الأمراض والأعراض سبباً ووقاية وعلاجاً

اشارة

اسم الكتاب: الأمراض والأعراض سبباً ووقاية وعلاجاً

المؤلف: حسيني شيرازي، محمد

تاريخ وفاة المؤلف: 1380 ش

اللغة: عربي

عدد المجلدات: 1

الناشر: موسسه المجتبي

مكان الطبع: بيروت لبنان

تاريخ الطبع: 1424 ق

الطبعة: اول

بسم الله الرحمن الرحيم

الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ

وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ

وَإِذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ

صدق الله العلي العظيم

سورة الشعراء، الآية 78-80

كلمة الناشر

بسم الله الرحمن الرحيم

ما إن وطأت قدما الإنسان الأرض حتي ظهر الفساد في البر والبحر وانتابته الأمراض وبدت عليه أعراضها جزاءً بما كسبت يداه، ثم أخذ بعلاجها بما آتاه الله تعالي من علم وحكمة، والعلم كما ورد عن النبي صلي الله عليه و اله علمان: علم الأديان، وعلم الأبدان()، وكل له ميدانه الخاص به.

فعلم الأديان ميدانه الإنسان وروحه وتنظيم علاقته بخالقه وما يحيط به من مخلوقات وجمادات وكيفية التعامل معها، وأما علم الأبدان فميدانه واضح ومحدد وهو بدن الإنسان، ونتيجة لما يتعرض بدن الإنسان من أمراض فقد اهتم الإنسان بالطب قديماً ووضع له أبواباً وفصولاً.

إن تاريخ الطب قديم لا يمكن تحديد نشوئه، فقد تضاربت أقوال المؤرخين واختلف الحكماء والأطباء في ذكر بدء ظهور هذا العلم الجليل وكيفية حدوثه في العالم، كما لم يقتصر تداول علم الطب علي أمة دون أمة، ولا علي شعب دون غيره، فقد نسب البعض نشوء علم الطب إلي الكلدانيين، وآخرون إلي سحرة اليمن، وغيرهم إلي كهنة بابل وأكثرهم إلي قدماء اليونانيين الذين أتقنوه إحكاماً وأحكاماً ورتبوا أبوابه وفصوله حتي جعلوه علماً له ابتداء وله انتهاء ثم أخذته عنهم الفرس والروم.

والعرب كغيرهم من الأمم فقد أخذوا الطب ممن جاوروهم من الأمم وأضافوا عليه مما توصلوا إليه هم أنفسهم بالفطرة والتجربة، وقد اشتهر منهم أطباء عدة مثل: ابن حذيم وهو الذي ضرب به المثل في الحذاقة والطب، والحارث بن

كلدة الثقفي الطبيب المشهور، الذي كان يتعاطي الطب في الطائف، وقد أدرك الإسلام ولم يسلم، وكان النبي صلي الله عليه و اله يأمر من كانت به علة أن يأتيه ويستوصفه()، ثم كان بعده ابن رومية الجراح التميمي، ثم النضر بن الحارث بن كلدة وغيرهم.

وما أن بزغ فجر الإسلام في ربوع الجزيرة العربية وشعت أنواره واستقرت دولته في المدينة المنورة، حتي أقبل المسلمون علي تعلم العلوم كافة ومنها علم الطب، لما في الإسلام من الدعوة إلي أهمية طلب العلم وثوابه، وتأكيد القرآن المجيد في العديد من آياته علي ذلك، واستفاضة الروايات الشريفة عن رسول الله صلي الله عليه و اله وأهل بيته عليهم السلام في ثواب العلم وفضله، وهي كثيرة منتشرة في كتب الحديث والتفسير ويكفي في ذلك قوله تعالي: ?وقل ربي زدني علماً?().

إن الإسلام بتعاليمه الغراء كان قد عالج كل جوانب الحياة كافة، فلم يترك جانباً واحداً دون علاج، أو تناول جانباً علي حساب آخر، وذلك لشموليته وكونه آخر الرسالات الإلهية الذي جاء بأفضل وأكمل صيغة لحياة أفضل، كذلك فقد عالج روح الإنسان وجسده ولم يهتم بجانب واحد فقط ويهمل الجانب الآخر، بل أعطي كل جانب حقه مما يستحقه، قال تعالي: ?وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليه ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين?().

ولما اتسعت رقعة الدولة الإسلامية وبسطت نفوذها في شرق الأرض وغربها، أقبل المسلمون علي أخذ محاسن كل قطر وشعب يفدون عليه، وكان للطب عندهم ذلك النصيب الوافر، وتلك العناية الخاصة والاهتمام البالغ ورغبوا في اقتباسه، فشرعوا بتعلم الطب والكيمياء والنجوم ونقل كتبها إلي العربية واستقدام العلماء من باقي الملل

مثل: موريانوس الرومي، واصطفن، وماسرجويه الذي نقل كتباً كثيرة في الطب والفلسفة، كما تم استقدام الطبيب جرجيس النصراني رئيس مارستان جنديسابور()، وكان حاذقاً في الطب كثير التأليف والتصنيف باللغة السريانية، وسكن بغداد وأخذ يطبب المرضي مدة طويلة، ثم ترجم إلي العربية كثيراً من كتبه الطبية ومن كتب غيره، وقد حذي الكثير من الأطباء علي منواله، فاتسع نطاق الطب في بغداد وتكاثرت رواده وراجت حركة التأليف، ونبغ كثير من الأطباء، ثم إن جرجيس أرسل علي ولده بختيشوع الطبيب فقدم بغداد ثم جاء بعده ماسويه أبو يوحنا ثم أعقبه يوحنا وهكذا أخذت الأطباء تتقاطر وتتوارد علي بغدد بلد العلم ودار السلام من جميع الأقطار.

وكان للإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام وأبيه الإمام الباقر عليه السلام الدور الأكبر في ازدهار العلوم وانتشارها وشغف الناس بها وإقبالهم عليها، حيث كان الإمام الصادق عليه السلام له قصب السبق والقدح المعلي في كافة العلوم، فكان كعبة العلم يحج إليه طلاب العلم ورواد الفضل والأدب من كل مكان ينهلون من علمه حتي بلغ عدد الرواة عنه من الثقات علي اختلافهم في الآراء والمقالات فكانوا أربعة آلاف رجل()، وقيل عشرون ألفا.

لقد عني الإمامان الباقر والصادق عليهما السلام بتدريس علوم أخري في مدرستيهما بالإضافة إلي علوم القرآن والحديث كالتاريخ، والجغرافيا، والطب، وكان الإمام الصادق عليه السلام ملماً بالطب بشكل بز الأطباء وجعلهم حياري لا يتكلمون، وله محاورات ومناظرات معهم مذكورة في كتب التاريخ والحديث والطب.

إن نظر واحدة علي كتاب توحيد المفضل يكفينا دليلاً علي وفور علمه الغزير وكامل معرفته بهذا العلم الجليل وهو علم الطب، كما أن نظرياته الطبية كالرضاعة السليمة وحول أسباب بعض الأمراض وأن الإنسان يعمل علي تقصير عمره وغيرها لم

يدرك مغزاها أطباء عصره وظلت مخبوءة ومجهولة إلي عدة قرون بعده حتي جاء العلم الحديث بعد ارتقاء الفكر البشري ليثبت صحة تلك النظريات وصدقها، فوقف العلماء مبهورين مدهوشين منها ومن عظمة صاحبها (سلام الله عليه)، حتي أن جامعة استراسبورغ الفرنسية قامت بعقد دورة علمية في شهر مايو / أيار سنة 1968م عن التاريخ العلمي والحضاري للإمامية وحياة الإمام جعفر الصادق عليه السلام وفكره، فلقد شارك في هذه الدورة أكثر من عشرين عالماً من أعلام المستشرقين والعلماء في الجامعات الأوروبية وشاركهم علماء متخصصون من جامعات لبنان وإيران، وقد نشرت هذه البحوث الأكاديمية دار المطبوعات الفرنسية في باريس عام 1970م().

لقد أنزل الله تعالي كتابه المجيد علي صدر نبيه محمد صلي الله عليه و اله فيه تبيان كل شيء وما يصلح هذه البشرية في كل نواحيها، فلم يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها، وكانت تعاليمه صالحة وملائمة لكل ظرف وعصر وموافقة لكل دور من أدوار حياة الإنسان من أجل إسعاده في الدارين.

إن القرآن المجيد حوي في آياته الكريمة علي الكثير من الإرشادات الطبية وأسسها ودعت الإنسان إلي التفكير في طعامه قبل الإقدام علي أكله؛ ذلك لأن التكاليف الإلهية شرعت للجسم السليم، ولهذا فقد عني الباري عزوجل بصمة جسم الإنسان، واهتم بها اهتماماً بالغاً لا يقل عن الاهتمام بباقي التكاليف الشرعية، بل حتي حرم الإضرار البالغ بالجسم والنفس، قال تعالي: ?يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين?()، فقد حوت هذه الآية الشريفة كل أسس الطب ودعائم الصحة مما حيرت عقول الأطباء والحكماء وأدهشتهم قديماً وحديثاً.

ومما يروي في هذا الباب: أن هارون العباسي كان له طبيب نصراني حاذق، فقال ذات يوم

لعلي بن الحسين بن واقد: ليس في كتابكم من علم الطب شيء، والعلم علمان، علم الأديان وعلم الأبدان، فقال له علي: قد جمع الله الطب كله في نصف آية من كتابه وهو قوله: ?كلوا واشربوا ولا تسرفوا?، وجمع نبينا صلي الله عليه و اله الطب في قوله: «المعدة بيت الداء، والحمية رأس كل دواء، وأعط كل بدن ما عودته»، فقال الطبيب: ما ترك كتابكم ولا نبيكم لجالينوس طباً().

لقد أجمع الأطباء بعد التحقيق العلمي المستمر والتجارب المتعاقبة علي أن مدار صحة الأجسام ودعامة سلامتها، هو الاعتدال في الطعام، وأن هذا الاعتدال إذا ما تعدي إلي الإفراط أو الإسراف، أصبح وبالاً علي البدن وفتح باباً واسعاً للفتك بالأجسام والنفوس، قال تعالي: ?فلينظر الإنسان إلي طعامه?()، فهذه الآية الشريفة تدعو الإنسان إلي أن يفكر في الطعام الذي يريد الإقدام عليه سواء كان طعاماً معنوياً أم مادياً، لأن له تأثيراً علي الروح والبدن، فقد روي زيد الشحام عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل: ?فلينظر الإنسان إلي طعامه? قال: قلت: ما طعامه؟! قال عليه السلام: «علمه الذي يأخذه عمن يأخذه» ().

إن الدعوة إلي انتقاء الطعام له تأثير كبير علي صحة الإنسان، وهذا ما تؤكد عليه التقارير الطبية والعلمية كل يوم، قال تعالي: ?فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلي المدينة فلينظر أيها أزكي طعاماً فليأتكم برزق منه?()، أي أطهر وأنظف وأطيب طعام().

هذا وقد عالج موضوع الطب الأنبياء عليهم السلام بما ظهرت علي أيديهم من معاجز في شفاء المرضي والذين عجز الأطباء عن علاجهم، فكان عيسي عليه السلام كما قال الله تعالي في شأنه: ?وتبرئ الأكمه والأبرص بإذني?()، وقال جل جلاله: ?وأبرئ الأكمه والأبرص وأحيي الموتي بإذن الله?()، فكان يشفي

الأعمي والذي به وضح، وقال وهب: وربما اجتمع علي عيسي عليه السلام من المرضي في اليوم خمسون ألفاً من أطاق منهم أن يبلغه بلغه، ومن لم يطق أتاه عيسي يمشي إليه، وإنما كان يداويهم بالدعاء علي شرط الإيمان().

وأما معاجز نبي الإسلام صلي الله عليه و اله في شفاء المرضي فهي كثيرة، ومما يروي في هذا الباب علي سبيل المثال لا الحصر: أن معاذ بن عفر أتاه فقال: يا رسول الله، إني قد تزوجت وقالوا للزوجة إن بجنبي بياضاً فكرهت أن تزف إليَّ، فقال صلي الله عليه و اله: «اكشف لي عن جنبك»، فكشف له عن جنبه فمسحه بعود فذهب ما به من البرص، ولقد أتاه من جهينة أجذم يتقطع من الجذام فشكا إليه فأخذ من ماء فتفل فيه ثم قال صلي الله عليه و اله: «امسح به جسدك» ففعل فبرأ، وأبرأ صاحب السلعة، وأتته امرأة فقالت: يا رسول الله، إن ابني قد أشرف علي حياض الموت كلما أتيته بطعام وقع عليه التثاؤب، فقام وقمنا معه فلما أتيناه قال صلي الله عليه و اله له: «جانب يا عدو الله ولي الله، فأنا رسول الله» فجانبه الشيطان فقام صحيحاً()، إلي غير ذلك().

وأما أئمة أهل البيت عليهم السلام فقد ظهرت علي أيديهم كرامات ومعاجز كثيرة في شفاء المرضي، كما ألفوا كتباً في الطب وروي عنهم مئات الأحاديث الشريفة الطبية، كالرسالة الذهبية التي كتبها الإمام الرضا عليه السلام للمأمون العباسي، وتوحيد المفضل للإمام الصادق عليه السلام وغيرها.

وقد دأب علماؤنا الأعلام (رضوان الله عليهم أجمعين) تأسياً بأئمة الهدي عليهم السلام في تأليف الكتب الطبية حيث تناولوا فيها مختلف الجوانب الطبية والغذاء والدواء، كان منهم: أبو العباس المستغفري له كتاب (طب

النبي صلي الله عليه و اله)، وابنا بسطام لهما كتاب (طب الأئمة عليهم السلام)، ومحمد الخليلي له كتاب (طب الإمام الصادق عليه السلام)، والسيد محمد علي هبة الدين الشهرستاني له كتاب (طب الفقراء)، والمسعودي المؤرخ الشهير له كتاب (طب النفوس)، هذا بالإضافة إلي الأراجيز الطبية، كأرجوزة الميرزا محمد حسن بن زين العابدين السبزواري، وأرجوزة الشيخ أبي علي سينا وغيرهم.

وأما الإمام الراحل آية الله العظمي السيد محمد الحسيني الشيرازي (أعلي الله درجاته) فقد كتب في الطب عدة كتب وهي: (أوليات الطب)، و(الاستنساخ البشري)، و(تحفة التحفة)، و(الفقه: الطب)، و(مبادئ الطب)، و(من الآداب الطبية)، و(معالجة الأمراض النفسية)، وهذا الكتاب الذي بين يديك وهو (الأمراض والأعراض، سبباً ووقاية وعلاجاً) حيث تناول سماحته (رضوان الله عليه) فيه الطب القديم والحديث ودعا إلي دمج الاثنين معاً والاستفادة منهما وعدم التفريط بالطب القديم، كما اشتمل الكتاب علي وصايا قيمة للأطباء مذكراً برسالة الطب الإنسانية.

هذا وقد قامت مؤسسة المجتبي بطبع ونشر هذا السفر الجليل لسماحة الإمام الراحل (أعلي الله مقامه) من أجل حفظ تراث هذا الإمام المجاهد الذي ما فتر لحظة واحدة عن الكتابة حتي اللحظات الأخيرة من عمره المبارك، نسأل الله العلي القدير أن يمن عليه بالمغفرة والرضوان وعلو الدرجات، وأن ينفع بهذا الكتاب كما نفع بغيره، والحمد لله رب العالمين.

مؤسسة المجتبي للتحقيق والنشر

بيروت لبنان ص ب 5955/13 شوران

البريد الإلكتروني: almojtaba@alshirazi.com

almojtaba@gawab.com

المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام علي محمد وآله الطاهرين.

(الأمراض والأعراض، سبباً ووقايةً وعلاجاً) اسم هذا الكتاب الذي كتبته لأجل التخفيف من حدة الأمراض والأعراض وكثرتها، في الأمور الثلاثة المذكورة.

وقد حدث كل ذلك بعد الإعراض عن سنن الله في الحياة، والترك لمناهج الأنبياء والأولياء عليهم السلام.

نسأل الله سبحانه؛

أن يوفق الجميع للرجوع إلي ما أمر الله به عزوجل، في مختلف جوانب الحياة، وبذلك تقل الأعراض والأمراض، وتخف إلي أقصي ما يمكن، وهو الموفق المستعان.

قم المقدسة

محمد الشيرازي

معني الأعراض والأمراض

المراد بالأمراض أعم مما يكون من داخل البدن: كالحمي والسرطان والإيدز، أو من خارجه: كضربة الشمس والبرد ونحوهما. وهذا اصطلاح الأطباء القدماء في هذين اللفظين.

والمراد بالأعراض: أمثال الكسور، والتصادمات، والحرق، والغرق، والصعق بالكهرباء، والتسمم بالغاز وما أشبه ذلك. ويمكن أن يدخل كلها في الأمراض علي اصطلاح الأطباء، وكيف كان فلا مشاحة في الاصطلاح().

سبب الابتلاء

وقد ابتلي الإنسان منذ أن ترك مظلة الأنبياء عليهم السلام، ودخل تحت مظلة الأهواء، بما لم يسبق له مثيل من مختلف الأمراض والأعراض؛ وذلك نتيجة إحداثه الذنوب الجديدة فابتلي بالأمراض الجديدة كما ورد ذلك في الحديث الشريف.

عن العباس بن هلال الشامي، مولي لأبي الحسن موسي عليه السلام قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: «كلما أحدث العباد من الذنوب ما لم يكونوا يعملون، أحدث الله لهم من البلاء ما لم يكونوا يعرفون» ().

وهذا من الأمور الغيبية بالإضافة إلي كونه طبيعياً، فإن الله سبحانه قد سن أدق القوانين الكونية، فكل خارج عن أي قانون من قوانينه يصاب بجزاء عمله، كما أن المجتمع إذا خرج وإن لم يخرج هذا الإنسان بذاته عم البلاء الخارج وغير الخارج أيضاً في كثير من الأحيان، نتيجة الخروج عن تلك السنن الكونية والقوانين الإلهية؛ قال سبحانه: ?واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة?().

فإذا ما أحرق المدينة جماعة، أصاب الحريق حتي من لم يشاركهم في فعلهم هذا، وهذه سنة الحياة؛ قال الله سبحانه مخاطباً النبي لوط عليه السلام: ?فأسر بأهلك بقطع من الليل ولا يلتفت منكم أحد?()، فإن العذاب إذا نزل عم الصالح والطالح.

هل هذا من العدل؟

لا يقال: فهل هذا من العدل؟.

لأنه يقال: إن الأمر دائر بين القوانين الكونية الشاملة وسنن الحياة العامة، التي تكون سبباً للعلم العام والتقدم والاختبار، وإلا فإذا لم يكن القانون عاماً، كيف يمكن إطراد العلم وحصول التقدم، وبين الاستثناء الإعجازي، بحيث يفقد القانون شموليته؛ وحيث إن الله سبحانه جعل الدنيا دار أسباب ومسببات، كان الترجيح العقلي للأول، ومع استلزامه بعض اللوازم، فإن الله تعالي يتدارك بجزاء الخير لمن كان محسناً وأصيب.

وإلا كان اللازم أن لا يؤثر السيف في الأنبياء والأوصياء

عليهم السلام، بل وفي كل مؤمن. وألف لازم ولازم، وبذلك يفقد الإنسان قيمة الحرية، ولا يبقي مجال للاختبار.

ومن مصاديق ما ذكر، ما يرتبط بالآباء والأبناء، فإنه كثيراً ما يسري مرضهم إلي الأبناء()؛ قال سبحانه: ?وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافاً خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولاً سديداً?().

هذا في الأمر التكويني. وكذلك في الأمر التشريعي في الجملة، وهذا لاينافي قوله تعالي: ?ولا تزر وازرة وزر أخري?()، كما هو واضح لمن تأمل، فلا فرق بين أن يشرب الرجل الخمر، فيخرج ولده ضعيفاً من جهة العقل أو الجسم، أو يزني بنساء الناس، فيُزني بنسائه كما ورد ذلك في الأثر إلي غير ذلك من سائر الأمثلة.

عن الفضل بن أبي قرة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «لما أقام العالم الجدار، أوحي الله تبارك وتعالي إلي موسي عليه السلام، أني مجازي الأبناء بسعي الآباء، إن خيراً فخير وإن شراً فشر، لا تزنوا فتزني نساؤكم، ومن وطئ فراش امرئ مسلم وطئ فراشه، كما تُدين تُدان» ().

وعن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «أما يخشي الذين ينظرون في أدبار النساء، أن يبتلوا بذلك في نسائهم» ().

وعن مفضل الجعفي قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: «ما أقبح بالرجل من أن يري بالمكان المعور، فيدخل ذلك علينا وعلي صالحي أصحابنا. يا مفضل، أتدري لم قيل: من يزن يوماً، يزن به؟». قلت: لا جعلت فداك. قال عليه السلام: «إنها كانت بغي في بني إسرائيل، وكان في بني إسرائيل رجل يكثر الاختلاف إليها، فلما كان في آخر ما أتاها، أجري الله علي لسانها؛ أما إنك سترجع إلي أهلك فتجد معها رجلاً. قال: فخرج وهو خبيث النفس، فدخل منزله

غير الحال التي كان يدخل بها قبل ذلك اليوم، وكان يدخل بإذن، فدخل يومئذ بغير إذن، فوجد علي فراشه رجلاً. فارتفعا إلي موسي عليه السلام، فنزل جبرئيل عليه السلام علي موسي عليه السلام، فقال: يا موسي، من يزن يوماً يزن به. فنظر إليهما، فقال: عفوا تعف نساؤكم» ().

وعن عبد الله الدهقان، عن درست، عن عبد الحميد، عن أبي إبراهيم عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «تزوجوا إلي آل فلان، فإنهم عفوا فعفت نساؤهم. ولا تزوجوا إلي آل فلان، فإنهم بغوا فبغت نساؤهم. وقال: مكتوب في التوراة: أن الله قاتل القاتلين ومفقر الزانين، لا تزنوا فتزني نساؤكم، كما تدين تدان» ().

وعن عبيد بن زرارة قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: «بروا آباءكم يبركم أبناؤكم، وعفوا عن نساء الناس تعف نساؤكم» ().

من آثار شرب الخمر

عن الحسين بن خالد قال: قلت لأبي الحسن عليه السلام: إنا روينا عن النبي صلي الله عليه و اله أنه قال: «من شرب الخمر،لم تحسب صلاته أربعين صباحاً». فقال عليه السلام: «قد صدقوا». قلت: كيف لا تحسب صلاته أربعين صباحاً، لا أقل من ذلك ولا أكثر؟. فقال عليه السلام: «إن الله قدر خلق الإنسان، فصير النطفة أربعين يوماً، ثم ينقلها فيصيرها علقةً أربعين يوماً، ثم ينقلها فيصيرها مضغةً أربعين يوماً، فهو إذا شرب الخمر، بقيت في مشاشه أربعين يوماً، علي قدر انتقال ما خلق منه». قال: ثم قال عليه السلام: «وكذلك جميع غذائه أكله وشربه، يبقي في مشاشه أربعين يوماً» ().

عن المفضل بن عمر قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: لم حرم الله الخمر؟. قال عليه السلام: «حرم الله الخمر لفعلها وفسادها، لأن مدمن الخمر تورثه الارتعاش، وتذهب

بنوره، وتهدم مروته، وتحمله أن يجسر علي ارتكاب المحارم، وسفك الدماء، وركوب الزنا، ولا يؤمن إذا سكر أن يثب علي حرمه، وهو لا يعقل ذلك، ولا يزيد شاربها إلا كل شر» ().

وعلي أي فإن مخالفة سنن الحياة الطبية التي جعلها الله سبحانه سبباً ووقاية وعلاجاً توجب هذه الكثرة والشدة من الأمراض والأعراض.

قال تعالي في الحديث القدسي: «لصب عليكم العذاب صباً» ().

وفي الحديث الشريف: «إذا كثر الزنا من بعدي، كثر موت الفجأة» ().

وليس معني ذلك أن الزاني نفسه يموت فجأة فحسب، بل ذلك علامة موت الفجأة، فيمكن أن يشمل الزاني، وقد يشمل غيره. وهذا كما في حديث آخر الزمان: «مساجدهم معمورة بالأذان، وقلوبهم خالية عن الإيمان» ()، فإن عمارة المسجد من أفضل الأمور، لكن هذا من علامات آخر الزمان، من دون أن يكون سبباً لخلو قلوبهم عن الإيمان.

العمل نواة

العمل نواة

وكيف كان فإن كل عمل فردي أو اجتماعي، نواة يزرعها الإنسان. وهي تثمر ولو بعد حين، إن خيراً فخير، وإن شراً فشر، وقد يصيب نفسه، وربما أصاب غيره من ذرية أو جيران أو أقرباء أو سائر الناس. فمن يحضن بيضة الحية يختلف تماماً عمن يزرع الورد، فإذا فقست البيضة لدغته أو غيره، أما الورد فيعطر الجو برائحته الطيبة للزارع أو غيره.

ولذا ورد الفرار من المعاصي، وإن الله تعالي ليعذب الجعل ببقائه في مكان المعصية().

إلي أمثلة أخري في التكوين والتشريع.

عن مهاجر الأسدي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال:

«مر عيسي ابن مريم عليه السلام علي قرية، قد مات أهلها وطيرها ودوابها. فقال: أما إنهم لم يموتوا إلا بسخطة، ولو ماتوا متفرقين لتدافنوا.

فقال الحواريون: يا روح الله وكلمته، ادع الله أن يحييهم لنا، فيخبرونا ما كانت أعمالهم فنجتنبها.

قال: فدعا عيسي،

فنودي من الجو أن نادهم.

فقام عيسي عليه السلام بالليل علي شرف من الأرض، فقال: يا أهل القرية، فأجابه منهم مجيب لبيك يا روح الله وكلمته.

فقال: ويحكم! ما كانت أعمالكم؟.

قال: عبادة الطاغوت، وحب الدنيا، مع خوف قليل، وأمل بعيد، وغفلة في لهو ولعب.

إلي أن قال: كيف عبادتكم للطاغوت؟.

قال: الطاعة لأهل المعاصي.

قال: كيف كان عاقبة أمركم؟.

قال: بتنا في عافية، وأصبحنا في الهاوية.

فقال: وما الهاوية؟.

قال: سجين.

قال: وما سجين.

قال: جبال من جمر، توقد علينا إلي يوم القيامة.

إلي أن قال: قال: ويحك! كيف لم يكلمني غيرك من بينهم؟.

قال: يا روح الله، إنهم ملجمون بلجم من نار، بأيدي ملائكة غلاظ شداد، وإني كنت فيهم ولم أكن منهم، فلما نزل العذاب عمني معهم، فأنا معلق بشعرة علي شفير جهنم، لا أدري أكبكب فيها أم أنجو منها.

فالتفت عيسي عليه السلام إلي الحواريين، فقال: يا أولياء الله، أكل الخبز اليابس بالملح الجريش، والنوم علي المزابل، خير كثير مع عافية الدنيا والآخرة» ().

وعن فضيل بن عياض، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: من الورع من الناس؟. قال عليه السلام: «الذي يتورع عن محارم الله، ويجتنب هؤلاء؛ فإذا لم يتق الشبهات، وقع في الحرام وهو لا يعرفه، وإذا رأي المنكر، ولم ينكره وهو يقوي عليه، فقد أحب أن يعصي الله، ومن أحب أن يعصي الله، فقد بارز الله بالعداوة؛ ومن أحب بقاء الظالمين، فقد أحب أن يعصي الله، إن الله تبارك وتعالي، حمد نفسه علي إهلاك الظالمين؛ فقال: ?فَقُطِعَ دابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ?()» ().

وعن عمر بن يزيد، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: «لا تصحبوا أهل البدع ولا تجالسوهم، فتصيروا عند الناس كواحد منهم؛ قال رسول

الله صلي الله عليه و اله: المرء علي دين خليله وقرينه» ().

وعن أبي حمزة، عن علي بن الحسين عليه السلام في حديث طويل قال: «إياكم وصحبة العاصين، ومعونة الظالمين، ومجاورة الفاسقين، احذروا فتنتهم، وتباعدوا من ساحتهم» ().

وعن عبد الله بن صالح، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «لا ينبغي للمؤمن أن يجلس مجلساً يعصي الله فيه، ولا يقدر علي تغييره» ().

وعن بكر بن محمد، عن الجعفري قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: «ما لي رأيتك عند عبد الرحمن بن يعقوب!». فقلت: إنه خالي. فقال عليه السلام: «إنه يقول في الله قولاً عظيماً، يصف الله ولا يوصف؛ فإما جلست معه وتركتنا، وإما جلست معنا وتركته». فقلت: هو يقول ما شاء أي شي ء، عليَّ منه إذا لم أقل ما يقول؟. فقال أبو الحسن عليه السلام: «أما تخاف أن تنزل به نقمة فتصيبكم جميعاً! أما علمت بالذي كان من أصحاب موسي عليه السلام وكان أبوه من أصحاب فرعون، فلما لحقت خيل فرعون بموسي، تخلف عنه ليعظ أباه فيلحقه بموسي، فمضي أبوه وهو يراغمه، حتي بلغا طرفاً من البحر، فغرقا جميعاً. فأتي موسي الخبر؛ فقال: هو في رحمة الله، ولكن النقمة إذا نزلت، لم يكن لها عمن قارب المذنب دفاع» ().

وعن عبد الأعلي بن أعين، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فلا يجلس مجلساً، يُنتقص فيه إمام، أو يُعاب فيه مؤمن» ().

وعن عبيد بن زرارة، عن أبيه، عن أبي جعفر عليه السلام قال: «من قعد في مجلس، يُسب فيه إمام من الأئمة، يقدر علي الانتصاف فلم يفعل، ألبسه الله الذل في الدنيا، وعذبه في الآخرة، وسلبه صالح ما منَّ به

عليه من معرفتنا» ().

وعن إسحاق بن موسي، عن أخيه وعمه، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «ثلاثة مجالس يمقتها الله، ويرسل نقمته علي أهلها، فلا تقاعدوهم ولاتجالسوهم: مجلساً فيه من يصف لسانه كذباً في فتياه؛ ومجلساً ذكر أعدائنا فيه جديد، وذكرنا فيه رث؛ ومجلساً فيه من يصد عنا وأنت تعلم ثم تلا أبو عبد الله عليه السلام ثلاث آيات من كتاب الله، كأنما كن في فيه أو قال في كفه: ?وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ?()، ?وَإذا رَأيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آياتِنا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّي يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ?()، ?وَلا تَقُولُوا لِما تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هذا حَلالٌ وَهذا حَرامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَي اللَّهِ الْكَذِبَ?()» ().

وحتي السمعة

بل الأمر أعم حتي من السمعة، فإن من يسرق وتقطع يده حسب الشروط المقررة، أو يَقتل فيُعدم قصاصاً، فإنه يلحق أذاه بأهل بيته وأقربائه، فتنكس رؤوسهم أمام الناس، وإن لم يكونوا مذنبين.

وكذلك من يسعي لتحصيل العلم والفضيلة ويصبح من الصالحين، فسمعته الطيبة تشمل أولاده وأقرباءه، وإن لم يشتركوا في هذا الإحسان، وهذه من السنن الكونية الإلهية.

نعم؛ في الآخرة يكون لكل عمله، بلا زيادة أو نقيصة، وقد ورد في الحديث الشريف: «يا من الميزان قضاؤه» ().

أما في الدنيا ورعاية لسننها الكونية فقد يتصور باختلاط عدل الله عزوجل بإعمال القانون العام، وبعبارة أخري: التزاحم بين العدل واطراد القانون الكوني، وحيث إن اطراد القانون أهم روعي اطراده، وإن لم يكن فيه تطبيق العدل الظاهري حرفياً.

ولكن لا يخفي أن من العدل تطبيق قانون الأسباب والمسببات الكونية، فما يتصور من عدم تطبيق العدل، هو تركه لأجل عدل أهم، فكلاهما مصداق للعدل، كما أن كلاً من حكمي داود وسليمان عليهما

السلام كان مصداق العدل، لكن حكم سليمان عليه السلام كان مصداقاً أجلي، وهكذا ما نحن فيه فإن عدل اطراد القانون، أهم من عدل رجوع كل من الآثار حسناً أو سيئاً إلي نفس الفاعل فقط.

وحيث إن الآخرة عالم آخر، رجح فيها مصداق آخر للعدل، بحيث يرجع أثر كل عمل في الدنيا إلي نفس العامل حرفياً في الآخرة. نعم؛ هناك أيضاً الإحسان أعم، ولذا تكون الشفاعة، ويكون ?ألحقنا بهم ذريتهم?()، وهذا من مصاديق الفضل الذي لا ينافي العدل كما هو واضح.

الشفاعة عدل وإحسان

لا يقال: أليس ذلك اعتباطاً؟ وألم تكن الشفاعة إعمالاً للوسائط من دون رعاية الموازين؟ فيكون حالها حال الوساطة في الدنيا حتي مع عدم الكفاءات، كالطالب يُشفع له لينجح، ولم يكن هو ناجحاً ولا بأهل للنجاح، ولا فرق في النجاح بين الدنيا وبين الآخرة؟.

لأنه يقال: الإحسان ليس اعتباطاً، بل جود وكرم وهو مطلوب. نعم؛ الإساءة الاعتباطية خلاف العقل والمنطق، فإهلاك إنسان بلا سبب قبيح، أما إحياؤه ففي كمال الحسن، وإلا لم يكن وجه للخلق والرزق وألف نعمة ونعمة. ثم إن الشفاعة تختلف تماماً عن الوسائط من دون ميزان، بل هي مبتنية علي ميزان إلهي، وتكون بأمر الله عزوجل، لمن له أهلية الشفاعة. فالوساطة الدنيوية نوع ضغط علي المسؤول مثلاً، فإنه قد لا يريد شيئاً ولا يراه صلاحاً، ولكن يضغط عليه عبر الوسائط بالقبول، بينما الشفاعة في الآخرة تكون بإذن الله تعالي، فإنه يريد ذلك تفضلاً وإحساناً، فهو يشير بالشفاعة.

قال سبحانه: ?ولا يشفعون إلا لمن ارتضي?().

وقال تعالي: ?قل لله الشفاعة جميعاً?().

وقال سبحانه: ?وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً وَلا يُقْبَلُ مِنْها عَدْلٌ وَلا تَنْفَعُها شَفاعَةٌ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ?().

وقال عز اسمه: ?مَنْ يَشْفَعْ شَفاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ

نَصِيبٌ مِنْها وَمَنْ يَشْفَعْ شَفاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْها وَكانَ اللَّهُ عَلي كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتاً?().

وقال تعالي: ?وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هؤُلاءِ شُفَعاؤُنا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَ تُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِما لا يَعْلَمُ فِي السَّماواتِ وَلا فِي الأرض سُبْحانَهُ وَتعالي عَمَّا يُشْرِكُونَ?().

وقال سبحانه: ?وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّماواتِ لا تُغْنِي شَفاعَتُهُمْ شَيْئاً إِلاَّ مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشاءُ وَيَرْضي?().

وقال رسول الله صلي الله عليه و اله: «إني أشفع يوم القيامة فأشفع، ويشفع عليَّ عليه السلام فيشفع، ويشفع أهل بيتي فيشفعون؛ وإن أدني المؤمنين شفاعة ليشفع في أربعين من إخوانه، كل قد استوجبوا النار» ().

وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «لكل نبي دعوة، قد دعا بها، وقد سأل سؤلاً، وقد أخبأت دعوتي لشفاعتي لأمتي يوم القيامة» ().

وعن ابن صدقة، عن جعفر بن محمد عليه السلام، عن آبائه عليهم السلام، عن علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «ثلاثة يشفعون إلي الله عزوجل، فيشفعون: الأنبياء ثم العلماء ثم الشهداء» ().

وقال أمير المؤمنين عليه السلام: «لا تعنونا في الطلب، والشفاعة لكم يوم القيامة فيما قدمتم» ().

وقال أمير المؤمنين عليه السلام: «لنا شفاعة ولأهل مودتنا شفاعة» ().

وعن الحسين بن خالد، عن الإمام الرضا عليه السلام، عن أبيه عليه السلام، عن آبائه عليهم السلام، عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «من لم يؤمن بحوضي، فلا أورده الله حوضي؛ ومن لم يؤمن بشفاعتي، فلا أناله الله شفاعتي ثم قال صلي الله عليه و اله: إنما شفاعتي؛ لأهل الكبائر من أمتي، فأما المحسنون فما عليهم

من سبيل». قال الحسين بن خالد: فقلت للرضا عليه السلام: يا ابن رسول الله، فما معني قول الله عزوجل: ?ولا يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ارْتَضي?()؛ قال عليه السلام: «لا يشفعون إلا لمن ارتضي الله دينه» ().

وعن مسلم بن خالد المكي، عن جعفر بن محمد عليه السلام عن أبيه عليه السلام، عن جابر بن عبد الله الأنصاري، عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: «قالت فاطمة عليها السلام لرسول الله صلي الله عليه و اله: يا أبتاه أين ألقاك يوم الموقف الأعظم، ويوم الأهوال، ويوم الفزع الأكبر؟.

قال: يا فاطمة، عند باب الجنة، ومعي لواء الحمد، وأنا الشفيع لأمتي إلي ربي.

قالت: يا أبتاه، فإن لم ألقك هناك؟.

قال: القيني علي الحوض، وأنا أسقي أمتي.

قالت: يا أبتاه، إن لم ألقك هناك؟.

قال: القيني علي الصراط، وأنا قائم أقول: رب سلم أمتي.

قالت: فإن لم ألقك هناك؟.

قال: القيني وأنا عند الميزان أقول: رب سلم أمتي.

قالت: فإن لم ألقك هناك؟.

قال: القيني علي شفير جهنم، أمنع شررها ولهبها عن أمتي.

فاستبشرت فاطمة بذلك صلي الله عليها وعلي أبيها وبعلها وبنيها» ().

وعن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «شيعتنا من نور الله خلقوا وإليه يعودون، والله إنكم لملحقون بنا يوم القيامة، وإنا لنشفع فنشفع، ووالله إنكم لتشفعون فتشفعون؛ وما من رجل منكم، إلا وسترفع له نار عن شماله، وجنة عن يمينه، فيدخل أحباءه الجنة وأعداءه النار» ().

وعن النضر بن شعيب، عن القلانسي، عن الصادق جعفر بن محمد عليه السلام، عن أبيه عليه السلام، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «إذا قمت المقام المحمود، تشفعت في أصحاب الكبائر من أمتي، فيشفعني الله فيهم، والله لا تشفعت فيمن

آذي ذريتي» ().

وعن أبي أسامة، عن أبي عبد الله وأبي جعفر عليهما السلام قالا: «والله لنشفعن، والله لنشفعن في المذنبين من شيعتنا، حتي تقول أعداؤنا: إذا رأوا ذلك ?فَما لَنا مِنْ شافِعِينَ * ولا صَدِيقٍ حَمِيمٍ * فَلَو أَنَّ لَنا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ?()؛ قال: من المهتدين قال: لأن الإيمان قد لزمهم بالإقرار» ().

لماذا خلق الله العصاة؟

لا يقال: لماذا خلق الله سبحانه من يعلم بأنه يسيء، فيبتلي بالعقوبة في الدنيا أو الآخرة، ثم بعد الخلق أليس من الأفضل ترك عقابه مطلقاً ولو في الآخرة فقط؟.

لأنه يقال: إن مجرد خلقه هو إحسان وتفضل، حيث خلقه الله مختاراً، وإنما أساء هو بنفسه لسوء اختياره؛ قال تعالي: ?وهديناه النجدين?()، وقال سبحانه: ?إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُورا?().

أما العقاب في كل من الدنيا والآخرة فهو بقدر الإساءة لا أكثر، ولا يجازي المسيء إلا بقدر إساءته علي تفصيل ذكرناه في كتاب (التفسير الموضوعي للقرآن الحكيم) ().

قال سبحانه: ?وجزاء سيئة سيئة مثلها?().

وقال تعالي: ?فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدي عليكم?().

وقال سبحانه: ?هَلْ يُجْزَوْنَ إِلاَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ?().

وقال تعالي: ?إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُوا يَقْتَرِفُونَ?().

وقال سبحانه: ?وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ?().

إن الله كما خلق بذور الأزهار والأثمار، والحيوانات ومنيها كذلك خلق الإنسان وسائله المنوي، وكل يأتي بثمره مختاراً، من طبقات النار أو درجات الجنة؛ قال سبحانه: ?ولقد ذرأنا لجهنم?()، أي بخلقهم مختارين فاختاروا الشر().

وقد طال بنا الكلام في هذه المباحث، التي بعضها كلامية وبعضها فلسفية اضطراراً، للإشارة إلي قاعدة كلية، تكون الأمراض والأعراض جزئياً من جزئياتها ومصداقاً من مصاديقها.

أقسام الطب

أقسام الطب

إن الطب حسب ما اشتهر، علي خمسة أقسام:

1: طب العلاج بالطبائع الأربع فقط.

2: طب النفس.

3: طب الوخز بالاُبر.

4: طب اليونان الذي أكمله المسلمون.

5: طب الغرب الذي أخذ أصوله من طب اليونان والمسلمين.

ومن الضروري أن تجتمع كل هذه الأقسام في مدن طبيّة في مختلف البلاد، ليتكامل الطب، ويقلل من أمراض الإنسان وأعراضه، مضافاً إلي ضرورة التوسع في كل قسم من الأقسام المذكورة؛ فإن البشر لم يصل علمه إلي الكثير بل الأكثر مما يرتبط بالطب،

لأن الله لم يخلق داءً إلا وجعل له دواءً، كما في الحديث().

وقد قرأت في كتاب (الجزائري)(): إن الأعشاب الطبية ونحوها في إيران وحدها مائة ألف قسم، ورأيت في كتاب آخر: إن أقصي ما يستفيد منه الإنسان في باب الأعشاب، ثلاثة آلاف قسم من أصل ثمانين ألف قسم، ومعني ذلك عدم الشمولية في الطب اليوناني، وهكذا في الأقسام الأربعة الأُخر، ولذا نري أن الطب الجديد يكشف كل يوم أشياء جديدة.

عشرات الآلاف من المسائل الطبية

إن الأمراض والأعراض علي قول القدماء: أربعة وعشرون ألف قسم، ولكل سبب وعلامة وعلاج، ولذا فمن اللازم أن يعرف الطبيب أو المجموعة الطبية كل حسب اختصاصه عشرات الآلاف من المسائل، حتي يستوعب الممكن استيعابه من الطب.

أما اليوم ونتيجة لتوسع مجالات الطب أصبحت المسائل كثيرة، فصار منها سيل لا آخر له، فإذا حصلت مثل تلك المدن الطبية، كان التخفيف والإبلال أكثر فأكثر؛ قال سبحانه: ?وإذا مرضت فهو يشفين?().

فصل من أسباب زيادة الأمراض

1: القلق

1: القلق

إن من أسباب حدوث الأمراض وزيادتها: القلق.

فإن القلق يؤثر في النفس، والنفس تؤثر في البدن، وكل من النفس والبدن يؤثر كل منها في الآخر تأثيراً حسناً أو سيئاً، فمريض الجسم يكون منقبض النفس عادة، كما أن مريض النفس لدَين أو همّ أو ما أشبه يمرض جسمه كذلك، كما أن الفرح يعمل عكس ذلك علي النفس والجسم.

إن ازدياد القلق والهم والحزن، هو بسبب مخالفة قوانين الله عزوجل، وكثرة الظلم والتعدي، وطلب الإنسان ما لا يدركه، وتوقعه ما لا يصل إليه، كما أن للأخبار المزعجة التي يسمعها الفرد ليل نهار تأثيراً سيئاً، إن الإنسان جبل علي المشاركة الوجدانية مع بني نوعه حزناً وسروراً، أما الإذاعات وسائر وسائل الإعلام، فإنها تذيع يومياً أنباء عن الحروب والثورات والحرمان، والسجون والتعذيب والتشريد وغيرها، وهذا كله مما يؤثر في النفس، والنفس بدورها تؤثر في الجسم.

إن البشر لم يتمكن بعد من علاج هذه المشكلة، فلا يمكن عدم بث الأخبار المحزنة من وسائل الإعلام، فإن بث كثير منها يساهم في علاجها أو في التجنب عن أمثالها، ولا يوجد العلاج المكافح لأضرارها.

