أنا.. وأنت

اشارة

الإمام الشهيد

السيد حسن الشيرازي

«قدس سره»

الطبعة الأولي

1419ه 1999م

مركز الرسول الأعظم (ص) للتحقيق والنشر

بيروت لبنان ص.ب: 5951 / 13 شوران

انا.. وأنت..

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين

الرحمن الرحيم

مالك يوم الدين

إياك نعبد و إياك نستعين

اهدنا الصراط المستقيم

صراط الذين أنعمت عليهم

غير المغضوب عليهم

ولا الضالين

صدق الله العلي العظيم

كلمة الناشر

أنا.. وأنت في الإنسانية واحد.. الا أننا مختلفين في الأجساد والألوان.

أنا.. وأنت من أصل واحد.. من غياهب الماضي السحيق من عبد صالح يسمي آدم عليه السلام.

أنا.. وأنت في التكوين الجسدي ذرات تراب وحبات ماء.. مخلقة وغير مخلقة.. وفي التكوين الروحي نفحات ونفخات من اله السماء.. رائعة.

أنا.. وأنت لو عرف كل منا حدوده لما استطال قيد أنملة ولطأطأ رأسه خضوعاً وخشوعاً لخالقه وبارئه تعالي، وصرخ من أعماقه: تبارك الخلاق.. لأن عظيم الإنسانية يقول: (من عرف نفسه فقد عرف ربه).

فإذا عرفت من أنت، وراعيت من أنا.. عند ذلك تعرف من هو.. فهو.. هو، ولا اله الا هو.. ابتدع الكون بكلمة انطلقت من العلم الإلهي والارادة الربانية، فكانت الأكوان، فسبحان الذي بدّل وغيّر وهو دائم لا يتغير.

.. وهذه الأبيات انطلقت من وجدان رجل مؤمن.. عارف بنفسه.. سالك طريق معرفة ربه، سموه قديماً وحديثاً ب (شاعر) الا أنه من الذين استثنتهم الآية الكريمة في سورة الشعراء: ?الا الذين آمنوا..? وهذا ما ستلحظه جلياً من اشعاره لو تأملتها ملياً وقرأتها عفوياً وتركتها تنساب اليك انسياب نور الفجر او نسيمات البحر اوسقسقات الغدير..

فرحم الله الشاعر الشهيد.. مع كل بزوغ شمس أو قمر منير.

مركز الرسول الأعظم (ص) للتحقيق والنشر

بيروت لبنان، ص. ب: 5951 /13

المقدمة

شعر ذو أبعاد عن عظيم ذي أبعاد.. يشكل بعده الشعري أقصر أبعاده، علي الرغم من استطالته حتي علي الشمس.

أو ليس كل مميزات هذا الشعر: تسجيل الشعور الواقع، ممارسة الأدب المتقدم، وتحليل الإسلام السهل الممتنع بالشكل السهل الممتنع.

وربما يكون فحوي رسالة الشعر، في دعاء الشعراء المسلمين الي:

تفهم الاسلام علي حقيقته..

وعرضه علي حقيقته..

في ثوب عصري جميل..

يضاهي جماله جمال الإسلام..

وتواكب عصرنته حيوية الإسلام السرمدية.

وأخيراً: معرفة هذا الشعر لا تكون الا عبر

قراءته قراءة متأملة وخبيرة.

أما الشاعر: فلا يكشف عن كل أبعاده الا بعد انكشاف كل لحظات حياته المفعمة، وذلك: ما تكون في وسع مجلدات ضخمة عديدة فقط.

وأية محاولة أخري بهذا الصدد تذهب هدراً من دون نتيجة مرجوة..

المنسق

أنا.. وأنت..

يا إلهَ الأسماءِ.. والآلاءِ..!

ردّني بالبقاءِ.. لا بالفناءِ..

وأعنِّي علي الحياةِ.. فإِنِّي

لم أجرِّب مجاهل الأحياءِ

وتفتَّح علي الشعاب أمامي

يا شعاعَ الوراءِ.. والماوراءِ..!

