السيدة زينب (عليها السلام) عالمة غير معلَّمة

اشارة

اسم الكتاب: السيدة زينب(عليها السلام) عالمة غير معلَّمة

المؤلف: حسيني شيرازي، محمد

تاريخ وفاة المؤلف: 1380 ش

اللغة: عربي

عدد المجلدات: 1

الناشر: مركز الرسول الاعظم(ص)

مكان الطبع: بيروت لبنان

تاريخ الطبع: 1419 ق

الطبعة: اول

بسم الله الرحمن الرحيم

انما يريد الله

ليذهب عنكم الرجس

أهل البيت

ويطهركم تطهيراً

صدق الله العلي العظيم

سورة الاحزاب، الآية: 33

كلمة الناشر

بسم الله الرحمن الرحيم

صدق الله حين يقول: ?ذرية بعضها من بعض…?.

نور اقترن بنور، فأنجب أنواراً بهية..

ضوء امتزج بضوء، فأنتج أضواءً قدسية..

شمس أضاءت لبدر، فأعطت رونقاً إلهياً..

ما أعظمها من نعمة.. وأجلها من رحمة..

أمير المؤمنين علي عليه السلام يقترن بسيدة النساء فاطمة الزهراء (عليها السلام).. فيعطيان للكون أئمة وسادة: حسناً وحسيناً ومحسناً .. وزينب وزينب.. (عليهم السلام).

شجرة طيبة.. أعطت أكلها كل حين بإذن ربها..

زيتونة مباركة.. زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار.. بل نور علي نور.. ويهدي الله لتلك الأنوار من يشاء الهداية..

دوحة عطاء.. وارفة الظلال.. ندية الأغصان.. ناعمة الأوراق.. طيبة الأريج.. رقراقة المياه.. عذبة الطعم.. عظيمة النعم.. تبارك الخلاق ما أعظمه..!

من تلك الدوحة المباركة..

من ذاك البيت الطاهر المطهر..

من بيت الرسالة المحمدية الشريفة.. خرجت إلي الدنيا.. فتاة ليس لها شبيه أو نظير.. عدا أمها الزهراء العظيمة.. (عليهما صلوات ربنا).

ومن شابه أباه فما ظلم.. ومن شابهت أمها فما ظلمت..

نعني بها زينب الكبري بطلة كربلاء (عليها السلام)..

إنها السيدة المثالية في التضحية والفداء..

إنها السيدة النموذجية في الصبر والاستقامة.

إنها السيدة العظيمة في علوِّ همتها، وسموِّ فكرها، وشموخ علمها..

إنها المرأة المثالية في قوة منطقها ورزانة عقلها..

إنها المرأة السامية في جميع مواقفها البطولية بحيث تصاغر أمام شموخها وصبرها وتجلدها ومقامها عظماء الرجال.. بل ورجال التاريخ بأجمعهم.

نعم..

انها زينب وما أدراك ما زينب..

زينب البطلة الشجاعة..

زينب المجاهدة المضحية..

زينب العالمة العابدة..

زينب العالمة غير المعلّمة

والواجب علي المسلمين قاطبة أن يعرفوا قدرها العظيم.. ويكرموا شأنها الغالي.. ويكنّوا

المحبة والمودّة لها ولأمها وأبيها وأخوتها الكرام..

وعليهم أن يقتبسوا من ضياء فكرها.. وينهلوا من نمير علمها.. فهي العالمة غير المعلَّمة.. والفهمة غير المفهَّمة.. بشهادة طيبة مباركة صادقة من ابن أخيها الإمام علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام.

ومن هذا المنطلق.. الواجب..

ومن أريج ذكرها الزاكي.. ومن ضياء نورها الزاهر.. اقتبس سماحته (لمعاً عن تاريخها) المشرق.. وإشعاعات من فيوضها القدسية لتكون السيدة زينب (عليها السلام) شعلة تضيء لنا الدرب إلي اليوم الموعود بظهور الإمام الحجة (عجل الله تعالي فرجه الشريف).

والمقتبس هو سماحة المرجع الديني الأعلي الإمام المجاهد آية الله العظمي السيد محمد الحسيني الشيرازي (دام ظله وتأييده).

وبأسلوبه السهل.. ومنطقه الشيق.. وطريقته الرائعة في السرد.. حيث يشبع البحث بالأمثلة والقصص الواقعية ومن خلال تجاربه الشخصية، فأعطي للأمة الإسلامية هذا الكتاب الشيق، حقيقة عن السيدة زينب (عليها السلام) وهو بعنوان (عالمة غير معلَّمة).

ومن أجل تعميم الفائدة.. ونشر الفضيلة.. وبث تاريخ وعلم أهل البيت (عليهم السلام) ارتأينا طبع ونشر هذا الكتاب.. نسأله تعالي العون علي الطاعات.. وأن يكون لسماحة الإمام المؤلف.. ولنا.. ولكم.. ذخيرة وذخراً إلي يوم الميعاد.. إنه الموفق للسداد.. والهادي للرشاد..

في ختام هذه الكلمة نقدم قصيدة رائعة في مدح صاحبة الكتاب الحوراء زينب (عليها السلام) وهي لأحد الشعراء من سوريا:

يا من ببيت الهدي و الوحي منشاك

حبي الإله بحي الشام مثواك

فقت الغزالة في كل الصفات علا

سبحان من بحلي الفضل حلاك

فالشمس تشهد والأفلاك أجمعها

أن ليس للشمس شيء من مزاياك

كلا ولا للنجوم الزهر مثل سنا منشاك

أقمارك الغر أو عليا كعلياك

و البدر ما نال نوراً نلته أبداً علا

كلا ولا القبة الخضرا ثرياك

أنت التي حزت نوراً في حقيقته

يعلو علي نور أقمار وأفلاك

براك ربك من أزكي بريته منشاك

من معشر طهروا من كل أشراك

من شيبة

الحمد من عمرو العلا وكفي شيخ الأباطح و المختار جداك

والوالد المرتضي الكرار حيدرة منشاك

والأم فاطم و السبطان صنواك

من ذا يحاكيك في مجد وفي شرف علا

و الليث حمزة و الطيار عماك

لو كنت يوم كساء الأهل حاضرة منشاك

كان الكساء بذاك اليوم غطاك

لا تعجب الشام إن أضحت يحج لها علا

فالشام قد جهلت من قبل معناك

لو تعلم الشام من كانت أسيرتها منشاك

ظلت تقبل ما يعلوه نعلاك

يكفيك حين يري الباري خليقته علا

من نور أحمد والكرار صفاك

والأم غذتك من أخلاق أحمدها منشاك

و الروح في مهدك المكنون ناغاك

لو مثل الفخر بين الناس مكتملا علا

من كل ناحية ما كان إلاّك

جئت الطفوف ونلت الخير اجمعه منشاك

في كربلاء وفيها الصبر حياك

في محنة أنبياء الله ما شهدوا

مثلا لها لا ولا في الصبر شرواك

يوم الحسين الذي أبكي السماء دما منشاك

و الدين حزناً وذابت فيه أحشاك

واجهت ذاك المصاب الإد في شرف

من أحمد وعلي حين وافاك

كنت الخليفة للسبط الشهيد علي منشاك

حفظ العيال وسيما السبط سيماك

لم يثنك الخطب عن نشر الهدي أبدا

في كل منقبة مثلت آباك

من بعد سبعين من قتلاك قد ذبحوا منشاك

ذبح الكباش علي الغبرا بمرآك

ما بين صارخة ولهي مدلهة

ثكلي وبين عليل ظامئ شاكي

لم تذهلي عن جهاد القوم في حسب منشاك

دك العروش وأخزي كل سفاك

جردت من سؤدد الآباء بيض علا

وفي مآثرها جاهدت أعداك

في علم أحمد في أيمان حيدرة

في حزم عبد مناف السيد الزاكي

في صبر فاطم والسبطين في حكم

أوتيتها بين أبطال ونساك

فوق النياق فضحت القوم كلهم منشاك

بما جنوه وبات الجيش يخشاك

وكل طاغية ألقمته حجراً

عند التفاخر لما أنطقوا فاك

ذكرتهم بعلي في بلاغته

لما عليهم بها أعلنت هيجاك

نكست أعلامهم من بعد ما رفعوا منشاك

فوق الرماح رؤوس الصَّيد قتلاك

ظنوا بأنهم أرسو عروشهم

يوم الطفوف فكانوا شر هلاك

أرسلت ريحاً عقيما فوق أربعهم

ما هب صرصرها في القوم

لولاك

رغم الطغاة ورغماً عن مبادئهم منشاك

قد حالف النصر مبدأ الحق مبداك

لازلت داعية للدين ثائرة

ضد البغاة وعين الله ترعاك

لاغرو منك ولا مستغرب أبداً

أن شع نور الهدي من ثغرك الباكي

أنتم محك بني حواء قاطبة

والفرق ما بين إيمان وأشراك

من أهل بيت هم للخلق محنته

والمبتلون بدجال وأفاك

حاكيتهم أبداً في كل ما امتحنوا

لكنهم لم يذوقوا مثل بلواك

قد كنت خير حديث في الأنام فلا

فخر كفخرك أو ذكري كذكراك

إذا المفاخر عدت كنت سؤددها

طوبي لمن يا ابنة الزهراء والاك

ما حاز سؤددك الوضاح ذو شرف

ولا رقي أحد في المجد مرقاك

و الوحي أولاك فخراً لا يرام وما

أولاك في مجدك السامي وأسماك

لك الحمي من بيوت شاء خالقها

تغدو مهابط أبدال وأملاك

طوبي لمن زاره في الناس معترفاً

بالشأن مالك عند الله مولاك

أنت الوسيلة في يوم المعاد فلا

ينجو سوي من له ود لقرباك

أستودع الله عهداً أنني لكم

عبد ولي يعادي كل أعداك

كوني علي عهد هذا العبد شاهدة

يوم المعاد فان الله زكاك

ثم الصلاة عليكم دائماً أبداً

يا آل بيت الإله الطاهر الزاكي

مركز الرسول الأعظم (ص) للتحقيق والنشر

بيروت لبنان ص ب: 5951 / 13 شوران

مقدمة المؤلف

مقدمة المؤلف

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام علي محمد وآله الطيبين الطاهرين.

