حديث مع الناشئين

اشارة

اسم الكتاب: حديث مع الناشئين

المؤلف: حسيني شيرازي، محمد

تاريخ وفاة المؤلف: 1380 ش

اللغة: عربي

عدد المجلدات: 1

الناشر: موسسه المجتبي

مكان الطبع: بيروت لبنان

تاريخ الطبع: 1422 ق

الطبعة: اول

بسم الله الرحمن الرحيم

مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ

أَوْ أُنْثَي وَهُوَ مُؤْمِنٌ

فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً

وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ

مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ

صدق الله العلي العظيم

سورة النحل: 97

كلمة الناشر

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الظروف العصيبة التي تمر بالعالم …

والمشكلات الكبيرة التي تعيشها الأمة الإسلامية..

والمعاناة السياسية والاجتماعية التي نقاسيها بمضض …

وفوق ذلك كله الأزمات الروحية والأخلاقية التي يئن من وطأتها العالم أجمع …

والحاجة الماسة إلي نشر وبيان مفاهيم الإسلام ومبادئه الإنسانية العميقة التي تلازم الإنسان في كل شؤونه وجزئيات حياته وتتدخل مباشرة في حل جميع أزماته ومشكلاته في الحرية والأمن والسلام وفي كل جوانب الحياة..

والتعطش الشديد إلي إعادة الروح الإسلامية الأصيلة إلي الحياة، وبلورة الثقافة الدينية الحيّة، وبث الوعي الفكري والسياسي في أبناء الإسلام كي يتمكنوا من رسم خريطة المستقبل المشرق بأهداب الجفون وذرف العيون ومسلات الأنامل..

كل ذلك دفع المؤسسة لأن تقوم بإعداد مجموعة من المحاضرات التوجيهية القيمة التي ألقاها سماحة المرجع الديني الأعلي آية الله العظمي السيد محمد الحسيني الشيرازي (دام ظله) في ظروف وأزمنة مختلفة، حول مختلف شؤون الحياة الفردية والاجتماعية، وقمنا بطباعتها مساهمة منا في نشر الوعي الإسلامي، وسدّاً لبعض الفراغ العقائدي والأخلاقي لأبناء المسلمين من أجل غدٍ أفضل ومستقبل مجيد..

وذلك انطلاقاً من الوحي الإلهي القائل:

?لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُون?().

الذي هو أصل عقلائي عام يرشدنا إلي وجوب التفقه في الدين وانذار الأمة، ووجوب رجوع الجاهل إلي العالم في معرفة أحكامه في كل مواقفه وشؤونه..

كما هو تطبيق عملي وسلوكي للآية الكريمة:

?فَبَشِّرْ عِبَادِ ? الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللهُ وَأُولَئِكَ

هُمْ أُولُوا الأَلْبَابِ?().

إن مؤلفات سماحة آية الله العظمي السيد محمد الحسيني الشيرازي (دام ظله) تتسم ب:

أولاً: التنوّع والشمولية لأهم أبعاد الإنسان والحياة لكونها إنعكاساً لشمولية الإسلام..

فقد أفاض قلمه المبارك الكتب والموسوعات الضخمة في شتي علوم الإسلام المختلفة، بدءاً من موسوعة الفقه التي تجاوزت حتي الآن المائة والخمسين مجلداً، حيث تعد إلي اليوم أكبر موسوعة علمية استدلالية فقهية مروراً بعلوم الحديث والتفسير والكلام والأصول والسياسة والاقتصاد والاجتماع والحقوق وسائر العلوم الحديثة الأخري.. وانتهاءً بالكتب المتوسطة والصغيرة التي تتناول مختلف المواضيع والتي قد تتجاوز بمجموعها ال(1500) مؤلفاً.

ثانياً: الأصالة حيث إنها تتمحور حول القرآن والسنة وتستلهم منهما الرؤي والأفكار.

ثالثاً: المعالجة الجذرية والعملية لمشاكل الأمة الإسلامية ومشاكل العالم المعاصر.

رابعاً: التحدث بلغة علمية رصينة في كتاباته لذوي الاختصاص ك(الأصول) و(القانون) و(البيع) وغيرها، وبلغة واضحة يفهمها الجميع في كتاباته الجماهيرية وبشواهد من مواقع الحياة.

هذا ونظراً لما نشعر به من مسؤولية كبيرة في نشر مفاهيم الإسلام الأصيلة قمنا بطبع ونشر هذه السلسلة القيمة من المحاضرات الإسلامية لسماحة المرجع (دام ظله) والتي تقارب التسعة آلاف محاضرة ألقاها سماحته في فترة زمنية قد تتجاوز الأربعة عقود من الزمن في العراق والكويت وإيران..

نرجو من المولي العلي القدير أن يوفقنا لإعداد ونشر ما يتواجد منها، وأملاً بالسعي من أجل تحصيل المفقود منها وإخراجه إلي النور، لنتمكن من إكمال سلسلة إسلامية كاملة ومختصرة تنقل إلي الأمة وجهة نظر الإسلام تجاه مختلف القضايا الاجتماعية والسياسية الحيوية بأسلوب واضح وبسيط.. إنه سميع مجيب.

مؤسسة المجتبي للتحقيق والنشر

بيروت لبنان /ص.ب: 6080/13 شوران

البريد الإلكتروني: almojtaba@alshirazi.com

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام علي نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين، واللعنة الدائمة علي أعدائهم أجمعين إلي قيام يوم الدين.

شباب المستقبل

قال أمير المؤمنين الإمام

علي بن أبي طالب عليه السلام في كلام له: «المرء حيث وضع نفسه برياضته وطاعته فان نزّهها تنزّهت وان دنّسها تدنّست» ().

يبين أمير المؤمنين عليه السلام إن الإنسان له القدرة علي أن يوصل نفسه إلي ما يريد بشرط أن يبذل في سبيله السعي اللازم، فعندما تريد أن تكون مهندساً، محامياً، طبيباً، عالماً، خطيباً، كاسباً، كاتباً، عاملاً، فلاحاً، فأنت قادر علي ذلك فيما إذا وفّرت في نفسك مؤهلاته وذهبت وراء أسباب تحقيقه(). وللإنسان الحرية في اختيار نوع الملابس ومحل السكن وقت نومه وطريقة أكله، إلا أن هذه الأشياء هي بيد الله سبحانه أولاً وبالذات ولكنه سبحانه جعل لها أسباباً لتحصيلها، ومن هذه الأسباب اهتمام الإنسان وإرادته وعلمه.

