الفقه: النظافة

اشارة

اسم الكتاب: الفقه، النظافه

المؤلف: حسيني شيرازي، محمد

الموضوع: فقه استدلالي

اللغة: عربي

عدد المجلدات: 1

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين

وصلي الله علي محمد وآله الطيبين الطاهرين

ولعنة الله علي أعدائهم أجمعين

كلمة الناشر

بسم الله الرحمن الرحيم

النظافة: واجب شرعي، ومظهر حضاري، وضرورة حياتية ملحة علي بني البشر كافة، وقد قال الرسول الأعظم صلي الله عليه و اله: (النظافة من الإيمان)().

وحالياً وفي الكثير من دول العالم أوجدوا وزارة أو وزارات لبعض مصاديق النظافة كوزارة البيئة والطب وبعض شؤون البلدية وما أشبه، وأولوها اهتماماً عالياً كبيراً، وأقيمت الندوات وعقدت المؤتمرات في المحافل الدولية من أجل نظافة البيئة والحياة العامة والخاصة.

إلا أن الإسلام الحنيف هو السبَّاق دائماً وأبداً إلي كل خير وفضيلة، فان (الإسلام يعلو ولا يعلي عليه) كما روي عن رسول الله صلي الله عليه و اله() فقد نادي بالنظافة وطرح برامجه فيها منذ ما يزيد عن (14) قرناً من عمر الزمن، والحضارة الحديثة والعلماء الكبار يحسون اليوم بضرورة تلك المبادئ والقيم وينادون لتطبيقها علي أرض الواقع من اجل الإنقاذ..

وهذا الكتاب (فقه النظافة) هو جزء من الموسوعة العملاقة لسماحة المرجع الديني الأعلي الإمام الشيرازي حفظه الله التي بلغت (150) مجلداً في مختلف نواحي الحياة، حيث إن الفقه الإسلامي يشمل كل الحياة ويعطي الحكم الشرعي فيها..

والنظافة بتصور البعض: إنها من باب الآداب والسنن، أو الآداب الشخصية فقط، ولكن سماحة الإمام المؤلف حفظه الله استنبط من الأدلة الأربعة (القرآن والسنة والإجماع والعقل) عمومية أدلة النظافة وشموليتها لجميع جوانب الحياة حتي في المسائل السياسية والاقتصادية والدولية وما أشبه.

فابتداءً من المسائل الشخصية حيث ضرورة الأغسال والاستحمام والوضوء والطهارة من النجاسات والي السواك والتطيب والمظهر الخارجي واللباس وقص الأظافر وما شابه ذلك..

ومروراً ببقية نواحي الحياة كافة.. اعتباراً

من أصغر القضايا الحياتية والي أكبر القضايا الاجتماعية..

فمن الشخص والي الأسرة، ومن ثم المجتمع والدولة.. وحتي المجتمع الدولي.. وجميع المعاملات الإنسانية، في القوانين والدساتير.. إلي الحريات الخاصة والعامة، حتي في الحرب ومختلف جوانبها وتشعباتها..

واستدل علي ذلك بآيات كريمة وروايات شريفة تدل علي تأكيد الإسلام علي النظافة في الحياة العامة والخاصة.

وقد قمنا بطبع هذا الكتاب القيم، مساهمة منا في هذه المهمة العصرية، راجين من الله التوفيق، والسداد لنا ولجميع العباد، إنه سميع قريب مجيب وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

مؤسسة المجتبي للتحقيق والنشر

بيروت لبنان ص.ب: 6080 شوران

البريد الإلكتروني: almoj عليه السلامaba@shiacen عليه السلامer.com

المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام علي محمد وآله الطاهرين، واللعنة علي أعدائهم أجمعين إلي قيام يوم الدين.

أما بعد، فهذه مجموعة من مسائل النظافة بالمعني الأعم، ذكرناها من الناحية الفقهية، نسأل الله سبحانه أن يوفقنا للعمل بها وبسائر ما أمر به الإسلام، انه سميع مجيب.

قم المقدسة

أول ذي القعدة / 1417ه

محمد الشيرازي

من أسباب تأليف الكتاب

مما حفزني علي كتابة هذا الكتاب (الفقه: النظافة) هو ما شاهدته من تعمد حكومات البلاد الإسلامية علي عدم نظافتها، وأقصد بالحكومات: الاستعمارية منها المرتبطة بالغرب والشرق، كما رأيت ذلك في العراق مفصلاً، علي عكس ما سنه القرآن والسنة فان الإسلام نظيفٌ إلي أبعد حدٍ منها، لكن الحكومات بمختلف وسائلها تصر علي عدم نظافتها ووساختها لتظهر بمظهر غير لائق..

وذات مرة جاءني رئيس بلدية كربلاء المقدسة مع المرحوم الشيخ عبد الزهراء الكعبي رحمة الله عليه() فقلت له: لماذا هذه الوساخة في هذه المدينة المقدسة (كربلاء) وفي مختلف الجهات من الشوارع والأزقة وحتي الصحنين المقدسين؟.

فمثلاً عدم وجود مرافق صحية ودورات مياه كافية في البلد وفي أطراف الصحن الشريف مع شدة الحاجة إليها وخاصة أيام مجيء الزوار إلي كربلاء وهم كثرة كبيرة جداً من العراقيين والإيرانيين والباكستانيين وغيرهم، كان محسوساً جداً بحيث كان يُري في الشوارع وغيرها آثار النجاسة!

وتكلمت معه مفصلاً وكان الشيخ عبد الزهراء الكعبي رحمة الله عليه يساعدني في الكلام.

فأجاب قائلاً: إن البلدية لا تملك المال لأجل النظافة.

قلت: هل البلدية تملك المال لأجل كل شيء إلا لأجل النظافة؟.

قال: نعم، وماذا أصنع وليس بيدي شيء؟.

قلت: كم يحتاج تنظيف كربلاء يومياً من العمال.

قال: مائة عامل.

قلت له: إن لم تمنعوني فإني ألتزم بنظافة كربلاء واستأجر مائة عامل لأجل التنظيف الكامل والمناسب.

قال: وكيف تفعل ذلك؟

قلت: بطريقين:

الأول: عبر

السيارات المعدة للتنظيف وجمع الأوساخ من الشوارع.

والثاني: عبر العمال، فيقومون بتنظيف الأزقة ونحوها مما لا تدخلها السيارات، ومن بعد ذلك يمكن غسل الشوارع وغيرها بالماء يومياً، رعاية للنظافة التامة والماء متوفر كثير.

قال: ومن أين تأتي بهذه الكثرة من المال؟

قلت: إنها ليست كثيرة بالنسبة إلي الذين يحبون النظافة في كربلاء المقدسة من أهل الخير، ونحن كما نجمع التبرعات لأجل المساجد والمدارس والحسينيات والإطعام وما أشبه، كذلك نجمع التبرعات المستمرة لأجل التنظيف وإدارة ما يحتاجه من عمال.

قال: إني أبوح لكم بسر في هذا الأمر فإن الحكومة ليست منكم بل من أعدائكم إن السبب الرئيسي في عدم نظافة كربلاء أن هناك أوامر صادرة من بغداد بعدم تنظيف هذه المدينة إطلاقاً!.

وأخيراً لم يستعد هذا الشخص بالتعاون معنا حتي بالإجازة كي نقوم نحن بالتنظيف.

فتبين أن وراء هذا الإهمال بل التعمد، أوامر صادرة من بغداد العاصمة!!

وهل العاصمة هي التي تتخذ هذه القرارات أو أنها مأمورة من الخارج؟!

ولا يخفي أن هذا وما شابهه من الأساليب الضارة بالمجتمع الإسلامي كان من سياسة الحكومات الديكتاتورية، وإلا ففي زمن الديمقراطيين وذلك قبل ستين أو خمسين أو حتي أربعين عاماً كان التنافس بين النواب ومن أشبه، فكانوا يهتمون بأمور الشعب وبمسألة التنظيف أيضاً، حيث كانوا من الناس وإليهم، وكانت الكلمة للشعب، وكان الشعب هو الذي يفرض علي الحكومة ما يريده ويؤاخذها علي كل زيادة ونقيصة.

نعم ومن الظواهر الغريبة أن الحكومة آنذاك لم تكن مستعدة لإعطاء حتي إجازة بناء المرافق الصحية ودورات المياه الكافية بجانب الصحنين المقدسين حتي اضطررنا إلي بناء مشتملات صحية في مكانين:

أحدهما: في سوق العرب القريب من صحن الإمام الحسين عليه السلام، وقد كلفنا بناؤه ذلك اليوم مبلغ عشرين ألف دينار وكان مبلغاً كبيراً

جداً بالنسبة إلينا ونحن نجمع المال ديناراً ديناراً من أهل الخير والصلاح.

والآخر: قرب صحن العباس (عليه الصلاة والسلام) مما أنشئ بمساعدة الأصدقاء وعرف بالكيهاني، لأن معظم تكلفته كانت من تاجر يسمي بالكيهاني.

ومن مظاهر ما قلناه أيضاً: أن الحكومة لم تكن مستعدة أن تحدث مغتسلا يناسب كربلاء، حيث كان لكربلاء المقدسة مغتسلاً صغيراً قرب المخيم فقط، فبعد اللتيا واللتي تمكنا من أخذ الاجازة من الحكومة لبناء مغتسل آخر في باب الخان، وقد كلفنا إنشاؤه يومذاك سبعة آلاف دينار تبرع بها جمع من المؤمنين.

إلي غير ذلك من القصص التي شاهدتها بنفسي في هذا الباب مما لو جمعتها لفاقت مائتي صفحة علي ما أتصور.

هذا وقد رأيت أن أجمع في هذا الكتاب بعض الأدلة الشرعية علي وجوب النظافة أو استحبابها كل في مورده، وقد لاحظنا فيه النظافة بالمعني الأعم، كما لايخفي.

استحباب النظافة

مسألة: النظافة مستحبة مطلقاً، علي ما يستفاد من الأدلة الأربعة إجمالاً، وقد تكون واجبة في بعض مصاديقها كما سيأتي.

النظافة في القرآن

وقد ورد التأكيد علي النظافة والطهارة واجتناب الرجس وما أشبه في آيات عديدة، منها:

قوله تعالي: ?إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا?().

وقوله سبحانه: ?وعهدنا إلي إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود?().

وقوله عزوجل: ?ويسألونك عن المحيض قل هو أذي فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتي يطهرن فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله ان الله يحب التوابين ويحب المتطهرين?().

وقوله تعالي: ?وهو الذي أرسل الرياح بشراً بين يدي رحمته وأنزلنا من السماء ماء طهورا?().

وقوله سبحانه: ?عاليهم ثياب سندس خضر وإستبرق وحلوا أساور من فضة وسقاهم ربهم شراباً طهوراً?().

وقوله تعالي: ?إذ يغشيكم النعاس أمنة منه وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان?().

وقوله سبحانه: ?مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه?().

وقوله تعالي: ?لمسجد أسس علي التقوي من أول يوم أحق أن تقوم فيه، فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين?().

وقوله سبحانه: ?وإذا سألتموهن متاعاً فسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن?().

وقوله تعالي: ?ولهم فيها أزواج مطهرة وهم فيها خالدون?().

وقوله سبحانه: ?كلوا من طيبات ما رزقناكم?().

وقوله تعالي: ?يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالاً طيباً?().

وقوله سبحانه: ?ما كان الله ليذر المؤمنين علي ما أنتم عليه حتي يميز الخبيث من الطيب?().

وقوله تعالي: ?وآتوا اليتامي أموالهم ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب?().

وقوله سبحانه: ?يسألونك ماذا أحل لهم قل أحل لكم الطيبات?().

وقوله تعالي: ?يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم?().

وقوله سبحانه: ?قل من حرم زينة الله التي أخرج

لعباده والطيبات من الرزق?().

وقوله تعالي: ?والأنعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون ? ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون?().

وقوله عزوجل: ?والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق ما لاتعلمون?().

وقوله سبحانه: ?ولقد جعلنا في السماء بروجاً وزيناها للناظرين?().

وقوله تعالي: ?أفلم ينظروا إلي السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها?().

وقال سبحانه: ?ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن?().

وقال تعالي: ?وما يستوي البحران هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح أجاج ومن كل تأكلون لحماً طرياً وتستخرجون حلية تلبسونها?().

وقوله سبحانه: ?جنات عدن يدخلونها يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير?().

وقال تعالي: ?يسقون من رحيق مختوم ? ختامه مسك?().

وقوله سبحانه: ?فاصفح الصفح الجميل?().

وقوله تعالي: ?فاصبر صبراً جميلاً?().

وقوله سبحانه: ?فاجتنبوا الرجس من الأوثان?().

وقوله تعالي: ?يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكاري حتي تعلموا ما تقولون ولا جنباً إلا عابري سبيل حتي تغتسلوا وإن كنتم مرضي أو علي سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيداً طيباً فامسحوا بوجوهكم وأيديكم إن الله كان عفواً غفوراً?().

وقوله تعالي: ?والذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش?().

إلي غيرها من الآيات المباركة الدالة علي النظافة بالمعني الأخص أو الأعم.

النظافة في الروايات

كما أن هناك روايات كثيرة وردت بهذه اللفظة، مضافاً إلي ما ورد بمعناها وهي قد تتجاوز الآلاف في مختلف المصاديق والجزئيات ولكنا نشير هنا إلي بعضها في مختلف الأبواب الفقهية للدلالة علي وجوب النظافة أو استحبابها كل في مورده في جميع مجالات الحياة:

قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «تخللوا فانه من النظافة والنظافة من الإيمان والإيمان وصاحبه في الجنة» ().

وعن العلامة الكراجكي في كنز الفوائد: «كان صلي الله عليه و اله يحث أمته علي النظافة ويأمرهم بها» ().

وعنه

صلي الله عليه و اله: «ان الله يبغض الرجل القاذورة قيل وما القاذورة يا رسول الله؛ قال: الذي يتأفف به جليسه» ().

وعن محمد بن سنان عن الرضا عليه السلام قال: «علة غسل الجنابة النظافة لتطهير الإنسان نفسه مما أصابه من أذاه وتطهير سائر جسده، لأن الجنابة خارجة من كل جسده فلذلك وجب عليه تطهير جسده كله، وعلة التخفيف في البول والغائط لأنه أكثر وأدوم من الجنابة فرضي فيه بالوضوء لكثرته ومشقته ومجيئه بغير إرادة منه ولا شهوة، والجنابة لا تكون إلا بالاستلذاذ منهم والإكراه لأنفسهم» ().

وعن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين (عليه الصلاة والسلام): «النظيف من الثياب يذهب الهم والحزن وهو طهور للصلاة» ().

وعن عبد الله بن سنان عن ابي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله بالنسبة إلي الغنم: «نظفوا مرابضها وامسحوا رغامها» ().

وفي رواية قال (عليه الصلاة والسلام): «يستحب أن يكون في كفنه ثوب كان يصلي فيه نظيف فان ذلك يستحب أن يكفن فيما كان يصلي فيه» ().

ومثله عن أبي جعفر (عليه الصلاة والسلام) قال: «إذا أردت أن تكفنه فان استطعت أن يكون في كفنه ثوب كان يصلي فيه نظيف فافعل فان ذلك يستحب أن يكفن فيما كان يصلي فيه» ().

ومثله عنه عليه السلام: «إذا كفنت الميت فان استطعت ان يكون في كفنه ثوب كان يصلي فيه نظيفاً فافعل فانه يستحب أن يكفن فيما كان يصلي فيه» ().

وعن عبيدة بن زرارة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «سألته عن رجل صلي الفريضة فلما فرغ ورفع رأسه من السجدة الثانية من الركعة الرابعة أحدث، فقال عليه السلام: أما صلاته فقد

مضت وبقي التشهد وإنما التشهد سنة في الصلاة فليتوضأ وليعد إلي مجلسه أو مكان نظيف فليتشهد» ().

أقول: لا يخفي أنا ذكرنا في (الفقه) وجه هذه الرواية وإنما ذكرناها هنا لمكان كلمة (نظيف).

وعن أبي عبد الله (عليه الصلاة والسلام): «سئل عن العظاية تقع في اللبن؟ قال: يحرم اللبن، وقال: إن فيها السم وقال كل شيء نظيف حتي تعلم أنه قذر فإذا علمت فقد قذر وما لم تعلم فليس عليك» ().

وسئل الصادق عليه السلام: «عن الصلاة في بيوت المجوس وهي ترش بالماء؟ قال: لابأس به، ثم قال ورأيته في طريق مكة أحياناً يرش موضع جبهته ثم يسجد عليه رطباً كما هو وربما لم يرش المكان الذي يري أنه نظيف» ().

وعن أبي الحسن عليه السلام: «في طين المطر أنه لا بأس به أن يصيب الثوب ثلاثة أيام إلا أن تعلم أنه قد نجسه شيء بعد المطر فان أصابه بعد ثلاثة أيام فاغسله وان كان الطريق نظيفاً لم تغسله» ().

وعن الحضرمي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «لا بأس بمسح الرجل وجهه بالثوب إذا توضأ إذا كان الثوب نظيفاً» ().

وعن محمد عن أحدهما عليهما السلام: «في الرجل يفرغ من صلاته وقد نسي التشهد حتي ينصرف؟ فقال: إن كان قريباً رجع إلي مكانه وتشهد وإلا طلب مكاناً نظيفاً فتشهد فيه وقال: إنما التشهد سنة في الصلاة» ().

أقول: المراد بالسنة في مقابل الفريضة التي جعلها الله سبحانه وتعالي مباشرة، فإنها سنة أمر بها النبي صلي الله عليه و اله بإذن الله سبحانه ووحيه كما حقق في محله.

وعن الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «سألته عن قول الله عزوجل ?فيه رجال يحبون أن يتطهروا?()، قال: الذين يحبون ان يتطهروا

نظف الوضوء وهو الاستنجاء بالماء، قال: قلت: ونزلت هذه الآية في أهل قبا» ().

وعن عبد الرحمن بن أعين قال: قلت له عليه السلام: «ان امرأة عبد الملك ولدت فعدّ لها أيام حيضها ثم أمرها فاغتسلت واحتشت وأمرها ان تلبس ثوبين نظيفين وأمرها بالصلاة» () الحديث.

وفي الحديث عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «نظفوا طريق القرآن، قيل: يا رسول الله وما طريق القرآن؟ قال: أفواهكم، قيل: بماذا، قال: بالسواك» ().

وعن الرضا صلي الله عليه و اله قال: «جصص الدار وأكسح الأفنية ونظفها واسرج السراج قبل مغيب الشمس كل ذلك ينفي الفقر ويزيد في الرزق» ().

أقول: قد ذكرنا وجه ذلك في كتاب (الآداب والسنن)().

وعن جعفر عن أبيه عن علي (صلوات الله عليهم أجمعين) قال: «نظفوا بيوتكم من حوك العنكبوت فان تركه في البيت يورث الفقر» ().

وعنه عليه السلام: «نظفوا بيوتكم من غزل العنكبوت فان تركه في البيت يورث الفقر» ().

وقال أمير المؤمنين عليه السلام: «من نظف ثوبه قل همه» ().

وفي حديث عن رسول الله صلي الله عليه و اله قال: «نظفوا مرابض الغنم وامسحوا رغامهن فإنهن من دواب الجنة» ().

وعن الصادق (عليه الصلاة والسلام) قال: «تعلموا العربية فإنها كلام الله الذي تكلم به خلقه ونظفوا الماضغين وبلغوا بالخواتيم» ().

وفي حديث عن علي (عليه الصلاة والسلام) قال: «نظفوا الصاغين فانهما مقعد الملكين» ()، وقد فسر بالموضع الذي يجتمع فيه الريق من الإنسان وهو ما يسميه العامة بالصوارين.

وعن العالم عليه السلام قال: «إن الله تبارك وتعالي يحب الجمال والتجمل، ويبغض البؤس والتباؤس، وإن الله عزوجل يبغض من الرجال القاذورة، وإذا أنعم علي عبده نعمة أحب أن يري أثر تلك النعمة»

()، أي عليه.

وعن سلمان قال: «قال رسول الله صلي الله عليه و اله: من صلي أربع ركعات يوم الفطر بعد صلاة الإمام إلي قوله صلي الله عليه و اله فله من الثواب كأنما أشبع جميع المساكين ودهنهم ونظفهم» ().

وقالت صفية بنت عبد المطلب: «لما سقط الحسين عليه السلام من بطن أمه عليها السلام وكنت وليتها، قال النبي صلي الله عليه و اله: يا عمة هلمي إلي إبني، فقلت: يا رسول الله إنا لم ننظفه، فقال النبي صلي الله عليه و اله: أنت تنظيفه!! إن الله تعالي قد نظفه وطهره» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «أطعموا نساءكم التمر البرني في نفاسهن تجملوا أولادكم» ().

وعن رسول الله صلي الله عليه و اله أنه قال: «درهم في الخضاب أفضل من نفقة ألف درهم في سبيل الله وفيه أربع عشرة خصلة، إلي أن قال: وهو زينة وطيب» ().

وقال أبو عبد الله عليه السلام لأم داود: «يا أم داود فأين أنت عن دعاء الاستفتاح والاجابة والنجاح وهو الدعاء الذي يفتح الله عزوجل له أبواب السماء إلي قوله عليه السلام ولتكن صلاتك في أطهر أثوابك في بيت نظيف علي حصير نظيف واستعملي الطيب فأنه تحبه الملائكة» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «من أراد أن يري رسول الله صلي الله عليه و اله في منامه فليصل العشاء الآخرة وليغتسل غسلاً نظيفاً وليصل أربع ركعات إلي قوله عليه السلام وليبت علي ثوب نظيف» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام: «إذا حضرت أحدكم الحاجة فليصم يوم الأربعاء ويوم الخميس ويوم الجمعة فإذا كان يوم الجمعة اغتسل ولبس ثوباً نظيفاً» الحديث().

وعن عبد الله بن فضالة عن أبي عبد الله عليه السلام

أو أبي جعفر عليه السلام قال: «سمعته يقول: إذا بلغ الغلام ثلاث سنين يقال له: سبع مرات قل لا إله إلا الله إلي قوله عليه السلام فإذا تم سبع سنين قيل له: إغسل وجهك وكفيك، فإذا غسلهما قيل له: صل ثم يترك حتي يتم له تسع سنين فإذا تمت له علّم الوضوء» الحديث().

وعن أبي إسحاق الهمداني قال: «لما ولي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام محمد بن أبي بكر مصر وأعمالها كتب له كتاباً وأمر أن يقرأه علي أهل مصر وليعمل بما وصاه به فيه فكان الكتاب: بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله أمير المؤمنين علي بن أبي طالب إلي أهل مصر ومحمد بن أبي بكر، سلام عليكم إلي قوله عليه السلام ثم انظر إلي الوضوء فانه من تمام الصلاة وتمضمض ثلاث مرات واستنشق ثلاثاً واغسل وجهك ثم يدك اليمني ثم يدك اليسري ثم امسح رأسك ورجليك فأني رأيت رسول الله صلي الله عليه و اله يصنع ذلك واعلم أن الوضوء نصف الايمان» ().

وعن الخدري قال: «أوصي رسول الله صلي الله عليه و اله علي ابن أبي طالب عليه السلام فقال: يا علي إذا دخلت العروس بيتك فاخلع خفها حين تجلس واغسل رجلها وصب الماء من باب دارك إلي أقصي دارك فإنك إذا فعلت ذلك أخرج الله من دارك سبعين نوعاً من الفقر وأدخل سبعين نوعاً من البركة…» ().

وفي مناجاة الله عزوجل لموسي بن عمران عليه السلام: «قال تعالي: يا موسي اغسل واغتسل» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «ان لكل ثمرة سماماً فإذا أتيتم بها فأمسوها الماء، أو اغمسوها في الماء، يعني: اغسلوها» ().

وعن رسول الله صلي الله عليه و

اله أنه قال: «اغسلوا أيدي صبيانكم من الغمر فإن الشياطين تشمه» ().

وقال أبو عبد الله عليه السلام: «اغسلوا أيديكم قبل الطعام وبعده فإنه ينفي الفقر ويزيد في العمر» ().

وقال الصادق عليه السلام: «اغسلوا أرجلكم بعد خروجكم من الحمام فانه يذهب بالشقيقة فإذا خرجتم فتعمموا» ().

وقال الصادق عليه السلام: «اغسلوا رؤوسكم بورق السدر فإنه قدّسه كل ملك مقرب ونبي مرسل» ().

وعن العبد الصالح عليه السلام أنه قال: «يجب غسل الجمعة علي كل ذكر أو أنثي من حر وعبد، وكان أمير المؤمنين عليه السلام إذا أراد أن يوبخ رجلاً، قال له: لأنت أعجز من تارك غسل يوم الجمعة فانه لا يزال في طهر إلي الجمعة الأخري» (). أقول: يجب أي ثبت استحبابه.

إلي غيرها من الروايات التي وردت بلفظ النظافة وما أشبه.

النظافة الإسلامية وشموليتها

مسألة: النظافة بالمعني الأعم هي من أهم المسائل التي أكد عليها الإسلام في مختلف جوانب الحياة، وقد أوجب قسماً منها وندب إلي الآخر، وسنتطرق إليها إجمالا قبل ذكر شيء من التفصيل لمعرفة شموليتها، وهي مستفادة من الأدلة الأربعة كتاباً وسنة وإجماعاً وعقلاً.

منها: النظافة الخبثية، وهي واجبة تارة ومستحبة أخري حسب الموارد المذكورة في الفقه.

ومنها: النظافة الحدثية وهي أيضاً كذلك.

ومن الواجب الاجتناب عن النجاسات بأقسامها المتعددة مما ذكرت في الفقه.

كما يلزم التطهير منها.

وهناك مسائل في كيفية التطهير أو التنظيف للنجس أو المتنجس علي ما ذكر تفصيله في الفقه.

والتنظيف قد يكون بالانقلاب أو الاستحالة وهذا شامل للنجس والمتنجس، وقد يكون للمتنجس بسبب الماء أو الشمس أو التراب أو ما أشبه ذلك.

ومن أقسام التنظيف ما ذكر في مباحث المطهرات بأقسامها من الماء والأرض والشمس وغيرها.

ومن النظافة أيضاً مباحث الوضوء الواجب والمستحب.

ومنها مباحث الغسل واجباً ومستحباً بأقسامه المختلفة.

ومنها مباحث التيمم

الذي هول بدل من الغسل أو الوضوء حسب الموارد.

ومن اللازم رعاية النظافة بالنسبة إلي ميت الإنسان ايضاً، فان حرمته ميتا كحرمته حياً.

ومن المستحب أيضاً غسل المولود، وغسله عند ولادته علي ما هو مذكور في الفقه.

ومن مباحث النجاسات التي تحتاج إلي التطهير سؤر الحيوانات النجسة العين كالكلب والخنزير كما ان بعض الاسئار مكروهة.

ومنها: مراعاتها في الصلاة نظافة واجبة أو مستحبة، مثل نظافة مكان المصلي ونظافة بدنه ونظافة ملابسه.

وكذلك نظافة المساجد بين واجب ومستحب.

ويجب طهارة الحرمين الشريفين من النجاسات كما يستحب نظافتهما.

وهكذا بالنسبة إلي نظافة القرآن الكريم وحرمة تنجيسه، كما انه يشترط الوضوء أو الغسل في مس القرآن الحكيم.

وهكذا بالنسبة إلي نظافة لباس الإحرام وبدن المحرم في الطواف، وفي صلاته، فان الطواف وصلاته مشترطان بالطهارة الشرعية الحدثية والخبثية والنظافة في الجملة.

كما أن من اللازم نظافة الجسم بجوارحه المختلفة.

ومنه نظافة العين ونظافة الفم ومنه نظافة الأسنان، ونظافة الأذن، ونظافة الأنف، ونظافة اليد، ونظافة الرجل، ونظافة المعدة من الطعام الحرام أو المكروه، ونظافة الفرج.

ومنها نظافة البيئة بمختلف أشكالها براً وبحراً وجواً.

ومنها النظافة المادية كبعض ما ذكرناه من النجاسات والأوساخ مطلقاً في بعض الأحوال، طهارة أو غير طهارة، واجبة أو مستحبة، وقد تكون معنوية وروحية، ويشترط بعضها في الصلاة مفردة وجماعة، فانه يشترط في إمام الجماعة أن يكون عادلاً وهو من النظافة الروحية.

وتلزم النظافة للصائم من الكذب علي الله ورسوله صلي الله عليه و اله وما أشبه ذلك، ونظافته من المفطرات والمحرمات مما ذكر في الروايات حيث جاء صوم العين واللسان واليد والسمع وما أشبه، فعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «إن الصيام ليس من الطعام والشراب وحده إلي قوله عليه السلام: فإذا صمتم فاحفظوا ألسنتكم وغضوا أبصاركم ولا

تنازعوا ولا تحاسدوا» الحديث().

وهكذا يلزم نظافة الصلاة من الرياء والسمعة وما أشبه ذلك.

ونظافة الزكاة كذلك بأن تكون قربة إلي الله سبحانه وتعالي، لا لرياء أو سمعة.

ونظافة الخمس كذلك.

وكذلك تنظيف المال بالخمس كما لو اختلط بالحرام حيث يكون سبباً لتطهير بقية المال، أي: الأخماس الأربعة الأخري فقد قال سبحانه: ?خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم ان صلاتك سكن لهم والله سميع عليم?().

ونظافة الحج المعنوية ونظافة المشاعر المادية.

ونظافة الإنسان في الإحرام من التروك الموجبة للتلوث مادياً أو معنوياً، وكذلك نظافة الإنسان بالكفارات عند ارتكاب محرماته ودورها في نظافة الروح فإنها مكفرة عن الذنب أو نحوه.

وهكذا نظافة الإنسان والمجتمع بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلي الخير قال سبحانه: ?ادع إلي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن?().

ونظافة الجهاد الدفاعي والابتدائي عما يسبب تلوثه وتقذّره بالشهوات والماديات، حتي لا يكون كشهيد الحمار وشهيد أم جميل.

وهكذا نظافة الحرب عما نهي عنه الإسلام، ويدل علي ذلك ما وقع من الحروب الإسلامية، وهناك آداب مذكورة في الفقه، كعدم إلقاء السم في الماء للقضاء علي الكفار أو عدم قطع الأشجار مما ذكر في كتاب الجهاد.

والنظافة في التعامل مع الأسري.

والنظافة في التعامل مع الكفار بصورة عامة وخصوصاً أهل الكتاب كاليهود والنصاري والمجوس.

وهكذا يجب علي الإنسان مراعاة النظافة في التعامل مع المؤمنين بصورة خاصة ومع المسلمين عامة بل نظافة التعامل مع الإنسان بما هو إنسان كما قال علي أمير المؤمنين عليه السلام: «إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق» ().

وقبل ذلك نظافة تعامل الإنسان مع ربه بالاخلاص والتوجه إليه سبحانه وتعالي.

وكذلك نظافة تعامل الإنسان مع نفسه.

ونظافة تعامله مع جاره.

ونظافة تعامله مع صديقه.

ونظافة تعامله مع زوجته وأولاده

بنين وبنات.

ومع والديه.

ومع أقربائه.

وحتي نظافة تعامله مع عدوه كما قال سبحانه ?ولا يجرمنكم شنئان قوم علي ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوي?().

ونظافة تعامل الزوجة مع زوجها.

ونظافة تعامل الأم مع الطفل

ونظافة تعامل الإنسان مع من هو أكبر منه.

ومع من هو أصغر منه.

ومع من يقارنه في السن، كما ورد من أن تجعل الأكبر أباً، والأصغر ابناً، والمساوي أخاً.

ونظافة تعامل الإنسان مع الحيوان مما يصطلح عليه في الحال الحاضر بحقوق الحيوان، والإسلام قد أكد علي ذلك من قبل.

كما يلزم مراعاة النظافة في المجتهد والقاضي بلزوم العدالة وغيرها، بل وترك منافيات المروءة في الجملة وهكذا.

ومنها: النظافة في المعاملات، كنظافة البيع بصورة عامة من الربا والغش والمحرمات في المكاسب.

ونظافة التعامل مع الأموات بمختلف مصاديقه وقصة بهلول النباش مشهورة.

والنظافة من مختلف المحرمات كالنظافة من الخمر والميسر والأوثان وغيرها مما ذكرنا جملةً منها في كتاب (الواجبات والمحرمات).

والنظافة في عقد الاجارة وعقد الشركة والشفعة والصلح والمضاربة والمزارعة والمساقات والجعالة والوكالة والاقرار والهبة، عما ذكره الفقهاء في الفقه.

ونظافة الصدقة عن مثل المن، كما قال سبحانه: ?يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمنّ والأذي?().

والنظافة في القرض والحوالة والرهن والحجر والضمان والوديعة كأن لا يتصرف الإنسان فيما أودع عنده بل يكون أميناً.

والنظافة في العارية بأن لا يفرط فيها.

وفي العقود الجديدة كعقد التأمين والعقود السابحة.

ومن النظافات ما يرتبط بالنظر، فلا ينظر إلي ما حرم الله النظر إليه.

وهكذا يلزم رعاية النظافة في النكاح دائماً ومتعة، ومنها اجتناب الزواج بمن يحرم الزواج منه أو منها.

ومنها: النظافة برعاية آداب النكاح بالنسبة إلي الزوج والزوجة، وهناك نظافات واجبة ومستحبة كما فصلناه في كتاب النكاح.

والنظافة في المباضعة وفي الحمل وأيام الرضاع بآدابها المشهورة.

ونظافة الطلاق كما قال سبحانه: ?فإمساك بمعروف أو تسريح

بإحسان?() حيث قد يكون تسريحاً بدون احسان.

ومنها: النظافة في المسابقة.

ومنها: ما يشترط أو يستحسن في مختلف أبواب القضاء من القاضي ومجلسه والشهود حيث تشترط العدالة فيهم، وما يلزم في المدعي والمدعي عليه.

ومنها: ما ذكر في باب اللقطة.

ومنها: ما جاء في الذبح والنحر والصيد وما أشبه.

ومنها: نظافة الأكل والشرب وما أشبه ذلك.

ومنها: نظافة الحدود والتعزيرات والقصاص.

ومنها: النظافة في رعاية حقوق الإنسان، فان الحقوق لها عرض عريض منها واجب ومنها آداب، وقد تعرّض الإمام زين العابدين عليه السلام إلي جملة منها في رسالته الشريفة المعروفة ب «رسالة الحقوق» ().

وهكذا يلزم النظافة بالنسبة إلي الجنين في المأكل والمشرب والعناية والرعاية وحرمة إسقاطه وما أشبه ذلك.

والنظافة في ممارسة الجنس.

والنظافة في الشهوة الجنسية فيحرم الاستمناء وما أشبه.

والنظافة في التعامل مع أموال الناس حيث احترامها وحرمة مصادرتها وما أشبه ذلك، قال الله تعالي: ?لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم?()

ومنها نظافة الحكومات في تعاملها مع الشعب بمنح الحريات وغيرها فالناس أحرار في الأطر الإسلامية.

والنظافة في الأخلاق مع الناس بحرمة العنف أحياناً وبكراهته أحياناً.

ولزوم رعاية النظافة بالنسبة إلي أصل الإسلام وسمعته وذلك بعدم جواز عمل شيء يشوه سمعة الإسلام من أعمال العنف والارهاب.

والنظافة في الطب.

والنظافة في الجانب الاقتصادي.

والنظافة في الجانب الاجتماعي حيث الأخوة الإسلامية وغيرها، فلا فضل لعربي علي عجمي ولا لعجمي علي عربي إلا بالتقوي().

والنظافة بالنسبة إلي الأمة الإسلامية جمعاء، حيث إن المسلمين أمة واحدة، فلا حدود جغرافية بينهم.

والنظافة بالنسبة إلي البلاد الإسلامية.

والنظافة بالنسبة إلي الأسلحة، حيث يجب التجرد من أسلحة الدمار الشامل، والتوسط في الباقي فلا الإفراط ولا التفريط.

والنظافة في اجراء التجارب العلمية بحيث لا تسبب فساد الجو أو البر، أو البحر.

والنظافة في مختلف مراحل

العمر من بلوغه وكونه شاباً، ثم شيخاً بعدم ارتكاب المحرمات فيها.

والنظافة في اليانصيب حتي لا يعمل عملاً يكون من القمار كما ذكرناه في الفقه.

والنظافة في عالم الاتصالات كالهواتف واللاسلكي برعاية الأمانة وما أشبه.

ونظافة التعامل مع الحكومات العادلة والجائرة.

ونظافة التعامل مع الدول المجاورة.

ونظافة التعامل مع سائر الدول المسلمة أو الكافرة.

والنظافة في مجلس الأمن الدولي ولجنة حقوق الإنسان وما اشبه من المنظمات العالمية.

والنظافة في الفكر.

والنظافة في القول.

والنظافة في العمل.

والنظافة في المسائل الاعتقادية، بخلوها عن الخرافات وما أشبه.

والنظافة في الرياضة البدنية، وما أشبه ذلك.

والنظافة في النوم.

والنظافة في الحوار العلمي

والنظافة في الحوزات العلمية بحفظ استقلاليتها وعدم خضوعها للحكومات.

والنظافة في الجامعات، والمعاهد العلمية وما أشبه.

والنظافة فيما يرتبط بالانسان من البيت إلي المعمل والمصنع

ومسألة الحمام وما يرتبط به من النظافات.

ونظافة الروح بصورة عامة.

والنظافة بالنسبة إلي النذر والعهد واليمين.

والنظافة بالنسبة إلي الوقف

والنظافة في الوصية.

والنظافة في الإرث.

ونظافة الدولة من الاستبداد بل من كل المحرمات الشرعية.

ونظافة الشعب.

ونظافة الأحزاب.

ونظافة الجمعيات.

ونظافة الهيئات.

ونظافة السياسة بصورة عامة.

ونظافة الإعلام.

ونظافة القلم.

ونظافة البيان.

ونظافة الأمن بحرمة التجسس علي الشعب علي تفصيل ذكرناه في كتاب (الدولة الإسلامية) من الفقه.

ونظافة السجن برعاية كافة حقوق السجين.

والنظافة من التعذيب والاهانة وما أشبه في السجن وغيره.

والنظافة من القذف.

والنظافة من اتهام الأبرياء.

والنظافة من الفتنة.

ونظافة السفر ونظافة الحضر.

ونظافة التأليف ونظافة الكلام ونظافة المنبر ونظافة الكتب والمجلات والجرائد وما أشبه ذلك، ونظافة الاذاعات والتلفزيونات والأقمار الصناعية والفيديوهات والأشرطة ونحوها.

والنظافة الثقافية والنظافة في التعليم، ونظافة العلم باجتناب العلوم المحرمة وما أشبه ذلك.

والنظافة من أخذ الضرائب غير الشرعية ونظافة الجمارك وإنما اللازم انطباق قانون (لا ضرر) لا قانون المكوس والجمارك.

والنظافة مما جاء به الاستعمار من الجواز والاقامة والهوية والرخصة وما أشبه.

ونظافة الحكم وتطبيقها حسب قانون الشوري لا الاستبداد.

ونظافة التعامل مع الأقليات الدينية.

ونظافة

التعامل مع المرتد الفطري والملي بقبول توبته والسعي لهدايته.

ونظافة التعامل مع المجرمين حسب ما أمر به الشرع.

ونظافة التعامل مع الجاهلين حيث قال عليه السلام: «رفع ما لا يعلمون» ().

ونظافة التعامل مع المعارضة.

ونظافة كتابة التاريخ وعدم الزيادة والنقيصة فيها.

إلي غير ذلك من أقسام النظافة وهي كثيرة جداً فان الإنسان قد يكون نظيفاً فيها أو لا يكون، وقد تكون واجبة وقد تكون مندوبة.

وهذه النظافات وان كان بعضها متداخلاً مع بعض أو بينها عموم مطلق أو من وجه لكن الجامع هو (النظافة) والطهارة والنزاهة، وهناك نظافات أخري تعرفها مما ذكرناه.

حكمة وجوب النظافة واستحبابها

مسألة: الإسلام قرر النظافة مطلقاً وفي كل الأمور كما ذكرنا بعض مصاديقها في المسألة السابقة، الا انها لم تكن بأجمعها من الإلزاميات، فإنه ضيق دائرة الوجوب والالزام ببعضها كنظافة الأكل والشرب في الجملة والصلاة والطواف وبعض الأمور السياسية والاقتصادية وما أشبه، حيث لا يصح الاطلاق في الأمر بالاجتناب، وذلك من جهة ان الناس عادة لا يتحملون كثرة الأحكام الاقتضائية، كما أشرنا إلي ذلك في بعض كتبنا() وقد قال صلي الله عليه و اله: «لولا ان أشق علي أمتي لأمرتهم…» () إلي غيرها من الروايات، وما ذكرناه هو حكمة وجوب بعض النظافات وحكمة استحباب بعضها الآخر، بحسب المصلحة الواقعية.

النظافة والقانون العام

مسألة: هناك بعض الأمور مما ورد في هذا الباب قد لا يكون من جهة النظافة في خصوص المورد وان كان بالنظر إلي كليه وإنما هو من جهة القانون العام، أو من جهة أخري، مثل الجنابة بسبب الدخول بلا إنزال، فان الغسل حينئذ نظافة، وقد يكون هذا وقاية عن الإفراط، فإن كثيراً من الناس إذا لم يكن عليهم الغسل يفرطون في الأمر، مما يضر بصحتهم وأمورهم المعاشية والمعادية حيث إن الاتصال الجنسي يؤدي إلي جهود عضلية وما أشبه وقد ذكر الأطباء لزوم إزالة تبعات هذا الجهد بالاستحمام والرياضة البدنية وما أشبه، ليعود للجسم نشاطه، ولتبقي قدرته، هذا بالاضافة إلي ان الملامسة مقترنة بالانفعالات النفسية، وللغسل التأثير الإيجابي في ذلك مما لا يكون في الغَسل بالفتح أو الرياضة أو ما أشبه، كما إن الملامسة تؤثر علي الدورة الدموية في جسم الإنسان فاللازم الغسل كما أمر به الشرع لعلمه بالحقائق الكونية.

أقسام النظافة

مسألة: من الواضح أن النظافة نوعان:

1: نظافة مادية ترتبط بالحياة المادية والجسمية، كالمأكل والمشرب والمسكن والمنكح والشارع ووسائل النقل وغيرها من الماديات.

2: ونظافة معنوية ترتبط بالحياة المعنوية والروحية، كسلامة الروح، وطهارة القلب، وصفاء النفس، وغير ذلك من المعنويات.

أما النظافة المادية: فهي شرعاً عبارة عن توجيه الإسلام للانسان في نقاء جسده، وطعامه، وشرابه، ومجلسه، وأثاثه، من الأوساخ والأقذار والنجاسات، وهكذا بالنسبة إلي سائر ما يرتبط به من المسكن والمعمل وما أشبه.

وأما النظافة المعنوية: فهي شرعاً عبارة عن توجيه الإسلام للإنسان في نقاء القلب، وصفاء النفس، ونزاهة الروح من فساد النية والكبر والحسد والحقد والأنانية والرياء وسوء الظن والشح والجبن والخرق وغير ذلك، مما سنتعرض لها باذن الله سبحانه وتعالي في الفصل الثاني من هذا الكتاب.

هذا وقد ورد في

الآيات المباركات وفي كلمات الرسول صلي الله عليه و اله والأئمة الطاهرين عليهم السلام جملة كبيرة من الأمور المربوطة بالنظافتين، كما سبق.

مثل قوله تعالي: ?وإذا مرضت فهو يشفين?().

وقوله سبحانه: ?يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس?().

وقوله تعالي: ?إذا قمتم إلي الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلي المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلي الكعبين?().

وقوله سبحانه: ?وان كنتم جنباً فاطهروا?().

وقوله تعالي: ?ويشف صدور قوم مؤمنين?().

وقوله سبحانه: ?وشفاء لما في الصدور?().

بين النظافة الجسدية والروحية

بين النظافة الجسدية والروحية

مسألة: قد ربط الإسلام بين النظافتين الجسدية والروحية والمادية والمعنوية، وأكد عليهما معاً لأمرين:

حسن الاهتمام بالجسد

الأمر الأول: لأن الإسلام دين كامل متوازن يجمع بين مصالح الإنسان البدنية والروحية، الأخروية والدنيوية، وليس كالمادية المبتدعة التي تهتم ببعض جوانب الجسد فقط كنظرية فرويد() ومن أشبهه، ولا كالرهبانية المخترعة التي تهتم ببعض جوانب الروح فقط كمرتاضي الهند ومن أشبههم.

وذلك كي يصبح الإنسان قوياً وسليماً، صحيحاً ومعافاً، وذا مظهر حسن حيث قال عزوجل: ?ولقد كرمنا بني آدم?()، وهذا من ضروريات الدين الذي يعرفه كل مسلم له إلمام بأوليات الإسلام، وحينئذ يكون مهيئاً للحياة السعيدة في الدارين.

التأثير بين الروح والجسد

الأمر الثاني: لأن كلاً من الجسد والروح يؤثر في الآخر بما قد لا نعرف الوجه في ذلك، أو لانعلم تفاصيله، وإنما يعلمه الله سبحانه وتعالي، فنحن نعرف الآثار فحسب.

مثلا: إذا كان الروح قلقاً أو ما أشبه، فانه يؤثر ذلك علي جسمه، فيبيت محموماً لا ينام الليل، وكذلك الذي يحكم عليه بالسجن والإعدام، أو التهجير والتبعيد، أو ما أشبه ذلك، فانك تراه قلقاً مضطرباً لا ينام طول الليل حتي إذا كان في أفخم أثاث وأحسن صحة وأكبر متعة.

وكذلك العكس فإذا كان الجسد مريضاً أو ما أشبه، فانه يؤثر ذلك في روحه فيصبح مهموماً مغموماً، قلقاً مضطرباً، ولذا قالوا: «العقل السليم في الجسم السليم» ومن هنا جاء الإسلام ليعتني بالأمرين معاً اعتناءاً متوازناً يكمل أحدهما الآخر.

فالإسلام يؤكد علي سلامة الطبع وتطهير القلب وتزكية النفس وحسن الخلق وملازمة الآداب العامة، والترقي في السلوك إلي المستوي المطلوب، وحسن الظن بالله وبالناس، وحتي بالنفس في الجملة() وترك المعاصي وملازمة التقوي وخدمة الناس وغير ذلك من الفضائل.

كما ينهي عن كل ما يقابل تلك من الرذائل، ولعل ما قاله الرسول صلي الله عليه و اله: «ان في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا

فسدت فسد الجسد كله إلا وهي القلب» () إشارة إلي ذلك.

وقد قال سبحانه: ?إلا من أتي الله بقلب سليم?().

من آثار عدم النظافة

مسألة: لقد حصن الإسلام المسلمين بل البشرية جمعاء من الأمراض والأعراض وما أشبه، شريطة امتثال أوامره في قواعد النظافة التي عمت كل شيء، وفي قواعد الطهارة في جملة من الأمور.

كما إنه دعا إلي تجسيدهما مضافاً إلي ما فيهما من الجمال والصحة في الواقع العملي والخارجي في الوضوء والغسل والتطهير والتيمم والتنظيف.

كما إنه أمر بالنظافة في الأطعمة والأشربة وغير ذلك.

وقد ثبت صحياً في العلم الحديث حتي عند الذين لا يؤمنون بالاسلام: ان ارتكاب ما نهي عنه الإسلام من المحرمات أو المكروهات يوجب الأمراض والأوبئة والمشاكل الفردية والاجتماعية، ونحن نجد اليوم كثرة الأمراض التي أخذت تغزو المجتمعات الغربية التي لا تطبق التعاليم الإسلامية في الأطعمة والأشربة والمعاشرات الفردية والاجتماعية، فان الغربيين حيث انزلقوا إلي مهاوي الرذيلة شهدوا الأمراض الكثيرة مما لم يسبق لها نظير، من الإيدز وما أشبه ذلك حيث إنه اليوم أخذ يفتك بملايين من البشر() ممن خالفوا قواعد الإسلام في الصحة والنظافة، وتعاليمه في الوقاية والمناعة، حتي أصبح المرض لا يقض مضاجع المرضي وحدهم بل المجتمع بكامله.

وقد ثبت علمياً أن الزنا والشذوذ الجنسي وما أشبه ذلك من المفاسد الخلقية، والأمور الخلاعية، واشاعة الفحشاء في القضايا الشهوية من أهم أسباب هذا المرض الذي لم يزل مستعصيا علاجه علي عالم الطب الحديث، مع تعاون كافة الجهات الدولية للتغلب عليه فانه إلي الآن بقي بلا جدوي، فصدق سبحانه حيث قال: ?لاتقربوا الزنا انه كان فاحشة وساء سبيلا?().

وذلك بعد أن حدّد الطرق المشروعة للإشباع ومدح المتلزمين بها بقوله تعالي: ?والذين هم لفروجهم حافظون ? إلا علي أزواجهم أو ما ملكت

أيمانهم فانهم غير ملومين?().

إلي غيرهما من الآيات والروايات التي وردت بهذا الصدد.

الإسلام دين النظافة والطهارة والجمال

الإسلام دين النظافة والطهارة والجمال

مسألة: الإسلام دين طهارة ونظافة وجمال، وكما أمر بهما أمر به أيضا في الأمور المادية والمعنوية، والبحث الآن: عما يرتبط بالماديات من الأمور الثلاثة.

أما النظافة: فقد وجه الإسلام عناية كبيرة إليها، وذلك لأن النظافة بالاضافة إلي كونها طهارة وجمالاً، وصحة وعافية، توجب انشراح النفس، والنفس المنشرحة مبعث كل خير، بخلاف النفس المنقبضة التي هي سبب كل تأخر وتقلص، وانهزام ورجعية، كما ثبت ذلك في علم النفس().

وأما الطهارة: فانها من أوجب الواجبات العبادية في الصلاة والطواف وما أشبه، ومن البين التأكيد علي الطهارة المائية أو الترابية وضوءاً أو غسلاً أو تيمماً كل في مورده، ومن الواضح ان ذلك غير النظافة المفروضة علي الجسد كله وجوباً أو استحباباً.

وأما التجمل: فلا جناح علي الإنسان ان يجمل بيته أو دكانه أو سائر ما يرتبط به بأنواع التجمل سواء من النباتات أو الحيوانات أو النقوش أو ما أشبه ذلك، مما يوجب المنظر البهي والرائحة الطيبة.

لكن الإسلام لا يحب الغلو فيها إفراطاً كما لا يحبه تفريطاً، فاللازم ان لا يشتمل بيت الإنسان أو محله أو ما أشبه ذلك علي مظاهر الترف والسرف، والتبذير والتشويه، فان الإسلام دين وسط في كل شيء لا يُقرّ زيادة ولا نقيصة حتي في العبادة، فقد رأي رسول الله صلي الله عليه و اله إنساناً أوغل في العبادة فنهاه عن ذلك قائلاً له: «ان الراكب المنبت لا سفراً قطع ولا ظهراً أبقي» ().

وقد أعطي صلي الله عليه و اله قاعدة عامة قبل هذه الكلمة المباركة بقوله: «ان هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق» ().

كما ان قصة علي أمير المؤمنين عليه السلام مع علاء في البصرة

مشهورة وفي نهج البلاغة مذكورة().

بين النظافة والجمال

مسألة: النظافة والطهارة شيء والجمال شيء، فكما أمر الإسلام بالطهارة والنظافة المادية والمعنوية وجوباً أو ندباً، كذلك أمر بالجمال في كل الأمور، من الجمال المعنوي والجمال المادي في الملابس والبدن والأثاث والمتاع، وفي كل شيء، وذلك لإطلاق المتعلق في الروايات، ومن الواضح أن إطلاق المتعلق أو حذفه يفيد العموم، ففي حديث الأربعمائة الذي بينه علي عليه السلام فيما يصلح للمؤمن في دينه ودنياه قال عليه السلام: «إن الله عزوجل جميل يحب الجمال ويحب أن يري اثر نعمته» ().

وفي رواية أنه عليه السلام «تلا قوله تعالي: ?قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق?()وقال: فالبس وتجمل فإن الله يحب الجمال وليكن من حلال» ().

وفي بعض الروايات إن حكمة بعض مستحبات النظافة الجمال، ففي رواية عن علي عليه السلام قال: «قال لنا رسول الله صلي الله عليه و اله: ليأخذ أحدكم من شاربه وينتف شعر أنفه فان ذلك يزيد في جماله» ().

والمناط في هذه الرواية يشمل مثل أخذ الشعر من الأذن أو شعور النساء التي تنبت أحياناً في أذقانهن أو ما أشبه ذلك.

وعن الصادق عليه السلام قال: «أخذ الشعر من الأنف يحسن الوجه» ().

وفي رواية أخري عن النبي صلي الله عليه و اله قال: «ليأخذ أحدكم من شاربه وشعر أنفه وليتعاهد نفسه فان ذلك يزيد في جماله، وقال صلي الله عليه و اله وكفي بالماء طيباً» ().

الجمال في الروايات

الجمال في الروايات

مسألة: قد وردت مادة الجمال في كثير من الروايات نشير إلي بعضها، وهي تدل علي لزوم الجمال والنظافة في العديد من جوانب الحياة في الجملة.

فعن أبي جعفر عليه السلام قال: «كان فيما ناجي الله عزوجل به موسي عليه السلام: أكرم السائل ببذل يسير أو برد جميل» ().

وفي

رواية أن رسول الله صلي الله عليه و اله قال: «لا يكمل المؤمن ايمانه حتي يحتوي علي مائة وثلاث خصال إلي قوله عليه السلام أن يكون جوال الفكر جوهري الذكر، كثيراً علمه، عظيماً حلمه، جميل المنازعة، كريم المراجعة، أوسع الناس صدراً، وأذلهم نفساً» ().

وعن علي عليه السلام أنه قال: «الصبر صبران صبر عند المصيبة حسن جميل…» ().

وعن أبي جعفر عليه السلام قال: «الصبر صبران، صبر علي البلاء حسن جميل، وأفضل الصبرين الورع عن المحارم» ().

وفي رواية عن أمير المؤمنين عليه السلام: «الحياء سبب إلي كل جميل وأوثق العري التقوي» ().

وقال جابر لعلي عليه السلام يوماً «كيف أصبحت يا أمير المؤمنين؟ فقال عليه السلام: وبنا من نعم الله ربنا ما لا نحصيه مع كثرة ما نعصيه، فلا ندري ما نشكر، أجميل ما ينشر أم قبيح ما يستر» ().

وفي حديث عنه عليه السلام: «والذكر ذكران ذكر عند المصيبة حسن جميل وافضل من ذلك ذكر الله عند ما حرّم الله عليك فيكون ذلك حاجزاً» ().

وعن خيثمة قال: «كان الحسن بن علي عليه السلام إذا قام إلي الصلاة لبس أجود ثيابه، فقيل له: يا بن رسول الله لم تلبس أجود ثيابك؟ فقال: إن الله تعالي جميل يحب الجمال فأتجمل لربي وهو يقول: ?خذوا زينتكم عند كل مسجد ?() فأحب أن ألبس أجود ثيابي» ().

وفي دعاء يوم الاثنين لعلي عليه السلام: «إلهي أتقيمني مقام التهتك وأنت جميل الستر إلي قوله عليه السلام وليس من جميل امتنانك رد سائل مأسور ملهوف، ومضطر لانتظار خيرك المألوف» ().

وفي دعاء البهاء في أسحار شهر رمضان: «اللهم إني أسألك من جمالك بأجمله وكل جمالك جميل، اللهم اني أسألك بجمالك كله…» ().

ولا يخفي أن ما ذكر

مما يرتبط بجمال الله سبحانه وتعالي من باب ما ورد من قوله عليه السلام: «تخلقوا بأخلاق الله» ().

وفي حديث: «نظر أبو عبد الله عليه السلام إلي غلام جميل فقال: ينبغي أن يكون أبو هذا الغلام أكل السفرجل» ().

وقال عليه السلام: «السفرجل يحسن الوجه ويجم الفؤاد» ().

وفي شعر ابن الأعسم الذي هو مأخوذ من الروايات:

«وفي السفرجل الحديث قد ورد

تأكله الحبلي فيحسن الولد» ()

وفي حديث قال الصادق عليه السلام: «الخلق الحسن جمال في الدنيا ونزهة في الآخرة» ().

وفي حديث عنه عليه السلام: «حلق الرأس في غير حج ولا عمرة مثلة لأعدائكم وجمال لكم» ()، وذلك لأن الإنسان في الحج يجب عليه الحلق أو التقصير، أما في غير الحج فلأن الأعداء كانوا قد اعتادوا وضع الشعر فيكون حلقها مثلة لهم، أما المؤمنون فحيث اعتادوا الحلق اتباعاً للسنة يكون لهم جمالاً.

وفي حديث: «لا جمال أحسن من العقل» ().

وفي حديث آخر: «لا جمال أزين من العقل» ().

وفي الرواية: «حسن الصورة جمال ظاهر وحسن العقل جمال باطن» ().

وفي الدعاء عن الباقر عليه السلام عقيب صلاة الليل: «وأنت الله جمال السماوات والأرض» ().

وعن غياث عن الصادق عليه السلام عن آبائه عليهم السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: «عقول النساء في جمالهن وجمال الرجال في عقولهم» ().

أقول: هذا كناية عن أن جمال المرأة مطلوب، كما أن عقل الرجل مطلوب، وإلا فالجمال فيهما جمال والعقل فيهما عقل كما هو واضح، ومن المعلوم أن الكلام ينظر إلي مقصده لا إلي لفظه، فإذا قيل: (فلان كثير الرماد) أريد منه الكناية عن كرمه، وإذا قيل: (أقطع لسان فلان) أريد منه أن أكرمه بشيء حتي لا يتكلم، إلي غير ذلك من الأمور التي ذكروها في علم البلاغة.

وفي

من لا يحضره الفقيه: «قال رسول الله صلي الله عليه و اله لرجل: احلق فإنه يزيد في جمالك» ().

ورأيت حديثاً في غير كتبنا يقول: أن رسول الله صلي الله عليه و اله دعا لإنسان أن يبقي الله جماله، فبقي شعره أسود إلي آخر عمره الطويل.

وفي حديث يخاطب الله سبحانه وتعالي ويقول: «وأنت البهي في جمالك وأنت العظيم في قدرتك» ().

وفي حديث: «وعجزت العقول عن إدراك كنه جمالك» ().

وفي حديث آخر: «وألبسني جمالاً في خلقك وزينة في عبادك» ().

وعن الرضوي عليه السلام: «إذا أردت التزويج فاستخر وامض ثم صل ركعتين وارفع يديك، وقل: اللهم إني أريد التزويج فسهل لي من النساء أحسنهن خَلقاً وخلقاً وأعفهن فرجاً وأحفظهن نفساً فيّ وفي مالي، وأكملهن جمالاً وأكثرهن أولاداً» ().

وعن محمد بن نصر عن الرضا عليه السلام قال، قال أبي: «ما تقول في اللباس الحسن، فقلت: بلغني أن الحسن عليه السلام كان يلبس، وأن جعفر بن محمد عليه السلام كان يأخذ الثوب الجديد فيأمر به فيغمس في الماء، فقال لي: البس وتجمل فإن علي بن الحسين عليه السلام كان يلبس الجبة الخز بخمسمائة درهم» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين: «إن الله جميل يحب الجمال» ().

وفي حديث آخر تحليل للأمر بالتجمل يقول: «لأنه جميل يحب الجمال» ().

وعن علي بن أبي طالب (صلوات الله عليه) قال: «قال لنا رسول الله صلي الله عليه و اله، ليأخذ أحدكم من شاربه وينتف شعر أنفه فإن ذلك يزيد في جماله» ().

وفي حديث آخر عن علي عليه السلام: «الجود جمال الفقير» ().

وفي رواية في صفات المؤمن: «هو جميل المعاشرة طلق الوجه بساماً من غير ضحك» ().

وعن سهل بن زياد رفعه قال:

قال أمير المؤمنين عليه السلام: «العقل غطاء ستير، والفضل جمال ظاهر، فاستر خلل خلقك بفضلك، وقاتل هواك بعقلك، تسلم لك المودة وتظهر لك المحبة» ()

إلي غير ذلك من الروايات التي يجدها المتتبع في مصادرها وحتي في الأدعية وغيرها.

بين الإسلام والمسلمين

مسألة: إن انحراف بعض المسلمين عن تعاليم الإسلام، ومنها ما يرتبط بالنظافة بالمعني الأعم، ليس معناه انحراف الإسلام وتأخره. بل معناه إنهم لم يأخذوا بالاسلام وإلا لتقدموا، وذلك مثل انحراف بعض الحكومات عن الديمقراطية، فان ذلك ليس من مساوئ الديمقراطية بل من مساوئ الحكومات المنحرفة عنها.

وباللسان العلمي الإشكال في الصغري لا في الكبري، فإن الإسلام سام في جميع أموره: عقائده وأحكامه، أخلاقه وآدابه، سننه وشرائعه، وما أشبه ذلك، فانه «يعلو ولا يعلي عليه» كما ورد().

وسائر تعاليمه صالحة للتطبيق في كل زمان ومكان، وتعطي الثمار الطيبة، والنتائج الجميلة لكل من طبق الإسلام علي نفسه أو أسرته، وجماعته أو دولته، أو غير ذلك.

المبالغة في النظافة إجمالا

مسألة: الظاهر استحباب إعفاء حتي الآثار التي هي للنجاسة وإن لم تكن نجساً كما يفهم من جملة من الأخبار، مثل خبر علي بن أبي حمزة عن العبد الصالح عليه السلام قال: «سألته أم ولد لأبيه إلي قوله: قالت: أصاب ثوبي دم الحيض فغسلته فلم يذهب أثره، فقال: أصبغيه بمشق حتي يختلط ويذهب» ().

وفي حديث ابن أبي منصور قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: «امرأة أصاب ثوبها من دم الحيض فغسلته فبقي أثر الدم في ثوبها، فقال: قل لها تصبغه بمشق حتي يختلط» ().

كما يستحب غسل الثوب من دم البراغيث وأشباهه وإن لم تكن نجسة، فعن الباقر والصادق عليهما السلام: «رخصا عليهما السلام في النضح اليسير منه ومن سائر النجاسات مثل دم البراغيث وأشباهه» وقالا عليهما السلام: «فإذا تفاحش غسل» ().

أما إنه لا وجوب، فلما رواه الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «سألته عن دم من البراغيث فقال: ليس به بأس وإن كثر» ().

وكذلك يستحب الغسل لمن مس شيئاً نجساً يابساً غير

متعد، ففي رواية عنهم (صلوات الله عليهم أجمعين): «رخصوا عليهم السلام في مس النجاسة اليابسة الثوب والجسد إذا لم يعلق بهما شيء منها كالعذرة اليابسة والكلب والخنزير والميتة» ().

وعن الرضوي عليه السلام: «وإن مسست ميتة فاغسل يديك» ().

ومنها ما ورد في الحديث الشريف: عن مسعدة عن جعفر عن أبيه عن آبائه عليهم السلام «إن النبي صلي الله عليه و اله قال لبعض نسائه: مُري نساء المؤمنين أن يستنجين بالماء وليبالغن فانه مطهرة للحواشي ومذهبة للبواسير» ().

ولا يخفي أن المبالغة حسنة ما لم تصل إلي حد الوسواس فانه مكروه أو محرم حسب موارده.

الأنبياء عليهم السلام يدعون إلي النظافة

مسألة: من أهم ما يدعو إليه الأنبياء عليهم السلام النظافة بالمعني الأخص والأعم، وقد ذكرنا في بعض كتبنا أن الأنبياء عليهم السلام يدعون إلي أمرين:

1 تنظيف العقيدة عن الأوهام والأباطيل والخرافة، ثم الاعتقاد بالحق والواقع.

2 تنظيف العمل عن الجور والرذيلة وما إليهما، والتعويض بالأعمال الصالحة والإرشاد نحو الحق والصراط المستقيم.

فانا إذا نظرنا إلي العقائد التي كانت تسود العالم ولازالت بعضها كذلك، نراها من هذا القبيل:

عبادة الأصنام والأوثان، الناشئة عن الاعتقاد بألوهيتها.

عبادة الشمس والقمر والكواكب.

عبادة النار.

عبادة أفراد من البشر، كفرعون ونمرود.

عبادة بعض الحيوانات.

الاعتقاد بالنفع والضرر من أشياء موهومة.

الاعتقاد بعدم الإله، والخالق.

الاعتقاد بإلهين: إله للخير، وإله للشر.

الاعتقاد بأن المسيح عليه السلام هو الله، أو ابن الله، أو كون «عزير» ابن الله.

الاعتقاد بكون الإله جسماً، أو له بنات.

وما أشبه ذلك، وكلها خرافة وأوهام، فالأنبياء عليهم السلام كانوا يرشدون إلي لزوم النظافة من هذه الخرافات والأباطيل.

كما كانوا يرشدون إلي لزوم تنظيف العمل عن الجور، فإن بعض الأعمال التي تصدر عن الناس، فيها جور بالنسبة إلي المجتمع، أو إلي النفس، أو ما أشبه.

فمثلاً: القتل، والزنا، والربا، والرشوة، وأكل

مال الناس بالباطل، والسرقة، والاحتكار، ونحوها، جور بالنسبة إلي المجتمع..

وأكل لحم الخنزير، وشرب الخمر، والقمار، والانتحار، ونحوها، جور بالنسبة إلي النفس..

وعدم العبادة لله تعالي، وسوء الخلق، وعدم الاستقامة في البيع والشراء والنكاح والطلاق والإرث والقضاء، وغيرها، كلها أعمال جائرة..

والأنبياء عليهم السلام يدعون الناس إلي التنظيف من كل ذلك حتي تستقيم أخلاق الناس، وأعمالهم، وعباداتهم، وعقائدهم، وإذا راجعنا التاريخ نري: ان كل عصر ساد فيه تعاليم الأنبياء عليهم السلام عاش الناس في خير ورفاه، وأمن وسلام، وغني وصحة، وعلم وثقافة، وكل خير، وخير.

وبالعكس كل عصر ساد فيه قوانين الأرض، أو خرافة العقيدة، فانه كان أتعس عصور التاريخ، وأكثرها ظلماً وجوراً، واستعبادا واستغلالا.

نظافة القرآن وعدم تحريفه

مسألة: يعتقد علماء الشيعة بان القرآن لم يزد فيه حتي نقطة أو حركة في الإعراب أو البناء، كما لم ينقص منه شيء كذلك، وأن رسول الله صلي الله عليه و اله هو الذي جمع القرآن وهو الموجود الآن ما بين الدفتين، وقد ذكر ذلك ايضاً والدي رحمة الله عليه في (أجوبة المسائل الدينية) المطبوعة في كربلاء المقدسة، كما إني أشرت إلي ذلك في كتاب (الفقه: حول القرآن الحكيم)().

وقد كتب الحاج النوري رحمة الله عليه في كتابه (فصل الخطاب في عدم تحريف الكتاب) أجوبة بعض الروايات التي ربما يستفيد البعض منها التحريف، وأنها غير صحيحة سنداً، أو خالية عن الدلالة، وكتابه قد حرف من قبل بعض السفارات الغربية، وذلك بذكر الروايات وإسقاط أجوبتها، كما أخبرني بذلك جماعة منهم المرجع الديني الكبير السيد شهاب الدين المرعشي النجفي، وآية الله السيد مرتضي الكشميري، الذي كان من تلامذة المرجعين الكبيرين السيد حسين القمي رحمة الله عليه والسيد حسين البروجردي رحمة الله عليه، وقد حرضت بعض المؤمنين ان يطبع

الكتاب بكامله.

كما أن أحد علمائنا كتب كتابا حول ما يزعمه البعض من الاشكالات علي القرآن فحرف مسيحي الكتاب إذ اسقط الأجوبة وذكر الإشكالات فقط وطبع الكتاب.

ويا حبذا لو أن بعض علماء السنة كتب كتابا حول عدم صحة روايات تحريف القرآن عندهم، المذكورة في صحاحهم وغير صحاحهم، فإني أظن انه لو فحص تلك الروايات لكانت إما ضعيفة السند أو عديمة الدلالة، حتي ينزه القرآن من أمثال هذه الشبهات، وقد قال تعالي: ?لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد?().

وقال في حقه سبحانه: ?انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون?().

حرمة تنجيس القرآن

مسألة: يحرم تنجيس خط وكتابة القرآن الكريم، ويجب إزالة النجاسة عنه فوراً إذا تنجس، ولو كان التنجيس بسبب هواء أو طفل أو حيوان أو ما أشبه، أما إذا تنجس الجلد وكان هتكاً فهو كذلك، وأما إذا لم يكن هتكاً لم يجب بل يستحب.

وكذا يحرم وضع القرآن علي عين النجاسة مثل الدم والميتة الموجبة للهتك وان كانت يابسة، ويجب رفع القرآن عنها فوراً وان كان الواضع حيوان أو طفل أو هواء أو غير ذلك.

وكذلك يحرم كتابة القرآن بالحبر النجس ولو حرفاً واحداً، ولو كتب يلزم تطهيره أو محوه بالحك أو ما أشبه حتي لا يسمي قرآناً.

وإذا سقط ورق القرآن أو شيء آخر مما يجب احترامه كالورقة التي كتب عليها اسم الله عزوجل أو النبي صلي الله عليه و اله أو الإمام عليه السلام في المرافق الصحية وجب إخراجه وتطهيره وان كلف ذلك أجرة وأما إذا لم يمكن إخراجه فاللازم ترك تلك المرافق حتي يتيقن باضمحلاله وفناء الكتابة.

مس المصحف

مسألة: يستحب الوضوء لمن يريد مس المصحف، وكذلك من يريد كتابته وقراءته، أما مس الخط فيجب أن يكون متطهراً.

فعن علي بن جعفر عن موسي بن جعفر عليه السلام «قال: سألته عن الرجل يحل له أن يكتب القرآن في الألواح والصحيفة وهو علي غير وضوء؟ قال: لا» ().

وعنه عليه السلام قال: «المصحف لا تمسه علي غير طهر ولا جنباً ولا تمس خيطه، ولاتعلّقه، إن الله تعالي يقول: ?لا يمسه إلا المطهرون?()» ().

السواك عند قراءة القرآن

مسألة: يستحب السواك عند قراء القرآن.

فعن أحمد بن محمد البرقي في (المحاسن) بسنده عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «قال رسول الله صلي الله عليه و اله: نظفوا طريق القرآن، قيل: يا رسول الله وما طريق القرآن؟ قال: أفواهكم قيل: بماذا؟ قال: بالسواك» ().

وعن علي بن الحكم، عن عيسي بن عبد الله، رفعه قال: «قال رسول الله صلي الله عليه و اله: أفواهكم طريق من طرق ربكم فأحبّها إلي الله أطيبها ريحاً فطيبوها بما قدرتم عليه» ().

وفي حديث عن أمير المؤمنين عليه السلام: «إن أفواهكم طرق القرآن فطهروها بالسواك» ().

النظافة في كل شيء

مسألة: تستحب النظافة في كل شيء وقد تجب، والنظافة بالمعني الأعم تشمل الأعمال والأخلاق وسائر شؤون الإنسان، الفردية والاجتماعية، قال صلي الله عليه و اله: «النظافة من الايمان» ().

نظافة النية

مسألة: يجب تنظيف النية من الرياء وما أشبه في التعبديات كالصلاة والصوم والطواف والحج و… كما يستحب التحلي بنية الخير مطلقاً، وتنظيف النفس من نية الشر، وهناك أبواب وروايات كثيرة في الوسائل ومستدركاتها في هذا الموضوع نشير إلي عناوينها، منها:

باب وجوب النية في العبادات الواجبة واشتراطها مطلقاً.

باب استحباب نية الخير والعزم عليه.

باب كراهة نية الشر.

باب وجوب الإخلاص في العبادة والنية.

باب ما يجوز قصده من غايات النية وما يستحب اختياره منها.

باب عدم جواز الوسوسة في النية والعبادة.

باب بطلان العبادة المقصود بها الرياء.

باب كراهة الكسل في الخلوة والنشاط بين الناس.

باب تحريم الإعجاب بالنفس وبالعمل والإدلال به.

باب جواز السرور في العبادة من غير عجب وحكم تجدد العجب في أثناء الصلاة.

الأمر بالتنظيف مدي الحياة

مسألة: الإنسان مأمور بان ينظف نفسه بنفسه أو بغيره، وغيره كذلك أحياناً، علي سبيل الوجوب أو الاستحباب، من أول ساعة الولادة إلي آخر ساعات القبر، إجمالا.

النظافة في ساعة الولادة

أما أول ساعة الولادة فغسل المولود وما أشبه، فعن سماعة قال: «سئلت أبا عبد الله عليه السلام عن غسل الجمعة فقال: واجب في السفر والحضر إلا أنه رخص للنساء في السفر لقلة الماء، وقال عليه السلام: غسل الجنابة واجب، غسل الحائض إذا طهرت واجب، وغسل المستحاضة واجب إذا احتشت بالكرسف فجاز دم الكرسف فعليها الغسل لكل صلاتين وللفجر غسل، وان لم يجز الدم الكرسف فعليها الغسل لكل يوم مرة والوضوء لكل صلاة، وغسل النفساء واجب، وغسل المولود واجب، وغسل الميت واجب، وغسل الزيارة واجب، وغسل دخول البيت واجب، وغسل الاستسقاء واجب، وغسل أول ليلة من شهر رمضان يستحب، وغسل ليلة إحدي وعشرين وغسل ليلة ثلاث وعشرين سنة لا تتركها فانه يرجي في إحداهن ليلة القدر، وغسل يوم الفطر وغسل يوم

الأضحي سنة لا أحب تركها، وغسل الاستخارة يستحب العمل في غسل الثلاث الليالي من شهر رمضان ليلة تسعة عشرة وإحدي وعشرين وثلاث وعشرين» ().

قال الشيخ رحمه الله تعالي: وغسل المولود عند ولادته سنة.

أقول: إنما ذكرنا الحديث بكامله للدلالة علي أن الغسل وهو من مصاديق النظافة قد يكون واجباً وقد يكون مستحباً كما سيأتي تفصيله، والمستحب قد يكون مؤكداً وقد يكون غير مؤكد، فما فيه واجب يراد به الأعم من الوجوب الشرعي المانع من النقيض وغير المانع، حيث يكون مؤكداً.

هذا بالنسبة إلي حال الولادة ومن المعلوم أن المخاطب غير المولود لأن المولود غير قابل للخطاب، واحتمال بعض أن المراد بالغسل: الغسل بالفتح غير ظاهر بعد قرينة السياق، فإذا ولد مولود، ذكراً كان أو أنثي، يستحب أن يغسَّل غسلاً مثل غسل الجنابة والحيض وما أشبه.

النظافة في القبر

النظافة في القبر

وأما بالنسبة إلي آخر مراحل حياة الإنسان وهو القبر بل وداخله أيضاً، فعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «إذا خرج من الميت شيء بعد ما يكفن فأصاب الكفن قرض منه» ().

وفي حديث آخر: «إذا غسل الميت ثم أحدث بعد الغسل فانه يغسل الحدث ولايعاد الغسل» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «إذا خرج من منخر الميت الدم أو الشيء بعد الغسل فأصاب العمامة أو الكفن قرض منه» ().

وفي رواية أخري عن الصادق عليه السلام قال: «إذا خرج من الميت شيء بعد ما يكفن فأصاب الكفن قرض من الكفن» ().

وفي الرضوي (عليه الصلاة والسلام): «فان خرج منه شيء بعد الغسل فلا تعد غسله ولكن أغسل ما أصاب من الكفن إلي أن تضعه في لحده، فان خرج منه شيء في لحده لم تغسل كفنه ولكن قرضت من كفنه ما أصاب من الذي

خرج منه ومددت أحد الثوبين علي الآخر» ().

وسيأتي ما يدل علي رجحان النظافة بالنسبة إلي الميت وما يتعلق به، بإذنه تعالي.

رش القبر بالماء

مسألة: يستحب رش القبر بالماء وهو من النظافة.

فعن محمد بن الحسن بإسناده عن علي بن الحسين، عن سعد ابن عبد الله، عن محمد بن الحسين، وأحمد بن الحسن بن علي بن فضال عن أبيه، عن علي بن عقبة وذبيان بن حكيم، عن موسي بن أكيل النميري، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «السنة في رش الماء علي القبر أن يستقبل القبلة ويبدأ من عند الرأس إلي عند الرجل، ثم يدور إلي القبر من الجانب الآخر، ثم يرش علي وسط القبر، فكذلك السنة» ().

وعن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد عن محمد بن سنان، عن طلحة ابن زيد، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «كان رش القبر علي عهد رسول الله صلي الله عليه و اله» ().

وعن علي بن إبراهيم عن أبيه، عن حماد بن عيسي، عن حريز عن زرارة قال: «قال أبو عبد الله عليه السلام إذا فرغت من القبر فانضحه، ثم ضع يدك عند رأسه وتغمز كفك عليه بعد النضح» ().

وعبد الله بن جعفر في (قرب الأسناد) عن السندي بن محمد، عن أبي البختري عن جعفر، عن أبيه عليهم السلام: «إن الرش علي القبر كان علي عهد النبي صلي الله عليه و اله» ().

ومحمد بن يعقوب، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله عليه السلام في رش الماء علي القبر قال: «يتجافي عنه العذاب مادام الندي في التراب» ().

ورواه الصدوق في (العلل) عن محمد بن موسي بن المتوكل، عن السعد آبادي،

عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن محمد بن أبي عمير مثله().

وقال محمد بن عمر بن عبد العزيز الكشي في (كتاب الرجال) عن علي ابن الحسن عن محمد بن الوليد أن صاحب المقبرة سأله عن قبر يونس بن يعقوب وقال: «من صاحب هذا القبر فإن أبا الحسن علي بن موسي الرضا عليه السلام أوصاني به وأمرني أن أرش قبره أربعين شهراً، أو أربعين يوماً في كل يوم مرة» ().

وقال الصدوق في الهداية: قال الصادق عليه السلام: «والرش بالماء علي القبر حسن، يعني: في كل وقت» ().

وفي فقه الرضا عليه السلام: «فإذا استوي قبره فصب عليه ماء وتجعل القبر أمامك وأنت مستقبل القبلة وتبدأ بصب الماء من عند رأسه وتدور به علي القبر، ثم من أربع جوانب القبر حتي ترجع من غير أن تقطع الماء فإن فضل من الماء شيء فصبه علي وسط القبر» ().

وفي الجعفريات: أخبرنا عبد الله بن محمد، أخبرنا محمد بن محمد قال: حدثني موسي بن إسماعيل قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: «لما مات عثمان بن مظعون قبله رسول الله صلي الله عليه و اله فلما دفنه رش علي تراب القبر الماء» (). الخبر.

وفي دعائم الإسلام: «عن علي عليه السلام أن رسول الله صلي الله عليه و اله رش قبر عثمان بن مظعون بالماء بعد أن سوي عليه التراب» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام عن آبائه عليهم السلام: «أن أمير المؤمنين عليه السلام لما وضع فاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه و اله في القبر إلي أن قال:

فلما سوي عليها التراب أمر بقبرها فرشّ عليها الماء» ().

نظافة الأكل والشرب

مسألة: يحرم أكل وشرب النجس والمتنجس، ويحرم إطعام الغير من ذلك حتي الأطفال بالنسبة إلي عين النجاسة خاصة، ولكن إذا أكل الطفل الطعام المتنجس، من تلقاء نفسه ولم يكن ضاراً به ضرراً بالغاً لم يجب منعه.

وهناك آداب خاصة للأكل والشرب وهي من مصاديق النظافة بالمعني الأخص أو الأعم، سيأتي ذكرها ان شاء الله تعالي().

النظافة واجتناب التدخين

مسألة: من اللازم اجتناب التدخين مهما أمكن، فانه وان لم يكن حراماً كما أفتي به مشهور الفقهاء، إلا أنه مضر وموجب للتلويث والأوساخ، ومنه كراهة رائحة الفم مما ورد النهي عن حضور حتي المسجد لمن في فمه رائحة الثوم أو ما أشبه، فعن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال: «سألته عن الثوم، فقال: إنما نهي عنه رسول الله صلي الله عليه و اله لريحه» وقال: «من أكل هذه البقلة الخبيثة فلا يقرب مسجدنا فأما من أكله ولم يأت المسجد فلا بأس» ().

أما ضرره: فقد ثبت طبياً أنه ربما يصاب الإنسان بسببه بسرطان الشفة، أو سرطان اللسان، أو سرطان الحنجرة، أو سرطان الرئة، وقد رأيت أنا شخصياً جماعة ماتوا بأنواع منها جرّاء مداومتهم علي التدخين.

لكن الاحتمال لما كان ضعيفاً أو غير معتد به عرفاً لم يكن حراماً، نعم إن كان الاحتمال قوياً مما يعتد به العرف كان محرماً، فان الضرر واجب الاجتناب إذا كان كثيراً عرفاً حيث قال صلي الله عليه و اله: «لا ضرر ولا ضرار» ()، فلا يضر أحد نفسه أو غيره أو يتضارر، بأن يضر هذا ذاك وذاك هذا، كما يدل علي ذلك المعني اللغوي للكلمتين كقوله صلي الله عليه و اله لسمرة: «إنك رجل مضار ولا ضرر ولا ضرار» ()، حيث إن سمرة كان يضرر

غيره، ونتيجة عمله مقابلة الغير له بالمثل كما حدث في قصة نخلته حيث أضر صاحب الدار، وصاحب الدار أضره بقلع نخلته.

والدخان يوجب أضراراً في صحة الفرد والمجتمع، ويؤذي الشخص وأسرته وأصدقاءه ومختلف الناس وتجمعاتهم، بل وكذلك الحيوانات، فان الحيوانات اللطيفة تتضرر بالدخان، كالعلق حيث يتضرر ضرراً كبيراً بسبب دخان السجاير بل أحياناً يموت كما هو المجرب.

هذا وقد تقدم قوله صلي الله عليه و اله: «النظافة من الإيمان» () والسجائر خلاف النظافة فانها تفسد الهواء لاسيما إذا دخن في غرفة أو مكان مغلق أو حافلة نقل أو ما أشبه ذلك.

وهكذا يضر المدخن زوجته وأولاده وأقرباءه المحيطين به، والزوجة المدخنة تضر زوجها، ويؤذي الإنسان بالتدخين أولاده وأفلاذ كبده أيضا.

كما إن المرأة عادة تتنفر من الزوج المدخن وهكذا العكس، مضافاً إلي الإيذاء، فالرجل عادة يتنفر من الزوجة إذا كانت كذلك.

الإسلام ينهي عن المنفرّات

مسألة: ان الإسلام قد نهي عن مطلق المنفرات خاصة بالنسبة إلي الزوجين بل أمر بخلافه من التعطُّر والتطيّب.

قال الإمام الصادق عليه السلام: «ركعتان يصليهما متعطر أفضل من سبعين ركعة يصليهما غير متعطر» ().

وقال رسول الله صلي الله عليه و اله: «الرائحة الطيبة تشد القلب» ().

وعن الإمام الرضا عليه السلام قال: «كان يعرف موضع جعفر عليه السلام في المسجد بطيب ريحه» ().

وعنه عليه السلام قال: «ينبغي للرجل أن لا يدع أن يمس شيئاً من طيب في كل يوم، فإن لم يقدر فيوم ويوم لا، فان لم يقدر ففي كل جمعة لا يدع ذلك» ().

هذا وإذا كانت المرأة المدخّنة حاملاً فالأمر أسوء حيث تضرر الجنين كما ثبت علمياً، فإن هذه الأمهات يؤذين الأجنة دون ان يشعرن بذلك، أو حتي مع الشعور لكن بدون الاهتمام وربما سيؤدي إلي نقص في خلق

الجنين أو خلقه.

مافاً إلي أن كثيراً من المدخنين يفقدون إحساسهم الاجتماعي واحترامهم للقوانين الصحيحة ورعايتهم لحقوق الآخرين، بل يضربون عرض الحائط كل التحذيرات والتنبيهات الصادرة من الأطباء ويؤثرون في فساد حياة الناس بعد أن أفسدوا حياة أنفسهم.

والسجائر وان لم تكن من الخبائث المحرمة لكن لا شك أنها من الخبائث المكروهة، والإنسان المسلم مطالب بأن يطيب رائحة فمه بالتنظيف والسواك، فانه يقرأ القرآن ويخاطب الله سبحانه وتعالي ويؤدي العبادات المفروضة والمستحبة ويذهب إلي المساجد ومشاهد الأئمة الطاهرين عليهم السلام ويلقي الناس ويحاورهم فكيف لا يراعيهم، ولايبعد أن تتأذي الملائكة أيضاً بهذا الدخان كما يفهم من الروايات الواردة في السواك وما جاء في روايات أكل الثوم والبصل قال عليه السلام: «فان الملائكة لتتأذي بما يتأذي به المسلم» ().

ومما يزيد الطين بلة أن كثيراً من المدخنين لا ينظفون أسنانهم فتري أحدهم تنتقل السجائر الضارة بين أصابعه وقد اصفرت أسنانه بسببها، أو شفاهه التي احترقت، وأحياناً تري شاربه قد اصفّر، وكثيراً ما تنفرج شفاهه عن أسنان منخورة قد علتها الكدرة والصفرة، وأحياناً يعلوها السواد مما يتقزز الإنسان من النظر إليها، فمن الضروري إقلاع المدخنين عن هذه العادة الضارة التي استحكمت بهم وصاروا أساري بين براثنها وأنيابها، ليدفع الأذي عن أموالهم وأنفسهم وأسرهم ومجتمعاتهم، فإنه لاشك أن السيجارة تستهلك مالاً كبيراً جداً بالنسبة إلي المكثرين، فقد كان الناس يتعجبون عما ورد في وحي الطفل الذي ظهر في بني إسرائيل حيث كان من اخباراته الغيبية أن في آخر الزمان تأتي نار مدخنتها صدور الناس فكانوا يتساءلون ما معني ذلك حتي ظهرت السجائر سنة ثمانمائة وخمسين هجرية حيث تاريخ ظهورها.

بين الإسلام والمادية

مسألة: جعل الإسلام من موضوعات الأحكام حدثاً وخبثاً، واشترط في أمثال الصلاة

النظافة منهما، بينما المادية لا تقبل إلا بالخبث، أما الأحداث فلا، فالجنابة والحيض والاستحاضة والنفاس والموت وما أشبه تستلزم التطهير بالأغسال شرعاً فحسب، بالاضافة إلي مثل البول والغائط والمني والدم ونحوها.

كما إن المادية لا تقبل بنجاسة البول الحدثية أيضاً فلا تري الوضوء، بل تتصوره مائعاً كالماء من هذه الحيثية، وكذلك لا تري التطهير بالماء فقط بل بإزالة العين أو بالمعقمات وما أشبه، ومن الواضح: أن إزالة العين بالقطن أو ما أشبه ذلك في البول لايكفي بالتنظيف الكامل، وأما مخرج الغائط حيث يتنظف بالماء وهو الأفضل لنزول: ?إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين?() فيمن تنظف بالماء()، وبغير الماء أيضاً، وذلك تيسيراً من جهة كثرة الابتلاء ولزوم العسر والحرج، والحكم إذا جري يعم ما فيه العلة وما ليس فيه العلة لضرب القانون، فلا يقال انه ليس عسر علي بعض الناس أو في بعض الأوقات، كما فصلناه في بعض كتب الفقه، وقد أشار علي أمير المؤمنين عليه السلام إلي هذا القانون بقوله في غسل رسول الله صلي الله عليه و اله: «لجريان السنة» ().

والتطهير والتنظيف وإزالة العين حتي في الماء والتراب والشمس ليست تدقيقات بل الأمر عرفي.

لا نظافة كنظافة الإسلام

مسألة: لا نظافة كنظافة الاسلام، حيث لا افراط ولا تفريط فيه، فعن أبي عبدالله عليه السلام قال في حديث: «كان بنو إسرائيل إذا أصاب أحدهم قطرة بول قرضوا لحومهم بالمقاريض وقد وسع الله عليكم بأوسع ما بين السماء والأرض وجعل لكم الماء طهوراً فانظروا كيف تكونون» ().

الطهارة من الحدث والخبث

مسألة: سبق ان الطهارة تنقسم إلي الطهارة الخبثية والطهارة الحدثية.

فالطهارة الخبثية عبارة عما تخص ظاهر البدن والثوب والمكان وما أشبه ذلك، والطهارة الحدثية ما يرتبط بالجسم والروح معاً.

ومن هنا لم تحتج الطهارة الخبثية إلي قصد القربة ولا إلي القصد أصلاً، بينما الطهارة الحدثية بحاجة إلي القصد أولاً وكونه قربة ثانياً.

وقد أكد الإسلام علي الطهارة بقسميها، فاللازم علي المسلم تنظيف جسده بإزالة النجاسات عنها وكذلك تنظيف ثيابه والمكان الذي يصلي فيه.. بالتطهير والاجتناب عن البول والكلب والخنزير إلي غير ذلك من النجاسات المعروفة في الفقه.

أما بالنسبة إلي الحدث فهي المرتبطة بالوضوء والأغسال، والتيمم بدلا عنهما، والتي هي بين واجب ومستحب، وحيث ان فرض هذه الأمور بمجموعها صعبة علي الإنسان الذي يريد التحرر من الصعوبات، فإن الالزاميات والاقتضائيات قيود يقتصر في موردها، قال تعالي: ?يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر?()، ولذلك جعلها بين واجب ومستحب حسب المصلحة الواقعية التي يراها، وذكر التعليل العام وان كان في مورد خاص، قال سبحانه: ?ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون?().

فان طبيعة العقل أن يأمر بالحسنات وينهي عن الرذائل والقبائح، فانها وان كانت قيوداً لكنها في مصلحة الإنسان فرداً أو اجتماعاً، حالاً أو مستقبلاً، والقوانين السماوية وكذلك الأرضية وضعت لهذا الصدد، ومن هنا جاءت القوانين الصحية وما يرتبط بالمحاكم والمجتمع وما أشبه، فانها تنظر

إليه.

أقسام الطهارة

مسألة: للطهارة أربعة أقسام:

1: تطهير الظاهر عن الأحداث والأخباث.

والأحداث عبارة عن ما يوجب الوضوء أو الغسل، وبدلهما التيمم مثل النوم والإغماء، ومثل الجناية والحيض.

والأخباث عبارة عما يوجب القذارة والوساخة، كالتلوث بالبول والغائط، والمني والدم وما أشبه ذلك..

وقد أشير إلي الحدث في قوله سبحانه: ?وان كنتم جنباً فاطهروا?().

وقوله تعالي: ?إذا قمتم إلي الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلي المرافق?().

وأشير إلي الخبث في قوله سبحانه: ?ويذهب عنكم رجز الشيطان?().

وفي قوله تعالي: ?ويحب المتطهّرين?().

2: تطهير الجوارح عن الجرائم والآثام بحفظ العين عن النظر إلي المحرمات رجلاً أو امرأة، وحفظ اللسان عن الكلام الذي يحرم مثل الغيبة والنميمة والافتراء والتهمة وما أشبه ذلك، وحفظ الأذن عن الاستماع إلي الغناء واستماع الغيبة ونحو ذلك، وحفظ الأنف عن استشمام الروائح الطيبة في حالة الاحرام، وحفظ الجسد عن الملامسات المحرمة بالنسبة إلي المرأة الأجنبية، أو الرجل الأجنبي، أو الجنس الواحد بعضهم بالنسبة إلي البعض، وتنظيف اليد عن السرقة وما أشبه، وتنظيف الرجل عن الذهاب إلي المخمرة والمقمرة.. إلي غير ذلك.

3: تطهير القلب عن الأخلاق المذمومة، والصفات السيئة، والرذائل المحرمة أو المكروهة، كالحسد والجبن والبخل وسوء الظن وما أشبه، كما قال سبحانه: ?يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتي الله بقلب سليم?().

وفي الحديث: «ان الله لا ينظر إلي صوركم وانما ينظر إلي قلوبكم» ().

4: تطهير الفكر والعقيدة عما سوي الله تعالي، كما قال سبحانه: ?قل الله ثم ذرهم?() وهذا من أصعب الأمور، وآثارها من أحسن الآثار وأعظمها ولا ينال ذلك إلا ذو حظ عظيم.

النظافة التعبدية والتوصلية

مسألة: ثم ان التطهير عن النجاسة الحدثية أمر تعبدي بالاضافة إلي أنه نظافة، ولذا لا تصح الطهارة الحدثية بدون القصد، وحتي إذا كانت معه لكنها لم تكن مع

القربة فلا تصح، أما التطهير عن النجاسة الخبثية: فهو أمر توصلي، والنظافة التوصلية لا تحتاج إلي أي منهما كتطهير اليد عن البول أو ما أشبه.

فان من الأمور ما يحتاج إلي القصد ولو بدون القربة مثل المعاملات، ومنها ما يحتاج إلي القربة أيضاً كالعبادات ومنها ما لا يحتاج إليهما كما مثلنا.

التنظيف الشرعي

مسألة: هناك بعض الفروق بين التنظيف الشرعي والعرفي، فقد لاحظ الإسلام في النجاسات الخبيثة النظافة الشرعية وذلك بإزالة النجس عن البدن والثوب والمكان إزالة شرعية وبالأسلوب الذي ورد، لا عرفية فقط، فان من الممكن التنظيف بغير الماء والتراب والشمس وما أشبه ذلك بالمنظفات والمعقمات لكن ذلك لا يكفي شرعا.

لا يقال: حيث ان المقصود التنظيف والتنظيف يحصل بكل تلك، فلماذا لاتكفي في الطهارة؟

لأنه يقال: ان الشارع جعل الكلية وجعل الخصوصية أيضاً حتي يستقيم الجميع في إطار واحد.

بالإضافة إلي إمكان اشتباه الإنسان في التطبيق فيري غير المطهر مطهراً، بينما هو ليس بمنظف أيضاً.

مضافاً إلي أن كثيراً من النجاسات قد تحمل الجراثيم والطفيليات التي لا يقضي عليها إلا الماء مثلاً، فإذا لم تنظف بالطريقة الشرعية الذي أمر بها الله عزوجل التي يعلم كل شيء() ولا يخفي عليه شيء() فربما تتكاثر مما تسبب الأمراض.

أو إن لتلك النجاسات آثاراً أخري علي البدن أو الروح غير الجراثيم وما أشبه، والمعقمات إنما تقضي علي الجراثيم فرضاً، لا علي تلك الآثار.

وهذا جار في مطلق إزالة النجاسات، عن البدن والثوب والمكان، وكذلك التنزه عن الخنزير والكلب وما أشبه، فمثلاً في التنزه عن البول لا تحصل الطهارة الشرعية منه حتي إذا نظف المحل بما لم يبق حتي الأثر القليل إلا بالماء والشارع برؤيته الواقعية فرق بين الغائط والبول في المخرجين حيث لا يكفي في البول

إلا الماء أما بالنسبة إلي الغائط فتكفي الأحجار والخرق وما أشبه ذلك لكن الماء أفضل.

ومن الواضح أن المنظفات الشرعية كلها من هذا القبيل، فالغُسل أو الغَسل بالماء نظافة للبدن وصحة للجلد وتنشيط للروح ومحافظة للصحة و… وهكذا بالنسبة إلي الوضوء كل بقدره كذلك، والتراب أيضا فانه منظف كما ثبت علمياً.

النهي عن القاذورة

مسألة: تكره القاذورة وهو أن يكون الإنسان وسخاً قذراً، وقد يحرم بعض مصاديقها.

فعن رسول الله صلي الله عليه و اله انه قال: «بئس العبد القاذورة» ().

لبس الثياب الحسنة

لبس الثياب الحسنة

مسألة: يستحب لبس الثياب الحسنة فانه من الزينة والجمال، والنظافة والطهارة.

فعن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن الرضا عليه السلام قال: قال أبي: «ما تقول في اللباس الحسن؟ فقلت: بلغني ان الحسن عليه السلام كان يلبس وأن جعفر بن محمد عليهما السلام كان يأخذ الثوب الجديد فيأمر به فيغمس في الماء، فقال لي: البس وتجمل فان علي بن الحسين عليهما السلام كان يلبس الجبة الخز بخمسمائة درهم، والمطرف الخز بخمسين دينارا، فيتشتي فيه فإذا خرج الشتاء باعه وتصدق بثمنه، وتلا هذه الآية: ?قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق?()» ().

وعن المنصوري، عن علي بن محمد الهادي عن آبائه عليهم السلام، عن الصادق عليه السلام قال: «إن الله يحب الجمال والتجمل، ويبغض البؤس والتباؤس، فان الله إذا أنعم علي عبد نعمة أحب أن يري عليه أثرها، قيل: كيف ذلك؟ قال،: ينظف ثوبه، ويطيب ريحه، ويجصص داره، ويكنس أفنيته، حتي ان السراج قبل مغيب الشمس ينفي الفقر ويزيد في الرزق» ().

وعن بريد بن معاوية قال: قال أبو عبد الله عليه السلام لعبيد بن زياد: إظهار النعمة أحب إلي الله من صيانتها، فإياك أن تتزين إلا في أحسن زي قومك، قال: فما رئي عبيد إلا في أحسن زي قومه حتي مات» ().

الثوب النقي النظيف

مسألة: يستحب لبس الثوب النقي النظيف وقد يجب،

فعن السكوني، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «قال رسول الله صلي الله عليه و اله: من اتخذ ثوباً فلينظفه» ().

وعن سفيان بن السمط قال: «سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: الثوب النقي يكبت العدو» ().

وعن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: «النظيف من

الثياب يذهب الهم والحزن، وهو طهور للصلاة» ().

وعن محمد بن علي بن الحسين في (الخصال) بأسناده، عن علي عليه السلام (في حديث الأربعمائة) قال: «غسل الثياب يذهب الهم والحزن وهو طهور للصلاة» ().

وعن ابن القداح، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «البسوا البياض فانه أطيب وأطهر، وكفنوا فيه موتاكم» ().

وعن النبي صلي الله عليه و اله قال: «خير ثيابكم البياض فليلبسه أحياؤكم، وكفنوا فيه موتاكم» ().

استحباب طي الثياب

مسألة: يستحب طي الثياب، وهذا من النظافة بالمعني الأعم كما لا يخفي.

فعن الوليد بن صبيح، عن أبي عبد الله عليه السلام انه قال: دخلت عليه يوماً فألقي إلي ثياباً وقال: «يا وليد ردها علي مطاويها» الحديث().

وعن ابراهيم بن عبد الحميد، عن أبي الحسن عليه السلام انه كان يقول: «طي الثياب راحتها، وهو أبقي لها» ().

استحباب اتخاذ النعلين واستجادتهما

استحباب اتخاذ النعلين واستجادتهما

مسألة: يستحب اتخاذ النعلين واستجادتهما وهذا من النظافة أيضاً.

عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: «استجادة الحذاء وقاية للبدن وعون علي الصلاة والطهور» ().

أقول: الاستجادة عدم تركها تخرق أو ما أشبه، والعون علي الصلاة لعدم توسخ الرجل وتنجسها.

وعن السكوني، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «أول من اتخذ النعلين إبراهيم عليه السلام» ().

وبهذا الأسناد قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «من اتخذ نعلا فليستجدها» ().

كراهة المشي في حذاء واحد

مسألة: يكره المشي في حذاء واحد فانه خلاف النظافة.

فعن الحلبي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «لا تمش في حذاء واحد، قلت: لم؟ قال: لأنه ان أصابك مس من الشيطان لم يكد يفارقك إلا ما شاء الله» ().

وعن محمد بن مسلم، عن أحدهما عليهما السلام في حديث انه قال: «لا تمش في نعل واحد فان الشيطان أسرع ما يكون إلي العبد إذا كان علي بعض هذه الأحوال وقال: انه ما اصاب أحداً شيء علي هذه الحال فكاد أن يفارقه إلا أن يشاء الله عزوجل» ().

وعن إبراهيم بن عبد الحميد، عن أبي الحسن موسي عليه السلام قال: «ثلاثة يتخوف منها الجنون: إلي أن قال: والمشي في خف واحد» الحديث().

استحباب لبس الخاتم

مسألة: يستحب التزين بلبس الخاتم وهو من الجمال والنظافة بالمعني الأعم، وقد روي عن أبي محمد الحسن العسكري عليه السلام أنه قال: «علامات المؤمن خمس: التختم في اليمين» الحديث().

وعن يونس بن ظبيان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «من السنة لبس الخاتم» ().

وعن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن الرضا عليه السلام قال: «العقيق ينفي الفقر، ولبس العقيق ينفي النفاق» ().

وعن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم التنوكي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «تختموا بالعقيق فانه مبارك ومن تختم بالعقيق يوشك أن يقضي له بالحسني» ().

وعن علي بن محمد بن اسحاق رفعه إلي أبي عبد الله عليه السلام قال: «ما رفعت كف إلي الله أحب إليه من كف فيها عقيق» ().

وعن محمد بن أحمد رفعه قال: شكي رجل إلي النبي صلي الله عليه و اله انه قطع عليه الطريق فقال: «هلا تختمت بالعقيق، فانه

يحرس من كل سوء» ().

وعن الحسين بن خالد، عن الرضا عليه السلام قال: كان أبو عبد الله عليه السلام يقول: «تختموا باليواقيت فانها تنفي الفقر» ().

وعن بكر بن محمد، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «يستحب التختم بالياقوت» ().

وعن أحمد بن محمد بن أبي نصر وكان يقوم ببعض أمور الماضي عليه السلام قال: قال لي يوماً وأملي علي من كتاب: «التختم بالزمرد يسر لا عسر فيه» ().

وعن سهل بن زياد، رفعه إلي أبي عبد الله عليه السلام قال: «من تختم بالفيروزج لم يفتقر كفه» ().

المطهرات في الإسلام

مسألة: المطهرات التي تطهر الأشياء المتنجسة أو النجسة أحيانا كما بالاستحالة أو الانقلاب، أمور:

الأول: الماء.

الثاني: الأرض.

الثالث: الشمس.

الرابع: الاستحالة.

الخامس: نقصان ثلثي العصير العنبي، بناءاً علي نجاسته.

السادس: الانتقال.

السابع: الإسلام الذي يطهر بدن الكافر النجس.

الثامن: التبعية.

التاسع: زوال عين النجاسة.

العاشر: استبراء الحيوان الجلال.

وذلك علي خصوصيات وشروط مذكورة في أحكام المطهرات من كتاب الطهارة().

جعل الله الماء طهوراً

جعل الله الماء طهوراً

مسألة: هناك أحكام كثيرة ترتبط بالماء بأقسامه المختلفة، كرا وغيره، مطراً وبئراً وما اشبه، وقد ذكرنا تفصيلها في الفقه.

قال الصادق عليه السلام: «الماء كله طاهر حتي يعلم أنه قذر» ().

وفي حديث قال (عليه الصلاة والسلام): «خلق الله الماء طهوراً لا ينجسه شيء إلا ما غير لونه أو طعمه أو ريحه» ().

وفي حديث عن الرضا عليه السلام قال: «ماء البئر واسع لا يفسده شيء إلا أن يتغير» ().

نعم قد ندب الشارع إلي نزح البئر بوقوع النجاسة فيها، وسبق بيان الحكمة في الوجوب أو الاستحباب في باب النظافة.

وقال سماعة: «سألت أبا عبد الله عليه السلام… عن رجل معه إناءان فيهما ماء وقع في أحدهما قذر لا يدري أيهما هو وليس يقدر علي ماء غيره قال: يهريقهما ويتيمم» ().

وعن سماعة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «إذا أصابت الرجل جنابة فادخل يده في الإناء فلا بأس إن لم يكن أصاب يده شيء من المني» ().

وعن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «سألته عن الجنب يحمل الركوة أو التور فيدخل إصبعه فيه؟ قال: ان كانت يده قذرة فأهرقه وإن كانت لم يصبها قذر فليغتسل منه…» ().

وعن علي بن جعفر عن أخيه موسي بن جعفر (عليه الصلاة والسلام) قال: «سألته عن الدجاجة والحمامة وأشباههما تطأ العذرة ثم تدخل في الماء هل يتوضأ منه للصلاة؟ قال: لا، إلا

أن يكون الماء كثيراً قدر كر من ماء» ().

نعم إذا كان الماء كثيراً قدر الكر أو جارياً أو كالمطر أو البحر أو ما أشبه ذلك فليس يتنجس بدون التغيير لمتواتر الروايات.

إلي غيرها من مئات الروايات المذكورة في الوسائل ومستدركاتها وما أشبه.

الماء المطلق وأبوابه

لا بأس أن نشير هنا إلي بعض عناوين الباب إشارة عابرة فحسب:

باب ان الماء طاهر مطهر يرفع الحدث ويزيل الخبث.

باب إن ماء البحر طاهر مطهر، وكذا ماء البئر وماء الثلج.

باب الحكم بطهارة الماء إلي أن يعلم ورود النجاسة عليه.

باب عدم نجاسة الماء الجاري بمجرد الملاقاة للنجاسة ما لم يتغير.

باب عدم نجاسة ماء المطر حال نزوله بمجرد ملاقاة النجاسة.

باب عدم نجاسة ماء الحمام إذا كان له مادة بمجرد ملاقاة النجاسة.

باب نجاسة ما نقص عن الكر من الراكد بملاقاة النجاسة له إذا وردت عليه وإن لم يتغير.

باب عدم نجاسة الكر من الماء الراكد بملاقاة النجاسة بدون التغيير.

باب مقدار الكر بالأشبار.

باب مقدار الكر بالأرطال.

باب وجوب اجتناب الإناءين إذا كان أحدهما نجساً واشتبها.

باب عدم جواز استعمال الماء النجس في الطهارة، ولا عند الضرورة، وجواز استعماله حينئذ في الأكل والشرب خاصة.

باب عدم نجاسة ماء البئر بمجرد الملاقاة من غير تغير وحكم النزح.

باب ما ينزح من البئر لموت الثور والحمار والبعير والنبيذ وانصباب الخمر.

باب ما ينزح من البئر لبول الصبي، والرجل وغيرهما.

باب ما ينزح من البئر للسنور، والكلب، والخنزير، وما أشبهها.

باب ما ينزح للدجاجة، والحمامة، والطير والشاة ونحوها.

باب ما ينزح للفأرة والوزغة، والسام أبرص والعقرب ونحوها.

باب ما ينزح للعذرة اليابسة والرطبة وخرء الكلب وما لا نص فيه.

باب ما ينزح من البئر لموت الإنسان وللدم القليل والكثير.

باب ما ينزح لوقوع الميتة واغتسال الجنب.

باب حكم التراوح وما ينزح من البئر مع التغير.

باب

أحكام تقارب البئر والبالوعة، إلي غيرها من الأبواب.

أبواب الماء المضاف والمستعمل

مسألة: هناك أحكام ترتبط بالماء المضاف أو المستعمل في الطهارة فصلناها في الفقه، ونشير إلي بعض أبوابها:

باب أن المضاف لا يرفع حدثاً ولا يزيل خبثاً.

باب حكم النبيذ واللبن.

باب كم ماء الورد.

باب حكم الريق.

باب نجاسة المضاف بملاقاة النجاسة وإن كان كثيراً، وكذا المائعات.

باب كراهة الطهارة بماء أسخن بالشمس في الآنية، وان يعجن به.

باب كراهة الطهارة بالماء الذي يسخن بالنار في غسل الأموات وجوازه في غسل الأحياء.

باب أن الماء المستعمل في الوضوء طاهر مطهر وكذا بقية مائه.

باب حكم الماء المستعمل في الغسل من الجنابة وما ينتضح من قطرات ماء الغسل في الإناء وغيره وحكم الغسالة.

باب استحباب نضح أربع أكف من الماء لمن خشي عود ماء الغسل، أو الوضوء إليه.

باب كراهة الاغتسال بغسالة الحمام مع عدم العلم بنجاستها، وأن الماء النجس لا يطهر ببلوغه كراً.

باب جواز الطهارة بالمياه الحارة التي يشم منها رائحة الكبريت وكراهة الاستشفاء بها.

باب طهارة ماء الاستنجاء بشروطه.

باب جواز الوضوء ببقية ماء الاستنجاء وكراهة اعتياده إلا مع غسل اليد قبل دخول الإناء. إلي غيرها من الأبواب.

الشمس من المطهّرات

مسألة: من المطهرات: الشمس، فإنها إذا جففت الأرض والسطح والبواري من البول وشبهه مما لا عين له، وكان ذلك بإشراق الشمس فإنها تطهره.

ويدل علي ذلك الروايات، فعن زرارة قال: «سألت أبا جعفر عليه السلام عن البول يكون علي السطح أو في المكان الذي يصلي فيه، فقال: إذا جففته الشمس فصلِ عليه فهو طاهر» ().

وفي رواية عن جملة من الرواة: «قلنا لأبي عبد الله عليه السلام السطح يصيبه البول أو يبال عليه أيصلي في ذلك المكان، فقال: إن كان تصيبه الشمس والريح وكان جافاً فلابأس به إلا أن يكون يتخذ مبالا» ().

وعن علي بن جعفر عن أخيه موسي بن جعفر

عليه السلام في حديث قال: «سألته عن البواري يصيبها البول هل تصلح الصلاة عليها إذا جفت من غير أن تغسل، قال: نعم لا بأس» ().

وعن الساباطي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «سئل عن الموضع القذر يكون في البيت أو غيره فلا تصيبه الشمس ولكنه قد يبس الموضع القذر قال: لا يصلي عليه وأعلم موضعه حتي تغسله، وعن الشمس هل تطهر الأرض؟ قال: إذا كان الموضع قذراً من البول أو غير ذلك فأصابته الشمس ثم يبس الموضع فالصلاة علي الموضع جائزة، وان أصابته الشمس ولم ييبس الموضع القذر وكان رطباً فلا يجوز الصلاة عليه حتي ييبس، وان كانت رجلك رطبة وجبهتك رطبة أو غير ذلك منك ما يصيب ذلك الموضع القذر فلا تصل علي ذلك الموضع حتي ييبس، وان كان غير الشمس أصابته حتي ييبس فانه لا يجوز ذلك» ().

وعن الحضرمي عن أبي جعفر عليه السلام قال: «ما أشرقت عليه الشمس فقد طهر» ().

وعن أبي جعفر عليه السلام في حديث آخر قال: «كل ما أشرقت عليه الشمس فهو طاهر» ().

وعن علي عليه السلام في حديث سئل عن الأرض فقال عليه السلام: «إذا أصابها قذر ثم أتت عليها الشمس فقد طهرت» ().

وفي حديث آخر عنه عليه السلام: «سئل عن البقعة يصيبها البول والقذر قال: الشمس طهور لها» ().

