أهل البيت عليهم السلام في القرآن

اشارة

آية الله العظمي

السيد صادق الحسيني الشيرازي رحمة الله عليه

هوية الكتاب?

اسم الكتاب: أهل البيت عليهم السلام في القرآن

المؤلف: آية الله العظمي السيد صادق الشيرازي رحمة الله عليه

الناشر:

الطبعة:

سنة الطبع:

عدد النسخ:

الفلم والزنك:

المطبعة:

بسم الله الرحمن الرحيم

المقدّمة

إن كان رفضاً حب آلِ محمدٍ

فليشهد الثقلان أني رافضي

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام علي خير الخلق أجمعين محمد المصطفي وعلي أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً، وانزل فيهم آيات كثيرة من القرآن الحكيم.وبعد، فهذه آيات من القرآن الحكيم وردت بحق أهل البيت عليهم السلام تنزيلاً، أو تفسيراً، أو تأويلاً، أو تطبيقاً جمعتها من كتب غير الشيعة، ولم أذكر ما تفرد بذكره علماء الشيعة، ليكون أقوي حجة، وأظهر دليلاً، وكل نيتي في ذلك التقرب إلي رسول الله، وإلي أهل بيته عليهم السلام لعلّي أفوز بذلك يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون، وأكون ممن ينطبق عليه الحديث المشهور المتواتر نقله عن الرسول الأعظم? صلي الله عليه و اله:

(مثل أهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نجا).

وليكون هداية ونبراساً لمن أراد الحق ولم يجده، أو بحث عنه ولم يصل إليه، فأكون أيضاً مشمولاً للحديث الشريف المروي عن النبي الأكرم صلي الله عليه و اله:

(يا علي لئن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك مما طلعت عليه الشمس).

وكل ما أقوله هو أني وُفّقت لجمع بضع ما ورد عن مصادر القوم في أهل البيت، ولعل هناك الآيات الكثيرة الواردة في ذلك أيضاً لم أجدها، ولم أسجلها.

ولعل من يوفقه الله تعالي لجمع ذلك في المستقبل فيضيفها إلي كتابي هذا تكملة له، وإتماماً إياه.

والله هو الموفق للجميع.

الكويت صادق الحسيني الشيرازي

ملاحظات

1. أخذنا العديد مما في هذا الكتاب من الآيات عن كتب ثلاثة:

الأول: (شواهد التنزيل) للحافظ الحاكم الحسكاني (الحنفي).

الثاني: (غاية المرام) للسيد هاشم البحراني، قسم ما رواه عن طرق غير الشيعة.

الثالث: (ينابيع المودة) للحافظ القندوزي (الحنفي).

والبقية ذكرناها عن كتب متفرقة أخري لغير الشيعة أشرنا إليها في أسفل الصفحات.

2. لم

نذكر في هذا الكتاب الآيات المختصة بفضل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، مع كونه سيد العترة، ورأس أهل البيت عليهم السلام، وذلك من أجل كثرتها جداً، ولهذا فقد أفردنا للآيات الواردة بشأن علي بن أبي طالب?? كتاباً مستقلاً ضخماً، أضخم من هذا الكتاب.

3. حذفنا إسناد الأحاديث روماً للاختصار، ولكون مقصودنا في هذا الكتاب الإشارة إلي كثرة الآيات الواردة بحق أهل البيت عليهم السلام، وذكرنا المصادر في أسفل الصفحات ليرجع إليها من أراد تفصيل الإسناد أيضاً.

4. كثيراً ما وردت أحاديث عديدة في تفسير آية من الآيات، ولكنا توضيحاً للاختصار، وللإشارة إلي سعة هذا الباب لم نذكر غالباً إلا حديثاً واحداً أو حديثين ونترك التفصيل في ذلك لمن يأتي بعدنا فيوفقه الله لإكمال ذلك، وغيره مما يجده في كتابنا.

سورة الفاتحة

«وفيها آية واحدة»

?إهدِنا الصِّراطَ المُسْتَقيمَ عليهم السلام.

??إهدِنا الصِّراطَ المُسْتَقيمَ عليهم السلام.

روي الحافظ الكبير، عبيد الله بن عبد الله بن أحمد المعروف بالحاكم الحسكاني الحذّاء (الحنفي) النيسابوري، من أعلام القرن الخامس الهجري، في كتابه (شواهد التنزيل، لقواعد التفضيل في الآيات النازلة في أهل البيت عليهم السلام):

روي قال: أخبرنا الحاكم الوالد أبو محمد عبد الله بن أحمد (بإسناده المذكور) عن أبي بريدة في قول الله: ??إهدِنا الصِّراطَ المُسْتَقيمَ عليهم السلام.

قال: صراط محمد وآله.

وروي هو أيضاً قال: أخبرنا عقيل بن الحسين الفسوي (بإسناده المذكور) عن سفيان الثوري، عن أسباط ومجاهد، عن ابن عباس في قول الله تعالي: ??إهدِنا الصِّراطَ المُسْتَقيمَ عليهم السلام.

قال: يقول: قولوا معاشر العباد: اهدنا إلي حب النبي صلي الله عليه و اله وأهل بيته عليهم السلام.

سورة البقرة

«فيها ثمانية عشرة آية»

?هُديً لِّلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ عليهم السلام.

?وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الْصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَار عليهم السلام.

?فَتَلَقَّي آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ عليهم السلام.

?وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ عليهم السلام.

?وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُواْ هَذِهِ الْقَرْيَةَ عليهم السلام.

?وَإِذِ اسْتَسْقَي مُوسَي لِقَوْمِهِ عليهم السلام.

?وَإِذِ ابْتَلَي إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ عليهم السلام.

?وَمَا أُنزِلَ إِلَي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وِإسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ عليهم السلام.

?أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإسْمَاعِيلَ وَإسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطَ كَانُوا هُوداً أَوْ نَصَارَي عليهم السلام.

?وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا عليهم السلام.

?فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَاتِ عليهم السلام.

?وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفِ عليهم السلام.

? يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً عليهم السلام.

?تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَي بَعْضٍ عليهم السلام.

?فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَيَ عليهم السلام.

?آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ عليهم السلام.

?يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً عليهم السلام.

?هُديً لِّلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ عليهم السلام.

روي الحافظ سليمان (القندوزي) الحنفي،

بإسناده عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: دخل جندل بن جنادة بن جبير اليهودي علي رسول الله صلي الله عليه و اله وسأله عن أشياء، وإسلامه علي يد النبي صلي الله عليه و اله في حديث طويل إلي أن سأل النبي صلي الله عليه و اله عن أوصيائه عليهم السلام، فعدّهم النبي صلي الله عليه و اله له إلي أن قال صلي الله عليه و اله:

(فبعده ابنه محمد، يدعي بالمهدي والقائم والحجة، فيغيب ثم يخرج، فإذا خرج يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً، طوبي للصابرين في غيبته، وطوبي للمقيمين علي محبتهم، أولئك الذين وصفهم الله في كتابه، وقال: ?هُديً لِّلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ عليهم السلام …). إلي آخر الحديث.

?وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الْصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَار كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقاً قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشابِهاً وَلَهُمْ فِيَها أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ عليهم السلام.

أخرج علامة (الحنفية) الحافظ عبيد الله المعروف بالحاكم الحسكاني (بسنده المذكور) عن ابن عباس قال: مما نزل من القرآن خاصة في رسول الله وعلي أهل بيته عليهم السلام من سورة البقرة ?وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا.. عليهم السلام.

(أقول): الاختصاص هنا معناه أكمل الأفراد، أو أوّل الأفراد، ولا ينافي ذلك عموم الآية لسائر المؤمنين.

?فَتَلَّقي آَدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ عليهم السلام.

روي العلامة السيد هاشم البحراني، عن النطنزي في (الخصائص) قال ابن عباس: لما خلق الله آدم ونفخ فيه من روحه عطس فقال:

(الحمد لله)

فقال له ربه:

(يرحمك ربك)

فلما سجد له الملائكة تداخله العجب فقال:

يا رب خلقت خلقاً هو أحب إليك مني؟ قال: نعم ولولاهم ما خلقتك، قال: يا

رب فأدنهم؟

فأوحي الله عز وجل إلي ملائكة الحجب أن ارفعوا الحجب، فلما رفعت إذا آدم بخمسة أشباح قدام العرش، قال:

يا رب من هؤلاء؟ قال: يا آدم هذا محمد نبيّي وهذا علي أمير المؤمنين ابن عم نبيّي ووصيه، وهذه فاطمة بنت نبيّي وهذان الحسن والحسين ابنا علي وولدا نبيّي ثم قال: يا آدم هم ولدك، ففرح بذلك، فلما اقترف الخطيئة قال: يا رب أسألك بمحمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين لما غفرت لي،

فغفر الله له، فهذا الذي قال الله تعالي: ?فَتَلَّقي آَدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ عليهم السلام إن الكلمات التي تلقاها آدم من ربه (اللهم بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين إلا تبت علي) فتاب الله عليه.

?وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ عليهم السلام.

روي الحافظ الحنفي سليمان القندوزي بسنده عن أبي جعفر الباقر? في تفسير هذه الآية: ? وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ عليهم السلام.

قال: فالله جل شأنه، وعظم سلطانه، ودام كبرياؤه، أعز وأرفع وأقدس من أن يعرض له ظلم، ولكن أدخل ذاته الأقدس فينا أهل البيت، فجعل ظلمنا ظلمه فقال: ?وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ عليهم السلام.

?وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَادْخُلُوا البَابَ سُجَّداً وَقُولُوا حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ عليهم السلام.

روي (الفقيه الشافعي) جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر (السيوطي) في تفسيره، عند قوله تعالي: ?وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَادْخُلُوا البَابَ سُجَّداً وَقُولُوا حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ عليهم السلام.

قال: وأخرج ابن أبي شيبة عن علي قال: (إنما مثلنا في هذه الأمة كسفينة نوح، وكباب حطة).

?وَإِذِ اسْتَسْقَي مُوسَي لِقَومِهِ فَقُلْنَا اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانَفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً عليهم السلام.

عن أبي الحسن الفقيه

محمد بن علي بن شاذان، في (المناقب المائة) من طريق العامة، بحذف الإسناد، عن ابن عباس، قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه و اله يقول:

(معاشر الناس من سره أن يقتدي بي فعليه أن يتوالي ولاية علي بن أبي طالب، والأئمة من ذريتي فإنهم خزان علمي).

فقام جابر بن عبد الله الأنصاري فقال: يا رسول الله ما عدة الأئمة؟

قال صلي الله عليه و اله:

(يا جابر سألتني رحمك الله عن الإسلام بأجمعه) إلي أن قال صلي الله عليه و اله: (وعدتهم عدة العيون التي انفجرت لموسي بن عمران، حين ضرب بعصاه الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عيناً..).

?وَإِذِ ابْتَلَي إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلمَاتٍ فَأَتَمُّهُنَّ عليهم السلام.

روي الحافظ القندوزي (الحنفي) بإسناده عن المفضل، قال: سألت جعفر الصادق? عن قوله عز وجل: ?وَإِذِ ابْتَلَي إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلمَاتٍ.. عليهم السلام.

قال:

هي الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه، وهو أنه قال: (يا رب أسألك بحق محمد، وعلي، وفاطمة، والحسن والحسين إلاّ تبت علي). ?فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ عليهم السلام.

فقلت له: يا بن رسول الله فما يعني بقوله: ?فَأَتَمُّهُنَّ عليهم السلام؟

قال:

(يعني: أتمهن إلي القائم المهدي، اثني عشر إماماً، تسعة من الحسين).

?وَمَا أُنزِلَ إِلَي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وِإسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ عليهم السلام.

أخرج المؤرخ الكبير (ابن الأثير) في (أسد الغابة) بسنده المذكورة عن لعلي بن مرة، قال: خرجنا مع النبي صلي الله عليه و اله إلي طعام دُعينا إليه فإذا حسين يلعب بالسكة، فتقدم النبي صلي الله عليه و اله وبسط يده فجعل الغلام يفر من ها هنا، وهاهنا، ويضاحكه النبي صلي الله عليه و اله حتي أخذه فجعل إحدي يديه تحت ذقنه والأخري في فأس رأسه، فقلبه وقال:

(حسين مني وأنا من حسين، أحب الله

من أحب حسيناً، حسين سبط من الأسباط).

(أقول): هنا ملاحظتان:

(الأولي): بما أن الآية مكررة في القرآن، ولفظة (الأسباط) تكررت في القرآن، يقتضي ذلك أن نكرر ذكر قولة النبي صلي الله عليه و اله: (حسين سبط من الأسباط) لأن الحسين عليه السلام إذا كان أحد الأسباط، فكلما كررت الكلمة في القرآن، كلما كان الحسين عليه السلام مشمولاً لها.

ولذا، فإنّا فعلنا ذلك، وكررنا ذكر الحديث النبوي، بعدد تكرار الكلمة في القرآن هنا، وفي سورتي (آل عمران) و(النساء).

(الملاحظة الثانية): الأسباط الذين كانوا في (بني إسرائيل) لم يكونوا أنبياء، وإنما كانوا بمنزلة الأنبياء، فكلمة (أنزل) إنما هو بمعني الوحي، ولكن (الوحي) ليس كله شيئاً واحداً، وعلي نسق واحد، فالوحي يكون للنبي، ويكون للرسول، ويكون لغيرهما أيضاً من الأئمة عليهم السلام والصالحين، ويكون للملائكة، ويكون لغيرهم أيضاً.

فذكر الآية في الحسين? عليه السلام بدليل الحديث النبوي الشريف ليس معناه أن الحسين عليه السلام نبي، وإنما معناه أن الحسين عليه السلام أنزل إليه من الله تعالي شيء، لكن لا كما ينزل إلي الأنبياء عليهم السلام. ولتوضيح المقام نذكر بعض آيات الوحي بالنسبة إلي غير الأنبياء.

?وَأَوْحَي رَبُّكَ إِلَي النَّحْلِ عليهم السلام.

?فَأَوْحَي إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيّاً عليهم السلام.

?وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَي الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي عليهم السلام.

?إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَي أُمِّكَ مَا يُوحَي عليهم السلام.

?وَأَوْحَيْنَا إِلَي أُمِّ مُوسَي أَنْ أَرْضِعِيهِ عليهم السلام.

?إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَي أُمِّكَ مَا يُوحَي عليهم السلام.

فماذا يمنع أن يوحي إلي الحسين عليه السلام بهذه المعاني أو ما شابهها كما أوحي إلي الحواريين، وأم موسي؟

ولا شك أن الحسين عليه السلام أفضل عند الله منزلة، وأقرب جاهاً من الحواريين، ومن أم موسي، ونحوهم.

?أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإسْمَاعِيلَ وَإسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطَ كَانُوا هُوداً أَوْ نَصَارَي

عليهم السلام.

أخرج إمام أهل السنة، في أحد الصحاح الستة وهو (ابن ماجة) في كتابه الصحيح المسمي ب(سنن ابن ماجة) بسنده المذكور عن رسول الله صلي الله عليه و اله أنه قال: (حسين سبط من الأسباط).

وأخرجه صاحب (تهذيب الكمال) أيضا.

(أقول): لا مانع أن يكون الحسين عليه السلام مشمولاً للآيات الكريمات التي ذكرت كلمة (الأسباط) بعدما تفوّه من قال الله عنه: ?وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَي إِنْ هُوَ إِلاَ وَحْيٌ يُوحَي عليهم السلام بأنه سبط من الأسباط، فإن لم يكن بالتنزيل، فبالتأويل.

?وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أَمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَي النَّاسِ عليهم السلام.

روي الحافظ الحاكم الحسكاني (الحنفي) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن أحمد الصوفي (بإسناده المذكور) عن سليم بن قيس، عن علي عليه السلام قال:

(إن الله إيّانا عني بقوله تعالي: ? لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَي النَّاسِ عليهم السلام فرسول الله شاهد علينا، ونحن شهداء عن الناس، وحجته في أرضه، ونحن الذين قال الله جل اسمه: ?وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً عليهم السلام.

(أقول): قوله (إيانا) يعني: نحن أهل البيت عليهم السلام، كما يدل عليه نظائر كثيرة له في مختلف الكتب، وكتب الأحاديث.

ولا يخفي أن تقديم ?لتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَي النَّاسِ عليهم السلام مع كونه متأخراً ذكره في القرآن، لعله من بعض الرواة، أو الكتاب الناقل عنهم.

?فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعاً عليهم السلام.

روي الحافظ القندوزي (الحنفي) عن الإمام جعفر الصادق? في قول الله عز وجل: ?فاستبقوا الخيرات أينما تكونوا يأت بكم الله جميعاً عليهم السلام.

قال:

(يعني: أصحاب (القائم) الثلاثمائة وبضعة عشر، وهم والله (الأمة المعدودة)، يجتمعون في ساعة واحدة، كقزع الخريف).

(أقول): قزع الخريف، يعني: كسرعة مطر الخريف، فقزع هو كل ما خف وأسرع، والخريف يقال لمطر الخريف أيضاً، أي كما

أن مطر الخريف خفيف وسريع، كذلك أصحاب (القائم) يجتمعون إليه بخفة وسرعة شديدتين، كخفة وسرعة مطر الخريف.

?وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ عليهم السلام.

روي الحافظ القندوزي (الحنفي) في قول الله تعالي في سورة البقرة: ?وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ.. عليهم السلام عن محمد بن مسلم عن جعفر الصادق? قال:

(إن قدام (القائم) علامات بلوي من الله للمؤمنين).

قلت: وما هي؟

قال:

(هذه الآية، قال تعالي: ?وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيءٍ مِنَ الْخَوْفِ.. عليهم السلام من تلفهم بالأسقام.

?وَالْجُوعِ عليهم السلام بغلاء أسعارهم.

?وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ عليهم السلام بالقحط.

?وَالأَنفُسِ عليهم السلام بموت ذائع.

?وَالثَّمَرَاتِ عليهم السلام بعدم المطر.

?وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ عليهم السلام عند ذلك.

ثم قال:

يا محمد، هذا تأويله: ?وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ عليهم السلام، ونحن الراسخون في العلم).

?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً عليهم السلام.

روي العلامة البحراني، قال: روي الأصفهاني (يعني: أبا الفرج) الأموي في معني الآية من عدة طرق إلي علي أنه قال:

(ولايتنا أهل البيت).

?تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلنَا بَعْضَهُمْ عَلَي بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللهُ … (الي قوله) … وَلَوْ شَاءَ اللهُ مَا اقْتَتَلَ الذِينَ مِن بَعْدِهِم مِّن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ وَمِنْهُم مَّن كَفَرَ وَلَوْ شَآءَ اللهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ عليهم السلام.

روي العلامة البحراني، عن ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة بإسناده المذكور عن الأصبغ بن نباته، قال: جاء رجل إلي علي عليه السلام فقال: يا أمير المؤمنين هؤلاء القوم الذين نقاتلهم، الدعوة واحدة، والرسول واحد، والصلاة واحدة، والحج واحد، فماذا نُسميهم؟

فقال:

(سمهم بما سماهم الله في كتابه).

قال: وما كل ما في الكتاب أعلمه.

قال:

أما سمعت الله تعالي قال:

?تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلنَا بَعْضَهُمْ عَلَي بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللهُ (الي قوله) وَلَوْ شَاءَ اللهُ مَا اقْتَتَلَ الذِينَ مِن بَعْدِهِم مِّن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ وَمِنْهُم مَّن كَفَرَ عليهم السلام. فلما وقع الاختلاف، كنا نحن أولي بالله، وبالكتاب، وبالنبي صلي الله عليه و اله وبالحق، فنحن الذين آمنوا، وهم الذين كفروا، وشاء الله قتالهم، نقاتلهم بمشيئة الله وإرادته).

(أقول): إنما ذكرنا هذه الآية، وهذا الحديث في هذا الكتاب (أهل البيت عليهم السلام في القرآن) لأن ظاهر قوله عليه السلام: (نحن، أنا، كنا) ونحوها، أنهم بما هم أوصياء الرسول، وعترة النبي صلي الله عليه و اله الشاملة لبقية الأئمة من أهل البيت عليهم السلام.

فنفس الحكم جاء في قتال ولده الحسن عليه السلام مع معاوية، وفي قتال ولده الحسين عليه السلام مع يزيد بن معاوية، وهكذا..

فالحسن عليه السلام وأصحابه، والحسين عليه السلام وأصحابه هم الذين آمنوا، ومعاوية وأصحابه، ويزيد وأصحابه هم الذين كفروا.

?فَمَن يَكْفُرْ بِالطّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَي لاَ انِفصَامَ لَهَا وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ عليهم السلام.

عن أبي الحسن الفقيه محمد بن علي بن شاذان في (المناقب المائة) من طريق العامة بحذف الإسناد عن ابن عباس قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه و اله يقول:

(معاشر الناس! اعلموا أن لله تعالي باباً من دخله أمن من النار ومن الفزع الأكبر).

فقام إليه أبو سعيد الخدري فقال: يا رسول الله اهدنا لهذا الباب حتي نعرفه.

قال صلي الله عليه و اله:

(هو علي بن أبي طالب سيد الوصيين، وأمير المؤمنين، وأخو رسول رب العالمين، وخليفة الله علي الناس أجمعين.

معاشر الناس! من أحب أن يتمسك بالعروة الوثقي التي لا انفصام لها فليتمسك بولاية علي بن أبي

طالب، فولايته ولايتي، وطاعته طاعتي.

معاشر الناس! من أحب أن يعرف الحجة بعدي فليعرف علي بن أبي طالب.

معاشر الناس! من سره ليقتدي بي فعليه أن يتوالي ولاية علي بن أبي طالب والأئمة من ذريتي فإنهم خزان علمي).

?آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَاَنَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ عليهم السلام.

أخرج العالم الشافعي محمد بن إبراهيم (الحمويني) بأسانيده المذكورة المتعددة عن أبي سلمي داعي رسول الله صلي الله عليه و اله قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه و اله يقول:

ليلة أسري بي إلي السماء قال لي الجليل جل جلاله: ?آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه عليهم السلام.

قلت: ?وَالْمُؤْمِنُونَ عليهم السلام.

قال: صدقت يا محمد.

وقال: من خلفت في أمتك؟

قلت: خيرها.

قال: علي بن أبي طالب؟

قلت: نعم يا رب

قال: يا محمد إني اطلعت إلي الأرض اطلاعة فاخترتك منها وشققت لك اسماً من أسمائي فلا أذكر في موضع إلا ذكرتَ معي، فأنا المحمود وأنت محمد (ثم) اطلعت الثانية فاخترت منها علياً وشققت له اسماً من أسمائي، فأنا الأعلي وهو علي.

يا محمد: إني خلقتك وخلقت علياً وفاطمة والحسن والحسين والأئمة من ولده، من شبح نوري، وعرضت ولايتكم علي أهل السماوات وأهل الأرض فمن قبلها كان عندي من المؤمنين، ومن جحدها كان عندي من الكافرين.

يا محمد: لو أن عبداً من عبيدي عبدني حتي يتقطع أو يصير كالشن البالي ثم أتاني جاحداً لولايتكم ما غفرت له حتي يقر بولايتكم.

يا محمد: أتحب أن تراهم؟

قلت: نعم

فقال لي: التفت عن يمين العرش

فالتفت فإذا بعلي وفاطمة والحسن والحسين وعلي بن الحسين، ومحمد بن علي، وجعفر بن محمد، وموسي بن جعفر، وعلي بن

موسي، ومحمد بن علي، وعلي بن محمد، والحسن بن علي، والمهدي في ضحضاح من نور قياماً يصلون وهو في وسطهم يعني المهدي كأنه كوكب دُرّي.

قال: (يا محمد هؤلاء الحجج وهو الثائر من عترتك، وعزتي وجلالي انه الحجة الواجبة لأوليائي، والمنتقم من أعدائي).

وأخرجه بتفاوت يسير في بعض الألفاظ عديد من الأعلام:

مثل الإمام أخطب خطباء خوارزم موفق بن أحمد (الحنفي) في كتاب المقتل.

والحافظ الحنفي سليمان القندوزي في ينابيعه وغيرهما.

?يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً عليهم السلام.

روي الحافظ سليمان القندوزي (الحنفي) قال: وفي مسند أحمد (إمام الحنابلة) بسنده عن حميد بن عبد الله، قال: إنه ذكر عند النبي صلي الله عليه و اله قضاء قضي به علي بن أبي طالب، فأعجب وقال صلي الله عليه و اله:

(الحمد لله الذي جعل الحكمة فينا أهل البيت).

سورة آل عمران

«وفيها عشر آيات»

?وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللهُ وَالَّراسِخُونَ فِي الْعِلْمِ عليهم السلام.

?إِنَّ اللهَ اصْطَفَي آدَمَ وَنُوحاً عليهم السلام.

?فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ عليهم السلام.

?وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ عليهم السلام.

?وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَي إِبْرَاهِيم وِإسْماعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأْسْبَاطِ عليهم السلام.

?وَمَن يَعْتَصِم بِاللّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَي صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ عليهم السلام.

?وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ عليهم السلام.

?وَلِيُمَحِّصَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ عليهم السلام.

?لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ عليهم السلام.

?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ عليهم السلام.

?وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللهُ وَالَّراسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكُّرُ إلاَّ أُوْلُوا الأَلْبَابِ عليهم السلام.

روي الحافظ سليمان القندوزي (الحنفي) عن علي بن أبي طالب عليه السلام أنه قال في خطبة خطبها:

(أين الذين زعموا أنهم الراسخون في العلم دوننا كذباً وبغياً علينا، أن رفعنا

الله ووضعهم، وأعطانا وحرمهم، وأدخلنا وأخرجهم، بنا يستعطي الهدي، وبنا يستجلي العمي).

وروي الحافظ القندوزي أيضاً قال: عن جعفر الصادق? أنه قرأ: ?وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللهُ وَالَّراسِخُونَ فِي الْعِلْمِ عليهم السلام، ثم قال:

(ونحن الراسخون في العلم).

?إِنَّ اللهَ اصْطَفَي آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَي الْعَاَلمِينَ عليهم السلام.

(الثعلبي) أبي إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم النيسابوري، (بإسناده المذكور) عن أبي وائل في تفسير هذه الآية قال: قرأت في مصحف عبد الله بن مسعود: ?إِنَّ اللهَ اصْطَفَي آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ (وآل محمد) عَلَي الْعَاَلمِينَ عليهم السلام.

(أقول): ليس معني ثبوت (آل محمد عليهم السلام) في مصحف عبد الله بن مسعود كونه من القرآن وقد أسقط عنه، لا، لا، كيف والقرآن لم، ولا، ولن تنله يد التحريف، والتغيير، والزيادة، والنقصان..

ولكن حيث كان النبي صلي الله عليه و اله إذا نزل عليه الوحي قرأه لأصحابه، ثم ذكر تفسيره، وتأويله، وكان الأصحاب يثبتون القرآن، والتفسير، والتأويل شيئاً بعد شيء.

(لذا) فإن زيادة (آل محمد عليهم السلام) إنما هي من التفسير، أو التأويل، لا من أصل القرآن. والشواهد علي ذلك كثيرة تطلب من مظانها.

?فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوُا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَعْنَتَ اللهِ عَلَي الكَاذِبِينَ عليهم السلام.

من صحيح مسلم، من الجزء الرابع في ثالث كراس من أوله، في باب فضائل علي بن أبي طالب (بإسناده المذكور) عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه، قال: أمر معاوية بن أبي سفيان سعداً فقال: ما يمنعك أن تسب أبا تراب؟

قال: أما ما ذكرت ثلاثاً قالهن له رسول الله صلي الله عليه و اله فلن أسبه، لأن تكون

لي واحدة فهن أحب إليّ من حمر النعم. سمعت رسول الله يقول حين خلفه في بعض مغازيه، فقال له علي: يا رسول الله خلفتني مع النساء والصبيان؟ فقال رسو الله صلي الله عليه و اله: (أما ترضي أن تكون مني بمنزلة هارون من موسي إلا أنه لا نبي بعدي).

وسمعته يقول يوم خيبر:

(لأعطينّ الراية رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله).

(قال): فتطاولنا لها، فقال صلي الله عليه و اله:

(ادعوا لي علياً)

فأتي به أرمد العين، فبصق في عينيه ودفع الراية إليه ففتح الله علي يده.

ولمّا نزلت هذه الآية ?قُلْ تَعَالَوُا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ عليهم السلام دعا رسول الله صلي الله عليه و اله علياً عليه السلام وفاطمة عليها السلام وحسناً عليه السلام وحسيناً عليه السلام، وقال صلي الله عليه و اله:

(اللهم هؤلاء أهل بيتي).

وفي تفسير (الجلالين) في تفسيره هذه الآية قال: وقد دعا (يعني: رسول الله) وفد نجران لذلك لما حاجّوه فيه فقالوا: حتي ننظر في أمرنا ثم نأتيك، ثم قال ذو رأيهم لقد عرفتم نبوته وأنه ما باهل قوم نبياً إلا هلكوا فودّعوا الرجل وانصرفوا. فأتوه وقد خرج صلي الله عليه و اله ومعه الحسن عليه السلام والحسين عليه السلام وفاطمة عليها السلام وعلي عليه السلام، وقال لهم:

إذا دعوت فأمّنوا،

فأبوا (يعني: النصاري) أن يلاعنوا، وصالحوه علي الجزية. رواه أبو نعيم.

وأخرج ذلك بمضامين مختلفة في الألفاظ والأسانيد والرواة، والتفصيل والإجمال، لكنها متفقة في المعني، والمغزي، والقصة جمهرة كبيرة، ننوّه إليهم وإلي مواقع ذكرها من كتبهم روما للاختصار، وفتحاً للطريق لمطالبها، وتسهيلاً للأمر علي مريدها.

(ومنهم) مسلم في (صحيحه).

(ومنهم) البيضاوي في (تفسيره).

(ومنهم) الفخر الرازي في (تفسيره).

(ومنهم) الآلوسي في (تفسيره).

(ومنهم) الترمذي في (صحيحه).

(ومنهم) البيهقي

في (سننه).

(ومنهم) إمام الحنابلة أحمد بن حنبل في (مسنده).

(ومنهم) البغوي في (مصابيحه).

(ومنهم) العلامة الذهبي في (سيره).

(ومنهم) الزمخشري في (كشافه).

وآخرون غيرهم كثيرون

?وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّماوَاتِ وَالأْرْض طَوْعاً وَكَرْهاً عليهم السلام.

روي الحافظ القندوزي (الحنفي) قال: عن جعفر الصادق? يقول في قوله تعالي: ?وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّماوَاتِ وَالأْرْض طَوْعاً وَكَرْهاً عليهم السلام:

(إذا قام (القائم) المهدي لا تبقي أرض إلا نودي فيها بشهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله).

?وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَي إِبْرَاهِيم وِإسْماعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأْسْبَاطِ عليهم السلام.

أخرج الحاكم في المستدرك علي الصحيحين، بسنده عن رسول الله صلي الله عليه و اله، في حديث: فإذا حسين عليه السلام يلعب بالسكة، فتقدم النبي صلي الله عليه و اله وبسط يده، فوضع إحدي يديه تحت قفاه، والأخري تحت ذقنه، فوضع صلي الله عليه و اله فاه علي فيه عليه السلام وهو يقول:

(حسين مني وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسيناً، حسين سبط من الأسباط).

(أقول): مرت ملاحظتان جديرتان بالتنبيه في سورة البقرة آية: 136.

?وَاعْتِصمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا عليهم السلام.

روي الحافظ الحسكاني (الحنفي) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الصوفي، (بإسناده المذكور) عن أبان بن تغلب، عن جعفر بن محمد عليه السلام، قال:

(نحن حبل الله الذي قال الله (عنه): ? وَاعْتِصمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً عليهم السلام.

وأخرج ذلك من الأعلام كثيرون (كالشبلنجي) الشافعي، و(الصبان الحنفي)، وغيرهما أيضاً.

وروي العلامة الشيخ عباس القمي، عن عالم المعتزلة الخوارزمي، أنه روي بإسناده عن رسول الله صلي الله عليه و اله أنه قال:

(فاطمة مهجة قلبي، وابناها ثمرة فؤادي، وبعلها نور بصري، والأئمة من ولدها أمناء ربي، حبل ممدود بينه وبين خلقه، من اعتصم بهم نجا، ومن تخلف عنهم

هوي).

?وَلِيُمَحِّصَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ عليهم السلام.

وممن أخرج الحديث ابن خلدون في (مقدمته).

وكذلك أخرجه في كتاب (مجمع الفرائد ومنبع الفوائد) (عالم الشافعية) الحافظ نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي.

وأخرج الحافظ الشافعي (الحمويني) بسنده المذكور عن سعيد بن جبير عن ابن عباس? قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله:

(إن علي بن أبي طالب إمام أمتي وخليفتي عليها من بعدي ومن ولده (القائم) المنتظر الذي يملأ به الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً. والذي بعثني بالحق بشيراً ونذيراً إن الثابتين علي القول بإمامته في زمان غيبته لأعز من الكبريت الأحمر).

فقام إليه جابر بن عبد الله الأنصاري فقال: يا رسول الله وللقائم من ولدك غيبة؟

قال صلي الله عليه و اله:

(إي وربي ?وَلِيُمَحِّصَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ عليهم السلام.

يا جابر! إن هذا الأمر من أمر الله، وسر من سر الله، من سر علته، مطوية عن عباده، فإياك والشك، فإن الشك في أمر الله عز وجل كفر).

?لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنْ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَبَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذيً كَثِيراً عليهم السلام.

روي الحافظ الحاكم الحسكاني (الحنفي) عن أبي محمد الحسن بن علي الجوهري (بإسناده المذكور) عن ابن عباس في قوله تعالي: ? وَلَتَسْمَعُنْ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَبَ.. عليهم السلام.

(قال): نزلت في رسول الله خاصة وأهل بيته.

?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ عليهم السلام.

روي الحافظ سليمان القندوزي (الحنفي) قال: عن محمد الباقر? في قوله تعالي في سورة آل عمران: ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا عليهم السلام، قال (في تفسيرها):

(اصبروا علي أداء الفرائض، وصابروا علي أذية عدوكم، ورابطوا إمامكم المهدي المنتظر).

سورة النساء

«وفيها ثلاث عشرة آية»

?وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي

تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ عليهم السلام.

?وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ عليهم السلام.

?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ آمِنُواْ بِمَا نَزَّلْنَا عليهم السلام.

?أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَي مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ عليهم السلام.

?أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ عليهم السلام.

?فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ عليهم السلام.

?وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا عليهم السلام.

?مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ (إلي قوله تعالي) وَكَفَي بِاللّهِ عَلِيماً عليهم السلام.

?وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَي الرَّسُولِ وَإِلَي أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ عليهم السلام.

?وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَي عليهم السلام.

?وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ عليهم السلام.

?وَأَوْحَيْنَا إِلَي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ عليهم السلام.

?وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً عليهم السلام.

روي الحافظ الحسكاني (الحنفي) قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري (بإسناده المذكور) عن ابن عباس في قوله تعالي: ?وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ عليهم السلام.

(قال): نزلت في رسول الله صلي الله عليه و اله وأهل بيته، وذوي أرحامه، وذلك أن كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا ما كان من سببه ونسبه.

?إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً عليهم السلام يعني: حفيظ.

?وَلا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً عليهم السلام.

روي الحافظ الحسكاني (الحنفي) قال: أخبرونا عن القاضي أبي الحسين محمد بن عثمان النصيبي (بإسناده المذكور) عن ابن عباس في قوله تعالي: ?وَلا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ عليهم السلام.

قال: لا تقتلوا أهل بيت نبيكم، إن الله يقول: ?..تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ عليهم السلام. وكان ?أَبْنَاءنَا عليهم السلام الحسن عليه السلام والحسين عليه السلام، وكان ?وَنِسَاءنَا عليهم السلام فاطمة عليها السلام، و?وَأَنفُسَنَا عليهم السلام النبي صلي الله عليه و اله وعلي عليه السلام.

(أقول): لا يخفي أن هذا وأشباهه من

التأويل الذي تعلمه ابن عباس عن رسول الله صلي الله عليه و اله المنزل عليه الوحي بالتنزيل، والتفسير، والتأويل جميعاً.

?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَكُم مِّن قَبْلِ أَن نَّطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّهَا عَلَي أَدْبَارِهَا عليهم السلام.

روي الحافظ القندوزي، (الحنفي) قال: عن محمد الباقر? في قوله تعالي: ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَكُم مِّن قَبْلِ أَن نَّطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّهَا عَلَي أَدْبَارِهَا عليهم السلام، قال:

(لا يفلت من جيش السفياني الهالكين في خف البيداء إلا ثلاثة نفر، يحوّل الله وجوههم في أقفيتهم، وذلك عند قيام القائم المهدي).

(أقول): هذا من التأويل، وتفسير الآية ورد في الذين لم يؤمنوا برسول الله صلي الله عليه و اله، ولا منافاة بين هذا التأويل، وذاك التفسير، فقد مر: أن للقرآن تفسيراً وتأويلاً، وله ظاهراً وباطناً، وقد دلت أعداد وفيرة من الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة علي ذلك.

?أَمَ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَي مَا آتْاهُمُ اللهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آل إِبْرَاهِيمَ الكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكُاً عَظِيماً عليهم السلام.

روي عالم الحنفية محمد الصبان المصري في (إسعاف الراغبين) قال: وأخرج بعضهم عن الباقر عليه السلام في قوله تعالي: ?أَمَ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَي مَا آتْاهُمُ اللهُ مِن فَضْلِهِ.. عليهم السلام أنه قال:

(أهل البيت هم الناس).

وأخرج نحوه علامة الشوافع السيد الشبلنجي في (نور الأبصار) أيضا.

وروي الحافظ الحسكاني (الحنفي) قال: حدثنا محمد بن الحسين (بإسناده المذكور) عن أبي خالد الكابلي، عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله تعالي: ?وَآتَيْنَاهُم مُّلْكُاً عَظِيماً عليهم السلام. قلت: ما هذا الملك؟

قال:

(أن جعل فيهم أئمة، من أطاعهم أطاع الله، ومن عصاهم فقد عصي الله، فهذا ملك عظيم).

