المقام الرفيع

اشارة

لسيد الشهداء سلام الله عليه

من محاضرات

سماحة آية الله العظمي السيد صادق الشيرازي دام ظله

تحقيق موقع سماحته دام ظله

www.s-alshirazi.com

مؤسسة الرسول الأكرم صلي الله عليه وآله

المقام الرفيع لسيد الشهداء سلام الله عليه

من محاضرات سماحة آية الله العظمي السيد صادق الشيرازي دام ظله

الناشر … ياس الزهراء سلام الله عليها - قم

الطبعة الأولي … الشهر العربي 1425 ه

عدد المطبوع … 20000 مجلد

الفلم و الزنك … قم_ نينوي 7719520

السعر … 200 تومان

شابك

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ربّ العالمين

والصلاة والسلام علي محمّد وآله الطيبين الطاهرين

واللعن الدائم علي أعدائهم أجمعين

إلي قيام يوم الدين•

مقام الإمام الحسين سلام الله عليه وزوّاره

ورد في إحدي زيارات الإمام الحسين سلام الله عليه: «السلام عليك يا مولاي وعليهم وعلي روحك وعلي أرواحهم، وعلي تربتك وعلي تربتهم» (). وفي هذا المقام نشير إلي مطلبين هامّين: أحدهما يدور حول سيد الشهداء سلام الله عليه، والآخر يرتبط بنا نحن الذين يمكن أن نكون من خَدَمة الإمام الحسين سلام الله عليه وليس من مخالفيه والعياذ بالله.

أمّا المطلب الأوّل الذي يتعلق بسيّدالشهداء سلام الله عليه فيتمحور حول أنّ الله عزّوجلّ جعل للإمام الحسين سلام الله عليه مقاماً عظيماً في الدنيا لم يجعله لأحد غيره، سوي جدّه الأكرم رسول الله صلّي الله عليه وآله، وأبيه المرتضي أمير المؤمنين سلام الله عليه، وأمّه الصديقة الزهراء سلام الله عليها، وأخيه الإمام الحسن المجتبي سلام الله عليه.

وهذا ما صرّح به سيد الشهداء سلام الله عليه لأخته العقيلة زينب يوم عاشوراء():

أمّا مقامه سلام الله عليه في الآخرة فأعظم، إلا أن هذا المقام تجلّي لأهل الأرض بنحو أوضح بعد أن استشهد الإمام الحسين سلام الله عليه وأنصاره وأهل بيته ظهر عاشوراء، وإن كان الأمر في السماء معروفاً، بل إنّ الله تعالي قد أمر جبرئيل

أن يقرأ مصيبة سيد الشهداء سلام الله عليه علي آدم في أوّل خلقته ويخبره بما سيؤول الأمر إليه().

ورغم ذلك كلّه فإنه منذ شهادة الإمام سلام الله عليه إلي ما يقارب مئة وخمسين عاماً الأخيرة - عدا بعض الفترات القليلة - مُنع الناس من زيارته، ولم يكن أحد يجرؤ علي ذكر اسم كربلاء، واستمرّت الحالة حتي عصورنا الأخيرة، إذا استثنينا بعض الفترات القصيرة.

فقد شطبوا علي اسم كربلاء بالقلم الأحمر من عهد ظالم إلي من هو أظلم، وأذاقوا الكثير من الناس الآلام جرّاء ذكرهم لقضية كربلاء وإحياء اسم سيد الشهداء سلام الله عليه، بل وصل الأمر بهم أن قتلوا الكثير بعد أن عذّبوهم بسبب قراءة مصيبة سيد الشهداء سلام الله عليه أو إنشاد بيت واحد من الشعر في حقّه سلام الله عليه، وكأنّهم قد غفلوا عما سيرونه يوم القيامة في صحراء المحشر، عندما يُعرض الخلق للحساب، ويثاب أولئك الذين خدموا سيد الشهداء سلام الله عليه أو ذاقوا المحن وقاسوا آلام التعذيب أو سُجنوا ولو ليلة واحدة في سبيل قضيّته، فعندها سيتحسر الظلمة علي ما فرّطوا في جنب الله أمام المقام الرفيع للإمام الحسين عليه السلام وزوّاره.

مضايقة زوّار قبر الإمام الحسين سلام الله عليه

لقد كان قبر الإمام الحسين سلام الله عليه في الصحراء ولم يكن مرتفعاً عن الأرض سوي بقدر أربعة أصابع، ولم يكن مكتوباً عليه شيء إذ أنهم محوا حتي كتابة الإمام السجاد سلام الله عليه وإن كان قبره الشريف في قلوب الناس.

