توصيات مرجعية

اشارة

العنوان توصيات مرجعية

المؤلف السيد صادق الحسيني الشيرازي

الجزء

التسلسل الخاص 1011

قفص

خانة

تحقيق

دار النشر وسنة الطبع دار العلقمي -- 2007 م

مكان الطبع العراق /النجف الاشرف

ملاحظات

تاريخ الإضافة 2012-01-18

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، وصلّي الله علي محمد وآله الطاهرين، واللعن الدائم علي أعدائهم أجمعين.

أربعين الإمام الحسين عليه السلام

* أربعين الإمام الحسين (عليه السلام) يمثّل واحدة من خصائصه العديدة؛ فلم يصلنا من الأحاديث الشريفة الحثّ علي زيارة أحد من الأنبياء والأوصياء والأولياء في أربعينه كما ورد من الحث علي زيارة الإمام الحسين عليه السلام في الأربعين. قال الإمام الصادق عليه السلام فيمن جاء إلي زيارته عليه السلام مشياً علي الأقدام « … حتي إذا أراد الانصراف أتاه ملك فقال: إن رسول الله صلي الله عليه و اله يُقرؤك السلام ويقول لك: إستأنف العمل» كامل الزيارات: ص253 ح1. وفي حديث آخر: «إن فاطمة عليها السلام بنت محمد صلي الله عليه و اله تحضر لزوار قبر ابنها الحسين عليه السلام فتستغفر لهم ذنوبهم». كامل الزيارات: ص231 ح9.

* علي كل زائر وزائرة أن يستلهم من حياة الإمام الحسين عليه السلام المزيد مما كان عليه الإمام سيرة وعطاءً، فيتعلم الإخلاص في العمل، والاجتهاد والنشاط في سبيل الله، والأخلاق الفاضلة، فقد كان الإمام الحسين عليه السلام مثلاً أعلي في الأخلاق الفاضلة مع الكبير والصغير، والصديق والعدوّ، والمؤمن والمنافق. فعلي السائرين علي خطاه عليه السلام أن يتحلّوا بالأخلاق النبيلة، من التعايش بالمداراة والسلم، والتعاون، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالحكمة والموعظة الحسنة، وجمع الكلمة، والصدق والأمانة، والحلم والإيثار والمواساة، والوفاء وغيرها.

القرآن الكريم

* العمل بالقرآن الكريم وعدم هجره لا يقتصر علي إقامة الصلاة وأداء الصوم ومناسك الحجّ وشعائره، بل إنّ لعدم هجر القرآن وأداء حقّه علي الوجه الأكمل والتزام حدوده معني أوسع وأشمل ممّا نتصوّر.

* إن رجوع المسلمين إلي العمل بالقران الكريم كله وبالأخص المتناسي من آياته! كآية الشوري والأخوة والأمة الواحدة والعلم والتقوي وغيرها، كفيل بحلّ مشاكلهم وتجديد عزّهم.

الأحكام الشرعية

* هناك طيف عريض من الناس ليس لهم إلمام بالأحكام

الشرعية الواردة في كتب الفقهاء. من هنا تأتي ضرورة مسألة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر طبعاً بشروطها وتعليم الناس أحكام الإسلام، وإذا كان الإمام الحسين عليه السلام قد ضحّي بنفسه الزكية من أجل تثبيت دعائم الإسلام وتطبيق أحكامه، فإنّ أقل واجب يقع علي عاتقنا هو أن لاّ نبخل بتعليم الناس أحكام الإسلام، فلو جري إطلاعهم علي مسائل الشريعة لتحصّنوا ولو بمقدار ممّا يعرض لهم في حياتهم.

الإسلام دين الرحمة

* إن الإسلام انتشر بالكلمة الطيبة والمنطق السليم واحترام الأديان الإلهية والمبادئ الإنسانية، وإن وجود الأقليّات الدينية في بلاد المسلمين من صدر الإسلام إلي يومنا هذا دليل علي أن الإسلام

لم يُكره أحداً علي تغيير دينه أو معتقده، وفي القرآن الكريم قال الله تعالي: لا إكراه في الدين ومما يدلّ علي ذلك التجاء الأقليّات الدينية في الغرب إلي بلاد المسلمين حينما كانوا يتعرّضون للقمع الديني من ممارسات الكنيسة ومحاكم التفتيش.

* إن الإسلام دين يركّز علي العقل والعلم والثقافة، وكثير من آيات القرآن تحثّ علي ذلك وتأمر به، وإن الجهاد في الإسلام إنما شرّع للدفاع عن النفس، وفي سبيل الله، لتحقيق العدل ورفع الظلم والدفاع عن المستضعفين.

المناهج الباطلة

* من الضروري تعرية النهج التعسّفي لبني العباس وبني أمية وإطلاع الناس علي الحقيقة المخزية للظلمة أمثال معاوية ويزيد وهارون والمأمون والمتوكل الذين كانوا يقتلون الناس لموالاتهم أهل بيت الرسالة ومعدن العلم آل محمد صلي الله عليه و اله، وعلي الشبهة والظنّة. كذلك وفي الوقت نفسه ينبغي أن ننقل الصورة المشرقة لسيرة الإمام الحسين عليه السلام ونهجه حتي مع عدوّه (الحر وأصحابه) الذي كان في قبضته والذي كان بإمكانه القضاء عليه بإشارة واحدة لكنّه أبي إلاّ أن يُحسن معاملته وأن يسقيه وخيله من الماء.

فإذا أحسنّا القيام بواجبنا في تقديم الصورة الناصعة لأهل البيت عليهم السلام إلي بقية الأمم واطّلع الناس عليها، فإنّهم سيعتقدون بهم وبنهجهم، وسيزدادون بعداً عن الظلمة والمستبدّين ومن إليهم.

المدرسة الحسينية

* انتهي عاشوراء هذا العام أيضاً وبقي شيئان؛ أحدهما الثواب الجزيل، والآخر العقاب الأليم، والأوّل هو الرحمة الإلهية الواسعة، والآخر: الغضب الإلهي الشديد، وهكذا كان يوم عاشوراء عام 61 للهجرة؛ فلقد تميّز الفريقان، واستحقّ أصحاب الإمام الحسين عليه السلام الثواب والرحمة، وحقّ علي أعدائهم السخط والعقاب.

لقد كان حبيب بن مظاهر الأسدي وشمر بن ذي الجوشن كلاهما من مدينة واحدة، ولكن شتّان ما بين عاقبتيهما وما آل إليه أمر كلّ منهما في يوم عاشوراء. فهذا خُتمت حياته وهو في صفّ الإمام الحسين سلام الله عليه ومعسكره، وذلك انتهي به الأمر لأن يكون في زمرة أعدائه وقاتليه!.