?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ

مِنكُمْ عليهم السلام.

أخرج عالم الأحناف الحافظ سليمان القندوزي في ينابيعه قال: في المناقب عن الحسن بن صالح، عن جعفر الصادق? في هذه الآية قال:

(أولو الأمر هم الأئمة من أهل البيت).

?فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً عليهم السلام.

روي الشيخ المحمودي، عن تاريخ دمشق (ج: 20: ص 52) بإسناده المذكور عن جابر بن عبد الله الأنصاري، عن رسول الله صلي الله عليه و اله أنه قال:

(إن الله علمني أسماء أمتي كلها، كما علم آدم الأسماء كلها، ومثل لي أمتي في الطين (لعل المقصود به في عالم الطينة والذر) فمر بي أصحاب الرايات، واستغفرت لعلي وشيعته).

(أقول): أصحاب الرايات يعني: أصحاب المذاهب بعد وفاة النبي صلي الله عليه و اله فقد ورد في القرآن ?يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ عليهم السلام، وورد ذلك في الأحاديث الشريفة المتواترة، وقد نظم ذلك السيد الحميري??:

والناس يوم الحشر راياتهم

خمس فمنها هالك اربع

إلي أن يقول:

وراية يقدمها حيدر

ووجهه كالشمس إذ تطلع

إلي آخر أبياته.

?وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطاً مُسْتَقِيماً عليهم السلام.

عن العالم الشافعي، محمد بن إبراهيم الحمويني، بإسناده المذكور عن خيثمة الجعفي، عن أبي جعفر الباقر عليه السلام أنه قال:

(نحن العلم المرفوع للخلق، من تمسك بنا لحق، ومن تأخر عنا غرق، ونحن قادة الغر المحجلين، ونحن خيرة الله، ونحن الطريق الواضح والصراط المستقيم إلي الله).

?وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَي بِاللَّهِ عَلِيماً عليهم السلام.

روي الحافظ الحسكاني (الحنفي) قال: أخبرنا عقيل بن الحسين (بإسناده المذكور) عن عبد الله بن عباس في قول الله تعالي:

?وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ عليهم السلام يعني: في فرائضه.

?وَالرَّسُولَ عليهم السلام في سنته.

?فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ

مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ عليهم السلام يعني: علي بن أبي طالب عليه السلام، وكان أول من صدق برسول الله صلي الله عليه و اله.

?وَالشُّهَدَاءِ عليهم السلام يعني: علي بن أبي طالب عليه السلام وجعفر الطيار عليه السلام، وحمزة بن عبد المطلب عليه السلام، والحسن عليه السلام والحسين عليه السلام، هؤلاء سادات الشهداء.

?وَالصَّالِحِينَ عليهم السلام يعني: سلمان وأبو ذر، وصهيب، وخباب، وعمار.

?وَحَسُنَ أُولَئِكَ عليهم السلام أي: الأئمة الأحد عشر عليهم السلام.

?رَفِيقاً عليهم السلام يعني: في الجنة.

?ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَي بِاللَّهِ عَلِيماً عليهم السلام منزل علي عليه السلام وفاطمة عليها السلام والحسن عليه السلام والحسين عليه السلام، ومنزل رسول الله صلي الله عليه و اله وهم في الجنة واحد.

?وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَي الرَّسُولِ وَإِلَي أُولِي الأمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ عليهم السلام.

روي الحافظ القندوزي (الحنفي) بإسناده عن ابن معاوية عن محمد الباقر? أنه قال:

(وقال عز وجل: ?وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَي الرَّسُولِ وَإِلَي أُولِي الأمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ عليهم السلام. فرد أمر الناس إلي أولي الأمر منهم الذين أمر الناس بطاعتهم وبالرد إليهم).

وروي هو عن الصادق? في تفسير كلمة (أولي الأمر) أنه قال:

(فكان علي عليه السلام، ثم صار من بعده حسن عليه السلام، ثم حسين عليه السلام، ثم من بعده علي بن الحسين، ثم من بعده محمد بن علي، وهكذا يكون الأمر، إن الأرض لا تصلح إلا بإمام عليه السلام).

?وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَي وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّي وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً عليهم السلام.

روي العلامة البحراني، عن ابن مردويه في معني هذه الآية قال:

?مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَي عليهم السلام

في أمر علي.

?وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَة يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً عليهم السلام.

روي الحافظ القندوزي (الحنفي)، بإسناده عن محمد الباقر? في قوله تعالي: ?وإن من أهل الكتاب إلا ليومنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيداً عليهم السلام، قال:

(إن عيسي عليه السلام ينزل قبل يوم القيامة إلي الدنيا، فلا يبقي أهل ملة يهودي ولا غيره إلا آمنوا به (أي: آمنوا بالمهدي كما يدل عليه السياق، وتدل عليه روايات كثيرات أخر) قبل موتهم ويصلي عيسي خلف المهدي عليه السلام).

?وَأَوْحَيْنَا إِلَي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ عليهم السلام.

أخرج إمام الحنابلة (أحمد بن حنبل) في مسنده، بسنده المذكور عن يعلي بن مرة، قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله:

(حسين سبط من الأسباط).

وأخرجه ابن الديبغ صاحب (تيسير الوصول) أيضا.

(أقول): ليس المراد من ?أَوْحَيْنَا عليهم السلام في هذه الآية الوحي علي شكل واحد، لأنه لا إشكال في كون (الوحي) مقولة بالتشكيك، فكما أن الوحي الذي كان يوحي إلي إبراهيم عليه السلام، لم يكن كالذي أتي الأسباط، أو كالذي أتي النحل، أو كالذي أوحي إلي الحواريين، أو كالذي أوحي إلي أم موسي … إلخ.

فليكن الوحي إلي الحسين عليه السلام كواحد من هذه الأقسام ولاشك أن الحسين عليه السلام أعظم قدراً عند الله من الحواريين، ومن أم موسي، ومن أولئك الأسباط.

سورة المائدة

«وفيها خمس آيات»

?لاَ تُحِلُّواْ شَعَآئِرَ اللّهِ عليهم السلام.

?وَبَعَثْنَا مِنهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا عليهم السلام.

?وَمِنَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّا نَصَارَي أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ عليهم السلام.

?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ عليهم السلام.

?يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ عليهم السلام.

?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تُحِلُّوا شَعَائِر اللهِ عليهم السلام.

روي الحافظ القندوزي (الحنفي) بإسناده عن علي

بن أبي طالب (كَرَّمَ اللهُ وَجهَهُ) أنه قال في خطبة له:

(نحن الشعائر والأصحاب، والخزنة والأبواب).

(أقول): قوله (نحن) يقصد به أهل البيت عليهم السلام الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً، الذين هو سيدهم، وأولهم، ورئيسهم، بنص أحاديث كثيرة مر بعضها، وسيأتي بعضها الآخر.

(ولا تنافي) بين كون المراد من (الشعائر) في الآية الكريمة هم الأئمة الطاهرون عليهم السلام، وبين كون ورودها سياقاً في بيان أحكام الحج، لأن الأول تأويل، والثاني تفسير، والأول باطن، والثاني ظاهر.

ويقول مشيراً إلي ذلك الإمام فخر الدين الرازي فيما يقول: (إن الإعجاز يكاد ينحصر في هذا المعني الذي لا يوجد أبداً في كلام البشر).

?وَلَقَدْ أَخَذَ اللهُ مِيَثاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً عليهم السلام.

عن أبي الحسن الفقيه محمد بن علي بن شاذان في المناقب المائة من طريق العامة بحذف الإسناد، عن ابن عباس قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه و اله يقول:

(معاشر الناس من سره أن يقتدي بي فعليه أن يتوالي ولاية علي بن أبي طالب والأئمة من ذريتي فإنهم خزان علمي).

فقام جابر بن عبد الله الأنصاري فقال: يا رسول الله ما عدة الأئمة؟

قال:

(يا جابر سألتني رحمك الله عن الإسلام بأجمعه، عدتهم عدة الشهور).

إلي أن قال صلي الله عليه و اله:

(وعدة نقباء بني إسرائيل، قال الله تعالي: ?وَلَقَدْ أَخَذَ اللهُ مِيَثاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً عليهم السلام فالأئمة يا جابر اثني عشر إماماً، أولهم علي بن أبي طالب عليه السلام، وآخرهم القائم عليه السلام).

?وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَي أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ عليهم السلام.

روي الحافظ القندوزي (الحنفي) عن أبي الربيع الشامي، عن جعفر الصادق? في قوله تعالي: ?وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَي أَخَذْنَا

مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ عليهم السلام، قال:

(سيذكرون ذلك الحظ، وسيخرج مع القائم هنا عصابة منهم).

(أقول): هناك روايات عديدة في كتب عامة المسلمين علي اختلاف مذاهبهم بهذا المضمون، وهي تقول: أن عيسي عليه السلام ينزل ويصلي خلف الإمام المهدي عليه السلام ويأمر النصاري بمبايعته، فيؤمن به من النصاري جمع كثير.

?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ عليهم السلام.

اخرج الحافظ سليمان القندوزي (الحنفي) عن كتاب (مودة القربي) للسيد علي الهمداني، قال: وعن علي (كَرَّمَ اللهُ وَجهَهُ) قال:

قال رسول الله صلي الله عليه و اله:

(الأئمة من ولدي، فمن أطاعهم فقد أطاع الله، ومن عصاهم فقد عصي الله، هم العروة الوثقي، والوسيلة إلي الله جل وعلا).

?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرتدَّ مِنكُمْ عَن دِيْنِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَي الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَي الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ عليهم السلام.

روي الحافظ القندوزي (الحنفي) قال: عن سليمان بن هارون العجلي قال: سمعت جعفر الصادق? يقول:

(إن صاحب هذا الأمر يعني القائم المهدي محفوظ، لو ذهب الناس جميعاً أتي الله بأصحابه وهم الذين قال الله فيهم: ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرتدَّ مِنكُمْ عَن دِيْنِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَي الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَي الْكَافِرِينَ عليهم السلام.

(أقول): لا منافاة بين ورود تأويل هذه الآية وتنزيلها تارة في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، وتارة في أصحاب المهدي المنتظر عليه السلام، لأن علياً عليه السلام وأصحاب القائم عليه السلام كلهم مصاديق لهذه الآية، فإن الله يحب علياً عليه السلام وعلي عليه السلام يحب الله، والله يحب أصحاب القائم عليه السلام

وهم يحبون الله (غير) أن علياً عليه السلام هو المصداق الأكمل، والفرد الأتم لهذه الآية، وأصحاب المهدي المنتظر عليه السلام مصاديق دونه. وكم لمثل ذلك من نظائر في القرآن.

سورة الأنعام

«وفيها ثمان آيات»

?وَلَوْ تَرَيَ إِذْ وُقِفُواْ عَلَي النَّارِ عليهم السلام.

?حَتَّي إِذَا جَاءتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً عليهم السلام.

?أَوْ أَتَتْكُمَ السَّاعَةُ عليهم السلام.

?وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَي صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ عليهم السلام.

?فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْماً لَّيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ عليهم السلام.

?وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ عليهم السلام.

?وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ عليهم السلام.

?أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ عليهم السلام.

?وَلَوْ تَرَي إِذْ وُقِفُوا عَلَي النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلاَ نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ عليهم السلام.

روي الشيرازي في كتابه، عن أبي معاوية الضرير، عن الأعشي عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال:

إذا كان يوم القامة أمر الله مالكاً أن يسعر النيران السبع وأمر رضوان أن يزخرف الجنان الثمان ويقول: يا ميكائيل مدّ الصراط علي متن جهنم، ويقول: يا جبرائيل انصب ميزان العدل تحت العرش، وينادي: يا محمد قرّب أمتك للحساب، ثم يأمر الله تعالي أن يعقد علي الصراط سبع قناطر، طول كل قنطرة سبعة عشر ألف فرسخ، وعلي كل قنطرة سبعون ألف ملك قيام، فيسألون هذه الأمة، نساؤهم، ورجالهم، علي (القنطرة الأولي) عن ولاية أمير المؤمنين عليه السلام وحب أهل بيت محمد صلي الله عليه و اله فمن أتي به جاز علي القنطرة الأولي كالبرق الخاطف، ومن لم يحب أهل بيت نبيه صلي الله عليه و اله سقط علي أم رأسه في قعر جهنم ولو كان له من أعمال البر عمل سبعين صديق.

?قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاء اللهِ حَتَّي إِذَا جَاءَتْهُمُ الْسَّاعَةُ بَغْتَةً

قَالُوا يَا حَسْرَتَنَا عَلَي مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَي ظُهُوِرِهمْ ألاَ سَاءَ مَا يَزِرُونَ عليهم السلام.

روي الفقيه (الشافعي) جلال الدين السيوطي في تفسيره قال: وأخرج البخاري عن أبي هريرة?: أن أعرابياً سأل رسول الله صلي الله عليه و اله فقال: متي الساعة؟

فقال صلي الله عليه و اله:

(إذا ضُيّعت الأمانة فانتظر الساعة).

قال: يا رسول الله! وكيف إضاعتها؟

قال صلي الله عليه و اله:

(إذا وُسّد الأمر إلي غير أهله فانتظر الساعة).

وروي هو أيضاً قال: وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة قال: أتي رجل فقال: يا رسول الله متي الساعة؟

قال صلي الله عليه و اله:

(ما المسؤول عنها بأعلم من السائل).

قال: فلو علمتنا أشراطها (أي: علاماتها)؟

قال صلي الله عليه و اله:

(تقارب الأسواق).

قال: وما تقارب الأسواق؟

قال صلي الله عليه و اله:

(أن يشكو الناس بعضهم إلي بعض قلة إصابتهم. ويكثروا البغي، وتفشو الغيبة، ويعظم رب المال، وترتفع أصوات الفساق في المساجد، ويظهر أهل المنكر، ويظهر البغاء).

وقال السيوطي: وأخرج أحمد بن حنبل والبخاري، ومسلم، وابن ماجه عن ابن مسعود? قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه و اله يقول:

(يكون بين يدي الساعة أيام فيرفع فيها العلم، وينزل فيها الجهل، ويكثر فيها الهرج).

(أقول): استفاضت الروايات كثيراً بوقوع مثل هذه الأمور قبل ظهور الإمام المهدي عليه السلام فضياع الأمانة، ووصول الأمور إلي غير أهلها، وكثرة ولد الزنا، وتفشي الغيبة، وتعظيم أصحاب الأموال، وارتفاع أصوات الفساق في المساجد، وغلبة أهل المنكر، وغلبة البغاء في الدور والقصور، وارتفاع العلم، ونزول الجهل (الظاهر كونه بمعني السفاهة) وكثرة الهرج.

هذه كلها من علامات ظهور المهدي عليه السلام فيكون المراد ب(الساعة) في الآية الكريمة هي ساعة ظهور المهدي، أو الأعم منها ومن ساعة القيامة، لاشتراك الساعتين في كثير من

المقدمات والعلامات. أو تكون إحداهما من الظهر، والأخري من البطن.

?قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أتَاكُمْ عَذَابُ اللهِ أَوْ أَتَتْكُمَ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللهِ تَدْعُونَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ عليهم السلام.

روي السيوطي (الفقيه الشافعي) قال: وأخرج الحاكم وصححه عن واثلة بن الأسقع: سمعت رسول الله صلي الله عليه و اله يقول:

(لا تقوم الساعة حتي تكون عشر آيات: خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب، والدجال، ونزول يأجوج ومأجوج، والدابة، وطلوع الشمس من مغربها، ونار تخرج من قعر (عدن)، تسوق الناس إلي المحشر، تحشر الذر والنمل).

(أقول): دلالة هذا الحديث علي كون الآية الكريمة من الآيات الواردة بشأن الإمام المهدي عليه السلام إنما هي من جهة أن هذه العلامات مذكورة في أحاديث مبثوثة ومتعددة من ضمن علامات ظهور المهدي عليه السلام فيكون ذكرها هنا تفسيراً (للساعة) دليلاً علي أن المراد ب(الساعة) هي ساعة ظهور الإمام المهدي عليه السلام، ويشهد له التصريح في أحاديث عديدة، بأن الساعة هي ساعة قيام القائم عليه السلام.

(وليعلم) أن الآيات المذكورة إنما تكون عشراً إذا عدت (ونار تخرج من قعر عدن تسوق الناس إلي المحشر، تحشر الذر والنمل) ثلاث آيات، أو إذا عدت هذه آيتين، وعد (نزول يأجوج ومأجوج) أيضاً آيتين، وإلا فتكون الآيات أقل من العشر، ويكون الراوي قد نسي بعضها.

(ولعل) قوله صلي الله عليه و اله: (تسوق الناس إلي المحشر) معناه الحروب الطاحنة التي تجمع الناس إلي الموت، لأن الموت هو الحشر، لكونه أوله ومبتدأه، كما ورد في الحديث الشريف: (إذا مات احدكم فقد قامت قيامته).

?وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَي صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ عليهم السلام.

روي الحافظ الحاكم الحسكاني (الحنفي) قال: حدثني علي بن موسي بن إسحاق (بإسناده المذكور) عن سعد، عن أبي جعفر قال:

(آل محمد الصراط الذي دلّ الله عليه).

(أقول):

لا ينافي هذا صدر الآية الكريمة من كونها في الأنبياء والمرسلين عليهم السلام، لوجهين:

(أحدهما): أنه إذا كان الصراط الذي دل الله عليه محصوراً بدلالة (أل) الداخلة علي الخبر المفيد للحصر هم آل محمد عليهم السلام، كان مورد الآية من مصاديق ذلك.

(ثانيهما): ما ورد في الأحاديث الشريفة العديدة الدالة علي أن الله تعالي أخذ علي الأنبياء عليهم السلام تولي محمد وأهل بيته عليهم السلام، ومجتمعهم، مما لا مجال لذكرها في هذا المختصر وتطلب من مظانها.

?فَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْماً لَّيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ عليهم السلام.

روي الحافظ القندوزي (الحنفي) قال: عن جعفر بن محمد? قال:

(إن صاحب هذا الأمر يعني: القائم المهدي محفوظ، لو ذهب الناس جميعاً أتي الله بأصحابه، وهم الذين قال الله فيهم: ?فَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْماً لَّيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ عليهم السلام).

?وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ عليهم السلام.

أخرج الحافظ (الحنفي) سليمان القندوزي (بسنده المذكور) عن عدة من المشايخ الثقات الذين كانوا مجاورين للإمامين سيدنا علي الهادي عليه السلام، وأبي محمد الحسن العسكري عليه السلام، قالوا، سمعناهما يقولان:

(إن الله تبارك وتعالي إذا أراد أن يخلق الإمام أنزل قطرة من ماء الجنة في ماء المزن، فتسقط في ثمار الأرض وبقلتها، فيأكلها أبو الإمام فتكون نطفته منها، فإذا استقرت النطفة في الرحم فيمضي لها أربعة أشهر يسمع الصوت، وكتب علي عضده: (وتمت كلمة ربك صدقاً وعدلاً لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم). فإذا ولد قام بأمر الله، ورفع له عمود من نور، ينظر منه الخلائق، وأعمالهم وسرائرهم، والعمود نصبت بين عينيه حيث تولي ونظر).

?هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ عليهم السلام.

قال العلامة البحراني: أسند الشيرازي من أعيان العامة إلي

قتادة عن الحسن البصري في قوله تعالي: ?وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ عليهم السلام، قال:

يقول: هنا طريق علي بن أبي طالب وذريته طريق مستقيم، ودين مستقيم، (فاتبعوه) وتمسكوا به فإنه واضح لا عوج فيه.

(أقول): المقصود من (ذريته) عترته الأئمة الطاهرون الأحد عشر عليهم السلام الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً.

?هَلْ يَنظُرُونَ إلاَّ أَن تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْساً إِيَمانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيَمَانِهَا خَيْراً قُلِ انتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ عليهم السلام.

روي الحافظ القندوزي (الحنفي) عن أبي هريرة رفعه قال:

لا تقوم الساعة حتي تطلع الشمس من مغربها، فإذا طلعت آمن الناس كلهم أجمعون، فيؤمئذ ?لاَ يَنفَعُ نَفْساً إِيَمانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيَمَانِهَا خَيْراً عليهم السلام. للشيخين وأبي داود.

وروي الحافظ القندوزي نفسه، عن أبي سعيد الخدري رفعه، في قوله تعالي: ?أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ عليهم السلام طلوع الشمس من مغربها. للترمذي.

(أقول): قد كثرت الروايات في أن من علامات ظهور (المهدي من آل محمد صلي الله عليه و اله) ورجعته طلوع الشمس من مغربها، وهذا أمر ثابت عند المطلعين علي الأحاديث الشريفة.

سورة الأعراف

«وفيها ثمان آيات»

?فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ عليهم السلام.

?وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ عليهم السلام.

?وَعَلَي الأَعْرَافِ رِجَالٌ عليهم السلام.

?وَنَادَي أَصْحَابُ الأَعْرَافِ رِجَالاً عليهم السلام.

?وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِن كَانُوا أَنُفَسُهمْ يَظْلِمُونَ عليهم السلام.

?وَقُولُواْ حِطَّةٌ وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّدًا عليهم السلام.

?وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ عليهم السلام.

?يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ عليهم السلام.

?فَلَنَسَأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ عليهم السلام.

روي العلامة البحراني عن العالم (الحنفي) أبو المؤيد موفق بن أحمد الخوارزمي في كتاب (فضائل علي عليه

السلام) (بإسناده المذكور) عن أبي برزة قال: رسول الله صلي الله عليه و اله ونحن جلوس ذات يوم:

(والذي نفسي بيده لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتي يسأله الله تبارك وتعالي عن أربع: عن عمره فيما أفناه؟

وعن جسده فيما أبلاه؟

وعن ماله مما اكتسبه وفيما أنفقه؟

وعن حبنا أهل البيت)؟

فقال له عمر بن الخطاب: فما آية حبكم من بعدك؟

فوضع يده علي رأس علي? وهو إلي جانبه فقال:

(إن حبي من بعدي حبّ هذا).

(أقول): مقتضي هذا الحديث، وأحاديث أخري أيضاً أن الأنبياء عليهم السلام والأمم السابقين أيضاً يُسألون عن حب أهل البيت عليهم السلام.

?وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ تَجْرِي مِن تَحْتِهِم الأَنْهَارُوَقَالُوا الْحَمْدُ للهِ الْذِي هَدَانَا لَهِذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللهُ لَقَد جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالَحَقِّ وَنُودُوا أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ عليهم السلام.

روي الحافظ الحسكاني (الحنفي) قال: أخبرنا أبو سعد السعدي (بإسناده المذكور) عن الحسن بن علي (بن أبي طالب عليه السلام) قال:

(فينا والله نزلت: ?وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ.. عليهم السلام.

?وَعَلَي الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاُّ بِسِيمَاهُمْ عليهم السلام.

عن صاحب (المناقب الفاخرة في العترة الطاهرة) مرسلاً عن الأصبغ بن نباتة قال: كنت جالساً عند أمير المؤمنين فأتاه ابن الكوّا فقال له: يا أمير المؤمنين أخبرني عن قول الله عز وجل: ?وَعَلَي الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاُّ بِسِيمَاهُمْ عليهم السلام.

فقال?:

(يا بن الكوا نحن نقف بين الجنة والنار، من نصرنا من شيعتنا ومحبينا، وعرفنا، وعرفناه بسيماه فأدخلناه الجنة. ومن كان مبغضاً لنا متناقضاً لنا عرفناه بسيماه فأدخلناه النار).

(أقول): المقصود ب(نحن) هنا هم أهل البيت الأئمة عليهم السلام المعصومون، الذين كبيرهم وسيدهم علي بن أبي طالب عليه السلام أو المقصود به خصوص الخمسة أصحاب الكساء

عليهم السلام، رسول الله صلي الله عليه و اله، وعلي عليه السلام، وفاطمة عليها السلام، والحسن عليه السلام والحسين عليه السلام.

?وَنَادَي أَصْحَابُ الأَعْرَافِ رِجَالاً يَعْرِفُونَهُم بِسِيَماهُمْ قَالَوا مَا أَغْنَي عَنكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ عليهم السلام.

روي الحافظ سليمان القندوزي (الحنفي) بإسناده عن سلمان الفارسي? قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه و اله يقول لعلي أكثر من عشر مرات:

(يا علي إنك والأوصياء من ولدك أعراف بين الجنة والنار، لا يدخل الجنة إلا من عرفكم وعرفتموه، ولا يدخل النار إلا من أنكركم وأنكرتموه).

(أقول): المقصود بضمائر الجمع هم أهل البيت عليهم السلام، كما يدل عليه السياق، ويؤيده روايات أخر بنفس المضمون في أبواب متفرقة أخري.

?وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِن كَانُوا أَنُفَسُهمْ يَظْلِمُونَ عليهم السلام.

روي الحافظ الحنفي سليمان القندوزي في ينابيعه بسنده عن أبي جعفر الباقر عليه السلام في تفسير هذه الآية: ?وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِن كَانُوا أَنُفَسُهمْ يَظْلِمُونَ عليهم السلام، قال:

(فالله جل شأنه وعظم سلطانه، ودام كبريائه أعز وأرفع وأقدس من أن يعرض له ظلم، ولكن أدخل ذاته الأقدس فينا أهل البيت فجعل ظلمنا ظلمه فقال: ?وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِن كَانُوا أَنُفَسُهمْ يَظْلِمُونَ عليهم السلام.

(أقول): هذه الآية بنصها مكررة في القرآن مرتين في سورتي البقرة والأعراف، وقد ذكرناها في سورة البقرة أيضاً، ولكن حيث إنهما آيتان من القرآن، فورودهما في القرآن بهذا التفسير يعني: كونهما آيتين من أهل البيت عليهم السلام لا آية واحدة، ولذلك كررنا نحن أيضاً ذكرها في السورتين.

?وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ اسْكُنُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ وَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ وَقُولُوا حِطَّةٌ وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّداً نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَاتِكُمْ عليهم السلام.

نقل العلامة الفيروز آبادي، عن الحافظ الهيثمي في (مجمع الزوائد) قال: عن أبي سعيد الخدري، قال: سمعت النبي صلي الله عليه و

اله يقول:

(إنما مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطة في بني إسرائيل من دخله غفر له).

(أقول): يعني: ومن تمسك بأهل بيتي عليهم السلام وأحبهم، غفر له.

?وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أَمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ عليهم السلام.

روي الحافظ الحسكاني (الحنفي) قال: في كتاب (فهم القرآن) عن جعفر الصادق? في معني قوله تعالي: ?وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أَمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ عليهم السلام، قال:

(هذه الآية لآل محمد صلي الله عليه و اله).

?يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أيَّانَ مُرْساهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي لا يُجَلّيِهَا لِوَقْتِهَا إلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّماوَاتِ وَالأَرْضِ لا تَأْتِيكُمْ إلاَّ بَغْتَةً عليهم السلام.

روي الحافظ سليمان القندوزي (الحنفي) في قوله تعالي: ?يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أيَّانَ مُرْساهَا.. عليهم السلام، قال: روي المفضل بن عمر عن الصادق? أنه قال:

(ساعة قيام القائم).

سورة الأنفال

«وفيها خمس آيات»

?لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ عليهم السلام.

?وَمَا كَانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيِهمْ عليهم السلام.

?إِنْ أَوْلِيَآؤُهُ إِلاَّ الْمُتَّقُونَ عليهم السلام.

?وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّي لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ عليهم السلام.

?فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَي عليهم السلام.

?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَماناتِكُمْ وَأَنُتْم تَعْلَمُونَ عليهم السلام.

روي الحافظ الحسكاني (الحنفي) قال: في العتيق، روي عن يونس ابن بكار، عن أبي جعفر محمد بن علي عليه السلام في قوله تعالي ذكره:

?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَماناتِكُمْ (في آل محمد) وَأَنُتْم تَعْلَمُونَ عليهم السلام.

(أقول): يعني: أن المراد ب?أَماناتِكُمْ عليهم السلام هم آل محمد صلي الله عليه و اله فإنهم أمانات بيد الأمة، وقد نهي الله تعالي عن خيانتها بظلمهم أو تركهم.

?وَمَا كَانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيِهمْ عليهم السلام.

أخرج العلامة الحنفي محمد الصبان المصري في (إسعاف الراغبين) قال: وفي (رواية) أخري لأحمد: عن النبي

صلي الله عليه و اله قال:

(إذا ذهبت النجوم ذهب أهل السماء، وإذا ذهب أهل بيتي ذهب أهل الأرض).

ثم قال: وقد يشير إلي هذا المعني قوله تعالي: ?وَمَا كَانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيِهمْ عليهم السلام. أقيم أهل بيته مقامه في الأمان، لأنهم منه وهو منهم، كما ورد في بعض الطرق.

(أقول): معني الحديث النبوي الذي أشار إليه هذا العالم الحنفي (أهل بيتي عليهم السلام مني وأنا منهم) هو: أني وهم حقيقة واحدة، وروح واحدة، ونور واحد في قوالب متعددة، وأشخاص متغايرين.

?وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلاَّ الْمُتَّقُونَ عليهم السلام.

روي الحاكم الحسكاني (الحنفي) قال: أخبرنا منصور بن الحسين (بإسناده المذكور) عن أنس بن مالك، عن النبي صلي الله عليه و اله قال:

(آل محمد كل تقي).

(أقول): كلمة (كل تقي) إما تقرأ بالتنوين وكون (تقي) وصفاً لكل، والمعني: كل واحد منهم تقي، وإما تقرأ بالإضافة، بضم كل علي أنها مضاف و(تقي) مضاف إليه. والمعني: أن آل محمد عليهم السلام كل شخص تقي، وهذا المعني يحتمل مقصودين:

(الأول): أن يكون المقصود إخراج غير الأتقياء من أولاد الأئمة الطاهرين عن كونهم مشمولين ل(آل محمد عليهم السلام) في الصلوات، والتسليمات، ونحوها.

(الثاني): أن يكون المقصود إدخال الأتقياء من غير المنتسبين إلي رسول الله صلي الله عليه و اله إدخالاً تنزيلياً، مثل قوله صلي الله عليه و اله: (سلمان منا أهل البيت) وقوله صلي الله عليه و اله لأبي ذر: (يا أبا ذر أنت منا أهل البيت) ونحو ذلك.

والأظهر هو المعني الأول.

?وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّي لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الّدِينُ كُلُّهُ للهِ عليهم السلام.

روي الحافظ القندوزي (الحنفي) عن محمد بن مسلم، قال: قلت للباقر?: ما تأويل قوله تعالي في سورة الأنفال: ?وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّي

لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الّدِينُ كُلُّهُ للهِ عليهم السلام؟

قال:

(لم يجئ تأويل هذه الآية، فإذا جاء تأويلها يقتل المشركون حتي يوحدوا الله عز وجل، وحتي لا يكون شرك، وذلك في قيام قائمنا).

(أقول): هذا هو التأويل كما صرح به في الحديث، ولا ينافي ذلك كون تنزيل الآية في مشركي عهد رسول الله صلي الله عليه و اله كما مر مراراً.

?وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيءٍ فَأَنَّ للهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُوِل وَلِذِي الْقُرْبَي وَالْيَتَامَي وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ عليهم السلام.

روي الحافظ الحسكاني (الحنفي) قال: أخبرنا أبو عبد الله الشيرازي (بإسناده المذكور) عن علي بن أبي طالب (كَرَّمَ اللهُ وَجهَهُ) في قول الله تعالي: وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيءٍ عليهم السلام، قال:

(لنا خاصة، ولم يجعل لنا في الصدقة نصيباً، كرامة أكرم الله تعالي نبيه وآله بها، وأكرمنا عن أوساخ أيدي المسلمين).

وروي هو أيضاً، قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق (بإسناده المذكور) عن مجاهد في قوله تعالي: ?وَلِذِي الْقُرْبَي عليهم السلام قال:

هم أقارب النبي صلي الله عليه و اله الذين لم تحلّ لهم الصدقة.

وروي هو أيضاً قال: حدثنا يوسف (بإسناده المذكور) عن مجاهد قال: كان النبي صلي الله عليه و اله وأهل بيته لا تحلّ لهم الصدقة فجُعل لهم الخمس.

وقال الإمام الغزالي: قال صلي الله عليه و اله:

(لا تحلّ الصدقة لآل محمد إنما هي أوساخ الناس).

وقال العلامة محمد جمال الدين القاسمي في تفسيره عند ذكر هذه الآية: أجمع العلماء علي أن المراد ب?ذِي الْقُرْبَي عليهم السلام قرابته صلي الله عليه و اله.

وقال الإمام الشيخ محمد طاهر بن عاشور في تفسيره (التحرير والتنوير): وأما (ذو القربي) ف(أل) في (القربي) عوض عن المضاف إليه … والمراد هنا هو الرسول صلي الله عليه و اله المذكور قبله،

أي ولذي قربي الرسول صلي الله عليه و اله … وذلك إكرام من الله لرسوله صلي الله عليه و اله إذ جعل لأهل قرابته حقاً في مال الله لأن الله حرم عليهم أخذ الصدقات والزكاة، فلا جرم أنه أغناهم من مال الله، ولذلك كان حقهم في الخمس ثابتاً بوصف القرابة.

وقال السيد محمد رشيد رضا في تفسيره عند ذكر هذه الآية: (ولذوي القربي) لأنهم أكثر الناس حمية للإسلام، حيث اجتمع فيهم الحمية الدينية إلي الحمية النسبية، فإنه لا فخر لهم إلا بعلو دين محمد صلي الله عليه و اله ولأن في ذلك تنويهاً بأهل بيت النبي صلي الله عليه و اله وتلك مصلحة راجعة إلي الملة، وإذا كان العلماء والقراء يكون توقيرهم تنويهاً بالملة يجب أن يكون توقير ذوي القربي كذلك بالأولي.

ثم قال أيضاً: روي عن زين العابدين علي بن الحسين عليه السلام أنه قال:

(إن الخمس لنا).

فقيل له: إن الله يقول: ?وَالْيَتَامَي وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ عليهم السلام؟

فقال:

(يتامانا، ومساكيننا وأبناء سبيلنا).

وأخرج إمام (الحنابلة) أحمد بن حنبل في (مسنده) قال: إن نجدة الحروري سأل ابن عباس عن سهم ذي القربي فقال: هو لنا، لقربي رسول الله صلي الله عليه و اله قسّمه رسول الله لهم.

وأخرج الزمخشري في تفسيره قال: وعن ابن عباس أنه أي الخمس علي ستة أسهم: لله ولرسوله صلي الله عليه و اله سهمان، وسهم لأقاربه، حتي قبض صلي الله عليه و اله.

سورة التوبة

«وفيها سبع آيات»

?أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تُتْرَكُواْ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ عليهم السلام.

?أَوْلَئكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ عليهم السلام.

?يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَي اللَّهُ إِلاَ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ عليهم السلام.

?هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَي وَدِينِ الْحَقِّ

عليهم السلام.

?إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً عليهم السلام.

?وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ عليهم السلام.

?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ عليهم السلام.

?أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِن دُونِ اللهِ وَلا رَسُولِهِ وَلا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةًً وَاللهُ خَبِيرُ بِمَا تَعْمَلُونَ عليهم السلام.

الفقيه (الشافعي) إبراهيم بن محمد الحمويني (بإسناده المذكور) عن سليم بن قيس الهلالي، قال: رأيت علياً في مسجد رسول الله في خلافة عثمان وجماعة يتحدثون، ويتذاكرون العلم والفقه، فذكروا قريشاً وفضلها وسابقتها وهجرتها، وما قال فيها رسول الله صلي الله عليه و اله من الفضل.

إلي أن قال: وفي الحلقة أكثر من مائتي رجل فيهم سعد بن أبي وقاص، وعبد الرحمن بن عوف، وطلحة، والزبير، وعمار، والمقداد، وأبو ذر، وهاشم بن عتبة، وابن عمر، والحسن والحسين، وابن عباس، ومحمد بن أبي بكر، وعبد الله بن جعفر. (ومن الأنصار) أُبيّ بن كعب، وزيد بن ثابت، وأبو أيوب الأنصاري، وأبو الهيثم بن التيهان، ومحمد بن سلمة، وقيس بن سعد بن عبادة، وجابر بن عبد الله، وأنس بن مالك، وزيد بن الأرقم، وعبد الله بن أبي أوفي، وأبو يعلي، ومعه ابنه عبد الرحمن، قاعد بجنبه غلام صبيح الوجه …

إلي أن قال: فقال علي بن أبي طالب لذلك الجمع:

(أنشدكم الله أتعلمون حيث نزلت: ?وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِن دُونِ اللهِ وَلا رَسُولِهِ وَلا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةًً عليهم السلام، قال الناس: يا رسول الله أخاصة في بعض المؤمنين، أم عامة لجميعهم؟ فأمر الله عز وجل نبيه أن يعلمهم ولاة أمرهم، وأن يفسر لهم من الولاية ما

خسر لهم من صلواتهم وزكواتهم وحجهم، ونصّبني للناس بغدير خم، ثم خطب صلي الله عليه و اله فقال: (أيها الناس إن الله أرسلني وظننت أن الناس مكذِّبيَّ، فأوعدني لأبلغنها أو ليعذبني).

ثم أمر صلي الله عليه و اله فنودي بالصلاة جامعة، ثم خطب فقال صلي الله عليه و اله:

(أيها الناس! أتعلمون أن الله عز وجل مولاي وأنا مولي المؤمنين، وأنا أولي بهم من أنفسهم؟) قالوا: بلي يا رسول الله. قال صلي الله عليه و اله: قم يا علي! فقمت فقال صلي الله عليه و اله: (من كنت مولاهُ فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه).

فقام سلمان فقال: يا رسول الله ولاء ماذا؟ فقال صلي الله عليه و اله:

(ولاء كولائي، من كنت أولي به من نفسه فعلي أولي به من نفسه). فأنزل الله تعالي ذكره: ?الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا عليهم السلام. فكبر رسول الله صلي الله عليه و اله وقال: (الله أكبر تماماً لنبوتي، وتمام دين الله ولاية علي بعدي).

