إلي حكومة شيعية في العراق

اشارة

اسم الكتاب: إلي حكومة شيعية في العراق

المؤلف: حسيني شيرازي، محمد

تاريخ وفاة المؤلف: 1380 ش

الموضوع: إلي حكومة شيعية في العراق

اللغة: عربي

عدد المجلدات: 1

كلمة الناشر

بسم الله الرحمن الرحيم

عانت الطائفة الشيعية في العراق كثيراً من ظلم وتعسف الأنظمة التي توالت علي حكم العراق، فسعت هذه الأنظمة وبكل ما تملكه لحرمان الشيعة من أبسط حقوقها في الحياة، فقام الطغاة بالإبقاء المتعمد علي حالة الجهل، وعدم الوعي في صفوف الشيعة؛ وذلك بعدم بناء المدارس، ومنع أبناء الشيعة من مواصلة دراساتهم العليا، وإبقاء تعليمهم في المستويات الدنيا، كما حدت وبقوة من تسلم أبناء الشيعة مناصب عليا في الدولة وحصرها علي أبناء الأقلية.

والأنكي من كل هذا هو الغمز في مواطنتهم واعتبارهم غرباء علي هذا البلد، فكانت ومازالت تعرقل حقهم في الحصول علي المستمسكات الرسمية التي تثبت عراقيتهم، بل شطت أكثر من هذا فقامت وعلي مدي عقود ثلاثة برمي الشيعة وراء الحدود، بدون وازع من ضمير، وبعيداً عن كل القيم الإنسانية، ولو علمنا أصل ونسب القائمين علي هذا المخطط لهان علينا الأمر، وكما يقول المثل: لو عرف السبب لبطل العجب. فأكثر المسئولين في الأنظمة التي حكمت العراق هم من أصول تركية وشركسية وداغستانية وأرمنية وغيرهم، جاء بهم الاستعمار لتنفيذ مخططاته في سحق الشيعة وتدمير العراق، بل أن البعض منهم كان لا يتكلم العربية مثل ساطع الحصري، الذي كان يتكلم باللغة التركية ثم ينادي بالقومية العربية، وعبد المحسن السعدون الذي كتب وصيته باللغة التركية قبل أن يطلق الرصاص علي نفسه وينتحر، وفي هذا كفاية لذي عينين.

نعم، لقد سكن العراق أناس تعددت أعراقهم وقومياتهم وأديانهم ومذاهبهم، فتري فيه العربي والكردي والفارسي والتركي والهندي والشركسي والداغستاني والأرمني وغيرهم، كما تري فيه المسلم والمسيحي واليهودي والصابئي واليزيدي

وغيرهم، وهذا عامل من عوامل القوة لا الضعف أن تري أناس تختلف أجناسهم وقومياتهم وأديانهم يعيشون في مكان متحابين متآخين، لكن المؤسف في الأمر أن تري أكثرية أبناء الشعب، والذين قاموا ببناء العراق، والدفاع عنه وفدوه بأنفسهم، وهم أبناء الشيعة محرومون من أبسط حقوقهم في العيش في بلدهم آمنين مطمئنين.

فالعراق بلد شيعي، ومهد التشيع مذ قدم إليه أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام عام 36 من الهجرة المباركة، واستوطن الكوفة، وأقام أول حكومة إسلامية في العراق، ثم قام بعده الإمام السبط الحسن المجتبي عليه السلام، واستمر الأمر هكذا في العراق، فالشيعة يبنون العراق ويضحون من أجله. ولكن ما عمله معاوية بخروجه علي إمام زمانه، وبغيه علي دولته، وما عمله ضد شيعة العراق بسياسته الدموية، أدي إلي كبت الشيعة.

لقد ظلت الأقلية لسنين متمادية تسيطر علي الحكم في العراق، وتتحكم في مقدراته، وتسير أبناءه حسبما يحلو لها، وتفرض آراءها وأفكارها علي الأكثرية. كما عملت بسياسة الطائفية المقيتة في محاربة معتقدات الشيعة، وقتل علمائها، ومطاردة شبابها، وهدم مساجدها، واستباحة مدنها، ودفن الرجال والنساء والأطفال في مقابر جماعية، كما حدث في أحداث عام 1411ه عقب الانتفاضة الشعبانية المباركة.

