تلخيص منية المريد

اشارة

اسم الكتاب: تلخيص منية المريد

المؤلف: حسيني شيرازي، محمد

تاريخ وفاة المؤلف: 1380 ش

اللغة: عربي

عدد المجلدات: 1

الناشر: موسسه المجتبي

مكان الطبع: بيروت لبنان

تاريخ الطبع: 1421 ق

الطبعة: سوم

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين

الرحمن الرحيم

مالك يوم الدين

إياك نعبد وإياك نستعين

اهدنا الصراط المستقيم

راط الذين أنعمت عليهم

غير المغضوب عليهم ولا الضالين

كلمة الناشر

بسم الله الرحمن الرحيم

قال الله الحكيم في كتابه الكريم: ?هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون? …

من المحال أن يستوي العالم والجاهل.. والعابد والغافل.. فأين الثري من الثريا؟ وأين التراب من الماء الزلال السائل من عين المزن..؟ فهذا اشبه بالموت والفناء، وذاك يختزن سر الوجود والحياة، وسبحان الذي جعل من الماء كل شيء حي.

فكما أن في الماء سر الحياة.. وفي العبادة اطمئنان القلب وراحة الروح، وكذلك العلم فإنه حياة العقول ونماؤها، وتبلور الأفكار وصفاؤها.

والعلم علمان:

1: حضوري، وهذا ما منحه الباري لأنبيائه وأوصيائه المعصومين ?.

2: حصولي: وهو نتيجة التعلم والاكتساب والتحصيل، ولايمكن التوصل اليه عادة الا عبر المثابرة والتعلم ودراسة الأصول والقوانين والمناهج المحددة.

ومدار الكلام في هذه الرسالة حول القسم الثاني.

وقد اختصرها المرجع الديني الأعلي الإمام الشيرازي (دام ظله) قبل ما يقارب خمسين عاما من كتاب (منية المريد في آداب المفيد والمستفيد) للعلامة المحقق الشهيد الثاني رحمة الله عليه ليعطي لطلاب العلم المبتدئين سواء في الجامعات أو الحوزات، زبدة الكتاب وخلاصته، تعميماً للفائدة، فإن هذا العصر هو عصر السرعة والاختصار.

علماً بان هذا الكتاب القيم كان ولا زال ضمن البرنامج الدراسي في بعض الحوزات العلمية وذلك للمبتدئين من الطلاب.

وقد قمنا بطبعه راجين من الله عزوجل التوفيق والقبول.

مؤسسة المجتبي للتحقيق والنشر

بيروت لبنان ص.ب: 6080 شوران

المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وسلام علي عباده الذين اصطفي محمد وآله الطاهرين، واللعنة الدائمة علي أعدائهم إلي يوم الدين.

وبعد: فهذا (تلخيص منية المريد) لشيخنا الشهيد()، جزاه الله عن الإسلام وأهله خير الجزاء.

وأسأله سبحانه أن ينفعني وسائر الطلاب به كما نفع بأصله، انه قريب مجيب وبه نستعين.

كربلاء المقدسة

محمد بن المهدي الحسيني الشيرازي

ما ورد في فضل العلم في الكتاب والسنة

فمن الكتاب:

قوله تعالي: ?هل يستوي الذين يعلمون والذين لايعلمون?().

وقوله سبحانه: ?الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن لتعلموا أن الله علي كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علماً?().

وقوله تعالي: ?ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً?().

وأما السنة:

فمنها قول النبي صلي الله عليه و اله: «من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين» ().

وقوله صلي الله عليه و اله: «طلب العلم فريضة علي كل مسلم» ().

وقوله صلي الله عليه و اله: «من أحب أن ينظر إلي عتقاء الله من النار فلينظر إلي المتعلمين، فوالذي نفسي بيده ما من متعلم مختلف إلي باب العالم إلا كتب الله له بكل قدم عبادة سنة، وبني الله له بكل قدم مدينة في الجنة، ويمشي علي الأرض وهي تستغفر له، ويمسي ويصبح مغفوراً له، وشهدت الملائكة أنهم عتقاء الله من النار» ().

وقوله صلي الله عليه و اله لعلي عليه السلام: «لئن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير من أن يكون لك حمر النعم» ().

وفي رواية: «خير لك من الدنيا وما فيها» ().

وعن أمير المؤمنين عليه السلام: «العالم أعظم أجراً من الصائم القائم المجاهد في سبيل الله، فإذا مات العالم ثلم في الإسلام ثلمة لا يسدها إلا خلف منه» ().

وعن الباقر عليه السلام: «عالم ينتفع بعلمه أفضل من سبعين ألف عابد» ().

وعن الصادق

عليه السلام: «ما من أحد يموت من المؤمنين أحب إلي إبليس من موت فقيه» ().

وقال الحسين بن علي ?: «من كفل لنا يتيماً قطعته عنا محنتنا باستتارنا، فواساه من علومنا التي سقطت إليه حتي أرشده وهداه، قال الله عزوجل: يا أيها العبد الكريم المواسي إني أولي بالكرم، اجعلوا له يا ملائكتي في الجنان بعدد كل حرف علمه ألف ألف قصر وضموا إليها ما يليق بها من سائر النعم» ().

وفي الإنجيل: «لا تقولوا نخاف أن نعلم فلا نعمل، ولكن قولوا نرجو أن نعلم ونعمل» ().

آداب المعلم والمتعلم

فصل [في لزوم الإخلاص]

أول ما يجب عليهما() إخلاص النية لله تعالي في بذله وطلبه، وان لا يقصد بذلك غرض الدنيا من تحصيل مال أو جاه أو شهرة فانه يثمر الخذلان من الله تعالي، فيصير من ?الأخسرين أعمالاً ? الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً?().

