الحدود

اشارة

سرشناسه : ابن‌سينا، حسين‌بن عبدالله، ق‌۴۲۸ - ۳۷۰
عنوان و نام پديدآور : ... الحدود / ابن‌سينا؛ حققه و ترجمه و علقت عليه امليه ماريه جواشون
مشخصات نشر : القاهره.
مشخصات ظاهري : ،۴۹IX, 62 ص
فروست : (ذكري ابن‌سينا۶)
وضعيت فهرست نويسي : فهرستنويسي قبلي
يادداشت : عربي
يادداشت : ص. ع. به‌فرانسه:Lirre des Definitions.
شماره كتابشناسي ملي : ۱۹۸۹۰۰

[مقدمة المحقق]

(4) الحدود لابن سينا اعتمدنا في نشرة هذا النص، علي:
1- مخطوط صدّيقي (ص) من الورقة 23 أ الي الورقة 27 ب و هي الرسالة السادسة في تسلسل المخطوط.
2- مط. هندية، لرسالة في الحدود، ضمن: «تسع رسائل في الحكمة و الطبيعيات» لابن سينا، القاهرة 1326/ 1908 «1»، ص 72- 102؛ و رمزنا لها بالحرف (ه).
3- نشرة غواشون nohcioG. M-. A، لكتاب الحدود لابن سينا، القاهرة 1963 «2»، ص 1- 45؛ و رمزنا لها بالحرف (غ).
ان نشرتنا لنص ابن سينا، هنا، لا تعني ان جهود المرحومة غواشون لم تثمر في اعداد قراءة نقدية لاصل الرسالة؛ لكنها تصحح قراءات كثيرة بالاستناد الي مخطوط (ص) الذي يكتسب قيمة قدمه بعامة بالموازنة مع مخطوطات الرسالة «3»، و قراءته علي فخر الدين الرازي «4»؛ و هو افضل المتقدمين من
__________________________________________________
(1) طبعت قبل ذلك في القسطنطينية، مط. الجوائب 1298/ 1881؛ و طبعة هندية منقولة عن ط. الجوائب بلا ريب. لكن قنواتي، الذي عثر علي المخطوط رقم 868 في مكتبة كوبريلي، باسطنبول، يري انه اصل طبعة الجوائب هذه [انظر: قنواتي، جورج شحاته، مؤلفات ابن سينا، القاهرة 1950، ص 325 س 5- 8]؛ و من المدهش انه يشير الي طبعة اخري في الهند، سنة 1318 ه [ايضا، ص 325 س 3]، و هذا كلام غير موثق (!) صحيحه 1278.
(2) مع ترجمة فرنسية؛ انظر:
1963 eriaC eL ,[ eriaC ud eigoloehcrA'd siacnarF tutitsnl 'd snoitacilbuP :iV -ennecivA lair -omeM ],snoitinifed sed ervil ennecivA ,.M -.A ,nohcioG
(3) قارن: قنواتي، مؤلفات ابن سينا، ص 21- 23؛ فأقدم المخطوطات هي تلك المؤرخة في 577 ه [ايضا، ص 23 س 13]، المحفوظة في يلديز خصوصي، برقم 186 (2).
(4) راجع وصفنا للمخطوط (ص)، فيما بعد، ص 132- 133.
الحدود، ص: 57
المتخصصين في فلسفة ابن سينا «5»، كما هو معروف؛ فلا تصح، بعد هذا، مسألة ترجيح غواشون «6» لقراءة العنوان تبعا لابن ابي اصيبعة «7»؛ لان الرازي هنا اوثق من هذا الاخير؛ مما يؤيد ورود (الحدود) عنوانا مجردا عند القفطي «8».
و قيمة رسالة الحدود لابن سينا، انها تكشف عن نظرية متكاملة في الحدود؛ و تدخل ضمن جهوده المنطقية بعامة، و هي كثيرة «9». لكن ريشر rehcseR «10»، و ربما متابعة منه لفهرسة قنواتي «11»، لم يعدّ رسالة الحدود من مصنفات ابن سينا المنطقية؛ مع انه يذكر ترجمة غواشون الفرنسية للرسالة (سنة 1933)، كما يذكر دراستها عن التعريف عند ابن سينا (سنة 1951) و الذي يصحح هذا الاتجاه، ما نقرؤه في مقدمة الرسالة؛ يقول ابن سينا «12».
«... فأما الحدود الحقيقية، فان الواجب فيها بحسب ما عرفناه من صناعة المنطق، ان تكون دالة علي ماهية الشي‌ء، و هو كمال وجوده الذاتي، حتي لا يشذ من المحمولات الذاتية شي‌ء الا و هو مضمّن فيه، اما بالفعل و اما بالقوة. و الذي بالقوة ان يكون كل واحد من الالفاظ المفردة التي فيها اذا تحصلت و حللت الي اجزاء حدّه؛ و كذلك فعل بأجزاء حدّه، انحل آخر الامر
__________________________________________________
(5) انظر:
184 .p ,cigoL cibarA fo tnempoleveD ehT ,.N ,rehcseR
، و قارن، ايضا، بخصوص موقفه من منطق ابن سينا،. 58- 57. pp,. dibI.
(6) IV- V. pp,. tic. po, nohcioG.
(7) انظر: ابن ابي اصيبعة، عيون الانباء، ط. مللر relluM، القاهرة- كوتنكن 1884، 2/ 19 س 12.
(8) انظر: القفطي، اخبار العلماء باخبار الحكماء، القاهرة 1908، ص 272 س 6 من اسفل.
(9) قارن: قنواتي مؤلفات ابن سينا، ص 101- 116؛ و- 151- 149. pp,. tic. po, rehcseR.
(10) 152. 151. pp,. dibI
(11) مؤلفات ابن سينا، ص 21 برقم 9؛ [ضمن الفلسفة العامة]، ص 2.
(12) راجع نص الرسالة بعد، ص 232- 233؛ و قارن: مط. هندية، ص 73؛ و نشرة غواشون، ص 3- 4.
الحدود، ص: 58
الي اجزاء ليس غيرها ذاتيا. فان الحد، اذا كان كذلك، كان مساويا للمحدود بالحقيقة، اذا كان مساويا له في المعني كما هو مساو له في العموم ...».
اقول: ان هذا الذي يقوله ابن سينا في هذا الموضع، سيكون تأثيره عميقا في عمل الغزالي، علي ما سنري فيما بعد «13»؛ و هو خلاصة دقيقة لما يقوله في منطق النجاة «14»، و الشفاء «15»؛ بحاجة الي دراسة معمقة للبحث عن تطور المصطلح الفلسفي في اعمال ابن سينا بالذات؛ كما ستفعل غواشون nohcioG. M-. A في دراستها المعجمية عن ابن سينا علي ما سنري.
ان البحث في نظرية التعريف عند ابن سينا تنبه اليه فيدمان nnamedeiW. E في مقال له عن التعريفات عند ابن سينا، نشره سنة 1918- 1919 «16»؛ فكشف فيه عن امكانية ان يلقي مزيد من الضوء علي «رسالة الحدود» التي لم تلبث الفرصة ان تسنّت لباحثة فرنسية، ترجمت الرسالة الي الفرنسية مع مقدمة و تعليقات سنة 1933 «17»؛ تلك هي المرحومة غواشون التي قررت مصير ابحاثها الاكاديمية منذ ذلك الحين ان تكون في ابن سينا عامة، و لغته الفلسفية بوجه خاص «18». و اهم اعمالها من هذه الناحية، معجم للغة
__________________________________________________
(13) انظر ما سنقوله عن كتاب الحدود للغزالي، بعد.
(14) انظر: ابن سينا، النجاة، ط. محيي الدين صبري الكردي، القاهرة 1357/ 1938، ص 76- 78.
(15) قارن: ابن سينا، [البرهان [من الشفاء]، تحقيق عبد الرحمن بدوي، القاهرة 1954، المقالة الرابعة من الفن الخامس؛ و ابن سينا، الجدل [من الشفاء]، تحقيق احمد فؤاد الأهواني، القاهرة 1385/ 1965، الفصل الثاني من المقالة الخامسة.
(16) انظر:
429 .pp ,( 1919 -1918 )1 L -L ,negnalrE ni tateizoS nehcsinizidem -ehcsilakisyhp red ethcirebs gnuztiS :ni :aniS nbl hcan nenoitinifeD eiD ,.E ,nnamedeiW
. (17) انظر:
1933 siraP ,[ soicalaP nisA .M ed ecaferp ;seton te noitcudarT ]snoitinifed sed ertipe nos ,ennecivA a noitcudortnI ,.M -.A ,nohcioG
. (18) انظر: قنواتي، مؤلفات ابن سينا، ص 340؛ و قارن: 154, 152 151. pp,. tic. po, rehcseR؛ كذلك تراجع ابحاثها في
???.pII ,.lppus ;52 .p ,I ,.lppus ;159 .p ,sucimalsi xednI nosraeP
الحدود، ص: 59
الفلسفية عند ابن سينا، نشرته سنة 1938 «19»؛ و الفاظ مقارنة بين ارسطوطاليس و ابن سينا، نشرته سنة 1939 «20». و اخيرا، نشرتها للنص العربي لرسالة الحدود، مع ترجمة فرنسية منقحة (لتلك التي سبق ان نشرتها سنة 1933)، و طبعتها ادارة المعهد العلمي الفرنسي للآثار الشرقية بالقاهرة، سنة 1963 «21».
ان عناية من هذا النوع الفريد بلغة ابن سينا، من خلال مؤلفاته الفلسفية، او بوجه خاص رسالة الحدود، و الكشف عن مفاهيم الالفاظ التي اورد ابن سينا مساردها في الرسالة، انما تفردت بها الاستاذة غواشون حتي وفاتها؛ و لن يظهر بديل لها في المستقبل القريب في دوائر الاستشراق و بخاصة دوائر السوربون القديم. و مهما قيل في حقها من قبل الباحثين «22»، فإن فهرستها للمصطلحات التي تعامل بها ابن سينا في مؤلفاته علي نحو من التفصيل ضيعت عليها فرصة انها في الاساس كانت منطلقة في ذلك من حدوده في الرسالة التي نعني بنشرها هنا، بالاستناد الي قراءة اقدم مخطوط لرسائل الحدود كافة. و لعل هذا وحده هو الذي جوز لنا ان نعيد قراءة غواشون، لا التحذلق علي حسابها، او حساب ابحاثها الممتازة.
و جوهر ما تراه غواشون في قيمة اللغة الفلسفية عند ابن سينا، بعد استقرار المصطلحات الفلسفية، مقارنة بلغة ارسطوطاليس، ان معجمية ابن سينا
__________________________________________________
(19)
8391 siraP ,anis nbI'd euqihposalihP eugnaL al ed euqixeL ,.M -.A ,nohcioG
. (20)
9391 siraP ,anis nbI'd te etotsirA'd serapmoc serialubacoV ,.M .A ,nohcioG
. (21) انظر: ابن سينا، كتاب الحدود، حققته و ترجمته و علقت عليه امليه مارية جواشون، [منشورات المعهد العلمي الفرنسي للآثار الشرقية]، القاهرة 1963.
(22) قارن في ذلك مراجعة سارتون:
623 -923 .pp ,( 1491 )xxx ,sisI :ni ;scisyhpatem nainnecivA no seidutS s'nohcioG .ellM ,.G ,notraS
مع مراجعة و ولفسون:
92 -83 .pp ,( 1491 )lxxx ,dlroW milsuM :ni .;yhposolihP s'annecivA no skooB eerhT s'nohcioG ,.A .H ,nosfloW
. الحدود، ص: 60
اوسع في مؤداها من نظائرها عند ارسطوطاليس. و في هذا المجال، تقول: «23» «و قد سمح غني النصوص الفعلية للغة العربية في هذا النحو بقيام تحديدات كثيرة للمعجمية اليونانية. و لا شك انني كونت هذه الفكرة بعد ان درست معجمية ارسطو. و من المؤكد ان الشراح و الفلاسفة المتأخرين عنه قد اضافوا زيادات عرفها المترجمون العرب، اي استعملوها. و علي هذا، فان من المدهش حقا ان نجد عند ما ننظم سلسلة الكلمات الفنية لارسطو و ابن سينا، ان ثلث التحديدات السينوية مفقودة عند ارسطو».
و من هذا النص ندرك التوسع الشديد الذي امتاز به عمل غواشون في قراءة لغة ابن سينا الفلسفية؛ لكن الذي يلفت النظر، هاهنا، ان قراءة المصطلح المنطقي جاءت مقتضبة «24»، غير وافية بطبيعة عملها الشامل. ان نظرية ابن سينا في الحدود ما زالت بحاجة، علي الرغم من كل الجهود التي بذلتها غواشون، الي ابحاث جديدة و عميقة بعد تيسير قراءة منطق الشفاء، الذي نشر الآن كاملا «25». و لقد فات غواشون، ان رسالة الحدود ما هي الا رسالة مقتضبة، قصد منها ابن سينا ان يعرف قارئها بالمصطلحات الاساسية، برأيه، بعد ان بسط الكيفية التي عالج بها الحدود و الرسوم. و معني هذا ان الرسالة تمثل، في احسن الاحوال، الحد الادني من المعرفة المطلوبة في تحديد المفاهيم التي يتعامل بها الفلاسفة. و من هنا، فدراسة نظرية التعريف (غير المعجمية) euqixeL التي ستظل هي الاتجاه المؤثر في الباحثين، علي نحو ما فعل
__________________________________________________
(23) انظر: جواشون [- غواشون]، أ. م.، فلسفة ابن سينا و اثرها في اوروبة خلال القرون الوسطي، ترجمة رمضان لاوند، بيروت 1950، ص 70. و قارن الاصل الفرنسي:
2 .hc ,4491 siraP ,elaveideM eporuE ne ecneulfnI nos te ennecivA'd eihposolihp aL .M -.A ,nohcioG
. (24) انظر:
:ni ;ennecivA'd euqigoI aI snad noitinifeD aI ed ecalp aL ,.M -.A ,nohcioG 59 -601 .pp ,1591 niuJ ,eriaC ud euveR aL
(25) ايساغوجي (القاهرة 1952)، المقولات (القاهرة 1959)، العبارة (القاهرة 1964)، القياس (القاهرة 1964)، البرهان (القاهرة 1954، 1956)، الجدل (القاهرة 1965)، السفسطة (القاهرة 1958)، الخطابة (القاهرة 1954)، الشعر (القاهرة 1966).