إن عالم اليوم ليس كعالم الأمس، فهو ينادي بالديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان، فقد ولي عهد الظلم والكبت والحرمان، وحكم الأقلية وتسلطها علي الأكثرية، وفرض أفكارها ومعتقداتها علي أبناء الأكثرية، وعلي الأكثرية القبول بها وإلا فالموت في انتظارهم. فالعالم اليوم ينادي بالحرية والتعددية، والاستقلال والاكتفاء الذاتي، وحكم الأكثرية والأخلاق الفاضلة، والحفاظ علي حقوق الناس ومصالحهم، وحماية مقدساتهم.

وعليه ومن أجل بناء عراق حر جديد، تصان فيه حرية المواطنة وحقوق الإنسان، يلزم علي العراقيين جميعاً المساهمة في بناء حكومة العراق المستقبلية، وضرورة

المطالبة بحقوقهم المهدورة التي عمل النظام المقبور علي طمس معالمها ومحو صورتها من أذهان الناس، وجعلهم عبيدا له ولرئيسه المخلوع، ولم يسمح لهم بالتعبير حتي عن آرائهم ومعتقداتهم.

لقد سعي المرجع الراحل الإمام السيد محمد الحسيني الشيرازي رحمة الله عليه، من خلال كتاباته ولقاءاته بمختلف طبقات الشعب العراقي، علي توعيتهم وتذكيرهم بحقهم في حكم العراق لكونهم الأكثرية، وعدم ترك السلطة في يد الأقلية، أو فرد واحد أو حزب واحد، فكان يرفض وبشدة تسلط الفرد لأن هذا في رأيه معناه الدكتاتورية المقيتة، بل كان رحمة الله عليه يؤمن بالتعددية الحزبية، وحرية الأفراد، والعمل المؤسساتي، ومبدأ المنافسة الحرة بين الأفراد والأحزاب في كافة المجالات الحياتية.

ولقد لخص سماحته معاناة العراق في مشكلتين رئيسيتين:

الأولي: تكمن في انعدام الوعي في ميادين السياسة والحقوق وفهم الحياة.

الثانية: تكمن في سيطرة الأقلية علي الأكثرية.

كما رسم (رضوان الله عليه) معالم الحكم الصحيح للعراق، بعربه وأكراده وسائر قومياته وأديانه، علي أساس متين يحفظ للجميع حقوقهم وكرامتهم، وتصان فيه حياتهم وأموالهم، فلا مداهمات في ظلمات الليل، ولا اعتقالات، ولا مطاردات، ولا قتل ولا تشريد، بل الجميع آمنون مطمئنون علي حياتهم وأموالهم.

وفي هذا الكتاب (إلي حكومة شيعية في العراق)، يري سماحته (رضوان الله عليه) أن زوال النظام العفلقي الظالم ضرورة حتمية لابد منها؛ فإنه نظام شوفيني عنصري قائم علي أساس طائفي، يسعي جاداً وبكل ما أوتي من قوة في القضاء علي الشيعة، أبناء ثورة العشرين الذين طردوا الإنجليز من العراق، وحرروا البلاد من براثن الاستعمار الإنجليزي، كما يسعي هذا النظام في هلاك الحرث والنسل، بإقحام الشعب في حروب لم يجن منها سوي الموت والدمار.

ويري رحمة الله عليه ضرورة وعي الناس للمطالبة بحقوقهم المشروعة.

ومؤسسة المجتبي إذ تقوم بطبع ونشر

هذا الكراس، مساهمة منها في توعية الشعب، وقد من الله عزوجل علي الناس بزوال نظام الطاغية، ترجو قيام حكومة منتخبة من قبل العراقيين، تعمل بمبدأ الحرية والعدل، والمساواة بين أفراد الشعب، وتصون حقوقهم وتحفظ كرامتهم، وما ذلك علي الله بعزيز.

والحمد لله أولاً وآخراً.