كان زهير بن القين رجلاً عثمانيّ الهوي، وكان وهب نصرانياً، في بداية أمرهما، ولكنهما بلغا في عاشوراء منزلة بحيث صارا ضمن من وقف ويقف الملايين أمام قبورهم ويخاطبونهم بالقول: «بأبي أنتم وأمي» أي يفدّونهم بالآباء والأمّهات، وفيهم العلماء والمحدّثون والمؤمنون فضلاً عن عامّة الناس. وفي هذه الأيام هناك من خدم وضحَّي في طريق الإمام الحسين عليه السلام وبذل الجهد في سبيل إقامة شعائره التي هي من شعائر الله تعالي، وهناك من صنع المشاكل ووضع العراقيل في طريق هذه الشعائر وآذي واستهزأ بالمقيمين لها؛ فسقط في الفتنة والامتحان ولم يكن من المشمولين بدعاء الإمام الحسين عليه السلام في قنوته، والذي نقله النائب الخاص الثالث للإمام الحجة عجّل الله تعالي فرجه الشريف؛ إذ روي أنّ سيّد الشهداء عليه السلام كان يقول في قنوته: «وأعذ أولياءك من الافتتان بي»، أي: ارحم يا إلهي الشيعة وأولياءك

بأن تحفظهم من السقوط في الإمتحان الصعب بسببي.

* إنّ عاشوراء فيصل وممتحن للناس يُمتحنون به؛ سرعان ما ينتهي بسببه الإنسان إلي الجنة والسعادة.. أو إلي النار والشقاء. فلنجنّب أنفسنا وأهلينا وإخواننا في النسب ومن أهل الإيمان من السقوط في هذا الامتحان؛ وذلك بالنصيحة لهم، وكما يقول القرآن الكريم: «بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ». إنّ من المؤسف جدّاً أنّ يسقط في هذا الامتحان بعض من هو في العقيدة من أتباع أهل البيت سلام الله عليهم. جاءني قبل أيام شخص يعتقد أنه من أتباع أهل البيت عليهم السلام وكان يشكك بواحدة من شعائر الإمام الحسين عليه السلام فسألته عن سبب تشكيكه فقال: لإشكالين؛ الأول: أنّ هذه الشعيرة

لم تكن موجودة في زمن النبي صلي الله عليه و اله والأئمة المعصومين عليهم السلام. والثاني: أن بعض من يمارس هذه الشعيرة قد يرتكب بعض المحرّمات أو يتخلّف عن بعض الواجبات.

أما عن الإشكال الأول فقلت له: إن هذا من كلمات الوهّابية، فلا ينبغي لكم ترديده، والوهّابية لا يرجعون إلي سند قويّ؛ إنهم يستندون في أفكارهم وفقههم إلي أمثال ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب، وهؤلاء أقلّ ما يقال فيهم أنهم ليسوا بأكثر من جهلة لا اطلاع صحيح لهم عن الدين، أما نحن فنستند في عقائدنا وفي فقهنا إلي مدرسة أهل البيت عليهم السلام الذين لا يُقاس بهم من الناس أحد.

ثم إنني أسأل من يعترض علي هذه الشعائر بدعوي عدم وجودها في زمن النبي صلي الله عليه و اله: ماذا يقول في قباب الأئمة، والحسينيات، والكتب الحديثية، والمدارس الدينية والمراجع و … فهذه كلّها لم تكن في زمان النبي صلي الله عليه و اله ولا زمان الأئمة عليهم السلام مع أنّ سخف القول ببطلانها

من الواضحات.

ويجاب علي هذا الإشكال بجوابين فقهيين:

الأول: أنّ هذه الشعائر داخلة تحت العمومات، وهي تشمل الجميع. فكما أنها تشمل قبّة الإمام الحسين سلام الله عليه وضريحه

ولم تكن في زمن الأئمة عليهم السلام فكذلك تشمل الشعائر كلّها.

الثاني: إن هذه الشعائر من مقدّمات وجود الواجب، ومقدّمات وجود الوجوب كما هو معلوم واجبة، عينية كانت أو كفائية، وإنّ علماء الشيعة من الشيخ المفيد رحمة الله عليه وحتي زماننا الحاضر بحثوا هذه المسائل بتحقيق وعمق وبسط.

إذن فهذا الإشكال غير وارد، وهو كلام الذين لم يقرؤوا القرآن أو قرؤوه ولم يفهموه، أو لم يقرؤوا الحديث أو قرؤوه ولم يعوه.

أما الإشكال الثاني فجوابه: أنّ الشخص العادي فضلاً عن المتفقّه يدرك أنّ وقوع الحرام أو التخلّف عن الطاعة في مكان أو مقام، لا يعني عدم مشروعية ذلك المكان أو المقام، وإنما تنحصر الحرمة في الفعل نفسه. فلو أنّ إنساناً بات في مسجد مثلاً من طلوع الفجر حتي طلوع الشمس، وبسبب تساهله فاتته الصلاة، فهل يؤمر بغلق هذا المسجد أم يجب هداية ذلك الإنسان بالحكمة والموعظة الحسنة؟

* إننا لا نستغرب من التشكيك الذي يمارسه البعض بشأن قضية الحسين سلام الله عليه بعد أن أعيتهم الحيل في مواجهتها؛ وذلك لأن الشيطان هو الذي علّم أولياءه التشكيك في مثل هذه المواقف، فلقد جاء في كتاب (كامل الزيارات) الذي يعدّه بعض علماء الشيعة أصحّ حتي من الكافي والتهذيب والاستبصار، وهو بحقّ من أفضل كتب الروايات لدي الشيعة، رواية تقول: إن زينب عليها السلام سألت أباها الإمام أمير المؤمنين عليه السلام عن حديث أم أيمن وهو نفس الحديث الذي أخبرت به زينب عليها السلام ابن أخيها الإمام زين العابدين عليه السلام في كربلاء والذي جاء فيه «وليجتهدن

أئمة الكفر وأشياع الضلالة … »؛ فقال لها الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: الحديث ما حدّثتك به أم أيمن. وفي هذه الرواية التي نقلتها عن أمير المؤمنين عليه السلام وعن أم أيمن عن رسول الله صلي الله عليه و اله أن إبليس أمر شياطينه قائلاً: (يا معاشر الشياطين … فاجعلوا شغلكم بتشكيك الناس).

