر احمدبن موسي ابن مردويه الاصفهاني؛ جمعه و رتبه له عبدالرزاق محمدحسين حرزالدين؛ تقويم النص تحسين پورسماوي؛ مقابله النص محمود سپاسي، مصطفي اوجي

مشخصات نشر : قم: دار الحديث، 1422ق. = 1380.

مشخصات ظاهري : ص 423

شابك : 964-7489-08-020000ريال ؛ 964-7489-08-020000ريال

وضعيت فهرست نويسي : فهرستنويسي قبلي

يادداشت : عربي

يادداشت : چاپ دوم: 1424ق. = 1382؛ 25000 ريال

يادداشت : كتابنامه: ص. [405] - 418؛ همچنين به صورت زيرنويس

موضوع : علي بن ابي طالب(ع)، امام اول، 23 قبل از هجرت تا 40ق. -- فضائل

موضوع : علي بن ابي طالب(ع)، امام اول، 23 قبل از هجرت تا 40ق. -- جنبه هاي قرآني

موضوع : علي بن ابي طالب(ع)، امام اول، 23 قبل از هجرت تا 40ق. -- احاديث

شناسه افزوده : حرزالدين، عبدالرزاق محمدحسين، 1340 - ، مصحح

شناسه افزوده : پورسماوي، تحسين، ويراستار

شناسه افزوده : سپاسي، محمود، ويراستار

شناسه افزوده : اوجي، مصطفي، ويراستار

رده بندي كنگره : BP37/4/الف 26م 8

رده بندي ديويي : 297/951

شماره كتابشناسي ملي : م 80-24884

ص: 1

اشاره

ص: 2

ص: 3

ص: 4

الإهداءإلى من هما أوجبُ حقّا عليَّ وأقدمُ إحسانا إليَّ وأعظمُ مِنَّةً لديَّ إلى والديَّ اللهمَّ اجعله حِطَّةً لذنوبهما وزيادةً في حسناتهما ووسيلةً لنجاتهما عبد الرزّاق حرز الدين 23 / شوال / 1420

.

ص: 5

قالوا في الإمام ابن مردويهقال أبو بكر الذكواني الأصبهاني (ت 419 ه ) : هو أكبر من أن ندلّ عليه وعلى فضله وعلمه وسيره ، وأشهر بالكثرة والثقة من أن يوصف حديثه. سير أعلام النبلاء ، ج 17 ، ص 309 . وقال الذهبي (ت 748 ه ) : الحافظ المجوّد العلاّمة ، محدِّث أصبهان ، كان من فرسان الحديث ، فهما يقظا متقنا ، كثير الحديث جدّا ، ومن نظر في تواليفه عرف محلّه من الحفظ . سير أعلام النبلاء ، ج 17 ، ص 308 . وقال الصفدي (ت 764 ه ) : الحافظ العلاّمة ، خرّج حديث الأئمّة ، وسمع الكثير بأصبهان والعراق . الوافي بالوفيات ، ج 8 ، ص 801 . وقال ابن تغري بردى (ت 874 ه ) : كان إماما حافظا ثقةً سمع الكثير . النجوم الزاهرة ، ج 4 ، ص 245 . وقال الداودي (ت 945 ه ) : الحافظ الكبير ، الثبت العلاّمة ، عمل المستخرج على صحيح البخاري ، وكان قيّما بهذا الشأن ، بصيرا بالرجال ، طويل الباع ، مليح التصانيف . طبقات المفسرين ، ج 1 ، ص 94 . وقال ابن العماد الحنبلي (ت 1089 ه ) : كان إماما في الحديث ، بصيرا بهذا الشأن . شذرات الذهب ، ج 3 ، ص 190. وقال ابن الغزي (ت 1167 ه ) : أحمد بن موسى بن مردويه . الإمام الحبر ، البحر الحجة ، الحافظ أبو بكر الأصبهاني . ديوان الإسلام ، ج 4 ، ص 271 .

.

ص: 6

. .

ص: 7

تصديرٌ

تصدي_رٌلا ريب في أنّ الجهود التي بذلها أصحاب رسول اللّه صلى الله عليه و آله كان لها بالغ الأثر في نشر الإسلام وتحقيق غاياته . ومن الطبيعي أنّ بعضهم كانت لهم تضحيات أكثر من غيرهم وكان لهم فضل الأسبقية في دخول الإسلام ، وقد سمّى الرسول الكريم تلك التضحيات «فضائل» ، وطفق يثني على أصحابها بآيات المدح والتكريم . وكان أميرالمؤمنين عليه السلام أوّل من آمن بالرسول صلى الله عليه و آله ووقف إلى جانبه منذ البداية متحمّلاً ألوان الأذى والمشقّة ، وبقى ظهيرا له في جميع المواقف والشدائد . ومن الطبيعي والحالة هذه أن يكون أكثر أصحاب الرسول فضلاً ، وهذا ما صرّح به الرسول في مواقف شتّى ، حيث قال صلى الله عليه و آله : «هذا عليٌّ أقدمكم سلما وإسلاما» . (1) يتّضح لنا بكل جلاء من خلال دراسة الأحاديث الواردة عن رسول اللّه في فضائل ومناقب الصحابة أنّ أيا منهم لا يتحلّى بمثل هذه الفضائل جملةً . وعلى الرغم من محاولات خلفاء بني اُميّة وبني العباس منع نشر الأحاديث الواردة في ذكر فضائله ، غير أنّ الكثير منها بقى في المصادر الحديثيّة لدى الشيعة

.


1- .راجع : الحديث 42 ، و مع اختلاف يسير في : شواهد التنزيل ، ج 2 ، ص 357 (ح 1003) .

ص: 8

والسنّة ، وهذا القدر يَنمُّ بحدّ ذاته عن حقائق مهمّة بشأن شخصيّته ، بحيث لا تكاد تجد كتابا من الكتب الجامعة للأحاديث إلاّ وفيه شيئا من تلك الأحاديث ، بل حتّى أنّ بعضها خُصِّص لذكر فضائله . شخصيات سنّية مهمّة كالنسائي جعلت مناقب أميرالمؤمنين عليه السلام موضوعا لكتاب أُفرد لهذا الغرض وجاء تحت عنوان «خصائص أميرالمؤمنين» . وهذا ما يعكس إغفالهم لمزايا أميرالمؤمنين عليه السلام . وكذلك دوّن الحافظ المحدّث أبوبكر أحمد بن موسى بن مردويه الإصفهاني (ت 410ه ) خصائص أميرالمؤمنين وما ورد في مدحه من أحاديث الرسول وكلمات الصحابة . ولكن ممّا يبعث على الأسف هو أنّ هذا الكتاب مفقود حاليا ولم يبقَ منه إلاّ ما نقلته عنه كتب السنّة والشيعة من روايات وأخبار . والكتاب الذي بين يديك عبارة عن جهود بُذلت في سبيل اقتطاف ما ورد من مناقبه في المصادر الحديثية المختلفة ، وتمّت بذلك إعادة تدوين الكتاب المفقود . وجرى أيضا جمع بعض الروايات التي تنصّ على أنّ بعض الآيات القرآنيّة نزلت في شأن أميرالمؤمنين عليه السلام تحت عنوان «ما نزل من القرآن في علي» ويبدو أنّ هذا الموضوع يمثّل بابا من أصل كتاب «مناقب عليّ بن أبي طالب» لابن مردويه . تبنّى مهمّة جمع هذه الأحاديث الأخُ الفاضل عبدالرزاق محمّد حسين حرزالدين ، وكتب مقدّمةً شرح فيها سيرة المؤلّف . ولا يسعنا هنا إلاّ أن نتقدّم له بوافر الشكر والتقدير ، متمنّين له الموفقية والنجاح . مركز البحوث في دارالحديث

.

ص: 9

مقدّمة

اشاره

مقدّمة التحقيقبسم اللّه الرحمن الرحيم الحمد للّه ربّ العالمين وصلّى اللّه على سيّدنا محمّد وآله الطاهرين . وبعد ، في أثناء مطالعاتي لاستخراج «تفسير أبي حمزة ثابت بن دينار الثمالي» ، وما أوردته من شواهد في هوامش الكتاب ، تكرر لي الوقوف على قبسات ممّا رواه الحافظ أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه في كتابه المناقب ، وما فيه من شهادات في أفضليّة أمير المؤمنين عليّ عليه السلام ونصوص بأحقيّته ، وعلمت بعد حين أن الكتاب كباقي كتبه ، من المصادر التي أخنى عليها الدهر وضيّعت ، فرأيت حينها تدوين ما عثرت عليه من نقول عن كتاب المناقب . ثمّ عقدت العزم بعد ذلك _ بتوفيق اللّه وتسديده _ على إحياء ماقام به هذا الحافظ الكبير ، واستخراج بقايا سفره القيّم ، وجمع شوارده من بطون الكتب ، ليضع الكتاب نفسه من جديد في مكانه بين المصادر الحديثيّة ، وأصبح بعد جهدٍ _ وله تعالى الحمد _ كتاب ثري المحتوى ، وجمع فأوعى . على أنّ الكتاب الّذي بين أيدينا مؤلَّف ممّا حُظي من كتاب المناقب بالبقاء إلى يومنا هذا وتهيّأ لنا جمعه ، وما ألحقناه به _ ممّا روي عن ابن مردويه في شأن مناقب أمير المؤمنين عليّ عليه السلام _ برجاء وجودها في الكتاب الأصل . وقد عمدت في تبويب الكتاب إلى إنشاء الفصول وفروعها بما يتلائم وطبيعة

.

ص: 10

الأحاديث المستخرجة ، غير مبتعدٍ عن أساليب المتقدّمين في تأليفاتهم ، وكذا أدرجت أحاديث الفصل الواحد بما ينسجم وتسلسلها معنىً أو زمنا . ومع وجود أكثر من مضمون للحديث الواحد تجنبت تكرار الحديث في فصول الكتاب ، وأوردته ضمن الفصل الأبرز أهمّية . ثمّ إنّي ألحقت بكتاب المناقب مانزل من القرآن في شأن أمير المؤمنين عليه السلام ، وجعلتها مرتبة حسب ورودها في المصحف الشريف . ونقلت في هوامش الكتاب ما أمكنني استقصاءه ممّا رواه الحفّاظ والمحدِّثون من شواهدٍ ، تعضيدا لأحاديث المتن . وقد التزمت بإثبات كافة النصوص عن مصادرها كما هي دون حذفٍ أو إضافةٍ ، سوى ما أشرت له . راجيا أن ينتفع بكتابي هذا أهل العلم ومحبّو أهل بيت النبوّة عليهم السلام ، وخدمتهم عليهم السلامقصدت ، وشفاعتهم أمّلت ، واللّه من وراء القصد . عبد الرزاق حرز الدين 23 / شوال / 1420

.

ص: 11

ترجمة ابن مردويه

ترجمة ابن مردويهولد أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه 1 بن فورك بن موسى بن جعفر سنة ثلاث وعشرين وثلاثمئة. ذكر ذلك الذهبي (ت 748 ه ) (1) ، والداوودي (ت 945 ه ) (2) ، وسزكين (3) ،

.


1- .سير أعلام النبلاء ، ج 17 ، ص 308 ؛ تذكرة الحفّاظ ، ج 3 ، ص 1050.
2- .طبقات المفسرين ، ج 1 ، ص 94 .
3- .تاريخ التراث العربي ، ج 1 ، ص 462 .

ص: 12

مكانته وأقوال العلماء فيه

والزركلي . (1)

مكانته وأقوال العلماء فيهذكر أصحاب التراجم بعض أحوال ابن مردويه وآثاره . فتحدّث الذهبي عن مبلغ شيوخ ابن مردويه وقال : «وقلَّ من يبلغ ما بلغه الطبراني ، وشيوخه نحو من ألف ، وكذا الحاكم وابن مردويه» . (2) بل ذهب بعضهم إلى القول بتقدّم ابن مردويه على الحاكم النيسابوري فيما بلغه . حكى الذهبي عن أبي موسى في ترجمة ابن مردويه أنّه قال : «لو كان ابن مردويه خراسانيّا ، كان صيته أكثر من صيت الحاكم» . (3) وأشارت المصادر إلى نباهة ابن مردويه ، وتورّعه في الرواية ، وتثبّته في النقل ، وإتقانه وضبطه . قال الذهبي في ترجمة الحافظ الطبراني : «سليمان بن أحمد بن أيّوب اللخمي الطبراني ، الحافظ الثبت المعمّر ، أبو القاسم ، لاينكر له التفرّد في سعة ما روى . ليّنه الحافظ أبو بكر بن مردويه لكونه غلط أو نسي ، فمن ذلك أنّه وهم ، وحدّث بالمغازي عن أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرحيم بن البرقي ، وإنّما أراد عبد الرحيم أخاه ، فتوهّم أنّ شيخه عبد الرحيم اسمه أحمد ، واستمر على هذا يروي عنه ويسميه أحمد ، وقد مات أحمد قبل دخول الطبراني إلى مصر بعشر سنين أو أكثر» . (4)

وقال حفيده أبو بكر أحمد بن محمّد بن أحمد بن مردويه : «رأيت من أحوال جدّي من الديانة في الرواية ما قضيت منه العجب من تثبته وإتقانه . واُهدي له ،

.


1- .الأعلام ، ج 1 ، ص 261 .
2- .سير أعلام النبلاء ، ج 17 ، ص 36 .
3- .المصدر السابق ، ص 308 .
4- .ميزان الإعتدال ، ج 2 ، ص 195 .

ص: 13

فقال : إن قبلتها فلا آذن لك بعد في دخول داري ، وإن ترجع تزد عليَّ كرامة» . (1) وحكى الذهبي عمّن سمع أبا بكر بن مردويه أنّه قال : «ما كتبت بعد العصر شيئا قطّ _ وقال _ : عميت قبل كل أحد _ يعني : من أقرانه _ ، وسمع أنّه كان يملي حفظا بعد ما عمي» . (2) وكغيره ممّن عشق الحديث النبوي الشريف رحل ابن مردويه في طلبه ، وتذكر لنا المصادر التاريخيّة أنّه قدم العراق لأجل ذلك . قال رحمه الله : «دخلت بغداد ، وتطلّبت حديث إدريس بن جعفر العطار ، عن يزيد بن هارون ، وروح بن عبادة . . .» . (3) وأشاد العلماء والمترجمون بجهود ابن مردويه في جمع التفاصيل عن الأخبار والروايات والأحاديث المختلفة ، وأسبغوا عليه من النعوت والألقاب مايبرز مكانته العلميّة .

قال أبو نُعيم (ت 430ه ) في ترجمته : «أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ ، جمع حديث الأئمّة والشيوخ والتفسير ، وله المصنفات» . (4) ووصفه الذهبي (ت 748 ه ) ب_ «الحافظ الثبت العلاّمة» . (5) وب_ «الحافظ المجوّد العلاّمة ، محدّث أصبهان» . (6) ونقل عن أبي بكر بن أبي عليّ أنّه قال : «هو أكبر من أن ندلَّ عليه وعلى فضله وعلمه وسيره ، وأشهر بالكثرة والثقة من أن يوصف حديثه» . (7)

وقال الذهبي : «كان من فرسان الحديث ، فهما يقظا متقنا ، كثير الحديث جدّا ،

.


1- .سير أعلام النبلاء ، ج 17 ، ص 308
2- .. سير أعلام النبلاء ، ج 17 ، ص 308
3- .لسان الميزان ، ج 3 ، ص 75 .
4- .تاريخ أصبهان ، ج 1 ، ص 206 .
5- .تذكرة الحفاظ ، ج 3 ، ص 1050.
6- .سير أعلام النبلاء ، ج 17 ، ص 308 .
7- .المصدر السابق .

ص: 14

ومن نظر في تواليفه عرف محلّه من الحفظ . ومن تصانيفه كتاب المستخرج على صحيح البخاري بعلوٍّ في كثير من أحاديث الكتاب حتّى كأنّه لقي البخاري» . (1) وقال الصفدي (ت 764 ه ) في ترجمته : «الحافظ العلاّمة ...خرّج حديث الأئمّة ، وسمع الكثير بأصبهان والعراق» . (2) وقال ابن تغري بردى (ت 874 ه ) : «كان إماما حافظا ثقة سمع الكثير» . (3) وقال الداوودي (ت 945 ه ) في ترجمته : «أحمد بن موسى بن مردويه الأصبهاني ، الحافظ الكبير ، الثبت العلاّمة ، عمل المستخرج على صحيح البخاري ، وكان قيِّما بمعرفة هذا الشأن ، بصيرا بالرجال ، طويل الباع ، مليح التصانيف» . (4) وقال ابن العماد الحنبلي (ت 1089 ه ) : «كان إماما في الحديث ، بصيرا بهذا الشأن» . (5) وقال ابن الغزي (ت 1167 ه ) : «أحمد بن موسى بن مردويه . الإمام الحبر ، البحر الحجّة ، الحافظ أبو بكر الأصبهاني» . (6) وقال فؤاد سزكين في وصفه : «كان محدّثا ومفسّرا ومؤرّخا وجغرافيّا» . (7) وتتضح منزلة ابن مردويه من بين أقرانه من الحفّاظ والمحدّثين ممّا قاله ابن قيم الجوزيّة (ت 751 ه ) عقب إيراده حديث بني المنتفق ، قال : «هذا حديث كبير جليل ، تنادي جلالته وفخامته وعظمته على أنّه قد خرج من مشكاة النبوّة ، لايعرف إلاّ من حديث عبد الرحمان بن المغيرة بن عبد الرحمان

.


1- .سير أعلام النبلاء ، ج 17 ، ص 308 .
2- .الوافي بالوفيّات ، ج 8 ، ص 801 .
3- .النجوم الزاهرة ، ج 4 ، ص 245 .
4- .طبقات المفسرين ، ج 1 ، ص 94 .
5- .شذرات الذهب ، ج 3 ، ص 190.
6- .ديوان الإسلام ، ج 4 ، ص 271 .
7- .تاريخ التراث العربي ، ج 1 ، ص 462 .

ص: 15

المدني ، رواه عنه إبراهيم بن حمزة الزبيري ، وهما من كبار علماء المدينة ، ثقتان محتج بهما في الصحيح ، أحتج بهما إمام أهل الحديث محمّد بن إسماعيل البخاري ، ورواه أئمّة أهل السنّة في كتبهم ، وتلقّوه بالقبول ، وقابلوه بالتسليم والانقياد ، ولم يطعن أحد منهم فيه ولا في أحد من رواته . فممّن رواه : الإمام ابن الإمام ، أبو عبد الرحمان عبد اللّه بن أحمد بن حنبل في مسند أبيه ، وفي كتاب السنّة . ومنهم : الحافظ الجليل أبو بكر أحمد بن عمرو بن أبي عاصم النبيل في كتاب السنّة له . ومنهم : الحافظ أبو أحمد محمّد بن أحمد بن إبراهيم بن سليمان العسّال في كتاب المعرفة . ومنهم : حافظ زمانه ، ومحدّث أوانه ، أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيّوب الطبراني في كثير من كتبه . ومنهم : الحافظ أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن حيّان أبو الشيخ الأصبهاني في كتاب السنّة . ومنهم : الحافظ بن الحافظ أبو عبد اللّه محمّد بن إسحاق بن محمّد بن يحيى بن مندة ، حافظ أصبهان . ومنهم : الحافظ أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه . ومنهم : حافظ عصره ، أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه بن إسحاق الأصبهاني . وجماعة من الحفّاظ سواهم يطول ذكرهم» . (1) وتتضح منزلة ابن مردويه أيضا من كلام لتاج الدين السبكي (ت 771 ه ) حول أهميّة الأسانيد ، وذكر فيه طبقات الصحابة والتابعين ومن بعدهم ، قال : « ...وقال الأوزاعي : ما ذهاب العلم إلاّ ذهاب الإسناد .

.


1- .زاد المعاد ، ج 3 ، ص 677 .

ص: 16

ألقابه

الاشتراك في كنيتيه

وقال يزيد بن زُرَيع : لكلّ دين فرسان ، وفرسان هذا الدين أصحاب الأسانيد . فرضي اللّه عنهم ، هم القوم ، بهم كمّل اللّه النعماء . فأين أهل عصرنا من حفّاظ هذه الشريعة : أبي بكر الصدّيق ، وعمر الفاروق ، وعثمان ذو النورين ، وعليّ المرتضى ؟ ! ... ومن طبقة أُخرى من التابعين : أويس القرني ، وعلقمة بن قيس ..._ إلى أن قال _ : وأبي عبد اللّه بن مندة ، وأبي عبد اللّه بن الحسين بن أحمد بن بكير ، وأبي عبد اللّه الحاكم ، وعبد الغني بن سعيد الأزدي ، وأبي بكر بن مردويه ...فهؤلاء مهرة هذا الفن . وقد أغفلنا كثيرا من الأئمّة ، وأهملنا عددا صالحا من المحدّثين ، وإنّما ذكرنا من ذكرناه لنُنبِّه بهم على من عداهم ، ثمّ أفضى الأمر إلى طيِّ بساط الأسانيد رأسا ، وعُدّ الإكثار منها جهالةً ووسواسا» . (1)

ألقابهنقل الموفق الخوارزمي (ت 568 ه ) (2) والأمْرتْسَري (3) وصف ابن مردويه ب_ «طراز (4) المحدّثين» . وابن طاووس (ت 664 ه ) (5) و درويش برهان (ق 10ه ) (6) ب_ «ملك الحفّاظ ، طراز المحدّثين» . والعلاّمة الحلّي (ت 726 ه ) (7) ب_«سند الحفّاظ» .

الاشتراك في كنيتيهيكنّى أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه بن فورك ، ب_ «ابن مردويه» نسبة إلى جدّه

.


1- .طبقات الشافعية الكبرى ، ج 1 ، ص 314 .
2- .المناقب ، ص 68 ، 89 ، 117 ... .
3- .أرجح المطالب ، ص 6 .
4- .الطراز : الجيّد من كلّ شيء . (لسان العرب)
5- .اليقين ، ص 9 .
6- .درّ بحر المناقب، ص 5 ، 90.
7- .نهج الحق ، ص 358 .

ص: 17

الاشتراك الأوّل

الاشتراك الثاني

مؤلّفاته

الأوّل ، وب_ «ابن فورك» نسبة إلى جدّه الثاني .

الاشتراك الأوّليكنّى أحمد بن موسى بن مردويه ب_ «ابن مردويه الكبير» ، أمّا «الصغير» فهو حفيده أبو بكر أحمد بن محمّد بن أحمد بن موسى بن مردويه . (1)

الاشتراك الثانيوهو لثلاثة محدّثين ، وهم : 1 . أبو بكر أحمدبن موسى بن مردويه بن فورك (ت410ه ) (2) ، وهو صاحب الترجمة. 2 . أبو بكر محمّد بن الحسن بن فورك الإصفهاني ، توفّي قبل الحاكم بسنة واحدة (ت 405 ه ) . (3) 3 . أبو بكر عبد اللّه بن محمّد بن محمّد بن فورك بن عطاء الإصفهاني القبّاب (ت 370ه ) . (4)

مؤلّفاتهيُعد أبو بكر بن مردويه من المحدّثين المكثرين في التأليف ، والمتضلّعين في التصنيف في مختلف العلوم . فقد صنّف في علوم التفسير ، والحديث ، والرجال ، والطب ، والجغرافيا ، وغير ذلك . ومن المؤسف حقّا أن نرى جميع كتبه قد ضاعت بمرور الزمن ، ولم يصل

.


1- .تذكرة الحفّاظ ، ج 4 ، ص 1212 ؛ الرسالة المستطرفة ، ص 21 .
2- .سير أعلام النبلاء ، ج 17 ، ص 308 .
3- .المصدر السابق ، ج 7 ، ص 214 .
4- .نفس المصدر ، ج 16 ، ص 257 .

ص: 18

لوقتنا الحاضر سوى صحائف من كتابه معجم البلدان و«ثلاثة مجالس» من أماليه الثلاثمئة تحتفظ بها بعض مكتبات العالم . وبعد استقصائنا للمصادر أمكننا تدوين ثبتٍ بمؤلّفاته وهي : 1 . تفسير القرآن (التفسير المسند للقرآن) ، في سبعة مجلدات . ذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء (ج 17 ، ص 308) ، والداوودي في طبقات المفسرين (ج 1 ، ص 94) ، وابن الغزي في ديوان الإسلام (ج 4 ، ص 271) ، ونقل عنه ابن حجر في الإصابة كثيرا ، وفي تهذيب التهذيب (ج 8 ، ص 192) قال : « ...وجدت الحديث في تفسير ابن مردويه» . 2 . الأمالي (الثلاثمئة مجلس) . ذكره السمعاني في الأنساب (ج 5 ، ص 600) . وقال في ترجمة الوزير أبي الفتح أحمد بن عليّ نظام الملك : «سمعت منه مجلسا من أمالي أبي بكر بن مردويه» . وذكره سزكين في تاريخ التراث العربي (ج 1 ، ص 462) . 1 3 . المستخرج على صحيح البخاري . أورد ذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء (ج 7 ، ص 308) . والداوودي في طبقات المفسرين (ج 1 ، ص 94) . 4 . كتاب الصحيح . ورد ذكره في هامش الإكمال : (ج 6 ، ص 33) نقلاً عن كتاب الإستدراك لابن نقطة ، قال : «...حدّث عنه الدارقطني ...، وأحمد بن موسى بن مردويه في صحيحه» . قال العلاّمة الطباطبائي في كتابه أهل البيت في المكتبة العربيّة (ص 577) : «لعلّه هو المستخرج على صحيح البخاري» .

.

ص: 19

5 . مسند في الحديث . ذكره الزركلي في الأعلام (ج 1 ، ص 261) . 6 . حديث الطير . ذكره ابن كثير في البداية والنهاية (ج 7 ، ص 354) قال : «وقد جمع الناس في هذا الحديث _ يعني حديث الطير _ مصنفات مفردة ، منهم : أبو بكر بن مردويه . . .» . 7 . التشهّد طرقه وألفاظه (في مجلد صغير) . ذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء (ج 17 ، ص 308) . ونقل عنه ابن حجر في تلخيص الحبير (ج 3 ، ص 515) قال : «...رواه أبو بكر بن مردويه في كتاب التشهّد» . 8 . جزء فيه انتقاء من حديث أهل البصرة . ذكره سزكين في تاريخ التراث العربي (ج 1 ، ص 462) . (1) 9 . كتاب الأربعين . ذكره زين الدين البياضي (ت 877 ه ) في كتابه الصراط المستقيم : (ج1 ، ص6) . قال (ص 275) : «روى ابن مردويه في كتاب الأربعين» . 10. حديث ردّ الشمس . ذكره البياضي في الصراط المستقيم (ج 1 ، ص 6 و 153) . 11 . كتاب المتون . ذكره البياضي في الصراط المستقيم (ج 1 ، ص 9) . قال (ص 153) : «أسند ابن مردويه في كتاب المتون . . .» . 12 . كتاب السيرة . ذكره الحطّاب الرعيني (ت 954 ه ) في مواهب الجليل (ج 4 ، ص 189) ، قال : «ثمّ

.


1- .قال سزكين : يوجد في المكتبة الظاهريّة ، مجموع 85 (من 110م _ 126 ب ، في القرن السابع الهجري) .

ص: 20

رأيت ابن مردويه أخرج في السيرة . . .» . 13 . حديث السبيل . قال ابن كثير في تفسيره (ج 1 ، ص 394) : «وقد اعتنى الحافظ أبو بكر بن مردويه بجمع طرق هذا الحديث» . وهو حديث رسول اللّه صلى الله عليه و آله حين سُئل عن قول اللّه عز و جل : «وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً » (1) فقيل : ما السبيل ؟ قال : الزاد والراحلة . 14 . كتاب مسانيد الشعراء . ذكره ابن كثير في تفسيره (ج 4 ، ص 257) ، قال : «...رواه ابن مردويه في مسانيد الشعراء» . 15 . كتاب الدعاء . ذكره محمّد بن أبي بكر عمر الإصفهاني في الزيادات على الأنساب المتّفقة (ص 196) ، قال : «أحمد بن إسحاق السالمي : حديثه في كتاب الدعاء لابن مردويه ... . وزكريا بن إسماعيل الزيدي في كتاب الدعاء لابن مردويه» . 16 . كتاب العلم . قال الذهبي في سير أعلام النبلاء (ج 20، ص 47) : «وكتاب العلم لابن مردويه سمعه أبو سهل محمّد بن إبراهيم بن محمّد بن سعدوية الإصفهاني من الحلاوي _ وهو الحافظ محمّد بن الفضل الحلاوي _ عنه» . وذكره ابن حجر في الإصابة (ج 6 ، ص 341) ، قال : «...أخرجه ابن مردويه في كتاب العلم» . 17 . الأبواب . ذكره الصفدي في الوافي بالوفيات (ج 8 ، ص 801) .

.


1- .سورة آل عمران ، الآية 97 .

ص: 21

18 . كتاب الفرائد . ذكره الأمْرتْسَري في أرجح المطالب (ص 468) ، قال : «أخرج ...وأبو بكر بن مردويه في فرائده» . 19 . كتاب الأمثال . ورد ذكره في هامش الإكمال (ج 4 ، ص 263 ، وج 5 ، ص 27) ، قال : «...حدّث عنه ابن مردويه في كتاب الأمثال» . 20. الشيوخ . ذكره الصفدي في الوافي بالوفيات : (ج 8 ، ص 801) . 21 . أولاد المحدّثين . منه نقول كثيرة في هامش الإكمال . قال (ج 1 ، ص 380) : «...ذكره ابن مردويه في أولاد المحدّثين» . وقال ابن حجر في تقريب التهذيب (ج 6 ، ص 355) : «ذكر ابن مردويه في كتاب أولاد المحدّثين . . .» . 22 . المعجم . ذكره ابن الغزي في ديوان الإسلام (ج 4 ، ص 271) . أقول : لعلّه الآتي . 23 . معجم البلدان . ذكره سزكين في تاريخ التراث العربي (ج 1 ، ص 462) . (1) 24 . التاريخ . ذكره الذهبي في العبر (ج 3 ، ص 104) . والصفدي في الوافي بالوفيات (ج 8 ، ص 801) . وابن حجر في لسان الميزان (ج 1 ، ص 117) ، قال : «قال ابن مردويه في

.


1- .قال سزكين : يوجد في مكتبة آصفيّة : ج 1 ، ص 590، جغرافيا 1 (100ورقة ، في القرن الثاني عشر الهجري) ، جامعة طهران ، مشكوة ، 12 / 2961 ، رقم 3965 (135 ورقة في القرن الثالث عشر الهجري) .

ص: 22

تاريخه . . .» . وفي هامش الإكمال (ج 1 ، ص 66) : «زاد ابن نقطة ...قاله ابن مردويه في تاريخه ...ذكره ابن مردويه في تاريخه» . أقول : لعلّه الآتي . 25 . تاريخ أصبهان . ذكره ابن حجر في لسان الميزان (ج 3 ، ص 421) ، قال : ...أورده ابن مردويه في تاريخ أصبهان . والسمعاني في الأنساب (ج 4 ، ص 407) ، قال : «...ذكره _ ابن مردويه _ في تاريخ أصبهان» . 26 . الجامع المختصر في الطبّ . ذكره إسماعيل باشا البغدادي في هديّة العارفين (ج 5 ، ص 71) . 27 . فضائل أبي بكر . ذكره محمّد بن أبي بكر عمر الإصفهاني في الزيادات على الأنساب المتّفقة (ص195) ، قال : «...الفضل بن محمّد بن رومي ، روى الحديث في فضائل أبي بكر ، لابن مردويه» . 28 . مانزل من القرآن في عليّ . ذكره المحقق الطباطبائي في كتابه أهل البيت في المكتبة العربيّة (ص 134) . أقول : وهو جزء من كتاب المناقب كما صرح بذلك غير واحد ، ومن المحتمل أنّ ابن مردويه أفرده في كتاب مستقل بعد تصنيفه كتاب المناقب ، كما هو الحال في حديث الطير ، وحديث ردّ الشمس . قال درويش برهان بعد نقله للآيات النازلة في أمير المؤمنين عليّ عليه السلامفي كتابه درّ بحر المناقب (ص 94) : «...هذه آخر آية نقلتها من كتاب مناقب ابن مردويه» . 29 . كتاب المناقب . يُعتبر كتاب المناقب للحافظ أحمد بن موسى بن مردويه مصدرا قيّما ، ومرجعا

.

ص: 23

مهمّا ، يعتمده الّذين صنّفوا وكتبوا في أهل البيت عليهم السلام وفي أمير المؤمنين عليّ عليه السلامخاصة . وممّن صرّح بالوقوف على كتاب المناقب هذا والرواية عنه : 1 . أبو عبد اللّه محمّد بن عليّ بن شهرآشوب المازندراني (ت 588 ه ) في كتابه مناقب آل أبي طالب . عدّه من مصادر كتابه ، وذكر إسناده إليه في «ج 1 ، ص 10»، قال : «إسناد مناقب ابن مردويه : عن الأديب أبي العلاء ، عن أبيه ، عن أبي الفضل الحسن بن زيد ، عن أبي بكر بن مردويه الإصفهاني» . وأورد ابن شهرآشوب نقولاً منه في كتابه مثالب النواصب . 2 . رضي الدين أبو القاسم عليّ بن موسى بن طاووس (ت 664 ه ) في كتابه الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف . قال (ص 137) : «ولقد تصفّحت شيئا يسيرا من كتاب أبي بكر بن مردويه ، وهو من أعيان المذاهب الأربعة ، فوجدت فيه مئة واثنتين وثمانين منقبة رواها عن النبيّ صلى الله عليه و آله في عليّ بن أبي طالب عليه السلام ...ثمّ ظفرت بأصلٍ لكتاب المناقب لابن مردويه ، فوجدت ثلاثة مجلدات ، وهي عندي» . (1) وفي كتابه الآخر اليقين في إمرة أمير المؤمنين قال (ص 9) : «فيما نذكره عن الحافظ أحمد بن مردويه المسمّى ملك الحفّاظ طراز المحدّثين من كتاب المناقب الّذي صنّفه واعتمد عليه» . 3 . أبو الحسن عليّ بن عيسى بن أبي الفتح الإربلي (ت 693 ه ) في كتابه كشف الغمّة في معرفة الأئمّة . قال يصف الكتاب (ج 1 ، ص 325) : «وابن مردويه كان قد جمع كتابا في مناقبه عليه السلاماجتهد وبالغ فيما أورده» .

.


1- .أُشير للكتاب برقم : 442 في فهرس مكتبة ابن طاووس . لاحظ مجلّة المجمع العراقي ، المجلّد 12 ، 1384 ه _ 1965 م .

ص: 24

وقال _ بعد إيراده أحاديث في نزول آية التطهير _ (ج 1 ، ص 317) : «وقد أورد الحافظ أبو بكر بن مردويه ذلك من عدّة طرق لعلّها تزيد على المئة ، فمن أرادها فقد دللته على الكتاب» . 4 . عليّ بن إبراهيم الملقّب بدرويش برهان (ق 10ه ) في كتابه درّ بحر المناقب . قال (ص 94) : «...هذه آخر آية نقلتها من كتاب مناقب ابن مردويه» . قلت : ودرويش برهان هو آخر من عثرنا عليه مصرّحا بالنقل عن كتاب مناقب ابن مردويه ، فيستفاد من ذلك أنّ كتاب المناقب قد بقي متداولاً ما يقرب من خمسة قرون على الأقل قبل تواريه وفقده . هذا ، و قد اعتمد كتاب المناقب آخرون ، وعدّوه من مصادر كتبهم دون التصريح بالوقوف على أصل الكتاب أو النقل عنه بالواسطة ، منهم : 1 . عماد الدين الحسن بن عليّ الطبري (ت بعد 701 ه ) في كتابه تحفة الأبرار في مناقب الأئمّة الأطهار . 2 . الحسن بن يوسف بن المطهّر ، العلاّمة الحلّي (ت 726 ه ) في كتابه كشف اليقين في فضائل أمير المؤمنين . 3 . السيّد نور اللّه الحسيني المرعشي التستري (ت 1019 ه ) في كتابه إحقاق الحق وإزهاق الباطل . 4 . السيّد هاشم بن سليمان بن إسماعيل البحراني (ت 1107 ه ) في كتابه غاية المرام وحجّة الخصام في تعيين الإمام . 5 . العلاّمة محمّد باقر المجلسي (ت 1111 ه ) في كتابه بحار الأنوار . ثمّ إنّ الظاهر من إطلاق كلمة المناقب في قول ابن شهرآشوب وابن طاووس ودرويش برهان ، أنّ كتاب المناقب قد صنفه ابن مردويه في فضائل عدد من صحابة النبيّ صلى الله عليه و آله ، وأفرد لكلّ منهم كتابا مستقلاً .

.

ص: 25

مذهبه

اُسرته

ويدعم ما استظهرناه من قولهم ، ماصرّح به الإربلي : بأنّ ابن مردويه قد جمع كتابا في مناقب عليّ بن أبي طالب ، مع ما تقدّم منّا إيراده في ثبت مؤلّفاته ، بوجود كتاب له بعنوان فضائل أبي بكر .

مذهبهمع أنّ أبا بكر بن مردويه من أعلام علماء ومحدّثي أهل السنّة والجماعة ، إلاّ أنّه لم يرد ذكره في كتب طبقات المذاهب المعروفة ، ولم تشر النصوص التاريخيّة وكتب الرجال والترجمة إلى انتسابه لأيّ من تلك المذاهب ، أو ما يظهر منه ميله لأيّ منها . ويظهر هذا المعنى في سعة ما رواه ابن مردويه في مجالَي الحديث والتفسير ، وتحرّيه مختلف الآثار والأقوال ، وبراعته في الجمع والتوفيق بينها ، وقد أصبحت آثاره نتيجة لذلك مرجعا لعلماء المذاهب الإسلاميّة على اختلافها ، ومنهلاً للّذين صنّفوا وكتبوا عبر القرون .

اُسرتهنشأ ابن مردويه في بيت علمٍ وفضل ، وكان لذلك أثر واضح في تمهيد السبيل له لاكتناز المعارف ، والتقدّم في مراحل حياته العلميّة ومكانته بعد إذ . والده : أبو عمران ، موسى بن مردويه بن فورك بن موسى بن جعفر الفوركي ، ذكره ابنه أبو بكر ابن مردويه في تاريخ أصبهان وقال : «والدي رحمه اللهكان يجالس إبراهيم بن متَّويه ، وسمع منه الكثير ، لم أحفظ منه إلاّ حديثا واحدا ، قرأته عليه لفظا ، مات سنة ست وخمسين وثلاثمئة» . (1) قال أبو نعيم في ترجمة أبي عمران موسى بن مردويه : «حدَّث عن إبراهيم

.


1- .الأنساب ، ج 4 ، ص 407 .

ص: 26

ابن متَّويه بحديث أنس في الصيام : صُمّت اُذُناي إن لم أكن سمعت من رسول اللّه صلى الله عليه و آله . . .» . (1) أخوه : أبو عبد اللّه محمّد بن موسى بن مردويه بن فورك بن موسى بن جعفر الفقيه الأصبهاني الفوركي . ذكره أحمد بن مردويه في تاريخ أصبهان وقال : «أخي رحمه الله كان يدرّس بأصبهان ويفتي بها ثلاثين سنة . وكان درس على أبي حامد المروزي بالبصرة ، وسمع بها الحديث الكثير من أبي عبد اللّه بن داسة ، ومحمّد بن أحمد بن محمود العسكري ، وأحمد بن عبيد الصفّار وغيرهم ، سمع بأصبهان الكثير من العباس بن حمدان المافروخي ، وأبي الحسن اللنباني ، وأبي عمرو ممك ، وأبي الحسن المظالمي ، وأبي عليّ عاصم ، وعبد اللّه بن جعفر وغيرهم» . (2) حفيده : ابن مردويه الصغير . ترجم له الذهبي وقال : «الشيخ الإمام المحدّث العالم ، أبو بكر أحمد بن محمّد ابن الحافظ الكبير أبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه بن فورك بن موسى الإصفهاني ، ولد سنة تسع وأربعمئة . قاله يحيى بن مندة . قال السلفي : كتبنا عنه كثيرا ، وكان ثقة جليلاً ، سمعته يقول : كتبوا عنّي في مجلس أبي نعيم الحافظ . وكان أبو بكر يفهم الحديث ، رأيت له جزءا فيه طرق ~ طلب العلم فريضهيدل على معرفته ، ولم يدرك السماع من جدّه . سمع أبا منصور محمّد بن سليمان الوكيل ، وأبا عليّ غلام محسن ، وعمر بن عبد اللّه بن الهيثم الواعظ ، وأبا بكر بن عليّ الذكواني ، والحسين بن إبراهيم الجمّال ، وعبد اللّه بن أحمد بن قولويه التاجر ، وأحمد بن إبراهيم الثقفي الواعظ ، وأبا نعيم الحافظ ، وأبا الحسين بن فاذشاه ،

.


1- .الأنساب ، ج 4 ، ص 407 .
2- .تاريخ أصبهان ، ج 2 ، ص 314 .

ص: 27

تاريخ وفاته

اشتباه وتوهم

والناس ، ولم يرحل . وروى عنه السلفي ، وإسماعيل بن غانم ، وجماعة ، وحفيده عليّ بن عبد الصمد ابن أحمد . مات ب_ ~ سوذرجان من قرى أصبهان ، سنة ثمان وتسعين وأربعمئة وله تسع وثمانون سنة . ومات حفيده عليّ بن عبد الصمد بن أحمد سنة سبعين وخمسمئة» . (1)

تاريخ وفاتهامتدّ بابن مردويه العمر حتّى قارب التسعين ، وتوفّي في شهر رمضان لستّ بقين منه من سنة عشر وأربعمئة . ذكر ذلك جمع من الأعلام ، كأبي نعيم (2) ، وابن الجوزي (3) (ت 597 ه ) ، والذهبي (4) ، وابن تغري بردى (5) ، والداوودي (6) ، وابن العماد الحنبلي (7) ، وغيرهم .

اشتباه وتوهم1 . قال الإربلي (ت 693 ه ) في ترجمته : «وقد رأيت مدحه من كتاب معجم البلدان لياقوت بن عبد اللّه الحموي ، في ترجمة ~ إسكاف} هذا لفظه : وممّن ينسب إليها

.


1- .سير أعلام النبلاء ، ج 19 ، ص 207 .
2- .تاريخ أصبهان ، ج 1 ، ص 206 .
3- .المنتظم ، ج 7 ، ص 294 .
4- .سير أعلام النبلاء ، ج 17 ، ص 308 ؛ تذكرة الحفّاظ ، ج 3 ، ص 1050.
5- .النجوم الزاهرة ، ج 4 ، ص 245 .
6- .طبقات المفسرين ، ج 1 ، ص 94 .
7- .شذرات الذهب ، ج 3 ، ص 190.

ص: 28

أبو بكر بن مردويه ، ومات بإسكاف سنة اثنين وخمسين وثلاثمئة ، وكان ثقة» . (1) وتبع الإربلي على هذا السيّد البحراني . (2) والشيخ عباس القمّي . (3) قلت : والصواب غير ذلك ، فقد ذكر ياقوت الحموي في ترجمة ~ إسكاف ما نصّه : «وممّن ينسب إليها أبو بكر محمّد بن محمّد بن أحمد بن مالك الإسكافي ، روى عنه الدارقطني ، وأبو بكر بن مردويه ، ومات بإسكاف سنة 352 ه » . (4) فهو كما ترى تاريخ وفاة الإسكافي لا ابن مردويه . 2 . قال العلاّمة السيّد المرعشي رحمه الله في ترجمته : «الحافظ أبو بكر أحمد بن موسى الإصفهاني العلاّمة في الحديث والرجال ، الشهير بابن مردويه المتوفى سنة 410ه ، فما عن بعض الأجلّة من ضبط وفاته ~ 352 ه نشأ من الشركة في الإسم ، واشتباهه بأحمد بن موسى الإصفهاني المحدّث المتوفى سنة ~ 352 ه صاحب كتاب مغازي رسول اللّه صلى الله عليه و آله» . (5) قلت : ولم نعثر بعد استقصاء المظان من كتب الرجال والتراجم على من ذكره العلاّمة المرعشي رحمه الله في تصويبه ما نسبه لبعض الأجلّة ، وفي مراده احتمالان : الأوّل : إنّه عنى بذلك أحمد بن محمّد بن موسى المروزي ، أبو العباس السمسار المعروف بمردويه (ت 235 ه ) ، وربّما نسب إلى جدّه فيقال : أحمد بن موسى . (6) الثاني : أبو بكر محمّد بن محمّد بن أحمد بن مالك الإسكافي (ت 352 ه ) . وقد ذكرناه سالفا في تصحيح قول الإربلي والبحراني رحمهما اللّه .

.


1- .كشف الغمّة ، ج 1 ، ص 340.
2- .غاية المرام ، ج 1 ، ص 76 .
3- .الكنى والألقاب ، ج 1 ، ص 406 .
4- .معجم البلدان ، ج1 ، ص 252 ، ط المانيا ؛ و ج 1 ، ص 181 ، ط بيروت .
5- .ملحقات إحقاق الحق ، ج 3 ، ص 293 (الهامش) .
6- .تهذيب الكمال ، ج 1 ، ص 473 ؛ تاريخ الإسلام ، ص 13 ؛ الكاشف ، ج 1 ، ص 27 .

ص: 29

شيوخه في الرواية

شيوخه في الرواية1 . أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم اليمابرتي .

راجع : الأنساب ، ج 5 ، ص 704 .

2 . أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن إبراهيم الرقاعي .

راجع : الأنساب ، ج 3 ، ص 83 .

3 . أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن حمزة بن عمارة بن حمزة بن يسار بن عبد الرحمان بن حفص _ حفص أخو أبي مسلم صاحب الدولة _ الحافظ (ت 353 ه ).

راجع : الأنساب، ج2 ، ص15 ؛ سير أعلام النبلاء ، ج 16 ، ص 85 ؛ تذكرة الحفّاظ ، ج3 ، ص 910.

4 . أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن الفاخر السرنجاني المدني الفقيه (ت358 ه ) .

راجع : الأنساب ، ج 3 ، ص 251 .

5 . أبو عبد اللّه أحمد بن إبراهيم بن أحمد الكيّال المؤدب (ت 344 ه ) .

راجع : الأنساب ، ج 5 ، ص 121 .

6 . أبو جعفر أحمد بن إبراهيم بن يوسف بن يزيد بن بندار التميمي الأفرجي الضرير .

راجع : الأنساب ، ج 1 ، ص 196 .

7 . أبو عبد اللّه أحمد بن بندار بن إسحاق الأصبهاني الشعار الظاهري (ت 359 ه ) .

راجع : سير أعلام النبلاء ، ج 16 ، ص 62 .

8 . أبو جعفر أحمد بن جعفر بن أحمد بن معبد الأصبهاني السمسار (ت346 ه ) .

راجع : سير أعلام النبلاء ، ج 15 ، ص 519 .

.

ص: 30

9 . أبو جعفر أحمد بن جعفر بن محمّد المديني ، يعرف بالدشتكي .

راجع : الأنساب ، ج 2 ، ص 478 .

10. أبو عمرو أحمد بن الحسن .

راجع : سير أعلام النبلاء ، ج 16 ، ص 14 .

11 . أبو بكر أحمد بن سلمان بن الحسن بن إسرائيل البغدادي الحنبلي النجاد (ت 348 ه ) .

راجع : لسان الميزان ، ج 1 ، ص 180؛ تذكرة الحفّاظ ، ج 3 ، ص868 ؛ سير أعلام النبلاء ، ج 15 ، ص 504 .

12 . أبو الحسين أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بن دُلَيْل الدُلَيْلي (ت 338 ه ) .

راجع : الأنساب ، ج 2 ، ص 491 ؛ اُسد الغابة ، ج 3 ، ص 378 .

13 . أبو عليّ أحمد بن عثمان بن أحمد الأبهري الخصيب (ت 338 ه ) .

راجع : الأنساب ، ج 1 ، ص 79 .

14 . أبو الحسين أحمد بن عثمان بن يحيى بن عمرو بن بيان البزاز العطشي ، المعروف بالأدمي (ت 349 ه ) .

راجع : الأنساب ، ج 4 ، ص 410.

15 . أحمد بن عليّ بن حبيش الوازمي .

راجع : الموضوعات ، ج 1 ، ص 257 .

16 . أحمد بن كامل بن خلف .

راجع : الموضوعات ، ج 1 ، ص 220؛ اُسد الغابة ، ج 4 ، ص 58 .

17 . أبو عمرو أحمد بن محمّد بن إبراهيم بن حكيم المديني الحكيمي مولى بني هاشم ، المعروف بابن ممك (ت 333 ه ) .

راجع : الأنساب ، ج 2 ، ص 245 .

18 . أبو الحسن أحمد بن محمّد بن أحمد بن عقبة بن المضرس الأرجاني .

راجع : الأنساب ، ج 1 ، ص 106 .

.

ص: 31

19 . أبو العباس أحمد بن محمّد بن جعفر بن عيسى الضرير الوذنكاباذي .

راجع : الأنساب ، ج 5 ، ص 583 .

20. أبو حامد أحمد بن محمّد بن الحسين بن كوشيذ الخرجاني المعافري .

راجع : الأنساب ، ج 2 ، ص 341 .

21 . أحمد بن محمّد بن السري بن يحيى بن السري بن أبي دارم التميمي الكوفي ، محدث الكوفة (ت 352 ه ) .

راجع : تذكرة الحفاظ ، ج 3 ، ص 884 ؛ سير أعلام النبلاء ، ج 15 ، ص 578 .

22 . أبو عليّ أحمد بن محمّد بن عاصم الكراني (ت 339 ه ) .

راجع : الأنساب ، ج 5 ، ص 45 ؛ اُسد الغابة ، ج 3 ، ص 217 .

23 . أحمد بن محمّد بن عبد اللّه بن زياد .

راجع : أُسد الغابة ، ج 4 ، ص 63 .

24 . أبو حامد أحمد بن محمّد بن عليّ بن رستة الصوفي الرستي الأصبهاني ، يعرف بالحمّال .

راجع : الأنساب ، ج 3 ، ص 64 .

25 . أبو العباس أحمد بن محمّد بن عليّ بن متة الطيرايي .

راجع : الأنساب ، ج 4 ، ص 96 ؛ معجم البلدان ، ج 4 ، ص 54 .

26 . أبو الفضل أحمد بن محمّد بن محمّد بن يوسف السمسي البلخي .

راجع : الأنساب ، ج 3 ، ص 298 .

27 . أبو محمّد جعفر بن محمّد بن جعفر الأردبيلي .

راجع : الأنساب ، ج 1 ، ص 107 .

28 . أبو محمّد جعفر بن محمّد بن جعفر الرقاعي (ت 379 ه ) .

راجع : الأنساب ، ج 3 ، ص 83 .

29 . أبو محمّد الحسن بن عبد الرحمان بن خلاد الفارسي الرامهرمزي

.

ص: 32

(ت حدود 360ه ) .

راجع : تذكرة الحفّاظ ، ج 3 ، ص 906 .

30. أبو عبد اللّه حمزة بن الحسين المؤدّب الأصبهاني (ت قبل 360ه ) .

راجع : الأنساب ، ج 1 ، ص 175 .

31 . أبو منصور خرزاد بن أشتة بن العباس التاني .

راجع : الإكمال ، ج 1 ، ص 91 (الهامش) .

32 . دعلج بن أحمد .

راجع : أُسد الغابة ، ج 3 ، ص 217 .

33 . أبو محمّد سعيد بن محمّد بن أحمد بن إبراهيم العسال (ت 383 ه ) .

راجع : سير أعلام النبلاء ، ج 16 ، ص 14 .

34 . أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب بن مطير اللخمي الشامي الطبراني (ت 360ه ) .

راجع : تذكرة الحفّاظ ، ج 3 ، ص 912 ؛ سير أعلام النبلاء ، ج 6 ، ص 119 .

35 . أبو الحسن سهل بن أحمد بن العباس الأبهري .

راجع : الأنساب ، ج 1 ، ص 79 .

36 . أبو عبد اللّه طاهر بن أحمد بن حمدان الرازي اللاسكي .

راجع : الأنساب ، ج 5 ، ص 666 .

37 . أبو الحسن عبّاد بن العباس بن عبّاد الطالقاني _ والد الصاحب إسماعيل ابن عبّاد الوزير _ (ت 334 ه ) .

راجع : الأنساب ، ج 4 ، ص 30.

38 . عبد الباقي بن قانع .

راجع : الموضوعات ، ج 1 ، ص 84 ؛ الأربعين البلدانيّة ، ص 41 .

39 . عبد الحميد بن عبد الرحمان .

راجع : الموضوعات ، ج 1 ، ص 231 .

.

ص: 33

40. أبو مسلم عبد الرحمان بن بشير بن نمير بن أشتة المؤدّب الاشتي .

راجع : الأنساب ، ج 1 ، ص 161 .

41 . أبو القاسم عبد الرحمان بن الحسن بن أحمد بن محمّد بن عبيد الأسدي الهمداني .

راجع : سير أعلام النبلاء ، ج 16 ، ص 15 .

42 . أبو مسلم عبد الرحمان بن عبد اللّه بن محمّد بن نصير المديني المعدل النصيري (ت 383 ه ) .

راجع : الأنساب ، ج 5 ، ص 500.

43 . أبو مسلم عبد الرحمان بن محمّد بن أحمد بن سياه المذكر الدشتي (ت 346 ه ) .

راجع : الأنساب ، ج 2 ، ص 480.

44 . أبو مسلم ، وقيل : أبو محمّد عبد الرحمان بن محمّد بن عمرو بن يحيى القرطمي المؤذن (ت 348 ه ) .

راجع : الأنساب ، ج 4 ، ص 473 .

45 . أبو عليّ عبد الرحيم بن محمّد بن مسلم بن عبد الرحيم بن أسيّد المديني (ت 343 ه ) .

راجع : الإكمال ، ج 1 ، ص 66 . البداية والنهاية ، ج 1 ، ص 195 .

46 . أبو بكر عبد العزيز بن أحمد بن محمّد بن أسيّد المديني المعدل .

راجع : الإكمال ، ج 1 ، ص 66 (الهامش) .

47 . أبو الحسين عبد العزيز بن محمّد بن يوسف بن مسلم المؤذن ، المعروف بابن حفصويه (ت 375 ه ) .

راجع : الأنساب ، ج 2 ، ص 238 .

.

ص: 34

48 . أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد بن محمّد بن أيوب الصالحاني .

راجع : الأنساب ، ج 3 ، ص 511 .

49 . عبد اللّه بن إسحاق بن إبراهيم .

راجع : أُسد الغابة ، ج 2 ، ص 244 ، ج 4 ، ص 68 .

50. أبو محمّد عبد اللّه بن إسماعيل بن عبد اللّه الوكيل (ت 341 ه ) .

راجع : الأنساب ، ج 5 ، ص 614 .

51 . أبو محمّد عبد اللّه بن جعفر بن أحمد بن فارس الاصبهاني (ت 346 ه ) .

راجع : سير أعلام النبلاء ، ج 15 ، ص 554 . الأنساب ، ج 1 ، ص 175 .

52 . أبو محمّد عبد اللّه بن خالد بن محمّد بن رستم التيمي الراراني .

راجع : الأنساب ، ج 3 ، ص 23 .

53 . أبو محمّد عبد اللّه بن عليّ بن عبد اللّه الطاذي المؤدّب .

راجع : الأنساب ، ج 4 ، ص 27 .

54 . أبو مسعود عبد اللّه بن محمّد بن أحمد بن يزيد الزهري النقاط المؤدّب .

راجع : الأنساب ، ج 5 ، ص 519 .

55 . أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن جعفر بن حيّان الأنصاري المعروف بأبي الشيخ (ت 369 ه ) .

راجع : تذكرة الحفّاظ ، ج 3 ، ص 946 .

56 . أبو أحمد عبد اللّه بن محمّد بن عليّ بن شريس المعدل الجوزداني .

راجع : الأنساب ، ج 2 ، ص 118 .

57 . أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن عيسى بن مزيد الخشاب المديني (ت 345 ه ) .

راجع : الأنساب ، ج 2 ، ص 367 .

58 . أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن منصور الجوزداني .

راجع : الأنساب ، ج 2 ، ص 117 .

.

ص: 35

59 . عبد اللّه بن محمود بن محمّد بن كوفي الأصبهاني .

راجع : الأنساب ، ج 5 ، ص 109 .

60. أبو أحمد عبيد اللّه بن أحمد بن إسماعيل بن عبد العطار .

راجع : الأنساب ، ج 2 ، ص 39 ؛ معجم البلدان ، ج 2 ، ص 118 .

61 . أبو عبد اللّه عبيد اللّه بن أحمد بن الفضل بن شهريار الأردستاني التاجر .

راجع : الأنساب ، ج 1 ، ص 109 .

62 . أبو زرعة عبيد اللّه بن محمّد بن أحمد بن راشد بن معدان بن عبد الرحيم ابن راشد المديني المعداني (ت بعد 342 ه ) .

راجع : الأنساب ، ج 5 ، ص 340.

63 . أبو صالح عبيد اللّه بن محمّد بن أحمد بن فيار الجوزداني الفياري .

راجع : الأنساب ، ج 4 ، ص 415 .

64 . أبو أحمد عبيد اللّه بن يعقوب بن المحدّث إسحاق بن إبراهيم بن محمّد ابن جميل الأصبهاني (ت 386 ه ) .

راجع : الأنساب : ج 2 ص 88 ؛ سير أعلام النبلاء ، ج 16 ، ص 535 .

65 . عثمان بن محمّد العثماني .

راجع : أدب الإملاء ، ص 82 .

66 . أبو الحسن عليّ بن إسحاق بن ماقولة السيني .

راجع : الأنساب ، ج 3 ، ص 366 .

67 . عليّ بن الحسن بن عليّ .

راجع : البداية والنهاية ، ج 1 ، ص 324 .

68 . أبو الحسن عليّ بن عبد العزيز بن عمران الفرساني .

راجع : الأنساب ، ج 4 ، ص 364 .

69 . أبو الحسن عليّ بن محمّد البديهي ، الشاعر من أهل بغداد .

راجع : الأنساب ، ج 1 ، ص 299 .

.

ص: 36

70. أبو بكر عمر بن عبد اللّه بن أحمد بن محمّد بن سهل التميمي الجيراني (ت 377 ه ) .

راجع : الأنساب ، ج 2 ، ص 141 .

71 . عمر بن عبد اللّه بن الهيثم الواعظ .

راجع : تذكرة الحفّاظ ، ج 1 ، ص 341 .

72 . أبو حاتم غانم بن عمر بن محمّد بن أحمد بن مسلم الجرواآني .

راجع : الأنساب ، ج 2 ، ص 50.

73 . أبو عليّ غسان بن محمّد بن غسان بن موسى العكلي .

راجع : الأنساب ، ج 4 ، ص 225 .

74 . أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن عليّ بن عاصم بن زاذان الأصبهاني الخازن ، المشهور بابن المقرئ (ت 381 ه ) .

راجع : تذكرة الحفّاظ ، ج 3 ، ص 973 .

75 . أبو الفضل محمّد بن إبراهيم بن الفضل الأستاذ براني .

راجع : الأنساب ، ج 1 ، ص 129 ؛ معجم البلدان ، ج 1 ، ص 173 .

76 . أبو أحمد محمّد بن أحمد بن إبراهيم بن سليمان الأصبهاني العسّال صاحب التصانيف (ت 349 ه ) .

راجع : سير أعلام النبلاء ، ج 16 ، ص 8 ؛ تذكرة الحفّاظ ، ج 3 ، ص888 .

77 . أبو عمر محمّد بن أحمد بن الحسن بن محمّد بن حمزة الهيساني (ت358 ه ) .

راجع : الأنساب ، ج 5 ، ص 661 .

78 . أبو مسلم محمّد بن أحمد بن شيرويه التاجر الدورقي .

راجع : الأنساب ، ج 2 ، ص 503 ؛ معجم البلدان ، ج 2 ، ص 483 .

79 . أبو الحسين محمّد بن أحمد بن محمّد بن عليّ بن سابور الأسواري

.

ص: 37

الأصبهاني (ت 342 ه ) .

راجع : سير أعلام النبلاء ، ج 15 ، ص 477 .

80. محمّد بن أحمد بن موسى بن الوليد العسكري .

راجع : تهذيب الكمال ، ج 10، ص 92 .

81 . محمّد بن الحسن الأنباري .

راجع : لسان الميزان ، ج 6 ، ص 31 .

82 . أبو جعفر محمّد بن الحسن بن محمّد بن دكة المعدل الدكّي .

راجع : الأنساب ، ج 2 ، ص 487 .

83 . محمّد بن سفيان بن إبراهيم .

راجع : أُسد الغابة ، ج 4 ، ص 64 .

84 . محمّد بن سليمان المالكي .

راجع : أُسد الغابة ، ج 3 ، ص 221 .

85 . أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن إبراهيم بن عبدويه البغدادي الشافعي البزاز السفار (ت 354 ه ) .

راجع : سير أعلام النبلاء ، ج 16 ، ص 39 .

86 . أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن أحمد بن إسحاق المفسر المقرئ .

راجع : أُسد الغابة ، ج 3 ، ص 376 .

87 . أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن مندة المفتولي .

راجع : الأنساب ، ج 5 ، ص 356 .

88 . أبو سهل محمّد بن عثمان بن أحمد بن الخصيب الأبهري .

راجع : معجم البلدان ، ج 1 ، ص 84 .

89 . أبو جعفر محمّد بن عليّ بن دحيم الشيباني الكوفي .

راجع : سير أعلام النبلاء ، ج 16 ، ص 37 .

.

ص: 38

90. محمّد بن عليّ بن محمّد بن شبّويه الأصبهاني .

راجع : الأنساب ، ج 2 ، ص 108 .

91 . أبو الحسين محمّد بن عليّ بن يحيى الطبيب القنادري الأصبهاني .

راجع : الأنساب ، ج 4 ، ص 545 ؛ معجم البلدان ، ج 4 ، ص 400.

92 . أبو بكر محمّد بن عمر بن محمّد بن سلم بن البراء بن سبرة بن سيّار التميمي ، المعروف بابن الجعابي ، قاضي الموصل .

راجع : الأنساب ، ج 2 ، ص 66 .

93 . أبو بكر محمّد بن محمّد بن أحمد بن مالك الإسكافي (ت 352 ه ) .

راجع : معجم البلدان ، ج 1 ، ص 181 .

94 . محمّد بن محمّد بن عمرو بن زيد .

راجع : الموضوعات ، ج 1 ، ص 221 .

95 . أبو أحمد محمّد بن محمّد بن يوسف المكي الجرجاني .

راجع : الأنساب ، ج 2 ، ص 41 .

96 . أبو عبد اللّه مكي بن بندار بن مكي بن عاصم الزنجاني .

راجع : الأنساب ، ج 3 ، ص 169 .

97 . ميمون بن إسحاق بن الحسن الحنفي .

راجع : أُسد الغابة ، ج 3 ، ص 217 .

98 . أبو يوسف يعقوب بن شاذة بن إسحاق بن إبراهيم المزيّن الأصبهاني .

راجع : الأنساب ، ج 5 ، ص 281 .

99 . أبو يوسف يعقوب بن محمّد بن يعقوب الرازي المعروف بالأقليدسي .

راجع : الأنساب ، ج 1 ، ص 201 .

100. إبراهيم بن أبان بن رستة المديني . روى عنه كما في الحديث 282 .

راجع : الاكمال ، ج 4 ، ص 74 .

.

ص: 39

101 . عثمان بن محمّد البصري . روى عنه بهذا العنوان كما في الحديث 283 .

102 . عبد اللّه بن محمّد بن معدان . روى عنه بهذا العنوان كما في الحديث 422 .

103 . إسحاق بن محمّد بن عليّ بن خالد . روى عنه بهذا العنوان كما في الحديث 450.

104 . أبو القاسم عبد الرحمان بن محمّد بن أحمد بن محمّد بن فوران المروزي الفقيه الكبير (ت 461 ه ) . روى عنه كما في الحديث 530.

105 . محمّد بن أحمد بن سالم . روى عنه بهذا العنوان كما في الحديث 573 .

106 . إسماعيل بن عليّ بن رزين الواسطي . روى عنه بهذا العنوان كما في الحديث 157 (الهامش) .

107 . محمّد بن سعيد بن داوود .

راجع : دلائل النبوة ، ص 39 .

108 . إبراهيم بن عليّ البصري .

راجع : دلائل النبوّة ، ص 121 .

109 . محمّد بن الحسين الدقاق البغدادي . روى عنه كما في الحديث 144 . لعلّه محمّد بن الحسين أبو جعفر الدقاق ، أو هو محمّد بن الحسين بن عليّ بن إبراهيم أبو بكر الدقاق .

راجع : تاريخ بغداد ، ج 2 ، ص 231 و 241 .

110. أبو الحسن عليّ بن إبراهيم بن حمّاد الأزدي (ت 356 ه ) . روى عنه كما في الحديث 166 .

111 . الحسن بن محمّد السكوني .

.

ص: 40

روى عنه بهذا العنوان كما في الحديث 170.

112 . محمّد بن أحمد بن أبي الحارث البزاز . روى عنه كما في الحديث203 .

113 . محمّد بن أحمد بن عليّ . روى عنه بهذا العنوان كما في الحديث 238 .

114 . محمّد بن محمّد بن ماسن الهروي . روى عنه بهذا العنوان كما في الحديث253 .

115 . أحمد بن محمّد الخيّاط المقرئ الكوفي . روى عنه بهذا العنوان كما في الحديث 257 .

116 . محمّد بن عبد اللّه بن سعيد . روى عنه بهذا العنوان كما في الحديث 241 .

117 . عبد الرحمان بن محمّد بن حمّاد . روى عنه بهذا العنوان كما في الحديث44 ، لعله عبد الرحمان بن محمّد بن حامد بن متّويه أبو القاسم الزاهد البلخي (ت 355 ه ) .

118 . أحمد بن عبد اللّه بن الحسين . روى عنه بهذا العنوان كما في الحديث45 ، لعلّه أحمد بن عبد اللّه بن الحسين أبو بكر البزاز (ت 403 ه ) .

