كلمة الإمام الرضا (عليه السّلام)

اشارة

آية الله الشهيد السيد حسن الشيرازي (قدّس سره)

مركز الرسول الأعظم (صلي الله عليه وآله) للتحقيق والنشر بيروت - لبنان

مقدمة الناشر

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله حمداً ? نهاية لأمده..

أحمده واستر شده واستهديه.. هداية يعصمنا بها من أن نزيغ ولو طرفة عين أو جرة قلم أو نفسة هوي..

وأصلي وأسلم علي أشرف الخلق أجمعين محمّد المختار.. وعلي آله الأطهار الأبرار الأخيار..

وهذه مقدمة موجزة ل - كلمة الإمام الرضا (عليه السّلام) - لمؤلفه سماحة الإمام الشهيد السعيد السيد حسن الشيرازي (قدس سره).

ولابد للتقديم إلا أن يعرف الكتاب والكاتب.. لذلك كانت المقدمة بثلاثة عناوين تشكل ثلاثة محاور..

1- (الكلمة): وتتضمن تعريفاً للكلمة وللموسوعة الشيرازية (الكلمة).

2- (جامع الكلمة): وتتضمن تعريفاً موجزاً لسماحة السيد المؤلف (رحمه الله).

3- (صاحب الكلمة): وهو الإمام الثامن علي بن موسي الرضا (عليه السّلام) وتتناول بشكل موجز حياته الشريفة وجهاده العظيم … وعصره العصيب..

1 الكلمة

الكلمة: هي مجموعة من الأحرف تعطي معني.. إما مقترناً بزمن فتكون فعلاً، أو غير مقترنة فتكون اسماً.. وإما تكون رابطة وهي الحرف..

ولكن هذا فهم ساذج وبسيط بساطة السماء لطفل يرنو إليها.. إلا أن حقيقتها معقدة جداً بالنسبة للعلماء الذين يتطلعون إليها فيقولون: (ربنا ما خلقت هذا بطلاً سبحانك فقنا عذاب النار).

وقد تسأل أين.. وكيف.. الفهم العلمي والأقرب لحقيقة (الكلمة)..؟

إن هذه اللفظة (كلمة) وردت في كتاب الله عزوجل بمختلف الصيغ والاستقاقات حتي بلغ عددها 75 صيغة..

فلفظة (كلمة) أخذت لوحدها 22 مرة.. و(الكلمة) أربع، و(كلمات) ثلاث، و(لكلمات) ثلاث، و(بكلماته) ثلاث، و(كلام) ثلاث، و(كلم) ثلاث، و(الكلم) أربع و.. بالإضافة إلي سائر الاشتقاقات.

والكلمة في كتاب الله الحكيم ? تعطي المعاني المجردة أو الأسماء للماديات فقط.. بل المتتبع لها والباحث المدقق تدهشه المواقع والمعاني التي يمكن أن تراد بها.. وربما أعجزته طويلاً.. وهي بالحقيقية باب من أبواب الإعجاز الإلهي في القرآن الكريم.. الذي يعني المعجزة كلها في كله..

وللتعامل مع

(الكلمات) في كلمات الله فن خاص، وذوق خاص، وأسلوب خاص.. يعجز غير المولي - عزّ عزّه - أن يتعامل معها بهذا الشكل..

وقد لوّح القرآن الحكيم بشخصيات من الأنبياء والأوصياء، كانوا يتعاملون مع الكلمات.. فمثلاً.. قال عزوجل: (إن الله يبشرك بيحيي مصدقاً بكلمة من الله).

وقال تعالي: (فتلقي آدم من ربه كلمات).

وقال سبحانه: (وصدقت بكلمات ربها).

وقال تعالي: و(إذا بتلي إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن.. قال: إني جاعلك للناس إماما).

إذا (الكلمة) ذات طاقة هائلة غير منظورة يمكن أن تتصرف في الكون بشكل عجيب وغريب وقد يكون الإعجاز عملا من أعمالها في هذا الوجود..

والذين يتعاملون مع (الكلمات) هم أصحاب المعاجز من أنبياء ورسل وأئمة (عليهم السلام) فتجري المعاجز علي أيديهم ليقيموا الحجة علي أقوامهم ومجتمعاتهم..

هذه هي (الكلمة)..

أما هذه الكلمة.. (كلمة الإمام الرضا (عليه السّلام)) فإنها جامعة للأحاديث والروايات النورانية التي تحدث بها ذاك الإمام العظيم المعجزة حقا..

وكما هو معروف - لديالمتتبعين - أن موسوعة (الكلمة) هي من وحي فكر موسوعي حي.. ربما انطلقت بعض أشعتها من غياهب الظلام في سجون الظالمين.. التي سجن فيها سماحته الإمام المؤلف (رحمه الله).

وهي بالحقيقة ضرورة حضارية استراتيجية.. لأن أصحابها الأئمة (عليهم السلام) هم ضمير الوجود.. وسر الحياة.. والنور المتألق أبدا منذ أربعة عشر قرنا وإلي الأبد بإذن الله تعالي.

وكلامهم نور … والنور - كما أصبح معلوما - أنه إذا جمع وركز في العدسات فإنه يتحول إلي طاقة هائلة جدا.. وفي الكلمة تركيز لهذا النور..

وإذا مرّر (النور) في المواشير.. فإنه يعطي تلوناً وبهاءً وجمالاً يعرفه الأدباء والفنانون والذواقون.. وفي الكلمة تلون وجمال ? يخفي..

وإذا ترك (النور) علي سجيته فإنه يعطي الوجود.. ولكل حاجته من الضياء والحيوية، والدفء والحب والنماء، كما الشمس أو أجمل، وفي الكلمة

ضياء وحيوية ? ينكرها إلا الجاحدون..

هكذا تكون كلمات المعصومين الأربع عشرة (عليهم السلام).. وكلمة الإسلام وكلمة الله هي العليا.. وكلمة الأنبياء والعلماء والسيدة زينب.. كلها لها ما للنور عند التركيز.. أو البسط والنشر.. فكل يأخذ منها حسب حاجته ? حسب طاقتها.. لأن طاقتها تفوق الخيال.. وتحير الألباب والعقول..

ففضل كلام الله علي سائر الكلام.. كفضله علي سائر الأنام..

وكذلك فضل كلمات الأئمة (عليهم السلام).. كفضلهم علي هذه الأمة.. وكما قالوا: كلام الإمام إمام الكلام.

2 جامع الكلمة

قام بهذا الجهد المبارك.. علم من الأعلام، وسيد من السادة الكرام الذي يرجع نسبه إلي سيد الأنام محمّد (صلي الله عليه وآله).

الاسم: السيد حسن الحسيني الشيرازي (قدس الله روحه الزكية).

الأب: أية الله العظمي السيد ميرزا مهدي الحسيني الشيرازي (قدس الله سره).

الأم: سيدة عظيمة من بيت كله عظماء.. ولولا ذلك لما أنجبت هؤلاء الكوكبة المباركة من عظماء الإنسانية في هذا العصر.

الولادة: في روابي أمير المؤمنين الإمام علي (عليه السّلام) وحول حرمه الشريف في النجف الأشرف.. كانت ولادته عام 1354 ه، في بيت يملؤه العلم.. ويحوطه الحلم.. وتتفجر منه الأخلاق والفضيلة.. في أسرة أخذت بزمام المرجعية الشيعية ما يقارب من قرن ونصف.

نعم.. كما الينابيع في الربيع تتفجر.. كما الشمس تعطي الدفء والغذاء.. كما البدر ينشر نوره والضياء دون عناء.. كما الروح ترفرف في السماء.. وكما الرحمة تنزل من السماء إلي الأكوان والخلائق جميعاً دون أي استحقاق..

هكذا ولد ذاك المولود المبارك.. ذاك العملاق الذي تطاول بذكره فوق الزمن.. وبفكره فوق الأزمان.. فكان بحق أمة بذاته..

فما سمعت باسمه ولا رأيت صورة له.. إلا وأخذني العجب العجاب.. وغاص بي الفكر إلي عمق الزمن.. وارتفع إلي ذري الأيام.. وقلت: يا ليتهم تركوه لنا..

ويا ليتهم تركوه لنا..

أقف أمام صورته.. تأخذني

ابتسامته التي تتدفق بالحب.. وأسرح في عينيه لأقرأ قصص التاريخ المظلم.. وقصص المظلومين أبداً.. من الأنبياء والأوصياء والشهداء والصالحين.. فالحزن بادٍ في عينيه الواسعتان سعة الأفق.. الجميلتان جمال البهاء والضياء..

أقرأ في قسمات وجهه الحزن الرسالي.. والهمّ الكوني.. لأنه كان يتطلع الكون ? للأمة فقط.. وللإنسانية كلها ? للمسلمين.. فهو رجل بحجم الإنسانية ? بصغر الإنسان.. وهكذا يكون - او يجب أن يكون - المسلم والمؤمن الرسالي.. وليتهم تركوا ذاك الرسالي لنا..

وأتطلع إلي عمته السوداء تعلو جبينه الوضّاء.. فأقرأ سرّ الوجود.. وأقف بخشوع وخضوع أمام عظمة واهب الوجود سبحانه وتعالي، وأفكر بما حوته هذه العمامة من عقل جبار.. وإنسانية شاملة.. وفكر نادر.. وعلم موسوعي..

فإنها واسعة وسع الكون.. سوداء سواد الليل.. لولا أن يجلوها نور جبهته اللامع.. وبريق عينيه الحزينتين.. فيشغلك النور والبريق عن السواد الحالك.. فتسرح في جمال الليل تخترقه أنوار البدر وتلتمع به نجوم السماء..

وأتطلع إلي جبهته الشريفة.. فتأخذني أنوار طلعته البهية.. لأسرح في بحر من الضياء.. لأن نوره كان بهياً لامعاً.. لم يستطع الطغاة والجبابرة أن ينظروا إليه.. فسعوا - وبئس ما سعوا إليه - إلي إطفاء ذلك النور وأخيراً أطفئوه..

ولكن نور الله يأبي أن ينطفئ.. ويا ليتهم مسخوا وشلوا قبل أن يقتلوه..

أقول: البحر.. بل هو أعظم..

لأن البحر مياه ورمال وحيوانات.. وفيه ما فيه من بقايا سامة ونفايات، وهو واسع وكبير ومترام الأطراف وبعيد السواحل إلا أنه محدود..

أما الإمام الشهيد فهو بحور من العلم والعمل والأخلاق..

والعلم ليس فيه ما يشين.. بل كل ما فيه خير ونور لأنه من علم الله..

والعمل هو أساس الحضارة الإنسانية علي مر الدهور..

والأخلاق هو سر الإنسانية ومخزون تقدمها ومقياس ازدهارها..

والإمام الشهيد.. هبّ بالعلم والعمل والأخلاق ليبني حضارة الكون بقدر ما

يمكنه.. ولكن لم يتركوا له الفرصة.. ولو سنحوها له لرأينا منه العجب..

والإمام الشهيد.. كان قمة في الفضائل بعيد المنال، لأنه استقي من بحر الجواد والفضل من آبائه الكرام الذين توارثوا كابراً عن كابر.. إلي أن يصلوا إلي أسها ومعدنها في رسول الإنسانية محمّد بن عبد الله (صلي الله عليه وآله) الذي أدبه ربه فأحسن تأديبه..

وهو الذي قال: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق).

وكفاه قول المولي عزوجل: (وإنك لعلي خلق عظيم).

فأخلاق الشهيد السيد حسن الشيرازي.. شعاع من تلك الشمس الضاحية..

وسمعت.. وكم سمعت عن أخلاقه.. وفضائله.. وحسن شمائله..

حقاً إنه حسن.. فاسم علي مسمي.. وسيد وتحق له السيادة..

أما علم سماحة الإمام الشهيد.. فهو أكبر وأجل وأعلي من أن نقيمه نحن لأن أمثاله من العلماء الأعلام يقيمهم من هم أعلم وأعظم منهم أولا أقل أمثالهم.. إلا إنني يمكن أن أقول عنه: موسوعة متكاملة من جميع أطرافها..

ففي الفقه: فهو عالم مجتهد وبلغ الاجتهاد منذ نعومة أظفاره..

وفي الأدب: فهو الأديب اللامع.. والمثقف الجامع لكل نواحي الأدب المعاصر.. شعراً ونثراًُ.. كتابةً ونقداً.. تنظيراً وتوجيهاً وتعليماً.. وله دواوين من أنواع الشعر الحر الحديث.. والملتزم العمودي القديم.. وكلاهما عنده آية من الجمال..

وله كتب: (الأدب الموجه)، (العمل الأدبي)، (التوجيه الديني) وغيرها من الأعمال الأدبية التي تمتاز بحسن العبارة.. ورشاقة الكلمة.. وتوجيه الفكرة.. وإسلامية الطرح.. ورسالية العمل الأدبي ككل..

وفي مجال التفسير فله تجربة رائعة بخواطره عن القرآن الكريم والتي جمعت فيما بعد بثلاثة مجلدات ضخمة.. وكم كان هذا العمل جيداً ومفيداً وفريداً لو تم..

وفي الاقتصاد كذلك.. فله حظ وافر من التنظير والتوجيه الاقتصادي لهذه الأمة وذلك بكتابه: (الاقتصاد الإسلامي).

أما الولاء والولائيات.. فكانت تنبض مع قلبه الكبير حين ينبض ليضخ الدم المبارك في عروقه الشريفة.. وكذلك كان يضخ

الولاء والحب لأهل البيت الأطهار (عليهم السلام) فيطفو ذلك علي وجهه بشراً وسحراً أخاذاً.. وعلي لسانه العذب شعراً ونثراً جميلاً.. يمدح الأئمة والرسول (صلوات الله عليهم أجمعين) ولا سيما أمير النحل وزوجته المطهرة البتول (عليهما السلام)..

فكان له - نتيجة ذلك العلم الغزير والتتبع الدقيق والحب الكبير - (موسوعة الكلمة) والتي تضم ما يقارب 20 كلمة مباركة..

وربما كان يفكر السيد الشهيد (عليه الرحمة والرضوان) بكلمات أخري يختزنها في فكره الموسوعي.. وقلبه الواسع وسع الحياة.. وضميره الحي حياة الرسالة الإسلامية الخالدة..

وهذا الكتاب هو (كلمة) من تلك (الكلمات) أو قل هو حرف من حروف تلك (الكلمة الجامعة).. جمع فيه ما جاد به الزمان وحفظه التاريخ من أقوال وأحاديث الإمام الثامن من أئمة أهل البيت (عليهم السلام) الإمام أبو الحسن علي بن موسي الرضا.. عليه وعلي آبائه وأبنائه الأطهار آلاف التحية والثناء..

وعلي (جامع الكلمة) الإمام الشهيد السيد حسن الشيرازي (رحمه الله) ذاك البطل الذي قضي كل حياته في سبيل الله والحق.. والشرف والكرامة.. حتي ضرجوه في دمه الزكي وأفرغوا عشرات الطلقات في جميع أعضاء جسده الطاهر.. من الرأس حتي أخمص القدمين.. علي تراب لبنان الصامد بتاريخ 16 جمادي الثانية 1400 ه مساء الجمعة في حوالي الساعة السادسة الموافق ل 2/5/1980 م.

تلك الطلقات قد انطلفت من قلوبهم حقداً وحسداً وبغياً وظلماً وتعنتاً وتجبراً وتكبراً، وكفراً وضلالاً.. قبل أن تنطلق من فوهات بنادقهم ورشاشاتهم اللعينة.. لتستقر وتخرق ذاك الجسد الفاني لذاك العملاق الباقي بقاء الإنسانية..

يبقي يقض مضاجعهم ويدك عروشهم ثائراً.. وعالماً أدبياً وهادياً.. وشهيداً مظلوماً وشاهداً.. يشهد عليهم وعلي أعمالهم الخبيثة.. وعلي الأمة وخنوعها لهم ولأذنابهم وأمثالهم.. وعلي الإنسانية وانسحاقها تحت أقدام الطغاة الجبارين في عصر تضج فيه وتعج الأبواق بحقوق

الإنسان.. فهو شاهد علي هذا العصر..

وليكون شعلة وضاءة تنير دروب العزةوالكرامة لمن أراد النجاة والسلامة.. وناراً حارقة تلهب ظهور الظلمة وأعوان الظالمين.. إلي أن يقوم داعي الحق.. وساحق الظلم والطغيان.. وناشر العدل والإحسان.. والحب والسلام في جميع أنحاء هذه الكرة الترابية: الإمام الخالد صاحب العصر والزمان الحجة بن الحسن (عليه السلام وعجل الله تعالي فرجه الشريف).. وجعلنا من جنده الأوفياء.. ومن المستشهدين بين يديه إنه سميع مجيب الدعاء..

لم نطل الحديث عن السيد الشهيد.. فاسمه يدل علي سمته، ونعته يدل علي علو همته في كل المجالات.. علماً.. عملاً..

علماً وقد تناولنا شعاعاً من أنواره ولمعاً من أفكاره وأشرنا إليها إشارة.

وعملاً.. فمشاريعه تشهد علي عظمة إنجازاته التي تنوعت وتناثرت في أكثر من بلد وأكثر من قارة.. وجميعها ما زالت منائر تبث العلم والقرآن والأدب والدعاء.. والفقه والحديث.. وتربي الأجيال علي فضائل ومحاسن الإسلام الحنيف..

من كربلاء العراق.. إلي دمشق الشام وساحله.. إلي بيروت لبنان.. إلي أفريقيا ودولها.. وإلي أكثر من موقع وأكثر من مشروع في كل مكان كان يحل فيه.. فإن وجوده كان بركة.. وجهاده كان موفقاً.. لذلك كان شهيداً..

فللشهيد مكانة ? يبلغها إلا بالشهادة.. وكلمة الإمام الحسين (عليه السّلام) تشهد بذلك.. وعظيم الإنسانية محمّد بن عبد الله (صلي الله عليه وآله).. قبلاً قال: (فوق كل برٍّ برٌّ حتي يقتل الرجل في سبيل الله فليس بعد ذاك البر بر..).

فسلام علي روحك الطاهرة سيدي.. التي ما زلنا نحس بها حتي الآن.. وكأنها ترفرف فوق رؤسنا في عليين..

وسلام علي جسك الطاهر سيدي.. الذي اخترقته رصاصات الغدر والكفر.. فافتقدناك بيننا.. وجمعنا الله بك تحت مستقر رحمته..

عفوك سيدي.. أيها الشهيد.

عفوك أيها السيد الجليل..

يا حسن الشمائل والفضائل..

أيها العالم.. العامل..

أيها المجاهد المناضل..

يا عظيم.. ما أقلّ

أمثالك في هذه الأمة اليوم.. بل ما أندرهم..

يارائداً.. ما أراد إلا أن تعمّ الرسالة وتكون كلمة الله هي العليا..

ياذائداً.. ذاد عن حمي الإسلام ما استطاع حتي سقط شهيداً..

يارافعاً.. رفع راية الحق فوق الروابي..

.. ورفع راية القلم كسنان من نار في وجه كل ظالم.

ورفع راية الجهاد.. حتي.. ? يبقي علي الأرض استعباد..

يا وليداً.. أين ولدت؟

يا فتياً.. اين درجت؟

يا طالباً.. أين تعلمت؟

يا مهاجراً.. ماذا تركت؟ ماذا أخذت؟ وأين توجهت؟

ياثائراً.. ماذا فعلت؟

يا مجاهداً.. لماذا قُتلت؟ ولماذا استشهدت؟

يا شهيداً.. أين قُتلت؟ وأين دفنت؟

يا أديباً.. أين القرطاس والقلم يشهد؟

يا شاعراً.. أين المنابر والمحاجر والحناجر تشهد؟

يافقيهاً.. أين العمائم سوداء وبيضاء تشهد؟

آه.. سيدي..

أيها الشيهد السعيد.. ما أرفعتك وأعلاك وأقربك..

نعم سيدي.. أنت عظيم ما اعظمك، (والعظمة تلامس طيب النفس)، ما أطيب نفسك.. وما أعمق سرك.. وما أعلي فكرك أيها العبقري..

إنك عبقرية نادرة.. (وكما تنبت الأزهار الجميلة الطيبة.. كذلك تنبت العبقريات..)، نعم.. كالنرجس وشقائق النعمان.. كالفل ينبت علي أكتاف الغدران.. وروابي الجبال الخضراء دون تكلف أو تصرف إلا من الديان..

تنشر في الوجود عبيرها دون طلب أو امتنان.. ولكن ندعوك لتسبّح خالق الأكوان..

نعم.. هكذا العبقريات تنبت..

وهكذا العظمة تكون.. (فالعظيم ? يفكر في مكان قبره)، ولكن يفكر في مصير رسالته.. وتحقيق أهدافه، وتوحيد كلمة أمته.. تحت راية (? إله إلا الله.. محمّد رسول الله (صلي الله عليه وآله).. وعلي ولي الله).

هكذا كان السيد الشهيد حسن الشيرازي (رحمه الله)..

كان عبقرياً فريداً..

كان رسالياً مؤمناً..

كان شخصاً أمةً..

كان شهيداً.. شاهداً..

3 صاحل الكلمة

ما أجمل أن تنتقل في الربيع بين الحقول الخضراء.. حيث تأخذك المناظر المبهجة بتنوعها وتلونها الأخاذ.. الذي يعجز أي فنان عن تصورها.. فأني لهم ومادتهم - الفنانين - كلهم من الطبيعة.. ومادتها - الطبيعة - من الله عز وجل فأني

لهذا من تلك.

فتأخذك الخضرة.. ويسكرك عبق الزهور بتنوعه.. ويعجبك زقزقة العصافير الربيعية بأناشيدها الكونية.. وتزعزع أسماعك سقسقات الينابيع الصغيرة.. وتشفيك تلك النسيمات العليلة.. وتدفئك أشعة الشمس الناعمة وتسحرك زرقة السماء الصافية.. فلا تملك من نفسك شيء إلا أن تقول سبحان ربي الأعلي وبحمده.. سبحان الله..

هذا بالنسبة الي بعض الجمال الطبيعي.. أما إذا ذهبت إلي تاريخ الأئمة الأطهار (عليهم السلام) وسيرتهم العطرة.. فتأخذك الأنوار من كل جانب وتقف متحيرا متسائلا.. هل هؤلاء بشر مثلنا.. أو ملائكة مكرمون..؟ أو..

فأئمتنا (عليهم السلام).. هم منبع النور للكون.. ونورهم من نور الله.. وهم أصل الفضائل، وفضائل العالمين من فاضل فضلهم.. وأساس الأخلاق في منازلهم.. تعلم الأجيال الأخلاق الحسنة، فهم أخذوا أخلاقهم ممن كان خلقه القرآن.. وأما علمهم.. فهم أصحاب الولاية.. وعلمهم رباني، وكان من ذلك إرثا مباركا من جدهم رسول الله (صلي الله عليه وآله) ومنه ما كان إلهاما ونقرا في الأسماع.. أو غيرها من أساليب العلم الإلهي المذكور في المفصلات، وهذه حالهم جميعا ? واحدا منهم (عليهم السلام) فأيا من تلك الكوكبة الدرية ذهبت إليه وجدته قمة في جميع مناحي ونواحي الخير والفضائل.. من الأخلاق والعلم والتقي والزهد والكرم والشجاعة.. وبقية مصطلحات الخير في قاموس الوجود الكوني.

ونقف الآن أمام التاريخ الرضوي المشرّف.. أمام الولاية والسياسة.. أمام الدين والدنيا الصالح.. أمام الطيب والحب والحق.. أمام العلم الإلهي والرحمة الواسعة أمام الإمام علي بن موسي الرضا (عليه السّلام) …

الميلاد الميمون

ولد الإمام علي بن موسي الرضا (عليه السّلام) في المدينة المنورة إلي جوار جدّه رسول الله (صلي الله عليه وآله) عام (148 ه).

جدّه: هو الذي ملأ الدين والدنيا وشغل الأنام إلي اليوم والي قيام القائم من أبنائه الكرام (عليهم السلام) الإمام جعفر

الصادق أكرم به وأنعم..

أبوه: هو الكاظم المظلوم الذي قضي أكثر من أربعة عشر عاماً في السجون العباسية المظلمة.. موسي الكاظم (عليه السّلام).

أما أمّه: فقد ذكر الشيخ المفيد (قدس سرّه) قصة (تكتم) والدة الإمام الرضا (عليه السّلام) في إرشاده قائلاً:

عن هشام بن أحمد قال: قال لي أبو الحسن الأول (عليه السّلام): هل علمت أحداً من أصل المغرب قَدِمْ..؟ قلت: ?..

قال (عليه السّلام): بلي قد قدم رجل من أهل المغرب المدينة.. فانطلق بنا فركب وركبت معه.. حتي انتهينا إلي الرجل.. فإذا رجل من أصل المغرب ومعه رقيق.. فقلت له: أعرض علينا.. فعرض علينا سبع جواري وكل ذلك يقول أبو الحسن (عليه السّلام): ? حاجة لي فيها.. ثم قال: أعرض علينا. فقال: ما عندي إلاّ جارية مريضة.. فقال (عليه السّلام): ما عليك أن تعرضها.. فأبي عليه وانصرف.. ثم أرسلني من الغد فقال لي: قل له كم كان غايتك فيها فإذا قال لك كذا وكذا، فقل له قد أخذتها. فأتيته فقال: ما كنت أريد أن أنقصها من كذا وكذا. فقلت: قد أخذتها.. قال: هي لك.. ولكن أخبرني من الرجل الذي كان معك بالأمس؟

فقلت: رجل من بني هاشم.. قال: من أي بني هاشم؟.

فقلت: ما عندي أكثر من هذا.. فقال: أخبرك أني لما اشتريتها من أقصي المغرب فلقيتني امرأة من أهل الكتاب: فقالت: ماهذه الوصيفة معك؟ قلت: اشتريتها لنفسي.. فقالت: ما ينبغي أن تكون هذه عند مثلك.. إن هذه الجارية ينبغي أن تكون عند خير أهل الأرض فلا تلبث عنده إلاّ قليلاً حتي تلد غلاماً له لم يولد بشرق الأرض ولا غربها مثله.

وذكر بعض المؤرخين والرواة أن السيدة حميدة المصفاة. أم الإمام موسي الكاظم (عليه السّلام)، كانت عظيمة وخبيرة بالجواري والنساء،

فاشترت جارية ولدت في البلاد العربية ونشأت بها.. وحين أخبرتها ببعض الأمور وجدتها من أفضل النساء ديناً ودنيا.. فاختارتها لولدها الإمام موسي الكاظم (عليه السّلام) قائلةً له: يا بني إنّ تكتم جارية ما رأيت جارية - قط - أفضل منها.. وليست أشك أن الله تعالي سيظهر نسلها - إن كان لها نسل - وقد وهبتها لك فاستوص بها خيراً.

فكانت (عليها السلام) نعمت الجارية.. وكما وصفتها سيدتها (حميدة المصفاة) علماً وأدباً وخلقاً.. وكان لها العديد من الأسماء وهذه عادة الجواري بين القبائل قديماً فكلّ سيد يطلق عليها اسما يراه مناسباً لها.. ومن أسمائها: (نجمة) و(أروي) و(سكن)، و(سمان)، و(شقراء النوبية) و(الطاهرة).. إلاّ أن اسم - تكتم. هو أشهرها. وكذلك (الطاهرة) بحيث أطلقه عليها الإمام الكاظم (عليه السّلام) بعد ولادتها للإمام الرضا (عليه السّلام).

وكانت ولادته المباركة في يوم الخميس 11 ذي القعدة، وقيل ذي الحجة، سنة (148 ه). وهو نفس العام الذي استشهد فيه جدّه العظيم الإمام جعفر بن محمّد الصادق (عليهم السلام) وقيل غير هذا التاريخ إلا أنّ هذا هو المشهور..

أما في أحوال حمله وولادته (عليه السّلام) فقد حدّثت أمه المباركة (تكتم) قائلة:

لما حملت بابني علي لم أشعر بثقل الحمل، وكنت أسمع منه تسبيحاً وتهليلاً وتمجيداً وهو في بطني، ولما وضعته وقع علي الأرض واضعاً يده رافعاً رأسه إلي السماء يحرك شفتيه كأنه يتكلم.. فدخل إليّ أبوه موسي بن جعفر (عليهما السلام) فقال: هنيئاً لك يا نجمة كرامة ربك.. فناولته إياه في خرقة بيضاء فأذّن في أذنه اليمني وأقام في اليسري.. ودعا بماء الفرات فحنكه به ثم ردّه إليّ وقال: خذيه فإنه بقية الله تعالي في أرضه. فتبرّك البيت الكاظمي بهذا المولود الجديد المبارك.

وكان سلام الله عليه

تام الخلقة سميناً وضاءاً وجهه كالبدر في كبد السماء …

فسمّاه أبوه موسي الكاظم (عليه السّلام) ب (علي) ولقّبه ب (الرضا) وكناه ب (أبي الحسن) بعد ولادته مباشرة، عليهما من الله السلام والتحية.

النشأة الطيبة

في مهبط الوحي ومنازل الآيات.. في تلك المنازل التي أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه.. ويسبح لله فيها بالغدوّ والآصال.. الرجال الذين ? تلهيهم عن ذكر الله لابيع ولا تجارة ولا أي شيء في الحياة الدنيا.

فذكر الله واقام الصلاة وإيتاء الزكاة هو دائم وكأنه نبع ? ينضب من تلك البيوت المباركة.. بيوت آل البيت الأطهار الذين أراد الله تعالي لهم أن يكونوا قدوة البشرية في الكمال وأسوة لهم في الأعمال.. وذلك بجعل من الله وحصر كذلك.. فقال عز من قائل: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً).

هذه الإرادة الربانية وهذا الجعل الإلهي بالطهارة وإذهاب الرجس وأي نوع من أنواعه الظاهرة والباطنة، جعلهم للناس أسوة حسنة علي مرالدهر والعصور ولكل طبقات الشعب.. قال تعالي: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر).

فرسول الله (صلي الله عليه وآله) أسوة حسنة وكذلك أهل بيته (عليهم الصلاة والسلام) أسوة حسنة لكل من أراد النجاة في عرصات القيامة.

ومن يدرج ويتربي في تلك البيوت ما عساه أن تكون؟

وكيف ستكون أخلاقه.. وصفاته.. ومعاشه؟

وكيف سيكون علمه وتقاه وزهده..؟

وللجواب المختصر نلمع إلي علياء ذلك الإمام العظيم ونشير إليه إشارة خجولة.. وإننا مقصرون وقاصرون.. فأين الثري من الثريا.. وأين الذرة من المجرّة.. وأين نحن من الإمام علي الرضا (عليه السّلام).

ففي ذلك البيت العلوي المبارك.. والذي كان يضج بالأولاد والذريّة الطيبة للإمام موسي الكاظم (عليه السّلام) وذلك لأنه كان أكثر أئمّة أهل البيت (عليهم

السلام) ذريّة.. حتي أنه فاق جده أمير المؤمنين (عليه السّلام) بذلك.. وهذه ميزة فريدة في الإمام موسي الكاظم (عليه السّلام) مع أنه قضي عمراً مديداً في السجون العباسية المظلمة ورغم ذلك كان الذي كان بمشيئة الله عزوجل..

فالإمام علي الرضا (عليه السّلام) هو واحد من ست وثلاثين من الأبناء الكرام للإمام موسي الكاظم (عليه السّلام).. كان الامام الكاظم (عليه السّلام) بحراً من أي النواحي أتيته، بحر من النور والعطاء والحب والحنان والعلم والفضل والأخلاق وهذه الكوكبة الطيبة كانت تسبح في ذاك البحر وكل يأخذ حاجته ليربو وينمو علي اسم الله.

إلا أن حظ الإمام علي الرضا (عليه السّلام) كان الأوفر والأعظم لأنه كان يملك القابلية والأرضية الصالحة لكل ما يبذره الإمام موسي الكاظم (عليه السّلام).

وراح الإمام موسي الكاظم (عليه السّلام) يبذر كل ما يريده الله سبحانه وتعالي ورسوله (صلي الله عليه وآله) علي أرضية تلك النفس الطيبة والعقل الجبار.. ويفيض عليها من نور الإمامة والرسالة حتي ترتوي فتنبت العلم والخير والفضيلة وكل شيء بهيج.

فالإمام علي الرضا (عليه السّلام) ولد في العام الذي تسلم فيه أبوه الإمام موسي الكاظم (عليه السّلام) قيادة الأمّة الإسلامية من الإمام جعفر الصادق (عليه السّلام) في ظروف حساسة وحاقدة من قبل الأعداء، سنبحث بعض جوانبها بعد قليل.

فمدارج الإمام علي الرضا (عليه السّلام) وشبابه ورجولته كلها كانت في ظل أفياء الإمام موسي الكاظم الوارفة الظلال.. وبلغت حوالي خمساً وثلاثين سنة.. وهذا السن يكون الرجل فيها قمة في العطاء والقابلية.

وهذه الرعاية المكثفة والاستثنائية وبهذا العمر الطويل.. لم تتوفر لأحد من الأئمة المعصومين (عليهم السلام) إلا سيدي شباب أهل الجنة (عليهما السلام).

لذلك كان يشار إلي الإمام علي الرضا (عليه السّلام) بالبنان بين أبناء الإمام موسي الكاظم

(عليه السّلام) وهو الذي حاز المكارم كلها.

فمنذ ولادته وربما قبل ذلك كان مسمي ومكني وموصوف من قبل أبيه.. فاسمه علي وكنيته أبو الحسن ووصفه الرضا.. فكان الإمام الكاظم (عليه السّلام) يجل ولده كثيراً ولا يذكره إلاّ بكنيته ولا يذكره إلاّ بالتعظيم والتبجيل.. ولا يتواني عن ذكره بين العام والخاص منوّهاً ومصرّحاً بإمامته من بعده..

فروي عبد الله بن مرحوم قال: خرجت من البصرة أريد المدينة فلما صرت في بعض الطريق لقيت أبا إبراهيم (الإمام موسي (عليه السّلام)) وهو يذهب به إلي البصرة فأرسل إليّ.. فدفع إليّ كتباً وأمرني أن أوصلها بالمدينة فقلت: إلي من أدفعها جعلت فداك.

قال (عليه السّلام): إلي ابني علي فإنه وصييّ والقيّم بأمري وخير بنيّ.

وقال (عليه السّلام): (علي ابني أكبر ولدي وأسمعهم لقولي وأطوعهم لأمري).

وقال (عليه السّلام): (علي أكبر ولدي وأبرّهم عندي وأحبهم إليّ).

ومن هذه بعض أحوال نشأته فماذا سيكون منه؟

1. في الأخلاق.. كان خلقه القرآن.. وتخلقه بأخلاق رسول الله (صلي الله عليه وآله) بأدبه واضحة لكلّ من عاشره أو قرأ عنه (عليه السّلام).

وبرواية عيون الأخبار للشيخ الجليل الصدوق (رحمه الله) أنه ينقل وصف إبراهيم بن العباس الصولي للإمام الرضا (عليه السّلام) قائلاً:

ما رأيت أبا الحسن الرضا (عليه السّلام) جفا أحداً بكلمة قط.. ولا رأيته قطع علي أحد كلامه حتي يفرغ منه.. وما ردّ أحداً عن حاجة يقدر عليها.. ولا مدرجله بين يدي جليس له قط..

ولا اتكأ بين يدي جليس له قط..

ولا رأيته شتم أحداً من مواليه ومماليكه قط..

ولا رأيته يقهقه في ضحكة قط.. بل كان ضحكه التبسّم.

وكان إذا نصب مائدته أجلس معه علي مائدته مماليكه ومواليه حتي البواب والسائس.

وكان (عليه السّلام) قليل النوم بالليل كثير السهر.. يحيي أكثر لياليه من أولها إلي

الصبح..

وكان كثير الصيام فلا يفوته صيام ثلاثة أيام في الشهر ويقول: ذلك صوم الدهر.

وكان (عليه السّلام) كثير المعروف والصدقة في السر، وأكثر ذلك يكون منه في الليالي المظلمة.. فمن زعم أنه رأي مثله في فضله فلا تصدق … وهذه أخلاق الأنبياء حقاً..

2: في الكرم: فهو بحر الجود والكرم.. فهو يجود بكل ما كان عنده لفقير أو محتاج أو طالب حاجة.. وقصصه بذلك كثيرة حتي أنه فرّق ماله كله عندما كان بخراسان.. وهو ولي عهد، وقيل بذلك أنه لمغرم.. فقال (عليه السّلام): بل هو المغنم.

وروي الكليني في الكافي الشريف بسنده عن اليسع بن حمزة قوله: كنت في مجلس أبي الحسن الرضا (عليه السّلام) وقد اجتمع عليه خلق كثير يسألونه عن الحلال والحرام.. إذ دخل عليه رجل طوال آدم - أسمر - فقال: السلام عليك يابن رسول الله.. رجل من محبيك ومحبي آبائك وأجدادك. مصدري من الحج، وقد افتقدت نفقتي وما معي ما أبلغ به مرحلة.. فإن رأيت أن تنهضني إلي بلادي.. ولله عليّ نعمة إذا بلغت بلدي تصدقت بالذي تولني عنك فلست موضع صدقة - أي أنه غني -.

فقال (عليه السّلام): اجلس رحمك الله..

وأقبل علي الناس يحدثهم حتي تفرقوا.. وبقي هو وسليمان الجعفري وخيثمة وأنا.. فقال (عليه السّلام): أتأذنون لي بالدخول.

فقال سليمان: قدم الله أمرك.

فقام فدخل الحجرة.. وبقي ساعة _ أي بعض الوقت - ثم خرج وردّ الباب وأخرج يده من أعلي الباب وقال: أين الخراساني..

فقال: ها أنا ذا.

فقال (عليه السّلام): خذ هذه المائتي دينار واستعن بها علي مؤونتك ونفقتك وتبرّك بها ولا تتصدق بها عني.. واخرج فلا أراك، ولا تراني.. وستر وجهه عنه..

فقال له سليمان الجعفري: جعلت فداك، لقد أجزلت ورحمت فلماذا سترت وجهك؟

فقال (عليه السّلام):

مخافة أن أري ذلّ السؤال في وجهه لقضائي حاجته.. أما سمعت حديث رسول الله (صلي الله عليه وآله): (المستتر بالحسنة تعدل سبعين حجة.. والمذيع بالسيئة مخذول والمستتر بها مغفور له).

كرم ? يضاهي.. وأخلاق ? تجاري.. فسبحان الذي امتحن الخلق بالخلق.. ولم يمتحن الخلق بالحق..

3: أما العلم: فهو الإمام المفترض الطاعة وعلمه من علم الله.. إرثاً رسوليّاً أو إلهاماً أو ما أشبه.

فعلمه لدني، ? بشري مكتسب، وهو معصوم مسدد من الباري تعالي. وأفاض من علمه بما ملأ الخافقين فهو أحد الأئمة الأربعة الذي أتيح لهم - ولو بنسبة - نشر مبادئ الإسلام وحقائق الأحكام في الدنيا كلها، وكان آخر من سنحت له تلك الفرصة بعد أجداده الكرام (عليهم أفضل الصلاة والسلام): أمير المؤمنين.. الامام الباقر والامام الصادق (عليهم السلام).

أما بقية الأئمّة الكرام (عليهم السلام) فلم تسمح لهم تلك الظروف بسبب الطغاة والجبابرة من الحكام (أمويين وعباسيين ? فرق بينهما) ومع ذلك فقد ربوا الأجيال الي يومنا هذا..

هذا وقد قال الإمام موسي الكاظم (عليه السّلام) بحقه أقوالا كثيرة منها:

(هذا أفقه ولدي.. قد نحلته كنيتي)..

كما أوصي ولده: (هذا أخوكم علي بن موسي - عالم آل محمّد - فسلوه عن أديانكم واحفظوا ما يقول لكم..) وغير هذا كثير..

أما اعتراف البشر وشهادتهم من علماء وفقهاء وحكماء وحتي الأعداء بسعة علمه وإحاطته بمحتوي الكتاب المجيد وأسراره اللطيفة ومعارفه المنيفة، وشمول معرفة الإمام لكليات الشريعة وجزئياتها وأدق دقائقها علي كل المستويات وبمختلف الاتجاهات.. فمما ? يمكن حصره.

فقد كافح الفساد الثقافي المستشري في الأمّة سواء كان وافداً أو بدعاً من المبتدعين والضالين المضلّين من فلاسفة ومتصوّفة ومتكلمين وزنادقة وملاحدة و.. وذلك إما بالمناظرات أو المحاورات أو الإفتاءات (الاستفتاءات) العقائدية.. وكان بكل ذلك ثقة

ومأمون علي الحلال والحرام والشريعة الغراء.

ومنذ أن كان في العشرين من عمره الشريف كان يجلس في مسجد رسول الله(صلي الله عليه وآله) ويفتي.. وكان قبلة الأنظار عند المعضلات والكل يشير إليه بالبنان عند تعرضهم لأي مسألة عويصة أياً كان نوعها..

هذا في فتوته وشبابه.. أما في أيام تواجده في طوس وأيام إمامته المباركة فقد كان ما سارت به الركبان وتحدثت به الشيوخ والفتيان.. وروي الرواة أن حديثاً واحداً حدثه الإمام (عليه السّلام) في نيسابور بعد اجتماع العلماء والفقهاء وأهل الفضل حوله.. فقد كان باجتماعهم أمور عجيبة حقاً.. فكانوا خلقاً كثيراً وكلهم بين صارخ وباك ومتمرّغ في التراب. ومقبل لحافر بغلته.

فحدثهم حديث السلسلة الذهبية المشهور الذي قيل في إسناده: (لو قرأت هذا الإسناد علي مجنون لبريء من جنته).

هذا وقد أحصي أهل المحابر والدوي الذين كانوا يكتبون فأنافوا علي عشرين ألفاً.. الله أكبر.. الكتّاب كانوا عشرين ألفاً فكم كان عدد من حضر ذاك المحضر المبارك..؟

وبكلمة..

علم الإمام ? يدركه ولا يعرفه إلاّ إمام مثله.. إلاّ أن الأمّة يجب أن تنتفع من علمه كانتفاعها بالقرآن الكريم.. ولا غرو.. فهم عدل القرآن وشقه الناطق وهم أهل الذكر الذي أمرنا أن نسألهم إذا التبس علينا شيء من علوم الدين والدنيا..

الإمام.. والعصر.. والخلفاء..

من خلال تاريخ ولادة الإمام علي الرضا (عليه السّلام) عام (148 ه)، وإلي تاريخ استشهاده عام (203 ه).. نجد أنه عاصر سنة من خلفاء بني العباس هم: المنصور- المهدي - الهادي - الهارون - الأمين - المأمون.

فعاصر ثلاثة منهم وهو برعاية والده العظيم الإمام موسي الكاظم (عليه السّلام) (المنصور - المهدي - الهادي) وهارون العباسي عاصره الإمام علي الرضا (عليه السّلام) وشهد أباه الإمام الكاظم (عليه السّلام) بين السجون العباسية ببغداد حتي

قتل في سجن السندي بن شاهك.

هذا وربما أوصي الإمام موسي الكاظم (عليه السّلام) ولده بأن ينتظر مادام الطاغية هارون حيا، حتي إذا مات ينطق بالحق.. فلماذا ذلك يا تري..؟

لأن الحياة السياسية للحكام العباسيين كانت مضطربة وقلقة من ناحية العلويين بشكل عام والأئمة الأطهار بشكل خاص. وذلك لعلم كثير من الناس بأحقيتهم وأن الحكام باسمهم كانت دعوتهم وإليهم كانت نجدتهم.. ولكنهم اغتصبوا القيادة الإسلامية كما اغتصبها الأمويون ومن سبقهم من أصحابها الشرعيين.. أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وأبنائه الكرام (عليهم الصلاة والسلام).

لذلك كان العباسيون ? يهنأ لهم عيش ولا ينعم لهم بال وإمام من تلك العترة الطاهرة حي علي وجه البسيطة.. ينطق بالحق ويعلم وينشر علوم القرآن في كل الاتجاهات وتجبي له الحقوق الشرعية من كل البلدان عن طريق الوكلاء في الأمصار.

وكذلك أحوال الدولة العباسية كلها كانت قلقة غير مستقرة وذلك لكثرة الانتفاضات والثورات علي سلطانهم الطاغي لأنهم أعطوا أبشع صورة للحكام بالبذخ والفسق والفجور.. والقتل والتعذيب والتنكيل.. وملاحقة المعارضين والمجاهدين بالحق.

فالذي يدرس حياة حكام بني العباس في تلك الفترة (المهدي - الهادي - هارون - الأمين - المأمون) والتي عاصرهم الإمام علي بن موسي الرضا (عليه السّلام) ويحلل أسلوب الحكم ومنهجه تحليلا منطقيا وواقعيا.. وكيفية إدارة شؤون البلاد والعباد.. ومدي العلاقة بين الحاكم والمحكومين - الأمة كلها - واتجاهات الرأي العام السائدة حينها..

وكذلك يدرس - حتي إذا كان بدون تدقيق - حياة الحكام في القصور العامرة بالجواري والغلمان.. والمغنين والشعراء.. وكؤوس الطلي تعب بدون رادع ولا وازع.. ? من دين ولا من ضمير.. والعياذ بالله.

وكتب التاريخ تضج بتلك المخازي وإليك ما رواه ابن الأثير في كامله عن الأمين العباسي فإنه يقول:

لما ملك الأمين وكاتبه

المأمون وأعطاه بيعته.. طلب الخصيان وأتباعهم وغالي فيهم، فصيرهم لخلوته ليله ونهاره.. وقوام طعامه وشرابه، وأمره ونهيه.. وفرض لهم فرضا سماهم الجرادية.. وفرضا من الحبشان الغرابية. وفرض للنساء الحرائر والإماء حتي رمي بهن وقيل فيه الأشعار.. ثم وجه إلي جميع البلدان في طلب الملهين.. وضمهم إليه وأجري عليهم الأرزاق، واحتجب عن أخويه وأهل بيته (العباسيين كافة) واستخف بهم وبقواده، وقسم ما في بيوت الأموال وما بحضرته من الجواهر في خصيانه وجلسائه ومحدثيه.. وأمر ببناء مجالس لمنتزهاته، ومواضع خلواته ولهوه ولعبه.. وعمل خمس صراقات في دجلة علي صورة الأسد والفيل والعقاب والحية والفرس، وأنفق في عملها مالا عظيما.

هذه صورة عن الأمين.. وأما أبوه فحدث ولا حرج ومن يقرأ التاريخ يشاهد العجب من التبذير والترف في أموال الأمة، فآلاف الملايين من الدنانير والدراهم الذهبية والفضية كانت تنثر بين يدي الراقصات والمغنين والصبيان..

ويكفيك أن تقرأ أنه وعلي مائدة واحدة للمأمون العباسي وضع ثلاثمائة نوع من الأطعمة اللذيذة، (أي ما لذ وطاب) علي وجبة واحدة، في يوم عيد وكان في الأمة الإسلامية من ? يجد ما يسد به جوع أبنائه المحرومين..

وكيف ? تجوع الأمة وتعري والأموال والأرزاق كلها مكدسة في بيت المال لدي الحاكم هارون وحده، فعند ما مات - غير مأسوف عليه - خلف مائة ألف ألف دينار (مائة مليون دينار ذهبي) ومن الأثاث والجواهر والورق منه مليون وخمس وعشرون ألف دينار ذهبي.

.. من أين أتت كل هذه الأموال.. أليس من حقوق الأمة الشرعية..؟ احتكرها لورثته.. وليتهم يطبقون عليه القانون القائل حديثا: من أين لك هذا؟. طبعا هذا عدا عما كان يصرفه في حياته اليومية علي شهواته ولذاته وغرائزه الشيطانية الخبيثة.

وهذا غيض من فيض.. وقبس من حيال النار

العباسية البغيضة التي تركت الأمة في حيص وبيص ? يدرون ما العمل.. فخابت آمال الأمة مجددا بالعباسيين وراحت الانتفاضات تلو الانتفاضات والثورات تلو الثورات وكان أشدها الثورات الطالبية لأنها كانت عقائدية وجماهيرية بنفس الوقت.

1: ثورة ابن طباطبا (محمّد بن ابراهيم بن إسماعيل بن ابراهيم بن الحسن بن الحسن السبط) 199 ه.

2: ثورة الحسين بن علي بن الحسن (صاحب فخ) وثورته المشهورة.

3: ثورة محمّد بن جعفر (عليه السّلام) (النفس الزكية).

وغيرها كثير في الديلم وخراسان والأهواز والبصرة والكوفة والمدينة ومكة وأفريقيا واليمن.. فكانت الأمة كالنار تحت الرماد ? تكاد تسمع بمعارض أو ثورة أو انتفاضة إلا وتهب إلي الاستجابة لها.. وخاصة إذا كانت قيادتها قريبة من القيادة الشرعية أي من الطالبيين حصرا..

فتردي الوضع السياسي والأمني والأخلاقي والسلوكي للحكام العباسيين انعكس علي كافة طبقات الشعب، فلم يسلم منه أحد سواء العامة والجمهور أو قادة الرأي وأقطاب المجتمع والعلماء والفقهاء لذا كان الرأي العام قد اتجه وبشكل قوي وواضح إلي أئمة أهل البيت (عليهم السلام).

وذلك حيث أن الإمام جعفر الصادق (عليه السّلام) ملأ دنيا الإسلام بالعلم والعلماء فقد تتلمذ علي يديه المباركتين آلاف التلاميذ واكثر من عشرين ألفا، وانتشروا في جميع أنحاء الأمة الإسلامية. وكذلك الإمام الكاظم (عليه السّلام) فقد استلم من أبيه العظيم أمة كبيرة ومدرسة جامعة وتنظيما إماميا قويا.. لذلك عمل الذي عمله هارون خوفا منه ومن شيعه وأتباعه ذوي التأثير الواضح في مسيرة الأمة الإسلامية يومها..

أما الإمام علي الرضا (عليه السّلام) فقد استلم القيادة الدينية للأمة بعد أبيه وهو عالم بكل التفاصيل ودقائق الأمور ومداخل المؤامرات ضد هذه الطائفة الحقة وضده شخصيا. كيف ?..؟ وبالأمس رأي تنقل أبيه من سجن إلي سجن حتي قضي نحبه وانتقل

إلي جوار ربه مسموما في سجن ابن شاهك اللعين بأمر هارون العباسي.

فحاصر الإمام علي الرضا (عليه السّلام) بدعوته إلي الإصلاح واستمر في بعث الوكلاء وتوجيه الأمة واستلام الحقوق الشرعية وهو في حرم جده رسول الله (صلي الله عليه وآله) وهذا صفوان بن يحيي يحدث قائلا:

حين مضي موسي الكاظم (عليه السّلام) وقام ولده من بعده أبو الحسن الرضا (عليه السّلام) وتكلم خفنا عليه.. وقلنا له إنك أظهرت أمرا عظيما.. وإنا نخاف عليك من تلك الطاغية.. يعني هارون العباسي.

فقال (عليه السّلام): ليجهدن جهده، فلا سبيل له علي.

ورغم الدسائس من قبل الأزلام الملاعين الذين ? عمل لهم إلا الكذب والافتراء والتدليس وتمسيح الجوخ علي الحاكم وتحسين أعمالهم مهما بلغت من الكفر والطغيان.. وهذا خالد بن يحيي البرمكي قال لهارون العباسي:

هذا علي بن موسي الرضا قد تقدم وادعي الأمر لنفسه.

فقال هارون: يكفينا ما صنعنا بأبيه.. تريد أن نقتلهم جميعا.

وهكذا ابتليت الأمة بمثل هؤلاء الحكام.. وابتلت الأئمة (عليهم السلام) بمثل هذه الأمة وبمثل هؤلاء الحكام الفجرة..

إلا أن الحكومة فقدت شرعيتها وسقطت هيبتها من عيون الأمة.. وهذا يعني أنها فقدت مبرر وجودها.. وهذا إيذان بسقوطها واضمحلالها. إلا أن يسعفها رجل قوي طاغية وذكي داهية.. يمكنه العمل علي إعادة شيء مما فقدته حكومته المتصدعة.

وهذا ما رآه بنفسه عبد الله المأمون العباسي.. فأعلن خلع أخيه محمّد الأمين.. وحاربه وقتله به حتي علق رأسه علي باب قصره.. ونصب نفسه حاكما جديدا علي الدولة الإسلامية.. ونقل العاصمة من بغداد إلي (مرو) بخراسان.. حيث كان له بعض المؤيدين والناصرين من الفرس والأتراك.. فعمل أعمالا تنم عن خبث ودهاء عميقين..

1: إغداق الأموال علي القادة والرؤساء وتقريبهم.. وكذلك تخفيف العبء عن الأمة الإسلامية من أجل التخفيف من تأججها

وغليانها.

2: الضرب علي أيدي العرب عامة والعباسيين خاصة لإظهار أنه من أهل العدل والصلاح ولا يهتم بشأن القرابة والأنساب..

3: تقريب العلويين بشكل عام ومعاملتهم معاملة حسنة وبسعة صدر وانفتاح وارتياح أمام أنظار العامة لخدع الناس، وبحقد وانتظار الفرصة للتنكيل بهم في دخيلة نفسه الخبيثة.

4: المراقبة الدائمة علي إمام الأمة الإسلامية وشرفها العالي ونورها اللامع، وهو الإمام علي الرضا (عليه السّلام)، فأرسل إليه واستدعاه إلي خراسان معززا مكرما واستقبله استقبالا عظيما وعرض عليه تسليم الحكم فورا - وهو ينوي في قلبه قتل الامام - فقال:

يابن عم.. يابن رسول الله (صلي الله عليه وآله) تفضل أنت أحق بهذا الأمر مني..

وهل تنطلي مثل هذه الكلمات المعسولة علي الإمام الرضا (عليه السّلام).. وأين يمكن ذلك أبدا، فرفضها الإمام رفضا قاطعا لأنه يعلم أنها كلمة حق أريد بها باطل.. وما اراد المأمون بهذا العرض وجه الله أبدا.. ولكن هيهات وأني له ذلك..؟

وبعد أن اصر الإمام الرضا (عليه السّلام) علي الرفض.. أجبره علي قبول ولاية العهد وقال انه ? يرضي أعذارا أبدا، فقبل الإمام الرضا (عليه السّلام) هذا العرض ولكن بشروط هو حددها تتمثل في أن ? يتدخل في شؤون الحكومة أبدا.. وبهذا أظهر للناس أنه كاره لهذا المنصب ومجبور عليه.. فلم يتمكن المأمون ان يأخذ من الإمام الشرعية لحكومته الظالمة.

5: وقد عمل مناورة عن الأمة بشكل عام - غاية الخبث والدهاء - وهي أنه شغلها ببعض الأمور العلمية والثقافية والترجمة والتأليف وغيرها فشغلت الأمة فترة طويلة من الزمن.. وفسح المجال لأهل الباطل فكثرت الزنادقة والملاحدة والفلاسفة والمتصوفة ومن كان يري نفسه فقيها.. وراح يجمعهم ويدير حلقات البحث ويوقع كل منهم بالآخر فيؤيد هذا تارة ويصوب رأي ذاك أخري..

وتخرج الجموع وتلهي

الأمة عماهم فيه.. ولكن الامام استفاد من هذه المناظرات الكبيرة والطويلة فنشر التعاليم الاسلامية الصحيحة ومعارف أهل البيت (عليهم السلام) فظهر علم الإمام وحقانيته علي الجميع مما اضطر المأمون ان يدس السم اليه..

ولكن ماذا كان يريد أن يستفيد عبد الله المأمون من هذه الأعمال الذكية كالتظاهر بالتقرب الي الإمام:

1: إرساء قواعد حكمه حين وجد أنصارا أقوياء.

2: إبعاد العباسيين الطامعين والحاقدين عليه نتيجة قتل أخيه إلي حد ما والتخفيف من ضغوطهم عليه.. والتحرر من العنجهية العربية وجهالهم ومشاغبيهم إذ لم يلق إليهم بالا ولم يراع لهم أحوالا.

3: تقريب العلويين ليخفف من ثوراتهم ويهدأ من روعهم وطلب ثاراتهم بمن قتلوا من آبائهم وإخوانهم من قبل آبائه الجبابرة..

4: ولاية العهد للإمام الرضا (عليه السّلام) كانت لإضفاء الشرعية علي حكمه وربما لكسب البعيدين والبسطاء من شيعة الإمام.. أما أصحاب البصائر النافذة والمتصلين بالأئمة (عليهم السلام).. عرفوا مكره ودهاءه.

إذ كيف لأمير أن يكلف رجلا - بولاية العهد وهو يكبره ? اقل من عشرين عاما..؟ ومن خارج أسرته.. وممن كانوا.. ولا يزالوا، يعتبرهم من ألد أعدائه.. كيف..؟ وأسئلة كثيرة ترد حول هذه القضية.

ومبررات الإمام الرضا(عليه السّلام) أكثر وأجمل: إلا أن الإسهاب له مورد آخر إن شاء الله.. ولكن بإمكان - القارئ الكريم - أن يستفيد الكثير من خلال الكتاب لحل هذه المسائل والمعضلات..

الشهادة

وهكذا.. كان العصر العباسي مضطربا وقلقا، والحكم العباسي ظالما وباغيا وغادرا.. وطال غدره أقرب المقربين وأقوي الأعوان لديه.. ومناصريه الأوائل من أمثال أبي مسلم الخراساني والبرامكة والفضل بن سهل.. وغيرهم كثير ممن اغتالتهم السلطات الحاكمة من العباسيين.

فقد كانوا يعتمدون علي هذا الأسلوب الخبيث من أجل تصفية الأقوياء والذين يمكن أن يشم منهم إمكانية التعامل مع الغير أو حتي

لمجرد الخوف ? أكثر.. وهذا ديدن كل الطغاة. فإنهم أول ما يفكرون به بعد استيلائهم علي السلطة هو تصفية الأعوان في طريق الوصول.. وذلك ليظهر أنه هو الرجل الوحيد وليس لأحد عليه فضل ولا منة.

وعبد الله المأمون الحاكم العباسي الداهية.. الذي عمل كل ما بوسعه لتوطيد حكمه وسلطانه علي البلاد الإسلامية.. وبعد أن هدأت الثورات العلوية والشيعية بتقريب الإمام الرضا (عليه السّلام) وسكنت النفوس وتلهت العامة بما نشره من أفكار ومبادئ وفلسفات ? تسمن ولا تغني من جوع.. ولاحت في الأفق ثورة الأهل وأصحاب البيت العباسي.. فعاد إلي بغداد وقربهم وسلمهم المناصب العالية في الدولة كما كانت سيرة آبائه العباسيين الأوائل..

وقبل ذلك لابد من تصفية المعارضين لعودته ولخطته في ذلك.. أول من تناوله الاغتيال ساعده الأيمن الفضل بن سهل حيث اغتاله رجاله وهو في الحمام وقتلوه شر قتلة..

ولم يبق ممن لهم فضل ومنة ونفوذ وقوة بين صفوف الأمة إلا ولي العهد الإمام علي بن موسي الرضا (عليه السّلام) ولم يجد سبيلا للتخلص منه إلا أن يدس السم إما بالعنب أو الرمان أو الطعام فاغتيل الإمام (عليه السّلام) وهو في الطريق إلي طوس وما أن وصل إليها فأقام بها أياما عليلا من أثر السم حتي قضي نحبه غريبا مسموما شهيدا.

فعليه من الله آلاف التحية والسلام.. وعلي آبائه وابناءه الكرام.

فجهز وغسل وكفن ودفن. بنفس المكان الذي دفن به هارون الطاغية العباسي المشهور.. عليه وعلي ولده ما يستحق من الله أجر ما اقترفت يداهما الآثمتان الملوثتان بقتل أولاد الرسول الأعظم (صلي الله عليه وآله).

قضي الإمام علي الرضا (عليه السّلام) وهو ابن خمس وخمسين عاما.. قضي منها خمس وثلاثون في ظل والده العظيم الإمام الكاظم (عليه السّلام) وعشرون عاما

كان إمام الأمة الناطق.. وقائدها بالحق والصدق.

والظاهر انه لم يكن للإمام الرضا (عليه السّلام) ابنا غير الإمام محمّد الجواد (عليه السّلام) فقد كانت الوصاية والإمامة له بعد أبيه الشهيد.

قال الشيخ المفيد (رحمه الله): ومضي الرضا علي بن موسي (عليه السّلام) ولم يترك ولدا نعلمه الا ابنه الإمام بعده أبا جعفر محمّد بن علي (عليه السّلام) وكانت سنه يوم وفاة أبيه سبع سنين وأشهرا.

ولكن ذكر البعض ان للإمام الرضا (عليه السّلام) بنتا اسمها فاطمة.

وكان نقش الخاتم للإمام الرضا (عليه السّلام): (ما شاء الله - ? قوة إلا بالله).

كلمة الإمام الرضا (عليه السّلام)

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وصلي الله علي سيدنا محمّد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله علي أعدائهم أجمعين

الهيات

أمر الخلق بالإقرار

إن سأل سائل فقال: أخبرني هل يجوز أن يكلّف الحكيم عبده فعلاً من الأفاعيل لغير علّة ولا معنا؟

قيل له: ? يجوز ذلك، لأنّه حكيم غير عابث ولا جاهل.

فإن قال قائل: فأخبرني لم كلّف الخلق؟

قيل: للعلل.

فإن قال: فأخبرني عن تلك العلل معروفة موجودة هي، أم غير معروفة ولا موجودة؟

قيل: بل هي معروفة موجودة عند أهلها.

فإن قال قائل: أتعرفونها أنتم، أم ? تعرفونها؟

قيل لهم: منها ما نعرفه، ومنها ما ? نعرفه.

فإن قال قائل: فما أوّل الفرائض؟

قيل: الإقرار بالله وبرسوله وحجّته وبما جاء من عند الله.

فإن قال قائل: لم أمر الخلق بالإقرار بالله وبرسوله وحجّته وبما جاء من عند الله عزّ وجلّ؟

قيل: لعلل كثيرة، منها: أنّ من لم يقرّ بالله عزّ وجلّ لم يتجنّب معاصيه، ولم ينته عن ارتكاب الكبائر، ولم يراقب أحداً فيما يشتهي ويستلذّ من الفساد والظلم، فإذا فعل الناس هذه الأشياء وارتكب كلّ انسان ما يشتهي ويهواه من غير مراقبة لأحد كان في

ذلك فساد الخلق أجمعين، ووثوب بعضهم علي بعض، فغصبوا الفروج والأموال، وأبا حوا الدماء والسبي، وقتل بعضهم بعضاً من غير حقّ ولا جرم، فيكون في ذلك خراب الدنيا وهلاك الخلق وفساد الحرث والنسل.

ومنها: أنّ الله عزّ وجلّ حكيم، ولا يكون الحكيم ولا يوصف بالحكمة إلاّ الّذي يحظر الفساد ويأمر بالصلاح، ويزجر عن الظلم، وينهي عن الفواحش، ولا يكون حظر الفساد والأمر بالصلاح والنهي عن الفواحش إلاّ بعد الإقرار بالله عزّ وجلّ ومعرفة الآمر والناهي، فلو ترك الناس بغير إقرار بالله ولا معرفة لم يثبت أمر بصلاح ولا نهي عن فساد، إذ ? آمر ولا ناهي.

ومنها: أنّا قد وجدنا الخلق قد يفسدون بامور باطنة مستورة عن الخلق، فلولا الإقرار بالله عزّ وجلّ وخشيته بالغيب لم يكن أحد إذا خلا بشهوته وإرادته يراقب أحداً في ترك معصية وانتهاك حرمة وارتكاب كبير إذا كان فعله ذلك مستوراً عن الخلق بغير مراقب لأحد، وكان يكون في ذلك هلاك الخلق أجمعين، فلم يكن قوام الخلق وصلاحهم إلاّ بالإقرار منهم بعليم خبير يعلم السرّ وأخفي، آمر بالصلاح، ناه عن الفساد، ولا يخفي عليه خافية، ليكون في ذلك انزجار لهم يخلون به من أنواع الفساد.

فإن قال قائل: فلم وجب عليهم الإقرار والمعرفة بأنّ الله تعالي واحد أحد؟

قيل: لعلل، منها: أنّه لو لم يجب ذلك عليهم لجاز لهم أن يتوهّموامدبّرين أو أكثر من ذلك وإذا جاز ذلك لم يهتدوا إلي الصانع لهم من غيره، لأنّ كلّ إنسان منهم ? يدري لعلّه انّما يعبد غير الذي خلقه، ويطيع غير الذي أمره، فلا يكونوا علي حقيقة من صانعهم وخالقهم، ولا يثبت عندهم أمر آمر، ولا نهي ناه، إذ ? يعرف الآمر بعينه، ولا الناهي من

غيره.

ومنها: أن لوجاز أن يكون اثنين لم يكن أحد الشريكين أولي بأن يعبدو يطاع من الآخر، وفي إجازة أن يطاع ذلك الشريك إجازة أن ? يطاع الله، وفي أن ? يطاع الله عزّ وجلّ الكفر بالله وبجميع كتبه ورسله وإثبات كلّ باطل وترك كلّ حقّ، وتحليل كلّ حرام، وتحريم كلّ حلال، والدخول في كلّ معصية، والخروج من كلّ طاعة، وإباحة كلّ فساد وإبطال كلّ حق.

ومنها: انّه لو جاز أن يكون أكثر من واحد لجاز لإبليس أن يدّعي أنّه ذلك الآخر حتّي يضادّ الله تعالي في جميع حكمه، ويصرف العباد إلي نفسه فيكون في ذلك أعظم الكفر وأشدّ النفاق.

فإن قال قائل: فلم وجب عليهم الإقرار بالله بأنّه ليس كمثله شيء؟

قيل: لعلل، منها، لأن يكونوا قاصدين نحوه بالعبادة والطاعة دون غيره، غير مشبه عليهم ربّهم وصانعهم ورازقهم.

ومنها: أنّهم لولم يعلموا أنّه ليس كمثله شيء لم يدروا لعلّ ربّهم وصانعهم هذه الأصنام الّتي نصبها لهم آباؤهم، والشمس والقمر والنيران، إذا كان جائزاً أن يكون مشبهاً، وكان يكون في ذلك الفساد، وترك طاعاته كلّها، وارتكاب معاصيه كلّها علي قدر ما يتناهي إليهم من أخبار هذه الأرباب وأمرها ونهيها.

ومنها: أنّه لولم يجب عليهم أن يعرفوا أنّه ليس كمثله شيء لجاز عندهم أن يجري عليه ما يجري عليالمخلوقين من العجز والجهل والتغيّر والزوال والفناء والكذب والإعتداء، ومن جازت عليه هذه الأشياء لم يؤمن فناؤه ولم يوثق بعدله ولم يحقّق قوله وأمره ونهيه ووعده ووعيده وثوابه وعقابه، وفي ذلك فساد الخلق وإبطال الربوبيّة.

انّه ? يحد

قال بعض الزنادقة لأبي الحسن (عليه السّلام): لم احتجب الله؟ فقال أبو الحسن (عليه السّلام):

انّ الحجاب عن الخلق لكثرة ذنوبهم، فأمّا هو فلا تخفي عليه خافية في آناء

اللّيل والنهار.

قال: فلم ? تدركه حاسّة البصر؟

قال: للفرق بينه وبين خلقه الذين تدركهم حاسّة الأبصار، ثمّ هو أجلّ من أن تدركه الأبصار أو يحيط به وهم أو يضبطه عقل.

قال: فحدّه لي.

قال: إنّه ? يحدّ.

قال: لم؟

قال: لأنّه كلّ محدود متناه إلي حدّ، فإذا احتمل التحديد احتمل الزيادة، وإذا احتمل الزيادة احتمل النقصان، فهو غير محدود ولا متزايد ولا متجزّ ولا متوهّم.

العالم حادث

أنت لم تكن ثمّ كنت، وقد علمت أنّك لم تكوّن نفسك ولا كوّنك من هو مثلك.

الخلق والتنوّع

عن عليّ بن الحسن بن علي بن فضّال، عن أبيه، عن أبي الحسن الرضا(عليه السّلام)، قال: قلت له: يابن رسول الله لم خلق الله عزّ وجلّ الخلق علي أنواع شتّي، ولم يخلقه نوعاً واحداً؟ فقال:

لئلاّ يقع في الأوهام أنّه عاجز فلا تقع صورة في وهم ملحد إلاّ وقد خلق الله عزّ وجلّ عليها خلقاّ، ولا يقول قائل: هل يقدر الله عزّ وجلّ علي أن يخلق علي صورة كذا وكذا إلاّ وجد ذلك في خلقه تبارك وتعالي فيعلم بالنظر إلي أنواع خلقه أنّه علي كلّ شيء قدير.

اعترفت بالواحد

سأل رجل من الثنويّة أبا الحسن عليّ بن موسي الرضا (عليه السّلام) - وأنا حاضر - فقال له: انّي أقول: انّ صانع العالم اثنان، فما الدليل علي أنّه واحد؟ فقال:

قولك: انّه اثنان دليل علي أنّه واحد، لأنّك لم تدع الثاني إلاّ بعد إثباتك الواحد، فالواحد مجمع عليه، وأكثر من واحد مختلف فيه.

ليس كمثله شيء

قال بعض الزنادقة لأبي الحسن (عليه السّلام) هل يقال لله: أنّه شيء؟

فقال:

نعم، وقد سمّي نفسه بذلك في كتابه، فقال: (قل أيّ شيء أكبر شهادة، قل الله شهيد بيني وبينكم) فهو شيء ليس كمثله شيء.

سورة التوحيد

كلّ من قرأ قل هو الله

أحد وآمن بها فقد عرف التوحيد.

قلت: كيف يقرؤها؟

قال: كما يقرء الناس، وزاد فيه: كذلك الله ربّي، كذلك الله ربّي، كذلك الله ربّي.

إلهي لن يدركوك

إلهي بدت قدرتك ولم تبد هيبتك فجهلوك، وبه قدّروك والتقدير علي غير ما به وصفوك، وانّي بريء يا إلهي من الذين بالتشبيه طلبوك، ليس كمثلك شيء، إلهي ولن يدركوك، وظاهر ما بهم من نعمك دليلهم عليك لو عرفوك، وفي خلقك يا إلهي مندوحة أن يتناولوك، بل سوّوك، بخلقك فمن ثمّ لم يعرفوك، واتّخذوا بعض آياتك ربّاً فبذلك وصفوك، تعاليت ربّي عمّا به المشبّهون نعتوك.

? يقاس بالناس

قام رجل إلي الرضا (عليه السّلام) فقال له: يابن رسول الله صف لنا ربّك، فإنّ من قبلنا قد اختلفوا علينا. فقال الرضا (عليه السّلام):

انّه من يصف ربّه بالقياس ? يزال الدهر في الإلتباس، مائلاً عن المنهاج، ظاعناً في الإعوجاج، ضالاً عن السبيل، قائلاً غير الجميل، أعرفه بما عرّف به نفسه من غير رؤية، وأصفه بما وصف به نفسه من غير صورة، ? يدرك بالحواسّ، ولا يقاس بالناس، معروف بغير تشبيه، ومتدان في بعده ? بنظير، ? يمثّل بخليقته، ولا يجور في قضيّته، الخلق إلي ما علم منقادون، وعلي ما سطر في المكنون من كتابه ماضون ولا يعملون خلاف ما علم منهم ولا غيره يريدون، فهو قريب غير ملتزق، وبعيد غير متقص، يحقّق ولا يمثّل، ويوحّد ولا يبعّض، يعرف بالآيات ويثبت بالعلامات، فلا إله غيره الكبير المتعال.

ثمّ قال (عليه السّلام) - بعد كلام آخر تكلّم به -: حدّثني أبي، عن أبيه، عن جدّه، عن أبيه (عليهم السلام)، عن رسول الله (صلي الله عليه وآله) أنه قال: ما عرف الله من شبّهه بخلقه، ولا وصفه بالعدل من نسب إليه

ذنوب عباده.

رفع الله العرش بقدرته

سأل المأمون أبا الحسن عليّ بن موسي الرضا (عليه السّلام) عن قول الله عزّ وجلّ: (وهو الّذي خلق السماوات والأرض في ستّة أيّام، وكان عرشه علي الماء ليبلوكم أيّكم أحسن عملاً) فقال:

انّ الله تبارك وتعالي خلق العرش والماء والملائكة قبل خلق السماوات والأرض، وكانت الملائكة تستدلّ بأنفسها وبالعرش وبالماء علي الله عزّ وجلّ.

ثمّ جعل عرشه علي الماء ليظهر بذلك قدرته للملائكة فتعلموا أنّه علي كلّ شيء قدير.

ثمّ رفع العرش بقدرته ونقله، وجعله فوق السماوات السبع.

ثمّ خلق السماوات والأرض في ستّة أيّام وهو مستولي علي عرشه، وكان قادراً علي أن يخلقها في طرفة عين، ولكنّه عزّوجلّ خلقها في ستّة أيّام ليظهر للملائكة ما يخلقه منها شيئاً بعد شيء فيستدلّ بحدوث ما يحدث علي الله تعالي مرّة بعد مرّة، ولم يخلق الله العرش لحاجة به إليه، لأنّه غنيّ عن العرش وعن جميع ما خلق، لايوصف بالكون علي العرش لأنّه ليس بجسم، تعالي عن صفة خلقه علوّاً كبيراً.

يداه مبسوطتان

عن المشرقي، عن أبي الحسن الرضا (عليه السّلام)، قال: سمعته يقول: (بل يداه مبسوطتان) فقلت له: يدان هكذا؟ - وأشرت بيديّ إلي يديه - فقال:

?، لوكان هكذا لكان مخلوقاً.

عالم بالأشياء

الحسين بن بشّار، عن أبي الحسن عليّ بن موسي الرضا (عليه السّلام) قال: سألته أيعلم الله الشيء الذي لم يكن أن لو كان كيف كان يكون؟ قال:

انّ الله تعالي هو العالم بالأشياء قبل كون الأشياء، قال عزّ وجلّ: (إنّا كنّا نستنسخ ما كنتم تعملون).

وقال لأهل النار: (ولو ردّوا العادوا لما نهوا عنه وانّهم لكاذبون) فقد علم عزّ وجلّ أنّه لو ردّوهم لعادوا لما نهو عنه.

وقال للملائكة لمّا قالت: (أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبّح

بحمدك ونقدّس لك قال إنّي أعلم ما ? تعلمون).

فلم يزل الله عزّ وجلّ علمه سابقاً للأشياء قديماً قبل أن يخلقها، فتبارك الله ربّنا وتعالي علوّاً كبيراً، خلق الأشياء وعلمه بها سابق لها كما شاء، كذلك ربّنا لم يزل عالماً سميعاً بصيراً.

خلقهم ليبلوهم

سأل المأمون أبا الحسن عليّ بن موسي الرضا(عليه السّلام) - في خبر طويل - عن قوله تعالي (ليبلوكم أيّكم أحسن عملاً) فقال (عليه السّلام):

فإنّه عزّ وجل خلق خلقه ليبلوهم بتكليف طاعته وعبادته ? علي سبيل الإمتحان والتجربة، لأنّه لم يزل عليماً بكلّ شيء.

كان عارفاً بنفسه

عن محمّد بن سنان، قال: سألت أبا الحسن الرضا (عليه السّلام) هل كان الله عارفاً بنفسه قبل أن يخلق الخلق؟ قال: نعم. قلت: يراها ويسمعها؟ قال:

ماكان محتاجاً إلي ذلك لأنّه لم يكن يسألها ولا يطلب منها هو نفسه ونفسه هو، قدرته نافذة فليس يحتاج إلي أن يسمّي نفسه، ولكنّه اختار لنفسه أسماء لغيره يدعوه بها لأنّه إذا لم يدع باسمه لم يعرف.

فأوّل ما اختاره لنفسه: (العليّ العظيم) لأنّه أعلي الأشياء كلّها فمعناه الله واسمه العليّ العظيم هو أوّل أسمائه لأنّه علا علي كلّ شيء.

خلق الأشياء بقدرة

عن محمّد بن عرفة، قال: قلت للرضا (عليه السّلام): خلق الله الأشياء بالقدرة أم بغير القدرة؟ فقال (عليه السّلام):

? يجوز أن يكون خلق الأشياء بالقدرة، لأنّك إذا قلت: خلق الأشياء بالقدرة فكأنّك قد جعلت القدرة شيئاً غيره، وجعلتها آلة له بها خلق الأشياء وهذا شرك.

وإذا قلت: خلق الأشياء بغير قدرة فإنّما تصفه أنّه جعلها باقتدار عليها وقدرة، ولكن ليس هو بضعيف ولا عاجز ولامحتاج إلي غيره، بل هو سبحانه قادر لذاته ? بالقدرة.

الدنيا في أصغر من بيضة

جاء رجل إلي الرضا (عليه السّلام) فقال: هل يقدر

ربّك أن يجعل السماوات والأرض وما بينهما في بيضة؟ قال:

نعم، وفي أصغر من البيضة، قد جعل في عينك، وهي أقلّ من البيضة، لأنّك إذا فتحتها عاينت السماء والأرض وما بينهما، ولو شاء لأعماك عنها.

ماهي المشيئة؟

المشيئة والإرادة من صفات الأفعال، فمن زعم أنّ الله تعالي لم يزل مريداً شائياً فليس بموحّد.

فاطر الأشياء ومبتدعها

الحمد لله فاطر الأشياء إنشاءاً، ومبتدعها ابتداءاً بقدرته وحكمته، ? من شيء فيبطل الإختراع، ولا لعلّة فلا يصحّ الإبتداع، خلق ما شاء كيف شاء، متوحّداً بذلك لإظهار حكمته وحقيقة ربوبيّته، ? تضبطه العقول، ولا تبلغه الأوهام، ولا تدركه الأبصار، ولا يحيط به مقدار، عجزت دونه العبارة، وكلّت دونه الأبصار، وضلّ فيه تصاريف الصفات، احتجب بغير حجاب محجوب، واستتر بغير ستر مستور، عرف بغير رؤية، ووصف بغير صورة، ونعت بغير جسم ? إله إلاّ هو الكبير المتعال.

التناسخ: كفر

من قال بالتناسخ فهو كافر بالله العظيم، مكذب بالجنّة والنار.

الجنين ومراحله

عن البزنطي، قال: سألت الرضا (عليه السّلام) أن يدعو الله عزّ وجلّ ? مرأة من أهلنا بها حمل، فقال: قال أبو جعفر (عليه السّلام):

الدعاء مالم يمض أربعة أشهر.

فقلت له: انّما لها أقلّ من هذا فدعا لها، ثمّ قال: انّ النطفة تكون في الرحم ثلاثين يوماً، وتكون علقة ثلاثين يوماً، وتكون مضغة ثلاثين يوماً، وتكون مخلّقة وغير مخلّقة ثلاثين يوماً، وإذا تمّت الأربعة أشهر بعث الله تبارك وتعالي إليها ملكين خلاّقين يصوّرانه، ويكتبان رزقه وأجله شقيّاً أو سعيداً.

القرآن وإعجازه

ذكر الرضا (عليه السّلام) يوماً القرآن فعظّم الحجّة فيه والآية والمعجزة في نظمه قال:

هو حبل الله المتين، وعروته الوثقي، وطريقته المثلي، المؤدّي إلي الجنّة، والمنجي من النار، ? يخلق علي الأزمنة، ولا يغثّ علي الألسنة، لأنّه لم يجعل لزمان دون زمان

بل جعل دليل البرهان، وحجّة علي كلّ إنسان، ? يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد.

ربّ إذ ? مربوب

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الملهم عباده الحمد، وفاطرهم علي معرفة ربوبيّته، الدالّ علي وجوده بخلقه، وبحدوث خلقه علي أزله، وباشباههم علي أن ? شبه له، المستشهد آياته علي قدرته، الممتنع من الصفات ذاته، ومن الأبصار رؤيته، ومن الأوهام الإحاطة به، ? أمد لكونه، ولا غاية لبقائه، ? يشمله المشاعر، ولا يحجبه الحجاب، فالحجاب بينه وبين خلقه، لامتناعه ممّا يمكن في ذواتهم، ولإمكان ذواتهم ممّا يمتنع منه ذاته، ولافتراق الصانع والمصنوع، والربّ والمربوب، والحادّ والمحدود، أحد ? بتأويل عدد، الخالق ? بمعني حركة، السميع ? بأداة، البصير ? بتفريق آلة، الشاهد ? بمماسّة، البائن ? ببراح مسافة، الباطن ? باجتنان، الظاهر ? بمحاذ، الذي قد حسرت دون كنهه نواقذ الأبصار، وامتنع وجوده جوائل الأوهام.

أول الديانة معرفته، وكمال المعرفة توحيده، وكمال التوحيد نفي الصفات عنه، لشهادة كلّ صفة أنّها غير الموصوف، وشهادة الموصوف أنّه غير الصفة، وشهادتهما جميعاً علي أنفسهما بالبيّنة، الممتنع منها الأزل، فمن وصف الله فقد حدّه، ومن حدّه فقد عدّه، ومن عدّه فقد أبطل أزله، ومن قال: كيف؟ فقد استوصفه، ومن قال: علي م؟ فقد حمله، ومن قال: أين؟ فقد أخلي منه، ومن قال: إلي م؟ فقد وقّته، عالم إذ ? معلوم، وخالق إذ ? مخلوق، وربّ إذ ? مربوب، وإله إذ ? مألوه، وكذلك يوصف ربّنا وهو فوق ما يصفه الواصفون.

مؤيّن الأين

عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: جاء رجل إلي أبي الحسن الرضا (عليه السّلام) من وراء نهر بلخ فقال: إنّي أسألك عن مسألة فإن أجبتني

فيها بما عندي قلت بإمامتك فقال أبو الحسن (عليه السّلام):

سل عمّا شئت.

فقال: أخبرني عن ربّك متي كان وكيف كان وعلي أيّ شيء كان اعتماده؟

فقال أبو الحسن (عليه السّلام): انّ الله تبارك وتعالي أيّن الأين بلا أين وكيف الكيف بلا كيف وكان اعتماده علي قدرته. فقام إليه الرجل فقبّل رأسه.

وقال: أشهد أن ? إله إلاّ الله وأنّ محمّداً رسول الله، وأنّ عليّاً وصيّ رسول الله (صلي الله عليه وآله) والقيّم بعده بما قام به رسول الله (صلي الله عليه وآله) وأنّكم الأئمة الصادقون وأنّك الخلف من بعدهم.

اوّل بقعة

عن محمّد بن سنان: أنّ أبا الحسن الرضا (عليه السّلام) كتب إليه فيما كتب من جواب مسائله:

علّة وضع البيت وسط الأرض أنّه الموضع الّذي من تحته دحيت الأرض، وكلّ ريح تهبّ في الدّنيا فانّها تخرج من تحت الركن الشامي وهي أول بقعة وضعت في الأرض، لأنها الوسط ليكون الفرض لأهل المشرق والمغرب سواء.

الازلي الابدي

اعلم - علّمت الله الخير - أنّ الله تبارك وتعالي قديم والقدم صفة دلّت العاقل علي أنّه ? شيء قبله، ولا شيء معه في ديموميّته فقد بان لنا بإقرار العامّة مع معجزة الصفة أنّه ? شيء قبل الله ولا شيء مع الله في بقائه.

وبطل قول من زعم أنّه كان قبله أو كان معه شيء، وذلك أنّه لو كان معه شيء في بقائه لم يجز أن يكون خالقاً له، لأنه لم يزل معه فكيف يكون خالقاً لمن لم يزل معه؟

ولو كان قبله شيء كان الأول ذلك الشيء لاهذا، وكان الأول أولي بأن يكون خالقاً للثاني.

تنوّع المخلوقات

عن عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن أبيه، عن أبي الحسن الرضا (عليه السّلام) قال: قلت له: لم خلق الله

عزّ وجلّ الخلق علي أنواع شتّي، ولم يخلقهم نوعاً واحداً؟ فقال:

لئلاّ يقع في الأوهام أنّه عاجز ولا يقع صورة في وهم ملحد إلاّ وقد خلق الله عزّ وجلّ عليها خلقاً لئلاّ يقول قائل:

هل يقدر الله عزّ وجلّ علي أن يخلق صورة كذا وكذا لأنه ? يقول من ذلك شيئاً إلاّ وهو موجود في خلقه تبارك وتعالي، فيعلم بالنظر إلي أنواع خلقه أنّه علي كلّ شيء قدير.

نبويات

أصحاب العزائم

انّما سُمّي أولوا العزم أولي العزم لأنّهم كانوا أصحاب الشرائع والعزائم، وذلك أنّ كلّ نبيّ بعد نوح (عليه السّلام) كان علي شريعته ومنهاجه وتابعاً لكتابه إلي زمن إبراهيم الخليل (عليه السّلام)، وكلّ نبيّ كان في أيّام إبراهيم وبعده كان علي شريعته ومنهاجه وتابعاً لكتابه إلي زمن موسي (عليه السّلام) وكلّ نبيّ كان في زمن موسي وبعده كان علي شريعة موسي ومنهاجه وتابعاً لكتابه إلي أيّام عيسي (عليه السّلام) وكلّ نبيّ كان في أيّام عيسي (عليه السّلام) وبعده كان علي منهاج عيسي وشريعته وتابعاً لكتابه إلي زمن نبيّنا محمّد (عليه السّلام) فهؤلاء الخمسة اولوا العزم فهم أفضل الأنبياء والرسل (عليهم السلام)، وشريعة محمّد (صلي الله عليه وآله) ? تنسخ إلي يوم القيامة، ولا نبيّ بعده إلي يوم القيامة، فمي ادّعي بعده نبوّة أو أتي بعد القرآن بكتاب فدمه مباح لكلّ من سمع ذلك منه.

طعام الأنبياء

فضل خبز الشعير علي البرّ كفضلنا علي الناس، وما من نبيّ إلاّ وقد دعا لأكل الشعير وبارك عليه، وما دخل جوفاً إلاّ وأخرج كلّ داء فيه، وهو قوت الأنبياء وطعام الأبرار، أبي الله تعالي أن يجعل قوت أنبيائه إلاّ شعيراً.

في كفة المنجنيق

انّ إبراهيم (عليه السّلام) لمّا وضع في كفّة المنجنيق غضب جبرئيل (عليه السّلام)، فأوحي

الله عزّ وجلّ: ما يغضبك يا جبرئيل؟

قال: يا ربّ خليلك ليس من يعبدك علي وجه الأرض غيره، سلّطت عليه عدوّك وعدوّه.

فأوحي الله عزّ وجلّ إليه: اسكت انّما يعجل العبد الذي يخاف الفوت مثلك، فأمّا أنا فإنّه عبدي آخذه إذا شئت.

قال: فطابت نفس جبرئيل (عليه السّلام) فالتفت إلي إبراهيم (عليه السّلام) فقال: هل لك حاجة؟

فقال: أمّا إليك فلا.

فأهبط الله عزّ وجلّ عندها خاتماً فيه ستّة أحرف: (? إله إلاّ الله، محمّد رسول الله، ? حول ولا قوّة إلاّ بالله، فوّضت أمري إلي الله، أسندت ظهري إلي الله، حسبي الله) فأوحي الله جلّ جلاله إليه: أن تختّم بهذا الخاتم فإنّي أجعل النار عليك برداً وسلاماً.

الخضر وماء الحياة

انّ الخضر (عليه السّلام) شرب من ماء الحياة فهو حيّ لايموت حتّي ينفخ في الصور، وانّه ليأتينا فيسلّم علينا فنسمع صوته ولا نري شخصه، وانّه ليحضر حيثما ذكر، فمن ذكره منكم فليسلّم عليه، وانّه ليحضر الموسم كل سنة فيقضي جميع المناسك ويقف بعرفة فيؤمّن علي دعاء المؤمنين، وسيؤنس الله بن وحشة قائمنا في غيبته، ويصل به وحدته.

خاتم عيسي

كان نقش خاتم عيسي (عليه السّلام) حرفين اشتقّهما من الإنجيل: طوبي لعبد ذكر الله من أجله، وويل لعبدنسي الله من أجله.

يونس وقومه

سأل المأمون الرضا (عليه السّلام) عن قول الله عزّ وجلّ: (وذا النون إذ ذهب مغاضباً فظنّ أن لن نقدر عليه) فقال الرضا (عليه السّلام):

ذلك يونس بن متي (عليه السّلام) ذهب مغاضباً لقومه (فظنّ) بمعني استيقن (أن لن نقدر عليه) أي: لن نضيّق عليه رزقه، ومنه قول الله عزّ وجلّ: (وأمّا إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه) أي: ضيّق عليه وقتر (فنادي في الظلمات) أي: ظلمة اللّيل، وظلمة البحر، وظلمة بطن الحوت: (أن ?

إله إلاّ أنت سبحانك إنّي كنت من الظالمين) بتركي مثل هذه العبادة الّتي قد فرغتني لها في بطن الحوت فاستجاب الله له، وقال عزّ وجلّ: (فلو ? أنّه كان من المسبّحين للبث في بطنه إلي يوم يبعثون).

أنا ابن الذبيحين

علي بن الحسين بن فضّال، عن أبيه قال: سألت أبا الحسن عليّ بن موسي الرضا (عليه السّلام) عن معني قول النبي (صلي الله عليه وآله): أنا ابن الذبيحين؟ قال:

يعني: إسماعيل بن إبراهيم الخليل (عليهما السلام)، وعبد الله بن عبد المطّلب.

أمّا إسماعيل فهو الغلام الحليم الذي بشّر الله تعالي به إبراهيم (عليه السّلام) (فلمّا بلغ معه السعي) وهو لما عمل مثل عمله (قال يا بنيّ إنّي أري في المنام أنّي أذبحك فانظر ماذا تري قال: يا أبت افعل ما تؤمر) ولم يقل: يا أبت افعل ما رأيت (ستجدني إن شاء الله من الصابرين).

فلمّا عزم علي ذبحه فداه الله تعالي بذبح عظيم بكبش أملح، يأكل في سواد، ويشرب في سواد، وينظر في سواد، ويمشي في سواد، ويبول في سواد، ويبعر في سواد، وكان يرتع قبل ذلك في رياض الجنّة أربعين عاماً، وما خرج من رحم أنثي، وانّما قال الله عزّ وجلّ له: كن، فكان، ليفدي به إسماعيل، فكلّما يذبح في مني فهو فدية لإسماعيل إلي يوم القيامة، فهذا أحد الذبيحين.

وأمّا الآخر فإنّ عبد المطّلب كان تعلّق بحلقة باب الكعبة ودعا الله عزّ وجلّ أن يرزقه عشرة بنين، ونذر لله عزّ وجلّ أن يذبح واحداً منهم متي أجاب الله دعوته، فلمّا بلغوا عشرة قال: قد وفي الله تعالي لي فلأوفينّ لله عزّ وجلّ فأدخل ولده الكعبة، وأسهم بينهم، فخرج سهم عبد الله أبي رسول الله (صلي الله عليه وآله)، وكان

أحبّ ولده إليه، ثمّ أجالها ثانية فخرج سهم عبد الله، ثمّ أجالها ثالثة، فخرج سهم عبد الله فأخذه وحبسه وعزم علي ذبحه، فاجتمعت قريش ومنعته من ذلك، واجتمع نساء عبد المطّلب يبكين ويصحن.