في السابق كان كلّ من يريد زيارة الإمام الحسين يُعدّ نفسه للسجن أو التعذيب أو القتل إذ إن بني أمية وبني العباس ومن لفّ لفّهم كانوا قد نشروا جلاوزتهم في تخوم تلك الصحراء، وهم من عُبّر عنهم في بعض الأخبار ب

«أصحاب المسالح» الذين كانوا منتشرين في كلّ مكان وعلي اختلاف المسافات يجوبون الصحراء علّهم يلمحون راجلاً أو راكباً يتّجه نحو القبر الشريف؛ ليطاردوه ويقتلوه إذا قبضوا عليه؛ وهو الأمر الذي حدا بزوّار الإمام سلام الله عليه أن يودّعوا أقاربهم الخواصّ بل كانوا يكتبون وصاياهم حينما كانوا يقصدون الذهاب إلي كربلاء - التي لم تكن مدينةً بعد - لأنهم لا يعلمون هل سيعودون ثانية، أم لا!

آنذاك وفي تلك الظروف كانت الزيارة تعني التحدي.

عن يونس بن ظبيان قال: قلت له (أي للإمام الصادق سلام الله عليه): جُعلت فداك زيارة قبر الحسين عليه السلام في حال التقية.

قال: إذا أتيت الفرات فاغتسل ثم البس أثوابك الطاهرة، ثم تمرّ بإزاء القبر وقل صلي الله عليك يا أبا عبد الله، صلي الله عليك يا أبا عبد الله، صلي الله عليك يا أبا عبد الله، فقد تمّت زيارتك.()

ولا يقتصر الأمر علي هذا، بل إن نفس الزيارة الجامعة أو زيارة وارث أو غيرهما من الزيارات المفصّلة - التي يقرأها المؤمنون اليوم بكلّ اطمئنان عند حرم سيد الشهداء صلوات الله وسلامه عليه - كانت تعدّ جرماً، وكان أداء التحية والسلام علي الإمام الحسين سلام الله عليه يعدّان رفضاً، ليس في العراق أو إيران أو سوريا وحسب وإنما في كل البلاد الإسلامية.

إقبال الناس علي سيد الشهداء سلام الله عليه

أمّا اليوم فقد انقلب الأمر بفضل الله تعالي وبفعل التحديات الصارخة والتضحيات الباذخة للموالين، ففي العصر الحاضر لا تجدون مكاناً ليس فيه علم لسيد الشهداء سلام الله عليه، ولا دولة إلاّ وتعقد فيها مجالس الإمام الحسين سلام الله عليه.

لقد أخبرني أحد المؤمنين الذين وُفّقوا لزيارة الإمام الحسين سلام الله عليه في يوم عرفة فقال: لم أستطع الزيارة في الصحن الشريف فاضطررت أن أرتقي

أحد السطوح وأقرأ الزيارة الشريفة.

كما نقل أحد الإخوة فقال: في هذه السنة أعلنت دولتان من الدول الإسلامية غير الشيعية الحداد في البلاد وأن يخيّم الحزن علي برامج التلفاز والمذياع في بلادهم خلال العشرة الأولي من شهر محرم الحرام! علماً أن إحدي الدولتين قد تزامن عيد استقلالها مع أيّام عاشوراء، ومع ذلك تخلّوا عن عيدهم وأعلنوا الحداد، رغم أنهم ليسوا من الشيعة أو من المعتقدين بإمامة سيد الشهداء سلام الله عليه! أليس هذا من عناية الله تعالي؟!

فحقيقة الأمر أنّ الله تعالي قد خصّ سيد الشهداء سلام الله عليه بأمور، منها: تلك الدموع التي تُذرف من أعين الناس تحت سماء مصاب أبي عبدالله سلام الله عليه فضلاً عن بكاء الملائكة ونوح الجن وحزن السماء والأرض وغيرها() بل تعدي الحال لأن تكتب الكتب وتدوّن المقالات وتنظم الأشعار لمصاب سيد الشهداء سلام الله عليه ومن قِبل غير المسلمين فضلاً عن الشيعة!