(عالمة غير معلَّمة) كذا وصف الإمام السجاد عليه السلام عمته السيدة زينب (عليها السلام).

ويظهر من ذلك أن علمها (عليها السلام) كان لَدُنَيّاً وان لم يكن بمنزلة علومهم (عليهم السلام) وبقدره في الارتفاع ف: ?تلك الرُّسُلُ فضَّلنا بعضَهم علي بعض ? وهو مقتضي العقل، لاختلاف مراتب الإمكان.. حتي يصل إلي الخطاب الرباني لرسوله محمد (صلي الله عليه وآله وسلّم): ب(لولاك لما خلقتُ الأفلاك..).

وذلك لأنه لولا خلقه (صلي الله عليه وآله وسلّم) الذي هو غاية الممكن لكان دليلا علي عدم قدرة الخالق أو عدم لطفه تعالي الله عن

ذلك علوَّاً كبيراً كما هو مذكور في علم الكلام.

فكان خلقه تعالي للأفلاك بما فيها.. من دون خلقه (صلي الله عليه وآله وسلّم) غير لائق له سبحانه وتعالي، كالمهندس الذي لا يبني الدار اللائقة في غاية الجودة، حيث إن بناءه دون ذلك دليل علي عدم قدرته الكاملة علي البناء الجيد أو ما أشبه ذلك.

وهناك احتمال آخر في هذا الحديث الشريف ليس هنا موضع ذكره.

وأما (لولا علي..) فلوضوح أنه لولاه عليه السلام حسب ما قرره الله سبحانه لهذا الكون لذهب المبطلون بنقاء الإسلام ولحرَّفوا الكتاب الكريم، كما أخذوا ?يحرِّفون الكلم عن مواضعه ? و?نسوا حظا مما ذكروا به? في الأديان السابقة كاليهودية والنصرانية، والله سبحانه حسب حكمته أمكن منهم.

فلولا أمير المؤمنين علي عليه السلام لكانت خلقة الأفلاك ناقصة وعلي غير الحكمة.

و(لولا فاطمة …) لأنها (عليها السلام): (الصديقة الكبري، وعلي معرفتها دارت القرون الأولي).

ولأنها امتداد للأئمة الأطهار(عليهم السلام) الذين هم سبب بقاء الدين إلي يوم القيامة..

وهم السبب في حفظ كتاب التكوين أيضاً..

بالإضافة إلي كتاب التشريع، قال عليه السلام: (لولا الحجة لساخت الأرض بأهلها)، فالإمام علي عليه السلام واسطة الفيض، وهم (عليهم السلام) أخير العلة.

ولذا لو لم يصلنا حديث (لولاك لما خلقت الأفلاك ولولا علي لما خلقتك ولولا فاطمة لما خلقتكما) لكان العقل دليلاً علي النقل قبله.

ثم إن السيدة زينب (عليها السلام) من هذه العترة الطاهرة، وإنا لا نفهم حقيقة هذه السيدة الجليلة وعظمتها كما هي هي ولا يسعنا معرفتها حق المعرفة، إذ الأقل لا يحتوي علي الأكثر وإلاّ لزم الخلف.

وهذا أيضاً دليل عدم إمكان فهم الممكن حقيقة الواجب تعالي، وان كان للممكن وسْعة وسيعة، فقد ?أنزل من السماء ماءً فسالت أودية بقدرها?.

إن الممكن مهما كان رفيعاً، لابد وأن

يقول: (ما عرفناك حق معرفتك).

وقد ورد في الحديث: إن رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) لم يكلم أحداً بقدر عقله الشريف، وذلك لأن عقله فوق كل عقل وهكذا بالنسبة الي علمهم (عليهم السلام).

فهناك قضيتان: قضية عدم استيعاب الممكن للواجب، وقضية عدم استيعاب الأدني للأعلي، مهما كان الأدني رفيعاً.

وعلي أي حال فكيف يمكننا أن نعرف السيدة زينب (عليها السلام) حق معرفتها؟!

وهذه كلمات حول السيدة زينب الكبري (عليها السلام) بقدر معرفتنا بها، فالهدايا علي مقدار مهديها، ولم يكن المقصود في هذا الكراس إلاّ الإلماع إليها (عليها السلام) لعل الله سبحانه يثبته في ديوان أعمالنا الصالحة ببركتها ?يوم لا ينفع مال ولا بنون، إلاّ من أتي الله بقلب سليم ? وهو المستعان.

قم المقدسة

27/ رجب/ 1419 ه ق

محمد الشيرازي

1 بنات أمير المؤمنين عليه السلام

كان لأمير المؤمنين علي عليه السلام ثلاث بنات:

1. زينب الصغري: وقد ماتت في زمان الإمام الحسين عليه السلام في المدينة المنورة ودفنت في البقيع، ولم يصلنا من أحوالها شيء يذكر حسب التتبع غير الكامل.

2. زينب الوسطي: وهي المعروفة بأم كلثوم، أخذاً من اسم ولقب بنات رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم).

وهي التي حضرت كربلاء وكانت تعين أختها (زينب الكبري)، وهي صاحبة القضايا المعروفة في المقتل، وقد ناداها الإمام الحسين (عليه السلام) بقوله:

(يا أم كلثوم..).

3. زينب الكبري: وهي المشهورة التي كانت شريكة للإمام الحسين (عليه السلام) في مسيرته إلي كربلاء وفي نهضته المباركة ضد الظلم و الطغيان، ثم بعد استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام) كانت زعيمة قافلة الأسري إلي الكوفة، ثم إلي الشام، ثم الرجوع إلي كربلاء في يوم الأربعين، ثم القفول إلي المدينة المنورة..

ثم أبعدت عن وطن جدها إلي الشام لتكون قريبة من مركز السلطة ليزيد وتحت سيطرته

ورقابته، وقد توفيت هناك ودفنت في مقامها المشهور الآن حيث تزار.

والبنتان زوّجتا بأبناء عمهما: أولاد جعفر بن أبي طالب المعروف بالطيار (رضوان الله عليه).

وقد رزقت زينب الكبري من زوجها (عبد الله بن جعفر) ثمانية أولاد، كما ذكره المؤرخون.

وذكر ما وصل الينا من أحوالها يحتاج إلي مجلَّد لا يقل من خمسمائة صفحة، وهذا الكراس موضوع للإلماع فقط.

من مظلومية المعصومين (عليهم السلام)

إن تاريخ المعصومين (عليهم السلام) من الأنبياء السابقين ورسول الله وفاطمة الزهراء والأئمة الاثني عشر وذويهم (صلوات الله عليهم أجمعين) ربما كان فيه بعض الاضطراب من حيث تاريخ الولادة والوفاة والزواج وعدد الأولاد وبعض الخصوصيات الأخري.. كما يراه الإنسان في مراجعة أحوالهم.

وهذا من الشواهد علي عظيم مظلوميتهم، فإن ذلك كان تعمداً من الأعداء في إخفاء ذكرهم بالقدر الممكن حتي ? يحرِّفون الكلم عن مواضعه?..

وكان جهلاً وعدم مبالات من جهة أخري: ?ونسوا حظاً مما ذُكِّروا به?، أو ما أشبه ذلك.

ولكن مع كل ذلك قال تعالي: ? يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون ?.

ولم تكن السيدة زينب (عليها السلام) مستثناة عن هذه القاعدة.

2 من عظمة السيدة زينب (ع)

أدركت السيدة زينب (عليها السلام) جدها رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) فهي علي الاصطلاح: صحابية.

وأدركت أمها فاطمة الزهراء (عليها السلام) ورأت مصيبتها، وسمعت خطبتها في المسجد النبوي الشريف، وروت ذلك كما أشرنا إليه في كتاب (من فقه الزهراء عليها السلام).. وشاهدت أذي القوم لها، وكسر ضلعها وسقط جنينها واستشهادها وتشييعها ودفنها (عليها السلام) ليلاً.

وأدركت أبيها الإمام أمير المؤمنين علي (عليه السلام)، وكانت حاضرة خطبه وجهاده واستشهاده..

وسمعت جبرائيل (عليه السلام) ينادي بين السماء والأرض: (تهدمت والله أركان الهدي).

وأدركت أخيها الإمام الحسن (عليه السلام)، ومصائبه، وتسميمه، وقذف كبده من فمه، وتشييعه، ورمي جنازته بالسهام.

وحضرت كربلاء بكل قضاياها الفريدة في العالم.

وأدركها الأسر، ولأول مرة تؤسر بنات رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) وكانت (عليها السلام) هي التي أوصلت صوت الإمام الحسين (عليه السلام) إلي العالم بأجمعه.

واُحضرت مجلس ابن زياد ومجلس يزيد، ومن ثم عودتها إلي مدينة جدها (صلي الله عليه وآله وسلّم) بكل مآسيها، وفي المدينة المنورة تلقتها نساء

أهل البيت ونساء المسلمين بكل لوعة وأسي.

