الأمة الواحدة

اشارة

اسم الكتاب: الأمة الواحدة

المؤلف: حسيني شيرازي، محمد

تاريخ وفاة المؤلف: 1380 ش

اللغة: عربي

عدد المجلدات: 1

الناشر: موسسه المجتبي

مكان الطبع: بيروت لبنان

تاريخ الطبع: 1422 ق

الطبعة: اول

بسم الله الرحمن الرحيم

وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ

وَلاَ تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللهَ

مَعَ الصَّابِرِينَ

صدق الله العلي العظيم

سورة الأنفال: 46

كلمة الناشر

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الظروف العصيبة التي تمر بالعالم …

والمشكلات الكبيرة التي تعيشها الأمة الإسلامية..

والمعاناة السياسية والاجتماعية التي نقاسيها بمضض …

وفوق ذلك كله الأزمات الروحية والأخلاقية التي يئن من وطأتها العالم أجمع …

والحاجة الماسة إلي نشر وبيان مفاهيم الإسلام ومبادئه الإنسانية العميقة التي تلازم الإنسان في كل شؤونه وجزئيات حياته وتتدخل مباشرة في حل جميع أزماته ومشكلاته في الحرية والأمن والسلام وفي كل جوانب الحياة..

والتعطش الشديد إلي إعادة الروح الإسلامية الأصيلة إلي الحياة، وبلورة الثقافة الدينية الحيّة، وبث الوعي الفكري والسياسي في أبناء الإسلام كي يتمكنوا من رسم خريطة المستقبل المشرق بأهداب الجفون وذرف العيون ومسلات الأنامل..

كل ذلك دفع المؤسسة لأن تقوم بإعداد مجموعة من المحاضرات التوجيهية القيمة التي ألقاها سماحة المرجع الديني الأعلي آية الله العظمي السيد محمد الحسيني الشيرازي (دام ظله) في ظروف وأزمنة مختلفة، حول مختلف شؤون الحياة الفردية والاجتماعية، وقمنا بطباعتها مساهمة منا في نشر الوعي الإسلامي، وسدّاً لبعض الفراغ العقائدي والأخلاقي لأبناء المسلمين من أجل غدٍ أفضل ومستقبل مجيد..

وذلك انطلاقاً من الوحي الإلهي القائل:

?لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ?().

الذي هو أصل عقلائي عام يرشدنا إلي وجوب التفقه في الدين وانذار الأمة، ووجوب رجوع الجاهل إلي العالم في معرفة أحكامه في كل مواقفه وشؤونه..

كما هو تطبيق عملي وسلوكي للآية الكريمة:

?فَبَشِّرْ عِبَادِ ? الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُوا الأَلْبَابِ?().

ان مؤلفات

سماحة آية الله العظمي السيد محمد الحسيني الشيرازي (دام ظله) تتسم ب:

أولاً: التنوّع والشمولية لأهم أبعاد الإنسان والحياة لكونها إنعكاساً لشمولية الإسلام..

فقد أفاض قلمه المبارك الكتب والموسوعات الضخمة في شتي علوم الإسلام المختلفة، آخذاً من موسوعة الفقه التي تجاوزت حتي الآن المائة والخمسين مجلداً، حيث تعد إلي اليوم أكبر موسوعة علمية استدلالية فقهية مروراً بعلوم الحديث والتفسير والكلام والأصول والسياسة والاقتصاد والاجتماع والحقوق وسائر العلوم الحديثة الأخري.. وانتهاءً بالكتب المتوسطة والصغيرة التي تتناول مختلف المواضيع والتي قد تتجاوز بمجموعها ال(1500) مؤلفاً.

ثانياً: الأصالة حيث إنها تتمحور حول القرآن والسنة وتستلهم منهما الرؤي والأفكار.

ثالثاً: المعالجة الجذرية والعملية لمشاكل الأمة الإسلامية ومشاكل العالم المعاصر.

رابعاً: التحدث بلغة علمية رصينة في كتاباته لذوي الاختصاص ك(الأصول) و(القانون) و(البيع) وغيرها، وبلغة واضحة يفهمها الجميع في كتاباته الجماهيرية وبشواهد من مواقع الحياة.

هذا ونظراً لما نشعر به من مسؤولية كبيرة في نشر مفاهيم الإسلام الأصيلة قمنا بطبع ونشر هذه السلسلة القيمة من المحاضرات الإسلامية لسماحة المرجع (دام ظله) والتي تقارب التسعة آلاف محاضرة ألقاها سماحته في فترة زمنية قد تتجاوز الأربعة عقود من الزمن في العراق والكويت وإيران..

نرجو من المولي العلي القدير أن يوفقنا لإعداد ونشر ما يتواجد منها، وأملاً بالسعي من أجل تحصيل المفقود منها وإخراجه إلي النور، لنتمكن من إكمال سلسلة إسلامية كاملة ومختصرة تنقل إلي الأمة وجهة نظر الإسلام تجاه مختلف القضايا الاجتماعية والسياسية الحيوية بأسلوب واضح وبسيط.. إنه سميع مجيب.

مؤسسة المجتبي للتحقيق والنشر

بيروت لبنان /ص.ب: 6080/13 شوران

البريد الإلكتروني: almojtaba@alshirazi.com

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة علي أعدائهم أجمعين إلي قيام يوم الدين.

الأمة الواحدة

قال تعالي في كتابه المجيد: ?إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ

أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ?().

وقال سبحانه وتعالي أيضاً: ?وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ?().

وقد اختلف في معني الأمة الواحدة؛ ففي بعض التفاسير جاء: «أي دينكم دين واحد، عن ابن عباس ومجاهد والحسن، وأصل الأمة الجماعة التي علي مقصد واحد، فجعلت الشريعة أمة، لاجتماعهم بها علي مقصد واحد، وقيل: معناه جماعة واحدة في أنها مخلوقة مملوكة لله تعالي، أي فلا تكونوا إلاّ علي دين واحد. وقيل: معناه: هؤلاء الذين تقدم ذكرهم من الأنبياء فريقكم الذي يلزمكم الاقتداء بهم في حال اجتماعهم علي الحق، كما يقال: هؤلاء أمتنا أي فريقنا وموافقونا علي مذهبنا» ().

