جمع الكلمة وتعدد الأحزاب

اشارة

اسم الكتاب: جمع الكلمة وتعدد الأحزاب

المؤلف: حسيني شيرازي، محمد

تاريخ وفاة المؤلف: 1380 ش

اللغة: عربي

عدد المجلدات: 1

الناشر: موسسه المجتبي

مكان الطبع: بيروت لبنان

تاريخ الطبع: 1424 ق

الطبعة: اول

كلمة الناشر

بسم الله الرحمن الرحيم

قد يتصور البعض المنافاة بين جمع الكلمة وتعدد الأحزاب، ولكن بعد التعمق يظهر أن التعددية هي ضمان لجمع الكلمة وتوحيد الأمة، فإن التعددية توجب أن يأخذ الكل بحقه كماً وكيفاً، وعند ذلك يتم التنسيق ووحدة الصف، أما لو كان هناك ظالم ومظلوم، وزمرة حاكمة لا تسمح للآخرين حتي بالتعبير عن آرائها، فإنه لا يكون جمع الكلمة.

إن الدعوات والمذاهب وكذلك الأمم والشعوب، قديماً وحديثاً وعلي طول التاريخ، قد يعتريها الضعف والوهن وتفترسها العلل والأسقام، تماماً كبدن الإنسان، وذلك عندما لا يعمل بقواعد الصحة والسلامة، وهذه هي النتيجة الطبيعية للإهمال المتعمد أو غير المتعمد.

وقد أصاب الأمة الإسلامية من الوهن والضعف واعتراها من العلل والأمراض ما لم يسبقه نظير، وكان ذلك نتيجة عدم العمل بما جاء به الرسول الكريم صلي الله عليه و اله من عند الله تعالي، الأمر الذي أدي إلي ظهور البدع والأهواء والانسياق وراءها لا شعورياً.

إن الوضع الذي يعيشه المسلمون اليوم، وما تعاني منه مجتمعاتهم، يضع المسؤولية الكبيرة علي عاتق الطليعة الواعية والمؤمنة، لكي تكثف من نشاطها وتعمل جاهدة بكل جد ونشاط من أجل إعادة الإسلام إلي الحياة من جديد وتطبيق قوانينه التي فيها سعادة البشرية في الدارين.

فالعمل للإسلام يتطلب من الدعاة، رسم المنهج ووضع الخطط اللازمة، من أجل النهوض بالمسلمين من واقعهم المر الذي يسدرون فيه وذلك عبر: الهدفية، والتزام التقوي والتواضع، والتسلح بالعلم، والإصلاح، وأخيراً وليس آخراً التنظيم.

فالمسلم الرسالي يعيش في هذه الحياة، وهو يحمل هدفاً وأملاً طوال حياته، ألا وهو تطبيق الرسالة الإسلامية وتحكيم

الشرع الحنيف في كافة مجالات الحياة، لأنها إنما جاءت لتعالج مشاكل الحياة وتخرج الإنسان من الظلمات إلي النور، وتحقق له كرامته وإنسانيته أولاً، ثم كيانه كإنسان في داخل المجتمع ثانياً.

فالرسالة الإسلامية بما تضمنت من أحكام شرعية، وما دعت إلي التحلي بالأخلاق الفاضلة الحميدة، ونبذ الرذائل والصفات الذميمة، لقادرة علي أن تخلق الإنسان الحي والمجتمع الحي، حيث تكون العلاقة بين أفراده قائمة علي أساس من القيم السليمة والعمل الصالح.

وهذا ما نراه واضحاً في المجتمع الذي أوجده رسول الله صلي الله عليه و اله بعد بعثته الشريفة، حيث لم يكن عدد المسلمون آنذاك بالكثير جداً، ولكنهم وبسبب ما كانوا يحملون من هدف في حياتهم، استطاعوا وخلال فترة وجيزة من توحيد المجتمعات المتواجدة في الجزيرة، وجعلها في مجتمع واحد ومن ثم الانطلاق نحو باقي المجتمعات المجاورة في شرق الأرض وغربها.

إن ذلك لم يكن ليحدث لو لم يتحل المسلمون بالتقوي ويلتزموا جانب التواضع، فهما الكفيلان بصون الفرد والمجتمع من الانحراف والانسياق وراء الملاذ الدنيوية، والحفاظ علي استقامة المجتمع وأفراده، وصب الطاقات في مجراها الصحيح.

هذا وقد ندب القرآن الحكيم والسنة النبوية، إلي التزام التقوي والتحلي بالتواضع في الكثير من الآيات الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة؛ قال تعالي: ?يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْها زَوْجَها وَبَثَّ مِنْهُما رِجالاً كَثِيراً وَنِساءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسآءلونَ بِهِ وَالأَرْحامَ إِنَّ اللهَ كانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً?().

وقال سبحانه: ?الَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ ? لَهُمُ الْبُشْري فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الآخِرَةِ لا تَبْدِيلَ لِكَلِماتِ اللهِ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ?().

فالتقوي ليست مجرد شعار يرفعه العاملون، وإنما هو عقد بين المكلف وربه، يجب عليه العمل به والوفاء له وتحمل مسؤوليته، وهذا لا يكون إلا عن

إيمان نابع من شعور بأن الله هو العالم والمطلع علي أسرار هذا الإنسان في كل سكناته وحركاته.

إن التقوي هي منشأ الخيرات والبركات، ولها آثارها في الحياة الدنيا قبل الحياة الآخرة قال تعالي: ?وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُري آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنا عَلَيْهِمْ بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَالأَرْضِ وَلكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْناهُمْ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ?().

وقال جل جلاله: ?أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ عَلي تَقْوي مِنَ اللهِ وَرِضْوانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ عَلي شَفا جُرُفٍ هارٍ فَانْهارَ بِهِ فِي نارِ جَهَنَّمَ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ?().

فالتقوي إذن هي محور الأعمال، ولو أن الأعمال جردت من التقوي، لأصبحت كجسد لا روح فيه، وتبقي مجرد حركات يقوم بها الفرد لا فائدة منها ولا عائد فيها؛ يقول الإمام علي عليه السلام: «كم من صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والظمأ، وكم من قائم ليس له من قيامه إلا السهر والعناء، حبذا نوم الأكياس وإفطارهم» ().

ويقول الإمام الصادق عليه السلام لأحد أصحابه: «يا علي بن عبد العزيز، لايغرنك بكاؤهم فإن التقوي في القلب» ().

علماً بأن المجتمع الإسلامي لا يقوم علي كثرة الأعمال فقط، وإنما علي روح العمل أيضا وهو التقوي، ف «التقوي سنخ الإيمان» ()، كما ورد ذلك عن أمير المؤمنين عليه السلام.

وأما بالنسبة إلي العلم، فهذا لا شك فيه من ضرورة تسلح المؤمنين بالعلوم الحديثة، فالمؤمن القوي خير وأحب إلي الله من المؤمن الضعيف، وكذلك لمواجهة مشكلات الحياة، والتي تدعو إلي ضرورة تعلم العلوم العصرية، ومواكبة ركب الحضارة الإنسانية، فالعلم يرفع درجات الأفراد والمجتمعات، ويجعلهم قادة وهداة؛ قال تعالي: ?يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ?().

ولقد جاءت الروايات الشريفة عن رسول الله صلي الله عليه و اله وأهل البيت عليهم السلام مستفيضة

في فضل العلم وثوابه وأهمية طلبه، فقد ورد عن رسول الله صلي الله عليه و اله قوله: «يجيء الرجل يوم القيامة، وله من الحسنات كالسحاب الركام أو كالجبال الرواسي، فيقول: يا رب أني لي هذا ولم أعملها؟، فيقول: هذا علمك الذي علّمته الناس يعمل به من بعدك» ().

وأما بالنسبة إلي الإصلاح، فإن منهج الرسالات السماوية، قائم علي أساس الإصلاح والدعوة إلي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لذا يلزم علي المؤمنين الرساليين الاهتمام بهذا الأمر وأن يولوه قدراً كبيراً من الأهمية.

فالإصلاح له مجالات ونواحٍ متعددة، تبدأ من النفس أولاً ثم التوجه نحو الآخرين، وما لم يصلح الإنسان نفسه، فسوف لن يقدر علي إصلاح غيره، وفي هذا المجال يؤثر عن أحد الحكماء قوله: (ميدانكم الأول أنفسكم، فإن قدرتم عليها كنتم علي غيرها أقدر).

ولقد عبرت الروايات عن إصلاح النفس بالجهاد الأكبر وأدرجه العلماء (رضوان الله عليهم أجمعين) ضمن كتاب الجهاد في كتب الحديث والفقه، ورووا بأن الرسول صلي الله عليه و اله كان قد بعث سرية، فلما رجعوا، قال صلي الله عليه و اله: «مرحباً بقوم قضوا الجهاد الأصغر، وبقي عليهم الجهاد الأكبر»، قيل: يا رسول الله، وما الجهاد الأكبر؟. فقال صلي الله عليه و اله: «إن افضل الجهاد من جاهد نفسه التي بين جنبيه» ()، إلي غير ذلك مما هو كثير في هذا الباب.

وأما يتعلق بالنسبة إلي التنظيم وتوحيد الصف، فهذا من المسائل المهمة والتي تؤثر في العمل سلباً أو إيجاباً، فالعمل المنظم تكون نتائجه جيدة ومرضية عادة، وقد حث الإسلام علي العمل المنظم من خلال الدعوة إلي التعاون في الأعمال وضرورة ذوبان الفرد في المجموع وعدم تقوقعه علي نفسه، قال تعالي: ?وَتَعاوَنُوا عَلَي الْبِرِّ وَالتَّقْوي وَلا

تَعاوَنُوا عَلَي الإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ?().

وفي وصية الإمام علي عليه السلام إلي الحسن والحسين عليه السلام قوله: «وعليكم بالتواصل والتباذل، وإياكم والتدابر والتقاطع» ().

وقال الإمام الصادق عليه السلام: «أيما مؤمن أوصل إلي أخيه المؤمن معروفاً فقد أوصل ذلك إلي رسول الله صلي الله عليه و اله» ().

إن التنظيم ركن أساسي في المجتمع الإسلامي، وقد أكد الإسلام علي أطر التنظيم، وحث عليه، ولم يترك الأمر هكذا بلا تنظيم، حيث يسدر المجتمع في فوضي لا أول له ولا آخر، فمجتمع المدينة كان مقسماً إلي قسمين: (الأنصار والمهاجرين) لا عن اختلاف في عقيدة أو قول أو فعل، بل كان الرسول صلي الله عليه و اله يعتمد عليهما ضمن إطار التعددية الإيجابية وقد آخي بينهما.

لذا يلزم علي الدعاة العاملين، الاهتمام بمسألة التنظيم وتعدد الأحزاب، وأن يأخذوا بمبدأ التنافس في الأعمال، كي يحصلوا علي نتيجة أفضل وسرعة في الوصول إلي الهدف.

إن علماءنا الأعلام ومراجعنا الكرام، لا يرون بأساً في العمل المنظم للإسلام بشروطه المقررة، وقد أفتوا بجواز ذلك وربما باستحبابه أو وجوبه، ومنهم سماحة الإمام الراحل آية الله العظمي السيد محمد الحسيني الشيرازي (أعلي الله مقامه)، والذي يري بأنه لابد من قيام منظمة إسلامية عالمية، تضم المسلمين تحت لوائها في جميع أرجاء المعمورة، للعمل من أجل إعادة الإسلام من جديد إلي الحياة، والعمل علي تحكيم شرع الله في الأرض.

كذلك فقد كان (رضوان الله عليه) يؤكد علي ضرورة قيام المؤسسات وإنشاء الجمعيات وانخراط الشباب المسلم فيها، ليعبروا عن آرائهم وأفكارهم ويمارسوا داخلها نشاطاتهم وهواياتهم، ليصلوا بذلك إلي الهدف المنشود وهو إقامة حكم الإسلام.

إن الذي يطالع ما كتبه سماحة الإمام الشيرازي (أعلي الله درجاته) في هذا الخصوص، يري

الكثير من هذه الأفكار قد بثها في كتبه، كما كان يؤكد علي ذلك عبر لقاءاته بالجماهير من مختلف الطبقات كالعلماء وطلبة العلوم الدينية والمثقفين وطلبة الجامعات والشباب والنساء وحتي الأطفال، فقد كان يشجعهم ويؤكد عليهم بضرورة بناء المؤسسات وإنشاء الجمعيات، والعمل علي توعية الأمة ونشر فكر ومذهب أهل البيت عليهم السلام وعلومهم، والسعي لهداية الناس أجمعين، لأنه يري بأن الإسلام إنما جاء رحمة للعالمين كافة وليس لقوم دون قوم.

وهذا الكتاب (جمع الكلمة وتعدد الأحزاب) يخبر عنوانه عن مضمونه، فقد تناول سماحته (قدس سره) فيه موضوع العمل للإسلام، وأعطاه حقه من البحث والتحقيق مدعماً ذلك بالآيات القرآنية الكريمة، والأحاديث النبوية الشريفة والشواهد التاريخية، بأسلوب خالٍ من التعقيد، حيث تقوم مؤسسة المجتبي بطبعه ونشره من أجل الحفاط علي تراث الإمام الشيرازي، ولتعميم الفائدة بين صفوف الأمة، سائلة المولي أن يجعله منار هداية للعاملين، وأن يمن علي سماحة الإمام بالمغفرة والرضوان وعلو الدرجات، إنه سميع مجيب، والحمد لله رب العالمين.

مؤسسة المجتبي للتحقيق والنشر

بيروت لبنان ص ب 5955 / 13 شوران

البريد الإلكتروني: almojtaba@alshirazi.com

almojtaba@gawab.com

المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي محمد وآله الطاهرين.

البدء لحل مشكلة المسلمين الذين بلغ عددهم المليارين إنما يكون بكلمتين:

1: (جمع الكلمة).

2: و(تعدد الأحزاب).

إذ مع التشتت والتفرق لا يمكن وحدة الإطار.

ومع تمركز القدرة في شخص أو جهة يكون الاستبداد، وقد قال أمير المؤمنين علي عليه السلام: «من استبد برأيه هلك» ().

نسأل الله عزوجل أن يوفق المسلمين للتمسك بالعروة الوثقي التي لا انفصام لها إنه سميع مجيب.

قم المقدسة / 1417ه

محمد الشيرازي

والمنافقون أيضاً

بدأت الحكومة الإسلامية في المدينة المنورة بقيادة الرسول الأعظم صلي الله عليه و اله علي أساس التقوي والعمل الصالح، وكان من أسسها جمع الكلمة وتعدد الأحزاب، فرسول الله صلي الله عليه و اله جمع الكلمة حتي مع أشد المناوئين له، الذين قال الله عنهم: ?هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قاتَلَهُمُ اللهُ?() وقصة ابن اُبي() مشهورة، فإنه قد نزلت فيه سورة المنافقين()، وكان معادياً للرسول صلي الله عليه و اله وللمسلمين، فكان يهمز ويلمز طعناً بالرسول صلي الله عليه و اله وطعناً بالمؤمنين، ومع ذلك فقد ضمه رسول الله صلي الله عليه و اله إلي صف المسلمين.

لئن رجعنا إلي المدينة

وكان ذات مرة جالساً خارج بيته، فمرّ به الرسول صلي الله عليه و اله، فأشار ابن اُبي إليه وإلي أصحابه الذين كانوا محتفين به: أن اذهبوا ولا تجلسوا معنا، مما تسبب في إيذاء الرسول صلي الله عليه و اله، وظهر ذلك في وجهه صلي الله عليه و اله حيث احمرّ لكنه لم يقل شيئاً، فأراد أحد الأصحاب أن يخفف عن رسول الله صلي الله عليه و اله، فأشار إلي ما لحق بالرجل مِن الخسارة بمجيء الرسول صلي الله عليه و اله إلي المدينة، إذ كان بعض أهل يثرب يريدون تتويجه ملكاً عليهم().

وقد وقف ابن أُبيّ متحدياً الرسالة الإسلامية قائلاً: ?لَئِنْ رَجَعْنا إِلَي الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ?()، فأسرع أحد أولاده وأراد أن يقتله فمنعه رسول الله صلي الله عليه و اله من ذلك().

قميص الرسول صلي الله عليه و اله هدية لرئيس المنافقين

وهناك حادث آخر يكشف عن مدي اهتمام الرسول الأكرم صلي الله عليه و اله بجمع الكلمة حتي بالنسبة إلي المنافقين:

مرض عبد الله بن أبي، فأرسل إلي الرسول صلي الله عليه و اله يطلب منه أن يقوم بزيارته، ليكسب بذلك العزة العرفية والسمعة والرياء، كما هو دأب المنافقين.

فزاره الرسول صلي الله عليه و اله بكل تواضع، فقال ابن اُبي له وكان هذا الكلام منه إما واقعاً وإما تظاهراً، ولا يُنافي النفاق مع بعض الواقعية، حيث إن المنافق يعلم الحق جيداً، كما قال سبحانه: ?يَعْرِفُونَهُ كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءهُمْ?()، وقال تعالي: ?وَجَحَدُوا بِها وَاسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ?(): (إني أخاف الموت فهب لي رداءك حتي اجعله في كفني)، فأخذ الرسول صلي الله عليه و اله رداءه وأعطاه لابن اُبي.

وقال: اعطني قميصك، فقبل بذلك رسول الله صلي الله عليه و اله وقال: «سأذهب إلي الدار وأنزع قميصي وأرسله لك»

().

وهكذا فعل الرسول صلي الله عليه و اله فلما ذهب إلي الدار نزع قميصه وأرسله إلي عبد الله بن أُبي، ولما مات ذهب إلي تشييعه وحضر الصلاة عليه، ودفنه.

فقال رجل للرسول صلي الله عليه و اله: كيف تُصلي عليه وقد قال تعالي: ?وَلا تُصَلِّ عَلي أَحَدٍ مِنْهُمْ ماتَ أَبَداً وَلا تَقُمْ عَلي قَبْرِهِ?().

لكن الرسول صلي الله عليه و اله الحكيم العارف بما يفعل، زبره قائلاً: «إنك لا تعلم ما أقول في الصلاة»، فإن صلاة الرسول صلي الله عليه و اله لم تكن رحمة عليه، والقيام علي القبر كان لمصلحة أرادها الله، حيث إن جماعة كبيرة أسلمت بعد أن شاهدوا هذه الأخلاق الطيبة من النبي الأكرم صلي الله عليه و اله، مضافاً إلي أن سيرة الرسول صلي الله عليه و اله هنا هي التي تفسر المراد من الآية الكريمة فالمقصود بالصلاة طلب الرحمة له، كما أن المراد بالوقوف علي قبره ذلك، فلا ينافي ما فعله النبي صلي الله عليه و اله بعبد الله بن أبي المنافق الذي مات فصلي عليه الرسول ولعنه عقيب الرابعة().

حسن التعامل حتي مع المشركين

ولم يكتف الرسول صلي الله عليه و اله بهذه العلاقة مع المنافقين، بل عمل علي إيجاد نمط من العلاقة الحميدة، والمعاملة الحسنة صلي الله عليه و اله مع المشركين، فعقد معهم معاهدة سلام وهدنة،وهكذا فعل مع اليهود والنصاري؛ كنصاري نجران في قصص معروفة ذكرنا بعضها في كتاب (ولأول مرة في تاريخ العالم)().

العفو عن المسيئين

وكثيراً ما كان يبدر من أحد المسلمين أعمالاً منافية، وربما مخالفات صريحة لرسول الله صلي الله عليه و اله، فكان يقابل كل ذلك بالعفو والإحسان، حفظاً علي وحدة الكلمة.

قصة حاطب

ومما يدل علي ذلك قصة حاطب، حيث أنه تجسس علي الرسول صلي الله عليه و اله في قصة فتح مكة، فقد كتب إلي المشركين يخبرهم بعزم رسول الله صلي الله عليه و اله علي ذلك، فلو كان قد وصلت تلك الأخبار إلي المشركين، لكان قد أضر بالإسلام والمسلمين كثيراً، فبعث الرسول صلي الله عليه و اله بأمير المؤمنين عليه السلام ليراقبه عن كثب، فلما كشف فعلته الشنيعة أراد أحد الأصحاب أن يضرب عنقه، فمنعه رسول الله صلي الله عليه و اله عن ذلك()، وفي قصة بعد ذلك بعثه الرسول صلي الله عليه و اله إلي المقوقس ملك مصر().

وكان المقوقس صاحب الاسكندرية عظيم القبط، فأوصل إليه حاطب كتاب رسول الله صلي الله عليه و اله، فقرأه وقال له خيراً: ثم أخذ الكتاب فجعله في حق من عاج، وضم عليه ودفعه إلي جاريته، وكتب إلي النبي صلي الله عليه و اله: قد علمت أن نبياً قد بقي، وكنتُ أظن أنه يخرج بالشام، وقد أكرمت رسولك، وبعثت إليك بجاريتين لهما مكانة في القبط عظيمة،وقد أهديت لك كسوة وبغلة تركبها، ولم يزد علي هذا ولم يسلم.

فقبل رسول الله صلي الله عليه و اله هديته، وأخذ الجاريتين وكانت مارية أم إبراهيم ابن رسول الله صلي الله عليه و اله إحداهما، وأما البغلة فكانت بيضاء، لم يكن في العرب يومئذ مثلها واسمها دُلدُل، قال حاطب: كان لي مُكرماً في الضيافة وقلة اللبث ببابه، ما أقمت عنده إلا خمسة أيام().

قال المقوقس لحاطب: هل

الشخص الذي تدعو إليه نبي؟

قال حاطب: نعم.

قال الملك: وهل الأنبياء يُستجاب دعاؤهم؟

قال حاطب: نعم.

قال الملك: فماذا لا يدعو نبيك إلي أن يفني الله الكفار والمعاندين، حتي لايحتاج إلي الدفاع والجهاد.

قال حاطب: إن الرسول قد بعث لهداية الناس بالحكمة والموعظة الحسنة، فلا يدعو بهذا الدعاء إلا عند الضرورة، وقد أرسل صلي الله عليه و اله رحمة للعالمين، مضافاً إلي الجواب النقضي، فإن عيسي عليه السلام وهو حسب اعتقادكم الباطل ابن الله! فلم تركه الله حتي صلبوه فلم ينقذه من أيدي اليهود، فأفحم الملك ولم يحر جواباً.

ولما خرج من عند الملك قال الملك لأصحابه: انظروا إلي هذا الرجل، كيف يتكلم بالمنطق والشجاعة؟ ولو استمر هذا الرسول بهذه الكيفة لملك ما تحت رجليّ.

وهكذا صار فقد دخلت مصر في الإسلام بعد سنوات في قصة مشهورة، ولو كان الرسول صلي الله عليه و اله قتل في ذلك اليوم حاطباً، هل يمكن أن يحدث مثل هذا الموقف؟ إلي غير ذلك من القصص الكثيرة.

أمير المؤمنين عليه السلام والخوارج

وهكذا كان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام حيث ترك أشد المناوئين له وهم الخوارج، فكانت لهم حريتهم يسرحون ويمرحون متي شاؤوا، وكان عليه السلام يعطيهم عطاءهم من بيت المال، كما كانوا يحضرون المساجد في الكوفة.

وكان رئيس المنافقين الأشعث بن قيس، يسب الإمام (عليه الصلاة والسلام)

وهو في الصلاة، وكان يحاجج الإمام ويعترض عليه في قصص مشهورة() ومع ذلك كله صاهره الإمام عليه السلام علي ابنته جعدة لابنه الإمام الحسن (عليه الصلاة والسلام).

وقد جعل أمير المؤمنين عليه السلام الأشعث رئيس بعض أقسام الجيش في الحرب().

وهذه الأمور كلها لأجل ملاحظة الأهم والمهم، وتقدم الأهم علي المهم، لأنها قاعدة فقهية عقلائية، ألمعنا إليها في كتاب (الفقه: القواعد الفقهية)().

مع الأشعث بن قيس

عن إسحاق بن موسي، عن أبيه موسي بن جعفر عليه السلام، عن أبيه جعفر بن محمد عليه السلام، عن آبائه عليهم السلام قال: «خطب أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) خطبة بالكوفة، فلما كان في آخر كلامه قال: إني لأولي الناس بالناس، وما زلت مظلوماً منذ قبض رسول الله صلي الله عليه و اله، فقام الأشعث بن قيس (لعنه الله) فقال: يا أمير المؤمنين، لم تخطبنا خطبة منذ قدمت العراق إلا وقلت: والله إني لأولي الناس بالناس، وما زلت مظلوماً منذ قبض رسول الله صلي الله عليه و اله، ولما ولي تيم وعدي ألا ضربت بسيفك دون ظلامتك؟.

فقال له أمير المؤمنين (صلوات الله وسلامه عليه): … قد قلت قولاً فاستمع، والله ما منعني الجبن، ولا كراهية الموت، ولا منعني ذلك إلا عهد أخي رسول الله صلي الله عليه و اله، خبرني وقال: يا أبا الحسن، إن الأمة ستغدر بك وتنقض عهدي، وإنك مني بمنزلة هارون من موسي، فقلت: يا

رسول الله، فما تعهد إليَّ إذا كان كذلك! فقال: إن وجدت أعواناً فبادر إليهم وجاهدهم، وإن لم تجد أعواناً فكف يدك واحقن دمك حتي تلحق بي مظلوماً، فلما توفي رسول الله صلي الله عليه و اله اشتغلت بدفنه والفراغ من شأنه، ثم آليت يميناً أني لا أرتدي إلا للصلاة حتي أجمع القرآن ففعلت، ثم أخذت بيد فاطمة وابني الحسن والحسين ثم درت علي أهل بدر وأهل السابقة، فناشدتهم حقي ودعوتهم إلي نصري، فما أجابني منهم إلا أربعة رهط: سلمان، وعمار، والمقداد، وأبو ذر، وذهب من كنت أعتضد بهم علي دين الله من أهل بيتي، وبقيت بين خفيرتين قريبي العهد بجاهلية: عقيل، والعباس.

فقال له الأشعث: يا أمير المؤمنين، كذلك كان عثمان لما لم يجد أعواناً كف يده حتي قتل مظلوماً!.

فقال أمير المؤمنين عليه السلام: … ليس كما قست، إن عثمان لما جلس، جلس في غير مجلسه، وارتدي بغير ردائه، وصارع الحق فصرعه الحق، والذي بعث محمداً بالحق لو وجدت يوم بويع أخو تيم أربعين رهطاً، لجاهدتهم في الله إلي أن أبلي عذري، ثم أيها الناس، إن الأشعث لا يزن عند الله جناح بعوضة، وإنه أقل في دين الله من عفطة عنز» ().

وعن أبان عن سليم بن قيس الهلالي قال: كنا جلوساً حول أمير المؤمنين عليه السلام وحوله جماعة من أصحابه، فقال له قائل: يا أمير المؤمنين، لو استنفرت الناس. فقام وخطب فقال: «ألا إني قد استنفرتكم فلم تنفروا، ونصحتكم فلم تقبلوا، ودعوتكم فلم تسمعوا، فأنتم شهود كغياب، وأحياء كأموات، وصم ذوو أسماع، أتلو عليكم الحكمة، وأعظكم بالموعظة الشافية الكافية، وأحثكم علي الجهاد لأهل الجور، فما آتي علي آخر كلامي حتي أراكم متفرقين حلقاً شتي تتناشدون الأشعار،

وتضربون الأمثال، وتسألون عن سعر التمر واللبن، تبت أيديكم لقد سئمتم الحرب والاستعداد لها، وأصبحت قلوبكم فارغة من ذكرها، شغلتموها بالأباطيل والأضاليل والأعاليل، أغزوهم قبل أن يغزوكم، فو الله ما غزي قوم قط في عقر دارهم إلا ذلوا، وأيم الله ما أظن أن تفعلوا حتي يفعلوا، ثم وددت أني قد رأيتهم فلقيت الله علي بصيرتي ويقيني، واسترحت من مقاساتكم ومن ممارستكم، فما أنتم إلا كإبل جمة ضل راعيها، فكلما ضمت من جانب انتشرت من جانب، كأني بكم والله فيما أري لو قد حمس الوغي واستحر الموت، قد انفرجتم عن علي بن أبي طالب انفراج الرأس، وانفراج المرأة عن ولدها لا تمنع يد لامس». قال الأشعث بن قيس الكندي: فهلا فعلت كما فعل ابن عفان!. فقال علي عليه السلام: «يا عرف النار، أوكما فعل ابن عفان رأيتموني فعلت، أنا عائذ بالله من شر ما تقول يا ابن قيس، والله إن التي فعل ابن عفان لمخزاة لمن لا دين له ولا الحق في يده، فكيف أفعل ذلك وأنا علي بينة من ربي، وحجته في يدي، والحق معي، والله إن امرأ أمكن عدوه من نفسه حتي يجز لحمه، ويفري جلده، ويهشم عظمه، ويسفك دمه، وهو يقدر علي أن يمنعه لعظيم وزره، ضعيف ما ضمت عليه جوانح صدره، فكنت أنت ذاك يا ابن قيس، فأما أنا فدون والله أن أعطي بيدي ضرب بالمشرفي تطير له فراش الهام، وتطيح منه الكف والمعصم، ويفعل الله بعد ما يشاء، ويلك يا ابن قيس، المؤمن يموت كل موتة غير أنه لا يقتل نفسه، فمن قدر علي حقن دمه ثم خلي بينه وبين قاتله فهو قاتل نفسه، ويلك يا ابن قيس، إن هذه الأمة

تفترق علي ثلاث وسبعين فرقة، فرقة واحدة في الجنة واثنتان وسبعون في النار، وشرها وأبغضها إلي الله وأبعدها منه السامرة، الذين يقولون: لا قتال وكذبوا، قد أمر الله عزوجل بقتال هؤلاء الباغين في كتابه وسنة نبيه، وكذلك المارقة». فقال الأشعث بن قيس وغضب من قوله: فما يمنعك يا ابن أبي طالب حين بويع أخو تيم بن مرة … ().

وعن عبد الرحمن بن جندب، عن أبيه قال: لما وقع الاتفاق علي كتب القضية بين أمير المؤمنين عليه السلام وبين معاوية بن أبي سفيان، حضر عمرو بن العاص في رجال من أهل الشام، وعبد الله بن عباس في رجال من أهل العراق، فقال أمير المؤمنين عليه السلام للكاتب: «اكتب هذا ما تقاضي عليه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، ومعاوية بن أبي سفيان».

فقال عمرو بن العاص: اكتب اسمه واسم أبيه، ولا تسمه بإمرة المؤمنين، فإنما هو أمير هؤلاء وليس هو بأميرنا.

فقال الأحنف بن قيس: لا تمح هذا الاسم؛ فإني أتخوف إن محوته لايرجع إليك أبداً.

فامتنع أمير المؤمنين عليه السلام من محوه، فتراجع الخطاب فيه ملياً من النهار.

فقال الأشعث بن قيس: امح هذا الاسم ترحه الله.

فقال أمير المؤمنين عليه السلام: «الله أكبر سنة بسنة، ومثل بمثل، والله إني لكاتب رسول الله صلي الله عليه و اله يوم الحديبية وقد أملي عليَّ: هذا ما قاضي عليه محمد رسول الله سهيل بن عمرو، فقال له سهيل: امح رسول الله؛ فإنا لا نقر لك بذلك، ولانشهد لك به، اكتب اسمك واسم أبيك، فامتنعت من محوه، فقال النبي صلي الله عليه و اله: امحه يا علي، وستدعي في مثلها فتجيب، وأنت علي مضض» ().

وقال أبو الفرج: وحدثني محمد بن الحسين أيضا بإسناد

ذكره: أن الأشعث دخل علي علي عليه السلام فكلمه فأغلظ علي له، فعرض الأشعث أنه سيفتك به، فقال له علي عليه السلام: «أبالموت تخوفني أو تهددني، فو الله ما أبالي وقعت علي الموت، أو وقع الموت عليَّ» ().

وقال الأشعث يوم رفع المصاحف، ووقع تلك المكيدة: (إن لم تجب إلي ما دعيت إليه لم يرم معك غدا يمانيان بسهم، ولم يطعن يمانيان برمح، ولايضرب يمانيان بسيف، وأومأ بيده إلي أصحابه)().

وفي كل هذه الموارد لم يعاقبه أمير المؤمنين (عليه الصلاة والسلام) بل كان يعفو عنه.

مع ابن ملجم المرادي

إن أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام بعد ما ضربه ابن ملجم (لعنه الله) كان يرغب في العفو عنه، حيث قال عليه السلام: «وصيتي لكم ألا تشركوا بالله شيئاً، ومحمد صلي الله عليه و اله فلا تضيعوا سنته، أقيموا هذين العمودين وأوقدوا هذين المصباحين وخلاكم ذم، أنا بالأمس صاحبكم، واليوم عبرة لكم، وغداً مفارقكم، إن أبقي فأنا ولي دمي، وإن أفنَ فالفناء ميعادي، وإن أعف أعفو فالعفو لي قربة، وهو لكم حسنة فأعفوا ?أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَكُمْ?()» ().

فقد كان عليه السلام يحث ذويه علي العفو حتي عن مثل ابن ملجم، لكن المسلمين بعده أصروا علي القصاص، فاقتص منه الإمام الحسن (عليه الصلاة والسلام) تلبية لإصرار المسلمين، ولم يكن الأمر بإبقائه أمراً واجباً حتي لا يمكن مخالفته.

هذا كله بالنسبة إلي جمع الكلمة وهو الموضوع الأول في هذا الكتاب.

سياسة الرسول صلي الله عليه و اله والتعددية

وأما بالنسبة إلي التعددية: فالرسول الأعظم صلي الله عليه و اله هو أول من قسم المسلمين إلي المهاجرين والأنصار، مع أنهما لم يختلفا في عقيدة من العقائد الإسلامية، ولا في حكم من الأحكام الشرعية، وفي يوم وفاته صلي الله عليه و اله حيث جَمَعَ المهاجرين ليوصيهم بوصيته الأخيرة، وقال ذلك الرجل: (إن الرجل ليهجر)()، أخرجهم الرسول من غرفته، ودعا الأنصار وأوصاهم ببعض وصاياه، كما هو مذكور في التاريخ()، فكان صلي الله عليه و اله إذا أبطأ المهاجرون عليه التجأ إلي الأنصار، وإذا أبطأ الأنصار عليه التجأ إلي المهاجرين.