ومعني الإخلاص: تصفية السر عن ملاحظة ما سوي الله، قال تعالي: ?فاعبد الله مخلصاً?().

وقال تعالي: ?فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولايشرك بعبادة ربه أحداً?().

وقال النبي صلي الله عليه و اله: «إنما الأعمال بالنيات، لكل امرئ ما نوي، فمن كانت هجرته إلي الله ورسوله فهجرته إلي الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلي دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلي ما هاجر إليه» ().

وقال صلي الله عليه و اله: «نية المؤمن خير من عمله» ().

وفي لفظ آخر: «أبلغ من عمله» ().

وقال صلي الله عليه و اله: «من تعلم علماً لغير الله وأراد به غير الله، فليتبوأ مقعده من النار» ().

وقال صلي الله عليه و اله: «ما ازداد عبد علماً فازداد في الدنيا رغبة إلا ازداد من الله بعداً» ().

وقال صلي الله عليه و

اله: «كل علم وبال علي صاحبه يوم القيامة إلا من عمل به» ().

وقال صلي الله عليه و اله: «أشد الناس عذاباً يوم القيامة عالم لم ينتفع بعلمه» ().

وقال صلي الله عليه و اله: «ألا إن شر الشر شرار العلماء وان خير الخير خيار العلماء» ().

وقال صلي الله عليه و اله: «من قال أنا عالم فهو جاهل» ().

وروي الكليني رحمة الله عليه باسناده إلي الباقر عليه السلام قال: «من طلب العلم ليباهي به العلماء أو يماري به السفهاء أو يصرف به وجوه الناس إليه،فليتبوأ مقعده من النار، وإن الرياسة لا تصلح إلا لأهلها» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «طلبة العلم ثلاثة، فاعرفوهم بأعيانهم وصفاتهم:

صنف يطلبه للجهل والمراء، وصنف يطلبه للاستطالة والختل، وصنف يطلبه للتفقه والعمل.

فصاحب الجهل والمراء موذ ممار متعرض للمقال في أندية الرجال، بتذاكر العلم وصفة الحلم قد تسربل بالخشوع وتخلي من الورع، فدق الله من هذا خيشومه وقطع منه حيزومه.

وصاحب الاستطالة والختل ذو خب وملق يستطيل علي مثله من أشباهه، ويتواضع للأغنياء من دونه فهو لحلوائهم هاضم ولدينهم حاطم، فأعمي الله علي هذا خبره وقطع من آثار العلماء أثره.

وصاحب الفقه والعمل() ذو كآبة وحزن وسهر، قد تحنك في برنسه وقام الليل في حندسه، يعمل ويخشي وجلا داعياً مشفقاً مقبلاً علي شأنه، عارفاً بأهل زمانه، مستوحشاً من أوثق إخوانه، فشد الله من هذا أركانه وأعطاه يوم القيامة أمانه» ().

ومن كلام خضر لموسي (علي نبينا وآله وعليهما السلام): «يا موسي تفرغ للعلم إن كنت تريده، فإنما العلم لمن تفرغ له… يا موسي تعلم ما تعلم لتعمل به ولا تعلمه لتحدث به، فيكون عليك بوره ويكون علي غيرك نوره» ().

ومن كلام عيسي (علي نبينا وآله

وعليه السلام): «تعملون للدنيا وأنتم ترزقون فيها بغير عمل، ولا تعملون للآخرة وأنتم لا ترزقون فيها إلا بالعمل، وإنكم علماء السوء، الأجر تأخذون والعمل تضيعون» ().

فصل [في درجة الإخلاص]

درجة الإخلاص عظيمة المقدار، كثيرة الأخطار، صعبة المرتقي، وهو مدار القبول وعليه يترتب الثواب.

ولو فكر الإنسان في نفسه وفتش عن حقيقة عمله لوجد الإخلاص فيه قليلاً سيما المتصف بالعلم، فان الباعث الأكثر منه: طلب المال والجاه والشهرة وانتشار الصيت ولذة الاستيلاء.

وربما انتهي الأمر بأهل العلم إلي أن يتغايروا تغاير النساء، فيشق عليه أن يختلف بعض تلامذته إلي غيره، ولو كان الباعث له علي العلم هو الدين لكان إذا ظهر غيره شريكاً أو معيناً علي التعليم لشكر الله تعالي.

وربما لبس الشيطان علي بعض العالمين ويقول: انما غمك لانقطاع الثواب عنك، ولا يدري المسكين ان انقياده للحق أجزل ثواباً وأعود عليه في الآخرة.

ومن أحس في نفسه بهذه الصفات المهلكة فالواجب عليه طلب علاجها، فان عجز طلب الخمول ولا يشتغل بمخالطة الخلق، فعن النبي صلي الله عليه و اله: «حب الجاه والمال منبت النفاق في القلب كما ينبت الماء البقل» ().

وقال صلي الله عليه و اله: «ما ذئبان مناديان أرسلا في ذريبة الغنم بأكثر فساداً فيها من حب الجاه والمال في دين المرء المسلم» ().

والضرر بهذه الصفات من أهل العلم أعظم، لأن الجاهل يقتدي بهم، ففي الأخبار الصحيحة: «إن الجاهل يأتي يوم القيامة بذنبه، والعالم يأتي بذنبه الذي فعله وذنب من تأسي به واقتدي بطريقته إلي يوم القيامة» ().

ويجب استعمال ما يعلمه كل منهما، فان العاقل همه الرعاية والجاهل همه الرواية، فقد سأل المفضل بن عمر أبا عبد الله عليه السلام فقال: «بم يعرف الناجي، قال عليهما السلام: من كان فعله لقوله

موافقاً فأثبت له بالشهادة ومن لم يكن فعله قوله موافقاً فانما ذلك مستودع» ().