119 . أحمد بن إسحاق بن منجاب . روى عنه بهذا العنوان كما في الحديث51 .

120. أحمد بن محمّد بن الصباح النيسابوري . روى عنه بهذا العنوان كما في الحديث57 ، كأنّه أحمد بن محمّد بن الصباح المزني الدولابي .

راجع : تاريخ بغداد : ج 4 ، ص 34 ؛ الثقات : ج 8 ، ص 41 .

.

ص: 41

121 . عبد الرحمان بن محمّد بن مسلم . روى عنه بهذا العنوان كما في الحديث59 .

122 . عبد الخالق بن محمّد بن مروان . روى عنه بهذا العنوان كما في الحديث64 .

123 . أحمد بن محمّد بن سليمان المالكي . روى عنه بهذا العنوان كما في الحديث138 .

124 . فهد بن إبراهيم البصري . روى عنه بهذا العنوان كما في الحديث168 .

125 . سليمان بن أحمد بن منصور سجادة . روى عنه بهذا العنوان كما في الحديث 3 .

126 . عبيد اللّه بن جعفر . روى عنه بهذا العنوان في الحديث 5 . لعلّه عبيد اللّه بن جعفر بن محمّد بن أعين (ت 359 ه ) .

127 . أبو الحسين محمّد بن المظفر بن موسى بن عيسى الحافظ البغدادي (ت379 ه ) . روى عنه كما في الحديث 13 .

128 . أبو الحسن أحمد بن إسحاق بن بنجاب الطيبي . روى عنه كما في الحديث 51 .

129 . الحسن بن الحكم الخيري . روى عنه بهذا العنوان كما في الحديث 18 .

130. محمّد بن عبد الرحمان بن الحسين الأسدي . روى عنه بهذا العنوان كما في الحديث 20.

131 . أحمد بن محمّد بن عثمان الصيدلاني .

.

ص: 42

الرواة عنه

روى عنه بهذا العنوان كما في الحديث 29 .

132 . أحمد بن القاسم بن صدقة المصري . روى عنه بهذا العنوان كما في الحديث 26 و 249 .

133 . محمّد بن القاسم بن أحمد . روى عنه بهذا العنوان كما في الحديث 31 .

134 . محمّد بن عبد اللّه بن الحسين . روى عنه بهذا العنوان كما في الحديث 34 و 204 و 422 . لعلّه محمّد بن عبد اللّه بن الحسين أبو عبد اللّه الجعفي القاضي الكوفي ، المعروف بابن الهرواني (ت 402 ه ) .

135 . مكي بن بندار الزنجاني .

راجع : دلائل النبوّة ، ص 150.

136 . ابو الحسن عليّ بن أحمد بن محمّد القزويني المعروف ببادويه .

راجع : خصائص مسند الإمام أحمد ، ص 11 .

137 . عبد اللّه بن سعد بن يحيى . روى عنه بهذا العنوان كما في الحديث 201 .

138 . أحمد بن إبراهيم بن الحسن القرشي الكوفي . روى عنه بهذا العنوان كما في الحديث 290.

139 . أبو القاسم إسماعيل بن عباد الطالقاني (1) ، المعروف بالصاحب .

راجع : الأنساب ، ج 4 ، ص 30.

الرواة عنه1 . أبو الفضل أحمد بن الحسن بن محمّد بن عليّ الجلودي المفسّر .

راجع : تهذيب الكمال ، ج 10، ص 92 .

.


1- .قال السمعاني في ترجمته : «اشتهر ذكره وشعره ومجموعاته في النظم والنثر في الآفاق ، وسمع الحديث من الأصبهانيين والبغداديين والرازيين ، وحدّث ، وكان يحث على طلب الحديث وكتابته . حدّثنا أبو المناقب حمزة بن إسماعيل العلوي ، أخبرنا سليمان بن إبراهيم الحافظ ، أخبرنا أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ ، سمعت الصاحب أبا القاسم إسماعيل بن عبّاد يقول : من لم يكتب الحديث ، لم يجد حلاوة الإسلام» .

ص: 43

2 . أبو الحسين أحمد بن عبد الرحمان بن أبي بكر محمّد بن أبي عليّ أحمد الهمداني الذكواني (ت 484 ه ) .

راجع : الانساب ، ج 3 ، ص 10، 215 ؛ الموضوعات ، ج 1 ، ص 257 .

3 . أحمد بن الفضل الباطرقاني .

راجع : أدب الإملاء ، ص 82 .

4 . أبو الفوارس أحمد بن الفضل بن أحمد بن عليّ بن محمّد العنبري الأديب .

راجع : الأنساب ، ج 4 ، ص 249 .

5 . أبو طالب أحمد بن محمّد بن أحمد بن محمّد بن يوسف بن دينار القرشي الكندلاني (ت 493 ه ) .

6 . أبو بكر أحمد بن محمّد بن المظفر التميمي الأصبهاني القصّاب .

راجع : تاريخ بغداد ، ج 5 ، ص 106 .

7 . أحمد بن محمّد بن بهنور أبو بكر البيضاوي ، الملقب بلبل الصوفي (ت 455 ه ) .

راجع : معجم البلدان ، ج 1 ، ص 529 .

8 . أبو عليّ الحسن بن عمر بن حسن بن يونس الأصبهاني (ت 466 ه ) .

راجع : سير أعلام النبلاء ، ج 18 ، ص 337 .

9 . أبو مسعود سليمان بن إبراهيم بن محمّد بن سليمان الملنجي الحافظ (ت486 ه ) .

راجع : الأنساب ، ج 5 ، ص 382 ؛ سير أعلام النبلاء ، ج 19 ، ص23 ؛ تذكرة الحفّاظ ، ج 3 ، ص 1199 .

10. شيبان بن عبد اللّه بن أحمد بن محمّد بن شيبان الأسدي المحتسب أبو المعمر البرجي .

راجع : معجم البلدان ، ج 1 ، ص 373 .

.

ص: 44

11 . أبو القاسم عبد الرحمان بن الحافظ الكبير أبي عبد اللّه محمّد بن إسحاق ابن محمّد بن يحيى بن مندة العبدي الأصبهاني .

راجع : سير أعلام النبلاء ، ج 18 ، ص 349 .

12 . أبو الفتح عبد الرزاق بن عبد الكريم بن عبد الواحد بن محمّد بن عبد الرحمان بن محمّد بن سليمان الحسناباذي (ت 484 ه ) .

راجع : الأنساب ، ج 2 ، ص 219 .

13 . أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن أحمد الرقاعي (ت 445 ه ) .

راجع : الأنساب ، ج 3 ، ص 83 .

14 . أبو عمرو عبد الوهاب بن الحافظ أبي عبد اللّه محمّد بن إسحاق بن الحافظ محمّد بن يحيى بن مندة العبدي الأصبهاني (ت 475 ه ) .

راجع : سير أعلام النبلاء ، ج 18 ، ص 440.

15 . أبو الحسن عليّ بن محمّد بن أحمد بن عبد الرحمان بن محمّد بن سليمان الحسناباذي ، المعروف بابن أبي عيسى (ت بعد 460ه ) .

راجع : الأنساب ، ج 2 ، ص 220.

16 . أبو القاسم الفضل بن محمّد ، يعرف بتافه الأصبهاني .

راجع : الإكمال ، ج 1 ، ص 490.

17 . أبو عبد اللّه القاسم بن الفضل بن أحمد بن أحمد بن محمود الثقفي الأصبهاني (ت 489 ه ) .

راجع : سير أعلام النبلاء ، ج 19 ، ص 9 .

18 . أبو عبد اللّه القاسم بن الفضل بن أحمد بن محمود الجوباري (ت 453ه ) .

راجع : معجم البلدان ، ج 2 ، ص 176 .

19 . أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن عليّ الأصبهاني المستملي العطار (ت 466ه ) .

راجع : تذكرة الحفاظ ، ج 3 ، ص 116 ؛ سير أعلام النبلاء ، ج 18 ، ص 339 .

.

ص: 45

20. أبو الخير محمّد بن أحمد بن محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن هارون ، المعروف بابن ررا (ت 482 ه ) .

راجع : الأنساب ، ج 3 ، ص 23 .

21 . أبو بكر محمّد بن الحسن بن محمّد بن أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بن سليم البواني المعلّم .

راجع : الأنساب ، ج 1 ، ص 407 ؛ معجم البلدان : ج 1 ، ص 505 .

22 . أبو منصور محمّد بن زكريا بن الحسن بن زكريا بن ثابت بن عامر بن حكيم ، مولى الأنصار السيني الأديب .

راجع : معجم البلدان ، ج 3 ، ص 301 ؛ الأنساب ، ج 3 ، ص 366 .

23 . أبو مطيع محمّد بن عبد الواحد بن عبد العزيز بن أحمد بن زكريا الضبي ، الناسخ ، المجلّد ، الصحّاف ، الملقّب بالمصري (ت 497 ه ) .

راجع : سير أعلام النبلاء ، ج 19 ، ص 177 .

24 . أبو بكر محمّد بن عليّ بن خولة الأبهري .

راجع : الأنساب ، ج 1 ، ص 21 .

25 . أبو نصر محمّد بن عمر بن محمّد بن عبد الرحمان الخرجاني المقرئ ، المعروف بابن تانة .

راجع : معجم البلدان ، ج 2 ، ص 356 ؛ الأنساب ، ج 1 ، ص 443 .

26 . أبو الفضل محمّد بن الفضل الحلاوي الحافظ .

راجع : الأنساب ، ج 2 ، ص 294 .

27 . أبو الفضل محمّد بن الفضل القرشي .

راجع : الموضوعات ، ج 1 ، ص 257 .

28 . أبو نصر محمود بن عمر بن إبراهيم بن أحمد الطهراني .

راجع : معجم البلدان ، ج 4 ، ص 52 ؛ الأنساب ، ج 4 ، ص 86 .

29 . أبو طالب الفضل بن محمّد بن طاهر الجعفري .

راجع : المناقب ، الخوارزمي ، ص 271 .

.

ص: 46

30. أبو يعقوب يوسف بن محمّد بن سعيد بن موسى المنادي الابهري .

راجع : الأنساب ، ج 1 ، ص 79 .

31 . سليمان بن إبراهيم الأصبهاني . روى عن ابن مردويه بهذا العنوان كما في الحديث 3 .

32 . أبو يعلى عبد الرزاق بن عمر بن إبراهيم الطهراني . روى عن ابن مردويه بهذا العنوان كما في الحديث 3 .

33 . أبو الخير محمّد بن أحمد بن هارون . لعله أبو بكر محمّد بن أحمد بن هارون الريوندي المعروف بابي بكر الشافعي .

راجع : دلائل النبوّة ، ص 39 .

34 . محمّد بن أحمد بن عليّ الفقيه .

راجع : دلائل النبوّة ، ص 96 .

35 . أبو القاسم إسماعيل بن محمّد .

راجع : خصائص مسند الإمام أحمد ، ص 11 .

36 . أبو منصور محمّد بن أحمد بن عليّ بن شكرويه القاضي الأصبهاني .

راجع : تعزية المسلم عن أخيه ، ص 57 .

37 . عليّ بن الحسن المطالبي . لعله عليّ بن الحسن أبو الحسن المظالمي .

راجع : تعزية المسلم عن أخيه ، ص 57 ؛ طبقات المحدّثين بأصبهان ، ج 4 ، ص 202 .

.

ص: 47

مناقب عليّ بن أبي طالب عليه السلام

الفصل الأوّل : في أنّه عليه السلام أوّل من أسلم

الفصل الأوّل : في أنّه عليه السلام أوّل من أسلمابن مردويه، عن عليّ عليه السلام قال:أنا أوّل من أسلم، وأوّل من صلّى مع رسول اللّه صلى الله عليه و سلم. 1

ابن مردويه ، عن أبي ذر أنّه قال النبيّ صلى الله عليه و سلم :«إنّ الملائكة صلّت عليَّ وعلى عليّ سبع سنين قبل أن يُسلم بشر» . 2

.

ص: 48

ابن مردويه ، حدّثني سليمان بن أحمد بن منصور سجادة ، حدّثني سهل بن صالح المروزي ، حدّثنا محمّد بن عبد الرحمان ، حدّثنا الحسن بن عليّ البصري ، وحدّثني كامل بن طلحة ، قالا :حدّثنا عباد بن عبد الصمد أبو معمر ، قال : سمعت أنس بن مالك يقول : قال رسول اللّه صلى الله عليه و سلم : «صلّت الملائكة عليَّ وعلى عليّ بن أبي طالب سبع سنين ، وذلك أنّه لم تُرفع شهادة أن لا إله إلاّ اللّه إلى السماء إلاّ منّي ومن عليّ» . 1

ابن مردويه ، عن حبّة بن جوين ، قال :قال عليّ رضى الله عنه : عبدت اللّه مع رسول اللّه صلى الله عليه و سلمسبع سنين قبل أن يعبده أحد من هذه الاُمّة . 2

.

ص: 49

ابن مردويه ، حدّثنا عبيد اللّه بن جعفر ، حدّثنا يحيى بن حاتم العسكري ، حدّثنا بشر بن مهران ، حدّثنا شريك ، عن عثمان بن المغيرة ، عن زيد بن وهب ، عن عبد اللّه بن مسعود ، قال :إنّ أوّل شيء علمته من أمر رسول اللّه صلى الله عليه و سلم أنّي قدمت مكة في عمومة لي ، فأرشدونا على العباس بن عبد المطلب ، فانتهينا إليه وهو جالس إلى زمزم فجلسنا إليه ، فبينا نحن عنده ، إذ أقبل رجل من باب الصفا تعلوه حمرة ، له وفرة جعدة إلى أنصاف أذنيه ، أقنى الأنف ، برّاق الثنايا ، أدعج العينين ، كثّ اللحية ، دقيق المسربة ، شثن الكفين ، حسن الوجه ، معه مراهق أو محتلم ، تقفوه إمرأة قد سترت محاسنها ، حتّى قصد نحو الحجر فاستلمه ، ثمّ استلم الغلام ، ثمّ استلمته المرأة ، ثمّ طاف بالبيت سبعا ، والغلام والمرأة يطوفان معه ، فقلنا : يا أبا الفضل إنّ هذا الدين لم نكن نعرفه فيكم أوَ شيء حدث ؟ قال : هذا ابن أخي محمّد بن عبد اللّه ، والغلام عليّ بن أبي طالب ، والمرأة امرأته خديجة بنت خويلد ، ما على وجه الأرض أحد يعبد اللّه تعالى بهذا الدين إلاّ هؤلاء الثلاثة . 1

.

ص: 50

ابن مردويه ، عن بريدة ، أنّ النبيّ صلى الله عليه و سلم قال لفاطمة :«إنّ زوجكِ خير اُمّتي ، أقدمهم سلما ، وأكثرهم علما» . 1

ابن مردويه ، عن جابر بن عبد اللّه ، قال :قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : «يا عليّ ، أنت أوّل المسلمين إسلاما ، وأنت أوّل المؤمنين إيمانا» . 2

ابن مردويه ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن عبد اللّه الطبري ، حدّثنا عليّ بن دينار ، حدّثنا زيد بن إسماعيل ، حدّثنا معاوية بن هشام ، حدّثنا أبو العلاء خالد بن طهمان ، عن نافع ، عن معقل بن يسار ، قال :بينا أنا أُوضئ النبيّ صلى الله عليه و آله ، فقال : أريد أن أعود فاطمة . فقام وتوكّأ عليَّ ، فلمّا دخل عليها ، قال لها : «كيف أنت يا بنيّة ؟ قالت : طال سقمي ، واشتدّت فاقتي . فقال : أما ترضين أن زوّجتك أقدم اُمّتي سلما وأحكمهم علما ؟ !» 3

.

ص: 51

ابن مردويه ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عاصم ، حدّثنا عمران الأشقر ، حدّثنا قيس ، عن الأعمش ، عن عباية بن ربعي ، عن أبي أيوب :أنّ النبيّ صلى الله عليه و سلممرض مرضة فأتته فاطمة تعوده ، فلمّا رأت ما برسول اللّه صلى الله عليه و سلممن الجهد والضعف استعبرت فبكت حتّى سالت الدموع على خدّيها ، فقال لها رسول اللّه صلى الله عليه و سلم : «يا فاطمة ، إنّ لكرامة اللّه عز و جل إيّاكِ زوّجكِ من أقدمهم سلما ، وأكثرهم علما ، وأعظمهم حلما . إنّ اللّه تعالى أطلع إطلاعة إلى أهل الأرض فاختارني منهم ، فبعثني نبيا مرسلاً ، ثمّ أطلع إطلاعة فاختار منهم بعلك ، فأوحى إليَّ أن أزوّجه إيّاكِ ، وأتخذه وصيّا» . 1

.

ص: 52

. .

ص: 53

الفصل الثاني : في كُناه

الفصل الثاني : في كُناهابن مردويه ، في حديثٍ أنّ عليّا عليه السلام غضب على فاطمة عليهاالسلام وخرج ، فوجده رسول اللّه صلى الله عليه و آله فقال :«قم أبا تراب ، قم أبا تراب» . (1)

ابن مردويه ، أنّه قال بعض الأمراء لسهل بن سعد :سُبَّ عليّا ، فأبى ، فقال : أمّا إذا أبيت فقل : لعن اللّه أبا تراب ، فقال : واللّه ، إنّه إنّما سمّاه رسول اللّه صلى الله عليه و آلهبذلك ، وهو أحبّ الأسماء إليه . 2

.


1- .بحار الأنوار ، ج 35 ، ص 60. قال فيه : البخاري ، والطبري ، وابن مردويه ، وابن شاهين ، وابن البيع ، في حديث ... .

ص: 54

. .

ص: 55

الفصل الثالث : في ألقابه

الفصل الثالث : في ألقابهأ . أمير المؤمنينابن مردويه ، عن سالم مولى حذيفة بن اليمان ، قال :أمرنا النبيّ صلى الله عليه و سلمأن نسلّم على عليّ بن أبي طالب ب «يا أمير المؤمنين ورحمة اللّه وبركاته» . (1)

ابن مردويه ، حدّثنا محمّد بن المظفر بن موسى ، قال :حدّثنا محمّد بن الحسين بن حفص الخثعمي ، قال : حدّثنا إسماعيل بن إسحاق الراشدي ، قال : حدّثنا يحيى بن سالم ، قال : حدّثنا صباح المزني ، عن العلاء بن المسيّب ، عن أبي داوود ، عن بريدة ، قال : أمرنا رسول اللّه صلى الله عليه و آله أن نسلّم على عليّ عليه السلامبأمير المؤمنين . 2

.


1- .مناقب سيّدنا عليّ ، ص 18 .

ص: 56

ابن مردويه ، عن سالم مولى عليّ ، أنّ أبا بكر وعمر دخلا على عليّ وقالا :السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة اللّه وبركاته . (1)

ابن مردويه ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن أبي دارم ، قال :حدّثنا المنذر بن محمّد ، قال : حدّثني أبي ، قال : حدّثني عمّي ، قال : حدّثني أبي ، عن أبان بن تغلب ، عن أبي غيلان ، قال : حدّثني أبو سعد _ وهو رجل ممّن شهد صفين _ قال : حدّثني سالم المنتوف _ مولى عليّ _ قال : كنت مع عليّ عليه السلام في أرض يحرثها حتّى جاء أبو بكر وعمر ، فقالا : سلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة اللّه وبركاته . فقيل : كنتم تقولون في حياة رسول اللّه صلى الله عليه و آله ؟ ! فقال عمر : هو أمرنا بذلك . 2

ابن مردويه ، حدّثنا محمّد بن عليّ ، قال :حدّثنا أحمد بن عبيد بن إسحاق العطار ، قال : حدّثنا أبو غسان مالك بن إسماعيل ، قال : حدّثنا جعفر الأحمر ، قال : حدّثنا مهلهل العبدي ، عن كريرة الهجري ، قال : لما مرَّ عليّ بن أبيطالب عليه السلامقام حذيفة بن اليمان ، فتعصّب مريضا ، فحمَد اللّه وأثنى عليه ، ثمّ قال : أيّها الناس من سرَّه أن يلحق بأمير المؤمنين حقّا حقّا فليلحق بعليّ بن أبي طالب . فأخذ الناس برّا وبحرا ، فما جاءت الجمعة حتّى مات حذيفة . (2)

ابن مردويه ، حدّثنا أحمد بن إسحاق الطيبي ، قال :حدّثنا إبراهيم بن (3) قال :

.


1- .مناقب سيّدنا عليّ ، ص 20.
2- .اليقين ، الباب 11 ، ص 15 .
3- .كذا في الأصل .

ص: 57

حدّثنا يحيى بن سليمان الجعفي ، قال : حدّثنا تليد بن سلمان ، عن أبي الحجاف ، عن معاوية بن ثعلبة الليثي ، قال : مرض أبو ذر رضى الله عنهمرضا شديدا حتّى أشرف على الموت ، فأوصى إلى عليّ بن أبي طالب عليه السلامفقيل له : لو أوصيت إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب كان أجمل لوصيتك من عليّ ! فقال أبو ذر : أوصيت واللّه إلى أمير المؤمنين حقّا حقّا ، وإنّه لربى الأرض الّذي يسكن إليها وتسكن إليه ، ولو قد فارقتموه لأنكرتم الأرض وأنكروكم . 1

ابن مردويه ، حدّثنا الحسن بن الحكم الخيري ، قال :حدّثنا سعد بن عثمان الخراز ، قال : حدّثنا أبو مريم ، قال : حدّثني داوود بن أبي عوف ، قال : حدّثني معاوية بن ثعلبة الليثي ، قال : ألا اُحدّثك بحديث لم يختلط ؟ قلت : بلى . قال : مرض أبو ذر فأوصى الى عليّ عليه السلام ، فقال بعض من يعوده : لو أوصيت إلى أمير المؤمنين عمر كان أجمل لوصيتك من عليّ عليه السلام ! قال : واللّه ، لقد أوصيت إلى أمير المؤمنين حق أمير المؤمنين . واللّه ، إنّه للربيع الّذي يسكن إليه ، ولو قد فارقكم لقد أنكرتم الناس ، وأنكرتم الأرض . قال : قلت : يا أبا ذر ، إنّا لنعلم أنّ أحبّهم إلى رسول اللّه صلى الله عليه و آله أحبهم إليك . قال : أجل . قلنا : فأيّهم أحبّ إليك ؟ قال : هذا الشيخ المظلوم المضطهد حقّه ، يعني عليّ بن أبي طالب عليه السلام . 2

ابن مردويه ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عاصم ، قال :حدّثنا عمر بن عبد الرحيم ، قال : حدّثنا أبو الصلت الهروي ، قال : حدّثنا يحيى بن يمان ، قال : حدّثنا سفيان الثوري ، قال : حدّثنا داوود بن أبي عوف ، قال : حدّثنا

.

ص: 58

معاوية بن ثعلبة ، قال : دخلنا على أبي ذر رضى الله عنه نعوده في مرضهِ الّذي مات فيه ، فقلنا : أوصِ يا أبا ذر . قال : قد أوصيت إلى أمير المؤمنين . قال : قلنا : عثمان ! قال : لا ، ولكن إلى أمير المؤمنين حقّا ، أمير المؤمنين واللّه ، إنّه لربّى الأرض ، وإنّه لربّانيّ هذه الاُمّة ، ولو قد فقدتموه لأنكرتم الأرض ومن عليها . (1)

ب . سيّد المسلمين ، إمام المتقين ، ولي المتقين ، قائد الغرّ المحجّلين إمام الغرّ المحجّلين ، خير الوصيين ، خاتم الوصيين ، أولى الناس بالمؤمنين ، سيّد ولد آدمابن مردويه ، حدّثنا محمّد بن عبد الرحمان بن الحسين الأسدي ، قال :حدّثنا يحيى بن العلاء الرازي ، قال : حدّثنا هلال بن أبي حميد الوزّان ، عن عبد اللّه ابن زرارة ، قال : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : «أُوحي إليّ في عليّ ثلاث : إنّه سيّد المسلمين ، وإمام المتقين ، وقائد الغرّ المحجّلين» . 2

ابن مردويه ، عن عبد اللّه بن أسعد بن زرارة ، قال :قال رسول اللّه صلى الله عليه و سلم : «ليلة اُسري بي انتهيت إلى ربي عز و جل ، فأوحى إليَّ في عليّ بثلاث : إنّه سيّد المسلمين ، ووليّ المتقين ، وقائد الغرّ المحجّلين» . 3

.


1- .اليقين ، الباب 15 ، ص 16 .

ص: 59

ابن مردويه ، عن أنس ، قال :بينما أنا عند رسول اللّه صلى الله عليه و سلم ، إذ قال رسول اللّه صلى الله عليه و سلم : «الآن يدخل سيّد المسلمين» ، فإذا طلع عليّ . (1)

ابن مردويه ، عن أنس ، قال :بينما أنا عند رسول اللّه صلى الله عليه و سلم إذ قال رسول اللّه صلى الله عليه و سلم : «الآن يدخل سيّد المسلمين ، وأمير المؤمنين ، وخير الوصيّين» ، إذ طلع عليّ ابن أبي طالب . 2

ابن مردويه ، عن أنس ، عن النبيّ صلى الله عليه و سلم ، قال :«يا أنس ، أوّل من يدخل عليك من هذا الباب ، فهو أمير المؤمنين ، وسيّد المسلمين ، وخاتم الوصيين» . (2)

ابن مردويه ، حدّثنا محمّد بن عليّ بن دحيم ، قال :حدّثنا الحسن بن الحكم الخرزي ، قال : حدّثنا إسماعيل بن أبان ، قال : حدّثنا صباح بن يحيى المزني ، عن الحارث بن حصيرة ، عن القاسم بن جندب ، عن أنس قال : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : «يا أنس ، أسكب لي وضوءً _ أو ماءً _» ، فتوضّى وصلّى ، ثمّ انصرف . فقال : «يا أنس ، أوّل من يدخل عليَّ اليوم أمير المؤمنين ، وسيّد المسلمين ، وخاتم الوصيين ، وإمام الغرّ المحجّلين» . فجاء عليّ عليه السلام حتّى ضرب الباب . فقال : «من هذا يا أنس ؟» . قلت : هذا عليّ . قال : «افتح له» . فدخل . 4

.


1- .أرجح المطالب ، ص 19 .
2- .مناقب سيّدنا عليّ ، ص 61 .

ص: 60

ابن مردويه ، حدّثنا أحمد بن القاسم بن صدقة المصري ، قال :حدّثنا أحمد بن رِشْدين المصري ، قال : حدّثنا يحيى بن سليمان الجعفي ، قال : حدّثنا عبد الكريم الجعفي ، قال : سمعت جابر الجعفي يذكر عن أبي الطفيل ، عن أنس بن مالك ، قال : كنت خادما لرسول اللّه صلى الله عليه و آله فبينا أنا يوم أوضيه ، إذ قال : «يدخل رجل ، وهو أمير المؤمنين ، وسيّد المسلمين ، وأولى الناس بالمؤمنين ، وقائد الغرّ المحجّلين» . قال أنس : فقلت : اللهمّ اجعله رجلاً من الأنصار . فإذا هو عليّ بن أبي طالب عليه السلام . (1)

ابن مردويه ، عن أنس ، أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله قال لعليّ :«مرحبا بسيّد المسلمين ، وإمام المتقين» . 2

ابن مردويه ، حدّثنا عبد اللّه بن محمّد بن جعفر ، قال :حدّثنا جعفر بن محمّد العلوي ، قال : حدّثنا محمّد بن الحسين العلكي ، قال : حدّثنا أحمد بن موسى_ الخراز الدوقي ، قال : حدّثنا بليد بن سليمان ، عن جابر الجعفي ، عن محمّد بن عليّ ، عن أنس بن مالك ، قال : بينما أنا عند النبيّ صلى الله عليه و آله إذ قال : «يطلع الآن» ، قلت : فداك أبي وأُمي من ذا ؟ قال : «سيّد المسلمين ،

.


1- .اليقين ، الباب 7 ، ص 12 .

ص: 61

وأمير المؤمنين ، وخير الوصيين ، وأولى الناس بالنبيين» ، قال : فطلع عليّ عليه السلامثمّ قال لعليّ : «أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى ؟ !» . (1)

ابن مردويه ، عن أحمد بن محمّد بن عثمان الصيدلاني ، قال :حدّثنا المنذر بن محمّد بن المنذر ، قال : حدّثنا أحمد بن موسى الخزاز ، قال : حدّثنا بليد بن سليمان أبو إدريس ، عن جابر ، عن محمّد بن عليّ ، عن أنس بن مالك ، قال : بينا أنا عند رسول اللّه صلى الله عليه و آله قال : «الآن يدخل سيّد المسلمين ، وأمير المؤمنين ، وأولى الناس بالنبيين» ، إذ طلع عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، فأخذ رسول اللّه صلى الله عليه و آلهيمسح العرق من جبهته ووجهه ويمسح به وجه عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، ويمسح العرق من وجه عليّ عليه السلامويمسح به وجهه ، فقال له عليّ عليه السلام : «يا رسول اللّه ، نزل فيَّ شيء ؟» قال : «أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى ؟ ! إلاّ إنّه لا نبيّ بعدي ، أنت أخي ، ووزيري ، وخير من أخلف بعدي ، تقضي ديني ، وتنجز وعدي ، وتبين لهم ما اختلفوا فيه من بعدي ، وتعلمهم من تأويل القرآن ما لم يعلموا ، وتجاهدهم على التأويل ، كما جاهدتهم على التنزيل» . 2

.


1- .اليقين ، الباب 10، ص 14 .

ص: 62

ابن مردويه ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن السري الكوفي ، قال :حدّثنا المنذر بن محمّد ، قال : حدّثني أبي ، قال : حدّثني عمّي ، قال : حدّثني أبي ، عن أبان بن تغلب ، عن جابر بن إبراهيم ، عن إسحاق ، عن عبد اللّه ، قال : دخل عليّ عليه السلامعلى رسول اللّه صلى الله عليه و آله وعنده عائشة ، فجلس بين رسول اللّه صلى الله عليه و آلهوبين عائشة . فقالت عائشة : ما كان لك مجلس غير فخذي ! فضرب رسول اللّه صلى الله عليه و آلهعلى ظهرها . فقال : «مَهْ ! لاتؤذيني في أخي . فإنّه أمير المؤمنين ، وسيّد المسلمين ، وقائد الغرّ المحجّلين . يوم القيامة يقعد على الصراط ، يُدخل أولياءه الجنّة ، ويُدخل أعداءه النّار» . 1

ابن مردويه ، حدّثني محمّد بن القاسم بن أحمد ، قال :حدّثنا أحمد بن محمّد ابن سليمان الباغندي ، قال : حدّثنا محمّد بن عليّ بن خلف ، قال : حدّثنا محمّد بن القيم الكوفي ، عن إسماعيل بن زياد البزاز ، عن أبي إدريس ، عن أبي رافع _ مولى عائشة _ قال : كنت غلاما أخدمها ، فكنت إذا كان رسول اللّه صلى الله عليه و آله عندها أكون قريبا أعاطيها . فبينما رسول اللّه صلى الله عليه و آله عندها ذات يوم ، إذ جاء جاءٍ فدقّ الباب . قال : فخرجت إليه ، فإذا جارية معها إناء مغطى . قال : فرجعت إلى عائشة فاخبرتها . قالت : «أدخلها» ، فدخلت ، فوضعته بين يدي عائشة ، فوضعته عائشة بين يدي رسول اللّه صلى الله عليه و آله فجعل يأكل ، وخرجت الجارية .

.

ص: 63

فقال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : «ليت أمير المؤمنين ، وسيّد المسلمين ، وإمام المتقين ، عندي يأكل معي!» . فجاء جاءٍ فدقّ الباب ، فخرجت إليه ، فإذا هو عليّ بن أبي طالب عليه السلامقال : فرجعت ، فقلت : هذا عليّ . فقال النبيّ صلى الله عليه و آله : «أدخله» . فلمّا دخل قال النبيّ صلى الله عليه و آله : «مرحبا وأهلاً ، لقد تمنّيتك مرتين ، حتّى لو أبطأت عليَّ لسألت اللّه عز و جل أن يأتي بك ، أجلس فكل معي» . 1

ابن مردويه ، حدّثني عبد اللّه بن محمّد بن يزيد ، حدّثنا محمّد بن أبي يعلى ، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم بن شاذان ، حدّثنا زكريا بن يحيى أبو عليّ الخزاز البصري ، حدّثنا مندل بن عليّ ، عن الأعمش ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال :كان رسول اللّه صلى الله عليه و آله في بيته فغدا عليه عليّ بن أبي طالب عليه السلامالغداة _ وكان يحب أن لا يسبقه إليه أحد _ ، فدخل وإذا النبيّ صلى الله عليه و آلهفي صحن الدار ، وإذا رأسه في حجر دحية بن خليفة الكلبي . فقال : السلام عليك ، كيف أصبح رسول اللّه ؟ قال : بخير يا أخا رسول اللّه . قال له عليّ : جزاك اللّه عنّا أهل البيت خيرا . قال له دحية : إنّي اُحبّك ، وإنّ لك عندي مدحة أزفّها إليك : أنت أمير المؤمنين ، وقائد الغرّ المحجّلين ، وسيّد ولد آدم يوم القيامة ما خلا النبيين والمرسلين ، ولواء الحمد بيدك يوم القيامة ، تُزف أنت وشيعتك مع محمّد وحزبه إلى الجنان ، زفّا زفّا ، قد أفلح من تولاك ، وخسر من عاداك ، بحبّ محمّد أحبّوك ، ومبغضوك لن تنالهم شفاعة محمّد صلى الله عليه و آله ، أدن منّي صفوة اللّه . فأخذ رأس النبيّ فوضعه في حجره وذهب . فرفع رسول اللّه رأسه فقال : «ما

.

ص: 64

هذه الهمهمة ؟» فأخبره الحديث . فقال : «يا عليّ ، لم يكن دحية الكلبي ، كان جبرئيل ، سمّاك باسم سمّاك اللّه به . وهو الّذي ألقى محبّتك في صدور المؤمنين ، ورهّبك في صدور الكافرين» . 1

ج . يعسوب المؤمنين ، الصدّيق الأكبر ، الفاروق الذي يفرق بين الحق والباطل ، باب النبيّ الّذي يؤتى منهابن مردويه ، حدّثنا أحمد بن إسحاق ، قال :حدّثنا أحمد بن عمرو بن الضحاك ، حدّثنا محمّد بن ضريس ، قال : حدّثنا عيسى بن عبد اللّه بن محمّد ابن عمر ، قال : حدّثنا أبي ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن عليّ عليه السلام ، قال : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : «عليّ يعسوب المؤمنين ، والمال يعسوب المنافقين» . 2

ابن مردويه ، حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن الحسين ، قال :حدّثنا عبد اللّه بن أحمد بن عامر الطائي ، قال : حدّثني أبي ، قال : حدّثني عليّ بن موسى

.

ص: 65

الرضا ، قال : حدّثني أبي موسى بن جعفر ، قال : حدّثني أبي جعفر بن محمّد ، قال : حدّثني أبي محمّد بن عليّ ، قال : حدّثني أبي عليّ بن الحسين ، قال : حدّثني أبي الحسين بن عليّ ، قال : حدّثني أبي عليّ بن أبي طالب عليهم السلام : قال : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : «يا عليّ ، إنّك سيّد المسلمين ، وإمام المتقين ، وقائد الغرّ المحجّلين ، ويعسوب المؤمنين» . 1

ابن مردويه ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عاصم ، قال :حدّثنا عمران بن عبد الرحيم ، قال : حدّثنا عبد السلام بن صالح بن أبي الصلت ، قال : حدّثنا عليّ بن هاشم بن البريد ، قال : حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن عبيد اللّه بن أبي رافع مولى النبيّ صلى الله عليه و آله ، قال : حدّثني أبي ، عن جدّي ، عن أبي ذر رضى الله عنه ، قال : سمعت النبيّ صلى الله عليه و آله يقول لعليّ : «أنت أوّل من آمن بي وصدّقني ، وأنت أوّل من يصافحني يوم القيامة ، وأنت الصدّيق الأكبر ، وأنت الفاروق الّذي يفرق بين الحق والباطل ، وأنت يعسوب المؤمنين ، والمال يعسوب الظلمة» . (1)

ابن مردويه ، حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن الفضل ، قال :حدّثنا عبّاد بن يعقوب ، قال : حدّثنا عليّ بن هاشم ، قال : حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن أبي رافع ، عن أبي ذر رضى الله عنه ، أنّه سمع رسول اللّه صلى الله عليه و آله يقول لعليّ : «أنت أوّل من يصافحني يوم القيامة ، وأنت الصدّيق الأكبر ، وأنت الفاروق الأعظم تفرق بين الحق والباطل ، وأنت يعسوب المؤمنين ، والمال يعسوب الكفرة» . (2)

ابن مردويه ، أخبرنا محمّد بن إبراهيم بن الفضل ، قال :أخبرنا أحمد بن عمرو ابن عبد الخالق ، قال : حدّثنا محمّد بن عبيد اللّه بن أبي رافع ، عن أبيه ، عن

.


1- .اليقين ، الباب 205 ، ص 194 .
2- .اليقين ، الباب 203 ، ص 193 .

ص: 66

أبي رافع ، عن أبي ذر ، أنّه سمع رسول اللّه صلى الله عليه و آله يقول لعليّ : «أنت أوّل من يصافحني يوم القيامة ، وأنت الصدّيق الأكبر ، وأنت الفاروق تفرق بين الحق والباطل ، وأنت يعسوب المؤمنين ، والمال يعسوب الكفار» . 1

ابن مردويه ، حدّثنا سليمان بن أحمد قال :حدّثنا عبد اللّه بن داهر ، قال : حدّثني أبي ، عن الأعمش ، عن عبادة الأسدي ، عن ابن عباس ، قال : ستكون فتنة فإن أدركها أحد منكم فعليه بخصلتين ، كتاب اللّه وعليّ بن أبي طالب عليه السلام ، فإنّي سمعت رسول اللّه صلى الله عليه و آله يقول وهو آخذ بيد عليّ بن أبي طالب : «هذا أوّل من آمن بي ، وأوّل من يصافحني يوم القيامة ، وهو فاروق هذه الأُمّة ، يفرق بين الحق والباطل ، وهو يعسوب المؤمنين ، والمال يعسوب الظلمة ، وهو الصدّيق الأكبر ، وهو بابي الّذي أُوتى منه» . 2

د . صفوة اللّه ، ولي اللّه ، حجّة اللّهابن مردويه ، عن ابن عباس ، عن النبيّ صلى الله عليه و سلم :«عليّ صفوة اللّه » . (1)

.


1- .مناقب سيّدنا عليّ ، ص 37 .

ص: 67

ابن مردويه ، حدّثني جدّي ، حدّثني محمّد بن عليّ ، حدّثني عليّ بن شهمرد ، حدّثني جعفر بن أحمد ، حدّثني موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر ، عن أبيه ، عن جده موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمّد ، عن أبيه محمّد بن عليّ ، عن أبيه عليّ بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن عليّ ، عن أبيه عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، قال :قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : «لمّا أُسري بي إلى السماء رأيت على باب الجنّة مكتوبا بالذهب : لا إله إلاّ اللّه ، محمّد حبيب اللّه ، عليّ وليّ اللّه ، فاطمة أمَة اللّه ، الحسن والحسين صفوة اللّه ، على مبغضيهم لعنة اللّه » . 1

ابن مردويه ، بإسناده عن أنس ، أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله قال :«أنا وعليّ حجّة اللّه على عباده» . 2

.

ص: 68

. .

ص: 69

الفصل الرابع : في محبّة النبيّ إيّاه وتحريضه

الفصل الرابع : في محبّة النبيّ إيّاه وتحريضه على محبّته وولايته ونهيه عن بغضه وأذاهأ . في أنّه عليه السلام أحبّ الخلق إلى النبيّ صلى الله عليه و آلهابن مردويه ، بإسناده إلى عبد اللّه بن الصامت ، عن أبي ذر رضى الله عنه ، قال :دخلنا على رسول اللّه صلى الله عليه و آله فقلنا : من أحب أصحابك إليك ؟ فإن كان أمر كنّا معه ، وإن كانت نائبة كنّا دونه . قال : «هذا عليّ ، أقدمكم سلما وإسلاما» . 1

ابن مردويه ، عن عمرة ، قالت :قالت لي معاذة الغفارية : كنت أنيسا لرسول اللّه صلى الله عليه و سلم أخرج معه في الأسفار ، أقوم على المرضى ، واُداوي الجرحى . فدخلت على رسول اللّه صلى الله عليه و سلم ببيت عائشة وعليّ خارج من عندها ، فسمعته يقول لعائشة : «إنّ هذا أحبّ الرجال إليَّ ، وأكرمهم عليَّ . فاعرفي لي حقّه ،

.

ص: 70

واكرمي مثواه» . 1

ابن مردويه ، حدّثنا عبد الرحمان بن محمّد بن حمّاد ، حدّثنا القاسم بن عليّ ابن منصور الطائي ، حدّثنا إسماعيل بن أبان ، حدّثنا عبد اللّه بن مسلم الملائي ، عن أبيه ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن الأسود ، عن عائشة قالت :قال رسول اللّه صلى الله عليه و سلم _ وهو في بيتي لمّا حضره الموت _ : «ادعوا لي حبيبي» ، فدعوت أبا بكر ، فنظر إليه رسول اللّه صلى الله عليه و سلم ثمّ وضع رأسه ، ثمّ قال : «ادعوا لي حبيبي» ، فقلت : ويلكم ادعوا له عليّ بن أبي طالب ، فواللّه ما يريد غيره ، فلمّا رآه استوى جالسا ، وفرج الثوب الّذي كان عليه ، ثمّ أدخله فيه ، فلم يزل يحتضنه حتّى قبض ويده عليه . 2

.

ص: 71

ب . في تحريض النبيّ صلى الله عليه و آله على محبّته عليه السلام وولايتهابن مردويه ، حدّثنا أحمد بن عبد اللّه بن الحسين ، حدّثنا عبد العزيز بن يحيى البصري أبو أحمد ، حدّثنا مغيرة بن محمّد المهلّبي ، حدّثنا عبد الرحمان بن صالح الأزدي ، حدّثنا عليّ بن هاشم بن البريد ، حدّثنا جابر الجعفي ، عن صالح بن ميثم ، عن أبيه ، قال :سمعت ابن عباس يقول : سمعت رسول اللّه صلى الله عليه و آلهيقول : «من لقي اللّه تعالى وهو جاحد ولاية عليّ بن أبي طالب عليه السلام لقي اللّه وهو عليه غضبان ، لايقبل اللّه منه شيئا من أعماله ، فيوكل به سبعون ملكا يتفلون في وجهه ، ويحشره اللّه تعالى أسود الوجه أزرق العينين» . قلنا : يابن عباس ، أينفع حبّ عليّ بن أبي طالب في الآخرة ؟ قال : قد تنازع أصحاب رسول اللّه صلى الله عليه و آله في حبّه حتّى سألنا رسول اللّه ، فقال : «دعوني حتّى أسأل الوحي» ، فلمّا هبط جبرئيل عليه السلام سأله ، فقال : «أسأل ربّي عز و جل عن هذا» ، فرجع إلى السماء ثمّ هبط إلى الأرض ، فقال : «يا محمّد ، إنّ اللّه تعالى يقرأ عليك السلام وقال : أحبّ عليّا ، فمن أحبّه فقد أحبّني ، ومن أبغضه فقد أبغضني ، يا محمّد ، حيث تكن يكن عليّ ، وحيث يكن عليّ يكن محبّوه وإن اجترحوا» . 1

.

ص: 72

ابن مردويه ، عن أبي سعيد الخدري ، قال :أقبلت ذات يوم قاصدا إلى رسول اللّه صلى الله عليه و سلم فقال لي : «يا أبا سعيد» ، فقلت : لبّيك يا رسول اللّه ، قال : «إنّ للّه عمودا تحت العرش يضيئ لأهل الجنّة كما تضيئ الشمس لأهل الدنيا ، لايناله إلاّ عليّ ومحبّوه» . 1

ابن مردويه ، عن النبيّ صلى الله عليه و آله ، قال :«قال اللّه تعالى : ولاية عليّ بن أبي طالب حصني ، ومن دخل حصني أمن من عذابي» . 2

ابن مردويه ، عن أبي هارون العبدي ، قال :كنت أرى رأي الخوارج لا رأي لي غيره ، حتّى جلست إلى أبي سعيد الخدري فسمعته يقول : أمر الناس بخمس فعملوا بأربع وتركوا واحدة ، فقال له رجل : يا أبا سعيد ، ما هذه الأربع الّتي عملوا بها ؟ قال : الصلاة ، والزكاة ، والحج ، والصوم _ صوم شهر رمضان _ . قال : فما الواحدة الّتي تركوها ؟ قال : ولاية عليّ بن أبي طالب . قال : وإنّها مفترضة معهنّ ؟ قال : نعم .

.

ص: 73

قال : فقد كفر الناس ! ! قال : فما ذنبي ! 1

ابن مردويه ، بالإسناد عن زيد بن عليّ ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن النبيّ صلى الله عليه و آله ، قال :«يا عليّ ، لو أنّ عبدا عبد اللّه مثل ما دام نوح في قومه ، وكان له مثل جبل اُحد ذهبا فأنفقه في سبيل اللّه ، ومُدَّ في عمره حتّى حجّ ألف عام على قدميه ، ثُمّ قتل بين الصفا والمروة مظلوما ، ثُمّ لم يوالكَ يا عليّ ، لم يشمّ رائحة الجنّة ولم يدخلها» . 2

ابن مردويه ، أخبرنا عبد الباقي بن قانع ، أخبرنا محمّد بن زكريا بن دينار ، أخبرنا عمير بن عمران ، أخبرنا سليمان بن عمرو النخعي ، عن ربعي بن خراش ، عن حذيفة ، قال :رأيت رسول اللّه صلى الله عليه و آله أخذ بيد الحسين بن عليّ فقال : «أيها الناس ، جدّ الحسين أكرم على اللّه من جد يوسف بن يعقوب ، وإنّ الحسين في الجنّة ، وأباه في الجنّة ، واُمّه في الجنّة ، وأخاه في الجنّة ، ومحبّهم في الجنّة ، ومحبّ محبّهم في الجنّة» . 3

.

ص: 74

ج . قوله صلى الله عليه و آله : النظر إلى عليّ عليه السلام عبادةابن مردويه ، حدّثنا أحمد بن إسحاق بن بنجاب ، حدّثنا محمّد بن يونس بن موسى ، حدّثنا إبراهيم بن إسحاق الجعفي ، حدّثنا عبد اللّه بن عبد ربّه العجلي ، حدّثنا شعبة ، عن قتادة ، عن حميد بن عبد الرحمان ، عن أبي سعيد الخدري ، عن عمران بن حصين ، قال :قال رسول اللّه صلى الله عليه و سلم : «النظر إلى عليّ عبادة» . 1

ابن مردويه ، عن عمرة ، قالت :قالت لي معاذة الغفاريّة : كنت أنيسا لرسول اللّه صلى الله عليه و سلم أخرج معه في الأسفار ، أقوم على المرضى ، واُداوي الجرحى . فدخلت على رسول اللّه صلى الله عليه و سلم ببيت عائشة وعليّ خارج من عندها ، فسمعته يقول _ في حديث _ لعائشة : «النظر إلى عليّ عبادة» . 2

.

ص: 75

ابن مردويه ، بإسناده إلى عائشة :كان أبو بكر يديم النظر إلى عليّ . فقيل له في ذلك ، فقال : سمعت النبيّ صلى الله عليه و آله يقول : «النظر إلى عليّ عبادة» . 1

ابن مردويه ، من طريق محمّد بن القاسم الأسدي ، عن شعبة ، عن قتادة ، عن أنس ، قال :قال النبيّ صلى الله عليه و سلم : «النظر إلى وجه عليّ عبادة» . 2

ابن مردويه ، عن ابن عباس رضى الله عنه ، قال :قال رسول اللّه صلى الله عليه و سلم _ في حديث _ : «ذكر عليّ عبادة» . 3

.

ص: 76

د . في بغضهِ عليه السلامابن مردويه ، عن الحكيم بن بهز ، عن أبيه ، عن جدّه ، أنّه قال :قال النبيّ صلى الله عليه و سلملعليّ : «من مات من اُمّتي وهو يبغضك مات يهوديّا أو نصرانيّا» . 1

ابن مردويه ، عن أحمد بن محمّد بن الصباح النيسابوري ، عن عبد اللّه بن أحمد بن حنبل ، عن أحمد ، قال :سمعت الشافعي يقول : سمعت مالك بن أنس يقول : قال أنس بن مالك : ما كنّا نعرف الرجل لغير أبيه إلاّ ببغض عليّ ابن أبي طالب . 2

.

ص: 77

ابن مردويه ، عن أنس _ في حديثٍ _ :كان الرجل من بعد يوم خيبر يحمل ولده على عاتقه ، ثمّ يقف على طريق عليّ عليه السلام فإذا نظر إليه أومأ بإصبعه : يا بُنيّ ، تحبّ هذا الرجل ؟ فإن قال : نعم ، قبله . وإن قال : لا ، طرق به الأرض وقال له : إلحق باُمّك . 1

ابن مردويه ، حدّثنا عبد الرحمان بن محمّد بن مسلم ، حدّثنا خصيب بن النفيل ابن مسلم الحنفي ، حدّثنا بكر بن أحمد ، حدّثنا إسحاق بن إسماعيل ، عن شريك ، عن سلام ، قال :قال الشعبي : ما ندري ما نصنع بعليّ ، إنْ أحببناه افتقرنا ، وإنْ أبغضناه كفرنا ! (1)

ابن مردويه ، قال نافع بن الأزرق لعبد اللّه بن عمر :إنّي أبغض عليّا ، قال : فقال :

.


1- .المناقب ، الخوارزمي ، ص 330، ح 350، قال : أخبرني الشيخ الإمام شهاب الدين أبو النجيب سعد بن عبد اللّه ابن الحسن الهمداني المعروف بالمروزي _ فيما كتب إليَّ من همدان _ ، أخبرني الحافظ أبو عليّ الحسن بن أحمد بن الحسن الحدّاد ب_أصبهان _ فيما أذن في الرواية عنه _ قال : أخبرني الشيخ الأديب أبو يعلى عبد الرزاق ابن عمر بن إبراهيم الطهراني ، سنة ثلاث وسبعين وأربعمئة ، أخبرني الإمام الحافظ طراز المحدّثين أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الأصبهاني ، قال أبو النجيب سعد بن عبد اللّه الهمداني المعروف بالمروزي ، وأخبرني بهذا الحديث عاليا الإمام الحافظ سليمان بن إبراهيم الإصفهاني في كتابه إليَّ من أصبهان سنة ثلاث وثمانين وأربعمئة ، عن أبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه ... .

ص: 78

أبغضك اللّه ! أتبغض رجلاً سابقة من سوابقه خير من الدنيا وما فيها . 1

ابن مردويه ، حدّثنا عبد الرحمان بن محمّد ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عبد الرحمان ، حدّثنا محمّد بن سالم بن عبد الرحمان الأزدي الطحان ، حدّثني أبي ، حدّثني أحمد بن إبراهيم الهلالي ، عن عمرو بن حريث الأزدي ، عن أبيه حريث بن عمرو ، قال :حضر معاويةَ الحسنُ بن عليّ ، وعبد اللّه بن جعفر ، وعقيل بن أبي طالب ، وعمرو بن العاص ، وسعيد ، ومروان ، ومن حضر من الناس وفيهم أبو الطفيل الكناني والشاميون يشيرون إليه ويقولون : «هذا صاحب عليّ» ، إذ قال معاوية : «يا أخا كنانة ، من أحبّ الناس إليك ؟» فبكى أبو الطفيل ثمّ قال : ذاك إمام الاُمّة وقائدها ، وأشجعها قلبا ، وأشرفها أبا وجدّا ، وأطولها باعا ، وأرحبها ذراعا ، وأكرمها طباعا ، وأشمخها ارتفاعا . فقال معاوية الباغي _ قبّحه اللّه _ : يا أبا الطفيل ، ما هذا أردنا كلّه . قال : ولا أنا قلت العشر من أفعاله ، ثمّ أنشأ يقول : صهر النبيّ بذاك اللّه أكرمَهإذ اصطفاه وذاك الصهرُ مدخرُ فقام بالأمر والتقوى أبو حسنٍبَخٍ بَخٍ ، هنا لك فضلٌ ماله خطرُ لايسلم القرن منه إن ألمَّ بهولايهاب وإن أعداؤه كثروا من رام صولته ، وافى منيّتهلايدفع الثكل عن أقرانه الحذر وقال فيه أبياتا اُخرى ، ثمّ نظر إلى معاوية والحسن إلى جنبه وقال : كيف يزكّى من جدّه رسول اللّه ، واُمّه فاطمة بنت رسول اللّه ، وخاله القاسم بن

.

ص: 79

رسول اللّه ، وخالته زينب بنت رسول اللّه ؟! ومن أحبّه أحبّ رسول اللّه ، ومن أبغضه أبغض رسول اللّه ، ومن أبغض رسول اللّه أبغض اللّه ، ومن أبغض اللّه كفر! 1

ابن مردويه ، عن الزهري :كنت عند الوليد بن عبد الملك ليلة من الليالي وهو يقرأ سورة النور مستلقيا ، فلمّا بلغ هذه الآية : «إِنَّ الَّذِينَ جَآءُو بِالاْءِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ » (1) _ حتّى بلغ _ «وَ الَّذِى تَوَلَّى كِبْرَهُو » . (2) جلس ، ثمّ قال : يا أبا بكر من تولّى كبره منهم ؟ أليس عليّ بن أبي طالب ؟ قال : فقلت في نفسي : ماذا أقول ؟ لئن قلت : لا ، لقد خشيت أن ألقى منه شرّا . ولئن قلت : نعم ، لقد جئت بأمر عظيم ، قلت في نفسي : لقد عوّدني اللّه على الصدق خيرا . قلت : لا . قال : فضرب بقضيبه على السرير ، ثمّ قال : فمن ، فمن ؟ حتّى ردّد ذلك مرارا . قلت : لكن عبد اللّه بن اُبيّ . 4

.


1- .سورة النور ، الآية 11
2- .سورة النور ، الآية 11

ص: 80

ابن مردويه ، عن ابن عباس ، عن النبيّ صلى الله عليه و سلم أنّه قال :«يُحشر الشاكّ في عليّ من قبره وفي عنقه طوق من نار فيه ثلاثمئة شعلة ، على كل شعلة شيطان يلطخ وجهه حتّى يوقف موقف الحساب» . 1

ه . في حسّاده عليه السلامابن مردويه ، قال :حدّثنا عبد الخالق بن محمّد بن مروان ، قال : حدّثنا أبي ، قال : حدّثنا مسيح بن محمّد ، قال : حدّثني سلام بن أبي عمرة ، عن ابن سيرين ، عن أنس ، قال : قال رسول اللّه صلى الله عليه و سلم : «من حسد عليّا فقد حسدني ، ومن حسدني فقد كفر» . 2

و . في أذاه وسبّهابن مردويه ، بإسناده عن الحسين بن عليّ ، قال :حدّثني أبي عليّ بن أبي طالب _ وهو آخذ بشعرةٍ منه _ : إنّ جدّي رسول اللّه صلى الله عليه و سلم أخذ بشعرةٍ منه وقال : «من آذى شعرةً منك فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى اللّه ، ومن آذى اللّه لعنه

.

ص: 81

اللّه مل ء السموات والأرض» . 1

ابن مردويه ، بالإسناد عن محمّد بن عبد اللّه الأنصاري ، عن جابر الأنصاري عن عمر بن الخطاب ، قال :كنت أجفو عليّا ، فلقيني رسول اللّه صلى الله عليه و آلهفقال : «إنّك آذيتني يا عمر !» . فقلت : أعوذ باللّه ممن آذى رسوله ! قال : «إنّك قد آذيت عليّا ، ومن آذى عليّا فقد آذاني» . 2

ابن مردويه ، بإسناده عن ابن عباس ، أنّه مرّ بعد ما حجب بصره بمجلس من مجالس قريش ، وهم يسبّون عليّا ، قال :فردّني إليهم ، فردّه . فقال : أيّكم السّاب لرسول اللّه ؟

.

ص: 82

فقالوا : سبحان اللّه ! من سبَّ رسول اللّه فقد كفر . فقال : أيّكم السّاب لعليّ بن أبي طالب ؟ قالوا : قد كان ذاك . فقال لهم : فاشهدوا ، لقد سمعت رسول اللّه صلى الله عليه و سلميقول : «من سبّ عليّا فقد سبّني ، ومن سبّني فقد سبّ اللّه » . 1

ابن مردويه ، أنّ معاوية لعن عليّا عليه السلام على المنبر وكتب إلى عمّاله أن يلعنوه على منابرهم ، ففعلوه . 2

.

ص: 83

الفصل الخامس : في ايمانه وورعه

الفصل الخامس : في ايمانه وورعهابن مردويه ، حدّثنا سليمان بن أحمد ، حدّثنا محمّد بن يوسف بن بشر الهروي ، حدّثنا عبيد اللّه بن الفضل بن عبد اللّه بن صالح بن عليّ بن عبد اللّه بن عباس ، حدّثنا إسحاق بن أيوب بن سويد ، حدّثني أبو أيوب ، عن سويد ، عن أبي حلبس يونس بن ميسرة بن حلبس ، عن أبي عبيد _ صاحب سليمان بن عبد الملك قال :بلغ عمر بن عبد العزيز أنّ قوما تنقّصوا عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، فصعد المنبر ، فحمداللّه وأثنى عليه وصلّى على النبيّ صلى الله عليه و آله ، وذكر عليّا وفضله وسابقته ، ثمّ قال : حدّثني عراك بن مالك الغفاري ، عن اُمّ سلمة ، قالت : بينا رسول اللّه صلى الله عليه و آلهعندي إذ أتاه جبرئيل فناداه ، فتبسم رسول اللّه صلى الله عليه و آله ضاحكا ، فلمّا سرى عنه قلت : بأبي أنت واُمّي يا رسول اللّه ، ما أضحكك ؟ . فقال : «أخبرني جبرئيل أنّه مرّ بعليّ عليه السلاموهو يرعى ذودا (1) له ، وهو نائم قد أبدى بعض جسده قال : ~ فرددت عليه ثوبه ، فوجدت برد إيمانه قد وصل إلى قلبي» . 2

.


1- .الذود : القطيع من الإبل مابين الثلاث إلى التسع (لسان العرب) .

ص: 84

ابن مردويه ، أخبرني سليمان بن أحمد ، أخبرني أحمد بن رشدين المصري ، أخبرني أحمد بن إبراهيم العوفي ، أخبرني أحمد بن أبي الحكم ، عن شريك ابن عبد اللّه النخعي ، عن أبي الوقّاص ، عن محمّد بن حمّاد بن ثابت ، عن أبيه ، قال :سمعت النبيّ صلى الله عليه و آله يقول : «إنّ حافظي عليّ ليفخران على سائر الحفظة ، لكينونتهما مع عليّ ؛ وذلك أنّهما لم يصعدا إلى اللّه عز و جل بشيء منه يسخطه» . 1

.

ص: 85

الفصل السادس : في علمه عليه السلام

الفصل السادس : في علمه عليه السلامأ . قوله صلى الله عليه و آله : أنا مدينة العلم وعليّ بابها 1ابن مردويه ، عن عليّ وابن عباس ، أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله قال :«أنا مدينة العلم وعليّ بابها» . 2

.

ص: 86

ابن مردويه ، عن الحسن بن عليّ ، عن أبيه مرفوعا :«أنا مدينة العلم وعليّ بابها ، فمن أراد العلم فليأت الباب» . 1

ابن مردويه ، من حديث الحسن بن عثمان ، عن محمود بن خداش عن أبي معاوية ، عن الأعمش ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ، قال :قال رسول اللّه صلى الله عليه و سلم : «أنا مدينة العلم وعليّ بابها ، فمن أراد الدار فليأتها من قبل بابها» . (1)

ابن مردويه ، من طريق الحسن بن محمّد ، عن جرير ، عن محمّد بن قيس ، عن الشعبي ، عن عليّ ، قال :قال رسول اللّه صلى الله عليه و سلم : «أنا دار الحكمة وعلي بابها» . 3

ابن مردويه ، عن أبي سعيد الخدري ، أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله قال :«أنا دار الحكمة وعليّ بابها» . (2)

ب . في أنه عليه السلام أعلم الصحابةابن مردويه ، عن أبي عبد اللّه الحافظ ، عن محمّد بن يعقوب ، عن العباس ابن محمّد الدوري ، عن يحيى بن معين ، عن سفيان بن عيينة ، عن يحيى بن

.


1- .الموضوعات ، ج 1 ، ص 353 .
2- .مناقب سيّدنا عليّ ، ص 25 . قال فيه : «الترمذي ، وأبي نعيم ، وابن مردويه ، عن أبي سعيد الخدري . . .» .

ص: 87

سعيد ، عن سعيد بن المسيب ، قال :ما كان في أصحاب النبيّ صلى الله عليه و سلم أحد يقول : «سلوني» غير عليّ . 1

ابن مردويه ، عن سفيان أنّه قال :ما حاجَّ عليّ عليه السلام أحدا إلاّ حجّه . (1)

ابن مردويه ، عن مسروق ، قال :شاممت أصحاب محمّد صلى الله عليه و سلمفوجدت علمهم انتهى إلى عمر ، وعليّ ، وعبد اللّه بن مسعود ، وأبي الدرداء ، ومعاذ بن جبل ، وزيد بن ثابت ، ثم شاممت الستّة فوجدت علمهم انتهى إلى اثنين : عليّ وعبد اللّه ، فشاممت ، فتفرّد به عليّ . 3

ابن مردويه :عن عمر بن عليّ بن الحسين بن عليّ ، عن أبيه ، عن جدّه قال : قال رسول اللّه صلى الله عليه و سلم : «عليّ أعلم الناس باللّه ، وأشدّ الناس حبّا وتعظيما لأهل لا إله إلاّ اللّه محمّد رسول اللّه » . 4

ابن مردويه ، عن عليّ عليه السلام ، قال :كنت إذا سألت اُعطيت ، وإذا سكتّ ابتديت . 5

.


1- .مناقب آل أبي طالب ، ج 1 ، ص 324 .

ص: 88

ابن مردويه ، قال :نابت أصحاب محمّد صلى الله عليه و آله نائبة ، فجمعهم عمر ، فقال لعليّ عليه السلام : تكلّم ، فأنت خيرهم وأعلمهم . 1

ابن مردويه ، عن اُبيّ بن كعب ، قال :إنّ عمر كان يقول : لا عاش عمر لمعضلةٍ ليس لها أبو الحسن ، يعني : عليّا . 2

ابن مردويه ، قال :وفي رواية يقول _ أي عمر _ : لولا عليّ لهلك عمر . 3

.

ص: 89

ابن مردويه ، عن ابن عباس _ رضي اللّه عنهما _ ، قال :قال عمر رضى الله عنه : أمّا الحمد فقد عرفناه ، فقد يحمد الخلائق بعضهم بعضا ، وأمّا لا إله إلاّ اللّه فقد عرفناها ، فقد عُبدت الآلهة من دون اللّه ، وأمّا اللّه أكبر ، فقد يكبّر المصلي ، وأمّا سبحان اللّه فما هو ؟ فقال رجل من القوم : اللّه أعلم . فقال عمر رضى الله عنه : قد شقي عمر إن لم يكن يعلم : إنّ اللّه يعلم . فقال عليّ رضى الله عنه : يا أمير المؤمنين ، اسم ممنوع أن ينتحله أحد من الخلائق ، وإليه يفزع الخلق ، وأحبّ أن يقال له . فقال : هو كذاك . (1)

ابن مردويه ، عن ابن عباس _ رضي اللّه عنهما _ قال :سألتُ عليّ بن أبي طالب رضى الله عنه : لِمَ لَمْ تُكتب في براءة : بسم اللّه الرحمن الرحيم ؟ قال : لأن «بسم اللّه الرحمن الرحيم» أمانٌ ، وبراءة نزلت بالسيف . (2)

ابن مردويه ، عن سليم بن عامر :أنّ عمر بن الخطاب قال : العجب من رؤيا الرجل ! إنّه يبيت فيرى الشيء لم يخطر له على بال ، فتكون رؤيا كآخذ باليد ، ويرى الرجل الرؤيا فلا تكون رؤياه شيئا ! فقال عليّ بن أبي طالب : «أفلا أخبرك بذلك يا أمير المؤمنين ؟ يقول اللّه تعالى : «اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَ الَّتِى لَمْ تَمُتْ فِى مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ

.


1- .الدرّ المنثور ، ج 5 ، ص 154 . قال : «أخرج ابن ماجة في تفسيره ، وابن ابي حاتم ، وابن مردويه ، عن ابن عباس ...» .
2- .الدرّ المنثور ، ج 3 ، ص 209 ، قال : «أخرج أبو الشيخ ، وابن مردويه ، عن ابن عباس . . .» .

ص: 90

الَّتِى قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَ يُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى » (1) ، فاللّه يتوفى الأنفس كلّها ، فما رأت وهي عنده في السماء فهي الرؤيا الصادقة ، وما رأت إذا أرسلت إلى أجسادها تلقتها الشياطين في الهواء ، فكذبتها وأخبرتها بالأباطيل ، فكذبت فيها» . فعجب عمر من قوله . (2)

ابن مردويه ، عن عبد اللّه بن نجي ، قال :شهدت عليّا وأتاه أُسقف نجران فسأله عن أصحاب الأُخدود ، فقصّ عليه القصّة ، فقال عليّ : أنا أعلم بهم منك ، بُعث نبي من الحبشة إلى قومه _ ثمّ قرأ عليّ _ : «وَ لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَ مِنْهُم مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ » (3) فدعاهم ، فتابعه الناس ، فقاتلهم ، فقُتِلَ أصحابه ، واُخذ فاُوثق ، فانفلت ، فأنس إليه رجال _ يقول : اجتمع إليه رجال (4) _ فقاتلهم ، فَقتِلوا ، واُخذ فاُوثق ، فخدّوا أخدودا في الأرض ، وجعلوا فيه النيران ، فجعلوا يعرضون الناس ، فمن تبع النبيّ رُمي به فيها ، ومن تابعهم تُرك ، وجاءت امرأة في آخر من جاء ، معها صبي لها ، فجزعت ، فقال الصبي : يا أمة اطمري ولاتماري ، فوقعت . (5)

ج . في أنّه عليه السلام أقضى الصحابةابن مردويه ، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر ، حدّثنا يونس بن حبيب ، حدّثنا أبو داوود ، حدّثنا شعبة ، عن عمرو بن مرة سمع أبا البختري يقول :حدّثني من سمع عليّا رضى الله عنهيقول :

.