يقال: إن جالينوس() أخذ حيواناً ذا خس فغمه أياماً، ولما ذبحه وجد قلبه ذابلاً نحيفاً قد تلاشي أكثره، فاستدل بذلك علي أن القلب إذا توالت عليه

الغموم، وضاقت به الهموم ذبل ونحل، فحذر حينئذ من عواقب الغم والهم.

نعم؛ في تقوية خصلة الصبر والإيمان، والرضا بقضاء الله وقدره، دور كبير في تحمل المشاق؛ قال تعالي: ?ألا بذكر الله تطمئن القلوب?().

عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «رأس طاعة الله الصبر، والرضا عن الله فيما أحب العبد أو كره، ولا يرضي عبد عن الله فيما أحب أو كره إلا كان خيراً له فيما أحب أو كره» ().

وعن ليث المرادي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «إن أعلم الناس بالله، أرضاهم بقضاء الله عز وجل» ().

وعن أبي حمزة الثمالي، عن علي بن الحسين عليه السلام قال: «الصبر والرضا عن الله، رأس طاعة الله. ومن صبر ورضي عن الله، فيما قضي عليه فيما أحب أو كره،لم يقض الله عز وجل له فيما أحب أو كره،إلا ما هو خير له» ().

وعن أبي عبيدة الحذاء، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «قال الله عزوجل: إن من عبادي المؤمنين عباداً لا يصلح لهم أمر دينهم إلا بالغني والسعة، والصحة في البدن، فأبلوهم بالغني والسعة، وصحة البدن، فيصلح عليهم أمر دينهم؛ وإن من عبادي المؤمنين لعباداً لا يصلح لهم أمر دينهم، إلا بالفاقة والمسكنة، والسقم في أبدانهم، فأبلوهم بالفاقة والمسكنة والسقم، فيصلح عليهم أمر دينهم، وأنا أعلم بما يصلح عليه أمر دين عبادي المؤمنين؛ وإن من عبادي المؤمنين لمن يجتهد في عبادتي، فيقوم من رقاده ولذيذ وساده، فيتهجد لي الليالي، فيتعب نفسه في عبادتي، فأضربه بالنعاس الليلة والليلتين، نظراً مني له وإبقاءً عليه، فينام حتي يصبح، فيقوم وهو ماقت لنفسه، زار عليها، ولو أخلي بينه وبين ما يريد من عبادتي،

لدخله العجب من ذلك، فيصيره العجب إلي الفتنة بأعماله، فيأتيه من ذلك ما فيه هلاكه، لعجبه بأعماله ورضاه عن نفسه، حتي يظن أنه قد فاق العابدين، وجاز في عبادته حد التقصير، فيتباعد مني عند ذلك، وهو يظن أنه يتقرب إليَّ، فلا يتكل العاملون علي أعمالهم، التي يعملونها لثوابي، فإنهم لو اجتهدوا وأتعبوا أنفسهم، وأفنوا أعمارهم في عبادتي، كانوا مقصرين، غير بالغين في عبادتهم كنه عبادتي، فيما يطلبون عندي من كرامتي، والنعيم في جناتي، ورفيع درجاتي العلي في جواري، ولكن فبرحمتي فليثقوا، وبفضلي فليفرحوا، وإلي حسن الظن بي فليطمئنوا، فإن رحمتي عند ذلك تداركهم، ومني يبلغهم رضواني، ومغفرتي تلبسهم عفوي، فإني أنا الله الرحمن الرحيم، وبذلك تسميت» ().

وعن صفوان الجمال، عن أبي الحسن الأول عليه السلام قال: «ينبغي لمن عقل عن الله، أن لا يستبطئه في رزقه، ولا يتهمه في قضائه» ().

وعن عمرو بن نهيك بياع الهروي قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: «قال الله عزوجل: عبدي المؤمن لا أصرفه في شي ء إلا جعلته خيراً له، فليرض بقضائي، وليصبر علي بلائي، وليشكر نعمائي، أكتبه يا محمد من الصديقين عندي» ().

وعن داود بن فرقد، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «إن فيما أوحي الله عزوجل إلي موسي بن عمران عليه السلام، يا موسي بن عمران، ما خلقت خلقاً أحب إليَّ من عبدي المؤمن، فإني إنما أبتليه لما هو خير له، وأعافيه لما هو خير له، وأزوي عنه ما هو شر له، لما هو خير له؛ وأنا أعلم بما يصلح عليه عبدي، فليصبر علي بلائي، وليشكر نعمائي، وليرض بقضائي، أكتبه في الصديقين عندي، إذا عمل برضائي، وأطاع أمري» ().

وعن ابن أبي يعفور، عن أبي عبد الله

عليه السلام قال: «عجبت للمرء المسلم، لايقضي الله عزوجل له قضاءً، إلا كان خيراً له، وإن قرض بالمقاريض كان خيراً له، وإن ملك مشارق الأرض ومغاربها كان خيراً له» ().

وعن عبد الله بن محمد الجعفي، عن أبي جعفر عليه السلام قال: «أحق خلق الله أن يسلم لما قضي الله عزوجل من عرف الله عزوجل، ومن رضي بالقضاء أتي عليه القضاء وعظم الله أجره؛ ومن سخط القضاء مضي عليه القضاء وأحبط الله أجره» ().

وعن علي بن هاشم بن البريد، عن أبيه قال: قال لي علي بن الحسين (صلوات الله عليهما): «الزهد عشرة أجزاء، أعلي درجة الزهد أدني درجة الورع، وأعلي درجة الورع أدني درجة اليقين، وأعلي درجة اليقين أدني درجة الرضا» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «لقي الحسن بن علي عليه السلام عبد الله بن جعفر فقال: يا عبد الله، كيف يكون المؤمن مؤمناً، وهو يسخط قسمه، ويحقر منزلته، والحاكم عليه الله؛ وأنا الضامن لمن لم يهجس في قلبه إلا الرضا، أن يدعو الله فيستجاب له» ().

وعن ابن سنان، عمن ذكره، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: بأي شي ء يعلم المؤمن بأنه مؤمن؟. قال: «بالتسليم لله، والرضا فيما ورد عليه من سرور أو سخط» ().

وعن عبد الله بن أبي يعفور، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «لم يكن رسول الله صلي الله عليه و اله يقول لشيء قد مضي لو كان غيره» ().

من أسباب القلق

كما أن من أسباب القلق أيضاً: ما ينتج عن المشاكل العائلية، وبعض التوترات بين الأقرباء والأصدقاء ومن أشبه.

وكل إنسان له أدني شيء من الإنسانية، ما زال من وقت بلوغه أو قبل ذلك إلي حين وفاته، حتي لو

عاش مائة سنة، يسمع ويري كل يوم بمبتلي ممن يهمه أمره، ومن الواضح أن مثل ذلك يوجب القلق، والحزن والهم والخوف.

كما أن عدم ثبات السوق، وارتفاع قيمة البضاعات ونحوها، وهبوطها بشكل غير طبيعي، مما يوجب القلق، وكثيراً ما ينتهي في بعض الأفراد ضعيفي الإرادة إلي السكتة التي تميت أو توجب الشلل، أو نحو ذلك.

قال أمير المؤمنين عليه السلام: «الهمّ نصف الهرم» ().

وفي الحديث عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «إن الله بعدله وقسطه جعل الرَوح والراحة في اليقين والرضا، وجعل الهمّ والحزن في الشك والسخط» ().

وعن العالم عليه السلام أنه قال: «أيام الصحة محسوبة، وأيام العلة محسوبة، ولا يزيد هذه ولا ينقص هذه؛ فإن الله عزوجل يحجب بين الداء والدواء، حتي تنقضي المدة ثم يخلي بينه وبينه، فيكون برؤه بذلك الدواء، أو يشاء فيخلي قبل انقضاء المدة بمعروف أو صدقة أوبر، فإنه يمحو الله ما يشاء ويثبت وهو يبدئ ويعيد» ().

وعن العالم عليه السلام أنه قال: «إذا بدت بك علة، تخوفت علي نفسك منها فاقرأ الأنعام؛ فإنه لا ينالك من تلك العلة ما تكره» ().

وقال عليه السلام: «ماء زمزم شفاء من كل داء وسقم، وأمان من كل خوف وحزن» ().

وقال محمد بن حمران سألت العالم عليه السلام عن الوسوسة وإن كثرت. قال عليه السلام: «لا شي ء فيها، تقول: لا إله إلا الله وفي خبر آخر لا حول ولا قوة إلا بالله» ().

وروي أن رجلاً قال للعالم عليه السلام: يقع في نفسي أمر عظيم. فقال عليه السلام: «قل: لا إله إلا الله وفي خبر آخر لا حول ولا قوة إلا بالله» ().

وعن رسول الله صلي الله عليه و اله قال: «إن الله تبارك وتعالي، عفا

عن أمتي وساوس الصدور» ().

وعنه صلي الله عليه و اله قال: «إن الله تجاوز لأمتي عما تحدث به أنفسها، إلا ما كان يعقد عليه» ().

أدعية لرفع الهم والغم

عن أبي عبد الله عليه السلام في الهم، قال: «تغتسل وتصلي ركعتين وتقول: يَا فَارِجَ الْهَمِّ وَيَا كَاشِفَ الْغَمِّ يَا رَحْمَانَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَ رَحِيمَهُمَا فَرِّجْ هَمِّي وَاكْشِفْ غَمِّي يَا اللَّهُ الْوَاحِدُ الأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ اعْصِمْنِي وَطَهِّرْنِي وَاذْهَبْ بِبَلِيَّتِي، واقرأ آية الكرسي والمعوذتين» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «إذا خفت أمراً فقل: اللَّهُمَّ إِنَّكَ لا يَكْفِي مِنْكَ أَحَدٌ وَأَنْتَ تَكْفِي مِنْ كُلِّ أَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ فَاكْفِنِي كَذَا وَ كَذَا» ().

وفي حديث آخر قال: تقول: «يَا كَافِياً مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلا يَكْفِي مِنْكَ شَيْءٌ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ اكْفِنِي مَا أَهَمَّنِي مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَصَلَّي اللَّهُ عَلَي مُحَمَّدٍ وَآلِهِ» ().

وقال أبو عبد الله عليه السلام: من دخل علي سلطان يهابه فليقل: «بِاللَّهِ أَسْتَفْتِحُ وَبِاللَّهِ أَسْتَنْجِحُ وَبِمُحَمَّدٍ صلي الله عليه و اله أَتَوَجَّهُ، اللَّهُمَّ ذَلِّلْ لِي صُعُوبَتَهُ وَسَهِّلْ لِي حُزُونَتَهُ فَإِنَّكَ تَمْحُو مَا تَشَاءُ وَتُثْبِتُ وَعِنْدَكَ أُمُّ الْكِتَابِ» وتقول أيضا: «حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ وَأَمْتَنِعُ بِحَوْلِ اللَّهِ وَقُوَّتِهِ مِنْ حَوْلِهِمْ وَقُوَّتِهِمْ وَأَمْتَنِعُ بِرَبِّ الْفَلَقِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ» ().

وعن عبد الله بن عبد الرحمن، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال لي: ألا أعلمك دعاء تدعو به إنا أهل البيت إذا كربنا أمر وتخوفنا من السلطان أمراً لا قبل لنا به ندعو به، قلت: بلي بأبي أنت وأمي يا بن رسول الله، قال: قل: «يَا كَائِناً قَبْلَ

كُلِّ شَيْءٍ وَ يَا مُكَوِّنَ كُلِّ شَيْءٍ وَ يَا بَاقِي بَعْدَ كُلِّ شَيْءٍ صَلِّ عَلَي مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَافْعَلْ بِي كَذَا وَ كَذَا» ().

وعن ابن أبي حمزة قال: سمعت علي بن الحسين عليه السلام يقول لابنه: يا بني من أصابه منكم مصيبة أو نزلت به نازلة فليتوضأ وليسبغ الوضوء ثم يصلي ركعتين أو أربع ركعات ثم يقول في آخرهن: «يَا مَوْضِعَ كُلِّ شَكْوَي وَيَا سَامِعَ كُلِّ نَجْوَي وَشَاهِدَ كُلِّ مَلأ وَعَالِمَ كُلِّ خَفِيَّةٍ وَيَا دَافِعَ مَا يَشَاءُ مِنْ بَلِيَّةٍ وَيَا خَلِيلَ إِبْرَاهِيمَ وَيَا نَجِيَّ مُوسَي وَيَا مُصْطَفِيَ مُحَمَّدٍ صلي الله عليه و اله أَدْعُوكَ دُعَاءَ مَنِ اشْتَدَّتْ فَاقَتُهُ وَقَلَّتْ حِيلَتُهُ وَضَعُفَتْ قُوَّتُهُ دُعَاءَ الْغَرِيقِ الْغَرِيبِ الْمُضْطَرِّ الَّذِي لا يَجِدُ لِكَشْفِ مَا هُوَ فِيهِ إلا أَنْتَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ فَإِنَّهُ لا يَدْعُو بِهِ أَحَدٌ إِلا كَشَفَ اللَّهُ عَنْهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ» ().

وعن سعيد بن يسار قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام يدخلني الغم، فقال: «أكثر من أن تقول: اللَّهُ اللَّهُ رَبِّي لا أُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً، فإذا خفت وسوسة أو حديث نفس فقل: اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ وَ ابْنُ عَبْدِكَ وَ ابْنُ أَمَتِكَ نَاصِيَتِي بِيَدِكَ عَدْلٌ فِيَّ حُكْمُكَ مَاضٍ فِيَّ قَضَاؤُكَ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَي مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَجْعَلَ الْقُرآنَ نُورَ بَصَرِي وَ رَبِيعَ قَلْبِي وَجِلاءَ حُزْنِي وَذَهَابَ هَمِّي اللَّهُ اللَّهُ رَبِّي لا أُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً» ().

وعن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال: «كان دعاء النبي صلي الله عليه و اله ليلة الأحزاب: يَا صَرِيخَ الْمَكْرُوبِينَ وَيَا مُجِيبَ دَعْوَةِ الْمُضْطَرِّينَ وَيَا

كَاشِفَ غَمِّيَ اكْشِفْ عَنِّي غَمِّي وَ هَمِّي وَكَرْبِي فَإِنَّكَ تَعْلَمُ حَالِي وَحَالَ أَصْحَابِي وَاكْفِنِي هَوْلَ عَدُوِّي» ().

إحصاءات في القلق

وإليكم بعض الإحصاءات في باب القلق وأسبابه:

• تعيش ملايين الأسر المصرية في حال قلق، بسبب تجاوز بناتهم سن الثلاثين. وتشير الإحصاءات إلي أن هناك أكثر من ثلاثة ملايين و800 ألف فتاة في مصر تجاوزن سن الثلاثين، وأرجعت تجاوز الفتيات لسن الزواج المتعارف عليه ما بين 20 إلي 30 عاماً إلي مغالاة الأسر في المهور، ومصاريف الزواج.

• كل شخص بين أربعة أشخاص يعاني من القلق النفسي خلال فترة حياته.

• أكدت مصادر قريبة من أوساط الطلبة الجامعيين في إيران، تزايد حالات الاكتئاب والأزمات النفسية المختلفة لدي هذه الشريحة الاجتماعية المهمة، وعزت السبب في ذلك إلي تفشي القلق في أوساط الطلبة من المستقبل المجهول، وضياع الهدفية، وعدم الاطمئنان النفسي في ظل التشوهات الخطيرة التي تعتري المجتمع الإيراني بوجه عام، واتساع نطاق حالات الهروب من الواقع الاجتماعي المرير، التي تنعكس في السقوط في وهدة الإدمان علي المخدرات والمواد المسكرة المختلفة، أو اللاأبالية في أحسن الحالات.

2: الحرص

2: الحرص

من أسباب زيادة الأمراض: الحرص وعدم القناعة.

فإن الحريص يعيش في قلق دائم، ولا فرق في أن يكون الحرص لأجل المال، أو المقام، أو الشهوات الجنسية، أو ما أشبه ذلك، وقد ورد في المأثور ذم الحرص كثيراً في أمثال هذه الأمور، في قبال الحرص علي الهداية ونحوها حيث أنه ممدوح؛ قال سبحانه: ?حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم?().

إن عدم القناعة بما قسّم الله سبحانه يوجب السعي الحثيث في طلب الدنيا، ومن المعلوم أن إشغال الفكر بأكثر من المتوسط، والإرهاق البدني بأكثر من طاقته، يوجب القلق المنتهي إلي المرض.

وقد أمر الله تعالي الإنسان بأخذ نصيبه من الدنيا؛ قال سبحانه: ?وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا?()، أما أن يصرف الإنسان أكثر همه للدنيا،

فذلك الإفراط المنهي عنه، والمنتهي إلي الخيبة والقلق والمرض.

معني القناعة

ومعني قناعة الإنسان بما قسّم الله سبحانه له، ليس الترك والإهمال والتكاسل وتعطيل الأعمال، بل عدم الزيادة عن إطار المقدور، بما في ذلك انتهاز الفرص للتقدم، كما قال الشاعر():

بقدر الكد تكتسب المعالي

ومن طلب العلا سهر الليالي

ومن رام العلا من غير كد

أضاع العمر في طلب المحال

تروم العز ثم تنام ليلاً

يغوص البحر من طلب اللآلي

وقد قال أمير المؤمنين علي عليه السلام: «انتهزوا فرص الخير، فإنها تمر مر السحاب» ().

إن كثيراً من الذين يخوضون الانتخابات، إذا فشلوا رجعوا بأعصاب متوترة، وكثيراً ما يصابون بأمراض نفسية وجسدية، ولذا ينصح الأطباء باستعمال الأدوية المهدئة، وأقراص النوم وما أشبه ذلك.

ومن المعلوم أن القلق كما يؤثر في نفس القلِق وبدنه، يؤثر كذلك في ذويه الذين هم حواليه، وكثيراً ما في أولاده، لأن النطفة في الرجل أو المرأة تتأثر بحالات الأبوين النفسية والجسدية كما قرره الأطباء().

روايات في ذم الحرص

عن أبي جعفر عليه السلام: حدثني أبي، عن أبيه، عن جده قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «أغني الناس، من لم يكن للحرص أسيراً» ().

وعن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «ما فتح الله علي عبد باباً من أمر الدنيا، إلا فتح الله عليه من الحرص مثله» ().

وعن حفص بن غياث، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «قال عيسي ابن مريم عليه السلام: تعملون للدنيا وأنتم ترزقون فيها بغير عمل، ولا تعملون للآخرة وأنتم لا ترزقون فيها إلا بالعمل؛ ويلكم علماء سوء! الأجر تأخذون، والعمل تضيعون، يوشك رب العمل أن يقبل عمله، ويوشك أن يخرجوا من ضيق الدنيا إلي ظلمة القبر؛ كيف يكون من أهل العلم، من هو في مسيره إلي آخرته، وهو مقبل علي دنياه، وما يضره أحب

إليه مما ينفعه» ().

وعن زرارة ومحمد بن مسلم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «أبعد ما يكون العبد من الله عزوجل، إذا لم يهمه إلا بطنه وفرجه» ().

وعن عبد الله بن أبي يعفور، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «من أصبح وأمسي والدنيا أكبر همه، جعل الله تعالي الفقر بين عينيه، وشتت أمره، ولم ينل من الدنيا إلا ما قسم له؛ ومن أصبح وأمسي والآخرة أكبر همه، جعل الله الغني في قلبه، وجمع له أمره» ().

وعن أبي أسامة زيد، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «من لم يتعز بعزاء الله، تقطعت نفسه حسرات علي الدنيا؛ ومن أتبع بصره ما في أيدي الناس، كثر همه، ولم يشف غيظه؛ ومن لم ير لله عزوجل عليه نعمةً، إلا في مطعم، أو مشرب، أو ملبس، فقد قصر عمله، ودنا عذابه» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «حرم الحريص خصلتين، ولزمته خصلتان: حرم القناعة فافتقد الراحة، وحرم الرضا فافتقد اليقين» ().

وعن العلاء بن سيابة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «لما أهبط نوح عليه السلام من السفينة، أتاه إبليس، فقال له: ما في الأرض رجل أعظم منةً عليَّ منك، دعوت الله علي هؤلاء الفساق فأرحتني منهم، ألا أعلمك خصلتين: إياك والحسد، فهو الذي عمل بي ما عمل، وإياك والحرص، فهو الذي عمل بآدم ما عمل» ().

وعن أبي قتادة، عن أنس، عن النبي صلي الله عليه و اله قال: «يهرم ابن آدم، ويشب منه اثنان: الحرص علي المال، والحرص علي العمر» ().

وعن الأصبغ بن نباتة، عن الحارث الأعور قال: كان فيما سأل أمير المؤمنين عليه السلام ابنه الحسن

عليه السلام أنه قال: «ما الفقر؟». قال عليه السلام: «الحرص والشره» ().

3: تفشي المحرمات

3: تفشي المحرمات

من أسباب الأمراض وزيادتها: تفشي المحرمات.

وقد تفشت بكثرة حتي بين بعض المتدينين، فإن الله لم يحرّم شيئاً إلا لأضراره، كما دلت علي ذلك الآيات والروايات.

قال سبحانه: ?وإثمهما أكبر من نفعهما?().

وقال تعالي: ?وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذيً فَاعْتَزِلُوا النِّساءَ فِي الْمَحِيضِ وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّي يَطْهُرْنَ فَإذا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ?().

وعن محمد بن سنان قال: سمعت أبا الحسن علي بن موسي بن جعفر عليه السلام يقول: «حرم الله عزوجل الخمر، لما فيها من الفساد، ومن تغيرها عقول شاربيها، وحملها إياهم علي إنكار الله عزوجل، والفرية عليه وعلي رسله، وسائر ما يكون منهم من الفساد، والقتل والقذف والزناء، وقلة الاحتجاز عن شي ء من المحارم؛ فبذلك قضينا علي كل مسكر من الأشربة أنه حرام محرم، لأنه يأتي من عاقبته ما يأتي من عاقبة الخمر، فليجتنب من يؤمن بالله واليوم الآخر، ويتولانا وينتحل مودتنا، كل شارب مسكر، فإنه لا عصمة بيننا وبين شاربه» ().

وعن المفضل بن عمر قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: لم حرم الله الخمر؟. قال عليه السلام: «حرم الله الخمر، لفعلها وفسادها، لأن مدمن الخمر، تورثه الارتعاش، وتذهب بنوره، وتهدم مروته، وتحمله علي أن يجسر علي ارتكاب المحارم، وسفك الدماء، وركوب الزناء، ولا يؤمن إذا سكر أن يثب علي حرمه ولا يعقل ذلك، ولا يزيد شاربها إلا كل شر» ().

وعن أبي يوسف، عن أبي بكر الحضرمي، عن أحدهما عليهما السلام قال: «الغنا عش النفاق، والشرب مفتاح كل شر، ومدمن الخمر كعابد الوثن، مكذّب بكتاب الله، لو صدَّق كتاب الله لحرّم حرام الله» ().

وعن محمد بن

سنان: أن أبا الحسن علي بن موسي الرضا عليه السلام كتب إليه فيما كتب من جواب مسائله: «حرم الزناء، لما فيه من الفساد، من قتل الأنفس، وذهاب الأنساب، وترك التربية للأطفال، وفساد المواريث، وما أشبه ذلك من وجوه الفساد» ().

وعن ابن إسحاق الخراساني، عن أبيه: أن علياً عليه السلام قال: «إياكم والزناء، فإن فيه ست خصال، ثلاث في الدنيا، وثلاث في الآخرة، فأما اللواتي في الدنيا: فيذهب بالبهاء، ويقطع الرزق الحلال، ويعجل الفناء إلي النار؛ وأما اللواتي في الآخرة: فسوء الحساب، وسخط الرحمن، والخلود في النار» ().

وفي الحديث أن الإمام الرضا عليه السلام كتب إلي محمد بن سنان: «حرم سباع الطير والوحش كلها، لأكلها من الجيف ولحوم الناس والعذرة وما أشبه ذلك، فجعل الله عزوجل دلائل ما أحل من الوحش والطير وما حرم، كما قال أبي عليه السلام: كل ذي ناب من السباع، وذي مخلب من الطير حرام؛ وكل ما كان له قانصة من الطير فحلال، وعلة أخري تفرق بين ما أحل من الطير وما حرم قوله: كل ما دف، ولا تأكل ما صف، وحرم الأرنب لأنها بمنزلة السنور، ولها مخالب كمخالب السنور، وسباع الوحش فجرت مجراها، في قذرها في نفسها، وما يكون منها من الدم، كما يكون من النساء لأنها مسخ» ().

وفي الحديث عن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت له: لم حرم الله عزوجل الخمر، والميتة، والدم، ولحم الخنزير؟. فقال عليه السلام: «إن الله تبارك وتعالي، لم يحرم ذلك علي عباده وأحل لهم ما سوي ذلك من رغبة فيما أحل لهم، ولا زهد فيما حرمه عليهم، ولكنه عزوجل خلق الخلق، فعلم ما تقوم به أبدانهم، وما يصلحهم فأحله لهم وأباحه، وعلم ما يضرهم،

فنهاهم عنه وحرمه عليهم، ثم أحله للمضطر، في الوقت الذي لا يقوم بدنه إلا به، فأمره أن ينال منه بقدر البلغة لا غير ذلك ثم قال أما الميتة: فإنه لم ينل أحد منها إلا ضعف بدنه، أو وهنت قوته، وانقطع نسله، ولا يموت آكل الميتة إلا فجأة؛ وأما الدم: فإنه يورث آكله الماء الأصفر، ويورث الكلب، وقساوة القلب، وقلة الرأفة والرحمة، حتي لا يؤمن علي حميمه، ولا يؤمن علي من صحبه؛ وأما لحم الخنزير: فإن الله تبارك وتعالي مسخ قوماً في صور شتي، مثل الخنزير، والقرد، والدب، ثم نهي عن أكل المثلة، لئلا ينتفع بها، ولا يستخف بعقوبته؛ وأما الخمر: فإنه حرمها لفعلها وفسادها ثم قال إن مدمن الخمر كعباد وثن، وتورثه الارتعاش، وتهدم مرؤته، وتحمله علي أن يجسر علي المحارم، من سفك الدماء، وركوب الزناء، حتي لا يؤمن إذا سكر، أن يثب علي حرمه، وهو لايعقل ذلك، والخمر لن تزيد شاربها إلا كل شر» ().

وعن طلحة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «من انهمك في أكل الطين، فقد شرك في دم نفسه» ().

وعن إسماعيل بن محمد بن أبي زياد، عن جده زياد، عن أبي جعفر عليه السلام: «إن من عمل الوسوسة، وأكثر مصائد الشيطان، أكل الطين. إن أكل الطين: يورث السقم في الجسد، ويهيج الداء، ومن أكل الطين، فضعفت قوته التي كانت قبل أن يأكله، وضعف عن عمله الذي كان يعمله، حوسب علي ما بين ضعفه وقوته، وعذب عليه» ().

وعن محمد بن سنان: أن أبا الحسن علي بن موسي الرضا عليه السلام، كتب إليه فيما كتب من جواب مسائله، علة تحريم الذكران للذكران، والإناث للإناث: لما ركب في الإناث وما طبع عليه الذكران،

ولما في إتيان الذكران الذكران، والإناث الإناث، من انقطاع النسل، وفساد التدبير وخراب الدنيا» ().

وعن أبان بن عثمان قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: كيف صار الطحال حراماً وهو من الذبيحة؟. فقال عليه السلام: «إن إبراهيم عليه السلام هبط عليه الكبش من ثبير، وهو جبل بمكة ليذبحه، أتاه إبليس فقال له: أعطني نصيبي من هذا الكبش. قال: وأي نصيب لك، وهو قربان لربي، وفداء لابني، فأوحي الله تعالي إليه، أن له فيه نصيباً وهو الطحال لأنه مجمع الدم؛ وحرم الخصيتان: لأنهما موضع للنكاح، ومجري للنطفة، فأعطاه إبراهيم الطحال والأنثيين، وهما الخصيتان». قال: فقلت: فكيف حرم النخاع؟. قال عليه السلام: «لأنه موضع الماء الدافق من كل ذكر وأنثي، وهو المخ الطويل، الذي يكون في فقار الظهر». قال أبان: ثم قال أبو عبد الله عليه السلام: «يكره من الذبيحة عشرة أشياء منها: الطحال، والأنثيين، والنخاع، والدم، والجلد، والعظم، والقرن، والظلف، والغدد، والمذاكير؛ وأطلق في الميتة عشرة أشياء: الصوف، والشعر، والريش، والبيضة، والناب، والقرن، والظلف، والإنفحة، والإهاب، واللبن، وذلك إذا كان قائماً في الضرع» ().

وعن موسي بن جعفر عليه السلام، عن أبيه عليه السلام، عن محمد بن علي عليه السلام قال: «كان رسول الله صلي الله عليه و اله، لا يأكل الكليتين، من غير أن يحرمهما، لقربهما من البول» ().

إلي غير ذلك.

ومن هنا تري الأضرار البالغة في أمثال الميتة، ولحم الخنزير، والحيوانات المحرمة، والخمر، وما أشبه.

وهذا لا يختص بمحرمات الأكل والشرب، بل إن جملة من المحرمات الأخر أيضاً تدخل في هذا المساق، فتؤثر سلباً علي صحة الإنسان، وتوجب له الأمراض والأعراض.

مثلاً الغناء يوجب ضعف الأعصاب، مما يؤثر في كثير من الأجهزة إفساداً وانحرافاً.

والاستمناء كذلك.

إلي غيرهما.

كما ثبت ذلك

في الطب قديمه وحديثه، ودلت عليه التجارب.

ففي بعض الدراسات إن إقبال النساء علي المشروبات الكحولية يكون من أسباب ارتفاع نسبة الإصابة بسرطان الثدي، والذي أدي إلي وفاة 000ر30 امرأة في العشرين عاماً الماضية.

وقال خبير بولندي: إن هناك 300 ألف طفل بولندي يعيشون في الطرقات، وعلي أرصفة الشوارع. وتستأثر العاصمة وارسو ب 15عشر ألف طفل، وقال أيضاً: إن معظم أولياء هؤلاء المشردين من المدمنين علي الخمر.

وفي دراسة أجريت في أمريكا: إن إدمان الكحوليات يقتل 4100 طالب جامعي في الولايات المتحدة سنوياً، ويلعب دوراً مهماً في وقوع 70 ألف حالة للاعتداء الجنسي والاغتصاب داخل الحرم الجامعي. وفي دراسة نشرها المعهد القومي لإدمان المشروبات الكحولية: إن ربع طلبة الجامعات في أمريكا قادوا سياراتهم وهم مخمورون، وأن 500 ألف منهم أصيبوا بجروح بسبب سكرهم. وقال الباحث بكلية الصحة العامة بجامعة بوسطن في بيان: إن الضرر الذي يلحقه الطلبة الجامعيون بأنفسهم وبغيرهم جراء الإفراط في تعاطي الكحوليات يفوق ما قد يتوقعه الكثيرون. وتشير بياناتنا بوضوح إلي الحاجة إلي إجراءات أفضل لمكافحة تعاطي الكحوليات شديدة الخطورة علي هذا الشريحة من الناس. وخلصت دراسات أخري إلي أن 40% من الطلاب يصابون بما يعرب بنوبة سكر، والتي تنتج عن تعاطي خمس كؤوس أو أكثر من الخمر للذكور، أو أربع كؤوس أو أكثر للإناث.

وقالت الحكومة الماليزية: إنها قضت علي خمسين ألف رأس من الخنازير، في محاولة السيطرة علي انتشار مرض التهاب الدماغ القاتل، الذي ينتقل من الخنازير للإنسان، والذي أودي بحياة 58 ماليزياً.

الآثار الوضعية

هذا بالنسبة إلي من يستعمل المحرمات بلا مبالاة بالأحكام الشرعية.

أما من يستعملها جهلاً أو اضطراراً شرعياً أو إكراهاً أو إلجاءً أو ما أشبه()، ومن باب:

«كل شيء لك حلال حتي تعرف الحرام

بعينه» ().

أو «كل شيء لك طاهر حتي تعرف القذر بعينه» ().

أو «رفع ما لا يعلمون» ().

أو «وما من شيء حرّمه الله إلا وقد أحله لمن اضطر إليه» ().

أو رعاية لمصلحة التخفيف والتيسير في مواردهما؛ قال تعالي: ?يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر?()، و?يريد الله أن يخفف عنكم?().

إلي غيرها، فإنها توجب رفع الحكم التكليفي في موارده دون الوضعي في الجملة.

إن هذه الاستثناءات إنما ترفع العقاب، لا الآثار الضارة، فإنه إذا شرب إنسان الخمر، وكان يظن أنه ماء، كان الشرب حلالاً، وكذلك لو شربه اضطراراً أو إكراهاً أو ما أشبه، ولكن لم يرتفع بذلك أثره الوضعي، الموجب لإفساده الأجهزة والسكر، وإنما أحله الله سبحانه لقاعدة (الأهم والمهم) العقلائية قبل أن تكون شرعية.

وحيث إن السلع الأجنبية وردت كالسيل إلي بلاد الإسلام غذاءً ودواءً، بل وداءً أيضاً وحصل في كثير من الأحيان الاستثناءات المذكورة (الأصول المحللة والاضطرار ونحوه)، جاء في أثر ذلك سيل من الأمراض والأعراض والأوجاع والأسقام في كل بلاد الإسلام، والتي لم يسبق لها مثيل.

فقد حذر بعض الأطباء من تناول الأغذية التي تقدم للأطفال والمحتوية علي مكسبات اللون والطعم، ومن أطعمة الوجبات السريعة. وقالوا: إن مثل هذه الأغذية تسبب أمراضاً خطيرة في المجتمع من أهمها: الفشل الكلوي، والتهابات الكبد الكيمائية، فإن هناك ارتفاعاً ملحوظا في نسب الإصابة بحالات الورم الكبدي، وذلك بسبب الملوثات الكيمائية. وقالوا: إن الأعلاف التي تستخدم في تغذية الدواجن والماشية، بأنها وراء الإصابة بالتهابات الكبد الوبائية، باعتبار أن الكيماويات المستخدمة فيها خاصة ذات النواتج الحيوانية، تمثل خطورة شديدة بما يهدم النظام المناعي للجسم. وذكروا أن الالتهابات البيولوجية التي قد تنتج عن استخدام الأغذية المهندسة وراثياً، هي منتجات يحظر استخدامها حتي الآن في

الدول التي تنتجها، وذلك حتي يظهر تأثيرها من خلال المشروعات المشتركة لهذه الدول مع الدول النامية.

كما حذروا من أن الجنود الذين تعرضوا لمعدلات عالية من اليورانيوم المستنفد قد يعانون متاعب بالكلي، وأن تلوث التربة ومصادر المياه باليورانيوم المستنفد قد يعرض المدنيين للخطر.

وفي بعض التقارير: أن عدداً ضئيلاً من الجنود استنشقوا كميات من اليورانيوم المستنفد وهذا يمكن أن يضر بصحتهم بصورة خطيرة، وأن الإجراءات الوقائية قد تحد من الأخطار علي المدنيين. وينصح التقرير بإزالة الطبقات العليا من التربة في المناطق شديدة التلوث، وبفحص المياه تحسباً لتلوثها. علماً بأن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وغيرها من الدول تفضل قذائف اليورانيوم المستنفد كأفضل ذخيرة رخيصة متاحة لسحق دفاعات العدو.

إلي غيرها.

4: ضعف الإيمان

4: ضعف الإيمان

من أسباب الأمراض وزيادتها: ضعف الإيمان والابتعاد عنه.

إنه من الواضح أن للإيمان بالغيب الأثر الكبير في توجيه هذا العالم، ولا شك في ذلك، وهذا ما يذعن به حتي الملحدين في قرارة أنفسهم.

فالمسلمون السابقون كانوا يتحلون بمعنويات أكثر وإيمان أقوي، فكانت الأمراض والأعراض أقل عندهم مما نراه اليوم، فمع عروض المشاكل وتعرضهم لغزو البلاد ونزول البلاء، كانوا يتوجهون إلي الله وفي كل أمورهم، بدءً ووسطاً وختاماً، ولذا كانوا في مأمن من كثير من الأمراض والأعراض، أما اليوم حيث غزت المادة بلاد الإسلام بمختلف سبلها، فكراً وصنعةً وإعلاماً، فقد ضعفت المعنويات والإيمان ضعفاً كبيراً وابتلي المسلمون بكثير من الأمراض والأعراض.

قال تعالي: ?فأصابهم سيئات ما كسبوا?().

وقال سبحانه: ?ظَهَرَ الْفَسادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِما كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ?().

وقال تعالي: ?فَأَصابَهُمْ سَيِّئاتُ ما عَمِلُوا وَحاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ?().

وقال جل جلاله: ?أَوَ لَمَّا أَصابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْها قُلْتُمْ أَنَّي هذا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ

عَلي كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ?().

وقال عز اسمه: ?وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَ يَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ?().

روايات في الإيمان

عن أبي حمزة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: سألته عن قول الله عزوجل: ?أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ?()، قال عليه السلام: «هو الإيمان». قال: وسألته عن قول الله عزوجل: ?وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ?()، قال عليه السلام: «هو الإيمان» ().

وعن أبان، عن فضيل قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ?أولئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمانَ?()، هل لهم فيما كتب في قلوبهم صنع؟. قال عليه السلام: «لا» ().

وعن عبد الواحد بن المختار الأنصاري قال: قال أبو جعفر عليه السلام: «يا عبد الواحد، ما يضر رجلاً إذا كان علي الحق ما قال له الناس ولو قالوا مجنون، وما يضره ولو كان علي رأس جبل يعبد الله حتي يجيئه الموت» ().

وعن معلي بن خنيس، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «قال الله تبارك وتعالي: لو لم يكن في الأرض إلا مؤمن واحد، لاستغنيت به عن جميع خلقي، ولجعلت له من إيمانه أنساً لا يحتاج إلي أحد» ().

وعن فضيل بن يسار، عن أبي جعفر عليه السلام قال: «ما يبالي من عرّفه الله هذا الأمر أن يكون علي قلة جبل، يأكل من نبات الأرض حتي يأتيه الموت» ().

وعن كليب بن معاوية، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: «ما ينبغي للمؤمن أن يستوحش إلي أخيه فمن دونه، المؤمن عزيز في دينه» ().

وقال الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: «ما رأيت شيئاً إلا ورأيت الله قبله ومعه وبعده» ().

فإن كل ذرة من ذرات الكون خاضعة لله سبحانه في منتهي الخضوع ?فقال لها وللأرض ائتيا طوعاً

أو كرهاً قالتا أتينا طائعين?()، وما أكثر الآيات والروايات والتجارب الدالة علي ذلك.

يذكر إن عالماً من علماء الغرب أتعب نفسه حتي تمكن من صنع حبة عدس تشبه العدس الحقيقي لوناً وطعماً وحجماً، لكن لمّا زرعها لم تنبت.

إيمان آينشتاين

وآينشتاين() المشهور كان ملحداً ثم صار إلهياً، ولما سئل عن سبب ذلك؟

قال: ظفري.

قالوا: وكيف؟

قال: سقط ظفري فألفتني نباته من جديد إلي حقيقة وجود الله، فما هي الماكنة الفاصلة بين اللحم وعظم الظفر التي تحول اللحم عظماً وتوجب نباته.

إلي ألوف القصص.

نماذج أخري

جون كليفلاند كوثران: من علماء الكيمياء والرياضة، دكتوراه من جامعة كورنك، رئيس قسم العلوم الطبيعية بجامعة دولت، يقول: إن النتيجة الحتمية التي يفرضها علينا العقل ليست مقصورة علي أن لهذا الكون خالقاً فحسب، بل لابد أن يكون هذا الخالق حكيماً عليماً قادراً علي كل شيء حتي يستطيع أن يخلق هذا الكون وينظمه ويدبره، ولابد أن يكون هذا الخالق دائم الوجود تتلجي آياته في كل مكان، وعلي كل ذلك فإنه لا مفر من التسليم بوجود الله خالق هذا الكون وموجهه، ثم أمضي يقول: قال لورد كيلفن وهو من علماء الطبيعة البارزين في العالم: (إذا فكرت تفكيراً عميقاً فإن العلوم سوف تضطرك إلي الاعتقاد بوجود الله)، ولابد أن أعلن عن موافقتي كل الموافقة علي هذه العبارة.

فرنك اللن: عالم الطبيعة البيولوجي، ماجستير ودكتوراه من جامعة كورنك، أستاذ الطبيعة الحيوية بجامعة مانيتو بكندا، يقول: إنه لابد أن لأصل هذا الكون من خالق أزلي ليس له بداية، عليم محيط بكل شيء، قوي ليس لقدرته حدود، ولابد أن يكون هذا الكون من صنع يديه.

أدور لوثركيل: أخصائي في علم الحيوان والحشرات، حاصل علي دكتوراه من جامعة كاليفورنيا، أستاذ علم الأحياء ورئيس القسم بجامعة سان فرانسيسكو

قال: أضاف البحث العلمي خلال السنوات الأخيرة أدلة جديدة علي وجود الله زيادة علي الأدلة الفلسفية التقليدية ثم قال: لقد عمت بلادنا في السنوات الأخيرة موجة من العودة إلي الدين ولم تتخط هذه الموجة معاهد العلم لدينا، ولا شك أن الكشوف العلمية الحديثة التي تشير إلي ضرورة وجود إله هذا الكون قد لعبت دوراً كبيراً في هذه العودة إلي رحاب الله والاتجاه إليه.

بول كليرانس إيرسولد: أستاذ الطبيعة الحيوية، حاصل علي درجة الدكتوراه من جامعة كاليفورنيا، مدير قسم النظائر والطاقة الذرية في معامل أوج ريدج، عضو جمعية الأبحاث النووية والطبيعية النووية. قال: قال الفيلسوف الإنجليزي فرانسس بيكون منذ أكثر من ثلاثة قرون: (إن قليلاً من الفلسفة يقرب الإنسان من الإلحاد، أما التعمق في الفلسفة فيرده إلي الدين). إن الأمر الذي نستطيع أن نثق به كل الثقة هو أن الإنسان وهذا الوجود من حوله لم ينشأ هكذا نشأة ذاتية من العدم المطلق، بل إن لهما بداية، ولابد لكل بداية من مبدأ، كما أننا نعرف هذا النظام الرائع المعقد الذي يسود هذا الكون يخضع لقوانين لم يخلقها الإنسان، وأن معجزة الحياة في حد ذاتها لها بداية، كما أن وراءها توجيهاً وتدبيراً خارج دائرة الإنسان، إنها بداية مقدسة وتوجيه مقدس وتدبير إلهي محكم.

ماريت ستانلي كونجدق: عالم طبيعي وفيلسوف، دكتوراه من جامعة بورتون، أستاذ سابق بكلية ترينيتي بفلوريدا، عضو الجمعية الأمريكية الطبيعية، أخصائي في الفيزياء وعلم النفس وفلسفة العلوم والبحوث الإنجيلية. يقول: إن جميع ما في الكون يشهد علي وجود الله سبحانه ويدل علي قدرته وعظمته، وعندما نقوم نحن العلماء بتحليل ظواهر هذا الكون ودراستها حتي باستخدام الطريقة الاستدلالية فإننا لا نفصل أكثر من ملاحظة آثار أيادي الله وعظمته، ذلك

هو الله الذي لا نستطيع أن نصل إليه بالوسائل العلمية المادية وحدها، ولكننا نري آياته في أنفسنا وفي كل ذرة من ذرات هذا الوجود، وليست العلوم إلا دراسة خلق الله وآثار قدرته.

وولتر أوسكار لندبرج: عالم الفسيولوجيا والكيمياء الحيوية، حاصل علي درجة الدكتوراه من جامعة جونزهوبكنز، أستاذ فسيولوجيا الكيمياء بجامعة منيسونا، أستاذ الكيمياء الحيوية الزراعية بجامعة منيسونا. يقول: ينبغي أن يقوم إيمان الإنسان بالله علي أساس روحاني وأساس من العقيدة والتسليم، فالإيمان بالله مصدره لسعادة لا ينضب في حياة كثير من البشر، أما المشتغلون بالعلوم الذين يرجون الله فلديهم متعة كبيرة يحصلون عليها كلما وصلوا إلي كشف جديد في ميدان من الميادين، إذ أن كل كشف جديد يدعم إيمانهم بالله ويزيد من إدراكهم وإبصارهم لأيادي الله في هذا الكون.