أكثرية الآراء

وكان رسول الله صلي الله عليه و اله يطبق مبدأ الشوري فيما أمره الله عزوجل في غير الأحكام الشرعية وموضوع الإمامة، التي هي بنص من الله عزوجل فإذا كانت أكثرية الآراء مخالفة، ترك الأمر حسب رأي الأكثرية كما في قصص متعددة، ذكرناها في بعض كتبنا السابقة والتي منها خروجه من المدينة لغزوة أحد.

غزوة أحد

كانت غزوة أحد علي رأس سنة من بدر، ورئيس المشركين يومئذ أبو سفيان بن حرب، وكان أصحاب رسول الله صلي الله عليه و اله يومئذ سبعمائة، والمشركون ألفين، فخرج رسول الله صلي الله عليه و اله بعد أن استشار أصحابه، وكان رأيه صلي الله عليه و اله أن يقاتل الرجال علي أفواه السكك، ويرمي الضعفاء من فوق البيوت، فأبوا إلا الخروج إليهم.

فخرجوا وهم ألف رجل، فلما كانوا في بعض الطريق، انخذل عنهم

عبد الله بن اُبي بثلث الناس، وقالوا: والله ما ندري علي ما نقتل أنفسنا، والقوم قومه، وهمت بنو حارثة وبنو سلمة بالرجوع، ثم عصمهم الله جل وعز وهو قوله: ?إِذْ هَمّتْ طائِفَتانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلا?()الآية.

وأصبح رسول الله صلي الله عليه و اله متهيئا للقتال، وجعل علي راية المهاجرين علياً عليه السلام، وعلي راية الأنصار سعد بن عبادة، وقعد رسول الله صلي الله عليه و اله في راية الأنصار، ثم مر صلي الله عليه و اله علي الرماة، وكانوا خمسين رجلاً، وعليهم عبد الله بن جبير، فوعظهم وذكرهم، وقال: «اتقوا الله واصبروا، وإن رأيتمونا يخطفنا الطير فلاتبرحوا مكانكم، حتي أرسل إليكم»، وأقامهم عند رأس الشعب.

وكانت الهزيمة علي المشركين، وحسهم المسلمون بالسيوف حساً، فقال أصحاب عبد الله بن جبير: الغنيمة ظهر أصحابكم فما تنتظرون.

فقال عبد الله: أنسيتم قول رسول الله صلي الله عليه

و اله!، أما أنا فلا أبرح موقفي الذي عهد إليَّ فيه رسول الله ما عهد.

فتركوا أمره وعصوه بعد ما رأوا ما يحبون، وأقبلوا علي الغنائم، فخرج كمين المشركين عليهم بقيادة خالد بن الوليد، فانتهي إلي عبد الله بن جبير فقتله. ثم أتي الناس من أدبارهم، ووضع في المسلمين السلاح فانهزموا. وصاح إبليس لعنه الله: قتل محمد. ورسول الله صلي الله عليه و اله يدعوهم في أخراهم: «أيها الناس أنا رسول الله، وإن الله قد وعدني النصر، فإلي أين الفرار!». فيسمعون الصوت ولا يلوون علي شيء، وذهبت صيحة إبليس حتي دخلت بيوت المدينة.

قال الإمام الصادق عليه السلام: «انهزم الناس عن رسول الله صلي الله عليه و اله، فغضب غضباً شديداً، وكان إذا غضب انحدر من وجهه وجبهته مثل اللؤلؤ من العرق، فنظر فإذا علي عليه السلام إلي جنبه، فقال صلي الله عليه و اله: ما لك لم تلحق ببني أبيك!.

فقال علي عليه السلام: يا رسول الله أكفر بعد الإسلام، إن لي بك أسوة.

فقال صلي الله عليه و اله: أما لا، فاكفني هؤلاء.

فحمل علي عليه السلام فضرب أول من لقي منهم.

فقال جبرئيل: إن هذه لهي المواساة يا محمد.

قال صلي الله عليه و اله: إنه مني وأنا منه.

قال جبرئيل: وأنا منكما.

وثاب إلي رسول الله صلي الله عليه و اله جماعة من أصحابه، وأصيب من المسلمين سبعون رجلاً، منهم أربعة من المهاجرين: حمزة بن عبد المطلب، وعبد الله بن جحش، ومصعب بن عمير، وشماس بن عثمان بن الشريد، والباقون من الأنصار.

وفي التاريخ: أنه لما انتهت فاطمة عليها السلام وصفية إلي رسول الله صلي الله عليه و اله، ونظرتا إليه. قال صلي الله عليه و اله لعلي: «أما عمتي فاحبسها

عني، وأما فاطمة فدعها». فلما دنت فاطمة عليها السلام من رسول الله صلي الله عليه و اله، ورأته قد شج في وجهه وأدمي فوه إدماءً، صاحت وجعلت تمسح الدم، وتقول: «اشتد غضب الله، علي من أدمي وجه رسول الله».

وكان يتناول رسول الله صلي الله عليه و اله ما يسيل من الدم، ويرمي به في الهواء، فلا يتراجع منه شيء.

قال الإمام الصادق عليه السلام: «والله لو نزل منه شئ علي الأرض، لنزل العذاب» ().

والقصة مفصلة ذكرناها في كتاب (ولأول مرة في تاريخ العالم)().

الأحزاب

إن رسول الله صلي الله عليه و اله كان قد قرر الأحزاب بهذا اللفظ كما ورد في أحكام السبق والرماية من كتاب (الجواهر)()..

و(المسالك)()..

و(جامع المقاصد)().. وغيرها.

حيث قال صلي الله عليه و اله: «أنا مع الحزب الذي فيه ابن الأدرع» ().

وكون المسلمين كلهم حزب الله كما في قوله تعالي: ?أَلا إِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ?()، لا ينافي ذلك، كما أن الكفر كله ملة واحدة، وهذا لا ينافي أن يكون هناك أهل كتاب وغير أهل كتاب.

ثم إن كلا الأمرين: الوحدة الإطارية والتعددية التنافسية بحاجة إلي ركنين:

الأول: جماعات كبيرة منظمة يحملون الفكر وينشرونه.

والثاني: وعيٌ كبير لعموم المسلمين، عبر مختلف وسائل الإعلام: المسموعة والمقروءة والمرئية، والمؤتمرات والكتب وغير ذلك.

حسن الخلق

ثم يلزم علي الجماعة التي تريد القيام بالأمرين المذكورين، أن يتصف أفرادها بحسن الخلق، وأن يكونوا هينين لينين، يألفون ويُؤلفون، قال الله سبحانه مخاطباً الرسول صلي الله عليه و اله: ?وَإِنَّكَ لَعَلي خُلُقٍ عَظِيمٍ?()، في ما قاله بالنسبة إلي علمه صلي الله عليه و اله: ?وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً?().

وقال سبحانه: ?فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَي اللهِ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ?().

أكمل المؤمنين

وفي حديث عن النبي صلي الله عليه و اله أنه قال: «إن أكمل المؤمنين إيماناً: أحسنهم خلقاً وخياركم خياركم لنسائه» ().

وقال صلي الله عليه و اله: «أحسن الناس إيماناً: أحسنهم خلقاً، وألطفهم بأهله، وأنا ألطفكم بأهلي» ().

وقال صلي الله عليه و اله: «خياركم أحسنكم أخلاقاً، وأخفكم مؤونة، وأخفضكم لأهله» ().

أفضل الأعمال بعد الفرائض

عن عنبسة قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: «ما يقدم المؤمن علي الله عزوجل بعمل بعد الفرائض،

أحب إلي الله تعالي من أن يسع الناس بخلقه» ().

وعن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: «إن الله تبارك وتعالي رضي لكم الإسلام ديناً، فأحسنوا صحبته بالسخاء وحسن الخلق» ().

خير الدنيا والآخرة

قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «حسن الخلق ذهب بخير الدنيا والآخرة» ().

شراء الأحرار

عن الإمام موسي بن جعفر عليه السلام قال: «عجبت لمن يشتري العبيد بماله فيعتقهم، كيف لا يشتري الأحرار بحسن خلقه» ().

دخول الجنة

قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «أكثر ما تلج به أمتي الجنة تقوي الله وحسن الخلق» ().

ما حاجتك؟

عن بحر السقاء قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: «يا بحر حسن الخلق يسر ثم قال: ألا أخبرك بحديث ما هو في يدي أحد من أهل المدينة؟».

قلت: بلي.

قال عليه السلام: «بينا رسول الله صلي الله عليه و اله ذات يوم جالس في المسجد، إذ جاءت جارية لبعض الأنصار وهو قائم، فأخذت بطرف ثوبه، فقام لها النبي صلي الله عليه و اله فلم تقل شيئاً، ولم يقل لها النبي صلي الله عليه و اله شيئاً، حتي فعلت ذلك ثلاث مرات. فقام لها النبي صلي الله عليه و اله في الرابعة وهي خلفه، فأخذت هدبةً من ثوبه ثم رجعت. فقال لها الناس: فعل الله بك وفعل، حبست رسول الله صلي الله عليه و اله ثلاث مرات، لا تقولين له شيئاً ولا هو يقول لك شيئاً، ما كانت حاجتك إليه؟. قالت: إن لنا مريضاً، فأرسلني أهلي لآخذ هدبةً من ثوبه ليستشفي بها، فلما أردت أخذها رآني فقام، فاستحييت منه أن آخذها وهو يراني، وأكره أن أستأمره في أخذها فأخذتها» ().

الأقرب إلي رسول الله صلي الله عليه و اله

عن رسول الله

صلي الله عليه و اله أنه قال: «إن أحبكم إليَّ وأقربكم مني يوم القيامة مجلساً أحسنكم خلقاً وأشدكم تواضعاً» ().

وقال صلي الله عليه و اله: «أقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحسنكم خلقاً وخيركم لأهله» ().

وعنه صلي الله عليه و اله أنه قال: «أقربكم مني مجلساً في الجنة: أحسنكم أخلاقاً في الدنيا، الموطئون أكنافهم، الذين يألفون ويُؤلفون» ().

زيادة الرزق

في رواية أن الإمام الكاظم عليه السلام قال: «إن الرفق والبر وحسن الخلق يعمر الديار ويزيد في الرزق» ().

وعن الإمام الصادق عليه السلام: «البر وحسن الخلق: يعمران الديار، ويزيدان في الأعمار» ().

أقول: ذلك واضح لأن حَسِنَ الأخلاق يتعاون مع الآخرين، والتعاون أصل العمران، كما أن حَسِنَ الأخلاق لا يغضب، والغضب يسبب نقص العمر.

أفضل ما يوضع في الميزان

عن عبد الله بن سنان، عن رجل من أهل المدينة، عن علي بن الحسين عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «ما يوضع في ميزان امرئ يوم القيامة أفضل من حسن الخلق» ().

درجة الصائم القائم

عن ذريح المحاربي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «إن صاحب الخلق الحسن له مثل أجر الصائم القائم» ().

وعن العلاء بن كامل قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: «إذا خالطت الناس، فإن استطعت أن لا تخالط أحداً من الناس إلا كانت يدك العليا عليه فافعل، فإن العبد يكون فيه بعض التقصير من العبادة، ويكون له خلق حسن، فيبلغه الله بخلقه درجة الصائم القائم» ().

وعن ابن أبي عمير، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «إن حسن الخلق يبلغ بصاحبه درجة الصائم القائم» ().

إماثة الخطايا

عن عبد الله بن سنان، عن

أبي عبد الله عليه السلام قال: «إن الخلق الحسن يميث الخطيئة كما تميث الشمس الجليد» ().

وعن عبد الله بن سنان قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: «أوحي الله تبارك وتعالي إلي بعض أنبيائه عليهم السلام، الخلق الحسن يميث الخطيئة كما تميث الشمس الجليد» ().

عند حفر القبر

عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «هلك رجل علي عهد النبي صلي الله عليه و اله، فأتي الحفارين فإذا بهم لم يحفروا شيئاً، وشكوا ذلك إلي رسول الله صلي الله عليه و اله. فقالوا: يا رسول الله ما يعمل حديدنا في الأرض فكأنما نضرب به في الصفا؟. فقال: ولم، إن كان صاحبكم لحسن الخلق، ائتوني بقدح من ماء. فأتوه به فأدخل يده فيه ثم رشه علي الأرض رشاً، ثم قال: احفروا. قال: فحفر الحفارون فكأنما كان رملاً يتهايل عليهم» ().

كالمجاهد في سبيل الله

عن علي بن أبي علي اللهبي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «إن الله تبارك وتعالي ليعطي العبد من الثواب علي حسن الخلق، كما يعطي المجاهد في سبيل الله يغدو عليه ويروح» ().

المؤمن مألوف

عن عبد الله بن ميمون القداح، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: «المؤمن مألوف، ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف» ().

المؤمن هين لين

عن رسول الله صلي الله عليه و اله قال: «المؤمنون هينون لينون، كالجمل الأنوف إنِ استنخته أناخ» ().

وعن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «المؤمن لين هين، سمحٌ له خلق حسن، والكافر فظ غليظ، له خلق سيئ وفيه جبرية» ().

أقول: المراد أن طبيعة الكافر ذلك، وإلا فكثير من الكفار يتخلقون

بأخلاق المؤمنين ولذا يتقدمون.

وقال الإمام علي عليه السلام: «والله الله في القرآن لا يسبقكم بالعمل به غيركم» ().

وعن الإمام الصادق عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «ألا أخبركم بمن تحرم عليه النار غداً»، قالوا: بلي يا رسول الله، قال: «الهين القريب اللين السهل» ().

وعن الإمام الصادق عليه السلام قال: «من زي الإيمان الفقه، ومن زي الفقه الحلم، ومن زي الحلم الرفق، ومن زي الرفق اللين، ومن زي اللين السهولة» ().

وقيل: أن ذا القرنين قال لبعض الملائكة: علمني شيئاً أزداد به إيماناً؟ فقال له الملك: لا تهتم لغد، واعمل في اليوم لغد إلي أن قال: وكن سهلاً ليناً للقريب والبعيد، ولا تسلك سبيل الجبار العنيد().

الرفق ونبذ العنف

من أهم مقومات جمع الكلمة: الرفق واجتناب الخُرق.

عن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام قال رسول الله صلي الله عليه و اله في حديث: «والرفق نصف العيش» ().

وعنه صلي الله عليه و اله قال: «إذا أراد الله تبارك وتعالي بأهل بيت خيراً، فقههم في الدين ورزقهم الرفق في معايشهم، والقصد في شأنهم» ().

وعنه صلي الله عليه و اله قال: «إن الله ليبغض المؤمن الضعيف الذي لا رفق له» ().

أقول: المراد بالضعيف: الضعيف أمام النزوات والإثارات، حيث يسبب ذلك عدم الرفق.

وعنه صلي الله عليه و اله قال: «ما وضع الرفق علي شيء إلا زانه، ولا وضع الخرق علي شيء إلا شانه، فمن أُعطي الرفق أُعطي خير الدنيا والآخرة، ومن حرمه فقد حرم خير الدنيا والآخرة» ().

وعنه صلي الله عليه و اله أنه قال: «إن الله يحب الرفق ويعين عليه» ().

وعن الإمام الباقر عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «إن الله رفيق يعطي

الثواب، ويحب كل رفيق، ويعطي علي الرفق ما لا يعطي علي العنف» ().

وعن معاذ بن مسلم قال: دخلت علي أبي عبد الله عليه السلام وعنده رجل فقال له أبو عبد الله عليه السلام: «قال رسول الله صلي الله عليه و اله: الرفق يمن والخرق شؤم» ().

وقال صلي الله عليه و اله: «الرفق لم يوضع علي شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه» ().

وعنه صلي الله عليه و اله قال: «إذا أراد الله بأهل بيت خيراً: أرشدهم للرفق والتأني، ومن حرم الرفق فقد حرم الخير» ().

وعنه صلي الله عليه و اله أنه قال: «إذا أردت أمراً فعليك بالرفق والتؤدة، حتي يجعل الله لك منه فرجاً» ().

وعنه صلي الله عليه و اله أنه قال: «إن الله رفيق يحب الرفق في الأمور كلها» ().

وعن هشام عن الإمام الكاظم عليه السلام أنه قال: «يا هشام عليك بالرفق، فإن الرفق يمن والخرق شؤم، إن الرفق والبر وحسن الخلق: يعمر الديار ويزيد في الرزق» ().

وعن الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام أنه قال لولده الحسين: «يا بني رأس العلم الرفق وآفته الخرق» ().

وعن الإمام علي بن الحسين عليه السلام قال: «كان آخر ما أوصي به الخضر موسي عليه السلام قال: لا تعيرنّ أحداً بذنب، وإن أحب الأمور إلي الله ثلاثة: القصد في الجدة، والعفو في المقدرة، والرفق بعباد الله، وما رفق أحد بأحد في الدنيا إلا رفق الله به يوم القيامة، ورأس الحكمة مخافة الله عزوجل» ().

وعن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: «ما ارتج امرؤ، وأحجم عليه الرأي وأعيت به الحيل، إلا كان الرفق مفتاحه» ().

وعن النبي صلي الله عليه و اله أنه قال: «الرفق رأس الحكمة

اللهم من ولي شيئاً من الأمور أمتي، فَرفق بهم فارفق به، ومن شق عليهم فاشقق عليه» ().

وعن أمير المؤمنين عليه السلام قال: «الرفق ييسر الصعاب، ويسهّل شديد الأسباب» ().

وعنه عليه السلام: «الرفق بالاتباع من كرم الطباع» ().

التواضع

جمع الكلمة يحتاج إلي أكبر قدر من التواضع، فإذا كان الإنسان متواضعاً في مجلسه ومأكله ومشربه وزيارته ورده للزيارة وداره ودابته وغير ذلك، التف الناس حوله، وإلا فالناس لا يلتفون حول المتكبرين.

في تفسير الإمام العسكري عليه السلام قال: «أعرف الناس بحقوق إخوانه، وأشدهم قضاءاً لها، أعظمهم عند الله شأناً، ومن تواضع في الدنيا لإخوانه فهو عند الله من الصديقين، ومن شيعة علي بن أبي طالب عليه السلام حقاً» ().

وعن الإمام علي عليه الصلاة والسلام أنه قال: «أيها الناس، طوبي لمن شغله عيبه عن عيوب الناس، وتواضع من غير منقصة، وجالس أهل الفقه والرحمة، وخالف أهل الذل والمسكنة، وأنفق مالاً جمعه في غير معصية» ().

وعن الإمام الصادق عليه السلام قال: «كمال العقل في ثلاثة: التواضع لله وحسن اليقين والصمت إلا من خير» ().

وعن الإمام علي عليه السلام قال في وصيته عند موته: «عليك بالتواضع فإنه من أعظم العبادة» ().

وقال عليه السلام: «بالتواضع تتم النعمة» ().

وقال عليه السلام: «ما أحسن تواضع الأغنياء للفقراء طلباً لما عند الله، وأحسن منه تيه الفقراء علي الأغنياء اتكالاً علي الله» ().

أقول: المراد بذلك ليس التكبر، وإنما الاتكال علي الله سبحانه وتعالي بعدم بيع دينه وماء وجهه للغني طلباً لماله.

وعن معاوية بن عمار عن الإمام الصادق عليه السلام قال: سمعته يقول: «إن في السماء ملكين موكلين بالعباد، فمن تواضع لله رفعاه ومن تكبر وضعاه» ().

وقال أبو النصر: سألت عبد الله بن محمد بن خالد، عن

محمد بن مسلم فقال: كان رجلاً شريفاً موسراً، فقال له أبو جعفر عليه السلام: «تواضع يا محمد»، فلما انصرف إلي الكوفة، أخذ قوصرة من التمر مع الميزان وجلس علي باب مسجد الجامع وجعل ينادي عليه، فأتاه قومه فقالوا له: فضحتنا، فقال: إن مولاي أمرني بأمر فلن أخالفه ولن ابرح حتي أفرغ من بيع باقي هذه القوصرة، فقال له قومه: إذا أبيت إلا لتشتغل ببيع وشراء فاقعد في الطحانين فهيأ رحي وجملاً وجعل يطحن، وقيل: إنه كان من العباد في زمانه().

وعن رسول الله صلي الله عليه و اله أنه قال: «ما تواضع أحد إلا رفعه الله» ().

وعن الإمام علي بن الحسين عليه السلام قال: «لاحسب لقرشي ولا لعربي إلا بتواضع» ().

وعن الإمام علي عليه السلام أنه قال: «التواضع يكسبك السلامة» ().

أقول: فإن المتكبر يكثر أعداؤه، والعدو بطبيعة الحال لا يترك لعدوه، سلامة في دين أو دنيا أو مال وما أشبه ذلك.

وقال عليه السلام: «زينة الشريف التواضع» ().

وعن هشام بن الحكم عن الإمام الكاظم عليه السلام أنه قال: «يا هشام، مكتوب في الإنجيل طوبي للمتراحمين أولئك هم المرحمون يوم القيامة إلي أن قال: طوبي للمتواضعين في الدنيا أولئك يرتقون منابر الملك يوم القيامة» ().

وقال عليه السلام: «يا هشام، إن الزرع ينبت في السهل ولا ينبت في الصفا، فكذلك الحكمة تعمر في قلب المتواضع، ولا تعمر في قلب المتكبر الجبار، لأن الله جعل التواضع آلة العقل، وجعل التكبر من آلة الجهل، ألم تعلم أن من شمخ إلي السقف برأسه شجه، ومن خفض رأسه استظل تحته وأكنه، وكذلك من لم يتواضع لله خفضه الله، ومن تواضع لله رفعه الله إلي أن قال عليه السلام: واعلم أن الله لم يرفع

المتواضعين بقدر تواضعهم، ولكن رفعهم بقدر عظمته ومجده» ().

وعن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: «أفضل العبادة العلم بالله والتواضع له» ().

وفي ديوان أمير المؤمنين علي عليه السلام:

واجعل فؤادك للتواضع منزلاً

إن التواضع بالشريف جميل()

وفي حديث عن الإمام علي عليه السلام قال: «سمعت رسول الله يقول: لا حسب إلا بالتواضع» ().

وعن رسول الله صلي الله عليه و اله قال: «إن من التواضع أن يرضي الرجل بالمجلس دون شرف المجلس، وأن يسلم علي من لقي، وأن يترك المراء وإن كان حقاً، وأن لايحب أن يُحمَد علي البر والتقوي» ().

وعن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال في حديث: «ورأس الحزم التواضع» ().

أقول: المراد بالحزم ألا يعمل الإنسان عملاً يوجب مشكلة له، فالمتواضعون حازمون.

وعن النبي صلي الله عليه و اله أنه قال: «يا أبا ذر، طوبي لمن تواضع لله عزوجل في غير منقصة، وأذل نفسه في غير مسكنة، وأنفق مالاً جمعه في غير معصية» ().

وكان المرحوم الشيخ عبد الزهراء الكعبي? () يقرأ هذين البيتين:

تواضع تكن كالنجم لاح لناظره

علي صفحات الماء وهو رفيع

ولاتك كالدخان يعلو بنفسه

إلي طبقات الجو وهو وضيع

إلي غيرها من الروايات الكثيرة في هذا الباب.

والإنسان يشاهد أن المتواضعين هم الذين يلتف الناس حولهم، أما المتكبرون فالناس ينفضون عنهم.

ترك المعاصي

من أهم ما يلزم علي الذين يريدون جمع الكلمة، ليتم إرجاع الإسلام إلي المسلمين، وإرجاع المسلمين إلي الإسلام، الاجتناب عن صغير المعاصي وكبيرها بكل دقة وقد قال الشاعر():

شكوت إلي وكيع() سوء حفظي

فأرشدني إلي ترك المعاصي

وعلله بأن العلم فضل

وفضل الله لا يُعطي لعاصي

فإن الله سبحانه وتعالي لا يتفضل بفضله علي العصاة، وهذا من أهم الأمور بالنسبة إلي ما يريده القائمون، من الوصول إلي الهدف بإذن الله سبحانه، قال الله سبحانه: ?

وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَباؤُ بِغَضَبٍ مِنَ اللهِ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كانُوا يَكْفُرُونَ بِآياتِ اللهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذلِكَ بِما عَصَوْا وَكانُوا يَعْتَدُونَ?().

فإن عصيانهم واعتدائهم سبب قتلهم للأنبياء، وذلك سبّب كفرهم بآيات الله وإن كانوا يظهرون أنهم مؤمنين.

وقال تعالي: ?بَلي مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ?().

وقال جل جلاله: ?فَمَنِ اعْتَدي بَعْدَ ذلِكَ فَلَهُ عَذابٌ أَلِيمٌ?().

وقال سبحانه: ?تِلْكَ حُدُودُ اللهِ فَلا تَعْتَدُوها وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللهِ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ?().

وقال سبحانه: ?فَأَخَذَهُمُ اللهُ بِذُنُوبِهِمْ وَاللهُ شَدِيدُ الْعِقابِ?().

وقال سبحانه: ?لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ عَلي لِسانِ داوُدَ وَعِيسَي ابْنِ مَرْيَمَ ذلِكَ بِما عَصَوْا وَكانُوا يَعْتَدُونَ?().

إلي غير ذلك من الآيات الكثيرة.

وعن إسماعيل بن مخلد السراج، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: خرجت هذه الرسالة من أبي عبد الله عليه السلام إلي أصحابه:

«بسم الله الرحمن الرحيم، وإياكم أن تشره أنفسكم إلي شيء مما حرم الله عليكم، فإنه من انتهك ما حرم الله عليه هاهنا في الدنيا، حال الله بينه وبين الجنة ونعيمها، ولذتها وكرامتها القائمة الدائمة لأهل الجنة أبد الآبدين».

إلي أن قال: «وإياكم والإصرار علي شيء مما حرم الله في ظهر القرآن وبطنه وقد قال الله تعالي: ?وَلَمْ يُصِرُّوا عَلي ما فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ?()» ().

وعن الإمام الرضا عليه السلام، عن آبائه عليهم السلام عن رسول الله صلي الله عليه و اله قال: «لا تزال أمتي بخير: ما تحابوا وتهادوا، وأدوا الأمانة واجتنبوا الحرام، ووقروا الضيف، وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة، فإذا لم يفعل ذلك أبتلوا بالقحط والسنين» ().

وعن سليمان بن خالد قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل: ?وَقَدِمْنا إِلي ما عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُوراً?()، قال: «أما

والله إن كانت أعمالهم أشد بياضاً من القباطي()، ولكن كانوا إذا عرض لهم حرام لم يدعوه» ().

وعن رسول الله صلي الله عليه و اله أنه قال: «إن قوماً يجيئون يوم القيامة ولهم من الحسنات أمثال الجبال، فيجعلها الله هباءً منثوراً، ثم يُأمَر بهم إلي النار» فقال سلمان: صِفهم لنا يا رسول الله، فقال صلي الله عليه و اله: «أما إنهم قد كانوا يصومون ويصلون ويأخذون أهبة من الليل، ولكنهم كانوا إذا عرض لهم شيءٌ من الحرام وثبوا عليه» ().

وعن الصادق عليه السلام عن آبائه عليهم السلام عن الإمام علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «يقول الله تبارك وتعالي لابن آدم: إن نازعك بصرك إلي بعض ما حرمتُ عليك، فقد أعنتك عليه بطبقين، فأطبق ولا تنظر، وإن نازعك لسانك إلي بعض ما حرمت عليك، فقد أعنتك عليه بطبقين، فأطبق ولا تكلم، وإن نازعك فرجك إلي بعض ما حرمت عليك، فقد أعنتك عليه بطبقين، فأطبق ولاتأتِ حراماً» ().

أقول: آخر الحديث يشمل الدبر كما هو واضح، والأمام بجعل عضوه بين الفخذين، وأما بالنسبة إلي النساء فشامل للطرفين.

وعن رسول الله صلي الله عليه و اله أنه قال في حديث: «يا عباد الله فاحذروا الانهماك في المعاصي والتهاون بها، فإن المعاصي يستولي بها الخذلان علي صاحبها» ().

أقول: فالإنسان المخذول كيف يكون مورد عناية الله سبحانه وتعالي، حتي يقيم به الإسلام، فاللازم علي الدعاة أن يكونوا في قمة العدالة واجتناب المعاصي.

وعن الإمام الصادق عليه السلام قال: «إن الله عزوجل بعث نبياً من أنبيائه إلي قومه، وأوحي إليه أن قل لقومك: أنه ليس من أهل قرية ولا ناس كانوا علي طاعتي، فأصابهم فيها سراء، فتحولوا عما

أحب إلي ما أكره، إلا تحولت لهم كما يحبون إلي ما يكرهون، وليس من أهل قرية ولا أهل بيت كانوا علي معصيتي، فأصابهم فيها ضراء، فتحولوا عما أكره إلي ما أحب، إلا تحولت لهم عما يكرهون إلي ما يحبون، وقل لهم: إن رحمتي سبقت غضبي فلا تقنطوا من رحمتي، فإنه لا يتعاظم عندي ذنب أغفره، وقل لهم: لا يتعرضوا معاندين لسخطي، ولا يستخفوا بأوليائي، فإن لي سطوات عند غضبي، لا يقوم لها شيء من خلقي» ().

وعن الإمام الرضا عليه السلام قال: «أوحي الله عزوجل إلي نبي من الأنبياء: إذا أُطعت رضيت، وإذا رضيت باركت، وليس لبركتي نهاية، وإذا عُصيت غضبت وإذا غضبتُ لعنت، ولعنتي تبلغُ السابع من الوري» ().

أقول: أي يسري إلي الأولاد، كما قال سبحانه في القرآن الحكيم:

?وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعافاً خافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً?().

فقد ذكرنا تفصيل ذلك في التفسير الموضوعي للقرآن الحكيم().

وعن أبي الحسن عليه السلام قال: «إن لله عزوجل في كل يوم وليله منادياً ينادي: مهلاً مهلاً عباد الله عن معاصي الله، فلولا بهائم رُتّع، وصبيةٌ رُضَع، وشيوخ رُكّع، لصب عليكم العذاب صباً ترضون به رضّاً» ().

وعن الإمام الصادق عليه السلام قال: «يقول الله عزوجل: إذا عصاني من عرفني، سلَّطتُ عليه من لا يَعرِفُني» ().

وفي حديث عن الصادق عليه السلام كان يقول: «ما أحب الله عزوجل من عصاه، ثم تمثّل:

تعصي الإله وأنت تظهر حبه

هذا محالٌ في الفعال بديعٌ

لو كان حبّك صادقاً لأطعته

أن المحب لمن يحب مطيع()

وعن أبي الحسن عليه السلام قال: «حق علي الله أن لا يُعصي في دار، إلا أضحاها للشمس حتي تُطهِّرها» ().

وعن نوفل البكالي قال: أتيت أمير المؤمنين سلام الله عليه وهو

في رحبة مسجد الكوفة، فقلت: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته.

فقال: «وعليك السلام يا نوف ورحمة الله وبركاته».

فقلت له: يا أمير المؤمنين عظني.

فقال: «يا نوف، أحسِن يُحسنُ إليك».

فقلت: زدني يا أمير المؤمنين.

فقال: «يا نوف، ارحم تُرحَم».

فقلت: زدني يا أمير المؤمنين.

فقال: «يا نوف، قُل خيراً تُذكَر بخير».

قلت: زدني يا أمير المؤمنين.

قال: «اجتنب الغيبة فإنها إدام كلاب النار».

ثم قال: «يا نوف، كذب من زعم أنه ولِد من حلال، وهو يأكل لحوم الناس بالغيبة،وكذب من زعم أنه ولد من حلال، وهو يُبغضني ويُبغض الأئمة من وُلدي، وكذب من زعم أنه ولد من حلال، وهو يحب الزناء، وكذب من زعم أنه يعرف الله، وهو مجترئ علي معاصي الله كل يوم وليله. يا نوف، اقبل وصيتي لا تكونن نقيباً، ولا عريفاً، ولا عشَّاراً، ولا بريداً. يا نوف، صل رحمك يزيد الله في عمرك، وحسِّن خُلِقكَ يخُفف الله حسابك. يا نوف، إن سرّك أن تكون معي يوم القيامة، فلا تكن للظالمين معيناً. يا نوف، من أحبنا كان معنا يوم القيامة، ولو أن رجلاً أحبّ حجراً لحشره الله معه. يا نوف، إياك أن تتزيّن للناس وتبارز الله بالمعاصي فيفضحك الله يوم تلقاه. يا نوف، احفظ عني ما أقول لك، تنل به خير الدنيا والآخرة» ().

أقول: معني «كذب أنه ولِدَ من حلال» أي من دون أن يكون قد شرك شيطان فيه والنقيبُ والعريف والعشار والبريد هم أعوان الظلمة.

وعن أمير المؤمنين علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «إن الرجل ليُحبسُ علي باب الجنة مقدار كذا عام بذنبٍ واحد، وإنه لينظُرَ إلي أكوابه() وأزواجه» ().

وعن زيد الشحام قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: «اتقوا المُحقِّرات من

الذنوب، فإنها لا تُغفر».

قلت: وما المحقرات.

قال: «الرجل يذنب الذنب، فيقول طوبي لي لو لم يكن لي غير ذلك» ().

وعن الإمام الصادق عليه السلام قال: «إن رسول الله صلي الله عليه و اله نزل بأرض قرعاء، فقال لأصحابه: ائتوا بحطب، فقالوا: يا رسول الله نحن بأرض قرعاء ما بها من حطب، فقال صلي الله عليه و اله: فليأت كل إنسان بما قدر عليه، فجاؤوا به حتي رموا بين يديه بعضه علي بعض، فقال رسول الله صلي الله عليه و اله: هكذا تجتمع الذنوب، ثم قال: إياكم والمحقرات من الذنوب فإن لكل شيء طالباً. ألا وإن طالبها يكتبُ ?ما قَدَّمُوا وَآثارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ?()» ().

وعن رسول الله صلي الله عليه و اله قال لابن مسعود: «يا بن مسعود، لا تُحقّرّن ذنباً، ولا تصغرنه واجتنب الكبائر، فإن العبد إذا نظر يوم القيامة إلي ذنوبه، دمعت عيناه قيحاً ودماً، يقول الله تعالي: ?يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَما عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَها وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً?()» ().

