سنة الزواج وتيسير الامور

اشارة

اسم الكتاب: سنة الزواج وتيسير الامور

المؤلف: حسينى شيرازى، صادق

اللغة: عربى

عدد المجلدات: 1

الناشر: ياس الزهراء

مكان الطبع: قم

تاريخ الطبع: 1426 ه

الطبعة: اول

المقدّمة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ربّ العالمين، وصلّى الله على محمد وآله الطاهرين، واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين.

جاء في دعاء أيام شهر شعبان المعظم: «اللهمَّ فأعنّا على الاستنان بسنّته فيه ونيل الشفاعة لديه»( ).

السُن__ّة والشفاعة

يحرّض هذا الدعاء الشريف الإنسان المؤمن على التوجّه إلى الله سبحانه وتعالى والتوسّل به ليعينه على الاستنان بسنّة النبيّ الأكرم محمد صلي الله عليه و اله في جميع أموره، ليحظى بشفاعته في يوم القيامة. فالمراد من (السنّة) هو أسلوب العيش والسيرة الذاتية قولاً وعملاً وتقريراً.

أمّا الشفاعة، فهي مأخوذة عن الاقتران بين الشيئين أصلاً، كما تقول (ركعتي الشفع)، في مقابل (ركعة الوتر الواحدة). أي بمعنى طلب الإنسان المؤمن من ربّه أن يكون نبيّه الأكرم صلي الله عليه و اله قريناً ل_ه في دعائه وفي موقفه يوم الحساب( ).

سن__ّة الزواج

ومن السنن التي طالما حثّ عليها النبيّ الأكرم صلي الله عليه و اله قولاً وعملاً وتقريراً هي سنّة الزواج، ولقد واصل الأئمة المعصومون عليهم السلام وعلى إثرهم العلماء الأعلام، ومن جملتهم أخي الأكبر( ) (أعلى الله درجاته) التأكيد والحثّ على نشر هذه السنّة الكريمة ذات الدور الكبير والمهمّ جدّاً في حفظ وصيانة المجتمع المسلم من خطر انتشار الموبقات والرذائل.

يعتبر الزواج، وانطلاقاً من الحاجة لكلّ رجل وامرأة، مسألة طبيعية تفرضها النشأة التكوينية لكلّ إنسان.

إلاّ أنّ تأكيد النبيّ الأعظم صلي الله عليه و اله وحثّه على مسألة الزواج لم يكن ناظراً إلى الجانب الغريزي من الزواج فحسب، وإنّما كان سبب تأكيده أرفع من ذلك وأسمى، آخذاً بنظر الاعتبار البعد الروحي والمعنوي الذي ينبغي أن يضفيه الزواج على كلّ من الرجل والمرأة.

ومع أنّ الفقهاء عرّفوا النكاح واعتبروه جزءاً من العقود والمعاملات، أي أنّ الرجل والمرأة يمسكان بعقدة النكاح من طرفيها، وأنّ لأحدهما الإيجاب وللآخر القبول، إلا أنّهم أضافوا إلى التعريف قولهم: بأنّ في النكاح بعداً عباديّاً أيضاً( ).

فكما أنّ الزواج يلبّي حاجة كلا الطرفين من النواحي المعلومة، كذلك هو كفيل

بتلبية الحاجة الروحية لدى الإنسان، فأضفى عليه الشرع حالة عبادية مقدّسة وبعداً معنوياً عظيماً، وقد خصّص ل_ه من الأجر والثواب ما لا يعدّه العادّون أو يحصيه المحصون؛ الأمر الذي يشير بوضوح إلى الفرق الكبير بين عقود البيع والإجارة والرهن والصلح، وبين عقد الزواج. إذ العقود الأولى عقود ذات صبغة مادّية صرفة، بينما لعقد الزواج صبغة معنوية علاوة على ما ذُكر في غيره من العقود، كما أنّ ل_ه مدخلية في سعادة الفرد في الدارين.

ولذلك؛ فإنّ من خطا خطوةً _ على اسم الله وبركته _ لتحقيق هاتين السعادتين، كان جديراً بجزيل الثواب وعظيم الأجر.

فلينظر المساهمون في مجال الدعم المباشر أو غير المباشر في تزويج العزّاب، أو تحقيق التوافق في إنجاح أيّ حالة زواج بين مؤمن ومؤمنة، كم أعدّ الله تعالى لهم من الأجر والثواب والمنزلة الرفيعة في الدنيا والآخرة. ففي الدنيا تكون لهم المكانة الاجتماعية والسمعة الطيّبة بين الناس، وفي الآخرة أعدّ الله تعالى لهم ما تشتهي الأنفس وتلذّ الأعين بما ساعدوا ومدّوا يد العون وأصلحوا.

قال الإمام الصادق (سلام الله عليه): «من زوّج أعزباً كان ممّن ينظر الله (عزّ وجلّ) إليه يوم القيامة»( ).

وليعلموا كذلك أنّ لهم في كل خطوة يخطونها في هذا الطريق _ وإن استغرق المسافات الطويلة واحتاج إلى الجهد الجهيد _ حسنة تعدل جبلاً من ذهب؛ جزاءًا وأجراً من الله الوهّاب الكريم على تلك المساهمة في إحياء سنّة نبيّه المصطفى (صلى الله عليه وآله).

طلب المعونة من الله تعالى

إنّ طلب الإنسان من ربّه الجليل _ في خاتمة دعاء أيّام شهر شعبان المعظم _ المعونة والمساعدة على الاستنان بسنّة النبيّ صلي الله عليه و اله يدلّ على أنّ الاستنان والتبعية لسنّة المصطفى (صلى الله عليه وآله) بحاجة إلى

معونةٍ من الله تعالى حقّاً، ومن دون هذه المعونة يجد المرء نفسه بلا توفيق معنويّ وروحيّ، وبلا استعداد وقوّة على فعل الخير، الأمر الذي يستظهر منه أنّ الله سبحانه لم يوفّقه لإنجاز فعل الخير لأسباب معيّنة، قد نجد فرصة أخرى بعون الله تعالى لبحثها وتناولها.

وعلى أيّة حال؛ فإنّ المؤمنين والمؤمنات مدعوّون جميعاً إلى مطالعة قضايا الزواج، لاسيّما تلك التي حدّث عنها الأئمة المعصومون (سلام الله عليهم)، والتي تعبّر تعبيراً صادقاً لما جاء في القرآن؛ ليجدوا أنّ نظرتهم (سلام الله عليهم) إلى قضية الزواج تختلف عن نظرة كثير من الناس إليه، وأنّ الزواج في شرعهم (صلوات الله عليهم) ليس مجرّد عرض مظاهر وتفاخر وزهو، بقدر ما هو مدرسة كفيلة بإعداد أجيالها نحو دين الله تعالى ومودّة آل بيت الوحي والنبوة (سلام الله عليهم). فالزواج هو مشروع سعادة دنيوية تلقي بظلالها نحو الحياة الأخروية. بمعنى أنّ من الخطأ تطبيق الموازين والمقاييس السطحية الدنيوية على موضوع الزواج.

ركنا الزواج

إنّ للزواج ركنين مهمّين، هما: 1. الإيمان. 2. والأخلاق.

فعلى الشابّ أن يبحث عن الشابّة التي تتوافر فيها هاتان الصفتان، فإذا تحقّق ل_ه ذلك، كان حريّاً بنيل السعادة دون شكّ، أمّا الفتاة؛ فلا ينبغي لها إن تقدّم لها الخاطب أن تهتم أوّلاً بحجم ثروته، أو معرفة عدد ما ل_ه من الإخوة والأخوات، إلى غير ذلك من الجوانب الجزئية و غير المهمّة، إنّما المطلوب منها _ لضمانها السعادة الحقيقية _ أن تتأكد أوّلاً من تمتّع خاطبها بصفة الإيمان ومكارم الأخلاق الفاضلة، بمعنى توفّر نسبة معقولة ومُرْضيّة من الإيمان والأخلاق يتكافأ فيها كلا الطرفين لتحمِلهما على توطيد الثقة فيما بينهما، والرضا في اختيارهما، ليشدّ كل منهما أزر الآخر، فيكونا تابعين لسيرة النبيّ والأئمة

المعصومين (سلام الله عليهم)، الذين لم يصدر عنهم ما يخالف الأدب والأخلاق الطيّبة تجاه نسائهم البتّة، رغم أنّ بعضهن كنّ يتعاملن معهم سلوكاً سيّئاً.

ولا شك أنّ هذين الركنين _ الإيمان والأخلاق _ لا ثالث لهما ولا رابع ولا خامس ولا غير ذلك. فلا يظنّن أحد من الشباب أن ثمّة أركاناً أخرى يجب أخذها بعين الاعتبار إلى جانب الإيمان والأخلاق الفاضلة، كعامل المال أو الجاه أو الوظيفة، بدليل قول رسول الله (صلى الله عليه وآله): «لا تنكح المرأة لأربعة: لمالها، وجمالها، ونسبها، ولذتها، فعليك بذات الدين»( ).

ذلك أنّ هذه العوامل عبارة عن مظاهر دنيوية لا قيمة ذاتية لها في نفسها، أي أنّ الفرد يجب أن يدرك إدراكاً تاماً أنّ المال مثلاً يكون ذا قيمة إذا كان التصرف فيه تصرّفاً لائقاً يقبله الشرع والعقل السليم، كما يكون وبالاً على صاحبه الذي لا يملك من الإيمان والأخلاق والعقل شيئاً.

وعليه، فقاصدا الزواج ملزمان بإمعان النظر فيمن يودّان الاقتران به من حيث كونه يملك الإيمان أو لا، قبل أن يسرحا إلى بريق الذهب والفضة الزائلين يوماً لا محالة.

إنّ سعادة الزوجين لا تتحقّق بلذيذ الأطعمة والأشربة،

ولا بما يستقّله الزوجان من سيارات فاخرة، إنّما السعادة _ وهذا ما أثبته الدين والتجارب البشرية _ تتحقّق بفضل الانسجام الذي هو وليد الإيمان والأخلاق الحسنة، الانسجام الذي يضفي أعظم القناعة على أبسط مستلزمات الحياة. وهذه ليست أفكاراً مثالية أو خيالية، بل هي حياة واقعية لمسها التأريخ في سيرة وسلوك أهل البيت عليهم السلام ومن تبعهم واستنّ بسنّتهم من الصالحين.