وأنتم أيها الشباب بإمكانكم أن تكونوا من أعظم الكبار في المستقبل. وقد ورد عن الإمام الحسن عليه السلام أنه دعا بنيه وبني أخيه فقال: «إنكم صغار قوم ويوشك أن تكونوا كبار قوم آخرين فتعلموا العلم، فمن يستطع منكم أن يحفظه فليكتبه وليصفه في بيته» () يعني أنتم الآن صغار لكن في المستقبل تكونون كباراً، آباءاً وأجداداً، بل عمدة البلاد، وإن أيّاً منكم يستطيع وبالتوكل علي الله وبذل الهمة والمثابرة أن يكون عظيماً من العظماء، وأن يكون له موقع ومنصب يستطيع من خلاله أن يخدم الدين والناس.

نعم، أنتم صغار قوم يوشك أن تكونوا كبار قوم آخرين لذا من الضروري أن تفكروا في بناء أنفسكم بناءً تنفعون به أنفسكم وتنفعون شعبكم في العراق()، وبالتالي تنفعون الأمة الإسلامية ذات المليار ونصف المليار مسلم() في المستقبل، كذلك تتمكنون ان تؤدوا دوراً بارزاً في بناء كيان الإنسانية كلّها بالإرادة والعمل فان كل العظماء كانوا ذات يوم أطفالاً، فالميرزا الشيرازي الكبير (قدس سره)() كان في يوم

ما طفلاً وكان في يوم ما طالباً من الطلاب في النجف الأشرف وكان يدرس في المدارس الدينية إلا أنه تمكن فيما بعد من أن يصبح مرجعاً عاماً للتقليد ومن ثم يطرد الإنكليز من إيران.

وأنتم كذلك قادرون علي أن تكونوا ذات يوم عظماء وشخصيات كبيرة ومؤلفين وكتّاباً وعلماء مجتهدين، وشخصيات بارزة في المجتمع الإسلامي وحتي علي صعيد المجتمع العالمي. لذا يجب أن تفكروا من الآن بذلك.

أصبح رئيساً

كان أحد المعلمين في إحدي البلاد الإسلامية() يدرّس صفاً من الطلاب تعداده (40 طالباً) وفي ذات يوم سأل المعلم أحد الطلاب هذا السؤال: ماذا ترغب أن تكون في المستقبل؟ فقال الطالب أريد أن أكون محامياً، فقال له المعلم: بارك الله فيك، وسأل الطالب الثاني، فقال أريد أن أكون طبيباً، فقال له المعلم: بارك الله فيك وسأل الثالث، فقال: أريد أن أكون مهندساً حتي وصل المعلم إلي طفل آخر وكانوا جميعاً في الصف الرابع الابتدائي فسأله نفس السؤال الأول: ماذا ترغب أن تكون في المستقبل؟ فقال الطفل: أنا أريد أن أصبح رئيساً للجمهورية في هذا البلد، فبدأ الأطفال الآخرون بالضحك عليه، إلا أن المعلم قال لهم لا تضحكوا من قوله فمن هو رئيس الجمهورية، الم يكن ذات يوم طفلاً، فليكن هذا الطالب هو الذي سيصبح في المستقبل رئيساً للجمهورية هنا سكت الأطفال وأحس الطفل بالثقة من خلال تشجيع معلمه له، فأخذ يدرس ويجد ويجتهد حتي تحقق حلمه واصبح رئيساً للجمهورية في ذلك البلد والقصة مشهورة.

من طلب شيئا ناله

من طلب شيئا ناله

من كلام لأمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: «من لم يجهد نفسه في صغره، لم ينبل في كبره» () وفي كلام آخر له عليه السلام: «من طلب شيئاً ناله أو بعضه» () والطفل الذي يسعي للوصول إلي هدفه سائراً إليه في الطريق السليم فانه سيدركه لا محالة، فهؤلاء العلماء والعظماء والمخترعون والمصلحون والكتاب الكبار كانوا في يوم ما أطفالاً مثلكم فكونوا أنتم كأولئك الأطفال الذين يصبحون في المستقبل شخصيات مرموقة لكي تخدموا الأمة الإسلامية وبالتالي تخدمون الإنسانية جمعاء، أما الطريق إلي ذلك فيتلخص في أمور منها:

الأول: طلب العلم

تحصيل العلم، علي أن تدرسوا وتتعلموا بجد واجتهاد فان رسول الله صلي الله عليه و اله قال: «طلب العلم فريضة علي كل مسلم ومسلمة فاطلبوه في مظانه، واقتبسوه من أهله، فإن تعليمه لله حسنة وطلبه عبادة والمذاكرة به تسبيح والعمل به جهاد وتعليمه من لا يعلمه صدقة وبذله لأهله قربة إلي الله تعالي» () وطلب العلم هذا يحتاج إلي دراسة دائمة وعمل لا يعرف الكلل والملل. وعن الإمام السجاد عليه السلام قال: «لو يعلم الناس ما في طلب العلم لطلبوه ولو بسفك المهج وخوض اللجج، إن الله تبارك وتعالي أوحي إلي دانيال ان أمقت عبيدي إليّ الجاهل المستخف بحق أهل العلم التارك للاقتداء بهم، وأن أحب عبيدي إليّ التقيّ الطالب للثواب الجزيل اللازم للعلماء التابع للحلماء القابل عن الحكماء» ().

وإن الله تعالي خلق العالم وهو قادر بذاته وعالم بذاته وعالم بجميع مخلوقاته فالعلم والقدرة عين ذاته ولم يفته منها شيء، فخلق الخلق بالتدبير وهذا شأن القادر العالم: ?اللهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللهَ عَلَي كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللهَ قَدْ أَحَاطَ

بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً?().

ويستفاد من هذه الآية الشريفة أن النظام والتدبير قوامهما بالعلم وكفي بهذه الآية دليلاً واضحاً علي شرف العلم لاسيما علم التوحيد الذي هو أساس كل علم، ومدار كل معرفة «أول الديانة به معرفته وكمال معرفته توحيده وكمال توحيده نفي الصفات عنه..» ()، وجعل سبحانه العلم أعلي شرف وأدل منة منّ الله علي ابن آدم بعد خلقه وإخراجه من ظلمة العدم إلي ضياء الوجود، فقال تعالي في أول سورة أنزلها علي نبيه الأعظم محمد صلي الله عليه و اله: ?اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ? خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ ? اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ ? الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ? عَلَّمَ الإنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ?().

