تحديد النسل فكرة غربية

اشارة

اسم الكتاب: تحديد النسل فكرة غربية

المؤلف: حسيني شيرازي، محمد

تاريخ وفاة المؤلف: 1380 ش

اللغة: عربي

عدد المجلدات: 1

الناشر: موسسه المجتبي

مكان الطبع: بيروت لبنان

تاريخ الطبع: 1422 ق

الطبعة: اول

المولف

بسم الله الرحمن الرحيم

وَاللهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً

وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً

وَرَزَقَكُمْ مِنْ الطَّيِّبَاتِ

أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللهِ هُمْ يَكْفُرُونَ

صدق الله العلي العظيم

سورة النحل: 72

كلمة الناشر

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الظروف العصيبة التي تمر بالعالم …

والمشكلات الكبيرة التي تعيشها الأمة الإسلامية..

والمعاناة السياسية والاجتماعية التي نقاسيها بمضض …

وفوق ذلك كله الأزمات الروحية والأخلاقية التي يئن من وطأتها العالم أجمع …

والحاجة الماسة إلي نشر وبيان مفاهيم الإسلام ومبادئه الإنسانية العميقة التي تلازم الإنسان في كل شؤونه وجزئيات حياته وتتدخل مباشرة في حل جميع أزماته ومشكلاته في الحرية والأمن والسلام وفي كل جوانب الحياة..

والتعطش الشديد إلي إعادة الروح الإسلامية الأصيلة إلي الحياة، وبلورة الثقافة الدينية الحيّة، وبث الوعي الفكري والسياسي في أبناء الإسلام كي يتمكنوا من رسم خريطة المستقبل المشرق بأهداب الجفون وذرف العيون ومسلات الأنامل..

كل ذلك دفع المؤسسة لأن تقوم بإعداد مجموعة من المحاضرات التوجيهية القيمة التي ألقاها سماحة المرجع الديني الأعلي آية الله العظمي السيد محمد الحسيني الشيرازي (دام ظله) في ظروف وأزمنة مختلفة، حول مختلف شؤون الحياة الفردية والاجتماعية، وقمنا بطباعتها مساهمة منا في نشر الوعي الإسلامي، وسدّاً لبعض الفراغ العقائدي والأخلاقي لأبناء المسلمين من أجل غدٍ أفضل ومستقبل مجيد..

وذلك انطلاقاً من الوحي الإلهي القائل:

?لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ?().

الذي هو أصل عقلائي عام يرشدنا إلي وجوب التفقه في الدين وانذار الأمة، ووجوب رجوع الجاهل إلي العالم في معرفة أحكامه في كل مواقفه وشؤونه..

كما هو تطبيق عملي وسلوكي للآية الكريمة:

?فَبَشِّرْ عِبَادِ ? الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُوا الأَلْبَابِ?().

ان مؤلفات سماحة آية الله العظمي السيد محمد الحسيني الشيرازي (دام ظله) تتسم ب:

أولاً: التنوّع والشمولية لأهم

أبعاد الإنسان والحياة لكونها إنعكاساً لشمولية الإسلام..

فقد أفاض قلمه المبارك الكتب والموسوعات الضخمة في شتي علوم الإسلام المختلفة، آخذاً من موسوعة الفقه التي تجاوزت حتي الآن المائة والخمسين مجلداً، حيث تعد إلي اليوم أكبر موسوعة علمية استدلالية فقهية مروراً بعلوم الحديث والتفسير والكلام والأصول والسياسة والاقتصاد والاجتماع والحقوق وسائر العلوم الحديثة الأخري.. وانتهاءً بالكتب المتوسطة والصغيرة التي تتناول مختلف المواضيع والتي قد تتجاوز بمجموعها ال(1500) مؤلفاً.

ثانياً: الأصالة حيث إنها تتمحور حول القرآن والسنة وتستلهم منهما الرؤي والأفكار.

ثالثاً: المعالجة الجذرية والعملية لمشاكل الأمة الإسلامية ومشاكل العالم المعاصر.

رابعاً: التحدث بلغة علمية رصينة في كتاباته لذوي الاختصاص ك(الأصول) و(القانون) و(البيع) وغيرها، وبلغة واضحة يفهمها الجميع في كتاباته الجماهيرية وبشواهد من مواقع الحياة.

هذا ونظراً لما نشعر به من مسؤولية كبيرة في نشر مفاهيم الإسلام الأصيلة قمنا بطبع ونشر هذه السلسلة القيمة من المحاضرات الإسلامية لسماحة المرجع (دام ظله) والتي تقارب التسعة آلاف محاضرة ألقاها سماحته في فترة زمنية قد تتجاوز الأربعة عقود من الزمن في العراق والكويت وإيران..

نرجو من المولي العلي القدير أن يوفقنا لإعداد ونشر ما يتواجد منها، وأملاً بالسعي من أجل تحصيل المفقود منها وإخراجه إلي النور، لنتمكن من إكمال سلسلة إسلامية كاملة ومختصرة تنقل إلي الأمة وجهة نظر الإسلام تجاه مختلف القضايا الاجتماعية والسياسية الحيوية بأسلوب واضح وبسيط.. إنه سميع مجيب.

مؤسسة المجتبي للتحقيق والنشر

بيروت لبنان /ص.ب: 6080/13 شوران

البريد الإلكتروني: almojtaba@alshirazi.com

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة علي أعدائهم أجمعين إلي قيام يوم الدين.

الإسلام والتكاثر

قال الله تعالي: ?قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاّ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ

وَإِيَّاهُمْ وَلا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلاّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ?().

من المسائل المهمة التي وقف الإسلام بوجهها هي مسألة تحديد النسل وقتل الأولاد ورفض الحالة التي كانت في زمن الجاهلية من وأد للبنات، وكما جاء في الآية الكريمة المتقدمة أن لا تقتلوا أولادكم خوفاً من الفقر() فان رزقكم ورزقهم علي الله تعالي().