الابتعاد عن الله

وعلي أي حال فالابتعاد عن الله سبحانه، يسبب قلة عنايته بالإنسان، وهذا من أهم أسباب الأمراض والأعراض، ولذا نجد أن الملحدين وسائر غير المسلمين أكثر أمراضاً وأعراضاً من المسلمين كما صرحوا هم بأنفسهم، ويكفي أن تنظر إلي مثل كتاب (دع القلق وأبدأ الحياة) الذي ألفه أحد علمائهم() وهو حجة عندهم، فإنه يصف الأمراض التي توجد في بلاده مما لا نجد حتي عشرها في بلاد الإسلام.

وإليك بعض الإحصاءات:

• بلغ عدد المصابين بمرض الاكتئاب في أمريكا 18 مليون شخص، وتصل تكاليف علاج هذا المرض إلي 40 مليار دولار.

• قالت مجموعة الأطباء والمرضي البريطانية: إن نسبة الانتحار بين أطفال بريطانيا ازداد بمقدار 80% ما بين عامي 1980 و1992م.

• ذكرت منظمة الصحة العالمية: أن مرض الاكتئاب هو الأول عند النساء، ويأتي ترتيبه في المنزلة الرابعة في قائمة الأمراض في العالم.

• تتجاوز الحالات الجديدة المسجلة سنوياً للأمراض المنقولة جنسياً 233 مليون إصابة

بين الرجال والنساء وتنقل ما بين 30% و70% من النساء المصابات هذه الأمراض إلي أطفالهن.

• ذكرت الأكاديمية الأمريكية للعلوم: أن هناك 22 مليون شخص في العالم يحملون فيروس الإيدز، ويعيش 14 مليوناً منهم في إفريقيا، كما يسجل المرض انتشاراً متسارعاً في جنوب وجنوب شرق آسيا.

• في سنة 1985م ظهرت بوادر مرض جنون البقر في بريطانيا، وطال حتي الوعول التي تتغذي بالعلف الحيواني في حدائق الحيوان، وفي سنة 1995م لوحظ المرض في بريطانيا علي شاب وفتاة، وبعد تشريح دماغيهما في سنة 1996م، أعلن أن هذا المرض يقتل البشر كما البقر.

إلي غيرها.

5: ترك المستحبات

من أسباب الأمراض وزيادتها: ترك الآداب الإسلامية من المستحبات والمكروهات، فعلاً وتركاً، فإن كثيراً منها ترتبط بالجوانب الصحية، وقد وضعت لأجل الصحة وقاية وعلاجاً، وكان المسلمون إلي قبل نصف قرن ملتزمين بكثير منها، فعلاً في المستحبات، وتركاً في المكروهات، وذلك إما إطاعة وامتثالاً لله سبحانه، وإما رعاية للصحة، ولكن بعد ما غلبت المناهج الغربية قانوناً، وسيطرت ماديتها في بلاد الإسلام انقلب الأمر مما سبب جملة من الأمراض والأعراض أو زيادتها.

لا يقال: إذا كان الأمر علي ما ذكرتم، فلماذا لم يوجب الإسلام المستحبات ولم يحرّم المكروهات؟.

لأنه يقال: رعاية لقانون الأهم والمهم؛ فإن أهمية اليسر تفوق أهمية الإيجاب والتحريم بهذا الشكل، لأن الإنسان أضعف من أن يضيق عليه بكثير من الأحكام الإلزامية والاقتضائيات الشرعية. فكلما كان في نظر الشارع من الأهمية بمكان، أوجبه أو حرّمه، وكلما لم يكن بتلك المنزلة، جعله مستحباً أو مكروهاً، حسب ما يعلمه سبحانه من المصالح والمفاسد الحقيقية، علي تفصيل ذكرناه في كتاب القانون().

ومن مصاديق ذلك:

1: التنظيف الأكثر من الواجب في الوضوء والغسل وتطهير النجاسات.

2: التدهين.

3: السواك. ولذا قال صلي الله عليه و

اله: «لولا أن أشق علي أمتي لأمرتهم بالسواك عند وضوء كل صلاة» ().

4: الاستنشاق.

5: الزواج المبكر.

6: التوسط في ملامسة النساء، قلة وكثرة.

7: التنزه كذلك.

8: عدم أكل الجبن إلا مع الجوز.

9: الاكتحال.

10: شرب أدوية خاصة في أوقات خاصة.

11: استحباب بعض الفواكه والخضر وما أشبه.

12: الحجامة والفصد.

13: آداب المشي والنوم.

14: آداب الأكل والشرب.

إلي غير ذلك مما هو كثير، وقد أشير إليه في أبواب مختلفة من الفقه والحديث، كالصيد والذباحة، والأطعمة والأشربة، والنكاح، وغير ذلك مما ذكرنا جملة منها في كتاب (الآداب والسنن)().

و(فقه النظافة) ().

و(من الآداب الطبية) ().

ولعل المتتبع يجد أن المستحبات والمكروهات، أضعاف أضعاف الواجبات والمحرمات.

وأغلبها متروكة منذ نصف قرن، ومن هنا كثرت الأمراض والأعراض.

6: ترك الطب القديم

6: ترك الطب القديم

من أسباب الأمراض وزيادتها: ترك المناهج الطبية القديمة التي كانت متعارفة بين المسلمين بل وغير المسلمين أيضاً حيث كان الأبناء يرثونها عن الآباء، حسب تجاربهم الشخصية والاجتماعية أو حسب أقوال الأطباء القدماء، وقد تركت اليوم إلا نادراً، علي رغم ثروتها العلمية.

واللازم الاستفادة من إيجابيات الحضارات السابقة، فإن الكثير من صغريات الحضارات أمور متعارفة، أكثر مما هي أمور تعليمية.

ومن الواضح أن من لا يسير علي العرف الصحيح والعادة السليمة يسقط، بينما غير المتعلم يتخلف.

وذلك أمثال جعل الحبة السوداء مع الخبز، والكمون مع التمر، وأشياء أخر من أطعمة وأشربة أخري مما هي كثيرة.

ومنها: الحجامة والفصد، وتفصيل فوائد هذه الأمور مذكورة في مظانها.

من فوائد الحجامة

تسعي العديد من المراكز الطبية في مختلف أنحاء العالم إلي إحياء علاج بعض الأمراض بما في ذلك المستعصي منها بتقنية الحجامة التقليدية التي عرفها البشر منذ آلاف السنين وهذا العلاج يدرس الآن في معظم الجامعات العالمية ضمن مناهج الطب البديل، ويقوم علي تخليص الجسم من الدم الفاسد عن طريق أكواب مفرغة من الهواء تثبت بصورة أساسية علي الظهر مثلاً أو في أماكن محددة في الجسم بعد تشريط سطحها بصورة خفيفة لشفط الدم الفاسد. وقد أشار بعض الأطباء الغربيين(): أن الحجامة كانت ولا زالت من ضمن المناهج العلمية التي تدرس في جامعات كندا. وقد حققت تقنية الحجامة نتائج مذهلة خلال أبحاث وتجارب امتدت لنحو عام ونصف سابقة في علاج الصداع النصفي وآلام الظهر والمفاصل والأعصاب وداء السكري وتقلص العضلات وتصلب العمود الفقري والانزلاق الغضروفي وبعض الإصابات الرياضية.

وتشير دراسة حديثة إلي أن الحجامة التي تعرف باسم (كابنج ثيرابي) استخدمت عند الفراعنة ووجدت رسوم تدل عليها في مقبرة الملك توت عنج آمون، وعرفها الأغريق القدماء واليونان وانتشر استعمالها

في عهد (أبو قراط)، كما عرفت في فرنسا، وأكدت الدراسة أن الحجامة ازدهرت في العصر الإسلامي حيث وردت في أحاديث الرسول محمد صلي الله عليه و اله وأهل بيته الطاهرين عليهم السلام حينما قال صلي الله عليه و اله: «إن كان في شيء مما تداوون به خير فالحجامة».

وكان الصينيون يستخدمون تقنية الحجامة في بعض أنواع العلاج حيث يتم تقسيم الجسم إلي خطوط ونقاط طاقة حيث توضع كؤوس الهواء علي هذه النقاط لشفط الدم الفاسد وبالتالي تنشيط المنطقة المتصلة بالعضو المصاب.

ويؤكد بعض الأطباء العرب الذين يديرون مراكز للحجامة: أن الأمراض التي يتم علاجها بالحجامة متعددة وتشمل آلام الرقبة والكتف والعقم والإجهاض والكسل والاكتئاب وضعف الذاكرة والقولون العصبي والربو وضمور أنسجة المخ … وغيرها، وقالوا: إن الدراسات المتوفرة تشير إلي أن تحليلات الدم الطبية التي أجريت علي الدم المستخرج من الحجامة تظهر أن الحديد لا يخرج من الدم المسحوب، كما أن (الكرياتنين) في دم الحجامة يكون مرتفعاً وهذا يدل علي أن الحجامة تقتنص كل الشوائب والفضلات والرواسب الدموية مما يؤدي إلي نشاط كل الأعضاء والأجهزة.

وإن التحليلات التي أجريت علي دم الحجامة تشير إلي أن نسبة كريات الدم البيضاء في دم الحجامة منخفضة.

وإن بعض الدراسات تشير إلي ضرورة إجراء الحجامة علي كل شخص يزيد عمره عن العشرين عاماً مرة كل سنة حتي لولم يكن مريضاً لإزالة الدم الفاسد المحتبس في الجسم، لأن سن ما فوق العشرين عاماً يكون كمية الدم الفاسد فيه أكثر من السنين الأولي، أما بالنسبة للمرأة فأكد ضرورة إجراء الحجامة سنوياً بعد سن اليأس حتي ولم تكن مريضة لأن الدم الفاسد قبل سن اليأس يخرج مع الدماء التي تتخلص منها المرأة عند العادة الشهرية (الطمث).

الأعشاب ودورها في الصحة

تعتبر بعض الأعشاب والبهارات والتوابل من أهم المضافات الصحية التي تحقق الكثير من الفوائد فيما يتعلق بحماية الإنسان من الأمراض، نذكر بعضها:

استعرض الباحثون أهم أنواع التوابل المشتقة من النباتات العلاجية ومنها القرفة التي تفيد في حالات فقدان الشهية والتهاب المفاصل والانتفاخ والتقلصات وغازات البطن، والمشكلات الهضمية، وتعمل كمضاد حيوي للبكتيريا والفطريات ومهدئ للأمعاء، بينما يساعد الأوريجانو في تخفيف التهاب القصبات الهوائية وإصابات فطريات الكانديدا المبيضة، والتهابات الأمعاء والسعال وغثيان الحركة وآلام الأسنان، فضلا عن كونه مضادا قويا للبكتيريا والالتهاب والأكسدة والفيروسات.

أما البصل فيحفز الشهية ويمنع الإصابة بهشاشة العظام، ويزيل الجزيئات الضارة من الجسم، ويأتي في الطعام عادة إلي جانب الثوم الذي يفيد في علاج الربو وارتفاع شحوم الدم والإصابات الفطرية والزكام والسعال والسكري وارتفاع ضغط الدم والأنفلونزا والطفيليات المعوية ويعمل كمضاد للبكتيريا والفطريات.

ويري خبراء التغذية أن النعنع من أهم النباتات التي تساعد في تخفيف الالتهابات المعوية والتعب والإرهاق والحمي والانتفاخ والأنفلونزا والاضطرابات الهضمية ومشكلات المرارة والصداع، إلي جانب دوره في تخفيف رائحة الفم الكريهة والغثيان، ويعمل كمهدئ ومضاد للبكتيريا والطفيليات ويساعد علي الهضم.

كما أثبت أخصائيو السرطان العاملون في بعض المؤسسات الصحية الغربية أن تناول حصتين علي الأقل من بعض الخضراوات كل أسبوع يدرأ مخاطر التدخين والمواد الناتجة عنه. ووجد العلماء أن مستويات السموم الناتجة عن التبغ في البول تكون أقل عند المدخنين الذين يتناولون حصتين علي الأقل من تلك الخضراوات كل أسبوع. وأعرب هؤلاء عن اعتقادهم بأن زيادة استهلاك هذه الخضراوات التي تشمل البروكلي والقرنبيط وبراعم الملفوف والخضراوات الداكنة مثل الكرنب الأخضر واللفت، تتصاحب مع ظهور معدلات أقل للسرطانات المتسببة عن التدخين.

كما أثبت بعض البحوث فعالية مسحوق مصنوع من البطاطا العادية في تشجيع تخثر الدم

وإغلاق الجروح المفتوحة ومنع النزيف والسيطرة علي مضاعفات العمليات الجراحية. وأوضح أخصائيو التخدير أن هذا المسحوق يعمل إسفنجة تمتص الدم عند وضعه علي الجرح ويحفز آليات التخثر الأولية، إلي أن تكتمل العملية الطبيعية كلها ويتوقف النزيف ثم تعمل أنزيمات الأميليز علي تذويب المسحوق والتخلص منه مشيرين إلي أنه فعال جدا ولا يترك آثارا جانبية.

وقام الباحثون في دراستهم التي عرضوها في الاجتماع السنوي لجمعية أطباء التخدير باختبار فعالية وسلامة استخدام مسحوق البطاطا الجديد في علاج القطوع وجروح الجلد السطحية عند 30 متطوعا من الأصحاء حيث تم دهن المسحوق علي أحد القطوع فورا عند نزيفها فيما عولجت القطوع الأخري بالضغط، وتسجيل الوقت الذي احتاجه توقف النزيف في كل جرح ومراقبة الجروح بعد 10 دقائق ثم بعد مرور سبعة أيام و ثلاثين يوما.

ولاحظ هؤلاء أن النزيف توقف فورا في القطوع التي عولجت بمسحوق البطاطا، بينما احتاج توقف النزيف في القطوع الأخري التي عولجت بالضغط فقط إلي ست دقائق تقريبا. وقد نال الموافقة علي استخدامه في بعض الدول الغربية لوقف نزيف الدم بعد العمليات وفي الجراحات الجلدية وينتظر المصادقة لاستخدامه أثناء العمليات الجراحية للصدر والبطن.

ويري الخبراء أن بالإمكان الاستعانة بهذا المسحوق في التطبيقات العسكرية والجروح الناتجة عن الحروب بدلا من أسلوب الضغط الذي يحتاج وقتا طويلا نسبيا كما يمكن استخدامه بفعالية وأمان وسرعة لتشجيع تخثر الدم ووقف النزيف في الجروح العميقة والبليغة فيغني عن الحاجة لعمليات نقل الدم مشيرين إلي أنه يتفوق علي مواد تخثر الدم الأخري بسبب عدم حاجته لتحضير مسبق أو تبريد.

ولفت الباحثون إلي أن نشا البطاطا يتحلل بسرعة في غضون أربع وعشرين ساعة فيقلل الإصابات الانتانية وفرصة تفاعل الجسم مع المواد الغريبة.

إلي غير ذلك مما هو

كثير.

7: التدخين

7: التدخين

من أسباب الأمراض وزيادتها: التدخين، وشرب القهوة كثيراً، فكيف بالمواد المخدرة كالترياق والهروئين ونحوهما مما كثر انتشارها بين صفوف المسلمين بأمر من الغرب والشرق.

وهكذا القات، والنسوار.

وكذلك استعمال المساحيق الضارة بالجسم، إلي غيرها.

إحصاءات في التدخين

حذرت منظمة الصحة العالمية: من تزايد أخطار التدخين في العالم، بشكل عام وفي دول عدة في آسيا ومنطقة المحيط الهادئ بشكل خاص. وقالت المنظمة: إنه علي مستوي العالم يموت نحو ثلاثة ملايين وخمسمائة ألف شخص سنوياً بسبب التدخين؛ أي مدخن واحد كل تسع ثوان. كما ذكرت أيضاً: أن نحو مائة مليون رجل دون التاسعة والعشرين حالياً يمكن أن يموتوا في الصين بسبب التدخين. وقال أحد المسؤولين في المنظمة: إن التبغ أحد أكبر العوامل المسببة للأمراض غير المعدية في منطقة غربي المحيط الهادئ. وقالت رئيسة منظمة الصحة العالمية: إن استهلاك الصين من السجائر بلغ مائة مليار سيجارة في الخمسينيات، وخمسمائة مليار في الثمانينات، و1.8 تريليون في السنوات الأخيرة. وقالت أيضاً: إن التبغ يمكن أن يقتل في المستقبل مائة مليون من مجموع ثلاثمائة مليون رجل تحت سن التاسعة والعشرين حالياً، نصفهم سيموتون في منتصف العمر والنصف الآخر في سن الشيخوخة.

المخدرات

• بلغت نسبة المدمنين علي المارجوانا في الولايات المتحدة عام1982م من البالغين فئة 18 25 سنة، 64 %.

• زادت نسبة تعاطي الكوكائين في الوقت نفسه من نصف مليون إلي 22 مليوناً لمن زادت أعمارهم عن 26 سنة.

• يصل عدد مدمني الكوكائين في الولايات المتحدة الأمريكية إلي عشرة ملايين مدمن.

• ورد في الإحصاءات الأمريكية: أن 32% من حجم القوي العاملة الأمريكية، تتعاطي المخدرات المختلفة، وهذا بخلاف من يعاقرون الخمر، وأن حجم تجارة الهيروئين والكوكائين والحشيش تزيد علي 90000 مليون دولار.

• تؤكد السجلات الرسمية السعودية: أن مستخدمي المخدرات يدفعون أكثر من 60% من دخلهم للحصول عليها، وتزداد هذه النسبة في كثير من الأحوال، حتي تصل إلي 90% عند حالة الإدمان للحصول عليها.

• كشف التقرير السنوي لوكالة البوليس القومي الياباني:

أن عدد ربات البيوت اللواتي تعاطين المخدرات، قد أصبح ثلاثة أضعاف خلال السنوات الثمانية الماضية، ويواجه البوليس الياباني معضلة كبيرة، وهي الاستعمال المتزايد للعقاقير المخدرة بين الأحداث، وربات البيوت، والرجال العاديين.

الخمور

• أبلغ مسؤول حكومي فرنسي: أن المشروبات الكحولية هي السبب من وراء 40% من حوادث المرور سنوياً في فرنسا؛ أي خمسة آلاف ضحية.

• يبلغ عدد المدمنين علي شرب الكحول في الولايات المتحدة أكثر من عشرة ملايين شخص، وهم مسؤولون عن أكثر من 20 ألف حالة وفاة، نتيجة حوادث المرور كل عام. وهم يشكلون تقريباً نصف المقبوض عليهم المشتبه في ارتكابهم جرائم العنف، وهناك كذلك 25 ألف حالة قتل وانتحار بسبب سوء استخدام الكحول.

• كشف المؤتمر السادس للاتحاد الطبي الأمريكي: أن بين كل عشرة أطباء أمريكيين يوجد طبيب يدمن الخمر، وهناك ما لا يقل عن أربعة آلاف طبيب في الولايات المتحدة، يتعاطون الكوكائين والأفيون وأنواعاً أخري من المخدرات إلي حد الإدمان.

المكياج

• يقول أحد المختصين في أبحاث الجلد: إن البعض يعتقد بأن عوامل التبييض مثل الزئبق والهيدروكينون، تساعد علي تبييض البشرة، إلا أن الحقيقة هي أن عوامل التبييض تؤثر بشكل سلبي علي البشرة بتدميرها خلايا الميلانين الطبيعية في الجلد، وهذه المواد شديدة الضرر علي الجلد؛ إذ أنها تسبب اضطرابات في الجلد، ويجب عدم تصنيفها كمواد تبييض البشرة، والتي تعمل بأسلوب مختلف عنها. علماً بأن القوانين الأوروبية تسمح باستخدام ما نسبته 2% من مادة الهيدروكينون في مواد التجميل. إلا أن الفحوصات التي أجريت علي أصناف مختلفة مما يسمي كريمات تبييض البشرة في جنوب أفريقيا، أظهرت بأن هذه المواد تحتوي علي ضعفي هذه النسبة تقريباً. كما وتحتم القوانين تسجيل أية كريمات تحتوي علي الهيدروكينون وبيعها من خلال الصيدليات، بينما تباع تلك التي تحتوي علي تركيز أعلي من هذه المادة بموجب وصفة طبية فقط.

• حذر مختصو الجلد من الكريمات المخصصة للتجاعيد؛ لأنها قد تسرع في شيخوخة وهرم الجلد، وأوضح

هؤلاء أن هذه المنتجات تحتوي علي أحماض ألفاهيدروكسي المعروفة أيضاً بأحماض الفاكهة، والتي يدعي مسوقوها أنها طريقة طبيعية لتجديد الجلد؛ لأنها تعمل علي تقشير الطبقة الخارجية من الجلد لإظهار الجلد الجديد تحتها. ولكن مختصي العلوم الجلدية يعتبرون أن هذه الكمياويات قد تسبب تلفاً طويل الأمد للجلد بدلاً من تجديده، وثبت أنها تزيد عدد الخلايا التالفة، وتشجع الإصابة بالإحمرار والبثور والحروق. ووجد الباحثون في إدارة الأغذية والعقاقير الأمريكية أن الأشخاص الذين يستخدمون تلك المنتجات يصابون بحساسية عالية من أشعة الشمس.

سؤال وجواب

لا يقال: إذا كان الأمر في التدخين وما أشبه بهذه المنزلة، فلماذا لم يتعرض لها الإسلام مع أنه دين شامل ?ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين?()؟.

لأنه يقال:

أولاً: إن كثيراً منها مواضيع مستحدثة لم تكن في أزمنتهم عليهم السلام.

وثانياً: إن الآيات والروايات شملت هذه الأمور بالعناوين العامة، مثل عنوان (لا ضرر) () وعنوان «إن لبدنك عليك حقاً» ()، وما أشبه ذلك.

ولا مانع من أن تكون له مراتب محرمة ومكروهة.

وثالثاً: من الممكن أن يكون ذكرها الإسلام، ولم تصل إلينا لحرق الكتب كثيراً، وتلفها، وضياعها، من أمثال كتاب (مدينة العلم) () ونحو ذلك، مما يجدها المتتبع في موسوعات الكتب التي ليس بأيدينا الآن.

8: بعض الصناعات الحديثة

من أسباب الأمراض أو زيادتها بعض الصناعات الحديثة، التي لم تكن طبيعية، علي الرغم من ضرورة التقدم في مجال الصناعة وما أشبه، إلا أن من مساوئها حدوث بعض الأمراض أو زيادتها، مما لم يكن في العصور السابقة.

ويمكن الاجتناب عن كثير من سلبياتها برعاية الموازين الصحية.

وقد أدت التجارب الذرية وبقايا المواد المشعة، وملايين الأطنان من المبيدات وفضلات المعامل والسيارات، التي يطرحها الإنسان في البر والبحر إلي إفساد البيئة، وهذه بعض الإحصاءات بهذا الخصوص:

• أدي انتشار المحطات النووية إلي ظهور المشاكل، ذات التأثير الضار علي كافة عناصر البيئة، نتيجة النفايات النووية. ويقاس النشاط الإشعاعي لهذه النفايات بما يعرف بالكوري، وهو النشاط الإشعاعي الذي ينتج من غرام واحد من عنصر الراديوم 226، ويتوقف الأثر الضار لما تسببه من أضرار جسيمة بعناصر البيئة.

• تنتج من محطات توليد الطاقة نفايات مثل إشعاعات بيتا وغاما، وهذه الإشعاعات ليس لها خطورة كبيرة لصغر حجمها النسبي، وأخري قوية الإشعاع تشمل الكثير من النظائر المشعة، والتي تشع جسيمات ألفا مثل: النبتونيوم والبلوتونيوم.

وهذه النظائر عالية النشاط الإشعاعي وذات فترة عمر النصف فائقة الطول، حيث يستمر نشاطها الإشعاعي لفترة طويلة جداً من الزمن.

• يتسبب الهواء الملوث في وفاة مبكرة، لما يتراوح بين 300 - 700 ألف نسمة كل عام في العالم.

• تسبب التلوث البيئي في نشوء مشكلات تتعلق بصحة الإنسان وسلامته، حيث ازدادت نسبة الأمراض التي يطلق عليها اسم أمراض التلوث البيئي، ومنها حدوث تشوهات الأجنة وزيادة نسبة الأمراض الوراثية.

• تعد مشكلة متبقيات المبيدات في الغذاء، الأكثر خطورة من بين أنواع الملوثات الأخري في الغذاء؛ نظراً للاستخدام الواسع للمبيدات في الزراعة، للقضاء علي الآفات الزراعية والحشائش، وأيضاً لما لهذه المركبات من خاصية التراكم في الإنسان والحيوان والبيئة، وينتج ذلك عادة من الاستخدام السيء لهذه المبيدات، من حيث استعمال أنواع شديدة السمية، ومحظور استخدامها أو استخدام هذه المبيدات قبل عملية التسويق مباشرة، دون اعتبار لفترة الأمان للمبيد.

• يعتبر غاز أول أكسيد الكربون السام، من أهم نواتج عوادم السيارات، المؤثرة علي البيئة وعلي الإنسان مباشرة، وأيضاً من نواتج عوادم السيارات السامة، عنصر الرصاص الذي يصل الغذاء إما بسبب الزراعة بجانب الطرقات، أو عرض المواد الغذائية بطرق غير صحية علي جوانب الطرق. وعنصر الرصاص من المعادن الثقيلة المسببة للعديد من الأمراض للإنسان منها: أمراض الجهاز العظمي، وأمراض الجهاز العصبي، ويسبب أيضاً مرض الأنيميا.

• تعتبر مركبات النترات، والنيتريت، والفوسفات، والفلورايد، والكادميوم، من نواتج استعمال الأسمدة الصناعية، وهي مواد ملوثة للتربة والمياه، ولها آثار سيئة علي صحة الإنسان.

• تعتبر المعادن الثقيلة مثل: الزئبق، والرصاص، والزرنيخ، والكادميوم، والسيلينيوم، من أخطر المواد التي تلوث التربة، والماء الناتج عن مخلفات المصانع، وهي مركبات سامة، ولها أثرها السيء علي البيئة والغذاء، ومن ثم علي صحة الإنسان. وتصل

هذه الملوثات إلي الغذاء، عن طريق الاستعمال المباشر لها، كالأسمدة والمبيدات، أو غير المباشر،كالأبخرة والغازات الناتجة عن المصانع المختلفة، ومن عوادم السيارات، والغازات الناتجة عن حرق النفايات، وهي تصل الغذاء إما عن طريق وصولها إلي المزروعات والحيوانات، أو عن طريق وصولها إلي مصادر المياه، وبالتالي استعمالها في الري أو الشرب.

فصل من أسباب زيادة الأعراض

1: اللامبالاة

1: اللامبالاة

إن من أسباب الأعراض وزيادتها، علي الاصطلاح الذي مر في الفصل المتقدم: عدم المبالاة بالنفس أو بالغير، عند استخدام الوسائل الحديثة، كالسيارة والأجهزة الكهربائية وما أشبه.

فإن كثيراً من الحوادث وهي ألوف تحدث كل يوم خصوصاً في المدن الكبري، بسبب ذلك.

ومن أسبابها:

أ: عدم صلاحية الطرق وسلامتها، حيث إن كثيراً من الحكومات الفقيرة أو المستبدة لا تعير لأرواح الناس أهمية، فيوجب الكثير من الاصطدام المؤدي بالنفس أو العضو أو القوة، فالحكومات أصبحت لا تهتم بشعوبها متعمدة أو غيرها، وذلك إما من باب السالبة بانتفاء الموضوع إن صح التعبير لعدم قدرتها من جهة الفقر واتخاذ سياسة اقتصادية خاطئة، وإما من باب الاستبداد وظلم العباد، بينما الوسائل السابقة كالخيل والبغال والحمير لم تكن كذلك إطلاقاً.

ب: عدم المبالاة في إصدار شهادات السياقة، فإن كثيراً من موظفي المرور يصدرون تلك الشهادات ونحوها، برشوة يأخذونها، أو بعاطفة تغلبهم أو صداقة أو ما أشبه، وبالنتيجة يكون السائق جاهلاً بالموازين مما يحدث بسببه الاصطدام.

ج: تفويض السيارات ونحوها من قبل السوّاق ذوي الشهادات إلي من لايعرف السياقة أو لا يتقنها، كولد أو صديق أو قريب مما يسبب الحوادث.

د: عدم التربية الإنسانية في السياقة وعدم مراعاة أخلاقيات المرور، فيسرع في السير، أو يسوق وهو غافٍ، أو شارب مسكر، أو مستعمل للمخدرات كالهروئين، أو نحو ذلك.

ه: عدم رعاية قوانين المرور وإشاراته، مما يسبب وقوع الحوادث.

و: استعمال الوسائط

النقلية غير الصالحة حسب مقررات المرور، وكثيراً ما يفقد الإنسان سيطرته علي تلك الوسيلة لخلل فيها، أو عطل قطعة منها تحدث في أثناء الطريق أو نحو ذلك مما يوجب الاصطدام أو الانقلاب.

إحصاءات وأرقام

• تشير الإحصاءات إلي أن 61 % من حوادث المرور، و49 % من المخالفات المرورية في العالم يرتكبها المدخنون.

• أثبتت الدراسات الحديثة أن النيكوتين وسموم التدخين الأخري تسبب في اضطراب تمييز الألوان عند المدخنين، وأن التدخين يضعف قدرة الإنسان علي التفريق بين الألوان، وهذا مما يسبب بعض حوادث المرور.

• يقول نائب مدير الإدارة العامة للمرور، ومدير إدارة هندسة المرور وسلامة الطرق في الإمارات العربية: إنه قد تم فرز جميع حوادث انفجار الإطارات التي وقعت، فتبين أن الانفجار مرتبط إلي حد كبير بالسرعة الزائدة التي تنطلق بها السيارة عادة في الطرق الخارجية؛ إذ تكمن الصعوبة في هذه الحالة في عدم القدرة علي التحكم في المركبة كلما زادت سرعة السيارة، وإحصائيات الحوادث أثبتت هذا بشكل مطلق. وأشارت الإحصائيات إلي اختلاف بين في نسبة الحوادث من شهر إلي آخر، فقد ارتفعت حوادث انفجار الإطارات في أشهر الصيف حزيران، آب / يونيو، أغسطس، حيث وقعت فيها الحوادث بنسبة 10% من مجموع الحوادث في حين انخفضت النسبة في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر، أي حدود 63% من حوادث السنة.

• وقد سبق أن المشروبات الكحولية هي السبب من وراء 40 % من حوادث المرور سنوياً في فرنسا. وأن المدمنين علي شرب الكحول في الولايات المتحدة أكثر من عشرة ملايين شخص، وهم مسئولون عن أكثر من 20 ألف حالة وفاة، نتيجة حوادث المرور كل عام.

• إلي غيرها من الإحصاءات في هذا الباب.

2: تلوث البيئة()

2: تلوث البيئة()

من أسباب الأعراض وزيادتها: تلوث البيئة، فإنه يسبب أحياناً أمراضاً، وأحياناً أعراضاً.

فإن جشع المستعمرين والمستثمرين تارة، وجهلهم بالأضرار الناجمة عن أعمالهم أوجبا تلوث البيئة، مما أحدث مختلف الإصابات، وقد ذكرت وكالة الأنباء الرسمية في إحدي البلاد الإسلامية، بأن العاصمة وتعداد نفوسها

زهاء عشرة ملايين تغوص في دخان السيارات والمعامل، وأنه ينتشر في سمائها كل يوم أطنان من السرب.

إحصاءات وأرقام

قالوا: إن الغازات المنبعثة من الأرض تتسبب في إحداث 300 ألف حالة إصابة بسرطان الجلد كل عام.

والهواء الملوث يتسبب في وفاة مبكرة لما يتراوح بين 300 - 700 ألف نسمة كل عام في العالم.

وقد حذر باحثون مختصون: من أن تلوث الهواء والغلاف الجوي لا يسبب روائح خانقة فقط، بل قد يسبب المرض للإنسان، ويضر بشرايينه وأوعيته الدموية. ولأول مرة يتمكن فيها الباحثون من تأكيد العلاقة بين تلوث الهواء وأمراض جهاز القلب الوعائي. فقد أظهرت بعض الدراسات التي أجريت علي 25 شخصاً من الأصحاء، تعرضوا لتركيز عال من جسيمات دقيقة وغاز الأوزون لمدة ساعتين، وهو مزيج مشابه للموجود في المدن في أوقات الزحام عندما يكون التلوث الهوائي في قمته، وتم قياس قطر الشرياني القصبي للمتطوعين قبل التعرض وبعده، أن الشرايين انقبضت بنسبة 2-4% استجابة للهواء الملوَّث، بينما لم تستجب عند التعرض لهواء نقي مفلتر.

وأوضح الباحثون أن الجسيمات الدقيقة في الهواء المستنشق، تنتقل إلي الأكياس الهوائية الصغيرة الموجودة في قاعدة الرئتين، ومن هنا تؤثر علي باقي جهاز القلب الوعائي عبر الدورة الدموية، مشيرين إلي أن هذه الجسيمات المؤذية، عبارة عن مزيج من مادة جزيئية دقيقة جداً، انبعثت من الوقود الأحفوري المحروق، وجزيئات الأوزون التي تكونت نتيجة سقوط أشعة الشمس علي هذه الجزيئات. ويري الباحثون أنه بالرغم من أن درجة انقباض الأوعية الدموية خفيفة جداً، ولا تسبب مشكلات مرضية عند الأشخاص الأصحاء، إلا أن مثل هذا الانقباض قد يحفز إصابة الأشخاص الذين يعانون أصلاً من مشكلات قلبية، أو المعرضين لأمراض القلب، للإصابة بأزمات وجلطات قلبية خطيرة.

ويقول العلماء: إن استنشاق الهواء الملوث

يشبه التدخين المكثف للسجائر، بل وأسوأ منه. فقد أجري هؤلاء العلماء، دراسة طويلة دامت عدة سنوات، لاكتشاف تأثير تلوث الجو علي رئات سكان المدن، وتوصلوا إلي أن استنشاق الهواء السيئ، يعرض الإنسان إلي مخاطر إضافية للإصابة بسرطان الرئة والربو. وأخضع العلماء علاقة ثقل هواء المدن، بمعدل الوفيات لفحوصاتهم، فاكتشفوا أن معدل الوفيات بالسرطان، يزداد بنسبة 8% كلما زاد عدد ذرات الغبار والسخام بنسبة 10 مكروغرام في المتر المكعب الواحد من الهواء.

تلوث المياه

هذا كله بالإضافة إلي تلوث المياه.

• حيث تقدر اليونيسكو: أن نحو 20% من سكان العالم يفتقدون إمدادات مياه صالحة ومعقولة، وأن قرابة نصف البشرية يفتقدون أنظمة تنقية مياه الشرب، وجعلها صالحة وخالية من الأمراض، وأن نحو 50% من سكان البلدان النامية يعانون من أمراض مرتبطة بتلوث المياه منها: الإسهال، والملاريا والإصابة بالطفيليات. وتقول بيانات وأرقام المنظمة: إن نحو خمسة ملايين نسمة يموتون كل عام نتيجة الإصابة بتلك الأمراض، بينهم نسبة كبيرة من الأطفال دون سن الخامسة. ولا تنحصر المشكلة بالبلدان النامية وحدها، إذ يعاني العالم المتقدم الذي يهدر ربع ما يستهلكه من مياه من التلوث الصناعي، وتراكم السميات الكيماوية في أنظمته البيئية.

• كما أفاد تقرير أعدته منظمة الصحة العالمية: أن نقص مياه الشرب، وانعدام النظافة، والتلوث الجوي، والحوادث، والإصابات والجروح والتسمم، هي أبرز المخاطر البيئية والأسباب المؤدية إلي وفاة ما يقارب ثلاثة ملايين طفل تحت سن الخامسة سنوياً. وأظهرت الإحصاءات: أن 1.3 مليون طفل تحت سن الخامسة يعيشون في الدول النامية قد ماتوا في عام 2000م بسبب الإسهال والأمراض المعوية، المتسببة عن تلوّث مصادر المياه وانعدام النظافة والتعقيم.

• وتعاني الدول الآسيوية الباسيفية مثل الهند وبنغلادش من مشكلات بيئية خاصة، كتلوث المياه بالزرنيخ والذي يعتبر

مشكلة دائمة.

• ويتعرض الأطفال تحت سن الخامسة في الصين إلي النفايات السامة، حيث يعاني 2.7 مليون صيني من مرض وهن العظام، وهي حالة مرضية تسبب العرَج، وتنتج عن استهلاك مياه الشرب الغنية بالفلورايد.

إلي غير ذلك.

ثقب الأوزون

كما أن الثقب الحاصل في طبقة الأوزون() من جرّاء الغازات المنبعثة من بعض المعامل سببت سيلاً من الأمراض.

وهكذا (انفجار مفاعل شرنوبل) أوجب إصابة ملايين الناس بمختلف الأمراض، كما ذكرتها الأخبار العالمية.

ففي عام 1986م حدث انفجار مفاعل شرنوبل الذري في أوكرانيا، وكانت نتائجه موت خمسين شخصاً فوراً، وانتشار غيوم إشعاعية فوق أوروبا، وتلوث الأراضي الزراعية مما أضر بالملايين من الناس.

كما أن في عام 1979م حدث أكبر حادث استنشاق بشري لجراثيم الجمرة الخبيثة، في المركز البيولوجي العسكري في سفيردلوفيسك بروسيا، حيث أطلقت جراثيم الجمرة، مما أدي إلي حدوث 79 حالة إصابة بالمرض، توفي من بينها 68 شخصاً.

وفي بعض التقارير: أنه عندما يتعرض أي كائن حي إلي الإشعاعات النووية يحدث تأيناً للذرات المكونة لجزيئات الجسم البشري مما يؤدي إلي دمار هذه الأنسجة مهددة حياة الإنسان بالخطر. وتعتمد درجة الخطورة الناتجة من هذه الإشعاعات علي عدة عوامل منها نوعها وكمية الطاقة الناتجة منها وزمن التعرض، ولهذه الإشعاعات نوعان من الآثار البيولوجية: الأثر الجسدي ويظهر غالبا علي الإنسان حيث يصاب ببعض الأمراض الخطيرة مثل سرطان الجلد والدم وإصابة العيون بالمياه البيضاء ونقص القدرة علي الإخصاب. الأثر الثاني للإشعاعات هو الأثر الوراثي وتظهر آثاره علي الأجيال المتعاقبة ويظهر ذلك بوضوح علي اليابانيين بعد إلقاء القنبلتين النووية علي هيروشيما ونجازاكي في سبتمبر 1945. مما أدي إلي وفاة الآلاف من السكان وإصابتهم بحروق وتشوهات وإصابة أحفادهم بالأمراض الخطيرة القاتلة. ويجب مراعاة عدم تعرض المرأة الحامل للأشعة السينية كوسيلة

للتشخيص حتي لا تصيب الطفل بالتخلف العقلي. والحد الأقصي المأمون للإشعاعات النووية الذي يجب أن لا يتجاوزه الإنسان هو 5 ريم في اليوم الواحد والريم وحدة قياس الإشعاع الممتص وهي تعادل رنتجن واحد من الأشعة السينية، والإنسان يتعرض إلي الكثير من مصادر الإشعاع في الحياة اليومية، مثل تعرضه للأشعة الكونية الصادرة من الفضاء الخارجي وتعرضه للإشعاعات الضارة خلال تعامله مع النظائر المشعة سواء في مجالات الطب والصناعة والزراعة وتعرض العاملين في المفاعلات النووية والعاملين في المناجم التي يستخرج منها العناصر المشعة مثل الراديوم واليورانيوم.

ومن العوامل الرئيسية المسببة للتلوث النووي ما يحدث في دول النادي النووي من إجراء التجارب وخاصة بعد الحرب العالمية الأخيرة بهدف تطوير الأسلحة الذرية لزيادة القوة التدميرية لها، وقد أدت التجارب إلي انتشار كميات كبيرة من الغبار الذري المشع في مناطق إجراء التجارب وتحمل الرياح هذا الغبار المشع إلي طبقات الجو العليا والذي يحتوي علي بعض النظائر المشعة مثل السيزيوم 137 والاسترونشيوم 90 والكربون 14 واليود 131 وغيرها من النظائر والتي يستمر نشاطها الإشعاعي فترة طويلة من الزمن ليتساقط فوق كثير من المناطق البعيدة عن موقع التجارب حيث تلوث الهواء والماء والغذاء وتتخلل دورة السلسلة الغذائية حيث تنتقل إلي الحشرات والنباتات والطيور والحيوانات وأخيراً تصل إلي الإنسان وأغلب النظائر المشعة يستمر النشاط الإشعاعي لها فترة طويلة من الزمن الأمر الذي يضاعف من أضرار التلوث علي كافة عناصر البيئة. والمفاعلات النووية قد تقع لها حوادث تؤدي إلي كوارث بيئية شديدة الضرر ويستمر تأثيرها لعدة سنوات وخاصة إذا كانت المنطقة المحيطة بمكان الحادث يقطنها الكثير من السكان. وقد أدي انتشار المحطات النووية إلي ظهور المشاكل ذات التأثير الضار علي كافة عناصر البيئة نتيجة النفايات

النووية ويقاس النشاط الإشعاعي لهذه النفايات بما يعرف بالكوري وهو النشاط الإشعاعي الذي ينتج من جرام واحد من عنصر الراديوم 226 ويتوقف الأثر الضار لما تسببه من أضرار جسيمة بعناصر البيئة. ومن النفايات التي تنتج من محطات توليد الطاقة إشعاعات بيتا وغاما وهذه الإشعاعات ليس لها خطورة كبيرة لصغر حجمها النسبي وأخري قوية الإشعاع تشمل الكثير من النظائر المشعة والتي تشع جسيمات ألفا مثل النبتونيوم والبلوتونيوم وهذه النظائر عالية النشاط الإشعاعي وذات فترة عمر النصف فائقة الطول حيث يستمر نشاطها الإشعاعي لفترة طويلة جداً من الزمن. وهناك نوع آخر من التلوث تحدثه المحطات النووية وهو التلوث الحراري وينتج عن استخدام مياه المحيطات أو البحار أو الأنهار بكميات كبيرة لتبريد المفاعل والتي تلقي في المصدر بعد ذلك فترتفع درجة حرارتها محدثة خلل بالنظام البيئي والأضرار بكافة الأحياء المائية التي تعيش في المياه حيث يقلل من نسبة الأوكسجين المذاب في الماء اللازم لحياة الكائنات البحرية.

اللحوم الملوثة

وقد حدّثني عالم: أنه كان موكلاً من قبل دولة إسلامية للإشراف علي الذبح الشرعي في بلد أوروبي يصدر اللحوم إلي البلد الإسلامي، ولما علم بتلوث اللحم بمختلف الأمراض، صمم علي إخبار دولته وأبي عن إمضاء الصفقة، فأغرته الشركة بإعطائه مليون دولار ثم أخذت بتهديده، لكن دينه كان أقوي من التهديد والإغراء، فأبي واضطر إلي الاستقالة، فوكلت الدولة شخصاً آخر، فقبل اللحم، وهو يدري أو لا يدري أنه سبب ملايين الإصابات.

وهكذا كان بلد إسلامي آخر يستورد الدجاج من بلد أوروبي، ويصدر دجاجه السالم إلي بلد آخر، وذلك لفرق العملة، ولا يحسب ما يترتب علي ذلك من أضرار صحية، فالبلد الأوروبي المصدر كان يأخذ علي كل طن نصف القيمة، بينما البلد المصدّر إليه كان

يعطي ضعف القيمة.

إلي أمثال ذلك مما هو كثير.

3: العنف والإرهاب

3: العنف والإرهاب

من أسباب الأعراض وزيادتها: العنف والإرهاب بمختلف مصاديقها، كالحروب والثورات العسكرية وما يترتب عليها من التخريب العمدي، بالإضافة إلي الكثير من القتلي والجرحي والمعوقين.

فإن الحرب وإن حدثت في العالم في العصور السابقة وزمن الأسلحة البدائية، لكنه لم يترتب عليها من الأعراض ما يترتب عليها اليوم، فلم يكن حتي جزء من مليون جزء من الحال في زمن الأسلحة المتطورة والدمار الشامل.

وقد ذكرنا في بعض الكتب لزوم الرجوع إلي الأسلحة البدائية في الحروب والسعي لإفناء الأسلحة المتطورة من جميع العالم.

فإنه يلزم أن يهتم جماعة من العقلاء لإفناء الأسلحة النارية بمختلف أنواعها حتي البندقية، ويلزم إرجاع الأمر إلي الوسائل السابقة البدائية في الحروب، كالرمح والسيف والخنجر والسهم وما أشبه؛ فإنها توجب العدالة في الحرب، كما تقلل من الخسائر البشرية وغيرها كثيراً.

وفي الحديث: إن الإمام المهدي عليه السلام يقوم بالسيف.