فقالت له ابنته عاتكة: يا أبتاه أعذر فيما بينك وبين الله عزّ وجلّ في قتل ابنك.

قال: وكيف أعذر يا بنيّة فانّك مباركة؟

قالت: أعمد علي تلك السوائم التي لك في الحرم فاضرب بالقداح علي ابنك، وعلي الإبل واعط ربّك حتّي يرضي، فبعث عبد المطّلب إلي إبله فأحضرها وعزل منها عشراً، وضرب بالسهام فخرج سهم عبد الله، فما زال يزيد عشراً عشراً حتي بلغت مأة، فضرب فخرج السهم علي الإبل، فكبّرت قريش تكبيرة ارتجّت لها جبال تهامة.

فقال عبد المطّلب: ? حتّي أضرب بالقداح ثلاث مرّات، فضرب ثلاثاً كلّ ذلك يخرج السهم علي الإبل، فلمّا كان في الثالثة اجتذبه الزبير وأبو طالب وأخواتهما من تحت رجليه، فحملوه وقد انسلخت جلدة خدّه الذي كان علي الأرض وأقبلوا يرفعونه ويقبّلونه ويمسحون عنه التراب، وأمر عبد المطّلب أن تنحر الإبل بالجزورة، ولا يمنع أحد منها، وكانت مأة، فكانت لعبد المطّلب خمس من السنن أجراها الله عزّ وجلّ في الإسلام: حرّم نساء الآباء علي الأبناء، وسنّ الدية في القتل مأة من الإبل، وكان يطوف بالبيت سبعة أشواط، ووجد كنزاً فأخرج منه الخمس وسمّي زمزم حين حفرها سقاية الحاجّ، ولولا أنّ عمل عبد المطّلب كان حجّة وانّ عزمه علي ذبح بانه عبد الله شبيه بعزم إبراهيم (عليه السّلام) علي ذبح ابنه إسماعيل لمّا افتخر النبي (صلي الله عليه وآله) بالإنتساب إليهما لأجل أنّهما الذبيحان في قوله (صلي الله عليه وآله): أنا ابن الذبيحين.

والعلّة التي من أجلها دفع الله عزّ وجلّ الذبح

عن إسماعيل هي العلّة التي من أجلها دفع الذبح عن عبد الله، وهي كون النبي (صلي الله عليه وآله)، والأئمّة المعصومين صلوات الله عليهم في صلبيهما، فببركة النبي (صلي الله عليه وآله) والأئمّة صلوات الله عليهم دفع الله الذبح عنهما، فلم تجر السنّة في الناس بقتل أولادهم، ولو ? ذلك لوجب علي الناس كلّ أضحي التقرّب إلي الله تعالي بقتل أولادهم وكلّ ما يتقرّب الناس به إلي الله عزّ وجلّ من أضحية فهو فداء لإسماعيل (عليه السّلام) إلي يوم القيامة.

الأنبياء معصومون

سأل المأمون الرضا (عليه السّلام) عن قول الله عزّ وجلّ: (ليغفر لك الله ما تقدّم من ذنبك وما تأخّر) قال الرضا (عليه السّلام):

لم يكن أحد عند مشركي أهل مكّة أعظم ذنباً من رسول الله (صلي الله عليه وآله)، لأنّهم كانوا يعبدون من دون الله ثلاثمأة وستّين صنماً، فلمّا جاءهم بالدعوة إلي كلمة الإخلاص كبر ذلك عليهم وعظم، وقالوا: (أجعل الآلهة إلهاً واحداً إنّ هذا لشيء عجاب، وانطلق الملأ منهم أن امشوا واصبروا علي آلهتكم انّ هذا لشيء يراد، ما سمعنا بهذا في الملّة الآخرة إن هذا إلاّ اختلاق) فلمّا فتح الله عزّ وجلّ علي نبيّه محمّد (صلي الله عليه وآله) مكّة قال له: يا محمّد: (إنّا فتحنا لك) مكّة (فتحاً مبيناً، ليغفر لك الله ما تقدّم من ذنبك وما تأخّر) عند مشركي أهل مكّة بدعائك إلي توحيد الله عزّ وجلّ فيما تقدّم وما تأخّر، لأنّ مشركي مكّة أسلم بعضهم وخرج بعضهم عن مكّة، ومن بقي منهم لم يقدر علي انكار التوحيد عليه إذا دعا الناس إليه، فصار ذنبه عندهم في ذلك مغفوراً بظهوره عليهم.

فقال المأمون: لله درّك يا أبا الحسن، فأخبرني عن قول الله عزّ

وجلّ: (عفا الله عنك لم أذنت لهم).

قال الرضا (عليه السّلام): هذا ممّا نزل بإيّاك أعني واسمعي يا جارة، خاطب الله عزّ وجلّ بذلك نبيّه (صلي الله عليه وآله) وأراد به أمّته، وكذلك قوله عزّ وجلّ: (لئن أشركت ليحبطنّ عملك ولتكوننّ من الخاسرين). وقوله عزّ وجلّ: (ولا ? أن ثبّتناك لقد كدت تركن إليهم شيئاً قليلاً).

قال: صدقت يا بن رسول الله، الخبر.

الرسل وأخبار الملاحم

عن الحسن بن محمّد بن أبي طلحة قال: قلت للرضا (عليه السّلام): أيأتي الرسل عن الله بشيء ثمّ تأتي بخلافة؟ قال:

نعم، إن شئت حدّثتك وإن شئت أتيتك به من كتاب الله تعالي.

قال الله تعالي جلّت عظمته: (ادخلوا الأرض المقدّسة التي كتب الله لكم)، فما دخلوها ودخل أبناء أبنائهم.

وقال عمران: انّ الله وعدني أن يهب لي غلاماً نبيّاً في سنتي هذه وشهري هذا.

ثمّ غاب وولدت امرأته مريم وكفّلها زكريّا.

فقالت طائفة: صدق نبيّ الله، وقالت الآخرون: كذب، فلمّا ولدت مريم عيسي قالت الطائفة التي أقامت علي صدق عمران: هذا الذي وعدنا الله.

ولائيات

نفس رسول الله

قال المأمون يوماً للرضا (عليه السّلام): أخبرني بأكبر فضيلة لأمير المؤمنين (عليه السّلام) يدلّ عليها القرآن. قال: فقال له الرضا (عليه السّلام):

فضيلته في المباهلة، قال الله جلّ جلاله: (فمن حاجّك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثمّ نبتهل فنجعل لعنة الله علي الكاذبين) فدعا رسول الله (صلي الله عليه وآله) الحسن والحسين (عليهم السلام) فكانا أبنيه، ودعا فاطمة (عليها السلام) فكانت في هذا الموضع نساؤه، ودعا أمير المؤمنين (عليه السّلام) فكان نفسه بحكم الله عزّ وجلّ، فقد ثبت أنّه ليس أحد من خلق الله تعالي أجلّ من رسول الله (صلي الله

عليه وآله) وأفضل، فوجب أن ? يكون أحد أفضل من نفس رسول الله (صلي الله عليه وآله) بحكم الله تعالي.

قال: فقال له المأمون: أليس قد ذكر الله تعالي الأبناء بلفظ الجمع وانّما دعا رسول الله ابنيه خاصّة؟ وذكر النساء بلفظ الجمع وانّما دعا رسول الله (صلي الله عليه وآله) ابنته وحدها؟ فلم ? جاز أن يذكر الدعاء لمن هو نفسه، ويكون المراد نفسه في الحقيقة دون غيره فلا يكون لأمير المؤمنين (عليه السّلام) ما ذكرت من الفضل؟

قال: فقال له الرضا (عليه السّلام): ليس بصحيح ما ذكرت …، وذلك أنّ الداعي انّما يكون داعياً لغيره، كما يكون الآمر آمراً لغيره، ولا يصحّ أن يكون داعياً لنفسه في الحقيقة، كما ? يكون آمراً لها في الحقيقة، وإذا لم يدع رسول الله (صلي الله عليه وآله) رجلاً في المباهلة إلاّ أمير المؤمنين (عليه السّلام) فقد ثبت أنّه نفسه التي عناها الله تعالي في كتابه وجعل حكمه ذلك في تنزيله.

قال: فقال المأمون: إذا ورد الجواب سقط السؤال.

من تذكّر مصابنا

من تذكّر مصابنا فبكي وأبكي لم تبك عينه يوم تبكي العيون، ومن جلس مجلساً يحيي فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب.

لو علموا محاسن كلامنا

رحم الله عبداً أحيا أمرنا. فقلت له: وكيف يحيي أمركم؟

قال: يتعلّم علومنا، ويعلّمها الناس، فإنّ الناس لو علموا محاسن كلامنا لاتّبعونا.

قال: فقلت له: يابن رسول الله فقد روي لنا عن أبي عبد الله (عليه السّلام) أنّه قال: من تعلّم علماً ليماري به السفهاء، أو يباهي به العلماء أو ليقبل بوجوه الناس إليه فهو في النار.

فقال (عليه السّلام): صدق جدّي (عليه السّلام)، أفتدري من السفهاء؟

فقلت: ? يابن رسول الله.

فقال: هم قصّاص من مخالفينا، وتدري من العلماء؟

فقلت: ?

يابن رسول الله.

فقال: هم علماء آل محمّد (عليهما السلام) الذين فرض الله عزّ وجلّ طاعتهم وأوجب مودّتهم.

ثم قال: أتدري ما معني قوله: أو ليقبل بوجوه الناس إليه؟

قلت: ?.

قال: يعني بذلك والله ادّعاء الإمامة بغير حقّها، ومن فعل ذلك فهو في النار.

إمامك راض عنك

حدّثنا محمّد بن عيسي بن عبيد، عن أخيه جعفر بن عيسي، قال: كنّا عند أبي الحسن الرضا (عليه السّلام) وعنده يونس بن عبد الرحمن إذ استأذن عليه قوم من أهل البصرة، فأومي أبو الحسن (عليه السّلام) إلي يونس:

ادخل البيت، فإذا بيت مسبل عليه ستر، وإيّاك أن تتحرّك حتّي تؤذن لك، فدخل البصريّون فأكثروا من الوقيعة والقول في يونس، وأبوالحسن (عليه السّلام) مطرق حتّي لمّا أكثروا وقاموا فودّعوا وخرجوا، فأذن ليونس بالخروج فخرج باكياً، فقال: جعلني الله فداك انّي احامي عن هذه المقالة، وهذه حالي عند أصحابي. فقال له أبو الحسن (عليه السّلام):

يا يونس وما عليك ممّا يقولون إذا كان إمامك عنك راضياً؟ يا يونس حدّث الناس بما يعرفون، واتركهم ممّا ? يعرفون كأنّك تريد أن تكذب علي الله في عرشه، يا يونس وماعليك أن لو كان في يدك اليمني درّة ثم قال الناس: بعرة، أو قال الناس درّة. أو بعرة وقال الناس: درّة، هل ينفعك ذلك شيئاً؟

فقلت: ?.

فقال: هكذا أنت يا يونس، إذا كنت علي الصواب وكان إمامك عنك راضياً لم يضرّك ما قال الناس.

تأخذون بحجزتنا

انّ رسول الله (صلي الله عليه وآله) يوم القيامة آخذ بحجزة الله تعالي، ونحن آخذون بحجزة نبيّنا، وشيعتنا آخذون بحجزتنا.

وقال في حديث آخر: معني الحجزة: الدين.

أغث محبّينا

أفضل ما يقدّمه العالم من محبّينا وموالينا أمامه ليوم فقره وفاقته وذلّه ومسكنته، أن يغيث في الدنيا مسكيناً من محبّينا من يد

ناصب عدوّ لله ولرسوله يقوم من قبره والملائكة صفوف من شفير قبره إلي موضع محلّه من جنان الله، فيحملونه علي أجنحتهم، يقولون: مرحباً طوباك طوباك يا دافع الكلاب عن الأبرار، ويا أيّها المتعصّب للأئمّة الأخيار.

نحن والأنبياء

لمّا أشرف نوح علي الغرق دعا الله بحقّنا فدفع الله عنه الغرق، ولمّا رمي إبراهيم في النار دعا الله بحقّنا فجعل الله النار عليه برداً وسلاماً، وانّ موسي (عليه السّلام) لمّا ضرب طريقاً في البحر دعا الله بحقّنا فجعله يبساً، وان عيسي (عليه السّلام) لمّا أراد اليهود قتله دعا الله بحقّنا فنجاه من القتل ورفعه إليه.

النار الباردة

لمّا رمي إبراهيم في النار دعا الله بحقّنا فجعل الله النار عليه برداً وسلاماً.

أفضل الخلق والآل والامم

… لمّا بعث الله عزّ وجلّ موسي بن عمران (عليه السّلام) واصطفاه نجيّاً وفلق له البحر ونجّي بني إسرائيل وأعطاه التوراة والألواح ورأي مكانه من ربّه عزّ وجلّ فقال: يا ربّ لقد أكرمتني بكرامة لم تكرم بها أحداً قبلي.

فقال الله جلّ جلاله: ياموسي أما علمت أنّ محمّداً أفضل عندي من جميع ملائكتي وجميع خلقي؟ قال موسي (عليه السّلام): يا ربّ فإن كان محمّد (صلي الله عليه وآله) أكرم عندك من خلقك فهل في آل الأنبياء أكرم من آلي؟

قال الله جلّ جلاله: يا موسي أما علمت أن فضل آل محمّد علي جميع آل النبيّين كفضل محمّد علي جميع المرسلين؟

فقال موسي: يا رب فإن كان آل محمّد كما وصفت فهل في امم الأنبياء أفضل عندك من امّتي؟ ظلّلت عليهم الغمام وأنزلت عليهم المنّ والسلوي وفلقت لهم البحر؟

فقال الله جلّ جلاله: يا موسي أما علمت أنّ فضل امّة محمّد علي جميع الامم كفضله علي جميع خلقي.

فقال موسي (عليه السّلام): يا ربّ

ليتني كنت أراهم، فأوحي الله عزّ وجلّ إليه: يا موسي انّك لن تراهم، فليس هذا أوان ظهورهم، ولكن سوف تراهم في الجنّات، جنّات عدن والفردوس بحضرة محمّد في نعيمها، يتقلّبون، وفي خيراتها يتبحبحون، أفتحبّ أن اسمعك كلامهم؟

فقال: نعم إلهي.

قال الله جلّ وجلاله: قم بين يدي واشداد مئزرك قيام العبد الذليل بين يدي الملك الجليل، ففعل ذلك موسي (عليه السّلام) فنادي ربّنا عزّ وجلّ: يا امّة محمّد، فأجابوه كلّهم وهم في أصلاب آبائهم وأرحام امهاتهم: لبيك اللّهمّ لبيك، لبيك ? شريك لك لبّيك، انّ الحمد والنعمة لك والملك ? شريك لك.

قال: فجعل الله عزّ وجلّ تلك الإجابة شعار الحج، ثمّ نادي ربنا عزّ وجلّ: يا امّة محمّد انّ قضائي عليكم أنّ رحمتي سبقت غضبي، وعفوي قبل عقابي فقد استجبت لكم من قبل أن تدعوني، وأعطيتكم من قبل أن تسألوني، من لقيني منكم بشهادة أن ? إله إلاّ الله وحده ? شريك له وأنّ محمّداً عبده ورسوله صادق في أقواله محق في أفعاله وأنّ عليّ بن أبي طالب أخوه ووصيّه من بعده ووليّه، ويلتزم طاعته كما يلتزم طاعة محمّد، وأن أولياءه المصطفين المطهّرين الميامين بعجائب آيات الله ودلائل حجج الله من بعدهما أوليائه أدخلته جنّتي وإن كانت ذنوبه مثل زبد البحر.

قال (عليه السّلام): فلمّا بعث الله عزّ وجلّ نبيّنا محمّداً (صلي الله عليه وآله) قال: يا محمّد وما كنت بجانب الطور إذ نادينا امّتك بهذه الكرامة، ثم قال عزّ وجلّ لمحمّد (صلي الله عليه وآله) قل: الحمد لله ربّ العالمين علي ما اختصّني به من هذه الفضيلة.

وقال لامّته: قولوا أنتم: الحمد لله ربّ العالمين علي ما اختصّنا به من هذه الفضائل.

أفضل الامّة

حدّثنا عليّ بن الحسن بن عليّ

بن فضّال، عن أبيه قال: سألت الرضا أبا الحسن (عليه السّلام) فقلت له: لِمَ كنّي النبيّ (صلي الله عليه وآله) بأبي القاسم؟ فقال:

لأنّه كان له ابن يقال له: قاسم، فكنّي به.

قال: فقلت له: يابن رسول الله فهل تراني أهلاً للزيادة؟

فقال: نعم، أما علمت أنّ رسول الله (صلي الله عليه وآله) قال: أنا وعليّ أبوا هذه الامّة؟

قلت: بلي.

قال: أما علمت أنّ عليّاً قاسم الجنّة والنار؟

قلت: بلي.

قال: فقيل له: أبو القاسم لأنّه أبو قاسم الجنّة والنار.

فقلت له: وما معني ذلك؟

فقال: انّ شفقة النبي (صلي الله عليه وآله) علي أُمّته شفقة الآباء علي الأولاد، وأفضل أُمّته عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام)، ومن بعده شفقة عليّ (عليه السّلام) عليهم كشفقته (صلي الله عليه وآله)، لأنّه وصيّه وخليفته والإمام بعده، فلذلك قال (صلي الله عليه وآله): أنا وعليّ أبوا هذه الامّة، وصعد النبي (صلي الله عليه وآله) المنبر فقال: من ترك ديناً أو ضياعاً فعليّ وإليّ، ومن ترك مالاً فلو رثته، فصار بذلك أولي بهم من آبائهم وأُمّهاتهم، وصار أولي بهم منهم بأنفسهم، وكذلك أمير المؤمنين (عليه السّلام) بعده جري ذلك له مثل ما جري لرسول الله (صلي الله عليه وآله).

عند ما يعطس الإمام

عن صفوان بن يحيي قال: كنت عند الرضا (عليه السّلام) فعطس فقلت له: صلي الله عليك، ثمّ عطس، فقلت: صلّي الله عليك، ثمّ عطس، فقلت: صلّي الله عليك، وقلت له: جعلت فداك إذا عطس مثلك نقول له كما يقول بعضنا لبعض: يرحمك الله، أو كما نقول، قال:

نعم، أليس تقول: صلي الله علي محمّد وآل محمّد؟

قلت: بلي.

قال: ارحم محمّداً وآل محمّد؟

قلت: بلي.

قال: وقد صلّي الله عليه ورحمه، وانّما صلواتنا عليه رحمة لنا وقربة.

التصديق بالحسني

عن البزنطي قال: سمعت

الرضا (عليه السّلام) يقول في تفسير (واللّيل إذا يغشي) قال:

إنّ رجلاً من الأنصار كان لرجل في حائطه نخلة وكان يضرّ به، فشكي ذلك إلي رسول الله (صلي الله عليه وآله)، فدعاه فقال: أعطني نخلتك بنخلة في الجنّة، فأبي، فبلغ ذلك رجلاً من الأنصار يكنّي أبا الدحداح فجاء إلي صاحب النخلة. فقال: بعني نخلتك بحائطي، فباعه، فجاء إلي رسول الله (صلي الله عليه وآله) فقال: يا رسول الله قد اشتريت نخلة فلان بحائطي.

قال: فقال له رسول الله (صلي الله عليه وآله): فلك بدلها نخلة في الجنّة فأنزل الله تبارك وتعالي علي نبيّه (صلي الله عليه وآله): (وما خلق الذكر والانثي، إنّ سعيكم لشتّي، فأمّا من أعطي) يعني النخلة (واتّقي، وصدّق بالحسني) بوعد رسول الله (صلي الله عليه وآله) (فسنيسّره لليسري).

آل ياسين

فيما احتجّ الرضا (عليه السّلام) علي علماء العامّة في فضل العترة الطاهرة أنّه سأل العلماء فقال:

أخبروني عن قول الله عزّوجلّ: (يس، والقرآن الحكيم، إنّك لمن المرسلين، علي صراط مستقيم) فمن عني بقوله: يس؟

قالت العلماء: يس محمّد (صلي الله عليه وآله) لم يشك فيه أحد.

قال أبو الحسن (عليه السّلام): فإنّ الله عزّ وجلّ أعطي محمّداً وآل محمّد من ذلك فضلاً ? يبلغ أحد كنه وصفه إلاّ من عقله، وذلك أنّ الله عزّ وجل لم يسلّم علي أحد إلاّ علي الأنبياء صلوات الله عليهم، فقال تبارك وتعالي:

(سلام علي نوح في العالمين).

وقال: (سلام علي إبراهيم).

وقال: (سلام علي موسي وهارون).

ولم يقل: سلام علي آل نوح.

ولم يقل: سلام علي آل إبراهيم ولا قال: سلام علي آل موسي وهارون.

وقال عزّوجلّ: (سلام علي آل يس) يعني آل محمّد صلوات الله عليهم.

كلمة التقوي

عن مالك بن عبد الله قال: قلت لمولاي الرضا (عليه السّلام): قوله

تعالي: (وألزمهم كلمة التقوي وكانوا أحقّ بها وأهلها) قال:

هي ولاية أمير المؤمنين (عليه السّلام).

للإمام علامات

للإمام علامات: [أن] يكون أعلم الناس وأحكم الناس وأتقي الناس وأحلم الناس وأشجع الناس وأسخي الناس وأعبدالناس، ويولد مختوناً ويكون مطهّراً، ويري من خلفه كما يري من بين يديه، ولا يكون له ظلّ.

وإذا وقع علي الأرض من بطن امّه وقع علي راحتيه رافعاً صوته بالشهادتين ولا يحتلم، وتنام عينه ولا ينام قلبه، ويكون محدّثاً، ويستوي عليه درع رسول الله (صلي الله عليه وآله) ولا يري له بول ولا غائط، لأنّ الله عزّ وجلّ قد وكّل الأرض بابتلاع ما يخرج منه ويكون رائحته أطيب من رائحة المسك.

ويكون أولي الناس منهم بأنفسهم، وأشفق عليهم من آبائهم وامّهاتهم ويكون أشدّ الناس تواضعاً لله عزّ وجلّ، ويكون آخذ الناس بما يأمر به، وأكفّ الناس عمّا ينهي عنه، ويكون دعاؤه مستجاباً حتّي أنّه لو دعا علي صخرة ? نشقّت بنصفين.

ويكون عنده سلاح رسول الله (صلي الله عليه وآله) وسيفه ذوالفقار، ويكون عنده صحيفة فيها أسماء شيعته إلي يوم القيامة، وصحيفة فيها أسماء أعدائه إلي يوم القيامة.

ويكون عنده الجامعة وهي صحيفة طولها سبعون ذراعاً فيها جميع ما يحتاج إليه ولد آدم، ويكون عنده الجفر الأكبر والأصغر، وإهاب ما عز وإهاب كبش فيهما جميع العلوم حتّي أرش الخدش، وحتّي الجلدة ونصف الجلدة وثلث الجلدة، ويكون عنده مصحف فاطمة (عليها السلام).

مدح أهل البيت (عليهم السلام)

ما قال فينا مؤمن شعراً يمدحنا به إلاّ بني الله تعالي له مدينة في الجنّة أوسع من الدنيا سبع مرّات يزوره فيها كلّ ملك مقرّب وكلّ نبيّ مرسل.

ألزم طريقتنا

عن إبراهيم بن أبي محمود قال: قلت للرضا (عليه السّلام): يابن رسول الله أنّ عندنا أخباراً في

فضائل أمير المؤمنين (عليه السّلام) وفضلكم أهل البيت وهي من رواية مخالفيكم ولا نعرف مثلها عندكم، أفندين بها؟ فقال:

يابن أبي محمود لقد أخبرني أبي عن أبيه عن جدّه (عليهم السلام) أنّ رسول الله (صلي الله عليه وآله) قال: من أصغي إلي ناطق فقد عبده، فإن كان الناطق عن الله عزّ وجلّ فقد عبد الله، وإن كان الناطق عن إبليس فقد عبد إبليس.

ثم قال الرضا (عليه السّلام): يابن أبي محمود انّ مخالفينا وضعوا أخباراً في فضائلنا وجعلوها علي ثلاثة أقسام: أحدها: الغلوّ، وثانيها: التقصير في أمرنا، وثالثها: التصريح بمثالب أعدائنا، فإذا سمع الناس الغلوّ فينا كفّروا شيعتنا ونسبوهم إلي القول بربوبيّتنا، وإذا سمعوا التقصير اعتقدوه فينا، وإذا سمعوا مثالب أعدائنا بأسمائهم ثلبونا بأسمائنا، وقد قال الله عزّ وجلّ: (ولا تسبّوا الّذين يدعون من دون الله فيسبّوا الله عدواً بغير علم).

يابن أبي محمود إذا أخذ الناس يميناً وشمالاً فالزم طريقتنا فانّه من لزمنا لزمناه، ومن فارقنا فارقناه، انّ أدني ما يخرج به الرجل من الإيمان أن يقول للحصاة: هذه نواة، ثمّ يدين بذلك ويبرأ ممّن خالفه، يابن أبي محمود احفظ ما حدّثتك به فقد جمعت لك خير الدنيا والآخرة.

ملوك الآخرة

نحن سادة في الدنيا وملوك في الآخرة.

لولاهم ما خلقتك

إنّ آدم صلوات الله عليه لمّا أكرمه الله تعالي بإسجاده ملائكته له وبإدخاله الجنّة ناداه الله: أرفع رأسك يا آدم، فانظر إلي ساق عرشي فنظر فوجد عليه مكتوباً:

(? إله إلاّ الله محمّد رسول الله، عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين، وزوجته فاطمة سيّدة نساء العالمين، والحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة).

فقال آدم: يا ربّ من هؤلاء؟

قال عزّ وجلّ: هؤلاء ذرّيتك لولاهم ما خلقتك.

علامة الإخلاص

عن أحمد بن عبد الصمد، عن خاله

أبي الصلت الهروي قال: كنت مع الرضا (عليه السّلام) لمّا دخل نيسابور وهو راكب بغلة شهباء وقد خرج علماء نيسابور في استقباله فلمّا سار إلي المرتعة تعلّقوا بلجام بغلته وقالوا: يابن رسول الله حدّثنا بحقّ آبائك الطاهرين حديثاً عن آبائك صلوات الله عليهم أجمعين.

فأخرج عليه الصلاة والسلام رأسه من الهودج وعليه مطرف الخزّ فقال:

حدّثني أبي موسي بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين سيّد شباب أهل الجنّة، عن أمير المؤمنين، عن رسول الله (صلي الله عليه وآله) قال: أخبرني جبرئيل الروح الأمين، عن الله تقدّست أسماؤه وجلّ وجهه قال:

إنّي أنا الله ? إله إلاّ أنا وحدي عبادي فاعبدوني، وليعلم من لقيني منكم بشهادة أن ? إله إلاّ الله مخلصاً بها أنّه قد دخل حصني، ومن دخل حصني أمن عذابي.

قالوا: يا ابن رسول الله وما إخلاص الشهادة لله؟

قال: طاعة الله ورسوله وولاية أهل بيته (عليهم السلام).

الكائنات والولاية

أخبرني أبي، عن أبيه، عن جدّه: انّ أمير المؤمنين (عليه السّلام) أخذ بطّيخة ليأكلها فوجدها مرّة فرمي بها وقال: بعداً وسحقاً.

فقيل له: يا أمير المؤمنين وما هذه البطّيخة؟

فقال: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله): انّ الله تبارك وتعالي أخذ عقد مودّتنا علي كل حيوان ونبت، فما قبل الميثاق كان عذباً طيّباً ومالم يقبل الميثاق كان ملحاً زعاقاً.

انّي سمّيتها فاطمة

قال رسول الله (صلي الله عليه وآله): إنّي سميّت ابنتي فاطمة لأنّ الله عزّ وجل فطمها وفطم من أحبّها من النار.

ريحانتا الرسول (صلي الله عليه وآله)

قال رسول الله (صلي الله عليه وآله): الولد ريحانة، وريحانتاي الحسن والحسين (عليهما السلام).

خير أهل الأرض

قال النبيّ (صلي الله عليه وآله): الحسن والحسين

خير أهل الأرض بعدي وبعد أبيهما، وامّهما أفضل نساء أهل الأرض.

الخليل ومصاب الحسين (عليه السّلام)

لمّا أمر الله تبارك وتعالي إبراهيم (عليه السّلام) أن يذبح مكان ابنه اسماعيل الكبش الذي أنزله عليه، تمنّي إبراهيم (عليه السّلام) أن يكون قد ذبح ابنه إسماعيل (عليه السّلام) بيده، وأنّه لم يؤمر بذبح الكبش مكانه ليرجع إلي قلبه ما يرجع إلي قلب الوالد الذي يذبح أعزّ ولده [عليه] بيده فيستحقّ بذلك أرفع درجات أهل الثواب علي المصائب.

فأوحي الله عزّ وجلّ إليه: يا إبراهيم من أحبّ خلقي إليك؟

فقال: يا ربّ خلقت خلقاً هو أحبّ إليّ من حبيبك محمّد (صلي الله عليه وآله).

فأوحي الله عزّ وجلّ إليه: يا إبراهيم أفهو أحبّ إليك أم نفسك؟

قال: بل هو أحبّ إليّ من نفسي.

قال عزّوجل: فولده أحبّ إليك أم ولدك؟

قال: بل ولده.

قال: فذبح ولده ظلماً علي [أيدي] أعدائه أوجع لقلبك أو ذبح ولدك بيدك في طاعتي؟

قال: يا ربّ بل ذبحه علي أيدي أعدائه أوجع لقلبي.

قال: يا إبراهيم، فإنّ طائفة تزعم أنّها من امّة محمّد (صلي الله عليه وآله) ستقتل الحسين (عليه السّلام) ابنه من بعده ظلماً وعدواناً كما يذبح الكبش، فيستوجبون بذلك سخطي.

فجزع إبراهيم (عليه السّلام) لذلك وتوجّع قلبه وأقبل يبكي، فأوحي الله عزّ وجلّ إليه: يا إبراهيم قد فديت جزعك علي ابنك إسماعيل - لو ذبحته بيدك - بجزعك علي الحسين (عليه السّلام) وقتله، وأوجبت لك أرفع درجات أهل الثواب علي المصائب فذلك قول الله عزّوجلّ: (وفديناه بذبح عظيم).

يوم الحسين (عليه السّلام)

إنّ المحرّم شهر كان أهل الجاهليّة يحرّمون فيه القتال فاستحلّت فيه دماؤنا، وهتكت فيه حرمتنا، وسبي فيه ذرارينا ونساؤنا، وأضرمت النيران في مضاربنا، وانتهب ما فيها من ثقلنا، ولم ترع لرسول الله حرمة في

أمرنا.

إنّ يوم الحسين أقرح جفوننا، وأسبل دموعنا، وأذلّ عزيزنا بأرض كرب وبلاء، وأورثتنا الكرب والبلاء إلي يوم الإنقضاء، فعلي مثل الحسين فليبك الباكون، فإنّ البكاء عليه يحطّ الذنوب العظام.

ثم قال (عليه السّلام): كان أبي (عليه السّلام) إذا دخل شهر المحرم ? يري ضاحكاً وكانت الكآبة تغلب عليه حتي يمضي منه عشرة أيام، فإذا كان يوم العاشر كان ذلك اليوم يوم مصيبته وحزنه وبكائه ويقول: هو اليوم الذي قتل فيه الحسين صلي الله عليه.

عزاء عاشوراء

من ترك السعي في حوائجه يوم عاشوراء قضي الله له حوائج الدنيا والآخرة، ومن كان يوم عاشوراء يوم مصيبته وحزنه وبكائه، جعل الله عزّ وجل يوم القيامة يوم فرحه وسروره، وقرّت بنا في الجنان عينه، ومن سمّي يوم عاشوراء يوم بركة وادّخر فيه لمنزله شيئاً لم يبارك له فيما ادّخر وحشر يوم القيامة مع يزيد وعبيد الله بن زياد وعمر بن سعد - لعنهم الله - إلي أسفل درك من النار.

أيّام حداد

حكي دعبل الخزاعي قال: دخلت علي سيّدي ومولاي عليّ بن موسي الرضا (عليه السّلام) في مثل هذه الأيام فرأيته جالساً جلسة الحزين الكئيب، وأصحابه من حوله، فلمّا رآني مقبلاً قال لي:

مرحباً بك يا دعبل مرحباً بناصرنا بيده ولسانه، ثمّ إنّه وسّع لي في مجلسه وأجلسني إلي جانبه، ثمّ قال لي: يا دعبل احبّ أن تنشدني شعراً فإنّ هذه الأيّام أيّام حزن كانت علينا أهل البيت، وأيّام سرور كانت علي أعدائنا خصوصاً بني اميّة، يا دعبل من بكي وأبكي علي مصابنا ولو واحداً كان أجره علي الله يا دعبل من ذرفت عيناه علي مصابنا وبكي لما أصابنا من أعدائنا حشره الله معنا في زمرتنا، يا دعبل من بكي علي مصاب جدّي الحسين

غفر الله له ذنوبه البتة.

ثمّ إنّه (عليه السّلام) نهض، وضرب ستراً بيننا وبين حرمه، وأجلس أهل بيته من وراء الستر ليبكوا علي مصاب جدّهم الحسين (عليه السّلام) ثمّ التفت إليّ وقال لي: يا دعبل ارث الحسين فأنت ناصرنا ومادحنا ما دمت حيّاً، فلا تقصر عن نصرنا ما استطعت.

قال دعبل: فاستعبرت وسالت عبرتي وأنشأت أقول:

أفاطم لو خلت الحسين مجدّلاً وقد مات عطشاناً بشطّ فرات

إذاً للطمت الخدّ فاطم عنده وأجريت دمع العين في الوجنات

أفاطم قومي يابنة الخير واندبي نجوم سماوات بأرض فلاة

قبور بكوفان وأخري بطيبة واخري بفخّ نالها صلواتي

قبور ببطن النهر من جنب كربلا معرّسهم فيها بشطّ فرات

توفوا عطاشاً بالعراء فليتني توفّيت فيهم قبل حين وفاتي

إلي الله أشكولوعة عند ذكرهم سقتني بكأس الثكل والفضعات

إذا فخروا يوماً أتوا بمحمّد وجبريل والقرآن والسورات

وعدّوا عليّاً ذا المناقب والعلا وفاطمة الزهراء خير بنات

وحمزة والعبّاس ذا الدين والتقي وجعفرها الطيّار في الحجبات

اولئك مشؤمون هندا وحربها سميّة من نوكي ومن قذرات

هم منعوا الآباء من أخذ حقّهم وهم تركوا الأبناء رهن شتات

سأبكيهم ما حجّ لله راكب وما ناح قمريّ علي الشجرات

فياعين بكّيهم وجودي بعبرة فقد آن للتسكاب والهملات

بنات زياد في القصور مصونة وآل رسول الله منهتكات

وآل زياد في الحصون منيعة وآل رسول الله في الفلوات

ديار رسول الله أصبحن بلقعاً وآل زياد تسكن الحجرات

وآل رسول الله نحف جسومهم وآل زياد غلّظ القصرات

وآل رسول الله تدمي نحورهم وآل زياد ربّة الحجلات

وآل رسول الله تسبي حريمه وآل زياد آمنوا السربات

إذا وتروا مدوّا إلي واتريهم أكفّاً من الأوتار منقبضات

سأبكيهم ما ذرّ في الأرض شارق ونادي منادي الخير للصلوات

وما طلعت شمس وحان غروبها وباللّيل أبكيهم وبالغدوات

الإمام وآية النور

عن عبد الله بن جندب قال: كتبت إلي أبي الحسن الرضا (عليه

السّلام) أسأل عن تفسير قوله تعالي: (الله نور السماوات والأرض) إلي آخر الآية، فكتب إليّ الجواب:

أمّا بعد فإنّ محمّداً (صلي الله عليه وآله) كان أمين الله في خلقه، فلمّا قبض النبي (صلي الله عليه وآله) كنّا أهل البيت ورثته، فنحن امناء الله في أرضه، عندنا علم المنايا والبلايا وأنساب العرب ومولد الإسلام، وما من فئة تضلّ مائة به وتهدي مائة به، إلاّ ونحن نعرف سائقها وقائدها وناعقها.

وانّا لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة الإيمان وحقيقة النفاق.

وانّ شيعتنا لمكتوبون بأسمائهم وأسماء آبائهم، أخذ الله علينا وعليهم الميثاق يردون موردنا، ويدخلون مدخلنا، ليس علي ملّة الإسلام غيرنا وغيرهم إلي يوم القيامة.

نحن آخذون بحجزة نبيّنا، ونبيّنا آخذ بحجزة ربّنا، والحجزة النور، وشيعتنا آخذون بحجزتنا، من فارقنا هلك، ومن تبعنا نجا، والمفارق لنا والجاحد لولايتنا كافر، ومتّبعنا وتابع أوليائنا مؤمن، ? يحبّنا كافر، ولا يبغضنا مؤمن، ومن مات وهو يحبّنا، كان حقّاً علي الله أن يبعثه معنا.

نحن نور لمن تبعنا وهدي لمن اهتدي بنا، ومن لم يكن منّا فليس من الإسلام في شيء، بنا فتح الله الدين وبنا يختمه، وبنا أطعمكم الله عشب الأرض، وبنا أنزل الله قطر السماء، وبنا آمنكم الله من الغرق في بحركم ومن الخسف في برّكم وبنا نفعكم الله في حياتكم وفي قبوركم وفي محشركم وعند الصراط وعند الميزان وعند دخولكم الجنان. مثلنا في كتاب الله كمثل مشكاة، والمشكاة في القنديل، فنحن المشكاة فيها مصباح المصباح: محمّد رسول الله (صلي الله عليه وآله) (المصباح في زجاجة) من عنصرة طاهرة (الزجاجة كأنّها كوكب دريّ يوقد من شجرة مباركة زيتونة ? شرقيّة ولا غربيّة) ? دعيّة ولا منكرة (يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار) القرآن (نور علي

نور، يهدي الله لنوره من يشاء ويضرب الله الأمثال للناس والله بكلّ شيء عليم).

فالنور عليّ (عليه السّلام) يهدي الله لولايتنا من أحبّ، وحقّ علي الله أن يبعث وليّنا مشرقاً وجهه، منيراً برهانه، ظاهرة عند الله حجّته، حقّ علي الله أن يجعل أوليائنا المتّقين، مع النبيّين والصدّيقين والشهداء والصالحين، وحسن اولئك رفيقاً.

فشهداؤنا لهم فضل علي الشهداء بعشر درجات، ولشهيد شيعتنا فضل علي كلّ شهيدغيرنا بتسع درجات.

نحن النجباء ونحن أفراط الأنبياء، ونحن أولاد الأوصياء، ونحن المخصوصون في كتاب الله، ونحن أولي الناس برسول الله (صلي الله عليه وآله)، ونحن الذين شرع الله لنا دينه فقال في كتابه: (شرع لكم من الدين ما وصيّ به نوحاً والذي أوحينا إليك) يا محمّد (وما وصّينا به إبراهيم وموسي وعيسي) فقد علّمنا وبلّغنا ما علّمنا واستودعنا علمهم.

ونحن ورثة الأنبياء ونحن ورثة اولي العلم واولي العزم من الرسل (أن أقيموا الدين) كما قال الله: (ولا تتفرّقوا فيه) وإن (كبر علي المشركين) من أشرك بولاية عليّ (ما تدعوهم إليه) من ولاية عليّ (عليه السّلام) (الله) يا محمّد (يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب) من يجيبك إلي ولاية عليّ (عليه السّلام)، وقد بعثت إليك بكتاب فيه هدي فتدّبره وأفهمه، فإنّه شفاء لما في الصدور ونور.

أكرم شيعتنا

عن الحسن بن الجهم، قال: كنت عند الرضا (عليه السّلام) وعنده زيد بن موسي أخوه وهو يقول:

يا زيد اتّق الله فإنّا بلغنا ما بلغنا بالتقوي، فمن لم يتق ولم يراقبه فليس منّا ولسنا منه.

يا زيد إيّاك أن تهين من به تصول من شيعتنا فيذهب نورك، يا زيد إنّ شيعتنا إنّما أبغضهم الناس وعادوهم واستحلّوا دماءهم وأموالهم، لمحبّتهم لنا واعتقادهم لولايتنا، فإن أنت أسأت إليهم ظلمت نفسك، وأبطلت

حقّك.

قال الحسن بن الجهم: ثمّ التفت (عليه السّلام) إليّ فقال لي: يابن الجهم من خالف دين الله فابرأ منه كائناً من كان، من أيّ قبيلة كان، ومن عادي الله فلا تواله كائناً من كان من أيّ قبيلة كان.

فقلت له: يابن رسول الله ومن الذي يعادي الله تعالي؟

قال: من يعصيه.

المفزع بعد الرسول

عن سهل بن ذبيان قال: دخلت علي الإمام عليّ بن موسي الرضا (عليه السّلام) في بعض الأيّام، قبل أن يدخل عليه أحد من الناس، فقال لي:

مرحباً بك يابن ذبيان، الساعة أراد رسولنا أن يأتيك لتحضر عندنا.

فقلت: لماذا يابن رسول الله؟

فقال: لمنام رأيته البارحة، وقد أزعجني وأرّقني.

فقلت: خيراً يكون إن شاء الله تعالي.

فقال: يابن ذبيان رأيت كأنّي قد نصب لي سلّم فيه مائة مرقاة، فصعدت إلي أعلاه، فقلت: يا مولاي اهنّيك بطول العمر، وربّما تعيش مائة سنة لكلّ مرقاة سنة.

فقال لي(عليه السّلام): ما شاء الله كان.

ثمّ قال: يابن ذبيان، فلمّا صعدت إلي أعلي السلّم رأيت كأنّي دخلت في قبّة خضراء يري ظاهرها من باطنها، ورأيت جدّي رسول الله (صلي الله عليه وآله) جالساً فيها، وإلي يمينه وشماله غلامان حسنان، يشرق النور من وجوههما، ورأيت إمرأة بهيّة الخلقة، ورأيت بين يديه شخصاً بهيّ الخلقة جالساً عنده ورأيت رجلاً واقفاً بين يديه وهو يقرأ هذه القصيدة: (لامّ عمرو باللّوي مربع).

فلمّا رآني النبيّ (صلي الله عليه وآله) قال لي: مرحباً بك يا ولدي يا علي بن موسي الرضا سلّم علي أبيك عليّ، فسلّمت عليه، ثمّ قال لي: سلّم علي امّك فاطمة الزهراء فسلّمت عليها، فقال لي: وسلّم علي أبويك الحسن والحسين فسلّمت عليهما.

ثمّ قال لي: وسلّم علي شاعرنا ومادحنا في دار الدنيا السيد اسماعيل الحميري، فسلّمت عليه وجلست، فالتفت

النبيّ إلي السيد اسماعيل فقال له: عد إلي ما كنّا فيه من إنشاد القصيدة، فأنشد يقول:

لامّ عمرو باللّوي مربع طامسة أعلامه بلقع

فبكي النبيّ (صلي الله عليه وآله) فلمّا بلغ إلي قوله: (ووجهه كالشمس إذا تطلع) بكي النبيّ (صلي الله عليه وآله) وفاطمة (عليهاالسلام) معه ومن معه، ولمّا بلغ إلي قوله:

قالوا له لوشئت أعلمتنا إلي من الغاية والمفزع

رفع النبيّ (صلي الله عليه وآله) يديه وقال: إلهي أنت الشاهد عليّ وعليهم أنّي أعلمتهم أنّ الغاية والمفزع عليّ بن أبي طالب، وأشار بيده إليه، وهو جالس بين يديه صلوات الله عليه.

قال عليّ بن موسي الرضا (عليه السّلام): فلمّا فرغ السيد إسماعيل الحميري من إنشاد القصيدة التفت النبيّ (صلي الله عليه وآله) إليّ وقال لي: يا عليّ بن موسي احفظ هذه القصيدة، ومر شيعتنا بحفظها، وأعلمهم أنّ من حفظها وأدمن قراءتها ضمنت له الجنّة علي الله تعالي.

قال الرضا (عليه السّلام): ولم يزل يكرّرها عليّ حتّي حفظتها منه، والقصيدة هذه:

لامّ عمرو باللوي مربع طامسة أعلامه بلقع

تروح عنه الطير وحشيّة والأسد من خيفته تفزع

برسم دار ما بها مونس إلا صلال في الثري وقّع

رقش يخاف الموت نفثاتها والسمّ في أنيابها منقع

لما وقفن العيس في رسمها والعين من عرفانه تدمع

ذكرت من قد كنت ألهوبه فبتّ والقلب شج موجع

كأنّ بالنار لما شفّني من حبّ أروي كبدي تلذع

عجبت من قوم أتوا أحمدا بخطّه ليس لها موضع

قالوا له: لوشئت أعلمتنا إلي من الغاية والمفزع

إذا توفيت وفارقتنا وفيهم في الملك من يطمع

فقال: لو أعلمتكم مفزعا كنتم عسيتم فيه أن تصنعوا

صنيع أهل العجل إذا فارقوا هارون فالترك له أودع

وفي الذي قال بيان لمن كان إذا يعقل أو يسمع

ثمّ أتته بعد ذا عزمة من ربّه ليس لها مدفع

أبلغ وإلاّ

لم تكن مبلغاً والله منهم عاصم يمنع

فعندها قام النبي الذي كان بما يأمره يصدع

يخطب مأموراً وفي كفّه كفّ عليّ ظاهراً تلمع

رافعها أكرم بكفّ الذي يرفع والكفّ الذي يرفع

يقول والأملاك من حوله والله فيهم شاهد يسمع

من كنت مولاه فهذا له مولي فلم يرضوا ولم يقنعوا

فاتهموه وحنت منهم علي خلاف الصادق الأضلع

وضلّ قوم غاظهم فعله كأنّما آنافهم تجدع

حتي إذا واروه في قبره وانصرفوا عن دفنه ضيّعوا

ما قال بالأمس وأوصي به واشتروا الضرّ بما ينفع

وقطّعوا أرحامه بعده فسوف يجزون بما قطّعوا

وأزمعوا غدراً بمولاهم تبّاً لما كان به أزمعوا

لاهم عليه يردوا حوضه غداً ولا هو فيهم يشفع

حوض له ما بين صنعا إلي أيلة والعرض به أوسع

يُنصب فيه علم للهدي والحوض من ماء له مترع

يفيض من رحمته كوثر أبيض كالفضّة أو أنصع

حصاه ياقوت ومرجانة ولؤلؤ لم تجنه إصبع

بطحاؤه مسك وحافاته يهتزّ منها مونق مربع

أخضر ما دون الوري ناضر وفاقع أصفر أو أنصع

فيه أباريق وقد حانه يذبّ عنها الرجل الأصلع

يذبّ عنها ابن أبي طالب ذبّاً كجربا إبل شرّع

والعطر والريحان أنواعه زاك وقد هبّت به زعزع

ريح من الجنّة مأمورة ذاهبة ليس لها مرجع

إذا دنوا منه لكي يشربوا قيل لهم: تبّاً لكم فارجعوا

دونكم فالتمسوا منهلا يرويكم أو مطعماً يشبع

هذا لمن والي بني أحمد ولم يكن غيرهم يتبع

فالفوز للشارب من حوضه والويل والذلّ لمن يمنع

والناس يوم الحشر راياتهم خمس فمنها هالك أربع

فراية العجل وفرعونها وسامريّ الامّة المشنع

وراية يقدمها أدلم عبد لئ يم لكع أكوع

وراية يقدمها حبتر للزّور والبهتان قد ابدعوا

وراية يقدمها نعثل ? برّد الله له مضجع

أربعة في سقر اودعو ليس لها من قعرها مطلع

وراية يقدمها حيدر ووجهه كالشمس إذ تطلع

غداً يلاقي المصطفي حيدر وراية الحمد له ترفع

مولي له الجنّة مأمورة والنار من إجلاله

تفزع

إمام صدق وله شيعة يرووا من الحوض ولم يمنعوا

بذاك جاء الوحي من ربّنا يا شيعة الحقّ فلا تجزعوا

الحميري مادحكم لم يزل ولو يقطّع إصبع إصبع

وبعدها صلّوا علي المصطفي وضوه حيدرة الأصلع

مع الريّان

الريان بن الصلت قال: لمّا أردت الخروج إلي العراق وعزمت علي توديع الرضا (عليه السّلام) فقلت في نفسي: إذا ودّعته سألته قميصاً من ثياب جسده لاكفّن به، ودراهم من ماله أصوغ بها لبناتي خواتيم، فلمّا ودّعته شلغني البكاء والأسف علي فراقه عن مسئلة ذلك، فلمّا خرجت من بين يديه صاح بي يا ريّان ارجع. فرجعت فقال لي:

أما تحبّ أن أدفع إليك قميصاً من ثياب جسدي تكفّن فيه إذا فني أجلك؟ أو ما تحبّ أن أدفع إليك دراهم تصوغ بها لبناتك خواتيم؟

فقلت: يا سيّدي قد كان في نفسي أن أسألك ذلك، فمنعني الغمّ بفراقك.

فرقع (عليه السّلام) الوسادة وأخرج قميصاً فدفعه إليّ ورفع جانب المصلّي فأخرج دراهم فدفعها إليّ فعددتها فكانت ثلاثين درهماً.

مع البزنظي

عن احمد بن محمّد بن يحيي بن أبي نصر البزنطي قال: بعث الرضا (عليه السّلام) إليّ بحمار فركبته وأتيته فأقمت عنده بالليل إلي أن مضي منه ما شاء الله، فلمّا أراد أن ينهض قال لي:

? اراك تقدر علي الرجوع إلي المدينة.

قلت: أجل جعلت فداك.

قال: فبت عندنا الليلة واغد علي بركة الله عزوجلّ.

قلت: افعل جعلت فداك.

قال: يا جارية إفرشي له فراشي واطرحي عليه ملحفتي التي أنام فيها، وضعي تحت رأسه مخدّتي.

قال: فقلت في نفسي: من أصاب ما أصبت في ليلتي هذه، لقد جعل الله لي من المنزلة عنده وأعطاني من الفخر مالم يعطه أحداً من أصحابنا: بعث إليّ بحماره فركبته، وفرش لي فراشه وبتّ في ملحفته ووضعت لي مخدّته، ما أصاب مثل هذا أحد

من أصحابنا.

قال: وهو قاعد معي وأنا احدّث نفسي، فقال (عليه السّلام) لي: يا أحمد إنّ أمير المؤمنين (عليه السّلام) أتي زيد بن صوحان في مرضه يعوده فافتخر علي الناس بذلك، فلا تذهبنّ نفسك علي الفخر وتذلل لله عز وجل واعتمد علي يده فقام (عليه السّلام).

المؤمن الصابر

عن محمّد بن الفضيل قال: نزلت ببطن مر فأصابني العرق المديني في جنبي وفي رجلي، فدخلت علي الرضا (عليه السّلام) بالمدينة فقال:

مالي أراك متوجّعاً؟

فقلت: إنّ لمّا أتيت بطن مرّ أصابني العرق المديني في جنبي وفي رجلي.

فأشار (عليه السّلام) إلي الذي في جنبي تحت الإبط وتكلّم بكلام وتفل عليه ثمّ قال (عليه السّلام): ليس عليك بأس من هذا، ونظر إلي الذي في رجلي فقال: قال أبو جعفر (عليه السّلام) من بُلي من شيعتنا ببلاء فصبر، كتب الله عز وجلّ له مثل أجر ألف شهيد.

فقلت في نفسي: ? أبرء والله من رجلي أبداً.

قال الهيثم: فما زال يعرج منها حتّي مات.

عرض الأعمال

موسي بن سيّار قال: كنت مع الرضا (عليه السّلام) وقد أشرف علي حيطان طوس وسمعت واعية فأتبعتها فإذا نحن بجنازة، فلمّا بصرت بها رأيت سيّدي وقد ثنّي رجله عن فرسه، ثمّ أقبل نحو الجنازة فرفعها، ثمّ أقبل يلوذ بها كما تلوذ السخلة بامّها ثمّ أقبل عليّ وقال:

يا موسي بن سيّار، من شيّع جنازة وليّ من أوليائنا خرج من ذنوبه كيوم ولدته امّه ? ذنب عليه، حتّي إذا وضع الرجل علي شفير قبره رأيت سيّدي قد أقبل فأفرج الناس عن الجنازة حتّي بدا له الميّت فوضع يده علي صدره ثمّ قال: يا فلان بن فلان أبشر بالجنّة فلا خوف عليك بعد هذه الساعة.

فقلت: جعلت فداك هل تعرف الرجل؟ فوالله إنّها بقعة لم تطأها

قبل يومك هذا.

فقال لي: يا موسي بن سيّار أما علمت أنّا معاشر الأئمّة تعرض علينا أعمال شيعتنا صباحاً ومساءً؟ فما كان من التقصير في أعمالهم سألنا الله تعالي الصفح لصاحبه، وما كان من العلوّ سألنا الله الشكر لصاحبه.

المؤمنون تمريّون

عن سليمان بن جعفر الجعفري قال: دخلت علي أبي الحسن الرضا(عليه السّلام) وبين يديه تمر برنيّ وهو مجدّ في أكله فقال لي:

يا سليمان ادن فكل.

قال: فدنوت منه فأكلت معه وأنا أقول له: جعلت فداك إنّي أراك تأكل هذا التمر.

فقال: نعم إنّي لاحبّه.

قال: قلت: ولم ذلك؟

قال: لأنّ رسول الله (صلي الله عليه وآله) كان تمريّاً، وكان [أمير المؤمنين] عليّ (عليه السّلام) تمرياً، وكان الحسن (عليه السّلام) تمريا، وكان أبو عبد الله الحسين (عليه السّلام) تمرياً، وكان زين العابدين (عليه السّلام) تمريّاً، وكان أبو جعفر (عليه السّلام) تمرياً، وكان أبو عبد الله (عليه السّلام) تمريّاً، وكان أبي (عليه السّلام) تمريّاً، وأنا تمريّ وشيعتنا يحبّون التمر لأنّهم خلقوا من طينتنا، وأعداؤنا يا سليمان يحبّون المسكر، لأنّهم خلقوا من مارج من نار.

قسيم النار والجنّة

قال الآبي: يا أبا الحسن أخبرني [عن] جدّك عليّ بن أبي طالب بأيّ وجه هو قسيم الجنّة والنار؟ فقال (عليه السّلام):

ألم ترو عن أبيك، عن آبائه، عن عبد الله بن عبّاس أنّه قال: سمعت رسول الله (صلي الله عليه وآله) يقول: حبّ عليّ إيمان وبغضه كفر؟

فقال: بلي.

قال الرضا (عليه السّلام): فهو قسيم الجنّة والنار.

فقال المأمون: ? أبقاني الله بعدك يا أبا الحسن، أشهد أنّك وارث علم رسول الله (صلي الله عليه وآله).

قال أبو الصلت الهرويّ: فلمّا رجع الرضا إلي منزله أتيته فقلت: يابن رسول الله ما أحسن ما أجبته به.

فقال: يا أبا الصلت أنا كلّمته من حيث هو،

ولقد سمعت أبي يحدّث عن آبائه، عن عليّ (عليه السّلام) قال: قال لي رسول الله (صلي الله عليه وآله): يا عليّ أنت قسيم الجنّة والنار يوم القيامة، تقول للنار: هذا لي وهذا لك.

البشارة بالظهور

عن عبد السلام بن صالح الهروي قال: سمعت دعبل بن علي الخزاعي يقول:

أنشدت مولاي علي بن موسي الرضا (عليه السّلام) قصيدتي التي أوّلها:

مدارس آيات خلت من تلاوة ومنزل وحي مقفر العرصات

فلمّا انتهيت إلي قولي:

خروج إمام ? محالة خارج يقوم علي اسم الله والبركات

يميّز فينا كلّ حقّ وباطل ويجزي علي النعماء والنقمات

بكي الرضا (عليه السّلام) بكاءً شديداً ثمّ رفع رأسه إليّ فقال لي:

يا خزاعي نطق روح القدس علي لسانك بهذين البيتين، فهل تدري من هذا الإمام؟ ومتي يقوم؟

فقلت: ? يا سيّدي، إلاّ أنّي سمعت بخروج إمام منكم يطهّر الأرض من الفساد ويملأها عدلاً.

فقال: يا دعبل الإمام بعدي محمّد ابني، وبعد محمّد ابنه عليّ وبعد عليّ ابنه الحسن، وبعد الحسن ابنه الحجّة القائم المنتظر في غيبته، المطاع في ظهوره، لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتّي يخرج، فيملأها عدلاً كما ملئت جوراً وظلماً.

وأمّا متي؟ فاخبار عن الوقت، ولقد حدّثني أبي عن أبيه، عن آبائه عن عليّ عليهم الصلاة والسلام أنّ النبيّ (صلي الله عليه وآله) قيل له: يا رسول الله متي يخرج القائم من ذريّتك؟

فقال: مثله مثل الساعة (? يجلّيها لوقتها إلاّ هو ثقلت في السماوات والأرض ? تأتيكم إلاّ بغتة).

قبر بطوس

عن عبدالسلام بن صالح الهروي، قال: دخل دعبل بن علي الخزاعي - رحمه الله - [علي أبي الحسن] عليّ بن موسي الرضا (عليه السلام) بمرو فقال له: يابن رسول الله إنّي قد قلت فيك قصيدة وآليت علي

نفسي أن ? أنشدها أحداً قبلك، فقال (عليه السّلام):

هاتها، فأنشده: …

مدارس آيات خلت من تلاوة ومنزل وحي مقفر العرصات

فلمّا بلغ إلي قوله:

أري فيئهم في غيرهم متقسّماً وأيديهم من فيئهم صفرات

بكي أبوالحسن الرضا (عليه السّلام) وقال له: صدقت يا خزاعي، فلمّا بلغ إلي قوله:

إذا وتروا مدّوا إلي واتريهم أكفّاً عن الأوتار منقبضات

جعل أبوالحسن (عليه السّلام) يقلّب كفيه ويقول: أجل والله منقبضات، فلمّا بلغ إلي قوله:

لقد خفت في الدنيا وأيّام سعيها وإنّي لأرجو الأمن بعد وفاتي

قال الرضا (عليه السّلام): آمنك الله يوم الفزع الأكبر، فلمّا انتهي إلي قوله:

وقبر ببغداد لنفس زكيّة تضمّنها الرحمن في الغرفات

قال له الرضا (عليه السّلام): أفلا الحق لك بهذا الموضع بيتين بهما تمام قصيدتك؟

فقال: بلي يابن رسول الله.

فقال (عليه السّلام):

وقبر بطوس يا لها من مصيبة توقّد في الأحشاء بالحرقات

إلي الحشر حتّي يبعث الله قائماً يفرّج عنّا الهمّ والكربات

فقال دعبل: يابن رسول الله هذا القبر الذي بطوس، قبر من هو؟

فقال الرضا (عليه السّلام): قبري! ولا تنقضي الأيّام والليالي حتّي تصير طوس مختلف شيعتي وزوّاري، ألا فمن زارني في غربتي بطوس كان معي في درجتي يوم القيامة مغفوراً له.

الله متمّ نوره

إنّ الناس قد جهدوا علي إطفاء نور الله حين قبض الله تبارك وتعالي رسوله (صلي الله عليه وآله) وأبي الله إلاّ أن يتمّ نوره وقد جهد علي بن أبي حمزة علي إطفاء نور الله حين مضي أبوالحسن الأوّل (عليه السّلام) فأبي الله إلاّ أن يتمّ نوره وقد هداكم الله لأمر جهله الناس فاحمدوا الله علي ما منّ عليكم به.

إنّ جعفراً (عليه السّلام) كان يقول: (فمستقرّ ومستودع) فالمستقرّ ما ثبت من الإيمان والمستودع المعار، وقد هداكم الله لأمر جهله الناس فاحمدوا الله علي ما منّ به

عليكم.

إلي داود بن كثير

حدثني الحسين بن يسار قال: قرأت كتاب الرضا (عليه السّلام) إلي داود بن كثير الرقّي وهو محبوس وكتب إليه يسأله الدعاء فكتب:

بسم الله الرحمن الرحيم، عافانا الله وإيّاك بأحسن عافية في الدنيا والآخرة برحمته، كتبت إليك وما بنا من نعمة فمن الله، له الحمد ? شريك له وصل إليّ كتابك يا أبا سلمان ولعمري، لقد قمت من حاجتك ما لو كنت حاضراً لقصّرت، فثق بالله العظيم الذي به يوثق، ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله.

من بركات الصالحين

عن زكريّا بن آدم قال: قلت للرضا (عليه السّلام): إنّي اريد الخروج عن أهل بيتي فقد كثر السفهاء، فقال:

? تفعل، فإنّ أهل قم يدفع عنهم بك كما يدفع عن أهل بغداد بأبي الحسن (عليه السّلام).

الرؤيا الصادقة

عن أبي الحسن علي بن موسي الرضا (عليه السّلام) أنّه قال له رجل من أهل خراسان: يابن رسول الله رأيت رسول الله (صلي الله عليه وآله) في المنام كأنّه يقول لي: كيف أنتم إذا دفن في أرضكم بضعتي، واستحفظتم وديعتي وغيب في ثراكم نجمي؟ فقال الرضا (عليه السّلام):

أنا المدفون في أرضكم وأنا بضعة من نبيّكم، وأنا الوديعة والنجم.

ألا فمن زارني وهو يعرف ما أوجب الله تبارك وتعالي من حقّي وطاعتي فأنا وآبائي شفعاؤه يوم القيامة.

ومن كنّا شفعاؤه يوم القيامة نجي، ولو كانه عليه مثل وزر الثقلين الجنّ والإنس، ولقد حدّثني أبي عن جدّي، عن أبيه (عليه السّلام) أنّ رسول الله (صلي الله عليه وآله) قال: من رآني في منامه فقد رآني لأنّ الشيطان ? يتمثّل في صورتي ولا في صورة أحد من أوصيائي، ولا في صورة أحد من شيعتهم.

وإنّ الرؤيا الصادقة جزء من سبعين جزءً من النبوّة.

وسام الشهادة

عن أبي الصلت عبد

السلام بن صالح الهروي قال: سمعت الرضا (عليه السّلام) يقول:

والله ما منّا إلاّ مقتول [أو] شهيد.

فقيل له: فمن يقتلك يابن رسول الله؟

قال: شرّ خلق الله في زماني يقتلني بالسمّ ويدفنني في دار مضيعة وبلاد غربة، ألا فمن زارني في غربتي كتب الله عزوجلّ له أجر مائة ألف شهيد، ومائة ألف صدّيق ومائة [ألف] حاجّ ومعتمر، ومائة ألف مجاهد وحشر في زمرتنا، وجعل في الدرجات العلي من الجنّة رفيقنا.

الإمام وإخبار المستقبل

عن هرثمة بن أعين قال: كنت ليلة بين يدي المأمون حتي مضي من الليل أربع ساعات ثمّ أذن لي في الإنصراف، فانصرفت، فلمّا مضي من الليل نصفه قرع قارع الباب فأجابه بعض غلماني. فقال له: قل لهرثمة: أجب سيّدك. قال: فقمت مسرعاً وأخذت عليّ أثوابي وأسرعت إلي سيدي الرضا (عليه السّلام) فدخل الغلام بين يديّ ودخلت وراءه فإذا أنا بسيدي (عليه السّلام) في صحن داره جالس، فقال لي:

يا هرثمة: فقلت: لبيك يا مولاي.

فقال لي: اجلس، فجلست.

فقال لي: إسمع وعه يا هرثمة، هذا أوان رحيلي إلي الله تعالي ولحوقي بجدّي وآبائي (عليهم السلام) وقد بلغ الكتاب أجله، وقد عزم هذا الطاغي علي سمّي في عنب ورمّان مفروك، فأمّا العنب فإنّه يغمس السلك في السم ويجذبه بالخيط في العنب، وأمّا الرمان فإنّه يطرح السم في كفّ غلمانه ويفرك الرمان بيده ليلطخ حبّه في ذلك السم.

وإنّه سيدعوني في اليوم المقبل، ويقرّب إليّ الرمان والعنب ويسألني أكلهما، فآكلهما، ثمّ ينفذ الحكم ويحضر القضاء فإذا أنا متّ فسيقول أنا اغسّله بيدي.

فإذا قال ذلك، فقل له عنّي بينك وبينه، إنّه قال لي ? تتعرّض لغسلي ولا لتكفيني ولا لدفني، فإنّك إن فعلت ذلك عاجلك من العذاب ما اخرّ عنك، وحلّ بك أليم

ما تحذر، فإنّه سينتهي.

قال: فقلت: نعم يا سيّدي.

قال: فإذا خلّي بينك وبين غسلي حتّي تري فيجلس [فسيجلس خ ل] في علو من أبنيته، مشرفاً علي موضع غسلي لينظر، فلا تتعرّض يا هرثمة لشيء من غسلي حتّي تري فسطاطاً أبيض قد ضرب في جانب الدار فإذا رأيت ذلك فاحملني في أثوابي التي أنا فيها فضعني من وراء الفسطاط وقف من ورائه.

ويكون من معك دونك ولا تكشف عن الفسطاط حتّي تراني فتهلك فإنّه سيشرف عليك ويقول لك: يا هرثمة أليس زعمتم أنّ الإمام ? يغسله إلاّ إمام مثله فمن يغسّل أبا الحسن عليّ بن موسي وابنه محمّد بالمدينة من بلاد الحجاز ونحن بطوس؟

فإذا قال ذلك فأجبه وقل له: إنّا نقول إنّ الإمام ? يجب أن يغسّله إلاّ إمام مثله فإن تعدّي متعدّ و غسّل الإمام لم تبطل إمامة الإمام لتعدّي غاسله، ولا بطلت إمامة الإمام الذي بعده بأن غلب علي غسل أبيه، ولو ترك أبو الحسن علي بن موسي الرضا (عليه السّلام) بالمدينة لغسّله ابنه محمّد ظاهراً مكشوفاً ولا يغسله الآن أيضاً إلاّ هو من حيث يخفي.

فإذا ارتفع الفسطاط فسوف تراني مدرّجاً في أكفاني، فضعني علي نعشي واحملني، فإذا أراد أن يحفر قبري فإنّه سيجعل قبر أبيه هارون الرشيد قبلة لقبري ولا يكون ذلك أبداً.

فإذا ضربت المعاول ينب عن الأرض ولم يحفر لهم منها شيء ولا مثل قلامة ظفر، فإذا اجتهدوا في ذلك وصعب عليهم فقل له عنّي: إنّي أمرتك أن تضرب معولاً واحداً في قبلة قبر أبيه هارون الرشيد فإذا ضربت نفذ في الأرض إليّ قبر محفور وضريح قائم.

فإذا انفرج القبر فلا تنزلني إليه حتّي يفور من ضريحه الماء الأبيض فيمتلئ منه ذلك القبر، حتي يصير

الماء مساوياً مع وجه الأرض، ثمّ يضطرب فيه حوت بطوله فإذا اضطرب فلا تنزلني إلي القبر إلاّ إذا غاب الحوت وغار الماء، فأنزلني في ذلك القبر وألحدني في ذلك الضريح.

ولا تتركهم يأتوا بتراب يلقونه عليّ فإنّ القبر ينطبق بنفسه ويمتلئ.

قال: قلت: نعم يا سيّدي.

ثمّ قال لي: احفظ ما عهدت إليك واعمل به، ولا تخالف.

قلت: أعوذ بالله أن اخالف لك أمراً يا سيّدي.

قال هرثمة: ثمّ خرجت باكياً حزيناً فلم أزل كالحبّة علي المقلاة ? يعلم ما في نفسي إلاّ الله تعالي حتّي كان كلّ الذي أخبرني به سيّدي الرضا (عليه السّلام) دون أن يتخلف منه شيء …

شبيه موسي وعيسي

عن كلثم بن عمران قال: قلت للرضا (عليه السّلام): ادع الله أن يرزقك ولداً فقال (عليه السّلام):

انّما ارزق ولداً واحداً وهو يرثني، فلمّا ولد أبو جعفر (عليه السّلام) قال الرضا (عليه السّلام) لأصحابه، قد ولد شبيه موسي بن عمران فالق البحار، وشبيه عيسي بن مريم (عليه السّلام) قدّست امّ ولدته، قد خلقت طاهرة مطهّرة، ثمّ قال الرّضا (عليه السّلام):

يقتل غصباً فيبكي له وعليه أهل السّماء ويغضب الله تعالي علي عدوّة وظالمه، فلا يلبث إلاّ يسيراً حتّي يعجّل الله به إلي عذابه الأليم وعقابه الشديد، وكان طول ليلته يناغيه في مهده.

وصي الرّضا (عليه السّلام)

عن الخيرانيّ عن أبيه قال: كنت واقفاً بين يدي أبي الحسن الرضا (عليه السّلام) بخراسان، فقال قائل: يا سيّدي ان كان كون فإلي من؟ قال:

إلي أبي جعفر ابني، فكأنّ القائل استصغر سنّ أبي جعفر فقال أبوالحسن (عليه السّلام):

انّ الله سبحانه بعث عيسي بن مريم رسولاً نبيّاً صاحب شريعة مبتدأة في أصغر من السنّ الذي فيه أبو جعفر (عليه السّلام).

عليكم بقم

إذا عمّت البلدان الفتن والبلايا فعليكم بقم

وحواليها ونواحيها فإنّ البلايا مدفوع عنها.

مرحباً بكم وأهلاً

عن أبي الصلت الهروي قال: كنت عند الرضا (عليه السّلام) فدخل عليه قوم من أهل قم فسلّموا عليه فردّ عليهم وقربهم ثمّ قال لهم الرضا (عليه السّلام).

مرحباً بكم وأهلاً! فأنتم شيعتنا حقّاً وسيأتي عليكم يوم تزورون فيه تربتي بطوس، الا فمن زارني وهو علي غسل خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمّه.

الإلتجاء بالإمام

قال سليمان بن جعفر الجعفري: كنت مع الرّضا (عليه السّلام) في حائط له وأنا أحدثه إذ جاد عصفور فوقع بين يديه واخذ يصيح ويكثر الصياح ويضطرب. فقال لي:

تدري ما يقول هذا العصفور؟

قلت: الله ورسوله وابن رسوله اعلم.

قال: قال انّ حيّة تريد أن تأكل فراخي في البيت، فقم فخذ تلك النسعة وادخل البيت واقتل الحيّة.

قال: فقمت وأخذت النسّعة فدخلت البيت وإذا حيّة تجول في البيت فقتلتها.

المؤمن: نور ورحمة

يا سليمان انّ الله تبارك وتعالي خلق المؤمن من نوره وصبغهم في رحمته، وأخذ ميثاقهم لنا بالولاية، فالمؤمن أخو المؤمن لأبيه وامه أبوه النور وامه الرحمة، فاتقوا فراسة المؤمن فانه ينظر بنور الله الذي خلق منه.

من مميزات الشيعة

عن زكريا بن آدم قال: دخلت علي أبي الحسن الرضا (عليه السّلام) فقال:

يا زكريا بن آدم شيعة علي رفع عنهم القلم.

قلت: جعلت فداك فما العلّة في ذلك؟

قال: لأنهم اخّروا في دولة الباطل يخافون علي انفسهم، ويحذرون علي امامهم يا زكريا بن آدم ما أحد من شيعة علي اصبح صبيحة أتي بسيئة أو ارتكب ذنباً إلاّ أمسي وقد ناله غم حط عنه شيئته، فكيف يجري عليه القلم؟

هؤلاء شيعتنا

شيعتنا المسلّمون لأمرنا الآخذون بقولنا، المخالفون لأعدائنا فمن لم يكن كذلك فليس منا.

كيف أنا عندك

عن الحسن بن الجهم قال: قلت للرضا (عليه السّلام): جعلت فداك أشتهي أن أعلم

كيف أنا عندك؟ قال:

انظر كيف أنا عندك.

المؤمن بين يدي الله

إذا كان يوم القيامة اوقف الله المؤمن بين يديه، وعرض عليه عمله، فينظر في صحيفته فأول ما يري سيئاته فيتغير لذلك لونه، وترتعد فرائصه، ثمّ يعرض عليه حسناته فتفرح لذلك نفسه فيقول الله عزّوجلّ:

بدلوا سيئاتهم حسنات وأظهروها للناس.

فيبدل الله لهم فيقول الناس: أما كان لهؤلاء سيئة واحدة؟ وهو قوله تعالي: (يبدل الله سيئاتهم حسنات).

حقّ المؤمن

سئل الرضا علي بن موسي (عليه السّلام): ما حقّ المؤمن علي المؤمن؟ فقال:

انّ من حقّ المؤمن علي المؤمن المودّة له في صدره، والمواساة له في ماله، والنصرة له علي من ظلمه، وان كان فيء للمسلمين وكان غائباً اخذ له بنصيبه، وإذا مات فالزيارة إلي قبره، ولا يظلمه ولا يغشه ولا يخونه ولا يخذله ولا يغتابه ولا يكذبه، ولا يقول له اف فإذا قال له اف فليس بينهما ولاية، وإذا قال له انت عدوي فقد كفّر احدهما صاحبه، وإذا اتهمه انماث الإيمان في قلبه كما ينماث الملح في الماء.

ومن اطعم مؤمناً كان أفضل من عتق رقبة، ومن سقي مؤمناً من ظمأ سقاه الله من الرحيق المختوم، ومن كسي مؤمناً من عري كساه الله من سندس وحرير الجنة ومن اقرض مؤمناً قرضاً يريد به وجه الله عزّ وجلّ حسب له ذلك حساب الصدقة حتي يؤديه إليه، ومن فرج عن مؤمن كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب الآخرة، ومن قضي لمؤمن حاجة كان أفضل من صيامه واعتكافه في المسجد الحرام وانما المؤمن بمنزلة الساق من الجسد، فإذا سقطت تداعي لها سائر الجسد وان أبا جعفر الباقر (عليه السّلام) استقبل الكعبة وقال:

الحمد لله الذي كرّمك وشرّفك وعظمّك، وجعلك مثابة للناس وامنا والله

لحرمة المؤمن اعظم من حرمة منك، ولقد دخل عليه رجل من أهل الجبل فسلم عليه.

فقال له عند الوداع: اوصني.

فقال: اوصيك بتقوي الله وبرّ اخيك المؤمن فاحبب له ما تحب لنفسك وان سألك فاعطه، وان كفّ عنك فاعرض عليه، ? تملّه فانه ? يملّك وكن له عضداً، فإن وجد عليك فلا تفارقه حتي تسلّ سخيمته، فإن غاب فاحفظه في غيبته، وان شهد فاكنفه، واعضده وزره واكرمه والطف به، فانه منك وانت منه، وفطرك لاخيك المؤمن، وادخال السرور عليه أفضل من الصيام واعظم اجراً.

ذرية النبيّ (صلي الله عليه وآله)

النظر الي ذريتنا عبادة.

فقيل له: يا ابن رسول الله النظر الي الائمة منكم عبادة؟ أو النظر الي جميع ذرية النبي (صلي الله عليه وآله)؟

قال: بل النظر الي جميع ذرية النبي (صلي الله عليه وآله) عبادة.

نسبنا ونسبكم

انه لما سار المأمون الي خراسان كان معه الإمام الرضا علي بن موسي، فبينا هما يتسايران إذ قال له المأمون: يا أبا الحسن إنّ فكّرت في شيء فسنح لي الفكر الصواب فيه إني فكرت في أمرنا وأمركم ونسبنا ونسبكم فوجدت القضية فيه واحدة، ورأيت اختلاف شيعتنا في ذلك محمولاً علي الهوي والعصبية. فقاله أبوالحسن الرضا (عليه السّلام).

ان لهذا الكلام جواباً ان شئت ذكرته لك وان شئت امسكت.

فقال له المأمون: لم اقله إلاّ لأعلم ما عندك فيه!

قال الرضا (عليه السّلام): انشدك الله، لو أن الله تعالي بعث محمّداً (صلي الله عليه وآله) فخرج علينا من وراء اكمة من هذه الاكام، فخطب اليك ابنتك مزوّجه اياها؟

فقال: يا سبحان الله وهل أحد يرغب عن رسول الله (صلي الله عليه وآله)؟

فقال له الرضا (عليه السّلام): افتراه هل يحلّ له ان يخطب اليّ؟

قال: فسكت المأمون هنيئة ثم قال: أنتم

والله امسّ برسول الله (صلي الله عليه وآله) رحماً.

الصلاة علي محمّد وآله

من لم يقدر علي ما يكفّر به ذنوبه فليكثر من الصلوات علي محمّد وآله، فإنّها تهدم الذنوب هدماً.

وقال (عليه السّلام): الصلاة علي محمّد وآله تعدل عنه الله عزّ وجلّ التسبيح والتهليل والتكبير.

بيننا وبينكم

يا داود انّ لنا عليكم حقاً برسول الله (صلي الله عليه وآله)، وان لكم علينا حقّاً، فمن عرف حقّنا وجب حقه، ومن لم يعرف حقّنا فلا حقّ له.

طين قبر الحسين (عليه السّلام)

قال له(عليه السّلام) رجل في يوم الفطر: إني افطرت اليوم علي تمرٍ وطين القبر. فقال (عليه السّلام):

جمعت السنّة والبركة.

افضل اوقات الزيارة

سألت أبا الحسن الرضا (عليه السّلام): أي الأوقات افضل أن نزور فيه الحسين (عليه السّلام)؟ قال:

النصف من رجب والنصف من شعبان.

عقائد

الإسلام عند الله

سأل المأمون عليّ بن موسي الرضا (عليه السّلام) أن يكتب له محض الإسلام علي سبيل الإيجاز والإختصار، فكتب (عليه السّلام) له:

انّ محض الإسلام شهادة أن ? إله إلاّ الله وحده ? شريك له، إلهاً واحداً أحداً فرداً صمداً قيّوماً سميعاً بصيراً قديراً قديماً قائماً باقياً، عالماً ? يجهل، قادراً ? يعجز، غنيّاً ? يحتاج، عدلاً ? يجور، وانّه خالق كلّ شيء، وليس كمثله شيء، ? شبه له ولا ضدّ له ولا ندّ له، ولا كفو له، وأنّه المقصود بالعبادة والدعاء والرغبة والرهبة.

وأنّ محمّداً (صلي الله عليه وآله) عبده ورسوله، وأمينه وصفيّه، وصفوته من خلقه، وسيّد المرسلين وخاتم النبيّين، وأفضل العالمين، ? نبيّ بعده، ولا تبديل لملّته، ولا تغيير لشريعته.

وأنّ جميع ما جاء به محمّد بن عبد الله هو الحقّ المبين، والتصديق به و بجميع من مضي قبله من رسل الله وأنبيائه وحججه، والتصديق بكتابه الصادق العزيز الّذي (?

يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد).

وأنّه المهيمن علي الكتب كلّها، وأنّه حقّ من فاتحته إلي خاتمته، نؤمن بمحكمه ومتشابهه، وخاصّه وعامّه، ووعده ووعيده، وناسخه ومنسوخه، وقصصه وأخباره، ? يقدر أحد من المخلوقين أن يأتي بمثله.

وأنّ الدليل بعده والحجّة علي المؤمنين والقائم بأمر المسلمين والناطق عن القرآن والعالم بأحكامه أخوه وخليفته ووصيّه ووليّه، والّذي كان منه بمنزلة هارون من موسي عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام) أمير المؤمنين، وإمام المتّقين، وقائد الغرّ المحجّلين، وأفضل الوصيّين، ووارث علم النبيّين والمرسلين.

وبعده الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة، ثمّ عليّ بن الحسين زين العابدين، ثم محمّد بن عليّ باقر علم النبيّين، ثم جعفر بن محمّد الصادق وارث علم الوصيّين، ثم موسي بن جعفر الكاظم، ثم عليّ بن موسي الرضا، ثم محمّد بن عليّ، ثم عليّ بن محمّد، ثمّ الحسن بن عليّ، ثمّ الحجّة القائم المنتظر صلوات الله عليهم أجمعين.

أشهد لهم بالوصيّة والإمامة، وأنّ الأرض ? تخلو من حجّة الله تعالي علي خلقه في كلّ عصر وأوان، وأنّهم العروة الوثقي، وأئمّة الهدي والحجّة علي أهل الدنيا إلي أن يرث الله الأرض ومن عليها.

وأنّ كلّ من خالفهم ضالّ مضلّ باطل، تارك للحقّ والهدي، وانّهم المعبّرون عن القرآن، والناطقون عن الرسول (صلي الله عليه وآله) بالبيان، ومن مات ولم يعرفهم مات ميتة جاهليّة، وأنّ من دينهم الورع والعفّة، والصدق والصلاح، والإستقامة والإجتهاد، وأداء الأمانة إلي البرّ والفاجر، وطول السجود، وصيام النهار، وقيام اللّيل، واجتناب المحارم، وانتظار الفرج بالصبر، وحسن الجوار، وكرم الصحبة.

ثم الوضوء كما أمر الله عزّ وجلّ في كتابه: غسل الوجه واليدين من المرفقين.

ومسح الرأس والرجلين مرّة واحدة، ولا ينقض الوضوء إلاّ غائط أو بول

أو ريح أو نوم أو جنابة، وانّ من مسح علي الخفّين فقد خالف الله تعالي و رسوله (صلي الله عليه وآله) وترك فريضته وكتابه.

وغسل يوم الجمعة سنّة، وغسل العيدين وغسل دخول مكّة والمدينة وغسل الزيارة، وغسل الإحرام، وأوّل ليلة من شهر رمضان، وليلة سبع عشر وليلة تسع عشر وليلة إحدي وعشرين وليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان هذه الأغسال سنّة، وغسل الجنابة فريضة، وغسل الحيض مثله.

والصلاة الفريضة الظهر أربع ركعات، والعصر أربع ركعات، والمغرب ثلاث ركعات، والعشاء الآخرة أربع ركعات، والغداة ركعتان، هذه سبع عشرة ركعة.

والسنّة أربع وثلاثون ركعة: ثمان ركعات قبل فريضة الظهر، وثمان ركعات قبل العصر، وأربع ركعات بعد المغرب، وركعتان من جلوس بعد العتمة تعدّان بركعة، وثمان ركعات في السحر، والشفع والوتر ثلاث ركعات يسلّم بعد الركعتين، وركعتان الفجر.

والصلاة في أوّل الوقت أفضل، وفضل الجماعة علي الفرد بكلّ ركعة ألفي ركعة، ولا صلاة خلف الفاجر، ولا يقتدي إلاّ بأهل الولاية، ولا يصلّي في جلود الميتة ولا في جلود السباع، ولا يجوز أن يقول في التشهّد الأوّل: السلام علينا وعلي عباد الله الصالحين، لأنّ تحليل الصلاة التسليم فإذا قلت هذا فقد سلّمت.

والتقصير في ثمانية فراسخ ومازاد، واذا قصّرت أفطرت، ومن لم يفطر لم يجزئ عنه صومه في السفر، وعليه القضاء لأنّه ليس عليه صوم في السفر.

والقنوت سنّة واجبة في الغداة والظهر والعصر والمغرب والعشاء الآخرة.

والصلاة علي الميّت خمس تكبيرات، فمن نقص فقد خالف السنّة، والميت يسلّ من قبل رجليه ويرفق به إذا أدخل قبره.

والإجهار ببسم الله الرحمن الرحيم في جميع الصلوات سنّة.

والزكات الفريضة في كلّ مائتي درهم خمسة دراهم، ولا يجب فيما دون ذلك شيء، ولا تجب الزكاة علي المال حتّي يحول عليه

الحول، ولا يجوز أن يعطي الزكاة غير أهل الولاية المعروفين، والعشر من الحنطة والشعير والتمر والزبيب إذا بلغ خمسة أوساق، والوسق ستّون صاعاً، والصاع أربعة أمداد، وزكاة الفطر فريضة علي كلّ رأس صغير أو كبير حرّ أو عبد ذكر أو انثي، من الحنطة والشعير والتمر والزبيب صاع، وهو أربعة أمداد، ولا يجوز دفعها إلاّ إلي أهل الولاية.

وأكثر الحيض عشرة أيّام، وأقلّه ثلاثة أيّام، والمستحاضة تحتشي وتغتسل وتصلّي، والحائض تترك الصلاة ولا تقضي، وتترك الصوم وتقضي.

وصيام شهر رمضان فريضة، يصام للرؤية ويفطر للرؤية، ولا يجوز أن يصلّي التطوّع في جماعة، لأنّ ذلك بدعة، وكلّ بدعة ضلالة، وكلّ ضلالة في النار.

وصوم ثلاثة أيّام من كلّ شهر سنّة، في كلّ عشرة أيّام يوم: أربعاء بين خميسين، وصوم شعبان حسن لمن صامه، وإن قضيت فوائت شهر رمضان متفرّقة أجزأ.

وحجّ البيت فريضة علي من استطاع إليه سبيلاً، والسبيل: الزاد والراحلة مع الصحّة، ولا يجوز الحجّ إلاّ تمتّعاً، ولا يجوز القران والإفراد الّذي يستعمله العامّة إلاّ لأهل مكّة وحاضريها، ولا يجوز الإحرام دون الميقات، قال الله عزّ وجلّ: (وأتّموا الحجّ والعمرة لله).

ولا يجوز أن يضحّي بالخصي لأنّه ناقص، ولا يجوز الموجوء.

والجهاد واجب مع الإمام العدل، ومن قتل دون ماله فهو شهيد، ولا يجوز قتل أحد من الكفّار والنصّاب في دار التقيّة إلاّ قاتل أو ساع في فساد، وذلك إذا لم تخف علي نفسك وعلي أصحابك، والتقيّة في دار التقيّة واجبة، ولا حنث علي من حلف تقيّة يدفع بها ظلماً عن نفسه.

والطلاق للسنّة علي ما ذكره الله عزّ وجلّ في كتابه وسنّة نبيّه (صلي الله عليه وآله)، ولا يكون طلاق لغير سنّة، وكلّ طلاق يخالف الكتاب فليس بطلاق، كما أنّ كلّ نكاح

يخالف الكتاب فليس بنكاح، ولا يجوز أن يجمع بين أكثر من أربع حرائر، وإذا طلّقت المرأة للعدّة ثلاث مرّات، لم تحلّ لزوجها حتّي تنكح زوجاً غيره.

وقال أمير المؤمنين (عليه السّلام): اتّقوا تزويج المطلّقات ثلاثاً في موضع واحد، فإنّهنّ ذوات أزواج، والصلوات علي النبيّ وآله (عليهم السلام) واجبة في كلّ موطن وعند العطاس والذبائح وغير ذلك.

وحبّ أولياء الله عزّ وجلّ واجب، وكذلك بغض أعداء الله والبراءة منهم ومن أئمّتهم.

وبرّ الوالدين واجب وإن كانا مشركين، ولا طاعة لهما في معصية الله عزّ وجلّ ولا لغيرهما، فإنّه ? طاعة لمخلوق في معصية الخالق.

وذكاة الجنين ذكاة امّة إذا أشعر وأوبر.

وتحليل المتعتين اللّتين أنزلهما الله عزّ وجلّ في كتابه وسنّهما رسول الله (صلي الله عليه وآله): متعة النساء، ومتعة الحجّ.

والفرائض علي ما أنزل الله عزّ وجلّ في كتابه، ولا عول فيها، ولا يرث مع الولد والوالدين أحد إلاّ الزوج والمرأة، وذو السهم أحقّ ممّن ? سهم له، وليست العصبة من دين الله عزّ وجلّ.

والعقيقة عن المولود للذكر والانثي واجبة، وكذلك تسميته، وحلق رأسه يوم السابع، ويتصدّق بوزن الشعر ذهباً أو فضّة، والختان سنّة واجبة للرجال، ومكرمة للنساء.

وأنّ الله تبارك وتعالي ? يكلّف نفساً إلاّ وسعها، وأنّ أفعال العباد مخلوقة لله تعالي خلق تقدير ? خلق تكوين، والله خالق كلّ شيء ولا نقول بالجبر والتفويض، ولا يأخذ الله عزّ وجلّ البريء بالسقيم، ولا يعذّب الله تعالي الأطفال بذنوب الآباء (ولا تزر وازرة وزر اخري، وأن ليس للإنسان إلاّ ما سعي)، ولله عزّ وجلّ أن يعفو ويتفضّل ولا يجور ولا يظلم، لأنّه تعالي منزّه عن ذلك، ولا يفرض الله تعالي طاعة من يعلم أنّه يضلّهم ويغويهم، ولا يختار لرسالته ولا يصطفي من

عباده من يعلم أنّه يكفر به وبعبادته ويعبد الشيطان دونه.

وانّ الإسلام غير الإيمان، وكلّ مؤمن مسلم، وليس كلّ مسلم مؤمناً، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن، ولا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن.

وأصحاب الحدود مسلمون ? مؤمنون ولا كافرون، والله عزّ وجلّ ? يدخل النار مؤمناً وقد وعده الجنّة، ولا يخرج من النار كافراً وقد أو عده النار والخلود فيها، ولا يغفر أن يشرك به ويغفر مادون ذلك لمن يشاء، ومذنبوا أهل التوحيد ? يخلدون في النار ويخرجون منها، والشفاعة جائزة لهم، وانّ الدار اليوم دار تقيّة وهي دار الإسلام، ? دار كفر ولا دار إيمان.

والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجبان إذا أمكن، ولم يكن خيفة علي النفس، والإيمان هو أداء الأمانة، واجتناب جميع الكبائر، وهو معرفة بالقلب، وإقرار باللسان، وعمل بالأركان.

والتكبير في العيدين واجب في الفطر في دبر خمس صلوات، ويبدأ به في دبر صلاة المغرب ليلة الفطر، وفي الأضحي في دبر عشر صلوات، ويبدأ به من صلاة الظهر يوم النحر وبمني في دبر خمس عشرة صلاة.

والنفساء ? تقعد عن الصلاة أكثر من ثمانية عشر يوماً، فإن طهرت قبل ذلك صلّت، وإن لم تطهر حتّي تجاوز ثمانية عشر يوماً اغتسلت وصلّت وعملت ما تعمل المستحاضة.

ويؤمن بعذاب القبر ومنكر ونكير والبعث بعد الموت والميزان والصراط، والبراءة من الّذين ظلموا آل محمّد (عليهم السلام)، وهمّوا بإخراجهم وسنّوا ظلمهم، وغيّروا سنّة نبيّهم (صلي الله عليه وآله) والبراءة من الناكثين والقاسطين والمارقين الّذين هتكوا حجاب رسول الله (صلي الله عليه وآله) ونكثوا بيعة إمامهم وأخرجوا المرأة وحاربوا أمير المؤمنين (عليه السّلام) وقتلوا الشيعة المتّقين رحمة الله عليهم واجبة.