أنتَ ركَّزتني ملاكاً.. وشيطا

ناً.. لأبقي مأرجح الأرجاءِ

وتناقضتُ خطفة.. وشهاباً..

في لقاءِ السَّماء بالبطحاءِ

فتوازنتُ جنّةً.. وجحيماً..

واْنتهائي تَوازُنُ الابتداءِ

فلسانُ الميزان في كفّتيهِ

إن تركتَ الهواءَ للأهواءِ

فاْنشر العقل في الضمير.. وحرِّر

مجملات البذور بالأفياءِ

نشوةُ المومياءِ في الغوغاءِ

وأنانيّةٍ بغيرِ غطاءِ

من رفيفِ القضاءِ لونُ هيولا

هُ.. ومن شاطئِ البَدا في بلاءِ

إن تراخي اْشتكيْ عناءَ الرخاءِ

أو تسامي اْشتكي اْرتفاع السَّماء

فهو يطفو مع الغُثاءِ.. ويرتا

ح إلي الشمسِ من صِراعِ الماءِ

فاْعتبارُ الألوانِ رهنُ الرِّياءِ

واْعتبار الأَسرارِ رهنُ الخفاءِ

من شظايا التناقضات اْبتداهُ

فاْرتمي في تنازعاتِ البقاءِ

وتوالت تفاعلاتُك كالآ

ناءِ، بين القُوي، مع الأقوياءِ

ولكلٍّ مسيرهُ، ولك المط

لقُ، تحت الثري.. وفوقَ الفضاءِ..

زوبعاتٍ تدير دون مدارٍ

كرةَ الأرضِ من رَفيفِ الهواءِ

أنتَ أغني ركائزِ العرشِ إن شئ

تَ وإلاّ فأفتَكُ الأوباءِ

وتميّزتَ باْمتلاكِ الصّلاحيّا

تِ، بين الخطوطِ والآراءِ

وتطيقُ التحوُّلاتِ.. كما تح

ملُ أُنثي تطوُّرَ الأزياءِ

فتخيَّر ما شئتَ من أسماءِ

طالما النبعُ مستفيضُ العطاءِ

أنتَ أوفي مرونةً من قُوي الأر

ضِِ، وأفتي علي اْقتحام السَّماء

أنتَ.. والكونُ.. في مراهقةٍ ته

ضم شتّي تقلُّباتِ القضاءِ

فإذا ما بلغتَ.. أو بلغ الك

ونُ.. انتهتْ ثورة الرؤي.. والبِناءِ..

وتجمَّدتَ حيث أنتَ وحيث ال

كونُ بين الأُمورِ.. والأشياءِ..

أسرتي

بيتي الكون.. وكوني أسرتي

وجميع الخلق فيها إخوتي

ذلك النسر شقيقي.. والرّبي

أخواتي.. واْبنة النخل اْبنتي

فمن النور اْستطالت شعبٌ

وتلاقت في نواة الذرّةِ

ومن الذرِّ.. ومشتقّاتها..

صنّف الأشياء بدء الخلقةِ

ومن الظلمةِ والنورِ بدت

فكرةٌ بعد اللتيّا والّتي

هي: أنّ الكون مجموع قويً

جاذباتٌ دافعاتُ الفطرةِ

فقوي السالب منها سقرٌ

وقوي الموجب عدن الجنةِ

وقوي السالب والموجب في

منتهي الأمر يمينا القدرة

والنقيضانِ اْستفاقا للهوي

واْستجابا في إطار الوحدةِ

فأنا كونٌ.. وفي كوني أنا

أسفر الضدّانِ عن أحجيّتي

وأنا.. والكون.. رمز واحد

وكلانا من بقايا حبّةِ

كِلْمَةٌ كانت نواة (الماورا)

ومصير (الماورا) في كِلْمَةِ

من أصل السَّماء

أيّها الإنسان! يا أصل الضياءْ!

أنت في أصلك من أصل السَّماء

لك حالات تعادي ذاتها

كصِراعاتِ بقاءٍ وفناءْ

ورؤيً أسرع من رفِّ الهوي

وقويً أثقل من وقع الهواءْ

غرّةٌ.. كالفكر والسحر معاً

وضميرٌ.. مثل نجم الشعراءْ

فإِذا شئت.. وقودٌ حارقٌ..