أصدق الصداق

يلزم على الرجل الذي يبغي النكاح أن يبذل شيئاً لمن يريد الزواج بها، قلّ أم كثر، ويطلق عليه (الصداق) أو (المهر)؛ فقد ورد أنّ

النبيّ (صلى الله عليه وآله) قال لرجل أراد أن يتزوّج ولم يكن يملك مالاً: «تزوَّجْها ولو بخاتم من حديد»( ).

ورغم أنّ الإسلام لم يضع حداً معيّناً للمهر كما أخبر عنه الإمام الباقر (سلام الله عليه) في قوله: «الصداق ما تراضيا عليه من قليل أو كثير فهذا الصداق»( )، ولكنّه أثنى في الوقت نفسه كلّ الثناء على بساطة المهر ثناءه على توخّي العدالة والرحمة من قِبل الزوج على زوجته لدى التعامل والتعايش معها، نظراً لأنّ الهدف الأساسي من الزواج هو تحقيق أهدافه المشروعة في السعادة، وهذه السعادة المرجوّة يستحيل تحقّقها عبر أمور موهومة كما في تعيين مهر كثير أو ما شابه.

روي أنّ أحد المسلمين جاء إلى النبيّ (صلى الله عليه وآله)، وهو يفتقر حتى إلى خاتم من حديد يعطيه لزوجته مهراً، فأمره النبيّ (صلى الله عليه وآله) بأن يعلّمها ما يحفظ من آيات القرآن( ).

ولكنّ المؤسف في الأمر أنّ المجتمع المسلم ابتعد بنفسه عن الثقافة القرآنية والنبوية، رغم أنّ الله وصف رسوله بقول_ه:

?وَيَضَعُ عَنْهُمْ إصْرَهُمْ والأغْلالَ الَّتي كَانَتْ عَلَيْهِم?( ) ونحن نعلم أنّ الناس لدى بعثة الرسول الأكرم (صلوات الله عليه وآله)

لم يكونوا مكبّلين بسلاسل مادّية ليقوم الرسول المبعوث بتحطيمها أو نزعها من أيديهم وأرجلهم، ولكن كانت في الأدمغة والعقول أغلال فكرية، فكان الهدف من بعث النبيّ (صلى الله عليه وآله) إزاحتها وإعادة العقول إلى فطرتها التي فُطرت عليها. ولكنّ الناس ورغم تقبّلهم للإسلام ديناً، إلا أنّ كثيراً منهم امتنعوا عن السماح بتنظيف أدمغتهم، فحملوا الأغلال السابقة معهم، ومن جملة تلكم الأغلال النظرة الخاطئة إلى هدفية الزواج والإساءة في استخدام الوسائل والأدوات التي حدّدها الشارع المقدس لتحقيقها، فراح الآباء والأمّهات يزايدون في وضع الشروط

والعقبات بوجه من يتقدّم للزواج من أولادهم، بينما كان بمستطاع كلّ منهم أن يساهم في تحقيق زواج العديد من الشباب الفقراء، عوضاً عن رصد المبالغ الطائلة في هذا المضمار. وظلّ الناس يتوارثون تلك الأغلال غابراً عن غابر حتى وصلت إلى جيلنا المعاصر، فأصبح الشابّ المؤمن الذي يمتنع عن جمع المال من الحرام محكوماً عليه بالعيش وحيداً. ولا شكّ في أنّ هذا الواقع إنّما يعبّر عن منطق مرفوض من قِبل الإسلام، لأنّه دين اليسر والتسامح، ولا يمكن أن يتصوّر فيه ذلك، وإلا فتخلّل الخطأ في المجتمع سيكون بنسبة عالية.

التسامح يتجلى بأبهى صوره

إنّ التسامح ضمن الحدود المعقولة يمثّل بحقٍّ ثقافة الدين الحنيف. روي أنّ المأمون العباسي عندما أراد تزويج ابنته للإمام الجواد عليه السلام، رضخ لأمره (سلام الله عليه) رغم هيبة الملك والأجواء المحيطة به وما يخالجها من روح استعلائية، وذلك عندما عزم الإمام (سلام الله عليه) بأن لاّ يتجاوز مهر أمّ الفضل بنت المأمون مهر جدّته الصديقة فاطمة الزهراء (سلام الله عليها)( )، ليس لأنه لايمتلك المال أو لأنّه عاجز عن امتلاكه بقدر ما أراد (صلوات الله عليه) أن يعيد إلى أذهان الأمّة الإسلامية أنّ الدين هو التسامح واليسر بين الناس.

أمّا الإمام أمير المؤمنين (سلام الله عليه) فقد كانت داره متواضعة ومفروشة بإهاب كبش يلقيانه _ هو والصدّيقة فاطمة الزهراء (سلام الله عليهما) _ ويفرشانه( ). وتزوج فيها بالصدّيقة الزهراء (سلام الله عليها)، وكانت نتيجة هذا الزواج المبارك ذريّة مباركة، أوّلها الإمامان الحسنان سيّدا شباب أهل الجنة، والعقيلة زينب الكبرى وأمّ كلثوم (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين)، ثمّ تتالت الذريّة الطاهرة، فكان الأئمّة المعصومون (سلام الله عليهم) وأولادهم الأبرار الصالحون، كما يشير التأريخ الإسلامي إلى تشرّفه بشخصيات علمية

وقيادية فذّة من نسل الذريّة الطاهرة (صلوات الله عليهم) مثل السيد ابن طاووس والشريف الرضيّ والمرتضى والسيد بحر العلوم والسيدين أبي الحسن الأصفهاني والبروجردي وغيرهم الكثير ممّا يصعب حصره وعدّه.

أمّا الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) فهو بدوره كانت الثروات الطائلة تدار بين يديه الكريمتين، إلا أنّه لم يكن يملك لنفسه من حطام الدنيا شيئاً، وربّما كان يبيت مع نسائه أيّاماً بلا طعام سوى الماء( ).

إنّ هذه السنّة النبوية تعدل جبالاً من ذهب، لأنّها كفيلة بأن تزيح الفساد عن وجه المجتمع كليّاً فيما لو طبّقت! ولكم أن تلاحظوا الأمراض النفسية التي تعصف بالمجتمعات البعيدة عن هذه القيم، ولو رجعتم إلى حقيقة الأسباب الكامنة وراءها، لوجدتم أنّ أكثرها يعود إلى عدم الالتزام بالسنّة النبوية الخاصّة بتيسير أمر الزواج المبنيّ أساساً على أصول إنسانية حقيقية.

ومنشأ عدم الالتزام بالسنّة يعود إلى تذرّع كثير من الناس بوفرة المال وتغيّر الحال في الوقت الحاضر، الأمر الذي شجّع على مضاعفة المهور وزيادة تكاليف الزواج، علماً أنّ الثروة هي الثروة، ولكنّ التصرف الأمثل الذي أشاد به النبيّ الأكرم (صلى الله عليه وآله) قد تخلّف الناس عنه.

إذن فالوسيلة التي تساعد المجتمع على تحقيق السعادة الأبدية من خلال الزواج تتمثل في إدراك الحكمة النبوية الداعية إلى فهم حقيقة الزواج والنظر إلى آفاقه النورانية التي من شأنها صياغة شخصية الإنسان والقضاء على الأسباب والعوامل التي تعمل على هدم ديانته جرّاء انجرافه وراء العوالق الذهنية الخاصّة.

وإدراك هذه الحكمة بحاجة إلى طلب المعونة من الله سبحانه وتعالى ليوفّق لها ببركة رسول الله محمد (صلى الله عليه وآله)، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين، وصلّى الله على محمد وآله الطاهرين.

إدارة الزوجة والأسرة ( )

بسم الله الرحمن الرحيم

قال الله تعالى:

?الرّجَال قوّامُون عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وبمَا أنْفَقُوا?( ).

«قوّامون» جمع مذكّر سالم لكلمة «قوّام»، والقوّام صيغة مبالغة من «قائم» ومعناهما: الذي يقوم بمصلحة أمر ما، فمثلاً في العراق يطلقون _ في اللغة الدارجة _ على خادم العتبات المقدّسة كلمة «گيّم» أي «قيّم» لأنه يقوم بأمر العتبات ويعنى بما يصلح شؤونها من تنظيف وترتيب وفتح للأبواب وما أشبه. وفي الفقه يقال: إنّ على الحاكم الشرعي أن يعيّن «قيّماً» على الأطفال الصغار الذين فقدوا أباهم.

فمعنى الآية المباركة أنّ الرجل هو المسؤول عن المرأة والقائم على شؤونها ومصالحها.

والآية ليست بصدد بيان حقيقة خارجيّة _ فقد لا يكون الواقع كذلك في كثير من الأحيان _ ولكنها بصدد تشريع حكم يجعل فيه الرجل قيّماً ومسؤولاً عن المرأة، وليس العكس.

لاشك أنّ الرجل والمرأة متساويان من حيث الإنسانية والتكليف الإلهي، بل هما متساويان حتى من حيث واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فإنه يجب على كلّ منها بلا فرق، كلّ حسب قدرته.

فيجوز _ بل يجب على المرأة _ أن تأمر زوجها بالمعروف وتنهاه عن المنكر، كما يجب عليه ذلك تجاهها، وإن كان هناك خلاف بين الفقهاء في حدود الأمر والنهي ومراتبهما؛ لأن من مراتب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الضرب واستعمال اليد والقوة إذا اقتضى الأمر. فقال بعض الفقهاء: لا يجوز ذلك للمرأة ويجوز للرجل، وقال بعضهم: لا فرق بينهما حتى من هذه الجهة.

إن بين الفقهاء خلافاً في موردين من حيث جواز الضرب واللجوء إلى القوّة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أحدهما المرأة تجاه زوجها، والآخر الأولاد تجاه والديهم، فقال بعض: هذان من موارد الاستثناء، واستفادوا ذلك من عمومات أخرى؛ إذ لم ترد آية أو رواية

تقيّد عموم مراتب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فيما رفض آخرون هذا التقييد؛ لأن واجباً كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يمكن تقييده من خلال عمومات في موارد اُخرى، بل لابدّ من وجود نصّ في خصوصه، ولم يرد فلا تقييد.