ومن هنا جاءت سنّة الله تعالي في جميع الأديان ومنذ بدء الخليقة إلي يوم القيامة علي تشجيع الزواج والتناسل والتكاثر، وبهذا الصدد أوضح الإسلام علي لسان رسول الله صلي الله عليه و اله: «تناكحوا تناسلوا، تكثروا، فإني أباهي بكم الأمم يوم القيامة، ولو بالسقط» ().

تحديد النسل فكرة غربية

والآن إذ يسعي الغربيون لأجل القضاء علي الإسلام بمختلف الوسائل، ومنها اتباع محاولة تقليل عدد المسلمين وبالنتيجة يقل معهم عدد المؤمنين الرساليين في البلاد الإسلامية، اضافة إلي أن قلة عدد الأطفال في داخل الأسرة يوافقه تقليل المسؤولية الأسرية الذي قد يؤدي بدوره إلي افساح المجال أمام العائلة للانصراف إلي وسائل الفساد والافساد، ولذا فانهم يتوسلون بالمكر والحيلة والخداع لتضليل البسطاء ليتقبلوا هذه المفاهيم المضلة.

من هذه الأساليب ما يتعلق بتحديد النسل وادعاءات هؤلاء الذين ينساقون وراء ذلك أن العالم يشهد زيادة سكانية هائلة، ومن الممكن أن يتعرض الناس إلي أزمة غذائية عالمية خطيرة نتيجة لما أسموه ب(الانفجار السكاني)، حتي أن هذه الأفكار أخذت محلها في أذهان بعض المسلمين إلي درجة أن أحد المختصين راح يتحدث عبر الإذاعة عن تشجيع الإسلام لتحديد النسل وأغرب من ذلك أنه كان يستدل بالآية الشريفة: ?وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ ? بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ?().

وقد جاء في تفسير الآية عن مجمع البيان للطبرسي ? قوله:

«?وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ

? يعني الجارية المدفونة حياً وكانت المرأة إذا حان وقت ولادتها حفرت حفرة وقعدت علي رأسها فإن ولدت بنتاً رمت بها في الحفرة وإن ولدت غلاماً حبسته.. ومعني قوله ?بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ? أن الموؤدة تسأل فيقال لها بأي ذنب قتلت ومعني سؤالها توبيخ قاتلها..» ().

ترويج الفكر الغربي

والله تعالي يقول لا تقتلوا أولادكم خشية الفقر كما نقلنا ذلك، ويأتي البعض ويقول: إن هذه الآية توحي بتحديد انجاب الأطفال لأن زيادتهم تتطلب وقتاً كثيراً من الأب والأم لرعايتهم، والآباء بدورهم ونتيجة لتشعب مشاغل الحياة لا يملكون وقتاً كافياً لذلك، بما سيحرم الطفل من التربية الصحيحة ولربما يجعله عنصراً شريراً في المجتمع، وهذا هو أخطر من قتل النفس، وأن الآباء سيسألون عن ذلك يوم القيامة، وهكذا يحمِّلون الأدلة الشرعية آراءهم ومعتقداتهم الشخصية بما لا يرتضيها الإسلام، كما أن هناك العديد في البلاد الإسلامية ممن يعتقدون بصحة هذه الآراء، ويقولون بما أن المصادر الغذائية اللازمة لإدامة الحياة هي غير كافية مقابل الزيادة السكانية الطارئة في هذا العصر، لذا لابد من اتباع حل عاجل لذلك والحل يكمن في تحديد النسل.

مشاكل المسلمين

المشاكل التي تعترض طريق تقدم البلاد الإسلامية بما فيها المشاكل السياسية والاقتصادية وأزمات الغذاء والسكن. ليست ناتجة عن قلة في الثروات أو زيادة السكان وما إلي ذلك، بل يرجع الكثير منها إذا لم تكن جميعها إلي استبداد الحكومات الفاسدة المفسدة والأساليب الديكتاتورية إلي تمارسها تجاه الشعوب، فهذه الأساليب من الطبيعي أن تقود إلي أزمات ومشاكل حادة تودي بحياة الشعب، فيأتي البعض ليعالج النتيجة دون الالتفات إلي السبب مختلقاً الحجج والتبريرات التي لا تصمد أمام الواقع.

وللإجابة علي التبرير الذي اختاره هؤلاء نقول لهم: أرجعوا الحريات الإسلامية المسلوبة إلي الناس أولاً حتي يتمكن الناس في ظل الحرية من تهيئة مستلزمات السكن والعمل بسهولة حينذاك فان الآباء يستطيعون تربية أطفالهم مهما كثروا تربية صحيحة. هيئوا للأب الوقت اللازم والفرصة حتي يقوم بواجبه في التربية، حيث إن بعض الآباء يقضون أوقاتهم سعياً وراء متطلبات الحياة فيذهب الأب ليراجع هذه الدائرة

أو تلك كل يوم لأخذ الرخصة مثلاً لإنشاء دار للسكن أو للحصول علي العمل أو للحصول علي جواز السفر أو الجنسية أو غير ذلك، مما يستهلك جهده ووقته في أمور جانبية، وقد يضطره ذلك إلي دفع الرشوة أحياناً، فمن الطبيعي أن إنساناً كهذا لا يستطيع تربية أطفاله أكثر التربية المطلوبة اضافة الي ذلك فان الضرائب الثقيلة التي تجبي من الناس تجرهم أحياناً بالقوة الي الفقر.

ومثل دعوي هؤلاء كمثل قول الشاعر:

القاه في اليمّ مكتوفاً وقال له

إياك إياك أن تبتلّ بالماء

نعم، فان الحكومات تعمد إلي أن توثق أيدي الناس ثم تتهمهم بعدم القدرة علي تربية أولادهم.