الحدود، ص: 61
الاستاذ محمود الخضيري «26» في معجمه العربي- اللاتيني لكتاب ما بعد الطبيعة من الشفاء؛ فقد تم ذلك بمعزل عن نظرية ابن سينا في الحدود.
لكن، من الضروري قبل تحديد نظرية ابن سينا في الحدود، كما ترد في هذه الرسالة، ان نعالج مسألة اسبقيتها في الزمان علي تأليف كتاب الشفاء و كتاب النجاة. و هذا الاخير هو ملخص كتاب الشفاء «27»، فقد تم تأليفه بعده «28»؛ كما ان تأليف الشفاء بدأ في اثناء اقامة ابن سينا في همدان «29»، التي اقام فيها بين سنتي 408/ 1017 و 414/ 1023 «30»؛ ثم اتمه في اصفهان «31»، باستكمال المنطق بعد الطبيعيات و الالهيات «32»؛ فألف كتاب النجاة «33».
و واضح من هذا الذي سقناه تاريخيا ان ابن سينا بدأ تأليفه الشفاء و سنّه حوالي الأربعين (ولد سنة 370/ 1037)؛ و قد بلغ من التعمق في الفلسفة ما اباح له تأليف كتاب الشفاء دون الرجوع الي مصادره الفلسفية «34» و هذا
__________________________________________________
(26)
:ni ;afihS ud euqisyhpateM aL ed nitaL -obara euqixeL ,-le .M ,iriedohK pp .903 -423 )9591 -1691( lV ,eriac ud selatneiro sedute'd eniacinimod tutitsnI'L ed segnaleM
. (27) انظر: قنواتي، مؤلفات ابن سينا، ص 87.
(28) يراجع: القفطي، اخبار الحكماء، ص 275 س 4- 6.
(29) ايضا، ص 273؛ و قارن: قنواتي، مؤلفات ابن سينا، المقدمة ص 20.
(30) يراجع: شيخ الارض، تيسير، ابن سينا، بيروت 1962، ص 16- 18؛ نصر، سيد حسين، ثلاثة حكماء مسلمين، ترجمة صلاح الصاوي- مراجعة ماجد فخري، بيروت 1971، ص 35- 35.
(31) انظر: القفطي، اخبار الحكماء، ص 274.
(32) قارن: البيهقي، ظهير الدين، تاريخ حكماء الإسلام، نشرة محمد كرد علي، دمشق 1365/ 1946، ص 63.
(33) القفطي، اخبار الحكماء، ص 275.
(34) انظر: الأهواني، احمد فؤاد، ابن سينا، [سلسلة: نوابغ الفكر العربي، 22]، القاهرة (بلا تاريخ)، ص 27.
الحدود، ص: 62
كله لا ينسجم مع ما نجده في مقدمة رسالة الحدود، حيث يقول «35»:
«فإنّ أصدقائي سألوني أن أملي عليهم حدود أشياء يطالبونني بتحديدها، فاستعفيت من ذلك؛ علما بأنه كالامر المتعذر علي البشر، سواء كان تحديدا او رسما. و ان المقدم علي هذا بجرأة و ثقة لحقيق ان يكون أتي من جهة الجهل بالمواضع التي منها تفسد الرسوم و الحدود. فلم يمنعهم ذلك؛ بل الحوا علي بمساعدتي اياهم، و زادوا اقتراحا آخر، و هو ان ادلهم علي مواضع الزلل التي في الحدود. و انا الآن مساعدهم علي ملتمسهم، و معترف بقصوري عن بلوغ الحق فيما يلتمسون مني و خصوصا علي الارتجال و البديهة؛ الا اني استعين بالله واهب العقل، فأضع ما يحضرني علي سبيل التذكير حتي اذا اتفق لبعض المشاركين صواب و اصلاح الحق به؛ أبتدئ قبل ذلك بالدلالة علي صعوبة هذه الصناعة؛ و بالله التوفيق ...».
ففي اقوال ابن سينا هذه، ندرك انه متهيب من معالجة الحدود؛ و يمكن ان اجمل النقاط التي تستحق المناقشة فيما يأتي:
1- ان اصدقاء ابن سينا، هؤلاء، من تلاميذه لانه يملي عليهم النصوص.
2- ان ابن سينا لم يعالج قبل ذلك الحدود؛ و الا لرأيناه يحيل هؤلاء التلاميذ الي ما سبق تدوينه.
3- ان النظر في الحدود، كما يري، موضوع متعذر علي البشر، في الحد و الرسم.
4- انه يتشكك، مع الثقة و الجرأة، ان لا يفي الموضوع حقه، و الا تفسد الحدود و الرسوم.
5- الحاح التلاميذ عليه، مرارا، بأن يعد لهم دليلا للاخطاء التي يمكن ان تكون في الحدود.
6- و بعد الاعتراف بالتقصير، لانه يرتجل و يعتمد البديهة، يؤلف الرسالة بناء علي ما يحضره بالتذكر.
7- اقراره بصعوبة التأليف في الحدود.
__________________________________________________
(35) انظر نص الرسالة، في نشرتنا، ص 231- 232.
الحدود، ص: 63
و من هذه النقاط، التفسيرية للنص، نفهم ان ابن سينا لم يؤلف كتاب الشفاء بعد؛ و الا كيف يمكن ان نتصور انه عالج موضوع الحدود علي هذه السعة في كتاب الشفاء «36»؛ و يتردد هنا في تأليف رسالة صغيرة يكشف فيها عن المبادي الاساسية للنظر في الحدود و الرسوم؟ و لو كانت هذه الرسالة، بعد الشفاء، لما ارتضينا ذلك منطقيا، لان الصحيح ان يكون تلاميذه ملمين بمحتوي الشفاء في موضوع الحدود؛ فلا يسألونه تفسيرا، و لا يطلبون منه ايضاحا، و لا يلحون عليه بطلب تأليف رسالة في ذلك.
و اذا كنا الآن علي ثقة من ان ابن سينا ألف الرسالة قبل الشفاء؛ فمتي كان ذلك؟ ان الاجابة علي مثل هذا السؤال ستفيدنا في فهم نقطتين رئيستين، هما:
1- ان لغة ابن سينا في الرسالة لا ترقي الي ما نجده في كتبه المتأخرة.
2- ان الرسالة، في الاساس، يعالج فيها ابن سينا موضوع الحد أول مرة.
ان استيضاح جملة من اخبار ابن سينا سيكشف جانبا مهما عن هاتين النقطتين. و اول هذه الاخبار انه رحل الي جرجان سنة 403/ 1017 «37»، فتعرف عليه ابو عبيد الجوزجاني «38»، و اصبح مريده و مرافقه مدة خمسة و عشرين عاما «39»؛ فقد بدأ مع زملاء له في تلقي العلم عن ابن سينا، لان ابن سينا باشر في هذه المدة بجرجان التعليم، و التصنيف «40». و كانت مؤلفاته كثيرة في هذه المدة «41»، منها كتاب «المختصر الاوسط في المنطق»، الذي لخص فيه مجمل القضايا المنطقية ببساطة متناهية؛ فأملي مادته علي ابي محمد
__________________________________________________
(36) قارن: ابن سينا، البرهان، نشرة بدوي، فن 5 م 4؛ و الجدل، نشرة الأهواني، م 5 ف 2.
(37) نصر، ثلاثة حكماء، ص 35.
(38) قارن القفطي، اخبار الحكماء، ص 272.
(39) ايضا، ص 275؛ و البيهقي يذكر انها مدة ثلاثين سنة، (انظر: تاريخ حكماء الإسلام، ص 64).
(40) انظر: القفطي، اخبار الحكماء، ص 272.
(41) انظر: قنواتي، مؤلفات ابن سينا، المقدمة ص 20.
الحدود، ص: 64
الشيرازي و غيره من التلاميذ بجرجان «42»؛ و منهم ابو عبيد الجوزجاني، الذي يذكر عنوان (الحدود) في فهرسته لمؤلفات ابن سينا «43»؛ فهل هؤلاء التلاميذ، الذين املي عليهم ابن سينا الكثير من مؤلفاته في مدة اقامته في هذه المدينة، يمكن افتراض انهم الذين سألوه ان يؤلف لهم رسالة في الحدود، فاستعفي، فألحوا، فاضطر لمساعدتهم، فألف الرسالة في موضوع الحدود أول مرة؟
ان ما نعرفه الآن من كون تأليف الشفاء بدأ في همدان، بعد سنة 408/ 1017؛ فانه من تحصيل الحاصل ان يكون تأليف رسالة الحدود قبل هذا التاريخ، و في جرجان فيما بين سنتي 403/ 1012 و 406/ 1014 «44»؛ فابن سينا في هذه المدة كان في بداية تأسيسه الفلسفي، من خلال التلاميذ و التدريس؛ و مضمون الرسالة ينسجم مع هذه الفترة، و عمر ابن سينا لا يتجاوز ثلاثا و ثلاثين سنة (سنة 403/ 1012)؛ و هي فترة سابقة علي الاعمال الضخمة الكبري، كالشفاء و النجاة و القانون، ... الخ. و لأن موضوع رسالة الحدود ضروري لمن يملي عليهم نص فلسفي او منطقي، في التدريس، كتبها ابن سينا سدا لحاجة واضحة.
و يقول ابن سينا، في موضوع آخر من رسالته «45»:
«... فهذه الاسباب، و ما يجري مجراها مما يطول به كلامنا، هاهنا، تؤيسنا من ان نكون مقتدرين علي توفية الحدود الحقيقية حقها الا في النادر من الامر. و اما في الحدود الناقصة، و الرسوم، فأسباب عجزنا و تقصيرنا فيها كثيرة ذكرت في (كتاب) طوبيقا، و ان لم تذكر بهذا الوجه ...».
و هذا النص يكشف بوضوح عن ان ابن سينا انما يتطرق الي موضوع
__________________________________________________
(42) القفطي، اخبار الحكماء، ص 272.
(43) ايضا، ص 272 س 6 من اسفل. و لقد حذف البيهقي هذا العنوان في الموضع المناظر من اقوال الجوزجاني، (انظر: البيهقي، تاريخ حكماء الإسلام، ص 59- 60).
(44) شيخ الارض، ابن سينا، ص 16.
(45) انظر نص الرسالة، في نشرتنا، بعد، ص. 235
الحدود، ص: 65
الحدود في التأليف أول مرة؛ و ما ذكره لكتاب «طوبيقا» هنا الا احالة الي ارسطوطاليس «46»؛ و الذي يؤيد رأينا هذا، ما سيقوله فيما بعد «47»، في حد الحد، بالاحالة الصريحة الي «ما ذكره الحكيم في كتاب طوبيقا» «48»؛ فيجب ان لا يفهم النص الأول علي انه اشارة الي كتاب الجدل، من منطق الشفاء «49»، بأي حال من الاحوال، بعد ان تأكدت لدينا اسبقية رسالة الحدود في الزمان.
و يبقي موضوع اسلوب الرسالة؛ و هل يدل علي انها كتبت قبل الشفاء؟
اقول: نعم؛ لان اسلوب ابن سينا ليس واحدا في كل مؤلفاته الفلسفية، «فقد كان في آثاره المبكرة صعبا، تعوزه السلاسة الي حد ما» «50»؛ و من هنا نجد «ان كتبه الاولي اقل وضوحا من كتبه المتأخرة» «51». و سبب ذلك بين مما نعرفه عنه بأنه درس الادب العربي في ما بعد سنة 414/ 1023، و عمره ناهز الخامسة و الأربعين؛ و كان هذا سببا في انه «هذب اسلوبه و اتقنه. و تشهد الكتب التي الفت في الفترة الاخيرة من حياته، و خاصة الاشارات و التنبيهات، علي ذلك التطور» «52». و قبل ذلك، نلاحظ علي مؤلفاته انها اتسمت، علي العموم، بالجودة في الرسائل الصغيرة قياسا بالكتب المطولة؛ فنحن هكذا نجد دائما ان «كتبه التي وضعها في اواخر حياته اجود من الكتب
__________________________________________________
(46) انظر: منطق ارسطو، تحقيق عبد الرحمن بدوي، بيروت 1980، ج 2 ص 647- 695؛ ج 3، ص 711- 725.
(47) انظر نص الرسالة في نشرتنا، بعد، ص 239.
(48) قارن: منطق ارسطو، 2/ 647.
(49) لا يستعمل ابن سينا (طوبيقا) للدلالة علي الجدل؛ بل انه لا يستعمل العنوانات المعرّبة كما فعل سابقوه، ما عدا (الايساغوجي و السفسطة) انظر: قنواتي، مؤلفات ابن سينا، ص 30، 31، 33، 34، 37، 39، [و تصحح هنا الجدول علي الجدل]، 41، 43؛ الخ،
(50) انظر: نصر، ثلاثة حكماء، ص 37.
(51) انظر: شيخ الارض، ابن سينا، ص 179.
(52) انظر: نصر، ثلاثة حكماء، ص 37.
الحدود، ص: 66
التي وضعها في اوائلها، و الرسائل القصيرة اجود عادة من كتبه الطويلة» «53».