وهذا بحث طويل لا يناسب المقام الخوض فيه، وإن كان من الموارد التي قد يُبتلى بها المكلّف في حياته؛ لأنه كما قد تكون الزوجة أو الأولاد بحاجة لأن يؤمروا بالمعروف ويُنهوا عن المنكر، كذلك قد يكون الزوج أو الوالدان هم من بحاجة إلى الأمر والنهي. فلقد كانت امرأة فرعون صالحة وكان زوجها منحرفاً، كما أن التاريخ يحدّثنا عن أشخاص انحرفوا عن الحقّ وكان أولادهم مهتدين.

المسألة المهمّة أنّ الآية الكريمة جعلت مسؤولية إدارة الأسرة على الرجل. ولا شكّ أن هذا لا يتنافى مع وجود بعض الاستثناءات؛ لأنّ الأحكام _ كما يقول أهل العلم _ تدور مدار القدرة، فقد يكون للمرأة كفاءة في الإدارة وقد يكون الرجل عاجزاً عن إدارة الأسرة أحياناً _ عجزاً ذاتياً أو عرضياً _ ولكن عموماً فإن الرجل هو الذي يكون مسؤولاً ومديراً بنسبة القدرة التي يتوفّر عليها؛ قال سبحانه تعالى: ?يا أيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا قُوا أنفُسَكُمْ وأهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ والحِجَارَةُ?( ).

وإذا كانت إدارة الأسرة في الإسلام تقع على عاتق الرجل، وكان لابد من توفّر شرط القدرة فيه، فهذا يعني أنّ هذه المسؤولية تكون _ على حدّ تعبير العلماء _ واجباً مطلقاً؛ فلابدّ للرجل أن يسعى في تحصيل مقدّماته الوجودية، كما هو الحال في كلّ الواجبات العقيلة.

فعندما يجب الحجّ على المكلّف مثلاً، تصبح كلّ المقدّمات لأداء هذا الواجب واجبة عليه، ومنها تهيئة مقدّمات السفر ووسائله. وهذا الوجوب _ أي وجوب إعداد المقدمات _

يحكم به العقل فهو واجب عقليّ.

وهكذا الحال في المقام _ إدارة الأسرة _ لابدّ أن يعمل الرجل

_ حسب المتعارف _ كلّ ما من شأنه أن يمكّنه لإدارة الأسرة والزوجة إدارةً صالحةً؛ بحيث تكون الزوجة مؤمنةً وصالحة في جميع الأبعاد ومنها بُعد الطاعة للزوج، وكذا الأبعاد الاُخر مثل الالتزام بالواجبات والتحلّي بالأخلاق الحسنة ، التي ندب إليها الإسلام.

لاشكّ أن للمجتمع الأثر البالغ على الأفراد، ولذلك قد لاينجح الفرد في تحقيق كلّ ما يقصده ولكن الأمر لا يبلغ إلى حدّ لا يكون للفرد أيّ أثر على أسرته؛ فإنّه رغم التأثير السلبي الذي يتركه الجوّ العام على أفراد الأسرة وتوجّهاتهم يبقى لربّ العائلة وقيّمها دور في توجيههم الوجهة الصحيحة؛ بل على الرجل (الأب) أن يؤدّي دوره على كلّ حال، ولو من باب إتمام الحجّة؛ لأنّ العلة الغائية للمسؤولية ليست هي التأثير وحده، بل علّتين غائيتين إحداهما: التأثير، والثانية: إتمام الحجة؛ ?وَإِذَ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ?( ).

يُثبت الواقع الخارجي أن تأثير الرجل على المرأة أكثر من تأثير المرأة على الرجل _ غالباً _ وأن تأثرها به أكثر من تأثره بها وإن كان هناك استثناءات؛ قال سبحانه تعالى: ?ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلاَئِفَ فِي الأَرْضِ مِن بَعْدِهِم لِنَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ?( ).

إن الامتحان في هذه الحياة الدنيا صعب وليس سهلاً، ولكن لو صمّم الإنسان على الاستعداد ل_ه فإنه سيتجاوزه بنجاح، لاأقول إنه سيسهل فهو صعب على كلّ حال، ولكن يمكن للشخص أن يتحمّله. أذكر مثالاً على ذلك: إذا أصيب شخص بمرض وقيل ل_ه إنّ عليك أن ترقد في المستشفى ثلاثة أشهر فإنّه سيستصعب الأمر في البداية ولا يتقبّله بسهولة، ولكن

إذا عرف أنّه لابدّ منه فإنه سيوطّن نفسه على الأمر وبالفعل تراه يبقى كلّ تلك المدّة في المستشفى بغية أن يتماثل للشفاء فيخرج، وهذا لايعني أنّ الأمر كان سهلاً بل إنّ التصميم قلّل من صعوبته وجعله قابلاً للتحمّل.

فلو اعتقد الإنسان بأمر ثم صمّم عليه فإنه سيجتازه بنجاح. فالعقيدة موجودة إن شاء الله تعالى؛ وعندنا القرآن الكريم وروايات أهل البيت سلام الله عليهم، فلنصمّم من الآن على أن نجتاز الامتحانات في هذه الدنيا ونتحمّل صعوباتها، ليوفّقنا الله تعالى ونؤدّي وظائفنا بصورة صحيحة. فإنّه إذا اشتدت العزيمة زاد التحمّل بنسبتها.

لقد ذكروا في أحوال النبي صلى الله عليه وآله أنّه كان كثير العاطفة كما كان كثير العقل. وهذا معناه أن الكلمة الحادّة التي قد تؤثّر فيّ أو فيك، كان تأثيرها في النبيّ صلي الله عليه و اله أكثر، ولكنه صلى الله عليه وآله كان يحمل بين جنبيه _ في الوقت ذاته _ نفساً عظيمة أعظم من نفوسنا، وعقلاً كبيراً أكبر من كلّ العقول، فكان يُغضي عن السيئة ويترفّع عن صغائر الأمور ويتحمّل المصاعب في سبيل الله عزّوجلّ .

لقد ذكروا في أحوال النبي صلي الله عليه و اله أنّ وجهه كان يحمرّ إذا غضب؛ _ وربما كان هذا في بعض غضبه _ وذكروا أيضاً أنه لم تكن في محاسنه الشريفة إلا سبع عشرة طاقة بيضاء فقط؛ رغم كلّ المشاكل التي كانت تواجهه في سبيل رسالته المباركة ؛ ومع أنه صلى الله عليه وآله قد بلغ الستين من العمر.

وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدلّ على أنّ الإنسان إذا اعتقد بشيء وصمّم عليه، يسهل عليه تحمّل أعظم الصعوبات في سبيله.

إرشادات مرجعية

وردت إلى موقع سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد

صادق الحسيني الشيرازي رحمة الله عليه أسئلة عديدة بخصوص الأسرة والعلاقات الزوجية وتربية الأولاد وما يرتبط بذلك. فقمنا بجمعها وترتيبها، ثم عرضناها على مكتب سماحة السيد رحمة الله عليه في مدينة قم المقدسة، فوافونا _ جزاهم الله خيراً _ بالإجابة عليها. ونظراً لأهمية موضوع الأسرة، والحاجة الملحة لدى كثير من المؤمنين والمؤمنات لمعرفة تعاليم الإسلام السهلة والسمحة والسامية في كيفية بناء أسرة صالحة ومجتمع سليم ومتديّن، ارتأينا نشرها كما هو أدناه، تعميماً للفائدة، والله من وراء القصد.

س1: ما هي مكانة الأسرة في الإسلام؟

ج1: الأسرة لها المكانة المرموقة في الإسلام ، وقد أولاها الاهتمام الكبير وعنى بإصلاحها ورعايتها، لأنها اللبنة الأولى في المجتمع،وفي صلاحها صلاح المجتمع وسعادة الأمّة.إنّ نظام الأسرة في الإسلام هو أفضل نظام عرفه العالم حتى الآن أو قد يتعرّف عليه في المستقبل كما اعترف بذلك علماء النفس والاجتماع المعاصرون وغيرهم.

س2: ما هو واجب الزوج تجاه الزوجة وبالعكس؟

ج2: واجب الزوج تجاه زوجته أن يحترمها، وينفق عليها، ويُسكنها ويُطعمها ويَكسوها بما يليق بها ويناسب شأنها، وواجب الزوجة تجاه زوجها أن تطيعه في الفراش وفي الخروج من الدار. هذا هو واجبهما الشرعي. أمّا الواجب الأخلاقي فيتجلّى في التفاهم والتشاور في الأمور واتّخاذ القرارات بينهما، وعدّ كلّ منهما صاحبه شريكَ حياته وشريك مستقبله، وتقدّمه ورقيّه.

س3: كثُر في عصرنا الحالي الدعوة إلى تحديد النسل بذريعة تحسين الوضع الاقتصادي للعائلة والحدّ من الانفجار السكاني ومكافحة الفقر وما إلى ذلك، ما هو رأي الشارع المقدّس تجاه هذه الدعوة؟ وهل يجوز العمل بها؟

ج3: في القرآن الحكيم: ?وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلاَدَكُم مِّنْ إمْلاَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ? (سورة الأنعام: 151) وفي الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: «تناكحوا تناسلوا، فإنّي

اُباهي بكم الاُمم يوم القيامة ولو بالسقط»( ). وفي حديث آخر ما مضمونه: إنّ من سعادة المرأة أن تكون حاملاً وأن ترضع طفلاً وأن تأخذ بيد ثالث مما يدلّ على تحبيذ الإسلام لكثرة التوالد والتناسل والاهتمام _ في الوقت نفسه _ بالتربية والتنشئة الصحيحة.

س4: كيف يتمكّن الزوجان من الحفاظ على نقاء المحيط العائلي؟

ج4: يتمكّن الزوجان من حراسة نقاء المحيط العائلي ودوام سلامة العلاقات الودّية بينهم، من خلال التزوّد بثقافة القرآن الكريم وتعاليم أهل البيت سلام الله عليهم وكذلك التخلّق بالأخلاق الحسنة وتربية الأولاد على ذلك.