وفي حديث آخر عنه عليه السلام قال: «إذا يبست في الأرض طهرت» ().

وفي الرضوي عليه السلام: «وما وقعت الشمس عليه من الأماكن التي أصابها شيء من النجاسة مثل البول وغيره طهرتها، وأما الثياب فلا تطهر إلا بالغسل» ().

ولا يخفي انه لا اعتبار باللون والريح إلا أن من الأفضل التطهير حتي يذهب الريح أيضاً وقد قالوا (صلوات الله عليهم):

«في الأرض تصيبها النجاسة لا يصلي عليها إلا أن تجففها الشمس وتذهب بريحها مما أصابها من النجاسة فانه إذا صارت كذلك ولم يوجد فيها عين النجاسة ولا ريحها طهرت» ().

ثم إن من المعلوم أن الشمس تقتل الجراثيم وتنظف الأرض ونحوها إذا كانت قذرةً كذلك، ولذا جعل الإسلام الشمس مطهرة، وتفصيل البحث في الكتب الحديثة.

الأرض وتطهير باطن القدم وما أشبه

مسألة: الأرض تطهر باطن القدم والنعل والخف وما أشبه بالمشي علي النظيفة الجافة أو المس والدلك بها حتي تزول النجاسة.

فعن الأحول عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «في الرجل يطأ علي الموضع الذي ليس بنظيف ثم يطأ بعده مكاناً نظيفاً قال: لا بأس إذا كان خمسة عشر ذراعاً أو نحو ذلك» ().

وعن ابن مسلم قال: «كنت مع أبي جعفر عليه السلام إذ مر علي عذرة يابسة فوطأ عليها فأصابت ثوبه، فقلت: جعلت فداك قد وطئت علي عذرة فأصبت ثوبك، فقال: أليس هي يابسة، فقلت: بلي، قال: لا بأس ان الأرض تطهر بعضها بعضاً» ().

وفي رواية المعلي قال: «سألت أبا عبد الله عن الخنزير يخرج من الماء فيمر علي الطريق فيسيل منه الماء أمر عليه حافياً، فقال: أليس وراءه شيء جاف، قلت: بلي، قال: فلا بأس ان الأرض يطهر بعضها بعضاً» ().

وعن محمد الحلبي قال: «نزلنا في مكان بيننا وبين المسجد زقاق قذر، فدخلت علي أبي عبد الله، فقال: أين نزلتم، فقلت: نزلنا في دار فلان، فقال: ان بينكم وبين المسجد زقاقاً قذراً، أو قلنا له: ان بيننا وبين المسجد زقاقاً قذراً، فقال: لا بأس الأرض تطهر بعضها بعضاً، قلت: والسرقين الرطب أطأ عليه، فقال: لا يضرك مثله» ().

وعن حفص قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: «إني وطئت علي عذرة

بخفي ومسحته حتي لم أر فيه شيئاً ما تقول في الصلاة فيه؟ فقال: لا بأس» ().

وعن زرارة قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: «رجل وطأ علي عذرة فساخت رجله فيها أوينقض ذلك وضوءه وهل يجب عليه غسلها، فقال: لا يغسلها إلا ان يقذرها ولكنه يمسحها حتي يذهب أثرها ويصلي» ().

وعن الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: «إن طريقي إلي المسجد في زقاق يبال فيه فربما مررت فيه وليس عليّ حذاء فيلصق برجلي من نداوته فقال: أليس تمشي بعد ذلك في أرض يابسة، قلت: بلي، قال: فلا بأس، ان الأرض يطهر بعضها بعضاً، قلت: فأطأ علي الروث الرطب، قال: لا بأس أنا والله ربما وطئت عليه ثم أصلي ولا أغسله» ().

وفي حديث زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: «جرت السنة في أثر الغائط بثلاثة أحجار ان يمسح العجان ولا يغسله ويجوز ان يمسح رجليه ولا يغسلهما» ().

وعن النبي صلي الله عليه و اله: «في النعلين يصيبهما الأذي فليمسحهما وليصلي فيهما» ().

وعنه صلي الله عليه و اله: «إذا وطأ أحدكم الأذي بخفيه فان التراب له طهور» ().

وفي حديث قالوا (صلوات الله عليهم): «في المتطهر إذا مشي علي أرض نجسة ثم علي طاهرة طهرت قدميه» ().

هل النار من المطهِّرات؟

مسألة: قد جعل بعض الفقهاء إصابة النار أيضاً من المطهرات، حيث سأل السائل أبا عبد الله عليه السلام «عن البئر تقع فيها الفارة أو غيرها من الدواب فتموت فيعجن من مائها، أيؤكل ذلك الخبز؟ قال: إذا أصابتها النار فلا بأس بأكله» ()، وتفصيل البحث في الفقه.

النجاسات والاجتناب عنها

مسألة: النجاسات التي يلزم اجتنابها ويجب إزالتها للصلاة وما أشبه هي:

1: البول.

2: الغائط.

3: المني.

4: الميتة.

5: الدم.

6: الكافر.

7: الكلب.

8: الخنزير.

9: الخمر بأقسامه.

10: عرق الحيوان الجلال الذي يجب اجتنابه.

هذا بالاضافة إلي ما يستحب الاجتناب عنه والتفصيل مذكور في باب النجاسات من كتاب الطهارة().

الزيت النجس

مسألة: يلزم الاجتناب عن الزيت النجس في ما يشترط فيه الطهارة، كما ورد في الروايات، وعن علي عليه السلام: «انه سئل عن الزيت يقع فيه شيء له دم فيموت، قال: الزيت خاصة يبيعه لمن يعمله صابوناً» ().

وهذا نوع من الاجتناب وهو من مصاديق النظافة كما لا يخفي.

الاجتناب عن الميتة

مسألة: يلزم الاجتناب عن الميتة فيما يشترط فيه الطهارة، وفي الحديث: «وان كان شيئاً مات في الإدام وفيه الدم في العسل أو في الزيت أو في السمن وكان جامداً جُنب ما فوقه وما تحته ثم يؤكل بقيته، فان كان ذائباً فلا يؤكل» ().

وأيضاً: «سئل عن قدر طبخت وإذا في القدر فأرة ميتة، فقال عليه السلام: يهراق المرق ويغسل اللحم فينقي ثم يؤكل» ().

وسئل الصادق عليه السلام: «عن فأرة وقعت في سمن، قال: ان كان جامداً ألقيت وما حولها وأكل الباقي، وان كان مائعاً فسد كله ويستصبح به» ().

وسئل أمير المؤمنين عليه السلام: «عن الدواب تقع في السمن واللبن والزيت فتموت فيه؟ قال: إن كان ذائباً أريق اللبن واستسرج بالزيت والسمن» ().

وفي رواية: «قالوا عليهم السلام: إذا خرجت الدابة حية ولم تمت في الإدام لم تنجس ويؤكل، وإذا وقعت فيه فماتت لم يؤكل ولم يبع ولم يشتر» ().

وعن الرضوي عليه السلام: «لا ينجّس الماء إلا ذو نفس سائلة أو حيوان له دم» () أي إذا مات فيه.

وعنه عليه السلام: «وإن مس ثوبك ميتاً فاغسل ما أصاب وان مسست ميتة فاغسل يديك» ().

وسئل علي عليه السلام: «عن قدر طبخت فإذا في القدر فأرة فقال: يهراق مرقها ويغسل اللحم ويؤكل» ().

وسئل عليه السلام: «عن الزيت يقع فيه شيء له دم فيموت فقال: يبيعه لمن يعمله صابوناً» ().

إلي غيرها من الروايات.

وهذه الكثرة

من الروايات في مختلف المصاديق تدل علي مدي حث الإسلام علي مسألة النظافة، وجوباً أو استحباباً حسب ما تقتضيه الحكمة الشرعية.

الخبز إذا شمه الفار أو الكلب

مسألة: يستحب ترك الخبز وشبهه إذا شمه الفار أو الكلب، نعم الفرق بينهما أن الكلب نجس العين، بخلاف الفأر فانه قذر فقط كما ذكره الفقهاء في الفقه.

والمراد بالشم: عدم التلويث بسبب فم الكلب وإلا كان الاجتناب واجباً، فعن علي بن جعفر عن أخيه موسي بن جعفر عليه السلام قال: «سألته عن الفأرة والكلب إذا أكلا الخبز أو شماه أيؤكل، قال: يطرح ما شماه ويؤكل ما بقي» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام: «انه سئل عن الكلب والفأرة أكلا من الخبز وشبهه، قال: يطرح منه ويؤكل الباقي» ().

وعن الصادق عن آبائه عليهم السلام في حديث المناهي قال: «نهي رسول الله عن أكل سؤر الفارة» ().

وعن الصادق عليه السلام: «انه سئل عن الكلب والفأرة يأكلان من الخبز أو يشمّانه، قال: ينزع ذلك الموضع الذي أكلا منه أو شماه ويؤكل سائره» ().

ما أصابه خرء الفار

ما أصابه خرء الفار

مسألة: إذا أصاب خرء الفأر أو ما اشبه شيئاً وكان رطباً تنجس الشيء، فعن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام «أنه سئل: الدقيق يصيب فيه خرء الفار هل يجوز أكله؟ قال: إذا بقي منه شيء فلا بأس، يؤخذه أعلاه» ().

أقول: المراد غير موضع خرؤ الفار.

أبواب الأسئار

مسألة: هناك أحكام كثيرة إلزامية وغيرها ترتبط بالأسئار ذكرناها في الفقه وجاءت في كتب الحديث، نشير هنا إلي بعض أبوابها:

باب نجاسة سؤر الكلب والخنزير.

باب طهارة سؤر السنور وعدم كراهته.

باب نجاسة أسئار أصناف الكفار.

باب طهارة أسئار أصناف الأطيار وإن أكلت الجيف مع خلو موضع الملاقاة من عين النجاسة.

باب طهارة سؤر بقية الدواب حتي المسوخ وكراهة سؤر مالا يؤكل لحمه.

باب كراهة سؤر الجلال.

باب طهارة سؤر الجنب.

باب طهارة سؤر الحائض وكراهة الوضوء من سؤرها إذا لم تكن مأمونة (أي: مأمونة الاجتناب عن النجاسة).

باب طهارة سؤر ما ليس له نفس سائلة وإن مات.

الاجتناب عن الخمر وكل مسكر

مسألة: الخمر والنبيذ والفقاع وكل مسكر مائع بالأصالة نجس، فالواجب الاجتناب عنها، فقد سئل الصادق عليه السلام «عن الشراب الخبيث يصيب الثوب؟ قال: يغسل» ().

وفي رواية أخري قال الراوي: «قلت لأبي عبد الله عليه السلام: جعلت فداك آكل من طعام اليهودي والنصراني، قال: فقال: لا تأكل، قال: ثم قال: يا إسماعيل لا تدعه تحريما له ولكن دعه تنزهاً له وتنجساً له إن في آنيتهم الخمر ولحم الخنزير» ().

وعن أبي جميل قال: «كنت مع يونس بن عبد الرحمن ببغداد وأنا أمشي معه في السوق، ففتح صاحب الفقاع فقاعه فأصاب ثوب يونس فرأيته قد اغتم لذلك، حتي زالت الشمس فقلت له: ألا تصلي، فقال: ليس أريد أصلي حتي أرجع إلي البيت فاغسل هذا الخمر من ثوبي، فقلت له: هذا رأيك أو شيء ترويه، فقال: أخبرني هشام بن الحكم انه سأل أبا عبد الله عليه السلام عن الفقاع، فقال: لا تشربه فانه خمر مجهول فإذا أصاب ثوبك فاغسله» ().

وعن عبد الله بن سنان قال: «سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الذي يعير ثوبه لمن يعلم انه يأكل الجري

أو يشرب الخمر فيرده أيصلي فيه قبل أن يغسله، قال: لا يصلي فيه حتي يغسله» ().

وعن الصادق عليه السلام قال: «إذا أصاب ثوبك خمر أو نبيذ يعني المسكر فاغسله إن عرفت موضعه، وان لم تعرف موضعه فاغسله كله، وإن صليت فيه فأعد صلاتك» ().

وعن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام في حديث النبيذ قال: «ما يبل الميل ينجس حباً من ماء، يقولها ثلاثاً» ().

وعن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «لا تصل في بيت فيه خمر ولا مسكر لأن الملائكة لا تدخله، ولا تصل في ثوب قد أصابه خمر أو مسكر حتي يغسل» ().

وعن زكريا بن آدم قال: «سألت أبي الحسن عليه السلام عن قطرة خمر أو نبيذ مسكر قطرت في قدر فيه لحم كثير ومرقٌ كثير قال: يهراق المرق أو يطعمه أهل الذمة أو الكلب، واللحم اغسله وكله إلي أن قال: قلت فخمر أو نبيذ قطر في عجين أو دم، قال: فقال: فسد، قلت: أبيعه من اليهود والنصاري وأبين لهم؟ قال: نعم فانهم يستحلون شربه، قلت: والفقاع هو بتلك المنزلة إذا قطر في شيء من ذلك، قال: فقال: أكره أن آكله إذا قطر في شيء من طعامي» ().

وجوب التوقي من البول

مسألة: يجب التوقي من البول مقدمة للصلاة وما يشترط فيه الطهارة كالطواف، ويستحب في غير ذلك.

القطب الراوندي في دعواته: روي ابن عباس: «إن عذاب القبر ثلاثة أثلاث: ثلث للغيبة، وثلث للنميمة، وثلث للبول» ().

وعن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: «عذاب القبر يكون من النميمة، والبول، وعزب الرجل من أهله» ().

ودعائم الإسلام: عنهم عليهم السلام: «إن رسول الله صلي الله عليه و اله أمر بالتوقي من البول، والتحفظ منه، ومن النجاسات

كلها» ().

والعاملي في كتاب (الاثني عشرية) عن النبي صلي الله عليه و اله: «أنه مر علي البقيع فوقف علي قبر ثم قال: الآن أقعدوه وسألوه، والذي بعثني بالحق نبيا لقد ضربوه بمرزبة من نار، لقد تطاير قلبه ناراً، ثم وقف علي قبر آخر، فقال مثل مقالته علي القبر الأول ثم قال: لولا أني أخشي علي قلوبكم لسألت الله أن يسمعكم من عذاب القبر مثل الذي أسمع، فقالوا: يا رسول الله ما كان فعل هذين الرجلين؟ فقال: كان أحدهما يمشي بالنميمة، وكان الآخر لا يستبرئ عن البول» ().

البول وكيفية تنظيفه

مسألة: تنظيف البول بغسله مرتين بالقليل، فعن أحدهما عليهما السلام.. قال الراوي: «سألته عن البول يصيب الثوب فقال: أغسله مرتين» ().

ومثله ما رواه ابن أبي يعفور عن الصادق عليه السلام().

وعن أبي إسحاق عن أبي عبد الله قال: «سألته عن البول يصيب الجسد قال: صب عليه الماء مرتين» ().

وعن ابن أبي العلاء قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام: «عن البول يصيب الجسد، قال: صب عليه الماء مرتين» ().

وعن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي قال: «سألته عن البول يصيب الجسد قال: صب عليه الماء مرتين» ().

وفي حديث: «وسألته عن الثوب يصيبه البول قال: اغسله مرتين» ().

وعن محمد بن مسلم قال: «سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الثوب يصيبه البول، قال: اغسله في المركن مرتين فإن غسلته في ماء جار فمرة واحدة» ().

وعن علي بن جعفر عن أخيه موسي بن جعفر عليه السلام قال: «سألته عن الفراش يكون كثير الصوف فيصيبه البول كيف يغسل، قال: يغسل الظاهر ثم يصب عليه الماء في المكان الذي أصابه البول حتي يخرج من جانب الفراش الآخر» ().

نعم في الصبي الذي لم

يأكل بعد وانما يرتضع من لبن أمه يكفي المرة الواحدة بشروط مذكورة في الفقه()، فعن الحلبي قال: «سألت أبا عبد الله عليه السلام عن بول الصبي، قال: تصب عليه الماء، وإن كان قد أكل فاغسله غسلاً، والغلام والجارية في ذلك شرع سواء» ().

ثم إذا لم يجد الإنسان مكان البول واشتبه بين محتملات، غسل الثوب أو الجسد كله وذلك للعلم الإجمالي كما قرر في الأصول.

فعن سماعة قال: «سألته عن بول الصبي يصيب الثوب فقال: اغسله، قلت: فإن لم أجد مكانه؟ قال: اغسل الثوب كله» ().

الاجتناب عن بول الحيوان

مسألة: يجب الاجتناب عن بول بعض الحيوانات للصلاة وما أشبه، فعن سماعة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «إن أصاب الثوب شيء من بول السنور فلا تصح الصلاة فيه حتي يغسله» ().

وعن ابن سنان قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: «اغسل ثوبك من أبوال ما لا يؤكل لحمه» ().

أبوال ما يؤكل لحمه

مسألة: يستحب التنظيف من أبوال ما يؤكل لحمه ولا يجب.

فعن محمد بن مسلم قال: «سألت أبا عبد الله عن ألبان الإبل والبقر والغنم وأبوالها ولحومها، فقال: لا تتوضأ منه إن أصابك منه شيء أو ثوباً لك فلا تغسله إلا أن تتنظف» ().

كما أنه يستحب النضح في ذلك إجمالا، ففي رواية قال: «سألت عن أبوال الدواب والبغال والحمير، فقال: اغسله فإن لم تعلم مكانه فاغسل الثوب كله فإن شككت فانضحه» ().

أقول: إن النضح أيضاً يوجب النظافة لأن الماء يتبخر، فيذهب بالبخار متصاعدة من المكان بعض القذارات الموجودة.

وفي رواية: «ينضح بول البعير والشاة، وكل ما يؤكل لحمه فلا بأس ببوله» ().

قذارة الروث والغائط

مسألة: يجب التنظيف من الغائط للصلاة وما أشبه، أما مما يؤكل لحمه فيستحب ذلك، فعن علي بن رئاب قال: «سألت أبا عبد الله عن الروث يصيب ثوبي وهو رطب قال: إن لم تقذره فصل فيه» ().

أقول: ومعناه أنه ليس بواجب وإنما إذا استقذره الانسان فله ازالة القذارة.

النظافة ووجوب الاستنجاء

مسألة: يجب الاستنجاء إذا كان يريد الصلاة والطواف ونحوهما، وإلا كان مستحباً، ولا تجزي الصلاة من دونه فان الطهارة تشترط فيها حدثا وخبثاً.

فعن زرارة، عن الباقر عليه السلام: «لا صلاة إلا بطهور ويجزيك من الاستنجاء ثلاثة أحجار وبذلك جرت السنة من رسول الله صلي الله عليه و اله وأما البول فانه لابد من غسله» ().

وفي رواية عن علي بن جعفر عن أخيه موسي عليهم السلام قال: «سألته عن رجل تذكر وهو في صلاته انه لم يستنج من الخلاء، قال: ينصرف ويستنجي من الخلاء ويعيد الصلاة» ().

وعن مسعدة عن جعفر عن أبيه عن آبائه عليهم السلام «إن النبي صلي الله عليه و اله قال لبعض نسائه: مُري نساء المؤمنين أن يستنجين بالماء وليبالغن فانه مطهرة للحواشي ومذهبة للبواسير» ().

وفي حديث بريد بن معاوية عن أبي جعفر عليه السلام انه قال: «يجزي من الغائط المسح بالأحجار ولا يجزي من البول إلا الماء» ().

وعن الدعائم عن علي عليه السلام انه قال: «الاستنجاء بالماء في كتاب الله، إلي أن قال،وليس لأحد تركها» ().

وعن يونس بن يعقوب قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: «الوضوء الذي افترضه الله علي العباد لمن جاء من الغائط أو بال، قال: يغسل ذكره ويذهب الغائط ثم يتوضأ مرتين مرتين» () والوضوء هنا يعني: الاستنجاء بالماء.

وعن أبي الحسن عليه السلام قال: قلت له: «للاستنجاء حدّ؟ قال: لا، ينقي

ما ثمة» ().

والجعفريات: أخبرنا محمد، حدثني موسي، حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «أتاني جبرئيل عليه السلام فقال: يا محمد، كيف ننزل عليكم وأنتم لاتستاكون ولا تستنجون بالماء» ().

وعن أبي جعفر محمد بن علي وجعفر ابن محمد عليهما السلام: «وذكرا الاستنجاء فقالا: إذا أنقيت ما هناك فاغسل يدك». أقول: لأنه تتلوث يد الإنسان ولو بالرائحة الخبيثة فيستحب الغسل حتي تذهب الرائحة ولغيرها من الأمور.

استحباب الاستبراء

مسألة: يستحب الاستبراء قبل التطهير، وعن دعائم الإسلام قال: «وأمروا عليهم السلام بعد البول بحلب الإحليل، ليستبرئ ما فيه من بقية البول، ولئلا يسيل منه بعد الفراغ من الوضوء شيء» ().

وفي رواية عن علي عليه السلام قال: «قال رسول الله صلي الله عليه و اله: من بال فليضع إصبعه الوسطي في أصل العجان ثم يستلها ثلاثاً» ().

والمراد بالعجان الإست ما بين القبل والدبر كما في لسان العرب وغيره().

النظافة وأحكام التخلي

مسألة: يكره الجلوس لقضاء الحاجة علي شطوط الأنهار والآبار، والطرق النافذة، وتحت الأشجار المثمرة مع وجود الثمر أو ما أشبه، وعلي أبواب الدور، وأفنية المساجد، ومنازل النزّال، والحدث قائماً، وكل ذلك من مصاديق النظافة التي أمر بها الإسلام، إذ الجلوس في هذه الأماكن يوجب الوساخة.

وقد يحرم التخلي في بعضها.

فعن صفوان بن يحيي، عن عاصم بن حميد، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «قال رجل لعلي بن الحسين: أين يتوضأ الغرباء؟ قال: يتقي شقوق الأنهار والطرق النافذة وتحت الأشجار المثمرة ومواضع اللعن، وقيل له أين مواضع اللعن؟ قال: أبواب الدور» ().

وعن السكوني، عن جعفر، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام: «نهي رسول الله أن يتغوط علي شفير بئر ماء يستعذب منها، أو شط نهر يستعذب منه، أو تحت شجرة مثمرة» ().

عن إبراهيم بن أبي زياد الكرخي،عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «قال رسول الله صلي الله عليه و اله: ثلاث من فعلهن ملعون: المتغوط في ظل النزّال، والمانع الماء المنتاب، وساد الطريق المسلوك» ().

وفي دعائم الإسلام عنهم عليهم السلام: «أن رسول الله نهي عن الغائط فيه أي في الماء القائم وفي النهر، وعلي شفير البئر يستعذب من مائها، وتحت الشجرة المثمرة، وبين القبور، وعلي الطرق والأفنية،

وأن يبول الرجل قائماً» ().

أقول: فان في حالة القيام لا يخرج كل الحدث بولاً كان أو غائطاً.

وفي وصية النبي لعلي (صلوات الله عليهما) قال: «وكره البول علي شط نهر جار، وكره أن يحدث إنسان تحت شجرة أو نخلة قد أثمرت، وكره ان يحدث رجل وهو قائم» ().

وعن علي عليه السلام في حديث الأربعمائة قال: «لا تبل علي المحجة ولا تتغوط عليها» ().

وعن العلل عن محمد بن علي بن ابراهيم: «أول حدّ من حدود الصلاة هو الاستنجاء وهو أحد عشر لابد لكل الناس من معرفتها واقامتها وذلك من آداب رسول الله صلي الله عليه و اله إلي أن قال: ولا تتوضأ علي شط نهر جار والعلة في ذلك أن في الأنهار سكاناً من الملائكة، ولا في ماء راكد والعلة فيه أنه ينجسه ويقذره ويأخذ المحتاج منه فيتوضأ منه ويصلي به ولا يعلم أو يشربه أو يغتسل به، ولا بين القبور والعلة فيه أن المؤمنين يزورون قبورهم ويتأذون به، ولا فييء النزال لأنه ربما نزله الناس في ظلمة الليل فيظلوا فيه ويصيبهم ولا يعلموا، ولا في أفنية المساجد أربعون ذراعاً، في أربعين ذراعاً ولا تحت شجرة مثمرة، إلي أن قال: ولا علي الثمار لهذه العلة، ولا علي جوادّ الطريق والعلة فيه أنه ربما وطئه الناس في ظلمة الليل» ().

أقول: قوله عليه السلام: «ولا علي الثمار» لأنه قد لا يلاحظ الأطفال أو من أشبه وقت سقوط الثمار علي الأرض في البساتين وغيرها فيبولون أو يتغوطون هناك عليها.

وعن علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «لا تبولوا بين ظهراني القبور ولاتتغوطوا» ().

وعن عبد الله بن مسكان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «كان

رسول الله أشد الناس توقيا عن البول، كان إذا أراد البول يعمد إلي مكان مرتفع من الأرض أو إلي مكان من الأمكنة يكون فيه التراب الكثير كراهية ان ينضح عليه البول» ()،

أقول: وجه المرتفع لأن البول يكون أنزل منه فلا يرجع إليه.

وفي حديث عن النبي صلي الله عليه و اله انه قال: «البول في الماء القائم من الجفاء» ().

وفي حديث آخر عنه صلي الله عليه و اله: «لا يبولن أحدكم في الماء الدائم» ().

وفي حديث ثالث عنه صلي الله عليه و اله قال: «الماء له سكان فلا تؤذوهم ببول ولاغائط» ().

وفي رواية عن علي عليه السلام أنه خاطب الناس قائلاً: «كنتم تبعرون بعراً وأنتم اليوم تثلطون ثلطاً فأتبعوا الماء بالأحجار» ().

أقول: تثلطون: الرفيق من كل شيء.

وفي رواية أن الباقر عليه السلام قال لبعض أصحابه: «لا تسيرن شبراً وأنت حاف، ولاتنزلن عن دابتك ليلا إلا ورجلاك في خف، ولا تبولن في نفق» ().

أقول: لعل السر في ذلك انه مساكن الحيوانات فيؤذين وربما خرجت عقربة أو حية أو ما أشبه ذلك فتلدغه.

وعن أبي جعفر عليه السلام قال: «من تخلي علي قبر أو بال قائماً أو بال في ماءٍ قائم أو مشي في حذاء واحد أو شرب قائماً أو خلا في بيت وحده وبات علي غمر فأصابه شيء من الشيطان لم يدعه إلا أن يشاء الله وأسرع ما يكون الشيطان إلي الإنسان وهو علي بعض هذه الحالات» ().

وفي حديث عن أبي الحسن عليه السلام: «ثلاثة يتخوف منها الجنون التغوط بين القبور والمشي في خف واحد ورجل ينام وحده» ().

وجوب ستر العورة

وجوب ستر العورة

مسألة: يجب ستر العورة عن الناظر المحترم في التخلي وغيره، وتفصيله في الفقه وهو من مصاديق النظافة بالمعني الأعم،

فعن حماد، عن حريز، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «لا ينظر الرجل إلي عورة أخيه» ().

وعن حمزة بن أحمد عن أبي الحسن الأول عليه السلام قال: سألته أو سأله غيري عن الحمام؟ فقال: «أدخله بمئزر، وغض بصرك» ().

وعن الحسن بن علي بن شعبة في (تحف العقول) عن النبي صلي الله عليه و اله انه قال: «يا علي إياك ودخول الحمام بغير مئزر، ملعون ملعون الناظر والمنظور إليه» ().

وعن بشير النبال قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن الحمام فقال: «تريد الحمام؟ قلت: نعم، فأمر باسخان الماء في دخل فاتزر بإزار فغطي ركبتيه وسرته إلي أن قال:

ثم قال: هكذا فافعل» ().

وعن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام، عن أبيه، عن آبائه، عن أمير المؤمنين عليهم السلام قال: «إذا تعري أحدكم نظر إليه الشيطان فطمع فيه فاستتروا» ().

أبواب التخلي

مسألة: هناك أحكام كثيرة ترتبط بالتخلي بين واجب وحرام ومكروه ومستحب، فصلناها في الفقه ونشير هنا إلي بعض عناوينها حيث ترتبط بالنظافة بالمعني الأخص أو الأعم.

باب وجوب ستر العورة وتحريم النظر إلي عورة المسلم غير المحلل رجلاً كان أو امرأة.

باب عدم جواز استقبال القبلة واستدبارها عند التخلي وكراهة استقبال الريح واستدبارها واستحباب استقبال المشرق والمغرب.

باب استحباب تغطية الرأس والتقنع عند قضاء الحاجة.

باب استحباب التباعد عن الناس عند التخلي وشدة التستر والتحفظ.

باب استحباب التسمية والاستعاذة والدعاء المأثور عند دخول المخرج والخروج منه والفراغ والنظر الي الماء والوضوء.

باب وجوب الاستنجاء وإزالة النجاسات للصلاة.

باب استحباب الاستبراء للرجل قبل الاستنجاء من البول.

باب كراهة الاستنجاء باليمين إلا لضرورة، وكذا مس الذكر باليمين وقت البول.

باب أن الواجب في الاستنجاء إزالة عين النجاسة، دون الريح مع حصول مسمي الغسل.

باب استحباب الابتداء في

الاستنجاء بالمقعدة ثم بالإحليل واستحباب مبالغة النساء فيه.

باب كراهة الجلوس لقضاء الحاجة علي شطوط الأنهار والآبار، والطرق النافذة، وتحت الأشجار المثمرة وقت وجود الثمر، وعلي أبواب الدور وأفنية المساجد، ومنازل النزال، والحدث قائماً، وأنه لا يكره ذلك في غير مواضع النهي.

باب كراهة التخلي علي القبر والتغوط بين القبور وإن يستعجل المتغوط وجملة من المكروهات.

باب كراهة الاستنجاء بيد فيها خاتم عليه اسم الله، وكراهة استصحابه عند التخلي وعند الجماع وعدم تحريم ذلك وكذا خاتم عليه شيء من القرآن، وكذا درهم ودينار وعليه اسم الله.

باب كراهة طول الجلوس علي الخلاء.

باب كراهة السواك في الخلاء.

باب وجوب التوقي من البول.

باب كراهة البول في الماء جارياً وراكداً وجملة من المناهي.

باب كراهة استقبال الشمس أو القمر بالعورة عند التخلي.

باب أن أقل ما يجزئ في الاستنجاء من البول مثلا ما علي الحشفة، ويستحب الثلاث ويجزئ الصب ولا يجب الدلك.

باب أنه إذا خرج أحد الحدثين وجب غسل مخرجه دون مخرج الآخر.

باب أن الواجب في الاستنجاء غسل ظاهر المخرج دون باطنه.

باب التخيير في الاستنجاء من الغائط بين الأحجار الثلاثة غير المستعملة والماء، واستحباب الجمع، وجعل العدد وتراً إن احتاج إلي الأكثر.

باب وجوب الاقتصار علي الماء في الاستنجاء من البول.

باب عدم وجوب غسل ما بين المخرجين ولا مسحه.

باب كراهة البول قائماً من غير علة إلا أن يطلي بالنورة، وكراهة أن يطمح الرجل ببوله في الهواء من مرتفع.

باب استحباب اختيار الماء علي الأحجار خصوصاً لمن لان بطنه في الاستنجاء من الغائط، وتعينه مع التعدي واختيار الماء البارد لصاحب البواسير.

باب كراهة الاستنجاء بالعظم والروث، وجوازه بالمدر والخرق والكرسف ونحوها.

باب جواز استصحاب خاتم من أحجار زمزم أو زمرد عند التخلي واستحباب نزعه عند الاستنجاء.

باب أن من دخل الخلاء

فوجد لقمة خبز في القذر استحب له غسلها وأكلها بعد الخروج.

باب تحريم الاستنجاء بالخبز وحكم التربة الحسينية والمطعوم.

إلي غيرها من الأبواب التي ورد فيها الروايات الكثيرة.

التنظيف من المني

مسألة: المني نجس ويجب تطهيره للصلاة وما أشبه، فعن أحدهما عليهم السلام: «في المني يصيب الثوب فإن عرفت مكانه فاغسله وإن خفي عليك فاغسله كله» ().

وعن عنبسة بن مصعب قال: «سألت أبا عبد الله عليه السلام عن المني يصيب الثوب فلا يدري أين مكانه قال يغسله كله» ().

وعن محمد بن مسلم عن الصادق عليه السلام قال: «ذكر المني فشدده وجعله أشد من البول ثم قال: إن رأيت المني قبل أو بعد ما تدخل في الصلاة فعليك إعادة الصلاة» ().

أقول: التشديد من جهتين من جهة الغُسل الذي هو لجميع البدن، ومن جهة القذارة الشديدة، وإلا ففي الروايات أن البول أشد من جهة النجاسة().

وعن الحلبي عن الصادق عليه السلام: «إذا احتلم الرجل فأصاب ثوبه مني فليغسل الذي أصابه فإن ظن أنه أصابه مني ولم يستقين ولم ير مكانه فلينضحه بالماء، وإن استيقن أنه قد أصابه ولم ير مكانه فليغسل ثوبه كله فإنه أحسن» ().

وعن علي عليه السلام قال: «في المني يصيب الثوب يغسل مكانه» ().

وعن عمار بن ياسر رحمة الله عليه في حديث قال: قال صلي الله عليه و اله: «إنما يغسل الثوب من البول أو الغائط أو المني» ().

وعن الرضوي عليه السلام: «لا تغسل ثوبك إلا مما يجب عليك في خروجه إعادة الوضوء، ولا تجب عليك إعادته إلا من بول أو مني أو غائط» ().

وعن علي بن جعفر عن أخيه عليهم السلام قال: «سألته عن الرجل يجامع علي الحصير أو المصلي هل تصح الصلاة عليه قال: إذا لم يصبه شيء

فلا بأس وأن أصابه شيء فأغسله وصل» ()، إلي غيرها من الروايات.

من أحكام الحيوان الجلال

مسألة: عرق الجلال نجس يجب تطهيره في الجملة()، وكذلك لحمه ولبنه وما أشبه، فعن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «لا تأكلوا لحوم الجلالات وأن أصابك من عرقها فاغسله» ().

وفي رواية أخري عن الصادق عليه السلام: «لا تشرب من ألبان الإبل الجلالة وإن أصابك شيء من عرقها فاغسله» ().

وروي الصدوق في المقنعة قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «لا تشرب من ألبان الإبل الجلالة وإن أصابك شيء من عرقها فاغسله» ().

النظافة من عرق الجنب من الحرام

مسألة: يجب غسل عرق الجنب عن الحرام من البدن واللباس للصلاة وما أشبه. فعن علي بن مهزيار في حديث «… فقلت في نفسي: يوشك أن يكون هو الإمام عليه السلام ثم قلت: أريد أن أساله عن الجنب إذا عرق في الثوب، فقلت في نفسي ان كشف وجهه فهو الإمام، فلما قرب مني كشف وجهه ثم قال: إن كان عرق الجنب في الثوب وجنابته من حرام لا تجوز الصلاة فيه وإن كان جنابته من حلال فلا بأس، فلم يبق في نفسي بعد ذلك شبهة» ().

الدم وحكم تنظيفه

مسألة: الدم نجس ويلزم إزالته للصلاة وما أشبه في الجملة، فعن الباقر والصادق عليهما السلام انهما قالا: «في الدم يصيب الثوب يغسل كما تغسل النجاسات» ().

ثم أن دم القروح والجروح وإن كان معفواً في الصلاة إلا أنه يستحب غسله كل يوم مرة.

وعن سماعة قال: «سألته عن الرجل به القرح أو الجرح فلا يستطيع أن يربطه ولا يغسل دمه قال: يصلي ولا يغسل ثوبه كل يوم إلا مرة فإنه لا يستطيع أن يغسل ثوبه كل ساعة» ().

وكذلك بالنسبة إلي سائر الدماء غير الواجب غسلها.

وعن محمد بن ريان قال: «كتبت إلي الرجل عليه السلام هل يجري دم البق مجري دم البراغيث، وهل يجوز لأحد أن يقيس بدم البق علي البراغيث فيصلي فيه وأن يقيس علي نحو هذا فيعمل به؟ فوقع عليه السلام يجوز الصلاة والطهر منه افضل» ().

وعن أبي الحسن الرضا عليه السلام: «أنه سأله عن جلود الدارش التي يتخذ منها الخفاف؟ قال: فقال: لا تصلي فيها فإنها تدبغ بخرء الكلاب» ().

الاجتناب من الكلب والخنزير

مسألة: الكلب والخنزير نجسان، ويغسل الثوب والجسد والإناء بسبب إصابته بهما، فعن الفضل قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: «إذا أصاب ثوبك من الكلب رطوبة فاغسله وإن مسه جافاً فاصبب عليه الماء» ().

وفي رواية أخري: «أنه سأل أبا عبد الله عليه السلام عن الكلب فقال: رجس نجس لا يتوضأ بفضله وأصبب ذلك الماء واغسله بالتراب أول مرة ثم بالماء» ().

أقول: من الواضح أن التراب أيضاً مما ترفع الوساخة خصوصاً بالنسبة إلي الكلب حيث ذكر العلماء أن في سؤره ونحوه جراثيم لا تزول إلا بالماء أو التراب.

وعن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «سألته عن الكلب يشرب من الاناء قال: اغسل

الإناء» ().

وفي رواية أخري: «سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الكلب يصيب شيئاً من جسد الرجل قال: يغسل المكان الذي اصابه» ().

وفي رواية عنه عليه السلام قال: «إذا ولغ الكلب في الاناء فصبه» ().

وعن محمد بن مسلم قال: «سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الكلب السلوقي؟ قال: إذا مسسته فاغسل يدك» ().

أقول: وهذا من باب الاستحباب لأن اليابس لا يوجب النجاسة فلا يجب التطهير.

ويستحب النضح أيضاً في ما إذا لم يكن نجساً بسبب الرطوبة، فعن علي عليه السلام قال: «تنزهوا عن قرب الكلاب فمن أصاب الكلب وهو رطب فليغسله، وإن كان جافاً فلينضح ثوبه بالماء» ().

وفي رواية عن علي بن جعفر عن أخيه موسي بن جعفر عليهما السلام قال: «وسألته عن خنزير يشرب من إناء كيف يصنع به قال: يغسل سبع مرات» ().

وفي رواية: «سألته عن الثوب يصيبه الخمر ولحم الخنزير إلي قوله فقال عليه السلام: لا تصلّ فيه فإنه رجس» ().

وعن الرضوي عليه السلام: «إن وقع كلب في الماء أو شرب منه أهريق الماء وغسل الإناء» ().

إذا تنجست الأرض

مسألة: إذا تنجست الأرض ببول أو نحوه أخذ من التراب وألقي خارجاً، كما يمكن تطهيرها بالماء أو بالشمس، ففي حديث قصة الاعرابي الذي بال في مسجد رسول الله صلي الله عليه و اله انه صلي الله عليه و اله قال: «خذوا ما بال عليه من التراب فالقوه وأهريقوا علي مكانه ماءً» ().

الاجتناب مما يقطع من الإنسان أو الحيوان

مسألة: يجب اجتناب القطعة التي تقطع من الإنسان أو الحيوان، لأن القطعة تصبح ميتة، فعن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام انه قال: «في إليات الضأن تقطع وهي أحياء أنها ميتة» ().

وفي رواية أخري عن أبي عبد الله عليه السلام: «إذا قطع من الرجل قطعة فهي ميتة» ().

وفي رواية عن جعفر بن محمد قال: «كل شيء سقط من حي فهو ميتة، وكذا كل شيء سقط من أعضاء الحيوان وهي أحياء فهو ميتة لا يؤكل» ().

نزح البئر

مسألة: يستحب تنظيف البئر بالنزح إذا وقع فيه شيء قذر، نجساً كان أو غير نجس، فينزح بعض الدلاء كما في الروايات.

وقد سأل يعقوب أبي عبد الله عليه السلام عن «سام أبرص وجدناه في البئر قد تفسخ، فقال: إنما عليك أن تنزح منها سبع دلاء» ().

وربما كان نزح الجميع واجباً أو مستحباً حسب اختلاف الفتوي وقد روي معاوية ابن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام: «في البئر يبول فيها الصبي أو يصب فيها بول أو خمر فقال: ينزح الماء كله» ().

ولعل اختلاف الروايات في مقادير المنزوحات لأجل اختلاف الآبار أو اختلاف الأحوال، ففي الصيف مثلاً ينتن الماء أسرع من نتنه في الشتاء بسب ملاقات الجيفة أو ما أشبه، أو لأجل مراتب الاستحباب أو الوجوب علي ما ذكره الفقهاء مفصلاً في منزوحات البئر.

وإذا لم يمكن نزح الماء كله لبعض النجاسات فيلزم عليه التراوح كما ذكره الفقهاء.

وفي حديث عن الصادق (عليه الصلاة والسلام): «سئل عن بئر يقع فيها كلب أو فأرة، أو خنزير، قال: ينزف كلها ثم قال أبو عبد الله عليه السلام: فان غلب عليه الماء فلينزف يوماً إلي الليل ثم يقام عليه قوم يتراوحون اثنين اثنين فينزفون يوماً

إلي الليل وقد طهرت» ().

ابتعاد البئر عن البالوعة

مسألة: في جملة من الروايات ابتعاد البئر عن البالوعة، وهذا من مصاديق النظافة اللازمة أو المستحبة، ففي رواية سئل فيها الإمام عليه السلام: «عن بئر يتوضأ منها يجري البول قريب منها أينجسها؟ قال الراوي: فقال عليه السلام: ان كانت البئر في أعلي الوادي والوادي يجري فيه البول من تحتها فكان بينهما قدر ثلاث أذرع أو أربعة أذرع لم ينجس ذلك شيء وإن كان أقل من ذلك نجسها» ().

ملاقاة النجاسة

مسألة: هناك أحكام خاصة في ملاقاة النجاسة، فعن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: «إذا وقعت الفارة في السمن فماتت فان كان جامداً فألقها وما يليها وكل ما بقي، وان كان ذائباً فلا تأكله فاستصبح به والزيت مثل ذلك» ().

وعن جابر عن الباقر عليه السلام قال: «أتاه رجل فقال: وقعت فأرة في خابية فيها سمن أو زيت فما تري في أكله؟ قال: فقال له أبو جعفر عليه السلام: لا تأكله قال: فقال له الرجل الفأرة أهون علي من أن أترك طعامي من أجلها، قال: فقال له أبو جعفر عليه السلام: انك لم تستخف بالفأرة إنما استخففت بدينك إن الله حرم الميتة من كل شيء» ().

والظاهر ان المراد سراية الميتة إلي سائر أجزاء ذلك الشيء المذاب.

النضح من مصاديق النظافة

مسألة: بعض الأشياء ليس نجساً حتي يحتاج إلي التطهير، وإنما يستحب النضح أو المسح بالحائط أو ما أشبه ذلك تنظيفاً، وربما تقدم بعض الروايات المرتبطة بأمثال هذه الأمور، فقد روي محمد بن مسلم عن أحدهما عليهما السلام قال: «سألت عن المذي يصيب الثوب قال ينضحه بالماء إن شاء» ().

وفي رواية أخري قال: «سألت أبا عبد الله عن المذي يصيب الثوب قال: لا بأس به فلما رددنا عليه قال: تنضحه بالماء» ().

وعن القلانسي قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: «ألقي الذمي فيصافحني قال: امسحها بالتراب وبالحائط» ().

أقول: ومن الواضح أن اليابس ذكي إلا أن أيديهم لما تناولت الخمر ولحم الخنزير وما أشبه ذلك من النجاسات أستحب ذلك.

وعن ابن رئاب قال: دخلت علي أبي عبد الله عليه السلامفقلت: «جعلت فداك ما تقول في الشطرنج؟ قال: المقلب لها كالمقلب لحم الخنزير، فقلت: ما علي من قلب لحم الخنزير قال: يغسل يده»

().

استحباب الغسل لغير المتنجس

مسألة: وقد يستحب الغسل بالنسبة إلي بعض الأشياء التي ليست بنجسة ولا متنجسة ولكنها مستقذرة وقد أشرنا إلي بعض المصاديق سابقاً، فقد روي علي بن جعفر عن اخيه موسي عليهم السلام قال: «سألته عن الفارة الرطبة قد وقعت في الماء تمشي علي الثياب أيصلي فيها، قال: اغسل ما رأيت من أثرها وما لم تره فانضحه بالماء» ().

وفي المقنعة: «وان وقعت فأرة في الماء ثم خرجت فمشت علي الثياب فاغسل ما رأيت من أثرها وما لم تره انضحه بالماء» ().

النجاسة إذا تعدّت

النجاسة إذا تعدّت

مسألة: إذا تعدت النجاسة وجب الغسل مع الملاقاة والرطوبة، لا مع اليبوسة إلا أنه يستحب نضح الثوب بالماء حينئذ تنزها.

فعن العيص بن القاسم قال: «سألت أبا عبد الله عليه السلام عن رجل بال في موضع ليس فيه ماء، فمسح ذكره بحجر وقد عرق ذكره وفخذاه قال: يغسل ذكره وفخذيه» ().

وفي رواية أخري عن الصادق عليه السلام: «إذا أصاب ثوبك من الكلب رطوبة فاغسله، وإن مسه جافاً فأصبب عليه الماء» ().

وأيضاً في رواية أخري عنه عليه السلام قال: «إذا مس ثوبك الكلب فإن كان يابساً فانضحه» ().

وعن علي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «سألته عن الكلب يصيب الثوب قال: انضحه وإن كان رطباً فاغسله» (). وعن علي بن محمد بن جعفر قال: «سألته عن خنزير أصاب ثوباً وهو جاف هل تصلح الصلاة فيه قبل أن يغسله قال: نعم ينضحه بالماء ثم يصلي فيه» ().

وعن علي بن جعفر عن أخيه قال: «سألته عن الرجل وقع ثوبه علي كلب ميت فقال: ينضحه بالماء فيصلي فيه» ().

وفي حديث آخر عنه عليه السلام: «إذا مس ثوبك كلب فان كان يابساً فأنضحه وان كان رطباً فاغسله» ().

إلي غيرها من الروايات

والتفصيل مذكور في الفقه.

أبواب النجاسات والمطهرات

وهناك أبواب كثيرة في النجاسات والمطهرات وقد وردت روايات عديدة فيها، نشير إلي عناوين الأبواب رعاية للكتاب، ومن أراد التفصيل فعليه بالوسائل ومستدركاتها:

باب نجاسة البول ووجوب غسله من غير الرضيع مرتين عن الثوب والبدن.

باب طهارة الثوب إذا غسل من البول في المركن مرتين وفي الماء الجاري يكفي مرة واحدة.

باب طهارة الثوب من بول الرضيع يصب الماء عليه مرة واحدة.

باب أنه لا يجب علي المربية للولد غسل ثوبها من بوله إلا مرة واحدة كل يوم إذا لم يكن لها غيره.

باب كيفية غسل الفراش ونحوه مما فيه الحشو إذا أصابه البول.

باب أن النجاسة إذا أصابت بعض العضو ثم عرق لم ينجس كله مع عدم جريان العرق.

باب أنه إذا تنجس موضع من الثوب وجب غسله خاصة فإن اشتبه وجب غسل كل موضع يحصل فيه الاشتباه ويستحب غسل الثوب كله.

باب نجاسة البول والغائط من الإنسان ومن كل ما لا يؤكل لحمه إذا كان له نفس سائلة.

باب طهارة البول والروث من كل ما يؤكل لحمه واستحباب ازالة ذلك مما يكره لحمه خاصة ويتأكد في البول.

باب حكم ذرق الدجاج وبول الخشاف وجميع الطير.

باب طهارة عرق جميع الدواب وأبدانها وما يخرج من مناخرها وأفواهها الا الكلب والخنزير.

باب نجاسة الكلب ولو سلوقيا.

باب نجاسة الخنزير.

باب نجاسة الكافر ولو ذمياً ولو ناصبياً.

باب كراهة عرق الجلال.

باب نجاسة المني.

باب طهارة المذي والودي والبصاق والمخاط والنخامة والبلل المشتبه.

باب أن من أمر الغير بغسل ثوب نجس بالمني فلم يغسله ثم صلي فيه قبل تفقد النجاسة فعليه الإعادة.

باب وجوب إزالة النجاسة عن الثوب والبدن قليلة كانت أو كثيرة للصلاة الا قليل الدم.

باب جواز الصلاة مع نجاسة الثوب والبدن بما ينقص عن سعة الدرهم من الدم مجتمعا

عدا ما استثني.

باب الدماء التي لا يعفي من قليلها.

باب جواز الصلاة مع نجاسة الثوب والبدن بدم الجروح والقروح إلي أن ترقأ واستحباب غسل الثوب كل يوم مرة.

باب طهارة دم السمك والبق.

باب أنه انما يجب غسل ظاهر البدن من النجاسة دون البواطن.

باب أنه إنما يجب إزالة عين النجاسة دون أثرها واستحباب صبغ أثر الدم بالمشق إذا لم يذهب.

باب تعدي النجاسة مع الملاقاة والرطوبة لا مع اليبوسة واستحباب نضح الثوب بالماء إذا لاقي الميتة أو الخنزير أو الكلب بغير رطوبة.

باب طهارة بدن الجنب وعرقه وحكم عرق الجنب من حرام.

باب طهارة بدن الحائض وعرقها.

باب أن الشمس إذا جففت الأرض والسطح والبواري من البول وشبهه تطهرها وتجوز الصلاة عليها.

باب جواز الصلاة علي الموضع النجس وعلي الثوب النجس مع عدم تعدي النجاسة واستحباب اجتناب ذلك.

باب جواز الصلاة فيما لا تتم الصلاة فيه منفرداً وان كان نجسا مثل القلنسوة والتكة والجورب والكمرة والنعل والخفين وما أشبه ذلك.

باب طهارة باطن القدم والنعل والخف بالمشي علي الأرض النظيفة الجافة أو المسح بها حتي تزول النجاسة.

باب طهارة الحية والفأرة والعظاية والوزغ في حال حياتها واستحباب غسل أثر الفأرة أو نضحه.

باب نجاسة الميتة من كل ماله نفس سائلة إلا أن يطهر المسلم بالغسل.

باب طهارة الميتة مما ليس له نفس سائلة.

باب استحباب ترك الخبز وشبهه إذا شمه الفأر أو الكلب.

باب أن كل شيء طاهر حتي يعلم ورود النجاسة عليه وان من شك في أن ما أصابه بول أو ماء مثلاً أو شك في تقدم ورود النجاسة علي الاستعمال وتأخرها عنه بني علي الطهارة فيهما.

باب نجاسة الخمر والنبيذ والفقاع وكل مسكر.

باب طهارة بصاق شارب الخمر مع خلوه من النجاسة.

باب عدم وجوب الإعادة علي من صلي وثوبه أو

بدنه نجس قبل العلم بالنجاسة.

باب عدم وجوب الإعادة علي من نظر في الثوب قبل الصلاة فلم يجد فيه نجاسة ولم يعلم بها من قبل ثم وجدها بعد الصلاة.

باب وجوب الإعادة في الوقت واستحباب القضاء بعده علي من علم بالنجاسة فلم يغسلها ثم نسيها وقت الصلاة.

باب وجوب الاعادة في الوقت وبعده علي من صلي مع نجاسة ثوبه أو بدنه عامداً عالما.

باب حكم من علم بالنجاسة في اثناء الصلاة.

باب جواز الصلاة مع النجاسة إذا تعذرت الإزالة واستحباب الإعادة.

باب وجوب طرح الثوب النجس مع الإمكان والصلاة بالإيماء عارياً قائماً مع عدم الناظر وجالساً مع وجوده.

باب أنه لا يجب إعلام الغير بالنجاسة ولا بخلل في الطهارة وحكم ما لو أخبره المالك.

باب طهارة القيء.

باب أنه لا يستعمل من الجلود إلا ما كان طاهراً في حالة الحياء ذكيا.

باب طهارة ما يشتري من مسلم ومن سوق المسلمين والحكم بذكاته ما لم يعلم أنه ميتة وحكم ما يوجد بأرضهم.

باب وجوب غسل الإناء من الخمر ثلاثاً وجواز استعماله بعد ذلك.

باب ما يكره من أواني الخمر.

باب أنه يغسل الإناء من الخنزير والفأرة سبعاً ومن باقي النجاسات ثلاثاً.

باب جواز مؤاكلة الذمي واستخدامه مع اجتناب ما باشره برطوبة.

باب طهارة بلل الفرج والقيح.

باب ان الحجام مؤتمن في تطهير موضع الحجامة ما لم يظهر خلافه.

باب طهارة المداد وجواز الصلاة في ثوب أصابه مداد أو زيت أو سمن.

باب طهارة المسك.

باب جواز تطهير النجاسات بالماء الذي يصب من الفم.

باب طهارة ماء الاستنجاء.

باب عدم طهارة جلد الميتة بالدباغ وعدم جواز الصلاة فيه وتحريم الانتفاع بها وكراهة الصلاة فيما يشتري ممن يستحل الميتة بالدباغ.

باب نجاسة القطعة التي تقطع من الإنسان والحيوانات.

باب حكم ما ينتف من البدن من جرح ونحوه.

باب حكم اشتباه النجس بالطاهر

من الثوب والإناء.

باب عدم جواز استعمال أواني الذهب والفضة خاصة دون الصفر وغيره.

باب كراهة الإناء المفضض واستحباب اجتناب موضع الفضة.

باب حكم الآلات المتخذة من الذهب والفضة.

باب طهارة ما لا تحله الحياة من الميتة غير نجس العين إن أخذ جزاً وغسل موضع الملاقاة.

باب وجوب تعفير الإناء بالتراب من ولوغ الكلب ثم غسله بالماء.

باب حكم الجلود المدبوغة بخرء الكلاب والتي تنقع بالبول.

باب أن أواني المشركين طاهرة ما لم يعلم نجاستها واستحباب اجتنابها.

باب طهارة ما يعمله الكفار من الثياب ونحوها أو يستعملونه ما لم يعلم تنجيسهم لها، واستحباب تطهيرها أو رشها بالماء.

باب طهارة الثوب الذي يستعيره الذمي إلي أن يعلم تنجيسه له، واستحباب تطهيره قبل استعماله.

باب أن طين المطر طاهر حتي تعلم نجاسته واستحباب غسله بعد ثلاثة أيام.

باب طهارة الخمر إذا انقلبت خلا وإباحتها حينئذ.

باب جواز كتابة القرآن الكريم في الأواني التي تستعمل.

باب كراهة الصلاة في الفراء غير الحجازية إذا لم تعلم ذكاتها.

باب طهارة الدود الذي يقع في الكنيف والمقعدة إلا أن تري معه نجاسة.

باب طهارة ما أحالته النار رماداً أو دخاناً وحكم الخبز الذي عجن بماء نجس.

باب نجاسة الدم من كل حيوان له نفس سائلة.

باب طهارة الحديد.

إلي غيرها وغيرها مما هو كثير يدل علي أبعاد النظافة الإسلامية.

الغسل والوضوء والتيمم

مسألة: لقد فرق الشارع التطهير بالغسل والوضوء وبدلهما التيمم علي مواضع كثيرة، واجباً ومستحباً، حتي يكون الإنسان دائماً نظيفاً، فبالقدر المانع من النقيض جعله واجباً وغيره جعله مستحباً، حتي ورد في الروايات استحباب الوضوء لقضاء الحاجة() وكراهة تركه عند السعي فيها، إلي ما أشبه ذلك.

لا وضوء بالمضاف

مسألة: دلت الروايات علي عدم الوضوء من الماء المضاف، وكذلك عدم الغسل به وعدم التطهير به، بل تنجسه بمجرد ملاقاة النجاسة، فعن أبي بصير عن أبي عبدالله صلي الله عليه و اله: «الرجل يكون معه اللبن أيتوضأ منه للصلاة؟ قال: لا، إنما هو الماء والصعيد» ().

من غير فرق في المضاف بين أن يكون ماءاً أو لبناً أو دهناً أو غير ذلك.

طهارة الماء في الوضوء والغسل

مسألة: يشترط طهارة الماء في الوضوء والغسل ويبطلان بالماء النجس وتبطل الصلاة الواقعة بتلك الطهارة ويجب إعادتهما.

فعن علي بن الحسين المرتضي في رسالة (المحكم والمتشابه) نقلاً من تفسير النعماني بإسناده الآتي عن علي عليه السلام قال:

«وأما الرخصة التي هي الإطلاق بعد النهي فإن الله تعالي فرض الوضوء علي عباده بالماء الطاهر، وكذلك الغسل من الجنابة، فقال تعالي:

?يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلي الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلي المرافق، وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلي الكعبين، وإن كنتم جنباً فاطهروا، وإن كنتم مرضي أو علي سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيداً طيباً?().

فالفريضة من الله عزوجل الغسل بالماء عند وجوده لا يجوز غيره، والرخصة فيه إذا لم تجد الماء الطاهر التيمم بالتراب من الصعيد الطيب» ().

هذا مضافا إلي شروط أخري للوضوء، مذكورة في الفقه.

الوضوء لطلب الحاجة

مسألة: يستحب الوضوء لطلب الحاجة، فعن عبد الله بن سنان عن أبي عبدالله عليه السلام قال: «من طلب حاجة له علي غير الوضوء فلم تقض فلا يلومن إلا نفسه» ().

وفي رواية أخري عن الصادق عليه السلام قال: «إني لأعجب ممن يأخذ في حاجة وهو علي وضوء كيف لا تقضي حاجته» ().

وعن علي عليه السلام إنه قال لأبي ذر: «إذا نزل بك أمر عظيم في دين أو دنيا فتوضأ وارفع يديك وقل (يا الله) سبع مرات فانه يستجاب لك» ().

أقول: ومن المحتمل أن يكون أيضاً له سبب معنوي حيث الارتباط بين الأسباب المعنوية بعضها البعض، كما في الظاهرية بعضها مع بعض وان خفي علينا إلا النادر النادر كما ألمعنا إلي ذلك في كتاب (الفقه الآداب والسنن)().

الدعاء مع الوضوء

مسألة: يستحب الوضوء لمن أراد مطلق الدعاء، كما يستفاد ذلك من الروايات.

الوضوء لكل صلاة صلاة

مسألة: يستحب الوضوء لكل صلاة صلاة وإن كان متطهراً، ففي حديث: «إن علي بن أبي طالب (صلوات الله عليه) كان يتوضأ لكل صلاة ويقرأ ?إذا قمتم إلي الصلاة فاغسلوا وجوهكم?()» ().

وفي رواية: «إن النبي صلي الله عليه و اله كان يتوضأ لكل صلاة فلما كان عام الفتح صلي الصلوات بوضوء واحد» ().

تجديد الوضوء

مسألة: يستحب الوضوء علي الوضوء فيجدد الوضوء ولو من غير حدث، وفي الحديث: «الوضوء علي الوضوء نور علي نور» ().

وعن علي عليه السلام: «الوضوء بعد الطهر عشر حسنات فتطهروا» ().

وفي لب اللباب عن رسول الله صلي الله عليه و اله انه قال: «من جدد الوضوء جدد الله له المغفرة» ().

وعن علي عليه السلام: «انه كان يجدد الوضوء لكل صلاة، يبتغي بذلك الفضل» ().

ومثله روي عن رسول الله صلي الله عليه و اله()، قال: «وكان النبي صلي الله عليه و اله يجدد الوضوء لكل فريضة، وكل صلاة» ().

وفي رواية عن سماعة قال: «كنت عند أبي الحسن عليه السلام فصلي الظهر والعصر بين يدي وجلست عنده حتي حضرت المغرب فدعي بوضوء فتوضأ للصلاة، ثم قال لي: توضأ، فقلت: جعلت فداك أنا علي وضوئي، فقال: وإن كنت علي وضوء، إن من توضأ للمغرب كان وضوئه ذلك كفارة لما مضي من ذنوبه في يومه إلا الكبائر ومن توضأ للصبح كان وضوئه ذلك كفارة لما مضي من ذنوبه في ليلته إلا الكبائر» ().

وعن سعدان، عن بعض أصحابه، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «الطهر علي الطهر عشر حسنات» ().

عن المفضل بن عمر، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «من جدد وضوءه لغير حدث، جدد الله توبته من غير استغفار» ().

ورواه في الفقه: وزاد: وفي حديث آخر:

«الوضوء علي الوضوء نور علي نور» ().

النوم علي طهارة

مسألة: من المستحب النوم علي طهارة فانها نظافة روحية، وقد ورد عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: «من تطهر ثم أوي إلي فراشه بات وفراشه كمسجده» ().

وكذلك التيمم بدل الوضوء أيضاً وان اختلف الثواب، والتيمم وان لم يكن تنظيفاً كالمائية إلا أنه ثبت علمياً تأثيره في القضاء علي الجراثيم الصغيرة، فإن التراب طبيعته هكذا.

وعن الصادق عليه السلام قال: «من تطهر ثم أوي إلي فراشه بات فراشه كمسجده فان ذكر انه ليس علي وضوء فتيمم من دثارة كائنا ما كان لم يزل في صلاة ما ذكر الله عزوجل» ().

وعن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام، عن آبائه عليهم السلام (في حديث): «أن سلمان روي عن رسول الله صلي الله عليه و اله قال: من بات علي طهر فكأنما أحيي الليل» ().

وعن أمير المؤمنين عليه السلام قال: «لا ينام المسلم وهو جنب ولا ينام إلا علي طهور فان لم يجد الماء فليتيمم بالصعيد» () الحديث.

والقطب الراوندي في دعواته عن النبي صلي الله عليه و اله أنه قال: «من نام علي الوضوء إن أدركه الموت في ليله مات شهيداً» ().

الوضوء لدخول المساجد

مسألة: يستحب دخول المساجد وهو علي وضوء، أو مطلق الطهارة الحدثية أو الخبثية، فعن العلاء بن فضيل، عمن رواه، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: «إذا دخلت المسجد وأنت تريد أن تجلس، فلا تدخله إلا طاهراً» ().

وعن مرازم بن حكيم، عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام انه قال: «عليكم بإتيان المساجد فإنها بيوت الله في الأرض، ومن أتاها متطهراً طهره الله من ذنوبه، وكُتب من زواره» ().

وعن الصادق عن أبيه قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «قال الله تبارك وتعالي:

إن بيوتي في الأرض المساجد تضيء لأهل السماء كما تضيء النجوم لأهل الأرض، ألا طوبي لمن كانت المساجد بيوته، ألا طوبي لعبد توضأ في بيته ثم زارني في بيتي، ألا إن علي المزور كرامة الزائر، ألا بشر المشائين في ظلمات المسجد بالنور الساطع يوم القيامة» ().

الطهارة دائماً وأبداً

مسألة: يستحب للإنسان أن يكون علي طهارة دائماً، وفي هذا المجال روايات، منها: أنه قال رسول الله صلي الله عليه و اله لأنس: «يا أنس أكثر من الطهور يزيد الله في عمرك وان استطعت أن تكون بالليل والنهار علي طهارة فافعل فانك تكون إذا مت علي طهارة شهيداً» ().

من موارد استحباب الوضوء

من موارد استحباب الوضوء

مسألة: يستحب الوضوء ايضا لجماع الحامل، وللعود إلي الجماع، كما يستحب للحائض في وقت كل صلاة.

ففي وصية النبي لعلي عليه السلام: «يا علي إذا حملت امرأتك فلا تجامعها إلا وأنت علي وضوء فانه إن لم تتوضأ وقضي بينكما ولد يكون أعمي القلب بخيل اليد» ().

وعن أبي جعفر عليه السلام قال: «إذا كانت المرأة طامثاً فلا تحل لها الصلاة، وعليها أن تتوضأ وضوء الصلاة عند وقت كل صلاة ثم تقعد في موضع طاهر وتذكر الله عزوجل وتسبحه وتحمده وتهلله كمقدار صلاتها ثم تفرغ لحاجتها» ().

الوضوء لمن أدخل الميت القبر

مسألة: يستحب الوضوء لمن أدخل الميت قبره، فعن محمد بن الحسن بإسناده عن علي بن الحسن بن فضال، عن محمد ابن عبد الله بن زرارة، عن محمد ابن أبي عمير، عن حماد بن عثمان، عن عبيد الله الحلبي، ومحمد بن مسلم، عن أبي عبدالله عليه السلام في حديث قال: «توضأ إذا أدخلت الميت القبر» ().

ومحمد بن يعقوب: عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان بن يحيي، عن العلا بن رزين، عن محمد بن مسلم، عن أحدهما عليهما السلام في حديث قال: قلت له: «من أدخل الميت القبر عليه وضوء؟ قال: لا، إلا أن يتوضأ من تراب القبر إن شاء» ().

وهذا يدل علي نفي الوجوب ولا ينافي الاستحباب، ويحتمل أن يكن الوضوء بمعني غسل اليد من أثر تراب القبر.

وفي فقه الرضا عليه السلام: «تتوضأ إذا أدخلت القبر الميت» ().

هل في المذي وضوء؟

مسألة: يستحب الوضوء من المذي عن شهوة ولا يجب، وذلك كما في بعض الروايات.قال صلي الله عليه و اله: «فأما المذي فالرجل يلاعب امرأته فيمذي ففيه الوضوء» ()، أي استحبابا.

استحباب صفق الوجه بالماء

استحباب صفق الوجه بالماء

مسألة: يستحب صفق الوجه بالماء عند التوضؤ، فعن محمد بن الحسن بإسناده، عن محمد بن أحمد بن يحيي، عن معاوية بن حكيم، عن ابن المغيرة، عن رجل، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «إذا توضأ الرجل فليصفق وجهه بالماء، فإنه إن كان ناعساً فزع واستيقظ، وإن كان البرد فزع ولم يجد البرد» ().

مسألة: تجب الطهارة للطواف الواجب وتستحب للمستحب الإبتدائي، ففي دعائم الإسلام: عن جعفر بن محمد عليهما السلام أنه قال: «لا طواف إلا بطهارة، ومن طاف علي غير وضوء لم يعتد بذلك الطواف، ومن طاف تطوعاً علي غير وضوء، ثم توضأ وصلي ركعتين بعد طوافه فلا بأس بذلك، فأما طواف الفريضة فلا يجزئ إلا بوضوء» ().

من أبواب الوضوء

وهناك أبواب كثيرة في الوضوء وأحكامه وآدابه وشرائطه مذكورة في كتب الحديث والفقه نشير إلي بعض عناوينها:

باب وجوبه للصلاة ونحوها.

باب تحريم الدخول في الصلاة بغير طهارة ولو في التقية وبطلانها مع عدمها.

باب وجوب إعادة الصلاة علي من ترك الوضوء أو بعضه ولو ناسياً حتي صلي، ووجوب القضاء بعد خروج الوقت.

باب وجوب الطهارة عند دخول وقت الصلاة وأنه يجوز تقديمها قبل دخوله بل يستحب.

باب وجوب الطهارة للطواف الواجب واستحبابها للطواف المستحب وبقية أفعال الحج.

باب استحباب الوضوء لقضاء الحاجة وكراهة تركه عند السعي فيها.

باب جواز إيقاع الصلوات الكثيرة بوضوء واحد ما لم يحدث.

باب استحباب تجديد الوضوء من غير حدث لكل صلاة وخصوصاً المغرب والعشاء والصبح.

باب استحباب النوم علي طهارة ولو علي تيمم.

باب استحباب الطهارة لدخول المساجد.

باب استحباب الوضوء لنوم الجنب وعقيب الحدث، والصلاة عقيب الوضوء والكون علي طهارة.

باب استحباب الوضوء لمس كتابة القرآن الكريم ونسخه وعدم جواز مس المحدث والجنب كتابة القرآن.

باب استحباب الوضوء لجماع الحامل والعود إلي الجماع

وإن تكرر، ولمن أتي جارية وأراد أن يأتي أخري.

باب استحباب وضوء الحائض في كل صلاة وذكر الله مقدار صلاتها.

باب كيفية الوضوء وجملة من أحكامه.

الوضوء وأبواب نواقضه

مسألة: هناك مسائل كثيرة وروايات عديدة في نواقض الوضوء وأحكامها، نشير إلي بعض الأبواب فحسب:

باب انه لا ينقض الوضوء إلا اليقين بحصول الحدث دون الظن والشك.

باب أن النوم الغالب علي السمع ينقض الوضوء علي أي حال كان، وأنه لاينقض الوضوء شيء من الأشياء غير الأحداث المنصوصة.

باب حكم ما أزال العقل من إغماء وجنون وسكر وغيرها.

باب أن ما يخرج من الدبر من حب القرع والديدان لا ينقض الوضوء إلا أن يكون متلطخاً بالعذرة.

باب حكم البلل المشتبه الخارج بعد البول والمني.

باب أن تقليم الأظفار والحلق ونتف الإبط وأخذ الشعر لا ينقض الوضوء، ولكن يستحب مسح الموضع بالماء إذا كان بالحديد.

باب حكم صاحب السلس والبطن.

السواك عند الوضوء

مسألة: يستحب السواك قبل الوضوء، كما ورد عنه عليه السلام: «السواك شطر الوضوء» ().

وقال النبي صلي الله عليه و اله: «لولا أن أشق علي أمتي لأمرتهم بالسواك عند وضوء كل صلاة» ().والمراد بالأمر هنا: ما كان علي وجه الوجوب.

استحباب المضمضة والاستنشاق والسعوط

مسألة: تستحب المضمضة والاستنشاق وتكرارهما والمبالغة فيهما مطلقاً، في الوضوء وفي غير الوضوء، وهذا من مصاديق النظافة كما لا يخفي.

فعن الصادق عليه السلام عن آبائه عليهم السلام عن النبي صلي الله عليه و اله قال: «ليبالغ أحدكم في المضمضة والاستنشاق فانه غفران لكم ومنفرة للشيطان» ().

وعن ابن سنان عن الصادق عليه السلام قال: «المضمضة والاستنشاق مما سن رسول الله صلي الله عليه و اله» ().

وفي رواية هند بنت الجون: «ان رسول الله صلي الله عليه و اله دعا بماء فغسل يديه فانقاهما ثم مضمض فاه ومجه علي عوسجة كانت إلي جنب خيمة خالتها ثلاث مرات واستنشق ثلاثاً» ().

وفي (الخصال) بإسناده، عن علي عليه السلام في حديث الأربعمائة قال: «والمضمضة والاستنشاق سنة وطهور للفم والأنف، والسعوط مصحة للرأس وتنقية للبدن وسائر أوجاع الرأس» ().

التنظيف بالأغسال

مسألة: ورد في الشرع الإسلامي التنظيف بالأغسال، وهو بين واجب ومستحب، علي تفصيل مذكور في الفقه.

وعن الرضوي عليه السلام قال: «والغسل ثلاثة وعشرون: من الجنابة، والإحرام، وغسل الميت، ومن غَسَل الميت، وغسل الجمعة، وغسل دخول المدينة، وغسل دخول الحرم، وغسل دخول مكة، وغسل زيارة البيت، ويوم عرفة، وخمس ليال من شهر رمضان أول ليلة منه وليلة سبعة عشر وليلة تسعة عشر وليلة إحدي وعشرين وليلة ثلاث وعشرين، ودخول البيت، والعيدين، وليلة النصف من شعبان، وغسل الزيارات، وغسل الاستخارة، وغسل طلب الحوائج من الله تبارك وتعالي، وغسل يوم غدير خم، الفرض من ذلك غسل الجنابة والواجب غسل الميت وغسل الاحرام، والباقي سنة» ().

لا تغتسل بماء اغتسل فيه غيرك

مسألة: من المكروه أن يغتسل الإنسان بماء اغتسل فيه غيره، فعن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: «من اغتسل من الماء الذي قد اغتسل فيه فأصابه الجذام فلا يلومن إلا نفسه، فقلت لأبي الحسن عليه السلام: إن أهل المدينة يقولون إن فيه شفاء من العين، فقال: كذبوا يغتسل فيه الجنب من الحرام والزاني والناصب الذي هو شرهما وكل خلق من خلق الله ثم يكون فيه شفاءٌ من العين» ().

المياه الساخنة والحارة

مسألة: المياه الساخنة والحارة من العيون وما أشبه، إن كانت مضافاً عرفاً، لم يصح الغسل ولا التطهير بها، وإلا جاز مع كراهة، وفي الفقيه: «أما ماء الحمات فان النبي صلي الله عليه و اله إنما نهي ان يستشفي بها ولم ينه عن التوضؤ بها، وهي المياه الحارة التي تكون في الجبال يشم منها رائحة الكبريت» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام عن آبائه عليهم السلام: «النبي صلي الله عليه و اله نهي أن يستشفي بالحمات التي توجد في الجبال» ().

أقول: لعل وجه النهي أنها غالباً توجب بعض الأمراض الجلدية أو غيرها، فانها وان كانت شفاءً من بعض الأمراض لكنها توجب بعض الأمراض الأُخر.

النظافة في غسل الجنابة

مسألة: يجب غسل الجنابة في الجملة()، سواء للرجل أو المرأة، فاعلاً أو مفعولاً، قبلاً أو دبراً، بإنزال أو بغير إنزال، وكذلك يجب الغسل علي المنزل وان لم يكن بدخول لأنه أجنب بالإنزال، والأغسال بشكل عام من مصاديق النظافة في الإسلام، وهي تنظيف جسدي وروحي كما لا يخفي.

وعن موسي بن جعفر عليهم السلام قال: «الغسل من الجنابة فريضة» ().

وفي رواية: انه «من ترك شعرة متعمداً لم يغسلها من الجنابة فهو في النار» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «غسل الجنابة واجب، وغسل الحائض إذا طهرت واجب، وغسل المستحاضة واجب، إلي أن قال: وغسل النفساء واجب، وغسل المولود واجب وغسل الميت واجب» ().

وعن سعد الأشعري قال: «سألت الرضا عليه السلام عن الرجل يلمس فرج جاريته حتي تنزل الماء من غير ان يباشر، يعبث بها بيده حتي تنزل، قال: إذا أنزلت من شهوة فعليها الغسل» () الحديث.

وعن أبي عبد الله عليه السلام في حديث: «فأما المني فهو الذي تسترخي له العظام ويفتر به الجسد

وفيه الغسل» ().

وسأل رجل أبا عبد الله عليه السلام «عن رجل يأتي أهله من خلفها، قال: هو أحد المأتيين فيه الغسل» ().

أحكام الجنابة وأبوابها

مسألة: هناك احكام كثيرة ترتبط بالجنابة وغسلها وكيفيته، نكتفي بذكر الأبواب فقط، ومن أراد رواياتها فعليه بالوسائل ومستدركاتها:

باب وجوب الغسل من الجنابة وعدم وجوبه من البول والغائط.

باب وجوب الغسل بإنزال المني يقظة أو نوماً رجلاً كان أو امرأة بجماع أو غيره وعدم وجوب غسل الجنابة بغير الجماع والإنزال.

باب اعتبار المني بالدفق وفتور الجسد عند الاشتباه فإن كان كذلك وجب الغسل وإلا فلا إلا أن يكون مريضاً فتكفي الشهوة من غير دفق.

باب وجوب الغسل علي من وجد المني علي جسده أو ثوبه الذي ينفرد به خاصة.

باب حكم الوطء في الدبر من غير إنزال.

باب أن غسل الجنابة إنما يجب للصلاة ونحوها لا لنفسه.

باب عدم جواز وضع الجنب والحائض شيئاً في المسجد وجواز أخذهما منه.

باب حكم لمس الجنب شيئاً عليه اسم الله والدراهم البيض ولمسه لكتابة القرآن وما عداها من المصحف.

باب جواز قراءة الجنب والحائض والنفساء القرآن ما عدا العزائم الأربع وكراهة ما زاد علي سبع آيات للجنب وتأكدها فيما زاد علي سبعين آية.

باب كراهة الأكل والشرب للجنب إلا بعد الوضوء والمضمضة وغسل الوجه واليد.

باب كراهة الإدهان للجنب قبل الغسل.

باب جواز خضاب الجنب والحائض والنفساء وجنابة المختضب علي كراهية في غير النفساء إلا أن يأخذ الخضاب ويذهب.

باب جواز إطلاء الجنب بالنورة وحجامته وتذكيته وذكر الله عزوجل.

باب استحباب المضمضة والاستنشاق قبل الغسل، وعدم وجوبهما وعدم وجوب غسل شيء من البواطن.

باب كراهة النوم للجنب إلا بعد الوضوء أو الغسل أو التيمم أو إرادة العود إلي الوطء وعدم تحريم نوم الجنب رجلاً كان أو امرأة من غير غسل ولا

وضوء ولا تيمم.

باب كيفية غسل الجنابة ترتيباً وارتماساً وجملة من أحكامه.

باب حكم غسل الرجلين بعد الغسل.

باب وجوب الترتيب في الغسل بغير الارتماس ووجوب الإعادة مع المخالفة.

باب عدم وجوب الموالاة والمتابعة بين الأعضاء في الغسل وجواز التراخي بينها ووجوب إعادته لو أحدث حدثاً أصغر أو أكبر في أثنائه وجواز أمر الغير بإحضار ماء الغسل وجواز تقديم الغسل وبعضه قبل دخول وقت الصلاة.

باب جواز بقاء أثر الطيب والخلوق والزعفران والعلك ونحوها علي البدن وقت الغسل.

باب أنه يجزئ في الغسل مسماه ولو كالدهن ويستحب الغسل بصاع.

باب استحباب الوضوء قبل الغسل في غير الجنابة.

باب حكم البلل المشتبه بعد الغسل.

باب استحباب الدعاء بالمأثور عند الغسل.

باب وجوب إيصال الماء إلي أصول الشعر وجميع البدن في الغسل وعدم وجوب غسل الشعر ولا نقضه.

باب حكم من نسي غسل الجنابة أو لم يعلم بها حتي صلي وصام.

باب استحباب الصب علي الرأس ثلاثاً وعلي كل جانب مرتين.

باب حكم الخاتم والسوار والدملج والجبائر والجرح ونحوه في الغسل.

باب إجزاء الغسل الواحد عن الأسباب المتعددة وحكم اجتماع الجنب والميت والمحدث وهناك ماء يكفي أحدهم.

باب استحباب غسل اليدين من الجنابة ثلاثاً قبل إدخالهما الإناء.

غسل الحيض: نظافة

مسألة: يجب غسل الحيض عند انقطاعه بشروط مقررة في الفقه، وقد ذكرها الفقهاء في الرسائل العملية، وذلك أيضاً من مصاديق النظافة، أصلاً وخصوصية، كتغيير القطنة وما أشبه.فقد روي سماعة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «وغسل الحيض واجب» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «ان طهرت بليل من حيضتها ثم توانت أن تغتسل في رمضان حتي أصبحت، عليها قضاء ذلك اليوم» ().

وفي دعائم الإسلام: عن جعفر بن محمد عليهما السلام أنه قال: «إذا طهرت المرأة في وقت صلاة فضيعت الغسل كان عليها قضاء

تلك الصلاة وما ضيعته بعدها» ().

وعن الرضوي عليه السلام: «فإذا دخلت المستحاضة في حد حيضتها الثانية تركت الصلاة حتي تخرج الأيام التي تقعد في حيضها فإذا ذهب عنها الدم، اغتسلت وصلت» ().

وروي القطب الراوندي عن النبي صلي الله عليه و اله، قال في حديث: «وإذا اغتسلت من حيضها كفّر لها كل ذنب ولم يكتب لها خطيئة إلي الحيضة الأخري» ().

أقول: المراد بمثل هذه الأحاديث الاقتضاء، لا العلية التامة كما حققنا ذلك في كتاب (الآداب والسنن)() وغيره.

الحائض وأحكامها

الحائض وأحكامها

مسألة: من المعلوم ان الادخال بالمرأة الحائض التي هي في أيام الحيض حرام وذلك من النظافة، أما في أيام الاستحاضة فيجوز بشروط من الغسل وما أشبه.

وما في بعض الروايات من أن الذي يبغض علياً عليه السلام حملته أمه في وقت الحيض() فالظاهر انه يراد بالحيض التلوث الذي يبقي بعد الحيض أو يراد بالحيض الأعم من الاستحاضة علي ما سبق، فان الطب المعاصر يري انها لا تحمل أيام الحيض والله العالم.

ثم لا يخفي إن الحيض قد يطلق علي الدم الخارج منها مطلقاً وان كان غير حيض في الفقه، والفرق بين الحيض والاستحاضة حسب ما ثبت من ان زيادة المبني تدل علي زيادة المعني إنها دم زائدة عليه الذي خلق هو بالأصل لمنافع خاصة.

هذا مضافا إلي التروك الأخري.

من أحكام دم الحيض

مسألة: يجب غسل الثوب الذي فيه دم الحيض للصلاة ونحوها وذلك لأجل الطهارة والنظافة أيضاً.

وإذا لم يذهب عن الثوب أثر الدم يستحب صبغ الثوب بلون لا يظهر معه لون الحيض فانه أيضاً من النظافة، فعن علي بن أبي حمزة عن العبد الصالح عليه السلام قال: «سألته أم ولد لأبيه فقالت: أصاب ثوبي دم الحيض وغسلته فلم يذهب أثره، فقال: اصبغيه بمشق حتي يختلط ويذهب» (). والمشق نوع من اللون.

استبراء الحائض

مسألة: يجب الاستبراء علي الحائض عند انقطاع الدم قبل العشرة وذلك بالكيفية المذكورة في الفقه، فعن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام قال: «إذا أرادت الحائض أن تغتسل فلتستدخل قطنة فإن خرج فيها شيء من الدم فلا تغتسل، وإن لم تر شيئاً فلتغتسل، وإن رأت بعد ذلك صفرة فلتتوضأ ولتصل» (). وروي الشيخ بإسناده عن محمد بن يعقوب مثله.

غسل الاستحاضة

مسألة: يجب غسل الاستحاضة علي التفصيل الذي ذكره الفقهاء في الكتب الفقهية وذلك من النظافة كما لا يخفي.

فعن صفوان بن يحيي عن أبي الحسن عليه السلام قال: قلت له: «إذا مكثت المرأة عشرة أيام تري الدم ثم طهرت فمكثت ثلاثة أيام طاهرة ثم رأت الدم بعد ذلك أتمسك عن الصلاة؟ قال: لا، هذه مستحاضة تغتسل وتستدخل قطنةً بعد قطنة وتجمع بين الصلاتين بغسل ويأتيها زوجها إن أراد» ().

وفي حديث قال عليه السلام: «تغتسل المرأة الدمية بين كل صلاتين» ().

وعن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال سمعته يقول عن المرأة المستحاضة التي لا تطهر: «تغتسل عند صلاة الظهر فتصلي الظهر والعصر، ثم تغتسل عند المغرب فتصلي المغرب والعتمة، ثم تغتسل عند الصبح فتصلي الفجر، ولا بأس بأن يأتيها زوجها متي شاء إلا أيام قرئها، وقال: لم تفعله امرأة قط احتساباً إلا عوفيت من ذلك» ().

وعن محمد بن يحيي، عن محمد بن الحسين، عن عثمان بن عيسي، عن سماعة، قال: قال: «المستحاضة إذا ثقب الدم الكرسف اغتسلت لكل صلاتين وللفجر غسلا. وإن لم يجز الدم الكرسف فعليها الغسل كل يوم مرة، والوضوء لكل صلاة. وإن أراد زوجها أن يأتيها فحين تغتسل، هذا إن كان دمها عبيطاً، وان كانت صفرة فعليها الوضوء»

().

ومحمد بن الحسن بإسناده عن موسي بن القاسم، عن عباس بن عامر، عن أبان بن عثمان، عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله قال: «سألت أبا عبد الله عليه السلام عن المستحاضة أيطأها زوجها؟ وهل تطوف بالبيت؟ قال: تقعد قرأها الذي كانت تحيض فيه، فإن كان قرؤها مستقيماً فلتأخذ به، وإن كان فيه خلاف فلتحتط بيوم أو يومين، ولتغتسل ولتستدخل كرسفاً فإذا ظهر علي الكرسف فلتغتسل ثم تضع كرسفاً آخر، ثم تصلي فإذا كان دماً سائلاً فلتؤخر الصلاة إلي الصلاة، ثم تصلي صلاتين بغسل واحد، وكل شيء استحلت به الصلاة فليأتها زوجها ولتطف بالبيت» ().

وفقه الرضا عليه السلام: «فإذا زاد عليها الدم علي أيامها اغتسلت في كل يوم مع الفجر، واستدخلت الكرسف وشدت وصلت، ثم لا تزال تصلي يومها ما لم يظهر الدم فوق الكرسف، والخرقة، فإذا ظهر أعادت الغسل، وهذه صفة ما تعمله المستحاضة، بعد أن تجلس أيام الحيض» ().

نظافة المستحاضة

مسألة: هناك مسائل ترتبط بنظافة المستحاضة وجوبا أو استحبابا، فيجب الوضوء أو الغسل علي المستحاضة علي ما سبق، كما يستحب لها التطيب لإزالة رائحة الدم وهو الذي يسمي بالاستذفار، فقد قال عليه السلام: «والاستذفار أن تطيب وتستجمر بالدخنة وغير ذلك» ().

وقال أبو جعفر عليه السلام: «سئل رسول الله عن المرأة تستحاض؟ فأمرها ان تمكث أيام حيضها لا تصل فيها ثم تغتسل وتستدخل قطنةً وتستثغر» (). والاستثغار أن تجعل مثل ثغر الدابة.

غسل النفاس

غسل النفاس

مسألة: يجب علي النفساء الغسل بعد تمام النفاس وهذا من النظافة أيضاً. فعن يونس ابن يعقوب قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: «تجلس النفساء أيام حيضها التي كانت تحيض ثم تستظهر وتغتسل وتصلي» ().

وفي حديث سماعة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «غسل النفساء واجب» ().

إذا ماتت النفساء

مسألة: إذا ماتت النفساء وكثر دمها، فعن محمد بن الحسن بإسناده: عن الحسن بن محبوب رفعه قال: «المرأة إذا ماتت نفساء وكثر دمها أدخلت إلي السرة في الأديم، أو مثل الأديم نظيف ثم تكفن بعد ذلك ويحشي القبل والدبر بالقطن» ().

ومحمد بن علي بن الحسين قال: «قال الصادق عليه السلام وذكر مثله، إلا أنه قال: وتنظف ثم يحشي القبل والدبر، ثم تكفن بعد ذلك» ().

غسل مس الميت: نظافة

مسألة: يجب الغسل علي من مس الميت في الجملة، أي بعد البرد وقبل التغسيل، وهو من النظافة أيضاً كما ورد في الروايات.

ففي (عيون الأخبار) وفي (العلل) بأسانيده عن الفضل بن شاذان، عن الرضا عليه السلام قال: «إنما أمر من يغسل الميت بالغسل لعلة الطهارة مما أصابه من نضح الميت إذا خرج منه الروح بقي منه أكثر آفته» ().

وبأسانيده: عن محمد بن سنان، عن الرضا عليه السلام قال: «وعلة اغتسال من غسل الميت أو مسه: الطهارة لما أصابه من نضح الميت: لأن الميت إذا خرج منه الروح بقي أكثر آفته، فلذلك يتطهر منه ويطهر» ().

وقد روي ابن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: «أيغتسل من غسَّل الميت؟ قال: نعم» ().

أقول: لا فرق في الميت بين الرجل والمرأة وكذلك الماس.

وعن ابن مسلم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «من غسل ميتاً وكفنه اغتسل غسل الجنابة» () والمراد انه مثل غسل الجنابة في الكيفية والخصوصيات.

وفي الفقه الرضوي عليه السلام: «وان مسست ميتة فاغسل يديك وليس عليك غسل، إنما يجب عليك ذلك في الإنسان وحده» ().

وفيه أيضاً: «متي مسست ميتاً قبل الغسل بحرارته فلا غسل عليك» ().

وفيه أيضاً: «الغسل ثلاثة وعشرون إلي أن قال: ومن غسَّل الميت» ().

وفي تحف

العقول عن أمير المؤمنين عليه السلام: «من مس جسد ميت بعد ما يبرد لزمه الغسل، من غسَّل مؤمناً فليغتسل بعد ما يلبسه أكفانه» ().

وفي (الخصال) باسناده: عن علي عليه السلام (في حديث الأربعمائة) قال: «ومن غسل منكم ميتاً فليغتسل بعد ما يلبسه أكفانه» ().

وعن محمد بن مسلم، عن أحدهما عليهما السلام قال: «قلت: الرجل يغمض الميت أعليه غسل؟ قال: إذا مسه بحرارته فلا: ولكن إذا مسه بعد ما يبرد فليغتسل، قلت: فالذي يغسله يغتسل؟ قال: نعم، قلت: فيغسله ثم يلبسه أكفانه قبل أن يغتسل؟ قال: يغسله ثم يغسل يديه من العاتق، ثم يلبسه أكفانه ثم يغتسل، قلت: فمن حمله عليه غسل؟ قال: لا، قلت: فمن أدخله القبر عليه وضوء؟ قال: لا، إلا أن يتوضأ من تراب القبر إن شاء» ().

ورواه الكليني أيضاً: عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان بن يحيي عن العلاء بن رزين، مثله().

وعن إسماعيل بن جابر، قال: «دخلت علي أبي عبد الله عليه السلام حين مات ابنه إسماعيل الأكبر، فجعل يقبله وهو ميت فقلت: جعلت فداك، أليس لا ينبغي أن يمس الميت بعد ما يموت، ومن مسه فعليه الغسل؟ فقال: أما بحرارته فلا بأس، إنما ذاك إذا برد» ().

وعن عاصم بن حميد قال: «سألته عن الميت إذا مسه الإنسان أفيه غسل؟ قال: فقال: إذا مسست جسده حين يبرد فاغتسل» ().

وعن معاوية ابن عمار قال: «قلت لأبي عبد الله عليه السلام: الذي يغسل الميت عليه غسل؟ قال: نعم، قلت: فإذا مسه وهو سخن؟ قال: لا غسل عليه، فإذا برد فعليه الغسل، قلت: والبهائم والطير إذا مسها عليه غسل؟ قال: لا، ليس هذا كالإنسان» ().

وعن محمد بن الحسن الصفار قال:

«كتبت إليه: رجل أصاب يديه أو بدنه ثوب الميت الذي يلي جلده قبل أن يغسل، هل يجب عليه غسل يديه أو بدنه؟ فوقع عليه السلام: إذا أصاب يدك جسد الميت قبل أن يغسل فقد يجب عليك الغسل» ().

وعنه: عن الحسن بن عبيد قال: «كتبت إلي الصادق عليه السلام: هل اغتسل أمير المؤمنين عليه السلام حين غسل رسول الله صلي الله عليه و اله عند موته، فأجابه: النبي صلي الله عليه و اله طاهر مطهر، ولكن أمير المؤمنين عليه السلام فعل وجرت به السنة» ().

وقد سبق في الجنابة حديث سماعة: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «وغسل من مس ميتاً واجب» ().

وفقه الرضا عليه السلام: «فإن مسست بعد ما برد فعليك الغسل» ().

مس القطعة المنفصلة

مسألة: يجب الغسل أيضا علي من مس قطعة منفصلة من آدمي إن كان فيها عظم.

فعن محمد بن الحسن بإسناده عن سعد بن عبد الله، عن أيوب بن نوح عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «إذا قطع من الرجل قطعة فهي ميتة، فإذا مسه إنسان فكل ما كان فيه عظم فقد وجب علي من يمسه الغسل فإن لم يكن فيه عظم فلا غسل عليه» ().

حكمة غسل الميت وكيفيته

مسألة: يجب غسل الميت علي التفصيل المذكور في الفقه وهذا يدل علي كبير اهتمام الشرع بأمر النظافة حتي بالنسبة إلي الميت، فالإسلام دين الطهارة والنظافة سواء في حياة الإنسان أو قبلها() أو بعدها.

فعن محمد بن سنان: «إن الرضا عليه السلام كتب إليه في جواب مسائله إلي أن قال وعلة غسل الميت انه يغسل لأنه يطهر وينظف من أدناس أمراضه وما أصابه من صنوف علله لأنه يلقي الملائكة ويباشر أهل الآخرة فيستحب إذا ورد علي الله وأهل الطهارة فيماسونه ويماسهم أن يكون طاهراً نظيفاً موجهاً به إلي الله عزوجل ليطلب به ويشفع له» ().

أقول: وان كان الروح يلاقي الملائكة لكن جسد الميت أيضا يلاقيهم، هذا بالإضافة إلي أن كلاً من الروح والجسد يؤثر أحدهما في الآخر حتي بعد الموت.

وعن سماعة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «غسل الجنابة واجب إلي أن قال: وغسل الميت واجب» ().

وعن ابن مسكان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «سألته عن غسل الميت، فقال: اغسله بماء وسدر ثم اغسله علي أثر ذلك غسلة أخري بماء وكافور وذريرة ان كانت واغسله الثالثة بماء قراح، قلت: ثلاث غسلات لجسده كله، قال: نعم» ().

وهناك أيضا تعليمات خاصة بالنسبة إلي الغاسل والمغتسل وما أشبه وكلها

من النظافة.

ففي رواية عنهم عليهم السلام: «ثم اغسل يديه ثلاث مرات كما يغتسل الإنسان من الجنابة إلي نصف الذراع ثم اغسل فرجه وأنفه ثم اغسل رأسه بالرغوة وبالغ في ذلك إلي أن قال: وادلك بدنه دلكاً رفيقاً وكذلك ظهره وبطنه إلي أن قال: فان خرج شيء فانقه» ().

وعن الحلبي قال: قال الصادق عليه السلام: «يغسل الميت ثلاث غسلات: مرة بالسدر ومرة بالماء يطرح فيه الكافور ومرة أخري بالماء القراح ثم يكفن» ().

هل يوضّأ الميت؟

هل يوضّأ الميت؟

مسألة: يستحب وضوء الميت وضوء الصلاة زيادة في التنظيف، فعن حماد عن حريز عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «الميت يبدأ بفرجه ثم يوضأ وضوء الصلاة» ().

وعن عبد الله بن عبيد قال: «سألت أبا عبد الله عليه السلام عن غسل الميت قال: يطرح عليه خرقة ثم يغسل فرجه ويوضأ وضوء الصلاة ثم يغسل رأسه بالسدر والأشنان ثم بالماء والكافور ثم بالماء القراح ويطرح فيه سبع ورقات صحاح من ورق السدر في الماء» ().

أبواب غسل الميت وما يرتبط به

مسألة: هناك أحكام كثيرة ترتبط بنظافة الميت نشير إلي عناوين أبوابها رعاية للكتاب، ومن أراد التفصيل فليراجع الوسائل ومستدركاتها.

باب كيفية غسل الميت وجملة من أحكامه.

باب أن غسل الميت كغسل الجنابة.

باب وجوب تغسيل من مات في الماء.

باب استحباب توجيه الميت إلي القبلة عند الغسل كالمحتضر وعدم وجوبه.

باب استحباب مباشرة غسل الميت عيناً والدعاء له بالمأثور.

باب استحباب كتم الغاسل ما يري من الميت إلي أن يدفن وعدم جواز إظهار ما يشينه.

باب استحباب رفق الغاسل بالميت وكراهة العنف به.

باب كراهة تغسيل الميت بماء أسخن بالنار إلا أن يخاف الغاسل علي نفسه البرد.

باب عدم جواز إزالة شيء من شعر الميت أو ظفره فإن فعل جعله معه في الكفن، وكراهة غمز مفاصله.

باب أن السقط إذا تم له أربعة اشهر غسل وإن تم له ستة أشهر فصاعداً فحكمه حكم غيره من الأموات.

باب أحكام الشهيد ووجوب تغسيل كل ميت مسلم سواه.

باب وجوب تغسيل من قتل في معصية وحكم جراحاته وقطع رأسه.

باب أنه إذا خيف تناثر جسد الميت أجزأ صب الماء عليه إن أمكن وإلا أجزأ تيممه.

باب إن من وجب رجمه أو قتله قصاصاً ينبغي له أن يغتسل ويحنط ويلبس كفنه ويسقط ذلك بعد قتله.

باب حكم تغسيل الذمي المسلم

إذا لم يحضره مسلم ولا مسلمة ذات رحم وكذا الذمية والمسلمة.

باب جواز تغسيل المرأة قرابتها من الرجال المحارم وكذا الرجل واستحباب كونه من وراء الثوب.

باب سقوط تغسيل المرأة مع عدم وجود امرأة ولا رجل ذي محرم وكذا الرجل.

باب استحباب تغسيل الرجل المرأة التي لا يوجد لها امرأة ولا ذو محرم من وراء الثوب، بأن يصب عليها الماء أو يغسل وجهها وكفيها أو ييممها وكذا الرجل.

باب جواز تغسيل المرأة ابن ثلاث سنين أو أقل، وتغسيل الرجل بنت ثلاث سنين أو أقل.

باب جواز تغسيل الرجل زوجته والمرأة زوجها واستحباب كونه من وراء الثوب.

باب جواز تغسيل أم الولد سيدها.

باب أن الميت يغسله أولي الناس به أو من يأمره الولي.

باب استحباب كثرة الماء في غسل الميت إلي سبع قرب.

باب كراهة إرسال ماء غسل الميت في الكنيف وجواز إرساله في البالوعة.

باب جواز تغسيل الميت في الفضاء واستحباب الستر بينه وبين السماء.

باب إجزاء الغسل الواحد للميت إذا كان جنباً أو حائضاً أو نفساء.

باب أنه يجوز للجنب والحائض تغسيل الميت ولمن غسله أن يجامع قبل غسل المس واستحباب الوضوء في الموضعين وإجزاء غسل واحد.

التكفين وأبوابه

باب عدد قطع الكفن الواجب والندب وجملة من أحكامها.

باب استحباب كون كافور الحنوط ثلاثة عشر درهماً وثلثاً لا أزيد أو أربعة مثاقيل أو مثقالاً رجلا كان أو امرأة.

باب استحباب تكفين الميت في ثوب كان يصلي فيه ويصوم.

باب استحباب تكفين الميت في ثوب كان يحرم فيه.

باب استحباب وضع الجريدتين الخضراوين مع الميت.

باب استحباب وضع الجريدة كيفما أمكن ولو في القبر أو عليه.

غسل من عليه الحد أو القصاص

مسألة: من يكون عليه حد يوجب القتل يؤمر به قبله فيغتسل، فعن مسمع عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «المرجوم والمرجومة يغسلان ويحنطان ويلبسان الكفن قبل ذلك ثم يرجمان ويصلي عليهما، والمقتص منه بمنزلة ذلك يغسل ويحنط ويلبس الكفن ويصلي عليه» ().

هل يغسّل السقط؟

مسألة: لا يخفي أن السقط أيضاً يجب غسله في الجملة، فعن سماعة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «سألته عن السقط إذا استوي في خلقته يجب عليه الغسل واللحد والكفن، قال: نعم كل ذلك يجب عليه إذا استوي» ().

وفي رواية أخري: «السقط إذا تم له أربعة أشهر غسل» ().

من مصاديق النظافة بعد الموت

مسألة: ثم من التنظيف إزالة الوسخ والدم وما أشبه من الميت، فعن العلا قال: «سئل أبو عبد الله عليه السلام وأنا حاضر عن رجل قتل فقطع رأسه في معصية الله أيغسل أم يفعل به ما يفعل بالشهيد؟ فقال عليه السلام: إذا قتل في معصية الله يغسل أولاً منه الدم، ثم يصب عليه الماء صباً ولا يدلك جسده، ويبدأ باليدين والدبر، وتربط جراحاته بالقطن» () الحديث.

نظافة الكفن

مسألة: لا يجوز تكفين الميت بجلد الميتة، والكفن المغصوب حتي ولو لم يوجد شيء آخر، ولا يجوز تكفين الميت بالكفن النجس، ولا بالحرير الخالص، ولابالقماش المذهب، ولا إشكال في حالة الاضطرار.

فعن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال: «إذا أردت أن تكفنه فان استطعت أن يكون في كفنه ثوب كان يصلي فيه نظيف فافعل» ().

وفي رواية أخري: «يستحب أن يكون في كفنه ثوب كان يصلي فيه نظيف فان ذلك يستحب أن يكفن فيما كان يصلي فيه» ().

ويستحب أن يكون الكفن جيداً، فعن يونس بن يعقوب قال أبو عبد الله: «إن أبي أوصاني عند الموت يا جعفر كفني في ثوب كذا وكذا وثوب كذا وكذا اشتر لي برداً واحداً وعمامة وأجدهما فان الموتي يتباهون بأكفانهم» ().

وفي حديث عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «أجيدوا أكفان موتاكم، فإنها زينتهم» ().

وعن محمد بن يحيي: عن أحمد بن محمد عن عيسي، عن محمد بن الحسين، عن عبد الرحمن ابن أبي هاشم، عن أبي خديجة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «تنوّقوا في الأكفان، فإنكم تبعثون بها» ().

كما يستحب أن يكون الكفن أبيض فعن النبي صلي الله عليه و اله قال: «ليس من لباسكم شيء أحسن من البياض فالبسوه وكفنوا فيه

موتاكم» ().

ومحمد بن يعقوب: عن محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن ابن قداح، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «قال رسول الله صلي الله عليه و اله: ألبسوا البياض فإنه أطيب وأطهر، وكفنوا فيه موتاكم» ().

وقال السيد علي بن طاووس في فلاح السائل: عن تاريخ نيسابور في ترجمة إبراهيم بن عبد الرحمن بن سهل بإسناده: «قال رسول الله صلي الله عليه و اله: خير ثيابكم البيض، فليلبسها أحياؤكم، وكفنوا فيها موتاكم، فإنها من خير ثيابكم» ().

تطييب الميت وكفنه

مسألة: يستحب تطييب الميت والكفن بالذريرة والكافور.

فعن سماعة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «إذا كفنت الميت فذر علي كل ثوب شيئاً من ذريرة وكافور» ().

وفي رواية وزاد عليه السلام: «ويجعل شيئاً من الحنوط علي مسامعه ومساجده، وشيئاً علي ظهر الكفن» ().

النجاسة إذا أصابت الكفن

مسألة: إذا تنجس الكفن بنجاسة الميت نفسه أو بنجاسة أخري، يجب غسل أو قطع ذلك الموضع المتنجس ولو بعد وضع الميت في القبر، إن لم يستوجب ذلك تلف الكفن، وإذا لم يمكن غسله أو قطعه يجب تبديله بكفن آخر طاهر إن أمكن التبديل.

فعن محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه عن ابن أبي عمير، عن بعض أصحابه، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «إذا خرج من الميت شيء بعد ما يكفن فأصاب الكفن قرض منه» ().

وعن عدة من أصحابنا: عن سهل بن زياد، عن بعض أصحابه رفعه قال: «إذا غسل الميت ثم أحدث بعد الغسل فإنه يغسل الحدث، ولا يعاد الغسل» ().

وفقه الرضا عليه السلام: «فإن خرج منه شيء بعد الغسل فلا تعد غسله، ولكن اغسل ما أصاب من الكفن إلي أن تضعه في لحده، فإن خرج منه شيء في لحده لم تغسل كفنه، ولكن قرضت من كفنه ما أصاب من الذي خرج منه» ().

نظافة المصلين علي الميت

مسألة: يستحب للجنب والحائض إذا ارادا الصلاة علي الجنازة التيمم بدل الغسل، فعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «الطامث تصلي علي الجنازة، لأنه ليس فيها ركوع ولا سجود، والجنب يتيمم ويصلي علي الجنازة» (). أي يستحب له ذلك.

وعن سماعة، عن أبي عبد الله عليه السلام: «عن المرأة الطامث إذا حضرت الجنازة؟ فقال: تتيمم وتصلي عليها، وتقوم وحدها بارزة عن الصف» ().

النظافة في الأغسال المستحبة

مسألة: الاغسال المستحبة كثيرة وكلها من مصاديق النظافة جسداً وروحاً نذكر جملة منها:

غسل يوم الجمعة، ويجوز تعجيله يوم الخميس وليلته وكذا ليلة الجمعة، كما يجوز قضاؤه يوم الجمعة بعد الزوال ويوم السبت إلي الغروب، بل إلي آخر الأسبوع.

وغسل أول ليلة من شهر رمضان، وغسل أول يوم من شهر رمضان، وغسل كل ليلة من شهر رمضان، ويتأكد في العشر الأواخر.

وغسل يوم عيد الفطر، وغسل يوم عيد الأضحي، وغسل يوم التروية، وغسل يوم عرفة.

وغسل ليلة النصف من رجب، وغسل أول شهر رجب، وغسل وسطه، وغسل آخره، وغسل يوم المبعث وهو السابع والعشرون من رجب.

وغسل يوم المولود وهو السابع عشر من ربيع الأول، وغسل ليلة النصف من شعبان، وغسل يوم الغدير، وغسل يوم المباهلة، وغسل يوم دحو الأرض، وغسل يوم النيروز، وغسل يوم التاسع من ربيع الأول.

وكذا يستحب غسل دخول حرم مكة المكرمة، وغسل دخول حرم المدينة المنورة، وغسل دخول المسجد الحرام، وغسل دخول الكعبة، وغسل دخول المدينة وغسل دخول مسجد النبي صلي الله عليه و اله.

وكذلك يستحب غسل الإحرام، وغسل زيارة النبي صلي الله عليه و اله، وغسل زيارة كل إمام امام، وغسل زيارة البيت، والغسل للطواف من غير فرق بين طواف الزيارة أو العمرة أو النساء أو الوداع أو غيرها، وغسل الوقوف بعرفات والغسل

للذبح والغسل للنحر والغسل للحلق.

وغسل من ترك صلاة إحدي الكسوفين عمداً عند احتراق القرص كله إذا أراد قضاء الصلاة.

وغسل التوبة سواء كان عن كبيرة أو صغيرة.

والغسل بعد الكفر سواء كان كفراً أصلياً أو ارتدادياً.

وغسل صلاة الحاجة، وغسل صلاة الاستسقاء، وغسل صلاة الاستخارة، وغسل صلاة الظلامة.

وغسل صلاة الخوف من الظالم المروية في مكارم الأخلاق().

وغسل الأخذ من تربة سيد الشهداء (صلوات الله عليه).

وغسل رؤية أحدي الأئمة عليهم السلام في المنام.

وغسل المباهلة مع من يدعي باطلا.

والغسل لتحصيل النشاط للعبادة أو لخصوص صلاة الليل فان في كل واحدٍ منهما قال جمع.

والغسل بعد قتل الوزغ.

والغسل للتوجه إلي السفر خصوصاً سفر زيارة الإمام الحسين عليه السلام.

وغسل قريب الزوال من يوم الخامس عشر من رجب لعمل أم داود.

وغسل المرأة إذا تعطرت لغير زوجها.

وغسل من شرب مسكراً فنام.

والغسل عند احتمال الجنابة كواجدي المني في الثوب المشترك.

وغسل من سعي إلي مصلوب عمداً لينظره بعد مضي ثلاثة أيام علي صلبه ورآه.

وإعادة الغسل عند زوال العذر الذي رخص، لاحتمال اشتمال الغسل علي نقص.

وغسل من مات جنباً قبل تغسيله غسل الميت.

وغسل الجنب لمعاودة الجماع.

والغسل عند الإفاقة من الجنون.

ولا يخفي أن جملة من هذه الأغسال لم تثبت إلا أن فيها أقوالاً عند بعض الفقهاء، والإتيان بها برجاء المطلوبية لا بأس به. ومحل البحث في هذه الأغسال ثبوتاً ونفياً وبيان للخصوصيات هو الفقه.

الأغسال في الروايات

الأغسال في الروايات

ثم ان الروايات في الباب كثيرة جداً، نذكر جملة منها:

فعن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: «الغسل من الجنابة ويوم الجمعة والعيدين وحين تحرم وحين تدخل مكة والمدينة ويوم عرفة ويوم تزور البيت وحين تدخل الكعبة وفي ليلة تسع عشرة وإحدي وعشرين وثلاث وعشرين من شهر رمضان ومن غسل ميتاً»

().

وعن سماعة قال: «سألت أبا عبد الله عن غسل الجمعة، فقال: واجب في السفر والحضر إلا انه رخص للنساء في السفر لقلة الماء، وقال: غسل الجنابة واجب، وغسل الحائض إذا طهرت واجب، وغسل الاستحاضة واجب، إلي أن قال: وغسل النفساء واجب، وغسل المولود واجب، وغسل الميت واجب، وغسل من غسل ميتاً واجب، وغسل المحرم واجب، وغسل يوم عرفة واجب، وغسل الزيارة واجب إلا من علة، وغسل دخول البيت واجب، وغسل دخول الحرم يستحب ان لا يدخله إلا بغسل، وغسل المباهلة واجب، وغسل الاستسقاء واجب، وغسل أول ليلة من شهر رمضان يستحب، وغسل ليلة احدي وعشرين سنة، وغسل ليلة ثلاث وعشرين سنة لا يتركها لانه يرجي في إحداهن ليلة القدر، وغسل يوم الفطر وغسل يوم الأضحي سنة لا أحب تركها، وغسل الاستخارة مستحب» ().

أقول: واجب يعني ثابت وهو أعم من الوجوب بمعني المنع من النقيض، ومن المستحب الذي يرجح فعله بدون منع من نقيضه، وأما اختلاف الألسنة فلشدة الاستحباب وقلته.

وعن محمد بن علي بن الحسين قال: قال أبو جعفر عليه السلام: «الغسل في سبعة عشر موطناً ليلة سبعة عشر من شهر رمضان وليلة تسعة عشر وليلة احدي وعشرين وليلة ثلاث وعشرين وفيها ترضي ليلة القدر وغسل العيدين، وإذا دخلت الحرمين ويوم تحرم ويوم الزيارة ويوم تدخل البيت ويوم التروية ويوم عرفة، وإذا غسلت ميتاً وكفنته أو مسسته بعد ما يبرد، ويوم الجمعة، وغسل الكسوف إذا احترق القرص كله فاستيقظت ولم تصل فعليك ان تغتسل وتقضي الصلاة، وغسل الجنابة فريضة» ().

وعن ابن شاذان في كتاب كتبه الإمام الرضا عليه السلام إلي المأمون: «وغسل يوم الجمعة سنة وغسل العيدين وغسل دخول مكة والمدينة وغسل الزيارة وغسل الإحرام وأول

ليلة من شهر رمضان وليلة سبع عشرة وليلة تسعة عشرة وليلة إحدي وعشرين وليلة ثلث وعشرين من شهر رمضان هذه الأغسال سنة، وغسل الجنابة فريضة وغسل الحيض مثله» ().

وروي: «إن الغسل أربعة عشر وجهاً، ثلاث منها غسل واجب مفروض متي ما نسيه ثم ذكره بعد الوقت اغتسل، وان لم يجد الماء تيمم ثم إن وجدت الماء فعليك الإعادة، وأحد عشر غسل سنة، غسل العيدين والجمعة وغسل الإحرام ويوم عرفة ودخول مكة ودخول المدينة وزيارة البيت وثلاث ليال من شهر رمضان، ليلة تسعة عشر وليلة إحدي وعشرين وليلة ثلاث وعشرين، ومتي ما نسي بعضها أو اضطر أو به علة تمنعه من الغسل فلا إعادة» ().