القناعة

من اللازم علي من يريد جمع كلمة المسلمين، وتوجيههم إلي الصراط المستقيم أن يكون قنوعاً، لا في ملبسه ومأكله ومسكنه فحسب بل في كل شيء، فإن القليل من المال يتجمع حتي يكون كثيراً، والمال إذا صُرف بالتوسعة علي النفس وما أشبه ذلك عندها لا يتمكّن الإنسان أن يعمل لتقدم الإسلام إلي الأمام، وهذا واضح.

وقد رأيت أنا آية الله الشيخ آقا بزرك الطهراني (قدس سره)() يركب فوق السيارة لتوفير الفرق في الأجرة لأجل كتابه (الذريعة)() وغيرها، فقد كانت أجرة الركوب داخل السيارة من النجف إلي كربلاء المقدسة والعكس، عشرين فلساً وفوق السيارة بأربعة افلس،

والفلس الواحد كانت قوته الشرائية تعادل قرصاً واحداً من الخبز، وقرص الخبز الواحد يزن ربع الكيلو تقريباً.

قال أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام لكاتبه عبيد الله بن أبي رافع: «ألق دواتك، وأطل جلفة قلمك، وفرج بين السطور، وقرمط بين الحروف، فإن ذلك أجدر بصباحة الخط» ().

وألق دواتك يعني: ضع الليقة فيها، وجلفة القلم: بكسر الجيم ما بين مبراه وسنته، والقرمطة بين الحروف: المقاربة بينها وتضييق فواصلها.

وكان الوالد ?() يكتب مسودّات كتبه أو رسائله خلف الرسائل التي تصل إليه مما كان خلفه بياضاً.

وكان غاندي() زعيم الهند عندما يسافر يركب الدرجة الثالثة من القطار، المعدة للدواب ليوفر لحزب المؤتمر() الفرق ما بين القيمتين من الدرجة الأولي إلي الثالثة، وقد جمع هو والحزب لتمشية أمورهم بهذه الطرق وغيرها مائة مليون روبية وكانت مودعة في البنك فصادرها المستعمرون، فلما قيل له قال: لا بأس فإنا نجمع المال من جديد.

ومن الواضح أن (القناعة كنز لا ينفد)()، وفي تاريخ الرسول صلي الله عليه و اله وأمير المؤمنين علي (صلوات الله عليه) الشيء الكثير من هذا الأمر، وقد ورد في الحديث: «عزَّ من قنع وذلّ من طمع» ().

وعن عمرو بن هلال قال: قال أبو جعفر عليه السلام: «إياك أن تطمح بصرك إلي من فوقك، فكفي بما قال الله عزوجل لنبيه صلي الله عليه و اله: ?فَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُمْ?()، وقال: ?وَلاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَي مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا?()، فإن دخلك من ذلك شيء فاذكر عيش رسول الله صلي الله عليه و اله، فإنما كان قوته الشعير، وحلواه التمر ووقوده السعف إذا وجده» ().

وعن الهيثم بن واقد، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «من رضي من الله

باليسير من المعاش، رضي الله منه باليسير من العمل» ().

وعن عمرو بن أبي المقدام، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «مكتوب في التوراة: ابن آدم كن كيف شئت كما تدين تدان، من رضي من الله بالقليل من الرزق، قبل الله منه اليسير من العمل، ومن رضي باليسير من الحلال، خفت مئونته وزكت مكسبته وخرج من حد الفجور» ().

وعن محمد بن عرفة، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: «من لم يقنعه من الرزق إلا الكثير، لم يكفه من العمل إلا الكثير، ومن كفاه من الرزق القليل، فإنه يكفيه من العمل القليل» ().

وعن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «كان أمير المؤمنين عليه السلام يقول: ابن آدم إن كنت تريد من الدنيا ما يكفيك، فإن أيسر ما فيها يكفيك، وإن كنت تريد ما لا يكفيك، فإن كل ما فيها لا يكفيك» ().

وعن سالم بن مكرم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «اشتدت حال رجل من أصحاب النبي صلي الله عليه و اله، فقالت له امرأته: لو أتيت رسول الله صلي الله عليه و اله فسألته. فجاء إلي النبي صلي الله عليه و اله فلما رآه النبي صلي الله عليه و اله قال: من سألنا أعطيناه، ومن استغني أغناه الله. فقال الرجل: ما يعني غيري، فرجع إلي امرأته فأعلمها. فقالت: إن رسول الله صلي الله عليه و اله بشر فأعلمه، فأتاه فلما رآه رسول الله صلي الله عليه و اله قال: من سألنا أعطيناه، ومن استغني أغناه الله، حتي فعل الرجل ذلك ثلاثاً. ثم ذهب الرجل فاستعار معولاً، ثم أتي الجبل فصعده فقطع حطباً، ثم جاء به فباعه بنصف مد من

دقيق، فرجع به فأكله. ثم ذهب من الغد فجاء بأكثر من ذلك فباعه، فلم يزل يعمل ويجمع حتي اشتري معولاً، ثم جمع حتي اشتري بكرين وغلاماً، ثم أثري حتي أيسر. فجاء إلي النبي صلي الله عليه و اله فأعلمه كيف جاء يسأله، وكيف سمع النبي صلي الله عليه و اله، فقال النبي صلي الله عليه و اله: قلت لك: من سألنا أعطيناه، ومن استغني أغناه الله» ().

وعن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «من أراد أن يكون أغني الناس، فليكن بما في يد الله أوثق منه بما في يد غيره» ().

وعن أبي حمزة، عن أبي جعفر أو أبي عبد الله عليه السلام قال: «من قنع بما رزقه الله، فهو من أغني الناس» ().

وعن حمزة بن حمران قال: شكا رجل إلي أبي عبد الله عليه السلام أنه يطلب فيصيب ولا يقنع، وتنازعه نفسه إلي ما هو أكثر منه، وقال: علمني شيئاً أنتفع به. فقال أبو عبد الله عليه السلام: «إن كان ما يكفيك يغنيك، فأدني ما فيها يغنيك، وإن كان ما يكفيك لا يغنيك، فكل ما فيها لا يغنيك» ().

وعن حنان بن سدير رفعه قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: «من رضي من الدنيا بما يجزيه، كان أيسر ما فيها يكفيه، ومن لم يرض من الدنيا بما يجزيه، لم يكن فيها شيء يكفيه» ().

فصبر جميل

ومن اللازم علي من يريد النهضة وجمع الكلمة: الصبر، والصبر الطويل فإنه ورد من هذه المادة في القرآن الحكيم أكثر من مائة مورد، في الوقت الذي نري أن الحوزات العلمية الشيعية، قد شقت طريقها منذ ألف سنة وذلك بالاستعانة

بآية واحدة في القرآن وهي آية الخمس، وهذا يدلُ علي عظيم منزلة الصبر.

وقد ورد أنه: «إذا كان يوم القيامة، نادي منادٍ أين الصابرون؟ فيقوم عُنق من الناس والمراد بالعنق الجماعة الكثيرة فيقال لهم: اذهبوا إلي الجنة بغير حساب قال: فتلقاهم الملائكة فيقولون لهم: أي شيء كانت أعمالكم؟ فيقولون: كنا نصبر علي طاعة الله، ونصبر عن معصية الله، فيقولون: ?نِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ?()» ().

وقد ورد في وصايا الأنبياء (صلوات الله عليهم أجمعين): «اصبروا علي الحق وإن كان مُرّاً» ().

وعن عيسي ابن مريم أنه قال للحواريين: «يا معشر الحواريين، إنكم لاتدركون ما تأملون، إلا بالصبر علي ما تكرهون، ولا تبلغون ما تُريدون، إلا بترك ما تشتهون» ().

وعن الإمام علي عليه السلام قال: «اصبروا علي عمل لا غني لكم عن ثوابه، واصبروا عن عمل لا طاقة لكم علي عقابه» ().

وعن ابن مسعود قال: دخلت أنا وخمسة رهط من أصحابنا يوماً علي رسول الله صلي الله عليه و اله وقد أصابتنا مجاعة شديدة، ولم يكن رزقنا منذ أربعة أشهر إلا الماء واللبن وورق الشجر، فقلنا: يا رسول الله، إلي متي نحن علي هذه المجاعة الشديدة، فقال رسول الله صلي الله عليه و اله: «لا تزالون فيها ما عشتم، فأحدثوا لله شكراً، فإني قرأت كتاب الله الذي أنزل عليَّ وعلي من كان قبلي فما وجدت من يدخلون الجنة إلا الصابرون، يا ابن مسعود، قال الله تعالي: ?إنما يوفي الصابرون أجرهم بغير حساب?()، ?أولئك يجزون الغرفة بما صبروا?()، ?إني جزيتهم اليوم بما صبروا أنهم هم الفائزون?().

يا ابن مسعود قول الله تعالي: ?وجزاهم بما صبروا جنةً وحريراً?()، ?أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا?()، ويقول الله تعالي: ?أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم?

إلي قوله ?والضراء?() ?ولنبلونكم بشيءٍ من الخوف? إلي قوله ?الصابرين?()»، قلنا: يا رسول الله فمن الصابرون؟ قال صلي الله عليه و اله: «الذين يصبرون علي طاعة الله واجتنبوا معصيته، الذين كسبوا طيبا وأنفقوا قصداً وقدّموا فضلاً فأفلحوا وأصلحوا.

يا ابن مسعود عليهم الخشوع والوقار، والسكينة والتفكر، واللين والعدل، والتعليم والاعتبار، والتدبير والتقوي، والإحسان والتحرج، والحب في الله والبغض في الله، وأداء الأمانة والعدل في الحكمة وإقامة الشهادة ومعاونة أهل الحق علي المسيء، والعفو عمن ظلم، يا ابن مسعود إذا ابتلوا صبروا، وإذا أُعطوا شكروا، وإذا حكموا عدلوا، وإذا قالوا صدقوا، وإذا عاهدوا وَفوا، وإذا أساءوا استغفروا، وإذا استحسنوا استبشروا، ?وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً?()» ().

التنافس

من المهم جداً أن يأخذ الناهضون الذين يريدون توحيد صف المسلمين ولم شملهم، بمبدأ التنافس في الأعمال، لأن التنافس يخلق في الإنسان روحاً غريبةً تطلب التقدم، فقد جعل الله سبحانه وتعالي الجنات هدفاً للتنافس، حيث قال سبحانه: ?وفي ذلك فليتنافس المتنافسون?().

وفي حالة تعدد الأحزاب يتجلي التنافس كما هو واضح.

وهذا ليس خاصاً بتعدد الأحزاب، بل حتي في الحزب الواحد يلزم أن يحث الأعضاء علي مبدأ التنافس والتسابق المستمرين قال سبحانه: ?فاستبقوا الخيرات?().

ومن الواضح أن الاستباق نوع من التنافس.

وقال تعالي في آية أخري: ?وسارعوا إلي مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض?() والمراد بالمغفرة أسباب المغفرة علي ما ذكره المفسرون()، لأن المغفرة بيد الله سبحانه وتعالي.

الصلاح والإصلاح

يلزم علي الذين يريدون النهوض بالمسلمين وتوحيد كلمتهم، وأن يهتموا بالصلاح والإصلاح، فإن الدنيا دار خراب، وأخرب منها قلب من يعمّرها كما ورد ذلك علي لسان الحكماء()، والصلاح والإصلاح من أهم الأمور بالنسبة إلي كل فردٍ فرد، حتي إذا لم يكن شيئاً مهماً، فكيف إذا كان هذا الشيء المهم، هو النهوض بالمسلمين وتوحيد كلمتهم.

وقد ورد بذلك آيات كثيرة وروايات أكثر، والإنسان الصالح سواء كان في الدنيا أو في الآخرة: هو الإنسان الفائز، لأن مجري الكون دنيا وآخرة علي أسلوب متناسق، فالصالح هو الذي يُلائمه هذا الأسلوب، والعمل الصالح هو الذي يرتضيه الله ويقع ضمن الأسلوب العالمي والإنساني، قال سبحانه بالنسبة إلي الآخرة: ?الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَلا يَنْقُضُونَ الْمِيثاقَ ? وَالَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ ? وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْناهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً وَيَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولئِكَ لَهُمْ عُقْبَي الدَّارِ ? جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبائِهِمْ

وَأَزْواجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ ? سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَي الدَّارِ ? وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللهِ مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ وَيَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُولئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ?().

وقال تعالي: ?رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ?().

وقال سبحانه: ?فَمَنْ خَافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفاً أَوْ إِثْماً فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ?().

وقد ورد لفظ الصلح في القرآن الحكيم أكثر من مائة مرة بهذه اللفظة وبتصاريف مختلفة، بالإضافة إلي موارد اُخر بمعني الإصلاح.

أما في السنة فقد ورد الأمر متواتراً في الروايات.

فعن الإمام الصادق عليه السلام: «الكلام ثلاثة: صدق وكذب وإصلاح بين الناس» قال: قيل له: جُعلت فداك ما الإصلاح بين الناس؟ قال: «تسمع من الرجل كلاماً يبلغه فتخبث نفسه، فتلقاه فتقول: سمعت من فلان قال فيك من الخير كذا وكذا خلاف ما سمعت منه» ().

وعن الحسن الصيقل قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: إنا قد روينا عن أبي جعفر عليه السلام في قول يوسف عليه السلام ? أيّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ?()، فقال عليه السلام: «والله ما سرقوا وما كذب»، وقال إبراهيم: ?بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا فَسْئَلُوهُمْ إِنْ كانُوا يَنْطِقُونَ?()، فقال عليه السلام: «والله ما فعلوا وما كذب». فقال أبو عبد الله عليه السلام: «ما عندكم فيها يا صيقل؟»، قلت: ما عندنا فيها إلا التسليم. قال: فقال عليه السلام: «إن الله أحب اثنين، وأبغض اثنين: أحب الخطر فيما بين الصفين()، وأحب الكذب في الإصلاح، وأبغض الخطر في الطرقات، وأبغض الكذب في غير الإصلاح، إن إبراهيم عليه السلام إنما قال: ?بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا?، إرادة

الإصلاح ودلالةً علي أنهم لا يفعلون، وقال يوسف عليه السلام إرادة الإصلاح» ()

أقول: الظاهر أن المراد من قول يوسف عليه السلام: ?إنكم لسارقون?() أنه لم يقل ذلك بنفسه، وإنما قاله جماعته فإن من العادة نسبة أعمال عمّال الملك إلي الملك نفسه، ألا يقال: بني الأمير المدينة، وجمع الأمير صاغة البلد، علي ما ذكر ذلك في علم البلاغة.

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «كل كذب مسئول عنه صاحبه يوماً إلا كذباً في ثلاثة: رجل كائد في حربه فهو موضوع عنه، أو رجل أصلح بين اثنين، يلقي هذا بغير ما يلقي به هذا، يريد بذلك الإصلاح ما بينهما، أو رجل وعد أهله شيئاً، وهو لا يريد أن يتم لهم» ().

أقول: كون ذلك من نفي الحكم بلسان نفي الموضوع، مثل قوله عليه السلام: «يا أشباه الرجال ولا رجال» ()، وغير ذلك مما ذكروه في علم البلاغة، وقد قال سبحانه: ?والله يشهد إنهم لكاذبون?()، والوجه في ذلك تدخل قانون الأهم والمهم في الأمر وهو قانون العقلاء والمتشرعة كما ذكرنا بعض تفصيله في الفقه()، فإن الكذب قبيح، فإن دار الأمر بينه وبين الأقبح قُدَّم الأقل قبحاً.

أما الكذب بالنسبة إلي الزوجة في الجملة، فقد حصروه بباب الاضطرار، أي الاضطرار العرفي وهو أيضاً من مصاديق الأهم والمهم أيضاً، لأن الشخص إذا لم يكذب عليها في كثير من الأحيان فسدت حياتُهم.

وعن السكوني، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «أتي رجل أمير المؤمنين عليه السلام فقال: يا أمير المؤمنين، إن امرأتي أرضعت غلاماً، وإني قلت: والله لا أقربك حتي تفطميه. فقال عليه السلام: «ليس في الإصلاح إيلاء» ().

إنما أراد الإصلاح

عن جعفر، عن أبيه عليه السلام: «أن رجلاً شرد له بعيران فأخذهما رجل

فقرنهما في حبل، فاختنق أحدهما ومات، فرفع ذلك إلي علي عليه السلام فلم يضمّنه، وقال: إنما أراد الإصلاح» ().

أقول: ويدل عليه أيضاً قول الله سبحانه: ?ما علي المحسنين من سبيل?().

إصلاح المال

عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «إصلاح المال من الإيمان» ().

أصلح الناس

عن النبي صلي الله عليه و اله أنه قال: «أصلح الناس أصلحهم للناس» ().

بين الإصلاح والصدقة

عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: «لأن اُصلح بين اثنين، أحب إليّ من أن أتصدق بدينارين» ().

وعن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: «علي كل جزء من أجزائك زكاة واجبة لله عزوجل» إلي أن قال: «وزكاة الرِجل السعي في حقوق الله تعالي، من زيارة الصالحين ومجالس الذكر وإصلاح الناس» ().

وعن الإمام الصادق عليه السلام قال: «صدقة يحبها الله، إصلاح بين الناس إذا تفاسدوا، وتقارب بينهم إذا تباعدوا» ().

وقال رسول الله صلي الله عليه و اله: «ألا أنبئكم بصدقة يسيرة يحبها الله»، فقالوا: ما هي؟ قال صلي الله عليه و اله: «إصلاح ذات البين إذا تقاطعوا» ().

وعن الإمام الصادق عليه السلام قال: «إن رسول الله صلي الله عليه و اله قال: أيما امرأة رفعت من بيت زوجها شيئاً من موضع إلي موضع تريد به صلاحاً نظر الله إليها ومن نظر الله إليه لم يعذّبه» ().

وعن الإمام الصادق عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «ما عمل امرؤ عملاً بعد إقامة الفرائض، خيراً من إصلاح بين الناس، يقول: خيراً ويتمني خيراً» ().

وعن فاطمة بنت الحسين عليها السلام، عن أبيها عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «إن صلاح أول هذه الأمة بالزهد واليقين، وهلاك آخرها بالشح والأمل» ().

وعن رسول الله صلي

الله عليه و اله قال: «ومن مشي في إصلاح بين امرأة وزوجها، أعطاه الله تعالي أجر ألف شهيد قُتلوا في سبيل الله حقاً، وكان له بكل خطوة يخطوها في ذلك عبادة سنة» ().

أقول: ذكرنا الوجه في مثل هذا الثواب في كتاب (الدعاء والزيارة)() وشرحه() وحاصله أصل الثواب لا التفضّل أو نحوه.

وفي نهج البلاغة، عن رسول الله صلي الله عليه و اله قال: «صلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة والصيام» ()، والمشهور أن التفضيل في هذا الحديث بالنسبة إلي الصلاة والصيام المستحبين، ولكن يمكن أن يكون الأعم من ذلك، كما يقتضيه حذف المتعلق وعدم تقييده، ولا منافاة بين مراتب ثواب بعض الأعمال وأفضليتها علي بعض، وإن كان كلاهما واجباً أو كلاهما مستحباً، أو الأكثر ثواباً مستحباً من الأقل ثواباً، فقد يكون إطعام الإنسان عصفوراً صغيراً مشرفاً علي الموت، له من الأفضلية علي شيء مستحب له كذا وكذا من الثواب الكثير، لأن هذا واجب وذاك مستحب، والمراد بالأفضلية في مثل ذلك، ما يرتبط بمرحلة الوجوب والاستحباب، لا مرحلة الثواب كما هو واضح.

وقد تكون الأفضلية بالاعتبارين() وقد تكون غير ذلك.

ومن الواضح أن في الإصلاح بين الزوجين ثواب كثير، قال سبحانه: ?وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلاَحاً يُوَفِّقِ اللهُ بَيْنَهُمَا?().

أقول: في مثل هذه الآيات تنبيه علي قانون الأسباب والمسببات، وأن كثيراً ما يكون التوفيق الإلهي وإعمال رحمة الله سبحانه وتعالي بعد إرادة الإنسان، وتفصيله في كتب الكلام.

وعن رسول الله صلي الله عليه و اله قال: «ليس بكذّاب من أصلح بين اثنين فقال خيراً أو نما خيراً» ().

وقال أمير المؤمنين علي عليه السلام: «همة العقل ترك الذنوب وإصلاح العيوب» ().

وعن معاوية

بن وهب، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «كان الحسن بن علي عليه السلام عند معاوية، فقال له: أخبرني عن المروءة؟. فقال عليه السلام: حفظ الرجل دينه، وقيامه في إصلاح ضيعته، وحسن منازعته، وإفشاء السلام، ولين الكلام، والكف، والتحبب إلي الناس» ().

ومن المعلوم أن الشفاعة الحسنة من مصاديق الإصلاح أيضاً، قال سبحانه: ?مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا وَكَانَ اللهُ عَلَي كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتاً?().

وعلي كل فاللازم أن يكون الإصلاح من اهتمامات القائمين بالأمر، كما قال سبحانه: ?فَاتَّقُوا اللهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ?().

وقال تعالي: ?إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ?().

وحتي النجوي التي هي بين مكروه وحرام()، يستثني منها الإصلاح بين الناس كما قال سبحانه: ?لاَ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلاَ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاء مَرْضَاةِ اللهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً?().

وقال تعالي: ?ألَمْ تَرَ إِلَي الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوي ثُمَّ يَعُودُونَ لِما نُهُوا عَنْهُ وَيَتَناجَوْنَ بِالإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَإِذا جاؤُوكَ حَيَّوْكَ بِما لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْلا يُعَذِّبُنَا اللهُ بِما نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَها فَبِئْسَ الْمَصِيرُ?().

وقال سبحانه: ?إِنَّمَا النَّجْوي مِنَ الشَّيْطانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضارِّهِمْ شَيْئاً إِلاَّ بِإِذْنِ اللهِ وَعَلَي اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ?().

إذن فالإصلاح من مقومات جمع الكلمة، كما قال الشاعر:

إذا رعيت اُلوفاً من النكات الدقيقة

عسي تكون قريب المنال نحو الحقيقة

من أخلاق المصلحين

وفي هذا الصدد نقول: إن مثل هذا الأمر لا يصيبه إلا من راع الحقوق واجبها ومستحبها، ولازم الصفات الحميدة، والأخلاق الحسنة، وتفكّر فيما يوجب له الاعتبار وحسن العمل، والتخلق بالمكارم، وكان قوي الإيمان، متيقناً بقدرة الله سبحانه

وتعالي علي كافة الأمور الصغيرة والكبيرة منها، وأنها طراً بيده عزوجل، من رزق وعمر ونفع وضرر، فأطاع العقل وخالف الجهل، وغلّب العقل علي الشهوة واعتصم بالله وتوكل عليه، وفوّض الأمر إليه وكان راجياً خائفاً منه سبحانه وتعالي، وكان حسن الظن بالله، سيئ الظن بنفسه، مؤدباً لها ماقتاً إياها، متقياً في كل حال في السر والعلن، شاكراً في السراء والضراء وصابراً علي طاعة الله، ومجتنباً عن معصية الله، مراعياً الزهد، فلا تفسده السلطة والغني، وكان خائفاً من الله ورعاً عفيفاً مجتنباً المعاصي والمحرمات، مؤدّياً للفرائض، حليماً عن الجاهلين، رفيقاً في الأمور، متواضعاً في كل حال، عالماً أو متعلماً أو غيرهما، مقتصداً في مأكله ومشربه، وملبسه ومسكنه، ومنكحه ومركبه وغير ذلك، مؤثراً رضي الله علي هوي النفس، متدّبراً في عاقبة الأمور قبل الخوض فيها، منصفاً للناس حتي من نفسه، يحب للمؤمنين ما يحب لنفسه، ويكره لهم ما يكره لها، مشتغلاً بعيب نفسه عن عيوب غيره، عادلاً في جميع أموره.

عن الإمام الصادق عليه السلام، عن آبائه عليهم السلام عن علي عليه السلام قال: «أحمق الناس من حشا كتابه بالترهات، إنما كان الخطباء والعلماء والأتقياء والأبرار، يكتبون بثلاثة ليس معهنّ رابع: من أحسن لله سريرته، أحسن الله علانيته، ومن أصلح في ما بينه وبين الله، أصلح الله تعالي فيما بينه وبين الناس، ومن كانت الآخرة همه، كفاه الله همه من الدنيا» (). والترهات: هي الأباطيل، واحدتها: ترهة().

وعن الإمام علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «إن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً كما بدأ، فطوبي للغرباء» فقيل: ومن هم يا رسول الله؟ قال صلي الله عليه و اله: «الذين يصلحون إذا فسد الناس» ().

أقول: ومن

الواضح أن المصلح بين المفسدين غريب.

وعن الإمام أبي عبد الله عليه السلام قال: «اقصر نفسك عما يضرّها من قبل أن تفارقك، واسع في فكاكها كما تسعي في طلب معيشتك، فإن نفسك رهينة بعملك» ().

وعنه عليه السلام قال: «من ملك نفسه إذا رغب، وإذا رهب، وإذا اشتهي، وإذا غضب، وإذا رضي، حرّم الله جسده علي النار» ().

عن الإمام علي عليه السلام أنه قال: «كلما زاد علم الرجل، زادت عنايته بنفسه، وبذل في رياضتها وصلاحها جهده» ().

وقال عليه السلام: «اشتغال النفس ما لا يصحبها بعد الموت، من أكبر الوهن» ().

وقال عليه السلام: «أكره نفسك علي الفضائل، فإن الرذائل أنت مطبوع عليها» ().

وعن الإمام علي عليه السلام قال: «اعجز الناس، من عجز عن إصلاح نفسه» ().

وقال عليه السلام: «أعجز الناس، من قدر علي أن يزيل النقص عن نفسه، فلم يفعل» ().

وقال عليه السلام: «إن الحازم من شغل نفسه بحال نفسه فأصلحها، فحبسها

عن أهويتها ولذّاتها فملكها، وأن للعاقل بنفسه عن الدنيا وما فيها وأهلها شغلاً» ().

وقال عليه السلام: «من أصلح نفسه ملكها، ومن أهمل نفسه فقد أهلكها» ().

وقال عليه السلام: «من لم يتدارك نفسه بإصلاحها، أعضل داؤه وأعيا شفاؤه، وعدم الطيب» ().

وعن محمد بن سنان، عن أبي خديجة قال: دخلت علي أبي الحسن عليه السلام فقال لي: «إن الله تبارك وتعالي أيد المؤمن بروح منه، يحضره في كل وقت يحسن فيه ويتقي، ويغيب عنه في كل وقت يذنب فيه ويعتدي، فهي معه تهتز سروراً عند إحسانه، تسيح في الثري عند إساءته، فتعاهدوا عباد الله نعمه بإصلاحكم أنفسكم، تزدادوا يقيناً وتربحوا نفيساً ثميناً، رحم الله امرئ هم بخير فعمله، أو هم بشر فارتدع عنه» ثم قال: «نحن نؤيد الروح بالطاعة

لله والعمل له» ().

وفي نهج البلاغة، عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: «من أصلح ما بينه وبين الله، أصلح الله ما بينه وبين الناس، ومن أصلح أمر آخرته أصلح الله له دنياه» ().

وقال عليه السلام: «من أصلح سريرته أصلح الله علانيته، ومن عمل لدينه كفاه الله دنياه، ومن أحسن فيما بينه وبين الله، أحسن الله ما بينه وبين الناس» ().

اجتناب الشهوات

كما يجب علي من يريد جمع الكلمة اجتناب الخطايا والذنوب، والشهوات واللذات المحرمة، والمحقرات من الذنوب، وعليه بالابتعاد عن كفران نعمة الله، والإسراع في التوبة من كل معصية كبيرة أو صغيرة، وعدم تعمد فعل المكروهات حتي ترك الأولي. وعليه بترك ما يلزم تركه من الخصال المحرمة، وما ينبغي تركه من الأمور المكروهة، وعدم طلب الرئاسة مع عدم الوثوق بالعدل من نفسه، وعدم ترجيح الدنيا علي الدين، ولزوم تسكين الغضب وعدم التسرع في الأمور مما يستلزم أحياناً، وعليه بلزوم ذكر الله سبحانه وتعالي علي كل حال، خصوصاً عند الغضب.

كما يلزمه ترك الحقد والحسد، فإن الواجب اجتناب الحسد في الجملة، قال سبحانه وتعالي: ?وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ?().

أما وجود الحسد في النفس لمن لم يتمكن من اقتلاعه من نفسه، فليس بمحرم ما لم يظهره، كما يلزم عليه اجتناب التعصب والتكبر والتجبر والتيه والاختيال، وعدم حب الدنيا محرماً أو مكروهاً فإن «حب الدنيا رأس كل خطيئة» ().

ويلزمه أيضاً الزهد في درجات هذه الدنيا الدنية، كما ورد في دعاء الندبة: «بعد أن شرطت عليهم الزهد في درجات هذه الدنيا الدنية وزخرفها وزبرجها، فشرطوا لك ذلك وعلمت منه الوفاء فقبلتهم وقربتهم» ().

فإن الله لم يقبل المعصومين عليهم السلام، إلا بعد أن شرط عليهم الزهد وقبلوا ذلك، وعَلِم الله منهم

الوفاء فقبلهم وقربهم، وإذا كان حال المعصومين عليهم السلام هكذا فما يكون حالنا نحن الأناس العاديين.

ومن الزهد ترك ما زاد عن قدر الضرورة من الدنيا، وعدم الحرص علي متاعها، وعدم حب المال والترف، واجتناب الشهوات والطمع، والخُرق وإساءة الخُلق والسفاهة، وأن يكون ممن يتّقي شره.

وكذلك حفظ اللسان دائماً عن المحرمات كافة خصوصاً الفحش والبذاء.

وأن لا يكون غير مبالٍ بما قال ولا ما قيل فيه، وعدم القذف حتي بالنسبة إلي المشرك، واجتناب البغي والافتخار والظلم، ولزوم رد المظالم إلي أهلها، وأن يسعي لاقتلاع الصفات الذميمة من نفسه خصوصاً قسوة القلب.

وعليه بالتوبة من كل معصية، خصوصاً ما يرتبط بظلم الناس في كبيرة أو صغيرة، وكذلك من أضل الناس في عقيدة أو عمل، بردّهم إلي الحق، وأن لايرضي بالظلم ولا يعين الظالم، ولا يعينه في ظلمه ولا يرضي بذلك.

وقد وقع في هذا كثير من المسلمين كما هو المشاهد.

وعن الإمام الصادق عليه السلام في قول الله عزوجل: ?قُلْ قَدْ جَاءكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ?()، «وقد علم أن هؤلاء لم يقتلوا، ولكن فقد كان هواؤهم مع الذين قتلوا، فسماهم الله قاتلين، لمتابعة هوائهم ورضاهم لذلك الفعل» ().

وعن جابر بن عبد الله الأنصاري قال لعطية: يا عطية، سمعت حبيبي رسول الله صلي الله عليه و اله يقول: «من أحب قوماً حُشر معهم، ومن أحب عمل قوم اُشرك في عملهم» ().

وعن الإمام علي عليه السلام قال: «أيها الناس إنما يجمع الناس الرضا والسخط، وإنما عقر ناقة ثمود رجل واحد، فعمّهم الله بالعذاب لما عموه بالرضا، فقال سبحانه وتعالي: ?فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ?()، فما كان إلا أن خارت أرضهم بالخسفة، خُوارَ السِّكة المُحماة في الأرض الخوّارة» ().

أقول:

السكة المحماة حديدة المحراث التي تحرث به الأرض، والأرض الخوّارة السهلة اللينة.

اجتناب الهوي

ويلزم عليه أن يجتنب الأهواء المحرمة وجوباً والمكروهة ندباً.

ويلزمه الاعتراف بالذنوب أمام الله سبحانه وتعالي فقط، وأن يندم علي ذنبه، ويتستر علي ذنوب غيره، ويستغفر الله سبحانه وتعالي عما صدر منه من الذنوب خصوصاً قبل سبع ساعات، ويتوب مخلصاً وأن يأتي بشرائط التوبة، ويتذكر دائماً أنه مذنب، ويستغفر الله عزوجل منه كلما ذكره، وينتهز فرص الخير، والمبادرة إليه عند الإمكان.

فقد قال صلي الله عليه و اله: «يا أبا ذر، نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ، يا أبا ذر، اغتنم خمساً قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك» ().

وعن أمير المؤمنين عليه السلام في قوله تعالي: ?وَلاَ تَنْسَ نَصِيبَكَ من الدنيا?() قال: «لا تنس صحتك وقوتك، وفراغك وشبابك، ونشاطك وغناك وأن تطلب به الآخرة» ().

وعن الغلاّبي أنه قال: سألت الهادي عليه السلام عن الحزم؟ فقال عليه السلام: «هو أن تنهز فرصتك، وتعاجل ما أمكنك» ().

وقال الإمام علي عليه السلام: «انتهزوا فرص الخير، فإنها تمرّ مرّ السحاب» ().

وعن النبي صلي الله عليه و اله أنه قال: «من فتح له باب خير فلينتهزه، فإنه لا يدري متي يغلق عنه» ().

وعن النبي صلي الله عليه و اله قال: «ترك الفرص غصص» ().

وقال صلي الله عليه و اله: «الفرص تمرّ مرّ السحاب» ().

وعن الإمامين السجاد والباقر عليه السلام أنهما ذكرا وصية علي عليه السلام عند وفاته، وهي طويلة، قال فيها: «وأوصيكم بالعمل قبل أن يؤخذ منكم بالكظم، وباغتنام الصحةِ قبل السقم، وقبل ?أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتي عَلي ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ

السَّاخِرِينَ ? أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللهَ هَدانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ?() وأني ومن أين وقد كنت للهوي متّبعاً، فيكشف عن بصره وتهتك له حجبه، لقول الله عزوجل: ?فَكَشَفْنا عَنْكَ غِطاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ?() أني له بالبصر، ألا أبصر قبل هذا الوقت الضرر، قبل أن تحجب التوبة بنزول الكربة، فتتمني النفس أن لو ردت لتعمل بتقواها فلا ينفعها المني» ().

وعن الإمام علي عليه السلام أنه قال: «الفرص خُلس، الفوت غصص» ().

أقول: الخلس والاختلاس: أخذ الشيء مكابرة().

وقال عليه السلام: «الفرصة غنم» ().

وقال عليه السلام: «إن الفرص تمر مر السحاب، فانتهزوها إذ أمكنت في أبواب الخير، وإلا عادت ندماً» ().