وحسب بعض المباني الأصولية القائلة بأن أول ما خلق الله تعالي هو القلم، وجاء في تفسير مجمع البيان أن قوله تعالي: ?الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ? أي علم الكاتب أن يكتب بالقلم أو علم الإنسان البيان بالقلم، أو علم الكتابة بالقلم، أمتن سبحانه علي خلقه بما علمهم من كيفية الكتابة بالقلم؛ لما في ذلك من كثرة الانتفاع فيما يتعلق بالدين والدنيا، قال قتادة: القلم نعمة من الله عظيمة، لولاه لم يقم دين ولم يصلح عيش().

الثاني: الإخلاص والتوكل علي الله

الإخلاص لله سبحانه وتعالي في كل الأمور والتوكل عليه فان ?مَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَي اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ?() أي أن من يكل أموره إلي الله يكفيه كل مخوف ومشكلة وينجيه من كل هلكة(). والخوف من الله سبحانه وتعالي.

يُذكر أنه كان لرجل فقير طفل صغير وفي أحد الأيام قال لولده الصغير: تعال معي لنذهب إلي أحد بساتين المنطقة لنسرق مقداراً من الفاكهة، وعندما وصل الأب مع ابنه إلي البستان، قال الأب لابنه: أنت عليك أن تقف هنا وتنتبه إلي كل الجهات بحذر،

فإذا رأيت أحداً قادماً إلي هنا أو كان أحد يرانا من بعيد فأخبرني بسرعة؛ لكي نأوي إلي مكان آخر، فبينما كان الطفل واقفاً والأب منشغلاً بقطع الثمار صاح الطفل: يا بابا يا بابا إن هناك أحداً يرانا، فخاف الأب ونزل من علي الشجرة بسرعة وهنا سأل ابنه: من الذي رآنا؟ فقال الابن الصغير: يا بابا إن الربّ العظيم هو الذي يرانا وهو مطّلع علي كل شيء، إن هذا الطفل لخوفه الشديد وحذره من الله حاول أن يثني أباه عن السرقة بهذه الطريقة، وقد أثرت في والده كثيراً مما سبب ندمه وخجله من ابنه الصغير وترك السرقة من ذلك الحين.

وقد أكد الله تعالي علي ذلك في قوله: ?وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ?(). ولذا كان من اللازم علي الإنسان أن يراقب نفسه باستمرار لئلا ينحرف عن منهاج الإسلام. وقال رسول الله صلي الله عليه و اله: «حاسبوا أنفسكم قبل أن تُحاسبوا وزنوها قبل أن تُوزنوا» ().

وقال الإمام الصادق عليه السلام: «إذا أراد أحدكم ألا يسأل ربه شيئاً إلا أعطاه فلييأس من الناس كلهم، ولا يكون له رجاء إلا من عند الله عز ذكره، فاذا علم الله عزوجل ذلك من قلبه لم يسأله شيئاً إلا أعطاه، فحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا عليها فان للقيامة خمسين موقفاً كل موقف مقداره ألف سنة ثم تلا: ? فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ?()» ()، وهكذا فان الاخلاص لله تعالي والخوف والخشية من الله تعالي يبعث في النفس الطمأنينة والاستقرار وبالتالي يمكن أن يصل الإنسان إلي أي هدف يريد تحقيقه وذلك بالتوكل علي الله تعالي.

الثالث: خدمة الناس

حب الخير للجميع، فان النبي الأعظم صلي الله عليه و اله يقول: «..وخير الناس من

انتفع به الناس» ()، وفي حديث آخر من وصيته للإمام أمير المؤمنين عليه السلام: «فأحبب لغيرك ما تحب لنفسك» () إن نبينا الأكرم صلي الله عليه و اله والأئمة الأطهار عليهم السلام كانوا يخدمون الناس دائماً وينجزون الأعمال التي يعود نفعها إلي الناس.

ففي أحد الأيام بينما كان أمير المؤمنين عليه السلام خارجاً إلي الصحراء، رآه أحد أصحابه وهو ينقل إلي الصحراء حملاً ثقيلاً فسأله عما في هذه البضاعة فأجابه الإمام عليه السلام: ¬ «مائة ألف شجرة نخيل» ().

نعم، كان الإمام علي عليه السلام حينها ينقل مائة ألف نواة تمر لكي يغرسها في الصحراء الواحدة بعد الأخري، وتحمّل عليه السلام التعب الكثير في سبيلها حتي نمت تلك النوي جميعاً وأصبحت فعلاً مائة ألف شجرة نخيل، وإن أمير المؤمنين عليه السلام كان يقوم بهذا العمل طالباً بذلك رضا الله وخدمة الناس وكان بالإضافة إلي ذلك يجعل نخله وبساتينه وقفاً في سبيل الله ويرعي بذلك حال المحتاج والفقير. وهذه من علامات المؤمن.

عظيم أخلاق وآداب

عظيم أخلاق وآداب

قال الإمام الحسن بن علي عليه السلام: «أعرف الناس لحقوق إخوانه وأشدهم قضاء لها أعظمهم عند الله شأناً، ومن تواضع في الدنيا لإخوانه فهو عند الله من الصديقين، ومن شيعة علي بن أبي طالب عليه السلام حقا، لقد ورد علي أمير المؤمنين إخوان له مؤمنان أب وابن، فقام إليهما وأكرمهما وأجلسهما في صدر مجلسه، وجلس بين أيديهما ثم أمر بطعام فأحضر فأكلا منه، ثم جاء قنبر بطشت وإبريق خشب ومنديل وجاء ليصب علي يد الرجل ماء فوثب أمير المؤمنين عليه السلام وأخذ الإبريق ليصبه علي يد الرجل، فتمرغ الرجل في التراب وقال: يا أمير المؤمنين يراني الله وأنت تصب علي يدي!!، قال: اقعد واغسل فإن الله

عزوجل يراك وأخاك الذي لا يتميز منك ولا يتفضل عنك، يزيد بذلك في خدمه في الجنة مثل عشرة أضعاف عدد أهل الدنيا، وعلي حسب ذلك في ممالكه فيها، فقعد الرجل، فقال له علي عليه السلام: أقسمت عليك بعظيم حقي الذي عرفته ونحلته وتواضعك لله حتي جازاك أن تدني لما شرفك به من خدمتي لك لما غسلت يدك مطمئنا كما كنت تغسل لو كان الصاب عليك قنبر، ففعل الرجل ذلك، فلما فرغ ناول الإبريق محمد بن الحنفية وقال: يا بني لو كان هذا الابن حضرني دون أبيه لصببت علي يده؛ ولكن الله عز وجل أن يسوي بين ابن وأبيه إذا جمعهما مكان، لكن قد صب الأب علي الأب فليصب الابن علي الابن فصب محمد بن الحنفية علي الابن،وقال الحسن بن علي عليه السلام: فمن اتبع عليا علي ذلك فهو الشيعي حقا» ().

