تسعون مليار نسمة

اشارة

اسم الكتاب: تسعون مليار نسمة

المؤلف: حسيني شيرازي، محمد

تاريخ وفاة المؤلف: 1380 ش

اللغة: عربي

عدد المجلدات: 1

الناشر: مركز الرسول الاعظم(ص)

مكان الطبع: بيروت لبنان

تاريخ الطبع: 1422 ق

الطبعة: اول

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين

الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين

إياك نعبد وإياك نستعين

اهدنا الصراط المستقيم

صراط الذين أنعمت عليهم

غير المغضوب عليهم

ولا الضالين

صدق الله العلي العظيم

سورة الفاتحة

كلمة المركز

بسم الله الرحمن الرحيم

تسعون مليار نسمة؛ رقم هائل يفوق التصور البشري حالياً..

إلا أنه فرض علمي، توصلت إليه الحاسبات العملاقة، والعقول البشرية والإلكترونية في اليابان صاحبة أكبر مخزون علمي حديث لاسيما في الصناعات الإلكترونية الدقيقة..

فلقد لقنوا حاسباتهم بما يعرفون من حجم الطاقات والقدرات المكتشفة والمعروفة علي وجه الأرض وفي باطنها، وحتي ما تحتويه أعماق البحار والمحيطات، وغير ذلك من المعطيات العلمية لديهم..

وبعد أن تم حساب مقدار وحجم استهلاك الإنسان العادي وجدوا أن الأرض تكفي لمعيشة (90) مليار نسمة، يعيشون بحالة جيدة ومستوي غذائي وصحي ومعيشي مقبول..

وهذا الرقم (90 مليار) استدعي انتباه سماحة الإمام الشيرازي حفظه الله فاغتنم الفرصة لكتابة هذا الكراس الذي يفضح فيه كذب الادعاءات والمزاعم الاستعمارية والإمبريالية العالمية الهدّامة والتي هي من قبيل..

إن الأرض لا تتسع لأكثر من ستة مليارات نسمة..

إن الأرض لا تكفي أغذيتها وخيراتها لأكثر من 6 مليارات نسمة.

إن الآباء والأمهات عاجزين عن التربية والرعاية.

وغيرها كثير من الدعايات والأباطيل التي يشغلوا بها أنفسهم وشعوبهم والعديد من الشعوب المستضعفة، ليسهل عليهم السيطرة عليها وضمان السيادة لهم ولفترة أطول، لأن القاعدة - عندهم – إن السادة سادة، والعبيد عبيد، والبقاء للأقوي، والأقوي في هذا العصر هو من يمتلك أسباب القوة، وأحد أهم أسباب القوة النسبة البشرية، مضافاً إلي العلم ونتائجه الباهرة..

وإذا كانوا هم العلماء، فهم السادة والقادة للعالم أجمع.. فيفرضون ما يشاؤون من

القوانين والدساتير علي من يريدون ومتي يشاؤون، بعد أن يغلفوه بأغلفة براقة ويزينوه كما يزين الشيطان أعمال الباطل والشر لكي يقع الإنسان بحبائله الخبيثة..

كما إن سماحته يضع بين يدي العالم وبشكل موجز وسريع نظرية الإسلام العالمية ويدعو إليها للدراسة والتنظيم والتطبيق من أجل ضمان حياة البشرية حتي بالرقم الذي حدده اليابانيون في دراساتهم الاستراتيجية عن الحياة والأحياء في العالم …

ويستنكر سماحة الإمام (دام ظله) وبشدّة كل دعوات ومؤتمرات تحديد النسل والعقم الاصطناعي وغيره، ويعتبره من قبيل (الوأد) المحرم أشد التحريم في كل شرائع السماء وعقول الأسوياء من بني البشر.. ويدعو بالمقابل إلي ما دعي إليه الإسلام الحنيف والرسول الكريم صلي الله عليه و اله من زيادة النسل والتكاثر والتزويج وغير ذلك مما هو معروف في عقيدتنا العظيمة.

ونحن في مركز الرسول الأعظم صلي الله عليه و اله إذ نقوم بطباعة وتوزيع هذا الكتاب لسماحة الإمام الشيرازي (حفظه الله) لنبرهن عن عمق تفكير الإمام، وشمولية وسعة أفقه، وأصالة فكره العلمي والإسلامي في طرحه للقضايا العالقة أو المثيرة للتساؤل في الساحة العالمية..

داعين الله العلي القدير أن يمدّ سماحته بالعمر المديد والعلم السديد، ويسدده لما فيه خير البلاد والعباد، كما نسأله عز وجل أن يجعلنا من الدعاة إلي طاعته والقادة إلي سبيله إنه سميع قريب مجيب..

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين..

مركز الرسول الأعظم صلي الله عليه و اله للتحقيق والنشر

10/شوال/1420ه

المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام علي محمد وآله الطاهرين.

أما بعد: لا يخفي أن التهويل بالتضخّم السكاني والدعوة إلي تحديد النسل ذلك الشعار الذي ينادي به الغرب وعملاؤه إنما هو لأحد أمور ثلاثة:

الأول: إنهم يقولون: إن الأرض لا تتسع لأكثر من ستة مليارات نسمة وهو

عدد البشر حالياً.

الثاني: إنهم يقولون: إن الآباء والأمهات لا يملكون قابلية تربية وإدارة النسل الجديد من حيث التعليم والتثقيف والتربية إذا زاد علي المليارات الستة من البشر الموجودين فعلاً.

الثالث: إنهم يقولون: إن ثروات الأرض لا تكفي لتغذية أكثر من الستة مليارات نسمة الموجودين حالياً، فإذا ازدادوا علي هذا الرقم، بقي الفائض منهم بلا طعام لقصور الأرض وعجزها عن سد احتياجاتهم الاقتصادية.

والجواب عن الأول: ذكر علماء البيئة اليابانيون أن الأرض تسع لأن يسكنها من البشر تسعون ملياراً.

فالتذرّع بعدم سعة الأرض لأكثر من ستة مليارات نسمة ليس صحيحاً علي الإطلاق.

وعن الثاني: إنّ التطور العلمي والتقدم الكبير الحاصل في هذا اليوم وخاصة في مجال التربية والتعليم ووسائلهما، قد وصلت إلي حد متفوق بسبب المكتشفات الحديثة في الإعلام والتثقيف، ويمكنها التطور أكثر كما لا يخفي.

فالتربية الصحيحة، والتعليم المناسب ممكن عبر توفير الحريات المشروعة وبسبب تطور الوسائل الحديثة في مجال البث والإعلام، وفي عالم الاتصالات والمعلوماتية، التي جعلت العالم بأسره علي ضخامته وسعته كأسرة واحدة وبيت واحد، وذلك مما لم يكن في الزمان السابق إلي قبل نصف قرن تقريباً فإن الوسائل الحديثة تسهل أمر التثقيف والتعليم للجميع.

وعن الثالث: إن هذا النقص إنما هو من جهة سوء توزيع الثروة وعدم تقسيمها بصورة منصفة وعادلة، فالأرض غنية بالثروات، لو رافقها حسن التوزيع وعدله، لتمكن من العيش عليها مليارات البشر ولأكلوا منها رغداً كما قال سبحانه بالنسبة إلي آدم عليه السلام في الجنة ? وكلا منها رغداً حيث شئتما..? () وبالنسبة إلي موسي عليه السلام في الدنيا ?وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغداً..?().

وأما الذين ينادون بفكرة تحديد النسل وما أشبه ذلك، ويروّجونها في العالم الثالث علي الخصوص بين المسلمين

البالغ عددهم مليارين من البشر()، فهو ناشئ من جهتين:

إما من جهة عدم اطّلاعهم علي سعة الأرض، وعظيم ثرواتها، وضخامة خيراتها.

وإما من جهة وجود أهداف وأغراض سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية عند البعض يريد أن يحققها من خلال هذه الأمور، وقد تطرّقنا في هذا الكتاب إلي بعض الأمور المرتبطة بهذا المبحث والله المسؤول أن ينفع به وأن يوفقنا لما يحب ويرضي انه سميع مجيب.

قم المقدسة

محمد الشيرازي

ربيع الأول 1420ه

الاجتهاد وتحديد النسل

لا يخفي: إن المسلمين ينقسمون إلي مذاهب: العامة، والشيعة، والي بعض المذاهب الأخري التي تندرج فيهما كالزيدية ونحوها.

ثم إن الشيعة يقولون بانفتاح باب الاجتهاد، بينما المشهور عند أبناء العامة ونحوهم هو: غلق باب الاجتهاد، وحيث إنهم يقولون بغلق باب الاجتهاد فلا يتجاوزون ما أفتت به المذاهب الأربعة، والمشهور من فتوي المذاهب الأربعة فيما يرتبط بمسألة تحديد النسل وما شاكله هو: عدم إباحة تعقيم الرجال أو النساء، لأنه ظاهر الأدلة عندهم.

وأما الشيعة الذين يقولون بانفتاح باب الاجتهاد، فالغالب أيضاً لا يقولون بجواز ذلك، باعتبار أن النقص في العضو، أو النقص في القوة غير جائز عندهم، وذلك بدليل (لا ضرر) وما أشبه، فهم لا يجوّزون أن يعمي الإنسان نفسه، أو يذهب بقوة بصره، أو يقطع يده، أو يشلّها، أو ما أشبه ذلك، إلاّ إذا كان في أقصي حالات الضرورة مثل أن يخاف انتشار السم أو المرض، فيجوز حينئذٍ أو يجب - كل في مورده - أن يقطع المقدار المصاب من العضو أو يشلّه تحفظاً من الانتشار، وأحياناً قطع العضو كله للوقاية كما نشاهد اليوم في قطعهم اليد أو الرجل، أو بعض الأصابع خوفاً من انتشار الأمراض الفتاكة في الجسم كله.

ومع ذلك فإنه إذا تمكن من تبديل عضوه بعضو آخر أجازوه

كما نراهم يفعلون ذلك في تغيير إحدي الكلي بكلية من يوصي بعد موته بالتبرع بها مثلاً فيزرع ذلك.

