يا طموحي

اشارة

اسم الكتاب: ياطموحي

المؤلف: حسيني شيرازي، حسن

اللغة: عربي

عدد المجلدات: 1

الناشر: مركز الرسول الاعظم

مكان الطبع: بيروت

تاريخ الطبع: 1420 ه

الطبعة: اول

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين

الرحمن الرحيم

مالك يوم الدين

إياك نعبد و إياك نستعين

اهدنا الصراط المستقيم

صراط الذين أنعمت عليهم

غير المغضوب عليهم

ولا الضالين

صدق الله العلي العظيم

كلمة الناشر

الطموح: هو حق كل إنسان عاقل مدرك لوجوده وللموجودات من حوله..

بل هو واجب كل حي من أجل أن يكون له هدف في هذه الحياة..

والطموح هو مشروع شخصي وأحلام فردية يخطط لها الإنسان ويعمل علي الوصول إليها بطريقة ما.. أو أسلوب معيّن يختاره هو..

وطموح الناس علي قدر هممهم.. وذات الهمم العالية لاترضي ولاتقبل بالطموحات الدانية، وكل ما في هذه الدنيا لايطمح فيها إلاّ أصحاب الهمم البسيطة..

أما أصحاب الهمم العالية والأعمال الرفيعة، فطموحهم تكون جنّة عرضها السماوات والأرض أعدّت للمتقين.. ورضواناً من الله أكبر.. وهذا هو طموح المؤمنين.. كل المؤمنين..

أنا أدري

كم أنا درُّ وجوهر..

أنا أدري

أنني من كل هذا الكون أكبر..

أنا أدري

أنني أغلي من الدنيا وأكثر..

وهذا الثمن الغالي لا يكون في الدنيا أبداً.. بل هناك في الدار الآخرة، حيث الجنان ورضي الرحمان..

ويقول السيد الشهيد في قصيدة أخري بعنوان (دعني أموت) من ديوان جذور الشرق:

دعني أموت فما الحياة بمقصدي

والموت مطمح صبوتي وصلاتي

فطموح السيد حسن رحمه الله جعله يبيع الفاني بالباقي ويكون في الدنيا شهيداً، وعند الله في الآخرة قريباً.. لأن الشهداء أحياء عند ربهم يرزقون..

فاطمح بالرضي والقرب والجنان وإلا فلا كان..

مركز الرسول الأعظم (ص) للتحقيق والنشر

بيروت لبنان.ص ب: 5951 / 13

المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم

شعر ذو أبعاد عن عظيم ذي أبعاد.. يشكل بعده الشعري أقصر أبعاده، علي الرغم من استطالته حتي علي الشمس.

أو ليس كل مميزات هذا الشعر: تسجيل الشعور الواقع، ممارسة الأدب المتقدم، وتحليل الإسلام السهل الممتنع بالشكل السهل الممتنع.

وربما يكون فحوي رسالة الشعر، في دعاء الشعراء المسلمين الي:

تفهم الاسلام علي حقيقته..

وعرضه علي حقيقته..

في ثوب عصري جميل..

يضاهي جماله جمال الإسلام..

وتواكب عصرنته حيوية الإسلام السرمدية.

وأخيراً: معرفة هذا الشعر لا تكون الا عبر قراءته قراءة متأملة وخبيرة.

أما الشاعر: فلا يكشف

عن كل أبعاده الا بعد انكشاف كل لحظات حياته المفعمة، وذلك: ما تكون في وسع مجلدات ضخمة عديدة فقط.

وأية محاولة أخري بهذا الصدد تذهب هدراً من دون نتيجة مرجوة..

المنسق

إهداء

إلي من لم يفهموني..

أكثر من تعرّفوا عليّ لم يفهموني، فانتقدوني، واليوم ادفع إلي من لم يفهموني مادّة جديدة لانتقادي، عساي أفرغ بها شحنات صدورهم، فلا يصبّوها علي الأبرياء الآخرين..

أما أنا فلقد تعوّدت أن أسمع النقد الجاهل، دون أن يحرك شعرة في عيني..

فلهم ما يشاؤون أن يقولوه عن غيرهم..

و ليَ الله.