وقال عليه السلام: «الحزمُ تجرّع الغصَّة حتي تمكِّن الفرصة» ().

قال عليه السلام: «التؤدة ممدوحة في كل شيء، إلا في فرص الخير» ().

وقال عليه السلام: «التثبت خير من العجلة إلا في فرص البرِّ» ().

وقال عليه السلام: «الفرصة سريعة الفوت بطيئة العود» ().

وقال عليه السلام: «أشد الغصص فوت الفرص» ().

وقال عليه السلام: «إذا أمكنت الفرصة فانتهزها فإن إضاعة الفرصة غصة» ().

وقال عليه السلام: «بادر الفرصة قبل أن تكون غصة» ().

وقال عليه السلام: «بادر البر فإن أعمال البر فرصة» ().

وقال عليه السلام: «غافِص الفرصة عند إمكانها، فإنك غير مدركها عند فوتها» ().

أقول: غافص الشيء أخذه علي غرة كالاختلاس.

وقال عليه السلام: «من قعد عن الفرصة أعجزه الفوت» ().

وقال عليه السلام: «من أخّر الفرصة عن وقتها، فليكن علي ثقة من فوتها» ().

وقال عليه السلام: «من ناهز الفرصة أمن الغصة» ().

عدم الظلم والرضا به

ومما يلزم علي المصلحين الذين يريدون جمع الكلمة عدم الظلم والرضا به.

عن الإمام الباقر عليه السلام قال: «كان علي عليه السلام يقول: إنما هو الرضا والسخط، وإنما عقر الناقة رجل واحد، فلما رضوا أصابهم

العذاب، فإذا ظهر إمام عدل، فمن رضي بحكمه، وأعانه علي عدله، فهو وليّه، وإذا ظهر إمام جور، فمن رضي بحكمه، وأعانه علي جوره، فهو وليّه» ().

وعن الإمام الصادق عليه السلام قال: «قال عيسي ابن مريم لبني اسرائيل: لاتعينوا الظالم علي ظلمه فيبطل فضلكم» ().

وعن فرات بن أحنف: أن علياً عليه السلام خطب الناس فقال: «يا معشر الناس، أنا أنف الهدي وعيناه وأشار إلي وجهه، إلي أن قال: يا معشر الناس إنما يجمع الناس الرضا والسخط، ألا وإنما عقر ناقة ثمود رجل واحد، فأصابهم العذاب بنيّاتهم في عقرها» ().

وعن رسول الله صلي الله عليه و اله قال: «شرار الناس، من باع آخرته بدنياه، وشرّ من ذلك من باع آخرته بدنيا غيره» ().

وعن الإمام علي عليه السلام قال: «شر الناس من يعين علي المظلوم» ().

وقال عليه السلام: «شر الناس من أدرع اللؤم ونصر الظلوم» ().

أقول: أدرع أي لبسها.

وعن الإمام علي عليه السلام أنه قال: «للظالم ثلاث علامات: يقهر من هو فوقه بالغلبة، ومن دونه بالمعصية، ويظاهر الظلمة» ().

وعن سعد بن طريف، عن أبي جعفر عليه السلام قال: «الظلم ثلاثة: ظلم يغفره الله، وظلم لا يغفره الله، وظلم لا يدعه الله، فأما الظلم الذي لا يغفره فالشرك، وأما الظلم الذي يغفره فظلم الرجل نفسه فيما بينه وبين الله، وأما الظلم الذي لا يدعه فالمداينة بين العباد» ().

وعن غالب بن محمد، عمن ذكره عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: ?إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ?()، قال عليه السلام: «قنطرة علي الصراط لا يجوزها عبد بمظلمة» ().

وعن وهب بن عبد ربه، وعبد الله الطويل، عن شيخ من النخع، قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: إني لم أزل والياً

منذ زمن الحجاج إلي يومي هذا، فهل لي من توبة؟. قال: فسكت ثم أعدت عليه، فقال عليه السلام: «لا حتي تؤدي إلي كل ذي حق حقه» ().

وعن الوليد بن صبيح، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «ما من مظلمة أشد من مظلمة لا يجد صاحبها عليها عوناً إلا الله عزوجل» ().

وعن عيسي بن بشير، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر عليه السلام قال: «لما حضر علي بن الحسين عليه السلام الوفاة، ضمني إلي صدره ثم قال: يا بني أوصيك بما أوصاني به أبي عليه السلام حين حضرته الوفاة، وبما ذكر أن أباه أوصاه به: يا بني إياك وظلم من لا يجد عليك ناصراً إلا الله» ().

وعن حفص بن عمر، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: «من خاف القصاص كف عن ظلم الناس» ().

وعن إسحاق بن عمار قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: «من أصبح لا ينوي ظلم أحد، غفر الله له ما أذنب ذلك اليوم ما لم يسفك دماً، أو يأكل مال يتيم حراماً» ().

وعن السكوني، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «من أصبح لا يهم بظلم أحد غفر الله له ما اجترم» ().

وعن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «من ظلم مظلمةً أخذ بها في نفسه، أو في ماله، أو في ولده» ().

وعن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «اتقوا الظلم فإنه ظلمات يوم القيامة» ().

وعن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: «ما أحد يظلم بمظلمة، إلا أخذه الله

بها في نفسه وماله، فأما الظلم الذي بينه وبين الله فإذا تاب غفر الله له» ().

وعن عبد الأعلي مولي آل سام قال: قال أبو عبد الله عليه السلام مبتدئاً: «من ظلم سلط الله عليه من يظلمه، أو علي عقبه، أو علي عقب عقبه». قال: فذكرت في نفسي فقلت: يظلم هو فيسلط الله علي عقبه أو علي عقب عقبه؟. فقال عليه السلام لي قبل أن أتكلم: «إن الله يقول: ?وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعافاً خافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَ لْيَقُولُوا قَوْلا سَدِيداً?()» ().

وعن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «إن الله عزوجل أوحي إلي نبي من أنبيائه في مملكة جبار من الجبارين، أن ائت هذا الجبار فقل له: إنني لم أستعملك علي سفك الدماء، واتخاذ الأموال، وإنما استعملتك لتكف عني أصوات المظلومين، فإني لم أدع ظلامتهم وإن كانوا كفاراً» ().

وعن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: «من أكل مال أخيه ظلماً ولم يرده إليه، أكل جذوةً من النار يوم القيامة» ().

وعن طلحة بن زيد، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «العامل بالظلم والمعين له والراضي به شركاء ثلاثتهم» ().

وعن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال: «من عذر ظالماً بظلمه، سلط الله تعالي عليه من يظلمه، فإن دعا لم يستجب له، ولم يأجره الله علي ظلامته» ().

وعن أبي بصير، عن أبي جعفر عليه السلام قال: «ما انتصر الله من ظالم إلا بظالم، وذلك قول الله: ?وَكَذلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ?()» ().

وعن السكوني، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول

الله صلي الله عليه و اله: «من ظلم أحداً ففاته فليستغفر الله له، فإنه كفارة له» ().

وعن ابن أبي حمزة، عن أبي بصير، قال: دخل رجلان علي أبي عبد الله عليه السلام في مداراة بينهما ومعاملة، فلما أن سمع كلامهما قال: «أما إنه ما ظفر أحد بخير من ظفر بالظلم، أما إن المظلوم يأخذ من دين الظالم، أكثر مما يأخذ الظالم من مال المظلوم» ثم قال: «من يفعل الشر بالناس فلا ينكر الشر إذا فعل به، أما إنه إنما يحصد ابن آدم ما يزرع، وليس يحصد أحد من المر حلواً، ولا من الحلو مراً» فاصطلح الرجلان قبل أن يقوما ().

الاستغفار الدائم

ومما يلزم علي المصلحين الذين يريدون جمع الكلمة: الاستغفار الدائم.

فعلي من يريد ذلك أن يستغفر كل يوم وليلة من غير ذنب وخصوصاً في الأسحار، قال سبحانه: ?وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأسْحَارِ?().

وأن يتدارك في يومه ما فرط في أمسه، ولا يؤخر ذلك، وأن يحاسب نفسه كل يوم وليلة ويراقبها، ويشكر الله علي الحسنات ويستغفره من السيئات، ويواظب علي محاسبة نفسه عند تقدم العمر، خصوصاً بعد الأربعين فما فوق.

ويسعي في كثرة أداء الأعمال الحسنة ويبتعد عن السيئة، ولا يلهو بالأهل والمال والخدم وغيرها.

وأن يحذر ويستحيي من عرض أعماله السيئة علي الله ورسوله والأئمة (صلوات الله عليه أجمعين).

النظافة والخدمات الاجتماعية

ومما يلزم علي من يريد الإصلاح وجمع الكلمة: الاهتمام بالنظافة علي ما ذكرناه في فقه النظافة().

كما يلزم السعي لتقديم أكبر الخدمات للمجتمع.

فعن أمير المؤمنين عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «الصدقة شيء عجيب، قال: فقال أبو ذر الغفاري: أيّ الصدقات أفضل؟ قال: أغلاها ثمناً، وأنفسها عند أهلها، قال: فإن لم يكن مال؟ قال: عفو طعامك إلي أن قال: فإن لم يفعل؟ قال: فينحي عن طريق المسلمين ما يؤذيهم» ().

وعن رسول الله صلي الله عليه و اله قال: «ومن أحاط عن طريق المسلمين ما يؤذيهم، كتب الله له أجر قراءة أربعمائة آية، كل حرف منها بعشر حسنات» ().

وعن الإمام الصادق عليه السلام قال: «لقد كان علي بن الحسين عليه السلام يمرّ علي المدرة في وسط الطريق، فينزل عن دابته حتي ينحيها بيده عن الطريق» ().

أقول: المَدَرَ قطع الطين اليابس الواحدة مَدَرَة.

وعن النبي صلي الله عليه و اله أنه قال: «إن علي كل مسلم في كل يوم صدقة» قال رجل: من يطيق ذلك. قال صلي الله عليه و اله: «إماطتك

الأذي عن الطريق صدقة» ().

عن فضيل بن يسار قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام قول الله عزوجل في كتابه: ?وَمَنْ أَحْياها فَكَأَنَّما أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً?()، قال عليه السلام: «من حرق أو غرق»، قلت: فمن أخرجها من ضلال إلي هدي؟، قال عليه السلام: «ذاك تأويلها الأعظم» ().

وعن سماعة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: قول الله عزوجل: ?مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّما قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْياها فَكَأَنَّما أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً?()، فقال عليه السلام: «من أخرجها من ضلال إلي هدي فكأنما أحياها، ومن أخرجها من هدي إلي ضلال فقد قتلها» ().

وعن إسماعيل بن عبد الخالق قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول لأبي جعفر الأحول وأنا أسمع: «أتيت البصرة؟»، فقال: نعم. قال عليه السلام: «كيف رأيت مسارعة الناس إلي هذا الأمر ودخولهم فيه؟». قال: والله إنهم لقليل، ولقد فعلوا وإن ذلك لقليل، فقال عليه السلام: «عليك بالأحداث فإنهم أسرع إلي كل خير» ().

وعن زيد بن علي عليه السلام، عن آبائه عليهم السلام، عن النبي صلي الله عليه و اله: أن رجلاً قال له: أوصني، فقال صلي الله عليه و اله: «أوصيك أن لا تشرك بالله شيئاً، ولا تعص والديك» إلي أن قال: «وادع الناس إلي الإسلام، واعلم أن لك بكل من أجابك عتق رقبة من ولد يعقوب» ().

وعن حماد السمندري قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: إني أدخل إلي بلاد الشرك، وإن من عندنا يقولون: إن مت، ثم حشرت معهم؟. قال: فقال عليه السلام لي: «يا حماد، إذا كنت ثم تذكر أمرنا وتدعو إليه»، قال: قلت: بلي. قال عليه السلام: «فإذا كنت في هذه المدن، مدن

الإسلام تذكر أمرنا وتدعو إليه»، قال: قلت: لا. قال: فقال عليه السلام لي: «إنك إن مت، ثم حشرت أمةً وحدك، يسعي نورك بين يديك» ().

توفير المياه

ومن أسباب النظافة توفير المياه خصوصاً في الطُرُقات البريّة، مثل حفر الآبار وشق القنوات وبناء دورات المياه لقضاء الحاجة بالنسبة إلي المسافرين ومن أشبه.

فعن رسول الله صلي الله عليه و اله قال: «من حفر بئراً أو حوضاً في الصحراء، صلّت عليه ملائكة السماء، وكان له بكل من شرب منه من إنسان، أو طير، أو بهيمة، ألف حسنة متقبلة، وألف رقبة من ولد إسماعيل، وألف بدنة، وكان حقاً علي الله أن يسكنه حضيرة القدس» ().

أقول: ذكرنا الوجه في مثل هذا الثواب في كتاب (توضيح الدعاء والزيارة)().

من صفات المصلحين

ثم إنه يلزم علي المصلح الذي يريد جمع الكلمة: أن يكون داعياً للخير، آمراً بالمعروف، ناهياً عن المنكر، بكل رفقٍ ولين وتعقّلٍ وحزم. وأن يكون منكراً للمنكر ولو بقلبه وذلك أضعف الإيمان وأن لا يغض الطرف عنه علي كل حال، وأن لا يكون راضياً به، وأن يكون محباً للمعروف راضياً به وأن يأمر به، وينهي نفسه عن المنكر ومن ثم الأهلين والأقربين، فإن للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مراتب:

مرتبة الأمر والنهي بالنسبة إلي نفسه ثم إلي أهله ثم إلي أقاربه ثم إلي عامة الناس حسب المقدور، فإن الميسور لا يسقط بالمعسور.

وأن يكون عاملاً بما يأمر به.

وأن لا يسخط الخالق في مرضاة المخلوقين.

وأن لا يتعرض للذل.

وأن لا يتعرض بما لا يطيق.

وأن لا يدخل فيما يوجب الاعتذار.

وأن يكون رفيقاً بالناس مؤمنهم وكافرهم، وقال رسول الله صلي الله عليه و اله: «يا علي، إن هذا الدين رفيق، فأوغل فيه برفق» ().

وأن يكون حبّه وبغضه في الله، وإعطاؤه ومنعه في الله، وإقدامه وإحجامه في الله، قال الله سبحانه: ?لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآْخِرِ وَالْمَلائِكَةِ

وَالْكِتابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَي الْمالَ عَلي حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبي وَالْيَتامي وَالْمَساكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقابِ وَأَقامَ الصَّلاةَ وَآتَي الزَّكاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذا عاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ?().

وقال جل جلاله: ?قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفورٌ رَحِيمٌ?().

وقال عز اسمه: ?وَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ?().

وقال تبارك وتعالي: ?بَلي مَنْ أَوْفي بِعَهْدِهِ وَاتَّقي فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ?().

وقال عز من قائل: ?لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ حَتَّي تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَما تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ?().

صفات أخري

ومما يلزم علي المصلح الذي يريد جمع الكلمة: أن يقيم السنن ويترك البدع ويحاربها.

وأن يكون جارياً علي عادات الخير.

وإذا دار الأمر بين التضحية بالمال أو النفس قدَّم المال علي النفس. وإذا دار بين النفس والعِرض قدّم النفس، علي تفصيل ذكرناه في كتاب (القواعد الفقهية)().

وإذا دار بين هذه الأمور وبين الدين فالدين هو الأهم.

وأن لا يضيع الحق خوفاً.

وأن يدافع عن الدين إذا كان الدين في معرض الخطر.

وأن يكفّ اللسان واليد عن اقتراف الذنوب.

وأن لا يصادق أهل المعاصي ولا يُخالطهم اختياراً ومحبةً لبقائهم، وإن جاز أن يصادقهم، بل أحياناً يجب ذلك، لأمرهم ونهيهم بما أمر الله به ونهي عنه.

وأن لا يجالس أهل البِدَع.

وأن لا يتظاهر بالمكروهات فكيف بالمحرمات.

إلي غير ذلك مما ذكره القرآن الحكيم والمعصومون عليهم السلام في مختلف أبواب الخير.

عن أبي عبد الله عليه السلام قال:

«صفة المؤمن: قوة في دين، وحزم في لين، وإيمان في يقين، وحرص في فقه، ونشاط في هدي، وبر في استقامة، وإغماض عند شهوة، وعلم في حلم، وشكر في رفق، وسخاء في حق، وقصد في غني، وتجمل في فاقة،

وعفو في قدرة، وطاعة في نصيحة، وورع في رغبة، وحرص في جهاد، وصلاة في شغل، وصبر في شدة، وفي الهزاهز وقور، وفي المكاره صبور، وفي الرخاء شكور، لايغتاب ولا يتكبر ولا يبغي، وإن بغي عليه صبر، ولا يقطع الرحم، وليس بواهن، ولا فظ ولا غليظ، ولا يسبقه بصره، ولا يفضحه بطنه، ولا يغلبه فرجه، ولا يحسد الناس، ولا يفتر ولا يبذر، ولا يسرف بل يقتصد، ينصر المظلوم، ويرحم المساكين، نفسه منه في عناء، والناس منه في راحة، لا يرغب في عز الدنيا، ولا يجزع من ألمها للناس، هم قد أقبلوا عليه، وله هم قد شغله، لايري في حلمه نقص، ولا في رأيه وهن، ولا في دينه ضياع، يرشد من استشاره، ويساعد من ساعده، ويكيع عن الباطل،والخني والجهل، فهذه صفة المؤمن» ().

وعن عبد الملك بن غالب، عن أبي عبد الله عليه السلام قال:

«ينبغي للمؤمن أن يكون فيه ثماني خصال: وقوراً عند الهزاهز، صبوراً عند البلاء، شكوراً عند الرخاء، قانعاً بما رزقه الله، لا يظلم الأعداء، ولا يتحامل للأصدقاء، بدنه منه في تعب، والناس منه في راحة، إن العلم خليل المؤمن، والحلم وزيره، والعقل أمير جنوده، والرفق أخوه، والبر والده» ().

وعن السكوني، عن أبي عبد الله عليه السلام عن أبيه عليه السلام قال:

قال أمير المؤمنين (صلوات الله عليه): «الإيمان له أركان أربعة: التوكل علي الله، وتفويض الأمر إلي الله، والرضا بقضاء الله، والتسليم لأمر الله عزوجل» ().

وعن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلي، عن أبيه، عن أبي عبد الله عليه السلام قال:

«إنكم لا تكونون صالحين حتي تعرفوا، ولا تعرفون حتي تصدقوا، ولاتصدقون حتي تسلموا أبواباً أربعةً لا يصلح أولها إلا بآخرها، ضل أصحاب الثلاثة وتاهوا تيهاً

بعيداً، إن الله تبارك وتعالي لا يقبل إلا العمل الصالح، ولايتقبل الله إلا بالوفاء بالشروط والعهود، ومن وفي الله بشروطه واستكمل ما وصف في عهده نال ما عنده، واستكمل وعده، إن الله عزوجل أخبر العباد بطريق الهدي، وشرع لهم فيها المنار، وأخبرهم كيف يسلكون، فقال: ?وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدي?()، وقال: ?إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ?()، فمن اتقي الله عزوجل فيما أمره، لقي الله عزوجل مؤمناً بما جاء به محمد صلي الله عليه و اله، هيهات هيهات، فات قوم وماتوا قبل أن يهتدوا، وظنوا أنهم آمنوا وأشركوا من حيث لا يعلمون، إنه من أتي البيوت من أبوابها اهتدي، ومن أخذ في غيرها سلك طريق الردي، وصل الله طاعة ولي أمره بطاعة رسوله صلي الله عليه و اله، وطاعة رسوله بطاعته، فمن ترك طاعة ولاة الأمر، لم يطع الله ولا رسوله، وهو الإقرار بما نزل من عند الله، ?خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ?()، والتمسوا البيوت التي أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه، فإنه قد خبركم أنهم رجال لا تلهيهم تجارة، ولا بيع عن ذكر الله عزوجل، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، يخافون يوماً تتقلب فيه القلوب والأبصار، إن الله قد استخلص الرسل لأمره، ثم استخلصهم مصدقين لذلك في نذره، فقال: ?وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلاَّ خَلا فِيها نَذِيرٌ?()، تاه من جهل، واهتدي من أبصر وعقل، إن الله عزوجل يقول: ?فَإِنَّها لا تَعْمَي الأَبْصارُ وَلكِنْ تَعْمَي الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ?()، وكيف يهتدي من لم يبصر، وكيف يبصر من لم ينذر، اتبعوا رسول الله صلي الله عليه و اله، وأقروا بما نزل من عند الله، واتبعوا آثار الهدي، فإنهم علامات الأمانة والتقي، واعلموا أنه لو

أنكر رجل عيسي ابن مريم عليه السلام، وأقر بمن سواه من الرسل لم يؤمن، اقتصوا الطريق بالتماس المنار، والتمسوا من وراء الحجب الآثار، تستكملوا أمر دينكم، وتؤمنوا بالله ربكم» ().

وعن سليمان الجعفري، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام، عن أبيه عليه السلام قال: «رفع إلي رسول الله صلي الله عليه و اله قوم في بعض غزواته، فقال: من القوم؟، فقالوا: مؤمنون يا رسول الله. قال: وما بلغ من إيمانكم؟، قالوا: الصبر عند البلاء، والشكر عند الرخاء، والرضا بالقضاء. فقال رسول الله صلي الله عليه و اله: حلماء علماء، كادوا من الفقه أن يكونوا أنبياء، إن كنتم كما تصفون، فلا تبنوا ما لا تسكنون، ولا تجمعوا ما لا تأكلون، واتقوا الله الذي إليه ترجعون» ().

وعن يعقوب السراج، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام، وبأسانيد مختلفة عن الأصبغ بن نباتة قال: خطبنا أمير المؤمنين عليه السلام في داره ونحن مجتمعون، ثم أمر (صلوات الله عليه) فكتب في كتاب وقرئ علي الناس، وروي غيره: أن ابن الكواء سأل أمير المؤمنين عليه السلام عن صفة الإسلام، والإيمان والكفر والنفاق؟. فقال عليه السلام: «أما بعد، فإن الله تبارك وتعالي شرع الإسلام، وسهل شرائعه لمن ورده، وأعز أركانه لمن حاربه، وجعله عزاً لمن تولاه، وسلماً لمن دخله، وهدي لمن ائتم به، وزينةً لمن تجلله، وعذراً لمن انتحله، وعروةً لمن اعتصم به، وحبلاً لمن استمسك به، وبرهاناً لمن تكلم به، ونوراً لمن استضاء به، وعوناً لمن استغاث به، وشاهداً لمن خاصم به، وفلجاً لمن حاج به، وعلماً لمن وعاه، وحديثاً لمن روي، وحكماً لمن قضي، وحلماً لمن جرب، ولباساً لمن تدبر، وفهماً لمن تفطن، ويقيناً لمن عقل، وبصيرةً لمن عزم، وآيةً

لمن توسم، وعبرةً لمن اتعظ، ونجاةً لمن صدق، وتؤدةً لمن أصلح، وزلفي لمن اقترب، وثقةً لمن توكل، ورخاءً لمن فوض، وسبقةً لمن أحسن، وخيراً لمن سارع، وجنةً لمن صبر، ولباساً لمن اتقي، وظهيراً لمن رشد، وكهفاً لمن آمن، وأمنةً لمن أسلم، ورجاءً لمن صدق، وغني لمن قنع، فذلك الحق، سبيله الهدي، ومأثرته المجد، وصفته الحسني، فهو أبلج المنهاج، مشرق المنار، ذاكي المصباح، رفيع الغاية، يسير المضمار، جامع الحلبة، سريع السبقة، أليم النقمة، كامل العدة، كريم الفرسان، فالإيمان منهاجه، والصالحات مناره، والفقه مصابيحه، والدنيا مضماره، والموت غايته، والقيامة حلبته، والجنة سبقته، والنار نقمته، والتقوي عدته، والمحسنون فرسانه، فبالإيمان يستدل علي الصالحات، وبالصالحات يعمر الفقه، وبالفقه يرهب الموت، وبالموت تختم الدنيا، وبالدنيا تجوز القيامة، وبالقيامة تزلف الجنة، والجنة حسرة أهل النار، والنار موعظة المتقين، والتقوي سنخ الإيمان» ().

الأمة الواحدة

لا شك أن الاتحاد قوة، وقد دل علي ذلك العقل والنقل والواقع كما في العديد من القصص والتجارب التاريخية، لذا يلزم الاهتمام لإعادة الوحدة في الأمة علي ما أشرنا إليه سابقاً، قال الله سبحانه: ?وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُوا?().

وقال سبحانه: ?وَلاَ تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثاً?().

قصة القصبات المجتمعة

ينقل: أن ملكاً لمّا حضرته الوفاة جمع أولاده، وأعطي كل واحد منهم عدة قصبات مضمومة إلي بعض، وطلب من كل واحد منهم أن يكسرها فلم يتمكنوا، ثم فرقها قصبة قصبة وأعطي كل واحد قصبة فكسروها، فقال لهم: إن مثلكم مثل هذه القصبات، إن تفرقتم كسركم شخص واحد كسراً، ثم لايقوم لكم أمراً، وإن اجتمعتم فلا يتمكن حتي المجموع من كسركم().

مع ناصر الدين شاه

وفي التاريخ: أن ناصر الدين شاه الملك القاجاري()، غضب علي أحد علماء أصفهان وهو الفشاركي()، فأمر بنفيه إلي طهران العاصمة إهانةً له، وكان في طهران عالمان وكان بينهما شيء من الخلاف، ولكنه عندما سمع أحدهم بما أراد الشاه ضد أحد العلماء، ذهب إلي العالم الآخر وقال له: يلزم علينا أن نتحد دفاعاً عن المظلوم، مضافاً إلي أن ناصر الدين شاه إن تمكن من إهانة مرجع كبير سيتجرأ علي آخرين وسوف تصل النوبةُ إلينا أيضاً، فمن الأفضل أن نجتمع نحن الاثنين، ونأمر بالإضراب العام وغلق المحلات التجارية في طهران، اعتراضاً علي الأمر، ونستقبله بأكبر استقبال، وهكذا فعلا، فلما رأي ناصر الدين شاه ذلك، زار العالم بنفسه، واعتذر منه وقال: إن الذي بلغه عنه لم يكن صحيحاً، فأمر بإرجاعه إلي بلده بكل احترام وحفاوة.

كما أن قضية وزيري الملك الصفوي الشيخ البهائي والداماد معروفة وفي الكتب مسطورة().

ومن الواضح أنه لا يمكن للإنسان الواحد أو الاثنين مثلاً من رفع حجرٍ كبير، أما إذا اجتمع عليه جماعة تمكّنوا من رفعه.

وهكذا قطرات المطر لا تتمكن كل قطرة لوحدها من الذهاب بالمدن

وما أشبه ذلك، أما إذا اجتمعت صارت سيلاً، تمكنت من ذلك، وهكذا بالنسبة إلي ذرات الرمل، فإنها لا تشكل الصحراء، وقطرات الماء لا تُشكّل البحيرات إلا بالاجتماع().

وفي التاريخ: إن الإمام الصادق

عليه السلام ذهب إلي دار ابن عمه الذي تنازع معه في قضية، وكان الحق مع الإمام عليه السلام فتصالح الإمام معه حفاظاً علي الوحدة().

وهكذا ذهب الإمام الحسن عليه السلام إلي أخيه محمد بن الحنفية، حيث نازعه في شيءٍ فتصالح الإمام معه.

وهكذا تصالح الإمام السجاد عليه السلام مع ذلك العُمَري الذي كان يسبُّه ليل نهار().

وقد قال سبحانه: ?وَإِنْ طَائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَي الأخْرَي فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّي تَفِيء إِلَي أَمْرِ اللهِ فَإِنْ فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ? إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ?().

وقال تعالي: ?وَالصُّلْحُ خَيْرٌ?() واشتهر علي ألسنة الناس: (الصلح سيد الأحكام).

كما قال سبحانه: ?وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلاَحاً يُوَفِّقِ اللهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللهَ كَانَ عَلِيماً خَبِيراً?().

خاتمة

خاتمة

فيها أمور:

إنسانية الإنسان

الأول: إن الإسلام أكد علي حب الناس بعضهم لبعض، وعلي التسامح واليُسر، قال سبحانه: ?وَإِلَي عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً?().

وقال سبحانه: ?وَإِخْوَانُ لُوطٍ?().

إلي غير ذلك مما يدل علي أن الكفار أيضاً أخوة مع الأنبياء، فكيف بالمؤمنين بهم.

وقال أمير المؤمنين علي عليه السلام: «وأشعر قلبك الرحمة للرعية، والمحبة لهم واللطف بهم، ولا تكونن عليهم سبعاً ضارياً تغتنم أكلهم، فإنهم صنفان: إما أخ لك في الدين، أو نظير لك في الخلق، يفرط منهم الزلل، وتعرض لهم العلل، ويؤتي علي أيديهم في العمد والخطأ. فأعطهم من عفوك وصفحك مثل الذي تحب وترضي أن يعطيك الله من عفوه وصفحه، فإنك فوقهم، ووالي الأمر عليك فوقك والله فوق مَن ولاك وقد استخفاك أمرهم وابتلاك بهم، ولاتنصبنّ نفسك لحرب الله، فإنه لا يد لك بنقمته، ولا غني بك عن عفوه ورحمته إلي أن قال: «إياك ومُساماة الله في عظمته، والتشبه به في جبروته، فإن الله يذلُّ كل جبار ويهين كلَّ مختال» ().

وقد ورد في القرآن الحكيم: ?يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ?().

وفي الحديث عن النبي صلي الله عليه و اله قال: «يسّروا ولا تعسّروا» ().

وقال سبحانه: ?أَلاَ تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَكُمْ?()، فإن أمير المؤمنين عليه السلام كما في نهج البلاغة قد اقتبس هذه الآية المباركة تحريضاً لاولاده علي العفو حتي عن قاتله ابن ملجم().

وقال سبحانه: ?لاَ يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ? إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَي إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ?().

إلي غير ذلك من الآيات والروايات المتواترة، حيث تدل علي ما

ذكرناه، من قيام الإسلام علي التسامح والمحبة واليُسر وعدم التكلّف.

أما فكر الغرب فهو مبني علي التوراة والإنجيل المحرفين والذي يأمر موسي عليه السلام حتي بقتل البهائم!! إلي غير ذلك مما ذكرناه في كتاب (هؤلاء اليهود)() و(ماذا في كتب النصاري؟)().

صِدام الحضارات

أما مسألة الصِدام بين الحضارة الغربية والحضارة الإسلامية، علي ما ذكره البعض، فالظاهر أنه لا صدام بين الحضارتين إلا فيما تختص به الحضارة الغربية مما هو خارج عن حضارة الإسلام، فهو من باب سالبة بانتفاء الموضوع، فإن كل خيرات الغرب عملاً وقانوناً وعقيدة وأخلاقاً، مأخوذة من الإسلام مباشرة أو بالتسبيب، والشطر الثاني من حضارتهم فيه مفاسد، كما اعترف عقلاؤهم بذلك، كالزنا واللواط والقمار والربا والمكوس وجعل المرأة سلعة تجارية، والالتزام بالقومية والحدود الدولية والاستغلال، والاستعمار والسجون والتعذيب وتعقيد الأمور بكثرة الدوائر والموظفين، وغير ذلك مما يأباه الإسلام().

ثم إنه ليس من الصحيح أن يُحسب علي الإسلام أعمال:

معاوية..

وهارون..

وعبد الحميد العثماني..

وملوك القاجارية، ومن أشبه..

وإلا كان من اللازم أن يُحسب علي المسيحية أفعال هتلر() وأقواله، والذي كان يقول: بعثتني العناية الإلهية، ثم أخذ بتدمير العالم وقتل الملايين من الأبرياء.

وهكذا سائر طغاة العالم من أمثال:

نيرون()..

وموسوليني()..

وستالين()..

وقال البعض: إنه كان قبل أن يصل إلي الحكم قسيساً ().

وعلي أي حال فنحن نحب الغربيين حباً إنسانياً بما هم بشر، فالغربي هو إنسان، والإنسان بما هو هو محترم في الشريعة الإسلامية، وأنهم مسيحيون أيضاً، ونريد خيرهم وصلاحهم في الدنيا والآخرة، فإن الإسلام دين الرحمة للجميع، قال تعالي: ?ومَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ?().

وهل عيسي المسيح عليه السلام كان يريد شر اليهود حين قال لهم: «يا أولاد الأفاعي» ()، إلي غير ذلك مما يوجد في الإنجيل.

وعلي أي فاللازم تشكيل لجان من المسلمين والمسيحيين، للحوار والتفاهم وبيان الأصول والفروع،

حتي يكون التقارب نحو الحقيقة ثم يتم الاندماج في دين الله المختار وهو الإسلام، لأن الدين الإسلامي بأصوله وفروعه مطابق للفطرة والعقل، ويرغب فيه كل من تعرف علي حقائقه إلا المتعصبين والمعاندين.

فقد قال الله تعالي في القرآن الحكيم:

?وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَي ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لاَيَسْتَكْبِرُونَ?()، وتمام الآية المباركة لا يخصص مقدمتها كما هو واضح.

من واجبات الحوزات العلمية

الثاني: من اللازم أن تسلك الحوزات العلمية في مختلف البلاد الإسلامية من النجف الأشرف وكربلاء المقدسة وقم ومشهد والسيدة زينب عليها السلام المقدسات وغيرها، مسلك الأئمة المعصومين (صلوات الله عليهم أجمعين) في الشمولية والاستيعاب لمسائل الدين والدنيا، فعندما تري العديد ممن في هذه الحوزات ليسوا بمستوي المسؤولية، مما يؤدي إلي انسلاخ كثير من المسلمين عن جملة من رجال العلم، أما الأئمة المعصومون عليهم السلام فقد كانوا في نفس الوقت الذي يجيبون فيه عن أدق المسائل الاعتقادية، يجيبون أيضاً حتي علي المسائل الصغيرة جداً الراجعة إلي الدنيا، كمسائل المأكل والمشرب والمنكح والمسكن والمركب وغيرها، فنظرة واحدة إلي موسوعات الحديث ك (البحار)()..

و(الوسائل)()..

و(المستدرك)()..

و(جامع أحاديث الشيعة)() تدل علي ذلك.