فقام أبو بكر وعمر فقالا: يا رسول الله هذه الآيات خاصة في علي؟

قال صلي الله عليه و اله:

(فيه وفي أوصيائي إلي يوم القيامة).

قالا: يا رسول الله بيّنهم لنا.

فقال صلي الله عليه و اله:

(علي أخي ووزيري، ووارثي ووصيي، وخليفتي في أمتي، ووليّ كل مؤمن من بعدي، ثم ولدي الحسن، ثم الحسين، ثم التسعة من ولد الحسين واحداً بعد واحد، القرآن معهم، وهم مع القرآن، لا يفارقونه ولا يفارقهم، حتي يردوا عليّ الحوض)).

فقالوا كلّهم (أي: كل من كان بمحضر علي وأنشدهم الله): نعم قد سمعنا ذلك، وشهدنا كما قلت سواء. وقال بعضهم: قد حفظنا جُلّ ما قلت، لم نحفظ كله،

وهؤلاء الذين حفظوا أخيارنا وأفاضلنا.

فقال علي:

(صدقتم ليس كل الناس ليستوون في الحفظ. أنشد الله عز وجل من حفظ ذلك من الرسول صلي الله عليه و اله لما قام فأخبر به)!

فقام زيد بن الأرقم، والبراء بن عازب، وسلمان، وأبو ذر، والمقداد، وعمار فقالوا: نشهد لقد حفظنا قول رسول الله صلي الله عليه و اله وهو قائم علي المنبر وأنت جنبنا وهو يقول:

(أيها الناس! إن الله عز وجل أمرني أن أنصب لكم إمامكم والقائم فيكم بعدي، ووصيي، وخليفتي، والذي فرض الله عز وجل علي المؤمنين في كتابه طاعته فقرنه بطاعته وطاعتي، وأمركم بولايته، وإني راجعت ربي خشية طعن أهل النفاق، وتكذيبهم، فأوعدني لتبلغنها أو ليعذبني. أيها الناس! إن الله أمركم في كتابه بالصلاة، وقد بينتها لكم، والزكاة والصوم والحج، فبينتها لكم، وفسرتها لكم، وأمركم بالولاية، وإني أشهدكم أنها لهذا خاصة). ووضع يده علي علي بن أبي طالب.

?أَوْلَئكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ عليهم السلام.

نقل العلامة (القبيسي) قال: روي الحافظ أبو جعفر محمد بن جرير الطبري المتوفي عام (310 ه) بإسناده المذكور عن زيد بن أرقم قال: لما نزل النبي صلي الله عليه و اله بغدير خم في رجوعه من حجة الوداع وكان في وقت الضحي وحر شديد أمر بدوحات فقمت ونادي الصلاة جامعة، فاجتمعنا فخطب خطبة بالغة. إلي أن قال زيد بن أرقم: قال صلي الله عليه و اله:

(اللهم إنك أنزلت عند تبييني ذلك في علي ?الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ عليهم السلام بإمامته، فمن لم يأتم به وبمن كان من ولدي في صلبه إلي يوم القيامة). فقرأ النبي صلي الله عليه و اله قوله تعالي: ? أَوْلَئكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ عليهم السلام. ثم

قال صلي الله عليه و اله:

(إن إبليس أخرج من الجنة بالحسد لآدم فلا تحسدوا فتحبط أعمالكم وتزل أقدامكم).

?يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَي اللَّهُ إِلاَ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ عليهم السلام.

أخرج عالم الحنفية الحافظ سليمان القندوزي، في ينابيعه عن (الفقيه الشافعي) الحمويني بسنده عن سليم بن قيس الهلالي قال: رأيت علياً في مسجد المدينة في خلافة عثمان، وكان جماعة المهاجرين والأنصار يتذاكرون فضائلهم وعلي عليه السلام ساكت فقالوا: يا أبا الحسن تكلم، فقال:

(يا معشر قريش والأنصار أسألكم ممن أعطاكم الله هذا الفضل أبأنفسكم أم بغيركم؟)

قالوا: أعطانا الله ومَنّ علينا بمحمد صلي الله عليه و اله.

قال:

(ألستم تعلمون أن رسول الله صلي الله عليه و اله قال: أنا وأهل بيتي كنا نوراً نسعي بين يدي الله تعالي قبل أن يخلق الله عز وجل آدم بأربعة عشر ألف سنة، فلما خلق الله آدم عليه السلام وضع ذلك النور في صلبه وأهبطه إلي الأرض، ثم حمله في السفينة في صلب نوح عليه السلام ثم قذف به في النار في صلب إبراهيم عليه السلام ثم لم يزل الله عز وجل ينقلنا من الأصلاب الكريمة إلي الأرحام الطاهرة من الآباء والأمّهات، لم يكن واحد منا علي سفاح قط).

فقال أهل السابقة وأهل بدر وأحد: نعم قد سمعناه …

?هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَي وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَي الِّدينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ عليهم السلام.

روي الحافظ القندوزي (الحنفي) قال: عن جعفر الصادق? في قوله تعالي: ?هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَي وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَي الِّدينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُون عليهم السلام.

قال:

(والله ما يجيء تأويلها حتي يخرج القائم المهدي عليه السلام، فإذا خرج القائم لم يبق مشرك إلا كره خروجه، ولا يبقي

كافر إلا قُتل، حتي لو كان كافر في بطن صخرة قالت الصخرة: يا مؤمن في بطني كافر فاكسرني واقتله).

(أقول): قوله (لا يبقي كافر إلا قتل) أي: كافر مُصرّ علي الكفر بعد ظهور الحق له.

وقوله (في بطن كافر فاكسرني وأقلته) ليس هذا غريباً، إذ بعد الإيمان بعموم قدرة الله تعالي، والإيمان بأن القائم المهدي عليه السلام إمام من عند الله تعالي في الأرض، فأي مانع في أن يصنع الله له هذه المعجزات؟ وأي مانع في أن يصنع الله هذه المعجزات ليظهر دينه علي الدين كله، أليست الحصي تكلمت في عهد رسول الله صلي الله عليه و اله، وفي يده الكريمة صلي الله عليه و اله؟ فلتتكلم الصخرة في عهد حفيد الرسول صلي الله عليه و اله ومجدّد دينه الإمام المهدي المنتظر عليه السلام.

?إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّماوَاتِ وَالأرْضَ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً عليهم السلام.

عن أبي الحسن الفقيه محمد بن علي بن شاذان في المناقب المائة من طريق العامة بحذف الإسناد عن ابن عباس قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه و اله أنه قال:

(معاشر الناس! من سرّه أن يقتدي بي فعليه أن يتوالي ولاية علي بن أبي طالب والأئمة من ذرّيتي فإنهم خزان علمي).

فقام جابر بن عبد الله الأنصاري فقال: يا رسول الله ما عدة الأئمة؟

قال:

(يا جابر سألتني رحمك الله عن الإسلام بأجمعه، عدتهم عدة الشهور، ما هو عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض).

وروي الحافظ القندوزي (الحنفي) قال: عن الباقر? في قوله تعالي: ?وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً عليهم السلام حتي لا يكون شرك، ويكون الدين

كله لله.

قال:

(لم يجئ

تأويل هذه الآية، وإذا قام قائمنا بعد، يري من يدركه ما يكون من تأويل هذه الآية، ويبلغن دين محمد صلي الله عليه و اله ما بلغ الليل والنهار، حتي لا يكون شرك علي ظهر الأرض، كما قال الله عز وجل).

?وَالسَّابِقُونَ الأوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ عليهم السلام.

عن العالم (الشافعي) إبراهيم بن محمد الحمويني (بإسناده المذكور) عن سليم بن قيس الهلالي في حديث طويل يذكر أمير المؤمنين بعض فضائله بمشهد جمع كثير من المهاجرين والأنصار، ويناشدهم الإقرار بما يذكره من فضائله. إلي أن قال علي:

(فأنشدكم الله أتعلمون أن الله عز وجل فصل في كتابه السابق علي المسبوق في غير آية، وأني لم يسبقني إلي الله عز وجل وإلي رسوله صلي الله عليه و اله أحد من الأمة؟).

قالوا: اللهم نعم.

ثم قال:

(فأنشدكم الله أتعلمون حيث نزلت: ?وَالسَّابِقُونَ الأوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأنْصَارِ عليهم السلام، ?وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ عليهم السلام، سئل عنها رسول الله صلي الله عليه و اله فقال: أنزلها الله تعالي ذكره في الأنبياء وأوصيائهم، وأنا أفضل أنبياء الله ورسله، وعلي بن أبي طالب وصيي أفضل الأوصياء؟).

قالوا: اللهم نعم.

(أقول): ظاهر هذا الحديث بل صريحه شمول نزول الآية في أوصياء الأنبياء عليهم السلام، فتكون نازلة أيضاً في حق الحسن عليه السلام، والحسين عليه السلام، وعلي بن الحسين عليه السلام، ومحمد بن علي الباقر عليه السلام، وجعفر بن محمد الصادق عليه السلام، وموسي بن جعفر الكاظم عليه السلام، وعلي بن موسي الرضا عليه السلام، ومحمد بن علي الجواد عليه السلام، وعلي بن محمد الهادي عليه السلام، والحسن بن علي العسكري

عليه السلام، والحجة بن الحسن المهدي عليه السلام لكونهم أوصياء لخاتم الأنبياء صلي الله عليه و اله، بالنصوص الكثيرة المتفق علي روايتها جميع فرق المسلمين وطوائفهم.

?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ عليهم السلام.

عن ابن شهر آشوب من طريق العامة من تفسير أبي يوسف يعقوب بن سفيان، قال: حدثنا مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر قال:

قال الله تعالي: ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ عليهم السلام.

أمر الله الصحابة أن يخافوا الله، ثم قال: ?وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ عليهم السلام يعني: محمداً صلي الله عليه و اله وأهل بيته عليه السلام.

(أقول): راوي هذا الحديث وهو (نافع) من أشد المبغضين لأهل البيت عليهم السلام، ولكن أجري الله تعالي الحق علي لسانه في موارد عديدة ?لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ عليهم السلام، وإليك ما يدل علي بغضه وعدائه لأهل البيت.

روي الحافظ الحسكاني بإسناده المذكور عن أبي هارون العبدي، قال: كنت جالساً مع ابن عمر إذ جاء نافع بن الأزرق فقال: والله إني لأبغض علياً قال: أبغضك الله، تبغض رجلاً سابقة من سوابقه خير من الدنيا وما فيها.

سورة يونس عليه السلام

«وفيها آية واحدة»

?فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلّهِ عليهم السلام.

?وَيَقُولُونَ لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِن رَّبِهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ للهِ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرينَ عليهم السلام.

روي الحافظ القندوزي (الحنفي) قال: عن جعفر الصادق? في قوله تعالي في سورة يونس عليه السلام: ?وَيَقُولُونَ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلّهِ فَانْتَظِرُواْ إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ عليهم السلام، قال:

(الغيب في هذه الآية هو الحجة القائم).

(أقول): الغيب يقال لكل غائب عن الحواس الخمس، وله مصاديق كثيرة، تختلف بالتشكيك المنطقي.

فالله تعالي غيب مطلق، لأنه لم، ولا، ولن ير.

والعلم

الذي لا يعرفه الناس غيب.

والحجة القائم عليه السلام حيث لا يراه الناس، فهو غيب أيضاً.

وأيّ مانع في أن يكون تأويل هذه الآية الكريمة في الإمام الحجة القائم عليه السلام؟

سورة هود عليه السلام

«وفيها عشر آيات»

?وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَي أُمَّةٍ مَّعْدُودَةٍ عليهم السلام.

?أُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ عليهم السلام.

?قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَي رُكْنٍ شَدِيدٍ عليهم السلام.

?بَقِيَّةُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ عليهم السلام.

?يَوْمَ يَأْتِ لاَ تَكَلَّمُ نَفْسٌ (إلي) عَطَاء غَيْرَ مَجْذُوذٍ عليهم السلام.

?وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمْ نَصِيبَهُمْ غَيْرَ مَنقُوصٍ عليهم السلام.

?فَلَوْلاَ كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُوْلُواْ بَقِيَّةٍ عليهم السلام.

?وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَي أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ لَيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ عليهم السلام.

روي الحافظ القندوزي (الحنفي) في قوله تعالي: ?وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَي أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ عليهم السلام. قال: روي عن الباقر والصادق? أنهما قالا:

(الأمة المعدودة: هم أصحاب المهدي عليه السلام في آخر الزمان ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً كعدة أهل بدر، يجتمعون في ساعة واحدة كما يجتمع قزع الخريف).

?أُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ عليهم السلام.

روي الحافظ القندوزي (الحنفي) قال: عن المفضل بن عمر أنه قال: قلت للصادق جعفر بن محمد? وساق حديثاً عن القائم المهدي عليه السلام إلي أن قال: قال الصادق عليه السلام:

(يقولون يعني: الشاكون في الإمام المهدي عليه السلام: متي ولد؟ ومن رآه؟ وأين هو؟ كل ذلك شكاً في قضاء الله وقدرته.

ثم تلا قوله تعالي:

?أُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ عليهم السلام في الدنيا والآخرة).

?قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَي رُكْنٍ شَدِيدٍ عليهم السلام.

روي الحافظ القندوزي (الحنفي) قال: عن جعفر الصادق? أنه قال:

(ما كان قول لوط عليه السلام لقومه: ?لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَي رُكْنٍ شَدِيدٍ عليهم السلام إلا تمنياً لقوة القائم

المهدي وشدة أصحابه، وهم الركن الشديد فإن الرجل منهم يعطي قوة أربعين رجلاً، وإن قلب رجل أشد من زُبُر الحديد، لو مروا بالجبال الحديد لتدكدكت، لا يكفون سيوفهم حتي يرضي الله عز وجل).

?بَقِيَّةُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ عليهم السلام.

أخرج العلامة (الشافعي) السيد المؤمن الشبلنجي في كتاب (نور الأبصار) قال: عن أبي جعفر? قال في حديث طويل ذكره وفيه:

(فإذا خرج يعني المهدي أسند ظهره إلي الكعبة واجتمع إليه ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً من أتباعه، فأول ما ينطق به هذه الآية ?بَقِيَّةُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ عليهم السلام. ثم يقول: أنا بقية الله، وخليفته وحجته عليكم، فلا يسلم عليه أحد إلا قال: السلام عليك يا بقية الله في الأرض..).

(أقول): لا تنافي بين هذا التأويل وبين كون تنزيل الآية نقلاً عن النبي شعيب عليه السلام لأن التأويل والتنزيل شيئان والقرآن له ظاهر، وله باطن، وله تنزيل، وله تأويل. فلا تنافي بين ظهور أحدهما وبين كون المراد من الآية الآخر أيضاً، كما عليه متواتر الروايات.

?يَوْمَ يَأْتِ لاَ تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلاَ بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِلَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّماوَاتُ وَالأرْضُ إِلاَ مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّماوَاتُ وَالأرْضُ إِلاَ مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ عليهم السلام.

روي العلامة البحراني، عن الفقيه (الحنفي) موفق بن أحمد الخوارزمي، (بإسناده المذكور) عن يزيد بن تبيع قال: سمعت أبا بكر? يقول: رأيت رسول الله خيم خيمة وهو متكئ علي قوس عربية، وفي الخيمة علي عليه السلام وفاطمة عليها السلام، والحسن والحسين عليه السلام ثم قال صلي الله عليه و

اله:

(يا معاشر المسلمين! أنا سلم من سالم أهل الخيمة، وحرب لمن حاربهم، وولي لمن والاهم، وعدو لمن عاداهم، لا يحبهم إلا سعيد الجد طيب المولد، ولا يبغضهم إلا شقي الجد رديء المولد).

فقال رجل: يا يزيد بالله أنت سمعت هذا من أبي بكر؟

قال:

إي ورب الكعبة.

?وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمْ نَصِيبَهُمْ غَيْرَ مَنقُوصٍ عليهم السلام.

روي الحاكم الحسكاني (الحنفي) قال: أخبرنا فرات بن إبراهيم (بإسناده المذكور) عن ابن عباس في قوله تعالي: ?وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمْ نَصِيبَهُمْ غَيْرَ مَنقُوصٍ عليهم السلام يعني: بني هاشم نوفيهم ملكهم الذي أوجب الله لهم غير منقوص.

(أقول): المقصود من بني هاشم بقرينة السياق والمورد، وغيرهما هم أهل البيت عليهم السلام.

ولا ينافي كون ظاهر الآية رجوع ضميري الجمع إلي صدر الآية، مع كون رجوعهما بحكم هذه الرواية إلي بني هاشم، لأن الأول تفسير والثاني تأويل، والالتفات باب وسيع في البلاغة، وفي القرآن أيضاً لأنه قمة البلاغة، كما لا يخفي علي أهله.

وللتوسع في الموضوع راجع ما يلي:

1. كتاب (أحكام القرآن) لإمام الأحناف في عصره أبو بكر أحمد بن علي الرازي (الجصّاص).

2. كتاب (الإتقان في علوم القرآن) لإمام الشوافع في عصره جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر (السيوطي) وغيرهما.

?فَلَوْلا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُوْلُوا بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ عليهم السلام.

روي الحاكم الحسكاني (الحنفي) قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد الحسني (بإسناده المذكور) عن زيد بن علي، في قوله تعالي: ?فَلَوْلا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُوْلُوا بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ عليهم السلام، قال:

(نزلت هذه فينا).

سورة يوسف عليه السلام

«وفيها آيتان»

?قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَي اللّهِ عَلَي بَصِيرَةٍ عليهم السلام.

?حَتَّي إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ عليهم السلام.

?قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَي اللهِ عَلَي بََصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحانَ اللهِ

وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ عليهم السلام.

روي الحافظ الحاكم الحسكاني، عن فرات (بإسناده المذكور) عن سلم الحذاء، عن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال:

قال رسول الله صلي الله عليه و اله في قول الله تعالي: ?قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَي اللهِ عَلَي بََصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي عليهم السلام، قال:

(من أهل بيتي، لا يزال الرجل بعد الرجل يدعو إلي ما أدعو إليه).

(أقول): يعني بذلك الأئمة الاثني عشر عليهم السلام، إماماً بعد إماما.

وروي هو أيضاً عن فرات (بإسناده المذكور) عن أبان بن تغلب عن جعفر بن محمد في هذه الآية: ?أَدْعُو إِلَي اللهِ عَلَي بََصِيرَةٍ عليهم السلام، قال:

(هي والله ولايتنا أهل البيت، لا ينكرها أحد إلا ضال، ولا ينتقص علياً إلا ضال).

?حَتَّي إِذَا اسْتَيْأسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا عليهم السلام.

روي الحافظ القندوزي (الحنفي) قال: عن أمير المؤمنين علي? قال:

(ما يجيء نصر الله حتي تكونوا أهون علي الناس من الميتة وهو قول ربي عز وجل في كتابه في سورة يوسف: ?حَتَّي إِذَا اسْتَيْأسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا عليهم السلام وذلك عند قيام قائمنا المهدي).

(أقول): المراد بذلك النصر الكامل لعامة الأنبياء عليهم السلام، وتحقيق أهداف جميع المرسلين عليهم السلام، ولا يتحقق تاماً كاملاً إلا عند قيام القائم المهدي عليه السلام، حيث تحكم شرائع الله علي كل البلاد والعباد.

سورة الرعد

«وفيها ثلاث آيات»

?إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ عليهم السلام.

?أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ عليهم السلام.

?الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ طُوبَي لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ عليهم السلام.

?إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ عليهم السلام.

روي الحافظ الحنفي سليمان القندوزي، بسنده المذكور، عن جعفر الصادق? في تفسير هذه الآية قال:

(كل إمام هاد لكل

قوم في زمانهم).

وأخرج هو أيضاً، بسنده عن الباقر? قال في تفسير هذه الآية:

قال رسول الله صلي الله عليه و اله:

(أنا المنذر، وعلي الهادي). ثم قال: (أما والله ما زالت فينا إلي الساعة).

(أقول): يعني: ما زالت الهداية للناس فينا نحن أئمة أهل البيت عليهم السلام حتي القيامة، لأن الإمام عليه السلام لا تخلو منه الأرض.

?الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللهِ ألا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ عليهم السلام.

روي الفقيه الشافعي جلال الدين (السيوطي) في تفسيره، عند تفسير هذه الآية الكريمة قال: وأخرج ابن مردويه عن علي?:

أن رسول الله صلي الله عليه و اله لما نزلت هذه الآية: ?ألا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ عليهم السلام، قال:

(ذاك من أحب الله ورسوله، وأحب أهل بيتي صادقاً غير كاذب).

عن أبي نعيم الأصفهاني بإسناده عن أبي داود عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله:

?الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللهِ ألا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ عليهم السلام أتدري يا بن أم سليم من هم؟

قلت: من هم يا رسول الله صلي الله عليه و اله؟

قال:

(نحن أهل البيت وشيعتنا).

?الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَي لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ عليهم السلام.

روي العلامة البحراني عن الثعلبي (بإسناده المذكور) عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله تعالي: ?طُوبَي لَهُمْ عليهم السلام. قال: شجرة أصلها في دار علي? في الجنة، وفي كل دار مؤمن منها غصن يقال له (طوبي)، ?وَحُسْنُ مَآبٍ عليهم السلام حسن المرجع.

وروي هو أيضاً، عن الثعلبي نفسه (بإسناده المذكور) عن أبي جعفر قال: سئل رسول الله صلي الله عليه و اله عن قوله تعالي: ?طُوبَي لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ عليهم السلام؟ فقال:

(شجرة في الجنة أصلها في داري وفرعها علي أهل الجنة).

فقيل له:

يا رسول الله، سألناك عنها فقلت: شرة في الجنة أصلها في دار علي وفرعها علي أهل الجنة؟

فقال صلي الله عليه و اله:

(إن داري ودار علي واحد غداً في مكان واحد).

(أقول): إنما ذكرنا هذه الآية في هذا الكتاب، لوجهين:

(أحدهما): أن الآية للمؤمنين الذين في بيوتهم في الجنة أغصان شجرة طوبي، وأهل البيت عليهم السلام هم سادات المؤمنين، وأفاضلهم.

(ثانيهما): بما أنه قد ورد مستفيض الأحاديث، بل متواترها ناطقة بأن أهل البيت عليهم السلام هم مع رسول الله صلي الله عليه و اله في الجنة في مكان واحد وبيت واحد، فكان معني تفسير هذه الآية أن شجرة طوبي أصلها في بيت أهل البيت عليهم السلام أيضاً.

سورة إبراهيم عليه السلام

«وفيها أربع آيات»

?وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللّهِ عليهم السلام.

?أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً (إلي) لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ عليهم السلام.

?أَلَمْ تَرَ إِلَي الَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَةَ اللّهِ كُفْرًا عليهم السلام.

?وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَي بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَي النُّورِ وَذَكِّرْهُم بِأيَّامِ اللهِ إِن فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ عليهم السلام.

روي الحافظ القندوزي (الحنفي) قال: عن الباقر والصادق? في قوله تعالي في سورة إبراهيم عليه السلام: ?وَذَكِّرْهُم بِأيَّامِ اللهِ عليهم السلام، قالا:

(أيام الله ثلاثة: يوم يقوم القائم، ويوم الكرة، ويوم القيامة).

(أقول): يوم الكرة يعني: يوم رجعة النبي صلي الله عليه و اله والأئمة الطاهرين عليهم السلام، وذلك اليوم يكون بعد رجعة الإمام القائم المهدي عليه السلام.

?أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً كَلِمَة طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ تُؤتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينِ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكُّرُونَ عليهم السلام.

روي الحاكم أبو القاسم الحسكاني (الحنفي) قال: أخبرنا أبو عبد الله الشيرازي (بإسناده المذكور) عن سلام الخثعمي قال: دخلت علي أبي جعفر

محمد بن علي عليه السلام فقلت: يا بن رسول الله، قول الله تعالي: ?أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ عليهم السلام؟

قال:

(يا سلام! الشجرة محمد، والفرع علي أمير المؤمنين، والثمر الحسن والحسين، والغصن فاطمة، وشعب ذلك الغصن الأئمة من ولد فاطمة، والورق شيعتنا ومحبونا أهل البيت، فإذا مات من شيعتنا رجل تناثر من الشجرة ورقة، فإذا ولد لمحبينا مولود اخضر مكان تلك الورقة ورقة).

فقلت: يا بن رسول الله قول الله تعالي: ?تُؤتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينِ بِإِذْنِ رَبِّهَا عليهم السلام ما يعني؟

قال:

(يعني الأئمة تفتي شيعتهم في الحلال والحرام في كل حج وعمرة).

وأخرج الحاكم النيسابوري في (المستدرك علي الصحيحين) بسنده عن مولي عبد الرحمن بن عوف قال: خذوا عني قبل أن تشاب الأحاديث بالأباطيل، سمعت رسول الله صلي الله عليه و اله يقول:

(أنا الشجرة، وفاطمة فرعها، وعلي لقاحها، والحسن والحسين ثمرتها، وشيعتنا ورقها، وأصل الشجرة في جنة عدن، وسائر ذلك في سائر الجنة).

?أَلَمْ تَرَ إِلَي الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ عليهم السلام.

عن مجاهد (مرسلاً) في قوله تعالي: ?أَلَمْ تَرَ إِلَي الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً عليهم السلام، قال: كفرت بنو أمية بمحمد وأهل بيته.

(أقول): يعني: بالذين بدلوا هم بنو أمية، وب ?نِعْمَتَ اللهِ عليهم السلام محمداً وأهل بيته عليهم السلام.

سورة الحجر

«وفيها تسع آيات»

?قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي (إلي) الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ عليهم السلام.

?إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ (إلي) بِمُخْرَجِينَ عليهم السلام.

?إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ عليهم السلام.

?فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ (إلي) عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ عليهم السلام.

?فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ عليهم السلام.

?قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَي يَوْمِ يُبْعَثُونَ قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ إِلَي يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ عليهم السلام.

روي الحافظ القندوزي (الحنفي) قال: عن وهب بن جمع، قال: سألت جعفر الصادق? عن

قوله تعالي: ?قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَي يَوْمِ يُبْعَثُونَ قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ إِلَي يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ عليهم السلام أي يوم هو؟

قال:

(يا وهب هو يوم يعود ابن بنت رسول الله صلي الله عليه و اله بعد قيام قائمنا المهدي).

(أقول): لعل المراد ب(ابن بنت رسول الله صلي الله عليه و اله هو سبطه الإمام الحسين عليه السلام، الذي سيرجع إلي الدنيا بعد وفاة الإمام المهدي عليه السلام مباشرة ويطول مكثه بين الناس.

(ولا يخفي) أن هذه ا?يات الثلاث مكررة بنصها في موردين من القرآن (أحدهما) هنا في سورة الحجر (والثاني) في سورة ص، ونحن نثبت في كلا الموردين ذكر ا?مور ثلاثة:

(أحدهما) مادام هما آيتين فكونهما في أهل البيت عليهم السلام معناه كون آيتين في أهل البيت عليهم السلام.

(ثانيها) لعل من يعلم بوجودها في أحد الموردين دون ا?خر فيجده كلما بحث عنها.

(ثالثها) لما في تكرار القرآن الحكيم من الابداع، والبلاغة المعجزة التي ذكرها علماء (علوم القرآن) واوضحوا بعض جوانب عظمتها، ففي الحقيقة لا تكرار في القرآن اذا عمل (التدبر في القرآن) كما أمر القرآن نفسه.

قال ا?ستاذ العفيفي:

(إن إحكام القرآن وتفصيله هو العلم الذي يضمن لنا أننا كلما احتجنا الي أي مفردة قرآنية وجدناها بأي موضع من مواضعها كالحرف الواحد في الكلمة يعني: المكرر في كلمة واحدة التي تجمع حروفها جميعاً في جملتها، فإذا كل حرف بموضعه الخاص به تفصيلاً يعني: كل حرف غير ا?خر، لا أنه مكرر وإذا الحروف جميعاً تامة الارتباط بها كلها اجمالاً).

وفي هذا الصدد يقول الإمام الغزالي في (إحيائه): (يقول بعض العارفين: إن القرآن يحوي سبعمائة وسبعين ألف علم، ومائتي علم (770.200) إذ كل كلمة علم).

(إذن) فتكرار هذه الآية هنا وفي (سورة ص) ليس تكراراً إلا

للفظ، وإنما هو في كل سورة معني إبداعي مُعجز. ولاستعلام ذلك كتب خاصة، لكننا نذكر بعض ما ذكره أساطين هذا الفن.

يقول المؤلفون عنه علوم القرآن: التكرار اللفظي موجود في القرآن، أما التكرار الحقيقي والمعنوي فلا يوجد في القرآن. وذلك لأن المقصود من كل كلمة تكرّر لفظها في القرآن غير نفس تلك الكلمة في مكان آخر..

فإذا كررت لفظة في القرآن مرتين، فاللفظ واحد، لكن المعني والمقصود اثنان.

وإن كررت لفظة أو آية في القرآن خمس مرات، فاللفظ واحد، لكن المعاني والمقاصد خمسة. وهكذا دواليك.. ويسمون ذلك ب(علم الإحكام والتفصيل).

ولا بأس لبيان ذلك من نقل كلمات عن كتب كتبت بهذا الصدد لبيان هذا الموضوع المهم.

نصوص العلماء:

قال الأستاذ العفيفي المعاصر في كتابه (القرآن القول الفصل) بصدد بيان هذا المعني وهو عدم التكرار المعنوي في القرآن، وإنما التكرار لفظي فقط:

فإذا تعددت المواضع في القرآن كله بآية، أو جملة أصغر من آية، أو كلمة، أو حرف كان كل من ذلك ثابتاً في نصه بلا تبديل، وإنما لكل مفردة منه عمل جديد، بكل موضع جديد، حتي إذا احتاج أي إنسان منا بأي زمان أو مكان إلي النظر فيما تصلنا به كل مفردة من هذه المفردات في سياقها من أي موضع، وجدنا لها حساباً، فيه تعميم إلهي معجز، من حيث تقدير جملة مواضع كل مفردة، ومن حيث جملة ما تربطنا به من المقاصد.

كما أن من هذا الحساب تخصيصاً معجزاً من حيث ربط كل مفردة في سياقها من كل موضع نحتاج إليها به، بالمقصد المتفرد الذي يعمل معه الفارق بينه وبين أي مقصد آخر نحتاج إليه في القرآن كله، فننظر بكل موضع لكل مفردة، تتفق مع نوع حاجتنا إلي القرآن كأن ننظر (بآية) مثل

?فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ عليهم السلام المكررة في سورة (الرحمن) عدة مرات (أو جملة أصغر من آية) مثل تكرار جملة ?فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ عليهم السلام في سورة (النحل) آية (43) وسورة (الأنبياء) آية (7).

إذ البشر عاجزون عن (التعميم) حتي يستطيعوا تثبيت القدر المطلوب من الكلام، بلا زيادة ولا نقصان. (كما) أنهم عاجزون عن تخصيص عدد مواضع أيّ مفردة من مفردات كلامهم كله أو بعضه، علي نحو ثابت لا زيادة فيه ولا نقصان فضلاً عن تقدير جملة المقاصد التي يحتاجون إليها في كلامهم أو علمهم بذلك.

وقال الخطيب الإسكافي في كتابه (درة التنزيل وغرة التأويل) في بيان مَثَل لاختصاص كل مفردة قرآنية بجديد من العلم وجديد من المعني:

(إن قوله تعالي في سورة النبأ: ?كَلَّا سَيَعْلَمُونَ ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ عليهم السلام (النبأ: 4 و5) يدل علي اختصاص الآية الرابعة من سورة النبأ بالعلم في الدنيا، ثم اختصاص الآية الخامسة من هذه السورة بالعلم في الآخرة فهو إذن ليس بتكرار، ولم يرد بالتالي ما أراد بالأول …).

وقال تاج القراء الكرماني في كتابه (أسرار التكرار في القرآن) في مقام إعطاء مثل آخر لعدم التكرار المعنوي في القرآن، ما مؤداه:

(إن قوله تعالي في سورة الفاتحة: ?عَلَيْهِِمْ عليهم السلام في موضعين بهذه الآية ?صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ (عَلَيهِمْ) غَيرِ المَغضُوبِ (عَلَيهِمْ) وَلاَ الضَّالِّينَ عليهم السلام لا تكرار فيه، لأن المراد بالأول الارتباط بمعني الإنعام. أما المراد بالثاني فهو الارتباط بمعني الغضب).

وقال العلامة الزركشي في كتابه (البيان في علوم القرآن) بصدد توضيح للاصطلاح المعروف (أحكام القرآن وتفصيله) ومعناه:

إن إحكام القرآن وتفصيله، هو العلم الذي يضمن لنا أننا كلما احتجنا إلي أي مفردة قرآنية، وجدناها بأي موضع من مواضعها كالحرف الواحد

في الكلمة التي تجمع حروفها جميعاً في جملتها، فإذا كل حرف بموضعه الخاص به تفصيلاً وإذا الحروف جميعاً تامة الارتباط بها كلها إجمالاً، وليس كذلك كلام البشر، الذي نري كيف أننا لا نعلم له جملة كما نقل مثل ذلك عن القاضي أبي بكر بن العربي حيث يقول:

(إن ارتباط آي القرآن بعضها ببعض حتي تكون كالكلمة الواحدة علم عظيم فتح الله لنا فيه، فلما لم نجد له حملة ووجدنا الخلق بأوصاف البطلة ختمنا عليه وجعلناه بيننا وبين الله، ورددناه إليه).

وقال ابن القيم أبو عبد الله محمد بن أبي بكر في كتابه (إعلام الموقعين عن رب العالمين) نقلاً عن بعض الصحابة حيث سئل عن (الكلالة) فتوقف عن إبداء رأيه في ذلك، حتي رجع إلي كلمة (كلالة) وكلمة (الكلالة) ليجدهما في موضعين، قرآنيين:

(أولهما): قوله تعالي: ?وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلاَلَةً أَوِ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ فَإِنْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاءُ فِي الثُّلُثِ عليهم السلام. (وثانيهما): قوله تعالي: ?يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلاَلَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَا إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا وَلَدٌ عليهم السلام.

ثم قال العفيفي تعقيباً علي ذلك:

(فها نحن نري ان النظر في كل موضع من الموضعين المخصصين لكلمة (الكلالة) وكلمة (كلالة) قد وصلنا بمقصد جديد، من مقاصد القرآن، وهذا هو الشأن دائماً في ارتباط أي قارئ للقرآن بأي قول قرآني ينظر إليه بسياقه من موضعه الذي يجده به).

وقال القاضي أبو بكر (الباقلاني) في كتابه (إعجاز القرآن)، بعد تفصيل من نقل أقوال الأشاعرة والمعتزلة في المسائل المرتبطة بهذا الموضوع من قريب وبعيد، ومسألة خلق القرآن بالذات، إلي أن قال رأيه

الأخير بذلك:

(لقد علمنا أن الله تحدي المعارضين بالسور كلها ولم يخص، فعلم أن جميع ذلك معجز).

وذلك: لأن الكلمات المكررة لفظاً، هي ذات معان جديدة بعد تكرارها..

وقال السيد رشيد رضا في كتابه (الوحي المحمدي):

لو أن عقائد الإسلام المنزلة في القرآن من الإيمان بالله، وصفاته، وملائكته، وكتبه، ورسله واليوم الآخر وما فيه من الحساب، والجزاء، ودار العقاب، جمعت مرتبة في ثلاث سور، أو أربع أو خمس مثلاً ككتب العقائد المدونة.

ولو أن عباداته من الطهارة، والصلاة، والزكاة، والصيام، والحج، والدعاء، والأذكار، وضع كل منها في بضع سور أيضاً مبوبة ذات فصول ككتب (الفقه) المصنفة.

إلي أن قال: ولو أن قواعده التشريعية وأحكامه الشخصية، والسياسية والحربية، والمالية، والمدنية، وحدوده وعقوباته التأديبية رتبت في عدة سور خاصة بها كأسفار (القوانين الوضعية).

ثم لو أن قصص النبيين والمرسلين وما فيها من العبر والمواعظ والسنن الإلهية سردت في سورها مرتبة (كدواوين التاريخ). لو أن كل مقاصد القرآن التي أراد الله بها إصلاح شؤون البشر، جمع كل نوع منها وحده كترتيب أسفار (التوارة) التاريخ الذي لا يعلم أحد مرتبها، أو كتب العلم والفقه، والقوانين البشرية (لفقد) القرآن لذلك أعظم مزايا هدايته المقصودة من التشريع وحكمة التنزيل، وهو التعبد به واستفادة كل حافظ للكثير أو للقليل من سوره، حتي القصيرة منها، كثيراً من مسائل الإيمان، والفضائل والأحكام والحكم المنبئة في جميع السور، لأن السورة الواحدة لا تحوي في هذا الترتيب المفروض إلا مقصداً واحداً من تلك المقاصد، وقد يكون (أحكام الطلاق) أو (الحيض) فمن لم يحفظ إلا سورة طويلة في موضع واحد، يتعبد بها وحدها فلا شك أنه يملّها.

وأما السورة المنزلة بهذا الأسلوب الغريب والنظم العجيب فقد يكون في الآية الواحدة الطويلة، والسورة الواحدة القصيرة عدة

ألوان من الهداية وإن كانت في موضع واحد.

وقال العلامة مصطفي صادق الرافعي في كتابه (إعجاز القرآن والبلاغة النبوية) بعد بحث طويل يذكر فيه نصوص المفردات القرآنية التي تحمل الإعجاز في مجموعها كمجموع: (إنها هي الحروف، والكلمات، والجمل).

ويقول أيضاً في أوائل كتابه: (نزل القرآن الكريم بهذه اللغة علي نمط يعجز قليله وكثيره معاً فكان أشبه شيء بالنور في جملة نسقه، إذ النور جملة واحدة، وإنما يتجزأ باعتبار لا يخرجه من طبيعته).

وقال الشيخ محمد عبد الله دراز في كتابه (دستور الأخلاق في القرآن) ملخصاً بعض جوانب الإعجاز القرآني بعد تفصيلها في إيجاز: (استطاعت الشريعة القرآنية أن تبلغ كمالاً مزدوجاً لا يمكن لغيرها أن يحقق التوافق بين شقيه، لطف في حزم، وتقدم في ثبات، وتنوّع في وحدة).