وقد قام جماعة من العقلاء بتحريم القنبلة الذرية ونحوها. ولا فرق بين الأمرين، وإلا فلا حد يقف لتطوير السلاح والشيء الضار فيه، فعلي العقلاء أن يقفوا دون وجوده واستعماله، أنقذ الله البشرية من الشرور ببركة العقل والدين،و هو المستعان.

الحرب العالمية الثانية

وقد ورد في تقرير: أنه بعد الحرب العالمية الثانية، اشتري الاتحاد السوفيتي السابق من مختلف بلاد الغرب، خمساً وعشرين مليون عضو من أعضاء بدن الإنسان، مثل الأنف والأذن والعين واليد والرجل وما أشبه، لتزويد ضحايا الحرب غير المقتولين طبعاً بها، هذا غير الذين جُنّوا أو أصيبوا بالحُصاب وهو مرض أشبه بالجنون أو ما أشبه مما كثر اليوم.

إحصاءات عن الحرب العالمية الأولي والثانية

بدأت الحرب العالمية الأولي، في 4 آب / أغسطس عام 1914م، وانتهت بالهدنة بعد أربع سنوات ونصف من القتال، في 11 تشرين الثاني / نوفمبر عام 1918م، بعد هزيمة ألمانيا وحلفائها وتوزيع أملاك الدولة العثمانية بين فرنسا وبريطانيا. بلغ عدد القتلي في هذه الحرب من جميع الدول 9،700،000 قتيل، وجرح 21 مليون آخرين، وبلغ عدد القتلي الأميركان 114 ألف قتيل، وقدرت كلفة الحرب في عام 1918م بحوالي عشرة ملايين دولار أميركي في كل ساعة. كما خسرت فرنسا جيلاً كاملاً من شبابها. وأتلفت المحاصيل الزراعية والتحق الفلاحون بالعسكرية، حيث كانت المصانع هدفاً للهجمات الجوية، خاصة في شمال فرنسا ودمرت شبكة المواصلات لشل التجارة وهكذا كان الحال في بقية الدول.

وبدأت الحرب العالمية الثانية في 3 أيلول / سبتمبر عام 1939م، وكانت بين دول المحور: ألمانيا وإيطاليا واليابان، ودول الحلفاء: روسيا وأمريكا وبريطانيا وفرنسا والصين. وانتهت عام 1945م باستسلام ألمانيا، وإلقاء أول قنبلة ذرية علي مدينة هيروشيما، وأخري علي مدينة ناغازاكي اليابانيتين. بلغ عدد القتلي 55 مليون قتيل، و35 مليون جريح و3 ملايين مفقود، وقد بلغ عدد الضحايا في صفوف القوات المسلحة وحدها نحواً من سبعة عشر مليون قتيل، وبلغ عدد القتلي الأميركان 300 ألف قتيل، وبلغ مقدار تكلفة الحرب ترليون ونصف دولار أميركي. وكان من آثار الحرب:

• خلّفت اليابان علي

الأراضي الصينية بعد الحرب مليوني قطعة سلاح.

• قامت بريطانيا خلال الحرب، بتجربة استخدمت فيها الجمرة الخبيثة، كسلاح علي جزيرة جرونارد الاسكتلندية، ولم تطهر تلك الجزيرة من آثار المرض حتي عام 1987م.

• زرعت في مصر 22.7 مليون لغم، زرعتها بريطانيا وألمانيا وإيطاليا أثناء الحرب.

• زرعت الألغام بصورة موسعة في الأراضي الليبية نتيجة اتساع الصحراء، ولعدم وجود موانع طبيعية، ولذلك استخدمت بكثافة وخاصة في معارك خطوط الدفاع، مثل دفاع طريق الخط الخارجي أو الأزرق، والخط الداخلي أو الأحمر، وخط العقيلة مرادة، وخط دفاع البريقة الوادي الفارغ، وخط البويرات. ويقدر عدد الألغام التي زرعت في الأراضي الليبية ما بين 9 إلي 14 مليون لغم، ولازالت حقول الألغام المزروعة في ليبيا تسبب أفدح الخسائر المادية والبشرية حيث خلفت الكثير من القتلي والجرحي والمعوقين.

• وبعد انتهاء الحرب، أعلنت ثلاثة عشر دولة عن وجود كميات هائلة من مخلفات الحرب المادية فوق أراضيها، التي احتلت أثناء الحرب، وكان أغلبها من الألغام البرية، وتتواجد هذه الألغام في جميع بلاد شمال أفريقيا وتحديداً مصر وليبيا وتونس، التي كانت مسرحاً للعمليات الحربية ما بين عام 1940- 1943م، بالإضافة إلي مالطا والنرويج وبولندا وأستراليا.

المتفجرات والحرائق

وكذلك حوادث زرع القنابل والمتفجرات والحرائق المفتعلة، فإن كل ذلك يسبب أمراضاً وأعراضاً لم يكن منها في السابق لها عين ولا أثر.

وهكذا ما يوجب تشوه الجنين أو نقص قواه العقلية أو العاطفية أو غيرهما؛ وذلك من آثار القنابل والصواريخ وغيرها من الوسائل الحربية الحديثة، وهكذا آثار الغاز ونحوه.

وكذا الآثار السلبية التي تخلفها الأم أو الأب علي الجنين، مما يسبب مختلف الأمراض والأعراض فيه، كالتدخين من أيهما ()، واستعمال المواد المخدرة من الخمر والأفيون والهروئين وغيرها.

قال علماء سويديون: إن التدخين خلال الحمل، يمكن

أن يؤدي إلي زيادة مخاطر ولادة أطفال مصابين بمرض التوحد، الذين يعانون من الانطواء الشديد، أو العزلة عما يجري حولهم، وتشير دراسة قامت بها مجموعة من الباحثين السويديين، علي ألفي طفل إلي: أن الأمهات المدخنات أكثر عرضة لإنجاب أطفال مصابين بمرض التوحد، بنسبة وصلت إلي 40% مقارنة بالأمهات غير المدخنات. وقالت الباحثة في قسم علم الأوبئة في معهد كارولينسكا في العاصمة السويدية: إن هناك علاقة بين نمو الجنين في الرحم ومرض التوحد، وبما أن التدخين يعيق نمو الجنين فنتوقع أن يكون له تأثيرا مشابهاً، وأضافت: من المعروف أن عوامل مثل التدخين خلال الحمل، وعمر الأم، وموطنها الأصلي تؤثر علي وزن الطفل عند الولادة وعملية نمو الجنين في الرحم، لكننا وجدنا أن التدخين خلال المراحل المبكرة للحمل، كان بحد ذاته عاملاً مستقلاً مرتبطاً بمخاطر الإصابة بمرض التوحد، وهو عامل لم يكن معروفاً من قبل. وأشارت إلي: أن دراسات مماثلة أجريت علي حيوانات، بينت أن التعرض إلي النيكوتين في الرحم، يترك آثاراً علي جسم الحيوان وسلوكه، ويمكن أن يؤدي إلي مشاكل في وظائف الدماغ. ويذكر أن مرض التوحد: هو قصور في عملية نمو الشخص، يؤثر علي الطريقة التي يتواصل بها مع الآخرين. ولا يستطيع الأشخاص المصابون بمرض التوحد التجاوب مع الآخرين، ويعجزون عن فهم واستيعاب ما يجري حولهم، مما يؤدي إلي عدم القدرة علي إقامة صداقات، أو الإحساس بمشاعر الآخرين، ويعانون كذلك من مشاكل في التعلم.

كما قامت جمعية سكيب لتشجيع الإقلاع عن التدخين في بريطانيا، باستطلاع آراء ألف وسبعمائة وسبعة وخمسين شخصاً من الرجال والنساء، من المدخنين ومن المقلعين عن التدخين. وأظهرت الأرقام: أن 8% من النساء يجهلن علاقة التدخين بزيادة مخاطر الإصابة بسرطان الرئة، بينما كان

ربع النساء يجهلن أن التدخين يزيد الإصابة بأمراض القلب، وأن 89% يجهلن علاقة التدخين بسرطان عنق الرحم، وأن 42% يجهلن أن التدخين يزيد من مخاطر الإصابة بالجلطة الدماغية، وأن 88% لا يعرفن أن التدخين يزيد من مخاطر الإصابة بمرض هشاشة العظام، وأن 30% يجهلن أن التدخين يزيد من مخاطر الإصابة بسرطان الفم والحنجرة.

4: الألعاب المضرة

من أسباب الأعراض وزيادتها: ما يسببه غرور الإنسان من اللعب بالألعاب المضرة، مثل التزحلق علي الجليد، وصعود الجبال، والألعاب النارية، وأنواع من الرياضة الخطرة مثل الملاكمة والكاراتيه والقفز العالي والمسابقات الخطرة بالسيارات أو الدراجات النارية أو ما أشبه ذلك.

وبالجملة فإن العلم الحديث خدم الإنسانية من جهات عديدة، ولكنه أضره أيضا في جهات، حيث أمكن الإنسان من أشياء كثيرة ضارة، وهي لم تستوعب بعد بهدي العقل والأنبياء عليهم السلام، وما دام الأمر يبقي كذلك، فإنه تستمر الأمراض والأعراض وتؤخذ في الازدياد كما وكيفاً والعياذ بالله.

فصل أخطاء طبية يلزم اجتنابها

أخطاء طبية

هناك بعض الأخطاء الطبية، ونوع من الانحراف الصحي يشاهد اليوم في بعض المصاديق، وهذا من أسباب زيادة الأمراض أو الأعراض في الكم الزماني() أو البدني()، أو في الكيف حدوثاً وشدة، كما لا يخفي.

ونذكر من ذلك أموراً:

1: ما يرتبط بالكسور

من الأخطاء الطبية: عدم صحة تجبير الكسور في كثير من الأحيان.

فإن الطب القديم كما شاهدته أنا بنفسي وشاهده كثيرون غيري كان يجبر الكسر مهما كان، وكان علي الأكثر يكتفي في السنين فوق العاشرة، في الجبر والشدة، بقدر سنيّ عمر المكسور من الأيام، فإذا كسرت رجلا رجل عمره ثمانون سنة جبرهما، ويُبقي علي الجبر ثمانين يوماً، وهكذا بالنسبة إلي من عمره خمسون أو عشرون أو نحوهما، وبأثمان زهيدة جداً.

بينما الجبر حالياً يطول ويطول، ثم بأثمان خيالية غالباً، وكثيراً ما يوضع في رجل المجبور أو يده أو ما أشبه جزءً أجنبياً كالبلاتين ونحوه، بالإضافة إلي أنه كثيراً ما يبقي الموضع حتي بعد البرء ذا ألم مستمر، ويحتاج المجبور إلي استعمال الأدوية المخففة للآلام.

لا شك أن الطب الحديث أتي بأشياء نافعة في الجبر، كما أتي بأشياء نافعة جداً في باب الولادة، وفي باب تسكين الآلام، وفي باب التشريح، وغير ذلك، لكن ليس معني ذلك (الإطلاق والشمولية) في كل الأمراض والأعراض، بل كما قلنا سابقاً يلزم جمع الطبين، بل أقسام الطب الخمسة، حتي يتم الأخذ بأسباب الصحة حسب الإمكان.

وفي الهند حيث يتعاون الطبان الجديد والقديم، وفي الصين حيث يتعاون طب الإبر مع الطب الحديث، تكون الفوائد أكثر، وهكذا أخذ بعض البلاد الغربية بأكثر من قسم من الطب حتي في أمر الكسور حيث يتعاون فيه الطبان أو مع إضافة طب النفس، إلي غير ذلك.

2: الطب التجاري

2: الطب التجاري

من الأخطاء الطبية: جعل الطب تجارياً ومادياً صرفاً عند جملة من الأطباء.

نعم في المقابل هناك من الأطباء المنطقيين من يتعامل بأكثر قدر من الإنصاف، بل رأيت أنا في النجف الأشرف وفي كربلاء المقدسة وفي بغداد من يعالج المرضي الفقراء مجاناً، بل الرجل البغدادي كان أحياناً يسعفهم

بالدواء وأحياناً بالمال، ولكن هذا قليل.

ومعني تجارية الطب أن لا يتمكن الفقير من العلاج، إما لغلاء أجور الطبيب، أو لغلاء المستشفي، أو لغلاء الدواء، وفي كثير من الأحيان يموت الفقير لعدم تمكنه من العلاج، أو يذهب عضو من أعضائه أو قوة من قواه كذلك.

وما ذكرناه هنا لا ينافي جواز أخذ الأجرة للطبيب فإن كسبه حلال وأخذه الأجرة جائز علي ما ذكرناه في الفقه().

إن بعض الدول جعل الطب مجاناً، لكن ليس كل الدول، ولا كل أقسام العلاج، فالصبغة العامة هي التجارية، وغيره استثناء، أو بقدره.

موجة الملاريا

وأتذكر رخص الطب والدواء سابقاً، بحيث كان بإمكان الجميع عادة الاستفادة من الأدوية التي كان يصفها الطبيب.

وأتذكر أن موجة من الملاريا اجتاحت كربلاء المقدسة، وقد أصبنا نحن العشرة: الأم والأولاد ما عدا السيد الوالد() رحمة الله عليه بها ومن أشد أقسامها، وكان كل يوم يأتي الطبيب إلي دارنا لأجل الفحص، ويصف لنا الدواء والغذاء، وهو علي الأغلب الفراخ بشيء من الأرز والخضر، وبعد أن شفينا جميعاً في مدة شهر تقريباً كان مجموع أجور الطبيب وثمن الدواء والغذاء نصف دينار، وكانت قوته الشرائية تعادل خمسمائة قرص خبز، كل أربعة أقراص أكثر من كيلو غرام واحد، وكان الوزن يسمي ذلك اليوم (أوقية).

وهذا ما يتذكره من تجاوز عمره الستين أو الخمسين وكذلك أشباه هذه القضية.

من محسنات الطب الحديث

لكن من غير شك أن من محسنات الطب الحديث علاج مثل هذه الأمراض، فقد كان سبب (الملاريا) في كربلاء وجود المستنقعات التي كانت تحف بالمدينة، ومياه الأحواض العفنة، ولما عالجها الطب الحديث بالردم والتخريب وما أشبه، لم يكن لتلك الموجات المرضية من نصيب.

وكذلك عالج الطب الحديث كثيراً من أمراض العين والرمد، إلي غير ذلك.

كما أني أذكر كثرة موت الأطفال قبل الطب الحديث، بينما عالج الطب الحديث هذا الأمر خير علاج، فقلل من موتهم بقدر كبير.

وهكذا كانت النساء الحوامل يمتن عند الولادة بعدد معتد به، فعالج الطب الحديث ذلك بمخففات الآلام، وبالأعمال القيصيرية وما أشبه ذلك، وهكذا الآلات الكثيرة المجعولة للتشخيص والعمل.

الجمع بين الطبين

وكما ذكرنا فاللازم الجمع بين الطبين، مع رخص الأثمان والأجور علي قدر معقول حتي يتمكن الفقير من تناوله.

وقد رأيت في كتاب طبي لأحد كبار الأطباء القدماء أنه ذكر الأمراض في جدول، ثم ذكر في جدولين الأسباب والعلائم، وذكر العلاج في ثلاثة جداول.

الأول: علاج الأثرياء، وذلك ما يكون بأثمان غالية، وأقسام من الأدوية الخاصة.

والثاني: علاج المتوسطين.

والثالث: علاج الفقراء.

وكان الفارق بعض خصوصيات الكم أو الكيف في الأقسام الثلاثة من الدواء.

وقد سألني شخص عن وضع الطب في الحرب العالمية الثالثة؟

فقلت له: إني لا أعلم، لكن أحتمل حسب بعض الموازين الطبيعية علي سنن التاريخ أن الطب يرجع إلي الطب القديم بجميع محاسنه ومساوئه.

3: العنف الطبي

من الأخطاء الطبية: جعل الطب عنيفاً في عديد من المصاديق، وذلك بإجراء عمليات جراحية أو ما أشبه مع إمكان العلاج بغيرها.

فإن العنف إذا دخل في شيء أفسده، ولا ينبغي استخدام العنف إلا في أشد الضرورات وأقصي حد من الاضطرار، وحينذاك يكون بقدرها كماً وكيفاً.

قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «ما وضع الرفق علي شيء إلا زانه، ولا وضع الخرق علي شيء إلا شانه» ().

وقال صلي الله عليه و اله: «إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق» ().

وفي الحديث: «خير الأمور أوسطها» ().

وقبل ذلك قال سبحانه: ?وكذلك جعلناكم أمة وسطاً?().

إلي غير ذلك من الآيات والروايات.

فإن العنف الطبي:

أولاً: يهدم الموضع الذي عنّف فيه من جهة، وإن أصلحه من جهة أخري فرضاً.

وثانياً: له مضار جانبية، وإن لم يكن له ضرر مباشر.

ففي الرواية: «امش بالداء ما مشي بك» ().

وعن أبي الحسن عليه السلام قال: «فما من دواء إلا ويهيّج داءً» ().

ومن الواضح أن المنطق أيضاً يؤيد ذلك.

وقد سمعت من البعض: أن في جملة من البلاد الغربية لا يلجئون

إلي العملية الجراحية إلا بعد الاضطرار، وإلا فيعالجون الأمراض والأعراض بالدواء ونحوه، بل ونفس الدواء أيضاً فيما لا علاج إلا به، ولذا كتب بعض الأطباء (الغذاء لا الدواء)() وما أشبه.

إن العلاجات العنيفة كما هي عادة الأدوية الغربية في حال إمكان الأدوية التي ليست كذلك، تسبب خللاً وخبالاً.

والمراد بالعلاج الأعم من الدواء والعملية الجراحية، وحمام الشمس والماء البارد، وما أشبه ذلك.

وكثيراً ما يري الإنسان عطب عضو منه أو من غيره، أو قوة كذلك، أو التضرر الصحي، أو الهلاك، بسبب العنف الطبي الحديث.

فهل إن الطب عنيف بذاته حتي في الغرب، أو العنف نشأ من سوء الاستعمال له عندنا أو عندهم، من جهة استعجال بعض الأطباء في الأمر أو لمباشرة العلاج من دون دقة كافية وقوة علمية، والنتيجة واحدة.

ولذا فمن الضروري مراعاة الرفق حتي في استعمال الطب بالقدر الممكن.

4: الاستعجال الطبي

4: الاستعجال الطبي

من الأخطاء الطبية: الاستعجال، فإنه مضر في الطب.

إن إرادة سرعة الصحة والعافية، من الطبيب أو المريض أو أهله وذويه، سبب آخر من أسباب المشاكل الصحية والضائعات الطبية الحديثة، نعم الضرورات أحياناً تقتضي ذلك من باب قانون الأهم والمهم العقلي قبل أن يكون شرعياً لكن الكلام في الحالة العامة وإطلاق الأمر.

يذكر: أن ابن نوح الطبيب مر علي جنازة محمولة والنساء خلفها يصرخن، فجاءهم وقال: إن صاحبكم حي، فدعوني أعالجه، وقال الناس: دعوه يعالجه، فأخذ بمعالجته فأفاق بعد مرور يوم علي ذلك، فقالوا للطبيب: من أين عرفت ذلك؟ قال: رأيت رجليه في الكفن منتصبة، وأرجل الموتي منبسطة، فعلمت أنه حي، فعالجته فبرأ.

وهذا يدل علي لزوم أن يتحلي الطبيب بعدم الاستعجال.

يقول الشاعر():

قد يدرك المتأني بعض حاجته

وقد يكون مع المستعجل الزلل

نعم إن لكل من السرعة: ?وسارعوا إلي مغفرة من ربكم?() و?فاستبقوا الخيرات?()، ومن

الصبر والتأني مجالاً، يلزم علي كل عامل أن يعرف حدودهما ومجالهما.

وليس هذان في هذا المجال فقط بل في كثير من المجالات، والجامع الإفراط والتفريط كالإقدام والإحجام، والإعطاء والمنع، إلي غير ذلك كما فصلوه في الكتب الأخلاقية، وكتب علم النفس والاجتماع، وما إلي ذلك.

روايات في ذم العجلة

عن أبي النعمان، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «الأناة من الله، والعجلة من الشيطان» ().

وعن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «إنما أهلك الناس العجلة، ولو أن الناس تثبتوا لم يهلك أحد» ().

وقال أمير المؤمنين عليه السلام: «وعليك بالتأني في حزبك، وإياك والعجلة» ().

وقال عليه السلام: «من الخرق العجلة قبل الإمكان، والأناة بعد إصابة الفرصة» ().

وقال عليه السلام: «التثبت خير من العجلة، إلا في فرص البر» ().

وقال عليه السلام: «إياك والعجلة بالأمور قبل أوانها، والتواني فيها قبل أبانها وزمانها وإمكانها، واللجاجة فيها إذا تنكرت، والوهن إذا تبينت؛ فإن لكل أمر موضعاً، ولكل حالة حالاً» ().

وقال عليه السلام: «إن العجلة والطيش لا تقوم بها حجج الله وبراهينه» ().

وقال عليه السلام: «من استطاع أن يمنع نفسه من أربعة أشياء، فهو خليق بأن لا ينزل به مكروه أبداً»، قيل: وما هن؟. قال عليه السلام: «العجلة، واللجاجة، والعجب، والتواني» ().

وعن هشام بن سالم، وحفص بن البختري، وغيرهما، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «إن العبد إذا عجل فقام لحاجته، يقول الله عزوجل: أما يعلم عبدي أني أنا الله الذي أقضي الحوائج» ().

وعن عبد العزيز الطويل، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «إن العبد إذا دعا، لم يزل الله تبارك وتعالي في حاجته، ما لم يستعجل» ().

وعن

أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «لا يزال المؤمن بخير ورجاء رحمة من الله عزوجل، ما لم يستعجل فيقنط، ويترك الدعاء».

قلت له: كيف يستعجل؟.

قال عليه السلام: «يقول: قد دعوت منذ كذا وكذا، وما أري الإجابة» ().

5: تعميم الدواء

من الأخطاء الطبية: تعميم الدواء والعلاج كماً وكيفاً لكل مريض، من دون التشخيص الدقيق لكل مورد ومصداق.

وهذا سبب أيضاً ضائعات كثيرة.

وقد رأيت في العراق تعميم إعطاء الحبوب أو الشراب أو الإبر أو القطرات أو ما أشبه لكل مريض خاصة إذا حدث وباء من الأوبئة، كالرمد أو الملاريا أو الحصبة أو ما أشبه ذلك.

6: عدم الدقة

6: عدم الدقة

من الأخطاء الطبية: عدم الدقة اللازمة في تشخيص الداء والدواء، فتري بعض الأطباء يعاينون مجموعة كبيرة من المرضي خلال بضع ساعات وبسرعة، فلكل مريض دقيقة أو أقل.

وقد رأيت في بعض مستوصفات الدولة أن الطبيب الواحد يعالج في فترة عمله أكثر من مائة مريض!.

ومن المعلوم أن مثل ذلك يسبب الخطأ كثيراً، ولا يكون علاجاً ناجحاً

عادة.

فاللازم الحد من هذه الأخطاء، حتي يقع الطب الحديث موضع النضج ويؤطر بموازين أقرب إلي التعقل والمنطق والإنسانية.

قال أمير المؤمنين عليه السلام: «من تطبب فليتق الله ولينصح وليجتهد» ().

قال الرازي(): ينبغي للطبيب أن لا يدع مساءلة المريض عن كل ما يمكن أن تتولد عنه علته من داخل ومن خارج، ثم يقضي بالأقوي.

المريض العاشق

ومما ينقل في دقة الأطباء القدماء:

أن ابن سينا () استدعي للكشف علي أحد المرضي، وبعد فحصه فحصاً دقيقاً تأكد أنه لا يعاني من مرض عضوي، ولكن من حالة نفسية، وعندئذ استدعي رجلاً يعرف أحياء المدينة وشوارعها خير المعرفة، وأخذ في سرد أسماء الأحياء اسماً اسماً.

وكان ابن سينا قد وضع إصبعه علي رسغ المريض ويحس نبضه ويلحظ التغيرات علي وجهه، وقد لاحظ التأثر الكبير عند ذكر اسم حيّ معين، وعندئذ بدأ في ذكر شوارع ذلك الحي حتي اكتشف الشارع الذي يتأثر بذكره هذا المريض، وهكذا حتي وصل إلي ذكر البيوت وساكنيها فرداً فرداً حتي ذكر اسم فتاة معينة، فعرف أن الشاب يهواها، وكان العلاج هو الزواج منها وتم بعده الشفاء.

اكسر هذا الإبريق

وينقل أيضاً: أن أحد الأطباء وهو ابن زهر()، كان يجد في طريقه عند حمام أبي الخير مريضاً به سوء المعي، وقد كبر جوفه واصفر لونه، فكان أبداً يشكو إليه حاله ويسأله النظر في أمره، فلما كان بعض الأيام سأله مثل ذلك فوقف ابن زهر عنده ونظر إليه، فوجد عند رأسه إبريقاً عتيقاً يشرب منه الماء، فقال: أكسر هذا الإبريق فإنه سبب مرضك.

فقال له: لا يا سيدي، فإنه ليس لي غيره.

فأمر الطبيب بعض خدمه بكسر الإبريق، فكسره فظهر منه ضفدع قد كبر مما له فيه من الزمان، فقال له ابن زهر: خلصت يا هذا من علتك، انظر ما كنت تشربه، وبرأ الرجل بعد ذلك.

قال أمير المؤمنين عليه السلام: «المؤمن سيرته القصد، وسنته الرشد» ().

وقال عليه السلام: «التدبير قبل العمل يؤمن الندم» ().

وقال عليه السلام: «القليل مع التدبير أبقي من الكثير مع التبذير» ().

وقال عليه السلام: «قوام العيش حسن التقدير، وملاكه حسن التدبير» ().

وقال عليه السلام: «يستدل علي

الإدبار بأربع: سوء التدبير، وقبح التبذير، وقلة الاعتبار، وكثرة الاعتذار» ().

7: الأدوية الكيماوية

من الأخطاء الطبية والتي سبب كثيراً من الأمراض: أن الأغذية والأدوية والأشربة والملابس وغيرها أصبحت غير طبيعية، فلا تلائم طبيعة الإنسان المنسجم مع طبيعة الكون، وهذا مما سبب له المرض والعرض والعطب.

مثلاً الماء المصفي بالكلور، والأغذية التي صنعت بالمواد الكيماوية، والملابس المرتبطة بمشتقات النفط، إلي غير ذلك، كلها من أسباب الأمراض كما يعترف بذلك علماء الطب ومن إليهم.

ومن الذي جربناه:

أن ثلاثين بيضة من بيض الدجاج المربي في الحقول تعادل في قيمتها الغذائية، ثلاث بيضات من الدجاجات العادية.

وأن قسماً من الديوك الخارجية التي تم تربيتها في الحقول، لا تتمكن أن تطير كما تطير الديوك المنزلية.

وقد ذكر علماء الحيوان: أن الحمار الوحشي يعمر خمسين سنة إذا عاش في مناخ الطبيعة، بينما إذا كان في حديقة الحيوانات لا يعمر إلا عدة سنوات.

وبعض الطيور في الأقفاص كما رأينا لا يبيض، بينما إذا صارت حرة باضت.

فإذا كان الأمر كذلك بهذا الفارق الضئيل، فكيف بالإنسان مع شدة خروج الأطعمة والأشربة والألبسة وغيرها، عن حالها الطبيعي إلي ما لا يلائم الإنسان، أو يكون مضراً بصحته.

وفي كل يوم يطلع الخبراء علي أن الشيء المستعمل في جهة من جهات الإنسان، كأكله أو شربه أو لبسه، أو صبغه وتدهينه، أو اتصالاته أو مرئياته، أو مسموعاته أو ما أشبه ذلك، فيه أضرار صحية، بينما الأطباء بأنفسهم وبعد التجارب كانوا قد أجازوا استعماله، وقالوا قبل ذلك: بأنه لا مانع منه، ولا يترتب عليه آثار سلبية علي صحة الإنسان.

ولو إنساناً جمع أمثال ذلك ولو في سنة واحدة لكان العشرات، إذا لم يكن أكثر من ذلك.

وقد ورد في التقارير العلمية أن التلوث البيئي الكيميائي يؤثر سلباً علي أمن

وسلامة الغذاء وعلي صحة الإنسان، ويعتبر هذا النوع من التلوث هو الأكبر حجماً من بين أنواع الملوثات البيئية الأخري؛ نظراً لتعدد وكثرة مصادره والتي من أهمها:

1: المبيدات الحشرية والفطرية ومبيدات الحشائش: تعد مشكلة متبقيات المبيدات في الغذاء، الأكثر خطورة من بين أنواع الملوثات الأخري في الغذاء؛ نظراً للاستخدام الواسع للمبيدات في الزراعة، للقضاء علي الآفات الزراعية والحشائش، وأيضاً لما لهذه المركبات من خاصية التراكم في الإنسان والحيوان والبيئة، وينتج ذلك عادة من الاستخدام السيء لهذه المبيدات، من حيث استعمال أنواع شديدة السمية ومحظور استخدامها، أو استخدام هذه المبيدات قبل عملية التسويق مباشرة، دون اعتبار لفترة الأمان للمبيد.

2: الغازات الناتجة من عوادم السيارات: ويعتبر غاز أول أكسيد الكربون السام، من أهم نواتج عوادم السيارات، المؤثرة علي البيئة وعلي الإنسان مباشرة، وأيضاً من نواتج عوادم السيارات السامة، عنصر الرصاص الذي يصل الغذاء، إما بسبب الزراعة بجانب الطرقات، أو عرض المواد الغذائية بطرق غير صحية علي جوانب الطرق. وعنصر الرصاص من المعادن الثقيلة، المسببة للعديد من الأمراض للإنسان منها: أمراض الجهاز العظمي، وأمراض الجهاز العصبي، ويسبب أيضاً مرض الأنيميا.

3: الأسمدة الكيمائية: تعتبر مركبات النترات، والنيتريت، والفوسفات، والفلورايد، والكادميوم، من نواتج استعمال الأسمدة الصناعية، وهي مواد ملوثة للتربة والمياه، ولها آثار سيئة علي صحة الإنسان.

4: مخلفات المصانع: تعتبر المعادن الثقيلة مثل: الزئبق، والرصاص، والزرنيخ، والكادميوم، والسيلينيوم، من أخطر المواد التي تلوث التربة، والماء الناتج عن مخلفات المصانع، وهي مركبات سامة، ولها أثرها السيء علي البيئة والغذاء، ومن ثم علي صحة الإنسان. وتصل هذه الملوثات إلي الغذاء، عن طريق الاستعمال المباشر لها، كالأسمدة والمبيدات، أو غير المباشر، كالأبخرة والغازات الناتجة عن المصانع المختلفة، ومن عوادم السيارات، والغازات الناتجة عن حرق

النفايات، وهي تصل الغذاء إما عن طريق وصولها إلي المزروعات والحيوانات، أو عن طريق وصولها إلي مصادر المياه، وبالتالي استعمالها في الري أو الشرب.

هذا بالإضافة إلي بعض الملوثات الكيميائية في الغذاء، والتي عادة ما تضاف بفعل الإنسان، والتي تشمل المضادات الحيوية والهرمونات، التي تستخدم لعلاج الحيوانات ولتسريع نموها، وتشمل أيضاً النكهة واللون. وأغلب هذه المركبات الكيميائية عليها تحفظ، وخاصة الألوان ومحسنات النكهة، التي ثبتت مسؤوليتها عن العديد من أنواع السرطان المنتشر حالياً، وهذه المواد منع استعمالها في العديد من دول العالم، بعد أن أكدت الدراسات أنها السبب الرئيسي في قائمة طويلة من الأمراض.

8: استعمارية الطب

8: استعمارية الطب

من الأخطاء الطبية: جعل الطب استعمارياً، حيث أصبحت حاجات الحياة من الأغذية والأدوية وغيرها استعمارية، ومن المعلوم أن المستعمرين يلاحظون مصالحهم لا مصالح الناس، فإن هناك أمرين من جهة الاستعمار في هذا الباب:

تحجيم البلاد

أولاً: إن المستعمرين قسّموا بلاد العالم تحت لوائهم، وجعلوها بحيث يكون لكل بلد شيء دون سائر الأشياء، فلا يتركونه يتعدي إلي شيء آخر، ولو كان بأشد الحاجة إليه، لكي لا يحصل علي الاكتفاء الذاتي، وقد صرحوا هم بأنفسهم بذلك في المطبوعات وغيرها.

فكما يقسم رب البيت الغرف لتكون إحداها للطعام، والأخري للمنام، والثالثة للاستقبال، وأخري للمكتبة، وهكذا، كذلك المستعمرون فقد قسموا بلاد العالم مثل هذا التقسيم رعاية لمصالحهم، مثلاً (كوبا) للسكر، فلا يحق لها في إنتاج النفط، وإن كانت أراضيها خصبة بالنفط، والعراق للنفط، فلا حق له في إنتاج التمور، وإذا أخذ ينتجه سلطوا عليه صداماً ليحرق النخيل، كما فعلوا ذلك بالبلدين، وهكذا.

ولما دمر الشاه الزراعة في إيران بحجة الإصلاح الزراعي، قال بعض الخبراء ممن يفهمون موازين المستعمرين: إنهم يريدون اختصاص إيران بالنفط دون غيره، فعليها أن تستورد المحاصيل الزراعية من بلد آخر قرر المستعمر أن تكون زراعية فحسب، ولذا ردم البهلوي الأول() والثاني()، أكثر من ثلاثة وثلاثين ألفاً من قنوات الماء الأرضية، التي كانت منذ قرون وسيلة الري في إيران.

ومن هنا قرروا أن لا يكون الدواء إلا من عندهم، فلا يحق للدولة الاستقلال في أمر الدواء وما يرتبط بالطب، وإن كانت غنية بالكثير من الأدوية العشبية وغيرها، وبذلك لا يعطي للمريض دواء بلاده الملائم لأهلها، بل يجلب له من بلد آخر مما لا يلائم أهل هذا البلد عادة، فيكون حال المرضي حال إنسان يحتاج إلي فيتامين (ج) فيعطي له فيتامين (د).

احتكار الطب

ثانياً: إن المستعمر يريد احتكار الطب، فيكون البلد المستعمَر بالفتح محتاجاً إليه في مختلف مجالات الطب، فاللازم أن يدرس الأطباء ويتخرجوا من بلد المستعمِر بالكسر فقط، وتأتي الأدوية والأجهزة الطبية من هناك أيضاً، وكذلك

تعالج الأمراض العضال فيه لينتفع من البلد المستعمَر بالفتح اقتصادياً وإعلاميا (سمعةً) لكي يرتبط به ارتباطاً وثيقاً.

من خطط الاستعمار

وكثيراً ما يرسلون سيلاً من الأدوية غير النافعة إلي البلد المستعمَر بالفتح وهي أكثر من احتياجه والبلد مجبور أن يصرف تلك الأدوية مما يضر بصحة الأهالي.

وأحياناً لا يرسلون الدواء الكافي أو المحتاج إليه لحصر اقتصادي، أو ضغط سياسي، أو ما أشبه ذلك من المآرب الاستعمارية المعلومة.

بالإضافة إلي أن المستعمر أحياناً ينشر الأمراض في أهل البلد لإضعافهم.

وقد نشروا في بلدة أمراضاً جنسية.

وفي بلدة أخري نشر مستعمر آخر مرض الإيدز.

إلي غير ذلك.

وقد ذكرت الصحف والمجلات(): أن في مصر التي فتحت باب السياحة أمام اليهود تم إلقاء القبض علي عدد من العاهرات الإسرائيليات بعد ثبوت تورطهن بعلاقات مشبوهة مع شبان مصريين أصيبوا جميعاً بمرض الإيدز وأيضاً صدر الحكم بترحيل مئات الغواني الصهيونيات اللواتي ثبت تعمدهن نشر الأمراض القاتلة بين الشبان المصريين كالإيدز وغيره.

وبذلك كله لا يتمكن الطب من أن يخدم الإنسانية بالشكل المطلوب، ولا من السير حسب مصلحة الإنسان بما هو إنسان، بل حسب إرادة المستعمر ومصلحته، ومن المعلوم أن الطب المقيد لا يتمكن من إبلال المرضي، ولا الوقاية من الأمراض، فيكثر المرض، وتطول مدة الأمراض الخفيفة، إلي غير ذلك.

حادثتان في كربلاء المقدسة

وإني أذكر حادثتين وقعتا في كربلاء المقدسة قبل نصف قرن، أوجبتا دهشة الناس.

الأولي: أن طبيباً جاء إلي البلد وكتب علي لافتة مطبه (أخصائي بالأمراض المستوطنة) فأخذ الناس يسألون هل هناك مرض مستوطن؟.

لأنهم لم يروا آنذاك إلا الأمراض العابرة التي تعالج بسهولة فتجتث جذوره إلا الأندر من النادر.

أما اليوم فتري كثيراً من الناس قد ابتلوا بالأمراض الدائمة والمستعصية والمزمنة.

الثانية: أنه مات إنسان بالسكتة في (زقاق البلوج) شارع الإمام علي عليه السلام حالياً، بأن نام الليل ولم يقم في الصباح، فزلزل بذلك البلد، واجتمع الناس من كل حدب وصوب يتساءلون

عن ذلك وهل أنه ممكن؟ وكان يجيبهم بعض رجال الدين: نعم ذلك مذكور في القرآن الحكيم، حيث قال سبحانه: ?الله يتوفي الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها?().

ويجيبهم بعض كبار السن بأنه نعم، قد سمعنا قضية واحدة مثلاً من هذا القبيل من آبائنا، أو أنه مذكور في الكتب الطبية، وقد دام الزلزال أياماً.

بينما أخبرني أحد رؤساء مقبرة كبيرة في مدينة تحتوي علي أكثر من عشرة ملايين: أنه في الشهر السابق دُفن في المقبرة ألفي ميت مات أكثرهم بموت الفجأة.

وإنا قد ذكرنا القصتين، لا لاختصاصهما (باستعمارية الطب) بل للإشارة إلي أن الطب بعد انحرافه سبب ضائعات لم تكن بالبال ولا بالحسبان، وقد حصل الانحراف بأسباب عديدة منها ما ذكرناه في العناوين السابقة، وغيرها.

والطب الحديث وإن حق له أن يفتخر، بإبادته أمراضاً عديدة، من قبيل الطاعون، والوباء، والملاريا، والرمد، والسل، وما أشبه، لكن من الحق أيضاً أن يؤخذ عليه أنه جاء بدل تلك الأمراض، بسيل من الأمراض الخطيرة الأخري كالإيدز، والسرطان، والسكري، وتصلب الشرايين، والكآبة، وموت الفجأة، وغيرها.

وفي التقارير الطبية:

أنه تتجاوز الحالات الجديدة المسجلة سنوياً للأمراض المنقولة جنسياً 233 مليون إصابة بين الرجال والنساء، وتنقل ما بين 30% و 70% من النساء المصابات هذه الأمراض إلي أطفالهن. وتذكر الأكاديمية الأمريكية للعلوم من جهة ثانية أن هناك 22 مليون شخص في العالم يحملون فيروس الإيدز، ويعيش 14 مليوناً منهم في أفريقيا، كما يسجل المرض انتشاراً متسارعاً في جنوب شرق آسيا.

وذكرت الدراسات التشريحية: بأن تأثير المواد الدسمة في تجمع الحصيات أكبر لدي الرجال مما هو عليه لدي النساء، وأن 20% من النساء لديهن الحصيات المرارية، بينما50% من الرجال لديهم هذا المرض.

وقد ازداد حجم سوق أدوية تخفيض الكولسترول، لتصل

مبيعاته إلي 16 مليار دولار، وأما سوق عقار داء الصداع المزمن، فقد زادت مبيعاته بنسبة 25% لتصل إلي 2.3 مليار دولار، كما ارتفع سوق استهلاك الأدوية الأمريكية المستخدمة لمرض السكري بنسبة 38%، ويبلغ حجم هذه الزيادة ما يعادل مليار دولار.

وذكر تقرير لمنظمة الصحة العالمية: أن مرض الاكتئاب هو المرض الأول عند النساء، ويأتي ترتيبه في المنزلة الرابعة في قائمة الأمراض في العالم، وتوقعت تقارير أخري أن يكون هو المرض الثاني في العالم في عام 2020م، بينما يكون مرض القلب هو الأول.

وذكرت التقارير الطبية: بأن 43 مرضاً تسببها السمنة علي رأسها القلب، وتصلب الشرايين، والسكر، وتعتبر ثاني سبب للوفاة المبكرة بعد التدخين.

وارتفعت نسبة إصابة الإيطاليين بسرطان الجلد بشكل كبير، حيث بلغت 300% حسب إحصاءات وزارة الصحة الإيطالية، حيث رصدت الحكومة في عام 1996م، أكثر من أربعمائة مليار ليرة لمكافحة هذا المرض، من دون أن تكون هناك أي نتائج ملموسة تذكر.

إلي غيرها مما هو كثير.

9: العناية بالجسد فقط

9: العناية بالجسد فقط

من الأخطاء الطبية: العناية بالجسد فقط دون الروح، وقد مر تأثير الروح وسلامتها علي صحة الجسد، فتري بعض الأطباء يسعي في علاج جسد المريض وهو يمرض روحه بالتخويف وما أشبه.

يقول أحد الأطباء الغربيين(): (إن الأطباء يغلطون غلطاً فظيعاً؛ لأنهم يعنون بالجسد دون النفس، ولأنهم يهملون درس السلطة غير المنظورة التي للوهم علي الجسد، فالطبيب الذي يستشار في معالجة العليل، لا يفحص عادة سوي أعضاء الجسم وحالتها، ولا يعتني بحالة العليل نفسه، وما يمكن أن يعطيه لإنعاش تلك الحالة، إنه يتجاهل قيمة المقوي المعنوي الذي يفعل في شفاء النفس أكثر مما يفعل المقوي المادي).

وفي الحديث قال موسي عليه السلام: يا رب ممن الدواء؟ قال: مني، قال: فلم أمرت المرضي بالطبيب؟ قال: ليطيب نفوسهم،

فمن هذا سمي طبيبا().

قال الرازي: ينبغي للطبيب أن يوهم المريض أبداً الصحة ويرجيه بها، وإن كان غير واثق بذلك، فمزاج الجسم تابع لأخلاق النفس.

أثر الاستهواء

هذا وقد ثبت علمياً أثر الاستهواء الروحي علي الجسد أيضاً.

يذكر: أن أحد الأطباء قد جرّب قوة الاستهواء في الجسم، فاستأذن من حكومته في قتل مجرم محكوم عليه بالإعدام بقوة الاستهواء، وأخذه معصوب العينين إلي غرفة سوداء مظلمة وأخذ يكرر عليه كثيراً انه سيعدمه بقطع شريان من جسمه، ثم طرحه علي سرير وكرر علي سمعه طريقة القتل، وأوضح له ما سيشعر به عند قطع الشريان من سيلان الدم إلي الغيبوبة إلي الموت، ثم أمسك شفرة عادية وقطع به ذراع المجرم قطعاً سطحياً، ثم فتح صنبوراً كان قد أعده فأخذ الماء يسيل منه علي ذراع المجرم كأنه الدم في حرارته العادية، فلم يلبث المجرم أن مات تحت تأثير الاستهواء الشديد.

10: عدم تشخيص الصغريات

من الأخطاء الطبية: عدم تشخيص المصاديق، وأنها صغريات لأية كبري طبية، فإن في الطب قواعد عامة، يلزم علي الطبيب أن يعرف أن هذه الحالة الخارجية منطبقة تحت أية قاعدة منها، وذلك حسب علمه وذكائه وتجربته.

فكم من مريض ابتلي أكثر أو توفي بسبب التشخيص الخاطئ من قبل الطبيب.

ينقل: أن ابن سينا حضر عند مريض كان يعتقد أنه بقرة، ويرفض الطعام الذي يقدم له ويطلب أن يذبح، عند ذلك استدعي ابن سينا جزاراً ووعد المريض بأنه سيذبحه، ولكنه أخذ يتحسس جسمه، ثم قال: لا، هذه البقرة هزيلة جداً وتحتاج لبعض الغذاء، وفعلاً أخذ المريض في تناول الطعام ثم شفي بعدها.

فصل: ما يلزم علي الطبيب مراعاته

أمور ينبغي مراعاتها

هناك أمور ينبغي للطبيب مراعاتها، وهي بين واجب ومستحب، وبذلك يحرز الطبيب، رضي الله سبحانه، وحب الناس له، ويكون مرتاح الضمير، فينال خير الدنيا والآخرة بإذنه سبحانه، نذكر منها أربعة عشر أمراً.