وعن الصادق عليه السلام انه قال: «ليس العلم بكثرة التعلم إنما هو نور يقع في قلب من يريد الله أن يهديه» ().

فإذا أردت العلم فاطلب أولاً في نفسك حقيقة العبودية، واطلب العلم باستعماله، واستفهم الله يفهمك.

ومن المعلوم أن الغرض الذاتي من العلم مطلقاً: العمل، فالمحكم للعلوم الشرعية ونحوها إذا أهمل تفقد جوارحه وحفظها عن المعاصي وإلزامها الطاعات وترقيتها من الفرائض إلي النوافل اتكالاً علي اتصافه بالعلم، مغرور في نفسه ملبس عليه.

فقد قال الله تعالي: ?قد افلح من زكاها?(). ولم يقل «قد أفلح من تعلم كيفية تزكيتها».

ولا يغرنك الشيطان بأن يقول: لنفس تعلم العلم ثواب جزيل وان لم تعمل.

ألا تري إلي ما ورد في العالم الذي لا يعمل بعلمه كقوله تعالي في وصفه مشيراً إلي بلعم بن باعورا الذي كان في حضرته اثنا عشر الف محبرة يكتبون عنه العلم، مع ما أتاه الله من الآيات المتعددة التي كان من جملتها انه كان بحيث إذا نظر يري العرش، كما نقله جماعة من العلماء: ?فمثله كمثل الكلب ان تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث?().

وعن النبي صلي الله عليه و اله: «يلقي العالم في النار فتندلق أقتابه فيدور به كما يدور الحمار في الرحي» ().

إلي غيرها من أمثال ما تقدم.

فصل [في تطهير النفس]

وللعالم في تقصيره في العمل بعد أخذه بظواهر الشريعة ضروب أخُر، فان الأعمال الواجبة عليه غير منحصرة فيما ذكر، بل من الخارج عن الأبواب التي رتبها الفقهاء ما هو أهم ومعرفته أوجب والمناقشة عليه أعظم وهو:

تطهير النفس عن الرذائل الخلقية: من الكبر، والرياء، والحسد، والحقد، واحتقار الناس، والغل، والبغي، والغضب لغير الله، والغش، والبخل، والخبث، والبطر،

والطمع، والفخر، والحمية، والجفاء، والخيلاء، والتنافس في الدنيا، والمباهات بها، والمداهنة، وحب المدح، والعمي عن عيوب النفس والاشتغال بعيوب الناس، والعصبية، والرغبة والرهبة لغير الله تعالي، وغيرها من الرذائل المهلكات مما هو مقرر في علوم تختص به.

وحراسة اللسان عن الغيبة، والنميمة، والبهتان، والكذب، والفحش وكلام ذي اللسانين، وذكر عيوب المسلمين، وغيرها، فليلتفت إلي قوله صلي الله عليه و اله: «أدني الرياء الشرك» ().

والي قوله صلي الله عليه و اله: «الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب» ().

والي قوله صلي الله عليه و اله: «حب الجاه والشرف ينبتان النفاق كما ينبت الماء البقل» ()، إلي غير ذلك.

وما أعظم اغترار العالم بالله تعالي في رضاه بالعلوم الرسمية واغفاله اصلاح نفسه وارضاء ربه تبارك وتعالي، وربما يختطفه الموت قبل التوبة والتلافي، فيلقي الله وهو عليه غضبان.

وليعلم ان غاية العلوم الرسمية إذا قصد بها وجه الله تعالي انها فرض كفاية، وهذه العلوم وتصفية النفس فرض عيني باجماع المسلمين.

ثم ليعلم إن مجرد تعلم هذه المسائل المدونة ليس هو الفقه عند الله، وإنما الفقه إدراك جلاله وعظمته، وهو المورث للخوف والخشوع ويحمل علي التقوي ويرفع الحجاب عن القلب، وإذا كان هذا حال الفقيه غير العامل فكيف من يصرف عمره في معرفة حال عالم الكون والفساد من الهيئة والحساب والهندسة والحكمة وأمثالها().

واعلم أن مثال هؤلاء مثال بيت مظلم وضع السراج علي سطحه حتي استنار ظاهره.

نسأل الله تعالي أن يبصرنا بعيوب أنفسنا ويصلحنا، ولا يجعل العلم حجة علينا وهو أرحم الراحمين.

فصل [في التوكل علي الله عزوجل]

ومما يجب علي كل منهما() بعدما ذكر: الاعتماد الكامل في أموره علي الله وتلقي الفيض منه تعالي، فان العلم كما قال الصادق عليه السلام ليس بكثرة التعلم وإنما هو نور يقذفه الله

في قلب من يشاء().

وكذا يعتمد عليه تعالي في رزقه، فعن النبي صلي الله عليه و اله قال: «إن الله قد تكفل لطالب العلم برزقه خاصة عما ضمنه لغيره» ().

ومن اللازم عليهما: عفة النفس وعلو الهمة والانقباض عن الملوك وأهل الدنيا، فقد قال النبي صلي الله عليه و اله: «الفقهاء أمناء الرسل ما لم يدخلوا في الدنيا» الحديث().

وحسن الخلق زيادة علي غيرهما والتواضع وتمام الرفق وبذل الوسع في تكميل النفس ولين الكلمة، فعن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: «ألا أخبركم بالفقيه حق الفقيه، من لم يقنط الناس من رحمة الله ولم يؤمنهم من عذاب الله ولم يرخص لهم في معاصي الله» ().

والقيام بشعائر الإسلام وظواهر الأحكام، كإقامة الصلوات في مساجد الجماعات محافظاً علي شريف الأوقاف، والابتداء بالسلام علي الخاص والعام، والتخلق بالخلال الحميدة من السخاء والجود وطلاقة الوجه من غير خروج عن الاعتدال.