حسن

هذا.. شعري

شعري..

قدري..

أطرده كاللعناتْ

فيطاردني كالسلطاتْ

ويورطني في صبواتْ

فيجرّ عليّ الويلاتْ

أشكو منه كما أشكو من قلبي

وأحاول أن استغفر منه كما استغفر من ذنبي

فإذا بي في اللهب الأبيضْ،

بين الكلمات المنغومة والأوزانْ

وأمامي ينتصب الشيطانْ

من قبل القبل.. وبعد البعد.. وهذا اليومْ

سرّ مزروع في جسمي مثل التومْ

ينفضني في نوم الصحو.. وصحو النومْ

لا أعرفه..لا يعرفني..لكن لايتركني للصحو..ولا للنومْ

ويقول كلاماً أرفضهُ،

وأحب بأن يبقي محفوراً في قلبي

وأعاني منه..وأرجو أن أنساه وأن ينساني..فيكرس حبي

وأورّي عنه.. فينبت كالصبّار عل دربي

وأضجّ إلي ربي

ليخلّصني منه، فيُعرضُ عنِّي ربي

هذا قدري..

هذا شعري..

ضياع

ضاع منّي قدمي

ضاع منّي قلمي

ضاع منّي رقمي

ضاع حرفي في فمي

وضياع النفس أقصي كلّ أعماق الضياعْ

كيف أستهدي وهذي الأرض من هذا القطاعْ؟

ضاع فجري

ضاع قبري!

ضاع بحري

ضاع فكري

ضاع شعري

ضاع حتّي قمري

ضاع حتّي اثري

في سواقي قدري

فأنا ألف ضياعٍ.. وضياعْ

رغم مليون قناعٍ.. وقناعْ

مزّقتني هممي

ذوّبتني حممي

سحقتني قممي

أرهقتني قصة الطاقات.. تبني سقمي

ورمتني في المهاوي قيمي

فأنا أنقاض مجدٍ.. وبقايا رممِ

ورمال نفضتها همسات الحلمِ

تتنزّي.. تضرب الأشياءَ.. رفضاً للضياعْ

فهْي مهما حاولت توغل في عمق البقاعْ

آه.. يا ربّاه! آه

آه.. ما أعجز إنسان الحياه

ويل هذا البشر المحدود في ضيق مداه

آه.. من ظلم رؤاه

آه.. يا ربّاه! آه

ليتني املك أن أهرب من هذا الصراعْ

صقر.. وكرم.. وثعلب..

يا رفيقَ الجوِّ! يا صقرَ الفضاءْ!

لا تكن مقبرةً للشهداءْ

كفنٌ أنتَ علي أشلائهم

أم غطاءٌ لدماءِ الأبرياءْ؟!

تخطف الشمعة من عشِّ الهوي

وحماماً من سلام الضعفاءْ

في رؤي عينيك موتي أُممٍ

وبمنقارك دولاب دماءْ

فلماذا أنتَ أتّون عداءْ

ورسولُ الحربِ في دنيا الفداءْ؟

كن كأسراب السنونو أملاً

وربيعاً في شتاءِ الفقراءْ

يا ضميرَ الكرمِ! يا حقل الضميرْ!

أنا أدعوكَ إلي حكم الغديرْ

أسريرٌ.. أم خباءٌ.. تحته

يلتقي قلبان في وهج العبيرْ؟

أو أميرٌ.. إن رقي يبقي، ولو

كبساطٍ فوق أقتاب البعيرْ؟

غضفرت اضلاعه، واْلتفّت ال

ساق بالساق، كطاقات حريرْ

هذه الأشجار وإخوان الصفا

ونجوم الليل تهدي من يسيرْ

وجماهير الرياح اْنطلقت..

وورود الفلِّ.. أبواق مسيرْ

هكذا الدنيا اْنفتاحات رؤيً

واْنفتاحاتك أغلال أسيرْ

ثعلب القريةِ يا وهج الدهاء!

ناسكٌ أم نزوة من خيلاء!