وللتوسع أكثر في هذا الموضوع يمكن الاستفادة من كتابين مهمين لعالمين من العلماء السابقين، وكتابين حديثين، للمتأخرين وهي الكتب التالية:

1. أحكام القرآن، تأليف أبي بكر أحمد بن علي الرازي (الجصاص) الذي كان إماماً للمذهب الحنفي في زمانه.

2. الإتقان في علوم القرآن، تأليف عبد الرحمن بن أبي بكر (السيوطي) الذي كان إماماً للمذهب الشافعي في عصره.

3. إعجاز القرآن والبلاغة النبوية، للأستاذ مصطفي صادق الرافعي.

4. القرآن القول الفصل، للأستاذ محمد العفيفي.

(أقول): إنما ذكرنا هذا الموجز من هذا البحث العميق الطويل، لكي يتضح أن كل واحدة مما ورد في القرآن من جملة (يا أيها الذين آمنوا) هي غير الثانية، وغير الثالثة، وغير الرابعة.. وهكذا دواليك..

فجملة ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عليهم السلام لم تتكرر في القرآن في الواقع والمغزي، وإنما المتكرر فقط وفقط ألفاظ هذه الجملة، وحروفها..

وما دام في القرآن عشرات من ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عليهم السلام.

وما دام تكررت الأحاديث الشريفة (بأن كل ما في

القرآن في ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عليهم السلام فإن علياً عليه السلام أميرها وشريفها، ورأسها).

وما دام التكرار في القرآن ليس في المعني..

(إذن) فبعدد ورود ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عليهم السلام في القرآن، يكون بنفس العدد آيات في فضل علي بن أبي طالب عليه السلام.

فلا يعتبر كل ما في القرآن من ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عليهم السلام آية واحدة في فضل علي أمير المؤمنين عليه السلام، بل عشرات الآيات في فضله.

(وهكذا) الأمر بالنسبة إلي ما ورد في القرآن من جملة ?إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ عليهم السلام فبعدد تكرارها، يكون عدد الآيات في فضل علي عليه السلام.

فلا يؤخذ علينا أنا لماذا كررنا ذكر ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عليهم السلام و ?إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ عليهم السلام. لأن كل واحدة منهما في محليهما، وغيرهما في محل آخر، وثالث، ورابع، وهكذا…

(مثلاً) ورد ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عليهم السلام مرة في مقام بيان عبادة الله وثانية في مقام الاستعانة بالصبر والصلاة وثالثة عند الرد علي علماء الزور، ورابعة لبيان أحكام الصوم، وخامسة للدخول في السلم. وهكذا دواليك..

ومعني الحديث المتكرر نقله من (أن علياً عليه السلام سيدها وشريفها ورأسها) هو أن علياً عليه السلام سيد المؤمنين ورأس العارفين بتوحيد الله… وفي مقدمتهم، وعلي عليه السلام سيد المؤمنين بالاستعانة بالصبر والصلاة.. وفي طليعة الصابرين والمصلين.

وعلي عليه السلام شريف المؤمنين برد علماء الزور.. وأول معارضيهم، وعلي عليه السلام رأس المؤمنين بأحكام الصوم.. والصوّام عملاً.

وعلي عليه السلام أمير المؤمنين بالسلم.. وهو أول مطبق له.. وهلم جراً.

(ومثل ذلك) في قوله تعالي: ?إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ عليهم السلام.

فتارة ذكرت هذه الجملة لبيان ?لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ عليهم السلام.

وثانية لبيان أنهم ?فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ

عليهم السلام.

وثالثة لبيان ?يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ عليهم السلام.

ورابعة لبيان ?سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا عليهم السلام.

وخامسة لبيان ?وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ عليهم السلام.

ففي كل ذلك علي بن أبي طالب عليه السلام سيد ?الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ عليهم السلام وفي قمتها. ففي بعض ?الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ عليهم السلام واحدة من هذه النتائج، وفي بعضها اثنتان منها، وفي بعضها ثلاث.. وهكذا.

أما علي بن أبي طالب عليه السلام فكل النتائج فيه وله، وبأرقامها الأولي.

لعلي عليه السلام المغفرة والأجر الكبير، وأرقاهما.

وعلي عليه السلام في جنات النعيم، وأفضل درجاتها.

وعلي عليه السلام يهديه ربه بإيمانه. وبأكمل الهداية.

وعلي عليه السلام يجعل الرحمن له وداً، وبأوفر الود.

وعلي عليه السلام من (القليل)، وهو أفضل القليل بعد رسول الله صلي الله عليه و اله. وهكذا في بقية الموارد.

وبهذا البيان هنا نكتفي عن تكرار هذا الموضوع، عند تكرار ألفاظ جملتي: ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عليهم السلام و ?الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ عليهم السلام.

?إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ادْخُلُوهَا بِسَلاَمٍ آمِنِينَ وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَي سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ لاَ يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ عليهم السلام.

روي الحافظ أبو القاسم الحسكاني (الحنفي) قال: حدثنا أبو سعد السعدي إملاءً في الجامع (بإسناده المذكور) عن أبو عباس في قوله تعالي: ?وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَي سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ عليهم السلام، قال:

نزلت في علي بن أبي طالب، وحمزة، وجعفر، وعقيل، وأبي ذر، وسلمان وعمار، والمقدار، والحسن، والحسين.

(أقول): إنما ذكرنا الآيات الأربع مع أن المذكور منها في حديث ابن عباس واحدة منها فقط، وذلك: لأن مجموعها في معني واحد، فإذا كانت ?وَنَزَعْنَا عليهم السلام نازلة في أهل البيت عليهم السلام وخُلّص أصحابهم وشيعتهم، كان ذلك بمعني

نزول جميعها فيهم عليهم السلام.

?إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ عليهم السلام.

روي الحافظ الحاكم الحسكاني (الحنفي) قال: وأخبرنا علي بن محمد بن عمر (بإسناده المذكور) عن عبد الله بن سنان قال: سألت جعفر بن محمد عن قوله تعالي: ?إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ عليهم السلام؟ قال:

(قال: رسول الله صلي الله عليه و اله:

أولهم، ثم أمير المؤمنين، ثم الحسن، ثم الحسين، ثم علي بن الحسين، ثم محمد بن علي، ثم الله أعلم).

قلت: يا بن رسول الله فما بالك أنت؟

قال:

(إن الرجل ربما كنّي عن نفسه).

?فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ عليهم السلام.

روي الشافعي (ابن حجر) في صواعقه، عن الواحدي في ذلك، قال: لأن الله أمر نبيه صلي الله عليه و اله أن يعرف الخلق أنه صلي الله عليه و اله لا يسألهم عن تبليغ الرسالة أجراً إلا المودة في القربي، والمعني أنهم يسألون: هل والوهم حق الموالاة كما أوصاهم النبي صلي الله عليه و اله أم أضاعوها وأهملوها فتكون المطالبة والتبعة؟.

?فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ عليهم السلام.

روي الحاكم أبو القاسم الحسكاني (الحنفي) قال: أخبرنا عقيل، (بإسناده المذكور) عن السدي في قوله تعالي: ?فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ عليهم السلام، قال: قال أبو صالح، قال ابن عباس:

أمره الله أن يظهر القرآن، وأن يظهر فضائل أهل بيته عليهم السلام كما أظهر القرآن.

سورة النحل

«وفيها خمس آيات»

?وَعَلَي اللّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ عليهم السلام.

?وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ عليهم السلام.

?اَسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ (إلي) بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ عليهم السلام.

?يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللّهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا عليهم السلام.

?وَعَلَي اللهِ قَصْدُ السَّبِيلِ عليهم السلام.

عن الفقيه الشافعي إبراهيم بن محمد الحمويني بإسناده المذكور عن خيثمة الجعفي، عن أبي جعفر الباقر ? قال: سمعته يقول:

(ونحن السراج لمن استفاء بنا، ونحن السبيل لمن اقتدي بنا).

?وَعَلاماتٍ

وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ عليهم السلام.

روي الحافظ أبو القاسم الحسكاني (الحنفي) عن فرات بن إبراهيم، الكوفي (بإسناده الذي ذكره) عن أبان بن تغلب قال: قلت لأبي جعفر محمد بن علي: قول الله تعالي: ?وَعَلاماتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ عليهم السلام؟

قال:

(النجم محمد، والعلامات الأوصياء).

(أقول): يعني بالأوصياء أوصياء رسول الله صلي الله عليه و اله وهم الأئمة الاثنا عشر أولهم علي بن أبي طالب عليه السلام. وآخرهم المهدي المنتظر عليهم السلام، كما في نصوص عديدة.

?فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ عليهم السلام.

روي العلامة البحراني قال: ما رواه الحافظ محمد بن مؤمن الشيرازي في المستخرج من التفاسير الاثني عشر في تفسير قوله تعالي: ?فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ عليهم السلام.

يعني: أهل بيت النبوة، ومعدن الرسالة، ومختف الملائكة، والله ما سمي المؤمن مؤمناً إلا كرامة لعلي بن أبي طالب.

(أقول): التفاسير الاثنا عشر هي:

1. تفسير يعقوب بن سفيان.

2. تفسير ابن جريح.

3. تفسير مقاتل.

4. تفسير وكيع بن الجراح.

5. تفسير يوسف القطان.

6. تفسير قتادة.

7. تفسير أبي عبيدة.

8. تفسير علي بن حرب الطائي.

9. تفسير السدي.

10. تفسير مجاهد.

11. تفسير مقاتل بن حيان.

12. تفسير أبي صالح.

وأخرج محمد بن جرير الطبري (في تفسيره) بسنده المذكور عن جابر عن أبي جعفر في قوله تعالي: ?فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ عليهم السلام.

قال:

(نحن أهل الذكر).

(أقول): هذا النص مكرر في القرآن هنا في سورة النحل وفي سورة الأنبياء، ولذلك كررنا ذكره أيضاً تبعاً للقرآن الحكيم (هذا) بناء علي التكرار الظاهري، وإلا فعلماء علوم القرآن علي أنه لا تكرار في القرآن، وأن كلّ ما هو من هذا القبيل فهو لوجوه متعددة، ويسمونه ب(إحكام القرآن وتفصيله) وسبق أن ذكرنا كلمات بعض علماء هذا الفن عند ذكر الآيات

(36 38) من سورة الحجر، فليراجع هناك.

?يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللهِ ثُمَّ يُنِكُرونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَفِارُونَ عليهم السلام.

روي العلامة البحراني، عن الفقيه الشافعي إبراهيم بن محمد (الحمويني) بإسناده المذكور عن خيثمة، عن الباقر من أهل البيت عليهم السلام أنه قال:

(ونحن من نعمة الله عز وجل علي خلقه).

سورة الإسراء

«وفيها سبع آيات»

?فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاَهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَنَا وَأَمْدَدْنَاكُمْ

بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً عليهم السلام.

?وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ

كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنْشُوراً عليهم السلام.

?وَآتِ ذَا الْقُرْبَي حَقَّهُ عليهم السلام.

?وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا عليهم السلام.

?يَبْتَغُونَ إِلَي رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ عليهم السلام.

?وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ عليهم السلام.

?يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ عليهم السلام.

?فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاَهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلاَلَ الدِّيَارِوَكَانَ وَعْداً مَفْعُولاً ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ سوَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً عليهم السلام.

عن إمام العامة أبي جعفر محمد بن جرير (بسنده المذكور) عن زاذان عن سلمان قال: قال لي رسول الله صلي الله عليه و اله:

(إن الله تبارك وتعالي لم يبعث نبياً ولا رسولاً إلا جعل له اثني عشر نقيباً).

فقلت: يا رسول الله لقد عرفت هذا من أهل الكتابين.

فقال صلي الله عليه و اله:

(يا سلمان هل علمت مَن نقبائي ومن الاثني عشر الذين اختارهم الله للأمة من بعدي؟).

فقلت: الله ورسوله أعلم.

فقال صلي الله عليه و اله:

(يا سلمان خلقني الله من صفوة نوره ودعاني فأطعته، وخلق من نوري (علياً) ودعاه فأطاعه، وخلق مني ومن علي (فاطمة) فدعاها فأطاعته، وخلق مني ومن علي وفاطمة (الحسن) ودعاه فأطاعه، وخلق مني ومن علي وفاطمة والحسن (الحسين) ودعاه فأطاعه، ثم سمانا بخمسة أسماء من أسمائه، فالله المحمود وأنا محمد، والله العلي فهذا

علي، والله الفاطر فهذه فاطمة، ولله الإحسان فهذا الحسن، والله المحسن فهذا الحسين.

ثم خلق منا ومن نور الحسين تسعة أئمة فدعاهم فأطاعوه قبل أن يخلق الله سماء مبنية ولا أرضاً مدحية ولا ملكاً ولا بشراً دوننا، نور نسبح الله ونسمع ونطيع).

قال سلمان: فقلت: يا رسول الله بأبي أنت وأمي فما لمن عرف هؤلاء؟

فقال صلي الله عليه و اله:

(يا سلمان من عرفهم حق معرفتهم واقتدي بهم ووالي وليهم وتبرأ من عدوهم فهو والله منا يرد حيث نرد، ويسكن حيث نسكن).

فقلت: يا رسول الله فهل يكون إيمان بهم بغير معرفة بأسمائهم وأنسابهم؟

فقال:

(لا يا سلمان).

فقلت: يا رسول الله فأني لهم، قد عرفت إلي الحسين؟

قال صلي الله عليه و اله:

(ثم سيد العابدين علي بن الحسين، ثم ابنه محمد بن علي باقر علم الأولين والآخرين من النبيين والمرسلين، ثم جعفر بن محمد لسان الله الصادق، ثم موسي بن جعفر الكاظم غيظه صبراً في الله عز وجل، ثم علي بن موسي الرضا لأمر الله، ثم محمد بن علي المختار من خلق الله، ثم علي بن محمد الهادي إلي الله، ثم الحسن بن علي الصامت الأمين لسر الله، ثم محمد بن الحسن الهادي والمهدي الناطق القائم بحق الله).

ثم قال صلي الله عليه و اله:

إنك مدركه يعني: مدرك للإمام المهدي في الرجعة ومن كان مثلك ومن تولاه بحقيقة المعرفة.

قال سلمان: فشكرت الله كثيراً ثم قلت: يا رسول الله وإني مؤجل إلي عهده؟

قال:

(يا سلمان اقرأ قوله تعالي: ?فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاَهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلاَلَ الدِّيَارِوَكَانَ وَعْداً مَفْعُولاً ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ سوَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً عليهم السلام.

قال سلمان: فاشتد بكائي وشوقي ثم قلت: يا رسول

الله بعهد منك؟ (يعني: في زمانك وأنت موجود وقت الرجعة)؟

فقال صلي الله عليه و اله:

(إي والله الذي أرسل محمداً بالحق، مني ومن علي وفاطمة والحسن والحسين والتسعة وكل من هو منا ومعنا وفينا، إي والله يا سلمان..).

(أقول): هذه الرواية الشريفة تدل علي أن تأويل الآيتين الكريمتين في رسول الله صلي الله عليه و اله وفاطمة عليها السلام والأئمة الاثني عشر عليهم السلام حيث يكرّون ويعودون حين يأذن الله تعالي لهم (بالرجعة).

?وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنْشُوراً عليهم السلام.

أخرج الحافظ سليمان القندوزي (الحنفي) بسنده عن أبي عبد الله جعفر الصادق?، قال:

قال الله عز وجل: ?وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ عليهم السلام.

يعني: (ولاية الإمام).

(أقول): هذا تأويل (الطائر) لأن ولاية الإمام عليه السلام هي أظهر مصاديق الطائر، إذ كل الأعمال تنبثق عن ولاية الإمام عليه السلام، فمن يتول الإمام الصادق عليه السلام مثلاً تكن أعماله غير أعمال من يتولي أبا حنيفة، وهكذا. وحيث إن لكل زمان إماماً، كان إطلاق الحديث شاملاً لجميع الأئمة الاثني عشر عليه السلام بدءاً من أمير المؤمنين عليه السلام وختاماً بالمهدي المنتظر? عليه السلام.

?وَآت ذَا الْقُرْبَي حَقَّهُ عليهم السلام.

روي العلامة البحراني عن الثعلبي في تفسيره في تفسير هذه الآية قال: عني بذلك قرابة رسول الله صلي الله عليه و اله.

وقال: ثم قال الثعلبي، روي السدي عن أبي الديلمي، قال: قال علي بن الحسين? لرجل من أهل الشام: (أقرأت القرآن؟).

قال: نعم.

قال:

(فما قرأت في بني إسرائيل ?وَآت ذَا الْقُرْبَي حَقَّهُ عليهم السلام؟

قال: وإنكم القرابة التي أمر الله تعالي أن يؤتي حقها؟

قال:

(نعم).

وروي الحافظ الحسكاني (الحنفي) قال: أخبرنا أبو سعد السعدي (بإسناده المذكور) عن أبي سعيد الخدري قال: لما نزلت

علي رسول الله صلي الله عليه و اله: ?وآت ذا القربي حقه عليهم السلام، دعا فاطمة فأعطاها فدكاً والعوالي، وقال صلي الله عليه و اله:

(هذا قسم قسمه الله لك ولعقبك).

قال الياقوت الحموي في (معجمه): فدك، وهي قرية تبعد عن المدينة مسافة يومين أو ثلاثة، أرضها زراعية خصبة فيها عين فوارة ونخيل كثيرة.

?وَمَن قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنصُوراً عليهم السلام.

روي الحافظ سليمان القندوزي قال: عن عبد السلام بن صالح الهروي عن علي الرضا بن موسي الكاظم?? في قوله تعالي: ?وَمَن قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنصُوراً عليهم السلام، قال:

(نزل في الحسين والمهدي).

(أقول): يعني: المراد ب(قتل مظلوماً) الحسين بن علي عليه السلام، والمراد ب(وليه) الحجة المهدي عليه السلام.

?أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَي رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ عليهم السلام.

روي الحافظ الحسكاني (الحنفي) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن أحمد (بإسناده المذكور) عن عكرمة في قوله تعالي: ?أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَي رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ عليهم السلام.

قال: (هم النبي صلي الله عليه و اله وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام).

?وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُم بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً عليهم السلام.

روي الحافظ الحاكم الحسكاني (الحنفي) قال: أخبرني أبو الحسين (بإسناده المذكور) عن حبة العرني قال: سمعت علي بن أبي طالب يقول:

(دخلت علي رسول الله صلي الله عليه و اله في وقت كنت لا أدخل عليه فيه، فوجدت رجلاً جالساً عنده، مشوّه الخلقة، لم أعرفه قبل ذلك فلما رآني خرج الرجل مبادراً. قلت: يا رسول الله، من ذا الذي لم أره قبل

ذي؟ قال صلي الله عليه و اله: (هذا إبليس الأبالسة، سألت ربي أن يرينيه، وما رآه أحد قط في هذه الخلقة غيري وغيرك). قال: فعدوت في أثره فرأيته عند أحجار الزيت فأخذت بمجامعه وضربت به البلاط، وقعدت علي صدره. فقال: ما تشاء يا علي. قلت: أقتلك. قال: إنك لن تسلّط علي. قلت: لم؟ قال: لأن ربك أنظرني إلي يوم الدين، خلّ عني يا علي فإن لك عندي وسيلة لك ولأولادك. قلت: ما هي؟ قال: لا يبغضك ولا يبغض ولدك أحد إلا شاركته في رحم أمه، أليس الله قال: ?وشاركهم في الأموال والأولاد عليهم السلام.

(أقول): المراد ب(يوم الدين) ليس يوم القيامة، لأن الشيطان أنظره الله تعالي ?إِلَي يَومِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ عليهم السلام، وإنما أطلق عليه (يوم الدين) باعتباره يوم جزاء أيضاً للبعض، ومنهم الشيطان.

?يَوْمَ نَدْعُواْ كُلَّ أُنَاسِ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوِتيَ كَتابَهُ بِيَمِيِنهِ فَأُوْلَئِكَ يَقْرَؤُونَ كِتَابَهُمْ وَلا يُظْلَمُونَ فَتيلاً عليهم السلام.

روي يوسف القطان في تفسيره عن شعبة عن قتادة عن ابن عباس في قوله تعالي: ?يَوْمَ نَدْعُواْ كُلَّ أُنَاسِ بِإِمَامِهِمْ عليهم السلام.

قال: إذا كان يوم القيامة دعا الله عز وجل أئمة الهدي ومصابيح الدجي، وأعلام التقي أمير المؤمنين، والحسن والحسين ثم يقال لهم: جوزوا علي الصراط أنتم وشيعتكم وادخلوا الجنة بغير حساب. ثم يدعو أئمة الفسق وإن والله يزيد منهم فيقال له: خذ بيد شيعتك وامضوا إلي النار بغير حساب.

سورة الكهف

«وفيها آيتان»

?وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إَلاَّ إِبْلِيسَ عليهم السلام.

?وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاء الْحُسْنَي عليهم السلام.

?وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ عليهم السلام.

روي العلامة البحراني عن القاضي أبي عمر وعثمان بن أحمد أحد شيوخ العامة يرفعه إلي ابن عباس عن النبي

صلي الله عليه و اله قال:

(لما شملت آدم الخطيئة نظر إلي أشباح تضيء حول العرش فقال: يا رب إني أري أشباحاً تشبه خلقي فما هي؟ قال: هذه الأنوار أشباح اثنين من ولدك اسم أحدهما (محمد) أبدأ النبوة بك واختمها به، والآخر أخوه وابن أخي أبيه اسمه (علي) أؤيد محمداً به وأنصره علي يده (والأنوار) التي حولهما أنوار ذرية هذا النبي من أخيه هذا، يزوجه ابنته تكون له زوجة يتصل بها، أول الخلق إيماناً به وتصديقاً له، أجعلها سيدة النسوان وأفطمها وذريتها من النيران تنقطع الأسباب والأنساب يوم القيامة إلا سببه ونسبه. فسجد (آدم) شكراً لله أن جعل ذلك في ذريته. فعوضه الله عن السجود أن أسجد له ملائكته).

(أقول): إنما ذكرنا هذا الحديث الشريف عند تفسير هذه الآية الكريمة لأجل أنه يدل علي أن السبب الأساسي والأول لواقع هذه الآية كان رسول الله صلي الله عليه و اله وأهل بيته عليهم السلام فكأنها إشارة إليهم.

?وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَي وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْراً عليهم السلام.

عن الفقيه (الشافعي) إبراهيم بن محمد الحمويني، بإسناده المذكور عن علي بن أبي طالب (كَرَّمَ اللهُ وَجهَهُ) قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله:

(أتاني جبرئيل عن ربي عز وجل وهو يقول: يقرئك السلام ويقول لك:

بشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات ويؤمنون بك وبأهل بيتك الجنة، فلهم عندي جزاءً الحسني).

سورة مريم عليها السلام

«وفيها آيتان»

?كهيعص عليهم السلام.

?إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا عليهم السلام.

?كهيعص عليهم السلام.

أخرج الحافظ سليمان القندوزي (الحنفي) عن سعد بن عبد الله، قال: كنت رجلاً مشتغلاً بغوامض العلوم، وأثبتُّ في دفترٍ نيفاً وأربعين مسألة من صعاب المسائل علي أن أسأل خير بلدي أحمد بن إسحاق

صاحب مولانا أبي محمد الحسن العسكري عليه السلام وقد خرج قاصداً نحو مولانا بسامراء، فلحقته فدخلنا بالإذن عند مولانا.

إلي أن قال: قال لي مولانا:

يا سعد ما جاء بك؟

قلت: شوقاً إلي لقائك، قال:

فالمسائل التي أردت أن تسألها سل عنها قرة عيني، وأومأ إلي الغلام يعني: الإمام المهدي فقال الغلام:

سل عما بدا لك،

فسألت مسائلي واحدة بعد واحدة، فأجابني بجواب شاف.

قال: من جملة مسائله: سأله عن تأويل ?كهيعص عليهم السلام.

قال:

(الكاف) كربلاء (والهاء) هلاك العترة (والياء) يزيد المعلون (والعين) عطش العترة (والصاد) صبرهم.

?إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً عليهم السلام.

روي العالم الحنفي محمد الصبان المصري، قال: وأخرج السلفي عن محمد بن الحنفية في قوله عز وجل: ?إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً عليهم السلام أنه قال:

لا تلقي مؤمناً ولا مؤمنة إلا وفي قلبه ودّ لعلي وأهل بيته.

وأخرج نحواً منه علامة الشافعية الشبلنجي في (نور الأبصار) أيضا.

سورة طه صلي الله عليه و اله

«وفيها أربع آيات»

?وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا عليهم السلام.

?إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا عليهم السلام.

?وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ عليهم السلام.

?فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ عليهم السلام.

?وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَي عليهم السلام.

أخرج الحافظ الحنفي سليمان القندوزي، عن الحاكم النيسابوري بسنده عن أنس بن مالك، قال: قال في هذه الآية: اهتدي إلي ولاية أهل بيت النبي صلي الله عليه و اله.

وأخرج هو أيضاً عن صاحب المناقب بسنده المذكور قال: عن علي?، قال:

(والله لو تاب رجل وآمن، وعمل صالحاً ولم يهتد إلي ولايتنا ومودتنا ومعرفة فضلنا ما أغني عنه ذلك شيئاً).

?يَوْمَئِذ لا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلاَّ مَنْ أَذنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِي لَهُ قَوْلاً عليهم السلام.

روي الشافعي (ابن حجر) العسقلاني بإسناده المذكور قال:

عن أبي هريرة? عن النبي صلي الله عليه و اله أنه قال:

(من قال: (اللهم صلّ علي محمد وعلي آل محمد، كما صليت علي إبراهيم وعلي آل إبراهيم، وبارك علي محمد وعلي آل محمد، كما باركت علي إبراهيم وعلي آل إبراهيم، وترحم علي محمد وعلي آل محمد، كما ترحمت علي إبراهيم وعلي آل إبراهيم) شهدت له يوم القيامة وشفعت له).

?وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا عليهم السلام.

روي الفقيه (الشافعي) جلال الدين السيوطي في تفسيره (الدر المنثور) قال: وأخرج ابن مردويه، وابن عساكر، وابن النجار عن أبي سعيد الخدري قال: لما نزل قوله تعالي: ?وأمر أهلك بالصلاة عليهم السلام كان النبي صلي الله عليه و اله يجيء إلي باب علي عليه السلام صلاة الغداة ثمانية أشهر يقول:

(الصلاة رحمكم الله ?إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا عليهم السلام.

?فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدَي عليهم السلام.

مرسلاً عن الأعمش، عن أبي صالح، عن ابن عباس في قوله تعالي: ?فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ عليهم السلام. قال:

هو والله محمد وأهل بيته.

سورة الأنبياء عليهم السلام

«وفيها خمس آيات»

?فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ عليهم السلام.

?إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَي (إلي) هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ عليهم السلام.

?أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ عليهم السلام.

?إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَي أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ لاَ يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خَالِدُونَ لاَ يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الأكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلاَئِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ عليهم السلام.

روي الحافظ الحسكاني (الحنفي) قال: حدثني أبو الحسن الفارسي (بإسناده المذكور) عن علي (كَرَّمَ اللهُ وَجهَهُ) قال:

قال لي رسول الله صلي الله عليه و اله:

(يا علي فيكم نزلت هذه الآية: ?إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَي أُولَئِكَ

عَنْهَا مُبْعَدُونَ عليهم السلام).

وروي هو أيضاً، عن أبي بكر السبيعي بإسناده المذكور عن أبي عمر النعمان بن بشير: (أن علياً قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه و اله يقول:

يا علي فيكم نزلت هذه الآية) ?لاَ يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا عليهم السلام.

وروي هو أيضاً قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله:

(يا علي فيكم نزلت: ?لاَ يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الأكْبَرُ عليهم السلام. الناس يطلبون في الموقف وأنتم في الجنان تتنعمون).

?وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُوِرِ مَن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ عليهم السلام.

وروي الحافظ سليمان (الحنفي) القندوزي قال: عن الباقر والصادق? في قوله تعالي: ?وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُوِرِ مَن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ عليهم السلام

قالا:

(هم القائم وأصحابه).

سورة الحج

«وفيها إحدي عشرة آية»

?وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَّا رَيْبَ فِيهَا عليهم السلام.

?وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَي الْقُلُوبِ عليهم السلام.

?أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ (إلي) إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ عليهم السلام.

?الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ عليهم السلام.

?وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَي صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ عليهم السلام.

?حَتَّي تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً عليهم السلام.

?وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ عليهم السلام.

?وَيُمْسِكُ السَّمَاء أَن تَقَعَ عَلَي الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ عليهم السلام.

?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا (إلي) وَنِعْمَ النَّصِيرُ عليهم السلام.

?وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيهَا عليهم السلام.

روي الفقيه (الشافعي) عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي في تفسيره، عن أبي داود في سننه، عن أبي سعيد الخدري? قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله:

(لا تقوم الساعة حتي يملك الأرض (المهدي) مني، أجلي الجبهة، أقني الأنف، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً، كما ملئت قبله ظلماً وجوراً).

قال السيوطي: وأخرج أحمد (بن حنبل) عن أبي سعيد الخدري? قال: قال رسول الله صلي الله عليه

و اله:

(أبشركم بالمهدي، يبعثه الله في أمتي، علي اختلاف من الزمان وزلازل، فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً، ويرضي عنه ساكنو السماء وساكنو الأرض، يقسم المال صحاحاً).

فقال له رجل: ما صحاحاً؟

قال صلي الله عليه و اله:

(بالسوية بين الناس).

ثم قال صلي الله عليه و اله:

(ويملأ قلوب أمة محمد غني، ويسعهم عدله، حتي يأمر مناد ينادي يقول: من كانت له في مال حاجة فليقم؟

فما يقوم من المسلمين إلا رجل واحد فيقول: ائت السادن يعني: الخازن فقل له: إن المهدي يأمرك أن تعطني مالاً، فيقول: أُحْثُ حتي إذا جعله في حجره وأبرزه ندم، فيقول: كنت أجشع أمة محمد نفساً إذ عجز عني ما وسعهم).

قال صلي الله عليه و اله:

(فيرد فلا يقبل منه. فيقال له: إنا لا نأخذ شيئاً أعطيناه).

(أقول): لا بُعد في أن يراد ب(الساعة) في هذه الآية الكريمة يوم ظهور الإمام المهدي عليه السلام، فيكون من الباطن، أو من الظاهر الأعم، لكون (الساعة) في مصطلح القرآن والسنة والعترة ساعتين إحداهما ساعة ظهور المهدي عليه السلام، (والثانية) ساعة القيامة، كما أن (الحشر) في مصطلح الشرع له (إطلاقان) حشر البعض عند ظهور الإمام المهدي عليه السلام وحشر الكل عند قيام القيامة.

ودليل الحشر الأول قوله تعالي: ?يَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا عليهم السلام.

ودليل الحشر الثاني قوله تعالي: ?وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا عليهم السلام.

?وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَي الْقُلُوبِ عليهم السلام.

روي الحافظ القندوزي (الحنفي) قال: عن علي بن أبي طالب (كَرَّمَ اللهُ وَجهَهُ) أنه قال في خطبة له:

(نحن الشعائر والأصحاب، والخزنة والأبواب).

(أقول): المقصود بكلمة (نحن) ها هنا وغيره أهل البيت عليهم السلام الذين جعلهم الله تعالي مظاهر لأمره ونهيه وقدرته. ولا ينافي هذا التأويل من الإمام

أمير المؤمنين عليه السلام لكلمة (الشعائر) وإن كان تفسيرها أو تنزيلها وارداً في الحج وشعائر الحجاج.

?أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَأَنَّ اللهَ عَلَي نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إلاَّ أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللهُ عليهم السلام.

روي الحافظ الحسكاني (الحنفي) قال: أخبرنا أبو الحسين (بإسناده المذكور) عن زيد بن علي (بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام في قوله تعالي: ?أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا.. الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم عليهم السلام.

قال:

(نزلت فينا).

(أقول): يعني: فينا أهل البيت عليهم السلام.

?الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَوَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَللهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ عليهم السلام.

روي الحافظ الحسكاني (الحنفي) عن فرات بن إبراهيم بإسناده المذكور عن أبي جعفر عليه السلام في قوله تعالي: ?الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ … عليهم السلام.

قال:

(فينا والله نزلت هذه الآية).

?وَإِنّ اللهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمُنَوا إِلَي صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ عليهم السلام.

روي الحافظ الحسكاني (الحنفي) قال: حدثني علي بن موسي بن إسحاق (بإسناده المذكور) عن أبي جعفر عليه السلام قال:

(آل محمد الصراط الذي دل الله عليه).

?وَلاَ يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ حَتَّي تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ عليهم السلام.

روي السيوطي (العالم الشافعي) قال: أخرج الحاكم وصححه عن عقبه بن عامر? سمعت رسول الله صلي الله عليه و اله يقول:

(لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون علي أمر الله ظاهرين علي العدو لا يضرهم من خالفهم حتي تأتيهم (الساعة) وهم علي ذلك).

فقال عبد الله بن عمر: ويبعث الله ريحاً ريحها المسك ومسها مس الحرير، فلا تترك نفساً في قلبه مثقال حبة من الإيمان إلا قبضته، ثم يبقي شرار الناس عليهم تقوم الساعة.

(أقول): روايات عديدة وردت بهذا المضمون في ظهور

القائم المهدي عليه السلام، وأنه لا يظهر حتي يُملأ العالم ظلماً وجوراً، وحتي يدخل الظلم كل بيت، وانه سيكون جمع آمرين بالمعروف ناهين عن المنكر حتي يظهر المهدي عليه السلام، إلي غير ذلك من النظائر فتكون (الساعة) هي ساعة قيام القائم عليه السلام، كما صرح به في أحاديث أخري.

?وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنصُرَنَّهُ اللهُ إِنَّ اللهَ لَعَفُوٌ غَفُورٌ عليهم السلام.

روي الحافظ القندوزي (الحنفي) قال: عن سلام بن المستنير عن الصادق? في قوله تعالي: ?وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنصُرَنَّهُ اللهُ إِنَّ اللهَ لَعَفُوٌ غَفُورٌ عليهم السلام، قال:

(إن رسول الله صلي الله عليه و اله لما أخرجته قريش من مكة، وهرب منهم إلي الغار، وطلبوه ليقتلوه فعوقب. ثم في بدر عاقب لأنه قتل عتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، والوليد بن عتبة، وحنظلة بن أبي سفيان، وأبا جهل وغيرهم. فلما قبض رسول الله صلي الله عليه و اله بغي عليه ابن هند بنت عتبة بن ربيعة (يعني: معاوية) بخروجه عن طاعة أمير المؤمنين، وبقتل ابنه يزيد الحسين بغياً وعدواناً. ثم قال تعالي: ?لَيَنصُرَنَّهُ اللهُ عليهم السلام يعني: بالقائم المهدي عليه السلام من ولده عليهم السلام).

?وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَن تَقَعَ عَلَي الأَرْضِ إِلاَّ بِإِذْنِهِ عليهم السلام.

روي العلامة البحراني، عن محمد بن الحسن بن شاذان من طريق العامة بحذف الإسناد عن رسول الله صلي الله عليه و اله، في حديث إلي أن قال: فقام جابر بن عبد الله الأنصاري فقال: يا رسول الله مَن الأئمة من ولد علي بن أبي طالب؟

قال صلي الله عليه و اله:

(الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، ثم سيد العابدين في زمانه علي بن الحسين، ثم

الباقر محمد بن علي وستدركه يا جابر فإذا أدركته فاقرئه مني السلام ثم الصادق جعفر بن محمد، ثم الكاظم موسي بن جعفر، ثم الرضا علي بن موسي، ثم التقي محمد بن علي، ثم النقي علي بن محمد، ثم الزكي الحسن بن علي، ثم ابنه القائم بالحق مهدي أمّتي الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعد ما مُلئت جوراً وظلماً.

هؤلاء يا جابر خلفائي، وأوصيائي وأولادي، وعترتي، من أطاعهم فقد أطاعني، ومن عصاهم فقد عصاني، ومن أنكرهم أو أنكر واحداً منهم فقد أنكرني).

ثم قال صلي الله عليه و اله:

(وبهم يمسك الله السماء أن تقع علي الأرض، وبهم يحفظ الله الأرض أن تميد بأهلها).

?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ وَجَاهِدُوا فِي اللهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجِ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَي النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَي وَنِعْمَ النَّصِيرُ عليهم السلام.

عن الفقيه الشافعي إبراهيم بن محمد الحمويني (بإسناده المذكور) عن سليم بن قيس الهلالي في حديث طويل قال: أقسم علي بن أبي طالب عليه السلام في أكثر من مائتي رجل في اجتماع واحد وهم من المهاجرين والأنصار والتابعين، فأشهدهم علي أمور، وكان فيما قال:

(أنشدكم الله أتعلمون أن الله أنزل في سورة الحج: ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ… عليهم السلام.

فقام سلمان فقال: يا رسول الله صلي الله عليه و اله من هؤلاء الذين أنت عليهم شهيد، وهم شهداء علي الناس، الذين اجتباهم الله. ولم يجعل عليهم في الدين من حرج ملة إبراهيم؟

قال صلي الله عليه

و اله:

(عني بذلك ثلاثة عشر رجلاً خاصة دون هذه الأمة).

قال سلمان: بيِّنهم لنا يا رسول الله صلي الله عليه و اله.

قال صلي الله عليه و اله:

(أنا وأخي علي وأحد عشر من ولدي).

قالوا: اللهم نعم.

(أقول): الأحد عشر من ولده عليهم السلام هم الذين سماهم صلي الله عليه و اله في تفسير الآية السابقة.

سورة المؤمنون

«وفيها أربع آيات»

?وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلَي صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ عليهم السلام.

?وَإِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ عليهم السلام.

?فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ عليهم السلام.

?إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا عليهم السلام.

?وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلَي صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ عليهم السلام.