وكظم الغيظ، وكف الأذي واحتماله، والصبر، والمروة، والتصبر عن دني الاكتساب، والايثار، وترك الاستيثار، والانصاف، وترك الاستنصاف، وشكر المفضل، والسعي في قضاء الحاجات، وبذل الجاه والشفاعات، والتلطف بالفقراء، والتحبب إلي الجيران، والأقرباء.

ومجانبة الإكثار من الضحك والمزاح، والتزام الخوف والحزن والانكسار والإطراق والصمت بحيث يظهر أثر الخشية من حركاته وسكناته، ولا ينظر إليه الناظر إلا كان نظره مذكراً لله تعالي.

والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإرشاد الأنام والصبر علي الأذي، بسبب ذلك صادعاً بالحق، باذلاً نفسه لله، لايخاف لومة لائم،متأسياً في ذلك بالنبي صلي الله عليه و اله وآله ? وسائر الأنبياء والصلحاء، متذكراً ما نزل بهم من المحن.

ولا يرضي بالجائز من الأفعال، بل يأخذ لنفسه بأحسنها وأكملها.

أعاننا الله علي إطاعته واتباع أوليائه.

فصل [في طلب العلم دائماً]

ويجب أن لا يزال كل منهما مجتهداً

في الاشتغال، قراءة ومطالعة وحفظاً وبحثاً، ولا يشتغل بغيره، ومن هنا قيل: «أعط العلم كلك يعطك بعضه».

فعن الإمام الباقر عليه السلام: «رحم الله عبداً أحيي العلم، فقيل: وما أحياؤه؟، قال: أن يذاكر به أهل الدين والورع، وأن لا يسأل أحداً تعنتاً، بل متعلماً أو معلما لله، ولا يجادل ولا يماري» ().

وقال النبي صلي الله عليه و اله: «لا تمار أخاك ولا تمازحه ولا تعده موعداً فتخلفه» ().

وقال صلي الله عليه و اله: «لا يستكمل عبد حقيقة الإيمان حتي يدع المراء وإن كان محقاً» ().

والمراء: إظهار خلل كلام الغير بلا غرض ديني لله.

وأن لا يستنكف من التعلم والاستفادة ولو ممن هو دونه، فقد قال النبي صلي الله عليه و اله: «الحكمة ضالة المؤمن فحيث وجدها فهو أحق بها» ().

ولا يترك السؤال استحياءً، فعن أبي عبد الله عليه السلام: «إن هذا العلم عليه قفل ومفتاحه السؤال» ().

ومن أهم ما يجب مراعاته: الانقياد للحق بالرجوع عند الهفوة ولو ظهر علي يد من هو أصغر منه.

ولا يسرع في السؤال والجواب فيكثر سقطه.

ولا يحضر مجلس الدرس إلا متطهراً من الحدث والخبث قاصداً بذلك تعظيم العلم.

فصل [من وظائف المعلم]

ويلزم علي المعلم أن لا ينتصب للتدريس حتي يكمل أهليته، ففي الخبر المشهور عن رسول الله صلي الله عليه و اله: «المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور» ().

وأن لا يذل العلم فيبذله لغير أهله.

وان يكون عاملاً بعلمه، قال الله تعالي: ?أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم?().

وعن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: ?انما يخشي الله من عبادة العلماء?(): «من صدق قوله وفعله، ومن لم يصدق قوله فعله فليس بعالم» ().

وأن يتواضع أكثر مما مر، فعن محمد بن سنان رفعه:

«قال عيسي بن مريم

عليهما السلام: يا معشر الحواريين، لي إليكم حاجة فاقضوها لي، قالوا: قضيت حاجتك يا روح الله، فقام فغسل أقدامهم، فقالوا: كنا نحن أحق بهذا يا روح الله، فقال: إن أحق الناس بالخدمة العالم، إنما تواضعت هكذا لكيما تتواضعوا بعدي في الناس كتواضعي لكم، ثم قال عيسي عليه السلام: بالتواضع تعمر الحكمة لا بالتكبر، وكذلك ينبت الزرع في السهل لا في الجبل» ().

ويجب علي العالم بذله لأهله، فعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «قرأت في كتاب علي عليه السلام: ان الله لم يأخذ علي الجهال عهداً بطلب العلم حتي أخذ علي العلماء عهداً ببذل العلم للجهال، لأن العلم كان قبل الجهل» ().

وإذا شعر من المتعلم فساد النية استدرجه بالموعظة الحسنة، فإذا يئس منه تركه لقول أمير المؤمنين علي عليه السلام: «لا تعلقوا الجواهر في أعناق الخنازير» ().

ويلزم عليه الاحتراز من مخالفة أفعاله لأقواله، وان كانت علي الوجه الشرعي.

وليخمد البدع، فقد قال النبي صلي الله عليه و اله: «إذا ظهرت البدع في أمتي فليظهر العالم علمه فمن لم يفعل فعليه لعنة الله» ().

ويجب عليه أن ينصب نفسه لزيادة افشاء العلم لارشاد الأنام، فان أكثر الناس جاهلون بالواجبات والمحرمات، وليس ذلك في الغالب إلا من تقصير العالم، وأهم شيء عليه حينئذ قطع الطمع وإلا زهد رفده وخسرت تجارته.

فصل [من واجبات المعلم]

ويجب علي المعلم تأديب طلبته علي التدريج بالآداب السنية، وأول ذلك تحريضهم علي الإخلاص لله تعالي، ومراقبة الله تعالي في جميع اللحظات، والزهد في الدنيا، والرغبة في العلم.

ثم يجب عليه أن يحب لهم ما يحب لنفسه، ويكره لهم ما يكره لنفسه، ففي صحيح الأخبار: «لا يؤمن أحدكم حتي يحب لأخيه ما يحب لنفسه» ().