هذا هو رأي أغلب الفقهاء الذين اطلعت علي آرائهم، ولعلّهم كانوا قرابة الخمسين فقيهاً من الفقهاء المعاصرين في العراق وغيره، وقد اطّلعنا علي ذلك عن طريق كتاباتهم أو سؤالهم مباشرة.

آراء المتجدّدين

نعم، إن بعض المتجدّدين المرتبطين ببعض الحكومات، والذين لا يرعي أو لا يري بعضهم للدين حقاً، ولا للفقهاء احتراماً، فإنهم يقولون بتحديد النسل لا علي نحو العزل الذي يقول بجوازه جماعة، بل بنحو إغلاق المنافذ بما لا يتمكّن من فتحه مستقبلاً، وربما أجازوا تعاطي الأدوية الخاصة لذلك وإن كانت غالية الثمن أحياناً، ظناً منهم إن هذا يحفظ البلاد من الانفجار السكاني، ويقي الإنسان الذي يعيش فيها مما يضيق عليه مسكنه واقتصاده وتربيته.

وقد فعلت الهند مثل ذلك بأمر من زعيمتها السابقة (أنديرا غاندي)() لكن المشهور عند الهندوس أنهم مِن دعاة حرية الإنجاب.

نعم بعض البلاد الإسلامية التي بقيت ولا زالت تحت سيطرة الغرب بكلّ قوة، قد اتخذت تحديد النسل منهجاً لها، ولكن مع ذلك بقي الكثير من علمائهم لا يرتضون هذا العمل الذي يعدّونه مؤامرة غربية علي المسلمين لخفض أعدادهم والقضاء التدريجي عليهم.

وهناك أيضاً جماعة أخري من المتجددين المسلمين المنفتحين علي الثقافات الدينية والاسلامية يقولون بمذهب الشيعة أيضاً، وذلك لمجموعة من الأدلة، منها: أن هذا العمل يؤدي إلي قطع النسل وهو فساد والله لا يحب الفساد، وباعتبار أن ذلك يوجب الأمراض الجسمية والعاهات الروحية إضافة إلي التأثيرات النفسية الجسيمة كما ستأتي الإشارة إلي بعضها.

من أضرار تحديد النسل

إن الحرمة التي ذكرناها عند مشهور الشيعة وغالبية العامة، وكذلك المنع الذي ذكرناه حسب نظر بعض المتجددين من أبناء العامة والشيعة، لا يفرّق فيه غالباً بين أن يفعل ذلك والشخص صغير قبل البلوغ أو بعد البلوغ، رجلاً كان أو امرأة، وقد ثبت علمياً ظهور الأعراض والأضرار الناجمة عن التعقيم بما يوجب ندم الإنسان في المستقبل علي هذا التصرف غير المسؤول في خلق الله سبحانه وتعالي، كما اتفق أمثال ذلك في تجارب مماثلة لجمع

من علماء الغرب، فإنهم فيما مضي كانوا يجرون الجراحة لاستئصال الزائدة الدودية من الأطفال، بزعم إنهم يريحونهم من الابتلاء بوجعها حين التهابها عند الكبر، ولكن سرعان ما تبين لهم الأَضرار الكبيرة المترتبة علي استئصالها من الأطفال، فتركوا ذلك بتاتاً بعد العبث بكثير من الأطفال.

ويتوقع أن الغرب سيرجع يوماً عن هذه العملية التي توجب التحديد عند الرجال أو النساء، وذلك حينما يدرك أضرارها البالغة في كل المجالات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، ولكن بعدما سبب عقم الملايين من الرجال والنساء أو شبه العقم.

ثم إن بعض الأطباء المصرّين علي التعقيم، يغشّون زبائنهم، أولئك المساكين الضحايا، بإخبارهم أنه من الممكن استعادة المقدرة علي الإنجاب بعد غلق الأنابيب، لكن ذلك غير صحيح طبّياً، كما يصرح به الأطباء الحاذقون، فإن الرجل أو المرأة إذا أصاب أحدهما العقم بسبب هذه العملية، لا يرجع بعدها إلي حالته السابقة، ولا تعود إمكانية الإنجاب والولادة إليه، إلاّ إذا اكتشفوا في المستقبل طريقة توجب العقم الإرادي بأن يفتح متي شاء ويغلق متي شاء، وفي هذه الصورة يمكن القول بجوازه حيث إنه لا يسبب إسقاط القوة، وقد صرح الفقهاء بأن الضرر المحرم هو الذي يؤدي إلي هلاك النفس أو قطع عضو أو إسقاط قوة أما غيره من الأضرار فلا إشكال فيها، والقاعدة الفقهية: (الناس مسلطون علي أموالهم وأنفسهم)().

لكن قبل أن يصل الأمر إلي هذه المرحلة المتقدمة من القدرة الاختيارية علي الفتح والغلق، فهو مخالف للتعاليم الدينية ناهيك عن الأضرار الدنيوية.

من أضرار التعقيم

التعقيم بطبيعة ذاته ينافي الطبيعة البشرية، وفي كثير من الأحيان - علي ما ذكره البعض - يسبب نزيف الدم، وعفونة المحلّ، وتورّم بيضة الرجال، وخمول القدرة الجنسية عند بعض الرجال، وقد ذكر بعض الأطباء إن ذلك يسبب سرطان

البروستات، وتصلّب الشرايين، وبعض الأمراض القلبية، وقد يحدث بسبب ذلك تشققات في الرحم.

هذا بغض النظر عن أنه لو حصل لا سمح الله الافتراق بين الزوجين بموت أو غيره من أسباب الافتراق، أوجبت هذه العملية في الرجل عادةً أن لا ترغب فيه امرأة بعد ذلك، وفي المرأة أن لا يرغب فيها رجل بعدها، إذا كانا قبل اليأس وفي سن الشباب.

وهكذا لو توفي أطفالهم بعد التعقيم - لا سمح الله - حيث لا يستطيعان الانجاب بعدها، مما يسبب السأم والملل من الحياة واستشعار الكآبة والحزن طول عمرهما.

مضافاً إلي كثير من الأضرار الناشئة عن سوء التدبير في عملية التعقيم حيث أن بعض الأطباء يكتمون الحقيقة عن الزوجين ولا يقولون لهما أنه عقم دائم وهذا من التغرير المحرّم، ويثير للزوجين في المستقبل مشاكل عائلية واجتماعية كثيرة نتيجة عدم الاطلاع علي ذلك، بينما في بعض البلاد الغربية يقولون للشخص كل ذلك قبل إجراء العملية له.

بالإضافة إلي أن التعقيم بإجراء العملية الجراحية قد يؤدي أحياناً إلي موت المرأة الخاضعة للعملية، وقد ذكرت بعض الإحصائيات الدقيقة: إن امرأة من كل خمسة آلاف امرأة يخضعن لهذه العملية يؤدي الأمر بها إلي الموت الأكيد الذي لا مفر منه.

وقد صرح بعض الأطباء بأن استخدام أي نوع من وسائل تحديد النسل يعود بآثار وخيمة علي الحالة الصحية للأم.. فالجهاز التناسلي للمرأة - علي ما قاله الأطباء - يهيمن علي وظيفة مجموعة من هرمونات التناسل تفرز من الفص الأمامي للغدة النخامية والمبيض.. وفي الحالة الطبيعية تفرز هذه الهرمونات بنسب مقدرة ومعينة، بحيث إذا حدث فيها أي زيادة أو نقص أدي ذلك إلي حدوث حالة مرضية.. ومن هنا تعترف الأوساط الطبية والعلمية بأن الوسائل المستخدمة لمنع الحمل لها

أضرار صحية علي من يتعاطونها، وذلك نتيجة أبحاث كثيرة خرجت بهذه النتائج: اختلال التوازن الهرموني بالجسم.. زيادة وزن الجسم وتجمع كميات كبيرة من السوائل به.. حدوث التهابات شديدة بالجهاز التناسلي للمرأة.. زيادة احتمالات التعرض للنوبات القلبية لمن تجاوزن الثلاثين من العمر ولا سيما من تخطين الأربعين.. وقد تناقلت وكالات الأنباء خبر موت إحدي السيدات البريطانيات نتيجة تعاطيها لحبوب منع الحمل، فقد ظلت تتناول حبوب (فالدان) طيلة ثماني سنوات، ثم استبدلت بها صنفاً آخر هو (ميثور كلور) وذلك بتوصية طبية ومرضت بعد أسابيع مرضاً شديداً مما أضطرها لملازمة الفراش ثم انهارت صحتها وتوفيت بعد ذلك.. كما ثبت أخيراً أن تعاطي موانع الحمل، ولا سيما الحبوب، قد يؤدي إلي حدوث بعض الأمراض السرطانية..

نعم لا بأس بإعطاء الفرصة للأم لاستعادة صحتها إن احتاجت إلي ذلك، قال تعالي: ?والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة?().

كل ذلك بغض النظر عن المشاكل الجانبية التي تلازم هذه العملية عادةً، كنفخ البطن الدائم، وضمور العضو، وفقدان حساسيته بعد ذلك، وحدوث ثقب في البطن، أو المثانة، أو الرحم، أو الأمعاء، أو حصول فتق في الشرايين أو انسداد ما، أو ابتلاء المرأة - لا سمح الله - بسرطان الرحم، أو سرطان الثدي.

كل هذا من غير فرق بين أن يكون التعقيم في المرأة أو في زوجها، وذلك لأن المرأة التي لا تلد ولا ترضع -كما في التصريحات العلمية- كثيراً ما تصاب والعياذ بالله بأحد هذين السرطانين، وكثيراً ما توجب لها هذه العملية التهاب الصفاق الداخلية للرحم، وربما تسبب عندها الأوجاع الحادة في حالات الدورة الشهرية.