وقال علي بن الحسين عليه السلام: «أوحي الله عز وجل إلي موسي عليه السلام حببني إلي خلقي وحبب الخلق إلي، قال: يا رب كيف أفعل؟ قال: ذكرهم آلائي ونعمائي ليحبوني، فلئن ترد آبقا عن بابي أو ضالا عن فنائي أفضل لك من عباده مائة سنة بصيام نهارها وقيام ليلها، قال: موسي عليه السلام ومن هذا العبد الآبق منك؟ قال: العاصي المتمرد، قال: فمن الضال عن فنائك؟ قال: الجاهل بإمام زمانه فيعرفه، والغائب عنه بعد ما عرفه، الجاهل بشريعة دينه وبمن يعرفه شريعته، وما يعبد به ربه ويتوسل به إلي مرضاته» ().

كما جاء عن الإمام الصادق عليه السلام: «بدنه منه في تعب والناس منه في راحة» ().

فمن الواجب علينا التأسي بأهل بيت النبوة ومعدن الرسالة؛ لأنهم قدوة وأسوة لنا في كل أعمالنا وأفعالنا، وهذا الطريق طريق

رضا الله سبحانه وتعالي وخدمة الناس وحب الخير للجميع هو القاعدة الرصينة التي تمهد لنا السبيل نحو بناء مجتمع إسلامي متكامل.

قال أمير المؤمنين عليه السلام: «خير الناس من نفع الناس» ().

الرابع: أحكام الإسلام

قال الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: «يا أيها الناس، إنه لم يكن لله سبحانه حجة في أرضه أوكد من نبينا محمد صلي الله عليه و اله ولا حكمة أبلغ من كتابه القرآن العظيم، ولا مدح الله تعالي منكم إلا من اعتصم بحبله و اقتدي بنبيه وإنما هلك من هلك عندما عصاه وخالفه واتبع هواه؛ فلذلك يقول عز من قائل: ?فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ?()» ().

يلزم الالتزام بكل الأحكام الإسلامية من صلاة وصوم وصدق وأمانة ووفاء وحياء وإطاعة الوالدين والإحسان إليهم وما أشبه من الواجبات والمستحبات. والاجتناب عن الغيبة والنميمة وترك الكذب و كل الأعمال السيئة، وعلي الإنسان ومنذ صغره أن يتعلم أحكام الإسلام. ويحفظ القرآن في هذا السن المبكر ما استطاع.

ذكر أن أحد الشعراء المعروفين وهو الفرزدق، جاء به أبوه يوماً إلي أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام يسأله وكان الفرزدق حينها طفلاً صغيراً قائلاً: يا أمير المؤمنين إني علمت ولدي الشعر وكلام العرب علي أحسن وجه. فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: لماذا لم تعلمه القرآن فلو كنت قد علمته القرآن لكان الفضل له. ولمّا سمع الفرزدق هذا الكلام من أمير المؤمنين عليه السلام أثَّر علي قلبه تأثيراً بالغاً فاستجاب لكلام الإمام عليه السلام وقرر أن يحفظ القرآن بأكمله، وفعلاً وُفّق لحفظ القرآن، فالقرآن هو الصراط المستقيم وهو كتاب الهداية والنور والرحمة وهو كتاب العقل والتفكير.

قال أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب

عليه السلام: «إن القرآن ظاهره أنيق، وباطنه عميق، لا تفني عجائبه، ولا تنقضي غرائبه، ولا تكشف الظلمات إلا به» ().

وقال عليه السلام: «في القرآن نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم» ().

وقال تعالي: ?وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَي ?() فان هذه الروايات والآيات تشير إلي أبعاد القرآن الكريم التي لا حدود لها وأسراره الإلهية. ولذا جاء في فضل حفظ القرآن الكثير من الروايات، نذكر منها هذا الحديث الشريف عن الإمام أبو جعفر الباقر عليه السلام قال: «يجي ء القرآن يوم القيامة في أحسن منظور إليه صورة فيمر بالمسلمين فيقولون هذا الرجل منا، فيجاوزهم إلي النبيين فيقولون هو منا، فيجاوزهم إلي الملائكة المقربين فيقولون هو منا، حتي ينتهي إلي رب العزة عزوجل فيقول: يا رب، فلان بن فلان أظمأت هواجره و أسهرت ليله في دار الدنيا، وفلان بن فلان لم أظمئ هواجره و لم أسهر ليله، فيقول تبارك وتعالي: أدخلهم الجنة علي منازلهم فيقوم فيتبعونه فيقول للمؤمن: اقرأ و ارقه قال فيقرأ ويرقي حتي يبلغ كل رجل منهم منزلته التي هي له فينزلها» ().

وقال الإمام الصادق عليه السلام: «الحافظ للقرآن، العامل به، مع السفرة الكرام البررة» ().

فاهتمّوا بحفظ القرآن الكريم وأنتم بهذا السن اليافع لتسعدوا في الدنيا والآخرة.وبعد أن تربّوا في ذواتكم وأنفسكم هذه الخصوصيات الأربع التي ذكرناها، لابد لكم من التحلّي بالهدفية، لأن المسيرة الواقعية تتطلب أهدافاً واضحة.

تطبيق حكم الله في الأرض

بما أنكم صغار اليوم ويوشك أن تصيروا كبار القوم لابد أن يكون هدفكم الأول هو إقامة حكم الله في الأرض، وسيكون ذلك في القريب العاجل إن شاء الله.