كلّ من يأخذ يعطي مثله

بينما تأخذ من دون عطاءْ

وإذا الأنقاض صارت هرماً

تهدم الأهرام في ورش البناءْ

وإذا الساعون أحصوا ريعهم

تخطف الفرحة من دمع العناءْ

وإذا اْنفضُّوا إلي الست الجهات

فلماذا ترتمي خلف الوراءْ؟

يا أخا الحيلةِ! ما هذا الذكاءْ

حين يستعدي بمكرٍ وشقاءْ؟

يا طموحي!

يا طموحي!

أنا أدري،

أن أعماقك من أعلي سطوحي

يا طموحي!

أنا أدري،

شفقي من أين يظهرْ

أنا أدري،

كيف أحلامي تُفسّرْ

أنا أدري،

أيّ آفاقٍ بقلبي تتكسّرْ

أنا أدري،

كلّ حين كالرؤي أفني وأُنشرْ

أنا أدري،

كم أنا درٌّ وجوهرْ

أنا أدري،

أنّني من كلِّ هذا الكون أكبرْ

أنا أدري،

إنني أغلي من الدنيا وأكثرْ

غير أنِّي،

لست أدري،

كيف لي أن أتطوّرْ؟

كيف لي لو تحبس الآهات في صدري،

أن لا أتدمّرْ؟

كيف لي ما بين زلزال نداءاتي،

وإرهاب وجودي

أتبخّر؟

كيف لي من قفص الجسمِ،

وسجن اسمه الدنيا،

وأغلال تقاليد شعوبي،

أتحرّرْ؟

كيف لي أن أتفجّر؟

كلّما أعرفُ:

أني أتحطّمْ

كلّما أعرفُ:

أني لست من محكمة التاريخ أرحمْ

كلّما أعرفُ:

في غير الرؤي لم أتقدّمْ

كلّما أعرفُ:

أنِّي لست أفهمْ

يا طموحي

أنت شجّعت جموحي

أنت أرعنت شروحي

أنت كم تهرِس أعصابي..

وتزري بفتوحي؟؟

أنت كم تغزل آفاقي..

وتستهلك سوحي؟؟

سرطانٌ أنتَ..

في قلبي وروحي

وعلي آمادك السوداء وزّعت سفوحي

منكَ أشكو..

لا من الألغام تجتاح صروحي

منكَ أشكو..

لا من الجلاّد يبني لي ضريحي

أنتَ هادنِّي،

أُصفِّي أنا غوغاء جروحي

يا طموحي!

يا طموحي!

لا

تؤنِّبني.. ولا تجرح شعوري

لا تعذِّبني.. ولا تنسف غروري

ليتني ما كُنتُ،

أو ليتك لم تعرف ضميري

كم تراني أتبعثرْ؟

كم تراني أتحيّرْ؟

لأُلبّيك بآلام جروحي

يا طموحي!

ضاق رحبي

ضاقَ رحبي!

ضاع في الآلام والآمال قلبي!

وتلاشي في مهبِّ الهمّة العشواءِ حبِّي!

دونَ ذنبٍ!

ليت نحبي،

كان تيّاراً بجنبي!

ليت قبري،

كان قُربي!

أنفضُ الدنيا،

متي أهوي،

وأستقبل ربِّي!

فقد اْنهارت رياحي!

وبأعماق جراحي،

جفّ نخبي!

وبلا نَهمةِ جدبِ،

ملَّ من شلاّل خطوي كل دربِ!

أمِّي!

أُمِّيْ! رجعتِ إلي السماءِ

ونسيتِ قلبَكِ في الفضاءِ

أنا قلبُكِ المألومُ.. لا

تأدينه خلف القضاءِ

لا نبضَ فيهِ.. ولا حني

نَ.. فقد تفرّغ للعزاءِ

وسريتِ نعشاً.. قد تنا

ثر حولَه أرج الثناءِ

وذهبتِ للجنّاتِ.. تخ

ترقين آفاق البلاءِ

تستبدلين جوارنا

بجوار أصحاب الكساءِ

تستأثرين بهمْ.. وكن

تِ تؤثرين بلا جزاءِ

وحملتِ تربة كربلا

ءَ.. فصرتِ تربة كربلاءِ

أُمِّيْ! جفوتكِ في الجوا

رِ.. فصرتُ أسبح في الجفاءِ

فدعي الأمومة تتّقي

نزق البنوّة بالرجاءِ

رحماكِ في الملأ المقدّ

سِ.. لا تلفِّي للوراءِ

كنتِ عزائي عن أبي

فأُصبتُ بعدَكِ في عزائِي

وفقدتُ أصدقَ دمعةٍ

وأبرَّ حبٍّ في العطاءِ

وأرقَّ نسمةِ بسمةٍ

تهمي النجومَ علي فضائي

يا قصَّة الشفتينِ.. تع

تصرانِ قلبكِ في دعائي!