وهذه إشارة إلي بعض الأضرار التي تحدث عند الزوجين في عملية التعقيم، وهنالك أضرار كبيرة أخري اقتصادية واجتماعية وما

أشبه قد تؤدي إلي عرقلة سير نظام الحياة فيما إذا تفشي حالات التعقيم في كل المجتمعات مما يذكر الإنسان بأعمال الجاهلية الأولي حيث كانوا يقتلون الأولاد بالحجج الواهية ويقطعون نسل أنفسهم بأنفسهم.

القرآن وتحديد النسل

إن تحديد النسل لأجل الخوف من الفقر وسوء الحالة الاقتصادية، مصداق من مصاديق قوله تعالي: ?ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم إنَّ قتلهم كان خطئاً كبيراً?().

وفي آية أخري: ?ولا تقتلوا أولادكم من إملاق، نحن نرزقكم وإياهم? ().

ولعلّ التغيير من حيث الرزق في الآيتين لإفادة أنه لا فرق عند الله سبحانه بين (أن يرزقكم وإياهم) أي: بأن يكون الوالدان سبباً لرزق الأولاد وذلك - مثلاً - عند صغر الأولاد أو أن (يرزقهم وإياكم)، أي: بأن يكون الأولاد سبباً لرزق الوالدين كما لو كبر الوالدان، فكلكم عباد الله سبحانه وتعالي، وأرض الله واسعة، ورزق الله وافر إلي أبعد الحدود.

تحريض الرسول صلي الله عليه و اله علي تكثير النسل

وهناك أحاديث عديدة مروية عن رسول الله صلي الله عليه و اله وأهل بيته الطاهرين عليهم السلام تؤكد علي إطلاق حرية الإنجاب والتحريض علي تكثير النسل مثل قول المصطفي صلي الله عليه و اله: (تزوجوا الأبكار، فإنهن أطيب شيء أفواهاً، وأنشفه أرحاماً، وأدر شيء أخلافاً، وأفتح شيء أرحاماً، أما علمتم إني أباهي بكم الأمم يوم القيامة حتي بالسقط، يظل محبنطئاً علي باب الجنة، فيقول الله عزّ وجل: أدخل، فيقول: لا ادخل حتي يدخل أبواي قبلي، فيقول الله تبارك وتعالي لملك من الملائكة: ائتني بأبويه، فيأمر بهما إلي الجنة، فيقول: هذا بفضل رحمتي لك)().

وفي حديث آخر عنه صلي الله عليه و اله: (تناكحوا تناسلوا تكثروا، فإني أباهي بكم الأمم يوم القيامة ولو بالسقط)().

وفي حديث آخر عنه صلي الله عليه و اله: (تزوجوا بكراً ولوداً، ولا تزوجوا حسناء جميلة عاقرة، فإني أباهي بكم الأمم يوم القيامة)().

وفي حديث آخر عنه صلي الله عليه و اله: (تزوجوا السوداء الولود، ولا تزوجوا جميلة حسناء عاقراً، فإني أباهي بكم الأمم يوم القيامة،

أما علمت أن الولدان تحت العرش يستغفرون لآبائهم، يحضنهم إبراهيم، وتربيهم سارة عليهما السلام، في جبل من مسك وعنبر وزعفران)(). ولا يخفي أن كون الولدان تحت العرش يعني: إنهم إذا ماتوا، تكون أرواحهم هناك بين إبراهيم وسارة عليهما السلام.

وفي حديث آخر: (إن خير نساءكم الولود الودود العفيفة)().

وفي رواية عنه صلي الله عليه و اله: (ما يمنع المؤمن أن يتخذ أهلاً، لعل الله يرزقه نسمة تثقل الأرض بلا إله إلاّ الله)().

بل المرأة التي لا تلد اعتبرها الإمام الصادق عليه السلام مما فيه الشؤم، فقال: (الشؤم في ثلاث: في المرأة، والدابة، والدار، فأما شؤم المرأة فكثرة مهرها، وعقم رحمها)().

ومن الواضح أن عقم الرحم قد يكون بسبب التعقيم، وقد يكون طبيعياً، والعقم الطبيعي قد يكون قابلاً للعلاج بالأدوية والأدعية كما ثبت في كتب الطب وفي كتب الدعاء وكما هو المشاهد بالتجربة وما أشبه، بخلاف العقم الصناعي فإنه كما ذكرنا غير قابل للعلاج الطبي في الوقت الحاضر وان احتمل التوصل إلي علاجه بالكشف الطبي في المستقبل.

وفي رواية عن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام انه قال: (تزوجوا؛ فإن التزويج سنة رسول الله صلي الله عليه و اله، فإنه كان يقول: من كان يحب أن يتبع سنتي فإن من سنتي التزويج، واطلبوا الولد فإني مكاثر بكم الأمم غداً، وتوقوا علي أولادكم من لبن البغي من النساء، والمجنونة، فإن اللبن يعدي)().

في الحديث الشريف عن رسول الله صلي الله عليه و اله قال: (تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأنبياء)().

وقال صلي الله عليه و اله: (أيها الناس تزوجوا فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة، وخير النساء الودود الولود، ولا تنكحوا الحمقاء فإن صحبتها بلاء وولدها ضياع)().

وقال صلي الله عليه و اله: (ألا أخبركم

بخير نسائكم من أهل الجنة الولود الودود علي زوجها..)().

وقال صلي الله عليه و اله: (تناكحوا، تكثروا، فإني أباهي بكم الأمم يوم القيامة ولو بالسقط)().

وقال صلي الله عليه و اله: (إن خير نسائكم الولود الودود، العفيفة العزيزة في أهلها، الذليلة مع بعلها، المتبرجة مع زوجها..)().

عن الإمام الرضا عليه السلام: (إن الله تبارك وتعالي إذا أراد بعبدٍ خيراً لم يمته حتي يريه الخلف)().

وقال صلي الله عليه و اله: (ذروا الحسناء العقيم وعليكم بالسوداء الولود فإني مكاثر بكم الأمم حتي بالسقط)().

عن أبي عبد الله عليه السلام قال: (قال رسول الله صلي الله عليه و اله: تزوجوا فإني مكاثر بكم الأمم غداً في القيامة، حتي أن السقط ليجيء محبنطياً علي باب الجنة فيقال له: أدخل الجنة، فيقول: لا حتي يدخل أبواي قبلي)().

عن أبي عبد الله عليه السلام قال: (زوجوا الأحمق ولا تزوجوا الحمقاء؛ فإن الأحمق ينجب والحمقاء لا تنجب)().

عن النبي صلي الله عليه و اله قال: (حصير ملفوف في زاوية البيت خير من امرأة عقيم)().

عن النبي صلي الله عليه و اله قال: (شوهاء ولود خير من حسناء عقيم)().

عن رسول الله صلي الله عليه و اله أنه نهي عن الترهّب وقال: (لا رهبانية في الإسلام، تزوجوا فإني مكاثر بكم الأمم)().

عن رسول الله صلي الله عليه و اله قال: (لا تزوجن عجوزاً ولا عاقراً فإني مكاثر بكم يوم القيامة)()

عن موسي بن جعفر عن آبائه عليهم السلام قال: (قال رسول الله صلي الله عليه و اله: لا تزوجوا الحسناء الجميلة العاقرة، فإني أباهي بكم الأمم يوم القيامة)().

عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: (لما لقي يوسف عليه السلام أخاه قال: يا أخي كيف استطعت أن تزوج النساء

بعدي؟ فقال: إن أبي أمرني، فقال: إن استطعت أن تكون لك ذرية تثقل الأرض بالتسبيح فافعل)().

وعنه صلي الله عليه و اله أنه قال: (ولمولود في أمتي أحب إليّ مما طلعت عليه الشمس)().

وعن أبي أُمامة عن رسول الله صلي الله عليه و اله أنه قال: (أربعة يلعنهم الله من فوق عرشه ويؤمنون الملائكة: رجل يتحفّظ نفسه ولا يتزوج ولا جارية له كيلا يكون له ولد) الخبر.()

عن إسحاق بن عمار قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: الحديث الذي يرويه الناس حقّ أن رجلاً أتي النبي صلي الله عليه و اله فشكا إليه الحاجة فأمره بالتزويج ففعل ثم أتاه فشكا إليه الحاجة فأمره بالتزويج حتي أمره ثلاث مرات؟ فقال أبو عبد الله عليه السلام: هو حق، ثم قال الرزق مع النساء والعيال().

قال عليه السلام: (إن الله يحب عبده الفقير المتعفف ذا العيال)().

عن إبراهيم الكرخي قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: إن صاحبتي هلكت، وكانت لي موافقة وقد هممت أن أتزوج، فقال لي: انظر أين تضع نفسك ومن تشركه في مالك وتطلعه دينك وسرك فإن كنت فاعلاً فبكراً تنسب إلي الخير وإلي حسن الخلق واعلم أنهن ثلاث: فامرأة ولود ودود تعين زوجها علي دهره لدنياه وآخرته ولا تعين الدهر عليه، وامرأة عقيم لا ذات جمال ولا خلق ولا تعين زوجها علي خير، وامرأة صخابة ولاجة همّازة تستقل الكثير ولا تقبل اليسير().

إسماعيل بن عبد الخالق عمن حدثه قال: شكوت إلي أبي عبد الله عليه السلام قلة ولدي وأنه لا ولد لي فقال لي: إذا أتيت العراق فتزوج امرأة ولا عليك أن تكون سوءاء، قلت: جعلت فداك وما السوءاء؟ قال: امرأة فيها قبح فإنهن أكثر أولاداً().

عن عبد الله بن

المغيرة عن أبي الحسن عليه السلام قال: سمعته يقول: عليكم بذوات الأوراك فإنهن أنجب().

عن أبي عبد الله عليه السلام قال: (قال رسول الله صلي الله عليه و اله: خير نسائكم العفيفة الغلمة)().

عن جابر بن عبد الله قال سمعته يقول: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: (ألا أخبركم بشرار نسائكم؟ الذليلة في أهلها العزيزة مع بعلها العقيم الحقود)().