والبراءة ممّن نفي الأخيار وشرّدهم وآوي الطرداء اللعناء وجعل الأموال

دولة بين الأغنياء واستعمل السفهاء مثل معاوية وعمرو بن العاص لعيني رسول الله (صلي الله عليه وآله)، والبراءة من أشياعهم والّذين حاربوا أمير المؤمنين (عليه السّلام) وقتلوا الأنصار والمهاجرين وأهل الفضل والصلاح من السابقين، والبراءة من أهل الإستيثار ومن أبي موسي الأشعريّ وأهل ولايته الّذين ضلّ سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنّهم يحسنون صنعاً، اولئك الذين كفروا بآيات ربّهم وبولاية أمير المؤمنين (عليه السّلام) ولقائه (عليه السّلام)، كفروا بأن لقوا الله بغير إمامته، فحبطت أعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزناً فهم كلاب أهل النار، والبراءة من الأنصاب والأزلام أئمّة الضلال وقادة الجور كلّهم أوّلهم وآخرهم، والبراءة من أشباه عاقري الناقة أشقياء الأوّلين والآخرين وممّن يتولاّهم.

والولاية لأمير المؤمنين (عليه السّلام)، والّذين مضوا علي منهاج نبيهم (صلي الله عليه وآله) ولم يغيّروا ولم يبدّلوا، مثل سلمان الفارسي، وأبي ذر الغفاري، والمقداد بن الأسود، وعمّار بن ياسر، وحذيفة بن اليماني، وأبي الهيثم بن التيهان، وسهل بن حنيف، وعبادة بن الصامت، وأبي أيّوب الأنصاري، وخزيمة بن ثابت ذي الشهادتين، وأبي سعيد الخدري وأمثالهم رضي الله عنهم ورحمة الله عليهم، والولاية لأتباعهم وأشياعهم والمهتدين بهداهم والسالكين منهاجهم رضوان الله عليهم.

وتحريم الخمر قليلها وكثيرها، وتحريم كلّ شراب مسكر قليله وكثيره، وما أسكر كثيره فقليله حرام، والمضطر ? يشرب الخمر لأنّها تقتله.

وتحريم كلّ ذي ناب من السباع، وكلّ ذي مخلب من الطير، وتحريم الطحال فإنّه دم، وتحريم الجريّ والسمك والطافي والمارماهي والزمّير وكلّ سمك ? يكون له فلس.

واجتناب الكبائر، وهي قتل النفس الّتي حرّم الله عزّ وجلّ، والزنا، والسرقة، وشرب الخمر، وعقوق الوالدين، والفرار من الزحف، وأكل مال اليتيم ظلماً، وأكل الميتة والدم ولحم الخنزير وما اهلّ لغير الله به

من غير ضرورة، وأكل الربا بعد البيّنة، والسحت، والميسر والقمار، والبخس في المكيال والميزان، وقذف المحصنات، واللواط، وشهادة الزور، واليأس من روح الله، والأمن من مكر الله، والقنوط من رحمة الله، ومعونة الظالمين، والركون إليهم، واليمين الغموس، وحبس الحقوق من غير العسرة، والكذب، والكبر، والإسراف، والتبذير، والخيانة، والإستخفاف بالحجّ، والمحاربة لأولياء الله تعالي، والإشتغال بالملاهي، والإصرار علي الذنوب.

المشرك والكافر

من شبّه الله تعالي بخلقه فهو مشرك، ومن نسب إليه ما نهي عنه فهو كافر.

هو أعدل وأحكم

عن الحسن بن علي الوشاء، عن أبي الحسن الرضا (عليه السّلام) قال: سألته فقلت له: الله فوّض الأمر إلي العباد؟ قال:

الله أعزّ من ذلك.

قلت: فأجبرهم علي المعاصي؟

قال: الله أعدل وأحكم من ذلك.

ثمّ قال: قال الله عزّ وجلّ: يابن آدم أنا أولي بحسناتك منك، وأنت أولي بسيّئاتك منّي، عملت المعاصي بقوّتي ألّتي جعلتها فيك.

الإنسان والإستطاعة

عن عليّ بن أسباط، قال: سألت أبا الحسن الرضا (عليه السّلام) عن الإستطاعة، فقال:

يستطيع العبد بعد أربع خصال: أن يكون مخلّي السرب، صحيح الجسم، سليم الجوارح، له سبب وارد من الله عزّ وجلّ.

قال: قلت: جعلت فداك فسّرها لي.

قال: أن يكون العبد مخلّي السرب، صحيح الجسم، سليم الجوارح، يريد أن يزني فلا يجد امرأة ثمّ يجدها، فإمّا أن يعصم فيمتنع كما امتنع يوسف (عليه السّلام)، أو يخلّي بينه وبين إرادته فيزني فيسمّي زانياً، ولم يطع الله بإكراه، ولم يعص بغلبة.

الله والقدر

يا يونس ? تقل بقول القدريّة، فإنّ القدريّة لم يقولوا بقول أهل الجنّة، ولا بقول أهل النار، ولا بقول إبليس، فإنّ أهل الجنّة قالوا: (الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنّا لنهتدي لولا أن هدانا الله).

ولم يقولوا بقول أهل النار، فإنّ أهل النار قالوا: (ربّنا غلبت علينا شقوتنا). وقال

إبليس: (ربّ بما أغويتني).

فقلت: يا سيّدي، والله ما أقول بقولهم ولكنّي أقول: ? يكون إلاّ ما شاء الله وقضي وقدّر.

فقال: ليس هكذا يا يونس، ولكن ? يكون إلاّ ما شاء الله وأراد وقدّر وقضي، أتدري ما المشيّة يا يونس؟

قلت: ?.

قال: هوالذكر الأوّل، وأتدري ما الإرادة؟

قلت: ?.

قال: العزيمة علي ما شاء، وتدري ما التقدير؟

قلت: ?.

قال: هو وضع الحدود من الآجال والأرزاق والبقاء والفناء، وتدري ما القضاء؟

قلت: ?.

قال: هو إقامة العين، ولا يكون إلاّ ما شاء الله عني الذكر الأوّل.

السعادة والشقاء

جفّ القلم بحقيقة الكتاب من الله بالسعادة لمن آمن واتّقي، والشقاوة من الله تبارك وتعالي لمن كذّب وعصي.

الإذن أو الأمر؟

عن الهرويّ قال: قال الرضا (عليه السّلام) في قوله عزّ وجلّ: (وما كان لنفس أن تؤمن إلاّ بإذن الله):

ليس ذلك علي سبيل تحريم الإيمان عليها، ولكن علي معني أنّها ما كانت لتؤمن إلاّ بإذن الله وإذنه أمره لها بالإيمان ما كانت مكلّفة متعبّدة، وإلجاؤه إيّاها إلي الإيمان عند زوال التكليف والتعبّد عنها.

تثابون علي نيّاتكم

إذا كان يوم القيامة اوقف المؤمن بين يدي الله تعالي فيكون هو الّذي يلي حسابه، فيعرض عليه عمله فينظر في صحيفة فأوّل ما يري سيّئاته فيتغيّر لذلك لونه وترعش فرائصه وتفزع نفسه، ثمّ يري حسناته فتقرّ عينه وتسرّ نفسه ويفرح، ثمّ ينظر إلي ما أعطاه الله من الثواب فيشتدّ فرحه.

ثمّ يقول الله تعالي للملائكة: احملوا الصحف الّتي فيها الأعمال التي لم يعملوها، قال: فيقرؤونها فيقولون: وعزّتك انّك لتعلم أنّا لم نعلم منها شيئاً.

فيقول: صدقتم ولكنّكم نويتموها فكتبناها لكم، ثمّ يثابون عليها.

الإيمان عند الموت

عن جذان بن سليمان النيسابوري، قال: حدّثني إبراهيم بن محمّد الهمداني، قال: قلت لأبي الحسن عليّ بن موسي الرضا (عليه السّلام): لأيّ علّة

أغرق الله عزّ وجلّ فرعون وقد آمن به وأقرّ بتوحيده؟ قال:

لأنّه آمن عند رؤية البأس، والإيمان عند رؤية البأس غير مقبول، وذلك حكم الله تعالي في السلف والخلف.

قال الله عزّ وجلّ: (فلمّا رأوا بأسنا قالوا آمنّا بالله وحده وكفرنا بما كنّا به مشركين فلم يك ينفعهم إيمانهم لمّا رأوا بأسنا).

وقال عزّ وجلّ: (يوم يأتي بعض آيات ربّك ? ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً) وهكذا فرعون لمّا أدركه الغرق قال: (آمنت أنّه ? إله إلاّ الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين).

فقيل له: (آلآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين، فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية) وقد كان فرعون من قرنه إلي قدمه في الحديد وقد لبسه علي بدنه، فلمّا أغرق ألقاه الله علي نجوة من الأرض ببدنه لتكون لمن بعده علامة فيرونه مع تثقله بالحديد علي مرتفع من الأرض وسبيل الثقيل أن يرسب ولا يرتفع وكان ذلك آية وعلامة ولعلّة اخري أغرق الله عزّ وجلّ فرعون وهي: انّه استغاث بموسي لما أدركه الغرق ولم يستغث بالله فأوحي الله عزّ وجلّ إليه: يا موسي لم تغث فرعون لأنّك لم تخلقه ولو استغاث بي لأغثته.

خلفاء الأرض

نحن حجج الله في خلقه وخلفاؤه في عباده، وامناؤه علي سرّه ونحن كلمة التقوي، والعروة الوثقي، ونحن شهداء الله وأعلامه في بريّته، بنا يمسك الله السماوات والأرض أن تزولا، وبنا ينزّل الغيث وينشر الرحمة ولا تخلو الأرض من قائم منّا ظاهر أو خاف، ولو خلت يوماً بغير حجّة لماجت بأهلها كما يموج البحر بأهله.

الخميس: يوم العرض

عن يونس، عن أبي الحسن الرضا (عليه السّلام) قال: سمعته يقول في الأيّام حين ذكر يوم الخميس

فقال:

هو يوم تعرض فيه الأعمال علي الله وعلي رسوله (صلي الله عليه وآله) وعلي الأئمّة (عليهم السلام).

عرض الأعمال

عن عبد الله بن أبان الزيّات، وكان يكنّي عبد الرضا قال: قلت للرضا (عليه السّلام): ادع الله لي ولأهل بيتي، قال:

أو لست أفعل؟ والله إنّ أعمالكم لتعرض عليّ في كلّ يوم وليلة، فاستعظمت ذلك.

فقال: أما تقرأ كتاب الله: (قل اعملوا فسيري الله عملكم ورسوله والمؤمنون).

الإمامة: خلافة الله ورسوله

عن عبد العزيز بن مسلم قال: كنّا في أيّام عليّ بن موسي الرضا (عليه السّلام) بمرو، فاجتمعنا في مسجد جامعها في يوم جمعة في بدء مقدمنا فأدار الناس أمر الإمامة وذكروا كثرة اختلاف الناس فيها، فدخلت علي سيّدي ومولاي الرضا (عليه السّلام) فأعلمته ما خاض الناس فيه، فتبسّم ثمّ قال:

يا عبد العزيز جهل القوم وخدعوا عن أديانهم، إنّ الله تبارك وتعالي لم يقبض نبيّه (صلي الله عليه وآله) حتّي أكمل له الدين وأنزل عليه القرآن فيه تفصيل كلّ شيء بيّن فيه الحلال والحرام والحدود والأحكام وجميع ما يحتاج الناس إليه كملاً، فقال عزّ وجلّ: (ما فرّطنا في الكتاب من شيء) وأنزل في حجّة الوداع وهي آخر عمره (صلي الله عليه وآله): (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً) فأمر الإمامة من تمام الدين، ولم يمض (صلي الله عليه وآله) حتي بيّن لامّته معالم دينهم وأوضح لهم سبله وتركهم علي قصد الحقّ وأقام لهم عليّاً (عليه السّلام) علماً وإماماً وما ترك شيئاً يحتاج إليه الامّة إلاّ بيّنه.

فمن زعم أنّ الله عزّ وجلّ لم يكمّل دينه فقد ردّ كتاب الله عزّ وجلّ، ومن ردّ كتاب الله عزّ وجلّ فهو كافر.

فهل يعرفون قدر الإمامة ومحلّها من الامّة فيجوز فيها اختيارهم،

إنّ الإمامة أجلّ قدراً وأعظم شأناً وأعلي مكاناً وأمنع جانباً وأبعد غوراً من أن يبلغها الناس بعقولهم، أو ينالوها بآرائهم، أو يقيموا إماماً باختيارهم.

إنّ الإمامة خصّ الله عزّ وجلّ بها إبراهيم الخليل (عليه السّلام) بعد النبوّة والخلّة مرتبة ثالثة وفضيلة شرّفه الله بها فأشاد بها ذكره فقال عزّ وجلّ: (إنّي جاعلك للناس إماماً) فقال الخليل (عليه السّلام) سروراً بها: (ومن ذرّيتي) قال الله عزّ وجلّ: (? ينال عهدي الظالمين) فأبطلت هذه الآية إمامة كلّ ظالم إلي يوم القيامة، وصارت في الصفوة.

ثمّ أكرمه الله بأن جعلها في ذرّيته أهل الصفوة والطهارة فقال عزّ وجلّّ: (ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة وكلاً جعلنا صالحين، وجعلناهم أئمّة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين).

فلم تزل في ذرّيته يرثها بعض [عن بعض] قرناً فقرناً حتّي ورثها النبيّ (صلي الله عليه وآله) فقال الله جلّ جلاله: (إنّ أولي الناس بإبراهيم للّذين اتّبعوه وهذا النبيّ والّذين آمنوا والله وليّ المؤمنين) فكانت له خاصّة فقلّدها النبي (صلي الله عليه وآله) عليّاً (عليه السّلام) بأمر ربّه عزّ وجلّ علي رسم ما فرض الله، فصارت في ذرّيته الأصفياء الذين آتاهم الله العلم والإيمان بقوله عزّ وجلّ: (وقال الذين اوتوا العلم والإيمان لقد لبثتم في كتاب الله إلي يوم البعث) فهي في ولد عليّ (عليه السّلام) خاصّة إلي يوم القيامة إذ ? نبيّ بعد محمّد (صلي الله عليه وآله)، فمن أين يختار هؤلاء الجهّال؟

إنّ الإمامة هي منزلة الأنبياء وإرث الأوصياء، إنّ الإمامة خلافة الله عزّ وجلّ وخلافة الرسول ومقام أمير المؤمنين وميراث الحسن والحسين (عليهما السلام)، إن الإمامة زمام الدين، ونظام المسلمين، وصلاح الدنيا وعزّ المؤمنين، إنّ الإمامة اسّ الإسلام

النامي، وفرعه السامي، بالإمام تمام الصلاة والزكاة والصيام والحجّ والجهاد وتوفير الفيء والصدقات وإمضاء الحدود والأحكام ومنع الثغور والأطراف.

الإمام يحلّل حلال الله ويحرّم حرام الله، ويقيم حدود الله، ويذبّ عن دين الله ويدعو إلي سبيل ربّه بالحكمة والموعظة الحسنة والحجّة البالغة، الإمام كالشمس الطالعة للعالم وهي في الافق بحيث ? تنالها الأيدي والأبصار، الإمام البدر المنير والسراج الزاهر والنور الساطع والنجم الهادي في غياهب الدجي والبلد القفار ولجج البحار.

الإمام الماء العذب علي الظمأ والدالّ علي الهدي والمنجي من الردي. الإمام النار علي اليفاع، الحارّ لمن اصطلي به، والدليل علي المسالك، من فارقه فهالك.

الإمام السحاب الماطر والغيث الهاطل والشمس المضيئة [والسماء الظليلة] والأرض البسيطة والعين الغزيرة والغدير والروضة، الإمام الأمين الرفيق والوالد الرقيق والأخ الشفيق ومفزع العباد في الداهية.

الإمام أمين الله في أرضه وحجّته علي عباده وخليفته في بلاده والداعي إلي الله والذابّ عن حرم الله، الإمام المطهّر من الذنوب المبرّأ من العيوب مخصوص بالعلم موسوم بالحلم نظام الدين وعزّ المسلمين وغيظ المنافقين وبوار الكافرين.

الإمام واحد دهره ? يدانيه أحد ولا يعادله عالم ولا يوجد به [منه] بدل ولا له مثل ولا نظير مخصوص بالفضل كلّه من غير طلب منه له ولا اكتساب، بل اختص من المفضّل الوهّاب، فمن ذا الّذي يبلغ بمعرفة الإمام أو يمكنه اختياره؟

هيهات هيهات ضلّت العقول، وتاهت الحلوم، وحارت الألباب، وحسرت العيون، وتصاغرت العظماء، وتحيّرت الحكماء، وتقاصرت الحلماء، وحصرت الخطباء، وجهلت الألبّاء، وكلّت الشعراء، وعجزت الادباء، وعييت البلغاء عن وصف شأن من شأنه أو فضيلة من فضائله فأقرّت بالعجز والتقصير.

وكيف يوصف أو ينعت بكنهه أو يفهم شيء من أمره أو يوجد من يقوم مقامه ويغني غناءه؟ ?، كيف وأنّي وهو بحيث النجم

من أيدي المتناولين ووصف الواصفين؟ فأين الإختيار من هذا؟ وأين العقول عن هذا؟ وأين يوجد مثل هذا؟

أظنّوا أنّ ذلك يوجد في غير آل الرسول صلّي الله عليهم كذبتهم والله أنفسهم ومنّتهم الأباطيل وارتقوا مرتقاً صعباً دحضاً تزلّ عنه إلي الحضيض أقدامهم، راموا إقامة الإمام بعقول حائرة بائرة ناقصة وآراء مضلّة فلم يزدادوا منه إلاّ بعداً، قاتلهم الله أنّي يؤفكون، لقد راموا صعباً، وقالوا إفكاً وضلّوا ضلالاً بعيداً، ووقعوا في الحيرة إذ تركوا الإمام عن بصيرة، وزيّن لهم الشيطان أعمالهم فصدّهم عن السبيل وكانوا مستبصرين.

رغبوا عن اختيار الله واختيار رسوله إلي اختيارهم والقرآن يناديهم: (وربّك يخلق ما يشاء ويختار ماكان لهم الخيرة سبحان الله وتعالي عمّا يشركون).

وقال عزّ وجلّ: (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضي الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم).

وقال عزّ وجلّ: (مالكم كيف تحكمون أم لكم كتاب فيه تدرسون إنّ لكم فيه لما تخيّرون أم لكم أيمان علينا بالغة إلي يوم القيامة إنّ لكم لما تحكمون سلهم أيّهم بذلك زعيم أم لهم شركاء فليأتوا بشركائهم إن كانوا صادقين).

وقال عزّ وجلّ: (أفلا يتدبّرون القرآن أم علي قلوب أقفالها) أم طبع الله علي قلوبهم فهم ? يفقهون، أم قالوا: سمعنا وهم ? يسمعون (إنّ شرّ الدوابّ عند الله الصمّ البكم الذين ? يعقلون ولو علم الله فيهم خيراً لأسمعهم ولو أسمعهم لتولّوا وهم معرضون) وقالوا سمعنا وعصينا بل هو فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.

فكيف لهم باختيار الإمام؟ والإمام عالم ? يجهل، راع ? ينكل، معدن القدس والطهارة والنسك والزهادة والعلم والعبادة، مخصوص بدعوة الرسول وهو نسل المطهّرة البتول، ? مغمز فيه في نسب، ولا يدانيه ذو حسب، في

البيت من قريش، والذروة من هاشم، والعترة من آل الرسول، والرضا من الله، شرف الأشراف، والفرع من عبد مناف.

نامي العلم، كامل الحلم، مضطلع بالإمامة، عالم بالسياسة، مفروض الطاعة قائم بأمر الله، ناصح لعباد الله، حافظ لدين الله.

إنّ الأنبياء والأئمّة يوفّقهم الله عزّ وجلّ ويؤتيهم من مخزون علمه وحكمه مالا يؤتيه غيرهم فيكون علمهم فوق كلّ علم أهل زمانهم في قوله تبارك وتعالي: (أفمن يهدي إلي الحقّ أحقّ أن يتّبع أمّن ? يهدّي إلاّ أن يهدي فما لكم كيف تحكمون).

وقوله عزّ وجلّ: (ومن يؤت الحكمة فقد اوتي خيراً كثيراً).

وقوله عزّ وجلّ في طالوت: (إنّ الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم والله يؤتي ملكه من يشاء والله واسع عليم).

وقال عزّ وجلّ لنبيّه (صلي الله عليه وآله): (وكان فضل الله عليك عظيماً).

وقال عزّ وجلّ في الأئمّة من أهل بيته وعترته وذرّيته (صلي الله عليه وآله): (أم يحسدون الناس علي ماآتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكاً عظيماً فمنهم من آمن به ومنهم من صدّ عنه وكفي بجهنّم سعيراً).

وإنّ العبد إذا اختاره الله عزّ وجلّ لامور عباده شرح صدره لذلك، وأودع قلبه ينابيع الحكمة، وألهمه العلم إلهاماً، فلم يعي بعده بجواب، ولا يحيّر فيه عن الصواب، وهو معصوم مؤيّد موفّق مسدّد قد أمن الخطايا والزلل والعثار، وخصّه الله عزّ وجلّ بذلك ليكون حجّته علي عباده وشاهده علي خلقه، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم، فهل يقدرون علي مثل هذا فيختاروه؟ أو يكون مختارهم بهذه الصفة فيقدّموه؟ تعدّوا وبيت الله الحقّ، ونبذوا كتاب الله وراء ظهورهم كأنّهم ? يعلمون، وفي كتاب الله الهدي والشفاء، فنبذوه واتّبعوا أهواءهم فذمّهم الله

ومقتهم وأتعسهم فقال عزّوجلّ: (ومن أضلّ ممّن اتّبع هواه بغير هدي من الله إنّ الله ? يهدي القوم الظالمين).

وقال عزّ وجلّ: (فتعساً لهم وأضلّ أعمالهم).

وقال عزّ وجلّ: (كبر مقتاً عند الله وعند الّذين آمنوا كذلك يطبع الله علي كلّ قلب متكبّر جبّار).

الفرق بين الرسول والإمام

كتب الحسن بن العبّاس بن المعروف إلي الرضا (عليه السّلام): جعلت فداك أخبرني ما الفرق بين الرسول والنبيّ والإمام؟ قال: فكتب أو قال:

الفرق بين الرسول والنبيّ والإمام هو أنّ الرسول الذي ينزل عليه جبرئيل فيراه ويسمع كلامه.

والنبيّ ينزل عليه جبرئيل فيراه ويسمع كلامه، والنبيّ الذي ينزل عليه جبرئيل وربّما نبّئ في منامه نحو رؤيا إبراهيم، والنبيّ ربما يسمع الكلام وربما يري الشخص ولم يسمع الكلام، والإمام هوالذي يسمع [الكلام] ولا يري الشخص.

هم العروة الوثقي

الأئمة من وُلد الحسين (عليه السلام) من أطاعهم فقد أطاع الله ومن عصاهم فقد عصي الله عز وجل هم العروة الوثقي، وهم الوسيلة إلي الله عز وجل. أمير كل مؤمن.

قال رسول الله (صلي الله عليه وآله):

من أحبّ أن يتمسّك بديني ويركب سفينة النجاة بعدي فليقتد بعليّ بن أبي طالب وليعاد عدوّه وليوال وليّه، فإنّه وصيّي وخليفتي علي امّتي في حياتي وبعد وفاتي وهو إمام كلّ مسلم وأمير كل مؤمن بعدي، قوله قولي، وأمره أمري ونهيه نهيي، وتابعه تابعي، وناصره ناصري، وخاذله خاذلي.

ثم قال (عليه السّلام): من فارق عليّاً بعدي لم يرني ولم أره يوم القيامة، ومن خالف عليّاً حرّم الله عليه الجنّة وجعل مأواه النار وبئس المصير، ومن خذل عليّاً خذله الله يوم يعرض عليه، ومن نصر علياً نصره الله يوم يلقاه ولقنه حجّته عند المساءلة.

ثم قال (صلي الله عليه وآله): الحسن والحسين إماما امّتي بعد أبيهما، وسيّدا

شباب أهل الجنّة، امّهما سيّدة نساء العالمين وأبوهما سيّد الوصيّين، ومن ولد الحسين تسعة أئمّة، تاسعهم القائم من ولدي طاعتهم طاعتي، ومعصيتهم معصيتي، إلي الله أشكو المنكرين لفضلهم والمضيعين لحرمتهم بعدي، وكفي بالله وليّاً وناصراً لعترتي وأئمّة امّتي، ومنتقماً من الجاحدين لحقّهم (وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون).

عدد الأنبياء

عن النبي (صلي الله عليه وآله) قال:

خلق الله عزّ وجلّ ألف نبيّ وأربعة وعشرين ألف نبيّ، أنا أكرمهم علي الله ولا فخر، وخلق الله عزّ وجلّ مائة ألف وصيّ وأربعة وعشرين ألف وصيّ، فعليّ أكرمهم علي الله وأفضلهم.

إمام الخليقة

قال رسول الله (صلي الله عليه وآله):

عليّ منّي وأنا من عليّ، قاتل الله من قاتل عليّاً، لعن الله من خالف عليّاً، عليّ إمام الخليقة بعدي من تقدّم علي عليّ فقد تقدّم عليّ، ومن فارقه فقد فارقني، ومن آثر عليه فقد آثر عليّ، أنا سلم لمن سالمه وحرب لمن حاربه ووليّ لمن والاه وعدوّ لمن عاداه.

ذاك أمير المؤمنين (عليه السّلام)

عن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن الرضا (عليه السّلام) قال: سألته فقلت: قوله: (الرحمن علّم القرآن) قال:

إنّ الله علّم القرآن.

قال: قلت: (خلق الإنسان علّمه البيان).

قال: ذاك أمير المؤمنين (عليه السّلام) علّمه بيان كلّ شيء ممّا يحتاج الناس إليه.

الله يزوّج فاطمة

قال رسول الله (صلي الله عليه وآله):

أتاني ملك فقال: يا محمّد إنّ الله يقرؤك السلام ويقول لك: قد زوّجت فاطمة من عليّ فزوّجها منه، وقد أمرت شجرة طوبي أن تحمل الدرّ والياقوت والمرجان، وإنّ أهل السماء قد فرحوا بذلك، وسيولد منهما ولدان سيّدا شباب أهل الجنّة وبهما تتزيّن أهل الجنّة، فأبشر يا محمّد فإنّك خير الأولين والآخرين.

إيمان أبي طالب

عن أبان بن محمّد قال: كتبت إلي الإمام عليّ بن موسي الرضا (عليه

السّلام): جعلت فداك انّي شككت في إيمان أبي طالب، قال: فكتب:

بسم الله الرحمن الرحيم، أمّا بعد: فمن (يتبع غير سبيل المؤمن نولّه ما تولّي) انّك إن لم تقرّ بإيمان أبي طالب كان مصيرك إلي النار.

الأئمّة ليسوا أنبياء

سليمان الجعفري قال: كنت عند أبي الحسن الرضا (عليه السّلام) والبيت مملوء من الناس يسألونه وهو يجيبهم، فقلت في نفسي: ينبغي أن يكونوا أنبياء. فترك الناس ثمّ التفت إليّ فقال:

يا سليمان إنّ الأئمّة حلماء علماء يحسبهم الجاهل أنبياء وليسوا أنبياء.

رؤيا المعصومين

عن الحسن بن علي ابن بنت الياس عن أبي الحسن الرضا (عليه السّلام) قال:

قال لي إبتداءً: إنّ أبي كان عندي البارحة.

قلت: أبوك؟

قال: أبي.

قلت: أبوك؟

قال: أبي.

قلت: أبوك؟

قال: [أبي] في المنام، إنّ جعفراً كان يجيئ إلي أبي فيقول يا بنيّ افعل كذا يا بني افعل كذا [يا بني افعل كذا].

قال: فدخلت عليه بعد ذلك، فقال لي: يا حسن إنّ منامنا ويقظتنا واحدة.

? جبر ولا تفويض

علي بن موسي الرضا (عليه السّلام) سأله الفضل بن سهل في مجلس المأمون فقال:

يا أبا الحسن الناس مجبرون؟ فقال:

الله أعدل من أن يجبر ثمّ يعذّب.

قال: فمطلقون؟

قال: الله أحكم من أن يهمل عبده ويكله إلي نفسه.

المعصية ممّن

خرج أبو حنيفة ذات يوم من عند الصادق (عليه السّلام): فاستقبله موسي بن جعفر (عليه السّلام) فقال له:

يا غلام ممّن المعصية؟

فقال (عليه السّلام): ? تخلو من ثلاثة:

امّا أن تكون من الله عزّ وجلّ وليست منه فلا ينبغي للكريم أن يعذّب عبده بما لم يكتسبه.

وامّا أن تكون من الله عزّ وجلّ ومن العبد فلا ينبغي للشريك القويّ أن يظلم الشريك الضعيف.

وامّا أن تكون من العبدوهي منه فإن عاقبه الله فبذنبه وان عفي عنه فبكرمه وجوده.

من مختصات المهدي(عليه السّلام)

? يري جسمه ولا يسمّي باسمه.

علامة

المهديّ (عليه السّلام)

عن أبي الصلت الهروي قال: قلت للرّضا (عليه السّلام): ما علامة القائم منكم إذا خرج؟ قال:

علامته أن يكون شيخ السنّ شابّ المنظر، حتّي أنّ الناظر إليه ليحسبه ابن أربعين سنة أو دونها وانّ من علامته أن ? يهرم بمرور الأيام والليالي عليه حتّي يأتيه أجله.

النداء باسم المهديّ (عليه السّلام)

عن الحسين بن خالد قال: قال عليّ بن موسي الرّضا (عليه السّلام):

? دين لمن ? ورع له ولا ايمان لمن ? تقيّة له أنّ أكرمكم عند الله أعملكم بالتقيّة.

فقيل له: يابن رسول الله إلي متي؟

قال: إلي يوم الوقت المعلوم وهو يوم خروج قائمنا أهل البيت فمن ترك التقيّة قبل خروج قائمنا فليس منّا.

فقيل له: يابن رسول الله ومن القائم منكم أهل البيت؟

قال: الرّابع من ولدي ابن سيّدة الإماء، يطهّر الله به الأرض من كل جور، ويقدسها من كلّ ظلم وهو الذي يشكّ الناس في ولادته وهو صاحب الغيبة قبل خروجه، فإذا خرج أشرقت الأرض بنوره، ووضع ميزان العدل بين الناس، فلا يظلم أحد أحداً.

وهو الذي تطوي له الأرض، ولا يكون له ظلّ، وهو الذي ينادي مناد من السماء باسمه، يسمعه جميع أهل الأرض بالدعّاء إليه.

يقول: الا انّ حجّة الله قد ظهر عند بيت الله فاتّبعوه، فإن الحقّ معه وفيه، وهو قول الله عزّ وجلّ (انّ نشأ ننزّل عليهم من السماء آية فظلّت أعناقهم لها خاضعين).

الرابع من ولد الرضا (عليه السّلام)

عن الريّان بن الصلت، قال: قلت للرضا (عليه السّلام): أنت صاحب هذا الأمر؟ فقال:

أنا صاحب هذا الأمر، ولكنّي لست بالذي أملأها عدلاً كما ملئت جوراً، وكيف أكون ذاك علي ما تري من ضعف بدني؟

وانّ القائم هو الذي إذا خرج كان في سنّ الشيوخ، ومنظر الشبّان. قويّاً

في بدنه حتّي لو مدّ يديه إلي أعظم شجرة علي وجه الأرض لقلعها، ولو صاح بين الجبال لتدكدكت صخورها، يكون معه عصا موسي، وخاتم سليمان (عليهما السلام). ذاك الرابع من ولدي يغيبه الله في ستره ما شاء ثمّ يظهره فيملا به الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً.

الإيمان فوق الإسلام

الإيمان فوق الإسلام بدرجة، والتقوي فوق الإيمان بدرجة، واليقين فوق التقوي بدرجة ولم يقسم بين العباد شيء أقلّ من اليقين.

من معتقدات الشيعة

من أقّر بتوحيد الله ونفي التشبيه عنه، ونزّهه عما ? يليق له، واقر بان له الحول والقوة والارادة والمشية، والخلق والامر، والقضاء والقدر، وان افعال العباد مخلوقة خلق تقدير ? خلق تكوين، وشهد ان محمّداً رسول الله (صلي الله عليه وآله) وان علياً والأئمة بعده حجج الله، ووالي اولياءهم وعادي اعداءهم واجتنب الكبائر، واقرّ بالرجعة والمتعتين، وآمن بالمعراج، والمساءلة في القبر، والحوض والشفاعة وخلق الجنة والنار، والصراط والميزان، والبعث والنشور، والجزاء والحساب، فهو مؤمن حقاً، وهو من شيعتنا أهل البيت.

هذا هو الإيمان

عن أبي الصلت الهروي قال: سألت الرضا (عليه السّلام) عن الإيمان؟

فقال:

الإيمان عقد بالقلب ولفظ بالسان، وعمل بالجوارح، ? يكون الإيمان إلاّ هكذا.

من أركان الإيمان

الإيمان أربعة اركان: التوكل علي الله عزّ وجلّ، والرّضا بقضائه والتسليم لأمر الله والتفويض إلي الله.

قال عبد صالح: (وافوّض أمري إلي الله)، (فوقاه الله سيّئات مامكروا).

امر بين الأمرين

قال له بعض اصحابه: روي لنا عن الصادق (عليه السّلام) انه قال:

(? جبر ولا تفويض بل أمر بين أمرين) فما معناه؟

قال: من زعم انّ الله فوّض امر الخلق والرزق الي عباده فقد قال بالتفويض.

قلت: يابن رسول الله والقائل به مشرك؟

فقال: نعم، ومن قال بالجبر فقد ظلم الله تعالي.

فقلت: يابن رسول الله فما أمر بين

أمرين؟

فقال: وجود السبيل الي اتيان ما امروا به، وترك ما نهوا عنه.

افعال العباد

قال وقد قال له رجل: ان الله تعالي فوض الي العباد افعالهم؟

فقال:

هم اضعف من ذلك وأقلّ.

قال: فجبرهم؟

قال: هو اعدل من ذلك واجلّ.

قال: فكيف تقول؟

قال: نقول: ان الله امرهم ونهاهم واقدرهم علي ما أمرهم به ونهاهم عنه.

? مجبورون ولا مطلقون

سأله (عليه السّلام) الفضل بن الحسن بن سهل، الخلق مجبورون؟ قال:

الله أعدل من أن يجبر ويعذب.

قال: فمطلقون؟

قال: الله احكم أن يهمل عبده ويكله الي نفسه.

معارف

العقل هو الحجّة

في خبر ابن السكّيت قال: فما الحجّة علي الخلق اليوم؟ فقال الرضا (عليه السّلام):

العقل" يعرف به الصادق علي الله فيصدّقه، والكاذب علي الله فيكذّبه.

فقال ابن السكيت: هذا والله هو الجواب.

انّي احبّ

انّي احبّ أن يكون المؤمن محدّثاً.

قال: قلت: وأيّ شيء المحدّث؟

قال: المفهم.

احيوا أمرنا

من تذكّر مصابنا، وبكي لما ارتكب منّا، كان معنا في درجتنا يوم القيامة، ومن ذكر بمصابنا فبكي وأبكي، لم تبك عينه يوم تبكي العيون، ومن جلس مجلساً يحيي فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب.

.. قال: وقال الرضا (عليه السّلام):

من لم يقدر علي ما يكفّر به ذنوبه، فليكثر من الصلاة علي محمّد وآله، فإنّها تهدم الذنوب هدماً.

وقال (عليه السّلام):

الصلاة علي محمّد وآله تعدل عند الله عزّ وجلّ التسبيح والتهليل والتكبير.

مواصفات الفقيه

يقال للعابد يوم القيامة: نعم الرجل كنت همّتك ذات نفسك، وكفيت الناس مؤونتك فادخل الجنّة.

ألا انّ الفقيه من أفاض علي الناس خيره، وأنقذهم من أعدائهم، ووفّر عليهم نعم جنان الله، وحصّل لهم رضوان الله تعالي، ويقال للفقيه: يا أيها الكافل لأيتام آل محمّد الهادي لضعفاء محبّيه ومواليه قف حتّي تشفع لكلّ من أخذ عنك، أو تعلّم منك، فيقف فيدخل الجنّة ومعه فئاماً وفئاماً - حتي قال

عشراً - وهم الذين أخذوا عنه علومه، وأخذوا عمّن أخذ عنه إلي يوم القيامة، فانظروا كم فرق ما بين المنزلتين؟

? تمارينّ أحداً

? تمارينّ العلماء فيرفضوك، ولا تمارينّ السفهاء فيجهلوا عليك.

المحكم والمتشابه

من ردّ متشابه القرآن إلي محكمه هدي إلي صراط مستقيم.

ثم قال:

انّ في أخبارنا متشابهاً كمتشابه القرآن، ومحكماً كمحكم القرآن، فردّوا متشابهها إلي محكمها، ولا تتّبعوا متشابهها دون محكمها فتضلّوا.

الاصول والفروع

علينا إلقاء الاصول اليكم وعليكم التفرّع.

الروح أو المادّة؟

ممّا أجاب الرضا (عليه السّلام) بحضرة المأمون لصباح بن نصر الهنديّ وعمران الصابيّ عن مسائلهما، قال عمران: العين نور مركّبة أم الروح تبصر الأشياء من منظرها؟ قال (عليه السّلام):

العين شحمة وهو البياض والسواد، والنظر للروح، دليله أنّك تنظر فيه فتري صورتك في وسطه، والإنسان ? يري صورته إلاّ في ماء، أو مرآة وما أشبه ذلك.

قال صباح: فإذا عميت العين كيف صارت الروح قائمة والنظر ذاهب؟

قال (عليه السّلام): كالشمس طالعة يغشاها الظلام.

قالا: أين تذهب الروح؟

قال: ان يذهب الضوء الطالع من الكوّة في البيت إذا سدّت الكوّة؟

قال: أوضح لي ذلك.

قال: الروح مسكنها في الدماغ، وشعاعها منبثّ في الجسد بمنزلة الشمس دارتها في السماء وشعاعها منبسط علي الأرض، فإذا غابت الدائرة فلا شمس، وإذا قطعت الرأس فلا روح.

قالا: فما بال الرجل يلتحي دون المرأة؟

قال (عليه السّلام): زيّن الله الرجال باللحي، وجعلها فضلاً يستدلّ بها علي الرجال من السناء.

قال عمران: ما بال الرجل إذا كان مؤنّثاً والمرأة إذا كانت مذكّرة؟

قال (عليه السّلام): علّة ذلك أنّ المرأة إذا حملت وصار الغلام منها في الرحم موضع الجارية كان مؤنّثاً، وإذا صارت الجارية موضع الغلام كانت مذكّرة، وذلك أنّ موضع الغلام في الرحم ممّا يلي ميامنها والجارية ممّا يلي مياسرها، وربّما ولدت المرأة ولدين في بطن

واحد فإن عظم ثدياها جميعاً تحمل توأمين، وإن عظم أحد ثدييها كان ذلك دليلاً علي أنّها تلد واحداً إلاّ أنّه إذا كان الثدي الأيمن أعظم كان المولود ذكراً، وإذا كان الأيسر أعظم كان المولود انثي، وإذا كانت حاملاً فضمر ثديها الأيمن فإنّها تسقط غلاماً، وإذا ضمر ثديها الأيسر فإنّها تسقط انثي، وإذا ضمرا جميعاً تسقطهما جميعاً.

قالا: من أيّ شيء الطول والقصر في الإنسان؟

فقال: من قبل النطفة إذا خرجت من الذكر فاستدارات جاء القصر، وإن استطالت جاء الطول.

قال صباح: ما أصل الماء؟

قال (عليه السّلام): أصل الماء خشية الله، بعضه من السماء ويسلكه في الأرض ينابيع، وبعضه ماء عليه الأرضون، وأصله واحد عذب فرات.

قال: فكيف منها عيون نفط وكبريت ومنها قار وملح وأشباه ذلك؟

قال: غيّره الجوهر وانقلبت كانقلاب العصير خمراً، وكما انقلبت الخمر فصارت خلاً، وكما يخرج من بين فرث ودم لبناً خالصاً.

قال: فمن أين أخرجت أنواع الجواهر؟

قال: انقلب منها كانقلاب النطفة علقة ثمّ مضغة ثمّ خلقة مجتمعة مبنيّة علي المتضادّات الأربع.

قال عمران: إذا كانت الأرض خلقت من الماء والماء بارد رطب فكيف صارت الأرض باردة يابسة؟

قال (عليه السّلام): سلبت النداوة فصارت يابسة.

قال: الحرّ أنفع أم البرد؟

قال: بل الحرّ أنفع من البرد، لأنّ الحرّ من حرّ الحياة والبرد من برد الموت وكذلك السموم القاتلة الحارّ منها أسلم وأقلّ ضرراً من السموم الباردة.

وسألاه عن علّة الصلاة؟

فقال: طاعة أمرهم بها، وشريعة حملهم عليها، وفي الصلاة توقير له وتبجيل وخضوع من العبد إذا سجد، والإقرار بأنّ فوقه ربّاً يعبده ويسجد له.

وسألاه عن الصوم؟

فقال (عليه السّلام): امتحنهم بضرب من الطاعة كيما ينالوا بها عنده الدرجات ليعرّفهم فضل ما أنعم عليهم من لذّة الماء وطيب الخبز، وإذا عطشوا يوم صومهم ذكروا يوم

العطش الأكبر في الآخرة وزادهم ذلك رغبة في الطاعة.

وسألاه لم حرّم الزنا؟

قال: لما فيه من الفساد، وذهاب المواريث، وانقطاع الأنساب، ? تعلم المرأة في الزنا من أحبلها؟ ولا المولود يعلم من أبوه؟ ولا أرحام موصولة، ولا قرابة معروفة.

الإمام ومعرفة اللغات

عن أبي الصلت الهروي قال: كان الرضا (عليه السّلام) يكلّم الناس بلغاتهم، وكان والله أفصح الناس وأعلمهم بكلّ لسان ولغة. فقلت له يوماً: يابن رسول الله انّي ? عجب من معرفتك بهذه اللغات علي اختلافها؟ فقال:

يا أبا الصلت أنا حجّة الله علي خلقه، وما كان الله ليتّخذ حجّة علي قوم وهو ? يعرف لغاتهم، أو ما بلغك قول أمير المؤمنين (عليه السّلام): اوتينا فصل الخطاب؟ فهل فصل الخطاب إلاّ معرفة اللغات؟

من علامات الفقه

من علامات الفقه، الحلم والعلم والصمت، انّ الصمت باب من ابواب الحكمة، انّ الصمت يكسب المحبّة وهو دليل علي الخير.

اسم الله الأعظم

انّ بسم الله الرحمن الرحيم اقرب الي اسم الله الاعظم من سواد العين الي بياضها.

أخلاق

كن سمحاً

انّ بني إسرائيل شدّدوا فشدّد الله عليهم، قال لهم موسي (عليه السّلام): إذبحوا بقرة.

قالوا: ما لونها؟ فلم يزالوا شدّدوا حتّي ذبحوا بقرة بملء جلدها ذهباً.

الوفاء بالوعد

أتدري لم سمّي إسماعيل صادق الوعد؟

قال: قلت: ? أدري.

قال: وعد رجلاً فجلس له حولاً ينتظره.

من خلق الأنبياء

أوحي الله عزّ وجلّ إلي نبيّ من أنبيائه: إذا أصبحت فأوّل شيء يستقبلك فكله، والثاني فاكتمه، والثالث فاقبله، والرابع فلا تؤيسه، والخامس فاهرب منه.

قال: فلمّا أصبح مضي فاستقبله جبل أسود عظيم فوقف وقال: أمرني ربّي عزّ وجلّ أن آكل هذا، وبقي متحيّراً ثمّ رجع إلي نفسه فقال: إنّ ربّي جلّ جلاله ? يأمرني إلاّ بما اطيق، فمشي إليه لياكله، فكلّما دنا منه صغر حتّي إنتهي إليه

فوجده لقمة فأكلها فوجدها أطيب شيء أكله.

ثمّ مضي فوجد طستاً من ذهب فقال: أمرني ربّي أن أكتم هذا، فحفر له حفرة وجعله فيه، وألقي عليه التراب، ثمّ مضي فالتفت فإذا الطست قد ظهر فقال: قد فعلت ما أمرني ربّي عزّ وجلّ فمضي.

فإذا هو بطير وخلفه بازي فطاف الطير حوله فقال: أمرني ربّي عزّ وجلّ أن أقبل هذا، ففتح كمّه فدخل الطير فيه.

فقال له البازي: أخذت صيدي وأنا خلفه منذ أيّام.

فقال: انّ ربي عزّ وجلّ أمرني أن ? اؤيس هذا، فقطع من فخذه قطعة فألقاها إليه ثمّ مضي، فلمّا مضي إذا هو بلحم ميتة منتن مدوّد فقال: أمرني ربّي عزّ وجلّ أن أهرب من هذا، فهرب منه ورجع.

فرأي في المنام كأنّه قد قيل له: انّك قد فعلت ما امرت به، فهل تدري ماذا كان؟

قال: ?.

قيل له: أمّا الجبل فهو الغضب، انّ العبد إذا غضب لم ير نفسه، وجهل قدره من عظم الغضب، فإذا حفظ نفسه وعرف قدره وسكّن غضبه كانت عاقبته كاللقمة الطيّبة الّتي أكلتها.

وأمّا الطست فهو العمل الصالح إذا كتمه العبدو أخفاه أبي الله عزّ وجلّ إلاّ أن يظهره ليزيّنه به مع ما يدّخر له من ثواب الآخرة.

وأما الطير: فهو الرجل الذي يأتيك فاقبله وأقبل نصيحته

وأمّا البازي: فهو الرجل الّذي يأتيك في حاجة فلا تؤيسه.

وأمّا اللحم المنتن فهي الغيبة فاهرب منها.

المؤمن والسنن الثلاث

? يكون المؤمن مؤمناً حتّي يكون فيه ثلاث خصال: سنّة من ربّه وسنّة من نبيّه وسنّة من وليّه.

فأمّا السنّة من ربّه فكتمان سرّه.

قال الله جلّ جلاله: (عالم الغيب فلا يظهر علي غيبه أحداً، إلاّ من ارتضي من رسول)

وأمّا السنّة من نبيّه فمداراة الناس، فإنّ الله عزّ وجلّ أمر نبيّه بمداراة الناس، فقال: (خذ

العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين).

وأمّا السنّة من وليّه فالصبر في البأساء والضرّاء، يقول عزّ وجلّ: (والصابرين في البأساء والضرّاء وحين البأس اولئك الّذين صدقوا واولئك هم المتّقون).

إتّهم نفسك

إنّ رجلاً في بني اسرائيل عبد الله أربعين سنة، ثمّ قرّب قرباناً فلم يقبل منه، فقال في نفسه: وما اوتيت إلاّ منك، وما الذنب إلاّ لك.

قال: فأوحي الله تبارك وتعالي إليه: ذمّك لنفسك أفضل من عبادتك أربعين سنة.

بل هو المغنم

فرّق أبو الحسن الرضا (عليه السّلام) بخراسان ماله كلّه في يوم عرفة، فقال له الفضل بن سهل: إنّ هذا لمغرم، فقال:

بل هو المغنم، ? تعدّنّ مغرماً ما ابتغيت به أجراً وكرما.

لماذا التكبّر؟

عن رجل من أهل بلخ قال: كنت مع الرضا (عليه السّلام) في سفره إلي خراسان فدعا يوماً بمائدة له فجمع عليها مواليه من السودان وغيرهم. فقلت: جعلت فداك لو عزلت لهؤلاء مائدة.

فقال:

مه! إنّ الربّ تبارك وتعالي واحد والامّ واحدة والأب واحد والجزاء بالأعمال.

لماذا التستّر؟

عن اليسع بن حمزة قال: كنت في مجلس أبي الحسن الرضا (عليه السّلام) احدّثه وقد اجتمع إليه خلق كثير يسألونه عن الحلال والحرام، إذ دخل عليه رجل طوال آدم فقال: السلام عليك يابن رسول الله، رجل من محبّيك ومحبّي آبائك وأجدادك (عليهم السلام)، مصدري من الحجّ وقد افتقدت نفقتي وما معي ما أبلغ مرحلة، فإن رأيت أن تنهضني إلي بلدي والله عليّ نعمة فإذا بلغت بلدي تصدّقت بالذي تولّيني عنك، فلست موضع صدقة. فقال له:

اجلس رحمك الله، وأقبل علي الناس يحدّثهم حتي تفرّقوا، وبقي هو وسليمان الجعفري وخيثمة وأنا.

فقال: أتأذنون لي في الدخول؟

فقال له سليمان: قدّم الله أمرك، فقام فدخل الحجرة وبقي ساعة ثمّ خرج وردّ الباب وأخرج يده من أعلي الباب وقال: أين

الخراساني؟

فقال: ها أنا ذا.

فقال: خذ هذه المأتي دينار واستعن بها في مؤنتك ونفقتك وتبرّك بها ولا تصدّق بها عنّي، واخرج فلا أراك ولا تراني.

ثمّ خرج فقال له سليمان: جعلت فداك لقد أجزلت ورحمت فلماذا سترت وجهك عنه؟

فقال: مخافة أن أري ذلّ السؤال في وجهه لقضائي حاجته، أما سمعت حديث رسول الله (صلي الله عليه وآله): (المستتر بالحسنة، يعدل سبعين حجّة، والمذيع بالسيئة مخذول والمستتر بها مغفور له).

أما سمعت قول الأول:

متي آته يوماً لأطلب حاجة رجعت إلي أهلي ووجهي بمائه

مع الضيوف

عن عبيد بن أبي عبد الله البغدادي عمّن أخبره قال: نزل بأبي الحسن الرضا (عليه السّلام) ضيف وكان جالساً عنده يحدثه في بعض الليل فتغيّر السراج، فمدّ الرجل يده ليصلحه، فبادره أبو الحسن (عليه السّلام) بنفسه فأصلحه ثمّ قال له:

إنّا قوم ? نستخدم أضيافنا.

مع نعم الله

عن ياسر الخادم قال: أكل الغلمان يوماً فاكهة ولم يستقصوا أكلها ورموا بها، فقال لهم أبو الحسن (عليه السّلام):

سبحان الله إن كنتم استغنيتم فإنّ اناساً لم يستغنوا، أطعموه من يحتاج إليه.

مع الخدم

إن قمت علي رؤوسكم وأنتم تأكلون، فلا تقوموا حتي تفرغوا.

ولربّما دعا بعضنا فيقال له: هم يأكلون، فيقول: دعهم حتّي يفرغوا.

حمد النعمة

روي عن دعبل بن عليّ أنّه دخل علي الرضا (عليه السّلام) فأمر له بشيء فأخذه ولم يحمد الله فقال له:

لم لم تحمد الله؟ قال: ثمّ دخلت بعده علي أبي جعفر (عليه السّلام) فأمر لي بشيء فقلت: الحمد لله. فقال: تأدّبت.

ما أحسن الصبر؟

ما أحسن الصبر وانتظار الفرج أما سمعت قول الله تعالي: (وارتقبوا أنّي معكم رقيب) وقوله عزّ وجلّ (فانتظروا انّي معكم من المنتظرين) فعليكم بالصبر فانّه انّما يجيئ الفرج علي اليأس فقد كان الذين من قبلكم أصبر منكم.

تعلموا من الديك

في الديك

الأبيض خمس خصال من خصال الأنبياء (عليهم السلام): معرفته بأوقات الصلاة والغيرة والسخاء والشجاعة وكثرة الطروقة.

المستتر بالحسنة

المستتر بالحسنة تعدل سبعين حسنة، والمذيع بالسيئة مخذول والمستتر بالسيئة مغفور له.

شهرة العبادة

من شهر نفسه بالعبادة فاتهموه علي دينه فإن الله عزّ وجلّ يكره شهرة العبادة وشهرة اللباس.

ثم قال: ان الله تعالي انما فرض علي الناس في اليوم والليلة سبع عشرة ركعة من أتي بها لم يسأله الله عزّ وجلّ عما سواها، وانما أضاف رسول الله (صلي الله عليه وآله) اليها مثيلها.

ليتم بالنوافل ما يقع فيها من النقصان، وان الله عزّ وجلّ ? يعذب علي كثرة الصلاة والصوم ولكنه يعذب علي خلاف السنة.

صفات الزهد

سئل الرضا (عليه السّلام) عن صفة الزاهد فقال:

متبلّغ بدون قوته مستعدّ ليوم موته، متبرّم بحياته.

احسن ظنك

احسن الظن بالله فإن الله عزّ وجلّ يقول: انا عند ظن عبدي المؤمن بي، ان خيرا فخيراً وان شرّاً فشرّاً.

اشكر المنعم

من لم يشكر المنعم من المخلوقين لم يشكر الله عزّ وجلّ.

هكذا تشكر النعمة

اتقوا الله وعليكم بالتواضع والشكر والحمد، انه كان في بني اسرائيل رجل فاتاه في منامه من قال له: انّ لك نصف عمرك سعة، ايّ النصفين شئت.

فقال: انّ لي شريكاً فلما اصبح الرجل قال لزوجته: قد اتاني في هذه الليلة رجل فأخبرني انّ نصف عمري لغي سعة فاختر أيّ النصفين شئت؟

فقالت له زوجته: اختر النصف الأول.

فقال: لك ذاك.

فأقبلت عليه الدنيا فكان كلما كانت نعمة قالت زوجته: جارك فلان محتاج فصله، وتقول: قرابتك فلان فتعطيه، وكانوا كذلك كلما جاءتهم نعمة اعطوا وتصدقّوا وشكروا، فلما كان ليلة من الليالي اتاه الرجل فقال: يا هذا انّ النصف قد انقضي فما رأيك؟

قال: لي شريك فلما أصبح الصبح قال لزوجته: اتاني الرجل فأعلمني انّ النصف

قد انقضي.

فقالت له زوجته: قد انعم الله علينا فشكرنا، والله اولي بالوفاء.

قال: فإن لك تمام عمرك.

حدّ التوكّل

عن الحسن بن الجهم قال: سألت الرضا (عليه السّلام) فقلت له: جعلت فداك ما حدّ التوكل؟ فقال لي:

ان ? تخاف مع الله احداً.

قال: قلت: فما حد التواضع؟

قال: ان تعطي الناس من نفسك ما تحب أن يعطوك مثله.

كن سخيّاً

السخيّ قريب من الله، قريب من الجنة، قريب من الناس بعيد من النار، والبخيل [بعيد من الله] بعيد من الجنة، بعيد من الناس قريب من النار.

قال: وسمعته يقول: السخاء شجرة في الجنة أغصانها في الدنيا من تعلق بغصن من أغصانها دخل الجنة.

الذنوب وآثارها الطبيعية

كلما أحدث العباد من الذنوب ما لم يكونوا يعلمون، أحدث الله لهم من البلاء مالم يكونوا يعرفون.

الواجب تجاه الخالق

الصغائر من الذنوب طرق إلي الكبائر، ومن لم يخف الله في القليل لم يخفه في الكثير، ولو لم يخوّف الله الناس بجنة ونار لكان الواجب ان يطيعوه ولا يعصوه، لتفضله عليهم، واحسانه اليهم وما بدأهم به من انعامه الذي ما استحقوه.

اعملوا لغير الرياء

ويحك يابن عرفة اعملوا لغير رياء ولا سمعة، فانه من عمل لغير الله وكله الله إلي ما عمل، ويحك ما عمل احد عملاً إلاّ ردّاه الله به ان خيراً فخير، وان شرّاً فشرّ.

ثلاثة مقرونة بثلاثة

ان الله عزّ وجلّ امر بثلاثة مقرون بها ثلاثة اخري: أمر بالصلاة والزكاة، فمن صلّي ولم يزك لم يقبل منه صلاته، وامر بالشكر له وللو الدين فمن لم يشكر والديه لم يشكر الله، وامر باتقاء الله صلة الرحم، فمن لم يصل رحمه لم يتق الله عزّ وجلّ.

نتائج البر

إنّ رجلاً من بني إسرائيل قتل قرابة له، ثم اخذه وطرحه علي طريق افضل سبط من اسباط بني

اسرائيل، ثمّ جاء يطلب بدمه، فقالوا لموسي (عليه السّلام):

انّ سبط آل فلان قتلوا فلاناً فأخبرنا من قتله؟

قال: ايتوني ببقرة (قالوا اتتخذنا هزواً، قال اعوذ بالله ان اكون من الجاهلين) ولو انهم عمدوا الي أي بقرة اجزأتهم ولكن شدّدوا فشدد الله عليهم.

(قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ماهي قال انه يقول انها بقرة ? فارض ولا بكر) يعني: ? صغيرة ولا كبيرة (عوان بين ذلك) ولو انهم عمدوا الي أي بقرة اجزأتهم ولكن شدّدوا فشدّد الله عليهم (قالوا ادع لنا ربّك يبين لنا مالونها قال: انه يقول انها بقرة صفراء فاقع لونها تسرّ الناظرين) ولو انهم عمدوا الي أي بقرة ? جزأتهم ولكن شددوا فشدد الله عليهم.

(قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ماهي انّ البقر تشابه علينا وإنا انشاء الله لمهتدون، قال انه يقول انها بقرة ? ذلول تثير الأرض ولا تسقي الحرث مسلّمة ? شية فيها، قالوا الآن جئت بالحق) فطلبوها فوجدوها عند فتي من بني اسرائيل.

فقال: ? أبيعها الاّ بملء مسكها ذهباً فجاؤوا الي موسي (عليه السّلام) فقالوا له ذلك.

فقال: اشتروها، فاشتروها وجاؤوا بها فأمر بذبحها. ثم أمر أن يضرب الميت بذنبها، فلما فعلوا ذلك حيي المقتول، وقال: يا رسول الله! إن ابن عمي قتلني، دون من يدّعي عليه قتلي: (فعلموا ذلك قاتله). فقال رسول الله موسي بن عمران (عليه السلام) لبعض أصحابه إن هذه البقرة لها نبأ.

فقال: وما هو؟

قال: انّ فتي من بني اسرائيل كان بارّاً بأبيه وانه اشتري تبيعاً فجاء الي أبيه ورأي ان المقاليد تحت رأسه، فكره ان يوقظه فترك ذلك البيع، فاستيقظ ابوه فأخبره.

فقال له: احسنت خذ هذه البقرة فهي لك عوضاً لما فاتك.

قال: فقال له رسول الله موسي بن

عمران (عليه السّلام): انظروا الي البرّ ما بلغ بأهله.

من آداب الطعام

ان قمت علي رؤوسكم وانتم تأكلون، فلا تقوموا حتي تفرغوا ولرّبما دعا بعضنا فيقال: هم يأكلون فيقول: دعوهم حتي يفرغوا.

الوفاء بالوعد

انّا أهل بيت نري ما وعدنا علينا دينا كما صنع رسول الله (صلي الله عليه وآله).

المشورة في الامور

عن معمر بن خلاّد قال: هلك مولي لأبي الحسن الرضا (عليه السّلام) يقال له: سعد، فقال:

اشر عليّ برجل له فضل وأمانة. فقلت: انا اشير عليك؟

فقال شبه المغضب: انّ رسول الله (صلي الله عليه وآله) كان يستشير أصحابه ثمّ يعزم علي ما يريد.

المشورة والتشاور

عن الحسن بن الجهم قال: كنا عند أبي الحسن الرضا (عليه السّلام):

فذكرنا أباه (عليه السّلام) فقال:

كان عقله ? يوازن به العقول وربما شاور الأسود من سودانه.

فقيل له: تشاور مثل هذا؟

فقال: انّ الله تبارك وتعالي ربما فتح علي لسانه.

قال: فكانوا ربما اشاروا بالشيء فيعمل به من الضيعة والبستان.

علامة التواضع

التواضع ان تعطي الناس ما تحب ان تعطاه.

وفي حديث آخر: قال: قلت: ما حدّ التواضع الذي إذا فعله العبد كان متواضعاً؟

فقال: التواضع درجات منها ان يعرف المرء قدر نفسه، فينزلها منزلتها بقلب سليم، ? يحبّ ان يأتي إلي احد إلاّ مثل ما يؤتي إليه ان رأي سيئة درأها بالحسنة، كاظم الغيظ، عاف عن الناس، والله يحب المحسنين.

الاسلوب الافضل

كان عيسي (عليه السّلام) يبكي ويضحك، وكان يحيي (عليه السّلام) يبكي ولا يضحك، وكان الذي يفعل عيسي (عليه السّلام) افضل.

صاحب النعمة

صاحب النعمة يجب ان يوسع علي عياله.

من سنن المرسلين

ثلاث من سنن المرسلين: العطر، واحفاء الشعر، وكثرة الطروقة.

خيار العباد

سئل عن خيار العباد فقال (عليه السّلام): الذين إذا احسنوا استبشروا، وإذا اساؤوا استغفروا، وإذا اعطوا شكروا، وإذا بتلوا اصبروا، وإذا غضبوا عفوا.

الوعد عند أهل

البيت

إنّا أهل بيت نري وعدنا علينا ديناً كما صنع رسول الله (صلي الله عليه وآله).

صفة الزاهد

سئل (عليه السّلام) عن صفة الزاهد؟ فقال (عليه السّلام):

متبلّغ بدون قوته، مستعدّ ليوم موته، متبرّم بحياته.

القناعة

سئل (عليه السّلام) عن القناعة؟ فقال:

القناعة تجتمع الي صيانة النفس وعزّ القدر، وطرح مؤن الاستكثار والتعبد لأهل الدنيا، ولا يسلك طريق القناعة إلاّ رجلان: أما متعلّل يريد أجر الآخرة، أو كريم متنزه عن لئام الناس.

الصفح الجميل

قال (عليه السّلام) في تفسير قوله تعالي: (فاصفح الصفح الجميل). فقال:

عفواً من غير عقوبة ولا تعنيف ولا عتب.

عبادات

التفكّر في قدرة الله

ليس العبادة كثرة الصوم والصلاة، انّما العبادة في التفكّر في الله.

العبادة والصمت

? يكون الرجل عابداً حتّي يكون حليماً، وإنّ الرجل كان إذا تعبّد في بني إسرائيل لم يعدّ عابداً حتي يصمت قبل ذلك عشر سنين.

محرّم: الشهر الحرام

عن الريّان بن شبيب، قال: دخلت علي الرضا (عليه السّلام) في أوّل يوم من المحرّم فقال لي:

يابن شبيب أصائم أنت؟ فقلت: ?.

فقال: إنّ هذا اليوم هو اليوم الذي دعا فيه زكريّا ربه عزّ وجلّ فقال: (ربّ هب علي من لدنك ذرّية طيّبة إنّك سميع الدعاء) فاستجاب الله له وأمر الملائكة فنادت زكريّا (وهو قائم يصلّي في المحراب انّ الله يبشّرك بيحيي)، فمن صام هذا اليوم ثم دعا الله عزّ وجل استجاب الله له كما استجاب لزكريّا (عليه السّلام).

ثم قال: يابن شبيب إنّ المحرّم هو الشهر الّذي كان أهل الجاهلية فيما مضي يحرّمون فيه الظلم والقتال لحرمته، فما عرفت هذه الامّة حرمة شهرها ولا حرمة نبيّها (صلي الله عليه وآله)، لقد قتلوا في هذا الشهر ذرّيته، وسبوا نساءه، وانتهبوا ثقله، فلا غفر الله لهم ذلك أبداً.

يابن شبيب إن كنت باكياً لشيء فابك للحسين بن

علي بن أبي طالب (عليه السّلام)، فإنّه ذبح كما يذبح الكبش، وقتل معه من أهل بيته ثمانية عشر رجلاً، مالهم في الأرض شبيهون، ولقد بكت السماوات السبع والأرضون لقتله، ولقد نزل إلي الأرض من الملائكة أربعة آلاف لنصره فوجدوه قد قتل، فهم عند قبره شعث غبر إلي أن يقوم القائم، فيكونون من أنصاره وشعارهم: (يا لثارات الحسين).

يا بن شبيب لقد حدّثني أبي، عن أبيه، عن جدّه (عليه السّلام) انّه لمّا قتل جدّي الحسين صلوات الله عليه مطرت السماء دماً وتراباً أحمر.

يابن شبيب إن بكيت علي الحسين (عليه السّلام) حتي تصير دموعك علي خدّيك غفر الله لك كلّ ذنب أذنبته صغيراً كان أو كبيراً، قليلاً كان أو كثيراً.

يابن شبيب إن سرّك أن تلقي الله عزّ وجلّ ولا ذنب عليك، فزر الحسين (عليه السّلام).

يابن شبيب إن سرّك أن تسكن الغرف المبنيّة في الجنّة مع النبي وآله صلوات الله عليهم فالعن قتلة الحسين.

يابن شبيب إن سرّك أن يكون لك من الثواب مثل ما لمن استشهد مع الحسين (عليه السّلام) فقل متي ما ذكرته: (يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزاً عظيماً).

يابن شبيب إن سرّك أن تكون معنا في الدرجات العلي من الجنان فاحزن لحزننا وافرح لفرحنا، وعليك بولايتنا، فلو أنّ رجلاً تولّي حجراً لحشره الله معه يوم القيامة.

التدبّر في القرآن

حدثنا أبوذكران قال: سمعت إبراهيم بن العباس يقول: ما رأيت الرضا (عليه السّلام) يسئل عن شيء قطّ إلاّ علمه، ولا رأيت أعلم منه بما كان في الزمان الأول إلي وقته وعصره وكان المأمون يمتحنه بالسؤال عن كل شيء فيجيب فيه، وكان كلامه كلّه وجوابه وتمثّله انتزاعات من القرآن وكان يختمه في كلّ ثلاثة، ويقول:

لو أردت أن أختمه في أقرب من

ثلاثة لختمت ولكنّي ما مررت بآية قطّ إلاّ فكّرت فيها وفي أيّ شيء انزلت، وفي أيّ وقت؟ فلذلك صرت أختم في كلّ ثلاثة أيّام.

إلي صلاة العيد

ومما تلقته الاسماع بالاستماع ونقلته الألسن في بقاع الاصقاع أنّ المأمون وجد في يوم عيد انحراف مزاج أحدث عنده ثقلاً عن الخروج إلي الصلاة بالناس، فقال لأبي الحسن عليّ الرضا (عليه السّلام): يا أبا الحسن! قم وصلّ بالناس، فخرج الرضا (عليه السّلام) وعليه قميص قصير أبيض، وعمامة بيضاء لطيفة، وهما من قطن، وفي يده قضيب فأقبل ماشياً يؤمّ المصلّي وهو يقول:

السلام علي أبويّ آدم ونوح، السلام علي أبويّ إبراهيم واسماعيل، السلام علي أبويّ محمّد وعليّ، السلام علي عباد الله الصالحين فلمّا رآه الناس أهر عوا إليه وانثالوا عليه لتقبيل يديه.

فأسرع بعض الحاشية إلي المأمون فقال: تدارك الناس واخرج وصلّ بهم، وإلاّ خرجت الخلافة منك الآن، فحمله علي أن خرج بنفسه وجاء مسرعاً والرضا (عليه السّلام) بعد من كثرة الزحام عليه لم يخلص إلي المصلّي فتقدّم المأمون وصلّي بالناس.

العمرة والاعتكاف

عمرة في شهر رمضان تعدل حجة، واعتكاف ليلة في مسجد الرسول (صلي الله عليه وآله) وعند قبره يعدل حجة وعمرة، ومن زار الحسين (عليه السّلام) يعتكف عند العشر الغوابر من شهر رمضان فكأنما اعتكف عند قبر النبي (صلي الله عليه وآله)، ومن اعتكف عند قبر رسول الله (صلي الله عليه وآله) كان ذلك افضل له من حجة وعمرة بعد حجة الإسلام.

قال الرضا (عليه السّلام): وليحرص من زار الحسين (عليه السّلام) في شهر رمضان إلاّ يفوته ليلة الجهني عنده، وهي ليلة ثلاث وعشرين، فإنّها الليلة المرجوة.

قال: وادني الاعتكاف ساعة بين العشائين فمن اعتكفها فقد ادرك حظّه، أو قال: نصيبه من ليلة القدر.

كيف تزور

القبور؟

من زار قبر مؤمن فقرء عنده (إنّا أنزلناه) سبع مرات غفر الله له ولصاحب القبر. ومن يزور القبر يستقبل القبلة ويضع يده علي القبر إلاّ ان يزور اماماً فإنه يجب ان يستقبله بوجهه ويجعل ظهره الي القبلة.

قربان الأتقياء

الصلاة قربان كلّ تقي.

أول وقت الصلاة

اعلم يرحمك الله ان لكل صلاة وقتين أول وآخر، فأول الوقت رضوان الله، وآخره عفو الله.

عليكم بقيام الليل

عليكم بصلاة الليل فما من عبد مؤمن يقوم آخر الليل فيصلي ثمان ركعات وركعتي الشفع وركعة الوتر، واستغفر الله في قنوته سبعين مرة إلاّ اجير من عذاب القبر، ومن عذاب النار، ومدّ له في عمره، ووسّع عليه في معيشته.

ثم قال (عليه السّلام): ان البيوت التي يصلي فيها بالليل يزهر نورها لأهل السماء كما يزهر نور الكواكب لأهل الأرض.

صلاة النبي (صلي الله عليه وآله)

سألته عن صلاة جعفر (عليه السّلام)؟ فقال:

اين أنت عن صلاة النبي (صلي الله عليه وآله) فعسي رسول الله (صلي الله عليه وآله) لم يصل صلاة جعفر قط، ولعلّ جعفراً لم يصل صلاة رسول الله (صلي الله عليه وآله) قط.

فقلت: علمنيها.

قال: تصلي ركعتين تقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وإنّا أنزلناه في ليلة القدر خمس عشرة مرة، ثم تركع فتقرأها خمس عشرة مرة، وخمس عشرة مرة إذا استويت قائماً، وخمس عشرة مرة إذا سجدت، وخمس عشرة مرة إذا رفعت رأسك من السجود، وخمس عشرة مرة في السجدة الثانية، وخمس عشرة مرة قبل ان تنهض الي الركعة الاخري، ثم تقوم الي الثانية، فتفعل كما فعلت في الركعة الاولي، ثم تنصرف وليس بينك وبين الله تعالي ذنب إلاّ وقد غفر لك، وتعطي جميع ما سألت.

والدعاء بعدها: ? إله إلاّ الله ربنا ورب آبائنا الأولين، ? إله إلاّ

الله الهاً واحداً ونحن له مسلمون، ? إله إلاّ الله ? نعبد إلاّ اياه مخلصين له الدين ولو كره المشركون، ? إله إلاّ الله وحده وحده وحده انجز وعده، ونصر عبده، واعزّ جنده، وهزم الاحزاب وحده، فله الملك وله الحمد، وهو علي كل شيء قدير، اللّهم أنت نور السموات والارض ومن فيهن فلك الحمد وأنت قيّام السموات والأرض ومن فيهن، فلك الحمد وأنت الحق ووعدك الحق، وانجازك حق والجنة حق والنار حق اللّهم لك اسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وبك خاصمت واليك حاكمت، يارب يارب يارب، اغفرلي ما قدمت وما اخرّت، وما اسررت واعلنت أنت الهي ? إله إلاّ أنت صل علي محمّد وآل محمّد، واغفرلي وارحمني وتب علي إنّك أنت التواب الرحيم.

صم وفطّر اخاك.

تفطيرك أخاك الصائم أفضل من صيامك.

التصدّق عند الافطار.

من تصدّق وقت افطاره علي مسكين برغيف غفر الله له ذنبه، وكتب له ثواب عتق رقبة من ولد اسماعيل.

شهر الصيام

الحسنات في شهر رمضان مقبولة، والسيئات فيه مغفورة من قرأ في شهر رمضان آية من كتاب الله عزّ وجلّ كان كمن ختم القرآن في غيره من الشهور ومن ضحك فيه في وجه اخيه المؤمن لم يلقه يوم القيامة إلاّ ضحك في وجهه، وبشّره بالجنة ومن اعان فيه مؤمناً أعانه الله تعالي علي الجواز علي الصراط، يوم تزلّ فيه الاقدام ومن كفّ فيه غضبه كفّ الله عنه غضبه يوم القيامة. ومن نصر فيه مظلوماً نصره الله علي كل من عاداه في الدنيا ونصره يوم القيامة عند الحساب والميزان.

شهر رمضان شهر البركة، وشهر الرحمة، وشهر المغفرة، وشهر التوبة والإنابة، من لم يغفر له في شهر رمضان ففي أي شهرٍ يغفر له؟

فاسألوا الله ان يتقبّل منكم فيه الصيام،

ولا يجعله آخر العهد منكم، وان يوفقكم فيه لطاعته ويعصمكم من معصيته، انه خير مسؤول.

الصيام في شهر رجب

من صام أول يوم من رجب رضي الله عنه يوم يلقاه، ومن صام يومين من رجب رضي الله عنه يوم يلقاه ومن صام ثلاثة ايام من رجب رضي الله عنه وارضاه وارضي عنه خصمائه يوم يلقاه، ومن صام سبعة ايام من رجب فتحت ابواب السماوات السبع بروحه إذا مات حتي يصل الي الملكوت الاعلي ومن صام ثمانية ايام من رجب فتحت له ابواب الجنة الثمانية، ومن صام من رجب خمسة عشر يوماً قضي الله عزّ وجلّ له كل حاجة إلاّ أن يسأله في مأثم أو في قطيعة رحم، ومن صام شهر رجب كله خرج من ذنوبه كيوم ولدته امه، واعتق من النار، وادخل الجنة مع المصطفين الاخيار.

التصدّق في شعبان

من صام من شعبان يوماً واحداً ابتغاء ثواب الله دخل الجنة، ومن استغفر الله سبعين مرة في كل يوم من شعبان حشره الله يوم القيامة في زمرة رسول الله (صلي الله عليه وآله) ووجبت له من الله الكرامة، ومن تصدق في شعبان بصدقة ولو بشقّ تمرة حرّم الله جسده علي النار، ومن صام ثلاثة ايام من شعبان ووصلها بصيام شهر رمضان كتب الله له صوم شهرين متتابعين.

التهيّؤ لشهر رمضان

عن عبد السلام بن صالح الهروي قال: دخلت علي أبي الحسن علي بن موسي الرضا (عليه السّلام) في آخر جمعة من شعبان، فقال لي:

يا أبا الصلت ان شعبان قد مضي اكثره وهذا آخر جمعة منه، فتدارك فيما بقي منه تقصيرك فيما مضي منه وعليك بالاقبال علي ما يعنيك وترك مالا يعنيك، واكثر من الدعاء والاستغفار وتلاوة القرآن وتب الي الله من ذنوبك

ليقبل شهر الله اليك وأنت مخلص لله عزّ وجلّ، ولا تدعنّ امانة في عنقك إلاّ اديتها ولا في قلبك حقداً علي مؤمن إلاّ نزعته، ولا ذنباً أنت مرتكبه إلاّ قلعت عنه، واتق الله، وتوكل عليه في سرّ امرك وعلانيته (ومن يتوكل علي الله فهو حسبه ان الله بالغ امره قد جعل الله لكل شيء قدراً).

واكثر من أن تقول فيما بقي من هذا الشهر (اللّهم ان لم تكن غفرت لنا فيما مضي من شعبان، فاغفرلنا فيما بقي منه) فإن الله تبارك وتعالي يعتق في هذا الشهر رقاباً من النار لحرمة شهر رمضان.

ليلة النصف

عن علي بن الحسن بن فضّال، عن أبيه قال: سألت علي بن موسي الرضا (عليه السّلام)، عن ليلة النصف من شعبان قال:

هي ليلة يعتق الله فيها الرقاب من النار، ويغفر فيها الذنوب الكبائر.

قلت: فهل فيها صلاة زيادة علي سائر الليالي؟

فقال: ليس فيها شيء موظف، ولكن ان احببت ان تتطوع فيها بشيء فعليك بصلاة جعفر بن ابي طالب (عليه السّلام)، واكثر فيها من ذكر الله عزّ وجلّ ومن الاستغفار والدعاء، فإن أبي (عليه السّلام) كان يقول: الدعاء فيها مستجاب.

قلت له: ان الناس يقولون: انها ليلة الصكاك؟

فقال (عليه السّلام): تلك ليلة القدر في شهر رمضان.

الاستغفار في شعبان

من استغفر الله تبارك وتعالي في شعبان سبعين مرة غفر الله ذنوبه ولو كانت مثل عدد النجوم.

ثواب الاستغفار

من قال في كل يوم من شعبان سبعين مرة استغفر الله وأسأله التوبة، كتب الله له براءة من النار، وجوازاً علي الصراط، وأدخله دار القرار.

فضل الجماعة

فضل الجماعة علي الفرد بكل ركعة الفاركعة، ولا تصلي خلف فاجر، ولا تقتدي إلاّ بأهل الولاية.

الاستغفار وأثره

مثل الأستغفار مثل ورقة علي شجرة تحرّك فتناثر، والمستغفر من ذنب وهو

يفعله كالمستهزئ بربّه.

الزيارة دبر الصلاة

عن أحمد بن أبي نصر البزنطي قال: قلت للرضا (عليه السّلام): كيف الصلاة علي رسول الله (صلي الله عليه وآله) في دبر المكتوبة؟ وكيف السلام عليه؟ فقال (عليه السّلام):

تقول: (السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته، السلام عليك يا محمّد بن عبد الله، السلام عليك يا خيرة الله السلام عليك يا حبيب الله، السلام عليك يا صفوة الله، السلام عليك يا أمين الله، اشهد انك رسول الله، واشهد انك محمّد بن عبد الله واشهد انك قد نصحت لامتك، وجاهدت في سبيل ربك وعبدته حتي اتاك اليقين فجزاك الله يا رسول الله افضل ما جزي نبيّاً عن امته، اللّهم صل علي محمّد وآله افضل ما صليت علي ابراهيم وآل ابراهيم انك حميد مجيد).

طلب الرزق بعد الصلاة

يا من يملك حوائج السائلين يا من لكل مسألة منك سمع حاضر وجواب عتيد، ولكل صامت منك علم باطن محيط، اسألك بمواعيدك الصادقة وأياديك الفاضلة، ورحمتك الواسعة، وسلطانك القاهر وملكك الدائم، وكلماتك التامات، يا من ? تنفعه طاعة المطيعين ولا تضره معصية العاصيين، صل علي محمّد وآل محمّد، وارزقني واعطني فيما ترزقني العافية من فضلك، برحمتك يا ارحم الراحمين.

ما ينبغي عند الصباح

ينبغي للرجل إذا اصبح ان يقرأ بعد التعقيب خمسين آية.

السجدة بعد الفريضة

السجدة بعد الفريضة، شكر لله تعالي ذكره علي ما وفق العبد من اداء فرضه، وادني ما يجزي فيها من القول ان يقول: شكراً لله، شكراً لله [شكراً لله]، ثلاث مرات.

قلت: فما معني قوله: (شكراً لله).

قال: يقول هذه السجدة منّي شكراً لله علي ما وفقني له من خدمته واداء فرضه، والشكر موجب للزيادة، فإن كان في الصلاة تقصيرتم بهذه السجدة.

كثرة التفكر

ليست العبادة كثرة الصيام والصلاة،

وانما العبادة كثرة التفكر في امر الله.

زيارة الائمة (عليهم السلام)

ان لكل امام عهداً في عنق اوليائه وشيعته وان من تمام الوفاء بالعهد وحسن الاداء زيارة قبورهم، فمن زارهم رغبة في زيارتهم وتصديقاً بما رغبوا فيه كانت ائمتهم شفعائهم يوم القيامة.

للزائر الجنة

عن الوشا قال: قلت للرضا (عليه السّلام): ما لمن زار قبر احد من الائمة؟ قال:

له مثل من اتي قبر أبي عبد الله (عليه السّلام).

قال: قلت له: وما لمن زار قبر أبي عبد الله (عليه السّلام)؟

قال: الجنة والله.

في زيارة النبي (صلي الله عليه وآله)

عن عبد السلام بن صالح الهروي قال: قلت لعلي بن موسي الرضا (عليه السّلام): يابن رسول الله ما تقول في الحديث الذي يرويه اهل الحديث ان المؤمنين يزورون ربهم من منازلهم في الجنة؟ فقال (عليه السّلام):

يا ابا الصلت ان الله تبارك وتعالي فضل نبيّه محمّداً (صلي الله عليه وآله) علي جميع خلقه من النبيين والملائكة وجعل طاعته طاعته، ومتابعته متابعته، وزيارته في الدنيا والآخرة زيارته.

فقال عزّ وجلّ: (من يطع الرسول فقد اطاع الله).

وقال: (ان الذين يبايعونك انما يبايعون الله يد الله فوق ايديهم).

وقال النبي (صلي الله عليه وآله): من زارني في حياتي أو بعد موتي فقد زار الله تعالي، ودرجة النبي (صلي الله عليه وآله) في الجنة ارفع الدرجات، فمن زاره في درجته في الجنة من منزله فقد زار الله تبارك وتعالي.

الحج ندباً أو الزيارة؟

عن الحسن بن الجهم قال: قلت لأبي الحسن الرضا (عليه السّلام): أيهما افضل رجل يأتي مكة ولا يأتي المدينة أو رجل يأتي النبي (صلي الله عليه وآله) ولا يأتي مكة؟ قال:

فقال لي: أي شيء تقولون أنتم؟

قلت: نحن نقول في الحسين (عليه السّلام) فكيف في النبي (صلي الله عليه وآله)؟

قال:

أما لئن قلت ذلك لقد شهد أبو عبد الله (عليه السّلام) عيداً بالمدينة فانصرف فدخل علي النبي (صلي الله عليه وآله) فسلّم عليه ثم قال لمن حضره: اما لقد فضلنا اهل البلدان كلهم مكة فمن دونها لسلامنا علي رسول الله (صلي الله عليه وآله).

زيارة علي (عليه السّلام)

عن أبي شعيب الخراساني قال: قلت لأبي الحسن الرضا (عليه السّلام): أيما افضل زيارة قبر أمير المؤمنين (عليه السّلام) أو زيارة قبر الحسين (عليه السّلام)؟ قال:

ان الحسين قتل مكروباً فحق علي الله جلّ ذكره ان ? يأتيه مكروب إلاّ فرج الله كربه وفضل زيارة قبر امير المؤمنين (عليه السّلام) علي زيارة قبر الحسين (عليه السّلام) كفضل امير المؤمنين (عليه السّلام) علي الحسين (عليه السّلام).

قال: ثم قال لي: أين تسكن؟

قلت: الكوفة.

قال: ان مسجد الكوفة بيت نوح (عليه السّلام) لو دخله رجل مأة مرة لكتب الله له مأة مغفرة، لأن فيه دعوة نوح (عليه السّلام) حيث قال: (رب اغفرلي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمناً).

قال: قلت: من عني بوالديه؟

قال: آدم وحوا.

من مزايا مسجد الكوفة

الصلاة في مسجد الكوفة فرداً افضل من سبعين صلاة في غيره جماعة.

حج الضعفاء

من زار قبر الحسين (عليه السّلام) فقد حج واعتمر.

قال: قلت يطرح عنه حجة الإسلام؟

قال: ?، هي حجة الضعيف حتي يقوي ويحج الي بيت الله الحرام، أما علمت ان البيت يطوف به كل يوم سبعون الف ملك حتي إذا ادركهم الليل صعدوا ونزل غيرهم فطافوا بالبيت حتي الصباح، وان الحسين (عليه السّلام) لأكرم علي الله من البيت وانه في وقت كل صلاة لينزل عليه سبعون الف ملك شعث غبر ? تقع عليهم النوبة الي يوم القيامة.

الزيارة عن تواضع ومعرفة

عن أبي عبد الله قال: قلت له: ما لمن أتي

قبر الحسين (عليه السّلام) زائراً عارفاً بحقه غير مستكبر ولا مستنكفٍ؟ قال:

يكتب له الف حجة مقبولة والف عمرة مبرورة، وان كان شقياً كتب سعيداً، ولم يزل يخوض في رحمة الله عزّ وجلّ.

زيارة آل الرسول (عليهم السلام)

من زار قبر أبي ببغداد كان كمن زار رسول الله (صلي الله عليه وآله) وقبر أمير المؤمنين (عليه السّلام) ألا أنّ لرسول الله (صلي الله عليه وآله) وأمير المؤمنين (عليه السّلام) فضلهما.

قال: ثم قال لي: من زار قبر أبي عبد الله (عليه السّلام) بشط الفرات كان كمن زار الله فوق كرسيه. [في عرشه خ ل]

التسبيح بطين الحسين (عليه السّلام)

من أدار الطين من التربة فقال: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلاّ الله والله اكبر مع كل حبة منها كتب الله له بها ستة آلاف حسنة ومحا عنه ستة آلاف سيئة ورفع له ستة آلاف درجة وأثبت له من الشفاعة مثلها.

زيارة الإمام الكاظم (عليه السّلام)

عن ابن سنان قال: قلت للرضا (عليه السّلام): ما لمن زار أباك؟ قال:

له الجنة فزره.

لمن زار الكاظم (عليه السّلام)

عن الحسن بن علي الوشاء قال: قلت للرضا (عليه السّلام): ما لمن زار قبر أبي الحسن (عليه السّلام)؟ قال:

له مثل ما لمن زار قبر أبي عبد الله (عليه السّلام).

زيارة الإمام الرضا (عليه السّلام)

ان بخراسان لبقعة يأتي عليها زمان تصير مختلف الملائكة، فلا يزال فوج ينزل من السماء وفوج يصعد، الي أن ينفخ في الصور.

فقيل له: يابن رسول الله وأية بقعة هذه؟

قال: هي بأرض طوس وهي والله روضة من رياض الجنة، من زارني في تلك البقعة كان كمن زار رسول الله (صلي الله عليه وآله) وكتب الله تبارك وتعالي له بذلك ثواب ألف حجة مبرورة وألف عمرة مقبولة وكنت أنا

وآبائي شفعاؤه يوم القيامة.

ثواب زيارة الرضا (عليه السّلام)

أبلغ شيعتي أنّ زيارتي تعدل عند الله عزّ وجلّ الف حجة.

قال: فقلت لأبي جعفر (عليه السّلام): الف حجة؟

قال (عليه السّلام): أي والله والف والف حجة لمن زاره عارفاً بحقه.

من زارني عارفاً بحقي، ما زارني أحد من أوليائي عارفاً بحقي إلاّ تشفعت فيه يوم القيامة.

المتعنّي لزيارة الرضا (عليه السّلام)

من زارني علي بعد داري، أتيته يوم القيامة في ثلاث مواطن حتي اخلّصه من أهوالها: إذا تطايرت الكتب يميناً وشمالاً، وعند الصراط، وعند الميزان.

من زارني في غربتي

إنّي مقتول ومسموم ومدفون بأرض غربة أعلم ذلك بعهد عهده اليّ أبي، عن أبيه عن آبائه عن علي بن أبي طالب (عليه السّلام) عن رسول الله (صلي الله عليه وآله) الا فمن زارني في غربتي كنت أنا وآبائي شفعاءه يوم القيامة ومن كنّا شفعاءه نجي ولو كان عليه مثل وزر الثقلين.

زيارة مراقد أهل البيت (عليهم السلام)

? تشدّ الرحال الي شيء من القبور إلاّ الي قبورنا، الا وإني لمقتول بالسم ظلماً، ومدفون في موضع غربة، فمن شدّ رحله الي زيارتي استجيب دعاؤه وغفر له ذنبه.

الصلاة عند الرضا (عليه السّلام)

إني ساقتل بالسم مظلوماً واقبر الي جنب هارون ويجعل الله عزّ وجلّ تربتي مختلف شيعتي وأهل محبتي فمن زارني في غربتي وجبت له زيارتي يوم القيامة، والذي اكرم محمّداً (صلي الله عليه وآله) بالنبوّة واصطفاه علي جميع الخليقة ? يصلي احد منكم عند قبري ركعتين إلاّ استحق المغفرة من الله عزّ وجلّ يوم يلقاه والذي اكرمنا بعد محمّد (صلي الله عليه وآله) بالإمامة وخصّنا بالوصيّة ان زوّار قبري لأكرم الوفود علي الله يوم القيامة وما من مؤمن يزورني فيصيب وجهه قطرة من السماء [الماء خ ل] إلاّ حرّم

الله تعالي جسده علي النار.

زائر الرضا(عليه السّلام) مغفور له

إني سأقتل بالسمّ مظلوماً فمن زارني عارفاً بحقّي غفر الله له ما تقدّم من ذنبه وما تأخر.

من زارني استجيب دعاؤه

من شد رحله الي زيارتي استجيب دعاؤه وغفرت له ذنوبه، فمن زارني في تلك البقعة كان كمن زار رسول الله (صلي الله عليه وآله) وكتب الله له ثواب الف حجة مبرورة والف عمرة مقبولة، وكنت أنا وآبائي شفعاءه يوم القيامة، وهذه البقعة روضة من رياض الجنة، ومختلف الملائكة ? يزال فوج ينزل من السماء وفوج يصعد الي ان ينفخ في الصور.

من الزيارات الجامعة

السلام علي أولياء الله واصفيائه، السلام علي امناء الله واحباءه السلام علي انصار الله وخلفاءه، السلام علي محالّ معرفة الله، السلام علي مساكن ذكر الله، السلام علي مظهري امر الله ونهيه، السلام علي الدعاة الي الله، السلام علي المستقرين في مرضاة الله، السلام علي المخلصين في طاعة الله، السلام علي الادلاّء علي الله، السلام علي الذين من والاهم فقد والي الله ومن عاداهم فقد عادي الله ومن عرفهم فقد عرف الله، ومن جهلهم فقد جهل الله، ومن اعتصم بهم فقد اعتصهم بالله، ومن تخلّي منهم فقد تخلي من الله.

اشهد الله اني سلم لمن سالمكم، وحرب لمن حاربكم، مؤمن بسرّكم وعلانيتكم، مفوّض في ذلك كله اليكم، لعن الله عدو آل محمّد من الجنّ والإنس من الأولين والآخرين، وابرأ الي الله منهم وصلّي الله علي محمّد وآله الطاهرين.

هذا يجزي في المشاهد كلها وتكثر من الصلاة علي محمّد وآله وتسمي واحداً واحداً بأسمائهم، وتبرأ من أعدائهم وتخير ما شئت من الدعاء لنفسك وللمؤمنين والمؤمنات.