ولكن الظاهر أنّ سياق الآية يدل علي وحدة العقيدة، ووحدة الأمة، ووحدة رسالة الأنبياء. وتجد أيضاً في آية الأمة الواحدة، أنّ الباري عزّ وجل يخاطب عباده بأن يكونوا أمة واحدة مجتمعة علي مقصد واحد يجمعهم دين وكلمة واحدة. وهنا لسائل أن يسأل: ولكن أين الآن هذا الاجتماع، وأين هذه الوحدة التي تحدث عنها القرآن الكريم؟

الوحدة بين الادعاء والتطبيق

إنّ الواقع الحالي يكشف لنا وبكل وضوح أنّ الوحدة التي أشار لها القرآن الكريم غير موجودة بين أبناء الأمة الإسلامية، أو بين البشر أجمع، نعم كانت في عهد الرسول الأعظم p واليوم قد حلّ العكس منها، وظهرت حالة أخري بدلاً عن تلك الوحدة التي دعا لها الباري عزّ وجل، وهي حالة «التفرقة» والتشتت التي ابتدعها الاستعمار والحكام المنحرفون، الذين يتمسكون بالقوميات والعنصريات، في الوقت الذي يلصقون أنفسهم بالإسلام، ولكن أفكارهم وأعمالهم تؤكد عدم إسلامهم، فقد قال تعالي: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ ? كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ ? إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُمْ

بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ?().

هذه الحالة التي تعيشها البلدان الإسلامية في الوقت الحاضر، والتي أدت إلي ذلة المسلمين واستعبادهم علي أيدي الغزاة المستعمرين، وتجزئة الأراضي الإسلامية التي كانت موحّدة في عصر الرسول الأعظم صلي الله عليه و اله، إلي دويلات متناثرة ومتباعدة بعضها عن البعض الآخر، ووضع الحواجز والحدود الجغرافية المصطنعة، التي تفصل الدولة عن جارتها الأخري، كي تسهل لهم عمليات النهب والاستغلال، بل والاستعباد أيضاً.

نحن لا نضع اللّوم كلّه علي أعداء الإسلام من الغرب والشرق، بل يجب أن نضع بعضه علي أنفسنا نحن فنوبخها؛ لأننا بأنفسنا وبأيدينا عبّدنا الطريق للمستعمرين لغزو بلادنا الإسلامية بتركنا العمل بأوامر الله تعالي، فسلبوا واغتصبوا ما تزخر به بلادنا من ثروات، بل إنّهم تمكنوا أن يجرّدوا الإنسان المسلم من شخصيته الإسلامية، وقد تم لهم ذلك عن طريق محو الشخصية الإسلامية، وطمس وتشويه الثقافة والأفكار الإسلامية الصحيحة، ودسوا بدلاً عنها أحكاماً وقوانين وضعية مزيّفة، خدمة لمصالحهم ومطامعهم التي كانوا يصبون إلي تحقيقها.

فقدان الوعي

كل هذه الترويجات الغربية، وهذه الأحكام المزيفة التي غزت البلاد الإسلامية، وفعلت ما فعلت بالمسلمين قد تدفقت بسبب فسح المجال لها بالدخول، وعدم التصدي لها إلاّ من قبل بعض العلماء الذين يعدّون علي عدد الأصابع، ومن الواضح أنّ اليد الواحدة لا تصفّق، ولذا لم يتمكنوا من منعها كلها، بل منعوا جزءاً يسيراً منها، أمّا الباقي فقد تسرّب إلي شعوب البلاد الإسلامية، واختلط بنفوس المسلمين، بحيث أخذ الناس في بلادنا يستمرئون أفكارهم ويتلبسون بها بدون شعور. والسبب في ذلك يعود إلي مسألة الإعراض عن ذكر الله، والقوانين الإلهية في الكتاب الحميد، وهجر سيرة نبيّنا الكريم p وأئمتنا الهداة الصالحين i، فقد قال رسول الله صلي الله عليه و اله في قوله تعالي:

?فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَي?()، قال صلي الله عليه و اله: «يا أيها الناس اتبعوا هدي الله تهتدوا وترشدوا، وهو هداي وهداي وهدي علي بن أبي طالب فمن اتبع هداه في حياتي وبعد موتي فقد اتبع هداي ومن اتبع هداي فقد اتبع هدي الله ومن اتبع هدي الله فلا يضل ولا يشقي» (). هذا الإعراض عن الأفكار الصحيحة والسيرة النبيلة لأئمة الإسلام، أدّي بنا إلي بقاء حالتنا علي ما هي عليه من المآسي والويلات، وقد قال سبحانه وتعالي: ?وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً?().

الضنك في المعيشة

?فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً? أي عيشاً ضيّقاً.. وهو أن يقتر الله عليه الرزق، عقوبة له علي إعراضه، فإن وسّع عليه، فإنّه يضيّق عليه المعيشة، بأن يمسكه ولا ينفقه علي نفسه، وإن أنفقه فإنّ الحرص علي الجمع، وزيادة الطلب يضيّق المعيشة عليه… وقيل: معناه: أن يكون عيشه منغّصاً، بأن ينفق إنفاق من لا يوقن بالخلف.. وقيل: عيشاً ضيّقاً في الدنيا لقصرها وسائر ما يشوبها ويكدرها، وإنما العيش الرغد في الجنة(). لذا فان ?وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي? أي بأن لم يتبع أوامري التي ذكرته بها. وسميت الأوامر ذكراً؛ لما أودع في فطرة الإنسان من أصولها وجذورها ?فَإِنَّ لَهُ? في الدنيا ?مَعِيشَةً ضَنْكاً? أي ضيقة؛ وذلك لأن أوامر الله سبحانه أكثر ملائمة للحياة، فالإعراض عنها يوجب ضيق العيش مادياً أو روحياً، ولذا عزي أن الكفار حتي في أوج ماديتهم الظاهرية هم في أضنك الحالات الروحية، وأضيق المجالات النفسية ?وَنَحْشُرُهُ? أي نحشر المعرض، ومعني الحشر جمعه مع سائر بني نوعه في ?يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَي? عن العين لا يري شيئاً(). فهذه الأقوال الكثيرة، أغلبها يؤكد علي المعيشة الضيقة، التي يعيشها الإنسان البعيد

عن ذكر الله والمعرض عن أحكامه السماوية.

الواقع الإسلامي

نعم، فهذا الضيق الذي يصفه الباري جلّت قدرته، هو عين الضيق الذي يعيشه المسلمون حالياً، حقاً ما وصف به الباري عزّ وجل معيشتهم الضنك التي ابتلاهم بها من جراء إعراضهم عن ذكر الله، فالمسلمون اليوم يعيشون نفس هذه المعيشة الضنك، والسبب هو الإعراض عن ذكر الباري وأحكامه الجليلة، ولن يرفع عنهم إلاّ بعد الرجوع إلي الله، والعمل بما يكون فيه مرضاته، وتطبيق أحكامه. وبالإضافة إلي ذلك جعل سيرة المعصومين i المبدأ الأساس في العمل، والاقتداء بهم في كل حركة وسكون.