ويستفاد من هذه الأحاديث الشريفة الدعوة الإسلامية الواضحة التي تخالف تحديد النسل، ومن الواضح أن البغي من النساء، يسبب لبنها نزعة حب البغاء في الولد بنحو المقتضي، كما إن المجنونة يسبب لبنها حالة اعتراض الجنون في الولد، علي سبيل الاقتضاء، فهو قابل للعلاج والمنع عنه، ولم يكن ذلك علي سبيل العلة التامة، أي: بحيث لا يقبل العلاج والمنع عنه، كما ذكره العلماء في محلها.

كثرة النسل والشمولية الزمنية

هذا ولا يخفي أن تحريض الإسلام علي كثرة النسل لم يكن مختصاً بأول عهد الإسلام حيث العدد الضئيل، وقلة المسلمين، بل يعم جميع الأزمنة وإن ازداد عدد المسلمين، فالقول باختصاصه بصدر الإسلام لا بمثل زماننا هذا، حيث اتساع الشعوب وازدياد عدد المسلمين ووصولهم إلي ملياري نسمة، يكون غير صحيح.

ويدل علي عدم اختصاص تكثير النسل بزمان خاص قول الإمام الصادق عليه السلام: (حلال محمد حلال إلي يوم القيامة، وحرام محمد حرام إلي يوم القيامة)().

وقد ذكرنا في بعض كتبنا أن المراد بالحلال: الأحكام الأربعة، في مقابل الحرام الذي هو الحكم الواحد، وإلا لم يكن الكلام مستوعباً، والنقص لا يجوز في حقه صلي الله عليه و اله وقد أوتي فصل الخطاب.

هذا مضافاً إلي أنه لو قيل باختصاص حكم زيادة النسل بزمان دون زمان، لزم القول بمثل ذلك في بقية الأحكام أيضاً، مثل كون الصلاة مثلاً واجبة

في زمان دون زمان، والخمر مثلاً حراماً في زمان دون زمان وهكذا، فللانسان علي هذا الفرض الباطل أن يذكر الله تعالي بقدر الصلاة من دون أن يصلي، كما قال بذلك بعض المنحرفين الذين قالوا يكفي الذكر عن إقامة الصلاة مستدلين خطأً بقوله سبحانه: ?أقم الصلاة لذكري?()، وأشاروا أيضاً بعدم وجوب الصيام بل يكفي التقوي فقط، مستدلين –خطأ أيضاً- بقوله سبحانه: ?كتب عليكم الصيام كما كتب علي الذين من قبلكم لعلكم تتقون?()، إلي غير ذلك مما لا يجوز القول به إجماعاً، وقد ذكرنا تفصيله في بعض كتبنا، ولا حاجة إلي تكراره هنا.

الدول الإسلامية وسياسة تحديد النسل

والغريب أن معظم البلدان الإسلامية تكتسحها دعوة تحديد النسل بحجة مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية، وترصد لهذه الحملة أموالاً طائلة كان من الممكن توظيفها في مشاريع اقتصادية واجتماعية أكثر جدوي.. فتؤكد بعض التقارير في أحد البلدان العربية أن ما يخصص من مبالغ لإنجاح حملة تحديد النسل في عام واحد من سيارات وأطباء وممرضين وممرضات وأدوية ومهمات وعمليات جراحية ومستشفيات وغيرها يكفي لرعاية أكثر من مليون طفل في حين أن زيادة الأطفال في البلد لا تتجاوز ربع مليون طفل..

ثم إن في البلاد الإسلامية أقطاراً فيها المشاريع ومجالات العمل، وليس فيها العمال، مما يضطرها لاستيراد العاملين من خارج البلاد، حتي من آسيا وأوربا لتنفيذ العمران في هذه الأقطار.. وهناك أقطار أخري فيها ضخامة سكانية ولا تملك رأس المال لبناء المشروعات التي تتسع لهؤلاء أو إيجاد أعمال لهم تعود عليهم وعلي الوطن بالنفع فماذا لو استفاد هؤلاء من سكان أولئك ليستمر الإخاء الإنساني والإسلامي حيث قال تعالي: ?إنما المؤمنون أخوة?()..

مضافاً إلي أن الثروة البشرية هي أساس التقدم والرقي لو أحسن استغلالها بدلاً من التذرع بعدم وجود الإمكانات المتاحة..

وهذا ما أثبتته تجارب الحياة اليومية من واقع البلدان المتحضرة الغنية كاليابان وغيرها، ومن هنا كانت أهمية النسل البشري الذي يتأتي من المرأة الولود كما أخبرنا بذلك الرسول صلي الله عليه و اله وأهل بيته الطاهرون عليهم السلام.

عمليات التعقيم جاهلية ثانية

إن عمليات التعقيم من أجل تحديد النسل هي جاهلية ثانية ولكن بأسلوب جديد.

فقد كان الناس في الجاهلية الأولي يقتلون البنات خوفاً من العار، كما قال سبحانه: ?وإذا بشر أحدهم بالأنثي ظل وجهه مسودّاً وهو كظيم * يتواري من القوم من سوء ما بشّر به أيمسكه علي هون أم يدسّه في التراب ألا ساء ما يحكمون?(). ويقتلون الذكور خوفاً من الفقر والإملاق فنهاهم الله تعالي عنه بقوله: ?ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق..?(). هذا إضافة إلي أنه كيف يحدد المسلم النسل خوفاً من الفقر وقد قال أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام: (تنزل المعونة علي قدر المؤونة)(). وهناك عشرات الروايات الواردة في هذا المضمون.

الشرع وعمليات الإجهاض

إن عمليات الإجهاض وسقط الجنين هي غير جائزة إجماعاً()، سواء نفخت في الجنين الروح أم لم تنفخ، ويشملها قوله سبحانه: ?وإذا الموؤودة سئلت * بأي ذنب قتلت?().

وأيضاً قوله تعالي: ?.. من قتل نفساً بغير نفس، أو فساد في الأرض، فكأنما قتل الناس جميعاً، ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً، ولقد جاءتهم رسلنا بالبينات، ثم إنَّ كثيراً منهم بعد ذلك في الأرض لمسرفون?().

ومن مصاديق قوله سبحانه: ?قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفهاً بغير علم، وحرّموا ما رزقهم الله افتراءً علي الله، قد ضلوا وما كانوا مهتدين?().

ومن مصاديق قوله سبحانه: ?وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمناً إلاّ خطئاً، ومن قتل مؤمناً خطئاً فتحرير رقبة مؤمنة، ودية مسلّمة إلي أهله، إلاّ أن يصدّقوا?() إلي قوله تعالي: ?ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها، وغضب الله عليه ولعنه واعدّ له عذاباً عظيماً?().

وأيضاً قوله عز من قائل: ?اقتلت نفساً زكية بغير نفس، لقد جئت شيئاً نكرا?().

وأيضاً قوله تعالي: ?يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل

إلاّ أن تكون تجارة عن تراض منكم، ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً * ومن يفعل ذلك عدواناً وظلماً فسوف نصليه ناراً وكان ذلك علي الله يسيراً?().

وأيضاً قوله عز وجل: ?ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلاّ بالحق?().

وأيضاً قوله سبحانه: ?والذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلاّ بالحق، ولا يزنون، ومن يفعل ذلك يلق اَثاماً * يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهاناً * إلاّ من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيماً?().

وأيضاً قوله عز من قائل: ?وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم?()..

فإن هذه الآيات الشريفة تشمل الإجهاض مصداقاً أو ملاكاً أو ما أشبه كما لا يخفي.

فهل بعد هذا الكم الهائل من الآيات الكريمة - مضافاً إلي الروايات الشريفة - هنالك مجال للقول بجواز إجهاض الجنين؟!

ماذا وراء تحديد النسل؟

لقد انخفض حجم السكان في البلدان الغربية كبعض دول أوربا، منذ نصف قرن تقريباً، وذلك بسبب زوال أو ضعف الروابط والعلاقات الأسرية والاجتماعية المشروعة.. وبالتالي إباحة الزنا واللواط والسحاق، وجواز اتخاذ الأخلاّء والخليلات، مما يجعل الرجل والمرأة في راحة مزعومة من التزامات العائلة، موفرا لهم الحرية اللامسؤولة للتمتع بدون الالتزام بلوازمه الأخلاقية والشرعية.

وعلي إثر ذلك فكر الغرب في تقليل نفوس العالم الثالث، ومنها البلاد الإسلامية حتي لا يتفوقوا علي الغرب من حيث كثرة النفوس التي هي من مقومات تفوقهم من جهة التقدم العلمي والصناعي أيضاً، فأخذوا يضغطون علي بلاد العالم الثالث في فرض قوانين تحديد النسل وما أشبه كي لا يتقدموا يوماً ما عليهم، وقد حصلوا علي أهدافهم الشريرة نوعاً ما في هذا المجال ومجالات أخري، فهذه الصناعات الحديثة تتواتر علي

بلادنا من الغرب أو من البلاد المسايرة للغرب، كاليابان مثلاً وقد سيطروا علي حكام العالم الثالث وخاصة حكام بلاد المسلمين، فأجبروهم خدمة لمصالحهم، وأمروهم باتباع سياسات الإخفاق أو التراجع العلمي فيهم، حتي يتأخروا في كل مجالات الحياة، ولذا لا تجد في العالم الثالث خصوصاً في البلاد الإسلامية من يساوي الغرب أو يوازيهم في التقدم العلمي وما أشبه، فكيف تجد من يتفوق عليهم!، علماً بأن اليهود أيضاً من وراء العديد من أساليب تحديد النسل والعقم في البلاد الإسلامية والعربية كما لا يخفي علي المتتبع.

تحديد النسل والخطة الماسونية

وقد أكد بعض الباحثين() علي أن تحديد النسل من عوامل التقويض الماسوني للمجتمعات الإسلامية:

حيث ذكر أن من أهم العوامل التي يرتكز عليها أمن المجتمع الإسلامي وسلامته علي امتداد أراضيه الشاسعة؛ هي ضرورة زيادة عدد المسلمين، لأنها ستحدد بطريقة حاسمة المستقبل السياسي للعالم الإسلامي().