وأن يزجرهم عن سوء الأخلاق، وارتكاب

المحرمات والمكروهات، ومجالسة الأدنين والفسقة، وبالجملة يعلمهم مصالح دينهم ودنياهم.

وأن لا يتعاظم عليهم، قال الله تعالي: ?واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين?().

وعن النبي صلي الله عليه و اله: «لينوا لمن تعلمون ولمن تتعلمون منه» ().

وينبغي أن يخاطبهم بأحب الأسماء إليهم، فلقد كان رسول الله صلي الله عليه و اله يكني أصحابه إكراماً لهم().

وإذا غاب أحدهم سأل عن أحواله، فان لم يخبر بشيء قصد منزله، كما كان يفعل رسول الله صلي الله عليه و اله().

وأن يكون حريصاً علي تعليمهم، سمحاً ببذل ما حصله من العلم مبيناً موضحاً.

وإذا فرغ من تقرير المسألة سكت قليلاً حتي يتكلم من في نفسه شيء.

وأن ينصفهم فيعترف بفائدة يقولها أحدهم.

وأن لا يظهر تفضيل بعضهم علي بعض إلا إذا رآه صلاحاً.

وإذا سلك الطالب في التحصيل فوق ما يقتضيه حاله أوصاه بالرفق، وذكره قول النبي صلي الله عليه و اله: «إن المنبت لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقي» ().

ومن المهم: أن يراقب حال نفسه حتي لا يتأذي إذا قرأ تلميذه علي غيره.

وإذا تأهل الطالب للاستقلال بالتعليم قام بنظام أمره وروجه.

فصل [من آداب المعلم]

وينبغي للمعلم أن لا يخرج إلي الدرس إلا كامل الأهبة والهيبة في اللباس والهيئة، والنظافة.

ويدعو عند خروجه مريداً للدرس، بالدعاء المروي عن النبي صلي الله عليه و اله:

«اللهم اني أعوذ بك أن أضل أو اضُل، وأزل أو أزُل، وأظلم أو اظُلم، وأجهل أو يجهل عليّ، عز جارك وجل ثنائك ولا إله غيرك».

(ثم يقول):

«بسم الله، حسبي الله، توكلت علي الله، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، اللهم ثبت جناني وأدر الحق علي لساني» ().

ويديم ذكر الله تعالي إلي أن يصل إلي المجلس.

وإذا وصل سلّم علي من حضر، ويكرمهم بحسن السلام وطلاقة الوجه، والقيام

لهم علي سبيل الاحترام ولا يوجد فيه كراهة.

ويجلس بسكينة ووقار، وتواضع وإطراق، غير متربع ولامقع، وإذا جلس لا يزحف، ولا يتقلقل، ولا يعبث، ولايمرح، ولا يمزح كثيراً، ولا يضحك، أما التبسم فلا بأس به.

ومن اللازم أن ينوي قبل الشروع وجه الله تعالي ببعث النفس لغرض التقرب إليه وطلب الزلفي لديه، ثم يبتدئ بالتسمية والاستعاذة والتحميد والصلاة علي النبي وآله والدعاء للعلماء السالفين، فإن فيها بركة.

ومع التمكن يقدم الأشرف فالأشرف من العلوم، فيقدم أصول الدين، ثم التفسير، ثم الحديث، ثم الفقه، وهكذا.

ولا يطول مجلسه حتي عليهم.

ولا يشتغل بالدرس وبه ما يزعجه ويشوش فكره.

ولا يجلس مجلساً يؤذي الحاضرين كدخان أو شمس أو صوت مزعج.

ويراعي مصلحة الطلاب في تقديم الوقت وتأخيره.

ولا يجاوز صوته مجلسه، ولا يقصر عن سماع الحاضرين، وقد روي عن النبي صلي الله عليه و اله: «ان الله يحب الصوت الخفيض ويبغض الصوت الرفيع» ().

ويصون مجلسه عن سوء الآداب، ويزجر من تعدي فيه، ويلازم الإرفاق بهم، ويتودد للغريب أكثر.

وإذا أقبل بعض الفضلاء وقد شرع في مسألة أعادها ما لم يكن تضييع حق غيره.

ومن أهم الآداب اللازمة: إذا سئل عن شيء لا يعرفه، فليقل: لا أعرفه أو نحوه، قال علي عليه السلام: «إذا سُئلتم عما لا تعلمون فاهربوا، قالوا: وكيف الهرب، قال: تقولون الله أعلم» ().

وعن أبي جعفر الباقر عليه السلام: «ما علمتم فقولوا، وما لم تعلموا فقولوا الله أعلم، إن الرجل ليسرع بالآية من القرآن يخر فيها أبعد من السماء» ().

قال بعض الفضلاء: ينبغي للعالم أن يورث أصحابه لا أدري، واعلم أن هذه الكلمة تدل علي عظمة قائله وتقواه.

وإذا اتفق له خطأ فليبادر إلي التنبيه عليه ولا يمنعه الحياء.

وينبغي أن يختم الدرس بشيء من الحكم ليتفرقوا

علي الخشوع، ويختم المجلس بالدعاء، فقد روي: «إن النبي صلي الله عليه و اله كان إذا فرغ من حديثه وأراد أن يقوم من مجلسه يقول: (اللهم اغفر لنا ما أخطأنا، وما تعمدنا، وما أسررنا، وما أعلنا، وما أنت أعلم به منا، أنت المقدم، وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت)» ().

ويقول إذا قام من مجلسه: «سبحانك الله وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، استغفرك وأتوب اليك، سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام علي المرسلين والحمد لله رب العالمين» ()، رواه جماعة من فعل النبي صلي الله عليه و اله() وفي بعض الروايات ان الثلاث آيات() كفارة المجلس().