وان إشكالهم هذا يرد كذلك في مسألة تعدد الزوجات بحجة ان الرجل لا يقدر أن يعدل بين الزوجتين، وقد نسي القائلون بهذا حرمان الناس من حرياتهم وعدم توطيد السبل الكفيلة بتذليل مشاكل الزواج حتي بقي الملايين من الشباب ذكوراً وإناثاً بعيدين عن الزواج، مما قد يضطرهم إلي الانحراف الجنسي أو الأمراض النفسية وغيرها من الأعمال المنكرة.

الإسلام والزواج المبكر

لمّا كانت زيادة النفوس من أهم عوامل القوة، حيث تشكل الطاقة البشرية قدرة كبيرة للشعوب في البناء والعمران والمحافظة علي الاستقلال، لذلك نري حرص النظام الإسلامي واضحاً في تشجيع زيادة النسل. وتتضح نظرة الإسلام هذه من خلال حثه علي الزواج المبكر وتقليل كلفته وهذه النظرة واضحة من خلال:

أولاً: تشجيع الإسلام علي الزواج والإنجاب والتكاثر، اذ يقول الرسول الأكرم صلي الله عليه و اله: «تزوجوا فإني مكاثر بكم الأمم غداً في القيامة..» () وامتدح المرأة الولود، فقال صلي الله عليه و اله: «خير نساءكم الولود الودود» ().

وقال الإمام الباقر عليه السلام: «قال رسول الله صلي الله عليه و اله تزوجوا بكراً ولوداً، ولا تزوجوا حسناء جميلة عاقراً

فاني أباهي بكم الأمم يوم القيامة» () هذا أولاً.

ثانياً: حبّذ الإسلام علي الزواج المبكر وذلك في فترة البلوغ الشرعي للبنين والبنات، فقد جاء عن بريد الكناسي قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام متي يجوز للأب أن يزوج ابنته ولا يستأمرها؟

قال عليه السلام: «إذا جازت تسع سنين، فإن زوجها قبل بلوغ التسع سنين كان الخيار لها إذا بلغت تسع سنين، قلت: فان زوجها أبوها ولم تبلغ تسع سنين فبلغها ذلك فسكتت ولم تأب ذلك أيجوز عليها؟

قال عليه السلام: ليس يجوز عليها رضي في نفسها ولا يجوز تأب ولا سخط في نفسها حتي تستكمل تسع سنين، وإذا بلغت تسع سنين جاء لها القول في نفسها بالرضا والتأبي وجاز عليها بعد ذلك وإن لم تكن أدركت مدرك النساء. قلت: أتقام عليها الحدود وتؤخذ بها وهي في تلك الحال وإنما لها تسع سنين ولم تدرك مدرك النساء في الحيض؟

قال عليه السلام: نعم، إذا دخلت علي زوجها ولها تسع سنين ذهب عنها اليتم ودفع إليها مالها وأقيمت الحدود التامة عليها ولها».

قلت: فالغلام يجري في ذلك مجري الجارية؟

فقال عليه السلام: يا أبا خالد إن الغلام إذا زوجه أبوه ولم يدرك كان الخيار إذا أدرك وبلغ خمس عشرة سنة، أو يُشعر في وجهه أو ينبت في عانته قبل ذلك. قلت: فإن أدخلت عليه امرأته قبل أن يدرك فمكث معها ما شاء الله ثم أدرك بعد فكرهها وتأباها؟

قال عليه السلام: إذا كان أبوه الذي زوجه ودخل بها ولذا منها وأقام معها سنة فلا خيار له إذا أدرك ولا ينبغي له أن يرد علي أبيه ما صنع ولا يحل له ذلك، قلت: فإن زوجه أبوه ودخل بها وهو غير مدرك أتقام عليه الحدود وهو

في تلك الحال؟

قال عليه السلام: أما الحدود الكاملة التي يؤخذ بها الرجل فلا، ولكن يجلد في الحدود كلها علي قدر مبلغ سنة، يؤخذ بذلك ما بينه وبين خمس عشر سنة ولا تبطل حقوق المسلمين فيما بينهم.

قلت له: جعلت فداك فإن طلقها في تلك الحال ولم يكن قد أدرك أيجوز طلاقه؟

فقال عليه السلام: إذا كان قد مسها في الفرج فإن طلاقها جائز عليها وعليه وإن لم يمسها في الفرج ولم يلذ منها ولم تلذ منه فإنها تعزل عنه وتصير إلي أهلها فلا يراها ولا تقربه حتي يدرك فيسال ويقال له إنك كنت قد طلقت امرأتك فلانة، فإن هو أقر بذلك وأجاز الطلاق كانت تطليقة بائنة، وكان خاطباً من الخطاب..» ().

وجاء عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال: «من سعادة المرء أن لا تطمث ابنته في بيته» ().

وعن الإمام موسي بن جعفر عليه السلام عن آبائه ? عن النبي صلي الله عليه و اله قال: «ما من شاب تزوج في حداثة سنه إلا عج شيطانه: يا ويله يا ويله عصم مني ثلثي دينه، فليتق الله العبد في الثلث الباقي» ().

وشجع العزاب علي الزواج المبكر فقال الرسول الأكرم صلي الله عليه و اله: «شراركم عزّابكم والعزاب إخوان الشياطين» ().

عن رسول الله صلي الله عليه و اله قال: «يا معشر الشباب من استطاع منكم الباه فليتزوج..» ().

وقال الإمام الصادق عليه السلام أيضاً: «من ترك التزويج مخافة الفقر فقد أساء الظن بالله عزوجل إن الله عزوجل يقول: ?إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ?()» ().

ثالثاً: رفع الإسلام القيود التي وضعت علي الزواج، فحث علي المهر القليل وحبذ مساعدة المؤمن الفقير إذا طلب التزويج فيقول تعالي: ?إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ

اللهُ مِنْ فَضْلِهِ?().

حتي ان بعض العلماء يحرم رد المؤمن القادر علي النفقة؛ فالعلامة الحلي (قده) يقول: «ويجب إجابة المؤمن القادر علي النفقة» ().