* روي أنّه حتي الأرض والسماوات لم تتحمّل عظم المصيبة وطلبت من الله أن يقضي علي أولئك القوم بزلزال من الأرض أو صاعقة من السماء، وملئ ما بين السماء والأرض بالملائكة الذين كانوا يحملون بأيديهم قطعاً من النار وهم ينتظرون الإذن من الإمام لكي يحرقوا أولئك الظالمين؛ إلا أن الإمام عليه السلام كان قد اختار ما اختاره الله تعالي، وهو أن يبذل دمه ودماء أهل بيته عليهم السلام في سبيل الإبقاء علي الإسلام وإقامة الصلاة.

* نُقل أن المرجع الديني الكبير السيد عبد الهادي الشيرازي رحمة الله عليه كان قبل أن يكبّر لصلاة الجماعة يسلّم علي الإمام الحسين سلام الله عليه ثم يدخل في الصلاة، وعندما سُئل عن السبب قال: لولا الحسين عليه السلام لما أقيمت الصلاة.

* حذار حذار من التشكيك في قضايا الحسين عليه السلام وشعائره، فكما أن الأجر والمقام والأمل والثواب عظيم لمن يقف في صف الحسين عليه السلام وشعائره، فكذلك العقاب عظيم لمن يشكك فيها أو يعرقل إجراءها. واعلموا أن ما يجري في السماوات من تعظيم هذه الشعائر لهو أعظم بكثير مما يجري في الأرض في بلاد الشيعة وغيرهم.

النهضة الحسينية

* خَطَّ الإمامُ الحسين عليه السلام في نهضته العظيمة للبشرية جمعاء علي امتداد التاريخ خطّ الفضيلة والعطاء والمُثُل السامية في العقيدة والسلوك حيث قال عليه السلام في وصيته الشاملة التي كتبها لأخيه

ابن الحنفية رحمة الله عليه: «إني لم أخرج أشِراً ولا بطراً ولا مُفسداً ولا ظالماً وإنما خرجتُ لطلب الإصلاح في أمة جدّي».

* الإمام الحسين عليه السلام هو (الوتر) الذي تواتر وصفه بذلك علي ألسنة المعصومين عليهم السلام في زياراته وغيرها، وهو الإمام الذي انتخبه الله تعالي ليكون القيّم بهذا الإصلاح الجذري والشامل الذي أماط اللثام ولا يزال بأقواله النيرة وسيرته المعطاءة عن وجه الطّغاة الذين تقمّصوا لباس الإسلام وتكلّموا زوراً باسمه فكشفهم للتاريخ وفضحهم. فلولا نهضة الإمام الحسين عليه السلام كيف كان يفتضح (يزيد) ومن سبقه ولحقه من نظرائه الذين تسنّموا تضليلاً وخداعاً خلافة رسول الله صلي الله عليه و اله. ولولا نهضته المباركة من كان يفضح بني مروان وبني العباس والعثمانيين الذين تربّعوا علي كرسي زعامة المسلمين وباسم الإسلام، ثم مارسوا أبشع أنواع التنكيل والظلم بحق الأبرياء العزّل. وهكذا سيبقي الإمام الحسين عليه السلام نبراساً عظيماً ينير الدّرب

لا للمسلمين فقط بل لكل البشريّة ليميزوا الخير عن الشر ويفصلوا بين الإسلام الصحيح وبين الإسلام المزيّف.

* من أجل ذلك نجد الظالمين عبر التاريخ ومنذ أن قُتل الإمام الحسين عليه السلام وحتي اليوم يواجهون الإمام الحسين عليه السلام ومجالسه وعزاءه وشعائره، ويحاربونه ويحاربونها، ويحاولون بكل الطاقات طمس آثار الإمام الحسين عليه السلام وكل ما يرتبط به بأساليب شتّي مثل تخريب وهدم وتفجير مدينته المقدسة بين حين وآخر وقتل الأبرياء والشيوخ والنساء والأطفال خلال ممارساتهم لشعائره المقدسة، ونشر ثقافة معاوية ويزيد، والاستهزاء بثقافة الإمام الحسين عليه السلام وشعائره.

لكن وعد الله تعالي للإمام الحسين عليه السلام وعبر لسان جدّه سيد المرسلين صلي الله عليه و اله بأن ذلك كلّه لا يزداد به الإمام الحسين عليه السلام وخطّه وثقافته وشعائره

إلاّ بقاءً ودواماً وعلوّاً وارتفاعاً، فقال صلي الله عليه و اله: «وليجتهدنّ أئمة الكفر وأشياع الضلالة في محوه وتطميسه، فلايزداد أثره إلاّ ظهوراً وأمره إلاّ علواً».

* وطاغوت العراق في زماننا كم قَتل وعَذّب وسَجن ليمنع زوّار الإمام الحسين عليه السلام من السير إلي زيارته مشياً علي الأقدام، لكن اليوم يشاهد العالم قوافل الزوّار المشاة بالملايين، في مناسبات زياراته عدّة مرات كل عام، يمشون صغاراً وكباراً، شيباً وشباباً، رجالاً ونساءً، عشرات ومئات الأميال، في الحرّ والبرد، والمطر والشمس، والليل والنهار، ليفوزوا بالثواب العظيم الذي ورد عن النبي وآله (عليه وعليهم السلام) من أجر الحجّ والعمرة لكل خطوة وقدم يرفعها أو يضعها الزائر.

ذكري عاشوراء

* إنّ ذكري عاشوراء مرّت بمسيرة طويلة من التحوّلات والتضحيات التي قدّمها الأسلاف والوالهون بسيّد الشهداء عليه السلام حتّي وصلت إلينا هذه المدرسة العاشورائية المناهضة للظلم، العريقة بأهدافها المقدّسة. ونحن بدورنا إذا أردنا أن نكون من المنتمين حقّاً لهذه المدرسة، يجب علينا أن نبذل الغالي والنفيس من أجلها، وأن نسعي جاهدين لتسليم هذه الأمانة الحسينية إلي الأجيال اللاحقة. ولايتحقّق هذا إلاّ إذا خلصت النوايا، وذابت المصالح الشخصية، وحلّ محلّها تحقيق مرضاة الله عزّ وجلّ.