س5: تختلف طبائع كلّ إنسان عن الآخر، كيف يتمكّن الزوجان من إيجاد التوازن في علاقة بعضهما ببعض لأجل الحفاظ على كيان وشمل الأسرة؟

ج5: يُعرف من الجواب السابق ، مع ضمّ عامل التسامح والتواضع للآخر والتجاوب والتجامل معه.

س6: لماذا صار الرجل قيّماً على المرأة؟

ج6: لابدّ للاُسرة من قيّم ومدبّر _ علماً بأن القيّم في اللغة يطلق على الذي يقوم بحفظ الاُسرة وإدارتها ماديّاً ومعنوياً _ والرجل أقوى جسدياً وروحياً على الإدارة والتدبير، بينما المرأة أضعف جسدياً وروحياً على ذلك، فمراعاة لحال المرأة وتكريماً لها جعَل الله القيمومة للرجل.

س7: هل يُحبّذ الإسلام عمل المرأة؟ وماذا لو أضرّ عملُها بكيان الأسرة؟

ج7: المرأة في الإسلام _ كما جاء على لسان أمير المؤمنين سلام الله عليه _ : «ريحانة وليست بقهرمانة»( )، لذلك حبّذ الإسلام للمرأة مزاولة الأعمال التي تنسجم مع طبيعتها مثل تربية الأولاد ومزاولة الأعمال البيتية والمنزلية، والمشاغل الخفيفة مثل التطريز والخياطة والحياكة وما شابه ذلك مما تستطيع القيام بها وهي في منزلها ومن دون تجشّم الخروج وأتعاب السوق والشارع.

س8: بماذا تنصحون الزوج والزوجة للتغلّب على المشاكل وحلّها؟

ج8: التعقّل والتدبّر، وكذلك المشاورة والمفاهمة في

الأمور ، منضمّاً إلى سعة الصدر والتسامح، خير ما يعين الزوجين في التغلّب على المشاكل وحلّها بسلام.

س9: استخدام العنف ضدّ الزوجة، هل يجوّزه الإسلام، خاصّة في حال عصيان الأخيرة للزوج؟

ج9: في الحديث الشريف: «ما وضع الرفق (اللين) على شيء إلاّ زانه ، وما وضع الخرق (العنف) على شيء إلاّ شانه»( )، مضافاً إلى أنّ العنف قسوة وجفوة وقد حرّمهما الإسلام وخاصّة مع الزوجة وأفراد الاُسرة.

س10: في عصرنا الراهن حيث كثُرت وسائل الراحة وأدوات الترف والتجمّل وما شابه ذلك، تحدث مشاكل وربما نزاع حادّ يؤدّي أكثره إلى تخاصم الزوجين وتصدّع العلاقة بينهما وربما زعزعة استقرار الأسرة بسبب عدم قدرة الرجل على تلبية طلبات الزوجة لضعفه المالي والاقتصادي. ماهي وصاياكم للزوجة بهذا الخصوص؟

ج10: إنّ السيدة العظيمة فاطمة الزهراء سلام الله عليها من حيث كونها زوجة لعلّي سلام الله عليه هي قدوة للزوجات مع أزواجهن، فإنّها سلام الله عليها كانت تطوي هي وأولادها جوعاً دون أن تخبر بذلك أمير المؤمنين علياً سلام الله عليه كي لا يتصوّر (الإمام أمير المؤمنين سلام الله عليه) أنّها تطالبه بطعام، فكيف بوسائل الراحة والترف والتجمّل؟ ولمّا كان الإمام عليه السلام يتعرّف عن حالهم تلك، وأنّهم قد أنفقوا ما عندهم في سبيل الله يسألهم عند عدم إخبارهم بذلك؟ فتقول السيدة فاطمة عليها السلام: «إنّي لأستحي من إلهي أن اُكلّف نفسك ما لا تقدر عليه»( ) فتقع في عسر وحرج، وهذا الأسلوب من الزوجات المؤمنات مع الأزواج المؤمنين يوفّر السعادة للزوجين ويغدق عليهما الحياة الهانئة والطيبة.

س11: ما هي مقوّمات العائلة السليمة؟

ج11: مقوّمات العائلة السليمة هي: الثقافة القرآنية المبتنية على تعاليم الرسول صلي الله عليه و اله وأهل بيته عليهم السلام والتي في مقدمتها:

رعاية الحقوق المتقابلة، والاحترام المتبادل، والآداب السامية التي رسمها الإسلام للحياة العائلية ولكلّ فرد من أفراد الاُسرة.

س12: ما هي أضرار الطلاق على الزوجين وعلى الأولاد؟

ج12: الطلاق كما في الحديث الشريف: «أبغض الحلال إلى الله تعالى»( )، ومنه يهتزّ العرش، وأضراره كثيرة وعمدتها: الفرقة والتبعثر، وضياع الحقوق والكرامات، وتعقيد نفسيات الأولاد وتخريب مستقبلهم.

س13: ما هو واجب الأبوين تجاه أولادهم وكيف يؤهّلونهم للمستقبل؟

ج13: في الحديث الشريف: إنّ على الوالدين تجاه الأولاد: التسمية الحسنة والتربية الحسنة والتعليم والتثقيف بثقافة القرآن وأهل البيت سلام الله عليهم والتزويج عند البلوغ( )، وروي: «دع ابنك يلعب سبعاً، وعلّمه سبعاً، وألزمه سبعاً»( ) أي: اجعله مشاورك في الأمور ومرافقك فيها ولا تتركه وحده فيغويه شياطين الإنس والجنّ.

س14: هل يجوز استخدام العنف في تربية الأولاد أو في حال عصيانهم للأبوين؟

ج14: لا يجوز ذلك (غالباً) بل التربية تعتمد (في الأغلب) على الحكمة والأخلاق والمداراة.

س15: في وقتنا الحالي يقوم بعض الآباء بطرد أولادهم من البيت بسبب تمرّدهم على تعاليم الأسرة أو عدم إطاعة الأبوين وبالخصوص الأب، وعندما يُطرد الولد أو البنت من البيت سيترتّب على هذا الأمر آثار سيّئة ووخيمة تؤثّر على سلامة المجتمع وتربية الولد أو البنت ما هو قولكم في هذا الخصوص؟

ج15: المقاطعة والطرد ليسا من عوامل التربية والإصلاح، بل هما من أهمّ عوامل الخيبة والخسران، بل الانحراف والفساد، لذلك يتحتّم على الوالدين عدم استخدام هذين العاملين إطلاقاً.

س16: هل من الصحيح إطلاق الحرية للأولاد؟

ج16: يجب أن تكون التربية على أسس متينة ومدروسة بحيث يحسّ الأولاد بكامل الحرية في مزاولة الخير والإحسان؛ طبعاً بتشاور مع الوالدين، وأن يروا أنفسهم في ظلّ رقابة من طرف الوالدين فيما لو أرادوا الشرّ أو فكّروا فيه، وهذا التحسّس

بالحرية من جهة، وبالرقابة والترصّد لأعمالهم من جهة يجعلهم في استقامة من أمرهم ويضمن سلامة مستقبلهم.

س17: هل تزويج الأولاد يُعدّ من واجبات الأبوين؟ وبِمَ تنصحون الآباء في هذا الخصوص؟

ج17: تزويج الأولاد من حقوق الأبناء على آبائهم، وذلك حينما يصلون مرحلة البلوغ الشرعي، ومعناه: توفير أسبابه ومقتضياته فيهم، والإقدام على اختيار البنت لخطبتها بالنسبة للذكور، وارتضاء الخاطب من حيث حسن تديّنه وحسن أخلاقه بالنسبة للإناث، وغير ذلك مما يؤدّي إلى تزويجهم.

س18: كيف ينظر الإسلام إلى المهر؟ مهر الزواج؟.

ج18: مهر السنّة وهو (500) درهم شرعي فضّة مهر مبارك( )، وهو للزوجة، ولها أن تؤثّث بها لمنزل الزوجية، وفي الحديث الشريف: «سعادة المرأة في قلّة مهرها، وشؤمها في كثرة مهرها»( ).

س19: بماذا أوصى الإسلام في تقوية أواصر المحبّة والارتباط الحميم بين الأبوين والأولاد؟

ج19:أوصى القرآن الحكيم الأولاد باحترام الأبوين الإحسان إليهما، وطيب الكلام معهما، والتواضع لهما، والدعاء بالرحمة لهما، وأن لا ينسوا ما قدّماه إليهم من مودّة ومحبّة، ومن تعب وعناء، ومن بذل وإنفاق، فإذا قام الأولاد بواجبهم والتزم الأبوان بأداء حقوق أبنائهم قويت أواصر المحبّة والألفة بينهم.

س20: بماذا توصون الآباء والأمّهات لحفظ أولادهم من الغزو الثقافي والتيّارات المنحرفة التي باتت اليوم تستهدف بلداننا الإسلامية وبالخصوص جيل الشباب؟

ج20:في الحديث الشريف مفاده: «بادروا أحداثكم (شبابكم بنات وذكوراً) بتعليمهم أحاديثنا»( ) حتى لا تفسدهم (الخطوط الانحرافية). ويمكن في هذا المجال تعليم الأولاد ما جاء في (أصول الكافي) من أحاديث شريفة، فإنّ تعليم أحاديثها الشاملة للعقائد والأصول، والأخلاق والآداب يحصّن الأولاد تجاه الغزو الثقافي والتيّارات المنحرفة، ويقيهم شرّ ذلك، إن شاء الله تعالى.

س21: ما هي فلسفة الحجاب؟

ج21: ينظر الإسلام إلى المرأة نظر إجلال وإكبار, ويعتبرها لؤلؤة فريدة ينبغي أن تُستر في صدف

الحجاب, وتُحفظ في حصن الحياء والعفة، لتكون في مأمن عن غير المحارم ومن في قلوبهم مرض. ولا شك أن قانون الحجاب يقلل من معدلات المفاسد الاجتماعية، ويقوّي العلاقة الأسرية، ويضفي على مناخها الداخلي صفاءً ومحبةً, وودّاً وإيجابية, وعفّةً وسداداً، بحيث تتسنّى إدارة الأسرة وتمشية أمورها بصورة أفضل. فالحجاب مضافا إلى كونه قد أمر الله تعالى به، يوجب سعادة المرأة في الدارين.