رابعاً: يستحب في الإسلام التزويج بأكثر من واحدة إلي أربع زوجات إذا استطاع الزوج أن يعدل بينهن، فقد تمرض المرأة أو تصبح مسنّة عند ذلك لا تتمكن من الانجاب، سيما وان المرأة غالباً ما يتوقف انجابها بعد سن الأربعين بينما الرجل فانه قد يستمر إلي ما بعد سن الخمسين ففي هذه الحالات نجد أن استمرار النسل مرتبط بإباحة الزواج من أخري..

السبب الحقيقي لتحديد النسل؟

هناك من يقول بتحديد النسل ومنع زيادته!

ان أولئك الذين يطرحون هذه الاعتقادات هم في الحقيقة يروجون أفكار الاستعمار لكي يتجنبوا الرجحان العددي للمسلمين، ويتجنبوا مجيء مولود من المسلمين لربما سيقلب الدنيا رأساً علي عقب فيكون المولود مثلاً كأبن سينا() والشيخ الطوسي() والخواجة نصير الدين الطوسي () والمحقق الحلي() والعلامة المجلسي() والبهائي().

وفي الحقيقة إن وراء هذه الأفكار المخططات الغربية أولاً. وثانياً: جهل حكام البلاد الإسلامية.

فالقضية لا تكمن في تحديد النسل، ولا في الحد من تعدد الزوجات، بل المشكلة تكمن في موضوع آخر، لقد قرأت في أحد المقالات أن أراضي السودان لو زرعت باستثمار أموال الكويت لكانت هي لوحدها تكفي لكي تكون البلاد العربية، والتي تعدادها (210) مليون نسمة() في حالة اكتفاء ذاتي في الجانب الغذائي.

يعني لو أن أرض السودان زرعت بكاملها وكانت تكاليف زراعتها هي من الأرباح التي تحصل عليها الكويت فان الدول العربية ستسجل اكتفاءً ذاتياً في مجال الزراعة.

ولن يحتاجوا إلي استيراد ملايين الأطنان من الحنطة والرز وأمثال ذلك. لكن هل يسمح الغربيون بهذا؟ طبعاً لا، فهم أولاً جعلوا من السودان بلداً فقيراً. ثانياً: ان معظم أرضه صارت عرضةً للجفاف والتصحر، وثالثاً:

ان ثروة الكويت المالية وضعت لصالح منفعة الغربيين وأصحاب رؤوس الأموال بطريقة وأخري، ورابعاً: جعل الاستعمار من البلاد الإسلامية سوقاً لتصريف منتجاته. هذا هو واقع ما يريده الاستعمار وسيبقي دوماً ينشّط فعاليته ودسائسه ومؤامراته ضد المسلمين.

كما ان عملاءهم يدخلون إلي أذهان الناس ما يريد أن يتكلمه الغربيون ويوجهون أنظار المسلمين إلي ذلك.

يذكر أحد الكتاب المصريين في أحد كتبه: ان مصر ليست لها القدرة علي توفير الغذاء لأكثر من أربعين مليون نسمة لذا لابد من سنّ قانون يحدد بمقتضاه النسل! ويضيف الكاتب قائلاً: علماً أن حكومة مصر قادرة علي تأمين غذاء عشرة ملايين نسمة من طريق الثروة السمكية فقط فيما إذا أعدت برنامجاً متكاملاً للصيد والتربية. إلا انها عملت خلاف ذلك؛ فلماذا لا يعطي حكام مصر إلي هذه المسألة أية أهمية؟

تحديد النسل والهجرة اليهودية

تنشر بعض وسائل الإعلام ان إسرائيل تشجع كثيراً علي تعدد الزوجات وزيادة نسبة الولادات، ونحن نري الجهود الكبيرة والعمل المضني والمستمر الذي قامت وتقوم به إسرائيل والمنظمات اليهودية لفسح المجال أمام الهجرة اليهودية من كل أنحاء العالم إلي أرض فلسطين الإسلامية من أجل جمع اليهود واستغلال القدرة البشرية لهم.

الصهاينة قاموا بدور كبير وبذلوا جهوداً وأموالاً كثيرة من أجل ممارسة الضغوط علي الحكومات المختلفة في أغلب بلدان العالم التي تسكنها أقليات يهودية؛ ومن هذه الدول دول إسلامية. وكانت هجرة اليهود مستمرة، حتي أن الحكومات أحياناً كانت تضطر إلي التهجير القسري لليهود من بلدانهم إلي فلسطين، وحاولوا بشتي الوسائل إسكانهم وتوفير مستلزمات العمل لهم رغم صغر الرقعة الجغرافية التي تمثلها إسرائيل قياساً بأراضي البلدان الإسلامية.

لم نر محاولات في الدول الإسلامية علي اختلاف أنظمتها وعقائدها السياسية كمحاولات إسرائيل لاستقطاب اليهود من كل العالم.

فإسرائيل دائماً تحاول تجميع المزيد من

اليهود في الأراضي الفلسطينية ولم يقولوا في يوم ما انهم لا يمكنهم استيعاب المزيد من المهاجرين اليهود أو انهم يمرون بأزمات غذائية وان عليهم تقليل عدد السكان نتيجة لهذه الأزمات التي يمرون بها، بينما نحن وبرغم من سعة أراضينا وكثرة خيراتنا ندعي ذلك!!.