1: تجنب تشريح الإنسان

مما يلزم علي الطبيب مراعاته: أن يتجنب تشريح بدن الإنسان الميت مهما أمكن، فقد قال الإمام الصادق عليه السلام: «حرمته ميتاً كحرمته وهو حي» ().

فإن التشريح إهانة للإنسان شرعاً وعقلاً وعرفاً، وقد ضحك ذات مرة طالب مشرف علي ميت أخذ أستاذه يشرّحه، فنهره الأستاذ بكل شدة، قائلاً: إنه إنسان مثلك!.

ولذا ينقل عن الأمريكيين كما في بعض المجلات العربية أنهم يشرِّحون أجساداً يشترونها من غير بلادهم، لأنهم يرون أن التشريح خلاف كرامة الشخص الأمريكي واحترامه.

وفي فقه الرضا عليه السلام: «فتوقي الميت مما توقي منه نفسك» ()، بعد أن أمر عليه السلام المغسِّل أن لا يغسله بالماء البارد.

وهل ذلك من جهة شعور جسمه بالألم أيضاً، أو من جهة شعور روحه؟ العلم عند الله سبحانه.

وقد ذكرنا في بعض كتبنا أن اللازم تبديل تشريح بدن الميت عند التعليم ونحوه بتشريح الحيوان أو الدمي البلاستيكية()، فإن الغرب المادي حيث لا يري للإنسان بما هو إنسان حرمة، فقد شرّع تشريح بدن الإنسان، ولو رأي له حرمة، أو جاء دور الإسلام في الطب ونحوه، لبدّله بما ذكرناه.

أما الإسلام فقد أكرم الإنسان غاية الإكرام، حيث قال عزوجل: ?من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً?()، علي ما ذكرنا وجه بعض المحتملات في الآية الكريمة في كتاب (التفسير الموضوعي)().

وقال تعالي: ?ولقد كرمنا بني آدم?().

ولعله يأتي زمان يأخذ الإسلام بزمام العالم، لينسخ هذه العادة المشينة بإذنه سبحانه.

2: لا للاختلاط المحرم

مما يلزم علي الطبيب مراعاته: عدم الاختلاط المحرم، فمن الأكيد لزوم الفصل بين الرجال والنساء في دراسة الطب وفي ممارسته مهما أمكن.

إلا في حالات الضرورة، فإن الضرورات تبيح المحظورات.

وإلا في مثل الاختلاط المشروع بينهما في المساجد والحسينيات والطواف وما أشبه ذلك.

أما عدم الفصل

فإنه مثار المفاسد الكثيرة التي منها (العنوسة) و(شيوع الزنا) و(هدم العوائل) مما ذكرناه في بعض الكتب المرتبطة بفلسفة الحجاب.

وجعل الأصل عدم الفصل، كما سري إلي المسلمين من الغربيين، فذلك مما يخالف العقل قبل الشرع.

قال تعالي: ?وَقُلْ لِلْمُؤْمِناتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصارِهِنَّ ويَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ ولا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ ما ظَهَرَ مِنْها ولْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلي جُيُوبِهِنَّ ولا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَو آبائِهِنَّ أَو آباءِ بُعُولَتِهِنَّ أَو أَبْنائِهِنَّ أَو أَبْناءِ بُعُولَتِهِنَّ أَو إِخْوانِهِنَّ أَو بَنِي إِخْوانِهِنَّ أَو بَنِي أَخَواتِهِنَّ أَو نِسائِهِنَّ أَو ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُنَّ أَو التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الإِْرْبَةِ مِنَ الرِّجالِ أَو الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلي عَوْراتِ النِّساءِ ولا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ ما يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وتُوبُوا إِلَي اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ?().

وقال سبحانه: ?وإِذا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتاعاً فَسْئَلُوهُنَّ مِنْ وَراءِ حِجابٍ ذلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وقُلُوبِهِنَّ وما كانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ ولا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْواجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذلِكُمْ كانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيماً?().

وقال جل جلاله: ?فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجاباً?().

وقال تعالي: ?يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَِزْواجِكَ وَبَناتِكَ وَنِساءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلاَبِيبِهِنَّ ذلِكَ أَدْني أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً?().

وفي خبر المناهي أن النبي صلي الله عليه و اله: «نهي أن تتكلم المرأة عند غير زوجها وغير ذي محرم منها، أكثر من خمس كلمات مما لابد لها منه» ().

وقال صلي الله عليه و اله: «من ملأ عينه من حرام، ملأ الله عينه يوم القيامة من النار، إلا أن يتوب ويرجع» ().

وقال صلي الله عليه و اله: «من صافح امرأة تحرم عليه، فقد ?باءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللَّهِ?()، ومن التزم امرأة حراماً، قرن في سلسلة من نار مع الشيطان فيقذفان في النار» ().

وعن

الإمام الرضا عليه السلام أنه كتب إلي ابن سنان: «حرم النظر إلي شعور النساء المحجوبات بالأزواج وغيرهن من النساء؛ لما فيه من تهييج الرجال، وما يدعو التهييج إلي الفساد، والدخول فيما لا يحل ولا يحمل، وكذلك ما أشبه الشعور» ().

وعن السكوني، عن الإمام الصادق عليه السلام، عن أبيه عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «كل عين باكية يوم القيامة إلا ثلاثة أعين: عين بكت من خشية الله، وعين غضت عن محارم الله، وعين باتت ساهرة في سبيل الله» ().

وعن سماعة بن مهران قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن مصافحة الرجل المرأة؟. قال عليه السلام: «لا يحل للرجل أن يصافح المرأة، إلا امرأةً يحرم عليه أن يتزوجها: أخت، أو بنت، أو عمة، أو خالة، أو ابنة أخت، أو نحوها. فأما المرأة التي يحل له أن يتزوجها فلا يصافحها، إلا من وراء الثوب ولا يغمز كفها» ().

وعن جعفر بن عمر، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «نهي رسول الله صلي الله عليه و اله أن يدخل الرجال علي النساء إلا بإذنهن» ().

وعن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام، عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: خرج رسول الله صلي الله عليه و اله يريد فاطمة عليها السلام وأنا معه، فلما انتهيت إلي الباب، وضع يده عليه فدفعه ثم قال: «السلام عليكم».

فقالت فاطمة: «عليك السلام يا رسول الله».

قال: «أدخل»؟.

قالت: «ادخل يا رسول الله».

قال: «أدخل أنا ومن معي»؟.

فقالت: «يا رسول الله، ليس عليَّ قناع».

فقال: «يا فاطمة، خذي فضل ملحفتك فقنعي به رأسك».

ففعلت.

ثم قال: «السلام عليكم».

فقالت فاطمة: «وعليك السلام يا رسول الله».

قال: «أدخل»؟.

قالت: «نعم، يا رسول الله».

قال: «أنا ومن معي»؟.

قالت: «ومن معك»

().

3: الطب العدلي

مما يلزم علي الطبيب مراعاته: الاقتصار في الطب العدلي علي الموازين الشرعية، وملاحظة الميت بالتشريح ونحوه علي محل الضرورة، مثل كشف جناية أو نحوها.

أما ما اعتيد اليوم في بلاد الإسلام تبعاً للغرب من عدم مراعاة الضرورة في التشريح في الطب العدلي، فذلك كما ذكرناه خلاف العقل والشرع.

4: لا للخلوة

مما يلزم علي الطبيب مراعاته: تجنب الخلوة بالأجنبية أو الأجنبي بالنسبة إلي الطبية في غرفة الفحص ونحوها، فإن الشيطان ثالثهما، كما في الحديث().

وكم وقعت قضايا مشينة بسبب الخلوة المذكورة، فاللازم إما أن يبقي الباب مفتوحاً فيما إذا كانت الصالة محل العبور والمرور، وإما حضور ثالث يحتشم منه عند الفحص ونحوه.

عن محمد بن الطيار قال: دخلت المدينة، وطلبت بيتاً أتكاراه، فدخلت داراً فيها بيتان بينهما باب وفيه امرأة. فقالت تكاري هذا البيت، قلت: بينهما باب، وأنا شاب. فقالت: أنا أغلق الباب بيني وبينك. فحولت متاعي فيه، وقلت لها: أغلقي الباب. فقالت: تدخل عليَّ منه الروح دعه. فقلت: لا أنا شاب، وأنت شابة أغلقيه. فقالت: اقعد أنت في بيتك فلست آتيك ولا أقربك، وأبت أن تغلقه. فأتيت أبا عبد الله عليه السلام فسألته عن ذلك؟. فقال عليه السلام: «تحول منه؛ فإن الرجل والمرأة إذا خليا في بيت كان ثالثهما الشيطان» ().

وعن جعفر بن محمد عليه السلام، عن أبيه عليه السلام، عن جده علي بن الحسين عليه السلام، عن أبيه عليه السلام، عن علي عليه السلام قال: «ثلاثة من حفظهن كان معصوماً من الشيطان الرجيم ومن كل بلية: من لم يخل بامرأة لا يملك منها شيئاً، ولم يدخل علي سلطان، ولم يعن صاحب بدعة ببدعته» ().

وعن علي عليه السلام أنه قال: «لا يخلو بامرأة رجل، فما من رجل خلا بامرأة إلا

كان الشيطان ثالثهما» ().

وعنه عليه السلام قال: «أخذ رسول الله صلي الله عليه و اله البيعة علي النساء: أن لا ينحن، ولا يخمشن، ولا يقعدن مع الرجال في الخلاء» ().

وعن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: «لما دعا نوح ربه عزوجل علي قومه، أتاه إبليس فقال: يا نوح إن لك عندي يداً، أريد أن أكافئك عليها إلي أن قال: اذكرني في ثلاث مواطن، فإني أقرب ما أكون إلي العبد إذا كان في إحداهن: اذكرني إذا غضبت، واذكرني إذا حكمت بين اثنين، واذكرني إذا كنت مع امرأة خالياً وليس معكما أحد» ().

وروي: «أن إبليس قال: لا أغيب عن العبد في ثلاث مواضع: إذا هم بصدقة، وإذا خلا بامرأة، وعند الموت» ().

وروي: «أن موسي عليه السلام رأي إبليس باكياً» إلي أن قال: «قال يعني

إبليس: أعلمك كلمات، لا تجلس علي مائدة يشرب عليها الخمر؛ فإنه مفتاح كل شر، لا تخلون بامرأة غير محرم؛ فإني لست أجعل بينكما رسولاً غيري» ().

وعن سعدان بن مسلم، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «بينما موسي بن عمران عليه السلام جالس، إذ أقبل إليه إبليس» إلي أن قال «ثم قال له: أوصيك بثلاث خصال: يا موسي، لا تخل بامرأة، ولاتخل بك؛ فإنه لا يخلو رجل بامرأة، ولا تخلو به، إلا كنت صاحبه من دون أصحابي» ().

وعن رسول الله صلي الله عليه و اله أنه قال: «لا يخلون رجل بامرأة؛ فإن ثالثهما شيطان» ().

وعن موسي بن إبراهيم، عن موسي بن جعفر عليه السلام، عن آبائه عليهم السلام، عن رسول الله صلي الله عليه و اله قال: «من

كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فلا يبت في موضع يسمع نفس امرأة ليست له بمحرم» ().

5: التقوي وتجنب المحرمات

مما يلزم علي الطبيب مراعاته: أن يراقب الله سبحانه في كل أعماله كما هو اللازم علي كل إنسان خصوصاً في وصف الدواء الحرام، أو العمل الحرام، فإنه لا يجوز شرعاً، وسيعاقب عليه في الآخرة، وأحياناً في الدنيا أيضاً.

فلا يفتي بالإفطار في شهر رمضان إلا لمن لا يمكنه الصوم.

أو الصلاة عن جلوس كذلك، أو ما أشبه.

أو الاستمناء لمن يريد فحص منيّه بدون الاستمناء بزوجته أو زوجها.

أو بمثل شرب الخمر، أو أكل المحرمات.

فإنه لا يجوز التداوي بالحرام إلا في أقصي حالات الضرورة فيما إذا كان المرض ضاراً، ولم يكن لذلك الدواء أو العمل بديل، بأن انحصر العلاج في الحرام. قال الإمام الصادق عليه السلام عن الخمر: «ما يبل الميل منه ينجس حباً من ماء» ().

وكذلك في الأمر بإسقاط الجنين، أو إسقاطه بنفسه بتزريق إبرة أو نحوها، فإنه من أشد المحرمات، ومصاديق قوله تعالي: ?وإذا الموءودة سُئلت ? بأي ذنب قتلت?().

فكيف بطبيب يأتي يوم القيامة موقوفاً بين يدي الله عزوجل، والعشرات من الأطفال يطلبونه بدمائهم.

وفي الحديث عن الإمام الصادق عليه السلام: «من أعان علي قتل مؤمن ولو بشطر كلمة، جاء يوم القيامة بين عينيه مكتوب: آيس من رحمة الله» ()، علماً بأن رحمته تعالي وسعت كل شيء كما قال سبحانه: ?ورحمتي وسعت كل شيء?().

وكذلك عليه أن يخاف الله عزوجل في العمليات الجراحية والقيصرية (عند الولادة)، إلي غير ذلك.

قال أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: «من تطبب فليتق الله ولينصح وليجتهد» ().

وعن عمر بن يزيد الصيقل قال: حضرت أبا عبد الله عليه السلام فسأله رجل به البواسير الشديد، وقد وصف له دواء سكرجة

من نبيذ صلب لا يريد به اللذة، ولكن يريد به الدواء. فقال عليه السلام: «لا ولا جرعة».

قلت: لم؟.

قال عليه السلام: «لأنه حرام، وإن الله عزوجل لم يجعل في شي ء مما حرمه دواء ولا شفاء» ().

وعن قائد بن طلحة قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن النبيذ يجعل في دواء؟. قال عليه السلام: «لا ينبغي لأحد أن يستشفي بالحرام» ().

وعن إسماعيل بن محمد قال: قال جعفر بن محمد عليه السلام: «نهي رسول الله عن الدواء الخبيث أن يتداوي به» ().

وعن جعفر بن محمد عليه السلام: «أنه رخص في الكي فيما لا يتخوف فيه الهلاك، ولا يكون فيه تشويه» ().

وعن أبي الدرداء: أن رسول الله صلي الله عليه و اله قال: «إن الله أنزل الداء والدواء، وجعل لكل داء دواء، فتداووا ولا تتداووا بحرام» ().

وعن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر عليه السلام قال: «خطب رسول الله صلي الله عليه و اله في حجة الوداع فقال: يا أيها الناس، والله ما من شي ء يقربكم من الجنة ويباعدكم من النار إلا وقد أمرتكم به. وما من شي ء يقربكم من النار ويباعدكم من الجنة إلا وقد نهيتكم عنه. ألا وإن الروح الأمين نفث في روعي أنه لن تموت نفس حتي تستكمل رزقها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب، ولا يحمل أحدكم استبطاء شي ء من الرزق أن يطلبه بغير حله؛ فإنه لا يدرك ما عند الله إلا بطاعته» ().

وعن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام قال: «لا تذهب بكم المذاهب، فو الله ما شيعتنا إلا من أطاع الله عزوجل» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «إذا كان يوم القيامة، يقوم عنق من الناس، فيأتون باب الجنة فيضربونه،

فيقال لهم: من أنتم؟. فيقولون: نحن أهل الصبر، فيقال لهم: علي ما صبرتم؟. فيقولون: كنا نصبر علي طاعة الله، ونصبر عن معاصي الله، فيقول الله عزوجل: صدقوا أدخلوهم الجنة، وهو قول الله عزوجل: ?إِنَّما يُوَفَّي الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِساب?()» ().

وعن عمرو بن خالد، عن أبي جعفر عليه السلام قال: «يا معشر الشيعة، شيعة آل محمد كونوا النمرقة الوسطي، يرجع إليكم الغالي، ويلحق بكم التالي». فقال له رجل من الأنصار يقال له سعد: جعلت فداك ما الغالي؟. قال عليه السلام: «قوم يقولون فينا ما لا نقوله في أنفسنا، فليس أولئك منا ولسنا منهم». قال: فما التالي؟. قال عليه السلام: «المرتاد يريد الخير يبلغه الخير يؤجر عليه»، ثم أقبل علينا فقال عليه السلام: «والله ما معنا من الله براءة، ولا بيننا وبين الله قرابة، ولا لنا علي الله حجة، ولا نتقرب إلي الله إلا بالطاعة، فمن كان منكم مطيعاً لله تنفعه ولايتنا، ومن كان منكم عاصياً لله لم تنفعه ولايتنا، ويحكم! لا تغتروا، ويحكم! لا تغتروا» ().

6: مراعاة الفقراء

مما ينبغي علي الطبيب مراعاته: أن لا يأخذ من الفقير شيئاً؛ فإنه من الإحسان الراجع إلي المحسن في الدنيا قبل الآخرة، وقد تقدم أن بعض الأطباء كان يزود المريض الفقير بالدواء، وأحياناً بشيء من المال.

وإذا لم يأخذ الطبيب من أهل العلم كان أجمل أيضاً.

قال جالينوس(): إني لم أطلب من أحد من تلاميذي أجرة، ولا من مريض من المرضي الذين أعالجهم، وإني أعطي المرضي كل ما يحتاجونه إليه، لا من الأدوية فقط، أو من الأشربة، أو من الأدهان، أو غير ذلك مما أشبهه، لكني أقيم عليهم من يخدمهم أيضاً إذا لم يكن لهم خدم، وأهيئ لهم مع ذلك ما يتغذون به.

قال

أمير المؤمنين عليه السلام: «يا نوف ارحم ترحم» ().

وفي حديث آخر: «الراحمون يرحمهم الرحمن يوم القيامة» ().

وعن شعيب العقرقوفي قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول لأصحابه: «اتقوا الله وكونوا أخوة بررةً، متحابين في الله، متواصلين متراحمين، تزاوروا وتلاقوا وتذاكروا أمرنا وأحيوه» ().

وعن كليب الصيداوي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «تواصلوا وتباروا وتراحموا، وكونوا أخوة بررةً كما أمركم الله عزوجل» ().

وعن أبي المغراء، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «يحق علي المسلمين الاجتهاد في التواصل، والتعاون علي التعاطف، والمواساة لأهل الحاجة، وتعاطف بعضهم علي بعض، حتي تكونوا كما أمركم الله عزوجل: رحماء بينهم متراحمين، مغتمين لما غاب عنكم من أمرهم، علي ما مضي عليه معشر الأنصار علي عهد رسول الله صلي الله عليه و اله» ().

وعن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام في حديث قال: «رحم الله امرئ ألف بين وليين لنا، يا معشر المؤمنين، تآلفوا وتعاطفوا» ().

وعن الحارث، عن علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «إن الله عزوجل رحيم يحب كل رحيم» ().

وعن رسول الله صلي الله عليه و اله أنه قال: «والذي نفسي بيده، لا يضع الله الرحمة إلا علي رحيم».

قالوا: يا رسول الله، كلنا رحيم.

قال صلي الله عليه و اله: «ليس الذي يرحم نفسه وأهله خاصةً، ولكن الذي يرحم المسلمين» ().

وقال صلي الله عليه و اله: «قال تعالي: إن كنتم تريدون رحمتي فارحموا» ().

وعن جعفر بن محمد عليه السلام عن أبيه عليه السلام عن جده علي بن الحسين عليه السلام عن أبيه عليه السلام عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «من لا

يرحم الناس لا يرحمه الله» ().

وعن الإمام علي عليه السلام أنه قال: «إذا عجز عن الضعفاء نيلك، فلتسعهم رحمتك» ().

7: الإنصاف في الأجر

مما يلزم علي الطبيب مراعاته: الإنصاف في أخذ الأجرة، وعدم الإجحاف بالمريض، سواء في الفحص أو الاختصاص، أو القيام بالعمليات الجراحية، أو أخذ الأشعة، أو الاختبارات الطبية، كالأمور المرتبطة بالدم، أو نحو ذلك.

فإن «من لا ينصف لا يُنصف».

وإن عمل الإنسان زرع، فمهما زرع حصد، وقد قال سبحانه: ?إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها?().

وفي الحديث عن الإمام الصادق عليه السلام: «من أشد الأعمال ثلاثة: إنصاف الناس من نفسك …» ().

وعن أبي حمزة الثمالي، عن علي بن الحسين عليه السلام قال: «كان رسول الله صلي الله عليه و اله يقول في آخر خطبته:

طوبي لمن طاب خلقه، وطهرت سجيته، وصلحت سريرته، وحسنت علانيته، وأنفق الفضل من ماله، وأمسك الفضل من قوله، وأنصف الناس من نفسه» ().

وعن معاوية بن وهب، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «من يضمن لي أربعة بأربعة أبيات في الجنة: أنفق ولا تخف فقراً، وأفش السلام في العالم، واترك المراء وإن كنت محقاً، وأنصف الناس من نفسك» ().

وعن علي بن عقبة، عن جارود أبي المنذر قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: «سيد الأعمال ثلاثة: إنصاف الناس من نفسك، حتي لا ترضي بشي ء إلا رضيت لهم مثله، ومواساتك الأخ في المال، وذكر الله علي كل حال، ليس سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر فقط، ولكن إذا ورد عليك شي ء أمر الله عزوجل به أخذت به، أو إذا ورد عليك شي ء نهي الله عزوجل عنه تركته» ().

وعن رومي بن زرارة، عن أبيه، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال

أمير المؤمنين عليه السلام في كلام له: «ألا إنه من ينصف الناس من نفسه لم يزده الله إلا عزاً» ().

وعن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «ثلاثة هم أقرب الخلق إلي الله عزوجل يوم القيامة، حتي يفرغ من الحساب: رجل لم تدعه قدرة في حال غضبه إلي أن يحيف علي من تحت يده، ورجل مشي بين اثنين فلم يمل مع أحدهما علي الآخر بشعيرة، ورجل قال بالحق فيما له وعليه» ().

وعن السكوني، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «سيد الأعمال: إنصاف الناس من نفسك، ومواساة الأخ في الله، وذكر الله عز وجل علي كل حال» ().

وعن الحسن البزاز، قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: «ألا أخبرك بأشد ما فرض الله علي خلقه ثلاث». قلت: بلي. قال عليه السلام: «إنصاف الناس من نفسك، ومواساتك أخاك، وذكر الله في كل موطن. أما إني لا أقول: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، وإن كان هذا من ذاك، ولكن ذكر الله جل وعز في كل موطن إذا هجمت علي طاعة أو علي معصية» ().

وعن أبي البلاد رفعه قال: جاء أعرابي إلي النبي صلي الله عليه و اله وهو يريد بعض غزواته، فأخذ بغرز راحلته فقال: يا رسول الله، علمني عملاً أدخل به الجنة. فقال صلي الله عليه و اله: «ما أحببت أن يأتيه الناس إليك فأته إليهم، وما كرهت أن يأتيه الناس إليك فلا تأته إليهم، خل سبيل الراحلة» ().

وعن الحلبي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «العدل أحلي من الماء يصيبه الظمآن، ما أوسع العدل إذا عدل فيه

وإن قل» ().

وعن معاوية بن وهب، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «العدل أحلي من الشهد، وألين من الزبد، وأطيب ريحاً من المسك» ().

وعن روح ابن أخت المعلي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «اتقوا الله واعدلوا، فإنكم تعيبون علي قوم لا يعدلون» ().

وعن ابن محبوب، عن بعض أصحابه، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «من أنصف الناس من نفسه رضي به حكماً لغيره» ().

وعن يعقوب بن شعيب، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «أوحي الله عزوجل إلي آدم عليه السلام: أني سأجمع لك الكلام في أربع كلمات.

قال: يا رب، وما هن؟.

قال: واحدة لي، وواحدة لك، وواحدة فيما بيني وبينك، وواحدة فيما بينك وبين الناس.

قال: يا رب، بينهن لي حتي أعلمهن؟.

قال: أما التي لي: فتعبدني لا تشرك بي شيئاً، وأما التي لك: فأجزيك بعملك أحوج ما تكون إليه، وأما التي بيني وبينك: فعليك الدعاء وعليَّ الإجابة، وأما التي بينك وبين الناس: فترضي للناس ما ترضي لنفسك، وتكره لهم ما تكره لنفسك» ().

وعن جعفر بن إبراهيم الجعفري، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «من واسي الفقير من ماله، وأنصف الناس من نفسه، فذلك المؤمن حقاً» ().

8: معرفة الداء أولاً

مما يلزم علي الطبيب مراعاته شرعاً وعقلاً: أن لا يصف الدواء من دون معرفة الداء، ولا يصف دواء لا يعرفه، فإن الوصف المؤدّي إلي العطب أو الضرر حرام وفيه الضمان، فإن «الطبيب ضامن وإن كان حاذقاً».

بل حتي إذا شخص الداء والدواء، ثم وصف العلاج فعطب المريض كان الطبيب ضامناً، إلا أخذ البراءة ولم يفرّط، كما ورد في الفقه().

عن السكوني، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال

أمير المؤمنين عليه السلام: «من تطبب أو تبيطر فليأخذ البراءة من وليه، وإلا فهو له ضامن» ().

وعلي الطبيب أن يتحلي بالشجاعة، فإذا لم يفهم المرض أو العلاج، يقول: (لا أعلم)، وإذا لم تكن له تلك الشجاعة فيمكنه أن يقول للمريض (راجع طبيباً آخر) أو ما أشبه.

وقد رأيت أنا مراجع وفقهاء عظام أمثال والدي رحمة الله عليه() والسيد حسين القمي رحمة الله عليه() والسيد الحكيم رحمة الله عليه () إذا سُئلوا عن مسألة، لم يستحضروها، قالوا: (لا نعلم) أو (راجع فلاناً)، أو (سأنظر في المسألة ثم أقول لك الجواب).

وهذا يُعد من أكبر الفضائل عند الله سبحانه، وعند الناس، فلا يتصور الطبيب أنه إذا قال مثل هذه الكلمات سوف ينزل قدره عند الناس، بل بالعكس سوف يرفع قدره ويقبل الناس عليه أكثر فأكثر، كما هي عادة الناس في كل من وجدوا فيه الصفات الرفيعة.

عن مفضل بن يزيد قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: «أنهاك عن خصلتين فيهما هلاك الرجال: أنهاك أن تدين الله بالباطل، وتفتي الناس بما لا تعلم» ().

وعن عبد الرحمن بن الحجاج قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: «إياك وخصلتين! ففيهما هلك من هلك: إياك أن تفتي الناس برأيك، أو تدين بما لا تعلم» ().

وعن أبي عبيدة الحذاء، عن أبي جعفر عليه السلام قال: «من أفتي الناس بغير علم ولا هدي لعنته ملائكة الرحمة، وملائكة العذاب، ولحقه وزر من عمل بفتياه» ().

وعن زياد بن أبي رجاء، عن أبي جعفر عليه السلام قال: «ما علمتم فقولوا، وما لم تعلموا فقولوا: الله أعلم، إن الرجل لينتزع الآية من القرآن يخر فيها أبعد ما بين السماء والأرض» ().

وعن محمد بن مسلم، عن أبي عبد

الله عليه السلام قال: «للعالم إذا سئل عن شي ء وهو لا يعلمه أن يقل: الله أعلم، وليس لغير العالم أن يقول ذلك» ().

وعن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «إذا سئل الرجل منكم عما لا يعلم فليقل: لا أدري، ولا يقل: الله أعلم، فيوقع في قلب صاحبه شكاً، وإذا قال المسئول: لا أدري فلا يتهمه السائل» ().

وعن زرارة بن أعين قال: سألت أبا جعفر عليه السلام: ما حق الله علي العباد؟. قال عليه السلام: «أن يقولوا ما يعلمون، ويقفوا عند ما لا يعلمون» ().

وعن أبي يعقوب إسحاق بن عبد الله، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «إن الله خص عباده بآيتين من كتابه، أن لا يقولوا حتي يعلموا، ولا يردوا ما لم يعلموا، وقال عزوجل: ?أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثاقُ الْكِتابِ أَنْ لا يَقُولُوا عَلَي اللَّهِ إِلاَّ الْحَقَّ?()،وقال: ?بَلْ كَذَّبُوا بِما لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَ لَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ?()» ().

وعن ابن شبرمة قال: ما ذكرت حديثاً سمعته عن جعفر بن محمد عليه السلام إلا كاد أن يتصدع قلبي، قال عليه السلام: «حدثني أبي، عن جدي، عن رسول الله صلي الله عليه و اله

قال ابن شبرمة: وأقسم بالله ما كذب أبوه علي جده، ولا جده علي رسول الله صلي الله عليه و اله قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: من عمل بالمقاييس فقد هلك وأهلك، ومن أفتي الناس بغير علم وهولا يعلم الناسخ من المنسوخ، والمحكم من المتشابه، فقد هلك وأهلك» ().

وعن طلحة بن زيد قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: «العامل علي غير بصيرة، كالسائر علي غير الطريق لا يزيده سرعة السير إلا بعداً» ().

وعن ابن فضال،

عمن رواه، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «من عمل علي غير علم، كان ما يفسد أكثر مما يصلح» ().

9: حسن الخلق

مما يلزم علي الطبيب مراعاته: أن يكون حسن الأخلاق دائماً مع المرضي والمراجعين، ويتحلي بطول الصبر، ولين اللفظ، والتواضع والرفق، وقد سبق قول رسول الله صلي الله عليه و اله: ¬ «ما وضع الرفق علي شيء إلا زانه، ولا وضع الخرق علي شيء إلا شانه»» ().

قال أبو جعفر عليه السلام: «إن أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا» ().

وقال عليه السلام: «أكثر ما يدخل الناس الجنة تقوي الله وحسن الخلق» ().

وقال رسول الله صلي الله عليه و اله: «إن العبد لينال بحسن خلقه درجة الصائم القائم» ().

وقال صلي الله عليه و اله: «خالق الناس بخلق حسن» ().

وقال صلي الله عليه و اله: «ما يوضع في ميزان امرئ يوم القيامة أفضل من حسن الخلق» ().

وعن عنبسة العابد قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: «ما يقدم المؤمن علي الله عزوجل بعمل بعد الفرائض أحب إلي الله تعالي من أن يسع الناس بخلقه» ().

وقال رسول الله صلي الله عليه و اله: «أكثر ما تلج به أمتي الجنة تقوي الله وحسن الخلق» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «إن الله تبارك و تعالي ليعطي العبد من الثواب علي حسن الخلق كما يعطي المجاهد في سبيل الله يغدو عليه و يروح» ().

وعن بحر السقاء قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: «يا بحر حسن الخلق يسر» ().

وإذا لم يكن الطبيب أو غيره حسن الأخلاق ذاتاً، تمكن من تحصيله بالإيحاء وما أشبه، بالإضافة إلي أنه يمكنه تجنب مواضع الإثارة.

وعليه فاللازم

أن يعرف الطبيب أن المريض أو المراجع بشر مثله، وكما لا يحب أن يُساء إليه، عليه أن لا يسيء إلي غيره من المرضي والمراجعين، بل المريض أشد حاجة إلي حسن الأخلاق والعطف.

وهذا ليس خاصاً بالطبيب، بل بكل من يكون مورد حاجة الناس، سواء كان حاكماً أم عالماً أم قاضياً أم غيرهم، فإذا راعي الإنسان في هذا الباب صفتين، سعد وأسعد:

الأولي: أن يكون ساكن الريح، فلا يضع سوطه علي كتفيه حتي سوطه اللساني يضرب به هذا وذاك.

فلا يكون علي لسان الحاكم مثلاً: السجن، والتعذيب، والإعدام، واللفظ البذيء، ومصادرة الأموال، والإبعاد، وهتك الأعراض، وما أشبه، فإنه يُجازي بالسوء في الدنيا، وبالأسوء في الآخرة، قال تعالي: ?وأتبعناهم في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة هم من المقبوحين?().

وقال سبحانه: ?وأن ليس للإنسان إلا ما سعي ? وأن سعيه سوف يري ? ثم يجزاه الجزاء الأوفي?().

ومثل الحاكم سائر من يحتاج إليه الناس، كل بقدره وفي نطاق عمله.

الثانية: أن تكون سعة صدره بقدر شعاع سعة عمله، فمن يدير بيتاً يحتاج إلي سعة الصدر بقدر سعة البيت، وهكذا حياً أو مدينة أو قطراً أو أكبر، وإذا أراد الاتساع المستمر، فاللازم ملاحظة عمق الزمن أيضاً، وقد طلب النبي موسي عليه السلام من الله تعالي سعة الصدر: ?رب اشرح لي صدري?().

وقال سبحانه للنبي الأكرم صلي الله عليه و اله: ?فلا يكن في صدرك حرج منه?().

وقال تعالي: ?ألم نشرح لك صدرك?().

وهاتان الصفتان من أهم الصفات التي توجب رفعة الإنسان وعلو مقامه في الدنيا والآخرة.

عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: «دخل يهودي علي رسول الله صلي الله عليه و اله وعائشة عنده، فقال: السام عليكم.

فقال رسول الله صلي الله عليه و اله: عليك.

ثم دخل آخر

فقال مثل ذلك، فرد عليه كما رد علي صاحبه.

ثم دخل آخر فقال مثل ذلك، فرد رسول الله صلي الله عليه و اله كما رد علي صاحبه.

فغضبت عائشة فقالت: عليكم السام والغضب واللعنة، يا معشر اليهود يا إخوة القردة والخنازير.

فقال لها رسول صلي الله عليه و اله: يا عائشة، إن الفحش لو كان ممثلاً لكان مثال سوء، إن الرفق لم يوضع علي شي ء قط إلا زانه، ولم يرفع عنه قط إلا شانه».

قال عليه السلام: «قالت: يا رسول الله، أما سمعت إلي قولهم السام عليكم.

فقال: بلي أما سمعت ما رددت عليهم، قلت: عليكم، فإذا سلم عليكم مسلم فقولوا: السلام عليكم، وإذا سلم عليكم كافر فقولوا: عليك» ().

10: الاستمرارية

مما ينبغي للطبيب مراعاته: استمرارية المطالعة والمباحثة والمذاكرة في الشؤون الطبية، والاستفادة من تجربته الشخصية وتجارب الآخرين وتصحيح الأخطاء الفكرية العملية، فإن العلم بحر واسع لا يدرك مداه في أبعاده إلا الله سبحانه.

إن الرسول الأعظم صلي الله عليه و اله كمل في أخلاقه، ولذا قال سبحانه: ?وإنك لعلي خلق عظيم?().

بينما يقول سبحانه لنبيه صلي الله عليه و اله: ?وقل رب زدني علماً?()، مع أنه صلي الله عليه و اله كان أعلم البشر إطلاقاً، ممن أتي ومن هو آت ومن سيأتي إلي يوم القيامة، ومن غير البشر أيضا.

وقد علم رسول الله صلي الله عليه و اله أمير المؤمنين علياً عليه السلام ألف ألف باب من العلم (مليون)، يفتح من كل باب ألف باب، بما مجموعه (مليار) كما رأيته (ألف ألف) في حديث().

وقد كان صلي الله عليه و اله عالماً بما كان وما يكون وما هو كائن إلي يوم القيامة كما في الأحاديث() ومهما كان من العلم، فإن علم الله ليس بمحدود،

وعلم النبي الأكرم صلي الله عليه و اله محدود بالنسبة إلي علم الله عزوجل، فلا يقال: إذا كان عالماً بما كان … فأي علم يبقي حتي يطلب العلم؟

وعلي أي، فعلي الطبيب وعلي كل عالم، أن يطلب المزيد من العلم علي طول الخط.

وإذا جعلت جماعة من الأطباء أدوات في كل شأن شأن من الأمور الطبية كان أفضل وفائدته أعم وأكثر.

11: اللجان الطبية

مما ينبغي مراعاته: أن يشكل كل جماعة من الأطباء لجاناً طبية لأجل خدمة المرضي، سواء كانت لجنة متشاكلة الأطباء، كما إذا كان كلهم للحلق والحنجرة، أو مختلفة الأطباء، كما إذا كان أحدهم للعين، والآخر للمخ، والثالث للقلب، وهكذا، ولكل كيفية من الكيفيتين فائدة، لا توجد في الكيفية الأخري.

كما أنه إذا جلسوا كل يوم ساعة مثلاً أو كل أسبوع يومين، لأجل مراجعة المرضي لهم مجموعاً كان أقرب إلي الخدمة.

وقد كان (محمد بن زكريا الطبيب)() يجلس هو وثلاثمائة من الأطباء في حلقات دائرية، أولي وثانية وثالثة، في وسط بغداد، لأجل مراجعة المرضي لهم، وكلما لم يشخص أحدهم المرض أو العلاج حوّله إلي الآخرين، وبذلك هم يزدادون علماً، والمرضي اطمئناناً نفسياً وصحة جسدية.

وكانوا في أيام الربيع يذهبون إلي الصحاري لتعليم بعضهم بعضاً الأعشاب والنباتات وخواصها، وبذلك كان يسيل موج من العلم.

أما اليوم فالطبابات غالباً فردية، وهي مبتورة عادة، فلا يعرف أطباء بلاد الإسلام غالباً مسير الطب من أوله إلي يومنا هذا، وأن الأقراص والأدوية مماذا؟ وكيف وصلت المواد الأولية إلي هذه الكيفية، حيث عُبّأ في القناني ونحوها لتعرض في الصيدليات، إلي غير ذلك مما تقدم بعضه.

نعم لا شك أن جملة من الأطباء عندنا هم في الدرجات الرفيعة من العلم والتجربة، لكن الكلام في الصبغة العامة، لا في الاستثناءات.

هذا بالإضافة

إلي أن الطب في بلادنا لم يصل إلي مرحلة الاكتفاء الذاتي، فأطباؤنا لم يتعلموا عن أطباء الخارج وأساتذة الطب ما يكفينا لأن نقف علي أرجلنا وإن مر علي تعلمنا منهم أكثر من قرن بعد أن كانوا هم تلامذة أطباء المسلمين() ولذا نجد أن العديد من مرضانا يراجعون بلادهم.

بل إن أطباءنا إذا أرادوا نوعاً من الحرية والرفاه يغادرون إلي بلادهم.

وهذا لا يختص بحقل الطب فقط بل في سائر الحقول أيضاً، فإذا أردنا بناء جسر، أو نصب معمل والمعمل مستورد منهم أيضاً نأتي بخبرائهم ومهندسيهم.

وليس ذلك إلا لأن المسلمين تركوا أحكام الله سبحانه، مثل: (الحرية) و(الشوري) و(الأمة الواحدة) و(الأخوة الإسلامية) و(التعددية) وغيرها، فجعل الله معيشتهم ضنكاً في كل جوانبها، كما أوعد بذلك، حيث قال: ?ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً?().

ولا علاج إلا بالرجوع إلي أحكام الله تعالي، وقد جربنا مختلف ألوان الحكم فلم يزد الأمر إلا إعضالاً.

12: أسرار المرضي

مما يلزم علي الطبيب مراعاته: الحذر الأكيد من نقل أخبار المرضي وأسرارهم، وخصوصياتهم الأخلاقية والجسدية وما طرأ عليهم أثناء العمليات الجراحية، أو التخدير، أو ما أشبه ذلك.

فإن ذلك بالإضافة إلي حرمته شرعاً، يوجب انفضاض الناس عن مثل هذا الطبيب مما يضر بدنياه المادية وآخرته المعنوية.

وكذلك الحال في كل من يكون عنده أسرار الناس.

قال تعالي: ?وَإِذا جاءهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَْمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذاعُوا بِهِ?().

وقال سبحانه: ?إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلاً?().

وقال جل جلاله: ?أَوَ لا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَما يُعْلِنُونَ?().

وعن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «ألا أنبئكم بشراركم». قالوا: بلي يا رسول الله. قال: «المشاؤون بالنميمة، المفرقون بين الأحبة،

الباغون للبرآء المعايب» ().

وعن محمد بن عجلان قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: «إن الله عزوجل عير أقواماً بالإذاعة في قوله عزوجل: ?وَإِذا جاءهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذاعُوا بِهِ?()، فإياكم والإذاعة» ().

وعن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: «يحشر العبد يوم القيامة وما ندي دماً، فيدفع إليه شبه المحجمة أو فوق ذلك، فيقال له: هذا سهمك من دم فلان، فيقول: يا رب، إنك لتعلم أنك قبضتني وما سفكت دماً، فيقول: بلي سمعت من فلان رواية كذا وكذا فرويتها عليه، فنقلت حتي صارت إلي فلان الجبار فقتله عليها، وهذا سهمك من دمه» ().

وعن سماعة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: ?وَيَقْتُلُونَ الأَنْبِياءَ بِغَيْرِ حَقٍّ?()، فقال: «أما والله ما قتلوهم بأسيافهم، ولكن أذاعوا سرهم، وأفشوا عليهم، فقتلوا» ().

وعن نصر بن صاعد مولي أبي عبد الله عليه السلام عن أبيه قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: «مذيع السر شاك، وقائله عند غير أهله كافر، ومن تمسك بالعروة الوثقي فهو ناج»، قلت: ما هو؟ قال عليه السلام: «التسليم» ().

وعن عبد الرحمن بن الحجاج، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «من استفتح نهاره بإذاعة سرنا، سلط الله عليه حر الحديد، وضيق المحابس» ().

وعن مفضل بن عمر قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: «من روي علي مؤمن روايةً يريد بها شينه وهدم مروءته ليسقط من أعين الناس، أخرجه الله من ولايته إلي ولاية الشيطان، فلا يقبله الشيطان» ().

وعن عبد الله بن سنان قال: قلت له: عورة المؤمن علي المؤمن حرام؟. قال عليه السلام: «نعم». قلت: تعني سفليه؟. قال عليه السلام: «ليس

حيث تذهب، إنما هي إذاعة سره» ().

وعن زيد، عن أبي عبد الله عليه السلام فيما جاء في الحديث: «عورة المؤمن علي المؤمن حرام». قال عليه السلام: «ما هو أن ينكشف فتري منه شيئاً، إنما هو أن تروي عليه، أو تعيبه» ().

وعن أبان بن عبد الملك، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: «لا تبدي الشماتة لأخيك، فيرحمه الله ويصيرها بك» وقال: «من شمت بمصيبة نزلت بأخيه، لم يخرج من الدنيا حتي يفتتن» ().

وعن أبي أسامة زيد الشحام قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: «أمر الناس بخصلتين فضيعوهما، فصاروا منهما علي غير شي ء: الصبر، والكتمان» ().

13: الحث علي الفضيلة والخير

مما يلزم علي الطبيب مراعاته: تحريض المراجعين إلي ما يصلح دينهم ودنياهم، وحثهم علي الفضيلة والتقوي، فإن الطبيب موضع ثقة الناس ومعتمدهم وهم يأخذون بكلامه عادة.

مثل: تحريضه البنين والبنات وآبائهما علي الزواج المبكر الموجب لحفظ دينهم ودنياهم.

والحث علي النظافة.

واستعمال العلاجات لدي المرض والوقاية قبله.

ولو أقاموا دورات تربوية في هذه الجهة للناس، كانت مساهمة للتقليل من الأمراض، والتخفيف الكمي والكيفي من أقسامها المختلفة.

قال سبحانه: ?يا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ?().

وقال جل جلاله: ?إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّساءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ?().

وقال سبحانه: ?شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُديً لِلنَّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الْهُدي وَالْفُرْقانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كانَ مَرِيضاً أَوْ عَلي سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلي ما هَداكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ?().

قال النبي صلي الله عليه و اله: «أذيبوا طعامكم بذكر الله والصلاة، ولا تناموا عليها فتقسو قلوبكم» ().

وقال صلي الله عليه و

اله: «صوموا تصحوا» ().

وقال صلي الله عليه و اله: «سافروا تصحوا وتغنموا».

وقال الإمام زين العابدين عليه السلام: «حجوا واعتمروا تصح أجسامكم، وتتسع أرزاقكم، ويصلح إيمانكم، وتكفوا مئونة الناس، ومئونة عيالاتكم» ().

وقال أمير المؤمنين عليه السلام: «قيام الليل مصحة للبدن» ().

وعن النبي صلي الله عليه و اله: «عليكم بقيام الليل؛ فإنه دأب الصالحين قبلكم، وإن قيام الليل قربة إلي الله، وتكفير السيئات، ومنهاة عن الإثم، ومطردة الداء عن الجسد» ().