1- .سورة الزمر ، الآية 42 .
2- .الدرّ المنثور ، ج 5 ، ص 329 . قال : «أخرج ابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، عن سليم بن قيس . . .» .
3- .سورة غافر، الآية 78.
4- .الظاهر أنّ العبارة من عبد اللّه بن نجي أو ابن مردويه .
5- .الدرّ المنثور ، ج 6 ، ص 333 .

ص: 91

لمّا بعثني رسول اللّه صلى الله عليه و سلم إلى اليمن ، فقلت : يا رسول اللّه ، تبعثني وأنا رجل حديث السن ، لاعلم لي بكثير من القضاء ! قال : فضرب يده في صدره وقال : «إنّ اللّه سيثبت لسانك ، ويهدي قلبك» ، فما أعياني قضاء بين اثنين . 1

ابن مردويه ، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر ، حدّثنا يونس بن حبيب ، حدّثنا أبو داوود ، حدّثنا شريك وزائدة وسليمان بن معاذ ، قالوا :حدّثنا سماك بن حرب ، عن حنش بن المعتمر ، عن عليّ ، قال : لمّا بعثني رسول اللّه صلى الله عليه و سلمإلى اليمن ، قلت : تبعثني وأنا حديث السن ! لاعلم لي بكثير من القضاء ! فقال لي : «إذا أتاك الخصمان فلا تقض للأول حتّى تسمع ما يقول الآخر ، فانّك إذا سمعت ما يقول الآخر عرفت كيف تقضي ، إنّ اللّه عز و جلسيثبت لسانك ، ويهدي قلبك» ، قال عليّ : فما زلت قاضيّا بعد . 2

ابن مردويه ، بطرق كثيرة ، عن زيد بن أرقم ، أنّه قيل للنبي صلى الله عليه و آله :أتى إلى عليّ

.

ص: 92

باليمن ثلاثة نفر يختصمون في ولدهم ، كلّهم يزعم أنّه وقع على اُمّه في طهرٍ واحد ، وذلك في الجاهليّة ، فقال عليّ عليه السلام : «إنّهم شركاء متشاكسون» ، فقرع على الغلام باسمهم فخرجت لأحدهم ، فألحق الغلام به ، وألزمه ثلثي الدية لصاحبيه ، وزجرهما عن مثل ذلك . فقال النبيّ صلى الله عليه و آله : الحمد للّه الّذي جعل فينا أهل البيت من يقضي على سنن داوود عليه السلام . 1

ابن مردويه ، عن ابن عباس رضى الله عنه ، أنّ الشرّاب كانوا يُضربون في عهد النبيّ صلى الله عليه و سلمبالأيدي والنّعال والعِصي حتّى توفّي رسول اللّه صلى الله عليه و سلم ، فكانوا في خلافةِ أبي بكر رضى الله عنهأكثر منهم في عهد رسول اللّه صلى الله عليه و سلم ، فقال أبو بكر :لو فرضنا لهم حدّا ، فتوفى نحوا مما كانوا يُضربون في عهد رسول اللّه صلى الله عليه و سلم ، فكان أبو بكر يجلدهم أربعين حتّى توفّي . ثمّ كان عمر رضى الله عنه من بعده ، فجلدهم كذلك أربعين ، حتّى اُتي برجلٍ من المهاجرين الأوّلين ، فشرب ، فأمر به أن يُجلد . فقال : لِمَ تجلدني ؟ بيني وبينك كتاب اللّه . فقال عمر : وفي أيِّ كتاب تجد أن لا أجلدك ؟ فقال : إنّ اللّه تعالى يقول في كتابه : «لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ

.

ص: 93

الصَّ__لِحَ_تِ جُنَاحٌ » (1) الآية ، فأنا من الّذين آمنوا وعملوا الصالحات ، ثمّ اتقوا وآمنوا ، ثمّ اتقوا وأحسنوا . شهدت مع رسول اللّه صلى الله عليه و سلمبدرا وأحدا والخندق والمشاهد . فقال عمر : ألا تردّون عليه ما يقول ؟ فقال ابن عباس : إنّ هذه الآية أنزلت عذرا للماضين وحجةً على الباقين ، فعذر الماضين أنّهم لقوا اللّه قبل أن تُحرّم عليهم الخمر ، وحجّة على الباقين ؛ لأن اللّه تعالى قال : «يَ_أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَ_مُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَ_نِ فَاجْتَنِبُوهُ » (2) الآية _ ثمّ قرأ حتّى أنفد الآية _ فإن كان من الّذين «ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّ__لِحَ_تِ ثُمَّ اتَّقَواْ وَّ ءَامَنُواْ ثُمَّ اتَّقَواْ وَّ أَحْسَنُواْ » (3) فان اللّه قد نهى أن تُشرب الخمر . فقال : صدقت فماذا ترون ؟ قال عليّ رضى الله عنه : نرى أنَّه إذا شرب سكر ، وإذا سكر هذى ، وإذا هذى افترى ، وعلى المفتري ثمانون جلدة . فأمر عمر فجلد ثمانين . 4

.


1- .سورة المائدة ، الآية 93 .
2- .سورة المائدة ، الآية 90.
3- .الجامع الكبير ، ج 15 ، ص 6360، ح 406 .

ص: 94

. .

ص: 95

الفصل السابع : زهده و أمانته

الفصل السابع: زهده و أمانتهابن مردويه ، حدّثنا عبد اللّه بن محمّد بن جعفر ، حدّثنا الحسن بن محمّد ، حدّثنا أبو زرعة ، حدّثنا إسماعيل بن موسى ، حدّثنا أبو معاذ صالح بن ميثم ، عن الحارث بن حصيرة قال :قال عمر بن عبد العزيز : ما علمنا أنّ أحدا كان في هذه الاُمّة بعد النبيّ صلى الله عليه و آله أزهد من عليّ بن أبي طالب عليه السلام . 1

ابن مردويه ، عن أبي مريم السلوي :قال رسول اللّه لعليّ عليه السلام : «يا عليّ ، إنّ اللّه قد زيّنك بزينة لم تزين العباد بزينة هي أحبّ إلى اللّه منها : الزهد في الدنيا ، وجعلك لاتنال من الدنيا شيئا ولاتنال الدنيا منك شيئا ،

.

ص: 96

ووهب لك حبّ المساكين ، فرضوا بك إماما ورضيت بهم أتباعا» . 1

ابن مردويه ، أنّه لمّا أقبل عليّ عليه السلام من اليمن تعجّل إلى النبيّ واستخلف على جنده الّذين معه رجلاً من أصحابه ، فعمد ذلك الرجل فكسا كلّ رجل من القوم حلّة من البزّ الّذي كان مع عليّ ، فلمّا دنى جيشه خرج عليّ ليتلقاهم ، فإذا هم عليهم الحلل . فقال :«ويلك ! ما هذا ؟» قال : كسوتهم ليتجمّلوا إذا قدموا في الناس . قال : «ويلك ! من قبل أن ينتهي إلى رسول اللّه » ، قال : فانتزع الحلل من الناس وردّها في البز ، وأظهر الجيش شكاية لما صنع بهم . (1)

ابن مردويه ، أنبأنا أبو بكر الشافعي ، أنبأنا معاذ بن المثنى ، أنبأنا مسدد ، أنبأنا عبد اللّه بن داوود ، عن زيد بن أُسامة ، عن سعيد الرجاني ، قال :اشترى عليّ قميصين سنبلانيين انبجانيين بسبعة دراهم ، فكسا قنبر أحدهما ، فلمّا أراد أن يلبس قميصه فإذا إزاره مرقوع برقعة من أديم . (2)

ابن مردويه ، أنبأنا أبو بكر الشافعي ، أنبأنا معاذ بن المثنى ، أنبأنا مسدد ، أنبأنا عبد الوارث ، عن أبي عمرو بن العلاء عن أبيه ، قال :خطب عليّ وقال : أيّها الناس واللّه الّذي لا إله إلاّ هو ، ما رزأت من مالكم قليلاً ولاكثيرا إلاّ هذه

.


1- .مناقب آل أبي طالب ، ج 1 ، ص 377 .
2- .ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام من تاريخ دمشق ، ج 3 ، ص 239 ، ح 1256 . قال : أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد ، أنبأنا أبو منصور بن شكرويه ، أنبأنا أبو بكر بن مردويه ... .

ص: 97

_ وأخرج قارورة من كمّ قميصه فيها طيب فقال : _ أهداها إليَّ دهقان . (1)

ابن مردويه ، أنبأنا أبو بكر الشافعي ، أنبأنا معاذ بن المثنى ، أنبأنا مسدد ، أنبأنا عبد اللّه بن داوود ، عن ربح [كذا] ، عن أبي موسى ، عن عبد اللّه بن أبي سفيان قال :أهدى إليّ دهقان من دهاقين السواد بردا وإلى الحسن والحسين بردا مثله ، فقام عليّ يخطب بالمدائن يوم الجمعة فرآه عليهما ، فبعث إليّ وإلى الحسن والحسين فقال : «ما هذان البردان ؟» قال : «بعث إليّ وإلى الحسين دهقان من دهاقين السواد» . قال : فأخذهما فجعلهما في بيت المال . (2)

.


1- .ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام من تاريخ دمشق ، ج 3 ، ص 232 ، ح 1242 . قال : أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل ، أنبأنا أبو منصور بن شكرويه ، أنبأنا أبو بكر بن مردويه ... .
2- .ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام من تاريخ دمشق ، ج 3 ، ص 230، ح 1238 . قال : أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد ابن الفضل ، أنبأنا أبو منصور بن شكرويه ، أنبأنا أبو بكر بن مردويه ... .

ص: 98

. .

ص: 99

الفصل الثامن : في أنّه عليه السلام أقرب الناس من رسول اللّه صلى الله عليه و آله

الفصل الثامن : في أنّه عليه السلام أقرب الناس من رسول اللّه صلى الله عليه و آله و الخليفة بعدهأ . توسّط بيته عليه السلام بيوت النبيّ صلى الله عليه و آلهابن مردويه ، قال رجل لابن عمر :حدّثني عن عليّ بن أبي طالب . قال : تريد أن تعلم ما كانت منزلته من رسول اللّه صلى الله عليه و آله ؟ فانظر إلى بيته من بيوت رسول اللّه ، هو ذاك بيته أوسط بيوت النبيّ . 1

ب . قوله صلى الله عليه و آله: عليّ أخي ، رفيقي، خير إخوتي، أخي فيالدنيا والآخرةسيأتي مايدل عليه في نزول قوله تعالى : «وَأُوْلُواْ الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِى كِتَ_بِ اللَّهِ » (1) وقوله تعالى : «وَ نَزَعْنَا مَا فِى صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ

.


1- .سورة الأنفال ، الآية 75 ، لاحظ ص 250 ، سورة الأحزاب ، الآية 6 ، لاحظ ص 299 .

ص: 100

إِخْوَ نًا عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَ_بِلِينَ » . (1)

بن مردويه ، عن زيد بن أرقم ، عن النبيّ صلى الله عليه و سلم أنّه قال لعليّ :ا «أنت أخي ورفيقي» . 2

ابن مردويه ، عن ابن عباس رضى الله عنه ، قال :قال رسول اللّه صلى الله عليه و سلم : «خير إخوتي عليّ ، وخير أعمامي حمزة» . 3

ابن مردويه ، عن حذيفة بن اليمان رضى الله عنه، قال :آخى رسول اللّه صلى الله عليه و سلم بين المهاجرين والأنصار ، كان يؤاخي بين الرجل ونظيره ، ثمّ أخذ بيد عليّ فقال : «هذا أخي» . قال حذيفة : فرسول اللّه صلى الله عليه و سلم سيّد المرسلين ، وإمام المتقين ، ورسول ربّ العالمين الّذي ليس له شبه ولا نظير ، وعليّ أخوه ! (2)

ابن مردويه ، عن جابر ، عن النبيّ صلى الله عليه و سلم أنّه قال :«مكتوب على باب الجنّة : محمّد رسول اللّه ، عليّ بن أبي طالب أخو رسول اللّه صلى الله عليه و سلم قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي عام» . 5

.


1- .سورة الحجر ، الآية 47 ، لاحظ ص 270.
2- .أرجح المطالب ، ص 424 . وقال فيه : «أخرجه أحمد في المناقب ، وابن مردويه» .

ص: 101

ابن مردويه ، بإسناده عن ابن عمر ، أنّ عليّا قال :«يا رسول اللّه ، قد آخيت بين أصحابك فمن أخي ؟» قال : «أما ترضى أن أكون أخاك» ، قال : «بلى» . قال : «أنا أخوك في الدنيا والآخرة» . 1

ابن مردويه، بإسناده عن اُمّ أيمن ، أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله قال لها :«يا اُمّ أيمن ، ادعي لي أخي» . قالت : من أخوك يا رسول اللّه ؟ قال : «عليّ» . قالت : وأخوك فزوجته ابنتك ؟! قال : «نعم ، أم واللّه ، قد زوّجتها كفوا شريفا في الدنيا والآخرة» . 2

ج . قوله صلى الله عليه و آله : عليّ صاحبي ، وزيري ، وصيي ، خليلي ، صفيّي وأميني ، خليفتي ،موضع سرّي ، خير من أخلف بعدي ، يقضي ديني ، ينجز عداتيابن مردويه ، عن ربيعة ، أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله قال لعليّ :«أنت أخي وصاحبي

.

ص: 102

ووزيري» . 1

ابن مردويه ، عن أنس بن مالك ، قال :قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : «إنّ أخي ووزيري وخير من أخلف بعدي عليّ بن أبي طالب» . (1)

ابن مردويه ، عن أنس ، قال :حدّثني سلمان الفارسي ، أنّه سمع رسول اللّه صلى الله عليه و سلميقول : «إنّ أخي ووزيري ووصيي وخير من أخلف بعدي عليّ بن أبي طالب» . 3

ابن مردويه ، بإسناده عن البراء بن عازب ، قال النبيّ عليه السلام :«إنّ عليّا أخي وخليلي» . (2)

ابن مردويه ، عن أنس بن مالك ، قال :قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : «إنّ خليلي ووزيري ، وخليفتي وخير من أترك بعدي ، يقضي ديني ، وينجز موعدي عليّ بن أبي طالب» . 5

ابن مردويه ، أخبرنا محمّد بن عليّ بن دحيم ، أخبرنا أحمد بن حازم الغفاري ، أخبرنا نصر بن مزاحم ، أخبرنا أبو خالد الواسطي ، عن زيد بن عليّ ، عن

.


1- .درّ بحر المناقب ، ص 67 .
2- .ألقاب الرسول وعترته (المجموعة النفيسة) ، ص 44 .

ص: 103

آبائه ، عن النبيّ صلى الله عليه و آله قال :«يا عليّ ، أنت الوزير والخليفة والوصي في الأهل والمال ، وفي المسلمين في كل غيبة» . (1)

ابن مردويه ، أخبرنا محمّد بن عليّ بن دحيم ، أخبرنا أحمد بن حازم ، أخبرنا يحيى بن الحاى [كذا] ، أخبرنا عبد العزيز بن محمّد ، عن يزيد بن الهار ، عن محمّد بن إبراهيم ، عن نافع بن عجير ، عن أبيه ، عن عليّ أن النبيّ صلى الله عليه و آله قال له :«أمّا أنت فصفيّي وأميني» ، قال : رضيت يا رسول اللّه . 2

ابن مردويه ، عن سلمان ، قال :قال لي رسول اللّه صلى الله عليه و سلم : «هل تدري من كان وصي موسى» ؟ قلت : يوشع بن نون . قال : فقال : «وصيي في أهلي ، وخير من أخلفه بعدي عليّ بن أبي طالب» . 3

ابن مردويه ، عن أبي سعيد الخدري رضى الله عنه ، عن سلمان الفارسي ، قال :قلت يا رسول اللّه ، لكلّ نبي وصي فمن وصيّك ؟ فقال : «هل تعلم من وصي موسى؟» ، قلت :نعم ، يوشع بن نون . قال : «لِمَ ؟» ، قلت : لأنّه كان أعلمهم . قال : «فإنّ وصيي ، وموضع سرّي ، وخير من أترك بعدي ، وينجز عدتي ،

.


1- .المصدر السابق ، ص 25 .

ص: 104

ويقضي ديني عليّ بن أبي طالب» . 1

ابن مردويه ، عن أبي سعيد الخدري رضى الله عنه ، عن سلمان رضى الله عنه ، قال :قلت يا رسول اللّه ، لكلّ نبي وصي فمن وصيّك ؟ فسكت عني ، فلمّا كان الغد أتى فقال : «يا سلمان» ، فأسرعت إليه وقلت : لبيك . قال : «هل تعلم من وصي موسى ؟» . قلت : نعم ، يوشع بن نون . قال : «لِمَ ؟» ، قلت : لأنّه أعلمهم . قال : «فإنّ وصيي ، وموضع سرّي ، وخير من أترك بعدي ، ينجز عدتي ، ويقضي ديني عليّ بن أبي طالب» . 2

ابن مردويه ، عن أنس بن مالك ، عن سلمان ، قال :قلت يا رسول اللّه ، عمّن نأخذ بعدك وبمن نثق ؟ فسكت عني حتّى سألت عشرا ، ثمّ قال : «يا سلمان ، إنّ وصيي ، وخليفتي ، وأخي ، ووزيري ، وخير من أخلف بعدي ، عليّ بن أبي طالب ، يؤدّي عنّي ، وينجز موعدي» . (1)

ابن مردويه ، حدّثني جدّي ، حدّثنا أحمد بن محمود بن خرزاذ ، أخبرنا أبو حصين القاضي ، حدّثنا عبد الرحمان بن دبيس بن حميد ، حدّثني محمّد

.


1- .درّ بحر المناقب ، ص 67 .

ص: 105

ابن إسماعيل بن رجاء الزبيدي ، عن مطير ، عن أنس ، عن سلمان ، قال :قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : «عليّ بن أبي طالب عليه السلام ينجز عداتي ، ويقضي ديني» . 1

ابن مردويه ، أخبرني أبو بكر أحمد بن محمّد بن السري بن يحيى التميمي ، حدّثنا المنذر بن محمّد بن المنذر ، حدّثني أبي ، حدّثنا عمي الحسين بن يوسف بن سعيد بن أبي الجهم ، حدّثني أبي ، عن أبان بن تغلب ، عن عليّ بن محمّد بن المنكدر ، عن اُمّ سلمة زوج النبيّ صلى الله عليه و آله _ وكانت ألطف نسائه ، وأشدّهن له حبّا _ وقال :وكان لها مولى يحضنها وربّاها ، وكان لايصلي صلاة إلاّ سبّ عليّا وشتمه ، فقالت له : يا أبة ماحملك على سبّ عليّ ؟ قال : لأنّه قتل عثمان وشرك في دمه ! فقالت له : أما إنّه لولا أنّك مولاي وربيتني ، وأنّك عندي بمنزلة والدي ، ماحدّثتك بسرّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، ولكن اجلس حتّى أحدّثك عن عليّ وما رأيته . قد أقبل رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، وكان يومي _ وإنّما نصيبي في تسعة أيام يوم واحد _ فدخل النبيّ صلى الله عليه و آلهوهو مخلل أصابعه في أصابع عليّ ، واضعا يده عليه ، فقال : «يا اُمّ سلمة اخرجي من البيت ، واخليه لنا» ، فخرجت ، وأقبلا يتناجيان وأسمع الكلام ولا أدري مايقولان ، حتّى إذا أنا قلت : قد انتصف النهار ! أقبلت فقلت : السلام عليكم ، ألج ؟ قال النبيّ صلى الله عليه و آله : «فلا تلجي» ، فرجعت فجلست مكاني ، حتّى إذا أنا قلت : قد زالت الشمس ، الآن يخرج إلى الصلاة فيذهب يومي ، ولم أرَ قط أطول منه ،

.

ص: 106

أقبلت أمشي حتّى وقفت على الباب . فقلت : السلام عليكم ، ألج ؟ فقال النبيّ صلى الله عليه و آله : «نعم ، فلجي» ، فدخلت وعليّ واضع يده على ركبتي رسول اللّه صلى الله عليه و آلهقد أدنى فاه من اُذن النبيّ صلى الله عليه و آله ، وفم النبيّ صلى الله عليه و آله على اُذن عليّ يتسارّان ، وعليّ يقول : «أفأمضي وأفعل ؟» والنبيّ صلى الله عليه و آلهيقول : «نعم» ، فدخلت ، وعليّ معرض وجهه حتّى دخلت وخرج . فأخذني النبيّ صلى الله عليه و آله في حجره فالتزمني ، فأصاب منّي مايصيب الرجل من أهله من اللطف والاعتذار ، ثمّ قال لي : «يا اُمّ سلمة ، لاتلوميني ، فإن جبرئيل أتاني من اللّه تعالى يأمر أن اُوصي به عليّا من بعدي ، وكنت بين جبرئيل وعليّ ، وجبرئيل عن يميني ، وعليّ عن شمالي ، فأمرني جبرئيل أن آمر عليّا بما هو كائن بعدي إلى يوم القيامة ، فاعذريني ولاتلوميني ، إنّ اللّه عز و جل اختار من كل اُمة نبيّا ، واختار لكلّ نبي وصيّا ، فأنا نبي هذه الاُمّة ، وعليّ وصيي في عترتي وأهل بيتي ، واُمّتي من بعدي» . فهذا ماشهدت من عليّ الآن يا أبتاه ، فسبّه أو دعه . فأقبل أبو ها يناجي الليل والنهار ويقول : «اللهمّ اغفر لي ماجهلت من أمر عليّ ، فإنّ وليّي وليّ عليّ ، وعدوّي عدوّ عليّ» ، فتاب المولى توبة نصوحا ، وأقبل فيما بقي من دهره يدعو اللّه تعالى أن يغفر له . 1

.

ص: 107

د . قوله صلى الله عليه و آله : عليّ مني بمنزلة رأسي من بدني .

ابن مردويه ، حدّثنا جدّي ، حدّثنا محمّد بن الحسين ، حدّثنا هيثم بن خلف ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن يزيد بن سليم _ مولى بني هاشم _ حدّثنا حسين الأشقر ، حدّثنا قيس بن الربيع ، عن أبي هاشم وليث ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ، قال :قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : «عليّ منّي مثل رأسي من بدني» . 1

ابن مردويه ، حدّثني محمّد بن الحسين ، حدّثنا هيثم بن خلف ، حدّثنا أحمد ابن محمّد بن يزيد بن سليم _ مولى بني هاشم _ حدّثنا حسين الأشقر ، حدّثنا قيس بن الربيع ، عن أبي هاشم وليث ، عن مجاهد ، عن ابن عباس قال :قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : «عليّ منّي منزلة رأسي من بدني» . 2

.

ص: 108

ه . قوله صلى الله عليه و آله : عليّ كنفسيابن مردويه ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عبد اللّه بن زياد ، حدّثنا الحسين ابن الهيثم الكسائي ، حدّثنا محمّد بن الصباح الجرجاني ، حدّثنا هيثم ، عن حجاج ابن أرطاة ، عن عمرو بن شعيب ، عن جدّه ، قال :قالت عائشة : من خير الناس بعدك يا رسول اللّه ؟ قال : «أبو بكر» ، قلت : فمن خير الناس بعد أبي بكر ؟ قال : «عمر» ، فقالت فاطمة : يا رسول اللّه لم تقل في عليّ شيئا ؟ قال : «عليّ نفسي ، فمن رأيتيه يقول في نفسه شيئا» . (1)

ابن مردويه ، عن جابر بن عبد اللّه ، قال :بعث النبيّ صلى الله عليه و سلم الوليد بن عقبة إلى بني وليعة ، وكان بينهم شحناء في الجاهليّة ، فلمّا بلغ بني وليعة استقبلوه لينظروا ما في نفسه ، قال : فخشي القوم ، فرجع إلى رسول اللّه صلى الله عليه و سلمفقال : إنّ بني وليعة أرادوا قتلي ومنعوا الصدقة . فلمّا بلغ بني وليعة الّذي قال عنهم الوليد لرسول اللّه صلى الله عليه و سلم ، أتوا رسول اللّه صلى الله عليه و سلم ، فقالوا : يا رسول اللّه ، لقد كذب الوليد ، ولكنّه قد كانت بيننا وبينه شحناء ، فخشينا أن يعاقبنا بالّذي كان بيننا . فقال رسول اللّه صلى الله عليه و سلم : «لتنتهن يا بني وليعة ، أو لأبعثن إليكم رجلاً عندي كنفسي ، يقتل مقاتليكم ، ويسبي ذراريكم ، وهو هذا خير من ترون» _ وضرب على كتف عليّ بن أبي طالب _ ، فأنزل اللّه تعالى في الوليد بن عقبة : «يَ_أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ إِن جَآءَكُمْ فَاسِقُم بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُواْ أَن تُصِيبُواْ قَوْمَام

.


1- .المناقب ، الخوارزمي ، ص 148 ، ح 173 . قال : أخبرني شهردار بن شيرويه إجازةً ، أخبرنا عبدوس إجازة ، عن الشريف أبي طالب الفضل بن محمّد بن طاهر الجعفري بأصبهان ، عن الحافظ أبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه ... .

ص: 109

بِجَهَ__لَةٍ فَتُصْبِحُواْ عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَ_دِمِينَ » (1) . 2

و . قوله صلى الله عليه و آله : عليّ خير البشر ، خير البريّة ، خير الأمّة بعد نبيّهاابن مردويه ، حدّثنا أبو بكر أحمد بن كامل ، وأحمد بن محمّد بن عمرو ابن سعيد الأخمس ، قال :حدّثنا عبيد بن كثير العامري ، قال : حدّثنا محمّد ابن عليّالصيرفي ، قال : حدّثنا إبراهيم بن إسماعيل اليشكري ، عن شريك ، عن الأعمش ، عن أبي وائل ، عن حذيفة اليماني ، قال : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : «عليّ خير البشر فمن أبى فقد كفر» . 3

.


1- .سورة الحجرات ، الآية 6 .

ص: 110

ابن مردويه ، عن سالم بن أبي الحميد ، قال :تذاكروا فضل عليّ عند جابر ابن عبد اللّه ، قال : كان خير البشر . 1

ابن مردويه ، عن عطيّة بن سعد ، قال :دخلنا على جابر بن عبد اللّه وهو شيخ كبير ، فقلنا : أخبرنا عن هذا الرجل عليّ بن أبي طالب ؟ فرفع حاجبيه ثمّ قال : «ذاك من خير البشر» ، فقيل له : ماتقول في رجل يبغض عليّا ؟ فقال : «ما يبغض عليّا إلاّ كافر» . 2

ابن مردويه ، عن عطا ، قال :سئلت عائشة عن عليّ عليه السلام؟ فقالت : ذاك من خير البريّة ! ولايشك فيه إلاّ كافر ! 3

.

ص: 111

ابن مردويه ، سُئل حذيفة عن عليّ عليه السلام؟ فقال :خير هذهِ الاُمّة بعد نبيها ، ولايشك فيه إلاّ منافق . 1

ابن مردويه ، عن حبشي بن جنادة ، قال :قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : «خير من يمشي على الأرض بعدي عليّ بن أبي طالب عليه السلام» . 2

ابن مردويه ، عن أبي سعيد الخدري ، قال :قال سلمان : رآني رسول اللّه صلى الله عليه و آلهفناداني ، فقلت : لبيك . فقال : «أشهدك اليوم عليّ بن أبي طالب خيرهم وأفضلهم» . (1)

ابن مردويه ، عن أبي رافع ، عن أبيه ، قال :قال رسول اللّه صلى الله عليه و آلهلعليّ عليه السلام : «أنت خير اُمّتي في الدنيا والآخرة» . 4

.


1- .درّ بحر المناقب ، ص 66 .

ص: 112

ز . قوله صلى الله عليه و آله لعليّ عليه السلام : أنت مني بمنزلة هارون من موسى 1ابن مردويه ، عن سعد بن أبي وقاص :أنّ عليّ بن أبي طالب رضى الله عنهخرج مع النبيّ صلى الله عليه و سلمحتّى جاء ثنية الوداع يريد تبوك، وعليّ يبكي ويقول : تخلّفني مع الخوالف . فقال رسول اللّه صلى الله عليه و سلم : «ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ النبوّة» ؟! 2

.

ص: 113

ابن مردويه ، عن عليّ رضى الله عنه :أنّ رسول اللّه صلى الله عليه و سلم أراد أن يغزو غزاةً له ، فدعا جعفرا فأمره أن يتخلَّف على المدينة فقال : لا أتخلف بعدك يا رسول اللّه أبدا . فدعاني رسول اللّه صلى الله عليه و سلم ، فعزم عليَّ لما تخلفت قبل أن أتكلم ، فبكيت ، فقال رسول اللّه صلى الله عليه و سلم : «مايبكيك يا عليّ ؟» قلت : يا رسول اللّه ، يبكيني خصال غير واحدة ، تقول قريش غدا : ماأسرع ماتخلّف عن ابن عمه وخذله ، ويبكيني خصلة اُخرى ، كنت أريد أن أتعرض للجهاد في سبيل اللّه لأنّ اللّه يقول : «وَ لاَ يَطَ_ئونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ » (1) ...إلى آخر الآية ، فكنت أريد أن أتعرض للأجر ، ويبكيني خصلة اُخرى ، كنت أريد أن أتعرض لفضل اللّه . فقال رسول اللّه صلى الله عليه و سلم : «أمّا قولك : تقول قريش : ما أسرع ماتخلف عن ابن عمه وخذله ، فان لك بي اُسوة ، قالوا : ساحر وكاهن وكذاب ، وأمّا قولك : أتعرض للأجر من اللّه ، أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبي بعدي ؟! وأمّا قولك : أتعرض لفضل اللّه ، فهذان بهاران من فلفلٍ جاءنا من اليمن ، فبعه واستمتع به أنت وفاطمة حتّى يؤتيكم اللّه من فضله ، فإنّ المدينة لاتصلح إلاّ بي أو بك» . 2

ح . قوله صلى الله عليه و آله : عليّ مع الحق والحق مع عليّ ، علي مع القرآن والقرآن مع عليّابن مردويه ، عن عبد الرحمان بن سعيد ، قال :كنّا جلوسا عند النبيّ صلى الله عليه و سلمفي نفر

.


1- .سورة التوبة ، الآية 120.

ص: 114

من المهاجرين ، ومرّ عليّ فقال رسول اللّه صلى الله عليه و سلم : «الحق مع ذا» . 1

ابن مردويه ، عن أبي موسى الأشعري ، أن النبيّ صلى الله عليه و سلم قال لعليّ :«أنت مع الحق ، والحق معك» . 2

ابن مردويه ، عن أبي اليسر الأنصاري ، واُم المؤمنين عائشة ، أنّ النبيّ صلى الله عليه و سلمقال :«الحق مع عليّ وعليّ ، مع الحق» . 3

ابن مردويه ، عن ابن حبّان التيمي ، عن أبيه ، أن النبيّ صلى الله عليه و سلم قال :«رحم اللّه عليّا ، اللهمّ أدر الحق معه حيث دار» . 4

ابن مردويه ، عن أبي ذر ، أنّه سُئل عن اختلاف الناس ، فقال :عليك بكتاب

.

ص: 115

اللّه ، والشيخ عليّ بن أبي طالب عليه السلام فإنّي سمعت النبيّ صلى الله عليه و آله يقول : «عليّ مع الحق ، والحق مع عليّ وعلى لسانه ، والحق يدور حيثما دار عليّ» . (1)

ابن مردويه ، عن عائشة ، أنّ النبيّ صلى الله عليه و سلم قال :«الحق مع عليّ ، يزول معه حيث مازال» . 2

ابن مردويه ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن سليمان المالكي ، حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن مهدي السيرافي ، حدّثنا الحسن بن كثير ، عن يحيى بن أبي كثير اليمامي ، حدّثنا عبّاد بن صهيب ، حدّثنا منصور بن دينار ، عن أبي عثمان النهدي ، عن أبي موسى الأشعري ، قال :أشهد أن الحق مع عليّ ، ولكن مالت الدنيا بأهلها ، ولقد سمعت النبيّ صلى الله عليه و آله يقول : «يا عليّ ، أنت مع الحق ، والحق بعدي معك ، لايحبّك إلاّ مؤمن ، ولايبغضك إلاّ منافق» وإنّا لنحبّه ، ولكن الدنيا تغرّ بأهلها ! 3

ابن مردويه ، عن اُم سلمة _ رضي اللّه عنها _ قالت :كان عليّ على الحق ، من اتَّبعه اتَّبع الحق ، ومن تركه ترك الحق . عهد معهود قبل يومه هذا . 4

ابن مردويه ، عن عائشة :أن رسول اللّه صلى الله عليه و سلم قال : «الحق مع عليّ ، وعلي مع

.


1- .الغدير ، ج 3 ، ص 178 .

ص: 116

الحق ، لن يفترقا حتّى يردا عليَّ الحوض» . 1

ابن مردويه ، عن أبي ذر الغفاري ، عن اُمّ سلمة ، قالت :سمعت رسول اللّه صلى الله عليه و سلميقول : «إنّ عليّا مع الحق ، والحق معه ، لن يزولا حتّى يردا عليَّ الحوض» . 2

ابن مردويه ، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه الكندي ، قال :حجّ معاوية ، فأتى المدينة وأصحاب النبيّ صلى الله عليه و سلممتوافرون ، فجلس في حلقة بين عبد اللّه بن عباس وعبد اللّه بن عمر _ الخليفة المقتول _ ، فضرب بيده على فخذ ابن عباس ، ثمّ قال : أما كنتُ أحق وأولى بالأمر من ابن عمّك ؟ قال ابن عباس : وبم ؟ قال : لأنّي ابن عم الخليفة المقتول ظلما ، قال : هذا يعني : «ابن عمر» أولى بالأمر منك ؛ لأن أباه قد قُتل قبل ابن عمك . فأعرض عن ابن عباس وأقبل على سعد بن أبي وقاص ، وقال : وأنت يا سعد ، الّذي لم يعرف حقنا من باطل غيرنا ، فيكون معنا أو علينا ، قال سعد : إنّي لما رأيت الظلمة قد غشيت الأرض ، قلت لبعيري : هنخ ، فأنخته حتّى إذا أسفَرت مضيت .

.

ص: 117

قال : واللّه ، لقد قرأت في المصحف يوما بين الدفتين وما وجدت فيه هنخ ؟ فقال : أما إذا أبيت فإني سمعت رسول اللّه صلى الله عليه و سلم يقول لعليّ : «أنت مع الحق ، والحق معك» . قال : لتجئني بمن سمعه معك أو لأفعلن ! ! قال : اُمّ سلمة ، قال : فقام وقاموا معه حتّى دخل على اُمّ سلمة ، قال : فبدأ معاوية في الكلام ، فقال : يا اُم المؤمنين ، إنّ الكذابة قد كثرت على رسول اللّه صلى الله عليه و سلمبعده ، فلا يزال قائل يقول : قال رسول اللّه صلى الله عليه و سلممالم يقل ، وإنّ سعدا روى حديثا زعم إنّكِ سمعتيه منه ، قالت : ماهو ؟ قال : زعم أنّ رسول اللّه صلى الله عليه و سلم قال لعليّ : «أنت مع الحق ، والحق معك» . قالت : صدق ، في بيتي قاله . فأقبل على سعد فقال : الآن ألزم ماكنت عليه . واللّه ، لو سمعت هذا من رسول اللّه صلى الله عليه و سلممازلت خادما لعليّ حتّى أموت ! 1

ابن مردويه ، عن اُمّ سلمة _ رضي اللّه عنها _ قالت :سمعت رسول اللّه صلى الله عليه و سلميقول : «عليّ مع القرآن ، والقرآن مع عليّ ، لايفترقان حتّى يردا عليَّ الحوض» . 2

ابن مردويه ، حدّثنا محمّد بن الحسين الدقاق البغدادي ، حدّثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة ، حدّثنا إبراهيم بن الحسن التغلبي ، حدّثنا يحيى بن

.

ص: 118

يعلى ، حدّثنا عمر بن يزيد ، حدّثنا عبد اللّه بن حنظلة ، حدّثني شهر بن حوشب ، قال :كنت عند اُمّ سلمة ، فسلم رجل ، فقيل من أنت ؟ قال : أنا أبو ثابت مولى أبيذر . قالت : مرحبا بأبي ثابت ادخل ، فدخل فرحبت به ، فقالت : أين طار قلبك حين طارت القلوب مطايرها ؟ قال : مع عليّ بن أبي طالب عليه السلامقالت : وفّقت . والّذي نفس اُمّ سلمة بيده لسمعت رسول اللّه صلى الله عليه و آلهيقول : «عليّ مع القرآن ، والقرآن مع عليّ ، لن يفترقا حتّى يردا عليَّ الحوض» ، ولقد بعثت ابني عمر وابن أخي عبد اللّه بن أبي اُمية ، وأمرتهما أن يقاتلا مع عليّ من قاتله ، ولولا أنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله أمرنا أن نقرّ في حجالنا أو في بيوتنا ، لخرجت حتّى أقف في صف عليّ . 1

.

ص: 119

ط . قوله صلى الله عليه و آله : عليّ أولى الناس بكم بعدي ، وليّكم بعديابن مردويه ، عن وهب بن حمزة ، قال :قدم بريدة من اليمن ، وكان خرج مع عليّ بن أبي طالب فرأى منه جفوة ، فأخذ يذكر عليّا ، وينقص من حقه ، فبلغ ذلك رسول اللّه صلى الله عليه و سلم فقال له : «لا تقل هذا ، فهو أولى الناس بكم بعدي» . 1

ابن مردويه ، من عدة طرق عن بريدة ، قال :بعث رسول اللّه صلى الله عليه و آلهبعثين على أحدهما عليّ بن أبي طالب عليه السلاموعلى الآخر خالد بن الوليد ، فقال : إذا التقيتم فعليّ على الناس ، وإذا افترقتما فكل واحد منكما على جنده . فلقينا بني زيد من اليمن فاقتتلنا فظفر المسلمون على المشركين ، فقتلنا المقاتلة وسبينا الذريّة ، فاصطفى عليّ عليه السلام من السبي امرأة لنفسه . قال بريدة : وكتب معي خالد بن الوليد إلى رسول اللّه صلى الله عليه و آله يخبره بذلك ، فلمّا أتيت النبيّ دفعت الكتاب إليه فقرئ عليه ، فرأيت الغضب في وجه رسول اللّه ، فقلت : يا رسول اللّه ، هذا مكان العائذ بك ، بعثتني مع رجل وأمرتني أن أطيعه ، ففعلت ماأُرسلت به . فقال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : «يا بريدة ، لا تقع في عليّ ، فإنّه منّي ، وأنا منه ، وهو وليّكم بعدي . إيهٍ عنك يا بريدة ! فقد أكثرت الوقوع بعليّ ، فواللّه إنّك لتقع برجل هو أولى الناس بكم بعدي» . قال بريدة : يا رسول اللّه استغفر لي . فقال النبيّ صلى الله عليه و آله : «حتّى يأتي عليّ» ، فلمّا جاء عليّ طلب بريدة أن يستغفر

.

ص: 120

له ، فقال النبيّ لعليّ : «إن تستغفر له ، أستغفر له» فاستغفر له . 1 وفي الحديث زيادة : أنّ بريدة امتنع من مبايعة أبي بكر بعد وفاة النبيّ صلى الله عليه و آله ، وتبع عليّا لأجل ما كان سمعه من نص النبيّ بالولاية بعده .

ابن مردويه ، بإسناده عن زيد بن أرقم ، قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«ألا أدلّكم على ما إن سالمتم عليه لم تهلكوا ؟! إنّ وليّكم وإمامكم عليّ بن أبي طالب» . 2

ي . حديث الغدير 3سيأتي مايدل عليه في نزول قوله تعالى : «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ » (1) ،وقوله

.


1- .سورة المائدة ، الآية 3 . لاحظ ص 231 .

ص: 121

تعالى : «يَ_أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ » . (1)

ابن مردويه ، عن ابن عباس ، قال :قال رسول اللّه صلى الله عليه و سلم : «اللهمّ من كنت مولاه فعليّ مولاه . اللهمّ وال من والاه ، وعاد من عاداه ، واخذل من خذله ، وابغض من بغضه» . (2)

ابن مردويه ، عن ابن عباس رضى الله عنه مرفوعا :«اللهمّ من كنت مولاه فعليّ مولاه ، اللهمّ وال من والاه ، وعاد من عاداه ، واخذل من خذله ، وانصر من نصره ، وأحبّ من أحبّه ، وابغض من أبغضه» . 3

ابن مردويه ، عن أبي سعيد الخدري ، قال :لمّا قال رسول اللّه صلى الله عليه و سلم : «من كنت مولاه فعليّ مولاه» يوم غدير خم ، قال حسان بن ثابت : أفتأذن يا رسول اللّه أن أقول أبياتا ، فقال رسول اللّه صلى الله عليه و سلم : «قل على بركة اللّه » ، فقال حسان : يا معشر قريش ، اسمعوا شهادة رسول اللّه صلى الله عليه و سلم ، فقال : يناديهم يوم الغدير نبيّهمبخمّ وأسمع بالرسول مناديا فقال : فمن مولاكم ووليّكم؟فقالوا ، ولم يبدوا هناك معاديا إلهك مولانا وأنت وليّناولن تجدنّ في ذلك اليوم عاصيا فقال له : قم يا عليّ ، فانّنيرضيتك من بعدي إماما وهاديا فمن كنت مولاه فهذا وليّهفكونوا له أنصارَ صدقٍ مواليا هناك دعا : اللهمّ والِ وليّهوكن للذي عادى عليّا معاديا فخصَّ بها دون البريّة كلّهاعليّا وسماه الوزير المؤاخيا (3)

.


1- .سورة المائدة ، الآية 67 . لاحظ ص 239 .
2- .أرجح المطالب ، ص 564 .
3- .أرجح المطالب ، ص 570، قال فيه : أخرجه أبو بكر بن مردويه وأبو نعيم في مانزل من القرآن في عليّ ، وأخطب خوارزم في المناقب ، وسبط بن الجوزي في تذكرة الخواص ، والسيوطي في كتابه المسمى أزهار فيما عقده الشعراء من الأشعار ، ومحمّد بن يوسف الكنجي الشافعي في كفاية الطالب ، والحمويني في فرائد السمطين ، والنطنزي في الخصائص العلويّة .

ص: 122

ابن مردويه ، عن زيد بن عليّ ، عن أبيه عليه السلام :إنّ أبا ذر لقيه عليّ عليه السلام ، فقال أبو ذر : أشهد لك بالولاء والرخاء والوصيّة . (1)

ابن مردويه ، عن سلمان والمقداد وعمار ، مثله . (2)

ابن مردويه ، عن حبيب بن يسار ، عن أبي رميلة ، أنّ ركبا أربعة أتوا عليّا عليه السلامحتّى أناخوا بالرحبة ، ثمّ أقبلوا إليه ، فقالوا : السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة اللّه وبركاته ، قال : «وعليكم السلام ، أنّى أقبل الركب؟» ، قالوا : أقبل مواليك من أرض كذا وكذا ، قال : «أنّى أنتم مواليّ؟» قالوا : سمعنا رسول اللّه صلى الله عليه و آله يوم غدير خم يقول : «من كنت مولاه فعليّ مولاه ، اللهمّ والِ من والاه وعاد من عاداه» . (3)

ابن مردويه ، قال رياح بن الحرث :كنت في الرحبة مع أمير المؤمنين عليه السلامإذ أقبل ركب يسيرون حتّى أناخوا بالرحبة ، ثمّ أقبلوا يمشون حتّى أتوا عليّا عليه السلامفقالوا : السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة اللّه وبركاته ، قال : «مَن القوم ؟» قالوا : مواليك يا أمير المؤمنين ، قال : فنظرت إليه وهو يضحك ويقول : «من أين وأنتم قوم عرب !» قالوا : سمعنا رسول اللّه صلى الله عليه و آلهيوم غدير خم وهو آخذ بعضدك يقول : «أيّها الناس ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟» قلنا : بلى يا رسول اللّه ، فقال : إنّ اللّه مولاي ، وأنا مولى المؤمنين ، وعليّ مولى من كنت مولاه ، اللهمّ والِ من والاه ، وعاد من عاداه» ، فقال : «أنتم تقولون ذلك ؟» ، قالوا : نعم ، قال : «وتشهدون عليه ؟» ، قالوا : نعم ، قال :

.


1- .مناقب آل أبي طالب ، ج 2 ، ص 247 .
2- .المصدر السابق .
3- .كشف الغمّة ج 1 ، ص 318 .

ص: 123

«صدقتم» ، فانطلق القوم وتبعتهم ، فقلت لرجل منهم : من أنتم يا عبد اللّه ؟ قالوا : نحن رهط من الأنصار ، وهذا أبو أيوب صاحب رسول اللّه صلى الله عليه و آله . فأخذت بيده، فسلمت عليه وصافحته . (1)

ك . إخبار النبيّ صلى الله عليه و آله بما يجري عليه عليه السلام بعد وفاته صلى الله عليه و آلهابن مردويه ، بإسناده عن عبد الرزاق ، عن أبيه ، عن مينا ، عن ابن مسعود ، قال :كنت مع النبيّ صلى الله عليه و آله وقد تنفس الصعداء ، فقلت : مالك يا رسول اللّه ؟ قال : «نعيت إلى نفسي يابن مسعود» ، قلت : استخلف ، قال : «مَن ؟» ، قلت : أبا بكر ، فسكت ، ثمّ مضى ساعة ثمّ تنفس ، فقلت : ماشأنك يا رسول اللّه ؟ قال : «نعيت إلى نفسي» ، قلت : فاستخلف ، قال : «مَن ؟» ، قلت : عليّ بن أبي طالب ، فسكت ، ثمّ قال : «والّذي نفسي بيده ، لئن أطاعوه ليدخلنّ الجنّة أجمعين أكتعين» . 2

ابن مردويه ، بإسناده إلى ابن عباس ، قال :خرجت أنا والنبيّ صلى الله عليه و آلهوعليّ ، فرأيت حديقة ، فقلت : ما أحسن هذه يا رسول اللّه صلى الله عليه و آله ! فقال : «حديقتك في الجنّة أحسن منها» ، ثمّ مررنا بحديقة ، فقال عليّ : «ما أحسن هذه يا رسول

.


1- .كشف الغمّة ج 1 ، ص 318 .

ص: 124

اللّه !» ، قال : حتّى مررنا بسبع حدائق ، فقال : «حدائقك في الجنّة أحسن منها» ، ثمّ ضرب بيده على رأسه ولحيته وبكى ، حتّى علا بكاؤه ، قال عليّ عليه السلام : «مايبكيك يا رسول اللّه ؟» قال : «ضغائن في صدور قوم ، لايبدونها لك حتّى يفقدوني» . 1

ابن مردويه ، أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمّد السري بن يحيى التميمي ، حدّثنا المنذر بن محمّد بن المنذر ، حدّثنا أبي ، حدّثنا عمي الحسين بن يوسف بن سعيد بن أبي الجهم ، حدّثني أبي ، عن أبان بن تغلب ، عن مسلم ، قال :سمعت أبا ذر والمقداد بن الأسود وسلمان الفارسي ، قالوا : كنّا قعودا عند رسول اللّه صلى الله عليه و آله ما معنا غيرنا ، إذ أقبل ثلاثة رهط من المهاجرين البدريين ، فقال رسول اللّه : «تفترق اُمتي بعدي ثلاث فرق ، فرقة أهل حق لايشوبونه بباطل ، مثلهم كمثل الذهب كلّما فتنته بالنّار ازداد جودة وطيبا ، وإمامهم هذا أحد الثلاثة ، وهو الّذي أمر اللّه به في كتابه «إِمَامًا وَرَحْمَةً» (1) ، وفرقة أهل باطل لايشوبونه بحق ، مثلهم كمثل خبث الحديد ، كلّما فتنته بالنّار إزداد

.


1- .سورة هود ، الآية 17 .

ص: 125

خبثا ، وإمامهم هذا أحد الثلاثة ، وفرقة أهل ضلالة مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ، وإمامهم هذا أحد الثلاثة» . قال : فسألته عن أهل الحق وإمامهم . فقال : «هذا عليّ بن أبي طالب ، إمام المتقين» ، وأمسك عن الاثنين فجهدت أن يسميهما فلم يفعل . 1

ابن مردويه ، بإسناده عن عقبة بن عامر ، قال :أتيت النبيّ صلى الله عليه و آله ظهيرة ، فقال لي : «ما جاء بك يا جهني في هذا الوقت ؟» ، قال : قلت : أمر عرض لي . فقال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : «وماذاك يا جهني ؟» ، قال : قلت : يا رسول اللّه ، ماتقول في هؤلاء القوم الّذين يقاتلون معك؟ منهم من يقول : أبو بكر خير هذه الاُمّة من بعدك ، ومنهم من يقول : عمر خير هذه الاُمّة من بعدك ، فإن حدّث بك حدّث اتبعناه ؟ فقال : «اتبعوا من اختاره اللّه من بعدي ، ومن اشتق له من أسمائه ، ومن زوّجه اللّه ابنتي من عنده ، ومن وكل به ملائكته يقاتلون معه عدوّه» ، قلت : ومن هو يا رسول اللّه ؟ قال : «عليّ بن أبي طالب» . (1)

.


1- .الأربعين في إمامة الأئمّة الطاهرين ، ص 74 .

ص: 126

ابن مردويه ، حدّثنا أحمد بن إبراهيم بن يوسف ، قال :حدّثنا عمران بن عبد الرحيم قال : حدّثنا محمّد بن عليّ بن الحكيم ، قال : حدّثنا محمّد بن سعد أبو الحسين ، عن الحسن بن عمارة ، عن الحكيم بن عتبة ، عن عيسى بن طلحة بن عبيد اللّه ، قال : خرج عمر بن الخطّاب إلى الشام وأخرج معه العبّاس بن عبد المطلب ، قال : فجعل الناس يتلقون العبّاس ويقولون : السلام عليك يا أمير المؤمنين ، وكان العبّاس رجلاً جميلاً فيقول : هذا صاحبكم ، فلمّا كثر عليه ، التفت إلى عمر فقال : ترى أنا واللّه أحق بهذا الأمر [منك ، فقال عمر : اسكت ! أولى واللّه بهذا الأمر] (1) منّي ومنك رجل خلفته أنا وأنت بالمدينة ، عليّ بن أبي طالب . (2)

ابن مردويه ، حدّثنا أحمد بن إبراهيم بن يوسف ، قال :حدّثنا عمران بن عبد الرحيم ، قال : حدّثنا يحيى الحماني ، قال : حدّثنا الحكم بن ظهير ، عن عبد اللّه بن محمّد بن عليّ ، عن أبيه عن ابن عبّاس ، قال : كنت أسير مع عمر ابن الخطاب في ليلةٍ ، وعمر على بغل وأنا على فرس ، فقرأ آية فيها ذكر عليّ بن أبي طالب ، وقال : أمَ واللّه يا بني عبد المطلب ، لقد كان صاحبكم أولى بهذا الأمر منّي ومن أبي بكر . فقلت في نفسي : لا أقالني اللّه إن أقلتك ، فقلت : أنت تقول ذلك يا أمير المؤمنين ، وأنت وصاحبك اللذان وثبتما وانتزعتما منّا الأمر دون الناس ، فقال : إليكم يا بني عبد المطلب ، أما إنّكم أصحاب عمر بن الخطاب _ وتأخرت وتقدّم هنيئة _ فقال : سر لاسرت ، فقال : أعد عليَّ كلامك ، فقلت : إنّما ذكرت شيئا فرددت جوابه ، ولو سكتَّ سكتنا ، فقال : واللّه ، إنّا مافعلنا عداوة ، ولكن استصغرناه ، وخشينا أن لا

.


1- .مابين المعقوفتين سقط من النسخة المطبوعة ، وأثبتناه من المخطوطة .
2- .اليقين ، الباب 220، ص 206 .

ص: 127

تجتمع عليه العرب وقريش لمّا وترها . فأردت أن أقول : كان رسول اللّه صلى الله عليه و آلهيبعثه في الكتيبة فينطح كبشها فلم يستصغره ، [فتستصغره] (1) أنت وصاحبك ، فقال : لا جرم ، فكيف ترى ؟ ! واللّه مانقطع أمرا دونه ، ولا نعمل شيئا حتّى نستأذنه . (2)

ل . حديث المناشدةابن مردويه ، حدّثنا سليمان بن أحمد ، حدّثني عليّ بن سعيد الرازي ، حدّثني محمّد بن حميد ، حدّثني زافر بن سليمان بن الحارث بن محمّد ، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة قال :كنت على الباب يوم الشورى فارتفعت الأصوات بينهم ، فسمعت عليّا عليه السلام يقول : بايع الناس أبا بكر وأنا واللّه ، أولى بالأمر وأحق به ، فسمعت وأطعت ؛ مخافة أن يرجع الناس كفّارا ، يضرب بعضهم رقاب بعض بالسيف ، ثمّ بايع أبو بكر لعمر وأنا واللّه ، أولى بالأمر منه ، فسمعت وأطعت ؛ مخافة أن يرجع الناس كفّارا ، ثمّ أنتم تريدون أن تبايعوا عثمان إذن لا أسمع ولا أطيع ، إنّ عمر جعلني في خمس نفر أنا سادسهم . لأيم اللّه ، لايعرف لي فضل في الصلاح ولايعرفونه لي كما نحن فيه شرع سواء . وأيم اللّه ، لو أشاء أن أتكلّم ثمّ لايستطيع عربهم ولاعجمهم ولا المعاهد منهم ولا المشرك أن يردّ خصلة منها . ثمّ قال : أنشدكم اللّه أيّها الخمسة ، أمنكم أخو رسول اللّه صلى الله عليه و آلهغيري ؟ قالوا : لا . قال : أمنكم أحد له أخ مثل أخي المزيّن بالجناحين ، يطير مع الملائكة في الجنّة ؟ قالوا : لا .

.


1- .مابين المعقوفتين أثبتناه من النسخة المخطوطة .
2- .اليقين ، الباب 220، ص 205 .

ص: 128

قال : أمنكم أحد له عمّ مثل عمّي حمزة بن عبد المطلب ، أسد اللّه وأسد رسوله غيري ؟ قالوا : لا . قال : أمنكم أحد له ابن عم مثل ابن عمّي رسول اللّه صلى الله عليه و آله ؟ قالوا : لا . قال : أمنكم أحد له زوجة مثل زوجتي فاطمة بنت رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، سيّدة نساء هذه الاُمّة ؟ قالوا : لا . قال : أمنكم أحد له سبطان مثل الحسن والحسين سبطى هذه الاُمّة ، ابنى رسول اللّه صلى الله عليه و آلهغيري ؟ قالوا : لا . قال : أمنكم أحد قتل مشركي قريش غيري ؟ قالوا : لا . قال : أمنكم أحد وحّد اللّه قبلي ؟ قالوا لا . قال : أمنكم أحد صلّى القبلتين غيري ؟ قالوا : لا . قال : أمنكم أحد أمر اللّه بمودّته غيري ؟ قالوا : لا . قال : أمنكم أحد غسل رسولَ اللّه صلى الله عليه و آلهغيري ؟ قالوا : لا . قال : أمنكم أحد سكن المسجد يمرّ فيه جنبا غيري ؟ قالوا : لا . قال : أمنكم أحد رُدّت عليه الشمس بعد غروبها حتّى صلّى العصر غيري ؟ قالوا : لا . قال : أمنكم أحد قال له رسول اللّه صلى الله عليه و آلهحين قرّب إليه الطير فأعجبه ، فقال : «اللهمّ ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير» ، فجئت وأنا لا أعلم ماكان من قوله ، فدخلت فقال : «واليّ يارب ، واليّ يا ربّ» غيري ؟ قالوا : لا . قال : أفيكم أحد كان أقتل للمشركين عند كل شديدة تنزل برسول اللّه منّي ؟ قالوا : لا . قال : أفيكم أحد كان أعظم عناء عن رسول اللّه صلى الله عليه و آلهمنّي حتّى اضطجعت على فراشه ، ووقيته بنفسي وبذلت مهجتي غيري ؟ قالوا : لا . قال : أفيكم أحد كان يأخذ الخمس غيري وغير زوجتي فاطمة ؟ قالوا : لا .

.

ص: 129

قال : أمنكم أحد كان له سهم في الخاص وسهم في العام غيري ؟ قالوا : لا . قال : أفيكم أحد يطهّره كتاب اللّه غيري حتّى سد النبيّ أبو اب المهاجرين وفتح بابي إليه حتّى قام إليه عماه : حمزة والعبّاس فقالا : يا رسول اللّه ، سددت أبو ابنا وفتحت باب عليّ ؟ فقال النبيّ صلى الله عليه و آله : «ما أنا فتحت بابه ولاسددت أبو ابكم ، بل اللّه فتح بابه وسدّ أبو ابكم» ، قالوا : لا . قال : أفيكم أحد تمّم اللّه نوره من السماء حين قال : «فَ_ئاتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُو » (1) غيري ؟ قالوا : اللهمّ لا . قال : أفيكم أحد ناجى رسول اللّه صلى الله عليه و آلهست عشر مرة غيري حين قال : «يَ_أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ إِذَا نَ_جَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُواْ بَيْنَ يَدَىْ نَجْوَل_كُمْ صَدَقَةً » (2) ؟ قالوا : اللهمّ لا . قال : هل فيكم أحد ولي غمّض رسول اللّه غيري ؟ قالوا : اللهمّ لا . قال أفيكم أحد آخر عهده برسوله صلى الله عليه و آلهحين وضعته في حفرته غيري ؟ قالوا : لا . 3

.


1- .. سورة الروم، الآية 38.
2- .سورة المجادلة ، الآية 12 .

ص: 130

ابن مردويه ، قال :حدّثنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن أبي دارم ، قال : حدّثنا المنذر بن محمّد ، قال : حدّثني أبي ، قال : حدّثني عمّي ، قال : حدّثني أبي ، عن أبان بن تغلب ، عن عامر بن واثلة ، قال : كنت على الباب يوم الشورى وعليّ عليه السلامفي البيت فسمعته يقول : استخلف أبو بكر وأنا في نفسي أحق بها منه ، فسمعت وأطعت ، وأنتم تريدون أن تستخلفوا عثمان إذن لا أسمع ولا أطيع . جعلني عمر في خمسة أنا سادسهم ، ولا يعرف لهم عليَّ فضل فنحن سواء ، أما واللّه لأحاجنّهم بخصال لا تستطيع عُربهم ولا عجمهم ، المعاهد منهم والمشرك أن ينكر منها خصلة واحدة . ثمّ قال : أنشدكم باللّه أيّها النفر جميعا أمنكم من أمنه رسول اللّه صلى الله عليه و آلهغيري ؟ قالوا : اللهمّ لا . قال : أنشدكم باللّه أيّها النفر جميعا أمنكم أحد وحّد اللّه عز و جل قبلي ؟ قالوا : اللهمّ لا . قال : أنشدكم باللّه أيّها النفر جميعا أمنكم أحد هو المصلّي القبلتين قبلي ؟ قالوا : اللهمّ لا . قال : أنشدكم باللّه أيّها النفر جميعا أمنكم أحد له عمّ مثل عمّي حمزة بن عبد المطلب أسد اللّه وأسد رسول اللّه غيري ؟ قالوا : اللهمّ لا . قال : أمنكم مَن سيّد الشهداء عمّه غيري ؟ قالوا : اللهمّ لا . قال : أنشدكم باللّه هل فيكم من له ابن عمّ مثل ابن عمّي رسول اللّه صلى الله عليه و آله ؟ قالوا : اللهمّ لا .

.

ص: 131

قال : أنشدكم باللّه أمنكم أحد له زوجة مثل زوجتي فاطمة بنت رسول اللّه سيّدة نساء هذه الاُمّة غيري ؟ قالوا : لا . قال : أنشدكم باللّه أمنكم أحد له سبطان مثل الحسن والحسين سبطي هذه الاُمّة ابني رسول اللّه صلى الله عليه و آلهغيري ؟ قالوا : اللهمّ لا . قال : أنشدكم باللّه أمنكم أحد غسّل رسول اللّه صلى الله عليه و آله غيري؟ قالوا : اللهمّ لا . قال : أنشدكم باللّه أمنكم أحد أمر اللّه بمودته غيري ؟ قالوا : اللهمّ لا . قال : أنشدكم باللّه أمنكم أحد سكن المسجد يمرّ فيه جنبا غيري ؟ قالوا : اللهمّ لا . قال : أنشدكم باللّه أمنكم أحد ردّت عليه الشمس بعد غروبها غيري ؟ قالوا : اللهمّ لا . قال : أمنكم أحد قال له رسول اللّه صلى الله عليه و آله حين قرّب اليه الطائر المشوي فأعجبه : «اللهمّ ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير» غيري ؟ قالوا : اللهمّ لا . قال : أمنكم أحد كان أقتل للمشركين عند كلّ شديدة نزلت برسول اللّه صلى الله عليه و آلهمنّي ؟ قالوا : اللهمّ لا . قال : أمنكم أحد له مثل الحسن والحسين سيّدي شباب أهل الجنّة غيري ؟ قالوا : اللهمّ لا . قال : أمنكم أحد كان أعظم عناء منّي عن رسول اللّه حتّى اضطجعت على فراشه ووقيته بنفسي وبذلت له دمي ؟ قالوا : اللهمّ لا . قال : أنشدكم باللّه أمنكم أحد كان يأخذ الخمس غيري وغير فاطمة ؟ قالوا : اللهمّ لا . قال : أنشدكم باللّه أمنكم من كان له سهم في الخاص وسهم في العام غيري ؟ قالوا : اللهمّ لا .

.

ص: 132

قال : أنشدكم باللّه أمنكم أحد يظهر بابه غيري حين سدّ النبي صلى الله عليه و آلهأبو اب المهاجرين جميعا وفتح بابي حتّى قام إليه عمّاه حمزة والعبّاس فقالا : يا رسول اللّه ، سددت أبو ابنا وفتحت باب عليّ فقال صلى الله عليه و آله : «ما أنا فتحت بابه ، ولا أنا سددت أبوابكم ، بل اللّه فتح بابه و سدّ أبو ابكم» ؟ قالوا : اللهمّ لا . قال : أنشدكم باللّه أمنكم أحد تمّم اللّه تعالى نوره من السماء حتّى قال «فَ_ئاتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُو » (1) غيري ؟ قالوا : اللهمّ لا . قال : أنشدكم باللّه أمنكم أحد ناجى اللّه ست عشرة مرّة غيري حين قال : «يَ_أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ إِذَا نَ_جَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُواْ بَيْنَ يَدَىْ نَجْوَل_كُمْ صَدَقَةً » (2) ؟ قالوا : اللهمّ لا . قال : أنشدكم باللّه أمنكم أحد ولّي تغميض رسول اللّه صلى الله عليه و آله غيري ؟ قالوا : اللهمّ لا . قال : أنشدكم باللّه أمنكم أحد تولى دفن رسول اللّه صلى الله عليه و آله حتّى وضعه في روضته غيري ؟ قالوا : اللهمّ لا . قال أنشدكم باللّه أمنكم مَن نصبه رسول اللّه صلى الله عليه و آله يوم غدير خمّ للولاية غيري ؟ قالوا : اللهمّ لا . قال : أنشدكم باللّه أمنكم من جعله رسول اللّه صلى الله عليه و آله من نفسه كهارون من موسى غيري ؟ قالوا : اللهمّ لا . قال : أنشدكم باللّه أمنكم مَن أعطاه النبيّ صلى الله عليه و آله الراية ، ففتح اللّه على يده خيبر غيري ؟ قالوا : اللهمّ لا . قال : أمنكم أحد نادى عليه جبرئيل عليه السلام : أن لا فتى إلاّ عليّ ولا سيف إلاّ ذوالفقار غيري ؟ قالوا : اللهمّ لا .

.


1- .سورة الروم ، الآية 38 .
2- .سورة المجادلة ، الآية 12 .

ص: 133

قال : أمنكم أحد أخا رسول اللّه صلى الله عليه و آله ووزيره غيري ؟ قالوا : اللهمّ لا . قال : أمنكم أحد قال له رسول اللّه صلى الله عليه و آله هو منّي وأنا منه غيري ؟ قالوا : اللهمّ لا . قال : أمنكم أحد أنزل اللّه تعالى فيه : «إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُو وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَوةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَوةَ وَهُمْ رَ كِعُونَ » (1) غيري ؟ قالوا : اللهمّ لا . قال : أمنكم أحد هو قسيم الجنّة والنار غيري ؟ قالوا : اللهمّ لا . قال : أمنكم أوّل وارد على رسول اللّه صلى الله عليه و آله على الحوض غيري ؟ قالوا : اللهمّ لا . قال : أنشدكم باللّه أمنكم أحد يشري نفسه ابتغاء مرضات اللّه غيري؟ قالوا: اللهمّ لا . قال : أنشدكم باللّه أمنكم المؤدّي عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله غيري ؟ قالوا : اللهمّ لا . قال : أنشدكم باللّه أمنكم مَن نزل فيه : «وَ السَّ_بِقُونَ السَّ_بِقُونَ * أُوْلَ_ل_ءِكَ الْمُقَرَّبُونَ » (2) فكنت سابق هذه الاُمّة تدرون غيري ؟ قالوا : اللهمّ لا . قال : أنشدكم باللّه أمنكم من يقضي دين رسول اللّه صلى الله عليه و آله غيري ؟ قالوا : اللهمّ لا . قال : أنشدكم باللّه أمنكم مَن نزل فيه : «وَ كَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ » (3) قال : بعليّ بن أبي طالب هل تدرون ذلك غيري ؟ قالوا : اللهمّ لا . قال : أنشدكم باللّه هل تعلمون تفسير هذه الآية : «أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا » (4) فالفاسق الوليد بن عتبة والمؤمن أنا غيري ؟ قالوا : اللهمّ لا . (5)

.