وترفرفانِ.. لعلَّ فك

رةَ لفتةٍ تغشي بكائي

لا الحبُّ.. لا التقوي.. فرا

ئِحة الأمومة في السماءِ

وتريكة الأَسماءِ خي

ر وريثةٍ للأنبياءِ

بالتضحياتِ.. بنيتِ فل

سفة الحياة علي الفداءِ

وفرضتِ نفسَكِ حجَّةً

تجتاح فلسفة العداءِ

ليس البقاء لأفضلٍ

ليس التنازع للبقاءِ

إنّ التنازع للفداءِ

وليس من أجل البقاءِ

فاللهُ يخلق بالعطا

ءِ.. وليس يخلق بالجزاءِ

وقواعد الأهراء أع

ظم من ذؤابات البناءِ

والأمَّهاتُ.. مؤسِّس

ات رؤي التبرّج في الفناءِ

والأمُّ درسٌ.. مطلقٌ..

حتّي التجرّد في العطاءِ

حتّي فناءٍ.. مطلقٍ..

عند التزاحم في البقاءِ

إيهاً.. جذورَ الشرقِ! كل

ل تحدّياتكِ في السماءِ

أُمٌّ لمبدأِ أُمَّة

وأبٌ لمبتدأِ الإباءِ

ومبادئٌ.. كالراسيا

ت تشدُّ ذرّاتِ الهباءِ

حقائق مقلوبة

أعلام تهرب من أبراجْ

وخطوط تطمس في أفواجْ

وجاه تمتصّ بقايا قلق الأوداجْ

كالقطة.. تبتلع الأمواجْ

وتغرق في أمشاجْ

ورياح تغسل حبّاتِ الأمطارْ

وبقايا رمس تلتمس الأشجارْ

وحوار الأصداءِ لإلغاءِ حوار

عدوي كصراع الأسرارْ

من مأساة رغيد في عيدْ

وقوادم أضرحةٍ تسبق أوسمة التجديدْ

وحوائِم أفئدةٍ تنفض وشم صديدْ

يتفتّت قلب حديدْ

قبضة العالم

من حزمة الدخان في المندلِ

وقفزة السمسم في المحفلِ

تمرّدت وشوشة السنبلِ

وانهزمت غطرسة الهيكلِ

في غفلة الفصل عن المفصلِ

وغفوة القُفل عن المقُفَلِ

تفاءل الفيصل للفيصلِ

وانتشر الصقل علي المقصلِ

علي مدي تحويمة المنجلِ

وغارة القول علي المقتلِ

تفجرت قافلة المقولِ

وانفرجت ضبابة المشعلِ

إلي نفايات رؤي الأشهلِ

وقبضة العالم في الخردلِ

تناور الأشباح في جحفلِ

وحاورت هيمنة المندلِ

بائع الغزال

إلي متي؟ يا بائع الغزالْ!

إلي متي؟ تلحُّ بالسؤالْ

وتقبض المجهول في المحالْ

وتزرع الحرام في الحلالْ

يا سارق الكحل من العيونْ!