وقال أبو عبد الله عليه السلام: «صلاة الليل تحسن الوجه، وتحسن الخلق، وتطيب الرزق، وتقضي الدين، وتذهب الهم، وتجلو البصر. عليكم بصلاة الليل؛ فإنها سنة نبيكم، ومطردة الداء عن أجسادكم» ().

وروي: «أن الرجل إذا قام يصلي أصبح طيب النفس، وإذا نام حتي يصبح أصبح ثقيلاً موصماً()» ().

وقال أمير المؤمنين عليه السلام: «المعدة بيت الأدواء، والحمية رأس الدواء. لا صحة مع النهم، لا مرض أضني من العقل» ().

وروي: «من قل طعامه صح بدنه وصفا قلبه، ومن كثر طعامه سقم بدنه وقسا قلبه» ().

وعن الإمام الصادق عليه السلام قال: «أوحي الله إلي موسي بن عمران عليه السلام تدري لم انتجبتك من خلقي واصطفيتك بكلامي؟. قال: لا يا رب، فأوحي الله عزوجل إليه: أني اطلعت إلي الأرض فلم أعلم لي عليها أشد تواضعاً منك، فخر موسي ساجداً، وعفر خديه بالتراب تذللاً منه لربه تعالي، فأوحي الله إليه: أن ارفع رأسك، وأمر يدك في موضع سجودك، وامسح بها وجهك، وما نالته من بدنك، فإني أومنك من كل داء وسقم» ().

وروي عنهم عليهم السلام: «قلم أظفارك، وابدأ بخنصرك من يدك اليسري، واختم بخنصرك من يدك اليمني، وخذ شاربك وقل حين تريد ذلك: بسم الله وبالله وعلي ملة رسول الله، فإنه من فعل

ذلك كتب الله له بكل قلامة، وجزازة عتق رقبة، ولم يمرض إلا المرض الذي يموت فيه» ().

وقال أبو عبد الله عليه السلام: «تقليم الأظفار يوم الجمعة يؤمن من الجذام، والبرص، والعمي، فإن لم تحتج فحكها حكاً» ().

وعنه صلي الله عليه و اله: «شرب الماء من الكوز العام أمان من البرص، والجذام» ().

وروي: «لا تأكل ما قد عرفت مضرته، ولا تؤثر هواك علي راحة بدنك، والحمية هو الاقتصاد في كل شي ء، وأصل الطب الأزم وهو ضبط الشفتين والرفق باليدين، والداء الدوي إدخال الطعام علي الطعام، واجتنب الدواء ما لزمتك الصحة، فإذا أحسست بحركة الداء فاحسمه بما يردعه قبل استعجاله» ().

وقال الإمام الباقر عليه السلام: «عجباً لمن يحتمي من الطعام مخافة الداء، كيف لايحتمي من الذنوب مخافة النار» ().

14: تأليف الكتب الطبية

وأخيراً: مما ينبغي للطبيب مراعاته: الاهتمام بتأليف الكتب الطبية، وذكر تجاربه الشخصية، فإن زكاة العلم نشره().

أما المسلمون اليوم فقد بقوا عالة الغرب في كل شيء، حتي في كتب الطب، بينما كانوا هم عالة علي المسلمين قروناً عديدة()؟.

وكذلك ينبغي للطبيب الاهتمام بكتابة مذكراته الشخصية، فإنها تفيد التاريخ، وتوجب إنارة الطريق للأجيال الآتية بنسبة أو أخري، سواء في البعد الطبي، أو سائر الأبعاد المرتبطة بعلم الاجتماع وعلم النفس، وما إلي ذلك، فإن السلوك في كثير من مصاديقه تراكمات عن الأجيال السابقة سواء في العلميات أو التجربيات.

فصل: بعض الروايات الطبية

علم الطب

قال أمير المؤمنين عليه السلام: «العلوم أربعة: الفقه للأديان، والطب للأبدان، والنّحو للسان، والنّجوم لمعرفة الأزمان» ().

مراجعة الأطباء

قال الإمام الصادق عليه السلام: «إن نبياً من الأنبياء مرض، فقال: لا أتداوي حتي يكون الذي أمرضني هو الذي يشفيني، فأوحي الله إليه: لا أشفيك حتي تتداوي فإن الشفاء مني» ().

قلة الأكل نعمت الوقاية

قال الإمام الرضا عليه السلام: «لو أن الناس قصروا في الطعام لاستقامت أبدانهم» ().

وفي البحار: أن هارون العباسي كان له طبيب نصراني حاذق. فقال ذات يوم لعلي بن الحسين بن واقد: ليس في كتابكم من علم الطب شي ء، والعلم علمان: علم الأديان، وعلم الأبدان. فقال له علي: قد جمع الله الطب كله في نصف آية من كتابه وهو قوله: ?كُلُوا وَ اشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا?()، وجمع نبينا صلي الله عليه و اله الطب في قوله: «المعدة بيت الداء، والحمية رأس كل دواء، وأعط كل بدن ما عودته». فقال الطبيب: ما ترك كتابكم ولا نبيكم لجالينوس طباً ().

وقال الإمام الرضا عليه السلام: «ليس الحمية من الشيء تركه، إنما الحمية من الشيء الإقلال منه» ().

الحجامة

قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «نعم

العيد الحجامة يعني العادة تجلو البصر، وتذهب بالداء» ().

وقال أمير المؤمنين عليه السلام: «ما وجع رسول الله صلي الله عليه و اله وجعاً قط إلا كان فزعه إلي الحجامة» ().

أقسام الدواء

قال أبو عبد الله عليه السلام قال: «الدواء أربعة: الحجامة، والسعوط، والحقنة، والقيء» ().

من آداب الحمام

قال أبو عبد الله عليه السلام في حديث قال: «إياك والاضطجاع في الحمام فإنه يذيب شحم الكليتين، وإياك والاستلقاء علي القفاء في الحمام فإنه يورث داء الدبيلة، وإياك والتمشط في الحمام فإنه يورث وباء الشعر، وإياك والسواك في الحمام فإنه يورث وباء الأسنان، وإياك أن تغسل رأسك بالطين فإنه يسمج الوجه، وإياك أن تدلك رأسك ووجهك بميزر فإنه يذهب بماء الوجه، وإياك أن تدلك تحت قدمك بالخزف فإنه يورث البرص، وإياك أن تغتسل من غسالة الحمام» ().

ما يهدم البدن

وقال الإمام الصادق عليه السلام: «ثلاثة يهدمن البدن وربما قتلن: أكل القديد الغاب، ودخول الحمام علي البطنة، ونكاح العجائز» ().

وفي رواية أبي إسحاق النهاوندي زيادة: «وغشيان النساء علي الامتلاء» ().

النظافة وزيادة الرزق

عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «تقليم الأظفار، والأخذ من الشارب، وغسل الرأس بالخطمي: ينفي الفقر، ويزيد في الرزق» ().

النورة

عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «قال أمير المؤمنين عليه السلام: النورة نشرة وطهور للجسد» ().

وعنه عليه السلام قال: «السنة في النورة في كل خمسة عشر يوماً، فمن أتت عليه عشرون يوماً فليستدين الله تعالي وليتنور، ومن أتت عليه أربعون يوماً ولم يتنور، فليس بمؤمن ولا مسلم ولا كرامة» ().

أي أنه ليس بمؤمن كامل ولا مسلم كامل، ولا كرامة له أي من هذه الجهة.

الخضاب

قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «نفقة درهم في الخضاب أفضل من نفقة درهم في

سبيل الله، إن فيه أربع عشرة خصلة: يطرد الريح من الاذنين، ويجلو الغشاء من البصر، ويلين الخياشيم، ويطيب النكهة، ويشد اللثة، ويذهب بالغشيان، ويقلّ وسوسة الشيطان، وتفرح به الملائكة، ويستبشر به المؤمن، ويغيض به الكافر، وهو زينة، وهو طيب، وبراءة في قبره، ويستحيي منه منكر ونكير» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «الحناء يكسر الشيب، ويزيد في ماء الوجه» ().

دهن السمسم

عن أبي عبد الله عليه السلام: «إن رسول الله صلي الله عليه و اله كان إذا اشتكي رأسه استعط بدهن الجلجلان وهو السمسم» ().

السواك

قال الإمام الصادق عليه السلام: «في السواك اثنتا عشرة خصلة: هو من السنة، ومطهرة للفم، ومجلاة للبصر، ويرضي الرحمن، ويبيض الأسنان، ويذهب بالحفر، ويشد اللثة، ويشهي الطعام، ويذهب بالبلغم، ويزيد في الحفظ، ويضاعف الحسنات، وتفرح به الملائكة» ().

قلة الطعام

قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «من قل طعامه صح بدنه وصفا قلبه، ومن كثر طعمه سقم بدنه ويقسو قلبه» ().

وفي الحديث: انه قام عيسي بن مريم عليه السلام خطيباً فقال: «يا بني إسرائيل لا تأكلوا حتّي تجوعوا، وإذا جعتم فكلوا ولا تشبعوا؛ فإنّكم إذا شبعتم غلظت رقابكم، وسمنت جنوبكم، ونسيتم ربّكم» ().

وقال رسول الله صلي الله عليه و اله: «إياكم والبطنة! فإنها مفسدة للبدن، ومورثة للسقم، ومكسلة عن العبادة» ().

المضغ الجيد

قال أمير المؤمنين عليه السلام لابنه الحسن ع: «يا بني ألا أعلمك أربع كلمات تستغني بها عن الطب، فقال: بلي يا أبت إلي أن قال ع: وجود المضغ» الحديث().

الاستلقاء بعد الشبع

قال الصادق ع: «الاستلقاء بعد الشبع: يسمن البدن، ويمرئ الطعام، ويسل الداء» ().

سؤر المؤمن

قال أبو عبد الله عليه السلام: «في سؤر المؤمن شفاء من سبعين داءً» ().

أمان من البرص والجذام

قال

رسول الله ص: «شرب الماء من الكوز العامّ أمان من البرص والجذام» ().

الاكتحال

قال الإمام الصادق عليه السلام: «عليكم بالكحل! فإنه يطيب الفم، وعليكم بالسواك! فإنه يجلو البصر»، قال: قلت: كيف هذا؟ قال عليه السلام: «لأنه إذا استاك نزل البلغم فجلا البصر، وإذا اكتحل ذهب البلغم فطيب الفم» ().

اللحية

عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «مرّ بالنبي صلي الله عليه و اله رجل طويل اللحية، فقال: ما كان علي هذا لو هيّأ من لحيته، فبلغ ذلك الرجل فهيّأ بلحيته بين اللحيتين ثم دخل علي النبي صلي الله عليه و اله فلما رآه قال: هكذا فافعلوا» ().

الحنيفية والنظافة

قال الإمام الصادق عليه السلام: «وكانت شريعة إبراهيم عليه السلام بالتوحيد والإخلاص

إلي أن قال: وزاده في الحنيفية: الختان، وقص الشارب، ونتف الإبط، وتقليم الأظفار، وحلق العانة، وأمره ببناء البيت، والحج، والمناسك، فهذه كلها شريعته عليه السلام» ().

المشط

قال الإمام الصادق عليه السلام: «تسريح العارضين يشد الأضراس، وتسريح اللحية يذهب بالوباء، وتسريح الذؤابتين يذهب ببلابل الصدر، وتسريح الحاجبين أمان من الجذام، وتسريح الرأس يقطع البلغم» ().

نتف الإبط

عن أمير المؤمنين عليه السلام في حديث الأربعمائة قال: «ونتف الإبط ينفي الرائحة المنكرة وهو طهور وسنة مما أمر به الطيب صلي الله عليه و اله» (). والمراد بالطيب رسول الله صلي الله عليه و اله.

تقليم الأظفار

عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «تقليم الأظفار يمنع الداء الأعظم، ويزيد في الرزق» ().

من أراد البقاء

قال أبو عبد الله عليه السلام: «من أراد البقاء ولا بقاء، فليباكر الغداء، وليخفف الرداء، وليقل غشيان النساء» ().

التدهين

عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: «الدهن يلين البشرة، ويزيد في

الدماغ، ويسهل مجاري الماء، ويذهب القشف()، ويسفر اللون» ().

دهن البنفسج

عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «فضل البنفسج علي الأدهان كفضل الإسلام علي الأديان، نعم الدهن البنفسج، ليذهب بالداء من الرأس والعينين، فادهنوا به» ().

وقال عليه السلام: «دهن الحاجبين بالبنفسج يذهب بالصداع» ().

دهن الرازقي

عن الإمام الباقر عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «ليس شيء من الأدهان أنفع للجسد من دهن الزنبق، إن فيه لمنافع كثيرة، وشفاءً من سبعين داء» ().

توصيات طبية

قال أمير المؤمنين عليه السلام: «من افتتح طعامه بملح دفع عنه اثنان وسبعون داءً، ومن يصبح بواحدة وعشرين زبيبةً حمراء لم يصبه إلا مرض الموت، ومن أكل سبع تمرات عجوة() قتلن الدّود في بطنه، واللّحم ينبت اللّحم، والثّريد طعام العرب، والبيشارجات() يعظّمن البطن ويخدّرن المتن، والسّمك الطّريّ يذيب الجسد، ولحم البقر داء وسمونها شفاء وألبانها دواء، ومن أكل لقمةً سمينةً نزل مثلها من الدّاء من جسده، والسّمن ما دخل الجوف مثله، وما استشفي المريض بمثل شراب (شرب) العسل، وما استشفت النّفساء بمثل أكل الرّطب، لأنّ اللّه تبارك وتعالي أطعمه مريم بنت عمران ع جنيّاً في نفاسها، وأكل الدّبّاء يزيد في الدّماغ، وأكل العدس يرقّ القلب ويسرع دمعة العين، ونعم الإدام الخلّ، ونعم الإدام الزّيت وهو طيب الأنبياء ع وإدامهم وهو مبارك، ومن أدفأ طرفيه لم يضرّ سائر جسده البرد» ().

الهريسة

قال رسول الله ص: «عليكم بالهريسة! فإنّها تنشط للعبادة أربعين يوماً، وهي الّتي أنزلت علينا بدل مائدة عيسي ع» ().

الأرز

قال الإمام الصّادق ع: «نعم الدّواء الأرزّ، بارد صحيح سليم من كلّ داء» ().

وعن إسماعيل بن القاسم المتطبّب الكوفيّ، عن محمّد بن عيسي، عن محمّد ابن إسحاق بن الفيض قال: كنت عند

الصّادق ع فجاءه رجل من الشّيعة فقال له: يا ابن رسول اللّه، إنّ ابنتي ذابت ونحل جسمها وطال سقمها وبها بطن ذريع، فقال الصّادق ع: «وما يمنعك من هذا الأرزّ بالشّحم المبارك؛ إنّما حرّم اللّه الشّحوم علي بني إسرائيل لعظم بركتها أن تطعمها، حتّي يمسح اللّه ما بها، لعلّك تتوهّم أن تخالف لكثرة ما عالجت» قال: يا ابن رسول اللّه، وكيف أصنع به؟ قال: «خذ أحجاراً أربعةً، فاجعلها تحت النّار، واجعل الأرزّ في القدر واطبخه حتّي يدرك، ثمّ خذ شحم كليتين طريّاً واجعله في قصعة، فإذا بلغ الأرزّ ونضج فخذ الأحجار الأربعة فألقها في القصعة الّتي فيها الشّحم، وكبّ عليها قصعةً أخري ثمّ حرّكها تحريكاً شديداً، ولا يخرجنّ بخاره فإذا ذاب الشّحم فاجعله في الأرزّ لتحسّاه لا حارّاً ولا بارداً، فإنّها تعافي بإذن اللّه عزّ وجلّ»، فقال الرّجل المعالج: واللّه الّذي لا إله إلا هو ما أكلته إلا مرّةً واحدةً حتّي عوفيت().

السويق

عن جعفر بن محمّد ع: أنّ رجلاً من أصحابه شكا إليه اختلاف البطن، فأمره أن يتّخذ من الأرزّ سويقاً ويشربه، ففعل وعوفي().

اللحم

عن أبي عبد اللّه ع: «وإنّ هذا اللّحم الطّريّ ينبت اللّحم» ().

وعن أبي جعفر ع أنّه قال: «أكل اللّحم يزيد في السّمع والبصر والقوّة» ().

وقال أبو عبد اللّه ع في حديث: «وكلوا اللّحم في كلّ أسبوع، ولا تعوّدوه أنفسكم وأولادكم؛ فإنّ له ضراوةً كضراوة الخمر، ولا تمنعوهم فوق الأربعين يوماً؛ فإنّه يسيء أخلاقهم» ().

الكباب

عن موسي بن بكر الواسطيّ قال: أرسل إليّ أبو الحسن ع فأتيته فقال: «ما لي أراك مصفرّاً» وقال: «أ لم آمرك بأكل اللّحم»، قال: فقلت: ما أكلت غيره منذ أمرتني، فقال: «كيف تأكله»، قلت: طبيخاً، قال: «كله كباباً». فأكلت، فأرسل

إليّ بعد جمعة فإذا الدّم قد عاد في وجهي، فقال لي: «نعم» ثمّ قال لي: «يخفّ عليك أن نرسلك في بعض حوائجنا»، فقلت: أنا عبدك فمرني بما شئت، فوجّهني في بعض حوائجه إلي الشّام().

اللبن

قال رسول الله ص: «عليكم باللّبان! فإنّه يمسح الحرّ من القلب كما يمسح الإصبع العرق عن الجبين، ويشدّ الظّهر، ويزيد في العقل، ويذكّي الذّهن، ويجلو البصر، ويذهب النّسيان» ().

وعن جابر بن عبد اللّه رحمة الله عليه قال: قيل: يا رسول اللّه أنتداوي؟ فقال: «نعم فتداوي، فإنّ اللّه تبارك وتعالي لم ينزل داءً إلا وقد أنزل له دواءً، عليكم بألبان البقر فإنّها تردّ من كلّ الشّجر» ().

وقال صلي الله عليه و اله: «لحم البقر داء ولبنها دواء، ولحم الغنم دواء ولبنها داء» ().

الجبن

قال رسول الله ص: «كلوا الجبنّ فإنّه يذهب النعاس، ويهضم الطّعام» ().

السمك

قال جعفر بن محمّد ع: «وأكل التمر بعده يذهب أذاه» ().

البيض

قال الإمام الباقر ع: «من عدم الولد فليأكل البيض وليكثر منه، فإنّه يكثر النّسل» ().

الملح

قال رسول اللّه ص لعليّ ع: «عليك بالملح! فإنّه شفاء من سبعين داءً أدناها الجذام، والبرص، والجنون» ().

الخل

قال أبو عبد اللّه ع: «وأدمنوا الخلّ والزّيت في منازلكم، فما افتقر أهل بيت كان ذلك أدمهم» ().

العسل

قال أمير المؤمنين ع: «ما استشفي المريض بمثل شرب العسل» ().

وقال العالم ع: «في العسل شفاء من كلّ داء، من لعق لعقة عسل علي الرّيق يقطع البلغم، ويكسر الصّفراء، ويقمع المرّة السّوداء، ويصفو الذّهن، ويجوّد الحفظ إذا كان مع اللّبان الذّكر..» ().

الماء

قال الإمام الرضا عليه السلام: «ومن أراد أن لا تؤذيه معدته فلا يشرب علي طعامه ماءً حتّي يفرغ منه، ومن فعل ذلك رطب بدنه، وضعف معدته، ولم تأخذ العروق قوّة الطّعام؛

لأنّه يصير في المعدة فجأ إذا صبّ الماء علي الطّعام أوّلاً فأوّلاً» ().

الثمرة

قال العالم عليه السلام: «إنّ الثّمار إذا أدركت ففيها الشّفاء لقوله: ?كلوا من ثمره إذا أثمر?()» ().

التمر

عن أمير المؤمنين ع قال: «كلوا التّمر فإنّ فيه شفاءً من الأدواء» ().

وقال رسول الله صلي الله عليه و اله: «عليكم بالبرنيّ فإنّه يذهب بالإعياء ويدفأ من القرّ ويشبع من الجوع، وفيه اثنان وسبعون باباً من الشّفاء» ().

وقال صلي الله عليه و اله: «العجوة من الجنّة، وفيها شفاء من السم» ().

وقال صلي الله عليه و اله: «من أكل سبع تمرات عند منامه عوفي من قولنج، وقتلت الدّود في بطنه» ().

العنب

قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «شكا نوح عليه السلام إلي اللّه تعالي الغمّ، فأوحي اللّه تعالي إليه أن يأكل العنب؛ فإنّه يذهب الغمّ» ().

الزبيب

قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «عليكم بالزّبيب! فإنّه يطفئ المرّة، ويأكل البلغم، ويصحّ الجسم، ويحسّن الخلق، ويشدّ العصب، ويذهب بالوصب» ().

الرمان

قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «عليكم بالرّمّان! وكلوا شحمه فإنّه دباغ المعدة» ().

التفاح

قال أمير المؤمنين عليه السلام: «عليكم بأكل التّفّاح؛ فإنّه نضوح للمعدة» ().

وقال الإمام الصادق عليه السلام: «لو يعلم النّاس ما في التّفّاح ما داووا مرضاهم إلا به» ().

السفرجل

قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «كلوا السّفرجل وتهادوه بينكم؛ فإنّه يجلو البصر، ويثبّت المودّة في القلب، وأطعموا حبالاكم؛ فإنّه يحسّن أولادكم» ().

التين

عن أبي ذرّ ? قال: أهدي إلي النبي صلي الله عليه و اله طبق عليه تين فقال لأصحابه: «كلوا، فلو قلت فاكهة نزلت من الجنّة، لقلت هذه؛ لأنّها فاكهة بلا عجم فكلوها؛ فإنّها تقطع البواسير، وتنفع من النّقرس» ().

الإجاص

عن الأزرق بن سليمان قال:

سألت أبا عبد اللّه عليه السلام عن الإجّاص، فقال: «نافع للمرار، ويليّن المفاصل، فلا تكثر منه فيعقّبك رياحاً في مفاصلك» ().

البطيخ

قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «تفكّهوا بالبطّيخ، فإنّها فاكهة الجنّة فيها ألف بركة وألف رحمة، وأكلها شفاء من كلّ داء» ().

وعن محمد بن صالح الخثعميّ قال: عزمت أن أسأل في كتابي إلي أبي محمّد عليه السلام عن أكل البطّيخ علي الرّيق وعن صاحب الزّنج فأنسيت، فورد عليّ جوابه: «لا يؤكل البطّيخ علي الرّيق فإنّه يورث الفالج» ().

الباذنجان

قال أبو عبد اللّه عليه السلام: «كلوا الباذنجان فإنّه شفاء من كلّ داء» ().

البصل

قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «إذا دخلتم بلدةً وبيتاً فخفتم وباءها، فعليكم ببصلها؛ فإنّه يجلّي البصر، وينقّي الشّعر، ويزيد في ماء الصّلب، ويزيد في الخُطا، ويذهب بالحمّاء، وهو السّواد في الوجه والإعياء أيضاً» ().

الثوم

عن أمير المؤمنين ع قال: قال رسول اللّه ص: «كلوا الثّوم وتداووا به؛ فإنّ فيه شفاءً من سبعين داءً» ().

الحمص

عن الإمام الصّادق ع ذكر عنده الحمّص فقال ع: «هو جيّد لوجع الصّدر» ().

العدس

عن الإمام الرّضا ع، عن آبائه (ع) قال: قال رسول اللّه (ص): «عليكم بالعدس؛ فإنّه مبارك مقدّس، يرقق القلب، ويكثر الدّمعة، وقد بارك فيه سبعون نبيّاً آخرهم عيسي ابن مريم (ع)» ().

الماش

قال الطّبرسيّ في المكارم: سأل بعض أصحاب الرّضا عنه (ع) عن البهق قال: فأمرني أن أطبخ الماش وأتحسّاه وأجعله طعامي، ففعلت أيّاماً فعوفيت().

الجزر

قال أبو عبد الله عليهم السلام: «الجزر أمان من القولنج والبواسير، ويعين علي الجماع» ().

الهندباء

قال أبو عبد الله (ع): «عليك بالهندباء؛ فإنّه يزيد في الماء، ويحسّن الولد، وهو حارّ ليّن، يزيد في الولد الذّكورة» ().

وعن محمّد بن أبي نصر، عن أبيه، عن

أبي عبد اللّه (ع) قال: (شكوت إليه هيجاناً في رأسي وأضراسي، وضرباناً في عيني حتّي تورّم وجهي منه، فقال عليه السلام: «عليك بهذا الهندباء فاعصره، وخذ ماءه، وصبّ عليه من هذا السّكّر، وأكثر منه؛ فإنّه يسكّنه، ويدفع ضرره» قال: فانصرفت إلي منزلي فعالجته من ليلتي قبل أن أنام، وشربته ونمت عليه، فأصبحت وقد عوفيت بحمد اللّه ومنّه)().

الكراث

عن موسي بن جعفر عليه السلام، عن الصّادق عليه السلام، عن الباقر عليه السلام قال: شكا إليه رجل من أوليائه وجع الطّحال، وقد عالجه بكلّ علاج، وإنّه يزداد كلّ يوم شرّاً حتّي أشرف علي الهلكة، فقال ع: «اشتر بقطعة فضّة كرّاثاً، واقله قلياً جيّداً بسمن عربيّ، وأطعم من به هذا الوجع ثلاثة أيّام؛ فإنّه إذا فعل ذلك برأ إن شاء اللّه تعالي» ().

الخس

عن أمير المؤمنين (ع) قال: قال رسول اللّه (ص): «كلوا الخسّ، فإنّه يورث النّعاس، ويهضم الطّعام» ().

الفجل

قال أمير المؤمنين عليه السلام: «الفجل أصله يقطع البلغم، ويهضم الطّعام، وورقه يحدر البول» ().

الحلبة

قال رسول اللّه (ص): «وتداووا بالحلبة، فلو تعلم أمّتي ما لها في الحلبة، لتداوت بها ولو بوزنها ذهباً» ().

العناب

قال الطبرسي في المكارم، عن ابن أبي الحصين قال: كانت عيني قد ابيضّت ولم أكن أبصر بها شيئاً، فرأيت علياً أمير المؤمنين (ع) في المنام، فقلت: يا سيّدي عيني قد آلت إلي ما تري، فقال: «خذ العنّاب فدقّه واكتحل به» فأخذته ودققته بنواه وكحلتها به، فانجلت عن عيني الظّلمة، ونظرت أنا إليها فإذا هي صحيحة().

الحبة السوداء

عن أبي جعفر محمّد بن عليّ (ع) أنّه قال: ¬ «عليكم بالحبة السوداء؛ فإن فيها شفاء من كل داء إلا السام» ().

الاهليلج

قال رسول الله (ص): «عليكم بالإهليلج() الأسود؛ فإنّه من شجر الجنّة وطعمه مر،

وفيه شفاء من كلّ داء» ().

صحة البدن

قال الإمام الرضا (ع): «إذا جعت فكل، وإذا عطشت فاشرب، وإذا هاج بك البول فبل، ولا تجامع إلا من حاجة، وإذا نعست فنم، فإنّ ذلك مصحّة للبدن» ().

البرد

قال أمير المؤمنين (ع): «أربع كلمات في الطب لو قالها بقراط() أو جالينوس() لقدم أمامها مائة ورقة ثم زينها بهذه الكلمات، وهي قوله: توقوا البرد في أوله وتلقوه في آخره، فإنه يفعل في الأبدان كفعله في الأشجار، أوله يحرق وآخره يورق. وروي: توقوا الهواء» ().

الذنوب والأمراض

قال رسول الله (ص): «خمس إن أدركتموها فتعوذوا بالله منهن: لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتي يعلنوها إلا ظهر فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا، ولم ينقصوا المكيال والميزان، إلا أخذوا بالسنين وشدة المؤونة وجور السلطان، ولم يمنعوا الزكاة إلا منعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم يمطروا، ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله، إلا سلط الله عليهم عدوهم فأخذوا بعض ما في أيديهم، ولم يحكموا بغير ما أنزل الله، إلا جعل بأسهم بينهم» ().

الداء والدواء

قال النبي صلي الله عليه و اله: «تداووا، فإن الله عزوجل لم ينزل داءً إلا وأنزل له شفاءً» ().

وقال أمير المؤمنين عليه السلام: «لا شفاء لمن كتم طبيبه داءه» ().

الوقاية

قال أمير المؤمنين عليه السلام: «لا تنال الصحة إلا بالحمية» ().

فصل بعض نصائح الأطباء

الاقتصار علي طبيب واحد

قال الرازي: من تطبب عند كثيرين من الأطباء يوشك أن يقع في خطأ كل واحد منهم.

وقال: ينبغي للمريض أن يقتصر علي واحد ممن يوثق به من الأطباء، فخطؤه في جنب صوابه يسير.

وصايا تياذوق الطبيب()

قيل: إن بعض الملوك لما رأي تياذوق وقد شاخ وكبر سنه وخشي أن يموت ولا يعتاض منه فإنه كان من أعلم

الناس وأحذقهم في الطب قال له: صف لي ما أعتمد عليه وأعمل به أيام حياتي، فلست آمن أن يحدث عليك حدث الموت ولا أجد مثلك.

فقال تياذوق: أيها الملك بالخيرات، أقول لك عشرة أبواب، إن علمت واجتنبتها لم تعتل مدة حياتك، وهذه عشرة كلمات:

1: لا تأكل طعاماً وفي معدتك طعام.

2: لا تأكل ما تضعف أسنانك عن مضغه، فتضعف معدتك عن هضمه.

3: لا تشرب الماء علي الطعام حتي تفرغ ساعتين، فإن أصل الداء التخمة، وأصل التخمة الماء علي الطعام.

4: عليك بدخول الحمام في كل يومين مرة واحدة، فإنه يخرج من جسدك ما لا يصل إليه الدواء.

5: أكثر الدم في بدنك تحرص به نفسك.

6: عليك في كل فصل قيئة ومسلهة.

7: لا تحبس البول وإن كنت راكباً.

8: أعرض نفسك علي الخلاء قبل نومك.

9: لا تكثر الجماع؛ فإنه يقتبس من نار الحياة فليكثر أو يقل.

10: لا تجامع العجوز فإنه يورث الموت الفجأة.

الأضر علي الشيخ

قال الطبيب أبو الحسن الحراني(): ليس علي الشيخ أضر من أن يكون له طبّاخ حاذق وجارية حسناء؛ لأنه يستكثر من الطعام فيسقم، ومن الجماع فيهرم.

راحة الجسم

وقال الحراني أيضاً: راحة الجسم في قلة الطعام، وراحة النفس في قلة الآثام، وراحة القلب في قلة الاهتمام، وراحة اللسان في قلة الكلام.

صفات الطبيب

قال بقراط: الطبيب من اجتمعت فيه سبع خصال:

1: أن يكون تام الخلق، صحيح الأعضاء، حسن الذكاء، جيّد الروية، عاقلاً، ذكوراً، خير الطبع.

2: أن يكون حسن المبلس، طيب الرائحة، نظيف البدن والثوب.

3: أن يكون كتوماً لأسرار المرضي، لا يبوح بشيء من أمراضهم.

4: أن تكون رغبته في إبراء المرضي أكثر من رغبته فيما يلتمسه من الأجرة، ورغبته في علاج الفقراء أكثر من رغبته في علاج الأغنياء.

5: أن يكون حريصاً علي التعليم

والمبالغة في منافع الناس.

6: أن يكون سليم القلب، عفيف النظر، صادق اللهجة، لا يخطر بباله شيء من أمور النساء والأموال التي شاهدها في منازل الأعلاء فضلاً عن أن يتعرض إلي شيء منها.

7: أن يكون مأموناً ثقة علي الأرواح والأموال، لا يصف دواء قتّالاً ولا يعلمه، ولا دواء يسقط الأجنة، يعالج عدوه بنية صادقة كما يعالج حبيبه.

كلمات أخري

قال أبو هلال الحمصي: الطعام الحافظ لا ينبغي أن يكون بارداً بالفعل بقدر ما يطفئ حرارة المعدة، ولا حاراً فيلهب ويهيج بخاراً ويطفو، وخاصة في الصيف، ولا غليظاً يتعب المعدة، ويطول مكثه، ولا رقيقاً فلا يغذو بأن يفسد، ولكن لتكن كميته بقدر ما تقوي الطبيعة عليه قوة كاملة.

وقال الطبري: اجتنب التخم فإنها أصل كل داء.

وقال إريباسوس: إن أكثر مكثر من الطعام والشراب في حاله فلتقيئه فإنه يدفع التخم ومضرة الشراب.

وفي كتابه بوثيوس في العلاج قال: من يتعرض للشمس كثيراً فينبغي أن لا يأكل غذاءه في مرة واحدة، لكن يفرق عدة مرات؛ فإن ذلك أسلم وأوفي في منفعة هضم الطعام.

وفي كتاب مابال: دلك الأنف والعين يسكن العطاس ويدفعه.

وقال طيماوس: النوم الكثير الغرق إذا عرض للأصحاء أنذر بمرض، وإذا عرض لبعض المرضي فكأنه دليل علي الصحة.

وفي كتاب هندي قال: النوم بالنهار يجلب الأدواء البلغمية كالزكام، والطحال، وانكساف اللون، والورم في الأحشاء والحمي، والاسترخاء في العصب، وضعف الشهوة والمعدة، ويجعل صاحبه نؤوماً كسلاناً بطيء الحركة.

وقال روفس في كتابه الحمام: إن النوم الزائد يسخف البدن ويوهنه، والمعتدل يسخنه ويقويه، واليسير يجففه ويسخنه، ونوم الصبوح يجفف، والسهر بعد الطعام يضر ضرراً بيناً.

وقال أيضاً: التعب يجفف البدن ويقويه جداً.

وقال جالينوس: أحمق الحمقي من ملأ بطنه من كل ما يجد، وما أكلته فلجسمك، وما تصدقت به

فلروحك.. وما خلفته فلغيرك.

قال سقراط: يجب أن نأكل لنعيش، لا أن نعيش لنأكل.

???

وهذا آخر ما أردنا بيانه في هذا الكتاب، والله الموفق للصواب.

نسأل الله سبحانه أن يصلح دين المسلمين ودنياهم، ويجعل كلمتهم العليا، ويأخذ بأيديهم إلي ما فيه رضاه، إنه الموفق المستعان.

قم المقدسة

محمد الشيرازي

خاتمة: استفتاءات طبية()

الموت السريري وإنقاذ الحياة

توقف الدماغ

س: هناك خلاف بين الأطباء في تحديد الوفاة طبياً، ومعظمهم يري أن توقف الدماغ والمسمي (الموت السريري) هو الموت حقيقةً وإن بقي القلب علي حاله من النبض بواسطة الأجهزة الطبية، والسؤال: هل تجري علي الإنسان المذكور أحكام الميت وهل يعد موت الدماغ موتاً شرعاً أم لا؟

ج: إذا عد ميتاً عرفاً فهو ميت، ولا يترتب عليه أحكام الميت إلا بعد البرد.

موت الدماغ

س: في حالة إصابة شخص بما يسمي طبياً (موت الدماغ) ونصبت له الأجهزة الطبية لكي يتواصل نبضه بحيث لو رفعت عنه لتوقف قلبه عن الحركة، هل يجوز رفع هذه الأجهزة عنه مما يؤدي إلي توقف قلبه والوفاة الحتمية؟ وفي حالة عدم جوازه هل يعد الطبيب قاتلاً إذا فعل ذلك؟

ج: رفع الأجهزة خلاف الاحتياط، وفي عدّه قاتلاً نظر.

نقل الأعضاء

س: هل يجوز نقل عضو كالقلب وما شابه من المتوفي دماغه الذي هو محكوم بالموت لدي الأطباء لشخص آخر حياته متوقفة علي نقل هذا العضو؟

ج: إذا عد ميتاً لا بأس مع إجازته ذلك من قبل، أو إجازة وليّه.

الإغماء العميق

س: يغمي علي بعض الأفراد، فينصب لهم جهاز يحفظ لهم الحياة، ولكن أحياناً لا يموت المغمي عليه ولا يحيي بشكل كامل فيبقي بهذه الحالة من الإغماء العميق، في حين أن تكلفة الجهاز غالية الثمن، فهل يحق لأولياء المغُمي عليه أن يرفعوا هذا الجهاز، ويعرّضوا المغمي عليه للموت الحتمي؟ وهل هناك استثناء في حال كون أوليائه

فقراء لا يقدرون علي دفع التكاليف؟ وهل يتحمّل بيت مال المسلمين مثل هذه الموارد في حال عجز أولياء المغمي عليه أو تقاعسهم مع تمكنهم؟

ج: لا يحق لهم رفع الجهاز عنه، كما لا يجوز تقاعس أوليائه مع تمكنهم، ولا يبعد تحمل بيت المال ذلك.

إنقاذ الحياة

س: إذا أصيب إنسان بمرض قاتل كالسرطان، وانتشر في جسده بحيث كانت الحياة عذاباً له، ولم يكن هناك نفعاً في العلاج، فإذا توقف قلبه عن العمل، هل يجوز للطبيب الأمر بعدم الإبتذاء بمحاولة الإنقاذ وترك المريض لرحمة ربه تعالي؟ وعلي فرض أن الطبيب يعمل تحت أمر طبيب آخر وأمره بعدم المحاولة فما هي وظيفته؟ وعلي فرض وجوب الاستمرار في المحاولة فهل يجب علي الإطلاق مادام احتمال الحياة قائماً أو يقيد بالاحتمال الظني أو المتاخم للعلم؟

ج: مع احتمال بقاء حياته ترتب عليه آثار الحياة من وجوب إنقاذه وما أشبه، وترك المحاولة خلاف الاحتياط.

السعي والاستمرار

س: إذا كانت المحاولة مشتملة علي التدليك، وهو الضغط علي صدر المريض بقوة لكي يعيد نشاط القلب ليضخ الدم إلي أجزاء الجسد، وذلك يكلف الأطباء جهداً مضيناً، مع مزاحمته لعلاج المرضي الآخرين وعدم الجدوي غالباً، فهل يجب الاستمرار في ذلك إضافة للمحاولة الأولي؟

ج: الاستمرار مع احتمال الحياة ولو كان ضعيفاً واجب.

تقديم استرداد الحياة

س: وهل تجب المحاولة مع العلم بأنها تؤدي غالباً إلي تكسر الأضلاع أو جرح القلب أو النزف الداخلي وغير ذلك بالنسبة إلي المرضي الذين تجاوزت أعمارهم ستين سنة، وهذا قد ينتج عكس المحاولة؟

ج: احتمال استرداد الحياة مقدم علي احتمال العكس، فيجب في هذه الصورة الاستمرار في المحاولة إلا في مثل كسر الأضلاع.

نقل الأجهزة

س: هل يجوز نقل الأجهزة عن هذا المريض الذي تضاءلت فرص الحياة لديه إلي مريض آخر

تكون فرص النجاة عنده أقوي؟

ج: لا يجوز نقلها عنه إلي غيره في هذه الصورة، بل يجب توفير أجهزة بقدر يفي ما يحتاج إليه.

مسائل في منع الحمل

عقد القنوات مؤقتاً

س: هل يشرع عقد البويضة لدي المرأة عند الضرورة في الحالة التي يمثل الحمل فيها خطراً أو ضرراً علي الصحة، أو الحياة، مع الإشارة إلي إمكانية إعادة فتحها بعد ذلك من خلال عملية جراحية أيضاً؟

ج: مع إمكان فتحها وعود الإنجاب إليها جائز.

خوف الفقر

س: هل يشرع ذلك في ظل عدم وجود حاجة سوي الاكتفاء بالموجود من الأبناء خوفاً من محذور لقمة العيش أو صعوبة التربية؟

ج: كالسابق.

الربط الدائم

س: وما هو الحكم فيما إذا كان الربط دائماً أو مؤقتاً مع تضاءل نسبة نجاح الفتح بعد ذلك؟

ج: لا يجوز.

اللولب

س: من الطرق المستعملة في منع الحمل ما يسمي ب(اللولب) الذي يوضع علي باب الرحم ليبقيه مفتوحاً، وعند السؤال عنه قيل: إن التلقيح يتم ولكن البويضة الملقحة عند نزولها إلي الرحم تجد الباب مفتوحاً فتنزلق إلي الخارج، فهل يجوز استخدام هذا النوع من الطرق علماً أن هنا أنواعاً أخري من (اللولب) تحتوي علي مواد كيماوية كالتي تحويها حبوب منع الحمل ووظيفتها قتل النطفة (الحيوان المنوي)؟

ج: إذا تم انعقاد النطفة فلا يجوز اسقاطها.

حق الحمل

س: هل يجوز للمرأة منع نفسها من الحمل مع إرادة الزوج ذلك، وبعبارة أخري هل يعد الحمل حقاً من حقوق الزوج أم من حقوق الزوجة بحيث تستطيع الحمل ولو لم يرد زوجها ذلك؟ أم المسألة مرتبطة بتراضي الطرفين؟

ج: نعم يجوز للمرأة منع نفسها من الحمل، والأحوط للزوج عدم العزل إلا برضي الزوجة.

من أحكام الحرج

س: لو لزم الحرج من استعمال طرق منع الحمل المتعارفة، وتوقف استخدام غير ذلك علي الوسائل التي توجب الكشف لدي الطبيبة

مع كون الحمل حرجاً فهل يجوز لها كشف عورتها لذلك أو لا؟ وما الحكم إذا كان الطبيب ذكراً؟

ج: مع الضرورة نعم، ومع وجود المماثل اقتصرت عليه.

التلقيح الاصطناعي

التلقيح داخل الأنابيب

س: هل يجوز التلقيح داخل الأنابيب، أي تلقيح بويضة الزوجة بنطفة الزوج خارج الجسم ثم تنقل إلي الجسم بعد ذلك؟

ج: يجوز التلقيح بنطفة الزوج بشرط أن لا يستلزم كشف العورة وما أشبه إلا عند الضرورة.

الأجنة المتعددة

س: في عملية التلقيح داخل الأنابيب قد تتكون عدة أجنة في آن واحد مما يصبح زرعها في رحم الأم مسألة خطرة علي حياة الأم أو مميتة فهل يجوز:

1) انتقاء جنين واحد وإتلاف الباقي.

ج: في فرض المسألة ترك الزائد ليتلف جائز.

2) انتقاء أحد الأجنة وزرع الباقي في نساء أخريات غير الأم، وفي حالة جواز ذلك هل تعتبر الأم الحاملة للجنين أماً له؟

ج: يجوز زرعها في نساء أخريات، ولا تعتبر أمّاً، فالأم هي صاحبة البويضة.

3) في حال إتلاف الأجنة هل تجب الدية علماً بأن عدد الأجنة قد يكون كثيراً جداً بحيث يصعب عده، فما هو الحكم في ذلك؟

ج: لا دية في فرض المسألة.

التلقيح الاصطناعي

س: ما رأيكم في التلقيح الاصطناعي: الذي هو عبارة عن إدخال مني رجل أجنبي في رحم امرأة متزوجة من رجل عقيم بطريق الإبرة أو نحوها، هل هو حرام أم حلال؟ وبمن يلحق الولد نسباً، وهل يترتب علي الانتساب بقية الأحكام الشرعية من المحرمية والإرث أم لا؟

ج: حرام، والولد يكون ولد شبهة، ويلحق بصاحب الماء، وتترتب عليه جميع الأحكام.

س: هل يجوز استئجار رحم امرأة أجنبية في حال الاضطرار أو مطلقاً وما الحكم إذا كان الرحم المستأجر من أقارب الزوج أو الزوجة كالأم والأخت؟ وما هي نسبة هذا الطفل إلي (المرأة المستأجرة رحمها)

في حال الجواز وعدمه؟

ج: نعم يجوز ولا نسبه بينهما فإنها مجرد وعاء.

الإجهاض

س: هل يجوز إجهاض الجنين في حالة:

1) إضراره بالأم في الحالات التالية:

أ. قبل ولوج الروح فيه.

ب. بعد ولوج الروح فيه.

ج: إذا توقفت حياة الأم علي إسقاط الجنين سواء كان قبل ولوج الروح أم بعده جاز ولا دية له.

2) في حالة الحرج الاجتماعي للمرأة أو الرجل، كما في حالات الزواج المؤقت، أو الزنا (والعياذ بالله).

ج: لا يجوز.

3) في حالة التشوه الخلقي البالغ أو البسيط كنقص بعض الأطراف مثلاً.

ج: إذا كان التشوه بالغاً وحصل لهما العلم بالتشوه جاز، وإلا فلا.

إجهاض الجنين المشوه

س: ما حكم إجهاض الجنين إذا علم عن طريق الفحص الطبي أو الأشعة التلفزيونية الحديثة وجود تشوهات خلقية في الجنين لا تمكنه أن يعيش بعد الولادة؟

ج: كالسابق.