* إنّ معظم ما نملكه من مُثُل وقِيَم هو من بركات تضحيات سيّد الشهداء عليه السلام. فذكري عاشوراء هي التي غرست في أعماقنا العبودية لله عزّ وجلّ، ومبادئ الإنسانية، والإيثار وخدمة الآخرين، والعطف علي الضعفاء، والدفاع عن المظلومين، ولأجل هذا كلّه يجب أن نحافظ علي جذوة ملحمة عاشوراء متّقدة علي الدوام، وأن نبذل مهجنا دونها، لنضمن الرفعة والشموخ لنا وللأجيال من بعدنا.

الحسينيات

* علينا أن نعلم بأنّ كلّ حسينية هي بيت من بيوت الإمام سيّد الشهداء عليه السلام، فلنحاول تجنيب هذه الحسينيات من أن تتحوّل إلي مسرح لطرح الخلافات والنزاعات، بل علي العكس، لنجعل منها أماكن للاجتماعات والوحدة والوئام.

المجالس البيتية

* يمكنكم أن تضيئوا مصباح الإمام الحسين عليه السلام في بيوتكم، وذلك من خلال إقامة مجلس العزاء الحسيني في البيت. ولهذا العمل بركات دنيوية جليّة، تسبق بركاته الأخروية.

الخدمة الحسينية

* إنّ الذين قدّموا الخدمات الجليلة للإمام الحسين عليه السلام وتحمّلوا في سبيله العناء والعذاب، سيُسَجَّل لهم ما قدّموه بأحرف من نور في سفر التاريخ، وفي المقابل سُتكتب أسماء الذين وجّهوا ولو أدني إهانة لمواكب العزاء والمآتم الحسينية بأحرف من نار وهوان، إنّ الخاسر الحقيقي هو من انتهك حرمة عزاء سيّد الشهداء عليه السلام وأهل البيت الأطهار عليهم السلام بأيّ طريقة كانت، ولن يهنؤوا في حياتهم حتي في شربهم الماء، ففي الخبر أن الله تعالي أوّل شيء يحاسِب عليه المرء هي قضية سيّد الشهداء عليه السلام فيحاسب كلّ من كان مع الإمام الحسين عليه السلام وكلّ من كان ضدّه.

زيارة الإمام الحسين عليه السلام

* عن عبد الله بن بُكير وهو من أقرب أصحاب الإمام الصادق عليه السلام : قال قلت له (أي للإمام الصادق عليه السلام): إنّي أنزل الأرجان وقلبي ينازعني إلي قبر أبيك الحسين عليه السلام، فإذا خرجتُ فقلبي وجِلٌ مشفق حتي أرجع خوفاً من السلطان والسعاة وأصحاب المسالح؟ فقال له الإمام عليه السلام: يا بن بكير أما تحبّ أن يراك الله فينا خائفا؟ أما تعلم أنّه من خاف لخوفنا أظلّه الله في ظلّ عرشه وكان محدّثه الحسين (سلام الله عليه) تحت العرش وآمنه الله من أفزاع يوم القيامة يفزع

الناس ولا يفزع، فإن فزع وقرته الملائكة وسكّنت قلبه بالبشارة».

دروس من عاشوراء

* إنّ المشاركة والخدمة في المجالس الحسينية فيها ثواب عظيم، ولكن الأمر لا ينتهي عند هذا الحدّ، فلم يكن يوم عاشوراء مناسبة للندب والتعزية فحسب، بل كان وما يزال وقفة للتأسّي بدروسه والاقتداء بأبطاله، فيجب علينا أن نقتدي بسيّد الشهداء عليه السلام وأن نتأسّي به في جميع شؤوننا. إنّ الإمام الحسين عليه السلام باستشهاده قد فتح مدرسة العِبرة أيضا للجميع، ليقارعوا الظلم ويتحمّلوا الشدائد والمصاعب حتي يذوقوا طعم السعادة.

* لقد أراد الإمام الحسين عليه السلام أن ينجي العباد كلّ العباد من الجهل والضلال والتيه، لذلك إذا أردنا أن نتقرّب منه عليه السلام أكثر علينا أن نبذل كلّ ما نملك في خدمة هداية الناس إلي راية الحسين عليه السلام.

* إنّ الإمام الحسين عليه السلام استشهد من أجل: أصول الدين، والأحكام الشرعية، والأخلاق الإسلامية. فمن أراد أن يكون علي ولائه لسيّد الشهداء عليه السلام وأهدافه السامية، عليه أن يسعي في الحفاظ علي هذه الأهداف الثلاثة التي استشهد من أجلها الإمام عليه السلام وأن يضعها علي رأس أولوياته.

* علينا أن نعمل جاهدين لكي نُعرِّف العالَم علي سيرة الإمام الحسين عليه السلام المفعمة بمعاني الإنسانية، وأن نثبت لهم بأنّ الإسلام يختزن في كل لبنة من لبنات صرحه الشامخ مبادئ الرحمة والمروءة والواقعية والإنسانية بكلّ ما في هذه الكلمات من معانٍ ومفاهيم وفي أرقي مستوياتها. قال الإمام علي بن موسي الرضا عليه السلام لأبي الصلت الهروي: «رحم الله عبداً أحيا أمرنا? فقال أبو الصلت: وكيف ذلك؟ فقال الإمام عليه السلام: ?يتعلّم علومنا ويعلّمها للناس، فإنّ الناس لو عَلموا محاسن كلامنا لاتّبعونا».

الإمام المهدي المنتظر عليه السلام

* إن من أبسط وأقلّ ما يمكن القيام به لخدمة الإمام المهدي المنتظر عجل الله تعالي فرجه الشريف هو

أن يخصّص كل واحد منكم مقداراً من المال يطبع فيه كتاباً عنه عليه السلام، ولا يشترط أن يكون الكتاب ضخماً بل كل حسب سعته.

أخلاقيات

* إن السعادة العائلية، والسعادة الجسمية والصحيّة، والسعادة الاجتماعية، والسعادة الاقتصادية، والسعادة العلمية وما شابه ذلك هي من أنواع السعادة، وقد يكون إنسان ما حائزاً علي كل أنواع السعادة، وآخر قد يكون فاقداً لجميعها. ولكن منشأ السعادة الحقيقية لكل إنسان هو حُسن الخلق كما ذكرت الأحاديث النبوية الشريفة ذلك. ففي إطار حسن الخلق تجتمع الفضائل كلّها، ويحصل المرء علي سعادته في الدنيا والآخرة.

* إن طبيعة الإنسان مركّبة من عنصرين: المعتقدات والميول. وقد عبّرت الثقافة الإسلامية عن الأول ب(العقل) وعن الثاني ب(الشهوات). وفي الحقيقة يمكن القول أن سر سعادة الإنسان وتوفيقه هو تفضيل ما يمليه عليه العقل علي ما تمليه الشهوات. وبقدر التزام المرء بذلك ينل السعادة والتوفيق.