أخرج الحافظ الحنفي سليمان القندوزي في ينابيعه عن الفقيه (الشافعي) الحمويني محمد بن إبراهيم، بسنده عن علي عليه السلام ?قال:

(الصراط ولايتنا أهل البيت).

?وَإِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرِةَ عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ عليهم السلام.

أخرج الحافظ الحنفي سليمان القندوزي في ينابيعه قال: وفي المناقب، عن زيد بن موسي الكاظم عن أبيه، عن آبائه، عن أمير المؤمنين علي عليهم السلام في هذه الآية قال:

(عن ولايتنا أهل البيت).

?فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَسَاءَلُونَ عليهم السلام.

روي العلامة المناوي في (فيض القدير) بإسناده المذكور عن عمر بن الخطاب عن رسول الله صلي الله عليه و اله أنه قال:

(كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي).

وروي الحافظ الحسكاني (الحنفي) قال: أخبرنا عقيل بن الحسين (بإسناده المذكور) عن عطاء، عن عبد الله بن عباس قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله:

(كل حسب ونسب يوم القيامة منقطع إلا حسبي ونسبي إن شئتم اقرأوا: ?فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَسَاءَلُونَ عليهم السلام.

?إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ عليهم السلام.

روي الحافظ الحسكاني (الحنفي) قال:

أخبرنا عقيل (بإسناده المذكور) عن عبد الله بن مسعود في قول الله تعالي: ?إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا عليهم السلام.

يعني: جزيتهم بالجنة اليوم بصبر علي بن أبي طالب عليه السلام وفاطمة والحسن عليه السلام والحسين عليه السلام في الدنيا علي الطاعات، وعلي الجوع والفقر، وصبروا علي البلاء لله في الدنيا. ?أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ عليهم السلام والناجون من الحساب.

سورة النور

«وفيها خمس آيات»

?اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ عليهم السلام.

?فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ (إلي) وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ عليهم السلام.

?وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ عليهم السلام.

?اللهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَي نُورٍ يَهْديِ اللهِ لِنُورِهِ مَن يَشَاءِ وَيَضْربُ اللهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ عليهم السلام.

عن الفقيه الشافعي ابن المغازلي في كتابه (المناقب) يرفعه إلي علي بن جعفر قال: سألت أبا الحسن عن قول الله عز وجل: ?كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ عليهم السلام قال:

«المِشْكَاة» فاطمة، والمصباح الحسن والحسين.

?الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌ عليهم السلام قال:

كانت فاطمة كوكباً درّيّاً بين نساء العالمين.

?يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ عليهم السلام إبراهيم عليه السلام.

?لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ عليهم السلام لا يهودية ولا وثنية.

?يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ عليهم السلام قال: كاد العلم ينطق منها.

?وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَي نُورٍ عليهم السلام قال: منها إمام بعد إمام.

?يَهْديِ اللهِ لِنُورِهِ مَن يَشَاءِ عليهم السلام يعني: يهدي لولايتنا من يشاء).

?فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآَصَالِ رِجَالٌ

لاَ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاَةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأبْصَارُ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ عليهم السلام.

روي الحافظ الحسكاني (الحنفي) قال: حدثني أبو الحسن الصيدلاني وأبو القاسم بن أبي الوقاء العدناني (بإسناده المذكور) عن أنس بن مالك وعن بريدة قالا: قرأ رسول الله صلي الله عليه و اله هذه الآية: ?فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ (الي قوله) الأبْصَار عليهم السلام.

فقام إليه رجل فقال: يا رسول الله أي بيوت هذه؟

قال:

(بيوت الأنبياء).

فقام إليه أبو بكر فقال: يا رسول الله هذا البيت منها بيت علي وفاطمة؟

قال صلي الله عليه و اله:

(نعم من أفاضلها).

وعن تفسير مجاهد وأبي يوسف يعقوب بن سفيان عن ابن عباس قال: إن دحية الكلبي جاء يوم الجمعة من الشام بالميرة، فنزل عند أحجار الزيت ثم ضرب بالطبول ليؤذن الناس بقدومه، فنفر الناس إليه إلا علي، والحسن والحسين وفاطمة وسلمان وأبو ذر، والمقداد، وصهيب، وتركوا النبي قائماً يخطب علي المنبر، فقال النبي صلي الله عليه و اله:

(لقد نظر الله إلي مسجدي يوم الجمعة، فلولا هؤلاء الثمانية الذين جلسوا في مسجدي لأضرمت المدينة علي أهلها ناراً، وحصبوا بالحجارة كقوم لوط، ونزل فيهم: ?رِجَالٌ لاَ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ عليهم السلام).

(أقول): إنما ذكرنا الآيات الثلاث مع أن المذكور في الحديثين منها آيتان فقط، وذلك لأن الآية الثالثة تتمة للآيتين الأوليين، ونازلة فيمن نزلت فيهم الآيتان الأوليان، فلاحظها.

?وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَي لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ

عليهم السلام.

روي الحافظ الحاكم الحسكاني (الحنفي) عن تفسير فرات بن إبراهيم (بإسناده المذكور) عن القاسم بن عوف قال سمعت عبد الله بن محمد يقول:

?وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ عليهم السلام. قال:

هي لنا أهل البيت.

(أقول): ذكر في حاشية الكتاب: أن الظاهر أن عبد الله هذا هو ابن محمد بن الحنفية، بن علي بن أبي طالب عليه السلام.

سورة الفرقان

«وفيها أربع آيات»

?وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاء بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا عليهم السلام.

?وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا (إلي) حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا عليهم السلام.

?وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ المَاءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكَانَ رَبُّك قَدِيراً عليهم السلام.

نقل العلامة المظفر عن (ينابيع المودة) للعالم الحنفي الحافظ القندوزي أنه روي عن أبي نعيم الحافظ، وعن الفقيه الشافعي ابن المغازلي أنهما أخرجا بسنديهما عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: (نزلت هذه الآية في الخمسة أهل العباء عليهم السلام).

ثم قال ابن عباس: المراد من (الماء) نور النبي صلي الله عليه و اله الذي كان قبل خلق الخلق، ثم أودعه الله سبحانه في صلب آدم عليه السلام، ثم نقله من صلب إلي صلب إلي أن وصل إلي صلب عبد المطلب فصار جزئين، جزء إلي صلب عبد الله فولد النبي صلي الله عليه و اله وجزء إلي صلب أبي طالب فولد علياً عليه السلام، ثم ألف النكاح فزوج علياً عليه السلام بفاطمة عليها السلام فولد حسناً عليه السلام وحسين عليه السلام.

?وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إمَاماً أُوْلَئِكَ يُجَْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيَها تَحِيَّةً وَسَلاماً خَالِدِينَ فِيَها حَسُنَتْ مُسْتَقَرّاً َمُقَاماً عليهم السلام.

روي الحاكم الحسكاني (الحنفي) عن فرات (بإسناده المذكور) عن أبي سعيد (الخدري) في قوله

تعالي: (هب لنا..). قال النبي صلي الله عليه و اله:

قلت: يا جبرئيل من أزواجنا؟

قال: خديجة.

قلت: ?وَذُرِّيَّاتِنا عليهم السلام؟

قال: فاطمة.

قلت: ?قُرَّةَ أَعْيُنٍ عليهم السلام؟

قال: الحسن والحسين.

قلت: ?وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إمَاماً عليهم السلام؟

قال: علي?.

(أقول): إنما ذكرنا الآيات الثلاث مع أن المذكور منها في الحديث هي الآية الأولي فقط، وذلك: لكون الآيتين الأخريين كالمحمول للموضوع، والخبر للمبتدأ، والنتيجة للقضية في القياس.

سورة الشعراء

«وفيها آية واحدة»

?إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّن السَّمَاء آيَةً عليهم السلام.

?إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاءِ آيَة فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ عليهم السلام.

روي الحافظ سليمان القندوزي (الحنفي) عن (فرائد السمطين) للفقيه الشافعي قال: روي عن علي بن موسي الرضا? أنه قال:

(إن الرابع من ولدي ابن سيدة الإماء، يطهّر الله به الأرض، من كل جور وظلم إلي أن قال وهو الذي ينادي مناد من السماء يسمعه جميع أهل الأرض: (ألا إن حجة الله قد ظهر عند بيت الله فاتبعوه فإن الحق فيه ومعه). وهو قول الله عز وجل: ?إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاءِ آيَة فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ عليهم السلام.

سورة النمل

«وفيها ثلاث آيات»

?وَمَا أَنْتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلاَلَتِهِمْ (إلي) أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لاَ يُوقِنُونَ عليهم السلام.

?وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً عليهم السلام.

?وَمَا أَنْتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلاَلَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلاَ مَنْ يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الأرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لاَ يُوقِنُونَ عليهم السلام.

روي جلال الدين السيوطي (المحدث والمفتي الشافعي) في تفسيره عند تفسير هذه الآية قال: وأخرج ابن جرير (الطبري) عن حذيفة بن اليمان قال: ذكر رسول الله صلي الله عليه و اله الدابة، فقال حذيفة: يا رسول الله من أين تخرج؟

قال: صلي الله عليه و اله:

(من أعظم المساجد حرمة علي الله يعني المسجد الحرام بينما عيسي يطوف بالبيت ومعه المسلمون إذ تضطرب الأرض من تحتهم تحرك القنديل، وتشق الصفا مما يلي المسعي، وتخرج الدابة من الصفا، أول ما يبدو رأسها ملمعة ذات وبر وريش لن يدركها طالب، ولن يفوتها هارب، تسم أي تعلّم من الوسم بمعني العلامة مؤمن، وكافر، أما المؤمن فيري

كأنه كوكب درّي، وتكتب بين عينيه (مؤمن) وأما الكافر فتنكت بين عينيه نكتة سوداء (كافر)).

وروي هو أيضاً قال: وأخرج أبو نعيم عن وهب بن منبّه قال:

أول الآيات (الروم) ثم (الدجال) والثالثة: (يأجوج ومأجوج) والرابعة (عيسي ابن مريم) والخامسة (الدخان) والسادسة (الدابة).

وروي في حديث آخر أن الدابة تقول: ?أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون عليهم السلام.

(أقول): هذه العلامات كلها لظهور الإمام المهدي عليه السلام، كما وردت صريحاً، أو ظهوراً في عديد من الأحاديث الشريفة، فتكون هاتان الآيتان الكريمتان أيضاً إشارة إلي مقدمات الظهور.

وكلمة (بآياتنا) في الآيتين إشارة غلي ظهوره عليه السلام وما تكتنفه من علامات سابقة ومقارنة، تنزيلاً، أو تأويلاً، أو تطبيقاً علي الفرد الظاهر الأكمل والأتم.

?وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً عليهم السلام.

روي جلال الدين السيوطي (الشافعي) في تفسيره، عند هذه الآية الكريمة قال: وأخرج عبد بن حمد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، عن مجاهد في قوله تعالي: ?وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً عليهم السلام. قال: زمرة.

(أقول): جاء في مستفيض الروايات أن ذلك اليوم هو يوم ظهور المهدي من آل محمد صلي الله عليه و اله، لأن الله تعالي يخرج في ذلك اليوم جمعاً من الظالمين للانتقام منهم قبل يوم القيامة.

وليس هذا اليوم هو يوم القيامة، لأن يوم القيامة يجمع الله تعالي فيه جميع الخلائق، كما قال سبحانه: ?وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا عليهم السلام.

وهنا يقول عز من قائل: ?وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً عليهم السلام أي: زمرة، لا الجميع.

سورة القصص

«وفيها خمس آيات»

?وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَي الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ (إلي) وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ عليهم السلام.

?وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَيَخْتَارُ (إلي) مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ عليهم السلام.

?مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ

فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا عليهم السلام.

?وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَي الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ عليهم السلام.

روي الحافظ الحسكاني (الحنفي) قال: حدثني أبو الحسن الفارسي (بإسناده المذكور) عن المفضل بن عمر قال: سمعت جعفر بن محمد الصادق يقول:

إن رسول الله صلي الله عليه و اله نظر إلي علي والحسن والحسين فبكي وقال:

(انتم المستضعفون بعدي).

قال المفضل: فقلت له: ما معني ذلك يا بن رسول الله؟

قال:

(معناه أنكم الأئمة بعدي إن الله تعالي يقول: ?وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَي الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ فهذه الآية فينا جارية إلي يوم القيامة).

(أقول): إنما ذكرنا الآية التالية أيضاً لكونها تتمة للآية الأولي، فإذا كانت الأولي جارية في أئمة أهل البيت عليهم السلام كانت الثانية أيضاً كانت.

وأخرج الحافظ القندوزي (الحنفي) في حديث عن حكيمة عمة الحسن العسكري عليه السلام قالت: فلما كان اليوم السابع (يعني: من ولادة المهدي عليه السلام) ثم جئت فقال لي أبو محمد: يا عمة هلمي إلي ابني، فجئت به إليه، ففعل به كفعله الأول، وقال: تكلم يا بني. فتشهد الشهادتين، وصلي علي آبائه واحداً بعد واحد، ثم تلا قوله تعالي: ?وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَي الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ عليهم السلام.

وأخرج العلامة البحراني رحمة الله عليه في تفسيره (البرهان) عن إمام العامة أبي جعفر محمد بن جرير (بسنده المذكور) عن زاذان عن سلمان قال: قال لي رسول الله صلي الله عليه و اله. وسرد حديثاً طويلاً إلي أن قال سلمان: فقال صلي الله عليه و اله:

(إي والله الذي أرسل محمداً بالحق، مني يعني: في عهد وزمان مني ومن علي

وفاطمة والحسن والحسين والتسعة.

إلي أن قال صلي الله عليه و اله:

(وتحقق تأويل هذه الآية: ?وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَي الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ عليهم السلام.

?وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَي عَمَّا يُشْرِكُونَ وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ عليهم السلام.

عن الحافظ محمد بن مؤمن الشيرازي، في كتابه المستخرج من التفاسير الاثني عشر وهو من مشايخ أهل السنة في تفسير قوله تعالي: ?وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ عليهم السلام. ويرفعه إلي أنس بن مالك قال: سألت رسول الله صلي الله عليه و اله عن هذه الآية؟ فقال صلي الله عليه و اله:

(إن الله خلق آدم من الطين، كيف يشاء ويختار. وإن الله تعالي اختارني وأهل بيتي علي جميع الخلق فانتجبنا، فجعلني الرسول، وجعل علي بن أبي طالب الوصي. ثم قال تعالي: ?مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ عليهم السلام يعني: ما جعلت للعباد أن يختاروا، ولكن أختار ما أشاء، فأنا وأهل بيتي صفوته وخيرته من خلقه. ثم قال تعالي: ?سُبْحَانَ اللَّهِ عليهم السلام يعني: تنزهاً لله ?عَمَّا يُشْرِكُونَ عليهم السلام به كفار مكة. ثم قال تعالي: ?وَرَبُّكَ عليهم السلام يعني: يا محمد ?يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ عليهم السلام من بغض المنافقين لك ولأهل بيتك ?وَمَا يُعْلِنُونَ عليهم السلام من الحب لك ولأهل بيتك).

?مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا وَمَن جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَي الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِئَاتِ إِلاَّ مَا كَانُوا يَعْمَلَونَ عليهم السلام.

روي الحاكم الحسكاني (الحنفي) قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن أحمد (بإسناده المذكور) عن أبي جعفر يقول: دخل أبو عبد

الله الجدلي علي أمير المؤمنين فقال له: يا أبا عبد الله ألا أخبرك بقول الله تعالي: ?مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ (الي قوله) يَعْمَلَونَ عليهم السلام؟

قال: بلي جعلت فداك.

قال:

(الحسنة حبنا أهل البيت، والسيئة بغضنا) ثم قرأ الآية: ?مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا وَمَن جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَي الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِئَاتِ إِلاَّ مَا كَانُوا يَعْمَلَونَ عليهم السلام.

سورة العنكبوت

«وفيها آيتان»

? وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَلِقَائِهِ عليهم السلام.

?وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا عليهم السلام.

?وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللهِ وَلِقَائِهِ أُوْلَئِكَ يَئِسُوا مِن رَّحْمَتِي وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ عليهم السلام.

روي العلامة البحراني، عن الفقيه (الحنفي) موفق بن أحمد الخوارزمي (بإسناده المذكور) عن مالك بن أنس (إمام المالكية) عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله:

(ألا ومن أبغض آل محمد جاء يوم القيامة مكتوب بين عينيه: آيس من رحمة الله).

ثم أعقب ذلك العلامة البحراني فقال: قال مؤلف هذا الكتاب: أما موفق بن أحمد فهو عامي المذهب (حنفي)، ومالك بن أنس هو الذي تنسب إليه الفرقة المالكية إحدي الفرق الأربع من العامة، ونافع هو ابن الأزرق مولي عمر بن الخطاب وهو من الخوارج، وابن عمر هو عبد الله وهو من رؤوس النواصب الذين لم يبايعوا علي بن أبي طالب، وهذه الرواية من عجيب رواياتهم لأنهم أعداؤه عليه السلام.

(أقول): أما نافع بن الأزرق، فهو الذين روي فيه الحاكم الحسكاني (بإسناده المذكور) عن أبي هارون العبدي قال: كنت جالساً مع ابن عمر، إذ جاء نافع بن الأزرق فقال: والله إني لأبغض علياً، قال (يعني ابن عمر): أبغضك الله تبغض رجلاً سابقة من سوابقه خير من الدنيا وما فيه.

وأما ابن عمر، فقد روي المحدث القمي عنه قال: لما دخل الحجاج

مكة وصلب ابن الزبير راح عبد الله بن عمر إليه وقال: مد يدك لأبايعك لعبد الملك، قال رسول الله صلي الله عليه و اله من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية.

فأخرج الحجاج رجله وقال: خذ رجلي فإن يدي مشغولة.

فقال ابن عمر: أتستهزئ مني؟

قال الحجاج: يا أحمق بن عديّ، بايعت مع علي وتقول اليوم من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية، أو ما كان علي إمام زمانك؟ والله ما جئت إليّ لقول النبي صلي الله عليه و اله، بل جئت مخافة تلك الشجرة التي صلب عليها ابن الزبير.

?وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ عليهم السلام.

روي الحاكم الحسكاني (الحنفي) قال: أخبرني فرات بن إبراهيم (بإسناده المذكور) عن أبان بن تغلب عن أبي جعفر، في قوله تعالي: ?لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ عليهم السلام.

قال:

(نزلت فينا أهل البيت).

سورة الروم

«وفيها ثلاث آيات»

?وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللهِ عليهم السلام.

?فَآتِ ذَا الْقُرْبَي حَقَّهُ عليهم السلام.

?وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللهِ عليهم السلام.

روي الحافظ سليمان القندوزي (الحنفي) قال: روي عن أبي العبير عن جعفر الصادق?، في قوله تعالي: ?وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللهِ عليهم السلام.

قال:

(عند قيام القائم يفرح المؤمنون بنصر الله).

(أقول): كون هذا معني الآية، أو تأويلها، أو تطبيقها لا ينافي كون نزولها في أول الإسلام، فللقرآن ظهر وبطن، وله تفسير وتأويل، وأهل البيت عليهم السلام الذين نزل القرآن في بيوتهم أدري بمعاني القرآن ومراميه، وتأويلاته وتفسيره وتطبيقه من غيرهم.

?فَآتِ ذَا الْقُرْبَي حَقَّهُ عليهم السلام.

روي الحاكم الحسكاني (الحنفي) قال: أخبرنا عقيل بن الحسين (بإسناده المذكور) عن ابن عباس قال: لما أنزل الله: ?فَآتِ ذَا الْقُرْبَي حَقَّهُ عليهم السلام دعا رسول الله صلي الله عليه و اله

فاطمة عليها السلام وأعطاها فدكاً وذلك لصلة القرابة.

سورة السجدة

«وفيها ثلاث آيات»

?وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَي عليهم السلام.

?وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا عليهم السلام.

?قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لَا يَنفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ عليهم السلام.

?وَلَنُذِيَقَّنُهم مِّنَ الْعَذَابِ الأَدْنَي دُونَ الْعَذَابِ الأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ عليهم السلام.

روي العلامة السيد هاشم البحراني في تفسيره عن محمد بن الحسن ابن فرقد الشيباني (الحنفي) أنه قال: وروي عن جعفر الصادق عليه السلام بأن:

(الأدني: القحط والجدب، والأكبر: خروج القائم المهدي بالسيف في آخر الزمان).

?وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ عليهم السلام.

روي الحاكم الحافظ الحسكاني (الحنفي) قال: أخبرنا عقيل (بإسناده المذكور) عن ابن عباس في قول الله تعالي: ?وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا عليهم السلام.

قال: جعل الله لبني إسرائيل بعد موت هارون وموسي عليه السلام من ولد هارون سبعة من الأئمة. كذلك جعل من ولد علي ستة من الأئمة، ثم اختار بعد السبعة من ولد هارون خمسة فجعلهم تمام الاثني عشر نقيباً كما اختار بعد السبعة (علي وستة من ولده) خمسة فجعلهم تمام الاثني عشر عليهم السلام.

?قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لا يَنفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيَمانُهُمْ وَلا هُمْ يُنظَرُونَ عليهم السلام.

روي الحافظ سليمان القندوزي (الحنفي) قال: روي عن ابن دراج قال: سمعت جعفر الصادق? في قوله تعالي: ?قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لا يَنفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيَمانُهُمْ وَلا هُمْ يُنظَرُونَ عليهم السلام يقول في هذه الآية:

(يوم الفتح يوم تفتح الدنيا علي القائم، ولا ينفع أحداً تقرب بالإيمان ما لم يكن قبل ذلك مؤمناً، وأما من كان قبل هذا الفتح موقناً بإمامته، ومنتظراً لخروجه فذلك الذي ينفعه إيمانه، ويعظم الله عز وجل عنده قدره وشأنه ثم قال: وهذا أجر الموالين لأهل البيت).

سورة الأحزاب

«وفيها آيتان»

?إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ عليهم السلام.

?إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ

يُصَلُّونَ عَلَي النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا عليهم السلام.

?إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً عليهم السلام.

أجمع عامة أهل التفسير، والحديث، والتاريخ علي أن المقصود ب(أهل البيت) هم الخمسة الطيبون: محمد، وعلي عليه السلام، وفاطمة عليها السلام، والحسن عليه السلام والحسين عليه السلام.

روي (البلاذري) قال: حدثني أبو صالح الفراء (بالإسناد المذكور في كتابه) عن أنس بن مالك: أن النبي صلي الله عليه و اله كان يمر ببيت فاطمة عليها السلام ستة أشهر وهو منطلق إلي صلاة الصبح فيقول:

(الصلاة أهل البيت ?إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً عليهم السلام.

وأورد الفيروزآبادي، عن الطحاوي (الحنفي) في كتاب (مشكل الآثار) بسنده عن أم سلمة? قالت: نزلت هذه الآية في رسول الله وعلي وفاطمة والحسن والحسين: ?إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً عليهم السلام.

وأورد أيضاً عن (أبي داود الطيالسي) في مسنده بإسناده عن أنس عن النبي صلي الله عليه و اله: أنه كان يمر علي باب فاطمة عليها السلام شهراً قبل صلاة الصبح فيقول:

الصلاة يا أهل البيت ?إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ عليهم السلام.

وفي مسند الإمام أحمد بن حنبل (بإسناده المذكور) عن أم سلمة?: أن رسول الله صلي الله عليه و اله قال لفاطمة: آتيني بزوجك وابنيك، فجاءت بهم فألقي عليهم كساءً فدكياً ثم قال صلي الله عليه و اله:

(اللهم إن هؤلاء آل محمد فاجعل صلواتك وبركاتك علي محمد وعلي آل محمد إنك حميد مجيد).

وفي مستدرك الصحيحين كما أورد العلامة الفيروز آبادي بإسناده المذكور عن عامر بن سعد، عن سعيد بن أبي وقاص يقول: لا أسبه (يعني علي بن أبي طالب) ما

ذكرت حين نزل عليه (يعني النبي صلي الله عليه و اله الوحي فأخذ علياً وابنيه وفاطمة عليهم السلام فأدخلهم تحت ثوبه ثم قال صلي الله عليه و اله:

(رب إن هؤلاء أهل بيتي).

وروي (الفقيه الشافعي) جلال الدين بن أبي بكر السيوطي في تفسيره بإسناده عن سعد قال: نزل علي رسول الله صلي الله عليه و اله الوحي فأدخل علياً وفاطمة وابنيها عليهم السلام تحت ثوبه ثم قال صلي الله عليه و اله:

(اللهم هؤلاء أهلي وأهل بيتي).

وأورد العلامة الفيروزآبادي، عن الهيثمي في كتاب (مجمع الزوائد) عن واثلة بن الأسقع قال: خرجت وأنا أريد علياً فقيل لي هو عند رسول الله صلي الله عليه و اله فأممت إليهم فأجدهم في حظيرة من قصب رسول الله، وعلي وفاطمة وحسن وحسين قد جعلهم صلي الله عليه و اله تحت ثوب قال:

(اللهم إنك جعلت صلواتك ورحمتك ومغفرتك ورضوانك علي وعليهم).

وأخرج المفسر المعاصر (محمد عزة دروزة) في تفسيره الذي أسماه (التفسير الحديث) وقد رتب السور فيه علي ترتيب نزولها لا علي الترتيب المثبت عليه القرآن، قال: (ومنها حديث رواه مسلم والترمذي عن أم سلمة? أم المؤمنين جاء فيه: (نزلت الآية ?إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً عليهم السلام في بيتي، فدعا النبي صلي الله عليه و اله علياً وفاطمة وحسناً وحسيناً عليهم السلام فجللهم بكساء وعلي خلف ظهره ثم قال صلي الله عليه و اله:

اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً

(فقلت): وأنا معهم يا رسول الله؟

قال صلي الله عليه و اله:

أنتِ علي مكانك وأنت إلي خير).

وقال العلامة المراغي أحمد مصطفي أستاذ الشريعة الإسلامية واللغة العربية بكلية دار العلوم، بمصر في تفسيره: (وعن ابن عباس قال: شهدنا

رسول الله صلي الله عليه و اله تسعة أشهر يأتي كل يوم باب علي بن أبي طالب عليه السلام عند وقت كل صلاة فيقول:

(السلام عليكم ورحمة الله، إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً، الصلاة يرحمكم الله، كل يوم خمس مرات).

وأخرج الشيخ الإمام الخطيب الشربيني (الفقيه الشافعي) في تفسيره (السراج المنير) قال: وعن أم سلمة? قالت: في بيتي نزلت ?إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ عليهم السلام. قالت: فأرسل رسول الله صلي الله عليه و اله إلي فاطمة وعلي والحسن والحسين فقال صلي الله عليه و اله:

(هؤلاء أهل بيتي).

وأخرج مثل ذلك بمعني واحد، ونتيجة واحدة، وواقع غير متناقض، وإن كان بألفاظ عديدة، ورواة مختلفين، وأسانيد متكاثرة، كثيرون غير هؤلاء، نشير إلي مواقع ذكره من مؤلفاتهم كنماذج لا كاستيعاب، تسهيلاً علي الطالب، وتمكيناً للراغب:

(منهم) الإمام فخر الدين الرازي في (تفسيره).

(ومنهم) النيسابوري (الشافعي) في (تفسيره).

(ومنهم) مسلم في (صحيحه).

(ومنهم) الإمام الطبري في (تفسيره).

(ومنهم) البيهقي في (سننه).

(ومنهم) أحمد بن محب الدين الطبري (الشافعي) في (رياضه) و(ذخائره).

(ومنهم) العلامة الطحاوي الحنفي في (مشكله).

(ومنهم) الحاكم في (مستدركه).

(ومنهم) المؤرخ الكبير ابن الأثير و(الشافعي) في (أسد الغابة).

(ومنهم) ابن حجر الهيثمي (الشافعي) في (مجمعه).

(ومنهم) غير أولئك من الأعلام.

?إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَي النَّبِيِ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً عليهم السلام.

عن (الثعلبي) في تفسير هذه الآية بسنده المذكور عن كعب بن عجرة قال: لما نزلت: ?إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَي النَّبِيِ.. عليهم السلام، قلنا: يا رسول الله قد علمنا السلام عليك، فكيف الصلاة عليك؟ قال صلي الله عليه و اله:

(قولوا اللهم صل علي محمد وآل محمد كما صليت علي إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد وبارك علي محمد

وآل محمد كما باركت علي إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد).

(ونقله) بنص العلامة المراغي في تفسيره أيضا.

وأورد العلامة الفيروز آبادي عن البخاري في كتابه (الأدب المفرد) بسنده عن رسول الله صلي الله عليه و اله:

(من قال: اللهم صل علي محمد وعلي آل محمد كما صليت علي إبراهيم وعلي آل إبراهيم، وبارك علي محمد وعلي آل محمد كما باركت علي إبراهيم وعلي آل إبراهيم، وترحّم علي محمد وعلي آل محمد كما ترحّمت علي إبراهيم وآل إبراهيم. شهدت له يوم القيامة بالشهادة وشفعت له).

وأورد أيضاً عن عبد الرؤوف المناوي في كتابه (فيض القدير) قال: روي الطبراني في الأوسط عن علي موقوفاً قال: (كل دعاء محجوب حتي يصلي علي محمد وآل محمد).

وأخرج المفسر المعاصر محمد عزة دروزة في تفسيره قال: ومنها حديث عن عبد الله بن مسعود، قال: إذا صليتم علي النبي فأحسنوا الصلاة عليه قالوا له: علّمنا، فقال قولوا:

(اللهم صلي علي محمد وآل محمد كما صليت علي إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد).

وقال الحافظ الإمام أبو القاسم محمد بن أحمد بن جزي الكلبي الغرناطي في تفسيره المسمي ب(التسهيل لعلوم التنزيل) في تفسير هذه الآية. وروي أن النبي صلي الله عليه و اله قال:

(نزلت هذه الآية في خمسة: فيّ، وفي علي وفاطمة والحسن والحسين).

وأخرج علي المتقي الهندي في (كنزه) بأسانيده العديدة عن زيد بن خارجة، عن النبي صلي الله عليه و اله أنه قال:

(قولوا: اللهم صل علي محمد وعلي آل محمد) إلخ.

سورة سبأ

«وفيها ست آيات»

?وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَي الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا عليهم السلام.

?قُلْ مَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ عليهم السلام.

?وَلَوْ تَرَي إِذْ فَزِعُوا فَلَا فَوْتَ (إلي) إِنَّهُمْ كَانُوا فِي شَكٍّ مُّرِيبٍ عليهم السلام.

?وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَي الَّتِي

بَارَكْنَا فِيها قُريً ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ عليهم السلام.

روي الحافظ سليمان القندوزي (الحنفي) في قوله تعالي: ?وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَي الَّتِي بَارَكْنَا فِيها قُريً ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ عليهم السلام، عن محمد بن صالح الهمداني قال: كتبت إلي (صاحب الزمان عليه السلام): أن أهل بيتي يؤذونني بالحديث الذي روي عن آبائك أنهم قالوا: (قوامنا شرار خلق الله)، فقال:

(ويحكم ما تقرأون ما قال الله تعالي: ?وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَي الَّتِي بَارَكْنَا فِيها قُريً ظَاهِرَةً عليهم السلام فنحن والله القري التي بارك الله فيها، وأنتم القري الظاهرة).

?قُلْ مَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَي اللهِ وَهُوَ عَلَي كُلِّ شَيءٍ شهيدٌ عليهم السلام.

روي الحافظ القندوزي (الحنفي) في قوله تعالي: ?قُلْ مَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ عليهم السلام. قال: عن الباقر? أنه قال:

(مَن توالي الأوصياء من آل محمد عليهم السلام واتبع آثارهم فذاك يزيده ولاية من مضي من النبيين والمؤمنين الأولين حتي تصل ولايتهم إلي آدم عليه السلام إلي أن قال وهو قول الله عز وجل: ?قُلْ مَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ عليهم السلام يقول تعالي: أجر المودة التي لم أسألكم غيرها فهو لكم (يعني: ليست أجراً أنا استفيد منها) تهتدون بها، وتسعدون بها، وتنجون بها من عذاب يوم القيامة).

?وَلَوْ تَرَي إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ وَقَالُوا آمَنَّا بِهِ وَأَنَّي لَهُمُ التَّنَاوُشُ مِن مَّكَانِ بَعِيدٍ وَقدْ كَفَرُوا بِهِ مِن قَبْلُ وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ مِن مَّكَانِ بَعِيدٍ وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِم مِّن قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا فِي شَكٍّ مُّرِيبِ عليهم السلام.

روي الحافظ القندوزي (الحنفي) قال: في قوله تعالي: ?وَلَوْ تَرَي

إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ عليهم السلام روي عن الحارس، عن علي (كَرَّمَ اللهُ وَجهَهُ) في هذه الآية قال:

(قبيل قيام قائمنا المهدي يخرج السفياني فيملك قدر حمل المرأة تسعة اشهر ويأتي المدينة جيشه حتي إذا انتهي إلي البيداء خسف الله به).

وروي الفقيه (الشافعي) السيوطي في تفسيره، قال: وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس? في قوله تعالي: ?وَلَوْ تَرَي إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ عليهم السلام.

قال: هو جيش السفياني.

قالوا: من أين اخذوا؟

قال: من تحت أقدامهم.

(أقول): قوله (من تحت أقدامهم) لغير الخسف الذي ذكر في رواية الحافظ القندوزي.

(واعلم) أن السيوطي ذكر هنا روايات عديدة بشأن السفياني، وخروجه قبيل قيام الإمام المهدي عليه السلام، وهلاكه هو وجيشه في الصحراء بالخسف، وهذا من معاجز الإمام المهدي عليه السلام، لكنا روماً للاختصار لم نذكر منها سوي رواية واحدة.

سورة الصافات

«وفيها آيتان»

?وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ عليهم السلام.

?سَلَامٌ عَلَي إِلْ يَاسِينَ عليهم السلام.

?وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْؤُولُونَ عليهم السلام.

عن أبي بكر الشيرازي في كتابه عن أبي معاوية الضرير عن الأعمش، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال:

إذا كان يوم القيامة أمر الله مالكاً أن يسعر النيران السبع، وأمر رضوان أن يزخرف الجنان الثمان، ويقول:

يا ميكائيل مد الصراط علي متن جهنم،

ويقول:

يا جبرائيل انصب ميزان العدل تحت العرش،

وينادي:

يا محمد قرّب أمتك للحساب.

ثم يأمر الله أن يعقد علي الصراط سبع قناطر طول كل قنطرة سبعة عشر ألف فرسخ، وعلي كل قنطرة سبعون ألف ملك قيام، فيسألون هذه الأمة، نساؤهم ورجالهم.

علي القنطرة الأولي عن ولاية أمير المؤمنين عليه السلام وحب أهل بيت محمد صلي الله عليه و اله فمن أتي به جاز علي القنطرة الأولي

كالبرق الخاطف، ومن لم يحب أهل بيت نبيه صلي الله عليه و اله سقط علي أم رأسه في قعر جهنم ولو كان معه من أعمال البر عمل سبعين صديقاً.

وعلي القنطرة الثانية: فيسألون عن الصلاة.

وعلي الثالثة: يسألون عن الزكاة.

وعلي الرابعة: عن الصيام.

وعلي الخامسة: عن الحج.

وعلي السادسة: عن الجهاد.

وعلي السابعة: عن العدل.

فمن أتي بشيئين من ذلك جاز علي الصراط كالبرق الخاطف ومن لم يأت عذّب

وذلك قوله تعالي: ?وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْؤُولُونَ عليهم السلام يعني: معاشر الملائكة قفوهم، يعني: العباد علي القنطرة الأولي (فاسألوهم) عن ولاية علي وحب أهل البيت.

?سَلامٌ عَلَي إِلْ يَاسِينَ عليهم السلام.

عن أبي نعيم الأصفهاني، بإسناده عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عباس في قوله تعالي: ?سَلامٌ عَلَي إِلْ يَاسِينَ عليهم السلام.

قال: نحن (هم) آل محمد صلي الله عليه و اله.

(أقول): (إل) بكسر الهمزة لغة في (آل) بمد الهمزة، وهما بمعني واحد، وليست هي (أل) التعريف والعهد، لكون الهزة في تلك للوصل، وفي هذه للقطع يلفظ بها وإن كانت في درج الكلام.

سورة ص

«وفيها أربع آيات»

?قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي (إلي) إِلَي يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ عليهم السلام.

?وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ عليهم السلام.

?قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَي يَوْمِ يُبْعَثُونَ قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ إِلَي يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ عليهم السلام.

روي الحافظ القندوزي (الحنفي) عن وهب بن جمع قال: سألت جعفر الصادق? عن قوله تعالي: ?قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَي يَوْمِ يُبْعَثُونَ قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ إِلَي يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ عليهم السلام، أيّ يوم هو؟ قال:

(يا وهب هو يوم يقتله ابن بنت رسول الله صلي الله عليه و اله بعد قيام قائمنا المهدي).

(أقول): وردت هذه الآيات الثلاث بنصها حرفياً في موردين من القرآن الحكيم، هنا، وفي سورة الحجر (36 38)، ونحن أثبتناها هناك وهنا،

وقد علّقنا عليها هناك بعض ما يلزم، فراجع.

?وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينِ عليهم السلام.

روي الحافظ القندوزي (الحنفي) قال: روي عن عاصم بن حميد، عن الباقر? في قوله تعالي: ?وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينِ عليهم السلام، أنه قال:

(لتعلمن نبأه، أي: نبأ القائم عند خروجه).

(أقول): هذا من التأويل والباطن، إذ ظاهر الضمير رجوعه إلي (ذكر) في الآية السابقة ?إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ عليهم السلام.

ويحتمل أن يكون التأويل في (ذكر) فيكون إرجاع الضمير بحاله وما دام وصل عن أهل البيت عليهم السلام، وهم أدري بما فيه، فيصدق ويصحح.

سورة الزمر

«وفيها أربع آيات»

?قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ عليهم السلام.

?فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَبَ عَلَي اللهِ وَكَذَّبَ بِالِصّدْقِ إِذْ جَاءَهُ

أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْويً لِّلْكَافِرِينَ عليهم السلام.

?أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَي عَلَي مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللهِ

وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ عليهم السلام.

?وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا عليهم السلام.

?قُلْ هَلْ يَسْتَويِ الَّذِينَ يَعْلَمُونَ والَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ عليهم السلام.

روي الحافظ عبيد الله الحسكاني (الحنفي) قال: أخبرنا أبو بكر الحارثي (بإسناده المذكور) عن جابر عن أبي جعفر في قول الله تعالي: ?قُلْ هَلْ يَسْتَويِ الَّذِينَ يَعْلَمُونَ عليهم السلام قال:

?الَّذِينَ يَعْلَمُونَ عليهم السلام نحن.

?والَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ عليهم السلام عدونا.

?إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ عليهم السلام شعيتنا.

?فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَبَ عَلَي اللهِ وَكَذَّبَ بِالِصّدْقِ إِذْ جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْويً لِّلْكَافِرِينَ عليهم السلام.

روي العلامة السيد هاشم البحراني رحمة الله عليه في كتاب صغير له قال عنه في أوله: هذه نبذة في مناقب أمير المؤمنين عليه السلام نقلتها من كتب أهل السنة قال: في مناقب أحمد بن موسي بن مردويه في قوله تعالي: ?فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَبَ عَلَي اللهِ وَكَذَّبَ بِالِصّدْقِ إِذْ جَاءَهُ عليهم السلام

عن أمير المؤمنين قال:

(الصدق ولايتنا أهل البيت).

?أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَي عَلَي مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ عليهم السلام.

روي الحافظ (الحنفي) سليمان القندوزي قال: وعن علي بن سعيد عن موسي الكاظم، في (تفسير) هذه الآية: ?أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَي عَلَي مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللهِ عليهم السلام.

قال:

(جنب الله أمير المؤمنين علي، وكذلك من بعده من الأوصياء بالمكان الرفيع، إلي أن ينتهي الأمر إلي آخرهم المهدي).

(أقول): الله تعالي ليس بجسم حتي تكون له يد، ورجل، وعين، وجنب، وغيرها، وإنما الوارد من هذه الألفاظ في القرآن والسنة فإنما المراد بها غاياتها، كما ثبت في الفلسفة.

?وَأَشْرَقَتِ الأَرْضُ بِنُوِر رَبِّهَا عليهم السلام.

عن (الفقيه الشافعي) إبراهيم بن محمد الحمويني (بإسناده المذكور) عن عبد الله بن العباس قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله:

(إن خلفائي، وأوصيائي، وحجج الله علي الخلق بعدي اثنا عشر، أولهم أخي وآخرهم ولدي).

قيل: يا رسول الله ومن أخوك؟

قال صلي الله عليه و اله:

(علي بن أبي طالب).

قيل: فمن ولدك؟

قال صلي الله عليه و اله:

(المهدي الذي يملأها قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً والذي بعثني بالحق بشيراً ونذيراً لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتي يخرج فيه ولدي المهدي، فينزل روح الله عيسي ابن مريم فيصلي خلفه (وتشرق الأرض بنور ربها) ويبلغ سلطانه المشرق والمغرب).

(أقول): ظاهر الآية كونها في القيامة، ولكن ذلك لا ينافي احتمالها للقيامة الكبري، وللقيامة الصغري وهي يوم ظهور المهدي عليه السلام، ظهراً وبطناً، وتنزيلاً وتأويلاً.

سورة غافر (المؤمن)

«وفيها آية واحدة»

?الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ (إلي) وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا عليهم السلام.

?الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفُرِونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا عليهم السلام.

روي الحافظ سليمان

القندوزي (الحنفي) قال: أخرج صاحب المناقب (بالسند المذكور فيه) عن علي بن أبي طالب قال:

قال رسول الله صلي الله عليه و اله:

(يا علي إن الله تبارك وتعالي فضّل أنبياءه المرسلين علي ملائكته المقربين، وفضلني علي جميع النبيين والمرسلين، والفضل بعدي لك يا علي، وللأئمة من ولدك منا بعدك، فإن الملائكة من خدامنا وخدام محبينا.

يا علي ?الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفُرِونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا عليهم السلام بولايتنا).

(أقول): فالأئمة من أهل البيت عليهم السلام هم الذين تستغفر الملائكة للمؤمنين بولايتهم، ومقصود القرآن من قوله ?لِلَّذِينَ آمَنُوا عليهم السلام هم المؤمنون بهم.

سورة فصلت (السجدة)

«وفيها آيتان»

?وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاء اللَّهِ إِلَي النَّارِ عليهم السلام.

?سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ عليهم السلام.

?وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَي النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ عليهم السلام.

نقل العلامة الفيروز آبادي عن (كنز العمال: ج6 ص216) عن رسول الله صلي الله عليه و اله أنه قال:

(إن لكل بني أب عصبة ينتمون إليها، إلا ولد فاطمة فأنا وليهم وأنا عصبتهم، وهم عترتي، خلقوا من طينتي، ويل للمكذبين بفضلهم، من أحبهم أحبه الله، ومن أبغضهم أبغضه الله).

وروي الحافظ الحسكاني (الحنفي) قال: أخبرنا أبو يحيي الحيكاني (بإسناده المذكور) عن جابر بن عبد الله (الأنصاري) قال: خطبنا رسول الله صلي الله عليه و اله فسمعته يقول:

(من أبغضنا أهل البيت حشره الله يوم القيامة يهودياً).

قال جابر قلت: يا رسول الله وإن صلي وصام وزعم أنه مسلم؟

فقال صلي الله عليه و اله:

(نعم وإن صلي وصام وزعم أنه مسلم).

(أقول): هذه الآية بالبرهان والتطبيق واردة في أعداء أهل البيت عليهم السلام.

?سَنُرِيِهمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّي يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ عليهم السلام.

روي الحافظ سليمان القندوزي (الحنفي) قال: في قوله تعالي: ?سَنُرِيِهمْ

آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّي يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ عليهم السلام، روي عن أبي بصير قال: سئل الباقر? عن هذه الآية، فقال:

(يرون قدرة الله ?فِي الآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ عليهم السلام الغرائب والعجائب، ?حَتَّي يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّ عليهم السلام خروج القائم هو ?الْحَقُّ عليهم السلام من الله عز وجل، يراه الخلق لابد منه).

سورة الشوري

«وفيها ثلاث آيات»

?وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ عليهم السلام.

?أَلَا إِنَّ الَّذِينَ يُمَارُونَ فِي السَّاعَةِ لَفِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ عليهم السلام.

?قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَي وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا عليهم السلام.

?وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيب عليهم السلام.

روي الحافظ القندوزي (الحنفي) قال: روي عن المفضل بن عمر، عن جعفر بن محمد الصادق? في قوله تعالي: ?وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيب عليهم السلام.

قال:

(الساعة قيام القائم قريب).

(أقول): وإن كان ظاهر الآية كون الساعة هو يوم القيامة، لكن لا مانع بين ذلك وبين كون تأويلها في الإمام المهدي عليه السلام.

?أَلا إِنَّ الَّذِينَ يُمَارُونَ فِي السَّاعَةِ لَفِي ضَلاَلِ بَعِيدٍ عليهم السلام.

روي الحافظ القندوزي (الحنفي) قال: في قوله تعالي: ?أَلا إِنَّ الَّذِينَ يُمَارُونَ فِي السَّاعَةِ لَفِي ضَلاَلِ بَعِيدٍ عليهم السلام، روي عن المفضل بن عمر، قال: قلت للصادق جعفر بن محمد? ما معني هذه الآية؟

فقال:

(ساعة قيام القائم، يقولون: متي ولد؟ ومن رآه؟ وأين هو؟ ومتي يظهر؟ كل ذلك شكاً في قضائه وقدرته، أولئك الذين خسروا أنفسهم في الدنيا والآخرة).

(أقول): هنا أيضاً كالآية السابقة وإن كان ظهور (الساعة) في يوم القيامة، إلا أن باطنها وتأويلها في الإمام المهدي عليه السلام.

?قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَي عليهم السلام.

روي (ابن كثير) في تفسيره عن أبي إسحاق السبيعي قال: سألت عمر بن شعيب عن

قوله تعالي: ?قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَي عليهم السلام.

فقال: قربي النبي صلي الله عليه و اله.

وفي (تفسير الجلالين) عند تفسير هذه الآية قال: (استثناء منقطع، أي: لكن أسألكم أن تودوا قرابتي).

ونقل (سيد قطب) في تفسيره عند هذه الآية قال: قال عبد الملك بن ميسرة، سمعت طاووساً يحدث عن ابن عباس? أنه سأل عن قوله تعالي: ?إِلاَ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَي عليهم السلام. فقال سعيد بن جبير: (قربي آل محمد).

روي في (صحيح البخاري) في تفسير قوله تعالي: ?قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَي عليهم السلام بإسناده المذكور عن ابن عباس أنه سأل عن قوله تعالي: ?إِلاَ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَي عليهم السلام فقال سعيد بن جبير: قربي آل محمد صلي الله عليه و اله.

وروي هو أيضاً عن (مسند أحمد بن حنبل) بإسناده المذكور عن سعيد بن جبير عن ابن عباس? قال: لما نزل قوله تعالي: ?قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَي عليهم السلام. قالوا: يا رسول الله من قرابتك الذين وجبت علينا مودتهم؟

قال صلي الله عليه و اله:

(علي وفاطمة وابناهما).

وأخرج هذا النص بهذا السند أيضاً إبراهيم بن معقل النسفي (الحنفي) المتوفي سنة (295) في تفسيره.

(أقول): الأحاديث الشريفة في هذا الباب كثيرة ومتواترة، تعد بالعشرات، والعشرات، وهي متوفرة في كل تفسير، وكتاب حديث، وتاريخ، ونحوها، فمن أرادها فعليه بمراجعة مظانها.

وأخرج الحافظ الحنفي سليمان القندوزي في ينابيعه بسنده عن ابن عباس? قال: لما نزلت: ?قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَي عليهم السلام. قالوا: يا رسول الله من هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم؟

قال صلي الله عليه و اله:

(علي وفاطمة وولداهما).

وأورد نحو ذلك العالم المالكي نور الدين علي بن

محمد بن الصباغ المكي في فصوله.

وأخرج نحوه أيضاً عالم الشافعية إبراهيم بن محمد الحمويني في فرائده.

وأخرجه العلامة البحراني في كتاب صغير له أسماه (نبذة في مناقب أمير المؤمنين من كتب السنة).

وكذلك علامة الأحناف (الخوارزمي) في كتابيه (المقتل) و(المناقب)، وآخرون كثيرون.

وقال الإمام الحافظ أبو القاسم (الكلبي) الغرناطي في تفسيره عند ذكر هذه الآية: (والمعني: إلا أن تودّوا أقاربي وتحفظوني فيهم. والمقصد علي هذا وصية بأهل البيت).

وأخرج ذلك كثير من الأعلام في تفاسيرهم، وتواريخهم، وكتبهم في الحديث بتعبيرات وإن اختلفت من جهات الراوي، وألفاظ الرواية، وغير ذلك إلا أنها متفقة ومتحدة في المعني والمغزي، والجامع الواحد الذي يجمعها جميعاً.

(منهم) ابن حجر الهيثمي علامة الشوافع في (مجمعه).

(ومنهم) العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار).

(ومنهم) محب الدين الطبري في (ذخائره).

(ومنهم) السيوطي في (تفسيره).

(ومنهم) الإمام الرازي في (تفسيره).

(ومنهم) الإمام الطبري في (تفسيره).

(ومنهم) المتقي الهندي في (كنزه).

(ومنهم) أبو نعيم في (حليته). وغيرهم.. وغيرهم..

?وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً عليهم السلام.

روي (الفقيه الشافعي) ابن حجر الهيثمي قال: وأخرج أحمد عن ابن عباس في قوله تعالي: ?وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً عليهم السلام.

قال: المودة لآل محمد صلي الله عليه و اله.

سورة الزخرف

«وفيها أربع آيات»

?وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ عليهم السلام.

?فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ عليهم السلام.

?وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ عليهم السلام.

?هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم عليهم السلام.

?وَجَعَلَهَا كَلِمَةَ بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ عليهم السلام.

روي الحافظ القندوزي (الحنفي) قال: عن علي بن أبي طالب (كَرَّمَ اللهُ وَجهَهُ) أنه قال:

(فينا نزل قول الله عز وجل: ?وَجَعَلَهَا كَلِمَةَ بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ عليهم السلام، أي: جعل الإمامة في عقب الحسين إلي يوم القيامة).

(أقول): هذا من التفسير بالباطن والتأويل، كما لا يخفي.

?فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ

عليهم السلام.

أخرج الحافظ القندوزي (الحنفي) بسنده عن أبي جعفر الباقر? عند ذكر هذه الآية، قال:

(فالله جل شأنه وعظم سلطانه، ودام كبرياؤه أعز وأرفع وأقدس من أن يعرض له أسف، لكن أدخل ذاته الأقدس فينا أهل البيت، فجعل أسفنا أسفه فقال: ?فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ عليهم السلام).

(أقول): هذه الآية وإن كانت واردة في آل فرعون، ولكن تأويلها في ظالمي أهل البيت عليهم السلام، وأهل البيت أدري بما نزل في بيتهم عليهم السلام.

?وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ فَلا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ عليهم السلام.

روي السيوطي جلال الدين (الشافعي) في تفسيره قال: وأخرج الغريابي، وسعيد بن منصور، ومسدد، وعبد بن حميد، وابن أبي حاتم، والطبراني من طرق عن ابن عباس? في قوله تعالي: ?وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ عليهم السلام.

قال: خروج عيسي قبل يوم القيامة.

وروي هو أيضاً قال: وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الحسن?? في قوله تعالي: ?وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ عليهم السلام.

قال: (نزول عيسي).

(أقول): ثبت بالروايات المتواترة الكثيرة أن من علامات ظهور المهدي عليه السلام هو نزول عيسي ابن مريم عليه السلام من السماء، وصلاته خلف المهدي عليه السلام، ومما روي في ذلك كما في البخاري وغيره قول النبي صلي الله عليه و اله:

(كيف بكم إذا نزل ابن مريم من السماء وإمامه منكم). وغيره، فتكون ?الساعة عليهم السلام في هذه الآية الكريمة هي ساعة ظهور الإمام المهدي عليه السلام.

وأخرج الحافظ (الحنفي) سليمان القندوزي، عن إسعاف الراغبين للعالم الحنفي محمد الصبان المصري، قال: قال مقاتل بن سليمان ومن تبعه من المفسرين في قوله تعالي: ?وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ عليهم السلام. إنها نزلت في المهدي عليه السلام.

?هَلْ يَنُظُرونَ إلاَّ السَّاعَةَ أَن تَأَتِيَهُم بَغْتَةًً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ عليهم السلام.

روي الحافظ القندوزي (الحنفي)

قال: في قوله تعالي: ?هَلْ يَنُظُرونَ إلاَّ السَّاعَةَ أَن تَأَتِيَهُم بَغْتَةًً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ عليهم السلام، روي عن زرارة بن أعين قال: سألت الباقر? عن هذه الآية قال:

(هي ساعة القائم تأتيهم بغتة).

سورة الدخان

«وفيها إحدي عشرة آية»

?فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ (إلي) وَقَدْ جَاءهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ عليهم السلام.

?إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ (إلي) ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ عليهم السلام.

?فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ يَغْشَي النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ أَنَّي لَهُمُ الذِّكْرَي وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ عليهم السلام.

روي (الفقيه الشافعي) عبد الرحمن بن أبي بكر (السيوطي) في تفسيره، قال: وأخرج أبو نعيم عن وهب بن منبه قال في حديث يذكر فيه علامات الظهور:

(والخامسة الدخان).

وروي هو أيضاً قال: وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة? قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله:

(إن بين يدي الساعة: الدجال، والدابة، ويأجوج ومأجوج، والدخان، وطلوع الشمس من مغربها).

(أقول): بهذا المضمون روايات مستفيضة نكتفي بهذا المقدار منها، كعادتنا في الإشارة إلي تنزيل الآية أو تأويلها أو تطبيقها، دون الاستيعاب.

?إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ يَلْبَسُونَ مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقَابِلِينَ كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ لاَ يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلاَ الْمَوْتَةَ الأولَي وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ فَضْلاً مِنْ رَبِّكَ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ عليهم السلام.

روي الحافظ الحاكم الحسكاني (الحنفي) قال: أخبرنا منصور بن الحسين (بإسناده المذكور) عن أنس بن مالك عن النبي صلي الله عليه و اله قال:

(آل محمد كل تقي).

(أقول): نحتمل قراءة (كل تقي) بنحو المبتدأ والخبر برفع وتنوين (كل) و(تقي) والمعني: كل واحد من آل محمد عليهم السلام تقي، وتحتمل قراءته بنحو الإضافة، برفع (كل) بلا تنوين، والمعني

حينئذٍ: أن كل من يتقي الله هو آل محمد، وهذا لا يكون إلا مجازاً بمعني الفرد الأكمل والمصداق الأتم، لا مجرد الإطلاق (وإنما) ذكرنا الآيات السبع كلها لكونها جملة واحدة، وكالمبتدأ، والخبر والصفة والموصوف، لا ينفك بعضه عن الآخر.

سورة الجاثية

«وفيها آيتان»

?قُل لِّلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُون أَيَّامَ اللَّهِ عليهم السلام.

?أًمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أّن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ عليهم السلام.

?قُل لِّلِّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللهِ عليهم السلام.

روي الحافظ سليمان القندوزي (الحنفي) قال: روي عن الصادق? في قوله تعالي: ?قُل لِّلِّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللهِ عليهم السلام.

قال:

(الأيام المرجوة ثلاثة أيام: يوم قيام القائم المهدي، ويوم الكرة، ويوم القيامة).

(أقول): المراد بيوم الكرة هو يوم رجعة رسول الله صلي الله عليه و اله والأئمة الأطهار عليهم السلام بعد قيام القائم المهدي عليه السلام. كما وردت بذلك نصوص كثيرة.

?أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِئَاتِ أَن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّاِلَحاتِ سَوَاءً مَّحْياهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ عليهم السلام.

روي الحافظ عبيد الله الحسكاني (الحنفي) قال: (أخبرنا) سعيد ابن أبي سعيد البلخي (بإسناده المذكور) عن الضحاك عن ابن عباس في قوله تعالي:

?أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِئَاتِ عليهم السلام يعني: بني أمية ?أَن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّاِلَحاتِ عليهم السلام النبي صلي الله عليه و اله، وعلي عليه السلام، وحمزة عليه السلام، وجعفر عليه السلام والحسن عليه السلام والحسين عليه السلام وفاطمة عليهم السلام.

سورة محمد صلي الله عليه و اله

«وفيها ست عشرة آية»

?الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ … (إلي قوله) … كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ عليهم السلام.

?ذَلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْبَاطِلَ عليهم السلام.

?وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ (إلي) وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ عليهم السلام.

?ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَي الَّذِينَ آمَنُوا عليهم السلام.

?إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ عليهم السلام.

?أَفَمَن كَانَ عَلَي بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ عليهم السلام.

?مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ عليهم السلام.

?وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ (إلي) وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ عليهم السلام.

?فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم

بَغْتَةً عليهم السلام.

?فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ عليهم السلام.

?وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّي نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ عليهم السلام.

?فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَي السَّلْمِ وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ عليهم السلام.

ورد في عديد الأحاديث الشريفة أن آيات سورة (محمد) صلي الله عليه و اله علي نوعين:

نوع في أهل البيت عليهم السلام وهي آيات المتقين والصالحين وآيات الجنة والثواب ونحو ذلك.

ونوع ثان في بني أمية وهي آيات الفاسقين والكافرين وآيات النار والعذاب ونحوها.

(ونحن) روماً للترتيب بين آيات السورة كعادتنا نذكر الآيات النازلة من هذه السورة في أهل البيت عليهم السلام عند محلها من السورة حسب ترقيم الآيات في الطبعات المعروفة من القرآن والمنتشرة بين المسلمين.

?الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدَّوا عَن سَبِيلِ اللهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّاِلحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَي مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ كَفَّرْ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِم وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ عليهم السلام.

روي الحافظ الحسكاني (الحنفي) قال: حدثونا عن أبي العباس بن عقدة (بإسناده المذكور) عن عبد الله بن حزن قال: سمعت الحسين بن علي بمكة ذكر قوله تعالي: ?الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدَّوا عَن سَبِيلِ اللهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّاِلحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَي مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ كَفَّرْ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِم وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ عليهم السلام.

ثم قال:

(نزلت فينا وفي بني أمية).

(أقول): يعني: الآية الأولي عن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله هي النازلة في بني أمية، والآية الثانية عن الذين آمنوا وعملوا الصالحات وآمنوا بما نزل علي محمد صلي الله عليه و اله هي النازلة في أهل البيت عليهم السلام باعتبارهم المصداق الأكمل للإيمان والعمل الصالح.

(والظاهر) أن المقصود كون السورة كلها نازلة في أهل البيت عليهم السلام وبني أمية، كما هو سياق غير ذلك من روايات أخر أيضاً هي علي

غرار هذه ونظيرة لها.

?ذَلِكَ بِأنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْبَاطِلَ وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِن رَّبِهِمْ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللهُ لِلنَّاس أَمْثَالَهُمْ عليهم السلام.

روي (الفقيه الشافعي) عبد الرحمن بن أبو بكر السيوطي قال: وأخرج ابن مردويه عن علي? قال:

(سورة محمد آية فينا وآية في بني أمية).

(أقول): فبنو أمية هم ?ذَلِكَ بِأنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْبَاطِلَ عليهم السلام وأهل البيت عليهم السلام هم ?الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِن رَّبِهِمْ عليهم السلام.

?وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ عليهم السلام.

روي الحافظ الحسكاني (الحنفي) قال: حدثنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ (بإسناده المذكور) عن علي قال:

(سورة محمد صلي الله عليه و اله آية فينا وآية في بني أمية).

(أقول): فالذين قتلوا في سبيل الله هم أهل البيت عليهم السلام، علي عليه السلام وأولاده الأئمة الطاهرون عليهم السلام، الذين قال الشاعر عنهم:

وما قضي كريم لهم

إلا بسم وصارم

لأنهم بين من قتل بالسيف كعلي عليه السلام، والحسين عليه السلام، وبين من سقوا السّم كالحسن عليه السلام، والباقر عليه السلام، والصادق عليه السلام. وقد ورد في الحديث الشريف عن رسول الله صلي الله عليه و اله أنه قال:

(ما منا إلا مقتول أو مسموم).

?ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ مَوْلَي الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لا مَوْلَي لَهُمْ عليهم السلام.

روي الحافظ الحسكاني (الحنفي) قال: أخبرنا عقيل بن الحسين (بإسناده المذكور) عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قول الله تعالي: ?ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ مَوْلَي الَّذِينَ آمَنُوا عليهم السلام.

يعني: ولي علي وحمزة وجعفر وفاطمة والحسن والحسين، وولي محمد صلي الله عليه و اله ينصرهم بالغلبة علي عدوهم. ?وَأَنَّ الْكَافِرِينَ عليهم السلام يعني: أبا سفيان بن حرب وأصحابه. ?لا مَوْلَي لَهُمْ عليهم

السلام يقول الله: لا ولي لهم يمنعهم من العذاب.

?إِنَّ اللهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّاِلحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَار وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْويً لَّهُمْ عليهم السلام.

روي الحافظ عبيد الله بن عبد الله الحاكم الحسكاني (الحنفي) عن السبيعي، قال: وورد عن أبي جعفر الباقر? في هذه السورة أنه قال:

(آية فينا وآية في بني أمية).

(أقول): فأهل البيت عليهم السلام هم المصداق الأتم لقوله تعالي: ?إِنَّ اللهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّاِلحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَار عليهم السلام.

وبنو أمية هم المصداق الأوضح لقوله تعالي: ?وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْويً لَّهُمْ عليهم السلام.

?أَفَمَن كَانَ عَلَي بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ كَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُم عليهم السلام.

روي عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي الفقيه الشافعي، في تفسيره، قال: وأخرج ابن مردويه عن علي? قال:

(سورة محمد صلي الله عليه و اله آية فينا وآية في بني أمية).

(أقول): فالذي (كان علي بينة من ربه) هم أهل البيت عليهم السلام، ?والذين زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُم عليهم السلام هم بنو أمية.

?مَثَلَ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِّن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُّصَفّيً وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ عليهم السلام.

روي الحاكم الحافظ الحسكاني (الحنفي) قال: أخبرنا أبو سعد المعادي (بإسناده المذكور) عن جعفر بن الحسين الهاشمي، قال في هذه السورة يعني سورة محمد صلي الله عليه و اله:

(آية فينا وآية في بني أمية).

(أقول): فالمتقون الذين وعدوا الجنة هم أهل بيت رسول الله عليهم السلام.

والخالدون

في النار والذين سقوا ماء حميماً فقطع أمعاءهم هم بنو أمية.

?وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّي إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِندِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الَعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفاً أُوْلَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللهُ عَلَي قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْوُاءَهُمْ وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُديً وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ عليهم السلام.

روي الألوسي في تفسيره قال: أخرج ابن مردويه عن علي (كَرَّمَ اللهُ وَجهَهُ) أنه قال:

(نزلت سورة محمد صلي الله عليه و اله آية فينا وآية في بني أمية).

(أقول): فالذين اهتدوا هم أهل البيت علي عليه السلام وأولاده الطاهرون عليهم السلام، والذين طبع الله علي قلوبهم هم بنو أمية.

?فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ السَّاعَةَ أَن تَأَتِيَهُم بَغْتَةً فَقَدْ جَاء أَشْرَاطُهَا فَأَنَّي لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ عليهم السلام.

روي الحافظ سليمان القندوزي (الحنفي) قال: روي عن المفضل ابن عمر، عن الصادق? في قوله تعالي: ?فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ السَّاعَةَ أَن تَأَتِيَهُم بَغْتَةً فَقَدْ جَاء أَشْرَاطُهَا فَأَنَّي لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ عليهم السلام.

قال:

((هي) ساعة قيام القائم).

(أقول): لا ينافي ذلك ما ورد أيضاً في تفسير الآية الكريمة من كون الساعة هي ساعة القيامة، فإنهما تشتركان في أمور عديدة، ومرامي القرآن أيضاً عديد لا واحدة، والظهر والبطن، والتنزيل والتأويل كثير في القرآن. فليكن هذا منه.

?فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ عليهم السلام.

روي الحافظ الحسكاني (الحنفي) قال: حدثنا المنتصر بن نصر بن تميم الواسطي (بإسناده المذكور) عن ابن عباس في تفسير هذه الآية قال:

تولوا (يعني: بني أمية) أمر هذه الأمة، فعملوا بالتجبر والمعاصي، وتقطّعوا أرحام نبيهم محمد صلي الله عليه و اله وأهل بيته عليهم السلام.

?وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّي نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَا أَخْبَارَكُمْ عليهم السلام.

روي الحافظ الحسكاني (الحنفي) قال: حدثنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ (بإسناده المذكور) عن الحرث بن

حصيرة، عن أبي صادق، عن ربيعة بن ناجز، عن علي? قال:

(سورة محمد صلي الله عليه و اله آية فينا وآية في بني أمية).

(أقول): فالمجاهدون والصابرون هم علي عليه السلام وفاطمة عليها السلام وأولادهما الطاهرون عليهم السلام، فهم المصداق الأتم، والفرد الأكمل لهذه الآية الكريمة.

?فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَي السَّلْمِ وَأَنُتُم الأَعْلَوْنَ وَاللهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ عليهم السلام.

روي الحافظ الحاكم الحسكاني (الحنفي) قال: وقال الحسن بن الحسن:

(إذا أردت أن تعرفنا وبني أمية فاقرأ سورة محمد صلي الله عليه و اله ?الَّذِينَ كَفَرُوا عليهم السلام آية فينا وآية فيهم إلي آخر السورة).

(أقول): فالأعلون هم أهل البيت عليهم السلام، والله مع أهل البيت عليهم السلام، ولن يترك الله أعمال أهل البيت عليهم السلام.

سورة الفتح

«وفيها آيتان»

?لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عليهم السلام.

?وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ عليهم السلام.

?لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَاباً أَلِيماً عليهم السلام.

روي الحافظ سليمان القندوزي (الحنفي) قال: روي عن جعفر الصادق? في قوله تعالي: ?لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَاباً أَلِيماً عليهم السلام.

قال:

(إن لله ودائع مؤمنين من أصلاب قوم كافرين ومنافقين، وقائمنا لن يظهر حتي تخرج ودائع الله، فإذا خرجت ظهر فيقتل الكفار والمنافقين).

?وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً عليهم السلام.

أخرج الحافظ الحاكم (الحسكاني الحنفي) عن تفسير فرات بن إبراهيم (بسنده المذكور) عن السدي عن ابن عباس في قوله تعالي: ?وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا عليهم السلام.

قال: نزلت في آل محمد صلي الله عليه و اله.

سورة ق

«وفيها ثلاث آيات»

?أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ عليهم السلام.

?وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ (إلي) يَوْمُ الْخُرُوجِ عليهم السلام.

?أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ عليهم السلام.

أخرج أبو الحسين عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد الكلابي في كتاب (المسند) المعروف (بابن أخي تبوك) المتوفي عام (396) هجرية (بسنده المذكور) هناك عن شريك بن عبد الله، قال: كنت عند الأعمش وهو عليل، فدخل عليه أبو حنيفة، وابن شبرمة، وابن أبي ليلي، فقالوا له: يا أبا محمد إنك في آخر يوم من أيام الدنيا وأول يوم من أيام الآخرة وقد كنت تحدثت في (فضائل) علي بن أبي طالب عليه السلام بأحاديث فتب إلي الله منها.

فقال (الأعمش): اسندوني، اسندوني، فأسند فقال: حدثنا أبي المتوكل الناجي، من أبي سعيد الخدري، قال: قال سول الله صلي الله عليه و اله:

(إذا كان يوم القيامة قال الله تعالي لي ولعلي: ألقيا في النار من أبغضكما، وأدخلا في الجنة من أحبكما فذلك

قوله تعالي: ?أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ عليهم السلام.

قال: فقال أبو حنيفة للقوم: قوموا لا يجيء بشيء أشد من هذا.

وأخرج نحواً منه العالم السني صاحب (المناقب الفاخرة في العترة الطاهرة)

نقله عنه العلامة البحراني بالسند المذكور عن ابن مسعود، وفي آخره:

قال رسول الله صلي الله عليه و اله:

(يا بن مسعود إذا كان يوم القيامة يقول الله عز وجل لي ولعلي: أدخلا النار من شئتما، وذلك قوله تعالي: ?أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ عليهم السلام، فالكفار من جحد نبوتي، والعنيد من عاند علياً وأهل بيته وشيعته).

?وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ عليهم السلام.

روي الحافظ القندوزي (الحنفي) عن (فرائد السمطين) للفقيه الشافعي قال: روي عن علي بن موسي الرضا? في قول الله عز وجل: ?يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ عليهم السلام، و?يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ عليهم السلام.

أي: (خروج ولدي القائم المهدي).

سورة الذاريات

«وفيها ثلاث آيات»

?كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ عليهم السلام.

?فَوَرَبِّ السَّمَاء وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ عليهم السلام.

?كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ عليهم السلام.

روي الحافظ الحسكاني (الحنفي)، قال: (حدثنا) أبو بكر بن مؤمن (بإسناده المذكور) عن سعيد بن جبير عن عبد الله بن عباس في قوله تعالي: ?كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ عليهم السلام.

قال: نزلت في علي بن أبي طالب، والحسن والحسين وفاطمة عليهم السلام.

(أقول): حيث كانت الآية الأولي نزلت فيهم عليهم السلام فلابد أن تكون الثانية أيضاً فيهم، لأنها معطوفة علي الأولي، وضمائرها ترجع إلي الأولي، وهي كالصفة بعد الصفة.

?فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالأرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ عليهم السلام.

روي الحافظ سليمان القندوزي (الحنفي) قال: عن

إسحاق بن عبد الله، عن الإمام زين العابدين? قال في قوله تعالي: ?فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالأرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ عليهم السلام.

أي: (إن قيام قائمنا لحق ?مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ عليهم السلام).

سورة الطور

«وفيها ثماني آيات»

?إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ (إلي) وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ عليهم السلام.

?وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم (إلي) كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَّكْنُونٌ عليهم السلام.

?إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ فَاكِهِينَ بِمَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقَاهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئَاً بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ مَتَّكِئِينَ عَلَي سُرُرٍ مَّصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ عليهم السلام.

روي الحافظ الحسكاني (الحنفي) قال: حدثنا المنتصر بن نصر بواسط (بإسناده المذكور) عن مجاهد عن عبد الله بن عباس في قوله تعالي: ?إِنَّ الْمُتَّقِينَ عليهم السلام.

قال: نزلت خاصة في علي عليه السلام وحمزة عليه السلام وجعفر عليه السلام وفاطمة عليها السلام.

يقول: إن المتقين في الدنيا (من) الشرك والفواحش والكبائر ?فِي جَنَّاتٍ عليهم السلام يعني: البساتين.

?وَنَعِيمٍ عليهم السلام في أبواب الجنان.

قال ابن عباس: لكل واحد منهم بستان في الجنة العليا، في وسط خيمة من لؤلؤة، في كل خيمة سرير من الذهب واللؤلؤ، علي كل سرير سبعون فراش.

(أقول): إنما ذكرنا الآيات التالية أيضاً لكونها صفات لأصحاب الآية الأولي، وحيث كانت الأولي في أهل البيت عليهم السلام كانت الباقيات أيضاً في أهل البيت عليهم السلام.

?وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِيَّتُهُم بِإِيَمانٍ أَلْحَقنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ كُلُّ امْرِئِ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ وَأَمْدَدْنَاهُم بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مّمَّا يَشْتَهُونَ يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْسَاً لاَّ لَغْوٌ فِيهَا وَلاَ تَأْثِيمٌ وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَّكْنُونٌ عليهم السلام.

روي الحافظ الحسكاني (الحنفي) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله (بإسناده المذكور) عن أبي مالك عن ابن عباس في قوله تعالي: ?وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِيَّتُهُم عليهم السلام.

قال:

نزلت في النبي صلي الله عليه و اله وعلي عليه السلام وفاطمة عليه السلام والحسن عليه السلام والحسين عليهم السلام.

وروي هو أيضاً قال: أبو النصر محمد بن مسعود بن محمد (بإسناده المذكور) عن ابن عمر قال: إنا إذا عددنا قلنا أبو بكر وعمر وعثمان، فقال له رجل: يا أبا عبد الرحمن فعلي؟

قال ابن عمر: ويحك علي من أهل البيت عليهم السلام لا يقاس بهم، علي عليه السلام مع رسول الله صلي الله عليه و اله في درجته، إن الله يقول: ?وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِيَّتُهُم عليهم السلام ففاطمة مع رسول الله صلي الله عليه و اله في درجته وعلي عليه السلام معهم.

(أقول): هذه الأحاديث مكررة. ذكرت الآية الأولي فقط، لكنها مع تواليها مما ذكرناها كلها جملة واحدة، وحيث كان شأن نزول الأولي في أهل البيت عليهم السلام، كانت تواليها أيضاً نازلات في أهل البيت عليهم السلام.

سورة القمر

«وفيها آية واحدة»

?اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ عليهم السلام.

?اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ عليهم السلام.

روي الحافظ سليمان القندوزي (الحنفي) قال: روي عن المفضل ابن عمر عن الصادق? في قوله تعالي: ?اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ عليهم السلام.

قال:

(الساعة قيام القائم قريب).

(أقول): هذا من التأويل والباطن، الذي توفر وجوده في القرآن حتي استفاضت الأحاديث الشريفة علي (أن للقرآن سبعة بطون) وهو الذي اعتبره (الإمام الغزالي) و(فخر الدين الرازي) و(الجصاص) وغيرهم فيما مر في بعض السور السابقة شيء من كلماتهم السبب (أو أحد الأسباب) لكون القرآن معجزاً يعجز الناس عن الإتيان بمثله.

سورة الرحمن

«وفيها خمس آيات»

?مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ (إلي) اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ عليهم السلام.

?يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ عليهم السلام.

?مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لاَ يَبْغِيَانِ فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ عليهم السلام.

روي (الفقيه الشافعي) جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي في تفسيره قال: وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله تعالي:

?مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ عليهم السلام.

قال:

علي وفاطمة.

?بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لاَ يَبْغِيَانِ عليهم السلام.

قال: النبي صلي الله عليه و اله:

?يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ عليهم السلام.

قال:

الحسن والحسين.

?يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسيِمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالأَقْدَامِ عليهم السلام.

روي الحافظ سليمان القندوزي (الحنفي) قال: روي عن معاوية ابن عمار عن الصادق? في قوله تعالي: ?يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسيِمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالأَقْدَامِ عليهم السلام، قال:

(إذا قام قائمنا يعرف أعداءنا بسيماهم فيأخذ بنواصيهم وأقدامهم يخبطهم هو وأصحابه بالسيف خبطاً).

سورة الواقعة

«وفيها تسع عشرة آية»

?وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (إلي) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ عليهم السلام.

?وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ (إلي) عُرُباً أَتْرَابًا لِّأَصْحَابِ الْيَمِينِ عليهم السلام.

?فَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ عليهم السلام.

?وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ أَصْحَابِ الْيَمِينِ فَسَلَامٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ عليهم السلام.

?وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ فِي جَنَّاتِ النَّعِيِم عليهم السلام.

روي الحافظ الحسكاني (الحنفي) قال: أخبرنا أبو عبد الرحمن أحمد بن عبد الله بن إبراهيم الصوفي (بإسناده المذكور) عن الضحاك، عن ابن عباس قال: سألت رسول الله صلي الله عليه و اله عن قول الله: ?وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ عليهم السلام، قال صلي الله عليه و اله:

(حدثني جبرئيل بتفسيرها قال: ذاك علي وشيعته إلي الجنة).

(أقول): حيث إن أهل البيت عليهم السلام فاطمة عليها السلام والحسن عليه السلام والحسين عليه السلام وأبناء الحسين عليهم السلام هم في طليعة شيعة علي كانوا هم في طليعة من تشملهم هذه

الآية الكريمة.