و لايضاح هذه المسألة، نلاحظ ان كتاب الاشارات و التنبيهات يتفوق علي كل مؤلفات ابن سينا في الاسلوب، لانه من كتبه المتأخرة؛ و ان كتاب النجاة ذو اسلوب اجود من كتاب الشفاء «54»، لانه كتب بعد، و كلاهما افضل من كتبه المبكرة؛ هذا الي جانب مسألة اخري، هي ان مؤلفاته الاولي اتسمت بالغموض «55»، لانه لم يكن بعد قد كون لغته الفلسفية الواضحة. و معني كل هذا ان رسالة الحدود مكتوبة باسلوب ابن سينا السابق علي كتبه المطولة، كالشفاء؛ فان الايجاز الدقيق الذي نجده في المقدمة يوضح انها لا تتصف بهذا الاسلوب المتداخل المعقد في الشفاء، و لا بهذا الاسلوب المنبسط الواضح في الاشارات و التنبيهات. و كأن ابن سينا، عند ما كتبها، كان اقرب الي التقرير منه الي التنظير، علي نحو لا نجده في كتبه الوسطي، و كتبه المتأخرة. و هذه المسألة هي الاخري مهمة؛ لانها تكشف عن ان نظرية ابن سينا في التعريف غير واضحة في الرسالة وضوحها في الشفاء «56»، او النجاة «57»؛ تبعا لنظرية الحدود الارسطية. كما انها لا تنسجم مع نظرية ابن سينا في التعريف التي بسطها في منطق المشرقيين «58»، و هو من كتبه الاخيرة التي المح فيها مخالفته للكثير من مفاهيم ارسطوطاليس، بما فيها نظرية الحدود.
و للنظر الآن في محتويات الرسالة من المصطلحات الفلسفية «59»؛ فنجد انها 73 مصطلحا، موزعة كالآتي:
__________________________________________________
(53) شيخ الارض، ابن سينا، ص 177.
(54) ايضا، ص 178.
(55) ايضا، ص 180.
(56) انظر: ابن سينا، الجدل، نشرة الأهواني، ص 241- 290.
(57) انظر: ابن سينا، النجاة، القاهرة 1357/ 1938، ص 76- 85.
(58) انظر: ابن سينا، منطق المشرقيين، القاهرة 1338/ 1910، ص 29 و ما يليها.
(59) يراجع نص الرسالة، في نشرتنا، بعد، ص 239- 262
الحدود، ص: 67
الموضوع عدد المصطلحات المنطق 2 الطبيعة 68 ما بعد الطبيعة 3 المجموع 73 من هنا يأتي تقويم محتويات الرسالة من قبل الدكتور ماجد فخري صحيحا، عند ما قال: ان لابن سينا «رسالة في الحدود شبيهة برسالة الكندي في حدود الأشياء، و منسوجة مثلها علي منوال مقالة ارسطوطاليس الخامسة (الدال) من كتاب ما بعد الطبيعة» «60». فاذا كان من الصحيح ان رسالة الحدود لابن سينا جاءت علي نمط رسالة الكندي، فانه من الصحيح ايضا ان نلاحظ هنا مسألتين:
(1) ان رسالة الكندي اوسع من رسالة ابن سينا في ذكر المصطلحات بما يساوي 36 مصطلحا.
(2) ان رسالة ابن سينا امتازت بمقدمتها التي بيّن فيها تحصيل الحدود و الرسوم؛ و هو امر غير معروف عند الكندي.
و معني هذا الذي قلناه ان تطورا واضحا قد حصل في تأليف ابن سينا لرسالته في الحدود قياسا بتأليف الكندي لرسالته التي خلت من ايضاح الطريقة التي بها تتحصل الحدود و الرسوم. و هذه مسألة جديرة باهتمامنا هنا، لانها توضح ان ابن سينا هو اول الفلاسفة العرب في عرض نظرية التعريف في
__________________________________________________
(60) انظر: ماجد فخري، تاريخ الفلسفة الاسلامية، ترجمة كمال اليازجي، بيروت 1974، ص 182.
الحدود، ص: 68
رسالة الحدود، مشروعا موجزا لما سيبسطه في الشفاء «61»، ثم يلخصه في النجاة «62»، ثم يعود فيجري تعديلا علي كافة نظريته في منطق المشرقيين «63»؛ فهناك نجد ابن سينا يعتمد علي التعريف باللوازم و اللواحق؛ «ذلك التعريف الذي لا يبلغ جوهر الشي‌ء و ذاته، بل الاسباب الخارجة عنه .. و لا سبيل الي هذا الضرب من التعريف الا بالاستقراء، مما يختلف عن التعريف الارسطي الذي يعتمد القسمة و التركيب» «64».
و لغرض ايضاح الطريقة التي عرض ابن سينا بها نظريته في الحدود في الرسالة، نلاحظ تأثير ارسطوطاليس واضحا علي مجمل فهمه للشروط الاولي للتحديد، و مواضع اثبات الحد، من جهة «65»؛ و من الجهة الاخري ان طريقة اكتساب الحد انما تكون بالتركيب «66»، بعد ان لا يتحقق اكتسابه بالبرهان، و لا بالقسمة؛ و لا بالاستقراء «67». فهذا كله يوجزه ايجازا دقيقا للغاية في مقدمته للرسالة «68».
و معني كل هذا ان ابن سينا في هذه الرسالة يتابع ارسطوطاليس بالقول بأن تحقيق الحد انما يتم بواسطة التعريف بالماهية؛ فهو الحد الحقيقي. و اما التعريف باللوازم و اللواحق، فهو ليس بالذي يعطينا حدا حقيقيا، فهو لا يبلغ ماهية الشي‌ء، و هو اخيرا ليس الا الرسم «69». و هذا كله لا يخرج عن ما ذهب
__________________________________________________
(61) انظر: ابن سينا، الجدل، نشرة الأهواني، ص 241- 248.
(62) انظر: ابن سينا، النجاة، ص 83.
(63) قارن: ابن سينا، منطق المشرقيين، ص 29- 32.
(64) الأهواني، ابن سينا، ص 45.
(65) ابن سينا، الجدل، ص 241، 249؛ الخ.
(66) ابن سينا، البرهان، نشرة بدوي، م 4 ف 6؛ و قارن: النجاة، ص 78- 79.
(67) ابن سينا، البرهان، م 4 ف 2، 3؛ و قارن: النجاة، ص 76- 78.
(68) انظر النص، في نشرتنا، بعد، ص 234- 235.
(69) قارن: الأهواني، ابن سينا، ص 44.
الحدود، ص: 69
اليه ارسطوطاليس «70»؛ و سيفصله ابو نصر الفارابي فيما بعد «71». لكن «الجديد في نظرية التعريف عند ابن سينا» «72»، هو هذا الاتجاه الذي سيظهر في فلسفته ما بعد تأليفه الشفاء؛ و بالذات الحكمة المشرقية «73»؛ فهناك الحد الحقيقي يتحقق بالاستقراء، لا بالتركيب، فيلغي اتجاهه كله الذي نجده في هذه الرسالة موجزا لعموم نظريته المشائية. ان هذا كله يبيح لنا، الآن، ان نزعم ان اهمية هذه الرسالة انما تكمن في التعريفات نفسها؛ اما النظرية الموجزة، فلا قيمة لها الا الناحية التاريخية ممثلة لاتجاه ابن سينا المشائي المبكر؛ و ليس الاتجاه السينوي البحث المتأخر عند ما «اصبحت المعجمية عند ابن سينا تامة التكوين، طيعة. و هذا هو الذي يلفت نظرنا الآن، في انتظار الظرف الذي تعالج فيه من وجهة نظر تاريخية» «74». فهذا كله يحتاج منا وقفة طويلة اخري في غير هذا الكتاب.
__________________________________________________
(70) قارن: منطق ارسطو، نشرة بدوي، بيروت 1980، ص 647- 695؛ و انظر ايضا ص 427- 485، 711- 725.
(71) يراجع: الفارابي، البرهان، الجدل (كلاهما غير منشورين)، سيظهران في: منطق الفارابي، تحقيق الاعسم، بيروت 1986- فهناك سيتوضح كيف ان ابن سينا استثمر استيعاب الفارابي لمنطق ارسطوطاليس استثمارا شاملا في كتاب الشفاء علي نحو لا نظير له عند الفلاسفة العرب.
(72) الأهواني، ابن سينا، ص 45.
(73) انظر: قنواتي، مؤلفات ابن سينا، ص 26.
(74) غواشون، فلسفة ابن سينا، ص 60 س 15- 17.
الحدود، ص: 229
[4]

الحدود لابن سينا

اشاره

الرموز:
ص- مخطوط (صديقي)، الورقة 23 أ- 27 ب.
ه- طبعة (هندية)، «تسع رسائل» لابن سينا، ص 72- 102.
غ- نشرة (غواشون) لكتاب «الحدود»، ص 1- 45.
الحدود، ص: 231
[ص: 23 أ] بسم اللّه الرحمن الرحيم (قال الشيخ أبو علي الحسين بن سينا، بعد حمد اللّه:) «1»

(المقدمة)

أمّا بعد، فانّ أصدقائي «2» سألوني أن أملي عليهم حدود أشياء يطالبونني «3» بتحديدها فاستعفيت من ذلك، علما بأنّه كالامر المتعذّر علي البشر سواء كان تحديدا أو رسما، و أنّ المقدم علي هذا بجرأة و ثقة لحقيق أن يكون أتي «4» من جهة الجهل بالمواضع التي منها «5» تفسد الرّسوم و الحدود. فلم يمنعهم ذلك؛ بل ألحّوا علي بمساعدتي اياهم، و زادوا علي اقتراحا اخر و هو ان ادلّهم علي مواضع
__________________________________________________
(1) قال الشيخ ابو علي الحسين بن سينا،+ ص، ه. بعد حمد اللّه،+ ص. في غ:
كتاب الحدود للشيخ الرئيس ابي علي بن سينا.
(2) اصحابي، ص.
(3) يطالبوني، غ.
(4) اتي،- ه.
(5) فيها، ص.
الحدود، ص: 232
الزلل التي في الحدود. و انا، الآن «6»، مساعدهم علي ملتمسهم، و معترف بقصوري «7» عن بلوغ الحقّ فيما يلتمسون مني، و خصوصا علي الارتجال و البديهة. الا اني استعين بالله واهب العقل؛ فأضع ما يحضرني علي سبيل التّذكير «8» حتي اذا اتّفق لبعض المشاركين صواب و اصلاح الحق به.
و ابتدئ «9»، قبل ذلك، بالدّلالة علي صعوبة هذه الصّناعة؛ و بالله التوفيق.
فنقول: أمّا الصّعوبة التي بحسب الحدّ الحقيقي، فهي أمر ليس بالامكان «10» تفادينا منه؛ «11» و إشفاقنا علي انفسنا من الزّلة انّما هو بحسبها فقط «12». بل هذه الصّعوبة أجلّ من أن توضع موضع ما يكون العائق و المتوقّي عنه عذرا، «13» مثل ان يكون واحد من الضّعفاء السّقاط الذين يكفيهم «14» في كفّهم عن مخالطة المحافل ادني حشمة من النّاس يدّعي انّه انما ينقبض عن المحافل و المعاشرات حذرا «15» ان يستخدمه «16» الملك. بل نحن انما نعترف بالعجز و القصور، و نستعفي عمّا سألوه بقصورنا عن ايفاء الرّسوم حقّها «17»، و الحدود غير الحقيقيّة «18» حقّها، و أمن الخطأ فيها.
فأمّا الحدود الحقيقيّة، فانّ الواجب فيها بحسب ما عرفناه «19» من صناعة
__________________________________________________
(6) الآن،- ه.
(7) بتقصيري،- ه.
(8) التذكر، ص.
(9) و نبتدئ، ه؛ و مبتدئ، غ.
(10) بالامكان،+ ص.
(11) ليس بعادتنا، ه.
(12) فقط،- ه.
(13) عنه عذرا،- ه.
(14) يلقيهم، ه.
(15) حذارا، ه.
(16) يستخدمهم، ه.
(17) حقوقها، ه.
(18) الحقيقة، غ.
(19) عرفنا، ص، ه
الحدود، ص: 233
المنطق ان تكون دالّة علي ماهيّة الشّي‌ء، و هو كمال وجوده الذّاتي، حتي لا يشذّ من المحمولات الذاتيّة شي‌ء إلّا و هو مضمّن «20» فيه، اما بالفعل، و امّا بالقوّة. و الذي بالقوّة ان يكون كلّ واحد من الالفاظ المفردة التي فيها «21» اذا تحصّلت و حلّلت الي اجزاء حدّه، و كذلك فعل بأجزاء حدّه، انحلّ آخر الامر الي اجزاء ليس غيرها ذاتيا «22» فان الحدّ اذا كان كذلك، كان «23» مساويا المحدود بالحقيقة اذا كان مساويا له في المعني كما هو مساو له في العموم؛ لا كما يقال: «24» «الحسّاس و الحيوان» «25». اذ الحسّاس منهما مساو للآخر في العموم؛ و ليس مساويا له في المعني؛ لانّ المراد بلفظ الحسّاس شي‌ء ذو حسّ فقط، و بالحيوان اشياء أخري مع هذا الشّي‌ء، مثلا: جسم ذو نفس له تغذ «26»، و هو حساس، «27» متحرّك بالارادة «28» فالحيوان أكبر «29» من الحسّاس في المعني، و إن كان مساويا في العموم.
و الحكماء انّما يقصدون في التّحديد، لا التّمييز، الذاتيّ؛ فانّه ربّما حصل من جنس عال و فصل «30» سافل؛ كقولنا: «الانسان جوهر ناطق مائت» «31».
لذلك «32» يريدون من «33» التحديد ان ترتسم في النّفس صورة معقولة مساوية
__________________________________________________
(20) يتضمن، ه.
(21) فيه، ه.
(22) ذاتي، ه.
(23) كذلك كان،- ص.
(24) كما يقال،+ ص.
(25) للحيوان، ص.
(26) له بعد، ه.
(27) حساس متحرك، ه.
(28) بالارادة،+ ه، غ.
(29) اكثر في المعني، ه.
(30) و من فصل، ه.
(31) مايت، ه.
(32) بل انما، ه، غ.
(33) من، ه.