تحطيم القدرة البشرية

وخلافاً لما تقوم به إسرائيل من بناء واستغلال للعامل البشري نري أن حكومات بعض البلدان الإسلامية، بكل أراضيها الشاسعة المتروكة، وبكل مواردها الاقتصادية الضخمة غير المستغلة؛ تطالب شعوبها وباستمرار بتحديد النسل وتحذر من مخاطر الانفجار السكاني والأزمة الغذائية المحلية والعالمية، بل ان هذه الحكومات غالباً ما تبرر المشاكل الاقتصادية التي يعاني منها البلد بأنها نتيجة العبء الذي يشكّله المهاجرون والوافدون من البلاد الإسلامية الأخري والتي لا تشكل في أكثر حالاتها نسبة تتراوح بين (1020) بالمائة() وربما أقل من ذلك بكثير من نسبة السكان الأصليين للبلد وبدلاً من أن تستغل هذه الطاقات البشرية والامكانات الثقافية والعلمية والتقنية وتوظف في خدمة الإسلام والمسلمين بتوجيهها الوجهة الصحيحة، نري أن حكام البلاد الإسلامية يبرزونها بأنها أم المشاكل.

نحن لم نسمع بأن الكثرة السكانية في البلاد الإسلامية في الأزمنة السابقة كانت تخلق أزمات أو اختلافات اقتصادية للمجتمع بالرغم من بدائية وسائل العمل والانتاج، بل كان للعامل البشري دوره المهم في تقوية الجوانب المادية والمعنوية لنهوض المجتمع وازدهاره وسيادته.

لذا فان بعض المتحمسين لضرورة تحديد النسل إما ان يكونوا مغفلين أو انهم وظفوا أنفسهم لخدمة الشرق والغرب وتبرير المشاكل والمتاعب التي يسببها هؤلاء للإنسانية بصورة عامة وللبلاد الإسلامية بشكل أخص.

الخالق يتكفل الرزق

قال سبحانه وتعالي في كتابه الحكيم: ?وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأرْضِ إِلاَ عَلَي اللهِ رِزْقُهَا?().

وفي آية أخري: ?وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لاَ تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ?().

فنحن كمسلمين لدينا كامل الاطمئنان من أنه تعالي عندما يخلق الخلق يهيئ له مستلزمات المعيشة والبقاء، وفي الآيتين المتقدمتين يؤكد سبحانه وتعالي انه تكفّل برزق كل المخلوقات صغيرها وكبيرها، فلا يخالجنا أي قلق يتعلق بقلة الموارد نسبة إلي زيادة عدد السكان، يقول الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: «لكل

ذي رمق قوت» ().

ويقول عليه السلام في خطبة له: «انظروا إلي النملة في صغر جثتها، ولطافة هيئتها، لا تكاد تنال بلحظ البصر.. مكفول برزقها، مرزوقة بوفقها، لا يغفلها المنان ولا يحرمها الديان، ولو في الصفا اليابس، والحجر الجامس» ().

وفي خطبة أخري يقول عليه السلام: «عياله الخلائق ضمن أرزاقهم وقدر أقواتهم» ().

شاهد صغير

يروي أحد الفضلاء انه في أحد الأيام وبعد جمع محصول القمح كان يتأمل في صبرة() القمح فرأي زنبوراً يقترب من الصبرة فيلتقط حبة القمح ثم يترك الصبرة وبعد لحظة يأتي مرة أخري فيلتقط حبة أخري ويغادر الصبرة.

ولأن هذه العملية تكررت أمامه لفتتت انتباهه وبدافع من حب الاستطلاع قام بمراقبة الزنبور ليري سر هذا الأمر وعندما طار الزنبور من الصبرة تابعه مراقباً له فرآه يقترب من قبّرة عمياء تفتح منقارها فيضع الزنبور الحبة فيه لتأكله هذه القبرة، وهكذا كان الزنبور يكرر إطعامها.

حتي هذه القبرة العمياء تكفل الله سبحانه وتعالي برزقها واطعامها وسخر لها كائناً ليس من جنسها لاشباعها! فهل يخلق الرزاق الكريم سبحانه عباده بني البشر دون أن يقدر معهم ما يصلحهم وما تتقوّم به حياتهم ومعيشتهم؟ تعالي الله عن ذلك علواً كبيراً..

لا أزمة غذائية

صحيح أن هناك في بعض بقاع العالم من يتضورون جوعاً وفقراً ولكن مقابل أولئك كم هي البطون المتخمة في بقاع أخري؟

نسمع كثيراً ان البلدان المصدرة للحبوب والمنتجات الغذائية تلجأ بين آونة وأخري إلي إلقاء آلاف الأطنان من المحاصيل والحبوب في البحر أو تتلفها بأساليب أخري، لتلافي هبوط أسعارها، وتعمل بهذا الاتجاه لرفع أسعارها علي المستوردين والمستهلكين، لتحقيق الأرباح التجارية الطائلة عبر طرق لا أخلاقية ولا إنسانية إطلاقاً، حتي ان بعض الاحصائيات تؤكد ان ما يتلف ويحتكر من الحبوب لرفع الأسعار يسد النقص الغذائي الحاصل في كثير من الدول الافريقية. اذن فليس الخلل في نقص الثروات أو قلة الانتاج. بل في سوء التوزيع وما يقوم به الأقوياء من افتراس للضعفاء، أو ما يمارسونه من ضغوط لابقاء الملايين تعيش في فقر مدقع، ليصدروا لهم اسلحة الدمار والمخدرات باثمان باهظة خيالية.

الخلل في الحكومات

بعض الاحصائيات تشير إلي أن القوي الكبيرة ارسلت إلي العالم الثالث من عام (1981 إلي عام 1989م) 27 ألف صاروخ أرض جو و(20 ألف) مدفع و(11) ألف دبابة و(3200) طائرة حربية و(540) باخرة حربية، وبلغ مجموع واردات هذه الدول من مبيعات الأسلحة في عام واحد (3500) مليار دولار، وان أوربا وحدها تصرف علي اليهود (100) مليار دولار سنوياً.