فقد حكي أحد الوعّاظ، قال: شاهدت أحد عبدة الأصنام في بعض البلاد؛ كان شاعراً قد نظم شعراً لأبي عبد الله الحسين سلام الله عليه وقد رأيت شخصياً الجزء الثاني من ديوانه، فرغم أنه لا يعتقد بالله تعالي إلا أنه أنجز ديواناً في حقّ سيد الشهداء سلام الله عليه!

فمثل هذه العظمة لم يجعلها الله لغير الإمام الحسين سلام الله عليه، علماً أن أمثال هذه الأعمال تعدّ بالمئات، ولا بد أن تنكشف يوم القيامة؛ إذ إن الحياة الدنيا لا تستوعب إظهار مثل هذه الأمور.

وهذا - بحدّ ذاته - مدعاة لنا لأن نقتدي بأهل البيت سلام الله عليهم وأن نسير علي خطاهم ونتبع وصاياهم، وإلا فحتي عبدة الأوثان وكذا الحال بالنسبة للنصاري وغيرهم جميعهم يقولون: إن الإمام الحسين سلام الله عليهم ليس

إمامكم وحدكم أيها الشيعة بل إمامنا ورائدنا نحن أيضاً.

مقام أنصار الإمام الحسين سلام الله عليه

إنّ من بركات سيد الشهداء سلام الله عليه أنه يكافئ ويثيب كل من يقدّم شيئاً في طريقه، وبالمقابل - والعياذ بالله - فإنه يجازي في الحياة الدنيا كلّ من يخطو خطوة في محاربته أو يكتب كلمة تحول دون خدمته، ناهيك عن جزاء الآخرة.

فمن الملفت للنظر عند تتبع أحوال حواري رسول الله صلّي الله عليه وآله أمثال أبي ذر الغفاري أو حواري أمير المؤمنين والإمام الحسن وغيرهم من الأئمة الأطهار سلام الله عليهم أجمعين، عدم وجود زيارة واحدة تتضمن ذكرهم - علي جلالة قدرهم -، أمّا بالنسبة لأصحاب الإمام الحسين سلام الله عليه فقد ورد ذكرهم في زيارته سلام الله عليه، حين قال المعصوم عليه السلام في زيارة يوم عاشوراء: «السلام عليك يا مولاي وعليهم وعلي روحك وعلي أرواحهم وعلي تربتك وعلي تربتهم».

هكذا يصنع القرب من الإمام الحسين سلام الله عليه، بحيث إنّ كل من زار الإمام الحسين سلام الله عليه بما فيهم الأئمة المعصومون سلام الله عليهم كما هو الحال مع الإمام الباقر الذي رويت عنه تلك الزيارة - قد سلّم علي التربة التي دُفن فيها أنصار الإمام الحسين سلام الله عليه.

ولا يخفي أن أصحاب الإمام الحسين عليه السلام لم يكونوا كسلمان وأبي ذر! بل كان مع سيد الشهداء سلام الله عليه من هو عثماني الهوي كزهير بن القين، وكذلك كان النصراني مثل وهب.

هكذا هي مدرسة الإمام الحسين سلام الله عليه، فهي مدرسة تجعل عثماني الهوي بمرتبة يسلِّم الناس فيها علي تربته، وكذا الحال بالنسبة للنصراني، فهي مدرسة عظيمة تحاكي عظم مؤسّسها.

لذا ينبغي علينا نحن الذين لم نوفَّق لدرك زمان الإمام

الحسين سلام الله عليه أن نسير علي خطي هؤلاء ونتنسم عبائرهم.

ونقيض ما ورد بحقّ أنصار الامام الحسين سلام الله عليه قد ورد بحقّ أعدائه، بحيث أنه لم يرد لغير أعداء الإمام الحسين سلام الله عليه، فقد ورد بشأنهم في الزيارة نفسها: «والعن أرواحهم وديارهم وقبورهم..» ().

فماذا يعني اللعن علي أرواحهم؟ وأي جرم ارتكبه هؤلاء حتي استحقّوا أن تلعن ديارهم وقبورهم يومياً بما فيها من الرمال والحجارة وغير ذلك؟

فقد نقل لنا التاريخ في عهد العباسيين الذين كانوا يستولون علي البلاد الإسلامية أن أحد أحفادهم ذهب مع رفقائه إلي مكان يسمي بالخلفاء بالقرب من سامراء وأبعد من «الملوية» بكيلومتر تقريباً - وإنني أوصي الأخوة الأعزاء إذا ذهبوا إلي سامراء أن يزوروا هذا المكان ويعتبروا منه وقد زرته شخصياً - وهو عبارة عن صحراء فيها قبور ملوك بني العباس ولم يبق منها اليوم سوي التراب حيث أصبحت مجرد صحراء قفراء.