ثم إن الكثير من الناس ليسوا علي استعداد للذهاب إلي عدة مراجع هذا للدين وهذا للدنيا مع قطع النظر عن الأمور الاختصاصية كالطب والهندسة وما أشبه ذلك، ومن الواضح أن أحدنا ليس كأحد الأئمة المعصومين (صلوات الله عليهم أجمعين) في الاستيعاب، والعلم الموهوب لهم من لدن حكيم عليم، لكن الميسور لا يترك بالمعسور، وما لا يُدرك جله لا يترك كله، فاللازم علي الحوزات العلمية تدارك مسألة الشمولية والاستيعاب في برامجها، كما هو المشاهد في حال الكثير من علمائنا الأعلام (رضوان الله عليهم أجمعين) علي طول التاريخ، وهذا الذي ذكرناه

خطوةٌ أخري إلي إرجاع الدين إلي الحياة وإرجاع الحياة إلي الدين.

دور المدينة المنورة

الثالث: من الاستطراد في القول: لزوم اهتمام الحوزات العلمية بإعادة دور المدينة المنورة في قيادة الأمة علمياً وعملياً كما كانت في حياة رسول الله صلي الله عليه و اله والأئمة الطاهرين عليهم السلام من بعده، أما تهميش هذا الدور فهو شيء غير صحيح، فاللازم علي كافة المسلمين والمؤسسات الإسلامية، وخصوصاً الحوزات العلمية التي لها القسط الأوفر من التوجيه في هذا الأمر، الاهتمام ببناء المدارس العلمية والمكتبات العامة والمراكز الثقافية، ودعوة العلماء والطلاب والخطباء والمؤلفين للتواجد في تلك البقعة الطاهرة، وأن يكون لها ولهم الحرية الكاملة، في نشر المعارف الإسلامية وعلوم القرآن والرسول صلي الله عليه و اله وأهل البيت عليهم السلام إلي العالم، عبر الكتب ومختلف وسائل الإعلام والاستفادة من موسم الحج وغيره.

قال الله سبحانه: ?لَوْلاَ يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالأحْبَارُ?().

وقال الإمام الصادق عليه السلام: «لأحملنَّ ذنوب سفهائكم علي علمائكم» ().

أما الضغوط الحالية والحد من حرية التبليغ الديني، فإنه مما جاء به الاستعمار ولا دوام له كما لم يكن سابقاً، فإن الغصب لا يدوم، فالأصل في الإسلام هو الحرية كما هي الأصل في الإنسان قبل الإسلام، ولابد من إرجاع الأمور إلي مصادرها الأصلية ومواردها الطبيعية والنظرية ولو بعد حين من الزمان.

وهذا يساعد علي تطوير الحياة والتقدم والازدهار، فإنه بالإضافة إلي الإشعاعات المعنوية والفيوضات النفسية المباركة للأئمة المعصومين (صلوات الله عليهم)، الذين كانوا في المدينة المنورة ثم دفنوا هناك، وإشعاع مواضع حركاتهم وسكناتهم وذهابهم وإيابهم وما أشبه، وإيحائها كما يدلُّ علي ذلك قوله سبحانه: ?مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ?() بالنسبة إلي المشاريع العلمية والثقافية والحوزات التي تؤسس هناك، فإنه يكون ذلك إعادةً للدور القيادي لذلك البلد الطاهر.

تجنب العنف

الرابع: من الضروري أكيداً وبكل تأكيد علي الدُّعاة إلي الإسلام، والذين يريدون جمع

الكلمة وتعدد الأحزاب، تجنب العنف بكل أقسامه، فإن الإسلام دينُ الرحمة والرأفة، ودين السلم والسلام، ففي (بسم الله الرحمن الرحيم) جاء ذكر مادة (الرحمة) مرتين، والبسملة إبتداء كل شيء من عمل وقول وما أشبه، وقد ورد: «كل أمر ذي بال لا يذكر بسم الله فيه فهو أبتر» ().

فيلزم أن يكون الإنسان متَّبعاً لله سبحانه وتعالي في الرحمة، فيكون رحيم القلب والأعضاء وقد ورد «تخلقوا بأخلاق الله» ()، وقد خاطب سبحانه الرسول الأعظم صلي الله عليه و اله بقوله: ?فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ?()، والفظ للظاهر، وغلظة القلب للباطن، فينبغي أن يتصف الإنسان في ظاهره وباطنه بالرحمة وأن يكون رحيم القلب لا العكس.

سيرة الرسول صلي الله عليه و اله

وفي سيرة رسول الله صلي الله عليه و اله وسيرة أمير المؤمنين علي (صلوات الله عليه) يلاحظ اتصافهم بالرحمة واللاعنف بشكل واضح، وأن موقف رسول الله صلي الله عليه و اله من أهل مكة، الذين كذّبوه ومنعوه وآذوه، وأخرجوه من بلدته، وحاربوه وقتلوا أتباعه وعذبوهم، كان ليناً إلي أبعد الحدود، فلما فتح مكة وتمكن منهم، سألهم عما يظنون به وما هو فاعل بهم، فأجابوا بقولهم: أخٌ كريم وابن أخ كريم، والمراد بالكرم هنا كل معناه، لا كريم اليد فقط الذي يعني السخاء، فقال (صلوات الله عليه وعلي آله الطيبين الطاهرين): «اذهبوا فأنتم الطلقاء» ()، فقد آمنهم علي أنفسهم وأموالهم وأعراضهم، دون أن يشترط عليهم الإسلام، فعاشوا تحت لوائه وهم مشركون، لكن معظمهم آمنوا بعد ما رأوا رحمة الإسلام وأخلاق الرسول صلي الله عليه و اله، وقد أراد رسول الله صلي الله عليه و اله بذلك أن يظهر أن الإسلام لا يُكرهُ أحداً علي الإسلام،

قال الله سبحانه: ?لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ?().

مع سهيل بن عمرو

وفي التاريخ: إن سهيل بن عمرو كان مشركاً، فلما فتح المسلمون مكة، دخل داره وأرسل ابنه عبد الله إلي النبي صلي الله عليه و اله، ليكتب له أماناً، فلما ألتقي عبد الله بالنبي صلي الله عليه و اله قال: هل تؤمن أبي يا رسول الله؟

قال صلي الله عليه و اله: «نعم هو آمِن فليُظهر نفسه، إن سهيلاً له عقل وشرف وما مثل سهيل يجهل الإسلام» فخرج عبد الله إلي أبيه فأخبره، فظهر من دون أن يسلم، بل وخرج بعد ذلك في جيش النبي صلي الله عليه و اله إلي خيبر، وهو علي شركه ثم أسلم بعد ذلك في الجعرانة().

مع خالد بن وليد

وفي التاريخ: إن النبي صلي الله عليه و اله رأي أخا خالد بن الوليد، وكان خالد مشركاً فحثه علي الإسلام بالأخلاق الطيبة، وكان ذلك سبباً لإسلام خالد().

يقول عيسي المسيح عليه السلام: «اقطعوا الشوك من قلوبكم يقطعُ الشوك من قلوب مناوئيكم».

مع عكرمة بن أبي جهل

وجاءت أم حكيم امرأة عكرمة بن أبي جهل إلي النبي صلي الله عليه و اله، فقالت للنبي صلي الله عليه و اله: يا رسول الله، هرب عكرمة منك إلي اليمن، وخاف أن تقتله فأمنه.

قال النبي صلي الله عليه و اله: «هو آمن».

فخرجت أم حكيم في طلب زوجها حتي أدركته، فقالت: أي عكرمة قل: لا إله إلا الله ولا تهلك نفسك.

فأبي وقال: ما هربتُ إلا من هذا.

قالت: وعلي أيٍ فقد استأمنت لك محمداً، فرجع معها، فلما رآه النبي صلي الله عليه و اله مقبلاً، قال لأصحابه: لا تسبوا أباه، فإن سب الميت يؤذي الحي، ولايبلغ الميت، فلما وصل عكرمة إلي مكانه، قام له النبي صلي الله عليه و اله فرحاً به، قال عكرمة مخاطباً رسول الله ومشيراً إلي زوجته: يا محمد إن هذه أخبرتني أنك أمنتني.

قال النبي صلي الله عليه و اله: «صدقت أنت آمن».

وبذلك دخل حب النبي صلي الله عليه و اله وحب الإسلام في قلبه، فقال: فإلامَ تدعو.

قال صلي الله عليه و اله: «أدعوك إلي أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله، وأن تقيم الصلاة وأن تؤتي الزكاة، وتفعل وتفعل حتي عدد خصال الإسلام».

فقال عكرمة: والله ما دعوت إلا إلي الحق وأمرٍ حسنٍ جميل، ثم نطق بالشهادتين.

فقال النبي صلي الله عليه و اله: «لا تسألني اليوم شيئاً أعطيه أحداً إلا أعطيتك».

قال: فإني أسألك أن تغفر لي كل عداوةً عاديتكها، وكل حرب

لقيتك فيها، أو كلام قبيح قلته في وجهك أو أنت غائب عنه.

قال النبي صلي الله عليه و اله: «اللهم اغفر له» ().

فصار من المسلمين ومن الذين ينصرون رسول الله صلي الله عليه و اله بعد العداء الطويل الطويل.

ولما دخل النبي صلي الله عليه و اله مكة يوم الفتح، أغلق عثمان بن طلحة باب الكعبة، وكان لا يزال علي شركه وصعد السطح، فطلب رسول الله صلي الله عليه و اله المفتاح، فقيل له: إنه مع عثمان بن طلحة الذي هو سادن الكعبة.

فأرسل النبي صلي الله عليه و اله في طلبه وقال عثمان: لو علمت أنه رسول الله لما منعته المفتاح، فأخذ عليٌ المفتاح من يد عثمان بأمر النبي صلي الله عليه و اله فدخل النبي صلي الله عليه و اله البيت وصلي فيه ركعتين، فلما خرج سأله العباس بن عبد المطلب أن يُعطيه المفتاح ليجمع له بين السقاية والسدانة، فأنزل الله تعالي قوله: ?إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأمَانَاتِ إِلَي أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ?()، فأمر رسول الله صلي الله عليه و اله أن يرد المفتاح إلي عثمان بن طلحة فلما فعل عليٌ عليه السلام ذلك وسلَّمه المفتاح، تعجب عثمان من فعل النبي صلي الله عليه و اله وعلي عليه السلام، وكيف أخذوا منه المفتاح ثم ردوه عليه، ولما سأل علياً عليه السلام، قال علي عليه السلام: «لقد أنزل الله قرآناً فيك» وقرأ عليه الآية، فكان ذلك سبب إسلام عثمان بن طلحة، فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله().

إلي غير ذلك من القصص المتواترة، والتي ذكرنا جملةً منها في الكتب التي كتبناها حول رسول الله صلي الله عليه و

اله، مثل:

(باقة عطرة)().

و(لأول مرة في تاريخ العالم) () وغيرهما.

وهكذا فعل علي عليه السلام مع مناوئيه، حتي أن قائدة الجيش التي صارت بسببها مقتلةٌ عظيمة يوم البصرة أكرمها علي عليه السلام، ولما قيل له: ما تفعل بها؟ قال عليه السلام: «إنا نكرمها والحساب علي الله» ().

وهكذا قضاياه الاُخر التي لو جُمعت لكانت كتاباً كبيراً، كقصة الماء في حرب معاوية()، وقصة احترام الخوارج مع أنهم خرجوا عليه()، إلي غير ذلك، ومن المؤسف أن نشاهد اليوم جماعة من الذين يدّعون الإسلام، ولايحسبون لهذه الأمور حسابها، فيتخذ بعضهم سياسة العنف، مما يضر بالإسلام ويشوه سمعته الطيبة بأنه قاسٍ إلي أبعد الحدود، كأنهم نسوا قوله سبحانه: ?وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ?()، وقوله عزوجل: ?فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ ? لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ?()، وقوله سبحانه: ?ومَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ?().

وقد أوصي علي عليه السلام بعض عُماله بالمشركين الذين هم تحت حكمه كما في نهج البلاغة() وهكذا كان المسلمون الأولون يُحسنون التعامل مع الجميع.

فكانت سيرة المسلمين إبان حكمهم الإحسان إلي غير المسلمين، سواء أهل كتاب كانوا أم غير أهل كتاب، وهكذا كانت وصيّة العلماء.

نعم، الخلفاء والأمراء المنحرفون والعلماء غير المتأدبين بآداب الإسلام، كانوا علي نقيض ذلك، لكن ذلك لا يمكن نسبته إلي الإسلام، كما لا يُحسب الطغاة الذين يدّعون الديمقراطية علي الديمقراطية، ولا الظلمة المسيحيين علي الدين المسيحي.

ولذا نشاهد في التاريخ تكفير بعضهم لبعض، وتفسيق بعضهم لبعض، وقد كفّر النظام الشيخ نصير الدين الطوسي() فيما أجابه ببيتين من الشعر معروفين:

نظام بي نظام أر كافرم خواند

جراغ كذب را نبود فروغي

مسلمان خوانمش زيرا كه نبود

مكافات دروغي را جز دروغي

أي: إذا ادعي النظام الذي لا نظام له بأني كافر، فإنه لا تضيء شمعة الكذب، وأنا في المقابل أدعوه

مسلماً لأن جزاء الكذب ليس إلا الكذب.

وقال آخر() عند تكفيره:

كفر جو مني كزاف وآسان نبود

محكمتر أز إيمان من إيمان نبود

در دهر يكي جو من وآنهم كافر

بس در همه دهر يك مسلمان نبود

أي: إن تكفير أحد مثلي صعب وليس بسهل، لأنه لا يوجد إيمان أقوي من إيماني، فإذا كان في كل الدهر واحد مثلي وهو كافر، إذن لا يوجد في الدهر كله مسلم واحد.

إن سياسة التكفير والتفسيق سياسة غير ناجحة، وإن صدرت عن بعض أهل العلم أو من يتزين بزيهم، والشواهد في ذلك كثيرة مما لسنا نحن بصدده، ألم يكفَّر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (صلوات الله عليه)، ويُسَبّ فوق المنابر ما يُقارب قرناً من الزمان!!

وقد كُفِّر جمال الدين الأفغاني ()..

ومحمد عبده()..

وغيرهم.

فكان ذلك من أسباب تأخر المسلمين ولو بقدر.

كلام الغزالي()

ولا بأس هنا أن ننقل كلام الغزالي في كتابه (فيصل التفرقة بين الإسلام والزندقة) قال في المقدمة:

أما بعد: فإني رأيتك أيها المشفق، والصديق المتعصب موغر الصدر، منقسم الفكر لما فرغ سمعك من طعن طائفة من الحسدة علي بعض كتبنا المصنفة في أسرار معاملات الدين وزعمهم أن فيها ما يخالف مذهب الأصحاب المتقدمين، والمشايخ المتكلمين، وأن العدول عن مذهب الأشعري ولو في قيد شبر كفر ومباينته ولو في شيء نزر ضلال وخسر.

فهوّن أيها الأخ المشفق المتعصب علي ما يقولون وأهجرهم هجراً جميلاً، واستحقر من لا يحسد ولا يقذف، واستصغر من بالكفر أو الضلال لا يعرف فأي واعٍ أكمل وأعقل من سيد المرسلين صلي الله عليه و اله وقد قالوا: إنه جنون من المجانين، وأي كلام أجل وأصدق من كلام رب العالمين، وقد قالوا: إنه أساطير الأولين إلي أن قال: وأني تتجلي أسرار الملكوت لقوم إلههم هواهم، ومعبودهم

سلاطينهم، وقبلتهم دراهمهم ودنانيرهم، وشريعتهم رعونتهم، وإرادتهم جاههم وشهواتهم، وعبادتهم خدمتهم أغنياءهم، وذكرهم وساوسهم وكنزهم سوَاسهم، وفكرهم استنباط الحيل لما تقتضيه حشمتهم.

فهؤلاء من أين نتميز لهم ظلمة الكفر من ضياء الإيمان، أبإلهام إلهي ولم يفرغوا القلوب عن كدورات الدنيا لقبولها أم بكمال علمي، وإنما بضاعتهم في العلم مسألة النجاسة وماء الزعفران وأمثالهما؟().

وقال: (فصل في حقيقة الكفر والإيمان):

فأما أنت إن أردت أن تنتزع هذه الحسكة من صدرك، وصدر من هو في حالك، ممن لا تحركه غواية الحسود، ولا تقيده عماية التقليد، بل تعطشه إلي الاستبصار لحزازة إشكال أثارها فكر، وهيجها نظر، فخاطب نفسك وصاحبك وطالبه بحد الكفر فإن زعم أن حد الكفر ما يخالف مذهب الأشعري أو مذهب المعتزلي أو مذهب الحنبلي أو غيرهم فأعلم أنه غير بليد.

قد قيده التقليد فهو أعمي من العميان، فلا تضيع بإصلاحه الزمان، وناهيك حجة في إفحامه، مقابلة دعواه بدعوي خصومه، إذ لا يجد بين نفسه وبين سائر المقلدين المخالفين له فرقاً وفضلاً، ولعل صاحبه يميل من سائر المذاهب إلي الأشعري ويزعم أن مخالفته في كل ورد وصدر كفر من الكفر الجلي، فأسأله من أين ثبت له أن يكون الحق وقفاً عليه حتي قضي بكفر الباقلاني إذ خالفه في صفة البقاء لله تعالي، وزعم أنه ليس هو وصفاً لله تعالي زائداً علي الذات، ولِمَ صار الباقلاني بالكفر بمخالفته الأشعري من الأشعري بمخالفته الباقلاني؟.

ولِمَ صار الحق وقفاً علي أحدهما دون الثاني؟ أكان ذلك لأجل السبق في الزمان؟ فقد سبق الأشعري غيره من المعتزلة، فليكن الحق للسابق عليه! أم لأجل التفاوت في الفضل والعلم؟.

فبأي ميزان ومكيال قدر درجات الفضل حتي لاح له أن لا أفضل في الوجود من متبوعه ومقلده؟.

فإن رخص للباقلاني في

مخالفته فلِمَ حجر علي غيره؟ وما الفرق بين الباقلاني والكرابيسي والقلانسي وغيرهم؟ وما مدرك التخصيص بهذه الرخصة؟ وإن زعم أن خلاف الباقلاني يرجع إلي لفظ لا تحقيق وراءه كما تعسف بتكلفه بعض المتعصبين زعماً أنهما جميعاً متوافقان علي دوام الوجود().

ولعلك إن أنصفت علمت أن من جعل الحق وقفاً علي واحد من النظار بعينه، فهو إلي الكفر والتناقض أقرب().

وقال: (فصل الفرق تكفر بعضها):

اعلم أن الذي ذكرناه مع ظهوره، تحته غور بل تحته كل الغور، لأن كل فرقة تكفر مخالفها وتنسبه إلي تكذيب الرسول (عليه الصلاة والسلام)، فالحنبلي يكفر الأشعري، زاعماً أنه كذب الرسول في إثبات الفوق لله تعالي وفي الاستواء علي العرش، والأشعري يكفره زاعماً أنه مشبه وكذب الرسول في أنه ليس كمثله شيء.

والأشعري يكفر المعتزلي زاعماً أنه كذب الرسول في جواز رؤية الله تعالي وفي إثبات العلم والقدرة والصفات له.

والمعتزلي يكفر الأشعري زاعماً أن إثبات الصفات تكفير للقدماء وتكذيب للرسول في التوحيد، ولا ينجيك من هذه الورطة إلا أن تعرف حد التكذيب والتصديق وحقيقتهما فيه فينكشف لك غلو هذه الفرق وإسرافها في تكفير بعضها بعضاً().

وقال: (فصل في حكم عوام المسلمين):

فهؤلاء ضيقوا رحمة الله الواسعة علي عباده أولاً وجعلوا الجنة وقفاً علي شرذمة يسيرة من المتكلمين().

وقال: (فصل لا يجوز تكفير المسلم):

وأما قول رسول الله صلي الله عليه و اله: «إذا قذف أحد المسلمين صاحبه بالكفر فقد باء به أحدهما» ().

نماذج من التكفير

وإني رأيت كيف كُفِّرَ أحد العلماء في النجف الأشرف، وآخر في الحلة وآخر في كربلاء المقدسة، وآخر في مشهد المقدسة، وآخر في قم المقدسة، وآخر في طهران.

وكذلك كُفّرَ في مصر وفي الجزائر وفي غيرهما.

وقد كانوا يكتبون في شوارع باكستان وأفغانستان (الشيعي كافر)، وهم نصف المسلمين تقريباً،

حسب ما قاله أنور السادات() في جريدة الأهرام في عددها الصادر في 26/12/1975م، كما ذكرت تفصيله في بعض الكتب() وصرح به بعض علماء العامة أيضاً.

ومن الواضح أنهم كانوا يفتون بأن حد التكفير هو السيف، كما شاهدنا بأنفسنا ذلك، وفي التاريخ الشيء الكثير من هذا القبيل، وأمامي الآن بعض الجرائد اليمنية()، وفيها ما ملخصه: أن فشل ثورة عام ثماني وأربعين هو سقوط صنعاء في يد الغوغاء الذين أباح لهم الإمام أحمد بن يحيي آل حميد الدين، نهب صنعاء وهتك حرماتها، ثم القبض علي قادة الثورة، واعتقالهم وسوقهم مكبّلين بالحديد إلي معتقلات وسجون مدينة الحجة ومنها إلي مدينة حورة حيث ساحة الموت وميدان الإعدام، فالبرقيات التي كان يبعث بها الإمام علي شدة اختصارها إلا أن مفعولها كان كبيراً وأثرها مروّعاً، فكانت هذه البرقيات تنزل كالصواعق علي رأس الثورة وقادة الانقلاب، وكلما وصلت إلي مدينة الحجة برقية من هذه البرقيات الصغيرة، كانت تتساقط علي أثرها رؤوس كثيرة، وتسيل دماء عبيطة في ساحة الحورة، بل المدينة كلها كانت تهتز كلما لمع برق هذه الورقيات الدموية، ومع أن الأتراك هم الذين أدخلوا التلغراف إلي اليمن، إلا أن الإمام أحمد استخدم هذه الآلة الجديدة وسخرها لنقل برقياته، والتي تعدّ من أقصر وأخطر وأشهر البرقيات في تاريخ العالم المعاصر، وهنا نذكر عدداً من برقيات الموت مرتبة بحسب التاريخ وفيها أسماء أصحاب الرؤوس التي طالها سيف الجلاد.

البرقية الأولي: عجّلوا بقطع رأس عبد الله الوزير والشاعر زيد المُسكي.

والبرقية الثانية: نؤكد علي قطع رؤوس المذكورين والسلام، رأس محمد الوزير، رأس محمد بن حسن بن غائب، رأس عبد الله بن حسن، رأس حسن صالح الشايخ، رأس أحمد البرق.

البرقية الثالثة: أسرعوا بقطع رأس أحمد المطاع، ورأس عبد

الوهاب نعمان، ورأس محمد بن محمد الوزير، وعبد الله بن محمد الوزير.

البرقية الرابعة: نؤكد علي إطلاق محيي الدين العمسي، وأحمد الحرس، وصالح المشمري، وحسين الكبسي، وقطع رؤوسهم بعد صلاة الجمعة.

البرقية الخامسة: نؤكد علي قطع رأس علي الوزير، وغالب الوجيه.

البرقية السادسة: اقطعوا رأس الشيخ محسن هارون وغدير …

وراحت برقيات الإمام الدموية تنزل كالصواعق علي رؤوس تتعجل الشهادة، وأرواح تستعجل الالتحاق بالشهداء الصديقين فقطعت رؤوس كل من: عبد الله صالح الحسين، ووالده محمد عبد الله الحسين، ومحمد ريحان، وعلي العبقي، ومحمد قائد الحسين، ومصلح بن محسن هارون، والزيب، وسنهوب، وكانت هذه الرؤوس المقطوعة في ساحة الموت في الحورة، ويتمّ تعبئتها بأكياس وتُرسل من مدينة الحجة إلي صنعاء، وتوضع في مكان بارز فوق سور وزارة الصحة، ليشاهدها الناس، ثم تسلّم إلي الغوغاء ليلعبوا بها في الشوارع، وكان مهرجان الرؤوس المقطوعة من أعظم المهرجانات التي شهدتها صنعاء، وفرح الناس بهذا المهرجان فجاؤوا من كل مكان ليفرحوا ويشاركوا في لعبة الرؤوس المقطوعة، وهي لعبة اكتملت وبلغت ذروتها بقطع رأس جمال جميل، و …

إلي آخر ما في الجريدة.

عدم اتباع الرسول صلي الله عليه و اله

من الغريب في الأمر، أن المسلمين الذين يدّعون اتّباع رسول الله صلي الله عليه و اله، أصبح بعضهم أبعد الناس عن رسول الله صلي الله عليه و اله وعن الإسلام، فهناك أفراداً في بعض الدول يقتلون المرأة، مع أن الإسلام قد أكرمها واحترمها أكبر احترام، فأمر بعدم قتل النساء حتي في الحروب، وأن لا تُمَس بسوء إطلاقاً، إلا في موارد نادرة، بل أندر من النادر، وذلك ضمن الموازين الشرعية، علماً بأن الرسول الأعظم صلي الله عليه و اله، علي اتساع حكمه لم يقتل حتي امرأةً واحدةً، أما ما رواه بعض المنحرفين، من قتله

صلي الله عليه و اله امرأة يهوديةً، فذلك لم يَثبت إطلاقاً، ولعله من الإسرائيليات الموضوعة، وإلا فالإسلام يرحم حتي المرأة التي زنت، ويقول لها: اذهبي لعلك أخطأت وما أشبه، كما ورد في قضاء أمير المؤمنين عليه السلام ().

وقد عفا أمير المؤمنين عليه السلام عن أهل الجمل، فاحترم زوجة رسول الله صلي الله عليه و اله، مع أنها كانت السبب في الحرب ضد إمام زمانها، فقد أمر رسول الله صلي الله عليه و اله بإطاعته، ولكنها كانت السبب في إشعال نار الحرب وذهاب ألوف وألوف من الضحايا، بل قال عليه السلام في جواب من قال له: ماذا تفعل بها؟ قال عليه السلام: «لها حرمتها الأولي، والحساب علي الله» ().

نعم إن الإسلام الذي أمر به الله عزوجل، وجاء به رسول الله صلي الله عليه و اله وسعي أهل بيته عليهم السلام لتطبيقه، يختلف تماماً عمله فعله العثمانيون والقاجاريون ومن إليهم فإن إسلامهم لا يشبه إسلام رسول الله صلي الله عليه و اله لا من قريب ولا من بعيد.

من أسرار تقدم المسلمين وتأخرهم

الخامس: يلزم أن يُعلَم أن تقدّم المسلمين ذلك التقدم الهائل إبان ظهور الإسلام، وتأخرهم هذا لتأخر الهائل في زماننا،لم يكن إلا لأسباب متعددة من أهمها: أن المسلمين الأولين كانوا يستمعون كلام رسول الله صلي الله عليه و اله ويطبقونه حرفياً بلا اجتهاد زائد أو ناقص، أو تعليق أو نحو ذلك، فالقصص التي يقرأها الإنسان في التاريخ تدعو إلي الدهشة والاستغراب، كيف كان المسلمون يستمعون إلي كلام نبي الإسلام ويطبقونه، وفي شدة زهدهم وإيثارهم كما قال سبحانه: ?ويُؤْثِرُونَ عَلَي أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ?().

إنه أكثر عطشاً

ففي التاريخ: أن سبعة من المسلمين، سقطوا جرحي في الحرب وهم في شدة النزيف والعطش، فجاء أحد المسلمين ومعه ماء ليسقي الجرحي، فذهب إلي الأول وكان في غاية العطش، فقدم غيره علي نفسه، وقال: اذهب إلي أخي فإنه أكثر عطشاً مني، فذهب إلي الثاني وقدم الثاني غيره علي نفسه، فذهب إلي الثالث وإلي الرابع و هكذا إلي السابع، فلما وصل إلي السابع، رأي أنه قد توفي فرجع إلي الأول فرآه قد توفي، فجاء إلي الثاني فكان كذلك، وهكذا قد استشهد كلهم في سبيل الله تعالي، وهم في غاية العطش وبقي الماء علي حاله.

في شعب أبي طالب عليه السلام

وينقل عن أحد الصحابة في شعب أبي طالب عليه السلام، أنه وجد ذات يوم جلداً، فأحرقه وجعله شبه الرماد، وفرح به فرحاً كبيراً، وأكله في ثلاثة أيام، ولما جاء المهاجرون إلي المدينة الطيبة، أشركهم الأنصار في كل شيء، في بيوتهم وفي أعمالهم وفي بساتينهم وغير ذلك، حتي أن بعضهم كانت له زوجتان، فخير المهاجر إحداهما ليطلقها فيزوجه منها، ولما كان يختار المهاجري إحداهما، يطلقها الأنصاري وبعد العدة يتزوجها المهاجر، قال الله سبحانه: ?وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا?().

ذو البجادين

وقصة عبد الله ذي البجادين مشهورة حيث إن عمه كان هو شيخ العشيرة فقال له: إن ذهبت إلي محمد صلي الله عليه و اله فأنت محروم عن ابنتي التي أريد أن أزوجكها.

وكذلك عن المشيخة بعدي، وعن الأموال قاطبةً.

فقال: إني مستعدٌ لكل ذلك، حتي أن الشيخ وهو عمه جرده من ملابسه فصار عرياناً، ولكن أمه قطعت بجاداً لها قطعتين وأعطته، فجعل أحدهما إزاراً والآخر رداءً، فلما جاء إلي رسول الله صلي الله عليه و اله رحب به، وسمّاه عبد الله فاشتهر بين الصحابة بعبد الله ذي البجادين().

وكذلك قصة ذلك الشاب، الذي جاء إلي رسول الله صلي الله عليه و اله وشكي إليه حاله قال: يا رسول الله لا أملك أنا وأمي شيئاً، فأمره الرسول صلي الله عليه و اله بأن يتزوج، فتحيّر الشاب، لكنه عملَ بقول الرسول صلي الله عليه و اله في قصة مشهورة، وأخذ يحتطب ويوفّر بعض المال، لكي يشتري به فأساً وشيئاً لمأكله البسيط جداً مع زوجته ووالدته، وهكذا استمر الأمر أربعين يوماً، حتي اشتري جملاً فلما رآه الرسول صلي الله عليه و اله قال له: «أعرفت لماذا لم أعطك شيئاً، وقلت لك تزوَّج؟ لأجل هذا الأمر» ().

إلي

غير ذلك من القصص الكثيرة، التي يعرف الإنسان من خلالها أنهم كيف طبقوا الإسلام حرفياً وفي كل الميادين، قال الله سبحانه: ?وأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ?()، فلما وفوا بعهد الله وفي الله بعهدهم وسلّمهم مفاتيح الأرض وملكهم الدنيا.

وعندما أخذ المسلمون وحكامهم بالملذات الدنيوية، وانحرفوا عن طريق الإسلام، أخذوا يتقهقرون وأصبحت دولة الإسلام تذبل وتذبل وتذبل، حتي جاء يوم سقطت فيه آخر دولة إسلامية، وهي دولة العثمانيين والقاجاريين وبسبب ذلك حصل ما نشاهده من التأخر في جميع الأبعاد.

التأسي بالرسول وأهل بيته عليهم السلام

وكانت سيرة هؤلاء المسلمين الأولين متخذة من سيرة الرسول صلي الله عليه و اله وأهل بيته الكرام، فقد ورد في الحديث: أن رسول الله صلي الله عليه و اله كان أحياناً لا يتعشي، لأنه يجد إنساناً أحق منه بالعشاء، فيقدم عشاءه لذلك الفقير من أصحاب الصُفة أو غيرهم، ويبيت هو جائعاً طاوياً.

وذات مرة أرسل شخص إلي الرسول صلي الله عليه و اله بحفنة من الرطب فأمر الرسول صلي الله عليه و اله أحداً كان بحضرته في الدار، أن يأتي بظرف ويفرغ الرطب فيه، فعندما ذهب الشخص إلي زوايا بيت رسول الله صلي الله عليه و اله لم يجد حتي ظرفاً واحداً، لذلك جاء وأخبر الرسول بعدم عثوره علي ظرف، فنظف الرسول صلي الله عليه و اله بعبائته مكاناً من الأرض لأجل الرطب.

ثوب الرسول صلي الله عليه و اله

وطلب شخص من الرسول صلي الله عليه و اله ثوبه، فأعطاه الثوب ولفَّ نفسه بحصير، وهكذا كان يجهد نفسه في العبادة حتي نزلت الآية المباركة: ?طه ? مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَي?().

ليلة العرس

وفي ليلة عرس الصديقة فاطمة الزهراء عليها السلام، طلبت فقيرة منها ثوباً، فنزعت ثوب عرسها وقدّمته للفقيرة، ولبست ثوبها الخلق السابق وسألها الرسول صلي الله عليه و اله عن ذلك؟ قالت: «يا أبة ألم تخبرني أن والدتي خديجة فعلت نفس الشيء في ليلة عرسها».

ولقب أمير المؤمنين علي عليه السلام بأبي تراب، لأنه عليه السلام كان يجلس علي التراب وينام علي التراب، ويأكل علي التراب ويزاول حتي قضاءه في مسجد الكوفة وكان يشتهي كبداً لمدة سنة، وهو في الكوفة يحكم أكبر بلد في العالم، حتي أن الحسن عليه السلام جاء له بكبد مطبوخة، وإذا بفقير جاء يتكفف، فأخذ أمير المؤمنين علي عليه السلام كل الكبدة وقدمها لذلك الفقير.

وكلامه عليه السلام في نهج البلاغة: «ولعل بالحجاز أو اليمامة من لا طمع له في القرص ولا عهد له بالشبعَ» () دليل علي ذلك وكان يشارك حتي أفقر الفقراء في مكاره الدهر، وهو القائل:

وحسبك داء أن تبيت ببطنة

وحولك أكبادٌ تحنُّ إلي القد()

وكذلك الأمام الحسن عليه السلام حيث قدّم جميع أمواله للفقراء مرتين، ونصف أمواله للفقراء ثلاث مرات.