زيارة السيّدة المعصومة

يا سعد عندكم لنا قبر، قلت: جعلت فداك قبر فاطمة بنت موسي (عليهما السلام)؟

قال:

نعم، من زارها عارفاً بحقّها فله الجنة، فإذا أتيت القبر فقم عند رأسها مستقبل القبلة، وكبّر أربعاً وثلاثين تكبيرة، وسبّح ثلاثاً وثلاثين تسبيحة وأحمد الله ثلاثاً وثلاثين تحميدة ثم قل:

السلام علي آدم صفوة الله، السلام علي نوحٍ نبي الله، السلام علي ابراهيم خليل الله، السلام علي موسي كليم الله، السلام علي عيسي روح الله، السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا خير الله السلام عليك يا صفي الله، السلام عليك يا محمّد بن عبد الله، خاتم النبيين، السلام عليك يا أمير المؤمنين علي بن ابي طالب، وصي رسول الله السلام عليك يا فاطمة سيدة نساء العالمين، السلام عليكما يا سبطي نبي الرحمة، وسيدي شباب أهل الجنة، السلام عليك يا علي بن الحسين سيد العابدين، وقرّة عين الناظرين، السلام عليك يا محمّد بن علي باقر العلم بعد النبي، السلام عليك يا جعفر بن محمّد الصادق البار الأمين، السلام عليك يا موسي بن جعفر الطاهر الطهر، السلام عليك يا علي بن موسي الرضا المرتضي، السلام عليك يا محمّد بن علي التقي، السلام عليك يا علي بن محمّد النقي الناصح الأمين السلام عليك يا حسن بن علي، السلام علي الوصي من بعده، اللّهم صل علي نورك وسراجك ووليّ وليّك، ووصي وصيّك وحجتك علي خلقك.

السلام عليك يا بنت رسول الله، السلام عليك يا بنت فاطمة وخديجة، السلام عليك يا بنت أمير المؤمنين، السلام عليك يا بنت الحسن والحسين، السلام عليك يا بنت ولي الله، السلام عليك يا اخت وليّ الله، السلام عليك يا عمة وليّ الله، السلام عليك يا بنت موسي بن جعفر ورحمة الله وبركاته، السلام عليك عرّف الله بيننا وبينكم في الجنة وحشرنا في زمرتكم وأوردنا

حوض نبيّكم وسقانا بكأس جدّكم من يد علي بن ابي طالب صلوات الله عليكم، أسأل الله ان يرينا فيكم السرور والفرج، وان يجمعنا واياكم في زمرة جدكم محمّد صلّي الله عليه وآله، وان ? يسلبنا معرفتكم إنّه وليّ قدير.

أتقرب الي الله بحبكم والبراءة من اعدائكم والتسليم الي الله راضياً به غير منكرٍ ولا مستكبرٍ، وعلي يقين ما أتي به محمّد وبه راضٍ، نطلب بذلك وجهك يا سيدي، اللّهم ورضاك والدار الآخرة، يا فاطمة اشفعي لي في الجنة، فإن لك عند الله شأناً من الشأن.

اللّهم إني اسألك ان تختم لي بالسعادة فلا تسلب منّي ما أنا فيه ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم، اللّهم استجب لنا وتقبّله بكرمك وعزّتك وبرحمتك وعافيتك، وصلي الله علي محمّد وآله أجمعين وسلّم تسليماً يا ارحم الراحمين.

أحكام

الأنبياء والخمر

ما بعث الله عزّ وجلّ نبيّا إلاّ بتحريم الخمر، وأن يقرّ له بأنّ الله يفعل ما يشاء، وأن يكون في تراثه الكندر.

فلسفة الأحكام

إن سأل سائل فقال: أخبرني هل يجوز أن يكلّف الحكيم عبده فعلاً من الأفاعيل لغير علّة ولا معني؟ قيل له:

? يجوز ذلك لأنّه حكيم غير عابث ولا جاهل.

فإن قال قائل: فأخبرني لم كلّف الخلق؟

قيل: لعلل.

فإن قال: فأخبرني عن تلك العلل معروفة موجودة هي أم غير معروفة ولا موجودة؟

قيل: بل هي معروفة وموجودة عند أهلها.

فإن قال قائل: أتعرفونها أنتم أم ? تعرفونها؟

قيل لهم: منها ما نعرفه، ومنها ما ? نعرفه.

فإن قال قائل: فما أوّل الفرائض؟

قيل: الإقرار بالله عزّ وجلّ وبرسوله وحجّته (عليهم السلام) وبما جاء من عند الله عزّ وجلّ

فإن قال قائل: لم أمر الخلق بالإقرار بالله وبرسوله وحجته وبما جاء من عند الله عز وجل؟

قيل: لعلل كثيرة:

منها: أنّ من

لم يقرّ بالله عزّ وجلّ لم يتجنّب معاصيه ولم ينته عن ارتكاب الكبائر، ولم يراقب أحداً فيما يشتهي ويستلذّ من الفساد والظلم، فإذا فعل الناس هذه الأشياء وارتكب كلّ انسان ما يشتهي ويهواه من غير مراقبة لأحد كان في ذلك فساد الخلق أجمعين ووثوب بعضهم علي بعض، فغصبوا الفروج والأموال وأبا حوا الدماء والسبي وقتل بعضهم بعضاً من غير حقّ ولا جرم، فيكون في ذلك خراب الدنيا، وهلاك الخلق، وفساد الحرث والنسل.

ومنها: أنّ الله عزّ وجلّ حكيم، ولا يكون الحكيم ولا يوصف بالحكمة إلاّ الّذي يحظر الفساد، ويأمر بالصلاح، ويزجر عن الظلم، وينهي عن الفواحش ولا يكون حظر الفساد والأمر بالصلاح والنهي عن الفواحش إلاّ بعد إلإقرار بالله عزّ وجلّ ومعرفة الآمر والناهي، فلو ترك الناس بغير إقرار بالله ولا معرفته لم يثبت أمر بصلاح، ولا نهي عن فساد، إذ ? آمر ولا ناهي.

ومنها: أنّا قد وجدنا الخلق [قد] يفسدون بامور باطنة، مستورة عن الخلق، فلولا الإقرار بالله عزّ وجلّ وخشيته بالغيب لم يكن أحد إذا خلا بشهوته وإرادته يراقب أحداً في ترك معصية، وانتهاك حرمة، وارتكاب كبيرة، إذا كان فعله ذلك مستوراً عن الخلق، بغير مراقب لأحد، وكان يكون في ذلك هلاك الخلق أجمعين، فلم يكن قوام الخلق وصلاحهم إلاّ بالإقرار منهم بعليم خبير، يعلم السرّ وأخفي، آمر بالصلاح ناه عن الفساد، ولا يخفي عليه خافية، ليكون في ذلك انزجار لهم يخلون به من أنواع الفساد.

فإن قال قائل: فلم وجب عليكم معرفة الرسل والإقرار بهم والإذعان لهم بالطاعة؟

قيل له: لأنّه لمّا لم يكتف في خلقهم وقواهم ما يثبتون به لمباشرة الصانع عزّ وجلّ حتّي يكلّمهم ويشافههم لضعفهم وعجزهم وكان الصانع متعالياً عن أن يري

ويباشر، وكان ضعفهم وعجزهم عن إدراكه ظاهراً لم يكن بدّ لهم من رسول بينه وبينهم، معصوم يؤدّي إليهم أمره ونهيه وأدبه، ويقفهم علي ما يكون به اجتلاب منافعهم، ودفع مضارّهم، إذ لم يكن في خلقهم ما يعرفون به ما يحتاجون إليه من منافعهم ومضارّهم، فلو لم يجب عليهم معرفته وطاعته لم يكن لهم في مجيء الرسول منفعة ولا سدّ حاجة، ولكان يكون إتيانه عبثاً لغير منفعة ولا صلاح، وليس هذا من صفة الحكيم الذي أتقن كلّ شيء.

فإن قال قائل: فلم جعل اولي الأمر وأمر بطاعتهم؟

قيل: لعلل كثيرة:

منها: أنّ الخلق لمّا وقفوا علي حدّ محدود وأمروا أن ? يتعدّوا تلك الحدود لما فيه من فسادهم لم يكن يثبت ذلك ولا يقوم إلاّ بأن يجعل عليهم فيها أميناً يأخذهم بالوقت عند ما ابيح لهم ويمنعهم من التعدّي علي ما حظر عليهم لأنّه لو لم يكن ذلك لكان أحد ? يترك لذّته ومنفعته لفساد غيره، فجعل عليهم قيّماً يمنعهم من الفساد، ويقيم فيهم الحدود والأحكام.

ومنها: أنّا ? نجد فرقة من الفرق ولا ملّة من الملل بقوا وعاشوا إلاّ بقيّم ورئيس لما ? بدّلهم منه في أمر الدين والدنيا، فلم يجز في حكمة الحكيم أن يترك الخلق ممّا يعلم أنّه لابدّ لهم منه ولا قوام لهم إلاّ به فيقاتلون به عدوّهم، ويقسّمون به فيئهم، ويقيمون به جمعتهم وجماعتهم، ويمنع ظالمهم من مظلومهم.

ومنها: أنّه لو لم يجعل لهم إماماً قيّماً أميناً حافظاً مستودعاً لدرست الملّة، وذهب الدين، وغيّرت السنن والأحكام، ولزاد فيه المبتدعون، ونقص منه الملحدون، وشبّهوا ذلك علي المسلمين، إذ قد وجدنا الخلق منقوصين محتاجين، غير كاملين، مع اختلافهم واختلاف أهوائهم وتشتّت حالاتهم، فلو لم يجعل فيها قيّماً حافظاً

لما جاء به الرسول الأوّل لفسدوا علي نحو ما بينّاه، وغيّرت الشرايع والسنن والأحكام والإيمان، وكان في ذلك فساد الخلق أجمعين.

فإن قيل: فلم ? يجوز أن يكون في الأرض إمامان في وقت واحد أو أكثر من ذلك؟

قيل: لعلل:

منها: أنّ الواحد ? يختلف فعله وتدبيره، والإثنين ? يتّفق فعلهما وتدبيرهما، وذلك إنّا لم نجد اثنين إلاّ مختلفي الهمم والإرادة فإذا كانا اثنين ثمّ اختلف هممهما وإرادتهما وكانا كلاهما مفترضي الطاعة لم يكن أحدهما أولي بالطاعة من صاحبه، فكان يكون في ذلك اختلاف الخلق والتشاجر والفساد، ثمّ ? يكون أحد مطيعاً لأحدهما إلاّ وهو عاص للآخر فتعمّ المعصية أهل الأرض، ثمّ ? يكون لهم مع ذلك السبيل إلي الطاعة والإيمان، ويكونون انّما أتوا في ذلك من قبل الصانع والذي وضع لهم باب الاختلاف وسبب التشاجر إذ أمرهم باتّباع المختلفين.

ومنها: أنّه لو كانا إمامين لكان لكلّ من الخصمين أن يدعو إلي غير الذي يدعو إليه الآخر في الحكومة، ثمّ ? يكون أحدهما أولي بأن يتّبع صاحبه من الآخر فتبطل الحقوق والأحكام والحدود.

ومنها: أنّه ? يكون واحد من الحجّتين أولي بالنظر والحكم والأمر والنهي من الآخر، فإذا كان هكذا كذلك وجب عليهما أن يبتدءا بالكلام، وليس لأحدهما أن يسبق صاحبه بشيء إذا كانا في الإمامة شرعاً واحداً، فإن جاز لأحدهما السكوت جاز للآخر مثل ذلك، وإذا جاز لهما السكوت بطلت الحقوق والأحكام وعطّلت الحدود، وصار الناس كأنّهم ? إمام لهم.

فإن قيل: فلم ? يجوز أن يكون الإمام من غير جنس الرسول (صلي الله عليه وآله)؟

قيل: لعلل:

منها: أنّه لمّا كان الإمام مفترض الطاعة لم يكن بدّ من دلالة تدلّ عليه ويتميّز بها من غيره، وهي القرابة المشهورة، والوصيّة الظاهرة ليعرف

من غيره ويهتدي إليه بعينه.

ومنها: أنّه لو جاز في غير جنس الرسول لكان قد فضل من ليس برسول علي الرسول، إذ جعل أولاد الرسول أتباعاً لأولاد أعدائه، كأبي جهل وابن أبي معيط، لأنّه قد يجوز بزعمه أن ينتقل ذلك في أولادهم إذا كانوا مؤمنين، فيصير أولاد الرسول تابعين، وأولاد أعداء الله وأعداء رسوله متبوعين، وكان الرسول أولي بهذه الفضيلة من غيره وأحقّ.

ومنها: أنّ الخلق إذا أقرّوا للرسول بالرسالة وأذعنوا له بالطاعة لم يتكبّر أحد منهم عن أن يتّبع ولده ويطيع ذرّيته ولم يتعاظم ذلك في أنفس الناس، وإذا كان في غير جنس الرسول كان كلّ واحد منهم في نفسه أولي به من غيره، ودخلهم من ذلك الكبر، ولم تسخ أنفسهم بالطاعة لمن هو عندهم دونهم، فكان يكون في ذلك داعية لهم إلي الفساد والنفاق والإختلاف.

فإن قال قائل: فلم وجب عليهم الإقرار والمعرفة بأنّ الله تعالي واحد أحد؟

قيل: لعلل:

منها: أنّه لو لم يجب ذلك عليهم لجاز لهم أن يتوهّموا مدبّرين أو أكثر من ذلك، وإذا جاز ذلك لم يهتدوا إلي الصانع لهم من غيره لأنّ كلّ إنسان منهم ? يدري لعلّه انّما يعبد غير الّذي خلقه، ويطيع غير الذي أمره، فلا يكونوا علي حقيقة من صانعهم وخالقهم، ولا يثبت عندهم أمر آمر ولا نهي ناه، إذ ? يعرف الآمر بعينه ولا الناهي من غيره.

ومنها: أنّه لو جاز أن يكون اثنين لم يكن أحد الشريكين أولي بأن يعبدو يطاع من الآخر، وفي إجازة أن يطاع ذلك الشريك إجازة أن ? يطاع الله، وفي أن ? يطاع الله عزّ وجلّ الكفر بالله وبجميع كتبه ورسله، وإثبات كلّ باطل، وترك كلّ حقّ، وتحليل كلّ حرام، وتحريم كلّ حلال، والدخول

في كلّ معصية، والخروج من كل طاعة، وإباحة كلّ فساد، وإبطال كل حقّ.

ومنها: أنّه لو جاز أن يكون أكثر من واحد لجاز لإبليس أن يدّعي أنّه ذلك الآخر، حتي يضادّ الله تعالي في جميع حكمه، ويصرف العباد إلي نفسه، فيكون في ذلك أعظم الكفر وأشدّ النفاق.

فإن قال: فلم وجب عليهم الإقرار بالله بأنّه ليس كمثله شيء؟

قيل: لعلل:

منها: لأن يكونوا قاصدين نحوه بالعبادة والطاعة دون غيره، غير مشبه عليهم ربّهم وصانعهم ورازقهم.

ومنها: أنّهم لولم يعلموا أنّه ليس كمثله شيء لم يدروا لعلّ ربّهم وصانعم هذه الأصنام التي نصبها لهم آباؤهم والشمس والقمر والنيران إذا كان جائزاً أن يكون مشبّهاً، وكان يكون في ذلك الفساد، وترك طاعاته كلّها، وارتكاب معاصيه كلّها، علي قدر ما يتناهي إليهم من أخبار هذه الأرباب وأمرها ونهيها.

ومنها: أنّه لو لم يجب عليهم أن يعرفوا أنّه ليس كمثله شيء لجاز عندهم أن يجري عليه ما يجري علي المخلوقين من العجز والجهل والتغيير والزوال والفناء والكذب والإعتداء، ومن جازت عليه هذه الأشياء لم يؤمن فناؤه ولم يوثق بعد له، ولم يحقّق قوله وأمره ونهيه، ووعده ووعيده وثوابه وعقابه، وفي ذلك فساد الخلق وإبطال الربوبيّة.

فإن قال قائل: لم أمر الله تعالي العباد ونهاهم؟

قيل: لأنّه ? يكون بقاؤهم وصلاحهم إلاّ بالأمر والنهي والمنع عن الفساد والتغاصب.

فإن قال قائل: لم تعبّدهم؟

قيل: لئلاّ يكونوا ناسين لذكره، ولا تاركين لأدبه، ولا لاهين عن أمره ونهيه، إذ كان فيه صلاحهم وفسادهم وقوامهم، فلو تركوا بغير تعبّد لطال عليهم الأمد فقست قلوبهم.

فإن قيل: فلم امروا بالصلاة؟

قيل: لأنّ في الصلاة الإقرار بالربوبيّة، وهو صلاح عامّ لأنّ فيه خلع الأنداد، والقيام بين يدي الجبّار بالذلّ والإستكانة والخضوع، والإعتراف والطلب في الإقالة من سالف

الذنوب، ووضع الجبهة علي الأرض كلّ يوم، ليكون ذاكراً لله تعالي غير ناس له، ويكون خاشعاً، وجلاً، متذلّلاً، طالباً، راغباً مع طلب للدين والدنيا بالزيادة، مع مافيه من الإنزجار عن الفساد جدّاً، وصار ذلك عليه في كلّ يوم وليلة لئلاّ ينسي العبد مدبّره وخالقه فيبطر ويطغي، وليكون في ذكر خالقه والقيام بين يدي ربّه زاجراً له عن المعاصي، وحاجزاً ومانعاً عن أنواع الفساد.

فإن قال قائل: فلم أمر بالوضوء وبدأ به؟

قيل: لأنّه يكون العبد طاهراً إذا قام بين يدي الجبّار عند مناجاته إيّاه، مطيعاً له فيما أمره، نقيّاً من الأدناس والنجاسة، مع ما فيه من ذهاب الكسل وطرد النعاس، وتزكية الفؤاد للقيام بين يدي الجبّار.

فإن قال قائل: فلم وجب ذلك علي الوجه واليدين ومسح الرأس والرجلين؟

قيل: لأنّ العبد إذا قام بين يدي الجبّار قايماً ينكشف من جوارحه ويظهر ما وجب فيه الوضوء، وذلك أنّه بوجهه يستقبل ويسجد ويخضع، وبيده يسأل ويرغب ويرهب ويتبتّل، وبرأسه يستقبل في ركوعه وسجوده، وبرجليه يقوم ويقعد.

فإن قيل: فلم وجب الغسل علي الوجه واليدين، والمسح علي الرأس والرجلين، ولم يجعل غسلاً كلّه ولا مسحاً كلّه؟

قيل: لعلل شتّي:

منها: أنّ العبادة انّما هي الركوع والسجود، وانّما يكون الركوع والسجود بالوجه واليدين ? بالرأس والرجلين.

ومنها: أنّ الخلق ? يطيقون في كلّ وقت غسل الرأس والرجلين ويشتدّ ذلك عليهم في البرد والسفر والمرض والليل والنهار، وغسل الوجه واليدين أخفّ من غسل الرأس والرجلين، وانّما وضعت الفرايض علي قدر أقلّ الناس طاقة من أهل الصحّة ثمّ عمّ فيها القويّ والضعيف.

ومنها: أنّ الرأس والرجلين ليسا هما في كلّ وقت باديين وظاهرين كالوجه واليدين، لموضع العمامة والخفّين وغير ذلك.

فإن قال قائل: فلم وجب الوضوء ممّا خرج من الطرفين خاصّة

ومن النوم دون سائر الأشياء؟

قيل: لأنّ الطرفين هما طريق النجاسة، وليس للإنسان طريق تصيبه النجاسة من نفسه إلاّ منهما، فامروا بالطهارة عند ما تصيبهم تلك النجاسة من أنفسهم، وأمّا النوم فإنّ النائم إذا غلب عليه النوم يفتح كلّ شيء منه واسترخي وكان أغلب الأشياء كلّه فيما يخرج منه فوجب عليه الوضوء بهذه العلّة.

فإن قال قائل: فلم لم يؤمروا بالغسل من هذه النجاسة كما امروا بالغسل من الجنابة؟

قيل: لأنّ هذا شيء دائم غير ممكن للخلق الإغتسال منه كلّما يصيب ذلك و(? يكلّف الله نفساً إلاّ وسعها). والجنابة ليست هي أمراً دائماً، انّما هي شهوة يصيبها إذا أراد، ويمكنه تعجيلها وتأخيرها للأيّام الثلاثة والأقلّ والأكثر، وليس ذلك هكذا.

فإن قيل: فلم امروا بالغسل من الجنابة ولم يؤمروا بالغسل من الخلاء وهو أنجس من الجنابة وأقذر؟

قيل: من أجل أنّ الجنابة من نفس الإنسان وهو شيء يخرج من جميع جسده، والخلاء ليس هو من نفس الإنسان انّما هو غذاء يدخل من باب ويخرج من باب.

فإن قال قائل: فلم صار الإستنجاء بالماء فرضاً؟

قيل: لأنّه ? يجوز للعبد أن يقوم يدي الجبّار وشيء من ثيابه وجسده نجس.

فإن قال قائل: فأخبرني عن الأذان لم امروا به؟ قيل: لعلل كثيرة:

منها: أن يكون تذكيراً للساهي، وتنبيهاً للغافل، وتعريفاً لمن جهل الوقت واشتغل عنه وداعياً إلي عبادة الخالق، مرغّباً فيها، مقرّاً له بالتوحيد، مجاهراً بالإيمان، معلناً بالإسلام، مؤذناً لمن يتساهي وإنّما يقال: مؤذّن، لأنّه المؤذن بالصلاة.

فإن قيل: فلم بدأ بالتكبير قبل التسبيح والتهليل والتحميد؟

قيل: لأنّه أراد أن يبدأ بذكره واسمه لأنّ اسم الله تعالي في التكبير في أوّل الحرف، وفي التسبيح والتهليل والتحميد إسم الله في آخر الحرف فبدأ بالحرف الذي اسم الله في أوّله ?

في آخره.

فإن قيل: فلم جعل مثني مثني؟

قيل: لان يكون مكرّراً في آذان المستمعين، مؤكّداً عليهم، إن سها أحد عن الأوّل لم يسه عن الثاني، ولأنّ الصلاة ركعتان ركعتان فكذلك جعل الأذان مثني مثني.

فإن قال قائل: فلم جعل التكبير في أوّل الأذان أربعاً؟

قيل: لأنّ أوّل الأذان انّما يبدؤ غفلة، وليس قبله كلام يتنبّه المستمع له فجعل الأولين تنبيهاً للمستمعين لما بعده في الأذان.

فإن قال قائل: فلم جعل بعد التكبيرين الشهادتين؟

قيل: لأنّ أوّل الإيمان هو التوحيد والإقرار لله عزّ وجلّ بالوحدانيّة، والثاني الإقرار للرسول بالرسالة، لأنّ طاعتهما ومعرفتهما مقرونتان، ولأنّ أصل الإيمان انّما هو الشهادة، فجعلت الشهادتين شهادتين، كما جعل في سائر الحقوق شهادتين، فإذا أقرّ لله بالوحدانيّة وأقرّ للرسول بالرسالة فقد أقرّ بجملة الإيمان، لأنّ اصل الإيمان انّما هو الإقرار بالله ورسوله.

فإن قال قائل: فلم جعل بعد الشهادتين الدعاء إلي الصلاة؟

قيل: لأنّ الأذان انّما وضع لموضع الصلاة، وانّما هو نداء إلي الصلاة، فجعل النداء إلي الصلاة في وسط الأذان فقدّم قبلها أربعاً، التكبيرتين والشهادتين، وأخّر بعدها أربعاً يدعو إلي الفلاح حثّاً علي البرّ والصلاة، ثم دعا إلي خير العمل، مرغّباً فيها وفي عملها وفي أدائها، ثمّ نادي بالتكبير والتهليل ليتمّ بعدها أربعاً، كماأتمّ قبلها أربعاً، وليختم كلامه بذكر الله تعالي وتحميده كما فتحه بذكره وتحميده.

فإن قال قائل: فلم جعل آخرها التهليل ولم يجعل آخرها التكبير كما جعل في أوّلها التكبير؟

قيل: لأنّ التهليل اسم الله في آخر الحرف منه فأحبّ الله تعالي أن يختم الكلام باسمه كما فتحه باسمه.

فإن قيل: فلم لم يجعل بدل التهليل التسبيح أو التحميد واسم الله في آخر الحرف من هذين الحرفين؟

قيل: لأنّ التهليل إقرار لله تعالي بالتوحيد وخلع الأنداد من دون الله،

وهو أوّل الإيمان وأعظم من التسبيح والتحميد.

فإن قال قائل: فلم بدأ في الإستفتاح والركوع والسجود والقيام والقعود بالتكبير؟

قيل: للعلّة الّتي ذكرناها في الأذان.

فإن قال: فلم جعل الدعاء في الركعة الأولي قبل القراءة؟ ولم جعل في الركعة الثانية القنوت بعد القراءة؟

قيل: لأنّه أحبّ أن يفتح قيامه لربّه وعبادته بالتحميد والتقديس والرغبة والرهبة، ويختمه بمثل ذلك وليكون في القيام عند القنوت بعض الطول فأحري أن يدرك المدرك الركوع فلا تفوته الركعتان في الجماعة.

فإن قال: فلم امروا بالقراءة في الصلاة؟

قيل: لئلاّ يكون القرآن مهجوراً مضيّعاً، بل يكون محفوظاً مدروساً فلا يضمحلّ ولا يجهل.

فإن قال: فلم بدء بالحمد في كلّ قراءة دون سائر السور؟

قيل: لأنّه ليس شيء من القرآن والكلام جمع فيه من جوامع الخير والحكمة ما جمع في سورة (الحمد) وذلك قوله عزّ وجلّ: (الحمد لله) انّما هو أداء لما أوجب الله تعالي علي خلقه من الشكر، لما وفّق عبده للخير (ربّ العالمين) تمجيداً له وتحميداً وإقراراً بأنّه هو الخالق المالك ? غير (الرحمن الرحيم) استعطاف وذكر لربّه ونعمائه علي جميع خلقه.

(مالك يوم الدين) إقرار له بالبعث والحساب والمجازاة، وإيجاب له ملك الآخرة كما أوجب له ملك الدنيا (إيّاك نعبد) رغبة وتقرّباً إلي الله عزّ وجلّ وإخلاصاً بالعمل له دون غيره (وإيّاك نستعين) استزادة من توفيقه وعبادته واستدامة لما أنعم عليه ونصره.

(إهدنا الصراط المستقيم) استرشاداً لأدبه ومعتصماً بحبله واستزادة في المعرفة بربّه وبعظمته وكبريائه.

(صراط الّذين أنعمت عليهم) توكيداً في السؤال والرغبة، وذكر لما قد تقدّم من نعمه علي أوليائه، ورغبة في مثل تلك النعم.

(غير المغضوب عليهم) استعاذة من أن يكون من المعاندين الكافرين، المستخفّين به وبأمره ونهيه.

ولا الضالّين) اعتصاماً من أن يكون من الذين ضلّوا عن سبيله من

غير معرفة، وهم يحسبون أنّهم يحسنون صنعاً فقد اجتمع فيه من جوامع الخير والحكمة في أمر الآخرة والدنيا ما ? يجمعه شيء من الأشياء.

فإن قال: فلم جعل التسبيح في الركوع والسجود؟

قيل: لعلل:

منها: أن يكون العبد مع خضوعه وخشوعه وتعبّده وتورّعه واستكانته وتذلله وتواضعه وتقرّبه إلي ربّه مقدّساً له، ممجّداً، مسبّحاً، معظّماً، شاكراً لخالقه ورازقه، وليستعمل التسبيح والتحميد كما استعمل التكبير والتهليل، وليشغل قلبه وذهنه بذكر الله ولم يذهب به الفكر والأمانيّ إلي غير الله.

فإن قال: فلم جعل أصل الصلاة ركعتين ركعتين؟ ولم زيد علي بعضها ركعة وعلي بعضها ركعتان ولم يزد علي بعضها شيء؟

قيل: لأنّ أصل الصلاة انّما هي ركعة واحدة لأنّ أصل العدد واحد، فإذا نقصت من واحد فليست هي صلاة فعلم الله عزّ وجلّ أنّ العباد ? يؤدّون تلك الركعة الواحدة الّتي ? صلاة أقلّ منها بكمالها وتمامها والإقبال عليها، فقرن إليها ركعة ليتمّ بالثانية ما نقص من الأولي، ففرض الله عزّ وجلّ أصل الصلاة ركعتين، ثمّ علم رسول الله (صلي الله عليه وآله) أنّ العباد ? يؤدّون هاتين الركعتين بتمام ما امروا به و بكماله فضمّ إلي الظهر والعصر والعشاء الآخرة ركعتين ركعتين، ليكون فيهما تمام الركعتين الأوليين، ثمّ علم أنّ صلاة المغرب يكون شغل الناس في وقتها أكثر للإنصراف إلي الإفطار والأكل والوضوء والتهيئة للمبيت، فزاد فيها ركعة واحدة ليكون أخفّ عليهم، ولأن تصير ركعات الصلاة في اليوم والليلة فرداً، ثم ترك الغداة علي حالها لأنّ الإشتغال في وقتها أكثر، والمبادرة إلي الحوائج فيها أعمّ، ولأنّ القلوب فيها أخلا من الفكر لقلّة معاملات الناس بالليل، ولقلّة الأخذ والإعطاء، فالإنسان فيها أقبل علي صلاته منه في غيرها من الصلوات لأنّ الفكر أقلّ

لعدم العمل من الليل.

فإن قال: فلم جعل في الإستفتاح سبع تكبيرات؟

قيل: لأنّ الفرض منها واحد، وسائرها سنّة، وانّما جعل ذلك لأنّ التكبير في الصلاة الأولي الّتي هي الأصل كلّه سبع تكبيرات: تكبيرة الإستفتاح، وتكبيرة الركوع، وتكبيرتي السجود، وتكبيرة أيضاً للركوع، وتكبيرتين للسجود، فإذا كبّر الإنسان في أوّل صلاته سبع تكبيرات فقد علم أجزاء التكبير كلّه، فإن سها في شيء منها أو تركه لم يدخل عليه نقص في صلاته.

كما قال أبو جعفر وأبو عبد الله (عليهم السلام): من كبّر أوّل صلاته سبع تكبيرات أجزأه وتجزي تكبيرة واحدة، ثمّ إن لم يكبّر في شيء من صلاته أجزأه عنه ذلك وانّما عني بذلك إذا تركها ساهياً أو ناسياً.

فإن قال: فلم جعل ركعة وسجدتين؟

قيل: لأنّ الركوع من فعل القيام، والسجود من فعل القعود، وصلاة القاعد علي النصف من صلاة القائم، فضوعف السجود ليستوي بالركوع فلا يكون بينهما تفاوت لأن الصلاة انّما هي ركوع وسجود.

فإن قال قائل: فلم جعل التشهّد بعد الركعتين؟

قيل: لأنّه كما قدّم قبل الركوع والسجود الأذان والدعاء والقراءة فكذلك أيضاً أمر بعدها بالتشهّد والتحميد والدعاء.

فإن قال: فلم جعل التسليم تحليل الصلاة، ولم يجعل بدلها تكبيراً أو تسبيحاً، أو ضرباً آخر؟

قيل: لأنّه لمّا كان في الدخول في الصلاة تحريم الكلام للمخلوقين والتوجّه إلي الخالق كان تحليلها كلام المخلوقين والإنتقال عنها، وانما بدء المخلوقين في الكلام أولاً بالتسليم.

فإن قال: فلم جعل القراءة في الركعتين الأوليين والتسبيح في الاخريين؟

قيل: للفرق بين ما فرضه الله عزّ وجلّ من عنده وما فرضه من عند رسوله.

فإن قال: فلم جعلت الجماعة؟

قيل: لأن ? يكون الإخلاص والتوحيد والإسلام والعبادة لله إلاّ ظاهراً مكشوفاً مشهوداً، لأنّ في إظهاره حجّة علي أهل الشرق والغرب لله عزّ وجلّ

وحده، وليكون المنافق والمستخفّ مؤدّياً لما أقرّ به بظاهر الإسلام والمراقبة، ولتكون شهادات الناس بالإسلام من بعضهم لبعض جائزة ممكنة، مع ما فيه من المساعدة علي البرّ والتقوي والزجر عن كثير من معاصي الله عزّ وجلّ.

فإن قال: فلم جعل الجهر في بعض الصلوات ولا يجهر في بعض؟

قيل: لأنّ الصلوات الّتي يجهر فيها انّما هي صلوات تصلّي في أوقات مظلمة فوجب أن يجهر فيها، لأن يمرّ المارّ فيعلم أنّ ههنا جماعة، فإن أراد أن يصلّي صلّي، لأنّه إن لم ير جماعة تصلّي سمع وعلم ذلك من جهة السماع، والصلاتان اللتان ? يجهر فيهما فإنّما هما صلاة تكون بالنهار، وفي أوقات مضيئة فهي تعلم من جهة الرؤية، فلا يحتاج فيها إلي السماع.

فإن قال: فلم جعلت الصلوات في هذه الأوقات ولم تقدّم ولم تؤخّر؟

قيل: لأنّ الأوقات المشهورة المعلومة التي تعمّ أهل الأرض فيعرفها الجاهل والعالم أربعة: غروب الشمس معروف تجب عنده المغرب، وسقوط الشفق مشهور تجب عنده العشاء الآخرة، وطلوع الفجر مشهور تجب عنده الغداة، وزوال الشمس وإيفاء الفيء مشهور معلوم تجب عنده الظهر، ولم يكن للعصر وقت معلوم مشهور مثل هذه الأوقات الأربعة فجعل وقتها الفراغ من الصلاة ألّتي قبلها إلي أن يصير الظلّ من كلّ شيء أربعة أضعافه.

وعلّة اخري: أنّ الله عزّ وجلّ أحبّ أن يبدأ الناس في كلّ عمل أوّلاً بطاعته وعبادته، فأمرهم أوّل النهار أن يبدؤوا بعبادته ثمّ ينتشروا فيما أحبّوا من مؤنة دنياهم، فأوجب صلاة الفجر عليهم، فإذا كان نصف النهار وتركوا ما كانوا فيه من الشغل وهو وقت يضع الناس فيه ثيابهم، ويستريحون، ويشتغلون بطعامهم وقيلولتهم، فأمرهم أن يبدؤوا بذكره، وعبادته، فأوجب عليهم الظهر، ثمّ يتفرّغوا لما أحبّوا من ذلك، فإذا قضوا

ظهرهم وأرادوا الإنتشار في العمل لآخر النهار بدؤوا أيضاً بعبادته، ثم صاروا إلي ما أحبّوا من ذلك فأوجب عليهم العصر، ثم ينتشرون فيما شاؤوا من مؤنة دنياهم، فإذا جاء اللّيل ووضعوا زينتهم وعادوا إلي أوطانهم بدؤا أوّلاً بعبادة ربّهم، ثم يتفرّغون لما أحبّوا من ذلك فأوجب عليهم المغرب، فإذا جاء وقت النوم وفرغوا ممّا كانوا به مشتغلين أحبّ أن يبدؤا أوّلاً بعبادته وطاعته ثمّ يصيرون إلي ما شاؤوا أن يصيروا إليه من ذلك فيكونوا قد بدؤا في كلّ عمل بطاعته وعبادته، فأوجب عليهم العتمة فإذا فعلوا ذلك لم ينسوه ولم يغفلوا عنه ولم تقس قلوبهم ولم تقلّ رغبتهم.

فإن قال: فلم إذا لم يكن للعصر وقت مشهور مثل تلك الأوقات أوجبها بين الظهر والمغرب، ولم يوجبها بين العتمة والغداة، أو بين الغداة والظهر؟

قيل: لأنّه ليس وقت علي الناس أخفّ ولا أيسر ولا أحري أن يعمّ فيه الضعيف والقويّ بهذه الصلاة من هذا الوقت، وذلك أنّ الناس عامّتهم يشتغلون في أوّل النهار بالتجارات والمعاملات والذهاب في الحوائج، وإقامة الأسواق، فأراد أن لا يشغلهم عن طلب معاشهم ومصلحة دنياهم وليس يقدر الخلق كلّهم علي قيام الليل ولا يشعرون به ولا ينتبهون لوقته لو كان واجباً، ولا يمكنهم ذلك فخفّف الله تعالي عنهم ولم يجعلها في أشدّ الأوقات عليهم، ولكن جعلها في أخفّ الأوقات عليهم، كما قال الله عزّ وجلّ: (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر).

فإن قال: فلم يرفع اليدين في التكبير؟

قيل: لأنّ رفع اليدين هو ضرب من الإبتهال والتبتّل والتضرّع، فأحبّ الله عزّ وجلّ أن يكون العبد في وقت ذكره متبتّلاً متضرّعاً، مبتهلاً، ولأنّ في وقت رفع اليدين إحضار النيّة وإقبال القلب علي ما قال وقصد.

لأنّ

الفرض من الذكر انّما هو الإستفتاح وكلّ سنّة فإنّها تؤدّي علي جهة الفرض، فلمّا أن كان في الإستفتاح الذي هو الفرض رفع اليدين أحبّ أن يؤدّوا السنّة علي جهة ما يؤدّي الفرض.

فإن قال: فلم جعل صلاة السنّة أربعاً وثلاثين ركعة؟

قيل: لأنّ الفريضة سبع عشر ركعة فجعلت السنّة مثلي الفريضة، كمالاً للفريضة.

فإن قال: فلم جعل صلاة السنّة في أوقات مختلفة، ولم تجعل في وقت واحد؟

قيل: لأنّ أفضل الأوقات ثلاثة: عند زوال الشمس، وبعد الغروب، وبالأسحار، فأحبّ أن يصلّي له في كلّ هذه الأوقات الثلاثة، لأنّه إذا فرّقت السنّة في أوقات شتّي كان أداؤها أيسر وأخفّ من أن تجمع كلّها في وقت واحد.

فإن قال: فلم صارت صلاة الجمعة إذا كانت مع الإمام ركعتين، وإذا كانت بغير إمام ركعتين وركعتين؟

قيل: لعلل شتّي:

منها: أنّ الناس يتخطّون إلي الجمعة من بعد، فأحبّ الله عزّ وجلّ أن يخفّف عنهم لموضع التعب الّذي صاروا إليه.

ومنها: أنّ الإمام يحبسهم للخطبة وهم منتظرون للصلاة، ومن انتظر الصلاة فهو في صلاة في حكم التمام.

ومنها: أنّ الصلاة مع الإمام أتّم وأكمل لعلمه وفقهه وعدله وفضله.

ومنها: أنّ الجمعة عيد وصلاة العيد ركعتان، ولم تقصّر لمكان الخطبتين.

فإن قال: فلم جعلت الخطبة؟

قيل: لأنّ الجمعة مشهد عام، فأراد أن يكون للإمام سبب إلي موعظتهم وترغيبهم في الطاعة، وترهيبهم من المعصية وفعلهم، وتوقيفهم علي ما أرادوا من مصلحة دينهم ودنياهم، ويخبرهم بما ورد عليهم من الآفات ومن الأحوال التي لهم فيها المضرّة والمنفعة، ولا يكون الصائر في الصلاة منفصلاً وليس بقاعل غيره ممّن يؤمّ الناس في غير يوم الجمعة.

فإن قال: فلم جعلت خطبتان؟

قيل: لأن تكون واحدة للثناء والتمجيد والتقديس لله عزّ وجلّ، والاخري للحوائج والاعذار والإنذار والدعاء، ولما يريد أن يعلّمهم

من أمره ونهيه ما فيه الصلاح والفساد.

فإن قيل: فلم جعلت الخطبة في يوم الجمعة في أوّل الصلاة، وجعلت في العيدين بعد الصلاة؟

قيل: لأنّ الجمعة أمر دائم، وتكون في الشهر مراراً وفي السنة كثيراً، فإذا كثر ذلك علي الناس ملّوا وتركوا ولم يقيموا عليه وتفرّقوا عنه فجعلت قبل الصلاة ليحتبسوا علي الصلاة ولا يتفرّقوا ولا يذهبوا، وأمّا العيدين فإنّما هو في السنة مرّتين وهو أعظم من الجمعة والزحام فيه أكثر، والناس فيه أرغب، فإن تفرّق بعض الناس بقي عامّتهم، وليس هو بكثير فيملّوا ويستخفّوا به.

قال الشيخ الصدوق (رحمه الله): جاء هذا الخبر هكذا:

والخطبتان في الجمعة والعيدين من بعد الصلاة، لأنّهما بمنزلة الركعيتن الاخراوين، وان أوّل من قدّم الخطبتين عثمان لأنّه لمّا أحدث ما أحدث لم يكن الناس ليقفوا علي خطبته، ويقولون: ما نصنع بمواعظه وقد أحدث ما أحدث؟ فقدّم الخطبتين ليقف الناس انتظاراً للصلاة.

فإن قال: فلم وجبت الجمعة علي من يكون علي فرسخين ? أكثر من ذلك؟

قيل: لأنّ ما يقصّر فيه الصلاة بريدان ذاهباً أو بريد ذاهباً وجائياً، والبريد أربعة فراسخ فوجبت الجمعة علي من هو علي نصف البريد الذي يجب فيه التقصير، وذلك أنّه يجيء فرسخين ويذهب فرسخين فذلك أربعة فراسخ وهو نصف طريق المسافر.

فإن قال: فلم زيد في الصلاة السنّة يوم الجمعة أربع ركعات؟

قيل: تعظيماً لذلك اليوم وتفرقة بينه وبين سائر الأيام.

فإن قيل: فلم قصرت الصلاة في السفر؟

قيل: لأنّ الصلاة المفروضة أوّلاً انّما هي عشر ركعات، والسبع انّما زيدت فيها بعد، فخفّف الله عزّ وجلّ تلك الزيادة لموضع سفره وتعبه ونصبه، واشتغاله بأمر نفسه وظعنه وإقامته، لئلا يشتغل عمّا لابدّ له من معيشته، رحمة من الله تعالي وتعطّفاً عليه، إلاّ صلاة المغرب فإنّها لم

تقصّر لأنّها صلاة مقصورة في الأصل.

فإن قال: فلم وجب التقصير في ثمانية فراسخ ? أقلّ من ذلك ولا أكثر؟

قيل: لأنّ ثمانية فراسخ مسيرة يوم للعامّة والقوافل والأثقال فوجب التقصير في مسيرة يوم.

فإن قال: فلم وجب التقصير في مسيرة يوم؟

قيل: لأنّه لو لم يجب في مسيرة يوم لما وجب في مسيرة ألف سنة، وذلك أنّ كلّ يوم يكون بعد هذا اليوم فإنّما هو نظير هذا اليوم، فلو لم يجب في هذا اليوم لما وجب في نظيره إذا كان نظيره مثله ولا فرق بينهما.

فإن قال: قد يختلف المسير وذلك ان سير البقر انّما هو أربعة فراسخ، وسير الفرس عشرين فرسخاً، فلم جعلت أنت مسيرة يوم ثمانية فراسخ؟

قيل: لأنّ ثمانية فراسخ هو سير الجمال والقوافل وهو الغالب علي المسير وهو أعظم السير الذي يسيره الجمّالون والمكارون.

فإن قال: فلم ترك في السفر تطوّع النهار ولم يترك تطوّع اللّيل؟

قيل: لأنّ كلّ صلاة ? تقصر فيها فلا تقصر في تطوّعها، وذلك أنّ المغرب ? يقصر فيها فلا يقصر فيما بعدها من التطوّع، وكذلك الغداة ? يقصر فيها ولا فيما قبلها من التطوّع.

فإن قال: فما بال العتمة مقصورة وليس تترك ركعتاها؟

قيل: انّ تلك الركعتين ليستاهي من الخمسين، وأنّما هي زيادة في الخمسين تطوّعاً ليتمّ بها بدل ركعة من الفريضة ركعتين من التطوّع.

فإن قيل: فلم جاز للمسافر والمريض أن يصلّيا صلاة اللّيل في أوّل اللّيل؟

قيل: لاشتغاله وضعفه ليحرز صلاته، فيستريح المريض في وقت راحته، ويشتغل المسافر بأشغاله وارتحاله وسفره.

فإن قيل: فلم امروا بالصلاة علي الميّت؟

قيل: ليشفعوا له ويدعوا له بالمغفرة، لأنّه لم يكن في وقت من الأوقات أحوج إلي الشفاعة فيه والطلبة والدعاء والاستغفار من تلك الساعة.

فإن قال: فلم جعلت خمس تكبيرات دون

أن تصير أربعاً أو ستّاً؟

قيل: إنّما الخمس اخذت من الخمس الصلوات في اليوم واللّيلة.

وذلك أنّه ليس في الصلاة تكبيرة مفروضة إلاّ تكبيرة الإفتتاح فجمعت التكبيرات المفروضات في اليوم والليلة فجعلت صلاة علي الميّت.

فإن قال: فلم لم يكن فيها ركوع ولا سجود؟

قيل: لأنّه لم يكن يريد بهذه الصلاة التذلّل والخضوع انّما اريد بها الشفاعة لهذا العبد الذي قد تخلّي عمّا خلّف واحتاج إلي ما قدّم.

فإن قيل: فلم أمر بغسل الميّت؟

قيل: لأنّه إذا مات كان الغالب عليه النجاسة والآفة والأذي، فأحبّ أن يكون طاهراً إذا باشر أهل الطهارة الملائكة الذين يلونه ويماسّونه فيما بينهم نظيفاً، موجّهاً به إلي الله عزّ وجلّ.

وقد روي عن بعض الأئمّة (عليهم السلام) أنّه قال: ليس من ميّت يموت إلاّ خرجت منه الجنابة، فلذلك وجب الغسل.

فإن قيل: فلم أمر أن يكفن الميّت؟

قيل: لئلاّ يلقي ربّه عزّ وجلّ ظاهر الجسد، ولئلاّ تبدو عورته لمن يحمله ويدفنه، ولئلاّ يظهر الناس علي بعض حاله وقبح منظره ولئلاّ يقسو القلب من كثرة النظر إلي مثل ذلك العاهة والفساد، وليكون أطيب لأنفس الأحياء، ولئلاّ يبغضه حميم فيلقي ذكره ومودّته فلا يحفظه فيما خلّف وأوصاه وأمر به وأحبّ.

فإن قيل: فلم أمر بدفنه؟

قيل: لئلاّ يظهر الناس علي فساد جسده وقبح منظره وتغيّر ريحه ولا يتأذّي به الأحياء بريحه وبما يدخل عليه من الآفة والدنس والفساد، وليكون مستوراً عن الأولياء والأعداء فلا يشمت عدوّ ولا يحزن صديق.

فإن قيل: فلم أمر من يغسّله بالغسل؟

قيل: لعلّة الطهارة ممّا أصابه من نضح الميّت لأنّ الميّت إذا خرج منه الروح بقي منه أكثر آفته، ولئلاّ يلهج الناس به وبمماسته، إذ قد غلبت علّة النجاسة والآفة.

فإن قيل: فلم ? يجب الغسل علي من مسّ شيئاً من

الأموات من غير الإنسان كالطير والبهائم والسباع وغير ذلك؟

قيل: لأنّ هذه الأشياء كلّها ملبسة ريشاً وصوفاً وشعراً ووبراً وهذا كلّه ذكيّ ولا يموت، وانّما يماسّ منه الشيء الذي هو ذكيّ من الحيّ والميّت، الذي قد ألبسه وعلاه.

فإن قيل: فلم جوّزتم الصلاة علي الميّت بغير وضوء؟

قيل: لأنّه ليس فيها ركوع ولا سجود، وانّما هي دعاء ومسائلة، وقد يجوز أن تدعو الله عزّ وجلّ وتسأله علي أيّ حال كنت، وانّما يجب الوضوء في الصلاة الّتي فيها ركوع وسجود.

فإن قيل: فلم جوّزتم الصلاة عليه قبل المغرب وبعد الفجر؟

قيل: لأنّ هذه الصلاة انّما تجب في وقت الحضور والعلّة، وليست هي موقّتة كسائر الصلوات، وانّما هي صلاة تجب في وقت حدوث الحدث ليس للإنسان فيه اختيار، وانّما هو حقّ يؤدّي وجائز أن تؤدّي الحقوق في أيّ وقت كان، إذا لم يكن الحقّ موقّتاً.

فإن قيل: فلم جعلت للكسوف صلاة؟

قيل: لأنّه آية من آيات الله عزّ وجلّ ? يدري ألرحمة ظهرت أم لعذاب؟ فأحبّ النبيّ (صلي الله عليه وآله) أن تفزع امّته إلي خالقها وراحمها عند ذلك ليصرف عنهم شرّها ويقيم مكروهها، كما صرف عن قوم يونس حين تضرّعوا إلي الله عزّ وجلّ.

فإن قيل: فلم جعلت عشر ركعات؟

قيل: لأنّ الصلاة الّتي نزل فرضها من السماء أوّلاً في اليوم والليلة فإنّما هي عشر ركعات فجمعت تلك الركعات ههنا، وانّما جعل فيها السجود لأنّه ? يكون صلاة فيها ركوع إلاّ وفيها سجود، ولأن يختموا صلاتهم أيضاّ بالسجود والخضوع والخشوع، وانّما جعلت أربع سجدات لأنّ كلّ صلاة نقص سجودها من أربع سجدات ? تكون صلاة لأنّ أقلّ الفرض من السجود في الصلاة ? يكون إلاّ علي أربع سجدات.

فإن قيل: فلم لم يجعل بدل الركوع سجوداً؟

قيل:

لأنّ الصلاة قائماً أفضل من الصلاة قاعداً، ولأنّ القائم يري الكسوف والإنجلاء والساجد ? يري.

فإن قيل: فلم غيّرت عن أصل الصلاة الّتي افترضها الله عزّ وجلّ؟

قيل: لأنّها صلاة لعلّة تغيّر أمر من الامور وهو الكسوف، فلمّا تغيّرت العلّة تغيّر المعلول.

فإن قيل: فلم جعل يوم الفطر العيد؟

قيل: لأن يكون للمسلمين مجمعاً يجتمعون فيه، ويبرزون إلي الله عزّ وجلّ فيحمدونه علي ما منّ عليهم، فيكون يوم عيد، ويوم اجتماع، ويوم فطر، ويوم زكاة، ويوم رغبة، ويوم تضرّع، ولأنّه أوّل يوم من السنة يحلّ فيه الأكل والشرب، لأنّ أوّل شهور السنة عند أهل الحقّ شهر رمضان فأحبّ الله عزّ وجلّ أن يكون لهم في ذلك اليوم مجمع يحمدونه فيه ويقدّسونه.

فإن قيل: فلم جعل التكبير فيها أكثر منه في غيرها من الصلوات؟

قيل: لأنّ التكبير انّما هو تعظيم لله وتحميد علي ما هدي وعافا كما قال الله عزّ وجلّ: (ولتكبّروا الله علي ما هداكم ولعلّكم تشكرون).

فإن قيل: فلم جعل اثنتا عشرة تكبيرة فيها؟

قيل: لأنّه يكون في الركعتين اثنتا عشرة تكبيرة، فلذلك جعل فيها اثنتا عشرة تكبيرة.

فإن قيل: فلم جعل في الأولي سبع، وخمس في الثانية ولم يسو بينهما؟

قيل: لأنّ السنّة في صلاة الفريضة أن يستفتح بسبع تكبيرات فلذلك بدأ ههنا بسبع تكبيرات، وجعل في الثانية خمس تكبيرات، لأنّ التحريم من التكبير في اليوم والليلة خمس تكبيرات، وليكون التكبير في الركعتين جميعاً وتراً وتراً.

فإن قيل: فلم امروا بالصوم؟

قيل: لكي يعرفوا ألم الجوع والعطش فيستدلّوا علي فقر الآخرة، وليكون الصائم خاشعاً، ذليلاً، مستكيناً، مأجوراً، محتسباً، عارفاً، صابراً علي ما أصابه من الجوع والعطش، فيستوجب الثواب مع ما فيه من الإمساك عن الشهوات، وليكون ذلك واعظاً لهم في العاجل، ورائضاً لهم علي أداء

ما كلّفهم ودليلاً لهم في الأجر، وليعرفوا شدّة مبلغ ذلك علي أهل الفقر والمسكنة في الدنيا فيؤدّوا إليهم ما فرض الله تعالي لهم في أموالهم.

فإن قيل: فلم جعل الصوم في شهر رمضان خاصّة دون سائر الشهور؟

قيل: لأنّ شهر رمضان هو الشهر الّذي أنزل الله تعالي فيه القرآن، وفيه فرّق الله بين أهل الحقّ والباطل، كما قال الله تعالي: (شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن هدي للناس وبيّنات من الهدي والفرقان)، وفيه نبّئ محمّد (صلي الله عليه وآله)، وفيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، وفيها يفرق كلّ أمر حكيم، وهو رأس السنة ويقدّر فيها ما يكون في السنة من خير، أو شرّ، أو مضرّة، أو منفعة، أو رزق، أو أجل، ولذلك سمّيت ليلة القدر.

فإن قيل: فلم امروا بصوم شهر رمضان ? أقلّ من ذلك ولا أكثر؟

قيل: لأنّه قوّة العبادة الذي يعمّ فيه القويّ والضعيف، وانّما أوجب الله تعالي الفرائض علي أغلب الأشياد وأعمّ القوي، ثمّ رخّص لأهل الضعف وانّما أوجب الله ورغّب أهل القوّة في الفضل، ولو كانوا يصلحون علي أقلّ من ذلك لنقصهم، ولو احتاجوا إلي أكثر من ذلك لزادهم.

فإن قيل: فلم إذا حاضت المرأة ? تصوم ولا تصلّي؟

قيل: لأنّها في حدّ النجاسة فأحبّ أن ? تتعبّد إلاّ طاهرة ولأنّه ? صوم لمن ? صلاة له.

فإن قيل: فلم صارت تقضي الصيام ولا تقضي الصلاة؟

قيل: لعلل شتّي.

فمنها: أنّ الصيام ? يمنعها من خدمة نفسها وخدمة زوجها، وإصلاح بيتها والقيام بامورها، والإشتغال بمرمّة معيشتها، والصلاة تمنعها من ذلك كلّه، لأنّ الصلاة تكون في اليوم والليلة مراراً فلا تقوي علي ذلك، والصوم ليس كذلك.

ومنها: أنّ الصلاة فيها عناء وتعب واشتغال الأركان، وليس في الصوم شيء

من ذلك، وانّما هو ترك الطعام والشراب وليس فيه اشتغال الأركان.

ومنها: أنّه ليس من وقت يجيء إلاّ وتجب عليها فيه صلاة جديدة في يومها وليلتها وليس الصوم كذلك، لأنّه ليس كلّما حدث عليها يوم وجب عليها الصوم، وكلّما حدث وقت الصلاة وجبت عليها الصلاة.

فإن قيل: فلم إذا مرض الرجل أو سافر في شهر رمضان فلم يخرج من سفره أولم يفق من مرضه حتّي يدخل عليه شهر رمضان آخر وجب عليه الفداء للأوّل وسقط القضاء، فإذا أفاق بينهما أو أقامولم يقضه وجب عليه القضاء والفداء؟

قيل: لأنّ ذلك الصوم انّما وجب عليه في تلك السنة في هذا الشهر، فأمّا الذي لم يفق فإنّه لمّا مرّ عليه السنة كلّها وقد غلب الله عليه فلم يجعل له السبيل إلي أدائه سقط عنه، وكذلك كلّما غلب الله تعالي عليه مثل المغمي عليه الذي يغمي عليه يوماً وليلة فلا يجب عليه قضاء الصلاة، كما قال الصادق (عليه السّلام): كلّما غلب الله علي العبد فهو أعذر له، لأنّه دخل الشهر وهو مريض فلم يجب عليه الصوم في شهره، ولا سنته للمرض الذي كان فيه، ووجب عليه الفداء لأنّه بمنزلة من وجب عليه الصوم فلم يستطيع أداؤه فوجب عليه الفداء، كما قال الله عزّ وجلّ: (فصيام شهرين متتابعين) (فمن لم يستطع فإطعام ستّين مسكيناً) وكما قال الله عزّ وجلّ: (ففدية من صيام أو صدقة) فأقام الصدقة مقام الصيام إذا عسر عليه.

فإن قيل: فإن لم يستطع إذ ذاك فهو الآن يستطيع؟

قيل: لأنّه لمّا دخل عليه شهر رمضان آخر وجب عليه الفداءللماضي، لأنّه كان بمنزلة من وجب عليه صوم في كفّارة فلم يستطعه فوجب عليه الفداء، وإذا وجب عليه الفداء سقط الصوم، والصوم ساقط والفداء

لازم، فإن أفاق فيما بينهما ولم يصمه وجب عليه الفداء لتضييعه والصوم لاستطاعته.

فإن قيل: فلم جعل صوم السنّة؟

قيل: ليكمل به صوم الفرض.

فإن قيل: فلم جعل في كلّ شهر ثلاثة أيّام، وفي كلّ عشرة أيّام يوماً؟

قيل: لأنّ الله تبارك وتعالي يقول: (من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها) فمن صام في كلّ عشرة أيّام يوسماً واحداً فكأنّما صام الدهر كلّه كما قال سلمان الفارسي رحمة الله عليه: (صوم ثلاثة أيّام في الشهر صوم الدهر كلّه فمن وجد شيئاً غير الدهر فليصمه).

فإن قيل: فلم جعل أوّل خميس من العشر الأوّل، وآخر خميس في العشر الآخر، وأربعاء في العشر الأوسط؟

قيل: أمّا الخميس فإنّه قال الصادق (عليه السّلام): يعرض كلّ خميس أعمال العباد علي الله عزّ وجلّ، فأحبّ أن يعرض عمل العبد علي الله تعالي وهو صائم.

فإن قيل: فلم جعل آخر خميس؟

قيل: لأنّه إذا عرض عمل العبد ثلاثة أيّام والعبد صائم كان أشرف وأفضل من أمر يعرض عمل يومين وهو صائم، وانّما جعل أربعاء في العشر الأوسط لأنّ الصادق (عليه السّلام) أخبر بأنّ الله عزّ وجلّ خلق النار في ذلك اليوم وفيه أهلك الله القرون الأولي، وهو يوم نحس مستمرّ، فأحبّ أن يدفع العبد عن نفسه نحس ذلك اليوم بصومه.

فإن قيل: فلم وجب في الكفّارة علي من لم يجد تحرير رقبة الصيام دون الحجّ والصلاة وغيرهما من الأنواع؟

قيل: لأنّ الصلاة والحجّ وسائر الفرائض مانعة للإنسان من التقلّب في أمر دنياه ومصلحة معيشته، مع تلك العلل التي ذكرناها في الحائض التي تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة.

فإن قيل: فلم وجب عليه صوم شهرين متتابعين، دون أن يجب عليه شهر واحد أو ثلاثة أشهر؟

قيل: لأنّ الفرض الّذي فرضه الله عزّ وجلّ علي الخلق

هوشهر واحد فضوعف هذا الشهر في الكفّارة توكيداً وتغليظاً عليه.

فإن قيل: فلم جعلت متتابعين؟

قيل: لئلاّ يهون عليه الأداء فيستخفّ به، لأنّه إذا قضاه متفرّقاً هان عليه القضاء واستخفّ بالإيمان.

فإن قيل: فلم أمر بالحجّ؟

قيل: لعلّة الوفادة إلي الله عزّ وجلّ، وطلب الزيادة، والخروج من كلّ ما اقترف العبد تائباً ممّا مضي، مستأنفاً لما يستقبل، مع ما فيه من إخراج الأموال وتعب الأبدان، والإشتغال عن الأهل والولد، وحظر الأنفس عن اللذات، شاخصاً في الحر والبرد، ثابتاً عليه ذلك، دائماً مع الخضوع والإستكانة والتذلّل، مع ما في ذلك لجميع الخلق من المنافع.

كلّ ذلك لطلب الرغبة إلي الله والرهبة منه، وترك قساوة القلب وخساسة الأنفس، ونسيان الذكر، وانقطاع الرجاء والأمل، وتجديد الحقوق، وحظر الأنفس عن الفساد، مع ما في ذلك من المنافع لجميع من في شرق الأرض وغربها ومن في البرّ والبحر ممّن يحجّ وممّن لم يحجّ: من بين تاجر، وجالب، وبائع ومشتري، وكاسب، ومسكين، ومكار، وفقير، وقضاء حوائج أهل الأطراف في المواضع الممكن لهم الإجتماع فيه، مع ما فيه من التفقّه ونقل أخبار الأئمّة (عليهم السلام) إلي كلّ صقع وناحية، كما قال الله عزّ وجلّ: (فلولا نفر من كلّ فرقة منهم طائفة ليتفقّهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلّهم يحذرون)، (وليشهدوا منافع لهم).

فإن قيل: فلم امروا بحجّة واحدة ? أكثر من ذلك؟

قيل: لأنّ الله عزّ وجلّ وضع الفرائض علي أدني القوم قوّة، كما قال عزّ وجلّ: (فما استيسر من الهدي) يعني شاة ليسع القويّ والضعيف، وكذلك سائر الفرائض انّما وضعت علي أدني القوم قوّة، وكان من تلك الفرائض الحجّ المفروض واحداً، ثم رغّب بعد أهل القوّة بقدر طاقتهم.

فإن قيل: فلم امروا بالتمتّع في الحجّ؟

قيل: ذلك تخفيف

من ربّكم ورحمة لأن يسلم الناس في إحرامهم ولا يطول ذلك عليهم فيدخل عليهم الفساد وأن يكون الحجّ والعمرة واجبين جميعاً فلا تعطّل العمرة وتبطل، ولا يكون الحجّ مفرداً من العمرة ويكون بينهما فصل وتمييز، وأن ? يكون الطواف بالبيت محظوراً لأنّ المحرم إذا طاف بالبيت قد أحلّ إلاّ لعلّة، فلو ? التمتّع لم يكن للحاجّ أن يطوف لأنّه إن طاف أحلّ وفسد إحرامه ويخرج منه قبل أداء الحجّ، ولأن يجب علي الناس الهدي والكفّارة فيذبحون وينحرون ويتقرّبون إلي الله جلّ جلاله فلا تبطل هراقة الدماء والصدقة علي المسلمين.

فإن قيل: فلم جعل وقتها عشر ذي الحجّة ولم يقدم ولم يؤخّر؟

قيل: قد يجوز أن يكون لما أوجب الله عزّ وجلّ أن يعبد بهذه العبادة وضع البيت والمواضع في أيّام التشريق فكان أوّل ما حجّت لله الملائكة وطافت به في هذا الوقت فجعله سنّة ووقتاً إلي يوم القيامة، فأمّا النبيّون آدم ونوح وإبراهيم وموسي وعيسي ومحمّد صلوات الله عليهم وغيرهم من الأنبياء (عليهم السلام) انّما حجّوا في هذا الوقت فجعلت سنّة في أولادهم إلي يوم القيامة.

فإن قيل: فلم امروا بالإحرام؟

قيل: لأن يخشعوا قبل دخول حرم الله عزّ وجلّ وأمنه، ولئلاّ يلهوا ويشتغلوا بشيء من امور الدنيا وزينتها، ولذّاتها، ويكونوا صابرين فيما هم فيه، قاصدين نحوه، مقبلين عليه بكلّيتهم، مع ما فيه من التعظيم لله عزّ وجلّ ولبيته والتذلّل لانفسهم عند قصدهم إلي الله عزّ وجلّ ووفادتهم إليه، راجعين ثوابه راهبين من عقابه، ماضين نحوه مقبلين إليه، بالذلّ والإستكانة والخضوع، والله الموفّق وصلّي الله علي محمّد وآله أجمعين.

التحريم والتحليل

عن محمّد بن سنان: أنّ ابا الحسن عليّ بن موسي الرضا (عليه السّلام) كتب إليه بما في هذا الكتاب جواب

كتابه إليه يسأله عنه:

جاءني كتابك تذكر أنّ بعض أهل القبلة يزعم أنّ الله تبارك وتعالي لم يحلّ شيئاً ولم يحرّمه لعلّة أكثر من التعبّد لعباده بذلك، قد ضلّ من قال ذلك ضلالاً بعيداً وخسر خسراناً مبيناً، لأنّه لو كان كذلك لكان جائزاً أن يستعبدهم بتحليل ما حرّم وتحريم ما أحلّ حتّي يستعبدهم بترك الصلاة والصيام وأعمال البرّ كلّها، والإنكار له ولرسله وكتبه والجحود بالزنا والسرقة وتحريم ذوات المحارم وما أشبه ذلك من الامور التي فيها فساد التدبير وفناء الخلق، إذ العلّة في التحليل والتحريم التعبّد ? غيره، فكان كما أبطل الله عزّ وجلّ به قول من قال ذلك انّا وجدنا كلّ ما أحلّ الله تبارك وتعالي ففيه صلاح العباد وبقاؤهم ولهم إليه الحاجة التي ? يستغنون عنها.

ووجدنا المحرّم من الأشياء ? حاجة للعباد إليه ووجدناه مفسداً داعياً إلي الفناء والهلاك.

ثم رأيناه تبارك وتعالي قد أحلّ بعض ما حرّم في وقت الحاجة لما فيه من الصلاح في ذلك الوقت، نظير ما أحلّ من الميتة والدم ولحم الخنزير إذا اضطرّ إليها المضطّر، لما في ذلك الوقت من الصلاح والعصمة ودفع الموت، فكيف دلّ الدليل علي أنّه لم يحلّ إلاّ لما فيه من المصلحة للأبدان، وحرّم ما حرّم لما فيه من الفساد، ولذلك وصف في كتابه وأدّت عنه رسله وحججه كما قال أبو عبد الله (عليه السّلام): لو يعلم العباد كيف كان بدؤ الخلق ما اختلف اثنان.

وقوله (عليه السّلام): ليس بين الحلال والحرام إلاّ شيء يسير، يحوله من شيء إلي شيء فيصير حلالاً وحراماً.

علل الأحكام

عن محمّد بن سنان، أنّ عليّ بن موسي الرضا (عليه السّلام) كتب إليه في جواب مسائله:

علّة غسل الجنابة النظافة وتطهير الإنسان نفسه ممّا أصابه

من أذاه، وتطهير سائر جسده، لأنّ الجنابة خارجة من كلّ جسده فلذلك وجب عليه تطهير جسده كلّه.

وعلّة التخفيف في البول والغائط لأنّه أكثر وأدوم من الجنابة فرضي فيه بالوضوء لكثرته ومشقته ومجيئه بغير إرادة منهم ولا شهوة، والجنابة ? تكون إلاّ بالاستلذاذ منهم والإكراه لأنفسهم.

وعلّة غسل العيد والجمعة وغير ذلك من الأغسال لما فيه من تعظيم العبد ربّه، واستقباله الكريم الجليل وطلب المغفرة لذنوبه، وليكون لهم يوم عيد معروف يجتمعون فيه علي ذكر الله عزّ وجلّ، فجعل فيه الغسل تعظيماً لذلك اليوم، وتفضيلاً له علي سائر الأيّام، وزيادة في النوافل والعبادة، ولتكون تلك طهارة له من الجمعة إلي الجمعة.

وعلّة غسل الميّت أنّه يغسّل لأنّه يطهر وينظف من أدناس أمراضيه، وما أصابه من صنوف علله لأنّه يلقي الملائكة ويباشر أهل الآخرة، فيستحبّ إذا ورد علي الله ولقي أهل الطهارة ويماسّونه ويماسّهم أن يكون طاهراً، نظيفاً، موجّها به إلي الله عزّ وجلّ ليطلب به ويشفع له.

وعلّة اخري أنّه يخرج منه الأذي الّذي منه خلق فيجنب فيكون غسله له.

وعلّة اغتسال من غسّله أو مسّه فظاهرة لما أصابه من نضح الميّت، لأنّ الميّت إذا خرجت الروح منه بقي أكثر آفة فلذلك يتطهّر منه ويطهّر.

وعلّة الوضوء الّتي من أجلها صار غسل الوجه والذراعين ومسح الرأس والرجلين فلقيامه بين يدي الله عزّ وجلّ، واستقباله إيّاه بجوارحه الظاهرة، وملاقاته بها الكرام الكاتبين.

فغسل الوجه للسجود والخضوع، وغسل اليدين ليقلّبهما ويرغب بهما ويرهب ويبتهل، ومسح الرأس والقدمين لأنّهما ظاهر ان مكشوفان يستقبل بهما في كلّ حالاته، وليس فيهما من الخضوع والتبتّل ما في الوجه والذراعين.

وعلّة الزكاة من أجل قوت الفقراء وتحصين أموال الأغنياء لأنّ الله تبارك وتعالي كلّف أهل الصحّة القيام بشأن أهل الزمانة

والبلوي، كما قال عزّ وجلّ: (لتبلون في أموالكم وأنفسكم) في أموالكم بإخراج الزكاة، (وفي أنفسكم) بتوطين الأنفس علي الصبر، مع ما في ذلك من أداء شكر نعم الله عزّ وجلّ، والطمع في الزيادة، مع ما فيه من الرحمة والرأفة لأهل الضعف، والعطف علي أهل المسكنة، والحثّ لهم علي المواساة وتقوية الفقراء والمعونة لهم علي أمر الدين، وهم عظة لأهل الغني، وعبرة لهم ليستدلّوا علي فقراء الآخرة بهم ومالهم من الحثّ في ذلك علي الشكر لله عزّ وجلّ لما خوّلهم وأعطاهم والدعاء والتضرّع والخوف من أن يصيروا مثلهم في امور كثيرة من أداء الزكاة والصدقات وصلة الأرحام واصطناع المعروف.

وعلّة الحجّ الوفادة إلي الله عزّ وجلّ وطلب الزيادة والخروج من كلّ ما اقترف، وليكون تائباً ممّا مضي، مستأنفاً لما يستقبل، وما فيه من استخراج الأموال وتعب الأبدان وحظرها عن الشهوات واللذات، والتقرّب بالعبادة إلي الله عزّ وجلّ، والخضوع والإستكانة والذلّ، شاخصاً إليه في الحرّ والبرد والخوف والأمن، دائباً في ذلك دائماً، وما في ذلك لجميع الخلق من المنافع والرغبة والرهبة إلي الله عزّ وجلّ ومنه ترك قساوة القلب وجسارة الأنفس ونسيان الذكر وانقطاع الرجاء والعمل، وتجديد الحقوق وحظر النفس عن الفساد، ومنفعة من في شرق الأرض وغربها، ومن في البرّ والبحر ممّن يحجّ وممّن ? يحجّ، من تاجر وجالب وبايع ومشتر وكاسب ومسكين، وقضاء حوائج أهل الأطراف والمواضع الممكن لهم الإجتماع فيها كذلك ليشهدوا منافع لهم.

وعلّة فرض الحجّ مرّة واحدة لأنّ الله عزّ وجلّ وضع الفرائض علي أدني القوم قوّة فمن تلك الفرايض الحجّ المفروض [مرّة] واحدة، ثمّ رغّب أهل القوّة علي قدر طاقتهم.

وعلّة وضع البيت وسط الأرض أنّه الموضع الّذي من تحته دحيت الأرض وكلّ ريح

تهبّ في الدنيا فإنّها تخرج من تحت الركن الشاميّ، وهي أوّل بقعة وضعت في الأرض، لأنّها الوسط ليكون الفرض لأهل الشرق والغرب في ذلك سواء.

وسمّيت مكّة مكّة لأنّ الناس كانوا يمكّون فيها، وكان يقال لمن قصدها: قد مكّا، وذلك قول الله عزّ وجلّ: (وما كان صلاتهم عند البيت إلاّ مكاء وتصدية) فالمكاء: الصفير، والتصدية: صفق اليدين.

وعلّة الطواف بالبيت أن الله عزّ وجلّ قال للملائكة: (إنّي جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء) فردّوا علي الله عزّ وجلّ هذا الجواب فندموا فلاذوا بالعرش واستغفروا، فأحب الله عزّ وجلّ أن يتعبّد بمثل ذلك العباد فوضع في السماء الرابعة بيتاً بحذاء العرش يسمّي الضراح، ثمّ وضع في السماء الدنيا بيتاً يسمّي المعمور بحذاء الضراح، ثمّ وضع هذا البيت بحذاء البيت المعمور، ثمّ أمر آدم (عليه السّلام) فطاف به فتاب الله عزّ وجلّ عليه فجري ذلك في ولده إلي يوم القيامة.

وعلّة استلام الحجر أنّ الله تبارك وتعالي لمّا أخذ ميثاق بني آدم التقمه الحجر فمن ثمّ كلّف الناس تعاهد ذلك الميثاق، ومن ثمّ يقال عند الحجر: أمانتي أدّيتها، وميثاق تعاهدته لتشهد لي بالموافاة، ومنه قول سلمان رحمه الله: ليجيئنّ الحجر يوم القيامة مثل أبي قبيس له لسان وشفتان يشهد لمن وافاه بالموافاة.

والعلّة التي من أجلها سميّت مني مني أنّ جبرئيل (عليه السّلام) قال هناك لإبراهيم (عليه السّلام): تمنّ علي ربّك ما شئت، فتمنّي إبراهيم (عليه السّلام) في نفسه أن يجعل الله مكان ابنه إسماعيل كبشاً يأمره بذبحه فداءاً له فأعطي مناه.

وعلّة الصوم لعرفان مسّ الجوع والعطش ليكون العبد ذليلاً مستكيناً مأجوراً محتسباً صابراً، فيكون ذلك دليلاً له علي شدائد الآخرة مع ما فيه من

الإنكسار له عن الشهوات، واعظاً له في العاجل، دليلاً علي الآجل ليعلم شدّة مبلغ ذلك من أهل الفقر والمسكنة في الدنيا والآخرة.

وحرّم الله قتل النفس الّتي من الكبائر لعلّة فساد الخلق في تحليله لو أحلّ وفنائهم وفساد التدبير.

وحرّم الله عزّ وجلّ عقوق الوالدين لما فيه من الخروج عن التوقير لطاعة الله عزّ وجلّ، والتوقير للوالدين، وتجنّب كفر النعمة، وإبطال الشكر وما يدعو في ذلك إلي قلّة النسل وانقطاعه، لما في العقوق من قلّة توقير الوالدين والعرفان بحقّهما، وقطع الأرحام، والزهد من الوالدين في الولد، وترك التربية لعلّة ترك الولد برّهما.

وحرّم الزنا لما فيه من الفساد من قتل الأنفس، وذهاب الأنساب وترك التربية للأطفال، وفساد المواريث، وما أشبه ذلك من وجوه الفساد.

وحرّم أكل مال اليتيم ظلماً لعلل كثيرة من وجوه الفساد.

أوّل ذلك أنّه: إذا أكل الإنسان مال اليتيم ظلماً فقد أعان علي قتله، إذ اليتيم غير مستغن، ولا متحمّل لنفسه، ولا قائم بشأنه، ولا له من يقوم عليه ويكفيه كقيام والديه، فإذا أكل ماله فكأنّه قد قتله وصيّره إلي الفقر والفاقة، مع ما خوّف الله تعالي وجعل من العقوبة في قوله عزّ وجلّ: (وليخش الّذين لو تركوا من خلفهم ذرّية ضعافاً خافوا عليهم فليتّقوا الله).

ولقول أبي جعفر (عليه السّلام): انّ الله عزّ وجلّ وعد في أكل مال اليتيم عقوبتين: عقوبة في الدنيا، وعقوبة في الآخرة، ففي تحريم مال اليتيم استبقاء اليتيم، واستقلاله بنفسه، والسلامة للعقب أن يصيبه ما أصابه، لما وعد الله تعالي فيه من العقوبة، مع ما في ذلك من طلب اليتيم بثاره إذا ادرك، ووقوع الشحناء والعداوة والبغضاء حتّي يتفانوا.

وحرّم الله تعالي الفرار من الزحف لما فيه من الوهن في الدين، والإستخفاف بالرسل، والأئمّة

العادلة (عليهم السلام)، وترك نصرتهم علي الأعداء، والعقوبة لهم علي إنكار ما دعوا إليه من الإقرار بالربوبيّة وإظهار العدل وترك الجور وإماتة الفساد، لما في ذلك من جرأة العدوّ علي المسلمين وما يكون في ذلك من السبي والقتل، وإبطال دين الله عزّ وجلّ وغيره من الفساد.

وحرّم التعرّب بعد الهجرة للرجوع عن الدين، وترك المؤازرة للأنبياء والحجج (عليهم السلام)، وما في ذلك من الفساد، وإبطال حقّ كلّ ذي حقّ ? لعلّة سكني البدو، وكذلك لو عرف بالرجل الدين كاملاً لم يجز له مساكنة أهل الجهل، والخوف عليهم لأنّه ? يؤمن أن يقع منه ترك العلم والدخول مع أهل الجهل والتمادي في ذلك.

وحرّم ما أهل به لغير الله عزّ وجلّ للّذي أوجب الله عزّ وجلّ علي خلقه من الإقرار به، وذكر اسمه علي الذبائح المحلّلة، ولئلاّ يساوي بين ما تقرّب به إليه، وبين ما جعل عبادة للشياطين والأوثان، لأنّ في تسمية الله عزّ وجلّ الإقرار بربوبيّته وتوحيده، وما في الإهلال لغير الله من الشرك به والتقرّب به إلي غيره، ليكون ذكر الله تعالي وتسميته علي الذبيحة فرقاً بين ما أحلّ الله وبين ما حرّم الله.

وحرّم سباع الطير والوحش كلّها لأكلها من الجيف ولحوم الناس والعذرة وما أشبه ذلك فجعل الله عزّ وجلّ دلائل ما أحلّ من الوحش والطير وما حرّم كما قال أبي (عليه السّلام): كلّ ذي ناب من السباع وذي مخلب من الطير حرام، وكلّما كانت له قانصة من الطير فحلال.

وعلّة اخري يفرق بين ما أحلّ من الطير وما حرّم قوله (عليه السّلام): كلما دفّ، ولا تأكل ما صفّ.

وحرّم الأرنب لأنها بمنزلة السنّور ولها مخاليب كمخاليب السنّور وسباع الوحش فجرت مجراها، مع قذرها في نفسها، وما

يكون منها من الدم كما يكون من النساء لأنّها مسخ.

وعلّة تحريم الربا انّما نهي الله عنه لما فيه من فساد الأموال، لأنّ الإنسان إذا اشتري الدرهم بالدرهمين كان ثمن الدرهم درهماً، وثمن الآخر باطلاً، فبيع الربا وكس علي كلّ حال علي المشتري وعلي البائع، فحرّم الله عزّ وجلّ الربا لعلّة فساد الأموال كما حظر علي السفيه أن يدفع ماله إليه لما يتخوّف عليه من إفساده حتّي يؤنس منه رشده فلهذه العلّة حرّم الله الربا وبيع الدرهم بالدرهمين يداً بيد.

وعلّة تحريم الربا بعد البيّنة لما فيه من الإستخفاف بالحرام المحرّم وهي كبيرة بعد البيان وتحريم الله تعالي لها، ولم يكن ذلك منه إلاّ استخفافاً بالمحرّم للحرام، والإستخفاف بذلك دخول في الكفر.

وعلّة تحريم الربا بالنسية لعلّة ذهاب المعروف، وتلف الأموال، ورغبة الناس في الربح، وتركهم القرض، والقرض من صنايع المعروف، ولما في ذلك من الفساد والظلم وفناء الأموال.

وحرّم الخنزير لأنّه مشوّه، جعله الله عزّ وجلّ عظة للخلق وعبرة وتخويفاً ودليلاً علي ما مسخ علي خلقته، ولأنّ غذاءه أقذر الأقذار مع علل كثيرة.

وكذلك حرّم القرد لأنّه مسخ مثل الخنزير، وجعل عظة وعبرة للخلق ودليلاً علي ما مسخ علي خلقته وصورته، وجعل فيه شبهاً من الإنسان، ليدلّ علي أنّه من الخلق المغضوب عليهم.

وحرّمت الميتة لما فيها من فساد الأبدان والآفة، ولما أراد الله عزّ وجلّ أن يجعل التسمية سبباً للتحليل وفرقاً بين الحلال الحرام.

وحرّم الله عزّ وجلّ الدم كتحريم الميتة لما فيه من فساد الأبدان، ولأنّه يورّث الماء الأصفر، ويبخر الفم، وينتن الريح، ويسيّئ الخلق، ويورث القسوة للقلب، وقلّة الرأفة والرحمة حتّي ? يؤمن أن يقتل [ولده] ووالده وصاحبه.

وحرّم الطحال لما فيه من الدم، ولأنّ علّته وعلّة الدم والميتة

واحدة، لأنّه يجري مجراها في الفساد.

وعلّة المهر ووجوبه علي الرجال ولا يجب علي النساء أن يعطين أزواجهنّ لأنّ علي الرجل مؤونة المرأة ولأنّ المرأة بائعة نفسها، والرجل مشتر، ولا يكون البيع إلاّ بثمن، ولا الشراء بغير إعطاء الثمن، مع أنّ النساء محظورات عن التعامل والمتجر مع علل كثيرة.

وعلّة تزويج الرجل أربع نسوة وتحريم أن تتزوّج المرأة أكثر من واحد، لأنّ الرجل إذا تزوّج أربع نسوة كان الولد منسوباً إليه، والمرأة لو كان لها زوجان وأكثر من ذلك لم يعرف الولد لمن هو؟ إذ هم مشتركون في نكاحها، وفي ذلك فساد الأنساب والمواريث والمعارف.

وعلّة تزويج العبد اثنتين ? أكثر منه لأنّه نصف رجل حرّ في الطلاق والنكاح، ? يملك نفسه ولا له مال انّما ينفق مولاه عليه وليكون ذلك فرقاً بينه وبين الحرّ، وليكون أقلّ لاشتغاله عن خدمة مواليه.

وعلّة الطلاق ثلاثاً لما فيه من المهلة فيما بين الواحدة إلي الثلاث لرغبة تحدث، أو سكون غضبه إن كان، وليكون ذلك تخويفاً وتأديباً للنساء وزجراً لهنّ عن معصية أزواجهنّ، فاستحقّت المرأة الفرقة والمباينة لدخولها فيما ? ينبغي من معصية زوجها.

وعلّة تحريم المرأة بعد تسع تطليقات فلا تحلّ له أبداً عقوبة لئلاّ يتلاعب بالطلاق، ولا يستضعف المرأة، وليكون ناظراً في اموره، متيقّظاً معتبراً، وليكون يأساً لهما من الإجتماع بعد تسع تطليقات.

وعلّة طلاق المملوك اثنتين لأنّ طلاق الأمة علي النصف فجعله اثنتين احتياطاً لكمال الفرائض، وكذلك في الفرق في العدّة للمتوفّي عنها زوجها.

وعلّة ترك شهادة النساء في الطلاق والهلال لضعفهنّ عن الرؤية ومحاباتهنّ في النساء الطلاق، فلذلك ? يجوز شهادتهنّ إلاّ في موضع ضرورة مثل شهادة القابلة، وما ? يجوز للرجال أن ينظروا إليه، كضرورة تجويز شهادة أهل الكتاب إذا

لم يوجد غيرهم، وفي كتاب الله عزّ وجلّ: (إثنان ذوا عدل منكم) مسلمين (أو آخران من غيركم) كافرين، ومثل شهادة الصبيان علي القتل إذا لم يوجد غيرهم.

والعلّة في شهادة أربعة في الزنا واثنين في ساير الحقوق لشدّة حدّ المحصن لأنّ فيه القتل فجعلت الشهادة فيه مضاعفة مغلّظة، لما فيه من قتل نفسه، وذهاب نسب ولده ولفساد الميراث.

وعلّة تحليل مال الولد لوالده بغير إذنه وليس ذلك للولد، لأنّ الولد موهوب للوالد في قول الله عزّ وجلّ: (يهب لمن يشاء اناثاً ويهب لمن يشاء الذكور) مع أنّه المأخوذ بمؤونته صغيراً أو كبيراً، والمنسوب إليه والمدعوّ له لقول الله عزّ وجلّ: (ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله) وقول النبيّ (صلي الله عليه وآله): أنت ومالك لأبيك.

وليس للوالدة كذلك، ? تأخذ من ماله إلاّ بإذنه، أو بإذن الأب، لأنّ الأب مأخوذ بنفقة الولد، ولا تؤخذ المرأة بنفقة ولدها.

والعلّة في أنّ البيّنة في جميع الحقوق علي المدّعي واليمين علي المدّعي عليه ما خلا الدم لأنّ المدّعي عليه جاحد، ولا يمكنه إقامة البيّنة علي الجحود ولأنّه مجهول.

وصارت البيّنة في الدم علي المدّعي عليه واليمين علي المدّعي لأنّه حوط يحتاط به المسلمون لئلاّ يبطل دم أمرئ مسلم، وليكون ذلك زاجراً وناهياً للقاتل، لشدّة إقامة البيّنة عليه لأنّ من يشهد علي أنّه لم يفعل قليل.

وأمّا علّة القسامة أن جعلت خمسين رجلاً فلما في ذلك من التغليظ والتشديد والإحتياط لئلاّ يهدر دم امرئ مسلم.

وعلّة قطع اليمين من السارق لأنّه يباشر الأشياء بيمينه وهي أفضل أعضائه وأنفعها له فجعل قطعها نكالاً وعبرة للخلق لئلاّ يبتغوا أخذ الأموال من غير حلّها، ولأنّه أكثر ما يباشر السرقة بيمينه.

وحرّم غصب الأموال وأخذها من غير حلّها لما فيه من

أنواع الفساد، والفساد محرّم لما فيه من الفناء وغير ذلك من وجوه الفساد.

وحرّم السرقة لما فيها من فساد الأموال وقتل الأنفس لوكانت مباحة، ولما يأتي في التغاصب من القتل والتنازع والتحاسد، وما يدعو إلي ترك التجارات والصناعات في المكاسب، واقتناء الأموال إذا كان الشيء المقتني ? يكون أحد أحقّ به من أحد.

وعلّة ضرب الزاني علي جسده بأشدّ الضرب لمباشرته بالزنا واستلذاذ الجسد كلّه به فجعل الضرب عقوبة له وعبرة لغيره وهو أعظم الجنايات.

وعلّة ضرب القاذف وشارب الخمر ثمانين جلدة لأنّ في القذف نفي الولد، وقطع النسل، وذهاب النسب، وكذلك شارب الخمر لأنّه إذا شرب هذي وإذا هذي افتري فوجب عليه حدّ المفتري.

وعلّة القتل بعد إقامة الحدّ في الثالثة علي الزاني والزانية لاستحقاقهما وقلّة مبالاتهما بالضرب حتّي كأنّهما مطلق لهما ذلك الشيء.

وعلّة اخري أنّ المستخفّ بالله وبالحدّ كافر فوجب عليه القتل لدخوله في الكفر.

وعلّة تحريم الذكران للذكران، والاناث للاناث لما ركّب في الاناث، وما طبع عليه الذكران، ولما في إتيان الذكران الذكران والاناث الاناث من انقطاع النسل وفساد والتدبير وخراب الدنيا.

وأحلّ الله تعالي لحوم البقر والغنم والإبل لكثرتها وإمكان وجودها، وتحليل بقر الوحش وغيرها من أصناف ما يؤكل من الوحش المحلّلة لأنّ غذاءها غير مكروه ولا محرّم، ولا هي مضرّة بعضها ببعض ولا مضرّة بالأنس، ولا في خلقها تشويه.

وكره أكل لحوم البغال والحمير الأهليّة لحاجة الناس إلي ظهورها واستعمالها والخوف من فنائلها لقلّتها، ? لقذر خلقتها ولا لقذر غذائها.

وحرّم النظر إلي شعور النساء المحجوبات بالأزواج وإلي غير هنّ من النساء لما فيه من تهييج الرجال، وما يدعو التهييج إليه من الفساد والدخول فيما ? يحلّ ولا يجمل وكذلك ما أشبه الشعور، إلاّ الّذي قال الله عزّ

وجلّ: (والقواعد من النساء اللاّتي ? يرجون نكاحاً فليس عليهنّ جناح أن يضعن ثيابهنّ غير متبرّجات بزينة) أي: غير الجلباب، فلا بأس بالنظر إلي شعور مثلهنّ.

وعلّة إعطاء النساء نصف ما يعطي الرجل من الميراث، لأنّ المرأة إذا تزوّجت أخذت، والرجل يعطي فلذلك وفّر علي الرجال.

وعلّة اخري في إعطاء الذكر مثلي ما تعطي الأنثي لأنّ الانثي في عيال الذكر إن احتاجت، وعليه أن يعولها وعليه نفقتها، وليس علي المرأة أن تعول الرجل ولا تؤخذ بنفقته إن احتاج، فوفّر الله تعالي علي الرجال لذلك، وذلك قول الله عزّ وجلّ: (الرجال قوّامون علي النساء بما فضّل الله بعضهم علي بعض وبما أنفقوا من أموالهم).

وعلّة المرأة أنّها ? ترث من العقار شيئاً إلاّ قيمة الطوب والنقض لأنّ العقار ? يمكن تغييره وقلبه، والمرأة يجوز أن ينقطع ما بينها وبينه من العصمة ويجوز تغييرها وتبديلها، وليس الولد والوالدك كذلك، لأنّه ? يمكن التفصّي منهما، والمرأة يمكن الإستبدال، بها، فما يجوز أن يجيء ويذهب كان ميراثها فيما يجوز تبديله وتغييره إذا أشبهها وكان الثابت المقيم علي حاله، كمن كان مثله في الثبات والقيام.

حقوق متقابلة

انّا أهل بيت وجب حقّنا برسول الله (صلي الله عليه وآله) فمن أخذ برسول الله (صلي الله عليه وآله) حقّاً ولم يعط النّاس من نفسه مثله فلا حقّ له.

في سماع الاغاني

حدثني الرّيان بن الصلت قال: قلت للرضا (عليه السّلام) انّ العبّاسيّ أخبرني أنّك رخّصت في سماع الغناء؟ فقال:

كذب الزنّديق، ما هكذا كان انما سألني عن سماع الغناء فأعلمته أنّ رجلاً أتا أبا جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين (عليه السّلام) فسأله عن سماع الغناء فقال له:

أخبرني إذا جمع الله تبارك وتعالي بين الحقّ والباطل مع أيهمّا يكون الغناء؟

فقال

الرّجل: مع الباطل.

فقال له ابو جعفر (عليه السّلام): حسبك فقد حكمت علي نفسك فهكذا كان قولي له.

الطين المستثني

عن سعد بن سعد الأشعري: سألته عن الطين الّذي يؤكل، يأكله الناس؟ فقال:

كلّ طين حرام كالميتة والدم [ولحم الخنزير خ ل] وما أهلّ لغير الله به ما خلا طين قبر الحسين (عليه السّلام) فانّه شفاء من كلّ داء وأمن من كلّ خوف.

? تقتلوا القنبرة

? تقتلوا القنبرة ولا تأكلوا لحمها فانها كثيرة التسبيح، تقول في آخر تسبيحها: لعن الله مبغضي آل محمّد (عليهم السلام).

من حكمة الإسلام

اعلم يرحمك الله انّ الله تبارك وتعالي لم يبح أكلاً ولا شرباً إلاّ لما فيه المنفعة والصلاح، ولم يحرم إلاّ ما فيه الضرر والتلف والفساد.

فكلّ نافع مقوّ للجسم فيه قوّة للبدن فحلال، وكلّ مضر يذهب بالقوّة أو قاتل فحرام مثل السموم والميتة والدم ولحم الخنزير وذي ناب من السباع ومخلب من الطير وما ? قانصة له منها، ومثل البيض إذا استوي طرفاه والسمك الذي ? فلوس له فحرام كلّه إلاّ عند الضرورة والعلّة في تحريم الجريّ وهو السلور وما جري مجراه من سائر المسوخ البريّة والبحرية ما فيها من الضرر للجسم لأنّ الله تقدّست آلاؤه مثّل علي صورها مسوخاً فأراد أن ? يستخفّ بمثله.