كيف تصب الدم في اللحونْ؟

وتنهش البريق في السجونْ؟

وتضرب المعول في المجونْ؟

كم تفحص الفرات في دجلهْ؟

وتسلق الأرض علي نخلهْ؟

وتعصر الكوفة بالسهلهْ؟

وتكتفي بوبرة البقلهْ؟

لا تخدع السعير بالعبيرْ

لا تخلط الشعير بالبعيرْ

فانتَ في مقتبل المسيرْ

وتضرب الأمير بالأسيرْ

كم تحطب السلال في الأوالْ؟

وتنفث الدلال في النصالْ؟

وتعبد الوميض في المحالْ؟

إلي متي؟ يا بائع الغزالْ؟

لا تنتظر

جئني! تعبتُ من الفِراقِ

وسئمتُ آفاقَ النّفاقِ

وشقاقَ أروقةِ النِّفاقِ

علي كواليس الوفاقِ

وبحثتُ عنكَ من الشّدا

د السَّبعِ، للسَّبعِ الطِّباقِ

ونفضت أعماق الوري

ونبشتُ أروقة المآقي

وتلوتُ كلّ المعجما

تِ.. ومستحيلاتِ السِّياقِ

فعرفتُ أنّي لا أرا

كَ، لأنَّني محو العناقِ

جئني.. لأزرع حولك ال

جنَّاتِ بالكأس الدِّهاقِ

فإِذا أتيتَ.. نثرتُ حب

باتِ القلوبِ علي الرِّواقِ

وفرشتُ دربك بالعيو

نِ.. من الحجازَ إلي العراقِ

ونشرتُ ألف جزيرةٍ..

خضراءَ.. في صحو الوفاقِ

أنا لستُ نجماً.. محوراً..

أقصاي سيري في النِّطاقِ

وأتاكَ كلِّي.. مثلما

هو.. فاْجتذبني باْنسياقي

لا تنتظر، إن كنت لا

أجتاز تجربةَ السِّباقِ

فالبحر يمتصُّ السواقي

والبرقُ يبعث بالبُراقِ

وأراكَ تستبق البري

ق، ولست تستسقي السواقي

فكفاك بحراً في الرِّما

لِ.. كفاكَ شمساً في المحاقِ

عالم الشعر

قالَ: دعني

للتمنّي

لا تورّط صبواتي

في مطبّات الحياةِ

أنا حلم.. أكره الواقعَ

فالواقع مضني

أنا شعري

وشعوري غير فكري

فبساط الريحِ

في عالمي السحريّ يجري

طوع أمري

فتمسّك أنت بالواقعِ

واْتركني لشعري

الشعر

تلاسُنُ المدفع المغرورِ.. والقلمِ..

أقعي الصواريخ في الإخلاص للكَلمِ

من عهد آدمَ: يغوي الشعر ملحمة ال

شعوب.. حتي يصيب القاع بالقممِ

ثم: اْستقال وقد أَفني ركائزه

وأفسد الكون، والتاريخ في ذممِ

الشعر زلّتي الكبري.. فكبت بها..

وأحرقتني لهوف الحرف والرقمِ

شرٌ من القيح.. يهتاج الحكيم به

حتي يشوِّه إيجابية الحكمِ

كالسحر..والرمل..والتسخير..ما اْنتشرت

إلاّ لتطوي حضارات علي أممِ

وربَّما السرُّ: أنَّ الكون منتظم

والشِعر يوحي بكون غير منتظمِ

الشعر.. أيضاً

الشِعرُ.. دمعة طفلة خرساءِ

أو ثورة يبست علي الشهداءِ

ودم ترقرق في الملاحمِ.. فكرةً

تطوي القرون بنبضة الإيماءِ

وحرارة الأيمان تبعث في المدي

وهجاً.. وتبرد غلة الرمضاءِ

ويفجر الجسم الكثيف.. ويطلق ال

فكر الشفيف لعالم الأسماءِ

فالشِعر..يروي في العجائز فكرة ال

ماضي.. ويفلق جنَّة الظلماءِ

أما: تصابي المومياء.. وغمزة ال

شمطاء.. فَهْيَ جنازة الشعراءِ

لحظة

أغانيّ.. لا تُنشدُ

وفكريَ.. لا يرصدُ

وقلبيَ.. قمقمةٌ تنف

ث الفضاء ولا تنفدُ

وحولي المواويل أر

شيفُ منتجعٍ.. أسودُ

وهذي العوالم في

خلايا المدي أبجدُ

وكلّ المدي.. لحظةٌ

يشنّجها السرمدُ

كلُّ مِن رؤاه

أَوَ تدري؟ أين يأوي البائسونْ؟

أَوَ تدري؟ أين يهوي الظالمونْ؟

كلّما أعلم: أنّ الكون عدلُ!