1- .سورة المائدة ، الآية 55 .
2- .سورة الواقعة ، الآية 11 .
3- .سورة الأحزاب، الآية 25.
4- .سورة السجدة ، الآية 18 .
5- .الدرّ النظيم ، ج 1 ، الورقة 111 ، قال : حدّث أبو المظفر عبد الواحد بن حمد بن محمّد بن شيدة المقري ، قال : حدّثنا عبد الرزاق بن عمر الطهراني ، قال : حدّثنا أبو بكر أحمد بن موسى الحافظ ... .

ص: 134

م . الخطبة الشقشقيّةابن مردويه ، عن سليمان بن أحمد الطبراني ، أخبرنا أحمد بن عليّ الأبّار ، أخبرنا إسحاق بن سعيد أبو سلمة الدمشقي ، أخبرنا خليد بن دعلج ، عن عطا بن أبي رباح ، عن ابن عباس :كنّا مع عليّ عليه السلام بالرحبة ، فجرى ذكر الخلافة ومن تقدم عليه فيها ، فقال : أما واللّه ، لقد تقمّصها فلان ، وإنّه ليعلم أن محلّي منها محلُّ القطب من الرحا ، ينحدر عنّي السيل ، ولايرقى إليَّ الطير . فسدلت دونها ثوبا ، وطويت عنها كشحا ، وطفقت أرتأي بين أن أصول بيدٍ جذّاء ، أو أصبر على طَخيةٍ عمياء ، يهرم فيها الكبير ، ويشيب فيها الصغير ، ويكدح فيها مؤمن حتّى يلقى ربّه . فرأيت أنّ الصبر على هاتا أحجى ، فصبرت وفي العين قذى ، وفي الحلق شجا ، أرى تراثي نهبا ، حتّى مضى الأوّل لسبيله فأدلى بها إلى فلانٍ بعده . شتّان ما يومي على كورهاويوم حيّان أخي جابر فياعجبا ! بينا هو يستقيلها في حياته إذْ عقدها لآخرٍ بعد وفاته ، لشدّ ماتشطّرا ضرعيها ، فصيّرها في حوزةٍ خشناء ، يغلُظ كَلْمُها ، ويخشُنُ مَسُّها ، ويكثر العثار فيها والاعتذار منها ، فصاحبها كراكب الصَّعبةِ ، إن أشنقَ لها خَرَمَ ، وإنْ أسلس لها تَقَحَّم . فَمُنيَ الناس لعمر اللّه بخبطٍ وشماسٍ ، وتلوّن واعتراضٍ . فصبرت على طول المدّة ، وشدة المحنة ، حتّى إذا مضى لسبيله جعلها في جماعةٍ زعم أنّي أحدهم . فياللّه وللشورى ! متى اعترض الريب فيَّ مع الأوّل منهم حتّى صرتُ أقرَن إلى هذه النظائر ! لكنّني أسففت إذ أسفوا ، وطِرتُ إذ طاروا . فصغا رجل منهم لِضغنه ، ومال الآخر لصهره ، مع هنٍ وهنٍ . إلى أن قام ثالث القوم نافجا حِضنيّه بين نَثيلهِ ومعتلفه ، وقام معه بنو أبيه يخضمون

.

ص: 135

مال اللّه خضم الإبل نبتة الربيع ، إلى أن انتكث فَتلُهُ ، وأجهز عليه عمله ، وكَبتْ به بِطْنَتُهُ . فما راعني إلاّ والناس كعرف الضبع إليَّ ، ينثالون عليَّ من كل جانب ، حتّى لقد وُطِئَ الحسنان وشُقَّ عِطفاي ، مجتمعين حولي كربيضة الغنم . فلمّا نهضتُ بالأمر نكثت طائفة ، ومرقت اُخرى ، وقسط آخرون ، كأنّهم لم يسمعوا اللّه تعالى يقول : «تِلْكَ الدَّارُ الْأَخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِى الْأَرْضِ وَلاَ فَسَادًا وَ الْعَ_قِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ » . (1) بلى واللّه ، لقد سمعوها ودعوها ، ولكنَّهم حَلِيَتْ الدنيا في أعينهم ، وراقهم زِبرجُها . أما والّذي فلق الحبّة وبرأ النسمة ، لولا حضور الحاضر ، وقيام الحجّة بوجود الناصر ، وماأخذ اللّه تعالى على العلماء ألاّ يُقارّوا على كِظَّةِ ظالم ، ولاسَغَبِ مظلوم لألقيتُ حبلها على غاربها ، ولسقيتُ آخرها بكأس أوّلها ، ولألفيتم دنياكم هذه أزهد عندي من عفطة عنز . قالوا : وقام إليه رجل من أهل السواد عند بلوغه إلى هذا الموضع من خطبته ، فناوله كتابا ، فأقبل ينظر فيه ، فلمّا فرغ من قراءته ، قال ابن عباس _ رحمة اللّه عليه _ : يا أمير المؤمنين لو اطَّردتْ مقالتك من حيث أفضيت ! فقال : هيهات! يابن عباس ، تلك شقشقة هَدَرَت ثمّ قَرَّت . قال ابن عباس : فواللّه ما أسفت على كلام قط كأسفي على هذا الكلام ألاّ يكون أمير المؤمنين بلغ منه حيث أراد . 2

.


1- .سورة القصص ، الآية 83 .

ص: 136

. .

ص: 137

الفصل التاسع : اختصاصه عليه السلام بنجوى النبيّ صلى الله عليه و آله

الفصل التاسع : اختصاصه عليه السلام بنجوى النبيّ صلى الله عليه و آلهابن مردويه ، عن أنس ، أنّ النبيّ صلى الله عليه و سلم دعا عليّا يوم الطائف فانتجاه ، وقال :«ما انتجيته ، ولكن اللّه انتجاه» . 1

ابن مردويه ، بإسناده إلى جابر ، قال :ناجى النبيّ صلى الله عليه و آله يوم الطائف عليّا عليه السلامفأطال نجواه ، فقال أحد الرجلين للآخر : لقد أطال نجواه مع ابن عمّه . 2

.

ص: 138

. .

ص: 139

الفصل العاشر : حديث الطير

الفصل العاشر : حديث الطير 1ابن مردويه ، قال :حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن حمّاد ، قال : حدّثنا محمّد بن خليد بن الحكم ، قال : حدّثنا محمّد بن طريف ، قال : حدّثنا مفضل بن صالح ، عن الحسن بن الحكم ، عن أنس بن مالك : أنّ النبيّ صلى الله عليه و سلماُتي بطير ، فقال : «اللهمّ ائتني بأحبّ خلقك إليك ثلاثا» ، فدقّ الباب عليّ ، فقال : «يا أنس ، افتح له» فدخل . (1)

ابن مردويه ، عن أنس بن مالك ، قال :اُهدي لرسول اللّه صلى الله عليه و سلم طائر فوضع بين يديه ، فقال : «اللهمّ ائتني بأحبّ خلقك ، يأكل معي من هذا الطائر» ، فجاء عليّ فدقّ الباب ، فقلت : من ذا ؟ قال : أنا عليّ ، قلت : النبيّ على حاجة ، فرجع ثلاث مرات كلّ ذلك يجيئ ، قال : فضرب برجله فدخل ، فقال

.


1- .العلل المتناهيّة ، ج 1 ، ص 234 ، ح 372 .

ص: 140

النبيّ صلى الله عليه و سلم : «من حبسك ؟» ، قال : قد جئت ثلاث مرات كلّ ذلك يقول : النبيّ صلى الله عليه و سلمعلى حاجة ، فقال النبيّ صلى الله عليه و سلم : «ماحملك على ذلك ؟» ، قال : كنت أحبّ أن يكون رجلاً من قومي . (1)

ابن مردويه ، قال :حدّثنا فهد بن إبراهيم البصري ، قال : حدّثنا محمّد بن زكريا ، قال : حدّثنا العبّاس بن بكار الضبي ، قال : حدّثنا عبد اللّه بن المثنى الأنصاري ، عن عمّه ثمامة بن عبد اللّه ، عن أنس بن مالك ، أنّ اُمّ سلمة [قالت] : ضيّف لرسول اللّه صلى الله عليه و سلم طيرا أو ضباعا ، فبعث إليه ، فلمّا وضع بين يديه قال : «اللهمّ جئني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير» ، فجاء عليّ ابن أبي طالب ، فقال له أنس : إنّ رسول اللّه على حاجة ، فرجع عليّ ، واجتهد النبيّ صلى الله عليه و سلم في الدعاء ، قال : «اللهمّ جئني بأحبّ خلقك إليك ، وأوجههم عندك» ، فجاء عليّ ، فقال له أنس : إنّ رسول اللّه صلى الله عليه و سلم على حاجة ، قال أنس : فرفع عليّ يده ، فركز في صدري ، ثمّ دخل ، فلمّا نظر إليه رسول اللّه صلى الله عليه و سلمقام قائما ، فضمّه إليه ، وقال : «يا ربّ والِ ، ياربّ والِ ، ما أبطأ بك يا عليّ ؟» ، قال : يا رسول اللّه ، قد جئت ثلاثا كلّ ذلك يردّني أنس . قال أنس : فرأيت الغضب في وجه رسول اللّه صلى الله عليه و سلم ، وقال : «يا أنس ، ماحملك على ردّه ؟» . قلت : يا رسول اللّه ، سمعتك تدعو ، فأحببت أن تكون الدعوة في الأنصار ، قال : «لست بأوّل رجل أحبَّ قومه ، أبى اللّه يا أنس ، إلاّ أن يكون عليّ بن أبي طالب» . (2)

ابن مردويه ، قال :حدّثنا محمّد بن الحسين قال : حدّثنا أحمد بن محمّد ابن عبد الرحمان ، قال : حدّثني عليّ بن الحسن السمالي ، قال : حدّثني محمّد بن الحسن بن الجهم ، عن عبد اللّه بن ميمون ، عن جعفر بن محمّد ، عن

.


1- .العلل المتناهيّة ، ج 1 ، ص 232 ، ح 367 .
2- .المصدر السابق ، ص 234 ، ح 373 .

ص: 141

أبيه ، عن أنس ، قال : اُهدي إلى رسول اللّه صلى الله عليه و سلم طائر فأعجبه ، فقال النبيّ صلى الله عليه و سلم : «اللهمّ ائتني بأحبّ خلقك إليك وإليّ ! يأكل معي من هذا الطير» ، قال أنس قلت : اللهمّ اجعله رجلاً منّا حتّى نشرّف به . قال : فإذا عليّ ، فلمّا رأيته حسدته ، فقلت : النبيّ صلى الله عليه و سلم مشغول ، فرجع ، قال : فدعى النبيّ صلى الله عليه و سلم الثانية ، فأقبل عليّ كأنّما يضرب بالسياط ، فقال النبيّ صلى الله عليه و سلم : «افتح افتح» ، فدخل فسمعته يقول : «اللهمّ والِ» ، حتّى أكل معه من ذلك الطير . (1)

ابن مردويه ، قال :حدّثنا الحسن بن محمّد السكوني ، قال : حدّثنا الحسن ابن عليّ النسوي ، قال : حدّثنا إبراهيم بن مهدي المصيصي ، قال : حدّثنا عليّ بن مسهر ، عن مسلم أبي عبد اللّه ، عن أنس ، قال : اُهدي لرسول اللّه صلى الله عليه و سلمطير مشوي ، فوضِع بين يديه ، فقال : «اللهمّ أدخل عليَّ من تُحبّه وأحبّه !» ، فجاء علي فاستأذن ، فقلت له : إنّه على حاجة ، رجاءً أن يجئني رجل من الأنصار ، ثمّ استأذن الثانيّة ، فقلت : إنّه على حاجة ، فلمّا أن كانت الثالثة سمع النبيّ صلى الله عليه و سلمصوته ، فقال : «ادخل» ، فدخل . فأمره فطعم . (2)

ابن مردويه ، من حديث مسلم الملائي ، عن أنس ، فذكره . (3)

ابن مردويه ، من طريق خالد بن طهمان ، عن إبراهيم بن مهاجر ، فذكره . (4)

ابن مردويه ، أخبرنا محمّد بن الحسن ، أخبرنا أحمد بن محمّد بن عبد الرحمان ، أخبرنا جعفر بن محمّد بن سعيد ، أخبرنا مخوّل بن إبراهيم ، أخبرنا أبو داوود الطبري ، أخبرنا عبد الأعلى التغلبي ، عن أنس ، قال : اُتي رسول اللّه صلى الله عليه و آلهبطائر فوضِع بين يديه ، فقال : «اللهمّ ائتني بأحبّ خلقك إليك

.


1- .العلل المتناهيّة ، ص 235 ، ح 374 .
2- .نفس المصدر ، ح 375 .
3- .نفس المصدر ، ص 236 ، ح 376 .
4- .نفس المصدر ، ح 377 .

ص: 142

يأكل معي من هذا الطير» ، فقُرِع الباب ، فقلت : اللهمّ اجعله رجلاً من الأنصار ، فإذا هو عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، فقلت : سبحان اللّه ! سأل نبيّ اللّه ربّه أن يأتيه بأحبّ خلقه إليه ، قال : ففتحت الباب ، فلمّا دخل مسح رسول اللّه وجهه ، ثمّ مسحه رسول اللّه بوجه عليّ ، ثمّ مسح وجه عليّ فمسحه بوجهه ، فعل ذلك ثلاث مرّات ، فبكى عليّ ، ثمّ قال : ما هذا يا رسول اللّه ؟ فقال : «ولم لاأفعل بك هذا ! وأنت تسمع صوتي ، وتؤدّي عنّي ، وتبين لهم مااختلفوا فيه من بعدي» . ثمّ قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : «اللهمّ إنّي سألتك أن تأتيني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير فجئت به ، اللهمّ وإنّه أحبّ خلقك إليَّ» . (1)

.


1- .مقتل الحسين ، ص 46 ، قال الخوارزمي : أخبرنا شهاب الدين أبو النجيب سعد بن عبد اللّه الهمداني _ فيما كتب إليَّ من همدان _ ، أنبأنا أبو عليّ الحدّاد ، أخبرنا أبو يعلى الأديب الطبراني ، أخبرنا الحافظ أبو بكر أحمد بن موسى ابن مردويه ...

ص: 143

الفصل الحادي عشر : حديث سدّ الأبواب

الفصل الحادي عشرحديث سدّ الأبواب 1سيأتي مايدل عليه في نزول قوله تعالى : «وَ النَّجْمِ إِذَا هَوَى » . (1)

ابن مردويه ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن إبراهيم ، قال :حدّثنا محمّد بن يحيى ، حدّثنا إسحاق بن الفيض ، حدّثنا سلمة بن حفص ، حدّثنا أبو حفص الكندي ، عن كثير النوا ، عن عطيّة ، عن أبي سعيد : أنّ النبيّ صلى الله عليه و سلم قال لعليّ :

.


1- .سورة النجم ، الآية 1 ، لاحظ ص 326 .

ص: 144

«إنّه لايحلّ لأحد أن يجنب في هذا المسجد غيري وغيرك» . 1

ابن مردويه ، عن حذيفة بن أسيد الغفاري رضى الله عنه ، قال :لمّا قدم أصحاب النبيّ صلى الله عليه و سلمالمدينة لم يكن لهم بيوت ، وكانوا يبيتون في المسجد . فقال لهم النبيّ صلى الله عليه و سلم : «لاتبيتوا في المسجد ، فتحتلموا» . ثمّ إنّ القوم بنوا بيوتا حول المسجد ، وجعلوا أبو ابها إلى المسجد . ثمّ إنّ النبيّ صلى الله عليه و سلم بعث إليهم معاذ بن جبل ، فنادى أبا بكر فقال : إنّ رسول اللّه يأمرك أن تسدّ بابك الّذي في المسجد ، ولتخرج منه ، فقال : سمعا وطاعة . ثمّ أرسل إلى حمزة فسدّ بابه ، وقال : سمعا وطاعة للّه ولرسوله ، وعليّ متردد لايدري أهو فيمن يقيم أو فيمن يخرج ، وكان النبيّ صلى الله عليه و سلمقد بنى له في المسجد بيتا بين أبياته . فقال له النبيّ صلى الله عليه و سلم : «اسكن طاهرا مطهّرا» . فبلغ حمزة قول النبيّ صلى الله عليه و سلملعليّ ، فقال : يا محمّد ، أخرجتنا وتمسك غلمانا من بني عبد المطلب ! فقال له : «لو كان الأمر لي ماجعلت دونكم من أحد . واللّه ما أعطاه إيّاه إلاّ اللّه ، وإنّك لعلى خير من اللّه ورسوله» . 2

.

ص: 145

الفصل الثاني عشر : حديث ردّ الشمس

الفصل الثاني عشر: حديث ردّ الشمس (1)ابن مردويه ، عن أبي هريرة ، قال :نام رسول اللّه صلى الله عليه و سلم ورأسه في حجر عليّ رضى الله عنه ، ولم يكن صلّى العصر حتّى غربت الشمس ، فلمّا قام النبيّ صلى الله عليه و سلم دعا له ، فردّت عليه الشمس حتّى صلى ، ثمّ غابت ثانية . (2)

ابن مردويه ، عن أسماء بنت عميس وأبي هريرة :أنّ النبيّ صلى الله عليه و سلم كان يوحى إليه ورأسه في حجر عليّ رضى الله عنه ، وهو لم يصلّ العصر حتّى غربت الشمس ، فقال له

.


1- .في كتاب شرح معاني الآثار (ج 1 ، ص 46) ، قال محقق الكتاب محمّد زهري النجار _ ضمن الفائدة الحادية عشر _ : وقد قال خاتمة الحفّاظ السيوطي وكذا السخاوي : أنّ ابن الجوزي في موضوعاته تحامل تحاملاً كثيرا ، حتّى أدرج فيه كثيرا من الأحاديث الصحيحة ، كما أشار إليه ابن الصلاح . وهذا الحديث [أي حديث ردّ الشمس ]صححه المصنف _ رحمه اللّه تعالى _ وأشار إلى أن تعدد طرقه شاهد صدق على صحته ، وقد صححه قبله كثير من الأئمّة ، وأخرجه ابن شاهين وابن مندة وابن مردويه والطبراني في معجمه وقال : إنّه حسن ، وصنّف السيوطي في هذا الحديث رسالة مستقلة سمّاها كشف اللبس عن حديث رد الشمس ، وقال : إنّه سبق بمثله لأبي الحسن الفضلي ، أورد طرقه بأسانيد كثيرة ، وصححه بما لامزيد عليه ...، وبهذا أيضا سقط ما قاله ابن تيميّة وابن الجوزي من أن : هذا الحديث موضوع ، فإنّه مجازفة منهما .
2- .الخصائص الكبرى ، ج 2 ، ص 137 .

ص: 146

رسول اللّه صلى الله عليه و سلم : «أصليّت يا عليّ ؟» قال : لا . فقال رسول اللّه صلى الله عليه و سلم : «اللهمّ إنّه كان في طاعتكَ وطاعة رسولك ، فاردد عليه الشمس» . قالت أسماء : فرأيتها غربت ثمّ رأيتها طلعت بعدما غربت ووقفت . 1

ابن مردويه ، عن أسماء بنت عميس ، واُمّ سلمة ، وجابر بن عبد اللّه الأنصاري ، وأبي سعيد الخدري ، والحسين بن عليّ _ رضي اللّه عنهم _ :أنّ النبيّ صلى الله عليه و سلمكان ذات يوم في منزله وعليّ بين يديه إذ جاء جبرئيل يناجيه عن اللّه عز و جل ، فلمّا تغشى الوحي توسّد فخذ عليّ ، ولم يرفع حتّى غابت الشمس ، فصلّى العصر جالسا إيماءً ، فلمّا أفاق قال لعليّ : «فاتتك العصر ؟» . فقال : صلّيتها إيماءً . فقال : «ادعُ اللّه يردّ عليك الشمس حتّى تصلّيها قائما في وقتها ، فإنّه يجيبك لطاعتك اللّه ورسوله» . فسأل اللّه في ردّها ، فردّت عليه حتّى صارت في موضعها من السماء وقت العصر ، فصلاّها ثمّ غربت . واللّه ، لقد سمعنا بها عند غروبها كصرير المنشار . 2

.

ص: 147

الفصل الثالث عشر : تشبيهه بالأنبياء والصالحين

الفصل الثالث عشر :تشبيهه بالأنبياء والصالحينسيأتي مايدل عليه في نزول قوله تعالى : «وَ لَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ » . (1)

ابن مردويه ، عن الحارث الأعور ، أنّ النبيّ صلى الله عليه و سلم قال :«من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه ، ونوح في فهمه ، وإبراهيم في حلمه ، ويحيى في زهده ، وموسى في بطشه ، فلينظر إلى عليّ بن أبي طالب» . 2

ابن مردويه ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن إبراهيم ، حدّثنا الحسين بن عليّ بن

.


1- .سورة الزخرف ، الآية 57 ، لاحظ ص 319 .

ص: 148

الحسين السلولي ، حدّثنا سويد بن مسعر بن يحيى بن حجاج النهدي ، حدّثنا أبي ، حدّثنا شريك ، عن أبي إسحاق ، عن الحارث الأعور ، صاحب راية عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، قال :بلغنا أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله كان في جمع من أصحابه فقال : «اُريكم آدم في علمه ، ونوحا في فهمه ، وإبراهيم في حكمته ؟» ، فلم يكن بأسرع من أن طلع عليّ ، فقال أبو بكر : يا رسول اللّه ، أقست رجلاً بثلاثة من الرسل ؟ بخٍ بخٍ لهذا الرجل ، من هو يا رسول اللّه ؟ قال النبيّ صلى الله عليه و آله : «ألا تعرفه يا أبا بكر ؟» ، قال : اللّه ورسوله أعلم . قال : «أبو الحسن عليّ بن أبي طالب» . فقال أبو بكر : بخٍ بخٍ لك يا أبا الحسن ! وأين مثلك يا أبا الحسن . 1

ابن مردويه ، عن سالم بن أبي الجعد ، قال :سُئل عليّ عن ذي القرنين أ نبيٌّ هو ؟ فقال : «سمعت نبيكم صلى الله عليه و سلميقول : هو عبد _ وفي لفظ _ : رجل ناصَحَ اللّه فنصحه ، وإنّ فيكم لشبهه أو مثله» . 2

ابن مردويه ، عن أبي الطفيل ، أنّ ابن الكواء سأل عليّ بن أبي طالب رضى الله عنهعن ذي القرنين أ نبيّا كان أم ملكا ؟ قال :لم يكن نبيّا ولا ملكا ، ولكن كان عبدا صالحا ، أحبَّ اللّه فأحبّه ، ونصح للّه فنصحه ، بعثه اللّه إلى قومه فضربوه على قرنه فمات ، ثمّ أحياه اللّه لجهادهم ، ثمّ بعثه إلى قومه فضربوه على قرنه الآخر فمات ، فأحياه اللّه لجهادهم ، فلذلك سُمّي ذا القرنين ، وإنّ فيكم مثله . (1)

.


1- .الجامع الكبير ، ج 15 ، ص 300، ح 5849 . قال فيه : ابن أبي الحكم في فتوح مصر ، وابن مردويه ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم .

ص: 149

الفصل الرابع عشر : جهاده زمن الدعوة

الفصل الرابع عشر: جهاده زمن الدعوةأ . في وقعة بدرابن مردويه ، عن أبي الطفيل ، أنّ ابن الكواء سأل عليّا :من الّذين بدّلوا نعمة اللّه كفرا (1) ؟ قال : هم الفجّار من قريش . كفيتهم يوم بدر . (2)

ابن مردويه ، عن ابن عباس رضى الله عنه قال :إنّ المشركين من قريش لمّا خرجوا لينصروا العير ويقاتلوا عليها ، نزلوا على الماء يوم بدر ، فغلبوا المؤمنين عليه ، فأصاب المؤمنين الظمأ ، فجعلوا يصلّون مجنبين ومحدثين ، فألقى الشيطان في قلوب المؤمنين الحزن فقال لهم : أ تزعمون أنّ فيكم النبيّ صلى الله عليه و سلم ، وأنّكم أولياء اللّه ، وقد غُلبتم على الماء ، وأنتم تصلّون مجنبين ومحدثين ! حتّى تعاظم ذلك في صدور أصحاب النبيّ صلى الله عليه و سلم ، فأنزل اللّه من السماء ماءً حتّى سال الوادي ، فشرب المؤمنون ، وملؤا الأسقية ، وسقوا الركاب ، واغتسلوا من الجنابة ، فجعل اللّه في ذلك طهورا وثبّت أقدامهم . وذلك أنّه كانت بينهم وبين

.


1- .إشارةً إلى قوله تعالى : «أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا وَ أَحَلُّواْ قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ» . (سورة إبراهيم ، الآية 28) .
2- .كنز العمّال ، ج 2 ، ص 444 ، ح 4454 . قال : عبد الرزاق ، والفاريابي ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، والبيهقي في الدلائل .

ص: 150

القوم رملة ، فبعث اللّه المطر عليها فلبدها حتّى اشتدت وثبّت عليها الأقدام ، ونفر النبيّ صلى الله عليه و سلم بجميع المسلمين وهم يومئذٍ ثلاثمئة وثلاثة عشر رجلاً ، منهم سبعون ومئتان من الأنصار ، وسائرهم من المهاجرين . وسيّد المشركين يومئذٍ عتبة بن ربيعة _ لكبر سنّه _ ، فقال عتبة : يا معشر قريش ، إنّي لكم ناصح ، وعليكم مشفق ، لا أدخر النصيحة لكم بعد اليوم ، وقد بلغتم الّذي تريدون ، وقد نجا أبو سفيان فارجعوا ، وأنتم سالمون ، فإن يكن محمّد صادقا فأنتم أسعد الناس بصدقه ، وإن يك كاذبا فأنتم أحقُ من حقن دمه . فالتفت إليه أبو جهل فشتمه وفج وجهه وقال له : قد امتلأت أحشاؤك رعبا . فقال له عتبة : سيعلم اليوم من الجبان المفسد لقومه ! فنزل عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة حتّى إذا كانوا قرب أسنّة المسلمين قالوا : ابعثوا إلينا عدتنا منكم نقاتلهم ، فقام غلمة بني الخزرج ، فأجلسهم النبيّ صلى الله عليه و سلم ثمّ قال : «يا بني هاشم أتبعثون إلى أخويكم _ والنبيّ منكم _ غلمة بني الخزرج ؟» فقام حمزه بن عبد المطلب وعليّ بن أبي طالب وعبيدة بن الحارث ، فمشوا إليهم في الحديد . فقال عتبة : تكلّموا نعرفكم ، فان تكونوا أكفاءنا نقاتلكم ، فقال حمزة رضى الله عنه : أنا أسد اللّه وأسد رسول اللّه صلى الله عليه و سلم، فقال له عتبة : كفؤ كريم ، فوثب إليه شيبة فاختلفا ضربتين فضربه حمزة فقتله . ثمّ قام عليّ بن أبي طالب رضى الله عنهإلى الوليد بن عتبة ، فاختلفا ضربتين فضربه عليّ رضى الله عنهفقتله . ثمّ قام عبيدة فخرج إليه عتبة ، فاختلفا ضربتين فجرح كل واحد منهما صاحبه ، وكرّ حمزة على عتبة فقتله . فقام النبيّ صلى الله عليه و سلمفقال: «اللهمّ ربّنا، أنزلت عليَّالكتاب وأمرتني بالقتال ووعدتني النصر ولاتخلف الميعاد» ، فأتاه جبريل عليه السلامفأنزل عليه : «أَلَن يَكْفِيَكُمْ أَن يُمِدَّكُمْ رَبُّكُم بِثَلَ_ثَةِ ءَالَ_فٍ مِّنَ الْمَلَ_ل_ءِكَةِ مُنزَلِينَ » (1) ، فأوحى اللّه إلى الملائكة

.


1- .سورة آل عمران ، الآية 124 .

ص: 151

«أَنِّى مَعَكُمْ فَثَبِّتُواْ الَّذِينَ ءَامَنُواْ سَأُلْقِى فِى قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرُّعْبَ فَاضْرِبُواْ فَوْقَ الأَْعْنَاقِ وَاضْرِبُواْ مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ » (1) فقُتل أبو جهل في تسعة وستين رجلاً ، وأُسر عقبة ابن أبي معيط ، فَقُتِل صبرا فوفى ذلك سبعين ، واُسر سبعون . (2)

ابن مردويه ، من حديث عمّار ابن اُخت سفيان ، عن طريق الحنظلي ، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ ، قال :نادى مناد من السماء يوم بدر يقال له رضوان : لاسيف إلاّ ذوالفقار ، ولافتى إلاّ عليّ بن أبي طالب . 3

ب . في وقعة أُحدابن مردويه ، من حديث يحيى بن سلمة بن كهيل ، عن أبيه ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال :صاح صائح يوم أُحد من السماء : لاسيف إلاّ ذوالفقار ، ولافتى إلاّ عليّ بن أبي طالب . 4

.


1- .سورة الأنفال ، الآية 12 .
2- .الدرّ المنثور ، ج 3 ، ص 171 .

ص: 152

ابن مردويه ، عن أبي رافع رضى الله عنه ، قال :كانت راية النبيّ صلى الله عليه و سلم يوم أُحد مع عليّ ، وحمل راية المشركين سبعة ويقتلهم عليّ ، ثمّ سمعنا صائحا في السماء يقول : لاسيف إلاّ ذوالفقار ولافتى إلاّ عليّ . 1

ج . في وقعة الخندقابن مردويه ، عن النبيّ صلى الله عليه و سلم أنّه قال يوم الخندق :«اللهمّ إنّك أخذت منّي عبيدة ابن الحارث يوم بدر ، وحمزة بن عبد المطلب يوم أُحد ، وهذا عليّ بن أبي

.

ص: 153

طالب فمتّعني به ، ولاتدعني فردا وأنت خيرالوارثين» . (1)

د . في فتح مكّةابن مردويه ، عن ابن عباس _ رضي اللّه عنهما _ في قوله : «يَ_أَيُّهَا الَّذِينَءَامَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ عَدُوِّى وَ عَدُوَّكُمْ » (2) الآية ، قال : نزلت في رجل كان مع النبيّ صلى الله عليه و سلمبالمدينة من قريش ، كتب إلى أهله وعشيرته بمكة يخبرهم وينذرهم أنّ رسول اللّه صلى الله عليه و سلمسائر إليهم ، فأخبر رسول اللّه صلى الله عليه و سلم بصحيفته ، فبعث عليّ بن أبي طالب رضى الله عنهفأتاه بها . (3)

ابن مردويه ، عن عليّ قال :بعثني رسول اللّه صلى الله عليه و سلم أنا والزبير والمقداد ، فقال : «انطلقوا حتّى تأتوا روضة خاخ ، فإن بها ظعينة معها كتاب ، فخذوه منها فأتوني به» ، فخرجنا حتّى أتينا الروضة ، فإذا نحن بالظعينة ، فقلنا : أخرجي الكتاب ، قالت : ما معي كتاب ، قلنا : لتخرجين الكتاب أو لتلقين الثياب ، فأخرجته من عقاصها ، فأتينا به النبيّ صلى الله عليه و سلم ، فإذا فيه من حاطب بن أبي بلتعة إلى أُناس من المشركين بمكّة يخبرهم ببعض أمر النبيّ صلى الله عليه و سلم ، فقال النبيّ صلى الله عليه و سلم : «ما هذا يا حاطب ؟ !» قال : لاتعجل عليَّ يا رسول اللّه ، إنّي كنت امرؤا ملصقا من قريش ، ولم أكن من أنفسها ، وكان مَن معكَ من المهاجرين لهم قرابات يحمون بها أهليهم وأموالهم بمكة ، فأجبت إذ فاتني ذلك من النسب فيهم ، أن أصطنع إليهم بدّا يحمون بها قرابتي ، وما فعلت ذلك كفرا ولا

.


1- .توضيح الدلائل ، ص 178 .ورواه المتقي الهندي في كنز العمّال (ج 10، ص 456 ، ح 30105 ؛ وج 11 ، ص 623 ، ح 33034) ، أنّ النبيّ صلى الله عليه و آلهقال : «اللهمّ إنّك أخذت منّي عبيدة بن الحارث يوم بدر ، وحمزة بن عبد المطلب يوم أُحد ،وهذا عليّ فلا تذرني فردا وأنت خير الوارثين». (الديلمي _ عن عليّ) .
2- .سورة الممتحنة ، الآية 1 .
3- .الدرّ المنثور ، ج 6 ، ص 203 .

ص: 154

إرتدادا عن ديني ، فقال النبيّ صلى الله عليه و سلم : «صدق» ، فقال عمر : دعني يا رسول اللّه ، فأضرب عنقه ، فقال : «إنّه شهد بدرا ! وما يدريك ! لعلّ اللّه أطلع على أهلبدر فقال : اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم» ، ونزلت فيه : «يَ_أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ عَدُوِّى وَ عَدُوَّكُمْ أَوْلِيَآءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ » . (1)

ابن مردويه ، من طريق ابن شهاب ، عن عروة بن الزبير ، عن عبد الرحمان ابن حاطب بن أبي بلتعة ، وحاطب رجل من أهل اليمن كان حليفا للزبير بن العوام من أصحاب النبيّ صلى الله عليه و سلم ، قد شهد بدرا ، وكان بنوه وإخوته بمكة ، فكتب حاطب وهو مع رسول اللّه صلى الله عليه و سلم بالمدينة إلى كفار قريش بكتاب ينتصح لهم فيه ، فدعا رسول اللّه صلى الله عليه و سلمعليّا والزبير فقال لهما :«انطلقا حتّى تدركا امرأة معها كتاب ، فخذا الكتاب فأتياني به» ، فانطلقا حتّى أدركا المرأة بحليفة بني أحمد ، وهي من المدينة على قريب من اثني عشر ميلاً ، فقالا لها : اعطينا الكتاب الّذي معك ، قالت : ليس معي كتاب ، قالا : كذبت . قد حدّثنا رسول اللّه صلى الله عليه و سلم أن معك كتابا . واللّه ، لتعطين الكتاب الّذي معك أو لانترك عليك ثوبا إلاّ التمسنا فيه ، قالت : أولستم بناس مسلمين ؟ قالا : بلى ، ولكن رسول اللّه صلى الله عليه و سلمقد حدّثنا أنّ معك كتابا . حتّى إذ ظنت أنهما ملتمسان كلّ ثوب معها حلّت عقاصها ، فأخرجت لهما الكتاب من بين قرون رأسها ، كانت قد اعتقصت عليه ، فأتيا رسول اللّه صلى الله عليه و سلم ، فإذا هو كتاب من حاطب بن أبي بلتعة إلى أهل مكّة ، فدعا رسول اللّه صلى الله عليه و سلم حاطبا ، قال : «أنت كتبت هذا الكتاب ؟» قال : نعم ، قال : «فما حملك على أن تكتب به ؟» قال حاطب : أما واللّه ، ما ارتبت منذ أسلمت في اللّه عز و جل ، ولكنّي كنت امرؤا غريبا فيكم أيّها الحي من

.


1- .الدرّ المنثور ، ج 6 ، ص 202 . قال : أخرج أحمد ، والحميدي ، وعبد بن حميد ، والبخاري ، ومسلم وأبو داوود ، والترمذي ، والنسائي ، وأبو عوانه ، وابن حبان ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، والبيهقي ، وأبو نعيم معا في الدلائل ، عن عليّ ... .

ص: 155

قريش، وكان لي بنون وإخوة بمكّة، فكتبت إلى كفار قريش بهذا الكتاب لكي أدفع عنهم. فقال عمر: ائذن لي يا رسول اللّه أضرب عنقه ، فقال رسول اللّه صلى الله عليه و سلم :«دعه ، فإنّه قد شهد بدرا ، وإنّك لاتدري! لعلّ اللّه أطلع على أهل بدر فقال : اعملوا ما شئتم فإنّي غافر لكم ما عملتم !» فأنزل اللّه في ذلك : «يَ_أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ عَدُوِّى وَ عَدُوَّكُمْ أَوْلِيَآءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ » (1) حتّى بلغ: «لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِى رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُواْ اللَّهَ وَ الْيَوْمَ الْأَخِرَ » (2) . (3)

ابن مردويه ، عن أنس رضى الله عنه قال :أمن رسول اللّه صلى الله عليه و سلم الناس يوم الفتح إلاّ أربعة : عبد اللّه بن خطل ، ومقيس بن صبابة ، وعبد اللّه بن سعد بن أبي سرح ، واُمّ سارة ، فذكر الحديث قال : وأمّا اُمّ سارة فإنّها كانت مولاة لقريش ، فأتت رسول اللّه صلى الله عليه و سلمفشكت إليه الحاجة ، فأعطاها شيئا ، ثمّ أتاها رجل فبعث معها بكتاب إلى أهل مكّة يتقرب بذلك إليهم لحفظ عياله ، وكان له بها عيال ، فأخبر جبريل النبيّ صلى الله عليه و سلمبذلك ، فبعث في أثرها عمر بن الخطاب وعليّ بن أبي طالب _ رضي اللّه عنهما _ ، فلقياها في الطريق ففتشاها ، فلم يقدرا على شيء معها ، فأقبلا راجعين ، ثمّ قال أحدهما لصاحبه : واللّه ما كَذبْنا ولاكُذِبْنا ، ارجع بنا إليها ، فرجعا إليها فسلاّ سيفهما فقالا : واللّه ، لنذيقنّكِ الموت أو لتدفعي إلينا الكتاب ، فأنكرت ، ثمّ قالت : أدفعه إليكما على أن لاتردّاني إلى رسول اللّه صلى الله عليه و سلمفقبلا ذلك منها ، فحلّت عقاص رأسها فأخرجت الكتاب من قرن من قرونها ، فدفعته إليهما فرجعا به إلى رسول اللّه صلى الله عليه و سلمفدفعاه إليه ، فدعا الرجل فقال : «ما هذا الكتاب ؟ !» فقال : أخبرك يا رسول اللّه ، إنّه ليس من

.


1- .سورة الممتحنة ، الآية 1 .
2- .سورة الأحزاب ، الآية 21 .
3- .الدرّ المنثور ، ج 6 ، ص 203 .

ص: 156

رجل ممّن معك إلاّ وله بمكة من يحفظ عياله ، فكتبت بهذا الكتاب ليكونوا لي في عيالي ، فأنزل اللّه : «يَ_أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ عَدُوِّى وَ عَدُوَّكُمْ أَوْلِيَآءَ » الآية . (1)

ابن مردويه ، عن أبي هريرة ، قال :قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله يوم فتح مكّة لعليّ عليه السلام : «أما ترى هذا الصنم بأعلى الكعبة ؟» قال : بلى يا رسول اللّه ، قال : «فأحملك فتناوله» ، قال : بل أنا أحملك يا رسول اللّه ، فقال : «لو أنّ ربيعة ومضر جهدوا أن يحملوا منّي بضعة وأنا حي ما قدروا ، ولكن قف يا عليّ» ، قال : فضرب رسول اللّه بيده إلى ساقي عليّ عليه السلامفوق القربوس ، ثمّ اقتلعه من الأرض بيده فرفعه حتّى تبيّن بياض إبطيه ، ثمّ قال له : «ما ترى يا عليّ ؟» قال : أرى أنّ اللّه عز و جل قد شرّفني بك حتّى لو أردت أن أمسّ السماء بيدي لمسستها ، فقال له : «تناول الصنم يا عليّ» ، فتناوله ثمّ رمى به . (2)

.


1- .المصدر السابق ، ص 204 .
2- .الطرائف ، ص 80، ح 113 .ورواه ابن المغازلي في مناقب عليّ بن أبي طالب عليه السلام (ص 202 ، ح 240) . قال : أخبرنا أبو نصر أحمد بن موسى ابن الطحان إجازةً ، عن القاضي أبي الفرج أحمد بن عليّ بن جعفر بن محمّد بن المعلّى الخيوطي ، حدّثنا محمّد ابن الحسن الحساني ، حدّثنا محمّد بن غياث ، حدّثنا هدبة بن خالد ، حدّثنا حمّاد بن زيد ، عن عليّ بن زيد بن جدعان ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة قال : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم لعليّ بن أبي طالب يوم فتح مكّة : «أما ترى هذا الصنم بأعلى الكعبة ؟» قال : بلى يا رسول اللّه ، قال : «فأحملك فتناوله» فقال : بل أنا أحملك يا رسول اللّه ، فقال صلى الله عليه و آله : «واللّه ، لو أن ربيعة ومضر جهدوا أن يحملوا منّي بضعة وأنا حي ما قدروا ، ولكن قف يا عليّ» ، فضرب رسول اللّه صلى الله عليه و آله بيده إلى ساقي عليّ فوق القربوس ، ثمّ اقتلعه من الأرض بيده ، فرفعه حتّى تبيّن بياض إبطيه ، ثمّ قال له : «ما ترى يا عليّ» ، قال : أرى أن اللّه عز و جل قد شرّفني بك حتّى أنّي لو أردت أن أمسّ السماء لمسستها ، فقال له : «فتناول الصنم يا عليّ» فتناوله ثمّ رمى به .وقال العلاّمة المجلسي بعد إيراده الحديث في البحار (ج 38 ، ص 86) : رواه أحمد بن حنبل وأبو يعلى الموصلي في مسنديهما ، وأبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ، ومحمّد بن صباح الزعفراني في الفضائل ، والحافظ أبو بكر البيهقي ، والقاضي أبو عمرو عثمان بن أحمد في كتابيهما ، والثعلبي في تفسيره ، وابن مردويه في المناقب ، وابن مندة في المعرفة ، والنطنزي في الخصائص ، والخطيب الخوارزمي في الأربعين ، وأبو أحمد الجرجاني في التاريخ ، وقد صنف في صحته أبو عبد اللّه الجعل ، وأبو القاسم الحسكاني ، وأبو الحسن شاذان مصنفات .

ص: 157

ه . بعْثهِ صلى الله عليه و آله عليّا عليه السلام إلى اليمن وفي سريّة

ابن مردويه ، عن ابن عباس _ رضي اللّه عنهما _ قال :لمّا نزلت «يَ_أَيُّهَا النَّبِىُّ إِنَّ_آ أَرْسَلْنَ_كَ شَ_هِدًا وَ مُبَشِّرًا وَ نَذِيرًا » (1) وقد كان أمر عليّا ومعاذا أن يسيرا إلى اليمن ، فقال : «انطلقا فبشّرا ولاتنفّرا ، ويسّرا ولاتعسّرا ، فإنّه قد أُنزل عليَّ «يَ_أَيُّهَا النَّبِىُّ إِنَّ_آ أَرْسَلْنَ_كَ شَ_هِدًا وَ مُبَشِّرًا وَ نَذِيرًا » قال : شاهدا على اُمّتك ، ومبشّرا بالجنّة ، ونذيرا من النّار ، وداعيا إلى شهادة لا إله إلاّ اللّه بإذنه ، وسراجا منيرا بالقرآن» . (2)

ابن مردويه ، عن عبد الرحمان بن أبي ليلى ، عن أبيه ، أنّ النبيّ صلى الله عليه و آلهبعث عليّا عليه السلامفي سريّة ، قال :فرأيته رافعا يديه يقول : «اللهمّ ، لاتمتني حتّى تريني عليّا» . (3)

.


1- .سورة الأحزاب ، الآية 45 .
2- .الدرّ المنثور ، ج 5 ، ص 206 ، قال : أخرج ابن أبي حاتم ، والطبراني ، وابن مردويه ، والخطيب ، وابن عساكر ، عن ابن عباس ... .
3- .مناقب آل أبي طالب ، ج 2 ، ص 61 . قال فيه : جامع الترمذي ، وإبانة العكبري ، ومسند أحمد ، وفضائله ، وكتاب ابن مردويه ... .ورواه الترمذي في مناقب أمير المؤمنين عليّ عليه السلام من سننه (ج 5 ، ص 643) . قال : حدّثنا محمّد بن بشار ويعقوب بن إبراهيم ، عن أبي الجراح ، حدّثني جابر بن صبيح قال : حدثتني اُمّ شراحيل ، قالت : حدثتني اُمّ عطيّة ، قالت : بعث النبيّ صلى الله عليه و سلم جيشا فيهم عليّ ، قالت : فسمعت النبيّ صلى الله عليه و سلم وهو رافع يديه يقول : «اللهمّ ، لاتمتني حتّى تريني عليّا» .

ص: 158

. .

ص: 159

الفصل الخامس عشر : جهاده بعد زمن الدعوة

الفصل الخامس عشر:جهاده بعد زمن الدعوةأ . قتاله المحدِثين في الدينسيأتي مايدلّ عليه في نزول قوله تعالى : «الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُواْ أَن يَقُولُواْ ءَامَنَّا وَ هُمْ لاَ يُفْتَنُونَ » (1) وقوله تعالى : «فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُم مُّنتَقِمُونَ » (2) وقوله تعالى : «إِذَا جَآءَ نَصْرُ اللَّهِ وَ الْفَتْحُ » . (3)

ابن مردويه ، عن أنس بن مالك قال :أغفى رسول اللّه صلى الله عليه و سلم إغفاءة ، فرفع رأسه متبسما ، فقال : «إنّه نزلت عليَّ آنفا سورة» ، فقرأ : «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ * إِنَّ_آ أَعْطَيْنَ_كَ الْكَوْثَرَ » (4) حتّى ختمها ، قال : «هل تدرون ما الكوثر ؟» قالوا : اللّه ورسوله أعلم ، قال : «هو نهر أعطانيه ربّي في الجنّة ، عليه خير كثير ، ترده اُمّتي يوم القيامة ، آنيته عدد الكواكب ، يختلج العبد منهم ، فأقول : يا ربّ ، إنّه من اُمّتي ! فيقال : إنّكَ لاتدري ما أحدث بعدك» . 5

.


1- .سورة العنكبوت ، الآية 2 ، لاحظ ص 296 .
2- .. سورة الزخرف، الآية 41، لاحظ ص 318 .
3- .سورة النصر ، الآية 1 ، لاحظ ص 351 .
4- .سورة الكوثر ، الآية 1 .

ص: 160

ابن مردويه ، عن اُمّ سلمة :إنّ النبيّ صلى الله عليه و آله قال لي : «اشهدي إنّ عليّا وصيّي ، وإنّه وليّي في الدنيا والآخرة ، وإنّه يقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين» . (1)

ابن مردويه ، حدّثنا محمّد بن عليّ بن دحيم ، حدّثنا أحمد بن حازم ، أخبرنا شهاب بن عبّاد ، حدّثني جعفر بن سليمان ، عن أبي هارون ، عن أبي سعيد قال :ذكر رسول اللّه صلى الله عليه و آلهلعليّ عليه السلام ما يلقى من بعده ، قال : فبكى ، وقال : اسألك بحق قرابتي وبحق صحبتي إلاّ دعوت اللّه لي أن يقبضني اللّه ، قال : «يا عليّ ، تسألني أن أدعو اللّه لأجلٍ مؤجّل» . قال : فقال : يا رسول اللّه ، على ما أُقاتل القوم ؟ قال : «على الإحداثِ في الدين» . (2)

ابن مردويه بطرق كثيرة عن عليّ عليه السلام :اُمرت بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين . 3

.


1- .ألقاب الرسول وعترته (المجموعة النفيسة) ، ص 25 .
2- .المناقب ، الخوارزمي ، ح 211 ، ص 175 . قال : أخبرني الشيخ الإمام شهاب الدين أبو النجيب سعد بن عبد اللّه ابن الحسن الهمداني المعروف بالمروزي _ فيما كتب إليَّ من همدان _ أخبرنا الحافظ أبو عليّ الحسن بن أحمد ابن الحسن الحداد بأصبهان _ فيما أذن لي في الرواية عنه _ أخبرنا الشيخ الأديب أبو يعلى عبد الرزاق بن عمر ابن إبراهيم الطهراني سنة ثلاث وسبعين وأربعمئة ، أخبرنا الإمام الحافظ طراز المحدثين أبو بكر أحمد بن موسى ابن مردويه الأصبهاني ، وقال أبو النجيب سعد بن عبد اللّه بن الحسن الهمداني المعروف بالمروزي ، وأخبرنا بهذا الحديث عاليا الإمام الحافظ سليمان بن إبراهيم الإصبهاني في كتابه إليّ من إصفهان _ سنة ثمان وثمانين وأربعمئة _ عن الحافظ أبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه ... .

ص: 161

ابن مردويه ، حدّثنا محمّد بن عليّ بن دحيم ، حدّثنا أحمد بن حازم ، حدّثنا عثمان بن محمّد ، حدّثنا يونس بن أبي يعقوب ، حدّثنا حمّاد بن عبد الرحمان الأنصاري ، عن أبي سعيد التميمي ، عن عليّ عليه السلام قال :عهد إليّ رسول صلى الله عليه و آله أن اُقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين . فقيل له : يا أمير المؤمنين من الناكثون ؟ قال : الناكثون أصحاب الجمل ، والمارقون الخوارج ، والقاسطون أهل الشام . 1

ابن مردويه ، أخبرنا عبد اللّه بن سعد بن يحيى ، أخبرنا أبو يوسف الصندلاني ، أخبرنا فيّاض ، عن حمزة بن عبد الكريم ، عن إسماعيل بن رجاء ، عن عطيّة وأبي الودال ، عن أبي سعيد الخدري :خرج علينا رسول اللّه صلى الله عليه و آله من الحجرة فانقطع شسعه ، فرمى بها إلى عليّ عليه السلام ، فجلس إلينا وكأنّ على رؤوسنا الطير .

.

ص: 162

قال : « ليضربنّكم رجل من بعدي على تأويل القرآن كما ضُربتم على تنزيله » . فقال أبو بكر : أنا . فقال : « لا » . فقال عمر : أنا . فقال : « لا ، ولكنّه خاصف النعل ، يخرج عليكم من الحجرة » . قال : فخرج علينا عليّ وبيده نعل رسول اللّه صلى الله عليه و آلهيصلحها . 1

ب . في حرب الجملابن مردويه ، أنّ عائشة لمّا سمعت نباح الكلاب قالت :أي ماءٍ هذا ؟ فقالوا : الحوأب ، قالت : إنّا للّه وإنّا إليه راجعون . إنّي لهيه ! قد سمعت رسول اللّه وعنده نساؤه يقول : «ليت شعري ! أيّتكن تنبحها كلاب الحوأب ؟» 2

ابن مردويه ، حدّثنا محمّد بن أحمد البزاز ، حدّثنا جدّي محمّد بن الخطّاب ، حدّثنا أبو نعيم الفضل بن دكين ، حدّثنا عبد الجبار بن العبّاس ، عن عمّار الدهني ، عن سالم بن أبي الجعد ، قال :ذكر النبيّ صلى الله عليه و آله خروج بعض اُمهات المؤمنين ، فضحكت عائشة ، فقال : «انظري يا حميرا ، لاتكونين هي» ، ثمّ

.

ص: 163

التفت إلى عليّ بن أبي طالب فقال : «يا أبا الحسن ، إن وليت من أمرها شيئا فارفق بها» . 1

ابن مردويه ، حدّثني محمّد بن عبد اللّه بن الحسين ، حدّثنا عليّ بن الحسين بن إسماعيل ، حدّثني محمّد بن الوليد العقيلي ، حدّثني قثم بن أبي قتادة الحراني ، حدّثنا وكيع ، عن خالد النواء ، عن الأصبغ بن نباتة ، قال :لمّا اُصيب زيد بن صوحان يوم الجمل أتاه عليّ عليه السلام وبه رمق ، فوقف عليه أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلاموهو يتألم لما به فقال : رحمك اللّه يا زيد ، فواللّه ما عرفناك إلاّ خفيف المؤنة كثير المعونة ، قال : فرفع إليه رأسه فقال : وأنت يرحمك اللّه ، فواللّه ما عرفتك إلاّ باللّه عالما ، وبآياته عارفا ، واللّه ما قاتلتُ معك من جهلٍ ، ولكنّي سمعت حذيفة بن اليمان يقول : سمعت رسول اللّه صلى الله عليه و آلهيقول : «عليّ أمير البررة ، وقاتل الفجرة ، منصور من نصره ، مخذول من خذله ، ألا وإنّ الحق معه ويتبعه ، ألا فميلوا معه» . 2

.

ص: 164

ابن مردويه ، عن عائشة ، أنّها لمّا عقر جملها ودخلت دارا بالبصرة فقال لها أخوها محمّد :أنشدك اللّه أتذكرين يوم حدّثتني عن النبيّ صلى الله عليه و سلم أنّه قال : «الحق لن يزال مع عليّ ، وعلي مع الحق لن يختلفا ولن يفترقا ؟!» قالت : نعم . 1

ج . في حرب صفينابن مردويه ، عن سعيد بن المسيب رضى الله عنه قال :رأى رسول اللّه صلى الله عليه و سلم بني اُميّة على المنابر فساءه ذلك ، فأوحى اللّه : إنّما هي دنيا أُعطوها ، فقرّت عينه ، وهي قوله «وَ مَا جَعَلْنَا الرُّءْيَا الَّتِى أَرَيْنَ_كَ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلنَّاسِ » (1) يعني : بلاءً للناس . (2)

ابن مردويه ، من حديث الحسين بن عليّ رفعه :إنّي رأيت كأنّ بني اُميّة يتعاورون منبري هذا ! فقيل : هي دنيا تنالهم ، ونزلت هذه الآية : «وَ مَا جَعَلْنَا الرُّءْيَا الَّتِى أَرَيْنَ_كَ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلنَّاسِ » . (3)

ابن مردويه ، عن عائشة ، أنّها قالت لمروان بن الحكم :سمعت رسول اللّه صلى الله عليه و سلميقول لأبيك وجدّك : «إنّكم الشجرة الملعونة في القرآن» . (4)

.


1- .سورة الأسراء ، الآية 60.
2- .الدرّ المنثور ، ج 4 ، ص 191 ، قال : أخرج ابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، والبيهقي في الدلائل ، وابن عساكر ، عن سعيد بن المسيب ... .
3- .فتح الباري ، ج 8 ، ص 302 .
4- .الدرّ المنثور ، ج 4 ، ص 191 .

ص: 165

ابن مردويه ، عن يوسف بن مازن الرؤاسي ، قال :قام رجل إلى الحسن ابن عليّ بعد ما بايع معاوية فقال : سوّدت وجوه المؤمنين ، فقال : لاتؤنّبني رحمك اللّه ، فإنّ النبيّ صلى الله عليه و سلم رأى بني اُميّة يخطبون على منبره فساءه ذلك ، فنزلت : «إِنَّ_آ أَعْطَيْنَ_كَ الْكَوْثَرَ » يا محمّد ، يعني : نهرا في الجنّة ، ونزلت : «إِنَّ_آ أَنزَلْنَ_هُ فِى لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَ مَآ أَدْرَل_كَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ » يملكها بعدك بنو اُميّة يا محمّد ، قال القاسم : فعددنا فإذا هي ألف شهر ، لاتزيد يوما ولاتنقص يوما . (1)

ابن مردويه ، عن عبد الرحمان بن عوف ، قال :قال لي عمر : ألسنا كنّا نقرأ فيما نقرأ : «وَ جَ_هِدُواْ فِى اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِى » (2) في آخر الزمان كما جاهدتم في أوّله؟ قلت : بلى ، فمتى هذا يا أمير المؤمنين ؟ قال : إذا كانت بنو اُميّة الأُمراء ، وبنو المغيرة الوزراء . 3

ابن مردويه ، عن عليّ في قوله تعالى : «أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا » . (3) قال : هما الأفجران من قريش ، بنو اُميّة وبنو المغيرة ، فأمّا بنو المغيرة فقطع اللّه دابرهم يوم بدر ، وأمّا بنو اُميّة فمتعوا إلى حين . (4)

ابن مردويه ، عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه في قوله تعالى : «أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُواْ

.


1- .الدرّ المنثور ، ج 6 ، ص 371 ، قال : أخرج الترمذي ، وابن جرير ، والطبراني ، وابن مردويه ، والبيهقي في الدلائل ، عن يوسف بن مازن الرؤاسي ... .
2- .سورة الحج ، الآية 78 .
3- .سورة إبراهيم ، الآية 28 .
4- .كنز العمّال ، ج 2 ، ص 444 ، ح 4453 ، قال فيه : ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه .

ص: 166

نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا » قال : هما الأفجران من قريش بنو المغيرة وبنو اُميّة ، فأمّا بنوا المغيرة فكفيتموهم يوم بدر ، وأمّا بنو اُميّة فمتّعوا إلى حين . (1)

ابن مردويه ، عن عليّ رضى الله عنه أنّه سُئل عن الّذين بدّلوا نعمة اللّه كفرا ، قال :بنو اُميّة وبنو مخزوم رهط أبي جهل . (2)

ابن مردويه ، عن ابن عباس _ رضي اللّه عنهما _ أنّه قال لعمر رضى الله عنه :يا أمير المؤمنين هذه الآية «أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا » ؟ قال : هم الأفجران من قريش أخوالي وأعمامك ، فأمّا أخوالي فاستأصلهم اللّه يوم بدر ، وأمّا أعمامك فأملى اللّه لهم إلى حين . (3)

ابن مردويه ، عن أبي رافع ، أنّ النبيّ صلى الله عليه و سلم قال :«يا أبا رافع ، كيف أنت وقوم يقاتلون عليّا وهو على الحق وهم على الباطل ؟! يكون حقّا في اللّه جهادهم ، فمن لم يستطع جهادهم بيده فيجاهدهم بلسانه ، فمن لم يستطع بلسانه فيجاهدهم بقلبه ليس وراء ذلك شيء» ، قال : ادع لي إن أدركتهم أن يعينني ويقوّيني على قتالهم . فلمّا بايع الناس عليّ بن أبي طالب وخالفه معاوية ، قلت : هؤلاء القوم الّذين قال فيهم رسول اللّه صلى الله عليه و سلم . فباع أرضه بخيبر ، فخرج مع عليّ بجميع أهله وولده ، وكان معه حتّى استشهد عليّ ، فرجع إلى المدينة مع الحسن عليه السلام . 4

ابن مردويه ، بخمسة عشر طريقا ، أنّ أمير المؤمنين قال في حرب صفين :

.


1- .الدرّ المنثور ، ج 4 ، ص 84 . قال : أخرج البخاري في تاريخه ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن مردويه ، عن عمر بن الخطاب ... .
2- .المصدر السابق .
3- .نفس المصدر .

ص: 167

واللّه ، ماوجدت من القتال بدّا ، أو الكفر بما اُنزل على محمّد صلى الله عليه و آله . 1

ابن مردويه ، عن حبّة العرني ، قال :قلت لحذيفة بن اليمان : حدّثنا ، فإنّا نخاف الفتن ، فقال : عليكم بالفئة الّتي فيها ابن سميّة ! فإنّ رسول اللّه صلى الله عليه و سلمقال : «تقتله الفئة الباغية» . 2

ابن مردويه ، قال ابن أبي حازم التميمي وأبو وائل :قال أمير المؤمنين عليه السلام : انفروا إلى بقيّة الأحزاب أولياء الشيطان ، انفروا إلى من يقول : كذب اللّه ورسوله . 3

ابن مردويه ، بأسانيده عن موسى بن صفوان ، وعن زكريا بن يحيى ، وعن حبيب بن ثابت ، وعن عبد اللّه بن يزيد ، كلّهم عن سويد بن غفلة أنّه قال :كنت مع أبي موسى على شاطى الفرات ، فقال : سمعت رسول اللّه يقول : «إنّ

.

ص: 168

بني إسرائيل اختلفوا ، ولم يزل الإختلاف بينهم حتّى بعثوا حكمين ضالّين ضال من اتّبعهما ، ولاينفك أمركم يختلف حتّى تبعثوا حكمين يَضلاّن ويُضلاّن من اتّبعهما» . فقلت : أعيذك باللّه أن تكون أحدهما . قال : فخلع قميصه وقال : «برأني اللّه من ذلك كما برأني من قميصي» . 1

د . في حرب الخوارجابن مردويه ، عن أبي غالب ، أنّه سُئل عن هذه الآية : «إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا » (1) . فقال : حدّثني أبو اُمامة ، عن رسول اللّه صلى الله عليه و سلمأنّهم الخوارج . (2)

ابن مردويه ، عن أبي اُمامة : «إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا » ، قال : هم الحرورية . (3)

ابن مردويه ، عن أبي اُمامة ، عن النبيّ صلى الله عليه و سلم في قوله تعالى : «فَأَمَّا الَّذِينَ فِى قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَ_بَهَ مِنْهُ » (4) قال : هم الخوارج . (5)

ابن مردويه ، عن عليّ ، أنّه سُئل عن هذه الآية : «قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالْأَخْسَرِينَ

.


1- .سورة الأنعام ، الآية 159 .
2- .الدرّ المنثور ، ج 3 ، ص 63 ، قال : أخرج ابن أبي حاتم ، والنحاس ، وابن مردويه ، عن أبي غالب ... .
3- .المصدر السابق ، قال : أخرج عبد بن حميد ، وأبو الشيخ وابن مردويه ، عن أبي أُمامة ... .
4- .سورة آل عمران ، الآية 7 .
5- .الدرّ المنثور ، ج 2 ، ص 5 ، قال : أخرج عبد الرزاق ، وأحمد ، وعبد بن حميد ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والطبراني ، وابن مردويه ، والبيهقي في سننه ، عن أبي اُمامة ... .

ص: 169

أَعْمَ_لاً » (1) ؟ قال : لاأظنّ إلاّ أنّ الخوارج منهم . (2)

ابن مردويه ، من طريق القاسم بن أبي بزة ، عن أبي الطفيل ، عن عليّ في هذه الآية ، قال :أظنّ أنّ بعضهم الحروريّة . (3)

ابن مردويه ، من طريق مصعب بن سعد ، قال :سألت أبي : «قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَ_لاً » (4) أهم الحرورية (5) ؟ قال : لا ، هم اليهود والنصارى . أمّا اليهود فكذّبوا محمّدا صلى الله عليه و سلم ، وأمّا النصارى فكذّبوا بالجنّة وقالوا : لاطعام فيها ولاشراب . والحرورية «الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنم بَعْدِ مِيثَ_قِهِى » (6) ، وكان سعد يسميهم الفاسقين . 7

ابن مردويه ، عن مصعب ، قال :قلت لأبي : «قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَ_لاً» الحرورية هم ؟ قال : لا ، ولكنّهم أصحاب الصوامع ، والحرورية قوم زاغوا ، فأزاغ اللّه قلوبهم . (7)

ابن مردويه ، عن أبي الطفيل ، أنّ ابن الكواء سأل عليّا :من «الَّذِينَ ضَلَّ

.


1- .سورة الكهف ، الآية 103 .
2- .الدرّ المنثور ، ج 4 ، ص 253 . قال : أخرج عبد الرزاق ، والفريابي ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، عن عليّ ... .
3- .فتح الباري ، ج 8 ، ص 323 .
4- .سورة الكهف ، الآية 103 .
5- .الحرورية : طائفة من الخوارج نسبوا إلى حروراء _ بالمدّ والقصر _ ، وهو موضع قريب من الكوفة ، كان أوّل مجتمعهم وتحكيمهم فيها ، وهم أحد الخوارج الّذين قاتلهم عليّ _ كرّم اللّه وجهه _ . (النهاية : ج 1 ، ص 366) .
6- .سورة البقرة ، الآية 27 .
7- .الدرّ المنثور ، ج 4 ، ص 253 . قال : أخرج عبد الرزاق ، والفريابي ، وسعيد بن منصور ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والحاكم وصححه ، وابن مردويه ، عن مصعب ... .

ص: 170

سَعْيُهُمْ فِى الْحَيَوةِ الدُّنْيَا » (1) ؟ قال : منهم أهل حروراء . (2)

ابن مردويه ، عن زكريا بن يحيى صاحب القضيب ، قال :سألت أبا غالب رضى الله عنهعن هذه الآية : «رُّبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ كَانُواْ مُسْلِمِينَ » (3) ؟ فقال : حدّثني أبو اُمامة رضى الله عنه ، عن رسول اللّه صلى الله عليه و سلم أنّها نزلت في الخوارج حين رأوا تجاوز اللّه عن المسلمين وعن الاُمّة والجماعة ، قالوا : ياليتنا كنّا مسلمين ! (4)

ابن مردويه ، عن مسروق ، قال :دخلت على اُمّ المؤمنين عائشة _ رضي اللّه عنها _ ، فقالت لي : «من قتل الخوارج ؟» ، قلت : قتلهم عليّ . فسكتت ، فقلت لها : يا اُمّ المؤمنين ، إنّي أنشدك باللّه وبحق نبيّه إن كنت سمعت من رسول اللّه صلى الله عليه و سلمشيئا فأخبرينه ، قال : فقالت : سمعت رسول اللّه صلى الله عليه و سلميقول : «هم شرّ الخلق والخليقة» . 5

ابن مردويه ، عن مسروق ، قال :دخلت على اُمّ المؤمنين عائشة ، فقالت لي : «من قتل الخوارج ؟» فقلت : قتلهم عليّ ، قال : فسكتت . قال : فقالت : سمعت رسول اللّه صلى الله عليه و سلم يقول : «هم شرّ الخليقة ، يقتلهم خير الخلق وأعظمهم عند اللّه تعالى يوم القيامة وسيلة» . (5)

.


1- .سورة الكهف ، الآية 104 .
2- .كنز العمّال ، ج 2 ، ص 444 ، ح 4454 . قال فيه : عبد الرزاق ، والفريابي ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه .
3- .سورة الحجر ، الآية 2 .
4- .الدرّ المنثور ، ج 4 ، ص 94 . قال : أخرج ابن أبي حاتم ، والطبراني ، وابن مردويه ، عن زكريا بن يحيى صاحب القضيب ... .
5- .أرجح المطالب ، ص 589 .