س22: ما هو الواجب في حجاب المرأة؟

ج22: يجب على المرأة ستر جميع جسمها وشعرها عن الرجل الأجنبي، بل الأحوط وجوباً أن تستر بدنها وشعرها حتى عن الصبي غير البالغ إن كان مميزاً بين الجيد والرديء, ولا بأس بالوجه والكفين بشرط عدم الزينة, وأن لا يكونا مثار فساد وفتنة.

س23: هل يجوز للمرأة عدم ستر كفّيها؟ وإلى أيّ مقدار يجوز ذلك؟

ج23: نعم, يجوز كشفهما إلى الزندين فقط, ولكن يجب خلوّهما من كل زينة, فإن كان فيهما خاتم, أو معضد, أو صبغ, أو حنّاء, حرم عليها كشفهما.

س24: هل يعتبر الكُحل من الزينة المحرمة؟

ج24: الكحل زينة (على الأظهر) ولا يجوز إظهاره لغير المحارم.

س25: هل يجوز للمرأة لبس الخاتم أمام الرجل الأجنبي؟ وهل يعتبر الخاتم من الزينة المحرمة؟

ج25: نعم، الخاتم زينة، ولا يجوز إظهاره لغير المحارم.

س26: ما حكم نظر المرأة إلى خطيب المنبر الحسيني والرادود الحسيني والعالم والأستاذ؟

ج26: يجوز ما دام لم يتجاوز الحد المتعارف ولم يتضمن ريبة أو فساداً.

س27: ما هو رأي الإسلام في الزواج؟

ج27: اهتم الدين الإسلامي بأمر الزواج اهتماماً كبيراً, وذلك لأن فيه تلبية صحيحة للرغبات الطبيعية بين الرجل والمرأة، وقد قال الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله: «ما بني بناء في الإسلام أحبّ إلى الله عزوجل من التزويج».

وقد أكّد الإسلام على

إقامة صرح الأسرة وتشييد أركانها، حتى عدّ النبي صلي الله عليه و اله ذلك سبباً للحفاظ على نصف الدين، فقال: «من تزوج، فقد أحرز نصف دينه».

كما أن الإسلام لم يحدّد عمراً خاصاً بالزواج الذي يفترض كونه ملبياً صحيحاً لرغبات الإنسان الطبيعية، بل إنه أكد أن مرحلة الزواج تبدأ فور تحسس الإنسان الحاجة إليه, وعلى ذلك فإن الفتاة بإكمالها السنة التاسعة ودخول الفتى في السنة الخامسة عشرة يصبحان مؤهّلين لأن يتزوجا.

نعم, إن الدين الإسلامي لم يغفل عن التأكيد على قضية الكفاءة لدى الزوجين وإحراز صلاحية إقامة العلاقة الزوجية. وعلى هذا؛ يكون الدين الحنيف قد لاحظ جميع أبعاد هذا الأمر المهم الذي يساعد وبصورة صحيحة ووافية على تأمين الزوجين حاجتهم الطبيعية عن طريق الحياة المشتركة، ويكونان في منأىً عن السقوط في حضيض الفحشاء والمنكر, والمرض والفقر.

س28: إذا رضيت المرأة والرجل بالزواج قلباً، فهل يكفيهما هذا الرضا، أم لا بد من التلفظ بعقد الزواج؟

ج28: لا يكفي مجرد الرضا، ولابد من إجراء صيغة العقد بنفسهما, أو بأن يوكّلا من يجريه عنهما.

س29: هل تستطيع المرأة أن تطالب الرجل بمهرها؟

ج29: نعم، مع كون الرجل قادراً على الأداء.

س30: هل يمكن للمرأة أن تكون نائبة في البرلمان، أو وزيرة أو ما أشبه ذلك، في الدول الإسلامية أو غير الإسلامية؟

ج30: جائز بشرط مراعاة الحجاب والأحكام الشرعية بشكل كامل.

حقوق المرأة في الإسلام

تمهيد

ثمّة أسئلة بشأن حقوق المرأة في الإسلام: لماذا للرجل ضِعف نصيب المرأة من الإرث؟ ولماذا وضع الإسلام الطلاق بيد الرجل؟

إنّ الأمر ببساطة ووضوح يتناسب مع سائر أحكام المرأة المالية في الإسلام مع أخذ عاطفتها بنظر الاعتبار، لأنّ الإسلام يلاحظ العواطف أيضاً، ويلاحظ الشيء من جميع جوانبه.

أمّا صيحة تحرير المرأة

فليست سوى شعارات مزيّفة، فعندما تنبشها وتعرف حقيقتها والواقع الذي تعيشه المرأة المعاصرة في ظلّها تكتشف أنّ فيها حثّاً على ابتذال المرأة وإذلالها وليس حريّتها كما يزعمون.

وهذه بعض إفاضات المرجع الديني آية الله العظمى السيّد صادق الحسيني الشيرازي رحمة الله عليه في بعض محاضراته العامّة، ارتأينا طبعها نظراً لما تمتاز به من أهمّية في أيّامنا هذه التي اشتدّ فيها إثارة الشبهات، ومن الله نستمدّ التوفيق.

مؤسسة الرسول الأكرم? الثقافية

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين، ولعنة الله على أعدائهم أجمعين إلى يوم الدين.

قال الله تعالى في كتابه الكريم: وَلَهُنّ مِثْلُ الّذِي عَلَيْهِنّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرّجَالِ عَلَيْهِنّ دَرَجَةٌ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكُيمٌ ( ).

الشرح اللفظي للآية الكريمة

لهنّ أي للنساء، من الحقوق مثل الذي يجب

عليهنّ تجاه الرجال. أي إنّ حقوق النساء على الرجال مماثلة لحقوق الرجال على النساء. وهذا حكم بالمعروف أي في إطار المعروف. وللرجال عليهنّ درجة فوق النساء والله عزيز في ذاته حكيم في أحكامه.

يتألف المجتمع الإنساني من شقين: الذكور والإناث. وهذه الظاهرة سارية في الحياة الحيوانية والنباتية أيضاً. فهكذا خلق الله هذا الخلق ذكوراً وإناثاً، وَمِن كُلّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ ( ). ولكن الذكور أقلّ عدداً من الإناث غالباً، فالأنثى تمثّل النصف الأكبر عدداً في المجتمع. فما هو حكم الإسلام ونظرته لها؟

تحرير المرأة شعار خاوي المحتوى

هناك في العالم حقائق وواقعيات، وهناك ظواهر وشكليات. قد ترى شخصاً يكلّمك عن موضوع ما كلاماً جميلاً ولكن هذا الكلام لا عمق ل_ه في قلبه لأنه لا يلتزم به. فمثلاً يدعوك إلى ترك شرب الخمر بينما هو رجل سكير!، أو يدعو إلى الإسلام وهو أوّل المخالفين له!.

وربما ترى الرجل جالساً أمامك بوجه منطلق بشوش ولكن لو شقّ لك عن قلبه لرأيته مليئاً بالهموم والمشاكل. وهذا يعني وجود ظواهر وشكليات إلى جنب الحقائق والواقعيات المخالفة والمناقضة.

إلاّ أنّ مثقالاً من الواقع والحقيقة يؤثر أكثر من قنطار من الظواهر الخاوية. فلو أنّ بين يديك الآن آلاف بل ملايين من البشر لكنهم موتى بلا أرواح، لما كلّمك واحد منهم حتى حرفاً واحداً، ولكن لو كان طفل صغير عمره شهر واحد فقط لملأ لك البيت ضجيجاً. وما ذلك إلاّ لأن الطفل واقع وحقيقة، أما الموتى فلا صوت لهم وإن حدّثتهم لم تسمع منهم جواباً، لأنّه لا حياة فيهم.

هذه الدنيا صبغتها الظواهر. وعندما نأتي إلى قضية المرأة نلاحظ أنّ الشعارات التي تُرفع باسمها ليست سوى ظواهر مزيّفة وضجيج فارغ.

فتحرير المرأة مثلاً كلمة

جميلة ولكن عندما تنبش قلب هذه الكلمة لكي تعرف حقيقتها والواقع الذي تعيشه المرأة المعاصرة في ظلها تكتشف أنّ فيها حثّاً على ابتذال المرأة وإذلالها وليس حريتها كما يزعمون.

أما قول الله تعالى: وَلَهُنّ مِثْلُ الّذِي عَلَيْهِنّ بِالْمَعْرُوفِ فكلمة جميلة الظاهر عميقة المحتوى في آنٍ معاً؛ فلو بحثت التاريخ كلّه لما وجدت كلمة _ في المرأة _ بجمال هذه الآية تجمع بين الواقع العميق وبين المظهر الجميل. إنها تتألف من أربع كلمات فقط ولكن لو أُعطيت لأي عاقل ملتفت لقال إنها أحسن ما قيل في حق المرأة.

لو أردنا أن نوجز _ بتفكير وعمق _ كلّ ما للمرأة من حقوق وما عليها من واجبات لما وجدنا أجمل ولا أجمع من هذه الكلمة. ولو عرضت هذه الكلمة على عقلاء العالم وحكمائه فسيقولون لك: إنها تعبر عن تقسيم عادل حكيم.

ولكنّا نريد في هذا البحث الإجابة على سؤالين أو شبهتين تثاران اليوم كثيراً بخصوص أحكام المرأة في الإسلام، تقول الأولى: لماذا جعل الله حصة المرأة من الإرث نصف حصة الرجل؟ والثانية: لماذا جعل الطلاق في الإسلام بيد الرجل دون المرأة؟ قبل الإجابة على السؤالين لابدّ من مقدمة:

الرجل والمرأة يكمل أحدهما الآخر

لاحظوا بدن الإنسان وهيكله تجدونه مديناً في حركته إلى العظام والعضلات. فلو أنّ جسم الإنسان كان كلّه عظماً لما تمكن أن يدير رأسه ولا أن يرفع يده ولا أن يمشي.. بل سيكون مضطراً لأن يبقى ممدداً طيلة الوقت في حالة واحدة. كذلك إذا كان بدن الإنسان كلّه عضلات ولا عظم في جسمه، فإنّه أيضاً لا يقوى على الحركة بل سيظل كتلة ملقاة على الأرض لا يتمكن أن يجلس أو يسير لأنّ قوة العظم وشدته هي التي تحمل الإنسان وتجعله يقوى على القيام والقعود

وحمل الأشياء و...