وهذا الازدياد السكاني المرغوب فيه لدينا، ينبغي أن يفجر الطاقات الكامنة لتوسيع رقعة الأرض الزراعية، وخلق فرص العمل في المجالات الصناعية والعلمية والتقنية المستحدثة، لتطوير الزراعة والصناعة الإسلامية، بالوسائل الهندسية والعلمية المتاحة حالياً ومنها الأوربية والأميركية والروسية، التي فرضت شروطها وقيودها علي فرص التطور والتقدم في البلاد الإسلامية لعقود طويلة من السنين.

وفي مواجهة هذا التصور الموضوعي، تظهر لنا مؤثرات ناجمة عن اتجاه الغرب الاستعماري إلي التوسع علي حساب مجتمعات الدول الإسلامية القائمة حالياً، وكذلك علي حساب امتداد الدعوة والتبشير الإسلامي الذي يلقي مقاومة منظمة ومبرمجة من قبل القوي العلمانية واللادينية الإلحادية، وبحماية من القوي الماسونية الدولية، وذلك بهدف (حرمان المسلمين من استعادة سلطتهم السياسية التي فقدت منهم)(). وهذا يجري وفق خطة دولية مبرمجة، منها تخفيض نسبة المواليد المسلمين، أو الوقوف بها عند حد معين، عن طريق التعقيم أو تحت تأثير

بعض الفتاوي المدعومة بأموال ودعايات بعض المنظمات الغربية المهتمة بموضوع الزيادة السكانية الإسلامية. هذه المنظمات التي دعت إلي ضرورة القيام بدراسات موازنة في المجال السكاني، للوقوف علي اتجاه ميزان القوي من الناحية البشرية بين الطرفين: الإسلامي والغربي علي المدي المنظور والمستقبلي أيضاً، قد توصلت إلي نتيجة مؤداها أن نسبة الزيادة بينهما مختلفة اختلافاً كبيراً إذ يفوق إنتاج الخصوبة البشرية لدي المسلمين ما يقابله لدي الأوربيين (ولدي أتباع العقيدة اليهودية بأربع مرات تقريباً)() وطبقاً لهذه النتيجة التي تبين اختلاف نسبة الأطفال إلي البالغين بين الدول الغربية والدول الإسلامية، تنبأت المنظمات الماسونية الدولية بأن تفوق الخصوبة البشرية في المنطقة الإسلامية سوف يؤثر تأثيراً بالغاً علي العلاقة بين الشرق والغرب في العقود القادمة() ويمكن أن نفهم بعد هذا سر تمسك الماسونية الصهيونية الاستيطانية علي أرض فلسطين، بضرورة جعل باب هجرة أتباع العقيدة اليهودية إلي فلسطين الإسلامية مفتوحاً؛ في الوقت الذي تعمل فيه علي حمل المواطنين العرب، سواء في فلسطين أو سواها من الدول الإسلامية علي النزوح من أوطانهم، ومن ثم الاستفادة من خبراتهم العلمية والعملية لإحياء وإقامة مشاريعهم الإنشائية والإنتاجية.

ولكي تتضح أمامنا أهمية الزيادة في عدد السكان المسلمين، وخطر الخصوبة الطبيعية الكائنة لدي المسلمين، سنورد أمثلة لاتجاهات الدراسات الميدانية والإحصائية الغربية في بعض الدول الإسلامية، التي تهدد برأيهم السلام الدولي، وتبذر بذور القلق في مسارات السياسة الدولية الماسونية.

وجميع هذه الدراسات نفذتها مؤسسات ذات مسؤولية رسمية، منها وزارات المال والاقتصاد والعلوم والدفاع الغربية، وبعض أجهزتها الفنية ومؤسساتها المتخصصة، ومنها (هيئة الرند، معهد هدسون، المراكز الاستشارية للمصارف، شركات النفط، الشركات المتعددة الجنسيات، وما شابهها من المؤسسات الاختصاصية في التخطيط العائلي، وتنظيم الأسرة في الوسطين القروي والحضري في جميع الدول الإسلامية)().

وللتمويه

فإن هذه الدراسات تتم بتغطية علمية من بعض الجمعيات العربية والإسلامية لمساعدة اليونسيف، وبعض وزارات الصحة العمومية، ومؤسسات تنظيم الأسرة المحلية، التي تتباري في إجراء البحوث والدراسات الميدانية للعمل علي خفض نسبة مواليد السكان لديها.

وهذه المؤسسات التي تتقاضي بعض الجعالات المالية الهزيلة، تُمنح إضافة لذلك أوسمة غربية من الدرجة الأولي لمساهمتها في الحد من الزيادة السكانية الإسلامية، وما يسمي وفق مصطلحهم بالانفجار السكاني الذي قد يهدد بتفاقم مشكلة نقص الغذاء المتوهمة عالمياً.

وعندما يقدم علماء الغرب وأدواتهم من الموظفين المسلمين اقتراحاتهم حول تحديد النسل، بدعوي التخطيط العائلي النموذجي وتنظيم الأسرة الأمثل، نري المسلمين والمسيحيين العرب قد أمعنوا في تساؤلاتهم المريرة: لماذا يرغبون في إنقاص عددنا وتحجيمنا؟ في الوقت الذي تتفاخر فيه بعض الدول القومية الأوربية بعدد سكانها()، التي تشكو من انخفاض نسبة المواليد لديها.

وتسعي منظومة الفكر الماسوني المتهود، التي مزقت عري العائلة المسيحية، وأفقدتها وحدتها وتكاملها الاجتماعي في الدول الغربية علي إنجاز ذات المخطط في الدول الإسلامية، في الوقت الذي نري فيه() أن الكثير من عائلات أتباع العقيدة اليهودية، وفي ذات المجتمعات الأوربية الممزقة عائلياً تبدو عليها حالة أعمق من الاستقرار الاجتماعي، وكذلك التساند المتبادل بين قواها الاجتماعية. كما أن التوافق والتكيف والانسجام بين الظواهر الاجتماعية قد يكون كامناً أو ظاهراً، ولكنه مرتبط بأساس عقائدهم ذات النسق الاجتماعي المغلق.

نستتنج من هذا أن منظّري الفكر الماسوني الشمولي، لم يدعوا نظرتهم حول تحديد السكان تؤثر نسبياً علي الأسرة اليهودية في أي مكان، وخاصة في المجتمعات الأوربية والأميركية.

وإذا كانت المشكلة السكانية الإسلامية والحد من خطورتها المتفاقمة، قد دعت الماسونيين إلي التفكير العميق والتخطيط البعيد المدي لمواجهتها، فإن الدول الإسلامية عليها أن تتنبه لهذه الدعوات ومخاطرها حول الحد من نسل

شعوبها، كما أن المنظمات والمؤسسات الإسلامية ذات العلاقة بالمواضيع الاجتماعية؛ عليها تطويق المفتريات الماسونية حول زيادة عدد السكان المسلمين، وما يمكن أن تجره من فوضي اجتماعية وخلقية بسبب الافتقار إلي تنظيم إدارات مؤسسات الدولة والمجتمع، وافتقاد أساليب التحديث الصناعي والعسكري، والتي قد تؤدي بالمجتمعات إلي حالات من الإبادة الدينية في الدرجة الأولي.

من أساليبهم في تحديد النسل

وتطبيقاً لتلك السياسات الشيطانية منعوا وبصورة ملتوية الشباب عن الزواج، أي: لم يقولوا لهم بالصراحة لا تتزوجوا، وإنما أشاعوا فيهم العراقيل الكثيرة دون تحقق الزواج، ووضعوا القوانين الصعبة التي يواجهها الشباب فينصرفون عن فكرة تكوين الأسرة، وسلبوهم إمكانيات الزواج والقدرة عليه، وذلك بوضع قوانين تخالف القرآن والسنة تمنعهم من الاستفادة الفعلية من الأرض، ومن خيراتها كالمعادن، ومن خيرات البحار والأنهار كاصطياد الأسماك، ومن خيرات المراتع والغابات كرعي المواشي وحيازة الثمار والأعشاب، ومن خيرات الضرب في الأرض كالاكتساب، فكل سبيل للكسب يحتاج إلي إجازة وهوية وألف مطلب ومطلب، وكل عمل صغير أو كبير يحتاج إلي مراجعة ألف مركز ودائرة، وبذل أموال طائلة، وجهود كبيرة ودفع ضرائب باهضة، تقصم ظهور الناس، فلا يستطيعون حتي من تزويج أبنائهم وبناتهم، هذا من جهة ومن جهة أخري قاموا بفتح المواخير ومراكز اللواط حتي لا يفكر الشباب بالزواج وينصرفوا عما ينتهي بهم إلي تكثير النسل.

وقد جاء في تقرير أن في مصر وحدها خمسة عشر مليون شاب وشابة في سن الزواج لا يتمكنون من الزواج()، وفي تقرير آخر أن في بلد إسلامي آخر - يشابه مصر في عدد النفوس - عشرة ملايين شاب وشابة في مرحلة الزواج ولا يتمكنون من الزواج، فهل عدم التمكن من الزواج حدث تلقائياً، أو أنه بتخطيط مدروس من قبل الحكومات وأسيادهم واليهود مما أدي إلي

عدم القدرة علي الزواج؟ طبعاً هو الثاني بلا شك باعتباره أفضل وسيلة لتحقيق أهداف الغرب التي منها تحديد النسل.