وبالرغم من هذه المضايقات التي يعيشها المسلمون اليوم، وما تعانيه البلاد الإسلامية من مؤامرات ومخططات، تسعي دوائر الاستعمار دائماً إلي أن تنفذ إلي داخل صفوف المسلمين لتهيئة الأجواء التي من شأنها أن تثير الخلافات والصراعات بين المسلمين، بالإضافة إلي إلقاء الفتن العنصرية بينهم، وذلك للقضاء علي الخطر الإسلامي الذي يعتبره الاستعمار المشكلة الأولي والأخيرة التي تقف بوجه أطماعه، فلنبحث عن السبب الذي ساعد المستعمرين في أن يتمكنوا من النفوذ والتغلغل بين المسلمين.

نقاط الضعف

لنرجع إلي المجتمع ونضرب مثالاً بسيطاً ومن ثم نقارنه بالوضع العام، مثلاً: إذا كان شخصان متخاصمين لأيّ سبب كان، فكلاهما يحاول أن يجد نقطة ضعف في خصمه ليستطيع بها أن ينكل به، ثم ينتصر عليه، فإذا ما وجد نقطة ضعف أو طرقاً مؤدية وممهدة في خصمه توصله إلي نقاط ضعفه، اغتنم تلك الطرق وتمكن بواسطتها أن يصل إلي نقطة ضعف الخصم ومن ثم ينتصر عليه.

ونحن اليوم توجد الكثير والكثير من نقاط الضعف فينا، والكثير الكثير من الطرق الممهدة التي توصل العدو إلي نقاط ضعفنا، ونحن بأنفسنا أوجدنا بعض هذه النقاط، وبأنفسنا سهّلنا للعدو الوصول والتغلغل إلي صفوفنا عن طريق تمهيدنا له، وإعلامه بشكل مباشر

وغير مباشر بنقاط ضعفنا.

ومن أهم وأبرز نقاط ضعفنا التي مهّدت الطريق لاستعمارنا:

1: التخلف العلمي والجهل المتفشي في كافة مجالات الحياة وبشكل واسع، فبالرغم من أنّ الإسلام يشجّع علي طلب العلم والمعرفة، لا بل أنه يفرضه علي المسلمين كواجب شرعي ففي الحديث الشريف عن الرسول ص قال: «طلب العلم فريضة علي كل مسلم ومسلمة» ().

وقال أمير المؤمنين عليه السلام: «اطلبوا العلم ولو بالصين» ().

بالإضافة إلي أنّ الإسلام يعتبره أساساً وقاعدة لبناء شخصية الإنسان كما جاء في الحديث:

قال الإمام أبو عبد الله الصادق عليه السلام: «لا يصلح من لا يعقل، ولا يعقل من لا يعلم، سوف ينجب من يفهم، ويظفر من يحلم، والعلم جنة، والصدق عز، والجهل ذل، والفهم مجد، والجود نجح، وحسن الخلق مجلبة للمودة، والعالم بزمانه لا تهجم عليه اللوابس» ().

وقال الإمام الصادق عليه السلام: «كان فيما وعظ لقمان ابنه أنه قال له: يا بني اجعل في أيامك وساعاتك نصيباً لك في طلب العلم فانك لن تجد له تضييعاً مثل تركه» ().

وعن مسعدة بن زياد قال: سمعت جعفر بن محمد عليه السلام وقد سئل عن قوله تعالي: ?فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ?() فقال: «إذا كان يوم القيامة قال الله تعالي للعبد: أكنت عالماً؟ فإن قال: نعم، قال له: أفلا عملت بما علمت. وإن قال: كنت جاهلاً، قال له: أفلا تعلمت فيخصمه، فتلك الحجة البالغة لله عزوجل علي خلقه» ().

2: عدم وجود التنظيم الذي هو العمود الفقري لتوحيد الطاقات والصفوف، فلأن المسلمين يفتقرون اليوم إلي التنظيم، نري أن طاقاتهم وجهودهم مبعثرة غير منظمة في الوقت الذي يسعي أعداؤهم إلي التنظيم في محاربة الإسلام والمسلمين، فهم ينظمون أنفسهم ليجمعوا قواهم ومخططاتهم ضد الإسلام والمسلمين، وينضوي أبناء المسلمين تحت تنظيمات

منحرفة لكي لا يستفيد منها المسلمون.

3: انعدام الوحدة والأخوة الإسلامية التي تحدّث عنها القرآن الكريم، ومن ثم دعا لها المعصومون ع، وحثوا المسلمين علي العمل بها، كما فعلوا هم ع.

ومن الواضح أنّ انعدام مثل هذه الأمور المهمة بين المسلمين، سهّلت للعدو الوصول وبدون أي مشقة إلي أهدافه وأطماعه، فسيطر علي بلاد الإسلام، وبسط نفوذه فيها، فقام باستغلال الموارد والثروات الطبيعية التي تزخر بها أراضي البلدان الإسلامية، وتسخيرها لنفسه، واستثمار رؤوس أموالها لصالح منافعه الشخصية، بينما القرآن الكريم يقول لنا: ?إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ?().

ما هي البداية

إذاً فلابد من تبديل هذه الحالات المرضية إلي الحالات الإيمانية الصالحة، إذ لا بد وأن تتبدل حالة التفرقة هذه التي يعيشها المسلمون اليوم إلي حالة الوحدة والأخوة، ولا بدّ من تشكيل الأمة الإسلامية الواحدة.

ولأجل تحقيق هذا الأمر المهم، لا بدّ لنا من تأسيس منظمة، أو مؤسسة، أو هيئة قوية، تأخذ علي عاتقها تحقيق الوحدة والأخوة الإسلامية التي أشار إليها القرآن الكريم. كما يجب أن تكون هذه المؤسسة في بلدٍ تسوده الحرية، ليتمكن أعضاء هذه المؤسسة من القيام بدورهم من دون أن يُفرض عليهم، أي نوع من الضغوطات التي من شأنها أن تحدّ أو تقلّص من نشاطاتهم في هذا المجال.

ولأجل أن تصل هذه المؤسسة إلي هذا الهدف الكبير، يجب أن تعمل وبجهد وإخلاص علي إيجاد الأمور التالية بين المسلمين:

1: تنظيم المسلمين وتوحيد طاقاتهم وكفاءاتهم، ومن ثم صبّها في وعاء أو مجهود واحد، يعود إلي خدمة الإسلام والمسلمين.

2: نشر الوعي وثقافة الحياة المنبثقة من القرآن وسيرة أهل البيت عليهم السلام، كبديل عن التخلف المتفشي، والسائد بين المسلمين، وكبديل أيضاً عن الثقافة المزيفة والمنحرفة التي غزت بلاد الإسلام، حتي نعدّ من

الأجيال اللاحقة أجيالاً واعية مثقفة عارفة بمكائد الغزاة المستعمرين، ومتبصرة بأمور دينها ودنياها.

ومن الخطوات التي يمكن أن تعمل عليها في هذا المجال هي: إصدار الكتب في هذا المجال تتحدث عن كيفية تكوين الأمة الإسلامية الموحدة، والسبل التي تحقق ذلك، والموانع التي يمكن أن تحول دونها وهكذا.