وقصة ذلك الأعرابي الذي جاء إلي الإمام الحسين عليه السلام وأنشأ هذه

الأبيات:

لم يخب الآن من رجاك يوماً ومن

حرك من دون بابك الحلقة

أنت جوادٌ وأنت معتمدٌ

أبوك قد كان قاتل الفسقة

لولا الذي كان من أوائلكم

كانت علينا الجحيم منطبقة

فأجابه الإمام الحسين عليه السلام بنفس القافية:

خذها فإني إليك معتذرٌ

واعلم بأني عليك ذو شفقة

لو كان في سيرنا الغداة عصا

أمست سمانا عليك مندفقة

لكن ريب زمان ذو غيرٍ

والكف

مني قليلة النفقة()

إلي غير ذلك من قصصهم المشهورة، التي كانت تنبئ بوضوح أنهم عليهم السلام كانوا خير أسوة للمسلمين، في ذلك الزمان وهذا الزمان، وقد اقتدي بهم المسلمون الأولون، وكان ذلك هو سبب تقدم الإسلام ذلك التقدم الهائل، بينما تأخر المسلمون خصوصاً في هذا القرن الأخير هذا التأخر الهائل.

فالذين يريدون نهضة المسلمين وجمع كلمتهم، عليهم أن يتخذوا أولئك الأطهار أسوة حقيقةً في جميع تصرفاتهم، مخلصين لله سبحانه وتعالي في كل أعمالهم وأقوالهم، وحركاتهم وسكناتهم، حتي يسعهم الله سبحانه وتعالي برحمته، ويمن عليهم بالنصر، وقد قال الله تعالي في القرآن الحكيم:

?إِنَّ اللهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّي يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلاَ مَرَدَّ لَهُ?().

وإنما ذكر القرآن الحكيم هذا القسم من الموضوع وهو السوء، ولم يذكر إذا أراد الله بقوم خيراً فلا مردّ له، لأن هذا القسم واضح كل الوضوح، وإنما الناس الذين يتكاسلون عن العمل، والجد والاجتهاد والإخلاص وما أشبه ذلك يتصورون أن الله إذا أراد لهم أو للناس سوءً، تمكنوا من دفع ذلك بسعيهم، ومعني إرادة الله السوء: أن يدع الناس لا يعملون ويتركهم وشأنهم حسب قانون الأسباب والمسببات، حيث إن الله سبحانه وتعالي، يريد أن يكون الإنسان حسب موازينه التي جعلها في الكون.

نسأل الله عزوجل التوفيق لما يحب ويرضي، وأن يوفق المسلمين لجمع الكلمة، وتعدد الأحزاب، وهو الموفق المستعان.

???

وهذا آخر ما أردنا إيراده في هذا الكتاب، نسأل الله سبحانه وتعالي أن ينفع به، ويجعله مقدمة لنهضة المسلمين نهضةً إسلاميةً صحيحة، ليعم الإسلام شرق الأرض وغربها وما ذلك علي الله بعزيز.

سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلامٌ علي المرسلين والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام علي محمد وآله الطاهرين.

27 ذي القعدة

الحرام 1417ه

قم المقدسة

محمد الشيرازي

نموذج من خط الإمام المؤلف ? فيما يرتبط بنهضة المسلمين

بسم الله الرحمن الرحيم

إذا أراد المسلمون التقدم فعليهم بالإضافة إلي: (العلم) و(التقوي) و(الأخلاق) و(التعاون) الاهتمام، لفتح:

1: ألوف المكتبات في كل مكان، 2: إخراج الجرائد والمجلات، 3: طبع ونشر الكتب، 4: تنظيم أنفسهم، 5: فتح الصناديق الخيرية (البنوك الإسلامية)،

6: وحدة الكلمة بالمؤتمرات، والله المستعان.

انظر الصورة في أصل الكتاب

رجوع إلي القائمة

پي نوشتها

() سورة النساء: 1.

() سورة يونس: 63-64.

() سورة الأعراف: 96.

() سورة التوبة: 109.

() نهج البلاغة، قصار الحكم: 145.

() صفات الشيعة للشيخ الصدوق: ص27 ح37.

() مستدرك الوسائل: ج11 ص265 ب20 ضمن ح12952.

() سورة المجادلة: 11.

() بصائر الدرجات: ص5 ب2 ح16.

() وسائل الشيعة: ج15 ص163 ب1 ح20216.

() سورة المائدة: 2.

() نهج البلاغة، الرسائل: 47 ومن وصية له عليه السلام للحسن والحسين عليهما السلام لما ضربه ابن ملجم (لعنه الله).

() الكافي: ج4 ص27 باب فضل المعروف ح8.

() نهج البلاغة، قصار الحكم: 500.

() سورة المنافقون: 4.

() عبد الله بن اُبي بن سلول رئيس قبيلة الخزرج في يثرب. لم يسلم إلا مصانعة، وكان كارهاً لرسول الله صلي الله عليه و اله منذ اللحظة الأولي لدخوله المدينة المنورة، لأنه كان يري بأن رسول الله صلي الله عليه و اله ينافسه علي الزعامة. لذا ترأس حركة النفاق في المدينة فكان رأس المنافقين وزعيمهم في حياة النبي صلي الله عليه و اله. وطالما آذي رسول الله صلي الله عليه و اله بأقواله وأفعاله، كما كان من المثبطين لعزائم المسلمين في أثناء غزواتهم، ففي غزوة اُحد خرج النبي صلي الله عليه و اله بألف من المسلمين لقتال المشركين، فرجع منهم ثلاثمائة من المنافقين مع عبد الله بن اُبي ابن سلول، وبقي سبعمائة نفر

مع النبي صلي الله عليه و اله.

وقد نزلت في شأنه آيات من القرآن عديدة تفضح أمره وأمر المنافقين الذين معه. ولما نزلت سورة المنافقون وبان كذبه، قيل له: نزل فيك آي شداد، فاذهب إلي رسول الله صلي الله عليه و اله يستغفر لك. فلوي رأسه ثم قال: أمرتموني أن أؤمن فقد آمنت، وأمرتموني أن أعطي زكاة مالي فقد أعطيت، فما بقي إلا أن أسجد لمحمد!. فنزل قوله تعالي: ?وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللهِ لَوَّوْا رُءوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ ? سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ إِنَّ اللهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ? هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لاَ تُنْفِقُوا عَلَي مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ حَتَّي يَنْفَضُّوا وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لاَ يَفْقَهُونَ ? يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَي الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأعَزُّ مِنْهَا الأذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لاَ يَعْلَمُونَ? سورة المنافقون: 5-8. ولما توفي عبد الله بن أبي بن سلول، جاء ابنه وأهله فسألوا رسول الله صلي الله عليه و اله أن يصلي عليه. فقام رسول الله صلي الله عليه و اله بين يدي الصف يريد ذلك، فجاء عمر فجذبه من خلفه، وقال: ألم ينهك الله أن تصلي علي المنافقين؟. فقال صلي الله عليه و اله: «إني خيرت فاخترت، فقيل لي: ?اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ? سورة التوبة: 80، ولو أني أعلم أني إذا زدت علي السبعين غفر له لزدت». ثم صلي رسول الله صلي الله عليه و اله عليه ومشي معه وقام علي قبره. ويروي: أن النبي صلي الله عليه و اله كان

إذا صلي علي واحد منهم، وقف علي قبره فدعا له.

() راجع تفسير (تقريب القرآن إلي الأذهان) للإمام الشيرازي?: ج28 ص109، ط1 عام 1400ه 1980م مؤسسة الوفاء، بيروت لبنان.

() راجع بحار الأنوار: ج90 ص82 ب128، المناقب: ج2 ص81 فصل في المسابقة بالشجاعة.

() سورة المنافقون: 8.

() راجع تفسير تقريب القرآن إلي الأذهان: ج8 ص112.

() سورة البقرة: 146، سورة الأنعام: 20.

() سورة النمل: 14.

() راجع تفسير القمي: ج1 ص302 سورة التوبة، مصرف الصدقات.

() سورة التوبة: 84.

() راجع تفسير (تقريب القرآن إلي الأذهان): ج10 ص131.

() كتاب (ولأول مرة في تاريخ العالم ج1-2) وهو تاريخ حياة رسول الله صلي الله عليه و اله ألفه الإمام الشيرازي (أعلي الله مقامه) في مدينة قم المقدسة في جزأين قياس 24×17. يقع الجزء الأول في 335 صفحة، وقد تناول سماحة الإمام الراحل فيه المواضيع التالية: مع رؤوس الشرك، مع المستهزئين، وفد قساوسة الحبشة، رحلة إلي الطائف، أبو سفيان أول من صادر أموال المسلمين، مع أحبار اليهود، مكائد اليهود، عفو رسول الله صلي الله عليه و اله، الإذن في الحرب الدفاعية، أول سرية في الإسلام، غزوة الأبواء، غزوة بواط، غزوة ذات العشيرة، غزوة بدر الأولي، غزوة بدر الكبري، الحرب: القرار الأخير، مع أسري بدر، النهي عن التعذيب والمثلة، غزوة بني سليم، غزوة بني القينقاع، غزوة السويق، غزوة ذي أمر، غزوة أحد، النبي صلي الله عليه و اله يستشير أصحابه، المسلمون لما عصوا الرسول صلي الله عليه و اله، غزوة حمراء الأسد، غزوة بني النضير، غزوة بني لحيان، غزوة ذات الرقاع، كرم الرسول صلي الله عليه و اله وحلمه، غزوة بدر الأخيرة، غزوة

دومة الجندل، غزوة الخندق (الأحزاب)، بني قريظة يعلنون خيانتهم، مفاوضات عسكرية، غزوة بني قريظة،

غزوة الغابة، غزوة بني المصطلق، و …

والجزء الثاني منه يقع في 320 صفحة، وقد تناول سماحة الإمام الراحل فيه المواضيع التالية: غزوة الحديبية، بنود معاهدة الصلح، غزوة خيبر، للعفو لا للانتقام، غزوة وادي القري، حوائط فدك، سرية مؤتة، سرية ذات السلاسل، غزوة الفتح، أسلوب الإسلام عند الفتح، لائحة حقوق الإنسان، من مكارم رسول الله صلي الله عليه و اله، غزوة حنين، غزوة الطائف، حكمة تأليف القلوب، إسلام ثقيف، غزوة تبوك، المباهلة الحل الأخير، وثيقة صلح نجران، سريتان إلي اليمن، فصل في الوفود والرسل، و …

وقد قامت مكتبة جنان الغدير في الكويت بطبع الجزأين في مجلد واحد، عام 1418ه / 1997م. كما أعادت طبعه ديوانية الإمام الشيرازي في الكويت، عام 1418ه / 1997م.

() راجع الإرشاد للشيخ المفيد: ج1 ص56-59.

() راجع بحار الأنوار: ج20 ص382-383 ب21 ح8.

() راجع مكاتيب الرسول صلي الله عليه و اله: ج2 ص421-426 بحث تأريخي.

() راجع بحار الأنوار: ج33 ص512 ب29.

() راجع شرح نهج البلاغة: ج10 ص258 ذكر أقوال من طعن في سياسة علي عليه السلام والرد عليها.

() كتاب (القواعد الفقهية) من تأليفات سماحة الإمام الشيرازي (أعلي الله مقامه)، بتاريخ 15 صفر 5 ربيع الأول عام 1413ه في مدينة قم المقدسة. وهو ضمن موسوعة الفقه، يقع في صفحة 232 صفحة قياس 24 × 17. وقد تناول فيه سماحة الإمام الراحل المواضيع التالية: قاعدة اليد، قضية فدك، إطلاق أدلة اليد، سوق المسلمين وأرضهم، إقرار ذي اليد، تعاقب الأيدي، قاعدة جب الإسلام، المرتد إذا رجع، الجب عزيمة أو رخصة، قاعدة القرعة، موارد القرعة، المشكل، هل تحتاج القرعة إلي عمل الفقهاء، الاستخارة، قاعدة نفي السبيل، قاعدة الإلزام، الإلزام رخصة لا عزيمة، موارد الشبهة، قاعدة نفي العسر

والحرج، معني العسر والحرج، الحرج البعضي، لو تعارض حرج وضرر، لايجوز إحراج الكافر وإعساره، قاعدة الغرور، المعيار رؤية العرف، قاعدة الزعيم غارم، بين العهد والوعد، الضمانات الطولية والعرضية، قاعدة الإتلاف، عمل الحر، قاعدة الميسور، قاعدة الاشتراك في التكليف، قاعدة التسلط، الملكية الفردية والاجتماعية، قاعدة الأهم والمهم، معرفة الأهم، قاعدة العسر، أصالة الصحة، جريان أصل الصحة في الكافر، قاعدة الحيازة، قاعدة الإعراض، قاعدة التيسير، وفروعاتها الفقيهة، و …

قام بطبع الكتاب معهد التعاليم الإسلامية والمركز الثقافي الحسيني في طهران إيران، عام 1414ه.

() بحار الأنوار: ج29 ص419-420 ب13.

() كتاب سليم بن قيس: ص662-663 الحديث الثاني عشر.

() الأمالي للطوسي: ص187، المجلس7 ح315.

() شرح نهج البلاغة: ج6 ص117 خبر مقتل علي عليه السلام.

() بحار الأنوار: ج44 ص15 ب18.

() سورة النور: 22.

() نهج البلاغة، الرسائل: 23 ومن كلام له عليه السلام قاله قبل موته علي سبيل الوصية لما ضربه ابن ملجم (لعنه الله).

() راجع نهج الحق للعلامة الحلي: ص333 المطلب الخامس فيما رواه الجمهور في حق الصحابة.

() راجع بحار الأنوار: ج22 ص476 ب1 ح27.

() سورة آل عمران: 122.

() إعلام الوري: ص80-83 الركن الأول ب4.

() انظر (ولأول مرة في تاريخ العالم): ج1 ص235، ط2 عام 1418ه / 1997م الكويت.

() (جواهر الكلام): موسوعة فقهية حوت جميع أبواب الفقه كلها علي نسق واحد وأسلوب واحد، وبنفس السعة التي ابتدأ بها انتهي إليها، لذا فقد فاقت جميع ما سبقها من الموسوعات سعة وجمعاً وإحاطة بأقوال العلماء وأدلتهم. فأقبل أهل العلم عليه رجوعاً ونسخاً لأنه يغني عن كثير من الكتب الفقهية الأخري ولا يستغني بها عنه. ونقل عن الشيخ الجواهري رحمة الله عليه أنه قال: من كان عنده جامع المقاصد والوسائل والجواهر فلا يحتاج إلي كتاب

للخروج عن عهدة الفحص الواجب علي الفقيه في آحاد المسائل الفرعية. فقد احتوي علي كثير من التفرعات الفقهية النادرة بما قد لا تجده في غيره من الموسوعات الأخري، فهو جامع لأمهات المسائل وفروعها.

طبع الكتاب علي الحجر بإيران خمس طبعات في ستة مجلدات ضخام، ووقف منه مئات النسخ علي طلاب العلم بالنجف وكربلاء وإيران، ثم طبع في 43 مجلداً في إيران ولبنان.

تأريخ تأليف الكتاب: شرع الشيخ الجواهري في تأليفه من كتاب الخمس علي غير الترتيب، وكتاب الخمس فرغ منه بتأريخ 1231 كما سجل في آخره، وآخر ما كتبه منه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وانتهي منه سنة 1257 كما سجل في آخره أيضاً. ولكن الشيخ آغا بزرك الطهراني رحمة الله عليه استنتج أن أول كتاب شرع فيه هو كتاب الطهارة بدليل أنه ذكر في مبحث أحكام الاستنجاء أستاذه الشيخ كاشف الغطاء وقال عنه (سلمه الله)، كما تنطق به النسخة الأصلية المخطوطة. ومن المعلوم أن الشيخ الكبير توفي سنة 1228.

سبب تأليف الكتاب: نقل عن التكملة أن الشيخ قال في جملة كلام له مع تلميذه فقيه عصره الشيخ محمد حسن آل يس عن كتابه الجواهر في قصة طويلة: والله يا ولدي أنا ما كتبته علي أن يكون كتاباً يرجع إليه الناس، وإنما كتبته لنفسي حين كنت أخرج إلي (العذارات) وهناك اسأل عن المسائل وليس عندي كتب أحملها لأني فقير، فعزمت علي أن اكتب كتاباً يكون لي مرجعاً عند الحاجة، ولو أردت أن اكتب كتاباً مصنفاً في الفقه لكنت أحب أن يكون علي نحو رياض المير السيد علي فيه عنوان الكتابية في التصنيف.

() (مسالك الإفهام إلي تنقيح شرائع الإسلام): للشهيد السعيد الشيخ زين الدين بن علي بن أحمد العاملي

المعروف بالشهيد الثاني رحمة الله عليه، وهو من أكبر مصنفاته، وكان رحمة الله عليه قد علق علي الشرائع في بدو الأمر، وسلك فيه أولاً مسلك الاختصار علي سبيل الحاشية حتي كمل منه مجلد، وكان رحمة الله عليه كثيراً ما يقول: نريد أن نضيف إليه تكملة لاستدراك ما فات، ثم أخذ في الإطناب حتي صار كتاباً ضخماً، فكمل سبعة مجلدات.

من نسخه الخطية: نسخة محفوظة في مكتبة آية الله المرعشي النجفي رحمة الله عليه في قم المقدسة برقم 1621، وهي أقدم نسخة بخط النستعليق غير منقط. ونسخة أخري في مكتبة آية الله الگلپايگاني رحمة الله عليه في قم المقدسة برقم 5/51 46، بخط نسخ جيد. ونسختان في مكتبة مجلس الشوري الإسلامي في طهران برقم 195 و196. ونسخة محفوظة في مكتبة آستانة قدس رضوي في مشهد المقدسة برقم 2568. طبع الكتاب عدة طبعات حجرية في إيران، ثم قامت مؤسسة المعارف الإسلامية في مدينة قم المقدسة بتحقيقه ونشره في خمسة عشر مجلداً.

() (جامع المقاصد في شرح القواعد) للمحقق الكركي، من أهم الكتب الفقهية ومن أوثق المراجع، التي يعول عليها أساطين الفقهاء في استنباط الحكم الشرعي. وقد تميز بالمتانة العلمية والرصانة الفقهية، ففرض نفسه علي الوسط الحوزوي، بالإضافة إلي ما يمتاز به كتاب (قواعد الأحكام) للعلامة الحلي، من مكانة مرموقة يشار لها بالبنان ضمن النصوص الفقهية التي يعتد بها العلماء في الحوزة. وقد نُقل عن صاحب العروة قوله: (أنه يكفي للمجتهد في استنباطه للأحكام، أن يكون عنده كتاب جامع المقاصد والوسائل ومستند النراقي). مضافاً إلي ما نقل عن صاحب الجواهر في الهامش السابق، وهاتان الشهادتان من هذين العلمين، تعكس بوضوح ثمن هذا الأثر القيم. قال العلامة الشيخ آغا بزرك الطهراني

رحمة الله عليه في الذريعة: وقد خرج من هذا الشرح ست مجلدات، مع أنه لم يتجاوز بحث تفويض البضع من كتاب النكاح. ولم يتيسر له إتمامه بعد ذلك، فتممه الفاضل الهندي بكتابه (كشف اللثام عن وجه قواعد الأحكام)، فابتدأ بشرح كتاب النكاح إلي آخر القواعد، ثم شرح بعد ذلك الحج والطهارة والصلاة.

() راجع جواهر الكلام: ج28 ص239 كتاب السبق والرماية، في أحكام النضال المسألة السابعة، وجامع المقاصد: 364 الرمي، جواز عقد النضال بين حزبين.

() سورة المجادلة: 22.

() سورة القلم: 4.

() سورة طه: 114.

() سورة آل عمران: 159.

() وسائل الشيعة: ج12 ص156-157 ب104 ح15938.

() بحار الأنوار: ج68 ص387 ب92 ضمن ح34.

() مستدرك الوسائل: ج8 ص448 ب87 ح9963.

() الكافي: ج2 ص100 باب حسن الخلق ح4.

() الأمالي للصدوق: ص270 المجلس46 ح3.

() الأمالي للصدوق: ص498 المجلس75 ح8.

() فقه الرضا عليه السلام: ص354 ب95.

() وسائل الشيعة: ج12 ص150 ب104 ح15911.

() الكافي: ج2 ص102 باب حسن الخلق ح15.

() وسائل الشيعة: ج15 ص378 ب58 ح20797.

() عيون أخبار الرضا عليه السلام: ج2 ص38 ب31 ح108.

() مستدرك الوسائل: ج8 ص450 ب88 ح9968.

() مستدرك الوسائل: ج11 ص294 ب27 ح13070.

() الكافي: ج2 ص100 باب حسن الخلق ح8.

() بحار الأنوار: ج7 ص249 ب10 ح7، والبحار: ج68 ص374 ب92 ح2.

() مستدرك الوسائل: ج8 ص442-443 ب87 ح9940.

() وسائل الشيعة: ج12 ص149-150 ب104 ح15910.

() الكافي: ج2 ص103 باب حسن الخلق ح18.

() بحار الأنوار: ج68 ص375 ب92 ح7.

() وسائل الشيعة: ج12 ص150-151 ب104 ح15915.

() الكافي: ج2 ص101 باب حسن الخلق ح10.

() بحار الأنوار: ج68 ص377 ب92 ح10.

() الكافي: ج2 ص102 باب حسن الخلق ح17.

() مستدرك الوسائل: ج8 ص451 ب89 ح9973.

() الأمالي للطوسي: ص366 المجلس13 ح777.

() نهج البلاغة، الرسائل: 47 ومن وصية

له عليه السلام للحسن والحسين عليهما السلام لما ضربه ابن ملجم (لعنه الله).

() وسائل الشيعة: ج12 ص158 ب106 ح15943.

() الأمالي للطوسي: ص189 المجلس7 ح318.

() مستدرك الوسائل: ج8 ص451-452 ب89 ح9974.

() مستدرك الوسائل: ج11 ص292 ب27 ح13061.

() دعائم الإسلام: ج2 ص255 كتاب النكاح ف15 ح966.

() الجعفريات: ص150 باب التقوي وحسن الخلق.

() النوادر للراوندي: ص4.

() الكافي: ج2 ص120 باب الرفق ح12.

() الزهد: ص28 ب3 ح68.

() بحار الأنوار: ج72 ص54 ب42 ح18.

() مستدرك الوسائل: ج11 ص293 ب27 ح13068.

() مستدرك الوسائل: ج11 ص293-294 ب27 ح13069.

() مستدرك الوسائل: ج11 ص294 ب27 ضمن ح13069.

() مستدرك الوسائل: ج11 ص294 ب27 ضمن ح13069.

() تحف العقول: ص395 وصيته عليه السلام لهشام وصفته للعقل.

() بحار الأنوار: ج74 ص239 ب9 ح1.

() وسائل الشيعة: ج16 ص163 ب14 ح21247.

() مستدرك الوسائل: ج11 ص295 ب27 ح13073.

() غوالي اللآلي: ج1 ص371 ب1 المسلك الثاني ح79.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص244 ق3 ب2 ف2 بعض آثار الرفق ح4993.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص243 ق3 ب2 ف2 فضيلة الرفق ح4955.

() تفسير الإمام العسكري عليه السلام: ص325 التواضع وفضل خدمة الضيف ح173.

() تفسير القمي: ج2 ص70 سورة الأنبياء، كلام الأمير عليه السلام في الموعظة.

() الاختصاص: ص244 حديث في زيارة المؤمن لله.

() مستدرك الوسائل: ج11 ص296 ب28 ح13079.

() نهج البلاغة، قصار الحكم: 224.

() نهج البلاغة، قصار الحكم: 406.

() الكافي: ج2 ص122 باب التواضع ح2.

() رجال الكشي: ص165 محمد بن مسلم الطائفي الثقفي ح278.

() بحار الأنوار: ج72 ص120 ب51 ح7.

() الكافي: ج8 ص234 حديث القباب ح312.

() كنز الفوائد: ج1 ص320 فصل من كلامه عليه السلام في ذكر الحلم وحسن الخلق.

() كنز الفوائد: ج1 ص320 فصل من كلامه عليه السلام في ذكر الحلم وحسن الخلق.

() تحف

العقول: ص393-394 وصيته عليه السلام لهشام وصفته للعقل.

() تحف العقول: ص396-397 و399 وصيته عليه السلام لهشام وصفته للعقل.

() مستدرك الوسائل: ج11 ص300 ب28 ح13090.

() ديوان الإمام علي عليه السلام: ص318 إرشاد نفس به صفات عالية.

() مستدرك الوسائل: ج11 ص300 ب28 ح13092.

() الجعفريات: ص149 باب صلة التواضع.

() مستدرك الوسائل: ج11 ص300 ب28 ح13094.

() الأمالي للطوسي: ص539 المجلس19 ح1162.

() الشيخ عبد الزهراء بن الشيخ فلاح بن الشيخ عباس بن الشيخ وادي الكعبي، ينتمي إلي أسرة كريمة عُرفت بالفضل والشرف، ينتهي نسبها إلي قبيلة بني كعب المنتهية إلي كعب بن لؤي بن غالب، استوطنت كربلاء في القرن الثاني عشر الهجري. ولد ? في مدينة كربلاء عام 1327ه، وصادفت ولادته يوم ولادة الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء عليها السلام ثم انتهل العلوم والمعارف الإسلامية من معين مدارس كربلاء الدينية. درس عند الشيخ الرمّاحي، والشيخ محمد الخطيب، والشيخ جعفر الرشتي، والشيخ الواعظ. بلغ مكانة عالية في الخطابة الحسينية، وكان سلس البيان، شريف النفس، واسع الصدر، يتّصف بالكرم والأخلاق النبيلة. اشتهر في قراءته لمقتل الإمام الحسين عليه السلام في يوم عاشوراء. توفي مسموماً مساء يوم الخميس 14/ج1/ 1394ه المصادف يوم شهادة الزهراء عليها السلام ودفن في مقبرة (وادي كربلاء القديمة)، من مؤلفاته: (الحسين عليه السلام قتيل العبرة).

() محمد بن إدريس الشافعي، مؤسس المذهب الشافعي.

() وكيع بن الجراح الكوفي (129 199ه)، قيل: أصله من نيسابور. سمع هشام بن عروة والأعمش وابن عون وابن جريج والأوزاعي والثوري وأبا حنيفة وأبا يوسف وزفر. روي عنه ابن المبارك وأحمد بن حنبل ويحيي بن معين وغيرهم. أراد هارون العباسي أن يوليه القضاء فامتنع، وقال عنه يحيي بن أكثم: صحبته في السفر والحضر، وكان يصوم الدهر ويختم القرآن

في كل ليلة.

شكي إليه الشافعي عن سوء الحفظ، قال: استعينوا علي الحفظ في ترك المعاصي، وأنشده الشعر المذكور في المتن، ووكيع هذا كان أستاذ الشافعي. وكان يقول: ما خطوت للدنيا منذ أربعين سنة، ولاسمعت حديثاً قط فنسيته. وعن أحمد بن الحواري، قلت لأحمد بن حنبل: أيما الرجلين أحب إليك وكيع أم عبد الرحمن ابن مهدي؟. قال: أما وكيع فصديقه حفص بن غياث، لما ولي القضاء ما كلمه حتي مات، وأما عبد الرحمن فصديقه معاذ بن معاذ العنبري، لما ولي القضاء ما زال صديقه حتي مات، توفي سنة ثمان أو تسع وتسعين ومائة.

() سورة البقرة: 61.

() سورة البقرة: 81.

() سورة المائدة: 94.

() سورة البقرة: 229.

() سورة آل عمران: 11.

() سورة المائدة: 78.

() سورة آل عمران: 135.

() الكافي: ج8 ص4و10 كتاب الروضة ح1.

() وسائل الشيعة: ج15 ص254 ب23 ح20434.

() سورة الفرقان: 23.

() القُبْطِيَّة: ثياب كتان بيض رِقاق تعمل بمصر وهي منسوبة إِلي القِبْط علي غير قياس، والجمع قُباطِيّ، انظر لسان العرب: ج7 ص373 مادة قبط.

() بحار الأنوار: ج68 ص196-197 ب65 ح6.

() إرشاد القلوب: ج1 ص191 ب52 في أحاديث منتخبة.

() الكافي: ج8 ص219 كتاب الروضة، حديث الصيحة ح270.

() تفسير الإمام العسكري عليه السلام: ص264 ارتفاع القتل عن بني إسرائيل بتوسلهم بمحمد وآله ح132.

() وسائل الشيعة: ج15 ص306 ب41 ح20590.

() الكافي: ج2 ص275 باب الذنوب ح26.

() سورة النساء: 9.

() مخطوط في عشرة مجلدات، موجود عند مركز الجواد للتحقيق والنشر في قم المقدسة.

() بحار الأنوار: ج70 ص344 ب137 ح28.

() الكافي: ج2 ص276 باب الذنوب ح30.

() وسائل الشيعة: ج15 ص308 ب41 ح20596.

() بحار الأنوار: ج70 ص331 ب137 ح15.

() الأمالي للصدوق: ص209-210 المجلس37 ح9.

() الأكواب: الأباريق لا عري لها ولا خراطيم واحدها

كوب كقفل، وفي الحديث: أكواب يعني الكوثر عدد نجوم السماء (راجع مجمع البحرين: ج2 ص164 مادة كوب).

() مستدرك الوسائل: ج11 ص326 ب40 ح13164.

() الكافي: ج2 ص287 باب استصغار الذنب ح1.

() سورة يس: 12.

() وسائل الشيعة: ج15 ص310-311 ب43 ح20605.

() سورة آل عمران: 30.

() مستدرك الوسائل: ج11 ص350 ب43 ح13226.

() الشيخ محسن (أو محمد محسن) بن علي بن محمد رضا الطهراني المعروف ب (آغا بزرك) (1293-1389ه = 1876-1970م): عالم بتراجم المصنفين، مع كثير من التحقيق والتحري. من أهل طهران، ولد في الحادي عشر من شهر ربيع الأول بطهران وانتقل إلي العراق عام (1313ه) فتفقه في النجف. أخذ العلم عن العلماء الأعلام، كالمحقق المولي محمد كاظم الخراساني، والعلامة الحبر شيخ الشريعة الأصفهاني، وآية الله السيد محمد كاظم الطباطبائي اليزدي، وكتب تقرير أبحاثهم في الفقه وأصوله. وفي سامراء اختص بالتلمذة علي الزعيم المقدم آية الله المجاهد ميرزا محمد تقي الشيرازي. كما روي عن جماعة من حجج الإسلام كالحاج ميرزا حسين النوري، والمولي علي النهاوندي، والشيخ محمد طه نجف، والسيد المرتضي الكشميري، والحاج ميرزا حسين الخليلي، وغيرهم. وأجيز بالاجتهاد قبل سن الأربعين. شارك في الانقلاب الدستوري في إيران. انتقل إلي سامراء (1329-1355ه) وعاد إلي النجف لمتابعة العمل في تأليف كتبه، إلي أن توفي. وصدرت عنه أكثر من ألفي إجازة في رواية الحديث. من كتبه المطبوعة (الذريعة إلي تصانيف الشيعة) تسعة عشر جزء، و(نقباء البشر في القرن الرابع عشر) وهو واحد من 11 كتاباً في التراجم في وفيات المائة الرابعة الهجرية فما يليها. أفرد كل كتاب منه بقرن وباسم، وسمي الجميع (طبقات أعلام الشيعة) صدر منه ستة مجلدات. ومن كتبه المخطوطة (ضياء المفازات في طرق مشايخ الإجازات) و(مشجرة في الأنساب).

ذكر الشيخ محمد حسن الطالقاني في النجف أن آغا بزرك وقف مكتبته المحتوية علي أكثر من خمسة آلاف كتاب، وجعل لها قسما من داره.

() يعود السبب في تأليف كتاب الذريعة، هو زعم البعض من الأفاكين بأنه لا مؤلفات للشيعة. وقد انبري ثلاثة من العلماء الأعلام للرد علي هؤلاء المتخرصين، وهم آية الله السيد حسن الصدر (قدس سره) فألف كتاب (تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام)، والعلامة السيد محسن الأمين العاملي رحمة الله عليه فألف كتاب (أعيان الشيعة)، والعلامة الشيخ آغا بزرك الطهراني رحمة الله عليه، فقد نهض لهذه المهمة منذ سنة 1329ه، بعزم لا يعرف الفشل ونشاط لا يفله الكلل، مثابراً علي العمل معانياً فيه أتعاباً وجهوداً من التجوال في البلدان والإطلاع علي المكتبات والكتب والفهارس، وتحر لكل ما يتوصل به إلي ضالته المنشودة، من سعي متواصل وعمل يردف بعضه بعضاً، حتي طوي علي ذلك ستة وعشرين عاماً، فكان هذا الكتاب القيم الذي أسماه (الذريعة إلي تصانيف الشيعة)، الذي دون فيه كل ما جادت به أقلام علماء الشيعة في شتي العلوم التي ورثوها عن أئمة الهدي عليهم السلام وبمختلف اللغات، كالعربية والفارسية والتركية والكردية والأردية علي ما في ذلك من صعوبات في ذلك الوقت. وإن كان من المتعذر عادة الإحاطة بجميع كتب الشيعة مع تفرقها في مناحي شتي وأقطار شاسعة، لكن عزيمة الشيخ رحمة الله عليه كانت شيئاً آخر، وبذلك أسدي للدين والمذهب الحق خدمة لا تقدر بثمن، فقد جعله العلامة السيد محسن الأمين العاملي رحمة الله عليه أحد مصادر كتابه (أعيان الشيعة) وكذلك غيره من المؤلفين. بدأ العلامة آغا بزرك رحمة الله عليه تصنيف هذا الكتاب سنة 1329ه / 1911م، ونشر باكروة مجلداته في النجف عام

1355ه / 1936م، ولم يكن إذ ذاك قد طبع أي فهرس عن مخطوطات العراق وإيران، كما قام بفحص المكتبات واحدة واحدة، والتفتيش عن مخطوطاتها مجلداً مجلداً، وقراءة كل منها لتعيين موضوعها وأبوابها ونقل سطور منها في هذه الموسوعة.

() نهج البلاغة، قصار الحكم: 315.

() آية الله العظمي السيد الميرزا مهدي الشيرازي ?: كان من مشاهير الفقهاء المجتهدين ومراجع التقليد في زمانه، مزج العلم الإلهي بالعمل الصالح علي أحسن وجه فأعطي من نفسه خير صورة لما يجب أن يكون عليه عالم الدين حقاً.

والده الميرزا حبيب الله الحسيني الشيرازي بن السيد آقا بزرك بن السيد ميرزا محمود بن السيد إسماعيل، فوالد الميرزا مهدي هو ابن أخ المجدد الشيرازي الكبير، وأما والدته فهي منتسبة لبيته، كما إن زوجته كانت من حفيدات المجدد الشيرازي من كريمته السيدة الفاضلة آغا بي بي.