مؤسسة المجتبي للتحقيق والنشر بيروت لبنان

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام علي محمد وآله الطيبين الطاهرين.

لكل شيء سبب

الإنسان كما المعروف عنه لا يعلم الغيب، والقرآن الكريم يقول: ?قُلْ لاَ يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ الْغَيْبَ إِلاَ

اللهُ?().

ولكن الله سبحانه وتعالي جعل هناك علامات وأسباباً يستطيع من خلالها أن يتنبأ الإنسان بعض الشيء عن المستقبل، فيطلع علي بعض خفايا الأمور ويعرف ما سيحدث بنسبة معينة.

فعلي سبيل المثال، إن علماء الطب القديم قالوا: إن الأمراض التي تصيب الإنسان تبلغ (24000) قسم ونوع، وهي تنتج من الأخلاط الأربعة المعروفة لدي الإنسان: الصفراء والدم والبلغم والسوداء، ولهذه ال (24000) مرض (24000) سبب،

و(24000) علامة، و(24000) دواء، فكل مرض ينتهي إلي سبب، وكل مرض له عرض وعلامة تميزه عن باقي الأمراض، وله علاج مختص به، لذلك كان علي الطبيب الحاذق آنذاك أن يعرف (96) ألف مسألة طبية حتي يستحق أن يدعي طبيباً حاذقاً.

بناءاً علي هذا، فالطبيب الذي يشخص المرض ويصف الدواء لبرء المريض، ليس عمله من قبيل العلم بالغيب، وإنما هو تشخيص للمرض بواسطة العلامات والأعراض الموجودة في جسم المصاب، وتنبؤ للصحة إذا استعمل الدواء الموصوف.

وهكذا يكون الأمر بالنسبة إلي معرفة المستقبل السياسي للشعوب والأمم والحكومات والدول.

المنجمون وعلماء الفلك

وكذلك أكثر المنجمين ومعدي التقويم حين يتحدثون شيئا عن المستقبل، مثلاً يخبرون بأنه في اليوم الكذائي سيحدث الخسوف أو الكسوف أو أي حدث آخر، فكلام هؤلاء المنجمين وإخبارهم بالمستقبل أيضاً ليس من قبيل العلم بالغيب، وإنما هو إجراء بعض الحسابات الفلكية عبر معرفة بعض العلامات والظواهر الكونية، إذ لكل شيء علامة وقانون يوصلنا إلي بعض الحقائق الخفية؛ لأن الله سبحانه وتعالي جعل الدنيا دار أسباب ومسببات وخلقها وسيرها وفق قوانين وسنن خاصة، كل قانون من هذه القوانين والسنن يشير إلي سر من أسرار هذا العالم حيث يقول تعالي: ?سُنَّةَ اللهِ فِي الَّذِينَ

خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلاً?().

كل هذا كان من باب لمقدمة لموضوع بحثنا الذي هو: (إلي حكومة شيعية في العراق)، حيث يستفاد من بعض القرائن أن الحكم في العراق سيتغير بإذن الله عزوجل، قال تعالي: ?إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً ? وَنَرَاهُ قَرِيباً?()، ومن هنا يلزم علي الشعب العراقي أن يكون واعياً لأخذ حقوقه المهدورة، حتي لا تتكرر هذه المآسي التي نشاهدها في كل يوم، وفي كل ساعة ضد أبناء الأكثرية في العراق.

مقدمات الوصول لحكومة الأكثرية

للوصولي الي حكومة شيعية في العراق لابد من مقدمات ومقومات، من أهمها:

1: الإنفاق في سبيل الله.

2: وحدة الكلمة.

1 الإنفاق سر التقدم

1 الإنفاق سر التقدم

المقدمة الأولي: يلزم علينا صرف جهود كبيرة وأموال طائلة في سبيل وعي الأمة لكي تأخذ بحقها، وهي حق الأكثرية الشيعية في العراق؛ لأن الحكومة في العراق ومنذ مئات السنين باستثناء بعض السنوات كانت تحت سلطة الأقلية وسياستها الطائفية الظالمة، علماً بأن انتزاع الحكومة من أيديهم وإرجاعها إلي سلطة الأكثرية وهم شيعة أهل البيت عليهم السلام من الأمور الصعبة جداً، خصوصاً وأن الأقلية قد نشروا وطبقوا مبادءهم من كل الجوانب السلطوية، واحتفظوا باتحادهم وترابطهم فيما بينهم، بخلاف الشيعة حيث حرموا حتي من أبسط حقوقهم.

