تحويل المعنويات الإسلامية من القوة إلي الفعل

اشارة

اسم الكتاب: تحويل المعنويات الإسلامية من القوة إلي الفعل

المؤلف: حسيني شيرازي، محمد

تاريخ وفاة المؤلف: 1380 ش

اللغة: عربي

عدد المجلدات: 1

الناشر: مركز الرسول الاعظم(ص)

مكان الطبع: بيروت لبنان

تاريخ الطبع: 1418 ق

الطبعة: اول

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين

الرحمن الرحيم

مالك يوم الدين

إياك نعبد وإياك نستعين

اهدنا الصراط المستقيم

صراط الذين أنعمت عليهم

غير المغضوب عليهم

ولا الضالين

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، وصلي الله علي محمد وآله الطاهرين، ولعنة الله علي أعدائهم أجمعين.

كلمة الناشر

بسم الله الرحمن الرحيم

الإنسان بطبيعته يعشق الحقيقة ويدافع عنها..

ويصبو الي المعرفة ولا يحيد عنها..

فالحقائق والخلفيات الواقعية هي التي تسيّر الإنسان وتحركه، وتعطيه الروح المعنوية، والدافع نحو العمل والاستقامة أمام المحن والمعضلات.

فمن عرف الحقيقة يعزّ عليه ان يتركها..

ومن شخّص الباطل لا يهنأ إلا بعد دحره وإماتته..

لذلك من يراجع التاريخ يشاهد أعداء الإسلام اتخذوا مختلف السبل، واتبعوا كل الطرق والأساليب الملتوية لطمس كل اثر أصيل، وإماتة كل علامة سليمة تستطيع ان تعطي صورة واقعية لما هو حق وصحيح، حتي يعيش الإنسان في تيه وتخبط، فاقدا لأبسط المعنويات والمقومات المحركة.

ومن أسباب موت الروح المعنوية او خفقانها هو التستر علي الحقيقة بمختلف الممارسات، كما ان انعدام الطرح الإيجابي البناء هو الآخر لا يقلّ تأثيرا عن الأول.

..ولأجل ذلك قام سماحة الإمام الشيرازي (دام ظله) وأخذ علي عاتقه إزالة الغبار عن الحقائق التاريخية المصيرية من حياة الأئمة عليهم السلام والتي أرادت أيادي المندسين ان تشوهها، ووضع سماحته النقاط علي الحروف في الكثير من الأحداث والوقائع المهمة التي غيرت مسار الأمة، فأجاب بدقة وقاطعية علي مختلف الأسئلة والإشكالات والملابسات المشارة او التي يرفعها هذا الطرف او ذاك.

هذا بالإضافة الي ان سماحته لم يكتف بتبيين الصورة الناصعة للإسلام، بل أعطي الأساليب الكفيلة لإعادة الأمة الي رشدها و

بعث الروح المعنوية في الجسد الإسلامي وتحويل المعنويات من مرحلة القوة الي مرحلة الفعل، ليتسني الدور المطلوب في العمل والجهاد.

مركز الرسول الأعظم (ص) للتحقيق والنشر

بيروت - لبنان

المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام علي محمد وآله الطاهرين، ولعنة الله علي أعدائهم أجمعين.

العالم الإسلامي يمر اليوم بمرحلة مأساوية عظيمة، ربما لم يمر بمثلها في قرونه السالفة، حيث تتكالب عليه الأعداء من كل حدب وصوب، وكل عدو يأمل ان يحصل علي أكثر من موقع قدم له، في جسم سقيم هزيل، أتعبته الأمراض ومزقته الخلافات وطحنته الحروب.

ومع ذلك ما زال هناك بصيص أمل ولو ان نسبة القوة والضعف تختلف من منطقة الي أخري عن وجود قوة إسلامية في قلوب المسلمين، ومعنويات كبيرة ما زال البعض يحملها علي الرغم من كل المصائب والمحن التي مرت عليه، وهذه المعنويات هي التي حفظت لنا الإسلام الي اليوم وسنتطرق في هذا الكتاب الي كيفية الاستفادة منها وتحويلها الي مرحلة الفعلية بعونه تعالي.

قم المقدسة

محرم الحرام 1403 ه

محمد الشيرازي

الاستفادة من الروح المعنوية

كيف يمكن ان نحول القوة المعنوية والقوة الإسلامية الكامنة في قلوب المسلمين الي الفعلية.

وهذه القوة أخذت من سيرة الرسول الأكرم (صلي الله عليه وآله وسلم) والإمام أمير المؤمنين عليه السلام والأئمة الطاهرين (عليهم السلام) وخاصّة من نهضة الإمام الحسين عليه السلام ضد الظلم والطغيان والتي تتجدد كل عام وتعطي من المعنويات الكثير الكثير فكيف نستفيد من هذه القوة الخلاقة في عملية:

1: تغيير المسلمين وانتشالهم من واقعهم المزري وجعلهم حكومة إسلامية عالمية واحدة ذات ألف مليون مسلم واسترجاع قوانين الإسلام التي فيها سعادة المسلمين ورفاههم.

2: إنقاذ غير المسلمين من مضطهدي العالم من الظلمات الي النور حتي لا يكونوا مستعمَرين، وحتي يستنيروا بقوانين الإسلام ولو بقدر ما، كما أنار الإسلام حتي واقع الكفار في أول بزوغه، واستفادوا من الإسلام: العلم والنظام والنظافة والشوري والعدالة الاجتماعية والأخلاق وغيرها ولو بقدر ما، حتي

وصل العالم الي هذا التقدم الذي نشاهده الآن قال تعالي: ?وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين? لا للمسلمين أو المؤمنين فقط.

وبكلمة اخري، يمكن لنا ان نتساءل كيف تتحول القوة المعنوية الكامنة، الي قوة خارجية: لإنقاذ المسلمين، ولإنقاذ غير المسلمين ولو بالقدر الممكن ؟.

الجواب:

ان ذلك ممكن بأمرين:

الأول: التعريف الواقعي والحقيقي للإسلام وقادته، حتي لا يكون هناك غموض في مواقفهم وأهدافهم وطريقة معالجتهم للحياة، وللقوانين التي جاءوا بها عن الله سبحانه لإنقاذ البشر، حيث قال سبحانه:

?استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم?.

الثاني: إيجاد تيار إسلامي عالمي يكون كفوءاً لذينك الأمرين (نهوض المسلمين) و(إنقاذ غير المسلمين) بالقدر المستطاع.

أسئلة هناك

عندما تكون الصورة غير واضحة عند البعض، ويشوبها بعض الغيوم، من الطبيعي ان يقع اللبس والغموض حول مجموعة حقائق ومواقف مهمة، ترتبط بقادة الإسلام الذين رسموا لنا الطريق الأقوم للتحرك الإسلامي.

فإذا أردنا التعريف (بقادة الإسلام) و(بالإسلام كنظام للحياة) لابد لنا من رفع الحاجز الضبابي الذي جعل البعض يثير قسماً من الأسئلة والإشكالات حول الصورة الإسلامية الواقعية..

ومن هذه:

سياسة الرسول الأعظم (ص)

س1: لماذا لم يميز الرسول الأعظم (صلي الله عليه وآله وسلم) المسلمين ولم يفرز صحيحهم عن سقيمهم، ولقد كان (صلي الله عليه وآله وسلم) أعرف بهم، حتي لا تقع تلك المشاكل التي وقعت بعد وفاته (صلي الله عليه وآله وسلم)؟.

الإمام أمير المؤمنين عليه السلام والحكومة الإسلامية

س2: ولماذا لم يصل الإمام علي عليه السلام الي الحكم بعد الرسول (صلي الله عليه وآله وسلم)؟

اضطراب الأوضاع في حكومة علي عليه السلام

س3: ولماذا اضطربت الأوضاع لما وصل الحكم إليه عليه السلام حتي قتل، وكان عليه السلام يتألم من أصحابه ويقول: (لقد ملأتم قلبي قيحاً) مع انا نري اليوم كيف أن الجيوش تتحرك بإشارات من رؤساء الدول، فهل لم تكن للإمام عليه السلام سياسة حتي بقدر سياسة رئيس دولة عادية؟.

العلم بالشهادة

س4: واذا كان الإمام عليه السلام يعلم بأن (ابن ملجم) يقتله، لماذا لم يق نفسه ولو بعدم الخروج تلك الليلة للصلاة، او باستصحاب حماية معه حتي يقفوا دون تنفيذ المؤامرة؟

فهل ان كل ذلك كان بسبب ضعف الإدارة والسياسة، عند الإمام عليه السلام؟

أو لعدم قابلية الناس؟

او لأن المثالية لا تلائم الحكم؟

أو أن بشر اليوم اكثر قابلية من بشر ذلك اليوم، فتكون النتيجة عدم قابلية الإسلام للتطبيق؟

صلح الإمام الحسن عليه السلام

س5: ثم هل كان الإمام الحسن عليه السلام اضعف إدارة وسياسة من معاوية؟

وإلا فلماذا لم يصل الي الحكم؟

ولماذا صالح معاوية وقبل الذلة، فيما نري ان الإمام الحسين عليه السلام حارب يزيد ورجّح السلّة علي الذلّة؟.

ثورة الإمام الحسين عليه السلام

س6: وهل كان الإمام الحسين عليه السلام اضعف سياسة وإدارة من الحكومات الثورية الحالية التي وصلت الي الحكم؟

وهل كان عليه السلام اقل سياسة من المختار كمثال الذي وصل الي الحكم في نفس الكوفة التي قصدها الإمام الحسين (عليه السلام) في حركته من الحجاز؟.

الأئمة الأطهار (عليهم السلام) والحكومات الجائرة

س7: وبعد ذلك يأتي دور السؤال عن الأئمة الآخرين (عليهم السلام) لماذا لم ينهضوا؟

فهل كانوا اقل كفاءة من بني العباس الذين نهضوا في وجه

بني أميّة ونالوا ذلك الحكم العريض؟

بل لماذا تمكن الرسول (ص) من جمع الناس حول نفسه وإقامة الحكم الذي أراده، ولم يتمكن الأئمة (عليهم السلام) من ذلك، وهل كان ذلك بسبب اختلاف الزمان وعدم قابلية زمانهم وقابلية زمان الرسول(صلي الله عليه وآله وسلم)؟.

عدد المعصومين

س8: ثم لماذا عدد المعصومين(عليهم السلام) أربعة عشر، وفيهم امرأة هي فاطمة (عليها السلام)، والائمة إثني عشر منهم فقط؟.

س9: وإذا كانوا كلهم (عليهم السلام) في الحكم ألم تكن الدنيا تسير سيرة حسنة ليس فيها مشاكل، وإذا لم يكونوا يعرفوا طرق الوصول الي الحكم فكيف يقال: إنهم كانوا عالمين بكل شيء بإذن الله تعالي، وكانوا قادرين علي التغيير؟.

حكومة الشيعة

س10: وأخيراً.. هل كان للشيعة في التاريخ حكم؟

وإذا لم يكن لهم حكم ألا يدل ذلك علي نقص في منهج التشيع بذاته او في الشيعة أنفسهم، وهما يوجبان اليأس عن تمكنهم من الحكم في المستقبل؟.

الإسلام وإدارة الحياة

أما بشأن التعريف بالإسلام كنظام للحياة، فقد ورد التساؤل بأنه هل هنالك للإسلام نظام باستطاعته أن ينهض بالمسلمين في العصر الحاضر، بحيث يكون أفضل من الأنظمة المعاصرة: الغربية والشرقية، في إعطاء (الحرية) و(الرفاه) و(التقدم) و(السلام) للمسلمين بما يجعلهم قادة العالم في عصر الفضاء، كما جعل الإسلام المسلمين قادة العالم إبان ظهوره؟.

وإذا كان ذلك، فما هو النظام الإسلامي في سياسته واقتصاده واجتماعه وفي بقية جوانب ومناحي الحياة؟.