ولا يخفي أن الغرب هو الذي ابتكر هذا التخطيط ونحن الذين اتبعنا آثار تخطيطه بلا دراسة وانما عملنا بقول الشاعر: (ولقد أبصرت قدامي طريقاً فمشيت)، فالمسؤولية في ذلك تقع علي عاتقنا أيضاً، فمن الواجب الاهتمام الشديد لفضح هذه الخطة الاستعمارية ورفع الموانع وتمهيد الطرق للشباب بالنسبة إلي الزواج البسيط، حتي يمكننا قلع جذور الفساد، وعلينا أن نقتدي بالسلف الصالح في تسهيل أمر الزواج وغيره من أمور الحياة وقد ورد في التاريخ انه لم يكن شيء أبسط من الزواج في زمن الرسول صلي الله عليه و اله وكان الحال كذلك قبل خمسين سنة، وفي التاريخ أن المرأة كانت تقوم وتقول للرسول صلي الله عليه و اله: زوجني يا رسول الله، فكان يزوجها الرسول صلي الله عليه و اله بمهر بسيط لأحد المؤمنين، ومن أفضل النماذج في أمر الزواج وبساطته هي زواج فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين عليها السلام حيث لم يتجاوز مهرها (500 درهم) علي أكثر الأقوال، ولكن اليوم زرع الاستعمار فينا كل هذه المشاكل وتقبلناها بقبول حسن.

تحديد النسل محاربة للحضارة الإسلامية

كما ذكروا إن عملية بناء الأسرة الإسلامية وتقويضها بالوسائل المباشرة أو البعيدة() يعد قتالاً وإضعافاً للحجيرة الحية في نهضة الإسلام، وقعوداً بالمسلمين عن استعادة دورهم الريادي الحضاري، وقد طلب إلينا الرسول محمد بن عبد الله صلي الله عليه و اله آمراً: (تناكحوا تناسلوا فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة)، وذلك استجابة للأمر الرباني لإصلاح الأرض وابتغاء فضل الله بعدما قال تعالي: ?وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعاً منه?()، شريطة عدم الفساد، قال تعالي: ?والله لا يحب الفساد?()

لأن الفساد يخالف السنن الاجتماعية والبشرية. قال تعالي: ?وكم أهلكنا من قرية بطرت معيشتها، فتلك مساكنهم لم تسكن من بعدهم إلا قليلاً، وكنا نحن الوارثين?().

ونجد في آثار الأمم الغابرة أن هلاكها ليس نتيجة نقص في علم وفن وغذاء وسلاح، بقدر ما هو فساد إنسان الثراء والترف والعلم المدمر. فأزمة الدول المتقدمة النامية وحروبها الاقتصادية، ليست ناجمة عن نقص الإنتاج، بل عن وفرته ومحاولتها تسويق منتجاتها في الأسواق الدولية.

إدعاء باطل

ثم إن الغرب يدّعي أن تلوث البيئة وفساده ناشئ عن كثرة النفوس وكثافة السكان، ولذا يجب تحديدها، بينما الأمر ليس كذلك، فإن الفساد ناشئ بحسب اعتراف الغرب من البلدان الصناعية أنفسها، إذ زيادة درجة حرارة الأرض إنما هي نتيجة تمزق الغلاف الجوي المحيط بالأرض، المتسبب عن الغازات التي تفرزها المعامل والمصانع وخاصة العسكرية والنووية منها، وزمامها بيد الغربيين، كما إن تلوث مياه الشرب ناشئ عن إلقاء نفايات المصانع الذرية وغير الذرية في المياه، وكذلك يكون اضطراب الأحوال الجوية وتوترها، مثل كثرة الأمطار وقلتها، وكثرة الأمراض وشيوعها، وفساد المزارع وخرابها، واحتراق الغابات ودمارها، وغير ذلك من الكوارث الطبيعية، فإن أغلبها سببه استعمال وتصنيع الأسلحة الحديثة، وبسبب التجارب النووية من تفجير القنابل الذرية والهيدروجينية وغيرها كما اعتاده الغرب، أو ما أشبه ذلك، وقد انطبق علي ذلك المثل المشهور: (رمتني بدائها وانسلّت).

المنظمات الدولية وفكرة تحديد النسل

ومن الأمور التي ساعدت علي تحديد النسل، ودفع المرأة إلي الانحراف والفساد وما إلي ذلك من مضاعفات، هي بعض المنظمات الدولية وقراراتهم غير الصائبة مثل: بعض قرارات صندوق النقد الدولي، وهيئة الأمم المتحدة، والمنظمات المرتبطة بهذه المؤسسات، فإن كثيراً ما تري هذه المنظمات الدولية بدل التأثير الإيجابي في استقلالية بلدان العالم الثالث، التأثير السلبي في استقلاليتها، لتربط حكامها بالغرب ربطاً وثيقاً، فإن الرؤساء إذا لم يكونوا منقادين لهم، ولم يظهروا الخضوع لشروطهم الموجبة لكل تلك المضاعفات انقلب الأمر عليهم، فإنهم حيث كانوا يحتاجون إلي هذه المنظمات الدولية في مختلف شؤونهم، صاروا شباكاً مستحكمة لإلقاء شعوبهم الإسلامية وغير الإسلامية في الفخ الذي وضعه لهم الغرب، وإذا امتنعت الجهة المرتبطة بهم عن طاعتهم والانقياد لهم أسقطوها بكل صراحة، كما أسقطوا حكومات كثيرة، وأبطلوا انتخابات عديدة، لما أرادوا السير

بما لم يخططه الغرب لهم، ومن هنا فاللازم علي الدول الإسلامية أن تؤسس منظمات عالمية ودولية بالمستوي المطلوب لكي يحافظوا علي استقلاليتهم.

بين أقراص الخبز وأقراص منع الحمل

وقد ذكر() بعض الباحثين أن الكثير من المؤسسات الاقتصادية الربوية تلجأ لإتلاف بعض كميات محاصيلها الزراعية بهدف الحفاظ علي مستوي معين لوارداتهم وأرباحهم، ومن المواد الأولية الضرورية إنسانياً التي تم إتلاف بعض مخزونها الجيد القطن والقمح والذرة والبيض والزبدة والحليب المجفف والبن. وبدلاً من تقديم (قرص الخبز) حسب حاجة البشرية إليه، فإن الحركات الاقتصادية والاجتماعية المغرضة دولياً تقوم مجاناً بتقديم()(أقراص منع الحمل والتعقيم)، حتي يستطيعوا تقويم نظرة الإنسان وضبط شخصيته من جميع جوانبها حتي يسهل انقياده للمخططات الماسونية - المتهودة.

ونلاحظ أن قوة اليابان الاقتصادية الكبيرة المنافسة لأكبر دولة في العالم وهي الولايات المتحدة الأميركية، ناجمة عن برنامجها التنموي، الذي()يعتمد أولاً علي كثرة سكانها مع الضيق النسبي لمساحة الأرض التي يشغلونها. ويستخدم اليابانيون كذلك الطاقات القصوي الممكنة لنشاطهم الجسمي وإبداعهم العقلي والنفسي خلال ساعات عملهم الإنتاجية المجدية.

وحسب بعض التقارير فإن وظيفة الخبراء الاقتصاديين أن يبينوا الطرق والأساليب المجدية لجعل الوسائل الاقتصادية متلائمة مع حاجات وعدد السكان، وليس من اختصاصهم أن يفرضوا الأساليب التي تعمل علي تقليل عدد السكان ومواجهة الخصوبة البشرية في البلدان الغنية بمواردها الأولية والفقيرة بملاكاتها الفنية المدربة والمؤهلة محلياً ووطنياً. وليس ثمة شيء يمنعنا نظرياً من إقامة حياتنا الاقتصادية والاجتماعية علي أسس أمثل من أسس الدول المتقدمة. وإن كانت هناك موانع عملية تريد الإبقاء علي حالات النهب الاقتصادي الاستعماري والاستنزاف المادي الاحتكاري المستمر لموارد الشعوب كافة.

نماذج من المخططات الغربية

إن هذه المنظمات التي ذكرناها أصبحت بمثابة وسائل ضغط بيد الغرب علي شعوب العالم الثالث في سبيل تحديد اقتصادهم حسب ما يريده الغرب لهم، وتقييد حرياتهم بوسائل متعددة.

مثلاً: إنهم يقولون إنه لا يحق لبلد نفطي إلاّ أن يعتمد اقتصاده علي النفط فقط، بدون أن يسلك سبيل التجارة،

أو الصناعة أو الزراعة أو ما أشبه ذلك إلا بنسب ضئيلة، وإن كانت البلاد وأهلها مستعدين لكل ذلك، وكذلك يقولون: إنه لا يحق لبلد يزرع السكر مثلاً أن يتاجر بالسجاد أو نحوه، وهكذا..

هذا ما ذكرته بعض البحوث والدراسات والإحصائيات الدقيقة الفاضحة للمخططات الغربية تجاه العالم الثالث، فإنها قد حددت لكل بلد سبيلاً اقتصادياً خاصاً لا يمكن لذلك البلد مخالفته أو الانفلات منه، فيكون مثله مثل الدكتاتور الذي ينصب بنفسه الوزراء والأمراء وما أشبه ذلك ليقوي علي الإحاطة بهم والسيطرة عليهم، فالغرب أخذ بالسيطرة علي أحوال البلاد عبرهم حسب أهوائه ومطامعه وهو مما يؤدي إلي الانهيار الداخلي لقوي البلد من حيث لا يشعر إلا بعد مرور فترة من الزمن وغيرها.

وإذا حاول بلد من البلدان الانفلات عن هذا التخطيط المرسوم له، توجهت إليه ضغوط كبيرة من المنظمات المذكورة وغيرها.

ثم إنه إذا لم تنفع فرضاً الضغوط الموجهة إليه من قبل تلك المنظمات أطاحوا بذلك الرئيس أو الوزير، حتي يخضع الرئيس أو الوزير الجديد لإرادتهم ويسير علي نهجهم.

وبعد هذا التخطيط المدروس والتنفيذ المتقن، رفعوا شعار تحديد النسل وكانت النتيجة كما ذكرت في بعض الإحصائيات الدقيقة في مجال تحديد الولادة علي أن (130.000،000) من النساء المؤهلات للإنجاب قد فقدن بالوسائل المختلفة أهليتهن للولادة وأصبحن غير قادرات علي الحمل والإنجاب.