ص: 171

ابن مردويه ، عن أبي الحسن الأنصاري ، عن أبيه ، قال :دخلت على اُمّ المؤمنين عائشة _ رضي اللّه عنها _ ، فقالت : «من قتل الخوارج ؟» قال : قلت : قتلهم عليّ بن أبي طالب ، قالت : «مايمنعني الّذي في نفسي على عليّ أن أقول الحق ، سمعت رسول اللّه صلى الله عليه و سلم يقول : ~يقتلهم خير اُمّتي من بعدي، وسمعته يقول : ~عليّ مع الحق ، والحق مع عليّ» . 1

ابن مردويه ، عن مسروق ، قال :قالت لي اُمّ المؤمنين عائشة _ رضي اللّه عنها _ : «يا مسروق ، إنّك أكرم بنيّ عليّ وأحبّهم إليّ ، فهل عندك علم من المخدج ؟» ، قال : قلت : نعم . قتله عليّ على نهر يقال لأسفله : تامر ، وأعلاه النهروان ، بين أخافيق وطرفا . قال : فقالت : «ائتني معك من يشهد» . قال : فأتينا سبعين رجلاً ، فشهدوا عندها أنّ عليّا قتله على نهر يقال لأسفله : تامر ، وأعلاه النهروان ، بين أخافيق وطرفا . قالت : «قاتل اللّه عمرو بن العاص فإنّه كتب إليَّ أنّه قتلهم على نيل مصر» . قال : قلت : يا اُمّ ، أخبريني أيّ شيء سمعتِ من رسول اللّه صلى الله عليه و سلميقول فيهم ؟ قالت : «سمعتُ رسول اللّه صلى الله عليه و سلميقول : ~هم شر الخليقة ، يقتلهم خير الخلق والخليقة ، وأقربهم عند اللّه وسيلة يوم القيامة» . 2

.

ص: 172

ابن مردويه ، عن مسروق ، قال :سألتني اُمّ المؤمنين عائشة _ رضي اللّه عنها _ عن أصحاب النهروان وعن ذي الثدية ؟ فأخبرتها ، فقالت : «يا مسروق ، أتستطيع أن تأتيني بأناس ممن يشهد» . فأتيتها من كل سبع برجل ، فشهدوا أنّهم رأوه . فقالت : «يرحم اللّه عليّا إنّه كان على الحق ، ولكنّي كنت امرأة من الأحماء» . (1)

ابن مردويه ، قال :قرئ على أبي عمرو أحمد بن محمّد بن إبراهيم ، حدّثنا أبو الحسن أحمد بن مسعود المقدسي ، حدّثنا أبو اليمان ، أخبرنا شعيب ، عن الزهري ، أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمان ، أخبرنا أبو سعيد الخدري رضى الله عنه ، قال : بينما نحن عند رسول اللّه صلى الله عليه و سلم _ وهو يقسم قسما _ أتاه ذو الخويصرة ، وهو رجل من بني تميم ، فقال : يا رسول اللّه اعدل ! فقال : «ويحك ! ومن يعدل إذا لم أعدل فقد خبت وخسرت إن لم أكن أعدل» . فقال عمر بن الخطاب : يا رسول اللّه ، ائذن لي فيه أضرب عنقه ، فقال رسول اللّه صلى الله عليه و سلم : «فإن له أصحابا يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم ، وصيامه مع صيامهم ، يقرأون القرآن لايجاوز تراقيهم ، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية ينظر إلى نصله فلايوجد فيه شيء ، ثمّ ينظر إلى نضيه وهو قدحه فلا يوجد فيه شيء ، ثمّ ينظر إلى قذذه فلا يوجد فيه شيء ، قد سبق الفرث والدم . آيتهم

.


1- .أرجح المطالب ، ص 599 .

ص: 173

رجل أسود إحدى عضديه مثل ثدي المرأة أو مثل البضعة تدرّ در ، يخرجون على خير فرقة من الناس» . قال أبو سعيد : فأشهد إنّي سمعت هذا من رسول اللّه صلى الله عليه و سلم ، وأشهد إنّ عليّ بن أبي طالب رضى الله عنه قاتلهم وأنا معه ، فأمر بذلك الرجل فالتمس ، فأُتي به حتّى نظرت إليه على نعت رسول اللّه صلى الله عليه و سلم الّذي نعته . 1

.

ص: 174

. .

ص: 175

الفصل السادس عشر : فيمن غيّر اللّه حالهم وأهلكهم ببغضه

الفصل السادس عشر : فيمن غيّر اللّه حالهم وأهلكهم ببغضه وإنكار حقّهابن مردويه ، عن زيد بن أرقم ، قال :قال عليّ : أنشد اللّه رجلاً سمع النبيّ صلى الله عليه و سلميقول : «من كنت مولاه فعليّ مولاه ، اللهمّ والِ مَن والاه ، وعادِ من عاداه» ، فقام اثني عشر بدريّا من جانب الأيسر ومن جانب الأيمن فشهدوا بذلك ، قال زيد بن أرقم : كنت فيمن سمع ذلك فكتمته ، فذهب اللّه ببصري ، وكان يندم على مافاته من الشهادة ويستغفر . 1

ابن مردويه ، عن طلحة بن عمير ، أنّ عليّا أنشد الناس مَن سمع النبيّ صلى الله عليه و سلميقول :«مَن كنت مولاه ، فعليّ مولاه !» فشهد اثنا عشر رجلاً من الأنصار ، وأنس بن مالك في القوم لم يشهد ، فقال له أمير المؤمنين : «يا أنس ، ما منعك أن تشهد وقد سمعت واسمعوا» ، قال : يا أمير المؤمنين كبرتُ ونسيتُ ، فقال أمير المؤمنين :

.

ص: 176

«اللهمّ إن كان كاذبا فاضربه ببياض _ أو بوضح _ لاتواريه العمامة» . قال طلحة بن عمير : فأشهد باللّه لقد رأيته بيضاء بين عينيه . 1

ابن مردويه ، عن طلحة بن عمير ، قال :شهدت عليّا على المنبر ناشد أصحاب رسول اللّه صلى الله عليه و سلم وفيهم أبو سعيد وأبو هريرة وأنس وهم حول المنبر وعليّ على المنبر اثنا عشر بدريّا من الأنصار والمهاجرين ، فقال عليّ : ناشدتكم باللّه هل سمعتم رسول اللّه صلى الله عليه و سلم يقول : «من كنت مولاه فعليّ مولاه» . فقاموا كلّهم وأنس بن مالك في القوم لم يشهد ، فقال له أمير المؤمنين : ما منعك يا أنس أن تشهد وقد سمعت ماسمعوا ؟ ، قال : يا أمير المؤمنين كبرت ونسيت ، فقال أمير المؤمنين : اللهمّ إن كان كاذبا فاضربه بوضح لاتواريه العمامة . فقال طلحة بن عمير : أشهد باللّه لقد رأيته بيضاء بين عينيه . (1)

ابن مردويه ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن عليّ ، حدّثنا موسى بن يوسف بن موسى بن راشد القطان ، حدّثنا وهب بن بقية ، حدّثني هشيم ، عن إسماعيل ابن سالم ، عن عمّار الحضرمي ، عن زاذان أبي عمر ، أنّ عليّ بن أبي طالب عليه السلامسأل رجلاً بالرحبة عن حديث فكذبه ، فقال عليّ :إنّك قد كذبتني ! فقال : ماكذبتك ، قال : أدعوا اللّه عليك إنْ كذبتني أن يعمي بصرك ؟

.


1- .أرجح المطالب ، ص 579 ، قال فيه : أخرجه أبو نعيم ، وابن مردويه ... .

ص: 177

قال : ادع اللّه ، فدعا اللّه عليه ، فلم يخرج من الرحبة حتّى قبض بصره . 1

ابن مردويه ، عن ابن عمير ، أنّ أمير المؤمنين قال على المنبر :أنا عبد اللّه وأخو رسول اللّه صلى الله عليه و سلم ، ورثت نبي الرحمة ، ونكحت سيّدة أهل الجنّة ، وأنا سيّد الوصيين ، وآخر أوصياء النبيين ، لايدّعي ذلك غيري إلاّ أصابه سوء . فقال رجل من عبس : من لايحسن أن يقول هذا : أنا عبد اللّه وأخو رسول اللّه صلى الله عليه و سلم ، فلم يبرح من مكانه حتّى تخبطه الشيطان ، فُجرَّ برجله إلى باب المسجد ، فسألنا قومه هل يعرفون به عرضا قبل هذا ؟ قالوا : اللهمّ لا . 2

.

ص: 178

. .

ص: 179

الفصل السابع عشر : في فضائل له شتّى

الفصل السابع عشر : في فضائل له شتّىابن مردويه ، عن ابن عمر رضى الله عنه ، قال :ثلاث كنّ لعليّ ، لو كانت لي واحدة منهن كانت أحبّ إليّ من حمر النعم : تزويجه فاطمة ، وإعطاءه الراية ، وآية النجوى . 1

ابن مردويه ، حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن سعيد ، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد ابن عامر ، حدّثني أبي أحمد بن عامر الطائي ، حدّثني عليّ بن موسى ، حدّثني أبي موسى بن جعفر ، حدّثني أبي جعفر بن محمّد ، حدّثني أبي محمّد بن عليّ ، حدّثني أبي عليّ بن الحسين ، حدّثني أبي الحسين ، حدّثني أبي عليّ بن أبي طالب عليه السلامقال :قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : «يا عليّ ، اُعطيت ثلاث خصال» ، فقلت : فداك أبي واُمّي ما اُعطيت ؟ قال : «اُعطيت صهرا مثلي ،

.

ص: 180

واُعطيت زوجة مثل فاطمة ، واُعطيت ولدين مثل الحسن والحسين صلوات اللّه عليهم أجمعين» . 1

ابن مردويه ، حدّثني جدّي ، حدّثنا محمّد بن الحسين ، حدّثنا محمّد بن جرير ابن يزيد ، حدّثنا سليمان بن الربيع البرجمي ، حدّثنا كادح بن رحمة ، عن زياد بن المنذر ، عن أبي الزبير ، عن جابر بن عبد اللّه ، قال :قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : «حق عليّ بن أبي طالب على هذه الاُمّة كحق الوالد على ولده» . 2

ابن مردويه ، أنبأنا أبو بكر الشافعي ، أنبأنا معاذ بن المثنى ، أنبأنا مسدد ، أنبأنا يحيى ، عن شعبة ، عن قتادة ، عن جرير بن كليب قال :رأيت عليّا يأمر بالمتعة ، _ قال _ : ورأيت عثمان بن عفان ينهى عنها ، فقلت لعليّ : إنّ بينكما شرّا ، فقال : ما بيننا إلاّ خيرا ، ولكن خيرنا أتبعنا لهذا الدين . 3

.

ص: 181

ابن مردويه ، عن ابن عباس رضى الله عنه قال :جاء عليّ بن أبي طالب رضى الله عنهإلى النبيّ صلى الله عليه و سلمفقال : بأبي أنت وأمي تفلّت هذا القرآن من صدري فما أجدني أقدر عليه ، فقال له رسول اللّه صلى الله عليه و سلم : «يا أبا الحسن ، أفلا أعلّمك كلمات ينفعك اللّه بهنّ وينفع اللّه بهنّ من علّمته ، ويثبت ما تعلّمت في صدرك» ، قال : أجل يا رسول اللّه فعلّمني ، قال : «إذا كانت ليلة الجمعة فإن استطعت أن تقوم ثلث الليل الأخير فانه ساعة مشهودة والدعاء فيها مستجاب ، وقد قال أخي يعقوب لبنيه «سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّى » (1) يقول : حتّى تأتي ليلة الجمعة ، فإن لم تستطع فقم في وسطها ، فإن لم تستطع فقم في أوّلها ، فصلِّ أربع ركعات تقرأ في الركعة الأولى بفاتحة الكتاب وسورة يس ، وفي الركعة الثانية بفاتحة الكتاب وحم الدخان ، وفي الركعة الثالثة بفاتحة الكتاب وألم تنزيل السجدة ، وفي الركعة الرابعة بفاتحة الكتاب وتبارك المفصل ، فإذا فرغت من التشهد فاحمد اللّه ، وأحسن الثناء على اللّه ، وصلِّ عليَّ وعلى سائر النبيين ، واستغفر للمؤمنين والمؤمنات ، ولإخوانك الذين سبقوك بالإيمان ، ثمّ قل في آخر ذلك : اللهمّ ارحمني بترك المعاصي أبدا ما أبقيتني ، وارحمني أن أتكلف ما

.


1- .سورة يوسف ، الآية 98 .

ص: 182

لا يعنيني ، وارزقني حسن النظر فيما يرضيك عنّي ، اللهمّ بديع السموات والأرض ذا الجلال والإكرام ، والعزة الّتي لاترام ، أسألك يا اللّه يا رحمان ، بجلالك ونور وجهك أن تلزم قلبي حفظ كتابك كما علمتني ، وارزقني أن أتلوه على النحو الّذي يرضيك عنّي ، اللهمّ بديع السموات والأرض ، ذا الجلال والإكرام ، والعزة الّتي لاترام ، أسألك يا اللّه يا رحمان ، بجلالكَ ونور وجهكَ أن تنوّر بكتابك بصري ، وأن تطلق به لساني ، وأن تفرّج به عن قلبي ، وأن تشرح به صدري ، وأن تغسل به بدني ، فإنه لايعينني على الحق غيرك ، لايؤتيه إلاّ أنتَ ولاحول ولا قوة إلاّ باللّه العليّ العظيم . يا أبا الحسن ، تفعل ذلك ثلاث جمع أو خمسا أو سبعا بإذن اللّه تعالى ، والّذي بعثني بالحق ما أخطأ مؤمنا قطع» . قال ابن عباس _ رضي اللّه عنهما _ : فواللّه ، ما مكث عليّ رضى الله عنه إلاّ خمسا أو سبعا حتّى جاء رجلٌ رسول اللّه صلى الله عليه و سلمفي مثل ذلك المجلس فقال : يا رسول اللّه ، إنّي كنت فيما خلا آخذ الأربع آيات ونحوهن فإذا قرأتهن على نفسي تفلّتن ، وأنا أتعلم اليوم أربعين آية ونحوها فإذا قرأتها على نفسي فكأنّما كتاب اللّه بين عيني ، ولقد كنت أسمع الحديث فإذا رددته تفلّت ، وأنا اليوم أسمع الأحاديث فإذا تحدثت بها لم أخرم منها حرفا . فقال له رسول اللّه صلى الله عليه و سلمعند ذلك : «مؤمن وربّ الكعبة أبا الحسن» . (1)

ابن مردويه ، قال :سأل معاوية عبد اللّه بن عباس فقال : ما تقول في عليّ بن أبي طالب ؟ فقال : صلوات اللّه على أبي الحسن ، كان واللّه علم الهدى ، وكهف التقى ، ومحلّ الحجى ، وبحر الندى ، وطود النهى ، علما للورى ، ونورا في ظلم

.


1- .الدرّ المنثور ، ج 4 ، ص 36 . قال : أخرج الترمذي وحسنه ، والحاكم وصححه ، وابن مردويه ، عن ابن عبّاس ... .

ص: 183

الدجى ، وداعيا إلى المحجة العظمى ، ومستمسكا بالعروة الوثقى ، وساميا إلى الغاية القصوى ، وعالما بما في الصحف الاُولى ، وعاملاً بطاعة الملك الأعلى ، وعارفا بالتأويل والذكرى ، ومتعلّقا بأسباب الهدى ، وحائدا عن طرقات الردى ، وساميا إلى المجد والعلى ، وقائما بالدين والتقوى ، وسيّد من تقمّص وارتدى بعد النبيّ المصطفى ، وأفضل من صام وصلّى ، وأفضل من ضحك وبكى ، وصاحب القبلتين ، فهل يساويه مخلوق يكون أو كان ، كان واللّه ، للأسد قاتلاً ، ولهم في الحرب حائلاً ، على مبغضيه لعنة اللّه ولعنة العباد إلى يوم التناد . (1)

ابن مردويه ،عن ضرار نحو حديث ابن عباس في مدح عليّ بن أبي طالب ، أو أبلغ من ذلك . 2

.


1- .الطرائف ، ص 507 .

ص: 184

. .

ص: 185

الفصل الثامن عشر : درجته عليه السلام عند قيام الساعة

الفصل الثامن عشر : درجته عليه السلام عند قيام الساعةابن مردويه ، عن أنس ، قال :قال رسول اللّه صلى الله عليه و سلم لأبي برزة وأنا أسمع : «يا أبا برزة ، عليّ أميني غدا يوم القيامة» . 1

ابن مردويه ، عن أنس بن مالك ، قال :قال رسول اللّه صلى الله عليه و سلم لأبي برزة وأنا أسمع : «يا أبا برزة ، إنّ اللّه عز و جل عهد إليَّ في عليّ بن أبي طالب أنّه أميني غدا في القيامة ، وصاحب رايتي ، ومفاتيح رحمة ربّي ، وهو الكلمة الّتي ألزمتها المتقين» . 2

.

ص: 186

ابن مردويه ، قال :حدّثنا أحمد بن القاسم بن صدقة المصري ، قال : حدّثنا محمّد بن أحمد الواسطي ، قال : حدّثنا إسحاق بن الصيف ، قال : حدّثنا محمّد بن يحيى المأربي ، حدّثنا سفيان الثوري ، عن قيس بن مسلم الجدلي ، عن عليم الكندي ، عن سلمان ، عن النبيّ صلى الله عليه و سلم ، قال : «أوّل هذه الاُمّة ورودا على الحوض ، أوّلها إسلاما عليّ بن أبي طالب» . 1

ابن مردويه ، عن جابر بن عبد اللّه رضى الله عنه ، قال :كنّا عند رسول اللّه صلى الله عليه و سلمفتذاكر[نا ]أصحاب الجنّة ، فقال صلى الله عليه و سلم : «إنّ أوّل أهل الجنّة دخولاً إليها عليّ بن أبي طالب» . 2

ابن مردويه ، عن عليّ رضى الله عنه أنّ النبيّ صلى الله عليه و سلم قال له :«يا عليّ ، إنّ لك كنزا في الجنّة ، وإنّك ذوقرنيها ، فلا تتبع النظرة النظرة ، فإنّ لك الاُولى ، وليست لك الآخرة» . 3

.

ص: 187

ابن مردويه ، عن عليّ رضى الله عنه قال :قال رسول اللّه صلى الله عليه و سلم : «ألا أُبشرك ؟» قلت : بلى . قال : «إنّ لك لكنزا في الجنّة ، وإنّك لذو قرنَي هذا الكنز ، لاتتبع النظرة النظرة ، لك الاُولى ، وعليك الآخرة» . (1)

ابن مردويه ، أخبرنا محمّد بن محمّد بن ماسن الهروي ، حدّثنا وكيع ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس بن أبي حازم ، عن ابن مسعود ، قال :قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : «لعليّ بن أبي طالب حلقة معلقة بباب الجنّة ، من تعلّق بها دخل الجنّة» . (2)

ابن مردويه ، عن النبيّ صلى الله عليه و آله قال :«يا عليّ ، أما ترضى إنّك معي في الجنّة ، والحسن والحسين وذريّاتنا خلف ظهورنا ، وأزواجنا خلف ذريّاتنا وأشياعنا وشمائلنا» . 3

ابن مردويه ، عن ابن عباس ، أنّ رسول اللّه صلى الله عليه و سلم قال لعليّ :«إنّك ستقدم على اللّه وشيعتك راضين مرضيين» . 4

.


1- .الجامع الكبير ، ج 15 ، ص 405 ، ح 6353 .
2- .المناقب ، الخوارزمي ، ص 324 ، ح 331 ، قال : وبهذا الإسناد [أي : إسناد الحديث 329 وهو : أخبرني شهردار إجازةً ، أخبرنا عبدوس إجازةً ، عن الشريف أبي طالب المفضل بن محمّد بن طاهر الجعفري بأصبهان ]عن الحافظ أحمد بن موسى بن مردويه ... .

ص: 188

ابن مردويه ، أخبرنا عبد اللّه بن محمّد بن عيسى ، أخبرنا الحسين بن معاذ بن حرب ، أخبرنا عبد الحميد بن بحر ، أخبرنا شريك ، عن أبي إسحاق ، عن الحارث ، عن عليّ عليه السلام ، عن النبيّ صلى الله عليه و آله أنّه قال :«في الجنّة درجة تدعى الوسيلة ، فإذا سألتم اللّه تعالى فاسألوا لي الوسيلة» ، قالوا : يا رسول اللّه ، من يسكن فيها معك ؟ قال : «عليّ وفاطمة والحسن والحسين» . 1

ابن مردويه ، حدّثنا أحمد بن محمّد الخياط المقرئ الكوفي ، قال :حدّثنا الخضر بن أبان الهاشمي ، قال : حدّثنا أبو هدبة إبراهيم ، قال : حدّثني أنس ابن مالك ، قال : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : «الجنّة مشتاقة إلى أربعة من اُمتي» ، فهبت أن أسأله من هم ، فأتيت أبا بكر فقلت له : إنّ النبيّ صلى الله عليه و آله قال : «إنّ الجنّة مشتاقة إلى أربعة من اُمّتي» ، فسله من هم ، فقال : أخاف أن لاأكون منهم

.

ص: 189

فيعيرني به بنو تيم ، فأتيت عمر فقلت له مثل ذلك ، فقال : أخاف أن لا أكون منهم فيعيرني به بنو عدي ، فأتيت عثمان فقلت له مثل ذلك ، فقال : أخاف أن لاأكون منهم فيعيرني به بنو اُميّة ، فأتيت عليّا عليه السلاموهو في ناضح له فقلت : إنّ النبيّ صلى الله عليه و آله قال : «إنّ الجنّة مشتاقة إلى أربعة من اُمّتي» فاسأله من هم ، فقال : واللّه ، لأسألنّه فإن كنت منهم لأحمدنّ اللّه عز و جل ، وإن لم أكن منهم لأسألنّ اللّه أن يجعلني منهم وأودهم ، فجاء وجئت معه إلى النبيّ صلى الله عليه و آله ، فدخلنا على النبيّ صلى الله عليه و آلهورأسه فيحجر دحية الكلبي ، فلمّا رآه دحية قام إليه وسلّم عليه ، فقال : خذ برأس ابن عمك يا أمير المؤمنين فأنت أحق به ، فاستيقظ النبيّ صلى الله عليه و آلهورأسه في حجر عليّ عليه السلام ، فقال له : «يا أبا الحسن ما جئتنا إلاّ في حاجة» ، قال : بأبي أنت واُمّي يا رسول اللّه ، دخلت ورأسك في حجر دحيّة الكلبي فقام إليّ وسلّم عليّ وقال : خذ برأس ابن عمك فأنت أحق به منّي ، فقال له النبيّ صلى الله عليه و آله : «عرفته ؟» فقال هو دحيّة الكلبي ، فقال له : «ذاك جبرئيل» . فقال له : بأبي واُمي يا رسول اللّه ، أعلمني أنس أنّك قلت : إنّ الجنّة مشتاقة إلى أربعة من اُمّتي ، فمن هم ؟ فأومى إليه بيده فقال : «أنت واللّه أوّلهم ، أنت واللّه أوّلهم» ، أنت واللّه أوّلهم _ ثلاثا _ فقال له : بأبي واُمي فمن الثلاثة ؟ فقال له : «المقداد وسلمان وأبو ذر رضوان اللّه عليهم» . 1

.

ص: 190

. .

ص: 191

الفصل التاسع عشر : شهادته عليه السلام

الفصل التاسع عشر :شهادته عليه السلامسيأتي مايدل عليه في نزول قوله تعالى : «إِذِ ام نبَعَثَ أَشْقَ_ل_هَا » . (1)

ابن مردويه ، عن عمّار ، قال :كنت أنا وعليّ بن أبي طالب رفيقين في غزوة ذي العشيرة ، فقال رسول اللّه صلى الله عليه و سلم : «ألا أحدّثكما بأشقى الناس رجلين ؟» قلنا : بلى يا رسول اللّه ؟ قال : «أحيمر ثمود الّذي عقر الناقة ، والّذي يضربك يا عليّ على هذا _ يعني : قَرْنَه _ حتّى تُبَلَّ هذه» ، يعني : لحيته _ . 2

ابن مردويه ، أنّه قال عمّار :خرجنا مع النبيّ في غزوة العشيرة فلمّا نزلنا منزلاً نُمْنا ، فما نَبَّهنا إلاّ كلام رسول اللّه صلى الله عليه و آله لعليّ عليه السلام : «يا أبا تراب _ لما رآه ساجدا معفّرا وجهه في التراب _ أتعلم من أشقى الناس ؟ أشقى الناس اثنان : أحيمر ثمود الّذي عقر الناقة ، وأشقاها الّذي يخضب هذه» ، ووضع يده على لحيته _ . 3

.


1- .سورة الشمس ، الآية 12 ، لاحظ ص 345 .

ص: 192

ابن مردويه ، بإسناده عن جابر بن سمرة ، أنه قال النبيّ صلى الله عليه و آله :«يا عليّ ، أشقى الأوّلين عاقر الناقة ، وأشقى الآخرين قاتلك» . 1

ابن مردويه ، حدّثنا محمّد بن عليّ بن دحيم ، حدّثنا أحمد بن حازم ، حدّثنا أحمد بن صبيح القرشي ، حدّثنا يحيى بن يعلى ، عن إسماعيل البزاز ، عن اُمّ موسى _ سرية لعليّ _ ، قالت :قال عليّ لاُمّ كلثوم : يابنية ما أراني إلاّ وقلّ ما أصحبكم ، قالت ولم يا أبة ؟ قال : رأيت رسول اللّه صلى الله عليه و آله البارحة في المنام وهو يمسح الغبار عن وجهي وهو يقول : «إليَّ يا عليّ ، لا عليكَ قضيتَ ما عليكَ» . (1)

.


1- .المناقب ، الخوارزمي ، ص 387 ، ح 402 ، قال : أخبرنا الشيخ الإمام أبو النجيب سعد بن عبد اللّه بن الحسن الهمداني المعروف بالمروزي _ فيما كتب إليَّ من همدان _ ، أخبرنا الحافظ أبو عليّ الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد بأصبهان _ فيما أذن لي في الرواية عنه _ ، أخبرنا الشيخ الأديب أبو يعلى عبد الرزاق بن عمر بن إبراهيم الطهراني سنة ثلاث وسبعين وأربعمئة ، أخبرنا الإمام الحافظ طراز المحدّثين أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الأصبهاني . قال أبو النجيب سعد بن عبد اللّه الهمداني : وأخبرنا بهذا الحديث عاليّا الإمام الحافظ سليمان بن إبراهيم الأصبهاني في كتابة إليَّ من إصفهان سنة ثمان وثمانين وأربعمئة ، عن أبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه .

ص: 193

الفصل العشرون : فضائل زوجته فاطمة عليهاالسلام

الفصل العشرون : فضائل زوجته فاطمة عليهاالسلامأ . منزلتها عند اللّهابن مردويه ، بإسناده عن أبي هريرة ، أنّ النبيّ عليه السلام قال :«[إنّ] ملكا استأذن اللّه في زيارتي ، وأخبرني (فبشرني) أنّ فاطمة سيّدة نساء أهل الجنّة» . 1

ابن مردويه ، عن أنس ، قال :قال رسول اللّه صلى الله عليه و سلم : «إنّ اللّه اصطفى على نساء العالمين أربعة : آسية بنت مزاحم ، ومريم بنت عمران ، وخديجة بنت

.

ص: 194

خويلد ، وفاطمة بنت محمّد صلى الله عليه و سلم» . 1

ابن مردويه ، من طريق عبد اللّه بن أبي جعفر الرازي ، عن ثابت ، عن أنس ، قال :قال رسول اللّه صلى الله عليه و سلم : «خير نساء العالمين أربع : مريم بنت عمران ، وآسية امرأة فرعون ، وخديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمّد رسول اللّه » . (1)

ابن مردويه ، بإسناده إلى عبّاد بن راشد اليماني ، حدّثني سنان بن شفعلة الأوسي ، قال :قال رسول اللّه صلى الله عليه و سلم : «حدّثني جبريل ، أنّ اللّه تعالى لمّا زوّج فاطمة عليّا أمر رضوان فأمر شجرة طوبى ، فحملت رقاقا بعدد محبّي آل بيت محمّد صلى الله عليه و سلم» . 3

ابن مردويه ، بالإسناد عن سنان الأوسي :قال النبيّ صلى الله عليه و آله : «حدّثني جبرئيل ، أنّ اللّه تعالى لمّا زوّج فاطمة عليّا عليهماالسلام أمر رضوان فأمر شجرة طوبى ، فحملت رقاعا لمحبّي أهل بيت محمّد ، ثمّ أمطرها ملائكة من نور بعدد تلك الرقاع ، فأخذ تلك الملائكة الرقاع ، فإذا كان يوم القيامة واستوت بأهلها أهبط اللّه الملائكة بتلك الرقاع ، فإذا لقى ملك من تلك الملائكة رجلاً من محبّي آل بيت محمّد دفع إليه رقعة براءة من النار» . 4

.


1- .البداية والنهاية ، ج 2 ، ص 71 .

ص: 195

ابن مردويه ، حدّثني محمّد بن إبراهيم ، حدّثني إبراهيم بن إسماعيل ، حدّثني محمّد بن خلف ، حدّثني محمّد بن أبي السري ، حدّثني عبد الرزاق بن معمر ، عن الزهري عن أنس ، قال :قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : «بينما أهل الجنّة في الجنّة ينعمون ، وأهل النّار في النّار يعذبون ، إذ لأهل الجنّة نور ساطع فيقول بعضهم لبعض : ما هذا النور ؟ لعلّه ربّ العزّة أطلع فنظر إلينا ! فيقول لهم رضوان : لا ، ولكن عليّ عليه السلاممازح فاطمة عليهاالسلام ، فتبسّمت فأضاء ذلك النور من ثناياها» . (1)

ب . حبّ النبيّ صلى الله عليه و آله إيّاها وحبّها لهابن مردويه ، عن أبي هريرة ، قال :قال عليّ : يا رسول اللّه ، أيّما أحبّ إليك أنا أم فاطمة ؟ قال : «فاطمة أحبّ إليَّ منك ، وأنت أعز عليَّ منها» . 2

ابن مردويه ، عن اُسامة بن زيد رضى الله عنه ، قال :جاء العبّاس وعليّ بن أبي طالب إلى رسول اللّه صلى الله عليه و سلم ، فقالا : يا رسول اللّه ، جئناك لتخبرنا أيّ أهلك أحبّ إليك ؟ قال : «أحبّ أهلي إليّ فاطمة» . قالا : ما نسألك عن فاطمة ، قال : «فأسامة

.


1- .مقتل الحسين ، ج 1 ، ص 70، قال الخوارزمي : أخبرنا سيّد الحفّاظ الديلمي _ فيما كتب إليَّ من همدان _ ، أخبرنا الحسن بن محمّد المقري _ إذنا _ ، أخبرنا عبد الرزاق بن عمر ، أخبرنا أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه ... .

ص: 196

ابن زيد الّذي أنعم اللّه عليه وأنعمتُ عليه» ، قال عليّ رضى الله عنه : ثمّ مَن يا رسول اللّه ، قال : «ثمّ أنت ، ثمّ العبّاس» ، فقال العبّاس رضى الله عنه : يا رسول اللّه ، جعلت عمّك آخرا ، قال : «إنّ عليّا سبقك بالهجرة» . (1)

ابن مردويه ، عن أبي سعيد الخدري ، قال :لمّا نزلت : «وَ ءَاتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُو » (2) ، دعا رسول اللّه صلى الله عليه و سلمفاطمة ، فأعطاها فدكا . 3

ابن مردويه ، قال :حدّثت عن جعفر بن محمّد بن مروان ، أخبرنا أبي ، أخبرنا سعيد بن محمّد الجرمي ، أخبرنا عمرو بن ثابت ، عن أبيه ، عن حبّة ، عن عليّ عليه السلام ، قال : غسلت النبيّ في قميصه ، فكانت فاطمة تقول : أرني القميص ، فإذا شمّته غشي عليها ، فلمّا رأيت ذلك غيّبته . (3)

ج . تزويجها بعليّ عليه السلامابن مردويه ، بالإسناد عن أنس بن مالك ، أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله قال :«إنّ اللّه تعالى أمرني أن أزوّج فاطمة من عليّ عليه السلام» . 5

.


1- .الدرّ المنثور ، ج 5 ، ص 201 ، قال : أخرج البزاز ، وابن أبي حاتم ، والحاكم وصححه ، وابن مردويه ، عن اُسامة ابن زيد ... .
2- .سورة الإسراء ، الآية 26 .
3- .مقتل الحسين ، ج 1 ، ص 77 ، قال الخوارزمي : أخبرني الإمام شهاب الإسلام أبو النجيب سعد بن عبد اللّه الهمداني ، أخبرني الحافظ سليمان بن إبراهيم ، أخبرنا الحافظ أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه .

ص: 197

ابن مردويه ، قال ابن سيرين :قال عبيدة : إنّ عمر بن الخطاب ذكر عليّا فقال : ذاك صهر رسول اللّه ، نزل جبرئيل على رسول اللّه فقال : إنّ اللّه يأمرك أن تزوج فاطمة من عليّ . 1

ابن مردويه ، أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله قال لعليّ عليه السلام :«تكلّم خطيبا لنفسك» ، فقال : الحمد للّه الّذي قرب من حامديه ، ودنا من سائليه ، ووعد الجنّة من يتّقيه ، وأنذر بالنّار من يعصيه ، نحمده على قديم إحسانه وأياديه ، حمد من يعلم أنّه خالقه وباريه ، ومميته ومحييه ، ومسائله عن مساويه ، ونستعينه ونستهديه ، ونؤمن به ونستكفيه ، ونشهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له ، شهادةً تبلغه وترضيه ، وأن محمّدا عبده ورسوله صلى الله عليه و آله ، صلاةً تزلفه وتحظيه ، وترفعه وتصطفيه ، والنكاح ما أمر اللّه به ويرضيه ، واجتماعنا مما قدّره اللّه وأذن فيه ، وهذا رسول اللّه زوّجني ابنته فاطمة على خمسمئة درهم ، وقد رضيت ،

.

ص: 198

فاسألوه واشهدوا . 1

ابن مردويه _ في حديث _ ، فمكث عليّ تسعة وعشرين ليلة ، فقال له جعفر وعقيل :سله أن يدخل عليك أهلك ، فعرفت اُمّ أيمن ذلك وقالت : هذا من أمر النساء ، فخلت به اُمّ سلمة فطالبته بذلك ، فدعاه النبيّ وقال : «حبّا وكرامة» ، فأتى الصحابة بالهدايا ، فأمر بطحن البر وخُبِزَ ، وأمر عليّا بذبح البقر والغنم ، فكان النبيّ صلى الله عليه و آلهيفصل ، ولم ير على يده أثر دم . فلمّا فرغوا من الطبخ أمر النبيّ أن ينادى على رأس داره : أجيبوا رسول اللّه ، وذلك كقوله : «وَ أَذِّن فِى النَّاسِ بِالْحَجِّ » (1) فأجابو ا من النخلات والزروع ، فبسط النطوع في المسجد وصدر الناس ، وهم أكثر من أربعة آلاف رجل وسائر نساء المدينة ، ورفعوا منها ما أرادوا ولم ينقص من الطعام شيء ، ثمّ عادوا في اليوم الثاني وأكلوا ، وفي اليوم الثالث أكلوا مبعوثة أبي أيوب ، ثمّ دعا رسول اللّه صلى الله عليه و آلهبالصحاف ، فملئت ووجّه إلى منازل أزواجه ، ثمّ أخذ صحفة وقال : «هذا لفاطمة وبعلها» ، ثمّ دعا فاطمة ، وأخذ يدها فوضعها في يد عليّ وقال :

.


1- .سورة الحج، الآية 27 .

ص: 199

«بارك اللّه لك في ابنة رسول اللّه ، يا عليّ ، نعم الزوج فاطمة ، ويا فاطمة ، نعم البعل عليّ» . 1

ابن مردويه ، بإسناده عن عليّ بن الجعد ، عن ابن بسطام ، عن شعبة بن الحجاج ، وعن علوان ، عن شعبة ، عن أبي حمزة الضبعي ، عن ابن عباس وجابر ، أنّه لمّا كانت الليلة الّتي زفّت فاطمة إلى عليّ كان النبيّ أمامها ، وجبرئيل عن يمينها ، وميكائيل عن يسارها ، وسبعون ألف ملك من خلفها ، يسبحون اللّه ويقدسونه حتّى طلع الفجر . (1)

ابن مردويه ، أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله سأل ماءً ، فأخذ منه جرعة فتمضمض بها ، ثمّ مجّها في القعب ، ثمّ صبها على رأسها ، ثمّ قال :«أقبلي» ، فلمّا أقبلت نضح بين ثدييها ، ثمّ قال : «أدبري» ، فلمّا أدبرت نضح من بين كتفيها ، ثمّ دعا لهما . (2)

ابن مردويه ، أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله قال :«اللهمّ بارك فيهما ، وبارك عليهما ، وبارك لهما شبليهما» . (3)

ابن مردويه ، بإسناده عن علقمة ، قال :لمّا تزوّج عليّ فاطمة عليهاالسلام ، تناثر ثمار الجنّة على الملائكة . (4)

د . سيرتها وفضائل لها شتّىابن مردويه ، عن جابر بن عبد اللّه ، قال :دخل رسول اللّه صلى الله عليه و سلم على فاطمة ، وهي

.


1- .مناقب آل أبي طالب ، ج 3 ، ص 130، قال فيه : تاريخ الخطيب ، وكتاب ابن مردويه ، وابن المؤذن ، وابن شيرويه الديلمي ، بأسانيدهم عن عليّ بن الجعد ... .
2- .مناقب آل أبي طالب ، ج 3 ، ص 131 .
3- .المصدر السابق .
4- .مناقب آل أبي طالب ، ج 3 ، ص 124 .

ص: 200

تطحن بالرحى وعليها كساء من حملة الإبل ، فلمّا نظر إليها قال : «يا فاطمة ، تعجّلي ، فتجرّعي مرارة الدنيا لنعيم الآخرة غدا» ، فأنزل اللّه : «وَ لَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى » (1) . (2)

ابن مردويه ، عن عمران بن حصين ، قال :قال رسول اللّه صلى الله عليه و سلم : «يا فاطمة ، قومي فاشهدي إضحيتكِ ، فإنّه يغفر لك بأوّل قطرة تقطر من دمها كلّ ذنب عملتيه ، وقولي : «إِنَّ صَلاَتِى وَنُسُكِى وَمَحْيَاىَ وَمَمَاتِى لِلَّهِ رَبِّ الْعَ__لَمِينَ * لاَ شَرِيكَ لَهُو وَبِذَ لِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ » (3) » ، قلت : يا رسول اللّه ، هذا لك ولأهل بيتك خاصة ، فأهل ذلك أنتم أم للمسلمين عامّة ؟ قال : «بل للمسلمين عامّة» . (4)

ابن مردويه ، أخبرنا إبراهيم بن أبان بن رسته ، أخبرنا إبراهيم بن عبد اللّه ، أخبرنا عبد الرحمان بن حمّاد ، أخبرنا أبو عبد الرحمان المدني ، عن محمّد ابن عليّ ، عن أبيه عليهماالسلام أنّه ذكر تزويج فاطمة عليهاالسلام ، ثمّ ذكر أنّ فاطمة سألت من رسول اللّه صلى الله عليه و آلهخادما _ إلى أن قال _ :ثمّ غزا رسول اللّه صلى الله عليه و آله ساحل البحر ، فأصاب سبيا فقسمه ، فأمسك امرأتين أحدهما شابّة ، والاُخرى امرأة قد دخلت في السن ليست بشابّة ، فبعث إلى فاطمة ، وأخذ بيد المرأة فوضعها في يد فاطمة وقال : «يا فاطمة ، هذه لك ولا تضربيها ، فانّي رأيتها تصلّي ، وإنّ جبرئيل نهاني أن أضرب المصلّين» ، وجعل رسول اللّه يوصيها بها ، فلمّا رأت فاطمة مايوصيها بها التفتت إلى رسول اللّه صلى الله عليه و آلهوقالت : يا رسول اللّه عليَّ يوم وعليها يوم ، ففاضت عينا رسول اللّه صلى الله عليه و آلهبالبكاء وقال :

.


1- .سورة الضحى ، الآية 5 .
2- .الدرّ المنثور ، ج 6 ، ص 361 ، قال : أخرج العسكري في المواعظ ، وابن مردويه ، وابن لال ، وابن النجار ، عن جابر بن عبد اللّه ... .
3- .سورة الأنعام ، الآية 162 _ 163 .
4- .الدرّ المنثور ، ج 3 ، ص 66 ، قال : أخرج الحاكم وصححه ، وابن مردويه ، والبيهقي ، عن عمران بن حصين ... .

ص: 201

« «اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ » (1) و «ذُرِّيَّةَم بَعْضُهَا مِنم بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ » (2) » . (3)

ابن مردويه ، أخبرنا عثمان بن محمّد البصري ، حدّثنا محمّد بن الحسين ، سمعت الحسن بن عبد العزيز ، سمعت عبيد اللّه القواريري يقول :اختلف أصحابنا _ يعني : يحيى بن سعيد وعبد الرحمان بن مهدي _ في عائشة وفاطمة أيتهما أفضل ؟ فأرسلوني إلى عبد اللّه بن داوود الخريبي ، فسألته فقال : أمّا فاطمة فإن النبيّ صلى الله عليه و آلهقال : «إنّما فاطمة بضعة منّي» ، ولم أكن أفضّل على بضعة من رسول اللّه أحدا . 4

ه . خطبتها عليه السلام في مجلس أبي بكرابن مردويه ، أخبرنا عبد اللّه بن إسحاق ، أخبرنا محمّد بن عبيد ، أخبرنا محمّد ابن زياد ، أخبرنا شرقي بن قطامي ، عن صالح بن كيسان ، عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة أنّها قالت :لمّا بلغ فاطمة أنّ أبا بكر أظهر منعها فدكا ،

.


1- .سورة الأنعام ، الآية 124 .
2- .سورة آل عمران ، الآية 34 .
3- .مقتل الحسين ، ج 1 ، ص 69 ، قال الخوارزمي : وأخبرني أبو النجيب فيما كتب إليَّ بإسناده عن الحافظ ? أبي بكر بن مردويه ... .

ص: 202

لاثت خمارها على رأسها ، واشتملت بجلبابها ، وأقبلت في لمّة من حفدتها ونساء قومها ، تطأ ذيولها ، ماتخرم مشية رسول اللّه صلى الله عليه و آله حتّى دخلت على أبي بكر وهو في حشدٍ من المهاجرين والأنصار وغيرهم ، فنيطت دونها ملآءة ، ثمّ أنّت أنّة أجهش لها القوم بالبكاء ، ثمّ أمهلت هنيهة حتّى إذا سكنت فورتهم افتتحت كلامها بحمد اللّه ، والثناء عليه ، ثمّ قالت : «لَقَدْ جَآءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ » (1) فان تعزوه تجدوه أبي دون نسائكم ، وأخا ابن عمّي ، دون رجالكم ، فبلّغ الرسالة ، صادعا بالنذارة ، مائلاً عن مدرجة المشركين ، ضاربا لحدتهم ، يجذ الأصنام ، وينكث الهام ، ويدعو إلى سبيل ربّه بالحكمة والموعظة الحسنة ، حتّى تفرّى الليل عن صبحه ، وأسفر الحق عن محضه ، ونطق زعيم الدين ، وخرست شقاشق الشياطين ، وتمّت كلمة الإخلاص «وَكُنتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ » (2) ، نهزة الطامع ، ومذقة الشارب ، وقبسة العجلان ، وموطئ الأقدام ، تشربون الطرق ، وتقتاتون القد ، أذلّةً خاسئين ، حتّى استنقذكم اللّه ورسوله بعد اللتيا والّتي ، وبعد أن مَني ببهم الرجال ، وذؤبان العرب ، ومردة أهل الكتاب ، كلّما أوقدوا نارا للحرب ، وفغرت فاغرة ، قذف أخاه في لهواتها فلا ينكفي حتّى يطأ صماخها بأخمصه ، ويطفئ عادية لهبها بسيفه ، وأنتم في رفاهيّة آمنون وادعون ، حتّى إذا اختار اللّه لنبيّه دار أنبيائه ، أطلع الشيطان رأسه ، فدعاكم فألفاكم لدعوته مستجيبين ، وللغرة ملاحظين ، ثمّ استنهضكم فوجدكم غضابا ، فوسمتم غير إبلكم ، ووردتم غير شربكم ، هذا والعهد قريب ، والكلم رحيب ، والجرح لمّا

.


1- .سورة التوبة ، الآية 128 .
2- .سورة آل عمران ، الآية 103 .

ص: 203

يندمل ، إنّما زعمتم خوف الفتنة «أَلاَ فِى الْفِتْنَةِ سَقَطُواْ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةُم بِالْكَ_فِرِينَ » (1) ، ثمّ لم تلبثوا حيث تسرون حسوا في ارتغاء ، ونصبر منكم على مثل حز المدى ، وأنتم تزعمون أن لا إرث لنا ، «أَفَحُكْمَ الْجَ_هِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ » (2) ، يا معشر المسلمين ، أأبتز إرث أبي ؟ ! أبى اللّه أن ترث أباك ولاأرث أبي ! لقد جئت شيئا فريّا ، فدونكها مرحولة مخطومة ، تلقاك يوم حشرك ، فنعم الحكم اللّه ، والزعيم محمّد ، والموعد القيامة ، وعند الساعة يخسر المبطلون . ثمّ انكفأت إلى قبر أبيها تقول : قد كان بعدك أنباء وهنبثةلو كنت شاهدها لم تكثر الخط ب إنّا فقدناك فقد الأرض وابلهاواختل قومك فاشهدهم فقد نكبوا فلمّا فرغت من مقالتها ، حمد اللّه أبو بكر وصلى على نبيّه ثمّ قال : يا خير النساء ، ويا ابنة خير الأنبياء ، واللّه ماتجاوزت رأي أبيك رسول اللّه ، ولاخالفت أمره ، إنّ الرائد لايكذب أهله ، إنّي أشهد اللّه وكفى به شهيدا أنّي سمعت رسول اللّه يقول : «إنّا معاشر الأنبياء لانورّث ذهبا ولافضة ولادارا ولاعقارا ، وإنّما نورّث الكتاب والحكمة والنبوة» . 3

.


1- .سورة التوبة ، الآية 49 .
2- .سورة المائدة ، الآية 50.

ص: 204

قالت : فلمّا سمعت فاطمة ذلك رضيت وانصرفت . قالوا : ولمّا أفضى الأمر إلى عليّ عليه السلام تُكلّم معه أن يردّ فدكا ، فقال : «معاذ اللّه ، إنّي لأستحيي أن أردّ شيئا منع منه أبو بكر وأمضاه عمر» ، وأبى أن يردّها . (1)

و . وفاتها عليهاالسلامابن مردويه ، عن جابر ، قال :سمعت رسول اللّه صلى الله عليه و سلم قال لعليّ قبل موته بثلاثة أيّام : «سلام اللّه عليك يا أبا الريحانتين ، اُوصيك بريحانتي من الدنيا ، فعن قليل ينهدّ ركناك ، واللّه خليفتي عليك» ، فلمّا قبض رسول اللّه صلى الله عليه و سلمقال عليّ : «هذا أحد ركني الّذي قال لي رسول اللّه صلى الله عليه و سلم» ، قال : فلمّا ماتت فاطمة قال عليّ : «هذا الركن الثاني الّذي قال لي رسول اللّه صلى الله عليه و سلم» . 2

ابن مردويه ، عن اُمّ حبيبة ، قالت :لمّا نزلت : «إِذَا جَآءَ نَصْرُ اللَّهِ وَ الْفَتْحُ » (2) قال رسول اللّه صلى الله عليه و سلم : «إنّ اللّه لم يبعث نبيّا إلاّ عمّر في اُمّته شطر ما عمّر النبيّ الماضي قبله ، وأن عيسى بن مريم كان أربعين سنة في بني إسرائيل ، وهذه لي عشرون سنة وأنا ميت في هذه السنة» ، فبكت فاطمة _ رضي اللّه تعالى

.


1- .مقتل الحسين ، ج 1 ، ص 77 ، قال الخوارزمي : وبهذا الإسناد [أي : إسناد الحديث المتقدم في كتابه ، قال : أخبرني أبو النجيب فيما كتب إليَّ بإسناده عن الحافظ أبي بكر بن مردويه ... .]
2- .سورة النصر ، الآية 1 .

ص: 205

عنها _ ، فقال النبيّ صلى الله عليه و آله : «أنتِ أوّل أهلي بي لحوقا» ، فتبسمت . 1

ابن مردويه ، من رواية هلال بن خباب ، عن عكرمة ، عن ابن عباس _ رضي اللّه عنهما _ ، قال :لمّا نزلت : «إِذَا جَآءَ نَصْرُ اللَّهِ وَ الْفَتْحُ » دعا رسول اللّه صلى الله عليه و آلهفاطمة فقال لها : «إنّه قد نعيت إليَّ نفسي» ، فبكت ، فقال لها : «اصبري ، فانّكِ أوّل أهلي لحوقا بي» . فقال لها بعض أزواج النبيّ صلى الله عليه و آله ...الحديث . 2

ابن مردويه ، بإسناده عن سفيان ، عن معمر ، عن الزهري ، عن عائشة ، قالت :توفيت فاطمة ، فدفنها عليّ عليه السلام ليلاً وصلّى عليها ، ولم يأذن أبا بكر . 3

.

ص: 206

. .

ص: 207

الفصل الحادي والعشرون : فضائل الحسن والحسين عليهماالسلام

الفصل الحادي والعشرون : فضائل الحسن والحسين عليهماالسلامأ . حبّ النبيّ صلى الله عليه و آله إيّاهماابن مردويه ، عن بريدة رضى الله عنه ، قال :كان النبيّ صلى الله عليه و سلم يخطب ، فأقبل الحسن والحسين _ رضي اللّه عنهما _ عليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران ، فنزل رسول اللّه صلى الله عليه و سلممن المنبر ، فحملهما واحدا من ذا الشق وواحدا من ذا الشق ، ثمّ صعد المنبر فقال : «صدق اللّه ! قال : «إِنَّمَآ أَمْوَ لُكُمْ وَ أَوْلَ_دُكُمْ فِتْنَةٌ » (1) ، إنّي لمّا نظرت إلى هذين الغلامين يمشيان ويعثران ، لم أصبر أن قطعت كلامي ونزلت إليهما» . (2)

ابن مردويه ، عن عبد اللّه بن عمر رضى الله عنه :أنّ رسول اللّه صلى الله عليه و سلم بينما هو يخطب الناس على المنبر خرج الحسين بن عليّ رضى الله عنه ، فوطأ في ثوب كان عليه فسقط فبكى ، فنزل رسول اللّه صلى الله عليه و سلمعن المنبر ، فلمّا رأى الناس ، أسرعوا إلى الحسين رضى الله عنهيتعاطونه ، يعطيه بعضهم بعضا حتّى وقع في يد رسول اللّه صلى الله عليه و سلم ،

.


1- .سورة التغابن ، الآية 15 .
2- .الدرّ المنثور ، ج 6 ، ص 228 ، قال فيه : أخرج ابن أبي شيبة ، وأحمد ، وأبو داوود ، والترمذي ، والنسائي ، وابن ماجة ، والحاكم ، وابن مردويه ، عن بريدة ... .

ص: 208

فقال : «قاتل اللّه الشيطان ، إنّ الولد لفتنة ، والّذي نفسي بيده مادريت أنّي نزلت عن منبري» . 1

ب . فضائل لهما شتّىابن مردويه ، أنبأنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن القرشي الكوفي ، أنبأنا إبراهيم ابن إسحاق بن أبي العنس الزهري ، أنبأنا محمّد بن كناسة ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن أبي جحيفة قال :رأيت رسول اللّه صلى الله عليه و سلموالحسن بن عليّ يشبهه . 2

ابن مردويه ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد ، أخبرنا أحمد بن عليّ ، حدّثنا أبو خيثمة ، حدّثنا ابن عيينة ، عن أبي موسى ، عن الحسن ، عن أبي بكرة رضى الله عنه ، قال :سمعت النبيّ صلى الله عليه و سلم يقول : «إنّ ابني هذا سيّد ، ولعلّ اللّه أن يصلح به بين فئتين من المسلمين» . قال أبو خيثمة : يعني الحسن رضى الله عنه . 3

ابن مردويه ، بإسناده عن ابن عباس ، قال :كنت مع عليّ بن أبي طالب في

.

ص: 209

خروجه إلى صفين ، فلمّا نزل بنينوى _ وهو شط الفرات _ قال بأعلى صوته : يابن عباس أتعرف هذا الموضع ؟ قلت : نعم . قال : لو عرفته كمعرفتي لم تكن تجوزه حتّى تبكي كبكائي . قال : فبكى طويلاً حتّى اخضلّت لحيته ، وسالت الدموع على صدره ، وبكينا معه ، وهو يقول : أوه أوه ! مالي ولآل أبي سفيان ؟ مالي ولآل حرب ! حزب الشيطان ، وأولياء الكفر ، صبرا أبا عبد اللّه ، فقد لقى أبو ك مثل الّذي تلقى منهم . ثمّ دعا بماء ، فتوضأ وضوء الصلاة ، فصلّى ما شاء اللّه أن يصلّي . ثمّ ذكر نحو كلامه الأوّل ، إلاّ أنّه نعس عند انقضاء صلاته ساعة ، ثمّ انتبه فقال : يابن عباس ، فقلت : ها أنا ذا . قال : ألا أُحدّثك بما رأيت في منامي آنفا عند رقدتي ؟ قلت : نامت عيناك ورأيت خيرا ، قال : رأيت كأنّي برجال بيض قد نزلوا من السماء ، معهم أعلام بيض قد تقلّدوا سيوفهم وهي بيض تلمع ، وقد خطّوا حول هذه الأرض خطّة . ثمّ رأيت كأنّ هذه النخيل وقد ضربت بأغصانها الأرض ، وهي تضطرب بدم عبيط ، وكأنّي بالحسين سخلي وفرخي وبضعتي ، قد غرق فيه ، يستغيث فلا يغاث ، وكأنّ الرجال البيض الّذين نزلوا من السماء ينادونه ، ويقولون : صبرا آل الرسول فانّكم تُقتلون على أيدي شرار الناس ، وهذه الجنّة يا أبا عبد اللّه ، إليك مشتاقة . ثمّ يعزّونني ويقولون : يا أبا الحسن ، أبشر فقد أقرّ اللّه به عينك يوم القيامة ، يوم يقوم الناس لربّ العالمين . ثمّ انتبهت هكذا ، والّذي نفسي بيده ، لقد حدّثني الصادق المصدّق أبو القاسم صلى الله عليه و آله أنّي سأراها في خروجي إلى أهل البغي علينا . وهذه أرض كربٍ وبلاء يدفن فيها الحسين وسبعة عشر رجلاً كلّهم من ولدي وولد فاطمة ، وأنّها لفي السماوات معروفة ، تذكر أرض كرب و بلاء كما تذكر بقعة الحرمين ، وبقعة بيت المقدس .

.

ص: 210

ثمّ قال : يابن عباس ، اطلب لي حولنا بعر الظباء ، فواللّه ما كَذبت ولا كُذبت ولاكذبني قط ، وهي مصفرّة ، لونها لون الزعفران . قال ابن عباس : فطلبتها فوجدتها مجتمعة ، فناديته : يا أمير المؤمنين قد أصبتها على الصفة الّتي وصفتها . فقال عليّ : صدق اللّه وصدق رسوله . ثمّ قام يهرول إلينا فحملها وشمّها ، فقال : هي هي بعينها ، أتعلم يابن عبّاس ما هذه الأباعر ؟ هذه قد شمّها عيسى بن مريم ، وقال : هذا الطيب لمكان حشيشها _ وتكلّم بكلّ ما قدمناه إلى أن قال : _ اللهمّ فابقها أبدا حتّى يشمّها أبو ه فتكون له عزاء . قال : فبقيت إلى يوم الناس هذا ، ثمّ قال عليّ : اللهمّ ياربّ عيسى بن مريم ، لاتبارك في قتلته ، والحامل عليه ، والمعين عليه ، والخاذل له . ثمّ بكى طويلاً ، فبكينا معه حتّى سقط لوجهه مغشيّا عليه . ثمّ أفاق وأخذ البعر وصرّه في ردائه ، وأمرني أن أصرّها كذلك . ثمّ قال : إذا رأيتها تنفجر دما عبيطا فاعلم أنّ أبا عبد اللّه قد قُتل بها ودفن . قال ابن عباس : لقد كنت أحفظها ، ولا أحلّها من طرف كمّي ، فبينا أنا في البيت نائم وقد خلا عشر المحرم إذ انتبهت فإذا تسيل دما ، فجلست وأنا باكٍ فقلت : قُتل الحسين ، وذلك عند الفجر ، فرأيت المدينة كأنّها ضباب ، ثمّ طلعت الشمس وكأنّها منكسفة ، وكأنّ على الجدران دما ، فسمعت صوتا يقول وأنا باك : اصبروا آل الرسولقُتل الفرخ البجول نزل الروح الأمينببكاءٍ وعويل ثمّ بكى وبكيت ، ثمّ حدّثت الّذين كانوا مع الحسين ، فقالوا :

.

ص: 211

لقد سمعنا ما سمعت ونحن في المعركة . فكنّا نرى أنّه الخضر عليه السلام . 1

.

ص: 212

. .

ص: 213

الفصل الثاني والعشرون : فضائل أهل البيت عليهم السلام

الفصل الثاني والعشرون : فضائل أهل البيت عليهم السلامابن مردويه ، عن عليّ _ قال على المنبر _ :نحن أهل بيت رسول اللّه صلى الله عليه و سلملايقاس بنا أحد . 1

ابن مردويه ، أن النبيّ صلى الله عليه و آله قال :«خمسة منّا معصومون : أنا ، وعليّ ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين» . 2

ابن مردويه ، حدّثنا سليمان بن أحمد ، حدّثنا محمّد بن عبد اللّه الحضرمي ، حدّثنا جندل بن والق ، حدّثنا محمّد بن حبيب عن إبراهيم بن حسن ، عن زياد بن المنذر ، عن عبد الرحمان بن مسعود ، عن عويم ، عن سلمان ، قال :انزلوا آل محمّد بمنزلة الرأس من الجسد وبمنزلة العين من الرأس ، فإنّ

.

ص: 214

الجسد لايهتدي إلاّ بالرأس ، وإنّ الرأس لايهتدي إلاّ بالعين . 1

ابن مردويه ، من حديث عليّ وابن عباس ، أن النبيّ صلى الله عليه و سلم قال :«مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا ، ومن تخلّف عنها غرق» . 2

ابن مردويه ، عن عبّاد بن عبد اللّه الأسدي ، عن عليّ :واللّه ، إنّ مَثَلنا في هذه الاُمة كمثل سفينة نوح في قوم نوح ، وإن مَثَلنا في هذه الاُمة كمثل باب حطة في بني إسرائيل . (1)

.


1- .القول المستحسن في فخر الحسن ، ص 342 .

ص: 215

ما نزل من القرآن في عليّ عليه السلام

اشاره

.

.

ص: 216

. .

ص: 217

ما نزل من القرآن في عليّ عليه السلامبن مردويه ، عن ابن عباس ، قال :ا مانزل في أحد من كتاب اللّه مانزل في عليّ . 1

ابن مردويه ، عن ابن عباس :نزلت في عليّ ثلاثمئة آية . 2

ابن مردويه ، عن مجاهد ، قال :نزل في عليّ سبعون آية . 3

.

ص: 218

ابن مردويه ، عن الأصبغ بن نباتة ، قال :قال عليّ : أنزل القرآن أرباعا ، فربع فينا ، وربع في عدوّنا ، وربع سير وأمثال ، وربع فرائض وأحكام ، ولنا كرائم القرآن . 1

.

ص: 219

1 / قوله تعالى : «يَ_أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ »

ابن مردويه ، عن ابن عباس ، قال :ما في القرآن آية وفيها «يَ_أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ » إلاّ وعليّ رأسها وقائدها . 1

ابن مردويه ، عن ابن عباس ، قال :ما نزلت «يَ_أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ » إلاّ وعليّ أميرها وشريفها . 2

ابن مردويه ، عن ابن عباس :ما ذكر اللّه في القرآن «يَ_أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ » إلاّ وعليّ شريفها وأميرها ، ولقد عاتب اللّه أصحاب محمّد في آي من القرآن ، وما ذكر عليّا إلاّ بخير ، ولقد أمرنا بالاستغفار له . 3

ابن مردويه ، عن ابن عباس :ما ذكر اللّه في القرآن «يَ_أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ » إلاّ

.

ص: 220

كان عليّ رأسها وأميرها ، ولقد أُمرنا بالاستغفار له . 1

ابن مردويه ، عن ابن عباس ، قال :ليس من آية في القرآن «يَ_أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ » إلاّ وعليّ رأسها و أميرها وشريفها ، ولقد عاتب اللّه أصحاب محمّد في القرآن ، وما ذكر عليّا إلاّ بخير . 2

ابن مردويه ، عن حذيفة بن اليمان ، قال :ما نزلت «يَ_أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ » إلاّ كان عليّ لبّها ولبابها . 3

ابن مردويه ، عن مجاهد :ما نزل في القرآن «يَ_أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ » إلاّ ولعليّ سابقة ذلك ؛ لأنّه سبقهم إلى الإسلام . 4

.

ص: 221

سورة الفاتحة

سورة الفاتحة2 / قوله تعالى : «اهْدِنَا الصِّرَ طَ الْمُسْتَقِيمَ » [الآية : 1] .

ابن مردويه ، عن عليّ _ كرّم اللّه وجهه _ ، قال :إنّ الصراط المستقيم محبّتنا أهل البيت . 1

.

ص: 222

سورة البقرة

سورة البقرة3 / قوله تعالى : «وَ أَقِيمُواْ الصَّلَوهَ وَ ءَاتُواْ الزَّكَوةَ وَ ارْكَعُواْ مَعَ الرَّ كِعِينَ » [الآية:43].

ابن مردويه ، عن ابن عباس :نزلت في رسول اللّه صلى الله عليه و آله وعليّ عليه السلامخاصّة ، وهما أوّل من صلّى وركع . 1

4 / قوله تعالى: «وَ إِذَا لَقُواْ الَّذِينَ ءَامَنُواْ قَالُواْ ءَامَنَّا وَ إِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَ_طِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِءُونَ »[الآية:14] .

ابن مردويه ، عن ابن عباس رضى الله عنه ، أنّ عبد اللّه بن أُبيّ وأصحابه خرجوا ، فاستقبلهم نفر من أصحاب رسول اللّه صلى الله عليه و سلم ، فقال عبد اللّه بن أُبيّ لأصحابه :انظروا كيف أردّ هؤلاء السفهاء عنكم ، فأخذ بيد عليّ فقال : مرحبا يا ابن عم رسول اللّه صلى الله عليه و سلم ، وختنه ، وسيّد بني هاشم ما خلا رسول اللّه صلى الله عليه و سلم ، فقال عليّ : يا عبد اللّه ، اتّق اللّه ولاتنافق ، يا شر خلق اللّه ، فقال : مهلاً يا أبا الحسن ، إنّ إيماننا كإيمانكم ، ثمّ تفرّقوا ، فقال ابن أُبي لأصحابه : كيف رأيتم ما فعلت ؟ فأثنوا عليه خيرا ، ونزل على رسول اللّه صلى الله عليه و سلم : «وَ إِذَا لَقُواْ الَّذِينَ

.

ص: 223

ءَامَنُواْ » الآية . 1

5 / قوله تعالى : «وَبَشِّرِ الصَّ_بِرِينَ * الَّذِينَ إِذَآ أَصَ_بَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّ_آ إِلَيْهِ رَ جِعُونَ »[الآيات : 155 _ 156] .

ابن مردويه ، بإسناده عن ابن عباس ، قال :إنّ أمير المؤمنين عليه السلام لمّا وصل إليه ذكر قتل عمّه حمزة رضى الله عنهقال : «إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّ_آ إِلَيْهِ رَ جِعُونَ » ، فنزلت هذه الآية : «وَبَشِّرِ الصَّ_بِرِينَ . . .» الآية وهو القائل عند تلاوتها : «إِنَّا لِلَّهِ » إقرار بالملك «وَ إِنَّ_آ إِلَيْهِ رَ جِعُونَ » إقرار بالهلاك . 2

6 / قوله تعالى : «وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِى نَفْسَهُ ابْتِغَآءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ » [الآية : 207] .

ابن مردويه ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس وعليّ بن الحسين ، قالا :ليلة بات عليّ بن أبي طالب على فراش رسول اللّه صلى الله عليه و سلم . 3

.

ص: 224

ابن مردويه ، عن عليّ بن الحسين ، قال :أوّل من شرى نفسه ابتغاء مرضات اللّه عز و جل عليّ بن أبي طالب ، كان المشركون يطلبون رسول اللّه صلى الله عليه و سلمفقام عن فراشه ، وانطلق هو ، وأبو بكر ، واضطجع عليّ على فراش رسول اللّه صلى الله عليه و سلمفي مكانه ، فجاء المشركون فوجدوا عليّا ولم يجدوا رسول اللّه صلى الله عليه و سلم . 1

7 / قوله تعالى : «الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَ لَهُم بِالَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً » [الآية : 274] .

ابن مردويه ،عن ابن عباس ، أنّها نزلت في عليّ بن أبي طالب . (1)

ابن مردويه ، عن ابن عباس ، قال :إنّ عليّ بن أبي طالب كان يملك أربعة دراهم ، فتصدق بدرهم ليلاً ، وبدرهم نهارا ، وبدرهم سرّا ، وبدرهم علانية ، فأنزل اللّه سبحانه فيه «الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَ لَهُم بِالَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً » الآية . 3

.


1- .تفسير ابن كثير ، ج 1 ، ص 326 .