فقد أباه في طفولته فعني بنشأته وتربيته دينياً وإسلامياً شقيقه المرحوم الميرزا عبد الله الحسيني الشيرازي الشهير بالتوسلي.

ولد ? في مدينة كربلاء سنة 1304 وظل بها إلي سني شبابه الأولي فدرس علي أساتذتها مقدمات العلوم من نحو وصرف وحساب ومنطق وسطوح الفقه والأصول، ثم سافر إلي سامراء واشتغل فيها بالبحث والتحقيق والتدريس لفترة طويلة ثم توجه إلي مدينة الكاظمية فاشتغل بالبحث والدرس ما يقرب من سنتين وسافر بعدها إلي كربلاء المقدسة وبقي فيها فترة من الزمن مواصلاً الدرس والبحث إلي أن انتقل إلي النجف الأشرف وأقام بها ما يقرب من عشرين عاماً. درس الخارج علي أيدي كبار العلماء والمراجع في عصره أمثال: السيد الميرزا علي آغا نجل المجدد الشيرازي، والميرزا الشيخ محمد تقي الشيرازي، والعلامة الآغا رضا الهمداني صاحب (مصباح الفقيه) والسيد محمد كاظم الطباطبائي اليزدي صاحب (العروة الوثقي) وغيرهم.

كان ? يحضر في كربلاء المقدسة بحثاً علمياً عميقاً يسمي ببحث ال (كمباني) تحت رعاية المرحوم السيد الحاج آغا حسين القمي وكان البحث يضم جمعاً من أكابر ومشاهير المجتهدين في كربلاء المقدسة. بعد وفاة السيد القمي سنة 1366ه استقل بالبحث والتدريس واضطلع بمسؤولية التقليد والمرجعية الدينية ورجع الناس إليه في أمر التقليد. في عهد حكومة عبد الكريم قاسم في العراق وفي أثناء فترة تنامي المد الشيوعي، بادر إلي استنهاض همم مراجع الدين الكبار في النجف الأشرف لاتخاذ موقف جماعي قوي إزاء الخطر الإلحادي علي العراق فالتقي بآية الله العظمي السيد محسن الحكيم وأصدر الأخير فتواه الشهيرة بتكفير الشيوعية.

توفي ? في الثامن والعشرين من شهر شعبان سنة 1380ه وشيع جثمانه في موكب مهيب قلما شهدت كربلاء مثله ودفن في مقبرة العالم المجاهد الشيخ الميرزا محمد تقي الشيرازي في صحن الروضة الحسينية الشريفة، وأقيمت علي روحه الطاهرة مجالس الفاتحة والتأبين بمشاركة مختلف الفئات والطبقات واستمرت لعدة أشهر.

من مؤلفاته المطبوعة: ذخيرة العباد، الوجيزة، ذخيرة الصلحاء، تعليقة العروة الوثقي، تعليقة الوسيلة، بداية الأحكام، مناسك الحج (فارسي)، أعمال مكة والمدينة، ديوان شعر وقد طبع بعض أشعاره متفرقة.

() موهنداس كرامشاند غاندي (18691948م): فيلسوف ومجاهد هندي، ولد في بور بندر. اشتهر بلقب (المهاتما) أي النفس السامية، دعا إلي تحرير الهند من الإنجليز بالطرق السلمية والمقاومة السلبية بعيداً عن العنف. أدت جهوده إلي استقلال الهند عام 1947م. اغتاله براهماتي متعصب في 30 كانون الثاني (1948م). يعد من أبرز دعاة السلام.

() حزب المؤتمر الهندي تأسس عام (1885م) كحزب معارض للوجود البريطاني في البلاد، ثم قاد الهند نحو الاستقلال. واستطاع الاستئثار بالسلطة فيها بشكل شبه متواصل منذ (1948م) وحتي مطلع الثمانينات من القرن الماضي. تشكل

الحزب في البداية كجمعية وطنية عامة فعقد مؤتمره التأسيسي في بومباي عام (1885م) وذلك بهدف تعريف الأعضاء بعضهم علي بعض ورسم سياسة الحزب المقبلة. استلم غاندي قيادة الحزب بعد موت (كرفال ميها وبيلاك) وتعرض خلالها للاعتقال مرات عدة وذلك حتي استقلت الهند عام (1947م) فاغتيل من قبل أحد الهنود.

() راجع روضة الواعظين: ج2 ص454 مجلس في ذكر فضل الفقر والقوت وما أشبه ذلك.

() شرح أصول الكافي، للمولي المازندراني: ج8 ص181 باب المكارم ح2.

() سورة التوبة: 55.

() سورة طه: 131.

() الكافي: ج2 ص137-138 باب القناعة ح1.

() وسائل الشيعة: ج21 ص530 ب15 ح27772.

() بحار الأنوار: ج70 ص175 ب129 ح16.

() الكافي: ج2 ص138 باب القناعة ح5.

() وسائل الشيعة: ج21 ص531 ب15 ح27775.

() بحار الأنوار: ج22 ص128 ب37 ح102.

() الكافي: ج2 ص139 باب القناعة ح8.

() وسائل الشيعة: ج21 ص531-532 ب15 ح27779.

() بحار الأنوار: ج70 ص178 ب129 ح22.

() الكافي: ج2 ص140 باب القناعة ح11.

() سورة العنكبوت: 58.

() بحار الأنوار: ج68 ص90 ب62 ضمن ح43.

() فقه الرضا عليه السلام: ص368 ب101.

() مستدرك الوسائل: ج11 ص261 ب19 ح12937.

() إرشاد القلوب: ج1 ص126 ب38 في الصبر.

() سورة الزمر: 10.

() سورة الفرقان: 75.

() سورة المؤمنون: 111.

() سورة الإنسان: 12.

() سورة القصص: 54.

() سورة البقرة: 214.

() سورة البقرة: 155.

() سورة الفرقان: 63.

() مكارم الأخلاق: ص446 ب12 ف4 في موعظة رسول الله صلي الله عليه و اله لابن مسعود.

() سورة المطففين: 26.

() سورة البقرة: 148، سورة المائدة: 48.

() سورة آل عمران: 133.

() راجع تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن: ج2 ص390 سورة آل عمران. وتفسير تقريب القرآن إلي الأذهان: ج4 ص39 ط1 عام 1400ه/1980م.

() التحصين لابن فهد الحلي: ص17 القطب الثالث.

() سورة الرعد: 20-25.

() سورة غافر:

8.

() سورة البقرة: 182.

() الكافي: ج2 ص341 باب الكذب ح16.

() سورة يوسف: 70.

() سورة الأنبياء: 63.

() الخطر هو المشي متمايلاً معجباً بنفسه كالمتكبر، وإن لم يكن في قلب الإنسان كبر، وإنما يريد بذلك الاستعلاء علي الخصم.

() وسائل الشيعة: ج12 ص253 ب141 ح16232.

() سورة يوسف: 70.

() بحار الأنوار: ج69 ص242 ب114 ح5.

() نهج البلاغة،الخطب: 27 ومن خطبة له عليه السلام وقد قالها يستنهض بها الناس حين ورد خبر غزو الأنبار بجيش معاوية فلم ينهضوا.

() سورة التوبة: 107، سورة الحشر: 11.

() راجع موسوعة الفقه، كتاب القواعد الفقهية، قانون الأهم والمهم.

() الكافي: ج6 ص132 باب الإيلاء ح6.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص315 ب28 ح16.

() سورة التوبة: 91.

() من لا يحضره الفقيه: ج3 ص166 باب المعايش والمكاسب والفوائد والصناعات ح3617.

() مشكاة الأنوار: ص212 ب4 ف9 في صحبة الخلق والمواساة معهم.

() الكافي: ج2 ص209 باب الإصلاح بين الناس ح2.

() مستدرك الوسائل: ج7 ص45 ب16 ح7613.

() وسائل الشيعة: ج18 ص439 ب1 ح24001.

() غوالي اللآلي: ج1 ص266 ف10 ح61.

() وسائل الشيعة: ج21 ص451 ب67 ح27557.

() الأمالي للطوسي: ص522 المجلس18 ح1152.

() الخصال: ج1 ص79 باب الاثنين ح128.

() ثواب الأعمال: ص289 عقاب مجيء عقوبات الأعمال.

() كتاب (الدعاء والزيارة): من تأليفات سماحة الإمام الشيرازي (أعلي الله مقامه) في كربلاء المقدسة، وقد انتهي ? من تأليفه ليلة 6رمضان المبارك 1375ه. يقع الكتاب في 1072 صفحة قياس 24 × 17، وقد تناول (أعلي الله مقامه) فيه الأدعية والصلوات والزيارات المأثورة والتعقيبات المشتركة والمختصة، كأدعية الصباح والمساء، وأدعية أيام الأسبوع، والنوافل اليومية والصلوات المستحبة، ودعاء الصباح وكميل والعشرات والاحتجاب والسمات والاعتقاد والعلوي المصري والمشلول ويستشير والحرز اليماني والمجير والجوشن الكبير والصغير ومكارم الأخلاق و … كما ذكر أعمال السنة

وملحقاتها، كأعمال شهر رجب، وشعبان، وشهر رمضان، و …، وأيضاً أعمال يوم النيروز، أعمال شهر نيسان، آداب السفر، آداب الزيارة، زيارة الرسول الأعظم صلي الله عليه و اله، زيارة فاطمة الزهراء عليها السلام، زيارة أئمة البقيع عليهم السلام، سائر الزيارات في المدينة المنورة، زيارة أمير المؤمنين عليه السلام، زيارة الإمام الحسين عليه السلام، زيارة الناحية المقدسة، التبرك بتربة الحسين عليه السلام، زيارة الكاظمين عليهما السلام، زيارة النواب الأربعة عليهم السلام، زيارة سلمان الفارسي عليه السلام، زيارة الإمام الرضا عليه السلام، زيارة السيد محمد عليه السلام، زيارة الإمامين العسكريين عليهما السلام، زيارة أم القائم عليها السلام، زيارة السيدة حكيمة عليها السلام، زيارة الإمام المهدي عليه السلام، دعاء العهد، دعاء الندبة، زيارة الجامعة الكبيرة، زيارة المعصومين عليهم السلام، زيارة السيدة زينب الكبري عليها السلام، زيارة بيت المقدس، زيارة الأنبياء عليهم السلام، زيارة أولاد الأئمة عليهم السلام، زيارة فاطمة المعصومة عليها السلام، زيارة العلماء والمؤمنين، حديث الكساء، رقاع الحاجة و… طبع الكتاب عدة مرات في لبنان والكويت وإيران، وقد ترجمه آية الله الشيخ اختر عباس النجفي إلي اللغة الأردية وطبع في باكستان.

() توضيح الدعاء والزيارة، مخطوط، يقع في 10 مجلدات.

() نهج البلاغة، الرسائل: 47 ومن وصية له عليه السلام للحسن والحسين عليهما السلام لما ضربه ابن ملجم (لعنه الله).

() أي الوجوب والثواب.

() سورة النساء: 35.

() بحار الأنوار: ج69 ص253-254 ب114 ضمن ح20.

() بحار الأنوار: ج1 ص161 ب4 ح52.

() وسائل الشيعة: ج11 ص435 ب49 ح15190.

() سورة النساء: 85.

() سورة الأنفال: 1.

() سورة الحجرات: 10.

() كما يستفاد من الآيات التي يأتي ذكرها في المتن.

() سورة النساء: 114.

() سورة المجادلة: 8.

() سورة المجادلة: 10.

() مستدرك الوسائل: ج11 ص322-323 ب39 ح13155.

() لسان

العرب: ج13 ص480 مادة تره.

() الجعفريات: ص192 كتاب التفسير باب في ذكر البنات.

() الكافي: ج2 ص455 باب محاسبة العمل ح8.

() من لا يحضره الفقيه: ج4 ص400 ومن ألفاظ رسول الله صلي الله عليه و اله الموجزة التي لم يسبق إليها ح5860.

() مستدرك الوسائل: ج11 ص323 ب39 ح13159.

() مستدرك الوسائل: ج11 ص323 ب39 ضمن ح13159.

() مستدرك الوسائل: ج11 ص323 ب39 ضمن ح13159.

() مستدرك الوسائل: ج11 ص324 ب39 ضمن ح13159.

() مستدرك الوسائل: ج11 ص324 ب39 ضمن ح13159.

() مستدرك الوسائل: ج11 ص324 ب39 ضمن ح13159.

() مستدرك الوسائل: ج11 ص324 ب39 ضمن ح13159.

() مستدرك الوسائل: ج11 ص324 ب39 ضمن ح13159.

() الكافي: ج2 ص268 باب الروح الذي أيد به المؤمن ح1.

() نهج البلاغة، قصار الحكم: 89.

() نهج البلاغة، قصار الحكم: 423.

() سورة الفلق: 5.

() وسائل الشيعة: ج16 ص9 ب61 ح20824.

() الدعاء والزيارة لسماحة الإمام الشيرازي ?: ص547 ط1 عام 1415ه 1995م مؤسسة الفكر الإسلامي، بيروت لبنان.

() سورة آل عمران: 183.

() تفسير العياشي: ج1 ص208 من سورة آل عمران ح162.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص108 ب80 ح13648.

() سورة الشعراء: 157.

() نهج البلاغة، الخطب: 201 ومن كلام له عليه السلام يعظ بسلوك الطريق الواضح.

() مكارم الأخلاق: ص459 ب12 ف5 في وصية رسول الله صلي الله عليه و اله لأبي ذر الغفاري (رضي الله عنه).

() سورة القصص: 77.

() الجعفريات: ص176 كتاب التفسير.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص140 ب90 ح13728.

() راجع غرر الحكم ودرر الكلم: ص473 ق6 ب6 ف2 أهميتها وفوائدها ح10810.

() غوالي اللآلي: ج1 ص289 المقدمة ف10 ح146.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص141 ب90 ضمن ح13729.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص141 ب90 ضمن ح13729.

() سورة الزمر: 56-57.

() سورة ق: 22.

() دعائم الإسلام: ج2 ص349-350 كتاب الوصايا ف1

ح1297.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص141 ب90 ح13731.

() كتاب العين: ج4 ص197 مادة خلس.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص473 ق6 ب6 ف2 أهميتها وفوائدها ح10813.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص473 ق6 ب6 ف2 أهميتها وفوائدها ح10811.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص475 ق6 ب6 ف2 آثار الحزم وعلائمه ح10879.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص142 ب90 ضمن ح13731.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص473 ق6 ب6 ف2 أهميتها وفوائدها ح10816.

() بحار الأنوار: ج75 ص113 ب19 ضمن ح7.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص473 ق6 ب6 ف2 أهميتها وفوائدها ح10818.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص473 ق6 ب6 ف2 أهميتها وفوائدها ح10819.

() نهج البلاغة، الرسائل: 31 ومن وصية له عليه السلام للحسن بن علي عليه السلام كتبها إليه بحاضرين.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص449 ق6 ب4 ف11 ح10321.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص142 ب90 ضمن ح13731.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص474 ق6 ب6 ف2 عدم اغتنام الفرص وآثارها ح10837.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص143 ب90 ضمن ح13731.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص473 ق6 ب6 ف2 أهميتها وفوائدها ح10829.

() تنبيه الخواطر ونزهة النواظر: ج1 ص17.

() بحار الأنوار: ج72 ص370 ب82 ح7.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص109 ب80 ح13652.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص5-6 ب52 ح13354، والمستدرك: ج12 ص109 ب80 ح13653.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص456 ق6 ب5 ف1 ذم الظلم ح10407.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص456 ق6 ب5 ف1 ذم الظلم ح10408.

() الجعفريات: ص232 باب البر وسخاء النفس وطيب الكلام والصبر علي الأذي.

() الكافي: ج2 ص330-331 باب الظلم ح1.

() سورة الفجر: 14.

() وسائل الشيعة: ج16 ص47 ب77 ح20944.

() بحار الأنوار: ج72 ص329 ب79 ح59.

() الكافي: ج2 ص331 باب الظلم ح4.

() الخصال: ج1 ص16 باب الواحد ح59.

() وسائل الشيعة:

ج16 ص48 ب77 ح20946.

() الكافي: ج2 ص331-332 باب الظلم ح7.

() بحار الأنوار: ج72 ص330 ب79 ح62.

() وسائل الشيعة: ج16 ص47 ب77 ح20943.

() الكافي: ج2 ص332 باب الظلم ح11.

() ثواب الأعمال: ص272 373 عقاب من ظلم.

() سورة النساء: 9.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص98 ب77 ح13625.

() الكافي: ج2 ص333 باب الظلم ح14.

() بحار الأنوار: ج72 ص331 ب79 ح66.

() وسائل الشيعة: ج16 ص55-56 ب80 ح20965. والوسائل: ج17 ص177-178 ب42 ح22290.

() ثواب الأعمال: ص274 عقاب من ظلم.

() سورة الأنعام: 129.

() تفسير العياشي: ج1 ص376 من سورة الأنعام ح92.

() الكافي: ج2 ص334 باب الظلم ح20.

() بحار الأنوار: ج72 ص328 ب79 ح58.

() سورة آل عمران: 17.

() كتاب (الفقه: النظافة): من تأليفات سماحة الإمام الشيرازي (أعلي الله مقامه) في قم المقدسة بتاريخ 1ذي القعدة 1417ه. وهو ضمن موسوعة الفقه ويقع في 567 صفحة، قياس 24 × 17، وقد تناول (أعلي الله مقامه) فيه المواضيع التالية: استحباب النظافة، النظافة في القرآن، النظافة في الروايات، بين النظافة الجسدية والروحية، نظافة القرآن وعدم تحريفه، حرمة تنجيس القرآن، نظافة النية، اجتناب التدخين، الطهارة من الحدث والخبث، المطهرات في الإسلام، النجاسات والاجتناب عنها، النظافة وأحكام التخلي، نزح البئر، النضح، الغسل والوضوء والتيمم، النوم علي طهارة، النظافة بعد الموت، الأغسال الواجبة والمستحبة، النظافة في الصلاة، نظافة المسجد وطهارته، النظافة الشخصية، استحباب دخول الحمام للتنظيف، التنظيف والخضاب، الكحل وآدابه، الشعر والتنظيف، المشط وآدابه، تنظيف الشارب، نظافة الفم، السواك، لا للتدخين، الختان سنة واجبة، التدهين، التعطر، نظافة المنزل، تهيئة الزوجين وتزينهما، آداب المائدة، تخليل الأسنان، النظافة الثقافية، دور العلماء في النظافة، من شروط العلم: النظافة، النظافة السياسية، حرمة الاستبداد في الحكم، التعددية، حقوق الإنسان، الحريات الإسلامية، لا عنف في الإسلام،

حرمة التجسس والتعذيب، نظافة التعامل مع العدو، رعاية المعاهدات الدولية، لا لسفك الدماء، حرية المعارضة، نظافة الحرب، نظافة التعامل مع الأسري، نظافة القانون والتطبيق، النظافة الاقتصادية، النظافة من الفقر، بيت المال، الجمارك، النظافة من المكر والغش والخيانة والاحتكار، النظافة الاجتماعية، النظافة في الصداقة، نظافة المشورة، نظافة الأسرة، نظافة النكاح، نظافة العين، التوسعة علي العيال، نظافة الاسم، نظافة العقوبات، توبة المرتد الفطري، درء الحدود بالشبهات، نظافة القضاء، نظافة البيئة، نظافة الطب، النظافة النفسية، النظافة عن مطلق الرذائل، و … قامت بطبعه هيئة محمد الأمين صلي الله عليه و اله، الكويت، عام 1421ه / 2000م.

() مستدرك الوسائل: ج7 ص248 ب44 ح8163، والمستدرك: ج12 ص384 ب19 ح14358.

() الأمالي للطوسي: ص183 المجلس7 ح306.

() تنبيه الخواطر ونزهة النواظر: ج2 ص81.

() الدعوات: ص98 صلوات الأسبوع عن النبي صلي الله عليه و اله يوم الجمعة ح230.

() سورة المائدة: 32.

() الكافي: ج2 ص210-211 باب في إحياء المؤمن ح2.

() سورة المائدة: 32.

() وسائل الشيعة: ج16 ص187 ب19 ح21308.

() الكافي: ج8 ص93 حديث الرياح ح66.

() وسائل الشيعة: ج16 ص188 ب19 ح21310.

() بحار الأنوار: ج72 ص392 ب86 ح1.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص386 ب20 ح14364.

() يقع الكتاب في 10 مجلدات / مخطوط، وهو شرح للأدعية والزيارات التي وردت في كتاب (الدعاء والزيارة) من تأليفات سماحته ? في قم المقدسة، إيران، والنسخة موجودة عند مركز الجواد عليه السلام للتحقيق والنشر في قم المقدسة.

() الكافي: ج2 ص87 باب الاقتصاد في العبادة ح6.

() سورة البقرة: 177.

() سورة آل عمران: 31.

() سورة آل عمران: 57.

() سورة آل عمران: 76.

() سورة آل عمران: 92.

() انظر الصفحة 22 من هذا الكتاب.

() الخصال: ج2 ص571 أبواب الخمسين وما فوقه ح2.

() الكافي: ج2 ص47 باب

خصال المؤمن ح1.

() بحار الأنوار: ج65 ص340-341 ب27 ح12.

() سورة طه: 82.

() سورة المائدة: 27.

() سورة الأعراف: 31.

() سورة فاطر: 24.

() سورة الحج: 46.

() الكافي: ج2 ص47-48 باب خصال المؤمن ح3.

() بحار الأنوار: ج64 ص284-285 ب14 ح7. والبحار: ج68 ص153 ب63 ح61.

() الكافي: ج2 ص49-50 ح1.

() سورة آل عمران: 103.

() سورة النحل: 92.

() وقد قيل في ذلك شعراً:

تأبي العصي إذا اجتمعن تكسراً وإذا افترقن تكسرت آحاداً

() ناصر الدين شاه بن محمد شاه بن عباس ميرزا بن فتح علي شاه القاجاري. ولد سنة 1247ه، وهو أحد أفراد السلالة القاجارية التي حكمت إيران فترة مائة وثلاثين عاماً. جلس علي سرير الملك سنة 1264ه. كتب المؤرخون عن حياته وآثاره كتباً مستقلة مثل: (ناسخ التواريخ مجلد القاجار) و(سفرنامه ناصري) و(تاريخ ناصري). له قصائد في رثاء الإمام الحسين الشهيد عليه السلام باللغة الفارسية، وشعره معروف ومتداول بين الوعاظ وأهل الذكر والرثاء. زار العراق في سنة 1287ه بدعوة رسمية من الحكومة العثمانية، فوصل إلي كربلاء المقدسة في 7 رمضان، وورد في النجف الأشرف في 13 رمضان، ثم ذهب إلي زيارة سلمان الفارسي في 29 رمضان. وفي 2 شوال خرج إلي زيارة سامراء، فوصلها في 6 شوال وتشرف بالزيارة. عندما زار كربلاء المقدسة، أمر بتجديد الأبنية في المشهد الحسيني، وتبديل صفائح الذهب، وتذهيب القبة الطاهرة، واشتري دوراً فأضافها إلي الصحن الشريف من الجهة الغربية. وفي عهده حدثت قضية التنباك (التبغ) الشهيرة، حيث منح ناصر دين شاه حقّ امتياز التبغ إلي إحدي الشركات البريطانية لبيعه في داخل إيران وخارجه، مما كان يسبب سيطرة الكفار علي بلاد المسلمين، وقد أصدر الميرزا الشيرازي الكبير (قدس سره) فتوي بتحريم استعمال التنباك، ونتيجة لهذه الفتوي اضطر الشاه

ناصر الدين أن يذعن للفتوي ويلغي الإتّفاقية بعد أن امتنع الناس عن التدخين وساروا في تظاهرات صاخبة عمَّت كل المدن الإيرانية للتنديد بالشاه وبالإتفاقية. وقد أدي ذلك إلي خروج الإنجليز من البلاد خائبين خاسرين. تعرض في 13 ذي القعدة سنة 1313 ه إلي محاولة اغتيال علي يد الميرزا رضا الكرماني، في حرم السيد عبد العظيم الحسني عليه السلام في مدينة الري جنوب طهران توفي علي أثرها ودفن إلي جواره. ثم جلس علي أريكة السلطنة من بعده ابنه مظفر الدين شاه.

() الفشاركي: لقب عالمين من علماء أصفهان هما:

الف: الشيخ محمد باقر بن محمد جعفر الأصفهاني الفشاركي. فقيه، أصولي، متكلم،خطيب. له مؤلفات عديدة منها: آداب صلاة الليل (فارسي)، أسباب الفقر والغني والمغفرة (فارسي)، أصول الدين (فارسي) مرتب علي مقدمة وأربعة فصول، أعمال سه ماه (فارسي مختصر)، رسالة في القرعة وأحكامها، العشرية في المقتل، وآداب الشريعة (فارسي) في الآداب والسنن مرتب علي أربعة عشر باباً. توفي في 26 رجب سنة 1314ه، ودفن بمقبرة تخت فولاذ في أصفهان.

ب: السيد المحقق الفقيه محمد الفشاركي الأصفهاني. ولد في فشارك من قري أصفهان سنة 1253ه. قصد العراق وقطن كربلاء المقدسة، فقرأ العربية والمنطق والفقه والأصول، ثم انتقل إلي النجف الأشرف ثم هاجر إلي سامراء المقدسة. تخرج علي يديه جماعة من الفضلاء. من آثاره: كتاب في البراءة، شرح أوائل البراءة للأنصاري، الرسائل الفشاركية وهي ست رسائل في الفقه وأصوله تناولت المباحث التالية: (أصالة البراءة، تقوي السافل بالعالي، الدماء الثلاثة، أحكام الخلل في الصلاة، الخيارات، الإجارة)، تم تحقيقها علي عدة نسخ مخطوطة من قبل مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين في الحوزة العلمية قم المقدسة، توفي سنة 1316ه، ودفن في النجف الأشرف في إحدي

الحجر الشرقية من الصحن الشريف.

() راجع كتاب روضات الجنات: ج7 ص69 ترجمة الشيخ البهائي.

() للتفصيل راجع كتاب (القطرات والذرات) للإمام المؤلف (قدس سره).

() راجع مستدرك الوسائل: ج6 ص396 ب44 ح7077.

() راجع بحار الأنوار: ج46 ص99 ب5 ح87.

() سورة الحجرات: 9-10.

() سورة النساء: 128.

() سورة النساء: 35.

() سورة الأعراف: 65.

() سورة ق: 13.

() نهج البلاغة، الرسائل: 53 ومن كتاب له عليه السلام كتبه للأشتر النخعي لما ولاه علي وأعمالها.

() سورة البقرة: 185.

() غوالي اللآلي: ج1 ص381 ب1 المسلك الثالث ح5.

() سورة النور: 22.

() راجع نهج البلاغة، الرسائل: 23 ومن كلام له عليه السلام قاله قبل موته علي سبيل الوصية لما ضربه ابن ملجم (لعنه الله).

() سورة الممتحنة: 8-9.

() من تأليفات سماحة الإمام الشيرازي (أعلي الله مقامه) في مدينة كربلاء المقدسة. موضوعه: المبادئ والأديان، ويقع في 144صفحة قياس20×14. وقد تناول ? فيه المواضيع التالية: فلسطين، التوراة والعهد القديم، التلمود، الماسونية، بروتوكولات الصهاينة، سيطرة اليهود، المؤامرات، فجائع، اليهود اليوم، خاتمة. طبع مرات عديدة في لبنان والكويت. كما ترجمه إلي اللغة الفارسية العلامة السيد هادي المدرسي وطبع كراراً في إيران تحت عنوان (دنيا بازيجه يهود) و(دنيا ويهود) و(دنيا ملعبه دست يهود).

() من تأليفات سماحة الإمام الشيرازي (أعلي الله مقامه) في مدينة كربلاء المقدسة. وهو في المبادئ والأديان، ويقع في 54صفحة قياس 20×14. وقد تناول (أعلي الله مقامه) فيه المواضيع التالية: حول الإله، حول الأنبياء عليهم السلام، عيسي عليه السلام، داود عليه السلام، لوط عليه السلام، يعقوب عليه السلام، سليمان عليه السلام، موسي عليه السلام، أشعيا عليه السلام، أرميا عليه السلام، حزقيال عليه السلام، هوشع عليه السلام، هارون عليه السلام، نوح عليه السلام، النبي الشيخ عليه السلام، النبي اليشع عليه

السلام، نسبة ولد الزنا إلي بعض الأنبياء عليهم السلام، إبراهيم عليه السلام، حول العهدين. وقد كان هذا الكتاب سبباً لإسلام الكثير من النصاري. طبع في النجف الأشرف العراق لأول مرة. ثم قام بترجمته إلي اللغة الفارسية الشيخ علي الكاظمي، تحت عنوان: (خرافات در كتب مسيحيان)، وطبع عدة مرات في إيران. كما ترجم إلي الإنجليزية تحت عنوان: (GOD AND HIS PROPHETS IN THE BIBLE)، وطبع للمرة الثانية في لندن.

() وكمثال علي ذلك نذكر هنا ما ورد في بعض وسائل الإعلام:

تقول الحكومة البريطانية: إن التربية السيئة التي يتلقاها الأطفال في البيت هي المسؤولة عن ارتفاع معدل الجريمة التي يرتكبها تلاميذ المدارس وعن سوء سلوكهم. فقد صرحت وزيرة التربية في خطاب ألقته أمام رابطة المدرسين والمحاضرين: أن سوء التربية أدي بالأطفال إلي عدم احترام من حولهم. وتطلب وزيرة التربية من مجالس البلدية في أنحاء بريطانيا استعمال سلطاتها في إرغام الآباء والأمهات الذين يتسمون بالعنف علي حضور جلسات تدريبية وإلا فإن عليهم أن يحاكموا ويغرموا حوالي ألف جنيه إسترليني.

كما أبرزت الصحف البريطانية المشكلة المتفاقمة المتمثلة في عدم انصياع تلاميذ المدارس للقانون والنظام. وأبرزت قصة أخوين مراهقين متهمين بارتكاب سلسلة من الجرائم وقصة طفلة في الحادية عشرة من عمرها هشمت نافذة أحد المتاجر.

تقول وزيرة التربية: إنها تريد أن يمارس المدرسون مهمتهم في تعليم الأطفال الانضباط والابتعاد عن العنف. وقالت أيضاً: كيف يمكن أن نتوقع أن يحترم الأطفال المدرسين في حين أن الآباء والأمهات لايفعلون؟، وقالت الوزيرة: إن علي الآباء والأمهات أن يعلموا أطفالهم احترام الآخرين. ومعظم الآباء والأمهات يفعلون ذلك، ولكن هناك فئة تنعكس ممارستها الشاذة علي الآخرين. وتضيف: إن هذه الممارسات تقف عقبة في طريق مساعينا للقضاء علي سوء

السلوك في مدارسنا.

كما قال رئيس الوزراء البريطاني في أثناء زيارة قام بها لمدرسة في شمال إنجلترة: إنه يجب تقديم آباء التلاميذ المشاغبين وأمهاتهم للمحاكمة للحد من التسيب. وقال: ليس من المقبول أن يطوف التلاميذ المطرودين من المدارس لسوء سلوكهم في الشوارع محدثين الشغب والإزعاج دون أن يفعل أحد شيئا للحد من ذلك.

() أدولف هتلر (1889 – 1945م): زعيم ألمانيا النازية، أصبح عام 1933 سيد ألمانيا المطلق. أدت سياسته الخارجية التوسعية الطاغية إلي نشوب الحرب العالمية الثانية عام 1945م، وقد أحرز في مستهلها عدة انتصارات، فاحتلت قواته بولندا والنروج والدانمارك وهولندا وبلجيكا وفرنسا، حتي إذا هاجم الاتحاد السوفياتي السابق وخسر معركة ستالينغراد عام 1943م، فتوالت عليه الهزائم. وضع ما بين عام 1924 و1926م كتاب (كفاحي) Mein Kampf، الذي أعتبر فيما بعد إنجيل النازيين. انتحر في 30 نيسان / إبريل 1945م أثناء حصار برلين.

() نيرون (37 – 68 م.): أمبراطور روماني تميز بالطغيان والوحشية، وكان مضطرب الشخصية، غشوماً فاسقاً، حيث بلغه أن كثيراً من أهل روما أخذوا بدين المسيح فنكر ذلك وقتلهم حيث وجدوا، ثم قام بقتل فطرس وبولس وصلبه منكساً أربع عشرة سنة، كما قتل والدته عام 59 م. أحرق روما عام 64 م، واتهم المسيحيين بذلك فاضطهدهم. انتحر بعد أن ثار عليه القادة العسكريون في إفريقيا وإسبانيا وبلاد الغال.

() بنيتو موسوليني (1883 – 1945م): زعيم إيطاليا الفاشية. أسس الحزب الفاشي في ميلانو عام 1919م. وفي عام 1922 زحفت المليشيا الفاشية علي روما وأسندت رئاسة الوزارة إلي موسوليني. أنشأ مع هتلر محور روما برلين عام 1936م. أعلن الحرب علي الحلفاء عام 1940م، ولكن هزيمة قواته أدت إلي سقوطه في تموز / يوليو عام 1943م. أعاده الألمان

إلي السلطة في إيطاليا الشمالية عام 1943 – 1945م. قتله بعض خصومه عام 1945م.

() ولد ستالين أي الفولاذ واسمه الأصلي (جوزف نيساريونوفتش دجوغشفيلي) في قرية غوري الجبلية الواقعة في مقاطعة جيورجيا سنة 1879م، كان والده فلاحاً من بلدة ديدو ليلو المجاورة، وأمه (إيكاترينا غيلانسه) وكان أجدادها من الأجراء في قرية غمباز يولي.

التحق ستالين بمدرسة غوري الابتدائية ودورتها التعليمية أربع سنوات وفي سنة 1894م حصل علي منحة للالتحاق بمعهد تفليس الديني الذي كان يقدم له الملابس والطعام والكتب مجاناً فضلاً عن التعليم ولكنه طرد بعد أربع سنوات فانصرف إلي النشاط الحزبي.

تزوج مرتين فانجب من زوجته الأولي (إيكاترينا سفاندتسه) ابناً واحداً (ياشار يعقوب) وكان بليداً فعمل كهربائياً ميكانيكياً في القطارات الحديدية حتي بعد أن أصبح والده دكتاتور روسيا، كما أنجب من زوجته الثانية (ناديا اليلوييغا) ابناً سماه (فاسيلي) وابنة سماها (سفتلانا).