وإذا شئت.. وليّ الأولياءْ

فاْندمج في الله تغدو عالماً..

واسعاً.. في مدّهِ الدنيا هباءْ

فتحرّر من نداءات الهوي

وتجرّد منك.. واْفعل ما تشاءْ

دجِّن الجوَّ.. وسخِّر كرة ال

شمس.. واْستنفر مجرّات الفضاءْ

فاتتك الأوان

يا أيّها الثقلانِ! ماذا تبغِيانْ؟

وبأيّ آلاءِ السَّماءِ تُكذِّبانْ؟

فمن الخليّة نزعتانِ.. وعسكرانْ..

وعلي الضّمير جهنّمانِ.. وجنّتانْ..

ولديكما الميزان يفصح بالبيانْ

وتنزّل القرآن يعصف بالزمانْ

فيقنِّنُ الدنيا.. يدجِّن كلّ ثا

نيةٍ.. يفجِّر كلّ ثانيةٍ ثوانْ..

ويبدِّد الأكوان في خلأ المدي..

ويعيدها، فكأنّ ما قد كانَ كانْ..

ومدي الوري: يوما رهانٍ.. واْمتحانْ..

وإذا اْنقضي للماوراء، فساعتانْ

عدد العوالمِ في الكوكبِ كالرؤي

فبكلّ ثانيةٍ تقوم قيامتانْ

هاتيك دنيانا.. وفي أعماقها

أغني العوالم بالخلائقِ.. والكيانْ..

ولكلِّ واحدةٍ وجودٌ.. كاملٌ..

يمتاز، حتّي في الزمانِ.. وفي المكانْ..

وأساسها جسمٌ.. وروحٌ.. منهما

شتّي العناصرِ يفعلانِ.. ويُفرزانْ..

ووراؤها الكلمات.. والأسماءُ.. تف

رز ما يُعطِّل كلّ فكرٍ.. أو لسانْ..

فإِذا تفاعلت النتائج بينها

تتسلسل الأرقامُ فوق مدي البيانْ

وخلالها الإنسانُ أضعفُ خِلقةً..

وأخفُّ وهجاً.. بينها وأقلُّ شانْ..

يا أيّها الإنسانُ! فاتتكَ الأوانْ

وتمزَّقت قدماك في أينٍ.. وآنْ..

ناحت بك الدنيا، وأنت محنَّطُ ال

أحلامِ، ترسِفُ في المكانِ.. وفي الزمانْ..

حتّي الجنان، ألست تحلمها نشا

وي باْنغماساتِ الصّباباتِ الحِسانْ؟!

وتريدُها كالأرض مفرزةً علي ال

متراجِ.. مقفلةَ القصور علي القِيان..؟!

وكأنّما في الماوراءِ تُبرّر آل

شهواتُ.. والنزواتُ تجهر بالأذان..!

وطبائعُ الأرضِ السخيفةُ توجزُ ال

هدفَ المقدَّسَ في فراديسِ الجِنانْ!

والحورُ.. والولدانُ.. خيرُ تحيّةٍ

للعنفوانِ علي الحياةِ بعنفوانْ!

تلك الرموز متي.. وكيف.. تراهقت

حتّي تراءَت طفلةً في مهرجانْ؟؟!!

لكنّ فلسفة التراب تترجم ال

إرهابَ.. والإِغراءَ.. في أدني المعانْ

والفاصلُ الكونيّ.. والرتبيّ.. بي

ن الأرضِ والجنّاتِ، غاب عن العيانْ

يا أيّها الإنسانُ! ناءَ بكَ الزمانْ

ورماكَ في الفصل الأخير من الرهانْ

فأتيتَ بعدَ البعدِ.. بعدَ خلائِقٍ

شتّي، تأرجح بين شيطانٍ.. وجانْ..