والميتة تورث الكلب وموت الفجأة والآكلة، والدم يقسي القلب ويورث الداء الدبيلة، والسموم قاتلة، والخمر يورث فساد القلب ويسوّد الأسنان ويبخر الفم ويبعد من الله ويقرب من سخطه وهو من شراب إبليس.

وقال (عليه السّلام): شارب الخمر ملعون، شارب الخمر كعبدة الأوثان يحشر يوم القيامة مع فرعون وهامان.

الرجل وخاتم الذهب

? تصلّ في جلد الميتة علي كل حال ولا في خاتم ذهب ولا تشرب في آنية الذهب والفضة.

من ? غيبة له

من ألقي جلباب

الحياء فلا غيبة له.

حكمة التحريم

حرّم الله الخمر لما فيها من الفساد، ومن تغييرها عقول شاربيها وحملها ايّام علي انكار الله عزّ وجلّ، والفرية عليه، وعلي رسله وساير ما يكون منهم من الفساد والقتل والقذف والزنا، وقلّة الإحتجاز من شيء من الحرام، فبذلك قضينا علي كلّ مسكر من الأشربة انّه حرام محرّم لانّه يأتي من عاقبتها ما يأتي من عاقبة الخمر.

فليجتنبه من يؤمن بالله واليوم الآخر ويتولاّنا وينتحل مودتنا كلّ شراب مسكر، فانّه ? عصمة بيننا وبين شاربيها.

من حكمة القطع

? يزال العبد يسرق حتّي إذا استوفي ثمن دية يده، اظهره الله عليه.

دور النيّة

? عمل إلاّ بنية.

التأويل بالرأي

? تتأول كتاب الله عزّ وجلّ برأيك فإن الله عزّ وجلّ قد قال: (ولا يعلم تأويله إلاّ الله والراسخون في العلم).

المراء في القرآن

المراء في كتاب الله كفر.

القرآن كلام الله

عن الريّان بن الصلت قال: قلت للرضا(عليه السّلام): ما تقول في القرآن؟ فقال:

كلام الله ? تتجاوزوه، ولا تطلبوا الهدي في غيره فتضلّوا.

تشريع الزكاة

علة الزكاة من اجل قوت الفقراء، وتحصين أموال الاغنياء لأن الله تبارك وتعالي كلّف أهل الصحة القيام بشأن اهل الزمانة والبلوي، كما قال الله تعالي (لتبلون في أموالكم وأنفسكم). في أموالكم باخراج الزكاة وفي أنفسكم بتوطين الانفس علي الصبر، مع ما في ذلك من اداء شكر نعم الله عزّ وجلّ، والطمع في الزيادة مع ما فيه من الرأفة والرحمة لأهل الضعف، والعطف علي أهل المسكنة، والحثّ لهم علي المواساة وتقوية الفقراء، والمعونة لهم علي امر الدين، وهم عظة لأهل الغني وعبرة لهم، ليستدلوا علي فقر الاخرة بهم، وما لهم من الحث في ذلك علي الشكر لله تبارك وتعالي، لما خولهم واعطاهم، والدعاء والتضرع والخوف من ان يصيروا مثلهم، في امور

كثيرة في اداء الزكاة والصدقات، وصلة الارحام واصطناع المعروف.

سوق المسلمين

عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي قال: سألت الرضا (عليه السّلام) عن الخفاف يأتي الرجل السوق ليشتري الخف ? يدري ذكي هو أم ?؟ ما تقول في الصلاة فيه وهو لايدري؟ قال:

نعم أنا اشتري الخفّ من السوق واصلي فيه وليس عليكم المسألة.

قال: وسألته عن الجبة الفراء يأتي الرجل السوق من اسواق المسلمين فيشتري الجبة ? يدري أهي ذكية أم ?؟ يصلي فيها؟

قال: نعم ان ابا جعفر (عليه السّلام) كان يقول: ان الخوارج ضيّقوا علي أنفسهم بجهالتهم ان الدين اوسع من ذلك ان علي بن ابي طالب (عليه السّلام) كان يقول: ان شيعتنا في اوسع ما بين السماء الي الأرض أنتم مغفور لكم.

مواعظ

أوحش المواطن

انّ أوحش ما يكون هذا الخلق في ثلاثة مواطن:

يوم يولد ويخرج من بطن امّه فيري الدنيا.

ويوم يموت فيري الآخرة وأهلها.

ويوم يبعث فيري أحكاماً لم يرها في دار الدنيا، وقد سلّم الله عزّ وجلّ علي يحيي (عليه السّلام) في هذه الثلاثة المواطن وآمن روعته فقال (وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيّاً) وقد سلّم عيسي بن مريم (عليه السّلام) علي نفسه في هذه الثلاثة المواطن فقال: (والسلام عليّ يوم ولدت ويوم أموت ويوم ابعث حيّاً).

كيف أصبحت؟

قيل له: كيف أصبحت؟ فقال (عليه السّلام):

أصبحت باجل منقوص، وعمل محفوظ، والموت في رقابنا، والنار من ورائنا، ولا ندري ما يفعل بنا؟

أيّ شيء الدنيا

اصبر فانّي أرجو أن يصنع الله لك ان شاء الله ثمّ قال: فوالله ما أخّر الله عن المؤمن من هذه الدنيا خير له ممّا عجّل له فيها ثمّ صغّر الدنيا وقال:

أيّ شيء هي؟ ثمّ قال: انّ صاحب النعمة علي خطر، انّه يجب

عليه حقوق الله فيها والله انّه لتكون عليّ النعم من الله عزّ وجلّ، فما أزال منها علي وجل - وحرّك يده - حتّي اخرج من الحقوق التي تجب لله عليّ فيها.

فقلت: جعلت فداك أنت في قدرك تخاف هذا؟

قال: نعم فأحمد ربّي علي ما منّ به عليّ.

كنز الكلمات

كان في الكنز الذي قال الله عزّ وجلّ (وكان تحته كنز لهما) كان فيه بسم الله الرحمن الرحيم: عجبت لمن ايقن بالموت كيف يفرح؟ وعجبت لمن ايقن بالقدر كيف يحزن؟ وعجبت لمن رأي الدنيا وتقلّبها بأهلها كيف يركن اليها؟ وينبغي لمن عقل عن الله أن ? يتّهم الله في قضائه ولا يستبطئه في رزقه.

فقلت له: جعلت فداك اريد أن اكتبه.

قال: فضرب والله يده إلي الدواة ليضعها بين يدي، فتناولت يده فقبلّتها وأخذت الدواة فكتبته.

اجتماعيات

ثلاثة لثلاثة

ثلاثة موكّل بها ثلاثة:

تحامل الأيّام علي ذوي الأدوات الكاملة.

واستيلاء الحرمان علي المتقدّم في صنعته.

ومعاداة العوام علي أهل المعرفة.

ارفق بالناس

دخلت مع يونس بن عبد الرحمن علي الرضا (عليه السّلام) فشكي إليه ما يلقي من أصحابه من الوقيعة، فقال الرضا (عليه السّلام):

دارهم فإنّ عقولهم ? تبلغ.

كلّم الناس بما يعرفون

عن محمّد بن عبيد، قال: دخلت علي الرضا (عليه السّلام) فقال لي:

قل للعبّاسي يكفّ عن الكلام في التوحيد وغيره، ويكلّم الناس بما يعرفون، ويكفّ عمّا ينكرون، وإذا سألوك عن التوحيد فقل - كما قال الله عزّ وجلّ (قل هو الله أحد، الله الصمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد).

وإذا سألوك عن الكيفيّة فقل - كما قال الله عزّ وجلّ -: (ليس كمثله شيء).

وإذا سألوك عن السمع فقل _ كما قال الله عزّ وجلّ_: (هو السميع العليم) فكلم الناس بما يعرفون.

الراضي بالشيء شريك

عن عبدالسلام بن صالح

الهروي، عن الرضا (عليه السّلام) قال: قلت له: يابن رسول الله: لأيّ علّة أغرق الله عزّ وجلّ الدنيا كلّها في زمن نوح (عليه السّلام) وفيهم الأطفال وفيهم من ? ذنب له؟ فقال (عليه السّلام):

ما كان فيهم الأطفال، لأنّ الله عزّ وجلّ أعقم أصلاب قوم نوح (عليه السّلام) وأرحام نسائهم أربعين عاماً، فانقطع نسلهم فغرقوا ولا طفل فيهم، وما كان الله عزّ وجلّ ليهلك بعذابه من ? ذنب له، وأمّا الباقون من قوم نوح (عليه السّلام) فاغرقوا لتكذيبهم لنبيّ الله نوح (عليه السّلام)، وسائرهم اغرقوا برضاهم بتكذيب المكذّبين، ومن غاب من أمر فرضي به كان كمن شهده وأتاه.

المعين للظالم ظالم

من أحبّ عاصياً فهو عاص، ومن أحبّ مطيعاً فهو مطيع، ومن أعان ظالماً فهو ظالم، ومن خذل عادلاً فهو ظالم، انّه ليس بين الله وبين أحد قرابة، ولا ينال أحد ولاية الله إلاّ بالطاعة، ولقد قال رسول الله (صلي الله عليه وآله) لبني عبد المطّلب: ايتوني بأعمالكم ? بأنسابكم وأحسابكم، قال الله تعالي: (فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ، ولا يتسائلون فمن ثقلت موازينه فاولئك هم المفلحون، ومن خفّت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنّم خالدون).

زر قبر أخيك

عن محمّد بن أحمد، قال: كنت بفيد فمشيت مع عليّ بن بلال إلي قبر محمّد بن إسماعيل بن بزيع، فقال عليّ بن بلال: قال لي صاحب هذا القبر عن الرضا (عليه السّلام)، قال: …

من أتي قبر أخيه ثمّ وضع يده علي القبر وقرأ: إنّا أنزلناه في ليلة القدر سبع مرّات أمن يوم الفزع الأكبر.

قرية الثمانين

لمّا هبط نوح (عليه السّلام) إلي الأرض كان هو وولده ومن تبعه ثمانين نفساً فبني حيث نزل قرية فسمّاها قرية الثمانين لأنّهم كانوا

ثمانين.

استخدام الخيل

أوّل من ركب الخيل إسماعيل وكانت وحشيّة ? تركب فسخّرها الله عزّ وجلّ علي إسماعيل من جبل مني، وانّما سمّيت الخيل العراب، لأنّ أوّل من ركبها إسماعيل.

أعن الضعيف واحترمه

يا محمّد انّه كان في زمن بني إسرائيل أربعة نفر من المؤمنين فأتي واحد منهم الثلاثة وهم مجتمعون في منزل أحدهم في مناظرة بينهم، فقرع الباب وخرج إليه الغلام فقال: أين مولاك؟

فقال: ليس هو في البيت، فرجع الرجل ودخل الغلام إلي مولاه فقال له: من كان الذي قرع الباب؟

قال: كان فلان فقلت له: لست في المنزل، فسكت ولم يكترث ولم يلم غلامه ولا اغتمّ أحد منهم لرجوعه عن الباب، وأقبلوا في حديثهم، فلمّا كان من الغد بكّر إليهم الرجل فأصابهم وقد خرجوا يريدون ضيعة لبعضهم فسلّم عليهم وقال: أنا معكم.

فقالوا له: نعم، ولم يعتذروا إليه، وكان الرجل محتاجاً ضعيف الحال، فلمّا كانوا في بعض الطريق إذا غمامة قد أظلّتهم فظنّوا أنّه مطر فبادروا، فلمّا استوت الغمامة علي رؤوسهم إذا منادياً ينادي من جوف الغمامة: أيتها النار خذيهم وأنا جبرئيل رسول الله، فإذا نار من جوف الغمامة قد اختطفت الثلاثة النفر، وبقي الرجل مرعوباً يعجب ممّا نزل بالقوم ولا يدري ما السبب، فرجع إلي المدينة فلقي يوشع بن نون (عليه السّلام) وأخبره الخبر وما رأي وما سمع.

فقال يوشع بن نون (عليه السّلام): أما علمت أنّ الله سخط عليهم بعد أن كان عليهم راضياً، وذلك بفعلهم بك؟

فقال: وما فعلهم بي؟ فحدثه يوشع.

فقال الرجل: فأنا أجعلهم في حلّ وأعفو عنهم.

قال: لو كان هذا قبل لنفعهم، فأمّا الساعة فلا، وعسي أن ينفعهم من بعد.

? تعن الظالمين

فلا يدخل الجنّة من البهائم إلاّ ثلاثة: حمارة بلعم، وكلب أصحاب الكهف، والذئب، وكان سبب

الذئب أنّه بعث ملك ظالم رجلاً شرطيّاً ليحشر قوماً من المؤمنين ويعذّبهم، وكان للشرطي ابن يحبّه، فجاء ذئب فأكل ابنه فحزن الشرطي عليه، فأدخل الله ذلك الذئب الجنّة لما أحزن الشرطي.

أتمنّي ولداً يشبهك

إنّ الملك قال لدانيال: أشتهي أن يكون لي ابن مثلك.

فقال: ما محلّي من قلبك؟

قال: أجلّ محلّ وأعظمه.

قال دانيال: فإذا جامعت فاجعل همّتك فيّ.

قال: ففعل الملك ذلك فولد له ابن اشبه خلق الله بدانيال.

المؤمنون اكفاء

نزل جبرئيل علي النبيّ (صلي الله عليه وآله) فقال: يا محمّد انّ ربّك يقرئك السلام، ويقول: انّ الأبكار من النساء بمنزلة الثمر علي الشجر فإذا أينع الثمر فلا دواء له إلاّ اجتناؤه، وإلاّ أفسدته الشمس، وغيّرته الريح، وانّ الأبكار إذا أدركن ما يدرك النساء فلا دواء لهنّ إلاّ البعول وإلاّ لم يؤمن عليهنّ الفتنة، فصعد رسول الله (صلي الله عليه وآله) المنبر فخطب الناس ثمّ أعلمهم ما أمر الله عزّ وجلّ به.

فقالوا: ممّن يا رسول الله؟

فقال: من الأكفاء.

فقالوا: ومن الأكفاء؟

فقال: المؤمنون بعضهم أكفاء بعض، ثمّ لم ينزل حتّي زوّج ضباعة من المقداد بن الأسود الكندي.

ثم قال: أيّها الناس انّي زوّجت ابنة عمّي المقداد ليتّضع النكاح.

سلوك الطريق

انّ رسول الله (صلي الله عليه وآله) كان إذا أخذ في طريق رجع في غيره.

الإطعام عند الزفاف

إنّ النجاشي لمّا خطب لرسول الله (صلي الله عليه وآله) امّ حبيبة آمنة بنت أبي سفيان فزوّجه دعا بطعام وقال: إنّ من سنن المرسلين الإطعام عند التزويج.

ضيافة الإمام

دعا عليّاً رجل، فقال له علي (عليه السّلام): علي أن تضمن لي ثلاث خصال.

قال: وما هي يا أمير المؤمنين؟

قال: ? تدخل علينا شيئاً من خارج، ولا تدّخر عنّا شيئاً في البيت ولا تجحف بالعيال.

قال: ذلك لك.

فأجابه عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام).

طيّبات

الرزق

كان علي بن الحسين (عليه السّلام) يلبس في الشتاء الجبّة الخزّ والمطرف الخزّ والقلنسوة الخزّ، فيشتو فيه ويبيع المطرف في الصيف ويتصدّق بثمنه، ثمّ يقول: (من حرّم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق).

إطعام الطعام

عن معمّر بن خلاّد قال: كان أبو الحسن الرضا (عليه السّلام) إذا أكل اتي بصحفه فتوضع قرب مائدته، فيعمد إلي أطيب الطعام ممّا يؤتي به فيأخذ من كلّ شيء شيئاً، فيوضع في تلك الصحفة، ثمّ يأمر بها للمساكين، ثمّ يتلو هذه الآية: (فلا اقتحم العقبة) ثمّ يقول:

علم الله عز وجل أن ليس كلّ انسان يقدر علي عتق رقبة فجعل لهم سبيلاً إلي الجنّة بإطعام الطعام.

تحيّة العيدين

عن محمّد بن الفضل، عن الرضا (عليه السّلام) قال: قال لبعض مواليه يوم الفطر وهو يدعو له:

يا فلان تقبّل الله منك ومنّا ثمّ أقام حتّي كان يوم الأضحي فقال له: يا فلان تقبّل الله منّا ومنك.

قال: فقلت له: يابن رسول الله قلت في الفطر شيئاً وتقول في الأضحي غيره؟

قال: فقال: نعم انّي قلت له في الفطر: تقبّل الله منك ومنّا لأنه فعل مثل فعلي وتأسيّت أنا وهو في الفعل، وقلت له في الأضحي: تقبّل الله منّا ومنك لأنا يمكننا أن نضحّي ولا يمكنه ان يضحي فقد فعلنا نحن غير فعله.

فلننسف التشاؤم

عن محمّد بن أحمد الدّقاق البغدادي، قال: كتبت إلي أبي الحسن الثاني (عليه السّلام) أسأله عن الخروج يوم الأربعاء ? يدور فكتب (عليه السّلام):

من خرج يوم الأربعاء ? يدور خلافاً علي أهل الطيرة، وقي من كلّ أفة، وعوفي من كلّ داء وعاهة وقضي الله له حاجته.

وكتبت إليه مرّة آخري أسأله عن الحجامة يوم الأربعاء ? يدور.

فكتب (عليه السّلام): من احتجم في يوم الأربعاء ? يدور

خلافاً علي أهل الطيرة عوفي من كل آفة ووقي من كلّ عاهة، ولم تخضّر محاجمه.

عند إلجام الدوابّ

علي كلّ منخر من الدوابّ شيطان فإذا أراد أحدكم أن يلجمها فليسّم الله عزّ وجلّ.

الوان ذات بهجة

انّ رسول الله (صلي الله عليه وآله) كان يعجبه النظر إلي الاترج الأخضر والتفاح الأحمر.

المائدة وآدابها

من أكل في منزله طعاماً فسقط منه شيء فليتناوله، ومن أكل في الصحراء، أو خارجاً فليتركه للطير والسبع.

كيف تنفق

سمعت العياشي وهو يقول: استأذنت الرضا (عليه السّلام) في النفقة علي العيال، فقال:

بين المكروهين قال: فقلت: جعلت فداك ? والله ما اعرف المكروهين، قال: فقال: بلي يرحمك الله أما تعرف أنّ الله عزّ وجلّ كره الإسراف وكره الإقتار.

فقال: (والذين إذا انفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواماً).

من علامات السخي

السخي يأكل من طعام الناس ليأكلوا من طعامه، والبخيل ? يأكل من طعام الناس لئلا يأكلوا من طعامه.

كيف يجتمع المال؟

? يجتمع المال إلاّ بخصال خمس: ببخل شديد، وأمل طويل، وحرص غالب، وقطيعة الرحم، وايثار الدنيا علي الآخرة.

مع الغني والفقير

من لقي فقيراً مسلماً فسلم عليه خلاف سلامه علي الغني لقي الله عزّ وجلّ يوم القيامة وهو عليه غضبان.

آثار صلة الرحم

يكون الرجل يصل رحمه فيكون قد بقي من عمره ثلاث سنين فيصيرها الله ثلاثين سنة ويفعل الله ما يشاء.

كيفية العشرة

أصحب السلطان بالحذر، والصديق بالتواضع، والعدوّ بالتحرز والعامة بالبشر.

مقياس القرابة

مودة عشرين سنة قرابة، والعلم اجمع لأهله من الاباء.

كسب الأخوان

من استفاد اخا في الله فقد استفاد بيتاً في الجنة.

آداب الضيافة

دعا رجل أمير المؤمنين (عليه السّلام) فقال له علي (عليه السّلام):

قد اجبتك علي ان تضمن لي ثلاث خصال.

قال: وما هي يا أمير المؤمنين؟

قال: ? تدخل عليّ شيئاً من خارج، ولا تدخّر عنّي شيئاً في البيت،

ولا تجحف بالعيال.

قال: ذاك لك يا أمير المؤمنين، فأجابه علي بن أبي طالب (عليه السّلام).

في الخضاب أجر

عن ذروان المدائني قال: دخلت علي أبي الحسن الثاني (عليه السّلام) فإذا هو قد اختضب فقلت: جعلت فداك قد اختضبت؟ فقال:

نعم انّ في الخضاب لأجراً أما علمت انّ التهيئة تزيد في عفة النساء ايسرّك انك إذا دخلت علي أهلك فرأيتها علي مثل ماتراك عليه إذا لم تكن علي تهيئة؟

قال: قلت: ?.

قال: هو ذاك.

قال: ولقد كان لسليمان (عليه السّلام) ألف امرأة في قصر ثلاثمائة مهيرة وسبعمائة سريّة. وكان يطيف بهنّ في كل يوم وليلة.

تهيّؤ الزوجين

عن الحسن بن الجهم قال: قلت لعلي بن موسي (عليه السّلام): خضبت؟ قال:

نعم بالحناء والكتم، أما علمت ان في ذلك لأجراً؟ انها تحب ان تري منك مثل الذي تحب ان تري منها (يعني: المرأة في التهيئة) ولقد خرجن نساء من العفاف إلي الفجور ما اخرجهن إلاّ قلة تهيئ ازواجهن.

التطيب والتعطر

? ينبغي للرجل ان يدع الطيب في كل يوم، فإن لم يقدر فيوم ويوم ?، فإن لم يقدر ففي كل جمعة، ولا يدع ذلك.

الملابس الحسنة

قال أبي: ما تقول في اللباس الحسن؟

فقلت: بلغني انّ الحسن (عليه السّلام) كان يلبس، وانّ جعفر بن محمّد (عليهما السلام) كان يأخذ الثّوب الجديد، فيأمر به فيغمس في الماء.

فقال لي: البس وتجمّل، فإن علي بن الحسين (عليه السّلام) كان يلبس الجبّة الخزّ بخمسمائة درهم، والمطرف الخز بخمسين ديناراً فيتشتي فيه، فإذا خرج الشتاء باعه وتصدّق بثمنه، وتلا هذه الآية: (قل من حرم زينة الله التي خرج لعباده والطيبات من الرزّق).

الإمام (عليه السّلام) يستشير

كنّا عند الرضا (عليه السّلام) وذكرنا أباه، فقال:

كان عقله ? يوازي به العقول، وربما شاور الأسود من سودانه فقيل له: تشاور

مثل هذا؟

فقال: إنّ الله تبارك وتعالي ربّما فتح علي لسانه.

قال: فكانوا ربما اشاروا عليه بالشيء فيعمل به من الضيعة والبستان.

لقمة بلقمة

ظهر في بني إسرائيل قحط شديد سنين متواترة، وكان عند امرأة لقمة من خبز فوضعتها في فيها لتأكلها، فنادي السائل: يا أمة الله الجوع.

فقالت المرأة: اتصدّق في مثل هذا الزمان، فأخرجتها من فيها فدفعتها الي السائل، وكان لها ولد صغير يحتطب في الصحراء فجاء الذئب فاحتمله فوقعت الصيحة فعدت الام في اثر الذئب فبعث الله تبارك وتعالي جبرئيل (عليه السّلام) فأخرج الغلام من فم الذئب، فدفعه الي امه فقال لها جبرئيل (عليه السّلام):

يا أمه الله ارضيت؟ لقمة بلقمة.

النعمة وحسن جوارها

يابن عرفة ان النعم كالابل المعقولة في عطنها علي القوم ما احسنوا جوارها، فإذا أساؤوا معاملتها وانالتها نفرت عنهم.

مهر السنّة لماذا؟

عن الحسين بن خالد قال: جعلت فداك كيف صارمهور النساء خمسمائة درهم: اثنتي عشرة اوقية ونش؟ قال:

ان الله عزّ وجلّ اوجب علي نفسه أن ? يكبره مؤمن مائة تكبيرة ويسبحه مائة تسبيحة، ويحمده مائة تحميدة، ويهلّله مائة تهليلة ويصلي علي محمّد وآله مائة مرّة، ثم يقول: اللّهم زوجني من الحور العين إلاّ زوجه الله حوراء فمن ثم جعل مهور النساء خمسمائة درهم، وايما مؤمن خطب الي اخيه حرمة، وبذل له خمسمائة درهم فلم يزوجه فقد عقه واستحق من الله عزّ وجلّ ان ? يزوجه حوراء.

الأخ الأكبر

الأخ الأكبر بمنزلة الأب.

اذاذكرت الرجل

إذا ذكرت الرجل وهو حاضر فكنّه، واذا كان غائباً فسمّه.

من سنن الزواج.

من السنة اطعام الطعام عند التزويج.

التكسب للعيال

ان الذي يطلب من فضل يكفّ به عياله اعظم اجراً من المجاهد في سبيل الله.

? ترجو الفاقد

خمس من لم تكن فيه فلا ترجوه لشيء من الدنيا والآخرة، من لم تعرف

الوثاقة في ارومته، والكرم في طباعه، والرصانة في خلقه، والنّبل في نفسه، والمخافة لربّه.

احسن الناس معاشاً

قال علي بن شعيب: دخلت علي أبي الحسن الرضا (عليه السّلام): فقال لي:

يا علي من احسن الناس معاشاً؟

قلت: أنت يا سيدي اعلم به مني.

فقال (عليه السّلام): يا علي من حسّن معاش غيره في معاشه.

يا علي من اسوء الناس معاشاً؟

قلت: أنت أعلم.

قال: من لم يعش غيره في معاشه.

يا علي: أحسنوا جوار النعم فإنها وحشيّة ما نأت عن قوم فعادت اليهم.

يا علي: ان شر الناس من منع رفده، وأكل وحده، وجلد عبده.

بيت فيه محمّد

البيت الذي فيه اسم محمّد يصبح اهله بخير ويمسون بخير.

? تقطع شجرة

عن البزنطي قال: سألت الرضا (عليه السّلام) عن قطع السدر فقال:

سألني رجل من اصحابك عنه فكتبت اليه ان ابا الحسن (عليه السّلام) قطع سدراً وغرس مكانه عنباً.

خطبة النكاح وآدابها

الحمد لله الذي حمد في الكتاب نفسه، وافتتح بالحمد كتابه، وجعله أول محل نعمته، وآخر جزاء أهل طاعته، وصلي الله علي محمّد خير بريته وعلي آله ائمة الرحمة، ومعادن الحكمة، والحمد لله الذي كان في نبائه الصادق، وكتابه الناطق، ان من احق الاسباب بالصلة واولي الامور بالتقدمة سبباً اوجب نسباً وامراً اعقب حسباً، فقال جلّ ثناؤه: (وهو الذي خلق من الماء بشراً فجعله نسباً وصهراً وكان ربّك قديراً). وقال (وأنكحوا الأيامي منكم والصالحين من عبادكم وامائكم ان يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم).

ولو لم يكن في المناكحة والمصاهرة آية محكمة ولا سنة متّبعة، لكان فيما جعل الله فيها من برّ القريب وتألف البعيد ما رغب فيه العاقل اللبيب وسارع اليه الموفق المصيب، فأولي الناس بالله من اتبع امره، وانفذ حكمه، وامضي قضاءه ورضي جزاءه، ونحن نسأل الله

تعالي ان ينجز لنا ولكم علي اوفق الامور.

ثم ان فلان بن فلان من قد عرفتم مروته وعقله وصلاحه ونيته وفضله وقد احب شركتكم، وخطب كريمتكم فلانة، وبذل لها من الصداق كذا فشفّعوا شافعكم وانكحوا خاطبكم في يسرٍ غير عسر، اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم.

تهنئة أو تعزية؟

قال (عليه السّلام) للحسن بن سهل: وقد عزاه بموت ولده: لتهنئة بآجل الثواب أولي من التعزية علي عاجل المصيبة.

أدعية

دعاؤه علي المأمون

عن الهروي قال: رفع إلي المأمون أنّ أبا الحسن علي بن موسي [الرضا] (عليه السّلام) يعقد مجالس الكلام، والناس يفتتنون بعلمه، فأمر محمّد بن عمرو الطوسي حاجب المأمون فطرد الناس عن مجلسه وأحضره، فلمّا نظر إليه المأمون زبره واستخفّ به. فخرج أبو الحسن [الرضا] (عليه السّلام) وهو يقول: وحقّ المصطفي والمرتضي وسيّدة النساء لأستنزلنّ من حول الله عزّ وجل بدعائي عليه ما يكون سبباً لطرد كلاب أهل هذه الكورة إيّاه واستخفافهم به، وبخاصته وعامّته. ثمّ إنّه (عليه السّلام) انصرف إلي مركزه واستحضر الميضأة وتوضّأ وصلّي ركعتين وقنت في الثانية فقال:

اللهمّ يا ذا القدرة الجامعة، والرحمة الواسعة، والمنن المتتابعة والآلاء المتوالية، والأيادي الجميلة، والمواهب الجزيلة، يا من ? يوصف بتمثيل، ولا يمثّل بنظير، ولا يغلب بظهير، يا من خلق فرزق، وألهم فأنطلق، وابتدع فشرع، وعلا فارتفع، وقدّر فأحسن، وصوّر فأتقن، واحتجّ فأبلغ، وأنعم فأسبغ وأعطي فأجزل.

يا من سما في العزّ ففات خواطر الأبصار، ودنا في اللطف فجاز هواجس الأفكار، يا من تفرّد بالملك فلاندّ له في ملكوت سلطانه، وتوحّد بالكبرياء فلا ضدّ له في جبروت شأنه، يامن حارت في كبرياء هيبته دقائق لطائف الأوهام، وحسرت دون إدراك عظمته خطائف أبصار الأنام، يا عالم خطرات قلوب العارفين وشاهد لحضات

أبصار الناظرين.

يا من عنت الوجوه لهيبته، وخضعت الرقاب لجلالته، ووجلت القلوب من خيفته، وارتعدت الفرائص من فرقه، يا بدئ يا بديع يا قويّ يا منيع يا عليّ يا رفيع، صلّ علي من شرّفت الصلوة عليه، وانتقم لي ممّن ظلمني، واستخفّ بي وطرد الشيعة عن بابي وأذقه مرارة الذلّ والهوان كما أذاقنيها، واجعله طريد الأرجاس، وشريد الأنجاس.

قال أبو الصلت عبد السلام بن صالح الهروي: فما استتمّ مولاي (عليه السّلام) دعاءه حتي وقعت الرجفة في المدينة، وارتجّ البلد وطرة المأمون وجنوده أسوء طرد بعد إذلال واستخفاف شديد.

في قنوت الوتر

سمعت رجاء بن أبي الضحّاك يقول: بعثني المأمون في أشخاص عليّ بن موسي الرضا (عليه السّلام) من المدينة … فوالله ما رايت رجلاً كان اتقي لله تعالي منه ولا أكثر ذكرا لله في جميع اوقاته منه، ولا اشدّ خوفاً لله عزّ وجلّ منه … وكان يقنت في وتره ويقول:

اللّهمّ صلّ علي محمّد وآل محمّد، اللّهمّ اهدنا فيمن هديت وعافنا فيمن عافيت، وتولّنا فيمن تولّيت، وبارك لنا فيما أعطيت، وقناشرّ ما قضيت، فانّك تقضي ولا يقضي عليك، انّه ? يذلّ من واليت، ولا يعزّ من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت.

دعاؤه في السجود

ان الإمام الرضا (عليه السّلام) كان يقول في سجوده:

لك الحمد ان أطعتك، ولا حجة لي ان عصيتك، ولا صنع لي ولا لغيري في احسانك، ولا عذر لي ان أسأت، ما أصابني من حسنة فمنك يا كريم اغفر لمن في مشارق الأرض ومغاربها من المؤمنين والمؤمنات.

للحفظ من العين

عن معمّر بن خلاّد قال: كنت مع الرضا (عليه السّلام) بخراسان علي نفقاته، فأمرني أن أتخذ له غالية فلما أتخذتها، فأعجب بها فنظر اليها فقال لي:

يا معمّر، انّ العين حقّ فاكتب في رقعة (الحمد)

و(قل هو الله أحد) و(المعوذتين) و(آية الكرسي) واجعلها في غلاف القارورة.

عند الخروج من البيت

إذا خرجت من منزلك في سفر أو حضر فقل: (بسم الله آمنت بالله توكلت علي الله ما شاء الله ولا حول ولا قوة إلاّ بالله).

فتلقاه الشياطين فتضرب الملائكة وجوهها، وتقول: ما سبيلكم عليه وقد سمّي الله عزّ وجلّ وآمن به وتوكل علي الله؟

وقال: ما شاء الله ? حول ولا قوة بالله.

للأمن من الشلل

من قرء آية الكرسي عند منامه لم يخف الفالج ان شاء الله تعالي ومن قرأها بعد كل صلاة لم يضرّه ذو حمّة.

في يوم عرفة

اللّهم كما سترت عليّ مالم أعلم فاغفر لي ما تعلم، وكما وسعني علمك فليسعني عفوك، وكما بدأتني بالاحسان فأتمّ نعمتك بالغفران، وكما أكرمتني بمعرفتك فاشفعها بمغفرتك، وكما عرفّتني وحدانيتك فأكرمني بطاعتك، وكما عصمتني مما لم اكن اعتصم منه إلاّ بعصمتك فاغفرلي ما لو شئت عصمتني منه يا جواد يا كريم يا ذا الجلال والإكرام.

لكل ألم

عن خالد العبسي، قال: علمني علي بن موسي (عليه السّلام) هذه العوذة وقال:

علمها اخوانك من المؤمنين فإنها لكل ألهم وهي: (اعيذ نفسي برب الأرض ورب السماء اعيذ نفسي بالذي ? يضر مع اسمه داء، اعيذ نفسي بالذي اسمه بركة وشفاء).

يارب الأرباب

حدثنا الرضا علي بن موسي بن جعفر بن محمّد الباقر(عليهم السلام) قال:

هذه عوذة لشيعتنا للسلّ:

(يا الله، يارب الأرباب، ويا سيد السادات، ويا اله الالهة ويا ملك الملوك ويا جبار السموات والارض، اشفني وعافني من دائي هذا، فإني عبدك وابن عبدك اتقلب في قبضتك، وناصيتي بيدك).

تقولها ثلاثاً، فإن الله عزّ وجلّ يكفيك بحوله وقوته انشاء الله تعالي.

لكل علة

يا زكريا، قلت لبيكّ! يابن رسول الله.

قال: قل علي جميع العلل: (يا منزل الشفاء، ومذهب الداء انزل

علي وجعي الشفاء) فإنك تعافي بإذن الله عزّ وجلّ.

عند الشدائد

اللّهم أنت ثقتي في كل كرب، وأنت رجائي في كل شدة، وأنت لي في كل أمر نزل بي ثقة وعدة، كم من كرب يضعف عنه الفؤاد، وتقل فيه الحيلة، وتعيي فيه الامور، ويخذل فيه القريب والبعيد والصديق ويشمت فيه العدو، انزلته بك وشكوته اليك، راغباً اليك فيه عمن سواك، ففرجته وكشفته وكفيتنيه، فأنت وليّ كل نعمة، وصاحب كل حاجة ومنتهي كل رغبة، فلك الحمد كثيراً، ولك المنّ فاضلاً، بنعمتك تتم الصالحات يا معروفاً بالمعروف معروف، ويا من هو بالمعروف موصوف، انلني من معروفك، معروفاً تغنيني به عن معروف من سواك، برحمتك يا ارحم الراحمين.

الدعاء لصاحب الأمر

اللّهم صل علي محمّد وآل محمّد، وادفع عن وليك وخليفتك وحجّتك علي خلقك، ولسانك المعبّر عنك بإذنك، الناطق بحكمتك، وعينك الناظرة في بريّتك، وشاهداً علي عبادك، الجحجاح المجاهد المجتهد، عبدك العائذ بك.

اللّهم واعذه من شرّ ما خلقت وذرأت وبرأت وأنشأت وصوّرت، واحفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن فوقه ومن تحته بحفظك الذي ? يضيع من حفظته به، واحفظ فيه رسولك ووصي رسولك وآباءه ائمتك ودعائم دينك، صلواتك عليهم اجمعين، واجعله في وديعتك التي ? تضيع، وفي جوارك الذي ? يخفر، وفي منعك وعزّك الذي لايقهر.

اللّهم وآمنه بأمانك الوثيق الذي ? يخذل من آمنته به، واجعله في كنفك الذي ? يضام من كان فيه، وانصره بنصرك العزيز، وايّده بجندك الغالب، وقوّه بقوتك، واردفه بملائكتك.

اللّهم وال من والاه، وعاد من عاداه والبسه درعك الحصينة وحفّه بملائكتك حفّاً. اللّهم وبلّغه افضل ما بلغت القائمين بقسطك من اتباع النبيين اللّهم اشعب به الصدع، وارتق به الفتق، وامت به الجور، واظهر

به العدل، وزيّن بطول بقائه الأرض، وايده بالنصر، وانصره بالرعب، وافتح له فتحاً يسيراً، واجعل له من لدنك علي عدوّك وعدوّه سلطاناً نصيراً.

اللّهم اجعله القائم المنتظر، والإمام الذي به تنتصر، وايده بنصر عزيز وفتح قريب، وورّثه مشارق الأرض ومغاربها اللاتي باركت فيها واحي به سنّة نبيك صلواتك عليه وآله، حتي ? يستخفي بشيء من الحق مخافة أحدٍ من الخلق، وقوّ ناصره، واخذل خاذله، ودمدم علي من نصب له، ودمّر علي من غشّه، اللّهم واقتل به جبابرة الكفر، وعمده ودعائمه، والقوام به، واقصم به رؤوس الضلالة، وشارعة البدعة ومميتة السنة ومقوية الباطل، واذلل به الجبارين، وابر به الكافرين والمنافقين وجميع الملحدين، حيث كانوا واين كانوا من مشارق الأرض ومغاربها وبرّها وبحرها، وسهلها وجبلها حتي ? تدع منهم ديّاراً ولا تبقي لهم آثاراً.

اللّهم وطهّر منهم بلادك، واشف منهم عبادك، واعزّ به المؤمنين واحي به سنن المرسلين، ودارس حكم النبيين، وجدّد به مامحي من دينك، وبدّل من حكمك، حتي تعيد دينك به وعلي يديه غصّاً جديداً صحيحاً محضاً ? عوج فيه ولا بدعة معه، حتي (تبين خ ل) تنير بعدله ظلم الجور، وتطفئ به نيران الكفر، وتظهر به معاقد الحق، ومجهول العدل، وتوضح به مشكلات الحكم.

اللّهم وانه عبدك الذي استخلصته لنفسك، واصطفيته من خلقك واصطفيته علي عبادك، وائتمنته علي غيبك، وعصمته من الذنوب، وبرّأته من العيوب، وطهّرته من الرجس وصرفته عن الدنس، وسلمته من الريب.

اللّهم فإنا نشهد له يوم القيامة ويوم حلول الطامّة انه لم يذنب ولم يأت حوباً، ولم يرتكب لك معصية، ولم يضيّع لك طاعة، ولم يهتك لك حرمة ولم يبدّل لك فريضة ولم يغير لك شريعة وانّه الإمام التقيّ الهادي المهديّ الطاهر التقي الوفيّ الرضيّ

الزكيّ.

اللّهم فصل عليه وعلي آبائه، واعطه في نفسه وولده واهله وذريته وامّته وجميع رعيته ما تقربه عينه، وتسرّ به نفسه، وتجمع له ملك المملكات كلها قريبها وبعيدها، وعزيزها وذليلها، حتي يجري حكمه علي كل حكمٍ ويغلب بحقّه علي كل باطل.

اللّهم واسلك بنا علي يديه منهاج الهدي، والمجّة العظمي والطريقة الوسطي التي يرجع اليها الغالي، ويلحق بها التالي، اللّهم وقوّنا علي طاعته وثبتنا علي مشايعته، وامنن علينا بمتابعته واجعلنا في حزبه القوامين بأمره الصابرين معه، الطالبين رضاك بمناصحته، حتي تحشرنا يوم القيامة في انصاره واعوانه ومقويّة سلطانه.

اللّهم صل علي محمّد وآل محمّد، واجعل ذلك كلّه منالك خالصاً من كل شك وشبهة ورياء وسمعة، حتي ? نعتمد به غيرك، ولا نطلب به إلاّ وجهك وحتي تحلّنا محلّه، وتجعلنا في الجنة معه، ولا تبتلنا في امره بالسامة والكسل والفترة والفشل، واجعلنا ممن تنتصر به لدينك وتعزّ به نصر وليّك ولا تستبدل بنا غيرنا، فإنّ استبدا لك بنا غيرنا عليك يسير وهو علينا كبير، انك علي كل شيء قدير.

اللّهم وصل علي ولاة عهوده، وبلّغهم آمالهم، وزد في آجالهم وانصرهم وتمّم لهم ما اسندت إليهم من امر دينك، واجعلنا لهم اعواناً وعلي دينك انصاراً وصل علي آبائه الطاهرين الأئمة الراشدين.

اللّهم فإنهم معادن كلماتك، وخزّان علمك، وولاة امرك، وخالصتك من عبادك، وخيرتك من خلقك، واوليائك وسلائل اوليائك، وصفوتك واولاد اصفيائك، صلواتك ورحمتك وبركاتك عليهم اجمعين.

اللّهم وشركاؤه في امره، ومعاونوه علي طاعتك، الذين جعلتهم حصنه وسلاحه ومفزعه، وانسه الذين سلوا عن الاهل والاولاد، وتجافوا الوطن، وعطّلوا الوثير من المهاد، قد رفضوا تجاراتهم، واضرّوا بمعايشهم وفقدوا في انديتهم بغير غيبة عن مصرهم، وحالفوا البعيد ممن عاضدهم علي امرهم، وخالفوا القريب ممن ضدّ عن

وجهتهم، وائتلفوا بعد التدابر والتقاطع في دهرهم، وقطعوا الاسباب المتصلة بعاجل حطام من الدنيا، فاجعلهم اللّهم في حرزك، وفي ظل كنفك، وردّ عنهم بأس من قصد اليهم بالعداوة من خلقك واجزل لهم من دعوتك من كفايتك ومعونتك لهم، وتأييدك ونصرك اياهم ما تعينهم به علي طاعتك، وازهق بحقهم باطل من اراد اطفاء نورك، وصل علي محمّد وآله واملأ بهم كل افق من الآفاق. وقطر من الاقطار. قسطاً وعدلاً ورحمة وفضلاً، واشكر لهم علي حسب كرمك وجودك وما مننت به علي القائمين بالقسط من عبادك واذخر لهم من ثوابك ما ترفع لهم به الدرجات، انك تفعل ما تشاء، وتحكم ما تريد آمين رب العالمين.

عند الافطار

من قال عند افطاره: (اللّهم لك صمنا بتوفيقك، وعلي رزقك افطرنا بأمرك، فتقبّله منّا واغفر لنا انك أنت الغفور الرحيم) غفر الله ما ادخل علي صومه من النقصان بذنوبه.

إذا كنت في شدّة

رأيت أبي (عليه السّلام) في المنام فقال: يابني إذا كنت في شدة فاكثر من أن تقول: (يا رؤوف يا رحيم) والذي نراه في النوم كما نراه في اليقظة.

سلاح الأنبياء

عليكم بسلاح الأنبياء.

فقيل: وما سلاح الأنبياء؟

قال (عليه السّلام): الدعاء.

الابطاء لماذا؟

عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي قال: قلت للرضا (عليه السّلام) جعلت فداك إني قد سألت الله تبارك وتعالي حاجة منذ كذا وكذا سنة، وقد دخل في قلبي من ابطائها شيء. فقال:

يا أحمد اياك والشيطان ان يكون له عليك سبيل حتي يغيضك ان ابا جعفر صلوات الله عليه كان يقول: ان المؤمن يسأل الله الحاجة فيؤخر عنه تعجيل حاجته حباً لصوته، واستماع نحيبه.

ثم قال: والله لما أخرّ الله عن المؤمنين مما يطلبون من هذه الدنيا خير لهم مما عجل لهم منها، وأيّ

شيء الدنيا؟ ان أبا جعفر (عليه السّلام) كان يقول:

ينبغي للمؤمن ان يكون دعاؤه في الرخاء نحواً من دعائه في الشدةليس إذا ابتلي فتر، فلا تملّ الدعاء فإنه من الله تبارك وتعالي بمكان وعليك بالصدق وطلب الحلال، وصلة الرحم، وإياك ومكاشفة الرجال انا أهل بيت نصل من قطعنا ونحسن الي من أساء الينا، فنري والله في الدنيا في ذلك العاقة [العافية خ ل[الجنة [الحسنة خ ل[ان صاحب النعمة في الدنيا إذا سأل فأعطي، طلب غير الذي سأل، وصغرت النعمة في عينه فلا يمتنع من شيء أعطي، وإذا كثرت النعم كان المسلم من ذلك علي خطر للحقوق والذي يجب عليه وما يخاف من الفتنة.

فقال لي: أخبرني عنك لو أني قلت قولاً كنت تثق به منّي؟

قلت: جعلت فداك وإذا لم اثق بقولك فبمن اثق وأنت حجة الله تبارك وتعالي علي خلقه؟

قال: فكن بالله اوثق فإنك علي موعد من الله اليس الله تبارك وتعالي يقول: (وإذا سألك عبادي عنّي فإني قريب أجيب دعوةالداع إذا دعان). وقال: (? تقنطوا من رحمة الله).

وقال: (والله يعدكم مغفرة منه وفضلاً). فكن بالله عزّ وجل اوثق منك بغيره، ولا تجعلوا في انفسكم إلاّ خيراً فإنكم مغفور لكم.

الدعاء بالأسماء الحسني

إذا نزلت بكم شدة فاستعينوا بنا علي الله، وهو قول الله (ولله الاسماء الحسني فادعوه بها).

قال أبو عبد الله (عليه السّلام): نحن والله الاسماء الحسني الذي ? يقبل من أحد إلاّ بمعرفتنا. قال: فادعوه بها.

يا من ليس كمثله شيء

سبحان من خلق الخلق بقدرته واتقن ما خلق بحكمته ووضع كل شيء منه موضعه بعلمه، سبحان من يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور وليس كمثله شيء وهو السميع البصير

الهي بدت قدرتك

الهي بدت قدرتك، ولم تبد هيئة لك، فجهلوك

وقدّروك، والتقدير علي غير ما به شبّهوك، فأنا بريء يا الهي من الذين بالتشبيه طلبوك ليس كمثلك شيء ولن يدركوك، ظاهر ما بهم من نعمتك، دلّهم عليك لو عرفوك، وفي خلقك يا الهي مندوحة ان يتناولوك، بل شبّهوك بخلقك فمن ثم لم يعرفوك، واتخذوا بعض آياتك ربّا فبذلك وصفوك، فتعاليت يا الهي وتقدّست عمّا به المشبهون نعتوك، يا سامع كل صوت، ويا سابق كل فوت، يا محيي العظام وهي رميم، ومنشئها بعد الموت صل علي محمّد وآل محمّد، واجعل لي من كل هم فرجاً ومخرجاً، وجميع المؤمنين إنّك علي كل شيءٍ قدير.

سبحان خالق النور والظلمة

سبحان خالق النور وسبحان خالق الظلمة، سبحان خالق المياه، سبحان خالق السماوات، سبحان خالق الارضين، سبحان خالق الرياح والنبات، سبحان خالق الحياة والموت، سبحان خالق الثري والفلوات، سبحان الله وبحمده.

بالله أستفتح

(بالله استفتح وبالله استنجح، وبمحمد (صلي الله عليه وآله) أتوجه، اللهمّ سهّل لي حزونة أمري كلّه، ويسّرلي صعوبته، إنّك تمحو ما تشاء وتثبت وعندك امّ الكتاب.

يا جبّار السماوات والارضين

استسلمت مولاي لك، واسلمت نفسي اليك، وتوكلت في كل اموري عليك وأنا عبدك وابن عبديك، أخبأني اللّهم في سترك عن شرار خلقك واعصمني من كل أذيً وسوء بمنّك واكفني شر كل ذي شرٍ بقدرتك، اللّهم من كادني وارادني فإني أدرا بك في نحره واستعين بك منه واستعيذ منه بحولك وقوّتك وشدّ عنّي ايدي الظالمين إذ كنت ناصري، ? إله إلاّ أنت يا أرحم الراحمين، وإله العالمين، اسألك كفاية الأذي والعافية والشفاء والنصر علي الأعداء والتوفيق لما تحب ربنا وترضي، يا اله العالمين يا جبّار السماوات والأرضين، يا رب محمّد وآله الطيبين الطاهرين صلواتك عليهم اجمعين.

مناقضات

اشتعل ناراً

عن يونس بن عبد الرحمن قال: دخلت

علي الرضا (عليه السّلام) فقال لي:

مات عليّ بن أبي حمزة؟

قلت: نعم.

قال: قد دخل النار.

قال: ففزعت من ذلك.

قال: أمّا أنّه سئل عن الإمام بعد موسي أبي فقال: ? أعرف إماماً بعده.

فقيل: ?؟

فضرب في قبره ضربة اشتعل قبره ناراً.

ظالم أهل البيت

قال رسول الله (صلي الله عليه وآله): حرّمت الجنّة علي من ظلم أهل بيتي وآذاني في عترتي ومن صنع صنيعة إلي أحد من ولد عبد المطّلب ولم يجازه عليها فأنا اجازيه غداً إذا لقيني يوم القيامة.

استنكار واحتجاج

لمّا أتي أبوبكر وعمر إلي منزل أميرالمؤمنين (عليه السّلام) وخاطباه في أمر البيعة، وخرجا من عنده، خرج أميرالمؤمنين (عليه السّلام) إلي المسجد فحمد الله وأثني عليه بما اصطنع عندهم أهل البيت إذ بعث فيهم رسولاً منهم، وأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً ثمّ قال:

إنّ فلاناً وفلاناً أتياني وطالباني بالبيعة لمن سبيله أن يبايعني، أنا ابن عمّ النبيّ وابوبنيه والصدّيق الأكبر، وأخو رسول الله (صلي الله عليه وآله) ? يقولها أحد غيري إلاّ كاذب، وأسلمت وصلّيت قبل كلّ أحد، وأنا وصيّه وزوج ابنته سيّدة نساء أهل العالمين فاطمة بنت محمّد وأبو حسن وحسين سبطي رسول الله (صلي الله عليه وآله) ونحن أهل بيت الرحمة، بنا هداكم الله، وبنا استنقذكم من الضلالة، وأنا صاحب يوم الدوح، وفيّ نزلت سورة من القرآن، وأنا الوصيّ علي الأموات من أهل بيته (صلي الله عليه وآله)، وأنا بقيّته علي الأحياء من امّته، فاتّقوا الله يثبت أقدامكم، ويتمّ نعمته عليكم، ثمّ رجع إلي بيته.

الكافرون بالولاية

سأل المأمون الرضا (عليه السّلام) عن قول الله عزّ وجلّ: (الّذين كانت أعينهم في غطاء عن ذكري وكانوا ? يستطيعون سمعاً) فقال (عليه السّلام):

انّ غطاء العين ? يمنع من الذكر، والذكر ? يري بالعين، ولكنّ

الله عزّوجلّ شبّه الكافرين بولاية عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام) بالعميان، لأنّهم كانوا يستثقلون قول النبيّ (صلي الله عليه وآله) فيه، فلا يستطيعون له سمعاً.

فقال المأمون: فرّجت عنّي، فرّج الله عنك.

يزيد والشطرنج

من نظر إلي الفقّاع أو إلي الشطرنج فليذكر الحسين (عليه السّلام) وليلعن يزيد وآل زياد، يمحو الله عزّ وجلّ بذلك ذنوبه، ولو كانت بعدد النجوم.

قاتل الحسين والراضي به

قال رسول الله (صلي الله عليه وآله): انّ قاتل الحسين بن علي (عليه السّلام) في تابوت من نار، عليه نصف عذاب أهل الدنيا، وقد شدّت يداه ورجلاه بسلاسل من نار، منكّس في النار، حتي يقع في قعر جنّهم وله ريح يتعوّذ أهل النار إلي ربّهم من شدّة نتنه، وهو فيها خالد ذائق العذاب الأليم، مع جميع من شايع علي قتله، كلّما نضجت جلوهدم بدّل الله عزّوجلّ عليهم الجلود حتّي يذوقوا العذاب الأليم ? يفتر عنهم ساعة، ويسقون من حميم جهنّم، فالويل لهم من عذاب الله تعالي في النار.

سمة يزيد وأتباعه

لمّا حمل رأس الحسين بن علي (عليه السّلام) إلي الشام أمر يزيد لعنه الله فوضع ونصبت عليه مائدة فأقبل هو لعنه الله وأصحابه يأكلون ويشربون الفقّاع، فلمّا فرغوا أمر بالرأس فوضع في طست تحت سريره، وبسط عليه رقعة الشطرنج وجلس يزيد عليه اللعنة يلعب بالشطرنج ويذكر الحسين وأباه وجدّه صلوات اله عليهم، ويستهزئ بذكرهم، فمتي قمر صاحبه تناول الفقّاع، فشربه ثلاث مرّات، ثم صبّ فضلته علي ما يلي الطست من الأرض.

فمن كان من شيعتنا فليتورّع عن شرب الفقّاع واللعب بالشطرنج، ومن نظر إلي الفقّاع أو إلي الشطرنج فليذكر الحسين (عليه السّلام)، وليلعن يزيد وآل زياد يمحو الله عزّوجلّ بذلك ذنوبه، ولو كانت بعدد النجوم.

مع البطائني رأس الواقفيّة

الحسن

بن علي الوشاء قال: دعاني سيدي الرضا (عليه السّلام) بمرو، فقال:

يا حسن مات علي بن أبي حمزة البطائني في هذا اليوم وادخل في قبره الساعة، ودخلا عليه ملكا القبر فسألاه: من ربّك؟

فقال: الله. ثم قالا: من نبيّك؟

فقال: محمّد.

فقالا: من وليّك؟

فقال: علي بن أبي طالب.

قالا: ثمّ من؟

قال: الحسن.

قالا: ثمّ من؟

قال: الحسين.

قالا: ثمّ من؟

قال: علي بن الحسين.

قالا: ثمّ من؟

قال: محمّد بن علي.

قالا: ثمّ من؟

قال: جعفر بن محمّد.

قالا: ثمّ من؟

قال: موسي بن جعفر.

قالا: ثمّ من؟

فلجلج، فزجراه وقالا: ثمّ من؟ فسكت.

فقالا له: أفموسي بن جعفر أمرك بهذا؟ ثمّ ضرباه بمقمعة من نار فألهبا عليه قبره إلي يوم القيامة.

فخرجت من عند سيدي فأرّخت ذلك اليوم فما مضت الأيّام حتّ وردت كتب الكوفيين بموت البطائني في ذلك اليوم أنّه ادخل قبره في تلك الساعة.

المأمون يتّهم الشيعة

روي أنّه لمّا سار المأمون إلي خراسان وكان معه الرضا علي بن موسي (عليه السّلام) فبينا هما يسيران إذ قال له المأمون: يا أبا الحسن إنّي فكرت في شيء فتح لي الفكر الصواب فيه، فكّرت في أمرنا وأمركم، ونسبنا ونسبكم فوجدت الفضيلة فيه واحدة ورأيت اختلاف شيعتنا في ذلك محمولاً علي الهوي والعصبيّة. فقال له أبوالحسن الرضا (عليه السّلام):

إنّ لهذا الكلام جواباً فإن شئت ذكرته لك، وإن شئت أمسكت.

فقال له المأمون: إنّي لم أقله إلاّ لأعلم ما عندك فيه.

قال له الرضا (عليه السّلام) أنشدك الله لو أنّ الله تعالي بعث نبيّه محمّداً (صلي الله عليه وآله) فخرج علينا من وراء أكمة من هذه الآكام فخطب إليك ابنتك أكنت تزوّجه إيّاها؟

فقال: يا سبحان الله وهل أحد يرغب عن رسول الله (صلي الله عليه وآله).

فقال له الرضا (عليه السّلام): أفتراه يحلّ له أن يخطب إليّ؟

قال: فسكت المأمون هنيئة

ثمّ قال: أنتم والله أمسّ برسول الله (صلي الله عليه وآله) رحماً.

ما يقتلني غيره

عن اسحاق بن حمّاد قال: كان المأمون يعقد مجالس النظر ويجمع المخالفين لأهل البيت (عليهم السلام) ويكلّمهم في إمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السّلام) وتفضيلة علي جميع الصحابة تقرّباً إلي أبي الحسن علي بن موسي الرضا (عليه السّلام) وكان الرضا (عليه السّلام) يقول لأصحابه الذين يثق به:

? تغتّروا منه بقوله، فما يقتلني والله غيره، ولكنّه لابدّ لي من الصبر حتي يبلغ الكتاب أجله.

المسوخ

كانت الخفاش امرأة سحرت ضرّة لها فمسخها الله عزّ وجلّ خفاشاً وانّ الفأركان سبطاً من اليهود غضب الله عليهم فمسخهم فأراً.

وانّ البعوض كان رجلاً يستهزئ بالأنبياء (عليهم السلام) ويشتمهم ويكلح في وجوههم ويصفق بيديه فمسخه الله عزّ وجلّ بعوضاً وانّ القملة هي من الجسد [الحسد خ ل] وانّ نبياً من أنبياء بني اسرائيل كان قائماً يصلّي إذ أقبل إليه سفيه من سفهاء بني اسرائيل فجعل يهزأ به ويكلح في وجهه فما برح من مكانه حتّي مسخه الله عزّ وجلّ قملة.

وانّ الوزغ كان سبطاً من أسباط اسرائيل يسبّون أولاد الأنبياء ويبغضونهم فمسخهم الله أوزاغاً.

المنافقون ومكائدهم

وقف عليّ أبو الحسن الثاني (عليه السّلام) في زريق فقال لي وهو رافع صوته:

يا أحمد!

قلت: لبيك.

قال: انه لما قبض رسول الله (صلي الله عليه وآله) جهد الناس علي اطفاء نور الله فأبي الله إلاّ أن يتم نوره بأمير المؤمنين، فلما توفي أبو الحسن (عليه السّلام) جهد ابن أبي حمزة وأصحابه علي اطفاء نور الله فأبي الله إلاّ أن يتم نوره، وان أهل الحق إذا دخل فيهم داخل سرّوا به وإذا خرج منهم خارج لم يجزعوا عليه، وذلك أنهم علي يقين من أمرهم، وان أهل

الباطل إذ دخل فيهم داخل سروا وإذا خرج عنهم خارج جزعوا عليه، وذلك أنهم علي شك من أمرهم، ان الله يقول: (فمستقر ومستودع).

قال: ثم قال أبو عبد الله (عليه السّلام): المستقرّ الثابت، والمستودع المعار.

المذبذبون

من واصل لنا قاطعاً أو قطع لنا واصلاً أو مدح لنا عايباً أو أكرم لنا مخالفاً فليس منّا ولسنا منه.

المتقلبون

من والي اعداء الله فقد عادي اولياء الله، ومن عادي اولياء الله فقد عادي الله تبارك وتعالي وحق علي الله عزّ وجلّ ان يدخله في نار جهنّم.

المنافقون

انّ ممن يتخذ مودتنا أهل البيت لمن هو اشدّ لعنة علي شيعتنا من الدجال.

فقلت له: يابن رسول الله بماذا؟

قال: بموالاة اعدائنا ومعاداة اوليائنا، انه إذا كان كذلك اختلط الحق بالباطل واشتبه الأمر، فلم يعرف مؤمن من منافق.

سياسيات

العدل ? التصوّف

قال للرضا (عليه السّلام) الصوفيّة: انّ المأمون قد ردّ إليك هذا الأمر وأنت أحقّ الناس به إلاّ أنّه تحتاج أن تلبس الصوف وما يحسن لبسه، فقال (عليه السّلام):

ويحكم انّما يراد من الإمام قسطه وعدله، إذا قال صدق، وإذا حكم عدل، وإذا وعد أنجز، قال الله تعالي: (قل من حرّم زينة الله الّتي أخرج لعباده والطيّبات من الرزق) انّ يوسف (عليه السّلام) لبس الديباج المنسوج بالذهب، وجلس علي متّكآت آل فرعون.

العفو وآثاره

وأراد المأمون قتل رجل، فقال له: ما تقول يا أبا الحسن؟

فقال:

انّ الله ? يزيد لحسن العفو إلاّ عزّاً، فعفا عنه.

اجبرت علي ذلك

روي أصحابنا عن الرضا (عليه السّلام) أنّه قال له رجل: أصلحك الله كيف صرت إلي ما صرت إليه من المأمون؟ فكأنّه أنكر ذلك عليه - فقال له أبو الحسن الرضا (عليه السّلام):

يا هذا أيّما أفضل: النبيّ أو الوصي؟

فقال: ? بل النبيّ.

قال: فأيّما أفضل: مسلم أو مشرك؟

قال: ?

بل مسلم.

قال: فإنّ العزيز عزيز مصر كان مشركاً وكان يوسف (عليه السّلام) نبيّاً، وانّ المأمون مسلم وأنا وصيّ، ويوسف سأل العزيز أن يولّيه حين قال: (اجعلني علي خزائن الأرض إنّي حفيظ عليم) والمأمون أجبرني علي ما أنا فيه.

وقال (عليه السّلام) في قوله تعالي: (اجعلني علي خزائن الأرض إنّي حفيظ عليم) قال: حافظ لما في يديّ، عالم بكلّ لسان.

يوسف (عليه السّلام) والحكم

وأقبل يوسف علي جمع الطعام فجمع في السبع السنين المخصبة فكبسه في الخزائن، فلمّا انقضت تلك السنون وأقبلت السنون المجدبة أقبل يوسف علي بيع الطعام فباعهم في السنة الأولي بالذهب والفضّة حتّي لم يبق بمصر وما حولها ذهب ولا فضّة إلاّ صار في مملكة يوسف، ثمّ باعهم في السنة الثانية بالحلي والجواهر حتّي لم يبق بمصر وما حولها حلي ولا جواهر إلاّ صارت في مملكته، وباعهم في السنة الثالثة بالدواب والمواشي حتّي لم يبق بمصر وما حولها دابّة ولا ماشية إلاّ صارت في مملكته، وباعهم في السنة الرابعة بالعبيد والإماء حتّي لم يبق بمصر عبد ولا أمة إلاّ صارت في مملكته، وباعهم في السنة الخامسة بالدور والعقار حتّي لم يبق بمصر وما حولها دار ولا عقار إلاّ صار في مملكته، وباعهم في السنة السادسة بالمزارع والأنهار حتّي لم يبق بمصر وما حولها نهر ولا مزرعة إلاّ صار في مملكته، وباعهم في السنة السابعة برقابهم حتّي لم يبق بمصر وما حولها عبد ولا حرّ إلاّ صاروا عبيداً ليوسف، فملك عبيدهم وأموالهم، وقال الناس: ما رأينا ولا سمعنا بملك أعطاه الله من الملك ما أعطي هذا الملك حكماً وعلماً وتدبيراً.

ثمّ قال يوسف للملك: أيّها الملك ما تري فيما خوّلني ربّي من ملك مصر وأهلها؟ اشر علينا برأيك،

فإنّي لم أصلحهم لأفسدهم، ولم أنجهم من البلاء ليكون بلاء عليهم، ولكن الله سبحانه أنجاهم علي يدي.

قال له الملك: الرأي رأيك.

قال: انّي اشهد الله واشهدك أيّها الملك أني قد أعتقت أهل مصر كلّهم، ورددت عليهم أموالهم وعبيدهم، ورددت عليك أيّها الملك خاتمك وسريرك وتاجك علي أن ? تسير إلاّ بسيرتي ولا تحكم إلاّ بحكمي.

قال الملك: انّ ذلك لزيني وفخري أن ? أسير إلاّ بسيرتك ولا أحكم إلاّ بحكمك، ولولاك ما قويت عليه ولا اهتديت له، ولقد جعلت سلطاني عزيزاً ما يرام، وأنا أشهد أن ? إله إلاّ الله وحده ? شريك له، وأنّك رسوله، فأقم علي ما ولّيتك، فإنّك لدينا مكين أمين.

بيت المال للمسلمين

المغرم إذا تديّن أو استدان في حق - الوهم من معاوية - اجلّ سنة، فإن اتّسع وإلاّ قضي عنه الإمام من بيت المال.

ولاية العهد

روي عن محمّد بن زيد الرزامي قال: كنت في خدمة الرضا (عليه السّلام) لمّا جعله المأمون وليّ عهده، فأتاه رجل من الخوارج وفي كمّه مدية مسمومة وقد قال لأصحابه: والله لآتينّ هذا الذي يزعم أنّه ابن رسول الله - وقد دخل لهذا الطاغية فيما دخل - فأسأله عن حجّته، فإن كانت له حجّة وإلاّ ارحت الناس منه. فأتاه واستأذن عليه، فأذن له فقال له أبو الحسن (عليه السّلام):

اجيبك عن مسألتك علي شريطة تفي لي بها.

فقال له: وما هذه الشريطة؟

فقال: إن أجبتك بجواب يقنعك وترضاه تكسر التي في كمّك وترمي بها، فبقي الخارجي متحيّراً وأخرج المدية وكسرها.

ثمّ قال له: أخبرني عن دخولك لهذا الطاغية فيما دخلت له وهم عندك كفّار؟ وأنت ابن رسول الله ما حملك علي هذا؟

فقال له أبو الحسن (عليه السّلام): أرأيتك هؤلاء أكفر عندك أم عزيز مصر

وأهل مملكته؟ أليس هؤلاء علي حال يزعمون أنّهم موحّدون واولئك لم يوحّدوا الله ولم يعرفوه؟ ويوسف بن يعقوب نبيّ ابن نبي قال للعزيز وهو كافر (اجعلني علي خزائن الأرض إنّي حفيظ عليم) وكان يجلس مجالس الفراعنة وإنّما أنا رجل من ولد رسول الله (صلي الله عليه وآله) أجبرني علي هذا الأمر، وأكرهني عليه، فما الذي أنكرت ونقمت عليّ؟

فقال: لاعتب عليك إنّي أشهد أنّك ابن نبيّ الله وأنّك صادق.

سياسة التظلّم

عن الحسن بن علي الوشّاء قال: قال لي الرضا (عليه السّلام):

إنّي حيث أرادوا الخروج بي من المدينة جمعت عيالي فأمرتهم أن يبكوا عليّ حتّي اسمع، ثمّ فرّقت فيهم إثني عشر ألف دينار ثمّ قلت: أما انّي ? ارجع إلي عيالي أبداً.

الموقف الحازم

عن أبي الصلت الهروي قال: إنّ المأمون قال للرضا علي بن موسي (عليه السّلام): يابن رسول الله قد عرفت فضلك وعلمك وزهدك وورعك وعبادتك واراك أحقّ بالخلافة منّي. فقال الرضا (عليه السّلام):

بالعبوديّة لله عزّ وجلّ أفتخر، وبالزهد في الدنيا أرجو النجاة من شرّ الدنيا، وبالورع عن المحارم أرجو الفوز بالمغانم، وبالتواضع في الدنيا أرجو الرفعة عند الله عز وجلّ.

فقال له المأمون: إنّي قد رأيت أن أعزل نفسي عن الخلافة وأجعلها لك وابايعك.

فقال له الرضا (عليه السّلام): إن كانت هذه الخلافة لك وجعلها الله لك فلا يجوز لك أن تخلع لباساً ألبسكه الله وتجعله لغيرك، وإن كانت الخلافة ليست لك فلا يجوز لك أن تجعل لي ما ليس لك.

فقال له المأمون: يابن رسول الله لابدّ لك من قبول هذا الأمر.

فقال: لست أفعل ذلك طائعاً أبداً فما زال يجهد به أيّاماً حتّي يئس من قبوله، فقال له: فإن لم تقبل الخلافة ولم تحبّ مبايعتي لك فكن وليّ عهدي

لتكون لك الخلافة بعدي.

فقال الرضا (عليه السّلام): والله لقد حدثني أبي عن آبائه عن أمير المؤمنين عن رسول الله (صلي الله عليه وآله) أنّي أخرج من الدنيا قبلك مقتولاً بالسمّ مظلوماً تبكي عليّ ملائكة السماء وملائكة الأرض وادفن في أرض غربة إلي جنب هارون الرشيد.

فبكي المأمون ثمّ قال له: يابن رسول الله ومن الذي يقتلك أو يقدر علي الإساءة إليك وأنا حيّ؟

قال الرضا (عليه السّلام): أما انّي لو أشاء أن اقول من الذي يقتلني لقلت.

فقال المأمون: يابن رسول الله إنّما تريد بقولك هذا التخفيف عن نفسك، ودفع هذا الأمر عنك، ليقول الناس إنّك زاهد في الدنيا.

فقال الرضا (عليه السّلام): والله ما كذبت منذ خلقني ربّي عزوجلّ وما زهدت في الدنيا للدنيا وإنّي لأعلم ما تريد.

فقال المأمون له: وما اريد؟

قال: الأمان علي الصدق؟

قال: لك الأمان.

قال: تريد بذلك أن يقول الناس: إنّ عليّ بن موسي الرضا لم يزهد في الدنيا بل زهدت الدنيا فيه ألا ترون كيف قبل ولاية العهد طمعاً في الخلافة، فغضب المأمون.

ثمّ قال: إنّك تتلقّاني أبداً بما أكرهه، وقد آمنت سطواتي، فبالله اقسم لئن قبلت ولاية العهد وإلاّ أجبرتك علي ذلك فإن فعلت وإلاّ ضربت عنقك.

فقال الرضا (عليه السّلام): قد نهاني الله عز وجل أن ألقي بيدي إلي التهلكة، فإن كان الأمر علي هذا، فافعل ما بدا لك، وأنا أقبل ذلك علي أن ? أولّي أحداً ولا أعزل أحداً ولا أنقض رسماً ولا سنّة وأكون في الأمر، بعيداً مشيراً، فرضي منه بذلك، وجعله وليّ عهده علي كراهة منه (عليه السّلام) لذلك.

إحباط مؤامرة

لمّا تهدد المأمون الإمام الرضا (عليه السّلام) بالقتل، اجابة إلي ولاية العهد مضطراً وقال:

(اللهمّ إنّك قد نهيتني عن الإلقاء بيدي إلي التهلكة، وقد

اشرفت من قبل المأمون علي القتل متي لم أقبل ولاية عهده وقد أكرهت واضطررت كما اضطرّ يوسف ودانيال (عليهما السلام) إذ قبل كلّ واحد منهما الولاية من طاغية زمانه اليهم، ? عهد إلاّ عهدك، ولا ولاية لي إلاّ من قبلك فوفّقني لإقامة دينك وإحياء سنّة نبيّك محمّد (صلي الله عليه وآله) فإنّك أنت المولي وأنت النصير ونعم المولي أنت ونعم النصير).

بين الرفض والقبول

عن الريان بن الصلت قال: دخلت علي عليّ بن موسي الرضا (عليه السّلام) فقلت له: يابن رسول الله إنّ الناس يقولون إنّك قبلت ولاية العهد مع إظهارك الزهد في الدنيا؟ فقال (عليه السّلام):

قد علم الله كراهتي لذلك فلمّا خيّرت بين قبول ذلك وبين القتل اخترت القبول علي القتل، ويحهم أما علموا أنّ يوسف (عليه السّلام) كان نبيّاً رسولاً فلمّا دفعته الضرورة إلي تولّي خزائن العزيز قال له: (إجعلني علي خزائن الأرض إنّي حفيظ عليم) ودفعتني الضرورة إلي قبول ذلك علي إكراه وإجبار بعد الإشراف علي الهلاك علي أنّي ما دخلت في هذا الأمر إلاّ دخول خارج منه، فإلي الله المشتكي وهو المستعان.

مع ولاية العهد

عن محمّد بن عرفة قال: قلت للرضا (عليه السّلام): يابن رسول الله ما حملك علي الدخول في ولاية العهد؟ فقال:

ما حمل جدّي أمير المؤمنين (عليه السّلام) علي الدخول في الشوري.

تفي لي وأفي لك

قال لي المأمون يوماً: يا أبا السن انظر بعض من تثق به نولّيه هذه البلدان التي قد فسدت علينا.

فقلت له: تفي لي وافي لك فإنّي إنّما دخلت فيما دخلت علي أن ? آمر ولا أنهي، ولا أعزل ولا اولّي، ولا اشير حتّي يقدمني الله قبلك فوالله إنّ الخلافة لشيء ما حدّثت به نفسي، ولقد كنت بالمدينة أتردد في

طرقها علي دابّتي وإنّ أهلها وغيرهم يسألوني الحوائج فأقضيها لهم فيصيرون كالأعمام لي وإنّ كتبي لنافذة في الامصار، وما زدتني من نعمة هي عليّ من ربّي.

فقال له: أفي لك.

الأولي بالخلافة

عن البرقي، عن أبيه قال: أخبرني الريان بن شبيب خال المعتصم أخو ماردة أنّ المأمون لمّا أراد أن يأخذ البيعة لنفسه بالإمارة ولأبي الحسن عليّ بن موسي الرضا (عليه السّلام) بولاية العهد، وللفضل بن سهل بالوزارة، أمر بثلاثة كراسي فنصبت لهم، فلمّا قعدوا عليها أذن للناس فدخلوا يبايعون فكانوا يصفقون بأيمانهم علي ايمان الثلاثة من أعلي الإبهام إلي الخنصر ويخرجون، حتّي بايع في آخر الناس فتي من الأنصار فصفق بيمينه من أعلي الخنصر إلي أعلي الإبهام، فتبسّم أبو الحسن الرضا (عليه السّلام) ثمّ قال:

كلّ من بايعنا بايع بفسخ البيعة غير هذا الفتي فإنّه بايعنا بعقدها.

فقال المأمون: وما فسخ البيعة من عقدها؟

قال أبو الحسن (عليه السّلام): عقد البيعة هو من أعلي الخنصر إلي أعلي الإبهام وفسخها من أعلي الإبهام إلي أعلي الخنصر.

قال: فماج الناس في ذلك وأمر المأمون باعادة الناس إلي البيعة علي ما وصفه أبو الحسن (عليه السّلام).

وقال الناس: كيف يستحقّ الإمامة من ? يعرف عقد البيعة، إنّ من علم لأولي ممّن ? يعلم.

قال: فحمله ذلك علي ما فعله من سمّه.

الأولي بالخلافة

عن البرقي، عن أبيه قال: أخبرني الريان بن شبيب خال المعتصم أخو ماردة أنّ المأمون لمّا أراد أن يأخذ البيعة لنفسه بالإمارة ولأبي الحسن عليّ بن موسي الرضا (عليه السّلام) بولاية العهد، وللفضل بن سهل بالوزارة، أمر بثلاثة كراسي فنصبت لهم، فلمّا قعدوا عليها أذن للناس فدخلوا يبايعون فكانوا يصفقون بأيمانهم علي أيمان الثلاثة من أعلي الإبهام إلي الخنصر ويخرجون، حتّي بايع في آخر الناس

فتي من الأنصار فصفق بيمينه من أعلي الخنصر إلي أعلي الإبهام، فتبسّم أبو الحسن الرضا (عليه السّلام) ثمّ قال:

كلّ من بايعنا بايع بفسخ البيعة غير هذا الفتي فإنّه بايعنا بعقدها.

فقال المأمون: وما فسخ البيعة من عقدها؟

قال أبو الحسن (عليه السّلام): عقد البيعة هو من أعلي الخنصر إلي أعلي الإبهام وفسخها من أعلي الإبهام إلي أعلي الخنصر.

قال: فماج الناس في ذلك وأمر المأمون باعادة الناس إلي البيعة علي ما وصفه أبو الحسن (عليه السّلام).

وقال الناس: كيف يستحقّ الإمامة من ? يعرف عقد البيعة، إنّ من علم لأولي بها ممّن ? يعلم.

قال: فحمله ذلك علي ما فعله من سمّه.

عزّة الحاكم

ادخل رجل إلي المأمون، اراد ضرب رقبته والرضا (عليه السّلام) حاضر، فقال المأمون: ما تقول فيه يا أبا الحسن؟ فقال:

أقول:

إنّ الله ? يزيدك بحسن العفو إلاّ عزّاً، فعفا عنه.

شروط عمل السلطان

عن أبي الحسن الرضا (عليه السّلام) قال: كتبت إليه أربع عشرة سنة استأذنه في عمل السلطان فلمّا كان في آخر كتاب كتبته إليه أذكر أنّي أخاف علي خبط عنقي وأن السلطان يقول لي: إنّك رافضيّ ولسنا نشكّ في أنّك تركت العمل للسلطان للرفض. فكتب إليّ أبو الحسن (عليه السّلام):

قد فهمت كتابك وما ذكرت من الخوف علي نفسك، فإن كنت تعلم أنّك إذا ولّيت عملت في عملك بما أمر به رسول الله (صلي الله عليه وآله) ثمّ تصير أعوانك وكتّابك أهل ملّتك، فإذا صار إليك شيء واسيت به فقراء المؤمنين، حتي تكون واحداً منهم كان ذا بدا، وإلاّ فلا.

الملوك إذا فسدوا

عن محمّد بن سنان قال: كنت عند مولاي الرضا (عليه السّلام) بخراسان وكان المأمون يقعده علي يمينه، إذا قعد للناس، يوم الإثنين ويوم الخميس، فرفع إلي المأمون أن رجلاً

من الصوفيّة سرق فأمر بإحضاره، فلمّا نظر إليه وجده متقشّفاً بين عينيه أثر السجود. فقال له:

سوأة لهذه الآثار الجميلة، ولهذا الفعل القبيح أتنسب إلي السرقة مع ما أري من جميل آثارك وظاهرك؟ قال: فعلت ذلك اضطراراً ? إختياراً حين منعتني حقّي من الخمس والفيء … فقال له المأمون: اعطلّ حدّاً من حدود الله وحكماً من أحكامه في السارق من أجل أساطيرك هذه؟ فقال الصوفي: إبداً بنفسك فطهّرها ثمّ طهر غيرك وأقم حدّ الله عليها ثمّ علي غيرك، فالتفت المأمون إلي أبي الحسن الرضا (عليه السّلام) فقال: ما يقول: فقال:

إنّه يقول سرقت فسرق.

فغضب المأمون غضباً شديداً ثمّ قال للصوفي: والله لأقطعنّك.

فقال الصوفي: أتقطني وأنت عبدلي؟

فقال المأمون: ويلك ومن أين صرت عبداً لك؟

قال: لأن امّك اشتريت من مال المسلمين، فأنت عبد لمن في المشرق والمغرب حتي يعتقوك وأنا لم اعتقك ثمّ بلّعت الخمس بعد ذلك فلا أعطيت آل الرسول حقّاً، ولا أعطيتني ونظرائي حقّنا.

والاخري أنّ الخبيث ? يطهّر خبيثاً مثله، إنّما يطهّره طاهر ومن في جنبه الحدّ ? يقيم الحدود علي غيره حتّي يبدأ بنفسه.

فالتفت المأمون إلي الرضا (عليه السّلام) فقال: ما تري في أمره؟

فقال (عليه السّلام): إنّ الله تعالي قال لمحمّد (صلي الله عليه وآله) (قل فللّه الحجّة البالغة) وهي التي لم تبلغ الجاهل فيعلمها علي جهله كما يعلمها العالم، والدنيا والآخرة قائمتان بالحجّة، وقد احتجّ الرجل.

فأمر المأمون عند ذلك بإطلاق الصوفي واجتجب عن الناس واشتغل بالرضا (عليه السّلام) حتّي سمّه فقتله.

مع المجتمع

عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي قال: قرأت كتاب أبي الحسن الرضا (عليه السّلام) إلي أبي جعفر (عليه السّلام):

يا أبا جعفر بلغني أنّ الموالي إذا ركبت أخرجوك من الباب الصغير فانّما ذلك

من بخل بهم لئلا ينال منك أحد خيراً فاسألك بحقّي عليك ? يكن مدخلك ومخرجك إلاّ من الباب الكبير، وإذا ركبت فليكن معك ذهب وفضّة ثمّ ? يسألك أحد إلاّ أعطيته ومن سألك من عمومتك أن تبرّه فلا تعطه أقلّ من خمسين ديناراً والكثير اليك.

ومن سألك من عمّاتك فلا تعطها أقلّ من خمسة وعشرين ديناراً والكثير اليك، انّي اريد أن يرفعك الله فأنفق ولا تخش من ذي العرش اقتاراً.

الدخول في الامور

من طلب الأمر من وجهه لم يزل فإن زلّ لم تخذله الحيلة.

إذا جار السلطان

إذا كذب الولاة حبس المطر، وإذا جار السلطان هانت الدولة، وإذا حبست الزكاة ماتت المواشي.

لتداوم النعمة

استعمال العدل والإحسان مؤذن بدوام النعمة.

اصناف الولاة والرعاة

إذا ولّي الظالم الظالم فقد انصف الحق، فإذا ولّي العادل العادل فقد اعتدل الحق وإذا ولّي العادل الظالم فقد استراح الحق، وإذا ولّي العبد الحر فقد استرق الحق.

المصلحون

ان لله تعالي بأبواب الظالمين من نوّر الله له البرهان، ومكّن له في البلاد، ليدفع بهم، عن اوليائه، ويصلح الله به امور المسلمين، اليهم يلجأ المؤمن من الضر، واليهم يفزع ذو الحاجة من شيعتنا، وبهم يؤمن الله روعة المؤمن في دار الظلمة، اولئك المؤمنون حقاً، اولئك امناء الله في ارضه، اولئك نور في رعيتهم يوم القيامة، ويزهر نورهم لأهل السماوات كما تزهر الكواكب الدريّة لأهل الأرض، اولئك من نورهم يوم القيامة تضيئ منهم القيامة، خلقوا والله للجنة وخلقت الجنة لهم، فهنيئاً لهم، ما علي احدكم ان لو شاء لنال هذا كله؟

قال: قلت: بماذا جعلني الله فداك؟

قال: يكون معهم فيسّرنا بادخال السرور علي المؤمنين من شيعتنا فكن منهم يامحمّد.

مع اصحاب الارض

ذكر له الخراج وما سار به أهل بيته فقال: العشر ونصف العشر علي من

أسلم طوعاً تركت ارضه بيده يأخذ - أي الإمام - منه العشر ونصف العشر فيما عمّر منها، وما لم يعمّر منها أخذه الوالي فقبّله ممن يعمّره وكان للمسلمين، وليس فيما كان أقلّ من خمسة اوساق شيء. وما أخذ بالسيف فذلك للإمام يقبله بالذي يري كما صنع رسول الله (صلي الله عليه وآله) بخيبر قبّل ارضها ونخلها، والناس يقولون:

? تصلح قبالة الأرض والنخل إذا كان البياض أكثر من السواد وقد قبّل رسول الله (صلي الله عليه وآله) خيبر وعليهم في حصتهم العشر ونصف العشر.

قال: وسمعته يقول: انّ أهل الطائف اسلموا فأعتقهم رسول الله (صلي الله عليه وآله) وجعل عليهم العشر ونصف العشر، وأهل مكة كانوا اسراء فأعتقهم رسول الله (صلي الله عليه وآله) وقال: أنتم الطلقاء.

الرقابة العسكريّة

كان رسول الله (صلي الله عليه وآله) إذا وجّه جيشاً فأمّهم أمير بعث معه من ثقاته من يتجسس له خبره.

مناظرات

في مجلس المأمون

لمّا قدم عليّ بن موسي الرضا (عليه السّلام) إلي المأمون أمر الفضل بن سهل أن يجمع له أصحاب المقالات مثل الجاثليق، ورأس الجالوت، ورؤساء الصابئين، والهربذ الأكبر، وأصحاب زردهشت، وقسطاس الرومي والمتكلّمين ليسمع كلامه وكلامهم. فجمعهم الفضل بن سهل ثم أعلم المأمون باجتماعهم: فقال: أدخلهم عليّ، ففعل، فرحّب بهم المأمون، ثم قال لهم: إنّي انّما جمعتكم لخير، وأحببت أن تناظروا ابن عمّي هذا المدنيّ القادم عليّ، فإذا كان بكرة فاغدوا عليّ ولا يختلّف منكم أحد. فقالوا: السمع والطاعة يا أمير المؤمنين نحن مبكرون إن شاء الله. قال الحسن بن محمّد النوفلي: فبينا نحن في حديث لنا عند أبي الحسن الرضا (عليه السّلام) إذ دخل علينا ياسر الخادم - وكان يتولّي أمر أبي الحسن الرضا (عليه السّلام) - فقال:

يا سيّدي أنّ أمير المؤمنين يقرؤك السلام فيقول: فداك أخوك، انّه اجتمع إليّ أصحاب المقالات وأهل الأديان والمتكلّمون من جميع الملل فرأيك في البكور علينا إن أحببت كلامهم، وإن كرهت كلامهم فلا تتجشّم، وإن أحببت أن نصير إليك خفّ ذلك علينا. فقال أبو الحسن (عليه السّلام):

أبلغه السلام وقل له: قد علمت ما أردت وأنا صائر إليك بكرة إن شاء الله.

قال الحسن بن محمّد النوفلي: فلمّا مضي ياسر، التفت إلينا ثمّ قال لي: يا نوفلي أنت عراقيّ ورقّة العراقي غير غليظة، فما عندك في جمع ابن عمّك علينا أهل الشرك وأصحاب المقالات؟

فقلت: جعلت فداك يريد الإمتحان ويحبّ أن يعرف ما عندك، ولقد بني علي أساس غير وثيق البنيان، وبئس والله ما بني.

فقال لي: وما بناؤه في هذا الباب؟

قلت: انّ أصحاب البدع والكلام خلاف العلماء، وذلك أنّ العالم ? ينكر غير المنكر، وأصحاب المقالات والمتكلّمون وأهل الشرك أصحاب إنكار ومباهتة، وإن احتججت عليهم أنّ الله واحد، قالوا: صحّح وحدانيّته، وإن قلت: انّ محمّداً (صلي الله عليه وآله) رسول الله، قالوا: أثبت رسالته، ثم يباهتون الرجل وهو يبطل عليهم بحجّته ويغالطونه حتّي يترك قوله، فاحذرهم جعلت فداك.

قال: فتبسّم (عليه السّلام) ثم قال: يا نوفلي أتخاف أن يقطعوا عليّ حجّتي؟!

قلت: ? والله ما خفت عليك قط، وانّي لارجو أن يظفرك الله بهم إن شاء الله.

فقال لي: يا نوفليّ أتحبّ أن تعلم متي يندم المأمون؟

قلت: نعم.

قال: إذا سمع احتجاجي علي أهل التوراة بتوراتهم، وعلي أهل الإنجيل بإنجيلهم، وعلي أهل الزبور بزبورهم، وعلي الصابئين بعبرانيتهم، وعلي الهرابذة بفارسيّتهم، وعلي أهل الروم بروميّتهم، وعلي أصحاب المقالات بلغاتهم، فإذا قطعت كلّ صنف ودحضت حجّته وترك مقالته ورجع إلي قولي علم المأمون أنّ الموضع

الّذي هو بسبيله ليس هو بمستحقّ له، فعند ذلك تكون الندامة منه، ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم.

فلمّا أصبحنا أتانا الفضل بن سهل فقال له: جعلت فداك ابن عمّك ينتظرك وقد اجتمع القوم فما رأيت في إتيانه؟

فقال له الرضا (عليه السّلام): تقدمني فإنّي صائر إلي ناحيتكم إن شاء الله، ثم توضّأ (عليه السّلام) وضوء الصلاة، وشرب شربة سويق وسقانا منه، ثم خرج وخرجنا معه حتّي دخلنا علي المأمون، فإذا المجلس غاصّ بأهله، ومحمّد بن جعفر في جماعة الطالبيّين والهاشميّين والقوّاد حضور.

فلمّا دخل الرضا (عليه السّلام) قام المأمون وقام محمّد بن جعفر وقام جميع بني هاشم، فما زالوا وقوفاً والرضا (عليه السّلام) جالس مع المأمون حتّي أمرهم بالجلوس، فجلسوا، فلم يزل المأمون مقبلاً عليه يحدثّه ساعة.

ثم التفت إلي جاثليق فقال: يا جاثليق هذا ابن عمّي عليّ بن موسي بن جعفر، وهو من ولد فاطمة بنت نبيّنا، وابن عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليهما فأحبّ أن تكلّمه وتحاجّه وتنصفه.

فقال الجاثليق: يا أمير المؤمنين كيف احاجّ رجلاً يحتجّ عليّ بكتاب أنا منكره، ونبيّ ? اومن به؟

فقال له الرضا (عليه السّلام): يا نصرانيّ فإن احتججت عليك بإنجيلك أتقرّبه؟

قال الجاثليق: وهل أقدر علي دفع ما نطق به الإنجيل؟ نعم والله أقرّبه علي رغم أنفي.

فقال له الرضا (عليه السّلام): سل عمّا بدا لك وافهم الجواب.

قال الجاثليق: ما تقول في نبوّة عيسي (عليه السّلام) وكتابه؟ هل تنكر منهما شيئاً؟

قال الرضا (عليه السّلام): أنا مقرّ بنبوّة عيسي وكتابه وما بشّر به امّته وأقرّبه الحواريّون وكافر بنبوّة كلّ عيسي لم يقرّ بنبوّة محمّد (صلي الله عليه وآله) وبكتابه ولم يبشّر به امّته.

قال الجاثليق: أليس انّما تقطع الأحكام بشاهدي عدل؟

قال: بلي.

قال: فأقم

شاهدين من غير أهل ملّتك علي نبوّة محمّد ممّن ? تنكره النصرانيّة، وسلنا مثل ذلك من غير أهل ملّتنا.

قال الرضا (عليه السّلام): الآن جئت بالنصفة يا نصراني، ألا تقبل منّي العدل المقدّم عند المسيح عيسي بن مريم؟

قال الجاثليق: ومن هذا العدل؟ سمّه لي.

قال: ما تقول في يوحنّا الديلمي؟

قال: بخ بخ، ذكرت أحبّ الناس إلي المسيح.

قال (عليه السّلام): فأقسمت عليك هل نطق الإنجيل أنّ يوحنّا قال: انّ المسيح أخبرني بدين محمّد العربي، وبشّرني به أنّه يكون من بعده فبشّرت به الحواريّين فآمنوا به؟

قال الجاثليق: قد ذكر ذلك يوحنّا عن المسيح وبشّر بنبوّة رجل وبأهل بيته ووصيّه ولم يلخّص متي يكون ذلك، ولم يسمّ لنا القوم فنعرفهم.

قال الرضا (عليه السّلام): فإن جئناك بمن يقرأ الإنجيل فتلا عليك ذكر محمّد وأهل بيته وامّته أتؤمن به؟

قال: سديداً.

قال الرضا (عليه السّلام) لقسطاس الرومي: كيف حفظك للسفر الثالث من الإنجيل؟

قال: ما أحفظني له!

ثمّ التفت إلي رأس الجالوت فقال له: ألست تقرأ الإنجيل؟

قال: بلي لعمري.

قال: فخذ علي السفر الثالث، فإن كان فيه ذكر محمّد وأهل بيته وامّته سلام الله عليهم فاشهدوا لي، وإن لم يكن فيه ذكره فلا تشهدوا لي.