وستزول تلك الأيادي الاستعمارية الظالمة التي تسلطت علي رقاب شعبنا

في العراق، أمثال نظام الطاغية صدام() وعفلق() وجماعتهما، ويبزغ في العراق، فجر الحكم الإسلامي وتكون الحاكمية فيه لله ولرسوله وللأئمة الأطهار عليهم السلام وللعلماء والمتدينين من أبناء الشعب العراقي المظلوم، اذن يجب أن يكون هدفنا إقامة حكم الله فاذا أقمنا حكم الله في الأرض نكون قد ربحنا الحياة في الدنيا وربحنا كذلك في الآخرة إن شاء الله تعالي.

الهدف النبيل

وإن تحقيق هذا الهدف النبيل يحتاج إلي أمرين:

أولاً: بناء النفس من الداخل أي تربية النفس علي الفضائل التي ترضي الله سبحانه وتعالي؛ لأن الله تعالي خلق النفس وعرّفها طريق الطاعة والمعصية أو الخير والشر أو الفجور والتقوي كما جاء في قوله تعالي:

?وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا ? فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا? قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا ? وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا?() فقد أفلح ونجح وفاز من زكّي نفسه في هذه الدنيا وربّاها علي الفضائل، وخسر وندم من ربّاها علي المعاصي والخمول والعمل الطالح. لذا فان تحقيق هذا

الأمر شاق علي الانفس ويحتاج إلي مدة طويلة وتحمل للآلام والمتاعب والصبر وهذا هو الجهاد الأكبر وهو جهاد النفس، وقد ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: «إن رسول الله صلي الله عليه و اله بعث سرّية فلما رجعوا قال: مرحباً بقوم قضوا الجهاد الأصغر وبقي عليهم الجهاد الأكبر، قيل: يا رسول الله وما الجهاد الأكبر؟ قال: جهاد النفس ثم قال صلي الله عليه و اله: أفضل الجهاد من جاهد نفسه التي بين جنبيه» ().

ثانياً: العمل الجاد والمتواصل وعدم التخلّي عن الهدف حتي يأذن الله بنصره؛ لذا يجب أن نستمر بهمة عالية حتي نصل إلي الهدف النبيل وهو (تطبيق أحكام الله في الأرض) الذي راحت من أجله عشرات بل مئات الآلاف من النفوس الزكية

منذ الصدر الأول للإسلام والي يومنا هذا.

فعن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: «اعلموا انه ليس بين الله وبين أحد من خلقه ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا من دون ذلك من خلقه كلهم إلا طاعتهم له فاجتهدوا في طاعة الله إن سركم أن تكونوا مؤمنين حقاً حقاً» (). وان هذه الطاعة متمثلة بتطبيق أحكام الله في الأرض، ولا يتحقق ذلك إلا بالعمل والجد والاجتهاد في سبيل الوصول إليه.

اللهم إنا نرغب إليك في دولة كريمة تعز بها الإسلام وأهله وتذل بها النفاق وأهله، وتجعلنا فيها من الدعاة إلي طاعتك والقادة إلي سبيلك وترزقنا بها كرامة الدنيا والآخرة().

من هدي القرآن الحكيم

العمل الصالح

قال تعالي: ?مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَي وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً?().

وقال جل وعلا: ?وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَي وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْراً?().

وقال سبحانه: ?فَأَمَّا مَنْ تَابَ وءامَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَعَسَي أَن يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ?().

وقال تبارك وتعالي: ?وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَي?().

وقال عزوجل: ?وَمَن يَأْتِهِ مُؤْمِناً قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلا?().

طلب العلم وأهميته

قال تعالي: ?لَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَي الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ?().

وقال سبحانه: ?أمَّنْ هُوَ قَانِتٌ ءانَاءَ اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُواْ رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُوا الأَلْبَابِ?().

وقال جل وعلا: ?يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلا أُوْلُواْ الأَلْبَابِ?().

وقال تعالي: ?اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ? خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ ? اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ ? الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ? عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا

لَمْ يَعْلَمْ?().

الإخلاص والتوكل علي الله

قال تعالي: ?وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَي إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصاً وَكَانَ رَسُولاً نَبِيّاً?().

وقال تعالي: ?مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّين?()

وقال سبحانه: ?قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ?().

وقال عزوجل: ?وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاّ عَلَي رَبِّ الْعَالَمِينَ?().

وقال جل وعلا: ?عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ?().

وقال تعالي: ?وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَي اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ?().

من هدي السنة المطهرة

تربية الناشئين

قال أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام: «علّموا صبيانكم من علمنا ما ينفعهم الله به لا تغلب عليهم المرجئة برأيها» ().

وقال الإمام الصادق عليه السلام: «بادروا أحداثكم بالحديث قبل أن تسبقكم إليهم المرجئة» ().

وقال عليه السلام: «الغلام يلعب سبع سنين ويتعلّم الكتاب سبع سنين ويتعلم الحلال والحرام سبع سنين» ().

وقال الإمام الباقر عليه السلام: «إنا نأمر صبياننا بالصلاة إذا كانوا بني خمس سنين فمروا صبيانكم بالصلاة إذا كانوا بني سبع سنين، ونحن نأمر صبياننا بالصوم إذا كانوا بني سبع سنين بما أطاقوا من صيام اليوم إن كان إلي نصف النهار أو أكثر من ذلك أو أقل، فإذا غلبهم العطش والغرث أفطروا حتي يتعودوا الصوم ويطيقوه، فمروا صبيانكم إذا كانوا بني تسع سنين بالصوم ما استطاعوا من صيام اليوم فإذا غلبهم العطش أفطروا» ().

وقال أبو عبد الله الصادق عليه السلام: «إذا أطاق الغلام صيام ثلاثة أيام متتابعة فقد وجب عليه صيام شهر رمضان» ().

تأديب الأحداث

قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «أكرموا أولادكم وأحسنوا آدابهم يغفر لكم» ().

وقال الإمام أمير المؤمنين عليه السلام في وصيته للإمام الحسن عليه السلام: «إنما قلب الحدث كالأرض الخالية ما ألقي فيها من شيء قبلته، فبادرتك بالأدب قبل أن يقسو قلبك، ويشتغل لبّك» ().

وقال الإمام الرضا عليه السلام: «مُر الصبي فليتصدق بيده بالكسرة والقبضة والشيء وان قل، فان كل شيء يراد به الله وان قلّ بعد أن تصدق النية فيه عظيم، إن الله عزوجل يقول: ?فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ ? وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ?() وقال: ?فَلاَ اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ ? وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ ? فَكُّ رَقَبَةٍ ? أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ

? يَتِيماً ذَا مَقْرَبَةٍ ? أَوْ مِسْكِيناً ذَا مَتْرَبَةٍ?() علم الله أن كل أحد لا يقدر علي فك رقبه فجعل إطعام اليتيم والمسكين مثل ذلك تصدق عنه» ().