ومن جملة من تلقتها من النساء (أم لقمان) وكانت صديقة لزينب (عليها السلام) فلما رأتها لم تعرفها، فقالت لزينب (عليها السلام): من أنت يا أُخيَّة؟ بينما لم يكن بُعدها عنها أكثر من أشهر، وإنما لم تعرفها لشدة تأثير المصائب عليها، فرأتها امرأة متحطمة مغبرة الوجه من حر الشمس، مبيضة الشعر… لذا قالت: من أنت يا أخيّة؟

فقالت زينب (عليها السلام): لك الحق أن لا تعرفيني، أنا زينب.. فعلا نحيبها وبكت بكاء شديدا قلّ مثيله.

وهكذا تلقت السيدة زينب (عليها السلام) هذه المصائب.

نعم إن رفعة درجات الآخرة رهينة بكثرة الابتلاءات والمشاكل في دار الدنيا، ألم يقل رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) لأُمها فاطمة (عليها السلام): (يا فاطمة تعجلي مرارة الدنيا لنعيم الآخرة غداً).

وقد قالوا (عليهم السلام): (أفضل الأعمال أحمزها).

ولا فرق في ذلك بين الأحمز طبيعة، كالصيام في الحر بالنسبة إلي الصيام في البرد، وبين الأحمز اختيارا، ولذا كان الإمام الحسن (عليه السلام) يذهب إلي الحج ماشيا راجلا، والنجائب تساق بين يديه، وقد ذكرنا في (الفقه) الجمع بين هذا الحديث وبين قوله سبحانه: ?يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ?.

3 زيارتي للسيدة الجليلة

قبل أربع وأربعين سنة سافرت من العراق في خدمة السيد الوالد (قدس سره) إلي الحج من طريق سوريا، فلبثنا بضعة أيام في دمشق، وكانت زيارتنا الأولي للسيدة زينب (عليها السلام) وكانت بقعتها في منطقة لا شيء فيها من الأبنية وما أشبه، وبينها وبين دمشق اكثر من فرسخ، وقد شاهدنا في سفرتنا هذه بعض الكرامات منها.

وذات مرة سمعنا أن امرأة عراقية سرقت منها أموالها في دمشق فالتجأت الي حرم السيدة زينب (عليها السلام) تضج إلي الله وتتوسل ببنت أمير المؤمنين

عليه السلام في أمرها.

فكانت تقول: سيدتي! كيف أرجع إلي العراق وليست لي نفقة السفر ولا أملك زاداً ولا راحلة؟ ومن أين آتي بالمال؟.

سيدتي! أريد منك أن ترديّ عليّ أموالي من دون أن يفتضح السارق.

فمن كثرة ضجتها اجتمع حولها الناس، وسألها إنسان خيّر: كم مقدار المال الذي سرق منك؟.

قالت: كمية كبيرة.

فأخذوا يجمعون لها المال من بينهم، ثم قدّموه إليها بعنوان الهدية.

لكن المرأة أبت قبول ذلك أشد الإباء، قائلة: إني لا أريد الا المال المسروق، فان السيدة زينب (عليها السلام) تعلم بالسارق، فاللازم أن ترده إليّ.. وأخذت ثانية في الضجة و البكاء.

وبعد ساعات قريب الظهر علمنا بان المال المسروق أعيد إليها، وذلك علي يد السارق نفسه، حيث جاء رجل إلي حرم السيدة (عليها السلام) فزعاً وأعطاها المال المصرور في كيسه قائلاً: أنا سرقت هذه الصرَّة، وقبل مجيئي كنت في المنام، وإذا بي أري السيدة زينب (عليها السلام) تقول لي: قم واذهب إلي حرمي ورد المال لصاحبته وهي ملتصقة بضريحي وتتوسل إليّ، ثم هددتني إن لم أفعل ذلك!، فقمت من المنام فزعاً، خوفاً منها.. وجئت بالمال..

4 وفي الشفاء شفيعة

أصبت بشبه أزمة قلبية في وسط محرم الحرام فأحضروا حولي بعض الأطباء.

فقال أحدهم: كيف أحضرتموني علي رأس ميت؟!..

وأخيراً قرروا نقلي الي المستشفي، فنقلت علي سرير.. وكان وعيي كاملا حيث وضعت علي سريري في المستشفي فأخذني النوم، فرأيت في المنام أن السيدة زينب (عليها السلام) واقفة متصلة بسريري وهي تنظر أليَّ!.

وبعد أن صحوت من النوم تعجبت من هذا الحلم، فإني لم أرَ السيدة زينب (عليها السلام) قبل ذلك طيلة عمري، ثم لم يكن يتبادر الي ذهني أن أتوسل بها (عليها السلام)، حتي يحتمل أنه بسبب ذلك …

وبعد ساعة جاء أخي إلي زيارتي فنقلت

له الرؤيا، فقال: نعم، لقد طلبت قبل مجيئي من الأهل والأولاد أن يتوسلوا بالسيدة زينب (عليها السلام) في شفائك، فتوسلوا بها وأخذوا يقرؤون القرآن اهداءً لها، ولعل ذلك هو السبب.

5 الولاية التكوينية

5 الولاية التكوينية

إن أولياء الله عزوجل يرتبط بهم الكون بإذنه تعالي، حركةً وسكوناً، ورفعاً ووضعاً، حسب ما جعل الله سبحانه ذلك الارتباط وبالمقدار الذي منحهم.

مع وضوح أن ارتباط المعصومين الأربعة عشر(عليهم السلام) ومن بعدهم الأنبياء ومَن إليهم، أشد وأوثق من سائر الأولياء.

والسيدة زينب الكبري (عليها السلام) من هذا النسل الطاهر وممن له مدخلية في الكون وهذا ما يسمي بالولاية التكوينية، وان كانت لاتصل إلي درجة مدخلية المعصومين (عليهم السلام) وولايتهم.

وفي دعاء التوسل، وعشرات الأدلة الأخري، دلالة علي ما ذكرناه، وقبل ذلك قال القرآن الحكيم: ?وابتغوا إليه الوسيلة ?.

وقال سبحانه: ?استغفر لهم الرسول? وغير ذلك مما يجدها المتتبع في الكتاب والسنة.

هذا بالنسبة إلي الولاية التكوينية، أما التشريعية فقد ذكرنا في الفقه أن أقوال السيدة زينب (عليها السلام) وأفعالها حجة.

6 الأبدان التي لا يأكلها التراب

نقل متواتراً إن أبدان الأنبياء (عليهم السلام) والصلحاء لا يأكلها التراب، كما ورد بأن لحوم الأنبياء محرمة علي الوحوش..

فان الكون بيد الله سبحانه، وتأثيره حسب أمره ونهيه: ?فقال لها وللأرض ائتيا طوعاً أو كرهاً قالتا أتينا طائعين?.

وفي آية أخري: ?يؤمئذ تحدث أخبارها ? بأن ربك أوحي لها?.

وقال تعالي: ?فإذا هم بالساهرة?.

فإذا كان الأمر كذلك بالنسبة إلي التراب فكيف يكون بالنسبة إلي ما كان فيه الروح سابقاً أي الجسد البشري وان فارقته الروح موقتاً.

إن حرم السيدة زينب (عليها السلام) بالإضافة إلي قدسه لأنه متعلق بالمعصومين (عليهم الصلاة والسلام) مقدس باعتبار كون بدنها الطاهر فيه، وقد قال سبحانه: ?فقبضت قبضة من أثر الرسول ? فإن حيوان جبرائيل حيث ماسّ الأرض صار أثره مباركاً، فأحيي به السامري عجلاً يكون له (خوار)، فكيف بالأرض المماسة لأجسادهم الطاهرة (عليهم الصلاة والسلام)؟.

ولذا فاللازم احترام تلك البقعة الطاهرة حيث مرقدها الشريف، ولاشتمالها علي جسدها الطاهر.

وهنالك أجساد

لبعض أولياء الله ظهرت بعد مرور مئات السنين لأسباب خاصة وهي بعدُ سالمة لم يأكلها التراب، فظلت طرية وكأنها اليوم فارقتها أرواحها ودفنت من ساعتها:

جسد منذ ألف سنة

توفيت امرأة صالحة في مدينة (يزد) الإيرانية، قبل ألف سنة، وفي عملية حفر عثروا علي جسدها وكانت باقية علي حالها طرية إلي اليوم.

كما شهد بذلك كثيرون.

وقد نشر الخبر حينذاك في الصحف، حيث أراد الغربيون سرقة البدن قبل سنوات لعرضه في متاحفهم، فذهبوا به إلي مدينة (بندر عباس) ليأخذوه عن طريق البحر إلي بلادهم، لكن اكتشف امرهم فاستردوا الجسد إلي مقره في يزد، حيث مدفنها الآن.

جسد النبي حيقوق عليه السلام

كما أرادوا سرقة جسد نبي الله (حيقوق) علي نبينا وآله وعليه السلام المدفون قرب (توسركان) فاطلع الأهالي عليه وأخذوه منهم وصوروه في (الفلم) وأرجعوه إلي مدفنه، وكانت القصة أيام إقامتنا في مدينة قم المقدسة.

وقد رأيت هذا (الفلم) وكان رأسه الشريف مكسوراً بضربة سببت موته، وكان الدم عليه باقياً كأن الضربة وقعت في الحال، بينما يعود تاريخه إلي قبل (2600) سنة.

جسد ابن الإمام الصادق عليه السلام

وفي أيامنا اشتهر من أهل المدينة المنورة ظهور جسد ابن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) الذي كان قرب البقيع، جديداً كأنه مات الساعة.. فدفن في البقيع.