الحدود، ص: 234
للصّورة الموجودة؛ فكما أن الصورة الموجودة هي ما هي بكمال اوصافها الذاتيّة، فكذلك الحدّ انّما يكون حدّا للشي‌ء «34» إذا تضمّن جميع الاوصاف الذاتيّة بالقوّة أو بالفعل. فاذا فعلوا هذا، تبعه «35» التمييز. و طالب «36» التحديد للتمييز كطالب معرفة شي‌ء لأجل شي‌ء آخر [ص: 23 ب].
لهذا، «37» اشترط في التّحديد وضع الجنس الأقرب ليتضمّن جميع الذّاتيّات المشترك «38» فيها، ثم أمر باتباعه جميع الفصول، و إن كانت «39» بواحد منها كفاية في التّمييز حتي قيل: لا يقتصر في التّحديد علي الفصل الصوريّ دون الهيولاني «40» و لا الهيولاني دون الصّوريّ، و ان كفي احدهما بالتّمييز فانظر من أين للبشر أن يحضره في التّحديد اتقاء «41» أن يأخذ لازما ممّا لا يفارق فلا «42» يجوز رفعه في التّوهّم مكان الذّاتي؟ و من أين له أن يأخذ الجنس الاقرب في كلّ موضع، و لا يغفل «43» فيأخذ الأبعد «44» علي أنّه «45» الأقرب؟ فانّ التركيب لا يدلّه عليه، و القسمة التي «46» لا ضيرة فيها اصعب شي‌ء؛ و اصطياد هذا بالبرهان عسر «47»؛ ثم نضع أنه قد حصّل جميع ما حصله ذاتيا ليس فيه من
__________________________________________________
(34) حد الشي‌ء، ه، غ.
(35) تغير، ه.
(36) فطالب، ه.
(37) فلهذا ما، ه، غ.
(38) المشتركة، ه.
(39) فأن كانت، ه؛ و ان كان، غ.
(40) الهيولاتي، ه.
(41) آنفا، ه.
(42) فلا، ص، ه.
(43) يعقل، غ.
(44) الابعد، ه.
(45) انه هو، ه.
(46) التي،+ ص، غ.
(47) عسر جدا، ه.
الحدود، ص: 235
اللوازم غير «48» الذاتيّة شي‌ء و أخذ الجنس الأقرب.
فمن اين للبشر أن يحصّل جميع الفصول المقوّمة للمحدود اذ «49» كانت مساوية، و أن لا يغفله حصول التمييز في بعضها عن طلب الباقي، و كيف يجد في كلّ واحد وجه الطّلب؟ و كذلك في الأقسام التي تقع بفصول متداخلة، أنّه كيف يحفظ ذلك اذا كانت في الأجناس التي هي «50» فوق الجنس القريب فيقسم ذلك الجنس ضربين من القسمة المتداخلة، و كيف يمكن ان يحفظ «51» في كلّ موضع فيطلب الجنس الأقرب من أولي القسمين، و مع ذلك لا يضيّع الفصل الذي للقسمة الأخري ان كان ذاتيا؛ و ان كان علي ما يقوله بعض النّاس إنّ الفصول الذاتيّة لا تكون متداخلة، و إنما يداخل الذاتي غير الذاتي؟ فكيف يمكن الانسان ان يتحرّز في كلّ موضع فيأخذ ما توجبه القسمة الذاتية دون غير الذتية؟ فهذه الاسباب، و ما يجري مجراها، مما «52» يطول به كلامنا هاهنا، تؤيسنا من «53» أن نكون مقتدرين علي توفية الحدود الحقيقيّة «54» حقّها إلا في النادر من الأمر.
و امّا في الحدود النّاقصة و «55» الرسوم؛ فأسباب عجزنا و تقصيرنا فيها كثيرة ذكرت في «طوبيقا» «56» و إن لم تذكر بهذا الوجه. و الفرق بين الحدّ الناقص و بين
__________________________________________________
(48) لغير، ه.
(49) حتي، ه.
(50) هي،+ ص، غ.
(51) يتحفظ، ه.
(52) مما لا، غ.
(53) يوسينا، ص؛ توسينا، ه.
(54) الحقيقة، غ.
(55) و في، ه.
(56) طويتنا، ه. واضح ان الاشارة هنا الي كتاب (طوبيقا) لارسطوطاليس؛ انظر.
منطق ارسطو، نشرة بدوي، ج 2 ص 487- 695؛ ج 3 ص 711- 769؛ و قارن: 001- 461, rekkeB, de, arepO siletotsirA.
الحدود، ص: 236
الرسم، أن الحد الناقص هو من الذاتيات؛ أعني من أجناس و فصول بلغ بها «57» مساواة الشي‌ء في العموم، و لم يبلغ بها مساواته «58» في المعني فمن ذلك، ما يقع من التقصير في الجنس و منه ما يقع في الفصل، و منه ما هو مشترك.
و هذا المشترك هو ايضا «59» مشترك للحدّ الناقص و الرسم. فمن الخطأ في الجنس ان يوضع الفصل مكانه كقول القائل: العشق افراط المحبة، و انما هو المحبّة المفرطة. و من ذلك ان توضع المادة مكان الجنس كقولنا للكرسي:
إنه خشب «60» يجلس عليه، و للسيف إنّه حديد يقطع به؛ فان هذين الحدين «61» أخذنا فيهما «62» المادة مكان الجنس و من ذلك أن نأخذ «63» الهيولي مكان الجنس كقولنا للرماد «64» انه خشب محترق. و من ذلك اخذنا «65» الجزء مكان الكل، كقولنا «66»: إن العشرة خمسة و خمسة. و اورد الحكيم «67» لهذا مثالا آخر، و هو قولهم: انّ الحيوان جسم ذو نفس و فيه سرّ و من ذلك ان توضع الملكة مكان القوّة و القوّة مكانها في الأجناس، كقولنا «68» ان العفيف هو الذي يقوي علي اجتناب اللذات الشهوانيّة إذ الفاجر يقوي عليه ايضا و لا يفعل؛ فقد «69» وضع إذا القوّة مكان الملكة لاشتباه الملكة بالقوّة لأنّ
__________________________________________________
(57) يلزم منها، غ.
(58) مساواة، ه.
(59) و هذا مشترك، ص.
(60) حيث، ه.
(61) الحدين،+ ص، غ؛- ه.
(62) أخذ، ه؛ اخذ فيهما، غ.
(63) يؤخذ، ه؛ تؤخذ، غ.
(64) كقولهم للرماد، ه، غ.
(65) اخذهم، ه، غ.
(66) كقولهم، ه. غ.
(67)- ارسطوطاليس.
(68) جنس الاجناس كقولهم، ه؛ الاجناس كقولهم، غ.
(69) و قد، ه.
الحدود، ص: 237
الملكة قوّة ثابتة «70»، كقولنا «71»: إن القادر علي الظّلم هو الذي من شأنه و طباعه النّزوع إلي انتزاع ما ليس له من يد غيره؛ فقد وضع الملكة مكان القوّة لأنّ القادر علي الظلم قد يكون عادلا و لا يظلم، فلا تكون «72» طباعه هكذا.
[ص: 24 أ].
و من ذلك أن نأخذ «73» اسما مستعارا أو مشبّها «74» كقول القائل: إنّ الفهم موافقة، و إنّ النّفس عدد. و من ذلك إن نضع شيئا «75» من اللوازم مكان الأجناس كالواحد و الموجود. و من ذلك ان نضع «76» النوع مكان الجنس كقولهم إنّ الشرير من يظلم الناس و الظلم نوع من الشّر.
و أمّا من جهة الفصل فأن نأخذ «77» اللوازم مكان الذاتيات، و أن نأخذ «78» الجنس مكان الفصل و أن تحسب «79» الانفعالات فصولا. و الانفعالات إذا اشتدت بطل الشي‌ء، و الفصول إذا اشتدت «80» ثبت الشي‌ء و قوي و أن نأخذ «81» الأعراض فصولا للجواهر، و أن نأخذ «82» فصول الكيف غير الكيف، و فصول المضاف غير المضاف، لا ما إليه الاضافة.
و أما القوانين المشتركة فمثل أن نعرّف «83» الشي‌ء بما هو أخفي منه كمن حد النّار بأنّها جسم شبيه بالنفس فان النفس أخفي من النّار، أو حدّ الشي‌ء بما هو
__________________________________________________
(70) تابتة، ه.
(71) و كقولهم، ه، غ.
(72) فلا يكون، ه؛ و لا يكون، غ.
(73) يأخذ، غ.
(74) مشتبها، ه.
(75) يوضع شي‌ء، ه؛ يضع شيئا، غ.
(76) تضع، ه؛ يضع غ.
(77) يأخذ، غ.
(78) يأخذ، غ.
(81) يأخذ، غ.
(82) يأخذ، غ.
(79) يحسب، غ.
(80) بطل الشي‌ء و الفصول اذا اشتدت،- ه.
(83) يعرف، غ.
الحدود، ص: 238
مساو له في المعرفة أو متأخر «82» عنه في المعرفة. و مثال «83» المساوي له في المعرفة، انّ «84» العدد كثرة مركّبة من الآحاد، و العدد و الكثرة شي‌ء واحد؛ فهذا قد أخذ نفس الشي‌ء في حدّه.
و من هذا الباب أن نأخذ «85» الضدّ في حدّ الضدّ كقولهم الزوج عدد يزيد علي الفرد بواحد ثم يقولون: ان «86» العدد الفرد عدد ينقص عن الزّوج بواحد.
و كذلك إذا أخذنا «87» المضاف في حدّ المضاف إليه كما فعل فرفوريوس «88» إذ حسب أنّه يجب أن «89» يأخذ الجنس في حدّ النّوع و النّوع في حدّ الجنس و فيه سرّ «90».
و اما المتقابلات بحسب السلب و العدم فلا بدّ من ان نأخذ «91» الموجب و الملكة في حدّيهما «92» من غير عكس.
و اما اذا اخذنا «93» المتأخّر في حدّ الشي‌ء فكقولنا «94»: الشمس كوكب يطلع نهارا؛ ثم النهار لا يمكن ان يحدّ الا بالشمس لانّه زمان طلوع الشمس، و كذلك التحديد المشهور للكمية بانها قابلة للمساواة و غير المساواة، و للكيفية
__________________________________________________
(82) يتأخر، ه.
(83) المعرفة مثال، ه.
(84) قولهم، ه، غ.
(85) تأخذ، ه؛ يأخذ، غ.
(86) ان،- ه.
(87) اخذ، ه، غ.
(88) انظر، فرفوريوس، ايساغوجي، نشرة بدوي، [ملحق: منطق ارسطو]، ج 3 ص 1057- 1104؛ و قارن:
5791 ,pp .72 -26 ,otnoroT ,egogasI :.W ,E ,nerraW .fc te ;1887 ,( I ),VI[ acearG meletofs -irA ni airatnemmoC :ni ],essuB .A .de ,egogasI iiryhproP
. (89) يجب ان،- ه.
(90) و فيه سر،- ص.
(91) يأخذ، ه، غ.
(92) حدهما، ه.
(93) الذي يأخذ، ه، غ.
(94) فكقولهم، ه، غ.
الحدود، ص: 239
بأنّها قابلة للمشابهة و غير المشابهة، فهذا و ما يشبهه «95» من المعاني الصارفة عن الاصابة في «96» الحدود.
فحدّ الحدّ «97» ما ذكره الحكيم في كتاب «طوبيقا» «98» انّه القول الدالّ علي ماهيّة الشّي‌ء؛ اي علي كمال وجوده الذاتي، و هو ما يتحصّل له من جنسه القريب و فصله.
أمّا الرّسم «99» فالرسم التام هو «100» قول مؤلّف من جنس شي‌ء و اعراضه اللازمة له حتي يساويه، و الرسم مطلقا هو قول يعرّف الشي‌ء تعريفا غير ذاتي و لكنّه خاص او قول مميز للشي‌ء عمّا سواه لا بالذات.

فصل: (الحدود و الرّسوم) «101»

اللّه «102» الباري عزّ و جلّ، لا حدّ له و لا رسم، لانّه لا جنس له و لا فصل له، و لا تركيب «103» فيه، و لا عوارض تلحقه؛ و لكن له قول يشرح «104» اسمه و هو انّه الموجود الواجب الوجود الذي لا يمكن ان يكون وجوده من عيره، ان ان «105» يكون وجود لسواه الّا فائضا عن وجوده؛ فهذا شرح اسمه. و نتبع هذا
__________________________________________________
(95) و ما اشباهه، ه؛ و ما اشبهه، غ.
(96) الاصابة في،- ه.
(97) حد الحد، ه، غ.
(98) طونيقا، ه.
(99) في الرسم، ه، غ.
(100) الرسم التام قول، ه، غ.
(101) الحدود و الرسوم،- ص، ه، غ.
(102) اللّه،+ ص.
(103) تركب، ه.
(104) يشر، ه.
(105) أن،+ غ.
الحدود، ص: 240
الشّرح بانه «106» هو الموجود الذي لا يتكثر بالعدد «107»، و لا بالمقدار، و لا باجزاء القوام، و لا بأجزاء الحدّ، و لا بأجزاء الاضافة، و لا يتغيّر في الذات «108» و لا في لواحق الذات غير مضافة و لا في لواحق مضافة.
حدّ العقل: العقل اسم مشترك لمعان عدّة فيقال عقل لصحّة الفطرة الاولي في الانسان «109» فيكون حدّه انه قوة بها يجود «110» التمييز بين الامور القبيحة و الحسنة. و يقال عقل لما يكسبه الانسان بالتجارب من الاحكام الكلية، فيكون حدّه انه معان مجتمعة في الذّهن تكون مقدمات تستنبط «111» بها المصالح و الاغراض. و يقال عقل لمعني اخر و حدّه انه هيئة محمودة للانسان في حركاته و سكوناته و كلامه و اختياره. فهذه المعاني الثلاثة هي التي يطلق عليها الجمهور اسم العقل. [ص: 24 ب].