وعن كتاب (مدينة العلم) لابن بابويه رحمة الله عليه حديث فيه: «وغسل زيارة قبور الأئمة عليه السلام إلي قوله وغسل صلاة الاستسقاء، وغسل صلاة الاستخارة سنة…» ().

غسل الجمعة: نظافة

مسألة: من الأغسال المستحبة غسل الجمعة وتركه مكروه، وهو نظافة وطهور، فعن الصادق عليه السلام: «غسل يوم الجمعة طهور وكفارة لما بينهما من الذنوب من الجمعة إلي الجمعة» ().

وقال عليه السلام «العلة في غسل الجمعة أن الأنصار كانت تعمل في نواضحها وأموالها، فإذا كان يوم الجمعة حضروا المسجد فتأذي الناس بأرياح آباطهم، فأمر الله النبي صلي الله عليه و اله بالغسل فجرت به السنة» ().

أقول: الناضح هو البعير أو الثور أو الحمار الذي يستقي عليه الماء، والأنثي بالهاء فيقال ناضحة.

وهذه الرواية تدل علي أن من حكمة غسل الجمعة النظافة كما لا يخفي.

وعن الصادق عليه السلام: «ليتزين أحدكم يوم الجمعة يغتسل ويتطيب ويسرح لحيته ويلبس أنظف ثيابه» ().

وعن رسالة الشهيد الثاني عن النبي صلي الله عليه و اله قال: «من اغتسل يوم الجمعة ومس من طيب

امرأته إن كان لها ولبس من صالح ثيابه ثم لم يتخط رقاب الناس ولم يلغ عند الموعظة كان كفارة لما بينهما» ().

وعن أبي جعفر في قوله سبحانه: ?فاسعوا إلي ذكر الله?() قال: «السعي قص الشارب ونتف الإبط وتقليم الأظافر والغسل» ().

وعن محمد بن سنان عن الرضا عليه السلام أنه كتب إليه في جواب مسائله: «علة غسل العيدين والجمعة وغير ذلك من الأغسال لما فيه من تعظيم العبد ربه واستقباله الكريم والجليل وطلب المغفرة لذنوبه وليكون لهم يوم عيد معروف يجتمعون فيه علي ذكر الله، فجعل فيه الغسل تعظيماً لذلك اليوم وتفضيلاً له علي سائر الأيام وزيادة في النوافل والعبادة وليكون طهارة له من الجمعة إلي الجمعة» ().

وعن هشام بن الحكم قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: «ليتزين أحدكم يوم الجمعة يغتسل ويتطيب» ().

وعن زرارة قال: قال أبو جعفر عليه السلام: «لا تدع الغسل يوم الجمعة فانه سنة وشم الطيب إلي أن قال: الغسل واجب يوم الجمعة» ().

أقول: (الوجوب) بمعني الثبوت، قال سبحانه: ?فإذا وجبت جنوبها?() أي: ثبتت.

وعن محمد بن مسلم، عن أحدهما عليهما السلام قال: «اغتسل يوم الجمعة إلا أن تكون مريضا، أو تخاف علي نفسك» ().

وعن ابن عمر قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «من جاء إلي الجمعة فليغتسل» ().

وعن محمد بن سهل، عن أبيه قال: سألت أبا الحسن عليه السلام عن الرجل يدع غسل الجمعة ناسياً أو غير ذلك؟ قال: «ان كان ناسياً فقد تمت صلاته، وان كان متعمداً فالغسل أحب إلي، وإن هو فعل فليستغفر الله ولا يعود» ().

تقديم غسل الجمعة

مسألة: يجوز تقديم غسل الجمعة عليها في الجملة، ففي الرضوي عليه السلام: «وان كنت مسافراً وتخوفت عدم الماء يوم

الجمعة اغتسل يوم الخميس» ().

وعن محمد بن الحسين، عن بعض أصحابه، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال لأصحابه: «إنكم تأتون غداً منزلاً ليس فيه ماء فاغتسلوا اليوم لغد، فاغتسلنا يوم الخميس للجمعة» ().

وعن أحمد بن محمد، عن الحسين بن موسي بن جعفر، عن أمه وأم أحمد بنت موسي قالتا: كنا مع أبي الحسن عليه السلام بالبادية ونحن نريد بغداد فقال لنا يوم الخميس: «اغتسلا اليوم لغد يوم الجمعة، فان الماء بها غدا قليل، فاغتسلنا يوم الخميس ليوم الجمعة» ().

هل لغسل الجمعة قضاء؟

مسألة: كما يجوز تقديم غسل الجمعة، يجوز قضاؤه أيضاً، فعنه عليه السلام: «فان فاتك الغسل يوم الجمعة قضيت يوم السبت أو ما بعده من أيام الجمعة» ().

وعن حريز، عن بعض أصحابنا، عن أبي جعفر عليه السلام قال: «لابد من غسل يوم الجمعة في السفر والحضر، فمن نسي فليعد من الغد» ().

وعن عبد الله بن بكير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن رجل فاته الغسل يوم الجمعة؟ قال: «يغتسل ما بينه وبين الليل، فان فاته اغتسل يوم السبت» ().

أغسال شهر رجب

مسألة: من مستحبات شهر رجب الغسل، فانه يستحب في أوله ووسطه وآخره، فعن اقبال السيد في كتاب العبادات عن النبي صلي الله عليه و اله انه قال: «من أدرك شهر رجب فاغتسل في أوله وأوسطه وآخره خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه» ().

وإلي غيرها من الروايات مثل ما رواه الراوندي وغيره.

شهر شعبان وأغساله

مسألة: من مستحبات شهر شعبان الغسل، فانه يستحب في ليلة النصف منه، فعن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «صوموا شعبان واغتسلوا ليلة النصف منه، ذلك تخفيف من ربكم» ().

النظافة لشهر رمضان

مسألة: من مستحبات شهر رمضان الغسل، فعن الصادق عليه السلام قال: «من اغتسل أول ليلة من شهر رمضان في نهر جار ويصب علي رأسه ثلاثين كفاً من الماء طهر الي شهر رمضان من قابل» ().

وعن أبي عبد الله: «ان من ضرب وجهه بكف ماء ورد أمن ذلك اليوم من المذلة والفقر ومن وضع علي رأسه من ماء وردٍ أمن تلك السنة من البرسام ولا تدعوا ما نوصيكم به» ().

أقول: وهذه الفوائد مادية ومعنوية وهي نظافة جسدية وروحية كما أشرنا إلي أمثال ذلك في كتاب (الآداب والسنن).

عن سليمان بن خالد قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام، كم أغتسل في شهر رمضان ليلة؟ قال: «ليلة تسع عشرة، وليلة احدي وعشرين، وثلاث وعشرين، قال: قلت: فان شق علي؟ فقال في احدي وعشرين، وثلاث وعشرين، قال: قلت فان شق علي؟ قال حسبك الآن» ().

وروي علي بن عبد الواحد بأسناده إلي عيسي بن راشد، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن الغسل في شهر رمضان؟ فقال: «كان أبي يغتسل في ليلة تسع عشرة، واحدي وعشرين، وثلاث وعشرين، وخمس وعشرين» ().

قال: «وعن النبي صلي الله عليه و اله، انه كان يغتسل في كل ليلة من العشر الأواخر» ().

وعن بريد قال: «رأيته عليه السلام اغتسل في ليلة ثلاث وعشرين مرتين، مرة من أول الليل، ومرة من آخر الليل» ().

«وفي رواية أخري عن أبي عبد الله عليه السلام مثله، إلا أنه قال ليلة ثلاث وعشرين من شهر

رمضان» ().

وعن الحسن بن راشد قال: «قلت لأبي عبد لله عليه السلام: «ان الناس يقولون ان المغفرة تنزل علي من صام شهر رمضان ليلة القدر، فقال: يا حسن ان القاريجار (معرب كاركر) انما يعطي أجرته عند فراغه وذلك ليلة العيد، قلت: جعلت فداك فما ينبغي لنا أن نعمل فيها، فقال: إذا غربت الشمس فاغتسل» ().

وفي الوسائل: القاريجار فارسي معرب معناه العامل والأجير قاله بعض مشايخنا().

وعن الصادق عليه السلام قال: «كان رسول الله صلي الله عليه و اله يغتسل في شهر رمضان في العشر الآواخر في كل ليلة» ().

غسل العيد وليلته

مسألة: يستحب الغسل يوم العيد وليلته، فقد روي في الاقبال: «انه يغتسل قبل الغروب من ليلته إذا علم أنها ليلة العيد» ().

وعن الصادق عليه السلام قال: «الغسل يوم الفطر سنة» ().

وعنه عليه السلام قال: «صلاة العيد يوم الفطر أن تغتسل من نهر، فان لم يكن نهر تول أنت بنفسك استيفاء الماء بتخشع وليكن غسلك تحت الظلال أو تحت حائط وتستتر بجهدك» ().

وعن علي بن جعفر عن أخيه موسي بن جعفر عليه السلام قال: «سألته هل يجزيه أن يغتسل قبل طلوع الفجر، هل يجزيه ذلك من غسل العيدين قال: أن اغتسل يوم الفطر والأضحي قبل الفجر لم يجزه وان اغتسل بعد طلوع الفجر أجزأه» ().

الأعياد الثلاثة والغسل فيها

مسألة: يستحب الغسل في عيد الأضحي، فعن علي بن يقطين قال: سألت أبا الحسن عليه السلام، عن الغسل في الجمعة والأضحي والفطر؟ قال عليه السلام: «سنة وليس بفريضة» ().

عن سماعة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «غسل يوم الفطر ويوم الأضحي سنة لاأحب تركها» ().

عن عمار الساباطي قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام، عن الرجل ينسي أن يغتسل يوم العيد حتي صلي؟ قال: «ان كان في وقت فعليه أن يغتسل ويعيد الصلاة، وان مضي الوقت فقد جازت صلاته» ().

غسل عيد الغدير

مسألة: يستحب الغسل في عيد الغدير، فعن علي بن الحسين العبدي قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: «صيام يوم غدير خم يعدل صيام عمر الدنيا إلي أن قال: من صلي فيه ركعتين يغتسل عند زوال الشمس من قبل أن تزول مقدار نصف ساعة إلي أن قال: عدلت عند الله عزوجل مائة ألف حجة ومائة ألف عمرة» ().

وفي حديث آخر عن الصادق عليه السلام حول يوم الغدير: «فإذا كان صبيحة ذلك اليوم وجب الغسل في صدر نهاره» (). أقول: وجب أي ثبت.

النيروز وآدابه

مسألة: يستحب الغسل ليوم النيروز، فعن الصادق عليه السلام في يوم النيروز قال: «إذا كان يوم النيروز فاغتسل والبس أنظف ثيابك» ().

أقول: قد ذكرنا في (الفقه) ان يوم الجمعة ويوم النيروز كانا عيدين لمشركي العرب والمجوس فأقرّهما الإسلام وأمضاهما.

الغُسل لكل عيد

مسألة: يستحب الغسل لكل عيد، فعن ابن أبي العلاء ويحيي انهما استأذنا للدخول علي أحمد بن إسحاق القمي صاحب أبي الحسن العسكري عليه السلام في اليوم التاسع من ربيع الأول بمدينة قم قالا: فخرج علينا وهو مستور بمئزر يفوح مسكاً وهو يمسح وجهه، فأنكرنا ذلك عليه! فقال: لا عليكما فإني اغتسلت للعيد، قلنا أو هذا يوم عيد قال: نعم» ().

وفي حديث آخر: «إن في هذا اليوم وهو التاسع من ربيع الأول عيّد فيه النبي صلي الله عليه و اله وأمر الناس أن يعيّدوا فيه ويتخذ فيه المريس» ().

والمريس الثريد أو نحوه.

لكل يوم غُسل

مسألة: يستحب الغسل في كل يوم، وليس ذلك من دخول الحمام المكروه كل يوم، فإن الغسل مثل الوضوء، كما يستحب دوام التطهير بالوضوء كذلك يستحب الغسل كل يوم علي ما يفهم عن خبر حنان بن سدير قال: «دخل رجل من أهل الكوفة علي أبي جعفر (ع)، فقال (ع) له: أتغتسل من فراتكم في كل يوم مرة قال: لا، قال: ففي كل جمعة، قال: لا، قال: ففي كل شهر، قال: لا، قال: ففي كل سنة قال: لا، قال: فقال له أبو جعفر(ع): انك لمحروم من الخير» ().

ومن هذا الحديث يفهم الاستحباب كل يوم وكل أسبوع وكل شهر وكل سنة.

غسل التوبة

مسألة: يستحب الغسل للتوبة، فعن مسعدة بن زياد قال: «كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فقال له رجل: بأبي أنت وأمي إني أدخل كنيفاً لي ولي جيران وعندهم جوار يتغنين ويضربن بالعود فربما أطلت الجلوس استماعاً مني لهن، فقال عليه السلام: لا تفعل، فقال الرجل: والله ما آتيهن إنما هو سماع أسمعه بأذني، فقال عليه السلام: لله أنت أما سمعت الله عزوجل يقول: ?ان السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا?() فقال: بلي والله لكأني لم أسمع بهذه الآية من كتاب الله من عجمي ولا عربي، لاجرم إنني لا أعود إن شاء والله وأني أستغفر الله، فقال له: ثم فاغتسل وسل ما بدا لك، فانك كنت مقيما علي أمر عظيم ما كان أسوء حالك لو مت علي ذلك، أحمد الله وسله التوبة من كل ما يكره، فانه لا يكره إلا كل قبيح، والقبيح دعه لأهله فان لكل أهلاً» ().

وعن معروف عن أبي جعفر عليه السلام قال: «دخلت عليه فأنشأت الحديث فذكرت باب القدر فقال عليه

السلام: لا أراك إلا هناك أخرج عني، قال: قلت: جعلت فداك إني أتوب منه، فقال: لا والله حتي تخرج إلي بيتك وتغسل ثوبك وتغتسل وتتوب منه إلي الله كما يتوب النصراني من نصرانيته، قال: ففعلت» ().

أقول: غسل الثوب لأن الآثار المعنوية كالمادية تتعدي إلي أطرافها، خيراً أو شراً.

وفي حديث عن الغوالي أنه صلي الله عليه و اله: «أرسل قبل نجد سرية فأسروا واحداً اسمه ثمامة بن اثال الحنفي سيد ثمامة، فأتوا به وشدوه إلي سارية من سواري المسجد، فمر به النبي صلي الله عليه و اله فقال: ما عندك يا ثمامة فقال: خير إن قتلت قتلت وارما أي من عليه الدم وان مننت، مننت علي شاكر، وان أردت مالاً قُل تعط ما شئت، فتركه ولم يقل شيئاً، فمر به اليوم الثاني فقال مثل ذلك، ثم مر به اليوم الثالث فقال مثل ذلك، فلم يقل النبي صلي الله عليه و اله شيئاً، ثم قال أطلقوا ثمامة فمر واغتسل وجاء وأسلم وكتب إلي قومه فجاءوا مسلمين» ().

لكن من المحتمل أن يكون هذا الغسل، الغسل للإسلام بعد الكفر كما قال به جمع، ويؤيده ما رواه علي بن إبراهيم في مجيئ الأنصار إلي النبي صلي الله عليه و اله وبعثه مصعب ابن عمير إلي المدينة ليدعوا قبائل الأوس والخزرج إلي الإسلام، ويعلمهم القرآن ومعالم الدين، وساق القصة إلي ان ذكر دخول أسيد بن خضير من الأوس عليه وميله إلي الإسلام قال: «فقال: كيف تصنعون إذا دخلتم في هذا الأمر؟ قال: نغتسل ونلبس ثوبين طاهرين ونشهد الشهادتين ونصلي ركعتين فرمي بنفسه مع ثيابه في البئر ثم خرج وعصر ثوبه» ().

وقد ذكر الفقهاء تفصيل هذا الغسل في الكتب الفقهية، وهل انه

واجب أو ليس بواجب، وهكذا بالنسبة إلي غسل الثياب، فهل الإسلام يطهر الثياب ونحوه بمجرده إذا لم تكن العين موجودة فيها؟ ذكرناه في الفقه.

الغسل لقضاء الحاجة

مسألة: يستحب الغسل لمن له حاجة وأراد قضاءها من الله، فعن عبد الرحيم القصير قال: «دخلت علي أبي عبد الله عليه السلام فقلت: جعلت فداك إني اخترعت دعاء قال: دعني من اختراعك إذا نزل بك أمر فافزع إلي رسول الله صلي الله عليه و اله وصل ركعتين تهديهما إلي رسول الله، قلت: كيف أصنع، قال: تغتسل وتصلي ركعتين» ().

وعن مقاتل قال: قلت للرضا عليه السلام: «جعلت فداك علمني دعاء لقضاء الحوائج، فقال: إذا كانت لك حاجة إلي الله عزوجل مهمة فاغتسل والبس أنظف ثيابك» ().

وفي رواية أخري عن الصادق عليه السلام قال: «من كان له حاجة إلي الله تعالي مهمة يريد قضائها فليغتسل وليلبس أنظف ثيابه ويصعد إلي سطحه ويصلي» ().

إلي غيرها من الروايات.

غسل الاستخارة

مسألة: يستحب الغسل للاستخارة، فعن زرارة، عن أبي عبد الله عليه السلام في الأمر يطلبه الطالب من ربه؟ فقال: «يتصدق في يومه علي ستين مسكيناً علي كل مسكين صاع بصاع النبي صلي الله عليه و اله، فإذا كان الليل فاغتسل في ثلث الليل الثاني إلي أن قال: فإذا رفع رأسه من السجدة الثانية استخار الله مائة مرة، يقول وذكر الدعاء» ().

أقول: ومعني الاستخارة: طلب الخير من الله سبحانه وتعالي، ففي الروايات: «ان الإنسان إذا أراد أن يعمل شيئاً استخار الله وطلب منه الخير فان الله يجعل الخير في ما يفعله» ().

وعن سماعة عن الصادق عليه السلام: «وغسل الاستخارة يستحب» ().

من مستحبات الإحرام

مسألة: يستحب غسل الإحرام، للعمرة أو الحج، واجباً أو مستحباً، فعن أبي عبد الله عليه السلام: «إذا انتهيت إلي العقيق من قبل العراق أو إلي الوقت من هذه المواقيت وأنت تريد الإحرام إن شاء الله، فانتف إبطيك إلي أن قال: واغتسل والبس ثوبيك» ().

غسل الزيارة

مسألة: يستحب الغسل لزيارة قبر النبي صلي الله عليه و اله والأئمة المعصومين عليهم السلام، فعن يوسف عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «إذا أتيت قبر الحسين عليه السلام فأت الفرات واغتسل» ().

وعن مدينة العلم عن الصادق عليه السلام أنه ذكر في الأغسال: غسل الزيارة().

وعن الفضل بن شاذان، عن الرضا عليه السلام في كتاب كتبه إلي المأمون: «وغسل يوم الجمعة سنة، وغسل العيدين، وغسل دخول مكة والمدينة وغسل الزيارة وغسل الإحرام وأول ليلة من شهر رمضان وليلة سبع عشرة وليلة تسع عشرة وليلة إحدي وعشرين وليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان هذه الأغسال سنة وغسل الجنابة فريضة، وغسل الحيض مثله» ().

الغسل لمن أراد أن يراهم عليهم السلام

مسألة: يستحب الغسل لمن أراد أن يري أحدهم (عليهم الصلاة والسلام) ويعرف موضعه عندهم، فعن موسي بن جعفر عليهما السلام قال: وسمعته يقول: «من كانت له إلي الله حاجة وأراد أن يرانا وان يعرف موضعه فليغتسل ثلاث ليال يناجي بنا فإنه يرانا ويغفر له بنا، ولا يخفي عليه موضعه» ().

من موجبات النشاط

مسألة: يستحب الغسل للنشاط، فعن ابن طاووس قال: «رأيت في بعض الأحاديث: أن مولانا علياً عليه السلام كان يغتسل الليالي الباردة طلباً للنشاط في صلاة الليل» ().

غسل من ترك صلاة الكسوف

مسألة: يستحب الغسل لمن ترك صلاة الكسوف في الجملة.

عن حريز، عمن أخبره، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «إذا انكسف القمر فاستيقظ الرجل فكسل أن يصلي فليغتسل من غد وليقض الصلاة، وان لم يستيقظ ولم يعلم بانكساف القمر فليس عليه إلا القضاء بغير غسل» ().

الغسل لقضاء صلاة الكسوف

مسألة: يستحب الغسل لمن ترك صلاة الكسوف عمداً، أو مع احتراق القرص كله ولم لو يتركها متعمداً.

فعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «إذا انكسف القمر فاستيقظ الرجل فكسل ان يصلي فليغتسل من غد وليقض الصلاة» () الحديث، والتفصيل مذكور في الفقه.

غسل المولود

مسألة: يستحب أن يغسل المولود كما سبق()، فعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «غسل المولود واجب» ()، أقول: واجب أي ثابت.

وهناك روايات ذكرها صاحب الوسائل في استحباب غسل المولود والظاهر أنها ترتبط بالتنظيف لا بالغسل المعهود، ويستفاد منها استحباب غَسل بالفتح وَتنظِيف يدي الصبيان وأفواههم من دسومة الأكل وما أشبه، فعن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام عن آبائه عليهم السلام عن علي عليه السلام قال: «اغسلوا صبيانكم من الغمر فان الشيطان يشم الغمر فيفزع الصبي في رقاده، ويتأذي به الكاتبان» ().

وفي الوسائل: عن علي عليه السلام: «اغسلوا صبيانكم من الغمر فان الشيطان ليشم الغمر، فيفزع الصبي في رقاده ويتأذي به الملكان» ().

وعن الرضا عليه السلام عن آبائه عليهم السلام قال رسول الله صلي الله عليه و اله وذكر مثل ذلك().

غسل المرأة من طيبها لغير زوجها

مسألة: يستحب أن تغتسل المرأة التي تطيبت لغير زوجها كغسلها من جنابتها، فعن عمر الجلاب قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: «ايما امرأة باتت وزوجها عليها ساخط في حق لم تقبل منها صلاة حتي يرضي عنها. وأيما امرأة تطيبت لغير زوجها لم تقبل منها صلاة حتي تغتسل من طيبها كغسلها من جنابتها» ().

الغُسل من قتل الوزغ

مسألة: يستحب الغسل لمن قتل وزغاً، فعن عبد الله ابن طلحة قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الوزغ، فقال: رجس وهو مسخ كله فإذا قتلته فاغتسل» ().

وقال الصدوق: «روي ان من قتل وزغاً فعليه الغسل» ().

أقول: لا يستبعد ان يكون ذلك من جهة الطهارة المعنوية والمادية، فان من المعروف ان الوزغ ينشر مادة البرص، فلعل قاتله يتلوث بهذه المادة التي تظهر منه، هذا من جهة المادة، وأما من جهة المعني حتي في الوسائل قال بعض مشايخنا ان العلة في ذلك انه يخرج عن ذنوبه، فيغتسل منها().

ولكن المحتمل أن يكون الغسل شطراً حيث إن الإنسان يغتسل لإزالة مادة الأمراض والجراثيم إلي غير ذلك من الاحتمالات.

سائر الأغسال

سائر الأغسال

أقول: أما بقية الأغسال التي ذكرناها في الفهرست أولاً ولم نذكر لها الروايات، فبعضها ذكرها بعض الفقهاء ولعلهم وجدوا في الروايات ما لم نجده.

هذا ومن الواضح أن كل هذه الأغسال تنظيف، بالاضافة إلي الفوائد الأخر والمثوبات المذكورة لها، إلي غير ذلك.

ثم انه لا فرق بين الرجل والمرأة في الأغسال المستحبة المذكورة، فعن الحلبي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن المرأة عليها غسل يوم الجمعة والفطر والأضحي ويوم عرفة؟ قال: «نعم، عليها الغسل كله» (()).

أبواب الأغسال المسنونة

وهناك أبواب كثيرة للأغسال المسنونة في الوسائل والمستدرك، من أراد التفصيل راجعها، منها:

باب الأغسال المسنونة.

باب استحباب غسل يوم عرفة أينما كان.

باب استحباب الأغسال المذكورة للنساء والرجال.

باب استحباب الغسل ليالي الأفراد الثلاث من شهر رمضان.

باب استحباب الغسل ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان مرتين في أول الليل وآخره.

باب تأكد استحباب غسل الجمعة في السفر والحضر للأنثي والذكر العبد والحر وعدم الاستحباب للنساء في السفر.

باب كراهة ترك غسل الجمعة.

باب أن من فاته غسل الجمعة حتي صلي استحب له الغسل وأعاده مادام الوقت باقياً.

باب استحباب تقديم الغسل يوم الخميس لمن خاف قلة الماء يوم الجمعة.

باب أن من فاته الغسل يوم الجمعة قبل الزوال استحب له قضاؤه في بقية النهار أو يوم السبت.

باب أن وقت غسل الجمعة من طلوع الفجر إلي الزوال وإن ما قرب من الزوال أفضل فإن نام بعده لم يعد.

باب استحباب الدعاء بالمأثور عند غسل الجمعة.

باب أن وقت الغسل في شهر رمضان من أول الليل إلي آخره فإن نام لم يعد.

باب ما يستحب من الأغسال في شهر رمضان.

باب استحباب الغسل ليلتي العيدين ويومهما.

باب استحباب إعادة الصلاة بعد الغسل لمن نسي غسل العيدين وذكر في الوقت خاصة وعدم وجوب ذلك.

باب

أن وقت غسل العيدين بعد الفجر.

باب استحباب غسل التوبة وصلاتها.

باب استحباب الغسل لمن قتل وزغاً أو قصد الي مصلوب فنظر إليه.

باب استحباب غسل قضاء الحاجة.

باب استحباب غسل الاستخارة.

باب استحباب الغسل في أول رجب ووسطه وآخره.

باب استحباب غسل ليلة النصف من شعبان.

باب استحباب غسل يوم النيروز.

باب استحباب الغسل لمن ترك صلاة الكسوف متعمداً أو مع احتراق القرص كله.

باب استحباب غسل الإحرام.

باب استحباب غسل المولود.

باب استحباب غسل يوم الغدير.

باب استحباب غسل الزيارة.

باب استحباب غسل المرأة من طيبها لغير زوجها كغسلها من جنابتها.

باب تداخل الأغسال إذا تعددت وإجزاء غسل واحد عنها وإجزاء كل غسل عن الوضوء.

التنظيف بالتيمم

التنظيف بالتيمم

مسألة: يستحب التيمم في كل مكان يستحب فيه الوضوء أو الغسل إذا لم يمكنه الوضوء والغسل، كما أنه يجب التيمم لمن لا يجد الماء أو ما أشبه ذلك في كل مكان يجب فيه الوضوء أو الغسل.

ومن الواضح أن التراب من المطهرات علي ما ذكرته الروايات، وقد كشف العلم الحديث شيئا من ذلك.

ويدل علي ذلك متواتر الروايات مثل ما رواه محمد بن أبي نصر عن الرضا عليه السلام: «في الرجل تصيبه الجنابة وبه قروح أو جروح أو يكون يخاف علي نفسه من البرد، فقال: لا يغتسل يتيمم» ().

وفي حديث قالوا (صلوات الله عليهم أجمعين): «في المسافر إذا لم يجد الماء إلا بموضع يخاف فيه علي نفسه إن مضا في طلبه من لصوص أو سباع أو ما يخاف منه التلف والهلاك يتيمم ويصلي» ().

وفي رواية: «يكفيك الصعيد عشر سنين» ().

وفي رواية أخري: «رب الماء هو رب الصعيد» ().

وفي حديث عن رسول الله صلي الله عليه و اله قال: «قال الله عزوجل: جعلت لك ولأمتك الأرض كلها مسجداً وترابها طهوراً» ().

وعن أبي جعفر عليه السلام

قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «وأعطيت خمساً لم يعطها أحد قبلي: جعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً، وأحل لي المغنم، ونصرت بالرعب، وأعطيت جوامع الكلم، وأعطيت الشفاعة» ().

أقول: قوله صلي الله عليه و اله: «جعلت لي الأرض مسجد وطهورا» لأن الأمم السابقة كانوا يصلون في مكانات خاصة لا في كل موضع من مواضع الأرض، والمراد بالباقي من الأعطيات الخمس: القسم الكامل من كل هذه الأمور وإلا فإن من الواضح شفاعة سائر الأنبياء عليهم السلام وغيرهم أيضاً، وهكذا غيرها.

وعن أبي جعفر عليه السلام في خبر: «إن رسول الله قال لسلمان وأبي ذر: وجعل لي الأرض مسجداً وطهوراً أينما كنت أتيمم من تربتها وأصلي عليها» ().

وفي رواية عنه صلي الله عليه و اله: «نصرت بالرعب وجعل لي ظهر الأرض مساجد وطهورا» ().

المراد من «نصرت بالرعب»

أقول: الظاهر أن المراد من النصر بالرعب، ليس الرعب السلاحي بل الرعب العملي، والرعب التقدمي، فإن العالم مرعوب عند الجاهل، والإنسان الذي يتقدم مرعوب أيضاً عند غيره، وهكذا كان رسول الله صلي الله عليه و اله وان كان قويا عسكريا أيضا، ولكن استعماله صلي الله عليه و اله للسلاح كان قليلا جداً ودفاعيا فقط كما ذكرنا تفصيله في بعض الكتب التأريخية().

وعن علي عليه السلام أن رسول الله صلي الله عليه و اله قال: «إن الأرض بكم برة تيممون منها وتصلون عليها في الحياة وهي لكم كفات في الممات وذلك من نعمه له الحمد، فأفضل ما يسجد عليه الأرض النقية» ().

وعن حماد قال: «سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الرجل لا يجد الماء أيتيمم لكل صلاة؟ فقال: لا هو بمنزلة الماء» ().

وعن جعفر عن آبائه عليهم السلام: «أن النبي صلي الله عليه

و اله قال لأبي ذر يا أبا ذر يكفيك الصعيد عشر سنين» ().

أقول: ومن الواضح أن عشر مثال المبالغة لا مثال التحديد، فيجوز لمن لم يتمكن من الماء ولو أكثر من ذلك. وهو بمنزلة قوله سبحانه: ?إن تستغفر لهم سبعين مرة?() فإنه لم يرد العدد الخاص وإلا فاستغفار ثمانين وتسعين ومائة هكذا أيضاً فانه لايكفي لما تعمدوا الضلالة والانحراف.

أبواب التيمم

مسألة: هناك أحكام كثيرة ترتبط بالتيمم، نشير إلي أبوابها ومن أراد التفصيل فعليه بالوسائل ومستدركاتها:

باب وجوب طلب الماء مع الإمكان غلوة سهم في الحزنة وغلوة سهمين في السهلة.

باب عدم وجوب طلب الماء مع الخوف ولو علي المال وجواز التيمم وإن علم وجود الماء في محل الخطر.

باب جواز التيمم مع عدم الوصلة إلي الماء كالبئر وزحام الجمعة وعرفة.

باب وجوب التيمم علي من معه ماء نجس أو مشتبه بالنجس.

باب جواز التيمم مع عدم التمكن من استعمال الماء لمرض وبرد وجدري وكسر وجرح وقرح ونحوها.

باب كراهة التيمم بتراب يوطأ وتراب الطريق.

باب جواز التيمم بالتراب والحجر وجميع أجزاء الأرض دون المعادن ونحوها.

باب جواز التيمم بالجص والنورة وعدم جوازه بالرماد والشجر.

باب جواز التيمم عند الضرورة بغبار الثوب واللبد ومعرفة الدابة ونحو ذلك فإن لم يوجد فبالطين وعدم جواز التيمم بالثلج.

باب وجوب الطهارة بالثلج مع إمكان إذابته أو حصول مسمي الغسل برطوبته.

باب كيفية التيمم وجملة من احكامه.

باب وجوب الضربتين في التيمم سواء كان عن وضوء أم عن غسل، ويتخير في الثانية بين الجمع والتفريق.

باب حد ما يمسح في التيمم من الوجه واليدين.

باب عدم وجوب إعادة الصلاة الواقعة بالتيمم إلا أن يقصِّر في طلب الماء فتجب أو يجده في الوقت فتستحب.

باب أن من منعه الزحام من الخروج للوضوء جاز له التيمم والصلاة ثم

يستحب له الاعادة.

باب ان من تعمد الجنابة ثم تيمم وصلي مع خوف التلف استحب له الاعادة.

باب وجوب تحمل المشقة الشديدة في الغسل لمن تعمد الجنابة دون من احتلم وعدم جواز التيمم للمتعمد حينئذ.

باب حكم اجتماع ميت وجنب ومحدث أو جنب و جماعة محدثين وهناك ماء لا يكفي الجميع.

باب انتقاض التيمم بكل ما ينقض الوضوء وبالتمكن من استعمال الماء فان تعذر وجب التيمم، وإن انتقض تيمم الجنب ولو بالحدث الأصغر وجب عليه الغسل.

باب جواز إيقاع صلوات كثيرة بتيمم واحد ما لم يحدث أو يجد الماء.

باب أن من دخل في صلاة بتيمم ثم وجد الماء وجب عليه الانصراف والطهارة والاستئناف ما لم يركع.

باب وجوب تأخير التيمم والصلاة إلي آخر الوقت مع رجاء زوال العذر خاصة.

باب أن المتيمم يستبيح ما يستبيحه المتطهر بالماء.

باب وجوب تيمم الجنب وإن وجد من الماء ما يكفيه للوضوء وحده وعدم إجزاء الوضوء له.

باب جواز التيمم مع وجود ماء يضطر إليه للشرب ولايزيد عن قدر الضرورة بما يكفي للطهارة وعدم وجوب إهراق الماء.

باب وجوب شراء الماء للطهارة وإن كثر الثمن وعدم جواز التيمم مع القدرة علي الشراء.

باب كراهية الجماع علي غير ماء إلا مع الضرورة وعدم تحريمه.

باب كراهة الإقامة علي غير ماء ولو لغرض.

باب استحباب نفض اليدين بعد الضرب علي الأرض.

باب حكم من تيمم وصلي في ثوب نجس هل يعيد أم لا، وتيمم الجنب والحائض للخروج من المسجدين.

من شروط الصلاة والطواف

مسألة: يجب إزالة النجاسات كلها للصلاة والطواف، فعن الحسن بن زياد قال: «سئل أبو عبد الله عليه السلام عن الرجل يبول فيصيب بعض فخذه نكتة من بوله، فيصلي ثم يذكر بعد ذلك أنه لم يغسله قال: يغسله ويعيد صلاته» ()، وتفصيل الأحكام في الفقه.

النظافة في الصلاة

مسألة: يجب أو يستحب النظافة في الصلاة كل في مورده، قال صلي الله عليه و اله: «لا صلاة الا بطهور» ()، ومن مصاديق النظافة في الصلاة النظافة في مكان المصلي ولباسه وأفعاله وقراءته وغير ذلك وتفصيل الكلام في الفقه.

لا صلاة في جلد الميتة

مسألة: لا تجوز الصلاة في جلد الميتة، فعن القاسم الصيقل قال: «كتبت إلي الرضا عليه السلام اني أعمل أغماد السيوف من جلود الحمر الميتة فتصيب ثيابي فأصلي فيها؟ فكتب عليه السلام إلي: اتخذ ثوباً لصلاتك، فكتبت إلي أبي جعفر الثاني عليه السلام: إني كتبت إلي أبيك عليه السلام بكذا وكذا فصعب عليّ ذلك، فصرت أعملها من جلود الحمر الوحشية الذكية؟ فكتب إلي كل أعمال البر بالصبر يرحمك الله، فان كان ما تعمل وحشياً ذكياً فلا بأس» ().

وعن سماعة قال: «سألته عن جلود السباع ينتفع بها؟ قال: إذا رميت وسميت فأنتفع بجلده وأما الميتة فلا» ().

وعن الصادق عليه السلام: «انه سئل عن جلود الغنم يختلط الذكي منها بالميتة ويعمل منها الفراء قال: إن لبستها فلا تصل فيها وان علمت أنها ميتة فلا تشترها ولا تبعها وان لم تعلم اشتر وبع» ().

وعن جعفر بن محمد (صلوات الله عليهما) قال: «لا يصلي بجلد الميتة ولو دبغ سبعين مرة، انا أهل بيت لا نصلي بجلود الميتة وان دبغت» ().

وعن الباقر عليه السلام انه سئل «عن جلد الميتة أيلبس في الصلاة فقال: لا ولو دبغ سبعين مرة» ().

وعن علي (صلوات الله عليه): «إن رسول الله صلي الله عليه و اله نهي عن الصلاة بجلود الميتة وان دبغت، وقال: الميتة نجس وان دبغت» ().

وعن ابن سنان قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: «أهديت لأبي جبة فرو من العراق فكان إذا

أراد أن يصلي نزعها فطرحها» ().

أقول: ولعل الوجه انها لم تذك تذكية صحيحة أو احتمال ذلك ويكفي مثل ذلك في التجنب التنزيهي.

الثوب النجس والصلاة فيه

مسألة: لا تجوز الصلاة في الثوب النجس، فعن سماعة قال: «سألته عليه السلام عن رجل يكون في فلاة من الأرض وليس عليه إلا ثوب واحد وأجنب فيه وليس عنده ماء كيف يصنع؟ قال: يتيمم ويصلي عرياناً قاعداً يومي إيماءً» ().

وعن الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام «في رجل أصابته جنابة وهو بالفلاة وليس عليه إلا ثوب واحد وأصاب ثوبه مني، قال: يتيمم ويطرح ثوبه ويجلس مجتمعاً فيصلي ويوميء إيماءً» ().

تجنب الأبوال الطاهرة

مسألة: ومما ذكرنا سابقا من حكمة وجوب النظافة واستحبابها كل في مورده، يستحب تجنب بول الخيل والبغال والحمير وان كانت طاهرة فيغسلها للصلاة استحباباً، فعن زرارة عن أحدهما عليهما السلام: «في أبوال الدواب تصيب الثوب فكرهه، فقلت له: أليس لحومها حلالاً، قال: بلي ولكن ليس مما جعله الله للأكل» ().

وعن أبي مريم قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: «ما تقول في أبوال الدواب وأرواثها؟ قال: أما أبوالها فاغسل ما أصابك» () الحديث.

وعن عبد الرحمن قال: «سألت أبا عبد الله عليه السلام عن رجل يمسه بعض أبوال البهائم أيغسله أم لا؟ قال: يغسل بول الحمار والفرس والبغل، فأما الشاة وكل ما يؤكل لحمه فلا بأس ببوله» ().

وفي حديث آخر قال عليه السلام: «ينضح بول البعير والشاة» ().

وعن علي بن جعفر عن أخيه عليه السلام قال: «سألته عن الثوب يوضع في مربط الدابة علي بولها أو روثها، قال: إن علق به شيء فليغسله» () الحديث.

وعن موسي بن جعفر عليه السلام قال: «سألته عن الثوب يقع في مربط الدابة علي بولها وروثها كيف يصنع؟ قال: إن علق به شيء فليغسله وان كان جافاً فلا بأس» ().

وعن فارس قال: «كتب إليه عليه السلام رجل يسأله عن ذرق

الدجاج يجوز الصلاة فيه؟ فكتب عليه السلام: لا» ().

وعن داود الرقي قال: «سألت أبا عبد الله عليه السلام عن بول الخشاشيف يصيب ثوبي فأطلبه فلا أجده، فقال: اغسل ثوبك» ().

أقول: وذلك مع انه ليس بنجس كما يظهر من الروايات لأن الخشاف مما يطير وقد قال الصادق عليه السلام في حديث أبي بصير: «كل شيء يطير فلا بأس ببوله وخرئه» ().

السواك قبل كل صلاة

مسألة: ومن المستحبات قبل كل صلاة واجبة ومندوبة: السواك.

فعن عبد الله بن ميمون القداح، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «ركعتان بالسواك أفضل من سبعين ركعة بغير سواك» ().

والحسن بن فضل الطبرسي في مكارم الأخلاق في وصية النبي صلي الله عليه و اله لأمير المؤمنين عليه السلام: «يا علي عليك بالسواك، وإن استطعت أن لا تقل منه فافعل، فإن كل صلاة تصليها بالسواك تفضل علي التي تصليها بغير سواك أربعين يوماً» ().

وعن الباقر والصادق عليهما السلام: «ركعتان بالسواك أفضل من سبعين ركعة بغير سواك» ().

نظافة المسجد وطهارته

نظافة المسجد وطهارته

مسألة: يحرم تنجيس المسجد ويجب تطهيره، كما يكره وساخة المسجد بغير النجس، هذا إذا لم تكن اهانة وإلا حرم، كما ينبغي عدم البزاق في المساجد وعدم دخولها لمن أكل الثوم ونحوه، وكذلك يستحب كنس المساجد وإضاءتها، كما ويستحب لمن يريد دخول المسجد أن يتطيب ويتعطر ويلبس ثياباً نظيفة وثمينة، ويفحص باطن حذائه لكي لا يكون فيها نجاسة، إلي غير ذلك مما يوجب أن تكون المساجد أنظف ما تكون مادة ومعني.

فعن أبي زرعة: «ان النبي صلي الله عليه و اله رأي نخامة في قبلة المسجد فأمر بها فحكت وقال فيه قولاً شديداً» ().

وفي حديث عن علي عليه السلام «ان المسجد ليلتوي عند النخامة كالتواء أحدكم بالخيزران إذا وقع عليه» ().

وعن النبي صلي الله عليه و اله انه: «نهي عن النخامة في القبلة وانه صلي الله عليه و اله رأي نخامة في قبلة المسجد فلعن صاحبها وكان غائباً فبلغ ذلك إمرأته فأتت فحكت النخامة وجعلت مكانها خلوقاً فأثني رسول الله صلي الله عليه و اله عليها لما حفظت من أمر زوجها» (). وفي حديث انه صلي الله عليه و اله رأي

بصاقاً في جدار القبلة فحكه ثم أقبل علي الناس فقال: إذا كان أحدكم يصلي فلا يبصق قبل وجهه فان الله قبل وجهه إذا صلي» ().

وعن جعفر عن أبيه عليهما السلام عن آبائه عليهم السلام: «ان علياً عليه السلام قال: البزاق في المسجد خطيئة وكفارته دفنه» ().

وعن جعفر عن أبيه عليهما السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «من رد ريقه تعظيماً لحق المسجد جعل الله ريقه صحة في بدنه وعوفي من بلوي في جسده» ().

وعن جعفر عن أبيه عليه السلام قال: «من رد ريقه تعظيماً لحق المسجد جعل الله ذلك قوة في بدنه وكتب له بها حسنة وحط عنه بها سيئة، وقال: لا تمر بداء في جوفه إلا أبرأته» ().

وعن الصادق عليه السلام قال: «من تنخع في المسجد ثم ردها في جوفه لم يمر بداء في جوفه إلا أبرأته» ().

وعن جعفر عن آبائه عليهم السلام قال: «من وقر بنخامته المسجد لقي الله يوم القيامة ضاحكاً قد أعطي كتابه بيمينه» ().

وفي حديث عنه عن آبائه عليهم السلام قال: «نهي رسول الله صلي الله عليه و اله عن التنخع في المساجد» ().

وعنه (عليه الصلاة والسلام) انه قال: «ان المسجد لينزوي من النخامة كما تنزوي الجلدة من النار إذا انقبضت واجتمعت» ().

المسجد وآدابه

مسألة: يستحب التطيب عند الذهاب إلي المسجد، ويكره دخولها لمن أكل شيئاً من المؤذيات ريحها.

فعن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال: «سألته عن أكل الثوم، فقال: إنما نهي رسول الله صلي الله عليه و اله عنه لريحه فقال: من أكل هذه البقلة الخبيثة فلا يقرب مسجدنا، فأما من أكله ولم يأت المسجد فلا بأس» ().

وعن الصادق عليه السلام قال: «لا

بأس بأن يتداوي بالثوم ولكن إذا أكل ذلك فلايخرج إلي المسجد» ().

وفي رواية مكان الثوم: «البصل والكراث» ().

وفي رواية عن علي عليه السلام قال: «من أكل شيئاً من المؤذيات ريحها فلا يقربن المسجد» ().

وعن النبي صلي الله عليه و اله قال: «من أكل البصل أو الثوم أو الكراث فلا يقربنا ولا يقرب مسجدنا» ().

وفي حديث آخر عنه صلي الله عليه و اله: «من أكل هذه البقلة المنتنة فلا يغشانا في مجالسنا وان الملائكة لتتأذي بما يتأذي به المسلم» ().

وعن أبي عبد الله قال: «ان علي بن الحسين عليه السلام استقبله مولي له في ليلة باردة وعليه جبة خز ومطرف خز وعمامة وهو متغلف بالغالية، فقال له: جعلت فداك في مثل هذه الساعة علي هذه الهيئة إلي أين، قال: فقال: إلي مسجد جدي رسول الله صلي الله عليه و اله أخطب الحور العين إلي الله عزوجل» ().

الاهتمام بنظافة المسجد

مسألة: يجب الاهتمام بنظافة المسجد إذا كان عدم الاهتمام يوجب تنجيس المسجد، ويستحب أحياناً أخري إذا لم يكن كذلك.

فعن جعفر بن محمد عن أبيه عليهما السلام قال: قال النبي صلي الله عليه و اله: «تعاهدوا نعالكم عند أبواب مساجدكم» ().

وعنه صلي الله عليه و اله انه قال: «جنبوا مساجدكم النجاسة» ().

وفي حديث عن رسول الله صلي الله عليه و اله قال: «من كنس المسجد يوم الخميس وليلة الجمعة فأخرج منه من التراب ما يذر في العين غفر الله له» ().

وفي حديث آخر عن الصادق عن آبائه عليهم السلام: «ان رسول الله صلي الله عليه و اله قال: من قم مسجداً كتب الله له عتق رقبة ومن أخرج منه ما يقذي عيناً كتب الله عزوجل له كفلين من رحمته» ().

من أحكام المسجد

مسألة: يستحب بناء المساجد وإضاءتها، وفرشها، وما أشبه، وكلها من النظافة بالمعني الأعم، كما لا يخفي.

فعن رسول الله صلي الله عليه و اله قال: «من أسرج في مسجد من مساجد الله سراجاً لم تزل الملائكة وحملة العرش يستغفرون له مادام في ذلك المسجد ضوء من ذلك السراج» ().

وعن رسول الله صلي الله عليه و اله: «انه رأي ليلة الأسراء هذه الكلمات مكتوبة علي الباب السادس من الجنة: لا اله إلا الله محمد رسول الله علي ولي الله، من أحب أن يكون قبره واسعاً فسيحاً فليبن المساجد، ومن أحب أن لا تأكله الديدان تحت الأرض فليكنس المساجد، ومن أحب أن لا يظلم لحده فلينور المساجد، ومن أحب أن يبقي طرياً تحت الأرض فلا يبلي جسده فليشتر بسط المسجد» ().

وعن النبي صلي الله عليه و اله: «من أدخل ليلة واحدة سراجاً في المسجد، غفر الله له ذنوب سبعين

سنة، وكتب له عبادة سنة وله عند الله مدينة وإن زاد علي ليلة واحدة فله بكل ليلة يزيد ثواب نبي فإذا تم عشر ليال لا يصفه الواصفون ماله عند الله من الثواب فإذا تم الشهر حرم الله جسده علي النار» ().

أقول: ذكرنا وجه هذه المثوبات في كتاب (توضيح الدعاء والزيارة) وغيره فليراجع.

النهي عن العبث والتهريج في المساجد

مسألة: يكره العبث بحصي المسجد، كما يكره تمكين الصبيان والمجانين ورفع الصوت والبيع والشراء في المسجد.

فعن الصادق عن آبائه عليهم السلام: «ان النبي أبصر رجل يخذف حصاة في المسجد فقال: مازالت تلعنه حتي سقطت» ()

وعن رسول الله صلي الله عليه و اله قال: «جنبوا مساجدكم مجانينكم وصبيانكم ورفع أصواتكم إلا بذكر الله تعالي وبيعكم وشرائكم وسلاحكم وجمروها في كل سبعة أيام» ().

فصل في بعض ما يرتبط بالنظافة الشخصية

نظافة البدن

مسألة: علي الإنسان ان يراعي النظافة في شخصه ايضا، فيزيل الأوساخ والرطوبات المترشحة من بدنه، سواء كان عن ثقب كبير نسبة كالفم والأذن وما أشبه ذلك، أم عن الأثقاب الصغيرة المنتشرة في كل البدن حيث ثبت علمياً ان في البدن أربعمائة ألف ثقب.

وكذلك يجب عليه الختان، ويلزم إزالة ما يطول من الأظفار والشعر، سواء في شعر الرأس وغيره، كما يلزم تنظيفه من الدرن والوسخ والقمل وما أشبه بالنسبة إلي من يبتلي بها وهم كثيرون في غير العالم النظيف.

كما يستحب الترجيل بالتمشط فان ذلك يسبب تخلل الهواء بالنسبة إلي المسامات الموجودة بين فروة الرأس وبين الشعر، وينشط دورة الدم فينمو الشعر ويتقوي، ويتخلص الشعر من الوساخات العالقة ولا يصاب بقشرة ولا يتساقط، وفي الحديث: «من كان له شعر فليكرمه» () فالإسلام أمر بإكرام الشعر بالتنظيف والتمشيط وصيانته عن الأوساخ بل وتدهينه وتطييبه، كما كان يفعله رسول الله صلي الله عليه و اله()، وكذلك يستحب الحناء ونحوه، وسنذكر بعض روايات ذلك ان شاء الله تعالي().

علماً بأن رجحان التنظيف وجوباً أو استحباباً عام لكل البدن شعرا وعرقا وأوساخا وما أشبه ذلك، وليس ما فرضه الإسلام فرضاً أو جعله استحباباً إلا لما رآه الشارع من المصالح، فانها توجب إزالة ما يجتمع علي البدن من الأوساخ وفتح منافذ

الجسد ومساماته، والابتعاد عن الأمراض التي توجبها الجراثيم الملازمة للأوساخ، كما تسبب ابتعاد الإنسان عن وسوسة الشيطان، فان الشيطان يتخذ محلاً في الوساخة فيختبئ فيها كما ورد في كثير من الروايات بالنسبة إلي البدن وغيره، وبصورة خاصة فيما طال من شعر رأسه ومن شعر الشوارب وشعر الإبط وشعر العانة وشعر أطراف الدبر().

تنظيف الأعضاء

مسألة: يستحب التنظيف للأنف بالسعوط، وللعين بالكحل، وللفم بالماء، وهكذا للعنق والشعر وللأذن، فعن علي عليه السلام في الأربعمائة قال: المضمضة والاستنشاق سنة وطهور للفم والأنف، والسعوط مصحة للرأس وتنقية للبدن وسائر أوجاع الرأس» ().

وفي حديث سئل سائل الإمام الصادق عليه السلام قال: «الأذنان من الرأس قال: نعم، قلت: فإذا مسحت رأسي مسحت أذني؟ قال: نعم كأني أنظر إلي أبي في عنقه عكنة وكان يحفي رأسه إذا جزه كأني أنظر والماء ينحدر علي عنقه» ().

قال في الوسائل(): لا تصريح فيه بالوضوء فلعل السؤال عن الغسل، والمراد بالمسح إمرار اليد علي الجسد بعد صب الماء بقرينة قوله: «والماء ينحدر علي عنقه».

استحباب دخول الحمام للتنظيف

استحباب دخول الحمام للتنظيف

مسألة: يستحب دخول الحمام للتنظيف، والتنظيف فيه، وقد ورد التأكيد علي الحمام وبنائه وآدابه.

قال أبو عبد الله صلي الله عليه و اله قال: أمير المؤمنين: «نعم البيت الحمام يذكّر النار ويذهب بالدرن» ().

وعنه عليه السلام: «نعم البيت الحمام تذكر فيه النار، ويذهب بالدرن» ().

وفي حديث الصدوق رحمة الله عليه قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «الداء ثلاثة والدواء ثلاثة: فأما الداء فالدم والمرة والبلغم، فدواء الدم الحجامة، ودواء البلغم الحمام، ودواء المرة المشي» ().

أقول: لم يذكر صلي الله عليه و اله الصفراء لأن الصفراء والمرة يشبه أحدهما الآخر.

ثم انه يستحب الحمام يوماً ويوماً لا، إلا إذا أراد أن يضمر جسده لكثرة اللحم، فانه يدخله كل يوم، والمراد بالحمام هو الحمام القديم ذو البيوت المعروفة وقد يلحق بذلك بعض الحمامات في البيوت.

فعن سليمان الجعفري قال: «مرضت حتي ذهب لحمي فدخلت علي الرضا (صلوات الله عليه) فقال: أيسرك أن يعود إليك لحمك؟ فقلت: بلي، قال: الزم الحمام غباً فانه يعود اليك لحمك، وإياك ان

تدمنه فان إدمانه يورث السل» ().

وفي خبر آخر عن سليمان الجعفري قال عليه السلام: «من أراد أن يحمل لحماً فليدخل الحمام يوماً ويغب يوماً، ومن أراد أن يضمر وكان كثير اللحم فليدخل الحمام كل يوم» ().

وعن معاوية عن الصادق عليه السلام قال: «ثلاثة يسمّن وثلاثة يهزلن، فأما التي يسمّن فإدمان الحمام وشم رائحة الطيبة ولبس الثياب الليِّنة، وأما التي يهزلن فإدمان أكل البيض والسمك والطلع» ().

أقول: المراد بإدمان الحمام يدخلها يوماً ويوماً لا.

وعن عبيد الله الدابقي قال: دخلت حماماً بالمدينة فإذا شيخ كبير وهو قيّم الحمام، فقلت: «يا شيخ لمن هذا الحمام؟ قال: لأبي جعفر محمد بن علي بن الحسين عليه السلام، فقلت: كان يدخله؟ فقال: نعم» ().

وفي الحديث: «مر رسول الله صلي الله عليه و اله، بمكان بالمباضع فقال: نعم موضع الحمام» ().

وعن عيسي بن عبد الله الهاشمي، عن جده، عن علي عليه السلام قال: «دخل علي وعمر الحمام، فقال عمر: بئس البيت الحمام يكثر فيه العناء ويقل فيه الحياء، فقال علي عليه السلام: نعم البيت الحمام يذهب الأذي ويذكّر بالنار» ().

ابواب دخول الحمام

مسألة: سبق انه يستحب دخول الحمام وبنائه واتخاذه. وفي الوسائل باب تحت عنوان (باب استحباب دخول الحمام وتذكر النار واستحباب بنائه واتخاذه)، وهناك أبواب أخري ترتبط بآداب الحمام وترتبط بالنظافة بالمعني الأخص أو الأعم نشير إليها، منها:

باب وجوب ستر العورة في الحمام وغيره عن كل ناظر محترم وتحريم النظر إلي عورة المسلم غير المحلل.

باب حد العورة التي يجب سترها.

باب استحباب ستر الركبة والسرة وما بينهما.

باب استحباب دخول الحمام بمئزر وكراهة تركه.

باب كراهة دخول الماء بغير مئزر.

باب جواز الاغتسال بغير مئزر مع عدم ناظر علي كراهية وخصوصاً تحت السماء.

باب جواز دخول الرجل مع

جواريه الحمام بإزار وكراهة كونهم عراة، وجواز دخول النساء الحمام.

باب استحباب الدعاء بالمأثور في الحمام وجملة من أحكامه وآدابه.

باب استحباب التسليم في الحمام لمن عليه إزار وكراهة تسليم من لا إزار عليه.

باب جواز قراءة القرآن كله في الحمام لمن عليه إزار وكراهة قراءة العاري وجواز النكاح في الحمام وفي الماء.

باب استحباب التعمم عند الخروج من الحمام في الشتاء والصيف.

باب كراهة الاستلقاء في الحمام والاضطجاع والاتكاء والتدلك بالخزف وجوازه بالخرق.

باب كراهة دخول الولد الحمام مع أبيه وبالعكس وتحريم النظر إلي عورة الوالدين والولد.

باب استحباب التحية عند الخروج من الحمام وإجابتها وكيفيتها.

استحباب النورة للتنظيف

استحباب النورة للتنظيف

مسألة: يستحب استعمال النورة للتنظيف، قال أمير المؤمنين عليه السلام: «النورة نشرة وطهور للجسد» ().

وقال عليه السلام: «النورة طهور» ().

وعن أبي الحسن الأول عليه السلام في حديث قال: «وشعر الجسد إذا طال قطع ماء الصلب وأرخي المفاصل وورث الضعف والسل، وإن النورة تزيد في ماء الصلب وتقوي البدن وتزيد في شحم الكليتين وتسمن البدن» ().

وعن الصادق عليه السلام قال: «من دواء الأنبياء الحجامة والنورة والسعوط» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يترك عانته فوق أربعين يوماً» ().

وظاهر الروايات استحباب تنوير كل الجسد ما عدا الرأس.

وعن الرسالة الذهبية للرضا عليه السلام بعد كلام له في آداب التنوير: «ويدلك الجسد بعد الخروج منها بشيء يقلع رائحتها كورق الخوخ وثجيرة العصفر، والحناء والسعد والورد» ().

ومن الواضح أن إزالة الشعر من الجسد تنظيف له حيث ان الشعر بنفسه عبارة عن أوساخ الجسد تخرج بهذه الصورة، بالإضافة إلي أنه يوجب تجمع العرق ونحوه مما يوجب النتن وما أشبه ذلك. و(العصفر) نبت يخرج في بعض البلاد

يصبغ به.

وعن محمد بن عبد الله بن علي بن الحسين قال: دخل أبو عبد الله عليه السلام الحمام وأنا أريد أن أخرج منه، فقال: «يا محمد ألا تطلي؟ فقلت: عهدي به منذ أيام، فقال: أما علمت إنها طهور» ().

وعن عبد لله بن أبي يعفور، عن أبي عبد الله عليه السلام (في حديث) انه قال له ولأبي بصير: «أطليا، فقالا: فعلنا ذلك منذ ثلاث فقال: أعدا فان الاطلاء طهور» ().

وعن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: «أحب للمؤمن أن يطلي في كل خمسة عشر يوماً» ().

وعن محمد بن أبي عمير، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «السنة في النورة في كل خمسة عشرة يوماً فمن أتت عليه إحدي وعشرين يوماً فليستدين علي الله عزوجل وليتنور، ومن أتت عليه أربعون يوماً ولم يتنور فليس بمؤمن ولا مسلم ولا كرامة» ().

النورة وأبوابها

وهناك أبواب مذكورة في الوسائل ومستدركاتها، منها:

باب استحباب النورة.

باب استحباب الأخذ من النورة عند الإطلاء وشمه وجعله علي طرف الأنف، والصلاة علي سليمان بن داود عليهما السلام.

باب استحباب الدعاء بالمأثور عند الإطلاء بالنورة.

باب استحباب طلي العورة وتولية الغير طلي البدن والتخيير في التقديم والتأخير.

باب استحباب الاطلاء وإن قرب العهد به ولو بعد يومين.

باب استحباب الإطلاء في كل خمسة عشر يوماً، وتأكده ولو بالقرض بعد عشرين يوماً، وآكد منه بعد أربعين وكذا حلق العانة.

باب استحباب إكثار الإطلاء بالنورة في الصيف.

باب استحباب خضاب جميع البدن بالحناء بعد النورة.

باب استحباب خضاب اليد بالحناء وجعل الحناء علي الأظفار بعد النورة وصلاة ركعتين شكراً عند الخروج من الحمام.

باب جواز بول المطلي قائماً وكراهة جلوسه.

باب جواز التدلك بالنخالة والدقيق والزيت

بعد النورة من غير كراهة وعدم كونه إسرافاً.

باب كراهة النورة يوم الأربعاء لا دخول الحمام، وعدم كراهة النورة يوم الجمعة وسائر الأيام.

التنظيف بالموسي

مسألة: يستحب التنظيف بالموسي فيما لا يحرم حلقه كاللحية، وقد روي عن الصادق عليه السلام: «أربع من أخلاق الأنبياء: التطيب، والتنظيف بالموسي، وحلق الجسد بالنورة، وكثرة الطروقة» ().

الاعتناء بنظافة الإبط

مسألة: يستحب تنظيف الإبط أيضاً، فعنه عليه السلام قال: «قال الله عزوجل لإبراهيم (تطهر) فأخذ شاربه، ثم قال: (تطهر) فنتف من إبطيه، ثم قال: (تطهر) فقلم أظفاره، ثم قال(تطهر) فحلق عانته، ثم قال (تطهر) فاختتن» ().

وعن السكوني، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «لا يطولن أحدكم شعر إبطيه فان الشيطان يتخذه مخبئاً يستتر به» ().

وقال علي عليه السلام: «نتف الإبط ينفي الرائحة المكروهة، وهو طهور وسنة مما أمر به الطيب» ().

وفي (الخصال) باسناده عن علي عليه السلام في حديث الأربعمائة قال: «ونتف الابط ينفي الرائحة المنكرة وهو طهور وسنة مما أمر به الطيب» ().

وعن عبد الله بن أبي يعفور قال: «كنا بالمدينة فلاحاني زرارة في نتف الابط وحلقه، فقلت: حلقه أفضل، وقال زرارة: نتفه أفضل فاستأذنا علي أبي عبد الله عليه السلام فأذن لنا وهو في الحمام يطلي قد أطلي إبطيه، فقلت لزرارة: يكفيك؟ فقال: لا لعله فعل هذا لما لا يجوز لي أن أفعله؟ فقال: فيم أنتم؟ فقلت: لاحاني زرارة في نتف الإبط وحلقه، فقلت: حلقه أفضل، فقال: نتفه أفضل، فقال: أصبت السنة وأخطأها زرارة، حلقه أفضل من نتفه، وطليه أفضل من حلقه». (الحديث)().

وعن يونس بن يعقوب قال: «بلغني أن أبا عبد الله عليه السلام ربما دخل الحمام متعمداً يطلي إبطه وحده» ().

وفي الوسائل ومستدركاتها: باب استحباب إزالة شعر الإبط للرجل والمرأة ولو بالنتف وكراهة إطالته، وباب استحباب إختيار طلي الإبط علي حلقه وحلقه علي نتفه وكراهة

نتفه.

تنظيف العانة

مسألة: يستحب تنظيف العانة من الشعر، فعن السكوني عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «قال رسول الله صلي الله عليه و اله: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يترك عانته فوق أربعين يوماً، ولا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تدع ذلك منها فوق عشرين يوماً» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام: «السنة في النورة في كل خمسة عشرة يوماً، فمن أتت عليه عشرون يوماً فليستدن علي الله عزوجل وليتنور، ومن أتت عليه أربعون يوماً ولم يتنور فليس بمؤمن ولا مسلم ولا كرامة» ().

وقال رسول الله صلي الله عليه و اله: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يترك حلق عانته فوق الأربعين، فان لم يجد فليستقرض علي الله بعد الأربعين ولا يؤخر» ().

وعن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال: «قال رسول الله صلي الله عليه و اله: لايطولن أحدكم شاربه ولا عانته ولا شعر إبطه، فان الشيطان يتخذها مخبئاً يستتر بها» ().

وعن معمر بن خلاد قال: «سمعت علي بن موسي الرضا عليه السلام يقول: ثلاث من سنن المرسلين: العطر، وأخذ الشعر، وكثرة الطروقة» ().

وفي الوسائل ومستدركاتها: باب تأكد كراهة ترك الرجل عانته أكثر من أربعين يوماً وترك المرأة لها أكثر من عشرين يوماً ولو بالقرض، وباب كراهة إطالة شعر الشارب والإبط والعانة.

التنظيف والخضاب

التنظيف والخضاب

مسألة: يستحب خضاب جميع البدن بالحناء بعد النورة، ففي حديث عن رسول الله صلي الله عليه و اله قال: «من دخل الحمام فأطلي ثم أتبعه بالحناء من قرنه إلي قدمه كان أماناً له من الجنون والجذام والبرص والاكلة إلي مثله من النورة» ().

وفي حديث عن أحمد بن عبدوس قال: «رأيت أبا جعفر عليه السلام وقد

خرج من الحمام وهو من قرنه إلي قدمه مثل الوردة من أثر الحناء» ().

وعن عبدوس عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «الحناء يذهب بالسهك، ويزيد في ماء الوجه، ويطيب النكهة، ويحسن الولد، وقال: من أطلي في الحمام فتدلك بالحناء من قرنه إلي قدمه نفي عنه الفقر» ().

ولا يخفي ان هذه الرسوم الطبية هي التي كانت تقي الإنسان من تعرضه لمختلف الأمراض التي كانت تصيبه، أما نفي مثل ذلك للفقر وما أشبه، فقد ذكرنا وجهه في كتاب الآداب والسنن().

وعن أحمد بن أبي عبد الله، عن بعض أصحابنا، رفعه قال: «من أطلي فتدلك بالحناء من قرنه إلي قدمه نفي عنه الفقر» ().

وقال رسول الله صلي الله عليه و اله: «من أطلي واختضب بالحناء آمنه الله تعالي من ثلاث خصال: الجذام والبرص والاكلة إلي طلية مثلها» ().

وقال الصادق عليه السلام: «الحناء علي أثر النورة أمان من الجذام والبرص» ().

وعن الحسن بن موسي، قال: «سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: من أطلي واختضب بالحناء آمنه الله من ثلاث خصال: الجذام، والبرص، والاكلة إلي طلية مثلها» ().

الخضاب مطلقاً

مسألة: كما يستحب الخضاب بعد النورة، كذلك يستحب مطلقاً بالحناء وغيره، بعد النورة وغيرها.

فعن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «خضب النبي صلي الله عليه و اله ولم يمنع علياً إلا قول رسول الله صلي الله عليه و اله: تختضب هذه من هذه، وقد خضب الحسين وأبو جعفر عليهما السلام» ().

وعن إبراهيم بن عبد الحميد، عن أبي الحسن عليه السلام قال: «في الخضاب ثلاثة خصال: مهيبة في الحرب، ومحبة إلي النساء، ويزيد في الباه» ().

وعن محمد بن مسلم أنه

سأل أبا جعفر عليه السلام عن الخضاب، فقال: «كان رسول الله صلي الله عليه و اله يختضب وهذا شعره عندنا» ().

وعن محمد بن عبد الله بن مهران، عن أبيه رفعه قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «نفقة درهم في الخضاب افضل من نفقة درهم في سبيل الله، ان فيه أربع عشرة خصلة: يطرد الريح من الاذنين، ويجلو الغشاء عن البصر، ويلين الخياشيم، ويطيب النكهة، ويشد اللثة، ويذهب بالغشيان، ويقلل وسوسة الشيطان، وتفرح به الملائكة، ويستبشر به المؤمن، ويغيظ به الكافر، وهو زينة، وهو طيب، وبراءة في قبره، ويستحي منه منكر ونكير» ().

النساء والخضاب

مسألة: يستحب الخضاب بصورة خاصة للنساء وان كانت مسنة، لكن يجب عليهن إخفاءه عن الرجال الأجانب وغير المحارم، قال تعالي: ?لا يبدين زينتهن..?().

ففي رواية قال الصادق عليه السلام: «لا ينبغي للمرأة أن تعطل نفسها ولو ان تعلق في عنقها قلادة، ولا ينبغي ان تدع يدها من الخضاب ولو ان تمسها بالحناء مساً وان كانت مسنة» ().

وعن جعفر بن محمد (صلوات الله عليهما) قال: «رخص رسول الله صلي الله عليه و اله للمرأة ان تخضب رأسها بالسواد» ().

قال: «وأمر رسول الله صلي الله عليه و اله النساء بالخضاب ذات البعل وغير ذات البعل، أما ذات البعل فتتزين لزوجها وأما غير ذات البعل فلا تشبه يدها يد الرجال» ().

وعن الباقر عليه السلام قال: «لا يجوز للمرأة أن تعطل نفسها ولو أن تعلق في عنقها خيطاً ولا يجوز أن تري أظافيرها بيضاء ولو أن تمسحها بالحناء مسحاً» ().

وعن أمير المؤمنين عليه السلام في حديث قال: «إني لأبغض من النساء: السلتاء والمرهاء، فالسلتاء التي لا تختضب، والمرهاء التي لا تكتحل» ().

وهذا إذا لم يكن

مانع أهم، وإلا فلا، كما ورد عن زرارة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «يا زرارة ان الملائكة بكت علي الحسين عليه السلام أربعين صباحاً إلي أن قال عليه السلام: وما اختضبت منا إمرأة ولا أدهنت ولا اكتحلت ولا رجلت حتي أتانا رأس عبيد الله بن زياد لعنه الله» ().

قال في لسان العرب: (الترجيل تسريح الشعر وتنظيفه وتحسينه)().

ما جاء في الخضاب من أبواب

وهناك ابواب كثيرة في الوسائل ومستدركاتها حول الخضاب، نشير اليها سرداً:

باب استحباب الخضاب للرجل والمرأة وعدم وجوبه، وجواز اقسام الخضاب واستحباب خضاب المرأة عند ارتفاع الحيض.

باب استحباب الإنفاق في الخضاب.

باب كراهة نصول الخضاب واستحباب إعادته.

باب استحباب خضاب الشيب وعدم وجوبه، وعدم استحبابه لأهل المصيبة.

باب استحباب خضاب الرأس واللحية.

باب استحباب الخضاب بالسواد.

باب استحباب الخضاب بالصفرة والحمرة، واختيار الحمرة علي الصفرة، واختيار السواد عليهما.

باب استحباب الخضاب بالكتم.

باب استحباب الخضاب بالوسمة.

باب استحباب الخضاب بالحناء.

باب استحباب الخضاب بالحناء والكتم.

باب كراهة ترك المرأة الحلي وخضاب اليد وإن كانت مسنة، وإن كان زوجها أعمي.

باب استحباب الخضاب عند لقاء الأعداء وعند لقاء النساء.

استحباب الكحل وآدابه

استحباب الكحل وآدابه

مسألة: يستحب الكحل وهو زينة ونظافة وجمال، والاستحباب للرجل والمرأة، إلا إذا لم يكن معتاداً عند عرف حيث الأفضل مراعاته، كما سيأتي.

فعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «الكحل يهذب الفم» ().

وعن الصادق عليه السلام قال: «الكحل ينبت الشعر، ويحدّ البصر، ويعين علي طول السجود» ().

أقول: إعانته علي طول السجود لأنه يسبب القوة.

وفي حديث عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «الكحل يزيد في المباضعة» ().

أقول: سببه أنه يسبب قوة أعصاب الرأس وقوة الأعصاب موجبة لمثل ذلك.

وعن أبي عبد الله في حديث قال: «الكحل ينبت الشعر، ويجفف الدمعة، ويعذب الريق، ويجلو البصر» ().

وفي حديث عن الرضا عليه السلام قال: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكتحل» (). ومعني الإيمان: الإيمان الكامل حتي بالمستحبات.

وعن محمد بن علي بن الحسين قال: قال النبي صلي الله عليه و اله: «اكتحلوا وتراً، واستاكوا عرضاً» ().

وعن زرارة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «ان رسول الله صلي الله عليه و اله كان يكتحل قبل أن ينام أربعاً في اليمني، وثلاثاً في اليسري» ().

وعن

أبي صالح الأحول عن الرضا عليه السلام قال: «من أصابه ضعف في بصره فليكتحل سبعة مراود عند منامه من الإثمد» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام انه قال: «الكحل بالليل يطيب الفم» ().

نعم ان قيل بان الآداب الاجتماعية لا تقبل ذلك للرجال، فانه قد ذكرنا في كتاب الآداب والسنن() استحباب ان يعاشر الإنسان بآداب الناس قال عليه السلام: «فعاشر بآداب أربابها» ()، وقد ورد الحث علي ان تكون المعاشرة بآدابهم، فإذا تعارض فعل المستحب أو ترك المكروه مع ما هو المتعارف عند الناس قدم المتعارف، لأن دليل «فعاشر بآداب أربابها» مقدم علي دليل فعل المستحب أو ترك المكروه، نعم لا إشكال في ان الفوائد الصحية ونحوها تنتفي عند عدم فعل ذلك المستحب أو فعل ذلك المكروه.

أبواب الكحل

وهناك أبواب عديدة في الكحل وردت في كتب الحديث منها:

باب استحباب الكحل للرجل والمرأة.

باب استحباب الاكتحال بالإثمد وخصوصاً بغير مسك.

باب استحباب الاكتحال وتراً وعدم وجوبه.

باب استحباب الاكتحال بالليل وعند النوم أربعاً في اليمني وثلاثاً في اليسري.

رعاية الشعر وتنظيفه

رعاية الشعر وتنظيفه

مسألة: ومن المستحب ان ينظف الإنسان شعره بمختلف الأشياء المنظفة، فعن السكوني عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «قال رسول الله صلي الله عليه و اله: من اتخذ شعراً فليحسن ولايته أو ليجزه» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: «غسل الرأس بالخطمي يذهب بالدرن وينفي الأقذار، وكذلك حال السدر، فكان رسول الله إذا غسل رأسه ولحيته غسلهما بالسدر» ().

وحيث إن المعيار التنظيف لا فرق بالسدر والخطمي أو بسائر المنظفات كالصابون والطين وما أشبه ذلك، وان كان لهما بعض الخصوصيات، وفي حديث أن فاطمة عليها السلام كانت تغسل رأس الحسنين عليهما السلام بالطين.

أبواب تنظيف الرأس

هناك أبواب كثيرة تخص الاعتناء بالشعر ونظافة الرأس جاءت في الوسائل ومستدركاتها وهي:

باب استحباب غسل الرأس بالخطمي.

باب استحباب غسل الرأس بورق السدر، إلي غيرها من الأبواب.

باب استحباب جز الشعر واستئصاله.

باب استحباب حلق الرأس للرجل وكراهة إطالة شعره.

باب كراهة حلق الرجل النقرة وحدها وترك بقية الرأس واستحباب حلق القفا.

باب استحباب تسريح شعر الرأس إذا طال.

باب استحباب التمشيط.

باب استحباب التمشيط عند الصلاة فرضاً ونفلاً.

باب استحباب التمشيط بالعاج.

باب استحباب تسريح اللحية والعارضين والذؤابتين والحاجبين والرأس.

باب كراهة التمشط من قيام.

باب استحباب إمرار المشط علي الصدر بعد تسريح الرأس واللحية.

باب استحباب تسريح اللحية سبعين مرة يعدها مرة مرة أو سبعاً وأربعين مرة وكيفيته.

باب استحباب دفن الشعر والظفر والسن والدم والمشيمة والعلقة.

باب استحباب إكرام الشعر.

باب جواز جز الشيب وكراهة نتفه وعدم تحريمه.

جز الشعر

مسألة: يستحب الأخذ من الشعر، والاعتناء بنظافته، وما أشبه ذلك وقد وردت روايات في مختلف مصاديق نظافة الشعر وآدابه، من الجز وغيره.

فعن معمر بن خلاد قال: سمعت علي بن موسي الرضا عليه السلام يقول: «ثلاث من سنن المرسلين: العطر، وأخذ الشعر، وكثرة الطروقة» ().

أقول: وجه كثرة الطروقة أن لا يميل الإنسان إلي الشهوات المحرمة، والمراد بالكثرة التوسط في مقابل العدم كالرهبانية ونحوها.

وعن الحسن بن علي بن يقطين، عن أبيه، عن أبي الحسن الأول عليه السلام قال: «سمعته يقول: إن الشعر علي الرأس إذا طال ضعف البصر، وذهب بضوء نوره، وطم الشعر يجلو البصر، ويزيد في ضوء نوره» () (الحديث).

وعن إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «قال لي: استأصل شعرك يقل درنه ودوابه ووسخه وتغلظ رقبتك ويجلو بصرك ويستريح بدنك» ().

وفي رواية عنه عليه السلام: «ألقوا عنكم الشعر فانه يحسن» ().

وعن زرارة قال: قلت لأبي جعفر

عليه السلام: الرجل يقلم أظفاره ويجز شاربه ويأخذ من شعر لحيته ورأسه هل ينقض ذلك وضوءه؟ فقال: «يا زرارة كل هذا سنة، والوضوء فريضة وليس شيء من السنة ينقض الفريضة، وان ذلك ليزيده تطهيراً» ().

حلق الشعر قزعاً

مسألة: يكره حلق شعر الصبيان قزعاً، بمعني حلق بعضه وترك بعضه، بأن يبقي كتلاً من الشعر متفرقة في الرأس، وورد بذلك روايات.

فعن السكوني، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: «لا تحلقوا الصبيان القزع، والقزع أن يحلق موضعاً ويترك موضعاً» ().

فعن السكوني، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «أتي النبي صلي الله عليه و اله بصبي يدعو له وله قنازع فأبي أن يدعو له وأمر أن يحلق رأسه وأمر رسول الله صلي الله عليه و اله بحلق شعر البطن» ().

وعن ابن القداح، عن أبي عبد الله عليه السلام: «انه كان يكره القزع في رؤوس الصبيان وذكر أن القزع أن يحلق الرأس إلا قليلاً، ويترك وسط الرأس يسمي القزعة» ().

تفريق الشعر

مسألة: يستحب تفريق الشعر للنساء وللرجال إذا طال الشعر وقد يجب من أجل الوضوء.

فعن الإمام الصادق عليه السلام قال: «من اتخذ شعراً فلم يفرقه، فرقه الله تعالي يوم القيامة بمسمار من نار» ().

وفي حديث: «من لم يفرق شعره فرقه الله بمنشار من النار في النار» ().

أقول: ذلك لما ذكرناه من أنه محل المسح.

وفي رواية في تفسير قوله تعالي: ?واتبع ملة ابراهيم حنيفا?() قال عليه السلام: «وهي عشر سنن، خمس في الرأس وخمس في الجسد، فأما التي في الرأس فالمضمضة والاستنشاق والسواك وقص الشارب والفرق لمن طوّل شعر رأسه» ().

وعن الإمام الحسن عليه السلام قال: «سألت خالي هند بن أبي هالة عن حلية رسول الله صلي الله عليه و اله فقال: إلي ان قال: رجل الشعر إذا انفرقت عقيقته فرق وإلا فلا يجاوز شعره شحمة إذنيه إذا هو وفّره» ().

اقول: وما ذكر في هذه الرواية لا ينافي الحلق حيث إن عادتهم

كانت وضع الشعر، فقد تقدم أن الإنسان يتبع عادة الناس حتي لا يكون شاذاً فيهم، ثم إن رسول الله صلي الله عليه و اله حلق رأسه في حجة الوداع فلم يزل يحلق رأسه()، هذا وقد ورد في رواية أن الإمام الرضا عليه السلام كان يضع شعر رأسه، وذلك لما ذكرناه().

فوائد المشط وآدابه

مسألة: يستحب ترجيل الرأس واللحية بالمشط، فعن أبي الحسن عليه السلام يقول: «المشط يذهب بالوباء» ().

وفي حديث عن الإمام الصادق عن أبيه عليه السلام، قال: «كثرة التمشط تقلل البلغم» ().

وفي حديث آخر عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «المشط يذهب بالوباء وهو الحمي» ().

أقول: الوباء في اللغة العربية ليس بالمعني الخاص عند الطب فقط وانما يشمل جملة من الأمراض، ولذا يقال مكان موبوء وما أشبه ذلك().

وعن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: ?خذوا زينتكم عند كل مسجد?() قال: «المشط، فان المشط يجلب الرزق، ويحسن الشعر، وينجز الحاجة، ويزيد في ماء الصلب، ويقطع البلغم، وكان رسول الله صلي الله عليه و اله يسرح تحت لحيته أربعين مرة ومن فوقها سبع مرات ويقول: إنه يزيد في الذهن ويقطع البلغم» ().

وعن أبي بصير قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قوله تعالي: ?خذوا زينتكم عند كل مسجد?() قال: «هو التمشط عند كل صلاة فريضة ونافلة» ().

وعن الإمام العسكري عليه السلام قال: «التسريح بمشط العاج ينبت الشعر في الرأس ويطرد الدود من الدماغ ويطفئ المرار وينقي اللثة والعمور» ().

وعن الإمام الصادق عليه السلام قال: «تسريح العارضين يشد الأضراس، وتسريح اللحية يذهب بالوباء، وتسريح الذؤابتين يذهب ببلابل الصدر، وتسريح الحاجبين أمان من الجذام وتسريح الرأس يقطع البلغم» ().

أقول: المستحب مطلقاً تسريح الشعر لأنه من الجمال،

بالاضافة إلي الفوائد الطبية الأخر.

فعن الإمام الصادق عليه السلام قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «من اتخذ شعراً فليحسن ولايته أو ليجزه» ().

وعن الجعفريات قال جعفر بن محمد عليه السلام عن آبائه عليه السلام: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «من اتخذ شعراً فليحسن إليه، ومن اتخذ زوجة فليكرمها، ومن اتخذ نعلاً فليستجدها، ومن اتخذ دابة فليستفرهها ومن اتخذ ثوباً فلينظفه».

أقول: المراد من «يستجدّها» أن يبقيها جديدة، والمراد من «يستفرهها» أن يستكرمها ويعلفها حتي تنشط وتكون فارهة.

وعن جعفر بن بشير، عن موسي بن بكر قال: «رأيت أبا الحسن عليه السلام يتمشط بمشط عاج واشتريته له» ().

من آداب غسل الرأس

مسألة: نظافة الرأس وغسله بين واجب ومستحب، كما في الاغسال الواجبة وغيرها.

فمن المستحب ما ورد عن سفيان بن السمط، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «تقليم الأظفار، والأخذ من الشارب، وغسل الرأس بالخطمي، ينفي الفقر، ويزيد في الرزق» ().

وعن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: «غسل الرأس بالخطمي يذهب بالدرن وينقي الأقذاء» ().

وعن منصور بزرج قال سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: «غسل الرأس بالخطمي يجلب الرزق جلباً» ().

عن جعفر بن خالد، عن رجل، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «النشرة في عشرة أشياء وعدّ منها غسل الرأس بالخطمي» ().

وعن منصور بزرج، قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: «غسل الرأس بالسدر يجلب الرزق جلباً» ().

وقال الإمام الصادق عليه السلام: «اغسلوا رؤوسكم بورق السدر فانه قدسه كل ملك مقرب وكل نبي مرسل، ومن غسل رأسه بورق السدر صرف الله عنه وسوسة الشيطان سبعين يوماً، ومن صرف الله عنه وسوسة الشيطان سبعين يوماً لم يعص الله،

ومن لم يعص الله سبعين يوماً دخل الجنة» ().

نظافة اللحية وآدابها

مسألة: يستحب نظافة اللحية وتحفيفها وتدويرها والأخذ من العارضين وتبطين اللحية.

ففي رواية محمد بن مسلم قال: «رأيت أبا جعفر عليه السلام والحجام يأخذ من لحيته فقال: دوّرها» ().

وعن عبد الله بن مسكان، عن الحسن الزيات قال: «رأيت أبا جعفر عليه السلام قد خفف لحيته» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام في قدر اللحية قال: «تقبض بيدك علي اللحية وتجز ما فضل» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام: قال: «مر بالنبي رجل طويل اللحية فقال: ما كان علي هذا لو هيأ من لحيته، فبلغ ذلك الرجل فهيأ لحيته بين اللحيتين ثم دخل علي النبي صلي الله عليه و اله فلما رآه قال: هكذا فافعلوا» ().

وعن الصيرفي قال: «رأيت أبا جعفر عليه السلام يأخذ عارضيه ويبطن لحيته» ().

وعن البزنطي صاحب الرضا عليه السلام قال: «وسألته عن الرجل هل يصلح له أن يأخذ من لحيته، قال: أما من عارضيه فلا بأس، وأما من مقدمها فلا» ().

وعن الصادق عليه السلام قال: «يعتبر عقل الرجل في ثلاث: في طول لحيته، وفي نقش خاتمه، وفي كنيته» ().

وعنه عليه السلام قال: «ما زاد من لحيته عن القبضة فهو في النار» ().

لا لعدم المبالاة

مسألة: يستحب إزالة ما في اللحية من الغبار، وتجميلها بنفسها، وإزالة الأوساخ والقشور عنها بسبب الغسل والتسريح بالمشط، وقص الزائد والتطييب، كما وردت في الروايات.

أما ترك كل ذلك إظهاراً لما يزعمه من الزهد! أو عدم المبالاة بالبدن، فمحظور أو مكروه، وهو ابتعاد عن أوامر الإسلام.

وقد كان رسول الله صلي الله عليه و اله «ليسرح لحيته سبعين مرة أربعين من تحت وثلاثين من فوق» (). فانه يسبب النظافة وصحة الشعر وجمال الوجه وترك الشعث.

كما يكره العبث باللحية، فعن صفوان الجمال قال: قال

أبو عبد الله عليه السلام: «لاتكثر وضع يدك في لحيتك فان ذلك يشين الوجه» ().

تنظيف الشارب والأخذ منه

مسألة: يستحب أخذ الشارب وتنظيفه، وذلك نوع من الجمال إلا إذا كان غير متعارف في بلد أو جماعة حيث تقدمت الاشارة إلي مثل ذلك في تعارض العرف والاستحباب.

فعن زرارة قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: «الرجل يقلم أظافيره ويجز شاربه ويأخذ من شعر لحيته ورأسه هل ينقض ذلك الوضوء، قال: يا زرارة كل هذا سنة، والوضوء فريضة، وليس شيء من السنة ينقض الفريضة وان ذلك ليزيده تطهيراً» ().

وعن علي بن جعفر، عن أخيه أبي الحسن عليه السلام قال: «سألته عن قص الشارب أمن السنة؟ قال: نعم» ().

وعن السكوني، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «قال رسول الله صلي الله عليه و اله: من السنة أن تأخذ من الشارب حتي يبلغ الإطار» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «ذكرنا الأخذ من الشارب فقال: نشرة وهو من السنة» ().

وعن عبد الله بن عثمان انه «رأي أبا عبد الله عليه السلام أحفي شاربه حتي ألصقه بالعسيب» ().

وعن الإمام الصادق عليه السلام قال: «كان بين نوح وإبراهيم عليه السلام ألف سنة وكانت شريعة إبراهيم بالتوحيد والإخلاص وخلع الأنداد وهي الفطرة فطر الناس عليها وهي الحنيفية وأخذ عليه ميثاقه وأن لا يعبد إلا الله ولا يشرك به شيئاً قال: وزاده في الحنيفية الختان وقص الشارب ونتف الابط وتقليم الأظفار وحلق العانة…» ()

الشارب إذا تدلّي علي الشفة

مسألة: يكره إطالة الشارب وتغليظه حتي يتدلّي علي الشفة، كما أنه يستحب قص المقدار من الشارب الذي يصيب الماء عند شربه وهو من مصاديق النظافة كما لا يخفي.

قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «لا يطولن أحدكم شاربه فان الشيطان يتخذه مخبئاً يستتربه» ().

وعن الإمام الصادق عليه السلام عن آبائه عليهم السلام عن النبي صلي

الله عليه و اله قال: «لا يطولن أحدكم شاربه، ولا شعر ابطيه، ولا عانته فان الشيطان يتخذها مخابئ يستتر بها» ().

أقول: لأن الشيطان مركزه كل مكان وسخ.

وعن الإمام الصادق عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «إن من السنة ان تأخذ من الشارب حتي يبلغ الاطار» ().

والمراد بالاطار هنا: الفم.

المسح بالماء

المسح بالماء

مسألة: يستحب المسح بالماء بعد الأخذ من الشعر، فعن عبد الله بن الحسن، عن جده علي بن جعفر أنه سأل أخاه موسي بن جعفر عليه السلام قال: «سألته عن رجل أخذ من شعره ولم يمسحه بالماء ثم يقوم فيصلي؟ قال: ينصرف فيمسحه بالماء ولا يعيد صلاته تلك» ().

أبواب آداب اللحية والشارب

وهناك أبواب كثيرة فيها روايات حول اللحية والشارب وما أشبه، نشير إلي عناوينها، ومن اراد التفصيل فعليه بالوسائل ومستدركاتها، منها:

باب استحباب تخفيف اللحية وتدويرها والأخذ من العارضين وتبطين اللحية.

باب كراهة كثرة وضع اليد في اللحية.

باب استحباب قص ما زاد عن قبضة في اللحية.

باب استحباب الأخذ من الشارب وحد ذلك وكراهة إطالته وكذا شعر العانة والإبط.

باب عدم جواز حلق اللحية واستحباب توفيرها قدر قبضة أو نحوها.

باب استحباب أخذ الشعر من الأنف.

ثم لا يخفي ان استحباب التنظيف بإزالة الشعر يتحقق بالنتف والحلق وغير ذلك حتي بالإحراق الذي لا يضر البدن، كما في بعض الطرق الطبية الحديثة، وذلك لاطلاق الروايات، ثم ان الاستحباب ليس خاصاً بمثل الإبط والعانة وما أشبه، وإنما بكل الجسد إلا المحرم منه.

تقليم الأظفار وتنظيفها

تقليم الأظفار وتنظيفها

مسألة: يستحب تقليم الأظفار من اليد والرجل وترك النساء بعضها لأنها يزيد في جمالهن، وهناك روايات في التأكيد علي تقليم الأظفار وكيفيته وآدابه وهو من النظافة.

فعن أبي عبد الله عليه السلام قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «تقليم الأظفار يمنع الداء الأعظم ويدّر الرزق» ().

أقول: كل نظافة تزيد الرزق بقدرها كما ذكرنا تفصيله في كتاب الآداب والسنن.

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «من السنة تقليم الأظفار» ().

وعن أبي جعفر عليه السلام قال: «إنما لزم قص الأظفار لأنها مقيل الشيطان ومنه يكون النسيان» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «أن أستر وأخفي ما يسلط الشيطان من ابن آدم ان صار يسكن تحت الأظافير» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «احتبس الوحي عن النبي صلي الله عليه و اله فقيل له: احتبس الوحي عنك؟ فقال: وكيف لا يحتبس وأنتم لا تقلّمون أظفاركم ولا تنقّون روائحكم» ().

وعن موسي بن بكر

انه قال للصادق عليه السلام: «ان اصحابنا يقولون إنما أخذ الشارب والأظافر يوم الجمعة، فقال: سبحان الله خذها ان شئت في يوم الجمعة وان شئت في سائر الأيام» ().

وفي حديث عنه عليه السلام: «قصها إذا طالت» ().

وعنه عليه السلام قال: «قال رسول الله صلي الله عليه و اله للرجال: قصوا أظافيركم، وللنساء: اتركن من أظفاركن فانه أزين لكن» ().

وعن الحسين بن زيد، عن الصادق عليه السلام، عن آبائه عليهم السلام في حديث المناهي قال: «نهي رسول الله صلي الله عليه و اله عن تقليم الأظفار بالأسنان، ونهي عن الحجامة يوم الأربعاء والجمعة» ().

وعن جعفر بن محمد، عن آبائه عليهم السلام في وصية النبي صلي الله عليه و اله لعلي عليه السلام قال: «يا علي ثلاثة من الوسواس: أكل الطين، وتقليم الأظفار بالأسنان، وأكل اللحية» ().

أبواب تقليم الأظفار وآدابه

وهناك ابواب عديدة وردت في كتب الحديث تُعني بتقليم الأظفار منها:

باب استحباب تقليم الأظفار وكراهة تركه.

باب استحباب قص الرجال الأظفار وترك النساء منها شيئاً.

باب كراهة تقليم الأظفار بالأسنان والأخذ بها من اللحية، والحجامة يوم الأربعاء والجمعة.

باب استحباب الابتداء بتقليم الخنصر اليسري والختم بخنصر اليمني.

باب استحباب مسح الأظفار والرأس بالماء بعد أخذ الأظفار والشعر بالحديد وعدم وجوب إعادة الصلاة لمن ترك ذلك حتي صلي.

نظافة الفم

مسألة: يستحب نظافة الفم وهكذا إزالة ما يجتمع علي الأسنان من الدرن والصفرة، بسبب السواك والمضمضة، فان بهما يتم التنظيف لجوف الفم خصوصاً بعد الطعام والانتباه من النوم وبعد الملامسة، إذ بهما تنظف الأسنان عما يعلق بها وتطيب رائحة الفم وطعمه، ويسلم بهما الفم والأسنان والبلعوم والحنجرة من الجراثيم العالقة، وتحفظ الأسنان بذلك من النخر، وقد ذكر بعض الأطباء: ان المضمضة تسبب نمو عضلات الوجه وان السواك يقوّي لحم اللثة ويَشدّه، وهذا طبيعي حيث ان الحركة والدلك يسبّبان النظافة والنمو، والقوة والجمال.

فعن عبيد بن زرارة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «إذا قاء الرجل وهو علي طهر فليتمضمض» ().

غَسل الفم وتنظيفه

مسألة: الظاهر انه يستحب غسل الفم بكل شيء يوجب تطيب رائحته، وكونه بأصعبه أفضل، وكيفيته انه يدخله في فمه ثم يرمي به، ويستحب اتخاذه بالأشنان ودلك الأسنان به.

فعن الباقر عليه السلام: «كان إذا توضأ بالأشنان أدخله فاه فتطاعمه ثم رمي به» ().

وعن أبي الحسن الماضي عليه السلام قال: «ضربت عليَّ أسناني فجعلت عليها السعد» ()، والسعد له ورق شبيه بالكراث غير أنه أطول منه وأدق وأصلب، طيب الرائحة ().

وعن ابراهيم بن بسطام قال: «أخذني اللصوص وجعلوا في فمي الفالوذج الحار حتي نضج، ثم حشوه بالثلج بعد ذلك فتساقطت أسناني وأضراسي فرأيت الرضا عليه السلام في النوم فشكوت إليه ذلك قال: استعمل السعد فان أسنانك تنبت، فلما حمل إلي خراسان بلغني انه مار بنا فاستقبلته وسلمت عليه فذكرت له حالي وأني رأيته في المنام وأمرني باستعمال السعد وقال: أنا آمرك به في اليقظة فاستعمله فعادت إلي أسناني وأضراسي كما كانت» ().

ثم انه يستحب لزيادة التنظيف غسل خارج الفم بعد الأكل بالأشنان فعن الرضا عليه السلام قال:

«انما يغسل بالأشنان خارج الفم وأما داخل الفم فلا يقبل الغمر» ().

والظاهر ان الأشنان من باب المثال وإلا فالمراد التنظيف.

استحباب غسل الفم بالسعد

مسألة: يستحب غسل الفم بالسعد، فعن أبي ولاد قال: رأيت أبا الحسن الأول عليه السلام في الحجر وهو قاعد ومعه عدة من أهل بيته فسمعته يقول: «ضربت علي أسناني فأخذت السعد فدلكت به أسناني فنفعني ذلك وسكنت عني» ().

وعن أبي الحسن الأول عليه السلام قال: «من استنجي بالسعد بعد الغائط وغسل به فمه بعد الطعام لم تصبه علة في فمه ولم يخف شيئاً من أرياح البواسير» ().

وعن أبي عزيز المرادي قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: «اتخذوا في أسنانكم السعد فانه يطيب الفم ويزيد في الجماع» ().

وعن نادر الخادم قال: «كان أبو الحسن عليه السلام إذا توضأ بالأشنان أدخله في فيه فيطعم به ثم يرمي عنه» ().

السواك

مسألة: يستحب سواك الأسنان استحباباً مؤكداً، وفي ذلك متواتر الروايات، فقد قال أبو عبد الله عليه السلام: «من أخلاق الأنبياء عليهم السلام السواك» ().

وفي حديث محمد بن مسلم عن الباقر عليه السلام قال النبي صلي الله عليه و اله: «مازال جبرئيل يوصيني بالسواك حتي خفت أن أحفي أو أدرد» ().

وفي حديث عن الصادق عليه السلام قال: «نزل جبرائيل علي رسول الله صلي الله عليه و اله بالسواك والخلال والحجامة» ().

وعن ابن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «في السواك اثنتا عشرة خصلة هو من السنة، مطهرة للفم، ومجلاة للبصر، ويرضي الرب، ويذهب بالغم وفي بعض الأحاديث يذهب بالبلغم ويزيد في الحفظ، ويبيض الأسنان، ويضاعف الحسنات، ويذهب بالحفر، ويشد اللثة، ويشهي الطعام، وتفرح به الملائكة» ().

وفي حديث رواه الصادق عن آبائه (صلوات الله عليهم أجمعين)، قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «مازال جبرائيل يوصيني بالسواك حتي ظننت أنه سيجعله فريضة» ().

وفي وصية النبي

صلي الله عليه و اله لعلي عليه السلام قال: «يا علي ثلاثة يزدن في الحفظ ويذهبن البلغم: اللبان والسواك وقراءة القرآن، يا علي السواك من السنة، ومطهرة للفم، ويجلو البصر، ويرضي الرحمن، ويبيض الأسنان، ويذهب بالحفر، ويشد اللثة، ويشهي الطعام، ويذهب بالبلغم، ويزيد في الحفظ، ويضاعف الحسنات، وتفرح به الملائكة» ().

أقول: كل ذلك واضح، فان النظافة مما يذهب بالبلغم، والبلغم يوجب البلادة، فالسواك يزيد في الحفظ، وقراءة القرآن يوجب التحرك، والحركة مذهبة للبلغم ومزيدة للحفظ، هذا مع قطع النظر عن السبب المعنوي الذي يتوجه الله سبحانه وتعالي به إلي قارئ القرآن، إلي غير ذلك من الروايات الكثيرة.

وعن أبي أسامة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «من سنن المرسلين السواك» ().

وعنه عن أبيه، عن محمد بن يحيي، عن طلحة بن زيد، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «ثلاث أعطيهن الأنبياء عليه السلام: العطر، والازواج، والسواك» ().

وعن أبي جميلة قال: لي أبو عبد الله عليه السلام: «نزل جبرئيل عليه السلام علي رسول الله صلي الله عليه و اله بالسواك والخلال والحجامة» ().

وعن أمير المؤمنين عليه السلام: «السواك مطهرة للفم ومرضاة للرب» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «قال أمير المؤمنين عليه السلام: السواك يجلو البصر» ().

وعن مهزم الأسدي قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: «في السواك عشر خصال: مطهرة للفم، ومرضاة للرب، ومفرحة للملائكة، وهو من السنة، ويشد اللثة، ويجلو البصر، ويذهب بالبلغم، ويذهب بالحفر» ().

وعن أبي جعفر عليه السلام قال: «شكت الكعبة إلي الله عزوجل ما تلقي من أنفاس المشركين، فأوحي الله اليها قريِّ كعبة! فاني مبدلك بهم قوماً يتنظفون بقضبان الشجر، فلما بعث الله محمداً صلي الله عليه و اله

أوحي إليه مع جبرئيل عليه السلام بالسواك والخلال» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «السواك يذهب بالدمعة ويجلو البصر» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «قال رسول الله صلي الله عليه و اله: أوصاني جبرئيل عليه السلام بالسواك حتي خفت علي أسناني» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «قال رسول الله صلي الله عليه و اله: مازال جبرئيل يوصيني بالسواك حتي خفت علي سني» ().

وقال الصادق عليه السلام: «أربع من سنن المرسلين: التعطر، والسواك، والنساء، والحناء» ().

وقال أبو جعفر عليه السلام: «لكل شيء طهور وطهور الفم السواك» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أبو جعفر عليه السلام: «لو يعلم الناس ما في السواك لأباتوه معهم في لحاف» ().

وقال أبو جعفر عليه السلام: «إن رسول الله صلي الله عليه و اله كان يكثر السواك وليس بواجب» ().

وعن علي بن ابي طالب عليه السلام: «أن رسول الله صلي الله عليه و اله كان يسافر بستة أشياء، وعد منها السواك» ().

الاستياك وتكراره

مسألة: يستحب تكرار الاستياك وفيه أجر، وخاصة قبل كل صلاة، وبه روايات.

فعن أمير المؤمنين عليه السلام: عن النبي صلي الله عليه و اله قال: «من استاك كل يوم مرة رضي الله عنه فله الجنة، ومن استاك كل يوم مرتين فقد أدام سنة الأنبياء عليهم السلام وكتب الله له بكل صلاة يصليها ثواب مائة ركعة، واستغني عن الفقر، وتطيب نكهته، ويزيد في حفظه، ويشتد له فهمه، ويمريء طعامه، ويذهب أوجاع أضراسه، ويدفع عنه السقم، وتصافحه الملائكة لما يرون عليه من النور، وينقي أسنانه، وتشيعه الملائكة عند خروجه من البيت، وتستغفر له حملة العرش والكروبيين، وكتب الله له بكل مؤمن ومؤمنة ثواب ألف سنة،

ورفع الله له ألف درجة، وفتح الله له أبواب الجنة، يدخل من أيها شاء، وأعطاه الله كتابه بيمينه، وحاسبه حساباً يسيراً، وفتح الله عليه أبواب الرحمة، ولا يخرج من الدنيا حتي يري مكانه من الجنة، وقد اقتدي بالأنبياء ومن اقتدي بالأنبياء دخل معهم الجنة، ومن استاك كل يوم فلا يخرج من الدنيا حتي يري إبراهيم عليه السلام في المنام، وكان يوم القيامة في عداد الأنبياء، وقضي الله تعالي له كل حاجة له من أمر الدنيا والآخرة، ويكون يوم القيامة في ظل العرش يوم لا ظل إلا ظله، ويكون في الجنة رفيق إبراهيم ورفيق جميع الأنبياء عليهم السلام» ().

وفي مصباح الشريعة:

«قال الصادق عليه السلام: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «السواك مطهرة للفم، مرضاة للرب، وجعلها من السنن المؤكدة، وفيها منافع للظاهر والباطن ما لا يحصي لمن عقل، فكما تزيل التلوث من أسنانك من مأكلك ومطعمك بالسواك، كذلك فأزل نجاسة ذنوبك بالتضرع والخشوع والتهجد والاستغفار بالأسحار، وطهر ظاهرك من النجاسات، وباطنك من كدورات المخالفات وركوب المناهي كلها خالصاً لله، فإن النبي صلي الله عليه و اله أراد باستعمالها مثلا لأهل التنبه واليقظة، وهو أن السواك نبات لطيف نظيف، وغصن شجر عذب مبارك، والأسنان خلق خلقه الله تعالي في الفم آلة للأكل، وأداة للمضغ، وسبباً لاشتهاء الطعام، وإصلاح المعدة، وهي جوهرة صافية تتلوث بصحبة تمضيغ الطعام، وتتغير بها رائحة الفم، ويتولد منها الفساد في الدماغ، فإذا استاك المؤمن الفطن بالنبات اللطيف، ومسحها علي الجوهرة الصافية أزال عنها الفساد والتغيير، وعادت إلي أصلها، كذلك خلق الله القلب طاهراً صافياً وجعل غذاءه الذكر والفكر والهيبة والتعظيم، وإذا شيب القلب الصافي بتغذيته بالغفلة والكدر صقل بمصقلة التوبة، ونظف

بماء الإنابة، ليعود علي حالته الأولي وجوهريته الأصلية قال الله تعالي: ?ان الله يحب التوابين ويحب المتطهرين?» ().

كراهة ترك السواك

كراهة ترك السواك

مسألة: السواك هو من الأمور التي فعلها مستحب وتركها مكروه، كصلاة الليل.

فعن أبي بكير، عمن ذكره عن أبي جعفر عليه السلام في السواك قال: «لا تدعه في كل ثلاثة أيام ولو أن تمرّه مرة واحدة» ().

وعن المرزبان بن النعمان رفعه قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «مالي أراكم قلحاً ما لكم لا تستاكون» ().

وعن أبي الحسن يحيي الواسطي، أنه قيل لأبي عبد الله عليه السلام: «أتري هذا الخلق كلهم من الناس؟ فقال: ألق منهم التارك للسواك()» (الحديث).

وفي رواية عن علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «أتاني جبرائيل عليه السلام فقال: يا محمد، كيف ننزل عليكم وأنتم لا تستاكون ولا تستنجون بالماء، ولا تغسلون براجمكم» ().

السواك عند الوضوء

مسألة: سبق ان قلنا: انه يستحب السواك للوضوء، فعن محمد بن علي بن الحسين قال: قال النبي صلي الله عليه و اله في وصيته لعلي عليه السلام: «يا علي عليك بالسواك عند وضوء كل صلاة» ().

وقال عليه السلام: «السواك شطر الوضوء» ().

وفي خبر عنه صلي الله عليه و اله انه قال: «السواك شطر الوضوء، والوضوء شطر الإيمان» ().

وفي كتاب (المقنع) قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله (في وصيته لأمير المؤمنين عليه السلام): «عليك بالسواك عند وضوء كل صلاة» ().

ولو نسي السواك قبل الوضوء يستحب الاستياك بعده، فعن معلي بن خنيس قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن السواك بعد الوضوء، فقال: الاستياك قبل أن تتوضأ، قلت: أرأيت إن نسي حتي يتوضأ؟ قال: يستاك ثم يتمضمض ثلاث مرات» ().

الصلاة مع السواك أفضل

مسألة: كما يستحب السواك قبل الوضوء، كذلك يستحب قبل الصلاة أيضاً وقد تقدم.

فعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «ركعتان بالسواك أفضل من سبعين ركعة بغير سواك» ().

وقال رسول الله صلي الله عليه و اله: «لولا ان أشق علي أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «قال أمير المؤمنين عليه السلام: إذا توضأ الرجل واستاك ثم قام فصلي وضع الملك فاه علي فيه فلم يلفظ شيئاً إلا التقمه» ().

وروي الصدوق في المقنعة قال: «صلاة تصليها بالسواك أفضل عند الله من سبعين صلاة تصليها بلا سواك» ().

من آداب السواك

مسألة: يستحب لمن استاك أن يتمضمض وهذا كله من النظافة، فعن بعض من رواه، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «من استاك فليتمضمض» ().

وعن معلي بن خنيس في حديث من نسي السواك حتي توضأ، قال عليه السلام: «يستاك ثم يتمضمض ثلاث مرات» ().

السواك والأسنان الاصطناعية

مسألة: الظاهر أن استحباب السواك شامل للأسنان الاصطناعية أيضاً، فان العلة موجودة فيها.

نعم لا يستحب السواك عند ضعف الأسنان وإن استحب حينئذ تنظيف الأسنان ولو بغير السواك، ففي رواية عن مسلم مولي لأبي عبد الله عليه السلام قال: ترك أبو عبد الله السواك قبل أن يقبض بسنتين وذلك أن أسنانه ضعفت» ().

وفي رواية أخري قال: «ترك الصادق السواك قبل ان يقبض بسنتين وذلك ان أسنانه ضعفت» ().

كما يستحب الاستياك بمساوك متعددة كما ورد في الحديث الشريف.

الاسحار وسنّة السواك

مسألة: يستحب السواك عند القيام من النوم، وفي السحر، كما في الروايات.

فعن الحلبي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «إن رسول الله صلي الله عليه و اله كان إذا صلي العشاء الآخرة أمر بوضوئه وسواكه يوضع عند رأسه مخمراً، فيرقد ما شاء الله، ثم يقوم فيستاك ويتوضأ ويصلي أربع ركعات، ثم يرقد ثم يقوم فيستاك ويتوضأ ويصلي أربع ركعات، ثم يرقد حتي إذا كان في وجه الصبح قام فأوتر ثم صلي الركعتين، ثم قال: لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة وقال في آخر الحديث: إنه كان يستاك في كل مرة قام من نومه» ().

وعن علي بن ابراهيم، عن أبيه، عن حماد، عن حريز، عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: «إذا قمت بالليل من منامك فقل: الحمد لله إلي أن قال: ثم استك وتوضأ» ().

علي بن عيسي في كشف الغمة في سياق أحوال الإمام السجاد عليه السلام: «فإذا قام من الليل بدأ بالسواك» ().

وقال الكليني: وروي: «أن السنة في السواك في وقت السحر» ().

وعن محمد بن علي بن الحسين، عن أبي جعفر عليه السلام قال: «إذا قمت من فراشك فانظر في أفق السماء وقل: الحمد

لله إلي أن قال: وعليك بالسواك فان السواك في السحر قبل الوضوء من السنة ثم توضأ» ().

السواك ومواقع كراهته

مسألة: يكره السواك في الحمام لأنه يوبئ الأسنان، وفي بيت الخلاء لأنه خلاف النظافة.

فعن ابن أبي يعفور، عن أبي عبد الله عليه السلام (في حديث) قال: «إياك والسواك في الحمام فإنه يورث وباء الأسنان» ().

افضل أنواع السواك

مسألة: يستحب الاستياك بعود الاراك، فانه أفضل أنواع السواك، وقد قرأت في مجلة غربية أن أحد أطباءهم المسيحيين قال: «إني أظن أن أفضل شيء للأسنان هو المسواك (عود الاراك) الذي أتي به النبي العربي محمد صلي الله عليه و اله». وعلّلوا ذلك بوجود مادة في عود الاراك تقضي علي ما يسوّس الأسنان، وتساعد علي حفظ سلامتها.

نعم يمكن أن يكون السواك بكل ما يوجب التنظيف ولو بالخرقة أو بالفرشاة أو بالمواد المنظفة الاُخر.

لا للتدخين

مسألة: كما يستحب تنظيف الأسنان وتطييب الفم، يكره عكسه، بينما نري إن كثيراً من المسلمين بل سائر الناس عكسوا الأمر، فتركوا السواك وأخذوا بدل السواك بالتدخين مما يكون عكس كل ذلك، فيوجب كراهة رائحة الفم وفساد الأسنان، وكذلك حال من يستعمل المخدرات من طريق الفم، أو يستعمل القات، وما أشبه ذلك.

ومن الواضح أن غير الضار ضرراً بالغاً من هذه الأمور ليس بمحرم، لأن المحرم منه ما إذا كان ضاراً ضرراً كثيراً، لكن الكلام ليس في معيار الوجوب والتحريم فقط، فان كثيراً من السنن فعلاً أو تركاً موجب لنوع من المضرات، فعلاً في المكروهات، وتركاً في المستحبات، وقد ذكرنا في (الفقه)(): ان الإسلام حيث لم يرد تحريم كل شيء وإيجاب كل شيء بالنسبة إلي المفيد والضار، جعل ما ليس أكيداً في منعه من النقيض حتي يكون واجباً أو محرماً، من باب الاستحباب أو الكراهة، فان القوانين الالزامية إذا كثرت لا يعمل الناس بها، ولذا قال صلي الله عليه و اله: «لولا أن أشقّ علي أمتي لأمرتهم بالسواك» ().

ثم أنه لو تسبب الإنسان في أذي الآخرين بسبب الدخان أو ما أشبه ذلك فهو بين حرام إذا كان أزيد من المتعارف، وبين مكروه أكيد، ويتأكد ذلك

حرمة وكراهة بالنسبة إلي الزوجين حيث يعاشر أحدهما الآخر، وقد ورد التأكيد علي حسن معاشرتهما.