وروي العلامة البحراني عن العالم الشافعي إبراهيم بن محمد (الحمويني) في حديث المناشدة الطويل أن علي بن أبي طالب ناشد كثيرين من الأصحاب والتابعين فقال لهم:

أنشدكم الله أتعلمون حيث نزلت: ?وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ عليهم السلام سئل عنها رسول الله صلي الله عليه و اله فقال صلي الله عليه و اله: (أنزلها الله تعالي ذكره في الأنبياء وأوصيائهم، فأنا أفضل أنبياء الله، ورسله، وعلي بن أبي طالب أفضل الأوصياء)؟

قالوا: اللهم نعم.

(أقول): معني ذلك شمول الآية لعامة الأوصياء عليهم السلام، والأئمة الأحد عشر عليهم السلام من أولاد علي عليهم السلام كلهم أوصياء رسول الله صلي الله عليه و اله، فالآية نازلة فيهم أيضاً.

وأخرج الخطيب البغدادي أبو بكر أحمد بن علي في كتابه (المناقب) عن ابن عباس قال: سألت رسول الله صلي الله عليه و اله عن قوله تعالي: ?وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ.. عليهم السلام؟

فقال صلي الله عليه و اله:

(قال لي جبرئيل: ذاك علي وشيعته السابقون إلي الجنة المقربون من الله بكرامته لهم).

(أقول): حيث إن أهل البيت عليهم السلام هم طليعة شيعة علي أمير المؤمنين عليه السلام وخيرهم لذلك ذكرنا هذا الحديث هنا أيضاً.

?وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ وَمَاءٍ مَّسْكُوبٍ وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ لاَّ مَقْطُوعَةٍ ولا مَمْنُوعَةٍ وَفُرُُشٍ مَّرْفُوعَةٍ إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاءً فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَاراً عُرُباً أتْرَاباً لأَصْحَابِ الْيَمِينِ عليهم السلام.

روي الحافظ الحسكاني (الحنفي) قال: أخبرنا عبد الرحمن بن الحسن الحافظ (بإسناده المذكور) عن جابر، عن أبي جعفر (الباقر) عليه السلام، قال:

(نحن وشيعتنا أصحاب اليمين).

?فَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ عليهم السلام.

روي الحافظ الحسكاني (الحنفي) قال: حدثنا الحاكم الوالد (بإسناده المذكور) عن جابر بن عبد الله (الأنصاري) عن النبي صلي

الله عليه و اله أنه قال:

(.. آل محمد، وهم المقربون السابقون)

ثم قال: (رسول الله صلي الله عليه و اله، وعلي بن أبي طالب عليه السلام، وخديجة عليها السلام، وذريتهم الذين اتبعوهم بإيمان).

?وَأَمَّا إِن كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ فَسَلاَمٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ عليهم السلام.

روي الحافظ الحسكاني (الحنفي) قال: حدثني القاضي أبو بكر الحبري (بإسناده المذكور) عن جابر، عن أبي جعفر (الباقر) عليه السلام قال في أصحاب اليمين في القرآن:

(هم شيعتنا أهل البيت).

(أقول): هنا ملاحظتان:

(الأولي) إذا كان شيعة أهل البيت أصحاب اليمين فكون أهل البيت عليهم السلام أنفسهم خير من تنطبق عليهم هذه الآية واضح جلي، فتكون الآية من الآيات في فضلهم.

(الثانية) ذكر الحافظ الحسكاني هذا الحديث في ذيل آية أخري لكن حيث كان تفسيراً لكلمة أصحاب اليمين نقلناه هنا.

سورة الحديد

«وفيها آيتان»

?اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا عليهم السلام.

?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ عليهم السلام.

?اعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يُحْيِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ عليهم السلام.

روي الحافظ القندوزي (الحنفي) قال: روي عن سلام بن المستنير عن الباقر? في قوله تعالي: ?اعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يُحْيِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا عليهم السلام.

قال:

(يحييها الله بالقائم فيعدل فيها، فيحيي الأرض بالعدل بعد موتها بالظلم).

?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَآمِنُوا بِرَسُوِلِه يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ عليهم السلام.

روي الحافظ عبيد الله الحسكاني (الحنفي) قال: فرات بن إبراهيم الكوفي (بسنده المذكور) عن ابن عباس في قول الله تعالي:

?يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ عليهم السلام قال: الحسن والحسين عليهم السلام.

? وَيَجْعَل لَّكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ عليهم السلام قال: علي بن أبي طالب عليه السلام.

(أقول):

لعل المراد ب?يُؤْتِكُمْ عليهم السلام و ?وَيَجْعَل لَّكُمْ عليهم السلام في هذا الحديث هو الإيتاء والجعل المعنوي، وهداية علي عليه السلام والحسن عليه السلام والحسين عليه السلام، الذين من اهتدي بهم لزم الصراط المستقيم.

سورة المجادلة

«وفيها آية واحدة»

?لاَ تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآَخِرِ عليهم السلام.

?لاَ تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلاَ إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ عليهم السلام.

روي الحافظ القندوزي (الحنفي) عن جابر بن عبد الله الأنصاري في حديث (جندل بن جنادة بن جبير) اليهودي، عن رسول الله صلي الله عليه و اله وجواب النبي صلي الله عليه و اله إياه عن أسئلته، وذكر النبي صلي الله عليه و اله له أسماء أوصيائه الاثني عشر، وإسلام جندل علي يد النبي صلي الله عليه و اله قال جابر: ثم قال النبي صلي الله عليه و اله:

(طوبي للمتقين علي محبتهم (يعني الأئمة الاثني عشر) أولئك الذين وصفهم الله في كتابه فقال: ?الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ عليهم السلام. ثم قال تعالي: ?أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلاَ إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ عليهم السلام).

فقال جندل: الحمد لله الذي وفقني بمعرفتهم.

(أقول): استدلال النبي صلي الله عليه و اله بذيل الآية الكريمة ?أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلاَ إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ عليهم السلام علي أن شيعة أهل البيت، والمقيمين علي محبتهم هم أصحاب هذه الآية، دليل علي أن الأوصاف المذكورة في هذه الآية كلها هي أوصاف لشيعة أهل البيت، لأن ?أُولَئِكَ عليهم السلام في

ذيل الآية إشارة إلي من ذكرت لهم الأوصاف السابقة.

فشيعة أهل البيت هم المؤمنون بالله واليوم الآخر.

وشيعة أهل البيت هم الذين لا يوادّون من حادّ الله ورسوله ولو كانوا آباءهم، أو أبناءهم، أو إخوانهم، أو عشيرتهم.

وشيعة أهل البيت هم الذين كتب الله في قلوبهم الإيمان الثابت الراسخ.

وشيعة أهل البيت هم الذين أيدهم الله بروح منه.

وشيعة أهل البيت هم الذين يدخلهم الله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها.

وشيعة أهل البيت هم الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه.

(أولئك) أصحاب هذه الأوصاف هم حزب الله، وهم المفلحون.

فإذا قال النبي صلي الله عليه و اله: إن (أولئك) إشارة إلي المقيمين علي محبة أهل البيت عليهم السلام، كان معني ذلك أن الأوصاف المذكورة كلها أوصاف لهم.

سورة الحشر

«وفيها آيتان»

?مَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَي رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَي عليهم السلام.

?وَيُؤْثِرُونَ عَلَي أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ عليهم السلام.

?مَّا أَفَاءَ اللهُ عَلَي رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَي فَلِلهَ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَي عليهم السلام.

عن الثعلبي في تفسيره، في تفسير هذه الآية، قال: قال ابن عباس?:

هي قريضة والنضير وهي بالمدينة علي ثلاثة أميال، وفدك وهي في المدينة، وخيبر وقري عرسة وينبع جعلها الله تعالي لرسوله يحكم فيها ما أراد، واختلفوا فيها فقال ناس هلا قسمها، فأنزل الله سبحانه وتعالي هذه الآية: ?مَّا أَفَاءَ اللهُ عَلَي رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَي فَلِلهَ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَي عليهم السلام قرابة رسول الله صلي الله عليه و اله.

وروي أبو جعفر بن جرير (الطبري) في تفسيره، قال: قوله: ?وَلِذِي الْقُرْبَي عليهم السلام يقول: ولذي قرابة رسول الله.

وقال السمهودي في (وفاء الوفا): قال المجد، قال الواقدي كان (مخيريق) أحد بني النضير حبراً عالماً فآمن بالنبي صلي الله عليه و اله وجعل ماله وهو سبع

حوائط لرسول الله صلي الله عليه و اله.

وقال: روي ابن زبالة عن محمد بن كعب أن صدقات رسول الله صلي الله عليه و اله كانت أموالاً لمخيريق اليهودي، فلما كان يوم أحد قال لليهود: ألا تنصرون محمداً فوالله إنكم لتعلمون أن نصرته حق. (قالوا): اليوم السبت، قال: فلا سبت لكم، وأخذ سيفه فمضي مع النبي صلي الله عليه و اله فقاتل حتي أثخنته الجراح، فلما حضرته الوفاة قال: (أموالي إلي محمد يضعها حيث يشاء) وكان ذا مال، فهي عامة صدقات النبي صلي الله عليه و اله.

وأمواله هذه التي أوصي بها هي بساتينه السبع (وهي): الدلال، وبرقة، والصافية، والمثيب، ومشربة أم إبراهيم، والأعواف، وحسني، وأوقفها النبي صلي الله عليه و اله علي خصوص فاطمة عليها السلام، وكان يأخذ منها لأضيافه وحوائجه، وعند وفاتها أوصت بهذه البساتين وكل ما كان لها من مال إلي أمير المؤمنين عليه السلام.

?وَيُؤْثِرُونَ عَلَي أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ عليهم السلام.

روي الحافظ الحسكاني (الحنفي) قال: أخبرنا أبو عبد الله الشيرازي (بسنده المذكور) عن أبي هريرة قال: إن رجلاً جاء إلي النبي صلي الله عليه و اله فشكا إليه الجوع، فبعث إلي بيوت أزواجه، فقلن: ما عندنا إلا الماء.

فقال صلي الله عليه و اله:

من لهذا الليلة؟

فقال علي:

أنا يا رسول الله.

فأتي فاطمة فأعلمها، فقالت: ما عندنا إلا قوت الصبية ولكنا نؤثر به ضيفنا.

فقال علي: نوّمي الصبية، و(أنا) أطفئ للضيف السراج، ففعلت وعشّي الضيف، فلما أصبح أنزل الله عليهم هذه الآية: ?وَيُؤْثِرُونَ عَلَي أَنفُسِهِمْ.. عليهم السلام

وروي هو أيضاً قال: أخبرنا عقيل (بسنده المذكور) عن مجاهد، عن ابن عباس في قول الله: ?وَيُؤْثِرُونَ عَلَي أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ

عليهم السلام.

قال: نزلت في علي عليه السلام وفاطمة عليها السلام والحسن عليه السلام والحسين عليه السلام.

سورة الصف

«وفيها آيتان»

?يُرِيُدونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهِم عليهم السلام.

?هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَي وَدِينِ الْحَقِّ عليهم السلام.

?يُرِيُدونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهِم وَاللهُ مُتِمُّ نُوِرِه وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ عليهم السلام.

روي الحافظ القندوزي (الحنفي) قال: عن علي بن الحسين? في تفسير قوله تعالي: ?يُرِيُدونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهِم وَاللهُ مُتِمُّ نُوِرِه عليهم السلام، أنه قال:

(إن الله متمّم الإمامة وهي النور، وذلك قوله تعالي: ?فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنزَلْنَا عليهم السلام.

ثم قال:

(النور هو الإمام).

?هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَي وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَي الدِّيِنِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ عليهم السلام.

روي الحافظ سليمان القندوزي (الحنفي) قال: عن جعفر الصادق? في قوله تعالي: ?هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَي وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَي الدِّيِنِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ عليهم السلام، قال:

(والله ما يجيء تأويلها حتي يخرج القائم المهدي عليه السلام فإذا خرج القائم لم يبق مشرك إلا كره خروجه، ولا يبقي كافر إلا قتل، حتي لو كان كافر في بطن صخرة قالت: يا مؤمن في بطني كافر فاكسرني واقتله).

(أقول): هذه الآية بنصها مكررة في سورتي التوبة والصف، ونحن تبعاً للقرآن كررنا ذكرها في الموردين، ليجدها الطالب أينما بحث عنها، ولكونها آيتين من القرآن لا آية واحدة.

وقد ذكرنا في سورة التوبة رفعاً للاستغراب عن تكلّم الصخرة في عهد الإمام المهدي عليه السلام، بأمر الله تعالي، فليراجع هناك.

سورة الجمعة

«وفيها آية واحدة»

?وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْواً انفَضُّوا إِلَيْهَا عليهم السلام.

?وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْواً انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِماً قُلْ مَا عِندَ اللهِ خَيْرٌ مِّنَ الَّلْهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ عليهم السلام.

عن تفسير مجاهد وأبي يوسف يعقوب ابن سفيان، قال ابن عباس في قوله تعالي: ?وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْواً انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِماً عليهم

السلام.

قال: إن دحية الكلبي جاء يوم الجمعة من الشام بالميرة، فنزل عند أحجار الزيت، ثم ضرب بالطبول ليؤذن الناس بقدومه فنفر الناس إليه إلا علياً عليه السلام، والحسن عليه السلام، والحسين عليه السلام، وفاطمة عليها السلام، وسلمان?، وأبا ذر?، والمقداد?، وصهيب?، وتركوا النبي صلي الله عليه و اله قائماً يخطب علي المنبر، فقال النبي صلي الله عليه و اله:

(لقد نظر الله إلي مسجدي يوم الجمعة فلولا هؤلاء الثمانية الذين جلسوا في مسجد لأضرمت المدينة علي أهلها ناراً، وحصبوا بالحجارة كقوم لوط).

(أقول): القطعة الأولي من الآية إشارة إلي النافرين، والقطعة الثانية منها إشارة إلي الجالسين الثمانية، فهم الذين يرزقهم الله تعالي بجلوسهم هناك.

سورة التغابن

«وفيها آية واحدة»

?فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنزَلْنَا عليهم السلام.

نقل العلامة القبيسي، قال: وروي الإمام الحافظ الطبري أبو جعفر محمد بن جرير في كتابه (الولاية) بسنده عن زيد بن أرقم، قال: لما نزل النبي صلي الله عليه و اله بغدير خم في رجوعه من حجة الوداع وكان في وقت الضحي وحر شديد أمر بالدوحات فقمت ونادي الصلاة جامعة، فاجتمعنا، فخطب خطبة بالغة وسرد الخطبة إلي أن قال قال صلي الله عليه و اله:

(معاشر الناس! آمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا).

ثم قال صلي الله عليه و اله:

(النور من الله فيّ، ثم في علي، ثم في النسل منه إلي القائم المهدي).

?فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ عليهم السلام.

روي الحافظ القندوزي (الحنفي) قال: عن علي بن الحسين? في تفسير (النور) من قوله تعالي: ?فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا عليهم السلام.

قال: (النور هو الإمام).

(أقول): فيكون تفسير الآية الكريمة هكذا: فآمنوا بالله، ورسوله، والإمام.

والتعبير ب(أنزلنا) إنما هو باعتبار كونه من قبل الله، والله

أعلي من كل شيء فكل شيء من قبله إلي الناس يجب أن ينزل حتي يصل إليهم، ولذلك نظائر في القرآن، كقوله تعالي: ?وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ عليهم السلام وقوله تعالي: ?وَقُل رَّبِّ أَنزِلْنِي عليهم السلام وقوله تعالي: ?وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنزِيلًا عليهم السلام إلي غير ذلك.

سورة التحريم

«وفيها آيتان»

?وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ عليهم السلام.

?يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ عليهم السلام.

?وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلائِكُة بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ عليهم السلام.

روي الحافظ القندوزي (الحنفي) قال: عن أسماء بنت عميس، قالت: لما نزل قوله تعالي: ?وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلائِكُة بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ عليهم السلام، قال النبي صلي الله عليه و اله لعلي:

(ألا أبشرك؟ أنت قرنت بجبرئيل).

ثم قرأ هذه الآية، فقال صلي الله عليه و اله:

(فأنت والمؤمنون من أهل بيتك الصالحون).

?يَوْمَ لا يُخْزِي اللهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَي بَيْنَ أَيْدِيِهمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتَممْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَي كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ عليهم السلام.

عن ابن شهر آشوب من تفسير مقاتل عن عطاء، عن ابن عباس في قوله تعالي:

?يَوْمَ لا يُخْزِي اللهُ النَّبِيَّ عليهم السلام لا يعذب الله محمداً ?وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ عليهم السلام لا يعذب علي بن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين وحمزة وجعفر عليهم السلام.

?نُورُهُمْ يَسْعَي عليهم السلام يضيء علي الصراط بعلي وفاطمة مثل الدنيا سبعين مرة فيسعي نورهم ?بَيْنَ أَيْدِيِهمْ عليهم السلام ويسعي ?وَبِأَيْمَانِهِمْ عليهم السلام وهم يتبعونه، فيمضي أهل بيت محمد أول الزمرة علي الصراط مثل البرق الخاطف، ثم يمضي قوم مثل عدو الفرس، ثم قوم مثل شد الرجل، ثم قوم مثل الحبو، ثم قوم

مثل الزحف، ويجعله الله علي المؤمنين عريضاً، وعلي المذنبين دقيقاً.

قال الله تعالي: ?يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتَممْ لَنَا نُورَنَا عليهم السلام حتي نجتاز به علي الصراط.

قال: فيجوز أمير المؤمنين في هودج من الزمرد الأخضر، ومعه فاطمة علي نجيب من الياقوت الأحمر، وحولها سبعون ألف حوراء كالبرق اللامع.

سورة الجن

«وفيها آية واحدة»

?حَتَّي إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ عليهم السلام.

?حَتَّي إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ نَاصِراً وَأَقَلُّ عَدَداً عليهم السلام.

روي الحافظ سليمان القندوزي (الحنفي) قال: روي عن محمد بن الفضيل، عن علي بن الحسين? في قوله تعالي: ?حَتَّي إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ نَاصِراً وَأَقَلُّ عَدَداً عليهم السلام.

قال:

(ما يوعدون في هذه الآية: القائم المهدي وأصحابه وأنصاره، وأعداؤه يكونون أضعف ناصراً وأقل عدداً إذا ظهر القائم).

سورة المزمل

«وفيها آية واحدة»

?إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَن شَاء اتَّخَذَ إِلَي رَبِّهِ سَبِيلًا عليهم السلام.

?إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌٌ فَمَن شَاءَ اتَّخَذَ إِلَي رَبِّهِ سَبِيلاً عليهم السلام.

روي الحافظ الفقيه (الشافعي) ابن حجر الهيثمي بسنده قال: عن النبي صلي الله عليه و اله أنه قال:

(أنا وأهل بيتي شجرة في الجنة وأغصانها في الدنيا، فمن تمسك بنا ?اتَّخَذَ إِلَي رَبِّهِ سَبِيلاً.. عليهم السلام.

سورة المدثر

«وفيها ست آيات»

?فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ (إلي) غَيْرُ يَسِيرٍ عليهم السلام.

?كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ (إلي) فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءلُونَ عليهم السلام.

?فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ عَلَي الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ عليهم السلام.

روي الحافظ القندوزي (الحنفي) قال: روي عن المفضل بن عمر، عن الصادق? في قوله تعالي: ?فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ عَلَي الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ عليهم السلام.

قال:

(إذا نودي في إذن القائم بالإذن في قيامه فيقوم، فذلك اليوم عسير علي الكافرين).

قال الصادق عليه السلام:

(والقرآن ضرب فيه الأمثال، ونحن نعلمه فلا يعلمه غيرنا).

(أقول): إنما يعلمونها ولا يعلمها غيرهم، لأنهم أهل البيت عليهم السلام، وليس غيرهم أهل البيت عليهم السلام، وأهل البيت يعلمون الذي جري في البيت عليهم السلام، وغير أهل البيت لا علم لهم بذلك.

?كُلُّ نَفْس بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ إِلاَّ أَصْحَابَ الْيَمِينِ فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ عليهم السلام.

روي الحافظ عبيد الله بن عبد الله الحاكم الحسكاني (الحنفي) قال: أخبرنا عبد الرحمن بن الحسن الحافظ (بسنده المذكور) عن أبي جعفر الباقر? في قوله تعالي: ?إِلاَّ أَصْحَابَ الْيَمِينِ عليهم السلام.

قال:

(نحن وشيعتنا أصحاب اليمين).

(أقول): من ذكر هذا الحديث سابقاً أيضاً. وفي حديث آخر نقله هو أيضاً عن أبي جعفر قال:

(هم شيعتنا أهل البيت).

سورة الدهر (الإنسان)

«وفيها إحدي وثلاثون آية»

?هَلْ أَتَي عَلَي الإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً إِنَّا خَلَقْنَا الإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلاَسِلَ وَأَغْلاَلاً وَسَعِيراً إِنَّ الأبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُوراً عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيراً يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَي حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لاَ نُرِيدُ مِنْكُمْ

جَزَاءً وَلاَ شُكُوراً إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَي الأرَائِكِ لاَ يَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً وَلاَ زَمْهَرِيراً وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلاَلُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلاً وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَ قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيراً وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْساً كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلاً عَيْناً فِيهَا تُسَمَّي سَلْسَبِيلاً وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً مَنْثُوراً وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُوراً إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنْزِيلاً فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلاَ تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلاً وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً إِنَّ هَؤُلاَءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْماً ثَقِيلاً نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلاً إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَي رَبِّهِ سَبِيلاً وَمَا تَشَاءُونَ إِلاَ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً عليهم السلام.

?هَلْ أَتَي عَلَي الإِنْسَانِ … (الي قوله) … وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً عليهم السلام.

عن العالم الحنفي موفق بن أحمد الخوارزمي (بإسناده المذكور) عن ابن عباس قال في شأن نزول سورة الدهر: مرض الحسن والحسين?، فعادهما جدهما رسول الله ومعه أبو بكر وعمر، وعادهما عامة العرب، فقالوا: يا أبا الحسن لو نذرت علي ولديك نذراً وكل نذر لا يكون له وفاء فليس بشيء فقال علي:

إن برئ ولداي مما بهما صمت ثلاثة أيام شكراً، وقالت فاطمة مثل ذلك، قالت جارية يقال لها

فضة: إن برئ سيداي مما بهما صمت لله ثلاثة أيام شكراً، فألبس الله الغلامين العافية وليس عند آل محمد صلي الله عليه و اله قليل ولا كثير، فانطلق علي إلي شمعون الخيبري وكان يهودياً فاستقرض منه ثلاثة أصواع من الشعير فجاء بالشعير، ثم قامت فاطمة إلي صاع فطحنته واختبزت منه خمسة أقراص لكل واحد منهم قرص، وصلي علي مع النبي صلي الله عليه و اله المغرب، ثم أتي المنزل فوضع الطعام بين يديه إذ أتاهم مسكين فوقف بالباب فقال:

(السلام عليكم يا أهل بيت محمد صلي الله عليه و اله، مسكين من مساكين المسلمين أطعموني شيئاً أطعمكم الله من موائد الجنة).

قال: فأعطوه الطعام ومكثوا يومهم وليلتهم لم يذوقوا شيئاً إلا الماء القراح.

فلما كان في اليوم الثاني، قامت فاطمة إلي صاع فطحنته واختبزته وصلي علي مع النبي صلي الله عليه و اله المغرب، ثم أتي المنزل فوضع الطعام بين يديه، فأتاهم سائل يتيم فوقف بالباب وقال:

(السلام عليكم يا أهل بيت محمد أنا يتيم من أولاد المهاجرين استشهد والدي يوم العقبة، أطعموني أطعمكم الله علي موائد الجنة) (قال): فأعطوه الطعام ومكثوا يومين وليلتين لم يذوقوا شيئاً إلا الماء القراح.

فلما كان في اليوم الثالث قامت فاطمة إلي الصاع الباقي فطحنته واختبزته وصلي علي مع النبي صلي الله عليه و اله المغرب، ثم أتي المنزل فوضع الطعام بين يديه، فأتاهم أسير فوقف بالباب وقال: (السلام عليكم يا أهل بيت محمد، تأسرونا وتسددونا ولا تطعمونا؟ أطعموني فإني أسير محمد أطعمكم الله علي موائد الجنة) (قال): فأعطوه ومكثوا ثلاثة أيام بلياليها لم يذوقوا شيئاً إلا الماء القراح.

فلما أن كان في اليوم الرابع وقد قضوا نذرهم أخذ علي بيده اليمني الحسن وبيده اليسري

الحسين وأقبل نحو رسول الله صلي الله عليه و اله وهم يرتعشون كالفراخ من شدة الجوع فلما بصر به النبي صلي الله عليه و اله قال:

يا أبا الحسن ما أشد ما يسوؤني ما أدي بكم. ننطلق إلي بنتي فاطمة. فانطلقوا إليها وهي في محرابها تصلي، وقد لصق بطنها بظهرها من شدة الجوع وغارت عيناها فلما رآها رسول الله صلي الله عليه و اله قال: واغوثاه، يا الله، أهل بيت محمد يموتون جوعاً، فهبط جبرائيل فأقرأه: ?هَلْ أَتَي عَلَي الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا عليهم السلام إلي قوله تعالي ?إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُورًا عليهم السلام.

وأخرج (القرطبي) في تفسيره (الجامع لأحكام القرآن) ما يشبه هذا الحديث، بل أكثر تفصيلاً عن النقاش، والثعلبي، والقشيري، وغير واحد من المفسرين بإسنادهم عن ليث، عن مجاهد عن ابن عباس.

وقال (نظام الدين) النيسابوري، في تفسيره (غرائب القرآن، ورغائب الفرقان): (إن سورة الدهر نزلت في أهل بيت النبي صلي الله عليه و اله ثم سرد الرواية في ذلك إلي أن قال: ويروي أن السائل في الليالي جبرائيل أراد بذلك ابتلاءهم بإذن الله سبحانه.

(الخازن) في تفسيره (لباب التأويل في معاني التنزيل) في تفسير هذه الآيات قال:

روي عن ابن عباس أنها نزلت في علي بن أبي طالب? وذلك أنه عمل ليهودي بشيء من شعير فقبض ذلك الشعير، فطحن منه ثلثه، وأصلحوا منه شيئاً يأكلونه فلما فرغ أتي مسكين، فسأل فأعطوه ذلك، ثم عمل الثلث الثاني، فلما فرغ أتي يتيم فسأل فأعطوه ذلك، ثم عمل الثلث الباقي فلما تم نضجه أتي أسير من المشركين فسأل فأعطوه ذلك، وطووا يومهم وليلتهم فنزلت هذه الآية.

وفي تفسير (البغوي) الشافعي المسمي

(معالم التنزيل) تأليف أبي محمد الحسين الفراء البغوي، روي عن مجاهد وعطاء عن ابن عباس، (أن سورة الدهر) نزلت في علي بن أبي طالب، وذلك أنه عمل ليهودي بشيء من شعير، فقبض الشعير، فطحن ثلثه، فجعلوا منه شيئاً ليأكلوه، فلما تم إنضاجه أتي مسكين فسأل فأخرجوا إليه الطعام ثم عمل الثلث الثاني، فلما تم إنضاجه أتي يتيم فسأل فأطعموه ثم عمل الثلث الباقي فلما تم إنضاجه أتي أسير من المشركين فسأل فأطعموه، وطووا يومهم ذلك.. إلخ.

وأخرج عالم الأحناف الحافظ القندوزي، عن البيضاوي والآلوسي في تفسيريهما وعن غيرهما أيضاً عن مرض الحسنين عليهم السلام، ونذر علي عليه السلام وفاطمة عليها السلام الصوم (إلي أن قال):

فلما أن كان في اليوم الرابع وقد قضوا نذرهم أخذ علي بيده اليمني الحسن، وبيده اليسري الحسين عليهم السلام وأقبل نحو رسول الله صلي الله عليه و اله وهما يرتعشان كالفراخ من شدة الجوع، فلما بصرهم النبي صلي الله عليه و اله انطلق إلي ابنته فاطمة ?? فانطلقوا إليها وهي في محرابها تصلي، وقد لصق بطنها بظهوها من شدة الجوع، وغارت عيناها، فلما رآها رسول الله صلي الله عليه و اله قال:

(واغوثاه، يا الله، أهل بيت محمد يموتون جوعاً).

فهبط جبرئيل عليه السلام فأقرأه: ?هَلْ أَتَي عَلَي الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا عليهم السلام.

وقال الإمام الحافظ أبو القاسم محمد بن أحمد بن جزي الكلبي الغرناطي في تفسيره المعروف ب(التسهيل لعلوم التنزيل) عند قوله تعالي: ?وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عليهم السلام: نزلت هذه الآية وما بعدها في علي بن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام إلخ.

سورة المرسلات

«وفيها أربع آيات»

?إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلَالٍ وَعُيُونٍ (إلي) إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنينَ عليهم السلام.

?إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي

ظِلاَلٍ وَعُيُونٍ وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ عليهم السلام.

روي الحافظ الحسكاني (الحنفي) قال: أخبرنا عقيل بن الحسين (بسنده المذكور) عن مجاهد، عن ابن عباس في تنزيل هذه الآية الكريمة:

?إِنَّ الْمُتَّقِينَ عليهم السلام الذين اتقوا الشرك والذنوب والكبائر، علي والحسن والحسين.

?فِي ظِلاَلٍ عليهم السلام يعني: ظلال الشجر والخيام من اللؤلؤ.

?وَعُيُونٍ عليهم السلام يعني: ماءً طاهراً يجري.

?وَفَوَاكِهَ عليهم السلام يعني: ألوان الفواكه.

?مِمَّا يَشْتَهُونَ عليهم السلام يقول: مما يتمنون.

?كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً عليهم السلام لا موت عليكم في الجنة ولا حساب.

?بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ عليهم السلام يعني: تطيعون الله في الدنيا.

?إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ عليهم السلام أهل بيت محمد في الجنة.

سورة التكوير

«وفيها آية واحدة»

?فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ عليهم السلام.

?فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ عليهم السلام.

روي الحافظ القندوزي (الحنفي) قال: روي عن هاني عن الباقر? في قوله تعالي: ?فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ عليهم السلام.

قال:

(الخنس إمام يخنس، أي: يرجع من الظهور إلي الغيبة سنة ستين ومائتين، ثم يبدو كالشهاب الثاقب).

(أقول): المقصود بهذا الإمام هو الإمام المهدي عليه السلام، وقد غاب عن الأنظار في نفس سنة ستين ومائتين سنة وفاة والده الإمام الحسن العسكري عليه السلام.

سورة المطففين

«وفيها آيتان»

?وَمِزَاجُهُ مِن تَسْنِيمٍ عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ عليهم السلام.

?وَمِزَاجُهُ مِن تَسْنِيمٍ عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ عليهم السلام.

روي الحافظ الحسكاني (الحنفي) قال: حدثنا الحاكم الوالد، (بسنده المذكور) عن جابر بن عبد الله (الأنصاري) عن النبي صلي الله عليه و اله في قوله تعالي: ?وَمِزَاجُهُ مِن تَسْنِيمٍ عليهم السلام.

قال صلي الله عليه و اله:

(هو أشرف شراب الجنة يشربه آل محمد وهم المقربون).

سورة البروج

«وفيها آية واحدة»

?وَالسَّمَاء ذَاتِ الْبُرُوجِ عليهم السلام.

?وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ عليهم السلام.

روي الحافظ القندوزي (الحنفي) قال: روي عن الأصبغ بن نباتة عن ابن عباس? في قوله تعالي: ?وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ عليهم السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله:

(أنا السماء، وأما البروج فالأئمة من أهل بيتي وعترتي أولهم علي، وآخرهم المهدي، وهم اثنا عشر).

سورة البلد

«وفيها ثلاث آيات»

?وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ عليهم السلام.

?فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ عليهم السلام.

?وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ عليهم السلام.

روي الحافظ الحسكاني (الحنفي) قال: حدثنا إسحاق بن محمد البصري (بسنده المذكور) عن جابر قال: سألت أبا جعفر من قول الله: ?وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ عليهم السلام.

قال:

(علي وما ولد).

?فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ وَمَا أَدْراكَ مَا الْعَقَبَةُ عليهم السلام.

عن محمد بن الصباح الزعفراني، عن المزني، عن الشافعي، عن مالك بن حميد، عن أنس، قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله في قوله تعالي: ?فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ عليهم السلام.

(إن فوق الصراط عقبة كؤوداً طولها ثلاثة آلاف عام، ألف عام هبوط، وألف عام شوك وحسك وعقارب وحيّات، وألف عام صعود، أنا أول من يق طع تلك العقبة، وثاني من يقطع تلك العقبة علي بن أبي طالب إلي أن قال: لا يقطعها في غير مشقة إلا محمد وأهل بيته).

سورة الشمس

«وفيها أربع آيات»

?وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (إلي) وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا عليهم السلام.

?وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاهَا وَالنَّهَارِ إِذَا جَلاَّهَا وَالَّلَيْلِ إِذَا يَغْشَهَا عليهم السلام.

روي الحافظ الحسكاني (الحنفي) قال: فرات بن إبراهيم (بسنده المذكور) عن ابن عباس في قول الله تعالي:

?وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا عليهم السلام قال: رسول الله صلي الله عليه و اله.

?وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاهَا عليهم السلام قال: علي بن أبي طالب.

?وَالنَّهَارِ إِذَا جَلاَّهَا عليهم السلام قال: الحسن والحسين.

?وَالَّلَيْلِ إِذَا يَغْشَهَا عليهم السلام قال: بنو أمية.

سورة الضحي

«وفيها آية واحدة»

?وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَي عليهم السلام.

?وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَي عليهم السلام.

روي محمد بن جرير الطبري في تفسيره (بسنده المذكور) عن ابن عباس قال في قوله تعالي: ?وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَي عليهم السلام.

قال: من رضا محمد صلي الله عليه و اله أن لا يدخل أحد من أهل بيته النار.

وروي الفقيه الشافعي جلال الدين السيوطي في تفسيره قال: وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن مسعود? قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله:

(إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة علي الدنيا، ثم تلا قوله تعالي: ?وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَي عليهم السلام).

سورة الانشراح

«وفيها آية واحدة»

?وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ عليهم السلام.

?وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ عليهم السلام.

قال العلامة الشيخ إسماعيل حقي (البروسوي) في تفسيره (روح البيان) في قوله تعالي: ?وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ عليهم السلام.

قال: وذلك أنه تعالي أعطاه صلي الله عليه و اله نسلاً يبقون علي مرّ الزمان، فانظر كم قتل من أهل البيت ثم العالم ممتلئ منهم.

سورة التين

«وفيها ثماني آيات»

?وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (إلي) أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ عليهم السلام.

?وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ وَطُورِ سِينِينَ وَهَذَا الْبَلَدِ الأَمِينِ لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنَسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ أَلَيْسَ اللهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ عليهم السلام.

روي الحافظ الحسكاني (الحنفي) قال: فرات (بسنده المذكور) عن محمد بن الفضيل الصيرفي، قال: سألت موسي بن جعفر عن قول الله:

?وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ عليهم السلام. قال:

أما التين فالحسين، وأما الزيتون فالحسن.

?وَطُورِ سِينِينَ عليهم السلام: أمير المؤمنين.

?وَهَذَا الْبَلَدِ الأَمِينِ عليهم السلام: رسول الله صلي الله عليه و اله هو سبيل آمن الله به الخلق في سبلهم، ومن النار إذا أطاعوه.

?إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ عليهم السلام: ذاك أمير المؤمنين علي وشيعته ?فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ عليهم السلام.

وروي الخطيب البغدادي في (تاريخه) (بسنده المذكور) عن أنس بن مالك، قال: لما نزلت سورة (والتين) علي رسول الله صلي الله عليه و اله فرح لها فرحاً شديداً حتي بان لنا شدة فرحه، فسألنا ابن عباس بعد ذلك عن تفسيرها فقال (وسرد الحديث طويلاً، إلي أن قال):

?فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ عليهم السلام يعني: علي بن أبي طالب.

سورة البيَّنة

«وفيها آيتان»

?إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ (إلي) لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ عليهم السلام.

?إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلوا الصَّالِحَاتِ أُوْلئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةَ جَزَآؤُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَّضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبُّهُ عليهم السلام.

روي الحافظ الحسكاني (الحنفي) قال: حدثني ابن فنجويه (بسنده المذكور) عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: بينا رسول الله صلي الله عليه و اله يوماً في مسجد المدينة وذكر بعض أصحابه الجنة فقال رسول الله صلي

الله عليه و اله:

(إن لله لواء من نور، وعموداً من زبرجد خلقهما قبل أن يخلق السماوات بألفي سنة، مكتوب علي رداء ذلك اللواء: (لا إله إلا الله، محمد رسول الله، آل محمد خير البرية) صاحب اللواء إمام القوم).

فقال علي:

الحمد لله الذي هدانا بك وكرمنا بك وشرفنا.

فقال له النبي صلي الله عليه و اله:

(يا علي أما علمت أن من أحبنا، وانتحل محبتنا أسكنه الله معنا). وتلا صلي الله عليه و اله هذه الآية ?فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ عليهم السلام.

وروي هو أيضاً عن سعيد بن أبي سعيد البلخي (بإسناده المذكور) عن الضحاك عن ابن عباس في قوله تعالي: ?أُوْلئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةَ عليهم السلام.

قال: نزلت في علي وأهل بيته.

وروي الآلوسي في تفسيره، بسنده عن ابن عباس: أن هذه الآية نزلت في علي وأهل بيته.

(أقول): الروايات في هذا الباب كثيرة تعد بالعشرات، مثبوتة في مختلف كتب الحديث، والتفسير، والسير، من أرادها فليرجع إلي مظانها إلا أنا كعادتنا في الاقتباس لا الاستيعاب ذكرنا هذه الأحاديث الثلاثة.