التيار الإسلامي

وبعد الانتهاء عن الأسئلة التي تثار حول الأمر الاول، يأتي السؤال عن الأمر الثاني، وهو كيف يمكن إيجاد تيار إسلامي عالمي يكون كفوءاً ل (النهوض بالمسلمين) و(إنقاذ غير المسلمين) لا إنقاذ العالم الثالث فحسب، بل إنقاذ العالمين: الغربي والشرقي، من انحطاط أنظمتهم وجور حكامهم؟.

وأجوبة هنا

وأجوبة هنا

والجواب: بإيجاز عن الأمر الأول:

معرفة الرسول (ص) بالمنافقين

ج1: إن الرسول (صلي الله عليه وآله وسلم) كان يعرف المنافقين جيداً، لكن كون الإسلام ناشئاً قبال دولتي الفرس والروم وعملائهما لم يكن الظرف يسمح بأية خطوة من شأنها إضعاف المسلمين وتشقيقهم، وإلقاء الخلاف في صفوفهم وإسالة دمائهم، وقد كانت الدولتان وسائر أعداء الإسلام ينتهزون الفرصة للهجوم علي الإسلام وإبادة المسلمين، وبهذا أجاب الإمام علي أمير المؤمنين عليه السلام الصديقة الطاهرة (عليها السلام) حين قال لها: إن حملت سيفي لم ترين لهذا الإسم أثرا، أي اسم محمد (صلي الله عليه وآله وسلم).

وأيهما خير: ان يذهب الإسلام كله، أو يبقي المخلص الي جنب غيره الي حين؟.

ج2: وبما ذكرناه يظهر الجواب عن السؤال الثاني، فإبقاء الإمام علي عليه السلام علي نفسه وأهل بيته والثلة المؤمنة التي وقفت بجانبه خير من التمزق بالمحاربة التي تنتهي الي هدم الإسلام بسبب الدولتين العظيمتين وغيرهما.

حكومة أمير المؤمنين عليه السلام

ج3: واضطراب الأحوال في زمن الإمام علي أمير المؤمنين عليه السلام كان طبيعياً، اذ الأمر كان دائراً بين ان يسير في الخط المنحرف الذي سبقه، مما يجعل الإسلام كاليهودية والمسيحية، او أن يسير في الخط المستقيم الذي يحرك ضده الآخرين من:

1: الخط الديني المختلط بالدنيا (والذي قاده أصحاب الجمل).

2: او الديني المنحرف (الذي قاده أهل النهروان).

3: أو الدنيا البحتة (التي قادها أهل صفين).

هذا وقد اتبع الإمام علي عليه السلام خطي رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) في انه لم يهاجم أحداً ولم يبدأ بالحرب وانما كانت حروبه دفاعية، فكما ان كل جهة حاربت الرسول (صلي الله عليه وآله وسلم) دفعها الرسول دون ان يهاجم أحداً، كذلك فعل علي عليه السلام.

وكان رسول (صلي الله عليه وآله وسلم) اذا غلب، عفي وصفح، وهكذا فعل علي عليه السلام

في حروبه الثلاثة.

ولقد كان بإمكان الإمام علي عليه السلام أن يحرك الجيش بإشارة كما كان يفعل الأكاسرة والقياصرة والحكام الذين نشاهدهم اليوم، لكن الإمام (عليه السلام)كان يريد ان يكون في وسط الأمة يناقش ويحاور ويرشد، حتي تبقي مواقفه وخطواته وكل ممارساته مرشدة للأمم الي الأبد، وحتي يكون أسوة حسنة للجميع، ولذا بقيت آثاره علماً ونوراً، بينما ذهبت آثار الأكاسرة والقياصرة هباءاً منثوراً.

بين الاستبداد والاستشارية

والحاصل ان الإمام عليه السلام طبق الاستشارية الإسلامية ومبدأ الشوري أحسن تطبيق وتجنب الاستبداد والدكتاتورية بصورة كاملة، أما الملوك والزعماء فإنهم عادة لا يستطيعون ان يحركوا الجيش بإشارة دون ان يكون وراء عصيان الجيش حبس وغرامة وإعدام…، بينما لم يكن كذلك في حكومة الرسول (صلي الله عليه وآله وسلم) وحكومة الإمام علي أمير المؤمنين عليه السلام.

والي هذا يشير أمير المؤمنين علي عليه السلام عند ما يقول: (جمال السياسة: العدل في الإمرة والعفو مع القدرة).

لذا لما خالف بعض الأصحاب الرسول (صلي الله عليه وآله وسلم) ورفضوا الذهاب الي الحرب تركهم (صلي الله عليه وآله وسلم)، وكذا سار خليفته الإمام أمير المؤمنين عليه السلام علي سيرته في حروبه الثلاثة.. حتي أنه اذا ظفر بجندي من جنود الشام، حلفه ان لا يساعد معاوية، وتركه وشأنه، كما عفي عن أهل الجمل والنهروان.

الإمام أمير المؤمنين عليه السلام أسوة

ج4: وكان من الضروري ان يعمل الإمام عليه السلام حسب علمه الظاهر وحسب قدرته الظاهرة كسائر الأنبياء والائمة عليهم السلام إلا في باب المعجزات وذلك حتي يكونوا أسوة للناس، ومن سنة الله تعالي ان لا يعطي العلم الخارق والقدرة الخارقة إلا لمن لا يستعملهما عادة،وإلا فلماذا دفع رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) بحمزة وعبيدة وجعفر لأن يخوضوا الحروب مع علمه (صلي الله عليه وآله وسلم) بأنهم سيقتلون؟.

ولماذا لم يهرب عيسي عليه السلام مع علمه بأن القوم في طلبه؟.

وكذلك سائر الأنبياء (عليهم السلام) بقوا حتي قتلوا، قال سبحانه: ?فلم تقتلون أنبياء الله من قبل?؟.

فالإمام أمير المؤمنين عليه السلام كان في قمة السياسة والإدارة وحسن التدبير، إلا ان الأمر كان دائراً بين (حفظ المدرسة) التي ستخرج علي المدي البعيد أجيالا من البشرية المؤمنة الواعية، وبين (حفظ سلطته)

التي تسبب سقوط المدرسة، كما فعل ذلك معاوية فصار لعنة التاريخ بالإضافة الي إضاعة البشر، وكما يفعله اليوم حكام الشرق والغرب حيث انهم يحفظون سلطتهم بإشعال الحروب والفتن وقتل الملايين وتجويع عشرات الملايين من الناس.

فرأي عليه السلام بان الأمر دائر بين ربح سلطته وسقوط البشرية، وبين خسارة سلطته وانتشال البشرية (فرأيت ان الصبر علي هاتا أحجي) كما يقول عليه السلام.

الإمام الحسن عليه السلام وتربية الأجيال

ج5: أما الإمام الحسن عليه السلام فرأي أمره دائراً بين الانتقال من الواجهة الي المؤخرة، ليربي الثوار الذين يهدمون عرش الطغاة، وبين ان يبقي في المقدمة حتي يقتل بلا اثر، أو ان يمارس ما مارسه معاوية من الغدر والمكر وحرق الناس، وأخيراً تحطيم نفسه طول التاريخ وتحطيم البشرية المعاصرة له ومن يأتي بعد ذلك، كما فعله معاوية حيث جعل نفسه وعامة بني أمية لعنة التاريخ، بالإضافة الي ان منهجهم أضحي عنوان انحطاط وتحطم الإنسان.

وأي عاقل فضلاً عن أمام معصوم يقدّم الأخيرين علي الأول؟.

وفي زمانه عليه السلام لم يكن الأمر دائراً بين السلة والذلة، وانما كان دائراً بين السلة وبين التعقل والحزم.

الإمام الحسين عليه السلام والشهادة

ج6: أما الإمام الحسين عليه السلام فقد كان قادراً علي ان يجمع الأحزاب والعشائر والقبائل ومختلف الشخصيات وينجح في السلطة والاستيلاء علي الحكم، ولكن كان يضطر الي المكر والخداع وقتل الأبرياء وتحطيم سمعة الإسلام علي طول الخط وجعل هذا الخط المنحرف منهاجاً للحكام للإقتداء به، بأن يسير في الخط الذي سار فيه يزيد والحجاج وستالين وهتلر ونيرون واصبحوا لعنةالتاريخ.

لكن الإمام الحسين عليه السلام عندما خرج، خرج لطلب الإصلاح في أمة جده، وأراد إنقاذ الأمة ووضعها في الطريق القويم، بعد ان سارت بها سياسات بني أمية في متاهات وأودية سحيقة، وهكذا حفظ نفسه عليه السلام.

كذب الموت فالحسين مخلد كلما اخلق الزمان تجدد

وحفظ مدرسة رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم).. وهذا يفسر حديث رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم: (حسين مني وأنا من حسين).

فالخط والمدرسة الإسلامية الحقيقية حفظها الإمام الحسين عليه السلام، وحفظ من خلالها البشرية، هذا ما يقتضيه العقل، إذا رأي دوران الأمر بين الخطين، يقول غاندي: (تعلمت من الحسين عليه السلام كيف

أكون مظلوماً فانتصر).

ثم ان الزمان لم يكن كزمان الرسول صلي الله عليه وآله وسلم الذي جمع بين السلطة والمدرسة والبشرية والسمعة، حتي يجمع الإمام الحسين عليه السلام بينها، اذ الرسول صلي الله عليه وآله وسلم كان في أمة بدائية غير ملوثة بالمكر والخداع وتعاريج حضارة الروم والفرس، بينما الإمام الحسين عليه السلام عاش في زمان كان الأمر دائراً بين السلطة الملتوية المحطمة وبين حفظ السمعة والمدرسة والبشرية علي طول الخط …

كما ان استشهاده عليه السلام بتلك الكيفية كان محطماً لخط الانحراف، بينما لو كان الإمام الحسن عليه السلام يقدم علي قتل نفسه في محاربة معاوية كان معناه تحطم سمعة الإمام والمدرسة والبشرية، لما كان ينطوي عليه معاوية من المكر وجعل الأحاديث والدعاية السوداء.

وعادةً الذين صنعوا الانقلابات في زماننا، إنما أرادوا السلطة فقط دون النظر الي المدرسة والسمعة وانتشال البشرية، ولذا نراهم تحطموا وذهبوا لعنة التاريخ.

أما المختار فقد بني أمره علي قاعدة متينة وضعها الإمام الحسين عليه السلام، ولولا الإمام الحسين عليه السلام لم يكن توابون، ولا مختار، ولا سقوط بني أمية، ولا …

والمراد بتحطم البشرية وعدم تحطمها، ان المدرسة الصحيحة توجب رفاه البشر، والمدرسة المنحرفة توجب تحطم البشر، مثلاً الرأسمالية والشيوعية أوجبتا جوع ربع البشر بل أكثر من الربع وسلب البشر حرياتهم، بينما المدرسة الإسلامية الصحيحة أوجبت رفاه البشر وحرياتهم سواء في زمان سيادة الإسلام أو بعده (بقدر العمل بالمدرسة) وما نجده الآن في العالم من التقدم فهو رهين مدرسة الإسلام، وإلا لكانت بلاد العالم تغوص في دياجير القرون الوسطي، ولذا يسمي الغربيون المسلمين: آباء العلم.

والبشرية في تقدم مطرد، حيث تتسع مدرسة الإسلام الصحيح بأمواجها التي أحدثها رسول الله (صلي الله عليه وآله) والائمة الطاهرون

(عليهم السلام).

وانتكاسة المسلمين في هذا القرن لا تعد مهمة إذا لوحظت بالنسبة الي حياة الأمم الطويلة، ونري الآن بوادر نهضة جديدة للمسلمين، يتقدم المسلمون بسببها الي الأمام بصورة مستمرة بإذنه تعالي.