نظافة ظاهر الأذن وباطنها

مسألة: ينبغي إزالة الأوساخ المتجمعة في باطن الأذن وظاهرها، وما يكون في الداخل في قعر الصماخة، وذلك باللطف والرفق، كما ينبغي إزالة الشعر الذي ينبت أحياناً علي أطراف الأذن، خصوصاً بالنسبة إلي كبار السن، ويزيل ما علق بها من غبار ونحوه.

الأنف ورعاية نظافته

مسألة: يستحب رعاية نظافة الأنف وجماله، وذلك بأخذ الشعر الزائد من الأنف، ففي رواية عن علي عليه السلام قال: قال لنا رسول الله صلي الله عليه و اله ليأخذ أحدكم من شاربه، وينتف شعر أنفه، فان ذلك يزيد في جماله» ().

والمناط في هذه الرواية يشمل مثل أخذ الشعر من الأذن، أو الشعر الذي ينبت عند النساء أحياناً في أذقانهن، أو ما أشبه ذلك.

وعن الإمام الصادق عليه السلام قال: «أخذ الشعر من الأنف يحسن الوجه» (). أي ما خرج منه.

وفي رواية أخري عن النبي صلي الله عليه و اله قال: «ليأخذ أحدكم من شاربه، وشعر أنفه، وليتعاهد نفسه، فان ذلك يزيد في جماله، وقال صلي الله عليه و اله وكفي بالماء طيباً» ().

النظافة حتي في العطسة

مسألة: ومن الآداب المسنونة ما ترتبط بالعطسة، فهناك مستحبات يفعلها، ومكروهات يتركها، فعن أبي بكر الحضرمي قال: «سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل: ?ان أنكر الأصوات لصوت الحمير?() قال: العطسة القبيحة» ().

تنظيف عكن البطن والعنق

مسألة: ينبغي تنظيف عكن البطن، أو ما انطوي من لحم أطراف العنق بالنسبة إلي الذي تكون عنده وما أشبه ذلك.

الاختتان سنّة واجبة

مسألة: يجب الختان للذكور، وهو نوع من التجميل، بالاضافة إلي أنه يوجب الالتذاذ الأكثر عند الوقاع، ويحفظ عن سرطان رأس الذكر بسبب الأوساخ التي تجمع في داخل الحشفة، وكثيراً ما تسري هذه الوساخة إلي رحم المرأة كما ثبت طبياً.

فعن عبد الله بن جعفر أنه كتب إلي أبي محمد عليه السلام أنه روي عن الصادقين عليهما السلام:

«أن اختنوا أولادكم يوم السابع يطهروا، وان الأرض تضج إلي الله من بول الأغلف، وليس جعلت فداك لحجامي بلدنا حذق بذلك ولا يختنونه يوم السابع، وعندنا حجام اليهود فهل يجوز لليهود أن يختنوا أولاد المسلمين أم لا ان شاء الله؟ فوقع عليه السلام: السنة يوم السابع، فلا تخالفوا السنن ان شاء الله» ().

وعن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «من سنن المرسلين الاستنجاء والختان» ().

وعن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «من الحنيفية الختان» ().

وعن السكوني، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «قال رسول الله صلي الله عليه و اله: طهروا أولادكم يوم السابع، فانه أطيب وأطهر واسرع لنبات اللحم، وان الأرض تنجس من بول الأغلف أربعين صباحاً» ().

وعن الفضل بن شاذان، عن الرضا عليه السلام انه كتب إلي المأمون: «والختان سنة واجبة للرجال، ومكرمة للنساء» ().

وعن ابن أبي عمير قال: سمعت أبا الحسن موسي بن جعفر عليه السلام يقول لما ولد الرضا عليه السلام: «ان ابني هذا ولد مختوناً طاهراً مطهراً، وليس من الأئمة عليهم السلام أحد يولد إلا مختوناً طاهراً مطهراً، ولكنا سنمر عليه الموسي لإصابة السنة واتباع الحنيفية» ().

وعن

السكوني، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: «إذا أسلم الرجل اختتن ولو بلغ ثمانين سنة» ().

تنظيف المخرجين

مسألة: يلزم تنظيف المخرجين خصوصاً محل الغائط الذي ان ترك بلا تنظيف أنتن وصار محل الرائحة الخبيثة، وقد تقدم جملة من الروايات المرتبطة بذلك.

تدهين الشعر والبدن

تدهين الشعر والبدن

مسألة: يستحب تدهين البدن وشعر الرأس، فانه جمال ونظافة، ومن هنا نري كثيراً من الشباب ومن اليهم يدهنون رؤوسهم وكذلك النساء، لأنه يوجب بريق الشعر، بالاضافة إلي ما قد يوجد فيه من العطر مما يسبب رائحة طيبة ترغب إليها النفوس.

فان الدهن يوجب الصحة، والصحة توجب الجمال.

فعن سفيان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «الدهن يذهب بالسوء» ().

وعنه عليه السلام عن علي عليه السلام قال: «الدهن يلين البشرة ويزيد في الدماغ ويسهل مجاري الماء ويذهب القشف ويسفر اللون» ().

وعن السكوني عن الصادق عليه السلام قال: «الدهن يظهر الغني» ().

وعن الصادق عن آبائه عليهم السلام قال: «الدهن يظهر الغني، والثياب تظهر الجمال، وحسن الملكة يكبت الأعداء» ()، أقول: المراد بحسن الملكة ان يكون الإنسان ذا فضائل أخلاقية، فان الأعداء لا يجدون فيه شيئاً للنيل منه، فقد ورد في الحديث: «من أصلح فاسده أرغم حاسده».

وعن الطبرسي قال: «كان النبي صلي الله عليه و اله يحب الدهن ويكره الشعث، ويقول ان الدهن يذهب بالبؤس وكان يدهن بأصناف من الدهن وكان إذا ادهن بدأ برأسه ولحيته، ويقول إن الرأس قبل اللحية، وكان صلي الله عليه و اله يدهن بالبنفسج ويقول هو أفضل الأدهان، وكان صلي الله عليه و اله إذا ادهن بدأ بحاجبيه، ثم شاربيه ثم يدخل في أنفه ويشمه، ثم يدهن رأسه، وكان يدهن حاجبيه من الصداع ويدهن شاربيه بدهن سوي دهن لحيته» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «من دهن مؤمناً كتب الله له بكل شعرة نوراً يوم القيامة» ().

وعن الباقر عليه

السلام قال: «دهن الليل يجري في العروق ويروي البشرة ويبيض الوجه» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «إذا أخذت الدهن علي راحتك فقل: اللهم إني أسألك الزين والزينة والمحبة، وأعوذ بك من الشين والشنان والمقت، ثم اجعله علي يافوخك ابدأ بما بدأ الله به» ().

أقول: الزين: حسن الخلق، والزينة ظاهرة، والمحبة حب الناس له وهكذا.

أبواب التدهين وآدابه

وهناك أبواب كثيرة في الوسائل ومستدركاتها في التدهين وآدابه، نشير إلي عناوينها:

باب استحباب الإدهان وآدابه.

باب استحباب الإدهان بالليل.

باب استحباب الدعاء عند الإدهان بالمأثور والابتداء باليافوخ مرتباً.

باب استحباب التبرع بالدهن للمؤمن.

باب كراهة إدمان الرجل الدهن وإكثاره بل يدهن في الشهر مرة أو في الأسبوع مرة أو مرتين وجواز إدمان المرأة بالدهن.

باب استحباب الإدهان بدهن البنفسج، واختياره علي سائر الأدهان.

باب استحباب التداوي بالبنفسج دهناً وسعوطاً للجراح والحمي والصداع وغير ذلك.

باب استحباب الادهان بدهن الخيري.

باب استحباب الادهان بدهن البان والتداوي به.

باب استحباب الدهان بدهن الزنبق والسعوط به.

التطيب بماء الورد

مسألة: ينبغي التطيب بماء الورد كما ورد الحث عليه في الروايات.

فعن الصادق عليه السلام قال: «من أراد أن يذهب في حاجة له ومسح وجهه بماء ورد لم يرهق وتقضي حاجته ولا يصيبه قتر ولا ذلة» ().

وقد روت وصيفة للإمام الرضا عليه السلام قالت: «اشتُريت مع عدة من الجواري فحُملنا إلي المأمون، فوهبني للرضا عليه السلام فَسُئلت عن أحوال الرضا عليه السلام فقالت: ما أذكر منه إلا أني كنت أراه يتبخر بالعود الهندي السني ويستعمل بعده ماء ورد ومسكا، وكان عليه السلام إذا صلي الغداة وكان يصليها في أول وقت ثم يسجد فلا يرفع رأسه إلي أن ترتفع الشمس ثم يقوم فيجلس للناس أو يركب، ولم يكن أحد يقدر أن يرفع صوته في داره كائناً من كان، إنما يتكلم الناس قليلاً قليلا» ().

وفي رواية عنهم (عليهم الصلاة والسلام): «من مسح وجهه بماء الورد لم يصبه في ذلك اليوم بؤس ولا فقر» ().

أقول: البؤس قسم منه معنوي، وماء الورد يؤثر في الأعصاب فلا يدع شيئاً في الذهن من البؤس، والفقر له أسباب منه ضيق الخلق، وتشتت البال، وما أشبه ذلك، ومن الواضح انه

إذا لم يكن بؤس لم يكن فقر.

التعطر والتطيب

التعطر والتطيب

مسألة: يستحب التطيب والتعطّر وهو نظافة وزينة وجمال، واطلاق رواياته يدل علي الاستحباب لا بالنسبة إلي نفس الإنسان بل بالنسبة إلي سائر ما يتعلق به.

فعن الإمام الرضا عليه السلام قال: «ثلاث من سنن المرسلين: العطر، وأخذ الشعر، وكثرة الطروقة» ()، وقد تقدم معني كثرة الطروقة.

وعن الإمام الصادق عليه السلام قال: «أربع من أخلاق الأنبياء: التطيب، والتنظيف بالموسي، وحلق الجسد بالنورة، وكثرة الطروقة» ().

وعنه عليه السلام قال: «لا ينبغي للرجل أن يدع الطيب في كل يوم» ().

وعن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: «الطيب من أخلاق الأنبياء» ().

عن العباس بن موسي قال: سمعت أبي عليه السلام يقول: «العطر من سنن المرسلين» ().

عن حفص بن البختري، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «قال رسول الله صلي الله عليه و اله: ما أصيب من دنياكم إلا النساء والطيب» ().

وعن الإمام الصادق عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «الطيب يشد القلب» ().

وعن الإمام الصادق عليه السلام قال: «ثلاث أعطيهن الأنبياء عليه السلام: العطر، والازواج، والسواك» ().

أقول: من الواضح أن الازواج من جهة حصانة النفس عن الشهوات كما مر بالإضافة إلي ان الزواج يوجب رفع كثير من الأمراض كما ثبت طبياً.

وعن علي عليه السلام قال: «الطيب نشرة، والعسل نشرة، والركوب نشرة، والنظر إلي الخضرة نشرة» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «قال رسول الله صلي الله عليه و اله: إن الريح الطيبة تشد القلب، وتزيد في الجماع» ().

وعن النبي عليه السلام قال: «حبب الي من دنياكم النساء والطيب، وجعل قرة عيني في الصلاة» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «كان رسول الله صلي الله عليه

و اله ينفق في الطيب أكثر مما ينفق في الطعام» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «قال رسول الله صلي الله عليه و اله: طيب النساء ما ظهر لونه وخفي ريحه، وطيب الرجال ما ظهر ريحه وخفي لونه» ().

وعن الصادق عليه السلام قال أمير المؤمنين عليه السلام: «الطيب في الشارب من أخلاق النبيين عليه السلام وكرامة للكاتبين» ().

أقول: يفهم من الروايات ان الكاتبين وان لم يكونا من الأجسام التي هي كأجسامنا إلا أنهم ينفرون من المنفرات. كما أن الشياطين يتخذون من المنفرات مخبئاً.

وعن الصادق عليه السلام قال: «من تطيب أول النهار لم يزل عقله معه إلي الليل» ().

أقول: من الواضح أن الطيب يزيد الأعصاب قوة عموماً وأعصاب الرأس خصوصاً ومن الواضح مدخلية ذلك في العقل حيث يتعلق بمراكزه الجسمية الصحيحة النشطة ولذا يستحب اشمام الطيب وشمه، فقد قال الأشعري: «سالت أبا عبد الله عن المسك هل يجوز اشمامه فقال: انّا لنشمه» ().

وهكذا تطييب ما يرتبط به، فعن الصادق عليه السلام: «قال ينبغي للمرء المسلم ان يدخن ثيابه إذا كان يقدر» ().

الطيب وأبوابه

وهناك أبواب كثيرة حول الطيب وآدابه في كتب الحديث، منها:

باب استحباب الطيب.

باب استحباب الطيب في الشارب.

باب استحباب التطيب أول النهار واستحباب التطيب للصلاة وبعد الوضوء ولدخول المساجد.

باب استحباب كثرة الإنفاق في الطيب.

باب استحباب تطيب النساء بما ظهر لونه وخفي ريحه والرجال بالعكس.

باب استحباب التطيب بالمسك وشمه وجواز الاصطباغ به في الطعام.

باب استحباب التطيب بالغالية.

باب استحباب التطيب بالمسك والعنبر والزعفران والعود وما ينبغي كتابته من القرآن وجعله بين الغلاف والقارورة.

باب استحباب التطيب بالخلوق وكراهة إدمان الرجل له ومبيته متخلقاً.

باب حكم النضوح الذي فيه الضياح والتطيب به وجعله في المشطة في الرأس.

مضغ الطيب

مسألة: يستحب مضغ الكندر بعد السواك لتطييب الفم، ومنه يعرف استحباب مضغ كل ما يطيب الفم.

فعن معمر بن خلاد عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: «كان وهو بخراسان إذا صلي الفجر جلس في مصلاه إلي ان تطلع الشمس ثم يؤتي خريطة فيها مساويك فيستاك بها واحداً بعد واحد ثم يؤتي بكندر فيمضغه ثم يؤتي بالمصحف فيقرأ منه» ().

استحباب البخور والتجمير

مسألة: يستحب البخور والتجمير كما جاء في الروايات.

فعن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام في حديث قال: «ينبغي للمرء المسلم أن يدخن ثيابه إذا كان يقدر» ().

وعن مرازم قال: «دخلت مع أبي الحسن عليه السلام الحمام فلما خرج إلي المسلخ دعا بمجمرة فتجمر بها، ثم قال: جمروا مرازم، قال: قلت: من أراد أن يأخذ نصيبه يأخذ؟ قال: نعم» ().

وعن الحسن بن الجهم قال: «خرج إلي أبو الحسن عليه السلام فوجدت منه رائحة التجمير» ().

وهناك في كتب الحديث أبواب عديدة في كيفية البخور وآدابه، منها:

باب استحباب البخور.

باب استحباب البخور بالقسط والمر واللبان والعود الهندي واستعمال ماء الورد والمسك بعده.

شم الرياحين

مسألة: يستحب للإنسان علي ما جاء في الروايات شم الورد والريحان، فانه نوع من تنشيط الأعصاب والتنظيف لها، إذ مثاله مثال العطر.

فعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «إذا أُتي أحدكم بالريحان فليشمه وليضعه علي عينيه فانه من الجنة» ().

وفي حديث عن النبي صلي الله عليه و اله كالمذكور إلا انه قال في آخره: «وإذا أُتي أحدكم به فلا يرده» ().

وعن علي عليه السلام قال: «كان النبي صلي الله عليه و اله إذا رأي الفاكهة الجديدة قبّلها ووضعها علي عينيه وفمه ثم قال: اللهم كما أريتنا أولها في عافية فأرنا آخرها في عافية» ().

وعن مالك الجهني قال: «ناولت أبا عبد الله عليه السلام شيئاً من الرياحين فأخذه فشمه ووضعه علي عينيه، ثم قال: من تناول ريحانة فشمها ووضعها علي عينيه ثم قال: اللهم صل علي محمد وآل محمد لم تقع علي الأرض حتي يُغفر له» ().

وعن يونس بن يعقوب: «دخلت علي أبي عبد الله عليه السلام وفي يده مخضبة فيها ريحان» ().

ومن الاستطراد

أن نقول: انه إذا أراد الإنسان ان يقدم إلي غيره ريحاناً أو شيئاً آخر يستحب ان يقدمه بكلتا يديه لأنه نوع من الاحترام، وهذا من مصاديق الآداب الاجتماعية ورعاية النظافة فيها.

ففي حديث عن الرضا عن آبائه عن علي عليهم السلام قال: «حباني رسول الله صلي الله عليه و اله بالورد بكلتا يديه، فلما أدنيته إلي أنفي قال: انه سيد ريحان الجنة بعد الآس» ().

دفن الزوائد

مسألة: يستحب دفن ما أخذ من زوائد البدن من الشعر والظفر والسن والدم والمشيمة، وهذا كله من النظافة.

فعن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: ?ألم نجعل الأرض كفاتاً أحياء وأمواتاً?() قال: «دفن الشعر والظفر» ().

وعن عبد الحميد بن أبي جعفر الفراء قال: «ان أبا جعفر عليه السلام انقلع ضرس من أضراسه فوضعه في كفه، ثم قال: الحمد لله، ثم قال: يا جعفر إذا أنا مت ودفنتني فأدفنه معي، ثم مكث بعد حين ثم انقطع أيضاً آخر فوضعه علي كفه، ثم قال: الحمد لله، يا جعفر إذا مت فادفنه معي» ().

وعن محمد بن علي بن الحسين قال: قال الصادق عليه السلام: «يدفن الرجل أظافيره وشعره إذا أخذ منها، وهي سنة» ().

قال: «وروي: ان من السنة دفن الشعر والظفر والدم» ().

وعن ابراهيم بن هاشم عن عبد الله بن الحسين بن زيد، عن آبائه، عن علي عليه السلام عن النبي عليه السلام قال: «أمرنا بدفن أربعة: الشعر، والسن، والظفر، والدم» ().

وعن هشام بن عروة عن أبيه، عن عائشة: «إن رسول الله صلي الله عليه و اله كان يأمر بدفن سبعة أشياء من الإنسان: الشعر، والظفر، والدم، والحيض، والمشيمة، والسن، والعلقة» ().

نظافة المنزل وسعته

نظافة المنزل وسعته

مسألة: يستحب سعة المنازل ونظافتها، وكذلك بالنسبة إلي أثاث المنزل، حتي يكون المسكن نظيفاً جميلاً، ومبعثاً للصفاء والنقاء، والروائح الطيبة، وان يخرج في كل يوم الفضلات والقمامات إلي أماكنها المخصصة لها، وليعلم أنه من غير الصحيح إلقاء الوساخات وأكياسها من الشرفات إلي الشوارع والأزقّة، فانها توجب وساختها وتلويث البيئة والأماكن العامة، وتؤدي إلي انتشار الروائح السيئة منها، وقد كان المسلمون في زمان رسول الله صلي الله عليه و اله يهتمون بنظافة المنازل، فكانت بيوتهم

داخلاً وخارجاً جميلة وبهيّة، ونظيفة ووسيعة.

وإلي غير ذلك من مصاديق النظافة والجمال وغيرهما، وقد وردت بذلك روايات متواترة.

فعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «من السعادة سعة المنزل» ().

وعن الصادق عليه السلام عن رسول الله صلي الله عليه و اله انه قال: «من سعادة المرء المسلم المسكن الواسع» ().

وعن سعيد، عن غير واحد: أن أبا الحسن عليه السلام سئل عن فضل عيش الدنيا؟ قال: «سعة المنزل وكثرة المحبين» ().

وعن النبي صلي الله عليه و اله انه قال: «يا علي العيش في ثلاثة: دار قوراء، وجارية حسناء، وفرس قباء» (). ومعني القباء الضامرة البطن.

من الشقاء: ضيق المنزل

مسألة: يكره ضيق المنزل وعدم نظافته، وذلك لما يستفاد من الروايات الواردة في هذا الباب.

فعن أبي جعفر قال: «من شقاء العيش ضيق المنزل» ().

وعن معمر بن خلاد قال: ان أبا الحسن اشتري داراً وأمر مولي له أن يتحول إليها، وقال: «إن منزلك ضيق، فقال: قد أحدث هذه الدار أبي، فقال أبو الحسن عليه السلام: ان كان أبوك أحمق ينبغي أن تكون مثله» ().

وعن عبد الله بن ميمون، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: الشؤم في ثلاثة أشياء: في الدابة والمرأة والدار، فأما المرأة فشؤمها غلاء مهرها وعسر ولادتها، وأما الدابة فشؤمها كثرة عللها وسوء خلقها، وأما الدار فشؤمها ضيقها وخبث جيرانها» ().

وفي حديث: «شكا رجل من الأنصار إلي رسول الله صلي الله عليه و اله إن الدور قد اكتنفته، فقال النبي صلي الله عليه و اله: ارفع صوتك ما استطعت وسل الله أن يوسع عليك» ().

كنس البيوت والأفنية

مسألة: يستحب كنس البيت والفناء وما أشبه، فعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «اكنسوا أفنيتكم ولا تشبهوا باليهود» ().

وعن أبي جعفر عليه السلام قال: «كنس البيوت ينفي الفقر» ().

وعن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: «كنس الفناء يجلب الرزق» ().

وعن الصادق عليه السلام قال: «غسل الإناء وكسح الفناء مجلبة للرزق» ().

وفي حديث قال أمير المؤمنين عليه السلام: «ألا أنبئكم بعد ذلك بما يزيد في الرزق؟ قالوا: بلي يا أمير المؤمنين. قال: الجمع بين الصلاتين إلي أن قال عليه السلام: وكسح الفناء يزيد في الرزق» ().

وعن الرضوي عليه السلام: «وروي جصص الدار واكسح الأفنية» الحديث().

عدم تبييت القمامة في البيت

مسألة: يكره تبييت القمامة وترك التراب والنفايات خلف الباب وما أشبه ذلك.

فعن أمير المؤمنين عليه السلام قال: «لا تؤوا التراب خلف الباب فانه مأوي الشياطين» ().

وعن رسول الله صلي الله عليه و اله قال: «لا تبيتوا القمامة في بيوتكم وأخرجوها نهاراً فإنها مقعد الشيطان» ().

وعن رسول الله صلي الله عليه و اله قال: «لا تؤوا منديل اللحم في البيت فانه مربض الشيطان، ولا تؤوا التراب خلف الباب فإنه مأوي الشيطان» ().

اسراج السراج وآدابه

مسألة: يستحب اسراج السراج في البيت وما أشبه البيت، وذلك حتي قبل ان تغيب الشمس.

قال الرضا عليه السلام: «إسراج السرج قبل أن تغيب الشمس ينفي الفقر» ().

أقول: وهذا نوع من الجمال والنظافة كما لا يخفي.

وعن الرضوي عليه السلام: «ان اسراج السراج قبل مغيب الشمس ينفي الفقر_ويزيد في الرزق» ().

وعن الرضوي عليه السلام: «وروي جصص الدار واكسح الأفنية ونظفها، وأسرج السراج قبل مغيب الشمس، كل ذلك ينفي الفقر ويزيد في الرزق» ().

وعن السكوني، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «نهي رسول الله صلي الله عليه و اله أن يدخل بيتاً مظلماً إلا بمصباح» ().

التنظيف من حوك العنكبوت

مسألة: يستحب تنظيف البيوت من حوك العنكبوت وقد وردت فيه روايات عديدة.

فعن أمير المؤمنين عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «بيت الشياطين من بيوتكم بيت العنكبوت» ().

وعن علي عليه السلام قال: «نظفوا بيوتكم من حوك العنكبوت فان تركه في البيت يورث الفقر» ().

وعن أمير المؤمنين عليه السلام قال: «ترك نسج العنكبوت في البيت يورث الفقر، والأكل علي الجنب يورث الفقر، والتمشط من قيام يورث الفقر، وترك القمامة في البيت يورث الفقر، واليمين الفاجرة تورث الفقر، والزنا يورث الفقر، وإظهار الحرص يورث الفقر، واعتياد الكذب يورث الفقر، وكثرة الاستماع إلي الغناء يورث الفقر، وقطيعة الرحم تورث الفقر» ().

امسح فراشك عند النوم

مسألة: يستحب مسح الفراش عند النوم وذلك للروايات الواردة في هذا المجال.

فعن عبد الله بن ميمون القداح، عن جعفر، عن أبيه قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «إذا أوي أحدكم إلي فراشه فليمسحه بضفة إزاره فانه لا يدري ما حدث عليه بعده» ().

وعن السكوني، عن جعفر بن محمد، عن أبيه عليهم السلام قال: قال النبي صلي الله عليه و اله: «إذا أوي أحدكم إلي فراشه فليمسحه بطرف إزاره فانه لا يدري ما حدث عليه، ثم ليقل: اللهم إن أمسكت نفسي في منامي فاغفر لها، وان أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين» ().

الفرار من الوباء والطاعون

مسألة: يلزم الفرار من الوباء والطاعون إذا كان خطراً علي نفسه أو من أشبهها.

فعن علي بن المغيرة قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: «القوم يكونون في البلدة فيقع فيها الموت، ألهم أن يتحولوا عنها إلي غيرها؟ قال: نعم، قلت: بلغنا أن رسول الله صلي الله عليه و اله عاب قوماً بذلك؟ فقال: أولئك كانوا ربية بازاء العدو فأمرهم رسول الله صلي الله عليه و اله أن يثبتوا في موضعهم ولا يتحولوا عنه إلي غيره، فلما وقع فيهم الموت تحولوا من ذلك المكان إلي غيره فكان تحويلهم من ذلك المكان إلي غيره كالفرار من الزحف» ().

وعن ابان الأحمر، قال: «سأل بعض أصحابنا أبا الحسن عليه السلام عن الطاعون يقع في بلدة وأنا فيها أتحول منها؟ قال: نعم، قال: في القرية وأنا فيها أتحول عنها؟ قال: نعم، قلت: ففي الدار وأنا فيها أتحول عنها؟ قال: نعم، قلت: فانا نتحدث ان رسول الله صلي الله عليه و اله قال: الفرار من الطاعون كالفرار من الزحف، قال: إن رسول الله صلي الله

عليه و اله إنما قال هذا في قوم كانوا يكونون في الثغور في نحو العدو فيقع الطاعون فيخلون أماكنهم يفرون منها، فقال رسول الله صلي الله عليه و اله ذلك فيهم» ().

تهيئة الزوجين وتزيّنهما

مسألة: يستحب التنظيف والزينة للرجال والنساء وخاصة للزوجين كما في الروايات.

فعن الحسن بن الجهم قال: «رأيت أبا الحسن عليه السلام اختضب فقال: جعلت فداك اختضبت؟ فقال: نعم إن التهيئة مما يزيد في عفة النساء، ولقد ترك النساء العفة بترك أزواجهن التهيئة، ثم قال: أيسرك أن تراها علي ما تراك عليه إذا كنت علي غير تهيئة؟ قلت: لا، قال: فهو ذاك، ثم قال: من أخلاق الأنبياء التنظف والتطيب وحلق الشعر وكثرة الطروقة». (الحديث)().

إلي غيرها من الروايات.

آداب المائدة ونظافتها

مسألة: يستحب في المائدة رعاية أمور وآداب، تعرضت لها الروايات ونحن نذكر جملة منها لما فيها من أقسام التنظيف بالمعني الأعم.

فعن أبي عبد الله عليه السلام عن آبائه عليهم السلام قال: قال: الحسن بن علي عليه السلام: «في المائدة اثنتا عشرة خصلة يجب علي كل مسلم أن يعرفها: أربع منها فرض، وأربع سنة، وأربع تأديب.

فأما الفرض: فالمعرفة، والرضا، والتسمية، والشكر.

وأما السنة: فالوضوء قبل الطعام، والجلوس علي الجانب الأيسر، والأكل بثلاث أصابع، ولعق الأصابع.

وأما التأديب: فالأكل مما يليك، وتصغير اللقمة، وتجويد المضغ، وقلة النظر في وجوه الناس» ().

وفي وصية النبي صلي الله عليه و اله لعلي (صلوات الله عليهما) قال: «يا علي اثنتا عشرة خصلة ينبغي للرجل المسلم أن يتعلمها علي المائدة: أربع منها فريضة، وأربع منها سنة، وأربع منها أدب.

فأما الفريضة: فالمعرفة بما يأكل، والتسمية، والشكر، والرضا.

وأما السنة: فالجلوس علي الرجل اليسري، والأكل بثلاث أصابع، وأن يأكل مما يليه، ومص الأصابع.

وأما الأدب: فتصغير اللقمة، والمضغ الشديد، وقلة النظر في وجوه الناس، وغسل اليدين» (). الحديث

وعن الطبرسي في مكارم الأخلاق عن النبي صلي الله عليه و اله: «انه كان يغسل يده من الطعام حتي ينقيها» ()،

وفي حديث: من آداب المائدة «مسح

اليد بالمنديل دون المس لها» ()

وفي حديث: من آداب المائدة «وإذا أردت الخلال فأكسر رأسه، فقد روي أن علي رؤوسه الشياطين، وأول من يغسل يده من الغمر أشرف من يحضر عندك وأعلمهم» ().

أقول: لعل وجه قوله: «أن علي رؤوسه الشياطين» أن رأسه يكون محل الوساخة عادة، بخلاف إذا ما كسر فإن الرأس الجديد لا وساخة فيه.

وفي رواية أبي نيزر قال: «جاءني علي بن أبي طالب عليه السلام وأنا أقوم بالضيعتين عين أبي نيزر والبغيبغة، فقال لي: هل عندك من طعام، فقلت طعام لا أرضاه لأمير المؤمنين عليهم السلام قرع من قرع الضيعة صنعته باهالة سنخة، فقال: عليَّ به. فقام إلي الربيع وهو جدول فغسل يده، ثم أصاب من ذلك شيئاً، ثم رجع إلي الربيع فغسل يده بالرمل حتي انقاهما، ثم ضم يديه كل واحدة منهما إلي أختها وشرب بهما حسي من ماء الربيع، ثم قال: يا أبا نيزر ان الأكف أنظف الآنية، ثم مسح ندي ذلك الماء علي بطنه وقال: من أدخله بطنه في النار فأبعده الله» () الخبر.

غسل اليدين قبل الطعام وبعده

مسألة: يستحب غسل اليدين قبل الطعام وبعده. فعن أبي حمزة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال: «يا أبا حمزة الوضوء قبل الطعام وبعده يذيبان الفقر، قلت: بأبي وأمي يذهبان، فقال: يذيبان» ().

وعن الحسن بن محمد الحضرمي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «الوضوء قبل الطعام وبعده يذيبان الفقر» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «من غسل يده قبل الطعام وبعده عاش في سعة، وعوفي من بلوي في جسده» ().

وعن أبي عوف البجلي قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: «الوضوء قبل الطعام وبعده يزيدان الرزق» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال:

«من سره أن يكثر خير بيته فليتوضأ عند حضور طعامه» ().

قال أبو عبد الله عليه السلام: «اغسلوا أيديكم قبل الطعام وبعده فانه ينفي الفقر ويزيد في العمر» ().

وروي أن رسول الله صلي الله عليه و اله قال: «أوله ينفي الفقر وآخره ينفي الهم» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: «غسل اليدين قبل الطعام وبعده زيادة في العمر وإماطة للغمر عن الثياب ويجلو البصر» ().

وعن أبي الحسن عليه السلام قال: «الوضوء قبل الطعام وبعده يثبت النعمة» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «يا علي ان الوضوء قبل الطعام وبعده شفاء في الجسد ويمن في الرزق» ().

عن السكوني، عن جعفر، عن آبائه عن علي عليه السلام قال: «من أراد أن يكثر خير بيته فليغسل يده قبل الأكل» ().

لا لكثرة الأكل

مسألة: يكره كثرة الأكل وينبغي تنظيف النفس من هذه الحالة.

فعن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «كثرة الأكل مكروه» ().

وعن عمرو بن إبراهيم: قال سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: «لو أن الناس قصدوا في الطعام لاستقامت أبدانهم» ().

وعن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «يا أبا محمد إن البطن ليطغي من أكلة، وأقرب ما يكون العبد من الله إذا ما جاع بطنه، وأبغض ما يكون العبد إلي الله إذا امتلأ بطنه» ().

التجشؤ وكراهته

مسألة: يكره التجشؤ فانه يكون عادة من كثرة الأكل وامتلاء البطن.

فعن السكوني، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أبو ذر رحمة الله عليه: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «أطولكم جشأ في الدنيا، أطولكم جوعاً في الآخرة، أو قال: يوم القيامة» ().

لا تأكل بشمالك

مسألة: يكره الأكل بالشمال كما في الروايات، وهو من آداب الأكل والشرب والتي تعد من النظافة بالمعني الأعم.

فعن سماعة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «سألته عن الرجل يأكل بشماله، أو يشرب بها؟ قال: لا يأكل بشماله، ولا يشرب بشماله، ولا يتناول بها شيئاً» ().

كراهة الأكل ماشياً

مسألة: يكره حسب الروايات الشريفة الأكل ماشياً.

فعن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «لا تأكل وأنت تمشي إلا أن تضطر إلي ذلك» ().

استحباب تغطية الاناء

مسألة: يستحب تغطية الإناء علي ما جاء في الروايات، وهو من النظافة كما لايخفي.

قال الكليني: وروي: «أن الشيطان لا يكشف مخمّراً يعني: مغطي» ().

أما ترك الاناء بغير غطاء فانه يكون معرضا للتلوث، فعن أبي خديجة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «لا تدعوا آنيتكم بغير غطاء فان الشيطان إذا لم تغطّ الآنية بزق فيها وأخذ مما فيها ما شاء» ().

وعن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «أجيفوا أبوابكم، وخمروا آنيتكم، وأوكوا أسقيتكم، فان الشيطان لا يكشف غطاء، ولا يحل وكاء، وأطفوا سرجكم، فان الفويسقة تضرم البيت علي أهله، واحبسوا مواشيكم وأهليكم من حين تجب الشمس إلي أن تذهب فحمة العشاء» ().

وعن النبي صلي الله عليه و اله: «انه عد من الخصال التي تورث الفقر: وضع أواني الماء غير مغطاة في الرؤوس» ().

لا تترك الأواني غير مغسولة

مسألة: يكره ترك الأواني غير مغسولة، فإنها توجب الفقر، فعن النبي صلي الله عليه و اله قال: «عشرون خصلة تورث الفقر إلي أن قال: وضع القصاع والأواني غير مغسولة» ().

دع النفخ في الطعام

مسألة: يكره النفخ في الطعام والشراب كما جاء في الروايات.

فعن الحسين بن زيد، عن الصادق عليه السلام، عن آبائه، عن النبي صلي الله عليه و اله في حديث المناهي قال: «ونهي أن ينفخ في طعام أو شراب، أو ينفخ في موضع السجود» ().

ولعل كراهة ذلك لأن ذرات الهواء التي تخرج من الفم توجب ضرر الطعام والشراب، أو لعل ذلك أدب من الآداب الاجتماعية حيث أن ذرات من البصاق تخالط ذرات الهواء وتقع علي الطعام أو الشراب فتشمئز منها النفوس وتملّ الأكل والشرب من ذلك الشراب والطعام.

تخليل الأسنان

مسألة: يستحب تخليل الأسنان بعد الأكل ويكره تركه، فان ذلك خلاف النظافة، بالإضافة إلي انه مبعث للأمراض ويوجب كراهة رائحة الفم غالباً.

قال أبو عبد الله عليه السلام: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «نزل علي جبرئيل عليه السلام بالخلال» ().

وعن الإمام الصادق عليه السلام قال: «نزل جبرائيل عليه السلام علي رسول الله صلي الله عليه و اله بالسواك والخلال والحجامة» ().

وعن أبي عبد الله صلي الله عليه و اله قال: قال النبي صلي الله عليه و اله: «تخللوا فانه مصلحة للثة» ().

وفي رواية أخري قال النبي صلي الله عليه و اله: «تخللوا فانه ينقي الفم ومصلحة للثة» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «ناول النبي صلي الله عليه و اله جعفر بن أبي طالب عليه السلام خلالاً فقال له: يا جعفر تخلل فانه مصلحة للفم، أو قال: للثة، ومجلبة للرزق» ().

أقول: وجه جلب الرزق انه يوجب الصحة، فلا يحتاج الإنسان إلي الطبيب والدواء، وكلاهما يوجبان ذهاب المال، أو انه لوجه معنوي فان الأمر مادي معنوي معاً.

وعن حمزة عن أبي الحسن عليه السلام قال: قال رسول الله

صلي الله عليه و اله: «رحم الله المتخللين، قيل: يا رسول الله وما المتخللون؟ قال: المتخللون من الطعام، فانه إذا بقي في الفم تغير فآذي الملك ريحه» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام: «انه من أكل الطعام فليتخلل ومن لم يفعل فعليه حرج» ().

وعن أبي الحسن الأول عليه السلام قال: «ملك ينادي في السماء اللهم بارك للخلاّلين والمتخللين، والخلّ بمنزلة الرجل الصالح يدعو لأهل البيت فقلت: جعلت فداك ما الخلاّلون والمتخللون؟ قال: الذين في بيوتهم الخلّ والذين يتخللون» ().

وعن علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «تخللوا علي أثر الطعام فانه صحة للناب والنواجذ ويجلب علي العبد الرزق» ().

وعن رسول الله صلي الله عليه و اله أنه قال: «حبذا المتخللون، فقيل: يا رسول الله وما هذا التخلل؟ قال صلي الله عليه و اله: التخلل في الوضوء بين الأصابع والأظافر، والتخلل من الطعام، فليس شيء أشد علي ملكي المؤمن من أن يريان شيئاً من الطعام في فيه وهو قائم يصلي» ().

وعنه صلي الله عليه و اله قال: «نقوا أفواهكم بالخلال فانه مسكن الملكين الحافظين الكاتبين وأن مدادهم الريق وقلمهما اللسان وليس شيء أشد عليهما من فضل الطعام في الفم» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «قال النبي صلي الله عليه و اله تخللوا فانه مصلحة للثة والنواجذ» ().

وعن وهب بن عبد ربه قال: رأيت أبا عبد الله عليه السلام يتخلل فنظرت إليه فقال: «ان رسول الله صلي الله عليه و اله كان يتخلل، وهو يطيب الفم» ().

وعن هشام بن سالم قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: «قال رسول الله صلي الله عليه و اله: نزل جبرئيل عليه السلام عليّ

بالخلال» ().

وعنه صلي الله عليه و اله انه قال: «رحم الله المتخللين من أمتي في الوضوء والطعام» ().

وقال صلي الله عليه و اله لعلي: «عليك بالخلال فانه يذهب بالبادجنام» ().

وفي البحار قال: (البادجنام كأنه معرب بادشنام وهو علي ما ذكره الأطباء حمرة منكرة تشبه حمرة من يبتدئ به الجذام ويظهر علي الوجه وعلي الأطراف خصوصاً في الشتاء وفي البرد وربما كان معه قروح)().

وعن النبي صلي الله عليه و اله انه قال: «من استعمل الخشبتين أمن من عذاب الكلبتين والمراد بالخشبتين السواك والخلال» (). أي: أنه لا يحتاج عادة إلي قلع أسنانه بسبب الكلبتين لأن الخشبتين توجبان نظافة الأسنان فلا يحتاج الإنسان معهما إلي ان يذهب إلي الطبيب ليقلع أسنانه.

وعنه صلي الله عليه و اله انه قال: «تخللوا عن الطعام وتمضمضوا فانهما مصحة للناب وللنواجذ» ().

وعنه صلي الله عليه و اله انه قال: «تخللوا فانه من النظافة والنظافة من الإيمان والإيمان وصاحبه في الجنة» ().

عن يعقوب بن شعيب، عمن أخبره «أن أبا الحسن عليه السلام أتي بخلال من الاخلة المهياة، وهو في منزل فضل بن يونس فأخذ منها شظية ورمي بالباقي» ().

تقديم الخلال للضيف

تقديم الخلال للضيف

مسألة: كما يستحب للإنسان الخلال بعد الأكل، كذلك يستحب لصاحب البيت أن يقدم الخلال لضيفه، وفيه روايات.

فعن سليمان بن حفص عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «قال رسول الله صلي الله عليه و اله: ان من حق الضيف أن يكرم، وأن يعدّ له الخلال» ().

وفي خبر آخر: «ان من حق الضيف أن يعدّ له الخلال» ().

من آداب الخلال

مسألة: يستحب كما في الروايات رمي ما يخرجه الخلال وعدم أكله.

فعن ابن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «أما ما يكون علي اللثة فكله وازدرده، وما كان بين الأسنان فارم به» ().

وعن إسحاق بن جرير قال: «سألت أبا عبد الله عليه السلام عن اللحم الذي يكون في الأسنان؟ فقال: أما ما كان في مقدم الفم فكله، وما كان في الاضراس فاطرحه» ().

وأبي عبد الله عليه السلام قال: «لا يزدردن أحدكم ما يتخلل به فانه يكون منه الدبيلة» ().

عن أحمد بن محمد علي بن الحسين قال: قال عليه السلام: «ما أدرت عليه لسانك فأخرجته فابلعه، وما أخرجته بالخلال فارم به» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «قال رسول الله صلي الله عليه و اله: من تخلل فليلفظ، ومن فعل فقد أحسن، ومن لم يفعل فلا حرج» ().

إلي غير ذلك من آداب المائدة.

ثوبك إذا عرقت فيه

مسألة: يستحب ولو استحباباً ضعيفاً غسل الثوب الذي أصابه عرق ولو من حلال، فقد سئل أبو عبد الله عليه السلام: «عن رجل أجنب في ثوبه فيعرق فيه، قال: ما أري فيه بأسا، قال: انه يعرق حتي أنه لو شاء أن يعصره عصره، قال: فقطب أبو عبد الله في وجه الرجل فقال: إن أبيتم فشيء من ماء فأنضحه به» ().

وعن أبي بصير قال: «سألت أبا عبد الله عليه السلام عن القميص يعرق فيه الرجل وهو جنب حتي يبتل القميص؟ فقال: لا بأس وان أحب أن يرشه بالماء فليفعل» ().

وفي المقنعة: «وان عرقت في ثوبك وأنت جنب حتي يبتل ثوبك فانضحه بشيء من ماء وصل فيه» ().

من موارد غسل اليدين

من موارد غسل اليدين

مسألة: يستحب علي ما جاء في الروايات غسل اليدين مرة من حدث البول والنوم، ومرتين من الغائط، وثلاثاً من الجنابة.

فعن الحلبي قال: «سألته عن الوضوء كم يفرغ الرجل علي يده اليمني قبل أن يدخلها في الإناء؟ قال: واحدة من حدث البول، واثنتان من حدث الغائط، وثلاث من الجنابة» ().

وعنه، عن علي بن السندي، عن حماد بن عيسي، عن حريز، عن أبي جعفر عليهما السلام قال: «يغسل الرجل يده من النوم مرة، ومن الغائط والبول مرتين، ومن الجنابة ثلاثاً» ().

وعن عبد الكريم ابن عتبة الهاشمي قال: «سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الرجل يبول ولم يمس يده اليمني شيء أيدخلها في وضوئه قبل أن يغسلها؟ قال: لا حتي يغسلها، قلت: فانه استيقظ من نومه ولم يبل، أيدخل يده في وضوئه قبل أن يغسلها؟ قال: لا لأنه لا يدري حيث باتت يده فليغسلها» ().

وفي دعائم الإسلام: «قالوا عليهم السلام: ينبغي أن يفاض الماء من الإناء علي اليد اليمني فتغسل قبل أن

تدخل الإناء» ().

موارد أخري

مسألة: يستحب كما في الروايات غسل اليدين في جملة من الموارد الأخري، كما إذا مسّ حيواناً ليس بنجس من السباع ونحوها.

روي يونس عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «سألته هل يحل أن يمس الثعلب والأرنب أو شيئاً من السباع حياً أو ميتاً، قال: لا يضره ولكن يغسل يده» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام عن بعض أصحابه قال: «سألته هل يجوز ان يمس الثعلب والأرنب أو شيئاً من السباع حياً أو ميتاً، قال: لا يضره ولكن يغسل يده» ().

أقول: أما إذا كان الحيوان ينجس بالموت فاللازم الغسل بالفتح بسبب الاصابة منه، فعن علي عليه السلام: «في الزيت والسمن إذا وقع فيه شيء له دم فمات فيه استسرجوه فمن مسه فليغسل يده، وإذا مس الثوب أو مسح يده في الثوب أو أصابه منه شيء فليغسل الموضع الذي أصاب من الثوب أو مسح يده فيغسل ذلك خاصة» ().

من موارد اهراق الماء وصبه

مسألة: يستحب صب الماء وإراقته أحيانا تنزها وان لم يكن نجساً وبذلك روايات.

فعن سماعة قال: «سألت أبا عبد الله عليه السلام عن جرة وجد فيها خنفساء قد ماتت؟ قال: ألقها وتوضأ منه، وإن كان عقرباً فارق الماء وتوضأ من ماء غيره» ().

إعرض الوضوء علي أخيك

مسألة: يستحب عرض الوضوء وهو: غسل الوجه واليدين، أو الماء للاستنجاء والتطهير علي من يرد علي الإنسان، فعن عدة رفعوه إلي أبي عبد الله عليه السلام قال: «إذا دخل عليك أخوك فاعرض عليه الطعام، فان لم يأكل فاعرض عليه الماء، فان لم يشرب فاعرض عليه الوضوء» ().

النظافة بتكرار الغسلات

مسألة: يجب تكرار الغسلات لتطهير بعض المتنجسات، مثلاً تنظيف إناء الخمر بالغسل ثلاثاً.

فعن عمار بن موسي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «سألته عن الدن يكون فيه الخمر هل يصلح أن يكون فيه خل أو ماء أو كامخ أو زيتون، قال: إذا غسل فلا بأس، وعن الابريق وغيره يكون فيه الخمر أيصلح أن يكون فيه ماء؟ قال: إذا غسل فلا بأس، وقال في قدح أو إناء يشرب فيه الخمر، قال: تغسله ثلاث مرات، وسئل أيجزيه أن يصب فيه الماء؟ قال: لا يجزي حتي يدلكه بيده ويغسله ثلاث مرات» ().

وورد غسل الإناء الذي تصيب فيه الجرد ميتاً سبع مرات()، فعن عمار الساباطي عن أبي عبد الله عليه السلام في حديث قال عليه السلام: «اغسل الإناء الذي تصيب فيه الجرد ميتا سبع مرات» ()

وكذلك بالنسبة إلي نجاسة الخنزير حيث ورد غسل الإناء منه سبعاً (). والتفصيل في الفقه.

وكذلك بالنسبة إلي التعفير بالتراب. فعن الرضوي عليه السلام: «ان ولغ كلب في الماء أو شرب منه أهريق الماء وغسل الإناء ثلاث مرات مرة بالتراب ومرتين بالماء» ().

وعن النبي صلي الله عليه و اله انه قال: «إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبعاً احداهن بالتراب» ().

وعن الفضل عن أبي عبد الله عليه السلام: «في ولوغ الكلب في الإناء، قال: اغسله بالتراب مرة ثم بالماء مرتين» ().

فصل في النظافة الثقافية

دور العلماء في النظافة بالمعني الأعم

مسألة: ورد في الحديث النبوي صلي الله عليه و اله: «العلماء ورثة الأنبياء» ().

وليس المراد من هذا الإرث الدراهم والدنانير والأموال والعقار وما أشبه ذلك مما كان الأنبياء عليهم السلام يملكونها أيضاً، بل المراد من حيث واجبات النبوة من تبليغ الأحكام وإرشاد الناس وهداية الضال والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وما أشبه،

فانه هو المعني المستفاد من مناسبة الحكم والموضوع كما ذكره الأصوليون.

ومن الواضح أن النبوة خاصة بهم (صلوات الله عليهم أجمعين) وختمت برسول الله صلي الله عليه و اله فلا يزداد في عدد الأنبياء حتي واحد، كما لا ينقص منهم حتي واحد، فالمعني أن يسلك الإنسان سبلهم، وقد جاؤوا لنشر النظافة المادية والمعنوية في المجتمع، وفي مختلف المجالات الفردية والاجتماعية.

وعليه: فلا يجوز للإنسان أن يجلس في بيته مع ما يري من المنكرات الكثيرة والرجس المادي والمعنوي، وانحراف كثير من الناس عن النظافة العقيدية والفكرية، وسلوك الحكام سبيل الشيطان ورجزه بالمخامرة والمقامرة وسن وتطبيق الأحكام غير الإسلامية في قوانينهم وأعمالهم.

فاللازم علي العلماء بل علي كل إنسان أن يصلح نفسه أولاً بالمواظبة علي النظافة المادية والمعنوية من فعل الطاعات، وترك المحرمات، والتخلق بالأخلاق الطيبة، والتأدب بالآداب الحسنة، ونظافة روحه وجسده كما أمره الله عزوجل.

ثم يعلّم أهله وأقرباءه وجيرانه وأصدقاءه، الأقرب فالأقرب، بل جميع الناس إن أمكنه ذلك.

قال سبحانه بالنسبة إلي نظافة الإنسان: ?عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم?().

وقال تعالي بالنسبة إلي نفسه وأهله: ?قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة?().

وقال سبحانه بالنسبة إلي سائر الناس: ?ولتكن منكم أمة يدعون إلي الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون?().

وقد ذكرنا في بعض تفاسيرنا: ان ?منكم? هنا للنشو، لا للتبعيض بقرينة قوله سبحانه في الأخير: ?وأولئك هم المفلحون? حيث ان الظاهر من هذه الجملة الحصر، فإذا كان العالم كذلك فحينئذ يصبح من ورثة الأنبياء عليهم السلام وإلا فمجرد العلم في العالم لايكفي بل يلزم علي العالم الدخول في ميادين العمل حتي أنه لو أدي إلي التضحية بالمال والنفس فيما إذا توفرت شرائط الجهاد والدفاع والتضحية بالنفس وما

أشبه، فانه يجب عليه أن يقوم بذلك.

والحاصل: ان علي العالم العامل أن يطبق الدين علي نفسه كاملاً، وكذلك يطبقه علي من يمكنه الأقرب فالأقرب وان تطلّب ذلك التضحية بالمال والنفس.

ومن الواضح: ان هذه الطهارات الأربع، خصوصاً المرتبة الرابعة، والأسهل منها المرتبة الثالثة، وان كانت أصعب من المرتبة الثانية، التي هي أيضاً أصعب من المرتبة الأولي، من أشكل الأمور، فقد قال سبحانه: ?قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وأخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتي يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين?().

وإنما سماهم الله فاسقين لأن الفاسق هو الخارج، يقال: فسقت النواة عن التمرة إذا خرجت منها، فالذي آباؤه وأبناؤه الخ أحب إليه من الله ورسوله وجهاد في سبيله يكون قد خرج عن طريق الطاعة، والخروج عن طريق الطاعة خروج عن موازين الكون، حيث أن الموازين الكونية حسب ما قرره الله سبحانه وتعالي تقتضي موافقة التشريع للتكوين، فهو فاسق مادياً ومعنوياً، تشريعاً وتكويناً.

ثم المراد هنا بالطهارة التي ذكرناها بمراتبها الأربع ليس الطهارة الواجبة المانعة عن النقيض، بل الأعم منها ومن الطهارة المندوبة غير المانعة من النقيض، فان في كل مرتبة من هذه المراتب الأربع تري الطهارتين كلتيهما: الواجبة والمندوبة معاً، والإنسان مأمور أن يأخذ بكلتيهما وان كان الذي يأخذ بالقسم الأول من الطهارتين من أهل الجنة ومأمون من النار بلطفه وكرمه عزوجل، ولكن الله سبحانه وتعالي نزل أحسن الحديث كتاباً متشابها كما في القرآن الحكيم، وأمرنا أن نأخذ بالأحسن، قال سبحانه: ?وأمر قومك يأخذوا بأحسنها?().

فعلي الإنسان أن يهتم بنظافة روحه وأن يعبد الله بما للكلمة من معني، فيستطيع أن يقترب إليه عزوجل أي:

إلي رحمته ولطفه، علماً بأن سيد الرسل محمد بن عبدالله صلي الله عليه و اله وهو أفضل البشر بل أفضل جميع مخلوقات الله سبحانه وتعالي قال في هذا المجال: «ما عبدناك حق عبادتك وما عرفناك حق معرفتك» ().

فان الإنسان مهما كان فهو ممكن محدود، والله سبحانه وتعالي واجب غير محدود، ومن الواضح: أن الممكن لا يعقل أن يصل إلي الواجب، وإلا لزم الخلف من انقلاب الممكن عن إمكانه أو انقلاب الواجب عن وجوبه، وهكذا بالنسبة إلي المحدودية الممكنة واللامحدودية الواجبة، وهذا هو السر في عدم إمكان معرفة الإنسان بالله سبحانه وتعالي كنه المعرفة وحقها مهما كان رفيعاً، وهل يعقل أن يكون هناك أرفع من رسول الله صلي الله عليه و اله؟

وهذا لا ينافي قول أمير المؤمنين علي عليه السلام: «لو كشف لي الغطاء ما ازددت يقيناً» ()، كما لا يخفي، فإن المراد وصول يقينه عليه السلام إلي أعلي مراتبها الممكنة وغايتها المتصورة، حتي لا يفرق فيه بين رؤية العين وبين رؤية القلب، أي العلم الوجداني.

من شروط العلم: النظافة

من شروط العلم: النظافة

مسألة: يجب طلب العلم علي كل مسلم ومسلمة كما قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «طلب العلم فريضة علي كل مسلم ومسلمة» ().

ولكن بشرط رعاية النظافة في الطلب، فان هناك روايات كثيرة في لزوم نظافة العلم والعلماء، متعلمين ومعلمين، عما لا يليق به وبهم، والتأكيد علي تحلّيهم بالآداب الحسنة، فكيف تتعلم، وماذا تتعلم، وممن تتعلم، ومتي تتعلم، وأين تتعلم، وهكذا.

قال تعالي: ?هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون?().

وقال صلي الله عليه و اله: «من أحب أن ينظر إلي عتقاء الله من النار فلينظر إلي المتعلمين، فوالذي نفسي بيده ما من متعلم يختلف إلي باب العالم إلا كتب الله

له بكل قدم عبادة سنة، وبني الله له بكل قدم مدينة في الجنة، ويمشي علي الأرض وهي تستغفر له، ويمشي ويصبح مغفوراً له، وشهدت الملائكة انهم عتقاء الله من النار» ().

وعن الإمام الباقر عليه السلام: «عالم ينتفع بعلمه أفضل من سبعين ألف عابد» ().

مقتطفات من مُنية المريد

قال الشهيد رحمة الله عليه في كتابه «منية المريد في آداب المفيد والمستفيد»:

فأول ما يجب عليهما (المعلم والمتعلم) اخلاص النية لله تعالي في بذله وطلبه، وان لا يقصد بذلك عرض الدنيا من تحصيل مال أو جاه أو شهرة فانه يثمر الخذلان من الله تعالي، فيصير من ?الاخسرين أعمالاً الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعاً?().

وقال صلي الله عليه و اله: «من تعلم علماً لغير الله وأراد به غير الله فليتبوأ مقعده من النار» ().

وقال صلي الله عليه و اله: «ما ازداد عبد علماً فازداد في الدنيا رغبة إلا ازداد من الله بعداً» ().

وقال صلي الله عليه و اله: «كل علم وبال علي صاحبه يوم القيامة إلا من عمل به» ().

وقال صلي الله عليه و اله: «أشد الناس عذاباً يوم القيامة عالم لم ينتفع بعلمه» ().

وقال صلي الله عليه و اله: «ألا إن شر الشر شرار العلماء وان خير الخير خيار العلماء» ().

وقال صلي الله عليه و اله: «من قال أنا عالم فهو جاهل» ().

وروي الكليني رحمة الله عليه باسناده إلي الباقر عليه السلام قال: «من طلب العلم ليباهي به العلماء أو يماري به السفهاء أو يصرف به وجوه الناس إليه فليتبوء مقعده من النار، ان الرياسة لا تصلح إلا لأهلها» ().

من آداب المعلّم

ويلزم علي المعلم ان لا ينتصب للتدريس حتي يكمل أهليته، ففي الخبر المشهور «المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور» ().

وان لا يذل العلم فيبذله لغير أهله.

وان يكون عاملاً بعلمه، قال الله تعالي: ?أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم?().

ويجب علي المعلم تأديب طلبته علي التدريج بالآداب السنية، وأول ذلك تحريضهم علي الاخلاص لله تعالي، ومراقبة الله تعالي في جميع اللحظات، والزهد

في الدنيا، والرغبة في العلم.

ثم يجب عليه ان يحب لهم ما يحب لنفسه، ويكره لهم ما يكره لنفسه، ففي صحيح الأخبار: «لا يؤمن أحدكم حتي يحب لأخيه ما يحب لنفسه» ().

وان يزجرهم عن سوء الأخلاق، وارتكاب المحرمات والمكروهات، ومجالسة الادنين والفسقة، وبالجملة يعلمهم مصالح دينهم ودنياهم.

وان لا يتعاظم عليهم قال الله تعالي: ?واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين?().

وينبغي للمعلم ان لا يخرج إلي الدرس إلا بكامل الأبهة والهيبة في اللباس والهيئة والنظافة، ويدعو عند خروجه مريداً للدرس، بالدعاء المروي عن النبي صلي الله عليه و اله:

«اللهم اني أعوذ بك ان أضل أو اضل، وأزل أو أزل، وأظلم أو أظلم، وأجهل أو يجهل، عليَّ، عز جارك، وتقدست اسماؤك، وجل ثنائك ولا إله غيرك، ثم يقول: بسم الله، حسبي الله، توكلت علي الله، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، اللهم ثبت جناني، وأدر الحق علي لساني» ().

ويديم ذكر الله تعالي إلي أن يصل إلي المجلس، وإذا وصل سلم علي من حضر، ويكرمهم بحسن السلام وطلاقة الوجه والقيام لهم علي سبيل الاحترام ولا يوجد فيه كراهة.

ويجلس بسكينة ووقار، وتواضع واطراق، غير متربع و لا مقع، وإذا جلس لا يزحف، ولا يتقلقل، ولا يعبث، ولا يمرح، ولا يمزح كثيراً، ولا يضحك، أما التبسم فلا بأس به.

ومن اللازم أن ينوي قبل الشروع وجه الله تعالي ببعث النفس لغرض التقرب إليه وطلب الزلفي لديه، ثم يبتدئ بالتسمية والاستعاذة والتحميد والصلاة علي النبي وآله والدعاء للعلماء السالفين، فان فيها بركة.

ومع التمكن يقدم الأشرف فالأشرف من العلوم، فيقدم أصول الدين، ثم التفسير، ثم الحديث، ثم الفقه وهكذا.

ولا يطول مجلسه حتي عليهم، ولا يشتغل بالدرس وبه ما يزعجه ويشوش فكره.

ولا يجلس مجلساً

يؤذي الحاضرين كدخان أو شمس أو صوت مزعج، ويراعي مصلحة الطلاب في تقديم الوقت وتأخيره.

ولا يجاوز صوته مجلسه، ولا يقصر عن سماع الحاضرين، وقد روي عن النبي صلي الله عليه و اله: «ان الله يحب الصوت الخفيض ويبغض الصوت الرفيع» ().

ويصون مجلسه من سوء الآداب، ويزجر من تعدي فيه، ويلازم الإرفاق بهم ويتودد للغريب أكثر، وإذا أقبل بعض الفضلاء وقد شرع في مسألة أعادها ما لم يكن تضييع حق غيره.

ومن أهم الآداب اللازمة إذا سئل عن شيء لا يعرفه فليقل: لا أعرفه أو نحوه، قال علي عليه السلام: «إذا سئلتم عمّا لا تعلمون فاهربوا، قالوا: وكيف الهرب، قال: تقولون الله أعلم» ().

وعن أبي جعفر الباقر عليه السلام: «ما علمتم فقولوا، وما لم تعلموا فقولوا الله أعلم، إن الرجل لينتزع الآية من القرآن يخر فيها أبعد ما بين السماء والأرض» ().

قال بعض الفضلاء: ينبغي للعالم أن يورث أصحابه لا أدري، واعلم إن هذه الكلمة تدل علي عظمة قائلها وتقواه، وإذا اتفق له خطأ فليبادر إلي التنبيه عليه ولا يمنعه الحياء.

وينبغي أن يختم الدرس بشيء من الحكم ليتفرقوا علي الخشوع، ويختم المجلس بالدعاء فقد روي «ان النبي صلي الله عليه و اله كان إذ افرغ من حديثه وأراد أن يقوم من مجلسه يقول: (اللهم اغفر لنا ما أخطأنا، وما تعمدنا، وما أسررنا، وما أعلنا، وما أنت أعلم به منا، أنت المقدم، وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت)» ().

ويقول إذا قام من مجلسه: «سبحانك الله وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، استغفرك وأتوب اليك، ?سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام علي المرسلين والحمد لله رب العالمين?()» ().

رواه جماعة من فعل النبي صلي الله عليه و اله

وفي بعض الروايات ان الثلاث آيات كفارة المجلس().

المتعلم وآدابه

ويلزم علي المتعلم حسن النية وتطهير القلب، قال النبي صلي الله عليه و اله: «ألا ان في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب» ().

وان يغتنم التحصيل في الشباب والفراغ وسلامة الحواس، فقد جاء في الخبر: «مثل الذي يتعلم العلم في صغره كالنقش علي الحجر، ومثل الذي يتعلم العلم في كبره كالذي يكتب علي الماء» ().

فليغتنم العاقل عمره، وليرض بما تيسر من القوة واللباس، ويترك العشرة مع من يشغله عن مطلوبه، وخصوصاً لمن كثر بطالته، فان الطبع سراق، ولا يذهب شيئاً من أوقاته في غير العلم، ومن هنا قيل: لا يستطاع العلم براحة الجسد().

وان يكون عالي الهمة، فلا يرض باليسير ولا يسوف، ويبدأ في التحصيل بالأهم فالأهم، والأولي ان لا يدع هنا من العلوم المحمودة مع السعة ويصرف جمام قوته لعلم الآخرة.إلي آخر ما ذكره الشهيد رحمة الله عليه.

اجتنب أكل الدنيا بالدين

مسألة: من مصاديق النظافة بالمعني الأعم تنظيف النفس عن أكل الدنيا بالدين وبه روايات.

فعن الصادق عليه السلام قال: «طلبة العلم ثلاثة: فاعرفهم بأعيانهم وصفاتهم، صنف يطلبه للجهل والمراء، وصنف يطلبه للاستطالة والختل إلي أن قال عليه السلام: وصاحب الاستطالة والختل ذو خب وملق يستطيل علي مثله من أشباهه ويتواضع للأغنياء من دونه فهو لحلوائهم هاضم ولدينه حاطم، فأعمي الله علي هذا خبره وقطع من آثار العلماء أثره» ()

وانما ذكرنا هذه الرواية لأن هذه الصفة تنشأ من النفس واللازم نظافة النفس من مثل هذه الصفة وانما قال عليه السلام: «يطلبه للجهل» لأن غاية من لا يريد وجه الله تكون جهلاً.

وعن السرائر عن أبي ذر (رضوان الله تعالي عليه) قال: «من تعلم علماً من علم الآخرة يريد به عرضاً من

عرض الدنيا لم يجد ريح الجنة» ().

العلوم الضارة

مسألة: هناك علوم تضر الانسان ولا تنفعه، ورد النهي عنها حرمة أو كراهة، كعلم السحر وما أشبه.

فعن محمد بن قيس، عن أبي جعفر عليه السلام قال: كان أمير المؤمنين عليه السلام يقول: «لاآخذ بقول عراف ولا قائف ولا لص، ولا اقبل شهادة فاسق إلا علي نفسه» ().

وعن الحسين بن زيد، عن الصادق، عن آبائه عليهم السلام، عن النبي صلي الله عليه و اله (في حديث المناهي) قال:

«ونهي عن إتيان العراف، وقال: من أتاه وصدقه فقد برئ مما أنزل الله علي محمد صلي الله عليه و اله» ().

وعن أبي خالد الكابلي قال: سمعت زين العابدين عليه السلام يقول: «الذنوب التي تغير النعم البغي علي الناس إلي أن قال: والذنوب التي تظلم الهواء السحر والكهانة والإيمان بالنجوم، والتكذيب بالقدر، وعقوق الوالدين». (الحديث)().

فصل في النظافة السياسية

حرمة الاستبداد في الحكم

مسألة: لا يجوز الاستبداد في الحكم، ولا البقاء فيه طويلاً من دون إرادة الشعب له، ولا توارث الحكم خلفاً عن سلف، ولا تزييف الآراء أو حصر المرشحين في القائمين بالحكم، ولا ما أشبه ذلك من الأمور غير النظيفة التي تجري اليوم في بلاد المسلمين، وذلك لأن الحكم في الإسلام بالنسبة لغير المعصومين عليهم السلام هو بالتناوب، وبالكفاءات، وبالتصويت الحر الذي تتنافس فيه الأحزاب الحرة، وبالتعددية الحقيقية لاالحزب الواحد، وبأكثرية الآراء، وبالشوري، كما يجب توفير بقية الشروط الشرعية أيضاً.

قال تعالي بالنسبة إلي تقديم ذوي المؤهلات وأهل الكفاءات: ?يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات?().

وقال سبحانه: ?أفمن يهدي إلي الحق أحق ان يتبع أمن لا يهدّي الا أن يهدي?().

وقال تعالي في قصة طالوت: ?قالوا أني يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال قال ان الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة

في العلم والجسم?().

وقال سبحانه في مواصفات الحكام الأكفاء: ? الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور?().

وقال الإمام الصادق عن آبائه عليهم السلام عن رسول الله صلي الله عليه و اله: «من دعا الناس إلي نفسه وفي المسلمين من هو أعلم منه فهو ضال متكلف» ().

وفي حديث آخر: «لم يزل أمرهم إلي سفال» ().

وقال تعالي بالنسبة إلي الشوري في الحكم والتشاور في الأمور كلها: ?وأمرهم شوري بينهم?().

وفي المناقب عن عمار وابن عباس قالا: لما صعد علي عليه السلام المنبر وذلك بعد أن بايعه الناس قال لنا: «قوموا فتخللوا الصفوف ونادوا: هل من كاره؟ فتصارخ الناس من كل جانب: اللهم قد رضينا وسلمنا وأطعنا رسولك وابن عمه» ().

وعن الإمام الباقر عن أبيه عن جده عليهم السلام، قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: «وعليك بإخوان الصدق فأكثر من اكتسابهم فإنهم عدة عند الرخاء وجنة عند البلاء، وشاور في حديثك الذين يخافون الله وأحبب الإخوان علي قدر التقوي» ().

وقال الصادق عليه السلام: «وشاور في أمرك الذين يخشون الله عزوجل» ().

وقال الصادق عليه السلام: «قال لقمان لابنه: إذا سافرت مع قوم فأكثر استشارتك إياهم في أمرك وأمورهم» ().

وقال علي أمير المؤمنين عليه السلام: «ما عطب امرؤ استشار» ().

وقال عليه السلام: «لا رأي لمن انفرد برأيه» ().

وقال عليه السلام: «من شاور ذوي الأسباب دل علي الرشاد» ().

وقال موسي بن جعفر عليه السلام: «من استشار لم يعدم عند الصواب مادحا وعند الخطأ عاذرا» ().

وقال أمير المؤمنين عليه السلام: «مكتوب في التوراة: من لم يستشر يندم» ().

وقال عليه السلام: «بعثني رسول الله صلي الله عليه و اله إلي اليمن فقال وهو يوصيني: يا

علي ما خار من استخار، ولا ندم من استشار» ().

وقال عليه السلام: «لا مظاهرة أوثق من مشاورة» ().

وقال عليه السلام: «من استقبل وجوه الآراء عرف مواقع الخطأ» ().

وقال رسول الله صلي الله عليه و اله: «الحزم أن تستشير ذا الرأي وتطيع أمره» ().

وقال الصادق عليه السلام: «المستبد برأيه موقوف علي مداحض الزلل» ().

التعددية السياسية

التعددية السياسية

مسألة: ينبغي للمسلمين وربما وجب عليهم، في حياتهم وخاصة السياسية، اتخاذ أسلوب التعددية السياسية والحزبية المتنافسة علي البناء والتقدم، لا المتناحرة فيما بينها كما تعارف عند بعض المسلمين في هذا اليوم حيث تشكلت فيهم أحزاب وجماعات تعمل بدل التنافس في الخير والتقدم، علي ضرب بعضهم البعض.

قال تعالي: ?وسارعوا إلي مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين?().

وقال تعالي: ?سابقوا إلي مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض أعدت للذين آمنوا بالله ورسله ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم?().

وقال سبحانه: ?وفي ذلك فليتنافس المتنافسون?().

ومعلوم: ان التسابق والتسارع لا يكون الا بين جماعتين أو حزبين أو ما أشبه ذلك، مضافا إلي أنه قد ثبت في علم النفس: ان من أهم عوامل تقدم الإنسان والمجتمع هو التنافس والتسابق فيما بينهم، وليس الانغلاق علي الذات والحكر علي النفس، فان الانغلاق والحكر علي النفس فرديا أو اجتماعيا يؤدي إلي الجمود والتقهقر، وبالتالي إلي التأخر في كل شيء.

وفي التاريخ ان رسول الله صلي الله عليه و اله جعل التنافس بين المهاجرين والأنصار في الخير والتقدم.

وكيف كان فان التعددية السياسية والحزبية هي من الضروريات في النظام السياسي، وقد حث الإسلام عليها، ومن أهم مشاكل البلاد الإسلامية في هذا اليوم هو: عدم التعددية فيها، وذلك لأن الحزب الواحد، والحاكم الواحد، والرئيس أو الملك الواحد،

إذا لم يكن أمامه حزب منافس أو مؤسسات دستورية، تحاسب الحزب الحاكم، أو تؤاخذ الحاكم والرئيس والملك علي أعماله، وتسائله عن تصرفاته، لاستبد ذلك الحزب عادة ولطغي ذلك الحاكم والرئيس والملك، ولصار جباراً يفسد في الأرض، ويهلك الحرث والنسل، كما أثبتته التجارب طول التاريخ الغابر وحتي المعاصر.

وكما قال تعالي: ?وإذا تولي سعي في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد?().

وكما قال سبحانه: ?إن الإنسان ليطغي ? أن رآه استغني?().

وكما تحدث سبحانه عن فرعون الذي تجبر وتكبر وقال: أنا ربكم الاعلي، حيث لم يكن هناك من يحاسبه علي أعماله، ويسأله عن تصرفاته، فاتخذ الناس عبيداً، وأموالهم مغنما، وأرضهم ملكا وإقطاعا، وصرح بذلك كما في القرآن قائلا: ?أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي?().

وفي الروايات: «من ملك استأثر» ().

التعددية: وقاية وعلاج سياسي

فالإسلام لاجل الحفاظ علي الأمة من الوقوع في مثل ظلم فرعون ونمرود، أمر الناس بنظام التعددية، بل وخلقهم متعددين وأراد لهم التكامل والتقدم عبر تعارفهم فيما بينهم، والأخذ بالأحسن مما عندهم، وعبر التنافس في الخير والرحمة، والبناء والتقدم، قال تعالي مخاطباً جميع الناس، وليس أمة دون أمة مما يدل علي أهميته، وكبير دوره في الحياة: ?يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثي وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا، ان أكرمكم عند الله أتقاكم ان الله عليم خبير?().

فالله تعالي خلقنا متعددين ومختلفين في اللسان والفكر والثقافة، لأجل أن نتعارف ونتقارب ونأخذ بالاحسن من كل فكر وثقافة، وبذلك يكون التقدم والسعادة، لا أن يترفع قوم علي قوم، ويتميز جماعة عن جماعة، فيتقوقعوا علي أنفسهم، وينغلقوا عن الآخرين، ويحرموا أنفسهم من أخذ الأحسن واتباع الأفضل، فيخسروا التقدم والسعادة، ويبوءوا بالتأخر والفشل، والعناء والشقاء، اضافة إلي ما يحدث

عبر عدم التقارب والتعارف من التطاحن والتشاجر المؤدي إلي حروب دامية، ودمار شامل.

وعليه: فالتعددية وقاية وعلاج سياسي، بينما عدمها وهو الحزب الواحد كما تعارف اليوم في كثير من البلاد، مما لا يعترف به الإسلام وقوع في كابوس الظلم والجور، وسقوط في هاوية الاستبداد والدكتاتورية.

حقوق الانسان

مسألة: تجب رعاية حقوق الإنسان السياسية وغيرها علي الوجه الذي أمر به الإسلام، فإن الإسلام ضمن أكبر الحريات السياسية للأفراد والأحزاب وما أشبه ضماناً لم يضمنه غير الإسلام من الأديان الأخري، ولا سائر المبادئ الأرضية الأخر، مهما كانت متطورة في زعمها وحديثة وتدعي التجدّد والتقدمية، قال تعالي: ?ولا يجرمنكم شنئان قوم علي أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوي?().

وقال سبحانه: ?لا يكلف الله نفسا الا وسعها?().

وقال تعالي: ?وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل?().

وقال سبحانه: ?ولا تبخسوا الناس أشياءهم?().

وقال تعالي: ?ولا تزر وازرة وزر أخري?().

وقال سبحانه: ?وما كنا معذبين حتي نبعث رسولا?().

وقال تعالي: ?وأما من آمن وعمل صالحا فله جزاء الحسني وسنقول له من أمرنا يسرا?().

وقال سبحانه: ?فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره?().

وقال تعالي: ?وأن ليس للإنسان الا ما سعي ? وأن سعيه سوف يري?().

وقال سبحانه: ?الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف?().

وقال صلي الله عليه و اله: «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته» ().

وقال صلي الله عليه و اله: «الناس كأسنان المشط» ().

وقال صلي الله عليه و اله: «إن الناس من عهد آدم إلي يومنا هذا مثل أسنان المشط لا فضل للعربي علي العجمي ولا للأحمر علي الأسود إلا بالتقوي» ().

وقال صلي الله عليه و اله: «من ترك دينا أو ضياعا فعلَّي وإلي، ومن ترك مالا فلورثته» ().

وقد أمر الإسلام بتوفير أوليات الحياة لكل انسان من الأمن والاستقرار والعمل والماء

والرزق والتعليم والزواج وغير ذلك، فهل في غير الإسلام ما يقول بكل ذلك، وهل هناك نظافة وطهارة بالنسبة إلي رعاية حقوق الإنسان كهذه النظافة والطهارة التي أكد عليها الاسلام؟

الحريات الإسلامية

مسألة: لاتجوز مصادرة حريات الناس التي جاء بها الإسلام وجعلها من أوليات حياة الانسان، فان الإنسان المسلم حر في كافة شؤونه، وفي كل الدول الإسلامية: في السفر والإقامة، والزراعة والتجارة، والبناء والعمران، والكسب والعمل، ونشر الكتب والمقالات، والمجلات والجرائد، وتأسيس محطات بث وإعلام، وتنظيم برامج ثقافية للإذاعة والتلفزيون، وتأسيس الأحزاب والتكتلات، والتأليف والخطابة، واختيار السكن والزواج، وجميع النشاطات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية وغيرها، إلا في المحرمات الشرعية، ولا يحق لأحد منعه من الأمور المذكورة.

قال تعالي في بيان مهمة نبيه الكريم صلي الله عليه و اله الذي بعثه رحمة للعالمين: ?يأمرهم بالمعروف، وينهاهم عن المنكر، ويحل لهم الطيبات، ويحرم عليهم الخبائث، ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم?().

أي يمنحهم الحريات التي جاء بها من عند الله تعالي هدية لهم.

حرمة مصادرة الأموال وما أشبه

مسألة: لا يجوز أي نوع من مصادرة الأموال، وإلقاء القبض علي الأشخاص ونفيهم، وإخراجهم من البلد وسجنهم، إلا في الموارد المقررة شرعاً، وعند ذلك يجب العمل وفق الحدود الشرعية.

وقد عير الله تعالي اليهود بهذه الأمور وجعلها من أسباب ذلتهم وحقارتهم، وحذر المسلمين منها، وهددهم بمصير مشابه لليهود ان هم أخذوا بها، قال تعالي: ?وإذ أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم ولا تخرجون أنفسكم من دياركم ثم أقررتم وانتم تشهدون ? ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم وتخرجون فريقا منكم من ديارهم، تظاهرون عليهم بالاثم والعدوان، وإن يأتوكم أساري تفادوهم، وهو محرم عليكم إخراجهم …?().

وقال تعالي: ?ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل?().

وقال سبحانه: ?إن الذين يأكلون أموال اليتامي ظلما إنما يأكلون في بطونهم ناراً وسيصلون سعيرا?().

وقال تعالي: ?وآتيتم إحداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا أتأخذونه بهتانا وإثما مبينا?().

وقال صلي الله عليه و اله: «الناس مسلطون علي أموالهم» ().

وقال صلي الله عليه

و اله: «علي اليد ما أخذت حتي تؤدي» ().

واليوم حيث ان المسلمين وحكامهم لم يراعوا نظافة الإسلام وطهارته في هذه الأمور، ضربت عليهم الذلة والمسكنة، وباؤوا بغضب من الله ومن الناس، وليس لهم نجاة منها الا بالعودة إلي ما جاء به الإسلام من النظافة والطهارة فيما يخص دماء الناس وأعراضهم وأموالهم.

لا عنف في الإسلام

مسألة: يحرّم الإسلام الغدر والاغتيال والارعاب وكل ما يسمي اليوم بالعنف والارهاب، فانه لا عنف في الاسلام، ولا يجوز أي نوع من أعمال العنف والارهاب الذي يوجب ايذاء الناس وإرعابهم، والغدر بهم وبحياتهم، أو يؤدي إلي تشويه سمعة الإسلام والمسلمين.

كيف لا والاسلام مشتق من السلم والسلام، والقرآن الكريم يأمر بالرفق والمداراة، يقول تعالي: ? ان الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربي وينهي عن الفحشاء والمنكر والبغي.. ?().

ويقول سبحانه في مدح نبيه الكريم صلي الله عليه و اله: ?وإنك لعلي خلق عظيم?().

ويوبخ الصحابي الذي عبس في وجه الأعمي ويشهر به بقوله تعالي: ?عبس وتولي ? أن جاءه الأعمي?().

ويذكر المسلمين بنعمة الرسول صلي الله عليه و اله وأخلاقه الكريمة حيث يقول تعالي: ?فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك?().

ويقول سبحانه: ?لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم?().

وقال صلي الله عليه و اله: «المؤمن هين لين سمح، له خلق حسن، والكافر فظ غليظ، له خلق سيئ، وفيه جبرية» ().

وفي النهج قال أمير المؤمنين عليه السلام: «وما يغدر من علم كيف المرجع» ().

وقال عليه السلام في ذم الغدر وأهل الغدر: «ولقد أصبحنا في زمان قد اتخذ أكثر أهله الغدر كيسا، ونسبهم أهل الجهل فيه إلي حسن الحيلة، ما لهم قاتلهم الله، قد يري

الحوّل القلَّب وجه الحيلة، ودونها مانع من أمر الله ونهيه، فيدعها رأي عين بعد القدرة عليها، وينتهز فرصتها من لا حريجة له في الدين» ().

وقال عليه السلام في الفرق بين سياسته الممثلة لسياسة الاسلام، وسياسة معاوية الممثلة لسياسة الباطل: «والله ما معاوية بأدهي مني، ولكنه يغدر ويفجر، ولولا كراهية الغدر لكنت من أدهي الناس، ولكن كل غدرة فجرة، وكل فجرة كفرة، ولكل غادر لواء يعرف به يوم القيامة» ().

وقال عليه السلام في عهده إلي مالك الاشتر: «ولا تدفعن صلحا دعاك إليه عدوك ولله فيه رضي… وان عقدت بينك وبين عدوك عقدة، أو ألبسته منك ذمة، فحط عهدك بالوفاء، وارع ذمتك بالامانة، واجعل نفسك جنة دون ما أعطيت… فلا تغدرن بذمتك، ولا تخيسن بعهدك، ولا تختلن عدوك… فلا ادغال ولا مدالسة ولا خداع فيه…» ().

مضافا إلي إن الله سبحانه وتعالي فطر النفوس وجبلها علي حب الرفق وأهل الرفق، وبغض العنف وأهل العنف، ولذلك تري الناس تهوي الرسول صلي الله عليه و اله وأهل بيته عليهم السلام وتحن اليهم قلوبهم لما كانوا يتحلون به من الرفق واللين، بينما تراهم يبغضون الذين ناوءوهم وعادوهم لما كانوا يتصفون به من عنف وخرق، وجفوة وقسوة.

وكيف كان: فاللاعنف نظافة وطهارة سياسية يأمر بها الاسلام، والعنف عكس ذلك، ينهي عنه الإسلام ويرفضه.

التجسس حرام

مسألة: يحرم التجسس علي المسلمين ووضع الجواسيس عليهم، فان التجسس خلاف ما أمر به الإسلام من النظافة بالمعني الأعم. قال تعالي: ?ولا تجسسوا?().

كيف لا، والتجسّس يشتمل علي هدر كرامة المسلمين، وكبت حرياتهم، والاعتداء علي حقوقهم وحرماتهم، بينما الإسلام أوجب احترام الإنسان المسلم، وجعل حرمة ماله وعرضه، وحركاته وسكناته، كحرمة دمه، ومنع الآخرين من التطلع عليه، أو مراقبة أعماله وأفعاله، ناهيك

عن التنصت علي مكالماته أو استراق السمع من محله ومنزله وما أشبه ذلك، فانها من أشد المحرمات.

قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «إياكم والظن فان الظن أكذب الكذب، وكونوا إخوانا في الله كما أمركم الله لا تتناحروا ولا تتجسسوا ولا تتفاحشوا ولا يغتب بعضكم بعضا» ().

وقال صلي الله عليه و اله: «من اطلع في بيت جاره فنظر إلي عورة رجل أو شعر امرأة أو شيء من جسدها كان حقيقاً علي الله ان يدخله النار مع المنافقين الذين كانوا يتجسسون عورات المسلمين في الدنيا، ولم يخرج من الدنيا حتي يفضحه الله، ويبدي عوراته للناظرين في الآخرة» ().

حرمة التعذيب

مسألة: التعذيب حرام في الإسلام، ولا يجوز انتزاع الإقرار ممن يحتمل فيه الإجرام سياسيا كان ام غير سياسي بالضرب والتعذيب، بل يجب التوصل إليه بالطرق الشرعية، وإذا اعترف في هذه الصورة لا اعتبار به.

فان التعذيب وحشية وبربرية، والاسلام دين الأخلاق والمكارم، والرحمة والانسانية، قال تعالي: ?ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم علي كثير ممن خلقنا تفضيلا?().

وقال سبحانه: ?لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم?().

ومن المعلوم: ان الإنسان الذي كرمه الله ورفع شأنه، وفضله وشرفه علي كثير من مخلوقاته، لم يأذن لأحد باهانته وتعذيبه، ولم يسمح حتي بارعابه وتخويفه، فكيف بممارسة الأعمال الوحشية معه، فان التعذيب يتنافي مع كرامة الإنسان وشرافته.

وفي التاريخ: ان المسلمين في غزوة بدر لما عثروا علي غلامين للمشركين كانا قد جاءا ليستقوا الماء، فجاء بهما المسلمون إلي رسول الله صلي الله عليه و اله وكان الرسول في الصلاة، فاستجوبهما المسلمون وسألوهما عن عدد جيش المشركين، فقالا: لا نعلم، واصرا علي ذلك فضربوهما، وبمجرد الضرب خفف رسول الله صلي الله

عليه و اله صلاته وانفتل منها والتفت اليهم بشدة وغضب وقال: يصدقان في قولهم فتضربوهما حتي يكذبا عليكم!().

فالتعذيب يعد في ثقافة الإسلام عادة جاهلية، والاسلام دين النظافة والطهارة في كل شيء، وينهي عن كل دناءة وجاهلية، وخاصة فيما يمس كرامة الإنسان وشرافته.

النظافة من الظلم

النظافة من الظلم

مسألة: لا يجوز الظلم فانه من أشد المحرمات شرعاً وضيق في الدنيا وظلمات في يوم القيامة، كما يجب التحلي بالعدل فانه من أهم الواجبات شرعاً وسعة في الدنيا وغفران في الآخرة، وبذلك روايات كثيرة.

فعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «اتقوا الله واعدلوا فانكم تعيبون علي قوم لايعدلون» ().

وقال عليه السلام أيضا: «العدل أحلي من الماء يصيبه الظمآن، ما أوسع العدل إذا عدل فيه وان قل» ().

وقال عليه السلام أيضا: «العدل أحلي من الشهد وألين من الزبد وأطيب ريحاً من المسك» ().

وقال عليه السلام أيضا: «قال رسول الله صلي الله عليه و اله: اتقوا الظلم فانه ظلمات يوم القيامة» ().

وقال عليه السلام أيضا: «من ظلم مظلمة أخذ بها في نفسه أو في ماله أو في ولده» ().

وعن زيد بن علي بن الحسين عن آبائه عليهم السلام قال: «يأخذ المظلوم من دين الظالم أكثر مما يأخذ الظالم من دنيا المظلوم» ().

وعن جعفر بن محمد عليهما السلام قال: «من ارتكب أحداً بظلم بعث الله من ظلمه مثله أو علي ولده أو علي عقبه من بعده» ().

وعن علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «يقول الله عزوجل: اشتد غضبي علي من ظلم من لا يجد ناصراً غيري» ().

مجسّدوا العدالة الإسلامية

وقد كان رسول الله صلي الله عليه و اله مثالا للعدالة الإسلامية، وهكذا الإمام أمير المؤمنين عليه السلام فقد كتب عليه السلام إلي بعض عماله: «أما بعد، فان دهاقين أهل بلدك شكوا منك غلظة وقسوة، واحتقاراً وجفوة، ونظرت فلم أرهم أهلا لأن يدنوا لشركهم، ولا ان يقصوا ويجفوا لعهدهم فالبس لهم جلباباً من اللين تشوبه بطرف من الشدة، وداول لهم بين القسوة والرأفة، وأمزج لهم

بين التقريب والإدناء، والإبعاد والإقصاء إن شاء الله» ().

وأخرج الإربلي في (كشف الغمة) عن كتاب (ابن طلحة) عن سودة بنت عمارة الهمدانية في حديث دخولها علي معاوية قالت: «والله لقد جئته تعني أمير المؤمنين عليه السلام في رجل كان قد ولاه صدقاتنا فجار علينا، فصادفته قائماً يصلي، فلما رآني انفتل من صلاته ثم أقبل علي بلطف ورفق، ورحمة وتعطف وقال: الك حاجة؟ قلت: نعم، فأخبرته الخبر.

فبكي عليه السلام ثم قال: رافعاً طرفه إلي السماء: اللهم انت الشاهد علي وعليهم، وإني لم آمرهم بظلم خلقك، ولا بترك حقك.

ثم أخرج عليه السلام قطعة جلد فكتب فيها: ?بسم الله الرحمن الرحيم. قد جاءتكم بينة من ربكم فاوفوا الكيل والميزان ولا تبخسوا الناس أشياءهم، ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها، ذلكم خير لكم إن كنتم مؤمنين?().

فإذا قرأت كتابي هذا فاحتفظ بما في يدك من عملنا حتي يقدم عليك من يقبضه. والسلام.

قالت: ثم دفع الرقعة الي، فوالله ما ختمها بطين، ولا خذمها، فجئت بالرقعة إلي صاحبه، فانصرف عنا معزولاً().

وكتب علي عليه السلام إلي بعض عماله وهو زياد بن أبيه وهو خليفة عامله عبد الله بن عباس علي البصرة كتاباً كما يلي:

«واني أقسم بالله قسماً صادقاً لئن بلغني أنك خنت من فيئ المسلمين شيئاً صغيراً أو كبيراً، لأشدن عليك شدة تدعك قليل الوفر، ثقيل الظهر، ضئيل الأمر والسلام» ().

وأخرج العلامة المجلسي رحمة الله عليه في البحار عن كتاب (الخرائج) قال: روي أن قصاباً كان يبيع اللحم من جارية إنسان وكان يحيف عليها، فبكت وخرجت فرأت علياً عليه السلام فشكته إليه. فمشي عليه السلام معها نحوه، ودعاه إلي الانصاف في حقها، وأخذ يعظه ويقول له: ينبغي أن يكون الضعيف عندك بمنزلة القوي

فلا تظلم الجارية» () الحديث.

وأخرج ابن شهر آشوب في المناقب عن أبي مطر البصري قال:

إن أمير المؤمنين عليه السلام مر بأصحاب التمر، فإذا هو بجارية تبكي فقال: يا جارية ما يبكيك؟

قالت: بعثني مولاي بدراهم فابتعت من هذا تمراً، فأتيتهم به فلم يرضوه فلما أتيته به أبي أن يقبله.

فقال عليه السلام للتمار: يا عبد الله انها خادم، وليس لها أمر فاردد اليها درهمها وخذ التمر.

فقام إليه الرجل فلكزه.

فقال الناس: هذا أمير المؤمنين.

فربا الرجل يعني أخذه الربو، وهو علة تحدث في الرئة من شدة الخوف، فيخرج النفس بصعوبة واصفر وأخذ التمر ورد اليها درهمها ثم قال: يا أمير المؤمنين ارض عني!

فقال عليه السلام: ما أرضاني عنك ان أصلحت أمرك.

أو قال: ما أرضاني عنك إذا وفيت الناس حقوقهم» ().

وذكر الكوفيون: ان سعيد بن قيس الهمداني رآه يعني علياً عليه السلام في شدة الحر في فناء حائط، فقال: يا أمير المؤمنين بهذه الساعة؟ قال عليه السلام: «ما خرجت إلا لأعين مظلوماً أو أغيث ملهوفاً» ().

نظافة التعامل مع الشعوب

نظافة التعامل مع الشعوب

مسألة: من أهم ما يجب علي الحاكم والحكومة الإسلامية أن تتعامل مع شعبها أفضل وأنظف تعامل إنساني يمكن تعامله مع الشعوب، وذلك في جميع المجالات، وبما للكلمة من معني، علماً بأن مهمة الحاكم والحكومة في الإسلام هو: إدارة البلاد والعباد، إدارة تؤدي إلي عمران البلاد وازدهارها، وصلاح العباد وتقدمهم تقدماً مطلوباً في جميع مجالات الحياة، ومن ذلك يلزم علي الحاكم والحكومة أن تكون انتخابية واستشارية، ومتواضعة وخدومة، وحكومة الرسول صلي الله عليه و اله وأمير المؤمنين عليه السلام خير اسوة في ذلك.

قال علي عليه السلام: «أأقنع من نفسي بأن يقال: هذا أمير المؤمنين، ولا اشاركهم في مكاره الدهر، أو أكون أسوة لهم في جشوبة

العيش؟ فما خلقت ليشغلني أكل الطيبات، كالبهيمة المربوطة، همها علفها، أو المرسلة شغلها تقممها() تكترش من أعلافها، وتلهو عما يراد بها، أو أترك سدي، أو أهمل عابثاً، أو أجر حبل الضلالة، أو أعتسف طريق المتاهة» ().

وفي نهج البلاغة قال عليه السلام: «ان الله تعالي فرض علي أئمة العدل، أن يقدروا() أنفسهم بضعفة الناس كي لا يتبيغ بالفقير فقره» ().

نموذج من التعامل الإسلامي

أخرج الشيخ الصدوق رحمة الله عليه عن الإمام الصادق جعفر بن محمد عليه السلام: أن رسول الله صلي الله عليه و اله حين ظهر الإسلام وعلت شوكته في المدينة، رأي في بعض طريقه جارية قاعدة تبكي.

فقال لها النبي صلي الله عليه و اله: ما شأنك؟

فقالت: يا رسول الله ان أهلي أعطوني أربعة دراهم لأشتري لهم بها حاجة فضاعت فلا أجرأ أن أرجع إليهم.

فأعطاها رسول الله صلي الله عليه و اله أربعة دراهم، وقال: اشتري بها ما أمروكِ به، وارجعي إلي أهلك.

ومضي رسول الله صلي الله عليه و اله ثم رجع وإذا بالجارية قاعدة علي الطريق تبكي، فقال لها رسول الله صلي الله عليه و اله: ما لك لا تأتين أهلك؟

قالت: يا رسول الله إني قد أبطأت عليهم وأخاف أن يضربوني.

فقال رسول الله صلي الله عليه و اله: مرّي بين يدي ودليني علي أهلك، فدلّته عليهم.

فجاء رسول الله صلي الله عليه و اله حتي وقف علي باب دارهم ثم قال: السلام عليكم يا أهل الدار.

قالوا: وعليك السلام يا رسول الله ورحمة الله وبركاته.

فقال رسول الله صلي الله عليه و اله وهو يشفع للجارية: ان هذه الجارية أبطأت عليكم فلا تؤاخذوها.

فقالوا: نعم، بل هي حرة لممشاك().

نموذج آخر

عن الإمام الباقر عليه السلام في خبر أنه رجع الإمام أمير المؤمنين عليه السلام أيام حكومته في الكوفة إلي داره في وقت القيظ، فإذا امرأة قائمة تقول: ان زوجي ظلمني وأخافني وتعدي عليَّ وحلف ليضربني.

فقال عليه السلام: يا أمة الله اصبري حتي يبرد النهار ثم أذهب معك إن شاء الله.

فقالت: يشتد غضبه وحرده علي، فطأطأ رأسه ثم رفعه وهو يقول: لا والله أو يؤخذ للمظلوم حقه غير متعتع، ثم قال: أين

منزلك.

فمشت تدلّه عليه، فمضي عليه السلام معها إلي بابه فقال: السلام عليكم، فخرج شاب، فقال علي عليه السلام: يا عبد الله اتق الله فانك قد أخفتها وأخرجتها.

فقال الفتي: وما أنت وذاك والله لأحرقنها لكلامك.

فقال أمير المؤمنين عليه السلام وقد سل سيفه تهديداً: آمرك بالمعروف وأنهاك عن المنكر، وأنت تستقبلني بالمنكر وتنكر المعروف.

قال: فاقبل الناس من الطرق ويقولون: سلام عليكم يا أمير المؤمنين، فسقط الرجل في يده، فقال لأمير المؤمنين: أقلني من عثرتي فوالله لأكونن لها أرضاً تطأني.

فأغمد علي عليه السلام سيفه، وقال للمرأة: يا أمة الله أدخلي منزلك ولا تلجئي زوجك إلي مثل هذا وشبهه.

وقال للرجل:

ودع التجبر والتكبر يا أخي

إن التكبر للعبيد وبيل

وأجعل فؤادك للتواضع منزلاً

إن التواضع بالشريف جميل ()

ومن هذا الحديث يعرف كيف كان الإمام (صلوات الله عليه) وهو صاحب خمسين دولة حسب خارطة العالم اليوم يقوم بإدارة البلاد والعباد بمثل هذه النظافة والعدالة، والخدمة والمسؤولية.

وقد جاء في كتاب لأمير المؤمنين علي عليه السلام إلي بعض عماله:

«أما بعد، فانك ممن استظهر به علي إقامة الدين، وأقمع به نخوة الأثيم، وأسدّ به لهاة الثغر المخوف، فاستعن بالله علي ما أهمك، وأخلط الشدة بضغث من اللين، وارفق ما كان الرفق أرفق، واعتزم بالشدة حين لا تغني عنك إلا الشدة، واخفض للرعية جناحك، وابسط لهم وجهك، وألن لهم جانبك، وآس بينهم في اللحظة والنظرة، والارشاد والتحية، حتي لا يطمع العظماء في حيفك، ولا ييأس الضعفاء من عدلك، والسلام» ().

لا للخيانة والغلول

مسألة: يحرّم الإسلام الخيانة والغلول حرمة شديدة، وخاصة خيانة الحكام وغلولهم بالنسبة إلي شعوبهم، فانها من أشد المحرمات كما جاء في القرآن والروايات.

قال تعالي: ?ان الله لا يحب الخائنين?().

وقال سبحانه: ?ومن يغلل يأت بما غلّ يوم القيامة?().

ومن كتاب

لأمير المؤمنين علي عليه السلام إلي زياد بن أبيه، وهو خليفة عامله عبد الله بن عباس علي البصرة وعبد الله عامل أمير المؤمنين عليه السلام يومئذ عليها وعلي كور الأهواز وفارس وكرمان وغيرها:

«واني أقسم بالله قسماً صادقاً، لئن بلغني أنك خنت من فيء المسلمين (مالهم من غنيمة، أو خراج) شيئاً صغيراً أو كبيراً، لأشدن عليك شدة تدعك قليل الوفر، ثقيل الظهر، ضئيل الأمر، والسلام» ().

ومن كتاب له عليه السلام إلي بعض عماله:

«أما بعد، فقد بلغني عنك أمر، ان كنت فعلته فقد أسخطت ربك، وعصيت إمامك، وأخزيت أمانتك، بلغني أنك جردت الأرض فأخذت ما تحت قدميك، وأكلت ما تحت يديك، فارفع إليّ حسابك، واعلم أن حساب الله اعظم من حساب الناس، والسلام» ().

نظافة التعامل مع العدو

نظافة التعامل مع العدو

مسألة: يجب رعاية النظافة في التعامل مع الآخرين أو يستحب كل بحسبه وذلك حتي في التعامل مع الأعداء والكفار، وقد ذكرنا في بعض كتبنا: ان الإسلام بعد الحث علي وجوب أو استحباب رعاية حق المؤمن والمسلم أخذ يحث ويوصي حتي بالنسبة إلي الأعداء، وهذا من كمال الإسلام وميزاته حيث أنه هو الدين الوحيد من بين الأديان الذي لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها.

فإن الإنسان وان كان ممن يراعي جانب العدل والإنصاف بالنسبة إلي أصدقائه أو إخوانه، إلا انه كثيرا ما يزيغ مع الأعداء، فإن العدو بما له من اصطدام عنيف مع النفس يولد في النفوس غالباً وقعاً عدوانياً، وهو كاف للخروج عن الموازين، وعلي إثر ذلك نري أن من سب أحداً يقابل بأضعافه من الشتم والوقيعة، ومن ضرب رجلاً ضربة نراه يَتلقّي ضربات، وهكذا.

وعلي هذا يقرر الإسلام ما يلي:

تحجيم الردّ وتأطيره

أولاً: رد الاعتداء بمثله، لا أكثر، يعني: تحجيم الرد بقدر الاعتداء، وتأطيره في إطار نظيف، فإن المقدار الزائد اعتداء وظلم وهو محرم، وبهذا المعني ورد: إن المظلوم قد يصبح ظالماً().

ويقول القرآن الحكيم: ?فمن اعتدي عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدي عليكم?().

أولوية العفو

ثانياً: الحث علي العفو وعدم الانتقام، وقلع جذور البغضاء والعدوان عن النفس، يقول تعالي: ?وان تعفوا أقرب للتقوي?().

ويقول سبحانه: ?وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين?().

ويقول عزوجل: ?خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين?().

وقال رسول الله: صلي الله عليه و اله: «ثلاث والذي نفسي بيده، إن كنت حالفاً لحلفت عليهن: ما نقصت صدقة من مال فتصدقوا، ولا عفا رجل عن مظلمة يبتغي بها وجه الله إلا زاده الله بها عزاً يوم القيامة، ولا فتح رجل علي نفسه باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر» ().

وقال صلي الله عليه و اله: (العفو لا يزيد صاحبه إلا عزاً، فاعفوا يعزكم الله)().

وقال صلي الله عليه و اله: (ألا أدلكم علي خير أخلاق الدنيا والآخرة؟: تصل من قطعك، وتعطي من حرمك، وتعفو عمن ظلمك)().

وقال صلي الله عليه و اله: (قال موسي: يا رب أي عبادك أعز عليك؟ قال: الذي إذا قدر عفا)().

إلي غيرها من الأحاديث والروايات التي تأمر بالعفو وحسن المعاشرة حتي مع الأعداء..!

نماذج من عفو المعصومين عليهم السلام

لقد عفي رسول الله صلي الله عليه و اله عن مثل: وحشي، قاتل عمه حمزة سيد الشهداء عليه السلام مع ما ارتكبه من عظيم الإثم وكبير الجرم().

وعفي صلي الله عليه و اله عن أهل مكة()، مع أنهم كانوا وراء كل المؤامرات التي حيكت ضدّ النبي صلي الله عليه و اله وأصحابه، من أول البعثة إلي أواخر عمره الشريف.

وعفي صلي الله عليه و اله كثيراً وعفي.

ولقد عفي الإمام أمير المؤمنين عليه السلام عن أهل الجمل() مع عظيم ما اقترفوه ضده، وكبير ما جنوه في حقه.

وعفي الإمام الحسن عليه السلام عمن كان يسبه بأمر مروان، حين أقدم الإمام الحسين عليه السلام

علي تأديبه.

وعفي الإمام الحسين عليه السلام عن الحر بن يزيد الرياحي().

وهكذا سائر الأئمة عليهم السلام: فهذا الإمام علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام يعفو عن مثل مروان، مع أن مروان كان من أعدي أعدائه وأعداء أبيه، فإنه آذي الإمام أمير المؤمنين عليه السلام وأقام عليه حرباً شعواء، وآذي الإمام الحسن عليه السلام وسبه ورمي جنازته بالنبال، وآذي الإمام الحسين عليه السلام وشتمه، وكان شريكاً في التضييق عليه حتي اضطر عليه السلام إلي الخروج من وطنه إلي حيث قتل، ثم فرح مروان بذلك، وآذي الإمام السجاد عليه السلام بنفسه مرات عديدة، ومع ذلك كله، نراه عليه السلام يعفو عنه.

نعم، كان من عفو الإمام السجاد عليه السلام عن مروان: انه لما أرسل يزيد بن معاوية جيشاً لإباحة المدينة المنورة فأباحوها في يوم الحرة إذا بمروان يأتي إلي علي بن الحسين عليه السلام ويقول له: إن لي حرماً، وحرمي يكون مع حرمك، فقال الإمام عليه السلام: افعل.

فبعث مروان بامرأته، وهي عائشة ابنة عثمان بن عفان وسائر حرمه إلي الإمام علي بن الحسين، فخرج الإمام عليه السلام بحرمه وحرم مروان إلي ينبع فما أصيب حرم مروان بشيء.

وهذا الإمام الباقر عليه السلام: يعفو عن ذلك النصراني الذي قال له وبكل صلافة: أنت بقر.

فقال عليه السلام: لا، أنا باقر.

قال: أنت ابن الطباخة.

فقال عليه السلام: ذاك حرفتها.

قال: أنت ابن السوداء الزنجية البذية.

فقال عليه السلام: إن كنت صدقت غفر الله لها، وإن كنت كذبت غفر الله لك.! فأسلم النصراني().

وهكذا كان دأب سائر أئمة أهل البيت عليهم السلام مما هو مذكور في كتب الأخبار والتواريخ، حيث قد ضربوا بذلك أروع الأمثلة، وأعطوا أجمل الصور والنماذج، في نظافة التعامل حتي مع الأعداء، فكيف بالتعامل

مع الأحبة والأولياء؟.

نظافة التعامل مع غير المسلمين

مسألة: ينبغي للحاكم والحكومة الإسلامية أن تتعامل بالتي هي أحسن حتي مع غير المسلمين مما يصطلح عليهم اليوم بالاقليات، فتعاملهم أنظف تعامل عرفه البشر، ولافرق بين كون الأقليات أديانا كالنصاري، أو غير أديان كالبرهمية، وبذلك روايات كثيرة.

ففي المستدرك بإسناده أن النبي صلي الله عليه و اله عاد يهودياً في مرضه().

وقال صلي الله عليه و اله: «من آذي ذمتي فقد آذاني» ().

وقال علي عليه السلام: «الناس أما أخ لك في الدين، أو نظير لك في الخلق» ().

وروي الكليني في الكافي بسنده عن رجل من ثقيف وكان من عمال أمير المؤمنين عليه السلام قال: «استعملني علي بن أبي طالب عليه السلام علي بانقيا وسواد من سواد الكوفة إلي قوله فقال لي: إذا أردت أن تتوجه إلي عملك فمر بي.

قال: فأتيته فقال لي: إياك أن تضرب مسلماً أو يهودياً أو نصرانياً في درهم خراج، أو تبيع دابة عمل في درهم، فإنما أمرنا أن نأخذ منهم العفو» ().

وفي (وسائل الشيعة): ان الإمام أمير المؤمنين علي عليه السلام كان يمشي في أزقة الكوفة، فنظر إلي رجل يستعطي الناس، فقال عليه السلام: ما هذا؟

فقالوا: انه نصراني كبر وشاخ ولم يقدر علي العمل، وليس له مال يستعيش به، فيتكفف الناس.

فقال الإمام عليه السلام في غضب: استعملتموه علي شبابه حتي إذا كبر تركتموه؟

ثم جعل الإمام عليه السلام لذاك النصراني من بيت مال المسلمين مرتباً خاصاً ليعيش به حتي يأتيه الموت().

ومن هذا المنطلق الإنساني، أمر الإسلام بقبول إسلام الكافر فوراً، من دون شروط مسبقة أو شك في اسلامه.

قال تعالي: ?ولا تقولوا لمن القي إليكم السلام لست مؤمناً?().

وعليه: فمن قال: «أشهد أن لا اله إلا الله، وأشهد ان محمداً رسول الله صلي

الله عليه و اله» أصبح كسائر المسلمين من دون أي فرق وتمييز.

رعاية المعاهدات الدولية

مسألة: يجب علي الحاكم والحكومة الإسلامية ان تحافظ علي حسن تعاملها مع جميع الدول، سواء المجاورة منها أو البعيدة، مسلمة وغير مسلمة، وأن تراعي جميع المعاهدات الدولية التي تعقدها مع الدول الأخري، حتي غير الإسلامية منها، فان الإسلام قد أمر باحترام كل ذلك.

قال تعالي: ?لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم ان الله يحب المقسطين ? إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا علي إخراجكم ان تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون?().

فإن هذه الآية نزلت في (خزاعة) و(بني مدلج) حيث صالحوا الرسول الأعظم صلي الله عليه و اله علي أن لا يقاتلوا المسلمين، ولا يعينوا أحداً عليهم()، فعقد المسلمون معهم العهود والمواثيق، وأقاموا معهم الروابط الحسنة، وبروهم وأحسنوا إليهم، وذلك حسب قانون المعاهدات العالمية الحسنة، التي يجعلها الإسلام بين بني الانسان، فالإنسان نظير الإنسان، كما مرّ عن أمير المؤمنين عليه السلام حيث قال: «الناس إما أخ لك في الدين، أو نظير لك في الخلق» ()، فلم يقاطع المسلمون الذين لم يحاربوهم ولم يعملوا علي إخراجهم، بل تعاملوا حتي مع من حاربهم أحسن تعامل، كما لا يخفي علي من راجع التاريخ.

لا للاستبداد الديني

مسألة: لا يجبر الإسلام أحداً علي أن يسلم، فإنما هو بالإقناع والرضي، وليس بالجبر والإكراه.

قال تعالي: ?لا إكراه في الدين? ().

ومن الأدلة علي ذلك: ان في مكة المكرمة والمدينة المنورة وما حولهما من القري والأرياف كان يعيش فيها وبكثرة اليهود، والنصاري، والمشركون، حتي وفاة الرسول صلي الله عليه و اله فلم يجبرهم الرسول صلي الله عليه و اله علي الإسلام، بل تركهم وشأنهم.

وهكذا كان الإمام أمير المؤمنين عليه السلام، والإمام

المجتبي عليه السلام وبقية الأئمة من أهل البيت عليه السلام، وذلك تطبيقاً منهم عليهم السلام لما جاء في القرآن الكريم.

قال تعالي: ?ان هذه تذكرة فمن شاء اتخذ إلي ربه سبيلاً?().

وقال سبحانه: ?قل ما أسألكم عليه من أجر إلا من شاء أن يتخذ إلي ربه سبيلاً?().

وقال عزوجل: ?انا هديناه السبيل إما شاكراً وإما كفوراً?().

وقال تعالي: ?الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل، يأمرهم بالمعروف، وينهاهم عن المنكر، ويحل لهم الطيبات، ويحرم عليهم الخبائث، ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم?().

وقال سبحانه: ?وهديناه النجدين?().

وقال تعالي: ?فذكر إنما أنت مذكّر ? لست عليهم بمسيطر?().

إلي غيرها من الآيات التي تدل علي نفي الجبر والإكراه، والدكتاتورية والاستبداد.

ومن الأدلة علي ذلك: احتجاجات الرسول صلي الله عليه و اله مع أصحاب الأديان والمبادئ كما في كتاب الاحتجاج وافحاهم، وإيقافهم علي بطلان دينهم ومبدئهم، ومع ذلك كان الرسول صلي الله عليه و اله لم يجبرهم علي الإسلام.

وقصة نصاري نجران الذين نزلت فيهم آيات عديدة، وقد أمر الله رسوله صلي الله عليه و اله بمباهلتهم، ولم يأمره بإجبارهم وإكراههم علي الاسلام، خير دليل علي ذلك.

إصدار العفو العام

مسألة: ينبغي علي الحاكم الإسلامي والحكومة الإسلامية إذا قامت، إصدار العفو العام عن كل من أجرم قبل قيام الحكم الإسلامي، كما عفي النبي صلي الله عليه و اله عن أهل مكة، وعفي أمير المؤمنين عليه السلام عن أهل البصرة، فان العفو هو الطابع العام للسياسة الإسلامية ويدل علي ذلك عمومات أدلة العفو التي أشرنا إليها سابقا.

وهكذا بالنسبة إلي المجرمين بعد قيام الدولة، ولكن بالمقدار الذي لا يخل بحقوق الناس والأمن العام، كما يظهر ذلك من قصة عفوه صلي الله عليه و اله عن الفارين

من الزحف مع أن الفرار من الزحف من المعاصي الكبيرة، قال تعالي: ?ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفاً لقتال أو متحيزاً إلي فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير?().

ولكن مع ذلك عفي رسول الله صلي الله عليه و اله عن الذين فروا من الزحف يوم أحد وتركوا رسول الله صلي الله عليه و اله وحيداً في نفر قليل من أصحابه بين جمع من الأعداء.

وقد عفي الله تعالي عنهم بقوله عزوجل: ?ولقد صدقكم الله وعده اذ تحسونهم بإذنه حتي إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر وعصيتم من بعدما أراكم ما تحبون، منكم من يريد الدنيا، ومنكم من يريد الآخرة ثم صرفكم عنهم ليبتليكم ولقد عفا عنكم والله ذو فضل علي المؤمنين?().

?ان الذين تولوا منكم يوم التقي الجمعان انما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا الله عنهم ان الله غفور حليم ?().