ص: 225

ابن مردويه ، عن ابن عباس ، قال :نزلت في عليّ بن أبي طالب ، كانت له أربعة دراهم فأنفق بالليل درهما ، وبالنّهار درهما ، ودرهما سرّا ، ودرهما علانية . 1

ابن مردويه ، عن ابن عباس في هذه الآية ، قال :كان لعليّ بن أبي طالب عليه السلامأربعة دنانير ، فتصدّق بدينار نهارا ، وبدينار ليلاً ، وبدينار سرّا ، وبدينار علانية ، فأنزل اللّه تعالى هذه الآية . 2

.

ص: 226

سورة آل عمران

سورة آل عمران8 / قوله تعالى : «فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِنم بَعْدِ مَا جَآءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَآءَنَا وَأَبْنَآءَكُمْ وَنِسَآءَنَا وَنِسَآءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَ_ذِبِينَ »[الآية : 61] .

ابن مردويه ، حدّثنا سليمان بن أحمد ، حدّثنا أحمد بن داوود المكي ، حدّثنا بشر بن مهران ، حدّثنا محمّد بن دينار ، عن داوود بن أبي هند ، عن الشعبي ، عن جابر قال :قدم على النبيّ صلى الله عليه و سلم العاقب والطيب ، فدعاهما إلى الملاعنة ، فواعداه على أن يلاعناه الغداة ، قال : فغدا رسول اللّه صلى الله عليه و سلم ، فأخذ بيد عليّ وفاطمة والحسن والحسين ، ثمّ أرسل إليهما فأبيا أن يجيبا ، وأقرّا له بالخراج قال : فقال رسول اللّه صلى الله عليه و سلم : «والّذي بعثني بالحق لو قالا : لا ، لأمطر عليهم الوادي نارا» . قال جابر : وفيهم نزلت «تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَآءَنَا وَأَبْنَآءَكُمْ وَنِسَآءَنَا وَنِسَآءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ » قال جابر : «أَنفُسَنَا » رسول اللّه صلى الله عليه و سلموعليّ بن أبي طالب ، «وَأَبْنَآءَنَا » الحسن والحسين ، «وَنِسَآءَنَا » فاطمة . 1

.

ص: 227

ابن مردويه ، عن الشعبي ، عن جابر ، قال :قدم على النبيّ صلى الله عليه و سلمالعاقب والطيب ، افدعاهما إلى الإسلام ، فقالا : أسلمنا يا محمّد ، فقال صلى الله عليه و سلم : «كذبتما ! إن شئتما أخبرتكما بما يمنعكما من الإسلام» ، قالا : هات أنبئنا ، قال صلى الله عليه و سلم : «حبّ الصليب ، وشرب الخمر ، وأكل لحم الخنزير» ، قال : فتلاحيا وردّا عليه ، فدعاهما إلى الملاعنة ، فوعداه على أن يلاعناه الغداة ، قال : فغدا رسول اللّه صلى الله عليه و سلم ، فأخذ بيد عليّ وفاطمة والحسن والحسين ، ثمّ أرسل إليهما ، فأبيا أن يجيبان وأقرّا له بالخراج . قال : فقال رسول اللّه صلى الله عليه و سلم : «والّذي بعثني بالحق نبيّا لو قالا : لا ، لأمطر عليهما الوادي نارا» . قال جابر : فنزلت فيهم «نَدْعُ أَبْنَآءَنَا » أي : الحسن والحسين ، «وَنِسَآءَنَا » فاطمة ، «وَأَنفُسَنَا » النبيّ وعليّ . 1

ابن مردويه ، عن ابن عبّاس ، قال :لمّا قرأ رسول اللّه صلى الله عليه و آله هذه الآية على وفد نجران ودعاهم إلى المباهلة ، قالوا له : حتّى نرجع وننظر في أمرنا ونأتيك غدا ، فخلا بعضهم إلى بعض ، فقالوا للعاقب وكان ديّانهم : يا عبد المسيح ما ترى ؟ فقال : واللّه ، لقد عرفتم يا معشر النصارى أنّ محمّدا نبي مرسل ، ولقد جاءكم بالفضل من عند ربّكم ، واللّه ما لاعن قوم قط نبيّا فعاش كبيرهم ولانبت صغيرهم ، ولئن فعلتم لتهلكن ، وإنْ أبيتم إلاّ الف دينكم والإقامة على ما أنتم عليه من القول في صاحبكم ، فوادعوا الرجل وانصرفوا إلى بلادكم ، فأتوا رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، وقد غدا رسول اللّه محتضنا للحسن وآخذا بيد الحسين ، وفاطمة تمشي خلفه ، وعليّ خلفها ، وهو يقول لهم : «إذا أنا دعوت فأمّنوا» . فقال أسقف نجران : يا معشر النصارى ، إنّي لأرى وجوها

.

ص: 228

لو سألوا اللّه أن يزيل جبلاً لأزاله من مكانه ، فلا تبتهلوا فتهلكوا ، ولايبقى على وجه الأرض نصراني إلى يوم القيامة . فقالوا : يا أبا القاسم قد رأينا ألاّ نلاعنك ، وأنْ نتركك على دينك ، ونثبت على ديننا ، فقال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : «إنْ أبيتم المباهلة فأسلموا ، يكن لكم ما للمسلمين وعليكم ما عليهم» ، فاتوا ، فقال : «فانّي أنابذكم الحرب» . فقالوا : مالنا بحرب العرب طاقة ، ولكنّا نصالحك على أن لاتغزونا ولاتخيفنا ولاتردّنا عن ديننا ، على أن نؤدي إليك في كل عام ألفي حلّة : ألف في صفر وألف في رجب ، فصالحهم النبيّ صلى الله عليه و آله على ذلك . (1)

9 / قوله تعالى : «وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ » [الآية : 103] .

ابن مردويه ، من تسعة وثمانين طريقا ، أن النبيّ صلى الله عليه و آله قال :«إنّي مخلف فيكم الثقلين ؛ كتاب اللّه ، وعترتي أهل بيتي ، ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا» . 2

ابن مردويه ،من مئة وثلاثين طريقا ، أن العترة عليّ وفاطمة والحسنان . (2)

10/ قوله تعالى : «يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ

.


1- .الطرائف ، ص 45 .
2- .الصراط المستقيم ، ج 2 ، ص 102 .

ص: 229

وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَ_نِكُمْ فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ * وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِى رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَ__لِدُونَ »[الآيات : 106 _ 107] .

ابن مردويه ، عن أبي اُمامة ، عن النبيّ صلى الله عليه و سلم في قوله تعالى : «يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ » قال : «هم الخوارج» . 1

11 / قوله تعالى : «الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَ_نًا وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَ نَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ »[الآيات : 173 _ 174] .

ابن مردويه ، بسنده عن محمّد بن عبد اللّه الرافعي ، عن أبيه ، عن جدّه أبي رافع ، أنّ النبيّ صلى الله عليه و سلم وجّه عليّا في نفر معه في طلب أبي سفيان ، فلقيهم أعرابي من خزاعة فقال :إنّ القوم قد جمعوا لكم ، فقالوا : «حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ » . فنزلت فيهم هذه الآية . 2

.

ص: 230

سورة النساء

سورة النساء12 / قوله تعالى : «أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِى الْأَمْرِ مِنكُمْ »[الآية: 59].

ابن مردويه ، عن النعمان بن بشير ، أنّ عليّا تلاها _ يعني _ : «أُوْلِى الْأَمْرِ مِنكُمْ » وقال : أنا منهم . 1

ابن مردويه ، عن عبد الغفار بن القاسم ، قال :سألت جعفر بن محمّد عن اُولي الأمر في قوله تعالى «أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِى الْأَمْرِ مِنكُمْ » ، فقال : كان واللّه عليّ منهم . 2

.

ص: 231

سورة المائدة

سورة المائدة13 / قوله تعالى : «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى وَرَضِيتُ لَكُمُ الاْءِسْلَ_مَ دِينًا »[الآية : 3] .

ابن مردويه ، من طريق أبي هارون العبدي ، عن أبي سعيد الخدري ، أنّها نزلت على رسول اللّه صلى الله عليه و سلم يوم غدير خم حين قال لعليّ :«من كنت مولاه ، فعلي مولاه» . (1)

ابن مردويه ، عن أبي سعيد الخدري ، قال :لمّا نصب رسول اللّه صلى الله عليه و سلمعليّا يوم غدير خم فنادى له بالولاية ، هبط جبرئيل عليه بهذه الآية : «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ » . (2)

ابن مردويه ، عن أبي هريرة ، قال :لمّا كان يوم غدير خم _ وهو يوم ثماني عشر من ذي الحجة _ قال النبيّ صلى الله عليه و سلم : «من كنت مولاه فعليّ مولاه» ، فأنزل اللّه : «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ » . 3

.


1- .تفسير ابن كثير ، ج 2 ، ص 14 .
2- .الدرّ المنثور ، ج 2 ، ص 259 ، قال فيه : أخرج ابن مردويه وابن عساكر عن أبي سعيد الخدري .

ص: 232

ابن مردويه ، عن مجاهد ، قال :نزلت هذه الآية بغدير خم ، فقال رسول اللّه صلى الله عليه و سلم : «اللّه أكبر على إكمال الدين ، وإتمام النعمة ، ورضا الربّ برسالتي ، والولاية لعليّ» . 1

ابن مردويه ، عن أبي سعيد الخدري ، أنّ رسول اللّه صلى الله عليه و سلم دعا الناس في غدير خم ، وأمر بما تحت الشجرة من شوك فقمّ ، كان ذلك يوم الخميس ، فدعا عليّا فأخذ بضبعيه ، فرفعها حتّى نظر الناس لبياض إبطي رسول اللّه صلى الله عليه و سلم ، فقال :«من كنت مولاه فعليّ مولاه» ، ثمّ لم يتفرّقوا حتّى نزلت هذه الآية : «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى وَرَضِيتُ لَكُمُ الاْءِسْلَ_مَ دِينًا » فقال رسول اللّه صلى الله عليه و سلم : «اللّه أكبر على إكمال الدين ، وإتمام النعمة ، ورضا الرب برسالتي ، وبالولاية لعليّ بن أبي طالب» . 2

ابن مردويه ، حدّثني جدّي ، حدّثني عبد اللّه بن إسحاق البغوي ، حدّثني الحسن بن عليل العنزي ، حدّثنا محمّد بن عبد الرحمان الذراع ، حدّثنا قيس ابن حفص ، حدّثني عليّ بن الحسن أبو الحسن العبدي ، عن أبي هارون العبدي ، عن أبي سعيد الخدري ، أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله دعا الناس في غدير خم ، أمَرَ بما كان تحت الشجرة من شوك فقمّ ، وذلك يوم الخميس ، ثمّ دعا الناس إلى عليّ فأخذ بضبعه فرفعها حتّى نظر الناس إلى بياض إبطه ، ثمّ لم يفترقا حتّى نزلت هذه الآية : «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى

.

ص: 233

وَرَضِيتُ لَكُمُ الاْءِسْلَ_مَ دِينًا » . فقال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : «اللّه أكبر على إكمال الدين ، وإتمام النعمة ، ورضا الرب برسالاتي ، والولاية لعليّ ، ثمّ قال : اللهمّ والِ من والاه وعاد من عاداه ، وانصر من نصره واخذل من خذله» . فقال حسان بن ثابت : ائذن لي يا رسول اللّه أن أقول أبياتا . قال : «قل ببركة اللّه تعالى» ، فقال حسان بن ثابت : يا معشر مشيخة قريش ، اسمعوا شهادة رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، ثمّ قال : يناديهم يوم الغدير نبيّهمبخمّ وأسمع مناديا بأني مولاكم نعم ونبيّكمفقالوا ولم يبدوا هناك التعاميا إلهك مولانا وأنت وليّناولاتجدنّ في الخلق للأمر عاصيا فقال له : قم يا عليّ ، فانّنيرضيتك من بعدي إماما وهاديا (1)

14 / قوله تعالى : «إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُو وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَوةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَوةَ وَهُمْ رَ كِعُونَ * وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُو وَالَّذِينَ ءَ امَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَ__لِبُونَ » [الآية:55].

ابن مردويه ، عن ابن عباس في قوله : «إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُو » الآية ، قال : نزلت في عليّ بن أبي طالب . 2

.


1- .المناقب ، الخوارزمي ، ص 135 ، ح 152 ؛ مقتل الحسين (ج 1 ، ص 47) ، قال : أخبرني سيّد الحفّاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي ، أخبرنا أبو الفتح عبدوس بن عبد اللّه بن عبدوس الهمداني _ كتابة ، أخبرنا الشريف أبو طالب المفضل الجعفري بأصبهان ، أخبرني أبو بكر بن مردويه ورواه ابن مردويه كما في الطرائف (ص 146 ، ح 221) ، وفيه : ثمّ قال : «اللهمّ من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهمّ والِ من والاه . . .» .وفي آخر الحديث : قال : فلقيه عمر بن الخطاب بعد ذلك فقال : هنيئا لك يا بن أبي طالب! أصبحت وأمسيت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة .

ص: 234

ابن مردويه ، عن ابن عباس ، قال :كان عليّ بن أبي طالب قائما يصلّي فمر سائل وهو راكع ، فأعطاه خاتمه فنزلت : «إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُو » الآية . 1

ابن مردويه ، عن عليّ بن أبي طالب ، قال :نزلت هذه الآية على رسول اللّه صلى الله عليه و سلمفي بيته : «إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُو وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ » إلى آخر الآية . فخرج رسول اللّه صلى الله عليه و سلمفدخل المسجد ، وجاء الناس يصلّون بين راكع وساجد وقائم يصلي ، فإذا سائل ، فقال : «يا سائل ، هل أعطاك أحد شيئا ؟» قال : لا ، إلاّ ذاك الراكع _ لعليّ بن أبي طالب _ أعطاني خاتمه . 2

.

ص: 235

ابن مردويه ، عن ابن عباس ، قال :وقف على عليّ بن أبي طالب سائل _ وهو راكع في تطوّع _ فنزع خاتمه ، فأعطاه السائل ، فنزلت : «إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُو » الآية . (1)

ابن مردويه ، عن عمّار بن ياسر ، قال :وقف بعليّ _ سائل وهو راكع في صلاة تطوّع _ فنزع خاتمه فأعطاه السائل ، فأتى رسول اللّه صلى الله عليه و سلم فأعلمه ذلك ، فنزلت على النبيّ صلى الله عليه و سلم هذه الآية : «إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُو وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَوةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَوةَ وَهُمْ رَ كِعُونَ » فقرأها رسول اللّه صلى الله عليه و سلمعلى أصحابه ، ثمّ قال : «من كنت مولاه فعليّ مولاه ، اللهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه» . 2

ابن مردويه ، من طريق محمّد بن السائب الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس قال :خرج رسول اللّه صلى الله عليه و سلمإلى المسجد والناس يصلّون بين راكع وساجد وقائم وقاعد ، وإذا مسكين يسأل ، فدخل رسول اللّه صلى الله عليه و سلم ، فقال : «أعطاك أحد شيئا ؟» قال : نعم . قال : «مَن ؟» قال : ذلك الرجل القائم . قال : «على أيّ حال أعطاكه ؟» قال : وهو راكع ، قال : «وذلك عليّ بن أبي طالب» ، قال : فكبّر رسول اللّه صلى الله عليه و سلم عند ذلك وهو يقول : «وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ

.


1- .لباب النقول في أسباب النزول ، ص 90.

ص: 236

وَرَسُولَهُو وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَ__لِبُونَ » . 1

ابن مردويه ، عن أبي رافع ، قال :دخلت على رسول اللّه صلى الله عليه و سلم وهو نائم يوحى إليه ، فإذا حيّة في جانب البيت ، فكرهت أن أثب عليها فأوقظ النبيّ صلى الله عليه و سلم ، وخفت أن يكون يوحى إليه ، فاضطجعت بين الحيّة وبين النبيّ صلى الله عليه و سلملئن كان منها سوء كان فيَّ دونه ، فمكثت ساعة ، فاستيقظ النبيّ صلى الله عليه و سلم وهو يقول : « «إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُو وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَوةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَوةَ وَهُمْ رَ كِعُونَ » الحمد للّه الّذي أتمَّ لعليّ نعمه ، وهنيئا لعليّ بفضل اللّه إيّاه» . 2

ابن مردويه ، عن ابن عباس ، أنّ عبد اللّه بن سلام و نفرا ممن آمن معه أقبلوا إلى رسول اللّه صلى الله عليه و سلم وقالوا :إنّ منازلنا بعيدة ، لا نجد أحدا يجالسنا ويخالطنا دون هذا المسجد ، وإن قومنا لمّا رأونا قد صدّقنا اللّه ورسوله وتركنا دينهم أظهروا العداوة ، وقد أقسموا أن لايخالطونا ولايؤاكلونا ، فشق ذلك علينا . فبيناهم يشكون إلى رسول اللّه صلى الله عليه و سلم _ وكان عليّ قد تصدّق بخاتمه في الصلاة _ نزلت : «إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُو وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَوةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَوةَ وَهُمْ رَ كِعُونَ » ولمّا رأوه قد أعطى الخاتم كبّروا ،

.

ص: 237

وقال النبيّ : «وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُو وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَ__لِبُونَ » . 1

ابن مردويه ، من طريق الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس قال :أتى عبد اللّه بن سلام ورهط معه من أهل الكتاب نبي اللّه صلى الله عليه و سلم عند الظهر ، فقالوا : يا رسول اللّه ، إنّ بيوتنا قاصية ، لانجد من يجالسنا ويخالطنا دون هذا المسجد ، وإنّ قومنا لمّا رأونا قد صدّقنا اللّه ورسوله وتركنا دينهم أظهروا العداوة ، وأقسموا أن لايخالطونا ولايؤاكلونا ، فشق ذلك علينا ، فبيناهم يشكون ذلك إلى رسول اللّه صلى الله عليه و سلمإذا نزلت هذه الآية على رسول اللّه صلى الله عليه و سلم : «إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُو وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَوةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَوةَ وَهُمْ رَ كِعُونَ » . ونودي بالصلاة _ صلاة الظهر _ وخرج رسول اللّه صلى الله عليه و سلم إلى المسجد ، والناس يصلّون بين راكع وساجد وقائم وقاعد ، وإذا مسكين يسأل ، فدخل رسول اللّه صلى الله عليه و سلمفقال : «أعطاك أحد شيئا ؟» قال : نعم . قال : «مَن ؟» قال : ذاك الرجل القائم ، قال : «على أيّ حال أعطاكه ؟» قال : وهو راكع . قال : «وذاك عليّ بن أبي طالب» . فكبّر رسول اللّه صلى الله عليه و سلم عند ذلك وهو يقول : «وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُو وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَ__لِبُونَ » . (1)

ابن مردويه ، عن ابن عباس رضى الله عنه قال :أقبل عبد اللّه بن سلام ومعه نفر من قومه ممن قد آمنوا بالنبي صلى الله عليه و سلمفقالوا : يا رسول اللّه ، إنّ منازلنا بعيدة ، ليس لنا مجلس دون هذا المجلس ، وإنّ قومنا لمّا رأونا آمنا باللّه ورسوله وصدّقناه ، رفضونا وآلوا على أنفسهم أن لايجالسونا ولايناكحونا ولايكلّمونا ، فشق

.


1- .الدرّ المنثور ، ج 2 ، ص 293 .

ص: 238

ذلك علينا ، فقال لهم النبيّ : «إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُو وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَوةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَوةَ وَهُمْ رَ كِعُونَ » . ثمّ إنّ النبيّ صلى الله عليه و سلمخرج من المسجد والناس بين قائم وراكع ، فرأى سائلاً فقال له النبيّ صلى الله عليه و سلم : «هل أعطاك أحد شيئا ؟» فقال : نعم ، خاتم ، فقال صلى الله عليه و سلم : «من أعطاك ؟» قال : ذلك القائم ، وأومى بيده إلى عليّ ، فقال صلى الله عليه و سلم : «على أيّ حال أعطاك ؟» قال : أعطاني وهو راكع ، فكبر النبيّ صلى الله عليه و سلم ، ثمّ قرأ : «وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُو وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَ__لِبُونَ » فأنشأ حسان بن ثابت : أبا حسنٍ تفديك روحي ومهجتيوكل بطيء في الهدى والمسارع فأنت الّذي أعطيت إذ كنت راكعافدتك نفوس الخلق يا خير راكع بخاتمك الميمون يا خير سيّديا خير ساجد ثمّ يا خير راكع فأنزل فيك اللّه خير ولايةفبيّنها في محكمات الشرائع وقال أيضا : من ذا بخاتمه تصدّق راكعاوأسرّه في نفسه إسرارا من كان بات على فراش محمّدومحمّد أسري يوم الغارا من كان في القرآن سمّي مؤمنافي تسع آيات تلين غرارا 1

.

ص: 239

15 / قوله تعالى : «يَ_أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُو وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ »[الآية:67].

ابن مردويه ، عن أبي سعيد الخدري ، قال :نزلت هذه الآية : «يَ_أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ » على رسول اللّه صلى الله عليه و سلميوم غدير خم في عليّ بن أبي طالب . 1

.

ص: 240

ابن مردويه ، عن ابن مسعود ، قال :كنّا نقرأ على عهد رسول اللّه صلى الله عليه و سلم «يَ_أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ _ إنّ عليّا مولى المؤمنين _ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُو وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ » . 1

ابن مردويه ، عن أبي الجارود ، عن أبي حمزة قال : «يَ_أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ » نزلت في شأن الولاية . (1)

ابن مردويه ، عن زيد بن عليّ ، قال :لمّا جاء جبرئيل عليه السلام بأمر الولاية ، ضاق النبيّ صلى الله عليه و آله بذلك ذرعا ، وقال : «قَومي حديثوا عهد بجاهليّة» ، فنزلت . (2)

ابن مردويه ، عن ابن عباس ، قال :لمّا أمر اللّه رسوله صلى الله عليه و آله أن يقوم بعليّ عليه السلامفيقول له ما قال ، فقال صلى الله عليه و آله : «يا ربّ ، إنّ قَومي حديثوا عهد بجاهليّة» ، ثمّ مضى بحجّه ، فلمّا أقبل راجعا نزل بغدير خم أنزل اللّه عليه : «يَ_أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُو » فأخذ بعضد عليّ ، ثمّ خرج إلى الناس ، فقال : «أيّها الناس ألست أولى بكم من أنفسكم ؟» قالوا : بلى يا رسول اللّه . قال : «اللهمّ من كنت مولاه فعليّ مولاه ، اللهمّ والِ من والاه وعادِ من عاداه ، وأعن من أعانه ، واخذل من خذله ، وانصر من نصره ، وأحب من أحبّه وابغض من أبغضه» ، قال ابن عباس : فوجبت واللّه في رقاب القوم . وقال حسان بن ثابت : يناديهم يوم الغدير نبيّهمبخم واسمع بالرسول مناديا يقول : فمن مولاكم ووليّكم؟فقالوا ولم يبدوا هناك التعاميا إلهك مولانا وأنت وليّنا ولم تر منّا في الولاية عاصيا فقال له : قم يا عليّ ، فانّني رضيتك من بعدي إماما وهاديا (3)

.


1- .توضيح الدلائل ، ص 157 .
2- .كشف الغمّة ، ج 1 ، ص 317 .
3- .المصدر السابق ، ص 318 .ورواه ابن مردويه كما في أرجح المطالب (ص 570) ، وليس فيه : وأعن من أعانه .

ص: 241

16 / قوله تعالى: «يَ_أَيُّهَاالَّذِينَ ءَامَنُواْلاَ تُحَرِّمُواْطَيِّبَ_تِ مَآ أَحَلَ اللَّهُ لَكُمْ »[الآية: 87].

ابن مردويه ،عن ابن عباس ، أنّها نزلت في عليّ وأصحاب له . 1

ابن مردويه ، عن قتادة ، أنّ عليّا وجماعة من أصحابه منهم عثمان بن مظعون أرادوا أن يتخلّوا عن الدنيا ويتركوا النساء ويترهّبوا فنزلت : «يَ_أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ لاَ تُحَرِّمُواْ طَيِّبَ_تِ مَآ أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ » . 2

ابن مردويه ، من طريق الحسن العدني، كان عليّ في اُناس ممن أرادوا أن يحرّموا الشهوات فنزلت . (1)

.


1- .فتح الباري ، ج 9 ، ص 85 .

ص: 242

سورة الأنعام

سورة الأنعام17 / قوله تعالى : «مَن جَآءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُو عَشْرُ أَمْثَالِهَا »[الآية : 160] .

ابن مردويه ، عن عليّ في قوله تعالى : «مَن جَآءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُو عَشْرُ أَمْثَالِهَا » ، قال : الحسنة حبّنا أهل البيت ، والسيئة بغضنا ، من جاء بها أكبّه اللّه على وجهه في النار . 1

.

ص: 243

سورة الأعراف

سورة الأعراف18 / قوله تعالى : «وَنَادَى أَصْحَ_بُ الْجَنَّةِ أَصْحَ_بَ النَّارِ أَن قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدتُّم مَّا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالُواْ نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنُم بَيْنَهُمْ »[الآية : 44] .

ابن مردويه ، عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال :هو عليّ عليه السلام . 1

19 / قوله تعالى : «وَنَادَىأَصْحَ_بُ الأَْعْرَافِ رِجَالاً يَعْرِفُونَهُم بِسِيمَ_ل_هُمْ » [الآية : 48].

ابن مردويه ، عن عليّ ، قال :نحن أصحاب الأعراف من عرفناه بسيماه أدخلناه الجنّة . 2

.

ص: 244

20/ قوله تعالى : «وَمِمَّنْ خَلَقْنَآ أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِى يَعْدِلُونَ » [الآية : 181] .

ابن مردويه ، حدّثني أحمد بن محمّد بن السري ، حدّثنا المنذر بن محمّد بن المنذر ، حدّثني أبي ، حدّثني عمي الحسين بن سعيد ، حدّثني أبي ، عن أبان ابن تغلب ، عن فضيل ، عن عبد الملك الهمداني ، عن زاذان ، عن عليّ عليه السلام :تفترق هذه الاُمّة على ثلاث وسبعين فرقة ، ثنتان وسبعون في النّار ، وواحدة في الجنّة وهم الّذين قال اللّه عز و جل : «وَمِمَّنْ خَلَقْنَآ أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِى يَعْدِلُونَ » ، وهم أنا وشيعتي . 1

.

ص: 245

سورة الأنفال

سورة الأنفال21 / قوله تعالى : «يَ_أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ »[الآية : 24] .

ابن مردويه ، عن أبي جعفر الباقر _ رضوان اللّه عليه _ قال :إلى ولاية عليّ ابن أبي طالب _ كرّم اللّه وجهه _ . 1

22 / قوله تعالى : «وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَ_لَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ »[الآية : 25] .

ابن مردويه ، من ثمانية طرق ، أن أمير المؤمنين عليه السلام قال للزبير :أما تذكر يوما كنت مقبلاً بالمدينة تحدثني إذ خرج رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، فرآك معي وأنت تتبسّم إليّ ، فقال لك : «يا زبير ، أتحب عليّا ؟» فقلت : وكيف لا أحبّه وبيني وبينه من النسب والمودّة في اللّه ما ليس لغيره ، فقال : «إنّك ستقاتله وأنت له ظالم له ! !» ، فقلت : أعوذ باللّه من ذلك . 2

.

ص: 246

ابن مردويه ، بإسناده عن عبد اللّه بن مسعود ، قال :قال النبيّ صلى الله عليه و آله : «يابن مسعود ، إنّه قد نزلت في عليّ آية : «وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَ_لَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً » وأنا مستودعكها ومسمّ لك خاصة الظلمة ، لكن لاأقول واعيا وعنّي له مؤدّيا ، من ظلم عليّا مجلسي هذا فهو كمن جحد نبوّتي ، ونبوّة من كان قبلي» . فقال له الراوي : يا أبا عبد الرحمان ، أسمعت هذا من رسول اللّه صلى الله عليه و آله ؟ قال : نعم . قلت له : كيف وأتيت الظالمين ؟ ! قال : لاجرم ، جنيت عقوبة عملي ، وذلك أنّي لم استأذن إمامي كما استأذنه جندب وعمّار وسلمان ، وأنا استغفراللّه وأتوب إليه . 1

23 / قوله تعالى : «وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَ_كِرِينَ »[الآية : 30] .

ابن مردويه ، عن ابن عباس رضى الله عنه في قوله [تعالى] : «وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ

.

ص: 247

لِيُثْبِتُوكَ » قال : تشاورت قريش ليلة بمكة ، فقال بعضهم : إذا أصبح فاثبتوه بالوثاق _ يريدون النبيّ صلى الله عليه و سلم _ وقال بعضهم : بل اقتلوه ، وقال بعضهم : بل أخرجوه . فأطلع اللّه نبيه صلى الله عليه و سلم على ذلك ، فبات عليّ رضى الله عنه على فراش النبيّ صلى الله عليه و سلم ، وخرج النبيّ صلى الله عليه و سلمحتّى لحق بالغار ، وبات المشركون يحرسون عليّا رضى الله عنهيحسبونه النبيّ صلى الله عليه و سلم ، فلمّا أصبحوا ثاروا إليه ، فلمّا رأوه عليّا رضى الله عنه ردّ اللّه مكرهم ، فقالوا : أين صاحبك هذا ، قال : لا أدري . فاقتصّوا أثره ، فلمّا بلغوا الجبل ، اختلط عليهم ، فصعدوا في الجبل ، فرأوا على بابه نسج العنكبوت ، فقالوا : لو دخل هنا لم يكن نسج العنكبوت على بابه ، فمكث فيه ثلاث ليال . 1

24 / قوله تعالى : «وَإِذْ قَالُواْ اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَ_ذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَآءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ »[الآية : 32] .

ابن مردويه ، عن سفيان بن عيينة ، أنّه سُئل عن قول اللّه عز و جل «سَأَلَ سَآل_ءِلُم بِعَذَابٍ وَاقِعٍ » (1) فيمن نزلت ؟ فقال للسائل :ابن مردويه ، عن سفيان بن عيينة ، أنّه سُئل عن قول اللّه عز و جل «سَأَلَ سَآل_ءِلُم بِعَذَابٍ وَاقِعٍ » 3 فيمن نزلت ؟ فقال للسائل : سألتني عن مسئلة ما سألني عنها أحد قبلك . حدّثني جعفر بن محمّد عن آبائه : أنّ رسول اللّه صلى الله عليه و سلملمّا كان

.


1- .سورة المعارج ، الآية 1 .

ص: 248

بغدير خم نادى الناس فاجتمعوا ، فأخذ بيد عليّ وقال : «من كنت مولاه فعلي مولاه» ، فشاع ذلك وطار في البلاد ، فبلغ ذلك الحارث بن النعمان الفهري ، فأتى رسول اللّه صلى الله عليه و سلم على ناقة له ، فنزل بالأبطح عن ناقته وأناخها ، فقال : يا محمّد ، أمرتنا عن اللّه أن نشهد أن لا إله إلاّ اللّه وأنّك رسول اللّه فقبلنا منك ، وأمرتنا أن نصلي خمسا فقبلنا منك ، وأمرتنا بالزكاة فقبلنا ، وأمرتنا أن نصوم شهرا فقبلنا ، وأمرتنا بالحج فقبلنا ، ثمّ لم ترضَ بهذا حتّى رفعت بضبعي ابن عمّك تفضله علينا ! وقلت : من كنت مولاه فعليّ مولاه ، فهذا شيء منك أم من اللّه عز و جل ؟ فقال له النبيّ صلى الله عليه و سلم : «والّذي لا إله إلاّ هو إن هذا من اللّه عز و جل» ، فولّى الحارث بن النعمان وهو يريد راحلته وهو يقول : اللهمّ إن كان مايقوله محمّد حقا ، فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم ! فما وصل إلى راحلته حتّى رماه اللّه عز و جلبحجر فسقط على هامته وخرج من دبره فقتله ، وأنزل اللّه عز و جل : «سَأَلَ سَآل_ءِلُم بِعَذَابٍ وَاقِعٍ * لِّلْكَ_فِرِينَ لَيْسَ لَهُو دَافِعٌ » . 1

25 / قوله تعالى : «وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَىْ ءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُو وَلِلرَّسُولِ

.

ص: 249

وَلِذِى الْقُرْبَى وَالْيَتَ_مَى_ وَالْمَسَ_كِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ »[الآية:41].

ابن مردويه ، عن عليّ قال :قلت يا رسول اللّه ، ألا توليني ما خصّنا اللّه به من الخمس ، فولاّنيه . (1)

ابن مردويه ، عن زيد بن أرقم قال :آل محمّد صلى الله عليه و سلمالّذين أعطوا الخمس ؛ آل عليّ ، وآل العباس ، وآل جعفر ، وآل عقيل . 2

26 / قوله تعالى : «هُوَ الَّذِى أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِى وَبِالْمُؤْمِنِينَ » [الآية : 62] .

ابن مردويه ، أخبرنا محمّد بن عليّ بن دحيم ، أخبرنا أحمد بن حازم ، أخبرنا إبراهيم بن إسحاق الصيني ، أخبرنا عمرو بن أبي المقدام _ وهو عمرو بن ثابت _ عن أبي حمزة الثمالي ، عن سعيد بن جبير ، عن أبي الحمراء _ خادم رسول اللّه صلى الله عليه و سلم _ أنّه قال :سمعت رسول اللّه _ عليه الصلاة والسلام _ يقول :

.


1- .الدرّ المنثور ، ج 3 ص 187 ، قال : أخرج ابن أبي شيبة ، وابن مردويه عن عليّ ... .

ص: 250

«رأيت ليلة اُسري [بي] إلى السماء على ساق العرش مكتوبا : لا إله إلاّ اللّه محمّد رسول اللّه صفوتي من خلقي ، أيّدته بعليّ ونصرته به» . 1

27 / قوله تعالى : «وَأُوْلُواْ الأَْرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِى كِتَ_بِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَىْ ءٍ عَلِيمُم » [الآية : 75] .

ابن مردويه ، قيل :ذلك عليّ عليه السلام ؛ لأنّه كان مؤمنا مهاجرا ذا رحم . (1)

ابن مردويه ، عن ابن عباس ، قال :كان رسول اللّه صلى الله عليه و سلم آخى بين المسلمين من المهاجرين والأنصار . فآخى بين حمزة بن عبد المطلب وبين زيد بن حارثة ، وبين عمر بن الخطاب ومعاذ بن عفراء ، وبين الزبير بن العوام وعبد اللّه بن مسعود ، وبين أبي بكر الصديق وطلحة بن عبيد اللّه ، وبين عبد الرحمان بن عوف وسعد بن الربيع ، وقال لسائر أصحابه : «تآخوا ، وهذا أخي عليّ بن أبي طالب» ، قال : فأقام المسلمون على ذلك حتّى نزلت سورة الأنفال ، وكان مما شدد اللّه به . 3

.


1- .كشف الغمّة ، ج 1 ، ص 322 .

ص: 251

سورة التوبة

سورة التوبة28 / قوله تعالى : «وَأَذَ نٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِى إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَْكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِىءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُو » [الآية : 3] .

ابن مردويه ، عن أنس رضى الله عنه قال :بعث النبيّ صلى الله عليه و سلمببراءة مع أبي بكر رضى الله عنه ، ثمّ دعاه فقال : «لاينبغي لأحد أن يبلغ هذا إلاّ رجل من أهلي» ، فدعا عليّا ، فأعطاه إيّاه . 1

ابن مردويه ، عن سعد بن أبي وقاص رضى الله عنه :إنّ رسول اللّه صلى الله عليه و سلم بعث أبا بكر رضى الله عنهببراءة إلى أهل مكّة ، ثمّ بعث عليّا رضى الله عنه على أثره فأخذها منه ، فكان أبا بكر رضى الله عنهوجد في نفسه فقال النبيّ صلى الله عليه و سلم : «يا أبا بكر ، إنّه لايؤدي عنّي إلاّ أنا أو رجل منّي» . 2

.

ص: 252

ابن مردويه ، عن عليّ رضى الله عنه قال :لمّا نزلت عشر آيات من براءة على النبيّ صلى الله عليه و سلمدعا أبا بكر رضى الله عنه ليقرأها على أهل مكّة ، ثمّ دعاني فقال لي : «أدرك أبا بكر فحيثما لقيته فخذ الكتاب منه» ، ورجع أبو بكر رضى الله عنه ، فقال : يا رسول اللّه ، نزل فيّ شيء ؟ قال : «لا ، ولكن جبريل جاءني فقال : لن يؤدي عنك إلاّ أنت أو رجل منك» . 1

ابن مردويه ، عن أبي رافع رضى الله عنه قال :بعث رسول اللّه صلى الله عليه و سلم أبا بكر ببراءة إلى الموسم ، فأتى جبريل عليه السلامفقال : «إنّه لن يؤديها عنك إلاّ أنت أو رجل منك» ، فبعث عليّا رضى الله عنه على أثره حتّى لحقه بين مكّة والمدينة ، فأخذها فقرأها على الناس في الموسم . (1)

ابن مردويه ، عن أبي سعيد الخدري رضى الله عنه قال :بعث رسول اللّه صلى الله عليه و سلمأبا بكر يؤدي عنه براءة ، فلمّا أرسله بعث إلى عليّ رضى الله عنه فقال : «يا عليّ ، إنّه لايؤدي عنّي إلاّ أنا أو أنت» ، فحمله على ناقته العضباء ، فسار حتّى لحق بأبي بكر رضى الله عنهفأخذ منه براءة ، فأتى أبو بكر النبيّ صلى الله عليه و سلم وقد دخله من ذلك مخافة أن يكون قد أنزل فيه شيء ، فلمّا أتاه قال : مالي يا رسول اللّه ؟ قال : «خير ، أنت أخي وصاحبي في الغار ، وأنت معي على الحوض ، غير أنّه لايبلغ عنّي غيري أو رجل منّي» . (2)

ابن مردويه ، عن جابر رضى الله عنه :أن النبيّ صلى الله عليه و سلم بعث أبا بكر على الحج ، ثمّ أرسل عليّا رضى الله عنهببراءة ، فقرأها على الناس في موقف الحج حتّى ختمها . (3)

.


1- .الدرّ المنثور ، ج 3 ، ص 210.
2- .المصدر السابق ، ص 209 ، قال فيه : أخرج ابن حبان ، وابن مردويه ، عن أبي سعيد ... .
3- .المصدر السابق ، ص 210، قال فيه : أخرج إسحاق بن راهويه ، والدارمي ، والنسائي ، وابن خزيمة ، وابن حبان ، وأبو الشيخ ، وابن مردويه ، والبيهقي في الدلائل ، عن جابر ... .

ص: 253

ابن مردويه ، عن ابن عمر _ رضي اللّه عنهما _ :إنّ رسول اللّه صلى الله عليه و سلماستعمل أبا بكر على الحج ، ثمّ أرسل عليّا رضى الله عنهببراءة على أثره ، ثمّ حج النبيّ صلى الله عليه و سلمالعام المقبل ، ثمّ خرج فتوفّي ... . (1)

ابن مردويه ، عن ابن عبّاس :أنّ رسول اللّه صلى الله عليه و سلم بعث أبا بكر رضى الله عنه وأمره أن ينادي بهؤلاء الكلمات ، ثمّ أتبعه عليّا رضى الله عنه وأمره أن ينادي بها ، فانطلقا فحجّا ، فقام عليّ رضى الله عنه في أيّام التشريق فنادى : «إنّ اللّه بريء من المشركين ورسوله ، فسيحوا في الأرض أربعة أشهر ، ولايحجّن بعد العام مشرك ، ولايطوفنّ بالبيت عريان ، ولا يدخل الجنّة إلاّ مؤمن» ، فكان عليّ رضى الله عنهينادي بها . (2)

ابن مردويه ، عن زيد بن يُثَيع رضى الله عنه قال :سألنا عليّا رضى الله عنه : بأي شيء بُعثت مع أبي بكر في الحج ؟ قال : بعثت بأربع : لايدخل الجنّة إلاّ نفس مؤمنة ، ولايطوف بالبيت عريان ، ولايجتمع مؤمن وكافر بالمسجد الحرام بعد عامه هذا ، ومن كان بينه وبين رسول اللّه صلى الله عليه و سلم عهد فعهده إلى مدته ، ومن لم يكن له عهد فأجله أربعة أشهر . 3

ابن مردويه ، عن أبي هريرة رضى الله عنه قال :كنت مع عليّ رضى الله عنه حين بعثه رسول اللّه صلى الله عليه و سلم ، بعث عليّا رضى الله عنه بأربع : لايطوف بالبيت عريان ، ولايجتمع المسلمون والمشركون بعد عامهم ، ومن كان بينه وبين رسول اللّه صلى الله عليه و سلم عهد فهو إلى

.


1- .نفس المصدر ، ص 209 .
2- .نفس المصدر ، ص 210، قال فيه : أخرج الترمذي وحسنه ، وابن أبي حاتم ، والحاكم وصححه ، وابن مردويه ، والبيهقي في الدلائل ، عن ابن عباس ... .

ص: 254

عهده ، وأن اللّه بريء من المشركين . (1)

ابن مردويه ، عن أبي هريرة قال :كنت مع عليّ رضى الله عنه حين بعثه رسول اللّه صلى الله عليه و سلمإلى أهل مكة ببراءة ، فكنّا ننادي : إنّه لايدخل الجنّة إلاّ مؤمن ، ولايطوف بالبيت عريان ، ومن كان بينه وبين رسول اللّه صلى الله عليه و سلم عهد فإنّ أمره أو أجله إلى أربعة أشهر ، فإذا مضت الأربعة أشهر فإن اللّه بريء من المشركين ورسوله ، ولايحج هذا البيت بعد العام مشرك . (2)

ابن مردويه ، عن أبي هريرة رضى الله عنه قال :بعثني أبو بكر رضى الله عنه في تلك الحجّة في مؤذنين بعثهم يوم النحر يؤذنون بمنى : أن لايحج بعد هذا العام مشرك ، ولايطوف بالبيت عريان . ثمّ أردف النبيّ صلى الله عليه و سلم بعليّ بن أبي طالب رضى الله عنهفأمره أن يؤذّن ببراءة ، فأذّن معنا عليّ رضى الله عنه في أهل منى يوم النحر ببراءة : أن لايحج بعد العام مشرك ، ولايطوف بالبيت عريان . 3

29 / قوله تعالى : «فَإِذَا انسَلَخَ الأَْشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلَوةَ وَ ءَاتَوُاْ الزَّكَوةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ » [الآية : 5] .

ابن مردويه ، أخبرنا محمّد بن عليّ بن دحيم ، حدّثنا أحمد بن حازم ، حدّثنا عبيد اللّه بن موسى ، حدّثنا طلحة بن جبير ، عن عبد المطلب بن عبد اللّه ، عن مصعب بن عبد الرحمان بن عوف ، عن أبيه عبد الرحمان ، قال :فلمّا افتتح

.


1- .نفس المصدر ، ص 209 ، قال فيه : أخرج أحمد ، والنسائي ، وابن المنذر ، وابن مردويه ، عن أبي هريرة ... .
2- .نفس المصدر .

ص: 255

رسول اللّه صلى الله عليه و آله مكة انصرف إلى الطائف ، فحاصرهم سبع عشرة ، أو ثماني عشرة ، فلم يفتحها ، ثمّ أوغل غدوة ، أو روحة ، ثمّ نزل فهجر ، فقال : «أيّها الناس إنّي لكم فرط ، وأوصيكم بعترتي خيرا ، وإنّ موعدكم الحوض ، والّذي نفسي بيده لتقيمنّ الصلاة ، ولتؤتن الزكاة ، أو لأبعثن إليكم رجلاً منّي أو كنفسي ، فليضربنّ أعناق مقاتليكم ، وليسبينّ ذراريكم» . قال : فرأى الناس أبا بكر وعمر ، فأخذ بيد عليّ عليه السلام فقال : «هو هذا» . قال : فقلت : ماحمل عبد الرحمان بن عوف على مافعل ؟ قال : من ذاك أعجب 1 !

30/ قوله تعالى : «وَإِن نَّكَثُواْ أَيْمَ_نَهُم مِّنم بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُواْ فِى دِينِكُمْ فَقَ_تِلُواْ أَل_ءِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لآَ أَيْمَ_نَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ » [الآية :12] .

ابن مردويه ، عن عليّ بن أبي طالب رضى الله عنه قال :واللّه ، ما قوتل أهل هذه الآية منذ اُنزلت : «وَإِن نَّكَثُواْ أَيْمَ_نَهُم مِّنم بَعْدِ عَهْدِهِمْ » الآية . 2

.

ص: 256

ابن مردويه ، عن حذيفة رضى الله عنه أنهم ذكروا عنده هذه الآية ، فقال :ماقوتل أهل هذه الآية بعد . 1

31 / قوله تعالى : «أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَآجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ ءَامَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الأَْخِرِ وَجَ_هَدَ فِى سَبِيلِ اللَّهِ لاَ يَسْتَوُونَ عِندَ اللَّهِ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِى الْقَوْمَ الظَّ__لِمِينَ * الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَ_هَدُواْ فِى سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَ لِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللَّهِ وَأُوْلَ_ل_ءِكَ هُمُ الْفَآل_ءِزُونَ »[الآيات : 19 _ 20] .

ابن مردويه ، عن ابن عباس رضى الله عنه في الآية قال :نزلت في عليّ بن أبي طالب والعباس _ رضي اللّه عنهما _ . 2

ابن مردويه ، عن الشعبي رضى الله عنه قال :كانت بين عليّ والعباس _ رضي اللّه عنهما _ منازعة ، فقال العباس لعليّ رضى الله عنه : أنا عم النبيّ صلى الله عليه و سلم وأنت ابن عمه ، وإليَّ سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام ، فأنزل اللّه : «أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَآجِّ » الآية . 3

.

ص: 257

ابن مردويه ، عن عبد اللّه بن عبيدة رضى الله عنه قال :قال عليّ رضى الله عنه للعباس لو هاجرت إلى المدينة ، قال : أو لستُ في أفضل من الهجرة ؟ ! ألستُ أسقي الحاج ، وأعمر المسجد الحرام ، فنزلت هذه الآية يعني قوله : «أَعْظَمُ دَرَجَةً » قال : فجعل اللّه للمدينة فضل درجة على مكّة . 1

32 / قوله تعالى : «وَ السَّ_بِقُونَ الْأَوَّلُونَ » [الآية : 100] .

ابن مردويه ، عن ابن عباس قال : «وَ السَّ_بِقُونَ الْأَوَّلُونَ » عليّ وسلمان . 2

ابن مردويه ، عن ابن عباس في قوله : «وَ السَّ_بِقُونَ الْأَوَّلُونَ » قال : سبق يوشع بن نون إلى موسى ، وسبق صاحب يس إلى عيسى ، وسبق عليّ بن أبي طالب إلى محمّد بن عبد اللّه صلى الله عليه و سلم . 3

.

ص: 258

33 / قوله تعالى: «يَ_أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْاتَّقُواْاللَّهَ وَ كُونُواْ مَعَ الصَّ_دِقِينَ » [الآية : 119].

ابن مردويه ، عن ابن عباس قال :مع عليّ بن أبي طالب . 1

ابن مردويه ، عن أبي جعفر قال :مع عليّ . 2

ابن مردويه ، عن ابن عباس :كونوا مع عليّ ؛ لأنّه سيّد الصادقين . 3

ابن مردويه ، عن ابن عباس :كونوا مع عليّ وأصحابه . (1)

.


1- .مناقب مرتضوي ، ص 42 .

ص: 259

سورة يونس

سورة يونس34 / قوله تعالى : «وَ بَشِّرِ الَّذِينَ ءَامَنُواْ أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِندَ رَبِّهِمْ »[الآية : 2] .

ابن مردويه ، عن جابر قال :نزلت هذه الآية في ولاية عليّ بن أبي طالب . 1

.

ص: 260

سورة هود

سورة هود35 / قوله تعالى : «وَ يُؤْتِ كُلَّ ذِى فَضْلٍ فَضْلَهُو »[الآية : 3] .

ابن مردويه ، عن ابن عباس ، قال :إن المعني به عليّ بن أبي طالب . (1)

ابن مردويه ، عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال :هو عليّ . 2

ابن مردويه ، عن موسى الكاظم عليه السلام قال :نزلت في عليّ . (2)

36 / قوله تعالى : «فَلَعَلَّكَ تَارِكُم بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَ ضَآل_ءِقُم بِهِى صَدْرُكَ أَن يَقُولُواْ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ كَنزٌ أَوْ جَآءَ مَعَهُو مَلَكٌ إِنَّمَآ أَنتَ نَذِيرٌ وَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَىْ ءٍ وَكِيلٌ »[الآية : 12] .

ابن مردويه ، عن أبي عبد اللّه الصادق عليه السلام أنه قال :سبب نزول هذه الآية أنَّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله خرج ذات يوم ، فقال لعليّ عليه السلام : «يا عليّ ، إنّي سألت اللّه الليلة بأن يجعلك وزيري ففعل ، وسألته أن يجعلك وصيي ففعل ، وسألته أن يجعلك خليفتي في اُمتي ففعل» ، فقال رجل من أصحابه المنافقين : «واللّه ، لصاعٍ من تمر في شنٍّ بال أحب إليّ مما سأل محمّد ربّه . ألا سأله ملكا يعضده ، أو مالاً يستعين به على ما فيه ، وواللّه ما دعا ربّه إلى حق أو باطل

.


1- .تأويل الآيات الظاهرة ، ج 1 ، ص 223 .
2- .درّ بحر المناقب ، ص 94 .

ص: 261

إلاّ أجابه» ، فأنزل اللّه على رسوله : «فَلَعَلَّكَ تَارِكُم بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَ ضَآل_ءِقُم بِهِى صَدْرُكَ أَن يَقُولُواْ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ كَنزٌ أَوْ جَآءَ مَعَهُو مَلَكٌ إِنَّمَآ أَنتَ نَذِيرٌ وَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَىْ ءٍ وَكِيلٌ » . 1

37 / قوله تعالى : «أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِى وَ يَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ »[الآية: 17] .

ابن مردويه ، عن عليّ رضى الله عنه قال :رسول اللّه صلى الله عليه و سلم على بينة من ربّه ، وأنا شاهد منه . 2

.

ص: 262

ابن مردويه ، عن عليّ رضى الله عنه قال :قال رسول اللّه صلى الله عليه و سلم : «أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِى » أنا «وَ يَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ » قال : عليّ . 1

ابن مردويه ، عن عليّ رضى الله عنه قال :ما من رجل من قريش إلاّ نزل فيه طائفة من القرآن ، فقال له رجل : مانزل فيك ؟ قال : أما تقرأ سورة هود : «أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِى وَ يَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ » . رسول اللّه صلى الله عليه و سلم على بيّنة من ربّه ، وأنا شاهد منه . 2

ابن مردويه ، عن عباد بن عبد اللّه الأسدي قال :سمعت عليّا يقول وهو على المنبر : ما من رجل من قريش إلاّ وقد نزلت فيه آية أو آيتان . فقال رجل ممن تحته : فما نزل فيك أنت ؟ فغضب ثمّ قال : أما إنّك لو لم تسألني على رؤوس الأشهاد ما حدّثتك ، ويحك! هل تقرأ سورة هود ، ثمّ قرأ : «أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِى وَ يَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ » رسول اللّه صلى الله عليه و سلمعلى بينة من ربّه ، وأنا شاهد منه . 3

.

ص: 263

ابن مردويه ، عن عباد بن عبد اللّه الأسدي قال :بينا أنا وعليّ بن أبي طالب رضى الله عنهفي الرحبة إذ أتاه رجل فسأله عن هذه الآية : «أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِى وَ يَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ » ، فقال : ما من رجل من قريش جرت عليه المواسي إلاّ قد نزلت فيه طائفة من القرآن ، واللّه واللّه ، لأن تكونوا تعلمون ما سبق لنا على لسان النبيّ صلى الله عليه و سلمأحب إليّ من أن يكون لي مل ء هذه الرحبة ذهبا وفضة ، واللّه إن مثلنا في هذه الاُمة كمثل سفينة نوح في قوم نوح ، وإن مثلنا في هذهِ الآية كمثل باب حطة في بني إسرائيل . 1

.

ص: 264

سورة يوسف

سورة يوسف38 / قوله تعالى : «قُلْ هَ_ذِهِى سَبِيلِى أَدْعُواْ إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَ مَنِ اتَّبَعَنِى »[الآية : 108] .

ابن مردويه ، عن أبي جعفر عليه السلام : «أَنَا وَ مَنِ اتَّبَعَنِى » عليّ بن أبي طالب وآل محمّد . 1

ابن مردويه ، عن موسى الكاظم عليه السلام : «أَنَا وَ مَنِ اتَّبَعَنِى » هو عليّ بن أبي طالب . (1)

.


1- .در بحر المناقب ، ص 94 .

ص: 265

سورة الرعد

سورة الرعد39 / قوله تعالى : «وَ فِى الْأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَ_وِرَ تٌ وَ جَنَّ_تٌ مِّنْ أَعْنَ_بٍ وَ زَرْعٌ وَ نَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَ غَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَآءٍ وَ حِدٍ »[الآية : 4] .

ابن مردويه ، عن جابر :سمعت رسول اللّه صلى الله عليه و سلميقول : «يا عليّ ، الناس من شجر شتّى ، وأنا وأنت يا عليّ من شجرة واحدة» ، ثمّ قرأ النبيّ صلى الله عليه و سلم : «وَ جَنَّ_تٌ مِّنْ أَعْنَ_بٍ وَ زَرْعٌ وَ نَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَ غَيْرُ صِنْوَانٍ » . 1

ابن مردويه ، عن ابن عباس ، أنّه سمع النبيّ صلى الله عليه و سلميقول :«الناس من شجر شتّى ، وأنا وأنت يا عليّ من شجرة واحدة» ، ثمّ قرأ صلى الله عليه و سلم : «وَ فِى الْأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَ_وِرَ تٌ » حتّى بلغ : «يُسْقَى بِمَآءٍ وَ حِدٍ » . (1)

40/ قوله تعالى : «إِنَّمَآ أَنتَ مُنذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ » [الآية : 7] .

ابن مردويه ، عن ابن عباس رضى الله عنه قال :لمّا نزلت «إِنَّمَآ أَنتَ مُنذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ

.


1- .توضيح الدلائل ، ص 123 .

ص: 266

هَادٍ » وضع رسول اللّه صلى الله عليه و سلم يده على صدره فقال : «أنا المنذر _ وأومأ بيده إلى منكب عليّ رضى الله عنهفقال _ : أنت الهادي يا عليّ ، بك يهتدي المهتدون من بعدي» . 1

ابن مردويه ، عن ابن عباس رضى الله عنه قال :قال رسول اللّه صلى الله عليه و سلم : «أنا المنذر وعليّ هادي _ وأشار بيده إلى عليّ وقال _ : بك يهتدي المهتدون» . 2

ابن مردويه ، عن أبي برزة الأسلمي رضى الله عنه :سمعت رسول اللّه صلى الله عليه و سلم يقول : « «إِنَّمَآ أَنتَ مُنذِرٌ » _ ووضع يده على صدر نفسه ، ثمّ وضعها على صدر عليّ ويقول : «لِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ » » . 3

ابن مردويه ، عن ابن عباس رضى الله عنه في الآية ، قال :«رسول اللّه صلى الله عليه و سلمالمنذر ، والهادي عليّ بن أبي طالب رضى الله عنه» . 4

.

ص: 267

ابن مردويه ، عن عليّ بن أبي طالب رضى الله عنه قال :«رسول اللّه صلى الله عليه و سلمالمنذر ، وأنا الهادي» . وفي لفظ : «والهادي رجل من بني هاشم» ، يعني : نفسه . 1

41 / قوله تعالى : «أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ الْحَقُّ » [الآية : 19] .

ابن مردويه ، عن ابن عباس قال : «أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ الْحَقُّ » هو عليّ بن أبي طالب . (1)

ابن مردويه عن أبي جعفر عليه السلام قال :هو عليّ . (2)

42 / قوله تعالى : «الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَ تَطْمَ_ل_ءِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَ_ل_ءِنُّ الْقُلُوبُ » [الآية : 28] .

ابن مردويه ، عن عليّ ، أنّ رسول اللّه صلى الله عليه و سلم لمّا نزلت هذه الآية : «أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَ_ل_ءِنُّ الْقُلُوبُ » قال : «ذاك من أحبّ اللّه ورسوله ، وأحبّ أهل بيتي

.


1- .تأويل الآيات الظاهرة ، ج 1 ، ص 231 .
2- .كشف الغمّة ، ج 1 ، ص 317 .

ص: 268

صادقا غير كاذب» . (1)

ابن مردويه ، عن عليّ رضى الله عنه أنّ رسول اللّه صلى الله عليه و سلم لمّا نزلت هذه الآية : «أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَ_ل_ءِنُّ الْقُلُوبُ » قال : «ذاك من أحبّ اللّه ورسوله ، وأحبّ أهل بيتي صادقا غيركاذب ، وأحبّ المؤمنين شاهدا وغائبا ، ألا بذكر اللّه يتحابون» . (2)

43 / قوله تعالى : «الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَ عَمِلُواْ الصَّ__لِحَ_تِ طُوبَى لَهُمْ وَ حُسْنُ مَ_ئابٍ »[الآية: 29].

ابن مردويه ، عن محمّد بن سيرين قال :[طوبى ]هي شجرة في الجنّة أصلها في حجرة عليّ ، وليس في الجنّة إلاّ وفيها غصن من أغصانها . 3

44 / قوله تعالى : «وَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدَما بَيْنِى وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِندَهُو عِلْمُ الْكِتَ_بِ »[الآية : 43] .

ابن مردويه ، عن ابن عباس في قوله تعالى : «وَ مَنْ عِندَهُو عِلْمُ الْكِتَ_بِ » قال : هو عليّ بن أبي طالب . 4

ابن مردويه ، عن أبي جعفر في قوله تعالى : «وَ مَنْ عِندَهُو عِلْمُ الْكِتَ_بِ » قال : عليّ بن أبي طالب . 5

.


1- .أرجح المطالب ، ص 87 .
2- .الدرّ المنثور ، ج 4 ، ص 58 .

ص: 269

سورة إبراهيم

سورة إبراهيم45 / قوله تعالى : «أَلَمْ تَرَكَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَ فَرْعُهَا فِى السَّمَآءِ * تُؤْتِى أُكُلَهَا كُلَّ حِينِم بِإِذْنِ رَبِّهَا وَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُنَ »[الآية : 24 _ 25] .

ابن مردويه ، حدّثنا سليمان بن أحمد ، حدّثنا محمّد بن الحسين بن حفص ، حدّثنا عبّاد بن يعقوب ، حدّثنا يحيى بن بشّار الكندي ، عن عمرو بن إسماعيل الهمداني ، عن أبي إسحاق ، عن الحارث ، عن عليّ ، وعن عاصم ابن ضمرة عن عليّ مرفوعا :«مَثَلي مثل شجرة أنا أصلها ، وعليّ فرعها ، والحسن والحسين ثمرتها ، والشيعة ورثتها ، فأي شيء يخرج من الطيّب إلاّ الطيّب !». 1

.

ص: 270

سورة الحجر

سورة الحجر46 / قوله تعالى : «وَ إِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ * لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَ بٍ لِّكُلِّ بَابٍ مِّنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُومٌ »[الآية : 43 _ 44] .

ابن مردويه ، عن أبي ذر ، قال :قال رسول اللّه صلى الله عليه و سلم : «لجهنّم باب لايدخل منه إلاّ من أخفرني (1) في أهل بيتي ، وأراق دماءهم من بعدي» . (2)

47 / قوله تعالى : «وَ نَزَعْنَا مَا فِى صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَ نًا عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَ_بِلِينَ »[الآية : 47] .

ابن مردويه ، عن زيد بن أرقم رضى الله عنه قال :دخلت على رسول اللّه صلى الله عليه و سلمفقال : «إنّي مؤاخ بينكم كما آخى اللّه بين الملائكة _ ثمّ قال لعليّ _ : أنت أخي ورفيقي» ، ثمّ تلا هذه الآية : «إِخْوَ نًا عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَ_بِلِينَ » . 3

.


1- .أخْفَرَهُ : نقض عهده وغَدَر به .
2- .الدرّ المنثور ، ج 4 ، ص 100.

ص: 271

ابن مردويه ، أخبرنا سليمان بن أحمد ، أخبرنا محمّد بن موسى ، أخبرنا الحسن بن كثير ، أخبرنا سليمان بن عقبة ، أخبرنا عكرمة بن عمّار ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة قال :قال عليّ بن أبي طالب عليه السلام : يا رسول اللّه ، أيّما أحبّ إليك أنا أم فاطمة ؟ قال : «فاطمة أحبّ إليَّ منك ، وأنت أعزّ عليَّ منها ، وكأني بك وأنت على حوضي تذود عنه الناس ، وأنّ عليه الأباريق مثل عدد نجوم السماء ، وأني وأنت والحسن والحسين وفاطمة وعقيلاً وجعفرا في الجنّة ، إخوانا على سرر متقابلين ، لاينظر أحدهم في قفا صاحبه» . 1

ابن مردويه ، عن الحسن البصري قال :قال عليّ بن أبي طالب رضى الله عنه : فينا واللّه أهل بدر نزلت : «وَ نَزَعْنَا مَا فِى صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَ نًا عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَ_بِلِينَ » . (1)

.


1- .الدرّ المنثور ، ج 4 ، ص 101 ، قال فيه : أخرج سعيد بن منصور ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن مردويه ، عن الحسن البصري ... .

ص: 272

سورة النحل

سورة النحل48 / قوله تعالى: «وَ إِن تَعُدُّواْنِعْمَهَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَآ إِنَ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ » [الآية : 18] .

ابن مردويه ، حدّثني محمّد بن عبد اللّه بن الحسين ، حدّثنا عليّ بن الحسين بن إسماعيل ، حدّثنا محمّد بن الوليد العقيلي ، حدّثني إبراهيم بن عبد اللّه الخوارزمي ، حدّثنا وكيع ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس قال :إستقبل النبيّ صلى الله عليه و آلهعليّ بن أبي طالب عليه السلام فقال له : «يا أبا الحسن ، ما أوّل نعمة أنعم اللّه عليك ؟»، قال : خلقني ذكرا ولم يخلقني أُنثى . قال : «فما الثانية ؟» قال : هداني لدينه وعرّفني نفسه . قال : «فما الثالثة ؟» فقال : «وَ إِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَآ » ، فقال النبيّ : «بخٍ بخٍ ، يا أبا الحسن ، حُشيتَ حكما وعلما ، أدنِ اليتيم و آوِ الغريب وارحم المسكين ، فإنّه لايبغضك من العرب إلاّ دَعي ، ولا من الأنصار إلاّ يهودي ، ولا من سائر الناس إلاّ شقي» . 1

.

ص: 273

49 / قوله تعالى: «وَ أَقْسَمُواْ بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَ_نِهِمْ لاَ يَبْعَثُ اللَّهُ مَن يَمُوتُ » [الآية : 38] .

ابن مردويه ، عن عليّ رضى الله عنه في قوله : «وَ أَقْسَمُواْ بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَ_نِهِمْ لاَ يَبْعَثُ اللَّهُ مَن يَمُوتُ » ، قال : نزلت فيَّ . 1

50/ قوله تعالى : «وَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَّجُلَيْنِ أَحَدُهُمَآ أَبْكَمُ لاَ يَقْدِرُ عَلَى شَىْ ءٍ وَ هُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلَ_ل_هُ أَيْنَمَا يُوَجِّههُّ لاَ يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِى هُوَ وَ مَن يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ هُوَ عَلَى صِرَ طٍ مُّسْتَقِيمٍ »[الآية : 76] .

ابن مردويه ، عن عطاء ، عن أبي جعفر قال :عليّ بن أبي طالب يأمر بالعدل ، وهو على صراط مستقيم . 2

51 / قوله تعالى: «إِنَ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ الاْءِحْسَ_نِ وَ إِيتَآىءِ ذِى الْقُرْبَى » [الآية :90] .

ابن مردويه :قوله عز و جل : «إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ الاْءِحْسَ_نِ » فالعدل رسول اللّه ، والإحسان عليّ . 3

.

ص: 274

سورة الإسراء

.

.

ص: 275

سورة مريم

سورة مريم53 / قوله تعالى : «إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَ عَمِلُواْ الصَّ__لِحَ_تِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَ_نُ وُدًّا »[الآية : 96] .

ابن مردويه ، عن ابن عباس قال :نزلت في عليّ بن أبي طالب : «إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَ عَمِلُواْ الصَّ__لِحَ_تِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَ_نُ وُدًّا » قال : محبّة في قلوب المؤمنين . 1

ابن مردويه ، عن البراء قال :قال رسول اللّه صلى الله عليه و سلملعليّ رضى الله عنه : «قل : اللهمّ اجعل لي عندك عهدا ، واجعل لي عندك ودّا ، واجعل لي في صدور المؤمنين مودة» ،

.

ص: 276

فأنزل اللّه : «إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَ عَمِلُواْ الصَّ__لِحَ_تِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَ_نُ وُدًّا » قال : فنزلت في عليّ . 1

ابن مردويه ، عن البراء قال :قال رسول اللّه صلى الله عليه و سلم لعليّ _ كرّم اللّه وجهه _ : «قل : اللهمّ اجعل لي عندك عهدا ، واجعل لي في صدور المؤمنين ودّا» ، فأنزل اللّه سبحانه هذه الآية . 2

ابن مردويه ، عن البراء بن عازب قال :قال النبيّ صلى الله عليه و سلم لعليّ : «قل : اللهمّ اجعل لي عندك عهدا ، وفي صدور عبادك ودّا ، واجعل لي في صدور المؤمنين مودة» . قال : فنزلت : «إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَ عَمِلُواْ الصَّ__لِحَ_تِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَ_نُ وُدًّا » . (1)

.


1- .توضيح الدلائل ، ص 161 .