الإجهاض وغسل مس الميت

س: هل يجب غسل مس الميت علي امرأة أجهضت جنينها، وبالتالي لامس الجنين بدنها حين خروجه منها؟

ج: إذا كان السقط بارداً بدنه وجب علي أمه أن تغتسل غسل مس الميت إن كان الطفل ذا أربعة أشهر ولامس ظاهر بدنها، وإلا فلا.

السقط ودم النفاس

س: هل يتحقق موضوع النفاس بالسقط في جميع مراحله أي من العلقة إلي تمامه مع رؤية الدم؟

ج: نعم.

البيع والتبرع بأعضاء الإنسان

س: هل يجوز التبرع بالأعضاء حال الحياة لشخص محتاج إليها أو جهة، وهل يجوز البيع؟ وما هو الحكم إذا توقف حياة الآخر علي هذا العضو المباع أو المتبرع به؟

ج: لا يجوز إلا إذا لم يكن فيه ضرراً علي البائع، أو كان في البيع أهمية عظمي للمشتري وكذلك التبرع.

س: هل يجوز التبرع أو البيع لعين واحدة من إنسان حي لحي آخر؟

ج: كالسابق.

س: هل يجوز زراعة عضو من أعضاء الحيوان النجس العين كالكلب أو الكافر، وما حكم هذه

الأعضاء بعد انتقالها للمسلم من حيث الطهارة والنجاسة؟

ج: يجوز ويكون طاهراً لو عدّ جزءً منه.

س: هل يجوز للمكلف أن يوصي بعضو منه أو أكثر بعد وفاته للأحياء المحتاجين لها؟ وفي فرض الجواز هل يجب علي الوصي تنفيذ الوصية مع عدم وجود الطلب؟ وهل يجوز الاستفادة من أعضاء كافر أوصي بها قبل وفاته؟

ج: يجوز للمكلف المسلم أو الكافر أن يوصي بأعضائه بعد وفاته، ولا يجب التنفيذ ما لم يكن هناك طلب.

س: ما حكم زرع الشعر للأمرد أو الأصلع؟

ج: جائز ولكن لا يصح المسح عليه في الرأس، والاكتفاء بغسل ظاهره في الوجه، إلا إذا تفاعل الشعر بأن صار شعراً حقيقياً له.

الهندسة الوراثية

س: في علم الهندسة الوراثية يري بعض العلماء إمكانية تحسين الجنس البشري بواسطة التأثير علي الجينات الوراثية وذلك ب:

1: رفع القبح في الشكل.

2: وضع مواصفات جميلة بديلة.

3: كلا الأمرين معاً. فهل يجوز للعلماء أن يفعلوا ذلك، وهل يجوز للمسلم طلب ذلك من الأطباء؟

ج: يجوز إذا لم يترتب عليه عنوان محرم، مثل خلط النطفة المحللة بنطفة أجنبي.

س: هل يجوز الاستنساخ في الإنسان أم لا، وعلي كلا التقديرين كيف تكون العلاقة بين المستنسخ والمستنسخ منه؟ أم هما أجنبيان لا ربط لأحدهما بالآخر؟

ج: الأصل الجواز إلا أن يكون محذور شرعي في ذلك مثل اختلال النظام، والعلاقة تابعة للبويضة الملقحة بالخلية، مثلاً لو أخذت خلية الرجل وزرعت في بويضة زوجته يكون الطفل ابن الرجل لا نفس الرجل ولا اخوه ولو استخدمت خلية المرأة مع بويضتها، فالبنت المتولدة ابنة المرأة لا نفس المرأة ولا أختها وهكذا.

النسب

س: يقوم الطب اليوم باختبارات تثبت الزنا أو تنفيه، وتثبت الولد أو تنفيه، فهل يجوز اللجوء إلي هذه الوسائل الطبية؟ وهل يترتب علي هذه التقارير الطبية أثر شرعي في إثبات أو نفي الزنا سواء وجد الشهود أم لم يوجدوا؟ وهل يترتب عليها أيضاً إلحاق أو نفي الولد؟

ج: لا حجية لذلك في مثل إجراء الحدود، أما الأمور الأخري التي لم يعين الشارع لها طريقاً خاصاً فمع حصول العلم تترتب الآثار.

س: هل يمكن لهذا التحقيق الطبي إسقاط حجية الشهود إذا تعارضوا؟

ج: لا يمكنه ذلك.

العمل بالتمريض

س: ما حكم عمل المرأة في التمريض والطبابة إذا كان ذلك يؤدي إلي عزوف الشباب عن الزواج منها لكثرة اختلاطها بالرجال، وتبدل فترة الدوام الوظيفي خلال اليوم والليلة، مما يكون سبباً في التفريط بحق الزوج والأسرة؟ وبالنسبة للشق الثاني هل يفرق في الأمرين رضا الزوج وعدمه؟

ج: أصل العمل جائز، وفي الشق الثاني يشترط رضا الزوج خاصة إذا كان عملها مزاحماً لحق الزوج.

التشريح

س: هل يجوز للأستاذ في كلية الطب أن يقوم بتشريح أجساد الموتي بإجازة منهم قبل الموت، أو من أقاربهم وذلك لغرض تعليم الطلاب؟

ج: لا يجوز تشريح جسد الميت المحترم.

س: هل يجوز تشريح جسد الميت المسلم لغرض تعلم الطب أو لغيره من الأغراض الأخري، خصوصاً إذا توقفت علي التعليم حياة مسلم آخر ولو مستقبلاً من الناحية المهنية؟

ج: في حال الاضطرار يجوز ويقدّم تشريح جسد الكافر علي جسد المسلم.

س: هل يجوز تشريح الميت لغرض معرفة سبب الوفاة وخصوصاً فيما إذا كانت المسألة متعلقة بجريمة قتل محتملة؟

ج: مشكل.

س: هل يجوز أخذ عينات بالإبرة بعد الوفاة من أجزاء الميت المسلم كالكبد والرئة الذي يعتقد إصابتها بمرض معين مع العلم أن ذلك لا يترك أي أثر بعد أخذ العينة؟ ولا يعد تمثيلاً؟

ج: إذا لم يكن هتكاً للميت فجائز بإذن الولي.

س: هل يجوز أن ينظر الطالب في كلية الطب إلي تشريح جسد مسلم لغرض التعلم أم لا؟ مع العلم أن التعليم في الجامعة لطلبة كلية الطب لا يمكن أن يكون بدون تعلم التشريح طبعاً لا يباشر المتعلم بنفسه عملية التشريح وإنما النظر فقط وإذا توقف التعلم علي التشريح بالمباشرة ولا يمكن إجبار الجهات المختصة بتشريح جسد غير المسلم، هل يجوز عند ذلك التشريح مباشرة؟

ج: كلا الأمرين لا يجوز وإن

كانت المباشرة أشد، إلا إذا اُضطر إلي ذلك اضطراراً شرعياً.

التدخين

س: تؤكد التقارير الطبية أن التدخين سبب أساسي لأمراض القلب والسرطان، فهل يجب ترتيب أثر عليها وتكون حجة علي المكلف:

1. المبتدئ.

2. المعتاد عليه.

3. الجالس جنباً للمدخنين، علماً بأن هناك ضرراً محتملاً خطيراً أو غير خطير؟

4. التدخين أمام الآخرين الذين يشعرون بانزعاج قد يصل إلي حالة (أذي المؤمن) وقد لا يصل؟

ج: مكروه، وإذا كان إضراراً بالآخرين أو أذية لهم فهو حرام.

الأمراض المعدية

س: هل يجوز للمريض المصاب بمرض معدٍ أن يحضر في الاجتماعات العامة بحيث يسبب لهم الابتلاء بهذا المرض؟ وهل يفرق بين أنواع الأمراض الخطيرة والعادية؟

ج: لا يجوز إذا كان لمرضه عدوي، حتي ولو كان الضرر طفيفاً مثل حمي يوم وما أشبه.

الأدوية والتداوي بالمحرم

س: هل يجوز شرب الدواء المحتمل احتوائه علي مواد محرمة شرعاً، وهل يلزم الفحص؟

ج: يجوز مادام لم يعلم باحتوائه علي مواد محرمة.

س: مادة الأنسولين المستعملة لمرضي السكر تستخرج أحياناً من بنكرياس الخنزير فهل يجوز استعمالها؟

ج: كالسابق.

س: هل يجوز استعمال الأدوية التي تحتوي علي مادة الكحول، وما حكمها من حيث الطهارة والنجاسة؟ وهل أن الكحول كمادة هو عين الخمر التي تحكم بالحرمة بغض النظر عن وجوده ضمن مركبات الأدوية أو المطهر؟

ج: يجوز إذا لم تكن مادة الكحول مسكرة، ومحكومة بالطهارة.

س: هل يجوز أكل لحم الأفاعي سواء كانت في مركبات دوائية أم مفردة؟

ج: لا يجوز.

س: الأطيان (كالطين الأرمني) أو ما أشبه من الأطيان إذا استعملت لأغراض دوائية وفي مركبات دوائية هل يجوز شربها وأكلها أم لا؟ وكذا هل يجوز استعمالها المنفرد أكلاً في بعض حالات التداوي غير الضرورية؟

ج: يجوز التداوي والمعالجة منفرداً كان أم مركباً ضمن دواء إن كان ضرورياً.

س: هل يجوز مخالفة أمر الطبيب في شرب الدواء، فمثلاً، إذا قال لابد أن تشرب هذا الدواء ثلاث مرات في اليوم لا أقل ولا أكثر؟ أو حدد نوعاً خاصاً من الأدوية، وبالتالي هل يعتبر قوله حجة علي المكلف في حالات الخطر علي النفس أو من ناحية عامة؟ أم يعتمد الأمر علي الحالة والاطمئنان بقوله وتشخيصه؟

ج: إذا علم الشخص المريض بأن عدم مراجعته للطبيب يشدد من مرضه ويلحق به ضرراً بالغاً، لا يجوز له ترك مراجعة الطبيب وفي

هذه الصورة يجب عليه استعمال الأدوية التي يصفها له.

س: هل يجوز شرب الدواء بنصيحة أحد الأشخاص الذي أصيب بهذا المرض مسبقاً، أو من تجربة سابقة له، مع نهي الأطباء عن مثل هذا الأمر؟

ج: يجوز في المعالجات البسيطة.

س: هل يجوز استبدال أحد صمامات قلب الإنسان بصمام مأخوذ من قلب الخنزير لأنه أفضل بديل موجود حتي الوقت الحاضر؟ كما يدعي ذلك البعض من أهل الاختصاص؟

ج: نعم يجوز.

س: هل يجوز استعمال أو شرب الدواء الذي يحتوي علي مشتقات المحار البحري؟

ج: لا يجوز إلا للمعالجة الضرورية وانحصار العلاج فيه.

س: هل يجوز إخراج المني بالاستمناء عند الحاجة إلي فحصه لدي الطبيب مع عدم التمكن من إخراجه بالطريق الشرعي لأن ذلك لابد أن يكون عند الطبيب؟ وخصوصاً في حالات الكشف عن السبب في عقم الرجل؟

ج: الأحوط أنه لا يجوز، نعم يجوز بواسطة الزوجة.

س: هل تلحق المخدرات المعروفة كالحشيش الهيروئين الكوكائين بالخمر من حيث الحرمة مطلقاً؟ أم يرتبط الأمر بالسكر؟ وهل ينسحب ذلك علي بعض الأدوية التي تستخدم كمهدئ للأعصاب أو منوم وقد تفقد الإنسان السيطرة علي عقله أيضاً، خصوصاً في حال عدم اضطراره إلي استخدامها؟ وعلي فرض الحرمة في الشق الأخير هل يصبح قليل هذه الأدوية ككثيرها أم يفرق الحال؟

ج: لا يجوز استعمال المخدرات؛ لأنها توجب أشد أنحاء الضرر المحرم، ولاينسحب علي التداوي، نعم لا يجوز لغير المضطر إليها بلا فرق بين كثيره وقليله.

الكشف وأحكام النظر والخلوة

س: المتعارف في البلدان الأوروبية أن يفحص الطبيب المرضي من النساء بعناية، ويترتب علي ذلك خلع الملابس أثناء الفحص، فهل يجوز للطبيب المسلم هناك أن يصنع معهم ذلك؟

ج: يقتصر بقدر الضرورة الشديدة.

س: هل يحوز للمرأة كشف مواضع من جسمها للطبيب الرجل إذا كان الطبيب الرجل أكثر خبرة

وفهماً، مع وجود طبيبة نسائية، وذلك في الحالات التالية:

* في حالة كون المرض غير خطير.

* في حالة طلب كشف العورة المغلظة.

ج: في الفروض المذكورة غير جائز.

س: هل يجوز النظر إلي عورة أحد أثناء التدريب علي مهنة الطب؟

ج: لا يجوز إلا إذا توقف علي ذلك اضطراراً.

س: ما حكم خلوة الممرضة بالطبيب في غرفة إذا كان لا يمكن الدخول عليهما إلا بعد طرق الباب، حيث إن الباب يغلق تارة بالمفتاح وتارة بغيره؟ وما حكم مفاكهتها له بأحاديث لا ترتبط بالعمل؟

ج: لابد وأن يكون معهما ثالث، والمفاكهة بين الأجنبيين غير جائزة.

س: هل لبس المرأة للنظارات الطبية يعد من الزينة المحرمة (بمعني حرمة الإبداء لغير المحارم)؟ وكذلك العدسات اللاصقة الطبية وغيرها.

ج: تجوز الطبية البحتة.

س: يتعرض البعض أثناء العلاج في المستشفي إلي المباشرة من قبل الممرضات، كعد النبض وقياس ضغط الدم فلابد من لمسها لبدن المرضي الرجال؟

ا) فهل يجب علي الرجل المريض رفض لمس الممرضة بدنه؟

ج: إذا وجد المماثل فيجب عليه الرفض.

2) إذا تعسر وجود الممرض الذكر فما هو واجب المريض شرعاً؟

ج: بقدر الضرورة فلا بأس به.

3) وإذا كان التمريض يشمل عورة الرجل كتضميد جرح فيها مثلاً مع عدم وجود الممرض الذكر فهل يجوز حينئذ المباشرة؟ وهل يجوز للمريض ذلك؟

ج: كالسابق.

4) وما هو حكم المريضة في الصور السابقة إذا لم تتيسر الممرضة الأنثي لها؟

ج: كالسابق.

س: في كليات الطب يتحتم علي الطالب أن يقوم بفحص المرأة الأجنبية والرجل الأجنبي وقد يصل الفحص إلي منطقة العورة (القبل والدبر) وهذا الأمر لابد من المرور به بالنسبة إلي طالب الطب أثناء دراسته العامة ولا مفر منه، فهل يجوز له أن يمارس هذا الأمر، وهل يجري الحكم علي الطبيب كما يجري علي طالب الطب؟

ج: لا

يجوز إلا إذا توقف التعلم علي ذلك بقدر الضرورة.

س: هل يجوز كشف العورة أمام الطبيب المختص في التوليد، وهل يفرق بين المباشر للفحص وبين غير المباشر، وعلي فرض الجواز هل يجوز ذلك أكثر من مسه إذا اقتضي الأمر، أم لا يجوز؟ خصوصاً وأن المتعارف في الطب اليوم، هو الكشف شهرياً علي أقل التقادير مراعاة للطفل الجنين والأم الحامل؟

ج: يجوز مراجعة الطبيب المماثل بمقدار الضرورة كما يجوز للطبيب المباشر النظر واللمس إذا توقف عليه ولم يكن بد من ذلك، نعم لو أمكن النظر بواسطة المرآة ونحوها فالأحوط عدم النظر مباشرة.

س: هل يجوز للمرأة التي مضت عليها عدة سنين ولم تنجب، أن تفحصها طبيبة أو يفحصها طبيب للتأكد من عدم وجود العقم مع استلزام ذلك كشف العورة؟

ج: يجوز عند الضرورة، مع مراعاة المماثل إن أمكن.

مسائل متفرقة

س: هل يجوز للطبيب إعطاء مريضه دواءً من باب التجربة، إذا ظن الطبيب أن هذا الدواء مفيدٌ للمريض؟

ج: لا يجوز إعطاء الدواء إلا بعد التأكد والاطمئنان من أن هذا دواؤه.

س: هل يجوز إجراء عمليات التجميل في الجسم؟ ولو أدت إلي تغير ملامح الشخص بكامله؟

ج: نعم يجوز، مع مراعاة الموازين الشرعية.

س: بالنسبة إلي الخنثي الكاذبة أي الشخص الذي يوجد في خلايا جسمه من الناحية الوراثية ذكر مثلاً ولكن الآلة الخارجية غير ذلك، أو العكس، فإذا علم أثناء الفحص أنه في الواقع ذكر فهل يجوز في هذه الحالة إزالة عوارض الذكورة وصيرورته أنثي خالصة أم لا يجوز ذلك؟ وما هو حكم العكس؟

ج: يجوز ذلك في الصورتين.

???

سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام علي المرسلين والحمد لله رب العالمين، وصلي الله علي محمد وآله الطاهرين.

قم المقدسة

محمد الشيرازي

پي نوشتها

() بحار الأنوار: ج1 ص220 ب6 ح52.

() راجع الإيضاح للفضل بن شاذان الأزدي: ص551 ترجمة زياد بن أبيه وإخوته.

() سورة طه: 114.

() سورة القصص: 77.

() جنديسابور: مدينة تقع في الجنوب الغربي من إيران في محافظة خوزستان وتعرف اليوم ب (دزفول) كان قد بناها كسري الأول سابور بن أردشير الساماني سنة 350م فنسبت إليه وكان قد أسكنها سبي الروم وطائفة من جنده وقد افتتحها المسلمون سنة 19ه.

() راجع الإرشاد للشيخ المفيد: ج2 ص179 باب ذكر الإمام القائم بعد أبي جعفر محمد بن علي عليه السلام.

() الإمام الصادق عليه السلام كما عرفه علماء الغرب: ص10، ط1 عام 1408ه 1988م.

() سورة الأعراف: 31.

() بحار الأنوار: ج62 ص123 ب1.

() سورة عبس: 24.

() الكافي: ج1 ص49-50 باب النوادر ح8.

() سورة الكهف: 19.

() تفسير تقريب القرآن إلي الأذهان: ج15 ص123، عام 1400ه 1980م.

() سورة المائدة: 110.

() سورة

آل عمران: 49.

() تفسير مجمع البيان: ج2 ص299.

() بحار الأنوار: ج16 ص416 ب12.

() للإمام الشيرازي (أعلي الله مقامه) كتاب مخطوط يقع في خمسة مجلدات استقصي (رضوان الله عليه) فيه الكثير من معاجز النبي صلي الله عليه و اله وهو مبوب تبوبياً موضوعياً، تسعي مؤسسة المجتبي للتحقيق والنشر لطبعه.

() أما الأعراض والأمراض لغة فكل منهما يمكنه أن يشمل الآخر: قال في لسان العرب: ج7 ص169 مادة عرض: (العَرَضُ: من أَحْداثِ الدهر من الموت والمرض ونحو ذلك؛ قال الأَصمعي: العَرَضُ الأمر يَعْرِضُ للرجل يُبْتَلَي به؛ قال اللحياني: والعَرَضُ ما عَرَضَ للإِنسان من أَمر يَحْبِسهُ من مَرَضٍ أَو لُصُوصٍ).

وفي لسان العرب: ج7 ص231 مادة مرض: «المَرَضُ: السُّقْمُ نَقِيضُ الصِّحَّةِ، يكون للإِنسان والبعير، وهو اسم للجنس؛ قال سيبويه: المرَضُ من المَصادِرِ المجموعة كالشَّغْل والعَقْل، قالوا أَمْراضٌ وأَشْغال وعُقول).

() بحار الأنوار: ج 70 ص 343 ب 137 ح 26.

() سورة الأنفال: 25.

() سورة هود: 81.

() ورد في الإحصاءات أنه ترتفع نسبة الإصابة بالأمراض الوراثية في منطقة الشرق الأوسط وذلك نتيجة عوامل مختلفة، منها: كون أحد الوالدين مصاباً بتلك الأمراض، ووجود أمراض الدم الوراثية، فقد يكون أحد الوالدين مصاباً بأحد هذه الأمراض وبالتالي يمكن أن ينقله إلي بعض الأبناء. بينما في أحيان أخري يكون كلا الوالدين في صحة جيدة، ولكن يحملان عوامل وراثية (جينات) غير سوية. فعند انتقال عاملين وراثيين (جينين) غير سويين من كلا الوالدين إلي أطفالهما، فمن المحتمل أن يصاب هؤلاء الأطفال بمرض وراثي. وفي بعض الحالات يمكن أن تقتصر الإصابة بالمرض الوراثي علي الذكور فقط، علي الرغم من عدم إصابة الوالدين بالمرض، وذلك لأن الأم حاملة لأحد العوامل الوراثية (الجينات) غير السوية دون أن يظهر عليها المرض.

أثبت العلم

اليوم، أن أكثر الأمراض الوراثية والخلقية، يأتي من مسببات هي نتيجة لما كسبت أيدي الناس، من فساد في أنفسهم وبيئتهم؛ لأنهم لم يلتزموا بتعاليم الله. وقد أمرهم بأن يحافظوا علي أنفسهم وبيئتهم؛ أي أن ولادة طفل معوق أو مشوه، قد تكون نتيجة لما كسبته أيدي الآباء، من خروج وشذوذ حملته سلالتهم فظهر فيها. بمعني آخر، إن اغلب الأمراض الجنسية، التي تنتقل بواسطة العلاقات الآثمة، غالباً ما تترك آثارها القريبة أو البعيدة في النسل.

ذكر التقرير السكاني للأراضي الفلسطينية الجزء الأول، بأنه بلغ عدد الأطفال المصابين بالأمراض الوراثية 11702 طفلا.

يقول أحد المسؤولين في (منظمة الصحة العالمية): إن هناك أكثر من 300 مليون شخص، يعاني من أمراض الدم الوراثية؛ أي 5ر4% من سكان العالم، وهناك أكثر من 400 ألف مولود سنوياً، مصاب أو حامل لأحد أمراض الدم الوراثية. وقال أيضاً: إن الإحصائيات الأخيرة دلت علي أن 10 % من سكان أمريكا يعانون من مرض فقر الدم المنجلي، وأن 2% إلي 10 % من سكان غرب وشمال أوروبا يعانون من أمراض الدم الوراثية، فيما يعاني 27 % من سكان المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية من أمراض الدم الوراثية. وأشار إلي أن عدد من يحمل التلاسيما عالمياً أكثر من عدد المصابين بمرض فقر الدم المنجلي، ولكن جين فقر الدم المنجلي، أكثر تواتراً في بعض البلدان، مما يؤدي إلي معدل مرتفع للولادات المصابة بفقر الدم المنجلي المتماثل (الزيجوت). ويكشف أن فقر الدم المنجلي من أكثر أمراض الدم الوراثية، إذ يشكل أكثر من 70 % من مجمل أمراض الدم الوراثية.

() سورة النساء: 9.

() سورة الأنعام: 164، سورة الإسراء: 15، سورة فاطر: 18، سورة الزمر: 7.

() الكافي: ج5 ص533 باب أن من عف

عن حرم الناس ح1.

() الكافي: ج5 ص553 باب أن من عف عن حرم الناس ح2.

() الكافي: ج5 ص553 باب أن من عف عن حرم الناس ح3.

() الكافي: ج5 ص554 باب أن من عف عن حرم الناس ح4.

() الكافي: ج5 ص554 باب أن من عف عن حرم الناس ح5.

() وسائل الشيعة: ج25 ص300 ب9 ح31956.

() وسائل الشيعة: ج25 ص305 ب9 ح31970.

() راجع الكافي: ج2 ص276 باب الذنوب ح31.

() وسائل الشيعة: ج20 ص307 ب1 ح25685.

() بحار الأنوار: ج52 ص264 ب25 ح148.

() راجع مستدرك الوسائل: ج12 ص196 ب6 ح13864.

() الكافي: ج2 ص318 باب حب الدنيا والحرض عليها ح11.

() سورة الأنعام: 45.

() وسائل الشيعة: ج16 ص258 باب تحريم مجاورة أهل المعاصي ح21506.

() الكافي: ج2 ص375 باب مجالسة أهل المعاصي ح3.

() وسائل الشيعة: ج16 ص260 باب تحريم مجالسة لأهل المعاصي ح21511.

() الكافي: ج2 ص375 باب مجالسة أهل المعاصي ح1.

() الكافي: ج2 ص375 باب مجالسة أهل المعاصي ح2.

() وسائل الشيعة: ج16 ص260 باب مجالسة أهل المعاصي ح21515.

() وسائل الشيعة: ج16 ص262 باب مجالسة أهل المعاصي ح21518.

() سورة الأنعام: 108.

() سورة الأنعام: 68.

() سورة النحل: 116.

() الكافي: ج2 ص378 باب مجالسة أهل المعاصي ح12.

() الدعاء والزيارة لسماحة الإمام الشيرازي ?: ص207 دعاء الجوشن الكبير الفقرة 42 ط1 عام 1415ه 1995م مؤسسة الفكر الإسلامي بيروت / لبنان.

() سورة الطور: 21.

() سورة الأنبياء: 28.

() سورة الزمر: 44.

() سورة البقرة: 123.

() سورة النساء: 85.

() سورة يونس: 18.

() سورة النجم: 26.

() بحار الأنوار: ج8 ص30 ب21.

() بحار الأنوار: ج8 ص34 ب21 ح1.

() الخصال: ج1 ص156 باب ثلاثة يشفعون إلي الله ح197.

() بحار الأنوار: ج8 ص34 ب21 ح3.

() بحار الأنوار: ج8 ص34 ب21 ح3.

() سورة الأنبياء: 28.

()

الأمالي للصدوق: ص7 المجلس الثاني.

() بحار الأنوار: ج8 ص35 ب21 ح6.

() بحار الأنوار: ج8 ص37 ب21 ح11.

() الأمالي للصدوق: ص294 مجلس التاسع والأربعون.

() سورة الشعراء: 100-102.

() بحار الأنوار: ج8 ص37 ب21 ح15.

() سورة البلد: 10.

() سورة الإنسان: 3.

() مخطوط يقع في 10 مجلدات. من تأليف سماحة الإمام الشيرازي (أعلي الله مقامه) في مدينة قم المقدسة. النسخة الأصلية عند مركز الجواد للتحقيق والنشر.

() سورة الشوري: 40.

() سورة البقرة: 194.

() سورة الأعراف: 147، سورة سبأ: 33.

() سورة الأنعام: 120.

() سورة الأعراف: 180.

() سورة الأعراف: 179.

() راجع مجمع البيان في تفسير القرآن للطبرسي: ج4 ص398، وتفسير تقريب القرآن إلي الأذهان للإمام الشيرازي ?: ج9 ص83، ط1 عام 1400ه/1980م، نشر مؤسسة الوفاء بيروت/لبنان.

() راجع وسائل الشيعة: ج25 ص223 ب134 ح3144.

() من أطباء إيران.

() سورة الشعراء: 80.

() جالينوس (131 – 201م): من أشهر الأطباء اليونانيين القدماء بعد أبقراط، ومن الحكماء في الدولة القيصرية. ولد ونشأ بفرغامس، من مدن آسيا شرقي القسطنطينية. كان أسمر اللون، حسن التخاطيط، محباً لقراءة الكتب، وكان يدخل علي الملوك والرؤساء، من غير أن يتقيد بخدمة أحد منهم، بل كانوا يكرمونه. وكانوا إذا احتاجوا إليه في مداواة شيء من الأمراض الصعبة، دفعوا له العطايا الكثيرة من الذهب وغيرها. أسس الفيسيولوجيا التجريبية، ووضع عشرات المؤلفات في علمي التشريح والفيسيولوجيا، بحيث سيطرت علي الفكر الطبي في أوروبا طوال القرون الوسطي وخلال عصر النهضة، وهي تعد أحد الأسس العريضة التي قام عليها الطب الحديث. من مؤلفاته: كتاب الفصل، وكتاب العصب، وكتاب العروق، وكتاب المزاج وغيرها كثير.

() سورة الرعد: 28.

() الكافي: ج2 ص60 باب الرضا بالقضاء ح1.

() وسائل الشيعة: ج3 ص251 باب وجوب الرضا بالقضاء ح3546.

() الكافي: ج2 ص60 باب الرضا

بالقضاء ح3.

() بحار الأنوار: ج69 ص327 باب ذم الشكاية من الله ح12.

() الكافي: ج2 ص61 باب الرضا بالقضاء ح5.

() وسائل الشيعة: ج3 ص250 باب وجوب الرضا بالقضاء ح3545.

() الكافي: ج2 ص61 باب الرضا بالقضاء ح7.

() بحار الأنوار: ج69 ص331 باب ذم الشكاية من الله ح15.

() الكافي: ج2 ص63 باب الرضا بالقضاء ح9.

() وسائل الشيعة: ج3 ص253 باب وجوب الرضا بالقضاء ح3556.

() بحار الأنوار: ج43 ص351 باب مكارم أخلاقه وعمله وعلمه ح25.

() الكافي: ج2 ص62 باب الرضا بالقضاء ح12.

() وسائل الشيعة: ج3 ص252 باب وجوب الرضا بالقضاء ح3551.

() نهج البلاغة، قصار الحكم: 143.

() بحار الأنوار: ج67 ص143 ب52 ح7.

() فقه الرضا عليه السلام: ص341 ب90.

() فقه الرضا عليه السلام: ص343 ب91.

() مستدرك الوسائل: ج17 ص17 ب13 ح20616.

() الكافي: ج2 ص424 باب الوسوسة وحديث النفس ح1.

() بحار الأنوار: ج64 ص127 ب100 ح13.

() فقه الرضا عليه السلام: ص385 باب حديث النفس.

() مستدرك الوسائل: ج5 ص431 ب29 ح6275.

() الكافي: ج2 ص557 باب الدعاء للهم والكرب ح6.

() الكافي: ج2 ص557 باب الدعاء للهم والكرب ح7.

() الكافي: ج2 ص557 باب الدعاء للهم والكرب ح7.

() الكافي: ج2 ص557 باب الدعاء للهم والكرب ح7.

() الكافي: ج2 ص560 باب الدعاء للهم والكرب ح13.

() الكافي: ج2 ص557 باب الدعاء للهم والكرب ح15.

() الكافي: ج2 ص561 باب الدعاء للهم والكرب ح16.

() الكافي: ج2 ص561 باب الدعاء للهم والكرب ح17.

() سورة التوبة: 128.

() سورة القصص: 77.

() محمد بن إدريس الشافعي.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص473 ق6 ب6 ف2 أهميتها وفوائدها ح10810.

() انظر شرح نهج البلاغة: ج18 ص283، ح114.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص59 ب64 ح13506.

() الكافي: ج2 ص319 باب حب الدنيا والحرص عليها ح12.

() الكافي: ج2 ص319 باب

حب الدنيا والحرص عليها ح13.

() وسائل الشيعة: ج16 ص20 ب64 ح20854.

() بحار الأنوار: ج70 ص17 ب122 ح6.

() الكافي: ج2 ص315 باب حب الدنيا والحرص عليها ح5.

() وسائل الشيعة: ج16 ص20 ب64 ح20856.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص18 ب55 ح13391.

() بحار الأنوار: ج70 ص161 ب128 ح7.

() مستدرك الوسائل: ج13 ص59 ب64 ح13505.

() سورة البقرة: 219.

() سورة البقرة: 222.

() علل الشرائع: ج2 ص475 ب224 ح1.

() وسائل الشيعة: ج25 ص305 ب9 ح31970.

() بحار الأنوار: ج76 ص133 ب86 ح22.

() بحار الأنوار: ج76 ص24 ب69 ح19.

() علل الشرائع: ج2 ص479 ب230 ح2.

() علل الشرائع: ج2 ص482 ب235 ح1.

() من لا يحضره الفقيه: ج3 ص345 باب الصيد والذبائح ح4215.

() بحار الأنوار: ج57 ص153 ب33 ح8.

() بحار الأنوار: ج57 ص153 ب33 ح10.

() علل الشرائع: ج2 ص547 ب340 ح1.

() وسائل الشيعة: ج24 ص175 ب31 ح30275.

() علل الشرائع: ج2 ص563 ب358 ح1.

() كالنسيان والغفلة.

() قاعدة فقهية مستفادة من الأحاديث الشريفة، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «كل شي ء يكون منه حرام وحلال، فهو لك حلال أبداً، حتي تعرف الحرام منه بعينه فتدعه» تهذيب الأحكام: ج7 ص226 ب21 ح8.

() قاعدة فقهية مستفادة من النصوص الشريفة، عن عمار الساباطي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «كل شي ء نظيف حتي تعلم أنه قذر، فإذا علمت فقد قذر، وما لم تعلم فليس عليك» تهذيب الأحكام: ج1 ص284 ب11 ح119.

() عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «وضع عن أمتي تسع خصال: الخطأ، والنسيان، وما لا يعلمون، وما لا يطيقون، وما اضطروا إليه، وما استكرهوا عليه، والطيرة، والوسوسة في التفكر في الخلق، والحسد ما لم

يظهر بلسان أو يد» الكافي: ج2 ص 463 باب ما رفع عن الأمة ح2.

() راجع وسائل الشيعة: ج24 ص100 ب1 ح30083.

() سورة البقرة: 185.

() سورة النساء: 28.

() سورة الزمر: 51.

() سورة الروم: 41.

() سورة النحل: 34.

() سورة آل عمران: 165.

() سورة الشوري: 30.

() سورة الفتح: 4.

() سورة المجادلة: 22.

() الكافي: ج22 ص65 باب أن السكينة هي الإيمان ح1.

() سورة المجادلة: 22.

() بحار الأنوار: ج66 ص200 ب33 ح22.

() مستدرك الوسائل: ج11 ص384 ب51 ح13322.

() الكافي: ج2 ص245 باب الرضا بموهبة الإيمان والصبر ح2.

() بحار الأنوار: ج64 ص154 ب7 ح14.

() مشكاة الأنوار: ص105 الفصل السابع.

() انظر مفتاح الفلاح: ص368.

() سورة فصلت: 11.

() ألبرت آينشتاين (1879 – 1955): فيزيائي أميركي. ألماني المولد. يعتبر أحد أعظم عباقرة العلم في عصره. استقر في الولايات المتحدة الأميركية عام 1933م فراراً بنفسه من الحكم النازي. وضع نظرية النسبية. منح جائزة نوبل في الفيزياء لعام1921م. من آثاره: معني النسبية The Meaning of Relativity عام 1923م، وبناة الكون Builders of the Universe عام 1932م.

() (دع القلق وابدأ الحياة) لمؤلفه دايل كارنيجي، يقع الكتاب في 240 صفحة وقد طبع كراراً، منها ط المكتبة الحديثة للطباعة والنشر، بيروت لبنان عام 1977، يشتمل الكتاب علي بعض التجارب الشخصية والنماذج الخارجية التي باشرها المؤلف، من عناوين الكتاب: حقائق عن القلق، كيف تبدد القلق، ماذا يخلق القلق، السبل المهمة في تحليل القلق، أطرد 50% من قلقك في العمل، كيف تحطم القلق قبل أن يصل إليك، لا تدع الهوام تسيطر عليك، اعتمد علي الإحصائيات في طردك القلق، أرض بما ليس منه بد، لا تنتظر شكراً من أحد، اصنع شراباً حلواً من حامض الليمون، القاعدة الذهبية لقهر القلق، تجنب القلق المتأتي

من النقد، كن قوياً أمام النقد، طرق تساعدك علي قهر التعب والقلق، كيف تطرد الإرهاق، كيف تتخلق من الضجر، كيف تتجنب قلق الأرق.

() انظر كتاب (القانون) للإمام الشيرازي (أعلي الله مقامه): ص 158-161، المسألة 35، وفيه: قد يكون في شيء مصلحة ملزمة فيجب. وقد يكون في شيء مفسدة متزايدة فيحرم. وقد يكون المصلحة والمفسدة لا بحد الإلزام، فيستحب ويكره. وقد تتساوي المصلحة والمفسدة فيباح. هذا حسب ما نجده في الأمور وحسب الموازين العقلية، وهكذا قرره الشارع أيضاً ويسمّي كل وجه من الوجوه الخمسة: حكماً. لا يقال: إن المباح ليس بحكم، لأنه قبل الشرع وبعد الشرع سواء. لأنه يقال: قبل الشرع الإباحة لا اقتضائية، وبعد التشريع الإباحة اقتضائية، بمعني: أن الشارع قرره، فإطاعته بما هو حكم شرعي له الثواب حيث الأعمال بالنيّات. ولا يصح أن يقال: إن الأمر مع قطع النظر عن اللااقتضائيات الثلاثة واجب فقط، إذ إعطاء الزكاة واجب، وترك شرب الخمر واجب مثلاً أو حرام فقط إذ شرب الخمر حرام، وترك الزكاة حرام. كما لا يصح أن يقال: إن الزكاة واجبة وتركها حرام، أو شرب الخمر حرام وتركه واجب، إذ لا يعقل حكمان في طرفي شيء، فإن ذلك إذا لم يكن تأكيداً كان لغواً، وإذا كان تأكيداً لم يكن حكماً.

() من لا يحضره الفقيه: ج1 ص55 باب السواك ح123.

() من تأليفات سماحة الإمام الشيرازي (أعلي الله مقامه) في مدينة قم المقدسة عام 1406ه. ضمن موسوعة الفقه الاستدلالية، ويقع في أربعة أجزاء قياس24 × 17. وقد تناول سماحة الإمام الراحل في الجزء الأول المواضيع التالية: العبادات لا تقبل إلا بالولاية، اشتراط التكليف بالعقل والبلوغ، استحباب نية الخير، نية العبادة، ذم الإعجاب، الاقتصاد في العبادة، السواك،

آداب الحمام، أحكام الخضاب، كراهة ترك المرأة للحلي، الكحل، التمشط وآدابه، شعر الشارب، التطيب، آداب المرض، الشكوي إلي المؤمن، قضاء الحاجة، استحباب حسن الظن بالله، التلقين، آداب المحتضر، الأغسال المسنونة، استحباب إظهار النعمة، استحباب تزين المسلم، استحباب لبس الثوب النقي النظيف، استحباب لبس الثياب الفاخرة الثمينة، كراهة الشهرة في الملابس، حكم تشبه النساء بالرجال وبالعكس، بعض مصاديق الإسراف، استحباب التعمم وكيفيته، استحباب الخاتم، أحكام المساكن، استحباب تنظيف البيوت، كراهة مبيت الإنسان وحده، تحريم أذي الجار، آداب القرآن، السفر بالقرآن إلي أرض العدو، و …، يقع هذا الجزء في 464 صفحة.

وأما الجزء الثاني فقد تناول فيه الإمام الراحل المواضيع التالية: آداب الدعاء، إصلاح النفس، بعض الأدعية المكروهة، آداب الذكر، كراهة ترك ذكر الله، استحباب التحميد والتسبيح والتكبير والتهليل والشهادتين والحوقلة، استحباب الإكثار من الصلاة علي محمد وآل محمد، كيفية الصلاة علي محمد وآله، استحباب ذكر الرسول صلي الله عليه و اله وأهل بيته عليهم السلام في كل مجلس، آداب الصدقة، الضمان الاجتماعي، ثواب الصدقة، تحريم السؤال من غير حاجة، كراهة السؤال، استحباب إطعام الطعام، آداب السفر، أيام السفر، أدعية للمسافر، خواص أيام الشهر، كراهة الوحدة في السفر، لا إسراف في نفقة الحج والعمرة إذا زاد علي المتعارف، استحباب استصحاب التربة الحسينية في السفر، استحباب سرعة العود إلي الأهل، كراهة سرعة المشي، استحباب استصحاب المسافر هدية لأهله إذا رجع، أحكام معاشرة الناس، استحباب حسن المعاشرة، استحباب مواساة الإخوان، كراهة مجالسة جملة من الناس، كراهة دخول موضع التهمة، استحباب الابتداء بالسلام، كيفية التسليم ورده، استحباب المصافحة، جواز تسليم الرجل علي النساء وكراهته علي الشابة، السلام علي الكفار، آداب العطاس، بعض آداب الجلوس، استحباب المزاح والضحك من غير إكثار

ولا فحش، كراهة القهقهة، كراهة كثرة المزاح والضحك، من آداب الجار، حد الجوار، استحباب تشييع الصاحب ولو ذمياً والمشي معه هنيئة عند المفارقة، استحباب المراسلة في السفر، رد جواب الكتاب، عدم جواز إحراق القراطيس المشتملة علي أسماء الله إلا لضرورة، استحباب حسن الخلق، وطلاقة الوجه وحسن البشر وأن يكون الإنسان هينا ليناً، و…، يقع هذا الجزء في 440 صفحة.

وأما الجزء الثالث فقد تناول فيه الإمام الراحل المواضيع التالية: الوعد، استحباب الحياء، العفو، الصبر علي الحساد، استحباب الصمت إلا عن الخير، مداراة الناس، جملة من حقوق المؤمن، حق العالم، حجب المؤمن، المعانقة، تقبيل المؤمن، المراء والخصومة، المكر والحسد والغش والخيانة، تحريم هجر المؤمن وإيذائه وإهانته وخذلانه والاستخفاف به وإحصاء عثراته وتعييره واغتيابه، مواضع جواز الغيبة، تحريم لعن غير المستحق، استحباب النظر إلي وجه الوالدين والكعبة والمصحف ووجه العالم والصلحاء من ذرية النبي صلي الله عليه و اله، آداب التجارة، كراهة ترك التجارة، استحباب الاستعانة بالدنيا علي الآخرة، استحباب العمل باليد، الاقتصاد في طلب الرزق، كراهة كثرة النوم، كراهة الفراغ والبطالة، كراهة الكسل في أمور الدنيا والآخرة، وجوب الكد علي العيال، استحباب شراء العقار وكراهة بيعه، وجوب العمل للدنيا والآخرة، استحباب التفقه فيما يتولاه، استحباب تعلم الكتابة والحساب، حق السبق في السوق، كراهة الحلف صادقاً وتحريمه كاذباً، تحريم الاحتكار وحده، استحباب ادخار قوة السنة، كراهة تلقي الركبان، استحباب كون الإنسان سهل البيع سهل الشراء والقضاء والاقتضاء، آداب جهاد النفس، اليقين بالله، الاعتصام بالله والتوكل عليه، الجمع بين الخوف والرجاء، التقوي والورع، الصبر والحلم، كراهة الطمع وقسوة القلب، حرمة الظلم والبغي والقذف، و …، يقع هذا الجزء في 464 صفحة.

وأما الجزء الرابع فكان تأليفه عام 1408ه، وقد تناول

فيه الإمام الراحل المواضيع التالية: رد المظالم إلي أهلها، حرمة الرضا بالظلم ومعونة الظالم، ستر الذنوب، التوبة وآدابها، آداب فعل المعروف، استحباب قرض المؤمن، وجوب إنظار المعسر، وجوب الاهتمام بأمور المسلمين، استحباب تذاكر فضل الأئمة عليهم السلام وأحاديثهم، استحباب إدخال السرور علي المؤمن، قضاء حاجة المؤمن، إكرام المؤمن، كراهة البخل، آداب النكاح، كراهة العزوبة، استحباب حب النساء المحللات وإخبارهن به، ما يستحب اختياره من صفات النساء، ما يستحب اجتنابه من صفات النساء، استحباب اختيار البكر للتزويج، المؤمن كفو المؤمنة، آداب الدخول وما يستحب ويكره في الجماع، لا رهبانية في الإسلام، جواز العزل، جملة من آداب عشرة النساء، عدم جواز خلوة الرجل بالأجنبية، تحريم النظر إلي المرأة الأجنبية ولمسها ومصافحتها، عدم حرمة سماع صوت الأجنبية، حكم القواعد من النساء، جملة مما يحرم علي النساء وما يكره لهن وما يسقط عنهن، جملة من الأحكام المختصة بالنساء، حكم نظر المرأة للرجل الأجنبي، حرمة الاختلاط، استحباب إتيان الزوجات بلا إفراط ولا تفريط، أحكام الأولاد، استحباب الاستيلاد وتكثير الأولاد، استحباب طلب الولد والبنات، كراهة أن يكره البنات، استحباب مسح رأس اليتيم، آداب تسمية الولد، استحباب إطعام الناس عند ولادة المولود، استحباب العقيقة، ثقب أذن المولود، وجوب ختان الصبي، آداب الختان، آداب الرضاع، جملة من حقوق الأولاد، استحباب تقبيل الإنسان ولده، استحباب التصابي مع الولد وملاعبته، أحكام النفقات وآدابها، نفقة الزوجة الدائمة ومقدارها، النفقات الواجبة والمندوبة، حد الإسراف والتقتير، استحباب صلة الرحم والجود والسخاء وصيانة العرض بالمال، آداب المائدة، كراهة كثرة الأكل، آداب الضيف، و…، يقع هذا الجزء في 572 صفحة.