وهذا كله من النظافة بالمعني الأعم كما لا يخفي.

وفي المناقب قال: «وبعث أمير المؤمنين عليه السلام إلي لبيد بن عطارد التميمي في كلام بلغه عنه، فمر به أمير المؤمنين عليه السلام في بني أسد فقام إليه نعيم بن دجاجة الأسدي فأفلته، فبعث إليه أمير المؤمنين عليه السلام فأتوه به، وأمر أن يضرب، فقال له: نعم والله ان المقام معك لذل، وان فراقك لكفر.

فلما سمع ذلك منه قال: قد عفونا عنك، ان الله عزوجل يقول: ?ادفع بالتي هي أحسن السيئة?()، أما قولك: ان المقام معك لذل فسيئة اكتسبتها. وأما قولك: ان فراقك لكفر فحسنة اكتسبتها فهذه بهذه» ().

لا لسفك الدماء

لا لسفك الدماء

مسألة: يحرم في الإسلام حرمة مغلظة دم المسلم بل دم الإنسان مطلقا الا ما خرج بالدليل وعرضه وماله، فالسياسة الإسلامية غير ملوثة بسفك الدماء والسجن والتعذيب

وما أشبه، بل تمنع عن ذلك منعا باتاً إلا في أقصي موارد الضرورة كماً وكيفاً، وذلك حسب الموازين المقررة في الشريعة.

وقد عفي رسول الله صلي الله عليه و اله حتي عن قاتل عمه حمزة، وعن قاتل بنته زينب وحفيده().

وكان النبي صلي الله عليه و اله لا يقدم علي قتل كل مفسد أو ضال، أو مبتدع أو جبّار، إلا إذا خرج بالسيف ضد المسلمين.

مع ذي الخويصرة

فعن أبي سعيد الخدري قال: «بينا نحن عند رسول الله صلي الله عليه و اله وهو يقسم إذا أتاه ذو الخويصرة رجل من بني تميم فقال: يا رسول الله اعدل.

فقال رسول الله صلي الله عليه و اله: ويلك من يعدل ان أنا لم أعدل، وقد خبت أو خسرت ان أنا لم اعدل.

فقال عمر بن الخطاب: يا رسول الله ائذن لي فيه اضرب عنقه.

فقال رسول الله صلي الله عليه و اله: دعه فان له أصحاباً يحقر أحدكم صلاته مع صلاته، وصيامه مع صيامه، يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، ينظر إلي نصله فلا يوجد فيه شيء، ثم ينظر إلي رضافه فلا يوجد فيه شيء، ثم ينظر إلي نضيه وهو قدحه فلا يوجد فيه شيء، ثم ينظر في قذذه فلا يوجد فيه شيء، قد سبق الفرث والدم، آيتهم رجل أسود احدي عضديه مثل ثدي المرأة، أو مثل البضعة تدردر، يخرجون علي خير فرقة من الناس.

قال أبو سعيد: فاشهد اني سمعت هذا من رسول الله صلي الله عليه و اله واشهد أن علي بن أبي طالب قاتلهم وانا معه، وأمر بذلك الرجل فالتمس فوجد فأُتي به حتي نظرت إليه علي نعت رسول الله صلي الله عليه و اله

الذي نعت» ().

وإذا كان هذا سياسة الإسلام تجاه المجرمين، فالأمر بالنسبة إلي الأبرياء أوضح.

موقف الرسول صلي الله عليه و اله من فعل خالد

في البحار وغيره من المصادر الأخري: أن رسول الله صلي الله عليه و اله بعث خالد بن الوليد مع جماعة إلي بني جذيمة وهم من بني المصطلق ليدعوهم إلي الإسلام، فأوقع بهم خالد، وقتل منهم جماعة لترة كانت بينه وبينهم، فبلغ الخبر رسول الله صلي الله عليه و اله فبكي صلي الله عليه و اله وقام وصعد المنبر ورفع يديه إلي السماء وقال ثلاثا: (اللهم أني أبرء إليك مما صنع خالد بن الوليد).

ثم دعا النبي صلي الله عليه و اله علي بن أبي طالب عليه السلام فدفع إليه سفطاً (صندوقاً) من الذهب وأمره أن يذهب إلي بني جذيمة ويدفع اليهم ديات الرقاب وما ذهب من أموالهم، فجاء علي عليه السلام وقسم المال كما يلي:

1: دفع أولاً ديات المقتولين ظلماً إلي ورثتهم عن كل واحد منهم ألف دينار ذهب ().

2: ودفع إليهم ثانياً ثمن كل جنين غرة (يعني عبداً أو أمة).

3: ودفع إليهم ثالثاً ثمن ما فقدوه من المبالغ والعقل ().

4: ودفع إليهم رابعاً ثمن ما ربما فقدوه ولم يعلموا بفقده، مما يمكن أن أخذه خالد أو من كان معه أو مما تلف أثناء القتال.

5: ودفع إليهم خامساً ثمناً لروعة نسائهم وفزع صبيانهم.

6: ودفع إليهم سادساً مقابل كل مال فقدوه مثله من المال..

7: ودفع إليهم سابعاً بقيّة المال ليرضوا عن رسول الله صلي الله عليه و اله.

: ودفع إليهم ثامناً ما يفرح به عيالهم وخدمهم بقدر ما حزنوا.

ثم رجع علي عليه السلام إلي النبي صلي الله عليه و اله وأخبره بما فعل من توزيع الذهب عليهم بثمانية أقسام قائلاً: يا رسول الله

عمدت فأعطيت لكل دم دية، ولكل جنين غرة، ولكل مال مالا، وفضلت معي فضلة فأعطيتهم لميلغة كلابهم وحبلة رعاتهم، وفضلت معي فضلة فأعطيتهم لروعة نسائهم وفزع صبيانهم، وفضلت معي فضلة فأعطيتهم لما يعلمون وما لا يعلمون، وفضلت معي فضلة فأعطيتهم ليرضوا عنك يا رسول الله، فتهلل وجه النبي صلي الله عليه و اله وضحك حتي بدت نواجذه وقال: يا علي أعطيتهم ليرضوا عني رضي الله عنك، ثم قال صلي الله عليه و اله: يا علي: إنما أنت مني بمنزلة هارون من موسي إلا انه لانبي بعدي().

وعن أمير المؤمنين عليه السلام في عهده عليه السلام إلي مالك الأشتر: «إياك والدماء وسفكها بغير حلها، فانه ليس شيء أدني لنقمة، ولا أعظم لتبعة، ولا أحري بزوال نعمة، وانقطاع مدة، من سفك الدماء بغير حقها، والله سبحانه مبتدئ بالحكم بين العباد، فيما تسافكوا من الدماء يوم القيامة، فلا تقوّينّ سلطانك بسفك دم حرام، فان ذلك مما يضعِفُه ويوهنه، بل يزيله وينقله…» ().

نعم، هكذا كانت سيرة رسول الله صلي الله عليه و اله وسيرة أمير المؤمنين عليه السلام المعبّرة عن السياسة الإسلامية، وأما ما نراه اليوم في البلاد الإسلامية من السجن والتعذيب، والقتل وسفك الدماء، وذلك تحت عنوان القانون، وعبر تشكيل المحاكم الصورية، أو غير ذلك، فمن أشد المحرمات.

أمير المؤمنين عليه السلام والرجل الشامي

وفي المناقب عن الأصبغ بن نباتة قال: «صلينا مع أمير المؤمنين عليه السلام الغداة، فإذا رجل عليه ثياب السفر قد أقبل، فقال له علي عليه السلام: من أين؟

قال: من الشام.

قال عليه السلام: ما أقدمك؟

قال: لي حاجة.

قال عليه السلام: اخبرني وإلا أخبرتك بقضيتك.

قال: أخبرني بها يا أمير المؤمنين.

فقال عليه السلام: نادي معاوية يوم كذا وكذا، من شهر كذا وكذا، من سنة كذا

وكذا: من يقتل علياً فله عشرة آلاف دينار، فوثب فلان، وقال: أنا. قال له معاوية: أنت؟ فلما انصرف إلي منزله ندم وقال: أسير إلي ابن عم رسول الله صلي الله عليه و اله وأبي ولديه فاقتله؟

ثم نادي مناديه اليوم الثاني: من يقتل علياً فله عشرون ألف دينار، فوثب آخر فقال: أنا، فقال معاوية: أنت؟ ثم انه ندم واستقال معاوية فأقاله.

ثم نادي مناديه اليوم الثالث: من يقتل علياً فله ثلاثون ألف دينار فوثبت أنت وأنت رجل من حمير.

قال: صدقت.

قال علي عليه السلام: فما رأيك؟ تمضي إلي ما أمرت به أو ماذا؟ قال الرجل: لا، ولكن انصرف.

قال عليه السلام: يا قنبر أصلح راحلته، وهيئ له زاده، وأعطه نفقته().

وهل هناك سياسة أنظف وأجمل من سياسة الإسلام هذه التي كان الإمام أمير المؤمنين عليه السلام مطبقاً لها في أيام حكومته؟

اكرام الوفود

مسألة: ينبغي للحاكم الإسلامي والحكومة الإسلامية اكرام الوفود وتقسيم الجوائز وتوزيع الهدايا بينهم وان لم يكونوا مسلمين، وذلك اقتداءً برسول الله صلي الله عليه و اله وأمير المؤمنين عليه السلام فانهما كانا يفعلان ذلك في أيام حكومتهما، ويدل عليه مضافا إلي ذلك عموم أدلة إكرام الضيف وما أشبه، روايات في هذا المجال.

فعن رسول الله صلي الله عليه و اله أنه قال: «أجيزوا الوفود».

وفي التاريخ: انه جاء وفد من جانب النجاشي إلي رسول الله صلي الله عليه و اله فأضافهم وأكرمهم، واحترمهم وأجلهم، حتي أنه صلي الله عليه و اله كان يحضر لهم بعض الحاجات بنفسه الكريمة، فقال له بعض الأصحاب: نحن نكفيك ذلك.

فقال صلي الله عليه و اله: انهم كانوا لأصحابنا مكرمين، وإني أحب أن أكافئهم.

الإسلام وسياسة اللاعنف

الإسلام وسياسة اللاعنف

مسألة: يجب علي الحاكم الإسلامي والحكومة الإسلامية تطبيق سياسة اللاعنف في الحكم، فان الإسلام هو دين السلم والسلام، والصلح والوئام، لا العنف والإرهاب، والحرب والدمار، فالرفق واللين مستحب في كل الأمور، وفي خصوص الحكم واجب، والعُنف والخُرق مكروه في كل الشؤون، وفي خصوص الحكم حرام.

قال تعالي: ?يا أيها الذين آمنوا أدخلوا في السلم كافة، ولا تتبعوا خطوات الشيطان، انه لكم عدو مبين?().

وقال عزوجل: ?وإن جنحوا للسلم فاجنح لها?().

وقال سبحانه: ?ولا تقولوا لمن ألقي إليكم السلام لست مؤمناً..?().

وفي عهد لأمير المؤمنين علي عليه السلام إلي محمد بن أبي بكر، حين قلده مصر: «فاخفض لهم جناحك، وألن لهم جانبك، وأبسط لهم وجهك، وآس بينهم في اللحظة والنظرة، حتي لا يطمع العظماء في حيفك لهم، ولا ييأس الضعفاء من عدلك عليهم، فان الله تعالي ليسألكم معشر عباده عن الصغيرة من أعمالكم والكبيرة، والظاهرة والمستورة، فان يعذب فأنتم أظلم، وأن يعف فهو أكرم»

().

اللاعنف أبداً

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «ما اصطحب اثنان إلا كان أعظمهما أجراً وأحبهما إلي الله عزوجل أرفقهما بصاحبه» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «ألا أخبركم بمن تحرم عليه النار غداً؟ قالوا بلي يا رسول الله، قال: الهيّن القريب، الليّن السهل» ().

وعنه عليه السلام: «المؤمنون هينون لينون كالجمل الألف إذا قيد انقاد، وان أنيخ علي صخرة استناخ» ().

وعنه عليه السلام: «من زيّ الإيمان الفقه، ومن زي الفقه الحلم، ومن زي الحلم الرفق، ومن زي الرفق اللين، ومن زي اللين السهولة» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «قال رسول الله صلي الله عليه و اله: الرفق يمن، والخرق شؤم» ().

وعن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: «ان الله رفيق يحب الرفق، ويعطي علي الرفق مالا يعطي علي العنف» ().

وعن أبي جعفر عليه السلام قال: «ان لكل شيء قفلاً، وقفل الإيمان الرفق» ().

وقال أبو جعفر عليه السلام: «من قسم له الرفق قسم له الإيمان» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «أيما أهل بيت أعطوا حظهم من الرفق فقد وسع الله عليهم في الرزق، والرفق في تقدير المعيشة خير من السعة في المال، والرفق لا يعجز عنه شيء، والتبذير لا يبقي معه شيء، إن الله عزوجل رفيق يحب الرفق» ().

وعن أبي جعفر عليه السلام قال: «قال رسول الله صلي الله عليه و اله: لو كان الرفق خلقاً يري، ما كان مما خلق الله شيء أحسن منه» ().

وعن أبي الحسن موسي عليه السلام قال: «الرفق نصف العيش» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «ان الله

تبارك وتعالي رفيق يحب الرفق». الحديث().

وعن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «ان الرفق لم يوضع علي شيء إلا زانه، ولا نزع من شيء إلا شانه» ().

وعن النبي صلي الله عليه و اله قال: «ان في الرفق الزيادة، والبركة، ومن يحرم الرفق يحرم الخير» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «ما زوي الرفق عن أهل بيت إلا زوي عنهم الخير» ().

وعن هشام بن أحمر، عن أبي الحسن عليه السلام قال: قال لي، وجري بيني وبين رجل من القوم كلام، فقال لي: «ارفق بهم فان كفر احدهم في غضبه، ولا خير فيمن كان كفره في غضبه» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «ان الله رفيق يحب الرفق ويعين عليه». الحديث().

وعن أحدهما عليهما السلام قال: «ان الله رفيق يحب الرفق. الحديث» ().

وعن فضيل بن عثمان قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: «من كان رفيقاً في أمره نال ما يريد من الناس» ().

الرفق مع الجميع

هذا وقد حذر الإسلام عن العنف حتي بالنسبة إلي الميت، ففي الوسائل ومستدركاتها باب تحت عنوان استحباب رفق الغاسل بالميت وكراهة العنف به.

وذكر صاحب الوسائل باباً تحت عنوان: باب استحباب الرفق بالميت والقصد في المشي بالجنازة().

من أخلاقيات القائد

من أخلاقيات القائد

مسألة: ينبغي للقائد الإسلامي رعاية النظافة في سلوكه وتعامله أكثر من غيره، وذلك في كل الشؤون، وفي مختلف الجوانب، وخاصة في عفوه عن أعدائه وأعداء حكومته مما يعبر عنهم اليوم بالمعارضة، ولقد كان رسول الله صلي الله عليه و اله والإمام أمير المؤمنين عليه السلام وأهل بيته الطاهرون عليهم السلام، المثل الأعلي في هذا المجال، كما يشهد به التاريخ، وتحدثنا به الروايات والأخبار.

مع الغورث بن الحارث

ففي الخبر: إن النبي صلي الله عليه و اله كان قد ذهب في بعض غزواته ليستريح وينام نوم القيلولة في وقت الضحي، وذلك في ظل شجرة مورقة بعيداً عن أصحابه، فبصر به (غورث بن الحارث) فانتهز الفرصة لقتل النبي صلي الله عليه و اله فجاء حتي وقف عليه ورفع يده مصلتاً سيفه وقال: من يمنعك مني يا أبا القاسم؟

فقال النبي صلي الله عليه و اله: الله.

فسقط السيف من يد غورث، فبدر النبي صلي الله عليه و اله إلي السيف وأخذه ورفعه فوق رأس غورث قائلاً له: يا غورث من يمنعك مني الآن؟

فقال: عفوك، وكن خير آخذ. فتركه النبي صلي الله عليه و اله وعفا عنه، فجاء إلي قومه وقال لهم: (والله جئتكم من عند أكرم خلق الله)().

اللهم اهد قومي

وفي التاريخ: انه لما اشتد الأمر برسول الله صلي الله عليه و اله يوم أحد، حيث قتل المشركون عمه حمزة، ومثّلوا بجسده الشريف، وأخرجوا كبده، وقطعوا أصابع يديه ورجليه، وجدعوا أنفه، وصلموا أذنيه، وفعلوا به ما فعلوا، وقتلوا العشرات من المسلمين، وجرحوا رسول الله صلي الله عليه و اله، تقدم إليه صلي الله عليه و اله بعض أصحابه واقترح عليه أن يدعو عليهم ليعذبهم الله بعذاب من عنده، كما كان يعذب المشركين الأولين بدعاء أنبيائهم عليهم، فلم يقبل النبي صلي الله عليه و اله اقتراحه، وأجابه قائلاً: «إني لم أبعث لعاناً، ولكن بعثت داعياً ورحمة ثم رفع يديه نحو السماء وقال: اللهم اهد قومي فانهم لا يعلمون».

احملوا له تمراً وشعيراً

وفي الخبر: انه جاء اعرابي إلي النبي صلي الله عليه و اله وتناول بيديه أطراف ردائه صلي الله عليه و اله وجذبه جذبة شديدة أثرت أثراً بالغاً في صفحة عنقه، وصرخ قائلاً: يا محمد، احمل لي علي بعيريّ هذين من مال الله الذي عندك، فانك لا تحمل لي من مالك ولا من مال أبيك.

فأراد أصحاب النبي صلي الله عليه و اله تأديبه، فنهاهم رسول الله صلي الله عليه و اله عن ذلك.

ثم التفت النبي صلي الله عليه و اله إلي ذلك الأعرابي وقال له: المال مال الله وأنا عبده، ثم قال صلي الله عليه و اله: ويقاد منك يا اعرابي ما فعلت بي؟

قال الأعرابي: لا؟

فقال النبي صلي الله عليه و اله: ولم؟

قال: لأنك تعفو، وتصفح ولا تكافئ السيئة بالسيئة.

فضحك النبي صلي الله عليه و اله ثم أمر صلي الله عليه و اله أن يحمل له علي بعير شعير، وعلي الآخر تمر».

اليوم يوم المرحمة()

وفي التاريخ: أنه عندما دخل رسول الله صلي الله عليه و اله بأصحابه مكة فاتحاً، حمل الراية سعد بن عبادة وجعل يدور بها في طرقات مكة وينادي قائلاً: «اليوم يوم الملحمة.. اليوم تسبي الحرمة»، فأخبروا بذلك رسول الله صلي الله عليه و اله فأمر علياً عليه السلام بان يدرك سعداً ويأخذ الراية منه، ويدخل بها ادخالاً رفيقاً وينادي في أهل مكة بلين ولطف بعكس ذلك النداء.

فأقبل علي عليه السلام وأخذ الراية من سعد، وجعل يطوف بها في طرقات مكة: وهو ينادي ويكرر النداء قائلاً: «اليوم يوم المرحمة.. اليوم تصان الحرمة»!

ثم ان النبي صلي الله عليه و اله جمع أهل مكة، فنادي فيهم: ما تقولون إني فاعل بكم؟

قالوا: نقول خيراً ونظن خيراً، أخ كريم وابن

أخ كريم.

فقال صلي الله عليه و اله: أقول لكم كما قال أخي يوسف لأخوته: ?لا تثريب عليكم?()، ثم قال صلي الله عليه و اله: «اذهبوا فأنتم الطلقاء» ().

في فتح مكة

ومن كلام له صلي الله عليه و اله خاطب به أهل مكة عندما دخلها فاتحاً: «أيها الناس: من قال لا اله إلا الله فهو آمن، ومن دخل الكعبة فهو آمن، ومن أغلق بابه وكف يده فهو آمن، ومن ألقي سلاحه فهو آمن، ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن دخل دار حكيم بن حزام فهو آمن» ().

ودار أبي سفيان كانت بأعلي مكة، ودار حكيم بن حزام كانت بأسفل مكة، وهما من رؤوس الشرك أسلما كرهاً منهما يوم فتح مكة.

مع أبي سفيان

وفي التاريخ: انه لما دخل النبي صلي الله عليه و اله مكة المكرمة فاتحاً، رأي أبو سفيان أنه لا يستطيع أن يقاوم النبي صلي الله عليه و اله وجيشه، ففكّر أن يستسلم كرهاً، فأقبل إلي النبي صلي الله عليه و اله مستشفعاً بعمّه العباس، فقبل النبي صلي الله عليه و اله شفاعة عمه فيه ووساطته له، مع علمه صلي الله عليه و اله بأن أبا سفيان كان وراء كل الحروب التي شنها المشركون ضده، فانه مع ذلك كله عفي عنه، ولم يؤاخذه بما سبق منه، بل التفت إليه وقال له بلطف ورفق: «ألم يأن لك أن تشهد أن لا اله إلا الله»؟

فقال: بأبي أنت وأمي ما أحلمك؟ وأوصلك، وأكرمك().

عفوه صلي الله عليه و اله عن اليهودية

وفي الكافي عن الإمام الباقر عليه السلام انه قال: «ان رسول الله صلي الله عليه و اله أُتي باليهودية التي سمت الشاة للنبي صلي الله عليه و اله فقال لها: ما حملك علي ما صنعت؟

فقالت: قلت إن كان نبياً لم يضره، وان كان ملكاً أرحتُ الناس منه.

قال عليه السلام: فعفا رسول الله صلي الله عليه و اله عنها» ().

احسانه صلي الله عليه و اله إلي الأعرابي

وفي الخبر: أنه وفد إعرابي علي رسول الله صلي الله عليه و اله وطلب منه شيئاً، فأعطاه النبي صلي الله عليه و اله وقال له: هل أحسنت إليك؟

قال الإعرابي: لا ولا أجملت، قال ذلك وهو في مجلس النبي صلي الله عليه و اله وبمحضر من أصحابه المهاجرين والأنصار، فغضب المسلمون، وشق عليهم تحمل هذه القسوة من الإعرابي، فقام إليه بعض الصحابة ليوبخه ويؤنبه، فأشار إليه النبي صلي الله عليه و اله بالكف عنه، ثم قام صلي الله عليه و اله ودخل منزله وأرسل عليه يطلبه، فلما جاء زاده ثم قال صلي الله عليه و اله له: هل أحسنت إليك؟

قال الإعرابي: نعم، فجزاك الله من أهل وعشيرة خيراً، فقال له رسول الله صلي الله عليه و اله: لقد نقم عليك أصحابي حينما سمعوا مقالتك الأولي، فلو قلت مقالتك الثانية هذه عندهم ليرضوا عنك؟

فقال الأعرابي: سمعاً وطاعة.

ثم ان النبي صلي الله عليه و اله أقبل إلي المسجد، واقبل الأعرابي معه، حتي إذا توسط المسجد التفت إليه رسول الله صلي الله عليه و اله وقال: هل أحسنت إليك يا أخا العرب؟

قال الأعرابي: نعم، فجزاك الله من أهل وعشيرة خيراً، ثم ودّعهم وخرج».

عندها توجه النبي صلي الله عليه و اله إلي أصحابه قائلاً: «مثلي ومثل هذا مثل رجل له ناقة

شردت عليه، فاتبعها الناس، فلم يزدها إلا نفوراً، فناداهم صاحبها: خلوا بيني وبين ناقتي فاني أرفق بها منكم وأعلم. فتوجه لها بين يديها، فأخذ لها من قمام الأرض، فردها حتي جائت، واستناخت، وشد رجلها واستوي عليها، واني لو تركتكم حيث قال الرجل ما قال فقتلتموه دخل النار».

للعفو لا للانتقام

وفي التاريخ: انه لما كذّب المشركون رسول الله صلي الله عليه و اله وآذوه، وافتروا عليه، واتهموه بالجنون والسحر وما أشبه، وبصقوا في وجهه الكريم، وداسوا عنقه، وقاطعوه، وقتلوا أصحابه، وعذبوهم، وشردوهم، وتتبعوهم تحت كل حجر ومدر، وفعلوا ما فعلوا به صلي الله عليه و اله طوال السنين الصعاب، نزل عليه صلي الله عليه و اله جبرئيل عليه السلام من عند الله تعالي قائلاً: «إن الله تعالي قد سمع قول قومك لك، وما ردوا عليك، وقد أمر ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم».

فناداه صلي الله عليه و اله ملك الجبال وسلم عليه وقال: «مرني بما شئت، ان شئت ان اطبق عليهم الأخشبين»

فقال النبي صلي الله عليه و اله: «بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده، ولايشرك به شيئاً».

حرية المعارضة

مسألة: ينبغي للحاكم الإسلامي والحكومة الإسلامية السماح للمعارضة بأن تعيش في كنف الإسلام، وظلال الحكم الإسلامي، وحقوقها محفوظة ما دام لم تشهر السيف والسلاح ضد المسلمين، وهكذا كان يتعامل رسول الله صلي الله عليه و اله وأمير المؤمنين عليه السلام مع أفراد المعارضة.

فقد كان ابن الكوا من قيادي المعارضة آنذاك، إذ كان كما في التاريخ رجلاً منافقاً خارجياً() مشاكساً أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في حكومته الواسعة، التي كانت ذلك اليوم أوسع حكومة علي وجه الأرض، وكان علي عليه السلام بالإضافة إلي انه إمام من عند الله تعالي وتعيين من الرسول صلي الله عليه و اله أكبر حاكم علي وجه الكرة الأرضية..

فكان ابن الكوا يلقي اعتراضاته علي أمير المؤمنين عليه السلام في أوساط عامة، وبصورة شرسة، وبكل صلافة ووقاحة، فلم يمنعه عليه السلام عن شيء من ذلك إلا بالنصيحة والموعظة.

ففي

البحار عن (المناقب) بسنده: «كان علي عليه السلام في صلاة الصبح فقرأ ابن الكوا من خلفه معرّضاً به: ?ولقد أوُحيَ إليك والي الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين?().

فأنصت علي عليه السلام تعظيماً للقرآن حتي فرغ ابن الكوا من الآية، ثم عاد عليه السلام في قراءته، ثم أعاد ابن الكوا الآية ثانية، فأنصت علي عليه السلام أيضاً حتي فرغ ابن الكوا من الآية، ثم عاد عليه السلام في قراءته، فلما قرأ أعاد ابن الكوا الآية ثالثةً، فأنصت علي عليه السلام أيضاً، حتي إذا فرغ ابن الكوا من الآية، قرأ عليه السلام قوله تعالي وكأنه يجيبه به: ?فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون?() ثم أتم السورة وركع عليه السلام» ().

نعم، وهكذا كان تعامل الإمام أمير المؤمنين عليه السلام مع سائر معارضيه من الخوارج الذين خالفوه وعارضوه، ومن غيرهم، فانهم كانوا الأعداء الألدّاء له عليه السلام ولكنهم ماداموا لم يرفعوا السلاح، ولم يتعرض لهم الإمام أمير المؤمنين عليه السلام بسوء، حتي أنه لم يقطع عنهم عطاءهم من بيت المال.

وفي التاريخ: «ان الإمام أمير المؤمنين عليه السلام عندما كان بالكوفة أيام خلافته: مرت امرأة جميلة فرمقها القوم بأبصارهم. فقال أمير المؤمنين عليه السلام: ان أبصار هذه الفحول طوامح، وان ذلك سبب هبابها، فإذا نظر أحدكم إلي امرأة تعجبه فليلامس أهله، فإنما هي امرأة كامرأته، فقال رجل من الخوارج وكان حاضراً هناك: قاتله الله كافراً ما أفقهه.

قال: فوثب القوم ليقتلوه.

فقال لهم عليه السلام: رويدا إنما هو سب بسب، أو عفو عن ذنب» ().

من شروط الحكم والحاكم

مسألة: ينبغي للحاكم الإسلامي والحكومة الإسلامية النزاهة الكاملة من حب الدنيا وجمع الأموال، فان المال إذا كان بيد الحاكم

والحكومة، أفلس الناس وعاشوا الفقر والجهل، والمرض والموت، وإذا كان بيد الناس، كان علامة علي نظافة الحاكم والحكومة وأمانتها الاقتصادية.

كما أن العزوف عن الدنيا وعن جمع الأموال هو اقتداء بالرسول صلي الله عليه و اله وبأهل بيته الطاهرين عليهم السلام، فان رسول الله صلي الله عليه و اله لم يورث درهماً ولا ديناراً ولا عبداً ولا وليدة ولا شاة ولا بعيراً، ولقد قبض رسول الله صلي الله عليه و اله وان درعه مرهونة عند يهودي من يهود المدينة بعشرين صاعاً من شعير استلفها نفقة لأهله().

وعن ابن عباس: «ان رسول الله صلي الله عليه و اله توفي ودرعه مرهونة عند رجل من اليهود علي ثلاثين صاعاً من شعير أخذها رزقاً لعياله» ().

وقال الإمام الصادق عليه السلام: «مات رسول الله صلي الله عليه و اله وعليه دين» ().

وهكذا كان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وسائر الأئمة المعصومين عليهم السلام فعن أبي جعفر عليه السلام قال: «قبض علي عليه السلام، وعليه دين ثمانمأة ألف درهم» ().

وعن الإمام الصادق عليه السلام قال: «مات الحسن عليه السلام وعليه دين، وقتل الحسين عليه السلام وعليه دين» ().

وعن أبي جعفر عليه السلام قال: «ان الحسين عليه السلام قتل وعليه دين، وان علي بن الحسين عليه السلام باع ضيعة له بثلاثمائة ألف ليقضي دين الحسين عليه السلام وعدات كانت عليه».

وفي حديث آخر: «همّ علي بن الحسين عليه السلام بدين أبيه حتي قضاه الله».

وعن أبي عبد الله عليه السلام: «قد مات رسول الله صلي الله عليه و اله وعليه دين، وقد مات علي عليه السلام وعليه دين، ومات الحسن عليه السلام وعليه دين، وقتل الحسين عليه السلام وعليه دين» ().

الزهد والحاكم الاسلامي

مسألة:

ينبغي للحكومة الإسلامية والحاكم الإسلامي الزهد في الدنيا، والعزوف عنها، وعدم التلوث بها، أو الانغماس فيها، وترك مباهجها وزخارفها، تجنّباً للوعيد الذي توعّد به الله الحكام المترفين، من النار والاغلال إذا هم لم يزهدوا في الدنيا، واقتداءً برسول الله صلي الله عليه و اله وبأهل بيته الطاهرين عليهم السلام الذين واسوا بأنفسهم أضعف رعيتهم في المسكن والملبس، والمأكل والمشرب.

ففي نهج البلاغة قال عليه السلام في زهد رسول الله صلي الله عليه و اله: «قضم الدنيا قضماً، ولم يُعرهاً طرفاً، أهضم أهل الدنيا كشحاً، وأخمصهم من الدنيا بطناً، عُرضت عليه الدنيا فأبي أن يقبلها… ولقد كان صلي الله عليه و اله يأكل علي الأرض، ويجلس جلسة العبد، ويخصف بيده نعله، ويرقع بيده ثوبه، ويركب الحمار العاري، ويُردف خلفه، ويكون الستر علي باب بيته فتكون فيه التصاوير فيقول: يا فلانة لإحدي زوجاته غيّبيه عني، فاني إذا نظرت إليه ذكرت الدنيا وزخارفها، فأعرض عن الدنيا بقلبه، وأمات ذكرها من نفسه، وأحب أن تغيب زينتها عن عينه، لكيلا يتخذ منها رياشاً، ولا يعتقدها قراراً، ولا يرجوا فيها مُقاماً… خرج من الدنيا خميصاً، وورد الآخرة سليماً، لم يضع حجراً علي حجر، حتي مضي لسبيله، وأجاب داعي ربه، فما أعظم منّة الله عندنا حين أنعم علينا به سلفاً نتبعه، وقائداً نطأ عقبه، والله لقد رقّعت مدرعتي هذه حتي استحييت من راقعها، ولقد قال لي قائل: ألا تنبذها عنك؟ فقلت اغرب عني، فعند الصباح يحمد القوم السُّري» ().

وقال أمير المؤمنين عليه السلام في كتابه إلي عامله علي البصرة عثمان بن حنيف الأنصاري: «إلا وان لكل مأموم إماماً يقتدي به، ويستضيء بنور علمه، ألا وان إمامكم قد اكتفي من دنياه بطمريه() ومن طعمه

بقرصيه، الا وانكم لا تقدرون علي ذلك، ولكن أعينوني بورع واجتهاد، وعفة وسداد، فوالله ما كنزت من دنياكم تبراً() ولا ادخرت من غنائمها وفراً()، ولا أعددت لبالي ثوبي طمرا، ولا حزت من أرضها شبراً، ولا أخذت منها إلا كقوت أتان دبرة()، ولهي في عيني أوهي وأهون من عفصة مقرة» ().

وقال أيضاً عليه السلام: «ولو شئت لاهتديت الطريق إلي مصفي هذا العسل، ولباب هذا القمح، ونسائج هذا القز، ولكن هيهات أن يغلبني هواي، ويقودني جشعي إلي تخير الأطعمة، ولعل بالحجاز أو اليمامة، من لا طمع له في القرص، ولا عهد له بالشبع، أو أبيت مبطاناً، وحولي بطون غرثي() وأكباد حري() أو أكون كما قال القائل:

وحسبك داءاً أن تبيت ببطنة وحولك أكباد تحن إلي القد

ثم ان الإمام أمير المؤمنين عليه السلام لما قدم الكوفة لم يسكن القصر المعروف ب(دار الامارة) رغم طلب أشراف الكوفة منه عليه السلام أن يسكنها، وإنما كانت هناك داراً متواضعة لأحد أقربائه فاستأجرها وسكنها، زهداً منه عليه السلام في الدنيا، واعراضاً عن زينتها وزخارفها.

القائد والأخلاق الاجتماعية

مسألة: ينبغي للحاكم والقائد الإسلامي أن يكون في أعلا درجات النظافة في حياته الشخصية والاجتماعية، وذلك كما كان رسول الله صلي الله عليه و اله وأهل بيته الطاهرون عليهم السلام حيث أنهم كانوا المثل الأعلي في النظافة في كل حياتهم الشخصية والاجتماعية.

قال الله تعالي في حق نبيه الكريم: ?وانك لعلي خلق عظيم?().

وقال سبحانه في صفة رسوله المصطفي: ?عزيز عليه ما عنتّم حريص عليكم?().

وروي عن سلمان الفارسي انه قال: «دخلت علي رسول الله صلي الله عليه و اله وهو متكئ علي وسادة فألقاها الي، ثم قال صلي الله عليه و اله: يا سلمان ما من مسلم دخل علي أخيه المسلم

فيلقي له الوسادة إكراماً له إلا غفر الله له» ().

وروي عن جرير قال: «ان النبي صلي الله عليه و اله دخل بعض بيوته فامتلأ البيت يعني: لم يبق مجال لشخص آخر لازدحام البيت بالمسلمين أو ببعض عوائله ودخل جرير فقعد خارج البيت فأبصره النبي صلي الله عليه و اله فأخذ ثوبه فلفه فرمي به إليه وقال: اجلس علي هذا، فأخذه جرير فوضعه علي وجهه فقبله» ().

وعن ابن عباس قال: «كان رسول الله صلي الله عليه و اله يجلس علي الأرض، ويأكل علي الأرض، ويحتلب الشاة ويجيب دعوة المملوك» ().

وعن أبي ذر انه قال: «كان رسول الله صلي الله عليه و اله يجلس بين ظهراني أصحابه فيجيء الغريب فلا يدري أيهم هو حتي يسأل» ().

وعن ابن مسعود انه قال: «أتي النبي صلي الله عليه و اله رجل يكلمه فأرعد، فقال صلي الله عليه و اله: هون عليك، فلست بملك، إنما أنا ابن امرأة كانت تأكل القد» (). والقد: هو القديد، وهو اللحم المجفف في الشمس.

وروي عن أنس بن مالك قال: «كان رسول الله صلي الله عليه و اله يعود المريض، ويتبع الجنازة، ويجيب دعوة المملوك، ويركب الحمار، وكان يوم خيبر، ويوم قريظة، والنضير، علي حمار مخطوم بحبل من ليف، تحته أكاف من ليف».

وكان رسول الله صلي الله عليه و اله إذا مر علي جماعة بدأهم بالسلام، حتي قال بعض أصحابه: انه كلما أراد أن يبدأ النبي صلي الله عليه و اله بالسلام إذا التقي به فإذا النبي صلي الله عليه و اله يسبقه ويسلم عليه().

وروي عن أنس: ان النبي صلي الله عليه و اله أدركه أعرابي فأخذ بردائه، فجبذه جبذة شديدة حتي نظرت إلي صفحة عنق

رسول الله صلي الله عليه و اله وقد أثرت بها حاشية الرداء من شدة جبذته ثم قال له: يا محمد مر لي من مال الله الذي عندك. فالتفت إليه رسول الله صلي الله عليه و اله فضحك وأمر له بعطاء().

اجتماعيات رسول الله صلي الله عليه و اله

وروي عن أمير المؤمنين علي صلي الله عليه و اله انه قال: «ما صافح رسول الله صلي الله عليه و اله أحداً قط فنزع يده من يده حتي يكون هو الذي ينزع يده.

وما فاوضه أحد في حاجة أو حديث فانصرف حتي يكون الرجل هو الذي ينصرف.

وما نازعه الحديث حتي يكون هو الذي يسكت.

وما رأي مقدماً رجليه بين يدي جليس له قط.

ولا عرض له قط أمران إلا أخذ بأشدهما.

وما انتصر لنفسه من مظلمة حتي ينتهك محارم الله فيكون حينئذ غضبه لله تبارك وتعالي.

وما أكل متكئاً قط حتي فارق الدنيا.

وما سئل شيئاً قط فقال: لا.

وما رد سائلاً حاجة إلا بها أو بميسور من القول.

وكان أخف الناس صلاة في تمام.

وكان أقصر الناس خطبة وأقله هذراً.

وكان يعرف بالريح الطيب إذا أقبل.

وكان إذا أكل مع القوم كان أول من يبدء وآخر من يرفع يده.

وكان إذا أكل أكل مما يليه فإذا كان الرطب والتمر جالت يده.

وإذا شرب شرب ثلاثة أنفاس.

وكان يمص الماء مصاً ولا يعبه عباً.

وكان يمينه لطعامه وشرابه وأخذه وإعطائه.

كان لا يأخذ إلا بيمينه ولا يعطي إلا بيمينه.

وكان شماله لما سوي ذلك من بدنه.

وكان يحب التيمن في كل أموره، في لبسه وتنعله وترجله.

وكان إذا دعا دعا ثلاثا.

وإذا تكلم تكلم وتراً.

وإذا استأذن استأذن ثلاثاً.

وكان كلامه فصلاً يتبينه كل من سمعه.

وإذا تكلم رأي كالنور يخرج من بين ثناياه.

وإذا رأيته قلت: أفلج الثنيتين وليس بافلج.

وكان نظره اللحظ بعينه.

وكان لا يكلم أحداً بشيء يكرهه.

وكان

إذا مشي ينحط من صبب.

وكان يقول: ان خياركم أحسنكم أخلاقاً.

وكان لا يذم ذواقاً ولا يمدحه.

ولا يتنازع أصحابه الحديث عنده.

وكان المحدث عنه يقول: لم أر بعيني مثله قبله ولا بعده صلي الله عليه و اله().

من أخلاق أمير المؤمنين عليه السلام

من أخلاق أمير المؤمنين عليه السلام

مسألة: يجب علي الحكومة الإسلامية والحاكم الإسلامي أن يتأسي برسول الله صلي الله عليه و اله وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في النزاهة والأمانة أيام إدارة الحكم.

ففي بحار الأنوار، عن المناقب عن الإمام محمد الباقر عليه السلام انه قال: «ولقد ولي علي عليه السلام خمس سنين وما وضع آجرة علي آجرة، ولا لبنة علي لبنة، ولا اقطع قطيعاً، ولا أورث بيضاء، ولا حمراء» ().

وقال علي عليه السلام: «دخلت بلادكم بأسمالي هذه، ورحلي وراحلتي ها هي، فان أنا خرجت من بلادكم بغير ما دخلت فانني من الخائنين» ().

وعن علي عليه السلام: «ما كان لنا إلا أهاب كبش أبيت مع فاطمة بالليل عليها، ونعلف عليها الناضح بالنهار» ().

و «رئي علي علي عليه السلام إزار غليظ اشتراه بخمسة دراهم، ورئي عليه إزار مرقوع فقيل له في ذلك فقال عليه السلام: يقتدي به المؤمنون، ويخشع له القلب، وتذل به النفس، ويقصد به المبالغ، وفي رواية أشبه بشعار الصالحين إلي قوله وأجدر أن يقتدي به المسلم» ().

وورد: «أن علي بن أبي طالب عليه السلام نظر إلي فقير انخرق كم ثوبه، فخرق كم قميصه وألقاه إليه» ().

ما عندي غيرها

وفي كشف الغمة: قال هارون بن عنترة حدثني أبي قال: دخلت علي علي بن أبي طالب عليه السلام بالخورنق (وهي موضع بالكوفة آنذاك والآن بظاهر الحيرة) وهو يرعد تحت سمل قطيفة (أي: الثوب الخلق البالي).

فقلت: يا أمير المؤمنين إن الله تعالي جعل لك ولأهل بيتك في هذا المال ما يعم وأنت تصنع بنفسك ما تصنع؟.

فقال عليه السلام: «والله ما أرزأكم من أموالكم شيئاً وان هذا لقطيفتي التي خرجت بها من منزلي من المدينة ما عندي غيرها» ().

وقال الإمام الباقر عليه السلام: «كان

علي بن أبي طالب عليه السلام ليطعم الناس خبز البر واللحم، وينصرف إلي منزله ويأكل خبز الشعير، والزيت والخل» ().

ولم يُنخل له طعام

وعن سويد بن غفلة قال: «دخلت علي علي بن أبي طالب عليه السلام العصر، فوجدته جالساً بين يديه صحيفة فيها لبن حازر أجد ريحه من شدة حموضته، وفي يده رغيف أري قشار الشعير في وجهه، وهو يكسره بيده أحياناً، فإذا غلبه كسره بركبته وطرحه فيه.

فقال عليه السلام: ادن فأصب من طعامنا هذا إلي أن قال: فقلت لجاريته وهي قائمة بقرب منه: ويحك يا فضة ألا تتقين الله في هذا الشيخ؟ ألا تنخلون له طعاماً مما أري فيه من النخالة.

قال علي عليه السلام لي: ما قلت لها؟

قال: فأخبرته.

فقال عليه السلام: بأبي وأمي من لم ينخل له طعام، ولم يشبع من خبز البر ثلاثة أيام حتي قبضه الله عزوجل» () ويقصد به رسول الله صلي الله عليه و اله.

وفي العام مرّة

وقال علي عليه السلام: «واعلم إن إمامكم قد اكتفي من دنياه بطمريه() لسدّ فورة جوعه بقرصيه() لا يطعم الفلذة() في حوله إلا في ستة أضحيته» ().

وقد قال عليه السلام: «والله لدنياكم هذه أهون في عيني من عراق خنزير في يد مجذوم» ().

اقتسموا هذا المال

وروي ابن شهر آشوب رحمة الله عليه في كتاب مناقب آل أبي طالب عن سالم الجحدري قال: «شهدت علي بن أبي طالب عليه السلام أتي بمال عند المساء فقال: اقتسموا هذا المال.

فقالوا: قد أمسينا يا أمير المؤمنين فأخره إلي غد.

فقال لهم: تقبلون لي أن أعيش إلي غد؟

قالوا: ماذا بأيدينا؟

فقال: لا تؤخروه حتي تقسموه» ().

التسوية في العطاء

وعن أمير المؤمنين عليه السلام انه أمر عمار بن ياسر وعبد الله بن أبي رافع وأبا الهيثم بن التيهان، ان يقسموا فيئاً بين المسلمين، وقال لهم:

_ «أعدلوا بينهم ولا تفضلوا أحداً علي أحد، فحسبوا فوجدوا الذي يصيب كل رجل من المسلمين ثلاثة دنانير، فأعطوا الناس.

فأقبل عليهم طلحة والزبير ومع كل واحد منهما ابنه، فدفعوا إلي كل واحد منهم ثلاثة دنانير، فقال طلحة والزبير، ليس هكذا كان يعطينا عمر، فهذا منكم أو عن أمر صاحبكم؟

قالوا: بل هكذا أمرنا أمير المؤمنين عليه السلام.

فمضيا إليه عليه السلام، فوجداه في بعض أحواله قائما في الشمس علي أجير له يعمل بين يديه، فقالا له: تري أن ترتفع معنا إلي الظل؟

قال: نعم.

فقالا له: انا أتينا إلي عمالك علي قسمة هذا الفيء، فأعطوا كل واحد منا مثل ما أعطوا سائر الناس.

قال: وما تريدان؟

قالا: ليس كذلك كان يعطينا عمر.

قال عليه السلام: فما كان رسول الله صلي الله عليه و اله يعطيكما؟

فسكتا.

فقال عليه السلام: أليس كان النبي صلي الله عليه و اله يقسم بين المسلمين بالسوية من غير زيادة؟

قالا: نعم.

قال: أفسنة رسول الله صلي الله عليه و اله أولي بالاتباع عندكما، أم سنة عمر؟

قالا: سنة رسول الله صلي الله عليه و اله، ولكن يا أمير المؤمنين لنا سابقة وعناء وقرابة، فان رأيت أن لا تسوينا بالناس، فافعل.

قال: سابقتكما أسبق أم

سابقتي؟

قالا: سابقتك، قال: فقرابتكما أقرب أم قرابتي؟

قالا: قرابتك.

قال: فعناؤكما أعظم أم عنائي؟

قالا: بل أنت يا أمير المؤمنين أعظم عناءاً.

قال: فوالله ما أنا وأجيري هذا في المال، إلا بمنزلة واحدة، وأومي بيده الي الأجير الذي بين يديه» (). الخبر.

أمين بيت المال

وأخرج ابن شهر آشوب (قده) في المناقب «انه عليه السلام كان يأتي عليه وقت لا يكون عنده قيمة ثلاثة دراهم يشتري بها إزاراً، وما يحتاج اليه، ثم يقسم كل ما في بيت المال علي الناس ثم يصلي فيه فيقول: «الحمد لله الذي أخرجني منه كما دخلته» ().

في سوق الكوفة

وفي البحار عن المناقب، عن أبي الجيش البلخي قال: «ان علي بن أبي طالب عليه السلام اجتاز بسوق الكوفة فتعلق به كرسي فتخرق قميصه، فأخذه بيده، ثم جاء به إلي الخياطين فقال: خيطوا لي ذا بارك الله فيكم» ().

قميص من كرابيس

وعن الأشعث العبدي قال: «رأيت علياً عليه السلام اغتسل في الفرات يوم جمعة، ثم ابتاع قميصاً كرابيس بثلاثة دراهم، فصلي بالناس الجمعة وما خيط جربانه بعد» ().

وعن الزمخشري قال: «ان علياً اشتري قميصاً فقطع ما فضل عن أصابعه ثم قال للرجل حصه». أي: خط كفافه().

وعن أبي رجاء قال أخرج علي عليه السلام سيفاً إلي السوق فقال: «من يشتري مني هذا، فوالذي نفس علي بيده لو كان عندي ثمن أزار ما بعته. فقلت له: أنا أبيعك أزاراً، وأنسئك ثمنه إلي عطائك. فدفعت إليه أزاراً إلي عطائه، فلما قبض عطائه دفع الي ثمن الأزار» ().

هدايا خاصة وعامة

وقال حكيم بن أوس: «أتُي إلي أمير المؤمنين عليه السلام بأحمال فاكهة فأمر ببيعها، وأن يطرح ثمنها في بيت المال» ().

وعن عاصم بن ميثم قال: «انه أهدي إلي علي عليه السلام سلال خبيص له خاصة، فدعا بسفرة، فنثره عليه ثم جلسوا حلقتين يأكلون».

وعن أبي حريز قال: ان المجوس أهدوا إلي علي عليه السلام يوم النيروز جامات من فضة فيها سكر، فقسم عليه السلام السكر بين أصحابه وحسبها من جزيتهم.

قال: وبعث دهقان إلي علي عليه السلام بثوب منسوج بالذهب، فابتاعه منه عمرو بن حريث بأربعة آلاف درهم إلي العطاء» ()، أي وضعه في بيت المال.

أشبه الناس برسول الله صلي الله عليه و اله

وعن الإمام الصادق عليه السلام قال: (كان علي عليه السلام أشبه الناس طعمة وسيرة برسول الله صلي الله عليه و اله وكان يأكل الخبز والزيت، ويطعم الناس الخبز واللحم، وكان عليه السلام: يستقي ويحتطب(). وكان يرقع مدرعته بنفسه. وكان يخيط ثوبه بنفسه، وكان يخصف نعله بنفسه)().

مع طارق الليل

وقال علي عليه السلام في بعض خطبه بعد ما ذكر قصة عقيل ورده عليه السلام له: «واعجب من ذلك أي: من رجاء عقيل أن أعطيه زائدا علي سائر المسلمين طارق طرقنا بملفوفةٍ() في وعائها، ومعجونة شنئتها () كانما عجنت بريق حية أو قيئها. فقلت: أصلة، أم زكاة، أم صدقة؟ فذلك محرم علينا أهل البيت.

فقال: لا ذا، ولا ذاك، ولكنها هدية.

فقلت: هبلتك الهبول()، أعن دين الله أتيت لتخدعني؟ أمختبط أنت؟ أم ذو جنة؟ أم تهجر. والله! لو أعطيت الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها علي أن أعصي الله في نملة أسلبها جلب شعيرة() ما فعلته، وان دنياكم عندي لأهون من ورقة في فم جرادة تقضمها» ().

ولما وُليّ علي عليه السلام

وعن الإمام الصادق عليه السلام قال: «لما ولي علي عليه السلام صعد المنبر فحمد الله وأثني عليه ثم قال: أما إني والله لا ارزئكم من فيئكم هذا درهماً ما قام لي عذق بيثرب، فلتصدقكم أنفسكم، أفتروني مانعاً نفسي ومعطيكم؟

قال: فقام إليه عقيل كرم الله وجهه فقال له: أتجعلني وأسود في المدينة سواء!!

فقال عليه السلام: اجلس ما كان ههنا أحد يتكلم غيرك؟ وما فضلك عليه إلا بسابقة أو بتقوي» ().

حتي يخرج عطائي

أخرج ابن شهر آشوب في المناقب عن جمل أنساب الأشراف قال: «قدم عقيل علي علي عليه السلام فقال للحسن عليه السلام: اكس عمك، فكساه قميصاً من قميصه، ورداءاً من أرديته.

فلما حضر العشاء فإذا هو خبز وملح، فقال عقيل: ليس إلا ما أري؟

فقال علي عليه السلام: أو ليس هذا من نعمة الله وله الحمد كثيراً؟

فقال عقيل: أعطني ما أقضي به ديني، وعجل سراحي حتي أرحل عنك،

قال عليه السلام: فكم دينك يا أبا يزيد؟

قال: مائة ألف درهم.

قال عليه السلام: لا والله ما هي عندي ولا أملكها، ولكن اصبر حتي يخرج عطائي فأواسيكه، ولولا انه لا بد للعيال من شيء لأعطيتك كله.

فقال عقيل: بيت المال في يدك وأنت تسوفني إلي عطائك؟ وما عساه يكون، ولو أعطيتنيه كله؟

فقال عليه السلام: ما أنا وأنت فيه إلا بمنزلة رجل من المسلمين وكانا يتكلمان في مكان يشرف علي صناديق أهل السوق فقال له علي عليه السلام: إن أبيت يا أبا يزيد ما أقول فانزل إلي بعض هذه الصناديق فاكسر أقفاله وخذ ما فيه.

فقال: وما في هذه الصناديق؟

قال: فيها أموال التجار.

قال: أتأمرني أن أكسر صناديق قوم قد توكلوا علي الله وجعلوا فيها أموالهم؟

فقال أمير المؤمنين عليه السلام: أتأمرني أن أفتح بيت مال المسلمين فأعطيك

أموالهم وقد توكلوا علي الله وأقفلوا عليها.

ثم قال له علي عليه السلام في صيغة استثارة لإيمانه وتديّنه: وان شئت أخذت سيفك وأخذت سيفي وخرجنا جميعاً إلي الحيرة فان بها تجاراً مياسير، فدخلنا علي بعضهم وأخذنا ماله!

فقال عقيل: أو سارقاً جئت؟

قال: تسرق من واحد خير من أن تسرق عن المسلمين جميعاً().

ثكلتك الثواكل

وفي نهج البلاغة: «والله لقد رأيت عقيلاً وقد أملق حتي استماحني من بركم صاعا، ورأيت صبيانه شعث الشعور، غبر الألوان من فقرهم، كأنما سودت وجوههم بالعظلم، وعاودني مؤكداً، وكرر علي القول مردداً. فأصغيت إليه سمعي، فظن أني أبيعه ديني، واتبع قياده مفارقاً طريقتي، فأحميت له حديدة ثم أدنيتها من جسمه ليعتبر بها، فضج ضجيج ذي دنف من ألمها، وكاد أن يحترق من ميسمها فقلت له: ثكلتك الثواكل يا عقيل أتئن من حديدة أحماها انسانها للعبه، وتجرني إلي نار سجرها جبارها لغضبه؟ أتئن من الأذي، ولا ائن من لظي؟».

لا تفاضل في العطاء

وأخرج الشيخ المفيد رحمة الله عليه في الاختصاص حديثاً جاء فيه: «ثم ترك يعني: أمير المؤمنين عليه السلام التفضيل لنفسه وولده علي أحد من أهل الإسلام. دخلت عليه أخته أم هاني بنت أبي طالب فدفع إليها عشرين درهماً، فسألت أم هاني مولاتها العجمية فقالت: كم دفع إليك أمير المؤمنين؟

فقالت: عشرين درهماً، فانصرفت مسخطة، فقال لها علي عليه السلام: انصرفي رحمك الله ما وجدنا في كتاب الله فضلاً لإسماعيل علي إسحاق» ().

أدخله بيت المال

وروي المؤرخون: «انه بعث إلي أمير المؤمنين عليه السلام من البصرة من غوص البحر بتحفة لا يدري ما قيمته، فقالت له ابنته أم كلثوم: يا أمير المؤمنين أتجمل به ويكون في عنقي؟

فقال علي عليه السلام لخازن بيت المال أبي رافع: يا أبا رافع أدخله إلي بيت المال، ثم قال لابنته: ليس إلي ذلك سبيل حتي لا تبقي امرأة من المسلمين إلا ولها مثل مالك» ().

حتي يأتي حظّنا منه

وأخرج المناقب عن أم عثمان أم ولد أمير المؤمنين عليه السلام قالت: جئت علياً عليه السلام وبين يديه قرنفل مكتوب في الرحبة، فقلت: يا أمير المؤمنين هب لابنتي من هذا القرنفل قلادة، فقال عليه السلام: هاك ذا، ونفذ بيده إلي درهماً، ثم قال عليه السلام: فانما هذا للمسلمين أولاً، فاصبري حتي يأتينا حظنا منه فنهب لابنتك قلادة» ().

ما أجد لك شيئاً

وعبد الله بن جعفر الطيار، لما ضاقت عليه الدنيا ذات مرة جاء إلي عمه أمير المؤمنين عليه السلام وقال: يا أمير المؤمنين لو أمرت لي بمعونة أو نفقة فوالله مالي نفقة إلا أن أبيع دابتي. فقال عليه السلام له: لا والله ما أجد لك شيئاً إلا أن تأمر عمك أن يسرق فيعطيك().

المشي خلف الراكب

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «خرج أمير المؤمنين عليه السلام علي أصحابه وهو راكب، فمشوا خلفه فالتفت إليهم فقال: لكم حاجة؟

فقالوا: لا يا أمير المؤمنين، ولكننا نحب أن نمشي معك.

فقال لهم: انصرفوا فان مشيَ الماشي مع الراكب مفسدة للراكب ومذلة للماشي».

قال: وركب مرة أخري فمشوا خلفه فقال عليه السلام: «انصرفوا، فان خفق النعال خلف أعقاب الرجال مفسدة لقلوب النوكي» () أي الحمقي.

العاقبة للمتقين

وأخرج المناقب عن زاذان: ان علياً عليه السلام كان يمشي في الأسواق وحده وهو إذ ذاك يرشد الضال، ويعين الضعيف، ويمر بالبياع والبقال فيفتح عليه القرآن ويقرء: ?تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علواً في الأرض ولا فساداً، والعاقبة للمتقين?().

ليلة في بيت المال

وعن ابن مردويه قال: «وسمعت مذاكرة انه عليه السلام دخل عليه عمرو بن العاص ليلة وهو في بيت المال، فطفئ السراج، وجلس في ضوء القمر، ولم يستحل أن يجلس في الضوء من غير استحقاق» ().

عليَّ بالعرفاء

وفي المناقب: «ان قنبراً قدم إلي أمير المؤمنين عليه السلام جامات من ذهب وفضة في الرحبة وقال: انك لا تترك شيئاً إلا قسمته فخبأت لك هذا.

فسل سيفه وقال: ويحك لقد أحببت أن تدخل بيتي ناراً؟ ثم استعرضها بسيفه فضربها حتي انتثرت من بين إناء مقطوع بضعة وثلاثين وقال: علي بالعرفاء. فجاءوا، فقال عليه السلام: هذا بالحصص» ().

لا فرق بين العرب والموالي

وروي: «إن امرأتين أتتا علياً عليه السلام إحداهما من العرب والأخري من الموالي فسألتاه، فدفع إليهما دراهم وطعاماً بالسواء، فقالت إحداهما: إني امرأة من العرب وهذه من العجم. فقال عليه السلام: إني والله لا أجد لبني إسماعيل في هذا الفيء فضلاً علي بني إسحاق» ().

نظافة الحرب

مسألة: الحرب في الإسلام هي خلاف الأصل، ولذا يقتصر فيها علي أقصي موارد الضرورة، وقد راعي الإسلام في الحرب نظافة لم تر البشرية مثلها قط رغم كثرة المنظمات الدولية اليوم التي تدعي بأنها تراقب الحروب، وتندد بالانتهاكات التي تتكرر فيها.

ولا بأس هنا بذكر بعض ما جاء من وصايا رسول الله صلي الله عليه و اله والإمام أمير المؤمنين عليه السلام وذكر بعض المسائل الشرعية والنماذج العملية من سيرة النبي الكريم صلي الله عليه و اله وأهل بيته الطاهرين عليهم السلام في هذا الخصوص.

ففي الكافي عن الصادق عليه السلام قال: «كان رسول الله صلي الله عليه و اله إذا أراد أن يبعث سرية، دعاهم فأجلسهم بين يديه، ثم يقول: سيروا بسم الله وبالله وفي سبيل الله وعلي ملة رسول الله… لا تغلوا، ولا تمثلوا، ولا تغدروا، ولا تقتلوا شيخاً فانياً، ولا صبياً، ولا امرأة، ولا تقلعوا شجراً، إلا أن تضطروا إليها، وأيما رجل من أدني المسلمين أو أفضلهم نظر إلي رجل من المشركين، فهو جار حتي يسمع كلام الله، فان تبعكم فأخوكم في الدين، وان أبي فأبلغوه مأمنه، واستعينوا بالله عليه» ().

وفي هذه الوصية أجمل منشور لحقوق الإنسان عرض علي العالم في مجال الحرب والعسكر، فانه لم يسبق له مثيل، ولم يأت له نظير، فهل هناك من يوصي جيشه بأن يكون حربه لله وفي سبيل الله، وأن لا يغل ولا يختلس

شيئا من الأموال والغنائم لأن الله تعالي يقول: ?ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة?() وان لا يمثّل بقتيل، لأن رسول الله صلي الله عليه و اله قال: «إياكم والمثلة ولو بالكلب العقور» ()، وأن لا يجهز علي جريح، وإلي آخر ما في الوصية من بنود أخلاقية ومواد إنسانية؟

المستثني قتلهم في الحرب

المستثني قتلهم في الحرب

ثم إن الإسلام قد استثني من قتل الأعداء المتواجدين في ساحة القتال والحرب، قتل عشر طوائف من الكفار المحاربين أو أربع عشرة طائفة علي قول بعض آخر من الفقهاء فانهم لا يقتلون ولا يصابون بأذي رغم تواجدهم في المعركة، وهذا من ميزات الإسلام التي لا توجد في غيره.

وهؤلاء هم:

1 الشيخ الفاني الذي لا يقدر علي حمل السلاح.

2 المرأة التي لا تشترك في الحرب، وان كانت تسعف الجرحي والمحاربين وتساعدهم في المأكل والملبس ونحو ذلك.

3 الطفل قبل بلوغه البلوغ الشرعي، وهو إكمال خمس عشرة سنة غالباً.

4 من به الشلل والزمن وكل مقعد لا يقوم علي رجليه.

5 الأعمي.

6 كل مريض أقعده المرض.

7 الرسول الذي يأتي برسالة من الكفار المحاربين إلي المسلمين.

8 الراهب المنشغل بعبادته، وان كان مع المحاربين، ويدعو لهم بالنصر ولكنه لايشترك في الحرب عملياً.

9 المجنون.

10 كل من لا مصلحة انتصارية في قتله.

وأضاف عدد من الفقهاء أربع طوائف أخر لا يقتلون أيضاً وهم:

11 الفلاح والمزارع الذي يعمر الأرض بالزرع.

12 أصحاب الصناعات، كالمهندسين، والمخترعين، ونحوهم.

13 أصحاب الحرف كالنجار، والصائغ، ونحوهم.

14 الخنثي.

من نصوص الاستثناء

ويدل علي ذلك نصوص مذكورة في المفصلات، نشير إلي بعضها:

روي عن الإمام الصادق عليه السلام انه سئل عن النساء كيف سقطت الجزية عنهن ورفعت عنهن؟ قال: فقال: «لأن رسول الله صلي الله عليه و اله نهي عن قتل النساء والولدان في دار الحرب، إلا ان يقاتلن، فان قاتلت أيضاً، فأمسك عنها ما أمكنك ولم تخف خللا.

فلما نهي عن قتلهن في دار الحرب كان في دار الإسلام أولي.

ولو امتنعت أن تؤدي الجزية لم يمكن قتلها، فلما لم يمكن قتلها رفعت الجزية عنها.

ولو امتنع الرجال أن يؤدوا الجزية كانوا ناقضين للعهد، وحلت دماؤهم وقتلهم، لأن قتل الرجال (المحاربين)

مباح في دار الشرك.

وكذلك المقعد من أهل الذمة، والأعمي، والشيخ الفاني، والمرأة، والولدان، في أرض الحرب، فمن أجل ذلك رفعت عنهم الجزية» ().

عدم البدء بالقتال

ومن سياسة الإسلام الإنسانية في الحرب: انه لم يبدأ بحرب قط، فجميع الحروب والغزوات التي وقعت في حياة الرسول العظيم صلي الله عليه و اله والإمام أمير المؤمنين عليه السلام وبقية الأئمة الطاهرين من مثل الإمام الحسين عليه السلام كانت دفاعية، فلم يكن الإسلام يوماً ما يذهب إلي الكفار ليشن عليهم الحرب جزافاً واعتباطاً، وقد فصلنا ذلك في بعض كتبنا.

كما أن من آداب الحرب في الإسلام انه لم يبدأ بالحرب إلا بعد الصبح، حتي ان في غزوة (ذات السلاسل) حينما تمكن المسلمون من الكفار ليلاً، لم يهجموا عليهم، لأن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام أبي أن يهاجمهم ليلاً، ولذلك نزلت الآية المباركة: ?والعاديات ضبحاً ? فالموريات قدحاً ? فالمغيرات صبحا?()» ().

وفي وصية للإمام أمير المؤمنين عليه السلام أوصي بها عسكره قبل لقاء العدو قائلا:

«لاتقاتلوهم حتي يبدأوكم، فانكم بحمد الله علي حجة، وترككم إياهم حتي يبدأوكم حجة أخري لكم عليهم، فإذا كانت الهزيمة بإذن الله، فلا تقتلوا مدبرا، ولا تصيبوا معورا، ولا تجهزوا علي جريح، ولا تهيجوا النساء بأذي، وان شتمن أعراضكم، وسببن أمراءكم، فانهن ضعيفات القوي والأنفس والعقول، انا كنا لنؤمر بالكف عنهن وانهن مشركات، وان كان الرجل ليتناول المرأة في الجاهلية بالفهر أو الهراوة فيعيّر بها وعقبه من بعده» ().

نعم، التعرض للنساء بأذي كان عاراً حتي عند بعض الجاهليين، لكنه ومع الأسف الشديد، أصبح العالم في جاهلية ثانية أشد من الأولي، حيث ان كثيراً من الحكومات يتعرضون اليوم للنساء بالأذي من سجن وضرب، وتعذيب وقتل، وليس هناك منظمات دولية قوية تنكر

عليهم، وتعيّرهم بها، وتؤاخذهم وتحاسبهم عليها.

وفي كتاب كتبه أمير المؤمنين عليه السلام إلي زياد بن النضر حين أنفذه علي مقدمته إلي صفين:

«اعلم أن مقدمة القوم عيونهم، وعيون المقدمة طلائعهم إلي أن قال: وعليك بالتأني في حربك، وإياك والعجلة إلا أن تمكنك فرصة، وإياك أن تقاتل الا أن يبدؤوك، أو يأتيك أمري، والسلام عليك ورحمة الله» ().

الامان لأهل الحرب

ومن سياسة الإسلام الانسانية في الحرب، احترام الأمان الذي يعطيه المسلم لأحد الكفار أو لمجموعة منهم، وذلك حسب ما ذكر في كتاب الجهاد وما جاء في الروايات، فعن الإمام الصادق عليه السلام قال: «ان علياً عليه السلام أجاز أمان عبد مملوك لأهل حصن من الحصون وقال عليه السلام: هو من المؤمنين» ().

وعن أمير المؤمنين (صلوات الله عليه)، انه قال: خطب رسول الله صلي الله عليه و اله في مسجد الخيف فقال: «رحم الله امرءاً سمع مقالتي فوعاها، وبلغها إلي من لم يسمعها… فإذا آمن أحد من المسلمين أحداً من المشركين، لم يجب أن تخفر ذمته» ().

تلويث المياه والأجواء

ومن سياسة الإسلام الانسانية في الحرب، عدم تلويث أجواء أو مياه العدو بالسم، ولا قطع الماء عنهم، ولا الغدر بمواثيق الصلح وما أشبه، وبذلك روايات كثيرة:

فعن أمير المؤمنين عليه السلام انه قال: «نهي رسول الله صلي الله عليه و اله أن يلقي السم في بلاد المشركين» ().

كما نهي صلي الله عليه و اله عن إلقاء السم في مياههم.

وكذلك نهي عن قطع الماء علي العدو، فإن في غزوة خيبر اقترح البعض علي قطع الماء الذي كان يدخل حصون خيبر، قال عن ذلك: بأنه أقرب الطرق لاستسلام يهود خيبر وفتح قلاعهم، فأبي رسول الله صلي الله عليه و اله ذلك.

لغدر بمعاهدات الصلح

واما بالنسبة إلي النهي عن الغدر بمعاهدات الصلح وما أشبه، فانه قد وردت روايات بذلك.

فعن طلحة بن زيد عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قريتين من أهل الحرب، لكل واحدة منهما ملك علي حدة اقتتلوا ثم اصطلحوا، ثم أن أحدا من الملكين غدر بصاحبه، فجاء إلي المسلمين فصالحهم علي أن يغزوا تلك المدينة، فقال أبو عبدالله صلي الله عليه و اله: «لا ينبغي للمسلمين أن يغدروا، ولا يأمروا بالغدر، ولا يقاتلوا مع الذين غدروا، ولكنهم يقاتلون المشركين حيث وجدوهم، ولا يجوز عليهم ما عاهد عليه الكفار» ().

نظافة التعامل مع الأسري

نظافة التعامل مع الأسري

مسألة: ينبغي للقائد المسلم والجيش الإسلامي حسن التعامل مع أسري الحرب، فإن التعامل مع الأسري في الإسلام هو أنظف تعامل عرفته البشرية إلي اليوم، وذلك ما أكدت عليه النصوص والروايات الشريفة:

فعن أبي جعفر عليه السلام قال: «كان علي عليه السلام إذا أخذ أسيراً في حروب الشام أخذ سلاحه ودابته واستحلفه أن لا يعين عليه» ().

وفي البحار عن (المناقب) قال: «وأسر مالك الأشتر يوم الجمل مروان بن الحكم فلم يزد الإمام عليه السلام علي معاتبته وأطلقه» ().

ولما انتصر علي عليه السلام في حرب الجمل، قالت عائشة: «ملكت فاسجح» يعني: اعف بفضلك. قال في البحار: فعفي عنها أمير المؤمنين عليه السلام ثم جهزها أحسن الجهاز، وبعث معها بتسعين امرأة أو سبعين يرافقنها وهن في ملابس الرجال حفاظاً عليها من البصرة إلي المدينة().

كما عفي أمير المؤمنين عليه السلام عن أهل البصرة، وعن المشتركين في الحرب، والمساهمين فيها، وحتي عن رؤوس أصحاب الجمل، مثل عبد الله بن الزبير وغيره، ففي البحار عن المناقب: ان عائشة بعثت أخاها محمد بن أبي بكر إلي أمير المؤمنين عليه السلام تطلب منه الامان

والعفو لعبد الله بن الزبير. فآمنه أمير المؤمنين عليه السلام وآمن معه سائر الناس ممن اشتركوا في حرب الجمل().

وفي المناقب: «لما قتل علي عليه السلام أصحاب النهر جاء بما كان في عسكرهم، فمن كان يعرف شيئاً أخذه، حتي بقيت قدر ثم رأيتها بعد قد أخذت» ().

اكرموا كريم القوم

وفي العدد القوية، عن محمد بن جرير الطبري قال: لما ورد سبي الفرس إلي المدينة، أراد عمر بن الخطاب بيع النساء وأن يجعل الرجال عبيداً، فقال أمير المؤمنين عليه السلام: ان رسول الله صلي الله عليه و اله قال: أكرموا كريم كل قوم.

فقال عمر: قد سمعته يقول: إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه، وان خالفكم.

فقال أمير المؤمنين عليه السلام: هؤلاء قوم قد ألقوا إليكم السلم، ورغبوا في الإسلام، ولا بد من أن يكون لي فيهم ذرية، وأنا أشهد الله وأشهدكم، إني قد أعتقت نصيبي منهم، لوجه الله.

فقال: جميع بني هاشم قد وهبنا حقنا لك أيضاً، فقال: اللهم اشهد أني قد أعتقت ما وهبوا لي لوجه الله، فقال المهاجرون والأنصار: وقد وهبنا حقنا لك يا أخا رسول الله صلي الله عليه و اله.

فقال: اللهم اشهد أنهم قد وهبوا لي حقهم وقبلته، وأشهدك إني قد أعتقتهم لوجهك.

فقال عمر: لم نقضت علي عزمي في الأعاجم، وما الذي رغبك عن رأيي فيهم؟ فأعاد عليه ما قاله رسول الله صلي الله عليه و اله في اكرام الكرماء.

فقال عمر: قد وهبت لله ولك يا أبا الحسن، ما يخصني وسائر ما لم يوهب لك.

فقال أمير المؤمنين عليه السلام: اللهم أشهد علي ما قاله، وعلي عتقي إياهم، فرغب جماعة من قريش أن يستنكحوا النساء فقال أمير المؤمنين عليه السلام: هؤلاء لا يكرهن علي ذلك ولكن يخيرن، فما اخترنه

عمل به» () الخبر.

نظافة القانون ونظافة التطبيق

نظافة القانون ونظافة التطبيق

مسألة: إن القانون في الإسلام من أنظف ما يكون، كما شهد به الخبراء وعلماء القانون، مضافاً إلي الواقع الخارجي والتاريخ الماضي والمعاصر.

ومن ثم يجب أن يكون تطبيق هذا القانون أيضا من أنظف ما يكون، علماً بأن تشريع القوانين خاص بالشارع المقدس، وليس لغيره سوي التطبيق.

وقد شهد التاريخ واعترف المحققون بأمانة التنفيذ، ونظافة التطبيق للقوانين الإسلامية التي طبقها الرسول صلي الله عليه و اله والإمام أمير المؤمنين عليه السلام والأئمة الطاهرون عليهم السلام نظافة جذبت اليها النفوس، واستهوت لها القلوب، حتي دخل الناس في دين الله أفواجا، وآمنوا به زرافات زرافات.

وكذلك يجب علي كل من يتصدي لإدارة البلاد والعباد في الإسلام، ويأخذ علي عاتقه تطبيق قوانين الإسلام، أن يسعي جاهداً في ظل شوري المراجع لأن تكون إدارته وتطبيقه في أعلي درجات النظافة والنزاهة، والا كان عليه وزر تشويه سمعة الإسلام، وإثم تمويه قوانينه العادلة، كما يفعله أولئك الذين يطبقون من الإسلام قانون عقوباته فقط ومن دون رعاية لشرائط العقوبات الكثيرة التي اشترطها الإسلام في اجراء الحدود الشرعية، وتفصيل الكلام في كتاب «فقه القانون».

نماذج من نظافة التطبيق

في التاريخ: انه عندما أراد رسول الله صلي الله عليه و اله تطبيق قانون ?وانذر عشيرتك الأقربين? () أخذ يدعو أقرباءه وعشيرته إلي طعام استضافهم به، فسقاهم وأطعمهم، ثلاثة أيام ثم عرض عليهم الإسلام بأمانة ونظافة وبدون أي التواء وختل().

وعندما أراد صلي الله عليه و اله تطبيق قانون الإنذار العام وإبلاغ الإسلام إلي الجميع، صعد علي الصفا ونادي في الناس قائلا: كيف محلي عندكم؟

فأجابوا: إنك الصادق الأمين.

عندها قال: فلو أخبرتكم بأن وراء هذا الجبل جيشا جاهزاً، وأنذرتكم بأنه يريد الإغارة عليكم، والقتل والنهب فيكم، فهل تصدقوني؟

فلما أجابوه بنعم، قال: فإني نذير لكم بين

يدي الساعة.. قولوا: لا اله الا الله تفلحوا().

وعندما أراد تطبيق قانون الهجرة، مهّد لهجرته المباركة باللقاء مع شبان المدينة. وزرع الإيمان في قلوبهم، ونشر الإسلام في ربوعهم، ثم في ليلة الهجرة أمر عليا عليه السلام بالمبيت مكانه، والنوم علي فراشه، ثم خرج صلي الله عليه و اله نحو المدينة بعد أن وصي علياً عليه السلام برد الودائع والأمانات التي أودعت عنده صلي الله عليه و اله وقضاء ما عليه من ديون، فخرج من مكة بأمانة ونظافة ودخل المدينة بنزاهة وطهارة، فأحبه الناس لطهارته صلي الله عليه و اله وأمانته، والتف حوله احتفاءاً بنزاهته وقداسته().

وهكذا كان الإمام أمير المؤمنين عليه السلام حيث طبق قوانين الإسلام بكل أمانة ونظافة، وقدسية وطهارة.

فمثلاً بالنسبة إلي قانون وجوب حفظ بيضة الإسلام نري حسن تطبيقه عليه السلام له في موقفه تجاه خلافته بعد رسول الله صلي الله عليه و اله فانه لما رأي ان الناس نكثوا بيعتهم له، احتج عليهم بالتي هي أحسن، وأثبت بالدليل والبرهان حقانيته بالخلافة، وعدم شرعيتها لغيره، من دون أن يحاربهم ويخرج عليهم بالسيف، مع أنه كان من حقه ذلك، وإنما لم يفعل ذلك لأنه عليه السلام رأي أن قوي الكفر والشرك قد أحاطوا بالمسلمين من كل جانب، وبقوا يتربصون بالمسلمين بعد ارتحال نبيهم، ويتحينون فرصة انشغالهم بحرب داخلية حتي ينقضّوا عليهم ويقضوا علي الإسلام بالمرة.

وفي قصة ما أسموه بالشوري لما عرضوا عليه عليه السلام الخلافة بشرط تطبيق سيرة الشيخين، لم يقبل بالشرط وأعرض عن الخلافة، وغيره قبل بالشرط ولم يعمل به، وكان بمقدور الإمام عليه السلام أن يفعل كما فعل غيره، لكنه عليه السلام لم يفعل حفاظا علي قانون الصدق والأمانة، والنظافة والطهارة، وحفاظاً علي الإسلام

وعلي سيرة رسول الله صلي الله عليه و اله هذا والحق كان مع علي وعلي مع الحق().

وهكذا لم يقدم عليه السلام علي قتل قاتله ابن ملجم وكان يعلم بأنه قاتله وقد أخبر بذلك أصحابه ومنعهم عن قتلهم له لما أرادوا ذلك، رعاية لقانون (لا قصاص قبل الجناية)، وإلي غير ذلك.

لا للجواز ولا الجنسية

مسألة: ليس في الإسلام جواز ولا جنسية ولا إقامة ولا هوية ولا ما أشبه مما ابتدعه الاستعمار، فان الإسلام يحرّم كل القيود والأغلال التي تعرقل تقدم الإنسان، وتثقل كاهله، وتحد من حرياته، وما جاء به الغرب في بلادنا وفرضه علينا هو تحقير للإنسان وتثقيل لكاهله وتقييد لحرياته وتكبيل ليديه ورجليه حتي لا يستطيع التقدم والتحضر والنمو والازدهار، فيتقدم عليه غيره ممن أخذوا يرفضون هذه البدع ولم يخضعوا لها.

قال تعالي: ?ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم?().

وقال صلي الله عليه و اله: «الناس مسلطون علي أموالهم» () وكذلك علي أنفسهم.

وقال عليه السلام: «لا تكن عبد غيرك وقد خلقك الله حرا» ().

وحيث ان أمثال هذه الأمور: الجنسية والجواز وما أشبه تنافي حرية الإنسان المسلم، أخذ يحاربها العلماء فقد نقل عن العالم الكبير (الميرزا صادق آقا التبريزي رحمة الله عليه)، انه لما حدث قانون الجنسية والجواز والهوية والاقامة في إيران، عارضه وأفتي بتحريم الخضوع له، حتي نقل انه أفتي بعدم جواز الحج إلي بيت الله الحرام إذا توقف الحج علي الخضوع للجواز والجنسية، باعتباره محرماً أشد ومزاحماً أعظم لوجوب الحج.

لا للحدود الجغرافية

مسألة: الحدود الجغرافية المصطنعة بين بلاد الإسلام من المحرمات الشرعية، فإنها توجب تبديد شمل المسلمين وتفريق جمعهم وهي مضادة لوحدتهم التي صرح بها القرآن الحكيم في أكثر من آية وصرحت بها الأحاديث الشريفة العديدة.

قال تعالي: ? إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم?().

وقال سبحانه: ?إنما المؤمنون إخوة?().

وقال تعالي: ?واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا?().

وقال سبحانه: ?ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم?().

وقال تعالي: ?ولا تكونوا من المشركين ? من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون?().

وقال سبحانه: ?ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات?().

وقال

صلي الله عليه و اله: «يد الله مع الجماعة» ().

وقال عليه السلام: «إياكم والفرقة» ().

نعم، انهم عبر هذه الحدود المصطنعة وغيرها بددوا شملنا وفرقوا جمعنا، وزرعوا الخلاف بيننا وأحيوا فينا العنصريات والقوميات، ورسخوا ذلك في نفوسنا، حتي إذا أحس كل بلد منا انه خاص لنفسه ولا يمسه نفع البلد الآخر وضره، استضعفونا واستحقرونا، فنهبوا ثرواتنا وسلبوا خيراتنا، وسلطوا الحرب علينا وفيما بيننا!، فقتلونا وأزهقوا ارواحنا أو أماتونا جوعا، كما يحدث ذلك باستمرار في بلادنا، في العراق وفي إيران، وفي الحبشة والسودان، وفي لبنان والشيشان، وغيرها وغيرها.

ولا مفر من ذلك كله الا بالغاء هذه الحدود المصطنعة، والرجوع إلي الأمة الواحدة والبلد الواحد الذي أراده الله لنا، وما ذلك علي الله بعزيز.

فصل في النظافة الاقتصادية

النظافة من الفقر

مسألة: ينبغي للحاكم الإسلامي والحكومة الإسلامية العمل علي توفير الفيء، ونفي الفقر والحرمان، ومكافحة الجهل والمرض، وذلك بتطبيق النظام الاقتصادي الذي جاء به الإسلام، فإن الاقتصاد الإسلامي أنظف اقتصاد عرفه البشر، وقد فصلنا ذلك في كتبنا الاقتصادية().

قال الإمام أمير المؤمنين عليه السلام وهو يبيّن حقوق الشعب علي الحكومة والحاكم، وحقوق الحاكم والحكومة علي الشعب: «أيها الناس ان لي عليكم حقاً، ولكم عليّ حق، فأما حقكم عليَّ: فالنصيحة لكم، وتوفير فيئكم عليكم، وتعليمكم كيلا تجهلوا، وتأديبكم كيما تعلموا…» ().

علماً بأن سلامة الاقتصاد في الحياة، له ارتباط وثيق بسلامة دين الشعب، وصلاح دنياهم وآخرتهم، فان: «الفقر سواد الوجه في الدارين» () وانه «كاد الفقر أن يكون كفراً» وانه «من لا معاش له لا معاد له» كما ورد في الحديث الشريف.

هذا ولا يخفي أن الاستقلال الاقتصادي، والاكتفاء الذاتي، ونفي الفقر والحرمان، وحرية رؤوس الأموال، وحرية التجارة والصناعة وما أشبه، وعدم الضرائب غير الشرعية، وعدم الجمارك والمكوس، وقلة الموظفين،

والقضاء علي البطالة، ورعاية البساطة في الأمور وخاصة لدي الحكومة والحاكم، وتوفير الحاجات الأساسية، وأمانة بيت المال، وزهد الحكام، وتزهيد الناس في الجرائم، وترغيبهم علي الخير، وحرمة أكل أموال الناس بالباطل، وحرمة السرقة، وحرمة الاحتكار في الجملة، وحرمة الغش، وما أشبه، كلها من النظافة الاقتصادية التي أمر بها الاسلام.

قال الإمام أمير المؤمنين عليه السلام وهو يصف عوائد ما طبقه، وثمار ما حققه من الاقتصاد الإسلامي بين الناس، ويعرب عن تقرير اقتصادي، ومرسوم مالي في ظل حكومته العادلة: «إنه ما أصبح بالكوفة أحد إلا ناعماً، إن أدناهم منزلة ليأكل البر، ويجلس في الظل، ويشرب من ماء الفرات» ().

وتوفير هذه الأمور الثلاثة: الرزق، والسكن، والماء، علي جميع الناس، وكل أفراد الشعب، من أصعب الأمور وأشدها في يومنا هذا، فانها التي قد عجز عن توفيرها أقوي الدول، وأدق الأنظمة الاقتصادية، بينما الإمام أمير المؤمنين عليه السلام قد وفّره لجميع أهل الكوفة التي كان يسكنها الملايين، تحت ظلال النظام الاقتصادي العادل في الإسلام.

ويؤيد صحة هذه التقرير الاقتصادي ما مر سابقاً من حديث رؤية الإمام أمير المؤمنين عليه السلام في أسواق الكوفة نصرانياً يستجدي الناس، وتعجبّه من وجود رؤية فقير واحد في حكومته حيث قال عليه السلام لمن حوله متسائلاً: ما هذا؟ ولم يقل من هذا، فان تعجبه عليه السلام واتيانه بكلمة (ما) بدل (من) دليل غياب الفقر في ظل حكمه العادل ثم أمر له براتب من بيت مال المسلمين().

الحرية الاقتصادية

مسألة: يجب علي الحاكم الإسلامي والحكومة الإسلامية، إعطاء الحرية الاقتصادية التي قررها الإسلام لكل الناس، وذلك بأن تسمح لهم، بل وتساعدهم في إنتاج وتصنيع كل ما يحتاجونه أو يريدونه من مواد غذائية وإنشائية وخدماتية، وفي مجال الزراعة، وفي مجال الصناعة،

وفي مجال الفنون والتقنيات اللازمة، فتفتح عليهم أبواب العلوم، والحِرف، والمهن، والكسب، والاكتساب، والتصدير والاستيراد، وغير ذلك.

ولعل من أهم القواعد الفقهية الدالة علي ذلك، هي قاعدة السلطنة والتسلط أي «الناس مسلطون علي أموالهم وأنفسهم» وقد فصلناه في الفقه().

وكان رسول الله صلي الله عليه و اله والإمام أمير المؤمنين عليه السلام وسائر أئمة أهل البيت عليهم السلام قد منحوا الحرية الاقتصادية التي قررها الإسلام للناس، وبذلك توفّر عليهم الفيء، وانعدم عنهم الفقر، وتقلّص بينهم الجهل والمرض، وانتعشت حالتهم الاقتصادية، وازدهرت أمورهم المالية، وتقدّموا في كل شيء.

كما أن رسول الله صلي الله عليه و اله كان يشجّع المسلمين علي الاكتفاء الذاتي، وكان يبعث أفراداً أقوياء وأذكياء من المسلمين إلي البلاد غير الإسلامية التي تمتاز بإنتاج وصناعة بعض ما يحتاجه المسلمون في أمورهم العادية، أو غير العادية، ليتعلموا كيفية إنتاجه وصنع ذلك الشيء، ثم يأتون إلي بلادهم ويقومون بصنعه وانتاجه، وذلك كما في قصة صنع المرآة التي كانت تصنع في الحبشة، وصنع بعض المعدّات والأسلحة الحربية، التي كانت من الأمور الدفاعية وغير ذلك.

كما كان النبي صلي الله عليه و اله يشجع المسلمين علي تطوير الصنعة وتحسينها، ويقول: «رحم الله امرءاً عمل عملاً فأتقنه» ().

اضافة إلي تشجيعه صلي الله عليه و اله المسلمين بالاكتفاء الذاتي في مجال اللحوم والألبان، والطعام والفاكهة، وما إلي ذلك، حتي قال الإمام الصادق عليه السلام: «من وجد ماءً وتراباً ثم افتقر، فأبعده الله» ()، وغير ذلك مما يدل علي أن الحرية الاقتصادية في الإسلام هي من أنظف الحريات التي شهدها الاقتصاد في الأنظمة المختلفة، وعلي مدي الأجيال والزمان.

الملكية الشخصية

مسألة: يقر الإسلام الملكية الشخصية بشكل نظيف ونزيه، ويحترم أموال الناس كما يحترم أعراضهم ودماءهم، ولا

يسمح لأحد ولا لجهة بالتصرف فيها إلا عن تراض حاصل بين الطرفين، أو عن طيب نفس من المالك، وذلك لما في تقرير هذه الملكية من منافع يتوقف عليها تقدم المجتمع ورقيّه، اضافة إلي ما فيه من احترام للإنسان واحترام لما يرتبط به.

قال الله تعالي: ?لها ما اكتسبت?().

وقال سبحانه: ?فلكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون?().

وقال تعالي: ?يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم?().

وقال سبحانه: ?للرجال نصيب مما اكتسبوا، وللنساء نصيب مما اكتسبن?().

وقال تعالي: ?فادفعوا إليهم أموالهم?().

وقال عليه السلام: «لا يحل لأحد أن يتصرف في مال غيره بغير اذنه» ().

وقال عليه السلام أيضاً: «لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيبة نفسه» ().

وقال عليه السلام: «لا يتوي حق امرئ مسلم» ().

إلي غيرها وغيرها.

المسؤول عن ديون الشعب

المسؤول عن ديون الشعب

مسألة: يجب علي الحاكم الإسلامي والحكومة الإسلامية تسديد ديون المغرمين المثقلين، فانه هو المسؤول عن ديون الشعب إذا لم يقدروا علي الأداء، وبذلك روايات كثيرة.

فقد روي أبو عبد الله عليه السلام عن جده رسول الله صلي الله عليه و اله انه قال: «من ترك ديناً أو ضياعاً فعلي، ومن ترك مالاً فلورثته» ().

وعن الإمام الصادق عليه السلام انه قال: «من مات وترك ديناً، فعلينا دينه، وإلينا عياله، ومن مات وترك مالاً، فلورثته» ().

وعن أمير المؤمنين علي عليه السلام قال: ما كان رسول الله ينزل من منبره إلا قال: «من ترك مالاً فلورثته، ومن ترك ديناً أو ضياعاً، فعلي» ().

قانون الضمان الاجتماعي

روي عن جابر بن عبد الله الأنصاري (رضوان الله عليه) قال: ان النبي صلي الله عليه و اله كان لايصلي علي رجل يموت وعليه دين، فأتي بجنازة، فقال صلي الله عليه و اله: هل علي صاحبكم دين؟

فقالوا: نعم، ديناران.

فقال صلي الله عليه و اله: صلوا علي صاحبكم.

فقال أبو قتادة: هما عليَّ يا رسول الله.

قال: فصلي عليه.

فلما فتح الله علي رسوله، قال: «أنا أولي بالمؤمنين من أنفسهم، فمن ترك مالاً فلورثته، ومن ترك ديناً فعلي» ().

ثم قال صلي الله عليه و اله: «ما من غريم ذهب بغريمه إلي وال من ولاة المسلمين واستبان للوالي عسرته إلا برأ هذا المعسر من دينه، وصار دينه علي والي المسلمين فيما في يديه من أموال المسلمين» ().

قال الإمام الصادق عليه السلام بعد نقل هذا الحديث عن رسول الله صلي الله عليه و اله: «وما كان سبب إسلام عامة اليهود إلا من بعد هذا القول من رسول الله صلي الله عليه و اله وأنهم أمنوا علي أنفسهم وعلي عيالاتهم» ().

علي الإمام قضاء الديون

وعن أبن الحسن الكاظم عليه السلام انه قال: «من طلب هذا الرزق من حله، ليعود به علي نفسه وعياله كان كالمجاهد في سبيل الله، فان غلب عليه، فليستدن علي الله وعلي رسوله ما يقوت به عياله، فان مات ولم يقضه كان علي الإمام قضاؤه، فان لم يقضه كان عليه وزره» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام انه قال: «الإمام يقضي عن المؤمنين الديون» الحديث().

كفالة الرسول صلي الله عليه و اله ديون الناس

وعن أبي جعفر عليه السلام: انه قال له (عطاء): جعلت فداك، ان علي ديناً إذا ذكرته فسد علي ما أنا فيه، فقال عليه السلام: «سبحان الله! وما بلغك ان رسول الله صلي الله عليه و اله كان يقول في خطبته: من ترك ضياعاً فعليَّ ضياعه، ومن ترك ديناً فعلي دينه، ومن ترك مالا فلأهله، فكفالة رسول الله صلي الله عليه و اله ميتاً ككفالته حياً، وكفالته حياً ككفالته ميتاً».

فقال الرجل: نفّست عني جعلني الله فداك().

وقال العياشي في تفسيره عن عمر بن سليمان، عن رجل من أهل الحويزة، قال: سأل الإمام أبي الحسن الرضا عليه السلام رجل فقال له: جعلت فداك ان الله تبارك وتعالي يقول: ?فنظرة إلي ميسرة..? ()، فأخبرني عن هذه (النظرة) التي ذكرها الله، لها حد يعرف إذا صار هذا المعسر لابد له من أن ينظر وقد أخذ مال هذا الرجل وانفق علي عياله، وليس له غلة ينتظر إدراكها، ولا دين ينتظر محله، ولا مال غائب ينتظر قدومه. قال عليه السلام: «نعم، ينتظر بقدر ما ينتهي خبره إلي الامام، فيقضي عنه ما عليه من سهم الغارمين» () الحديث.

من أسباب الأولوية

وعن أبي الحسن الرضا عليه السلام، قال: «صعد النبي صلي الله عليه و اله المنبر، فقال: من ترك ديناً أو ضياعاً فعلي والي، ومن ترك مالا فلورثته، فصار بذلك أولي بهم من آبائهم وأمهاتهم، وصاروا أولي بهم منهم بأنفسهم وكذلك أمير المؤمنين عليه السلام بعده، جري ذلك له مثل ما جري لرسول الله صلي الله عليه و اله» ().

علي الإمام ما ضمنه الرسول صلي الله عليه و اله

وعن أبي عبد الله عليه السلام: «صعد رسول الله صلي الله عليه و اله المنبر، فتغيرت وجنتاه والتمع لونه، ثم أقبل بوجهه، فقال: يا معشر المسلمين! إنما بعثت أنا والساعة كهاتين إلي أن قال: أيها الناس من ترك مالا فلأهله وورثته، ومن ترك كلأ أو ضياعاً، فعلي والي» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام: «ومن كان له علي رجل مال أخذه ولم ينفقه في إسراف أو في معصية، فعسر عليه أن يقضيه، فعلي من له المال أن ينظره حتي يرزقه الله فيقضيه، وإذا كان الإمام العادل قائماً، فعليه أن يقضي عنه دينه، لقول رسول الله صلي الله عليه و اله: من ترك مالاً فلورثته، ومن ترك ديناً أو ضياعاً، فعلي والي وعلي الإمام ما ضمنه الرسول صلي الله عليه و اله» ().

بيت المال

مسألة: يجب علي الحكومة الإسلامية والحاكم الإسلامي أن يكون أميناً علي بيت مال المسلمين، وأن يراعي سلامة بيت المال ونظافته بكل جهده ووسعه، فان بيت المال المقرّر في الشرع الإسلامي هو من أنظف المؤسسات الاقتصادية في العالم، مما لم يوجد مثله في النظافة والنزاهة في سائر الأديان والمبادئ، إذ بيت المال في الإسلام ليس فقط مما يجب مراعاة النظافة في مصارفه، بل يجب مراعاة النظافة في موارده ومداخله أيضاً، حيث يجب تطهير موارده من الربا، ومن الغش، ومن الغصب، ومن المصادرة، ومن الاجحاف، ومن الضرائب غير الشرعية، ومن غير ذلك مما حرّمه الإسلام.

كما يجب تطهير مصروفه من الاختلاس والخيانة، ومن الزيادة والنقصان، للحاكم نفسه، ولغير الحاكم، حيث ان علي الحكومة والحاكم أن لا يأخذه لنفسه ما لايستحقه، ولا يتصرف عدواناً حتي في فلس واحد منه، ولا يهب شيئاً منه بلا استحقاق لأحد من

ذويه ولا لأحد من الناس.

كما ان عليه أن يصرف حتي الفلس الأخير منه في الموارد التي قرر الشارع أن يصرفه فيها، فان من موارده: إسعاف الفقراء، وقضاء ديون المديونين، وتزويج العزّاب، ومنح رأس مال للعاملين، وتشغيل العاطلين، وعمران البلاد، والترفيه علي العباد، وتثقيف الناس وغير ذلك مما يساعد علي تقدم البلاد والعباد كما دلت عليه الروايات.

فعن أمير المؤمنين عليه السلام في كتابه إلي مالك الأشتر يقول: «ثم الله الله في الطبقة السفلي، من الذين لا حيلة لهم، من المساكين والمحتاجين، وأهل البؤس والزمني، فان في هذه الطبقة قانعاً ومعتراً، واحفظ الله ما استحفظك من حقه فيهم، واجعل لهم قسماً من بيت مالك، وقسماً من غلات صوافي الإسلام في كل بلد، فان للأقصي منهم مثل الذي للأدني…» ().

إلي غير ذلك من النصوص الإسلامية الدالة علي نظافة بيت المال في الإسلام ونزاهته، وقيامه بسدّ كل عوز اقتصادي، وترميم كل المهام الاقتصادية، التي تغني الناس، وترفع عنهم الفقر، وتبعدهم من الجهل والمرض، وتكسبهم التقدم والرشد، والانتصار والازدهار.

الجمارك

مسألة: يحرّم الإسلام كل أمر يتنافي مع ما شرّعه من قانون السلطنة القائل: «الناس مسلطون علي أموالهم وأنفسهم» والجمارك والمكوس من أبرز مصاديق المنافيات لهذا القانون، اضافة إلي ما تستعقبه من تبعات مالية واقتصادية، مضافاً إلي النصوص الواردة فيها بلفظ «العشار» وما أشبه، ولذلك فهي من أشد المحرمات في الإسلام، رغم انها قد راجت اليوم في البلاد الإسلامية وغيرها.

فعن رسول الله صلي الله عليه و اله انه قال: «لا يدخل الجنة عشرة» وعدّ صلي الله عليه و اله منهم: «العشار» ().

وعن نوف قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: «يا نوف إياك أن تكون عشاراً» ().

النظافة من المكر والغش والخيانة

مسألة: يحرم الغش والتدليس، والمكر والخيانة مطلقاً، وخاصة في المعاملات.

فعن علي بن موسي الرضا، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله:

«من كان مسلماً فلا يمكر ولا يخدع فاني سمعت جبرئيل يقول: ان المكر والخديعة في النار، ثم قال: ليس منا من غش مسلماً، وليس منا من خان مسلماً» ().

وعن جعفر بن محمد، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «ليس منا من ماكر مسلماً» ().

ومن المعلوم أن مضمون هذين الحديثين يعم البيع وغير البيع، ويشمل حتي مثل مكر الحكام مع شعوبهم، وخيانتهم في بيت المال، وغشهم للمسلمين، مما اشرنا اليه سابقا.

وعن هشام بن الحكم قال: كنت أبيع السابري في الظلال، فمر بي أبو الحسن الأول عليه السلام راكباً، فقال لي: «يا هشام إن البيع في الظلال غش، والغش لا يحل» ().

وذلك لأن تحت الظلال والسقف يقلّ النور فيه عادة، فلا يري المتاع جيداً.

لا تحلف في معاملتك

مسألة: يكره الحلف في المعاملة، أما الكذب منها فلا يجوز، وقد ورد أنه قام أمير المؤمنين عليه السلام علي دار ابن أبي معيط وكان يقام فيها الإبل، فقال: «يا معشر السماسرة أقلّوا الإيمان، فانها منفقة للسلعة، ممحقة للربح» ().

وعن أبي الحسن موسي عليه السلام قال: «ثلاثة لا ينظر الله تعالي إليهم أحدهم: رجل اتخذ الله بضاعة لا يشتري إلا بيمين، ولا يبيع إلا بيمين» ().

وعن أمير المؤمنين عليه السلام: «إياكم والحلف فانه ينفق السلعة، ويمحق البركة» ().

النظافة من الاحتكار

مسألة: لا يجوز الاحتكار في موارده المحرمة، ويكره في غير ذلك، وقد وردت فيه روايات عديدة.

فعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «قال رسول الله صلي الله عليه و اله: الجالب مرزوق والمحتكر ملعون» ().

وعن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «أيما رجل اشتري طعاما فكبسه أربعين صباحاً يريد به غلاء المسلمين ثم باعه فتصدق بثمنه لم يكن كفارة لما صنع» ().

وقال رسول الله صلي الله عليه و اله: «لا يحتكر الطعام إلا خاطئ» ().

من مستحبات البيع والشراء

مسألة: يستحب أن يتحلي الإنسان المسلم بالسهولة في معاملاته، فيكون سهل البيع والشراء، وسهل القضاء والاقتضاء وبذلك روايات كثيرة.

فعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «قال رسول الله صلي الله عليه و اله: بارك الله علي سهل البيع سهل الشراء، سهل القضاء سهل الاقتضاء» ().

وعنه صلي الله عليه و اله: «ان الله تبارك وتعالي يحب العبد ان يكون سهل البيع، سهل الشراء، سهل القضاء، سهل الاقتضاء» ().

وعنه صلي الله عليه و اله: «غفر الله لرجل كان قبلكم كان سهلاً إذا باع، سهلاً إذا اشتري، سهلا إذا قضي، سهلاً إذا استقضي» ().

نظافة النفقات والصدقات

مسألة: من آداب الصدقة أن تكون نظيفة عن المن، فانه يهدم الصنيعة، كما دلت عليه النصوص الشرعية، والروايات الإسلامية.

قال تعالي: ?الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله، ثم لا يتبعون ما أنفقوا منّاً ولاأذي، لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون?().

وقال سبحانه: ?قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذي?().

وقال تعالي: ?يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذي?().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «ان الله كره لي ست خصال وكرهتها للأوصياء من ولدي وأتباعهم من بعدي، منها: المن بعد الصدقة» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام: «المن يهدم الصنيعة» ().

وعن الصادق عليه السلام عن آبائه عليهم السلام عن رسول الله صلي الله عليه و اله (في حديث المناهي) قال: «ومن اصطنع إلي أخيه معروفاً فامتن به أحبط الله عمله، وثبت وزره، ولم يشكر له سعيه، ثم قال عليه السلام: يقول الله عزوجل: حرمت الجنة علي المنان، والبخيل، والقتات وهو النمام، ألا ومن تصدق بصدقة فله بوزن كل درهم مثل جبل أحد

من نعيم الجنة، ومن مشي بصدقة إلي محتاج كان له كأجر صاحبها من غير أن ينقص من أجره شيء» ().

وعن الصادق عليه السلام عن آبائه عليهم السلام قال: «قال رسول الله صلي الله عليه و اله: ان الله كره لكم أيتها الأمة أربعاً وعشرين خصلة ونهاكم عنها، وعدَّ منها المنّ بعد الصدقة» ().

فصل في النظافة الاجتماعية

العشرة الاجتماعية

مسألة: هناك آداب كثيرة في خصوص المعاشرة مع الناس والعشرة الاجتماعية وردت في الروايات، وقد خصّص لها العلماء كتبا تحت عنوان (العشرة)، وقد بينا بعض ذلك في كتاب (الآداب والسنن) () وما أشبه()، وكلها من النظافة بالمعني الأعم كما هو واضح.

قال الله تعالي: ?والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالايمان، ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا?().

وقال سبحانه: ?ويؤثرون علي أنفسهم ولو كان بهم خصاصة?().

وقال تعالي: ?وإذا حيّيتم بتحيّة فحيّوا بأحسن منها، أو ردّوها?().

وقال سبحانه: ?ادفع بالتي هي أحسن، فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم?().

وقال تعالي: ?ولا تنسوا الفضل بينكم?().

وقال سبحانه: ?وليعفوا وليصفحوا?().

وقال تعالي: ?والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس، والله يحب المحسنين?().

وقال سبحانه: ?وإذا ما غضبوا هم يغفرون?().

وقال تعالي: ?قل لعبادي يقولوا التي هي أحسن?().

وقال رسول الله صلي الله عليه و اله: «خير المؤمنين ما كان مألفه للمؤمنين ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف»» ().

وقال أمير المؤمنين عليه السلام: «المؤمن مألوف ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف» ().

من آداب دخول المجتمعات

مسألة: يكره دخول من في فيه رائحة سيئة المسجد والاجتماعات وما أشبه ذلك، لمتواتر الروايات، فعن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال: «سألته عن أكل الثوم، فقال: انما نهي عنه رسول الله صلي الله عليه و اله لريحه فقال: من أكل هذه البقلة الخبيثة فلا يقرب مسجدنا، فأما من أكله ولم يأت المسجد فلا بأس» ().

وعن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام: «انه سئل عن أكل الثوم والبصل والكراث فقال: لا بأس بأكله نياً وفي القدور ولا بأس بأن يتداوي بالثوم ولكن إذا أكل ذلك فلايخرج إلي المسجد» ().

وعن الحسن الزيات قال: «لما

أن قضيت نسكي مررت بالمدينة، فسألت عن أبي جعفر عليه السلام فقالوا هو بينبع، فأتيت ينبع، فقال لي: يا حسن أتيتني إلي ههنا، قلت: نعم كرهت ان أخرج ولا أراك، فقال: إني أكلت من هذه البقلة يعني الثوم فأردت أن أتنحي عن مسجد رسول الله صلي الله عليه و اله» ().

وفي رواية يونس: «كان أبو عبد الله عليه السلام يعجبه الكراث وكان إذا أراد أن يأكله خرج من المدينة إلي العريض» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «قال رسول الله صلي الله عليه و اله من أكل من هذا الطعام فلايدخل مسجدنا يعني الثوم» ().

وعن الصادق عليه السلام: «انه سئل عن أكل الثوم والبصل والكراث نياً ومطبوخاً، قال: لا بأس بذلك ولكن من أكله نياً فلا يدخل المسجد فيؤذي برائحته» ().

وعن النبي صلي الله عليه و اله قال: «من أكل هذه البقلة المنتنة الثوم والبصل فلا يغشانا في مجالسنا، فان الملائكة لتتأذي بما يتأذي به المسلم» ().

وعن علي عليه السلام قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «يا علي كل الثوم فلولا إني أناجي الملك لأكلته» ().

وعن علي عليه السلام أيضاً قال: «لا يصلح أكل الثوم إلا مطبوخاً» ().

أقول: لوضوح أن المطبوخ أقل رائحة من النّي.

وعن الصادق عليه السلام انه: «سئل عن أكل البصل، فقال: لا بأس به توابلاً بالقدر ولا بأس أن تتداوي بالثوم ولكن إذا أكلت ذلك فلا تخرج في المسجد» ().

أقول: التوابل هو ما يطيب به الأكل من فلفل وغيره.

وعنه صلي الله عليه و اله انه قال: «من أكل الثوم والبصل والكراث فلا يقربنا ولا يقرب المسجد» ().

وقد ذهب الإسلام في رعاية الأمور الاجتماعية غايته حتي انه جعل من المستحب

للإنسان إذا أكل الثوم أن يعيد الصلاة وقد ذهب ريحه، فقد سئل أحدهما عليهما السلام عن ذلك يعني الثوم، فقال: «أعد كل صلاة صليتها مادمت تأكله» ().

النظافة في الصداقة

مسألة: الصداقة بحاجة إلي النظافة بالمعني الأعم، فعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «لاتكون الصداقة إلا بحدودها، فمن كانت فيه هذه الحدود أو شيء منها فانسبه إلي الصداقة، ومن لم يكن فيه شيء منها لا تنسبه إلي شيء من الصداقة.

فأولها: أن تكون سريرته وعلانيته لك واحدة.

والثاني: أن يري زينك زينه وشينك شينه.

والثالثة: أن لا يغيره عليك ولاية ولا مال.

والرابعة: أن لا يمنعك شيئاً تناله مقدرته.

والخامسة: وهي تجمع هذه الخصال أن لا يسلمك عند النكبات» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان أمير المؤمنين عليه السلام إذا صعد المنبر قال: «ينبغي للمسلم أن يتجنب مؤاخاة ثلاثة: الماجن الفاجر، والأحمق، والكذاب.

فأما الماجن الفاجر: فيزين لك فعله ويحب أن تكون مثله، ولا يعينك علي أمر دينك ومعادك، ومقاربته جفاء وقسوة، ومدخله ومخرجه عار عليك.

وأما الأحمق: فانه لا يشير عليك بخير، ولا يرجي لصرف السوء عنك ولو أجهد نفسه، وربما أراد منفعتك فضرك، فموته خير من حياته، وسكوته خير من نطقه، وبعده خير من قربه.

وأما الكذاب: فانه لا يهنئك معه عيش، ينقل حديثك، وينقل إليك الحديث، كلما أفني أحدوثة مطرها بأخري مثلها، حتي انه يحدث بالصدق فما يصدق، ويفرق بين الناس بالعداوة فينبت السخائم في الصدور، فاتقوا الله وانظروا لأنفسكم» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «لا ينبغي للمسلم أن يؤاخي الفاجر، ولا الأحمق، ولا الكذاب» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام: «إياك ومصادقة الأحمق فانك أسرّ ما تكون من ناحيته أقرب ما يكون إلي مسائتك» ().

لا تجالس هؤلاء

مسألة: المجالسة مع الأفراد تؤثر في نفس الإنسان، سلباً وايجاباً، فان من عاشر قوماً أربعين يوماً صار منهم، ولذلك فاللازم أن ينظر الإنسان إلي من يجالسه؟ ويتجنب عن مجالسة

من يلوث قلبه وروحه، فعن أبي عبد الله عليه السلام، عن آبائه عليهم السلام قال: «قال رسول الله صلي الله عليه و اله: ثلاثة مجالستهم تميت القلب: الجلوس مع الأنذال، والحديث مع النساء، والجلوس مع الأغنياء» ().

أقول: الحديث مع النساء فيما إذا اتخذ ذلك دأبا له.

وعن أبي جعفر الباقر عليه السلام انه قال لرجل: «يا فلان لا تجالس الأغنياء،س فان العبد يجالسهم وهو يري ان لله عليه نعمة، فما يقوم حتي يري أن ليس لله عليه نعمة» ().

أقول: وهذا فيما إذا كانت مجالستهم تذكّر الدنيا، وتبعد الإنسان عن الله كما ورد في الحديث.

وفي وصية أمير المؤمنين عليه السلام لولده الحسن عليه السلام: «وإياك ومواطن التهمة، والمجلس المظنون به السوء، فان قرين السوء يغر جليسه» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: «لا تصحبوا أهل البدع، ولا تجالسوهم فتصيروا عند الناس كواحد منهم، قال رسول الله صلي الله عليه و اله: المرء علي دين خليله وقرينه» ().

وعن جعفر بن محمد، عن آبائه عليهم السلام في وصية النبي صلي الله عليه و اله لعلي عليه السلام قال: «يا علي من لم تنتفع بدينه ولا دنياه فلا خير لك في مجالسته، ومن لم يوجب لك فلا توجب له ولا كرامة» ().

عن محمد بن أحمد بن يحيي باسناده رفعه إلي أمير المؤمنين عليه السلام قال: «نهي رسول الله صلي الله عليه و اله ان يسلّم علي أربعة: علي السكران في سكره، وعلي من يعمل التماثيل، وعلي من يلعب بالنرد، وعلي من يلعب بالأربعة عشر، وأنا أزيدكم الخامسة: أنهاكم أن تسلموا علي أصحاب الشطرنج» ().

وقال رسول الله صلي الله عليه و اله: «خمسة يجتنبون علي كل حال: المجذوم، والأبرص،

والمجنون، وولد الزنا، والاعرابي» ().

وعن جعفر بن محمد، عن آبائه عليهم السلام قال: «ستة لا يسلم عليهم: اليهودي، والنصراني، والرجل علي غائطه، وعلي موائد الخمر، وعلي الشاعر الذي يقذف المحصنات، وعلي المتفكهين بسب الأمهات» ().

وعن جعفر بن محمد، عن أبيه عليهما السلام قال: «لا تسلموا علي اليهود ولا النصاري، ولا علي المجوس ولا علي عبدة الأوثان، ولا علي شارب الخمر، ولا علي صاحب الشطرنج والنرد، ولا علي المخنث، ولا علي الشاعر الذي يقذف المحصنات، ولا علي المصلي وذلك أن المصلي لا يستطيع أن يرد السلام، لأن التسليم من المسلم تطوع والرد فريضة، ولا علي آكل الربا، ولا علي رجل جالس علي غائط، ولا علي الذي في الحمام، ولا علي الفاسق المعلن بفسقه» ().