و اما الذي يدلّ عليه اسم العقل عند الحكماء فهي ثمانية معان: احدها العقل الذي ذكره الفيلسوف «112» في كتاب «البرهان» و فرّق بينه و بين العلم؛ فقال، ما معناه، هذا العقل هو التّصورات و التّصديقات الحاصلة للنفس بالفطرة؛ و العلم ما حصل بالاكتساب. و منها العقول المذكورة في كتاب «النفس» فمن ذلك العقل النظريّ و العقل العملي. فالعقل النظري قوّة للنفس تقبل ماهيات الامور الكلية من جهة ما هي كلية. و العقل العمليّ قوّة للنفس هي مبدأ لتحريك القوة «113» الشوقيّة الي ما يختار من الجزئيّات من اجل غاية
__________________________________________________
(106) يتبع، غ. انه، ه، غ.
(107) لا بالعدد، ه.
(108) يتغير لا في الذات، غ. يتغير لا بالذات، ه.
(109) الناس، غ.
(110) يوجد، ه.
(111) يستنبط، غ.
(112)- ارسطوطاليس؛ راجع ما سنقوله في هذا الموضوع في التعليق، [702] علي كتاب الآمدي، بعد؛ و قارن اقوال ارسطوطاليس في العقل، بحسب كتبه،-
21 if ,031 ,231 ,531 ,841 -351 ,961 ,232 .PP ,eltotsi -rA ,.D ,ssoR
(113) التحريك للقوة، غ.
الحدود، ص: 241
معلومة «114».
ثم يقال لقوي كثيرة من العقل النظري عقل؛ فمن ذلك العقل الهيولاني، و هو «115» قوة للنفس مستعدة لقبول ماهيات الأشياء مجردة عن المواد. و من ذلك العقل بالملكة و هو استكمال هذه القوة حتي تصير قوة قريبة من الفعل بحصول الذي سماه في كتاب «البرهان» عقلا. و من ذلك العقل بالفعل و هو استكمال النفس في صورة ما، او صورة معقولة حتي متي شاء عقلها، و احضرها «116» بالفعل. و من ذلك العقل المستفاد و هو ماهية مجردة عن المادة مرتسمة «117» في النفس علي سبيل الحصول «118» من خارج.
و من ذلك العقول التي يقال لها العقول «119» الفعّالة و هي كلّ ماهية مجردة عن المادة اصلا. فحدّ العقل الفعال اما من وجهة ما هو عقل فهو انه جوهر صوري ذاته ماهية مجردة في ذاتها لا بتجريد غيرها «120» عن المادّة و عن علائق المادّة هي ماهية كلّ موجود، و اما من جهة ما هو عقل فعال فهو انه «121» جوهر بالصفة المذكورة من شأنه ان يخرج العقل الهيولاني «122» من القوة الي الفعل باشراقه عليه.
حد النفس: النفس اسم مشترك يقع علي معني يشترك «123» فيه الانسان و الحيوان و النبات و علي معني يشترك «124» فيه الانسان و الملائكة «125» فحدّ المعني الأول، انه «كمال جسم طبيعي آلي ذي حياة بالقوة». و حدّ النفس بالمعني
__________________________________________________
(114) مظنونة، ه؛ مظنونة او معلومة، غ.
(115) و هي، ه.
(116) و احصرها، ه.
(117) مرتسخة، ه.
(118) التحصيل، ص.
(119) العقول،- ص.
(120) لا بغيرها، ص.
(121) فهو،- ص.
(122) الهيلاني، ه.
(123) مشترك، ه.
(124) مشترك، ه.
(125) الملائكة السماوية، ه، غ.
الحدود، ص: 242
الاخر، انه جوهر غير جسم هو كمال «125» محرك له بالاختيار عن مبدأ نطقي، أي «126» عقليّ بالفعل او بالقوة؛ و الذي «127» بالقوة هو فصل النفس الانسانية و الذي بالفعل هو فصل او خاصّة للنفس الملاكية «128».
و يقال العقل الكليّ و عقل الكلّ و النفس الكليّة «129» و نفس الكلّ. فالعقل الكلّي، هو المعني المعقول المقول علي كثيرين «130» مختلفين بالعدد من العقول التي لاشخاص الناس فلا «131» وجود له في القوام بل في التصور. و اما «132» عقل الكل فيقال لمعنيين لاجل ان الكل يقال لمعنيين: احدهما جملة العالم، و الثاني الجرم الاقصي الذي يقال لجرمه جرم الكل و لحركته حركة الكل، لأنّ الكلّ تحت حركته «133» فعقل الكل، اما «134» الكل فيه باعتبار المعني الأول فشرح «135» اسمه انه جملة الذوات المجرّدة عن المادة من جميع الجهات التي لا تتحرك بالذات و لا بالعرض و لا تتحرك «136» الّا بالشوق «137». و آخر عدّة هذه الجملة، هو العقل الفعّال في الانفس الانسانية. و هذه الجملة هي مبادئ الكل بعد المبدأ الأول و المبدأ الأول هو مبدع الكل؛ و اما الكل منه باعتبار المعني
__________________________________________________
(125) كمال لجسم، ه؛ كمال الجسم، غ.
(126) نطقي أي،- ص.
(127) فالذي، ه.
(128) الملكية، ه، غ.
(129) الكلي، ه، غ.
(130) كثيرين،- ص.
(131) و لا، ص، ه.
(132) فأما، ه.
(133) لأن الكل تحت حركته،- ص.
(134) الكل و الكل، ه.
(135) لنشرح، ه.
(136) بالذات و لا بالعرض و لا تتحرك،- ص.
(137) بالتشوق، ه.
الحدود، ص: 243
الثاني؛ «138» فهو العقل الذي هو جوهر مجرد عن المادة من كل الجهات و هو المحرّك بحركة الكل علي سبيل التشويق «139» لنفسه، و وجوده اول وجود مستفاد عن الموجود الأول. [ص: 25 أ] و اما النفس الكليّة «140» و نفس الكل؛ فالنفس الكلية هي «141» المعني المقول علي كثيرين مختلفين بالعدد «142» في جواب «ما هو» «143» التي كلّ واحد منها نفس خاصة لشخص. و نفس الكلّ، علي قياس عقل الكل، جملة الجواهر «144» الجسمانية التي هي كمالات مدبرة للاجسام السماويّة المحرّكة لها علي سبيل الاختيار العقلي. و الجوهر «145» الجسماني الذي هو كمال اول للجرم الاقصي يحرّكه بحركة «146» الكل علي سبيل الاختيار العقلي. و نسبة نفس الكل الي عقل الكل نسبة انفسنا الي العقل الفعّال و نفس الكل هو مبدأ قريب لوجود الاجسام الطبيعية؛ و مرتبته في نيل الوجود بعد مرتبة عقل الكل، و وجوده فائض عنه. «147».
حدّ الصّورة: الصورة اسم مشترك يقال علي معان علي النوع، و علي كل ماهية لشي‌ء كيف كان و علي الكمال الذي به يستكمل النوع استكمالاته الثواني «148» و علي الحقيقة التي تقوم المحل الذي لها و علي الحقيقة التي تقوم النوع فحدّ الصورة بالمعني الأول، و هو النوع، انه المقول علي كثيرين في جواب ما هو، و يقال عليه اخر في جواب ما هو بالشركة مع غيره. و حدّها بالمعني «149»
__________________________________________________
(138) بالاعتبار الثاني، ه.
(139) التشويق (مكررة)، ص؛ التشوق، ه.
(140) الكلي، غ.
(141) فنفس الكلية هو، ه؛ فالنفس الكلي هو، غ.
(142) مختلفين بالعدد، ص؛ كثيرين مختلفين، ه.
(143) هو و التي، ه.
(144) الغير، ه، غ.
(145) الغير، ه، غ.
(146) يحرك به، كحركة، ه.
(147) عن وجوده، ه، غ.
(148) التواني، ه.
(149) وحد المعني، ه، غ.
الحدود، ص: 244
الثاني انّه «149» كلّ موجود في شي‌ء لا كجزء منه و لا يصح قوامه دونه كيف كان.
و حدّها بالمعني «150» الثالث انه الموجود في الشي‌ء لا كجزء منه و لا يصح قوامه دونه و لأجله وجد الشي‌ء مثل العلوم و الفضائل للانسان. و حدّها «151» بالمعني الرابع انه الموجود في شي‌ء آخر لا كجزء منه و لا يصح وجوده مفارقا له، و لكن «152» وجود ما هو فيه بالفعل خاصا به، مثل صورة النار في هيولي النار «153»، فانّ هيولي النار انما يقوم بالفعل بصورة النار. او بصورة اخري حكمها حكم صورة النار وحدها «154» بالمعني الخامس انه الموجود في شي‌ء لا كجزء منه و لا يصح قوامه «155» مفارقا له و يصح قوام ما فيه دونه الا ان النوع الطبيعي يحصل به كصورة الانسانية و الحيوانية في الجسم الطّبيعي الموضوع له؛ و ربما قيل انه «156» صورة للكمال المفارق، مثل النفس؛ فحدّه انه جزء غير جسماني مفارق يتم «157» به و بجزء جسماني نوع طبيعي.
حدّ الهيولي: الهيولي «158» المطلقة هي «159» جوهر وجوده «160» بالفعل، إنما
__________________________________________________
(149) انّه،+ ص.
(150) وحد الصورة، ه، غ.
(151) وحد الصورة، ه، ع.
(152) له لكن، ه.
(153) هيولي النا، ه. و هكذا، أينما وردت «هيولي» فهي في ه. «هيولي»؛ فلاحظ.
(154) وحد الصورة، ه، غ.
(155) قوامه دونه، ه.
(156) انّه،+ ص.
(157) يتميز، ه.
(158) امّا الهيولي، غ.
(159) فهي، ه، غ.
(160) و وجوده، ه.
الحدود، ص: 245
يحصل بقبوله «161» الصورة الجسميّة لقوة فيه قابلة للصور و ليس له في ذاته صورة تخصّه الّا معني القوة. و معني قولي «162» لها جوهر هو أنّ وجودها حاصل لها بالفعل لذاتها. و يقال هيولي لكل شي‌ء من شأنه أن يقبل كمالا ما و أمرا «163» ليس فيه فيكون بالقياس الي ما ليس فيه هيولي، و بالقياس الي ما «164» فيه موضوعا.
حدّ الموضوع «165»: يقال موضوع لما ذكرنا، و هو كل شي‌ء من شأنه ان يكون له كمال ما و قد كان له و يقال موضوع لكل محلّ متقوّم بذاته مقوّم لما يحلّ فيه كما يقال هيولي للمحلّ غير «166» المتقوّم بذاته بل بما يحله، و يقال موضوع لكل معني يحكم عليه «167» بسلب او ايجاب.
حدّ المادّة «168»: المادّة تقال «169» اسما مرادفا للهيولي. و تقال «170» مادة لكل موضوع يقبل الكمال باجتماعه الي غيره و وروده عليه يسيرا يسيرا، مثل المنيّ و الدّم لصورة «171» الحيوان فربما كان ما يجامعه «172» من نوعه و ربما لم يكن من نوعه.
حدّ العنصر «173»: العنصر اسم للأصل الأول في الموضوعات فيقال عنصر للمحل الأول الذي باستحالته يقبل صورا تتنوّع بها كائنات عنها، اما مطلقا
__________________________________________________
(161) لقبوله، ه.
(162) لها هي جوهر، ه.
(163) كمالا ما ليس، ص.
(164) و الي ما، ص.
(165) في الموضوع، ه، غ.
(166) الغير، ه، غ.
(167) محكوم، ص.
(168) في المادة، ه، غ.
(169) قد تقال، ه؛ قد يقال، غ.
(170) و يقال، ه، غ.
(171) لصورة الحيوان،- ص.
(172) ما يجامعه،- ص.
(173) في العنصر، ه، غ.
الحدود، ص: 246
و هو الهيولي الأولي؛ «174» و إما بشرط الجسمية و هو المحل الأول من الاجسام الذي يتكوّن عنه «175» سائر الاجسام الكائنة بقبول صورها «176». [ص: 25 ب] حدّ الاسطقس «177»: الاسطقس هو الجسم الأول الذي باجتماعه الي اجسام اولي مخالفة له في النوع يقال إنه «178» اسطقس لها؛ فلذلك قيل إنه اصغر «179» ما ينتهي اليه تحليل الأجسام، فلا توجد فيه قسمة «180».
حدّ الركن: «181»: الركن هو جسم بسيط، هو جزء ذاتي للعالم مثل الافلاك و العناصر. فالشي‌ء بالقياس الي العالم ركن، و بالقياس الي ما يتركب منه اسطقس، و بالقياس الي ما يتكون عنه سواء كان كونه عنه بالتركيب و الاستحالة معا او بالاستحالة عنه عنصر «182» فأن الهواء عنصر للسحاب بتكاثفه «183» و ليس اسطقسا له؛ و هو اسطقس و عنصر للنبات، و الفلك هو ركن و ليس باسطقس و لا عنصر لصورة، و لصورته موضوع و ليس له عنصر و لا هيولي، اذا نعني بالموضوع محلا «184» لأمر هو «185» فيه بالفعل و لم نعن به محلا
__________________________________________________
(174) الاولي،- غ.
(175) التي يتكون عنها، ه؛ الذي يكون عنه، غ.
(176) صورتها، ه.
(177) في الاسطقس، ه، غ.
(178) يقال له، ه. يقال انه، غ.
(179) انه اصغر اجزاء، غ. انه آخر، ه.
(180) الّا الي اجزاء متشابهة،+ ه، غ. كذلك ما تقوله غواشون (الحدود، ص 19، تعليق 12).
(181) في الركن، ه، غ.
(182) عنصرا، ه.
(183) يتكاثفه، ه.
(184) عني بالموضوع محلا، ه، عني بالموضوع محل، غ.
(185) هو،+ ص، غ.
الحدود، ص: 247
متقوما «186» بنفسه، و نعني بالهيولي و العنصر محلا «187» هو بالقوة شي‌ء ما يكون عنه و لم نعن «188» بالهيولي الجوهر المستكمل بكمال محله، و هذه الأشياء التي هي الهيولي و الموضوع و العنصر و المادة و الاسطقس و الركن يقال بعضها مكان بعض «189».