الأئمة عليهم السلام وحفظ المدرسة

ج7: وبما تقدم يظهر الجواب عن السؤال السابع، فإن الأئمة عليهم السلام حفظوا المدرسة، وحفظوا أنفسهم، وحفظوا البشرية، ولذا لم يحتلوا سدة الحكم مع إمكانهم الكامل ان يجمعوا القوي ويتقدموا، إلا انهم رجحوا حفظ الأمور الثلاثة، علي حفظ الحكم الذي كان يسبب تحطم الثلاثة.

وقد ذكرنا ان الزمان كان مختلفا، فلم يكن ليسمح بوصول أنفسهم الي الحكم وفي نفس الوقت حفظ الثلاثة، وأي بشر عاقل فضلاً عن إمام معصوم لا يقدم الأهم علي المهم، ولم يكن زمانهم كزمان الرسول صلي الله عليه وآله وسلم. ولذا نجد كيف ذهبت حكومات الأمويين والعباسيين والعثمانيين إدراج التاريخ.. بينما بقي الأئمة عليهم السلام شموس هداية تنير مسير البشر، وبقوا هم أنفسهم عليهم السلام عظماء في الأنفس، وبقي المنهاج الصحيح للسير والتكامل بسبب ما خلفوه من التراث الضخم، الذي لا يشبهه أي تراث آخر من الأديان والقوانين السابقة.

وقد قسموا عليهم السلام الدور، فحفظوا لأنفسهم دور الريادة والمدرسة، وحفظوا الشخصية وسمعة الإسلام الي الأبد، بما يحرك البشرية الي الأمام علي طول التاريخ، بينما أوكلوا الي شيعتهم وذويهم دور الثورة في كل العالم الإسلامي.

وذلك لان ما احتفظوا به من الدور ما كان يتأتي من غيرهم.

وقد أثمر الجهدان، فحفظت المدرسة، كما أنير طريق البشر علي طول الأزمان الي الأبد، وبقوا هم عليهم السلام أعلاماً الي الأبد، وفي نفس الوقت قام التوابون، والمختار، وزيد، ويحيي، والحسين شهيد فخ وغيرهم بالثورات المحطمة لعروش الظالمين.

حتي لم يمر قرن إلا وقد اخذوا بزمام جزء من العالم الإسلامي،

حيث حكم المختار، وحكم الطباطبائيون …

وحكم الأدراسة، وهكذا امتد الحكم الذي استنار بهم الي هذا اليوم.

المعصومون (عليهم السلام) وعددهم

ج 8: أما المعصومون فأحدهم الرسول (ص) قائد النهضة العالمية والفاتح للطريق أمام البشرية، وأحدهم سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليها السلام قدوة نساء العالم، والبقية عليهم السلام قاموا بدور توضيح البرنامج قولاً وعملاً فإنه لا يتقدم أحدهم بدون الآخر، إذ لو كان البرنامج المكتوب بدون أمثلة حية تحمله، وأسوة صالحة يقتدي بها، لا يكون البرنامج مؤثراً في الناس.

ولو كان العكس (أناس طيبون) بدون برنامج معلوم، لا يتمكن الناس من السير الحسن، مثل ان يكون كتاب طب بدون طبيب، أو طبيب بدون كتاب طب، فكان وجودهم عليهم السلام بياناً وشرحاً للبرنامج السماوي، وفي نفس الوقت كانوا هم نماذج حيّة لذلك البرنامج، وكان من قوتهم عليهم السلام أنه كلما حاول الأعداء، تحريف المنهج أو تحريف شخصياتهم عليهم السلام، لم يتمكنوا، حيث ان الله سبحانه حفظهما، قال سبحانه:

?انا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون?.

(الذكر) هو (القرآن والائمة عليهم السلام) ولذا قال علي عليه السلام: (انا الكتاب الناطق).

بينما نري ان الأمم السابقة تمكنوا من تحريف كتابهم وحملته، كما حرفوا التوراة والانجيل، قال سبحانه:

?يحرفون الكلم عن مواضعه?.

وحرفوا شخصية الأنبياء عليهم السلام، مثلا انهم قالوا:

(هابيل عليه السلام تزوج بأخته)

و: (إبراهيم عليه السلام قدم زوجته الي الملك العاتي فزني بها).

و: (يعقوب عليه السلام صارع مع الله).

و: (داود عليه السلام زنا بزوجة اوريا).

و: (لوط عليه السلام زنا ببنتيه).

و: (عيسي عليه السلام صنع الخمر، وهو ابن الله تارة، وشريك مع الهين آخرين تارة).

و: (عزير عليه السلام ابن الله).

الي غير ذلك، وحيث لم يكن دين أولئك الأنبياء العظام (عليهم السلام) إلا لزمن محدود، ترك الله سبحانه الناس وما

يفعلون بالمنهج والشخصية.

أما دين الإسلام فحيث هو ابدي قال تعالي:: ?ولكن رسول الله وخاتم النبيين? وقال سبحانه تعالي: ?ليظهره علي الدين كله? لذلك لم يتمكن الأعداء لا من تحريف المنهج أو اغتياله ولا من اغتيال حملة المنهج، وكلما حاول أو يحاول الأعداء طمس معالم المنهج، يقيظ الله سبحانه في كل قرن من يجدد الدين، حتي يأتي دور المصلح الأعظم عجل الله تعالي فرجه الشريف ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً، بعد ما ملئت ظلماً وجوراً قال سبحانه تعالي: ?ونريد أن نمن علي الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين? …

اما لماذا هم اثنا عشر؟

فلأن أزمان البشر وأحواله مختلفة، فاللازم لكل زمان ولكل حال أسوة يقتدي بها البشر في ذلك الزمان وتلك الحال، وهم عليهم السلام أدوا تلك الأدوار المختلفة، ولذا ورد في الأحاديث ان لكل نبي اثني عشر وصياً وقال سبحانه: ?وبعثنا منهم اثني عشر نقيبا?.

ولعل هناك ربطاً بين ما نحن فيه وبين البروج الاثني عشر والأشهر الاثني عشر، كما دل عليه قوله تعالي: ?ان عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً?.

وأحوال البشر الاثنتي عشرة، وأزمنتهم كذلك، فانا نجد زمان الرخاء النفسي والشدة، والصحة والمرض، والعلم والجهل، والأمن والفوضي، والظلم والعدل، والغني والفقر.

كما نجد فيهم عليهم السلام: الرجل والمرأة، والمبدأ والمنتهي والوسط، والقائم بالحكم وغيره، والطفل والشاب والشيخ، والذي أتهم في نفسه وغيره، والظاهر والغائب، والمطلق والمحبوس، والمحارب والمسالم، والقائم والقاعد، (إمامان ان قاما وان قعدا) وناشر العلم وناشر الدعاء، ومن في شدة الفقر حسب الظاهر ومن في سعة الغني، والمطلق والمأسور، والمستشار والمستشير، والجد والأب، والأخ والحفيد، والزوج والزوجة والأم، ومن له ولد او زوجة او اخ و…

الي غير ذلك من الأحوال التي مرت بهم

عليهم السلام ليكونوا أسوة لكل الناس في كل حال، وقد مارسوا عليهم السلام في كل الأزمان والأحوال مدة قرنين ونصف اكبر قدر من الاستقامة والهداية والإرشاد ونشر العلم والفضيلة و … بما لا مثيل لذلك في مثل تلك المدة، منذ حفظ التاريخ الي اليوم، فلم يجد التاريخ عائلة ممتدة بهذا القدر الطويل من الزمان، تشبه هذه العائلة وبهذه المواصفات العالية، قال تعالي: ?انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيراً?.

ج 9: وبعد ذلك فهل يبقي مجال للسؤال التاسع؟.

ان الأزمنة مختلفة والأحوال مختلفة، وكل زمان وكل حال، بحاجة الي اسوة، فهل إذا كان كلهم عليهم السلام في الحكم، كانوا أسوة للبشرية مدي الأحقاب الي انقضاء الدنيا في أحواله المختلفة وأزمانه المتشتتة؟.

وقد ورد ان الرسول صلي الله عليه وآله وسلم أعطي لكل إمام كتاباً، وهو بمثابة برنامج ومنهاج لكل إمام يعمل به وفق زمانه، حيث نزل اثنا عشر كتابا (كحديث قدسي) من الله سبحانه الي الرسول (صلي الله عليه وآله) لهم عليهم السلام.

فقد كانوا عارفين بطرق الوصول الي الحكم، وكانوا اقدر الناس علي ذلك، لكنهم أرادوا غير ذلك حسب أمر الله سبحانه لينقذوا عباده من الجهالة وحيرة الضلالة.

صحيح ان الرسول (ص) وأهل بيته عليهم السلام وشيعتهم تحملوا اكبر قدر من الضغط والمكاره، لكن كل ذلك كان ثمن إنقاذ البشرية بالتبليغ وحفظ مدرسة فريدة في العالم منذ الخلقة والي انقضاء العالم، فإن الجنة حتي الجنة والسعادة في الدنيا حفت بالمكاره.

الشيعة والحكم

ج10: اما الشيعة.. فقد حكموا في التاريخ منذ قيام علي عليه السلام بالكوفة، والي اليوم، ولم يكن نقص في التشيع ولا في الشيعة، وقبل قيام علي عليه السلام بالحكم في زمن الخلفاء الثلاثة، كان عليه السلام

المستشار والموجه، لبعض الأمور المهمة جداً.

صحيح ان بعض حكام الشيعة كانوا منحرفين بأشخاصهم، وبكيفية وصولهم الي الحكم، إلا ان المدرسة كانت قائمة، والعلماء كانوا مسيطرين، وكان حكم البلاد حسب الكتاب والسنة، فالقضاء والمعاملات والأحوال الشخصية والحدود وغيرها كانت إسلامية (إلا ما شذ) ومن الواضح ان الشذوذ حالة موجودة بشكل طبيعي في الأمم، كما ان المرض حالة موجودة في الأفراد.

النظام الإسلامي

الإسلام هو النظام الأفضل للحياة، فهو يلبي حاجات الإنسان المختلفة، الأساسية والهامشية، صغيرها وكبيرها، ولا يترك أدني مجال إلا وأعطي له الحل الأمثل والأسلوب الأفضل والعناية الفائقة.

من هذا المنطلق يؤكد الإسلام علي مسألة (القيادة) باعتبارها الرائدة في ترجمة النظام الإسلامي الي واقع الحياة، فهي المسؤولة قبل غيرها، ومراقبة من مختلف الجهات، ولأهمية القيادة في الإسلام حددت المهام بدقة ووضعت الشروط والمواصفات لكل قائد.

فالإسلام له قادة وأسلوب في القيادة، لم يعرفهما بالصورة الصحيحة، العالم من قبل.. والي العصر الحاضر:

من صفات القائد

فقادة الإسلام من ضمن الناس (أنفسكم في النفوس، وآثاركم في الآثار، وقبوركم في القبور)، لا استعلاء لهم ولا كبرياء.. ولا امتياز في ملبس أو مشرب او منكح او مركب او ما أشبه..

وقد ضرب الرسول (صلي الله عليه وآله وسلم) وعلي عليه السلام إبان حكمهما هذا المثال، فلم يكن الرسول (ص) في مكة غير الرسول في المدينة … ولا الإمام علي عليه السلام في الكوفة غير علي عليه السلام في المدينة.. كلاهما كانا شعبيين.. متواضعين.. في متناول أيدي الجميع.. بدون حاجب.. ولا بواب.. ولا قصور.. ولا استغلال.. ولا غرور.

فالرسول (ص) لما آمن به سبعة ملايين إنسان وكان مستولياً علي تسع دول في خارطة اليوم كان نفس الرسول (ص) في مكة يوم وحدته وغربته واضطهاد المشركين له.

والإمام أمير المؤمنين عليه السلامكان في الكوفة مسيطراً علي اكبر دولة في عالم ذلك اليوم، حيث كان يحكم زهاء خمسين دولة حسب خارطة اليوم، كان نفس علي عليه السلام إبان اعتزاله عن الحكم في المدينة مشغولاً بالزراعة.