نظافة المشورة

مسألة: مما ورد في النصوص الإسلامية التأكيد عليه كثيراً هو: التشاور والمشورة، وذلك لعظيم فائدتها، وجليل عوائدها، وطيب ثمارها، وجميل نتاجها في حياة الفرد والمجتمع، وتختلف في التأثير بحسب مواردها شدة وضعفاً، ولذا فهي بين واجب ومستحب كما فصلناه في بعض كتبنا، وقد وردت روايات في كيفيتها وآدابها ونظافتها بالمعني الأعم ذكرنا شطرا منها في كتاب (الشوري في الإسلام)().

فعن أبي الحسن الرضا عن آبائه، عن علي عليه السلام قال: «قال رسول الله صلي الله عليه و اله: يا علي لا تشاورن جباناً فانه يضيق عليك المخرج، ولا تشاورن بخيلاً فانه يقصر بك عن غايتك، ولا تشاورن حريصاً فانه يزين لك شرها، واعلم أن الجبن والبخل والحرص غريزة يجمعها سوء الظن» ().

وعن عمار الساباطي قال: «قال أبو عبد الله عليه السلام قال: يا عمار إن كنت تحب أن تستتب لك النعمة، وتكمل لك المودة، وتصلح لك المعيشة، فلا تستشر العبيد والسفلة في أمرك،

فانك إن ائتمنتهم خانوك، وإن حدثوك كذبوك، وإن نكبت خذلوك، وإن وعدوك موعداً لم يصدقوك» ().

رعاية حقوق الاخوان

مسألة: يستحب النظافة في تعامل المؤمن مع أخيه، وقد يجب، كل بحسبه، وهناك روايات كثيرة في حقوق المؤمن نذكر بعضها.

فعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يخونه، ويجب علي المسلمين الاجتهاد في التواصل والتعاون علي التعاطف، والمواساة لأهل الحاجة، وتعاطف بعضهم علي بعض، حتي تكونوا كما أمركم الله عزوجل، رحماء بينكم، متراحمين مغتمين لما غاب عنكم من أمرهم علي ما مضي عليه معشر الأنصار علي عهد رسول الله صلي الله عليه و اله» ().

وعن أبي جعفر عليه السلام قال: «ان من حق المؤمن علي أخيه المؤمن أن يشبع جوعته، ويواري عورته، ويفرج عنه كربته، فإذا مات خلفه في أهله وولده» ().

من حقوق المسلم

مسألة: هناك حقوق للمسلم علي أخيه المسلم وهي بين واجبة ومستحبة، وهي من النظافة بالمعني الأعم، وفي ذلك روايات كثيرة.

فعن المعلي بن خنيس، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «قلت له: ما حق المسلم علي المسلم؟

قال: له سبع حقوق واجبات، ما منهن حق إلا وهو عليه واجب ان ضيع منها شيئاً خرج من ولاية الله وطاعته، ولم يكن لله فيه نصيب.

قلت له: جعلت فداك وما هي؟

قال: يا معلي إني عليك شفيق أخاف أن تضيع ولا تحفظ وتعلم ولا تعمل،

قلت: لا قوة إلا بالله.

قال: أيسر حق منها أن تحب له ما تحب لنفسك، وتكره له ما تكره لنفسك.

والحق الثاني: أن تجتنب سخطه، وتتبع مرضاته، وتطيع أمره.

والحق الثالث: أن تعينه بنفسك ومالك ولسانك ويدك ورجلك.

والحق الرابع: أن تكون عينه ودليله ومرآته.

والحق الخامس: أن لا تشبع ويجوع، ولا تروي ويظمأ، ولا تلبس ويعري.

والحق السادس: أن يكون لك خادم وليس لأخيك خادم، فواجب أن تبعث خادمك فيغسل ثيابه، ويصنع

طعامه، ويمهد فراشه.

والحق السابع: أن تبر قسمه، وتجيب دعوته، وتعود مريضه، وتشهد جنازته، وإذا علمت أن له حاجة تبادره إلي قضائها، ولا تلجئه إلي أن يسألكها، ولكن تبادره مبادرة، فإذا فعلت ذلك وصلت ولايتك بولايته وولايته بولايتك» ().

وعن علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «للمسلم علي أخيه ثلاثون حقاً لا براءة له منها إلا بالأداء أو العفو: يغفر زلته، ويرحم عبرته، ويستر عورته، ويقيل عثرته، ويقبل معذرته، ويرد غيبته، ويديم نصيحته، ويحفظ خلته، ويرعي ذمته، ويعود مرضته، ويشهد ميتته ويجيب دعوته، ويقبل هديته، ويكافئ صلته، ويشكر نعمته، ويحسن نصرته، ويحفظ حليلته، ويقضي حاجته، ويشفع مسألته، ويسمت عطسته، ويرشد ضالته، ويرد سلامه ويطيب كلامه، ويبر أنعامه، ويصدق أقسامه، ويوالي وليه ولا يعاديه، وينصره ظالماً ومظلوماً، فأما نصرته ظالماً فيرده عن ظلمه، وأما نصرته مظلوماً فيعينه علي أخذ حقه، ولا يسلمه ولا يخذله، ويحب له من الخير ما يحب لنفسه، ويكره له من الشر ما يكره لنفسه، ثم قال عليه السلام: سمعت رسول الله صلي الله عليه و اله يقول: ان أحدكم ليدع من حقوق أخيه شيئاً فيطالبه به يوم القيامة فيقضي له وعليه» ().

إلي غيرها من الروايات.

حرمة إيذاء المؤمن

مسألة: يحرم إيذاء المؤمن حرمة شديدة، وفي ذلك نصوص شرعية وروايات إسلامية كثيرة.

قال الله تعالي: ?والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا، فقد احتملوا بهتاناً واثماً مبيناً?().

وعن هشام بن سالم قال: «سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: قال الله عزوجل: ليأذن بحرب مني من آذي عبدي المؤمن، وليأمن غضبي من أكرم عبدي المؤمن» ().

وعن الرضا، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «من استذل مؤمناً أو

حقره لفقره وقلة ذات يده شهره الله يوم القيامة» ().

وعن إبراهيم بن عمر اليماني، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «ما من مؤمن يخذل أخاه وهو يقدر علي نصرته إلا خذله الله في الدنيا والآخرة» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «من حقر مؤمناً مسكيناً أو غير مسكين لم يزل الله عزوجل حاقراً له ماقتاً حتي يرجع عن محقرته إياه» ().

النظافة من الغيبة

مسألة: لا تجوز غيبة المؤمن ولا يجوز الاستماع إليها، فان الغيبة بمثابة أكل الإنسان لحم أخيه ميتاً، وهو ما يكرهه الإنسان كما قال تعالي: ?ولا يغتب بعضكم بعضاً، أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً، فكرهتموه?() وذكرنا تفصيل حكمها في (المكاسب المحرمة)().

وعن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «المؤمن من ائتمنه المؤمنون علي أنفسهم وأموالهم، والمسلم من سلم المسلمون من يده ولسانه، والمهاجر من هجر السيئات وترك ما حرم الله، والمؤمن حرام علي المؤمن أن يظلمه أو يخذله أو يغتابه أو يدفعه دفعة» ().

وفي حديث قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «الجلوس في المسجد انتظاراً للصلاة عبادة ما لم يحدث، قيل: يا رسول الله صلي الله عليه و اله وما يحدث؟ قال: الاغتياب» ().

وعن زيد بن علي، عن آبائه، عن النبي صلي الله عليه و اله قال: «تحرم الجنة علي ثلاثة: علي المنان، وعلي المغتاب، وعلي مدمن الخمر» ().

البهتان والنظافة منه

مسألة: لا يجوز بهت المؤمن، ولا اتهامه، ولا الافتراء عليه، فان البهتان من أشد المحرمات، قال سبحانه: ?ومن يكسب خطيئة أو اثماً ثم يرم به بريئاً، فقد احتمل بهتاناً واثما مبيناً?().

وعن ابن أبي يعفور، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «من بهت مؤمناً أو مؤمنة بما ليس فيه بعثه الله في طينة خبال حتي يخرج مما قال.

قلت: وما طينة خبال؟

قال: صديد يخرج من فروج المومسات» ().

وعن الرضا، عن آبائه عليه السلام قال: «قال رسول الله صلي الله عليه و اله من بهت مؤمناً أو مؤمنة أو قال فيه ما ليس فيه، أقامه الله يوم القيامة علي تل من نار حتي يخرج مما قال فيه» ().

وعن أبي

عبد الله عليه السلام قال: «إذا اتهم المؤمن أخاه انماث الايمان في قلبه كما ينماث الملح في الماء» ().

استحباب الزينة والتزيّن

مسألة: يستحب للمسلم أن يتزين لأخيه المسلم إذا خرج إليه، كما ويستحب في عموم الخروج إلي المسجد والمراكز العامة، واللقاء بالاخوان، وفي ذلك نصوص إسلامية كثيرة.

قال الله تعالي: ?يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد?().

وقال سبحانه: ?قل من حرّم زينة الله التي أخرج لعباده?().

وعن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: «ليتزين أحدكم لأخيه المسلم كما يتزين للغريب الذي يحب أن يراه في أحسن الهيئة» ().

وفي (مكارم الأخلاق) عن النبي صلي الله عليه و اله: «انه كان ينظر في المرآة ويرجل جمته ويمتشط، وربما نظر في الماء وسوي جمته فيه ولقد كان يتجمل لأصحابه فضلاً علي تجمله لأهله، وقال: إن الله يحب من عبده إذا خرج إلي إخوانه أن يتهيأ لهم ويتجمل» ().

نظافة التعامل مع الضيف

مسألة: يستحب إكرام الضيف ولو كان كافرا()، وهناك روايات كثيرة في هذا الباب.

فعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «إذا أتاك أخوك فاته بما عندك، وإذا دعوته فتكلف له» ().

أقول: أي بما تقدر عليه، أو بقدر حق الضيافة.

وقد ورد إن رجلاً أتي النبي صلي الله عليه و اله فقال: يا رسول الله بأبي أنت وأمي، إني أحسن الوضوء، وأقيم الصلاة، وأؤتي الزكاة في وقتها، وأقرئ الضيف طيبة بها نفسي، فقال له رسول الله صلي الله عليه و اله: بخ بخ بخ ما لجهنم عليك سبيل، ان الله قد برأك من الشح ان كنت كذلك، ثم نهي عن التكلف للضيف ما لا يقدر عليه إلا بمشقة، وما من ضيف حل بقوم إلا ورزقه معه» ().

وعن ابن أبي يعفور قال: «رأيت لأبي عبد الله عليه السلام ضيفاً فقام يوماً في بعض الحوائج فنهاه عن ذلك، وقام

بنفسه إلي تلك الحاجة وقال: نهي رسول الله صلي الله عليه و اله عن أن يستخدم الضيف» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «مما علم رسول الله صلي الله عليه و اله فاطمة عليها السلام ان قال لها: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه» ().

النجوي من الشيطان

مسألة: يكره عند اجتماع ثلاثة أو أكثر أن يتناجي منهم اثنان، وذلك علي ما جاء في النصوص الإسلامية المباركة.

قال الله تعالي: ?انما النجوي من الشيطان ليحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئاً إلا باذن الله?().

وقال سبحانه: ?ما يكون نجوي ثلاثة إلا هو رابعهم، ولا خمسة إلا هو سادسهم، ولا أدني من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا ثم ينبّئهم بما عملوا يوم القيامة?().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «إذا كان القوم ثلاثة قلا يتناجي منهم اثنان دون صاحبهما، فان في ذلك مما يحزنه ويؤذيه» ().

وعن أبي الحسن الأول عليه السلام قال: «إذا كان ثلاثة في بيت فلا يتناجي اثنان دون صاحبهما فان ذلك مما يغمه» ().

وهذا من مصاديق النظافة في التعامل مع الآخرين بالمعني الأعم كما لا يخفي.

الجار ونظافة التعامل معه

مسألة: قد ورد في النصوص والروايات التأكيد الكثير علي رعاية حق الجار وحسن التعامل معه، فانه بين واجب ومستحب.

قال الله تعالي: ?وبالوالدين احساناً وبذي القربي واليتامي والمساكين، والجار ذي القربي والجار الجنب?().

وعن أبي عبد الله عليه السلام: ان رسول الله صلي الله عليه و اله أتاه رجل من الأنصار فقال: «إني اشتريت داراً في بني فلان، وان أقرب جيراني مني جواراً من لا أرجو خيره ولا آمن شره، قال: فأمر رسول الله صلي الله عليه و اله علياً وسلمان وأباذر ونسيت آخر وأظنه المقداد أن ينادوا في المسجد بأعلي أصواتهم بأنه لا ايمان لمن لم يأمن جاره بوائقه، فنادوا بها ثلاثاً، ثم أومأ بيده إلي كل أربعين داراً من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله» ().

وعن أبي عبد الله، عن أبيه عليهما السلام قال: «قرأت في كتاب علي عليه السلام: ان رسول

الله صلي الله عليه و اله كتب بين المهاجرين والأنصار ومن لحق بهم من أهل يثرب: أن الجار كالنفس غير مضار ولا آثم، وحرمة الجار علي الجار كحرمة أمه» ().

وعن الصادق، عن آبائه، عن علي عليه السلام، عن رسول الله صلي الله عليه و اله في حديث المناهي قال: «من آذي جاره حرم الله عليه ريح الجنة ومأواه جهنم وبئس المصير، ومن ضيع حق جاره فليس منا، ومازال جبرائيل يوصيني بالجار حتي ظننت انه سيورثه» ().

وعن أبي بصير، قال: سمعت أبا عبد الله الصادق عليه السلام يقول: «من كف أذاه عن جاره أقاله الله عثرته يوم القيامة، ومن عف بطنه وفرجه كان في الجنة ملكاً محبوراً، ومن أعتق نسمة مؤمنة بني الله له بيتاً في الجنة» ().

وعن النبي صلي الله عليه و اله انه قال: «ما آمن بي من أمسي شبعاناً وأمسي جاره جائعاً» ().

حسن التعامل مع المملوك

مسألة: أكد الإسلام علي حسن التعامل مع المملوك والخادم تأكيداً بالغاً، وحبذ للمولي أن يدعو مملوكه: يا فتاي لو كان رجلاً، ويا فتاتي لو كانت امرأة.

قال الله تعالي: ?وإذ قال موسي لفتاه?().

وقال سبحانه: ?فلما جاوزا قال لفتاه: آتنا غداءنا، لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا?().

وقال تعالي في قصة يوسف عليه السلام: ?وقال لفتيانه: اجعلوا بضاعتهم في رحالهم?().

وفي حديث عن رسول الله صلي الله عليه و اله أنه قال: «ومازال يوصيني (أي: جبرئيل عن الله تبارك وتعالي) بالمملوك حتي ظننت انه سيضرب له أجلاً يعتق فيه» ().

وقال صلي الله عليه و اله: «من أعتق رقبة فهي فداؤه من النار» ().

وعن أبي جعفر عليه السلام عن رسول الله صلي الله عليه و اله قال: «من أعتق مسلما أعتق الله عزوجل بكل عضو

منه عضواً من النار» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «من أعتق نسمة مؤمنة بني الله له بيتاً في الجنة»» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام في حديث حول علي بن الحسين عليه السلام قال: «وما من سنة الا وكان يعتق فيها في آخر ليلة من شهر رمضان ما بين العشرين رأسا إلي أقل أو أكثر، وكان يقول: ان لله عزوجل في كل ليلة من شهر رمضان عند الإفطار سبعين الف الف عتيق من النار كل قد استوجب النار … وإني لأحب أن يراني الله وقد أعتقت رقابا في ملكي في دار الدنيا رجاء أن يعتق رقبتي من النار، وما ان استخدم خادماً فوق حول، كان إذا ملك عبداً في أول السنة أو في وسط السنة إذا كان ليلة الفطر أعتق واستبدل سواهم في الحول الثاني، ثم اعتق كذلك كان يفعل حتي لحق بالله، ولقد كان يشتري السودان وما به اليهم من حاجة، يأتي بهم عرفات فيسد بهم تلك الفوج والخلال فإذا أفاض أمر بعتق رقابهم وجوائز لهم من المال»» ().

وفي الحديث عن أبي جعفر عليه السلام في أمير المؤمنين علي عليه السلام قال: «ولقد أعتق من ماله ألف مملوك في طلب وجه الله تعالي» ().

عيادة المرضي طهارة اجتماعية

مسألة: يستحب علي ما جاء في الروايات عيادة المريض وأخذ الهدايا إليه، حتي وان لم يكن مسلما.

ففي الحديث إن النبي صلي الله عليه و اله عاد يهودياً في مرضه().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «من عاد مريضاً شيعه سبعون ألف ملك يستغفرون له حتي يرجع إلي منزله» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «أيما مؤمن عاد مؤمناً في الله عزوجل في مرضه وكل الله به ملكاً

من العواد يعوده في قبره ويستغفر له إلي يوم القيامة» ().

وعن أبي جعفر عليه السلام قال: «كان فيما ناجي به موسي عليه السلام ربه أن قال: يا رب أعلمني ما بلغ من عيادة المريض من الأجر، قال عزوجل: أوكل به ملكا يعوده في قبره إلي محشره» ().

وفي الحديث عن البراء: «أمرنا رسول الله صلي الله عليه و اله باتباع الجنائز وعيادة المريض» ().

وعن أبي جعفر عليه السلام: «أيما مؤمن عاد مؤمنا خاض الرحمة خوضاً» ().

وقال صلي الله عليه و اله: «من قام علي مريض يوما وليلة بعثه الله مع إبراهيم خليل الرحمان فجاز علي الصراط كالبرق اللامع» ().

وهناك أدعية يستحب قراءتها للمريض عند عيادته مذكورة في المفصلات().

اذكروا موتاكم بالخير والخيرات

مسألة: يستحب كما في الروايات رعاية النظافة بالنسبة إلي الأموات، وأحياناً يجب رعايته في حقهم، كل في مورده.

ومن مصاديق ذلك ما ورد من قوله عليه السلام: «اذكروا محاسن موتاكم» ().

كما ان من مصاديقه أيضاً ما ورد من استحباب عمل الخير للميت، ففي الحديث قال عليه السلام: «يدخل علي الميت في قبره الصلاة والصوم والحج والصدقة والبر والدعاء، ويكتب أجره للذي يفعله وللميت» ().

وقال عليه السلام: «من عمل من المسلمين عن ميت عملاً صالحاً أضعف الله له أجره ونفع الله به الميت» ().

وعن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي عليهم السلام قال: «قال رسول الله صلي الله عليه و اله: ما أهدي إلي الميت هدية، ولا أتحف تحفة أفضل من الاستغفار» ().

وفي لب اللباب قال: «قال النبي صلي الله عليه و اله: لا تنسوا موتاكم في قبورهم، وموتاكم يرجون إحسانكم، وموتاكم محبوسون يرغبون في أعمالكم البر وهم لا يقدرون، اهدوا إلي

موتاكم الصدقة والدعاء» ().

وعنه صلي الله عليه و اله أن رجلاً قال: «يا رسول الله هل بقي من البر بعد موت الأبوين شيء، قال: نعم، الصلاة عليهما، أو الاستغفار لهما، والوفاء بعهدهما، وإكرام صديقهما، وصلة رحمهما» ().

فصل في نظافة الأسرة

نظافة النكاح

نظافة النكاح

مسألة: يجب أو يستحب كل في مورده رعاية النظافة في باب النكاح، وقد ورد في مجال انتخاب الصالحات، واختيار الطيبات نصوص وروايات كثيرة نشير إلي بعضها:

قال الله تعالي: ?والطيّبات للطيبين، والطيبون للطيبات?().

وقال سبحانه: ?وأنكحوا الأيامي منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم?().

وعن إبراهيم الكرخي قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ان صاحبتي هلكت وكانت لي موافقة، وقد هممت أن أتزوج، فقال لي: «أنظر أين تضع نفسك، ومن تشركه في مالك، وتطلعه علي دينك وسرك، فان كنت لابد فاعلاً فبكراً تنسب إلي الخير والي حسن الخلق، واعلم أنهن كما قال:

ألا أن النساء خلقن شتي

فمنهن الغنيمة والغرام

ومنهن الهلال إذا تجلي

لصاحبه ومنهن الظلام

فمن يظفر بصالحهن يسعد

ومن يغبن فليس له انتقام

وهن ثلاث: فامرأة ولود ودود تعين زوجها علي دهره لدنياه وآخرته ولا تعين الدهر عليه، وامرأة عقيم لا ذات جمال ولا خلق ولا تعين زوجها علي خير، وامرأة صخابة ولاجة همازة، تستقل الكثير ولا تقبل اليسير» ().

النساء خيرهن وشرهن

عن جابر بن عبد الله قال: كنا عند النبي صلي الله عليه و اله فقال: «ان خير نسائكم الولود الودود، العفيفة العزيزة في أهلها، الذليلة مع بعلها، المتبرجة مع زوجها، الحصان علي غيره، التي تسمع قوله، وتطيع أمره، وإذا خلا بها بذلت له ما يريد منها ولم تبذل كتبذل الرجل» ().

وقال أبو عبد الله عليه السلام: «خير نسائكم الطيبة الريح، الطيبة الطبيخ، التي إذا أنفقت أنفقت بمعروف، وان أمسكت أمسكت بمعروف، فتلك عامل من عمال الله، وعامل الله لا يخيب ولا يندم» ().

وعن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «ألا اخبركم بشرار نسائكم؟ الذليلة في أهلها، العزيزة مع بعلها، العقيم الحقود، التي لا تتورع من قبيح،

المتبرجة إذا غاب عنها بعلها، الحصان معه إذا حضر، لا تسمع قوله ولا تطيع أمره، وإذا خلا بها بعلها تمنعت منه كما تمنع الصعبة عن ركوبها، ولا تقبل منه عذراً ولا تغفر له ذنباً» ().

وقال رسول الله صلي الله عليه و اله: «شرار نساءكم المقفرة الدنسة، اللجوجة العاصية، الذليلة في قومها، العزيزة في نفسها، الحصان علي زوجها، الهلوك علي غيره» ().

وقال عليه السلام: «إذا أراد أحدكم أن يتزوج فليسأل عن شعرها كما يسأل عن وجهها فان الشعر أحد الجمالين» ().

وعن الرضا، عن آبائه عليهم السلام عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «اطلبوا الخير عند حسان الوجوه، فان فعالهم أحري أن يكون حسناً» ().

لا للعزوبة

قال صلي الله عليه و اله: «شرار موتاكم العزاب» ().

وقال عليه السلام: «ركعتان يصليهما متزوج افضل من سبعين ركعة يصليها أعزب» ()

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «نهي رسول الله صلي الله عليه و اله النساء أن يتبتلن ويعطلن أنفسهم من الازواج» ().

وعن عبد الصمد بن بشير قال: «دخلت امرأة علي أبي عبد الله عليه السلام فقالت: أصلحك الله اني امرأة متبتلة فقال: وما التبتل عندك؟ قالت: لا أتزوج، قال: ولمَ؟ قالت: ألتمس بذلك الفضل، فقال: انصرفي فلو كان ذلك فضلاً لكانت فاطمة عليها السلام أحق به منك، انه ليس أحد يسبقها إلي الفضل» ().

إلي غير ذلك من الروايات والأحكام الشرعية.

الزواج المبكر

مسألة: يحرّض الإسلام تحريضاً شديداً علي النكاح والزواج ابان بلوغ البنين والبنات البلوغ الشرعي، وبذلك اغلق أبواب الفساد علي الشباب والشابات، اضافة إلي ما في الزواج المبكّر من الفوائد الصحية والجسمية، وسلامة الروح والبدن حسب اعتراف علم الطب والأطباء، وفي ذلك روايات كثيرة.

قال عليه السلام: «من سعادة المرء، أن لا تطمث أي لا تحيض ابنته في بيته» ().

فمن جهة حرّض الإسلام كما في هذه الرواية علي الزواج المبكّر، ومن جهة أخري رفع القيود التي وضعت في الزواج، وحبذ اتخاذ النكاح بسيطاً يقدر عليه كل فرد، فأكد علي حذف الزوائد والتشريفات، وعلي أن يكون المهر قليلاً.

قال عليه السلام: «خير نسائكم أصبحهن وجهاً، وأقلهن مهراً» ().

كما وحبذ أن لا يُرد المؤمن إذا طلب التزويج وان كان فقيراً، فالله تعالي يقول: ?ان يكونوا فقراء، يغنهم الله من فضله?().

وقد أفتي بعض العلماء بحرمة رد المؤمن القادر علي النفقة، قال العلامة المجلسي رحمة الله عليه: «ويجب إجابة المؤمن القادر علي النفقة» ()..

نظافة الفرج وعفته

مسألة: يجب أن يعف الإنسان فرجه عن الحرام وينظفه عما لا يحل، وفي ذلك نصوص كريمة، وروايات شريفة.

قال الله تعالي في صفات المؤمنين: ?والذين هم لفروجهم حافظون ? إلا علي أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فانهم غير ملومين? فمن ابتغي وراء ذلك فأولئك هم العادون?().

وقال سبحانه في صفات عباد الرحمان: ?ولا يزنون?().

وقال تعالي: ?وليستعفف الذين لا يجدون نكاحاً حتي يغنيهم الله من فضله?().

وقال سبحانه: ?ولا تقربوا الزنا انه كان فاحشة وساء سبيلاً?().

وعن أبي بصير، قال: سمعت أبا عبد الله الصادق عليه السلام يقول: «من كف أذاه عن جاره أقاله الله عثرته يوم القيامة، ومن عف بطنه وفرجه كان في الجنة ملكاً محبوراً، ومن أعتق نسمة مؤمنة بني الله

له بيتاً في الجنة» ().

وعن أبي جعفر عليه السلام قال: «ما عبادة أفضل عند الله من عفة بطن وفرج» ().

وقال أبو جعفر عليه السلام: «أفضل العبادة عفة البطن والفرج» ().

وعن أبي جعفر عليه السلام قال: «ما عبد الله بشيء افضل من عفة بطن وفرج» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان أمير المؤمنين عليه السلام يقول: «أفضل العبادة العفاف» ().

من آداب الزفاف ونظافته

من آداب الزفاف ونظافته

مسألة: هناك آداب خاصة في ليلة الزفاف، وآداب للمقاربة والجماع، وكلها من مصاديق النظافة بالمعني الأخص أو الأعم، ولهذه الآداب تأثير كبير في توثيق علاقة الزوجين، وتشديد الألفة والمحبة بينهما، اضافة إلي ما لها من بالغ التأثير في تكوين الولد وسلامة جسمه وعقله، بل وسعادته في دنياه وآخرته.

فعن أبي سعيد الخدري قال: أوصي رسول الله صلي الله عليه و اله علي بن أبي طالب عليه السلام فقال:

«يا علي إذا دخلت العروس بيتك، فاخلع خفيها حين تجلس، واغسل رجليها، وصب الماء من باب دارك إلي أقصي دارك، فانك إذا فعلت ذلك، أخرج الله من بيتك سبعين ألف لون من الفقر، وأدخل فيه سبعين ألف لون من البركة، وأنزل عليه سبعين ألف رحمة ترفرف علي رأس العروس حتي تنال بركتها كل زاوية في بيتك، وتأمن العروس من الجنون والجذام والبرص أن يصيبها مادامت تلك الدار». (الحديث)().

المقاربة وآدابها

وعن أبي سعيد الخدري في وصية النبي صلي الله عليه و اله لعلي عليه السلام أنه قال:

«يا علي لا تجامع امرأتك بعد الظهر فانه ان قضي بينكما ولد في ذلك الوقت يكون أحول، والشيطان يفرح بالحول في الإنسان، إلي أن قال:

يا علي لا تجامع امرأتك في ليلة الفطر، فانه إن قضي بينكما ولد فيكبر ذلك الولد ولا يصيب ولداً إلا علي كبر السن.

يا علي لا تجامع امرأتك في ليلة الأضحي فانه ان قضي بينكما ولد يكون له ست أصابع أو أربع أصابع.

يا علي لا تجامع امرأتك تحت شجرة مثمرة فانه ان قضي بينكما ولد يكون جلاداً قتالاً أو عريفاً.

يا علي لا تجامع امرأتك في وجه الشمس وتلألئها إلا أن ترخي ستراً فيستركما فانه ان قضي بينكما ولد لا يزال في بؤس

وفقر حتي يموت.

يا علي لا تجامع امرأتك بين الأذان والإقامة فانه إن قضي بينكما ولد يكون حريصاً علي اهراق الدماء.

يا علي لا تجامع أهلك في النصف من شعبان فانه ان قضي بينكما ولد يكون مشؤوماُ ذا شامة في وجهه» ().

وقائيات

وعن أبي سعيد الخدري في وصية النبي صلي الله عليه و اله لعلي عليه السلام أنه قال: «يا علي لاتجامع امرأتك بشهوة امرأة غيرك، فاني أخشي أن قضي بينكما ولد أن يكون مخنثاً مخبلاً.

يا علي من كان جنباً في الفراش مع امرأته فلا يقرأ القرآن، فاني أخشي أن تنزل عليهما نار من السماء فتحرقهما. (قال ابن بابويه: يعني به قراءة العزائم دون غيرها).

إلي أن قال صلي الله عليه و اله: يا علي لا تجامع امرأتك إلا ومعك خرقة، ومع أهلك خرقة، ولا تمسها بخرقة واحدة فتقع الشهوة علي الشهوة فان ذلك يعقب العداوة بينكما، ثم يؤديكما إلي الفرقة والطلاق.

يا علي لا تجامع امرأتك من قيام، فان ذلك من فعل الحمير، فان قضي بينكما ولد كان بوالاً في الفراش كالحمير البوالة في كل مكان.

إلي أن قال صلي الله عليه و اله: يا علي إذا حملت امرأتك فلا تجامعها إلا وأنت علي وضوء فانه ان قضي بينكما ولد يكون أعمي القلب بخيل اليد.

إلي أن قال صلي الله عليه و اله: يا علي لا تجامع امرأتك علي سقوف البنيان، فانه ان قضي بينكما ولد يكون منافقاً مرائياً مبتدعاً.

يا علي إذا خرجت في سفر فلا تجامع أهلك من تلك الليلة، فانه ان قضي بينكما ولد ينفق ماله في غير حق، وقرأ صلي الله عليه و اله: ?ان المبذرين كانوا أخوان الشياطين?().

يا علي لا تجامع امرأتك إذا خرجت إلي سفر

مسيرة ثلاثة أيام ولياليهن، فانه ان قضي بينكما ولد يكون عوناً لكل ظالم عليك.

إلي أن قال صلي الله عليه و اله: لا تجامع أهلك في أول ساعة من الليل، فأنه إن قضي بينكما ولد لا يؤمن أن يكون ساحراً موثراً للدنيا علي الآخرة.

يا علي احفظ وصيتي كما حفظتها عن جبرئيل عليه السلام» ().

نظافة العين

مسألة: يجب نظافة العين عما لا يحل النظر إليه، فان النظر إلي ما لا يحل سهم مسموم من سهام إبليس، يسمّم الروح، ويعكّر صفاء القلب، ويرهق النفس، ويمرض الجسم، كما ثبت ذلك علمياً أيضاً، وقد دلت عليه الآيات والروايات.

قال الله تعالي: ?قل للمؤمنين يغضّوا من أبصارهم، ويحفظوا فروجهم، ذلك أزكي لهم، ان الله خبير بما يصنعون?().

وقال سبحانه: ?وقل للمؤمنات يغضضن أبصارهن، ويحفظن فروجهن، ولايبدين زينتهن إلا ما ظهر منها? ()، الآية.

وقال عليه السلام: «النظرة سهم مسموم من سهام إبليس من تركها لله لا لغيره أعقبه الله إيماناً يجد طعمه» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام انه قال: «كان المسيح عليه السلام يقول لأصحابه: … وإياكم والنظرة فانها تزرع في قلب صاحبها الشهوة، وكفي بها لصاحبها فتنة» ().

وعن أبي جعفر عليه السلام قال: «كل عين باكية يوم القيامة غير ثلاث: عين سهرت في سبيل الله، وعين فاضت من خشية الله، وعين غضت عن محارم الله» ().

الاختلاط المحرّم والنظافة منه

مسألة: لا يجوز الاختلاط المحرم بين الرجال والنساء، فان ذلك مفسدة للاجتماع، وممرضة للقلوب والأجسام، ومهزلة للعقول والأفكار، كما ثبت في علم النفس الاجتماعي، وأثبتته التجربة التاريخية والعملية، وقد حذّر الإسلام منها منذ بزوغ شمسه وطلوع فجره، في القرآن والسيرة المباركة.

قال الله تعالي: ?وإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب?().

وقال سبحانه: ?يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يُدنين عليهن من جلابيبهن?().

وقال عزوجل: ?ولا تبرّجن تبرّج الجاهلية الأولي?().

وقال تعالي: ?ولا يبدين زينتهن…?().

وقال أمير المؤمنين عليه السلام: «يا أهل العراق نبئت أن نسائكم يدافعن الرجال في الطريق، أما تستحيون» ().

ورواه البرقي في (المحاسن) وزاد: وقال: «لعن الله من لا يغار» ().

وفي حديث آخر إن أمير المؤمنين عليه السلام قال: «أما

تستحيون ولا تغارون؟ نساؤكم يخرجن إلي الأسواق ويزاحمن العلوج» ().

وفي رواية عن رسول الله صلي الله عليه و اله قال: «من طيّبت من النساء فلا تخرج ولا تشهد الصلاة في المسجد» ()، وقد ذكر الحاج النوري في تفسير هذا الحديث قوله: «يعني لئلا يشم رائحة الطيب منها من يقرب منها من الرجال، فيكون ذلك داعية إلي وساوس الشيطان» ().

النساء والتجميل

مسألة: أكد الإسلام تأكيداً كبيراً حسب النصوص والروايات علي أن تزين المرأة نفسها لزوجها، وكره لها حتي للمرأة العجوز أن تعطّل نفسها من الزينة لبعلها، وذلك من مصاديق النظافة والزينة والجمال.

فعن أبي جعفر عليه السلام قال: «لا ينبغي للمرأة ان تعطل نفسها ولو أن تعلق في عنقها قلادة ولا ينبغي أن تدع يدها من الخضاب ولو أن تمسحها مسحاً بالحناء وان كانت مسنة» ().

وعن جعفر بن محمد عليه السلام قال: «رخص رسول الله صلي الله عليه و اله للمرأة أن تخضب رأسها بالسواد، قال: وأمر رسول الله صلي الله عليه و اله النساء بالخضاب ذات البعل وغير ذات البعل، أما ذات البعل فتزين لزوجها، وأما غير ذات البعل فلا تشبه يدها يد الرجال» ().

وعن علي عليه السلام عن رسول الله صلي الله عليه و اله انه قال: «طيب النساء ما ظهر لونه وخفي ريحه، وطيب الرجال ما ظهر ريحه وخفي لونه» ()، والظاهر ان المراد من هذه الرواية هو: فيما إذا كانت المرأة بين الرجال أو ما أشبه ذلك، لا ما إذا كانت بين النساء، وإلا فالاستحباب لها أيضاً، كما انه إذا كان خفيف الريح بحيث لا يستشمه الرجال من وراء الستر والحجاب لا بأس به ويشمله الاستحباب.

نظافة التعامل مع المرأة

مسألة: هناك نصوص وروايات كثيرة تؤكد علي لزوم احترام المرأة كاحترام الرجل لاشتراكهما في الإنسانية، وفي جميع الأحكام إلا ما خرج بالدليل لحكمة رآها الشارع، وتوصي بحسن التعامل معها مطلقاً، زوجة أو أماً أو بنتاً أو أختاً أو خالة أو عمة أو ما أشبه.

قال الله تعالي: ?يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة، وخلق منها زوجها، وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءاً?().

وقال سبحانه: ?إني لا

أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثي?().

وقال عزوجل: ?من عمل صالحاً من ذكر أو أنثي وهو مؤمن فلنحيينّه حياة طيبة?().

وقال تعالي: ?وعاشروهن بالمعروف?().

وقال سبحانه: ?وبراً بوالديه?().

وقال تعالي: ?وبراً بوالدتي?().

وقال سبحانه: ?وبوالدين احساناً?().

وقال تعالي: ?وأولوا الأرحام بعضهم أولي ببعض?()، بلا فرق بين النساء والرجال، وكذلك قوله سبحانه: ?واتقوا الله الذي تسألون به والأرحام?().

وقال سبحانه: ?اسكنوهن من حيث سكنتم من وجدكم، ولا تضاروهن لتضيّقوا عليهن وان كن أولات حمل فانفقوا عليهن حتي يضعن حملهن، فان ارضعن لكم فآتوهن أجورهن، وأتمروا بينكم بمعروف?().

وروي الصدوق عنه صلي الله عليه و اله في حديث: «ومازال يوصيني بالمرأة حتي ظننت أنه لاينبغي طلاقها» ().

بل زاد الإسلام رعاية المرأة علي الرجل في بعض الموارد، حيث انه رفع عنها الجهاد في ساحات الحرب، ورفع عنها كلفة الأنفاق وجعلها في كفالة الرجل، وقدّمها في الأسرة علي الولد عندما يريد الأب أن يقسم هديته وتحفته علي أولاده، وغير ذلك.

قال صلي الله عليه و اله: «من دخل السوق فاشتري تحفة فحملها إلي عياله… ليبدأ بالإناث قبل الذكور» ().

التوسعة علي العيال

مسألة: يستحب التوسعة علي العيال، وذلك حسب النصوص والروايات الشريفة.

قال الله تعالي: ?لينفق ذو سعة من سعته?().

وقال سبحانه: ?اسكنوهن من حيث سكنتم من وجدكم?().

وقال عزوجل: ?ومتّعوهن علي الموسع قدره?().

وقال تعالي: ?ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربي?().

وعن أبي الحسن عليه السلام قال: «ينبغي للرجل أن يوسع علي عياله كيلا يتمنوا موته، وتلا هذه الآية: ?ويطعمون الطعام علي حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً?() وقال: الأسير عيال الرجل ينبغي إذا زيد في النعمة أن يزيد اسراءه في السعة عليهم». (الحديث)().

وعن علي بن الحسين عليهما السلام قال: «أرضاكم عند الله أسبغكم علي عياله» ().

وعن أبي عبد الله عليه

السلام قال: «كفي بالمرء إثماً أن يضيع من يعوله» ().

شراء التحف للأهل والأولاد

مسألة: يستحب كما في الروايات شراء التحف والهدايا للعيال والأهل والأولاد.

فعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «من دخل السوق فاشتري تحفة فحملها إلي عياله كان كحامل صدقة إلي قوم محاويج، وليبدأ بالاناث قبل الذكور فان من فرح إبنة فكأنما اعتق رقبة من ولد إسماعيل مؤمنة في سبيل الله ومن أقر بعين ابن فكأنما بكي من خشية الله عزوجل، ومن بكي من خشية الله عزوجل أدخله الله جنات النعيم» ().

تربية الأولاد وتعليمهم

مسألة: يستحب أو يجب كل في مورده الاهتمام بتربية الأولاد، وحسن كفالتهم، وتعليمهم، وتربيتهم تربية صالحة نظيفة وهناك الكثير من النصوص والروايات في هذا الباب.

قال الله تعالي: ?وأنبتها نباتاً حسناً، وكفّلها زكريا?().

وقال سبحانه: ?وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيّهم يكفل مريم?().

وقال عزوجل: ?إذ تمشي اختك فتقول: هل أدلكم علي من يكفله?().

وقال تعالي: ?فقالت: هل أدلكم علي أهل بيت يكفلونه لكم وهم له ناصحون?().

وعن الإمام أمير المؤمنين علي عليه السلام في حديث الأربعمائة قال: «علموا صبيانكم ما ينفعهم الله به حتي لا تتغلب عليهم المرجئة برأيها» ().

وعن النبي صلي الله عليه و اله انه قال: «من كان عنده صبي فليتصاب له» (). إلي غير ذلك.

نظافة الاسم

مسألة: يستحب للإنسان علي ما جاء في النصوص والروايات الكثيرة، أن يختار الأسماء الحسنة لنفسه ولأولاده، قال الله تعالي: ?هو سمّاكم المسلمين من قبل، وفي هذا?().

وقال سبحانه: ?ومبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد?().

وقال عزوجل: ?واني سمّيتها مريم?().

وقال تعالي: ?ان الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسي بن مريم?().

وقال سبحانه: ?يا زكريا انا نبشرك بغلام اسمه يحيي?().

وفي الحديث: «خير الأسماء ما عبّد وحمّد».

وقال صلي الله عليه و اله: «أصدق الأسماء ما سمي بالعبودية وأفضلها أسماء الأنبياء» ().

وعن أبي الحسن عليه السلام قال: «أول ما يبر الرجل ولده أن يسميه باسم حسن، فليحسن أحدكم اسم ولده» ().

وعن أبيه عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «استحسنوا أسماءكم فانكم تدعون بها يوم القيامة، قم يا فلان بن فلان إلي نورك، وقم يا فلان بن فلان لا نور لك» ().

وعن جعفر، عن آبائه عليهم السلام: «ان رسول الله صلي الله عليه و اله كان يغير

الأسماء القبيحة في الرجال والبلدان» ().

وقال رجل: يا رسول الله ما حق ابني هذا؟ قال: «تحسن اسمه وأدبه وتضعه موضعاً حسناً» ().

المولود وسُنن ولادته

مسألة: يستحب كما في الروايات الشريفة حلق رأس المولود في اليوم السابع من ولادته وهو نظافة للرأس، كما يستحب التصدق بوزن شعره فضة، والعقيقه عنه، وهما نظافة للروح وسلامة للنفس.

فعن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام في المولود قال: «يسمي في اليوم السابع، ويعق عنه، ويحلق رأسه ويتصدق بوزن شعره فضة، ويبعث إلي القابلة بالرجل مع الورك، ويطعم منه ويتصدق» ().

وعن جميل بن دراج قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن العقيقة والحلق والتسمية بأيها يبدأ؟.

قال: «يصنع ذلك كله في ساعة واحدة يحلق ويذبح ويسمي، ثم ذكر ما صنعت فاطمة لولدها عليهما السلام، ثم قال: يوزن الشعر ويتصدق بوزنه فضة» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «كان ناس يلطخون رأس الصبي في دم العقيقة، وكان أبي يقول: ذلك شرك» ().

أقول: لأنه عمل الجاهليين فهو شرك عملي، لا انه شرك عقيدي بمعني الاشراك بالله تعالي، وفي رواية: انه صلي الله عليه و اله جاء ببديل لذلك، وهو انه صلي الله عليه و اله أمر بأن يلطخوا رأس الصبي بالخلوق وهو نوع من الطيب معظم أجزائه من الزعفران يصبغ الرأس بالحمرة.

النظافة في الرضاع

مسألة: يستحب رعاية النظافة في رضاع الأولاد فان اللبن يُعدي وينقل صفات المرضعة إلي الولد كما ثبت ذلك علمياً أيضاً، وبذلك أكد الإسلام علي نظافة الرضاع مادياً ومعنوياً.

فعن علي بن جعفر عن أخيه أبي الحسن عليه السلام قال: «سألته عن امرأة ولدت من زنا هل يصلح أن يسترضع بلبنها؟ قال: لا يصلح ولا لبن ابنتها التي ولدت من الزنا» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «لا تسترضع للصبي المجوسية، وتسترضع اليهودية والنصرانية، ولا يشربن الخمر ويمنعن من ذلك» ().

وعن الفضيل بن

يسار قال: قال لي جعفر بن محمد عليه السلام: «هذا رضاع اليهودية والنصرانية خير من رضاع الناصبية» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: «انظروا من ترضع أولادكم فان الولد يشب عليه» ().

وعن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «لا تسترضعوا الحمقاء فان اللبن يعدي، وان الغلام ينزع إلي اللبن، يعني: إلي الظئر في الرعونة والحمق» ().

وعن جعفر، عن أبيه أن علياً عليه السلام كان يقول: «تخيروا للرضاع كما تخيرون للنكاح، فان الرضاع يغير الطباع» ().

وعن محمد بن مروان قال: قال لي أبو جعفر عليه السلام: «استرضع لولدك بلبن الحسان وإياك والقباح فان اللبن قد يعدي» ().

ختان الأولاد من النظافة

مسألة: الأحوط وجوباً لولي الطفل أن يختن الطفل قبل بلوغه، ولو لم يختنه حتي بلغ وجب علي الطفل نفسه، وهو نظافة قد صرح به العلم الحديث أيضا، وقد مر بعض الروايات في هذا الباب، والتي كان منها: ان الختان من السنن التي سنّها النبيّ إبراهيم الخليل عليه السلام وتسمي بالحنيفية وقد أمر بها رسول الله صلي الله عليه و اله أيضاً وجعلها من سنن الولادة وجندها في اليوم السابع من عمر المولود.

نظافة التعامل مع الوالدين

مسألة: من الواجبات الشرعية والأخلاقية معاً هو: بر الوالدين في الجملة، ويحرم عقوقهما، قال تعالي: ?وبالوالدين احسانا?().

وقال سبحانه: ?واخفض لهما جناح الذل من الرحمة?().

وقال عزوجل: ?فلا تقل لهما أف?().

وقال تعالي: ?وصاحبهما في الدنيا معروفاً?().

وعن معمر بن خلاد قال: قلت لأبي الحسن الرضا عليه السلام: «أدعو لوالدي إذا كانا لا يعرفان الحق؟ قال: ادع لهما وتصدق عنهما، وان كانا حيين لا يعرفان الحق فدارهما، فان رسول الله صلي الله عليه و اله قال: ان الله بعثني بالرحمة لا بالعقوق» ().

وعن منصور بن حازم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «قلت أي الأعمال أفضل؟ قال: الصلاة لوقتها، وبر الوالدين، والجهاد في سبيل الله» ().

وعن زكريا بن إبراهيم في حديث انه قال لأبي عبد الله عليه السلام: «إني كنت نصرانياً فأسلمت إلي قوله وإن أبي وأمي علي النصرانية وأهل بيتي وأمي مكفوفة البصر فأكون معهم وآكل في آنيتهم؟ قال: يأكلون لحم الخنزير؟ فقلت: لا ولا يمسونه، فقال: لا بأس، فانظر أمك فبرها، فإذا ماتت فلا تكلها إلي غيرك» ()، ثم ذكر أنه زاد في برها علي ما كان يفعله وهو نصراني، فسألته السبب؟ فأخبرها أن الإمام الصادق عليه السلام أمره بذلك، فأسلمت.

وقال رسول الله صلي

الله عليه و اله: «كن باراً واقتصر علي الجنة، وإن كنت عاقاً فظاً فأقتصر علي النار» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «من نظر إلي أبويه نظر ماقت لهما وهما ظالمان له لم يقبل الله له صلاة» ().

وعن محمد بن سنان، عن الرضا عليه السلام فيما كتب إليه من جواب مسائله: «وحرم الله تبارك وتعالي عقوق الوالدين لما فيه: من الخروج من التوقير لله عزوجل، والتوقير للوالدين، وكفران النعمة، وإبطال الشكر، وما يدعو من ذلك إلي قلة النسل وانقطاعه، لما في العقوق من قلة توقير الوالدين، والعرفان بحقهما، وقطع الأرحام، والزهد من الوالدين في الولد، وترك التربية لعلة ترك الولد برهما» ().

فصل في نظافة العقوبات ونظافات أخري غيرها

قانون العقوبات ونظافة المجتمع

مسألة: أكد الإسلام علي نظافة العقوبات ونزاهة قوانينه الجزائية، وبيّن ان من حكمتها نظافة المجتمع من المفاسد، وقد اشترط في إجرائها عشرات الشروط، مما جعلها متعسرة التطبيق والاجراء عادة، وربما متعذرة في بعض الأحيان، وقد ذكرنا في الفقه لحد السرقة أكثر من أربعين شرطا().

ثم إن الإسلام ببرامجه الوقائية قبل العلاجية ضمن نظافة المجتمع عن الجرائم، كما يدل عليه التاريخ الإسلامي الطويل، حيث تقلصت الجرائم فيه وانعدمت مما أدي إلي أن يختلف العلماء في تحديد قطع يد السارق.

ففي عهد المعتصم العباسي، جاءوا بسارق ثبت عليه الإدانة بالسرقة، وبعد ما تم الثبوت الشرعي لدي المعتصم بشأن إدانته بجريمة السرقة، توجه إلي الفقهاء المحدقين به يستفسرهم عن حكم (السارق)، فأجمع الكل علي أن حكمه أن تقطع يده لقوله تعالي: ?والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما، جزاءً بما كسبا?()، لكنهم اختلفوا في أن اليد من أين تقطع؟

فقال بعض الفقهاء، ومنهم أبو داود: تقطع يده من الكرسوع أي: الزند، لقوله تعالي في آية التيمم: ?فامسحوا بوجوهكم وأيديكم?()، حيث أطلق

القرآن كلمة (الأيدي) وأراد بها من الزند.

وقال آخرون من الفقهاء: بل تقطع يده من المرفق لقوله تعالي في آية الوضوء: ?فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلي المرافق?(). حيث أطلق القرآن كلمة (الأيدي) وأراد بها من المرفق.

هذا كله والإمام محمد بن علي الجواد عليه السلام كان حاضراً، ولكنه لم يتكلم بشيء، ولم يؤيد شيئاً من هذه الآراء، فتطلع (المعتصم) إلي رأي ثالث عند الإمام، حيث لم يؤيد هذه الأقوال وتوجه إلي الإمام قائلاً: ماذا تقول أنت يا ابن العم؟!.

فقال الإمام عليه السلام: قالوا: وسمعت.

فقال المعتصم: لابد أن تقول رأيك، أي شيء عندك؟

فقال الإمام عليه السلام: إن كان لابد من ذلك، فانهم أخطئوا فيه السنة، فإن القطع يجب أن يكون من مفصل أصول الأصابع، بان تقطع الأصابع الأربعة فقط ويترك له الكف والابهام.

فقال المعتصم: ولم؟.

قال الإمام: لقول رسول الله صلي الله عليه و اله: «السجود علي سبعة أعضاء، الوجه، واليدين، والركبتين، وإبهامي الرجلين» ()، فإذا قطعت يده من الكرسوع، أو المرفق، لم تبق له يد يسجد عليها، وقال الله تبارك وتعالي: ?وان المساجد لله? يعني به هذه الأعضاء السبعة ?فلا تدعوا مع الله أحداً?() وما كان لله لم يقطع.

فأعجب المعتصم ذلك، فأمر بقطع يد السارق من مفصل الأصابع دون الكف والابهام» ()

ويظهر من هذه القصة أنه رغم مضي أكثر من مائتي سنة من تاريخ الإسلام لم يعرف بعدُ حكم قطع يد السارق تفصيلا، ولم يكن ذلك إلا لانعدام الجريمة وتقلّص السرقة وقلة الابتلاء بهذا الحكم.

نظافة تطبيق العقوبات

مسألة: الظاهر ان في مثل هذا الزمان الذي لم يطبق الإسلام بكامله، لا تجري الحدود، ولا ينفّذ شيء من هذه القوانين الجزائية والعقوبات في المجتمع، وذلك كما فصلناه في بعض كتبنا، والذي يبدو للنظر

وان كان اللازم في هذا الباب الرجوع إلي شوري الفقهاء المراجع أن علي الدولة الإسلامية أن ترجئ العقوبات إلي التأديب بالسجن ونحوه مما يصلح أن يكون رادعا، لعدة سنوات، إلي ان يطبق الإسلام في كافة جوانبه الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وغيرها، فان رسول الله صلي الله عليه و اله لم يطبق قانون العقوبات إلا بعد تطبيقه الإسلام في المدينة المنورة كاملاً، وبعد ما قلع أسباب الفساد.

هذا وقد قال تعالي: ?ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها?().

وقبل التطبيق الكامل للإسلام لا يكون ذلك إصلاحاً، مضافاً إلي قانون الأهم والمهم، ولكي لا تشوه سمعة الإسلام، إلي غير ذلك من الأدلة، ومع الشك فإن الحدود تدرأ بالشبهات().

وعليه: فلا تطبق العقوبات ما لم تطبق قوانين الإسلام الأخري كاملة، وما لم تتوفّر كل مستلزمات الحياة السليمة والصحيحة التي يحققها الإسلام للناس.

توبة المرتد الفطري

مسألة: توبة المرتد الفطري مقبولة، علماً بأن المرتد علي قسمين:

1 مليّ: وهو الذي دخل في الإسلام باختياره ولم يكن أحد من أبويه مسلماً، وهذا قال الفقهاء جميعاً بقبول توبته لو ارتد عن الإسلام ثم رجع وتاب.

2 فطري: وهو الذي كان أحد أبويه أو كليهما مسلمين، فانه ما دام صغيراً يتبع من كان مسلماً من أبويه، فإذا بلغ مسلماً وارتد بعد اسلامه، سمي بالمرتد الفطري، وهذا قد اختلف الفقهاء فيه، وقد اخترنا حسب الأدلة قبول توبته أيضاً لو ارتد ثم رجع وتاب، وذلك علي ما فصلناه في الفقه.

درء الحدود بالشبهات

مسألة: الحدود تدرأ بالشبهات، موضوعية أو حكمية أو غير ذلك علي ما فصلناه في الفقه، وهذا من ميزات الإسلام ومن عظيم اهتمامه بنظافة المجتمع الإسلامي، وشدة حرصه علي إعفائه عن إجراء الحدود، وتطبيق قانون العقوبات عليه، ولذلك جعل الشبهة واحتمالها أية شبهة كانت في حق المتهم، ذريعة إلي رفع الحدّ عنه، ووسيلة إلي عفوه عن تنفيذ القانون في حقه، وكان اطراد هذا الحكم إلي درجة بحيث أصبح قاعدة فقهية معروفة علي ما في الروايات: «الحدود تدرأ بالشبهات» ().

لا قصاص قبل الجناية

مسألة: لا يجوز القصاص قبل الجناية، وهذا أصل متسالم عليه في الإسلام، وقد وردت به نصوص وروايات كثيرة، وهو من ميزات الإسلام الدال علي شدة طهارة قوانينه ونظافتها.

قال الله تعالي: ?قلنا: يا ذا القرنين إما أن تعذّب، وإما أن تتخذ فيهم حسناً? قال: أما من ظلم فسوف نعذّبه?() (أي: فلا عذاب قبل أن يصدر منه ظلم).

وقال سبحانه: ?يقولون لئن رجعنا إلي المدينة ليخرجنّ الأعزّ منها الاذل ولله العزّة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون?().

وكان صاحب هذا القول (ابن أبي) فانه كان ينوي ذلك وصرح ما ينويه بلسانه وأخبر القرآن الرسول صلي الله عليه و اله به، ولكن الرسول صلي الله عليه و اله حيث لم يطبق (ابن أبي) جنايته لم يؤاخذه علي مقالته.

وقد ورد أيضاً عن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام انه كان يقول لعبد الرحمن بن ملجم: أنت قاتلي، وكان يكرر عليه هذا البيت:

أريد حياته ويريد قتلي عذيرك من خليلك من مراد

فيقول له ابن ملجم: يا أمير المؤمنين إذا عرفت ذلك مني فاقتلني.

فيجيبه عليه السلام: انه لا قصاص قبل جناية.

فسمع أصحاب الإمام ذلك فجردوا سيوفهم وقالوا: يا أمير المؤمنين من هذا الذي تخاطبه بمثل هذا الخطاب

مراراً وأنت أمامنا وولينا، وابن عم نبينا؟ فمرنا بقتله.

فقال لهم: اغمدوا سيوفكم، أترون إني أقتل رجلاً لم يقتل بعدُ أحداً؟

ومثله ما رواه المستدرك عن دعائم الإسلام:

«إن أمير المؤمنين عليه السلام أتي برجل سمع وهو يتواعده بالقتل فقال عليه السلام: دعوه، فان قتلني فالحكم فيه لولي الدم» ().

نظافة القضاء

مسألة: القضاء الإسلامي أنظف قضاء عرفته البشرية حتي اليوم، وأبسطه وأسرعه، وهذا ليس مجرد ادعاء، بل قد أثبت صحته الواقع الخارجي، وهو واضح علي من راجع كتاب القضاء من الفقه، أو نظر في قضاء علي أمير المؤمنين عليه السلام، مضافاً إلي حرمة أخذ القاضي الرشوة، وحتي الهدية في الجملة، ولزوم ان يحكم بينهما بالعدل، إلي غير ذلك.

ففي مستدرك الوسائل: «إن أمير المؤمنين عليه السلام ولّي أبا الأسود الدئلي القضاء ثم عزله. فقال أبو الأسود له: لم عزلتني وما خنت ولا جنيت؟ فقال عليه السلام: «إني رأيت كلامك يعلو كلام خصمك» ().

وفي الحديث: ان قاضيا كان يقضي بالحق في بني إسرائيل، فلما مات جعلت دودة تقرب من منخره لأنه جاء أخو زوجته يوما اليه مع خصمه يتخاصمان اليه، قال القاضي في نفسه: اللهم اجعل الحق له، فلما اختصما كان الحق له، ففرح القاضي بذلك().

وقال عليه السلام: «القضاة أربعة، ثلاثة في النار وواحد في الجنة، رجل قضي بجور وهو يعلم فهو في النار، ورجل قضي بجور وهو لا يعلم فهو في النار، ورجل قضي بحق وهو لا يعلم فهو في النار، ورجل قضي بحق وهو يعلم فهو في الجنة» ().

نظافة البيئة ()

مسألة: لقد أكدّ الإسلام علي نظافة البيئة تأكيداً كبيراً، وذلك عبر الروايات الكثيرة الواردة في المياه والهواء وما أشبه.

منها: ما ورد في باب منزوحات البئر، فقد جعل مقداراً معيناً للنزح في وقوع شيء من النجاسات والقاذورات فيها، وهو مذكور في الكتب المفصلة من الفقه والحديث.

ومنها: أن الشارع أمر بابتعاد البئر عن البالوعة بقدر مذكور في الفقه، لأن البالوعة تسري إلي البئر عادة.

ومنها: أن الماء إذا تغير بالنجاسة وكان بئراً أو نهراً أو ما أشبه، فيجب تطهير البئر

بالنزح منها حتي ينتهي التغيير، وعدم استعمال ماء النهر أو ما أشبه إلا بعد زوال التغير، وإذا كان الماء كرا فتغير طعمه أو لونه أو ريحه بالنجاسة، كان اللازم اجتنابه، كذا يلزم اجتناب الماء إذا لم يكن كراً ولاقي نجساً وان لم يتغير، وماء الكر علي قول ثلاثة أشبار في ثلاثة أشبار في ثلاثة أشبار.

ومنها: أن الشارع نهي عن استعمال الماء المضاف إذا لاقي النجس ولو كان كثيراً.

ومنها: ان الشارع أمر بصب كف من الماء في أطراف الماء القليل حين يريد غسل الجنابة حتي لا يرجع ماء الغسل إلي ذلك الماء القليل فيوجب وساخته أو نجاسته.

فعن علي بن جعفر عن أبي الحسن الأول عليه السلام قال: «سألته عن الرجل يصيب الماء في ساقية أو مستنقع أيغتسل فيه للجنابة، أو يتوضأ منه للصلاة، إذا كان لا يجد غيره والماء لا يبلغ صاعاً للجنابة ولا مداً للوضوء وهو متفرق؟ فكيف يصنع وهو يتخوف ان يكون السباع قد شربت منه؟

فقال عليه السلام: إذا كانت يده نظيفة فليأخذ كفاً من الماء بيد واحدة فلينضحه خلفه، وكفا عن أمامه، وكفاً عن يمينه، وكفاً عن شماله، فان خشي أن لا يكفيه غسل رأسه ثلاث مرات ثم مسح جلده بيده فان ذلك يجزيه، وان كان الوضوء غسل وجهه ومسح يده علي ذراعيه ورأسه ورجليه، وان كان الماء متفرقاً فقدر أن يجمعه وإلا اغتسل من هذا ومن هذا، وان كان في مكان واحد وهو قليل لا يكفيه لغسله فلا عليه أن يغتسل ويرجع الماء فيه فان ذلك يجزيه» ().

وعن الصادق عليه السلام انه «سئل عن الرجل ينتهي إلي الماء القليل في الطريق، فيريد أن يغتسل وليس معه إناء والماء في وهدة، فان هو

اغتسل رجع غسله في الماء كيف يصنع؟ قال: ينضح بكف بين يديه، وكف من خلفه، وكف عن يمينه، وكف عن شماله ثم يغتسل» ().

وعن الكاهلي قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: «إذا أتيت ماءاً فيه قلة، فانضح عن يمينك وعن يسارك وبين يديك وتوضأ» ().

لا لتلويث البيئة

مسألة: لقد نهي الإسلام نهياً بالغاً عن تلويث البيئة بشكل عام، كما ورد النهي عن تلويث الطرق والساحات والبساتين وما أشبه ذلك في روايات كثيرة.

ففي الخبر: انه قال رجل لعلي بن الحسين عليهما السلام: «أين يتوضأ الغرباء، قال: يتقي شطوط الأنهار، والطرق النافذة، وتحت الأشجار المثمرة، ومواضع اللعن، فقيل له وأين مواضع اللعن، قال: أبواب الدور» ().

وفي حديث قال: «خرج أبو حنيفة من عند أبي عبد الله عليه السلام وأبو الحسن موسي عليه السلام قائم وهو غلام، فقال له أبو حنيفة: يا غلام أين يضع الغريب ببلدكم؟ فقال: اجتنب أفنية المساجد، وشطوط الأنهار، ومساقط الثمار، ومنازل النزال، ولاتستقبل القبلة بغائط ولا بول، وارفع ثوبك وضع حيث شئت» ()، وقوله عليه السلام: «وارفع ثوبك» حتي لا يتلوث كما هو واضح.

وفي حديث عن النبي صلي الله عليه و اله انه قال: «نهي أن يتغوط علي شفير بئر ماء يستعذب منها، أو نهر يستعذب، أو تحت شجرة فيها ثمرتها» ().

وفي حديث عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «ثلاث من فعلهن ملعون: المتغوط في ظل النزال، والمانع الماء المنتاب، وسادّ الطريق المسلوك» ().

وفي حديث آخر عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: «نهي رسول الله صلي الله عليه و اله أن يبول أحد تحت شجرة مثمرة أو علي قارعة الطريق» ().

وفي حديث آخر عن

الإمام الصادق عن آبائه (صلوات الله عليهم): «ان النبي صلي الله عليه و اله نهي ان يتغوط الرجل علي شفير بئر يستعذب منها، أو علي شفير نهر يستعذب منه، أو تحت شجرة فيها ثمرها» ().

وفي حديث آخر قال عليه السلام: «يتواري خلف الجدار، ويتوقي أعين الجار، وشطوط الأنهار، ومساقط الثمار، ولا يستقبل القبلة ولا يستدبرها، فحينئذ يضع حيث شاء» ().

وعن علي عليه السلام قال: «لا تبل علي المحجة ولا تتغوط عليها» ().

ومن الواضح أن كل ذلك خلاف النظافة أو خلاف النزاهة والطهارة وهي بين واجب ومستحب كل في مورده.

الطرق ورعاية نظافتها

الطرق ورعاية نظافتها

مسألة: من ملحقات نظافة البيئة وما أشبه ذلك نظافة الطرق عن كل ما يزاحمها، فقد جاء عن جماعة من علمائنا كالعلامة والشهيد وصاحب الجواهر رحمة الله عليه وغيرهم من قولهم: انه لا بأس باخراج الرواشن والأجنحة إلي الطرق النافذة إذا كانت لا تضر بالطريق، مستدلين عليه بوجوده في جميع الأعصار والأمصار من غير نكير، وسقيفة بني ساعدة، وبني النجار أشهر من الشمس في رابعة النهار، فقد كانتا بالمدينة في زمن النبي صلي الله عليه و اله.

أقول: هذا بالإضافة إلي أنه لا دليل علي الحرمة فالأصل الاباحة. الا انه ورد في الأحاديث انه: «إذا قام القائم (صلوات الله عليه) سار إلي الكوفة وهدم بها أربعة مساجد، ولم يبق مسجد علي وجه الأرض له شرف إلا هدمها وجعلها جماً، ووسع الطريق الأعظم، وكسر كل جناح خارج في الطريق، وأبطل الكنيف والميازيب إلي الطرقات، فلا يترك بدعة إلا أزالها ولا سنة لا أقامها» ().

وهذا يدل علي لزوم تنحية الأذي عن الطريق، فان الكنيف الذي علي الطريق، والميازيب المسلطة عليها، توجب الوساخة والأذي للمسلمين، أما إذا كانت موجبة للمضرة فهي

محرمة ويجب إزالتها وهدمها فانه: «لا ضرر ولا ضرار في الإسلام» ().

أما المساجد التي يهدمها الإمام عليه السلام فهي مساجد بنيت لأجل الشر، حالها حال (مسجد ضرار) التي أمر رسول الله صلي الله عليه و اله بهدمها().

ولعل وجه إزالة الشرُف أنها زينة، والمساجد لا ينبغي تزيينها بشكل تصرف الإنسان عن الله سبحانه وتعالي، ولذا قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «لا، عريش كعريش موسي» بالنسبة إلي مسجده، إلي غير ذلك مما يذكر في باب المساجد.

وروي القطب الراوندي: «إن الفرات مد علي عهد علي عليه السلام فقال الناس: نخاف الغرق، فركب وصلي علي الفرات، فمر بمجلس ثقيف فغمز عليه بعض شبانهم، فالتفت إليهم وقال: يا بقية ثمود، يا صغار الخدود، هل أنتم إلا طغام اللئام، من لي بهؤلاء الأعبد، فقال مشايخ منهم: إن هؤلاء شباب جهال فلا تأخذنا بهم وأعف عنا، قال عليه السلام: لا أعف عنكم إلاّ علي أن أرجع وقد هدمتهم هذه المجالس، وسددتم كل كوة، وقلعتم كل ميزاب، وطممتم كل بالوعة علي الطريق، فان هذا كله في طريق المسلمين، وفيه أذي لهم، فقالوا: نفعل، ومضي وتركهم ففعلوا ذلك كله» ().

أقول: لعل المراد بصغار الخدود الكناية عن خستهم لأن البعض قال إن صغير الخد يكون عادة إنساناً ملتوياً، و «بقية ثمود» أي أنهم مثلهم في الانحراف عن الله تعالي، وقوله عليه السلام: «من لي بهؤلاء الأعبد» يدل علي ان الإمام المعصوم (صلوات الله عليه) له حق أن يجعل العبد حراً، كما له الحق بأن يجعل الحر عبداً، وقد حرر رسول الله صلي الله عليه و اله عبيد الطائفة في قصة مشهورة.

وعلي كل فالخبر يدل علي لزوم نظافة الطرق من أمثال هذه الأمور،

ومنه يعرف الملاك بالنسبة إلي سائر الأمور المؤذية، بالإضافة إلي العمومات مثل: «النظافة من الايمان» () وشبهه.

وعن أبي عبد الله عليه السلام انه قال: «من أراد أن يحول باب داره عن موضعه، أو يفتح معه باباً غيره في شارع مسلوك النافذة، فذلك له، إلا أن يتبين ان في ذلك ضرراً بيناً، وان كان في رائقه سكة غير نافذة، لم يفتح فيها باباً ولم ينقله عن مكان إلا برضي أهل الرائقة» ().

هذا بالنسبة إلي النوافذ والأبواب والشرفات، وأما بالنسبة إلي الجدر في طرقات المسلمين قال: «من أخرج جدار داره إلي طريق ليس له، فان عليه رده إلي موضعه، وكيف يزيد إلي داره ما ليس له! ولمن يترك ذلك، وهل يُترك فيها، بل يرحل عن قريب عنها ويقدم علي من لا يعذره، ويدعها لمن لا يحمده ولا ينفعه» () الحديث.

وفي حديث رواه أبو بصير عنه عليه السلام قال: «إذا قام القائم عليه السلام دخل الكوفة وأمر بهدم المساجد الأربعة حتي يبلغ أساسها ويصيرها عريشاً كعريش موسي عليه السلام، فتكون المساجد كلها جماء لا شرف لها كما كانت علي عهد رسول الله صلي الله عليه و اله، ويوسع الطريق الأعظم فيصير ستين ذراعاً، ويهدم كل مسجد علي الطريق، وكل جناح وكنيف وميزاب علي الطريق» ().

وعن علي عليه السلام: «ان رسول الله صلي الله عليه و اله أمر مناديه فنادي: من ضيق طريقنا فلا جهاد له» ().

إذا نظّفت الطريق

اذن نظافة الطريق من المزاحمات مما اهتم به الإسلام، وذلك حسب الأدلة العامة والخاصة التي سبقت، بالإضافة إلي ان ذلك يوجب الأجر الجزيل، والثواب الكبير.

فعن رسول الله صلي الله عليه و اله انه قال: «الايمان بضعة وسبعون بابا، أكبرها شهادة أن لا

إله إلا الله، وأدناها اماطة الأذي عن الطريق» ().

وفي حديث ثانٍ عنه صلي الله عليه و اله انه عدّ في جملة آداب المسلم: «المميط أذي عن الطرق» ().

وفي حديث ثالث قال: «بينما رجل في طريق وجد غصن شوك فأخذه، فنظر الله له فغفر له» ().

وعن القطب الراوندي في دعواته عن النبي صلي الله عليه و اله انه قال: «إن علي كل مسلم في كل يوم صدقة، قيل من يطيق ذلك قال صلي الله عليه و اله: إماطتك الأذي عن الطريق صدقة، وإرشادك الضال إلي الطريق صدقة، وعيادتك المريض وأمرك بالمعروف صدقة، ونهيك عن المنكر صدقة وردك السلام صدقة» ().

أقول: فان الصدقة مأخوذة من الصدق، والذي يفعل هذه الأمور يكون مصدقاً لله سبحانه وتعالي ولثوابه، وكلها نوع نظافة وجمال، والله نظيف وجميل ويثيب عليهما.

النظافة في الطب

مسألة: يجب علي الطبيب الدقة اللازمة في تشخيصه للمرض ووصفه للدواء، وهناك روايات تدل علي ضمان الطبيب والبيطار إن أخطأ في تشخيص المرض أو في وصف الدواء، وقد أفتي الفقهاء بذلك، وهذا الضمان فيما لو دقق واخطأ، فضلاً عن انه لو تساهل أو تعمد، فان حكمه حينئذ أشق من ذلك.

فعن الإمام الصادق عليه السلام عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: «من تطبب أو تبيطر فليأخذ البرائة من وليه، وإلا فهو له ضامن()».

وعن أبي جعفر عليه السلام عن أبيه عليه السلام قال: «إن علياً عليه السلام ضمن ختاناً قطع حشفة غلام» ().

وعن الإمام زين العابدين عليه السلام انه قال: «ان علياً عليه السلام ضمّن ختانة ختنت جارية فنزفت الدم فماتت، فقال لها علي عليه السلام: ويلاً لامك أفلا أبقيت، فضمّنها علي عليه السلام دية الجارية وجعل الدية علي عاقلة الختانة» ().

هذا مضافا إلي

القوانين الطبية التي سنها الإسلام من واجبات ومستحبات ومحرمات ومكروهات، وقاية وعلاجاً()، وبعض التفصيل مذكور في طب النبي صلي الله عليه و اله وطب الأئمة عليهم السلام وما أشبه.

من حقوق البهائم والبقاع

مسألة: لا تختص نظافة التعامل بالإنسان مع نفسه أو بني نوعه فحسب، بل انها تشمل حتي البهائم والبقاع، وقد جاء ذلك في نصوص وروايات كثيرة.

ففي بعض خطب الإمام أمير المؤمنين علي عليه السلام التي خطبها أوائل خلافته ورد ما يلي: «اتقوا الله في عباده وبلاده، فإنكم مسؤولون حتي عن البقاع والبهائم» ().

وعن أبي جعفر عليه السلام قال: «ان الله تبارك وتعالي يحب إبراد الكبد الحرّي، ومن سقي كبداً حري من بهيمة وغيرها أظله الله يوم لا ظل إلا ظله» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله بالنسبة إلي الغنم: «نظفوا مرابضها وامسحوا رغامها» ().

وعن جعفر بن محمد، عن آبائه عليهم السلام قال: «قال رسول الله صلي الله عليه و اله: للدابة علي صاحبها خصال: يبدأ بعلفها إذا نزل، ويعرض عليها الماء إذا مر به». (الحديث)().

وفي نهج البلاغة: «ولا تنفرن بهيمة ولا تفزعنها، ولا تسوءن صاحبها فيها… إلي أن قال عليه السلام:

«ثم احدر إلينا ما اجتمع عندك، نصيَّره حيث أمر الله به، فإذا أخذها أمينك فأوعز إليه: ألا يحول بين ناقة وبين فصيلها، ولا يمصر لبنها فيضر ذلك بولدها، ولايجهدنها ركوباً، وليعدل بين صواحباتها في ذلك وبينها… وليرفه علي اللاغب، وليستأن بالنقب والضالع، وليوردها ما تمر به من الغُدُر، ولا يعدل بها عن نبت الأرض إلي جواد الطرق، وليروّحها في الساعات، وليمهلها عند النطاف() والأعشاب، حتي تأتينا بإذن الله بدنا منقيات غير متعبات ولا مجهودات، لنقسمها علي كتاب الله

وسنة نبيه صلي الله عليه و اله فان ذلك أعظم لأجرك، وأقرب لرشدك، إن شاء الله».

وكان رسول الله صلي الله عليه و اله يوصي بالحيوانات ويقول: «ان الله كتب الإحسان في كل شيء» ().

وقال صلي الله عليه و اله: «فإذا ذبحتم فاحسنوا الذبحة» ().

وقال صلي الله عليه و اله: «وإذا قتلتم فأحسنوا القتلة» ().

وقال صلي الله عليه و اله: «وليحد أحدكم شفرته، وليرح ذبيحته» ().

إلي غير ذلك من الروايات الكثيرة التي وردت في باب حقوق الحيوان.

فصل في النظافة النفسية

الخوف من الله وتنظيف النفس

مسألة: من أهم ما يؤثر في نظافة النفس ونظافة المجتمع من الذنوب والآثام الفردية والاجتماعية: الخوف من الله تبارك وتعالي، وقد ورد في النصوص والروايات التأكيد الكبير علي ذلك.

قال الله تعالي علي لسان هابيل عليه السلام: ?لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين?().

وقال سبحانه: ?وأما من خاف مقام ربه ونهي النفس عن الهوي فان الجنة هي المأوي?().

وقال عزوجل: ?قل إني أخاف ان عصيت ربي عذاب يوم عظيم?().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «من عرف الله خافه، ومن خاف الله حثه الخوف من الله علي العمل بطاعته والأخذ بتأديبه، فبشر المطيعين المتأدبين بأدب الله، والآخذين عن الله، إنه حق علي الله أن ينجيهم من مضلات الفتن» ().

أقول: لا يخفي أن الخوف انما هو من عدل الله عزوجل، لانا مهما بذلنا جهدنا في طاعة الله وعبادته، نكون مقصرين في قبال نعمه وأياديه، فلو لم يعاملنا بفضله لكنا من الهالكين، وذلك كما ورد في الأحاديث وإلا فهذا الخوف ليس كالخوف من أسد أو نار أو حيّة أو ما أشبه.

وعن أبي ذر قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «يا أباذر

يقول الله تعالي: لا أجمع علي عبدي خوفين، ولا أجمع له أمنين، فإذا أمنني أخفته يوم القيامة وإذا خافني آمنته يوم القيامة» الحديث().

وقال رسول الله صلي الله عليه و اله: «رأس الحكمة مخافة الله» ().

أقول: الحكمة عبارة عن وضع الأشياء مواضعها سواء بالنسبة إلي الموضوعات أو الأحكام.

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «المؤمن لا يخاف غير الله ولا يقول عليه إلا الحق» ().

أقول: يعني خوفاً واقعياً، فان الخوف من الأشياء الدنيوية أقسام من الخوف المجازي، وانما الخوف الحقيقي من الله سبحانه وتعالي.

وفي حديث عنه عليه السلام قال: «خف الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك» ().

وعنه عليه السلام قال: «من خاف الله أخاف الله منه كل شيء، ومن لم يخف الله أخافه الله من كل شيء» ().

أقول: وجه ذلك واضح لأن الذي يخاف الله سبحانه وتعالي يتفضل الله عليه بقوة وهيبة تسبب خوف كل شيء منه، أما من لم يخف الله فان الله سبحانه وتعالي يجعل نفسه عادية والنفس العادية تخاف من كل شيء كما قال سبحانه: ?يحسبون كل صيحة عليهم?().

وعن أمير المؤمنين عليه السلام انه قال: «إن الله إذا جمع الناس يوم القيامة نادي فيهم مناد: أيها الناس إن أقربكم اليوم من الله أشدكم منه خوفا، وإن أحبكم إلي الله أحسنكم عملاً، وإن أفضلكم عنده منصباً أعملكم فيما عنده رغبة، وإن أكرمكم عليه أتقاكم» ().

وعن النبي صلي الله عليه و اله قال: «إن الله يعاتب عبداً يوم القيامة ويقول عبدي خفت من النار وما خفت مني أما لتستحيي؟ فيطرق العبد رأسه حياء من الله» ().

التحلي والتجمّل بالرجاء

مسألة: يجب أن يكون الخوف في الإنسان ممزوجاً مع الرجاء، فان المؤمن يكون دائماً وأبداً بين

الخوف والرجاء، وفي ذلك نصوص وروايات كثيرة.

قال الله تعالي: ?ويدعوننا رغباً ورهباً?().

وعن الإمام الكاظم عليه السلام انه قال لهشام بن الحكم: «يا هشام لا يكون الرجل مؤمناً حتي يكون خائفاً راجياً، ولا يكون خائفاً راجياً حتي يكون عالماً لما يخاف ويرجو» ().

وعن الصادق عليه السلام قال: «الخوف رفيق القلب والرجاء شفيع النفس، ومن كان بالله عارفاً كان من الله خائفاً وإليه راجياً، وهما جناحا الإيمان يطير بهما العبد المحقق إلي رضوان الله، وعينا عقله يبصر بهما إلي وعد الله تعالي ووعيده، والخوف طالع عدل الله باتقاء وعيده، والرجاء داعي فضل الله وهو يحي القلب، والخوف يميت النفس» ().

وقال رسول الله صلي الله عليه و اله: «المؤمن بين خوفين: خوف ما مضي وخوف ما بقي، وبموت النفس تكون حياة القلب، وبحياة القلب البلوغ بالاستقامة، ومن عبد الله علي ميزان الخوف والرجاء لا يضل ويصل إلي مأموله، وكيف لا يخاف العبد وهو غير عالم بما يختم صحيفته، ولا له عمل يتوسل به استحقاقاً، ولا قدرة له علي شيء ولامفر وكيف لا يرجو وهو يعرف نفسه بالعجز، وهو غريق في بحر آلاء الله ونعمائه من حيث لا تحصي ولا تعد والمحب يعبد ربه علي الرجاء بمشاهدة أحواله بعين سهر، والزاهد يعبد علي الخوف» ().

وفي حديث عن الصادق عليه السلام قال: «لا يكون المؤمن مؤمناً حتي يكون خائفاً راجياً، ولا يكون خائفاً راجياً حتي يكون عاملاً لما يخاف ويرجو» ().

النظافة عن مطلق الرذائل

النظافة عن مطلق الرذائل

مسألة: يلزم تنظيف النفس عن الصفات المذمومة العالقة بها، وأدران الملكات السيئة والتمنيات الفاسدة والانحرافات المشينة.

قال تعالي: ?ونفس وما سواها ? فألهما فجورها وتقواها ? قد أفلح من زكاها ? وقد خاب من دساها? ()، ومرادنا باللزوم الأعم من

الواجب والمستحب، كل في موضعه.

فعن أبي بصير قال: قال: أبو عبد الله عليه السلام: «أصول الكفر ثلاثة: الحرص، والاستكبار، والحسد» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال النبي صلي الله عليه و اله: «أركان الكفر أربعة: الرغبة، والرهبة، والسخط، والغضب» ().

أقول: المراد بكل ذلك ما كان فيه الجهة المخالفة لله سبحانه وتعالي وأحكامه.

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «إن أول ما عصي الله به ستة: حب الدنيا، وحب الرئاسة، وحب الطعام، وحب النوم، وحب الراحة، وحب النساء» ().

وعن الصادق عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «ثلاث من كن فيه كان منافقاً وان صام وصلي وزعم انه مسلم، من إذا ائتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، إن الله عزوجل قال في كتابه: ?ان الله لا يحب الخائنين?()، وقال: ?ان لعنة الله عليه ان كان من الكاذبين?() وقال: ?واذكر في الكتاب اسماعيل انه كان صادق الوعد وكان رسولاً نبياً?()» ().

صفات الأشرار والنزاهة منها

في الخبر عن الإمام الصادق عليه السلام قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «ألا أخبركم بشرار رجالكم، قلنا: بلي يا رسول الله، قال: شرار رجالكم البهّات، الجريء، الفحاش، الآكل وحده، والمانع رفده، والضارب عبده، والملجيء عياله إلي غيره» ().

وعن يزيد الصائغ قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: «رجل علي هذا الأمر إن حدث كذب وإن وعد أخلف، وإن ائتمن خان، ما منزلته؟ قال: هي أدني المنازل من الكفر وليس بكافر» ().

وعن الباقر عليه السلام قال: «خطب رسول الله صلي الله عليه و اله الناس فقال: ألا أخبركم بشراركم، قالوا: بلي يا رسول الله، فقال: الذي يمنع رفده،

ويضرب عبده، ويتزود وحده، فظنوا أن الله لم يخلق خلقاً هو شر من هذا، ثم قال صلي الله عليه و اله: ألا أخبركم بمن هو شر من ذلك، قالوا: بلي يا رسول الله قال: الذي لا يرجي خيره، ولا يؤمن شره، فظنوا أن الله لم يخلق هو شر من هذا، ثم قال صلي الله عليه و اله: ألا أخبركم بمن هو شر من ذلك، قالوا: بلي يا رسول الله، قال: المتفحش اللعان، الذي إن ذكر عنده المؤمنون لعنهم، وإذا ذكروه لعنوه» ().

وعن الصادق عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «ألا أخبركم مني بأبعدكم شبهاً، قالوا: بلي يا رسول الله، قال: الفاحش، المتفحش، البذيء، البخيل، المختال، الحقود، الحسود، القاسي القلب، البعيد من كل خير يرجي، غير المأمون من كل شر يتقي» ().

وعن الباقر عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «خمسة لعنتهم وكل نبي مجاب، الزائد في كتاب الله، والتارك لسنتي، والمكذب بقدر الله، والمستحل من عترتي ما حرم الله، والمستأثر بالفيء المستحل له» ().

إياك ودعائم الكفر والنفاق

عن سليم بن قيس عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: «بني الكفر علي أربع دعائم: الفسق، والغلو، والشك، والشبهة.

والفسق علي أربع شعب: علي الجفاء، والعمي، والغفلة، والعتو.

والغلو علي أربع شعب: علي التعمق بالرأي، والتنازع فيه، والزيغ، والشقاق.

والشك علي أربع شعب: علي المرية، والهوي، والتردد، والاستسلام.

والشبهة علي أربع شعب: إعجاب بالزينة، وتسويل النفس، وتأول العوج، ولبس الحق بالباطل.

والنفاق علي أربع دعائم: علي الهوي، والهوينا، والحفيظة، والطمع.

والهوي علي أربع شعب: علي البغي، والعدوان، والشهوة، والطغيان.

والهوينا علي أربع شعب: علي الغرة، والأمل، والهينة، والمماطلة.

والحفيظة علي أربع شعب: علي الكبر، والفخر، والحمية، والعصبية.

والطمع علي أربع شعب:

الفرح، والمرح، واللجاجة، والتكاثر» () الحديث.

ولا يخفي أن هذا الحديث يحتاج إلي بعض الشرح لكن الكتاب لم يوضع لمثل ذلك، كما ان في هذا الحديث جاء ذكر بعض الأمور العملية لكن الغالب الأمور النفسية التي تسبب شين الإنسان وانحرافه مثل الغلو والشك والشبهة والعمي والغفلة وما أشبه ذلك، فيلزم علي الإنسان أن يطهر نفسه وينظفها من هذه الادران التي تسبب شر الدنيا والآخرة، فان الكون بني علي الاستقامة، فلا يعقل بقاء انحراف فيه، ولذا قال علي عليه السلام: «من صارع الحق صرعه» ().

من سنن الكون

ومن الواضح: إن إضاعة أحكام الله سبحانه وتعالي واتباع شهوات الدنيا، توجب التقهقر والسقوط، والخراب والفساد في العباد والبلاد، وكل من يسير اليوم في العراق من بابل إلي سامراء يري الخراب فيهما وبينهما، وفي الكوفة أيضاً، وذلك لترك قوانين الإسلام، وإذا كان الإنسان يعيش في عصر ازدهار هذه البلاد كان يعلم بالخراب الذي سيحصل فيها بعد حين.

ألم تخرب بابل بحاكم مستبد طغي في البلاد، وأكثر فيها الفساد، بانحرافه عن الواقع، فانه كان يستبد بالأمر في أموره العملية، ويدعي الألوهية في الاعتقاد.

والكوفة كانت كذلك فقد تنازع فيها المنهج الأموي المنحرف بكل الانحراف، مع المنهج العلوي المستقيم بكل الاستقامة في القول والعمل، وحيث انه كان لدعاة المنهج الأموي السوط والسيف، ويسومون بها أصحاب المنهج العلوي سوء العذاب، تغلب المنهج الأموي وأدي إلي خراب الكوفة.

وكذلك كانت سامراء، فانه كان يحكم فيها خلفاء لم يكن همهم وهم حاشيتهم إلا شهوات الدنيا علي طول الخط، فبيت الخليفة أي بحسب ادعائه انه خليفة محل الفجور بأربعة آلاف جارية جميلة وسبعة آلاف شاب باسم حفظ الخليفة وحفظ حاشيته، إلي غير ذلك مما هو خلاف القوانين الإسلامية بحيث أدي إلي

خراب سامراء وسقوطها.

وبعد كل ذلك ألا يحق للرسول صلي الله عليه و اله الذي جاء بالحق والحقيقة، والصدق والواقع، ألا وهو الإسلام، ان يقول حتي مع قطع النظر عن الوحي ما ذكره القرآن الحكيم: ?ليظهره علي الدين كله?()؟.

فان من اكتشف الكهرباء يحق له أن يقول: الكهرباء تغلب النفطيات، ومن اكتشف السيارة يحق له أن يقول: إن السيارة تغلب الخيل والبغال والحمير، وهذا هو شأن الكون.

وعليه: فالدين الإسلامي من شأنه أن يظهر علي الدين كله، وسيظهر بأذنه تعالي، ولكن لو خالف المسلمون قوانين السماء فالإشكال منهم لا من الإسلام.

الناس إذا تركوا الإسلام

نعم، إن الرسول صلي الله عليه و اله يتمكن من التحديد الدقيق كما قال سبحانه: ?في بضع سنين?() بينما غيره من العقلاء إنما يعلمون الواقع علي صورة ضبابية مجملة، فعن النبي صلي الله عليه و اله في وصية طويلة قال: «سيأتي من بعدي أقوام يأكلون طيب الطعام وألوانها، ويركبون الدواب، ويتزينون بزينة المرأة لزوجها، ويتبرجون تبرج النساء، وزيهن مثل زي الملوك الجبابرة، وهم منافقوا هذه الأمة في آخر الزمان، شاربون القهوات (الخمور) لاعبون بالكعاب، راكبون الشهوات، تاركون الجماعات، راقدون عن العتمات، مفرطون في العدوات، يقول الله تعالي: ?فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غياً?()» ().

أقول: هذه الأمور كلها شأن الأمم إذا طال بهم الزمن وتركوا قوانين السماء.

وفي حديث آخر عن الصادق عليه السلام عن آبائه عليهم السلام في وصية النبي صلي الله عليه و اله لعلي عليه السلام قال: «يا علي خلق الله عزوجل الجنة لبنتين: لبنة من ذهب ولبنة من فضة إلي أن قال: فقال الله جل جلاله: وعزتي وجلالي لا يدخلها مدمن خمر، ولا نمام، ولاديوث، ولا شرطي، ولا مخنث، ولا

نباش، ولا عشار، ولا قاطع رحم، ولاقدري، يا علي كفر بالله العظيم من هذه الأمة عشرة: القتات، والساحر، والديوث، والناكح المرأة حراماً في دبرها، وناكح البهيمة، ومن نكح ذات محرم، والساعي في الفتنة، وبائع السلاح من أهل الحرب، ومانع الزكاة، ومن وجد سعة فمات ولم يحج» ()

أقول: من الواضح ان هذه أمور عملية وترتبط بالجوارح، لكنها انما تنبعث عن القلب المنحرف والملكة المشينة، غير النظيفة ولا السليمة، أما ناكح امرأة حراماً في دبرها فالسبب هو أن الفتيات الباكرات عادة لا يرضين بالقبل عند الزنا وذلك خوفاً من الفضيحة وحفاظاً علي ماء وجههن فيكون النكاح في الدبر.

إلي غيرها من الروايات.

نظافة القلب من سوء الظن

مسألة: يجب كما في الروايات والنصوص تنظيف القلب من سوء الظن بالله تعالي، كما ويجب شحنه بحسن الظن به عزوجل.

قال الله تعالي: ?الظانين بالله ظنّ السوء عليهم دائرة السوء?().

وقال سبحانه: ?وظننتم ظن السوء وكنتم قوماً بوراً?().

وقال عزوجل: ?وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم..? ().

وعن داود عليه السلام قال: «يا رب ما آمن بك من عرفك ولم يحسن الظن بك» ().

وفي الحديث: «ان آخر عبد يؤمر به إلي النار فليتفت فيقول: يا رب لم يكن هذا ظني بك، فيقول: ما كان ظنك بي، قال: كان ظني بك ان تغفر لي خطيئتي وتسكنني جنتك، فيقول الله جل وعز: يا ملائكتي وعزتي وجلالي وجودي وكرمي وارتفاعي في علوي ما ظن بي عبدي خيراً ساعة قط، ولو ظن بي ساعة خيراً ما روعته بالنار، أجيزوا كذبه وأدخلوه الجنة» ().

وعن الرضوي عليه السلام: «ان الله تبارك وتعالي أوحي إلي داود عليه السلام فلانة بنت فلانة معك في الجنة في درجتك، فسار اليها فسألها عن عملها، فخبرته فوجده مثل سائر أعمال الناس،

فسألها عن نيتها فقالت: ما كنت في حالة فنقلني منها إلي غيرها إلا كنت بالحالة التي نقلني اليها أسر مني بالحالة التي كنت فيها فقال: حسن ظنك بالله عزوجل» ().

وعن النبي صلي الله عليه و اله قال: «رأيت رجلاً من أمتي علي الصراط يرتعد كما ترتعد السعفة في يوم ريح عاصف، فجاءه حسن ظنه بالله فمسكت رعدته» ().

تنظيف النفس عن الغرور

مسألة: يلزم علي ما في النصوص والروايات تنظيف النفس من الغرور، لأن الغرور يصدّ عن العروج في سلّم الكمال، ويهوي بالإنسان إلي درك الهوان والسقوط.

قال الله تعالي: ?يا أيها الإنسان ما غرّك بربك الكريم?().

وقال سبحانه: ?ان الكافرون إلا في غرور?().

وقال عزوجل: ?فلا تغرّنكم الحياة الدنيا ولا يغرّنكم بالله الغرور?().

وعن الحسن بن الجهم قال: «سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: إن رجلاً في بني إسرائيل عبد الله أربعين سنة ثم قرَّب قرباناً فلم يقبل منه، فقال لنفسه: ما أتيت إلا منك وما الذنب إلا لك، قال: فأوحي الله عزوجل إليه ذمك لنفسك أفضل من عبادتك أربعين سنة» ().

أقول: فاللازم علي الإنسان أن ينظف نفسه عن الاعتلاء والترفع الكاذب.

وعن أمير المؤمنين عليه السلام كما في (نهج البلاغة) انه قال: «يا أسري الرغبة أقصروا، فان المعرج علي الدنيا لا يروعه منها إلا صريف أنياب الحدثان، أيها الناس تولوا عن أنفسكم تأديبها واعدلوا بها عن ضراوة عادتها» ().

أقول: المراد العادات السيئة التي مبعثها النفس.

وفي رواية قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «من مقت نفسه دون مقت الناس، آمنه الله من فزع يوم القيامة» ().

التحلي بالزهد

التحلي بالزهد

مسألة: يلزم التحلي بالزهد، وتنظيف النفس من حب الدنيا ومن الرغبة إليها والتعلق بها، كما جاء في النصوص والروايات الكثيرة.

قال الله تعالي: ?لكيلا تأسوا علي ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم?().

وقد شرط الله علي المعصومين عليهم السلام الزهد في درجات هذه الدنيا الدنية وزخرفها وزبرجها فشرطوا (عليهم الصلاة والسلام) له ذلك، وعلم منهم الوفاء به فقبلهم وقربهم() فلما كان هذا حال المعصومين عليه السلام فكيف حال غيرهم؟

وعن أبي ذر قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «يا أباذر إذا أراد الله

عزوجل بعبد خيراً فقهه في الدين، وزهده في الدنيا، وبصره بعيوب نفسه.

يا أباذر ما زهد عبد في الدنيا إلا أثبت الله الحكمة في قلبه، وأنطق بها لسانه، وبصَّره عيوب الدنيا، وداءها ودواءها، وأخرجه منها سالماً إلي دار السلام.

يا أباذر إذا رأيت أخاك قد زهد في الدنيا فاستمع منه، فإنه يلقي إليك الحكمة.

فقلت: يا رسول الله من أزهد الناس؟

قال: من لم ينس المقابر والبلي، فترك فضل زينة الدنيا، وآثر ما يبقي علي ما يفني، ولم يعدّ غداً من أيامه، وعدّ نفسه في الموتي» ().

أقول: هذا لا ينافي أن يهيّئ الإنسان لغده ما يكفيه كما في الحديث عن الإمام الحسن المجتبي عليه السلام: «اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً، واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً» (). فمعني قوله صلي الله عليه و اله: «ولم يعدّ غداً من أيامه» هو ما ذكره الإمام عليه السلام في الجملة الثانية من حديثه.

وعن أمير المؤمنين عليه السلام قال: «إن من أعوان الأخلاق علي الدين الزهد في الدنيا» ().

وعن علي بن الحسين عليهما السلام في حديث: «إلا وان الزهد في آية من كتاب الله ?لكي لاتأسوا علي ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم?()» ().

الزهد ومعناه

في الخبر عن الإمام الصادق عليه السلام انه قال: «ليس الزهد في الدنيا بإضاعة المال ولابتحريم الحلال، بل الزهد في الدنيا أن لا تكون بما في يدك أوثق منك بما في يد الله» ().

وعن علي عليه السلام قال: «إن علامة الراغب في ثواب الآخرة زهده في عاجل زهرة الدنيا، أما إن زهد الزاهد في هذه الدنيا لا ينقصه بما قسم الله له فيها، وإن حرص الحريص علي عاجل زهرة الدنيا لا يزيده فيها وان حرص، فالمغبون من حرم حظه من

الآخرة» ().

من فوائد الزهد

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «من زهد في الدنيا أثبت الله الحكمة في قلبه، وأنطق بها لسانه، وبصره عيوب الدنيا داءها ودواءها، وأخرجه في الدنيا سالما إلي دار السلام» ().

وعنه عليه السلام قال: «إذا أراد الله تبارك وتعالي بعبد خيراً زهده في الدنيا، وفقهه في الدين، وبصره عيوبه، ومن اوتي هذا فقد اوتي خير الدنيا والآخرة» ().

وقال عليه السلام: «لم يطلب أحد الحق بباب أفضل من الزهد في الدنيا، وهو ضد ما طلب أعداء الحق.

قلت: جعلت فداك مماذا؟

قال: من الرغبة فيها وقال: ألا من صبّار كريم وإنما هي أيام قلائل، ألا انه حرام عليكم أن تجدوا طعم الإيمان حتي تزهدوا في الدنيا» ().

الزهد وعلامات الزاهدين

وعن النبي صلي الله عليه و اله قال: «ليس الزهد في الدنيا لبس الخشن وأكل الجشب، ولكن الزهد في الدنيا قصر الأمل» ().

وقال صلي الله عليه و اله لعلي عليه السلام: «إن الله زينك بزينة لم يزين العباد بشيءٍ أحب إلي الله منها ولا أبلغ عنده منها، الزهد في الدنيا قد أعطاك ذلك، وجعل الدنيا لا تنال منك شيئاً، وجعل لك سيماء تعرف بها» ().

وعن علي عليه السلام قال: «الزاهد عندنا من علم فعمل، ومن أيقن فحذر، وان أمسي علي عسر حمد الله، وان أصبح علي يسر شكر الله، فهو الزاهد» ().

وقال عليه السلام: «الزاهد في الدنيا من وعظّ فاتعظّ، ومن علم فعمل، ومن أيقن فحذر، فالزاهدون في الدنيا قوم وعظوا فاتعظوا، وأيقنوا فحذروا، وعلموا فعملوا ان أصابهم يسر شكروا وان أصابهم عسر صبروا» ().

مفتاح باب الآخرة

في خبر عن الإمام الصادق عليه السلام قال: «الزهد مفتاح باب الآخرة، والبراءة من النار، وهو تركك كل شيء يشغلك عن الله تعالي من غير تأسف علي فوتها، ولا إعجاب في تركها، ولا انتظار فرج منها، ولا طلب محمدة عليها، ولا عوض لها، بل تري فوتها راحة، وكونها آفة، وتكون أبداً هارباً من الآفة، معتصماً بالراحة، والزاهد الذي يختار الآخرة علي الدنيا، والذل علي العز، والجهد علي الراحة، والجوع علي الشبع، وعافية الآجل علي محنة العاجل، والذكر علي الغفلة، وتكون نفسه في الدنيا وقلبه في الآخرة، قال رسول الله صلي الله عليه و اله: حب الدنيا رأس كل خطيئة، ألا تري كيف أحب ما أبغضه الله وأي خطيئة أشد جرماً من هذا؟ قال بعض أهل البيت عليهم السلام: لو كانت الدنيا بأجمعها لقمة في فم طفل لرحمناه كيف حال من

نبذ حدود الله وراء ظهره في طلبها والحرص عليها والدنيا دار لو حسنت سكناها لما رحمتك ولما أحبتك وأحسنت وداعك، قال رسول الله صلي الله عليه و اله: لما خلق الله تعالي الدنيا أمرها بطاعته فأطاعت ربها، فقال لها: خالفي من طلبك، ووافقي من خالفك، وهي علي ما عهد الله إليها وطبعها بها» ().

انتهي حديث الإمام الصادق (عليه الصلاة والسلام).

أقول: المراد بقوله عليه السلام: «الذل علي العز» أي الذل في تحصيل الآخرة علي العز في الدنيا بلا آخرة.

أفضل الزهد

في الخبر عن الإمام أمير المؤمنين علي عليه السلام قال: «الزهد ثروة، والورع جنة، وأفضل الزهد إخفاء الزهد، الدهر يخلق الأبدان، ويحدد الآمال، ويقرب المنية، ويباعد الأمنية، من ظفر به نصب، ومن فاته تعب، ولا كرم كالتقوي، ولا تجارة كالعمل الصالح، ولا ورع كالوقوف عند الشبهة، ولا زهد كالزهد في الحرام، الزهد كله بين كلمتين قال الله تعالي: ?لكي لا تأسوا علي ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم?()، فمن لم يأس علي الماضي، ومن لم يفرح بالآتي، فقد أخذ الزهد بطرفيه، أيها الناس الزهادة: قصر الأمل، والشكر عند النعم، والورع عند المحارم، فان عرف ذلك عنكم فلا يغلب الحرام صبركم ولا تنسوا عند النعم شكركم، فقد أعذر الله اليكم بحجج مسفرة ظاهرة، وكتب بارزة العذر واضحة» ().

ومن الواضح ان الزهد عبارة عن ملكة في القلب تبعث الجوارح علي العمل علي طبقها، فاللازم أن يغسل الإنسان حب الدنيا من قلبه وفي ذلك نظافته وطهارته، وإذا طهر القلب طهرت الأعضاء ونظفت الجوارح، فقد بيّنه علي عليه السلام بقوله: «طوبي للراغبين في الآخرة، الزاهدين في الدنيا، أولئك قوم اتخذوا مساجد الله بساطاً، وترابها فراشاً، وماءها طهوراً، والقرآن شعاراً، والدعاء دثاراً،

ثم قبضوا الدنيا علي منهاج عيسي عليه السلام» ().

أقول: قوله «قبضوا الدنيا» أي قبضهم بالدنيا علي نحو قبض المسيح لها لاالانكباب عليها.

إلي غير ذلك من الأحاديث الكثيرة فان «حب الدنيا رأس كل خطيئة» ().

تنظيف النفس من حب الدنيا

تنظيف النفس من حب الدنيا

مسألة: ينبغي تنزيه النفس وتنظيفها من الصفات الذميمة العالقة بها، والتي في رأسها حب الدنيا، وما يرتبط بالدنيا.

قال الله تعالي: ?قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم واخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها، أحبّ إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله، فتربصوا حتي يأتي الله بأمره، والله لا يهدي القوم الفاسقين?().

وقال سبحانه: ?زيّن للناس حبّ الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضّة والخيل المسوّمة والأنعام والحرث، ذلك متاع الحياة الدنيا، والله عنده حسن المآب?().

وعن الصادق عليه السلام قال: «رأس كل خطيئة حب الدنيا» ().

وسئل علي بن الحسين عليه السلام «أي الأعمال أفضل، قال: ما من عمل بعد معرفة الله ومعرفة رسول الله صلي الله عليه و اله أفضل من بغض الدنيا، فان لذلك شعباً كثيرة وللمعاصي شعباً، فأول ما عصي الله به الكبر إلي أن قال: ثم الحرص، ثم الحسد، وهي معصية ابن آدم حيث حسد أخاه فقتله، فتشعب من ذلك حب النساء، وحب الدنيا، وحب الرئاسة، وحب الراحة، وحب الكلام، وحب العلو والثروة فصرن سبع خصال فاجتمعن كلهن في حب الدنيا، فقال الأنبياء والعلماء بعد معرفة ذلك: حب الدنيا رأس كل خطيئة، والدنيا دنياوان: دنيا بلاغ، ودنيا ملعونة» ().

أقول: المراد من «دنيا بلاغ» هو: ان الإنسان يبلغ بسببها إلي الآخرة المحمودة، والدنيا الملعونة ما ليست هكذا وإنما ما تتخذ لنفسها كبراً وعلواً.

وعن الصادق عليه السلام قال: «حب الدنيا رأس كل خطيئة» ().

وقال رسول الله صلي الله

عليه و اله: «من أحب دنياه أضر بآخرته» ().

أقول: المراد بها الدنيا الملعونة كما هو واضح، وإلا فالميزان ما ذكره سبحانه بقوله: ?ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ? أولئك لهم نصيب مما كسبوا?().

الدنيا وخلاصة القول فيها

وجملة القول: ان علي الإنسان ان يتخذ من الدنيا بقدر الضرورة لا أكثر من ذلك مباهاة وكبراً واستعلاءً، فعن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «مالي وللدنيا انما مثلي كراكب رفعت له شجرة في يوم صائف فقال تحتها ثم راح وتركها» (). أقول: «قال» من القيلولة.

وفي رواية أخري عن الصادق عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «في طلب الدنيا إضرار بالآخرة، وفي طلب الآخرة إضرار بالدنيا، فاضروا بالدنيا فإنها أحق بالإضرار» ().

وعن الصادق عليه السلام: «إن في كتاب علي عليه السلام إنما مثل الدنيا كمثل الحية، ما ألين مسها وفي جوفها السم الناقع، يحذرها الرجل العاقل، ويهوي إليها الصبي الجاهل» ().

وعن جعفر بن محمد عن آبائه عليهم السلام في وصية النبي صلي الله عليه و اله لعلي عليه السلام قال: «يا علي إن الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر، يا علي أوحي الله إلي الدنيا أخدمي من خدمني وأتعبي من خدمك، يا علي إن الدنيا لو عدلت عند الله جناح بعوضة لما سقي الكافر منها شربة من ماء، يا علي ما أحد من الأولين والآخرين إلا وهو يتمني يوم القيامة أنه لم يعط من الدنيا إلا قوتاً» ().

أقول: المراد بالقوت أعم من الملبس والمسكن والمأكل والمشرب والمنكح بقدر الضرورة كما هو واضح. أما (اخدمي من خدمني وأتعبي من خدمك) فواضح بأن

من يخدم الله يواكب حركة الكون فيكون الكون معيناً له في حركته وتقدمه وذلك كمن يسبح علي وفق جريان الماء، أما من يخدم الدنيا فهو منصرف عن الله سبحانه وتعالي وسنته فلا يواكبه الكون وبذلك يرتطم به ويصطدم معه.

حب المال والجاه

حب المال والجاه

عن أبي عبد الله صلي الله عليه و اله قال: «إن الشيطان يدير ابن آدم في كل شيء فإذا أعياه جثم له عند المال فأخذ برقبته» ().

وعن الإمام أمير المؤمنين علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «إن الدينار والدرهم أهلكا من كان قبلكم وهما مهلكاكم» ().

وقال الإمام الصادق عليه السلام: «ما ذئبان ضاريان في غنم قد غاب عنها رعاؤها أحدهما في أولها والآخر في آخرها بأضر فيها من حب المال والشرف في دين المسلم» ().

أقول: وقد تقدم وجهه فإن الإنسان الذي يحب المال يكون مع المال وأهل المال، سواء كان المال عند أهل الحق أم كان عند أهل الباطل، وكذلك الذي يحب الشرف ولايعتني بأوامر الله ولا بالطريق الصحيح مما تنادي به الفطرة.

وعن أمير المؤمنين عن رسول الله صلي الله عليه و اله في خبر المعراج قال: قال الله تبارك وتعالي: «يا أحمد لو صلي العبد صلاة أهل السماء والأرض، ويصوم صيام أهل السماء والأرض، ويطوي عن الطعام مثل الملائكة، ولبس لباس العابدين، ثم أري في قلبه من حب الدنيا ذرة أو سمعتها أو رئاستها أو صيتها أو زينتها لا يجاورني في داري، ولأنزعن من قلبه محبتي، ولأظلمن قلبه حتي ينساني، ولا أذيقه حلاوة محبتي» ().

وعنه صلي الله عليه و اله انه قال: «ما من عمل أفضل عند الله بعد معرفة الله ومعرفة رسوله وأهل بيته من بغض الدنيا» ().

وعن

الإمام الصادق عليه السلام: «من ازداد في الله علماً وازداد للدنيا حباً، إزداد من الله بعداً وازداد الله عليه غضباً» ().

صورة الدنيا

عن الإمام الصادق عليه السلام قال: «الدنيا بمنزلة الصورة: رأسها الكبر، وعينها الحرص، وأذنها الطمع، ولسانها الرياء، ويدها الشهوة، ورجلها العجب، وقلبها الغفلة، وكونها الفناء، وحاصلها الزوال، فمن أحبها أورثته الكبر، فمن استحسنها أورثته الحرص، ومن طلبها أوردته الي الطمع، ومن مدحها ألبسته الرياء، ومن أرادها مكنته من العجب، ومن اطمأن إليها أولته الغفلة، ومن أعجبه متاعها أفنته، ومن جمعها وبخل بها ردته إلي مستقرها وهي النار» ().

وعن النبي صلي الله عليه و اله قال: «الدنيا ملعونة، ملعون من فيها، ملعون من طلبها وأحبها ونصب لها، وتصديق ذلك في كتاب الله ?كل من عليها فان ? ويبقي وجه ربك ذو الجلال والاكرام?(). وقوله: ?كل شيء هالك إلا وجهه?()» ().

ولا يخفي ان قوله صلي الله عليه و اله: «ملعون من فيها» أي: من توغل فيها، أو مفسر بما ورد عن أبي ذر عن رسول الله صلي الله عليه و اله قال:

«يا أبا ذر الدنيا ملعونة، ملعون ما فيها إلا من ابتغي به وجه الله، وما من شيء أبغض إلي الله تعالي من الدنيا، خلقها ثم أعرض عنها، فلم ينظر إليها ولا ينظر إليها حتي تقوم الساعة» ().

أقول: معني قوله صلي الله عليه و اله: «فلم ينظر إليها» أي: نظراً يجعلها هدفاً ومقصداً، وإلا فالله سبحانه وتعالي ناظر لكل شيء.

وعن عيسي عليه السلام قال: «قسوة القلوب من جفوة العيون، وجفوة العيون من كثرة الذنوب، وكثرة الذنوب من حب الدنيا، وحب الدنيا رأس كل خطيئة» ().

وفي حديث: «أوحي الله تعالي إلي داود عليه السلام: إن كنت تحبني

فأخرج حب الدنيا من قلبك، فإن حبي وحبها لا يجتمعان في قلب» ().

وعن الإمام الصادق عليه السلام قال: «حب الدنيا يعمي ويصم» ().

وعن الإمام أمير المؤمنين علي عليه السلام قال: «أعظم الخطايا حب الدنيا» ().

وعنه صلي الله عليه و اله إنه قال: «من أحب الدنيا ذهب خوف الآخرة من قلبه، وما آتي الله عبداً علماً فازداد للدنيا حباً إلا ازداد الله عليه غضباً» ().

حب الرئاسة وتنظيف القلب منها

مسألة: من الأوساخ التي يلزم تنظيف القلب منها حب المقام والرئاسة، وذلك لأن حب الرئاسة ينتهي إلي الطلب، والطالب الذي يكون هدفه الرئاسة بما هي هي، لاالحق والواقع، ينتهي إلي الانحراف، وإلي العلوّ في الأرض والفساد والافساد فيها، وقد قال الله تعالي: ?تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علواً في الأرض ولافساداً?().

وعن معمر بن خلاد عن أبي الحسن عليه السلام انه: «ذكر رجل فقال: إنه يحب الرئاسة، فقال: ما ذئبان ضاريان في غنم قد تفرق رعاؤها بأضر في دين المسلم من الرئاسة» ().

أقول: وانما قال: (ذئبان) لأنهما يحيطان بالغنم فكلما فر غنم من جانب وجد أمامه ذئباً يفترسه.

وعن الصادق عليه السلام قال: «من طلب الرئاسة هلك» ().