حدّ الطّبيعة «190»: الطبيعة مبدأ أول بالذات لحركة ما هي «191» فيه بالذات و سكونه بالذات، و بالجملة لكلّ تغيّر و ثبات ذاتيّ و القوم الذين جعلوا في هذا الحد زيادة إذ قالوا إنها قوة سارية في الاجسام هي مبدأ كذا و كذا، فقد سهوا و أخطئوا لأنّ حدّ القوّة المستعملة في هذا الموضع انما هو مبدأ تغيّر «192» في المتغيّر فكأنهم قالوا ان الطبيعة هي مبدأ تغيّر ما «193» هو مبدأ تغيره «194»؛ و هذا هذيان.
و قد تقال «195» الطبيعة للعنصر و للصورة الذاتية «196» و للحركة التي عن «197» الطبيعة بتشابه الاسم. و الأطبّاء يستعملون اسم «198» الطبيعة علي المزاج و علي الحرارة الغريزيّة و علي هيئات الأعضاء و علي الحركات و علي النفس النباتيّة؛ و سنحدّ كلّ واحد من هذه الأشياء «199».
__________________________________________________
(186) يعن به محل متقوم، غ.
(187) و عني بالهيولي و العنصر محل، غ.
(188) يعن، غ.
(189) و الاسطقس، و الركن يقال بعضها مكان بعض،- ه.
(190) في الطبيعة، ه.
(191) بحركة ما هو، ه.
(192) تغيير، ه.
(193) ما،+ ص.
(194) تغير، غ.
(195) يقال، ه، غ.
(196) الملكية،+ ه.
(197) عن غير، ه.
(198) لفظ، غ.
(199) الأشياء،+ ص.
الحدود، ص: 248
حدّ الطبع «200»: هو كلّ هيئة يستكمل بها نوع من الانواع فعلية كانت «201» او انفعالية فكأنها «202» أعمّ من الطبيعة و قد يكون الشي‌ء عن الطبيعة و ليس عن الطبع، مثل الاصبع الزائدة و يشبه ان يكون هو بالطبع بحسب الطبيعة الشخصية و ليس «203» بالطبع بحسب الطبيعة الكلية.
حدّ الجسم «204»: الجسم اسم مشترك يقال علي معان: فيقال جسم لكلّ كم «205» متصل محدود ممسوح، فيه «206» أبعاد ثلاثة بالقوة؛ و يقال جسم لصورة ما يمكن «207» أن يفرض «208» فيه أبعاد كيف شئت طولا و عرضا و عميقا ذات حدود متعينة؛ و يقال جسم لجوهر مؤلّف من هيولي و صورة. «209» و الفرق بين الكم و بين هذه الصورة انّ الماء «210» او الشمع كلّما بدّل «211» شكله تبدلت فيه الابعاد المحدودة الممسوحة و لم يبق واحد منها بعينه واحدا فيه بالعدد و بقيت الصورة القابلة لهذه الاحوال و هي جسمية واحدة بالعدد من غير تبدل و لا تغيّر. و لذلك اذا تكاثف و تخلخل «212» و لم تستحل صورة «213» الجسمية
__________________________________________________
(200) في الطبع، ه؛ الطبع، غ.
(201) انواع كانت فعلية، ه؛ الانواع كانت فعلية، ع.
(202) و كأنها، ه.
(203) و ليست، ه.
(204) في الجسم، ه.
(205) كم،+ ص، غ.
(206) في، ه.
(207) لصورة يمكن، ه.
(208) يعرض، ه.
(209) بهذه الصفة،+ ه، ع.
(210) قطعة من الماء، ه، غ.
(211) بدلت، غ.
(212) تكاثفت و تخلخلت، غ.
(213) صورته، ه.
الحدود، ص: 249
و استحالت «214» أبعاده، فإذن فرق بين الصورة الجسمية التي هي من باب الكم و بين الصورة التي هي من باب الجوهر.
حدّ الجوهر: «215» هو اسم «216» مشترك يقال جوهر لذات كلّ شي‌ء «217» كان كالانسان او كالبياض. و يقال جوهر لكلّ موجود لذاته لا يحتاج «218» في الوجود الي ذات أخري يقارنها حتي يقوم بالفعل؛ و هذا معني قولنا: «219» الجوهر قائم بذاته. و يقال جوهر لما كان بهذه الصفة و كان من شأنه أن يقبل الأضداد بتعاقبها. عليه، و يقال جوهر لكل ذات وجوده ليس في محل. و يقال جوهر «220» لكل ذات وجوده ليس في موضوع و عليه اصطلح الفلاسفة القدماء منذ «221» عهد ارسطوطاليس «222» في استعمالهم اسم «223» في استعمالهم اسم «224» الجوهر. و قد عرفنا بين «225» الموضوع و المحل قبل هذا فيكون معني قولهم الموجود لا في موضوع موجود «226» غير مقارن الوجود لمحل قائم بنفسه بالفعل مقوم لا له، و لا بأس بأن يكون في محل لا يقوم المحل دونه بالفعل. فإنه و ان كان في محل فليس في موضوع. [ص: 26 أ] فكل موجود إن «227» كان كالبياض و الحرارة و الحركة. فهو جوهر بالمعني الأول. و المبدأ الأول جوهر بالوجه الثاني و الرابع و الخامس. و ليس جوهرا بالمعني الثالث. و الهيولي جوهر بالمعني الرابع و الخامس و ليس جوهرا
__________________________________________________
(214) استحال، ه.
(215) في الجوهر، ه.
(216) هو،+ ص، غ.
(217) بالذات لكل شي‌ء، ه.
(218) لانه يحتاج، ه.
(219) قولهم، ه، غ.
(220) محل جوهر، و يقال، ه.
(221) مذ، غ.
(222) ارسطو، ه.
(223) ارسطو، ه.
(224) لفظة، ه، غ.
(225) فرغنا من، ه.
(226) الموجود، غ.
(227) و ان، ه. غ.
الحدود، ص: 250
و الثالث. و الصورة جوهر بالمعني الخامس، و ليست جوهرا بالمعني الثاني و الثالث و الرابع. و لا مشاحة في الاسماء «227».
حدّ العرض «228»: العرض اسم مشترك يقال «229» عرض لكلّ موجود في محل و يقال عرض لكل موجود في موضوع و يقال عرض للمعني المفرد الكلي المحمول علي كثيرين حملا غير مقوم و هو العرضي و يقال عرض لكل معني موجود للشي‌ء خارج «230» عن طبعه و يقال عرض لكل معني يحمل علي الشي‌ء لاجل وجوده في آخر يقارنه «231». و يقال عرض لكلّ معني وجوده في اول الامر لا يكون. فالصورة عرض بالمعني الأول فقط و الابيض اي الشي‌ء ذو البياض الذي يحمل علي الققنس «232» و الثلج ليس هو عرضا بالوجه الأول «233» و الثاني؛ و هو عرض بالوجه الثالث و ذلك لأنّ هذا الابيض الذي هو محمول غير مقوّم هو «234» جوهر ليس في موضوع و لا محل، بل البياض هو كذلك ثم البياض لا يحمل علي الققنس «235» و الثلج الا بالاشتقاق و لا يحمل كما هو و حركة الارض الي اسفل عرض بالوجه الأول و الثاني و الثالث و ليس عرضا بالوجه الرابع و الخامس و السادس «236» بل حركتها الي فوق هو عرض بجميع هذه الوجوه
__________________________________________________
(227) و لا مشاحة في الاسماء،- ص.
(228) في العرض، ه.
(229) فيقال، ه، غ.
(230) خارجا، غ.
(231) يقارنه،- ص.
(232) علي النفس، ه، علي الققنس، غ. و الققنس، هنا، يؤدي معني الكافور عند الغزّالي؛ (انظر بعد، كتاب الحدود)؛ و لقد وصف ابن سينا الكافور (القانون، ط. بولاق، 1/ 326 س 3- 7 من اسفل). و قد استعملت غواشون في ترجمتها الفرنسية «engyc» بمعني الققنس؛ قارن الترجمة الفرنسية، ص 37 فقرة 45 رقم 16)، و هناك احالت الي النجاة (ص 15)، و كتاب الجدل لارسطوطاليس؛ انظر:. 27 b 120,. 1, VI, acipoT.
(233) الاولي، ه.
(234) هو في، ه.
(235) النفس، ه.
(236) السادس و الخامس و الرابع، ه؛ الخامس و السادس و الرابع، غ.
الحدود، ص: 251
و حركة القاعد في السفينة عرض بالوجه الرابع و السادس «237» حدّ الملك: هو جوهر بسيط ذو حياة و نطق عقلي غير مائت «238»؛ و هو «239» واسطة بين الباري و الاجسام الارضية فمنه عقلي، و منه نفسي، و منه جسماني.
حدّ الفلك: هو جرم «240» بسيط كريّ، غير قابل للكون و الفساد، متحرّك بالطبع علي الوسط مشتمل عليه.
حدّ الكوكب: هو جرم «241» بسيط كريّ مكانه الطبيعي نفس الفلك، من شأنه ان ينير غير قابل للكون و الفساد، متحرك علي الوسط غير مشتمل عليه.
حدّ الشمس: هي «242» أعظم الكواكب كلها جرما و اشدها ضوءا، و مكانه الطبيعي في الكرة الرابعة.
حدّ القمر: هو كوكب مكانه الطبيعي في الفك الاسفل، من شأنه ان يقبل النور من الشمس علي اشكال مختلفة، و لونه الذاتي الي السواد.
حدّ الجن: هو حيوان هوائي ناطق مشفّ الجرم، من شأنه ان يتشكّل بأشكال مختلفة و ليس هذا حدّه بل معني اسمه «243».
حد النار «244»: هي «245» جرم بسيط طباعه أن يكون حارا يابسا متحرّكا بالطبع عن الوسط ليستقرّ تحت كرة القمر.
حدّ الهواء «246»: هو جرم بسيط، طباعه ان يكون حارا رطبا مشفا لطيفا
__________________________________________________
(237) السادس و الرابع، ه غ.
(238) مايت، ه.
(239) هو (- و)، غ.
(240) جوهر، ه.
(241) جسم، ه، غ.
(242) هو، ه، غ.
(243) رسمه بل هو معني، ه، رسمه بل معني، غ.
(244) حدّ،+ ص، ه.
(245) هو، ه.
(246) حد،+ ص، ه.
الحدود، ص: 252
متحركا الي المكان الذي تحت كرة النار فوق كرة الارض و الماء «247».
حدّ الماء: «248» هو جرم «249» بسيط طباعه أن يكون باردا رطبا مشفّا متحركا الي المكان الذي تحت كرة الهواء و فوق كرة الارض. «250».
حدّ الارض «251»: هي جرم «252» بسيط، طباعه ان يكون باردا يابسا متحركا الي الوسط نازلا فيه.
حدّ العالم «253»: هو مجموع الاجسام الطبيعية البسيطة كلها، و يقال عالم لكلّ جملة موجودات «254» متجانسة كقولنا «255» عالم الطبيعة «256».
حدّ الحركة «257»: هي «258» كمال اول لما بالقوة من جهة ما هو بالقوة؛ و ان شئنا قلنا: «259» هي «260» خروج من القوّة الي الفعل لا في آن واحد. و أمّا حركة الكلّ فهي حركة الجرم الأقصي علي الوسط مشتملة علي جميع الحركات التي علي الوسط و أسرع منها «261».
__________________________________________________
(247) الماء و الارض، ه.
(248) حد،+ ص.
(249) جوهر، ه، هي+ ص.
(250) فوق الارض، ه.
(251) حد،+ ص.
(252) جوهر، ه. هي،+ ص.
(253) حد،+ ص.
(254) موجوذات، ه.
(255) كقولهم، ه، غ.
(256) و عالم النفس، و عالم العقل،+ ه، غ.
(257) حد،+ ص.
(258) هي،+ ص.
(259) شئت قلت، ه، غ.
(260) هو، ه، غ.
(261) التي علي الوسط و أسرع منها،- ص.
الحدود، ص: 253
حدّ الدهر «262»: يضاهي الصّانع «263»، هو المعني المعقول من اضافة الثّبات الي النفس في الزمان كله.
حدّ الزمان «264»: يضاهي المصنوع «265»، هو مقدار الحركة من جهة المتقدّم و المتأخّر «266».
حدّ الآن «267»: هو طرف موهوم يشترك فيه الماضي و المستقبل من الزمان و قد يقال آن لزمان صغير المقدار عند الوهم متصل بالآن الحقيقي من جنسه.
حدّ النهاية: «268» هي ما به يصير الشي‌ء ذو الكمية الي حيث لا يوجد وراءه «269» شي‌ء منه «270». [ص: 26 ب] حدّ ما لا نهاية له: «271» هو كم، ايّ اجزائه أخذ وجد «272» منه شيئا خارجا عنه بعينه «273» غير مكرر «274».
حدّ النقطة «275»: ذات غير منقسمة، «276»، و لها وضع؛ و هي نهاية الخط.
حدّ الخط «277»: هو مقدار لا يقبل الانقسام الّا من جهة واحدة، و ايضا «278»
__________________________________________________
(262) حد،+ ص.
(263) يضاهي الصانع،+ ص، غ.
(264) حد،+ ص.
(265) يضاهي المصنوع،+ ص، غ.
(266) التقدم و التأخر، ص.
(267) حد،+ ص.
(268) حد،+ ص.
(269) وراءه، غ.
(270) مزاد شي‌ء فيه، ه.
(271) حد،+ ص.
(272) اخذت وجدت، ه، غ.
(273) بعينه،- ه.
(274) غير مكرر،- ص.
(275) حد،+ ص.
(276) مستقيمة، ه.
(277) حد،+ ص.
(278) و ايضا الخط، ه، غ.
الحدود، ص: 254
هو مقدار لا ينقسم في غير جهة امتداده بوجه؛ و هو نهاية السطح.