كلّما أعلم: أنّ الحكم فصلُ!

غير أنّ الفكر يغفو.. ويثورْ..

غير أنّ الأرض تنمو.. وتدورْ..

ثم: يجري كل شيء لمداهْ

فإذا الكلُّ سليل من رؤاهْ

أمام السيل

لم تكن قافلةُ الرملِ.. مريعهْ

فالصخور القمميّاتُ.. صريعهْ

وعلي التيّارِ: تصتكُّ رؤوسٌ

برؤوسٍ.. ثمّ: تنساق سريعهْ

وكأنّ الكون في تفجيره العا

لم يستغفر من خلق الطبيعهْ

ها هنا: صرت جباناً.. وتراجع

تُ.. فجاءتني المواويل مطيعهْ

لفتة

يا غابةَ الأقحوانْ!

يا عنسةَ السنديانْ!

صبِّي الوني في الأناةْ

وَحرّري الأرجوانْ

واْستنشقي لفتةً

تمرّدت في العنانْ

فالطيب لا يرعوي

عن غيِّه في القنانْ

باعث الجيلين

يا باعث الجيلين! إنّك رائدُ

حر.. ستكشفك القرون فتخلدُ

وستجتليك منارة.. وهّاجة..

تتموّج الأَجواء فيك فتنفدُ

الفراق والوفاق

ضاقتْ بإلحاح العناقْ

فتوتّرت مثل النفاقْ

دعها تقول.. فقولها

عند الهوي عذب المذاقْ

فالحبّ مبعثه الفراق

وقبره طبق الوفاقْ

ليتني

ليتني لم أتخلَّق في جسدْ

ليتني لم أتورَّط في كبَدْ

ليتني لم أتعرّف من (أنا)

ليتني لم أتميّز من (أحدْ)

من …

من أولي العزمِ.. إلي عزم الأصولْ

والنفوس الخمسِ.. والعشر العقولْ

ومن القطبينِ.. والستّ الجهاتْ..

ورياح أربع بين الفصولْ

حمزة بن عبد المطلب

خشع الكبر في فضاءِ ردائهْ

أيّها السيفُ! لا تنم في فنائهْ

كرمٌ.. لو تحرّك القطر منهُ

غرق البحر في مدي فيضانهْ

صدأ..

صَدَأ الجحافل في الخمائل أوهنتْ

عزمَ القوافلِ.. في مهبِّ ربيعِ

خطرت علي غسق الحجون خواطرٌ..

عشواءَ.. لم تنبض بغير هزيعِ

والساريات من الجذور تيبَّستْ

في البحرِ.. حتي أولعت بنقيعِ

تلك الحوائم: كم تقلَّص ظلّها

سغباً.. وكم أوهي علي مقطوعِ؟

باقة زهور

يقول المنسِّق:

وكان الإمام الشهيد يسجّل أحياناً خواطره الشعرية القصيرة علي الورق هنا.. وهناك..، وهذه الباقة مجموعة منها:

روح حسَّان

يعيش حسّان في شعري.. وفي قلمي..

فهل يعيش بجسمي روح حسّانِ؟

تكبيرة الشهيد

فمداد الأقلام نظماً.. ونثراً..

لا يساوي تكبيرةً من شهيدِ

الرجم الأقدم

رجمتُ إبليسَ في روحي.. ووجداني..

من قبل أن أرميَ الجمْراتِ بالحجرِ

غسل الخطايا

غسلتُ خطايايَ في زمزمِ

وعذتُ بربِّ الوري الأكرمِ

إخفاق الحبِّ المراهق

وتكسّر الحبّ المراهقُ..