وعن أبي مسكان قال: «سمعت أبا عبد الله يقول: إياكم وهؤلاء الرؤساء الذين يترأسون، فوالله ما خفقت النعال خلف الرجل إلا هلك وأهلك» ()

أقول: «هلك وأهلك» فيمن يطلب الرئاسة، ويحب خفق النعال خلفه، إذ يتلازم الأمران عادة، ولذا كان أمير المؤمنين علي عليه السلام إذا رأي أحداً يمشي خلفه يصرفه إذا لم يكن له حاجة().

فعن جويرة بن مسهر قال: «اشتددت خلف أمير المؤمنين عليه السلام، فقال: يا جويرية انه لم يهلك هؤلاء الحمقي إلا بخفق النعال خلفهم» ().

وعن أبي الربيع عن أبي جعفر عليه

السلام قال: قال لي: «ويحك يا أبا الربيع لا تطلبن الرئاسة، ولا تكن ذئباً، ولا تأكل بنا الناس فيفقرك الله» ()

أقول: ان الذئب أيضاً يكون متطلب الرئاسة ولو بالنسبة، حيث تراه يتحكم في قطيع الغنم نهشاً وفتكاً، ولم يقنع بما يكفيه منها. وأكل الناس بهم: أن ينتسب إليهم ويهتف باسمهم وهو بعيد عنهم، ومن الواضح ان أمثال هؤلاء ينتهي أمرهم علي الأغلب إلي المطاردة والانقلاب عليهم.

وعن هشام عن الإمام موسي بن جعفر عليهما السلام في حديث انه قال: «يا هشام الصبر علي الوحدة علامة قوة العقل، فمن عقل عن الله اعتزل أهل الدنيا والراغبين فيها، ورغب فيما عند الله، وكان الله أنسه في الوحشة، وصاحبه في الوحدة، وغناه في العيلة، ومعزه من غير عشيرة» ().

وعن الإمام الصادق عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «ان الله عزوجل يقول: ويل للذين يختلون الدنيا بالدين، وويل للذين يقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس، وويل للذين يسير المؤمن فيهم بالتقية، أبي يغترون؟ أم علي يجترؤون؟ فبي حلفت لأتيحن فتنة تترك الحليم منهم حيران» ().

تنظيف النفس والقلب من الحسد

تنظيف النفس والقلب من الحسد

مسألة: يلزم علي الإنسان تنظيف قلبه وتطهير نفسه من الحسد، فان الحسد داء عضال، ومرض روحي وبيء، يؤدي بصحة الإنسان وسلامته، ويفسد عليه دنياه وآخرته.

قال الله تعالي: ?أم يحسدون الناس علي ما آتاهم الله من فضله، فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة، وآتيناهم ملكاً عظيماً?().

وقال سبحانه: ?ومن شر حاسد إذا حسد?().

وعن الإمام الباقر عليه السلام: «إن رجلا ليأتي بأدني بادرة فيكفر، وإن الحسد ليأكل الإيمان كما تأكل النار الحطب» ().

وعن الإمام الصادق عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «كاد الفقر أن يكون كفراً، وكاد الحسد

أن يغلب القدر» ().

أقول: لعل المعني إن الحسود يهتم ويعمل بإزالة نعمة المحسود. فالمقدر الأول كأنه كان في وجود النعمة له ولكن يزول بسبب عمل الحاسد.

وعن الإمام الصادق عليه السلام عن رسول الله صلي الله عليه و اله: قال: «قال الله عزوجل لموسي بن عمران عليه السلام يا بن عمران لا تحسدن الناس علي ما آتيتهم من فضلي، ولا تمدن عينيك إلي ذلك، ولا تتبعه نفسك، فان الحاسد ساخط لنعمتي، صاد لقسمي الذي قسمت بين عبادي، ومن يك كذلك فلست منه وليس مني» ().

وعن الإمام الصادق عليه السلام قال: «إن المؤمن يغبط ولا يحسد، والمنافق يحسد ولايغبط» ().

أقول: الفرق بين الحسد والغبطة هو: ان الأول طلب زوال نعمة المحسود، أو الاهتمام بجرِّها منه إلي نفسه وزوالها عنه، بينما الثاني هو طلب أن يكون المغتبط كالمغبوط في النعمة، أو الاهتمام بأن يكون مثله فيها مع إرادته بقاءها له.

وعن الإمام الصادق عن آبائه عليهم السلام في وصية النبي صلي الله عليه و اله لعلي عليه السلام قال: «يا علي أنهاك عن ثلاث خصال، الحسد والحرص والكبر» ().

الحسد من أصول الكفر

عن الإمام الصادق عليه السلام قال: «أصول الكفر ثلاثة: الحرص والاستكبار والحسد» ().

وعن أبي الحسن الرضا عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «دبّ اليكم داء الأمم قبلكم: البغضاء والحسد» ().

أقول: التحاسد ينتهي إلي التباغض، ومعني كون ذلك داء الأمم السابقة أي: الداء الذي سبب زوال النعم عنهم.

وعن علي عليه السلام قال: «صحة الجسد من قلة الحسد» ()،

أقول: وذلك واضح لأن الحسد محله النفس، والنفس المريضة تسبب مرض الجسد، كما ان الجسد المريض يسبب مرض النفس، فان كليهما يعمل في الآخر، وقد أشرنا إلي

ذلك فيما سبق.

وعن الإمام الصادق عليه السلام قال: «بينما موسي بن عمران يناجي ربه ويكلمه إذا رأي رجلاً تحت ظل عرش الله فقال: يا رب من هذا الذي أظله عرشك، فقال: يا موسي هذا من لم يحسد الناس علي ما آتاهم الله من فضله» ().

لا تحسدوا علياً عليه السلام

وعن الإمام الباقر عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله في خطبة يوم الغدير: «معاشر الناس ان إبليس أخرج آدم من الجنة بالحسد، فلا تحسدوه يعني علياً عليه السلام فتحبط أعمالكم وتزل أقدامكم، فان آدم أهبط إلي الأرض لخطيئة واحدة وهو صفوة الله عزوجل وكيف بكم وأنتم أنتم؟» ().

وعن الإمام الصادق عن أبيه عليهما السلام ان النبي صلي الله عليه و اله قال: «لا تتحاسدوا فان الحسد يأكل الايمان كما تأكل النار الحطب اليابس» ().

وعن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام قال: «ما رأيت ظالماً أشبه بمظلوم من الحاسد، نفس دائم، وقلب هائم، وحزن لازم» ().

وقال عليه السلام: «الحاسد مغتاظ علي من لا ذنب له إليه، بخيل بما لا يملكه» ().

وقال عليه السلام: «الحسد آفة الدين، وحسب الحاسد ما يلقي» ().

وقال عليه السلام: «لا مروة لكذوب، ولا راحة لحسود» ().

وقال عليه السلام: «يكفيك من الحاسد أنه يغتم وقت سرورك» ().

وقال عليه السلام: «الحسود سريع الوثبة، بطيء العطفة» ().

وقال عليه السلام: «الحسود مغموم، واللئيم مذموم» ().

وقال عليه السلام: «لا غني مع فجور، ولا راحة لحسود ولا مودة لملول» ().

وقال عليه السلام: «الحسد لا يجلب إلا مضرة وغيضاً، يوهن قلبك ويمرض جسمك وشر ما استشعر قلب المرء الحسد» ().

الحسد والإيمان لا يجتمعان

قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «لا يجتمع الحسد والإيمان في قلب امرئ» ().

وقال أمير المؤمنين عليه السلام: «الحسد يميث الإيمان في القلب كما يميث الماء الثلج» ().

وعن أبي جعفر عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «أقل الناس لذة الحسود» ().

وعن الكاظم عليه السلام قال: _ «يا هشام أفضل ما تقرب به العبد إلي الله بعد

المعرفة به: الصلاة، وبر الوالدين، وترك الحسد، والعجب، والفخر» ().

وعن الصادق عليه السلام قال: «أن أبغضكم إليّ الله المترئسون، المشاؤون بالنمائم، الحسدة لإخوانهم، ليسوا مني ولا أنا منهم إلي ان قال: والله لو قدم أحدكم ملء الأرض ذهباً علي الله ثم حسد مؤمناً، لكان ذلك الذهب مما يكوي به في النار» ().

وعن علي عليه السلام قال: «لا يكون العبد عالماً حتي لا يحسد من فوقه، ولا يحقر من هو دونه» ().

وعنه عليه السلام قال: «يقول إبليس لجنده: القوا بينهم البغي والحسد، فانهما يعدلان قريباً من الشرك» ().

وعن أبي الحسن الثالث عليه السلام قال: «إياك والحسد، فإنه يبين فيك ولا يعمل في عدوك» ().

وعن علي بن الحسين عليهم السلام قال: «الحسود لا ينال شرفاً، والحقود يموت كمداً، واللئيم يأكل ماله الأعداء، والذي خبث لا يخرج إلا نكداً» ().

الكبر وتنظيف النفس منه

الكبر وتنظيف النفس منه

مسألة: يلزم تطهير النفس وتنظيفها من الكبر والتكبر ومن الخُيلاء والكبرياء، فان الكبرياء كما في الروايات رداء الله ولا يليق بأحد غير الله، وقد لعن الله من نازعه رداءه، وأذله وأخزاه.

قال الله تعالي: ?قال فاهبط منها فما يكون لك أن تتكبّر فيها?().

وقال سبحانه: ?سأصرف عن آياتي الذي يتكبّرون في الأرض?().

وقال عزوجل: ?فاليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تستكبرون في الأرض?().

وقال تعالي: ?ان الله لا يحب كل مختال فخور?().

وقال الإمام الصادق عليه السلام: «إن الكبر أدني الإلحاد» ().

عن الإمام الصادق عليه السلام انه قال: قال أبو جعفر: «العز رداء الله، والكبر إزاره، فمن تناول شيئاً منه أكبّه الله في جهنم» ().

وعن الإمام الصادق عليه السلام: «ان في جهنم لوادياً للمتكبرين يقال له سقر، شكي إلي الله عزوجل شدة حره وسأله عزوجل أن يأذن له أن يتنفس، فتنفس فأحرق جهنم»

().

وعن الإمام الصادق عليه السلام قال: «ما من عبد إلا وفي رأسه حَكَمة، وملك يمسكها، فإذا تكبر قال له: إتضع وضعك الله، فلا يزال أعظم الناس في نفسه وأصغر الناس في أعين الناس، وإذا تواضع رفعه الله عزوجل ثم قال له: انتعش نعشك الله، فلايزال أصغر الناس في نفسه وأرفع الناس في أعين الناس» ().

أقول: والأمر في الخارج هكذا فانا نري عدم اعتناء الناس للمتكبرين واحترامهم للمتواضعين، أما ان ذلك بيد الملك فهو واضح لأن المسببات لا تكون إلا بأسباب وان كنا لا نري السبب.

وعن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «إن لإبليس كحلاً ولعوقاً وسعوطاً، فكحله النعاس، ولعوقه الكذب، وسعوطه الكبر» ().

أقول: كحله النعاس لأن مركزه العين، ولعوقه الكذب لأن مركزه اللسان، وسعوطه الكبر لأن مركزه ومظهره الأنف.

المتكبرون في القيامة

عن رسول الله صلي الله عليه و اله قال: «يحشر المتكبرون يوم القيامة في خلق الذر في صور الناس، يوطئون حتي يفرغ الله من حساب خلقه، ثم يسلك بهم إلي النار، يسقون من طينة خبال من عصارة أهل النار» ().

وفي حديث آخر عنه صلي الله عليه و اله قال: «أكثر أهل جهنم المتكبرون» ().

أقول: إما تكبراً عن الحق عقيدة، أو تكبراً عن الحق عملاً.

وعن أبي جعفر عليه السلام قال: «الكبر مطايا النار» ().

وعن جعفر بن محمد عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «إن أحبكم الي، أقربكم مني يوم القيامة مجلساً: أحسنكم خلقاً، وأشدكم تواضعاً، وان أبعدكم مني يوم القيامة الثرثارون وهم المستكبرون» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال حبة من كبر» ().

وعن علي عليه

السلام قال: «اقبل رجل إلي النبي صلي الله عليه و اله وقال: يا رسول الله انا فلان ابن فلان حتي عد تسعة آباء، قال رسول الله صلي الله عليه و اله: أما انك عاشرهم في النار» ().

وعن أبي ذر قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «يا أبا ذر أكثر من يدخل النار المتكبرون.

فقال: رجل وهل ينجو من الكبر أحد؟

قال صلي الله عليه و اله: نعم من لبس الصوف، وركب الحمار، وحلب العنز، وجالس المساكين، يا أبا ذر من حمل بضاعته فقد برء من الكبر يعني من السوء، يا أبا ذر من رفع ذيله، وخصف نعله، وعفر وجهه، فقد برء من الكبر» ().

أقول: هذه أمثلة من باب المصاديق وإلا فان ما يبعد من الكبر ليس خاصاً بهذه الأمور كما هو واضح.

وعن الإمام الصادق عليه السلام قال: «الجهل في ثلاث: الكبر، وشدة المراء، والجهل بالله، فأولئك هم الخاسرون» ().

وعن الإمام الكاظم عليه السلام قال: «يا هشام إياك والكبر فانه لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من كبر، والكبر رداء الله فمن نازعه رداءه أكبّه الله في النار علي وجهه إلي أن قال: يا هشام إياك والكبر علي أوليائي، والاستطالة بعلمك، فيمقتك الله فلاتنفعك بعد مقته دنياك ولا آخرتك، وكن في الدنيا كساكن دار ليست له، إنما ينتظر الرحيل» ().

وعن جابر قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «ألا أخبركم بشيء أمر به نوح عليه السلام ابنه إلي أن قال: قال يا بني وأنهاك عن أمرين: لا تشرك بالله فانه من أشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة، وأنهاك عن الكبر فان أحداً لا يدخل الجنة وفي قلبه مثقال حبة من

خردل من كبر» ().

تنظيف النفس عن الكسل والضجر

مسألة: من الصفات الذميمة التي يجب تنظيف النفس وتطهيرها منها الضجر والكسل، فانه كما في النصوص والروايات بين مكروه ومحرم كل في مورده.

قال الله تعالي في وصف المنافقين: ?وإذا قاموا إلي الصلاة قاموا كسالي?().

وقال سبحانه فيهم أيضاً: ?ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالي?().

وقال عزوجل: ?ولا تسأموا أن تكتبوه صغيراً أو كبيراً إلي أجله?().

وقال تعالي: ?يسبّحون له بالليل والنهار وهم لا يسأمون?().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «من كسل عن طهوره وصلاته فليس فيه خير لأمر آخرته، ومن كسل عما يصلح به أمر معيشته فليس فيه خير لأمر دنياه» ().

وعن أبي الحسن موسي بن جعفر عليهما السلام انه قال في وصيته لبعض ولده: «وإياك والكسل والضجر، فانهما يمنعانك حظك من الدنيا والآخرة» ().

وعن الإمام أمير المؤمنين علي عليه السلام ان النبي صلي الله عليه و اله قال: «علامة الصابر في ثلاث: أولها أن لا يكسل، والثانية أن لا يضجر، والثالثة أن لا يشكو من ربه عزوجل، لأنه إذا كسل فقد ضيع الحقوق، وإذا ضجر لم يؤد الشكر، وإذا شكا من ربه عزوجل فقد عصاه» ().

وقال الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: «العجز مهانة» ().

وقال عليه السلام في وصيته للحسن عليه السلام: «إياك والاتكال علي المُني، فانها بضائع النوكي» ().

وقال الإمام الصادق عليه السلام: «ان كان الثواب من الله، فالكسل لماذا؟» ().

وقال الإمام الصادق عليه السلام: «اتقوا الله ولا تملّوا من الخير، ولا تكسلوا، فان الله عزوجل ورسوله صلي الله عليه و اله غنيّان عنكم وعن أعمالكم، وأنتم الفقراء إلي الله عزوجل، وإنما أراد الله عزوجل بلطفه سبباً يدخلكم به الجنّة» ().

وعن أبي عبد الله صلي الله عليه و اله قال: «إياك وخصلتين:

الضجر والكسل، فانك ان ضجرت لم تصبر علي حق، وان كسلت لم تؤد حقاً» ().

وعن الإمام الصادق عليه السلام قال لقمان: «يا بني إياك والضجر، وسوء الخلق، وقلة الصبر، فلا يستقيم علي هذه الخصال صاحب» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «عدو العمل الكسل» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «لا تستعن بكسلان، ولا تستشيرن عاجزاً» ().

الطمع وتطهير النفس منه

الطمع وتطهير النفس منه

مسألة: من الصفات الذميمة التي تتلوث النفس بها الطمع، فاللازم تنظيفها منه وتطهيرها عنه.

ففي الخبر عن الإمام الباقر عليه السلام قال: «بئس العبد عبد له طمع يقوده، وبئس العبد عبد له رغبة تذله» ().

وعن علي بن الحسين عليه السلام قال: «رأيت الخير كله قد اجتمع في قطع الطمع عما في أيدي الناس» ().

وسئل الإمام الصادق عليه السلام قال قلت: «ما الذي يثبت الإيمان في العبد، قال: الورع، والذي يخرجه منه الطمع» ().

وعن الإمام الباقر عليه السلام قال: «أتي رجل رسول الله صلي الله عليه و اله فقال: علمني يا رسول الله شيئاً، فقال صلي الله عليه و اله: عليك باليأس مما في أيدي الناس فانه الغني الحاضر، قال: زدني يا رسول الله، قال: إياك والطمع فانه الفقر الحاضر» ().

وعن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام قال: «أكثر مصارع العقول تحت بروق المطامع» ().

وعن الإمام الرضا عن آبائه عليهم السلام عن علي عليه السلام قال: «جاء خالد إلي رسول الله صلي الله عليه و اله فقال: «يا رسول الله أوصني واقله لعليِّ أحفظ.

فقال: أوصيك بخمس: باليأس مما في أيدي الناس فانه الغني الحاضر، وإياك والطمع فانه الفقر الحاضر، وصل صلاة مودّع، وإياك وما تعتذر منه، وأحب لأخيك ما تحب لنفسك» ().

أقول: صلاة المودّع لأنه يكون بتوجّه أكثر وانقطاع

أكبر إلي الله تعالي، اضافة إلي أنه ربما لا يبقي الإنسان حياً إلي الصلاة الأخري كما هو المشاهد.

وقال الإمام أمير المؤمنين علي عليه السلام: «أزري بنفسه من استشعر الطمع، ورضي بالذل من كشف عن ضره» ().

وقال عليه السلام: «الطمع رق مؤبد» ().

وقال عليه السلام: «الطامع في وثاق الذل» ().

وقال عليه السلام: «الطامع مورد غير مصدر وضامن غير وفي» ().

وفي وصيته عليه السلام لولده الحسن عليه السلام قال: «وإياك أن توجف بك مطايا الطمع، وإن استطعت أن لا يكون بينك وبين الله ذو نعمة فافعل» ().

الطماع: أفقر الناس

قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «أفقر الناس الطماع» ().

وعن الإمام الصادق عليه السلام: «إذا أردت أن تقر عينك وتنال خير الدنيا والآخرة، فاقطع الطمع عما في أيدي الناس، وعدّ نفسك في الموتي» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام: «ما أقبح بالمؤمن أن تكون له رغبة تذله» ()

وعن الإمام الكاظم عليه السلام في وصيته لهشام: «يا هشام إياك والطمع، وعليك باليأس مما في أيدي الناس، وأمت الطمع من المخلوقين، فان الطمع مفتاح الذل، واختلاس العقل، واختلاف المروات. وتدنيس العرض. والذهاب بالعلم، وعليك بالاعتصام بربك والتوكل عليه» ().

وعن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: قال لقمان لابنه: «فإن أردت أن تجمع عز الدنيا فاقطع طمعك عما في أيدي الناس، فما بلغ الأنبياء والصديقون ما بلغوا إلا بقطع طمعهم» ().

وعن رسول الله صلي الله عليه و اله انه قال في حديث: «إياكم واستشعار الطمع فانه يشوب القلب شدة الحرص، ويختم علي القلوب بطابع حب الدنيا، وهو مفتاح كل سيئة، ورأس كل خطيئة، وسبب إحباط كل حسنة» ().

وعن الإمام أمير المؤمنين علي عليه السلام قال: «الحر عبد ما طمع، والعبد حر

إذا قنع» ().

وفي رواية أخري عنه عليه السلام: «اليأس حر والرجاء عبد» ().

تنظيف النفس من الخرق

مسألة: ينبغي تخلية النفس وتطهيرها من الخُرق، كما ينبغي تحلية النفس وتطبيعها علي الرفق، فان الخُرق والرفق صفتان متقابلتان، والخرق أولاً وبالذات حالة نفسية ثم تجري آثارها علي الجوارح.

فعن أبي جعفر عليه السلام قال: «من قسم له الخرق حجب عنه الإيمان» ().

وفي رواية عن الإمام الباقر عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «لو كان الخرق خلقاً يري، ما كان شيء مما خلق الله أقبح منه» ().

وعن رسول الله صلي الله عليه و اله انه قال: «ما كان الرفق في شيء قط إلا زانه، ولا كان الخرق في شيء قط إلا شانه» ().

وعن الإمام أمير المؤمنين علي عليه السلام أنه قال لولده الحسين عليه السلام: «يا بني رأس العلم الرفق وآفته الخرق» ().

وعنه عليه السلام قال: «الخرق شين الخلق» ().

وقال عليه السلام: «الخرق شر خلق» ().

وقال عليه السلام: «من كثر خرقه استرذل» ().

وقال عليه السلام: «الخرق: مناواة الأمراء، ومعاداة من يقدر علي الضراء» ().

التعصب الأعمي والنظافة منه

مسألة: الحميّة والتعصب علي غير الحق بين مكروه وحرام، وعلي الإنسان أن يطهر نفسه منه ويجنّبها عنه، كما أن عليه أن يجمّلها بالسكينة ويزيّنها بها، وبذلك نصوص وروايات كثيرة.

قال الله تعالي: ?إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحميّة، حميّة الجاهلية، فانزل الله سكينته علي رسوله وعلي المؤمنين?().

وقال سبحانه: ?واشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم?().

وقال عزوجل: ?فبشّر عباد ? الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه?().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «من تعصب أو تعصب له فقد خلع ربقة الإيمان من عنقه» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «من تعصب عصبه الله بعصابة من نار» ().

وقال عليه السلام: «من تعصب حشره الله يوم القيامة مع أعراب الجاهلية» ().

النظافة من المراء والخصومة

النظافة من المراء والخصومة

مسألة: من مصاديق النظافة النفسية، نظافتها من المراء والخصومة، فان النفس المتلوثة بها تصاب بعاهات فردية واجتماعية، ودنيوية وأخروية، كما جاء في النصوص والروايات.

قال الله تعالي: ?فلا تمار فيهم إلا مراءً ظاهراً?().

وقال سبحانه: ?افتمارونه علي ما يري?().

وقال عزوجل: ?ألا ان الذين يمارون في الساعة لفي ضلال بعيد?().

وقال تعالي: ?ولقد أنذرهم بطشتنا فتماروا بالنذر?().

وقال سبحانه: ?ما ضربوه لك إلاّ جدلاً، بل هم قوم خصمون?().

وقال عزوجل: ?خلق الإنسان من نطفة فإذا هو خصيم مبين?().

وقال تعالي: ?وهو ألدّ الخصام?().

وعن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: «إياكم والمراء والخصومة، فانهما يمرضان القلوب علي الاخوان، وينبت عليهما النفاق» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: إياكم والخصومة، فإنها تشغل القلب، وتورث النفاق، وتكسب الضغائن» ().

اتّق الشحناء والمعاداة

مسألة: يستحب النظافة من الشحناء والمعاداة وقد يجب ذلك، وبه نصوص وروايات كثيرة.

قال الله تعالي: ?واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءاً فألف بين قلوبكم?().

وقال سبحانه: ?إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء?().

وقال عزوجل: ?لتجدنّ أشد الناس عداوة للذين آمنوا، اليهود والذين أشركوا?().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «ما كاد جبرئيل يأتيني إلا قال: يا محمد اتق شحناء الرجال وعداوتهم» ().

وعن الوليد بن صبيح قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: «قال رسول الله صلي الله عليه و اله: ما عهد إلي جبرئيل في شيء ما عهده إلي في معاداة الرجال» ().

نظف قلبك من التفرقة

مسألة: يحرم الانطباع علي كل ما يدعو إلي التفرق والتشتت بين المسلمين، من التمييز العنصري واللغوي والقومي والطائفي والبلدي، وما أشبه ذلك، ويجب تطهير النفس منها، وفيه روايات ونصوص كثيرة.

قال الله تعالي: ?واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا?().

وقال سبحانه: ?ان هذه أمتكم أمة واحدة?().

وقال تعالي: ?انما المؤمنون أخوة?().

وقال عزوجل: ?وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا، ان أكرمكم عند الله أتقاكم?().

وقال سبحانه: ?ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا?().

وقال تعالي: ?أقيموا الدين ولا تتفرّقوا فيه?().

وقال سبحانه: ?ان الذين فرّقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم في شيء?().

وقال تعالي: ?ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً?().

وقال سبحانه: ?ولا تتّبعوا السبل فتفرّق بكم عن سبيله?().

وقال تعالي: ?ولا تنازعوا فتفشلوا، وتذهب ريحكم?().

وفي تفسير القمي في قوله تعالي: ?واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداءً فألف بين قلوبكم? (): «انها نزلت في الأوس والخزرج، كان الحرب بينهم مائة سنة لايضعون السلاح بالليل ولا بالنهار حتي ولد عليه الأولاد، فلما بعث الله نبيه صلي الله عليه و اله أصلح بينهم

فدخلوا في الإسلام وذهبت العداوة من قلوبهم برسول الله صلي الله عليه و اله وصاروا إخوانا» ().

وقال أمير المؤمنين عليه السلام في احتجاجه علي الناكثين: «فهل نقمتم منا إلا أن آمنا بالله وما أنزل علينا، ولا تتفرقوا فتضلوا والله شهيد عليكم وقد أنذرتكم ودعوتكم» ().

وقال عليه السلام: «اني سمعت رسول الله صلي الله عليه و اله يقول: صلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة والصيام، وإن المبيدة الحالقة للدين فساد ذات البين» ().

وقال أبو عبد الله عليه السلام: «انما المؤمنون إخوة، بنو أب وأم، وإذا ضرب علي رجل منهم عرق سهر له الآخرون» ().

احذر قسوة القلب

مسألة: من الصفات الذميمة التي يلزم علي الإنسان اجتنابها وتطهير النفس منها قسوة القلب، علماً بأن قسوة القلب انما تكون نتيجة المعاصي والذنوب، وعدم الانقياد لله تعالي، وعدم الطاعة للرسول صلي الله عليه و اله وأهل بيته عليهم السلام ونتيجة الانهماك في الدنيا، والغفلة عن الموت والآخرة، والجنة والنار.

قال الله تعالي في المعاندين من اليهود: ?ثم قست قلوبكم من بعد ذلك، فهي كالحجارة أو أشد قسوة?().

وقال سبحانه فيهم أيضاً: ?فبما نقضهم ميثاقهم لعنّاهم وجعلنا قلوبهم قاسية?().

وقال عزوجل: ?ولكن قست قلوبهم?().

وقال تعالي: ?فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله?().

وعن الإمام الصادق عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: «لمتان: لمة من الشيطان، ولمة من الملك، فلمة الملك الرقة والفهم، ولمة الشيطان السهو والقسوة» ().

أقول: المراد من الفهم هو: التفهُّم، لا أنه إذا كان بليداً لوضوح ان البلادة ليست بيد الإنسان، كما ان المراد بالسهو هو: ان لا يبالي الإنسان حتي يسهو، لا ما لو كان خارجاً عن اختياره.

وفي الحديث: ان مما ناجي الله به موسي عليه السلام انه قال له: «يا موسي

لا تطول في الدنيا أملك فيقسو قلبك، والقاسي القلب مني بعيد» ().

وعن الإمام الصادق عليه السلام عن آبائه في وصية النبي صلي الله عليه و اله لعلي عليه السلام: «يا علي أربع خصال من الشقاء: جمود العين، وقساوة القلب، وبعد الأمل، وحب البقاء» ().

وعن أمير المؤمنين عليه السلام قال: «ما جفت الدموع إلا لقسوة القلوب، وما قست القلوب إلا لكثرة الذنوب» ().

الرضا بالظلم وتطهير النفس منه

مسألة: من الصفات الذميمة التي يجب تنظيف النفس منها وتطهير القلب عنها، الرضا بالظلم، وفيه روايات ونصوص كثيرة.

قال الله تعالي بالنسبة إلي قوم ثمود الراضين بعقر الناقة مع أن العاقر كان واحدا منهم: ?فعقروها، فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسوّاها?().

وقال سبحانه بالنسبة إلي أصحاب السبت والناهي لهم والمعترضين عليهم: ?وإذ قالت أمة منهم لم تعظون قوماً الله مهلكهم أو معذبهم عذاباَ شديداً، قالوا معذرة إلي ربكم ولعلهم يتقون ? فلما نسوا ما ذكروا به أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون?().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «العامل بالظلم والمعين له والراضي به شركاء ثلاثتهم» ().

وفي رواية عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «من عذر ظالماً بظلمه سلط الله عليه من يظلمه، فان دعا لم يستجب له ولم يأجره الله علي ظلامته» ().

وعن أبي عبد الله في وصيته لأصحابه قال: «وإياكم أن تعينوا علي مسلم مظلوم فيدعوا عليكم فيستجاب له فيكم، فان أبانا رسول الله صلي الله عليه و اله كان يقول: إن دعوة المسلم المظلوم مستجابة، وليعن بعضكم بعضا فان أبانا رسول الله صلي الله عليه و اله كان يقول: إن معونة المسلم خير وأعظم أجراً من صيام شهر واعتكافه في المسجد الحرام» ().

وفي الزيارات: «ولعن

الله أمة سمعت بذلك فرضيت به» ().

وقد ذكرنا في «الأصول» وجه الجمع بين أمثال هذه النصوص وبين ما ورد من أن نية السوء لا تكتب.

وقال سماعة: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول «في قول الله: ?قل قد جاءكم رسل من قبلي بالبينات وبالذي قلتم فلم قتلتموهم إن كنتم صادقين?(): وقد علم أن هؤلاء لم يقتلوا ولكن قد كان هواهم مع الذين قتلوا فسماهم الله قاتلين، لمتابعة هواهم ورضاهم بذلك» ().

وعن الإمام أمير المؤمنين علي عليه السلام قال: «أيها الناس إنما يجمع الناس الرضا والسخط، وإنما عقر ناقة ثمود رجل واحد فعمهم الله بالعذاب لما عموه بالرضا فقال سبحانه: ?فعقروها فأصبحوا نادمين?() فما كان إلا ان خارت أرضهم بالخسفة خوار السكة المحماة في الأرض الخوارة» ().

أقول: السكة الحديدة التي تحرق الأرض، والأرض الخوارة الأرض السهلة اللينة.

تنظيف النفس من الذنوب والمعاصي

مسألة: من الأمور التي يجب تنظيف الباطن منها: الذنوب والمعاصي، وذلك بالتوبة والاستغفار، والانابة إلي الله تعالي منها، وبذلك نصوص وروايات كثيرة.

قال الله تعالي: ?وتوبوا إلي الله جميعاً?().

وقال سبحانه: ?وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون?().

وقال عزوجل: ?وأنيبوا إلي ربكم?().

ثم انه لا يخفي أن التوبة يجب أن تكون توبة نصوحاً كما قال الله تعالي، ومن معاني ذلك أن يكون باطنه كظاهره بل أفضل من ذلك، فعن ابن هلال قال: «سألت أبا الحسن الأخير عليه السلام عن التوبة النصوح ما هي، فكتب عليه السلام: أن يكون الباطن كالظاهر وأفضل من ذلك» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «التوبة النصوح أن يكون باطن الرجل كظاهرة وأفضل» ().

وفي رواية: «ان التوبة النصوح هو أن يتوب الرجل من ذنب وينوي أن لا يعود إليه أبداً» ().

تطهير القلب من الرياء والسمعة

تطهير القلب من الرياء والسمعة

مسألة: يجب تطهير الإنسان قلبه من الرياء والسمعة في أعماله وعبادته، كما يجب عليه تزيين قلبه بالاخلاص والاخبات لله تعالي، وفيه روايات ونصوص كثيرة.

قال الله تعالي في ذم المنافقين: ?يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلاً?().

وقال سبحانه: ?ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطراً ورئاء الناس?().

وقال عزوجل: ?وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء?().

وقال تعالي: ?ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات واخبتوا إلي ربهم أولئك أصحاب الجنة?().

وقال سبحانه: ?وبشر المخبتين ? الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم?().

وعن محمد بن عرفة، قال: قال لي الإمام الرضا عليه السلام: «ويحك يا ابن عرفة، اعملوا لغير رياء، ولا سمعة، فانه من عمل لغير الله وكله الله إلي ما عمل، ويحك ما عمل أحد عملاً إلا رداه الله، ان خيراً فخير، وان شراً فشر» ().

وقال أبو عبد الله عليه السلام: «كل رياء شرك، انه من عمل

للناس كان ثوابه علي الناس، ومن عمل لله كان ثوابه علي الله» ().

لا تحب الشر لغيرك

مسألة: مما يجب تنظيف النفس منه وتطهير القلب عنه: حبّ الشر للغير، فان الإسلام يؤكد علي الإنسان أن يحب لغيره ما يحب لنفسه ويكره له ما يكره لها، بل أكثر من ذلك، فان الإسلام يحبّذ الايثار والمواساة.

قال الله تعالي: ?ويؤثرون علي أنفسهم ولو كان بهم خصاصة?().

وعن أبي جعفر عليه السلام عن أمير المؤمنين عليه السلام في وصيته للحسن عليه السلام قال: «يا بني فتفهم وصيتي، واجعل نفسك ميزاناً في ما بينك وبين غيرك، وأحب لغيرك ما تحب لنفسك، واكره له ما تكره لها، لا تظلم كما لا تحب أن تظلم، وأحسن كما تحب أن يحسن إليك، واستقبح لنفسك ما تستقبحه من غيرك، وارض من الناس ما ترضي لهم منك» ().

وفي حديث آخر: «أرض للناس ما ترضي لنفسك، وائت إلي الناس ما تحب أن يؤتي إليك» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «جاء أعرابي إلي النبي صلي الله عليه و اله وهو يريد بعض غزواته فأخذ بغرز راحلته فقال: يا رسول الله علمني شيئاً أدخل الجنة به، فقال: ما أحببت أن يأتيه الناس إليك فأته إليهم، خلِّ سبيل الراحلة» ().

إلي غير ذلك من الروايات.

الخيانة والطهارة منها

مسألة: يجب علي الإنسان أن يطهّر قلبه وينظف صدره وعينه، وجوارحه وأعضاءه، من الخيانة، فان الخيانة من المحرمات الشديدة في الإسلام كما في الروايات والنصوص الكثيرة.

قال الله تعالي: ?يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون?().

وقال سبحانه: ?ان الله لا يحب الخائنين?().

وقال عزوجل: ?وان الله لا يهدي كيد الخائنين?().

وقال تعالي: ?يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور?().

وفي الحديث انه «نهي رسول الله صلي الله عليه و اله عن الخيانة» ().

وقال علي عليه السلام: «الكذب والخيانة ليسا من أخلاق

الكرام» ().

وقال عليه السلام: «لا تجتمع الخيانة والأخوة» ().

تنظيف النفس من الحرص

مسألة: ومن الصفات الذميمة التي يجب علي الإنسان أن ينظف نفسه منها الحرص.

قال الله تعالي في ذم المعاندين من اليهود: ?ولتجدنهم أحرص الناس علي حياة?().

وعن النبي صلي الله عليه و اله: «يهرم ابن آدم ويشب منه اثنتان: الحرص علي المال، والحرص علي العمر» ().

وسئل الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: «أي ذل أذل؟ قال: الحرص علي الدنيا» ().

وعن الإمام الصادق عليه السلام قال: «تبع حكيم حكيماً سبعمائة فرسخ في سبع كلمات فلما لحق به قال: يا هذا ما أرفع من السماء، وأوسع من الأرض، وأغني من البحر، وأقسي من الحجر، وأشد حرارة من النار، وأشد برداً من الزمهرير، وأثقل من الجبال الراسيات؟.

فقال له: يا هذا، الحق أرفع من السماء، والعدل أوسع من الأرض، وغني النفس أغني من البحر، وقلب الكافر أقسي من الحجر، والحريص الجشع أشد حرارة من النار، واليأس من روح الله أشد برداً من الزمهرير، والبهتان علي البريء أثقل من الجبال الراسيات» ().

وقال علي بن محمد عليه السلام: «ما استراح ذو الحرص» ().

وقال الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: «الحرص مطية التعب، والرغبة مفتاح النصب» ().

وقال عليه السلام «الحرص ذميم المغبة» ().

وقال عليه السلام: «الحريص منصوب فيما يضره» ().

وقال عليه السلام: «القناعة عز وغني، والحرص ذل وعناء» ().

وقال عليه السلام: «الحريص عبد المطامع» ().

وقال عليه السلام: «الحرص علامة الأشقياء» ().

وقال عليه السلام: «الحرص يفسد الإيقان» ().

وقال عليه السلام: «الحرص يزري بالمرؤة» ().

وقال عليه السلام: «الحرص موقع في كبير الذنوب» ().

وقال عليه السلام: «الحرص ينقص قدر الرجل ولا يزيد في رزقه» ().

وقال عليه السلام: «الحرص ذل ومهانة لمن يستشعره» ().

وقال عليه السلام: «الحرص لا يزيد في الرزق

ولكن يذل القدر» ().

وقال عليه السلام: «انتقم من حرصك بالقنوع كما تنتقم من عدوك بالقصاص» ().

إلي غيرها من الروايات الواردة في هذا الباب، فاللازم تنظيف النفس عن الحرص وأن يكون الإنسان راضياً بما قسم الله وقدّر له.

تنظيف النفس من الأهواء

مسألة: يجب أو يستحب كل في مورده تنظيف النفس عن الأهواء المختلفة الباطلة.

قال الله تعالي: ?ولا تتبع الهوي فيضلك عن سبيل الله?().

وقال سبحانه: ?فلا تتبعوا الهوي ان تعدلوا?().

وقال عزوجل: ?لكنه أخلد إلي الأرض واتبع هواه?().

وقال تعالي: ?ومن أضل ممن اتبع هواه?().

وقال سبحانه: ?ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السماوات والأرض ومن فيهن?().

وقال تعالي: ?فان لم يستجيبوا لك فاعلم انما يتبعون أهواءهم?().

وقال سبحانه: ?بل اتبع الذين ظلموا أهواءهم?().

وعن أنس قال: «دخلت علي النبي صلي الله عليه و اله وهو نائم علي حصير قد أثر في جنبه قال: أمعك أحد غيرك؟

قلت: لا.

قال: اعلم انه قد اقترب أجلي، وطال شوقي إلي لقاء ربي، وإلي لقاء أخواني الأنبياء قبلي، ثم قال: ليس شيء أحب إلي من الموت، وليس للمؤمن راحة من دون لقاء الله، ثم بكي.

قلت: لم تبكي؟

قال: وكيف لا أبكي وأنا أعلم ما ينزل بأمتي من بعدي.

قلت: وما ينزل من بعدك يا رسول الله؟

قال: الأهواء المختلفة، وقطيعة الرحم، وحب المال والشرف، وإظهار البدع» ().

إياك وحب المال

مسألة: ينبغي للإنسان تطهير قلبه، وتنظيف نفسه من حب الدينار والدرهم، فان حبهما بالمقدار غير المشروع يدعو إلي منع حقوق الله وحقوق الناس فيهما، ويحرض علي جمعهما وتكديسهما، والحصول عليهما ولو من الحرام.

قال الله تعالي: ?وتحبون المال حباً جماً?().

وقال عزوجل: ?ويل لكل همزة لمزة ? الذي جمع مالاً وعدّده ? يحسب أن ماله أخلده?().

وقال سبحانه: ?والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب اليم ? يوم يُحمي عليها في نار جهنم فتكوي بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون?().

وقال عزوجل: ?لن تنالوا البر حتي تنفقوا مما تحبون?().

وقال تعالي: ?والذين في أموالهم حق معلوم ? للسائل والمحروم?().

وقال سبحانه:

?ومما رزقناهم ينفقون?().

وعن ابن عباس قال: «إن أول درهم ودينار ضربا في الأرض نظر اليهما ابليس، فلما عاينهما أخذهما فوضعهما علي عينيه ثم ضمهما إلي صدره ثم صرخ صرخة ثم ضمهما إلي صدره ثم قال: أنتما قرة عيني، وثمرة فؤادي، ما أبالي من بني آدم إذا أحبوكما ان لا يعبدوا وثناً، وحسبي من بني آدم ان يحبوكما» ().

النظافة من كثرة النوم والفراغ

مسألة: يكره كثرة النوم، كما يكره أيضاً الفراغ والبطالة، وربما كان حراما، وعلي الإنسان أن ينظف نفسه منها، ويحذر الابتلاء بها والتورط فيها.

قال الله تعالي في بيان صفات المؤمنين: ?تتجافي جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً?().

وقال سبحانه: ?ومن الليل فتهجّد به نافلة لك?().

وقال عزوجل: ?إن ربك يعلم انك تقوم أدني من ثلثي الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك?().

وقال تعالي: ?والذين يبيتون لربهم سجداً وقياماً?().

وقال سبحانه: ?لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم، فضّل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم علي القاعدين درجة، وكلاً وعد الله الحسني، وفضّل الله المجاهدين علي القاعدين أجراً عظيماً?().

وقال تعالي: ?والذين جاهدوا فينا لنهدينّهم سبلنا?().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: ¬ ««ان الله عزوجل يبغض كثرة النوم وكثرة الفراغ» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «كثرة النوم مذهبة للدين والدنيا» ().

وعن بشير الدهان قال: سمعت أبا الحسن موسي عليه السلام يقول: «ان الله عزوجل يبغض العبد النوام الفارغ» ().

وعن أبي الحسن موسي بن جعفر عليه السلام: «ان الله تعالي ليبغض العبد النوام، ان الله ليبغض العبد الفارغ» ().

لا تكن سبّاباً فاحشاً

مسألة: ينبغي للإنسان أن يطهر جنانه وينظف لسانه من الفحش والتفاحش، ومن السبّ والشتم، وبذلك نصوص وروايات كثيرة.

قال الله تعالي: ?قل لعبادي يقولوا التي هي أحسن?().

وقال سبحانه: ?وهدوا إلي الطيب من القول?().

وقال عزوجل: ?وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً?().

وقال تعالي: ?فليتقوا الله وليقولوا قولاً سديداً?().

وقال سبحانه: ?وقولوا للناس حسناً?().

وقال تعالي: ?وقلن قولاً معروفاً?().

وقال سبحانه: ?فقولا له قولاً ليّناً?().

وقال تعالي: ?فلا تقل لهما أف، ولا تنهرهما، وقل لهما قولاً كريماً?().

وقال سبحانه: ?ولا تسبّوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم?().

وعن ابن مسعود قال:

«جاء رجل إلي فاطمة عليها السلام، فقال: يا ابنة رسول الله هل ترك رسول الله صلي الله عليه و اله عندك شيئاً فطوقينيه، فقالت: يا جارية، هات تلك الجريدة… فإذا فيها قال محمد النبي صلي الله عليه و اله: ليس من المؤمنين من لم يأمن جاره بوائقه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو يسكت، إن الله يحب الخيّر الحليم المتعفّف، ويبغض الفاحش البذاء السائل الملحف، ان الحياء من الإيمان والإيمان في الجنة، وان الفحش من البذاء والبذاء في النار» ().

في حديث آخر عن النبي صلي الله عليه و اله: «ان من شر عباد الله من تكره مجالسته لفحشه» ().

وعن أبي جعفر عليه السلام «في قوله تعالي: ?وقولوا للناس حسناً? () قال: قولوا للناس أحسن ما تحبون أن يقال لكم، فان الله يبغض اللعان السباب، الطعان علي المؤمنين، المتفحش السائل الملحف» ().

وعن الإمام الكاظم عليه السلام انه قال: «ان من شر عباد الله من تكره مجالسته لفحشه، وهل يكب الناس علي مناخرهم في النار إلا حصائد السنتهم» ().

وعن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «إن الله يبغض الفاحش البذيء، والسائل الملحف» ().

وفي الحديث: «الجفاء والبذاء من النار، والحياء والسخاء من الجنة» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «إن من أشر عباد الله من تكره مجالسته لفحشه» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «البذاء من الجفاء، والجفاء في النار» ().

وعن الإمام أمير المؤمنين علي عليه السلام انه قال: «أسفه السفهاء المتبجّح بفحش الكلام» ().

وقال عليه السلام: «الفحش والتفاحش

ليسا من الإسلام» ().

وقال عليه السلام: «احذر فحش القول والكذب، فانهما يزريان بالقائل» ().

وعن الإمام الكاظم عليه السلام: «ان الله حرم الجنة علي كل فاحش بذيء قليل الحياء، لا يبالي ما قال ولا ما قيل فيه» ().

وعن الإمام الصادق عليه السلام انه قال: «إذا رأيت المرء لا يستحي مما قال ولا مما قيل له، فاعلموا أنه لغيّة أو لشرك من شيطان» ().

والمراد من «لغيّة»: انه من حرام، ومن «شرك شيطان»: انه اشترك الشيطان مع أبويه في المواقعة كما في الأحاديث()، قال تعالي: ?وشاركهم في الأموال والأولاد?().

وعن الإمام الصادق عليه السلام انه قال لبعض أصحابه: «ما فعل غريمك؟

قال: ذاك ابن الفاعلة.

فنظر إليه أبو عبد الله عليه السلام نظراً شديدا.

فقلت: جعلت فداك انه مجوسي نكح أخته.

قال: أو ليس ذلك من دينهم نكاحاً؟» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «من علامات شرك الشيطان الذي لا يشك فيه: أن يكون فحاشاً لا يبالي ما قال ولا ما قيل فيه» ().

وعن أبي جعفر عليه السلام قال: «ان رجلاً من تميم أتي النبي صلي الله عليه و اله فقال: أوصني، فكان فيما أوصاه أن قال: لا تسبوا الناس فتكسبوا العداوة لهم» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «قال رسول الله صلي الله عليه و اله: سباب المؤمن كالمشرف علي الهلكة» ().

النظافة من الكذب

النظافة من الكذب

مسألة: يجب النظافة فؤاداً ولساناً من الكذب، إلا في مستثنياته، وبذلك نصوص وروايات كثيرة.

قال الله تعالي: ?ما كذب الفؤاد ما رأي?().

وقال سبحانه: ?انظر كيف كذبوا علي أنفسهم?().

وقال عزوجل: ?ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون?().

وقال تعالي: ?فاعقبهم نفاقاً في قلوبهم إلي يوم يلقونه بما اخلفوا الله ما وعدوه، وبما كانوا يكذبون?().

وقال سبحانه: ?والله يشهد أن المنافقين لكاذبون?().

وقال تعالي: ?ان

الله لا يهدي من هو كاذب كفار?().

وقال سبحانه: ?ويحلفون علي الكذب وهم يعلمون ? اعدّ الله لهم عذاباً شديداً?().

وقال تعالي: ?وما هم بحاملين من خطاياهم من شيء انهم لكاذبون?().

وعن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام قال: «ان الله عزوجل جعل للشر أقفالا، وجعل مفاتيح تلك الأقفال الشراب، والكذب شر من الشراب» ().

وقال عليه السلام: «لا سوء أسوء من الكذب» ().

وقال علي عليه السلام: «الكذب شين الأخلاق» ().

وقال صلي الله عليه و اله: «آفة الحديث الكذب» ().

الكذب علي الله ورسوله والأئمة عليهم السلام

مسألة: لا يجوز الكذب علي الله ورسوله والأئمة، ويجب علي الإنسان أن ينظف قلبه ولسانه منه، فانه أشد حرمة وأكثر عقاباً.

قال الله تعالي: ?ويوم القيامة تري الذين كذبوا علي الله وجوههم مسودّة?().

وقال سبحانه: ?فمن أظلم ممن كذب علي الله?().

وقال تعالي: ?ثم نبتهل فنجعل لعنة الله علي الكاذبين?().

وقال سبحانه: ?ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام?().

وقال تعالي: ?ان الذين يفترون علي الله الكذب لا يفلحون?().

وقال سبحانه: ?ومن أظلم ممن افتري علي الله كذباً، أو قال أوحي إلي ولم يوح إليه شيء?().

وقال تعالي: ?فمن أظلم ممن افتري علي الله كذباً ليضلّ الناس بغير علم?() وهذا من مصاديق البدعة التي قال عنها رسول الله صلي الله عليه و اله: «كل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار» ().

وعن أبي النعمان قال: قال أبو جعفر عليه السلام: «يا أبا النعمان لا تكذب علينا كذبة فتسلب الحنيفية، ولا تطلبن أن تكون رأسا فتكون ذنباً، ولا تستأكل الناس بنا فتفتقر، فإنك موقوف لا محالة ومسؤول، فإن صدقت صدقناك، وإن كذبت كذبناك» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام (في حديث) انه قال لرجل من أهل الشام: «يا أخا أهل الشام اسمع حديثنا

ولا تكذب علينا فانه من كذب علينا في شيء فقد كذب علي رسول الله صلي الله عليه و اله، ومن كذب علي رسول الله صلي الله عليه و اله فقد كذب علي الله ومن كذب علي الله عذبه الله عزوجل» ().

وعن جعفر بن محمد، عن آبائه عليهم السلام في وصية النبي صلي الله عليه و اله لعلي عليه السلام: «يا علي من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار» ().

المحافظة علي نظافة اللسان

المحافظة علي نظافة اللسان

مسألة: يجب تنظيف اللسان عن معاصيه، فان له عشرات المعاصي كما ذكروه في كتب الأخلاق، وينبغي تطييبه بذكر الله، وتزيينه بحسن القول وطيب الكلام.

قال الله تعالي: ?فاذكروني أذكركم، واشكروا لي ولا تكفرون?().

وقال سبحانه: ?واذكر ربك كثيراً، وسبّح بالعشي والابكار?().

وقال عزوجل: ?فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام?().

وقال تعالي: ?واذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون?().

وقال سبحانه: ?يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكراً كثيراً ? وسبحوه بكرة وأصيلاً?().

وقال رسول الله صلي الله عليه و اله: «فتنة اللسان أشد من ضرب السيف» ().

وقال صلي الله عليه و اله: «راحة الإنسان في حبس اللسان» ().

وقال علي بن الحسين عليه السلام: «حق اللسان الزامه عن الخنا وتعويده الخير وترك الفضول التي لا فائدة لها والبر بالناس وحسن القول فيهم» ().

النظافة من لعن من لا يستحق

مسألة: لا يجوز لعن من لا يستحق اللعن، أما المستحق له فيستحب كما ورد في لعن من لعنه الله والرسول صلي الله عليه و اله واللاعنون.

قال الله تعالي: ?ان الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة?().

وعن أبي عبد الله عليه السلام: «ان اللعنة إذا خرجت من صاحبها ترددت بينها وبين الذي يلعن، فان وجدت مساغاً وإلا عادت إلي صاحبها وكان أحق بها، فاحذروا أن تلعنوا مؤمناً فيحل لكم» ().

لا تكن ذا وجهين ولسانين

مسألة: يحرم أن يكون الإنسان ذا وجهين ولسانين في الجملة ويلزم التنظيف منها والتنزه عنها.

قال الله تعالي: ?وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا، وإذا خلوا إلي شياطينهم قالوا انا معكم إنما نحن مستهزئون?()

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «من لقي المسلمين بوجهين ولسانين جاء يوم القيامة وله لسانان من نار» ().

وعن أبي جعفر عليه السلام قال: «بئس العبد عبد يكون ذا وجهين وذا لسانين، يطري أخاه شاهداً، ويأكله غائباً، إن أعطي حسده، وان ابتلي خذله» ().

ستر الذنوب نظافة ظاهرية

مسألة: يستحب للإنسان ستر الذنوب وتغطيتها، وذلك حفاظاً علي النظافة الظاهرية، فان الإسلام يؤكد علي نظافة ظاهر الفرد والمجتمع كما يؤكد علي نظافة باطنهما، وقد يجب الستر فيما إذا صدق علي الاباحة بها إشاعة الفاحشة، قال الله تعالي: ?ان الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب اليم في الدنيا والآخرة?().

وقال الإمام الرضا عليه السلام: «المذيع بالسيئة مخذول، والمستتر بالسيئة مغفور له» ().

التوبة والندم طهارة روحية

مسألة: يجب التوبة من الذنوب والآثام الصادرة من الإنسان كما يلزم الندم عليها، وهي نظافة للروح، وطهارة للقلب، وانطلاق للعقل وتحرر للإنسان.

قال الله عزوجل: ?كل امرئ بما كسب رهين?().

وقال تعالي: ?كل نفس بما كسبت رهينة?().

وقال سبحانه: ?كفّر عنهم سيئاتهم وأصلح بالهم?().

وقال تعالي: ?أفلا يتوبون إلي الله ويستغفرونه، والله غفور رحيم?().

وقال سبحانه: ?غافر الذنب وقابل التوب?().

وقال تعالي: ?لا تقنطوا من رحمة الله، ان الله يغفر الذنوب جميعاً، انه هو الغفور الرحيم?().

وقال رسول الله صلي الله عليه و اله: «التائب من الذنب كمن لا ذنب له» ().

وقال أبو عبد الله عليه السلام: «لا خير في الدنيا إلا لأحد رجلين: رجل يزداد في كل يوم إحسانا، ورجل يتدارك ذنبه بالتوبة» ().

وعنه صلي الله عليه و اله: «اعترفوا بنعمة الله ربكم عزوجل، وتوبوا إليه من جميع ذنوبكم، فإن الله يحب الشاكرين من عباده» ().

وقال رسول الله صلي الله عليه و اله: «يا أبا ذر ان العبد ليذنب الذنب فيدخل بذنبه ذلك الجنة.

قلت: وكيف ذلك يا رسول الله؟

قال: يكون ذلك الذنب نصب عينيه تائباً منه فاراً إلي الله حتي يدخل الجنة» ().

وقال الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: «لا شفيع أنجح من التوبة» ().

وعن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام في عهده إلي أهل مصر قال: قال

النبي صلي الله عليه و اله: «من سرته حسناته وساءته سيئاته، فذلك المؤمن حقاً» ().

وقال عليه السلام: «الندم علي الخطيئة استغفار» ().

وقال عليه السلام: «الندم علي الذنب يمنع عن معاودته» ()

وقال عليه السلام: «الندم أحد التوبتين» ().

وقال عليه السلام: «إذا فارقت ذنباً فكن عليه ندما» ().

وقال عليه السلام: «طوبي لكل نادم علي زلته، مستدرك فارط عثرته» ().

وقال عليه السلام: «من ندم فقد تاب» ().

وقال عليه السلام: «ندم القلب يكفر الذنب» ().

التزيّن بالتقوي والورع

مسألة: يجب التحلّي بالتقوي، والتزين بالورع عن المحرمات واجتنابها وعدم التلوث بها، كما يستحب ذلك في الشبهات وما أشبه، نعم في الشبهة التي عليها العلم الإجمالي يجب الاجتناب كما ذكر في الأصول، وقد دل علي لزوم التقوي نصوص وأخبار كثيرة.

قال الله تعالي: ?يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حتي تقاته?().

وقال سبحانه: ?انما يتقبل الله من المتقين?().

وقال عزوجل: ?ان الله يحب المتقين?().

وقال تعالي: ?وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين?().

وقال سبحانه: ?فاصبر ان العاقبة للمتقين?().

وقال تعالي: ?وازلفت الجنة للمتقين?().

وقال سبحانه: ?ان المتقين في جنات وعيون?().

وقال تعالي: ?يوم نحشر المتقين إلي الرحمان وفداً?().

وقال سبحانه: ?إن للمتقين مفازاً?().

وقال تعالي: ?الاخلاّء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين?().

وقال سبحانه: ?ذلك الكتاب لا ريب فيه هدي للمتقين?().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «إنا لا نعد الرجل مؤمناُ حتي يكون بجميع أمرنا متبعاً مريداً، ألا وإن من اتباع أمرنا وإرادته الورع، فتزينوا به يرحمكم الله، وكيدوا أعداءنا به ينعشكم الله» ().

وقال أبو جعفر عليه السلام: «إن أشد العبادة الورع» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «من قال لا اله إلا الله مخلصاً دخل الجنة، وإخلاصه أن يحجزه لا اله إلا الله عما حرم الله» ().

وعن جعفر بن محمد عليه السلام:

«من أقام فرائض الله، واجتنب محارم الله، وأحسن الولاية لأهل بيتي، وتبرأ من أعداء الله، فليدخل من أي أبواب الجنة الثمانية شاء» ().

وعن عمرو بن سعيد بن هلال الثقفي، قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام أوصني قال: «أوصيك بتقوي الله، والورع، والاجتهاد، واعلم انه لا ينفع اجتهاد لا ورع فيه» ().

وعن حفص بن غياث قال: سالت أبا عبد الله عليه السلام عن الورع من الناس فقال: «الذي يتورع عن محارم الله عزوجل» ().

وقال رسول الله صلي الله عليه و اله: «قال الله عزوجل: إذا عصاني من خلقي من يعرفني، سلطت عليه من خلقي من لا يعرفني» ().

وعن ابن أبي عمير، عمن سمع أبا عبد الله الصادق عليه السلام يقول: «ما أحب الله من عصاه» ثم تمثل:

تعصي الإله وأنت تظهر حبه

هذا لعمرك في الفعال بديع

لو كان حبك صادقاً لأطعته

إن المحب لمن يحب مطيع ()

احذر الشهوات المحرمة

مسألة: لا يجوز ارتكاب الشهوات المحرمة ويجب الابتعاد منها والنزاهة عنها، وقد أكد علي ذلك كثير من النصوص والروايات.

قال الله تعالي: ?فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة، واتبعوا الشهوات، فسوف يلقون غياً?().

وقال سبحانه: ?ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلاً عظيماً?().

وقال تعالي: ?انكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء، بل أنتم قوم مسرفون?().

وعن أبي جعفر عليه السلام قال: «الجنة محفوفة بالمكاره والصبر، فمن صبر علي المكاره في الدنيا دخل الجنة، وجهنم محفوفة باللذات والشهوات، فمن أعطي نفسه لذتها وشهوتها دخل النار» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «قال أمير المؤمنين عليه السلام: ترك الخطيئة أيسر من طلب التوبة، وكم من شهوة ساعة أورثت حزناً طويلاً، والموت فضح الدنيا فلم يترك لذي لب فرحاً» ().

النظافة من الكبائر

مسألة: لا يجوز ارتكاب المعاصي صغيرة أو كبيرة ولكن الكبائر أشد حرمة فيجب علي الإنسان اجتنابها والابتعاد عنها.

قال سبحانه في وصف المؤمنين: ?والذين يجتنبون كبائر الاثم والفواحش?().

وقال تعالي: ?ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفّر عنكم سيئاتكم?().

وقال سبحانه: ?ويجزي الذين أحسنوا بالحسني ? الذين يجتبون كبائر الاثم والفواحش إلا اللمم، ان ربك واسع المغفرة?().

وهناك آيات تشير إلي بعض الكبائر منها قوله قال الله تعالي: ?والذي تولّي كبره منهم له عذاب عظيم?().

وقوله سبحانه: ?ولا تأكلوا أموالهم إلي أموالكم انه كان حوباً كبيراً?().

وقوله عزوجل: ?ان قتلهم كان خطئاً كبيراً?().

وعن عبد العظيم بن عبد الله الحسني قال: حدثني أبو جعفر الثاني عليه السلام قال: سمعت أبي يقول: سمعت موسي بن جعفر عليه السلام يقول: «دخل عمرو بن عبيد البصري علي أبي عبد الله عليه السلام فلما سلم وجلس تلا هذه الآية: ?الذين يجتنبون كبائر الاثم والفواحش?() ثم أمسك.

فقال أبو عبد الله عليه السلام

ما أسكتك؟

قال: أحب أن أعرف الكبائر من كتاب الله عزوجل.

فقال: نعم يا عمرو، أكبر الكبائر الإشراك بالله، يقول الله: ?ومن يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة? ().

وبعده الاياس من روح الله لأن الله عزوجل يقول: ?إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون?().

ثم الأمن لمكر الله لأن الله عزوجل يقول: ?فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون?().

ومنها: عقوق الوالدين لأن الله سبحانه جعل العاق جباراً شقياً.

وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق لأن الله عزوجل يقول: ?فجزاؤه جهنم خالداً فيها?() إلي آخر الآية.

وقذف المحصنة لأن الله عزوجل يقول: ?لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم?().

وأكل مال اليتيم لأن الله عزوجل يقول: ?إنما يأكلون في بطونهم ناراً وسيصلون سعيراً?().

والفرار من الزحف لأن الله عزوجل يقول: ?ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال أو متحيزاً إلي فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير?().

وأكل الربا لأن الله عزوجل يقول: ?الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس?().

والسحر لأن الله عزوجل يقول: ?ولقد علموا لمن اشتراه ماله في الآخرة من خلاق?().

والزنا لأن الله عزوجل يقول: ?ومن يفعل ذلك يلق أثاماً، يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا?().

واليمين الغموس الفاجرة لأن الله عزوجل يقول: ?الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمناً قليلاً أولئك لأخلاق لهم في الآخرة?().

والغلول لأن الله عزوجل يقول: ?ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة?().

ومنع الزكاة المفروضة لأن الله عزوجل يقول: ?فتكوي بها جباههم وجنوبهم وظهورهم?().

وشهادة الزور وكتمان الشهادة لأن الله عزوجل يقول: ?ومن يكتمها فانه آثم قلبه?().

وشرب الخمر لأن الله عزوجل نهي عنها كما نهي عن عبادة الأوثان.

وترك الصلاة متعمداً أو شيئاً مما فرض الله عزوجل

لأن رسول الله صلي الله عليه و اله قال: «من ترك الصلاة متعمداً فقد برء من ذمة الله وذمة رسوله صلي الله عليه و اله».

ونقض العهد وقطيعة الرحم لأن الله عزوجل يقول: ?لهم اللعنة ولهم سوء الدار?().

قال: فخرج عمرو وله صراخ من بكائه وهو يقول: هلك من قال برأيه، ونازعكم في الفضل والعلم» ().

النظافة من الصغائر

مسألة: كما انه يجب ترك الكبائر من الذنوب وقد مرّ بعض الكلام حوله فكذلك يجب ترك الصغائر من الذنوب أيضاً، وخاصة الإصرار عليها، فإن الإصرار علي الصغيرة يقلبها إلي كبيرة.

قال الله تعالي: ?وكل صغير وكبير مستطر?() أي: مسطور ومكتوب.

وقال سبحانه: ?يا ويلتنا مالِ هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها، ووجدوا ما عملوا حاضراً، ولا يظلم ربك أحداً?().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: «ترك الخطيئة أيسر من طلب التوبة، وكم من شهوة ساعة أورثت حزناً طويلاً، والموت فضح الدنيا فلم يترك لذي لب فرحاً» ().

وقال أبو عبد الله عليه السلام: «اتقوا المحقرات من الذنوب فانها لا تغفر.

قلت: وما المحقرات؟

قال: الرجل يذنب الذنب فيقول: طوبي لي لو لم يكن لي غير ذلك» ().

وقال عليه السلام: «ان رسول الله صلي الله عليه و اله نزل بأرض قرعاء فقال لأصحابه: ائتوا بحطب.

فقالوا: يا رسول الله نحن بأرض قرعاء ما بها من حطب.

فقال صلي الله عليه و اله: فليأت كل إنسان بما قدر عليه.

فجاؤوا به حتي رموا بين يديه بعضه علي بعض، فقال رسول الله صلي الله عليه و اله: هكذا تجتمع الذنوب، ثم قال: إياكم والمحقرات من الذنوب، فان لكل شيء طالباً، ألا وان طالبها يكتب ?ما قدموا وآثارهم وكل شيء أحصيناه في إمام مبين?()» ().

وقال

صلي الله عليه و اله: «لا تنظروا إلي صغير الذنب ولكن انظروا إلي ما اجترأتم» ().

الرضا بقضاء الله

مسألة: يلزم تطبيع النفس علي الرضا بقضاء الله وقدره، كما يلزم تنظيفها عن الكراهة لقضائه عزوجل وقدره، وبذلك نصوص وروايات كثيرة.

قال الله تعالي: ?وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضي الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم، ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبيناً?().

وقال سبحانه: ?وقضي ربك أن لا تعبدوا إلا إياه وبوالدين إحساناً?().

وقال عزوجل: ?ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلّموا تسليماً?().

وقال تعالي: ?وخلق كل شيء فقدّره تقديراً?().

وقال سبحانه: ?انا كل شيء خلقناه بقدر?().

وقال تعالي: ?وكان أمر الله قدراً مقدوراً?().

وقال سبحانه: ?ذلك تقدير العزيز العليم?().

وقال تعالي: ?قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا?().

وعن أبي جعفر عليه السلام قال: «بينا رسول الله صلي الله عليه و اله في بعض أسفاره اذ لقيه ركب فقالوا: السلام عليك يا رسول الله.

فقال: ما أنتم؟

فقالوا: نحن مؤمنون يا رسول الله.

فقال: فما حقيقة إيمانكم؟

فقالوا: الرضا بقضاء الله، والتفويض إلي الله، والتسليم لأمر الله.

فقال رسول الله صلي الله عليه و اله: علماء حكماء كادوا أن يكون من الحكمة أنبياء، فان كنتم صادقين فلا تبنوا ما لا تسكنون، ولا تجمعوا ما لا تأكلون، واتقوا الله الذي إليه تحشرون» ().

وعن أمير المؤمنين عليه السلام قال: «أوحي الله تعالي إلي داود: يا داود تريد وأريد، ولا يكون إلا ما أريد، فان أسلمت لما أريد أعطيتك ما تريد، وان لم تسلم لما أريد أتعبتك فيما تريد، ثم لا يكون إلا ما أريد» ().

وروي: «ما قضي الله علي عبده قضاءً فرضي به إلا جعل الخير فيه» ().

وعن الإمام الصادق عليه السلام: «ان الله بعدله

وحكمته وعلمه، جعل الروح والفرج في اليقين والرضا عن الله تعالي، وجعل الهم والحزن في الشك والسخط، فارضوا من الله، وسلّموا لأمره» ().

النظافة من الشكوي

مسألة: يكره أن يشكو الإنسان ربه وربما كانت محرمة، فيلزم علي الإنسان أن ينظف قلبه من ذلك، ويتحلي بطابع الشكوي إلي ربه.

قال الله تعالي عن لسان يعقوب: ?انما أشكو بثّي وحزني إلي الله?().

وقال سبحانه: ?قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها، وتشتكي إلي الله?().

وعن أبي جعفر عليه السلام قال: «قال رسول الله صلي الله عليه و اله: يأتي علي الناس زمان يشكون فيه ربهم.

قلت: وكيف يشكون فيه ربهم؟

قال: يقول الرجل والله ما ربحت شيئاً منذ كذا وكذا، ولا آكل ولا أشرب إلا من رأس مالي، ويحك وهل أصل مالك وذروته إلا من ربك» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام: «عجبت للمرء المسلم لا يقضي الله عزوجل له قضاءاً إلا كان خيراً له، وان قرض بالمقاريض كان خيراً له، وان ملك مشارق الأرض ومغاربها كان خيرا له» ().

تنظيف القلب عما سوي الله

مسألة: يلزم تنزيه القلب وتنظيفه عن كل ما سوي الله، فيكون القلب مشتغلاً بالله سبحانه وتعالي ومنشغلاً عن غيره، حيث ان القلب إذا اشتغل بغير الله سبحانه وتعالي قذُر معنوياً كما يقذر البدن مادياً، فيكون تطهيره بالاستغفار والرجوع اليه عزوجل.

قال الله تعالي: ?ألا بذكر الله تطمئن القلوب?().

وقال سبحانه: ?يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتي الله بقلب سليم?().

وقال عزوجل: ?ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوي القلوب?().

وعن الإمام الصادق عليه السلام: «إعراب القلوب علي أربعة أنواع: رفع وفتح وخفض ووقف، فرفع القلب في ذكر الله تعالي، وفتح القلب في الرضي عن الله، وخفض القلب في الاشتغال بغير الله، ووقف القلب في الغفلة عن الله تعالي، ألا تري أن العبد إذ ذكر الله بالتعظيم خالصاً ارتفع كل حجاب كان بينه وبين الله تعالي من قبل ذلك،

فإذا انقاد القلب لمورد قضاء الله بشرط الرضي عنه كيف ينفتح بالسرور بالروح والراحة وإذا اشتغل قلبه بشيء من أسباب الدنيا كيف تجده إذا ذكر الله بعد ذلك وأناب منخفضاً مظلماً خراب خاو ليس فيه عمران ولا مؤنس، وإذا غفل عن ذكر الله تعالي كيف تراه بعد ذلك موقوفاً ومحجوبا قد قسا وأظلم منذ فارق نور التعظيم، فعلامة الرفع ثلاثة أشياء: وجود الموافقة وفقد المخالفة ودوام الشوق، وعلامة الفتح ثلاثة أشياء: التوكل والصدق واليقين، وعلامة الخفض ثلاثة أشياء: العجب والرياء والحرص، وعلامة الوقف ثلاثة أشياء: زوال حلاوة الطاعة وعدم مرارة المعصية والتباس علم الحلال والحرام» ().

النظافة من قسوة القلب وجمود العين

النظافة من قسوة القلب وجمود العين

مسألة: ينبغي تنظيف القلب من القسوة، والعين من الجمود، بل ينبغي تزيين القلب باللين والرقة، والعين بالدمع والعبرة، وبذلك روايات ونصوص كثيرة.

قال الله تعالي في وصف الخاشعين: ?ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلي ذكر الله?().

وقال سبحانه: ?وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة?().

وقال عزوجل: ?وإذا سمعوا ما أنزل إلي الرسول تري أعينهم تفيض من الدمع?().

وقال تعالي: ?تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزناً ألاّ يجدوا ما ينفقون?().

وعن الإمام الباقر عليه السلام انه قال: «ما ضرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب» ().

وعن الباقر عليه السلام انه قال لجابر: «وإياك والغفلة ففيها تكون قساوة القلب» ()

وعن النبي صلي الله عليه و اله أنه قال في حديث: «إن أبعد الناس من الله القاسي القلب» ().

من علامات الشقاء

وعن الإمام علي عليه السلام: «أربعة من علامة الشقاء: جمود العين، وقسوة القلب، وشدة الحرص لطلب الدنيا، والاصرار علي الذنب» ().

وعنه صلي الله عليه و اله انه قال: «من كثر طمعه سقم بدنه، وقسي قلبه» ().

وعن الإمام الصادق عليه السلام: «وليس شيء أضر لقلب المؤمن من كثرة الأكل، وهي مورثة قسوة القلب، وهيجان الشهوة» ().

وقال عيسي بن مريم عليه السلام: «ما مرض قلب بأشد من القسوة» ().

وعن بعضهم عليهم السلام: «إياكم وفضول المطعم فإنه يسم القلب بالقسوة» ().

وعن النبي صلي الله عليه و اله: في حديث وعظ به أباذر، قال: «يا أباذر إن القلب القاسي بعيد من الله ولكن لا يشعرون» ().

وعن علي بن الحسين عليه السلام انه قال: «والذنوب التي تحبس غيث السماء جور الحكام في القضاء إلي أن قال عليه السلام: وقساوة القلوب علي أهل الفقر والفاقة» ().

وعن الإمام الصادق عليه السلام انه قال: «ان الله عزوجل لا يستجيب دعاءً بظهر قلب

قاس» ().

وعن الإمام الصادق عليه السلام: «ان الله تبارك وتعالي جعل الرحمة في قلوب رحماء خلقه فاطلبوا الحوائج منهم ولا تطلبوها من القاسية قلوبهم، فان الله تبارك وتعالي أحل غضبه بهم» ().

وعن عيسي عليه السلام قال: «قسوة القلوب من جفوة العيون وجفوة العيون من كثرة الذنوب، وكثرة الذنوب من حب الدنيا، وحب الدنيا رأس كل خطيئة» ().

وقال الإمام أمير المؤمنين علي عليه السلام: «ضادوا القسوة بالرقة» ().

وقال عليه السلام: «من أعظم الشقاوة القساوة» ().

التحلي بالصبر

التحلي بالصبر

مسألة: يستحب التحلي بالصبر وقد يجب، وفي ذلك نصوص وروايات كثيرة.

قال الله تعالي: ?يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا?().

وقال سبحانه: ?واستعينوا بالصبر والصلاة?().

وقال عزوجل: ?فاصبر صبراً جميلاً?().

وقال تعالي: ?إنما يوفّي الصابرون أجرهم بغير حساب?().

وقال سبحانه: ?واصبروا ان الله مع الصابرين?().

وقال تعالي: ?اولئك يؤتون أجرهم مرّتين بما صبروا?().

وقال سبحانه: ?انا وجدناه صابراً نعم العبد انه أوّاب?().

وقال تعالي: ?والله يحب الصابرين?().

وقال سبحانه: ?ولنجزينّ الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون?().

وقال تعالي: ?وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا?().

وقال سبحانه: ?وجزاهم بما صبروا جنة وحريراً?().

وقال تعالي: ?ولئن صبرتم لهو خير للصابرين?().

الصبر والصابرون

وعن جعفر بن محمد عن آبائه عن علي (صلوات الله عليهم أجمعين) انه قال في حديث: «الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد» ().

وقال رسول الله صلي الله عليه و اله: «الصبر خير مركب» ().

وقال صلي الله عليه و اله: «أربع من أعطيهن فقد أعطي خير الدنيا والآخرة: بدناً صابراً، ولساناً ذاكراً، وقلباً شاكراً، وزوجة صالحة» ().

وعن الإمام الصادق عليه السلام: «ان قوماً يأتون يوم القيامة يتخللون رقاب الناس حتي يضربوا باب الجنة قبل الحساب، فيقولون لهم: بم تستحقون الدخول إلي الجنة قبل الحساب؟

فيقولون: كنا من الصابرين في الدنيا» ().

وعن النبي صلي الله عليه و اله انه قال: «الإيمان شطران: شطر صبر، وشطر شكر» ().

ولا يخفي ان الصبر غير الحلم، فيكون غالباً في النفس، صبراً علي الطاعة أو عن المعصية أو عن الشهوات، أو علي المصائب.

التزيّن بالحلم

مسألة: يستحب التحلي بالحلم، وقد يجب، كل في مورده، وبذلك نصوص كثيرة.

قال الله تعالي: ?ان إبراهيم لحليم أوّاه منيب?().

وقال سبحانه: ?فبشرناه بغلام حليم?().

وقال عزوجل: ?والكاظمين الغيظ، والعافين عن الناس، والله يحب المحسنين?().

وقال سبحانه: ?ولمن صبر وغفر ان ذلك لمن عزم الأمور?().

وعن أبي جعفر عليه السلام قال: «كان علي بن الحسين عليهما السلام يقول: انه ليعجبني الرجل ان يدركه حلمه عند غضبه» ().

وعن أبي جعفر عليه السلام قال: «قال رسول الله صلي الله عليه و اله: ان الله يحب الحيي الحليم، العفيف المتعفف» ().

وعنه عليه السلام قال: «ان الله يحب الحيي الحليم» ().

وعن جعفر بن محمد، عن آبائه عليهم السلام (في وصية النبي صلي الله عليه و اله لعلي عليه السلام) قال: «ألا أخبركم بأشبهكم بي خلقاً؟

قالوا: بلي يا رسول الله.

قال: أحسنكم خلقاً، وأعظمكم حلماً، وأبركم بقرابته، وأشدكم من نفسه

انصافاً» ().

النظافة من سوء الخلق

النظافة من سوء الخلق

مسألة: ينبغي للإنسان أن يُطهّر نفسه من سوء الخلق، وأن ينظفها من التلوث به، فإنه بين محرم ومكروه، مضافاً إلي ما فيه من شقاء روحي، وعذاب جسمي، وخسارة للدنيا والآخرة، فان سوء الخلق كما في الروايات في النار لا محالة.

عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «ان سوء الخلق ليفسد الإيمان كما يفسد الخل العسل» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «من ساء خلقه عذب نفسه» ().

وعن جعفر بن محمد، عن آبائه عليهم السلام (في وصية النبي صلي الله عليه و اله) قال: «يا علي لكل ذنب توبة إلا سوء الخلق، فان صاحبه كلما خرج من ذنب دخل في ذنب» ().

البغي والحذر من التلوث به

مسألة: يحرم البغي وهو الظلم، مطلقاً، وعلي الإنسان أن يبتعد منه ويحذر التلوث به، فانه يدع الديار بلاقع، ويكون أسرع شيء علي الإنسان عقوبة، وفي ذلك نصوص وروايات كثيرة.

قال الله تعالي: ?ذلك ومن عاقب بمثل ما عوقب به ثم بُغي عليه، لينصرنّه الله?().

وقال سبحانه: ?فان بغت احداهما علي الأخري، فقاتلوا التي تبغي حتي تفيء إلي أمر الله?().

وقال عزوجل: ?قل انما حرّم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والاثم والبغي بغير الحق?().

وقال تعالي: ?وينهي عن الفحشاء والمنكر والبغي?().

وقال سبحانه: ?يا أيها الناس إنما بغيكم علي أنفسكم?().

وقال تعالي: ?ذلك جزيناهم ببغيهم?().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «يقول إبليس لجنوده: ألقوا بينهم الحسد والبغي، فإنهما يعدلان عند الله الشرك» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام: قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «ان أعجل الشر عقوبة البغي» ().

وعن أبي جعفر عليه السلام قال: «ان أسرع الخير ثواباً البر، وان أسرع الشر عقوبة البغي، وكفي بالمرء عيباً أن يبصر من الناس ما يعمي

عنه من نفسه، أو يعيّر الناس بما لا يستطيع تركه، أو يؤذي جليسه بما لا يعنيه» ().

وعن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام قال: «قال النبي صلي الله عليه و اله: لو بغي جبل علي جبل لجعل الله الباغي منهما دكاً» ().

اجتنب التبجّح والتفاخر

مسألة: ينبغي أن ينظف الإنسان نفسه عن كل ما فيه شائبة التبجّح والافتخار، والنخوة والتكبّر، وقد نددّت به النصوص والروايات الكريمة.

قال الله تعالي: ?سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق?().

وقال سبحانه: ?فاستكبروا وكانوا قوماً مجرمين?().

وقال عزوجل: ?كذلك يطبع الله علي كل قلب متكبر جبار?().

وقال تعالي: ?ان الله لا يحب كل مختال فخور?().

وقال سبحانه: ?الهاكم التكاثر ? حتي زرتم المقابر?().

ومن كلام لأمير المؤمنين عليه السلام قال بعد تلاوة ?الهاكم التكاثر حتي زرتم المقابر?: «يا له مراماً ما أبعده، وزوراً ما أغفله، وخطراً ما أفزعه؟ أفبمصارع آبائهم يفتخرون، أم بعديد الهلكي يتكاثرون؟ يرتجعون فيهم أجساداً خوت، وحركات سكنت، ولأن يكونوا عبراً أحق من أن يكونوا مفتخراً، ولأن يهبطوا بهم جناب ذلّة أحجي من أن يقوموا بهم مقام عزّة» ().

وعن أبي جعفر عليه السلام قال: «لما كان يوم فتح مكة قام رسول الله صلي الله عليه و اله في الناس خطيباً، فحمد الله وأثني عليه، ثم قال: أيها الناس ليبلّغ الشاهد الغائب، ان الله تبارك وتعالي قد أذهب عنكم بالإسلام نخوة الجاهلية، والتفاخر بآبائها وعشائرها، أيها الناس: انكم من آدم، وآدم من طين، ألا وأن خيركم عند الله وأكرمكم عليه اليوم أتقاكم وأطوعكم له» ().

وعن أبي حمزة الثمالي قال: قال علي بن الحسين عليه السلام: «عجباً للمتكبر الفخور الذي كان بالأمس نطفة، ثم هو غدا جيفة» ().

وعن أبي عبد الله عليه

السلام قال: «قال رسول الله صلي الله عليه و اله: آفة الحسب الافتخار والعجب» ().

وعن جعفر بن محمد، عن آبائه في وصية النبي صلي الله عليه و اله لعلي عليه السلام قال: «يا علي آفة الحسب الافتخار، ثم قال: يا علي إن الله أذهب بالإسلام نخوة الجاهلية وتفاخرها بآبائها، ألا إن الناس من آدم، وآدم من تراب، وأكرمهم عند الله أتقاهم» ().

التحلي بالجود والسخاء

مسألة: يستحب التحلي بالجود والسخاء والتخلّي عن الشح والبخل، وتنظيف النفس عن التلوث به.

قال الله تعالي: ?ومن يوق شحّ نفسه فأولئك هم المفلحون?().

وقال سبحانه: ?فأما من أعطي واتقي ? وصدّق بالحسني ? فسنُيسّره لليسري ? وأما من بخل واستغني ? وكذّب بالحسني ? فسنيسّره للعسري?().

وقال عزوجل: ?سيطوّقون ما بخلوا به يوم القيامة?().

وقال تعالي: ?ومن يبخل فانما يبخل عن نفسه والله الغني وأنتم الفقراء?().

وقال سبحانه: ?فلما آتاهم من فضله بخلوا به وتولّوا وهم معرضون?().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «أتي رجل إلي النبي صلي الله عليه و اله فقال: يا رسول الله أي الناس أفضل ايماناً؟ قال: أبسطهم كفاً» ().

وعن الحسن بن علي الوشاء قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: «السخي قريب من الله، قريب من الجنة، قريب من الناس، وسمعته يقول: السخاء شجرة في الجنة، من تعلق بغصن من أغصانها دخل الجنة» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «الأيدي ثلاثة: سائلة ومنفقة وممسكة، وخير الأيدي المنفقة» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «من يضمن لي أربعة بأربعة أبيات في الجنة: أنفق ولا تخف فقراً، وأنصف الناس من نفسك، وأفش السلام في العالم، واترك المراء وان كنت محقاً» ().

النظافة من العجب

مسألة: يلزم تنظيف النفس من العجب وتطهير القلب من هذا الداء الروحي، وللعجب درجات وهي مهلكة لدنيا الإنسان وآخرته، وفي ذلك روايات كثيرة.

فعن أبي عبيدة عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: قال الله عزوجل: «ان من عبادي المؤمنين لمن يجتهد في عبادتي، فيقوم من رقاده، ولذيذ وساده، فيجتهد لي الليالي، فيتعب نفسه في عبادتي، فأضر به بالنعاس

الليلة والليلتين نظراً مني له، وإبقاءً عليه فينام حتي يصبح، فيقوم وهو ماقت لنفسه، زاريء عليها، ولو أخلي بينه وبين ما يريد من عبادتي لدخله العجب من ذلك، فيصيّره العجب إلي الفتنة بأعماله، فيأتيه من ذلك ما فيه هلاكه، لعجبه بأعماله، ورضاه عن نفسه، حتي يظن انه قد فاق العابدين، وجاز في عبادته حد التقصير، فيتباعد مني عند ذلك وهو يظن انه يتقرب إلي» (). الحديث.

وعن علي بن سويد، عن أبي الحسن عليه السلام قال: «سألته عن العجب الذي يفسد العمل؟ فقال: العجب درجات:

منها: أن يزين للعبد سوء عمله فيراه حسناً، فيعجبه ويحسب انه يحسن صنعاً.

ومنها: أن يؤمن العبد بربه فيمن علي الله عزوجل، ولله عليه فيه المن» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «من دخله العجب هلك» ().

وقال رسول الله صلي الله عليه و اله في حديث: «ثلاث منجيات إلي قوله قالوا: فما المهلكات؟

قال صلي الله عليه و اله: هوي متبع، وشح مطاع، وإعجاب المرء بنفسه» ().

وقال عليه السلام: «الاعجاب يمنع الازدياد» ().

وقال عليه السلام: «عجب المرء بنفسه أحد حساد عقله» ().

خاتمة

النظافة في كل شيء

النظافة في كل شيء

مسألة: قد تبين مما سبق انه علي الإنسان ان يراعي النظافة في كل الأمور.

مثل: عدم التدخين مطلقا، وخاصة في الأماكن العامة، وخصوصاً المغلقة منها.

وعدم إطالة الأظافر، واتخاذ الشعر الطويل غير المألوف، كما نجد ذلك في الهيبيين ومرتاضي الهند ومن إليهم.

وعدم الخروج إلي الطرقات بملابس النوم، أو بملابس غير محتشمة، فان رعاية الآداب من النظافة كما لا يخفي.

كما يلزم عدم رمي أقشار الفواكه وفضلات الطعام وما أشبه ذلك في الطرقات، ولا رمي القمامة من الشرفات وما أشبه، مما يسبب قذارة الطرق وتعفنها.

كما يستحب غسل اليدين بعد الاستنجاء، وبعد النوم، وقبل الأكل وبعده،

وقبل الوضوء والغُسل.

وعدم البول في مياه الأنهار والسواقي والغدران وما أشبه، وفي الطرقات والأماكن غير المحددة لذلك.

وعدم التخلي في المواضع التي تلوث البيئة وتوجب الأرياح الكريهة والمزعجة، وقد تقدم جملة منها.

كما يلزم عدم اهمال نظافة اليدين وغسلهما بعد تلوثهما بأي ملوث.

ويلزم الاهتمام بنظافة الثوب وكل ما يتعلق بالإنسان.

كما ويلزم رعاية نظافة الرأس والوجه، واليدين والرجلين، وما أشبه ذلك من أعضائه وجوارحه.

ويلزم عدم وضع القمامة علي قارعة الطريق، أو أمام المنازل، أو الدكاكين، أو الفنادق، أو المحلات العامة والخاصة وما أشبه ذلك.

وهكذا يلزم عدم إلقاء الأوساخ والفضلات وحتي بقايا السجاير وعلبها، في الحدائق العامة، وجداول المياه، وشطوط الأنهار.

وهكذا من غير الصحيح أكل الثمار والخضر دون غسلها غسلاً جيداً، أو الأكل في الطريق العام، أو أمام الناس ممن يوجب له تمنياً أو تشهياً، أو ما أشبه ذلك من الفقراء والمساكين.

وكذا من غير الصحيح بيع الحلويات وما أشبه في الطرقات بشكل تكون معرضة للغبار والأوساخ، وهكذا بالنسبة إلي سائر الأشياء التي تباع في الطرقات العامة.

وكذا من غير الصحيح أن يكون عمال المطاعم وبائعو الأطعمة والحلويات والمرطبات وبائعو اللحوم والأسماك والألبان، وما أشبه ذلك غير نظيفي الملابس واليدين وما أشبه ذلك.

وهكذا من غير الصحيح إهمال نظافة الأسنان حتي تبدوا آثاره عليها، أو أكل الثوم والبصل والكراث ومقابلة الناس برائحتها في المساجد والحسينيات والمشاهد المشرفة، بل وفي كل أماكن تجمعهم أو حتي في أماكن لا يتجمعون وإنما هناك زوجة أو أولاد أو والدان أو من أشبه.

وهكذا من غير الصحيح إملاء المعدة بالماء والطعام ثم الذهاب إلي صلاة الجماعة وما أشبه، والتجشؤ أثناء الصلاة أو قبلها أو بعدها، وقد نهي رسول الله صلي الله عليه و اله عن التجشأ أمام الناس().

وهكذا

من غير الصحيح ترك إصلاح السيارة وما أشبه ذلك من وسائل النقل أو الماكنات والآلات التي تبث الدخان الكثير وتلوّث البيئة وتوجب أذي الناس.

وكذلك من غير الصحيح القدوم إلي المساجد للصلاة أو الاجتماعات، أو الزيارات في المراقد المقدسة بملابس العمل القذرة الملوثة بالزيوت والشحوم ونحو ذلك، والركوب في الحافلات العامة بملابس العمل الوسخة والتي تؤذي الآخرين.

وكذا من غير الصحيح إهمال شعر الرأس واللحية والشارب، وعدم رعاية نظافتها وجمالها، أو العبث بها، وهكذا اهمال أظافر اليدين والرجلين، وسائر شعر البدن.

وكذا من غير الصحيح مرور أو عبور الشاحنات المحملة بالتراب والرمل والجص وما أشبه بسرعة أو غيرها دون وضع الغطاء المناسب، مما يوجب تلويث الطريق وتأذي المارة وما أشبه ذلك.

ومن غير الصحيح أيضاً إهمال نظافة البيت والغرفة والساحة وفناء الدار، واهمال نظافة المراكز العامة من المساجد والمدارس والمكتبات والحدائق والشوارع وما أشبه ذلك.

وكذا من غير الصحيح حمل الحذاء المتوسخ وتخطي رقاب المسلمين به في الاجتماعات العامة والخاصة، وفي المجالس والمساجد وغير ذلك.

وكذا من غير الصحيح أيضاً العبث بالأشجار في الطرقات والحدائق العامة، أو العبث بالنباتات والزهور المزروعة علي حافتي الطرق والشوارع أو وسطها للزينة.

ثم لا يخفي انه من الواجب علي الزوجة ان لا تهمل زينتها لزوجها، كما أن من الواجب علي الزوج أن يتهيأ لزوجته، وفيها روايات كثيرة تؤكد علي ذلك تأكيداً كبيراً، علماً بأنها مما يساعد علي تماسك الأسرة وترابطها، ونظافتها من الانحراف، وطهارتها من الاختلاف والنزاع المؤدي إلي التشاجر والفراق.

كما يلزم عدم تغليظ الشارب وتركه بحيث يغطي الشفتين، مما يجعل الطعام أو الشراب يعلق به، فان ذلك مكروه أشد الكراهة.

ويلزم عدم ترك البيت وأثاثه فوضي متناثراً فيه الملابس وغيرها هنا وهناك.

وكذا يلزم عدم فتح الفم

عند التثاؤب، أو عند التجشأ، أو عند العطاس خصوصاً إذا كان أمامه إنسان.

وهكذا يلزم عدم التخنع أو القاء البصاق وماء الأنف في الطرقات وأمام الناس.

إلي غير ذلك من الآداب الكثيرة والسنن المأثورة في الأكل والشرب ولبس اللباس وغيرها، مما ذكرنا جملة منها في هذا الكتاب وفي كتاب: (الآداب والسنن) من الفقه.

هذا وعن الإمام أمير المؤمنين علي عليه السلام انه قال: «الطهر نصف الإيمان» ()، وفي حديث عن رسول الله صلي الله عليه و اله: «الطهور نصف الإيمان» ()، ومن الواضح ان الطهر والطهور أعم من كل ذلك.

الإسلام وتأكيده علي النظافة

ثم إن من الأدلة العامة والخاصة يعرف التأكيد علي النظافة بكل أقسامها، سواء ما ذكرناها أو ما لم نذكرها، حتي ان التشجير واحياء الأرض بالزرع والنبات مما أكد عليه الإسلام فانه نظافة وجمال، اضافة إلي أنه ثمر وتصفية هواء، إلي غير ذلك، وقد قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «ان قامت الساعة وبيد أحدكم فسيل فان استطاع ان لا يقوم حتي يغرسها فليفعل_».

والغربيون انما تقدموا في بعض المجالات، لأنهم تعلموا شيئاً من النظافة الإسلامية بالمعني الأعم وطبقوها في حياتهم، كما دل علي ذلك الكتب المعنية بهذا الأمر.

نعم بقي عندهم في الحال الحاضر أمور كثيرة رفضها الإسلام لقذارتها وعدم نظافتها، لكنهم لم يرفضوها بعد، ولذلك نجد في بلادهم التلوث بوساخات الكلب والخمر، والخلاعة والزنا وما أشبه.

وقد وردت في بعض المجلات() تصريحات بذلك، قالوا في الحديث عن تلوث البيئة والمحيط: «وهذا ما يقوم به الفرنسيون بوساخة كلابهم المدللة، التي يزيد عددها علي ثمانية ملايين ونصف المليون كلب، منها نصف مليون كلب في باريس وحدها، وهذه الكلاب الباريسية ترمي خمسين طناً من الفضلات ومائتي ألف ليتراً من الفضلات السائلة

في الحدائق والشوارع والأرصفة بباريس، مما يؤدي إلي تلوث المكان والهواء، ويسبب ازعاجاً للآخرين، وهذه المشكلة لا تقتصر علي الفرنسيين فقط، بل هي شائعة في عالم الغرب».

إلي غير ذلك مما هو واضح، فاللازم علي الغرب أيضاً ان يتزين بالنظافة الشاملة التي بينها الإسلام وأمر بها، ان اراد تقدما وازدهارا.

كما يجب علي المسلمين وحكامهم ان يهتموا بالنظافة الإسلامية في كافة مجالات الحياة: الثقافية والاقتصادية والاجتماعية والنفسية والسياسية وغيرها، حتي يعود إليهم مجدهم وسؤددهم، وما ذلك علي الله بعزيز.

وهذا آخر ما أردنا إيراده في هذا الكتاب والله الموفق للصواب.

سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام علي المرسلين والحمد لله رب العالمين، وصلي الله علي محمد وآله الطاهرين.

قم المقدسة

محمد الشيرازي

من مصادر التهميش

? القرآن الكريم

? نهج البلاغة

? إعلام الوري

? إلي حكم الإسلام / للإمام الشيرازي

? أمالي الشيخ الصدوق رحمة الله عليه

? أمالي الشيخ المفيد رحمة الله عليه

? أنفقوا لكي تتقدموا / للإمام الشيرازي

? ارشاد القلوب

? اكمال الدين

? الاختصاص

? الاخلاق الإسلامية / للإمام الشيرازي

? الاستبصار

? الاقبال

? الاقتصاد الإسلامي المقارن / للإمام الشيرازي

? الاقتصاد الإسلامي في خمسين سؤالا وجوابا / للإمام الشيرازي

? الاقتصاد الإسلامي في سطور / للإمام الشيرازي

? الاقتصاد عصب الحياة / للإمام الشيرازي

? الاقتصاد للجميع / للإمام الشيرازي

? التبيان في تفسير القرآن

? الجعفريات

? الحكومة الإسلامية في عهد الإمام أمير المؤمنين عليه السلام / للإمام الشيرازي

? الخصال

? دعوات الراوندي

? الرسالة الذهبية للإمام الرضا عليه السلام

? السرائر

? الفصول المختارة

? الفضائل والأضداد / للإمام الشيرازي

? الفضيلة الإسلامية / للإمام الشيرازي

? الفقه: آداب المال / للإمام الشيرازي

? الفقه: الآداب والسنن/ للإمام الشيرازي

? الفقه: الاقتصاد / للإمام الشيرازي

? الفقه: البيئة / للإمام الشيرازي

? الفقه: البيع / للإمام الشيرازي

? الفقه: التجارة / للإمام الشيرازي

? الفقه: الخمس

/ للإمام الشيرازي

? الفقه: الخيارات / للإمام الشيرازي

? الفقه: الزكاة / للإمام الشيرازي

? الفقه: الطهارة/ للإمام الشيرازي

? الفقه: القانون/ للإمام الشيرازي

? الفقه: القواعد الفقهية/ للإمام الشيرازي

? الفقه: المستحبات والمكروهات / للإمام الشيرازي

? الفقه: المكاسب المحرمة/ للإمام الشيرازي

? الفقه: علم النفس / للإمام الشيرازي

? القاموس المحيط

? الكافي

? الكسب النزيه / للإمام الشيرازي

? المحاسن

? المقنعة

? المناقب

? المنجد في اللغة

? الوسائل ومستدركاتها / للإمام الشيرازي

? بحار الأنوار

? تبصرة المتعلمين

? تحف العقول

? تفسير الإمام الحسن العسكري عليه السلام

? تفسير العياشي

? تفسير القمي

? تفسير تقريب القرآن إلي الأذهان/ للإمام الشيرازي

? تفسير مجمع البيان

? تفسير نور الثقلين

? تنبيه الخواطر

? تهذيب الأحكام

? ثواب الأعمال

? جامع الأخبار

? حل المشكلة الاقتصادية علي ضوء القوانين الإسلامية / للإمام الشيرازي

? دعائم الإسلام

? ديوان الإمام علي عليه السلام

? رجال النجاشي

? روضة الواعظين

? سفينة البحار

? شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد

? طب الأئمة

? عدة الداعي

? علل الشرائع

? عيون أخبار الرضا عليه السلام

? غرر الحكم ودرر الكلم

? غوالي اللئالي

? فضائل الأشهر الثلاثة

? فقه الإمام الرضا عليه السلام

? فقه القرآن

? فلاح السائل

? قرب الأسناد

? كشف الغمة

? كنز الفوائد

? كيف يمكن علاج الغلاء / للإمام الشيرازي

? لسان العرب

? لمحة عن البنك الإسلامي / للإمام الشيرازي

? متي جمع القرآن / للإمام الشيرازي

? مثير الأحزان

? محاسبة النفس

? مستدرك وسائل الشيعة

? مستطرفات السرائر

? مشكاة الأنوار

? مصباح المتهجد

? معدن الجواهر

? مفاتيح الجنان

? مكارم الأخلاق

? ممارسة التغيير لانقاذ المسلمين / للإمام الشيرازي

? من لا يحضره الفقيه

? منية المريد

? مهج الدعوات

? نقد نظريات فرويد / للإمام الشيرازي

? وسائل الشيعة

? ولأول مرة في تاريخ العالم / للإمام الشيرازي

پي نوشتها

() مستدرك وسائل الشيعة: ج16 ص319 ب92 ح20016، ط الإسلامية.

() وسائل الشيعة: ج17 ص460 ب15 ح2.

() هو الخطيب الشهير الشيخ

عبد الزهراء بن الشيخ فلاح بن الشيخ عباس وادي الكعبي، ولد في سنة 1327ه في مدينة كربلاء المقدسة، أخذ الخطابة علي الخطيبين الشهيرين الشيخ محسن أبو الحب والشيخ محمد مهدي الواعظ، له ديوان شعر (دموع الأسي) إضافة إلي مخطوطات أخري، ابتكر الشيخ عبد الزهراء الكعبي قراءة (مقتل الحسين عليه السلام) بالطريقة المعروفة واشتهر بقراءته صبيحة يوم عاشوراء أمام حشد هائل من الناس، توفي سنة 1394ه مسموماً علي أيدي طغاة العراق. راجع (معجم خطباء كربلاء): ص172.

() سورة الأحزاب: 33.

() سورة البقرة: 125.

() سورة البقرة: 222.

() سورة الفرقان: 48.

() سورة الإنسان: 21.

() سورة الأنفال: 11.

() سورة محمد: 15.

() سورة التوبة: 108.

() سورة الأحزاب: 53.

() سورة البقرة: 25.

() سورة البقرة: 57.

() سورة البقرة: 168.

() سورة آل عمران: 179.

() سورة النساء: 2.

() سورة المائدة: 4.

() سرة المائدة: 87.

() سورة الأعراف: 32.

() سورة النحل: 5 و6.

() سورة النحل: 8.

() سورة الحجر: 16.

() سورة ق: 6.

() سورة النور: 31.

() سورة فاطر: 12.

() سورة فاطر: 33.

() سورة المطففين: 25 26.

() سورة الحجر: 85.

() سورة المعارج: 5.

() سورة الحج: 30.

() سورة النساء: 43.

() سورة الشوري: 37.

() المستدرك علي الوسائل: ج16 ص319 ب92 ح20016.

() كنز الفوائد: ج2 ص185.

() كنز الفوائد: ج2 ص185.

() وسائل الشيعة: ج1 ص466 ب2 ح1، وعلل الشرائع: ص281 ح195.

() الكافي: ج6 ص444 ح14.

() الكافي: ج6 ص544 ح3.

() وسائل الشيعة: ج2 ص732 ب4 ح1.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص292 ب13 ح20.

() من لا يحضره الفقيه: ص146 ح410.

() وسائل الشيعة: ج4 ص1002 ب13 ح4.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص285 ب12 ح119.

() من لا يحضره الفقيه: ج1 ص243 ح730.

() وسائل الشيعة: ج2 ص1096 ب75 ح1.

() وسائل الشيعة: ج1 ص333 ب45 ح2.

() تهذيب الأحكام: ج2 ص157 ب53

ح75.

() سورة التوبة: 108.

() بحار الأنوار: ج77 ص205 ب3 ح14.

() الكافي: ج3 ص98 ح2.

() وسائل الشيعة: ج1 ص357 ب7 ح1.

() فقه الإمام الرضا عليه السلام: ص354 ح95.

() موسوعة الفقه: ج94-97 كتاب الآداب والسنن.

() وسائل الشيعة: ج3 ص374 ب13 ح2.

() الدعوات للراوندي: ص116 ح266.

() كنز الفوائد: ج2 ص182.

() وسائل الشيعة: ص375 ب30 ح10.

() الخصال: ص258 ح134.

() محاسبة النفس: ص29.

() فقه الإمام الرضا عليه السلام: ص345.

() ثواب الأعمال: ص77.

() روضة الواعظين: ص155.

() مكارم الأخلاق: ص169.

() الخصال: ص497 باب في الخضاب أربع عشرة خصلة.

() فضائل الأشهر الثلاثة: ص35.

() فلاح السائل: ص285.

() مصباح المتهجد: ص324.

() أمالي الشيخ الصدوق: ص391 المجلس الحادي والستون.

() أمالي الشيخ المفيد: ص267 المجلس الحادي والثلاثون.

() الاختصاص: ص132 أحاديث وصايا النبي صلي الله عليه و اله لعلي عليه السلام.

() تحف العقول: ص490.

() المحاسن: ص556 ح913.

() دعائم الإسلام: ج1 ص123.

() المحاسن: ص425.

() مكارم الأخلاق: ص55 فصل 1.

() مكارم الأخلاق: ص61 فصل 5.

() المقنعة: ص158.

() الكافي: ج4 ص87 ح3.

() سورة التوبة: 103.

() سورة النحل: 125.

() بحار الأنوار: ج33 ص599 ب3 ح744، ونهج البلاغة في عهده عليه السلام إلي مالك الأشتر.

() سورة المائدة: 8.

() سورة البقرة: 264.

() سورة البقرة: 229.

() راجع بحار الأنوار: ج71 ص2 ب10 ح1، عن أبي حمزة الثمالي قال: «هذه رسالة علي بن الحسين عليه السلام» الحديث.

() سورة النساء: 29.

() راجع بحار الأنوار: ج73 ص348 ب67 ح13، وفيه عن رسول الله صلي الله عليه و اله: «وليس لعربي علي عجمي فضل إلا بالتقوي» الحديث.

() راجع الكافي: ج3 ص463 ح2. عن رسول الله صلي الله عليه و اله: «وضع عن أمتي تسع خصال الخطأ والنسيان وما لا يعلمون…» الحديث.

() انظر (فقه القانون) للإمام الشيرازي.

() وسائل الشيعة: ج1

ص354 ب3 ح4.

() سورة الشعراء: 80.

() سورة النحل: 69.

() سورة المائدة: 6.

() سورة المائدة: 6.

() سورة التوبة: 14.

() سورة يونس: 57.

() فرويد (1856-1939م) طبيب أمراض عصبية، نمساوي، أكد علي اثر اللاوعي والغريزة الجنسية في تكوين الشخصية، أصيب بالسرطان ومات به، أشهر آثاره: (دراسات في الهستيريا) stu bien ber hysteyie عام 1895م و(تأويل الاحلام) dile tyaumdeutung عام 1899م. للتفصيل راجع كتاب (نقد نظريات فرويد) للإمام الشيرازي دام ظله.

() سورة الإسراء: 70.

() بالمعني الذي ورد في الشعر المنسوب للإمام أمير المؤمنين عليه السلام: وتحسب أنك جرم صغير وفيك انطوي العالم الأكبر.راجع ديوان الإمام علي عليه السلام: ص175.

() بحار الأنوار: ج58 ص23 ب42، وغوالي اللئالي: ج4 ص7 ح8.

() سورة الشعراء: 89.

() وإليك بعض الإحصاءات:

? 8500 شخص جديد يصابون بالايدز كل يوم بينهم 1000 طفل تحت سن 15 عاماً.

? اكثر من 8 ملايين طفل فقدوا أمهاتهم بسبب الإصابة بالإيدز.

مجلة (المجلة) العدد 905، القسم الملحق)

? تتجاوز الحالات الجديدة المسجلة سنويا للأمراض المنقولة جنسيا 233 مليون إصابة بين الرجال والنساء وتنقل ما بين 30% و 70% من النساء المصابات هذه الأمراض إلي أطفالهن وتذكر الأكاديمية الأمريكية للعلوم من جهة ثانية أن هناك 22 مليون شخص في العالم يحملون فيروس الإيدز ويعيش 14 مليونا منهم في إفريقيا كما يسجل المرض انتشاراً متسارعاً في جنوب شرق آسيا.

مجلة (المجلة) العدد 948، القسم الملحق ص6

? الايدز داء العصر، وهو يعد أخطر عدوي فيروسية في تاريخ البشرية قاطبة، حيث يصيب هذا المرض الفتاك حالياً ما لا يقل عن 30 مليون شخص عبر العالم، أبرزهم في دول أفريقيا السوداء والولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا وآسيا.

مجلة (المجلة) العدد 982 ص 18-25 تاريخ 6/12/1998م

() سورة الاسراء: 32.

() سورة (المؤمنون): 5

6.

() راجع موسوعة الفقه، كتاب (علم النفس).

() وسائل الشيعة: ج1 ص83 ب26 ح6.

() وسائل الشيعة: ج1 ص83 ب26 ح6.

() راجع نهج البلاغة: الخطبة 209.

() الكافي: ج6 ص438 ح1، وسائل الشيعة: ج3 ص362 ب19 ح4.

() سورة الأعراف: 32.

() راجع الكافي: ج6 ص442 ح7.

() الجعفريات: ص156 باب السنة في ملف الشعر.

() غوالي اللئالي: ج4 ص14 ح31.

() قرب الإسناد: ص32.

() الكافي: ج4 ص15 ح3.

() مستدرك الوسائل: ج11 ص178 ب4 ح12686.

() وسائل الشيعة: ج11 ص187 ب19 ح2.

() الكافي: ج2 ص91 ح14.

() تحف العقول: ص84.

() بحار الأنوار: ج75 ص48 ب16 ح64.

() بحار الأنوار: ج75 ص55 ب16 ح110.

() سورة الأعراف: 31.

() مستدرك الوسائل: ج3 ص226 ب36 ح3438.

() بحار الأنوار: ج87 ص171 ب9 ح19.

() بحار الأنوار: ج94 ص370 ب3 ح1.

() بحار الأنوار: ج58 ص129 ب42.

() وسائل الشيعة: ج17 ص131 ب93 ح12.

() وسائل الشيعة: ج17 ص131 ب93 ح12.

() راجع مستدرك الوسائل: ج15 ص135 ب23 ح17772، وفيه عن رسول الله صلي الله عليه و اله أنه قال: «أطعموا حبالاكم السفرجل فأنه يحسن أخلاق أولادكم».

() بحار الأنوار: ج68 ص393 ب92 ح61.

() من لا يحضره الفقيه: ج1 ص124 ح288.

() بحار الأنوار: ج74 ص282 ب14 ح1.

() الكافي: ج8 ص19 ح4.

() بحار الأنوار: ج1 ص95 ب1 ح27.

() بحار الأنوار: ج84 ص203 ب12 ح11.

() أمالي الشيخ الصدوق: ص228 ح9.

() من لا يحضره الفقيه: ج1 ص124 ح287.

() الاقبال: ص629، الدعاء بعد أول ليلة من شهر رجب.

() بحار الأنوار: ج91 ص150 ب32 ح21.

() بحار الأنوار: ج73 ص116 ب14 ح17.

() فقه الرضا عليه السلام: ص234.

() وسائل الشيعة: ج3 ص341 ب1 ح8.

() وسائل الشيعة: ج3 ص340 ب1 ح2.وفيه عن أبي بصير.

() وسائل الشيعة: ج3 ص340 ب1 ح3.

() مستدرك الوسائل: ج1 ص407 ب41 ح1006.

()

مستدرك الوسائل: ج11 ص175 ب4 ح12677.

() وسائل الشيعة: ج3 ص377 ب29 ح6.

() وسائل الشيعة: ج11 ص162 ب8 ح8.

() اشارة إلي قوله صلي الله عليه و اله: «الإسلام يعلو ولا يعلي عليه». مستدرك الوسائل: ج17 ص142 ب1 ح20985.

() الكافي: ج3 ص59 ح6.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص272 ب12 ح88.

() مستدرك الوسائل: ج2 ص565 ب15 ح2740.

() مستدرك الوسائل: ج2 ص566 ب15 ح2741.

() مستدرك الوسائل: ج2 ص568 ب19 ح2747.

() مستدرك الوسائل: ج2 ص568 ب19 ح2748.

() الكافي: ج3 ص18 ح12.

() موسوعة الفقه: ج98 وانظر أيضا (ولأول مرة في تاريخ العالم، ج2) و(متي جمع القرآن) للإمام الشيرازي.

() سورة فصلت: 42.

() سورة الحجر: 9.

() غوالي اللئالي ج2 ص167 وباب الطهارة.

() سورة الواقعة: 79.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص127 ب6 ح35.

()وسائل الشيعة: ج1 ص357 ب7 ح1.

() وسائل الشيعة: ج1 ص358 ب7 ح2.

() وسائل الشيعة: ج1 ص358 ب7 ح3.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص319 ب92 ح20016.

() الكافي: ج3 ص40 ح2.

() الكافي: ج3 ص156 ح3.

() الكافي: ج3 ص156 ح2.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص436 ب23 ح50.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص450 ب23 ح103.

() مستدرك الوسائل: ج6 ص194 ب28 ح1783.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص320 ب13 ح99.

() وسائل الشيعة: ج2 ص859 ب32 ح3.

() وسائل الشيعة: ج2 ص859 ب32 ح4.

() وسائل الشيعة: ج2 ص731 ب11 ح6.

() وسائل الشيعة: ج2 ص859 ب32 ح2.

() وأيضاً: وسائل الشيعة: ج2 ص859 ب32 ح2.

() وسائل الشيعة: ج2 ص860 ب32 ح6.

() مستدرك الوسائل: ج2 ص336 ب30 ح2124.

() مستدرك الوسائل: ج2 ص336 ب30ح2125.

() مستدرك الوسائل: ج2 ص337 ب30 ح2126.

() مستدرك الوسائل: ج2 ص337 ب30 ح2127.

() مستدرك الوسائل: ج2 ص337 ب30 ح2128.

() راجع (آداب المائدة) في هذا الكتاب.

() تهذيب الأحكام: ج4 ص92 ب57 ح2.