ومن ثم كان بدن الإنسان محتاجاً إلى العظم والعضل معاً ليكمل أحدهما الآخر في مهمة الحركة والقيام بأعباء الحياة.

إنّ مَثل الرجل والمرأة في الحياة مَثل العظم والعضل في بدن الإنسان، وثم مثل آخر نضربه لتوضيح الموضوع _ والأمثال كلّها من الطبيعة وكم لها من نظير _ وهو أنّ حياة الإنسان مزيج من العقل والعاطفة والشهوة، فإنّ الحياة لا تبنى بالعقل وحده ولا بالعاطفة وحدها. فلو أنّ الحياة سُلب منها العقل عادت فوضى لا نظام فيها، ولا وجدتَ مجلساً منعقداً بعض يتكلّم وبعض يستمع، فإنّ العقل هو الذي يحدد العاطفة ويؤطّرها.

كذلك لا تستقيم الحياة لو كانت خلواً من العاطفة وكانت كلّها عقلاً. فالحياة بقيت متوازنة بوجود العقل والعاطفة معاً.

ومَثل المرأة والرجل في الحياة كمثَل العاطفة والعقل، ولكن ذلك لا يعني أنّ المرأة عاطفة بلا عقل، وأنّ الرجل عقل بلا عاطفة، بل بمعنى أنّ المرأة كيان عاطفي تترجّح فيه كفة تأثير العاطفة خلافاً للرجل _ في الغالب _ فهو كيان يتغلب فيه العقل على العاطفة. ومن الطبيعي أن تختلف واجبات المرأة عن واجبات الرجل بسبب الاختلاف الموجود في طبيعتهما كما تختلف واجبات العضل عن العظم. فاستقامة البدن بالعظام وحركته بالعضلات، ولو أردتَ أن تساوي بينهما فمعناه أنّك شللت البدن. روي عن الإمام أمير المؤمنين سلام الله عليه: «لا يزال الناس بخير ما تفاوتوا، فإذا استووا هلكوا» ( ).

أو مثَل آخر: لو أردتَ أن تساوي بين المرأة والرجل في كلّ الأمور تكون كمَن يحمّل أطناناً من الحديد في سيارة صغيرة، ويحمّل الشاحنات الكبيرة بضعة أجهزة دقيقة. فلا السيارة الصغيرة ستكون قادرة على حمل تلك الأطنان، ولا الشاحنات استُفيد منها بالوجه الصحيح. ومثال آخر _

والأمثلة كما قلت كثيرة _ : لو ساويت في الأكل الذي تقدّمه لببغاء صغير وفرس، فربما مات الببغاء تخمةً والفرس جوعاً.

ولذلك قال الله تعالى: وَلَهُنّ مِثْلُ الّذِي عَلَيْهِنّ بِالْمَعْرُوف أي بما يتناسب وطبيعة كلّ منهما. فإذا أردنا أن نُدخل النساء المعامل الثقيلة أو نُسكن الرجال البيوت للقيام بالمهام المنْزلية، فكلا الفرضين يحدث شللاً في الحياة. والدليل على ذلك ما نلاحظه في الحياة الغربية. فمن أين جاءت هذه المشاكل مع أنّ البشر هم البشر والرجل هو الرجل والمرأة هي المرأة؟

الجواب: لأنّ واجبات المرأة أُخذت منها وخُوّلت للرجل، وواجبات الرجل أُخذت منه وأُعطيت للمرأة، لذلك حدث شلل في الحياة الأسرية ومشاكل، وبدأ الرجال يزدادون تنفراً من زوجاتهم، والنساء يزددن تنفراً من أزواجهن، وأخذت نسبة الطلاق تتزايد يوماً بعد يوم.

ولو نظرت إلى الدراسات التي أجريت على إحصائيات نسبة الطلاق في أيّ بلد من البلاد الغربية المتمدنة منذ عام 1900م والعقود التالية لرأيت معدّلاتها في تصاعد مستمر، لأنّ كلاًّ تخلّى عن بعض واجباته وقام بواجبات الآخر، مع أنّه ليس كفؤاً لها، والحياة حياة الأكفّاء، كما هو الحال في الحياة المادية. فالمهندس يدرس سنوات لكي يتخصص في مجال ما؛ ليعطيك رأيه في الخصائص التي ينبغي أن يتحلى بها سقف بناءٍ ما مثلاً لكي يتحمّل وزناً ما.

فإذا كان جانب صغير من الحياة المادية يحتاج لكلّ هذه الدراسة والكفاءة، أفيصحّ بعد ذلك أن يكون حال البشر المؤلَّف من المادّة والمعنى، هكذا هملاً ومن دون تقدير.

لقد صعدوا بالمرأة من جانب ونزلوا بها من جانب آخر فتولدت المشاكل. إنّ المرأة مثال العاطفة في الحياة، فالأمور التي تحتاج إلى العاطفة مخوّلة للمرأة، بينما الرجل مثال العقل ولذلك أوكلت إليه الأمور التي تحتاج إلى عزم

وتصميم، ومن هنا قال الله تعالى: وَلِلرّجَالِ عَلَيْهِنّ دَرَجَةٌ .

قد يثار هنا سؤال هو: هل العقل يسيّر العاطفة أم العاطفة تسيّر العقل؟

نقول في الجواب: إنّ العقل هو الذي يسيّر العاطفة، ولكنه بحاجة إليها. يقولون: إنّ كلّ الثورات التي تحدث في العالم تحتاج إلى أمل وألم.. بل كلّ حركة وراءها أمل وألم. فالألم يحرّك الإنسان والأمل مظهر العقل، والعقل يحدد الأبعاد، فمثلاً الإنسان الشبعان الذي لايعاني من ألم الجوع لا يبالي بترك أيام من العمل. أمّا الإنسان الذي لا يجد غذاءً يتناوله ويشبع بطنه إن لم يخرج للعمل، فهو لا يترك حتى يوماً واحداً من العمل وإن كان عمله عاديّاً جدّاً، فالألم هو الذي يحرّك الإنسان، ولكن الأمل هو الذي يضع إطاراً وحدوداً للحركة.

لماذا للرجل ضعف نصيب المرأة من الإرث؟

بعد عرض هذه المقدّمة الطويلة نسبياً نأتي إلى ذي المقدمة وهو قضية المرأة والإجابة على السؤالين المتقدمين، وأوّلهما: لماذا جعل الله نصيب الرجل من الإرث ضعف نصيب المرأة؟

ليتضح الجواب، لابدّ من مراجعة أحكام الإسلام المالية فيما يخصّ الرجل والمرأة، فإنّ الإسلام جعل نفقات المرأة على الرجل بنتاً كانت أم زوجة أم أمّاً. فحتّى أدوات التجميل يحقّ لها تقاضي ثمنها من الزوج بما يتناسب وشأنها، ناهيك عن الغذاء والمسكن والملبس والدواء والترفيه وحتى كفنها وماء غسلها وثمن الأرض التي تُدفن فيها وأجور الدفن و… ، كلّ ذلك على الزوج حتى إذا كانت الزوجة ثرية تملك الملايين والزوج معسراً، ولكن في حدود المعروف، كما قيَّدت الآية( ).

إذاً لو مات أب وخلّف أولاداً ذكوراً وإناثاً فالإناث لا مصارف عليهن لأنّ مصارفهن كلّها على الرجال، أما الرجال فيتحملون مصارف أنفسهم ومصارف النساء التي تعود نفقتهن عليهم كالزوجة وهكذا الأخت والأم المعسرتين!

حقاً لولا لطف الإسلام ورفقه بالمرأة

لاقتضى أن يجعل الإرث كلّه للرجل كما كان الأمر في الجاهلية _ قبل الإسلام _ وكما هو موجود في بعض الجاهليات الحديثة. ولو تُركنا وعقولنا ولم نستضئ بهدي الإسلام لبدا لنا اختصاص الرجل بالإرث كلّه معقولاً، فلماذا نعطي مالاً للمرأة والرجل يصرف عليها كلّ ما تحتاجه؟ ولكن الإسلام لم يغفل أنّ المرأة قد تحتاج ولا تطلب من الرجل حياءً ولا يريد الإسلام للمرأة أن تبذل ماء وجهها، ولذلك فرض لها حصة من الإرث. هذا بالإضافة إلى أنّ في منحها حصة من الإرث نوعاً من تطييب نفسها سيما وهي مفجوعة أيضاً بموت قريبها.

أفيعدّ حكم الإسلام في إرث المرأة بعد هذا ظلماً في حقها وحطّاً من كرامتها؟ أم أنّ الأمر ببساطة ووضوح يتناسب مع الأحكام المالية الأخرى للمرأة في الإسلام مع أخذ عاطفة المرأة بنظر الاعتبار، لأنّ الإسلام يلاحظ العواطف أيضاً؟!

لماذا وضع الإسلام الطلاق بيد الرجل؟

أمّا السؤال الثاني وهو: لماذا وضع الإسلام الطلاق بيد الرجل دون المرأة؟

فنقول في الإجابة عليه: لما كان كلّ فكرين يصطدمان بطبعهما، حتى الأخوين قد يختلفان أو الأب والابن، فكذلك حال الرجل والمرأة فإنّ الاختلاف أمر طبيعي في الحياة، وإلاّ لو لم يكن الاختلاف فلماذا يحصل الطلاق؟ وهل يصح أن نقول للزوجين المختلفين: تفاهَما وقررا الطلاق معاً فهو بيدكما معاً وليس لأحد منكما دون الآخر؟ فكيف يتصوّر أن يتّفقا ويتفاهما وهما مختلفان؟ فأكثر حالات الطلاق إنما تنتج لأنّ الزوجين غير متناغمين، فالزوج قد يكون ثائراً إلى حد الرغبة بالطلاق أما الزوجة فغير ثائرة إلى ذلك الحد. وربما كان الأمر بالعكس، فكيف يتفقان على الطلاق وهما مختلفان. إن التشاجر والنّزاع والصِدام هو الذي يؤدي إلى الطلاق، فإذا كان هناك تشاجر ونزاع وصِدام فكيف يتصور التفاهم وهو على النقيض

من تلك الحالات؟

إذن لابدّ أن يكون الطلاق بيد أحدهما أو بيد شخص آخر غيرهما ولا احتمال آخر. أمّا الاحتمال الأخير وهو أن يكون الطلاق بيد شخص أو جهة غيرهما، فهذا أمر مرفوض بالكامل لأنّ أياً من الزوجين قد لايبدي كلّ ما في قلبه تجاه الآخر للغير كما يبديه لزوجه، فكيف نترك شأن حياتهما المشتركة بيد شخص ثالث لا يعيش تجربتهما؟!