فصل [من وظائف المتعلم]

ويلزم علي المتعلم: حسن النية وتطهير القلب.

قال النبي صلي الله عليه و اله: «إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب» ().

وأن يغتنم التحصيل في الشباب والفراغ وسلامة الحواس.

فقد جاء في الخبر: «مثل الذي يتعلم العلم في صغره كالنقش علي الحجر، ومثل الذي يتعلم العلم في كبره كالذي يكتب علي الماء» ().

فليغتنم العاقل عمره، وليحرز شبابه عن التضييع، وليرض بما تيسر من القوت واللباس.

ويترك العشرة مع من يشغله عن مطلوبه، وخصوصاً لمن كثر بطالته، فان الطبع سراق.

ولا يذهب شيئاً من أوقاته في غير العلم، ومن هنا قيل: لايستطاع العلم براحة الجسد().

وأن يكون عالي الهمة، فلا يرضي باليسير ولا يسوف، ويبدأ في التحصيل بالأهم فالأهم.

والأولي أن لا يدع فنا من العلوم المحمودة مع السعة، ويصرف جمام قواه لعلم الآخرة.

فصل [من آداب المتعلم]

ومن آداب المتعلم مع شيخه: ما روي عن الصادق عليه السلام قال: «كان أمير المؤمنين عليه السلام يقول: إن من حق العالم أن لا تكثر عليه السؤال، ولا تأخذ بثوبه، وإذا دخلت عليه وعنده قوم فسلم عليهم جميعاً وخصه بالتحية دونهم، واجلس بين يديه ولا تجلس خلفه، ولا تغمز بعينيك، ولا تشر بيدك، ولا تكثر من القول قال فلان وقال فلان خلافاً لقوله، ولا تضجر بطول صحبته، فإنما مثل العالم مثل النخلة تنتظرها حتي يسقط عليك منها شيء، والعالم أعظم أجراً من الصائم القائم الغازي في سبيل الله» ().

وفي حديث الحقوق الطويل المروي عن سيد العابدين عليه السلام:

«وحق سائسك بالعلم التعظيم له، والتوقير لمجلسه، وحسن الاستماع إليه، والإقبال عليه، وأن لا ترفع عليه صوتك، ولا تجيب أحداً يسأله عن شيء حتي يكون هو الذي يجيب، ولا تحدث في

مجلسه أحداً، ولا تغتاب عنده أحداً، وأن تدفع عنه إذا ذكر عندك بسوء، وأن تستر عيوبه، وتظهر مناقبه، ولا تجالس له عدواً، ولاتعادي له ولياً، فإذا فعلت ذلك شهدت لك ملائكة الله عزوجل بأنك قصدته وتعلمت علمه لله جل وعز اسمه» ().

ثم من أهم ما يلزم علي المتعلم أمور:

منها: أن يقدم النظر فيمن يأخذ عنه العلم ويكتسب حسن الأخلاق والآداب منه، فليختر من كملت ديانته ولا يغتر بمن زاد علمه مع نقص في دينه وآدابه.

وإذا سبرت أحوال السلف والخلف لم تجد النفع غالباً إلا إذا كان للشيخ من التقوي والنصح للطلبة والشفقة نصيب وافر، وكذلك إذا اعتبرت المصنفات وجدت الانتفاع بتصنيف الاتقي أوفر.

ومنها: أن يعتقد أن شيخه الأب الحقيقي والوالد الروحاني وهو أعظم من الوالد الجسماني، وليتذكر قول النبي صلي الله عليه و اله: «من علم أحداً مسألة ملك رقه، فقيل له أيبيعه ويشتريه، قال: لا ولكن يأمره وينهاه» ()..

ومنها: أن لا ينكر عليه ولا يتأثر، بل ينقاد إليه، ويبجله في حضوره وغيبته، ويتواضع له ويجلس بين يديه جلسة أدب بخضوع، ويتعاهد ثيابه، ولا يتكئ، ولا يصغي إليه مقبلاً عليه، ولا يبعث بشيء، ولا يرفع صوته ولا يضحك.

وإذا سبق لسان الشيخ بشيء من الغلط لا يأخذ عليه، ولايسبقه إلي شرح مسألة أو جواب أو سؤال، ولا يقطع علي الشيخ كلامه ولا يتحدث مع غيره والشيخ يتكلم، وإن تكلم بشي وهو يعلمه أصغي إليه كأن لا يعلم، ولا يكرر سؤال ما يعلمه، ولايسأل عن شيء في غير موضعه، وإذا قال الشيخ: أفهمت، ولم يتضح له المقصود، فلا يقول: نعم، وأن يكون ذهنه حاضراً في جهة الشيخ، ويصبر علي جفوة الشيخ ولا يصده ذلك عن ملازمته، وينبغي

أن يجتهد علي أن يسبقه بالحضور إلي المجلس.

ومنها: أن يدخل علي الشيخ كامل الهيئة، فارغ القلب، وإذا لم يجده انتظره.

ومنها: أن يغتنم سؤاله عند طيب نفسه وفراغه، ويتلطف في سؤاله، ويحسن في جوابه، قال صلي الله عليه و اله: «التودد إلي الناس نصف العقل، وحسن السؤال نصف العلم، والتقدير في النفقة نصف العيش» ().

ومنها: أن لا يستحي من السؤال عما أشكل عليه، فمن رق وجهه رق علمه().

قال الصادق عليه السلام: «إن هذا العلم عليه قفل ومفتاحه المسألة» ().

ومنها: أن يقوم حينما الشيخ قائم، وإذا مشي معه فليكن خلفه، إلا في المواقع الخطرة أو ما يأمره الشيخ.