ومن وصايا لقمان عليه السلام لابنه: «يا بني، إن تأدّبت صغيراً انتفعت به كبيراً» ().

حقوق الأولاد

قال رسول اللّه صلي الله عليه و اله: «رحم اللّه والدين أعانا ولدهما علي برّهما» ().

وقال أبو الحسن موسي عليه السلام: «جاء رجل إلي النّبيّ صلي الله عليه و اله فقال: يا رسول اللّه، ما حقّ ابني هذا؟ قال: تحسّن اسمه و أدبه و ضعه موضعا حسنا» ().

وكان داود بن زربيٍّ شكا ابنه إلي أبي الحسن عليه السلام فيما أفسد له، فقال عليه السلام: «استصلحه فما مائة ألفٍ فيما أنعم اللّه به عليك» ().

وقال أبو عبد اللّه عليه السلام: «صلّي رسول اللّه صلي الله عليه و اله بالنّاس الظّهر والعصر فخفّف في الرّكعتين، فلمّا انصرف قال له النّاس: يا رسول الله، أحدث في الصّلاة شي ء؟ قال صلي الله عليه و اله: وما ذاك؟ قالوا: خفّفت في الرّكعتين الأخيرتين، فقال: لهم أما سمعتم صراخ الصّبيّ» ().

و قال رسول اللّه صلي الله عليه و اله: «يلزم الوالدين من العقوق لولدهما ما يلزم الولد لهما من عقوقهما» ().

وكتب الإمام عليّ بن موسي الرّضا عليه السلام إلي محمّد بن سنانٍ فيما كتب من جواب مسائله: «حرّم اللّه قتل النّفس لعلّة فساد الخلق … إلي قوله عليه السلام و حرّم اللّه تبارك و تعالي عقوق الوالدين لما فيه من الخروج من التّوقير للّه عزّ وجلّ و التّوقير للوالدين وكفران النّعمة و إبطال الشّكر و ما يدعو من ذلك إلي قلّة النّسل و انقطاعه لما في العقوق من قلّة

توقير الوالدين و العرفان بحقّهما و قطع الأرحام و الزّهد من الوالدين في الولد و ترك التّربية لعلّة ترك الولد برّهما و حرّم اللّه تعالي الزّنا لما فيه من الفساد من قتل الأنفس و ذهاب الأنساب و ترك التّربية للأطفال و فساد المواريث و ما أشبه ذلك من وجوه الفساد … » ().

وقال أبو عبد اللّه عليه السلام: «قال رسول اللّه صلي الله عليه و اله: حقّ الولد علي والده إذا كان ذكرا أن يستفره أمّه ويستحسن اسمه ويعلّمه كتاب اللّه و يطهّره و يعلّمه السّباحة، وإذا كانت أنثي أن يستفره أمّها و يستحسن اسمها و يعلّمها سورة النّور و لا يعلّمها سورة يوسف

ولا ينزلها الغرف و يعجّل سراحها إلي بيت زوجها» ().

وعن يونس بن رباطٍ عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: «قال رسول اللّه صلي الله عليه و اله: رحم اللّه من أعان ولده علي برّه» قال قلت: كيف يعينه علي برّه؟ قال: «يقبل ميسوره ويتجاوز عن معسوره ولا يرهقه ولا يخرق به وليس بينه وبين أن يدخل في حدٍّ من حدود الكفر إلا أن يدخل في عقوقٍ أو قطيعة رحمٍ ثمّ قال رسول اللّه صلي الله عليه و اله الجنّة طيّبة طيّبها اللّه وطيّب ريحها يوجد ريحها من مسيرة ألفي عامٍ ولا يجد ريح الجنّة عاقّ ولا قاطع رحمٍ ولا مرخي الإزار خيلاء» ().

طلب العلم وأهميته

قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «طلب العلم فريضة علي كل مسلم ومسلمة» ().

وقال الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: «اغد عالماً أو متعلماً ولا تكن الثالث فتعطب» ().

وقال الإمام الباقر عليه السلام: «ما من عبد يغدو في طلب العلم أو يروح إلا خاض الرحمة وهتفت به

الملائكة: مرحباً بزائر الله، وسلك من الجنة مثل ذلك المسلك» ().

وقال الإمام الصادق عليه السلام: «الناس اثنان عالم ومتعلّم وسائر الناس همجُ والهمج في النار» ().

وقال الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: «أيها الناس، إعلموا أن كمال الدين طلب العلم والعمل به، ألا وإن طلب العلم أوجب عليكم من طلب المال..» ().

أهمية السعي

قال أمير المؤمنين عليه السلام: «لن يضيع من سعيك ما أصلحك وأكسبك الأجر» ().

وقال عليه السلام: «التشمر للجد من سعادة الجد» ().

وقال عليه السلام: «من بذل جهد طاقته بلغ كنه إرادته» ().

الإخلاص لله تعالي

قال الإمام الرضا عليه السلام: «إن أمير المؤمنين (صلوات لله عليه) كان يقول: طوبي لمن أخلص لله العبادة والدعاء ولم يشغل قلبه بما تري عيناه ولم ينس ذكر الله بما تسمع أذناه ولم يحزن صدره بما أعطي غيره» ().

وقال الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: «وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة ممتحناً إخلاصها، معتقداً مصاصها، نتمسك بها أبداً ما أبقانا وندّخرها لأهاويل ما يلقانا فانها عزيمة الإيمان وفاتحة الإحسان ومرضاة الرحمن ومدحرة الشيطان..» ().

وقال أبو عبد الله الصادق عليه السلام في قول الله عزوجل ?حَنِيفاً مُسْلِماً?(): «خالصاً مخلصاً ليس فيه شيء من عبادة الأوثان» ().

فضل القرآن

قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «تعلموا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة صاحبه في صورة شاب جميلٍ شاحب اللون، فيقول له: أنا القرآن الذي كنت أسهرت ليلك وأظمأت هواجرك وأجففت ريقك وأسبلت دمعتك إلي أن قال فأبشر، فيؤتي بتاجٍ فيوضع علي رأسه ويعطي الأمان بيمينه والخلد في الجنان بيساره ويكسي حلتين، ثم يقال له اقرأ وارقه فكلما قرأ آية صعد درجة، ويكسي أبواه حلتين إن كانا مؤمنين، ثم يقال لهما: هذا لما علمتماه القرآن» ().