وهكذا يجب ان يكون قادة الإسلام، إذا اخذ الإسلام بالزمام في المستقبل بإذن الله، فلا دكتاتورية.. ولا استبداد.. ولا استغلال.. ولا استعباد.. ولا ترفع، كما يفعل بعض

حكام اليوم في البلاد الإسلامية، ولا كحكام الدول المستعمرة والدول التي تظلم شعبها أو شعوب العالم.

وقد اثر عن الرسول (ص): (أشيروا علي أيها الناس) وعن علي عليه السلام انه قال للامة: (لكم علي المشورة).

الأسلوب الأمثل

أما أسلوب القيادة فهو:

أ: ان يكون للمرجع الأعلي او (شوري الفقهاء) في الدولة الإسلامية صفة الاجتهاد والعدالة، وصفة اختيار أكثرية الأمة له في أجواء حرة، وعلامة الأجواء الحرة وجود الأحزاب الحرة ووسائل الإعلام الحقيقية الحرة والمؤسسات الدستورية الفاعلة.

ب: ويشرف (شوري الفقهاء المراجع) علي السلطات التقنينية (التشريعية)، والتنفيذية، والقضائية، وكذلك الأحزاب الحرة.

ج: تطبيق قوانين الإسلام في كافة شؤون الحياة: الاقتصادية، والاجتماعية، والسياسية، وغيرها، ومهمة السلطة التشريعية هي في الحقيقة تطبيق العصر علي قوانين الإسلام، لا كالبرلمانات في الدول الديمقراطية، وقد ذكرنا في كتب (الفقه: السياسة) و(الفقه: الاقتصاد) و(الفقه: الاجتماع) و(الحكم في الإسلام) و(الي حكم الإسلام) بعض تفاصيل هذه الأمور.

حيث، لا استغلال.. ولا استعباد في الطبقة الحاكمة، وأحزاب حرة وحريات متوفرة في الاقتصاد.. والزراعة.. والعمارة.. والصناعة.. والتجارة.. وإبداء الرأي.. والثقافة.. وغيرها، والمال كل حسب سعيه.. والحكم والعلم مباح للجميع حسب الكفاءات.

فهذا يمنع عادة الاضطرابات والاغتيالات، ولا يمكن للمستعمرين من تصنيع الأحزاب العميلة بالشكل الذي يطلبونه، وذلك لعدم وجود نقاط ضعف في الحكومة الإسلامية حتي يستغلوها ويدخل منها الاستعمار وعملاؤه.

الحكومة العالمية

بعد ان انتهينا من الإجابة الإجمالية علي الأسئلة المتعلقة بالأمر الأول، وأوضحنا صورة النظام الحياتي الذي يؤكد عليه الإسلام بشكل مختصر..

نعود الي الأمر الثاني وهو: كيف يمكن إيجاد تيار إسلامي عالمي، او حكومة إسلامية عالمية واحدة، تأخذ بيدها زمام المسؤولية (للنهوض بالمسلمين أولاً) وإنقاذ غير المسلمين بالقدر الممكن ثانيا؟.

يتأتي هذا عن طريق عدة أمور، منها:

جمع الكلمة

1: جمع كل الأحزاب والتيارات والنشاطات الإسلامية في وحدة واحدة، لها مجلس أعلي (منظمة عالمية) تأخذ علي عاتقها تنظيم المسلمين في الدولة الإسلامية.

الوعي

2: إعطاء الوعي بمختلف أشكاله وألوانه للمسلمين، بما لا يقل من ألف مليون كتاب، حتي يصبح التطلع الي الحكومة الواحدة جزءاً حيوياً من فكر كل فرد مسلم، وكلما استطعنا ان نبين هذه الفكرة استطعنا ان نخطو خطوات الي الأمام.

مواصفات القادة

3: اتصاف القادة بأخلاقيات عالية توجب التفاف الناس حولهم، والقائد المتميز هو الذي يبتعد عن أدق الصغائر، ويراعي ويحترم عادات الناس وقيمهم ويشاركهم في أمورهم، كما ورد بالنسبة الي أمير المؤمنين علي عليه السلام: (كان فينا كأحدنا).

الاكتفاء الذاتي

4: الاكتفاء الذاتي عن الدول الاستعمارية، فقد قال أمير المؤمنين عليه السلام: (احتج الي من شئت تكن اسيره، واستغن عمن شئت تكن نظيره).

ثم ان الكرامة الاقتصادية توجب الكرامة السياسية.

المؤتمرات

5: ومن أوليات إقامة الحكومة الإسلامية الواحدة، او التيار الإسلامي العالمي: إقامة المؤتمرات الدورية الكبيرة، والمؤتمرات الإقليمية الصغيرة.

الأطراف المناوأة

6: السعي لجعل الأطراف المناوئة والدول المعادية تأخذ موقف حيادي في قبال الحركات الإسلامية، وذلك بالاعتماد علي سياسة عدم الإثارة، او التحرك الهادئ، أو ما أشبه من الحكمة والتعقل.

تجنب الأمور الجانبية

7: الابتعاد عن الأمور الجانبية الفرعية غير المهمة، والتفكير بالقضايا الأساسية البعيدة المدي التي توصلنا الي الهدف والغاية المنشودة، ولا مانع لأجل ذلك من تحمل المصاعب والآلام والغصص في سبيل الغد المشرق.

اللاعنف

8: وأخيراً اتباع سياسة اللاعنف في كل تحرك، سواء كان قبل الوصول الي الحكومة الإسلامية الواحدة أم بعدها.

وبذلك يمكن القيام بإذن الله تعالي والله الموفق المستعان.

المشاكل التي تواجه النهضة

هذا ولا يخفي ان هناك مشاكل للنهضة الجديدة لا بأس بالتطرق إليها، فان النهضات الشعبية مهما كانت أسبابها؛ من دينية او وطنية او اقتصادية او غيرها، لابد وأن تأتي بمفاهيم جديدة قد لا يألفها الشعب في الزمان السابق.

فان الشعب إنما ينهض لأجل الظلم والطغيان الذي يجدهما في الحكام السابقين وبرجاء تحسين الأوضاع، لكن النهضة لا تقف عند هذا الحد، بل تتعداه الي تطبيق مفاهيم خاصة، والآن يري الشعب أشياء أخر قد لا يألفها فيقوم ضد التطبيقات الجديدة، وتقع المحاربة بين الشعب والناهضين مرة اخري، تنتهي الي أحد أمرين:

1: سقوط النهضة، لان الشعب أقوي من النهضة والقائمين بها.

2: الديكتاتورية المطلقة عند الناهضين الحكام، بالقتل والمصادرة والسجن والكبت والإرهاب، فالأمر ينتهي لا محالة إما بسقوط النهضة او سقوط الناهضين.

وإذا انضم الي الشعب أناس من الخارج ينصرونه ضد الناهضين الحكام، كان سقوط أحد الأمرين اقرب، كما انه إذا انضم الي الناهضين استعمار من الخارج كان السقوط أيضا اقرب، لكن إذا انضم الخارج الي الناهضين كانت الديكتاتورية اشد، أما إذا انضم الخارج الي الشعب كان سقوط النهضة اقرب.

وفي هذا يكمن سقوط ثورة الدستور في إيران، وثورة العشرين

في العراق، كما ان في عكس ذلك يكمن نجاح ثورة التنباك (التبغ)، فثورة التنباك، قام بها الميرزا المجدد الكبير رحمه الله، لأجل قضية مهمة، وهي إخراج البريطانيين من إيران، الذين أرادوا استعماره تحت واجهة التنباك، وقد وفق لذلك اكبر توفيق، ولما تمكن رحمه الله من إخراجهم لم تكن هناك قضية اخري، وتبديل البني والمفاهيم، فلم يقع بين

الشعب والنهضة تصادم، بل انتهي الأمر بسلام.

أما ثورة الدستور، فقد كانت موجهة ضد النظام القائم بتبديل الملكية الي الدستورية، فلما ان أزيل الاستبداد، وجاء أهل المجلس الي الحكم، وقع التصادم، لان الشعب اعتادوا الملكية، والدستور كان له مفاهيم جديدة لم يتحملها الشعب، فوقع التصادم، وسم قائد الثورة الآخوند رحمه الله، فلم يكن هناك ربان يوصل سفينة الثورة الي الشاطئ بسلام وبقي التصادم، وتدخل الأجنبي، فاسقط النظام الجديد، وأتي بالديكتاتور البهلوي الذي كان عبداً مخلصاً للأجنبي، وانتهي الأمر بالأسوأ، مما سبب ان يظن الناس ان الملكية افضل من الدستورية، لان الملكية ظلم فقط، أما الدستورية فظلم واستعباد معاً في نظرهم.

وأما ثورة العشرين (الستين الهجرية) فقد ابتليت بنفس المشكلة حيث سم القائد الإمام[الشيخ محمد تقي] الشيرازي رحمه الله، ولم يتمكن اخلافه من القيادة المنتجة، للسير بالأمة الي الأمام بسلام..

ان القائد تمكن من ان ينتزع العراق ذات بضع ملايين، مع عدم جيش منظم، ولا سلاح ولا عتاد، من أنياب بريطانيا، وقد كان وراء بريطانيا أكثر من ألف مليون (الهند، الصين، مصر، و..) بأحدث جيش منظم مسلح، لكن القائد عمل في:

1: تحريك الحافز الديني بسبب العلماء.

2: تحريك عشائر العراق، بإيجاد النخوة الإسلامية فيهم، وصبّ المال المتوفر للمرجع الأعلي عليهم صباً، وجعل رؤساء العشائر في حكومته التي شكلها في كربلاء المقدسة.

3: تحريك الهند، وهي درة تاج بريطانيا.. وسائر بلاد الإسلام كإيران وأفريقيا، فان بريطانيا رأت نفسها بين ان تسحق العراق سحقاً كاملاً (وكان بإمكانها ذلك) لكن الاضطرابات تقع في الهند بما لا يحمد عواقبها، وبين ان تخرج من العراق، حتي تتمكن في فرصة أخري من ان تدخلها، فرأت ان الثاني افضل، ولذا خرجت.

4: تحريك (عصبة الأمم) لنفع العراق واستقلاله، وبهذه

الأمور الأربعة تمكن القائد من فعل شبه المعجز.

لكن لما استشهد القائد (رحمه الله)، سقطت الثورة وعاد البريطانيون الي العراق، لان الشعب لم يتمكن من تكوين قيادة جديدة كفوءة، والثوار لم يتمكنوا من استقطاب الشعب، حيث كان التصادم بين الثوار وبعض الشعب علي ما ذكرناه.

وهكذا سقطت الثورتان (الدستورية والاستقلالية).

التقدم حسب الزمن

ثم انه حيث ان الزمان يتبدل، والمفاهيم تتغير، فالحكام القدامي، إذا لم يتمكنوا من التوفيق بين أنفسهم وبين المفاهيم العالمية الجديدة، ابتدأ التصادم، فالقدامي يتمسكون بالمفاهيم السابقة، بينما الطلائع الجديدة، يتمسكون ب (العدالة الاجتماعية) و(الاشتراك في الرأي) و(الحرية) و(كون العلم والمال والحكم، مباحاً للجميع، حسب الكفاءات) الي غير ذلك من المفاهيم الكامنة في نفس كل إنسان بالفطرة.

وإذا وقع التصادم، لابد وان ينتهي الي النهضة، وإسقاط الحكام، ومجيء حكام جدد الي سدة الحكم، ويشرع التصادم من جديد، لما ذكرناه آنفاً، حيث مفاهيم الثوار غير المفاهيم القديمة السائدة والتي اعتادها الشعب.

الحوار الحر

والمهم علي الناهضين ان شاءوا البقاء، ولم تأخذهم نشوة النصر، ان يفتحوا الحوار المتواضع مع الناس دائماً، حتي ينتهي الي الحلول الوسطي.. فانه لا شك في كون بعض الحق مع الناهضين، في المفاهيم الجديدة وكيفية التطبيق، كما أنه لا شك في كون الحق مع الشعب في جملة من الأمور، ف:

1: فإذا فتح الناهضون الحوار المفتوح بكل تواضع.