استعد لآخرتك

* كلنا سنرحل عن هذه الدنيا وسنحاسَب علي أعمالنا في ثلاث محطّات أعاننا الله عليها حيث نُقل في بعض الروايات أنّه عند الموت يؤتي بروح الإنسان لتُسأل، وحسب الرواية فإنّ الجسد لا يرفع من مكانه ما لم يتمّ الانتهاء من الحساب. وهناك حساب ثانٍ قبيل يوم القيامة، وثالث في يوم القيامة. وتصرّح الرواية المذكورة بأنّ حساب البرزخ للمؤمن والكافر فرادي وجماعات هو من اختصاص الإمام الحسين صلوات الله وسلامه عليه. قال الإمام الصادق عليه السلام: «إن الذي يلي حساب الناس قبل يوم القيامة الحسين بن علي عليه السلام، فأما يوم القيامة فإنما هو بعث إلي الجنة وبعث إلي النار».

* علينا أن نتزوّد ليوم الحساب مادامت الفرصة سانحة، حيث يقول الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: «فإنّكم لو قد عاينتم ما قد عاين من مات منكم لجزعتم

ووهلتم». وفي رواية أخري له: «فإنّ اليوم عمل ولا حساب، وإنّ غداً حساب ولا عمل».

* لا يستطيع الإنسان في يوم القيامة إضافة حسنة واحدة في صحيفة أعماله ولا محو سيّئة واحدة منها. لهذا وبسبب انقطاع الإنسان عن العمل في الدار الآخرة من ذكرٍ ينفعه أو حسنة تضاف له تراه يتحسّر علي كلّ لحظة من لحظات حياته، لم يستزد من عملٍ صالح أو يقلع من ذنبٍ، وما إلي ذلك.

* إنّ مثل الآخرة كمثل أسواق الدنيا، من يعمل ويكدّ أكثر، يكون ربحه في نهاية الموسم أكبر، ومن كان عمله أقلّ كان ربحه بطبيعة الحال أقلّ من غيره، مع فارق واحد وهو أنّ كلّ ما يجمعه الإنسان في سوق الدنيا قلّ أو كثر هو متاع قليل، بينما الخدمة لسيّد الشهداء عليه السلام هي الثروة الأكثر التي يستطيع الإنسان أن يأخذها معه لآخرته.

الشباب

* إنّ شبابنا هم أمانة الله وأهل البيت عليهم السلام عندنا وقد حافظ أسلافنا علي الأمانة علي أحسن وجه وسلّمونا الدين ومضوا، لذلك علينا أن نسعي بدورنا لأن نصون الأمانة علي أتمّ صورة، لنسلّمها إلي الأجيال من بعدنا، فلنحاول أن لا يُحرم أيّ شابّ في محلّتنا أو عشيرتنا أو أحد أصدقائنا من المشاركة في الحسينيات ومجالس العزاء.

* من مسؤولية الآباء العراقيين حفظ أبنائهم وتوعيتهم، وإنقاذهم من المخاطر الداهمة، في ظلّ انخفاض معدّلات الزواج، وفي ظلّ السهام القاتلة التي ترميها الفضائيات في كلّ لحظة نحو أدمغة الشباب وغرائزهم، فاللازم علي الجميع خاصة ذوي المناصب الاجتماعية والروحية أن يبذلوا قصاري جهودهم لملء الفراغ وبالطرق الصحيحة والمجدية، ليجد الشاب العراقي البريء بديلاً عن كل المساوئ والتفاهات، وليكون عامل بناء لمستقبل العراق، بدلاً من أن يتحول إلي وسيلة هدم وتخريب.

*

إن العراق بحاجة ماسّة إلي تنفيذ برامج تثقيفية وتوجيهية، فشباب العراق لديهم اليوم مزيد من التعطش للدين، ولكنهم يفتقرون لمن يقوم بتعليمهم وتربيتهم.

* إن هناك الملايين من الشباب العراقيين في الوقت الحاضر يعانون العجز أو الصعوبة في تشكيل الأسرة، فيلزم التفكير وحمل همهم في هذا المجال، وتأسيس لجان تسهيل الزواج، دون التقاعس وانتظار الغربيين ليأتوا بالملاهي ويقيموا مراكز الفساد. فنحن ملزمون بالإمساك بطرف الحبل والبدء بالعمل علي أسرع وجه. فلا ندع الآخرين من غربيين ووهابيين يستلمون زمام المبادرة، لاسيما وأن بعض التقارير تذكر أنّ الوهابيين بصدد إعداد الخطط والبرامج لمستقبل العراق، وغزو العقل العراقي من نافذة الحرمان والفقر الذي أسّست له الديكتاتورية العفلقية، فعلينا أن لا نسمح بنشاطاتنا وأداء مسؤولياتنا الجسام لهؤلاء بأن يصنعوا بالعراق خلافاً لما يريد الله تعالي والإسلام وأهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم.. الأمر الذي يتطلّب منا التحرّك والعمل الفوري والواعي، لأن البيوت بيوتنا، والأرض أرضنا، والأهل أهلنا.

المرأة المسلمة

* لكي تتوفق المرأة عليها أن تلتزم بطاعة الله عزوجل، واغتنام الفرص، فكل امرأة يمكن أن تصنع لنفسها تاريخاً مشرقاً إن التزمت بالسير علي خطي أهل البيت عليهم السلام والعمل بما يُرضي الله عزوجل، والإخلاص والجد والاجتهاد في العمل.

* إن الصديقة الزهراء سلام الله عليها أسمي نموذج يمكن أن تقتدي به المرأة في سائر شؤونها الحياتية.

* يلزم علي كل مؤمنة أن تُسعد فاطمة في الحسين صلوات الله وسلامه عليهما، وذلك بأن تقوم بتعبئة وهداية وإرشاد وتوجيه الفتيات من الجيل الجديد.

* وظيفتك أيتها المرأة ثقيلة جداً، فعليك الالتزام بالموازين الشرعية في الحياة وأن تعرفي دين الله سبحانه، وأن تبلّغي ذلك للآخرين، وذلك بالبيان والإفصاح وردّ الشبهات، عبر عقد الجلسات وإدارتها علي نحو جيّد، حتّي

تتحقق إمكانية أداء الواجب بصورة أفضل.