في مطبّات العيونْ

كتكسّر القلب الحزينْ

السكوت الثوري

أسكت.. فمالَكَ في الكلام نصيبُ

واْرحم حبيبك، فالحبيب صليبُ

نكبات الإنسان

نكبة الإنسان في النفسِ.. وفي

جاذبيّات زمانٍ ومكانْ

ديناميكية الزمان

فتلك فضائل الأيام.. تتري

وتلك جحافل الأعوامِ.. تسري

الوصيّ المنصوص عليه

قال طاها: من كنتُ مولاهُ حقّاً

فعليٌّ.. مولاهُ حقّ اليقينِ

علاقة الأرض بالسماء

وتوسّلت خفقاتُ روحي.. كي تبدِّد شقوتي

ورفعتُ رأسيَ للسماءِ.. لكي أعمِّقَ شكوتي

المعذِّبون والمعذَّبون

فصباح المعذِّبينَ.. مساءُ

ومساء المعذَّبين.. صباحُ

موت المؤمن

لا تبكني.. فالموت بدء حياتي

وغداً.. سأُولد عند فجر مماتي

مناجاة قصيرة

وأنا المسيءُ.. وقد عهدتك سيّدي!

تعفو.. وتصفحُ عن عُبيدٍ جاني

طريق الثورة

سدّوا الينبوع بأجساد الشهداءْ

واْجرواْ إلي قبّعة الجنرالْ

مأساة البترول

فغدت عيون الزيت تطرف نحوهُ

وعلي أنابيب الضلوع توسّدُ

التربية الإسلامية

وأمهّد الأبناء في الآباءِ

وأجدّد الآباء في الأبناءِ

النجدان

سنن الأمانة كالخيانةِ

والخيانة كالسننْ

روح العمل

لا تقاس الأعمال بالكمِّ.. والحجمِ..

ولكن: تقاس بالنيّاتِ

الهموم الحقيرة

لا تحاول غرقي بقطرة دمعٍ

في دمي ألف دجلةٍ.. وفراتِ..

من قصائد الشهيد

1. النصير الأول للإسلام 1379ه

2. بطل الإسلام الخالد 1380ه

3. موقف الإسلام الفاصل 1383ه

4. ميلاد القيادة الاسلامية.

5. ميلاد القرآن وثورة الإسلام.

6. جذور الشرق. طبع 1405ه 1985م مؤسسة الوفاء

7. قلت اعمل. طبع 1405ه 1985م مؤسسة الوفاء

8. منابع الكلمة. طبع 1405ه 1985م مؤسسة الوفاء

9. أنا عندي. طبع 1405ه 1985م مؤسسة الوفاء

10. رسالة الصاروخ. طبع 1405ه 1985م مؤسسة الوفاء

11. طغاة العراق. طبع في ايران

12. قصة البدء. طبع 1419ه 1999م مركز الرسول الأعظم (ص) للتحقيق والنشر.

13. أنا وانت. طبع 1419ه 1999م مركز الرسول الأعظم (ص) للتحقيق والنشر

14. أنت المظفر. طبع 1419ه 1999م مركز الرسول الأعظم (ص) للتحقيق والنشر

15. يا طموحي. مركز الرسول الأعظم (ص) للتحقيق والنشر

16. شعاع من الكعبة. مركز الرسول الأعظم (ص) للتحقيق والنشر

17. تفجّر البراكين. مركز الرسول الأعظم (ص) للتحقيق والنشر

18. رعشات مذعورة. مركز الرسول الأعظم (ص) للتحقيق والنشر

19. أين الانسان. مركز الرسول الأعظم (ص) للتحقيق والنشر

20. نحن والقراصنة. مركز الرسول الأعظم (ص) للتحقيق والنشر

21. مناجاة. مركز الرسول الأعظم (ص) للتحقيق والنشر

22. و…

وستصدر هذه المجموعة في ديوان واحد تحت عنوان (ديوان الشهيد الشيرازي) ان شاء الله تعالي.

[رجوع للقائمة]

پي نوشتها

- طبعت هذه القصائد منفردة، كما طبعت منضمة في كتاب (مواقف بطولية).

- القيت بمناسبة عيد الغدير عام 1383ه في المهرجان الكبير الذي أقامته المدرسة الوطنية الجعفرية بالكويت. مطلعها:

قرآن فضلك كله آلاء فالحمد ما يتلو لك الشعراء

راجع كتاب (حضارة في رجل) ص178

- القيت في الكويت بمناسبة المولد النبوي الشريف في السبعينات الميلادية، مطلعها:

نادي فما برح الخلود يردد والارض تصغي والسماء تؤيد

حضارة في رجل: ص185.

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.