بدن حذيفة (رضي الله عنه)

كما أن قبل أربعين سنة ظهر بدن حذيفة بن اليمان (رضوان الله عليه) صحابي الرسول (صلي الله عليه وآله وسلّم) قرب شط بغداد وكأنه مات الساعة، وكان أسمر مما يحكي كونه من أهل المدينة المنورة، ثم دفن قرب سلمان الفارسي (رضوان الله عليه).

رؤوس الشهداء

واشتهر ظهور رؤوس الشهداء (رضوان الله عليهم) المدفونة في الشام قرب السيدة زينب (عليها السلام) قبل مائة سنة، حين أرادوا تعمير البقعة، فكأنها قطعت الساعة حيث ظهرت بدمائها الزاكية.

بدن السيدة فاطمة المعصومة (ع)

وقد نقل لي آية الله العظمي السيد النجفي المرعشي (قدس سره):

إنه رأي بدن السيدة المعصومة قبل ستين سنة..

حيث خربت البقعة وأرادوا تعميرها، فدخل السرداب مع بعض كبار العلماء، فرآها نائمة في كفنها، كأنها ماتت الساعة.. والكفن جديد، وهي متوجهة بوجهها إلي القبلة، كأنها بنت المدينة المنورة لسمرتها..

وكان إلي جانبيها وصيفتان نائمتان فلم يعرفهما.

بدن الحر الرياحي بكربلاء

وقصة ظهور بدن الحر بن يزيد الرياحي (رضوان الله عليه) بواسطة الملك الصفوي والملك العثماني معروفة..

وكان علي جرح رأسه منديل..

وكأنه منديل الإمام الحسين (عليه السلام) الذي لفَّه علي جرحه يوم عاشوراء كما ورد في المقاتل.

إلي غير ذلك مما هو مدرج في الكتب.

العصمة الصغري

العصمة الصغري

وهكذا السيدة زينب الكبري (عليها السلام)، فان التراب لا يأكل اجساد هؤلاء الطاهرين.

فان لها من المقام عند الله سبحانه ما يجعلها في المرتبة الثانية من المعصومين (عليهم السلام).

ولذا صرح بعض العلماء: بأن لها العصمة الصغري..

ومع كل ذلك فكيف لا يكون لمرقدها الشريف تلك المنزلة؟.

إنها وإن لم نرَ في الروايات هبوط الملائكة علي قبرها، كما هو مذكور في متواتر الأحاديث حول قبر أخيها الإمام الحسين (عليهما السلام) لكن استظهار ذلك من بعض الآثار غير بعيد، ولعل المتتبع يجد ما لم نجده.

وما أعظمها من كلمة: (إن الله شاء أن يراهن سبايا).

فالله الذي أعظم من كل عظيم يري بمشيئته شيئاً كبيرًا لا نتمكن من وصفه، ودرك كنهه..

أليس يحق لها فوق ما نتصوره من العظمة؟،

بلي.. وأكثر..

7 كتب في كراماتها

ينبغي أن تكتب عدة كتب في كرامات السيدة زينب (عليها السلام) التي ظهرت منها، فانها لا تعد ولا تحصي، ولعله يري منها (عليها السلام) ما لا يقل من كرامة أو كرامات في كل يوم.. ويوم.

فكما أن النور يشع مهما كان ضعيفاً، فأهل البيت (عليهم الصلاة والسلام) بأجمعهم لهم الإشعاع، حتي في الطبقات غير العالية منهم، فكيف بالمستويات الرفيعة كالسيدة زينب (عليها السلام) ومن أشبهها.

وقد ورد في زيارة السيدة المعصومة (عليها السلام): (من زارها وجبت له الجنة) مع أنا لا نعرف عنها حيث انه لم يصلنا فيها من التواريخ والروايات حتي عشر ما للسيدة زينب (عليها السلام).

نعم الشيء مهما كان كبيراً دنيوياً، لا قيمة له.. فانه يزول، والشيء مهما كان صغيراً، إلا أنه إذا ارتبط بالله سبحانه وتعالي، فهو أكبر من كل كبير.

فإنهم (عليهم الصلاة والسلام) أطاعوا الله تعالي فكانوا مثله كما في الحديث القدسي: (أقول للشيء كن فيكون، وتقول للشيء كن فيكون).

هذا بالنسبة

إلي كراماتها (سلام الله عليها).

أما مكانتها الكونية: فلا شك أن المعنويات في مكانتها الكونية، أعظم وأجل من الماديات فيها، وقد قال الرسول (صلي الله عليه وآله وسلّم) لعلي (عليه السلام): (لئن يهدي الله بك رجلاً واحداً كان خيراً لك مما طلعت عليه الشمس).

إن ما طلعت عليه الشمس أمور مادية، والأمور المادية لها مدة محدودة، أما الأمور المعنوية فلا زوال لها ولا انقضاء، ولا يعرف أبعادها إلا الله سبحانه ومن اختارهم.

إن إحاطتهم بالكون فوق ما نتصور، وهي (عليها السلام) وإن كانت في مرتبة أنزل من المعصومين (عليهم السلام) إلا أنها في درجة رفيعة لا نتمكن أن نتصور منزلتها العظيمة، فمن غير المعقول أن يستوعب الظرف الأقل حجما علي ما هو أكثر من ذلك، ومن هنا يعرف قوله (صلي الله عليه وآله وسلّم) لعلي (عليه السلام): (يا علي ما عرف الله إلا أنا وأنت، ولا عرفني إلا الله وأنت، ولا عرفك إلا الله وأنا).

ومن الواضح إن معرفة الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) للنبي (صلي الله عليه وآله وسلّم) ومعرفته (عليه السلام) والرسول (صلي الله عليه وآله وسلّم) لله سبحانه، يراد بذلك القدر الممكن منها، وإلا فلا يمكن للممكن معرفة الله كما هو هو، مهما كان الممكن رفيعاً، ولو كان سيد الكائنات وأشرف المخلوقات.

8 مشهدها الشريف

إن حرم السيدة زينب (عليها السلام) كسائر المقدسات لها احترامها الخاص، واللازم علي الإنسان أن يراعيه، ولاشك أن فائدة هذا الاحترام يعود إلي الإنسان نفسه بخير.

وهكذا الأمر بالنسبة إلي احترام القرآن الحكيم، وأضرحة المعصومين (عليهم الصلاة والسلام) وذويهم، وكتب الأحاديث، وما أشبه ذلك.

وهناك آثار كثيرة وكبيرة تترتب علي هذا الاحترام..

كان العالم المشهور الشيخ محمد تقي الآملي (قدس سره) يدرس في النجف الأشرف في مدرسة

الآخوند الكبري، وفي صباح بارد كان جالساً تحت لحاف الكرسي مادّاً رجليه، فأخذ يقرأ القرآن الحكيم وهو علي حاله، ثم خرج يريد زيارة مرقد أمير المؤمنين (عليه السلام).

قال: وإذا برجل يناديني في الإيوان، وهو السيد جواد وكان من العلماء الزهاد قائلاً: فلان.. فلان..

فذهبت إليه، فقال لي ابتداءً: وإن كان الجوّ بارداً، وإن كان الإنسان تحت لحاف الكرسي، إلا أن قراءة القرآن والرِّجل ممدودة لا تناسب كلام الله تعالي.

قال: فبُهتّ لما أخبرني، حيث لم يعلم بحالتي عند القراءة أحد، فذهبت إلي الحضرة المقدسة، وأنا مشغول البال أفكر في نفسي، كيف يمكنني ان أصل الي هذه الدرجة…

قال: وبعد أيام ترددت في أن أبقي في النجف الأشرف فترة الصيف وأتحمل الحر الشديد والمشقة الكبيرة، أو أذهب إلي طهران حتي ينقضي الصيف؟ وفكرت في أن أستخير الله عند السيد جواد حيث رأيت منه ما رأيت، ففي أول طلوع الشمس من يوم الخميس قصدت دار السيد جواد، فرأيته مشغولاً بنصيحة أحد الطلاب، يقول له: لو أن إنساناً واظب علي ترك المحرمات لمدة ستة أشهر، وكل يوم أخذ يزور الإمام أمير المؤمنين عليه السلام بشرائطه، وفي أيام زيارة الإمام الحسين عليه السلام ذهب إلي كربلاء المقدسة بالإخلاص الكامل، يري بعض الأشياء ويصل إلي بعض الدرجات.

فلما ذهب ذلك الطالب، قلت له: وهل أنتم فعلتم تلك الأمور؟.

قال: نعم.

قلت: وهل حصلتم علي شيء؟.

قال: نعم.. إني كنت في هذا الصباح أزور مقبرة الوادي، فتكلم معي ميِّت من المؤمنين قائلاً لي: إن فلاناً (الشيخ محمد تقي) في طريقه إلي بيتك يريد الخيرة في أنه هل يبقي فترة الصيف في النجف الأشرف أو يذهب إلي طهران؟.

ولذا توجهتُ إلي الدار من المقبرة وجئتَ أنت الآن..

ثم استخار له وأجابه..

وبقي الشيخ ملتزما أشد الالتزام بهذه الأعمال إلي حين موته (رحمه الله).

نعم من اللازم احترام المقدسات بما يليقها، لأهميتها ولما يترتب عليه من آثار كبيرة، كما أنه يترتب علي عدم الالتزام بذلك موبقات عظيمة..

ومن أهم مصاديق المقدسات: مشهد السيدة زينب (عليها السلام)، نسأله تعالي التوفيق لذلك، وهو المستعان.

9 منطقة الزينبية

يجب أن تكون منطقة الزينبية مثل سائر مراكز المعصومين (عليهم الصلاة و السلام) وذويهم، كالسيدة فاطمة المعصومة (عليها السلام) في قم المقدسة، وبعض البقاع المطهرة في القاهرة، وما إلي ذلك مركزاً للإشعاع الروحي، بالهداية والتبليغ والإرشاد.. حتي يشعٌ إلي العالم منها الخير والفضيلة والعلم والتقوي.