كما أنّ من المهم جداً أن يتحلّي أعضاء المؤسسة بالأخلاق الكريمة والصفات الحميدة والوعي والاخلاص والتفاني، كي يتمكنوا من تبديل عدة أمور منتشرة في المجتمع إلي مضاداتها علي الصورة الآتية:

أ: تبديل حالة حبّ الذات والامتيازات الشخصية إلي «فأحبب لغيرك ما تحبّ لنفسك» () ونبذ روح «الأنا» التي أصبحت الكلمة الجارية علي ألسن المسلمين، وزرع مبدأ الشعور بالمسؤولية تجاه الآخرين، ورعاية حقوقهم كبديل عنها. فلو تتبعنا التاريخ الإسلامي لوجدنا أن أحد الأمور التي دعت كفّار قريش إلي أن يقفوا ضد الرسول الكريم ص وأن يحاربوا رسالته، بالرغم من أنهم يعرفونه بالصادق الأمين، هو أنهم لاحظوا أنّ بإيمانهم برسول الله صلي الله عليه و اله، وتصديقهم رسالته، يتحتم عليهم أن يرفعوا أيديهم عن الامتيازات التي كانت تحت تصرفهم، لكنهم لا يدركون أن الإسلام لا يلغي الامتيازات الصحيحة والمشروعة لذوي الكفاءات، كما يرتقي أصحاب الوجاهة، والمقامات الرسمية والاجتماعية إلي مراتب أعلي وأعلي؛ لأن الأمة إذا ارتقت وارتفعت ارتفع كل شيء فيها، فقد قال تعالي: ?قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنْ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ?().

ب: تبديل حالة التفرقة الموجودة بين المسلمين إلي حالة الاجتماع والوحدة، كما كان عليه المسلمون الأوائل في عهد رسول الله p، فقد قال تعالي: ?وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ

إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً?()، وإذا ما قمنا بهذا الأمر فسوف يكون تأثيره جيداً مع مرور الزمن، وخصوصاً علي أفكار الشباب، فمن شبّ علي شيء شاب عليه، ومن مال إلي فكرة أو عقيدة فإنها ستكون جزءاً منه بمرور الزمن، فإذا تمكّنا أن نوجد هذه الفكرة علي الساحة العملية، عندها ستتبدل الثقافات والأهداف الإقليمية المحددة الضيقة بين المسلمين، إلي تفكير أسمي، وهدف واحد أكبر وأوسع، وهو ضرورة الانضمام إلي الأمة الإسلامية الواحدة، التي تضم تحت أكنافها جميع شرائح وطبقات المسلمين، علي اختلاف هوياتهم وجنسياتهم، وعلي اختلاف ألوانهم وألسنتهم، إذ لا اعتبار باللون أو الجنسية، كما في الحديث الشريف عن الرسول ص، إذ «لا فضل للعربي علي العجمي، ولا للأحمر علي الأسود، إلاّ بالتقوي» ().

فإذن يجب علي المسلمين أن يجدّوا بإخلاص في تحقيق هذا الأمر الإلهي، ذلك أن الاستعمار علي أتم الاستعداد والتأهب للانقضاض علي الإسلام والمسلمين، فإنه إذا ما شاهد مثل هذه الفرصة وهي عدم الوحدة فإنه سرعان ما ينتهزها، ولا يجعلها تفلت من يده، فيحقق بها مصالحه وأغراضه الاستعمارية التي هي هدف ومبدأ أساسي من أهدافه ومبادئه العنصرية.

مسؤولية المسلمين

هناك مسألة لا بأس بذكرها ومن ثم نقارنها مع ما عليه حال المسلمين في الوقت الحاضر؛ فلقد كانت مسألة العبيد منتشرة في أمريكا كما كان قبل ظهور الإسلام، كانت حياة العبيد في أمريكا سيئة جداً، وهناك كتاب يشرح هذه القضية لا بأس بمراجعته()، وستتعرف عند مطالعته علي الحالة المروّعة التي كان يعيشها العبيد في أمريكا، وظلت أحوالهم ومعاناتهم علي هذه الحالة المأساوية، بانتظار المنقذ الذي ينجيهم من هذه المآسي والأحوال، حتي جاء من كان يريد إنقاذهم() وتحريرهم، فأخذ يدعو إلي تحرير العبيد، وإعطائهم

حرياتهم، كإخوانهم البيض، والمطالبة بحقوقهم كافة بلا استثناء، فقدم في سبيل ذلك الغالي والنفيس، حتي قيل: إنه ضحّي بنفسه في سبيل ذلك المبدأ الذي أعلن فيه المطالبة بحقوق وحريات العبيد.

وكتب المؤرخون أنه بعد أن طرح نظريته علي الساحة العملية قام بعض العبيد بالمظاهرات الاحتجاجية ضد نظرية التحرير، ومعني ذلك أنهم كانوا يطلبون البقاء علي عبوديتهم وحياتهم الأولي، حياة العبودية والحرمان، بحيث أنهم كانوا يعتقدون أن حياة العبودية هي أفضل لهم من حياة الحرية؛ والسبب يعود إلي أنهم لم يذوقوا ولو لمرة واحدة طعم الحرية في حياتهم، فقد قضوا سنيناً طويلة علي هذه الحالة، فتشبعت نفوسهم وأفكارهم بالعبودية، فكانت النتيجة أنهم فضّلوها علي الحرية، واعتبروا أن الحياة لا يوجد فيها شيء مضاد للعبودية، بل أنّ الاستعباد هو كل شيء في هذه الحياة «إنّ الأمثال تضرب ولا تقاس».

المسلمون اليوم

فلو قارنّا بين حال عبيد أميركا وبين ما هو عليه حال بعض المسلمين اليوم، لوجدنا أن الأمر جارٍ هكذا أيضاً في بعض البلاد الإسلامية، فاليوم تري ما يحدث في بلاد الإسلام من مخططات استعمارية خبيثة، هدفها القضاء علي شخصية المسلم بصورة خاصة، وعلي الإسلام بصورة عامة. هذا من جهة، ومن جهة أخري، ما نراه يحدث اليوم من نشوب الحروب الكثيرة بين المسلمين أنفسهم وليس مع غيرهم، بل إنّ المسلم في الدولة الكذائية مثلاً بدأ يقتل أخاه المسلم الذي يعيش معه علي أرض واحدة، وتجمعهم عقيدة واحدة، وتربطهم روابط اجتماعية معينة، ولكن من داوعي الأسف أن يفقد بعض المسلمين هذه الروابط ويستبدلها بالتناحر والتنازع.

بالإضافة إلي ذلك ما تعانيه البلدان الإسلامية ككل من عمليات نهب واستغلال لثرواتها الطبيعية الوفيرة، حيث أخذ المستعمرون يستغلونها لصالح منافعهم الشخصية، ومن ثم يضربون بها المسلمين.