العراق بلد أهل البيت عليهم السلام

* العراق بلد أمير المؤمنين والإمام الحسين ?وهو مقبل علي مستقبل مشرق لهذا الشعب المظلوم والمجاهد الصابر. فيلزم علي جميع قطاعات الشعب العراقي الكريم التكاتف في سبيل استتباب الأمن الكامل والشامل الذي هو من أهمّ المقدّمات لبناء العراق علي شتي الأصعدة بالشكل المطلوب، والاهتمام بالحوزات العلمية والجامعات الأكاديمية، التي تشكل القاعدة المهمّة لثقافة الأمّة.

* إنّني يملأني التفاؤل بمستقبل مشرق للعراق والعراقيين، كما لي الشوق الكثير لزيارة العتبات المقدسة ومجاورة أئمة الهدي صلوات الله وسلامه عليهم في العراق.

* المشكلات الموجودة اليوم مثلها مثل الأوساخ والأتربة المتراكمة في بيت مهمل، إذ لابدّ من توقّع تصاعد الغبار لدي كنسها وإزالتها، فهذه المشاكل والأزمات موجودة لبلد كالعراق عاش عقوداً مظلمة وصعبة قليلة النظير، إن لم نقل عديمة النظير في التاريخ، أو في تاريخ العراق علي الأقلّ. فالأمر بحاجة إلي صبر وحنكة ووعي ومضي فترة، لكي ينعم الجميع إن شاء الله تعالي بأنواع النعم في جوار أهل البيت سلام الله عليهم وإنني متفائل بذلك للغاية.

* بعد الإتصاف بالإيمان والتقوي، يكون من الضروري بذل المساعي الحثيثة لإقامة حكومة «الأكثرية العادلة» وفق قانون مستمدّ من القرآن الكريم والسنّة المطهرة المروية عن النبي صلي الله عليه و اله وأهل بيته الطاهرين عليهم السلام.

* إنّ الكتل والأحزاب والهيئات الموجودة اليوم، يجب أن توظّف في عملية البناء لا عملية الهدم، كما رأينا ذلك في ظلّ حكومة رسول الله وأمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليهما وآلهما.

* اليوم؛ حيث ولّت صفحة سوداء من الطغيان والتجبّر، لابدّ لنا كشعب أصيل أن نعي الواقع ونتحسس ثقل المسؤولية الملقاة علي عواتقنا، فيأخذ بعضنا بأيدي بعض، ونقوم بكلّ ما من شأنه تحسين الأوضاع السياسية والثقافية

والاقتصادية، لتلافي ما تعرضنا له من دمار شامل علي أيدي الظالمين ولنفوّت الفرصة علي أعدائنا الطامعين في ابتزاز لقمة عيشنا ووحدة كلمتنا وصحيح عقائدنا … وكذلك لنلحق بركب الأمم التي سبقتنا نحو التقدّم بأشواط طويلة.

دور العشائر

* يقف العراقيون اليوم أمام امتحان صعب ومصيري للغاية، وذلك في ظل أجواء التغيير والحرية التي أعقبت سقوط طاغية بغداد بعد عقود من ممارسة أنواع الظلم والاضطهاد. وفي ذلك لابدّ من القول بأنّ زعماء العشائر العراقية الطيّبة يمثّل كلّ واحد منهم وارثاً لسلسلة من المشايخ والزعماء التاريخيّين. فهؤلاء يرثون عن أسلافهم الإيمان بالله تعالي والخدمة لأهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم. كما أنهم يرثون أو ينبغي أن يرثوا الهمّة في لملمة الشباب والأخذ بأيديهم في السير علي طريق الحقّ وعدم الانجرار إلي طرق الباطل.

وحدة الكلمة

* إنّ حصول الاختلاف أمرٌ طبيعيٌ بين البشر، فإن من الممكن حدوث الاختلاف حتي بين الأخوين التوأمين، حيث يختلف تفكير هذا عن ذاك.. وأمّا في المسائل الاجتماعية، فالخلافات قد تشتدّ وخاصةً في هذه المرحلة وهي تسبّب ضرر الجميع. قال الله تبارك وتعالي: ولا تنازعوا فتفشلوا فاللازم بالإيمان والوعي لمصلحة البلاد والعباد بذل الجهود لتحويل الخلاف والاختلاف إلي الوئام والائتلاف. لاسيما في هذه المرحلة.

المسؤولية عامة

* لا يتصور أحد أننا عاجزون عن فعل شيء حيال مستقبل العراق، فإنّه رغم أن أولئك الغربيين وأتباعهم لديهم إمكانات وأموال هائلة، إلا أننا لدينا شيء يفتقدونه، وهو أهل البيت سلام الله عليهم. وعلينا أن نفعل ما نترجم به مسؤوليتنا، بغضّ النظر عن هذا التآمر الثقافي والديني.. فكيف والحال أن الغرب بصدد تنفيذ مشروعهم التخريبي.. إذ يجنّدون مختلف أصناف خبرائهم الاقتصاديين والسياسيين والاجتماعيين والنفسيين وغيرهم للعمل في العراق.

* عراق اليوم والمستقبل يحتاج إلي الملايين من الكتب والمجلات الدينية، وإلي من المدارس والحوزات العلمية، وإلي الخطباء والمربّين، كما هي حاجة العراق إلي ألوف المستشفيات والمراكز الصحية والاجتماعية والتعليمية والتثقيفية وغير ذلك.. وهذا يُلزمنا ويدفعنا إلي الإمساك بزمام المبادرة، والعمل بالمستوي من المسؤولية إزاء أسرنا وأبنائنا، لضمان مستقبل العراق.

* من الضروري أن يفكّر كل منا في أنه ماذا يستطيع أن يفعل بشأن مستقبل العراق.. ولهذا الغرض أقترح إنشاء مجالس بغية دراسة الأوضاع، لتتولّد منها لجان ونحوها ذات مهامّ وتخصصات مختلفة، بحيث تغطّي احتياجات هذا الشعب.. بكلّ شرائحه ومدنه.. فلا يتكاسل طرف ما في عمله تحت مبرّر وجود جهات أخري قد تقوم أو قامت بتأسيس مراكز ولجان مشابهة، أو كون الآخرين قد يقومون بهذا العمل أو ذاك، لأنه مهما خطّطنا وهيّأنا لمستقبل العراق، فهو لاشك

أقلّ من الحاجة.

السياسيون

* علي السياسيين الترفع عن النزاع علي المناصب وتقديم مصلحة الجماهير المؤمنة علي كل شيء.