ثم قرأ(عليه السّلام) السفر الثالث حتّي إذا بلغ ذكر النبيّ (صلي الله عليه وآله) وقف.

ثمّ قال: يا نصراني انّي أسألك بحقّ المسيح وامّه أتعلم أنّي عالم بالإنجيل؟

قال: نعم.

ثمّ تلا علينا ذكر محمّد وأهل بيته وامّته، ثم قال: ما تقول يا نصراني؟ هذا قول عيسي بن مريم، فإن كذّبت ما ينطق به الإنجيل فقد كذّبت موسي وعيسي (عليه السّلام)، ومتي أنكرت هذا الذكر وجب عليك القتل، لأنّك تكون قد كفرت بربّك وبنبيّك وبكتابك.

قال الجاثليق: ? أنكر ما قد بان لي في الإنجيل، وانّي لمقرّبه.

قال

الرضا (عليه السّلام): اشهدوا علي إقراره.

ثم قال: يا جاثليق سل عمّا بدا لك.

قال الجاثليق: أخبرني عن حواريّ عيسي بن مريم كم كان عدّتهم؟ وعن علماء الإنجيل كم كانوا؟

قال الرضا (عليه السّلام): علي الخبير سقطت، أمّا الحواريّين فكانوا اثني عشر رجلاً، وكان أفضلهم وأعلمهم ألوقا، وأمّا علماء النصاري فكانوا ثلاثة رجال: يوحنّا الأكبر بأجّ ويوحنّا بقرقيسيا ويوحنّا الديلمي بزجان، وعنده كان ذكر النبيّ (صلي الله عليه وآله)، وذكر أهل بيته وامّته، وهو الّذي بشّر امّة عيسي وبني إسرائيل به.

ثم قال (عليه السّلام): يانصراني والله انّا لنؤمن بعيسي الّذي آمن بمحمّد (صلي الله عليه وآله) وما ننقم علي عيساكم شيئاً إلاّ ضعفه وقلّة صيامه وصلاته.

قال الجاثليق: أفسدت والله علمك، وضعّفت أمرك، وما كنت ظننت إلاّ أنّك أعلم أهل الإسلام.

قال الرضا (عليه السّلام): وكيف ذلك؟

قال الجاثليق: من قولك: انّ عيساكم كان ضعيفاً قليل الصيام، قليل الصلاة، وما أفطر عيسي يوماً قطّ، ولا نام بليل قطّ، وما زال صائم الدهر، قائم اللّيل.

قال الرضا (عليه السّلام): فلمن كان يصوم ويصلّي؟

قال: فخرس الجاثليق وانقطع.

قال الرضا (عليه السّلام): يا نصرانيّ انّي أسألك عن مسألة.

قال: سل فإن كان عندي علمها أجبتك.

قال الرضا (عليه السّلام): ما أنكرت أنّ عيسي كان يحيي الموتي بإذن الله عزّ وجلّ؟

قال الجاثليق: أنكرت ذلك من قبل أنّ من أحيا الموتي وأبرأ الأكمه والأبرص فهو ربّ مستحقّ لأن يعبد.

قال الرضا (عليه السّلام): فإنّ اليسع قد صنع مثل ما صنع عيسي: مشي علي الماء وأحيا الموتي، وأبرأ الأكمه والأبرص فلم يتّخذه امّته ربّاً، ولم يعبده أحد من دون الله عزّ وجلّ، ولقد صنع حزقيل النبيّ (عليه السّلام) مثل ما صنع عيسي بن مريم (عليه السّلام) فأحيا خمسة وثلاثين ألف رجل من

بعد موتهم بستّين سنة.

ثمّ التفت إلي رأس الجالوت فقال له: يا رأس الجالوت اتجد هؤلاء في شباب بني إسرائيل في التوراة؟ اختارهم بخت نصّر من سبي بني إسرائيل حين غزا بيت المقدس ثم انصرف بهم إلي بابل فأرسله الله تعالي عزّ وجل إليهم فأحياهم، هذا في التوراة ? يدفعه إلاّ كافر منكم.

قال رأس الجالوت: قد سمعنا به وعرفناه.

قال: صدقت.

ثمّ قال (عليه السّلام): يا يهوديّ خذ علي هذا السفر من التوراة، فتلا (عليه السّلام) علينا من التوراة آيات، فأقبل اليهوديّ يترجّح لقراءته ويتعجّب.

ثمّ أقبل علي النصراني فقال: يا نصراني أفهؤلاء كانوا قبل عيسي أم عيسي كان قبلهم؟

قال: بل كانوا قبله.

قال الرضا (عليه السّلام): لقد اجتمعت قريش إلي رسول الله (صلي الله عليه وآله) فسألوه أن يحيي لهم موتاهم، فوجّه معهم عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام) فقال له: اذهب إلي الجبّانة فناد بأسماء هؤلاء الرهط الذين يسألون عنهم بأعلي صوتك: يا فلان، ويا فلان، ويا فلان، يقول لكم محمّد رسول الله (صلي الله عليه وآله): قوموا بإذن الله عزّ وجلّ، فقاموا ينفضون التراب عن رؤوسهم، فأقبلت قريش تسألهم عن امورهم، ثم أخبروهم أنّ محمّداً قد بعث نبيّاً وقالوا: وددنا انّا أدركناه فنؤمن به، ولقد أبرأ الأكمه والأبرص والمجانين، وكلّمه البهائم والطير والجنّ والشياطين، ولم نتّخذه ربّاً من دون الله عزّ وجلّ، ولم ننكر لاحد من هؤلاء فضلهم.

فمتي اتّخذتم عيسي ربّاً جاز لكم أن تتّخذوا اليسع وحزقيل ربّاً، لأنّهما قد صنعا مثل ما صنع عيسي من إحياء الموتي وغيره، انّ قوماً من بني إسرائيل هربوا من بلادهم من الطاعون وهم الوف حذر الموت فأماتهم الله في ساعة واحدة، فعمد أهل تلك القرية فحظروا عليهم حظيرة فلم يزالوا

فيها حتّي نخرت عظامهم وصاروا رميماً، فمرّ بهم نبيّ من أنبياء بني إسرائيل فتعجّب منهم ومن كثرة العظام البالية، فأوحي الله عزّ وجلّ إليه: أتحبّ أن احييهم لك فتنذرهم؟

قال: نعم يا ربّ.

فأوحي الله عزّ وجلّ إليه: أن نادهم.

فقال: أيّتها العظام البالية قومي بإذن الله عزّ وجلّ، فقاموا أحياء أجمعون، ينفضون التراب عن رؤوسهم، ثم إبراهيم (عليه السّلام) خليل الرحمن حين أخذ الطيور وقطعنّ قطعاً، ثم وضع علي كلّ جبل منهنّ جزءاً، ثم نادا هنّ فأقبلن سعياً إليه، ثم موسي بن عمران وأصحابه والسبعون الذين اختارهم صاروا معه إلي الجبل فقالوا له: انّك قد رأيت الله سبحانه، فأرناه كما رأيته، فقال لهم: انّي لم أره، فقالوا: لن نؤمن لك حتّي نري الله جهرة فأخذتهم الصاعقة فاحترقوا عن آخرهم، وبقي موسي وحيداً فقال: يا ربّ اخترت سبعين رجلاً من بني إسرائيل فجئت بهم وأرجع وحدي فكيف يصدّقني قومي بما أخبرهم به؟ فلو شئت أهلكتهم من قبل وإيّاي، أفتهلكنا بما فعل السفهاء، منّا؟ فأحياهم الله عزّ وجلّ من بعد موتهم، وكلّ شيء ذكرته لك من هذا ? تقدر علي دفعه، لأنّ التوراة والإنجيل والزبور والفرقان قد نطقت به، فإن كان كلّ من أحيا الموتي وأبرأ الأكمه والأبرص والمجانين يتّخذ ربّاً من دون الله فاتّخذ هؤلاء كلّهم أرباباً، ما تقول يا نصراني؟!

قال الجاثليق: القول قولك، ولا إله إلاّ الله.

ثمّ التفت (عليه السّلام) إلي رأس الجالوت فقال: يا يهوديّ أقبل عليّ أسألك بالعشر الآيات الّتي انزلت علي موسي بن عمران (عليه السّلام)، هل تجد في التوراة مكتوباً نبأ محمّد وامّته:

(إذا جاءت الامّة الاخيرة أتباع راكب البعير يسبّحون الربّ جدّاً جدًاً تسبيحاً جديداً في الكنائس الجدد فليفرغ بنو إسرائيل إليهم وإلي

ملكهم لتطمئنّ قلوبهم، فإنّ بأيديهم سيوفاً ينتقمون بها من الامم الكافرة في أقطار الأرض)).

هكذا هو في التوراة مكتوب؟

قال رأس الجالوت: نعم إنّا لنجده كذلك.

ثمّ قال للجاثليق: يا نصراني كيف علمك بكتاب شعيا؟

قال: أعرفه حرفاً حرفاً.

قال الرضا (عليه السّلام) لهما: أتعرفان هذا من كلامه: (يا قوم انّي رأيت صورة راكب الحمار لابساً جلابيب النور، ورأيت راكب البعير ضوؤه مثل ضوء القمر)؟

فقالا: قد قال ذلك شعيا.

قال الرضا (عليه السّلام): يا نصراني هل تعرف في الإنجيل قول عيسي: (إنّي ذاهب إلي ربّي وربّكم والفار قليطا جاء، هو الّذي يشهد لي بالحقّ كما شهدت له، وهو الذي يفسّر لكم كلّ شيء، وهو الذي يبدي فضائح الامم، وهو الذي يكسر عمود الكفر)؟

فقال الجاثليق: ما ذكرت شيئاً ممّا في الإنجيل إلا ونحن مقرّون به.

قال: أتجد هذا في الإنجيل ثابتاً يا جاثليق؟

قال: نعم.

قال الرضا (عليه السّلام): يا جاثليق ألا تخبرني عن الإنجيل الأوّل حين افتقدتموه عند من وجدتموه؟ ومن وضع لكم هذا الإنجيل؟

قال له: ما افتقدنا إلإنجيل إلاّ يوماً واحداً حتّي وجدنا غضّاً طريّاً فأخرجه إلينا يوحنّا ومتّي.

فقال له الرضا (عليه السّلام) ما أقلّ معرفتك بسرّ الإنجيل وعلمائه؟ فإن كان كما تزعم فلم اختلفتم في الإنجيل؟ انّما وقع الإختلاف في هذا الإنجيل الذي في أيديكم اليوم، فلو كان علي العهد الأوّل لم تختلفوا فيه، ولكنّي مفيدك علم ذلك، إعلم أنّه لما افتقد الإنجيل الأوّل اجتمعت النصاري إلي علمائهم فقالوا لهم: قتل عيسي بن مريم (عليه السّلام)، وافتقدنا الإنجيل وأنتم العلماء فما عندكم؟

فقال لهم ألوقا ومرقابوس: انّ الإنجيل في صدورنا ونحن نخرجه إليكم سفراً سفراً في كلّ أحد فلا تخزنوا عليه، ولا تخلّوا الكنائس، فإنّاسنتلوه عليكم في كلّ أحد سفراً سفراً حتّي نجمعه

لكم كلّه.

فقعد ألوقا ومرقابوس ويوحنّا ومتّي ووضعوا لهم هذا الإنجيل بعد ما افتقدتم الإنجيل الأوّل، وانّما كان هؤلاء الأربعة تلاميذاً لتلاميذ الأولين، أعلمت ذلك؟

قال الجاثليق: أمّا هذا فلم أعلمه، وقد علمته الآن، وقد بان لي من فضل علمك بالإنجيل، وسمعت أشياء ممّا علمته شهد قلبي أنّها حقّ فاستزدت كثيراً من الفهم.

فقال له الرضا (عليه السّلام): فكيف شهادة هؤلاء عندك؟

قال: جائزة، هؤلاء علماء الإنجيل، وكلّ ما شهدوا به فهو حقّ.

فقال الرضا (عليه السّلام) للمأمون ومن حضره من أهل بيته ومن غيرهم: اشهدوا عليه.

قالوا: قد شهدنا.

ثم قال للجاثليق: بحقّ الابن وامّه هل تعلم أنّ متّي قال:

(انّ المسيح هو ابن داود بن إبراهيم بن إسحاق بن يعقوب بن يهودا بن حضرون).

وقال مرقابوس في نسبة عيسي بن مريم:

(انّه كلمة الله أحلّها في جسد الآدمي فصارت إنساناً).

وقال ألوقا:

(انّ عيسي بن مريم وامّه كانا إنسانين من لحم ودم فدخل فيهما روح القدس).

ثمّ انّك تقول من شهادة عيسي علي نفسه:

(حقّاً أقول لكم يا معشر الحواريّين: انّه ? يصعد إلي السماء إلاّ ما نزل منها إلاّ راكب البعير خاتم الأنبياء فإنّه يصعد إلي السماء وينزل) فما تقول في هذا القول؟

قال الجاثليق: هذا قول عيسي ? ننكره.

قال الرضا (عليه السّلام): فما تقولوا في شهادة ألوقا ومرقابوس ومتي علي عيسي وما نسبوه اليه؟

قال الجاثليق: كذبوا علي عيسي.

قال الرضا (عليه السّلام): يا قوم أليس قد زكّاهم وشهد أنّهم علماء الإنجيل وقولهم حقّ؟

فقال الجاثليق: يا عالم المسلمين احبّ أن تعفيني من أمر هؤلاء.

قال الرضا (عليه السّلام) فإنّا قد فعلنا، سل يا نصراني عمّا بدا لك.

قال الجاثليق: ليسألك غيري، فلا وحقّ المسيح ما ظننت أنّ في علماء المسلمين مثلك.

فالتفت الرضا (عليه السّلام) إلي رأس الجالوت فقال له: تسألني

أو أسألك؟

فقال: بل أسألك، ولست أقبل منك حجّة إلاّ من التوراة أو من الإنجيل، أو من زبور داود، أو ممّا في صحف إبراهيم وموسي.

فقال الرضا (عليه السّلام): ? تقبل منّي حجّة إلاّ بما تنطق به التوراة علي لسان موسي بن عمران، والإنجيل علي لسان عيسي بن مريم، والزبور علي لسان داود.

فقال رأس الجالوت: من أين تثبت نبوّة محمّد؟

قال الرضا (عليه السّلام): شهد بنبوّته (صلي الله عليه وآله) موسي بن عمران وعيسي بن مريم وداود خليفة الله عزّ وجلّ في الأرض.

فقال له: اثبت قول موسي بن عمران.

قال الرضا (عليه السّلام): هل تعلم يا يهوديّ أنّ موسي أوصي بني إسرائيل فقال لهم: انّه سيأتيكم نبيّ هو من إخوتكم، فبه فصدّقوا ومنه فاسمعوا، فهل تعلم أنّ لبني إسرائيل إخوة غير ولد إسماعيل، إن كنت تعرف قرابة إسرائيل من إسماعيل، والنسب الّذي بينهما من قبل إبراهيم (عليه السّلام)؟

فقال رأس الجالوت: هذا قول موسي ? ندفعه.

فقال له الرضا (عليه السّلام): هل جاءكم من اخوة بني إسرائيل نبيّ غير محمّد (صلي الله عليه وآله)؟

قال: ?.

قال الرضا (عليه السّلام): أو ليس قد صحّ هذا عندكم؟

قال: نعم، ولكنّي احبّ أن تصحّحه لي من التوراة.

فقال له الرضا (عليه السّلام): هل تنكر أنّ التوراة تقول لكم: (جاء النور من جبل طور سيناء وأضاء لنا من جبل ساعير، واستعلن علينا من جبل فاران)؟

قال رأس الجالوت: أعرف هذه الكلمات وما أعرف تفسيرها.

قال الرضا (عليه السّلام): أنا أخبرك به، أمّا قوله: (جاء النور من جبل طور سيناء) فذلك وحي الله تبارك وتعالي الذي أنزله علي موسي (عليه السّلام) علي جبل طور سيناء.

وأمّا قوله: (وأضاء لنا من جبل ساعير) فهو الجبل الذي أوحي الله عزّ وجلّ إلي عيسي بن

مريم (عليه السّلام) وهو عليه.

وأمّا قوله: (واستعلن علينا من جبل فاران) فذاك جبل من جبال مكّة بينه وبينها يوم.

وقال شعيا النبيّ (عليه السّلام) فيما تقول أنت وأصحابك في التوراة: (رأيت راكبين أضاء لهما الأرض، أحدهما راكب علي حمار، والآخر علي جمل) فمن راكب الحمار؟ ومن راكب الجمل؟

قال رأس الجالوت: ? أعرفهما فخبّرني بهما.

قال (عليه السّلام): أمّا راكب الحمار فعيسي بن مريم، وأمّا راكب الجمل فمحمّد (صلي الله عليه وآله)، أتنكر هذا من التوراة؟

قال: لا، ما أنكره

ثم قال الرضا (عليه السّلام): هل تعرف حيقون النبي؟

قال: نعم انّي به لعارف.

قال (عليه السّلام): فإنّه قال وكتابكم ينطق به: (جاء الله بالبيان من جبل فاران، وامتلأت السماوات من تسبيح أحمد وامّته، يحمل خيله في البحر كما يحمل في البرّ، يأتينا بكتاب جديد بعد خراب بيت المقدس) يعني بالكتاب القرآن، أتعرف هذا وتؤمن به؟

قال رأس الجالوت: قد قال ذلك حيقون النبي ولا ننكر قوله.

قال الرضا (عليه السّلام): وقد قال داود في زبوره وأنت تقرأ: (اللّهمّ ابعث مقيم السنّة بعد الفترة) فهل تعرف نبيّاً أقام السنّة بعد الفترة غير محمّد (صلي الله عليه وآله)؟

قال رأس الجالوت: هذا قول داود نعرفه ولا ننكره، ولكن عني بذلك عيسي، وأيّامه هي الفترة.

قال الرضا (عليه السّلام): جهلت، انّ عيسي لم يخالف السنّة، وقد كان موافقاً لسنّة التوراة حتّي رفعه الله إليه، وفي الإنجيل مكتوب: انّ ابن البرّة ذاهب والفار قليطا جاء من بعده، وهو الذي يخفّف الآصار، ويفسّر لكم كلّ شيء، ويشهد لي كما شهدت له، أنا جئتكم بالأمثال، وهو يأتيكم بالتأويل، أتؤمن بهذا في الإنجيل؟

قال: نعم، ? أنكره.

فقال له الرضا (عليه السّلام): يا رأس الجالوت أسألك عن نبيّك موسي بن عمران.

فقال: سل.

قال (عليه السّلام):

ما الحجّة علي أنّ موسي ثبتت نبوّته؟

قال اليهودي: انّه جاء بما لم يجئ به أحد من الأنبياء قبله.

قال له: مثل ماذا؟

قال: مثل فلق البحر، وقلبه العصا حيّة تسعي، وضربه الحجر فانفجرت منه العيون، وإخراجه يده بيضاء للناظرين، وعلامات ? يقدر الخلق علي مثلها.

قال له الرضا (عليه السّلام): صدقت إذا كانت حجّته علي نبوّته أنّه جاء بما ? يقدر الخلق علي مثله، أفليس كلّ من ادّعي أنّه نبيّ ثم جاء بما ? يقدر الخلق علي مثله وجب عليكم تصديقه؟

قال: ?، لأنّ موسي لم يكن له نظير لمكانه من ربّه، وقربه منه، ولا يجب عليناالإقرار بنبوّة، من ادّعاها حتّي يأتي من الأعلام بمثل ما جاء به.

قال الرضا (عليه السّلام): فكيف أقررتم بالأنبياء الذين كانوا قبل موسي (عليه السّلام) ولم يفلقوا البحر، ولم يفجّروا من الحجر اثنتي عشرة عيناً، ولم يخرجوا أيديهم بيضاء مثل إخراج موسي يده بيضاء، ولم يقلّبوا العصا حيّة تسعي؟

قال له اليهودي: قد خبّرتك أنّه متي جاؤوا علي دعوي نبوّتهم من الآيات بما ? يقدر الخلق علي مثله ولو جاؤوا بما لم يجئ به موسي أو كان علي غير ما جاء به موسي وجب تصديقهم.

قال الرضا (عليه السّلام): يا رأس الجالوت فما يمنعك من الإقرار بعيسي بن مريم وقد كان يحيي الموتي، ويبريء الأكمه والأبرص، ويخلق من الطين كهيئة الطير ثمّ ينفخ فيه فيكون طيراً بإذن الله؟

قال رأس الجالوت: يقال: انّه فعل ذلك، ولم نشهده.

قال له الرضا (عليه السّلام): أرأيت ما جاء به موسي من الآيات شاهدته؟ أليس انّما جاء في الأخبار به من ثقات أصحاب موسي أنّه فعل ذلك؟

قال: بلي.

قال: فكذلك أتتكم الأخبار المتواترة بما فعل عيسي بن مريم، فكيف صدّقتم بموسي ولم تصدّقوا

بعيسي؟ فلم يحر جواباً.

قال الرضا (عليه السّلام): وكذلك أمر محمّد (صلي الله عليه وآله) وما جاء، به، وأمر كلّ نبيّ بعثه الله، ومن آياته أنّه كان يتيماً فقيراً راعياً أجيراً لم يتعلّم كتاباً ولم يختلف إلي معلّم ثم جاء بالقرآن الذي فيه قصص الأنبياء وأخبارهم حرفاً حرفاً، وأخبار من مضي ومن بقي إلي يوم القيامة، ثم كان يخبرهم بأسرارهم وما يعملون في بيوتهم، وجاء بآيات كثيرة ? تحصي.

قال رأس الجالوت: لم يصحّ عندنا خبر عيسي ولا خبر محمّد، ولا يجوز لنا أن نقرّلهما بما لم يصحّ.

قال الرضا (عليه السّلام): فالشاهد الذي شهد لعيسي ولمحمّد صلّي الله عليهما شاهد زور؟ فلم يحر جواباً.

ثم دعا (عليه السلام) بالهوبذ الأكبر، فقال له الرضا (عليه السلام): أخبرني عن زرد هشت الذي تزعم أنّه نبيّ ما حجّتك علي نبوّته؟

قال: انّه أتي بما لم يأتنا به أحد قبله ولم نشهده ولكنّ الأخبار من أسلافنا وردت علينا بأنّه أحلّ لنا ما لم يحلّه غيره فاتّبعناه.

قال (عليه السّلام): أفليس انّما أتتكم الأخبار فاتّبعتموه؟

قال: بلي.

قال: فكذلك سائر الامم السالفة أتتهم الأخبار بما أتي به النبيّون وأتي به موسي وعيسي ومحمّد صلوات الله عليهم، فما عذركم في ترك الإقرار لهم؟ إذ كنتم انّما أقررتم بزردهشت من قبل الأخبار المتواترة بأنّه جاء بما لم يجئ به غيره، فانقطع الهر بذ مكانه.

فقال الرضا (عليه السّلام): يا قوم إن كان فيكم أحد يخالف الإسلام وأراد أن يسأل فليسأل غير محتشم.

فقام إليه عمران الصابئ وكان واحداً في المتكلّمين، فقال: يا عالم الناس لو ? أنّك دعوت إلي مسألتك لم اقدم عليكم بالمسائل، ولقد دخلت الكوفة والبصرة والشام والجزيرة ولقيت المتكلّمين فلم أقع علي أحد يثبت لي واحداً ليس غيره

قائماً بوحدانيّته، أفتأذن لي أن أسألك؟

قال الرضا (عليه السّلام): إن كان في الجماعة عمران الصابئ فأنت هو.

فقال: أنا هو.

فقال (عليه السّلام): سل يا عمران وعليك بالنصفة، وإيّاك والخطل والجور.

قال: والله يا سيّدي ما اريد إلاّ أن تثبت لي شيئاً أتعلّق به فلا أجوزه.

قال (عليه السّلام): سل عمّا بدا لك، فازدحم عليه الناس وانضمّ بعضهم إلي بعض.

فقال عمران الصابئ: أخبرني عن الكائن الأوّل وعمّا خلق.

قال (عليه السّلام): سألت فافهم، أمّا الواحد فلم يزل واحداً كائناً ? شيء معه بلا حدود ولا أعراض، ولا يزال كذلك، ثم خلق خلقاً مبتدعاً مختلفاً بأعراض وحدود مختلفة، ? في شيء أقامه ولا في شيء حدّه، ولا علي شيء حذاه ولا مثّله له، فجعل من بعد ذلك الخلق صفوة وغير صفوة، واختلافاً وائتلافا، وألواناً وذوقاً وطعماً، ? لحاجة كانت منه إلي ذلك، ولا لفضل منزلة لم يبلغها إلاّ به، ولا رأي لنفسه فيما خلق زيادة ولا نقصاناًُ، تعقل هذا يا عمران؟

قال: نعم والله يا سيّدي.

قال (عليه السّلام): واعلم يا عمران انّه لوكان خلق ما خلق لحاجة لم يخلق إلاّ من يستعين به علي حاجته، ولكان ينبغي أن يخلق أضعاف ما خلق، لأنّ الأعوان كلّما كثروا كان صاحبهم أقوي، والحاجة يا عمران ? يسعها لأنّه لم يحدث من الخلق شيئاً إلاّ حدثت فيه حاجة اخري، ولذلك أقول: لم يخلق الخلق لحاجة، ولكن نقل بالخلق الحوائج بعضهم إلي بعض، وفضّل بعضهم علي بعض بلا حاجة منه إلي من فضّل، ولا نقمة منه علي من أذلّ فلهذا خلق.

قال عمران: يا سيّدي هل كان الكائن معلوماً في نفسه عند نفسه؟

قال الرضا (عليه السّلام): انّما تكون المعلمة بالشيء لنفي خلافه، وليكون الشيء نفسه بما نفي عنه

موجوداً، ولم يكن هناك شيء يخالفه فتدعوه الحاجة إلي نفي ذلك الشيء عن نفسه بتحديد علم منها، أفهمت يا عمران؟

قال: نعم والله يا سيّدي، فأخبرني بأيّ شيء علم ما علم؟ أبضمير أم بغير ذلك؟

قال الرضا (عليه السّلام): أرأيت إذا علم بضمير هل تجد بدّاً من أن تجعل لذلك الضمير حدّاً ينتهي إليه المعرفة؟

قال عمران: لابدّ من ذلك.

قال الرضا (عليه السّلام): فما ذاك الضمير؟

فانقطع عمران ولم يحر جواباً.

قال الرضا (عليه السّلام): ? باس إن سألتك عن الضمير نفسه تعرّفه بضمير آخر؟!

فقال الرضا (عليه السّلام): أفسدت عليك قولك ودعواك، يا عمران أليس ينبغي أن تعلم أنّ الواحد ليس يوصف بضمير وليس يقال له أكثر من فعل وعمل وصنع؟ وليس يتوهّم منه مذاهب وتجزئه كمذاهب المخلوقين وتجزئتهم؟ فاعقل ذلك وابن عليه ما علمت صواباً.

قال عمران: ياسيّدي ألا تخبرني عن حدود خلقه كيف هي؟ وما معانيها؟ وعلي كم نوع يتكوّن؟

قال (عليه السّلام): قد سألت فافهم، انّ حدود خلقه علي ستّة أنواع: ملموس وموزون ومنظور إليه وما ? وزن له وهو الروح، ومنها منظور إليه وليس له وزن ولا لمس ولا حسّ ولا لون ولا ذوق والتقدير والأعراض والصور والطول والعرض، ومنها العمل والحركات الّتي تصنع الأشياء وتعلمها وتغيّرها من حال إلي حال وتزيدها وتنقصها، وأمّا الأعمال والحركات فإنّها تنطلق لأنّه ? وقت لها أكثر من قدر ما يحتاج إليه، فإذا فرغ من الشيء انطلق بالحركة وبقي الأثر، ويجري مجري الكلام الذي يذهب ويبقي أثره.

قال له عمران: يا سيّدي ألا تخبرني عن الخالق إذا كان واحداً ? شيء غيره ولا شيء معه أليس قد تغيّر بخلقه الخلق؟

قال الرضا (عليه السّلام): لم يتغيّر عزّ وجلّ بخلق الخلق، ولكنّ الخلق يتغيّر بتغييره.

قال

عمران: فبأيّ شيء عرفناه؟

قال (عليه السّلام): بغيره.

قال: فأيّ شيء غيره؟

قال الرضا (عليه السّلام): مشيّته واسمه وصفته وما أشبه ذلك، وكلّ ذلك محدث مخلوق مدبّر.

قال عمران: يا سيّدي فأيّ شيء هو؟

قال (عليه السّلام): هو نور بمعني أنّه هاد لخلقه من أهل السماء وأهل الأرض، وليس لك عليّ أكثر من توحيدي إيّاه.

قال عمران: يا سيّدي أليس قد كان ساكتاً قبل الخلق ? ينطق ثمّ نطق؟

قال الرضا (عليه السّلام): ? يكون السكوت إلاّ عن نطق قبله، والمثل في ذلك أنّه ? يقال للسراج: هو ساكت ? ينطق، ولا يقال: انّ السراج ليضيء فيما يريد أن يفعل بنا، لأنّ الضوء من السراج ليس بفعل منه ولا كون، وانّما هو ليس شيء غيره، فلمّا استضاء لنا قلنا: قد اضاء لنا حتّي استضأنا به، فبهذا تستبصر أمرك.

قال عمران: يا سيّدي فإنّ الذي كان عندي أنّ الكائن قد تغيّر في فعله عن حاله بخلقه الخلق.

قال الرضا (عليه السّلام): أحلت يا عمران في قولك: انّ الكائن يتغيّر في وجه من الوجوه حتّي يصيب الذات منه ما يغيّره، يا عمران هل تجد النار يغيّرها تغيّر نفسها؟ أو هل تجد الحرارة تحرق نفسها؟ أو هل رأيت بصيراً قطّ رأي بصره؟

قال عمران: لم أر هذا، ألا تخبرني يا سيّدي أهو في الخلق، أم الخلق فيه؟

قال الرضا (عليه السّلام): جلّ يا عمران عن ذلك، ليس هو في الخلق ولا الخلق فيه، تعالي عن ذلك، وسأعلّمك ما تعرفه به ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله، أخبرني عن المرآة أنت فيها أم هي فيك؟ فإن كان ليس واحد منكما في صاحبه فبأيّ شيء استدللت بها علي نفسك؟

قال عمران: بضوء بيني وبينها.

فقال الرضا (عليه السّلام): هل تري من ذلك الضوء

في المرآة أكثر ممّا تراه في عينك؟

قال: نعلم.

قال الرضا (عليه السّلام): فأرناه، فلم يحر جواباً.

قال الرضا (عليه السّلام): فلا أري النور إلاّ وقد دلّك ودلّ المرآة علي أنفسكما من غير أن يكون في واحد منكما، ولهذا أمثال كثيرة غير هذا ? يجد الجاهل فيها مقالاً، ولله المثل الأعلي.

ثم التفت (عليه السّلام) إلي المأمون فقال: الصلاة قد حضرت.

فقال عمران: يا سيّدي ? تقطع عليّ مسألتي فقد رقّ قلبي.

قال الرضا (عليه السّلام): نصلّي ونعود، فنهض ونهض المأمون فصلّي الرضا (عليه السّلام) داخلاً، وصلّي الناس خارجاً خلف محمّد بن جعفر، ثم خرجا فعاد الرضا (عليه السّلام) إلي مجلسه ودعا بعمران فقال: سل يا عمران.

قال: يا سيّدي ألا تخبرني عن الله عزّ وجلّ هل يوحّد بحقيقة أو يوحّد بوصف؟

قال الرضا (عليه السّلام): انّ الله المبدئ الواحد الكائن الأوّل، لم يزل واحداً ? شيء معه، فرداً ? ثاني معه، ? معلوماً ولا مجهولاً، ولا محكماً ولا متشابهاً، ولا مذكوراً ولا منسيّاً، ولا شيئاً يقع عليه اسم شيء من الأشياء غيره، ولا من وقت كان، ولا إلي وقت يكون، ولا بشيء قام، ولا إلي شيء يقوم، ولا إلي شيء استند، ولا في شيء استكنّ، وذلك كلّه قبل الخلق إذ ? شيء غيره، وما أوقعت عليه من الكلّ فهي صفات محدثة وترجمة يفهم بها من فهم، واعلم أنّ الإبداع والمشيّة والإرادة معناها واحد وأسماؤها ثلاثة وكان أوّل إبداعه وإرادته ومشيّته الحروف الّتي جعلها أصلاً لكلّ شيء، ودليلاً علي كلّ مدرك، وفاصلاً لكلّ مشكل، وتلك الحروف تفريق كلّ شيء من اسم حقّ وباطل، أو فعل أو مفعول، أو معني أو غير معني، وعليها اجتمعت الامور كلّها، ولم يجعل للحروف في إبداعه لها معني

غير أنفسها يتناهي ولا وجود لأنّها مبدعة بالإبداع، والنور في هذا الموضع أوّل فعل الله الذي هو نور السماوات والأرض، والحروف هي المفعول بذلك الفعل، وهي الحروف التي عليها الكلام والعبارات كلّها من الله عزّ وجلّ، علّمها خلقه وهي ثلاثة وثلاثون حرفاً، فمنها ثمانية وعشرون حرفاً تدلّ علي لغات العربيّة، ومن الثمانية والعشرين اثنان وعشرون حرفاً تدلّ علي اللغات السريانيّة والعبرانيّة، ومنها خمسة أحرف متحرّفة في سائر اللّغات من العجم لأقاليم اللغات كلّها، وهي خمسة أحرف تحرّفت من الثمانية والعشرين الحرف من اللغات فصارت الحروف ثلاثة وثلاثين حرفاً.

فأمّا الخمسة المختلفة فبحجج ? يجوز ذكرها أكثر ممّا ذكرناه، ثم جعل الحروف بعد إحصائها وأحكام عدّتها فعلاً منه كقوله عزّ وجلّ: (كن فيكون) وكن منه صنع، وما يكون به المصنوع، فالخلق الأوّل من الله عزّ وجلّ الإبداع ? وزن له ولا حركة ولا سمع ولا لون ولا حسّ، والخلق الثاني الحروف ? وزن لها ولا لون وهي مسموعة موصوفة غير منظور إليها، والخلق الثالث ما كان من الأنواع كلّها محسوساً ملموساً ذا ذوق منظور إليه، والله تبارك وتعالي سابق للإبداع لأنّه ليس قبله عزّ وجلّ شيء، ولا كان معه شيء، والإبداع سابق للحروف والحروف ? تدلّ علي غير أنفسها.

قال المأمون: وكيف ? تدلّ علي غير أنفسها؟

قال الرضا (عليه السّلام): لأنّ الله تبارك وتعالي ? يجمع منها شيئاً لغير معني أبداً، فإذا ألّف منها أحرفاً أربعة أو خمسة أو ستّة أو أكثر من ذلك أو أقلّ لم يؤلّفها لغير معني، ولم يك إلاّ لمعني محدث لم يكن قبل ذلك شيئاً.

قال عمران: فكيف لنا بمعرفة ذلك؟

قال الرضا (عليه السّلام): أمّا المعرفة فوجه ذلك وبابه أنّك تذكر الحروف إذا لم

ترد بها غير أنفسها ذكرتها فرداً فقلت: ا ب ت ث ج ح خ حتّي تأتي علي آخرها، فلم تجد لها معني غير أنفسها، فإذا ألّفتها وجمعت منها أحرفاً وجعلتها إسماً وصفة لمعني ما طلبت ووجه ما عنيت كانت دليلة علي معانيها، داعية إلي الموصوف بها، أفهمته؟

قال: نعم.

قال الرضا (عليه السّلام): واعلم أنّه ? يكون صفة لغير موصوف، ولا إسم لغير معني، ولا حدّ لغير محدود، والصفات والأسماء كلّها تدلّ علي الكمال والوجود، ولا تدلّ علي الإحاطة، كما تدلّ علي الحدود الّتي هي التربيع والتثليث والتسديس، لأنّ الله عزّ وجلّ وتقدّس تدرك معرفته بالصفات والأسماء، ولا تدرك بالتحديد بالطول والعرض والقلّة والكثرة واللّون والوزن وما أشبه ذلك، وليس يحلّ بالله جلّ وتقدّس شيء من ذلك حتّي يعرفه خلقه بمعرفتهم أنفسهم بالضرورة التي ذكرنا، ولكن يدلّ علي الله عزّ وجلّ بصفاته، ويدرك بأسمائه، ويستدلّ عليه بخلقه حتّي ? يحتاج في ذلك الطالب المرتاد إلي رؤية عين ولا استماع اذن ولا لمس كفّ ولا إحاطة بقلب، فلو كانت صفاته جلّ ثناؤه ? تدلّ عليه وأسماؤه ? تدعو إليه والمعلمة من الخلق ? تدركه لمعناه كانت العبادة من الخلق لأسمائه وصفاته دون معناه، فلولا أنّ ذلك كذلك لكان المعبود الموحّد غير الله تعالي، لأنّ صفاته واسماءه غيره، أفهمت؟

قال: نعم يا سيّدي زدني.

قال الرضا (عليه السّلام): إيّاك وقول الجهّال أهل العمي والضلال الّذين يزعمون أنّ الله جلّ وتقدّس موجود في الآخرة للحساب والثواب والعقاب، وليس بموجود في الدنيا للطاعة والرجاء، ولو كان في الوجود لله عزّ وجلّ نقص واهتضام لم يوجد في الآخرة أبداً.

ولكنّ القوم تاهوا وعموا وصمّوا عن الحقّ من حيث ? يعلمون، وذلك قوله عزّ وجلّ: (ومن

كان في هذه أعمي فهو في الآخرة أعمي وأضلّ سبيلاً) يعني أعمي عن الحقائق الموجودة، وقد علم ذووا الألباب أنّ الإستدلال علي ما هناك ? يكون إلاّ بما ههنا، ومن أخذ علم ذلك برايه وطلب وجوده وإدراكه عن نفسه دون غيرها لم يزدد من علم ذلك إلاّ بعداً، لأنّ الله عزّ وجلّ جعل علم ذلك خاصّة عند قوم يعقلون ويعلمون ويفهمون.

قال عمران: يا سيّدي ألا تخبرني عن الإبداع خلق هو أم غير خلق؟

قال له الرضا (عليه السّلام): بل خلق ساكن ? يدرك بالسكون، وانّما صار خلقاً لأنّه شيء محدث، والله الذي أحدثه فصار خلقاً له، وانّما هو الله عزّ وجلّ وخلقه ? ثالث بينهما، ولا ثالث غيرهما، فما خلق الله عزّ وجلّ لم يعد أن يكون خلقه، وقد يكون الخلق ساكناً ومتحرّكاً ومختلفاً ومؤتلفاً ومعلوماً ومتشابهاً، وكلّ ما وقع عليه حدّ فهو خلق الله عزّ وجل، واعلم أنّ كلّ ما أوجدتك الحواسّ فهو معني مدرك للحواسّ، وكلّ حاسّة تدلّ علي ما جعل الله عزّ وجلّ لها في إدراكها، والفهم من القلب بجميع ذلك كلّه.

واعلم أنّ الواحد الّذي هو قائم بغير تقدير ولا تحديد خلق خلقاً مقدّراً بتحديد وتقدير، وكان الّذي خلق خلقين اثنين: التقدير والمقدّر، فليس في كلّ واحد منهما لون ولا وزن ولا ذوق فجعل أحدهما يدرك بالآخر، وجعلهما مدركين بنفسهما، ولم يخلق شيئاً فرداً قائماً بنفسه دون غيره للّذي أراد من الدلالة علي نفسه وإثبات وجوده، والله تبارك وتعالي فرد واحد ? ثاني معه يقيمه ولا يعضده ولا يمسكه، والخلق يمسك بعضه بعضاً بإذن الله ومشيّته، وانّما اختلف الناس في هذا الباب حتّي تاهوا وتحيّروا وطلبوا الخلاص من الظلمة بالظلمة في وصفهم الله

صفة أنفسهم فازدادوا من الحقّ بعداً، ولو وصفوا الله عزّ وجلّ بصفاته ووصفوا المخلوقين بصفاتهم لقالوا بالفهم واليقين ولما اختلفوا، فلمّا طلبوا من ذلك ما تحيّروا فيه ارتكبوا والله يهدي من يشاء إلي صراط مستقيم.

قال عمران: يا سيّدي أشهد أنّه كما وصفت، ولكن بقيت لي مسألة.

قال: سل عمّا أردت.

قال: أسالك عن الحكيم في أيّ شيء هو؟ وهل يحيط به شيء؟ وهل يتحوّل من شيء إلي شيء، أو به حاجة إلي شيء؟

قال الرضا (عليه السّلام): اخبرك يا عمران فاعقل ما سألت عنه فإنّه من أغمض ما يرد علي المخلوقين في مسائلهم، وليس يفهمه المتفاوت عقله العازب علمه، ولا يعجز عن فهمه اولوا العقل المنصفون، أمّا أوّل ذلك فهو كان خلق ما خلق لحاجة منه لجاز لقائل أن يقول: يتحوّل إلي ما خلق لحاجته إلي ذلك، ولكنّه عزّ وجلّ لم يخلق شيئاً لحاجته، ولم يزل ثابتاً ? في شيء ولا علي شيء إلاّ أنّ الخلق يمسك بعضه بعضاً، ويدخل بعضه في بعض، ويخرج منه، والله عز وجل وتقدّس بقدرته يمسك ذلك كله، وليس يدخل في شيء ولا يخرج منه، ولا يؤوده حفظه، ولا يعجز عن إمساكه، ولا يعرف أحد من الخلق كيف ذلك إلاّ الله عزّ وجلّ، ومن أطلعه عليه من رسله، وأهل سرّه والمستحفظين لأمره، وخزّانه القائمين بشريعته، وانّما أمره كلمح بالبصر أو هو أقرب، إذا شاء شيئاً فإنّما يقول له: كن، فيكون بمشيّته وإرادته، وليس شيء من خلقه أقرب إليه من شيء، ولا شيء منه هو أبعد منه من شيء أفهم أفهمت يا عمران؟

قال: نعم يا سيّدي قد فهمت، وأشهد أنّ الله علي ما وصفته ووحّدته وأنّ محمّداً عبده المبعوث بالهدي ودين الحقّ ثمّ خرّ

ساجداً نحو القبلة وأسلم.

قال الحسن بن محمّد النوفلي: فلمّا نظر المتكلّمون إلي كلام عمران الصابئ وكان جدلاً لم يقطعه عن حجّته أحد قطّ لم يدن من الرضا (عليه السّلام) أحد منهم، ولم يسألوه عن شيء، وأمسينا، فنهض المأمون والرضا (عليه السّلام) فدخلا وانصرف الناس، وكنت مع جماعة من أصحابنا إذ بعث إليّ محمّد بن جعفر فأتيته فقال لي: يا نوفلي أما رأيت ما جاء به صديقك، ? والله ما ظننت أنّ عليّ بن موسي (عليه السّلام) خاض في شيء من هذا قطّ ولا عرفناه به، انّه كان يتكلّم بالمدينة أو يجتمع إليه أصحاب الكلام؟

قلت: قد كان الحاجّ يأتونه فيسألونه عن أشياء من حلالهم وحرامهم فيجيبهم، وكلّمه من يأتيه لحاجة.

فقال محمّد بن جعفر: يا ابا محمّد انّي أخاف عليه أن يحسده هذا الرجل فيسمّه أو يفعل به بليّة فأشر عليه بالإمساك عن هذه الأشياء.

قلت: إذا ? يقبل منّ، وما أراد الرجل إلاّ امتحانه ليعلم هل عنده شيء من علوم آبائه (عليهم السلام).

فقال لي: قل له: انّ عمّك قد كره هذا الباب وأحبّ أن تمسك عن هذه الأشياء لخصال شتّي.

فلمّا انقلبت إلي منزل الرضا (عليه السّلام) أخبرته بما كان من عمّه محمّد بن جعفر، فتبسّم ثم قال: حفظ الله عمّي ما أعرفني به، لم كره ذلك؟ يا غلام صر إلي عمران الصابئ فأتني به.

فقلت: جعلت فداك أنا أعرف موضعه هو عند بعض إخواننا من الشيعة.

قال (عليه السّلام): فلا بأس قرّبوا إليه دابّة، فصرت إلي عمران فأتيته به فرحّب به ودعا بكسوة فخلعها عليه وحمله ودعا بعشرة آلاف درهم فوصله بها.

فقلت: جعلت فداك حكيت فعل جدّك أمير المؤمنين (عليه السّلام).

فقال: هكذا نحبّ، ثمّ دعا (عليه السّلام) بالعشاء فأجلسني

عن يمينه، وأجلس عمران عن يساره حتّي إذا فرغنا قال لعمران: انصرف مصاحباً، وبكّر علينا نطعمك طعام المدينة.

فكان عمران بعد ذلك يجتمع عليه المتكلّمون من أصحاب المقالات فيبطل أمرهم حتّي اجتنبوه، ووصله المأمون بعشرة آلاف درهم، وأعطاه الفضل مالاً وحمله، وولاّه الرضا (عليه السّلام) صدقات بلخ فأصاب الرغائب.

مع المروزي

قدم سليمان المروزي متكلّم خراسان علي المأمون فأكرمه ووصله، ثمّ قال له: انّ ابن عمّي عليّ بن موسي قدم عليّ من الحجاز وهو يحبّ الكلام وأصحابه، فلا عليك أن تصير إلينا يوم التروية لمناظرته؟ فقال سليمان: يا أمير المؤمنين انّي أكره أن أسأل مثله في مجلسك في جماعة من بني هاشم فينتقص عند القوم إذا كلّمني ولا يجوز الإستقصاء عليه! قال المأمون: انّما وجّهت إليك لمعرفتي بقوّتك، وليس مرادي إلاّ أن تقطعه عن حجّة واحدة فقط. فقال سليمان حسبك يا أمير المؤمنين، اجمع بيني وبينه وخلّني وإيّاه وألزم. فوجّه المأمون إلي الرضا (عليه السّلام) فقال: انّه قدم علينا رجل من أهل مرو وهو واحد خراسان من أصحاب الكلام، فإن خفّ عليك أن تتجشّم المصير إلينا فعلت. فنهض (عليه السّلام) للوضوء وقال لنا:

تقدّموني، وعمران الصابئ معنا فصرنا إلي الباب فأخذ ياسر وخالد بيدي فأدخلاني علي المأمون. فلمّا سلّمت قال: أين أخي أبو الحسن أبقاه الله؟

قلت: خلّفته يلبس ثيابه، وأمرنا أن نتقدّم، ثمّ قلت: يا أمير المؤمنين انّ عمران مولاك معي وهو بالباب.

فقال: من عمران؟

قلت: الصابئ الّذي أسلم علي يديك.

قال: فليدخل فدخل فرحّب به المأمون، ثمّ قال له: يا عمران لم تمت حتّي صرت من بني هاشم.

قال: الحمد لله الذي شرّفني بكم يا أمير المؤمنين.

فقال له المأمون: يا عمران هذا سليمان المروزي متكلّم خراسان.

قال عمران: يا أمير المؤمنين انه

يزعم أنّه واحد خراسان في النظر وينكر البداء!

قال: فلم ? تناظره؟

قال عمران: ذلك إليه.

فدخل الرضا (عليه السّلام) فقال: في أيّ شيء كنتم؟

قال عمران: يابن رسول الله هذا سليمان المروزيّ، فقال سليمان: أترضي بأبي الحسن وبقوله فيه؟ قال عمران: قد رضيت بقول أبي الحسن في البداء علي أن يأتيني فيه بححّة أحتجّ بها علي نظرائي من أهل النظر.

قال المأمون: يا أبا الحسن ما تقول فيما تشاجرا فيه؟ قال:

وما أنكرت من البداء يا سليمان؟ والله عزّ وجلّ يقول: (أولا يذكر الإنسان أنّا خلقناه من قبل ولم يك شيئاً).

ويقول عزّ وجلّ: (وهو الّذي يبدؤا الخلق ثمّ يعيده).

ويقول: (بديع السماوات والأرض).

ويقول عزّ وجلّ: (يزيد في الخلق ما يشاء).

ويقول: (وبدأ خلق الإنسان من طين).

ويقول عزّ وجلّ: (وآخرون مرجون لأمر الله إلاّ إمّا يعذّبهم وإمّا يتوب عليهم)

ويقول عزّ وجلّ: (وما يعمّر من معمّر ولا ينقص من عمره إلاّ في كتاب).

قال سليمان: هل رويت فيه شيئاً عن آبائك؟

قال: نعم رويت عن أبي عبد الله (عليه السّلام) أنّه قال: انّ لله عزّ وجلّ علمين: علماً مخزوناً مكنوناً ? يعلمه إلاّ هو، من ذلك يكون البداء، وعلماً علّمه ملائكته ورسله، فالعلماء من أهل بيت نبيّه يعلمونه.

قال سليمان: احبّ أن تنزعه لي من كتاب الله عزّ وجلّ.

قال (عليه السّلام): قول الله تعالي لنبيّه (صلي الله عليه وآله): (فتولّ عنهم فما أنت بملوم) أراد هلاكهم ثم بدا لله تعالي فقال: (وذكّر فإنّ الذكري تنفع المؤمنين).

قال سليمان: زدني جعلت فداك.

قال الرضا (عليه السّلام): لقد أخبرني أبي، عن آبائه (عليهم السلام) أنّ رسول الله (صلي الله عليه وآله) قال: انّ الله عزّ وجلّ أوحي إلي نبيّ من أنبيائه: أن أخبر فلان الملك أنّي متوفّيه إلي كذا وكذا، فأتاه

ذلك النبيّ فأخبره فدعا الله الملك وهو علي سريره حتّي سقط من السرير.

فقال: يا ربّ أجّلني حتّي يشبّ طفلي وأقضي أمري.

فأوحي الله عزّ وجلّ إلي ذلك النبيّ: أن ائت فلان الملك فأعلمه أنّي قد أنسيت في أجله، وزدت في عمره خمس عشرة سنة.

فقال ذلك النبي: يا ربّ انّك لتعلم أنّي لم أكذب قطّ.

فأوحي الله عزّ وجلّ إليه: انّما أنت عبد مأمور، فأبلغه ذلك والله ? يسأل عمّا يفعل.

ثمّ التفت إلي سليمان فقال: أحسبك ضاهيت اليهود في هذا الباب؟

قال: أعوذ بالله من ذلك، وما قالت اليهود؟

قال: قالت: (يد الله مغلولة) يعنون أنّ الله تعالي قد فرغ من الأمر فليس يحدث شيئاً، فقال الله عزّ وجلّ: (غلّت أيديهم ولعنوا بما قالوا) ولقد سمعت قوماً سألوا أبي موسي بن جعفر (عليهما السلام) عن البداء فقال: وما ينكر الناس من البداء، وأن يقف الله قوماً يرجيهم لأمره؟

قال سليمان: ألا تخبرني عن (إنّا أنزلنا في ليلة القدر) في أيّ شيء انزلت؟

قال الرضا (عليه السّلام): يا سليمان ليلة القدر يقدّر الله عزّ وجلّ فيها ما يكون من السنة إلي السنة من حياة أو موت أو خير أو شرّ أو رزق، فما قدّره من تلك الليلة فهو من المحتوم.

قال سليمان: الآن قد فهمت جعلت فداك فزدني.

قال (عليه السّلام): يا سليمان انّ من الامور اموراً موقوفة عند الله تبارك وتعالي يقدّم منها ما يشاء ويؤخّر ما يشاء، يا سليمان انّ عليّاً (عليه السّلام) كان يقول: العلم علمان: فعلم علّمه الله ملائكته ورسله فما علّمه ملائكته ورسله فإنّه يكون ولا يكذّب نفسه ولا ملائكته ولا رسله، وعلم عنده مخزون لم يطّلع عليه أحداً من خلقه، يقدّم منه ما يشاء، ويؤخّر منه ما يشاء، ويمحو

ما يشاء ويثبت ما يشاء.

قال سليمان للمأمون: يا أمير المؤمنين ? أنكر بعد يومي هذا البداء ولا اكذّب به إن شاء الله.

فقال المأمون: يا سليمان سل أبا الحسن عمّا بدا لك وعليك بحسن الإستماع والإنصاف.

قال سليمان: يا سيّدي أسألك؟

قال الرضا (عليه السّلام): سل عمّا بدا لك.

قال: ما تقول فيمن جعل الإرادة إسماً وصفة مثل حيّ وسميع وبصير وقدير؟

قال الرضا (عليه السّلام): انّما قلتم حدثت الأشياء واختلفت لأنّه شاء وأراد، ولم تقولوا: حدثت واختلفت لأنّه سميع بصير، فهذا دليل علي أنّها ليست بمثل سميع ولا بصير ولا قدير.

قال سليمان: فإنّه لم يزل مريداً؟

قال: يا سليمان فإرادته غيره؟

قال: نعم.

قال: فقد أثبتّ معه شيئاً غيره لم يزل!

قال سليمان: ما أثبتّ؟

قال الرضا (عليه السّلام): أهي محدثة؟

قال سليمان: ? ماهي محدثة.

فصاح به المأمون وقال: يا سليمان مثله يعايا أو يكابر؟! عليك بالإنصاف، أما تري من حولك من أهل النظر؟

ثمّ قال: كلّمه يا أبا الحسن فإنّه متكلّم خراسان، فأعاد عليه المسألة فقال: هي محدثة يا سليمان، فإنّ الشيء إذا لم يكن أزليّاً كان محدثاً، وإذا لم يكن محدثاً كان أزليّاً.

قال سليمان: إرادته منه كما أنّ سمعه منه وبصره منه وعلمه منه.

قال الرضا (عليه السّلام): فإرادته نفسه؟

قال: ?.

قال (عليه السّلام): فليس المريد مثل السميع والبصير.

قال سليمان: إنما أراد نفسه كما سمع نفسه وأبصر نفسه وعلم نفسه.

قال الرضا (عليه السّلام): ما معني أراد نفسه؟ أراد أن يكون شيئاً؛ أو أراد أن يكون حيّاً أو سميعاً أو بصيراً أو قديراً؟

قال: نعم.

قال الرضا (عليه السّلام): أفبإرادته كان ذلك؟

قال سليمان: ?.

قال الرضا (عليه السّلام): فليس لقولك: أراد أن يكون حيّا سميعاً بصيراً معني إذا لم يكن ذلك بإرادته.

قال سليمان: بلي قد كان ذلك بإرادته.

فضحك المأمون ومن

حوله، وضحك الرضا (عليه السّلام) ثمّ قال لهم: ارفقوا بمتكلّم خراسان، يا سليمان فقد حال عندكم عن حالة وتغيّر عنها، وهذا ممّا ? يوصف الله عزّ وجلّ به، فانقطع.

ثم قال الرضا (عليه السّلام): يا سليمان أسألك مسألة.

قال: سل جعلت فداك.

قال: أخبرني عنك وعن أصحابك تكلّمون الناس بما يفقهون ويعرفون أو بمالا يفقهون ولا يعرفون؟

قال: بل بما يفقهون ويعرفون.

قال الرضا (عليه السّلام): فالّذي يعلم الناس أنّ المريد غير الإرادة وأنّ المريد قبل الإرادة، وأنّ الفاعل قبل المفعول، وهذا يبطل قولكم: انّ الإرادة والمريد شيء واحد.

قال: جعلت فداك ليس ذاك منه علي ما يعرف الناس ولا علي ما يفقهون.

قال (عليه السّلام): فأراكم ادّعيتم علم ذلك بلا معرفة، وقلتم: الإرادة كالسمع والبصر إذا كان ذلك عندكم علي ما ? يعرف ولا يعقل، فلم يحر جواباً.

ثمّ قال الرضا (عليه السّلام): يا سليمان هل يعلم الله عزّ وجلّ جميع ما في الجنّة والنار؟

قال سليمان: نعم.

قال: أفيكون ما علم الله عزّ وجلّ أنّه يكون من ذلك؟

قال: نعم.

قال: فإذا كان حتّي ? يبقي منه شيء إلاّ كان أيزيدهم أو يطويه عنهم؟

قال سليمان: بل يزيدهم.

قال: فأراه في قولك قد زادهم مالم يكن في علمه أنّه يكون.

قال: جعلت فداك والمزيد ? غاية له.

قال (عليه السّلام): فليس يحيط علمه عندكم بما يكون فيهما إذا لم يعرف غاية ذلك، وإذا لم يحط علمه بما يكون فيهما لم يعلم ما يكون فيهما قبل أن يكون، تعالي الله عن ذلك علوّاً كبيراً.

قال سليمان: انّما قلت: ? يعلمه لأنّه ? غاية لهذا، لأنّ الله عزّ وجلّ وصفهما بالخلود، وكرهنا أن نجعل لهما انقطاعاً.

قال الرضا (عليه السّلام): ليس علمه بذلك بموجب لانقطاعه عنهم، لأنّه قد يعلم ذلك ثمّ يزيدهم ثمّ

? يقطعه عنهم، وكذلك قال الله عزّ وجلّ في كتابه: (كلّما نضجت جلودهم بدّلناهم جلوداً غيرها ليذوقوا العذاب).

وقال عزّ وجلّ لأهل الجنّة: (عطاء غير مجذوذ).

وقال عزّ وجل: (وفاكهة كثيرة ? مقطوعة ولا ممنوعة) فهو جلّ وعزّ يعلم ذلك ولا يقطع عنهم الزيادة، أرأيت ما أكل أهل الجنّة وما شربوا أليس يخلف مكانه؟

قال: بلي.

قال: أفيكون يقطع ذلك عنهم وقد أخلف مكانه؟

قال سليمان: ?.

قال: فكذلك كلّما يكون فيها إذا أخلف مكانه فليس بمقطوع عنهم.

قال سليمان: بل يقطعه عنهم فلا يزيدهم.

قال الرضا (عليه السلام): إذا يبيد ما فيهما، وهذا يا سليمان إبطال الخلود وخلاف الكتاب، لأن الله عز وجل يقول: (لهم ما يشاؤون فيها ولدينا مزيد).

ويقول عز وجل: (عطاء غير مجذوذ).

ويقول عز وجل: (وما هم منها بمخرجين).

ويقول عز وجل: (خالدين فيها أبداً).

ويقول عز وجل: (وفاكهة كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعة) فلم يحر جواباً.

ثم قال الرضا (عليه السلام): يا سليمان ألا تخبرني عن الإرادة فعل هي أم غير فعل؟

قال: بل هي فعل.

قال: فهي محدثة، لأنّ الفعل كلّه محدث.

قال: ليست بعفل.

قال: فمعه غيره لم يزل.

قال سليمان: الإرادة هي الإنشاء.

قال: يا سليمان هذا ادّعيتموه علي ضرار وأصحابه من قولهم: انّ كل ما خلق الله عز وجل في سماء أو أرض أو بحر أو برّ من كلب أو خنزير أو قرد أو إنسان أو دابة إرادة الله عز وجل، وإن إرادة الله عز وجل تحيا وتموت وتذهب وتأكل وتشرب وتنكح وتلد وتظلم وتفعل الفواحش وتكفر وتشرك، فتبرؤ منها وتعاديها، وهذا حدّها.

قال سليمان: إنّها كالسمع والبصر والعلم.

قال الرضا (عليه السلام): قد رجعت إلي هذا ثانية، فأخبرني عن السمع والبصر والعلم أمصنوع؟

قال سليمان: لا.

قال الرضا (عليه السّلام): فكيف نفيتموه؟ فمرّة قلتم لم يرد، ومرّة

قلتم أراد، وليست بمفعول له؟

قال سليمان: انّما ذلك كقولنا: مرّة علم، ومرّة لم يعلم.

قال الرضا (عليه السّلام): ليس ذلك سواء، لأنّ نفي المعلوم ليس بنفي العلم، ونفي المراد نفي الإرادة أن تكون، لأنّ الشيء إذا لم يرد لم يكن إرادة، وقد يكون العلم ثابتاً وإن لم يكن المعلوم، بمنزلة البصر فقد يكون الإنسان بصيراً وإن لم يكن المبصر، ويكون العلم ثابتاً وإن لم يكن المعلوم.

قال سليمان: انّها مصنوعة.

قال (عليه السّلام): فهي محدثة ليست كالسمع والبصر، لأنّ السمع والبصر ليسا بمصنوعين وهذه مصنوعة.

قال سليمان: انّها صفة من صفاته لم تزل.

قال: فينبغي أن يكون الإنسان لم يزل، لأنّ صفته لم تزل.

قال سليمان: ?، لأنّه لم يفعلها.

قال الرضا (عليه السّلام): يا خراساني ما أكثر غلطك! أفليس بإرادته وقوله تكوّن الأشياء؟!

قال سليمان: ?.

قال: فإذا لم يكن بإرادته ولا مشيّته ولا أمره ولا بالمباشرة فكيف يكوّن ذلك؟ تعالي الله عن ذلك، فلم يحر جواباً.

ثم قال الرضا (عليه السّلام): ألا تخبرني عن قول الله عزّ وجلّ (وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها) يعني بذلك أنّه يحدث إرادة؟

قال له: نعم.

قال: فإذا أحدث إرادة كان قولك: انّ الإرادة هي هو أم شيء منه باطلاً، لأنّه ? يكون أن يحدث نفسه ولا يتغيّر عن حاله، تعالي الله عن ذلك.

قال سليمان: انّه لم يكن عني بذلك أنّه يحدث إرادة.

قال: فما عني به؟

قال: عني فعل الشيء.

قال الرضا (عليه السّلام): ويلك كم تردّد هذا المسألة وقد أخبرتك أنّ الإرادة محدثة، لأنّ فعل الشيء محدث؟!

قال: فليس لها معني!

قال الرضا (عليه السّلام): قد وصف نفسه عندكم حتّي وصفها بالإرادة بما ? معني له، فإذا لم يكن لها معني قديم ولا حديث بطل قولكم: انّ الله لم

يزل مريداً.

قال سليمان: انّما عنيت أنّها فعل من الله لم يزل.

قال: ألا تعلم أنّ مالم يزل ? يكون مفعولاً وحديثاً وقديماً في حالة واحدة؟ فلم يحر جواباً.

قال الرضا (عليه السّلام): ? بأس أتمم مسألتك.

قال سليمان: قلت: انّ الإرادة صفة من صفاته.

قال الرضا (عليه السّلام): كم تردّد عليّ أنها صفة من صفاته، فصفته محدثة أو لم تزل؟

قال سليمان: محدثة.

فقال الرضا (عليه السّلام): الله أكبر فالإرادة محدثة، وإن كانت صفة من صفاته لم تزل فلم يرد شيئاً.

قال الرضا (عليه السّلام): انّ ما لم يزل ? يكون مفعولاً.

قال سليمان: ليس الأشياء إرادة، ولم يرد شيئاً.

قال الرضا (عليه السّلام) وسوست يا سليمان، فقد فعل وخلق ما لم يرد خلقه ولا فعله، وهذه صفة من ? يدري ما فعل، تعالي الله عن ذلك.

قال سليمان: يا سيّدي قد أخبرتك أنّها كالسمع والبصر والعلم.

قال المأمون: ويلك يا سليمان كم هذا الغلط والتردّد؟ اقطع هذا وخذ في غيره، إذ لست تقوي علي هذا الرد.

قال الرضا (عليه السّلام): دعه … ? تقطع عليه مسألته فيجعلها حجة، تكلم يا سليمان.

قال: قد أخبرتك إنها كالسمع والبصر والعلم.

قال الرضا (عليه السّلام): ? بأس، أخبرني عن معني هذه، أمعني واحد أم معان مختلفة؟

قال سليمان: بل معني واحد.

قال الرضا (عليه السّلام): فمعني الإرادات كلّها معني واحد؟

قال سليمان: نعم.

قال الرضا (عليه السّلام): فإن كان معناها معني واحداً كانت إرادة القيام وإرادة القعود، وإرادة الحياة وإرادة الموت، إذ كانت إرادته واحدة لم يتقدّم بعضها بعضاً، ولم يخالف بعضها بعضاً، وكان شيئاً واحداً.

قال سليمان: انّ معناها مختلف.

قال (عليه السّلام): فاخبرني عن المريد أهو الإرادة أو غيرها؟

قال سليمان: بل هو الإرادة.

قال الرضا (عليه السّلام): فالمريد عندكم يختلف إن كان هو الإرادة.

قال: يا سيّدي

ليس الإرادة المريد.

قال (عليه السّلام): فالإرادة محدثة وإلاّ فمعه غيره، افهم وزد في مسألتك.

قال سليمان: فإنّها اسم من أسمائه.

قال الرضا (عليه السّلام): هل سمّي نفسه بذلك؟

قال سليمان: ? لم يسمّ نفسه بذلك.

قال الرضا (عليه السّلام): فليس لك أن تسميّه بما لم يسمّ به نفسه.

قال: قد وصف نفسه بأنّه مريد.

قال الرضا (عليه السّلام): ليس صفته نفسه أنّه مريداً إخباراً عن أنّه إرادة، ولا إخباراً عن أنّ الإرادة اسم من أسمائه.

قال سليمان: لأنّ إرادته علمه.

قال الرضا (عليه السّلام): يا جاهل فإذا علم الشيء فقد اراده؟

قال سليمان: أجل.

قال (عليه السّلام) فإذا لم يرده لم يعلمه؟

قال سليمان: أجل.

قال (عليه السّلام): من أين قلت ذاك؟ وما الدليل علي أنّه إرادته علمه؟ وقد يعلم ما ? يريده أبداً، وذلك قوله عزّ وجلّ: (ولئن شئنا لنذهبنّ بالذي أوحينا إليك) فهو يعلم كيف يذهب به، وهو ? يذهب به أبداً.

قال سليمان: لأنّه قد فرغ من الأمر فليس يزيد فيه شيئاً.

قال الرضا (عليه السّلام): هذا قول اليهود، فيكف قال عزّ وجلّ: (ادعوني أستجب لكم)؟

قال سليمان: انّما عني بذلك أنّه قادر عليه.

قال (عليه السّلام): أفيعد ما ? يفي به؟ فكيف قال عزّ وجلّ (يزيد في الخلق ما يشاء)؟

وقال عزّ وجلّ: (يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده امّ الكتاب) وقد فرغ من الأمر؟ فلم يحر جواباً.

قال الرضا (عليه السلام): يا سليمان هل يعلم أنّ إنساناً يكون ولا يريد أن يخلق إنساناً.

أبداً؟ وأنّ إنساناً يموت اليوم ولا يريد أن يموت اليوم؟

قال سليمان: نعم.

قال الرضا (عليه السّلام): فيعلم أنّه يكون ما يريد أن يكون، أو يعلم أنّه يكون مالا يريد أن يكون؟

قال: يعلم أنّهما يكونان جميعاً.

قال الرضا (عليه السّلام): إذا يعلم أنّ إنساناً حيّ ميّت قائم قاعد أعمي

بصير في حال واحدة، وهذا هو المحال.

قال: جعلت فداك فإنّه يعلم أنه يكون أحدهما دون الآخر.

قال (عليه السّلام): ? بأس، فأيّهما يكون؟ الذي أراد أن يكون؟ أو الذي لم يرد أن يكون؟

قال سليمان: الذي أراد أن يكون.

فضحت الرضا (عليه السّلام) والمأمون وأصحاب المقالات.

قال الرضا (عليه السّلام): غلطت وتركت قولك: انّه يعلم أنّ إنساناً يموت اليوم وهو ? يريد أن يموت اليوم، وانّه يخلق خلقاً وهو ? يريد يخلقهم، فإذا لم يجز العلم عندكم بما لم يرد أن يكون فإنّما يعلم أن يكون ما أراد أن يكون.

قال سليمان: فإنّما قولي: انّ الإرادة ليست هو ولا غيره.

قال الرضا (عليه السّلام): يا جاهل إذا قلت: ليست هو فقد جعلتها غيره، وإذا قلت: ليست هي غيره فقد جعلتها هو.

قال سليمان: فهو يعلم كيف يصنع الشي؟

قال (عليه السّلام): نعم.

قال سليمان: فإنّ ذلك إثبات للشيء.

قال الرضا (عليه السّلام): أحلت، لأنّ الرجل قد يحسن البناء وإن لم يبن، ويحسن الخياطة وإن لم يخط، ويحسن صنعة الشيء وإن لم يصنعه أبداً.

ثمّ قال له: يا سليمان هل يعلم أنّه واحد ? شيء معه؟

قال: نعم.

قال: أفيكون ذلك إثباتاً للشيء؟

قال سليمان: ليس يعلم أنّه واحد ? شيء معه.

قال الرضا (عليه السّلام): أفتعلم أنت ذاك؟

قال: نعم.

قال: فأنت يا سليمان أعلم منه إذاً.

قال سليمان: المسألة محال.

قال: محال عندك أنّه واحد ? شيء معه، وأنّه سميع بصير حكيم عليم قادر؟

قال: نعم.

قال (عليه السّلام): فكيف أخبر الله عزّ وجلّ أنّه واحد حيّ سميع بصير عليم خبير، وهو لايعلم ذلك؟ وهذا ردّ ما قال وتكذيبه تعالي الله عن ذلك.

ثم قال الرضا (عليه السّلام): فكيف يريد صنع مالا يدري صنعه ولا ما هو؟ وإذا كان الصانع ? يدري كيف يصنع الشيء قبل

أن يصنعه فإنّما هو متحيّر، تعالي الله عن ذلك.

قال سليمان: فإنّ الإرادة: القدرة.

قال الرضا (عليه السّلام): وهو عزّ وجلّ يقدر علي مالا يريده أبداً ولابدّ من ذلك، لأنّه قال تبارك وتعالي: (ولئن شئنا لنذهبنّ بالّذي أوحينا إليك) فلو كانت الإرادة هي القدرة كان قد أراد أن يذهب به لقدرته، فانقطع سليمان.

قال المأمون عند ذلك: يا سليمان هذا أعلم هاشميّ، ثم تفرّق القوم.

مع السمرقندي

انّه انتدب للرضا (عليه السّلام) قوم يناظرونه في الإمامة عند المأمون فأذن لهم، فاختاروا يحيي بن الضحّاك السمرقندي. فقال سل يا يحيي. قال يحيي: بل سل أنت يابن رسول الله لتشرّفني بذلك. فقال (عليه السّلام):

يا يحيي ما تقول في رجل ادّعي الصدق لنفسه وكذّب الصادقين؟ أيكون صادقاً محقّاً في دينه أم كاذباً؟ فلم يحر جواباً ساعة.

فقال المأمون: أجبه يا يحيي.

فقال: قطعني يا أمير المؤمنين.

فالتفت إلي الرضا (عليه السّلام) فقال: ما هذه المسألة الّتي أقرّ يحيي بالإنقطاع فيها؟

فقال (عليه السّلام): ان زعم يحيي أنّه صدّق الصادقين فلا إمامة لمن شهد بالعجز علي نفسه فقال علي منبر الرسول: (ولّيتكم ولست بخيركم) والأمير خير من الرعيّة، وإن زعم يحيي أنّه صدّق الصادقين فلا إمامة لمن أقرّ علي نفسه علي منبر الرسول (صلي الله عليه وآله): (انّ لي شيطان يعتريني) والإمام ? يكون فيه شيطان، وإن زعم يحيي أنّه صدّق الصادقين فلا إمامة لمن أقرّ عليه صاحبه فقال: كانت إمامة أبي بكر فلتة وقي الله شرّها فمن عاد إلي مثلها فاقتلوه، فصاح المأمون عليهم فتفرّقوا.

ثمّ التفت إلي بني هاشم فقال لهم: ألم أقل لكم أن ? تفاتحوه، ولا تجمّعوا عليه، فإنّ هؤلاء علمهم من علم رسول الله (صلي الله عليه وآله).

مع ابن قرّه

وفي كتاب الصفواني: أنّه قال

الرضا (عليه السّلام) لابن قرّة النصراني:

ما تقول في المسيح؟

قال: يا سيّدي أنّه من الله.

فقال: ما تريد بقولك: (من)؟ و (من) علي أربعة أوجه ? خامس لها.

أتريد بقولك: (من) كالبعض من الكلّ فيكون مبعّضاً؟

أو كالخلّ من الخمر فيكون علي سبيل الإستحالة؟

أو كالولد من الوالد فيكون علي سبيل المناكحة؟

أو كالصنعة من الصانع فيكون علي سبيل المخلوق من الخالق؟ أو عندك وجه آخر فتعرّفناه؟ فانقطع.

حول الإمامة

عن الحسن بن الجهم قال: حضرت مجلس المأمون يوماً وعنده عليّ بن موسي الرضا (عليه السّلام) وقد اجتمع الفقهاء وأهل الكلام من الفرق المختلفة فسأله بعضهم فقال له: يابن رسول الله بأيّ شيء تصحّ الإمامة لمدّعيها؟ قال:

بالنصّ والدليل.

قال له: فدلالة الإمام فيما هي؟

قال: في العلم واستجابة الدعوة.

قال: فما وجه إخباركم بما يكون؟

قال: ذلك بعهد معهود إلينا من رسول الله (صلي الله عليه وآله).

قال: فما وجه إخباركم بما في قلوب الناس؟

قال (عليه السّلام) له: أما بلغك قول الرسول (صلي الله عليه وآله): (اتّقوا فراسة المؤمن فإنّه ينظر بنور الله)؟

قال: بلي.

قال: وما من مؤمن إلاّ وله فراسة ينظر بنور الله علي قدر إيمانه ومبلغ استبصاره وعلمه وقد جمع الله للأئمّة منّا ما فرّقه في جميع المؤمنين، وقال عزّ وجلّ في محكم كتابه: (إنّ في ذلك لآيات للمتوسّمين).

فأوّل المتوسّمين رسول الله (صلي الله عليه وآله)، ثمّ أمير المؤمنين (عليه السّلام) من بعده، ثم الحسن والحسين والأئمّة من ولد الحسين (عليهم السلام) إلي يوم القيامة.

قال: فنظر إليه المأمون فقال له: يا أبا الحسن زدنا ممّا جعل الله لكم أهل البيت.

فقال الرضا (عليه السّلام): إنّ الله عزّ وجلّ قد أيّدنا بروح منه مقدّسة مطهّرة ليست بملك لم تكن مع أحد ممّن مضي إلاّ مع رسول الله (صلي الله

عليه وآله) وهي مع الأئمّة منّا تسدّدهم وتوفّقهم، وهو عمود من نور بيننا وبين الله عزّ وجلّ.

قال له المأمون: يا أبا الحسن بلغني أنّ قوماً يغلون فيكم ويتجاوزون فيكم الحدّ.

فقال الرضا (عليه السّلام): حدّثني أبي موسي بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ، عن أبيه عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام) قال: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله): (? ترفعوني فوق حقّي فإنّ الله تبارك وتعالي اتّخذني عبداً قبل أن يتّخذني نبيّاً).

قال الله تبارك وتعالي: (ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوّة ثمّ يقول للناس كونوا عباداً لي من دون الله ولكن كونوا ربانيّين بما كنتم تعلّمون الكتاب وبما كنتم تدرسون ولا يأمركم أن تتّخذوا الملائكة والنبيّين أرباباً أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون).

قال عليّ (عليه السّلام): (يهلك فيّ إثنان ولا ذنب لي: محبّ مفرط، ومبغض مفرّط).

وأنا أبرأ إلي الله عزّ وجلّ ممّن يغلو فينا ويرفعنا فوق حدّنا كبراءة عيسي بن مريم (عليه السّلام) من النصاري، قال الله عزّ وجلّ: (وإذ قال الله يا عيسي بن مريم ءأنت قلت للناس اتّخذوني وامّي إلهَيْن من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحقّ إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علاّم الغيوب ما قلت لهم إلاّ ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربّي وربّكم وكنت عليهم شهيداً ما دمت فيهم فلمّا توفّيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت علي كلّ شيء شهيد).

وقال عزّ وجلّ: (لن يستنكف المسيح أن يكون عبداً لله ولا الملائكة المقرّبون).

وقال عزّ

وجلّ: (ما المسيح بن مريم إلاّ رسول قد خلت من قبله الرسل وامّه صدّيقة كانا يأكلان الطعام) ومعناه أنّهما كانا يتفوّطان، فمن ادّعي للأنبياء ربوبيّة أو ادّعي للأئمّة ربوبيّة أو نبوّة أو لغير الأئمّة إمامة فنحن منه براء في الدنيا والآخرة.

فقال المأمون: يا أبا الحسن فما تقول في الرجعة؟

فقال الرضا (عليه السّلام): إنّها لحقّ قد كانت في الامم السالفة ونطق به القرآن، وقد قال رسول الله (صلي الله عليه وآله): (يكون في هذه الامّة كلّ ما كان في الامم السالفة حذو النعل بالنعل والقذّة بالقذّة).

قال (صلي الله عليه وآله): (إذا خرج المهديّ من ولدي نزل عيسي بن مريم (عليه السّلام) فصلّي خلفه).

وقال (صلي الله عليه وآله): (إنّ الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً فطوبي للغرباء، قيل: يا رسول الله ثمّ يكون ماذا؟ قال: ثم يرجع الحقّ إلي أهله).

فقال المأمون: يا أبا الحسن فما تقول في القائلين بالتناسخ؟

فقال الرضا (عليه السّلام): من قال بالتناسخ فهو كافر بالله العظيم مكذب بالجنّة والنار.

قال المأمون: ما تقول في المسوخ؟

قال الرضا (عليه السّلام): اولئك قوم غضب الله عليهم فمسخهم فعاشوا ثلاثة أيّام ثمّ ماتوا ولم يتناسلوا فما يوجد في الدنيا من القردة والخنازير وغير ذلك ممّا وقع عليه اسم المسوخيّة فهي مثلها ? يحلّ أكلها والإنتفاع بها.

قال المأمون: ? أبقاني الله بعدك يا أبا الحسن، فوالله ما يوجد العلم الصحيح إلاّ عند أهل هذا البيت، وإليك انتهت علوم آبائك، فجزاك الله عن الإسلام وأهله خيراً.

قال الحسن بن جهم: فلمّا قام الرضا (عليه السّلام) تبعته فانصرف إلي منزله فدخلت عليه وقلت له: يابن رسول الله الحمد لله الذي وهب لك من جميل رأي المأمون ما حمله علي ما أري من إكرامه لك

وقبوله لقولك.

فقال (عليه السّلام): يابن الجهم ? يغرّنك ما ألفيته عليه من إكرامي والإستماع منّي فإنّه سيقتلني بالسمّ وهو ظالم لي، أعرف ذلك بعهد معهود إليَّ من آبائي عن رسول الله (صلي الله عليه وآله)، فاكتم هذا ما دمت حيّاً.

قال الحسن بن الجهم: فما حدّثت أحداً بهذا الحديث إلي أن مضي الرضا (عليه السّلام) بطوس مقتولاً بالسمّ، ودفن في دار حميد بن قحطبة الطائي في القبّة الّتي فيها قبر هارون إلي جانبه.

مع القتلة وذراريهم

عن عبد السلام بن صالح الهرويّ قال: قلت لأبي الحسن علي بن موسي الرضا (عليه السّلام): يابن رسول الله ما تقول في حديث روي عن الصادق (عليه السّلام) أنّه قال: إذا خرج القائم قتل ذراري قتلة الحسين (عليه السّلام) بفعال آبائها؟ فقال (عليه السّلام):

هو كذلك.

فقلت: فقول الله عزّ وجلّ: (ولا تزر وازرة وزر اخري) ما معناه؟

فقال: صدق الله في جميع أقواله، ولكن ذراري قتلة الحسين يرضون بفعال آبائهم، ويفتخرون بها، ومن رضي شيئاً كان كمن أتاه، ولو أنّ رجلاً قتل في المشرق فرضي بقتله رجل في المغرب لكان الراضي عند الله عزّ وجلّ شريك القاتل، وانما يقتلهم القائم (عليه السّلام) إذا خرج لرضاهم بفعل آبائهم.

قال: فقلت له: بأيّ شيء يبدء القائم فيهم إذا قام؟

قال: يبدء ببني شيبة ويقطع أيديهم لأنّهم سرّاق بيت الله عزّوجلّ.

الحوار الحرّ

روي عن محمّد بن الفضل الهاشمي قال: لمّا توفي الإمام موسي بن جعفر (عليه السّلام) أتيت المدينة فدخلت علي الرضا (عليه السّلام) فسلّمت عليه بالأمر وأوصلت إليه ما كان معي، وقلت: إنّي صائر إلي البصرة، وعرفت كثرة خلاف الناس وقد نعي إليهم موسي (عليه السّلام) وما أشكّ أنّهم سيسألوني عن براهين الإمام، فلو أريتني شيئاً من ذلك. فقال

الرضا (عليه السّلام):

لم يخفف عليّ هذا فابلغ أولياءنا بالبصرة وغيرها أنّي قادم عليهم ولا قوّة إلاّ بالله ثمّ أخرج إليّ جميع ما كان للنبيّ (صلي الله عليه وآله) عند الأئمّة من بردته وقضيبه وسلاحه وغير ذلك.

فقلت: ومتي تقدم عليهم؟

قال: بعد ثلاثة أيّام من وصولك ودخولك البصرة، فلمّا قدمتها سألوني عن الحال فقلت لهم: إنّي أتيت موسي بن جعفر (عليه السّلام) قبل وفاته بيوم واحد فقال: إنّي ميّت ? محالة فإذا واريتني في لحدي فلا تقيمنّ وتوجّه إلي المدينة بودائعي هذه، وأوصلها إلي ابني عليّ بن موسي فهو وصيّي وصاحب الأمر بعدي.

ففعلت ما أمرني به وأوصلت الودائع إليه وهو يوافيكم إلي ثلاثة أيّام من يومي هذا فسألوه عمّا شئتم.

فابتدر للكلام عمرو بن هذّاب من القوم وكان ناصبيّاً ينحو نحو التزيّد والإعتزال فقال: يا محمّد إنّ الحسن بن محمّد رجل من أفاضل أهل هذا البيت في ورعه وزهده وعلمه وسنّه، وليس هو كشابّ مثل علي بن موسي ولعلّه لو سئل عن شيء من معضلات الأحكام لحار في ذلك.

فقال الحسن بن محمّد - وكان حاضراً في المجلس -: ? تقل يا عمرو ذلك فإنّ عليّاً علي ما وصف من الفضل، وهذا محمّد بن الفضل يقول: إنّه يقدم إلي ثلاثة أيّام فكفاك به دليلاً، وتفرقوا.

فلمّا كان في اليوم الثالث من دخولي البصرة إذا الرضا (عليه السّلام) قد وافي فقصد منزل الحسن بن محمّد واخلي له داره، وقام بين يديه، يتصرّف بين أمره ونهيه.

فقال: يا [حسن بن] محمّد أحضر جميع القوم الذين حضروا عند محمّد بن الفضل وغيرهم من شيعتنا وأحضر جاثليق النصاري ورأس الجالوت ومر القوم أن يسألوا عمّا بدا لهم فجمعهم كلّهم والزيديه والمعتزلة وهم ? يعلمون لما

يدعوهم الحسن بن محمّد، فلمّا تكاملوا ثنّي للرضا (عليه السّلام) وسادة فجلس عليها ثمّ قال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، هل تدرون لم بدأتكم بالسلام؟

فقالوا: ?.

قال: لتطمئنّ أنفسكم.

قالوا: ومن أنت يرحمك الله؟

قال: أنا علي بن موسي بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب وابن رسول الله (صلي الله عليه وآله) … وقد جمعتكم لتسألوني عمّا شئتم من آثار النبوّة وعلامات الإمامة التي ? تجدونها إلاّ عندنا أهل البيت فهلمّوا مسائلكم.

فابتدأ عمرو بن هذّاب فقال: إنّ محمّد بن الفضل الهاشمي ذكر عنك أشياء ? تقبلها القلوب.

فقال الرضا (عليه السّلام): وما تلك؟

قال: أخبرنا عنك أنّك تعرف كلّ ما أنزله الله وأنّك تعرف كلّ لسان ولغة.

فقال الرضا (عليه السلام): صدق محمّد بن الفضل فأنا أخبرته بذلك فهلّموا فاسألوا.

قال: فإنّ نختبرك قبل كلّ شيء بالألسن واللغات وهذا رومي وهذا هندي و[هذا] فارسي و[هذا] تركي فأحضرناهم.

فقال (عليه السّلام): فليتكلّموا بما أحبّوا أجب كلّ واحد منهم بلسانه إنشاء الله.

فسأل كلّ واحد منهم مسألة بلسانه ولغته، فأجابهم عمّا سألوا بأسلنتهم ولغاتهم فتحيّر الناس وتعجّبوا وأقرّوا جميعاً بأنّه أفصح منهم بلغاتهم.

ثمّ إنّ الرضا (عليه السّلام) التفت إلي الجاثليق فقال: هل دلّ الإنجيل علي نبوّة محمّد (صلي الله عليه وآله)؟

قال: لو دلّ الإنجيل علي ذلك ما جحدناه.

فقال (عليه السّلام): أخبرني عن السكتة التي لكم في السفر الثالث.

فقال الجاثليق: اسم من أسماء الله تعالي ? يجوز لنا أن نظهره.

قال الرضا (عليه السّلام): فإن قرّرتك أنّه اسم محمّد وذكره وأقرّ عيسي به وأنّه بشرّبني اسرائيل بمحمّد أتقرّبه ولا تنكره؟

قال الجاثليق: إن فعلت أقررت فإنّي ? أردّ الإنجيل ولا أجحده.

قال الرضا (عليه السّلام): فخذ علي السفر الثالث الذي فيه ذكر محمّد

وبشارة عيسي بمحمّد.

قال الجاثليق: هات!

فأقبل الرضا (عليه السّلام) يتلو ذلك السفر - الثالث من الإنجيل - حتّي بلغ ذكر محمّد (صلي الله عليه وآله).

فقال: يا جاثليق من هذا النبيّ الموصوف؟

قال الجاثليق: صفه.

قال: ? أصفه إلاّ بما وصفه الله، هو صاحب الناقة والعصا والكسا النبيّ الامّي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحلّ لهم الطيّبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم يهدي إلي الطريق الأقصد والمنهاج الأعدل، والصراط الأقوم.

سألتك يا جاثليق: بحقّ عيسي روح الله وكلمته، هل تجد هذه الصفة في الإنجيل لهذا النبيّ؟

فأطرق الجاثليق مليّاً وعلم أنّه إن جحد الإنجيل كفر، فقال: نعم هذه الصفة في الإنجيل وقد ذكر عيسي هذا النبيّ، ولم يصحّ عند النصاري أنّه صاحبكم.

فقال الرضا (عليه السّلام): أمّا إذا لم تكفر بجحود الإنجيل وأقررت بما فيه من صفة محمّد (صلي الله عليه وآله)، فخذ علي في السفر الثاني فإنّي اوجدك ذكره وذكر وصيّه وذكر ابنته فاطمة، وذكر الحسن والحسين.

فلمّا سمع الجاثليق ورأس الجالوت ذلك علما أنّ الرضا (عليه السّلام) عالم بالتوراة والإنجيل.

فقالا: والله قد أتي بما ? يمكننا ردّه ولا دفعه إلاّ بجحود التوراة والإنجيل والزبور وقد بشّر به موسي وعيسي جميعاً ولكن لم يتقرّر عندنا بالصحّة أنّه محمّد هذا، فأمّا اسمه محمّد فلا يجوز لنا أن نقرّ لكم بنبوّته، ونحن شاكّون أنّه محمّد كم أو غيره.

فقال الرضا (عليه السّلام): احتجزتم بالشكّ فهل بعث الله قبل أو بعد من ولد آدم إلي يومنا هذا نبيّاً اسمه محمّد (صلي الله عليه وآله)؟ أو تجدونه في شيء من الكتب التي أنزلها الله علي جميع الأنبياء غير محمّدنا؟

فاحجموا عن جوابه، وقالوا: ? يجوز لنا

أن نقرّ لكم بأنّ محمّداً هو محمّد كم لأنّا إن أقررنا لك بمحمّد ووصيّه وابنته وابنيه علي ما ذكرت أدخلتمونا في الإسلام كرها.

فقال الرضا (عليه السّلام): أنت يا جاثليق آمن في ذمّة الله وذمّة رسوله أنّه ? يبدؤك منّا شيء تكره ممّا تخافه وتحذره.

قال: أمّا إذا قد آمنتني فإنّ هذا النبيّ الذي اسمه محمّد وهذا الوصي الذي اسمه عليّ وهذه البنت التي اسمها فاطمة، وهذان السبطان اللذان اسمهما الحسن والحسين في التوراة والإنجيل والزبور.

قال الرضا (عليه السّلام): فهذا الذي ذكرته في التوراة والإنجيل والزبور من اسم هذا النبي وهذا الوصي وهذه البنت وهذين السبطين صدق وعدل أم كذب وزور؟

قال: بل صدق وعدل وما قال الله إلاّ الحقّ.

فلمّا أخذ الرضا (عليه السّلام) إقرار الجاثليق بذلك قال لرأس الجالوت: فاستمع الآن يا رأس الجالوت السفر الفلاني من زبور داود.

قال: هات بارك الله عليك وعلي من ولدك.

فتلا الرضا (عليه السّلام) السفر الأوّل من الزبور حتّي انتهي إلي ذكر محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين فقال: سألتك يا رأس الجالوت بحق الله أهذا في زبور داود؟ ولك من الأمان والذمّة والعهد ما قد أعطيته الجاثليق.

فقال رأس الجالوت: نعم هذا بعينه في الزبور بأسمائهم.

قال الرضا (عليه السّلام): فبحقّ العشر الآيات التي أنزلها الله علي موسي بن عمران (عليه السّلام) في التوراة هل تجد صفة محمّد وعلي وفاطمة والحسن والحسين في التوراة منسوبين إلي العدل والفضل؟

قال: نعم، ومن جحد هذا فهو كافر بربّه وأنبيائه.

قال له الرضا (عليه السّلام): فخذ الآن عليّ سفر كذا من التوراة فأقبل الرضا (عليه السّلام) يتلو التوراة وأقبل رأس الجالوت يتعجّب من تلاوته وبيانه، وفصاحته ولسانه حتّي إذا بلغ ذكر محمّد.

قال رأس الجالوت: نعم هذا أحماد وبنت أحماد

وأليا وشبّر وشبير وتفسيره بالعربيّة محمّد وعلي وفاطمة والحسن والحسين.

فتلا الرضا (عليه السّلام) السفر إلي تمامه، فقال رأس الجالوت - لمّا فرغ من تلاوته -: والله يابن محمّد لو ? الرئاسة التي قد حصلت لي علي جميع اليهود لآمنت بأحماد واتبعت أمرك فوالله الذي أنزل التوراة علي موسي والزبور علي داود والإنجيل علي عيسي ما رأيت أقرأ للتوراة والإنجيل والزبور منك، ولا رأيت أحداً أحسن بياناً وتفسيراً وفصاحة لهذه الكتب منك.