من نوايا الغرب

أصرّ الغرب منذ سالف الأزمنة علي خفض عدد السكان وقتل الإنسان حتي إن أحد علماء بريطانيا كان يقول بلزوم ترك العلاج للأمراض المستعصية حتي يسبب موت المرضي، وكان يصرّ علي أنه يلزم نشر الطاعون بين الناس إلي حد الموت، وقد رأينا التطبيق العملي لقوله ولكن عن طريق نشر المخدرات من الهيرويين وما أشبهها بين الشباب والشابات في أفريقيا وآسيا وغيرهما.

إضافة إلي

التعاون الأخير الذي تم بين بعض البلاد الغربية وإسرائيل علي نشر جراثيم مرض الإيدز، وتوزيع عيّنات الدم الملوثة بالإيدز في البلاد الإسلامية كمصر وغيرها()، وذلك علي حين غفلة من أهلها والتي سببت القضاء علي حياة كثير من الناس الأبرياء وكذلك توزيع ما يوجب العقم بين المسلمين والعرب.

تحديد النسل في الأديان الأخري

ثم إنه بعد أن اطلعنا علي آراء علماء المسلمين في تحديد النسل وعمليات التعقيم، وعمليات الإجهاض، فلنشر بإيجاز إلي آراء علماء سائر الأديان من مسيحيين ويهود بالنسبة إلي الإجهاض: فإنهم يقولون بحرمة ذلك وحرمة استعمال الأقراص الموجبة لإسقاط الجنين().

هذا وقد اجتمع مرّة علماء أبناء العامة في السعودية()، ومرة علماء البلاد الإسلامية في مصر()، لتحريم تحديد النسل، وقد عرفت من فتاوي علماء الشيعة - ما تقدم - فانهم يحرمون إسقاط الجنين، واستعمال الأقراص المعدة لإفساد النطفة المستقرة في الرحم، ويوجبون لذلك دية معينة، كما في رسائلهم العملية وغيرها، فتبين أن تحديد النسل والإجهاض والعقم مرفوض عند جميع الأديان السماوية.

دفع شبهة

أما قوله عليه السلام: (قلة العيال أحد اليسارين)()، فالظاهر أن المراد من العيال الذين هم في إعالة الرجل وتحت كفالته من خدم وحشم ونحو ذلك، فإنه ليس من المتعارف تسمية الأولاد بالعيال إذ ليس علي الإنسان أن يوسع دائرة عياله ولا ربط لذلك بالأولاد، إذ النسبة بين الأمرين هو: العموم من وجه علي ما يقوله علماء علم المنطق، فلا يكون أحدهما دليلاً علي الآخر، كما لا يكون الإنسان دليلاً علي الأبيض، ولا الأبيض دليلاً علي الإنسان، فان بينهما عموماً من وجه، فإنه قد يكون إنساناً أسود فهو ليس بأبيض وقد يكون قطناً أبيض فهو ليس بأسود كما هو واضح().

أرض الله واسعة

إن ما سبق من قابلية الأرض وثرواتها، وكفاية رزقها ومياه شربها لمضاعفة هذا القدر الحالي من البشر الذين هم ستة مليارات نسمة، شيء يؤيده العلم والعقل، والتجربة والتاريخ، فإن تطبيق قانون الله القائل: ?خلق لكم ما في الأرض جميعاً?()، و(الأرض لله ولمن عمرها)() وحده كفيل بذلك كله، فالسكن في ظله قابل للتوسع بكثرة فائقة، وقد شاهدت أنا في العراق قبل أربعين سنة تقريباً كيف كثرت المساكن والدور بشكل هائل يفوق التصديق في ذلك اليوم، وإن أصبح الآن ماثلاً أمام العيان.

ففي كربلاء المقدسة مثلاً في الوقت الذي رفع فيه الحصار والمنع عن هذا القانون الإسلامي نوعاً ما، أجازت الحكومة بناء الدور لمن يعطي للدولة مقابل أرض تمنحها له مبلغاً قدره عشرة دنانير فقط، تضاعف حجم المدينة المقدسة خلال فترة ثلاث سنوات، ففي طرف الحر الشريف توسعت كربلاء المقدسة فرسخاً، وفي طرف باب بغداد توسعت فرسخين، وفي طرف طويريج توسعت ما يقارب ثلاثة فراسخ، كما توسعت في طرف النجف الأشرف أكثر من فرسخ، وهكذا الأمر في النجف الأشرف،

وفي بغداد العاصمة، وفي بابل الفيحاء، وغيرها من البلاد التي رأيتها شخصياً عن قرب.

وفي بغداد العاصمة - مثلاً - تم استحداث مدينة الثورة، ومنطقة الشعلة، والبياع، وبغداد الجديدة، وجميلة، وغيرها، وسعة بعض تلك المناطق والأحياء تكفي لضم ما يقارب من مليون إنسان.

وأذكر جيداً أنه جاءني ذات مرة محافظ كربلاء المقدسة (سالم عبد الرزاق) في أيام التوسعة، فأشكلت عليه فرض عشرة دنانير مقابل أرض الله التي جعلها لخلقه؟ فلم يكن له جواب مقنع.

وعليه فإذا أخذ بقانون ?خلق لكم ما في الأرض جميعاً? وبمبدأ (الأرض لله ولمن عمرها) كما ورد في الحديث الشريف، وبدون دفع عشرة دنانير كيف سيكون الأمر حينئذٍ؟ مسلّم أن العمران يتسع أكثر فأكثر.

استغلال الوقت ومستلزمات التوسعة

هذا ويمكن استغلال الوقت وتوسعته، بالإضافة إلي ما يوفره تضخيم حجم السكان أضعاف ما عليه نفوس اليوم من الزمن، بأمور مثل: إعادة النظر في سن التقاعد، وزيادة ساعات العمل، وإدخال غير العاملين وحتي المتقاعدين الذين يهوون العمل في وظائف الدولة().وإني أذكر جيداً أيضاً بان العمال قبل الحرب العالمية الثانية كانوا يعملون في مختلف القطاعات عملاً مكثفاً من أول طلوع الشمس إلي غروبها، كما إن عمال ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية كانوا يعملون كذلك لإعادة بناء ألمانيا.

ومن الواضح أن إنسان اليوم أكثر قوة وقدرة علي الإبداع مع تطور الوسائل، من إنسان الأمس، وذلك بالشكل الذي لم يخطر علي قلب أحد ولم يكن في حساباته.

أما عدد النفوس فقد ذكر بعض علماء اليابان - علي ما مرّ - إمكانية تكثيرهم إلي تسعين مليار نسمة().

وأما الرزق فهو بعد إمداد السماء، وليد جهد الإنسان وهمته، كما هو واضح، وذلك نتيجة الزراعة والتشجير في الأراضي الشاسعة الخصبة، التي قل ما يعرف قدرها، وحدودها، ونتيجة تكوين حقول

تربية المواشي، وتربية الدواجن، والطيور وغير ذلك، واستخراج المواد النافعة من الأرض كالمعادن والنفط والملح والفحم وما أشبه، وبناء السدود لمنع الفيضانات وتوليد الطاقة الكهربائية وتنظيم جريان الماء، إضافة لتخزين مياه الشرب والزراعة، علماً بأن الماء يغطي ثلاثة أرباع الكرة الأرضية، إضافة إلي ماء السماء الموسمي الذي لو احتفظ به عند هطوله عبر السدود والمخازن لكان نافعاً ومفيداً.

ويمكن علاوة علي ذلك: الاستفادة من مياه الأنهار والأمطار التي تصب في البحار، ويكون بينها وبين المياه المالحة حاجز كما في بعض مناطق ايران، وأن يستفاد من تحلية مياه البحر وجعله صالحاً للشرب والزراعة، كما يحدث ذلك في الكويت.

هذا والأفضل اقتصادياً تأسيس شبكتين للمياه في المناطق السكنية، إحداهما للمياه العذبة الصالحة للاستخدام البشري اليومي، والأخري غير عذبة ليستفاد منه في غير ذلك من الاحتياجات المائية الأخري في الزراعة مثلاً، كما في بعض البلدان من العالم. ثم هل كان يتوقع قبل قرن من الزمان أن تتوسع الحياة وفي كل المجالات بهذا القدر المدهش الذي نراه اليوم؟ ألا يحتمل أن تتوسع الحياة وبكل ابعادها وبصورة مدهشة أيضاً بعد قرن من زماننا هذا؟.

وصدق الله سبحانه حيث قال: ?الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء، والله يعدكم مغفرة منه وفضلاً والله واسع عليم?().

ثم هل إن الله والعياذ بالله غير حكيم حتي يخلق ما يخلق من البشر ثم لا يجعل لهم في الأرض ما يكفيهم من الرزق والماء، والمكان والمسكن؟ مع أن الله هو الرزاق ذو القوة المتين، كما ورد ذلك في القرآن الحكيم()، وأشارت إليه مئات الأحاديث الشريفة()، وسلّمه العقل والعلم أيضاً.

تقديم فرص العمل للجميع

هذا ومن الممكن إيجاد العمل والفرص المناسبة لكل هؤلاء الأفراد المتزايدين من البشر، وقد نقل عن الحكومة الهندية أنها قامت في بعض

المناطق القاحلة من الهند والتي يسكنها حوالي مليون إنسان فقير بغرس أشجار التوت في مساحات شاسعة، وإعطاء الأهالي دودة القز لتربيتها والاستفادة من عوائدها فأخذوا يستفيدون من نتاجها المتمثل بالحرير الطبيعي بما أوجب استغناء أولئك العدد الكبير من المواطنين.

لا يقال: لماذا بقيت الهند صاحبة الاقتصاد الضعيف حتي يومنا هذا وتعدّ في قائمة البلاد الفقيرة؟.

لأنه يقال: إن الاستعمار قد أكل منهم كل أخضر ويابس ونهب كل ثرواتهم، فغاندي() زعيم الهند ينقل عنه: أنه لما ذهب إلي لندن قال في تصريح رسمي له: إني لأعجب كيف لا تغرق هذه الجزيرة في البحر مع انها قد حملت فوق سطحها من الذهب المجلوب إليها من الهند، قدراً كبيراً بحيث لا تستطيع هذه الجزيرة حمله مما يلزم أن ينخسف بها!!.