في سنة 1900م أصبح ستالين عضواً في الحزب الاجتماعي الديمقراطي وظل حتي سنة 1917م يعمل في مجالس الحزب الداخلية وقد أوقف ستة مرات ونجا خمس مرات وفي المرة الأخيرة سنة 1913م نفي إلي سيبيريا حيث بقي حتي سقوط القيصرية.

كان ستالين عارفاً بأوضاع العمال في روسيا وكان يتمتع بعطف زعيم الحركة (لينين) وتقديره وقد بقي علي اتصال وثيق به بعد سنة 1917م وتسلم مفوضية الأجناس أربع سنوات ثم أصبح سكرتير الحزب الشيوعي، وبموت (لينين) عام 1924م دب النزاع بين الزعماء علي القيادة فشرع (ستالين) في تعزيز منصبه فدبر في نيسان 1925م عزل (تروتسكي) من مفوضية الحزبية وفي الشهر نفسه انفصل عن (زينومينيف) و(كامينيف) واتحد مع أعضاء المكتب السياسي الآخرين (بوخارين) و(رايكون) و(تومسكي).

في شباط 1926م تم طرد (زينومينيف) من المكتب السياسي ثم من رئاسة سوفيات بطرسبرج، وأخيراً من رئاسة

الأممية الثالثة، وفي 23 تشرين الأول تم طرد كل من (تروتسكي) و(كامينيف) من المكتب السياسي فتم بهذا الوضع الحد النهائي لأي مقاومة فعالة لستالين، وتلا ذلك فصل (زينومينيف) و(كامينيف) و(تروتسكي) من لجنة الحزب المركزية ثم شطب أسمائهم من الحزب، وفي سنة 1929م نفي (تروتسكي) إلي الخارج وأصبح (ستالين) في حزيران سنة 1930م دكتاتور روسيا بلا منازع.

عندما هاجمت الجيوش الألمانية روسيا سنة 1941م قاد (ستالين) الجيش في حروبه الدفاعية والهجومية وقد أصبح قائداً عاماً للجيوش السوفياتية وسنة 1943م رقي إلي رتبة مارشال.

تميزت فترة حكمه بالاستبداد والدكتاتورية والقضاء علي المناوئين في محاكمات صورية، توفي في موسكو عام 1952م وفي عهد (خروشوف) تعرض لحملة عنيفة كشفت عن عورات حكمة وأدت إلي تحطيم تماثيله ونصبه التذكارية.

() في ترجمة حياته أنه درس في معهد تفليس الديني لكنه طرد بعد أربع سنوات.

() سورة الأنبياء: 107.

() الكتاب المقدس، إنجيل لوقا: الإصحاح الثالث، بشارة يوحنا المعمدان.

() سورة المائدة: 82.

() يقع الكتاب في مائة وعشر مجلدات وهو من تأليف العلامة المجلسي محمد باقر تقي بن مقصود علي الأصفهاني? المتوفي عام (1111ه). موسوعة كبري في الحديث تحوي جميع البحوث الإسلامية في التفسير والتاريخ والفقه والكلام وغير ذلك، حيث يحتوي بين دفّتيه روايات كتب الحديث في تنظيم منسّق وتبويب متكامل تقريباً. وقد اعتمد العلامة المجلسي في تفسير وشرح الأحاديث علي مصادر متنوعة في اللغة والفقه والتفسير والكلام والتاريخ والأخلاق وغيرها. كما اختار النسخ المعتبرة من هذه المصادر لكتابة موضوعات هذا الكتاب حيث توافرت له إمكانات ضخمة في ذلك. وفي الجملة فإن كتاب (بحار الأنوار) يعتبر مكتبة جامعة ضمّت الكتب المعتبرة في نظم وتنسيق خاصّين. ينقسم كتاب (بحار الأنوار) إلي كتب متعددة اختص كل كتاب منها في

موضوع معين. وكل كتاب ينقسم أيضاً إلي أبواب عامة وضمّ كل باب عام أبواباً جزئية. وقد ضمت بعض الأبواب الجزئية عدة فصول. وقد أوجد العلامة بعض الأبواب والكتب لأول مرة مثل: (كتاب السماء والعالم) و (تاريخ الأنبياء والأئمة عليهم السلام)، وقد ذكر العلامة في الفصل الأول من مقدمته أسماء 375 مصدراً من مصادر الكتاب. بدأ العلامة بكتابة البحار منذ سنة 1070 ه واستمر حتي سنة 1103ه. وتم تنظيمه في 25 مجلداً. ولما صار المجلد الخامس عشر ضخما قسّم إلي مجلدين فأصبح عدد المجلدات 26 مجلداً. وقامت (دار الكتب الإسلامية) بطبع هذه المجلدات الست والعشرين في 110 مجلدات، وتمثل الأجزاء 56 و55 و54 فهارس الكتاب.

() يقع الكتاب في ثلاثين مجلداً وهو من تأليف الشيخ الحر العاملي محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن الحسين العاملي ?. يحوي روايات أهل بيت العصمة والطهارة عليهم السلام في الأحكام الشرعية في جميع أبواب الفقه. وقد اعتمد الشيخ الحر العاملي في هذا الكتاب بالإضافة إلي الكتب الأربعة علي أكثر من 180 كتاباً من الكتب الروائية المعتبرة عند الشيعة. ويعد كتابه هذا من أفضل الجوامع الروائية عند الشيعة.

فهو يحوي ما يقرب من 36 ألف رواية حول الأحكام الشرعية، الواجبات، المحرمات، المستحبات والآداب. وقد حظي هذا الكتاب منذ زمن تأليفه بعناية واهتمام علماء الشيعة وفقهائهم. ويعتبر في زماننا هذا من الأركان الأصلية لاستنباط الأحكام الشرعية والاجتهاد في الحوزات العلمية الشيعية، وفي جميع دروس البحث الخارج في الفقه حيث يستند عليه في نقل الروايات.

وقد رتب الشيخ الحر العاملي روايات هذا الكتاب بحسب ترتيب المسائل الشرعية في الكتب الفقهية، من كتاب الطهارة حتي كتاب الديات علي شكل أبواب مستقلة. وقد سعي لتخصيص باب

مستقل لكل مسألة شرعية، وهذا جعل الحصول علي الروايات سهلاً جداً بحيث يمكن للمراجع أن يعثر علي الرواية المطلوبة بكل يسر. وزاد في أبواب الكتاب بما تساعده المسائل المودعة في الأخبار مع ترتيب مأنوس ونضد مرغوب.

وقد بذل الشيخ عشرين عاماً من عمره في كتابة هذا الكتاب وهي خدمة كبيرة في طريق حفظ روايات وأقوال أهل بيت العصمة والطهارة عليهم السلام. واستطاع الشيخ الحر العاملي تجديد النظر في هذا الكتاب مرتين وكتابته بتمامه والمرور علي ما فيه.

شروح وتعليقات الكتاب: 1 و 2 تحرير وسائل الشيعة وتحبير مسائل الشريعة. وتعليقة علي وسائل الشيعة. وكلاهما للشيخ الحر العاملي مؤلف الوسائل. 3 شرح وسائل الشيعة للشيخ محمد بن الشيخ علي بن الشيخ عبد النبي بن محمد بن سليمان بن المقابي المعاصر للشيخ يوسف البحراني. 4 شرح وسائل الشيعة للحاج المولي محمد رضا القزويني الذي استشهد في فتنة الأفاغنة. 5 مجمع الأحكام للشيخ محمد بن سليمان المقابي البحراني المعاصر للشيخ عبد الله السماهيجي. 6 شرح وسائل الشيعة للسيد أبي محمد حسن بن العلامة هادي آل صدر الدين موسي طاب ثراه. 7 الإشارات والدلائل إلي ما تقدم أو تأخر في الوسائل، لحفيد العلامة صاحب الجواهر الشيخ عبد الصاحب. 8 شرح وسائل الشيعة لآية الله السيد أبي القاسم الخوئي. ويتصدي هذا الكتاب لبيان المطالب التي يمكن استفادتها من الروايات والتي لم يشر إليها صاحب الوسائل إضافة إلي الروايات الأخري التي لم يذكرها الشيخ الحر العاملي. 9 مستدرك الوسائل للعلامة المحدث النوري. وقد تصدي فيه لذكر الروايات التي لم يأت بها الشيخ الحر العاملي وبحسب ترتيب وسائل الشيعة، وبالتوجه إلي مقدار هذه الروايات فإن حجم الوسائل يصبح ضعف ما عليه الآن.

خاتمة الكتاب: ذكر

الشيخ في نهاية الكتاب أموراً مهمة في علم الحديث والرجال مثل مشيخة الشيخ الصدوق، والشيخ الطوسي، والشيخ الكليني، ومصادر الكتاب، وسند المؤلف إليها، وصحة واعتبار مصادر الكتاب، وأصحاب الإجماع، وقرائن الخبر، وصحة أحاديث الكتاب، والجواب علي الاعتراضات، والأحاديث المضمرة، وأحوال الرجال واصطلاحات الكتاب. كما أورد الشيخ أيضاً كتاباً رجالياً مختصراً للشيخ المفيد. وقد قام بتوثيق الكثير من الرواة معتمداً علي المصادر الرجالية المعتبرة.

فهرس الكتاب: كتب الشيخ الحر العاملي فهرساً لكتاب الوسائل تحت عنوان (من لايحضره الإمام). ويحوي هذا الفهرس جميع عناوين أبواب الكتاب، وحيث إن كتاب الوسائل ذكر جميع المسائل الفقهية في أبواب مستقلة فإن هذا الفهرس أصبح بحد ذاته دائرة غنية للمعارف وجامعة للمباحث الفقهية ومختصراً لكتاب الوسائل، بل أصبح كما ذكر المؤلف نفسه كتاباً فقهيا يحوي جميع الفتاوي المنصوصة التي وردت فيها رواية.

خلاصة الكتاب: قام الشيخ الحر العاملي بتلخيص كتاب الوسائل تحت عنوان (هداية الأمة إلي أحكام الأئمة) ثم لخص هذا أيضاً تحت عنوان (بداية الهداية). وقد انتهي في كتاب البداية إلي أن واجبات الإسلام 1535 واجباً ومحرماته 1448 محرماً.

() يقع الكتاب في ثمانية عشر مجلداً، وهو من تأليف المحدث النوري الميرزا حسين بن محمد تقي بن علي محمد بن التقي النوري النجفي ? المتوفي عام (1320ه). وهو يحوي روايات وأحاديث الأئمة الأطهار عليهم السلام في المسائل والأحكام الشرعية. وكتب هذا الكتاب استدراكاً علي (وسائل الشيعة) للشيخ الحر العاملي. وقد قام المحدث النوري بخدمة كبيرة في حفظ آثار وروايات أهل البيت عليهم السلام حيث جمع أكثر من 23 ألف رواية لم تذكر في (وسائل الشيعة).

كتب المحدث النوري كتاب المستدرك بنفس أسلوب كتاب الوسائل. فقد جعل ترتيب أبواب الكتاب مثل ترتيب أبواب الوسائل وبنفس

العناوين ليسهل علي المراجع الحصول علي الروايات المطلوبة بسهولة، وعندما يخالف صاحب الوسائل في العنوان فإنه أيضاً يحاول التنسيق بين العنوانين حتي يبدو وكأن الكتابين لمؤلف واحد. كما عبر عن صاحب الوسائل في هذا الكتاب بالشيخ، وسمي كتاب الوسائل بالأصل.

شرع المحدث النوري بكتابة المستدرك في حدود سنة 1295 ه، في مدينة سامراء بجوار الحرم الشريف للإمامين العسكريين عليهما السلام حيث كان في خدمة أستاذه الميرزا الشيرازي. وفي سنة 1313ه أي بعد وفاة الميرزا الشيرازي بسنة واحدة، أتم القسم الأصلي من الكتاب. وفي سنة 1319ه. أتم القسم الثاني وهو الخاتمة في النجف الأشرف. وبذل المحدث النوري 20 عاماً من عمره الشريف في جمع هذا الكتاب.

خاتمة المستدرك: كتب المحدث النوري (قدس سره) خاتمة لكتابه تعرض فيها إلي الكثير من المطالب الرجالية العالية، والمباحث العويصة المرتبطة بعلم الحديث مع العناية الفائقة في دراسة التوثيقات الرجالية العامة، واختلاف المشارب والمسارب فيها. علماً بأنه ركز في هذه الفوائد علي مناقشة المباني العلمية في التوثيقات الرجالية العامة. وحجم خاتمة المستدرك تصل إلي 6 أضعاف حجم خاتمة وسائل الشيعة، وهي أعمق بحثاً منها، بل هي ناظرة إليها وإلي الكثير من كتب علم الحديث والرجال.

() (جامع أحاديث الشيعة في أحكام الشريعة) هو في الحقيقة عملية تنقيح وتهذيب وتكميل لكتابي (وسائل الشيعة) للمحدث العلامة الحر العاملي? و(مستدرك الوسائل) للمحدث النوري ?، فقد سعي آية الله العظمي السيد حسين البروجردي ? إلي تأليف كتاب جامع حاو لجميع الفوائد ووافياً بجميع المقاصد، مشتملاً علي الآيات الدالة علي الأحكام والأحاديث المربوطة بالفروع وما يحتاج إليه في الفقه من الأصول خالياً من التكرار والتقطيع والفضول، مراعياً تسهيل طرق الإطلاع والعثور، بحيث لايحتاج معه الفقيه إلي غيره.

فقام ? بدعوة

عدة من العلماء والفضلاء وأبدي لهم رأيه وقصده وأمرهم بتأليف هذا الكتاب وهيأ لهم الأسباب وذلل لهم الصعاب، وهداهم إلي كيفية التبويب والترتيب، وجعلهم لجنتين منهم العلامة الحاج الشيخ إسماعيل الملايري، والعلامة الشيخ علي بناه الاشتهاردي، وبعد الفراغ لاحظه عدة مرات وأمر بطبعه ونشره، وقد طبع كتاب الطهارة منه في حال حياته وكان? يخصه من جميع آثاره ويقول: هذه ثمرة حياتي ونتيجة عمري.

وقد أمتاز هذا الكتاب بذكر الآيات المربوطة بالباب قبل أحاديثه مرتبة بترتيب السور والآيات، كما امتاز بضبط جميع ما أخرجه صاحب الوسائل وما استدركه صاحب المستدرك (رضوان الله تعالي عليهما) عدا ما نقل عن مصباح الشريعة وما لا مساس له بالأحكام، وتعيين مواضع الروايات في مصادرها الأولية بذكر أرقام الصفحات من الكتب المطبوعة وغيرها من المزايا.

() سورة المائدة: 63.

() الكافي: ج8 ص162 حديث الناس يوم القيامة ح169.

() سورة طه: 96.

() وسائل الشيعة: ج7 ص170 ب17 ح9032.

() بحار الأنوار: ج58 ص129 ب42 تتميم.

() سورة آل عمران: 159.

() راجع بحار الأنوار: ج21 ص105-106 ب26 فتح مكة.

() سورة البقرة: 256.

() راجع شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج17 ص284 ذكر الخبر عن فتح مكة.

() راجع أسد الغابة: ج5 ص93.

() راجع شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج18 ص9-10، ذكر بقية الخبر عن فتح مكة.

() سورة النساء: 58.

() راجع المناقب: ج2 ص143 فصل في المسابقة بالحزم وترك المداهنة.

() كتاب (باقة عطرة في أحوال خاتم النبيين صلي الله عليه و اله) من تأليفات سماحة الإمام الشيرازي (أعلي الله مقامه) في مدينة قم المقدسة. يقع الكتاب في 214صفحة قياس20×14. وقد تناول سماحة الإمام الراحل فيه المواضيع التالية: نسب النبي صلي الله عليه و اله، إرهاصات الولادة، نهاية الإمبراطورية الفارسية،

أسماء رسول الله صلي الله عليه و اله، دور الرضاعة، عبد المطلب عليه السلام، مع الديراني، إيمان والد النبي صلي الله عليه و اله، حرب الفجار، حلف الفضول، النبي صلي الله عليه و اله ورعي الأغنام، النبي صلي الله عليه و اله والتجارة، اقتران النورين، إبراهيم ابن رسول الله صلي الله عليه و اله، الحجر الأسود وحكمية الرسول صلي الله عليه و اله، إرهاصات النبوة، مبعث الرسول صلي الله عليه و اله، ربيب رسول الله صلي الله عليه و اله، الصدّيق والفاروق، الإنذار العام، أبو طالب عليه السلام وموقفه من النبي صلي الله عليه و اله، التعذيب دأب الجاهليين، المستهزؤون، إسلام حمزة عليه السلام، الهجرة إلي الحبشة، موت أبي طالب وخديجة عليهما السلام، نصاري نجران يسلمون، خروج الرسول صلي الله عليه و اله إلي الطائف، عرض الإسلام علي القبائل، قصة المعراج، بيعة العقبة، الهجرة إلي المدينة، ليلة المبيت، مسجد الرسول صلي الله عليه و اله، النبي صلي الله عليه و اله يؤاخي أصحابه، حال اليهود مع الرسول صلي الله عليه و اله، معاهدة الصلح، اليهود وإثارة الفتن، قصة تحويل القبلة، منبر الرسول صلي الله عليه و اله، الأذان للصلاة. و … قام بطبع الكتاب دار السبيل للنشر والتوزيع، بيروت لبنان، عام 1415ه / 1994م.

() انظر الصفحة 18-19 من هذا الكتاب.

() راجع نهج البلاغة، الخطب: 156 ومن كلام له عليه السلام خاطب به أهل البصرة علي جهة اقتصاص الملاحم.

() راجع وقعة صفين: ص162 استيلاء أهل العراق علي الماء ثم سماحهم به لأهل الشام.

() راجع نهج البلاغة، الخطب: 61.

() سورة النحل: 125.

() سورة الغاشية: 21-22.

() سورة ق: 45.

() نهج البلاغة، الرسائل: 19 ومن كلام له عليه السلام

إلي بعض عماله.

() نصير الدين محمد بن محمد بن الحسن الجهرودي القمي الطوسي. ولد بمشهد يوم السبت، الحادي عشر من شهر جمادي الأولي، عند طلوع الشمس سنة 597ه. كان أفضل أهل زمانه علماً بالفلك والرياضيات والكلام. درس علي يد الشيخ كمال الدين بن ميثم رحمة الله عليه الفقه. عاصر الغزو المغولي لبلاد الإسلام، فتمكن من هداية هولاكو إلي الإسلام، وأسلم كثير من المغول معه، ثم صار وزيراً له. كان ذا حرمة ومنزلة عالية عند هولاكو، فكان يطيعه فيما يشير به عليه، فاستطاع بذلك من الحفاظ علي ما تبقي من التراث بعد ضياع جله علي أثر سقوط بغداد، فقام بمهام كبيرة في خدمة العلم والعلماء، والحفاظ علي النفوس والدماء، وإنقاذ الكثير من المدن العراقية من الغزو المغولي. كما استطاع إنقاذ الكثير من علماء بغداد ومدارسها ومكتباتها. في سنة 657ه شرع في تأسيس مرصد فابتني في مدينة مراغة قبة ورصداً عظيماً، وجعل في الرصد داراً واسعة، واستنبط آلات عديدة شريفة للأرصاد، واتخذ في ذلك خزانة عظيمة فسيحة الأرجاء وملأها من الكتب حتي تجمع فيها ما يزيد علي أربعمائة ألف مجلد. توفي رحمة الله عليه في بغداد، آخر نهار الاثنين الثامن عشر من ذي الحجة الحرام، وقت غروب الشمس سنة 672ه، ودفن في مشهد الكاظمين عليهما السلام. وعلي هذا يكون مدة عمره (قدس سره) خمساً وسبعين سنة وسبعة أشهر وسبعة أيام. ترك آثاراً متعددة في الفلسفة والمنطق والتصوف والفلك والرياضيات، وأسهم إسهاماً بارزاً في تطوير علم المثلثات. من آثاره: (شكل القطاع)، و(تربيع الدائرة)، و(تحرير أصول أقليدس)، و(تجريد الكلام)، و(شرح الإشارات) لابن سينا، و(التذكرة)، و(تلخيص المحصل) لفخر الدين الرازي.

() هو الحسين بن عبد الله بن سينا، كنيته أبو علي

ويعرف ب (الشيخ الرئيس) ولد في أفشنه من قري بخاري عام 369 ه، وكان أبوه والياً علي سامان، فتعهده بالتربية والتعليم، فحفظ القرآن الكريم وهو دون العشر. اتجه نحو الفلسفة فرعاه الفيلسوف أبو عبد الله الناتلي فدرسه المنطق. ثم مال إلي الطب فأخذه عن عيسي بن يحيي. ثم تعمق بالعلوم الشرعية والهندسية. وقد برع ابن سينا في الشعر أيضاً وله قصيدة في (النفس) مشهورة. تجاوزت مصنفاته المائة، ومن أشهرها كتاب القانون في الطب، وقد نقل إلي اللغة اللاتينية، والشفاء، والنجاة، والإشارات والتنبيهات، والحدود في الفلسفة والمنطق. توفي في همدان عام 428 ه.

() جمال الدين الأفغاني (1254-1315ه/1839-1897م): مفكر إسلامي ومصلح ديني وسياسي واجتماعي، وصاحب دعوة تحرر الأمم الإسلامية من الاستعمار والنفوذ الأجنبي، والقيام بالجامعة الإسلامية علي أسس دستورية. ولد في سعد آباد بأفغانستان، لأسرة لها الإمارة علي قسم من البلاد ونزعت منها. انتقل في صباه إلي كابول، حيث تعلم فيها، ثم سافر إلي الهند فالحجاز، ثم عاد لبلاده، فصار الوزير الأول للأمير. ثم أطيح بالحكم فرحل للهند في عام (1869م)، ثم ألجأه الحكم البريطاني إلي الرحيل، فجاء مصر في عام (1870م)، ثم رحل ليعود إلي الهند في عام (1879م)، وشخص إلي فرنسا في عام (1883م)، حيث أصدر مع محمد عبده مجلة (العروة الوثقي)، لإيقاظ المسلمين ومهاجمة الاستعمار والدعوة للجهاد من أجل الحرية. انتقل إلي لندن، ثم فارس ثم روسيا، ثم عاد إلي فارس، فما لبث أن ألقي به مريضاً عند حدودها، لتخوف الشاه منه، وخوضه معركة ضد الاحتكارات الإنجليزية. فذهب إلي أوروبا ثم الآستانة في عام (1892م)، حيث أقام محوطاً بالرقابة الشديدة، حتي مرض وتوفي عام (1897م)، فضبطت أوراقه ودفن بغير رعاية ولا احتفال، ثم نقلت

رفاته إلي أفغانستان عام (1944م).

() الشيخ محمد عبدة بن حسن خير الله المصري (1265 – 1323ه): مفتي الديار المصرية، يعرف ب (الشيخ) و(الإمام). له شهرة طائلة في العلم وقدم راسخة في الإصلاح والسعي وراء صالح الأمة. يعد من كبار الدعاة إلي التجديد في العالم الإسلامي. اختير مفتياً للديار المصرية (عام 1317ه). انخرط في سلك تلامذة جمال الدين الأفغاني مع جماعة من نوابغ المصريين، فكان الشيخ محمد عبدة أقربهم إلي طبعه، وأقدرهم علي مباراته. تعاون معه في باريس علي إصدار مجلة (العروة الوثقي) لمحاربة الاستعمار والطغيان فصدر منها ثمانية عشر عدداً. أشهر آثاره: (رسالة التوحيد)، و(شرح نهج البلاغة) و(تفسير للقرآن الكريم)، ولكنه لم يوفق لإتمامه بسبب حلول أجله.

() أبو حامد محمد بن محمد بن محمد بن أحمد الطوسي الشافعي، المعروف بالغزالي. ولد ب (طابران) إحدي قصبتي طوس بخراسان سنة 450ه. طلب الفقه لتحصيل القوت، ثم رحل إلي أبي نصر الإسماعيلي بجرجان، ثم إلي إمام الحرمين أبي المعالي الجويني بنيسابور، فاشتغل عليه ولازمه ثم جلس للإقراء. حضر مجلس نظام الملك، فأقبل عليه نظام الملك، فعظمت منزلة الغزالي، وندب للتدريس في المدرسة النظامية ببغداد. أقبل علي العبادة والسياحة، فخرج إلي الحجاز فحج، ثم رجع إلي دمشق فاستوطنها عشر سنين، ثم سار إلي القدس والإسكندرية، ثم عاد إلي وطنه بطوس. ثم إن الوزير فخر الدين ابن نظام الملك طلبه إلي المدرسة النظامية في نيسابور فأجابه إلي ذلك، ثم عاد إلي وطنه، وابتني إلي جواره خانقاه للصوفية ومدرسة للمشتغلين ولزم الانقطاع. توفي ب (طابران) سنة 505 ه. له تصانيف كثيرة بلغت نحو مائتي مصنف منها: إحياء علوم الدين، الحصن الحصين في التجريد والتوحيد، تهافت الفلاسفة، الوجيز في فروع الفقه الشافعي،

والمستصفي في أصول الفقه، فيصل التفرقة بين الإسلام والزندقة، وعقيدة أهل السنة، وله كتب باللغة الفارسية. وقد كتب عنه الكثير من الباحثين والمحققين حول سيرته وآراؤه وفلسفته.

() فيصل التفرقة بين الإسلام والزندقة: ص11-15.

() فيصل التفرقة بين الإسلام والزندقة: ص16-17.

() فيصل التفرقة بين الإسلام والزندقة: ص20.

() فيصل التفرقة بين الإسلام والزندقة: ص22-23.

() فيصل التفرقة بين الإسلام والزندقة: ص66.

() فيصل التفرقة بين الإسلام والزندقة: ص85.

() محمد أنور السادات (1918 1981م): زعيم عسكري وسياسي مصري. كان أحد الضباط الأحرار الذين ثاروا علي الملك فاروق عام 1952م. أصبح رئيساً للجمهورية ما بين عام (1970 – 1981م) خلفاً لجمال عبد الناصر. قام بزيارة مفاجئة للكيان الصهيوني، وألقي خطاباً في الكنيست الإسرائيلي، ثم وقع في (26 مارس / آذار عام 1979م) معاهدة للصلح مع الكيان الصهيوني، فأعطي الصهاينة ما لم يحلموا به طوال عمرهم. سمح للأمريكان عام (1400 ه / 1979م) باستخدام القاعدة الجوية في مصر، لمهاجمة إيران من أجل إطلاق سراح المحتجزين في السفارة الأمريكية بطهران. استقبل شاه إيران محمد رضا بهلوي بعد خروجه من إيران علي أثر انهيار حكمه. اغتيل في ما كان يشهد عرضاً عسكرياً في القاهرة، يوم (السادس من أكتوبر / تشرين أول عام 1981م)، علي يد أحد الضباط والمدعو خالد الإسلامبولي.

() راجع كتاب الشيعة والتشيع لسماحة الإمام الشيرازي ?: ص10، ط1 عام 1422ه/2001م، نشر دار صادق بيروت / لبنان.

() جريدة الشوري.

() ورد في الكافي: ج7 ص185-187 باب آخر منه ح1:

عن أبي بصير، عن عمران بن ميثم، أو صالح بن ميثم، عن أبيه قال: (أتت امرأة مجح أي حامل مقرب أمير المؤمنين عليه السلام، فقالت: يا أمير المؤمنين، إني زنيت فطهرني طهرك الله، فإن عذاب الدنيا أيسر

من عذاب الآخرة الذي لا ينقطع. فقال عليه السلام لها: «مما أطهرك؟». فقالت: إني زنيت. فقال عليه السلام لها: «أ وذات بعل أنت أم غير ذلك؟». فقالت: بل ذات بعل. فقال عليه السلام لها: «أفحاضراً كان بعلك إذ فعلت ما فعلت، أم غائباً كان عنك؟». فقالت بل: حاضراً. فقال عليه السلام لها: «انطلقي فضعي ما في بطنك، ثم ائتني أطهرك»، فلما ولت عنه المرأة، فصارت حيث لاتسمع كلامه، قال عليه السلام: «اللهم إنها شهادة». فلم يلبث أن أتته، فقالت: قد وضعت فطهرني. قال: فتجاهل عليها، فقال عليه السلام: «أطهرك يا أمة الله مما ذا؟». فقالت: إني زنيت فطهرني. فقال عليه السلام: «وذات بعل إذ فعلت ما فعلت؟». قالت: نعم. قال عليه السلام: «وكان زوجك حاضراً، أم غائباً؟». قالت: بل حاضراً. قال عليه السلام: «فانطلقي وأرضعيه حولين كاملين، كما أمرك الله». قال: فانصرفت المرأة، فلما صارت من حيث لا تسمع كلامه، قال عليه السلام: «اللهم إنهما شهادتان». قال: فلما مضي حولان، أتت المرأة، فقالت: قد أرضعته حولين، فطهرني يا أمير المؤمنين. فتجاهل عليها وقال عليه السلام: «أطهرك مما ذا؟». فقالت: إني زنيت فطهرني. قال عليه السلام: «وذات بعل أنت، إذ فعلت ما فعلت؟». فقالت: نعم. قال عليه السلام: «وبعلك غائب عنك إذ فعلت ما فعلت، أو حاضر؟». قالت: بل حاضر. قال عليه السلام: «فانطلقي فاكفليه، حتي يعقل أن يأكل ويشرب، ولا يتردي من سطح، ولا يتهور في بئر». قال: فانصرفت وهي تبكي، فلما ولت فصارت حيث لا تسمع كلامه، قال عليه السلام: «اللهم إنها ثلاث شهادات». قال: فاستقبلها عمرو بن حريث المخزومي، فقال لها: ما يبكيك يا أمة الله، وقد رأيتك تختلفين إلي علي، تسألينه أن

يطهرك؟. فقالت: إني أتيت أمير المؤمنين عليه السلام، فسألته أن يطهرني، فقال: اكفلي ولدك حتي يعقل أن يأكل ويشرب، ولا يتردي من سطح، ولا يتهور في بئر، وقد خفت أن يأتي عليَّ الموت ولم يطهرني. فقال لها عمرو بن حريث: ارجعي إليه، فأنا أكفله. فرجعت فأخبرت أمير المؤمنين عليه السلام بقول عمرو. فقال لها أمير المؤمنين عليه السلام وهو متجاهل عليها: «ولم يكفل عمرو ولدك؟». فقالت: يا أمير المؤمنين، إني زنيت فطهرني. فقال عليه السلام: «وذات بعل أنت، إذ فعلت ما فعلت؟». قالت: نعم. قال عليه السلام: «أ فغائباً كان بعلك إذ فعلت ما فعلت، أم حاضراً؟». فقالت: بل حاضراً. قال: فرفع رأسه إلي السماء، وقال عليه السلام: «اللهم إنه قد ثبت لك عليها أربع شهادات، وإنك قد قلت لنبيك صلي الله عليه و اله، فيما أخبرته به من دينك: يا محمد من عطل حداً من حدودي، فقد عاندني وطلب بذلك مضادتي، اللهم فإني غير معطل حدودك، ولا طالب مضادتك، ولا مضيع لأحكامك، بل مطيع لك، ومتبع سنة نبيك صلي الله عليه و اله»، قال: فنظر إليه عمرو بن حريث، وكأنما الرمان يفقأ في وجهه، فلما رأي ذلك عمرو قال: يا أمير المؤمنين، إنني إنما أردت أكفله، إذ ظننت أنك تحب ذلك، فأما إذا كرهته، فإني لست أفعل. فقال أمير المؤمنين عليه السلام: «أ بعد أربع شهادات بالله، لتكفلنه وأنت صاغر». فصعد أمير المؤمنين عليه السلام المنبر فقال: «يا قنبر، ناد في الناس الصلاة جامعةً»، فنادي قنبر في الناس، فاجتمعوا حتي غص المسجد بأهله، وقام أمير المؤمنين عليه السلام، فحمد الله وأثني عليه ثم قال: «أيها الناس، إن إمامكم خارج بهذه المرأة إلي هذا الظهر،

ليقيم عليها الحد إن شاء الله، فعزم عليكم أمير المؤمنين، لما خرجتم وأنتم متنكرون، ومعكم أحجاركم، لا يتعرف أحد منكم إلي أحد، حتي تنصرفوا إلي منازلكم إن شاء الله». قال: ثم نزل، فلما أصبح الناس بكرةً، خرج بالمرأة، وخرج الناس متنكرين، متلثمين بعمائمهم وبأرديتهم، والحجارة في أرديتهم وفي أكمامهم، حتي انتهي بها والناس معه إلي الظهر بالكوفة، فأمر أن يحفر لها حفيرة، ثم دفنها فيها، ثم ركب بغلته، وأثبت رجليه في غرز الركاب، ثم وضع إصبعيه السبابتين في أذنيه، ثم نادي بأعلي صوته: «يا أيها الناس، إن الله تبارك وتعالي، عهد إلي نبيه صلي الله عليه و اله عهداً عهده محمد صلي الله عليه و اله إليًّ، بأنه لا يقيم الحد من لله عليه حد، فمن كان عليه حد مثل ما عليها، فلا يقيم عليها الحد». قال: فانصرف الناس يومئذ كلهم، ما خلا أمير المؤمنين عليه السلام والحسن والحسين عليهما السلام، فأقام هؤلاء الثلاثة عليها الحد يومئذ، وما معهم غيرهم).

() راجع نهج البلاغة، الخطب: 156 ومن كلام له عليه السلام خاطب به أهل البصرة علي جهة اقتصاص الملاحم.

() سورة الحشر: 9.

() سورة الأنفال: 72.

() راجع أسد الغابة لابن الأثير: ج3 ص123.

() راجع الكافي: ج5 ص330 باب أن التزويج يزيد في الرزق ح3.

() سورة البقرة: 40.

() سورة طه: 1-2.

() نهج البلاغة، الرسائل: 45 ومن كتاب له عليه السلام إلي عثمان بن حنيف الأنصاري وكان عامله علي البصرة.

() نهج البلاغة، الرسائل: 45 ومن كتاب له عليه السلام إلي عثمان بن حنيف الأنصاري وكان عامله علي البصرة.

() راجع مستدرك الوسائل: ج7 ص237 ب36 ح8127.

()سورة الرعد: 11.

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.