يبقى عندنا أحد احتمالين، إما أن يكون الطلاق بيد المرأة أو بيد الرجل.. وقدّمنا أنّ المرأة عاطفية أكثر من الرجل، وهذا التكوين العاطفي للمرأة قد يدفعها لاتخاذ قرار عاجل بالطلاق سرعان ما تندم عليه بعد زوال أسباب الإثارة، على العكس من الرجل فطبيعته _ في الغالب _ لا تجعله يثور بسرعة وإذا ثار واتّخذ قراراً فلا يتراجع عنه بسرعة لأنّه لم يتخذه بتأثير عاطفي سريع الزوال؛ فثورة الرجل عن خلفية وامتداد أكثر، وإذا حدثت تعمقت وتجذرت، أما ثورة المرأة فكزبد البحر أو الرغوة التي تعلو غسيل الثياب، فلو وضع الإسلام الطلاق بيد المرأة لكان خلاف الحكمة ومصلحة العائلة.

انظر إلى نسب الطلاق المرتفعة في الغرب واستخلص منها العِبر، فحسب بعض التقارير أنّ 87? من النساء اللاتي يتّخذن قرار الطلاق في الغرب يُظهرن الندم في غضون شهر بعد الطلاق، ناهيك عن اللواتي لم يعلنَّ ذلك تجلّداً، أما الرجال فلم تبلغ النسبة من النادمين على قرارهم بالطلاق 17?.

يتبين أنّ حكمة التشريع في وضع الطلاق بيد الرجل هو التقليل من حالات الطلاق ودعماً لأواصر المحبة بين الزوجين واستمراراً للحياة الزوجية. هذا ولم يتجاهل الإسلام كرامة المرأة واختيارها حتى في هذا المجال، فقد ترك لها الإرادة كاملة قبل الزواج، والحرية في أن لاتتزوج إلاّ بشرط أن تكون وكيلة عن الزوج في

الطلاق، فيصبح لها هذا الحقّ كما للزوج وكذا في بعض أحكام أخر، ولكنّه مع ذلك يشجّع في خطه العام على الزواج، ويقول للمرأة: أنا أضع أمامك طريق الحياة السعيدة حتى مع كون الطلاق بيد الرجل، ولكن في الوقت نفسه، ولكي لا تشعري بالإجبار والإكراه، لا أجبركِ على شيء، وبإمكانك أن تضعي هذا الشرط قبل الزواج.

سرّ سعادة المرء

إن السعادة العائلية، والسعادة الجسمية والصحيّة، والسعادة الاجتماعية، والسعادة الاقتصادية، والسعادة العلمية وما شابه ذلك هي من أنواع السعادة، وقد يكون إنسان ما حائزاً على كل أنواع السعادة، وآخر قد يكون فاقداً لجميعها. ولكن منشأ السعادة الحقيقية لكل إنسان هو (حُسن الخُلق) كما ذكرت الأحاديث النبوية الشريفة ذلك. ففي إطار حسن الخلق تجتمع الفضائل كلّها، ويحصل المرء على سعادته في الدنيا والآخرة، ولهذا أكدت الروايات الشريفة لأهل البيت الأطهار سلام الله عليهم أجمعين ضرورة التحلّي بالأخلاق الحسنة. هذا ما ورد في توجيهات سماحة السيد المرجع رحمة الله عليه القيمة التي ألقاها لجمع من طالبات الجامعات في بيته المكرّم بمدينة قم المقدسة يوم الخميس مساءً الموافق للتاسع عشر من محرم الحرام 1428 للهجرة.

وقال سماحته أيضاً: إن طبيعة الإنسان مركّبة من عنصرين: المعتقدات والميول. وقد عبّرت الثقافة الإسلامية عن الأول ب_(العقل) وعن الثاني ب_(الشهوات). وفي الحقيقة يمكن القول أن سر سعادة الإنسان وتوفيقه هو تفضيل ما يمليه عليه العقل على ما تمليه الشهوات. وبقدر التزام المرء بذلك ينل السعادة والتوفيق.

ووصف سماحته شهوات النفس بأنها سريعة الزوال وقال: صحيح أن العمل بالمعتقدات قد يكون مخالفاً لميل النفس لكن ل_ه ثمرات وبركات كثيرة وطويلة الأمد. وإذا أهمل المرء عقله وأعار اهتمامه لشهوات النفس فسيصاب بالحسرة والندم.

وأوصى سماحته الحاضرات مؤكّداً:

1_ اسعين إلى تضمين السعادة

في الدارين وذلك بالالتزام بالأخلاق الحسنة.

2_ كلّما واجهتن خيارات عديدة في الحياة فاسعين إلى انتخاب ما يوافق حكم العقل وإن خالفته النفس. واعزمن بصدق وإخلاص على الالتزام بذلك دوماً.

الاعتبار من حياة السلف الصالح

قال سماحة السيد المرجع رحمة الله عليه خلال كلمة بجمع من الأخوات الناشطات في المجال الديني والثقافي:

يجدر بالجميع أن يعتبروا من حياة السلف الصالح، كان المرحوم السيد مهدي بحر العلوم (رضوان الله تعالى عليه) قد حظي بشرف اللقاء مع مولانا المفدّى الإمام المهدي الموعود (عجل الله تعالى فرجه الشريف) مرات عديدة. ونقلوا عندما كان مرجعاً للتقليد أنه سافر ذات مرّة من مدينة النجف الأشرف إلى مدينة الحلّة. وحين وصوله للحلّة استقبله الناس وكان كل واحد منهم يرجو من السيد أن ينزل في بيته. إلا أن السيد سألهم عن عنوان واسم أحد كسبة المدينة، لكن أكثرهم لم يعرفه. وبعد أن بحثوا عنه تبيّن أن الذي سأل عنه السيد هو كاسب عادي وله دكان بسيط في إحدى أحياء المدينة. فأخبروه بأن السيد بحر العلوم يبحث عنك. ففرح الرجل وحضر عند السيد.. فقال السيد ل_ه: هل تسمح لي أن أنزل في بيتك؟ فأجاب الرجل: أنت تمنّ عليّ بذلك لكن بيتي صغير وبسيط جداً ولا يسع لاستقبال من يريد اللقاء بك. فقال السيد: سأنزل وحدي في بيتك وأجعل اللقاء بالناس في مكان آخر.

أما الناس فاعترضوا وقالوا للسيد: هذا المكان لا يليق بكم كونكم أحد المراجع الكبار. فأجابهم السيد: سأحضر في أي وقت كان وفي أي مكان تنتخبونه أنتم للقاء الناس. فوافق الجميع على ذلك بتعجّب. ثم بعد فترة من الزمن سألوا السيد بحر العلوم ? عن سبب إصراره على النزول في بيت ذلك الكاسب العادي. فقال ?: لقد أمرني سيدي

ومولاي الحجة بن الحسن عجل الله تعالى فرجه الشريف بذلك!.

قالوا: وهل سألت المولى عن سبب ذلك؟

قال: أنا مطيع له ولا أسأله عن أي سبب.

قالوا: إن أهل البيت سلام الله عليهم كلامهم كلّه حكمة، فهل تستطيع أن تبين لنا سبب ذلك حسب قناعتك الشخصية؟

قال السيد: عندما كنت ضيفاً عند الرجل أحببت كثيراً أن أجد فيه ما كان سبباً في رعاية المولى صاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف ل_ه فوجدت حياته بسيطة وكان متديناً بسيطاً لكنه كان ملتزماً بالفرائض كلّها. وعندما قلت ل_ه أني أُمرت من قبل المولى عليه السلام بالنزول في بيتك، تعجّب وفرح وبكى ثم قال: إني كاسب بسيط وإن أترك العمل ليوم فسأنام ليله جائعاً. ولكن سعيت قدر استطاعتي أن أحافظ على ديني وألتزم بأحكامه وأخلاقه.

يقول السيد بحر العلوم: وبعد أن ألححت عليه ذكر لي ما اعتبره هو سبباً لكل ما أصابه من الخير والبركات في حياته.

نعم إن هذه القصة لاخصوصية فيها، فالجميع منا _ سواء كان رجلاً أو امرأة، شاباً أو كهلاً، متعلّماً وغير متعلّم _ قد أودع الله تعالى فينا قوّتين متضادتين إحداها المعتقدات والأخرى الأميال، وهما من عجائب صنع الله جلّ شأنه وسبحانه وتعالى. فكل واحد منّا يمكنه أن يحظى برعاية الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف وينال القرب عنه بمقدار ما فضّل به معتقداته على أميال نفسه وشهواتها. وهذه القصة حدثت قبل زهاء ربع قرن فيجدر بنا أن نعتبر بها وبأمثالها كما قال ربّنا تبارك وتعالى: «تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم».

أفضل الإحسان الحلم عن إساءة الآخرين

قال المرجع الشيرازي رحمة الله عليه في كلمة قيمة ل_ه بجمع من المعلّمات: إن الله تبارك وتعالى وعد من يعمل

الخير والإحسان أن يريه نتيجة إحسانه ويثيبه ويؤجره بأفضل مما عمله بأضعاف، وهو قوله سبحانه: مَن جَآءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مّنْهَا ( )، وقد يؤجر المحسن وفاعل الخير عاجلاً بحيث يدرك أن هذا الأجر هو نتيجة إحسانه، وقد يؤخّر له. قال الإمام علي بن موسى الرِضا عليه السلام أنه: ?ظهر في بني إسرائيل قحط شديد، سنين متواترة، وكان عند امرأة لقمة من خبز، فوضعته في فمها لتأكله، فنادى السائل: يا أمة الله الجوع! فقالت المرأة: أتصدق في مثل هذا الزمان؟ فأخرجتها من فيها ودفعتها إلى السائل، وكان لها ولد صغير يحتطب في الصحراء، فجاء الذئب فحمله، فوقعت الصيحة، فعدت الاُم في أثر الذئب، فبعث الله تبارك وتعال جبرئيل عليه السلام فأخرج الغلام من فم الذئب، فدفعه إلى اُمه، فقال لها جبرئيل عليه السلام: يا أمة الله أرضيتِ، لقمة بلقمة?( ).