ص: 277

سورة طه

سورة طه54 / قوله تعالى: «قَالَ رَبِّاشْرَحْ لِى صَدْرِى * وَ يَسِّرْلِى أَمْرِى* وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِى * يَفْقَهُواْ قَوْلِى* وَ اجْعَل لِّى وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِى * هَ_رُونَ أَخِى * اشْدُدْ بِهِى أَزْرِى * وَ أَشْرِكْهُ فِى أَمْرِى * كَىْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا * وَ نَذْكُرَكَ كَثِيرًا * إِنَّكَ كُنتَ بِنَا بَصِيرًا » [الآيات : 25 _ 35] .

ابن مردويه ، عن أسماء بنت عميس ، قالت :قال النبيّ صلى الله عليه و آله : «اللهمّ أقول كما قال موسى بن عمران : اللهمّ اجعل لي وزيرا من أهلي عليّ بن أبي طالب» . (1)

ابن مردويه ، عن أسماء بنت عميس ، قالت :سمعت رسول اللّه صلى الله عليه و سلم وهو يقول : «اللهمّ إنّي أسألك بما سألك أخي موسى أن تشرح لي صدري ، وأن تيسّر لي أمري ، وأن تحلّ عقدة من لساني يفقهوا قولي ، واجعل لي وزيرا من أهلي عليّا أخي ، اشدد به أزري ، وأشركه في أمري ، كي نسبّحك كثيرا ، ونذكرك كثيرا ، إنّك كنت بنا بصيرا» . 2

.


1- .تحفة الأبرار ، ص 212 ، قال : القطان ، والصالحاني ، وابن مردويه ، والشيرازي ، عن أسماء بنت عميس ... .

ص: 278

ابن مردويه ، عن أسماء بنت عميس قالت :رأيت رسول اللّه صلى الله عليه و سلمبإزاء ثبير وهو يقول : «أشرق ثبير ، أشرق ثبير ، اللهمّ إني أسألك بما سألك أخي موسى أن تشرح لي صدري ، وأن تيسّر لي أمري ، وأن تحلّ عقدة من لساني يفقهوا قولي ، واجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي ، اشدد به أزري ، وأشركه في أمري ، كي نسبّحك كثيرا ، ونذكرك كثيرا إنّك كنت بنا بصيرا» . (1)

55 / قوله تعالى: «وَ أْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَوةِ » [الآية: 132].

ابن مردويه ، عن أبي سعيد الخدري قال :لمّا نزلت «وَ أْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَوةِ » كان النبيّ صلى الله عليه و سلم يجيء إلى باب عليّ صلاة الغداة ثمانية أشهر يقول : «الصلاة رحمكم اللّه «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا » » . 2

.


1- .الدرّ المنثور ، ج 4 ، ص 295 . قال : أخرج ابن مردويه ، والخطيب ، وابن عساكر ، عن أسماء بنت عميس ... .

ص: 279

سورة الأنبياء

سورة الأنبياء56 / قوله تعالى : «إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَى أُوْلَ_ل_ءِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ * لاَ يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَ هُمْ فِى مَا اشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ خَ__لِدُونَ »[الآية : 101 _ 102] .

ابن مردويه ، عن النعمان بن بشير ، أنّ عليّا قرأ : «إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَى أُوْلَ_ل_ءِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ » فقال : أنا منهم ... . 1

ابن مردويه ، عن أبي سعيد في قوله تعالى : «إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَى » قال عليّ بن أبي طالب : أنا منهم . (1)

ابن مردويه ، عن النعمان بن بشير ، أنّ عليّا تلا ليلة : «إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَى أُوْلَ_ل_ءِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ » وقال : أنا منهم ، واُقيمت الصلاة ، فقام وهو يقول : «لاَ يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا » . 3

.


1- .توضيح الدلائل ، ص 162 .

ص: 280

سورة الحج

سورة الحج57 / قوله تعالى : «هَ_ذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُواْ فِى رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُواْ قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ * يُصْهَرُ بِهِى مَا فِى بُطُونِهِمْ وَ الْجُلُودُ * وَ لَهُم مَّقَ_مِعُ مِنْ حَدِيدٍ * كُلَّمَآ أَرَادُواْ أَن يَخْرُجُواْ مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُواْ فِيهَا وَذُوقُواْ عَذَابَ الْحَرِيقِ »[الآيات : 19 _ 22] .

ابن مردويه ، عن ابن عباس قال :لمّا بارز عليّ وحمزة وعبيدة وعتبة وشيبة والوليد ، قالوا لهم : تكلّموا نعرفكم ، قال : أنا عليّ وهذا حمزة وهذا عبيدة ، فقالوا : أكفاء كرام . فقال عليّ : أدعوكم إلى اللّه وإلى رسوله . فقال عتبة : هلمّ للمبارزة . فبارز عليّ شيبة ، فلم يلبث أن قتله ، وبارز حمزة عتبة فقتله ، وبارز عبيدة الوليد ، فصعب عليه فأتى عليّ فقتله ، فأنزل اللّه : «هَ_ذَانِ خَصْمَانِ » الآية . 1

ابن مردويه ، عن أبي ذر رضى الله عنه ، أنّه كان يقسم قسمان أنّ هذه الآية : «هَ_ذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُواْ فِى رَبِّهِمْ » نزلت في الثلاثة . والثلاثة الّذين تبارزوا

.

ص: 281

يوم بدر ، وهم حمزة بن عبد المطلب وعبيدة بن الحارث وعليّ بن أبي طالب ، وعتبة وشيبة ابنا ربيعة والوليد بن عتبة . 1

ابن مردويه ، عن عليّ رضى الله عنه قال :فينا نزلت هذه الآية : «هَ_ذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُواْ فِى رَبِّهِمْ » في الّذين بارزوا يوم بدر ، حمزة وعليّ وعبيدة بن الحارث ، وعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة والوليد بن عتبة . 2

ابن مردويه ، عن مجاهد قال :نزلت في عليّ وحمزة وعبيدة بن الحارث حين بارزوا عتبة وشيبة والوليد . (1)

58 / قوله تعالى : «إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّ__لِحَ_تِ جَنَّ_تٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَ_رُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَ لُؤْلُؤًا وَ لِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ »[الآية : 23] .

ابن مردويه ، عن مجاهد قال :في عليّ وأصحابه نزلت : «إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّ__لِحَ_تِ » الآية . (2)

ابن مردويه ، عن مجاهد ، قوله تعالى : «إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ

.


1- .مفتاح النجا ، ص 38 .
2- .نفس المصدر .

ص: 282

الصَّ__لِحَ_تِ جَنَّ_تٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَ_رُ » نزلت في عليّ وحمزة وعبيدة حيث قاتلوا مع عتبة وشيبة . 1

59 / قوله تعالى : «وَ بَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ * الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَ الصَّ_بِرِينَ عَلَى مَآ أَصَابَهُمْ وَ الْمُقِيمِى الصَّلَوةِ وَ مِمَّا رَزَقْنَ_هُمْ يُنفِقُونَ »[الآيات : 34 _ 35] .

ابن مردويه ، عن ابن عباس قال :منهم عليّ عليه السلاموسلمان . 2

.

ص: 283

سورة المؤمنون

سورة المؤمنون60/ قوله تعالى: «وَ إِنَّ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالْأَخِرَةِ عَنِ الصِّرَ طِ لَنَ_كِبُونَ » [الآية: 74].

ابن مردويه ، عن الأصبغ بن نباتة ، عن أمير المؤمنين عليّ في قول اللّه عز و جل : «عَنِ الصِّرَ طِ لَنَ_كِبُونَ » قال : عن ولايتي . 1

ابن مردويه ، عن عليّ في قوله تعالى : «وَ إِنَّ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالْأَخِرَةِ عَنِ الصِّرَ طِ لَنَ_كِبُونَ » قال : ناكبون عن ولايتنا . 2

.

ص: 284

سورة النور

سورة النور61 / قوله تعالى : «فِى بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُو يُسَبِّحُ لَهُو فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَ الْأَصَالِ »[الآية : 36] .

ابن مردويه ، عن أنس بن مالك وبريدة قال :قرأ رسول اللّه صلى الله عليه و سلم هذه الآية «فِى بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ » فقام إليه رجل فقال : أيّ بيوت هذه يا رسول اللّه ؟ قال : «بيوت الأنبياء» ، فقام إليه أبو بكر فقال : يا رسول اللّه ، هذا البيت منها ؟ _ لبيت عليّ وفاطمة _ قال : «نعم من أفاضلها» . 1

62 / قوله تعالى : «وَ يَقُولُونَ ءَامَنَّا بِاللَّهِ وَ بِالرَّسُولِ وَ أَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنْهُم مِّنم بَعْدِ ذَ لِكَ وَ مَآ أُوْلَ_ل_ءِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ * وَ إِذَا دُعُواْ إِلَى اللَّهِ وَ رَسُولِهِىلِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم مُّعْرِضُونَ » [الآية:47_48].

ابن مردويه ،عن ابن عباس ، أنّها نزلت في عليّ عليه السلام ورجل من قريش ابتاع منه أرضا . 2

.

ص: 285

سورة الفرقان

سورة الفرقان63 / قوله تعالى : «وَ هُوَ الَّذِى خَلَقَ مِنَ الْمَآءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُو نَسَبًا وَ صِهْرًا وَ كَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا » [الآية : 54] .

ابن مردويه ، عن كثير بن كلثمة ، عن أبي جعفر عليه السلام قال :هو عليّ وفاطمة عليهماالسلام . 1

ابن مردويه ، عن عليّ ، أن النبيّ صلى الله عليه و سلم قال :«كنت أنا وعلي نورا بين يدي اللّه تعالى قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام ، فلمّا خلق اللّه آدم قسم ذلك النور جزئين ، فجزء أنا وجزء عليّ» . 2

.

ص: 286

ابن مردويه ، حدّثنا إسحاق بن محمّد بن عليّ بن خالد ، حدّثنا أحمد بن زكريا ، حدّثنا ابن طهمان ، حدّثنا محمّد بن خالد الهاشمي ، حدّثنا الحسن ابن إسماعيل بن حمّاد ، عن أبيه ، عن زياد بن المنذر ، عن محمّد بن عليّ بن الحسين ، عن أبيه ، عن جدّه قال :قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : «كنت أنا وعليّ نورا بين يدي اللّه تعالى من قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام ، فلمّا خلق اللّه تعالى آدم سلك ذلك النور في صلبه ، فلم يزل اللّه تعالى ينقله من صلب إلى صلب حتى أقرّه في صلب عبد المطلب ، فقسمه قسمين : قسما في صلب عبد اللّه ، وقسما في صلب أبي طالب ، فعليّ منّي وأنا منه ، لحمه لحمي ، ودمه دمي ، فمن أحبّه فبحبّي أحبّه ، ومن أبغضه فببغضي أبغضه» . 1

.

ص: 287

سورة الشعراء

سورة الشعراء64 / قوله تعالى : «وَ اجْعَل لِّى لِسَانَ صِدْقٍ فِى الْأَخِرِينَ »[الآية : 84] .

ابن مردويه ، عن علاء بن فضيل قال :سألت أبا عبد اللّه جعفر بن محمّد عن هذه الآية ؟ قال : «لِسَانَ صِدْقٍ » هو عليّ بن أبي طالب رضى الله عنه . إن إبراهيم عليه السلامعرضت ولايته عليه فقال : «اللهمّ اجعله من ذريتي» . ففعل اللّه ذلك . 1

65 / قوله تعالى : «وَ أَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ » [الآية : 214] .

ابن مردويه ، عن عليّ رضى الله عنه قال :لمّا نزلت : «وَ أَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ » قال رسول اللّه صلى الله عليه و سلم : عليّ يقضي ديني ، وينجز بوعدي . 2

ابن مردويه ، عن ابن عباس في قوله تعالى : «وَ أَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ » قال : أمر اللّه محمّدا صلى الله عليه و سلم أن ينذر قومه ويبدأ بأهل بيته وفصيلته . قال : «وَكَذَّبَ بِهِى قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ » . (1)

ابن مردويه ، عن ربيعة بن ناجد ، أنّ رجلاً قال لعليّ :يا أمير المؤمنين لِمَ ورثت ابن عمّك دون عمّك ؟ قال : لمّا أُنزلت : «وَ أَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ » دعاني رسول اللّه صلى الله عليه و سلمفقال :

.


1- .الدرّ المنثور ، ج 5 ، ص 97 .

ص: 288

«يا عليّ ، إنّ اللّه أمرني أن أنذر عشيرتك الأقربين ، فاصنع لنا صاعا من الطعام ، واجعل عليه رجل شاة ، وعسا من لبن ، ثمّ اجمع لي بني عبد المطلب وأبلغهم ما أمرت به» . فصنعت كما أمرني ، ثمّ دعوتهم له وهم يومئذٍ أربعون رجلاً فيهم أعمامه : أبو طالب وحمزة وعباس وأبو لهب ، فلمّا اجتمعوا إليه دعاني بالطعام الّذي صنعت لهم ، فجئت به ، فلمّا وضعته تناول رسول اللّه صلى الله عليه و سلمثمّ قال : «خذوا بسم اللّه » . فأكل القوم حتّى مالهم بشق حاجة ، وماأرى إلاّ موضع أيديهم ، وأيم اللّه الّذي نفسي بيده ، وإن كان الرجل الواحد منهم ليأكل ما قدمت لجميعهم ، ثمّ قال : «اسق القوم» ، فجئت بذلك العس ، فشربوا حتّى رووا وبقي الشراب كأنّه لم يشرب . فقال : «يا بني عبد المطلب ، إنّي بُعثت إليكم خاصة وإلى الناس عامة ، وقد رأيتم من فضل اللّه الآيات ما قد رأيتم ، فأيّكم يبايعني على أن يكون أخي وصاحبي !» فلم يقم إليه أحد . قال : فقمت إليه ، وكنت أصغر القوم سنا ، قال : «اجلس» ، ثمّ قال ذلك ثلاث مرات كل ذلك أقوم إليه وهو يقول : «اجلس» ، حتّى كان في الثالثة فضرب بيده على يدي ثمّ قال : «أنت أخي وصاحبي ووزيري» ، فبذلك ورثت ابن عمّي دون عمّي . 1

.

ص: 289

ابن مردويه ، عن عليّ قال :لمّا نزلت هذه الآية : «وَ أَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ » دعا النبيّ صلى الله عليه و سلم بني عبد المطلب ، وصنع لهم طعاما ليس بالكثير ، فقال : «كلوا بسم اللّه من جوانبها ، فإن البركة تنزل من ذروتها» ، ووضع يده أوّلهم ، فأكلوا حتّى شبعوا ، ثمّ دعا بقدح فشرب أوّلهم ، ثمّ سقاهم فشربوا حتّى رووا ، فقال أبو لهب : لقد سحركم ! وقال : «يا بني عبد المطلب إنّي جئتكم بما لم يجيء به أحد قط ، أدعوكم إلى شهادة أن لا إله إلاّ اللّه ، وإلى اللّه ، وإلى كتابه» ، فنفروا وتفرقوا ، ثمّ دعاهم الثانيّة على مثلها ، فقال أبو لهب كما قال المرة الأُولى ، فدعاهم ، ففعلوا مثل ذلك ، ثمّ قال لهم _ ومدّ يده _ : «من يبايعني على أن يكون أخي ، وصاحبي ، ووليّكم من بعدي ؟» ، فمددت يدي وقلت : أنا أُبايعك _ وأنا يومئذٍ أصغر القوم ، عظيم البطن ، فبايعني على ذلك . قال : وذلك الطعام أنا صنعته . 1

ابن مردويه ، عن عليّ رضى الله عنه قال :لمّا نزلت هذه الآية على رسول اللّه صلى الله عليه و سلم : «وَ أَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ » دعاني رسول اللّه صلى الله عليه و سلم فقال : «يا عليّ ، إنّ اللّه أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين ، فضقت بذلك ذرعا ، وعرفتُ أني مهما أناديهم بهذا الأمر أرى منهم ما أكره ، فصمت عليها حتّى جاءني جبريل

.

ص: 290

فقال : ~يا محمّد ، إنّك إن لم تفعل ماتؤمر به يعذبك ربّك} ، فاصنع لي صاعا من طعام ، واجعل عليه رجل شاة ، واجعل لنا عُسَّا من لبن ، ثمّ اجمع لي بني عبد المطلب حتّى أُكلّمهم وأُبلغ ما أُمرت به» ، ففعلت ماأمرني به ، ثمّ دعوتهم له ، وهم يومئذٍ أربعون رجلاً يزيدون رجلاً أو ينقصونه ، فيهم أعمامه : أبو طالب وحمزة والعباس وأبو لهب ، فلمّا اجتمعوا إليه دعاني بالطعام الّذي صنعته لهم فجئت به ، فلمّا وضعته تناول النبيّ صلى الله عليه و سلم جَشْبَ حزبة من اللّحم فشقّها بأسنانه ثمّ ألقاها في نواحي الصفحة ، ثمّ قال : «كلوا بسم اللّه » ، فأكل القوم حتّى نهلوا عنه ، ما نرى إلاّ آثار أصابعهم ، واللّه إن كان الرجل الواحد منهم ليأكل مثلَ ما قدمتُ لجميعهم ! ثمّ قال : «اسق القوم يا عليّ» ، فجئتهم بذلك العُسِّ ، فشربوا منه حتّى رووا جميعا ! وأيمُ اللّه ، إن كان الرجل منهم ليشرب مثله ! فلمّا أراد النبيّ صلى الله عليه و سلم أن يكلّمهم بَدَره أبو لهب إلى الكلام فقال : لقد سحركم صاحبكم ، فتفرق القوم ولم يكلّمهم النبيّ صلى الله عليه و سلم ، فلمّا كان الغد قال : «ياعليّ ، إن هذا الرجل قد سبقني إلى ما سمعت من القول فتفرق القوم قبل أن أكلّمهم ، فَعُدَّ لنا مثل الّذي صنعت بالأمس من الطعام والشراب ثمّ اجمعهم لي» ، ففعلتُ ثم جمعتهم ، ثمّ دعاني بالطعام فقربته ، ففعل به كما فعل بالأمسِ ، فأكلوا وشربوا حتّى نهلوا ، ثمّ تكلّم النبيّ صلى الله عليه و سلمفقال : «يا بني عبد المطلب ، إنّي واللّهِ ما أعلم شابا في العرب جاء قومه بأفضل ما جئتكم به ! إنّي قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة ! وقد أمرني اللّه أن أدعوكم إليه ، فأيّكم يؤازِرُني على أمري هذا ؟»، فقلتُ _ وأنا أحْدَثُهم سنّا ، وأرمَصُهم عينا ، وأعظمهم بطنا ، وأحمشهم ساقا _ : أنا يا نبي اللّه أكون وزيرك عليه ! فأخذ برقبتي فقال : «إنّ هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا» ، فقام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب : قد أمرك

.

ص: 291

أن تسمع وتطيع لعليّ . 1

ابن مردويه ، عن البراء بن عازب قال :لمّا نزلت هذه الآية : «وَ أَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ » جمع رسول اللّه صلى الله عليه و سلمبني عبد المطلب ، وهم يومئذٍ أربعون رجلاً منهم العشرة يأكلون المسنة ويشربون العس ، وأمر عليّا برجلِ شاةٍ صنعها لهم ، ثمّ قربها إلى رسول اللّه صلى الله عليه و سلم فأخذ منها بضعة ، فأكل منها ، ثمّ تتبع بها جوانب القصعة ، ثمّ قال : «ادنوا بسم اللّه » ، فدنا القوم عشرة عشرة فأكلوا حتّى صدروا ، ثمّ دعا بقعب من لبن ، فجرع منها جرعة فناولهم فقال : «اشربوا بسم اللّه » ، فشربوا حتّى رووا عن آخرهم ، فقطع كلامهم رجل فقال لهم : ما سحركم مثل هذا الرجل ! فأُسكت النبيّ صلى الله عليه و سلميومئذٍ فلم يتكلّم ، ثمّ دعاهم من الغد على مثل ذلك من الطعام والشراب ، ثمّ بدرهم بالكلام فقال : «يا بني عبد المطلب إنّي أنا النذير إليكم من اللّه والبشير ، قد جئتكم بما لم يجيء به أحد ، جئتكم بالدنيا والآخرة ، فأسلموا تسلموا وأطيعوا تهتدوا» . (1)

.


1- .الدرّ المنثور ، ج 5 ، ص 97 .

ص: 292

سورة النمل

سورة النمل66 / قوله تعالى : «مَن جَآءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُو خَيْرٌ مِّنْهَا وَ هُم مِّن فَزَعٍ يَوْمَ_ل_ءِذٍ ءَامِنُونَ وَ مَن جَآءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِى النَّارِ » [الآية : 89 _ 90] .

ابن مردويه ، عن أبي عبد اللّه الجدلي قال :قال عليّ : أتدري ما معنى هذه الآية يا أبا عبد اللّه ؟ الحسنة حبّنا ، والسيئة بغضنا . 1

.

ص: 293

سورة القصص

سورة القصص67 / قوله تعالى : «سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ » [الآية : 35] .

ابن مردويه ، عن ابن عبّاس ، بينا هو جالس على شفير زمزم يقول :قال رسول اللّه صلى الله عليه و سلم إذ أقبل رجل متعمم بعمامة ، فجعل ابن عباس لايقول : قال رسول اللّه صلى الله عليه و سلمإلاّ قال الرجل : قال رسول اللّه صلى الله عليه و سلم ، فقال ابن عباس : سألتك باللّه من أنت ؟ فكشف العمامة عن وجهه وقال : أيّها الناس ! من عرفني فقد عرفني ، أنا جندب بن جنادة البدري أبو ذر الغفاري ، سمعت رسول اللّه صلى الله عليه و سلمبهاتين وإلاّ فصمّتا ، ورأيته بهاتين وإلاّ فعميتا يقول عن عليّ : إنّه «قائد البررة وقاتل الكفرة ، منصور من نصره ، مخذول من خذله» ، أما إنّي صليت مع رسول اللّه صلى الله عليه و سلميوما من الأيام الظهر ، فسأل سائل في المسجد ، فلم يعطه أحد شيئا ، وكان عليّ في الصلاة راكعا ، فأومى إليه بخنصره اليمنى ، وكان متختما خاتما ، فأقبل السائل فأخذ الخاتم من خنصره وذلك بمرأى من النبيّ صلى الله عليه و سلموهو يصلي ، فلمّا فرغ النبيّ من صلاته رفع رأسه إلى السماء وقال : «اللهمّ إنّ أخي موسى سألك فقال : «رَبِّ اشْرَحْ لِى صَدْرِى * وَ يَسِّرْ لِى أَمْرِى * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِى * يَفْقَهُواْ قَوْلِى * وَ اجْعَل لِّى وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِى * هَ_رُونَ أَخِى * اشْدُدْ بِهِى أَزْرِى * وَ أَشْرِكْهُ فِى أَمْرِى » (1) ، فأنزلت عليه قرآنا ناطقا : «سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَ نَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَ_نًا فَلاَ يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِ_ئايَ_تِنَآ » . اللهمّ ، وأنا محمّد نبيّك وصفيّك ، اللهمّ ، فاشرح لي صدري ، ويسّر لي أمري ، واجعل لي وزيرا من أهلي عليّا اشدد به ظهري» .

.


1- .طه : 25 _ 35 .

ص: 294

قال أبو ذر : فما استتم رسول اللّه صلى الله عليه و سلمكلامه حتّى نزل جبرئيل عليه السلاممن عنداللّه عز و جلفقال : يا محمّد ، اقرأ ، فأنزل اللّه عليه : «إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُو وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَوةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَوةَ وَهُمْ رَ كِعُونَ » . 1

68 / قوله تعالى : «أَفَمَن وَعَدْنَ_هُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لَ_قِيهِ كَمَن مَّتَّعْنَ_هُ مَتَ_عَ الْحَيَوةِ الدُّنْيَا ثُمَ هُوَ يَوْمَ الْقِيَ_مَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ »[الآية: 61].

ابن مردويه ، عن مجاهد :نزلت في عليّ وحمزة . 2

.

ص: 295

69 / قوله تعالى : «تِلْكَ الدَّارُ الْأَخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِى الْأَرْضِ وَلاَ فَسَادًا وَ الْعَ_قِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ »[الآية : 83] .

ابن مردويه ، عن عليّ بن أبي طالب رضى الله عنه :أنّه كان يمشي في الأسواق وحده وهو والٍ ، يرشد الضال ، ويعين الضعيف ، ويمرّ بالبقّال والبيّع ، فيفتح عليه القرآن ويقرأ : «تِلْكَ الدَّارُ الْأَخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِى الْأَرْضِ وَلاَ فَسَادًا » ويقول : نزلت هذه الآية في أهل العدل والتواضع في الولاة ، وأهل القدرة من سائر الناس . 1

.

ص: 296

سورة العنكبوت

سورة العنكبوت70/ قوله تعالى : «الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُواْ أَن يَقُولُواْ ءَامَنَّا وَ هُمْ لاَ يُفْتَنُونَ »[الآية : 2] .

ابن مردويه ، عن عليّ قال :قلت : يا رسول اللّه ، ما هذه الفتنة ؟ قال : «يا عليّ ، بك فإنّك تخاصم ، فأعد للخصومة» . 1

ابن مردويه ، عن عليّ قال :قلت : يا رسول اللّه ، ما هذه الفتنة ؟ قال : «يا عليّ ، إنّك مبتلى ومبتلى بك ، وإنّك مخاصم فأعدّ للخصومة» . 2

.

ص: 297

سورة السجدة

سورة السجدة71 / قوله تعالى : «أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لاَّ يَسْتَوُونَ »[الآية : 18] .

ابن مردويه ، عن ابن عباس _ رضي اللّه عنهما _ في قوله : «أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا » قال : أمّا المؤمن فعليّ بن أبي طالب رضى الله عنه ، وأمّا الفاسق فالوليد بن عقبة بن أبي معيط ؛ وذلك لسباب كان بينهما ، فأنزل اللّه ذلك . 1

ابن مردويه ، من رواية سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال :قال الوليد بن عقبة لعليّ بن أبي طالب : أنا أحدّ منك سنانا ، وأبسط منك لسانا ، وأملأ للكتيبة منك . فقال له عليّ : اسكت يا فاسق ، فإنّما أنت فاسق فنزلت : «أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لاَّ يَسْتَوُونَ » . 2

ابن مردويه ، من رواية الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس :مثله . 3

ابن مردويه ، عن ابن عباس _ رضي اللّه عنهما _ قال :قال الوليد بن عقبة لعليّ ابن أبي طالب رضى الله عنه : أنا أحدّ منك سنانا ، وأبسط منك لسانا ، وأملأ للكتيبة منك . فقال له عليّ رضى الله عنه : اسكت فإنّما أنت فاسق . فنزلت : «أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لاَّ يَسْتَوُونَ » ، يعني بالمؤمن : عليّا ، وبالفاسق : الوليد بن

.

ص: 298

عقبة بن أبي معيط . 1

.

ص: 299

سورة الأحزاب

سورة الأحزاب72 / قوله تعالى : «النَّبِىُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَ أَزْوَ جُهُو أُمَّهَ_تُهُمْ وَأُوْلُواْ الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِى كِتَ_بِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُهَ_جِرِينَ »[الآية : 6] .

ابن مردويه ، عن ابن عباس رضى الله عنه قال :ذلك عليّ ؛ لأنّه كان مؤمنا مهاجرا ذا رحم . (1)

ابن مردويه ، عن زيد بن عليّ قال :كان ذاك عليّ بن أبي طالب ، كان مؤمنا مهاجرا ذا رحم . (2)

73 / قوله تعالى : «مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُواْ مَا عَ_هَدُواْ اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُو وَ مِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَ مَا بَدَّلُواْ تَبْدِيلاً »[الآية : 23] .

ابن مردويه ، عن أبي الورد ، عن أبي جعفر قال : «رِجَالٌ صَدَقُواْ » حمزة وعليّ وجعفر . «فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُو » أي : عهده ، وهو حمزة وجعفر . «وَ مِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ » قال : عليّ بن أبي طالب عليه السلام . 3

.


1- .أرجح المطالب ، ص 83 .
2- .توضيح الدلائل ، ص 158 .

ص: 300

ابن مردويه ، عن عكرمة قال :سُئل عليّ وهو على منبر الكوفة «مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُواْ مَا عَ_هَدُواْ اللَّهَ عَلَيْهِ » ؟ فقال : اللهمّ عفوا ، هذه الآية نزلت فيَّ وفي عمّي حمزة وفي ابن عمّي عبيدة ابن الحارث ، فإنّه قضى نحبه يوم بدر . فأما عمّي حمزة فإنّه قضى نحبه يوم اُحد ، وأما أنا فأنتظر أشقاها يخضّب هذه من هذه _ وأشار إلى لحيته ورأسه ، وقال : _ عهد عهده إليَّ أبو القاسم رسول اللّه صلى الله عليه و سلم . (1)

74 / قوله تعالى : «وَ كَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَ كَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا »[الآية : 25].

ابن مردويه ، عن ابن مسعود رضى الله عنه أنّه كان يقرأ هذا الحرف :وكفى اللّه المؤمنين القتال بعليّ بن أبي طالب . 2

ابن مردويه ، عن ابن عباس :كنا نقرأ على عهد رسول اللّه : كفى اللّه المؤمنين القتال بعليّ . (2)

75 / قوله تعالى : «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا »[الآية : 33] .

.


1- .أرجح المطالب ، ص 60، قال فيه : أخرجه ابن مردويه ، وسبط بن الجوزي ، وابن حجر في الصواعق المحرقة .
2- .كشف اليقين ، ص 402 .

ص: 301

ابن مردويه ، من أزيد من مئة طريق أنّها في محمّد وعليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام. (1)

ابن مردويه ، عن سعد قال :نزل على رسول اللّه صلى الله عليه و سلم الوحي ، فأدْخلَ عليّا وفاطمة وابنيهما تحت ثوبه ثمّ قال : «اللهمّ هؤلاء أهلي وأهل بيتي» . 2

ابن مردويه ، عن اُمّ سلمة _ رضي اللّه عنها _ قالت :في بيتي نزلت : «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ » وفي البيت فاطمة وعليّ والحسن والحسين . فجلَّلهم رسول اللّه صلى الله عليه و سلم بكساء كان عليه ثمّ قال : «هؤلاء أهل بيتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا» . 3

ابن مردويه ، عن أُمّ سلمة قالت :اُنزلت هذه الآية في بيتي وأنا جالسة على باب البيت . فقلت : يا رسول اللّه ، ألست من أهل البيت ؟ قال صلى الله عليه و آله : «أنتِ على خير . إنّك من أزواج النبيّ» ، قالت : وفي البيت رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، وعليّ وفاطمة ، والحسن والحسين . (2)

ابن مردويه ، عن أُمّ المؤمنين أُمّ سلمة _ رضي اللّه عنها _ قالت :إن هذه الآية : «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ » ، نزلت في بيتي ، وأنا جالسة عند الباب ، وفي البيت رسول اللّه صلى الله عليه و سلم ، وعليّ وفاطمة ، وحسن وحسين . فجلّلهم بكساء وقال : «اللهمّ هؤلاء أهل بيتي ، وخاصتي ، أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا» . فقالت : وأنا معهم يا رسول اللّه ؟

.


1- .مناقب مرتضوي ، ص 55 .
2- .توضيح الدلائل ، ص 164 .

ص: 302

قال : «إنّكِ على خير» . (1)

ابن مردويه ، عن أبي سعيد الخدري رضى الله عنه قال :كان يوم أُم سلمة أُم المؤمنين _ رضي اللّه عنها _ فنزل جبرئيل عليه السلام على رسول اللّه صلى الله عليه و سلم بهذه الآية : «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا » . قال : فدعا رسول اللّه صلى الله عليه و سلم بحسن وحسين وفاطمة وعليّ ، فضمّهم إليه ونشر عليهم الثوب ، والحجاب على أُم سلمة مضروب . ثمّ قال : «اللهمّ هؤلاء أهل بيتي . اللهمّ أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا» . قالت أُم سلمة : فأنا معهم يا نبي اللّه ؟ قال : «أنتِ على مكانكِ ، وإنّكِ على خير» . (2)

ابن مردويه ، عن أُم سلمة _ رضي اللّه عنها _ :أنّ رسول اللّه صلى الله عليه و سلم كان ببيتها على منامة له ، عليه كساء خيبري ، فجاءت فاطمة عليهاالسلام ببرمة فيها خزيرة ، فقال رسول اللّه صلى الله عليه و سلم : «ادعي زوجكِ وابنيكِ حسنا وحسينا» . فدعتهم ، فبينما هم يأكلون إذ نزلت على رسول اللّه صلى الله عليه و سلم : «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا » ، فأخذ النبيّ صلى الله عليه و سلم بفضلة إزاره فغشاهم إيّاها ، ثمّ أخرج يده من الكساء وأومأ بها إلى السماء ثمّ قال : «اللهمّ هؤلاء أهل بيتي وخاصتي ، فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا» ، قالها ثلاث مرات . قالت أُم سلمة : فأدخلت رأسي في الستر فقلت : يا رسول اللّه ، وأنا معكم ؟ فقال : «إنّكِ إلى خير» مرتين . (3)

.


1- .أرجح المطالب ، ص 52 .
2- .الدرّ المنثور ، ج 5 ، ص 198 ، قال فيه : أخرج ابن مردويه ، والخطيب ، عن أبي سعيد الخدري ... .
3- .المصدر السابق ، قال فيه : أخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والطبراني ، وابن مردويه ، عن اُم سلمة ... .

ص: 303

ابن مردويه ، عن عمر بن أبي سلمة قال :نزلت هذه الآية على النبيّ صلى الله عليه و سلم : «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ . . .تَطْهِيرًا » في بيت أُم سلمة ، وأنا في بيت أُم سلمة ، فدعا النبيّ صلى الله عليه و سلمفاطمة وعليّا وحسنا وحسينا فجلّلهم بكساء ، ثمّ قال : «اللهمّ هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا» . وقالت أُم سلمة : أنا معهم يا رسول اللّه ؟ قال : «أنت على مكانكِ ، أنتِ على الخير» . (1)

ابن مردويه ، عن أُم سلمة _ رضي اللّه عنها _ قالت :نزلت هذه الآية في بيتي : «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا » ، وفي البيت سبعة : جبريل وميكائيل عليهماالسلام ، وعليّ وفاطمة ، والحسن والحسين _ رضي اللّه عنهم _ وأنا على باب البيت . يا رسول اللّه ، ألست من أهل البيت ؟ قال : «إنّكِ إلى خير ، إنّكِ من أزواج النبيّ صلى الله عليه و سلم» . (2)

ابن مردويه ، عن أُم سلمة قالت :كان جبرئيل في الكساء معهم كما قال الحسين عليه السلام . (3)

ابن مردويه ، عن الحسن بن عليّ _ رضي اللّه عنها _ قال :نحن أهل البيت الّذين قال اللّه : «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا » . (4)

ابن مردويه ، عن أنس أنّ رسول اللّه صلى الله عليه و سلم كان يمرّ بباب فاطمة عليهاالسلام إذا خرج إلى صلاة الفجر ويقول :«الصلاة يا أهل البيت ، الصلاة «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ

.


1- .أرجح المطالب ، ص 52 .
2- .الدرّ المنثور ، ج 5 ، ص 198 .
3- .ينابيع المودة ، ص 108 .
4- .أرجح المطالب ، ص 55 ، قال فيه : أخرجه سعد ، وابن أبي حاتم ، والطبراني ، وابن مردويه ، والسيوطي في الدرّ المنثور .

ص: 304

عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا » ». (1)

ابن مردويه ، عن أبي سعيد الخدري رضى الله عنه قال :لمّا دخل عليّ رضى الله عنهبفاطمة _ رضي اللّه عنها _ جاء النبيّ صلى الله عليه و سلمأربعين صباحا إلى بابها يقول : «السلام عليكم أهل البيت ورحمة اللّه وبركاته . الصلاة رحمكم اللّه «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا » أنا حرب لمن حاربتم ، أنا سلم لمن سالمتم» . 2

ابن مردويه ، عن أنس بن مالك ، أنّ رسول اللّه صلى الله عليه و سلم كان يمرّ بباب فاطمة ستة أشهر ، إذا خرج إلى صلاة الفجر ، يقول :«الصلاة يا أهل البيت «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا » ». (2)

ابن مردويه ، عن أبي الحمراء قال :رابطت المدينة سبعة أشهر على عهد رسول اللّه صلى الله عليه و سلم ، قال : رأيت رسول اللّه صلى الله عليه و سلم إذا طلع الفجر جاء إلى باب عليّ رضى الله عنهوفاطمة _ رضي اللّه عنها _ فقال : «الصلاة الصلاة «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا » ». 4

ابن مردويه ، عن أبي الحمراء رضى الله عنه قال :صحبت رسول اللّه صلى الله عليه و سلم ثمانية أشهر ، فكان إذا أصبح أتى باب فاطمة وهو يقول : «أهل البيت يرحمكم اللّه «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا » ». (3)

ابن مردويه ، عن أبي الحمراء رضى الله عنه قال :حفظت من رسول اللّه صلى الله عليه و سلمثمانية أشهر

.


1- .الدرّ المنثور ، ج 5 ، ص 199 ، قال فيه : أخرج ابن أبي شيبة ، وأحمد ، والترمذي وحسنه ، وابن جرير ، وابن المنذر ، والطبراني ، والحاكم وصححه ، وابن مردويه ، عن أنس ... .
2- .أرجح المطالب ، ص 54 .
3- .أرجح المطالب ، ص 54 .

ص: 305

بالمدينة ، ليس من مرّة يخرج إلى صلاة الغداة إلاّ أتى إلى باب عليّ رضى الله عنه ، فوضع يده على جنبتي الباب ، ثمّ قال : «الصلاة الصلاة . «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا » ». (1)

ابن مردويه ، عن ابن عباس رضى الله عنه قال :شهدنا رسول اللّه صلى الله عليه و سلم تسعة أشهر ، يأتي كلّ يوم باب عليّ بن أبي طالب رضى الله عنه عند وقت كلّ صلاة ، فيقول : «السلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته أهل البيت «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا » ، الصلاة رحمكم اللّه » ، كلّ يوم خمس مرات . (2)

ابن مردويه ، عن ابن عباس رضى الله عنه قال :قال رسول اللّه صلى الله عليه و سلم : «إنّ اللّه قسم الخلق قسمين ، فجعلني في خيرهما قسما ، فذلك قوله : «وَ أَصْحَ_بُ الْيَمِينِ » «وَ أَصْحَ_بُ الشِّمَالِ » . فأنا من أصحاب اليمين ، وأنا خير أصحاب اليمين . ثمّ جعل القسمين أثلاثا ، فجعلني في خيرهما ثلثا ، فذلك قوله : «فَأَصْحَ_بُ الْمَيْمَنَةِ مَآ أَصْحَ_بُ الْمَيْمَنَةِ * وَ أَصْحَ_بُ الْمَشْ_ئمَةِ مَآ أَصْحَ_بُ الْمَشْ_ئمَةِ * وَ السَّ_بِقُونَ السَّ_بِقُونَ » . فأنا من السابقين ، وأنا خير السابقين . ثمّ جعل الأثلاث قبائل ، فجعلني في خيرها قبيلة ، وذلك قوله : «وَ جَعَلْنَ_كُمْ شُعُوبًا وَ قَبَآل_ءِلَ لِتَعَارَفُواْ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَ_ل_كُمْ » . وأنا أتقى ولد آدم ، وأكرمهم على اللّه تعالى ، ولا فخر . ثمّ جعل القبائل بيوتا ، فجعلني في خيرها بيتا ، فذلك قوله : «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا » . فأنا وأهل بيتي مطهرون من الذنوب ». 3

.


1- .الدرّ المنثور ، ج 5 ، ص 199 ، قال فيه : أخرج ابن جرير ، وابن مردويه ، عن أبي الحمراء ... .
2- .المصدر السابق .

ص: 306

76 / قوله تعالى : «إِنَّ اللَّهَ وَ مَلَ_ل_ءِكَتَهُو يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِىِّ يَ_أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَ سَلِّمُواْ تَسْلِيمًا »[الآية : 56] .

ابن مردويه ، يرفعه بسنده ، عن ابن عباس قال :قال النبيّ صلى الله عليه و سلم : «اللهمّ هؤلاء آل محمّد ، فاجعل صلواتك وبركاتك على آل محمّد كما جعلتها على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ، إنّك حميد مجيد ». (1)

ابن مردويه ، حدّثنا محمّد بن عبد اللّه ، حدّثنا أحمد بن خالد ، حدّثنا يحيى بن هاشم ، حدّثنا زياد بن المنذر ، عن الأصبغ بن نباتة ، عن عليّ عليه السلامقال :إنّ لكل شيء ذروة وإنّ ذروة الجنان الفردوس في بطنان العرش ، فيها قصران من لؤلؤتين : واحدة بيضاء ، وواحدة صفراء ، وإنّ في البيضاء لسبعين ألف قصر ، مسكن محمّد وآل محمّد ، وإنّ في الصفراء لسبعين ألف قصر ، مسكن إبراهيم وآل إبراهيم ، فإذا صلّيتم على محمّد وآل محمّد فصلّوا على إبراهيم وآل إبراهيم . (2)

ابن مردويه ، عن عليّ رضى الله عنه قال :قلت : يا رسول اللّه ، كيف نصلّي عليك ؟ قال : قولوا : «اللهمّ صلّ على محمّد وعلى آل محمّد كما صلّيت على إبراهيم وآل إبراهيم ، إنّك حميد مجيد ». (3)

ابن مردويه ، عن طلحة بن عبيد اللّه قال :قلت : يا رسول اللّه ، كيف الصلاة

.


1- .آل محمّد ، ص 65 .
2- .مقتل الحسين ، ص 110. قال : أخبرنا شهاب الإسلام أبو النجيب سعد بن عبد اللّه الهمداني _ فيما كتب إليّ من همدان _ ، أخبرنا سليمان بن إبراهيم الحافظ _ فيما كتب إليّ من إصبهان _ حدّثنا الحافظ أبو بكر بن مردويه ... .
3- .الدرّ المنثور ، ج 5 ، ص 217 .

ص: 307

عليك ؟ قال : قل : «اللهمّ صلّ على محمّد وعلى آل محمّد كما صلّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ، إنّك حميد مجيد ». (1)

ابن مردويه ، من طريق الأجلح ، عن الحكم بن أبي ليلى ، عن كعب بن عجرة ، قيل :يا رسول اللّه ، أمّا السلام عليك فقد عرفناه ، فكيف الصلاة عليك ؟ قال : قولوا : «اللهمّ صلّ على محمّد وعلى آل محمّد كما صلّيت على آل إبراهيم ، إنّك حميد مجيد ، اللهمّ بارك على محمّد وعلى آل محمّد كما باركت على آل إبراهيم ، إنّك حميد مجيد ». 2

ابن مردويه ، عن كعب بن عجرة رضى الله عنه قال :لمّا نزلت : «إِنَّ اللَّهَ وَ مَلَ_ل_ءِكَتَهُو يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِىِّ يَ_أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَ سَلِّمُواْ تَسْلِيمًا » قلنا : يا رسول اللّه ، قد علمنا السلام عليك ، فكيف الصلاة عليك ؟ قال : قولوا : «اللهمّ صلّ على محمّد وعلى آل محمّد كما صلّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ، إنّك حميد مجيد ، وبارك على محمّد وعلى آل محمّد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم ، إنّك حميد مجيد ». (2)

ابن مردويه ، عن أبي سعيد الخدري رضى الله عنه قال :قلنا يا رسول اللّه ، هذا السلام عليك قد علمناه ، فكيف الصلاة عليك ؟ قال : قولوا : «اللهمّ صلّ على محمّد عبدك ورسولك كما صلّيت على آل إبراهيم ، وبارك على محمّد وعلى آل محمّد كما باركت على آل إبراهيم» . (3)

.


1- .المصدر السابق ، ص 216 ، قال فيه : أخرج ابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، والنسائي ، وابن أبي عاصم ، والهيثم ابن كليب الشاشي ، وابن مردويه ، عن طلحة بن عبيد اللّه ... .
2- .الدرّ المنثور ، ج 5 ، ص 215 ، قال : أخرج سعيد بن منصور ، وعبد بن حميد وابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، عن كعب بن عجرة ... .
3- .المصدر السابق ، ص 216 ، قال : أخرج ابن أبي شيبة ، وأحمد ، وعبد بن حميد ، والبخاري ، والنسائي ، ف وابن مردويه ، عن أبي سعيد الخدري .

ص: 308

ابن مردويه ، عن زيد بن خارجة ، قال :قلت : يا رسول اللّه ، قد علمنا كيف السلام عليك ، فكيف نصلي عليك ؟ فقال : «صلّوا عليَّ واجتهدوا ، ثمّ قولوا : اللهمّ بارك على محمّد وعلى آل محمّد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم ، إنّك حميد مجيد ». (1)

ابن مردويه ، عن أبي هريرة رضى الله عنه عن النبيّ صلى الله عليه و سلم قال :«من سرّه أن يكتال بالمكيال الأوفى إذا صلّى علينا أهل البيت ، فليقل : اللهمّ صلّ على محمّد النبيّ وأزواجه وذريّته وأهل بيته كما صلّيت على آل إبراهيم ، إنّك حميد مجيد ». (2)

ابن مردويه ، عن أبي هريرة رضى الله عنه أنّهم سألوا رسول اللّه صلى الله عليه و سلم :كيف نصلّي عليك ؟ قال : قولوا : «اللهمّ صلّ على محمّد وعلى آل محمّد ، وبارك على محمّد وعلى آل محمّد كما صلّيت و باركت على إبراهيم وآل إبراهيم في العالمين ، إنّك حميد مجيد . والسلام كما قد علمتم ». (3)

ابن مردويه ، عن أبي مسعود الأنصاري ، أنّ بشير بن سعد ، قال :يا رسول اللّه ، أمرنا اللّه أن نصلّي عليك ، فكيف نصلّي عليك ؟ فسكت ، حتّى تمنينا أنّا لم نسأله ، ثمّ قال : قولوا : «اللهمّ صلّ على محمّد وعلى آل محمّد كما صلّيت على إبراهيم ، وبارك على محمّد وعلى آل محمّد كما باركت على إبراهيم في العالمين ، إنّك حميد مجيد . والسلام قد علمتم ». (4)

ابن مردويه ، عن أبي هريرة رضى الله عنه قال :قلنا : يا رسول اللّه ، قد علمنا كيف السلام

.


1- .الدرّ المنثور ، ج 5 ، ص 218 ، قال : أخرج ابن سعد ، وأحمد ، والنسائي ، وابن مردويه ، عن زيد بن أبي خارجة ... .
2- .المصدر السابق ، ص 216 ، قال : أخرج أبو داوود ، وابن مردويه ، والبيهقي في سننه ، عن أبي هريرة ... .
3- .نفس المصدر ، ص 217 ، قال : أخرج عبد بن حميد ، والنسائي ، وابن مردويه ، عن أبي هريرة ... .
4- .نفس المصدر ، أخرج مالك ، وعبد الرزاق ، وابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، وأبو داوود ، والترمذي ، والنسائي ، وابن مردويه ، عن أبي مسعود الأنصاري ... .

ص: 309

عليك ، فكيف نصلّي عليك ؟ قال : قولوا : «اللهمّ اجعل صلواتك وبركاتك على آل محمّد كما جعلتها على آل إبراهيم ، إنّك حميد مجيد ». (1)

ابن مردويه ، عن بريدة ، قال :قلنا : يا رسول اللّه ، قد علمنا كيف نسلّم عليك ، فكيف نصلّي عليك ؟ قال : قولوا : «اللهمّ اجعل صلواتك ورحمتك وبركاتك على محمّد وعلى آل محمّد كما جعلتها على إبراهيم ، إنّك حميد مجيد ». (2)

ابن مردويه ، عن ابن مسعود رضى الله عنه قال :إذا صلّيتم على النبيّ فأحسنوا الصلاة عليه ، فإنّكم لاتدرون لعلّ ذلك يعرض عليه ، قالوا : فعلّمنا . قال : قولوا : اللهمّ اجعل صلواتك ورحمتك وبركاتك على سيّد المرسلين ، وإمام المتقين ، وخاتم النبيين ، محمّد عبدك ورسولك ، إمام الخير ، وقائد الخير ، ورسول الرحمة . اللهمّ ابعثه مقاما محمودا يغبطه به الأوّلون والآخرون . اللهمّ صلّ على محمّد وعلى آل محمّد كما صلّيت على إبراهيم وآل إبراهيم ، إنّك حميد مجيد . (3)

ابن مردويه ، عن ابن مسعود رضى الله عنه قال :قلنا يا رسول اللّه ، قد عرفنا كيف السلام عليك ، فكيف نصلّي عليك؟ قال : قولوا : «اللهمّ صلّ على محمّد وأبلغه درجة الوسيلة من الجنّة . اللهمّ اجعل في المصطفين محبّته ، وفي المقربين مودته ، وفي علّيين ذكره وداره ، والسلام عليك ورحمة اللّه وبركاته . اللهمّ صلّ على محمّد وعلى آل محمّد كما صلّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ، إنّك حميد مجيد ، وبارك على محمّد وعلى آل محمّد» . (4)

.


1- .الدرّ المنثور ، ج 5 ، ص 217 .
2- .المصدر السابق ، ص 218 ، قال : أخرج أحمد ، وعبد بن حميد وابن مردويه ، عن بريدة ... .
3- .نفس المصدر ، ص 219 ، قال : أخرج عبد الرزاق ، وعبد بن حميد ، وابن ماجة ، وابن مردويه ، عن ابن مسعود ... .
4- .نفس المصدر .

ص: 310

77 / قوله تعالى : «وَ الَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنَ_تِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُواْ فَقَدِ احْتَمَلُواْ بُهْتَ_نًا وَ إِثْمًا مُّبِينًا » [الآية : 58] .

ابن مردويه ، عن مقاتل بن سليمان قال :إنّها نزلت في عليّ بن أبي طالب . وذلك أنّ نفرا من المنافقين كانوا يؤذونه ويكذبون عليه . 1

.

ص: 311

سورة فاطر

سورة فاطر78 / قوله تعالى : «ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَ_بَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا »[الآية :32] .

ابن مردويه ، عن عليّ في هذه الآية ، قال :نحن هم . 1

ابن مردويه ، عن عليّ قال :نحن أولئك . 2

.

ص: 312

سورة الصافات

سورة الصافات79 / قوله تعالى : «وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْ_ئولُونَ » [الآية : 24] .

ابن مردويه ، عن ابن عباس ، أن النبيّ صلى الله عليه و سلم قال : «وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْ_ئولُونَ » عن ولاية عليّ بن أبي طالب . 1

ابن مردويه ، عن مجاهد في الآية قال :يعني مسؤلون عن ولاية عليّ بن أبي طالب . 2

80/ قوله تعالى : «سَلَ_مٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ » [الآية : 130] .

ابن مردويه ، عن ابن عباس في قوله : «سَلَ_مٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ » قال : نحن آل محمّد آل ياسين . 3

.

ص: 313

ابن مردويه ، عن ابن عباس قال :آل ياسين ، آل محمّد صلى الله عليه و سلم . ونحن كبابِ حطة بني إسرائيل . 1

.

ص: 314

سورة الزمر

سورة الزمر81 / قوله تعالى : «فَمَنْ أَظْ_لَمُ مِمَّن كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَ كَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَآءَهُو أَلَيْسَ فِى جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْكَ_فِرِينَ »[الآية : 32] .

ابن مردويه ، عن عليّ عليه السلام قال :الصدق ، ولايتنا أهل البيت . (1)

ابن مردويه ، عن موسى بن جعفر ، عن أبيه في قوله تعالى : «فَمَنْ أَظْ_لَمُ مِمَّن كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَ كَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَآءَهُو » قال : هو من ردّ قول رسول اللّه صلى الله عليه و سلمفي عليّ . 2

82 / قوله تعالى: «وَ الَّذِى جَآءَ بِالصِّدْقِ وَ صَدَّقَ بِهِى أُوْلَ_ل_ءِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ » [الآية : 33].

ابن مردويه ، عن أبي هريرة : «وَ الَّذِى جَآءَ بِالصِّدْقِ » قال : رسول اللّه صلى الله عليه و سلم ، «وَ صَدَّقَ بِهِى » قال : عليّ بن أبي طالب رضى الله عنه . 3

.


1- .درّ بحر المناقب ، ص 91 .

ص: 315

ابن مردويه ، عن مجاهد في الآية قال : «وَ صَدَّقَ بِهِى » عليّ بن أبي طالب . 1

ابن مردويه ، عن أبي جعفر عليه السلام : «الَّذِى جَآءَ بِالصِّدْقِ » محمّد صلى الله عليه و آله . والّذي «وَ صَدَّقَ بِهِى » عليّ بن أبي طالب . 2

.

ص: 316

سورة الشورى

سورة الشورى83 / قوله تعالى : «قُل لاَّ أَسْ_ئلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِى الْقُرْبَى »[الآية :23] .

ابن مردويه ، من طريق سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال :لمّا نزلت هذه الآية : «قُل لاَّ أَسْ_ئلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِى الْقُرْبَى » قالوا : يا رسول اللّه ، مَن قرابتك هؤلاء الّذين وجبت مودتهم ؟ قال : «عليّ وفاطمة وولداها» . 1

ابن مردويه ، عن ابن عباس رضى الله عنه قال :لمّا نزلت هذه الآية : «قُل لاَّ أَسْ_ئلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِى الْقُرْبَى » قالوا : يا رسول اللّه ، مَن قرابتك هؤلاء الّذين وجبت علينا مودّتهم ؟ قال : «عليّ وفاطمة وولدهما ، وأبنائها» . 2

ابن مردويه ، من طريق ابن المبارك ، عن ابن عباس في قوله : «إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِى

.

ص: 317

الْقُرْبَى » قال : تحفظوني في قرابتي . (1)

ابن مردويه ، عن عليّ رضى الله عنه قال _ في حديث _ :فينا في الرحم آية لايحفظ مودتنا إلاّ كلّ مؤمن ، ثمّ قرأ : «قُل لاَّ أَسْ_ئلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِى الْقُرْبَى » . (2)

ابن مردويه ، من طريق سعيد بن جبير قال :قالت الأنصار فيما بينهم : لولا جمعنا لرسول اللّه صلى الله عليه و سلم مالاً يبسط يده لايحول بينه وبينه أحد ، فقالوا : يا رسول اللّه ، إنّا أردنا أن نجمع لك من أموالنا . فأنزل اللّه : «قُل لاَّ أَسْ_ئلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِى الْقُرْبَى » . فخرجوا مختلفين . فقالوا : لمن ترون ما قال رسول اللّه صلى الله عليه و سلم . فقال بعضهم : إنّما قال هذا لنقاتل عن أهل بيته وننصرهم . فأنزل اللّه : «أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا _ إلى قوله _وَ هُوَ الَّذِى يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِى » (3) . فعرض لهم بالتوبة ، إلى قوله : «وَ يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَ عَمِلُواْ الصَّ__لِحَ_تِ وَ يَزِيدُهُم مِّن فَضْلِهِى » (4) هم الّذين قالوا هذا إن يتوبوا إلى اللّه ويستغفرونه . (5)

.


1- .الدرّ المنثور ، ج 6 ، ص 24 .
2- .الجامع الكبير ، ج 15 ، ص 264 ، ح 5668 .
3- .سورة الشورى ، الآية 24 _ 25 .
4- .سورة الشورى ، الآية 26 .
5- .الدرّ المنثور ، ج 6 ، ص 6 ، قال فيه : أخرج الطبراني في الأوسط ، وابن مردويه من طريق سعيد بن جبير ... .

ص: 318

سورة الزخرف

سورة الزخرف84 / قوله تعالى : «فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُم مُّنتَقِمُونَ » [الآية : 41] .

ابن مردويه ، عن ابن عباس في قوله تعالى : «فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُم مُّنتَقِمُونَ » قال : بعليّ . 1

ابن مردويه ، من طريق محمّد بن مروان ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن جابر بن عبد اللّه ، عن النبيّ صلى الله عليه و سلمفي قوله : «فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُم مُّنتَقِمُونَ » «نزلت في عليّ بن أبي طالب رضى الله عنه إنّه ينتقم من الناكثين والقاسطين والمارقين بعدي» . 2

ابن مردويه ، عن عبد الرحمان بن مسعود العبدي قال :قرأ عليّ بن أبي طالب رضى الله عنه هذه الآية : «فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُم مُّنتَقِمُونَ » قال : ذهب نبيّه صلى الله عليه و سلم ، وبقيت نقمته في عدوّه . 3

.

ص: 319

85 / قوله تعالى: «وَ لَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ »[الآية: 57].

ابن مردويه ، عن عليّ رضى الله عنه قال :فيَّ نزلت هذه الآية : «وَ لَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ » . 1

ابن مردويه ، حدّثنا عبد الرحمان بن محمّد بن أحمد بن محمّد ، حدّثنا أحمد ابن الحسن ، حدّثنا أبي ، حدّثنا حصين ، عن سعيد ، عن الأصبغ ، عن عليّ عليه السلامقال :قال النبيّ صلى الله عليه و آله : «يا عليّ ، إنّ فيك مثلاً من عيسى ، أحبّه قوم فهلكوا فيه ، وأبغضه قوم فهلكوا فيه» ، فقال المنافقون : أما رضي له مثلاً إلاّ عيسى . فنزلت : «وَ لَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ » . 2

.

ص: 320

سورة محمّد

سورة محمّد86 / قوله تعالى : «الَّذِينَ كَفَرُواْ وَ صَدُّواْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَ__لَهُمْ * وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ وَ عَمِلُواْ الصَّ__لِحَ_تِ وَ ءَامَنُواْ بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ هُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّ_ئاتِهِمْ وَ أَصْلَحَ بَالَهُمْ »[الآية : 1 _ 2] .

ابن مردويه ، عن عليّ رضى الله عنه قال :سورة محمّد صلى الله عليه و سلمآية فينا وآية في بني أُمية . 1

87 / قوله تعالى : «وَلَوْ نَشَآءُ لَأَرَيْنَ_كَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَ_هُمْ وَ لَتَعْرِفَنَّهُمْ فِى لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَ__لَكُمْ » [الآية : 30] .

ابن مردويه ، عن أبي سعيد الخدري في قوله تعالى : «وَ لَتَعْرِفَنَّهُمْ فِى لَحْنِ الْقَوْلِ » قال : ببغضهم عليّ بن أبي طالب رضى الله عنه . 2

.

ص: 321

ابن مردويه ، عن ابن مسعود قال :ما كنّا نعرف المنافقين على عهد رسول اللّه صلى الله عليه و سلمإلاّ ببغضهم عليّ بن أبي طالب رضى الله عنه . 1

88 / قوله تعالى : «إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَ صَدُّواْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَ شَآقُّواْ الرَّسُولَ مِنم بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى لَن يَضُرُّواْ اللَّهَ شَيْ_ئا وَ سَيُحْبِطُ أَعْمَ__لَهُمْ »[الآية : 32] .

ابن مردويه ، عن أبي جعفر في قوله تعالى : «وَ شَآقُّواْ الرَّسُولَ مِنم بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى » قال : في أمر عليّ . 2

.

ص: 322

سورة الفتح

سورة الفتح89 / قوله تعالى : «إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا » [الآية : 1] .

ابن مردويه ، عن أنس ، في قوله تعالى : «إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا » ، قال : فتح خيبر . 1

ابن مردويه ، عن عليّ قال :لمّا أخذت الراية يوم خيبر قال لي رسول اللّه صلى الله عليه و سلم : «امض بها فجبريل معك ، والنصر أمامك ، والرعب مبثوث في صدور القوم ، واعلم يا عليّ ، إنّهم يجدون في كتبهم أنّ الّذي يدمّر عليهم إسمه إيليا ، فإذا لقيتهم فقل : أنا عليّ ، فإنّهم يخذلون إنشاء اللّه تعالى» . فقال عليّ : فمضيت بها حتّى أتيت الحصن ، فقال لي حبرٌ من أحبارهم : مَنْ أنت ؟ فقلت له : أنا عليّ بن أبي طالب . فقال : قد علوتم ، وما أنزل على موسى إفكا . 2

.

ص: 323

90/ قوله تعالى : «تَرَل_هُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا » [الآية : 29] .

ابن مردويه ، عن ابن عباس _ في حديث _ : «تَرَل_هُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا » علي . (1)

ابن مردويه ، عن موسى بن جعفر ، عن آبائه عليهم السلامفي قوله تعالى : «تَرَل_هُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا » أنّها نزلت في عليّ . 2

91 / قوله تعالى : «فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِى » [الآية : 29] .

ابن مردويه ، عن الحسن [البصري] قال :استوى الإسلام بسيف عليّ عليه السلام . 3

ابن مردويه ،عن جعفر بن محمّد ، والحسن [البصري] ، أنّ هذه الكلمة في شأن أمير المؤمنين عليّ ؛ لأن دين الإسلام استوى بسيفه . (2)

92 / قوله تعالى : «يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ »[الآية : 29] .

ابن مردويه ، عن ابن عباس : «لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ » بعليّ رضى الله عنه . 5

.


1- .الدرّ المنثور ، ج 6 ، ص 83 ، قال فيه : أخرج ابن مردويه ، والقلظي ، وأحمد بن محمّد الزهري في فضائل الخلفاء الأربعة ، والشيرازي في الألقاب ، عن ابن عباس ... .
2- .توضيح الدلائل ، ص 165 .

ص: 324

ابن مردويه ، عن جعفر بن محمّد عليه السلام قال :هو عليّ بن أبي طالب عليه السلام . 1

.

ص: 325

سورة ق

سورة ق93 / قوله تعالى : «أَلْقِيَا فِى جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ » [الآية : 24] .

ابن مردويه ،عن عباية بن ربعي ، أنّ المأمورَيْن بالإلقاء النبيّ صلى الله عليه و سلموعليّ . 1

.

ص: 326

سورة النجم

سورة النجم94 / قوله تعالى : «وَ النَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَ مَا غَوَى * وَ مَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْىٌ يُوحَى »[الآيات : 1_4] .

ابن مردويه ، عن حبّة العرني قال :إن رسول اللّه صلى الله عليه و آله حيث أمر بسدّ الأبواب عن المسجد إلاّ باب عليّ قال بعضهم : أخرجَ عباسا وأبا بكر وعمر وعثمان وغيرهم ، وأحلّ محلّه ابن عمه . فلمّا رأى رسول اللّه صلى الله عليه و آله ذلك ، صلّى جامعة ، ثمّ خطب وقرأ : «وَ النَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَ مَا غَوَى » . (1)

ابن مردويه ، عن أبي الحمراء وحبّة العرني قالا :أمر رسول اللّه صلى الله عليه و سلم أن تُسدّ الأبواب الّتي في المسجد . فشق عليهم . قال حبّة : إنّي لأنظر إلى حمزة بن عبد المطلب وهو تحت قطيفة حمراء وعيناه تذرفان وهو يقول : أخرجت عمّك وأبا بكر وعمر والعباس وأسكنت ابن عمّك . فقال رجل يومئذٍ : ما يألوا برفع ابن عمّه ! قال : فعلم رسول اللّه صلى الله عليه و سلمأنّه قد شق عليهم ، فدعا الصلاة جامعة . فلمّا اجتمعوا ، صعد المنبر ، فلم يسمع لرسول اللّه صلى الله عليه و سلمخطبة قط كان أبلغ منها تمجيدا وتوحيدا . فلمّا فرغ قال : «يا أيّها الناس ، ما أنا سددتها ، ولا أنا فتحتها ، ولا أنا أخرجتكم وأسكنته» . ثمّ قرأ : «وَ النَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَ مَا غَوَى * وَ مَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْىٌ يُوحَى » . 2

.


1- .مناقب مرتضوي ، ص 50.

ص: 327

سورة القمر

سورة القمر95 / قوله تعالى : «إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِى جَنَّ_تٍ وَ نَهَرٍ * فِى مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرِم »[الآية : 54 _ 55] .

ابن مردويه ، عن جابر بن عبد اللّه قال :كنا عند رسول اللّه صلى الله عليه و آله فتذاكر أصحابنا الجنّة ، فقال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : «إن أوّل أهل الجنّة دخولاً إليها عليّ بن أبي طالب» عليه السلام . فقال أبو دجانة الأنصاري : يا رسول اللّه ، أخبرتنا أنّ الجنّة محرّمة على الأنبياء حتّى تدخلها ، وعلى الأُمم حتّى تدخلها أُمّتك ؟ قال : «بلى يا أبا دجانة ، أما علمت أنّ للّه لواءً من نور ، وعمودا من ياقوت ، مكتوب على ذلك النور : لا إله إلاّ اللّه ، محمّد رسول اللّه ، آل محمّد خير البريّة ، صاحب اللواء إمام القيامة . وضرب بيده إلى عليّ بن أبي طالب عليه السلام» . قال : فسرَّ رسول اللّه بذلك عليّا ، فقال : الحمد للّه الّذي كرّمنا وشرّفنا بك . فقال له : «أبشر يا عليّ ، ما من عبد ينتحل مودّتك إلاّ بعثه اللّه معنا يوم القيامة» . ثمّ قرأ رسول اللّه صلى الله عليه و آله : «فِى مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرِم » . 1

.

ص: 328

سورة الرحمان

سورة الرحمان96 / قوله تعالى : «مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لاَّ يَبْغِيَانِ * فَبِأَىِّ ءَالاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَ الْمَرْجَانُ » [الآيات : 19_22].

ابن مردويه ، عن أنس بن مالك في قوله تعالى : «مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ » قال : عليّ وفاطمة _ رضي اللّه عنهما _ «يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَ الْمَرْجَانُ » قال : الحسن والحسين _ رضي اللّه عنهما _ . 1

ابن مردويه ، عن ابن عباس في قوله : «مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ » قال : عليّ وفاطمة _ رضياللّه عنهما _ . «بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لاَّ يَبْغِيَانِ » قال:النبيّ صلى الله عليه و سلم. «يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَ الْمَرْجَانُ » قال : الحسن والحسين _ رضي اللّه عنهما _ . 2

.