(وإنما) ذكرنا الآية التالية أيضاً، لكونها مع الآية الأولي كالصنوين لا يفترقان، والجملة الواحدة لا تتبعض.

سورة التكاثر

«وفيها آية واحدة»

?ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ عليهم السلام.

?ثُمَّ لَتُسْألُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيِم عليهم السلام.

أخرج عالم الحنفية الحافظ القندوزي، عن الحاكم البيهقي (الشافعي) (بسنده المذكور) عن إبراهيم بن العباس الصولي الكاتب قال: كنا يوماً بين يدي علي بن موسي الرضا? فقال له بعض الفقهاء: إن النعيم في هذه الآية هو الماء البارد.

فقال له بارتفاع صوته:

(كذا فسرتموه أنتم وجعلتموه علي ضروب، فقالت طائفة: هو الماء البارد، وقال آخرون: هو النوم، وقال غيرهم: هو الطعام الطيب، ولقد حدثني أبي، عن أبيه جعفر بن محمد أن أقوالكم هذه ذكرت

عنده فغضب وقال: إن الله عز وجل لا يسأل عباده عما تفضّل عليهم به، ولا يمنّ بذلك عليهم وهو مستقبح من المخلوقين كيف يضاف إلي الخالق جلت عظمته ما لا يرضي للمخلوقين. ولكن النعيم حبنا أهل البيت وموالاتنا يسأل الله عنه بعد التوحيد لله، ونبوة رسوله صلي الله عليه و اله لأن العبد إذا وافي بذلك أدّاه إلي نعيم الجنة الذي لا يزول).

سورة العصر

«وفيها آية واحدة»

?إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ عليهم السلام.

?إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوِا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوا بِالصَّبْرِ عليهم السلام.

روي الحافظ الحسكاني (الحنفي) قال: حدثنا أبو نعيم، (بسنده المذكور) عن ابن عباس قال: جمع الله هذه الخصال كلها في علي حيث قال تعالي: ?إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ عليهم السلام، وكان أول من صلي وعبد الله من أهل الأرض مع رسول الله صلي الله عليه و اله ?وَتَوَاصَوِا عليهم السلام وأوصاه رسول الله صلي الله عليه و اله بقضاء دينه وبغسله بعد موته.

إلي أن قال: وأوصاه بحفظ الحسن والحسين فذلك قوله تعالي: ?وَتَوَاصَوا بِالصَّبْرِ عليهم السلام.

سورة الكوثر

«وفيها آية واحدة»

?إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ عليهم السلام.

?إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ عليهم السلام.

روي الحافظ الحسكاني (الحنفي) قال: حدثنا حصين (بإسناده المذكور) عن علي بن الحسين، عن أبيه، عن جده (علي بن أبي طالب) قال:

قال رسول الله صلي الله عليه و اله:

(أرأيت الكوثر في الجنة)؟

قلت: (ما هو)؟

قال: (منازلي ومنازل أهل بيتي).

قال فخر الدين الرازي، في تفسيره الكبير: الكوثر أولاده صلي الله عليه و اله لأن هذه السورة إنما نزلت رداً علي من عابه صلي الله عليه و اله بعدم الأولاد، فالمعني: أنه يعطيه نسلاً يبقون علي مر الزمان، فانظر كم قتل من أهل البيت عليهم السلام ثم العالم ممتلئ منهم، ولم يبق من بني أمية في الدنيا أحد يعبأ به.

أهم مصادر الكتاب

تقديم (القرآن القول الفصل) الشيخ عطية صقر

القرآن القول الفصل محمد العفيفي

درة التنزيل وغرة التأويل الخطيب الاسكافي

أسرار التكرار في القرآن تاج القراء الكرماني

البيان في علوم القرآن العلامة الزركشي

إحياء علوم الدين الإمام الغزالي(إن لم يذكر في المصادر)

إعلام الموقعين عن رب العالمين ابن القيم

إعجاز القرآن القاضي الباقلاني

الوحي المحمدي السيد رشيد رضا

إعجاز القرآن والبلاغة النبوية مصطفي صادق الرافعي

دستور الأخلاق في القرآن الشيخ محمد عبد الله دراز

الإتقان في علوم القرآن الشيخ محمد عبد الله دراز

الجامع الصحيح أبي عبد الله البخاري

الجامع الصحيح مسلم بن الحجاج القشيري

صحيح الترمذي محمد بن عيسي الترمذي

السنن أبي داود السجستاني

السنن النسائي

السنن ابن ماجة

المسند أحمد بن حنبل

المسند أبي حنيفة

الصواعق المحرقة ابن حجر الهيثمي (الشافعي)

اسعاف الراغبين الصبان (الحنفي)

الفصول المهمة ابن الصباغ (المالكي)

شواهد التنزيل الحاكم الحسكاني (الحنفي)

ينابيع المودة حافظ القندوزي (الحنفي)

غاية المرام العلامة البحراني

تفسير الدر المنثور جلال الدين السيوطي (الشافعي)

اسد الغابة ابن الأثير (الشافعي)

فرائد السمطين الحمويني (الشافعي)

مقتل الحسين الخوارزمي (الحنفي)

تفسير الجلالين السيوطي (الشافعي)

المستدرك علي الصحيحين الحاكم النيسابوري

نور الأبصار الشبلنجي (الشافعي)

سفينة البحار المحدث القمي

المقدمة

ابن خلدون

مجمع الفوائد علي بن أبي بكر الهيثمي (الشافعي)

حاشية شواهد التنزيل الشيخ المحمودي

فضائل الخمسة الفيروز آبادي

إحياء علوم الدين الغزالي

تفسير (محاسن التأويل) محمد جمال الدين القاسمي

تفسير التحرير والتنوير ابن عاشور

تفسير المنار محمد رشيد رضا

ماذا في التاريخ الشيخ القبيسي

أحكام القرآن الجصاص (الحنفي)

الإتقان في علوم القرآن السيوطي (الشافعي)

تفسير جامع البيان الإمام الطبري

دلائل الصدق العلامة المظفر

أنساب الأشراف البلاذري

التفسير الحديث محمد عزة دروزة

تفسير المراغي العلامة المراغي

تفسير السراج المنير الشربيني (الشافعي)

كنز العمال المتقي الهندي (الحنفي)

تفسير التسهيل لعلوم التنزيل الكلبي الغرناطي

تفسير القرآن العظيم ابن كثير الدمشقي (الشافعي)

تفسير الجلالين جلال الدين السيوطي (الشافعي)

تفسير في ظلال القرآن السيد قطب

تفسير النسفي النسفي (الحنفي)

المناقب الخوارزمي (الحنفي)

حلية الأولياء أبي نعيم

المسند ابن الوليد الكلالي

تهذيب الكمال جمال الدين يوسف المزي

التفسير الكبير (مفاتيح الغيب) الفخر الرازي

تفسير البيضاوي البيضاوي

تفسير روح المعاني الآلوسي (الحنفي)

السنن البيهقي

مصابيح السنة البنوي (الشافعي)

تفسير الكشاف الزمخشري

سير أعلام النبلاء تيسير الوصول لابن الديبغ

معجم البلدان الياقوت الحموي

تفسير غرائب القرآن النيسابوري (الشافعي)

ذخائر البقي محب الدين الطبري (الشافعي)

الرياض النضرة محب الدين الطبري (الشافعي)

مشكل الآثار الطحاوي (الحنفي)

المناقب الخطيب البغدادي

وفاء الوفا المسهودي

تفسير الجامع لأحكام القرآن القرطبي

تفسير لباب التأويل الخازن

تفسير (معالم التنزيل) البغوي (الشافعي)

أمتاع الأسماع المقريزي

أسباب النزول الواحدي

تفسير روح البيان اسماعيل حقي البروسوي

تاريخ بغداد الخطيب البغدادي

وهناك مصادر أخري مذكورة عند النقل عنها.

پي نوشتها

. سورة الفاتحة، الآية: 5.

. شواهد التنزيل: ج1 ص57 58.

. شواهد التنزيل: ج1 ص57 58.

. سورة البقرة، الآيتان: 2 3.

. ينابيع المودة: ص443.

. سورة البقرة، الآية: 25.

. شواهد التنزيل: ج1 ص74.

. سورة البقرة، الآية: 37.

. غاية المرام: ج4 ص174.

. سورة البقرة، الآية: 57.

. ينابيع المودة: ص358.

. سورة البقرة، الآية: 58

. الدر المنثور: ج1 تفسير سورة البقرة.

. سورة البقرة، الآية: 60.

. مائة منقبة: ص72.

. سورة البقرة، الآية: 124.

. ينابيع المودة: ص25.

. سورة البقرة، الآية:

136.

. (النبي) هو الذي أوحي إليه، سواء أمر بتبليغه أم لا (والرسول) هو الذي أوحي إليه، وأمر بتبليغه إلي الناس، فكل رسول نبي، وليس كل نبي رسولاً.

. سورة النحل: ا?ية 68.

. سورة مريم: ا?ية 11.

. سورة المائدة: ا?ية 111.

. سورة طه: ا?ية 38.

. سورة القصص: ا?ية 7.

. سورة طه: ا?ية 38.

. سورة البقرة، الآية: 140.

. سنن ابن ماجة: ج1 ص51.

. تهذيب الكمال: ص71.

. سورة النجم، ا?يتان: 3 4.

. سورة البقرة، الآية: 143.

. شواهد التنزيل: ج1 ص92.

. سورة البقرة، الآية: 148.

. إشارة إلي قوله تعالي: ?وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَي أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ? في سورة هود، ا?ية: 8.

. ينابيع المودة: ص505.

. سورة البقرة، الآية: 155.

. سورة آل عمران: ا?ية 7.

. ينابيع المودة: ص505.

. سورة البقرة، الآية: 208.

. الصراط المستقيم: ج1 ص296 النباطي العاملي.

. سورة البقرة، الآية: 253.

. غاية المرام: ج6 ص39، وشرح نهج البلاغة ج9 ص287.

. سورة البقرة، الآية:: 256.

. مائة منقبة: ص72.

. سورة البقرة، الآية:: 285.

. ينابيع المودة: ص75.

. فرائد السمطين ج2 ص570 586.

. مقتل الحسين للخوارزمي: ج1 ص95.

. سورة البقرة، الآية:: 269.

. ينابيع المودة: ص486.

. سورة آل عمران، الآية:: 7.

. ينابيع المودة ص75.

. ينابيع المودة: 139.

. سورة آل عمران، الآية:: 33.

. العمدة: ص55 عن الثعلبي، وشواهد التنزيل ج1 ص165.

. سورة آل عمران، الآية:: 61.

. صحيح مسلم: ج7 ص120 باب فضائل علي بن أبي طالب?.

. تفسير الجلالين: (عند تفسير سورة آل عمران).

. صحيح مسلم: كتاب فضائل الصحابة.

. تفسير البيضاوي ص76.

. تفسير الفخر الرازي: ج2 ص699.

. روح البيان: ج1 ص457.

. صحيح الترمذي: ج2 ص166.

. سنن البيهقي: ج7 ص63.

. مسند أحمد بن حنبل ج1 ص185.

. مصابيح السنة: ج2 ص201.

. سير أعلام النبلاء: ج3 ص193.

. الكشاف: ج1 ص49.

. سورة

آل عمران، الآية: 83.

. ينابيع المودة: ص321.

. سورة آل عمران، الآية: 84.

. مستدرك الحاكم: ج3 ص177.

. سورة آل عمران، الآية: 103.

. شواهد التنزيل: ج1 ص131.

. نور الأبصار: ص112.

. إسعاف الراغبين: ص109.

. سفينة البحار: ج1 ص193.

. سورة آل عمران، الآية: 141.

. مقدمة ابن خلدون: ص269.

. فرائد السمطين: ص242.

. فرائد السمطين: ج7 ص318.

. سورة آل عمران، الآية: 186.

. شواهد التنزيل: ج1 ص134.

. سورة آل عمران، الآية: 200.

. ينابيع المودة: ص506.

. سورة النساء، الآية: 1.

. شواهد التنزيل: ج1 ص135.

. سورة النساء، الآية: 29.

. شواهد التنزيل: ج1 ص142.

. سورة النساء، الآية: 47.

. ينابيع المودة: ص506.

. سورة النساء، الآية: 57.

. إسعاف الراغبين: ص109.

. نور الأبصار: ص112.

. شواهد التنزيل: ج1 ص147.

. سورة النساء، الآية: 59.

. ينابيع المودة: ص114.

. سورة النساء، الآية: 64.

. حاشية شواهد التنزيل: ج1 ص379.

. سورة ا?سراء: ا?ية 71.

. سورة النساء، الآية: 68.

. فرائد السمطين ج2 ص253، وينابيع المودة للقندوزي الحنفي ج1 ص77.

. سورة النساء: ا?يتان: 69 70.

. شواهد التنزيل: ج1 ص154.

. سورة النساء، الآية: 83.

. ينابيع المودة: ص321.

. ينابيع المودة ص321.

. سورة النساء، الآية: 115.

. غاية المرام: ص437.

. سورة النساء، الآية: 159.

. ينابيع المودة: ص506.

. سورة النساء، الآية: 163.

. مسند الإمام أحمد بن حنبل: ج4 ص172.

. تيسير الوصول: ج3 ص276.

. سورة النحل: 68.

. سورة المائدة: ا?ية 111.

. سورة طه: ا?ية 83 والقصص: ا?ية 7.

. سورة المائدة، الآية: 2.

. ينابيع المودة: ص213.

. التفسير الكبير: للفخر الرازي، إشارات كثيرة بهذا المعني.

. سورة المائدة، الآية: 12.

. مائة منقبة: ص72 المنقبة 41.

. سورة المائدة، الآية: 14.

. ينابيع المودة ص506.

. سورة المائدة، الآية: 35.

. ينابيع المودة: ص446.

. سورة المائدة، الآية: 54.

. ينابيع المود: ص422 للقندوزي الحنفي.

. سورة الأنعام، الآية: 27.

. مناقب آل أبي

طالب: ج3 ص3 ابن شهر آشوب.

. سورة الأنعام، الآية: 31.

. الدر المنثور: ج6 ص50.

. الدر المنثور: ج6 ص50 51.

. المصدر نفسه.

. سورة الأنعام، الآية: 40.

. تفسير الدر المنثور: ج6 ص60.

. كنز العمّال: ج15 ص686.

.سورة الأنعام، الآية: 87.

. شواهد التنزيل: ج1 ص61.

. سورة الأنعام، الآية: 89.

. ينابيع المودة: ص507.

. سورة الأنعام، الآية: 115.

. ينابيع المودة: ص462،

. سورة الأنعام، الآية: 153.

. غاية المرام: ص434، والصراط المستقيم ج1 ص284.

. سورة الأنعام، الآية: 158.

. ينابيع المودة: ص27.

. ينابيع المودة: ص27.

. سورة الأعراف، الآية: 6.

. المناقب: ص 76.

سورة الأعراف، الآية: 43.

. شواهد التنزيل: ج1 ص200 201.

. سورة الأعراف، الآية: 46.

. الصراط المستقيم: ج1 ص295، ويشبهه ما في ينابيع المودة لذوي القربي ج1 ص303.

. سورة الأعراف، الآية: 48.

. ينابيع المودة: ص211.

. سورة الأعراف، الآية: 160.

. ينابيع المودة: ص358.

. سورة الأعراف، الآية: 161.

. فضائل الخمسة من الصحاح الستة: ج3.

. سورة الأعراف، الآية: 181.

. شواهد التنزيل: ج1 ص204.

. سورة الأعراف، الآية: 187.

. ينابيع المودة: ص251.

. سورة الأنفال، الآية: 27.

. شواهد التنزيل: ج 1 ص205.

. سورة الأنفال، الآية: 33.

. إسعاف الراغبين: بهامش نور الأبصار: ص130.

. سورة الأنفال، الآية: 34.

. شواهد التنزيل: ج1 ص216 217.

. سورة الأنفال، الآية: 39.

. ينابيع المودة: ص507.

. سورة الأنفال، الآية: 41.

. شواهد التنزيل: ج1 ص218 221.

. المصدر نفسه.

. المصدر نفسه.

. إحياء علوم الدين: ج3 ص410.

. تفسير القاسمي: ج8 ص3001.

. تفسير التحرير والتنوير: ج10 ص9.

. تفسير المنار: ج10 ص14 15.

. مسند أحمد: ج1 ص320.

. تفسير الكشاف: سورة الانفال: آية الخمس.

. سورة التوبة، الآية: 16.

. فرائد السمطين: ج1 ص313 316.

. سورة التوبة، الآية: 17.

. كتاب (ماذا في التاريخ): ج3 ص146 147.

. سورة التوبة، الآية: 32.

. ينابيع المودة: ص114.

. سورة التوبة، الآية: 33.

.

ينابيع المودة: ص508.

. سورة التوبة، الآية: 36.

. مائة منقبة: ص71 72.

. ينابيع المودة: ص507.

. سورة التوبة، الآية: 100.

. فرائد السمطين: ج1 ص312.

. سورة التوبة، الآية: 119.

. مناقب آل أبي طالب: ج2 ص288.

. الأنفال: ا?ية 8.

. شواهد التنزيل: ج1 ص20.

. سورة يونس، الآية: 20.

. ينابيع المودة: ص508.

. سورة هود، الآية: 20.

. ينابيع المودة: ص508.

سورة هود، الآية: 21.

. ينابيع المودة: ص514.

. سورة هود، الآية: 80.

. ينابيع المودة: ص509.

. سورة هود، الآية: 86.

. نور الأبصار: ص172.

. سورة هود، الآيات: 105 108.

. مناقب الخوارزمي: ص297، والرياض النضرة: ج2 ص154.

. سورة هود، الآية: 109.

. شواهد التنزيل: ج1 ص283.

. أحكام القرآن: ج2 ص280 وما بعدها.

. الإتقان: ج2 ص2 58.

. سورة هود، الآية: 116.

. شواهد التنزيل: ج1 ص284.

. سورة يوسف، الآية: 108.

. شواهد التنزيل: ج1 ص286 287.

. شواهد التنزيل: ج1 ص287.

. سورة يوسف، الآية: 110.

. ينابيع المودة: ص509.

. سورة الرعد، الآية: 7.

. ينابيع المودة: ص100.

. ينابيع المودة: ص100 101.

. سورة الرعد، الآية: 28.

. تفسير الدر المنثور: ج4 ص58.

. تأويل ا?يات: ج1 ص233.

. سورة الرعد، الآية: 29.

. مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب: ج3 ص32.

. مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب: ج3 ص32، والطرائف: ج10 ص143.

. سورة ابراهيم، الآية: 5.

. ينابيع المودة: ص509.

. سورة ابرهيم، الآيتان: 24 25.

. شواهد التنزيل: ج1 ص311 312.

. المستدرك علي الصحيحين: ج3 ص160.

. سورة ابراهيم، الآية: 28.

. مناقب آل أبي طالب: ج2 ص295.

. سورة الحجر، الآيات: 36 38.

. ينابيع المودة: ص109.

. القرآن القول الفصل: ص55.

. انظر تقديم (الشيخ عطية صقر) الأمين بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، علي كتاب (القرآن القول الفصل) تأليف الأستاذ المعاصر الصحفي المحقق (محمد العفيفي) ص7.

. (أو كلمة) مثل تكرار كلمة ?عَلَيْهِم? في

سورة الفاتحة ?صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ? (أو حرف) مثل واو العطف المتكرر في سورة الفاتحة في آيتين ?إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ? و?غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ? وهكذا أشباههما.

. القرآن القول الفصل: ص16.

. درة التنزيل وغرة التأويل: ص516.

. أسرار التكرار في القرآن: ص21.

. البيان في علوم القرآن: ج1 ص36.

. سورة النساء: ا?ية 12.

. سورة النساء: ا?ية 176.

. إعلام الموقعين عن رب العالمين: ج1 ص82.

. القرآن القول الفصل: ص214.

. إعجاز القرآن بهامش الإتقان للسيوطي: ج2 ص152.

. الوحي المحمدي: ص142.

. إعجاز القرآن والبلاغة النبوية: ص47 وص211.

. المصدر نفسه.

. دستور الأخلاق في القرآن: ص11.

. المجلد الثاني: ص280 وما بعدها.

. المجلد الثاني: ص52 وما بعدها.

. سورة البقرة: ا?ية 21.

. سورة البقرة: ا?ية 153.

. سورة التوبة: ا?ية 34.

. سورة البقرة: ا?ية 183.

. سورة البقرة: ا?ية 208.

. سورة فاطر: ا?ية 7.

. سورة الحج: ا?ية 56.

. سورة يونس?: 9 ا?ية.

. سورة مريم: ا?ية 96.

. سورة ص: ا?ية 24.

. سورة الحجر، الآيات: 45 48.

. شواهد التنزيل: ج1 ص317.

. سورة الحجر، الآية: 75.

. شواهد التنزيل: ج1 ص322.

. سورة الحجر، الآيتان: 92 93.

. الصواعق المحرقة: ص89.

. سورة الحجر، الآية: 94.

. شواهد التنزيل: ج1 ص325.

. سورة النحل، الآية: 9.

. فرائد السمطين: ج2 ص253.

. سورة النحل، الآية: 16.

. شواهد التنزيل: ج1 ص 327.

. سورة النحل، الآيتان: 43 44.

. غاية المرام: ص240.

. شواهد التنزيل: ج2 ص374.

. جامع البيان في تفسير القرآن ج14 ص108.

. سورة النحل، الآية: 83.

. غاية المرام: ص246.

. سورة الإسراء، الآيتان: 5 6.

. الصراط المستقيم: ج2 ص142، النباطي العاملي.

. سورة الإسراء، الآية: 13.

. ينابيع المودة: ص454.

. سورة الإسراء، الآية: 26.

. فتح القدير، للشوكاني: ج3 ص224.

. شواهد التنزيل: ج1 ص340 341.

. معجم البلدان مادة (فدك).

.

سورة الإسراء، الآية: 33.

. ينابيع المودة: ص510.

. سورة الإسراء، الآية: 57.

. شواهد التنزيل: ج1 ص343.

. سورة الإسراء، الآية: 64.

. سورة الإسراء، الآية: 71.

. مناقب آل أبي طالب: ج2 ص263.

سورة الكهف، الآية: 50.

. غاية المرام: ص 393.

. سورة الكهف، الآية: 88.

. فرائد السمطين: ج1 ص 3084 246.

. سورة مريم، الآية: 1.

. ينابيع المودة: ص460.

. سورة مريم، الآية: 96.

. إسعاف الراغبين: ص109.

. نور الأبصار: ص112.

. سورة طه، الآية: 82.

. ينابيع المودة: ص110.

. ينابيع المودة: ص110.

. سورة طه، الآية: 109.

. فتح الباري، ابن حجر العسقلاني: ج11 ص135.

. سورة طه، الآية: 132

. الدر المنثور: ج4 ص313.

. سورة طه، الآية: 135.

. مناقب آل أبي طالب، ابن شهر آشوب: ج2 ص771.

. سورة الأنبياء، الآيات: 101 103.

. شواهد التنزيل: ج1 ص337.

. ما بين القوسين فراغ في مطبوع شواهد التنزيل، والظاهر أن المحذوف هو ما أثبتناه وإن لم يكن بلفظه فبمعناه، بقرينة روايات أخر.

. شواهد التنزيل: ج1 ص384 385.

. شواهد التنزيل: ج1 ص384.

. سورة الأنبياء، الآية: 105.

. ينابيع المودة: ص510.

. سورة الحج، الآية: 7.

. الدر المنثور: ج6 ص50.

. ما بين الأقواس في كل هذا الكتاب زيادات توضيحية منا.

. سورة النمل: ا?ية 83.

. سورة الكهف: ا?ية 47.

. سورة الحج، الآية: 32.

. ينابيع المودة.

. سورة الحج، الآيتان: 39 40.

. شواهد التنزيل: ج1 ص399.

. سورة الحج، الآية: 41.

. شواهد التنزيل: ج1 ص400.

. سورة الحج، الآية: 54.

. شواهد التنزيل: ج1 ص61.

. سورة الحج، الآية: 55.

. الدر المنثور: ج6 ص61.

. سورة الحج، الآية: 60.

. ينابيع المودة: ص510.

. سورة الحج، الآية: 65.

. مائة منقبة: ص168.

. سورة الحج، الآيتان: 77 78.

. فرائد السمطين: ج1 ص312.

. سورة المؤمنون، الآية: 73.

. ينابيع المودة: ص114.

. سورة المؤمنون، الآية: 74.

. ينابيع المودة: ص114.

. سورة

المؤمنون، الآية: 101.

. فضائل الخمسة: ج2.

. شواهد التنزيل: ج1 ص407.

. سورة المؤمنون، الآية: 111.

. شواهد التنزيل: ج1 ص408.

. سورة النور، الآية: 35.

. الصراط المستقيم: ج1 ص296.

. سورة النور، الآيات: 36 38.

. شواهد التنزيل: ج1 ص410.

. سورة النور، الآية: 55.

. شواهد التنزيل: ج1 ص413.

. سورة الفرقان، الآية: 54.

. كتاب (دلائل الصدق): ج2 ص139.

. سورة الفرقان، الآيات: 74 76.

. شواهد التنزيل: ج1 ص416.

. سورة الشعراء، الآية: 4.

. ينابيع المودة: ص448.

. سورة النمل الآيتان: 81 82.

. الدر المنثور: ج5 ص116.

. الدر المنثور: ج5 ص116.

. الدر المنثور: ج5 ص116 117.

. سورة النمل، الآية: 83.

. الدر المنثور: ج5 ص117.

. سورة الكهف: ا?ية 47.

. سورة القصص، الآيتان: 5 6.

. شواهد التنزيل: ج1 ص430 431.

. ينابيع المودة: ص450.

. تفسير البرهان: ج2 ص406 407.

. سورة القصص، الآيتان: 68 69.

. مناقب آل أبي طالب: ج1 ص220.

. سورة القصص، الآية: 84.

. شواهد التنزيل: ج1 ص425 426.

. سورة العنكبوت، الآية: 23.

. مناقب الخوارزمي: ص51و73.

. شواهد التنزيل: ج1 ص20.

. سفينة البحار: ج2 ص136.

. سورة العنكبوت، الآية: 69.

. شواهد التنزيل: ج1 ص442.

. سورة الروم، الآيتان: 4 5.

. ينابيع المودة: ص511.

. سورة الروم، الآية: 38.

. شواهد التنزيل: ج1 ص443.

. سورة السجدة، الآية: 21.

. تفسير البرهان: ج3 ص288.

. سورة السجدة، الآية: 24.

. شواهد التنزيل: ج1 ص455.

. سورة السجدة، الآية: 29.

. ينابيع المودة: ص511.

. سورة الأحزاب، الآية: 33.

. أنساب الأشراف: ج2 ص104.

. فضائل الخمسة: ج2 ص219.

. فضائل الخمسة: ج2.

. مسند أحمد بن حنبل: ج4 ص107.

. فضائل الخمسة: ج2.

. الدر المنثور: عند تفسير هذه الآية: من سورة الأحزاب.

. فضائل الخمسة: ج2.

. التفسير الحديث: ج8 ص261.

. تفسير المراغي: ج22 ص7.

. تفسير السراج المنير: ج3 ص245.

. تفسير الفخر الرازي: ج6 ص783.

. تفسير النيسابوري: في

تفسير سورة الأحزاب (هامش تفسير الطبري).

. صحيح مسلم: ج2 ص331.

. تفسير جامع البيان: ج22 ص5.

. سنن البيهقي: ج2 ص150.

. الرياض النضرة ج2 ص188. (ذخائر العقبي) ص24.

. مشكل الآثار: ج1 ص334.

. المستدرك علي الصحيحين: ج2 ص416.

. أسد الغابة في معرفة الصحابة: ج5 ص521.

. مجمع الزوائد: ج9 ص169.

. سورة الأحزاب، الآية: 59.

. كنز العمال: ج2 ص279، ومناقب آل أبي طالب: ص307.

. تفسير المراغي: ج22 ص34.

. فضائل الخمسة: ج2.

. فضائل الخمسة: ج2.

. التفسير الحديث: ج8 ص286.

. تفسير الكلبي: ج3 ص299.

. كنز العمال: ج1 ص439.

. سورة سبأ، الآية: 18.

. ينابيع المودة: ص511.

. سورة سبأ، الآية: 47.

. ينابيع المودة: ص98.

. سورة سبأ، الآيات: 51 54.

. ينابيع المودة: ص512.

. الدر المنثور: ج5 ص240.

. سورة الصافات، الآية: 24.

. مناقب آل أبي طالب: ج2 ص3 4.

. سورة الصافات، الآية: 130.

. ميزان الاعتدال، الذهبي: ج4 ص214، ولسان الميزان، ابن حجر: ج6 ص125.

. سورة ص، الآيات: 79 81.

. ينابيع المودة: ص509.

. سورة ص، الآية: 88.

. ينابيع المودة: ص512.

. سورة الزمر، الآية: 9.

. شواهد التنزيل: ج2 ص116.

. سورة الزمر، الآية: 32.

. الكتاب المذكور: ص109، ومناقب آل أبي طالب: ج2 ص288.

. سورة الزمر، الآية: 56.

. ينابيع المودة: ص695.

. سورة الزمر، الآية: 69.

. فرائد السمطين: ج2 ص312.

. سورة غافر، الآية: 7.

. ينابيع المودة: ص485.

. سورة فصلت، الآية: 19.

. فضائل الخمسة: ج2 ص78.

. شواهد التنزيل: ج2 ص379.

. سورة فصلت، الآية: 53.

. ينابيع المودة: ص514.

. سورة الشوري، الآية: 17.

. ينابيع المودة: ص514.

. سورة الشوري، الآية: 18.

. ينابيع المودة: ص514.

. سورة الشوري، الآية: 23.

. تفسير القرآن العظيم: ج3 عند تفسير سورة الشوري.

. تفسير الجلالين: عند تفسير سورة الشوري.

. في ظلال القرآن: ج7 عند تفسير سورة الشوري.

. صحيح البخاري: ج6 ص37.

. المصدر

نفسه.

. تفسير النسفي بهامش تفسير الخازن: ج4 ص94.

. ينابيع المودة: 368.

. الفصول المهمة: المقدمة.

. فرائد السمطين: ج1 الباب الثاني.

. الكتاب المذكور: ص28.

. المقتل للخوارزمي: ج1 ص27، والمناقب للخوارزمي: ص39.

. تفسير الكلبي: ج4 ص35.

. مجمع الزوائد: ج7 ص103.

. نور الأبصار: ص101.

. ذخائر العقبي: ص25.

. الدر المنثور: في تفسير سورة الشوري.

. تفسير الفخر الرازي: عند تفسير سورة الشوري.

. جامع البيان: ج25 ص16.

. كنز العمال: ج1 ص218.

. حلية الأولياء: ج3 ص201.

. سورة الشوري، الآية: 23.

. الصواعق المحرقة: ص101.

. سورة الزخرف، الآية: 28.

. ينابيع المودة: ص513.

. سورة الزخرف، الآية: 55.

. ينابيع المودة: ص358.

سورة الزخرف، الآية: 61.

. الدر المنثور: ج6 ص21.

. الدر المنثور: ج6 ص61.

. ينابيع المودة: ص470، إسعاف الراغبين (في حاشية نور الأبصار): ص140.

. سورة الزخرف، الآية: 66.

. ينابيع المودة: ص513.

. سورة الدخان، الآيات: 10 13.

. تفسير الدر المنثور: ج5 ص116.

. سورة الدخان، الآيات: 51 57.

شواهد التنزيل: ج1 ص217.

. سورة الجاثية، الآية: 14.

. سورة الجاثية، الآية: 21.

. شواهد التنزيل: ج2 ص170.

. سورة محمد صلي الله عليه و اله، الآيتان: 1 2.

. شواهد التنزيل: ج2 ص171 172.

سورة محمد صلي الله عليه و اله، الآية: 3.

. تفسير (الدر المنثور): ج6 ص46.

. سورة محمد صلي الله عليه و اله، الآيات: 4 6.

. شواهد التنزيل: ج2 ص171.

. سورة محمد صلي الله عليه و اله، الآية: 11.

. شواهد التنزيل: ج2 ص174.

. سورة محمد صلي الله عليه و اله، الآية: 12.

. شواهد التنزيل: ج2 ص172.

. سورة محمد صلي الله عليه و اله، الآية: 14.

. تفسير الدر المنثور: ج6 ص46.

. سورة محمد صلي الله عليه و اله، الآية: 15.

. شواهد التنزيل: ج2 ص172.

. سورة محمد صلي الله عليه و اله، الآيتان: 16 17.

. تفسير روح المعاني:

عند تفسير هذه السورة.

. سورة محمد صلي الله عليه و اله، الآية: 18.

. ينابيع المودة: ص514.

. سورة محمد صلي الله عليه و اله، الآية: 22.

. شواهد التنزيل: ج2 ص176 177.

. سورة محمد صلي الله عليه و اله، الآية: 31.

. شواهد التنزيل: ج2 ص171.

. سورة محمد صلي الله عليه و اله، الآية: 35.

. شواهد التنزيل: ج2 ص172.

. سورة الفتح، الآية: 25.

. ينابيع المودة: ص514.

. سورة الفتح، الآية: 29.

. شواهد التنزيل: ج1 ص413.

. سورة ق، الآية: 24.

. اثنان وثلاثون حديثاً من كتاب (المسند) المطبوع في آخر المناقب لابن المغازلي: ص427.

. غاية المرام: ص390.

. سورة ق، الآيتان: 41 42.

. ينابيع المودة: ص321.

. سورة الذاريات، الآيتان: 17 18.

. شواهد التنزيل: ج2 ص195.

. سورة الذاريات، الآية: 23.

. ينابيع المودة: ص511.

. سور الطور، الآيات: 17 20.

. شواهد التنزيل: ج2 ص196.

. سورة الطور، الآيات: 21 24.

. شواهد التنزيل: ج2 ص197.

. شواهد التنزيل: ج2 ص197 198.

. سورة القمر، الآية: 1.

. ينابيع المودة: ص514.

. سورة الرحمن، الآيات: 19 22.

. تفسير الدر المنثور: ج6 ص142.

. سورة الرحمن، الآية: 41.

. ينابيع المودة: ص514.

. سورة الواقعة، الآيات: 10 12.

. شواهد التنزيل: ج2 ص216.

. فرائد السمطين: ج1 ص312.

. مناقب الخطيب البغدادي: ص187.

. سورة الواقعة، الآيات: 27 38.

. شواهد التنزيل: ج2 ص293.

. سورة الواقعة، الآيتان: 88 89.

. شواهد التنزيل: ج2 ص326.

. سورة الواقعة، الآيتان: 90 91.

. شواهد التنزيل: ج2 ص294.

سورة الحديد، الآية: 17.

. ينابيع المودة: ص514.

. سورة الحديد، الآية: 28.

. شواهد التنزيل: ج2 ص227.

. سورة المجادلة، الآية: 27.

. ينابيع المودة: ص443.

. سورة الحشر، الآية: 7.

. العمدة: ص55 56.

. جامع البيان في تفسير القرآن: عند تفسير سورة الحشر.

. وفاء الوفا: ج2 ص153.

. سورة الحشر، الآية: 9.

. شواهد التنزيل: ج2 ص246.

.

شواهد التنزيل: ج2 ص247.

. سورة الصف، الآية: 8.

. ينابيع المودة: ج1 ص353.

. سورة الصف، الآية: 9.

. ينابيع المودة: ص508.

. سورة الجمعة، الآية: 11.

. مناقب آل أبي طالب: ج1 ص407.

. كتاب ماذا في التاريخ: ج3 ص145 147.

. سورة التغابن، الآية: 8.

. ينابيع المودة: ج1 ص354.

. سورة الحديد: ا?ية 25.

. سورة المؤمنون: ا?ية 29.

. سورة الفرقان: ا?ية 25.

. سورة التحريم، الآية: 4.

. ينابيع المودة: ص93.

. سورة التحريم، الآية: 8.

. مناقب آل أبي طالب: ج2 ص7.

. سورة الجن، الآية: 27.

. ينابيع المودة: ص515.

. سورة المزمل، الآية: 19.

. الصواعق المحرقة: ص90.

. سورة المدثر، الآيات: 8 10.

. ينابيع المودة: ص151.

. سورة المدثر، الآيات: 38 40.

. شواهد التنزيل: ج2 ص293.

. شواهد التنزيل: ج2 ص293.

. سورة الدهر، الآيات: 1 31.

. مناقب آل أبي طالب: ص271.

. تفسير القرطبي: تفسير سورة الدهر.

. تفسير النيسابوري بهامش تفسير الطبري تفسير سورة الدهر.

. تفسير الخازن: تفسير سورة الدهر.

. تفسير البغوي: عند تفسير سورة الدهر.

. ينابيع المودة: ص94.

. تفسير الكلبي: ج4 ص318.

. سورة المرسلات، الآيات: 41 44.

. شواهد التنزيل: ج2 ص316.

. سورة التكوير، الآية: 15.

. ينابيع المودة: ص515.

. سورة المطففين، الآيتان: 27 28.

. شواهد التنزيل: ج2 ص326.

. سورة البروج، الآية: 1.

. ينابيع المودة: ص515.

. سورة البلد، الآية: 3.

. شواهد التنزيل: ج2 ص331.

. سورة البلد، الآيتان: 11 12.

. مناقب آل أبي طالب: ج2 ص6.

. سورة الشمس، الآيات: 1 4.

. شواهد التنزيل: ج2 ص333.

. سورة الضحي، الآية: 5.

. جامع البيان في تفسير القرآن: عند تفسير سورة الضحي.

. سورة الإنشراح، الآية: 4.

. تفسير روح البيان: عند تفسير سورة الكوثر.

. سورة التين، الآيات: 1 8.

. شواهد التنزيل.

. تاريخ بغداد: ج2 ص97.

. سورة البينة، الآيتان: 7 8.

. شواهد التنزيل: ج2 ص364.

. شواهد التنزيل:

ج2 ص366.

. تفسير (روح المعاني): ج30 عند تفسير سورة البيّنة.

. سورة التكاثر، الآية: 8.

. ينابيع المودة: ص111 112.

. سورة العصر، الآية: 3.

. شواهد التنزيل: ج2 ص374.

. سورة الكوثر، الآية: 1.

. شواهد التنزيل: ج2 ص376.

. التفسير الكبير: ج30 عند تفسير سورة الكوثر.

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.