هذه المبالغ الضخمة لو استغلت استغلالاً صحيحاً ووجهت في الوجهة التي تخدم البشرية هل كان سيبقي بؤس وفقر في هذا العالم؟

وهل كانت الحكومات تسعي جاهدة للترويج لتحديد النسل بهذه الاعذار الواهية؟ من الطبيعي إذا كانت غالبية الواردات والأموال تذهب إلي جيوب الحكام وخزانات القوي الكبري ويدس الحاكم أنفه في كل صغيرة وكبيرة، ويحدد الأعمال والتصرفات البسيطة، ويرسم حدود المساحة التي يتحرك ضمنها المواطن، بل ويحدد حتي عدد الغرف في المسكن،

ونوع البناء، فحتماً والحالة كهذه ستعيش الشعوب حالة من الفقر واللهاث وراء لقمة العيش وسط هذه المشاكل التي زجّها حكام الجور والسلاطين المستبدون، الذين لا يهمهم سوي خدمة أسيادهم، وإرضاء غرورهم وطموحاتهم مهما كانت التضحيات، وهم علي أتم الاستعداد لاختلاق شتي الحجج والتبريرات لتمرير مخططاتهم.

المثل السيئ للقمع

ذكر ان معاوية بن أبي سفيان عندما أراد أن يأخذ البيعة من الناس لابنه يزيد. أصدر أمراً بأن يتهيأ عدد من الجنود ليقف كل واحد منهم علي رأس أحد المستمعين لخطابه. وأمرهم إذا رأوا أحداً من المستمعين اعترض عليهم فلهم الحق ان يضربوا عنقه بالسيف.

وفي نفس اليوم قال معاوية لأحد الخطباء: اصعد المنبر وتحدث عن التأييد لبيعة يزيد.

هذا الخطيب كان خبيثاً ماكراً فصعد المنبر وقال ثلاث جمل فقط، أوجز فيها ولبي غرض معاوية فقال:

هذا أمير المؤمنين وأشار إلي معاوية.

فان هلك فهذا وأشار إلي يزيد.

ومن أبي فهذا وأشار إلي السيف.

فقال له معاوية: اجلس فأنت سيد الخطباء().

سياسة التبرير

في أيام عبد الكريم قاسم() وبسبب سن قانون إصلاح الأراضي الذي شرّع لخدمة منافع الغرب في العراق، حدث نقص كبير في المواد الغذائية، ومن جملة تلك المواد التي صار من الصعب الحصول عليها البيض، حيث صار يباع في المحلات بالبطاقة ونقاسي في سبيل الحصول عليه الكثير من المعاناة، فذهب شخص إلي عبد الكريم قاسم وقال له: إنك قد دمرت الزراعة والثروة الحيوانية بإصلاحك الزراعي هذا، وخير دليل علي ذلك ان كل المواد الغذائية ومنها البيض أصابها نقص شديد، إلا أن عبد الكريم قاسم ولكي لا توجّه ضربة إلي ما يسمي بإصلاحاته تجاهل ذلك النقص الحاصل بالمواد الغذائية الأولية وأجابه قائلاً: ان الأمر علي عكس ما تدعي فمنذ أن أُعلن قانون إصلاح الأراضي في العراق فإن الناس أخذوا يشترون المواد الغذائية أضعاف ما كانوا يشترونه في السابق، وهم لا يزالون كذلك. وان البيض من جملة تلك المواد التي صاروا يشترونها بكثرة، وان نقص البيض الذي تدعيه قد جاء من هنا!!.

نعم، كل هذه الأمور هي بسبب أوامر الغرب التي وجهت إلي البلدان

الإسلامية عن طريق خدامهم في المنطقة لإغراقهم بالمشاكل الجانبية وزرع الاحباط في نفوسهم، وان الشاهد علي هذه الأوامر هو أن العرب هم (210) ملايين نسمة() لم يتمكنوا من الوقوف بوجه دويلة إسرائيل التي لا تزيد نفوسها علي (3) ملايين يهودي.

خيوط الحل

لذا ومن أجل التخلص من هذه المشاكل يجب ما يلي:

أولاً: أن تسود الحرية ربوع البلدان الإسلامية، حتي تدخل الآراء بحرية وأمان ميدان السياسة، وتصبح مسألة المناقشة وطرح الآراء من مسائل الناس المهمة، فان الرسول والأئمة (سلام الله عليهم) صرفوا وقتاً طويلاً في محادثة ومناقشة الناس حتي الجهال وعبّاد الأوثان منهم، علماً بأنّ توجيه أمة إلي الطريق الصحيح يكلف الإنسان المشقة والعناء وقد يصرف الإنسان المؤمن لذلك وقتاً طويلاً قد يكون بقدر عمر الإنسان نفسه. ولما كان الشخص الذي يريد أن يحصل علي شهادة الدكتوراة لابد له أن يبذل جهداً لمدة تتراوح بين (2030) سنة وهو فرد واحدة، فكيف إذا أردنا أن نعلم أمة بأكملها ونحن مطالبون بتعليمها.

وثانياً: الحث نحو العمل والزراعة والصناعة والاكتفاء الذاتي وفسح المجال أمامها وتسهيل عقباتها.

إذا سعينا لذلك فإن أكثر مشاكلنا الاجتماعية والتربوية والعسكرية والسياسية سوف تصل إلي الحل.

ومن دون ذلك فلا معني للانفراج وارتفاع الأزمات انه قانون كوني وسماوي ثبت بالتجربة وهي خير برهان.

فضلاً عن العقل والنقل قال تعالي: ?وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً?().

اللهم ارزقنا توفيق الطاعة، وبعد المعصية، وصدق النية وعرفان الحرمة.. وتفضّل علي علمائنا بالزهد والنصيحة، وعلي المتعلّمين بالجهد والرغبة، وعلي المستمعين بالاتباع والموعظة، وعلي مرضي المسلمين بالشفاء والراحة، وعلي موتاهم بالرأفة والرّحمة، وعلي مشايخنا بالوقار والسكينة وعلي الشباب بالانابة والتوبة، وعلي النساء بالحياء والعفة، وعلي الأغنياء بالتواضع والسعة وعلي الفقراء بالصبر والقناعة().

من هدي القرآن الحكيم

الإسلام والإنجاب

قال تعالي: ?وَاللهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنْ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللهِ هُمْ يَكْفُرُونَ?().