ومع

كل هذه المعاناة، وهذه الأوضاع، فإنّا لو طرحنا مبدأ الوحدة الإسلامية تري البعض لا يقبلون بتكوين الأمة الإسلامية الواحدة، أو يتصورون أنّ إرجاع المسلمين إلي الأمة الإسلامية الواحدة من المسائل المثالية التي لا تقبل التحقق؛ وذلك بسب رسوخ حالة التفرقة والتشتت بين المسلمين. فالبعض من الناس يهلكون أنفسهم لأجل شهوة مؤقتة، فمثلاً هناك من يدخن الكثير من السجائر بالرغم من منع الطبيب له، فما هو السبب الذي يدعوه لهذا؟

الجواب: إنّ الإنسان الذي يدخّن كثيراً، بالرغم من منع الطبيب له هو: أنه قد أبطل قدرته الفكرية، وهكذا بالنسبة إلي إرادته، فقد عطلهما عن العمل، بحيث أنه جعل الرغبة هي البديل، فأصبح هذا الإنسان مسيّراً من قبلها، ويعمل بحسب الإيحاءات التي توجهها له شهوته من دون أن يراجع نفسه وعقله، ومثل هذا الأمر تراه يجري الآن عند بعض المسلمين، إذ أنهم يرغبون بالتفرقة والتشتت بدلاً من الوحدة والأخوة، وذلك تلبية لنداء الشهوة والشيطان والعصيان، ومثل هذه الأمور تصبّ في صالح الاستعمار الذي يدعو إليها، ويعمل ليله ونهاره علي خلق مثل هذه الأجواء المضطربة التي من خلالها يسعي إلي تحقيق غاياته وأهدافه العنصرية.

الاستعمار وراء التجزئة

قبل مائتي سنة كانت أفغانستان جزءاً من إيران، ولكن اليوم نجدهما علي هيئة أخري، فقد أصبحت أفغانستان دولة ذات سيادة مستقلة استقلالاً تاماً عن إيران.

ومن الأمثلة الأخري، أننا لو تتبعنا التاريخ المعاصر، ووقفنا وقفة قصيرة عند العهد العثماني، حيث كانت الإمبراطورية العثمانية قد سيطرة سيطرت تامة علي مناطق شاسعة وكبيرة من الدول الإسلامية، فلم تكن هناك أي موانع أو حواجز تعرقل وتقيد تحرك الأفراد من منطقة إلي أخري، علي العكس مما هو عليه الآن، لأن عمر الحدود الجغرافية بين بلاد المسلمين لم يتجاوز الستين سنة،

حيث كانت البلاد الإسلامية بلداً واحداً والشعب المسلم شعباً واحداً، فلا تفرّق ولا عنصريات ولا قوميات، وبقي الأمر علي هذا الحال يجري وفق مجراه، حتي بات الضعف والعجز يدبّان في إدارة ومؤسسات الحكومة العثمانية؛ نتيجة سياساتهم الهوجاء.

وقد فسح هذا الضعف المجال لبوادر الاستعمار أن تنشأ وتتهيأ للظهور علي الساحة العالمية، وبالفعل ظهرت هذه القوي الجديدة، وأخذت تباشر عملها العدواني ضد الإسلام، فأول عمل قامت به هو أنها عملت علي تشتيت هذا الشمل وتمزيقه، فتجزأت دولة العثمانيين بعد أن كانت موحّدة إلي دويلات ذات حواجز وحدود جغرافية تفصلها عن جاراتها، فأصبحت الدولة الإسلامية منقسمة تحت سيطرة واستعمار قوي استعمارية عديدة. فما هو السبب الذي يقف وراء مثل هذه العمليات الاستعمارية في تجزئة بلادنا الإسلامية؟

الجواب: الكل يعرف أنّ هدف الاستعمار الأول والأخير هو النهب والاستغلال، فكيف يتم له ذلك؟ لا بدّ من وجود طرق توصله إلي ما يريد، ومن هذه الطرق: تجزئة الدول الإسلامية، وهذا ما يسعي الاستعمار إلي تحقيقه بالذات، فإنهم يعملون ليل نهار علي إيجاد مخططات عدوانية بموجبها يتم ترسيخ تجزئة البلاد الإسلامية، ومن بعدها تتم لهم السيطرة عليها، هذا من جانب، ومن جانب آخر تراهم ينشرون الفساد، وبشتي أنواعه في بلادنا؛ ولهذا نري أن الفساد يزداد يوماً بعد آخر، بدون أن نشعر به، وما علينا إلاّ أن نقف بكل حزم وقوة أمام هذه الهجمات الاستعمارية، لرد هذا المكر الشيطاني الذي يستخدمه العدوّ وسياساته العدوانية ضد أبناء أمتنا الإسلامية.

التخلف خطة استعمارية

أحد الأمور التي جعلت الاستعمار يتكالب علي البلاد الإسلامية هو ما تزخر به أراضي هذه البلاد من ثروات معدنية هائلة، وهناك أمور أخري كثيرة مذكورة في محلها، ولكن الأمر الذي لا بدّ من الإشارة إليه هو

أنّ ما تعانيه البلدان الإسلامية من التخلف الطاغي عليها هو الذي مكّن الاستعمار أن يسيطر علي هذا البلاد، ويسخّر ما يشاء من ثرواتها لصالحه، وقد عمل المستعمرون علي تكريس هذا التخلف حتي لا يفيق المسلمون من سباتهم، ومن ثم يطالبون بالتحرر والاستقلال.

وقد رأي أن الحل الوحيد للحد من هذه الأخطار هو تجزئة هذه البلاد إلي دويلات، فبعد أن تمّ له ما أراد وجد أنه وبتجزئة هذه البلاد يستطيع أن ينشّط نفوذه ويقويه بين حين وآخر، وأنه يتمكن من بسط هيمنته متي ما يشاء، فأخذ يسرح ويمرح كيفما يريد. فالواجب علينا إيجاد الحل للتخلص والقضاء علي هذه المخططات الاستعمارية.

التصدي للمخططات الاستعمارية

التصدي للمخططات الاستعمارية

ولأجل القضاء عليها نستطيع أن نوجز بعض النقاط علّها تكون جزءاً من الحل لهذه المخططات الغربية:

1: إننا إذا أردنا أن نقف بوجه هذه المخططات، فالأمر الأول الذي يجب علينا أن نعمل به، هو أن نغيّر ما بأنفسنا كما قال سبحانه وتعالي: ?إِنَّ اللهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّي يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ?().