فاللازم أن تكون هناك المكتبات العامة والخاصة، ومراكز لإرسال المبلغين، ومجالس دينية للإرشاد والوعظ طول السنة وخاصة في أيام المواسم، والحسينيات العامرة بالشعائر الحسينية، والمدارس والحوزات العلمية والدينية، والمساجد التي تقام فيها الجماعات، ومراكز لاستضافة الطلاب المسافرين من مختلف بلاد العالم، وكل ذلك بالمستوي اللائق.

كما ان وجود الحوزة العلمية التي أسسها الأخ الشهيد (رحمه الله) تصلح أن تكون نواة لمثل ذلك، إن ربيت فيها علي ذلك تربية مناسبة.

فان من أهم الواجبات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهداية الآخرين، وإن كان من الواضح أن صلاح العالم بأجمعه وإصلاحه بالمستوي المطلوب إنما يكون علي يد الإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف) ولكن هذا لا يعني ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وما أشبه من الوظائف التبليغية، فان (ما لا يدرك كله، لا يترك كله) و(الميسور لا يسقط بالمعسور).

وقبل ذلك قال القرآن الحكيم: ?فاتقوا الله ما استطعتم ?.

فاللازم لمثل هذا الأمر شيئان:

الأول: منظمة بالمستوي تعني بهذا الشأن.. مستمراً.

والثاني: تجار أخيار يبذلون المال في سبيل ذلك، كما يمكن جعل أوقاف خاصة لهذا الأمر، فان الوقف من أهم

الموارد الرابحة لإدارة أمثال هذه المشاريع المباركة.

وقد ذكرنا بعض الكلام في ما يرتبط بالمشاهد المشرفة وما ينبغي لها من مختلف الأمور المعنوية والمادية في كتاب (مشهد الإمام الرضا عليه السلام والحضارة الإسلامية).

إن العالم المادي، وان كان ينال في الحال الحاضر القسط الأكبر من الاهتمام، إلا إن المادة وحدها لا تكفي لملئ فراغ الإنسان الذي خلق من روح ومادة، ولذا نجد أنه كلما أوغلت الدنيا في المادية يبقي الإقبال علي الروحانية والمعنوية.. وكثيراً ما يكون آخذاً بالتقدم علي قدم وساق ولله الحمد.

فمن كان يظن قبل ثلاثين عاماً أن تتكوّن حول مقام السيدة زينب (عليها السلام) حوزة علمية ذات المئات من رجال الدين من مختلف الجنسيات ومن جميع أنحاء العالم، وهذه الكثرة من المدارس والحسينيات وما إلي ذلك، ببركة هذه السيدة الجليلة (عليها السلام).

نعم.. (ما كان لله ينمو وما كان لغير الله يخبو)، وما ذلك علي الله بعزيز.

10 التوسل بهؤلاء الأطهار

كانت السيدة زينب (عليها السلام) تملك مرتبة عالية من الذكاء الفطري، بالإضافة إلي مواهبها الإلهية وعلمها الربّاني، وقد حفظت خطبة أمها فاطمة الزهراء (عليها السلام) في المسجد النبوي الشريف وعمرها حينذاك ما يقارب الخمس سنوات، وهي الناقلة للخطبة التي وصلت إلينا عبر التاريخ.

نعم رفعة الأبوين خصوصاً بتلك المنزلة العالية مع شدٌة مواظبتها للطاعات والعبادات وقابليتها التي منحها الله عزوجل، خَلقت منها أنبل شخصية، وأرفع إنسانة مقرَّبة عند الله تبارك وتعالي.

فعلي الإنسان وخاصة رجال الدين أن يتوسلوا بهؤلاء الأطهار(عليهم السلام) فان لهم عند الله مقاماً محموداً ودرجة عظيمة، وقد سبق قوله تعالي: ?وابتغوا إليه الوسيلة ?، وقال (عليه السلام): (نحن الوسيلة).

إن أحد تلامذة الشيخ مرتضي الأنصاري (قدس سره الشريف) كان لا يفهم درس الشيخ (قدٌه) بصورة جيدة وكان يعاني من

ذلك، فتوسل بالإمام أمير المؤمنين علي عليه السلام في أن يتفضل الله سبحانه عليه بالفهم، فإنَّ (العلم نور يقذفه الله في قلب من يشاء).

فرأي الإمام علي عليه السلام في المنام، فلقّنه: ?بسم الله الرحمن الرحيم? فلما قام من منامه أخذ ذهنه يستوعب الشيء الكثير الكثير.

فجاء إلي درس الشيخ (قدس سرٌه) فرأي نفسه يتفهم الدرس بعمق، فأخذ يناقش الأستاذ في بعض المباحث، ولما انتهي الدرس، مرٌ الشيخ (قدس سرٌه) من قربه وهمس في أذنه قائلاً: إن الذي علمك البسملة، قد علمني سورة الحمد بأكملها، إشارة إلي أن ما معي من علم فهو من الإمام عليه السلام، ولكنه اكثر مما عندك بهذه النسبة فلا تغتر بما عندك.

نعم.. من كان مع الله ومع أوليائه كان الله معه، ومن توجه إليه تعالي وتوسل بأوليائه في أموره كلها، جعل الله له الفرج والمخرج.

إذن من اللازم علي طلاب العلوم الدينية خاصة: أن يواظبوا أشد المواظبة علي الطاعات والانتباه لعدم الانحراف عن طريقه سبحانه، وإلا كان عاقبة أمره خسراً.. والعياذ بالله.

قال الشاعر:

أزمَّةُ الأمورِ طرّاً بيده

والكل مستمدً من مَدَدِه

11 الشعائر الحسينية

قد اهتمت السيدة زينب (عليها السلام) بالشعائر الحسينية أكبر اهتمام، فعلاً وقولاً وتقريراً:

فبكت، وأبكت، ولطمت وجهها، ونطحت رأسها بمقدم المحمل حتي جري الدم، وخطبت خطباً، وأنشأت أشعاراً، وعقدت مجالس العزاء والبكاء علي الإمام أبي عبد الله الحسين عليه السلام.

ففي صبيحة عاشوراء حينما كانت عند ابن أخيها الإمام السجاد عليه السلام تمرضه، سمعت أخاها الإمام الحسين عليه السلام يقول:

يا دهر أفٍّ لك من خليل

كم لك بالإشراق و الأصيل

إلي أخر الأبيات..

يعيدها المرتين أو الثلاثة، فلم تمتلك نفسها أن وثبت وخرجت حتي انتهت إليه (عليه السلام) منادية:

واثكلاه! ليت الموت أعدمني الحياة، اليوم ماتت أمي فاطمة وأبي علي

وأخي الحسن، يا خليفة الماضين وثمال الباقين.. فنظر إليها الإمام الحسين عليه السلام وترقرقت عيناه بالدموع قائلاً لها: يا أُخيّة.. لو ترك القطا يوماً لنام، فقالت: يا وليتاه … ذلك أقرح لقلبي وأشد علي نفسي، ثم لطمت وجهها وهوت إلي جيبها فشقَّته وخرَّت مغشياً عليها كما في رواية الإمام السجاد عليه السلام.

ولما كان اليوم الحادي عشر وأراد ابن سعد حمل النسوة والأسري من آل بيت الرسول (صلي الله عليه وآله وسلّم) إلي الكوفة، طلبن النسوة أن يمروا بهن علي مصرع أبي عبد الله عليه السلام والشهداء، فمروا بهن، فلما نظرن إلي القتلي صحن ولطمن الوجوه، وأخذت زينب (عليها السلام) تندب أخاها الحسين عليه السلام وتنادي بصوت حزين وقلب كئيب:

يا محمداه، صلّي عليك مليك السماء، هذا حسينك مرمَّل بالدماء، مقطَّع الأعضاء، وبناتك سبايا، و إلي الله المشتكي… ثم بسطت يديها تحت بدنه المقدس ورفعته نحو السماء وقالت: إلهي تقبَّل منَّا هذا القربان، وفي الحديث: انها أبكت والله كل عدوٍّ وصديق.

وعندما أُدخل السبايا من آل البيت (عليهم السلام) الكوفة وأخذت أم كلثوم تخاطب الناس، إذا بضجة قد ارتفعت، فإذا هم أتوا بالرؤوس يقدمهم رأس الحسين عليه السلام وهو رأس زهري قمري أشبه الخلق برسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم)، ولحيته كسواد السبج قد انتصل منها الخضاب، ووجهه دارة قمر طالع، والريح تلعب بها يميناً وشمالاً، فالتفتت زينب (عليها السلام) فرأت رأس أخيها فنطحت رأسها بمقدَّم المحمل حتي رأينا الدم يخرج من تحت قناعها، وأومأت إليه بخرقة وجعلت تقول:

يا هلالاً لمّا استتمَّ كمالا

غاله خسفه فأبدا غروبا

ما توهَّمتُ يا شقيق فؤادي

كان هذا مقدَّراً مكتوبا

إلي آخر الأبيات.