ص: 329

سورة الواقعة

سورة الواقعة97 / قوله تعالى : «وَ السَّ_بِقُونَ السَّ_بِقُونَ * أُوْلَ_ل_ءِكَ الْمُقَرَّبُونَ »[الآية: 10_ 11].

ابن مردويه ، عن ابن عباس رضى الله عنه قال :سألت رسول اللّه صلى الله عليه و سلم عن قوله تعالى : «وَ السَّ_بِقُونَ السَّ_بِقُونَ » فقال صلى الله عليه و سلم : «قال لي جبرئيل : ذلك عليّ» . 1

ابن مردويه ، عن ابن عباس ، عن النبيّ صلى الله عليه و سلم قال :«السُبَّق ثلاثة ؛ فالسابق إلى موسى يوشع بن نون ، والسابق إلى عيسى صاحب يس ، والسابق إلى محمّد صلى الله عليه و سلمعليّ بن أبي طالب رضى الله عنه» . 2

ابن مردويه ، عن ابن عباس في قوله تعالى : «وَ السَّ_بِقُونَ السَّ_بِقُونَ » قال : يوشع بن نون سبق إلى موسى ، ومؤمن آل يس سبق إلى عيسى ، وعليّ بن أبي طالب رضى الله عنه سبق إلى رسول اللّه صلى الله عليه و سلم . 3

.

ص: 330

ابن مردويه ، عن مجاهد ، عن ابن عباس في هذه الآية :يوشع بن نون سبق إلى موسى بن عمران ، ومؤمن آل ياسين سبق إلى عيسى بن مريم ، وعليّ بن أبي طالب سبق إلى رسول اللّه صلى الله عليه و سلم ، وكلّ رجل منهم سابق أُمّته ، وعليّ أفضلهم . (1)

ابن مردويه ، عن ابن عبّاس في قوله تعالى : «وَ السَّ_بِقُونَ السَّ_بِقُونَ » قال : نزلت في حزقيل مؤمن آل فرعون ، وحبيب النجار الّذي ذكر في يس ، وعليّ بن أبي طالب رضى الله عنه ، وكلّ رجل سابق أُمّته ، وعليّ أفضلهم سبقا . 2

.


1- .توضيح الدلائل ، ص 166 .

ص: 331

سورة الحديد

سورة الحديد98 / قوله تعالى : «وَ الَّذِينَ ءَامَنُواْ بِاللَّهِ وَ رُسُلِهِى أُوْلَ_ل_ءِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ »[الآية : 19] .

ابن مردويه ، أخبرنا جدّي ، أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن السري بن يحيى ، حدّثنا محمّد بن عثمان بن سعيد ، حدّثنا الحسن بن عبد الرحمان بن أبي ليلى ، حدّثنا أبي ، عن أبي ليلى ، عن عيسى بن عبد الرحمان بن أبي ليلى ، عن أبيه ، عن أبي ليلى قال :قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : «الصديقون ثلاثة : حبيب النجار مؤمن آل ياسين ، وحزبيل مؤمن آل فرعون ، وعليّ بن أبي طالب الثالث ، وهو أفضلهم» . 1

.

ص: 332

سورة المجادله

سورة المجادله99 / قوله تعالى : «يَ_أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ إِذَا نَ_جَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُواْ بَيْنَ يَدَىْ نَجْوَل_كُمْ صَدَقَةً » [الآية : 12] .

ابن مردويه ، عن عليّ رضى الله عنه قال :ما عمل بها أحد غيري حتّى نسخت ، وماكانت إلاّ ساعة . يعني : آية النجوى . 1

ابن مردويه ، عن عليّ رضى الله عنه قال :إنّ في كتاب اللّه لآية ما عمل بها أحد قبلي ، ولايعمل بها أحد بعدي ، آية النجوى «يَ_أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ إِذَا نَ_جَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُواْ بَيْنَ يَدَىْ نَجْوَل_كُمْ صَدَقَةً » ، كان عندي دينار فبعته بعشرة دراهم . فكنت كلّما ناجيت النبيّ صلى الله عليه و سلم قدّمت بين يدي درهما . ثمّ نُسخت ، فلم يعمل بها أحد ، فنزلت : «ءَأَشْفَقْتُمْ أَن تُقَدِّمُواْ بَيْنَ يَدَىْ نَجْوَل_كُمْ صَدَقَ_تٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُواْ وَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُواْ الصَّلَوةَ وَ ءَاتُواْ الزَّكَوةَ وَ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَرَسُولَهُو وَ اللَّهُ خَبِيرُم بِمَا تَعْمَلُونَ » . 2

.

ص: 333

ابن مردويه ، عن مجاهد قال :لقد نزلت آية ما عمل بها أحد قبل عليّ ، وما عمل بها أحد بعده : «يَ_أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ إِذَا نَ_جَيْتُمُ الرَّسُولَ » . كان عنده دينار ، فصرّفه بعشرة دراهم ، فكان كلّما ناجى النبيّ صلى الله عليه و سلمتصدق بدرهم حتّى نفذت . ثمّ نسخت . (1)

ابن مردويه ، عن سالم بن أبي الجعد ، عن عليّ عليه السلام قال :لمّا نزلت آية المناجات ، قال : قال لي رسول اللّه صلى الله عليه و آله : «ماتقول في دينار ؟» قلت : لايطيقونه . قال : «فكم ؟» قلت : شعيرة . قال : «إنّك لزهيد» . ونزلت : «ءَأَشْفَقْتُمْ » الآية . قال عليّ عليه السلام : بي خفّف اللّه تعالى عن هذه الأُمة ، فلم تنزل في أحد قبلي ولا بعدي . (2)

ابن مردويه عن عليّ رضى الله عنه قال :لمّا نزلت : «يَ_أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ إِذَا نَ_جَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُواْ بَيْنَ يَدَىْ نَجْوَل_كُمْ صَدَقَةً » الآية ، قال لي النبيّ صلى الله عليه و سلم : «ما ترى؟ دينارا» . قلت : لايطيقونه . قال : «فنصف دينار ؟» قلت : لايطيقونه . قال : «فكم ؟» قلت : شعيرة . قال : «إنّك لزهيد» . قال : فنزلت : «ءَأَشْفَقْتُمْ أَن تُقَدِّمُواْ بَيْنَ يَدَىْ نَجْوَل_كُمْ صَدَقَ_تٍ » الآية . قال : فبي خفّف اللّه عن هذه الأُمة . 3

.


1- .توضيح الدلائل ، ص 166 .
2- .الطرائف ، ح 36 ، ص 41 ، قال فيه : روى ابن مردويه في كتاب المناقب في تفسير آية النجوى من أربع طرق هذه أحدها يرفعه إلى سالم بن أبي الجعد عن عليّ ... .

ص: 334

سورة الصف

سورة الصف100/ قوله تعالى : «يَ_أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ كُونُواْ أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِى إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ »[الآية : 14] .

ابن مردويه ، بثلاثة طرق ، عن الحسين بن زيد بن عليّ بن الحسين ، عن جعفر بن محمّد عليهم السلامقال : أشهد لقد حدّثني أبي ، عن أبيه ، عن جدّه الحسين ابن عليّ عليهم السلام قال : لمّا جاءت الأنصار تبايع رسول اللّه على العقبة قال : «قم يا عليّ» ، فقال عليّ : على ما أبايعهم يا رسول اللّه ؟ قال : «على أن يُطاع اللّه فلا يعصى ، وعلى أن يمنعوا رسول اللّه وأهل بيته وذريّته مما يمنعون منه أنفسهم وذراريهم» ، ثمّ إنّه كان الّذي كتب الكتاب بينهم . 1

.

ص: 335

سورة التحريم

سورة التحريم101 / قوله تعالى : «وَ إِن تَظَ_هَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَ_ل_هُ وَ جِبْرِيلُ وَ صَ__لِحُ الْمُؤْمِنِينَ »[الآية : 4] .

ابن مردويه ، عن ابن عباس في قوله تعالى : «وَ صَ__لِحُ الْمُؤْمِنِينَ » قال : هو عليّ بن أبي طالب رضى الله عنه . 1

ابن مردويه ، عن أسماء بنت عميس :سمعت رسول اللّه صلى الله عليه و سلم يقول : « «وَ صَ__لِحُ الْمُؤْمِنِينَ » عليّ بن أبي طالب رضى الله عنه» . 2

.

ص: 336

قوله تعالى :102 / «يَوْمَ لاَ يُخْزِى اللَّهُ النَّبِىَّ وَ الَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُو »[الآية :8] .

ابن مردويه ، عن ابن عباس قال :أوّل من يُكسى من حلل الجنّة إبراهيم عليه السلام ، لخلّته من اللّه تعالى ، ثمّ محمّد صلى الله عليه و سلم ؛ لأنّه صفوة اللّه ، ثمّ عليّ يزفّ بينهما إلى الجنان زفّا . ثمّ قرأ : «يَوْمَ لاَ يُخْزِى اللَّهُ النَّبِىَّ وَ الَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُو » . 1

ابن مردويه ، حدّثنا جدي ، حدّثنا محمّد بن الحسين ، حدّثنا محمّد بن جرير ابن يزيد ، حدّثنا محمّد بن عيسى الدامغاني ، حدّثنا محمّد بن حسان ، عن أبي الأحوص ، عن زبيد الأيامي ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال :قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : «أوّل من يُكسى يوم القيامة إبراهيم ؛ لخلّته ، ثمّ أنا ؛ لصفوتي ، ثمّ عليّ بن أبي طالب يزفّ بيني وبين إبراهيم زفّا إلى الجنّة» . (1)

.


1- .المناقب ، الخوارزمي ، ص 309 ، ح 305 ، قال : أخبرني سيّد الحفاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه الديلمي ، أخبرنا الرئيس عبدوس بن عبد اللّه التاني ، أخبرنا الشريف أبو طالب ، أخبرنا ابن مردويه ... .

ص: 337

سورة الحاقة

سورة الحاقة103 / قوله تعالى : «لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَ تَعِيَهَآ أُذُنٌ وَ عِيَةٌ »[الآية : 12] .

ابن مردويه ، عن بريدة قال :لمّا نزلت : «وَ تَعِيَهَآ أُذُنٌ وَ عِيَةٌ » قال رسول اللّه صلى الله عليه و سلم : «يا عليّ ، فأنت واعية» . 1

ابن مردويه ، عن بريدة ، قال النبيّ صلى الله عليه و سلم لعليّ :«إنّ اللّه أمرني أن أدنيك ولا أقصيك ، وأن أعلّمك ، وأن تعي ، وحقّ لك أن تعي» . فنزلت هذه الآية : «وَ تَعِيَهَآ أُذُنٌ وَ عِيَةٌ » . 2

ابن مردويه ، عن بريدة الأسلمي قال :قال رسول اللّه صلى الله عليه و سلم لعليّ : «أمرني ربّي أن أدنيك ولاأقصيك ، وأن أعلّمك ، وأن تسمع وتعي» . قال : فنزلت : «وَ تَعِيَهَآ أُذُنٌ وَ عِيَةٌ » . قال عليّ : فما سمعت من نبي اللّه كلاما إلاّ وعيته وحفظته ،

.

ص: 338

فلم أنسه . (1)

ابن مردويه ، عن مكحول قال :لمّا نزلت : «وَ تَعِيَهَآ أُذُنٌ وَ عِيَةٌ » قال رسول اللّه صلى الله عليه و سلم : «سألت ربّي أن يجعلها أُذن عليّ» . قال مكحول : فكان عليّ رضى الله عنهيقول : ما سمعت من رسول اللّه صلى الله عليه و سلمشيئا فنسيته . 2

ابن مردويه ، عن عليّ رضى الله عنه في قوله : «وَ تَعِيَهَآ أُذُنٌ وَ عِيَةٌ » قال : قال رسول اللّه صلى الله عليه و سلم : «سألت اللّه أن يجعلها أُذنك يا عليّ» . فما سمعت من رسول اللّه صلى الله عليه و سلمشيئا فنسيته . 3

ابن مردويه ، عن مكحول قال :قرأ رسول اللّه صلى الله عليه و سلمهذه الآية : «وَ تَعِيَهَآ أُذُنٌ وَ عِيَةٌ » ثمّ أقبل على عليّ فقال : «إنّي سألت اللّه أن يجعلها أُذنك» . وكان عليّ يقول : ما سمعت من نبي اللّه صلى الله عليه و سلم كلاما إلاّ وعيته وحفظته ، فلم أنسه 4 .

104 / قوله تعالى : «فَأَمَّا مَنْ أُوتِىَ كِتَ_بَهُو بِيَمِينِهِى » [الآية : 19] .

ابن مردويه ، عن ابن عباس رضى الله عنه في قوله : «فَأَمَّا مَنْ أُوتِىَ كِتَ_بَهُو بِيَمِينِهِى » هو

.


1- .توضيح الدلائل ، ص 168 .

ص: 339

عليّ بن أبي طالب . 1

ابن مردويه ، عن جعفر بن محمّد عليهماالسلام في قوله تعالى : «فَأَمَّا مَنْ أُوتِىَ كِتَ_بَهُو بِيَمِينِهِى » قال : هو عليّ بن أبي طالب . (1)

.


1- .در بحر المناقب ، ص 94 .

ص: 340

سورة المعارج

سورة المعارج105 / قوله تعالى : «سَأَلَ سَآل_ءِلُم بِعَذَابٍ وَاقِعٍ » [الآية : 1] .

ابن مردويه ، عن سفيان بن عيينة ، أنّه سُئل عن قول اللّه عز و جل «سَأَلَ سَآل_ءِلُم بِعَذَابٍ وَاقِعٍ » (1) فيمن نزلت ؟ فقال للسائل :ابن مردويه ، عن سفيان بن عيينة ، أنّه سُئل عن قول اللّه عز و جل «سَأَلَ سَآل_ءِلُم بِعَذَابٍ وَاقِعٍ » 2 فيمن نزلت ؟ فقال للسائل : سألتني عن مسئلة ما سألني عنها أحد قبلك . حدّثني جعفر بن محمّد عن آبائه : أنّ رسول اللّه صلى الله عليه و سلملمّا كان بغدير خم نادى الناس فاجتمعوا، فأخذ بيد عليّ وقال: «من كنت مولاه فعلي مولاه»، فشاع ذلك وطار في البلاد، فبلغ ذلك الحارث بن النعمان الفهري، فأتى رسول اللّه صلى الله عليه و سلم على ناقة له ، فنزل بالأبطح عن ناقته وأناخها ، فقال : يا محمّد ، أمرتنا عن اللّه أن نشهد أن لا إله إلاّ اللّه وأنّك رسول اللّه فقبلنا منك، وأمرتنا أن نصلي خمسا فقبلنا منك، وأمرتنا بالزكاه فقبلنا، وأمرتنا أن نصوم شهرا فقبلنا، وأمرتنا بالحج فقبلنا ، ثمّ لم ترضَ بهذا حتّى رفعت بضبعي ابن عمّك تفضله علينا ! وقلت : من كنت مولاه فعليّ مولاه ، فهذا شيء منك أم من اللّه عز و جل ؟ فقال له النبيّ صلى الله عليه و سلم : «والّذي لا إله إلاّ هو إن هذا من اللّه عز و جل» ، فولّى الحارث بن النعمان وهو يريد راحلته وهو يقول : اللهمّ إن كان مايقوله محمّد حقا ، فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم ! فما وصل إلى راحلته حتّى رماه اللّه عز و جلبحجر فسقط على هامته وخرج من دبره فقتله ، وأنزل اللّه عز و جل : «سَأَلَ سَآل_ءِلُم بِعَذَابٍ وَاقِعٍ * لِّلْكَ_فِرِينَ لَيْسَ لَهُو دَافِعٌ » . 3

.


1- .سورة المعارج ، الآية 1 .

ص: 341

سورة الإنسان

سورة الإنسان106 / قوله تعالى: «وَ يُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى_ حُبِّهِىمِسْكِينًا وَ يَتِيمًا وَ أَسِيرًا » [الآية : 8] .

ابن مردويه ، عن ابن عباس قال :نزلت هذه الآية في عليّ بن أبي طالب رضى الله عنهوفاطمة بنت رسول اللّه صلى الله عليه و سلم . 1

ابن مردويه ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن سالم ، حدّثني إبراهيم بن أبي طالب النيشابو ري ، حدّثنا محمّد بن النعمان بن شبل ، حدّثنا يحيى بن أبي زوق الهمداني ، عن أبيه ، عن الضحاك ، عن ابن عباس في قوله تعالى : «وَ يُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِى مِسْكِينًا وَ يَتِيمًا وَ أَسِيرًا » قال : نزلت هذه الآية في عليّ بن أبي طالب عليه السلام وفاطمة بنت رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، ظلاّ صائمين حتّى إذا كان آخر النهار واقترب الإفطار قامت فاطمة عليهاالسلامإلى شيء من طحين كان عندها فخبزته قرص ملة ، وكان عندها «نحي» فيه شيء من سمن قليل ، فأدّمت القرصة الملة شيء من السمن ينتظران بها إفطارهما ، فأقبل مسكين رافع صوته ينادي : المسكين الجائع المحتاج ، فهتف على بابهم فقال عليّ عليه السلاملفاطمة : عندك شيء تطعمينه هذا المسكين ؟

.

ص: 342

قالت فاطمة : هيأت قرصا ، وكان في النحي شيء من سمن ، فجعلته فيه أنتظر به إفطارنا . فقال لها عليّ عليه السلام : آثري به هذا المسكين الجائع المحتاج . فقامت فاطمة عليهاالسلام بالقرص مأدوما فدفعته إلى المسكين ، فجعله المسكين في حضنه وخرج به متوجها من عندهما يأكل من حضن نفسه ، فأقبلت امرأة معها صبي صغير تنادي : اليتيم المسكين الّذي لا أب له ولا أم ، ولا أحد ، فلمّا رأت المرأة الّتي معها اليتيم المسكينَ يأكل من حضن نفسه ، أقبلت باليتيم فقالت : ياعبد اللّه ، أطعم هذا اليتيم المسكين ممّا أراك تأكل ، فقال لها المسكين : لالعمرك واللّه ، ما كنت لأُطعمك من رزق ساقه اللّه تعالى إليَّ ولكني أدلّك على من أطعمني ، فقالت : فادللني عليه ؟ فقال لها : أهل ذلك البيت الّذيترين ، _ وأشار إليه من بعيد _ فإن في ذلك المنزل رجلاً وامرأة أطعمانيه . قالت المرأة : فان الدال على الخير كفاعله . قال المسكين : وإنّي لأرجو أن يطعما يتيمكِ كما أطعماني . فأقبلت باليتيم حتّى ضربت على عليّ ونادت : يا أهل المنزل ، أطعموا اليتيم المسكين الّذي لا أب له ولا أمّ ، من فضل مارزقكم اللّه . فقال عليّ عليه السلاملفاطمة : عندك شيء ؟ فقالت : فضل طحين عندي فجعلته حريرة ، وليس عندنا غيره ، وقد اقترب الإفطار . فقال لها عليّ : آثري به هذا المسكين اليتيم «وَ مَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌَ أَبْقَى » (1) . فقامت فاطمة عليهاالسلامبالقدر بما فيه فكبتها في حضن المرأة ، فخرجت المرأة تطعم الصبي اليتيم ممّا في حضنها ، فلم تجز بعيدا حتّى أقبل أسير من اُسراء

.


1- .سورة القصص ، الآية 60.

ص: 343

المشركين ينادي : الأسير الغريب المسكين الجائع ، فلمّا نظر الأسير إلى المرأة تطعم الصبي من حضنها ، أقبل إليها فقال : يا أمة اللّه أطعميني ممّا أراك تطعمينه هذا الصبي . قالت المرأة : لا لعمرك واللّه ، ماكنت لأُطعمك من رزقٍ رزق اللّه هذا اليتيم المسكين ، ولكني أدلّك على من أطعمني كما دلّني عليه سائل قبلك . قال لها الأسير : وأن الدال على الخير كفاعله . فقالت له : أهل ذلك المنزل الّذي ترى فيه رجلاً وامرأة ، أطعما مسكينا سائلاً وهذا اليتيم . فانطلق الأسير إلى باب عليّ وفاطمة عليهم السلام ، فهتف بأعلى صوته : يا أهل المنزل ، أطعموا الأسير الغريب المسكين من فضل مارزقكم اللّه تعالى . فقال عليّ لفاطمة : أعندك شيء ؟ قالت : ماعندي طحين ، أصبت فضل تميرات ، فخلصتهن من النوى ، وعصرت النحي فقطرته على التمرات ، ودقّقت ما كان عندي من فضل الإقط ، فجعلته حيسا ، فما فضل عندنا شيء نفطر عليه غيره . فقال لها عليّ عليه السلام : آثري به هذا الأسير المسكين الغريب . فقامت فاطمة إلى ذلك الحيس فدفعته إلى الأسير ، وباتا يتضوران على الجوع من غير إفطار ولاعشاءٍ ولاسحور ، ثمّ أصبحا صائمين حتّى أتاهما اللّه سبحانه برزقهما عند الليل ، فصبرا على الجوع ، فنزل في ذلك : «وَ يُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِى مِسْكِينًا وَ يَتِيمًا وَ أَسِيرًا » أي : على شدة شهوتهم له «مِسْكِينًا » قرص ملة ، «وَ يَتِيمًا » حريرة ، «وَ أَسِيرًا » حيسا ، «إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ » يخبر عن ضميرهما «لِوَجْهِ اللَّهِ » يقول إرادة ما عند اللّه من الثواب . «لاَ نُرِيدُ مِنكُمْ » في الدنيا «جَزَآءً » ، يعني : ثوابا «وَ لاَ شُكُورًا » يقول : ثناء يثنون به علينا «إِنَّا نَخَافُ » يخبر عن ضميرهما ، «مِن رَّبِّنَا يَوْمًا

.

ص: 344

عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا » قال : العبوس : تقبّض مابين العينين من أهواله وخوفه ، والقمطرير : الشديد «فَوَقَ_ل_هُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَ لِكَ » يقول : خوف ذلك «الْيَوْمِ وَ لَقَّ_ل_هُمْ نَضْرَةً » يقول : بهجات الجنّة «وَسُرُورًا » يقول : سرهما من قرة العين بالجنّة ، «وَ جَزَل_هُم » يقول : وأثابهم ، «بِمَا صَبَرُواْ » على الجوع حتّى آثروا بالطعام لأفطارهم اليتيم والمسكين والأسير ، حيسا وحريرا «مَّتَّكِ_ئينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَآل_ءِكِ » الأرائك : الأسرّة المرمولة بالدرّ والياقوت والزبرجد في علّيين ، مضروبة عليها الحجال . «لاَ يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا » يؤذيهم حرّها «وَ لاَ زَمْهَرِيرًا » يقول : لايؤذيهم برده ، «وَ دَانِيَةً » : قريبة «عَلَيْهِمْ ظِ_لَ__لُهَا وَ ذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا » يقول : قربت الثمار منهم «تَذْلِيلاً » : يأكلونها قياما وقعودا ومتكئين ومستلقين على ظهورهم ، ليس القائم بأقدر عليها من المتّكي ، وليس المتّكي بأقدر عليها من المستلقي ، «وَ يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَ نٌ » : من الوصفاء «مُّخَلَّدُونَ » قال : مسوّرون بأسورة الذهب والفضة ، وقال : مخلّدون لم يذوقوا طعم الموت قطّ ، وإنّما خلقوا خدما لأهل الجنّة ، «إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ » من بياضهم وحسنهم «لُؤْلُؤًا مَّنثُورًا » : لكثرتهم ، فشبّه بياضهم وحسنهم بالؤلؤ ، وكثرتهم بالمنثور . 1

.

ص: 345

سورة الشمس

سورة الشمس107 / قوله تعالى : «إِذِ امنبَعَثَ أَشْقَ_ل_هَا » [الآية : 12] .

ابن مردويه ، أنّه قال سعيد بن المسيب :كان عليّ يقرأ : «إِذِ امنبَعَثَ أَشْقَ_ل_هَا » قال : فوالّذي نفسي بيده ، لتخضبنّ هذهِ من هذا ، وأشار إلى لحيته ورأسه . 1

ابن مردويه ، عن عليّ قال :قال لي رسول اللّه صلى الله عليه و سلم : «يا عليّ ، مَن أشقى الأوّلين ؟» قلت : عاقر الناقة . قال : «صدقت» . قال : «فمن أشقى الآخرين ؟» قلت : لا أدري . قال : «الّذي يضربك على هذه ، كما أن عاقر الناقة أشقى بني فلان من ثمود» . ونسبه صلى الله عليه و سلمإلى فخذه الأدنى دون ثمود ، أو كما قال صلى الله عليه و سلم . 2

.

ص: 346

سورة البينة

سورة البينة108 / قوله تعالى: «إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَ عَمِلُواْ الصَّ__لِحَ_تِ أُوْلَ_ل_ءِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ »[الآية:7].

ابن مردويه ، عن ابن عباس قال :لمّا نزلت هذه الآية : «إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَ عَمِلُواْ الصَّ__لِحَ_تِ أُوْلَ_ل_ءِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ » ، قال رسول اللّه صلى الله عليه و سلملعليّ رضى الله عنه : «هو أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين» . 1

ابن مردويه ، عن ابن عباس قال :لمّا نزلت هذه الآية ، قال صلى الله عليه و سلم لعليّ : «هو أنت وشيعتك . تأتي يوم القيامة أنت وشيعتك راضين مرضيين . ويأتي عداك غضابا مقمحين» . فقال عليّ : يا رسول اللّه مَن عدوّي ؟ قال : «من تبرّأ منكَ ولعنكَ» . ثمّ قال رسول اللّه صلى الله عليه و سلم : «من قال : رحم اللّه عليّا رحمه اللّه » . 2

ابن مردويه ، عن ابن عباس ، أن النبيّ صلى الله عليه و سلم قال :لعليّ : «جاء خير البريّة ، أنت

.

ص: 347

وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين» . 1

ابن مردويه ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن السري ، حدّثنا المنذر بن محمّد ابن المنذر ، حدّثني أبي ، حدّثني عمي الحسين بن سعيد ، عن أبيه ، عن إسماعيل بن زياد البزاز ، عن إبراهيم بن مهاجر ، حدّثني يزيد بن شراحيل الأنصاري _ كاتب عليّ عليه السلام _ قال :سمعت عليّا عليه السلام يقول : حدّثني رسول اللّه صلى الله عليه و آلهوأنا مسنده إلى صدري فقال : «أي عليّ ! ألم تسمع قول اللّه تعالى : «إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَ عَمِلُواْ الصَّ__لِحَ_تِ أُوْلَ_ل_ءِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ » ! أنت وشيعتك ، وموعدي وموعدكم الحوض ، إذا جثت الأُمم للحساب تدعون غرّا محجّلين» . 2

.

ص: 348

سورة العصر

سورة العصر109 / قوله تعالى : «وَ الْعَصْرِ * إِنَّ الاْءِنسَ_نَ لَفِى خُسْرٍ * إِلاَّ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَ عَمِلُواْ الصَّ__لِحَ_تِ »[الآيات : 1 _ 3] .

ابن مردويه ، عن ابن عباس في قوله تعالى : «وَ الْعَصْرِ * إِنَّ الاْءِنسَ_نَ لَفِى خُسْرٍ » يعني : أباجهل بن هشام . «إِلاَّ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَ عَمِلُواْ الصَّ__لِحَ_تِ » عليّا وسلمان . 1

110/ قوله تعالى : «وَ تَوَاصَوْاْ بِالصَّبْرِ » [الآية : 3] .

ابن مردويه ، عن ابن عبّاس رضى الله عنه قال : «وَ تَوَاصَوْاْ بِالصَّبْرِ » نزلت في

.

ص: 349

عليّ بن أبي طالب . 1

.

ص: 350

سورة الكوثر

سورة الكوثر111 / قوله تعالى : «إِنَّ_آ أَعْطَيْنَ_كَ الْكَوْثَرَ » [الآية : 1] .

ابن مردويه ، عن أنس ، قال :دخلت على رسول اللّه صلى الله عليه و سلم فقال : «قد أُعطيتُ الكوثر» . قلت : يا رسول اللّه ، ما الكوثر ؟ قال : «نهر في الجنّة عرضه وطوله ما بين المشرق والمغرب ، لايشرب منه أحد فيظمأ ، ولايتوضأ منه أحد فيتشعث أبدا ، لايشرب منه من أخفر ذمتي ، ولامن قتل أهل بيتي» . 1

.

ص: 351

سورة النصر

سورة النصر112 / قوله تعالى : «إِذَا جَآءَ نَصْرُ اللَّهِ وَ الْفَتْحُ * وَ رَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِى دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُو كَانَ تَوَّابَام »[الآيات : 1 _ 3] .

ابن مردويه ، عن عليّ قال :لمّا نزلت هذه السورة على النبيّ صلى الله عليه و سلم «إِذَا جَآءَ نَصْرُ اللَّهِ وَ الْفَتْحُ » أرسل النبيّ صلى الله عليه و سلمإلى عليّ فقال : «يا عليّ ، إنّه قد جاء نصر اللّه والفتح ، ورأيت الناس يدخلون في دين اللّه أفواجا ، فسبحت ربّي بحمده ، واستغفرت ربّي إنّه كان توّابا ، إنّ اللّه قد كتب على المؤمنين الجهاد في الفتنة من بعدي» . قالوا : يا رسول اللّه ، وكيف نقاتلهم وهم يقولون قد آمنا ؟ قال : «على إحداثهم في دينهم ، وهلك المحدّثون في دين اللّه » . 1

.

ص: 352

. .

ص: 353

. .

ص: 354

. .

ص: 355

. .

ص: 356

. .

ص: 357

. .

ص: 358

. .

ص: 359

. .

ص: 360

. .

ص: 361

. .

ص: 362

. .

ص: 363

. .

ص: 364

. .

ص: 365

. .

ص: 366

. .

ص: 367

. .

ص: 368

. .

ص: 369

. .

ص: 370

. .

ص: 371

. .

ص: 372

. .

ص: 373

. .

ص: 374

. .

ص: 375

. .

ص: 376

. .

ص: 377

. .

ص: 378

. .

ص: 379

. .

ص: 380

. .

ص: 381

. .

ص: 382

. .

ص: 383

. .

ص: 384

. .

ص: 385

. .

ص: 386

. .

ص: 387

. .

ص: 388

. .

ص: 389

. .

ص: 390

. .

ص: 391

. .

ص: 392

. .

ص: 393

. .

ص: 394

. .

ص: 395

. .

ص: 396

. .

ص: 397

. .

ص: 398

. .

ص: 399

. .

ص: 400

. .

ص: 401

. .

ص: 402

. .

ص: 403

. .

ص: 404

. .

ص: 405

فهرس المصادر والمراجع العامة

فهرس المصادر والمراجع العامة1 . القرآن الكريم 2 . آل محمّد صلى الله عليه و آله ، حسام الدين المردي الجراحي الخلوتي ، نسخة مصورة في مركز إحياءالتراث الإسلامي برقم «343» ، عن النسخة الخطيّة في مكتبة السيّد أحمد الأشكوري ، قم . 3 . إحياء الميت في فضائل آل البيت ، جلال الدين السيوطي (ت 911 ه ) ، دراسه وتحقيق : مصطفى عبد القادر عطا ، بيروت ، دار الجيل ، 1407 ه _ 1987 م . 4 . اختيار معرفة الرجال ، أبو جعفر محمّد بن الحسن الشيخ الطوسي (ت 460 ه ) ، تحقيق :محمّد الحسيني الإسترآبادي ، قم : مؤسسة آل البيت عليهم السلام ، 1404 ه . ق . 5 . الأربعون حديثا ، منتجب الدين عليّ بن عبيد اللّه بن بابو يه الرازي (ق 6ه )، تحقيق : مؤسسة الإمام المهدي ، قم ، 1408 ه . ق، ط 1 . 6 . الأربعين البلدانيّة عن أربعين من أربعين لأربعين في أربعين ، أبو القاسم عليّ بن الحسن بن هبة اللّه بن عساكر (ت 571 ه ) ، تحقيق : مركز جمعة الماجد ، بيروت : دار الفكر ،1413 ه . ق، ط 1 . 7 . الأربعين في إمامة الأئمّة الطاهرين ، محمّد طاهر القمي الشيرازي (ت1098 ه ) ، تحقيق : مهدي الرجائي ، 1418 ه ق، ط 1 . 8 . الاستيعاب في معرفة الأصحاب ، ابن عبد البر النمري القرطبي (ت 463 ه ) ، طُبع بهامش كتاب الإصابة في تمييز الصحابة ، مصر : 1328 ه ، طبع مطبعة السعادة ، ط 1 .

.

ص: 406

9 . الإصابة في تمييز الصحابة ، شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن عليّ بن محمّد بن محمّد بن عليّ الكناني العسقلاني (المعروف بابن حجر ت 852 ه ) ، القاهرة، 1328 ه ، ط 1 . 10 . الأعلام ، خيرالدين الزركلي ، بيروت : دار العلم للملايين ، 1984 م، ط 6 . 11 . الأغاني ، أبو الفرج عليّ بن الحسين الأصبهاني (ت 976 ه ) ، بيروت : دار إحياء التراث العربي . 12 . الإكمال في رفع الإرتياب عن المؤتلف والمختلف في الاسماء والكنى والألقاب ،عليّ بن هبة اللّه أبي نصر بن ماكولا (ت 475 ه ) ، بيروت : دار الكتب العلميّة ،1411 ه _ 1990 م ، ط 1 . 13 . الأنباء المستطابة في فضل الصحابة والقرابة ، بهاء الدين أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه (المعروف بابن سيّد الكل القفطي، ت 697 ه ) ، نسخة مصورة في مكتبة السيّدالمرعشي النجفي برقم 921 عن النسخة الخطيّة في مكتبة چيستربتي _ دبلن برقم«3908» . 14 . الأنساب المتفقة ، أبو الفضل محمّد بن طاهر (المعروف بابن القيسراني، ت 507 ه ) . 15 . الأنساب ، أبو سعد عبد الكريم بن محمّد بن منصور التميمي السمعاني (ت 562 ه ) ، تقديم وتعليق : عبد اللّه البارودي ، دار الجنان ، سنة 1988 م ، ط 1 . 16 . أرجح المطالب في عدّ مناقب أسد اللّه الغالب أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ،عبيد اللّه الأمْرتْسَري ، الهند _ لاهور . 17 . أسباب النزول ، أبو الحسن عليّ بن أحمد الواحدي النيسابوري (ت 468 ه ) ، بيروت : دارالكتب العلميّة ، 1400 ه . ق _ 1980 م . 18 . أُسد الغابة في معرفة الصحابة ، عز الدين أبو الحسن عليّ بن أبي الكرم محمّد بن محمّدبن عبد الكريم الشيباني (المعروف بابن الأثير) ، بيروت : دار إحياء التراث العربي . 19 . ألقاب الرسول وعترته ، أبو الحسين سعيد بن هبة اللّه (المشهور بالقطب الراوندي، ت 573 ه ) ، طبع ضمن كتاب المجموعة النفيسة ، قم : مكتبة السيّد المرعشي النجفي ، 1406 ه . ق . 20 . أنساب الأشراف ، أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري (ق 3 ه ) ، حققه وعلّق عليه : محمّدباقر

.

ص: 407

المحمودي ، بيروت : مؤسسة الأعلمي ، 1394 ه _ 1974م، ط 1 . 21 . أهل البيت في المكتبة العربيّة ، عبد العزيز الطباطبائي ، قم : مؤسسة آل البيت عليهم السلاملإحياء التراث ، 1417 ه . ق، ط 1 . 22 . بحار الأنوار ، محمّد باقر المجلسي (ت 1111 ه ) ، بيروت : مؤسسة الوفاء ، 1403 ه _ 1983م . 23 . البداية والنهاية ، أبو الفداء إسماعيل بن كثير الدمشقي (ت 774 ه ) ، حققه ودقق أُصوله وعلّق عليه : عليّ شيري ، دار إحياء التراث العربي ، 1408 ه _ 1988 م، ط 1 . 24 . بلاغات النساء ، أبو الفضل أحمد بن أبي الطاهر (المعروف بابن طيفور، ت 380 ه ) ، النجف الأشرف : المكتبة الحيدرية . 25 . تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام ، شمس الدين أبو عبد اللّه محمّد بن أحمدالذهبي (ت 748 ه ) ، حقّقه وضبط نصّه : بشار عوّاد معروف وشعيب الارنؤوط وصالح مهدي عباس ، بيروت : مؤسسة الرسالة ، 1408 ه _ 1988 م ، ط 1 . 26 . تاريخ التراث العربي ، فؤاد سزكين ، نقله إلى العربيّة : محمود فهمي حجازي ، راجعه : عرفة مصطفى وسعيد عبد الرحيم ، قم : مكتبة السيّد المرعشي النجفي ، 1412 ه ، ط 2 . 27 . تاريخ الخلفاء ، جلال الدين عبد الرحمان بن أبي بكر السيوطي (ت 911 ه ) ، تحقيق : محمّد محي الدين عبد الحميد ، مصر : مطبعة السعادة، 1371 ه _ 1952 م، ط 1 . 28 . تاريخ الطبري ، أبو جعفر محمّد بن جرير الطبري (ت 310 ه ) ، تحقيق : محمّد أبو الفضل ا ءبراهيم ، بيروت : دار سويدان . 29 . التاريخ الكبير ، أبو عبد اللّه إسماعيل بن إبراهيم الجعفي البخاري (ت 256 ه ) ، بيروت : دارالكتب العلميّة . 30 . تاريخ أصبهان ، أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بن إسحاق الأصبهاني (ت 430 ه ) ،تحقيق : سيّد كسروي حسن ، بيروت : دار الكتب العلميّة ، 1410 ه _ 1990 م، ط 1 . 31 . تاريخ بغداد ، أبو بكر أحمد بن عليّ الخطيب البغدادي (ت 463 ه ) ، بيروت : دار الكتب العلميّة .

.

ص: 408

32 . تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة ، شرف الدين عليّ الحسيني الإسترآبادي النجفي (ق 10) ، تحقيق : مدرسة الامام المهدي عليه السلام ، قم، 1407 ه ، ط 1 . 33 . تبصير المنتبه بتحرير المشتبه ، شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن عليّ بن محمّد العسقلاني (المعروف بابن حجر، ت 852 ه ) ، تحقيق : عليّ محمّد البجاوي ، مراجعة: محمّد عليّ النجار ، بيروت : المكتبة العلميّة . 34 . تحفة الأبرار في مناقب الأئمة الأطهار ، عماد الدين حسن بن عليّ الطبري (ت بعد 701ه ) ، تصحيح وتحقيق : مهدي جهرمي ، قم : الميراث المكتوب ، ط 1 . 35 . تحفة الاحوذي بشرح جامع الترمذي ، أبو العلى محمّد بن عبد الرحمان بن عبد الرحيم المباركفوري الهندي (ت 1353 ه )، بيروت : دار الكتاب العربي . 36 . التدوين في أخبار قزوين ، عبد الكريم بن محمّد الرافعي القزويني (ق 6 ه ) ، ضبط نصه وحقق متنه : عزيز اللّه العطاردي ، بيروت : دار الكتب العلميّة ، 1408 ه _ 1987 م . 37 . تذكرة الحفّاظ ، أبو عبد اللّه شمس الدين محمّد الذهبي (ت 748 ه ) ، بيروت : دار الكتب العلميّة . 38 . ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام من تاريخ دمشق ، أبو القاسم عليّ بن الحسن ابن هبة اللّه الشافعي (المعروف بابن عساكر ، ت 571 ه ) ، تحقيق : محمّد باقر المحمودي ، بيروت : مؤسسة المحمودي للطباعة والنشر ، 1398 ه _ 1978م . 39 . تعزية المسلم عن أخيه ، قاسم بن عليّ بن الحسن بن هبة اللّه (ت 600 ه ) ، تحقيق : مجدي فتحي السيّد ، جدّة : مكتبة الصحابة _ 1411 ه ، ط 1 . 40 . تفسير ابن كثير ، أبو الفداء إسماعيل بن كثير القرشي الدمشقي (ت 774 ه ) ، بيروت : دارالمعرفة ، 1402 ه _ 1982 م . 41 . تفسير البحر المحيط ، محمّد بن يوسف (الشهير بأبي حيّان الأندلسي، ت 749 ه ) ، دارالفكر ، 1403 ه _ 1983 م، ط 2 . 42 . تفسير البغوي ، أبو محمّد الحسين بن مسعود الفراء البغوي الشافعي (ت 516 ه ) ، إعدادوتحقيق : خالد عبد الرحمان العك _ مروان سوار ، بيروت: دار المعرفة ، 1407 ه _ 1987 م، ط 2 .

.

ص: 409

43 . تفسير الحبري ، أبو عبد اللّه الحسين بن الحكم بن مسلم الحبري (ت 286 ه ) ، تحقيق : محمّد رضا الحسيني ، مؤسسة آل البيت عليهم السلام 1408 ه _ 1987 م ، ط 1 . 44 . تفسير العياشي ، أبو النضر محمّد بن مسعود بن عياش السلمي السمرقندي ، صححه وحققه وعلق عليه : هاشم الرسولي المحلاتي، طهران : المكتبة العلميّة . 45 . تفسير القرطبي (الجامع لأحكام القرآن) ، أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد الأنصاري القرطبي (ت 671 ه ) ، بيروت : دار إحياء التراث العربي ، 1966 م . 46 . التفسير الكبير ، الفخر الرازي ، طهران : دار الكتب العلميّة ، ط 2 . 47 . تلخيص الحبير ، شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن عليّ بن محمّد بن محمّد العسقلاني (المعروف بابن حجر، ت 852 ه ) . 48 . توضيح الدلائل على تصحيح الفضائل ، شهاب الدين أحمد بن عبد اللّه الشيرازي الأيجي الحسيني الشافعي (آخر ق 9) ، نسخة مصورة في مكتبة السيّد المرعشي النجفي عن النسخة الخطيّة في مكتبة «ملى» ، إيران _ شيراز . 49 . تهذيب الكمال في أسماء الرجال ، جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي (ت 742 ه ) ،حققه وضبط نصه وعلق عليه : بشار عوّاد معروف ، بيروت : مؤسسة الرسالة ، 1403 ه _ 1983م ، ط 2. 50 . الثقات ، محمّد بن حبان بن أحمد التميمي البستي (ت 354 ه ) ، مراجعة : شرف الدين أحمد ، بيروت : دار الفكر ، 1975 م _ 1395 ه . 51 . جامع الاُصول من أحاديث الرسول ، أبو السعادات مبارك بن محمّد بن الأثير الجزري(ت 606 ه ) ، حققه : محمّد حامد الفقي ، بيروت : دار إحياء التراث العربي ، 1400 ه _ 1980 م ط 2 . 52 . الجامع الصحيح (سنن الترمذي) ، أبو عيسى محمّد بن عيسى بن سورة ، تحقيق وشرح :أحمد محمّد شاكر ، بيروت : دار إحياء التراث العربي . 53 . الجامع الكبير ، جلال الدين عبد الرحمان السيوطي (ت 911 ه ) ، جمع وترتيب : عباس أحمد صقر _ أحمد عبد الجواد ، بيروت : دار الفكر ، 1994 م _ 1414 ه .

.

ص: 410

54 . جامع المسانيد ، أبو المؤيّد محمّد بن محمود الخوارزمي (ت 665 ه ) ، بيروت : دار الكتب العلميّة . 55 . الخرائج والجرائح ، أبو الحسين سعيد بن هبة اللّه (المشهور بقطب الدين الراوندي ، ت 573 ه ) ، تحقيق : مؤسسة الإمام المهدي عليه السلام ، قم ، 1419 ه ، ط 1 . 56 . خصائص الإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ، أبو عبد الرحمان أحمد بن شعيب النسائي (ت 303 ه ) ، حققه وعلق عليه : محمّد باقر المحمودي ، 1403 ه _ 1983م ، ط 1 . 57 . الخصائص الكبرى ، جلال الدين عبد الرحمان بن أبي بكر السيوطي (ت 911 ه ) ، بيروت : دار الكتب العلميّة ، 1405 ه _ 1985 م ، ط 1 . 58 . خصائص مسند الإمام أحمد ، محمّد بن عمر بن أحمد المديني (ت 581 ه ) ، الرياض :مكتبة التوبة ، 1410 ه . 59 . خلاصة عبقات الأنوار في إمامة الأئمّة الأطهار ، عليّ الحسيني الميلاني ، طهران : مؤسسة البعثة _ قسم الدراسات الإسلاميّة ، 1406 ه . 60 . الدرّ المنثور في التفسير بالمأثور ، جلال الدين عبد الرحمان السيوطي (ت 911 ه ) ، قم :مكتبة السيّد المرعشي النجفي ، 1404 ه . 61 . الدرّ النظيم في مناقب الأئمة اللهاميم ، جمال الدين يوسف بن حاتم الشامي (ق 7) ، نسخة مصورة في مكتبة السيّد المرعشى النجفي رحمه الله برقم «38 ، 39» ، عن النسخة الخطيه في مكتبة ميرزا محمّد شريف العسكري الطهراني ، تاريخ النسخ سنة 734 ه . 62 . درّ بحر المناقب في تفضيل عليّ بن أبي طالب ، عليّ بن إبراهيم (الملقب بدرويش برهان، ق 10 ه ) ، نسخة مصورة في قم : مركز إحياء التراث الإسلامي برقم «1 _ 191» ، عن النسخة الخطية في مكتبة الفاضلي برقم «123» ، إيران _ خوانسار ، نَسخ محمّد سعيدالويري سنة 1081 ه . 63 . ديوان الإسلام ، شمس الدين أبو المعالي محمّد بن عبد الرحمان ابن الغزي (ت 1167 ه ) ،تحقيق : كسروي حسن ، بيروت : دار الكتب العلميّة ، 1411 ه _ 1990 م، ط 1 .

.

ص: 411

64 . ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى ، محبّ الدين أحمد بن عبد اللّه الطبري ، بيروت :دار المعرفة ، 1974 م عن نسخة دار الكتب المصريّة ونسخة الخزانة التيموريّة . 65 . ذيل اللئالي المصنوعة ، جلال الدين عبد الرحمان السيوطي (ت 911 ه ) ، طبع قديم ، الهند _ لكنهو . 66 . ربيع الأبرار ونصوص الأخبار ، محمود بن عمر الزمخشري ، تحقيق : سليم النعيمي ، رئاسة ديوان الأوقاف _ إحياء التراث الإسلامي . 67 . الرسالة المستطرفة لبيان مشهور كتب السنّة المشرّفة ، محمّد بن جعفر الكتاني ، بيروت : دار الكتب العلميّة ، 1400 ه ، ط 2 . 68 . رشفة الصادي من بحر فضائل بني النبيّ الهادي ، أبو بكر بن عبد الرحمان بن محمّدالحسيني الشافعي الحضرمي (ت 1341 ه ) ، القاهرة : المطبعة الإعلاميّة، 1303ه . 69 . روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني ، أبو الفضل شهاب الدين محمود الآلوسي البغدادي (ت 1270 ه ) ، القاهرة ، ط 1 . 70 . الرياض النضرة في مناقب العشرة ، أبو جعفر أحمد (الشهير بالمحبّ الطبري) ، بيروت :دار الكتب العلميّة . 71 . زاد المسير في علم التفسير ، أبو الفرج جمال الدين عبد الرحمان بن عليّ بن محمّد الجوزي القرشي البغدادي (ت 597 ه ) ، بيروت : المكتب الإسلامي ، 1407 ه _ 1987 م،ط 4 . 72 . زاد المعاد في هدي خير العباد ، أبو قيم الجوزية (ت 751 ه ) ، حقق نصوصه وخرّج أحاديثه وعلّق عليه : شعيب الارنؤوط _ عبد القادر الارنؤوط ، بيروت : مؤسسة الرسالة ،1408 ه _ 1988 م ، ط 16 . 73 . السبعيّات ، أبو نصر محمّد بن عبد الرحمان الحنفي الهندي ، اسلامبول : جمال أفندي . 74 . سنن الدارمي ، أبو محمّد عبد اللّه بن عبد الرحمان بن الفضل بن بهرام الدارمي (ت 255 ه ) ، دار إحياء السنة النبويّة . 75 . السنن الكبرى ، أبو بكر أحمد بن الحسين بن عليّ البيهقي (ت 458 ه ) ، بيروت : دار المعرفة .

.

ص: 412

76 . سير أعلام النبلاء ، شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذهبي (ت 748 ه ) ، حققه وخرّج أحاديثه وعلق عليه : شعيب الارنؤوط _ محمّد نعيم العرقسوسي ، بيروت : مؤسسه الرسالة ، 1403 ه _ 1983م، ط1 . 77 . السيرة النبويّة بهامش السيرة الحلبيّة ، أحمد زيني دحلان ، بيروت : المكتبة الإسلاميّة . 78 . شذرات الذهب في أخبار من ذهب ، أبو الفلاح عبد الحي بن العماد الحنبلي (ت 1089ه ) ، بيروت : دار الفكر . 79 . شرح المقاصد ، سعد الدين مسعود بن عمر بن عبد اللّه التفتازاني (ت 793 ه ) ، تحقيق وتعليق : عبد الرحمان عميرة ، بيروت : دار الكتب العلميّة ، 1409 ه _ 1989 م ، ط 1 . 80 . شرح معاني الآثار ، أحمد بن محمّد بن سلمة الأزدي (ت 321 ه ) ، تحقيق : محمّد زهريالنجار ، دار الكتب العلميّة ، 1416 ه _ 1996 م ، ط 3 . 81 . شرح نهج البلاغة ، عبد الحميد بن هبة اللّه المدائني (الشهير بابن أبي الحديد) ، تحقيق : محمّد أبو الفضل إبراهيم ، دار إحياء التراث العربي . 82 . شواهد التنزيل لقواعد التفضيل ، عبيد اللّه بن عبد اللّه بن أحمد (المعروف بالحاكم الحسكاني ، ق 5) ، حققه وعلق عليه : محمّد باقر المحمودي ، بيروت : مؤسسة الأعلمي ،1393 ه _ 1974 م ، ط 1 . 83 . صحيح البخاري ، أبو عبد اللّه محمّد بن إسماعيل بن إبراهيم البخاري الجعفي (ت 256 ه ) ، استانبول : دار الفكر _ اُوفسيت _ عن طبعة دار الطباعة . 84 . صحيح مسلم ، أبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري (ت 261 ه ) ، بيروت : دار المعرفة . 85 . الصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم ، زين الدين أبو محمّد عليّ بن يونس العامليالبياضي النباطي (ت 877 ه ) ، تحقيق : محمّد باقر البهبودي ، المكتبة المرتضوية ، 1384 ه ، ط 1 . 86 . الصواعق المحرقة ، أحمد بن حجر الهيثمي المكي (ت 974 ه ) ، مصر : مكتبة القاهرة ، 1385 ه _ 1965م، ط 2 .

.

ص: 413

87 . طبقات الشافعيّة الكبرى ، تاج الدين أبو نصر عبد الوهاب بن عليّ السبكي (ت 771 ه ) ،تحقيق : محمود محمّد الطناحي _ عبد الفتاح الحلو ، القاهرة : دار إحياء الكتب العربيّة . 88 . طبقات المفسرين ، شمس الدين محمّد بن عليّ بن أحمد الداوودي (ت 945 ه ) ، بيروت :دار الكتب العلميّة ، 1403 ه _ 1983 م ، ط 1 . 89 . الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف ، رضي الدين أبو القاسم عليّ بن موسى بن طاووس الحسني الحسيني (ت 664 ه ) ، قم : طبع مطبعة الخيام ، 1400 ه . 90 . العبر في خبر من غبر ، أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد الذهبي (ت 748 ه ) ، تحقيق : فؤاد سيّد ، الكويت ، 1984 م ، ط 2 . 91 . العلل المتناهية في الأحاديث الواهيّة ، أبو الفرج عبد الرحمان بن الجوزي (ت 597 ه ) ،قدم له وضبطه : خليل الميس ، بيروت : دار الكتب العلميّة ، 1403 ه _ 1983 م ، ط1 . 92 . الغدير في الكتاب والسنّة والأدب ، عبد الحسين الأميني النجفي ، بيروت : دار الكتاب العربي ، 1403 ه _ 1983 م، ط 5 . 93 . فتح الباري في شرح صحيح البخاري ، شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن عليّ بن محمّدالعسقلاني (المعروف بابن حجر، ت 852 ه ) ، بيروت : دار المعرفة ، ط 2 . 94 . فتح البيان في مقاصد القرآن ، أبو الطيب صديق بن حسن القنوجي البخاري ، مصر _ بولاق : المطبعة الميرية ، 1301 ه ، ط 1 . 95 . فتح القدير الجامع بين فنّي الرواية والدراية من علم التفسير ، محمّد بن عليّ الشوكاني (ت 1250 ه ) ، بيروت : دار الفكر ، 1401 ه _ 1981 م . 96 . فرائد السمطين في فضائل المرتضى والبتول والأئمّة من ذريّتهم عليهم السلام ، إبراهيم بن محمّد بن المؤيد بن عبد اللّه الجويني الخراساني (ت 730 ه ) ، حققه وعلق عليه : محمّد باقر المحمودي ، بيروت : مؤسسة المحمودي للطباعة والنشر ، 1398 ه _ 1978 م ،ط1 . 97 . الفصول المهمة في معرفة أحوال الأئمة ، عليّ بن محمّد بن أحمد المالكي المكي (الشهير بابن الصباغ ، ت 855 ه ) ، النجف الأشرف : مكتبة دار الكتب التجارية .

.

ص: 414

98 . فضائل الصحابة ، أبو عبد اللّه أحمد بن حنبل الشيباني (ت 241 ه ) ، مراجعة : وصي اللّه محمّد عبّاس ، بيروت : مؤسسة الرسالة ، 1403 ه _ 1983 م . 99 . القول المستحسن في فخر الحسن ، أبو عليّ محمّد بن القاسم ، الهند _ حيدر آباد : طبع مطبعة محمّد عزيز الدين ، 1312 ه ، ط 2 . 100 . الكاشف في معرفة من له رواية في الكتب الستة ، أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد الذهبي(ت 748 ه ) ، بيروت : دار الكتب العلميّة ، 1403 ه _ 1983 م ، ط 1 . 101 . الكافي الشاف في تخريج أحاديث الكشاف (المطبوع في هامش الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل) ، شهاب الدين أبي الفضل أحمد بن عليّ بن محمّد العسقلاني(المعروف بابن حجر ، ت 852 ه ) بيروت : دار الكتاب العربي . 102 . الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل ، أبو القاسم جار اللّه محمود بن عمر الزمخشري الخوارزمي (ت 538 ه ) ، بيروت : دار المعرفة . 103 . كشف الغمّة في معرفة الأئمّة ، أبو الحسن عليّ بن عيسى بن أبي الفتح الإربلي (ت 693ه ) ، علق عليه : السيّد هاشم الرسولي المحلاتي ، طبعه سيّد عليّ بني هاشمي . 104 . كفاية الطالب في مناقب عليّ بن أبي طالب ، أبو عبد اللّه محمّد بن يوسف بن محمّد القرشي الكنجي الشافعي (ت 658 ه ) ، تحقيق وتصحيح وتعليق : محمّد هادي الأميني ، النجف الأشرف : المطبعة الحيدرية 1390 ه _ 1970 م ، ط 2 . 105 . كنز العمّال في سنن الأقوال والأفعال ، علاء الدين عليّ المتقي بن حسام الدين الهنديالبرهان فوري (ت 975 ه ) ، بيروت : مؤسسة الرسالة ، 1399 ه _ 1979 م . 106 . الكنى والألقاب ، عباس القمّي(ت 1359 ه ) طهران : مكتبة الصدر . 107 . اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة ، جلال الدين عبد الرحمان السيوطي (ت 911 ه ) ، بيروت : دار المعرفة ، 1403 ه _ 1983 م . 108 . لباب النقول في أسباب النزول ، جلال الدين عبد الرحمان بن أبي بكر السيوطي (ت 911 ه ) ، مكتبة الرياض الحديثة ، ط2 .

.

ص: 415

109 . لسان الميزان ، شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن عليّ بن حجر العسقلاني (ت 852 ه ) ، الهند _ حيدر آباد ، 1329 ه ، ط 1 . 110 . لغة نامه ، عليّ أكبر دهخدا (ت 1956 م) ، طهران : جامعة طهران _ كلية الآداب ، طبع بمطبعة سيروس ، 1968 م . 111 . ما نزل من القرآن في عليّ عليه السلام ، أبو نُعيم أحمد بن عبداللّه بن أحمد بن إسحاق الإصبهاني(ت 430 ه) ، جمعه ورتّبه وقدّم له : محمّد باقر المحمودي ، إيران _ قم : مطبعه وزارة الإرشاد الإسلامي ، 1406 ه ، ط 1 . 112 . مجابي الدعوة ، أبو بكر عبد اللّه بن محمّد بن أبي الدنيا ، الهند _ بمباي : الدار القيّمة ، 1972م _ 1391 ه . 113 . مجلة المجمع العلمي العراقي ، العدد 12 ، بغداد ، 1384 ه _ 1965 م . 114 . مدينة معاجز الأئمّة الاثني عشر ودلائل الحجج على البشر ، هاشم بن سليمان البحراني ، تحقيق : عزة اللّه المولائي الهمداني ، مؤسسة المعارف الإسلاميّة ، 1413 ه . 115 . المستدرك على الصحيحين ، أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه (المعروف بالحاكم النيسابوري، ت 405 ه ) ، طبع الهند _ حيدرآباد . 116 . مسند الحميدي ، أبو بكر عبد اللّه بن الزبير الحميدي (ت 219 ه ) ، حقق اُصوله وعلّق عليه : حبيب الرحمان الأعظمي ، بيروت : دار الكتب العلميّة ، 1409 ه _ 1988 م ، ط 1 . 117 . مسند عليّ بن أبي طالب ، جلال الدين عبد الرحمان بن أبي بكر السيوطي (ت 911 ه ) ،ا ءعتنى بتصحيحه والتعليق عليه ونشره : عزيز بيك ، الهند _ حيدر آباد ، 1406 ه _ 1986 م ، ط 1 . 118 . مسند فاطمة الزهراء ، جلال الدين عبد الرحمان بن أبي بكر السيوطي (ت 911 ه ) ، إعتنى بتصحيحه والتعليق عليه ونشره : عزيز بيك ، الهند _ حيدر آباد ، 1406 ه _ 1986 م ، ط 1 . 119 . مشكل الآثار ، أبو جعفر أحمد بن محمّد بن سلامة بن سلمة الطحاوي الأزدي المصري (ت 321 ه ) ، الهند _ حيدر آباد ، 1333 ه ، ط 1 .

.

ص: 416

120 . المصنف في الأحاديث والآثار ، عبد اللّه بن محمّد بن أبي شيبة ، بيروت : دار الكتب العلميّة ، 1416 ه _ 1995 م ، ط 1 . 121 . المعارف ، أبو محمّد عبد اللّه بن مسلم بن قتيبة (ت 213 ه ) ، حققه وقدم له : ثروت عكاشة ، مصر : دار المعارف ، ط 2 . 122 . معجم البلدان ، شهاب الدين أبو عبد اللّه ياقوت بن عبد اللّه الحموي الرومي ، بيروت : دارا ءحياء التراث العربي ، 1399 ه _ 1979 م وطبع ألمانيا ، 1873 م . 123 . معجم البلدان ، شهاب الدين أبي عبد اللّه ياقوت بن عبد اللّه الحموي ، طبع المانيا ، 1873 م . 124 . المعجم الصغير ، أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب اللخمي الطبراني (ت 360 ه ) ، بيروت : دار الكتب العلميّة ، 1403 ه _ 1983 م . 125 . مفتاح النجا في مناقب آل العبا ، ميرزا محمّد بن رستم بن قباد الحارثي البدخشي ، قم :المكتبة العامة للسيّد المرعشي النجفي برقم «4842» ؛ نسخة خطية (1126 ه ). 126 . مقتل الحسين عليه السلام ، أبو المؤيد الموفّق بن أحمد المكي الخوارزمي (ت 568 ه ) ، تحقيق :محمّد السماوي ، قم : مكتبة المفيد . 127 . ملحقات إحقاق الحق ، شهاب الدين الحسيني المرعشي النجفي ، قم : مكتبة آية اللّه المرعشي ، 1409 ه ، طبع مطبعة الخيام ، ط 1 . 128 . مناقب آل أبي طالب ، أبو عبد اللّه محمّد بن عليّ بن شهرآشوب المازندراني (ت 588 ه ) ،قام بتصحيحه وشرحه ومقابلته على عدّة نسخ خطيّة لجنة من أساتذة النجف الأشرف ، المكتبة الحيدريّة ، 1376 ه _ 1956 م . 129 . مناقب المرتضوي ، محمّد صالح بن المير عبد اللّه الكشفي الترمذي ، (فرغ من تأليفه سنة1037 ه ) ، طبع بمطبعة محمّدي ، الهند _ بمباي ، 1269 ه . 130 . المناقب ، أبو المؤيد الموفّق بن أحمد المكي الخوارزمي (ت 568 ه ) ، تحقيق : مالك المحمودي ، قم : مؤسسة النشر الإسلامي ، 1411 ه ، ط 2 . 131 . مناقب سيّدنا عليّ ، العيني ، طبع في الهند _ حيدرآباد ، 1352 ه .

.

ص: 417

132 . مناقب عليّ بن أبي طالب ، أبو الحسن عليّ بن محمّد بن محمّد الواسطي الجلابي الشافعي (الشهير بابن المغازلي ، ت 483 ه ) ، حققه وعلق عليه : محمّد باقر البهبودي ، طهران : المكتبة الإسلامية 1394 ه . ق . 133 . المنتظم في تاريخ الملوك والأُمم ، أبو الفرج عبد الرحمان بن عليّ بن محمّد بن عليّ بن الجوزي (ت 597 ه ) الهند _ حيدر آباد ، 1358 ه ، ط 1 . 134 . منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة ، قطب الدين أبو الحسين سعيد بن هبة اللّه الراوندي(ت 573 ه ) ، تحقيق : عبد اللطيف الكوهكمري ، قم : مكتبة السيّد المرعشيالنجفي ، 1406 ه . 135 . المواقف في علم الكلام ، عبد الرحمان بن أحمد الأيجي ، بيروت : عالم الكتب ، القاهرة :مكتبة المتنبي . 136 . مواهب الجليل ، حطّاب الرعيني (ت 954 ه ) ، بيروت : دار الكتب العلميّة ، 1416 ه ، ط1 . 137 . الموضوعات ، أبو الفرج عبد الرحمان بن عليّ بن الجوزي القرشي البغدادي (ت 597 ه ) ،ضبط وتحقيق وتقديم : عبد الرحمان محمّد عثمان ، 1386 ه _ 1966 م ، ط 1 . 138 . ميزان الاعتدال في نقد الرجال ، أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن عثمان الذهبي (ت 748ه ) ، تحقيق محمّد عليّ البجاوي ، بيروت : دار المعرفة . 139 . النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة ، جمال الدين أبو المحاسن يوسف بن تَغري بَردي الأتابكي (ت 874 ه ) ، مصر . 140 . نصب الراية لأحاديث الهداية ، جمال الدين الزيلعي (ت 762 ه ) ، تحقيق : أيمن صالح شعباني ، القاهرة : دار الحديث ، 1415 ه _ 1995 م ، ط 1 . 141 . نظم المتناثر من الحديث المتواتر ، أبو عبد اللّه سيّدي محمّد بن أبي الفيض الحسيني الإدريسي (الشهير بالكتاني) ، بيروت : دار الكتب العلميّة ، 1407 ه _ 1987 م ، ط 2 . 142 . نفحات اللاهوت ، عليّ بن عبد العال (المعروف بالمحقق الكركي) ، طهران : مكتبة نينوى الحديثة .

.

ص: 418

143 . نور الأبصار في مناقب آل بيت النبيّ المختار ، مؤمن بن حسن الشبلنجي (ق 12 ه ) ،بيروت : دار الفكر ، 1399 ه _ 1979 م . 144 . النهاية في غريب الحديث والأثر ، أبو السعادات مبارك بن محمّد بن الأثير الجزري (ت606 ه ) ، تحقيق : طاهر أحمد الزاوي _ محمود محمّد الطناحي ، بيروت : دار الفكر ،1399 ه _ 1979م ، ط 2 . 145 . نهج الحق وكشف الصدق ، حسن بن يوسف بن عليّ (المعروف بالعلاّمة الحلّي ، ت 726ه ) ، علق عليه : فرج اللّه الحسيني ، بيروت : دار الكتاب اللبناني ، 1982 م . 146 . الوافي بالوفيات ، صلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي ، بيروت : دار صادر ، 1402 ه _ 1982 م ، ط 2 . 147 . وسيلة النجاة ، محمّد مبين صاحب الحنفي ، طبع في الهند _ لكنهو . 148 . وقعة صفين ، نصر بن مزاحم المنقري (ت 212 ه ) ، تحقيق و شرح : عبد السلام محمّد هارون ، القاهرة : المؤسسة العربية الحديثة ، 1382 ه ، ط 2 . 149 . هدية العارفين ، إسماعيل باشا البغدادي ، بيروت : دار الفكر ، 1402 ه _ 1982 م . 150 . اليقين في إمرة أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ، رضي الدين أبو القاسم عليّ بن موسى بن جعفر بن طاووس الحسني (ت 664 ه ) ، النجف الأشرف : المطبعة الحيدريّة ، 1369 ه _ 1950م ، ونسخة خطّية نَسخ هداية اللّه بن عناية الدزفولي سنة 1016 ه ، قم :المكتبة العامة للسيّد المرعشي النجفي برقم «6882» . 151 . ينابيع المودة ، سليمان بن إبراهيم البلخي القندوزي ، استانبول ، ط 1 .

.

ص: 419

فهرس الموضوعات .

ص: 420

. .

ص: 421

. .

ص: 422

. .

ص: 423

. .

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.