وقد تم طبع هذا الكتاب عدة مرات منها: طبعة دار القرآن الحكيم، قم المقدسة، وطبعة مؤسسة الفكر الإسلامي، قم المقدسة، وطبعة

دار العلوم بيروت لبنان، عام 1410ه / 1989م.

() من تأليفات سماحة الإمام الشيرازي (أعلي الله مقامه)، بتاريخ 1 ذي القعدة 1417 ه في مدينة قم المقدسة. وهو في الفقه الاستدلالي ويقع في 567 صفحة، قياس 24 × 17، وقد تناول (أعلي الله مقامه) فيه المواضيع التالية: استحباب النظافة، النظافة في القرآن، النظافة في الروايات، بين النظافة الجسدية والروحية، نظافة القرآن وعدم تحريفه، حرمة تنجيس القرآن، نظافة النية، اجتناب التدخين، الطهارة من الحدث والخبث، المطهرات في الإسلام، النجاسات والاجتناب عنها، النظافة وأحكام التخلي، نزح البئر، النضح، الغسل والوضوء والتيمم، النوم علي طهارة، النظافة بعد الموت، الأغسال الواجبة والمستحبة، النظافة في الصلاة، نظافة المسجد وطهارته، النظافة الشخصية، استحباب دخول الحمام للتنظيف، التنظيف والخضاب، الكحل وآدابه، الشعر والتنظيف، المشط وآدابه، تنظيف الشارب، نظافة الفم، السواك، لا للتدخين، الختان سنة واجبة، التدهين، التعطر، نظافة المنزل، تهيئة الزوجين وتزينهما، آداب المائدة، تخليل الأسنان، النظافة الثقافية، دور العلماء في النظافة، من شروط العلم: النظافة، النظافة السياسية، حرمة الاستبداد في الحكم، التعددية، حقوق الإنسان، الحريات الإسلامية، لا عنف في الإسلام، حرمة التجسس والتعذيب، نظافة التعامل مع العدو، رعاية المعاهدات الدولية، لا لسفك الدماء، حرية المعارضة، نظافة الحرب، نظافة التعامل مع الأسري، نظافة القانون والتطبيق، النظافة الاقتصادية، النظافة من الفقر، بيت المال، الجمارك، النظافة من المكر والغش والخيانة والاحتكار، النظافة الاجتماعية، النظافة في الصداقة، نظافة المشورة، نظافة الأسرة، نظافة النكاح، نظافة العين، التوسعة علي العيال، نظافة الاسم، نظافة العقوبات، توبة المرتد الفطري، درء الحدود بالشبهات، نظافة القضاء، نظافة البيئة، نظافة الطب، النظافة النفسية، النظافة عن مطلق الرذائل، و … قامت بطبعه هيئة محمد الأمين صلي الله عليه و اله، الكويت، عام 1421ه /

2000م.

() من تأليفات سماحة الإمام الشيرازي (أعلي الله مقامه) في مدينة قم المقدسة. وهو ضمن موسوعة الفقه الاستدلالية ويقع في 508 صفحة، قياس 24 × 17، وقد تناول (أعلي الله مقامه) فيه المواضيع التالية: خلق الإنسان، من حديث المفضل، تفصيل الجسم، الهيكل العظمي، المفصل، الغضروف، الجلد، الغدد العرقية، الحجامة وآدابها، فوائد الحجامة، موضع الحجامة، كسب الحجام، طهارة دم المعصوم عليه السلام، الحمام وآدابه، أحكام الحمام، أدعية الحمام، غسل الرأس، النورة وآدابها، الخضاب وآدابه، الاكتحال وآدابه، الشعر وآدابه، اللحية وآدابها، المشط، كسب الماشطة، تقليم الأظفار، الطيب وآدابه، استحباب البخور والتجمير، التدهين وآدابه، السواك وآدابه، فصل في الأطعمة والأشربة، الأطعمة المباحة والمحرمة، لا لكثرة الأكل، مضغ الطعام جيداً، سؤر المؤمن، من الأطعمة المستحبة، الهريسة، خبز الشعير، خبز الأرز، السويق، لحم الضأن، لحم العنز، لحم الطيور، لبن الأبقار، الجبن، السمك، البيض، الملح، الحلواء، الفالوذج، الخل، العسل، السكر، الزيت، الماء وآداب الشرب، سقي الماء، ماء المطر، ماء نيسان، ماء زمزم، ماء الفرات، نيل مصر، فصل في الفواكه، التمر، الرطب، العنب، الزبيب، الرمان، التفاح، السفرجل، التين، الأترج، الكمثري، الإجاص، البطيخ، القرع، الباذنجان، البصل، الثوم، الحمص، العدس، الباقلاء، الماش، الجزر، فصل في الخضروات، الهندباء، الباذروج، الحوك، الكراث، الكرفس، بقلة الزهراء ?، الخس، الجرجير، السلق، الكمأة، الفجل، الشلجم، السعتر، القثاء، الحلبة، العناب، السناء، الحبة السوداء، الحرمل، الاهليلج، نبذة مما ينبغي التداوي به، لوجع الخاصرة، لوجع المعدة، لعلاج الصداع، لعلاج المغص، لضعف البصر ووجع العين، لعلاج السل، لعلاج السعال، لعلاج الريح، لعلاج تقطير البول، لمداواة الحصاة، للجرح، لوجع البطن والظهر، لعلاج الأرياح والبواسير، لعلاج البلغم، لعلاج العطش ويبس الفم، للدغ العقرب، لعلاج الشوصة، لعلاج اللقوة، لعلاج خفقان القلب، لوجع الطحال، لعلاج المبطون، لعلاج

الحكة، لعلاج الجرب، من مقومات صحة البدن، الكي، القيء، الحقنة. أمور عامة في الطب والعلاج، أول من تعلم الطب، القرآن وعلم الطب، وجه تسمية الطبيب، أنواع الطب، النية وتأثيرها في العلاج، الذنوب والأمراض، الدعاء والتأثير الصحي، الطب من علومهم عليهم السلام، تربة الإمام الحسين عليه السلام، عندما يعجز الطب، طب النفوس، تعاليم صحية عامة، آداب لصحة الجسد، السباحة، الصوم، السفر، الحج والعمرة والتأثير الصحي، صلاة الليل وتأثيرها الصحي، الزواج وصحة البدن، من آداب الحمل، من آداب المولود، الختان، العطاس، النجاسات وأحكامها، إذا غلي العصير العنبي، النهي عن الخمر، الطهارة والتأثير الصحي، الوضوء، الغسل، المريض وآدابه، فضل الصحة والعافية، لكل داء دواء، في ثواب المريض، لا تكثر من الدواء، صبر المريض، الصدقة، عيادة المريض، عيادة الكافر، الهدية للمريض، الوقاية خير من العلاج، الطب وبعض أحكامه، دراسة الطب في الحوزات العلمية، التداوي بغير الحرام، الطبيب غير المسلم، كسب الطبيب، صلاة المريض، المرأة ومراجعة الطبيب، دقة الطبيب، ضمان الطبيب والبيطار، و …، قامت بطبعه مؤسسة المجتبي للتحقيق والنشر بيروت لبنان، عام 1422ه / 2002م، وطبعة ثانية لدار العلوم بيروت لبنان، عام 1423ه / 2002م، ويقع في 467 صفحة. وطبعة ثالثة في الكويت هيئة محمد الأمين صلي الله عليه و اله.

() من جامعة (واترلو) في كندا.

() سورة الأنعام: 59.

() قاعدة فقهية عامة.

() راجع مستدرك الوسائل: ج16 ص54 ب14 ح19126.

() كتاب (مدينة العلم) للشيخ الصدوق أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسي بن بابويه القمي المتوفي سنة 381ه، وهو علي حد قول العلامة آغا بزرك الطهراني رحمة الله عليه: خامس الأصول الأربعة القديمة للشيعة الإمامية الاثني عشرية. قال الشيخ حسين بن عبد الصمد الحارثي والد الشيخ البهائي رحمة

الله عليه في كتابه الدراية: وأصولنا الخمسة الكافي، ومدينة العلم، وكتاب من لا يحضره الفقيه، والتهذيب، والاستبصار. وقال الشيخ الطوسي رحمة الله عليه في كتابه الفهرست: وكتاب مدينة العلم كبير، أكبر من كتاب من لا يحضره الفقيه. وقال ابن شهر آشوب في كتابه معالم العلماء: مدينة العلم عشرة أجزاء. وللأسف فقد ضاع هذا الكتاب من بين أظهرنا وأيدينا. نعم، ينقل عنه السيد علي ابن طاووس في فلاح السائل وغيره من كتبه، والشيخ جمال الدين يوسف بن حاتم الفقيه الشامي تلميذ المحقق الحلي في كتابه الدر النظيم في مناقب الأئمة. حتي أن العلامة المجلسي صرف أموالاً طائلة في طلبه وما ظفر به، وكذا من المتأخرين عنه منهم: حجة الإسلام الشفتي السيد محمد باقر الجيلاني الأصفهاني، بذل كثيراً من الأموال ولم يعثر عليه. يقول العلامة المجلسي: ليس لنا معرفة بوجود هذه الدرة النفيسة في هذه الأواخر إلا ما وجدناه بخط السيد شبر الحويزي وإمضائه وهو ما حكاه السيد الثقة الأمين السيد معين الدين السقاقلي الحيدرآبادي، للسيد عبد العزيز المجاز من الشيخ أحمد الجزائري قال: توجد نسخة مدينة العلم للصدوق عنده واستنسخ عنه نسختين أخريين. وذكر السقاقلي: بأنه ليس مرتباً علي الأبواب بل هو نظير روضة الكافي.

() للتفصيل انظر موسوعة الفقه: كتاب البيئة.

() للتفصيل انظر موسوعة الفقه: كتاب البيئة.

() طبقة من غلاف الأرض الجوي يتراوح ارتفاعها ما بين 32 و48 كيلومتراً. وهذه الطبقة تشتمل علي نسبة عالية من الأوزون وهو شكل من أشكال الأكسجين، وتتميز بحرارة عالية نسبيا ناشئة عن امتصاص الأوزون الأشعة الشمسية فوق البنفسجية.

() أي الوالدين.

() أي طول المرض.

() أي انتشاره الأكثر في الجسم، أو في العديد من الناس.

() راجع موسوعة الفقه: كتاب (من الآداب الطبية).

()

آية الله العظمي السيد الميرزا مهدي الشيرازي، كان من مشاهير الفقهاء المجتهدين ومراجع التقليد في زمانه. والده الميرزا حبيب الله الحسيني الشيرازي بن السيد آقا بزرك بن السيد ميرزا محمود بن السيد إسماعيل، فوالد الميرزا مهدي هو ابن أخ المجدد الشيرازي الكبير، وأما والدته فهي منتسبة لبيته، كما إن زوجته كانت من حفيدات المجدد الشيرازي من كريمته السيدة الفاضلة آغا بي بي.

فقد أباه في طفولته فعني بنشأته وتربيته دينياً وإسلامياً شقيقه المرحوم الميرزا عبد الله الحسيني الشيرازي الشهير بالتوسلي.

ولد في مدينة كربلاء سنة 1304 وظل بها إلي سني شبابه الأولي فدرس علي أساتذتها مقدمات العلوم من نحو وصرف وحساب ومنطق وسطوح الفقه والأصول، ثم سافر إلي سامراء واشتغل فيها بالبحث والتحقيق والتدريس لفترة طويلة ثم توجه إلي مدينة الكاظمية فاشتغل بالبحث والدرس ما يقرب من سنتين وسافر بعدها إلي كربلاء المقدسة وبقي فيها فترة من الزمن مواصلاً الدرس والبحث إلي أن انتقل إلي النجف الأشرف وأقام بها ما يقرب من عشرين عاماً.

درس الخارج علي أيدي كبار العلماء والمراجع في عصره أمثال: السيد الميرزا علي آغا نجل المجدد الشيرازي، والميرزا الشيخ محمد تقي الشيرازي، والعلامة الآغا رضا الهمداني صاحب (مصباح الفقيه) والسيد محمد كاظم الطباطبائي اليزدي صاحب (العروة الوثقي) وغيرهم.

كان يحضر في كربلاء المقدسة بحثاً علمياً عميقاً كان يسمي ببحث ال(كمباني) تحت رعاية المرحوم آية الله العظمي السيد الحاج آغا حسين القمي وكان البحث يضم جمعاً من أكابر ومشاهير المجتهدين في كربلاء المقدسة.

بعد وفاة السيد القمي سنة 1366ه استقل بالبحث والتدريس واضطلع بمسؤولية التقليد والمرجعية الدينية ورجع الناس إليه في أمر التقليد.

في عهد حكومة عبد الكريم قاسم في العراق وفي أثناء فترة تنامي المد الشيوعي، قد

بادر إلي استنهاض همم مراجع الدين الكبار في النجف الأشرف لاتخاذ موقف جماعي قوي إزاء الخطر الإلحادي علي العراق فالتقي بالسيد محسن الحكيم وأصدر الأخير فتواه الشهيرة بتكفير الشيوعية.

توفي ? في الثامن والعشرين من شهر شعبان سنة 1380ه وشيع جثمانه في موكب مهيب قلما شهدت كربلاء مثله ودفن في مقبرة العالم المجاهد الشيخ الميرزا محمد تقي الشيرازي في صحن الروضة الحسينية الشريفة، وأقيمت علي روحه الطاهرة مجالس الفاتحة والتأبين بمشاركة مختلف الفئات والطبقات واستمرت لعدة أشهر.

من مؤلفاته المطبوعة: ذخيرة العباد، الوجيزة، ذخيرة الصلحاء، تعليقة العروة الوثقي، تعليقة الوسيلة، بداية الأحكام، مناسك الحج (فارسي)، أعمال مكة والمدينة، ديوان شعر وقد طبع بعض أشعاره متفرقة.

وأما المخطوطة فهي: شرح العروة الوثقي، المباحث الأصولية، رسالة في التجويد، رسالة حول فقه الرضا عليه السلام، كشكول في مختلف العلوم، الدعوات المجربات، هدية المستعين في أقسام الصلوات المندوبة، رسالة في الجفر، أجوبة المسائل الاستدلالية.

() مستدرك الوسائل: ج11 ص292 ب27 ح13064.

() الكافي: ج2 ص87 باب الاقتصاد في العبادة ح6.

() غوالي اللآلي: ج1 ص296 ف10 ح199.

() سورة البقرة: 143.

() نهج البلاغة، قصار الحكم: 27.

() وسائل الشيعة: ج2 ص408 ب4 ح2490.

() كان منهم الدكتور صبري بن محمد القباني (13261393ه/19081973م)، ولد في دمشق وتوفي في بيروت ودفن في دمشق.

() وهو معروف الرصافي (12941364ه/18771945م) ولد في بغداد وتوفي بها.

() سورة آل عمران: 133.

() سورة البقرة: 148، سورة المائدة: 48.

() وسائل الشيعة: ج27 ص169 ب12 ح33514.

() المحاسن: ج1 ص215 ب8 ح100.

() مستدرك الوسائل: ج11 ص40 ب14 ح12381.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص266 باب ذم العجلة ح5772.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص143 ب90 ح13731.

() مستدرك الوسائل: ج13 ص159 باب ما ينبغي للوالي.

() بحار الأنوار: ج29 ص46 ب5.

() بحار الأنوار: ج75

ص43 ب16 ح33.

() الكافي: ج2 ص474 باب الإلحاح بالدعاء ح2.

() وسائل الشيعة: ج7 ص55 ب17 ح8707.

() الكافي: ج2 ص490 باب من أبطأت عليه الإجابة ح8.

() دعائم الإسلام: ج2 ص144 فصل4 ح503.

() هو محمد بن زكريا الرازي الطبيب: صاحب التصانيف، من أذكياء أهل زمانه، ومن أشهر أطباء الإسلام وفلاسفتهم. ولد في الرّي سنة 250ه. كان في صباه مغنياً يجيد ضرب العود، أخذ عن البلخي الفيلسوف، وكان إليه تدبير بيمارستان الري، ثم كان علي بيمارستان بغداد في دولة المكتفي. قيل: إن أول اشتغاله كان بعد مضي أربعين سنة من عمره، ثم اشتغل علي الطبيب أبي الحسن علي بن ربن الطبري، الذي كان مسيحياً فأسلم وصنف، وكان لابن زكريا عدة تلامذة، من آثاره: (الحاوي) ثلاثون مجلداً في الطب، و(الجامع)، و(الأعصاب)، و(المنصوري) صنفه للملك منصور بن نوح الساماني، و(الطب الروحاني)، و(إن للعبد خالقاً)، و(المدخل إلي المنطق)، و(هيئة العالم)، ومقالة في اللذة، و(طبقات الأبصار)، و(الكيمياء) و(إنها إلي الصحة أقرب)، وأشياء كثيرة. لقب بجالينوس العرب أو طبيب المسلمين، توفي ببغداد سنة إحدي عشرة وثلاثمائة.

() أبو علي، الحسين بن عبد الله بن علي بن سينا، كان أبوه من أهل بلخ، وانتقل منها إلي بخاري، وتزوج هناك فولد له أبو علي بقرية من قري بخاري، كان أبوه من الشيعة الإسماعيلية.

اشتغل الشيخ الرئيس بأوليات العلوم منذ نعومة أظفاره، ثم أخذ يدرس الطب فأصبح طبيباً حاذقاً وهو في سن السادسة عشر، يقول: (في هذه المدة مدة اشتغاله بالدرس ما نمت ليلة واحدة بطولها، ولا اشتغلت النهار بغيره)، وكان في المشاكل العلمية ومعضلات المسائل يصلي ويبتهل إلي مبدع الكل حتي يفتح له المنغلق وييسر له المتعسر.

يقول: كنت أرجع بالليل إلي داري، وأضع السراج بين يدي، واشتغل

بالقراءة والكتابة، ومهما أخذني أدني نوم أحلم بتلك المسائل بأعيانها، حتي إن كثيراً من المسائل اتضح لي وجوهها في المنام.

ويقول: فلما بلغت ثماني عشرة سنة من عمري فرغت من هذه العلوم كلها، وكنت إذ ذاك للعلم أحفظ ولكنه اليوم معي أنضج، وإلا فالعلم واحد لم يتجدد لي بعده شيء.

() هو محمد بن مروان الأيادي الإشبيلي المعروف بابن زهر. طبيب أندلسي من أسرة توالي أبناؤها في أعلي مراتب الطب والفقه والأدب. أخذ بقرطبة عن محمد بن معاوية الأموي، وإسحاق بن إبراهيم، وأبي علي القالي، ومحمد بن حارث القيرواني. أكثر الناس عنه. روي عنه: أبو عبد الله الخولاني، وأبو محمد بن خزرج، وعبد الرحمن بن محمد الطليطلي، وأبو حفص الزهراوي، وحاتم بن محمد، وجماهير بن عبدالرحمن، وأبو المطرف بن سلمة. وعاش ستاً وثمانين سنة، وروي الكثير. توفي سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة. من مؤلفاته: التيسير في المداواة والتدبير. وهو والد شيخ الطب أبي مروان عبد الملك، وجد رئيس الأطباء أبي العلاء زهر بن عبد الملك، وجد جد العلامة أبي بكر محمد بن عبد الملك، الذي بقي إلي سنة خمس وتسعين وخمسمائة.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص353 باب أهمية الاقتصاد ح8052.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص354 باب التدبير وفوائده ح8077.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص354 باب التدبير وفوائده ح8079.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص354 باب التدبير وفوائده ح8084.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص354 باب سوء التدبير سبب التدمير ح8096.

() رضا خان (1878 - 1944م): شاه إيران (1925 - 1941) كان ضابطاً من ضباط الجيش الإيراني فأطاح بأسرة قاجار الحاكمة وأعلن نفسه عام (1925م) شاهاً علي إيران. اضطر إلي التنازل عن العرش لابنه محمد رضا بهلوي.

() محمد رضا بهلوي (1919

1980م): شاه إيران المخلوع وابن رضا خان، خلف والده عندما استقال عام (1941م) تحت ضغط أحداث الحرب العالمية الثانية، تزوج من فوزية أخت الملك فاروق، ومن ثريا وطلقهما، ثم من فرح ديبا التي أنجبت له وريثاً للعرش. عارض عملياً خطوة تأميم النفط التي أقدم عليها رئيس وزراء إيران السابق محمد مصدق في مطلع الخمسينات، أخذ يعزز الأجهزة الأمنية بمساعدة الولايات المتحدة الأميركية وبالغ في شراء الأسلحة الأميركية وبكميات وفيرة جداً. أطاحت حكمه في مطلع عام (1979م) ثورة شعبية عارمة أجبرته علي اللجوء إلي الخارج بعد أن انهارت دعائم حكمه الإمبراطوري.

() انظر مجلة الشراع اللبنانية في عددها الصادر بتاريخ 8 / ايلول/ 1997م برقم (797).

() سورة الزمر: 42.

() الطبيب الفرنسي الشهير الدكتور أميل كويه، ويعتبره البعض من أكبر دعاة الاستهواء والقائلين بالشفاء عبر الإيهام حتي قال البعض بأنه زعيم الأطباء الاستهوائيين.

() انظر علل الشرائع: ج2 ص525 ب304 ح1 وفيه: عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، بإسناده يرفعه إلي أبي عبد الله عليه السلام قال: «كان يسمي الطبيب المعالج، فقال موسي بن عمران: يا رب ممن الداء؟. قال: مني. قال: ممن الدواء؟. قال: مني. قال: فما يصنع الناس بالمعالج؟. قال: يطيب بذلك أنفسهم، فسمي الطبيب لذلك».

() راجع من لا يحضره الفقيه: ج4 ص157 باب ما يجب علي قطع رأس ميت ح5357.

() فقه الرضا عليه السلام: ص167 ب22 غسل الميت وتكفينه.

() انظر كتاب (الفقه: المسائل المتجددة).

() سورة المائدة: 32.

() التفسير الموضوعي للقرآن: مخطوط يقع في 10 مجلدات. من تأليف سماحة الإمام الشيرازي (أعلي الله مقامه) في مدينة قم المقدسة. النسخة موجودة عند مركز الجواد للتحقيق والنشر.

() سورة الإسراء: 70.

() سورة النور: 31.

() سورة الأحزاب: 53.

() سورة مريم:

17.

() سورة الأحزاب: 59.

() وسائل الشيعة: ج20 ص197 ب106 ح25416.

() بحار الأنوار: ج73 ص334 ب67 ح1.

() سورة آل عمران: 162.

() الأمالي للصدوق: ص429 المجلس السادس والستون ح1.

() علل الشرائع: ج2 ص564 ب364 ح1.

() وسائل الشيعة: ج7 ص247 ب5 ح9242.

() الكافي: ج5 ص525 باب مصافحة النساء ح1.

() الكافي: ج5 ص528 باب الدخول علي النساء ح1.

() وسائل الشيعة: ج20 ص215 ب120 ح25463.

() راجع من لا يحضره الفقيه: ج3 ص252 باب المزارعة والإجارة ح3913.

() من لا يحضره الفقيه: ج3 ص252 باب المزارعة والإجارة ح3913.

() مستدرك الوسائل: ج14 ص264 ب78 ح16664.

() مستدرك الوسائل: ج14 ص265 ب78 ح16665.

() بحار الأنوار: ج79 ص101 ب16 ح48.

() مستدر الوسائل: ج14 ص265 ب78 ح16667.

() مستدرك الوسائل: ج14 ص265 ب78 ح16668.

() مستدرك الوسائل: ج14 ص266 ب78 ح16669.

() مستدرك الوسائل: ج14 ص266 ب78 ح16670.

() مستدرك الوسائل: ج14 ص266 ب78 ح16671.

() وسائل الشيعة: ج20 ص185 ب99 ح25382.

() راجع الكافي: ج6 ص413 باب من اضطر إلي الخمر للدواء أو للعطش أو للتقية ح1.

() سورة التكوير: 8-9.

() غوالي اللآلي: ج1 ص365 ب1 المسلك الثاني ح57.

() سورة الأعراف: 156.

() بحار الأنوار: ج59 ص74 ب50 ح33.

() وسائل الشيعة: ج25 ص346 ب20 ح32087.

() طب الأئمة عليهم السلام: ص62 باب النبيذ الذي يجعل في الطعام.

() بحار الأنوار: ج59 ص87 ب52 ح15.

() بحار الأنوار: ج59 ص74 ب51 ح35.

() بحار الأنوار: ج59 ص76 ب76.

() الكافي: ج2 ص74 باب الطاعة والتقوي ح2.

() وسائل الشيعة: ج15 ص233 ب18 ح20360.

() سورة الزمر: 10.

() الكافي: ج2 ص75 باب الطاعة والتقوي ح4.

() بحار الأنوار: ج67 ص101 ب47 ح6.

() مرت ترجمته.

() مستدرك الوسائل: ج9 ص55 ب107 ح10185.

() بحار الأنوار: ج74 ص169 ب7 ح4.

() الكافي: ج2 ص175 باب التراحم والتعاطف ح1.

() وسائل

الشيعة: ج12 ص216 ب124 ح16120.

() الكافي: ج2 ص174 باب التراحم والتعاطف ح4.

() وسائل الشيعة: ج12 ص216 ب124 ح16122.

() بحار الأنوار: ج71 ص394 ب28 ح16.

() مستدرك الوسائل: ج9 ص54 ب107 ح10182.

() مستدرك الوسائل: ج9 ص54 ب107 ح10182.

() مستدرك الوسائل: ج9 ص55 ب107 ح10183.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص370 الفصل السابع.

() سورة الإسراء: 7.

() وسائل الشيعة: ج15 ص255 ب23 ح20437.

() الكافي: ج2 ص144 باب الإنصاف والعدل ح1.

() وسائل الشيعة: ج15 ص284 ب34 ح20529.

() الكافي: ج2 ص144 باب الإنصاف والعدل ح3.

() بحار الأنوار: ج72 ص36 ب35 ح25.

() الكافي: ج2 ص145 باب الإنصاف والعدل ح5.

() وسائل الشيعة: ج15 ص283 ب34 ح20524.

() الكافي: ج2 ص145 باب الإنصاف والعدل ح8.

() بحار الأنوار: ج72 ص36 ب35 ح31.

() وسائل الشيعة: ج15 ص293 ب37 ح20550.

() الكافي: ج2 ص147 باب الإنصاف والعدل ح15.

() بحار الأنوار: ج72 ص38 ب35 ح36.

() مستدرك الوسائل: ج11 ص309 ب34 ح13119.

() الكافي: ج2 ص146 باب الإنصاف والعدل ح13.

() وسائل الشيعة: ج15 ص284 ب34 ح20527.

() موسوعة الفقه: ج90 ص74 المسألة10، ط2 عام 1409ه 1988م، نشر دار العلوم بيروت.

() الكافي: ج7 ص364 باب ضمان الطبيب والبيطار ح1.

() مرت ترجمته.

() آية الله العظمي السيد حسين بن السيد محمود القمي. فقيه أصولي من كبار مراجع التقليد، ولد في قم المقدسة عام 1282ه، ودرس فيها مقدمات العلوم، ثم هاجر إلي العراق فحضر أبحاث كبار علمائه منهم: السيد المجدد الشيرازي، والميرزا حبيب الله الرشتي، والمولي علي النهاوندي، والشيخ محمد كاظم الخراساني، والسيد محمد كاظم اليزدي، والشيخ محمد تقي الشيرازي، فحاز علي درجة سامية من العلم والاجتهاد. كان معروفاً بالصلاح والتقي والنسك والزهد وكثرة العبادة. في سنة 1331 سكن المشهد الرضوي الشريف، فصار من أكبر مراجع التقليد في

إيران، وعندما أصدر رضا خان پهلوي قانون السفور ومنع الحجاب، تحرك السيد رحمة الله عليه إلي طهران للوقوف ضد هذا الفانون، ولكن تم اعتقاله ونفيه إلي العراق، فسكن كربلاء المقدسة والتف العلماء حوله. ولما توفي السيد أبو الحسن الأصفهاني رحمة الله عليه عام 1365 ه، رشح السيد القمي للمرجعية، إلا أن الأجل لم يمهله حيث توفي يوم الأربعاء 14 ربيع الأول 1366 ه في بغداد، أثناء إجراء عملية جراحية له، وله من العمر آنذاك 84 عاماً. ثم نقل جثمانه إلي النجف الأشرف، ودفن في الصحن الشريف. من مؤلفاته: رسالة مختصر الأحكام، حاشية الرسالة الرضاعية، حاشية رسالة صحة المعاملات، حاشية الرسالة الربانية، وحاشية مجمع المسائل.

() آية الله العظمي المرجع الديني الكبير السيد محسن بن مهدي بن صالح بن أحمد الطباطبائي الحكيم، ولد رحمة الله عليه في شوال 1306ه / 1889م في بلدة بنت جبيل بلبنان، توفي والده عام 1312ه وعمره آنذاك ست سنوات وتركه مع والدته وأخيه الأكبر آية الله السيد محمود الحكيم (قدس سره) والذي يكبره بعشر سنوات لتتولي الأم والأخ الكبير تربيته ورعايته. وكان أمين سر القيادة في ثورة العراق علي البريطانيين سنة 1938م قبل أن يكون المرجع الأعلي، صنف العديد من الكتب القيمة، قيل إنها تقارب خمسين مؤلفاً، أجلها (مستمسك العروة الوثقي) و(توضيح المسائل) و(حقائق الأصول) و(دليل الناسك في المناسك)، ومن أعماله تأسيس المكتبة العامة المعروفة باسم (مكتبة آية الله الحكيم العامة) في النجف الأشرف وهو أول من أسس مكتبة عامة فيها، كما أنشأ لها فروعاً في مدن العراق، وإندونيسيا وسورية ولبنان. أصدر فتواه الشهيرة بتكفير الشيوعية والكشف عن صبغتها الإلحادية في 17/ شعبان/ 1379ه أيار 1960م واعتبر أن الشيوعية كفر وإلحاد، ونشر

الفتوي في جريدة العراق آنذاك. تعرض للمضايقة من قبل حزب البعث في العراق. توفي ببغداد عام 1390ه /1970م ودفن في النجف الأشرف وكان يوم وفاته يوماً مشهوداً في تاريخ العراق حيث عطلت الأسواق وخرجت المدن عن بكرة أبيها لوداعه رحمة الله عليه.

() الكافي: ج1 ص42 باب النهي عن القول بغير علم ح1.

() الكافي: ج1 ص43 باب النهي عن القول بغير علم ح2.

() كنز الفوائد: ج2 ص109 فصل في ذكر العلم وأهله.

() وسائل الشيعة: ج27 ص22 ب4 ح33104.

() بحار الأنوار: ج2 ص119 ب16 ح27.

() المحاسن: ج1 ص206 ب4 ح63.

() وسائل الشيعة: ج27 ص23 ب4 ح33108.

() سورة الأعراف: 169.

() سورة يونس: 39.

() الكافي: ج1 ص43 باب النهي عن القول بغير علم ح8.

() بحار الأنوار: ج2 ص118 ب16 ح24.

() وسائل الشيعة: ج27 ص24 ب4 ح33110.

() الكافي: ج1 ص44 باب من عمل بغير علم ح44.

() مستدرك الوسائل: ج11 ص292 ب27 ح13064.

() وسائل الشيعة: ج12 ص148 ب104 ح15904.

() بحار الأنوار: ج68 ص373 ب92 ح1.

() وسائل الشيعة: ج212 ص152 ب104 ح15922.

() مستدرك الوسائل: ج8 ص208 ب23 ح9266.

() الكافي: ج2 ص99 باب حسن الخلق ح2.

() وسائل الشيعة: ج12 ص150 ب104 ح15913.

() مستدرك الوسائل: ج11 ص264 ب20 ح12947.

() بحار الأنوار: ج68 ص377 ب92 ح10.

() مشكاة الأنوار: ص222 الفصل الأول في حسن الخلق.

() سورة القصص: 42.

() سورة النجم: 39-41.

() سورة طه: 25.

() سورة الأعراف: 2.

() سورة الشرح: 1.

() الكافي: ج2 ص648 باب التسليم علي أهل الملل ح1.

() سورة القلم: 4.

() سورة طه: 114.

() راجع بحار الأنوار: ج22 ص461 ب1 ح10 وفيه: عن الأصبغ بن نباتة، عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: سمعته يقول: «إن رسول الله صلي الله عليه و اله علمني ألف باب

من الحلال والحرام، ومما كان وما هو كائن إلي يوم القيامة، كل باب منها يفتح ألف ألف باب، حتي علمت علم المنايا والبلايا وفصل الخطاب».

() راجع مستدرك الوسائل: ج2 ص189 ب24 ح1771.

() مرت ترجمته.

() راجع كتاب (حضارة العرب) لمؤلفه غوستاف لوبون.

() سورة طه: 124.

() سورة النساء: 83.

() سورة الإسراء: 36.

() سورة البقرة: 77.

() الكافي: ج2 ص369 باب النميمة ح1.

() سورة النساء: 83.

() الكافي: ج2 ص369 باب الإذاعة ح1.

() وسائل الشيعة: ج16 ص259 ب34 ح21490.

() سورة آل عمران: 112.

() الكافي: ج2 ص371 باب تحريم الإذاعة ح7.

() وسائل الشيعة: ج16 ص250 ب34 ح21486.

() بحار الأنوار: ج72 ص89 ب45 ح44.

() الكافي: ج2 ص358 باب الرواية علي المؤمن ح1.

() الكافي: ج2 ص358 باب الرواية علي المؤمن ح2.

() وسائل الشيعة: ج12 ص295 ب157 ح16342.

() الكافي: ج2 ص359 باب الشماتة ح1.

() وسائل الشيعة: ج16 ص236 ب32 ح21449.

() سورة الأعراف: 31.

() سورة الأعراف: 81.

() سورة البقرة: 185.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص94 ب76 ح13614.

() بحار الأنوار: ج59 ص267 ب88 ح45.

() وسائل الشيعة: ج11 ص15 ب1 ح14126.

() مستدرك الوسائل: ج6 ص331 ب33 ح6931.

() بحار الأنوار: ج59 ص267 ب88 ح49.

() بحار الأنوار: ج59 ص268 ب88 ح50.

() الوصم: الفترة والكسل والتواني.

() مستدرك الوسائل: ج6 ص331 ب33 ح6932.

() بحار الأنوار: ج59 ص268 ب88 ح52.

() بحار الأنوار: ج59 ص268 ب88 ح53.

() بحار الأنوار: ج59 ص268 ب88 ح54.

() بحار الأنوار: ج59 ص268 ب88 ح55.

() وسائل الشيعة: ج7 ص355 ب33 ح9560.

() بحار الأنوار: ج59 ص269 ب88 ح58.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص453 ب109 ح20526.

() بحار الأنوار: ج59 ص269 ب88 ح60.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص44 ق1 ب1 ف2 زكاة العلم نشره ح131.

() انظر كتاب (حضارة العرب) غوستاف لوبون.

() معدن الجواهر: ص40

باب ذكر ما جاء في أربعة.

() وسائل الشيعة: ج2 ص409-410 ب4 ح2496.

() مكارم الأخلاق: ص362 ب11 ف1 في معالجة المريض.

() سورة الأعراف: 31.

() بحار الأنوار: ج62 ص123 ب1.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص450 ب109 ح20516.

() معاني الأخبار: ص247 باب معني قول النبي صلي الله عليه و اله: نعم العيد الحجامة ح1.

() الجعفريات: ص162 باب الحجامة.

() وسائل الشيعة: ج17 ص117 ب13 ح22134.

() علل الشرائع: ج1 ص292 ب220 ح1.

() الكافي: ج6 ص314 باب القديد ح6.

() المحاسن: ج2 ص463 ب54 ح425.

() مكارم الأخلاق: ص64 ب4 ف1.

() الكافي: ج6 ص506 باب النورة ح7.

() روضة الواعظين: ج2 ص308-309 مجلس في ذكر الآداب وأشياء شتي.

() الكافي: ج6 ص482 باب الخضاب ح12.

() بحار الأنوار: ج73 ص101 ب8 ضمن ح9.

() الكافي: ج6 ص524 باب دهن الحل ح1.

() من لا يحضره الفقيه: ج1 ص55 باب السواك ح126.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص210 ب1 ح19622.

() المحاسن: ج2 ص447 ب44 ح342.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص210 ب1 ح19621.

() الدعوات: ص74 ب2 فصل في خصال يستغني بها عن الطب ح173.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص289-290 ب66 ح19915.

() وسائل الشيعة: ج25 ص263 ب18 ح31867.

() الدعوات: ص79 ب2 فصل في خصال يستغني بها عن الطب ح192.

() مكارم الأخلاق: ص47 ب2 ف2 في التكحل والتدهن.

() وسائل الشيعة: ج2 ص111 ب63 ح1642.

() مكارم الأخلاق: ص60 ب3 ف4 في حلق الرأس والعانة والإبط.

() وسائل الشيعة: ج2 ص124 ب73 ح1686.

() الخصال: ج2 ص612 علم أمير المؤمنين أصحابه في مجلس واحد أربعمائة باب ح10.

() مستدرك الوسائل: ج1 ص414 ب51 ح1030.

() وسائل الشيعة: ج20 ص242-243 ب140 ح25542.

() القشف: القذر علي الجلد، ورجل متقشف: لا يتعاهد الغسل والنظافة، فهو قشف. راجع كتاب العين: ج5 ص44 مادة قشف.

() الكافي: ج6 ص519

باب الإدهان ح1.

() وسائل الشيعة: ج2 ص161 ب107 ح1812.

() الكافي: ج6 ص522 باب دهن البنفسج ح9.

() وسائل الشيعة: ج2 ص168 ب111 ح1840.

() العجوة: تمر بالمدينة، يقال: إنه غرسه النبي صلي الله عليه و اله، راجع كتاب العين: ج2 ص183 مادة عجو.

() البيشارجات: ما يقدم إلي الضيف قبل الطعام وهي معربة، ويقال لها: الفيشارجات.

() الجعفريات: ص243 كتاب الطب والمأكول.

() طب النبي: ص22.

() بحار الأنوار: ج63 ص262 ب4 ح7.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص377-378 ب47 ح20241.

() بحار الأنوار: ج59 ص274 ب88 ضمن ح72.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص340 ب7 ح20089.

() دعائم الإسلام: ج2 ص109 كتاب الأطعمة ف2 ح355.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص344 ب10 ح20101.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص354 ب23 ح20147.

() بحار الأنوار: ج59 ص294 ب89.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص374 ب44 ح20230.

() طب النبي: ص27.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص376 ب46 ح20236.

() دعائم الإسلام: ج2 ص151 كتاب الطب ف4 ح540.

() طب الأئمة: ص130 للجماع.

() وسائل الشيعة: ج25 ص27 ب10 ح31070.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص362 ب33 ح20179.

() دعائم الإسلام: ج2 ص148 كتاب الطب ف4 ح526.

() بحار الأنوار: ج59 ص261 ب88 ح7.

() طب الرضا: ص35 الرسالة الذهبية.

() سورة الأنعام: 141.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص466 ب112 ضمن ح20559.

() بحار الأنوار: ج63 ص141 ب3 ح58.

() مكارم الأخلاق: ص169 ب7 ف9 في التمر.

() وسائل الشيعة: ج25 ص141 ب74 ح31455.

() دعائم الإسلام: ج2 ص148 كتاب الطب ف4 ح523.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص393 ب61 ح20293.

() بحار الأنوار: ج63 ص153 ب6 ح10.

() طب النبي: ص27.

() الجعفريات: ص244 كتاب الطب والمأكول.

() الكافي: ج6 ص356-357 باب التفاح ح10.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص401 ب69 ح20325.

() مكارم الأخلاق: ص173 ب7 ف10 في التين.

() بحار الأنوار: ج63 ص189 ب14 ضمن ح1.

() مستدرك الوسائل: ج16

ص410 ب77 ح20371.

() المناقب: ج4 ص428-429 فصل في معجزاته عليه السلام.

() طب الأئمة: ص139 في الباذنجان.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص431 ب99 ح20458.

() مكارم الأخلاق: ص182 ب7 ف11 في الثوم.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص378 ب48 ح20243.

() بحار الأنوار: ج14 ص254 ب18 ح48.

() مكارم الأخلاق: ص187 ب7 ف12 في الماش.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص428 ب94 ح20442.

() الكافي: ج6 ص363 باب ما جاء في الهندباء ح6.

() طب الأئمة عليهم السلام: ص138 في الهندباء.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص419 ب84 ح20402.

() بحار الأنوار: ج63 ص239 ب14 ضمن ح2.

() وسائل الشيعة: ج25 ص32 ب10 ح31084.

() دعائم الإسلام: ج2 ص149-150 كتاب الطب ف4 ح534.

() مكارم الأخلاق: ص176 ب7 ف10 في العناب.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص460 ب112 ح20538.

() الاهليلج: بكسر الأول والثاني وفتح الثالث وقد تكسر اللام الثانية قاله الفراء، وكذلك رواه الأيادي عن شمر، وهو معرب اهليله، وإنما فتحوا اللام ليوافق وزنه أوزان العرب، حققه شيخنا. والواحدة بهاء اهليلجة، قال الجوهري: ولا تقل هليلجة، قال ابن الأعرابي: وليس في الكلام افعيلل بالكسر، ولكن افعيلل مثل: اهليلج وابريسم واطريفل (ثمر م) أي: معروف. وهو علي أقسام منه: أصفر، ومنه أسود وهو البالغ النضيج، ومنه كابلي، وله منافع جمة ذكرها الأطباء في كتبهم منها: أنه ينفع من الخوانيق، ويحفظ العقل، ويزيل الصداع باستعماله مربي، وهو في المعدة كالكذبانونة بفتح فسكون في البيت وهي المرأة العاقلة المدبرة تترك البيت في غاية الصلاح، فكذلك هذا الدواء للدماغ والمعدة. راجع تاج العروس: ج2 ص116-117.

() طب النبي: ص31.

() فقه الرضا: ص340 ب90.

() أبقراط أو بقراط الحكيم: هو بقراط بن ايراقليس أو هراقليدس، ولد في جزيرة كوس (استنكوي) سنة 460 ق.م، قرأ الطب علي جده أبقراط الاول وأبيه هراقليدس.

قدم أثينا في صباه وأخذ بها عن أطباء وعلماء تلك المدينة، ثم سكن بلاد الشام، كانت وفاته علي الأرجح سنة 277 ق.م في لاريسا من بلاد اليونان. ترجم بعض كتبه من اليونانية حنين بن اسحق وعيسي بن يحيي وغيرهما مثل: كتاب الأهوية والمياه والبلدان، وهو ثلاث مقالات، ورسالة قبرية في دلائل قرب الموت، والفصول الأبقراطية في أصول الطبية.

() مرت ترجمته.

() الدعوات: ص75 ب2 فصل في خصال يستغني بها عن الطب ح175.

() بحار الأنوار: ج70 ص277 ب138 ضمن ح14.

() مكارم الأخلاق: ص362 ب11 ف1 في معالجة المريض.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص483 ق6 ب6 في الصحة والسلامة ح11165.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص453 ب109 ضمن ح20528.

() تياذوق كان متطبباً في أيام الأمويين، صحب الحجاج الثقفي وخدمه بصناعة الطب، توفي بواسط بعد ما أسن وكبر في نحو سنة 90 ه. له من الكتب: كناش كبير، وكتاب أيدال الأدوية وكيفية دقها وإيقاعها وإذابتها وشيء من تفسير أسماء الأدوية.

() أبو الحسن الحراني: اسمه ثابت بن إبراهيم بن هارون، كان طبيباً محذقاً مصيباً، وكان أسوفاً ضنيناً بما يحسن، توفي وله من الكتب أصلح مقالات من كتاب يحيي بن سرافيون، ونقل ما لبني فيلغريوس كتاب جوابات مسائل سئل عنها.

() أخذنا هذه الاستفتاءات المطابقة لفتاوي الإمام الراحل السيد محمد الشيرازي (أعلي الله درجاته) من كتاب (شؤون طبية) إعداد نخبة من طلبة العلوم الدينية.

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.