واعلم أن هذه الآداب مما قد دل النص علي جملة منها وهي الأهم، والباقي مما يستنبط منها بإحدي الطرق التي يبني عليها الأحكام التي أحدها مراعاة العادة المحكمة في مثل ذلك، والله الموفق.

فصل [من واجبات المتعلم]

ومن اللازم علي الطالب أن يحفظ من كل فن مختصراً، ويقدم الأهم فالأهم، ويقتصر من المطالعة علي ما يحتمله فهمه، وليحذر من الاشتغال بما يبدد فكره.

ويعتني بتصحيح درسه وتكراره ليرسخ في ذهنه، ويقسم ليله ونهاره علي ما يحصله، والليل وحال الجوع والمكان البعيد عن الملهيات أنفع من أضدادها.

ويبكر بدرسه لخبر: «بورك لأمتي في بكورها» ().

ويجعل ابتداءه يوم الخميس أو يوم السبت أو الاثنين أو الأربعاء للأخبار().

ويعتني برواية كتبه، وكتابة ما يسمعه، فقد روي عن النبي صلي الله عليه و اله قال: «قيدوا العلم، قيل: وما تقييده، قال: كتابته» ().

وليحذر كل الحذر من نظر نفسه بعين الكمال، فان ذلك عين النقص.

وإذا حضر مجلس الدرس لا يتخطي رقاب الحاضرين بل يجلس حيث ينتهي به المجلس كما في الخبر().

ويتأدب مع الحاضرين، ولا يزاحم أحداً في مجلسه، ولا يؤثر قيام أحد

له من محله فان أثره غيره بمجلسه لم يقبل، لنهي النبي صلي الله عليه و اله عن أن يقام الرجل من مجلسه ويجلس فيه آخر، قال: «ولكن تفسحوا وتوسعوا» ().

ولا يجلس وسط الحلقة لما روي من «أن النبي صلي الله عليه و اله لعن من جلس وسط الحلقة» ().

ولا يجلس بين رجلين، لما روي «ان النبي صلي الله عليه و اله نهي أن يجلس الرجل بين الرجلين إلا بإذنهما» ().

ويراعي نوبته في القراءة والسؤال تقديماً وتأخيراً، لما روي من فعل النبي صلي الله عليه و اله ().

ويستحب للسابق أن يقدم علي نفسه من كان غريباً لما روي عن ابن عباس().

ويلزم علي النابغ الفائق منهم إرشاد رفقته وترغيبهم.

? ? ?

أقول: هذا ما أردنا تلخيصه من كتاب (المنية) وتركنا الباقي اختصاراً.

والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي محمد وآله الطاهرين، ولعنة الله علي أعدائهم أجمعين.

سبحانه ربك رب العزة عما يصفون وسلام علي المرسلين، والحمد لله رب العالمين.

كربلاء المقدسة

محمد بن المهدي الحسيني الشيرازي

من مصادر التهميش

? القرآن الكريم

? الطرائف

? الكافي

? بحار الأنوار

? تنبيه الخواطر ونزهة النواظر

? عدة الداعي

? غوالي اللئالي

? مستدرك الوسائل

? مشكاة الأنوار

? مصباح الشريعة

? من لا يحضره الفقيه

? وسائل الشيعة

رجوع إلي القائمة

پي نوشتها

() هو الشيخ زين الدين بن نور الدين علي العاملي المعروف بالشهيد الثاني، صاحب كتاب (الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية) و(مسالك الأفهام في شرح شرائع الإسلام) و… استشهد في عام 965ه.

() سورة الزمر: 9.

() سورة الطلاق: 12.

() سورة البقرة: 269.

() بحار الأنوار: ج1 ص177 ب1 ح49.

() الكافي: ج1 ص30 ح1.

() بحار الأنوار: ج1 ص184 ب1 ح95.

() بحار الأنوار: ج1 ص184 ب1 ح98.

() منية المريد: ص101.

() مستدرك الوسائل: ج9 ص51 ب106 ح10174، وفيه: «العالم المجاهد في سبيل الله أعظم أجراً من الصائم القائم، فإذا مات العالم…» الحديث.

() راجع وسائل الشيعة: ج11 ص568 ب23 ح6.

() الكافي: ج1 ص38 ح1.

() راجع بحار الأنوار: ج2 ص4 ب8 ح5، وفيه: «… أنا أولي بالكرم منك».

() بحار الأنوار: ج1 ص186 ب1 ح110.

() أي علي المعلم والمتعلم.

() سورة الكهف: 103 و104.

() سورة الزمر: 2.

() سورة الكهف: 110.

() مستدرك الوسائل: ج1 ص90 ب5 ح57، وفيه: «.. أو امرأة يتزوجها…».

() مستدرك الوسائل: ج1 ص91 ب6 ح63.

() مستدرك الوسائل: ج1 ص94 ب6 ح73.

() بحار الأنوار: ج2 ص38 ب9 ح59.

() بحار الأنوار: ج2 ص38 ب9 ح62.

() بحار الأنوار: ج2 ص38 ب9 ح63.

() تنبيه الخواطر ونزهة النواظر: ج2 ص213 وعدة الداعي: ص76 وبحار الأنوار: ج2 ص38 ب9 ح64، وفيها: «لم ينفعه علمه».

() بحار الأنوار: ج2 ص110 ب15 ح22.

() بحار الأنوار: ج2 ص110 ب15 ح22.

() الكافي: ج1 ص47 ح6.

() وفي بعض المصادر: (والعقل).

() الكافي: ج1 ص49 ح5.

() بحار الأنوار: ج1 ص226 ب7 ح18.

() الكافي: ج2 ص319 ح13، وفيه:

«ويلكم علماء سوء».