ففي بعض كتب التاريخ ومنها كتاب «تاريخ سامراء» أن أحد أحفاد بني العباس ذهب مع رفقائه في عهد العباسيين إلي قبر الإمام الهادي سلام الله عليه وكان آنذاك مجرد حجرة وقرأ القرآن للأرواح الطاهرة - الإمامين الهادي والعسكري والسيدة نرجس والسيدة حكيمة عمة الإمام المنتظر عجل الله تعالي فرجه وحسين ابن الإمام الهادي عليه السلام.

وعندما خرجوا التفت أحدهم إلي حفيد العباسيين وقال: إن هؤلاء كانوا أسري أجدادك العباسيين ومع ذلك فإن لهم مقاماً يقصده الناس ويزورونه، أما أجدادك فلا خبر منهم ولا أثر؟ فقال: لأنهم كانوا علي حقّ وكان أجدادي علي ضلالة.

علي أي حال إننا نقرأ في زيارة سيد الشهداء سلام الله عليه «واخذل من خذله»، وهذا الخذلان غير مقتصر علي زمان دون زمان، بل الخذلان الذي ورد في

حقّ من خذل أمير المؤمنين سلام الله عليه في قول رسول الله صلّي الله عليه وآله: «واخذل من خذله» يرد في حقّ من خذل الإمام الحسين سلام الله عليه.

ولذا فإن كلّ من يستطيع المساهمة بلسانه أو قلمه فإنه سيري آثار ذلك في حياته، والشواهد علي ذلك كثيرة وقد شاهدنا العديد منها.

أما إذا لم نعتنِ بقضية سيد الشهداء سلام الله عليه فماذا سنري في المستقبل؟!

وبكلمة أقول: إننا سعداء في خدمة سيد الشهداء سلام الله عليه، وإن أشقي الأشقياء من يعارض قضايا الإمام الحسين سلام الله عليه، فقد يمهل في هذه الدنيا كما قال تعالي: ?إنّما نملي لهم ليزدادوا إثماً?()، ولكن ما أتعس عاقبته!

إذاً علينا أن نكون إيجابيين - قدر الإمكان -تجاه قضية الإمام الحسين سلام الله عليه.

وصايا مهمة

ولكي نكون أمناء مخلصين مع المولي تعالي ورسوله صلي الله عليه وآله في تأييد المودّة لذي القربي صلوات الله عليهم أوصي الإخوة بالآتي:

أولاً: أن نتعلّم الإخلاص من سيد الشهداء سلام الله عليه ونسعي في تطوير المجالس بين الهيئات وفي المنازل إلي الأفضل من جميع الجهات ولا ندع الخلافات وغيرها تحكمنا، خاصة وإن الشيطان وأعوانه يسعون جاهدين لإفساد خدماتنا لسيد الشهداء سلام الله عليه، بل ليكن نظرنا دائماً إلي سيد الشهداء سلام الله عليه.

ثانياً: علينا أن لا نقصّر في قضايا الإمام الحسين سلام الله عليه، فعلي أصحاب الأموال أن يبذلوا أموالهم، والمتكلمون عليهم أن يشدّوا قلوب الناس بألسنتهم، والكتّاب لا يتوانوا في كشف الحقائق بأقلامهم. وإلا فإن من يقصّر في قضية الإمام الحسين سلام الله عليه ستكون عاقبته الندامة ولابدّ أن يأتي يوم يتضرر فيه سواء في ذرّيته أم في غير ذلك.

ثالثاً: ثمة قضية أعتبرها كمسؤولية ثقيلة ووظيفة شرعية علي

عاتقي لابد لي من بيانها وهي: إن أحكام الله تعالي مهمة جهداً، بحيث إن سيد الشهداء سلام الله عليه علي جلالة قدره وعلوّ مقامه قد ضحّي من أجلها بكل غالٍ ونفيس، كما ورد في الزيارة الشريفة: «وبذل مهجته فيك ليستنقذ عبادك من الجهالة وحيرة الضلالة» ().

ولم يكن سيد الشهداء سلام الله عليه وحده الذي ضحّي من أجل أحكام الله، وإنما ضحي معه جميع أهل بيته وأنصاره، ولولا بركة هذه التضحيات لما وصلت إلينا الأحكام الشرعية ولضاع ديننا.