2: وجنحوا الي الواقعية، لا التزوير والمؤامرة والخداع.

3: واستمروا بالسلم والرفق.

انتهي الأمر ولو بعد عقد من الزمن الي سيادة المفاهيم الجديدة الواقعية، وتقبل الأمة لها، ومرور النهضة من المشكلة بسلام.

أما إذا لم يفتحوا الحوار المفتوح والتفاهم الدائم، وجنحوا الي العنف والديكتاتورية والمؤامرة ضد الشعب (والثلاثة متلازمة عادة) وقع الثوار والشعب في شقاق، فالثوار لا يستعدون لسماع النقد من الشعب، ومن إصلاح الفاسد، والشعب لا يستعد لتقبل الصحيح من الثوار، لأنهم ينظرون الي الثوار بنظر الحقد والإزدراء، فان صحيح الثوار يطمس بسبب ما أتوه من الباطل، وقد قال عليه السلام: (ولا تكونوا علماء جبارين فيذهب باطلكم بحقكم) وهنا تكن المشكلة.. فالكارثة.

ثم انه في البلاد الإسلامية مشكلة عند السنة ومشكلة عند الشيعة،

وقد استفاد الاستعمار منها لغزو بلاد الإسلام.

اما مشكلة السنة: فهي انهم يرون إطاعة الحاكم (مهما كان) في عداد طاعة الله ورسوله، لان الحاكم حسب نظرهم من (أولي الأمر) ولذا فالمصلحون والناهضون لا يجدون آذانا صاغية من الجماهير المتأثرة بهذه الفكرة.

وأما المشكلة لدي الشيعة: فهي ان عند الفقهاء رأيين، رأي يقول بولاية الفقيه في شؤون الحكم، ورأي يقول بعدم ولاية الفقيه كذلك، والتابعون للرأي الأول يميلون الي النهضة وأخذ الفقهاء بأزمة الأمور، والتابعون للرأي الثاني يقولون بعدمها، ومن الطبيعي انه مع انقسام الأمة لا يمكن الوصول الي نتيجة مطلوبة.

واني.. وان كنت أري ولاية الفقيه، تبعا لجماعة من الفقهاء، إلا ان من الضروري ان يقع وار مفتوح بين الجانبين، لعله ينتهي الي توحيد الآراء او تقريبها، بإذن الله تعالي.

كما اني أري انه من الضروري انتزاع فكرة إطاعة الحاكم، مهما كان، عن أذهان السنة، كي لا يقتطف الاستعمار ثماره.

اتصاف الحركة والدولة بالواقعية

يلزم علي الحركة الإسلامية، التي تريد الوصول الي دولة إسلامية ذات ألف مليون مسلم، وتريد إنقاذ البلاد والعباد (حتي الكفار) عن أيدي الظالمين، ان تتصف بالواقعية، وكذلك في الحكومة الإسلامية التي هي ثمرة الحركة الإسلامية العالمية، فان عدم الواقعية لا ينتهي الي نتيجة مطلوبة، فان النتيجة دائماً تكون من سنخ المقدمات، وعلي قول المنطقيين (النتيجة تابعة لأخس المقدمتين).

وفي الشعر:

لا يجتني الجاني من الشوك العنب ولا من الحنظل يجتني الرطب

ولذا ورد في الحديث: (لعن الله الآمرين بالمعروف التاركين له، والناهين عن المنكر العاملين به).

وفي القرآن الحكيم: ?يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله ان تقولوا ما لا تفعلون? الي غيرهما من الآيات والروايات.

ثم ان الاتصاف بغير الواقعية، وان كان فيه مسرة وقتية، إلا أنها

تأتي بالثمرة المرة، لان الأمر ينكشف بعد قليل، وبذلك ينقلب الأمر علي الإنسان غير الواقعي، قال سبحانه: ?وقل اعملوا فسيري الله عملكم ورسوله والمؤمنون?.

وتحمل الإنسان مشكلة الواقع في الحاضر اسهل من تحمله مشكلة غير الواقع في المستقبل، لان المشكلة التي تتولد في المستقبل من غير الواقع أضعاف مشكلة الواقع في الحاضر.

ففرعون وهامان، ومعاوية وهارون، وستالين وهتلر، واضرابهم، أرادوا ان يحفظوا ماء وجههم، أرادوا الكبرياء بغير حق، فانقلب الأمر عليهم حيث صاروا لعنة التاريخ.

أهذا كان افضل؟.

او كان الأفضل الاتصاف بالحقيقة والواقعية ولو بقدر حتي لا يصلوا الي هذا المصير الأسود؟.

وعدم الواقعية يتجلي في أمور:

إخفاء الحق

1: إخفاء الحق، وإظهار ما ليس بحق حقاً، فان الحق لجميع أهل الحق، لا لفئة خاصة، فإذا أرادت فئة خاصة الاستئثار بأنها حق، وما عداها باطل، كان ذلك في ضررها في الخط البعيد، وان كان العاجل لها.

السباب

2: السباب، وهذا ما يعتاده من خف وزنه، بينما الله سبحانه يقول: ?ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدواً بغير علم?.

وقال علي عليه السلام: (اني اكره لكم ان تكونوا سبابين).

أليس يمكن ان يقول الإنسان حقائق الأمر بدون سباب، وألا يكون ذلك أنفذ في القلوب، واقرب الي العقول؟.

التهريج

3: التهريج، وجمع الأضغاث في قبال الحقائق، وهذا أيضاً عادة من خفت موازينه، أراد هضم حق الآخرين، فانه حيث لا تبر عنده لا بد ان ينفق من التبن، وقد قال المسيح عليه السلام: (كل ينفق مما عنده).

والمهرج يريد النفوذ في القلوب بقدر حجم التهريج، بينما لا ينفذ حتي بقدر واقعه الضيئل ان كان له واقع وفي الحديث: (ولا تكونوا علماء جبارين فيذهب باطلكم بحقكم) كما سبق.

الاستهزاء بالآخرين

4: الاستهزاء بالطرف الآخر، وهو من شيمة ضعفاء النفس، فان الاستهزاء لا يولد إلا الاستهزاء، فلكل فعل رد فعل، وإذا كان لإنسان الحقائق فلماذا يتمسك بذيل الاستهزاء، قال الله تعالي:

?وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا الي شياطينهم قالوا انا معكم انما نحن مستهزئون، الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون ?.

الشعارات الفارغة

5: إطلاق الشعارات وقطع الوعود، فانهما مما يضران ابلغ الضرر، فالشعار والوعد سهل لكن العمل بما تحت الشعار وبالموعود صعب، فإذا لم يعمل الإنسان بذلك، حمل كل أقواله وحركاته علي السخف والهراء والباطل.

ان ضغط عدم الشعار والوعد بقدر الإمكان، كبير علي النفس حالاً، لكن ضغط عدم العمل بالشعار وبالمواعيد اكبر في المستقبل، وما عاقل فر من المطر الي الميزاب، ومن الرمضاء الي النار.

العمل الوقتي

6: العمل الوقتي، فان ذلك قصير المدة، له عاقبة مرة، ولذا يجب ان يكون طرح الحركة وبعدها الدولة علي الواقعية، ولو استوعبت وقتاً طويلاً.

هذا ولو ان أعداء الحركة والدولة، عملوا بالأمور الستة السابقة، فاللازم ضبط النفس والدفع بالتي هي احسن ولكن (وما يلقاها الا ذو حظ عظيم)، كما فصلناه في كتاب (الي حكومة ألف مليون مسلم) والله الموفق المستعان.

سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام علي المرسلين والحمد لله رب العالمين وصلي الله علي محمد وآله الطاهرين.

قم المقدسة

1/ محرم الحرام / 1403ه

محمد بن المهدي الحسيني الشيرازي

پي نوشتها

- ففي الجمهوريات الإسلامية التي استقلت حديثاً بعد تفكك الاتحاد السوفيتي التي تجرعت مختلف المحن وذاقت أنواع المصائب خلال 75 عاماً من حكم الشيوعية، وكذلك تركيا هي الأخري التي مارست بحقها الحكومات العلمانية كافة الأساليب ومختلف الطرق لقتل الروح الإسلامية ومحو ظاهرها، ولكنا نري اليوم بوادر عودة الإسلام ولو بنسبة الي هذه الدول ودول أخري (الناشر).

- وقد سمع مكرراً من الذين قدموا من جمهورية آذربايجان وغيرها، التي كانت تحت سيطرة الشيوعيين انهم يقولون: إننا كنا نعرف الإسلام في هذه الفترة من خلال الإمام الحسين عليه السلام وشعائره.

- بلغ عدد المسلمين حسب بعض الإحصاءات الأخيرة: المليارين، راجع كتاب (عند ما يحكم الإسلام) لعبد الله فهد النفيسي، الصفحة الأخيرة.

- راجع كتاب (موجز تاريخ الإسلام) للإمام المؤلف. وكتاب (حضارة العرب) للدكتور غوستاف لوبون.

- الأنبياء / 107.

- أما ما يشاهد اليوم من تشويه سمعة الإسلام وقادته الكرام فليس بصحيح، فالإسلام دين السلم لا العنف، وقد تقدم بالأخلاق لا بالسيف، راجع كتاب (ممارسة التغيير لإنقاذ المسلمين) للإمام الشيرازي.

- الأنفال / 24.

- أعطي الإمام الشيرازي لهذا الموضوع الاهتمام الكامل وخصص له جانباً كبيراً من العناية

والتوجه، وقد أشار إليه بصورة مجملة ومسهبة في اغلب كتاباته الأخيرة، غير أنه تشعب في هذه المسالة اكثر في كتابه القيّم (السبيل الي إنهاض المسلمين) وهو بمثابة برنامج شامل لكل أبعاد التحرك الإسلامي ومنهاج متكامل الجوانب والأبعاد يرسم للإنسان الحركي الطريق الأسلم والأكمل لإنهاض المسلمين.

- يراجع في هذا المجال كتاب (الوصول الي حكومة واحدة إسلامية) و(الفقه: السياسة) و(السبيل الي إنهاض المسلمين) و(الفقه: طريق النجاة) وغيرها من كتب الإمام الشيرازي (دام ظله).

- نهج البلاغة: الخطبة 27/ 14.

- ليلة 19 شهر رمضان المبارك سنة40 هجرية.

- أي ما ذكر في السؤال الثاني والثالث والرابع.

- معاوية بن أبي سفيان (19 قبل الهجرة 59ه) أول سلاطين الأمويين (40-59ه)، قاتل الإمام علي عليه السلام في معركة صفين (عام 56ه 657م) ونقل عاصمة الحكم الي دمشق وجعل الحكومة وراثية من ذريته وخلف من بعده يزيد قاتل الحسين عليه السلام.

- يزيد بن معاوية (23-62ه) الحاكم الأموي الثاني (59-62ه) خلف أباه معاوية علي العرش وبذلك جعل الحكومة الإسلامية ملكاً متوارثاً، عرف بالاستهتار واللهو والعبث وارتكاب المحرمات وقتل الابرياء، وقد أمر بقتل الإمام الحسين (ع) في مأساة كربلاء التي صرع فيها كثير من خيار أهل البيت وبعض الصحابة والتابعين وذلك في العاشر من محرم سنة 61هجرية.

- حيث قال عليه السلام: ان الدعي ابن الدعي قد تركني بين السلة والذلة وهيهات له ذلك هيهات مني الذلة… احتجاج الطبرسي ج 2 ص 24 في احتجاج الإمام الحسين عليه السلام علي أهل الكوفة بكربلاء، وبحار الأنوار ج 45 ص 83 ب 37 ح10.