وقد خطبت السيدة زينب (عليها السلام) عندما جيء بهنَّ أساري إلي الكوفة، فأومأت

إلي الناس بالسكوت والإنصات، فارتّدت الأنفاس وسكنت الأجراس، ثم قالت في خطبتها بعد حمد الله تعالي والصلاة علي رسوله:

أما بعد يا أهل الكوفة، يا أهل الختر والغدر والحدل…

أتبكون علي أخي؟! أجل والله فابكوا، فإنكم والله أحق بالبكاء، فابكوا كثيراً واضحكوا قليلاً…

أتدرون ويلكم أي كبد لمحمد (صلي الله عليه وآله وسلّم) فريتم؟ وأي عهد نكثتم؟ وأي كريمة له أبرزتم؟ وأي حرمة له هتكتم؟ وأي دم سفكتم؟!…

ثم أنشأت تقول:

ماذا تقولون إذ قال النبي لكم

ماذا صنعتم وأنتم آخر الأمم؟

بأهل بيتي وأولادي ومكرمتي

منهم أساري ومنهم ضرَّجوا بدم؟

… إلي آخر الخطبة التي هزت ضمائر الناس وعروش الطواغيت، حتي قال الراوي: فلم أرَ والله خَفِرة أنطق منها، كأنّما تنطق وتفرغ عن لسان أمير المؤمنين عليه السلام..

وقال مشيراً إلي مدي تأثر الناس يومئذ بخطبتها: فوالله لقد رأيت الناس يومئذٍ حياري يبكون وقد وضعوا أيديهم في أفواههم، ورأيت شيخاً واقفاً إلي جنبي يبكي حتي اخضلَّت لحيته وهو يقول: بأبي أنتم وأمي كهولكم خير الكهول وشبابكم خير الشباب ونساؤكم خير النساء ونسلكم خير نسل لا يخزي ولا يبزي.

وهنا قال الإمام زين العابدين عليه السلام: (يا عمة.. أنت بحمد الله عالمة غير معلَّمة، فهمة غير مفهَّمة).

كما وقد أمرتنا السيدة زينب (عليها السلام) بإقامة مآتم البكاء علي سيد الشهداء قائلة:

(يا قوم اِبكوا علي الغريب التريب…).

وهي (عليها السلام) التي استفادت من كل فرصة تتاح لها في ذلك، حتي أنها (عليها السلام) لما عادت إلي كربلاء مع حرم الرسول (صلي الله عليه وآله وسلّم) العائدات من الأسر وتراءت لهن القبور، ألقت بنفسها علي قبر أخيها ثم أخذت تعدَّد مصائبها لأخيها وهي تبكي كالثكلي وترثيه بأبيات، فأنَّت وبكت بكاءً شديداً حتي أبكت أهل الأرض والسماء، كما ورد في الحديث!!.

وقد

تنبَّأت سيدتنا العالمة مستقبل القضية الحسينية، فقالت لابن أخيها الإمام زين العابدين عليه السلام:

(لقد أخذ الله ميثاق أناس من هذه الأمَّة، لا تعرفهم فراعنة هذه الأمة، وهم معروفون في أهل السماوات، إنهم يجمعون هذه الأعضاء المتفرقة فيوارونها، وهذه الجسوم المضرَّجة، وينصبون بهذا الطف عَلَمَاً لقبر أبيك سيد الشهداء لا يدرس أثره، ولا يعفو رسمه علي كرور الليالي والأيام، وليجهدنَّ أئمة الكفر وأشياع الضلالة في محوه وتطميسه فلا يزداد إلا ظهوراً وأمره إلا علواً).

و قالت ليزيد: (… فإلي الله المشتكي و عليه المعوَّل، فَكِدْ كَيْدك، واسعَ سَعْيَك، وناصِب جُهدك، فوالله لا تمحو ذِكْرنا، ولا تميت وَحْينا، ولا تُدرك أمدنا، ولا ترحض عنك عارها).

12 زيارة السيدة زينب (ع)

12 زيارة السيدة زينب (ع)

يستحب زيارة السيدة الجليلة زينب الكبري (عليها السلام) بما ذكره السيد ابن طاووس في باب زيارة أولاد الأئمة (عليهم السلام) وحيث كانت الزيارة لأولادهم (عليهم السلام)، نذكر هنا ما يتلاءم لزيارة بناتهم (عليهم السلام)، وهو تسامح في تسامح، وهذا نصٌ الزيارة:

(السلامُ عليكِ أيَّتُها السيدةُ الزَكِيّةُ، الطاهرةُ الوَلِيَّةُ، وَالداعِيةُ الحَفِيَّةُ، أشهَدُ أنكِ قُلتِ حَقَّاً، وَنَطَقتِ صِدقاً، وَدَعَوتِ إلي مَولايَ وَمَولاكِ عَلانِيَةً وَسِراً، فازَ مُتَّبِعُكِ، وَنجَا مُصَدِّقُكِ، وَخابَ وَخَسِرَ مُكَذِّبُكِ و المتُخَلِّفُ عَنكِ، اشهَدِي ليِ بهِذهِ الشَهادَةِ لِأكُونُ مِنَ الفائزينَ بِمَعرفَتِكِ وَطاعَتِكِ وَتَصدِيِقكِ وَأتْبَاعِكِ، وَالسلامُ عَلَيكِ يا سَيِّدَتي وَابْنَةَ سَيِّدِي، أنتِ بابُ اللهِ المُؤتي مِنهُ وَ المأخوذُ عَنهُ، أتَيتُكِ زائراً وَحاجاتي لَكِ مُستٌودِعاً، وَ هاأَنَا ذا أستَودِعُكِ دِيني وَأمانَتي وَخوَاتِيْمَ عَمَلِي وَجَوامِعَ أمَلِي إلي مُنتَهَي أجَلِي، وَالسلامُ عَليَكِ وَرَحمة اللهِ وَبَرَكَاتُه).

كما يمكن أن تزار بزيارة السيدة المعصومة فاطمة بنت الإمام موسي بن جعفر عليه السلام، بعد تغيير جزئي.

بسم الله الرحمن الرحيم

(السلام علي آدم صفوة الله، السلام علي نوح نبي الله، السلام علي إبراهيم خليل الله،

السلام علي موسي كليم الله، السلام علي عيسي روح الله، السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا خير خلق الله، السلام عليك يا صفي الله، السلام عليك يا محمد بن عبد الله خاتم النبيين، السلام عليك يا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وصي رسول الله، السلام عليكِ يا فاطمة سيدة نساء العالمين، السلام عليكما يا سبطي نبي الرحمة وسيدي شباب أهل الجنة، السلام عليك يا علي ابن الحسين سيد العابدين وقرة عين الناظرين، السلام عليك يا محمد ابن علي باقر العلم بعد النبي، السلام عليك يا جعفر بن محمد الصادق البار الأمين، السلام عليك يا موسي بن جعفر الطاهر الطهر، السلام عليك يا علي بن موسي الرضا المرتضي، السلام عليك يا محمد بن علي التقي، السلام عليك يا علي بن محمد النقي الناصح الأمين، السلام عليك يا حسن بن علي، السلام علي الوصي من بعده، اللهم صلّ علي نورك وسراجك وولي وليك ووصي وصيك وحجتك علي خلقك، السلام عليكِ يا بنت رسول الله، السلام عليكِ يا بنت فاطمة وخديجة، السلام عليكِ يا بنت أمير المؤمنين، السلام عليكِ يا أخت الحسن والحسين، السلام عليكِ يا بنت ولي الله، السلام عليكِ يا أخت ولي الله، السلام عليكِ يا عمة ولي الله، السلام عليكِ يا بنت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ورحمة الله وبركاته، السلام عليكِ عرَّف الله بيننا وبينكم في الجنة، وحشرنا في زمرتكم، وأوردنا حوض نبيكم، وسقانا بكأس جدكم من يد علي بن أبي طالب صلوات الله عليكم، أسال الله أن يرينا فيكم السرور والفرج، وان يجمعنا وإياكم في زمرة جدكم محمد صلي الله عليه وآله، وان لا يسلبنا معرفتكم انه ولي قدير،

أتقرب إلي الله بحبكم، والبراءة من أعدائكم، والتسليم إلي الله راضياً به غير منكر ولا مستكبر، وعلي يقين ما أتي به محمد وبه راض، نطلب بذلك وجهك يا سيدي، اللهم ورضاك والدار الآخرة، يا زينب اشفعي لي في الجنة فان لك عند الله شأناً من الشأن، اللهم إني أسألك أن تختم لي بالسعادة فلا تسلب مني ما أنا فيه، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، اللهّم استجب لنا وتقبله بكرمك وعزتك وبرحمتك وعافيتك، وصلي الله علي محمد وآله أجمعين وسلم تسليماً يا أرحم الراحمين).

خاتمة

وهذا آخر ما أردنا إيراده في هذا الكتاب، لتقديم أقل من(فخذة الجرادة) إلي سليمان المِلَّة، فعسي أن تتقبلها السيدة زينب (عليها السلام) بقبول حسن وأن تكون شفيعتنا في يوم الجزاء، وهو الموفق والمستعان.

قم المقدسة

رجب المرجب / 1419 ه

محمد الشيرازي

مصادر التهميش

• القرآن الكريم

• نهج البلاغة

• مفاتيح الجنان للمحدث القمي

• الدعاء والزيارة للإمام الشيرازي

• الأمالي للشيخ الطوسي 460ه

• اعيان الشيعة للأمين العاملي

• بحار الأنوار للعلامة المجلسي 1111ه

• بناء المقالة الفاطمية من مصادر البحار

• تأويل الآيات الظاهرة

• تاريخ ابن عساكر لابن عساكر

• تاريخ اليعقوبي لليعقوبي 248ه

• حضارة في رجل للسيد عبد الله الهاشمي

• حياة الإمام الشيرازي مكتب منابع الثقافة الاسلامية

• الراحل الحاضر المستقبل للثقافة والإعلام

• سوائح الأفكار في رياض الاشعار للشيخ الفوعي

• الشجرة الطيبة دار العلوم

• الصراط المستقيم

• عوالم العلوم للشيخ البحراني

• غوالي اللئالي لابن أبي جمهور 878ه

• القواعد الفقهية للإمام الشيرازي

• الكافي للشيخ الكليني 328ه

• كامل الزيارات لابن قولويه

• كشف الغمة لأبي الفتح الإربلي 693ه

• اللهوف علي قتلي الطفوف لابن طاووس

• مصباح الشريعة المنسوب الي الإمام الصادق عليه السلام

• مقتل أبي مخنف لأبي مخنف

• مقتل الإمام الحسين عليه السلام للسيد المقرم

• من فقه الزهراء (ع) للإمام الشيرازي

• منية المريد للشهيد الثاني

• ناسخ التواريخ لملك الكتّاب

• ولأول مرة في تاريخ العالم للإمام الشيرازي

• ينابيع المودة للقندوزي

• مجلة النبأ المستقبل للثقافة والاعلام

3 - مصباح الشريعة: ص16 وشبهه في منية المريد: ص 167.