حدّ السطح «279»: هو «280» مقدار يمكن أن يحدث فيه قسمان متقاطعان علي قوائم؛ و هو نهاية الجسم.
حدّ البعد «281»: هو ما يكون «282» بين نهايتين غير متلاقيتين من الممكن الاشارة الي جهته «283»؛ و من شأنه أن تتوهم «284» فيه أيضا نهايات من نوع تلك النهايتين.
و الفرق بين البعد و بين المقادير الثلاثة أنّه قد يكون بعد خطي من غير خط و بعد سطحي من غير سطح؛ مثاله أنه اذا فرص في جسم لا انفصال في داخله بالفعل نقطتان، كان بينهما بعد و لم يكن بينهما خط، و كذلك اذا توهم فيه خطان متقابلان كان بينهما بعد و لم يكن بينهما سطح، لأنه انّما يكون بينهما سطح «285» اذا انفصل بالفعل بأحد وجوه الانفصال، و انما يكون فيه خط اذا كان فيه «286» سطح.
ففرق، اذن «287» بين الطول و الخط، و العرض و السطح؛ لأن البعد الذي بين النقطتين المذكورتين هو طول و ليس بخط، و البعد الذي بين الخطين المذكورين هو عرض و ليس بسطح؛ و إن كان كلّ خط ذا طول و كل سطح ذا عرض.
حدّ المكان «288»: هو السطح الباطن من الجرم الحاوي المماس للسطح الظاهر من الجسم «289» المحوي. و يقال مكان للسطح الاسفل الذي يستقر
__________________________________________________
(279) حد،+ ص.
(280) هو،+ ص.
(281) حد،+ ص.
(282) كل ما يكون، ه.
(283) و اشارة المشير الي جهة، ه؛ و تمكن الاشارة الي جهته، غ.
(284) يتوهم، غ.
(285) ذاتها سطحا، ه.
(286) فيها خط اذا كان فيها، ه.
(287) اذا، غ؛- ه.
(288) حد،+ ص.
(289) للجسم، ه.
الحدود، ص: 255
عليه جسم ثقيل «290». و يقال مكان بمعني ثالث الا أنه غير موجود و هو «291»:
ابعاد مساوية «292» لأبعاد المتمكن تدخل فيها ابعاد المتمكن؛ و ان كان يجوز ان يبقي من غير متمكن كانت نفسها هي الخلاء، و ان كان لا يجوز الّا ان يشغلها جسم كانت أبعادا «293» غير أبعاد الخلاء؛ إلّا أنّ هذا المعني، من اسم «294» المكان، غير موجود.
حدّ الخلاء: هو بعد «295» يمكن ان تفرض «296» فيه ابعاد ثلاثة، قائم لا في مادة، من شأنه ان يملأه جسم و ان يخلو «297» عنه.
حدّ الملاء «298»: هو جسم من جهة ما تمانع «299» ابعاده دخول جسم آخر فيه «300».
حدّ العدم «301»: الذي هو احد المبادي «302»، هو أن لا يكون في شي‌ء ذات شي‌ء من شأنه ان يقبله و يكون فيه.
حدّ السكون «303»: هو عدم الحركة فيما من شأنه ان يتحرك، بأن يكون هو في حال واحدة «304» من الكم و الكيف و الأين و الوضع زمانا ما، فيوجد عليه في آنين.
__________________________________________________
(290) الجسم الثقيل، ص.
(291) و هي، ه، غ.
(292) مسارية، غ.
(293) هي ابعاد، ه، هي ابعادا، ع.
(294) لفظ، ه، غ.
(295) الخلاء بعد، ه، غ؛ حد ... هو،+ ص.
(296) يعرض، ه. يفرض، غ.
(297) و يخلو، ص.
(298) حد،+ ص.
(299) يمانع، ه.
(300) به، ه؛- ص.
(301) حد،+ ص.
(302) الذي هو احد المبادي،- ص.
(303) حد،+ ص.
(304) حال واحد، ص؛ حالة واحدة، ه.
الحدود، ص: 256
حدّ السرعة: هي كون «305» الحركة قاطعة لمسافة طويلة في زمان قصير.
حدّ البطء: هو كون «306» الحركة قاطعة لمسافة قصيرة في زمان طويل.
حدّ الاعتماد و الميل: هما «307» كيفية يكون بها الجسم مدافعا لما يمنعه عن «308» الحركة الي جهة ما.
حدّ الخفّة: هي «309» قوة طبيعية يتحرّك بها الجسم عن الوسط بالطّبع.
حدّ الثقل: هو قوة طبيعية «310» يتحرّك بها الجسم الي الوسط بالطّبع.
حدّ الحرارة: هي كيفية «311» فعلية محرّكة لما تكون فيه الي فوق لاحداثها «312» الخفة فيعرض ان تجمع المتجانسات و تفرق المختلفات، و تحدث تخلخلا من باب الكيف في الكثيف و تكاثفا من باب الوضع فيه لتحليله و تصعيده اللطيف.
حدّ البرودة: هي كيفية «313» فعليّة تفعل جمعا بين المتجانسات و غير المتجانسات لحصرها «314» الأجسام بتكثيفها و عقدها اللذين من باب الكيف «315».
__________________________________________________
(305) السرعة كون، ه، غ؛ حد ... هي،+ ص.
(306) حد،+ ص؛ البطوء، غ؛ هو،+ ص.
(307) هو، ه، غ.
(308) يمانعة عن، ه، يمنعه من، ص.
(309) الخفة قوة، ه، غ،؛ حد ... هي،+ ص.
(310) النقل قوة طبيعية، ه؛ الثقل قوة طبيعية، غ؛ حد ... هو،+ ص.
(311) الحرارة كيفية، ه، غ؛ حد ... هي،+ ص.
(312) لحدوث، ص.
(313) البرودة كيفية، ه، غ؛ حد ... هي،+ ص.
(314) بحصره، ه.
(315) اقول و يجب ان تسقط من الحدين ما اورد لنفهم اللفظ المشترك و تستعمل الباقي،+ ه؛ اقول يجب ان يسقط من الحدين ما اورد لتفهيم اللفظ المشترك و يستعمل الباقي،+ غ. هذه العبارة ركيكة، و في السياق، واضح انها من حشو النساخ؛ فلاحظ. كذلك فارق ما تقوله غواشون (الترجمة الفرنسية، ص 50، ه 2) فقد ذكرت ترجمة هذه العبارة في الهامش، و لم تضعها في صلب النص الفرنسي، علي الرغم من انها وضعتها بين معقوفتين [...] في صلب النص العربي (قارن نشرتها، ص 35 فقرة 79 س 2- 4). ان خلو (ص) منها دليل علي زيادتها؛ كذلك لم يعرفها الغزالي في اقتباسه (انظر كتاب الحدود للغزالي، بعد).
الحدود، ص: 257
حدّ الرطوبة: هي كيفية «316» انفعالية تقبل الحصر و التشكيل الغريب بسهولة و لا تحفظ ذلك، بل ترجع «317» الي شكل نفسها و وضعها اللذين «318» بحسب حركة جرمها «319» في الطبع.
حدّ اليبوسة: هي كيفية «320» انفعالية عسرة القبول للحصر و التشكيل «321» الغريب، عسرة الترك له و العود الي شكلها الطبيعي «322». [ص: 27 أ].
حدّ الخشن «323»: هو جرم سطحه ينقسم الي اجزاء مختلفة «324» الوضع.
حدّ الأملس «325»: هو جرم سطحه ينقسم الي اجزاء متساوية الوضع.
حدّ الصّلب «326»: هو الجرم الذي لا يقبل دفع سطحه الي داخله إلّا بعسر.
حدّ الليّن «327»: هو الجرم الذي يقبل دفع سطحه الي داخله بسهولة «328».
حدّ الرخو «329»: هو «330» جرم ليّن سريع الانفصال.
__________________________________________________
(316) الرطوبة كيفية، ه، غ، حد ... هي+ ص.
(317) يرجع، غ.
(318) نفسه و وضعه الذين، غ.
(319) جرمه، غ.
(320) اليبوسة كيفية، ه، غ. حد ... هي،+ ص.
(321) الشكل، ه، غ ..
(322) شكله الطبيعي، ه، غ.
(323) حد،+ ص.
(324) اجزاء غير متساوية مختلفة، غ. «غير متساوية»، زائدة و لا معني لها في السياق؛ لم يعرفها الغزالي في اقتباسه للحدود (انظر مادة الخشن، في كتاب الحدود للغزالي، بعد،)؛ فهناك تعريف الغزالي هكذا: «هو جرم سطحه ينقسم الي اجزاء مختلفة الوضع»، (قارن، معيار العلم، طبعة الكردي، ص 196، س 16).
(325) حد،+ ص.
(326) حد،+ ص.
(327) حد،+ ص.
(328) يقبل ذلك بسهولة، ه، غ.
(329) حد،+ ص.
(330) هو،+ ص.
الحدود، ص: 258
حدّ الهشّ: هو جرم صلب سريع الانفصال «331».
حد المشفّ: هو جرم «332»، ليس له «333» في ذاته لون، و من شأنه أن يري بتوسط لون ما وراءه.
حدّ التخلخل: هو اسم «334» مشترك؛ فيقال تخلخل لحركة الجرم من مقدار الي مقدار اكبر يلزمه ان يصير قوامه ارقّ مع وجود اتصاله، و يقال تخلخل لكيفية هذا القوام، و يقال تخلخل «335» لحركة اجزاء الجسم عن تقارب فيها «336» الي تباعد فيتخلّلها «337» جرم ارقّ منها. و هذه حركة في الوضع، و الاولي «338» في الكيف و يقال تخلخل لهيئة وضع اجزاء علي هذه الصفة «339».
حدّ التكاثف: يفهم من حدّ «340» التخلخل و يعلم انه اسم «341» مشترك يقع علي أربعة معان مقابلة لتلك المعاني؛ واحد منها حركة في الكم، و الآخر كيفية، و الثالث حركة في الوضع، و الرابع وضع.
حدّ الاجتماع: هو وجود «342» اشياء كثيرة يعمّها معني واحد؛ و الافتراق مقابله.
__________________________________________________
(331) الهش جرم صلب سريع الاتصال، ه؛ الهش جرم صلب سريع الانفصال، غ؛ حد ... هو،+ ص.
(332) المشف جرم، ه، غ؛ حد ... هو،+ ص.
(333) له،- ه.
(334) التخلخل اسم، ه، غ؛ حد .. هو،+ ص.
(335) تخلخل، غ.
(336) تفاوت بينهما، ه.
(337) فيتخلخلها، ه.
(338) و اول، ه.
(339) هذه الصفة،- ه.
(340) و يفهم حد التكاثف من حد، غ؛- ه.
(341) اسم،+ ص.
(342) الاجتماع وجود، ه، غ؛ حد ... هو،+ ص.
الحدود، ص: 259
حدّ المتماسّين «343»: هما اللذان نهايتاهما معا في الوضع ليس يجوز ان يقع بينهما «344» شي‌ء ذو وضع.
حدّ المتداخل «345»: هو الذي يلاقي الآخر بكليته حتي يكفيهما مكان واحد.
حدّ المتّصل: هو اسم «346» مشترك؛ يقال لثلاثة معان: احدها «347» هو الذي يقال له متصل في نفسه، الذي هو فصل من فصول الكم، و حدّه، انّه ما «348» من شأنه ان يوجد بين اجزائه حد «349» مشترك؛ و رسمه انه القابل للانقسام بغير نهاية. اما «350» الثاني و الثالث بمعني المتصل؛ فالثاني «351» من عوارض الكم المتصل بالمعني الأول من جهة ما هو كم متصل، و هو ان المتصلين هما اللذان، نهايتاهما واحدة و الثالث «352» حركة في الوضع، لكن مع وضع؛ فكل ما نهايته و نهاية شي‌ء آخر واحد بالفعل يقال انه متصل مثل خطي زاوية. و المعني الثالث هو من عوارض الكم المتصل من جهة ما هو في مادة و هو ان المتصلين بهذا المعني هما اللذان نهاية كلّ واحد منهما ملازمة لنهاية الآخر «353» في الحركة و ان كان غيره بالفعل مثل اتصال الاعضاء بعضها ببعض و اتصال الرباطات بالعظام و اتصال المغريات بالغراء؛ و بالجملة كلّ مماس ملازم عسر القبول لمقابل المماسة.
حدّ الاتحاد: هو «354» مشترك، فيقال اتحاد لاشتراك اشياء في محمول واحد
__________________________________________________
(343) المتماسان، ه، غ؛ حد،+ ص.
(344) بينها، ص.
(345) حد،+ ص.
(346) المتصل اسم، ه، غ؛ حد ... هو،+ ص.
(347) أحدهما، غ.
(348) ما،- ه.
(349) حد،- ص.
(350) و، ه، غ.
(351) فأولهما، ه، غ.
(352) و الثاني، ه، غ.
(353) الاخري، ه.
(354) الاتحاد اسم، ه، غ. حد ... هو،+ ص.
الحدود، ص: 260
ذاتي او عرضي مثل اتحاد الققنس «355» و الثلج في البياض، و الثور «356» و الانسان في الحيوان. كما «357» يقال اتحاد لاشتراك محمولات في موضوع واحد مثل اتحاد الطعم و الرائحة في التفاحة. و يقال اتحاد لاجتماع الموضوع و المحمول في ذات واحدة كحصول الانسان من البدن و النفس، و يقال اتحاد لاجتماع اجسام كثيرة إمّا بالتتالي «358» كالمدينة، و اما بالتماس «359» كالكرسي و السرير، و اما بالاتصال كاعضاء الحيوان. و احق هذا الباب باسم الاتحاد هو حصول جسم واحد بالعدد من اجتماع اجسام كثيرة لبطلان خاصياتها لأجل ارتفاع حدودها المشتركة و بطلان نهاياتها بالاتصال.
حدّ التتالي: هو كون «360» الأشياء التي لها وضع ليس بينها شي‌ء آخر من جنسها.