لذا ينبغي للمرء أن يبذل ما في وسعه دوماً لعمل الخير والإحسان إلى الآخرين، سواء كانوا عائلته، أو أصدقائه، أو زملائه، أو من الغرباء، بل وللحيوان أيضاً. فالله تعالى وعد المحسنين وفاعلي الخير بأجر مضاعف، والله لا يخلف وعده.

إن أعمال الخير لها درجات ومراتب، فمنها حسن ومنها أحسن. والحلم هو في مراتب الأحسن ومعناه ضبط النفس عن هيجان الغضب. وفرق (الصبر) عن (الحلم) أن الأول هو ما كان خارجاً عن إرادة الإنسان كالصبر على فقدان الأحبّة وسائر البلايا الطبيعية، أما الحلم فهو خصوص الصبر على المسيء مع القدرة والاستطاعة على ردّه. ولأهمية الحلم نرى أن الله جلّ شأنه عندما يذكر النبي إبراهيم خليل الرحمن (عليه وعلى نبينا وآله أفضل الصلاة والسلام) يصفه بالحليم كما في قول_ه تعالى: إِنّ إِبْرَاهِيمَ لأوّاهٌ حَلِيمٌ ( ).

پي نوشتها

( ) البلد

الأمين: ص186 شهر شعبان. ومصباح المتهجد للطوسي: ص828 ما يقال في كل يوم من شعبان.

( ) الشفع: ما كان من العدد أزواجاً. تقول: كان وتراً فشفعته بالآخر حتى صار شفعاً. وفي القرآن: والشفع والوتر . والشافع: الطالب لغيره. والاسم: الشفاعة. واسم الطالب: الشفيع. كتاب العين: ج1 ص260 مادة: شفع.

( ) إشارة إلى المرجع الديني الراحل آية الله العظمى السيد محمد الحسيني الشيرازي رحمة الله عليه صاحب موسوعة (الفقه).

( ) انظر: أبواب النكاح لكتب الفقه والرسائل العملية.

( ) وسائل الشيعة: ج20 ص45 ب12 ح24992 ط مؤسسة آل البيت عليهم السلام وفي مستدرك الوسائل للنوري: ج14 ص173 ح2 باب استحباب السعي في التزويج: عن علي عليه السلام عن النبي صلي الله عليه و اله: من زوّج أخاه المؤمن إمرأة يأنس بها، وتشدّ عضده، ويستريح إليها، زوّجه الله من الحور العين، وآنسه بمن أحبّه من الصدّيقين من أهل بيت نبيّه صلي الله عليه و اله وإخوانه، وآنسهم به الخبر.

( ) جامع الأخبار: ص101 الفصل 58 في التزويج. وفي دعائم الإسلام: ج2 ص195 ح710 : عنه عليه السلام: (أنه نهى أن تنكح المرأة لمالها وجمالها وقال: مالها يطغيها وجمالها يرديها، فعليك بذات الدين). وفي مكارم الأخلاق للطبرسي: ص204 الفصل الثالث في الأكفاء والنكت في النكاح: (جاء رجل إلى الحسن عليه السلام يستشيره في تزويج ابنته. فقال ل_ه: زوّجها من رجل تقي. فإنّه إن أحبّها أكرمها، وإن أبغضها لم يظلمها _

( ) رسالة في المهر للمفيد:ص23. ومستدرك الوسائل:ج15 ص59 ب1 ح17532.

( ) الكافي للكليني: ج5 ص378 ح3 باب أن المهر اليوم ما تراضى عليه الناس قلّ أو كثر. وتهذيب الأحكام: ج7 ص353 ب31 ح1.

( ) راجع وسائل الشيعة:

ج21 ص242 ب2 ح26997 وفيه: عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال: جاءت امرأة إلى النبي صلي الله عليه و اله فقالت:

زوّجني، فقال رسول الله صلي الله عليه و اله: من لهذه؟ فقام رجل فقال: أنا يا رسول الله صلي الله عليه و اله زوّجنيها، فقال: ما تعطيها؟ فقال: ما لي شيء، قال صلي الله عليه و اله: لا، فأعادت، فأعاد رسول الله صلي الله عليه و اله الكلام، فلم يقم أحد غير الرجل، ثم أعادت، فقال رسول الله صلي الله عليه و اله في المرة الثالثة: أتحسن من القرآن شيئا؟ قال: نعم، قال: قد زوّجتكها على ما تحسن من القرآن فعلّمها إياه .

( ) سورة الأعراف: 157.

( ) انظر الاحتجاج للطبرسي: ج2 ص445، في أجوبته على مسائل يحيى بن أكثم في مجلس المأمون. وفيه: (إن محمد بن علي بن موسى عليه السلام يخطب أم الفضل بنت عبد الله المأمون، وقد بذل لها من الصداق مهر جدته فاطمة بنت محمد صلي الله عليه و اله وهو خمسمائة درهم جيادا، فقال المأمون: نعم قد زوّجتك يا أبا جعفر أم الفضل ابنتي على الصداق المذكور، فهل قبلت النكاح؟ قال أبو جعفر عليه السلام: نعم قد قبلت ذلك ورضيت به).

( ) راجع الكافي للكليني: ج5 ص377 - 378 ح5.وفيه عن أبي جعفر عليه السلام قال:

كان صداق فاطمة عليها السلام جرد برد حبرة ودرع حطمية وكان فراشها إهاب كبش يلقيانه ويفرشانه وينامان عليه .

( ) انظر الخرائج والجرائح للراوندي: ج2 ص528 ح3. وفيه: عن جابر بن عبد الله قال: إن رسول الله صلي الله عليه و اله أقام أياما ولم يطعم طعاما حتى شق

ذلك عليه، فطاف في ديار أزواجه فلم يصب عند أحداهن شيئا، فأتى فاطمة فقال: يا بنية هل عندك شي ء آكله فإني جائع؟ قالت: لا والله بنفسي وأمي، فلما خرج عنها بعثت جارة لها رغيفين و بضعة لحم فأخذته ووضعته في جفنة وغطت عليها وقالت: والله لأوثرن بهذا رسول الله صلي الله عليه و اله على نفسي ومن غيري وكانوا محتاجين إلى شبعة طعام، فبعثت حسنا أو حسينا إلى رسول الله صلي الله عليه و اله فرجع إليها فقالت: قد أتانا الله بشي ء فخبأته لك، فقال: هلمي يا بنية، فكشفت الجفنة فإذا هي مملوءة خبزا ولحما، فلما نظرت إليه بهتت وعرفت أنه من عند الله، فحمدت الله وصلّت على نبيه أبيها وقدمته إليه، فلما رآه حمد الله وقال: من أين لك هذا؟ قالت: هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب، فبعث رسول الله صلي الله عليه و اله إلى علي فدعاه وأحضره وأكل رسول الله صلي الله عليه و اله وعلي وفاطمة والحسن والحسين وجميع أزواج النبي حتى شبعوا، قالت فاطمة: وبقيت الجفنة كما هي فأوسعت منها على جميع جيراني وجعل الله فيها بركة وخيرا كثيرا).

( ) ألقى سماحته ? هذه المحاضرة في 29 ربيع الثاني1422 للهجرة.

( ) سورة النساء: 34.

( ) سورة التحريم: 6.

( ) سورة الأعراف: 164.

( ) سورة يونس: 14.

( ) جامع الأخبار، للشعيري: ص101، الفصل 58.

( ) نهج البلاغة: الكتب: 31. الرأي في المرأة. وخصائص الأئمة، للرضي: ص 116.

( ) مستدرك الوسائل: ج 11 ص292 ب27 باب استحباب الرفق في الأمور، ح 13064.

( ) بحار الأنوار: ج 43 ص59 ب3، مناقب فاطمة عليها السلام وفضائلها.. ح51.

( )

مستدرك الوسائل: ج15 ص280 ب1 ح18235 قال رسول الله صلي الله عليه و اله:

ما أحل الله شيئا أبغض إليه من الطلاق .

( ) راجع وسائل الشيعة: ج21 ص482 ب86 ح27646 قال عليه السلام: من حق الولد على والده ثلاثة: يحسّن اسمه ويعلمه الكتابة ويزوجه إذا بلغ .

( ) راجع من لا يحضره الفقيه: ج4 ص492 ح4743. وفيه: قال الصادق عليه السلام: دع ابنك يلعب سبع سنين، ويؤدّب سبع سنين، وألزمه نفسك سبع سنين، فإن أفلح وإلا فإنه ممن لا خير فيه . ووسائل الشيعة: ج21 ص457 ب83 ح 27626.

( ) نعم يجوز أكثر من ذلك، ولكن البركة في مهر السنة.

( ) راجع وسائل الشيعة: ج 20 ص112 ب52 ح 25171. وفيه: إن من بركة المرأة قلة مهرها ومن شؤمها كثرة مهرها .

( ) راجع تهذيب الأحكام، للطوسي: ج8 ص 111 ب5 ح30. عن أبي

عبد الله عليه السلام: بادروا أحداثكم بالحديث قبل أن تسبقكم إليهم المرجئة .

( ) سورة البقرة: 228.

( ) سورة الذاريات: 49.

( ) الأمالي، للصدوق: ص446 المجلس 68. بحار الأنوار: ج74 ص385.

( ) قوله تعالى: ولهنّ مثل الذي عليهنّ بالمعروف... سورة البقرة: 228.

( ) سورة النمل: 89.

( ) ثواب الأعمال: ص140 ثواب الصدقة. وسائل الشيعة: ج9 ص380.

( ) سورة التوبة: 114.

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.