فلم يزل الرضا (عليه السّلام) معهم في ذلك الي وقت الزوال فلمّا كان من الغد عاد إلي مجلسه ذلك، فأتوه بجارية روميّة فكلّمها بالروميّة والجاثليق يسمع، وكان فهما بالروميّة - فقال الرضا (عليه السّلام) بالروميّة - لها: أيّما أحبّ إليك محمّد أم عيسي؟

فقالت: كان فيما مضي عيسي أحبّ إليّ حين لم أكن عرفت محمّداً فأمّا بعد أن عرفت محمّداً، فمحمّد الآن أحبّ إليّ من عيسي ومن كلّ نبيّ.

فقال لها الجاثليق: فإذا كنت دخلت في دين محمّد فتبغضين عيسي؟

قالت: معاذ الله بل احبّ عيسي واؤمن به ولكن محمّداً أحبّ إليّ.

فقال الرضا (عليه السّلام) للجاثليق: فسّر للجماعة ما تكلّمت به الجارية وما قلت أنت لها وما أجابتك، به، ففسّر لهم الجاثليق ذلك كلّه.

ثمّ قال الجاثليق: يابن محمّد ههنا رجل سندي وهو نصراني صاحب احتجاج وكلام بالسندية.

فقال له: أحضرنيه، فأحضره فتكلّم معه بالسندية ثمّ أقبل يحاجّه وينقله من شيء إلي شيء - بالسنديّة - في النصرانيّة ثمّ كلّمه في عيسي ومريم فلم يزل يدرجه من حال إلي حال إلي أن قال بالسندية: أشهد أن ? إله إلاّ الله وأنّ محمّداً رسول الله، ثم رفع منطقة كانت عليه فظهر من تحتها زنّار في وسطه.

فقال: إقطعه أنت بيدك يابن رسول

الله، فدعا الرضا (عليه السّلام) بسكّين فقطعه، ثمّ قال لمحمّد بن الفضل الهاشمي: خذا السندي الي الحمام وطهّره واكسه وعياله واحملهم جميعاً إلي المدينة.

قال محمّد بن الفضل: فشهد له الجماعة بالإمامة، وبات عندنا تلك الليلة فلمّا أصبح ودّع الجماعة وأوصاني بما أراد ومضي …

وكان فيما أوصاني به الرضا (عليه السّلام) في وقت منصرفه من البصرة أن قال لي: صر إلي الكوفة فاجمع الشيعة هناك وأعلمهم أنّي قادم عليهم وأمرني أن أنزل في دار حفص بن عمير اليشكري فصرت إلي الكوفة فأعلمت الشيعة أنّ الرضا (عليه السّلام) قادم عليهم فأنا يوماً عند نصر بن مزاحم إذ مرّبي سلاّم خادم الرضا (عليه السّلام) فعلمت أنّ الرضا (عليه السّلام) قد قدم فبادرت إلي دار حفص بن عمير فإذا هو في الدار فسلّمت عليه ثمّ قال لي: احتشد [لي] في طعام تصلحه للشيعة.

فقلت: قد احتشدت وفرغت ممّا يحتاج إليه.

قال: أن يكون عالماً بالتوراة والإنجيل والزبور والقرآن الحكيم فيحاجّ أهل التوراة بتوراتهم وأهل الإنجيل بأنجيلهم، وأهل القرآن بقرآنهم، وأن يكون عالماً بجميع اللغات حتي ? يخفي عليه لسان واحد فيحاج كلّ قوم بلغتهم، ثمّ يكون مع هذه الخصال تقيّاً نقيّاً من كلّ دنس طاهراً من كلّ عيب، عادلاً منصفاً حكيماً رؤفاً رحيماً حليماً غفوراً عطوفاً صدوقاً بارّاً مشفقا أمينا مأمونا راتقاً فاتقاً.

فقام إليه نصر بن مزاحم فقال: يابن رسول الله ما تقول في جعفر بن محمّد؟

فقال: ما أقول في إمام شهدت امّة محمّد قاطبة بأنّه كان أعلم أهل زمانه.

قال: فما تقول في موسي بن جعفر؟

قال: كان مثله.

قال: فإنّ الناس قد تحيّروا في أمره.

قال: إنّ موسي بن جعفر عمّر برهة من دهره فكان يكلّم الأنباط بلسانهم، ويكلّم أهل خراسان بالدريّة وأهل

الروم بالروميّة، ويكلّم العجم بألسنتهم، وكان يرد عليه من الآفاق علماء اليهود والنصاري فيحاجّهم بكتبهم وألسنتهم.

فلمّا نفدت مدّته، وكان وقت وفاته أتاني مولي برسالته يقول: يا بنيّ إنّ الأجل قد نفد والمدّة قد انقضت، وأنت وصيّ أبيك فإنّ رسول الله (صلي الله عليه وآله) لمّا كان وقت وفاته دعا عليّاً وأوصاه ودفع إليه الصحيفة التي كان فيها الأسماء التي خصّ الله بها الأنبياء والأوصياء.

فقال: الحمد لله علي توفيقك.

فجمعنا الشيعة، فلمّا أكلوا قال: يا محمّد انظر من بالكوفة من المتكلّمين والعلماء فأحضرهم فأحضرناهم.

فقال لهم الرضا (عليه السّلام): إنّي اريد أن أجعل لكم حظّاً من نفسي كما جعلت لأهل البصرة، وأنّ الله قد أعلمني كلّ كتاب أنزله، ثمّ أقبل علي جاثليق، وكان معروفاً بالجدل والعلم والإنجيل.

فقال: يا جاثليق هل تعرف لعيسي صحيفة فيها خمسة أسماء يعلّقها في عنقه، إذا كان بالمغرب فأراد المشرق فتحها فأقسم علي الله باسم واحد من الخمسة أن تنطوي له الأرض فيصير من المغرب إلي المشرق ومن المشرق إلي المغرب في لحظة؟

فقال الجاثليق: ? علم لي بها وأمّا الأسماء الخمسة فقد كانت معه [بلا شكّ و] يسأل الله بها أو بواحد منها فيعطيه الله جميع ما يسأله.

قال: الله أكبر إذا لم تنكر الأسماء فأمّا الصحيفة فلا يضرّ أقررت بها أم أنكرتها؟ إشهدوا علي قوله.

ثمّ قال: يا معاشر الناس أليس أنصف الناس من حاجّ خصمه بملّته وبكتابه وبنبيّه وشريعته؟

قالوا: نعم.

قال الرضا (عليه السّلام): فاعلموا أنّه ليس بإمام بعد محمّد إلاّ من قام بما قام به محمّد حين يفضي الأمر إليه، ولا تصلح الإمامة إلاّ لمن حاجّ الامم بالبراهين للإمامة.

فقال رأس الجالوت: وما هذا الدليل علي الإمام؟

ثمّ قال: يا علي ادن منّي [فدنا منه] فغطّي

رسول الله (صلي الله عليه وآله) رأس عليّ (عليه السّلام) بملائته ثمّ قال له: أخرج لسانك، فأخرجه فختمه بخاتمه، ثمّ قال: يا عليّ اجعل لساني في فيك فمصّه وابلع كلّ ما تجد في فيك، ففعل عليّ ذلك.

فقال له: إنّ الله فد فهّمك ما فهّمني وبصرّك ما بصّرني، وأعطاك من العلم ما أعطاني، إلاّ النبوّة، فإنّه ? نبيّ بعدي ثمّ كذلك إمام بعد إمام، فلمّا مضي موسي علمت كلّ لسان وكلّ كتاب.

محنة البرامكة

عن محمّد بن الفضيل قال: لمّا كان في السنة التي بطش هارون بآل برمك بدأ بجعفر بن يحيي، وحبس يحيي بن خالد، ونزل بالبرامكة، ما نزل، كان أبو الحسن (عليه السّلام) واقفاً بعرفة يدعو، ثمّ طأطأ رأسه، فسئل عن ذلك فقال:

إنّي كنت أدعو الله تعالي علي البرامكة بما فعلوا بأبي (عليه السّلام) فاستجاب الله لي اليوم فيهم، فلمّا انصرف لم يلبث إلاّ يسيراً حتي بطش بجعفر ويحيي وتغيّرت أحوالهم.

مع الواقفة

عن اسماعيل بن سهل قال: حدثني بعض أصحابنا وسألني أن أكتم اسمه قال: كنت عند الرضا (عليه السّلام) فدخل عليه عليّ بن أبي حمزة وابن السراج وابن المكاري فقال له ابن أبي حمزة: ما فعل أبوك؟ قال:

مضي.

قال: مضي موتاً؟

قال: نعم.

قال: فقال: إلي من عهد؟

قال: إليّ.

قال: فأنت إمام مفترض طاعته من الله؟

قال: نعم.

قال ابن السراج وابن المكاري: قد والله أمكنك من نفسه.

قال (عليه السّلام): ويلك وبما أمكنت أتريد أن آتي بغداد وأقول لهارون أنا إمام مفترض طاعتي، والله ما ذاك عليّ، وإنّما قلت ذلك لكم عندما بلغني من اختلاف كلمتكم وتشتّت أمركم لئلا يصير سرّكم في يد عدوّكم.

قال له ابن أبي حمزة: لقد أظهرت شيئاً ما كان يظهره أحد من آبائك ولا يتكلّم به.

قال: بلي والله

لقد تكلّم به خير آبائي رسول الله (صلي الله عليه وآله) لمّا أمره الله تعالي أن ينذر عشيرته الأقربين، جمع من أهل بيته أربعين رجلاً وقال لهم: إنّي رسول الله إليكم، فكان أشدّهم تكذيباً له وتأليباً عليه عمّه أبولهب، فقال لهم النبيّ (صلي الله عليه وآله): إن خدشني خدش فلست بنبيّ، فهذا أول ما ابدع لكم من آية النبوّة.

وأنا أقول: إن خدشني هارون خدشاً فلست بإمام، فهذا أوّل ما ابدع لكم من آية الإمامة.

قال له علي: إنّا روينا عن آبائك (عليهم السلام) أنّ الإمام ? يلي أمره إلاّ إمام مثله.

فقال له أبو الحسن (عليه السّلام): فأخبرني عن الحسين بن عليّ (عليه السّلام) كان إماماً أو غير إمام؟

قال: كان إماماً.

قال: فمن ولّي أمره؟

قال: علي بن الحسين.

قال: وأين كان علي بن الحسين (عليه السّلام)؟

قال: كان محبوساً بالكوفة في يد عبيد الله بن زياد.

قال: خرج وهم لا يعلمون حتي ولّي أمر أبيه ثم انصرف.

فقال: له أبو الحسن (عليه السّلام): إن هذا أمكن عليّ بن الحسين (عليه السّلام) أن يأتي كربلاء فيلي أمر أبيه فهو يمكن صاحب هذا الأمر أن يأتي بغداد فيلي أمر أبيه ثمّ ينصرف وليس في حبس ولا في أسار.

قال له علي: إنّا روينا أنّ الإمام ? يمضي حتّي يري عقبه.

قال: فقال أبو الحسن (عليه السّلام): أما رويتم في هذا الحديث غير هذا؟

قال: ?.

قال: بلي والله لقد رويتم فيه إلاّ القائم وأنتم ? تدرون ما معناه ولم قيل؟

قال له علي: بلي والله إنّ هذا لفي الحديث.

قال له أبو الحسن (عليه السّلام): ويلك كيف اجترأت عليّ بشيء تدع بعضه، ثمّ قال: يا شيخ اتّق الله ولا تكن من الصادّين عن دين الله تعالي.

طب

علاج اليرقان

حماد بن مهران

البلخي قال: كنّا نختلف إلي الرضا (عليه السّلام) بخراسان فشكي إليه يوماً من الأيام شابّ منّا اليرقان، فقال: خذ (خيار بادرنج) فقشّره ثمّ اطبخ قشوره بالماء، ثمّ اشربه ثلاثة أيام علي الريق، كلّ يوم مقدار رطل، فأخبرنا الشابّ بعد ذلك أنّه عالج به صاحبه مرتين فبرأ باذن الله تعالي.

الوقاية والاحتماء

ليس الحمية من الشيء تركه، انّما الحمية من الشيء الاقلال منه.

القصد في الأكل

لو أنّ الناس قصروا في الطعام لاستقامت أبدانهم.

لدفع المغص

عن محمّد بن إبراهيم الجعفي، قال: شكي رجل إلي أبي الحسن عليّ بن موسي الرضا (عليه السّلام) مغصاً كاد يقتله وسأله أن يدعو الله عزّ وجلّ له، فقد أعياه كثرة ما يتخذ له من الادوية، وليس ينفعه ذلك بل يزداد عليه شدّة. قال: فتبسم (عليه السّلام) وقال: ويحك، انّ دعاءنا من الله بمكان، وانّي أسأل الله أن يخفف عنك بحوله وقوّته، فإذا اشتدّت بك الأمر والتويت منه فخذ جوزة واطرحها علي النار حتّي تعلم أنّها قد اشتوي ما في جوفها وغيرت النار قشرها، كلها فانّها تسكن من ساعتها.

قال: فوالله ما فعلت ذلك إلاّ مرّة واحدة، فسكن عنّي المغص باذن الله عزّ وجلّ.

الهندباء شفاء

الهندباء شفاء من ألف داء ما من داء في جوف ابن آدم إلاّ قمعه الهندباء.

قال: ودعا به يوماً لبعض الحشم وكان تأخذه الحمّي والصداع فأمر أن يدقّ وصيّره علي قرطاس وصبّ عليه دهن البنفسج ووضعه علي جبينه ثمّ قال:

أما انّه يذهب بالحمّي وينفع من الصّداع ويذهب به.

الرسالة الذهبية

حدّثنا الحسن بن محمّد بن جمهور، قال: حدّثني أبي وكان عالماً بأبي الحسن عليّ بن موسي الرضا (عليه السّلام) خاصّة به، ملازماً لخدمته، وكان معه حين حمل من المدينة إلي أن سار إلي خراسان واستشهد عليه الصلاة

والسلام بطوس وهو ابن تسع وأربعين سنة. قال: وكان المأمون بنيسابور، وفي مجلسه سيّدي أبو الحسن الرضا (عليه السّلام) وجماعة من المتطببين، والفلاسفة، مثل: يوحنّا بن ماسويه وجبرئيل بن بختيشوع وصالح بن سلهمة الهندي، وغيرهم من منتحلي العلوم وذوي البحث والنظر، فجري ذكر الطبّ وما فيه صلاح الاجسام وقوامها. فأغرق المأمون ومن بحضرته في الكلام وتغلغلوا في علم ذلك وكيف ركّب الله تعالي هذا الجسد، وجميع ما فيه من هذه الأشياء المتضادة من الطبائع الأربع، ومضّار الاغذية ومنافعها، وما يلحق الاجساد من مضارها من العلل. قال: وأبو الحسن (عليه السّلام) ساكت ? يتكلم في شيء من ذلك فقال له المأمون: ما تقول يا ابا الحسن في هذا الأمر الّذي نحن فيه هذا اليوم، والذي ? بدّ منه من معرفة هذه الأشياء، والاغذية، النافع منها والضارّ، وتدبير الجسد؟ فقال: أبو الحسن (عليه السّلام): عندي من ذلك ما جرّبته وعرفت صحته بالاختبار ومرور الأيام، مع ما وقفني عليه من مضي من السلف، ممّا ? يسع الانسان جهله، ولا يعذر في تركه، فأنا أجمع ذلك مع ما يقاربه مما يحتاج إلي معرفته. قال: وعاجل المأمون الخروج إلي بلخ، وتخلّف عنه أبو الحسن (عليه السّلام) وكتب المأمون إليه كتاباً يتنجزّه ما كان ذكره مما يحتاج إلي معرفته من جهته علي ما سمعه منه وجربه من الأطعمة والأشربة وأخذ الأدوية والفصد والحجامة والسواك والحمام والنورة والتدبير في ذلك. فكتب الرضا (عليه السّلام) إليه كتاباً نسخته:

بسم الله الرحمن الرحيم. اعتصمت بالله، أمّا بعد … اعلم أن الله عزّ وجلّ لم يبتل الجسد بداء حتّي جعل له دواء يعالج به، ولكل صنف من الداء صنف من الدواء وتدبير ونعت، وذلك أنّ الاجسام

الانسانية جعلت علي مثال الملك فملك الجسد هو القلب، والعمّال العروق والاوصال والدماغ، وبيت الملك قلبه وأرضه الجسد، والاعوان يداه ورجلاه وشفتاه وعيناه ولسانه واذناه وخزانته معدته وبطنه، وحجابه صدره.

فاليدان عونان يقرّبان ويبعدان ويعملان علي ما يوحي اليهما الملك والرجلان تنقلان الملك حيث يشاء.

والعينان تدلاّنه علي ما يغيب، عنه، لأنّ الملك من وراء الحجاب ? يوصل إليه شيء إلاّ بهما، وهما سراجان أيضاً، وحصن الجسد وحرزه الاذنان ? يدخلان علي الملك إلاّ ما يوافقه، لأنهما ? يقدران أن يدخلان شيئاً حتّي يوحي الملك اليهما فإذا أوحي الملك اليهما أطرق الملك منصتاً لهما حتّي يسمع منهما.

ثمّ يجيب بما يريد فيترجم عنه اللسان بأدولت كثيرة، منها ريح الفؤاد وبخار المعدة، ومعونة الشفتين وليس للشفتين قوّة إلاّ بالاسنان وليس يستغني بعضها عن بعض.

والكلام ? يحسن إلاّ بترجيعه في الانف، لأنّ الانف يزين الكلام كما يرين النفخ في المزمار وكذلك المنخران، وهما ثقبتا الانف، يدخلان علي الملك مما يحب من الرياح الطيبة فإذا جاءت ريح تسوء علي الملك أوحي إلي اليدين فحجبا بين الملك وتلك الريح.

وللملك مع هذا ثواب وعقاب، فعذابه اشدّ من عذاب الملوك الظاهرة القاهرة في الدنيا، وثوابه أفضل من ثوابهم!

فأمّا عذابه فالحزن، وأما ثوابه فالفرح، وأصل الحزن في الطحال وأصل الفرح في الثرب والكليتين، ومنهما عرقان موصلان إلي الوجه.

فمن هناك يظهر الفرح والحزن فتري علامتهما في الوجه، وهذه العروق كلها طرق من العمال إلي الملك ومن الملك إلي العمال، ومصداق ذلك أنّك إذا تناولت الدواء أدتّه العروق إلي موضع الداء باعانتها.

(من آداب الطعام)

واعلم أنّ الجسد بمنزلة الأرض الطيبة، متي تعوهدت بالعمارة والسقي من حيث ? يزداد في الماء فتغرق، ولا ينقص منه فتعطش، دامت عمارتها وكثر

ريعها وزكي زرعها، وان تغوفل عنها فسدت، ولم ينبت فيها العشب فالجسد بهذه المنزلة.

وبالتدبير في الاغذية والاشربة يصلح ويصح وتزكو العافية [فيه] فانظر ما يوافقك ويوافق معدتك، ويقوي عليه بدنك ويستمرئه من الطعام فقدره لنفسك واجعله غذاءك.

واعلم أنّ كلّ واحدة من هذه الطبائع تحت ما يشاكها فاغتذ ما يشاكلها جسدك، ومن أخذ من الطعام زيادة لم ينفعه وضره ومن أخذ بقدر ? زيادة عليه ولا نقص في غذائه نفعه.

وكذلك الماء فسبيله أن تأخذ من الطعام كفايتك في ابانه وارفع يديك منه ولك إليه بعض القرم وعندك إليه ميل، فانه اصلح لمعدتك ولبدنك وأزكي لعقلك وأخف لجسمك.

كل البارد في الصيف والحار في الشتاء، والمعتدل في الفصلين علي قدر قوتك وشهوتك، وأبدأ في أول الطعام بأخلف الاغذية التي يغتذي بها بدنك بقدر عادتك وبحسب طاقتك ونشاطك وزمانك الذي يجب أن يكون أكلك في كلّ يوم عندما يمضي من النهار ثمان ساعات أكلة واحدة، أو ثلاث أكلات في يومين تتغدي باكراً في أول يوم ثمّ تتعشي.

فإذا كان في اليوم الثاني فعند مضيّ ثمان ساعات من النهار أكلت أكلة واحدة ولم تحتج إلي العشاء، وكذا أمر جدّي محمّد (صلي الله عليه وآله) عليّاً (عليه السّلام) في كلّ يوم وجبة وفي غده وجبتين وليكن ذلك بقدر ? يزيد ولا ينقص.

وارفع يديك من الطعام وأنت تشتهيه، وليكن شرابك علي أثر طعامك من الشراب الصافي العتيق ممّا يحلّ شربه، والذي أنا واصفه فيما بعد.

ونذكر الان ما ينبغي ذكره من تدبير فصول السنة وشهورها الرومية الواقعة فيها في كلّ فصل علي حدة، وما يستعمل من الاطعمة والاشربة وما يجتنب منه، وكيفية حفظ الصحة من أقاويل القدماء ونعود إلي قول الأئمة (عليهم السلام) في

صفة شراب يحلّ شربه ويستعمل بعد الطعام.

(فصول السنة)

أمّا فصل الربيع فإنّه روح الأزمان وأوله (آذار) وعدد أيّامه ثلاثون يوماً، وفيه يطيب الليل والنهار، وتلين الأرض ويذهب سلطان البلغم، ويهيج الدم، ويستعمل فيه من الغذاء اللطيف واللحوم والبيض النيمبرشت، ويشرب الشراب بعد تعديله بالماء، ويتقي فيه أكل البصل والثوم والحامض، ويحمد فيه شرب المسهل ويستعمل فيه الفصد والحجامة.

نيسان ثلاثون يوماً، فيه يطول النهار ويقوي مزاج الفصل، ويتحرك الدم وتهب فيه الرياح الشرقيه، ويستعمل فيه من الماكل المشوية، وما يعمل بالخل ولحوم الصيد ويعالج الجماع والتمريخ بالدهن في الحمام، ولا يشرب الماء علي الريق، ويشم الرياحين والطيب.

ايار أحد وثلاثون يوماً، [و] تصفوفيه الرياح، وهو آخر فصل الربيع، وقد نهي فيه عن أكل الملوحات واللحوم الغليظة كالرؤوس ولحم البقر واللبن، وينفع فيه دخول الحمام أول النهار ويكره فيه الرياضه قبل الغذاء.

حزيران ثلاثون يوماً، يذهب فيه سلطان البلغم والدم، ويقبل زمان المرة الصفراوية، ونهي فيه عن التعب وأكل اللحم داسماً والإكثار منه، وشم المسك والعنبر، وينفع فيه أكل البقول الباردة كالهندباء وبقلة الحمقاء، وأكل الخضر كالخيار والقثاء، والشيرخشت، والفاكهة الرطبة واستعمال المحمضات ومن اللحوم لحم المعز الثني والجذع ومن الطيور الدجاج والطيهوج والدراج والألبان والسمك الطري.

تموز أحد وثلاثون يوماً، فيه شدةّ الحرارة وتغور المياه، ويستعمل فيه شرب الماء البارد علي الريق، ويؤكل فيه الأشياء الباردة الرطبة، ويكسر فيه مراج الشراب، وتؤكل فيه الأغذية السريعة الهضم، كما ذكر في حزيران ويستعمل فيه من النور والرياحين الباردة الرطبة الطيبة الرائحة.

آب آحد وثلاثون يوماً فيه تشتد السموم، ويهيج الزكام بالليل، وتهب الشمال، ويصلح المزاج بالتبريد والترطيب، وينفع فيه شرب اللبن الرائب، ويجتنب في الجماع والمسهل، ويقل من الرياضة، ويشم من الرياحين الباردة.

ايلول

ثلاثون يوماً، فيه يطيب الهواء، ويقوي سلطان المرة السوداء، ويصلح شرب المسهل، وينفع فيه أكل الحلاوات وأصناف اللحوم المعتدلة كالجداء والحولي من الضأن، ويجتنب فيه لحم البقر، والإكثار من الشواء، ودخول الحمام، ويستعمل فيه الطيب المعتدل المزاج ويجتنب فيه أكل البطيخ والقثاء.

تشرين الأول أحد وثلاثون يوماً، فيه تهب الرياح المختلفة، ويتنفس فيه ريح الصبا، ويجتنب فيه الفصد وشرب الدواء، ويحمد فيه الجماع، وينفع فيه أكل اللحم السمين والرمان المز والفاكهة بعد الطعام، ويستعمل فيه أكل اللحوم بالتوابل، ويقلل فيه من شرب الماء، ويحمد فيه الرياضة.

تشرين الآخر ثلاثون يوماً، فيه يقطع المطر الوسمي وينهي فيه عن شرب الماء بالليل، ويقلل فيه من دخول الحمام والجماع، ويشرب بكرة كل يوم جرعة ماء حار، ويجتنب أكل البقول كالكرفس والنعناع والجرجير.

كانون الأول أحد وثلاثون يوماً، يقوي فيه العواصف، ويشتد فيه البرد وينفع فيه كل ما ذكرناه في تشرين الآخر، ويحذر فيه من أكل الطعام البارد، ويتقي فيه الحجامة والفصد، ويستعمل فيه الأغذية الحارة بالقوة والفعل.

كانون الآخر أحد وثلاثون يوماً، يقوي فيه غلبة البلغم، وينبغي أن يتجرع فيه الماء الحار علي الريق، ويحمد فيه الجماع، وينفع الأحشاء فيه مثل البقول الحارة كالكرفس والجرجير والكراث، وينفع فيه دخول الحمام أوّل النهار، والتمريخ بدهن الخيري وما ناسبه، ويحذر فيه الحلو وأكل السمك الطوي واللبن.

شباط ثمانية وعشرون يوماً، تختلف فيه الرياح، وتكثر الأمطار، ويظهر فيه العشب، ويجري فيه الماء في العود، وينفع فيه أكل الثوم ولحم الطير والصيود والفاكهة اليابسة، ويقلل من أكل الحلاوة، ويحمد فيه كثرة الجماع، والحركة والرياضة.

(وصفة طبية)

صفة الشراب الذي يحل شربه واستعماله بعد الطعام، وقد تقدم ذكر نفعه في ابتدائنا بالقول علي فصول السنة وما يعتمد فيها من حفظ

الصحة.

وصفته: أن يؤخذ من الزبيب المنقي عشرة أرطال، فيغسل وينقع في ماء صاف في غمرة وزيادة عليه أربع أصابع، ويترك في إنائه ذلك ثلاثة أيام في الشتاء وفي الصيف يوماً وليلة، ثمّ يجعل في قدر نظيفة، وليكن الماء ماء السماء، إن قدر عليه وإلاّ فمن الماء العذب الذي ينبوعه من ناحية المشرق ماء براقاً أبيض خفيفاً وهو القابل لما يعترضه علي سرعة من السخونة والبرودة، وتلك دلالة علي خفة الماء ويطبخ حتّي ينشف [ينتفخ] الزبيب وينضج، ثمّ يعصر ويصفي ماؤه ويبرد، ثمّ يرد إلي القدر ثانياً ويؤخذ مقاره بعود، ويغلي بنار لينة غلياناً ليناً رقيقاً حتّي يمضي ثلثاه ويبقي ثلثه.

ثمّ يؤخذ من عسل النحل المصفي رطل، فيلقي عليه ويؤخذ مقداره ومقدار الماء إلي أين كان من القدر، ويغلي حتّي يذهب قدر العسل ويعود إلي حدّه ويؤخذ خرقة صفيقة فيجعل فيها زنجبيل وزن درهم، ومن القرنفل نصف درهم، ومن الدارجيني نصف درهم، ومن الزعفران درهم، ومن سنبل الطيب نصف درهم، ومن الهندباء مثله، ومن مصطكي نصف درهم، بعد أن يسحق الجميع كل واحدة علي حدة، وينخل ويجعل في الخرقة، ويشد بخيط شداً جيداً، وتلقي فيه وتمرس الخرقة في الشراب بحيث تنزل قوي العقاقير التي فيها، ولا يزال يعاهد بالتحريك علي نار لينة برفق حتّي يذهب عنه مقدار العسل، ويرفع القدر ويبرد ويؤخذ مدة ثلاثة أشهر حتي يتداخل مزاجه بعضه ببعض وحينئذ يستعمل.

ومقدار ما يشرب منه أوقية إلي أوقيتين من الماء القراح.

فإذا أكلت مقدار ما وصفت لك من الطعام فاشرب من هذا الشراب مقدار ثلاثة أقداح بعد طعامك، فإذا فعلت ذلك فقد أمنت بإذن الله تعالي يومك وليلتك من الأوجاع الباردة المزمنة كالنقرس، والرياح، وغير ذلك من

أوجاع العصب والدماغ والمعدة وبعض أوجاع الكبد والطحال والمعاء والأحشاء فإن صدقت بعد ذلك شهوة الماء فليشرب منه مقدار النصف ممّا كان يشرب قبله … فإنّ صلاح البدن وقوامه يكون بالطعام والشراب، وفساده يكون بهما فان اصلحتهما صلح البدن، وان أفسدتهما فسد البدن.

(النفس والبدن)

واعلم أنّ قوة النفوس تابعة لأمزجة الأبدان، وأنّ الأمزجة تابعة للهواء، وتتغيرّ بحسب تغيّر الهواء في الأمكنة، فإذا برد الهواء مرة وسخن اخري تغيّرت بسببه أمزجة الأبدان، وأثّر ذلك التغيّر في الصور، فإذا كان الهواء معتدلاً اعتدلت أمزجة الأبدان، وصلحت تصرفّات الأمزجة في الحركات الطبيعية كالهضم والجماع والنوم والحركة وسائر الحركات.

لأنّ الله تعالي بني الأجسام علي أربع طبائع، وهي:

المرّتان والدم والبلغم وبالجملة حاران وباردان، قد خولف بينهما فجعل الحارّين لينا ويابساً وكذلك الباردين رطباً ويابساً، ثمّ فرّق ذلك علي أربعة أجزاء من الجسد [و] علي الرأس والصدر والشراسيف واسفل البطن.

واعلم أنّ الرأس والاذنين والعينين والمنخرين والفم والانف من الدم، وأنّ الصدر من البلغم والريح والشراسيف من المرّة الصفراء وأن أسفل البطن من المرة السوداء.

(من آداب النوم)

واعلم أنّ النوم سلطان الدماغ وهو قوام الجسد وقوتّه فإذا أردت النوم فليكن اضطجاعك أولاً علي شقّك الايمن، ثمّ انقلب علي الأيسر وكذلك فقم من مضجعك علي شقّك الايمن كما بدأت به عند نومك.

وعوّد نفسك العقود من الليل ساعتين مثل ما تنام، فإذا بقي من الليل ساعتان فادخل وادخل الخلاء لحاجة الانسان والبث فيه بقدر ما تقضي حاجتك ولا تطل فيه، فإنّ ذلك يورث داء الفيل.

(السواك وفوائده)

واعلم أنّ أجود ما استكت به ليف الاراك، فانه يجلو الاسنان ويطيب النكهة، ويشدّ اللثّة ويسننها وهو نافع من الحفر إذا كان باعتدال والإكثار منه يرقّ الاسنان ويزعزعها، ويضعف اصولها، فمن

أراد حفظ الاسنان فليأخذ قرن الايل محرقاً وكزمازجاً وسعداً وورداً وسنبل الطيب وحبّ الاثل أجزاء سواء وملحاً أندرانيّاً ربع جزء فيدقّ الجميع ناعماً ويستنّ به فانّه يمسك الاسنان ويحفظ اصولها من الآفات العارضة.

ومن أراد أن يبيض أسنانه فليأخذ جزء من ملح أندراني ومثله زبد البحر فيسحقهما ناعماً ويستنّ به.

(مراحل لابدّ منها)

واعلم أنّ أحوال الانسان التي بناه الله تعالي عليها وجعله متصرفاً بها فانّها أربعة أحوال:

الحالة الاولي: لخمس عشرة سنة علي خمس وعشرين وفيها شبابه وحسنه وبهاؤه وسلطان الدم في جسمه.

ثمّ الحالة الثانية: من خمسة وعشرين سنة إلي خمس وثلاثين سنة وفيها سلطان المرّة الصفراء وقوّة غلبتها علي الشخص، وهي أقوي ما يكون ولا يزال كذلك حتّي يستوفي المدة المذكورة، وهي خمس وثلاثون سنة.

ثمّ يدخل في الحالة الثالثة إلي أن تتكامل مدة العمر: ستين سنة فيكون في سلطان المرّة السوداء، وهي سنّ الحكمة والموعظة والمعرفة والدراية، وانتظام الامور وصحة النظر في العواقب، وصدق الرأي، وثبات الجأش في التصرفات.

ثمّ يدخل في الحالة الرابعة: وهي سلطان البلغم، وهي الحالة التي ? يتحولّ عنها ما بقي إلاّ إلي الهرم، ونكد عيش، وذبول، ونقص في القوة، وفساد في كونه، ونكتته أن كل شيء كان ? يعرفه حتّي ينام عند القوة، ويسهر عند النوم، ولا يتذكّر ما تقدّم، وينسي ما يحدث في الأوقات ويذبل عوده، ويتغيّر معهوده، ويجفّ ماء رونقه وبهائه، ويقلّ نبت شعره وأظفاره، ولا يزال جسمه في انعكاس وادبار ما عاش، لأنه في سلطان المرة البلغم، وهو بارد وجامد، فبجموده وبرده يكون فناء كلّ جسم يستولي عليه في آخر القوة البلغميّة.

(الفصد والحجامة)

وقد ذكرت جميع ما يحتاج إليه فيه سياسة المزاج … وأنا أذكر ما يحتاج إلي تناوله من الاغذية

والادوية … فإذا أردت الحجامة فليكن في اثني عشرة ليلة من الهلال إلي خمس عشرة فانّه أصح لبدنك، فإذا انقضي الشهر فلا تحتجم إلاّ أن تكون مضطراً إلي ذلك.

وهو لأن الدم ينقص في نقصان الهلال، ويزيد في زيادته، ولتكن الحجامة بقدر ما يمضي من السنين:

فابن عشرين سنة يحتجم في كلّ عشرين يوماً مرّة وابن الثلاثين في كلّ ثلاثين يوماً مرة واحدة، وكذلك من بلغ من العمر أربعين سنة يحتجم في كلّ أربعين يوماً [مرّة] وما زاد فبحسب ذلك.

واعلم أنّ الحجامة انّما تأخذ دمها من صغار العروق المبثوثة في اللحم، ومصداق ذلك ما أذكره أنّها ? تضعّف القوة كما يوجد من الضعف عند الفصد.

وحجامة النقرة من ثقل الرأس، وحجامة الاخدعين تخففّ عن الرأس والوجه والعينين، وهي نافعة لوجع الاضراس.

وربّما ناب الفصد عن جميع ذلك، وقد يحتجم تحت الذقن لعلاج القلاع في الفم.

ومن فساد اللثة وغير ذلك من أوجاع الفم، وكذلك الحجامة بين الكتفين تنفع من الخفقان الذي يكون من الإمتلاء والحرارة، والذي يوضع علي الساقين قد ينقص من الإمتلاء نقصاً بيناً، وينفع من الأوجاع المزمنة في الكلي والمثانة والأرحام، ويدر الطمث، غير أنّها تنهك الجسد.

وقد يعرض منها الغشي الشديد، إلاّ أنّها تنفع ذوي البثور والدماميل.

والذي يخففّ من ألم الحجامة تخفيف المص عند أول ما يضع المحاجم ثمّ يدرج المص قليلاً قليلاً، والثواني أزيد في المص من الأوائل، وكذلك الثوالث فصاعداً، ويتوقف عن الشرط حتّي يحمر الموضع جيداً بتكرير المحاجم عليه، ويلين المشراط علي جلود لينة، ويمسح الموضع قبل شرطه بالدهن.

وكذلك الفصد يمسح الموضع الذي يفصد فيه بالدهن، فإنه يقلل الألم، وكذلك يلين المشرط والمبضع بالدهن عند الحجامة، وعند الفراغ منها يلين الموضع بالدهن، وليقطر علي العروق

إذا فصد شيئاً من الدهن، لئلا يحتجب فيضر ذلك بالمفصود.

وليعمد الفاصد أن يفصد من العروق ما كان في المواضع القليلة اللحم، لأنّ في قلة اللحم من العروق قلة الألم.

وأكثر العروق ألماً إذا فصد حبل الذراع والقيفال، لإتصالهما بالعضل وصلابة الجلد، فأمّا الباسليق والأكحل فإنهما في الفصد أقل ألماً إذا لم يكن فوقهما لحم.

والواجب تكميد موضع الفصد بالماء الحار ليظهر الدم، وخاصة في الشتاء فإنه يلين الجلد، ويقلل الألم، ويسهل الفصد، ويجب في كل ما ذكرناه من إخراج الدم اجتناب النساء قبل ذلك باثنتي عشرة ساعة.

ويحتجم في يوم صاح صاف ? غيم فيه ولا ريح شديدة ويخرج من الدم بقدر ما يري من تغيره ولا تدخل يومك ذلك الحمّام، فإنّه يورث الداء وصبّ علي رأسك وجسدك الماء الحّار، ولا تفعل ذلك من ساعتك.

واياك والحمّام إذا احتجمت فإنّ الحمّي الدائمة يكون منه فإذا اغتسلت من الحجامة فخذ خرقة من قز فألقها علي محاجمك، أو ثوباً ليناً من قز أو غيره، وخذ قدر حمصّة من الترياق الأكبر واشربه.. امزجه بالشراب المفرح المعتدل، وتناوله أو بشراب الفاكهة.

وان تعذر ذلك فشراب الاترج فإن لم تجد شيئاً من ذلك فتناوله بعد عركه ناعماً تحت الاسنان، واشرب عليه جرع ماء فاتر.

وان كان في زمان الشتاء والبرد فاشرب عليه السكنجبين [العنصلي] العسلي فانّك متي فعلت ذلك أمنت من اللقوة والبرص البهق والجذام بإذن الله تعالي وامتص من الرّمان المزّ، فانّه يقوي النفس، ويجلي الدم ولا تأكل طعاماً مالحاً بعد ذلك بثلاث ساعات، فانّه يخاف أن يعرض من ذلك الجرب.

وان شئت فكل من الطباهيج إذا احتجمت، واشرب عليه من الشراب المذكّي الذي ذكرته أولاً، وادّهن بدهن الخيريّ أو شيء من المسك وماء ورد، وصبّ

منه علي هامتك ساعة فراغك من الحجامة.

وأمّا في الصيف فإذا احتجمت فكل السكباج والهلام والمصوص أيضاً والحامض.

وصبّ علي هامتك دهن البنفسج بماء الورد وشيء من الكافور، واشرب من ذلك الشراب الذي وصفته لك بعد طعامك، وإيّاك وكثرة الحركة والغضب ومجامعة النساء ليومك.

(وقائيات)

واحذر أن تجمع بين البيض والسمك في المعدة في وقت واحد فإنهما متي اجتمعا في جوف الانسان ولد عليه النقرس والقولنج والبواسير ووجع الأضراس.

واللبن والنبيذ الذي يشربه أهله إذا اجتمعا ولد النقرس والبرص، ومداومة أكل البيض يعرض منه الكلف في الوجه، وأكل المملوحة واللحمان المملوحة وأكل السمك المملوح بعد الفصد والحجامة يعرض منه البهق، والجرب، وأكل كلية الغنم وأجواف الغنم يغير المثانة.

ودخول الحمام علي البطنة يولد القولنج، والإغتسال بالماء البارد بعد أكل السمك يورث الفالج، وأكل الاترج في الليل يقلب العين ويوجب الحول، وإتيان المرأة الحائض يورث الجذام في الولد، والجماع من غير إهراق الماء علي أثره يوجب الحصاة.

والجماع بعد الجماع من غير فصل بينهما بغسل يورث للولد الجنون، وكثرة أكل البيض وإدمانه يولد الطحال ورياحاً في رأس المعدة، والامتلاء من البيض المسلوق يورث الربو والانبهار، وأكل اللحم الني يولد الدود في البطن.

وأكل التين يقمل منه الجسد إذا أدمن عليه، وشرب الماء البارد عقيب الشيء الحارّ والحلاوة يذهب بالاسنان، والإكثار من أكل لحوم الوحش والبقر يورث تغير العقل، وتحيّر الفهم، وتبلّد الذهن، وكثرة النسيان.

(من آداب الحمّام)

وإذا أردت دخول الحمّام وأن ? تجد في رأسك ما يؤذيك فابدأ قبل دخولك بخمس جرع من ماء فاتر، فانّك تسلم - ان شاء الله تعالي - من وجع الرأس والشقيقة.

وقيل: خمس مرّات يصبّ الماء الحار عليه عند دخول الحمّام.

واعلم أنّ الحمّام ركّب علي تركيب الجسد: للحمّام أربعة بيوت

مثل أربع طبائع الجسد:

البيت الأول: بارد يابس، والثاني: بارد رطب، والثالث: حار رطب والرابع: حارّ يابس، ومنفعة الحمّام عظيمة، يؤدي إلي الاعتدال، وينقّي الدرن، ويلين العصب والعروق، ويقوّي الأعضاء الكبار، ويذيب الفضول ويذهب العفن.

فإذا أردت أن ? يظهر في بدنك بثرة ولا غيرها، فابدء عند دخول الحمّام فدهنّ بدنك بدهن البنفسج.

وإذا إردت استعمال النورة ولا يصيبك قروح ولا شقاق ولا سواد فاغتسل بالماء البارد قبل أن تنورّ.

ومن أراد دخول الحمّام للنورة فليجتنب الجماع قبل ذلك باثنتي عشرة ساعة وهو تمام يوم … وليكن الزرنيخ مثل سدس النورة.

ويدلك الجسد بعد الخروج منها بشيء يقلع رائحتها كورق الخوخ … والحناء والورد والسنبل مفردة أو مجتمعة.

(تعليمات صحيّة)

ومن أراد أن يأمن إحراق النورة فليقلل من تقليبها، وليبادر إذا عملت في غسلها، وأن يمسح البدن بشيء من دهن الورد، فإن أحرقت البدن - والعياذ بالله - يؤخذ عدس مقشر يسحق ناعماً ويداف في ماء ورد وخل، ويطلي به الموضع الذي اثرت فيه النورة، فإنه يبرأ بإذن الله تعالي. والذي يمنع من آثار النورة في الجسد هو أن يدلك الموضع بخل العنب العنصل الثقيف ودهن الورد دلكاً جيداً.

ومن أراد أن ? يشتكي مثانته فلا يحبس البول ولو علي ظهر دابته.

ومن أراد أن ? يؤذيه معدته فلا يشرب بين طعامه ماء حتي يفرغ ومن فعل ذلك رطب بدنه وضعفت معدته، ولم يأخذ العروق قوة الطعام، فإنه يصير في المعدة فجاً إذا صبّ الماء علي الطعام أولا فأولا.

ومن أراد أن ? يجد الحصاة وعسر البول فلا يحبس المني عند نزول الشهوة، ولا يطل المكث علي النساء.

ومن أراد أن يأمن من وجع السفل ولا يظهر به وجع البواسير فليأكل كل ليلة سبع تمرات برني،

بسمن البقر، ويدهن بين انثييه بدهن زنبق خالص.

ومن أراد أن يزيد في حفظه فليأكل سبع مثاقيل زبيباً بالغداة علي الريق.

ومن أراد أن يقل نسيانه ويكون حافظاً فليأكل كل يوم ثلاث قطع زنجبيل مربّي بالعسل، ويصطبغ بالخردل مع طعامه في كل يوم.

ومن أراد أن يزيد في عقله يتناول كل يوم ثلاث هليلجات بسكر ابلوج.

ومن أراد أن ? ينشق ظفره ولا يميل إلي الصفرة ولا يفسد حول ظفره فلا يقلم أظفاره إلاّ يوم الخميس، ومن أراد أن ? يؤلمه أذنه فليجعل فيها عند النوم قطنة.

ومن أراد ردع الزكام مدة أيام الشتاء فليأكل كل يوم ثلاث لقم من الشهد.

(اقسام العسل)

واعلم أن للعسل دلائل يعرف بها نفعه من ضره، وذلك أن منه شيئاً إذا أدركه الشم عطش، ومنه شيء يسكر، وله عند الذوق حراقة شديدة فهذه الأنواع من العسل قاتلة.

(امور صحية عامة)

ولا يؤخر شم النرجس، فإنه يمنع الزكام في مدة أيّام الشتاء، وكذلك الحبة السوداء، وإذا خاف الانسان الزكام في زمان الصيف فليأكل يوم خيارة وليحذر الجلوس في الشمس.

ومن خشي الشقيقة والشوصة فلا يؤخر أكل السمك الطري صيفاً وشتاء، ومن أراد أن يكون صالحاً خفيف الجسم [واللحم] فليقلل من عشائه بالليل، ومن أراد أن ? يشتكي سرته فليدهنها متي دهن رأسه.

ومن أراد أن ? تنشق شفتاه ولا يخرج فيها باسور فليدهن حاجبه من دهن رأسه.

ومن أراد أن ? تسقط اذناه ولهاته فلا يأكل حلواً حتّي يتغرغر بعده بخل.

ومن أراد أن ? يصيبه اليرقان فلا يدخل بيتاً في الصيف أول ما يفتح بابه، ولا يخرج منه أول ما يفتح بابه في الشتاء غدوة.

ومن أراد أن ? يصيبه ريح في بدنه فليأكل الثوم كل سبعة أيّام مرة.

ومن أراد أن ? تفسد

أسنانه فلا يأكل حلواً إلاّ بعد كسرة خبز.

ومن أراد أن يستمرء طعامه فليستك بعد الأكل علي شقه الأيمن ثم ينقلب بعد ذلك علي شقه الأيسر حتي ينام.

ومن أراد أن يذهب البلغم من بدنه وينقصه فليأكل كل يوم بكرة شيئاً من الجوارش الحريف، ويكثر دخول الحمام، ومضاجعة النساء، والجلوس في الشمس ويجتنب كل بارد من الأغذية، فإنه يذهب البلغم ويحرقه.

ومن أراد أن يطفيء لهب الصفراء فليأكل كل يوم شيئاً رطباً بارداً، ويروح بدنه، ويقل الحركة، ويكثر النظر إلي من يحب.

ومن أراد أن يحرق السوداء فعليه بكثرة القيء وفصد العروق ومداومة النورة.

ومن أراد أن يذهب بالريح الباردة فعليه بالحقنة والأدهان اللينة علي الجسد وعليه بالتكميد بالماء الحار في الابزن [ويجتنب كل بارد، ويلزم كل حار لين].

ومن أراد أن يذهب عنه البلغم فليتناول بكرة كل يوم من الاطريفل الصغير مثقالاً واحداً.

(من آداب السفر)

واعلم أن المسافر ينبغي له أن يتحرز بالحر إذا سافر وهو ممتليء من الطعام ولا خالي الجوف، وليكن علي حد الاعتدال، وليتناول من الأغذية الباردة مثل القريص والهلام والخل والزيت وماء الحضرم ونحو ذلك من الاطعمة الباردة.

واعلم أن السير في الحر الشديد ضارّ بالابدان المنهوكة إذا كانت خالية عن الطعام، وهو نافع في الابدان الخصبة.

فأما صلاح المسافر ودفع الاذي عنه فهو أن ? يشرب من ماء كل منزل يرده إلاّ بعد أن يمزجه بماء المنزل الذي قبله … والواجب أن يتزود المسافر من تربة بلده وطينته التي ربّي عليها، وكلمّا ورد إلي منزل طرح في انائه الذي يشرب منه الماء شيئاً من الطين الذي تزودّه من بلده ويشوب الماء والطين في الآنية بالتحريك، ويؤخر قبل شربه حتي يصفع صفاء جيداً.

(أنواع المياه)

وخير الماء شرباً لمن مقيم أو

مسافر ما كان ينبوعه من الجهة المشرقية من الخفيف الابيض.

وأفضل المياه ما كان مخرجها من مشرق الشمس الصيفي، وأصحها وأفضلها ماكان بهذا الوصف الذي نبع منه وكان مجراه في جبال الطين وذلك أنها تكون في الشتاء باردة وفي الصيف ملينة للبطن نافعة لأصحاب الحرارات.

وأما الماء المالح والمياه الثقيلة فانّها تيبس البطن، ومياه الثلوج والجليد رديّة لسائر الإجساد، وكثيرة الضرر جدّاً وأمّا مياه السحب فانّها خفيفة عذبه صافية نافعة للأجسام إذا لم يطل خزنها وحبسها في الأرض وأمّا مياه الجبّ فانّها عذبة صافية نافعة ان دام جريها ولم يدم حبسها في الأرض.

وأما البطائح والسباخ فانّها حارّة غليظة في الصيف لركودها ودوام طلوع الشمس عليها وقد يتولّد من دوام شربها المرّة الصفراوية وتعظم به أطحلتهم.

(علاقات زوجيه خاصة)

وقد وصفت لك فيما تقدم من كتابي هذا ما فيه كفاية لمن أخذ به وأنا أذكر أمر الجماع ما هو يصلح، فلا تقرب النساء من أول الليل صيفاً ولا شتاء وذلك لأنّ المعدة والعروق تكون ممتلئة وهو غير محمود ويتولّد منه القولنج والفالج واللقوة والنقرس والحصاة والتقطير والفتق وضعف البصر ورقّته.

فإذا أردت ذلك فليكن في آخر الليل، فانّه أصلح للبدن، وارجي للولد، وأزكي للعقل في الولد الذي يقضي الله بينهما.

ولا تجامع أمرأة حتّي تلاعبها، وتكثر ملاعبتها، وتغمز ثدييها فانّك إذا فعلت ذلك غلبت شهوتها واجتمع ماؤها، لأنّ ماءها يخرج من ثدييها، والشهوة تظهر من وجهها وعينيها، واشتهت منك مثل الذي تشتهيه منها.

ولا تجامع النساء إلاّ وهي طاهرة.

فإذا فعلت ذلك فلا تقم قائماً، ولا تجلس جالساً، ولكن تميل علي يمينك، ثمّ انهض للبول إذا فرغت من ساعتك، شيئاً فإنك تأمن الحصاة بإذن الله تعالي. ثم اغتسل وأشرب من ساعتك شيئاً من الموميائي

بشراب العسل أو بعسل منزوع الرغوة، فانه يردّ من الماء مثل الذي خرج منك.

واعلم أنّ جماعهن والقمر في برج الحمل أو الدلو من البروج أفضل وخير من ذلك أن يكون في برج الثور، لكونه شرف القمر.

ومن عمل فيما وصفت في كتابي هذا ودبّر به جسده أمن بأذن الله تعالي من كل داء، وصحّ جسمه بحول الله وقوته، فإنّ الله تعالي يعطي العافية لمن يشاء، ويمنحها اياه والحمد لله أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً.

لحم الضأن

عن سعد بن سعد الاشعري قال: قلت لأبي الحسن الرضا (عليه السّلام): أنّ أهل بيتي ? يأكلون لحم الضأن: قال:

ولم؟

قلت: يقولون: انه يهيج لهم المرة والصفراء والصداع والأوجاع.

فقال: يا سعد لو علم الله شيئاً اكرم من الضأن لفدي به اسماعيل.

المقاديم

اشتر لنا من اللحم المقاديم، ولا تشتر لنا المآخير، فإن المقاديم أقرب من المرعي وأبعد من الأذي.

حطب الرمان

حطب الرمان ينفي الهوام.

التين دواء

التين يذهب بالبخر ويشدّ العظم وينبت الشعر، ويذهب بالداء حتي ? يحتاج معه إلي دواء، التين أشبه شيء بنبات الجنّة.

من فوائد التين

حدثنا محمّد بن عرفة قال: كنت بخراسان أيام الرضا (عليه السّلام) والمأمون، فقلت للرضا (عليه السّلام) يابن رسول الله ما تقول في أكل التين؟ فقال:

هو جيد للقولنج فكلوه.

من فوائد الاجّاص

عن زياد القندي قال: دخلت: علي الرضا (عليه السّلام) وبين يديه تور فيه اجاص أسود في ابانه. فقال:

انه هاجت بي حرارة وأري الاجاص يطفيء الحرارة ويسكّنالصفراء، وان اليابس [منه] يسكّن الدم، ويسكن الداء الدوي وهو للداء دواء باذن الله عزوجل.

من فوائد البطيخ

أهدت لنا الأيام بطيخة من حلل الارض ودار السلام

تجمع أوصافاً عظاماً وقد عددتها موصوفة بالنظام

كذاك قال المصطفي المجتبي محمّد جدّي عليه السلام

ماء وحلواء وريحانة فاكهة، حرض، طعام ادام

تنقي المثانة وتصفي الوجوه تطيّب

النكهة عشر تمام

بقلة الهندباء

عليكم بأكل بقلة الهندباء فانها تزيد في المال والولد، ومن أحب أن يكثر ماله وولده فليد من أكل الهندباء.

الهندباء دواء

الهندباء شفاء من ألف داء، وما من داء في جوف الانسان إلاّ قمعه الهندباء ودعا به يوماً لبعض الحشم وقد كان تأخذه الحمي والصداع فأمر بأن يدقّ ويضمد علي قرطاس ويصبّ عليه دهن بنفسج ويوضع علي رأسه.

وقال: أما انه يقمع الحمي ويذهب بالصداع.

عليك بالسلق

عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي قال: قال [لي] أبو الحسن الرضا (عليه السّلام):

يا أحمد كيف شهوتك للبقل؟

فقلت: اني لأشتهي عامّته.

فقال: فإذا كان كذلك فعليك بالسلق، فانه ينبت علي شاطئ الفردوس وفيه شفاء من الادواء، وهو يغلظ العظم، وينبت اللحم، ولو ? أن تمسّه أيدي الخاطئين، لكانت الورقة منه تستر رجالاً.

قلت: من أحبّ البقول إليّ.

فقال: أحمد الله علي معرفتك به.

تعاليم صحيّة

? تخلون جوفك من الطعام وأقل من شرب الماء، ولا تجامع إلاّ من شبق، ونعم البقلة السلق.

الماش الرطب

سألن بعض اصحاب الرضا عنه (عليه السّلام) عن البهق قال:

خذ الماش الرطب في أيامه ودقّه مع ورقه، واعصر الماء واشربه علي الريق، واطله علي البهق، قال: ففعلت فعوفيت.

الحمّص

الحمّص جيّد لوجع الظهر، وكان يدعو به قبل الطعام وبعده.

الخبز اليابس

الخبز اليابس يهضم الاترج.

إذا اكتهل الرجل

إذا اكتهل الرجل فلا يدع أن يأكل بالليل شيئاً فانه أهدأ لنومنه وأطيب للنكهة.

? يدعنّ أحدكم العشاء

انّ في الجسد عرقاً يقال له: العشاء، فإن ترك الرجل العشاء لم يزل يدعو عليك ذلك العرق إلي أن يصبح يقول:

أجاعك الله كما أجعتني، وأظمأك الله كما أظمأتني، فلا يدعنّ أحدكم العشاء ولو بلقمة من خبز أو شربة من ماء.

عود الخلال

? تخلّلوا بعود الرمان. ولا بقضيب الريحان، فانهما يحركان عرق الجذام قال: وكان

رسول الله (صلي الله عليه وآله) يتخلّل بكلّ ما أصاب إلاّ الخوص والقصب.

استكثروا من اللبان

استكثروا من اللبان واستفّوه وامضغوه وأحبّه ذلك إليّ المضغ، فانه ينزف بلغم المعدة، وينظفها، ويشدّ العقل، ويمرئ الطعام.

اطعموه حبالاكم

أطعموا حبالاكم اللبان فإن يكن في بطنهن غلام خرج ذكّي القلب عالماً شجاعاً، وان تكن جارية حسن خلقها وخلقها، وعظمت عجيزتها وحظيت عند زوجها.

الماء المسخن

الماء المسخن إذا غليته سبع غليات وقلبته من اناء إلي اناء فهو يذهب بالحمي وينزل القوة في الساقين والقدمين.

بعد الطعام ? في الأثناء

? بأس بكثرة شرب الماء علي الطعام، وأن ? يكثر منه.

وقال: أرأيت لو أنّ رجلاً أكل مثل ذا طعاماً = وجمع يديه كلتيهما لم يضمهما ولم يفرّقهما - ثمّ لم يشرب عليه الماء، أليس كانت تنشقّ معدته!.

نعم الطعام

نعم الطعام الزيت: يطيب النكهة ويذهب بالبلغم ويصفّي اللون ويشدّ العصب، ويذهب بالوصب، ويطفئ الغضب.

للمرّة

شكوت الي الرضا (عليه السّلام) مُرة كنت اجدها يأخذني منها شبيه الجنون، وصداع غالب. فقال:

عليك بهذه البقلة التي يلتفّ ورقها، فدقّها وضعها علي رأسك، ومر أهلك فليضعوها علي رؤوس صبيانهم، فإنها نافعة لهم بإذن الله، ففعلت فسكن عني الوجع وتلك البقلة هي اللبلاب.

لشفاء العين

انما شفاء العين قراءة الحمد، والمعوذتين، وآية الكرسي وبالبخور بالقسط، والمرّ، واللبان.

حكم

صديق الإنسان وعدوّه

صديق كلّ امرئ عقله، وعدوّه جهله.

إذا ابتليت بجاهل

قال المأمون يوماً للرضا (عليه السّلام): أنشدني أحسن ما رويته في الحلم، فقال (عليه السّلام):

إذا كان دوني من بليت بجهله أبيت لنفسي أن تقابل بالجهل

وإن كان مثل في محلّي من النهي أخذت بحلمي كي أجلّ عن المثل

وإن كنت أدني منه في الفضل والحجي عرفت له حقّ التقدّم والفضل

ترك العتاب

قال المأمون يوماً للرضا (عليه السّلام): أنشدني أحسن ما رويته في ترك عتاب الصديق.

فقال (عليه السّلام):

إنّي ليهجرني الصديق تجنّبا فاريه أنّ لهجره أسباباً

وأراه إن عاتبته أغريته فأري له ترك العتاب عتاباً

السكوت عن الجاهل

قال المأمون يوماً للرضا (عليه السّلام): أنشدني أحسن ما رويته في السكوت عن الجاهل. فقال (عليه السّلام):

وإذا بليت بجاهل متحكّم يجد المحال من الامور صوابا

أوليته منّي السكوت وربّما كان السكوت عن الجواب جوابا

إستقطاب الأعداء

قال المأمون يوماً للرضا (عليه السّلام): أنشدني أحسن ما رويته في إستجلاب العدوّ حتي يكون صديقاً. فقال (عليه السّلام):

وذي غلّة سالمته فقهرته فأوقرته منّي لعفو التجمّل

ومن ? يدافع سيئات عدوّه بإحسانه لم يأخذ الطول من عل

ولم أر في الأشياء أسرع مهلكاً لغمر قديم من وداد معجّل

تناسي السرّ

قال المأمون يوماً للرضا (عليه السّلام): أنشدني أحسن ما رويته في كتمان السرّ. فقال (عليه السّلام):

وإنّي لأنسي السرّكي ? اُذيعه فيامن رأي سرّاً يصان بأن ينسي

مخافة أن يجري ببالي ذكره فينبذه قلبي إلي ملتوي الحشا

فيوشك من لم يفش سرّاً وجال في خواطره أن ? يطيق له حبساً

الحازم العاقل

إنّك في دار لها مدّة يقبل فيها عمل العامل

ألا تري الموت محيطاً بها يكذب فيها أمل الآمل

تعجّل الذنب لما تشتهي وتأمّل التوبة في قابل

والموت يأتي أهله بغتة ماذاك فعل الحازم العاقل

دع الجواب

عن احمد بن الحسين كاتب أبي الفيّاض عن أبيه قال: حضرنا مجلس علي بن موسي الرضا (عليه السّلام) فشكي رجل أخاه فأنشأ يقول:

اعذر أخاك علي ذنوبه واستر وغطّ علي عيوبه

واصبر علي بهت السفيه وللزمان علي خطوبه

ودع الجواب تفضّلاً وكلّ الظلوم إلي حسيبه

نحن والزمان

يعيب الناس كلّهم زماناً وما لزماننا عيب سوانا

نعيب زماننا والعيب فينا ولو نطق الزمان بنا هجانا

وإنّ الذئب يترك لحم ذئب ويأكل بعضنا بعضاً عيانا

لبسنا للخداع مسوك طيب فويل للغريب إذا أتانا

? تغترّ بالسلامة

إذا كنت في خير فلا

تغترر به ولكن قل اللهمّ سلّم وتمّم

الغني النفسي

لبست بالعفّة ثوب الغني وصرت أمشي شامخ الرأس

لست إلي النسناس مستأنسا لكنني آنس بالناس

إذا رأيت التيه من ذي الغني تهت علي التائه باليأس

ما ان تفاخرت علي معدم ولا تضعضعت لأفلاس

الشيب واعظ

عن إبراهيم بن محمّد الحسني قال: بعث المأمون إلي أبي الحسن الرضا (عليه السّلام) جارية، فلما ادخلت إليه اشمأزّت من الشيب فلمّا رأي كراهيتها ردّها إلي المأمون وكتب إليه بهذه الأبيات شعراً:

نعي نفسي إلي نفسي المشيب وعند الشيب يتعظ اللبيب

فقد ولّي الشباب إلي مداه فلست أري مواضعه تؤوب

سأبكيه وأندبه طويلاً وأدعوه إليّ عسي يجيب

وهيهات الّذي قد فات عنّي تمنينّي به النفس الكذوب

وراع الغانيات بياض رأسي ومن مدّ البقاء له يشيب

أري البيض الحسان يحدن عنّي وفي هجرانهن لنا نصيب

فإن يكن الشباب مضي حبيباً فإن الشيب أيضاً لي حبيب

سأصحبه بتقوي الله حتي يفرّق بيننا الأجل القريب

الأمين ? يخون

لم يخنك الأمين، ولكن ائتمنت الخائن.

الفضول

ما من شيء من الفضول إلاّ وهو يحتاج الي الفضول من الكلام.

نصف العقل

التودد الي الناس نصف العقل.

المبغوضات

ان الله يبغض القيل والقال واضاعة المال وكثرة السؤال.

تكلف الأدب

يا أبا هاشم العقل حباء من الله، والأدب كلفة، فمن تكلف الأدب قدر عليه، ومن تكلف العقل لم يزدد بذلك إلاّ جهلاً.

كيف تطلب امرك؟

من طلب الأمر من وجهه لم يزل، فإن زلّ لم تخذله الحيلة.

عواقب سيئة

? يعدم المرء دائرة السوء مع نكث الصفقة، ولا يعدم تعجيل العقوبة مع ادّراع البغي.

مفتاح البؤس

الانس يذهب المهابة، والمسألة مفتاح في البؤس.

المستهزؤن

سبعة اشياء بغير سبعة اشياء من الاستهزاء: من استغفر بلسانه ولم يندم بقلبه فقد استهزأ بنفسه، ومن سأل الله التوفيق ولم يجتهد فقد استهزأ بنفسه، ومن استحزم ولم يحذر فقد استهزأ بنفسه، ومن سأل الله الجنة ولم

يصبر علي الشدائد فقد استهزأ بنفسه، ومن تعوذ بالله من النار ولم يترك الشهوات فقد استهزأ بنفسه، ومن ذكر الله ولم يستبق الي لقائه فقد استهزأ بنفسه.

اقبال القلب وادباره

ان للقلوب اقبالاً وادباراً ونشاطاً وفتوراً، فإذا اقبلت بصرت وفهمت، وإذا ادبرت كلّت وملّت، فخذوها عند اقبالها ونشاطها، واتركوها عند ادبارها وفتورها.

اصطناع المعروف

الأجل آفة الأمل، والعرف ذخيرة الأبد، والبرّ غنيمة الحازم والتفريط مصيبة ذوي القدرة، والبخل يمزّق العرض، والحب داعي المكاره، واجلّ الخلائق واكرمها، اصطناع المعروف، واغاثة الملهوف، وتحقيق امل الآمل، وتصديق مخيلة الراجي، والاستكثار من الاصدقاء في الحياة يكثر الباكين بعد الوفاة.

وصايا

للتعارف ? للتناكر

يا عبد العظيم ابلغ عنّي اوليائي السلام، وقل لهم ان ? يجعلوا للشيطان علي انفسهم سبيلاً، ومرهم بالصدق في الحديث، واداء الأمانة ومرهم بالسكوت وترك الجدال فيما ? يعنيهم، واقبال بعضهم علي بعض والمزاورة فإن ذلك قربة اليّ ولا يشغلوا أنفسهم بتمزيق بعضهم بعضاً فإني آليت علي نفسي انه من فعل ذلك واسخط ولياً من اوليائي دعوت الله ليعذبه في الدنيا اشد العذاب، وكان في الآخرة من الخاسرين وعرفّهم ان الله قد غفر لمحسنهم، وتجاوز عن مسيئهم إلاّ يرجع عنه، فإن رجع والاّ نزع روح الإيمان عن قلبه، وخرج عن ولايتي، ولم يكن له نصيباً في ولايتنا، واعوذ بالله من ذلك.

متفرقات

االفرار من الموت

إنّ قوماً من بني إسرائيل هربوا من بلادهم من الطاعون وهم الوف حذر الموت فأماتهم الله في ساعة واحدة، فعمد أهل تلك القرية فحظروا عليهم حظيرة فلم يزالوا فيها حتّي نخرت عظامهم فصاروا رميماً، فمرّ بهم نبيّ من أنبياء بني إسرائيل فتعجّب منهم ومن كثرة العظام البالية، فأوحي الله عزّ وجلّ إليه: أتحبّ أن احييهم لك فتنذرهم؟

فقال: نعم يا ربّ.

فأوحي الله عزّ وجلّ: أن نادهم.

فقال: أيّتها العظام البالية! قومي بإذن الله عزّ وجلّ.

فقاموا أحياء أجمعون ينفضون التراب عن رؤوسهم.

أطيب اللحوم

ذكر بعضنا اللحمان عند أبي الحسن الرضا (عليه السّلام) فقال: ما لحم بأطيب من لحم الماعز، قال: فنظر إليه أبو الحسن (عليه السّلام) وقال:

لو خلق الله عزّ وجلّ مضغة هي أطيب من الضأن لفدي بها إسماعيل (عليه السّلام).

مصيرالبرامكة

عن مسافر قال: كنت مع أبي الحسن الرضا (عليه السّلام) بمني، فمرّ يحيي بن خالد مع قوم من آل برمك، فقال (عليه السّلام):

مساكين هؤلاء ? يدرون مايحلّ بهم في هذه السنة، ثمّ قال: هاه

وأعجب من هذا هارون وأنا كهاتين، وضمّ بأصبعيه.

قال مسافر: فوالله ما عرفت معني حديثه حتي دفناه معه.

الإخبار بموت هارون

محمّد بن سنان: قيل للرضا (عليه السّلام) إنّك قد شهرت نفسك بهذا الأمر وجلست مجلس أبيك وسيف هارون يقطر دماً؟ فقال:

جوابي هذا ما قال رسول الله (صلي الله عليه وآله): إن أخذ أبوجهل من رأسي شعرة فاشهدوا أنني لست بنبيّ، وأنا أقول لكم: إن أخذ هارون من رأسي شعرة فاشهدوا أنني لست بإمام.

الخبز والماء

سئل الرضا (عليه السّلام) عن طعم الخبز والماء فقال:

طعم الماء طعم الحياة وطعم الخبز طعم العيش.

في وداع الرسول

عن محول السجستاني قال: لمّا ورد البريد باشخاص الرضا (عليه السّلام) إلي خراسان، كنت أنا بالمدينة، فدخل المسجد ليودّع رسول الله (صلي الله عليه وآله) فودّعه مراراً كلّ ذلك يرجع إلي القبر ويعلو صوته بالبكاء والنحيب فتقدمت إليه وسلّمت عليه فردّ السلام وهنّأته فقال:

ذرني فإنّي أخرج من جوار جدّي (صلي الله عليه وآله) وأموت في غربة وادفن في جنب هارون.

قال: فخرجت متبعاً لطريقه حتّي مات بطوس ودفن إلي جنب هارون.

هذه تربتي

دخل الإمام الرضا (عليه السّلام) - في طريقه إلي المأمون - دار حميد بن قحطبة الطائي ودخل القبّة التي فها هارون الرشيد ثمّ خطّ بيده إلي جانبه ثمّ قال:

هذه تربتي وفيها ادفن، وسيجعل الله هذا المكان مختلف شيعتي وأهل محبّتي، والله ما يزورني منهم زائر ولا يسلّم عليّ منهم مسلّم إلاّ وجب له غفران الله ورحمته بشفاعتنا أهل البيت.

هذا من تربتي

عن أبي الصلت الهروي قال: بينا أنا واقف بين يدي أبي الحسن عليّ بن موسي الرضا (عليه السّلام) إذ قال لي:

يا أبا الصلت ادخل هذه القبّة التي فيها قبر هارون وائتني بتراب من أربعة جوانبها.

قال: فمضيت فأتيت

به.

فلمّا مثلت بين يديه قال لي: ناولني هذا التراب، وهو من عند الباب، فناولته.

فأخذه وشمّه ثمّ رمي به ثمّ قال: سيحفر لي ههنا، فتظهر صخرة لو جمع عليها كلّ معول بخراسان لم يتهيّأ قلعها ثمّ قال في الذي عند الرجل، والذي عند الرأس، مثل ذلك.

ثم قال: سيحفر لي في هذا الموضع فتأمرهم أن يحفروا لي سبع مراقي إلي أسفل وأن يشقّ لي ضريحة، فإن أبوا الاّ أن يحلدوا فتأمرهم أن يجعلوا اللحد ذراعين وشبراً فإنّ الله سيوسّعه ما يشاء.

فإذا فعلوا ذلك فإنّك تري عند رأسي نداوة، فتكلّم بالكلام الذي اعلّمك فإنّه ينبع الماء حتّي يمتلئ اللحد وتري فيه حيتاناً صغاراً ففتّت لها الخبز الذي أعطيك فإنّها تلتقطه، فإذا لم يبق منه شيء خرجت منه حوتة كبيرة فالتقطت الحيتان الصغار حتّي ? يبقي منها شيء ثمّ تغيب فإذا غابت فضع يدك علي الماء ثمّ تكلّم بالكلام الذي اعلّمك فإنّه ينضب الماء ولا يبقي منه شيء ولا تفعل ذلك إلاّ بحضرة المأمون.

ثمّ قال (عليه السّلام): يا أبا الصلت غداً أدخل علي هذا الفاجر، فإن أنا خرجت وأنا مكشوف الرأس فتكلّم اكلّمك، وإن أنا خرجت وأنا مغطّي الرأس فلا تكلّمني.

قال أبوالصلت: فلمّا أصبحنا من الغد ليس ثيابه وجلس، فجعل في محرابه ينتظر.

فبينا هو كذلك إذ دخل عليه غلام المأمون فقال له: أجب المأمون.

فلبس نعله ورداءه، وقام يمشي وأنا أتبعه حتّي دخل علي المأمون وبين يديه طبق عليه عنب وأطباق فاكهة وبيده عنقود عنب قد أكل بعضه وبقي بعضه.

فلمّا أبصر بالرضا (عليه السّلام) وثب إليه فعانقه وقبّل ما بين عينيه وأجلسه معه ثمّ ناوله العنقود وقال: يابن رسول الله ما رأيت عنباً أحسن من هذا.

فقال له الرضا (عليه السّلام):

ربّما كان عنباً حسناً يكون من الجنّة.

فقال له: كل منه.

فقال له الرضا (عليه السّلام): تعفيني منه.

فقال: لابدّ من ذلك وما يمنعك منه لعلّك تتّهمنا بشيء فتناول العنقود فأكل منه، ثمّ ناوله فأكل منه الرضا (عليه السّلام) ثلاث حبّات ثمّ رمي به وقام.

فقال المأمون: إلي أين؟

فقال: إلي حيث وجّهتني.

فخرج (عليه السّلام) مغطّي الرأس، فلم اكلّمه حتي دخل الدار فأمرأن يغلق الباب فغلق ثمّ نام (عليه السّلام) علي فراشه ومكثت واقفاً في صحن الدار مهموماً محزوناً.

فبينما أنا كذلك إذ دخل عليّ شابّ حسن الوجه، قطط الشعر أشبه الناس بالرضا (عليه السّلام) فبادرت إليه وقلت له: من أين دخلت والباب مغلق؟

فقال: الذي جاء بي من المدينة في هذا الوقت هو الذي أدخلني الدار والباب مغلق.

فقلت له: ومن أنت؟

فقال لي: أنا حجّة الله عليك، يا أبا الصلت أنا محمّد بن علي.

ثمّ مضي نحو أبيه (عليه السّلام) فدخل وأمرني بالدخول معه، فلمّا نظر إليه الرضا (عليه السّلام) وثب إليه فعانقه وضمّه إلي صدره، وقبّل ما بين عينيه، ثمّ سحبه سحباً إلي فراشه وأكبّ عليه محمّد بن علي (عليهما السلام) يقبّله ويسارّه بشيء لم أفهمه.

ورأيت علي شفتي الرضا (عليه السّلام) زبداً أشدّ بياضاً من الثلج ورأيت أبا جعفر (عليه السّلام) يلحسه بلسانه ثمّ أدخل يده بين ثوبيه وصدره فاستخرج منه شيئاً شبيهاً بالعصفور فابتلعه أبو جعفر (عليه السّلام) ومضي الرضا (عليه السّلام).

فقال أبو جعفر (عليه السّلام): قم يا أبا الصلت ائتني بالمغتسل والماء من الخزانة.

فقلت: ما في الخزانة مغتسل ولا ماء.

فقال لي: اِنته إلي ما آمرك به، فدخلت الخزانة فإذا فيها مغتسل وماء فأخرجته وشمرّت ثيابي لأغسله معه فقال لي: تنح يا أبا الصلت فإنّ لي من يعينني غيرك فغسله ثمّ

قال لي: ادخل الخزانة، فأخرج لي السفط الذي فيه كفنه وضوطه.

فدخلت فإذا أنا بسفط لم أره في تلك الخزانة قطّ فحملته إليه فكفّنه وصلّي عليه ثمّ قال لي: إئتني بالتابوت.

فقلت: أمضي إلي النجار حتي يصلح التابوت.

قال: قم فإنّ في الخزانة تابوتاً.

فدخلت الخزانة فوجدت تابوتاً لم أره قط فأتيته به فأخذ الرضا (عليه السّلام) بعد ما صلّي عليه فوضعه في التابوت وانشقّ السقف فخرج منه التابوت ومضي.

فقلت: يابن رسول الله الساعة يجيئنا المأمون ويطالبنا بالرضا (عليه السّلام) فما نصنع؟

فقال لي: اسكت فإنّه سيعود يا أبا الصلت، ما من نبيّ يموت بالمشرق ويموت وصيّه بالمغرب إلاّ جمع الله بين أرواحهما وأجسادهما، فما أتمّ الحديث حتي انشقّ السقف ونزل التابوت، فقام (عليه السّلام) فاستخرج الرضا (عليه السّلام) من التابوت ووضعه علي فراشه كأنّه لم يغسّل ولم يكفّن.

ثمّ قال لي: يا أبا الصلت قم فافتح الباب للمأمون ففتحت الباب فإذا المأمون والغلمان بالباب، فدخل باكياً حزيناً قد شقّ جيبه، ولطم رأسه، وهو يقول: يا سيّداه فجعت بك يا سيّدي.

ثمّ دخل وجلس عند رأسه وقال: خذوا في تجهيزه فأمر بحفر القبر، فحفرت الموضع فظهر كلّ شيء علي ما وصفه الرضا (عليه السّلام).

فقال له بعض جلسائه: ألست تزعم أنّه إمام؟

فقال: بلي، ? يكون الإمام إلاّ مقدّم الناس فأمر أن يحفر له في القبلة.

فقلت له: أمرني أن يحفر له سبع مراقي وأن أشقّ له ضريحه.

فقال: انتهوا إلي ما يأمر به أبو الصلت سوي الضريح، ولكن يحفر له ويلحد.

فلمّا رأي ما ظهر له من النداوة والحيتان وغير ذلك قال المأمون: لم يزل الرضا (عليه السّلام) يرينا عجائبه في حياته حتي أراناها بعد وفاته أيضاً.

فقال له وزير كان معه: أتدري ما أخبرك به الرضا

(عليه السّلام)؟

قال: ?.

قال: إنّه قد أخبرك أنّ ملككم يا بني العباس مع كثرتكم وطول مدتكم مثل هذه الحيتان حتي إذا فنيت آجالكم وانقطعت آثاركم، وذهبت دولتكم، سلّط الله تعالي عليكم رجلاً منّا فأفناكم عن آخركم.

قال له: صدقت.

ثمّ قال لي: يا أبا الصلت علّمني الكلام الذي تكلّمت به.

قلت: والله لقد نسيت الكلام من ساعتي، وقد كنت صدقت، فأمر بحبسي ودفن الرضا (عليه السّلام)، فحبست سنة فضاق عليّ الحبس، وسهرت الليلة ودعوت الله تبارك وتعالي بدعاء ذكرت فيه محمّد وآل محمّد صلوات الله عليهم وسألت الله بحقّهم أن يفرّج عنّي.

فما استتمّ دعائي حتي دخل عليّ أبو جعفر محمّد بن علي (عليهما السلام) فقال لي: يا أبا الصلت ضاق صدرك؟

فقلت: إي والله.

ثم قال لي: إمض في ودائع الله فإنّك لن تصل إليه ولا يصل إليك أبداً.

قال: قم، فأخرجني ثمّ ضرب يده إلي القيود التي كانت عليّ ففكّها وأخذ بيدي وأخرجني من الدار والحرسة والغلمان يرونني، فلم يستطيعوا أن يكلّموني وخرجت من باب الدار:

ثمّ قال أبو الصلت: فلم ألتق المأمون إلي هذا الوقت.

زينة الرجال

ممّا أجاب الرضا (عليه السّلام) بحضرة المأمون لصباح بن نصر الهندي وعمران الصابي عن مسائلهما قالا: فما بال الرجل يلتحي دون المرأة؟ قال (عليه السّلام):

زيّن الله الرجال باللحي وجعلها فصلاً يستدلّ علي الرجال من النساء.

نخلة مريم

كانت نخلة مريم العجوة، ونزلت في كانون، ونزل مع آدم من الجنة العتيق والعجوة، منهما تفرقّ أنواع النخل.

تطهير ورحمة

المرض للمؤمن تطهير ورحمة، وللكافر تعذيب ولعنة، وانّ المرض ? يزال بالمؤمن حتي ? يكون عليه ذنب.

لطلب الولد

تزوجت ابنة جعفر بن محمود الكاتب فاحببتها حبّاً لم يحب احدا احداً مثله، وابطأ علي الولد فصرت الي أبي الحسن علي بن موسي الرضا (عليه السّلام)

فذكرت ذلك له، فتبسم وقال:

اتخذ خاتماً فصّه فيروزج واكتب عليه (ربّ لاتذرني فرداً وأنت خير الوارثين).

قال: ففعلت ذلك، فما أتي عليّ حول حتي رزقت منها ولداً ذكراً.

إذا اراد الله امراً

إذا اراد الله أمراً سلب العباد عقولهم: فانفذ امره وتمت ارادته فإذا انفذ امره ردّ الي كل ذي عقل عقله، فيقول: كيف ذا ومن اين ذا؟

المشية والإرادة

سئل (عليه السّلام) عن المشيئة والارادة فقال:

المشيئة الاهتمام بالشيء، والارادة اتمام ذلك الشيء.

ألم تقتله مرة؟

انه اقر رجل بقتل ابن رجل من الانصار فدفعه عمر اليه ليقتله به فضربه ضربتين بالسيف حتي ظن انه هلك، فحمل الي منزله وبه رمق فبرئ الجرح بعد ستة اشهر فلقيه الاب وجره الي عمر فدفعه اليه عمر فاستغاث الرجل الي امير المؤمنين فقال لعمر:

ما هذا الذي حكمت به علي هذا الرجل؟

فقال: النفس بالنفس.

قال: ألم يقتله مرة؟

قال: قد قتله ثم عاش.

قال: فيقتل مرتين؟

فبهت، ثم قال فاقض ما أنت قاض، فخرج (عليه السّلام) فقال للأب ألم تقتله مرة؟

قال: بلي فيبطل دم ابني؟

قال: ? ولكن الحكم ان تدفع اليه فيقتص منك مثل ما صنعت به. ثم تقتله بدم ابنك.

قال: هو والله الموت ولابد منه؟

قال: لابد أن يأخذ بحقه.

قال: فإني قد صفحت عن دم ابني ويصفح لي عن القصاص، فكتب بينهما كتاباً بالبراءة فرفع عمر يده الي السماء وقال: الحمد لله أنتم أهل بيت الرحمة يا أبا الحسن.

ثم قال: لولا علي لهلك عمر.

علي من دية هذا؟

سألت أبا الحسن الثاني (عليه السّلام) عن رجل استغاث به قوم لينقذهم من قوم يغيرون عليهم ليستبيحوا أموالهم ويسبوا ذراريهم ونساءهم فخرج الرجل يعدو بسلاحه في جوف الليل ليغيثهم، فمر برجل قائم علي شفير بئر يستقي منها فدفعه وهو ? يعلم ولا يريد ذلك

فسقط في البئر ومات، ومضي الرجل فاستنقذ أموال الذين استغاثوا به، فلما انصرف قالوا: ما صنعت؟ قال: قد سلموا وآمنوا. قالوا: اشعرت ان فلاناً سقط في البئر فمات؟ قال: أنا والله طرحته خرجت اعدو بسلاحي في ظلمة الليل وأنا أخاف الفوت علي القوم الذين استغاثوا بي، فمررت بفلان وهو قائم يستقي من البئر فزحمته ولم ارد ذلك فسقط في البئر، فعلي من دية هذا؟ قال:

ديته علي القوم الذين استنجدوا الرجل فأنجدهم وانقذ أموالهم ونساءهم وذراريهم، اما لو كان آجر نفسه باجرة لكانت الدية عليه وعلي عاقلته دونهم، وذلك ان سليمان بن داود (عليه السّلام) أتته امرأة عجوز مستعدية علي الريح فدعا سليمان الريح فقال لها: ما دعاك الي ما صنعت بهذه المرأة؟

قالت: ان رب العزةبعثني الي سفينة بني فلان ? نقذها من الغرق وكانت قد اشرفت علي الغرق فخرجت في سنتي عجلي الي ما أمرني الله به فمررت بهذه المرأة وهي علي سطحها فعثرت بها ولم اردها فسقطت فانكسرت يدها.

فقال سليمان: يارب بما احكم علي الريح؟

فأوحي الله اليه: يا سليمان احكم بارش كسر هذه المرأة علي ارباب السفينة التي انقذتها الريح من الغرق فإنه ? يظلم لديّ احد من العالمين.

پي نوشتها

- سورة آل عمران: 191.

- سورة آل عمران: 39.

- سورة البقرة: 37.

- سورة التحريم: 12.

- سورة البقرة: 124.

- كلمة الإمام المهدي (عليه السّلام) للإمام الشهيد (رحمه الله) ص 6 سبب التأليف..

- مكارم الأخلاق: 8.

- سورة القلم: 4.

- مستدرك الوسائل ج 2 ص 242.

- التجارب والعبر للإمام الشيرازي (دام ظله) مخطوط.

- التجارب والعبر للإمام الشيرازي (دام ظله) مخطوط.

- التجارب والعبر للإمام الشيرازي (دام ظله) مخطوط.

- سورة الأحزاب: 33.

- سورة الأحزاب: 21.

- عيون الأخبار: ج 1 ص

27.

- بحار الأنوار: ج 49 ص 38.

- بحار الأنوار: ج 49 ص 38.

- عيون الأخبار: ج 1 ص 197.

- بحار الأنوار: ج 49 ص 101.

- في رحاب أئمة أهل البيت: ج 4 ص 111.

- الصواعق المحرقة لابن حجر، راجع (فضائل آل الرسول) للإمام الشيرازي ص 158.

- الكامل في التاريخ: ج 6 ص 263.

- الفصول المهمة لابن صباغ ص 245.

- المصدر السابق.

- راجع (منتهي الآمال) ج 2 ص 500 الفصل السادس من حياة الإمام الرضا (عليه السّلام) النكتة الثانية.

- راجع (منتهي الآمال) ج 2 ص 500 الفصل السادس من حياة الإمام الرضا (عليه السّلام) النكتة الثانية.

- علل الشرائع 1/251 - 256، ب 182، ح 9: حدّثني عبد الواحد بن محمّد بن عبدوس النيسابوري العطّار، قال: حدّثني أبوالحسن علي بن محمّد بن قتيبة النيسابوري، قال: قال أبو محمّد الفضل بن شاذان النيسابوري: …

- علل الشرائع 1/119، ب 98، ح 1: حدّثنا الحسين بن أحمد، عن أبيه، قال: حدّثنا محمّد بن بندار، عن محمّد بن علي، عن محمّد بن عبد الله الخراساني - خادم الرضا (عليه السّلام) - قال: …

- التوحيد 293، ب 42، ح 3. حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيي العطّار - ره - قال: حدّثنا سعد بن عبد الله، قال: حدّثنا إبراهيم بن هاشم، عن عليّ بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن عليّ بن موسي الرضا (عليه السّلام)، أنّه دخل عليه رجل فقال له: يابن رسول الله ما الدليل علي حدث العالم؟ فقال: …

- عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) 2/75، ب 32، ح 1: حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني - رض - قال: حدثنا أحمد بن محمّد بن سعيد الكوفي،

- التوحيد 269 - 270، ب 36، ح 6: حدّثنا عبد الواحد بن محمّد بن عبدوس النيسابوري العطّار رضي الله عنه بنيسابور، سنة اثنين وخمسين وثلاثمأة، قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن قتيبة النيسابوري، قال: سمعت الفضل بن شاذان يقول: …

- عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) 1/134، ب 11، ح 31: حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس - رض -، عن أبيه، قال: حدثنا محمّد بن بندار، عن محمّد بن علي الكوفي، عن محمّد بن علي الخراساني - خادم الرضا (عليه السّلام) - قال: …

- الأنعام: 19.

- التوحيد 284، ب 40 ح 3: حدّثنا عليّ بن أحمد بن محمّد بن عمران الدقّاق رحمه الله، قال: حدّثنا محمّد بن أبي عبد الله الكوفي، قال: حدّثنا محمّد بن إسماعيل البرمكي، قال: حدّثني الحسين بن الحسن، قال: حدّثني بكر بن زياد، عن عبد العزيز بن المهتدي، قال: سألت الرضا(عليه السّلام) عن التوحيد، فقال: …

- أمالي الصدوق 487، ب 89، ح 2: حدثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار، قال: حدّثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبي هاشم الجعفري، قال: سمعت عليّ بن موسي الرضا (عليه السّلام) يقول: …

- التوحيد 47/ ب 2، ح 9 و 10: حدّثنا محمّد بن القاسم المفسّر رحمه الله، قال: حدّثنا يوسف بن محمّد بن زياد، وعليّ بن محمّد بن سيّار، عن أبويهما، عن الحسن بن علي بن محمّد بن علي الرضا، عن أبيه، عن جدّه (عليهم السلام)، قال: …

- عيون أخبار الرضا 1/ 134، ب 11، ح 33: حدّثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشي، قال: حدّثنا أبي، عن أحمد بن علي الأنصاري،

عن أبي الصلت عبد السلام بن صالح الهروي، قال: …

- هود: 7.

- معاني الأخبار 18، ب 13، ح 16: حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد - رضي الله عنه - عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن محمّد بن عيسي، …

- عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) 1/118، ب 11، ح 8: حدثنا عبد الله بن محمّد بن عبدالوهاب القرشي، قال: حدّثنا أحمد بن الفضل بن المغيرة، قال: حدّثنا أبو نصر منصور بن عبد الله بن إبراهيم الاصبهاني، قال: حدّثنا عليّ بن عبد الله، قال: حدّثنا …

- الجاثية: 29.

- الأنعام: 28.

- البقرة: 30.

- التوحيد 320 و 321، ب 49، ح 2: حدّثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشي، قال: حدّثنا أبي عن أحمد بن علي الأنصاري، عن أبي الصلت عبد السلام بن صالح الهروي، قال: …

- هود: 7.

- عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) 1/129، ب 11، ح 24: حدّثنا أبي رضي الله عنه، قال: حدّثنا أحمد بن إدريس، عن الحسين بن عبد الله، عن محمّد بن عبيد الله وموسي بن عمر، والحسن بن عليّ بن أبي عثمان، …

- عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) 1/117، ب 11، ح 7: حدّثنا محمّد بن أحمد السناني رضي الله عنه، قال: حدّثنا محمّد بن أبي عبد الله الكوفي، قال: حدّثنا محمّد بن إسماعيل البرمكي، قال: حدّثنا الحسين بن الحسن، قال: حدّثنا محمّد بن عيسي …

- التوحيد 130 - ب 9، ح 11: حدّثنا عليّ بن أحمد بن عبد الله البرقي رحمه الله قال: حدّثنا أبي، عن جدّه أحمد بن أبي عبد الله، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، قال: …

- التوحيد 337، ب 55، ح 5: حدثنا

محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار، عن محمّد بن عيسي بن عبيد، عن سليمان بن جعفر الجعفري، قال: قال الرضا (عليه السّلام): …

- علل الشرائع 1/9 - 10، ب 9، ح 3: حدّثنا محمّد بن علي ما جيلويه رضي الله عنه، قال: حدّثنا محمّد بن يحيي العطّار، عن سهل بن زياد، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع، عن محمّد بن زيد، قال: جئت إلي الرضا(عليه السّلام) أسأله عن التوحيد، فأملي عليّ: …

- عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) 2/ 202، ب 46، ح 1: حدّثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشي - رضي الله عنه - قال: حدّثني أبي، قال: حدّثنا أحمد بن علي الأنصاري، عن الحسن بن الجهم، قال: قال المأمون للرضا (عليه السّلام): يا أبا الحسن فما تقول في القائلين بالتناسخ؟ فقال الرضا (عليه السّلام): …

- قرب الإسناد 154 - 155: أحمد بن محمّد بن عيسي، …

- عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) 2/130، ب 35، ح 9: حدّثناالحاكم أبو علي الحسين بن أحمد البيهقي، عن محمّد بن يحيي الصوليّ، عن محمّد بن موسي الرازي، عن أبيه قال: …

- التوحيد 56، ب 2، ح 14: حدّثنا عليّ بن أحمد بن محمّد بن عمران الدقّاق رحمه الله، قال: حدّثنا محمّد بن أبي عبد الله الكوفي، قال: حدّثنا محمّد بن إسماعيل البرمكي، قال: حدّثني عليّ بن العبّاس، قال: حدّثني جعفر بن محمّد الأشعريّ، عن فتح بن يزيد الجرجاني، قال: كتبت إلي أبي الحسن الرضا (عليه السّلام) اسأله عن شيء من التوحيد، فكتب إليّ بخطّه - قال جعفر -: وانّ فتحاً أخرج إليّ الكتاب فقرأته بخطّ أبي

الحسن (عليه السّلام): …

- اصول الكافي 1/88، ح 2: عدة من اصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، …

- علل الشرائع 2/396، ب 134، ح 1: حدثنا عليّ بن أحمد بن موسي قال: حدثنا محمّد بن أبي عبد الله، عن محمّد بن اسماعيل، عن عليّ بن العباس، عن القاسم بن الربيع الصحاف …

- التوحيد 186 - 187، ب 29، صدر ح 2، واصول الكافي 1/120، صدر ح 2: حدثنا عليّ بن أحمد بن محمّد بن عمران الدقاق قال: حدثنا محمّد بن يعقوب الكليني قال: حدثنا عليّ بن محمّد، عن محمّد بن عيسي، عن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن الرضا (عليه السّلام) أنه قال: …

- علل الشرائع 1/14، ب 9، ح 13: حدثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني، قال: حدثنا أحمد بن محمّد بن سعيد الكوفي، …

- عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) 2/80، ب 32، ح 13: حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي الله عنه، قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد الكوفي الهمداني، قال: حدّثنا عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن أبيه، عن أبي الحسن الرضا (عليه السّلام) قال: …

- فروع الكافي 4/304، ح 1: عليّ بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسي، عن يونس، عن أبي الحسن الرضا (عليه السّلام) قال: …

- بحار الأنوار 12/ 35،، ح 11، عن أمالي الصدوق و عيون أخبار الرضا (عليه السّلام): أبي، عن سعد، عن البرقي، عن محمّد بن عليّ الكوفي، عن الحسن بن أبي العقبة الصيرفيّ، عن الحسين بن خالد، عن الرضا (عليه السّلام) قال: …

- كمال الدين 2/390، ب 38، ح 4: حدّثنا المظفّر بن جعفر بن المظفّر العلوي العمري السمرقندي

رضي الله عنه، قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسعود، عن أبيه محمّد بن مسعود، عن جعفر بن أحمد، عن الحسن بن عليّ بن فضّال، قال: سمعت أبا الحسن عليّ بن موسي الرضا (عليه السّلام) يقول: …

- بحار الأنوار 14/247، ح 31، عن عيون أخبار الرضا (عليه السّلام): بإسناده عن الرضا (عليه السّلام) قال: …

- عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) 1/201، ب 15 في ضمن ح 1: حدثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشي - رض - قال: حدّثني أبي، عن حمدان بن سليمان النيسابوري، عن عليّ بن محمّد بن الجهم أنّه قال: …

- الفجر: 16.