* من الضروري الاهتمام بانتخاب الأفراد الصالحين الذين يكون همّهم الإسلام وخدمة العراق مركز أهل البيت عليهم السلام، والله عزّوجلّ ينصر من ينصره وهو القائل: ولينصرنّ الله من ينصره.

العمليات الإرهابية

* إن العمليات الإرهابية التي ترتكبها الجماعات التكفيرية وفلول البعث، إنما هي امتداد للطريقة الأموية وفكر الخوارج الذي لايمت للإسلام بصلة. و إن من أهداف الإرهابيين إضافة إلي الحقد الدفين تجاه أهل البيت عليهم السلام وأتباعهم المظلومين هو الوصول إلي مكاسب سياسية ظالمة، ومما ساهم في تماديهم في غيّهم هو تنازل بعض الجهات السياسية لهم كسباً لرضاهم، مما أطمعهم في المزيد من المظالم للوصول إلي مكاسب أخري. ولا يمكن ردعهم إلاّ إذا شعروا أن الإرهاب لا يزيدهم إلا خساراً، وأنه لا يمكن استخدام الإرهاب كوسيلة للوصول إلي مكاسب سياسية، كما أن من اللازم تجفيف بؤر الإرهاب الفكرية حتي لانشاهد في المستقبل خوارج جدد مضللين مغسولي الأدمغة من الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صُنعاً. كما يلزم تقديم داعمي الإرهاب إلي القضاء العادل النزيه أياً كانت مسئولياتهم لدحر ظاهرة الإرهاب السياسي والسياسي الإرهابي. وهكذا يجب الضغط علي الدول والجماعات التي تدعم الإرهابيين بالمال والسلاح والإعلام، للكف عن ذلك. ويلزم أيضا مطالبة الجهات المسؤولة بالتصدي الحازم للإرهابيين وعدم التنازل لهم حتي يرتدعوا عن أمثال هذه الجرائم.

فاجعة سامراء المقدسة

* إن الجريمة النكراء بتفجير حرم الإمام علي الهادي والإمام الحسن العسكري عليهما السلام، وتخريب القبة النوراء والضريح المقدّس، إنّما هي استمرار لمحاولات النواصب بهتك حرمة رسول الله صلي الله عليه و اله ويجب التسريع في إعمار الحرم الشريف، وبأفضل الصور الممكنة، ومحاسبة الجهات

التي قصّرت في حفظ أمنه، وتطبيق قانون رعاية العتبات المقدّسة.

* إن قوي الشر قد تحاول استثمار هذه الجريمة لتأجيح الصراع الطائفي وإشعال فتيل الحرب الداخلية، وعلي الجميع التيقظ والحذر والالتزام بتوجيهات المرجعية الدينية والعمل حسب الضوابط الشرعية.

* علي الحكومة العراقية تطهير سامراء المشرفة والطرق المؤدية إليها من الإرهابيين، وتخصيص الميزانية الكافية لإعمار تلك المشاهد المشرفة. وعلي مجلس النواب إصدار تشريع ملزم للحكومة بالبدء بالإعمار فوراً.

* علي أهل العلم الكرام القيام بوظيفتهم في توجيه الجماهير إلي واجباتهم الدينية تجاه أهل البيت عليهم السلام والضغط علي المسؤولين للتسريع في إعمار حرم العسكريين ?.

* علي الإعلاميين الجهر بظلامة أهل البيت عليهم السلام وإيجاد رأي عام إسلامي وعالمي للدفاع عنهم عليهم السلام وإعادة الإعمار.

* علي الجميع عبر ما يملكون من مواهب وقدرات نصرة أهل البيت عليهم السلام فالمثقف بثقافته، والفنان بفنّه، والكاتب بقلمه، والخطيب بلسانه، والثري بماله، ووسائل الإعلام بإعلامها، والسياسي بمنصبه، والدبلوماسي بعلاقاته، والحقوقي عبر منظمات حقوق الإنسان والدفاع عن حرية المعتقد، والمعمار عبر مؤسسات حفظ التراث، والجماهير بالمظاهرات والإعتصامات والبرقيات ونحوها، فالجميع يطالب ببناء مرقدي الإمامين العسكريين ?وكذا مراقد أئمة البقيع عليهم السلام.

* علي الجميع إقامة المجالس والندوات والمؤتمرات حول فاجعة سامراء العظيمة. كما يلزم الضغط علي الحكومات والمنظمات العالمية كالأمم المتحدة واليونسكو وغيرها لتتحرك في هذا الإتجاه، فإنه ما ضاع حق وراءه مطالب.

* علي الأقلية المذهبية في العراق أن تتصرف بالحكمة التي أمر الله تعالي بها وأن لا تقع ضحية لسياسات بعض من لا يفكرون إلا بكراسيهم، وهم مستعدون لترك من انخدع بهم يحترقون في النار التي أشعلوها جراء بقائهم علي عروشهم.

* ليعلم الجميع بأن التاريخ شاهد علي أن النواصب وأعداء الإسلام لم يألوا جهداً في

إطفاء نور الله تعالي بإطفاء نور أوليائه عليهم السلام، وقد قاموا بكل ما استطاعوا من إجرام في سبيل ذلك، فقد هدموا قبر الإمام الحسين عليه السلام مرات متعددة، وكذلك هدموا أكثر من مرة قبور أئمة البقيع عليهم السلام، وأحرقوا حرم الإمامين الكاظمين ?، وقصفوا قبة الإمام الرضا عليه السلام وقبة أبي الفضل العباس عليه السلام، وكذلك أحرقوا ضريح العسكريين ? من قبل، كما أحرقوا دار الإمام الصادق عليه السلام وخيام الإمام الحسين عليه السلام، وفجروا زوارهم ومثّلوا بهم، في قضايا يندي لها جبين الإنسانية، ولكن يَأْبَي اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ سورة

التوبة: 32، فنشاهد أن نور الله تعالي وطريقة أوليائه أهل البيت عليهم السلام لا تزداد إلا علواً وارتفاعاً وانتشاراً.

ابتهال ودعاء

إنني إذ أسأل الله القريب المجيب ببركة الإمام الحسين سلام الله عليه أن يأذن لكي تنتهي عاجلاً سريعاً ذيول هذه المظالم الموجّهة إلي السائرين في خط الإمام الحسين عليه السلام والماضين علي خطاه في كل مكان، وخاصة في العراق الجريح والأبيّ والصبور.