في كوكبٍ ناءٍ.. يذنِّبُ جانب ال

تبّانِ.. وهيْ لدي نظائِرها

عُوانْ

وتظنُّ أنّك قمّة الدنيا، ولو

لا المصطفي نفضتك كهربة الدخان

يا أيُّها الإنسانُ! ليس لك الأمانْ

ما دمتَ تخبطُ في المحالِ بلا ضَمانْ

فالأرضُ فيك مع السَّماءِ تعانقت

فتعطّل الشوقانِ في وهج القِرانْ

ثمّ اْفتتانهما خطيئة واقع

أنت الوثيقة لاْعتصابٍ.. واْفتتانْ..

فلْيفسخ الطرفانُ أُحجيةَ القِرانْ

ولْينته الإنسانُ قسراً فهوْ فانْ

وكلاكما اْتّعظا ببصمات البنانْ

فبأيّ آلاءِ السماءِ تكذبانْ؟

كسيحة

يا هذه الدنيا الكسيحة ضمن خردلة الوجودْ!

كم تنجبين نموذجاً.. منه اْنفلاقات الخلودْ؟

وتناقضاتٍ.. وحّدتْ سنن التقاطع في الحدودْ

فقضتْ وجوداتِ الفراغ علي فراغات الوجودْ

ضربت علي مرمي الفضاء قوافل الرهج الجديد

ومشتْ بأفياءِ الوجودِ.. إلي القصيِّ من البعيدْ

تستنطق الأشياءَ.. والأشياءُ تنطق بالوعيدْ

فاذا بأقدمِ أقدمٍ فيها أجدّ من الجديدْ

من سرمد الفلك المهجَّرِ.. للفضاءِ.. وللسماءْ..

من منشأ الأشياءِ.. إذ لا شيء.. حتي اللاءُ لاءْ

من منتهي الغسق المديدِ.. إلي وراءِ الماوراءْ

نورٌ بلا لونٍ، تطوّر للفضاءِ.. وللسماءْ..

فالعدل أغنيةٌ، تهدهد كلَّ منتفضٍ.. شهيدْ..

والظلم زوبعةٌ، تهدِّد كلَّ طاغيةٍ.. عنيدْ..

ضدّانِ دوريّانِ.. ينتفضانِ بين يديْ مريدْ

فالظلم لون للبطولة والعدالة للشهيد

لا يحلم البحر المسجَّي في الأباطحِ.. بالقيامْ

والقمَّة الشمَّاءُ.. تنسي حشرجاتِ الانتقامْ

وغداً.. إذا اْلتهمتْ نجومَ الكونِ أشباحُ الظلامْ

تتحفَّزُ الذرّاتُ من شتّي الأقاصي للقيامْ

وأشعَّةُ الوجدانِ.. تكشف كلَّ أسرارِ الوجودْ

فاذا الجواذبُ تُلهِم الوحداتِ مغنطةَ الصعودْ

والكائِناتُ تسابق الأعلي بطاقات السجودْ

فاذا بدنيا الأرضِ.. أبئسَ كلِّ شيءٍ في الوجودْ

أُمّ الدواهي

سوّي.. وسمّي.. خلقَه، اِلاّكِ

وبناكِ من عدمٍ.. وما سمّاكِ

إذا كان يخجل أن يسمِّيكِ، وحذ

ذر منكِ ما والاكِ

لم تستحقي نظرةً من رحمةٍ

من مطلق الرحمات مذ سوّاكِ

وجمعت سلبيّات مرحلة التحو

ول كالجحيم بِعالم الأفلاكِ

فغدوتِ منطقة العصاة، تناق

ضين مسيرة الأكوان في مسراكِ

ودعا بنيكِ باْسم آدمَ إذ غدت

تمتصّ ما في جوفها أحشاكِ

أُمّاً يطلّقها البنونَ.. دنيئةً..

أُمَّ الدواهي.. ربّكِ كنّاكِ

أَمّا العباد الصالحونَ: فأِنهم

ومضات نور الله، لا أنباكِ

[رجوع للقائمة]

پي نوشت

- إشارة إلي قول الله تعالي: ?قل لو كان البحر مداداً لكلمات ربّي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربّي، ولو جئنا بمثله مدداً?.

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.