فالواجب علينا أن نغير من أنفسنا تغييراً جذرياً، وهذا يتم بالرجوع إلي القرآن الكريم وسيرة رسولنا الكريم ص، وأئمتنا الطاهرين ع، وأن نعمل بمثل ما عملوا، فإذا تمكنا من السير علي نهجهم بالشكل الصحيح، فسوف نتمكن من طرد الاستعمار من بلادنا بالتأكيد، وإننا علي أقلّ تقدير سوف لا نكون سوقاً لتصريف منتجاتهم وبضائعهم، بل سوف نسعي إلي الاعتماد علي أنفسنا فيما يسمي بعالم اليوم بالاكتفاء الذاتي والاستعمار يعلم أنه إذا حصل المسلمون علي سيادتهم وكرامتهم الكاملة سوف لا يطول عمره كثيراً.

فسيرة الأئمة الهداة المعصومين عليهم الصلاة والسلام شعلة وضاءة تكشف لنا سواد الظلمات، وترشدنا إلي سبل الضياء والنور، الذي يرضي الله سبحانه وتعالي ورسوله الكريم ص.

روي عن

أبي عبد الله الصادق ع في وصيته لعبد الله بن جندب أنه قال: «يا ابن جندب! حقّ علي كل مسلم يعرفنا أن يعرض عمله في كل يوم وليلة علي نفسه فيكون محاسب نفسه، فإن رأي حسنة استزاد منها، وإن رأي سيئة استغفر منها…» ثم قال ع: «رحم الله قوماً كانوا سراجاً ومناراً، كانوا دعاة إلينا بأعمالهم ومجهود طاقتهم، ليس كمن يذيع أسرارنا…»، ثم قال ع: «يا ابن جندب! إنّ للشيطان مصائد يصطاد بها، فتحاموا شباكه ومصائده».

قلت: يا ابن رسول الله وما هي؟.

قال: «أمّا مصائده فصد عن برّ الإخوان، وأمّا شباكه فنوم عن قضاء الصلوات التي فرضها الله…» ثم قال ع: «يا ابن جندب، الماشي في حاجة أخيه كالساعي بين الصفا والمروة، وقاضي حاجته كالمتشحط بدمه في سبيل الله يوم بدر وأحد، وما عذّب الله أمة إلا عند استهانتهم بحقوق فقراء إخوانهم. يا ابن جندب، بلغ معاشر شيعتنا، وقل لهم، لا تذهبنّ بكم المذاهب، فوالله لا تنال ولايتنا إلاّ بالورع والاجتهاد في الدنيا، ومواساة الإخوان في الله، وليس من شيعتنا من يظلم الناس!» ثم قال ع: «يا ابن جندب إنّ عيسي بن مريم ع قال لأصحابه: أرأيتم لو أن أحدكم مرّ بأخيه، فرأي ثوبه قد انكشف عن بعض عورته، أكان كاشفاً عنها كلّها أم يرد عليها ما انكشف منها؟

قالوا: بل نرد عليها.

قال: كلا بل تكشفون عنها كلها فعرفوا أنه مثل ضربه لهم.

فقيل: يا روح الله وكيف ذلك؟

قال: الرجل منكم يطّلع علي العورة من أخيه فلا يسترها، بحق.

أقول لكم: إنكم لا تصيبون ما تريدون إلاّ بترك ما تشتهون. ولا تنالون ما تأملون إلاّ بالصبر علي ما تكرهون، إيّاكم والنظرة فإنها تزرع في القلب الشهوة، وكفي بها لصاحبها

فتنة، طوبي لمن جعل بصره في قلبه، ولم يجعل بصره في عينه. لا تنظروا في عيوب الناس كالأرباب، وانظروا في عيوبكم كهيئة العبيد، إنما الناس رجلان مبتلي ومعافي فارحموا المبتلي واحمدوا الله علي العافية» ().

ومن وصيته ع لأبي جعفر محمد بن النعمان الأحول (مؤمن الطاق) جاء فيها وهو يخاطب ابن النعمان: «يا ابن النعمان إيّاك والمراء فإنه يحبط عملك… إلي أن قال t إن أبغضكم إليّ المترئسون، المشاؤون بالنمائم، الحسدة لإخوانهم، ليسوا مني ولا أنا منهم، إنما أوليائي الذين سلّموا لأمرنا واتبعوا آثارنا واقتدوا بنا في كل أمورنا» ().

2: العمل علي تنمية ثلاثة أمور: العقل، العلم، التربية.

أ: العقل

قال الإمام الباقر ع: «لما خلق الله العقل استنطقه، ثم قال له: أقبل فأقبل، ثم قال له: أدبر فأدبر، ثم قال له: وعزتي وجلالي ما خلقت خلقاً هو أحب إليّ منك، ولا أكملك إلا فيمن أحب، أما إني إياك آمر وإياك أنهي، وإياك أعاقب، وإياك أثيب» ().

فيجب علي المسلمين أن يعملوا علي تنمية عقول أبنائهم؛ لأن العقل نعمة أنعم بها الله عز وجل علي عباده؛ حتي يتمكن العبد من مواجهة الأهواء والشهوات والانحرافات التي يواجهها من كل حدب وصوب، فالعقل يجب أن يكون هو الحاكم لدي الفرد المسلم لا الشهوة والرغبة، فإذا ما أصبح العقل هو الحاكم، وهو المقرر، فستتغير بالتأكيد جميع أعمال الإنسان، وتتجه نحو الصواب والصلاح.

لقد وردت أحاديث كثيرة عن رسول الله صلي الله عليه و اله والأئمة المعصومين عليهم السلام تبيّن دور العقل، وتفضيل الله سبحانه وتعالي له علي باقي المخلوقات في البدن الإنساني.

فقد قال رسول الله ص: «لكل شيء آلة وعدة، وآلة المؤمن وعدته: العقل، ولكل شيء مطية، ومطية المرء العقل، ولكل شيء دعامة

ودعامة الدين العقل، ولكل شيء غاية، وغاية العبادة العقل، ولكل قوم راع وراعي العابدين العقل، ولكل تاجر بضاعة، وبضاعة المجتهدين العقل، ولكل خراب عمارة وعمارة الآخرة العقل، ولكل سفر فسطاط يلجأون إليه وفسطاط المسلمين العقل» ().

وقال أمير المؤمنين ع: «ليس الرؤية مع الأبصار، وقد تكذب العيون أهلها، ولا يغش العقل من انتصحه» ().

وقال الإمام السجاد علي بن الحسين ع: «من لم يكن عقله أكمل ما فيه، كان هلاكه من أيسر ما فيه» ().

وقال الإمام الصادق ع: «يغوص العقل علي الكلام، فيستخرجه من مكنون الصدر كما يغوص الغائص علي اللؤلؤ المستكنّة في البحر» ().

ب: العلم

وهو كالمصباح المضيء في الظلمات، إذ يحفظ الإنسان من الوقوع في المهلكات، وبالعلم يتمكن الإنسان أن يحفظ نفسه، ويقيها من الانحراف إلي تيارات الكفر والعصيان؛ فلذا يجب أن يتعلم كل فرد صغيراً كان أو كبيراً من المسلمين، لينتبهوا إلي ما يحاك لهم من مؤامرات تريد الهلاك لهم؛ لذا يجب أن تطبع الكتب فضلاً عن الصحف والمجلات والإذاعات وباقي وسائل التوعية؛ لأنّ عدد المسلمين في العالم أكثر من مليار ونصف المليار().