- المختار الثقفي: (40-94ه) ثائر تمرد علي سلطان بني أمية بعد قتل سيد الشهداء الحسين بن علي (ع) وقتل كثيرا من قتلته، وقاتله مصعب بن الزبير

وقتله.

- بنو العباس: أسرة من السلاطين الذين حكموا البلاد الإسلامية، تنتسب الي العباس عم الرسول (ص).. وقد أطاح العباسيون بالخلافة الأموية، عام 131ه 750م، ومن ثم تولوا زمام الحكم الإسلامي حتي عام655 ه 1258م، حين أطاح بهم المغول، نقلوا عاصمة الحكم من دمشق الي بغداد ونظراً لتصرفاتهم غير الإسلامية انفصلت عن جسم الحكومة العباسية انفصالاً كلياً أو جزئياً، دول كثيرة، كالدولة الحمدانية في حلب، والدولة الإخشيدية، والدولة الفاطمية في مصر والدولة البويهية في مصر، والدولة السامانية في خراسان وماوراء النهر.

- بنو أمية: أسرة من الحكام العرب سيطروا علي الحكم الإسلامي وحكموا باسم الإسلام قهراً من عام (40-131ه 661-750م) وجعلوا لأنفسهم إمبراطورية واسعة عاصمتها دمشق، امتدت من شواطئ المحيط الأطلسي والجبال البرانس غرباً الي نهر السند وتخوم الصين شرقاً، واشهر حكام الأمويين مؤسس الدولة معاوية ابن ابي سفيان (40-59ه)، ومنهم عبد الملك بن المروان (64-85ه) والوليد بن عبد الملك (85-95ه) وعمر بن عبد العزيز (97-100ه) وهشام بن عبد الملك (104-124ه). وقد جهد الأمويون في طلب الدنيا والابتعاد عن الدين وشوهوا سمعة الإسلام وقتلوا الإمام الحسين (ع) سبط الرسول (ص) في كربلاء ظلماً وعدواناً سنة 61 هجرية كما قتلوا كثيراً من العلويين والمؤمنين.

- إشارة الي ولايتهم التشريعية والتكوينية، راجع مقدمة كتاب (من فقه الزهراء عليها السلام ج1) و(موسوعة الفقه: كتاب البيع) ج 4و5 للإمام المؤلف.

- أي: الأسئلة والشبهات حول قادة الإسلام.

- أصحاب الجمل هم أصحاب عائشة: وحرب الجمل معركة نشبت بين الإمام علي بن أبي طالب (ع) من ناحية وعائشة وأنصارها من ناحية ثانية عام 35 ه، قرب البصرة.. انتصر فيها الإمام علي (ع) وأسرت عائشة ولكن أمير المؤمنين (ع) لم يتعرض لها وأمر بإرجاعها الي المدينة

معززة.

- أهل النهروان هم الخوارج.. ولما عاد أمير المؤمنين (ع) من صفين الي الكوفة، بعد الذي جري من أمر الحكمين، انعزل طائفة من أهل العراق وكان عددهم 4000 نفر وخرجوا من الكوفة وخالفوا أمير المؤمنين وقالوا: لا حكم إلا لله ولا طاعة لمن عصي الله، وأمّروا عليهم عبد الله بن الكوي. وقد بلغ أمير المؤمنين ان الخوارج خرجوا علي الناس، وانهم قتلوا عبد الله بن خباب صاحب النبي (ص) وبقروا بطن امرأته وهي حامل، وقتلوا ثلاث نسوة من طي، وقتلوا أم سنان الصيداوية، فلما بلغه ذلك بعث اليهم الحرث بن مرة العبدي ليأتيهم وينظر صحة الخبر فيما بلغه عنهم، فلما دنا منهم قتلوه.. واتي أمير المؤمنين (ع) الخبر وهو في معسكره فأرسل إليهم ان ادفعوا إلينا قتلة إخواننا نقتلهم بهم، أترككم وأكف عنكم، فقالوا: كلنا قتلناهم وكلنا مستحلّون لدمائكم ودمائهم.

..ثم إن أمير المؤمنين خرج اليهم بنفسه واخذ ينصحهم فلم تؤثر فيهم فرجع عنهم الي أصحابه ثم عبأهم للقتال. وأعطي أمير المؤمنين عليه السلام لأبي أيوب الأنصاري راية أمان فناداهم أبو أيوب: من جاء الي هذه الراية فهو آمن.. وتفرق أكثرهم بعد أن كانوا اثني عشر ألفاً، فلم يبق منهم غير أربعة آلاف وشن الحرب فلم يفلت منهم إلا تسعة أنفس لا غير. راجع كتاب غزوات أمير المؤمنين علي ابن ابي طالب ص 170-173 حرب النهروان.

- وهم أصحاب معاوية: ومعركة صفين وقعت في عام 36ه ودارت رحاها في صفين علي نهر الفرات، غير بعيد عن الحدود السورية العراقية الحالية، بين قوات الإمام أمير المؤمنين علي (ع)، وقوات عامل الشام معاوية.. وقد رجحت كفة قوات علي (ع) علي كفه قوات معاوية.. فاقترح عمرو بن عاص علي معاوية

ان يأمر قواته برفع المصاحف علي رؤوس الرماح، إشارة الي ان هذه القوات تحكم كلمة الله.. لا كلمة السيف، وكانت هذه خدعة منه ومن ثم دارت المفاوضات بين الفريقين وجبروا الإمام علي (ع) علي قبول الحكمين للفصل في النزاع وهما أبو موسي الأشعري وعمرو بن عاص وقد اقنع عمرو بن عاص أبا موسي بخلع الرجلين، حتي إذا تم له ذلك، خلع هو عليا وأثبت معاوية.. فأعلن معاوية نفسه خليفة في الشام.

- ولمزيد الاطلاع في هذا المضمار يراجع كتاب (ولأول مرة في تاريخ العالم) ج 1-2 للإمام المؤلف، الكتاب صدر حديثاُ وهو دراسة جميلة لحياة منقذ البشرية الرسول الأكرم (ص) ويركز علي جوانب عظيمة من حياته الشريفة وبالخصوص سياسة اللاعنف والعفو عند المقدرة التي اتخذها مع أعدائه ومخالفيه.

- فمثلاً: الإمام علي (ع) بعد ما انتصر في حرب الجمل نصراً ساحقاً وبعد ان وضعت الحرب أوزارها.. بدأ بسلسلة زيارات لبيوت ومراكز كبار ورؤوس حرب الجمل الذين أثاروها ضده.. والإمام كان يستطيع ان يأسرهم جميعاً لكنه لم يفعل ذلك.. وحين كان يزور أحد مراكزهم صاحت في وجهه نساؤهم وواجهنه ببذيء الكلام.. فقالت صفية بنت عبد الله بن خلف الخزاعي: (يا قاتل الأحبة.. يا مفرق الجماعة.. أيمّ الله نساءك منك كما أيمت [رملت] نساءنا، وايتم الله بنيك منك كما أيتمت أبناءنا من آبائهم) فوثب الناس إليها [أي ليؤدبوها] فقال (ع): كفوا عن المرأة. فكفوا عنها..وقال (ع) لها: لو كنت قاتل الأحبة لقتلت من في هذه البيوت، ففتش فكان فيها مروان وعبد الله بن الزبير. راجع كتاب (الحكومة الإسلامية في عهد أمير المؤمنين (ع) ص67-68. وراجع أيضا بحار الأنوار ج41 ص 39 ب 114 ح 39.

وقد روي الشيخ المفيد: ان

الإمام أمير المؤمنين عليه السلام كتب كتاباً الي أهل الكوفة بعد واقعة الجمل فلما علم الناس بوصول كتاب من أمير المؤمنين عليه السلام كبر الحاضرون تكبيرة عالية سمعها عامة الناس، فاجتمعوا علي اثرها في المسجد ونودي بالصلاة الجامعة جامعة، فلم يتخلف أحد وقرء الكتاب فكان فيه: (بسم الله الرحمن الرحيم، من عبد الله أمير المؤمنين الي قرظة بن كعب ومن قبله من المسلمين سلام عليكم فإني أحمد اليكم الله الذي لا اله الا هو، أما بعد فإنا لقينا قوماً ناكثين _ الي أن قال عليه السلام فلما هزمهم الله أمرت أن لا يتبع مدبر ولا يجهز علي جريح ولا يكشف عورة ولا يهتك ستر ولا يدخل دار الا بإذن وأمنت الناس. الجمل للمفيد ص 215.

وروي موسي بن طلحة بن عبد الله وكان فيمن أسر يوم الجمل وحبس مع من حبس من الأساري بالبصرة فقال: كنت في سجن علي عليه السلام بالبصرة حتي سمعت المنادي ينادي أين موسي بن طلحة بن عبيد الله، قال: فاسترجعت واسترجع معي أهل السجن وقالوا: يقتلك، فلما أخرجت اليه ومثلت بين يديه، قال لي: يا موسي، قلت: لبيك يا أمير المؤمنين، قال: قل استغفر الله، قلت: استغفر الله وأتوب إليه، ثلاث مرات، فقال: لمن كان معي من رسله: خلوا عنه، ثم التفت إليّ وقال: اذهب حيث شئت وما وجدت لك في عسكرنا من سلاح أو كراع فخذه واتق الله فيما تستقبله من أمرك واجلس في بيتك، فشكرت وانصرفت، انظر البحار ج 41 ص 49 ب 104 ح 2.

وقد روي عن الباقر عليه السلام انه قال: سار علي عليه السلام بالمن والعفو لأنه كان يعلم أنه سيظهر عليهم عدوهم من بعده فأحب

ان يقتدي من جاء من بعده به فيسير في شيعته بسيرته ولا يجاوز فعله، فيري الناس انه تعدي وظلم، وهكذا سار الإمام أمير المؤمنين عليه السلام علي منهاج رسول الله (ص) واقتدي به في عفوه عن أهل الجمل وكان ذلك منه مقدمة لهدف أسمي وهو نشر الوئام والمحبة، والتعاطف والتسامح بين المسلمين، وقلع جذور الشحناء والبغضاء والنزاع والحرب من بينهم، ولأجل أنه لو غلبت إحدي الطائفتين الأخري لا تتجاوز الحدود الإسلامية فتقتل أساري الحرب، وتسبي نساء وذراري الطائفة المغلوبة، وتنهب أموالها، فتعود الجاهلية وشحناؤها من جديد وتذهب أتعاب الرسول (ص) وتعاليم الإسلام الأخلاقية أدراج الرياح. راجع بحار ج33 ص 441 ب 28 ح 650.

وذات ليلة في حرب صفين.. أصبح ماء الفرات بأيدي معسكر معاوية.. أمر بمنع الماء عن معسكر علي (ع).. فوصل النبأ الي أسماع علي(ع) فاصدر امراً عسكرياً ووضع جيشه في حالة إنذار.. وقال لهم ضمن خطبة ساخنة: (الموت في حياتكم مقهورين والحياة في موتكم قاهرين).. ثم أمر (ع) الجيش بالهجوم لغرض تحرير نهر الفرات من أيدي العدو.. وتمكن جيشه ضمن حملة قوية ومنظمة ان يحرر الماء ويسيطر عليه.. فأراد جيشه ان يعامل جيش معاوية بالمثل ويمنع عنه الماء وقالوا له: (امنعهم الماء يا أمير المؤمنين كما منعوك، ولا تسقهم منه قطرة واقتلهم بسيوف العطش وخذهم قبضاً بالأيدي فلا حاجة لك الي الحرب) فقال (ع): (لا والله لا أكافيهم بمثل فعلهم. افسحوا لهم عن بعض الشريعة ففي حد السيف ما يغني عن ذلك..) راجع كتاب (الحكومة الإسلامية في عهد أمير المؤمنين) ص11، وبحار الأنوار ج 41 ص146 ب 107 ح 45.