هذا اضافة إلي أن ميل الهند نحو الاشتراكية في الاقتصاد أضعف مقدرتها إلي حد كبير علي التطور وتلبية المتطلبات لتلك الجموع البشرية الكبيرة.

فإلي تطبيق قانون الله: ?خلق لكم ما في الأرض جميعاً?، و: (الأرض لله ولمن عمرها) المتضمن سعادة كل البشر علي الأرض، وعيشهم فيها برخاء ورفاهية، حتي وإن بلغوا التسعين ملياراً.

هذا وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام علي محمد وآله الطاهرين.

قم المقدسة

محمد الشيرازي

پي نوشتها

17/ ربيع الأول/ 1420ه

() سورة البقرة: 35.

() سورة البقرة: 58.

() راجع كتاب (عندما يحكم الإسلام): لعبد الله النفيسي، الصفحة الأخيرة، وكتاب (المتخلفون مليارا مسلم) للإمام المؤلف (دام ظله).

() انديرا غاندي (1917 - 1984): سياسية هندية ابنة جواهر لال نهروا، رئيسة الوزراء (1966- 1977 و1980 - 1984) اغتالها متطرفون من طائفة السيخ.

() راجع كتاب (القواعد الفقهية): ص135.

() سورة البقرة: 233.

() سورة الإسراء: 31.

() سورة الأنعام: 151.

() وسائل الشيعة: ج14 ص34 ب17 ح1، الكافي: ج5 ص334

ح1.

() جامع الأخبار: ص101 الفصل 58 في التزويج.

() وسائل الشيعة: ج14 ص33 ب16 ح1، الكافي: ج6 ص333 ح2.

() بحار الأنوار: ج103 ص237 ب3 ح33، مستدرك الوسائل: ج14 ص177 ب15 ح16433.

() وسائل الشيعة: ج14 ص14 ب6 ح2.

() وسائل الشيعة: ج14 ص3 ب1 ح3، غوالي اللئالي: ج3 ص288.

() وسائل الشيعة: ج14 ص33 ب15 ح2، الكافي: ج5 ص567 ح51.

() وسائل الشيعة: ج14 ص3 ب1 ح6.

() مستدرك الوسائل: ج14 ص178 ب15 ح16437.

() دعائم الإسلام: ج2 ص191.

() غوالي اللئالي: ج1 ص183.

() بحار الأنوار: ج100 ص220 ب1 ح24.

() وسائل الشيعة: ج14 ص14 ب6 ح7.

() بحار الأنوار: ج101 ص91 ب2 ح2.

() مستدرك الوسائل: ج14 ص176 ب14 ح16430.

() معاني الأخبار: ص291.

() التهذيب: ج7 ص406 ب34 ح32.

() مستدرك الوسائل: ج14 ص176 ب14 ح16431.

() مستدرك الوسائل: ج14 ص178 ب15 ح16435.

() مستدرك الوسائل: ج14 ص155 ب2 ح16356.

() مستدرك الوسائل: ج14 ص178 ب15 ح16436.

() بحار الأنوار: ج5 ص293 ب13 ح16.

() وسائل الشيعة: ج14 ص5 ب1 ح9.

() مستدرك الوسائل: ج14 ص153 ب1 ح16348.

() مستدرك الوسائل: ج14 ص156 ب2 ح16360.

() وسائل الشيعة: ج14 ص25 ب11 ح4.

() وسائل الشيعة: ج14 ص22 ب9 ح5.

() وسائل الشيعة: ج14 ص13 ب6 ح1.

() وسائل الشيعة: ج14 ص34 ب16 ح3.

() وسائل الشيعة: ج14 ص35 ب18 ح2.

() وسائل الشيعة: ج14 ص15 ب6 ح7.

() وسائل الشيعة: ج14 ص15 ب6 ح7.

() الكافي: ج1 ص58 ح19، وفيه: عن زرارة قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الحلال والحرام فقال: (حلال محمد حلال أبداً إلي يوم القيامة، وحرامه حرام أبداً إلي يوم القيامة لا يكون غيره ولا يجيء غيره). وقال: قال علي عليه السلام: (ما أحد ابتدع بدعة إلا ترك بها سنة).

() سورة طه: 14.

() سورة البقرة: 183.

() سورة

الحجرات: 10.

() سورة النحل: 58 - 59.

() سورة الإسراء: 31، وفي سورة الأنعام، الآية 151: ?ولا تقتلوا أولادكم من إملاق..?.

() بحار الأنوار: ج104 ص72 ب1 ح17.

() أي بإجماع الفقهاء.

() سورة التكوير: 8 - 9.

() سورة المائدة: 32.

() سورة الأنعام: 140.

() سورة النساء: 92.

() سورة النساء: 93.

() سورة الكهف: 74.

() سورة النساء: 29 – 30.

() سورة الإسراء: 33.

() سورة الفرقان: 68 - 70.

() سورة الأنعام: 137.

() راجع كتاب الأدبيات الماسونية: ص290.

() الإسلام قوة الغد العالمية: ص188، راجع كتاب الأدبيات الماسونية: ص290.

() الإسلام قوة الغد العالمية: ص189، راجع كتاب الأدبيات الماسونية: ص290.

() الإسلام قوة الغد العالمية: ص186-187، راجع كتاب الأدبيات الماسونية: ص291.

() الإسلام قوة الغد العالمية: ص184، راجع كتاب الأدبيات الماسونية: ص291.

() الاستشراق: ص294-295. راجع كتاب الأدبيات الماسونية: ص291.

() نماذج من الأدب الزنجي الأمريكي: ص68-69. راجع كتاب الأدبيات الماسونية: ص292.

() قاموس علم الاجتماع: ص423-424. راجع كتاب الأدبيات الماسونية: ص292.

() كما جاء في مجلة (الرأي الآخر): العدد 36 ص14: 83% من شباب وشابات مصر لا يتمكنون من الزواج …

() تحديد النسل في ميزان التنمية وحكم الإسلام: ص10. راجع كتاب الأدبيات الماسونية: ص293.

() سورة الجاثية: 13.

() سورة البقرة: 205.

() سورة القصص: 58.

() تحديد النسل في ميزان التنمية: ص12-13. راجع كتاب الأدبيات الماسونية: ص293.

() تحديد النسل في ميزان التنمية: ص14، الأدبيات الماسونية: ص293.

() تحديد النسل في ميزان التنمية: ص14، الأدبيات الماسونية: ص294.

() راجع جرائد مصر في مارس 1990م، مضافاً إلي طرق أخري استخدموها لنشر الإيدز؛ فمثلاً ذكرت مجلة (الشراع) اللبنانية في عددها الصادر بتاريخ 8/أيلول/ 1997م برقم (797): في مصر - التي فتحت باب السياحة أمام اليهود - تم إلقاء القبض علي عدد من العاهرات الإسرائيليات بعد ثبوت تورطهن بعلاقات

مشبوهة مع شبان مصريين أصيبوا جميعاً بمرض الإيدز، وأيضاً صدر الحكم بترحيل مئات الغواني الصهيونيات اللواتي ثبت تعمدهن نشر الأمراض القاتلة بين الشبان المصريين كالإيدز وغيره.

() راجع جريدة (لوسر باتور) طبعة الفاتيكان.

() راجع كتاب (قرارات مجلس المجتمع الفقهي الإسلامي لرابطة العالم الإسلامي) ص63.

() راجع كتاب (قضية تحديد النسل في الشريعة الإسلامية)، تأليف أم كلثوم يحيي مصطفي الخطيب ص181.

() بحار الأنوار: ج104 ص73 ب1 ح19.

() وقد يقال في معني الرواية: بأن الإمام عليها السلام قد تطرق إلي قضية حقيقية خارجية دون أن يتطرق إلي إيجابياتها أو سلبياتها، ففي الواقع الخارجي ان قلة العيال أحد اليسارين، ولكن هل كل يسار محبب للشارع المقدس؟ وقد ورد أن: (أفضل الأعمال أحمزها).

() سورة البقرة: 29.

() وسائل الشيعة: ج17 ص328 ب3 ح1 عن أبي عبد الله عليه السلام.

() كما ذكر ذلك في كتاب (عودة الوفاق بين الإنسان والطبيعة) سلسلة عالم المعرفة: رقم الكتاب 189 تأليف جان ماري بيلت ص203.

() ومما يؤيد ذلك ما جاء في بعض التقارير من أن عدد سكان اليابان قد ازداد عن عام 1885م 150% تقريباً كما لوحظ الازدياد بنسبة 300% تقريباً في المواد الغذائية، وإذا طبقنا مثل هذه الزيادة في سائر الأماكن أمكن تهيئة ما يكفي لغذاء 90 ملياراً، هذا مضافاً إلي التطور العلمي والصناعي يوماً بعد يوم مما يسهل الكثير من الأمور. راجع (كتابخانه زندكي طبيعي، كتاب فارث) 1974م ص167.

Life nature library. The farth 1974. P 167.

() سورة البقرة: 268.

() قال الله تبارك وتعالي: ?إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين? سورة

الذاريات: 58.

() عن أبي عبد الله عليه السلام قال: علّم رسول الله صلي الله عليه و اله هذا الدعاء: (يا رازق المقلين، يا راحم المساكين،

يا ولي المؤمنين، يا ذا القوة المتين، صلّ علي محمد وأهل بيته، وارزقني وعافني واكفني ما أهمني). الكافي: ج2 ص522 ح7.

() غاندي موهانداس كرمشند (1869-1948م) زعيم سياسي وروحي هندي لقّب ب(مهاتما) أي النفس الكبيرة، نادي باللاعنف وبالمقاومة السلبية علي تحرير الهند من سيطرة الاستعمار البريطاني، ودعا إلي إزالة الحواجز بين الطبقات الاجتماعية والي الوحدة بين الهندوس والمسلمين والسيخ، من آثاره: سيرته الذاتية التي أسماها (قصة تجاربي مع الحقيقة) عام 1927م.

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.