وقال سبحانه: ?الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً?().

وقال عزوجل: ?أَمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ

بَنَاتٍ وَأَصْفَاكُمْ بِالْبَنِينَ ? وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَنِ مَثَلاً ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ?().

وقال جل وعلا: ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ?().

الإسلام والزواج

وقال تعالي: ?وَأَنْكِحُوا الأَيَامَي مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ?().

وقال سبحانه: ?وَمِنْ ءَايَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا?().

وقال عزوجل: ?وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّةً?().

وقال جل وعلا: ?وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاّ تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَي فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَي وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاّ تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً?().

من هدي السنة المطهرة

المرأة الولود

قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «إن خير نسائكم الولود الودود العفيفة العزيزة في أهلها الذليلة مع بعلها المتبرجة مع زوجها الحصان علي غيره» ().

وقال صلي الله عليه و اله: «تزوجوا بكراً ولوداً ولا تزوجوا حسناء جميلة عاقراً، فإنّي أباهي بكم الأمم يوم القيامة» ().

وقال أبو عبد الله عليه السلام: «النفساء تبعث من قبرها بغير حساب لأنها ماتت في غم نفاسها» ().

وقال رسول الله صلي الله عليه و اله: «النفساء يجرها ولدها يوم القيامة بسرره إلي الجنة» ().

الزواج عبادة

قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «من تزوج فقد أحرز نصف دينه، فليتق الله في النصف الثاني» ().

وقال الإمام الصادق عليه السلام: «ركعتين يصليهما متزوج أفضل من سبعين ركعة يصليهما غير متزوج» ().

وقال الإمام الرضا عليه السلام: «لو لم يكن في المناكحة والمصاهرة آية محكمة ولا سنة متبعة ولا أثر مستفيض، لكان فيما جعل الله به من بر القريب وتقريب البعيد وتأليف القلوب وتشبيك الحقوق وتكثير العدد وتوفير الولد لنوائب الدهر وحوادث الأمور، ما يرغب في دونه

العاقل اللبيب وسارع إليه الموفق المصيب ويحرص عليه الأديب الأريب» ().

فضل الأولاد وتربيتهم

وقال الإمام علي بن أبي طالب أمير المؤمنين عليه السلام: «والله، ما سألت ربي ولداً نضير الوجه ولا سألت ولداً حسن القامة، ولكن سألت ربي ولداً مطيعين لله حائفين وجلين منه حتي إذا نظرت إليه وهو مطيع لله قرت به عيني» ().

وقال الإمام الصادق عليه السلام: «البنات حسنات والبنون نعمة والحسنات يثاب عليها والنعمة يسأل عنها» ().

وقال الإمام الرضا عليه السلام: «إن الله تبارك وتعالي إذا أراد بعبد خيراً لم يمته حتي يريه الخلف» ().

التكاثر والسنة

وقال رسول الله صلي الله عليه و اله: «من عال ثلاث بنات أو ثلاث أخوات وجبت له الجنة» ().

وقال صلي الله عليه و اله: «من عال ابنتين أو ثلاثاً كان معي في الجنة» ().

وقال صلي الله عليه و اله: «من عال ثلاث بنات، يعطي ثلاث روضات من رياض الجنة كل روضة أوسع من الدنيا وما فيها» ().

البساطة في نفقات الزواج

عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: «ذكر رسول الله صلي الله عليه و اله الفرش فقال: فراشٌ للرجل وفراشٌ للمرأة وفراش للضيف والرابع للشيطان» ().

وقال الإمام الصادق عليه السلام لعيسي بن موسي: «يا عيسي! المال مال الله، جعله ودائع عند خلقه وأمرهم أن يأكلوا منه قصداً ويشربوا منه قصداً ويلبسوا منه قصداً وينكحوا منه قصداً ويركبوا منه قصداً ويعودوا بما سوي ذلك علي فقراء المؤمنين، فمن تعدي ذلك كان ما أكله حراماً وما شرب منه حراماً وما لبسه منه حراماً وما نكحه منه حراماً وما ركبه منه حراماً» ().

وقال الإمام الباقر عليه السلام فيما رواه عن أبيه عليه السلام: «لينفق الرجل بالقصد وبلغة الكفاف ويقدّم منه فضلاً لآخرته..»

().

عن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام قال: «أنعم الناس عيشاً من منحه الله سبحانه القناعة وأصلح له زوجه» ().

عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: «لا تجعل أكبر همّك بأهلك وولدك فانهم إن يكونوا أولياء الله سبحانه فان الله لا يضيع وليه وإن يكونوا أعداء الله فما همّك بأعداء الله» ().

رجوع إلي القائمة

پي نوشتها

() سورة التوبة: 122.

() سورة الزمر: 17-18.

() سورة الأنعام: 151.

() جاء في معني الاملاق: خشية الفقر والحاجة، أنظر لسان العرب: ج10 ص348 (ملق).

() راجع تفسير مجمع البيان للطبرسي رحمة الله عليه: ج4 ص382 تفسير سورة الأنعام، والتبيان في تفسير القرآن: جلد4 ص314 سورة الأنعام.

() جامع الأخبار: ص101 الفصل 58 في التزويج.

() سورة التكوير: 8-9.

() راجع مجمع البيان: ج10 ص444.

() وسائل الشيعة: ج14 ص3 ب1 ح2.

() وسائل الشيعة: ج14 ص14 ب6 ح2.

() وسائل الشيعة: ج14 ص33 ب16 ح1.

() وسائل الشيعة: ج14 ص209 ب6 ح9.

() وسائل الشيعة: ج14 ص39 ب23 ح1.

() بحار الأنوار: ج100 ص221 ب1 ح34.

() بحار الأنوار: ج100 ص221 ب1 ح31.

() بحار الأنوار: ج100 ص220 ب1 ح20.

() سورة النور: 32.