() بحار الأنوار: ج72 ب63 ح12، وفيه: «حب المال والجاه ينبتان…».

() بحار الأنوار: ج70 ص144 ب123 ح27، وفيه عنه عليه السلام: «ما ذئبان جائعان في غنم قد فرقها راعيها أحدهما في أولها والآخر في آخرها بأفسد فيها من حب المال والشرف في دين المرء المسلم» وقريباً منه في الكافي.

() منية المريد: ص145

() الكافي: ج1 ص45 ح5.

() مشكاة الأنوار: ص326.

() سورة الشمس: 9.

() سورة الأعراف: 176.

() منية المريد: ص152.

() راجع وسائل الشيعة: ج1 ص50 ب11 ح16، وفيه عنه صلي الله عليه و اله في حديث قال: «فاتقوا الله في الرياء فانه الشرك بالله»، ومستدرك الوسائل: ج1 ص109 ب11 ح113.

() الكافي: ج4 ص89 ح9، وفيه: «الحسد يأكل الإيمان..».

() بحار الأنوار: ج72 ص205 ب63 ح12، وفيه عنه صلي الله عليه و اله: «حب المال والجاه» الحديث.

() كمن يشتغل بمعرفة الوجود وهل هو نفس الموجودات أو زائد عليها أو هو مشترك بينها أو غير ذلك من المطالب التي لا ثمرة لها. راجع المنية ص158.

() أي المعلم والمتعلم.

() مصباح الشريعة: ص16 الباب السادس.

() منية المريد: ص160.

() الكافي: ج1 ص46 ح5.

() الكافي: ج1 ص36 ح5.

() راجع بحار الأنوار: ج1 ص224 ب7 ح17.

() بحار الأنوار: ج74 ص150 ب7 ح1.

() بحار الأنوار: ج2 ص138 ب17 ح53.

() بحار الأنوار: ج2 ص99 ب14 ح58.

() بحار الأنوار: ج1 ص198 ب3 ح7.

() بحار الأنوار: ج2 ص123 ب16 ح46.

() سورة البقرة: 44.

() سورة فاطر: 28.

() بحار الأنوار: ج2 ص59 ب11 ح41، وراجع الكافي: ج8 ص137 ب8 ح103.

() بحار الأنوار: ج2 ص62 ب12 ح5، وفيه: «كذلك في السهل ينبت الزرع لافي الجبل».

() بحار الأنوار: ج62 ص67 ب13 ح14، وفي الكافي: ج1 ص41 ح1.

() راجع بحار الأنوار: ج62

ص70 ب1 ح30.

() الكافي: ج1 ص54 ح2.

() بحار الأنوار: ج69 ص257 ب114 ح20، وفيه: «إن رسول الله صلي الله عليه و اله قال: لايستكمل المرء الإيمان حتي…» الحديث.

() سورة الشعراء: 215.

() بحار الأنوار: ج2 ص62 ب12 ح7.

() راجع مستدرك الوسائل: ج15 ص133، وبحار الأنوار: ج16 ص151 ب8 ح4.

() راجع بحار الأنوار: ج16 ص151 ب8 ح4.

() راجع وسائل الشيعة: ج1 ص83 ب23 ح7 وفيه عنه صلي الله عليه و اله: «إن المنبت يعني المفرط لا ظهراً أبقي ولا أرضاً قطع».

() بحار الأنوار: ج2 ص62 ب12 ح9.

() بحار الأنوار: ج2 ص63 ب12 ح12.

() راجع بحار الأنوار: ج2 ص115 ب16 ح10، ومستدرك الوسائل: ج2 ص402 ب60 ح2305.

() بحار الأنوار: ج2 ص119 ب16 ح25.

() مستدرك الوسائل: ج15 ص428 ب27 ح18733.

() بحار الأنوار: ج2 ص63 ب12 ح13.

() بحار الأنوار: ج2 ص63 ب12 ح13.

() سورة الصافات: 180-182.

() راجع غوالي اللئالي: ج2 ص26.

() بحار الأنوار: ج58 ص23 ح42.

() راجع الطرائف: ص515.

() راجع غرر الحكم: وفيه عن أمير المؤمنين عليه السلام: «لا يدرك العلم براحة الجسم» ص44 ح104.

() الكافي: ج1 ص37 ح1.

() من لا يحضره الفقيه: ج2 ص618 ب2 ح3214.

() بحار الأنوار: ج105 ص16.

() بحار الأنوار: ج1 ص224 ب7 ح14.

() الكافي: ج1 ص40 ح3.

() منية المريد: ص 259.

() من لا يحضره الفقيه: ج3 ص157 ب2 ح3574، وج1 ص425 ح1255، وفيه عن النبي صلي الله عليه و اله: «اللهم بارك لأمتي في بكورها..» الحديث.

() راجع منية المريد: ص 266-267، ومن لا يحضره الفقيه: ج3 ص157 ب2 ح3574.

() بحار الأنوار: ج2 ص151 ب19 ح35.

() مستدرك الوسائل: ج8 ص404 ب63 ح9806، وفيه عن أمير المؤمنين عليه السلام: «لا ينبغي للمؤمن أن يجلس إلا حيث ينتهي به

الجلوس».

() مستدرك الوسائل: ج9 ص64 ب111 ح10216.

() بحار الأنوار: ج72 ص467 ب95 ح19.

() بحار الأنوار: ج72 ص467 ب95 ح19.

() منية المريد: ص272. وفيه: «إن أنصارياً جاء إلي النبي صلي الله عليه و اله يسأله، وجاء رجل من ثقيف، فقال رسول الله صلي الله عليه و اله: يا أخا ثقيف، إن الأنصاري قد سبقك بالمسألة، فاجلس كيما نبدأ بحاجة الأنصاري قبل حاجتك».

() منية المريد: ص 273.

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.