() الكافي: ج5 ص293 ح6.

() الكافي: ج5

ص294 ح2.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص319 ب92 ح20016.

() مكارم الأخلاق: ص42.

() مكارم الأخلاق: ص41.

() مكارم الأخلاق: ص42.

() مكارم الأخلاق: ص43.

() غوالي اللئالي: ج1 ص101 ح16.

() سورة البقرة: 222.

() راجع تفسير تقريب القرآن: ج2 ص76.

() راجع الكافي: ج1 ص70 ح9.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص356 ب15 ح27.

()سورة البقرة: 185.

() سورة المائدة: 6.

() سورة المائدة: 6.

() سورة المائدة: 6.

() سورة الأنفال: 11.

() سورة البقرة: 222.

() سورة الشعراء: 88 89.

() بحار الأنوار: ج67 ص248 ب21 ح54.

() سورة الأنعام: 91.

() إشارة إلي قوله تعالي: ?وهو بكل شيء عليم?. سورة البقرة: 29.

() إشارة إلي قوله عزوجل: ?إن الله لا يخفي عليه شيء في الأرض ولا في السماء?. سورة آل عمران: 5.

() الكافي: ج6 ص439 ح6.

() سورة الاعراف: 32.

() قرب الأسناد: ص157.

() وسائل الشيعة: ج3 ص341 ب1 ح9.

() الكافي: ج6 ص440 ح15.

() الكافي: ج6 ص441 ح3.

() الكافي: ج6 ص441 ح1.

() الكافي: ج6 ص444 ح14.

() وسائل الشيعة: ج3 ص346 ب6 ح4.

() وسائل الشيعة: ج2 ص750 ب19 ح1.

() وسائل الشيعة: ج3 ص356 ب14 ح5.

() الكافي: ج8 ص304 ب8 ح469.

() الكافي: ج6 ص478 ح3.

() الكافي: ج6 ص462 ح1.

() الكافي: ج6 ص462 ح2

() الكافي: ج6 ص462 ح3.

() الكافي: ج6 ص467 ح4.

() الكافي: ج6 ص534 ح8.

() الكافي: ج6 ص534 ح10.

() تهذيب الأحكام: ج6 ص52 ب16 ح37.

() الكافي: ج6 ص468 ح3.

() الكافي: ج6 ص470 ح1.

() الكافي: ج6 ص470 ح3.

() وسائل الشيعة: ج3 ص400 ب51 ح9.

() الكافي: ج6 ص471 ح8.

() الكافي: ج6 ص471 ح1.

() الكافي: ج6 ص471 ح5.

() الكافي: ج6 ص471 ح3.

() الكافي: ج6 ص472 ح1.

() راجع موسوعة الفقه: ج2-16 كتاب الطهارة.

() الكافي: ج3 ص1 ح2.

() وسائل الشيعة: ج1 ص101 ح9.

() الكافي: ج3 ص5 ح2.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص229

ب10 ح45.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص37 ب3 ح38.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص37 ب3 ح39.

() الاستبصار: ج1 ص21 ب10 ح4.

() من لا يحضره الفقيه: ج1 ص244 ح732، وفي وسائل الشيعة: ج2 ص1042 ب29 ح1.

() وسائل الشيعة: ج2 ص1042 ب29 ح2.

() وسائل الشيعة: ج2 ص1042 ب29 ح3.

() وسائل الشيعة: ج2 ص1042 ب29 ح4.

() وسائل الشيعة: ج2 ص1043 ب29 ح5.

() وسائل الشيعة: ج2 ص1043 ب29 ح6.

() مستدرك الوسائل: ج2 ص573 ب22 ح2759.

() مستدرك الوسائل: ج2 ص573 ب22 ح2760.

() مستدرك الوسائل: ج2 ص574 ب22 ح2762.

() مستدرك الوسائل: ج2 ص574 ب22 ح2763.

() مستدرك الوسائل: ج2 ص574 ب22 ح2764.

() الكافي: ج3 ص38 ح1.

() الكافي: ج3 ص38 ح2.

() الكافي: ج3 ص39 ح5.

() الكافي: ج3 ص38 ح3.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص274 ب12 ح95.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص275 ب12 ح96.

() وسائل الشيعة: ج2 ص1048 ب32 ح9.

() وسائل الشيعة: ج1 ص246 ب30 ح3.

() مستدرك الوسائل: ج2 ص576 ب25 ح2771.

() مستدرك الوسائل: ج2 ص576 ب25 ح2771.

() مستدرك الوسائل: ج2 ص576 ب25 ح2769.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص413 ب21 ح22.

() راجع موسوعة الفقه: ج2-16 كتاب الطهارة.

() مستدرك الوسائل: ج1 ص211 ب3 ح383.

() مستدرك الوسائل: ج2 ص578 ب27 ح3776.

() مستدرك الوسائل: ج2 ص578 ب27 ح2777.

() مستدرك الوسائل: ج1 ص211 ب3 ح387.

() مستدرك الوسائل: ج2 ص578 ب27 ح2779.

() مستدرك الوسائل: ج2 ص578 ب27 ح2779.

() مستدرك الوسائل: ج1 ص189 ب3 ح313.

() مستدرك الوسائل: ج2 ص579 ب27 ح2780.

() تهذيب الأحكام: ج9 ص86 ب4 ح100.

() مستدرك الوسائل: ج1 ص211 ب3 ح383.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص229 ب10 ح46.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص284 ب119 ح119.

() من لا يحضره الفقيه: ج4 ص3 ب2 ح4968، ووسائل الشيعة: ج1 ص172 ب9 ح7.

() مستدرك الوسائل: ج1 ص219 ب1 ح405.

()

وسائل الشيعة: ج2 ص1008 ب8 ح6.

() مستدرك الوسائل: ج2 ص583 ب31 ح2797.

() مستدرك الوسائل: ج2 ص584 ب31 ح2798.

() مستدرك الوسائل: ج2 ص585 ب31 ح2800، والكافي: ج3 ص407 ح15.

() تهذيب الأحكام: ج2 ص361 ب13 ح26.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص278 ب12 ح105، ووسائل الشيعة: ج2 ص1055 ب38 ح2.

() وسائل الشيعة: ج2 ص1056 ب38 ح6.

() وسائل الشيعة: ج2 ص1056 ب38 ح7.

() وسائل الشيعة: ج2 ص1056 ب38 ح8.

() مستدرك الوسائل: ج1 ص258 ب8 ح533.

() وسائل الشيعة: ج1 ص239 ح23 ح3.

() مستدرك الوسائل: ج1 ص269 ب18 ح563.

() مستدرك الوسائل: ج1 ص270 ب18 ح566.

() وسائل الشيعة: ج2 ص1001 ب1 ح1.

() وسائل الشيعة: ج2 ص1001 ب1 ح2.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص249 ب11 ح3.

() الكافي: ج3 ص20 ح7.

() وسائل الشيعة: ج1 ص243 ب26 ح9.

() وسائل الشيعة: ج2 ص1002 ب1 ح7.

() وسائل الشيعة: ج2 ص1002 ب7 ح1.

() وسائل الشيعة: ج2 ص1004 ب5 ح3.

() انظر موسوعة الفقه: كتاب الطهارة.

() الكافي: ج3 ص56 ح6.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص251 ب11 ح10.

() وسائل الشيعة: ج2 ص1007 ب8 ح1.

() الكافي: ج3 ص57 ح3.

() وسائل الشيعة: ج2 ص1010 ب9 ح5.

() وسائل الشيعة: ج2 ص1006 ب7 ح6.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص422 ب21 ح10.

() وسائل الشيعة: ج2 ص1012 ب9 ح16.

() الكافي: ج1 ص49 ب3 ح83. وتهذيب الأحكام: ج1 ص49 ب3 ح83.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص50 ب3 ح84. ووسائل الشيعة: ج1 ص222 ب9 ح2.

() الكافي: ج3 ص18 ح12. ووسائل الشيعة: ج1 ص222 ب9 ح3.

() تهذيب الأحكام: ج؟؟؟ ص50 ب3 ح86.

() دعائم الإسلام: ج1 ص106، وراجع مستدرك الوسائل: ج1 ص259.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص47 ب3 ح73.

() الكافي: ج3 ص17 ح9.

() مستدرك الوسائل: ج1 ص258 ب8 ح530.

() دعائم الاسلام: ج1 ص107.

() دعائم الإسلام: ج1 ص105

باب ذكر آداب الوضوء.

() الجعفريات: ص12 باب الاستبراء.

() لسان العرب: ج13 ص278 مادة (عجن)، والقاموس المحيط للفيروز آبادي: ص1567 مادة (عجنة).

() الكافي: ج3 ص15 ح2. ووسائل الشيعة: ج1 ص228 ب15 ح1.

() الجعفريات: ص15 باب النهي عن التغوط علي شفير البئر. ووسائل الشيعة: ج1 ص228 ب15 ح3.

() وسائل الشيعة: ج1 ص229 ب15 ح4.

() مستدرك الوسائل: ج1 ص261 ح545.

() من لا يحضره الفقيه: ج4 ص357 ب2 ح5762.

() الخصال: ص635.

() بحار الأنوار: ج77 ص195 ب2 ح53.

() مستدرك الوسائل: ج1 ص264 ب13 ح551.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص33 ب3 ح26.

() دعائم الإسلام: ج1 ص104.

() غوالي اللئالي: ج2 ص187.

() مستدرك الوسائل: ج1 ص271 ب19 ح571.

() غوالي اللئالي: ج2 ص181.

() أعلام الدين: ص302.

() وسائل الشيعة: ج1 ص231 ب16 ح1.

() الكافي: ج6 ص534 ح10.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص374 ح18 ح7.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص373 ب18 ح1.

() وسائل الشيعة: ج1 ص364 ب3 ح5.

() وسائل الشيعة: ج1 ص365 ب5 ح1.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص373 ب18 ح2.

() وسائل الشيعة: ج2 ص1006 ب7 ح1.

() وسائل الشيعة: ج2 ص1006 ب7 ح4.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص252 ب11 ح17.

() ومن هنا يلزم غسل البول بالماء القليل مرتين.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص252 ب11 ح15.

() مستدرك الوسائل: ج2 ص563 ب12 ح2731.

() مستدرك الوسائل: ج2 ص563 ب12 ح2732.

() مستدرك الوسائل: ج2 ص563 ب12 ح2733.

() مستدرك الوسائل: ج2 ص564 ب12 ح2735.

() أي للصلاة وما أشبه.

() الكافي: ج6 ص250 ح1. وتهذيب الأحكام: ج1 ص267 ب12 ح71.

() الكافي: ج6 ص251 ح2.

() بحار الأنوار: ج62 ص249 ب6 ح8، وفيه عن أبي عبد الله عليه السلام

() راجع مستدرك الوسائل: ج2 ص568.

() دعائم الإسلام: ج1 ص117.

() الكافي: ج3 ص58 ح2.

() الكافي: ج3 ص60 ح9.

() الكافي: ج3 ص403 ح25.

() تهذيب

الأحكام: ج1 ص261 ب12 ح46.

() وسائل الشيعة: ج2 ص1015 ب12 ح2.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص225 ب10 ح27.

() الكافي: ج3 ص60ح2.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص225 ب10 ح28.

() الكافي: ج6 ص553 ح12.

() وسائل الشيعة: ج2 ص1016 ب12 ح11.

() وسائل الشيعة: ج2 ص1017 ب13 ح1.

() وسائل الشيعة: ج2 ص1017 ب13 ح2.

() مستدرك الوسائل: ج2 ص561 ب8 ح2725.

() غوالي اللئالي: ج1 ص62.

() الكافي: ج6 ص255 ح2.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص429 ب23 ح14.

() مستدرك الوسائل: ج2 ص595 ب40 ح2829.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص245 ب11 ح38.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص241 ب11 ح27.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص242 ب11 ح30.

() الكافي: ج3 ص7 ح2.

() وسائل الشيعة: 1 ص149 ب5 ح1.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص420 ب21 ح46.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص267 ب12 ح71.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص253 ب11 ح20.

() الكافي: ج2 ص650 ح11.

() الكافي: ج6 ص437 ح15.

() الكافي: ج3 ص60 ح3.

() مستدرك الوسائل: ج2 ص577 ب26 ح2772.

() وسائل الشيعة: ج2 ص1034 ب26.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص261 ب12 ح46.

() الكافي: ج3 ص60 ح1.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص260 ب12 ح44.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص424 ب21 ح20.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص277 ح102.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص260 ب12 ح43.

() مكارم الأخلاق: ص346.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص188 ب8 ح14.

() سورة المائدة: 6.

() وسائل الشيعة: ج6 ص339 ب51 ح1.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص359 ب6 ح7.

() من لا يحضره الفقيه: ج1 ص266 ح820.

() مستدرك الوسائل: ج1 ص293 ب6 ح649.

() موسوعة الفقه: ج94-97، كتاب الآداب والسنن.

() سورة المائدة: 6.

() الجعفريات: ص17 باب فضل الوضوء.

() فقه القرآن: ج1 ص12.

() من لا يحضره الفقيه: ج1 ص41 ح82.

() المحاسن: ص47 باب ثواب الطهر علي الطهر.

() مستدرك الوسائل: ج1 ص295 ب8 ح658.

() دعائم الإسلام: ج1 ص100.

()

من لا يحضره الفقيه: ج1 ص39 ح80.

() وسائل الشيعة: ج1 ص265 ب8 ح9.

() الكافي: ج3 ص70 ح5.

() وسائل الشيعة: ج1 ص264 ب8 ح3.

() وسائل الشيعة: ج1 ص264 ب8 ح7.

() وسائل الشيعة: ج1 ص265 ب8 ح8.

() الكافي: ج3 ص468 ح5. ووسائل الشيعة: ج1 ص265 ب9 ح1.

() تهذيب الأحكام: ج2 ص116 ب23 ح202. ووسائل الشيعة: ج1 ص265 ب9 ح2.

() وسائل الشيعة: ج1 ص266 ب9 ح3. وأمالي الشيخ الصدوق: ص33.

() بحار الأنوار: ج10 ص91 ب7 ح1.

() مستدرك الوسائل: ج1 ص296 ب9 ح660.

() وسائل الشيعة: ج1 ص266 ب10 ح1. وتهذيب الأحكام: ج3 ص263 ب13 ح63.

() وسائل الشيعة: ج1 ص267 ب10 ح2. وبحار الأنوار: ج77 ص308 ب4 ح17. وأمالي الشيخ الصدوق: ص359 المجلس57.

() مستدرك الوسائل: ج3 ص359 ب3 ح3779، وفي ثواب الأعمال: ص28 باب ثواب من توضأ.

() أمالي الشيخ المفيد: ص60 المجلس السابع.

() من لا يحضره الفقيه: ج3 ص553 ب2 ح4899.

() الكافي: ج3 ص101 ح4.

() وسائل الشيعة: ج2 ص857 ب31 ح7.

() وسائل الشيعة: ج2 ص877 ب53 ح2.

() مستدرك الوسائل: ج2 ص361 ب44 ح2192.

() مستدرك الوسائل: ج1 ص238 ب10 ح466.

() وسائل الشيعة: ج1 ص305 ب30 ح11.

() مستدرك الوسائل: ج1 ص293 ب5 ح638.

() من لا يحضره الفقيه: ج1 ص53 ح114.

() من لا يحضره الفقيه: ج1 ص55 ح123.

() وسائل الشيعة: ج1 ص304 ب29 ح11.

() وسائل الشيعة: ج1 ص303 ب29 ح1.

() بحار الأنوار: ج45 ص233 ب3 ح1، وراجع كشف الغمة: ح1 ص25.

() الخصال: ص611.

() مستدرك الوسائل: ج2 ص497 ب1 ح2551.

() الكافي: ج6 ص503 ح38.

() من لا يحضره الفقيه: ج1 ص19 ح25.

() كتاب المحاسن: ص579.

() أي وان كان وجوبه لأجل الصلاة وما أشبه.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص109 ب5 ح17.

() راجع تهذيب الأحكام: ج1 ص135 ب6

ح64، وفيه عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «من ترك شعرة من الجنابة متعمداً فهو في النار».

() الكافي: ج3 ص40 ح2.

() الكافي: ج3 ص47 ح5.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص20 ب1 ح48.

() تهذيب الأحكام: ج7 ص414 ب36 ح30.

() من لا يحضره الفقيه: ج1 ص78 ح176.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص393 ب9 ح36.

() دعائم الإسلام: ج1 ص128.

() فقه الإمام الرضا عليه السلام: ص192 باب الحيض والاستحاضة. ومستدرك الوسائل: ج2 ص5 ب1 ح1246.

() مستدرك الوسائل: ج2 ص6 ب1 ح1250.

() موسوعة الفقه: ج94-97 كتاب الآداب والسنن.

() راجع ارشاد القلوب: ص433، وفيه: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «لا يحبك إلا مؤمن تقي ولا يبغضك إلا كافر شقي ولد زنية أو حيضة».

() الكافي: ج3 ص59 ح6.

() الكافي: ج3 ص80 ح2.

() الكافي: ج3 ص90 ح6.

() الكافي: ج3 ص89 ح3.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص401 ب19 ح77.

() الكافي: ج3 ص89 ح4.

() تهذيب الأحكام: ج5 ص400 ب16 ح36.

() مستدرك الوسائل: ج2 ص8 ب5 ح1257.

() الكافي: ج3 ص89 ح3.

() الكافي: ج3 ص89 ح3.

() الكافي: ج3 ص99 ح5.

() الكافي: ج3 ص40 ح2.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص324 ب13 ح115، ووسائل الشيعة: ج2 ص754 ب25 ح1.

() وسائل الشيعة: ج2 ص754 ب25 ح1.

() وسائل الشيعة: ج2 ص929 ب1 ح11.

() وسائل الشيعة: ج2 ص929 ب1 ح12.

() الكافي: ج3 ص161 ح8.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص447 ب23 ح91.

() فقه الرضا عليه السلام: ص174، باب غسل الميت.

() فقه الرضا عليه السلام: ص171، باب غسل الميت.

() فقه الرضا عليه السلام: ص81، باب الغسل.

() تحف العقول: ص108.

() وسائل الشيعة: ج2 ص929 ب1 ح13.

() وسائل الشيعة: ج2 ص927 ب1 ح1.

() الكافي: ج3 ص160 ح2.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص429 ب11 ح11، ومثله في وسائل الشيعة:

ج2 ص927 ب1 ح2.

() وسائل الشيعة: ج2 ص928 ب1 ح3.

() وسائل الشيعة: ج2 ص928 ب1 ح4.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص429 ب23 ح13.

() وسائل الشيعة: ج2 ص928 ب1 ح7.

() وسائل الشيعة: ج1 ص462 ب1 ح3.

() مستدرك الوسائل: ج2 ص491 ب1 ح2538.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص429 ب23 ح14.

() كاختيار الرحم الطاهر وما أشبه.

() عيون أخبار الرضا عليه السلام: ج2 ص89.

() الكافي: ج3 ص40 ح2.

() الكافي: ج3 ص139 ح2.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص301 ب13 ح45.

() الكافي: ج3 ص140 ح3.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص302 ب13 ح47.

() الاستبصار: ج1 ص206 ب120 ح1.

() الكافي: ج3 ص214 ح1.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص329 ب13 ح130.

() الكافي: ج3 ص206 ح1.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص448 ب23 ح94.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص292 ب13 ح20.

() الكافي: ج3 ص148 ح4.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص449 ب23 ح98. ووسائل الشيعة: ج2 ص750 ب18 ح7.

() الكافي: ج3 ص148 ح1. ووسائل الشيعة: ج2 ص749 ب18 ح3.

() وسائل الشيعة: ج2 ص749 ب18 ح4.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص434 ب23 ح35.

() وسائل الشيعة: ج2 ص750 ب19 ح1. والكافي: ج6 ص445 ح1.

() مستدرك الوسائل: ج2 ص223 ب16 ح1850.

() الكافي: ج3 ص143 ح3.

() وسائل الشيعة: ج2 ص746 ب15 ح2.

() الكافي: ج3 ص156 ح3.

() وسائل الشيعة: ج2 ص753 ب24 ح2.

() مستدرك الوسائل: ج2 ص194 ب28 ب1783.

() الكافي: ج3 ص179 ح5.

() تهذيب الأحكام: ج3 ص204 ب13 ح28.

() مكارم الأخلاق: ص339.

() الكافي: ج3 ص40 ح1.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص104 ب5 ح2.

() وسائل الشيعة: ج2 ص937 ب1 ح4.

() عيون أخبار الرضا عليه السلام: ج2 ص123.

() راجع مستدرك الوسائل: ج2 ص497 ب1 ح2551.

() راجع المقنعة: ص51، باب الأغسال المفترضات والمسنونات.

() من لا يحضره الفقيه: ج1 ص112 ح229.

() مستدرك الوسائل: ج2 ص501 ب3

ح2560.

() الكافي: ج3 ص417 ح1.

() مستدرك الوسائل: ج2 ص504 ب3 ح2568.

() سورة الجمعة: 9.

() مستدرك الوسائل: ج2 ص504 ب3 ح2569.

() علل الشرايع: ص285.

() الكافي: ج3 ص417 ح4.

() الكافي: ج3 ص417 ح4.

() سورة الحج: 36.

() تهذيب الأحكام: ج3 ص237 ب13 ح11.

() وسائل الشيعة: ج2 ص946 ب6 ح21.

() وسائل الشيعة: ج2 ص948 ب7 ح3.

() مستدرك الوسائل: ج2 ص507 ب5 ح2577.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص365 ب17 ح2.

() الكافي: ج3 ص42 ح6.

() مستدرك الوسائل: ج2 ص507 ب6 ح2578.

() الكافي: ج3 ص43 ح7.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص113 ب5 ح33.

() الاقبال: ص628.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص117 ب5 ح40.

() الإقبال: ص14 الباب الرابع.

() الإقبال: ص86 الباب الخامس.

() وسائل الشيعة: ج2 ص936 ب1 ح2.

() وسائل الشيعة: ج2 ص954 ب14 ح12.

() وسائل الشيعة: ج2 ص954 ب14 ح14.

() وسائل الشيعة: ج2 ص942 ب5 ح1.

() وسائل الشيعة: ج2 ص942 ب5 ح1.

() وسائل الشيعة: ج2 ص954 ب15 ح1.

() وسائل الشيعة: ج2 ص954 ب15 ح1.

() وسائل الشيعة: ج2 ص953 ب14 ح10.

() الإقبال: ص271، الباب السادس والثلاثون.

() الإقبال: ص279، الباب السابع والثلاثون. ووسائل الشيعة: ج2 ص955 ب15 ح3.

() الاقبال: ص279، الباب السابع والثلاثون. ووسائل الشيعة: ج2 ص955 ب15 ح4.

() وسائل الشيعة: ج2 ص956 ب17 ح1.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص112 ب5 ح27.

() الاستبصار: ج1 ص451 ب28 ح1.

() تهذيب الأحكام: ج3 ص285 ب13 ح6.

() تهذيب الأحكام: ج3 ص143 ب13 ح1.

() مستدرك الوسائل: ج6 ص276 ب3 ح6841.

() وسائل الشيعة: ج2 ص960 ب24 ح1.

() مستدرك الوسائل: ج2 ص522 ب23 ح2620.

() راجع مستدرك الوسائل: ج2 ص522 ب23 ح2620.

() مستدرك الوسائل: ج2 ص523 ب23 ح2621.

() سورة الاسراء: 36.

() الكافي: ج6 ص432 ح10.

() مستدرك الوسائل: ج2 ص512 ب12 ح2595

() غوالي اللئالي: ج1 ص227.

() أعلام الوري: ص58.

()

الكافي: ج3 ص476 ح1.

() الكافي: ج3 ص477 ح3.

() مستدرك الوسائل: ج2 ص516 ب14 ح2602.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص117 ب5 ح39.

() راجع بحار الأنوار: ج88 ص225 ب1 ح4، ووسائل الشيعة: ج4 ص875 ب38 ح2.

() الكافي: ج3 ص40 ح2.

() الكافي: ج4 ص326 ح1.

() الكافي: ج4 ص572 ح1.

() الكافي: ج3 ص40 ح2.

() وسائل الشيعة: ج2 ص938 ب1 ح6.

() مستدرك الوسائل: ج2 ص521 ب23 ح2617.

() مستدرك الوسائل: ج2 ص521 ب23 ح2618.

() تهذيب الأحكام: ج3 ص157 ب13 ح9.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص117 ب5 ح40.

() راجع الصفحة 55 من هذا الكتاب، تحت عنوان (النظافة في ساعة الولادة).

() الكافي: ج3 ص40 ح2.

() وسائل الشيعة: ج2 ص961 ب27 ح1.

() وسائل الشيعة: ج16 ص578 ب53 ح3.

() وسائل الشيعة: ج2 ص961 ب27 ح1.

() الكافي: ج5 ص507 ح2.

() الكافي: ج8 ص232 ب8 ح305.

() من لا يحضره الفقيه: ج1 ص77 ح174.

() وسائل الشيعة: ج2 ص958 ح2.

() من لا يحضره الفقيه: ج1 ص507 ح1463.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص196 ب8 ح40.

() مستدرك الوسائل: ج2 ص525 ب1 ح2623، وفي دعائم الإسلام: ج1 ص121.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص194 ب8 ح35.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص197 ب8 ح45.

() مستدرك الوسائل: ج2 ص529 ب5 ح2634.

() مستدرك الوسائل: ج2 ص529 ب5 ح2635.

() مستدرك الوسائل: ج2 ص529 ب23 ح2636.

() مستدرك الوسائل: ج2 ص531 ب5 ح2641.

() انظر كتاب (ولأول مرة في تاريخ العالم: ج: 1و2) للامام المؤلف.

() مستدرك الوسائل: ج2 ص531 ب5 ح2643.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص200 ب8 ح55.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص194 ب8 ح35.

() سورة التوبة: 80.

() الاستبصار: ج1 ص181 ب109 ح4.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص49 ب3 ح83، عن أبي جعفر الباقر عليه السلام.

() وسائل الشيعة: ج2 ص1070 ب49 ح1.

() وسائل الشيعة: ج2 ص1017 ب49 ح2.

()

مستدرك الوسائل: ج2 ص589 ب35 ح2813.

() مستدرك الوسائل: ج2 ص592 ب39 ح2823.

() مستدرك الوسائل: ج2 ص592 ب39 ح2820.

() مستدرك الوسائل: ج2 ص592 ب39 ح2822.

() مستدرك الوسائل: ج2 ص594 ب39 ح2828.

() وسائل الشيعة: ج6 ص1068 ب46 ح1.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص406 ب20 ح16.

() الكافي: ج3 ص57 ح4.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص265 ب12 ح62.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص266 ب12 ح67.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص422 ب21 ح10.

() وسائل الشيعة: ج2 ص1012 ب9 ح19.

() وسائل الشيعة: ج2 ص1012 ب9 ح21.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص266 ب12 ح69.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص265 ب12 ح64.

() الكافي: ج3 ص58 ح9.

() الكافي: ج3 ص22 ح1.

() مستدرك الوسائل: ج1 ص365 ب3 ح868.

() مستدرك الوسائل: ج1 ص365 ب3 ح869.

() مستدرك الوسائل: ج3 ص185 ب8 ح3313.

() مستدرك الوسائل: ج3 ص376 ب15 ح3820.

() مستدرك الوسائل: ج3 ص376 ب15 ح3821.

() مستدرك الوسائل: ج3 ص376 ب15 ح3823.

() تهذيب الأحكام: ج3 ص256 ب13 ح32.

() وسائل الشيعة: ج3 ص499 ب19 ح6.

() وسائل الشيعة: ج3 ص499 ب19 ح7.

() وسائل الشيعة: ج3 ص500 ب20 ح1.

() وسائل الشيعة: ج3 ص500 ب20 ح3.

() وسائل الشيعة: ج3 ص500 ب20 ح2.

() وسائل الشيعة: ج3 ص500 ب20 ح5.

() وسائل الشيعة: ج3 ص501 ب22 ح1.

() وسائل الشيعة: ج17 ص170 ب128 ح2.

() وسائل الشيعة: ج17 ص170 ب128 ح2.

() وسائل الشيعة: ج3 ص503 ب22 ح9.

() مستدرك الوسائل: ج3 ص378 ب15 ح3828.

() مستدرك الوسائل: ج3 ص378 ب15 ح3829.

() وسائل الشيعة: ج3 ص503 ب23 ح9، وفي الكافي: ج6 ص517 ح5.

() تهذيب الأحكام: ج3 ص255 ب13 ح29.

() وسائل الشيعة: ج3 ص504 ب24 ح2.

() وسائل الشيعة: ج3 ص511 ب32 ح1.

() وسائل الشيعة: ج3 ص511 ب32 ح2.

() وسائل الشيعة: ج3 ص513 ب34 ح1.

() مستدرك الوسائل: ج3 ص385

ب24 ح3847.

() مستدرك الوسائل: ج3 ص385 ب25 ح3848.

() مستدرك الوسائل: ج3 ص386 ب27 ح3851.

() مستدرك الوسائل: ج3 ص381 ب20 ح3836.

() راجع الجعفريات: ص156 وفيه: عن رسول الله صلي الله عليه و اله: «من كان له شعر فليحسن إليه»، وقال صلي الله عليه و اله: «الشعر الحسن من كسوة الله فأكرموه». مكارم الأخلاق: ص70 الفصل الثالث.

() راجع مكارم الأخلاق: ص33.

() راجع مكارم الأخلاق: ص41 وفيه: عن رسول الله صلي الله عليه و اله قال: «أربع من سنن المرسلين السواك والحناء والطيب والنساء»، وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «الحناء يذهب بالسهك ويزيد في ماء الوجه ويطيب النكهة ويحسن الولد». الكافي: ج6 ص484 ح5.

() راجع الكافي: ج6 ص487 ح11 وفيه عن رسول الله صلي الله عليه و اله قال: «لا يطولن أحدكم شاربه فان الشيطان يتخذه مخبأ يستتر به».

() الخصال: ص610.

() الاستبصار: ج1 ص63 ب36 ح2.

() وسائل الشيعة: ج1 ص285 ب18 ح3.

() الكافي: ج6 ص496 ح1.

() وسائل الشيعة: ج1 ص361 ب1 ح4.

() من لا يحضره الفقيه: ج1 ص26 ح299.

() الكافي: ج6 ص497 ح4.

() الكافي: ج6 ص499 ح11.

() وسائل الشيعة: ج1 ص363 ب2 ح4.

() الكافي: ج6 ص497 ح7.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص378 ب18 ح25.

() وسائل الشيعة: ج1 ص362 ب1 ح7.

() الكافي: ج6 ص506 ح7.

() الكافي: ج6 ص505 ح1.

() وسائل الشيعة: ج1 ص387 ب28 ح4. ومستطرفات السرائر: ص575.

() مستدرك الوسائل: ج1 ص387 ب17.

() الكافي: ج6 ص506 ح11.

() الرسالة الذهبية طلب الإمام الرضا عليه السلام: ص33.

() الكافي: ج6 ص505 ح3.

() الكافي: ج6 ص508 ح5.

() الكافي: ج6 ص506 ح8.

() الخصال: ص503.

() من لا يحضره الفقيه: ج1 ص131 ح341.

() وسائل الشيعة: ج1 ص422 ب66 ح8.

() وسائل الشيعة: ج1 ص436 ب84 ح2.

()

من لا يحضره الفقيه: ج1 ص120 ح264.

() وسائل الشيعة: ج1 ص438 ب85 ح10.

() الكافي: ج6 ص508 ح5.

() الكافي: ج6 ص508 ح7.

() وسائل الشيعة: ج6 ص506 ح11.

() وسائل الشيعة: ج1 ص439 ب86 ح2.

() وسائل الشيعة: ج1 ص439 ب86 ح3.

() وسائل الشيعة: ج1 ص440 ب87 ح1.

() الكافي: ج5 ص320 ح3.

() الكافي: ج6 ص509 ح1.

() الكافي: ج6 ص509 ح1.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص376 ب18 ح19.

() موسوعة الفقه: ج94-97 كتاب الآداب والسنن.

() الكافي: ج6 ص509 ح3.

()من لا يحضره الفقيه: ج1 ص121 ح269.

() من لا يحضره الفقيه: ج1 ص121 ح270.

() وسائل الشيعة: ج1 ص393 ب35 ح7.

() الكافي: ج6 ص481 ح8.

() الكافي: ج6 ص481 ح6.

() من لا يحضره الفقيه: ج1 ص122 ح277.

() الكافي: ج6 ص482 ح12.

() سورة النور: 31.

() أمالي الشيخ الصدوق: ص396 المجلس الثاني والستون.

() مكارم الأخلاق: ص82.

() مكارم الأخلاق: ص82.

() الخصال: 587، آداب النساء.

() بحار الأنوار: ج100 ص262 ب5 ح24.

() بحار الأنوار: ج45 ص206 ب40 ح13.

() راجع لسان العرب: ج11 ص270 مادة (رجل).

() الكافي: ج6 ص494 ح5.

() الكافي: ج6 ص494 ح6.

() مكارم الأخلاق: ص46 في التكحل والتدهين.

() الكافي: ج6 ص494 ح10.

() الوسائل: ج1 ص411 ب54 ح5.

() من لا يحضره الفقيه: ج1 ص54 ح120.

() الكافي: ج6 ص495 ح12.

() وسائل الشيعة: ج1 ص413 ب57 ح4.

() وسائل الشيعة: ج1 ص413 ب57 ح5.

() موسوعة الفقه: ج94-97 كتاب الآداب والسنن.

() راجع ديوان الإمام علي عليه السلام: ص49.

() الكافي: ج6 ص485 ح6.

() الكافي: ج6 ص504 ح3، وراجع بحار الأنوار: ج16 ص247 ب9 ح35.

() الكافي: ج5 ص320 ح3.

() السرائر: ص469، ووسائل الشيعة: ج1 ص416 ب60 ح9.

() الكافي: ج6 ص484 ح2.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص376 ب18 ح16.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص346 ب14 ح5.

() الكافي: ج6 ص40 ح1.

()

الكافي: ج6 ص40 ح3.

() الكافي: ج6 ص40 ح2.

() دعائم الإسلام: ج1 ص125.

() فقه الإمام الرضا عليه السلام: ص66.

() سورة النساء: 125، راجع التبيان في تفسير القرآن للطبرسي: ج1 ص191.

() من لا يحضره الفقيه: ج1 ص53 ح117.

() عيون أخبار الرضا عليه السلام: ج1 ص316 ما جاء في صفة النبي صلي الله عليه و اله.

() بحار الأنوار: ج96 ص301 ب52 ح40.

() راجع بحار الأنوار: ج73 ص83 ب4 ح1.

() الكافي: ج6 ص488 ح2.

() الكافي: ج6 ص489 ح9.

() الكافي: ج6 ص129 ح323. ومن لا يحضره الفقيه: ج1 ص129 ح323.

() راجع المنجد في اللغة: ص884 مادة (وبأ).

() سورة الأعراف: 31.

() الخصال: ص268.

() سورة الأعراف: 31.

() وسائل الشيعة: ج1 ص426 ب71 ح5.

() مكارم الأخلاق: ص72.

() طب الأئمة: ص19، وفي وسائل الشيعة: ج1 ص428 ب73 ح3.

() الكافي: ج6 ص485 ح2.

() الكافي: ج6 ص489 ح4.

() الكافي: ج6 ح504 ح1.

() الكافي: ج6 ص504 ح3.

() ثواب الأعمال: ص20، وسائل الشيعة: ج1 ص384 ب25 ح6.

() المحاسن: ص14.

() الكافي: ج6 ص504 ح6.

() من لا يحضره الفقيه: ج1 ص125 ح296.

() الكافي: ج6 ص487 ح5.

() الكافي: ج6 ص487 ح4.

() الكافي: ج6 ص487 ح3.

() الكافي: ج6 ص488 ح12.

() الكافي: ج6 ص486 ح1.

() وسائل الشيعة: ج1 ص419 ح5، وفي مستطرفات السرائر: ص574.

() وسائل الشيعة: ج1 ص421 ب65 ح4.

() الكافي: ج6 ص486 ح2.

() راجع ثواب الأعمال: ص22. وفيه: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «من سرح لحيته سبعين مرة وعدها مرة مرة لم يقربه الشيطان أربعين صباحاً».

() وسائل الشيعة: ج1 ص420 ب64 ح1.

() من لا يحضره الفقيه: ج1 ص63 ح140.

() وسائل الشيعة: ج1 ص421 ب66 ح1.

() الكافي: ج6 ص487 ح6.

() الكافي: ج6 ص487 ح8.

() الكافي: ج6 ص487 ح9.

() مكارم الأخلاق: ص60.

()

الكافي: 6 ص487 ح11.

() وسائل الشيعة: ج1 ص422 ب66 ح6، وفي علل الشرايع: ص519، وفي الجعفريات: ص29.

() الكافي: ج6 ص487 ح6.

() وسائل الشيعة: ج1 ص204 ب14 ح7.

() الكافي: ج6 ص490 ح1.

() الكافي: ج6 ص490 ح5.

() الكافي: ج6 ص490 ح6.

() الكافي: ج6 ص490 ح7.

() الكافي: ج6 ص492 ح17.

() من لا يحضره الفقيه: ج1 ص128 ح313.

() من لا يحضره الفقيه: ج1 ص128 ح314.

() من لا يحضره الفقيه: ج1 ص128 ح315. ووسائل الشيعة: ج1 ص435 ب81 ح1.

() وسائل الشيعة: ج1 ص435 ب82 ح1.

() من لا يحضره الفقيه: ج4 ص372 ب2 ح5762.

() الكافي: ج3 ص37 ح10.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص321 ب95 ح20026.

() بحار الأنوار: ج59 ص162 ب59 ح7.

() راجع بحار الأنوار: ج59 ص156 ب58 ب1.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص321 ب95 ح20028.

() وسائل الشيعة: ج16 ص646 ب108 ح3.

() الكافي: ج6 ص379 ح6.

() الكافي: ج6 ص378 ح3.

() الكافي: ج6 ص379 ح4.

() المحاسن: ص426.

() الكافي: ج6 ص495 ح1.

() الكافي: ج3 ص23 ح3.

() الكافي: ج6 ص376 ح2.

() الكافي: ج6 ص495 ح6.

() من لا يحضره الفقيه: ج4 ص13 ب2 ح11. ووسائل الشيعة: ج1 ص349 ب1 ح16.

() من لا يحضره الفقيه: ج4 ص365 ب2 ح5762.

() الكافي: ج3 ص23 ح2، وسائل الشيعة: ج1 ص346 ب1 ح2.

() الكافي: ج6 ص511 ح9.

() الكافي: ج6 ص376 ح2، ومن لا يحضره الفقيه: ج1 ص52 ح109. ووسائل الشيعة: ج1 ص346 ب1 ح6.

() الكافي: ج6 ص495 ح4.

() وسائل الشيعة: ج1 ص352 ب1 ح37.

() الكافي: ج6 ص495 ح5.

() الكافي: ج4 ص5465 ح32. ووسائل الشيعة: ج1 ص348 ب1 ح13.

() الكافي: ج6 ص496 ح7.

() الكافي: ج6 ص496 ح8.

() وسائل الشيعة: ج1 ص351 ب1 ح31.

() من لا يحضره الفقيه: ج1 ص52 ح111.

() من لا يحضره الفقيه:

ج1 ص53 ح116.

() وسائل الشيعة: ج1 351 ب1 ح28. ومن لا يحضره الفقيه: ج1 ص55 ح124.

() من لا يحضره الفقيه: ج1 ص43 ح117.

() مستدرك الوسائل: ج1 ص360 ب1 ح851.

() جامع الأخبار: ص58.

() مستدرك الوسائل: ج1 ص371 ب10 ح894.

() من لا يحضره الفقيه: ج1 ص54 ح119.

() الكافي: ج6 ص496 ح9.

() المحاسن: ص11.

() الجعفريات: ص15 باب فضل السواك.

() الكافي: ج1 ص53 ح113.

() من لا يحضره الفقيه: ج1 ص53 ح114.

() دعائم الإسلام: ج1 ص119.

() وسائل الشيعة: ج1 ص354 ب3 ح5.

() الكافي: ج3 ص23 ح6.

() الكافي: ج3 ص22 ح1.

() الكافي: ج3 ص22 ح1.

() المحاسن: ص561.

() بحار الأنوار: ج77 ص344 ب7 ح24.

() وسائل الشيعة: ج1 ص354 ب4 ح2، المحاسن: ص563.

() المحاسن: ص561.

() علل الشرايع: ص295.

() من لا يحضره الفقيه: ج1 ص54 ح121.

() الكافي: ج3 ص445 ح13.

() تهذيب الأحكام: ج2 ص122 ب23 ح235.

() مستدرك الوسائل: ج1 ص366 ب4 ح875.

() الكافي: ج3 ص23 ح6.

() من لا يحضره الفقيه: ج1 ص480 ح1390.

() وسائل الشيعة: ج1 ص359 ب11 ح3.

() راجع موسوعة الفقه (كتاب القانون).

() الكافي: ج3 ص22 ح1.

() الجعفريات: ص156 باب السنة في ملف الشعر.

() غوالي اللئالي: ج4 ص14 ح31.

() قرب الأسناد: ص32.

() سورة لقمان: 19.

() الكافي: ج2 ص656 ح21.

() الكافي: ج6 ص36 ح3.

() الكافي: ج6 ص36 ح6.

() الكافي: ج6 ص36 ح8.

() الكافي: ج6 ص35 ح2.

() عيون أخبار الرضا عليه السلام: ج2 ص125.

() اكمال الدين: ص433.

() تهذيب الأحكام: ج7 ص445 ب36 ح45.

() الكافي: ج6 ص519 ح2.

() الكافي: ج6 ص519 ح1.

() الكافي: ج6 ص519 ح3.

() الخصال: ص91.

() وسائل الشيعة: ج1 ص451 ب102، ومكارم الأخلاق: ص33.

() وسائل الشيعة: ج1 ص452 ب105 ح1.

() الكافي: ج6 ص519 ح5. ووسائل الشيعة: ج1 ص451 ب103 ح1.

() الكافي: ج6 ص519 ح6.

()

مستدرك الوسائل: ج1 ص426 ب68 ح1071.

() وسائل الشيعة: ج1 ص450 ب101 ح2.

() وسائل الشيعة: ج1 ص450 ب101 ح3.

() الكافي: ج5 ص320 ح3.

() من لا يحضره الفقيه: ج1 ص131 ح341.

() الكافي: ج6 ص510 ح4.

() وسائل الشيعة: ج1 ص441 ب89 ح3.

() الكافي: ج6 ص511 ح8.

() وسائل الشيعة: ج1 ص441 ب89 ح7.

() الكافي: ج6 ص510 ح6.

() الكافي: ج6 ص511 ح9.

() عيون أخبار الرضا عليه السلام: ج2 ص40.

() الكافي: ج6 ص510 ح3.

() وسائل الشيعة: ج1 ص442 ب89 ح12.

() الكافي: ج6 ص512 ح18.

() الكافي: ج6 ص512 ح17.

() الكافي: ج6 ص510 ح5.

() الكافي: ج6 ص510 ح7.

() وسائل الشيعة: ج1 ص445 ب95 ح5.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص295 ب13 ح35.

() من لا يحضره الفقيه: ج1 ص504 ح1451.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص295 ب13 ح35.

() الكافي: ج6 ص518 ح4.

() الكافي: ج6 ص518 ح3.

() الكافي: ج6 ص525 ح2.

() الكافي: ج6 ص524 ح1.

() وسائل الشيعة: ج1 ص461 ب114 ح2.

() وسائل الشيعة: ج1 ص461 ب114 ح3.

() الكافي: ج6 ص525 ح4.

() عيون أخبار الرضا: ج2 ص40، والوسائل عن الإمام الحسن عليه السلام، وسائل الشيعة: ج1 ص461 ب115 ح2.

() سورة المرسلات: 25و26.

() الكافي: ج6 ص493 ح1.

() الكافي: ج3 ص262 ح43.

() من لا يحضره الفقيه: ج1 ص128 ح316.

() من لا يحضره الفقيه: ج1 ص128 ح317.

() وسائل الشيعة: ج1 ص431 ب77 ح5.

() وسائل الشيعة: ج1 ص431 ب77 ح6.

() وسائل الشيعة: ج3 ص557 ب1 ح1. والكافي: ج6 ص525 ح1.

() الكافي: ج6 ص526 ح7.

() الكافي: ج6 ص526 ح5.

() وسائل الشيعة: ج3 ص558 ب1 ح7.

() وسائل الشيعة: ج3 ص559 ب2 ح2.

() الكافي: ج6 ص525 ح2.

() وسائل الشيعة: ج3 ص560 ب2 ح3.

() الكافي: ج6 ص526 ح8.

() وسائل الشيعة: ج3 ص570 ب9 ح1. والكافي: ج6 ص531 ح5.

()

وسائل الشيعة: ج3 ص571 ب9 ح2.

() وسائل الشيعة: ج3 ص571 ب9 ح3.

() وسائل الشيعة: ج3 ص571 ب9 ح5.

() مستدرك الوسائل: ج3 ص456 ب7 ح3982.

() مستدرك الوسائل: ج3 ص456 ب7 ح3983.

() وسائل الشيعة: ج3 ص571 ب10 ح1. والكافي: ج6 ص531 ح6.

() من لا يحضره الفقيه: ج3 ص3 ب2 ح4968.

() وسائل الشيعة: ج3 ص572 ب10 ح3.

() وسائل الشيعة: ج3 ص573 ب11 ح3. والكافي: ج6 ص532 ح13.

() مستدرك الوسائل: ج3 ص457 ب9 ح3986.

() مستدرك الوسائل: ج3 ص456 ب7 ح3983.

() وسائل الشيعة: ج3 ص573 ب11 ح1.

() وسائل الشيعة: ج3 ص574 ب13 ح1.

() وسائل الشيعة: ج3 ص574 ب13 ح2.

() مستدرك الوسائل: ج3 ص456 ب8 ح3984.

() وسائل الشيعة: ج3 ص590 ب28 ح1.

() وسائل الشيعة: ج3 ص590 ب28 ح2.

() وسائل الشيعة: ج2 ص645 ب20 ح2.

() وسائل الشيعة: ج2 ص645 ب20 ح3.

() الكافي: ج5 ص567 ح50.

() وسائل الشيعة: ج16 ص648 ب112 ح1.

() وسائل الشيعة: ج16 ص649 ب112 ح2.

() وسائل الشيعة: ج16 ص651 ب112 ح12.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص326 ب99 ح20042.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص326 ب99 ح20046.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص330 ب100 ح20057.

() تهذيب الأحكام: ج9 ص98 ب4 ح159.

() المحاسن: ص425.

() الكافي: ج6 ص290 ح1.

() الكافي: ج6 ص290 ح5.

() الكافي: ج6 ص290 ح4. ومن لا يحضره الفقيه: ج3 ص358 ب2 ح4264.

() المحاسن: ص425.

() الكافي: ج6 ص290 ح5.

() الكافي: ج6 ص290 ح3. والخصال: ص612 ح10.

() المحاسن: ص424.

() المحاسن: ص425.

() الخصال: ص25 ح90.

() الكافي: ج4 ص269 ح20.

() المحاسن: ص439.

() المحاسن: ص446.

() الكافي: ج6 ص269 ح5.

() الكافي: ج6 ص276 ح3.

() من لا يحضره الفقيه: ج3 ص354 ب2 ح4247.

() الكافي: ج6 ص532 ح12.

() المحاسن: ص584. ووسائل الشيعة: ج3 ص576 ب16 ح5.

() وسائل الشيعة: ج3 ص576 ب16 ح4.

() مستدرك

الوسائل: ج3 ص459 ب12 ح3992.

() مستدرك الوسائل: ج3 ص456 ب7 ح3982.

() من لا يحضره الفقيه: ج4 ص3 ب2 ح4968.

() الكافي: ج6 ص376 ح1.

() الكافي: ج6 ص376 ح2.

() الكافي: ج6 ص376 ح5.

() الكافي: ج6 ص376 ح5.

() الكافي: ج6 ص376 ح4.

() وسائل الشيعة: ج16 ص640 ب104 ح8.

() وسائل الشيعة: ج16 ص640 ب104 ح10. والمحاسن: ص564.

() مستطرفات السرائر: ص569.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص317 ب92 ح20010.

() مستدرك الوسائل: ج1 ص339 ب36 ح783.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص317 ب92 ح20010.

() الكافي: ج6 ص376 ح5.

() الكافي: ج6 ص376 ح3.

() الكافي: ج6 ص376 ح1.

() مستدرك الوسائل: ج1 ص341 ب36 ح788.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص318 ب92 ح20013.

() بحار الأنوار: ج63 ص437 ب23 ح2.

() بحار الأنوار: ج59 ص290 ب89 ح72.

() راجع بحار الأنوار: ج59 ص290 ب89 ح72.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص319 ب92 ح20016.

() الكافي: ج6 ص376 ح6.

() الكافي: ج6 ص285 ح3.

() من لا يحضره الفقيه: ج3 ص357 ب2 ح4261.

() الكافي: ج6 ص377 ح2.

() الكافي: ج6 ص377 ح1.

() الكافي: ج6 ص378 ح4.

() من لا يحضره الفقيه: ج3 ص357 ب2 ح4262.

() المحاسن: ص559.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص268 ب12 ح74.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص269 ب12 ح78، ووسائل الشيعة: ج2 ص1038 ب27 ح8.

() مستدرك الوسائل: ج2 ص570 ب20 ح2754.

() وسائل الشيعة: ج1 ص301 ب27 ح1.

() وسائل الشيعة: ج1 ص301 ب27 ح2.

() وسائل الشيعة: ج1 ص301 ب27 ح3.

() دعائم الإسلام: ج1 ص106.

() الكافي: ج3 ص60 ح4.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص262 ب12 ح50.

() مستدرك الوسائل: ج1 ص211 ب3 ح384.

() الكافي: ج3 ص10 ح6.

() الكافي: ج6 ص275 ح2.

() الكافي: ج6 ص427 ح1.

() وسائل الشيعة: ج2 ص1076 ب53 ح1.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص284 ب12 ح119.

() وسائل الشيعة: ج2 ص1076 ب53 ح1.

() مستدرك الوسائل:

ج2 ص602 ب45 ح2851.

() مستدرك الوسائل: ج2 ص602 ب45 ح2852.

() مستدرك الوسائل: ج2 ص603 ب45 ح2853.

() أمالي الشيخ الصدوق: ص60 المجلس الرابع عشر.

() سورة المائدة: 105.

() سورة التحريم: 6.

() سورة آل عمران: 104.

() سورة التوبة: 24.

() سورة الأعراف: 145.

() بحار الأنوار: ج71 ص23 ب61 ح1.

() بحار الأنوار: ج40 ص153 ب93 ح54.

() مستدرك الوسائل: ج17 ص249 ب4 ح21250.

() سورة الزمر: 9.

() بحار الأنوار: ج1 ص184 ب1 ح95.

() الكافي: ج1 ص33 ح8.

() سورة الكهف: 103 و104.

() بحار الأنوار: ج2 ص38 ب9 ح59.

() بحار الأنوار: ج2 ص38 ب9 ح62.

() بحار الأنوار: ج2 ص38 ب9 ح63.

() بحار الأنوار: ج2 ص38 ب9 ح64. وفي مجموعة ورام ج1 ص220: قال صلي الله عليه و اله: «أشد الناس عذاباً يوم القيامة عالم لم يعمل بعلمه ولم ينفعه علمه».

() بحار الأنوار: ج2 ص110 ب15 ح22.

() بحار الأنوار: ج2 ص110 ب15 ج23.

() الكافي: ج1 ص47 ح6.

() بحار الأنوار: ج2 ص123 ب16 ح46.

() سورة البقرة: 44.

() راجع بحار الأنوار: ج69 ص257 ب114 ح20، وفيه عن رسول الله صلي الله عليه و اله: «لا يستكمل المرء الإيمان حتي ليحب لأخيه ما يحب لنفسه» الحديث.

() سورة الشعراء: 215.

() بحار الأنوار: ج2 ص62 ب12 ح9.

() بحار الأنوار: ج2 ص63 ب12 ح12.

() منية المريد: ص215.

() الكافي: ج1 ص42 ح4.

() مستدرك الوسائل: ج15 ص428 ب27 ح18733.

() سورة الصافات: 180-182.

() مستدرك الوسائل: ج15 ص428 ب27 ح18733.

() بحار الأنوار: ج2 ص63 ب12 ح13.

() راجع بحار الأنوار: ج58 ص23 ب42. وفي الخصال ص31: «قال صلي الله عليه و اله: في الإنسان مضغة إذا هي سلمت وصحت سلم بها سائر الجسد فإذا سقمت سقم بها سائر الجسد وفسد، وهي القلب».

() راجع شرح النهج: ج16

ص66 ب31.

() منية المريد: ص230.

() الكافي: ج1 ص49 ح5.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص6 ب52 ح13357.

() من لا يحضره الفقيه: ج3 ص50 ب2 ح3306.

() من لا يحضره الفقيه: ج3 ص3 ب2 ح4968.

() وسائل الشيعة: ج11 ص519 ب41 ح8.

() سورة المجادلة: 11.

() سورة يونس: 35.

() سورة البقرة: 247.

() سورة الحج: 41.

() راجع تهذيب الأحكام: ج6 ص151 ب22 ح7.

() راجع من لا يحضره الفقيه: ج1 ص378 ح1102.

() سورة الشوري: 38.

() بحار الأنوار: ج32 ص123 ب1 ح97.

() بحار الأنوار: ج71 ص186 ب13 ح7.

() بحار الأنوار: ج72 ص98 ب48 ح5.

() الكافي: ج8 ص348 ب8 ح547.

() مستدرك الوسائل: ج8 ص341 ب20 ح9606.

() مستدرك الوسائل: ج8 ص341 ب20 ح9609.

() مستدرك الوسائل: ج8 ص341 ب20 ح9609.

() مستدرك الوسائل: ج8 ص341 ب20 ح9611.

() مستدرك الوسائل: ج8 ص341 ب20 ح9607.

() وسائل الشيعة: ج5 ص216 ب5 ح11.

() مستدرك الوسائل: ج8 ص341 ب20 ج9608.

() مستدرك الوسائل: ج8 ص341 ب20 ج9608.

() مستدرك الوسائل: ج8 ص342 ب20 ح9610.

() مستدرك الوسائل: ج8 ص342 ب20 ح9610.

() سورة آل عمران: 133.

() سورة الحديد: 21.

() سورة المطففين: 26.

() سورة البقرة: 205.

() سورة العلق: 6-7.

() سورة الزخرف: 51.

() وسائل الشيعة: ج8 ص424 ب21 ح3.

() سورة الحجرات: 13.

() سورة المائدة: 8.

() سورة البقرة: 286.

() سورة النساء: 58.

() سورة الأعراف: 85.

() سورة الأنعام: 164.

() سورة الإسراء: 15.

() سورة الكهف: 88.

() سورة الزلزلة: 7.

() سورة النجم: 39-40.

() سورة قريش: 4.

() بحار الأنوار: ح72 ص38 ب35 ح36.

() من لا يحضره الفقيه: ج4 ص379 ب2 ح5798.

() الاختصاص: ص341.

() مستدرك الوسائل: ج13 ص398 ب9 ح15718.

() سورة الأعراف: 157.

() سورة البقرة: 84-85.

() سورة البقرة: 188.

() سورة النساء: 10.

() سورة النساء: 20.

() بحار الأنوار: ج2 ص272 ب33 ح7.

() مستدرك الوسائل: ج17 ص8

ب1 ح20819.

() سورة النحل: 90.

() سورة القلم: 4.

() سورة عبس: 1-2.

() سورة آل عمران: 159.

() سورة التوبة: 128.

() بحار الأنوار: ج68 ص391 ب92 ح53.

() نهج البلاغة: الخطبة 41.

() نهج البلاغة: الخطبة 41.

() نهج البلاغة: الخطبة 200.

() نهج البلاغة: الكتاب: 53.

() سورة الحجرات: 12.

() بحار الأنوار: ج72 ص252 ب66 ح28.

() مستدرك الوسائل: ج1 ص376 ب3 ح901.

() سورة الإسراء: 70.

() سورة التين: 4.

() بحار الأنوار: ج19 ص331 ب10 ح83.

() الكافي: ج2 ص147 ح14.

() الكافي: ج2 ص146 ح11.

() الكافي: ج2 ص147 ح15.

() الكافي: ج2 ص332 ح11.

() الكافي: ج2 ص332 ح9.

() وسائل الشيعة: ج11 ص340 ب77 ح12.

() وسائل الشيعة: ج11 ص340 ب11 ح13.

() وسائل الشيعة: ج11 ص341 ب77 ح16.

() نهج البلاغة: الكتاب19.

() سورة الأعراف: 85.

() كشف الغمة: ج1 ص174.

() نهج البلاغة: الرسالة العشرون، ص87.

() بحار الأنوار: ج41 ص203 ب110 ح18.

() بحار الأنوار: ج41 ص48 ب104 ح1.

() بحار الأنوار: ج40 ص110 ب91 ح117.

() تقممها: التقاطها للقمامة، أي الكناسة.

() نهج البلاغة: الكتاب 45.

() يقدروا أنفسهم: أي يقيسوا أنفسهم، يتبيغ: يهيج به الألم فيهلكه.

() نهج البلاغة: الخطبة 209.

() الخصال: ص490، وأمالي الصدوق: ص238 المجلس الثاني والأربعون.

() مناقب آل أبي طالب: ج2 ص106. وبحار الأنوار: ج41 ص57 ب105 ح7.

() نهج البلاغة: الكتاب 46.

() سورة الأنفال: 58.

() سورة آل عمران: 161.

() نهج البلاغة: الكتاب 20.

() نهج البلاغة: الكتاب: 40.

() راجع سفينة البحار: مادة (ظلم) وفيه عن الصادق عليه السلام: «ان العبد ليكون مظلوما فما يزال يدعو حتي يكون ظالما».

() سورة البقرة: 194.

() سورة البقرة: 237.

() سورة النحل: 126.

() سورة الأعراف: 199.

() مجموعة ورام: ج1 ص125 باب الغضب.

() مستدرك الوسائل: ج9 ص6 ب95 ح10039.

() الكافي: ج2 ص107 ح2.

() راجع بحار الأنوار: ج64 ص311 ب14 ح45.

()

راجع كتاب (ولأول مرة في تاريخ العالم) ج1-2 للإمام المؤلف.

() راجع كتاب (ولأول مرة في تاريخ العالم) ج1-2 للإمام المؤلف.

() راجع كتاب (الحكومة الإسلامية في عهد الإمام أمير المؤمنين عليه السلام). للإمام المؤلف.

() مثير الأحزان: ص59.

() المناقب: ج4 ص207.

() مستدرك الوسائل: ج2 ص77 ب6 ح1462.

() من لا يحضره الفقيه: ج4 ص124 ب2 5258.

() نهج البلاغة: الكتاب 53.

() الكافي: ج3 ص450 ح8.

() راجع وسائل الشيعة: ج11 ص49 ب11.

() النساء: 94.

() سورة الممتحنة: 8 و9.

() راجع تفسير مجمع البيان، سورة الممتحنة: ج5 ص271.

() شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج17 ص32 ب53.

() سورة البقرة: 256.

() سورة المزمل: 19، وسورة الإنسان: 29.

() سورة الفرقان: 57.

() سورة الإنسان: 3.

() سورة الأعراف: 157.

() سورة البلد: 10.

() سورة الغاشية: 21-22.

() سورة الأنفال: 16.

() سورة آل عمران: 152.

() سورة آل عمران: 155.

() سورة المؤمنون: 96.

() مناقب آل أبي طالب: ج2 ص113.

() بحار الأنوار: ج41 ص50 ب104 ح3 و ص 145-146.

() إعلام الوري بأعلام الهدي: ص121.

() وهو يعادل ثلاثة آلاف ومائتين وخمسين غراماً تقريباً من الذهب الخالص.

() المبالغ: الأواني المعدة لسقي الكلاب أو إطعامهم، والعقل هي الحبال التي تربط بها أيدي وأرجل الإبل.

() راجع بحار الأنوار: ج21 ص140 ب27 ح2.

() بحار الأنوار: ج33 ص611 ب30 ح744.

() مناقب آل أبي طالب: ج2 ص261.

() سورة البقرة: 208.

() سورة الأنفال: 61.

() سورة النساء: 94.

() نهج البلاغة: الرسالة 27.

() الكافي: ج2 ص120 ح15.

() وسائل الشيعة: ج8 ص510 ب106 ح1.

() الكافي: ج4 ص234 ح14.

() وسائل الشيعة: ج8 ص511 ب106 ح3.

() وسائل الشيعة: ج2 ص693 ب9 ح4.

() الكافي: ج2 ص119 ح5.

() الكافي: ج2 ص118 ح1.

() الكافي: ج2 ص118 ح2.

() الكافي: ج2 ص119 ح9.

() الكافي: ج2 ص120 ح13.

() الكافي: ج2

ص120 ح11.

() الكافي: ج2 ص118 ح3.

() الكافي: ج2 ص119 ح6.

() الكافي: ج2 ص119 ح7.

() الكافي: ج2 ص119 ح8.

() الكافي: ج2 ص119 ح10.

() الكافي: ج2 ص120 ح12.

() الكافي: ج2 ص120 ح14.

() الكافي: ج2 ص120 ح16.

() انظر وسائل الشيعة: ج2 ص887 ب63 من أبواب الدفن وما يناسبه.

() راجع بحار الأنوار: ج20 ص174 ب15 ح6.

() بحار الأنوار: ج21 ص105 ب26.

() سورة يوسف: 92.

() راجع بحار الأنوار: ج21 ص132 ب26 ح22.

() راجع بحار الأنوار: ج21 ص101 ب26.

() اعلام الوري: ص108.

() الكافي: ج2 ص108 ح9.

() مستدرك الوسائل: ج13 ص160 ب42 ح15018.

() سورة الزمر: 65.

() سورة الروم: 60.

() بحار الأنوار: ج41 ص48 ب104 ح1.

() شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج20 ص63 ب428.

() قرب الاسناد: ص44.

() مكارم الأخلاق: ص25.

() علل الشرايع: ص528.

() راجع بحار الأنوار: ج100 ص145 ب3 ح19.

() الكافي: ج5 ص93 ح2.

() انظر سفينة البحار: ج1 ص477، وبحار الأنوار: ج100 ص143 ب2 ح12.

() بحار الأنوار: ج16 ص285 ب9 ح136.

() الطمر: بالكسر، الثوب الخلق البالي.

() التبر: بكسر فسكون، فتات الذهب والفضة قبل أن يصاغ.

() الوفر: المال.

() أتان دبرة: هي التي عقر ظهرها، فقل أكلها.

() مقرة: أي مرة.

() بطون غرثي: جائعة.

() حري: مؤنث حران، عطشان.

() سورة القلم: 4.

() سورة التوبة: 128.

() مكارم الأخلاق: ص21.

() مكارم الأخلاق: ص21.

() مكارم الأخلاق: ص16.

() مكارم الأخلاق: ص16.

() مكارم الأخلاق: ص16.

() راجع بحار الأنوار: ج16 ص229.

() مكارم الأخلاق: ص17.

() بحار الأنوار: ج16 ص236 ب9 ح35.

() بحار الأنوار: ج40 ص339 ب98 ح25.

() بحار الأنوار: ج40 ص325 ب98 ح7.

() بحار الأنوار: ج40 ص323 ب98 ح6.

() بحار الأنوار: ج40 ص323 ب98 ح6.

() بحار الأنوار: ج40 ص323 ب98 ح6.

() بحار الأنوار: ج40 ص334 ب98 ح15.

() بحار الأنوار: ج40 ص327 ب98 ح9.

()

بحار الأنوار: ج40 ص331 ب98 ح13.

() الطمر: هو الثوب الخلق، والطمران باعتبار أنهما قطعتان مئرز ورداء.

() قرصيه: أي قرصين من خبز، ولعله كان يتغذي بأحدهما ويتعشي بالآخر، يعني: في كل يوم قرصان.

() الفلذة، بالكسر: القطعة من اللحم.

() بحار الأنوار: ج40 ص318 ب98 ح2.

() نهج البلاغة شرح ابن أبي الحديد: ج19 ص67 ب233.

() مناقب ابن شهر آشوب: ج2 ص95.

() بحار الأنوار: ج1 ص384.

() مناقب ابن شهر آشوب: ج2 ص95.

() بحار الأنوار: ج40 ص322 ب98 ح5.

() بحار الأنوار: ج40 ص322 ب98 ح5.

() بحار الأنوار: ج40 ص322 ب98 ح5.

() شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج2 ص197 ب34.

() بحار الأنوار: ج41 ص117 ب107 ح24.

() بحار الأنوار: ج41 ص118 ب107 ح25.

() الكافي: ج8 ص165 ب8 ح176.

() بحار الأنوار: ج41 ص259.

() نوع من الحلوي، أهداها الأشعث بن قيس إلي علي عليه السلام.

() كرهتها.

() هبلتك: ثكلتك، والهبول: المراة لا يعيش لها ولد.

() قشرة الشعيرة.

() نهج البلاغة: الخطبة 224.

() وسائل الشيعة: ج11 ص79 ب39 ح1.

() بحار الأنوار: ج41 ص112 ب107 ح23.

() الاختصاص: ص150.

() بحار الأنوار: ج40 ص103 ب91 ح117.

() مناقب آل أبي طالب: ج2 ص109.

() شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج2 ص197 ب34.

() بحار الأنوار: ج41 ص55 ب105 ح2.

() راجع بحار الأنوار: ج41 ص54 ب105 ح1، سورة القصص: 83.

() بحار الأنوار: ج41 ص112 ب107 ح23.

() بحار الأنوار: ج41 ص112 ب107 ح23.

() شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج2 ص197 ب34.

() الكافي: ج5 ص27 ح1.

() سورة آل عمران: 161.

() مستدرك الوسائل: ج18 ص256 ب51 ح22680.

() وسائل الشيعة: ج11 ص47 ب18 ح1.

() سورة العاديات: 1_3.

() انظر تفسير مجمع البيان: ج5 ص528 سورة العاديات.

() بحار الأنوار: ج33 ص458 ب28 ح674.

() بحار الأنوار: ج33 ص465

ب29 ح680.

() وسائل الشيعة: ج11ص49 ب20 ح2.

() دعائم الإسلام: ج1 ص378.

() بحار الأنوار: ج19 ص177 ب8 ح23.

() وسائل الشيعة: ج11 ص51 ب21 ح1.

() مناقب آل أبي طالب: ج2 ص114.

() بحار الأنوار: ج41 ص49 ب104 ح2.

() بحار الأنوار: ج41 ص49 ب104 ح2.

() البحار: ج32 ص176 ب3 ح132، وج41 ص49 ب104 ح2.

() مناقب آل أبي طالب: ج2 ص114.

() بحار الأنوار: ج46 ص15 ب1 ح33.

() سورة الشعراء: 214.

() راجع تفسير القمي: ج2 ص124.

() راجع المناقب: ج1 ص56.

() راجع المناقب: ج1 ص175.

() الخصال: ص496 و559. وأمالي الصدوق: ص89.

() سورة الأعراف: 157.

() غوالي اللئالي: ج1 ص457.

() نهج البلاغة: الكتاب 31.

() سورة الأنبياء: 92.

() سورة الحجرات: 10.

() سورة آل عمران: 103.

() سورة الأنفال: 46.

() سورة الروم: 31 و32.

() سورة آل عمران: 105.

() الفصول المختارة: 237.

() نهج البلاغة: الخطبة 127.

() راجع كتاب: (الفقه: الاقتصاد)، (الفقه: آداب المال)، (الاقتصاد الإسلامي المقارن)، (الاقتصاد الإسلامي في خمسين سؤالا وجوابا)، (الاقتصاد الإسلامي في سطور)، (الاقتصاد عصب الحياة)، (الاقتصاد للجميع)، (أنفقوا لكي تتقدموا)، (الفقه: البيع ج1-5)، (الفقه: التجارة)، (الفقه: المكاسب المحرمة ج1-2)، (الفقه: الخيارات ج1-2)، (حل المشكلة الاقتصادية علي ضوء القوانين الإسلامية)، (الفقه: الخمس)، (الفقه: الزكاة)، (كيف يمكن علاج الغلاء)، (الكسب النزيه)، (لمحة عن البنك الإسلامي) و… للإمام المؤلف دام ظله.

() نهج البلاغة، الخطبة 34.، وعنه بحار الأنوار: ج27 ص251 ب13 ح12.

() الكافي: ج2 ص307 ح4.

() بحار الأنوار: ج40 ص327 ب98 ح9.

() بحار الأنوار: ج69 ص30 ب94 ح26.

() راجع موسوعة الفقه: كتاب القواعد الفقهية، مبحث قاعدة السلطنة.

() راجع وسائل الشيعة: ج2 ص883 ب60 ح2، وفيه: «الله يحب عبداً إذا عمل عملا أحكمه».

() وسائل الشيعة: ج17 ص40 ب9 ح21930.

() سورة البقرة: 286.

() سورة البقرة: 279.

() سورة النساء: 29.

()

سورة النساء: 32.

() سورة النساء: 6.

() وسائل الشيعة: ج17 ص309 ب1 ح4.

() وسائل الشيعة: ج19 ص3 ب1 ح3.

() راجع فقه الإمام الرضا عليه السلام: ص308.

() تفسير نور الثقلين: ج4 ص237، في تفسير سورة الأحزاب: 6.

() الكافي: ج7 ص168 ح1.

() مستدرك الوسائل: ج17 ص207 ب2 ح21158.

() وسائل الشيعة: ج13 ص151 ب3 ح3.

() مستدرك الوسائل: ج13 ص400 ب9 ح15723، وفيه عن سعيد بن المسيب عن عائشة أنها قالت…

() الكافي: ج1 ص406 ح6.

() الكافي: ج5 ص93 ح3.

() الكافي: ج5 ص94 ح7.

() وسائل الشيعة: ج13 ص92 ب9 ح5.

() سورة البقرة: 280.

() تفسير العياشي: ج1 ص155.

() مستدرك الوسائل: ج13 ص398 ب9 ح15718.

() مستدرك الوسائل: ج13 ص399 ب9 ح15721.

() مستدرك الوسائل: ج13 ص400 ب9 ح15723.

() نهج البلاغة: الكتاب 53.

() الخصال: ص435.

() الخصال: ص338.

() وسائل الشيعة: ج8 ص570 ب137 ح1.

() الكافي: ج2 ص337 ح3.

() من لا يحضره الفقيه: ج3 ص271 ب2 ح3980.

() الكافي: ج5 ص162 ح2.

() الكافي: ج5 ص162 ح3.

() الكافي: ج5 ص162 ح4.

() الكافي: ج5 ص165 ح6.

() وسائل الشيعة: ج12 ص314 ب27 ح6.

() تهذيب الأحكام: ج7 ص159 ب22 ح6.

() تهذيب الأحكام: ج7 ص18 ب22 ح79.

() من لا يحضره الفقيه: ج3 ص196 ب2 ح3737.

() وسائل الشيعة: ج12 ص332 ب42 ح3.

() سورة البقرة: 262.

() سورة البقرة: 263.

() سورة البقرة: 264.

() الكافي: ج4 ص22 ح1. ووسائل الشيعة: ج1 ص488 ب15 ح19.

() الكافي: ج4 ص22 ح2.

() من لا يحضره الفقيه: ج4 ص16 ب2 ح16.

() وسائل الشيعة: ج6 ص317 ب37 ح7.

() موسوعة الفقه: ج94-97 كتاب الآداب والسنن.

() راجع كتاب (الاخلاق الإسلامية) و(الفضائل والأضداد) و(الفضيلة الإسلامية ج1-4) و(الفقه: المستحبات والمكروهات) و… للإمام المؤلف دام ظله.

() سورة الحشر: 10.

() سورة الحشر: 9.

() سورة النساء: 86.

() سورة فصلت: 34.

()

سورة البقرة: 237.

() سورة النور: 22.

() سورة آل عمران: 134.

() سورة الشوري: 37.

() سورة الإسراء: 53.

() بحار الأنوار: ج64 ص298 ب14 ح23.

() بحار الأنوار: ج68 ص 381 ب 92 ح15.

() الكافي: ج6 ص374 ح1.

() وسائل الشيعة: ج3 ص502 ب22 ح2.

() وسائل الشيعة: ج17 ص170 ب128 ح3.

() وسائل الشيعة: ج17 ص170 ب128 ح4.

() وسائل الشيعة: ج17 ص171 ب128 ح7.

() مستدرك الوسائل: ج3 ص377 ب17 ح3826.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص432 ب100 ح20461.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص432 ب100 ح20462.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص432 ب100 ح20462.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص432 ب100 ح20463.

() مستدرك الوسائل: ج3 ص378 ب17 ح2830.

() وسائل الشيعة: ج17 ص171 ب128 ح8.

() الكافي: ج2 ص639 ح6.

() الكافي: ج2 ص639 ح1.

() الكافي: ج2 ص375 ح5.

() الكافي: ج2 ص642 ح11.

() الكافي: ج2 ص641 ح8.

() وسائل الشيعة: ج8 ص421 ب18 ح2.

() وسائل الشيعة: ج8 ص422 ب19 ح4.

() الكافي: ج2 ص375 ح3.

() من لا يحضره الفقيه: ج4 ص352 ب2 ح5762.

() وسائل الشيعة: ج8 ص431 ب28 ح3.

() وسائل الشيعة: ج8 ص431 ب28 ح4.

() وسائل الشيعة: ج8 ص432 ب28 ح5.

() وسائل الشيعة: ج8 ص432 ب28 ح7.

() يقع الكتاب في 143 صفحة من الحجم المتوسط، وطبع مكررا في لبنان وإيران والكويت.

() من لا يحضره الفقيه: ج4 ص409 ب2 ح5889.

() وسائل الشيعة: ج8 ص418 ب16 ح3.

() الكافي: ج2 ص174 ح15.

() الكافي: ج2 ص169 ح1.

() الكافي: ج2 ص169 ح2.

() وسائل الشيعة: ج8 ص550 ب122 ح24.

() سورة الأحزاب: 58.

() الكافي: ج2 ص350 ح1.

() وسائل الشيعة: ج8 ص589 ب146 ح6.

() وسائل الشيعة: ج8 ص589 ب146 ح9.

() الكافي: ج2 ص351 ح4.

() سوةر الحجرات: 12.

() موسوعة الفقه: كتاب المكاسب المحرمة، ج2 ص41.

() وسائل الشيعة: ج8 ص596 ب152 ح1.

() الكافي: ج2

ص356 ح1.

() وسائل الشيعة: ج8 ص599 ب152 ح10.

() سورة النساء: 112.

() وسائل الشيعة: ج8 ص603 ب153 ح1.

() عيون أخبار الرضا عليه السلام: ج2 ص33 ص63.

() الكافي: ج2 ص360 ح1.

() سورة الأعراف: 31.

() سورة الأعراف: 32.

() الكافي: ج6 ص439 ح10.

() وسائل الشيعة: ج3 ص344 ب4 ح2.

() انظر بيان العلامة المجلسي رضي الله عنه في بحار الأنوار: ج67 ص370 ب59 ح17.

() الكافي: ج6 ص276 ح6.

() قرب الأسناد: ص36.

() الكافي: ج6 ص283 ح1.

() الكافي: ج6 ص285 ح1.

() سورة المجادلة: 10.

() سورة المجادلة: 7.

() الكافي: ج2 ص660 ح1.

() الكافي: ج2 ص660 ح2.

() سورة النساء: 36.

() الكافي: ج2 ص666 ح1.

() الكافي: ج2 ص666 ح2.

() من لا يحضره الفقيه: ج4 ص11 ب2 ح11.

() وسائل الشيعة: ج8 ص488 ب86 ح7.

() وسائل الشيعة: ج16 ص564 ب44 ح3.

() سورة الكهف: 60.

() سورة الكهف: 62.

() سورة يوسف: 62.

() وسائل الشيعة: ج1 ص347 ب1 ح8.

() بحار الأنوار: ج101 ص194 ب1 ح5.

() الكافي: ج6 ص180 ح2.

() بحار الأنوار: ج101 ص193 ب1 ح1.

() وسائل الشيعة: ج7 ص230.

() وسائل الشيعة: ج1 ص68 ب20 ح18.

() مستدرك الوسائل: ج2 ص77 ب6 ح1462.

() الكافي: ج3 ص120 ح2.

() الكافي: ج3 ص120 ح4.

() بحار الأنوار: ج77 ص218 ب4 ح11.

() بحار الأنوار: ج78 ص215 ب4 ح3.

() بحار الأنوار: ج78 ص216 ب4 ح7.

() بحار الأنوار: ج78 ص225 ب4 ح35.

() انظر بحار الأنوار: ج78 ص224 ب4 ح32.

() بحار الأنوار: ج72 ص239 ب66 ح1، وفي خبر آخر: «لا تقولوا في موتاكم إلا الخير».

() من لا يحضره الفقيه: ج1 ص185 ح557.

() من لا يحضره الفقيه: ج1 ص185 ح556.

() مستدرك الوسائل: ج2 ص112 ب20 ح1570.

() مستدرك الوسائل: ج2 ص114 ب20 ح1574.

() مستدرك الوسائل: ج2 ص114 ب20 ح1575.

() سورة النور: 26.

()

سورة النورة: 32.

() الكافي: ج5 ص323 ح3.

() الكافي: ج5 ص324 ح1.

() الكافي: ج5 ص325 ح6.

() الكافي: ج5 ص325 ح1.

() الكافي: ج5 ص326 ح2.

() من لا يحضره الفقيه: ج3 ص388 ب2 ح4364.

() عيون الأخبار: ج2 ص74 ح344.

() بحار الأنوار: ج100 ص220 ب1 ح19.

() الكافي: ج5 ص328 ح1.

() الكافي: ج5 ص509 ح1.

() الكافي: ج5 ص509 ح3.

() الكافي: ج5 ص336 ح1.

() مستدرك الوسائل: ج14 ص161 ب5 ح16380.

() سورة النور: 32.

() وانظر أيضا تبصرة المتعلمين، كتاب النكاح.

() سورة المؤمنون: 5-7.

() سورة الفرقان: 68.

() سورة النور: 33.

() سورة الإسراء: 32.

() وسائل الشيعة: ج8 ص488 ب86 ح7.

() الكافي: ج2 ص80 ح8.

() الكافي: ج2 ص79 ح2.

() الكافي: ج2 ص79 ح1.

() الكافي: ج2 ص79 ح3.

() من لا يحضره الفقيه: ج3 ص551 ب2 ح4899.

() وسائل الشيعة: ج14 ص187 ب149 ح1.

() سورة الإسراء: 27.

() من لا يحضره الفقيه: ج3 ص551 ب2 ح4899.

() سورة النور: 30.

() سورة النور: 31.

() مستدرك الوسائل: ج14 ص268 ب81 ح1667.

() مستدرك الوسائل: ج14 ص270 ب81 ح1684.

() الكافي: ج2 ص80 ح2.

() سورة الأحزاب: 53.

() سورة الأحزاب: 59.

() سورة الأحزاب: 33.

() سورة النور: 31.

() الكافي: ج5 ص536 ح6.

() المحاسن: ص115.

() مشكاة الأنوار: ص237.

() مستدرك الوسائل: ج1 ص423 ب62 ح1059.

() مستدرك الوسائل: ج1 ص423 ب62 ح1059.

() الكافي: ج5 ص509 ح2. ومن لا يحضره الفقيه: 1 ص123 ص283.

() وسائل الشيعة: ج1 ص410 ب52 ح2.

() الكافي: ج6 ص512 ح17.

() سورة النساء: 1.

() سورة آل عمران: 195.

() سورة النحل: 97.

() سورة النساء: 19.

() سورة مريم: 14.

() سورة مريم: 32.

() سورة البقرة: 83.

() سورة الأنفال: 75.

() سورة النساء: 1.

() سورة الطلاق: 6.

() من لا يحضره الفقيه: ج1 ص52 ح108.

() مستدرك الوسائل: ج15 ص118 ب5 ح17715.

() سورة الطلاق: 7.

()

سورة الطلاق: 6.

() سورة البقرة: 236.

() سورة النور: 22.

() سورة الإنسان: 8.

() الكافي: ج4 ص11 ح3.

() الكافي: ج4 ص11 ح1.

() الكافي: ج4 ص12 ح8.

() أمالي الصدوق: ص577 المجلس الخامس والثمانون.

() سورة آل عمران: 37.

() سورة آل عمران: 44.

() سورة طه: 40.

() سورة القصص: 12.

() الخصال: ص614.

() من لا يحضره القفيه: ج3 ص483 ب2 ح4707.

() سورة الحج: 78.

() سورة الصف: 6.

() سورة آل عمران: 36.

() سورة آل عمران: 45.

() سورة مريم: 7.

() بحار الأنوار: ج101 ص126 ب4 ح87.

() الكافي: ج6 ص18 ح3.

() الكافي: ج6 ص19 ح10.

() مستدرك الوسائل: ج15 ص124 ب22 ح6.

() عدة الداعي: ص86.

() الكافي: ج6 ص29 ح10.

() الكافي: ج6 ص33 ح4.

() الكافي: ج6 ص33 ح2.

() الكافي: ج6 ص44 ح11.

() تهذيب الأحكام: ج8 ص110 ب36 ح23.

() رجال النجاشي: ص309.

() الكافي: ج6 ص44 ح10.

() الكافي: ج6 ص43 ح8.

() قرب الأسناد: ص45.

() الكافي: ج6 ص44 ح12.

() سورة البقرة: 83.

() سورة الاسراء: 24.

() سورة الاسراء: 23.

() سورة لقمان: 15.

() الكافي: ج2 ص159 ح8.

() الكافي: ج2 ص158 ح4.

() الكافي: ج2 ص160 ح11.

() الكافي: ج2 ص348 ح2.

() الكافي: ج2 ص349 ح5.

() من لا يحضره الفقيه: ج3 ص565 ب2 ح4934.

() راجع أيضا كتاب (ممارسة التغيير لانقاذ المسلمين)، للإمام المؤلف دام ظله.

() سورة المائدة: 38.

() سورة النساء: 43.

() سورة المائدة: 6.

() راجع الكافي: ج3 ص311 ح8، ووسائل الشيعة: ج4 ص954 ب4 ح2.

() سورة الجن: 18.

() وسائل الشيعة: ج18 ص490 ب4 ح5، عن تفسير العياشي (بتصرف).

() سورة الأعراف: 56.

() وسائل الشيعة: ج18 ص336 ب24 ح4.

() وسائل الشيعة: ج18 ص336 ب24 ح4.

() سورة الكهف: 86-87.

() سورة المنافقون: 8.

() مستدرك الوسائل: ج18 ص259 ب55 ح22691.

() مستدرك الوسائل: ج17 ص359 ب11 ح21581.

() سفينة البحار: ج2 ص

435 الطعبة القديمة، مادة (قضي).

() بحار الأنوار: ج75 ص247 ب23 ح108.

() للتفصيل راجع موسوعة الفقه، كتاب (البيئة) للامام المؤلف (دام ظله).

() تهذيب الأحكام: ج1 ص416 ب21 ح34.

() الاستبصار: ج1 ص28 ب14 ح2.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص408 ب21 ح2.

() الكافي: ج3 ص15 ح2.

() الكافي: ج3 ص16 ح5.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص353 ب15 ح11.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص30 ب3 ح19.

() وسائل الشيعة: ج1 ص230 ب15 ح10.

() وسائل الشيعة: ج1 ص229 ب15 ح6.

() وسائل الشيعة: ج1 ص229 ب15 ح7.

() وسائل الشيعة: ج1 ص231 ب15 ح12.

() وسائل الشيعة: ج17 ص347 ب20 ح1.

() وسائل الشيعة: ج17 ص376 ب1 ح10.

() راجع تفسير تقريب القرآن لسماحته (دام ظله): ج11 ص31 في تفسير سورة التوبة الآية 107.

() الكافي: ج3 ص295 ح1.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص319 ب92 ح20016.

() مستدرك الوسائل: ج17 ص120 ب11 ح20931.

() مستدرك الوسائل: ج17 ص120 ب11 ح20934.

() مستدرك الوسائل: ج17 ص121 ب11 ح20935.

() مستدرك الوسائل: ج17 ص122 ب12 ح20937.

() مشكاة الأنوار: ص40، وراجع غوالي اللئالي: ج1 ص431 ح130.

() راجع تنبيه الخواطر: ج1 ص8.

() راجع الخصال: ص32، باب دخل الرجل الجنة بخصلة.

() مستدرك الوسائل: ج7 ص242 ب4 ح8144.

() وسائل الشيعة: ج19 ص194 ب24 ح1.

() وسائل الشيعة: ج19 ص195 ب24 ح2.

() مستدرك الوسائل: ج18 ب325 ب19 ح22855.

() راجع كتاب (إلي حكم الإسلام) للإمام المؤلف دام ظله.

() نهج البلاغة: الخطبة167 ص59.

() وسائل الشيعة: ج6 ص284 ب19 ح2.

() الكافي: ج6 ص544 ح3.

() من لا يحضره الفقيه: ج2 ص286 ب2 ح3465.

() جمع نطفة، المياه القليلة، أي يجعل لها مهلة لتشرب وتأكل

() راجع تفسير الإمام الحسن عليه السلام: ص671، وبحار الأنوار: ج62 ص315 ب8 ح7.

() بحار الأنوار: ج62 ص315 ب8 ح7.

() بحار الأنوار: ج62 ص315 ب8 ح7.

()

بحار الأنوار: ج62 ص315 ب8 ح7.

() سورة المائدة: 28.

() سورة النازعات: 40-41.

() سورة الأنعام: 15.

() مستدرك الوسائل: ج11 ص228 ب14 ح12817.

() مستدرك الوسائل: ج11 ص228 ب14 ح12818.

() مستدرك الوسائل: ج11 ص229 ب14 ح12823.

() مستدرك الوسائل: ج11 ص228 ب14 ح12819.

() مستدرك الوسائل: ج11 ص229 ب14 ح12822.

() مستدرك الوسائل: ج11 ص229 ب14 ح12821.

() سورة المنافقون: 4.

() مستدرك الوسائل: ج11 ص229 ب14 ح12825.

() مستدرك الوسائل: ج11 ص231 ب14 ح12830.

() سورة الأنبياء: 90.

() مستدرك الوسائل: ج11 ص226 ب14 ح12812.

() مستدرك الوسائل: ج11 ص226 ب14 ح12813.

() مستدرك الوسائل: ج11 ص226 ب14 ح12813.

() مستدرك الوسائل: ج11 ص227 ب14 ح12814.

() سورة الشمس: 7-10.

() وسائل الشيعة: ج11 ص269 ب49 ح2.

() وسائل الشيعة: ج11 ص269 ب49 ح2.

() وسائل الشيعة: ج11 ص269 ب49 ح3.

() سورة الأنفال: 58.

() سورة النور: 7.

() سورة مريم: 54.

() وسائل الشيعة: ج11 ص269 ب49 ح4.

() الكافي: ج2 ص292 ح13.

() الكافي: ج2 ص290 ح5.

() وسائل الشيعة: ج11 ص270 ب49 ح7.

() الكافي: ج2 ص291 ح9.

() الكافي: ج2 ص293 ح14.

() وسائل الشيعة: ج11 ص271 ب49 ح10.

() نهج البلاغة قصار الحكم: 408.

() سورة التوبة: 33، سورة الفتح: 28، سورة الصف: 9.

() سورة الروم: 4.

() سورة مريم: 59.

() بحار الأنوار: ج74 ص94 ب5 ح1.

() وسائل الشيعة: ج11 ص272 ب49 ح14.

() سورة الفتح: 6.

() سورة الفتح: 12.

() سورة فصلت: 23.

() مستدرك الوسائل: ج11 ص248 ب16 ح12898.

() مستدرك الوسائل: ج11 ص249 ب16 ح12899.

() مستدرك الوسائل: ج11 ص248 ب16 ح12896.

() مستدرك الوسائل: ج11 ص249 ب16 ح12901.

() سورة الانفطار: 6.

() سورة الملك: 20.

() سورة لقمان: 33.

() مستدرك الوسائل: ج2 ص73 ح3.

() شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج19 ص276 ب365.

() وسائل الشيعة: ج11 ص183 ب17 ح3.

() سورة الحديد: 23.

() راجع

الاقبال: ص295 دعاء يدعي به بعد صلاة العيد وراجع مفاتيح الجنان: دعاء الندبة.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص42 ب62 ح13464.

() مستدرك الوسائل: ج1 ص146 ب25 ح220.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص42 ب62 ح13465.

() سورة الحديد: 23.

() وسائل الشيعة: ج11 ص312 ب62 ح6، سورة الحديد: 23.

() مستدرك الوسائل: ح12 ص43 ب62 ح13467.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص43 ب62 ح13468.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص43 ب62 ح13469.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص43 ب62 ح13470.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص43 ب62 ح13470.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص44 ب62 ح13471.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص44 ب62 ح13472.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص44 ب62 ح13473.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص44 ب62 ح13474.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص45 ب62 ح13477.

() سورة الحديد: 23.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص46 ب62 ح13480.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص50 ب62 ح13488.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص44 ب62 ح13454.

() سورة التوبة: 24.

() سورة آل عمران: 14.

() الكافي: ج2 ص315 ح1.

() وسائل الشيعة: ج11 ص308 ب61 ح2.

() وسائل الشيعة: ج11 ص309 ب61 ح4.

() وسائل الشيعة: ج11 ص309 ب61 ح5.

() سورة البقرة: 201 و202.

() وسائل الشيعة: ج11 ص316 ب63 ح1.

() وسائل الشيعة: ج11 ص316 ب63 ح2.

() وسائل الشيعة: ج11 ص316 ب63 ح3.

() وسائل الشيعة: ج11 ص316 ب63 ح4.

() الكافي: ج2 ص315 ح4.

() الكافي: ج2 ص316 ح6.

() وسائل الشيعة: ج11 ص319 ب65 ح1.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص36 ب61 ح13446.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص36 ب61 ح13447.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص37 ب61 ح13449.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص37 ب61 ح13450.

() سورة الرحمن: 26، 27.

() سورة القصص: 88.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص38 ب61 ح13453.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص39 ب61 ح13456.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص39 ب61 ح13458.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص39 ب61 ح13458.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص40 ب61

ح13460.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص40 ب61 ح13463.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص40 ب61 ح13461.

() سورة القصص: 83.

() الكافي: ج2 ص297 ح1.

() الكافي: ج2 ص297 ح2.

() الكافي: ج2 ص297 ح3.

() الكافي: ج8 ص241 ب8 ح331.

() وسائل الشيعة: ج11 ص280 ب50 ح5.

() الكافي: ج2 ص298 ح6.

() الكافي: ج1 ص17 ح12.

() وسائل الشيعة: ج11 ص285 ب52 ح1، وفي الكافي: ج1 ص299 ح1.

() سورة النساء: 54.

() سورة الفلق: 5.

() وسائل الشيعة: ج11 ص292 ب55 ح1.

() وسائل الشيعة: ج11 ص292 ب55 ح4.

() الكافي: ج2 ص307 ح6.

() الكافي: ج2 ص307 ح7.

() وسائل الشيعة: ج11 ص293 ب55 ح9.

() وسائل الشيعة: ج11 ص293 ب55 ح10.

() وسائل الشيعة: ج11 ص293 ب55 ح11.

() وسائل الشيعة: ج11 ص293 ب55 ح14.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص15 ب52 ح13384.

() بحار الأنوار: ج37 ص210 ب52 ح86.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص17 ب55 ح13387.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص17 ب55 ح13388.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص17 ب55 ح13388.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص17 ب55 ح13388.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص17 ب55 ح13388.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص17 ب55 ح13388.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص17 ب55 ح13388.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص17 ب55 ح13388.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص17 ب55 ح13388.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص17 ب55 ح13388.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص18 ب55 ح13389.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص18 ب55 ح13389.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص19 ب55 ح13392.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص19 ب55 ح13393.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص19 ب55 ح13394.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص19 ب55 ح13396.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص20 ب55 ح13397.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص20 ب55 ح13398.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص20 ب55 ح13400.

() سورة الأعراف: 13.

() سورة الأعراف: 146.

() سورة الأحقاف: 20.

() سورة لقمان: 18.

() وسائل الشيعة: ج11 ص298 ب59 ح1، وفيه عن حكيم

قال: «سألت أبا عبد الله عليه السلام ما أدني الالحاد؟ قال: الكبر».

() الكافي: ج2 ص309 ح3.

() الكافي: ج2 ص310 ح10.

() وسائل الشيعة: ج11 ص300 ب58 ح8.

() وسائل الشيعة: ج11 ص574 ب138 ح14.

() وسائل الشيعة: ج11 ص301 ب58 ح15.

() وسائل الشيعة: ج11 ص301 ب58 ح16.

() وسائل الشيعة: ج11 ص301 ب58 ح14.

() وسائل الشيعة: ج11 ص301 ب58 ح7.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص26 ب58 ح13413.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص27 ب58 ح13416.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص27 ب58 ح13417.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص28 ب57 ح13420.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص29 ب58 ح13423.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص34 ب60 ح13443.

() سورة النساء: 142.

() سورة التوبة: 54.

() سورة البقرة: 282.

() سورة فصلت: 38.

() الكافي: ج5 ص85 ح3.

() وسائل الشيعة: ج11 ص319 ب66 ح1.

() وسائل الشيعة: ج11 ص320 ب66 ح3.

() الخصال: ص56.

() نهج البلاغة: الكتاب 31.

() الأمالي للشيخ الصدوق: ص7، المجلس2.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص407 ب12 ح14440.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص65 ب66 ح13520.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص66 ب66 ح13525.

() الكافي: ج5 ص85 ح1.

() الكافي: ج5 ص85 ح6.

() الكافي: ج2 ص320 ح2.

() وسائل الشيعة: ج11 ص321 ب67 ح3.

() وسائل الشيعة: ج11 ص321 ب67 ح4.

() من لا يحضره الفقيه: ج4 ص410 ب2 ح5894.

() وسائل الشيعة: ج11 ص322 ب67 ح8.

() وسائل الشيعة: ج11 ص322 ب67 ح9.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص67 ب67 ح13528.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص67 ب67 ح13528.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص67 ب67 ح13528.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص67 ب67 ح13528.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص67 ب67 ح13528.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص68 ب67 ح13529.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص68 ب67 ح13530.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص68 ب67 ح13531.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص68 ب67 ح13532.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص69 ب67 ح13535.

() مستدرك الوسائل:

ج12 ص70 ب67 ح13539.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص70 ب67 ح13540.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص70 ب67 ح13540.

() الكافي: ج2 ص321 ح1.

() الكافي: ج2 ص321 ح1.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص72 ب68 ح13542.

() مستدرك الوسائل: ج11 ص294 ب27 ح13071.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص72 ب68 ح13544.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص72 ب68 ح13544.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص72 ب68 ح13544.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص72 ب68 ح13544.

() سورة الفتح: 26.

() سورة البقرة: 93.

() سورة الزمر: 17-18.

() الكافي: ج2 ص307 ح1.

() الكافي: ج2 ص308 ح4.

() وسائل الشيعة: ج11 ص298 ب57 ح9.

() سورة الكهف: 22.

() سورة النجم: 12.

() سورة الشوري: 18.

() سورة القمر: 36.

() سورة الزخرف: 58.

() سورة النحل: 4.

() سورة البقرة: 204.

() الكافي: ج2 ص300 ح1.

() الكافي: ج2 ص301 ح8.

() سورة آل عمران: 103.

() سورة المائدة: 91.

() سورة المائدة: 82.

() الكافي: ج2 ص301 ح5.

() الكافي: ج2 ص302 ح11.

() سورة آل عمران: 103.

() سورة الأنبياء: 92.

() سورة الحجرات: 10.

() سورة الحجرات: 13.

() سورة آل عمران: 105.

() سورة الشوري: 13.

() سورة الأنعام: 159.

() سورة الروم: 31-32.

() سورة الأنعام: 153.

() سورة الأنفال: 46

() سورة آل عمران: 103.

() تفسير القمي: ج1 ص108.

() بحار الأنوار: ج32 ص92 ب1 ح67.

() الكافي: ج7 ص51 ح7.

() الكافي: ج2 ص165 ح1.

() سورة البقرة: 74.

() سورة المائدة: 13.

() سورة الأنعام: 43.

() سورة الزمر: 22.

() الكافي: ج2 ص330 ح2.

() الكافي: ج2 ص329 ح1.

() وسائل الشيعة: ج11 ص337 ب76 ح4.

() وسائل الشيعة: ج11 ص337 ب76 ح5.

() سورة الشمس: 14.

() سورة الأعراف: 164-165.

() وسائل الشيعة: ج11 ص344 ب80 ح1.

() وسائل الشيعة: ج11 ص345 ب80 ح2.

() وسائل الشيعة: ج11 ص345 ب80 ح3.

() مفاتيح الجنان: زيارة عاشوراء.

() سورة آل عمران: 183.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص107 ب80 ح13647.

() سورة

الشعراء: 157.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص108 ب80 ح13649.

() سورة النور: 31.

() سورة الأنفال: 33.

() سورة الزمر: 54.

() وسائل الشيعة: ج11 ص361 ب87 ح1.

() وسائل الشيعة: ج11 ص360 ب87 ح2.

() وسائل الشيعة: ج11 ص360 ب87 ح3.

() سورة النساء: 142.

() سورة الأنفال: 47.

() سورة البينة: 5.

() سورة هود: 23.

() سورة الحج: 34-35.

() الكافي: ج2 ص294 ح5.

() الكافي: ج2 ص293 ح3.

() سورة الحشر: 9.

() مستدرك الوسائل: ج11 ص311 ب35 ح13126.

() من لا يحضره الفقيه: ج4 ص381 ب2 ح5833.

() مستدرك الوسائل: ج11 ص312 ب35 ح13129.

() سورة الأنفال: 27.

() سورة الأنفال: 58.

() سورة يوسف: 52.

() سورة غافر: 19.

() الأمالي للشيخ الصدوق: ص430. المجلس 66.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص219 ح4364.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص 419 ح9615.

() سورة البقرة: 96.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص58 ب64 ح13502.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص59 ب64 ح13504.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص59 ب64 ح13507.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص61 ب64 ح13511.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص61 ب64 ح13512.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص61 ب64 ح13512.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص61 ب64 ح13512.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص61 ب64 ح13512.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص61 ب64 ح13512.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص61 ب64 ح13512.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص61 ب64 ح13512.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص61 ب64 ح13512.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص61 ب64 ح13512.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص61 ب64 ح13512.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص61 ب64 ح13512.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص61 ب64 ح13512.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص61 ب64 ح13512.

() سورة ص: 26.

() سورة النساء: 135.

() سورة الأعراف: 176.

() سورة القصص: 50.

() سورة المؤمنون: 71.

() سورة القصص: 50.

() سورة الروم 29.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص64 ب65 ح13519.

() سورة الفجر: 20.

() سورة الهمزة: 1-3.

() سوةر التوبة: 34-35.

() سورة آل

عمران: 92.

() سورة المعارج: 24-25.

() سورة البقرة: 3.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص63 ب65 ح13515.

() سورة السجدة: 16.

() سورة الإسراء: 79.

() سورة المزمل: 20.

() سورة الفرقان: 64.

() سورة النساء: 95.

() سورة العنكبوت: 69.

() الكافي: ج5 ص84 ح3.

() الكافي: ج5 ص84 ح1.

() الكافي: ج5 ص84 ح2.

() من لا يحضره الفقيه: ج3 ص169 ب2 ح3635.

() سورة الإسراء: 53.

() سورة الحج: 24.

() سورة الفرقان: 63.

() سورة النساء: 9.

() سورة البقرة: 83.

() سورة الأحزاب: 32.

() سورة طه: 44.

() سورة الإسراء: 23.

() سورة الأنعام: 108.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص81 ب71 ح13571.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص81 ب71 ح13572.

() سورة البقرة: 83.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص82 ب71 ح13573.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص82 ب71 ح13574.

() الكافي: ج2 ص325 ح11.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص82 ب71 ح13576.

() وسائل الشيعة: ج11 ص328 ب71 ح8.

() الكافي: ج2 ص325 ح9.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص82 ب71 ح13578.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص82 ب71 ح13578.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص82 ب71 ح13578.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص83 ب71 ح13579.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص83 ب71 ح13580.

() فمثلا ما ورد في الخصال للصدوق (قده): ص637 في الأربعمائة حديث عن أمير المؤمنين عليه السلام وفيه: «إذا أراد أحدكم أن يأتي أهله فليتوق أول الأهلة وأنصاف الشهور فان الشيطان يطلب الولد في هذين الوقتين والشياطين يطلبون الشرك فيهما» الحديث.

() سورة الإسراء: 64.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص84 ب71 ح13683.

() الكافي: ج2 ص323 ح1.

() الكافي: ج2 ص360 ح1.

() الكافي: ج2 ص359 ح1.

() سورة النجم: 11.

() سورة الأنعام: 24.

() سورة البقرة: 10.

() سورة التوبة: 77.

() سورة المنافقون: 1.

() سورة الزمر: 3.

() سورة المجادلة: 14-15.

() سورة العنكبوت: 12.

() الكافي: ج2 ص338 ح3.

() التوحيد: ص74.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص219 ح4362.

() معدن الجواهر:

ص59 باب ذكر ما جاء في سبعة.

() سورة الزمر: 60.

() سورة الزمر: 32.

() سورة آل عمران: 61.

() سورة النحل: 116.

() سورة يونس: 69.

() سورة الأنعام: 93.

() سورة الأنعام: 144.

() مستدرك الوسائل: ج10 ص295 ب42 ح12046.

() الكافي: ج2 ص338 ح1.

() وسائل الشيعة: ج8 ص575 ب139 ح4.

() وسائل الشيعة: ج8 ص576 ب139 ح5.

() سورة البقرة: 152.

() سورة آل عمران: 41.

() سورة البقرة: 198.

() سورة الأنفال: 45.

() سورة الأحزاب: 41-42.

() جامع الأخبار: ص93 ب52.

() جامع الأخبار: ص93 ب52.

() مشكاة الأنوار: ص 173 الفصل 19.

() سورة الأحزاب: 57.

() قرب الأسناد: ص7.

() سورة البقرة: 14.

() وسائل الشيعة: ج8 ص581 ب143 ح1.

() الكافي: ج2 ص343 ح2.

() سورة النور: 19.

() الكافي: ج2 ص428 ح1.

() سورة الطور: 21.

() سورة المدثر: 38.

() سورة محمد صلي الله عليه و اله: 2.

() سورة المائدة: 74.

() سورة غافر: 3.

() سورة الزمر: 53.

() عيون أخبار الرضا عليه السلام: ج2 ص74.

() الخصال: ص41.

() مهج الدعوات: ص227.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص117 ب83 ح13672.

() من لا يحضره الفقيه: ج3 ص574 ب2 ح4965.

() مستدرك الوسائل: ج1 ص143 ب22 ح212.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص117 ب83 ح13674.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص117 ب83 ح13674.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص117 ب83 ح13674.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص117 ب83 ح13674.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص117 ب83 ح13674.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص117 ب83 ح13674.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص117 ب83 ح13674.

() سورة آل عمران: 102.

() سورة المائدة: 27.

() سورة التوبة: 4.

() سورة آل عمران: 133.

() سورة هود: 49.

() سورة الشعراء: 90.

() سورة الحجر: 45.

() سورة مريم: 85.

() سورة النبأ: 31.

() سورة الزخرف: 67.

() سورة البقرة: 2.

() الكافي: ج2 ص78 ح13.

() الكافي: ج2 ص77 ح5.

() وسائل الشيعة: ج11 ص203 ي23 ح12.

() وسائل الشيعة:

ج11 ص204 ب23 ح16.

() الكافي: ج2 ص78 ح11.

() الكافي: ج2 ص77 ح8.

() من لا يحضره الفقيه: ج4 ص404 ب2 ح5871.

() وسائل الشيعة: ج11 ص243 ب41 ح9. وفيه: «هذا محال في الفعال بديع».

() سورة مريم: 59.

() سورة النساء: 27.

() سورة الأعراف: 81.

() وسائل الشيعة: ج11 ص244 ب42 ح1.

() وسائل الشيعة: ج11 ص244 ب42 ح2.

() سورة الشوري: 37.

() سورة النساء: 31.

() سورة النجم: 31-32.

() سورة النور: 11.

() سورة النساء: 2.

() سورة الإسراء: 31.

() سورة الشوري: 37.

() سورة المائدة: 72.

() سورة يوسف: 87.

() سورة الأعراف: 99.

() سورة النساء: 93.

() سورة النور: 23.

() سورة النساء: 10.

() سورة الأنفال: 16.

() سورة البقرة: 275.

() سورة البقرة: 102.

() سورة الفرقان: 68 69.

() سورة آل عمران: 77.

() سورة آل عمران: 161.

() سورة التوبة: 35.

() سورة البقرة: 283.

() سورة الرعد: 25.

() الكافي: ج2 ص285 ح24.

() سورة القمر: 53.

() سورة الكهف: 49.

() الكافي: ج2 ص451 ح1.

() الكافي: ج2 ص287 ح1.

() سورة يس: 12.

() الكافي: ج2 ص288 ح3.

() وسائل الشيعة: ج11 ص247 ب43 ح3.

() سورة الأحزاب: 36.

() سورة الإسراء: 23.

() سورة النساء: 65.

() سورة الفرقان: 2.

() سورة القمر: 49.

() سورة الأحزاب: 38.

() سورة يس: 38.

() سورة التوبة: 51.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص167 ب101 ح13795.

() سفينة البحار: ج1 ص524 مادة: رضا، الطبعة القديمة.

() سفينة البحار: ج1 ص524 مادة: رضا، الطبعة القديمة.

() سفينة البحار: ج1 ص524 مادة: رضا، الطبعة القديمة.

() سورة يوسف: 86.

() سورة المجادلة: 1.

() الكافي: ج5 ص12 ح37.

() سفينة البحار: ج1 ص524 مادة: رضا. ط القديمة.

() سورة الرعد: 28.

() سورة الشعراء: 88-89.

() سورة الحج: 32.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص169 ب101 ح13799.

() سورة الزمر: 23.

() سورة الحديد: 27.

() سورة المائدة: 83.

() سورة التوبة: 92.

() مستدرك الوسائل: ج12

ص93 ب76 ح13608.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص93 ب76 ح13610.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص93 ب76 ح13611.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص94 ب76 ح13612.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص94 ب76 ح13614.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص94 ب76 ح13615.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص94 ب76 ح13615.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص95 ب76 ح13616.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص95 ب76 ح13617.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص95 ب76 ح13618.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص95 ب76 ح13618.

() مستدرك الوسائل: ج7 ص227 ب32 ح8103.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص39 ب61 ح13458.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص96 ب76 ح13621.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص96 ب76 ح13621.

() سورة آل عمران: 200.

() سورة البقرة: 45.

() سورة المعارج: 5.

() سورة الزمر: 10.

() سورة الأنفال: 46.

() سورة القصص: 54.

() سورة ص: 44.

() سورة آل عمران: 146.

() سورة النحل: 96.

() سورة السجدة: 24.

() سورة الإنسان: 12.

() سورة النحل: 126.

() مستدرك الوسائل: ج11 ص283 ب25 ح13026.

() مستدرك الوسائل: ج11 ص283 ب25 ح13027.

() مستدرك الوسائل: ج2 ص414 ب64 ح2338.

() مستدرك الوسائل: ج11 ص283 ب25 ح13030.

() مستدرك الوسائل: ج11 ص287 ب25 ح13039.

() سورة هود: 75.

() سورة الصافات: 101.

() سورة آل عمران: 134.

() سورة الشوري: 43.

() الكافي: ج2 ص112 ح3.

() الكافي: ج2 ص112 ح8.

() الكافي: ج2 ص112 ح4.

() وسائل الشيعة: ج11 ص211 ب26 ح9.

() الكافي: ج2 ص321 ح3.

() الكافي: ج2 ص321 ح4.

() من لا يحضره الفقيه: ج4 ص352 ب2 ح5762.

() سورة الحج: 60.

() سورة الحجرات: 9.

() سورة الأعراف: 33.

() سورة النحل: 90.

() سورة يونس: 23.

() سورة الأنعام: 146.

() الكافي: ج2 ص327 ح2.

() الكافي: ج2 ص327 ح1.

() الكافي: ج2 ص459 ح1.

() وسائل الشيعة: ج11 ص334 ب74 ح10.

() سورة الأعراف: 146.

() سورة الأعراف: 133.

() سورة غافر: 35.

() سورة لقمان: 18.

() سورة التكاثر: 1 2.

() سفينة

البحار: ج2 ص347 مادة: فخر. ط القديمة.

() سفينة البحار: ج2 ص348 مادة: فخر. ط القديمة.

() الكافي: ج2 ص328 ح1.

() الكافي: ج2 ص328 ح2.

() وسائل الشيعة: ج11 ص335 ح75 ح6.

() سورة الحشر: 9.

() سورة الليل: 5-10.

() سورة آل عمران: 180.

() سورة محمد صلي الله عليه و اله: 38.

() سورة التوبة: 76.

() الكافي: ج4 ص40 ص7.

() الكافي: ج4 ص40 ص9.

() الكافي: ج4 ص43 ح6.

() الكافي: ج4 ص44 ح10.

() الكافي: ج2 ص60 ح4.

() الكافي: ج2 ص313 ح3.

() الكافي: ج2 ص313 ح2.

() المحاسن: ص3.

() نهج البلاغة: ج18 ص391 ب169.

() نهج البلاغة: ج19 ص33 ح208.

() راجع مجموعة ورام: ج1 ص102، وفيه: «روي أن أبا جعيفة تجشأ في مجلس رسول الله صلي الله عليه و اله فقال صلي الله عليه و اله: اقصر من جشائك فأن أطول الناس جوعاً يوم القيامة أكثرهم شبعاً في الدنيا». الحديث.

() دعائم الإسلام: ج1 ص100، الفصل 7 ح32.

() دعائم الإسلام: ج1 ص115، الفصل 7 ح33.

() انظر مجلة (العربي) العدد 318 سنة 1985، تحت عنوان (عقور تاريخية) علي ما نقله الدكتور (نبيل شعبان).

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.