قال أبو عبد الله الإمام الصادق عليه السلام: «إن الدواوين يوم القيامة ثلاثة، ديوان فيه النعم، وديوان فيه الحسنات، وديوان فيه السيئات، فيقابل بين ديوان النعم وديوان الحسنات، فتستغرق النعم عامة الحسنات، ويبقي ديوان السيئات، فيدعي بابن آدم المؤمن للحساب فيتقدم القرآن أمامه في أحسن صورة، فيقول: يا رب، أنا القرآن وهذا عبدك المؤمن قد كان يتعب نفسه بتلاوتي و يطيل ليله بترتيلي وتفيض عيناه إذا تهجد، فأرضه كما أرضاني، قال: فيقول العزيز الجبار: عبدي ابسط يمينك فيملؤها من رضوان

الله العزيز الجبار ويملأ شماله من رحمة الله، ثم يقال: هذه الجنة مباحةٌ لك فاقرأ واصعد فإذا قرأ آية صعد درجة» ().

أفضل الأعمال

قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «أحب الأعمال إلي الله سرور تدخله علي مؤمن تطرد عنه جوعته وتكشف عنه كربته» ().

وقال الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: «إن النبي صلي الله عليه و اله سأل ربّه سبحانه ليلة المعراج فقال: يا ربّ أي الأعمال أفضل؟ فقال الله تعالي: ليس شيء أفضل عندي من التوكل عليّ والرضا بما قسمت..» ().

وقال الإمام السجاد عليه السلام: «وإن أعظمكم عند الله عملاً أعظمكم فيما عند الله رغبةً، وإن أنجاكم من عذاب الله أشدكم خشية لله، وإن أقربكم من الله أوسعكم خُلقاً، وإن أرضاكم عند الله أسبغكم علي عياله، وإن أكرمكم علي الله أتقاكم لله» ().

وقال الإمام الصادق عليه السلام: «احرصوا علي قضاء حوائج المؤمنين وإدخال السرور عليهم ودفع المكروه عنهم فإنه ليس من الأعمال عند الله عز وجل بعد الإيمان أفضل من إدخال السرور علي المؤمنين» ().

رجوع إلي القائمة

پي نوشتها

() سورة التوبة: 122.

() سورة الزمر: 17-18.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص238 ب2 الفصل 1 في النفس ح4793.

() فقد قال الإمام الصادق عليه السلام: «أبي الله أن يجري الأشياء إلا بأسباب فجعل لكل شيء سبباً وجعل لكل سبب شرحاً وجعل لكل شرح علماً وجعل لكل علم باباً ناطقاً عرفه من عرفه وجهله من جهله، ذاك رسول الله صلي الله عليه و اله ونحن». أنظر الكافي: ج1 ص183 باب معرفة الإمام والرد إليه ح7.

() بحار الأنوار: ج2 ص152 ب19 ح37.

() خصهم بالعراق لأن الحديث كان مع الشباب العراقيين في المهجر.

() حسب بعض الإحصائيات الأخيرة فإن نفوس المسلمين بلغت المليارين.

() آية الله العظمي السيد محمد حسن الشيرازي، المشهور بالمجدد، عميد أُسرة الشيرازي، ولد في (15 جمادي الأولي 1230ه)، هاجر إلي النجف

الأشرف سنة (1259ه) ثم إلي سامراء (1291ه). تتلمذ عند العلماء الأعلام أمثال السيد حسن المدرس والمحقّق الكلباسي وصاحب الجواهر والشيخ الأنصاري.آلت إليه المرجعية سنة (1281ه) بعد وفاة أستاذه الشيخ الأنصاري. قارع الاستعمار البريطاني في ثورته المعروفة «ثورة التنباك» والتي أيقظت العالم الإسلامي وأعطته الوعي السياسي في تاريخه الحديث، فقد تنبه المسلمون بفضلها إلي الأخطار التي يسببها النفوذ الأجنبي في بلادهم. ووقف كذلك بوجه الفتنة الطائفية التي أحدثها ملك أفغانستان عبد الرحمن خان حيث أخذ يقتل الشيعة ويجعل من رؤوسهم منائر في كل مكان. وقد تسالم المؤرخون علي وصفه: إماماً عالماً فقيها ماهراً محقّقا رئيساً دينياً عاماً وورعاً نقياً، ثاقب الفكر، بعيد النظر، مصيب الرأي، صائب الفراسة، يوقِّر الكبير ويحنو علي الصغير، ويرفق بالضعيف، أعجوبة في أحاديثه وسعة مادته وجودة قريحته.

() وهي تركيا.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص443 الفصل 2 في السعي والجد ح10119.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص444 الفصل 2 في السعي والجد ح10133.

() تنبيه الخواطر ونزهة النواظر: ج2 ص176، وأنظر وبحار الأنوار: ج1 ص177 ب1 ح54.

() الكافي: ج1 ص35 باب ثواب العالم والمتعلم ح5.

() سورة الطلاق: 12.

() الكافي: ج1 ص140 باب جوامع التوحيد ح6، وفي حديث آخر عن البحار: جاء رجل إلي رسول الله صلي الله عليه و اله قال: ما رأس العلم؟ قال: «معرفة الله حق معرفته»، قال: وما معرفته، قال: «أن تعرفه بلا مثال ولا شبه..» بحار الأنوار: ج3 ص14 ب1 ح36.

() سورة العلق: 1-5.

() تفسير مجمع البيان: المجلد5 ص513 تفسير سورة العلق.

() سورة الطلاق: 3.

() تفسير تقريب القرآن إلي الأذهان: ج28 تفسير سورة الطلاق.

() سورة الرعد: 21.

() أعلام الدين: ص251، ومحاسبة النفس: ص13 ب2.

() سورة السجدة: 5.

() الكافي: ج8 ص143 حديث

محاسبة النفس ح108.

() أمالي الشيخ الصدوق رحمة الله عليه: ص21 المجلس 6 ح4، ومعاني الأخبار: ص196 باب معني الغايات ح1.

() نهج البلاغة، الكتاب: 31 من وصيته عليه السلام للإمام الحسن عليه السلام.