فقد قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «اطلبوا العلم ولو بالصين فان طلب العلم فريضة علي كل مسلم» ().

وقال الإمام أمير المؤمنين ع: «كلّما ازداد علم الرجل زادت عنايته بنفسه، وبذل في رياضتها وصلاحها جهده» ().

وقال عليه السلام: «يا مؤمن، إن هذا العلم والأدب ثمن نفسك فاجتهد في تعلمها فما يزيد من علمك وأدبك يزيد في ثمنك وقدرك فإن بالعلم تهتدي إلي ربك وبالأدب تحسن خدمة ربك وبأدب الخدمة يستوجب العبد ولايته وقربه فاقبل النصيحة كي تنجو من العذاب» ().

وقد جعل الباري عز وجل العلم ذا شأن وشرف عظيم، وهذه الشرفية

والشأنية العظيمة لا تليق بأن تستودع في غير محلها، فلا بد وأن توضع في المحل المناسب لها، وقد وضعها سبحانه في مكانها الذي يتلاءم مع منزلتها الرفيعة فأودعها في أفضل مخلوقاته، وهو الإنسان.

هذا من جهة، ومن جهة أخري نجد أنّ الباري عز وجل في أول سورة أنزلها علي نبيه الكريم ص تحدث عن العلم والمعرفة، وهذا إن دل علي شيء، فإنما يدلّ علي أن القرآن قد أعطي للعلم مكانه خاصة من بين آياته الشريفة.

قال أمير المؤمنين ع قال: «سمعت رسول الله ص يقول: طلب العلم فريضة علي كل مسلم… به يطاع الرب وبه توصل الأرحام، وبه يعرف الحلال والحرام والعلم إمام العمل، والعمل تابعه، يلهمه السعداء، ويحرمه الأشقياء» ().

ج: التربية

وهي عامل مهم في تعديل وتهذيب أفكار المسلمين، ونري الذين اهتموا بهذا الجانب رأوا ثماراً طيبة ونتاجاً رائعاً، وأصل التربية هي هداية الإنسان إلي الصراط المستقيم.

قال الإمام أمير المؤمنين ع: «من كلّف بالأدب قلت مساويه» ().

وقال عليه السلام: «إن الناس إلي صالح الأدب أحوج منهم إلي اكتساب الفضة والذهب» ().

وفي وصية لقمان لابنه قال: «يا بني ان تأدبت صغيراً انتفعت به كبيراً، ومن غني بالأدب اهتمُ به ومن أهتم به تكلف علمه، ومن تكلف علمه اشتد طلبه ومن اشتد طلبه أدرك منفعته فاتخذه عادة فانك تخلف في سلفك وتنفع به من خلفك ويرتجيك فيه راغب ويخشي صولتك راهب وإياك والكسل عنه والطلب لغيره..» (). ولكن الشيء الذي يثير الحزن هو أن بلادنا الإسلامية أصبحت مملوءة بالمناهج والأفكار الغربية.

قال أحد الشخصيات الغربية: بأنّ مناهجنا في البلد الكذائي موجودة كاملاً، ولكن دون أن يشعروا بذلك كالماء الموجود في إناء زجاجي شفاف فالذي ينظر إلي الإناء يتصور أنّه فارغ،

ولكنّه مملوء بالماء.

هكذا تسللت المناهج الغربية إلينا، وأخذنا نعمل بها دون أن نشعر، بينما جعلنا الأحكام الإسلامية الصحيحة التي دعانا الله عز وجل وأئمتنا الهداة عليهم السلام إلي تطبيقها علي الرفوف للتراث، أو للزينة فقط.

إذاً، فلابد أن نسعي إلي تحقيق تلك الأمور التي ذكرناها آنفاً، وأن نعمل علي تنميتها لأنها من الأمور العليا التي دعا إليها الإسلام العظيم، وإن شقّ علينا ذلك وطال بنا العناء والجهد، إذ أنّ الله عز وجل وراء عباده المؤمنين، وقد وعدهم بنصره حيث قال سبحانه وتعالي:

?إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ?().

اللهم إنّا نرغب إليك في دولة كريمة تعز بها الإسلام وأهله، وتذلّ بها النفاق وأهله، وتجعلنا فيها من الدعاة إلي طاعتك والقادة إلي سبيلك، وترزقنا بها كرامة الدنيا والآخرة().

من هدي القرآن الحكيم

الإسلام يرفض التفرقة

قال تعالي: ?وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلاّ هُوَ الرَّحْمَانُ الرَّحِيمُ?().

وقال سبحانه: ?يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ?().

وقال عزوجل: ?وَلَوْ شَاءَ اللهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ?().

وقال تبارك وتعالي: ?وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلاّ أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ?().

وقال عز من قائل: ?يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَي وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ?().

مسؤولية المسلمين

قال تعالي: ?فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ? عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ?().

وقال عزوجل: ?وَلَوْ شَاءَ اللهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ?().

وقال سبحانه: ?وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ?().

وقال تعالي: ?وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ?().

الإسلام يدعو للعلم والتعلم

قال تعالي: ?فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ?().

وقال سبحانه: ?وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً?().

وقال جل وعلا: ?اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ? خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ ? اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ ? الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ? عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ?().

وقال عزوجل: ?فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ?().

العمل بسيرة المعصومين

قال تعالي: ?لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ?().

وقال سبحانه: ?لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ?().

من هدي السنة المطهرة

الإسلام يرفض التفرقة

قال رسول الله ص: «لا تزال أمتي بخير ما تحابوا وتهادوا، وأدّوا الأمانة» ().

وقال ص أيضاً: «لا تزال أمتي بخير ما لم يتخاونوا وآتوا الزكاة وإذا لم يفعلوا ذلك ابتلوا بالقحط والسنين» ().

قال الإمام أمير المؤمنين ع: «إلزموا الجماعة واجتنبوا الفرقة» ().

وقال عليه السلام: «إياك والفرقة فإنّ الشاذ عن أهل الحق للشيطان كما إنّ الشاذ من الغنم للذئب» ().

وقال عليه السلام: «إياكم والتدابر والتقاطع وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» ().

مسؤولية المسلمين

قال عن رسول الله ص: «يا معاشر قرّاء القرآن اتقوا الله عز وجل فيما حملكم من كتابه فإني مسؤول وإنّكم مسؤولون إني مسؤول عن تبليغ الرسالة، وأما أنتم فتسألون عما حملتم من كتاب الله وسنتي» ().

وقال رسول الله ص: «من أصبح لا يهتم بأمور المسلمين فليس منهم، ومن سمع رجلاً ينادي يا للمسلمين فلم يجبه فليس بمسلم» ().