رجوع إلي القائمة

پي نوشتها

- سورة آل عمران: 34.

- هذه القصيدة لشاعر أهل البيت (عليهم السلام) الشيخ أحمد رشيد مندو الفوعي (1315-1387ه) = (1897-1967م) من محافظة إدلب في سوريا، تحت عنوان (خواطر الثناء علي بطلة كربلاء) راجع كتاب (سوائح الأفكار في رياض الأشعار) ص21 19، المطبعة السورية، حلب.

- بحار الأنوار ج 45 ص162 ب39 ح7، وفيه: (لمّا أدخلوا السبايا الكوفة وأخذ الناس يبكون وينوحون لأجلهم، التفتت إليهم سيدتنا زينب (عليها السلام) وأومأت إليهم بالسكوت، ثم خطبت عليهم خطبتها الشهيرة والتي قال عنها الراوي: فلم أر والله خفرة أنطق

منها كأنما تنطق وتفرغ عن لسان أمير المؤمنين عليه السلام، وبعد أن انتهت من خطابتها علي الناس، توجه إليها الإمام زين العابدين عليه السلام قائلاً لها: (يا عمَّة… أنت بحمد الله عالمة غير معلَّمة، فهمة غير مفهَّمة).

- لدنية.. لدنَّياً: أي علما حضورياً لا حصولياً. والعلم الحضوري هو ما كان موهوباً من الله سبحانه ومستفاضاً منه بطريق الإلهام أو النقر في الأسماع أو التعليم من الرسول أو غير ذلك من الأسباب المشار إليها في الكتاب الكريم والسنة المطهرة، راجع كتاب (علم الإمام) للشيخ محمد حسين المظفر (قدس سره). وربما يكون هذا الاصطلاح منبثقاً من قوله تعالي في قصة الخضر مع كليم الله موسي (علي نبينا وآله وعليهما السلام): ?وعلمناه من لدنّا علماً? [سورة الكهف: 65] أي من عندنا.. فالعلم اللدنّي هو العلم الرباني بأحد طرقه المذكورة.

- سورة البقرة: 253.

- راجع: عوالم العلوم ص26 عن مجمع النورين، ومستدرك سفينة البحار ج3 ص334. وملتقي البحرين ص14 للمرندي، والجنة العاصمة للميرجهاني عن كشف اللآلي لابن العرندس، وفاطمة الزهراء بهجة قلب المصطفي ص9. وهذا نص الحديث القدسي: عن جابر بن عبد الله الأنصاري، عن رسول الله صلي الله عليه واله وسلم، عن الله تبارك وتعالي أنه قال: (يا أحمد، لولاكَ لما خلقتُ الأفلاك، ولولا عليٌّ لما خلقتُكَ، ولولا فاطمة لما خلقتُكُما).

- هذا من باب إضافة المصدر إلي المفعول، كما لا يخفي.

- راجع من فقه الزهراء (عليها السلام) للإمام المؤلف: ج1 ص204 وص242.

- سورة النساء: 46.

- سورة المائدة: 13.

- أمالي الطوسي: ج2 ص280، عن الإمام الصادق (ع).

- بل هي (عليها السلام) سيدة نساء العالمين.. وهي قطب دائرة الإمكان.. وهي حجة علي الأئمة جميعاً كما يقرر الإمام الحسن العسكري عليه السلام ذلك

بقوله: (وهي حجَّة علينا)، وقد أفاض سماحة الإمام المؤلف حول هذا الموضوع في مقدمة الجزء الأول من كتاب (من فقه الزهراء) (عليها السلام): تحت عنوان (لمحة عن عظمة الزهراء) فراجع.

كما يذهب سماحة الإمام المؤلف إلي حجية قول السيدة زينب (عليها السلام) كما هو قول المعصومين (عليهم السلام) وسيأتي ذلك، كما ورد عنه (دام ظله) في المجلد الثاني من كتاب (من فقه الزهراء) (عليها السلام) حيث ان من راوتها سيدتنا زينب (عليها السلام)، فقال ما هذا نصه: (يستحب الرواية للنساء كما يستحب الرواية للرجال للإطلاقات ولأن هذه الخطبة روتها في جملة رواتها _ السيدة زينب (عليها السلام) _ وقد نقلها عنها المعصوم عليه السلام، إضافة إلي كون أقوالها _أي السيدة زينب (عليها السلام) _ وأفعالها حجة علي ما بيناه في الجملة). من فقه الزهراء (عليها السلام) ج2 ص59.

- راجع الكافي: ج1 ص179 ح10 وفيه: (لو بقيت الأرض من غير إمام لساخت). وفي كمال الدين ص204: (لو بقيت الأرض يوماً بلا امام منا لساخت بأهلها).

- سورة الرعد: 17.

- بحار الأنوار: ج69 ص292 ب23 ح23.

- راجع الكافي: ج1 ص23 ح15، وفيه: (إنا معاشر الأنبياء أمرنا أن نكلم الناس علي قدر عقولهم).

- ففي كتاب (بناء المقالة الفاطمية): ص23 عن ابن عباس: (والله لقد أعطي علي عليه السلام تسعة أعشار العلم، وأيم الله لقد شاركهم في العشر العاشر). ومثله في (كشف الغمة) ج1 ص117.

- وقد ورد في الحديث، (من ورّخ مؤمناً فقد أحياه) … وقال تعالي: ?ومن أحياها فكأنما أحيي الناس جميعاً? سورة المائدة: 32.

- سورة الشعراء: 88 و89.

- قال الإمام المؤلف في كتابه (الدعاء والزيارة): ص1045 فصل في زيارة السيدة زينب الكبري (عليها السلام) أنه كان للإمام أمير المؤمنين

(عليه السلام) ثلاث بنات كلها يسمين بزينب ويلقبن بأم كلثوم (الكبري دفنت بالشام، والوسطي دفنت في مصر، والصغري دفنت في المدينة).

- وقد ذكر الإمام الشيرازي في كتاب (ولأول مرة في تاريخ العالم) ج1 ص40:

وأما بناته (صلي الله عليه وآله وسلم) منها أي السيدة خديجة (عليها السلام) فأربع: (زينب، رقية، أم كلثوم، فاطمة) ثم قال: وذهب بعض إلي أن بعضهن من دون فاطمة (عليها السلام) كنَّ متبنَّيات للنبي (صلي الله عليه وآله وسلم).

- مقتل أبي مخنف: ص131، اللهوف علي قتلي الطفوف لابن طاووس (664ه)، ينابيع المودّة: ص416.

- وقال بعض المؤرخين: إنه كان لسيدتنا زينب (عليها السلام) خمسة أبناء من ابن عمها عبد الله بن جعفر الطيار: أربعة ذكور (علي، محمد، عباس، عون) وبنت واحدة هي (أم كلثوم) واستشهد اثنان من أبنائها في كربلاء في نصرة الإمام الحسين (عليه السلام) هما (محمد وعون).

- سورة النساء: 46.

- سورة المائدة: 13.

- سورة الصف: 8.

- ولدت السيدة زينب (عليها السلام) في المدينة المنورة في 5 جمادي الأولي، سنة 5 من الهجرة النبوية المباركة وقد اختلف المؤرخون حول مكان وزمان وفاتها (عليها السلام):

فمنهم من قال: إنها توفيت في المدينة المنورة ودفنت فيها (كما يرجح السيد محسن الأمين في الأعيان ج33).

ومنهم من قال: إنها توفيت في مصر ودفنت في مقامها المعروف حالياً (كما ذهب ابن عساكر وابن العبيدي وابن طولون ومحمد جواد مغنية وغيرهم).

ومنهم من قال: إنها توفيت في الشام ودفنت في بستان بقرب مدينة دمشق يعود ملكيته لزوجها عبد الله بن جعفر.. حيث مزارها المعروف حالياً، وهذا هو الأظهر وقد اختاره الإمام الشيرازي (دام ظله) كما سبق وكما في (الدعاء والزيارة) راجع الهامش رقم 1 ص17.

وكان وفاتها (عليها السلام) علي قول

في 15 رجب سنة 62، وقيل 65 من الهجرة.

-راجع (من فقه الزهراء عليها السلام) ج2 ص59.

- بحار الأنوار: ج42 ص282 ب127 ح58.

-حيث جندت عائشة مروان وبعضاً من بني أمية وقادتهم علي بغلة شهباء لمنع دفن الإمام الحسن عليه السلام في حجرة جده المصطفي (صلي الله عليه وآله وسلم) راجع تاريخ اليعقوبي ج2 ص124 وغيره من كتب التاريخ.

- بحار الأنوار: ج16 ص143 ب7 ح9.

- بحار الأنوار: ج70 ص191 ب53 ح2، والبحار ج70 ص237 ب54 ح6.