- الصافّات: 143 - 144.

- عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) 1/210 - 212، ب 18، ح 1: أحمد بن الحسين [الحسن خ ل] القطّان قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد الكوفي، قال: حدّثنا …

- الصافات: 102.

- عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) 1/202، ب 15، ح 1: حدّثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشي (رض) عن أبيه، عن حمدان بن سليمان النيسابوري، عن عليّ بن محمّد بن الجهم قال: …

- الفتح: 2.

- ص: 5 - 7.

- التوبة: 43.

- الزمر: 65.

- الأسراء: 74.

- بحار الأنوار 26/ 225، ح 5، عن قصص الأنبياء: بالإسناد إلي الصدوق بإسناده عن ابن أورمة، عن محمّد بن أبي صالح، …

- المائدة: 21.

- الفصول المختارة 1/17-18، قال: وحدّثني الشيخ أدام الله عزّه أيضاً، قال: …

- آل عمران: 61.

- عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) 1/294، ب 28، ح 48: حدّثنا أحمد بن الحسن القطان، ومحمّد بن بكران النقاش، ومحمّد بن إبراهيم بن إسحاق [الطالقاني: خ ل] رضي الله عنهم، قالوا: حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد

الهمداني، قال: أخبرنا عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن أبيه، قال: قال الرضا (عليه السّلام): …

- معاني الأخبار 180، ح 1: حدّثنا عبدالواحد بن محمّد بن عبدوس رحمه الله، قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن قتيبة النيسابوري، عن حمدان بن سليمان، عن عبد السلام بن صالح الهروي، قال: سمعت أبا الحسن عليّ بن موسي الرضا (عليه السّلام) يقول: …

- رجال الكشي 2/781، ح 924: حدّثني آدم بن محمّد قال: حدّثني علي بن محمّد الدقّاق النيسابوري، قال: حدّثني محمّد بن موسي السمان، قال: …

- عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) 126/ ب 11، ح 20: حدّثنا أبي رضي الله عنه، قال: حدّثنا سعد بن عبد الله، قال: حدّثنا أحمد بن عيسي، عن الحسن بن عليّ الخزّاز، عن أبي الحسن الرضا (عليه السّلام) قال: …

- تفسير الإمام العسكري (عليه السّلام) 350، ح 236: قال عليّ بن موسي الرضا (عليه السّلام): …

- بحار الأنوار 11/69، ح 27، عن قصص الأنبياء: بإسناده عن ابن فضّال، عن الرضا (عليه السّلام) قال: …

- بحار الأنوار 12/40، ح 27، عن قصص الأنبياء: بإسناد إلي الصدوق، عن النقّاش، عن ابن عقدة، عن عليّ بن الحسن بن الفضّال، عن أبيه، عن الرضا (عليه السّلام) قال: …

- علل الشرائع 2/417 و 418، ب 157، ح 3: حدّثنا محمّد بن القاسم الاسترابادي المفسّر (رض) قال: حدّثني يوسف بن محمّد بن زياد وعليّ بن محمّد بن يسار، عن أبويهما، عن أبي محمّد، عن آبائه، عن الرضا (عليه السّلام) قال: …

- معاني الأخبار 52/ح3: حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني (رضي الله عنه) قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن يوسف بن سعيد الكوفي قال: …

- اصول

الكافي 2/ 653- 654، ح 4: محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد بن عيسي …

- قرب الإسناد 156: أحمد بن محمّد بن عيسي …

- الليل: 1.

- اللّيل: 3-7.

- عيون أخبار الرضا (عليه السلام): ج 1 ص 236، ب 23، ضمن ح1.

- يس: 1-4.

- الصافّات: 79.

- الصافّات: 109.

- الصافّات: 120.

- الصّافات: 130.

- تأويل الآيات الظاهرة 577: روي الحسن بن أبي الحسن الديلمي - رحمه الله - بإسناده عن رجاله …

- الفتح: 26.

- معاني الأخبار 102- 103: حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني - رضي الله عنه - قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد الكوفي، قال: حدّثنا عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن أبيه، عن أبي الحسن عليّ بن موسي الرضا (عليه السّلام) قال: …

- عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) 1/7، ح 3: حدّثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشي - رضي الله عنه - قال: حدّثني أبي، عن أحمد بن عليّ الأنصاري، عن الحسن بن الجهم قال: سمعت الرضا (عليه السّلام) يقول: …

- عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) 1/304، ب 28، ضمن ح 63: حدّثنا أبي رضي الله عنه قال: حدّثنا الحسين بن أحمد المالكي عن أبيه، …

- الأنعام: 108.

- أمالي الصدوق 448، المجلس 82، ح 17: حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق قال: أخبرنا أحمد بن محمّد الهمداني قال: أخبرنا عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن أبيه، عن أبي الحسن عليّ بن موسي الرضا (عليه السّلام) أنّه قال: …

- بحار الأنوار 27/6، ح 11: عن أبي الصلت الهروي، عن الرضا صلوات الله قال: …

- أمالي الشيخ الطوسي 2/201-202، ب 25، ح 9: أخبرنا جماعة/ عن أبي المفضل،

عن الليث بن محمّد العنبري، …

- علل الشرائع 2/ 463-464، ب 222، ح 10: حدّثنا حمزة بن محمّد العلوي، قال: أخبرنا أحمد بن محمّد الهمداني قال: حدثنا المنذر بن محمّد قال: حدّثنا الحسين بن محمّد قال: حدّثنا سليمان بن جعفر عن الرضا (عليه السّلام) قال: …

- عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) 2/46، ب 31، ح 174. وصحيفة الإمام الرضا (عليه السّلام) 37، ح 22. وبشارة المصطفي 3/131. ومناقب ابن شهر آشوب 3/330 بالأسانيد الثلاثة عن الرضا، عن آبائه (عليه السّلام) قال: …

- عيون أخبار الرضا 2/27، ب 31، ح 8. وصحيفة الرضا (عليه السّلام) 37، ح 24: بالأسانيد الثلاثة، عن الرضا، عن آبائه (عليهم السلام)، قال: …

- عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) 2/62، ب 31، ح 252: بإسناد التميمي، عن الرضا، عن آبائه (عليهم السلام) قال.

- عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) 1/209، ب 17، ح 1: حدثنا عبد الواحد بن محمّد بن عبدوس، عن محمّد بن علي بن محمّد بن قتيبة، عن الفضل بن شاذان، قال: سمعت الرضا (عليه السّلام) يقول: …

- الصافّات: 107.

- أمالي الصدوق 111/المجلس 27، ح 2: حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسرور، عن ابن عامر، عن عمّه، عن إبراهيم بن أبي محمود قال: قال الرضا (عليه السّلام): …

- أمالي الصدوق 112، المجلس 27، ح 4: حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق، عن أحمد بن محمّد الهمداني، عن عليّ بن الحسن بن علي بن فضّال، عن ابيه عن أبي الحسن عليّ بن موسي الرضا (عليه السّلام) قال: …

اقبال الأعمال 578: روينا باسنادنا الي مولانا علي بن موسي الرضا (عليه السّلام) انه قال: …

- بحار الأنوار 45/257 - 258، ح 15: قال العلاّمة

المجلسي: رأيت في بعض مؤلّفات المتأخّرين أنّه قال: …

- اللوعة: حرقة الحزن والهويوالجد.

- تفسير القمي 2/104-105: حدّثني أبي، …

- النور: 35.

- الشوري: 13.

- عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) 2/ 235، ب 58، ح 6: حدثنا علي بن احمد بن محمّد بن عمران الدقاق - رضي الله عنه - عن محمّد بن أبي عبد الله الكوفي، عن صالح بن أبي حماد، …

- بحار الأنوار 47/ 328 - 332: في بعض تأليفات أصحابنا أنّه روي بإسناده …

- أيلة: بالفتح مدينة علي ساحل بحر القلزم مما يلي الشام قيل هي آخر الحجاز وأوّل الشام.

- عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) 2/ 211 - 212، ب 47، ح 17: حدثنا احمد بن زياد بن جعفر الهمداني، قال: حدثنا علي بن ابراهيم بن هاشم قال: حدثني …

- عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) 2/ 212 - 213، ب 47، ح 19: حدثنا محمّد بن الحسن بن احمد بن الوليد، قال: حدثني محمّد بن الحسن الصفار، عن احمد بن محمّد بن عيسي، …

- عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) 2/221، ب 47، ح 39: حدثنا علي بن عبد الله الوراق، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن الهيثم بن أبي المسروق النهدي، …

- بطن مرّ: موضع وهو من مكّة علي مرحلة.

- مناقب ابن شهر آشوب 4/341: …

- فروع الكافي 4/ 345 - 346، ح 6: عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد، عن محمّد بن اسماعيل الرازي، …

- كشف الغمّة 3/147: …

- عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) 2/265- 266. وكشف الغمّة 3/164-165. وكمال الدين 2/372-373، ب 35، ح 6: حدثنا احمد بن زياد بن جعفر الهمداني قال: حدثنا علي بن ابراهيم بن هاشم عن

أبيه، …

- الأعراف، الآية: 187.

- عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) 2/263-264، ب 66، صدر ح 34. وكمال الدين 2/373 - 374، ب 35، صدر ح 7: حدثنا الحسين بن ابراهيم بن احمد بن هشام المؤدب وعلي بن عبد الله الوراق، قالا: حدثنا علي بن ابراهيم بن هاشم، عن أبيه، ابراهيم بن هاشم، …

- قرب الاسناد 151: معاوية بن حكيم، عن احمد بن محمّد بن أبي نصير [نصر خ ل] قال: وعدنا أبوالحسن الرضا (عليه السّلام) ليلة الي مسجد دار معاوية فجاء (عليه السّلام) فقال: …

- الأنعام، الآية: 98.

- قرب الإسناد 175: …

- الإختصاص 87: حدثنا احمد بن محمّد، عن أبيه وسعد [بن عبد الله] جميعاً عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن محمّد بن حمزة، …

- أمالي الصدوق 61-62، المجلس 15، ح 10: حدثنا محمّد بن ابراهيم قال: اخبرنا احمد بن محمّد الهمداني عن علي بن حسن بن علي بن فضّال، عن أبيه، …

- أمالي الصدوق 61، المجلس 15، ح 8. وعيون أخبار الرضا (عليه السّلام) 2/256، ب 66، ح 9: حدثنا محمّد بن موسي بن المتوكّل قال: حدثنا علي بن ابراهيم، عن أبيه، …

- عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) 2/245، ب 64، ضمن ح 1: حدثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشي قال: حدثنا أبي، عن محمّد بن يحيي، عن محمّد بن خلف الطاطري، …

- عيون المعجزات 118 - 119: روي عبد الرحمن بن محمّد …

- الإرشاد 319، واعلام الوري ب8، الفصل 2/346، واصول الكافي 1/322، ح 13: أخبرني أبوالقاسم جعفر بن محمّد، عن محمّد بن يعقوب، عن الحسن بن محمّد …

- بحار الأنوار 60/228، ح 62، عن الرضا (عليه السّلام) قال: …

-

عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) 2/260، ب 66، ح 21، حدثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشي، قال: حدثنا أبي عن أحمد بن عليّ الأنصاري، عن أبي الصلت الهروي قال: …

- الخرائج والجرائح 1/ 359، ح 12، وبصائر الدرجات 345، ح 7، ب 14، ح 19، ودلائل الإمامة 172: …

- سير أو حبل عريض.

- المحاسن 131، ب 1، ح 1: أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، عن سليمان بن جعفر الجعفري، عن أبي الحسن الرضا (عليه السّلام) قال: قال لي: …

- التمحيص 41، ح 42: …

- صفات الشيعة 3، ح 2: حدثنا أبي، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن علي بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن الرضا (عليه السّلام) قال: …

- عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) 2/50، ب 131، ذيل ح 192، وأمالي الصدوق 199، المجلس 42، ذيل ح 8: حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس، عن أبيه، عن سهل بن زياد الادمي، عن الحسن بن علي بن النعمان، عن محمّد بن اسباط، …

- تفسير القمي 2/117: حدثني أبي، عن جعفر وإبراهيم، عن أبي الحسن الرضا (عليه السّلام) قال: …

- الفرقان: 70.

- قضاء حقوق المؤمنين 31-32، ح 45: …

- عيون اخبار الرضا (عليه السّلام) ج 2 ص 51 ب 31 ح 196 وأمالي الصدوق 242 المجلس 49 ح 2: حدثنا محمّد بن الحسن بن احمد بن الوليد، عن محمّد بن الحسن الصفار، عن ابراهيم بن هاشم، عن علي بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن ابي الحسن علي بن موسي الرضا (عليه السّلام) قال: …

- كنز الكراجكي 1/356: قال: روي شيخنا المفيد: …

- أمالي الصدوق 68 المجلس 17

ذيل ح 4 وعيون اخبار الرضا (عليه السّلام) 1/294 ب 28 ح 52 وروضة الواعظين 2/322: حدثنا محمّد بن ابراهيم بن اسحاق عن أحمد بن محمّد الهمداني عن علي بن الحسن بن علي بن فضال، عن ابيه قال: قال الرضا(عليه السّلام): …

- تحف العقول 446 - 447: قال (عليه السّلام) لأبي هاشم داود بن القاسم الجعفري: …

- تحف العقول 448 ومن ? يحضره الفقيه 2/174/2056: …

- اقبال الأعمال 657: وروينا باسنادنا الي محمّد بن داود القمي ايضاً باسناده في كتابه المسمّي بكتاب الزيارات والفضائل الي أحمد بن هلال، عن احمد بن محمّد بن أبي نصير البزنطي قال: …

- عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) 2/121 - 127، ب 35 ح 1: حدّثنا عبد الواحد بن محمّد بن عبدوس النيسابوري العطّار قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن قتيبة النيسابوري، عن الفضل بن شاذان، قال: …

- فصلت: 42.

- العتمة: الثلث الأوّل من الليل.

- البقرة: 194.

- النجم: 38-39.

- عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) 1/114، ب 11، ح 1: حدّثنا محمّد بن موسي بن المتوكّل رضي الله عنه، قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن الصقر بن دلف، عن ياسر الخادم قال: سمعت ابا الحسن عليّ بن موسي الرضا (عليه السّلام) يقول: …

- التوحيد 362، ب 59، ح 10: حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسرور - رحمه الله - قال: حدّثنا الحسين بن محمّد بن عامر، عن معلّي بن محمّد البصريّ، …

- التوحيد 348، ب 56، ح 7: حدّثنا محمّد بن الحسن أحمد بن الوليد (رحمه الله) قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار، قال: حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب …

- تفسير القمي 1/24: قال عليّ

بن إبراهيم القمي: حدّثني محمّد بن عيسي بن عبيد، عن يونس، قال: قال الرضا (عليه السّلام): …

- الأعراف: 43.

- المؤمنون: 106.

- الحجر: 39.

- قرب الإسناد 156: أحمد بن محمّد بن عيسي، عن البزنطي قال: سمعت الرضا (عليه السّلام) يقول: …

- بحار الأنوار 5/ 201، ح 25 عن عيون أخبار الرضا (عليه السّلام): تميم القرشي، عن أبيه، عن الأنصاري، …

- يونس: 100.

- بحار الأنوار 7/289، ح 7، عن تفسير القمي: عن الرضا (عليه السّلام) قال: …

- عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) 2/77، ب 32، ح 7: حدّثنا عبد الواحد بن محمّد بن عبدوس النيسابوري العطّار قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن قتيبة، …

- غافر: 84 - 85.

- الأنعام: 158.

- يونس 90 إلي 92.

- كمال الدين 1/ 202، ب 21، ح 6: حدّثنا أبي قال: حدّثنا الحسن بن أحمد المالكي، عن أبيه، عن إبراهيم بن أبي محمود قال: قال الرضا(عليه السّلام): …

- بصائر الدرجات 428، ج 9، ب 5، ح 9: حدّثنا أحمد بن محمّد عمّن رواه عن صالح بن النضر، …

- بصائر الدرجات 429، ج 9، ب 6، ح 2: حدّثنا إبراهيم بن هاشم، عن القاسم بن محمّد الزّيات …

- التوبة: 105.

- أمالي الصدوق 536-540، المجلس 97، ح 1: حدّثنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن موسي بن بابويه قال: حدّثنا محمّد بن موسي بن المتوكّل قال: حدّثنا محمّد بن يعقوب قال: حدّثنا أبو محمّد القاسم بن العلاء: …

- الأنعام: 38.

- المائدة: 5.

- البقرة: 124.

- الأنبياء: 72 - 73.

- آل عمران: 68.

- الروم: 56.

- القصص: 68.

- الأحزاب: 36.

- القلم: 36-41.

- محمّد: 24.

- الأنفال: 22-23.

- يونس: 35.

- البقرة: 269.

- البقرة: 249.

- النساء: 112.

-

النساء: 54-55.

- القصص: 5.

- محمّد: 8.

- غافر: 35.

- بصائر الدرجات 369، ج 8، ب 1، ح 4: حدّثنا إبراهيم بن هاشم قال: أخبرنا إسماعيل بن مهران قال: …

- عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) 2/58، ب 31، ح 217: بإسناد التميمي، عن الرضا، عن آبائه عليهم السلام قال: …

- كمال الدين: ج 1 ص 260، ب 24، ح 6: حدثنا محمد بن علي ما جيلويه (رضي الله عنه) قال: حدثنا علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن علي بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن علي بن موسي، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السلام) قال …

- الشعراء: 227.

- الخصال 2/641، وأمالي الصدوق 196، المجلس 41، ح 11: حدثنا محمّد بن أحمد البغدادي الورّاق، قال: حدّثنا عليّ بن محمّد مولي الرشيد قال: حدثنا دارم بن قبيصة بن نهشل قال: حدثنا عليّ بن موسي الرضا عن آبائه (عليهم السلام) …

- أمالي الصدوق 525، المجلس 94، ح 12: حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسرور قال: حدثنا محمّد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن يعقوب بن يزيد، قال: حدّثني الحسن بن عليّ بن فضّال، عن أبي الحسن عليّ بن موسي الرضا، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السلام) قال: …

- بصائر الدرجات 505 -506، ج 10، ب 18، ح 5: حدّثنا إبراهيم بن هاشم، عن عليّ بن معبد، …

- الرحمن: 1-4.

- عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) 2/27، ب 31، ح 12. وصحيفة الإمام الرضا (عليه السّلام) 57، ح 108: بالأسانيد الثلاثة عن الرضا، عن آبائه (عليهم السلام) قال: …

- كنز الفوائد 1/182: أخبرني الحسين بن عبد الله بن علي، عن هارون بن موسي، عن أبي علي بن همام، عن

علي بن محمّد القمي الأشعري، عن منجح الخادم، …

- النساء، الآية: 115.

- مناقب ابن شهر آشوب 4/ 334: …

- قرب الاسناد 151 - 152: معاوية بن حكيم، …

- كشف الغمّة 3/142: قال الآبي في نثر الدرّ: …

- أمالي الصدوق 334 و 335، المجلس 64، ح 4: حدثنا أحمد بن محمّد بن أحمد السناني المكتب (رض) قال: حدّثنا محمّد بن أبي عبد الله الكوفي قال: حدّثنا سهل بن زياد الآدمي، عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني، عن الإمام عليّ بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه الرضا عليّ بن موسي (عليهما السلام)، قال: …

- كمال الدين 2/370، ب 35، ح 2: حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن مالك الفزاري، عن عليّ بن الحسن بن فضال، عن الريّان بن الصلت قال: سمعته يقول: سئل أبو الحسن الرضا (عليه السّلام) عن القائم فقال: …

- كمال الدين 2/652، ب 57، ح 12: حدثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني، عن أحمد بن عليّ الأنصاري، …

- كمال الدين 2/371-372، ب 35، ح 5، وكفاية الأثر 270 - 271، واعلام الوري 434-435: حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني، قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن عليّ بن معبد، …

- الشعراء: 4.

- كمال الدين 2/376، ب 35، ح 7، واعلام الوري 434: حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني، قال حدّثنا عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، …

- أصول الكافي 2/52، ح 6: محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن الرضا (عليه السّلام) قال: …

-

صفات الشيعة 50 - 51، ح 71: حدثنا عبد الواحد بن محمّد بن عبدوس العطار قال: حدثنا علي بن محمّد بن قتيبة، عن الفضل بن شاذان قال: قال علي بن موسي الرضا (عليه السّلام): …

- الخصال 1/ 178 - 179، ح 204: وعيون اخبار الرضا (عليه السّلام) 1/227، ب 22، ح 3، ومعاني الأخبار 186، ح 2، حدثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قال: حدثنا محمّد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن بكر بن صالح الرازي، …

- قرب الإسناد 155: محمّد بن عيسي، عن البزنطي قال: سمعت الرضا (عليه السّلام) يقول: …

- غافر: 44-45.

- العدد القوية 298 ب 23 ح 32: وعيون اخبار الرضا (عليه السّلام) 1/124 ب 11 صدر ح 17: …

- العدد القوية 298 - 299 ب 23 ح 33: …

- العدد القويّة 299 ب 23 صدر ح 34: …

- الإحتجاج 2/225: …

- عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) 1/ 307، ب 27، ح 68: حدّثنا أبي (رض) قال: حدّثنا سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن يزيد، عن عبيد بن هلال، قال: سمعت أبا الحسن الرضا (عليه السّلام) يقول: …

- أمالي الصدوق 68، المجلس 17، ح 4: حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق، قال: أخبرنا أحمد بن محمّد الهمداني، عن عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن أبيه، قال: قال الرضا (عليه السّلام): …

- تفسير الإمام العسكري (عليه السّلام) 344، ح 223: وقال عليّ بن موسي الرضا (عليه السّلام): …

- الإختصاص 245: قال الرضا (عليه السّلام):

- عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) 1/290، ح 39: (حدّثنا) ابي رضي الله عنه، قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم،

عن أبيه، عن أبي حيون مولي الرضا (عليه السّلام) قال: …

- بحار الأنوار 2/245، ح 53، عن السرائر: من جامع البزنطي، عن الرضا (عليه السّلام) قال: …

- مناقب ابن شهر آشوب 4/353 إلي 355: …

- عيون أخبار الرضا (ع) 2/228، ب 54، ح 3: حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني (رضي الله عنه) قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، …

- قرب الإسناد 162: محمّد بن عيسي، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن الرضا (عليه السّلام) قال: …

- عيون الأخبار 2/5 ب 30 صدر ح 11: حدثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، عن محمّد بن يحيي العطار عن احمد بن محمّد بن عيسي، عن محمّد بن سنان، عن الرضا علي بن موسي (عليه السّلام) انه قال: …

- بحار الأنوار 13/266، ح 5، عن قصص الأنبياء: بهذا الإسناد عن ابن عيسي، عن علي بن سيف، عن محمّد بن عبيدة، عن الرضا (عليه السّلام) قال: …

- علل الشرائع 1/77، ب 67، ح 1: حدّثنا أبي (رض) قال: حدّثنا سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن يزيد، عن عليّ بن أحمد بن أشيم، عن سليمان الجعفري، عن أبي الحسن الرضا (عليه السّلام) قال: …

- عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) 1/275 - 276، ب 28، ح 12: حدّثناأبو الفضل تميم بن عبد الله بن تميم القرشي الحميري قال: حدّثنا أبي قال: أخبرنا أبو علي أحمد بن علي الأنصاري قال: حدّثنا أبو الصلت عبد السلام بن صالح الهروي قال: سمعت عليّ بن موسي الرضا (عليه السّلام) يقول: …

- أمالي الصدوق 270، المجلس 53، ح 8: حدّثنا عليّ بن أحمد بن موسي قال: حدّثنا محمّد بن

أبي عبد الله الكوفي، عن سهل بن زياد الأدمي، عن مبارك مولي الرضا، عن عليّ بن موسي الرضا (عليه السّلام) قال: …

- الجن: 26 - 27.

- الأعراف: 199.

- البقرة: 177.

- اصول الكافي 2/73، ح 3: عدة من أصحابنا، عن احمد بن أبي عبد الله، عن ابن فضّال، عن الحسن بن الجهم، قال: سمعت أبا الحسن (عليه السّلام) يقول: …

- مناقب ابن شهر آشوب 4/ 361: …

- روضة الكافي 230، ح 296: عدة من أصحابنا، عن احمد بن محمّد، عن عبد الله بن الصلت، …

- فروع الكافي 2/23-24، ح 3: محمّد بن يحيي، عن محمّد بن صندل،عن ياسر، …

- آدم: أي أسمر اللون.

- أي القدماء.

- فروع الكافي 4/ 283، ح 2: الحسين بن محمّد، عن السياري، …

- فروع الكافي 4/297، ح 8: علي بن محمّد بن بندار، عن احمد بن أبي عبد الله، عن نوح بن شعيب، …

- فروع الكافي 4/ 298، ح 10: علي بن محمّد بن بندار، عن احمد بن أبي عبد الله، عن نوح بن شعيب، عن ياسر الخادم ونادر جميعاً قالا: قال لنا أبو الحسن (عليه السّلام): …

- كشف الغمة 3/217، واصول الكافي 1/496، ح 8: من كتاب الدلائل: …

- كمال الدين 2/645، ب 55، ح 5، وتفسير العياشي 2/20، ح 52: حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي السمرقندي قال: حدثناجعفر بن محمّد بن مسعود، عن أبي صالح خلف بن حمّاد الكشي، عن سهل بن زياد، عن محمّد بن الحسين، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: قال الرضا (عليه السّلام): …

-هود: 93.

- الأعراف: 71.

- الخصال 1/298 - 299، ح 70: وعيون أخبار الرضا (عليه السّلام) 1/277، ب 28، ح

15: حدثنا أبي قال حدثنا أحمد بن إدريس، عن محمّد بن أحمد، عن إبراهيم بن حمويه، عن محمّد بن عيسي اليقطيني قال: قال الرضا (عليه السّلام): …

- ثواب الأعمال 213: حدثني محمّد بن الحسن، عن محمّد بن الحسن الصفار، عن محمّد بن عيسي، عن عباس بن هلال قال: سمعت أبا الحسن الرضا (عليه السّلام) يقول: …

- أمالي الطوسي 2/263 - 264، ب 33، ح 11: ابن الشيخ الطوسي، عن والده، عن الحسين بن عبيد الله، عن علي بن محمّد بن علي بن القاسم العلوي، عن محمّد بن أحمد بن محمّد المكتب، عن ابن محمّد الكوفي، عن علي بن الحسن بن علي بن فضال، عن أبيه، عن أبي الحسن الرضا (عليه السّلام) قال: …

- بحار الأنوار 70/319، ح 33، عن الدرة الباهرة: …

- اصول الكافي 2/72، ح 3: محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن محمّد بن اسماعيل بن بزيع، عن أبي الحسن الرضا (عليه السّلام) قال: …

- عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) 2/24، ب 31، ح 2: حدثنا علي بن أحمد بن محمّد بن عمران الدقّاق، ومحمّد بن أحمد السناني والحسين بن إبراهيم بن أحمد المكتّب قالوا: حدثنا أبو الحسين محمّد بن أبي عبد الله الكوفي، عن سهل بن زياد الآدمي، عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني عن محمود بن أبي البلاد قال سمعت الرضا (عليه السّلام) يقول: …

- مشكاة الأنوار 30، ب 1. الفصل 6: عن معمر بن خلاّد قال الرضا (عليه السّلام): …

- عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) 2/49 - 50، ب 31، ح 192. وأمالي الصدوق 199، المجلس 42، ح 8: حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس، عن

أبيه، عن سهل بن زياد الآدمي، عن الحسن، بن علي بن النعمان، عن محمّد بن أسباط، …

- عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) 2/12، ب 30، ح 27: حدثنا محمّد بن جعفر بن مسرور، عن الحسين بن محمّد بن عامر، عن معلي بن محمّد البصري، عن الحسن بن علي الوشاء قال: سمعت أبا الحسن الرضا (عليه السّلام) يقول: …

- اصول الكافي 2/275، ح 29: أحمد بن محمّد الكوفي، عن علي بن الحسن الميثمي، عن العباس بن هلال الشامي، مولي لأبي الحسن موسي (عليه السّلام) قال: سمعت الرضا (عليه السّلام) يقول: …

- عيون الأخبار 2/180، ب 44، آخر ح 4: من كلام الرضا (عليه السّلام) المشهور قوله: …

- اصول الكافي 2/ 294، ح 5: علي بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسي بن عبيد، عن محمّد بن عرفة قال: قال لي الرضا (عليه السّلام): …

- عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) 1/258، ب 26، ح 13. والخصال 1/156، ح 196: حدثنا محمّد بن علي ما جيلويه قال حدثني أبي، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن السياري، عن الحارث بن الدلهاث، عن أبيه، عن أبي الحسن الرضا (عليه السّلام) قال: …

- عيون اخبار الرضا (عليه السّلام) 2/13-14 ب 30 ح 31: حدثنا أبي (ره) قال: حدثنا علي بن موسي بن جعفر بن ابي جعفر الكميداني ومحمّد بن يحيي العطار عن احمد بن محمّد بن عيسي عن احمد بن محمّد بن ابي نصر البزنطي قال: سمعت ابا الحسن الرضا (عليه السّلام) يقول: …

- البقرة: 67 وما بعدها ذيلها.

- المسك - بالفتح -: الجلد، سمي به لانه يمسك ما وراءه من اللحم والعظم.

- التبيع: ولد البقرة في اول سنة.

- المحاسن

423 - 424، ب 29، ح 214: أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن نوح بن شعيب، عن ياسر الخادم ونادر، قالا: قال لنا أبو الحسن (عليه السّلام): …

- بحار الأنوار 75/97، ح 20: عن مشكاة الأنوار: عن الرضا (عليه السّلام) قال: …

- المحاسن 601، ب 3، ح 21: أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، …

- المحاسن 602، ب 3، ح 23: أحمد بن أبي عبد الله البرقي، قال: حدثنا عدة من أصحابنا، عن علي بن أسباط: …

- اصول الكافي 2/124، ح 13: عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن عدة من أصحابه، عن علي بن اسباط، عن الحسن بن الجهم، عن أبي الحسن الرضا (عليه السّلام) قال: قال: …

- قصص الأنبياء 273 ب 18 الفصل 6 ح 326: الصدوق باسناده عن ابن ارومة عن الحسن بن علي، عن الحسن بن الجهم، عن الرضا (عليه السلام) قال: …

- تحف العقول 442: قال (عليه السّلام): …

- تحف العقول 442: قال (عليه السّلام): …

- تحف العقول 445: …

- تحف العقول 446: قال (عليه السّلام): …

- كشف الغمة 3/142: …

- كشف الغمة 3/142 - 143: …

- اعلام الدين 307: …

- الحجر: 85.

- بحار الأنوار 3/261، ح 11: عن السرائر: السيّاري، قال: سمعت الرضا (عليه السّلام) يقول: …

- اصول الكافي 2/111، ح 1: محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن محمّد بن عبيد الله، قال: سمعت الرضا (عليه السّلام) يقول: …

- أمالي الصدوق 112-113، المجلس 27، ح 5. وعيون أخبار الرضا (عليه السّلام) 1/299، ب 28، ح 58: حدّثنا محمّد بن علي ماجيلويه،

عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، …

- آل عمران: 38-39.

- عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) 2/180، ب 44، ح 4، وأمالي الصدوق 525، المجلس 94، ح 14: حدثنا الحسين بن أحمد البيهقي قال: أخبرنا محمّد بن يحيي الصولي قال: …

- كشف الغمة 3/87: …

- اقبال الاعمال 195: المهاجرة الي الحسين صلوات الله عليه في العشر الاواخر من شهر رمضان: روينا ذلك باسنادنا الي ابي المفضل قال: أخبرنا علي بن محمّد بن بندار القمي أجأزة قال: حدثني يحيي بن عمران الاشعري، عن ابيه عن أحمد بن محمّد بن ابي نصر قال: سمعت الرضا علي بن موسي (عليهما السلام) يقول: …

- بحار الأنوار 82/169 ح 4 عن الهداية: قال الرضا (عليه السّلام): …

- عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) 2/7 ب 30، ح 16 والخصال 2/620 في ح الاربعمائة والفقيه 1/210 ح 637 وفروع الكافي 1/265 ح 6: حدثنا أبي (ره) عن سعد بن عبد الله، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمّد بن الفضيل، عن ابي الحسن الرضا (عليه السّلام) قال: …

- فقه الرضا (عليه السّلام) 71 والفقيه 1/217 ح 651: قال (عليه السّلام): …

- روضة الواعظين 2/320 ودعوات الراوندي 272 ح 778: قال الرضا (عليه السّلام): …

- جمال الاسبوع 246 - 247 الفصل 27 وبلد الأمين 149: حدث محمّد بن هارون، عن ابيه هارون بن موسي، عن محمّد بن الحسن بن احمد بن الوليد، عن محمّد بن الحسن الصفار، عن يونس بن هشام، عن الرضا (عليه السّلام) قال: …

- مكارم الاخلاق 137 ب 7 الفصل 1 والمحاسن 396 ب 2 ح 66: عن الرضا (عليه السّلام) قال: …

- فضائل الاشهر الثلاثة 96 ح 80

وصفحة 106 ح 97: حدثنا محمّد بن ابراهيم بن اسحاق، عن احمد بن محمّد الهمداني عن علي بن الحسن بن علي بن فضال، عن ابيه، عن ابي الحسن علي بن موسي الرضا (عليه السّلام) قال: …

- فضائل الاشهر الثلاثة 97 ح 82: عن محمّد بن ابراهيم بن اسحاق، عن احمد بن محمّد الهمداني، عن علي بن الحسن بن علي بن فضال، عن ابيه، عن أبي الحسن علي بن موسي الرضا (عليه السّلام) قال: …

- فضائل الاشهر الثلاثة 39 ح 18: حدثنا عثمان بن عبد الله بن تميم القزويني، عن ابيه، عن احمد بن علي الانصاري، عن عبد السلام بن صالح الهروي، قال: قال علي بن موسي الرضا (عليه السّلام): …

- عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) 1/255 ب 26 ح 6 والخصال 2/582 ح 6: حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي، عن جعفر بن محمّد بن مسعود، عن ابيه، عن علي بن الحسن بن علي بن فضال، عن محمّد بن الوليد، عن العباس بن هلال قال: سمعت ابا الحسن علي بن موسي الرضا (عليهما السلام) يقول: …

- عيون الأخبار 2/51 ب 31 ح 198: حدثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشي، عن ابيه، عن احمد بن علي الانصاري، …

- الطلاق: 3.

- امالي الصدوق 32 المجلس 8 ح 1 وعيون اخبار الرضا (عليه السّلام) 1/292 - 293 ب 28 ح 45 وفضائل الاشهر الثلاثة 45 ح 22: حدثنا محمّد بن اسحاق، عن احمد بن محمّد الهمداني، …

- أمالي الصدوق 24 المجلس 5 ح 2 وعيون اخبار الرضا (عليه السّلام) 1/292 ب 28 ح 42 وفضائل الاشهر الثلاثة 44 - 45 ح 21: حدثنا محمّد بن

ابراهيم بن اسحاق، عن احمد بن محمّد الهمداني، عن علي بن الحسين بن علي بن فضال، عن ابيه، قال سمعت علي بن موسي الرضا (عليه السّلام) يقول: …

- أمالي الصدوق 501 المجلس 91 ح 6 وعيون اخبار الرضا (عليه السّلام) 1/292 ب 31 ح 212: حدثنا الحسن بن ابراهيم بن ناتانه، عن علي بن ابراهيم بن هاشم، عن ابيه، عن الريان بن الصلت قال: سمعت ابا الحسن علي بن موسي الرضا (عليه السّلام) يقول: …

- تحف العقول 417 وبحار الأنوار 88/4 ح 4: عن الرضا (عليه السّلام) قال: …

- عدة الداعي 250 ب 5: عن الرضا (عليه السّلام): …

- قرب الاسناد 169: احمد بن محمّد بن عيسي، …

- بحار الأنوار 86/58 - 59 ح 65 عن البلد الأمين عن الرضا (عليه السّلام) قل في طلب الرزق عقيب كل فريضة: …

- بحار الأنوار 86/191 ح 53 عن التهذيب: عن محمّد بن احمد بن يحيي، عن معاوية بن حكيم، عن معمر بن خلاد، عن الرضا (عليه السّلام) قال: سمعته يقول: …

- علل الشرائع 2/360 ب 79 ح 1 وعيون اخبار الرضا (عليه السّلام) 1/281 ب 28 ح 27: حدثنا محمّد بن ابراهيم بن اسحاق الطالقاني عن احمد بن محمّد بن سعيد الكوفي عن علي بن الحسن بن علي بن فضال، عن ابي الحسن الرضا (عليه السّلام) قال: …

- تحف العقول 442: قال (عليه السّلام): …

- عيون اخبار الرضا (عليه السّلام) 2/260 - 261 ب 66 ح 24 وعلل الشرائع 2/459 ب 221 ح 3 وكامل الزيارات 121 - 122 ب 43 ح 2 وفروع الكافي 2/567: حدثنا محمّد بن الحسن بن احمد بن الوليد، عن محمّد بن

الحسن الصفار، عن احمد بن محمّد بن عيسي، عن الحسن بن علي الوشا قال: سمعت أبا الحسن الرضا (عليه السلام) يقول: …

- بحار الأنوار 100/124 ح 33: عن مؤلف المزار الكبير عن شيخيه: عبد الله بن جعفر الدوريستي (ره) وشاذان بن جبرئيل باسنادهما الي الصدوق محمّد بن بابويه، عن ابيه عن سعد عن البرقي …

- عيون اخبار الرضا (عليه السّلام) 1/115 ب 11 صدر ح 3: حدثنا احمد بن زياد بن جعفر الهمداني عن علي بن ابراهيم بن هاشم عن ابيه، …

- النساء: 80.

- الفتح: 10.

- كامل الزيارات 331 ب 108 ح 9 والتهذيب 6/14 ب 5 ح 9: حدثني الحسين بن محمّد بن عامر، عن المعلي بن محمّد، عن علي بن اسباط،..

- فرحة الغري 104 - 105 ب 8: اخبرنا الوزير السعيد نصيرالدين الطوسي، عن والده، عن السيد فضل الله، عن ذي الفقار عن الطوسي، عن المفيد عن محمّد بن احمد، عن محمّد بن بكران النقاش، عن الحسين بن محمّد المالكي، عن احمد بن هلال، …

- نوح: 28.

- ثواب الأعمال 50 ح 2 وكامل الزيارات 31 ب 8 ح 14: أبي، عن سعد بن عبد الله، عن احمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن محمّد بن سنان قال: سمعت أبا الحسن الرضا (عليه السّلام) يقول: …

- كامل الزيارات 159 ب 65 ح 6: حدثني أبي عن محمّد بن يحيي عن حمدان بن سليمان عن عبد الله بن محمّد عن منيع بن الحجاج عن يونس، عن الرضا (عليه السّلام) قال: …

- كامل الزيارات 164 ب 66 ح 10: حدثني محمّد بن الحسن بن الوليد، عن محمّد بن الحسن الصفار، عن احمد بن محمّد بن

عيسي، عن ابيه، عن عبد الله بن المغيرة، عن عبد الله بن ميمون القداح، …

- كامل الزيارات 148 ب 59 ح 7 وصفحه 299 ب 99 ح 6: … حدثني محمّد بن جعفر الرزاز، عن محمّد بن الحسين عن محمّد بن اسماعيل بن بزيع، عن الخيبري، عن الحسين بن محمّد القمي قال: قال الرضا (عليه السّلام): …

- بحار الأنوار 101/132 ح 65: روي مؤلف المزار الكبير باسناده عن ابي القاسم محمّد بن علي عن ابي الحسن الرضا (عليه السّلام) قال: …

- المناقب 4/329 والتهذيب 6/82 ب 30 ح 3: …

- ثواب الاعمال 123 ذيل ح 1 وكامل الزيارات 299 في الهامش وبحار الأنوار 102/3 ح 10: أبي، عن سعد بن عبد الله، عن البرقي، …

- أمالي الصدوق 61 المجلس 15 ح 7 وعيون اخبار الرضا (عليه السّلام) 2/255 ب 66 ح 5 والبحار 102/31 ح 2: حدثنا محمّد بن ابراهيم عن احمد بن محمّد الهمداني عن علي بن الحسن بن علي بن فضال، عن ابيه، عن ابي الحسن علي بن موسي الرضا (عليه السّلام) انه قال: …

- ثواب الاعمال 123 ح 3 وعيون اخبار الرضا (عليه السّلام) 2/257 ب 66 ح 10 وأمالي الصدوق 104 المجلس 25 ح 3 وص 61 المجلس 15 ح 9 وكامل الزيارات 306 ب 101 ح 9: حدثني محمّد بن الحسن عن محمّد بن الحسن الصفار عن احمد بن محمّد بن عيسي عن احمد بن محمّد بن ابي نصر البزنطي قال: قرأت في كتاب أبي الحسن الرضا (عليه السّلام): …

أمالي الصدوق: 104 المجلس 25 ح4 وعيون أخبار الرضا (عليه السلام): 22/ 258 ب 66 ح 16: أبي، عن سعد بن

عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسي ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي، قال: سمعت الرضا (عليه السلام) يقول …

- الخصال 1/167 - 168 ح 220 وأمالي الصدوق 106 المجلس 25 ح 9 وعيون اخبار الرضا (عليه السّلام) 2/255 ب 66 ح 2: حدثنا علي بن احمد بن موسي عن محمّد بن ابي عبد الله الكوفي عن احمد بن محمّد بن صالح الرازي عن حمدان الديواني قال: قال الرضا (عليه السّلام) …

- عيون الاخبار 2/263 ب 66 ح 33: وأمالي الصدوق 489 المجلس 89 ح 8: حدثنا محمّد بن ابراهيم بن اسحاق الطالقاني عن احمد بن محمّد بن سعيد الهمداني عن علي بن الحسن بن فضال عن ابيه قال: سمعت أبا الحسن علي بن موسي الرضا (عليه السّلام) يقول: …

- الخصال 1/144 ح 167 وعيون اخبار الرضا (عليه السّلام) 2/254 ب 66 ح 1: حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني عن علي بن ابراهيم عن ابيه، عن ياسر الخادم قال: قال علي بن موسي الرضا (عليه السّلام): …

- عيون اخبار الرضا (عليه السّلام) 2/227 ب 52 ح 1 حدثنا محمّد بن علي ماجيلويه، عن علي بن ابراهيم بن هاشم، عن ابيه عن عبد السلام بن صالح الهروي قال: سمعت الرضا (عليه السّلام) يقول: …

- عيون اخبار الرضا (عليه السّلام) 2/261 ب 66 ح 27: حدثنا محمّد بن الحسن بن احمد بن الوليد، عن محمّد بن الحسن الصفار، عن احمد بن محمّد بن عيسي، عن الحسن بن علي الوشاء قال: قال ابوالحسن الرضا (عليه السّلام): …

- بحار الأنوار 102/44 ح 51: رأيت في بعض مؤلفات اصحابناقال:

ذكر في كتاب فصل الخطاب عن الرضا (عليه السّلام) انه قال: …

- عيون اخبار الرضا (عليه السّلام) 2/271 - 272 وكامل الزيارات 303 والتهذيب 6/102 ب 46 ح 2: حدثنا محمّد بن الحسن بن احمد بن الوليد، عن محمّد بن الحسن الصفار، عن علي بن حسان قال: سئل الرضا (عليه السّلام) عن اتيان قبر أبي الحسن موسي (عليه السّلام) فقال: صلوا في المساجد حوله، ويجزي في المواضع كلها أن تقول: …

- بحار الأنوار 102/265-267 ح 4: عن بعض كتب الزيارات: حدث علي بن ابراهيم عن ابيه، عن سعد عن علي بن موسي الرضا (عليه السّلام) قال: قال: …

- عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) 2/15. ب 30، ح 33: حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنه، قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن الريّان بن الصلت، قال: سمعت الرضا (عليه السّلام) يقول: …

- علل الشرائع 1/251-275، ب 181، ح 9: حدثني عبدالواحد بن محمّد بن عبدوس النيسابوري العطّار، قال: حدثني ابوالحسن علي بن محمّد بن قتيبة النيسابوري قال: قال أبو محمّد الفضل بن شاذان النيسابوري: …

- البقرة: 286.

- البقرة: 185.

- البقرة: 185.

- البقرة: 185.

- المجادلة: 4.

- البقرة: 196.

- الأنعام: 160.

- التوبة: 122.

- الحج: 28.

- البقرة: 196.

- حدّثنا عبد الواحد بن محمّد بن عبدوس النيسابوري العطّار قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن قتيبة النيسابوري، قال: قلت للفضل بن شاذان - لمّا سمعت منه هذه العلل -: أخبرني عن هذه العلل التي ذكرتها عن الإستنباط والإستخراج وهي من نتائج العقل، أو هي ممّا سمعته ورويته؟

فقال لي: ما كنت أعلم مراد الله عزّ وجلّ بما فرض، ولا مراد رسول الله (صلي الله عليه وآله) بما

شرع وسنّ، ولا أعلل ذلك من ذات نفسي، بل سمعتها من مولاي أبي الحسن عليّ بن موسي الرضا (عليه السّلام) المرّة بعد المرّة والشيء بعد الشيء فجمعتها.

فقلت: فأحدّث بها عنك عن الرضا (عليه السّلام)؟

قال: نعم.

- علل الشرائع 2/592، ب 385، ح 43: حدّثنا عليّ بن أحمد رحمه الله، قال: حدّثنا محمّد بن أبي عبد الله، عن محمّد بن إسماعيل، عن عليّ بن العبّاس، قال: حدّثنا القاسم بن الربيع الصحّاف، …

- عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) 2/ 88 إلي 98، ب 33، ح 1: (حدّثنا) محمّد بن ماجيلويه رحمه الله، عن عمّه محمّد بن أبي القاسم، عن محمّد بن عليّ الكوفي، عن محمّد بن سنان، وحدّثنا عليّ بن أحمد بن محمّد بن عمران الدقّاق، ومحمّد بن أحمد السناني، وعليّ بن عبد الله الورّاق، والحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المكتّب رضي الله عنهم، قالوا: حدّثنا محمّد بن أبي عبد الله الكوفي، عن محمّد بن إسماعيل، عن عليّ بن العبّاس، قال: حدّثنا القاسم بن الربيع الصحّاف، عن محمّد بن سنان، وحدّثنا عليّ بن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، وعليّ بن عيسي المجاور في مسجد الكوفة، وأبو جعفر محمّد بن موسي البرقي بالري رحمهم الله، قالوا: حدّثنا محمّد بن عليّ ما جيلويه، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبيه: …

- آل عمران: 186.

- الأنفال: 35.

- البقرة: 30.

- النساء: 9.

- المائدة: 106.

- الشوري: 49.

- الأحزاب: 5.

- النور: 60.

- النساء: 34.

- عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) 2/236، ب 58، ح 9: حدثنا عليّ بن عبد الله الورّاق، رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن الحسين بن أبي قتادة، عن محمّد بن سنان قال: قال

أبو الحسن الرضا (عليه السّلام): …

- قرب الإسناد 148، وعيون أخبار الرّضا (عليه السّلام) 2/14، ب 30، ح 32: …

- امالي الشيخ الطوسي 1/326 - 327، ب 11، ح 93، والخرائج والجرائح 2/872، ح 89، وفروع الكافي 4/266، ح 9، وكامل الزيارات 285، ب 95، ح 2، والتهذيب 9/89، ح 112: ابن الشيخ الطوسي، عن والده، عن أبي خنيس، عن محمّد بن عبد الله، عن أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني، عن عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضال، عن جعفر بن إبراهيم بن ناجية، …

- فروع الكافي 4/225، ح 3: عدة من اصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أبي عبد الله الجاموراني، عن سليمان الجعفري قال: سمعت أبا الحسن الرضا (عليه السّلام) يقول: …

- فقه الرضا (عليه السّلام) 254، ب 37: قال الرضا (عليه السّلام): …

- فقه الرضا (عليه السّلام) 157 - 158، ب 20: قال الرضا (عليه السّلام): …

- الاختصاص 242: قال الرضا (عليه السّلام): …

- عيون اخبار الرضا (عليه السّلام) 2/98-99 ب 33 ح 2 وعلل الشرائع 2/475 ب 224 ح 1: حدثنا محمّد بن موسي بن المتوكل عن علي بن الحسين السعد آبادي، عن البرقي عن ابيه عن محمّد بن سنان، قال: سمعت أبا الحسن علي بن موسي الرضا (عليه السّلام) يقول: …

- عيون الاخبار 1/289 ب 28 ح 36: حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا احمد بن ادريس، عن محمّد بن احمد بن عمران الاشعري، عن محمّد بن عيسي بن عبيد رفعه الي أبي الحسن الرضا (عليه السّلام) انه قال: …

- بحار الأنوار 84/371 عن المعتبر: قال الرضا (عليه السّلام): …

- عيون اخبار الرضا (عليه السّلام) 1/192 ب 14

ضمن ح 1 وأمالي الصدوق 82 المجلس 81 ضمن ح 3: حدثنا احمد بن زياد بن جعفر الهمداني والحسين بن ابراهيم وعلي بن عبد الله الوراق قالوا: حدثنا علي بن ابراهيم، عن القاسم بن محمّد البرمكي عن ابي الصلت الهروي قال: قال الرضا (عليه السّلام) لعلي بن محمّد بن الجهم: …

- آل عمران: 7.

- تفسير العياشي 1/18 ح 3: عن يعقوب بن يزيد عن ياسر، عن أبي الحسن الرضا (عليه السّلام) يقول: …

- التوحيد 223 - 224 ب 30 ح 2 وأمالي الصدوق 438 المجلس 81 ح 13 وعيون اخبار الرضا (عليه السّلام) 2/56 ب 36 ح 209: حدثنا جعفر بن محمّد بن مسرور، عن محمّد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن ابيه، عن ابراهيم بن هاشم …

- عيون الاخبار 2/89 - 90 ب 33 ضمن ح 1 وعلل الشرائع 2/369 ب 90 ح 3: في علل ابن سنان عن الرضا (عليه السّلام) قال: …

- آل عمران: 186.

- قرب الإسناد 170: محمّد بن الحسين بن ابي الخطاب، …

- عيون اخبار الرضا (عليه السّلام) 1/257، ح 11: حدثنا محمّد بن الحسن بن احمد بن الوليد رضي الله عنه، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن حمزة الأشعري، قال: حدثني ياسر الخادم قال: سمعت ابا الحسن الرضا (عليه السّلام) يقول: …

- تحف العقول: 446.

- فروع الكافي 1/502، ح 19: عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: ذكرت للرضا (عليه السّلام) شيئاً فقال: …

- اصول الكافي 2/59، ح 9: الحسين بن محمّد، عن معلي بن محمّد، عن علي بن اسباط قال: سمعت أبا الحسن الرضا

(عليه السّلام) يقول: …

- الكهف: 82.

- أمالي الشيخ الطوسي 2/98: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضلّ قال: حدّثني مسعر بن علي بن زياد المقرئ في مسجد بردعة، قال: حدّثنا جرير بن أحمد بن أحمد أبو مالك الأيادي - القاضي - قال: سمعت العبّاس بن المأمون قال: سمعت … المأمون يقول: قال لي عليّ بن موسي الرضا (عليه السّلام): …

- رجال الكشي 2/783، ح 929: علي بن محمّد القتيبي قال: حدّثني أبو محمّد الفضل بن شاذان، قال: حدّثني أبو جعفر البصري، وكان ثقة فاضلاً صالحاً، قال: …

- التوحيد 95، ح 14: حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه، قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن عليّ بن سيف بن عميرة: …

- التوحيد.

- الشوري: 11.

- البقرة: 137.

- عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) 2/75، ب 32، ح 2: حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنه، قال: حدّثنا إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، …

- عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) 2/ 235، ب 58، ح 7: (حدّثنا) أبو محمّد جعفر بن نعيم الشاذاني رضي الله عنه، قال: أخبرنا أحمد بن إدريس، قال: حدّثنا إبراهيم بن هاشم، عن إبراهيم بن محمّد الهمداني قال: سمعت الرضا (عليه السّلام) يقول: …

- المؤمنون: 101 إلي 103.

- فروع الكافي 1/229، ح 9: محمّد بن يحيي: …

- فيد قلعة في طريق مكّة.

- علل الشرائع 1/30، ب 24، ح 1: حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنه، قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن عبد السلام بن صالح الهروي، قال: قال الرضا (عليه السّلام): …

- علل الشرائع 2/393، ب

131، ح 5: حدّثنا محمّد بن الحسن رحمه الله قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار، عن العبّاس بن معروف، عن محمّد بن سنان، عن طلحة بن زيد، عن عبدوس بن أبي عبيدة قال: سمعت الرضا (عليه السّلام) يقول: …

- اصول الكافي 2/364-365، ح 2: علي بن محمّد، عن محمّد بن جمهور، عن أحمد بن الحسين، عن أبيه، عن إسماعيل بن محمّد، عن محمّد بن سنان، قال: كنت عند الرضا (عليه السّلام) فقال لي: …

- تفسير القمي 1/248: (واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين) (الأعراف: 175) فإنّها نزلت في بلعم بن باعوار، وكان من بني إسرائيل.

وحدّثني أبي، عن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن الرضا (عليه السّلام) أنّه اعطي بلعم بن باعورا الإسم الأعظم، فكان يدعو به فيستجاب له فمال إلي فرعون، فلمّا مرّ فرعون في طلب موسي وأصحابه قال فرعون لبلعم: ادع الله علي موسي وأصحابه ليحبسه علينا، فركب حمارته ليمرّ في طلب موسي وأصحابه فامتنعت عليه حمارته، فأقبل يضربها فأنطقها الله عزّوجلّ: فقالت: ويلك علي ماذا تضربني؟ أتريد [أن] أجيء معك لتدعو علي موسي نبيّ الله وقوم مؤمنين؟ فلم يزل يضربها حتي قتلها، وانسلخ الإسم الأعظم من لسانه، وهو قوله: (فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغوين، ولو شئنا لرفعناه بها ولكنّه أخلد إلي الأرض وأتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث) (الأعراف: 175 - 176) وهو مثل ضربه. فقال الرضا (عليه السّلام): …

- بحار الأنوار 14/371، ح 11، عن قصص الأنبياء: الصدوق، عن أبيه، عن محمّد العطّار، عن الأشعري، عن السيّاري، عن إسحاق بن إبراهيم، عن الرضا (عليه السّلام) قال: …

-

علل الشرائع 2/578، ب 385، ح 4: أبي رحمه الله قال: حدّثنا القاسم بن محمّد بن عليّ بن إبراهيم النهاوندي، عن صالح بن راهويه، عن أبي حيون مولي الرضا، عن الرضا (عليه السّلام) قال: …

- بحار الأنوار 16/276، ح 114، عن الكافي: العدّة عن سهل، عن النهدي، عن موسي بن عمر بن بزيع، عن الرضا (عليه السّلام) قال: …

- المحاسن 418، ب 23، ح 184: أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن الحسن بن عليّ الوشّاء، عن أبي الحسن الرضا (عليه السّلام) يقول: …

- عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) 1/258 - 259، ب 26، ح 16: حدثنا أبو منصور أحمد بن إبراهيم الخوري قال: حدثنا زيد بن محمّد البغدادي، قال: حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمّد الطائي قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا عليّ بن موسي الرضا عن أبيه، عن آبائه، عن عليّ بن أبي طالب (عليهم السلام) قال: …

- فروع الكافي 4/451، ح 4: عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن الحسن بن علي الوشاء، عن أبي الحسن الرضا (عليه السّلام) قال: سمعته يقول: …

- الأعراف: 32.

- المحاسن 2/39، ب 1، ح 39. وفروع الكافي 2/52، ح 12: احمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه: …

- البلد: 11.

- فروع الكافي 2/181، ح 4: محمّد بن يحيي، عن علي بن ابراهيم الجعفري: …

- الخصال 2/386 - 387، ح 72: حدثنا محمّد بن الحسن قال: حدثنا محمّد بن يحيي العطار، عن محمّد بن أحمد بن يحيي بن عمران الأشعري، عن السيّاري: …

- الأربعاء ? يدور: يعني اخر اربعاء من الشهر.

- مكارم الأخلاق 264، وفروع الكافي 4/539، ح 13: عن الرضا (عليه السّلام) قال: …

-

فروع الكافي 4/360، ح 6: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن عليّ بن محمّد القاساني، عن أبي أيوب المديني، عن سليمان بن جعفر الجعفري، عن أبي الحسن الرضا (عليه السّلام): …

- المحاسن 445، ب 43، ح 327: أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، عن معمر بن خلاد قال: سمعت أبا الحسن الرضا (عليه السّلام) يقول: …

- الخصال 1/54-55، ح 74: حدثنا أبي، عن أحمد بن إدريس، عن محمّد بن أحمد، عن علي بن إسماعيل، عن محمّد بن عمرو بن سعيد، عن بعض أصحابه، قال: …

- الفرقان: 67.

- عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) 2/12، ب 30، ح 26: حدثنا أبي، عن علي بن إبراهيم بن هاشم، عن ياسر الخادم، عن أبي الحسن الرضا (عليه السّلام) قال: …

= عيون الأخبار 1/276-277، ب 28، ح 13. والخصال 1/282، ح 29: حدثنا أحمد بن هارون الفامي قال: حدثنا محمّد بن جعفر بن بطة، عن محمّد بن علي بن محبوب، عن محمّد بن عيسي، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع قال: سمعت الرضا (عليه السّلام) يقول: …

- أمالي الصدوق 359، المجلس 68، ح 5. وروضة الواعظين 2/454: حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس، عن أبيه، عن جعفر بن محمّد بن مالك الكوفي، عن محمّد بن أحمد المدائني، عن فضل بن كثير، عن علي بن موسي الرضا (عليه السّلام) قال: …

- اصول الكافي 2/150، ح 3: محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن محمّد بن عبيد الله قال: قال أبو الحسن الرضا (عليه السّلام): …

- بحار الأنوار 74/167، ضمن ح 34، عن الدرة الباهرة: قال الرضا (عليه السّلام): …

-

عيون الأخبار 2/131، ب 35، ح 12: حدثنا الحاكم الحسين بن أحمد البيهقي، قال: حدثنا محمّد بن يحيي الصولي، عن أبي ذكوان، عن إبراهيم بن العباس، قال: سمعت علي بن موسي الرضا (عليه السّلام) يقول: …

- أمالي الطوسي 1/82، ب 3، ح 33. وأمالي المفيد 194-195، المجلس 37، ح 8: ابن الشيخ الطوسي، عن شيخه، عن والده، عن محمّد بن محمّد، عن عمر بن محمّد الزيات، عن علي بن مهرويه القزويني، عن داود بن سليمان الغازي قال سمعت الرضا علي بن موسي (عليهما السلام) يقول: …

- عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) 2/42، ب 31، ح 38، وصحيفة الرضا (عليه السلام) 69-70، ح 155: بالإسانيد الثلاثة، عن الرضا، عن آبائه (عليهم اسلام) قال: …

- مكارم الأخلاق 79، ب 5، الفصل 1: من كتاب اللباس …

- المهيرة: الحرة، لانها تنكح بمهر، والسرية - كذرية -: الأمة التي تسريتها.

- مكارم الإخلاق 71، ب 5، الفصل 3 …

- عيون اخبار الرضا (عليه السّلام) 1/279، ب 28، ح 21. والخصال 2/392. ح 90: حدثنا أحمد بن محمّد بن يحيي العطار، عن أبيه، عن محمّد بن أحمد بن يحيي بن عمران الاشعري، عن معاوية بن حكيم، عن معمر بن خلاد، عن أبي الحسن الرضا (عليه السّلام) قال: …

- قرب الإسناد 157: أحمد بن محمّد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن الرضا (عليه السّلام) قال: …

- الأعراف: 32.

- مكارم الأخلاق 319 ب 10 الفضل 4: عن الحسن بن الجهم قال: …

- ثواب الأعمال 168 ح 6: حدثني الحسين بن أحمد عن ابيه، عن محمّد بن أحمد، عن ابراهيم بن هاشم، عن موسي بن أبي الحسن، عن أبي الحسن الرضا (عليه

السّلام) قال: …

- عيون الأخبار 2/11-12 ب 30 ح 25: حدثنا أبي عن علي بن ابراهيم بن هاشم عن محمّد بن عيسي بن عبيد اليقطيني، عن محمّد بن عرفة، قال: قال أبو الحسن الرضا (عليه السّلام): …

- عيون الأخبار 2/84 ب 32 ح 26 وعلل الشرائع 2/499 ب 258 ح 2: حدثنا الحسين بن أحمد بن ادريس، عن ابيه، عن احمد بن محمّد بن عيسي، عن ابن أبي نصر، …

- البنش: عشرون درهماً وهو نصف أوقية.

- تحف العقول 442: قال (عليه السّلام): …

- تحف العقول 443: قال (عليه السّلام): …

- تحف العقول 445: قال (عليه السّلام): …

- تحف العقول 445: قال (عليه السّلام): …

- تحف العقول 446: قال (عليه السّلام): …

- تحف العقول 448: …

- بحار الأنوار 104/131 ح 27 عن عدة الداعي قال الرضا (عليه السّلام): …

- قرب الأسناد 162: أحمد بن محمّد بن عيسي، …

- مكارم الأخلاق ص 206: يستحب ان يخطب بخطبة الرضا (عليه السّلام) تبركاً بها لأنها جامعة في معناها وهو: …

- الفرقان: 56.

- النور: 32.

- اعلام الدين 307: …

- عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) 2/173، ب 42، ضمن ح 1: الورّاق والمكتب وحمزة العلوي والهمداني جميعاً عن علي، عن أبيه، عن الهروي، وحدثنا جعفر بن نعيم بن شاذان، عن احمد بن ادريس، عن ابراهيم بن هاشم، …

- عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) 2/182، ب 44، ضمن ح 5: حدثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشي قال: حدثني أبي، عن أحمد بن علي الأنصاري قال: …

- عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) 2/205 - 206، ب 47 ضمن ح 5: …

- مكارم الأخلاق 386: …

- الغالية: أخلاط من الطيب.

- من ?

يحضره الفقيه 2/272: ح 2416، واصول الكافي 2/543-544، ح 12: روي عليّ بن اسباط، عن أبي الحسن الرضا (عليه السّلام) قال: قال لي: …

- ثواب الأعمال 131: حدثني محمّد بن الحسن بن الوليد، عن محمّد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمّد، عن الحسن بن علي، عن الحسن بن الجهم، عن إبراهيم بن مهزم، عن رجل، عن الرضا (عليه السّلام) قال: …

- إقبال الأعمال 239: عن مولانا علي بن موسي الرضا صلوات الله عليه في يوم عرفة: …

- طب الأئمة (عليهم السلام) 41: محمّد بن حامد، عن خلف بن حماد، …

- طب الأئمة (عليهم السلام) 37-38: محمّد بن كثير الدمشقي، عن الحسن بن علي بن يقطين قال: …

- طب الأئمة (عليهم السلام) 37: علي بن اسحاق البصري، عن زكريا بن آدم المقرئ - وكان يخدم الرضا علي بن موسي (عليه السّلام) بخراسان - قال: قال الرضا (عليه السّلام) يوماً: …

- أمالي المفيد 168 ب 32 ح 4 وأمالي الطوسي 1/33-34 ب 2 ح 5: أخبرني احمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد، عن ابيه، عن محمّد بن الحسن الصفار، عن احمد بن عيسي عن الريان بن الصلت، قال: سمعت الرضا علي بن موسي (عليه السّلام) يدعوا بكلمات فحفظتها عنه، فما دعوت بها في شدّة إلاّ فرج الله عنّي وهي: …

- جمال الأسبوع 512-519 الفصل 47: حدّث زيد بن جعفر العلوي عن اسحاق بن الحسن، عن محمّد بن همام بن سهيل ومحمّد بن شعيب بن احمد معاً، عن شعيب بن أحمد المالكي عن يونس بن عبد الرحمن، عن مولانا أبي الحسن علي بن موسي الرضا (عليه السّلام) انه كان يأمر بالدعاء للحجة صاحب الزمان (عليه السّلام)

فكان من دعائه له صلوات الله عليهما: …

- فضائل الاشهر الثلاثة 96 ح 81 وصفحة 106 ح 98: عن محمّد بن ابراهيم بن اسحاق، عن احمد بن محمّد الهمداني، عن علي بن الحسن بن علي بن فضال، عن ابيه، عن أبي الحسن علي بن موسي الرضا (عليه السّلام): …

- مهج الدعوات 333 من كتاب تعبير الرؤيا لمحمّد بن يعقوب الكليني: احمد، عن الوشاء، عن أبي الحسن الرضا (عليه السّلام) قال: …

- مكارم الأخلاق 270 ودعوات الراوندي 18: عن الرضا (عليه السّلام) انه كان يقول لاصحابه: …

- قرب الاسناد 171: محمّد بن الحسين بن ابي الخطاب، …

- البقرة: 186.

- الدهر: 53.

- البقرة: 268.

- تفسير العياشي 2/42 ح 119: عن محمّد بن ابي زيد الرازي عمن ذكره، عن الرضا (عليه السّلام) قال: …

- الأعراف: 180.

- التوحيد 137 ب 10 ح 10 وعيون اخبار الرضا (عليه السّلام) 1/118 ب 11 ح 9: حدثنا عبد الواحد بن محمّد بن عبدوس، عن علي بن محمّد بن قتيبة، عن الفضل بن شاذان قال: سمعت الرضا علي بن موسي (عليه السّلام) يقول في دعائه: …

- بحار الأنوار 94/181 ح 9: عن كتاب العتيق الغروي من دعاء لمولانا الرضا صلوات الله عليه: …

- دعوت الراوندي 93 ضمن ح 228: من تسبيح للإمام أبي الحسن علي بن موسي (عليهما السلام): …

- بحار الأنوار 94/315: من دعاء لمولانا الإمام الرضا (عليه السّلام) وقد غضب عليه المأمون فسكن: …

- مهج الدعوات 300: من دعاء للإمام علي بن موسي (عليهما السلام): …

- رجال الكشي 2/734، ح 833: محمّد بن الحسين، قال: حدّثني أبو عليّ الفارسي، عن محمّد بن عيسي، …

- العمدة 52-53، الفصل 9، ح 49: من

تفسير الثعلبي، بإسناده عن محمّد بن عبد الله بن أحمد بن عامل، عن أبيه، عن عليّ بن موسي الرضا، عن آبائه عليه وعليهم السلام قال: …

- بحار الأنوار 28/247-250، ح 29: عن أمالي الشيخ الطوسي: عن أبي المفضّل، عن أحمد بن علي بن مهدي املاء من كتابه عن أبيه، عن أبي الحسن الرضا، عن آبائه (عليهم السلام) قال: …

- عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) 1/136، ب 11، ضمن ح 33: حدّثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشي، عن أبيه، عن أحمد بن عليّ الأنصاري، عن أبي الصلت الهرويّ، قال: …

- الكهف: 101.

- عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) 2/22-23، ب 30، ضمن ح 50: عن عبد الواحد بن محمّد بن عبدوس، عن علي بن محمّد بن قتيبة، عن الفضل بن شاذان، عن الرضا (عليه السّلام) قال: …

- عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) 2/47، ب 31، ح 178. وصحيفة الرضا (عليه السّلام) 50-51، ح 81: بالأسانيد الثلاثة، عن الرضا، عن آبائه (عليهم السلام) قال: …

- عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) 2/22-23، ب 30، ح 50: حدّثنا عبدالواحد بن محمّد بن عبدوس العطّار قال: حدّثنا علي بن محمّد بن قتيبة، عن الفضل بن شاذان قال: سمعت الرضا (عليه السّلام) يقول:

- قمر صاحبه: أي: غلبه بلعب القمار.

- مناقب ابن شهر آشوب 4/337: …

- المقمعة: خشبة أو حديدة يضرب بها الإنسان ليذلّ.

- الفصول المختارة 16-17: …

- عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) 2/184-185، ب 45، ح 1: حدثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشي قال: حدثنا أبي قال حدثني أحمد بن علي الأنصاري، …

- علل الشرائع 2/487، ب 239، ح 3: حدثنا علي بن عبد الله الوراق، عن سعد

بن عبد الله، عن عباد بن سليمان، عن محمّد بن سليمان الديلمي، عن الرضا (عليه السّلام) انه قال: …

- تفسير العياشي 1/372-373، ح 75، ورجال الكشي 2/743، ح 837: عن أحمد بن محمّد قال: …

- الأنعام: 98.

- صفات الشيعة 7، ح 10: حدثنا محمّد بن الحسن بن الوليد، عن محمّد بن الحسن الصفار، عن محمّد بن عيسي بن عبيد، عن ابن فضال قال: سمعت الرضا (عليه السّلام) يقول: …

- صفات الشيعة 7، ح 11: حدثنا محمّد بن موسي بن المتوكل، عن علي بن الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن محمّد بن خالد البرقي، عن ابن فضال، عن الرضا (عليه السّلام) انه قال: …

- صفات الشعية 8، ح 14: حدثنا محمّد بن موسي بن المتوكل، عن الحسن بن علي الخزاز قال: سمعت الرضا (عليه السّلام) يقول: …

- الدرّة الباهرة من الأصداف الطاهرة: …

- الأعراف: 32.

- بحار الأنوار 10/351: …

- علل الشرائع 1/238، ب 173، ح 2: حدّثنا المظفّر بن جعفر بن المظفّر - رضي الله عنه - قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسعود، عن أبيه، قال: حدّثنا محمّد بن نصير، عن الحسن بن موسي، قال: …

- يوسف: 55.

- بحار الأنوار 12/293 في الحاشية: روي الطبرسي رحمه الله من كتاب النبوّة بالإسناد عن ابن عيسي، عن الوشاء، عن الرضا (عليه السّلام) قال: …

- اصول الكافي 1/407، ح 9: عليّ بن محمّد، عن سهل بن زياد، عن معاوية بن حكيم، عن محمّد بن أسلم، عن رجل من طبرستان يقال له: محمّد، قال: قال معاوية: ولقيت الطبري محمّداً بعد ذلك فأخبرني قال: سمعت عليّ بن موسي (عليه السّلام) يقول: …

- الخرائج والجرائح 2/766-767، ب 15، ح 86: …

-

يوسف: 55.

- عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) 2/217 - 218، ب 47، ح 28: حدثنا جعفر بن نعيم الشاذاني قال: أخبرنا احمد بن ادريس عن محمّد بن عيسي بن عبيد، …

- علل الشرائع 1/237 - 238، ب 173، ح 1. وعيون أخبار الرضا (عليه السّلام) 2/139-140، ب 40، ح 3. وأمالي الصدوق 65-66، المجلس 16، ح 3: حدثنا الحسين بن ابراهيم قال: حدثنا علي بن ابراهيم عن أبيه، ابراهيم بن هاشم، …

- عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) 1/19، ب 3، ضمن ح 1: …

- علل الشرائع 239، ب 173، ح 3. وعيون أخبار الرضا (عليه السّلام) 2/139، ب 40، ح 2. وأمالي الصدوق 68، المجلس 17، ح 3: حدثنا احمد بن زياد الهمداني قال: حدثنا علي بن ابراهيم بن هاشم، عن أبيه، …

- يوسف: 55.

- عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) 2/140-141، ب 40، ح 4: حدثنا علي بن احمد بن محمّد بن عمران الدقاق قال: حدثنا محمّد بن أبي عبد الله الكوفي، عن محمّد بن اسماعيل البرمكي، …

- عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) 2/166 - 167، ب 40، ح 29: حدثنا أبي، قال: حدثنا احمد بن ادريس، عن محمّد بن احمد بن يحيي بن عمران الأشعري، عن معاوية بن حكيم عن معمر بن خلاد قال: قال لي أبو الحسن الرضا (عليه السّلام): …

- عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) 2/238-239، ب 59، ح 2. وعلل الشرائع 239-240، ب 174، ح 1: حدثنا الحسين بن احمد بن محمّد الرازي قال: حدثنا محمّد بن علي ما جيلويه، …

- عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) 2/238-239، ب 59، ح 2. وعلل الشرائع 239-240، ب 174، ح 1: حدثنا الحسين بن

احمد بن محمّد الرازي قال: حدثنا محمّد بن علي ماجيلويه، …

- كشف الغمّة 3/143: قال الآبي: …

- فروع الكافي 3/111، ح 4: علي بن ابراهيم، عن أبيه، عن علي بن الحكم، عن الحسن بن الحسين الأنباري، …

- عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) 2/237-238، ب 59، ح 1: حدثنا الحسين بن ابراهيم بن احمد بن هشام المؤدب وعلي بن عبد الله الوراق واحمد بن زياد بن جعفر الهمداني قالوا: حدثنا علي بن ابراهيم بن هاشم عن أبيه، …

- الأنعام: 49.

- عيون أخبار الرضا 2/8، ب 30، ح 20، وفروع الكافي 2/43، ح 5: حدثنا أبي ومحمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قالا: حدثنا محمّد بن يحيي العطار، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، …

- بحار الأنوار 71/340، ح 13: عن الدرة الباهرة قال الرضا (عليه السّلام): …

- أمالي المفيد 191، المجلس 37، ح 2. وأمالي الطوسي 1/77، ب 3، ح 26: قال أخبرني أبوالقاسم جعفر بن محمّد بن قولويه، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن الحسين بن سعيد، عن ياسر، عن الرضا علي بن موسي (عليه السّلام) قال: …

- عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) 2/23-24، ب 30، ح 52: حدثنا عبدالواحد بن محمّد بن عبدوس العطار قال: حدثنا علي بن محمّد بن قتيبة النيسابوري، عن الفضل بن شاذان قال: سمعت الرضا (عليه السّلام) يقول: …

- أمالي الطوسي 2/67-68، ب 16، ح 15: ابن الشيخ الطوسي، عن والده عن جماعة، عن أبي المفضل، عن محمّد بن عبد الله بن راشد، عن عبيد الله بن عبد الله بن طاهر، عن أبا الصلت الهروي يقول: سمعت الرضا علي بن موسي

(عليه السّلام) يقول: …

- رجال النجاشي 233-234: حكي بعض أصحابنا، عن ابن الوليد قال: وفي رواية محمّد بن إسماعيل بن يزيع قال أبو الحسن الرضا (عليه السّلام): …

- قرب الاسناد 170: محمّد بن الحسن بن ابي الخطاب عن احمد بن محمّد بن ابي نصر، عن الرضا (عليه السلام) قال: …

- قرب الاسناد 148: حدثني الريان بن الصلت، قال: سمعت الرضا (عليه السّلام) يقول: …

- التوحيد 417-441: حدّثنا أبو محمّد جعفر بن عليّ بن أحمد الفقيه القمي، ثم الإيلاقي رضي الله عنه، قال: أخبرنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن عليّ بن صدقة القمي، قال: حدّثني أبو عمرو محمّد بن عمر بن عبدالعزيز الأنصاري الكجي، قال: حدّثني من سمع الحسن بن محمّد النوفلي ثم الهاشمي يقول: …

- يس: 82.

- الأسراء: 72.

- التوحيد 441-454: حدّثنا أبو محمّد جعفر بن عليّ بن أحمد الفقيه رضي الله عنه، قال: أخبرنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن عليّ بن صدقة القمي، قال: حدّثني أبو عمرو محمّد بن عمر بن عبد العزيز الأنصاري الكجي، قال: حدّثني من سمع الحسن بن محمّد النوفلي يقول: …

- مريم: 67.

- الروم: 27.

- البقرة: 117.

- فاطر: 1.

- السجدة: 7.

- التوبة: 106.

- فاطر: 11.

- الذاريات: 55.

- المائدة: 64.

- المائدة: 64.

- القدر: 1.

- النساء: 56.

- هود: 108.

- الواقعة: 32-33.

- ق: 35.

- الحجر: 48.

- الاسراء: 16.

- الاسراء: 86.

- غافر: 60.

- فاطر: 1.

- الرعد: 39.

- مناقب آل أبي طالب 4/351: روي ابن جرير بن رستم الطبري، عن أحمد الطوسي، عن أشياخه في حديث: …

- مناقب آل أبي طالب 4/351 و 352: …

- عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) 2/200-202، ب 46، ح 1: حدّثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشي

رضي الله عنه قال: حدّثني أبي، قال: حدّثنا أحمد بن عليّ الأنصاري، …

- الحجر: 75.

- آل عمران: 79-80.

- المائدة: 116 - 117.

- النساء: 172.

- المائدة: 75.

- علل الشرائع 1/229، ب 164، ح 1، وعيون أخبار الرضا (عليه السّلام) 1/273، ب 28، ح 5: حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني قال: حدثنا علي بن إبراهيم، عن أبيه، …

- الانعام: 164.

- الخرائج والجرائح 1/341-351، ب 9، ح 6، و7: …

- الزنّار: ما علي وسط المجوس والنصاري شبيه الحزام.

- عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) 2/225، ب 50 ح 1. وكشف الغمّة 3/137 - 138: حدثنا أبي ومحمّد بن الحسن بن احمد بن الوليد قالا: حدثنا سعد بن عبد الله، عن محمّد بن عيسي بن عبيد، عن علي بن الحكم، …

- رجال الكشي 2/763-764، ح 883: حدثني محمّد بن مسعود، عن جعفر بن احمد، عن احمد بن سليمان، عن منصور بن العباس البغدادي، …

- طب الأئمة 72: …

- معاني الأخبار 238، وعيون اخبار الرضا (عليه السّلام) 1/309، ب 28، ح 72، ومكارم الأخلاق 362: أبي قال: حدثنا محمّد بن يحيي العطار، عن أحمد بن محمّد، عن إبراهيم بن إسحاق، عن عبد الله بن أحمد، عن اسماعيل، عن الخراساني - يعني الرضا (عليه السّلام) - قال: …

- مكارم الأخلاق 362: عن الرضا (عليه السّلام) قال: …

- طب الأئمة 101: أيوب بن عمر قال: حدثنا محمّد بن عيسي، عن كامل: …

- فروع الكافي 4/363، ح 9: عدة من اصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمّد بن اسماعيل، قال: سمعت الرضا (عليه السّلام) يقول: …

- بحار الأنوار 62/307-328 عن طب الرضا (عليه السّلام): هارون بن موسي التلعكبريّ - رضي الله عنه

- حدثنا محمّد بن هشام بن سهل - رحمه الله - قال: …

- القرم: بالتحريك شهوة الطعام.

- الوجبة - بالفتح -: الاكلة الواحدة في اليوم.

- الجذع من البهائم: صغيرها.

- أي: ما اتي عليه حول.

- أي: مطر الربيع الأول، لأنه يسم الأرض بالنبات.

- أي: يسددها.

- أي: يستاك به.

- الربو - بالفتح -: انتفاخ الجوف، وعلة تحدث في الرئة فتصير التنفس صعباً، والانبهار: انقطاع النفس.

- أي: غير المطبوخ.

- خل ثقيف أي: حامض جداً.

- أي: لم ينضج.

- هو السكر الذي استقصي طبخه فجعل في اقماع صنوبرية.

- القريص: غذاء يطبخ من اللحوم اللطيفة كلحم السمك والفرخ مع الخل أو الحموضات.

- المحاسن 467- 468، ب 55، ح 445، ومكارم الأخلاق 159: أحمد بن أبي عبد الله البرقي: …

- دعوات الراوندي: 140، ح 353: قال الرضا (عليه السّلام) لغلامه: …

- المحاسن 545، ب 111، ح 857: أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن القاسم بن الحسن بن علي بن يقطين قال: قال أبو الحسن الرضا (عليه السّلام): …

- المحاسن 554، ب 117، ح 903: ومكارم الأخلاق 173: أحمد بن أبي عبد الله، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن أبي الحسن الرضا (عليه السّلام) قال: …

- البخر: - بالتحريك - الريح المنتن في الفم.

- طب الأئمة 137: أحمد بن محمّد بن عبد الله النيسابوري قال: …

- مكارم الأخلاق 175: …

- مكارم الأخلاق 185: للرضا (عليه السّلام): …

- المحاسن 508، ب 88، ذيل ح 662: قال الرضا (عليه السّلام): …

- مكارم الأخلاق 178: عن الرضا (عليه السّلام) قال: …

- المحاسن 519-520، ب 99، ح 725: أحمد بن أبي عبد الله البرقي: …

- مكارم الأخلاق 181: روي عن الرضا (عليه السّلام) أنه

قال: …

- مكارم الأخلاق 187: …

- البهق - بالتحريك -: بياض في الجسد لاهن جرض.

- المحاسن 505، ب 85، ح 643: أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أحمد بن أبي نصر البزنطي، عن أبي الحسن الرضا (عليه السّلام) قال: …

- فروع الكافي 4/360 ح 4: عدة من اصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي، عن أبي الحسن الرضا (عليه السّلام) قال: …

- المحاسن 422، ب 26، ح 208: أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن بعض أصحابنا، عن ذربح بن العباس، عن سعيد بن جناح، عن أبي الحسن الرضا (عليه السّلام) قال: …

- فروع الكافي 4/289، ح 12: عدة من اصحابنا، عن سهل بن زياد، عن بعض الاهوازيين، عن الرضا (عليه السّلام) قال قال: …

- مكارم الأخلاق 152-153: من كتاب طب الأئمة، عن الرضا (عليه السّلام) قال: …

- مكارم الأخلاق 194: عن الرضا (عليه السّلام) قال: …

- مكارم الأخلاق 194: عن الرضا (عليه السّلام) قال: …

- الحظوة: المكانة والمنزلة.

- مكارم الأخلاق 157: عن الرضا (عليه السّلام) قال: …

- المحاسن 572، ب 1، ح 16، ومكارم الأخلاق 155، وفروع الكافي 4/382، ح 3: أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن ياسر الخادم، عن أبي الحسن الرضا (عليه السّلام) قال: …

- مكارم الأخلاق 190: قال الرضا (عليه السّلام): …

- الوصب - بالتحريك -: الوجع.

- مكارم الأخلاق 374: عمرو بن ابراهيم قال: …

- فروع الكافي 4/503 ذيل ح 38: الحسين بن محمّد بن محمّد ومحمّد بن يحيي، عن علي بن محمّد بن سعد عن محمّد بن سالم، عن موسي بن عبد الله بن موسي، عن

محمّد بن علي بن جعفر عن ابي الحسن الرضا (عليه السّلام) قال: …

- علل الشرائع 1/101، ب 88، ح 2: حدّثنا أبي - رضي الله عنه - قال: حدّثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن ابن فضّال، عن الحسن بن الجهم، قال: سمعت الرضا (عليه السّلام) يقول: …

- عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) 2/174، ب 43، ضمن ح 1: …

- عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) 2/174، ب 43، ضمن ح 1: …

- عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) 2/175، ب 43، ضمن ح 1: …

- عيون أخبار الرضا 0ع) 2/175، ب 43، ضمن ح 1: …

- الغمر: الحقد.

- عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) 2/175، ب 43، ضمن ح1: …

- عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) 2/176، ب 43، ح 3: حدثنا أبي قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن ابراهيم بن هاشم، عن عبد الله بن المغيرة قال: سمعت أبا الحسن الرضا (عليه السّلام) يقول: …

- عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) 2/176-177، ب 43، ح 4: حدثنا الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري، عن أحمد بن محمّد بن الفضل المعروف بابن الخبّاز، عن ابراهيم بن احمد الكاتب، …

- عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) 2/177، ب 43، ح 5: حدثنا محمّد بن موسي بن المتوكل قال: حدثنا علي بن ابراهيم بن هاشم، عن ابيه، عن الريان بن الصلت قال: أنشدني الرضا (عليه السّلام) لعبد المطّلب: …

- عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) 2/178، ب 43، ح 9: حدثنا الحاكم الحسن بن احمد البيهقي، قال: حدثني محمّد بن يحيي الصولي، قال: حدثنا أبو ذكوان قال: حدثنا ابراهيم بن العباس قال: كان الرضا (عليه السّلام)

ينشد كثيراً: …

- مناقب ابن شهر آشوب 4/361: للرضا (عليه السّلام): …

- عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) 2/178، ب 43، ح 8: حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني، قال: حدثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، …

- تحف العقول 442: قال (عليه السّلام): …

- تحف العقول 442: قال (عليه السّلام): …

- تحف العقول 443: قال (عليه السّلام): …

- تحف العقول 443، وفروع الكافي 3/301/5: قال (عليه السّلام): …

- تحف العقول 448: واصول الكافي 1/24 ح 18: قال (عليه السّلام) لأبي هاشم الجعفري: …

- بحار الأنوار 78/356: عن الدرة الباهرة وقال (عليه السّلام): …

- بحار الأنوار 78/356: عن الدرة الباهرة وقال (عليه السّلام): …

- بحار الأنوار 78/356: عن الدرة الباهرة وقال (عليه السّلام): …

- كنز الفوائد 1/330: حدثنا محمّد بن احمد بن علي بن الحسن بن شاذان القمي، عن احمد بن محمّد بن صالح، عن سعد بن عبد الله، عن ايوب بن نوح قال: قال الرضا (عليه السّلام): …

- اعلام الدين 307: قال (عليه السّلام): …

- اعلام الدين 308: قال (عليه السّلام): …

- الاختصاص 247: روي عن عبد العظيم (الحسني) عن أبي الحسن الرضا (عليه السّلام) قال: …

- بحار الأنوار 6/122، ح 6، عن عيون أخبار الرضا (عليه السّلام): جعفر بن عليّ بن أحمد، عن الحسن بن محمّد بن علي، عن محمّد بن علي، عن محمّد بن عمر بن عبد العزيز، عمّن سمع الحسن بن محمّد النوفلي، عن الرضا (عليه السّلام) قال: …

- فروع الكافي 4/310، ح1: عليّ بن محمّد، عن سهل بن زياد، عن بعض أصحابنا - أظنّه محمّد بن إسماعيل - قال: …

- عين أخبار الرضا (عليه السّلام) 2/225، ب 50، ح

2. وبصائر الدرجات 484، ج 10، ب 9، ح 14. وإرشاد المفيد 309: حدثنا محمّد بن موسي المتوكل قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري، عن احمد بن محمّد بن عيسي، عن الحسن بن علي الوشّاء، …

- مناقب ابن شهر آشوب 4/339-340: …

- مناقب ابن شهر آشوب 4/353: …

- عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) 2/217، ب 47، ح 26: حدثنا احمد بن زياد بن جعفر الهمداني قال: حدثنا علي بن ابراهيم بن هاشم، عن أبيه، …

- عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) 2/137، ب 39، ضمن ح 1: …

- عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) 2/242-245، ب 63، ح 1. وأمالي الصدوق 526-529، المجلس 94، ح 17: حدثنا محمّد بن علي ماجيلويه ومحمّد بن موسي المتوكل واحمد بن زياد بن جعفر الهمداني واحمد بن علي بن ابراهيم بن هاشم والحسين بن ابراهيم بن تاتانه والحسين بن ابراهيم بن احمد بن هشام المؤدب وعلي بن عبد الله الوراق قالوا: حدثنا علي بن ابراهيم بن هاشم عن أبيه، …

- مناقب ابن شهر آشوب 4/354: …

- المحاسن 530 ب 110 ح 775: احمد بن ابي عبد الله البرقي عن ابيه، عن معمر بن خلاد، عن أبي الحسن الرضا (عليه السّلام) قال: …

- ثواب الأعمال 229: حدثني احمد بن محمّد، عن ابيه، عن محمّد بن احمد، عن ابراهيم بن اسحاق، عن عبد الله بن احمد، عن محمّد بن سنان، عن الرضا (عليه السّلام) قال: …

- امالي الطوسي 1/47-48 ب 2 ح 31: ابن الشيخ الطوسي عن ابيه عن المفيد، عن الحسن بن علي النحوي، عن محمّد بن قسم الانباري، عن محمّد بن احمد الطائي، عن علي بن محمّد الضميري قال: …

-

الانبياء: 89.

- تحف العقول 442: قال (عليه السّلام): …

- اعلام الدين 307: …

- المناقب 2/365-366: احمد بن عامر بن سليمان الطائي عن الرضا (عليه السّلام) في خبر: …

- المحاسن 301-302 ح 10: البرقي عن محمّد بن علي، عن محمّد بن اسلم، عن محمّد بن سليمان ويونس بن عبد الرحمن عن ابي الحسن الثاني(عليه السّلام) والحسين بن سيف، عن محمّد بن سليمان، عن أبي الحسن (عليه السّلام)، وحدثنا أبي وعلي بن عيسي الانصاري عن أبي سليمان الديلمي قال: …

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.