() مكارم الأخلاق: ص197 الفصل الأول في الرغبة في التزويج.

() سورة النور: 32.

() راجع تبصرة المتعلمين/ كتاب النكاح.

() أبو علي ابن سينا (980/1037م) فيلسوف وطبيب وعالم من كبار فلاسفة الإسلام وأطبائهم عرف بالشيخ الرئيس ولد في أفشنة قرب بخاري وتوفي بهمذان من مؤلفاته المطبوعة: القانون في الطب، والشفاء، والنجاة، والاشارات والتنبيهات، والحدود في الفلسفة والمنطق. أنظر المنجد في الأعلام.

() هو شيخ الطائفة أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي الطوسي جليل في أصحابنا، ثقة عين، من تلامذة شيخنا أبو عبد الله، له كتب منها (تهذيب الأحكام، والاستبصار، والنهاية، والمفصح في الإمامة وكثير غيرها. ولد

رحمة الله عليه بخراسان سنة (385ه) بعد وفاة الشيخ الصدوق بأربع سنين وتوفي سنة (460ه) في النجف الأشرف ودفن فيها في داره. أنظر رجال النجاشي: ص403 ب الميم ح1068.

() هو الخواجة محمد بن محمد بن الحسن الطوسي نصير الملة والدين (597/672ه) له رحمة الله عليه كتب معروفة في العقليات أشهرها رسالة (تجريد العقائد). أنظر روضات الجنات: ج6 ص300 باب ما أوله الميم.

() هو أبو العباس أحمد بن شمس الدين محمد بن فهد الأسدي الحلي (757/884ه) له رحمة الله عليه في الفقه: المهذب البارع إلي شرح النافع، وكتاب المقتصر وشرح الارشاد والموجز الحاوي وكثير غيرها وقبره رحمة الله عليه معروف بكربلاء المشرفة وسط بستان جنب المخيم الطاهر. أنظر روضات الجنات: ج1 ص71 باب ما أوله الهمزة.

() هو محمد باقر بن محمد تقي بن مقصود علي المشهور بالمجلسي ولد بأصفهان عام (1037ه) وهو رحمة الله عليه عالم زاهد ورع صدق بورعه وتقواه جميع معاصريه من العلماء. أشهر تأليفاته رحمة الله عليه: (بحار الأنوار) والذي يعتبر دائرة معارف لعلوم أهل البيت عليهم السلام. وكتاب (مرآة العقول) شرح الكافي و(ملاذ الأخيار) شرح تهذيب الأحكام و(الاعتقادات)، و(شرح الأربعين حديث)، والوجيزة في علم الرجال وكثير غيرها. توفي رحمة الله عليه في ليلة 27 رمضان عام (1110ه) وعلي بعض الأقوال عام (1111ه).

() هو الشيخ بهاء الدين محمد بن الحسين بن عبد الصمد العاملي الحارثي الهمداني (953/1013ه) ولد في بعلبك لبنان وتوفي في أصفهان ودفن في خراسان مشهد الرضا عليه السلام جنب الحضرة الرضوية المقدسة له مؤلفات عديدة منها: العروة الوثقي في التفسير، وعين الحياة في التفسير، والحبل المتين، ومشرق الشمسين، والمغلاة وكتاب الكشكول وكثير غيرها.

أنظر مراقد المعارف: ج1 ص204 حرف الباء.

() ذكرت

بعض الاحصائيات أن البلاد العربية وصل تعداد سكانها إلي ما يزيد علي (300 مليون) نسمة.

() نقلاً عن أحد المسؤولين في احدي الدول العربية.

() سورة هود: 6.

() سورة العنكبوت: 60.

() الأمالي للشيخ الصدوق: ص320 المجلس 52 ح8.

() نهج البلاغة: الخطبة 185.

() نهج البلاغة: الخطبة 91.

() الصبرة هي الكومة من الحنطة المجتمعة في مكان واحد.

() الكامل: ج3 ص 352.

() عبد الكريم قاسم (1914 1963م) ضابط عراقي قاد انقلاب عام (1958م) وأطاح بالملكية قضي عليه عبد السلام عارف في انقلاب عسكري.

() حسب بعض الاحصاءات الحديثة بلغ عدد سكان الوطن العربي (300) مليون نسمة.

() سورة طه: 124.

() أنظر مصباح الكفعمي: ص281 الفصل 29 عن الإمام المهدي ?.

() سورة النحل: 72.

() سورة الكهف: 46.

() سورة الزخرف: 16 17.

() سورة المنافقون: 9.

() سورة النور: 32.

() سورة الروم: 21.

() سورة الرعد: 38.

() سورة النساء: 3.

() وسائل الشيعة: ج14 ص14 ب6 ح2.

() وسائل الشيعة: ج14 ص33 ب16 ح1.

() بحار الأنوار: ج101 ص107 ب3 ح3.

() بحار الأنوار: ج79 ص117 ب17 ح10.

() غوالي اللئالي: ج3 ص289 باب النكاح ح43.

() ثواب الأعمال: ص40 ثواب صلاة المتزوج.

() غوالي اللئالي: ج3 ص297 باب النكاح ح77.

() المناقب: ج3 ص380 باب إمامة السبطين فصل في الاستدلال علي إمامتهما.

() ثواب الأعمال: ص201 ثواب اب البنات.

() مكارم الأخلاق: ص219 في فضل الأولاد.

() الكافي: ج6 ص6 ح10.

() مستدرك الوسائل: ج15 ص115 ب3 ح17701.

() مستدرك الوسائل: ج15 ص115 ب3 ح17703.

() الخصال: ص121 باب الثلاثة ح112.

() مستدرك الوسائل: ج13 ص52 ب19 ح14720.

() الكافي: ج4 ص52 باب فضل القصد ح1.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص405 الفصل الأول في الزوج والزوجة ح9284.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص405 الفصل الأول في الزوج والزوجة ح9280.

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.