كما ان رجلا من اصحاب الامام (ع) اسمه (عبيد الله بن الحر الجعفي) خان

الامام والتحق بجيش معاوية في جوف الليل.. ذلك حين كانت نيران حرب صفين مشتعلة.. وفي قوانين الحروب يعاقب مثل هذا الخائن بالاعدام.. واستطاع ان يقدم عبيد الله خدمات كبيرة لمعاوية.. اما زوجته فكانت في الكوفة وسمعت بهلاك عبيد الله في المعركة.. فاعتدت عدة الوفاة وبعد ذلك تزوجت برجل من أهل الكوفة في الوقت الذي كان عبيد الله حياً في الشام.. وحين اخبر بزواج زوجته.. خرج من الشام ليلاً.. وقطع المسافات الشاسعة ووصل الي الكوفة ودخلها ليلاً.. وتوجه فوراً الي بيت زوجته، فأخبرته بزواجها من رجل غيره.. رأي عبيد الله ان أبواب العودة الي زوجته مغلقة في وجهه.. ورأي ان افضل حل ان يتشرف بلقاء مولانا أمير المؤمنين (ع) ويخبره بقصته.. وأمير المؤمنين (عليه السلام) رجل العدالة والحق.. ولا يعدل عن الحق وان كان المحق خائناً.. التقي عبيد الله بأمير المؤمنين (ع) منكساً رأسه خجولاً لكونه يعلم انه خائن.. سلم علي الإمام (ع).. أجابه الإمام وتساءل مستنكراً: أعبيد الله انت؟ عبيد الله قال: هل ان خيانتي تمنعك من العدل يا أمير المؤمنين؟ أجابه الإمام كيف..؟ وطلب منه ان يسرد قصته …فالإمام أمر بإحضار زوجته وزوجها الثاني وقال: علي المرأة ان تنفصل من زوجها الثاني وتبدأ بالعدة من الآن وبعد انتهاء عدتها تعود الي زوجها الأول ان لم تكن حاملاً.. ولو كانت حاملاً لا يعود اليها الزوج الأول حتي تضع ما في بطنها.. وولدها حلال طاهر وتابع لأبيه: الزوج الثاني. راجع كتاب (الحكومة الإسلامية في عهد أمير المؤمنين) ص69-71.

-غرر الحكم ودرر الكلم ج 1 ص 335 ح 76.

- وقد تخلف عن رسول الله (ص) قوم من المنافقين وقوم من المؤمنين مستبصرين لم يعثر عليهم في نفاق، منهم:

كعب بن مالك الشاعر ومرارة بن الربيع وهلال بن أمية الواقفي … فلما تاب الله عليهم قال كعب: ما كنت قط أقوي مني في ذلك الوقت الذي خرج رسول الله الي تبوك، وما اجتمعت لي راحلتان قط إلا في ذلك اليوم، فكنت أقول: أخرج غداً.. أخرج غداً.. وتوانيت وبقيت بعد خروج النبي (ص) أياماً أدخل السوق ولا اقضي حاجة، فلقيت هلال بن أمية ومرارة بن الربيع وقد كانا تخلفا أيضا، فتوافقنا ان نبكر الي السوق فلم تقض لنا حاجة، فمازلنا نقول: نخرج غداً وبعد غد، حتي بلغنا إقبال رسول الله (ص) فندمنا. راجع كتاب (لأول مرة في تاريخ العالم) ج 2 ص169 للإمام المؤلف.

- يراجع في هذا المجال كتاب (الحكومة الإسلامية في عهد أمير المؤمنين عليه السلام) و(السبيل الي إنهاض المسلمين) فصل السلام و (الوصول الي حكومة واحدة إسلامية) و(الصياغة الجديدة) و(الي حكم الإسلام) و(ممارسة التغير لإنقاذ المسلمين)للإمام المؤلف. فان مسألة (اللاعنف) من المسائل الأساسية التي يركز عليها الإمام الشيرازي بقوة حيث تميز عن غيره في التأكيد عليها والأخذ بها في مختلف مجالات الحياة.

-إلا في موارد الضرورة والضرورات تقدر بقدرها.

- البقرة / 91.

- نهج البلاغة: الخطبة 3/3.

- بمعني التجمعات المختلفة، فيكون ما بعده عطفاً تفسيرياً له.

- الحجاج بن يوسف الثقفي (40-94ه) عامل من أسوء عمال بني أمية وأصلبهم عودا، بدأ حياته معلم صبيان في الطائف مسقط رأسه. قاتل عبد الله ابن الزبير وهزمه، فولاه عبد الملك بن مروان علي العراق عام 74ه، وطد دعائم الدولة الأموية بكثير من القسوة وبسجن الأبرياء وقتلهم.

- جوزف استالين (1879-1953م) الأمين العام للحزب الشيوعي في الاتحاد السوفيتي (1922-1953م) حكم الاتحاد السوفيتي حكماً ديكتاتورياً وجعل منه دولة عالمية كبري، تعرض في

عهد خورشف لحملة عنيفة كشفت عن عورات حكمه وأدت الي تحطيم تماثيله التذكارية.

- آدلف هيتلر (1889-1945م) زعيم ألمانيا النازية.. وضع ما بين عام 1924/1926م كتاب (كفاحي) الذي اعتبر في ما بعد انجيل النازيين، اصبح عام 1933م سيد ألمانيا المطلق، سببت سياسته الخارجية التوسعية الي نشوب الحرب العالمية الثانية، وقد أحرز في مستهلها انتصارات ساحقة فاحتلت قواته بولندا والدانمارك وهولندا وبلجيكا وفرنسا.. حتي إذا هاجم الاتحاد السوفيتي، فخسر معركة ستالين غراد عام 1943م، وتوالت عليه الهزائم وانتحر في 30/ اوريل/ 1945م أثناء حصر برلين.

- نيرون (37-68م) إمبراطور روماني 54-68 ميلادي تميز عهده بالطغيان والوحشية، كان مضطرب الشخصية، قتل أمه عام 59 ميلادي واحرق رومتة عام 64م واتهم المسيحيين بذلك، فاضطهدهم، انتحر بعد ان ثار عليه القادة العسكريون في أفريقيا وإسبانيا وبلاد الغال.

- قال الإمام الحسين (ع): (إني لم أخرج بطراً ولا أشراً ولا مفسداً ولا ظالماً وإنما خرجت أطلب الصلاح في أمة جدي محمد وأريد آمر بالمعروف وأنهي عن المنكر أسير بسيرة جدي وسيرة أبي علي بن أبي طالب) المناقب ج4 ص89.

- كشف الغمة في معرفة الأئمة ج 2 ص 218 باب في إمامته وما ورد في حقه من النبي قولاً وفعلاً، وعنه في بحار الأنوار ج 43 ص 261 ب 12 ح1، والترمذي بسنده عن يعلي بن مرة قال: قال رسول الله (ص): حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسيناً حسين سبط من الأسباط. وأيضا في البحار ج 43 ص 270 ب 12 ح 35 وكشف الغمة ج 2 ص222. واعلام الوري بأعلام الهدي ص 217 الفصل الثالث في ذكر بعض خصائصه ومناقبه وفضائله..

- غاندي (1869-1948م) الزعيم السياسي والروحي الهندي. لقب ب

الماهاتما أي النفس الكبيرة نادي باللاعنف والمقاومة السلبية، وعمل علي تحرير الهند من نير الاستعمار البريطاني، ودعي الي إزلة الحواجز بين الطبقات الاجتماعية والي الوحدة بين الهندوس والمسلمين والسيخ.. اشهر آثاره: سيرته الذاتية الي دعاها (تجاربي مع الحقيقة) عام 1927م، قتله هندوس متعصب.

- لقد بحث الإمام الشيرازي هذا الموضوع (الانقلابات العسكرية) في اكثر من كتاب، ودرس أسبابها بعناية كاملة أعطي لها العلاج الناجع بدقة فائقة، راجع هذه الكتب: (الحكم في الإسلام) و(ممارسة التغير لإنقاذ المسلمين) و(الفقه: السياسة) و(الصياغة الجديدة) و(السبيل الي إنهاض المسلمين).

- التي تحطمت أخيراً.

- أنظر التقرير الصادر عن التنمية في العالم الذي أصدره البنك الدولي(1996م) والذي أشار الي وجود 1.350.000.000 فقير في العالم.

- راجع كتاب: (بقايا حضارة الإسلام كما رأيت) للإمام المؤلف.

- راجع كتاب (موجز تاريخ الإسلام) للإمام المؤلف وكتاب (حضارة العرب) للدكتور غوستاف لوبون.

- راجع حول قاعدة (الأهم والمهم) موسوعة الفقه كتاب القواعد الفقهية للإمام المؤلف (دام ظله).

- زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) (79-121ه) علم من أعلام بني هاشم، أعلن الثورة علي الحاكم الأموي: هشام بن عبد الملك، فنبشت بين أنصاره وقوات الحكومة معارك، انتهت بمقتله (ع) في الكوفة عام 121ه، يعرف ب (زيد الشهيد) واليه ينسب الزيدية.

- الحسين بن علي بن الحسن بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب (ع) صاحب (فخ) أمه زينب بنت عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن ابي طالب (ع) خرج في أيام موسي الهادي بن المهدي بن ابي جعفر المنصور العباسي مع جماعة كثيرة من العلويين بالمدينة في ذي القعدة سنة 169ه وصلي بالناس الصبح ولم يتخلف عنه أحد من الطالبيين إلا الحسن بن جعفر

ابن الحسن بن الحسن بن علي بن ابي طالب وموسي بن جعفر (ع) وخطب علي منبر رسول الله (ص) وخرج الي الحج في تلك السنة وحج أيضا العباس ابن محمد وسليمان بن أبي جعفر وموسي بن عيسي، فلما صاروا بفخ (بئر بينه وبين مكة فرسخ تقريباً) وقع بينهم الحرب فالتقوا يوم التروية وقت صلاة الصبح حتي قتل اكثر أصحاب الحسين ثم قتل الحسين وجاء الجند بالرؤوس والأسري الي موسي الهادي فأمر بقتلهم. راجع (الكني والألقاب) للشيخ عباس القمي ج 2 ص 391-392.

- ظهر في سنة 199هجري بالكوفة أبو عبد الله محمد بن ابراهيم بن اسماعيل ابن ابراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي ابي طالب عليهما السلام الصلاة والسلام، يدعو الي الرضا من آل محمد صلوات الله علهم أجمعين، وكان القيم بأمره في الحرب أبو السرايا السري بن المنصور، وبعد أشهر مات محمد فجأة وقد اختلفوا في موته هل كان بدس السم اليه كما نسب الي أبي السرايا، لانه علم أنه لا حكم له معه، أو بدس السم اليه من غيره، او مات بإذن الله سبحانه وتعالي بغير سبب ظاهر من مرض او او نحوه، وبايع محمد بن محمد بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب أرسل عمالاً الي الحجاز واليمن وانتشر الطالبيون في البلاد وفي سنة 200من الهجرة قتل ابو السرايا، وفي سنة 201ه مات محمد صاحبه.

وقد ذكر في بعض التواريخ انه قام من هذه السلسلة بالخلافة ابو عبد الله محمد ابن ابراهيم طباطبا سنة 199ه، وقام باليمن في هذا العصر الهادي يحيي بن الحسين بن القاسم بن طباطبا ومات سنة 208ه وقام ابنه المرتضي محمد ومن بعده قام أخوه

الناصر، ومن بعده قام ابنه المنتجب الحسين، ثم قام أخوه المختار القاسم، ثم قام أخوه الهادي محمد، ثم الرشيد العباس، ثم استمرت هذه الدولة التي قامت علي المذهب الزيدي الي عصرنا حيث أطيح بها بسبب مؤامرات الشرقيين والغربيين. راجع كتاب (ممارسة التغيير) ص 269 للإمام المؤلف.