وقال الإمام أمير المؤمنين ع: «أوصيكم بتقوي الله فيما أنتم عنه مسؤولون وإليه تصيرون فإن الله تعالي يقول: ?كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ?()، ويقول: ?وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ وَإِلَي اللهِ الْمَصِيرُ?()، ويقول: ?فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ? عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ?() … إن الله سائلكم عن الصغير من عملكم والكبير» ().

عن سفيان قال سمعت أبا عبد الله ع يقول: «عليك بالنصح لله في خلقه، فلن تلقاه بعمل أفضل منه» ().

السنة تدعو للعلم والتعلم

عن الإمام أمير المؤمنين ع قال: «تعلموا العلم فإنّ تعلمه حسنة» ().

عن أبي عبد الله ع قال: «لست أحب أن أري الشاب منكم إلاّ غادياً في حالتين: أما عالماً أو متعلماً» ().

وعن قال الإمام الصادق ع: «اطلبوا العلم وتزينوا معه بالحلم والوقار وتواضعوا لمن تعلمونه العلم وتواضعوا لمن طلبتم منه العلم، ولا تكونوا علماء جبارين فذهب باطلكم بحقكم» ().

وقال الإمام الصادق ع: «عليكم بالتفقه في دين الله ولا تكونوا أعراباً» ().

عن الإمام الصادق ع قال: «لوددت أن أصحابي ضربت رؤوسهم بالسياط حتي يتفقهوا» ().

العمل بسيرة المعصومين عليهم السلام

وقال رسول الله ص في خطبة له في حجة الوداع:

«يا أيها الناس، والله ما من شيء يقربكم من الجنة ويباعدكم من النار إلاّ وقد أمرتكم به وما من شيء يقربكم من النار ويباعدكم من الجنة إلاّ وقد نهيتكم عنه» ().

وقال رسول الله ص: «اسمعوا وأطيعوا لمن ولاه الله الأمر فإنه نظام الإسلام» ().

وقال الإمام الرضا ع: «إن الإمامة زمام الدين، ونظام المسلمين، وصلاح الدنيا وعز المؤمنين، إنّ الإمامة أسّ الإسلام النامي، وفرعه السامي» ().

پي نوشتها

() سورة التوبة: 122.

() سورة الزمر: 17-18.

() سورة الأنبياء: 92.

() سورة المؤمنون: 52.

() مجمع البيان للطبرسي رحمة الله عليه: المحلد4 ص62 في تفسير سورة الأنبياء: 92.

() سورة الصف: 2 / 4.

() سورة طه: 123.

() تأويل الآيات: ص314 سورة طه وما فيها من الآيات في الأئمة الهداة.

() سورة طه: 124.

() مجمع البيان للطبرسي رحمة الله عليه: المجلد4 ص34 تفسير سورة طه: 124.

() تفسير تقريب القرآن إلي الأذهان: ج16 ص145، في تفسير سورة طه: 124.

() مصباح الشريعة: ص13 ب5 في العلم.

() مصباح الشريعة: ص13 ب5 في العلم.

() تحف العقول: ص356 من حكمه عليه السلام.

() أمالي الشيخ المفيد: ص292 المجلس 35 ح2.

() سورة الأنعام: 149.

() أمالي الشيخ المفيد: ص292 المجلس 35 ح1.

() سورة الأنبياء: 92.

() تحف العقول: ص74 وصية أمير المؤمنين لابنه الحسن عليهما السلام.

() سورة الأعراف: 32.

() سورة آل عمران: 103.

() الاختصاص: ص341.

() كتاب تشريح جثة الاستعمار.

() المنقذ ابراهام لينكولن.

() سورة الرعد: 11.

() تحف العقول: ص301 وصيته عليه السلام لعبد الله بن جندب.

() تحف العقول: ص307 وصيته عليه السلام لأبي جعفر محمد بن النعمان.

() أمالي الشيخ الصدوق: ص418 المجلس 65 ح5.

() أعلام الدين: ص170.

() بحار الأنوار: ج1 ص95 ب1 ح29.

() تنبيه الخواطر ونزهة

النواظر: ج2 ص93.

() الاختصاص: ص244 حديث في زيارة المؤمن.

() آخر الاحصاءات ذكرت أن عدد المسلمين بلغت الملياران.

() روضة الواعظين: ص12 باب الكلام في ماهية العلم.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص237 ح 4768.

() روضة الواعظين: ص11 باب الكلام في ماهية العلم.

() بحار الأنوار: ج1 ص171 ب1 كتاب العلم ح24، وانظر أمالي الشيخ الصدوق: ص615 المجلس 90 ح1.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص247 ح5091 الفصل الثاني موجبات عزة النفس.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص247 ح 5080 الفصل الثاني موجبات عزة النفس.

() تفسير القمي: ج2 ص164 سورة لقمان.

() سورة محمد: 7.

() أنظر الإقبال: ص58 دعاء الافتتاح.

() سورة البقرة: 163.

() سورة النساء: 1.

() سورة المائدة: 48.

() سورة يونس: 19.

() سورة الحجرات: 3.

() سورة الحجر: 92 - 93.

() سورة النحل: 93.

() سورة الصافات: 24.

() سورة الأنفال: 46.

() سورة التوبة: 122.

() سورة طه: 114.

() سورة العلق: 1- 5.

() سورة الأنبياء: 7، وسورة النحل: 43.

() سورة الأحزاب: 21.

() سورة الممتحنة: 6.

() عيون أخبار الرضا عليه السلام: ج2 ص29 ح2.

() ثواب الأعمال: ص251 عقاب التباغض والتخاون.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص466 الفصل 13 ح10715 الخلاف والفرقة.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص466 الفصل 13ح10717 الخلاف والفرقة.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص466 الفصل 13 ح10718 الخلاف والفرقة.

() تفسير نور الثقلين: ج3 ص616 ح216.

() الكافي: ج2 ص164 ح5.

() سورة المدثر: 38.

() سورة آل عمران: 28.

() سورة الحجر: 92-93.

() أمالي الشيخ المفيد: ص260 مجلس 31 ح3.

() الكافي: ج2 ص164 ح3.

() أمالي الشيخ الصدوق: ص615 المجلس 90 ح1.

() بحار الأنوار: ج1 كتاب العلم باب 1 ص170 ح22.

() أمالي الشيخ الصدوق: ص359 المجلس 57 ح9.

() منية المريد: ص112 ما روي عن طريق الخاصة في فضل العلم.

() الكافي: ج1 ص31

باب فرض العلم ووجوب طلبه والحث عليه ح8.

() الكافي: ج2 ص74 ح2.

() أمالي الشيخ المفيد: ص14 المجلس 2 ح2.

() الكافي: ج1 ص200 باب نادر جامع في فضل الإمام وصفاته عليه السلام ح1.

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.