وأبتهل إليه تعالي أن يمنّ علي العالم كلّه بتعجيل ظهور ولده ووليّ دمه والثائر من أجله، مولانا بقيّة الله تعالي من العترة الطاهرة الإمام المهدي الموعود أرواحنا فداه وصلوات الله عليه وأن يجمع كلمة المؤمنين علي الصلاح والسعادة وما توفيقي إلاّ بالله عليه توكلت وإليه أنيب.

صادق الشيرازي

زيارة الإمام الحسين عليه السلام في يوم الأربعين

اَلسَّلامُ عَلي وَلِيِّ اللهِ وَحَبيبِهِ، اَلسَّلامُ عَلي خَليلِ اللهِ وَنَجيبِهِ، اَلسَّلامُ عَلي صَفِيِّ اللهِ وَابْنِ صَفِيِّهِ، اَلسَّلامُ عَلي الْحُسَيْنِ الْمَظْلُومِ الشَّهيدِ، اَلسَّلامُ علي أسيرِ الْكُرُباتِ وَقَتيلِ الْعَبَراتِ، اَللّهُمَّ إنّي اَشْهَدُ أنَّهُ وَلِيُّكَ وَابْنُ وَلِيِّكَ، وَصَفِيُّكَ وَابْنُ صَفِيِّكَ، الْفائِزُ بِكَرامَتِكَ، أكْرَمْتَهُ بِالشَّهادَةِ وَحَبَوْتَهُ بِالسَّعادَةِ، وَاَجْتَبَيْتَهُ بِطيبِ الْوِلادَةِ، وَجَعَلْتَهُ سَيِّداً

مِنَ السادَةِ، وَقائِداً مِنَ الْقادَةِ، وَذائِداً مِنْ الْذادَةِ، وَأعْطَيْتَهُ مَواريثَ الأنْبِياءِ، وَجَعَلْتَهُ حُجَّةً عَلي خَلْقِكَ مِنَ الأَوْصِياءِ، فَاَعْذَرَ فيِ الدُّعاءِ وَمَنَحَ النُّصْحَ، وَبَذَلَ مُهْجَتَهُ فيكَ لِيَسْتَنْقِذَ عِبادَكَ مِنَ الْجَهالَةِ وَحَيْرَةِ الضَّلالَةِ، وَقَدْ تَوازَرَ عَلَيْهِ مَنْ غَرَّتْهُ الدُّنْيا، وَباعَ حَظَّهُ بِالأرْذَلِ الأدْني، وَشَري آخِرَتَهُ بِالَّثمَنِ الأَوْكَسِ، وَتَغَطْرَسَ وَتَرَدّي فِي هَواهُ، وَأسْخَطَكَ وَأسْخَطَ نَبِيَّكَ، وَأطاعَ مِنْ عِبادِكَ أهْلَ الشِّقاقِ وَالنِّفاقِ وَحَمَلَةَ الأَوْزارِ الْمُسْتَوْجِبينَ النّارَ، فَجاهَدَهُمْ فيكَ صابِراً مُحْتَسِباً حَتّي سُفِكَ فِي طاعَتِكَ دَمُهُ، وَاسْتُبيحَ حَريمُهُ، اَللّهُمَّ فَالْعَنْهُمْ لَعْناً وَبيلاً وَعَذِّبْهُمْ عَذاباً أليماً، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ رَسُولِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ سَيِّدِ الأَوْصِياءِ، أشْهَدُ اَنَّكَ أمينُ اللهِ وَابْنُ أمينِهِ، عِشْتَ سَعيداً وَمَضَيْتَ حَميداً وَمُتَّ فَقيداً مَظْلُوماً شَهيداً، وَاَشْهَدُ أنَّ اللهَ مُنْجِزٌ ما وَعَدَكَ، وَمُهْلِكٌ مَنْ خَذَلَكَ، وَمُعَذِّبٌ مَنْ قَتَلَكَ، وَاَشْهَدُ أنَّكَ وَفَيْتَ بِعَهْدِ اللهِ وَجاهَدْتَ فِي سَبيلِهِ حَتّي أتاكَ الْيَقينُ، فَلَعَنَ اللهُ مَنْ قَتَلَكَ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ ظَلَمَكَ، وَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً سَمِعَتْ بِذلِكَ فَرَضِيَتْ بِهِ، اَللّهُمَّ إنّي أشْهِدُكَ أنّي وَلِيٌّ لِمَنْ والاهُ، وَعَدُوٌّ لِمَنْ عاداهُ، بِاَبي أنْتَ وَأمّي يَا بْنَ رَسُولِ اللهِ، أشْهَدُ أنَّكَ كُنْتَ نُوراً فيِ الأَصْلابِ الشّامِخَةِ وَالأَْرْحامِ الْمُطَهَّرَةِ، لَمْ تُنَجِّسْكَ الْجاهِلِيَّةُ بِأنْجاسِها وَلَمْ تُلْبِسْكَ الْمُدْلَهِمّاتُ مِنْ ثِيابِها، وَاَشْهَدُ اَنَّكَ مِنْ دَعائِمِ الدّينِ وَأرْكانِ الْمُسْلِمينَ وَمَعْقِلِ الْمُؤْمِنينَ، وَاَشْهَدُ اَنَّكَ الإِمامُ الْبَرُّ التَّقِيُّ، الرَّضِيُّ الزَّكِيُّ، الْهادِي الْمَهْدِيُّ، وَاَشْهَدُ أنَّ الاَْئِمَّةَ مِنْ وُلْدِكَ كَلِمَةُ التَّقْوي وَاَعْلامُ الْهُدي وَالْعُرْوَةُ الْوُثْقي، وَالْحُجَّةُ علي اَهْلِ الدُّنْيا، وَاَشْهَدُ اَنّي بِكُمْ مُؤْمِنٌ وَبِاِيابِكُمْ، مُوقِنٌ بِشَرايِعِ ديني وَخَواتيمِ عَمَلي، وَقَلْبي لِقَلْبِكُمْ سِلْمٌ، وَاَمْري لاَِمْرِكُمْ مُتَّبِعٌ، وَنُصْرَتي لَكُمْ مُعَدَّةٌ، حَتّي يَأذَنَ اللهُ لَكُمْ، فَمَعَكُمْ مَعَكُمْ لا مَعَ عَدُوِّكُمْ، صَلَواتُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَعلي اَرْواحِكُمْ وَاَجْسادِكُمْ وَشاهِدِكُمْ وَغائِبِكُمْ وَظاهِرِكُمْ وَباطِنِكُمْ، آمينَ رَبَّ الْعالِمينَ. ثم تصلي

ركعتين وتدعو بما أحببت وترجع.

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.