حدّ التوالي: «361» هو كون شي‌ء بعد شي‌ء بالقياس الي مبدأ محدود و ليس بينهما شي‌ء من بابهما «362».
حدّ العلّة: هي «363» كل ذات وجود ذات آخر بالفعل من وجود «364» هذا بالفعل، و وجود هذا بالفعل ليس من وجود ذلك بالفعل. [ص: 27 ب].
حدّ المعلول: هو كل «365» ذات وجوده «366» بالفعل من وجود غيره، «367»
__________________________________________________
(355) النفس، ه.
(356) النور، ه.
(357) و، ه، غ.
(358) ببنيان، ه؛ بتتال، غ.
(359) بتماس، غ.
(360) التتالي كون، ه، غ؛ حد ... هو،+ ص.
(361) حد،+ ص.
(362) من ما بها، ه؛ من بابها، غ.
(363) العلة كل، ه، غ؛ حد ... هي،+ ص.
(364) وجودها، ه.
(365) المعلول كل، ه، غ؛ حد ... هو،+ ص.
(366) وجودها، ه.
(367) غيرها، ه.
الحدود، ص: 261
و وجود ذلك الغير ليس من وجوده «368»، و معني قولنا، من وجوده «369» غير معني قولنا مع وجوده «370»؛ فأن معني قولنا من وجوده «371» هو ان تكون الذات باعتبار نفسها ممكنة الوجود و انما يجب وجودها بالفعل لا من ذاتها بل لأن ذاتا اخري موجودة بالفعل يلزم عنها وجود هذه الذات و يكون لها في نفسها الامكان فيكون لها «372» في نفسها بلا شرط الامكان، و لها في نفسها بشرط العلّة الوجوب و لها في نفسها بشرط لا علة الامتناع. و فرق بين قولنا بلا شرط و بين قولنا بشرط لا كالفرق بين قولنا عود ابيض لا و بين قولنا عود لا ابيض. و اما معني قولنا مع وجوده «373» فهو ان يكون أيّ واحد من الذاتين فرض موجودا لزم ان يعلم ان الآخر موجود. و اذا فرض مرفوعا لزم ان الآخر مرفوع. و العلة و المعلول معا «374» بمعني هذين اللزومين و ان كان وجها اللزومين مختلفين، لأن احدهما و هو المعلول اذا فرض موجودا لزم ان يكون الآخر قد كان بذاته موجودا حتي وجد هذا «375». و اما الآخر و هو العلة فلما فرض موجودا «376»، لزم ان يتبع وجوده وجود «377» المعلول، و اذا كان المعلول مرفوعا لزم أن يحكم ان العلة كانت اولا مرفوعة حتي يصحّ «378» رفع هذا لا أنّ رفع المعلول اوجب رفع العلة؛ و اما «379» العلة فاذا رفعناها، وجب رفع المعلول بايجاب رفع العلة. «380».
__________________________________________________
(368) وجودها، ه.
(369) وجودها، ه.
(370) وجودها، ه.
(371) وجودها، ه.
(372) الامكان ... نفسها،- ه.
(373) وجودها، ه.
(374) معا،+ ص، ه.
(375) لزم ان يكون الاخر قد كان بذاته موجودا حتي وجد فريدا، ه.
(376) فرضت موجودة، ه.
(377) وجود،- ه.
(378) صح، ه.
(379) فأما، ه.
(380) العلة رفعه، غ؛ العلة التي رفعه، ه.
الحدود، ص: 262
حدّ الابداع: هو اسم مشترك «378» لمفهومين؛ احدهما تأسيس الشي‌ء لا عن شي‌ء و لا بواسطة شي‌ء. و المفهوم الثاني «379» ان يكون للشي‌ء وجود مطلق عن سبب بلا متوسط و له في ذاته أن لا يكون موجودا و قد افقد الذي له من «380» ذاته افقادا تاما.
حد الخلق: هو اسم «381» مشترك؛ فيقال خلق لافادة وجود كيف كان؛ و يقال خلق لافادة وجود حاصل عن مادة و صورة كيف كان؛ و يقال خلق لهذا المعني الثاني بعد أن يكون لم يتقدمه وجود بالقوّة كتلازم «382» المادة و الصورة في الوجود.
حدّ الاحداث: هو أن يقال «383» علي وجهين: احدهما زماني و الآخر غير زماني و معني الاحداث الزماني ايجاد شي‌ء بعد أن «384» لم يكن له وجود في زمان سابق و معني الاحداث غير الزماني «385» هو إفادة الشي‌ء وجودا و ليس له في ذاته ذلك الوجود لا بحسب زمان دون زمان، بل في كلّ زمان كلا الأمرين «386».
حدّ القدم: هو أن يقال «387» علي وجوه؛ فيقال قديم «388» بالقياس و قديم مطلقا.
و القديم بالقياس «389» هو شي‌ء زمانه في الماضي اكثر من زمان شي‌ء اخر هو قديم بالقياس اليه. و اما القديم المطلق فهو ايضا يقال علي وجهين: «390» بحسب الزمان و بحسب الذات، اما الذي بحسب الزمان فهو الشي‌ء الذي
__________________________________________________
(378) الابداع اسم، ه؛ الابداع اسم مشترك، غ؛ حد ... هو،+ ص.
(379) و الثاني، ص.
(380) في، ه.
(381) الخلق اسم، ه، غ؛ حد ... هو،+ ص.
(382) ليلازم، ه.
(383) الاحداث يقال، ه، غ؛ حد .. هو ان،+ ص.
(384) ما، ه.
(385) الغير الزماني، ه، غ.
(386) كلا الامرين،- ص.
(387) القدم يقال، ه، ع؛ حد ... هو ان،+ ص.
(388) قدم، ه.
(389) و قديم مطلقا و القديم بالقياس،- ه.
(390) وجهين يقال، ه.
الحدود، ص: 263
وجد في زمان ماض غير متناه؛ و اما القديم بحسب الذّات، فهو الشي‌ء الذي ليس له مبدأ لوجود ذاته مبدأ اوجبه «391». فالقديم بحسب الزمان هو الذي له مبدأ زماني. و القديم بحسب الذات هو الذي ليس له مبدأ يتعلّق به، و هو الواحد الحق؛ تعالي عما يقول الظالمون «392» علوا كبيرا «393».
__________________________________________________
(391) به وجب، ه.
(392) الجاهلون، غ. و اصل العبارة مستفادة من القرآن الكريم (الاسراء 17/ آية 43).
(393) جاء في آخر ص: «تمت الحدود لابن سينا، و الحمد لله رب العالمين». و في آخر غ: «تم الكتاب و الحمد لله علي نعمه أبدا».

تعريف مرکز القائمیة باصفهان للتحریات الکمبیوتریة

جاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ في سَبيلِ اللَّهِ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (التوبة/41).
قالَ الإمامُ علیّ ُبنُ موسَی الرِّضا – علـَیهِ السَّلامُ: رَحِمَ اللّهُ عَبْداً أحْيَا أمْرَنَا... َ يَتَعَلَّمُ عُلُومَنَا وَ يُعَلِّمُهَا النَّاسَ؛ فَإِنَّ النَّاسَ لَوْ عَلِمُوا مَحَاسِنَ كَلَامِنَا لَاتَّبَعُونَا... (بَــنـادِرُ البـِحـار – فی تلخیص بحـار الأنوار، للعلاّمة فیض الاسلام، ص 159؛ عُیونُ أخبارِ الرِّضا(ع)، الشـَّیخ الصَّدوق، الباب28، ج1/ ص307).
مؤسّس مُجتمَع "القائمیّة" الثـَّقافیّ بأصبَهانَ – إیرانَ: الشهید آیة الله "الشمس آباذی" – رَحِمَهُ اللهُ – کان أحداً من جَهابـِذة هذه المدینة، الذی قدِ اشتهَرَ بشَعَفِهِ بأهل بَیت النبیّ (صلواتُ اللهِ علـَیهـِم) و لاسیَّما بحضرة الإمام علیّ بن موسَی الرِّضا (علیه السّلام) و بـِساحة صاحِب الزّمان (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرجَهُ الشَّریفَ)؛ و لهذا أسّس مع نظره و درایته، فی سَنـَةِ 1340 الهجریّة الشمسیّة (=1380 الهجریّة القمریّة)، مؤسَّسة ًو طریقة ًلم یـَنطـَفِئ مِصباحُها، بل تـُتـَّبَع بأقوَی و أحسَنِ مَوقِفٍ کلَّ یومٍ.
مرکز "القائمیّة" للتحرِّی الحاسوبیّ – بأصبَهانَ، إیرانَ – قد ابتدَأَ أنشِطتَهُ من سَنـَةِ 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریّة القمریّة) تحتَ عنایة سماحة آیة الله الحاجّ السیّد حسن الإمامیّ – دامَ عِزّهُ – و مع مساعَدَةِ جمع ٍمن خِرّیجی الحوزات العلمیّة و طلاب الجوامع، باللیل و النهار، فی مجالاتٍ شتـَّی: دینیّة، ثقافیّة و علمیّة...
الأهداف: الدّفاع عن ساحة الشیعة و تبسیط ثـَقافة الثـَّقـَلـَین (کتاب الله و اهل البیت علیهـِمُ السَّلامُ) و معارفهما، تعزیز دوافع الشـَّباب و عموم الناس إلی التـَّحَرِّی الأدَقّ للمسائل الدّینیّة، تخلیف المطالب النـّافعة – مکانَ البَلاتیثِ المبتذلة أو الرّدیئة – فی المحامیل (=الهواتف المنقولة) و الحواسیب (=الأجهزة الکمبیوتریّة)، تمهید أرضیّةٍ واسعةٍ جامعةٍ ثـَقافیّةٍ علی أساس معارف القرآن و أهل البیت –علیهم السّلام – بباعث نشر المعارف، خدمات للمحققین و الطـّلاّب، توسعة ثقافة القراءة و إغناء أوقات فراغة هُواةِ برامِج العلوم الإسلامیّة، إنالة المنابع اللازمة لتسهیل رفع الإبهام و الشـّـُبُهات المنتشرة فی الجامعة، و...
- مِنها العَدالة الاجتماعیّة: التی یُمکِن نشرها و بثـّها بالأجهزة الحدیثة متصاعدة ً، علی أنـّه یُمکِن تسریعُ إبراز المَرافِق و التسهیلاتِ – فی آکناف البلد - و نشرِ الثـَّقافةِ الاسلامیّة و الإیرانیّة – فی أنحاء العالـَم - مِن جـِهةٍ اُخرَی.
- من الأنشطة الواسعة للمرکز:
الف) طبع و نشر عشراتِ عنوانِ کتبٍ، کتیبة، نشرة شهریّة، مع إقامة مسابقات القِراءة
ب) إنتاجُ مئات أجهزةٍ تحقیقیّة و مکتبیة، قابلة للتشغیل فی الحاسوب و المحمول
ج) إنتاج المَعارض ثـّـُلاثیّةِ الأبعاد، المنظر الشامل (= بانوراما)، الرّسوم المتحرّکة و... الأماکن الدینیّة، السیاحیّة و...
د) إبداع الموقع الانترنتی "القائمیّة" www.Ghaemiyeh.com و عدّة مَواقِعَ اُخـَرَ
ه) إنتاج المُنتـَجات العرضیّة، الخـَطابات و... للعرض فی القنوات القمریّة
و) الإطلاق و الدَّعم العلمیّ لنظام إجابة الأسئلة الشرعیّة، الاخلاقیّة و الاعتقادیّة (الهاتف: 00983112350524)
ز) ترسیم النظام التلقائیّ و الیدویّ للبلوتوث، ویب کشک، و الرّسائل القصیرة SMS
ح) التعاون الفخریّ مع عشراتِ مراکزَ طبیعیّة و اعتباریّة، منها بیوت الآیات العِظام، الحوزات العلمیّة، الجوامع، الأماکن الدینیّة کمسجد جَمکرانَ و...
ط) إقامة المؤتمَرات، و تنفیذ مشروع "ما قبلَ المدرسة" الخاصّ بالأطفال و الأحداث المُشارِکین فی الجلسة
ی) إقامة دورات تعلیمیّة عمومیّة و دورات تربیة المربّـِی (حضوراً و افتراضاً) طیلة السَّنـَة
المکتب الرّئیسیّ: إیران/أصبهان/ شارع"مسجد سیّد"/ ما بینَ شارع"پنج رَمَضان" ومُفترَق"وفائی"/بنایة"القائمیّة"
تاریخ التأسیس: 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریة القمریّة)
رقم التسجیل: 2373
الهویّة الوطنیّة: 10860152026
الموقع: www.ghaemiyeh.com
البرید الالکترونی: Info@ghaemiyeh.com
المَتجَر الانترنتی: www.eslamshop.com
الهاتف: 25-2357023- (0098311)
الفاکس: 2357022 (0311)
مکتب طهرانَ 88318722 (021)
التـِّجاریّة و المَبیعات 09132000109
امور المستخدمین 2333045(0311)
ملاحَظة هامّة:
المیزانیّة الحالیّة لهذا المرکز، شـَعبیّة، تبرّعیّة، غیر حکومیّة، و غیر ربحیّة، اقتـُنِیَت باهتمام جمع من الخیّرین؛ لکنـَّها لا تـُوافِی الحجمَ المتزاید و المتـَّسِعَ للامور الدّینیّة و العلمیّة الحالیّة و مشاریع التوسعة الثـَّقافیّة؛ لهذا فقد ترجَّی هذا المرکزُ صاحِبَ هذا البیتِ (المُسمَّی بالقائمیّة) و مع ذلک، یرجو مِن جانب سماحة بقیّة الله الأعظم (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرَجَهُ الشَّریفَ) أن یُوفـِّقَ الکلَّ توفیقاً متزائداً لِإعانتهم - فی حدّ التـّمکـّن لکلّ احدٍ منهم – إیّانا فی هذا الأمر العظیم؛ إن شاءَ اللهُ تعالی؛ و اللهُ ولیّ التوفیق.