- الخيول العربية الأصيلة.

- راجع بحار الأنوار: ج43 ص351 ب6 ح27 وفيه: (عن أبي عبد الله (عليه السلام): كان الحسن بن علي (عليه السلام) يحج ماشيا وتساق معه المحامل والرحال).

- راجع موسوعة الفقه، كتاب القواعد الفقهية، ص 177 قاعدة التيسير، وفيه: (ان المراد بالأحمز: الأصعب ذاتاً، لا الأصعب فرداً، وانهم (عليهم السلام) حيث كانوا بيدهم الحكم والاسوة، كان اللازم ان يسلكوا ذلك المسلك).

- سورة البقرة: 185.

-هو سماحة السيد ميرزا مهدي الحسيني الشيرازي (1304 1380 ه) المرجع الديني الكبير في السبعينات من القرن الرابع عشر للهجرة.. للتفصيل راجع كتاب (حياة الإمام الشيرازي).

- هو آية الله العظمي السيد صادق الشيرازي (دام ظله).

- للمزيد راجع كتاب (من فقه الزهراء عليها السلام) ج1 المقدمة، وص179، وكذا (الفقه: كتاب البيع ج4 ص247، لسماحة الإمام المؤلف.. وما كتبه نجله العلامة السيد جعفر الشيرازي في مجلة النبأ، تحت عنوان (حقائق عن الولاية التكوينية) العدد 25-26 ص13 والعدد 27 ص36 تحت عنوان (حوار في الولاية التكوينية).

- مفاتيح الجنان: ص161، الباب الأول، الفصل السادس في ذكر نبذ من الدعوات، دعاء التوسل.

- راجع من فقه الزهراء (عليها السلام) ج1 المقدمة، لسماحة الإمام المؤلف(دام ظله).

- أي في أصل الولاية التكوينية.

- سورة المائدة: 35.

وقد ورد في تفسير هذه الآية المباركة عن أبي جعفر (عليه السلام): (تقربوا اليه بالإمام) تفسير القمي ج1 ص167.

- سورة النساء: 64.

- راجع بحار الأنوار: ج36 ص224 ب41 ح54، وفيه: (قال رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم): الأئمة من ولد الحسين، من أطاعهم فقد أطاع الله، ومن عصاهم فقد عصي الله، هم العروة الوثقي وهم الوسيلة إلي الله عزوجل).

- راجع كتاب من فقه الزهراء (عليها السلام) ج2 ص59.

- راجع الصراط المستقيم ج1 ص101 وفيه: (يعقوب سأل الذئب هل أكل ولده يوسف فقال: لحوم الأنبياء علينا حرام).

- سورة فصلت: 11.

- سورة الزلزلة: 4و5.

- سورة النازعات: 14.

- سورة طه: 96.

- ميناء تقع في جنوب أيران علي الخليج.

- لقد سكن الإمام الشيرازي في قم المقدسة بعد هجرته من الكويت، سنة 1399ه، ولازال ساكناً فيها، مشتغلاً بإدارة المرجعية الشيعة والحوزة العلمية رغم مختلف الصعوبات.

-وكما هو المعروف الآن فإن مقام الرؤوس الشريفة لشهداء كربلاء في مقبرة باب الصغير في نهاية باب الجابي الواقعة في القسم الجنوبي لمدينة دمشق القديمة في سورية، ولهم مزار وبناء وقبة مشهورة.

- هي فاطمة بنت الإمام موسي بن جعفر وأخت الإمام الرضا (عليهم السلام)، توفيت في مدينة قم عام 201ه ودفنت بها، حيث كانت قاصدة زيارة أخيها الإمام علي الرضا عليه السلام في طوس، فدس المأمون العباسي اليها السم فماتت شهيدة مسمومة ودفنت حيث مرقدها الآن.. وكانت من فضليات البيت العلوي الشريف ومن هنا لقبت بالمعصومة.

-كما لا يخفي علي المتتبع في مختلف الروايات أن بيوت المؤمنين تكون مهبطا ومزارا للملائكة الكرام، وخاصة البيوت التي تقام فيها صلاة الليل ويكثر فيها قراءة القرآن والدعاء و التهجد في الليل.. فكيف ببقعتها الطاهرة.

- راجع بحار الأنوار ج44 ص346

ب37 ح2.وفيه: (إن الله قد شاء أن يراهن سبايا).

- بحار الأنوار ج48 ص317.

- راجع بحار الأنوار ج90 ص376 ب24 ح16 وفيه: (يا ابن آدم أنا أقول للشيء كن فيكون، اطعني فيما أمرتك أجعلك تقول للشيء كن فيكون).

- راجع بحار الأنوار ج21 ص3 ب22 وفيه: (لئن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير من أن يكون لك حمر النعم).

-أي السيدة زينب (عليها السلام) ومن شابهها من الأولياء (عليهم السلام)

- تأويل الآيات ص145 سورة النساء.

-هو سماحة آية الله الشهيد السعيد السيد حسن الشيرازي (قدس سره) (1354 1400ه) مجاهد قلّ نظيره.. قضي قسطاً كبيراً من عمره الشريف بين سجن= =وتعذيب ونفي وتشريد، وذهب الي ربه مضرَّجاً بدمه الطاهر شهيداً علي تراب لبنان.. وهو مؤسس أول حوزة علمية في دمشق باسم الحوزة العلمية الزينبية عام 1393ه 1973م، ومشاريعه الخيرية في سورية و لبنان أكثر من أن تعد.. وكتبه العلمية ملاذ الفكر.. وخطه ونهجه و مسيرة حياته نبراس هدي وتقي وجهاد لمن أراد التزود ليوم المعاد.

للتفصيل عن حياته وآثاره راجع (الشجرة الطيبة)،(حضارة في رجل)،(الراحل الحاضر) …

- حديث شريف، وقاعدة فقهية معروفة، راجع (موسوعة الفقه: كتاب القواعد الفقهية) للإمام المؤلف. وفي بحار الأنوار: ج56 ص283 ب25 (بيان). وفي غوالي اللئالي: ج4 ص58 ح207.

- قاعدة فقهية مشهورة، راجع (موسوعة الفقه: كتاب القواعد الفقهية) للإمام المؤلف. وفي بحار الأنوار: ج81 ص101 ب12 ح2 (بيان). وفي غوالي اللئالي: ج4 ص58 ح205: وقال النبي (صلي الله عليه وآله وسلم): (لا يترك الميسور بالمعسور).

- سورة التغابن: 16.

- يقع الكتاب في 64 صفحة من الحجم المتوسط، ويشتمل علي المباحث التالية: الالتفاف حول المعصومين (عليهم السلام)، بين ائمة أهل البيت والأمويين والعباسيين، المراقد المقدسة وملايين الزائرين، من وظائف الحاكم

الاسلامي، من واجبات الأمة الاسلامية، توسيع المشهد المقدس، توسيع المدينة وتجميلها، تكثير مراكز الثقافة والوعي، ترفيع مستوي الإعلام… انتهي سماحة الإمام المؤلف من تأليفه في قم المقدسة بتاريخ 24 ربيع الثاني 1416ه وقام بطبعه مركز الرسول الأعظم (ص) عام 1418ه 1998م.

-يقدِّر البعض أن يكون ما يقارب من ألفي رجل دين من سبعين جنسية مختلفة يقطنون عند السيدة زينب (عليها السلام).

-راجع كتاب (من فقه الزهراء عليها السلام) ج2 ص 57 الهامش وص 59، وعوالم العلوم (فاطمة الزهراء عليها السلام): ج2 ص652-697 ب5ح1، وص744-748 ب6ح2.

- سورة المائدة: 35.

- بحار الأنوار ج25 ص22 ب1 ح38.

- مصباح الشريعة: ص16 وشبهه في منية المريد: ص 167.

- إشارة إلي قوله تعالي: ?فذاقت وبال أمرها وكان عاقبة أمرها خسراً? سورة الطلاق: 9.

-عوالم العلوم.. سيدة النساء: ج2 ص962.

-راجع بحار الأنوار: ج45 ص58. عوالم العلوم: سيدة النساء: ج2 ص964. مقتل الإمام الحسين عليه السلام للسيد المقرم: ص396.

- بحار الأنوار: ج45 ص115 وهذه بقية الأبيات:

يا أخي فاطم الصغيرة كلَّمها

فقد كاد قلبها أن يذوبا

يا أخي قلبك الشفيق علينا

ماله قد قسي وصار صلبا

يا أخي لو تري عليّاً لدي الأسر

مع اليتم لا يطيق وجوبا

كلّما أوجعوه بالضرب ناداك

بذلّ بغيض دمعاً سكوبا

يا أخي ضُمّه إليك وقرِّبه

وسكّن فؤاده المرعوبا

ما أذل اليتم حين ينادي

بأبيه، ولا يراه مجيبا

-بحار الأنوار: ج45 ص162، اللهوف علي قتلي الطفوف: ص64.

-ناسخ التواريخ: ج2 ص522. و(رياض الشهادة)، و(مفتاح البكاء).

-ناسخ التواريخ: ج2 ص504.

- كامل الزيارات: ص263.

-اللهوف: ص79.

-راجع (الدعاء والزيارة) للإمام المؤلف (دام ظله) ص1045وص944 وص1046 وص932، ط مؤسسة البلاغ، بيروت لبنان.

-وهذا التغيير في ثلاثة مواضع وهي: (السلام عليكِ يا أخت الحسن والحسين)، (السلام عليكِ يا بنت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب)، (يا زينب اشفعي لي في الجنة). وقد كان

(السلام عليك يا بنت..) و(السلام عليك يا بنت موسي بن جعفر) و(يا فاطمة..)

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.