وحقيقة إن اللعب أو البعث بأحكام الله تعالي يستتبع عواقب وخيمة! فحتي رسول الله صلّي الله عليه وآله أشرف الأنبياء والمرسلين والذي خاطبه الباري تعالي في الحديث القدسي: «يا أحمد لولاك لما خلقت الأفلاك» () - قد تحدّث عنه الله تعالي في القرآن الكريم قائلاً: ?ولو تقوّل علينا بعض الأقاويل. لأخذنا منه باليمين. تم لقطعنا منه الوتين?().

وكما تعلمون أن (لو) أداة امتناع لامتناع وهي تستعمل لبيان عدم تحقق ما بعدها لوجود المانع في نفس المحل، ولذا فإن قوله تعالي ?ولو تقوّل علينا? معناه أن الرسول صلّي الله عليه وآله لا يتقوّل ولكن من باب (فرض المحال ليس بمحال).

فهذا ليس توهيناً للرسول صلّي الله عليه وآله - والعياذ بالله - وإنما هو بيان لمقام الأحكام والأمانة في تنفيذها، فضلاً عن عدم المحاباة في هذا الأمر. فلو أن الرسول صلّي الله عليه وآله مع مقامه العظيم تقوّل وبدّل أحكام الله لما عداه السخط الإلهي. فهذا الخطاب علي طريقة: (إياك أعني واسمعي يا جارة).

ولذا علينا جميعاً عدم الإخلال والتهاون بوظيفتنا والالتزام بها بيننا وبين الله تعالي، وأن نسعي جاهدين ألاّ نخرج عن حدود الأحكام وأن لا نبتعد عن سيد الشهداء سلام الله

عليه فإن بعض الأمور غير قابلة للإصلاح فيما لو صدرت بدون أمانة وتدبّر.

علي سبيل المثال:

طرح جماعة من العلماء الأعلام القدماء والمتأخرين المسألة التالية:

إذا كان شخص يقلّد مجتهداً وصديقه يقلّد مجتهداً آخر، وكان فتوي مجتهد أحدهما في مسألة ما بالحلية بينما كان نظر المجتهد الآخر بالحرمة فلا يحقّ للأول أن ينقل للآخر رأي مجتهده بالحلية، وإذا نقل له وارتكب الآخر خلاف رأي مجتهده فإن الأول قد ارتكب الحرام لأنه أغراه بالحرام.

وكذا الحال لو كانت المسألة بالعكس، بحيث كان أحد المجتهدين يفتي بالوجوب والمجتهد الآخر يفتي بعدم الوجوب. وقد صرّح الكثير من العلماء الأعلام أن من يفعل ذلك تسقط عدالته بذلك ولا تجوز الصلاة خلفه.

خلاصة القول: إن سيد الشهداء سلام الله عليه استشهد لإحياء أحكام الله تعالي، فلنسعَ لتحقيق هذه الغاية العظيمة. أسأل الله تعالي بحقّ سيد الشهداء أن يجعلنا من المقبولين عنده.

وصلي الله علي محمد وآله الطاهرين.

• ألقيت هذه المحاضرة في تاريخ 6 محرم الحرام 1425ه.

پي نوشتها

() مستدرك الوسائل للنوري: 10/ 412 ح16، مقطع من زيارة يوم عاشورا (كتاب الحج).

() قال الإمام الحسين عليه السلام لأخته زينب عليها السلام في صبيحة يوم عاشوراء: «يا أختاه … جدّي خيرٌ مني وأبي خيرٌ مني وأمّي خير منّي وأخي خير منّي». الإرشاد للمفيد: 232. في مكالمة الحسين عليه السلام مع أخته زينب (ط. مؤسسة الأعلمي بيروت).

() العوالم: الإمام الحسين عليه السلام، للبحراني: 104 ج1 باب2. (ط. مدرسة الإمام المهدي قم)

() كامل الزيارات لابن قولويه: 244 ح4 باب 45. (ط. مؤسسة النشر الاسلامي قم)

() راجع أسرار الشهادة للرشتي: 3/ 471 - 473 (ط. دار ذوي القربي قم)

() مستدرك الوسائل: 10/ 412 ح17 كتاب الحج.

()آل عمران: 178.

() مصباح المتهجد للطوسي: 788

زيارة الأربعين. (ط. مؤسسة فقه الشيعة – بيروت).

() مناقب آل أبي طالب ج 1 ص 216.

() سورة الحاقة: 44.

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.