- أسرة عربية شيعية حكمت المغرب الأقصي من عام (172 الي عام 313ه) أسسها إدريس بن عبد الله بن الحسن بتأييد من قبائل البرابر، ثم وسع رقعتها من بعده ابنه إدريس الثاني.. حتي إذا توفي هذا الأخير (عام 212ه) أصابها الانحلال بعد ان وزع أبناؤه ارث أبيهم واستقل كل منهم بجزء من البلاد وسرعان ما استولي الأمويون في الأندلس علي بعضهم أراضيها واستولي الفاطميون علي البعض الآخر.

- وتقريراً، ويمكن درجه ضمن (العمل).

- الحجر / 9.

-راجع بحار الأنوار ج 39 ص 271 ب 87 ح 48.

- النساء / 46.

- وذلك امتحاناً لهم.

- الأحزاب / 40.

- التوبة / 33.

- أي شخصيتهم وسمعتهم وإلا فقد قال (ع): (ما منا إلا مقتول أو مسموم)، بحار الأنوار ج 27 ص 216 ب 9 ح 216 عن كفاية الأثر. وعن ابي الصلت عبد السلام بن صالح الهروي قال سمعت الرضا (ع) يقول: (والله ما منا الا مقتول شهيد …) الوسائل ج 10ب 87 ص 445 ح 5.

- القصص: 5.

- فعن محمد بن عبد الله الشيباني، عن هاشم بن مالك الخزاعي، عن العباس بن الفرج الرياحي، عن شرجيل بن ابي عون، عن يزيد بن عبد الملك، عن سعيد المعبري، عن ابي هريرة.. عن رسول الله (ص): (فوالذي نفسي بيده لأنا خير النبيين ووصيي خير الوصيين وسبطي خير الأسباط الحسن والحسين سبطا هذه الأمة وان الأسباط كانوا من

ولد يعقوب وكانوا اثني عشر رجلاً وان الأئمة بعدي اثنا عشر رجلاً من أهل بيتي علي أولهم أوسطهم محمد وآخرهم محمد وهو مهدي هذه الأمة الذي يصلي عيسي خلفه، الا من تمسك بهم بعدي فقد تمسك بحبل الله ومن تخلي منهم فقد تخلا من حبل الله). بحار الأنوار ج36 ص312 ب41 ح157.

-المائدة: 12.

-التوبة: 36.

- حدثنا علي بن احمد بن محمد، عن محمد بن موسي بن داود الدقاق، عن الحسن بن احمد بن الليث، عن محمد بن حميد، عن يحيي بن ابي بكير قال حدثنا ابو العلاء الخفاف، عن ابي سعيد عقيصا قال: قلت للحسن بن علي بن ابي طالب (ع): يا ابن رسول الله لم داهنت معاوية وصالحته وقد علمت ان الحق لك دونه؟ فقال: يا با سعيد ألست حجة الله تعالي ذكره علي خلقه وإماما عليهم بعد أبي (ع) قلت: بلي، قال: ألست الذي قال رسول الله (ص) لي ولأخي: الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا، قلت: بلي، قال: فأنا إذن إمام لو قمت وأنا إمام اذا قعدت، يا با سعيد علة مصالحتي لمعاوية علة مصالحة رسول الله (ص) لبني ضمرة وبني أشجع ولأهل مكة حين انصرف من الحديبية، يا باسعيد إذا كنت إماما من قبل الله تعالي ذكره لم يجب ان يسفه رأيي فيما أتيته من مهادنة او محاربة وان كان وجه الحكمة فيما أتيته ملتبسا، ألا تري الخضر (ع) لما خرق السفينة وقتل الغلام وأقام الجدار سخط موسي(ع) فعله لاشتباه وجه الحكمة عليه حتي اخبره، فرضي هكذا انا سخطتم بوجه الحكمة فيه ولو لا ما أتيت لما ترك من شيعتنا علي وجه الأرض أحد إلا قتل. بحار الأنوار ج 44 ص 1

ب 18 ح 2.

- الأحزاب / 33.

- إشارة الي ما ورد في الزيارة: (حتي استنقذ عبادك من الجهالة وحيرة الضلالة) مفاتيح الجنان (المعرب) ص 448 زيارة الحسين(ع) في العيدين. وفي زيارة الإمام الحسين(ع) في يوم الأربعين: (بذل مهجته فيك ليستنقذ عبادك من الجهالة وحيرة الضلالة)، الدعاء والزيارة ص 749 ط مؤسسة الفكر الإسلامي.

- كما قال علي (ع): ان رسول الله (ص) كان يقول: (حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات). نهج البلاغة: 176/2. والبحار ج 67 ص 78 ب46 ح 12عن النهج. والكافي ج 2 ص 89 ح 7 عن ابي جعفر (ع) قال: (الجنة محفوفة بالمكاره). والمستدرك ج 8 ب 93 ص 435 ح10022 عن موسي ابن جعفر (ع): (ان الجنة محفوفة بالمكاره والنار محفوفة بالشهوات).

- فقد ورد: (بابي انتم وأمي ونفسي وأهلي ومالي ذكركم في الذاكرين وأسماءكم في الأسماء وأجسادكم في الأجساد وأرواحكم في الأرواح وأنفسكم في النفوس وآثاركم في الآثار وقبوركم في القبور..) راجع عيون أخبار الرضا (عليه السلام) ج2 ص 176 باب ما يجزي من القول عند الزيارة جميع الأئمة (ع)، وبحار الأنوار ج 99 ص 132 ب 8 ح 4، ومفاتيح الجنان (المعرب) ص548 الزيارة الجامعة الكبيرة، والدعاء والزيارة ص 828 ط مؤسسة الفكر الإسلامي.

- راجع كتاب حكومة الرسول (ص) والإمام أمير المؤمنين (ع) للإمام المؤلف (دام ظله).

- وهي: الكويت وقطر والبحرين والإمارات المتحدة ومسقط واليمن الشمالي واليمن الجنوبي و الحجاز والأردن. راجع كتاب ممارسة التغيير ص 25 للإمام المؤلف.

- وكانت من ليبيا الي داغستان طولاً. راجع كتاب (ممارسة التغيير) ص 25.

- راجع حول الحكومة الإسلامية المترقبة ومختلف جوانبها كتاب (إذا قام الإسلام في العراق) و(الفقه: طريق النجاة) للإمام المؤلف.

- بحار

الأنوار ج 19 ب 10 ص 218.

- راجع في هذا المضمار كتاب (الفقه السياسة) للإمام المؤلف فصل صفات القائد، وكتاب (السبيل الي إنهاض المسلمين) باب كيفية عمل الحاكم الإسلامي، وكتاب (الفقه: الدولة الإسلامية) الجزء الاول، وكتاب (الحكومة الإسلامية في عهد أمير المؤمنين عليه السلام).

- إذا كان المراجع متعددين.

- ما يعبر عنه بالتعددية الحزبية.

-كالصحف والمجلات والإذاعات والتلفزيونات وما أشبه.

- عن صعصعة بن صوحان وغيره من شيعته وأصحابه: (كان فينا كأحدنا) بحار الأنوار ج41 ص147 ب107 ح45. وسفينة البحار ج2 ص17 الطبعة الجديدة.

- راجع غرر الحكم ج1 ص 128 ح90 ط بيروت، وفيه: (وكن أسيره). وبحار الأنوار ج 71 ص 411 ب 30 ح 21.

- راجع كتاب (مؤتمرات الإنقاذ) للإمام المؤلف (دام ظله).

- في النصف الثاني من القرن الثالث عشر ومطلع القرن الرابع عشر الهجري تزايد الظلم والاستبداد والجور في إيران في عهد الملك القاجاري ناصر الدين شاه، وبلغ هذا الظلم والاستبداد ذروتهما في عهد الملك القاجاري محمد علي شاه ابن الملك مظفر الدين شاه، حيث تردّت الأوضاع الاجتماعية في ظل هؤلاء الملوك وتفشت الأمراض وانتشر الفقر حتي آل الأمر الي هجرة أعداد كبيرة من الناس الي البلاد الروسية والعثمانية طلباً للنجاة او بحثاً عن لقمة العيش، هذا الي جانب تصاعد الصراع الروسي البريطاني علي النفوذ في إيران من جهة وتطور العلاقات الإيرانية الروسية في اتجاه خطير بحيث أصبحت روسيا القيصرية الممول الرئيسي وصاحب القروض الأولي للحكومة الإيرانية من جهة أخري.

عند ذلك قام الآخوند الخراساني (قده) مع جمع من العلماء بتقديم نصح للملك القاجاري محمد علي شاه بالعدول عن سياساته الخاطئة والظالمة، ولما لم يأبه الشاه بنصائحه واستمر في استبداده وتجاهله لحقوق الشعب، أيد الآخوند الخراساني ما

اصطلح عليه يومئذ بالمشروطة (أي الملكية المقيدة بالمجلس النيابي أو الملكية الدستورية) بهدف تحديد سلطات الشاه ولأجل خضوع هذا المجلس للشريعة الإسلامية، وانطباق مقرراته علي الموازين الدينية بعث الآخوند خمسة فقهاء الي هذا المجلس أبرزهم السيد حسن المدرس بهدف النظارة علي نشاطه التشريعي، باعتبار ان هذا النمط من الحكم هو البديل الممكن لا البديل الحقيقي. راجع (كفاية الأصول) ص 13-14 ط مؤسسة النشر الإسلامي، قم المقدسة.

- الثورة التي قام بها آية الله العظمي الشيخ محمد تقي الشيرازي (قده) وجمع من العلماء في العراق سنة ه م وطردوا الاستعمار البريطاني منها.

- آية الله مجدد المذهب الحاج ميرزا محمد حسن بن السيد ميرزا محمود ابن ميرزا إسماعيل الحسيني الشيرازي، راجع ترجمته في كتاب (الكني والألقاب) ج 3 ص222-223.

- هو الشيخ محمد كاظم ابن المولي حسين الهروي الخراساني المعروف ب (الآخوند الخراساني) ونسب الي هراة، ولد عام 1255ه، ووافته منيته قبيل صباح يوم الثلاثاء في العشرين من شهر ذي الحجة عام 1329ه. راجع (كفاية الأصول) ص5-17 ط مؤسسة النشر الإسلامي قم المقدسة. وراجع كتاب (الصياغة الجديدة) ص 706.

- بحار الأنوار ج 2 ب 10 ص 41 ح2. والكافي ج 1 ص 36 ح1 والمستدرك ص 303 ح 13098: ابن المتوكل عن الحميري عن أبي الخطاب عن ابن محبوب عن معاوية بن وهب قال: سمعت أبا عبد الله الصادق (ع) يقول: (اطلبوا العلم وتزينوا معه بالحلم والوقار وتواضعوا لمن تعلمونه العلم وتواضعوا لمن طلبتم منه العلم ولا تكونوا علماء جبارين فيذهب باطلكم بحقكم).

- راجع موسوعة الفقه كتاب البيع ج4-5 فصل في ولاية الفقيه، للإمام المؤلف.

- عدد المسلمين حالياً مليارا مسلم (2،000،000،000)حسب الإحصاءات الأخيرة 1997 م. راجع كتاب (عند

ما يحكم الإسلام) لعبد الله فهد النفيسي الصفحة الأخيرة.

- حسب قاعدة السنخية المذكورة في الحكمة.

- نهج البلاغة: الخطبة 129 / 8. وبحار الأنوار ج 100 ب 2 ص 108ح.

- الصف / 2-3.

- التوبة /105.

-الأنعام / 108.

- نهج البلاغة الخطبة 206/2 وبحار الأنوار ج32 ص 561 ب 12 ح 466: ومن كلام له (ع) وقد سمع قوماً من أصحابه يسبون أهل الشام أيام حربهم بصفين: إني اكره لكم ان تكونوا سبابين.

- بحار الأنوار ج 2 ب 10 ص 41 ح2. والكافي ج 1 ص 36 ح1. ومستدرك الوسائل ص 303 ح 13098.

- البقرة / 14-15.

- اشارة الي قوله تعالي: (ادفع بالتي هي احسن..) المؤمنون / 96.

- فصلت / 35.

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.