() راجع بحار الأنوار: ج41 ص58 ب105 ح9، وفيه:» مائة ألف عذق إن شاء الله «قال: فغرسه فلم يغادر منه نواة واحدة. وفي ح10:» قال: نخل إن شاء الله «فيغرسه فما يغادر منه واحدة، وأنظر: ص37 ح15.

() انظر تنبيه الخواطر ونزهة النواظر: ج2 ص107.

() تنبيه الخواطر ونزهة النواظر: ج2 ص107.

() الكافي: ج2 ص47 باب خصال المؤمن ح1.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص450 الفصل 13 في النصرة والتعاون ح10352.

() سورة النور: 63.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص110 الفصل 3 في التأسي ح1961.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص110 الفصل 4 في القرآن ح1962.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص110 الفصل 4 في القرآن ح1965.

() سورة الرعد: 31.

() الكافي: ج2 ص601 كتاب فضل القرآن ح11.

() أمالي الشيخ الصدوق رحمة الله عليه: ص59 المجلس 14 ح6، وراجع ثواب الأعمال: ص101 ثواب الحافظ للقرآن.

() صدام التكريتي، الطاغوت الذي صاغه الغرب وفق متطلبات المنطقة وظروفها السياسية، وحافظ علي أمنه الشخصي في أدق الظروف وأحلك اللحظات، ولد عام (1939م) في قرية العوجة جنوب تكريت تبعد مائة ميل شمال بغداد، والده كان يعمل فراشاً في السفارة البريطانية، كانت أمه صبيحة (صبحة) طلفاح تستلم مخصّصات تقاعد زوجها من السفارة تزوجت صبيحة من أربعة أزواج ثالثهم إبراهيم الحسن ورابعهم زبن الحسن وكان صدام ينتقل معها من بيت زوج إلي آخر، تنامت لديه روح الانتقام، ابتدأ عمليات القتل وهو ابن السابعة عشر، اشترك مع بعض عناصر البعث في اغتيال قاسم عام (1959م) هرب إلي سوريا، اشترك

في انقلاب (17 تموز 1968م). وفي عام (1970م) أصبح صدام نائباً لمجلس قيادة الثورة ورئاسة الجمهورية في حال غياب البكر عن البلاد. وفي عام (1979م) أصبح رئيساً للجمهورية بعد أن أقصي البكر عن الحكم ومنح نفسه مهيب ركن، هاجم إيران (1980م) فاندلعت حرب الخليج الأولي واستمرت ثمان سنوات، احتل الكويت (1990م) فاندلعت حرب الخليج الثانية واخرج الجيش العراقي منها، وقامت قوات الحلفاء بقيادة أمريكا بتدمير العراق ووضع العراق تحت حصار طويل الأمد، انتفض الشعب فقمع صدام انتفاضة الشعب العراقي بوحشية.

() ميشيل عفلق (1910 1989م) مسيحي ولد في دمشق ومات في بغداد أحد مؤسسي حزب البعث، تخرج من فرنسا بعد الحرب العالمية الثانية.

() سورة الشمس: 7-10.

() أمالي الشيخ الصدوق رحمة الله عليه: ص466 المجلس 71 ح8، ومعاني الأخبار: ص160 باب معني الجهاد الأكبر.

() مستدرك الوسائل: ج11 ص256 ب18 ح12919.

() مصباح المتهجد: ص580 دعاء كل ليلة من شهر رمضان.

() سورة النحل: 97.

() سورة الكهف: 88.

() سورة القصص: 67.

() سورة طه: 82.

() سورة طه: 75.

() سورة آل عمران: 164.

() سورة الزمر: 9.

() سورة البقرة: 269.

() سورة العلق: 1-5.

() سورة مريم: 51.

() سورة الأعراف: 29.

() سورة ص: 86.

() سورة الشعراء: 109.

() سورة الشوري: 10.

() سورة الطلاق: 3.

() وسائل الشيعة: ج21 ص478 ب84 ح27634.

() وسائل الشيعة: ج17 ص331 ب105 ح22690.

() وسائل الشيعة: ج17 ص331 ب105 ح22688.

() الكافي: ج3 ص409 باب صلاة الصبيان ح1.

() الكافي: ج4 ص125 باب صوم الصبيان ح4.

() وسائل الشيعة: ج21 ص476 ب83 ح27629.

() نهج البلاغة، الكتاب: 31 من وصيته عليه السلام للحسن بن علي عليه السلام.

() سورة الزلزلة: 7-8.

() سورة البلد: 11-16.

() وسائل الشيعة: ج9 ص376 ب4 ح12278.

() تفسير القمي: ج2 ص164 تفسير سورة لقمان.

() الكافي: ج6

ص48 باب حق الأولاد ح3.

() وسائل الشيعة: ج21 ص479 ب86 ح27638.

() الكافي: ج6 ص48 باب حق الأولاد ح2.

() تهذيب الأحكام: ج3 ص275 ب25 ح116.

() وسائل الشيعة: ج21 ص479 ب86 ح27642.

() من لا يحضره الفقيه: ج3 ص565 باب معرفة الكبائر ح4934.

() وسائل الشيعة: ج21 ص479 ب86 ح27644.

() وسائل الشيعة: ج21 ص479 ب86 ح27645.

() تنبيه الخواطر ونزهة النواظر: ج2 ص176.

() كنز الفوائد: ج2 ص109 فصل في ذكر العلم وأهله.

() ثواب الأعمال: ص131 ثواب طالب العلم.

() الخصال: ص39 باب الاثنين ح22.

() الكافي: ج1 ص30 باب فرض العلم ح4.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص443 الفصل 2 في السعي والجد ح10123.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص443 الفصل 2 في السعي والجد ح10114.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص444 الفصل 2 في السعي والجد ح10132.

() الكافي: ج2 ص16 باب الاخلاص ح3.

() نهج البلاغة، الخطبة: 2 بعد انصرافه عليه السلام من صفين.

() سورة آل عمران: 67.

() الكافي: ج2 ص15 باب الاخلاص ح1.

() وسائل الشيعة: ج6 ص179 ب7 ح7674.

() الكافي: ج2 ص602 كتاب فضل القرآن ح12.

() وسائل الشيعة: ج16 ص353 ب24 ح21744.

() إرشاد القلوب: ص199 ب54 فيما سأل رسول الله صلي الله عليه و اله ربه ليلة المعراج.

() الكافي: ج8 ص69 حديث علي بن الحسين عليه السلام ح24.

() بحار الأنوار: ج71 ص313 ب20 ح69.

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.