فإذا كنا نريد أن نصل إلي حقوقنا المغصوبة فلابد من بذل سيل من الأموال لتوعية الشعب؛ إن البعثيين استولوا علي الحكم في العراق بواسطة سيل الأموال وحماية من الغرب.

فالرجل الشيعي الذي له القدرة علي الإنفاق، عليه أن ينفق في سبيل حقوق شعبه، ومن له الوعي والفهم والثقافة عليه بالسعي الجاد للمطالبة بهذه الحقوق، فما ينفق في هذا السبيل هو جزء من مقدمات الوصول إلي حكومة الأكثرية. وهكذا نجد أن حقوق الشيعة مهدورة في العراق من دون أن يجد أبناء الشيعة وعلماؤهم ومفكروهم القدرة الكافية علي المطالبة بها.

حفظ كامل حقوق الأقليات

طبعاً نحن عند ما ندعو إلي تأسيس حكومة شيعية في العراق لانريد منه التعصب والإساءة إلي الغير، ولا الطائفية الظالمة كما كانت الأقلية تفعل ذلك ولا زالت.

بل لأن ذلك مطلب عقلي وشرعي وقانون طبيعي في كل العالم الإنساني وعند جميع عقلاء العالم؛ وذلك لأن العقل يحكم بأن الحق في الحكم إنما يمتلكه صاحب الأكثرية، إذ لا يصح عقلاً ومنطقاً أن تقهر الأقلية النادرة الأمة علي مذهب وقانون لا يرتضيه أكثر أبناء الشعب، فإن الحق للأكثرية مع احترام الأقليات وحفظ كامل حقوقها من دون نقيصة، ولذلك نحن

نطالب بقيام حكومة شيعية في العراق لا سنية؛ وذلك لأن الأكثرية الساحقة في الشعب العراقي هم من أبناء الشيعة، إذ تبلغ نسبة الشيعة حوالي (85%) من أبناء الشعب، بينما ليس للسنة إلا (12%).

وفي نفس الوقت فإن دعوتنا للحكومة الشيعية لا تعني أننا نريد مصادرة حقوق السنة، بل نقول لكل حصته، للشيعة حصتهم بمقدار (85%)، وللسنة حصتهم بمقدار (12%) أيضاً. أما إذا حكمت السنة الأقلية علي الأكثرية الشيعية، كان ذلك تطرفاً واعتداءاً علي حقوق الأكثرية، وهضما لها وبثا لنوازع الفرقة والاختلاف، ومصداقا واضح من الطائفية.

نفوذ الإنجليز في العراق عن طريق الأموال

يقول المرحوم والدي رحمة الله عليه(): عندما سيطر الإنجليز علي العراق، كان الدخل الشهري للعائلة المتوسطة في العراق حوالي ليرة واحدة، وكان للإنجليز مئات الآلاف من الجنود الذين جاؤوا بهم من الهند، وكانت القيادة الإنجليزية قد خصصت لكل جندي من جيش الإنجليز ليرة واحدة في كل يوم، وأبلغتهم بأنه علي كل جندي أن يصرف هذه الليرة خلال اليوم بأي صورة كانت، ومن يتخلف عن ذلك فإن السياط سوف تتلوي علي قدميه، لذلك كان الجندي الإنجليزي يشتري الدجاجة الواحدة التي لا تتجاوز قيمتها عشرين فلساً بروبية واحدة، وهو مبلغ يعادل عدة أضعاف سعر الدجاجة الأصلي، وهكذا سائر الأشياء من أجل أن يتمكن من صرف الليرة في يومه بكاملها ولا يبقي منها شيء، وبهذا صبت في العراق أموال طائلة، وعلي قول أحدهم: كانت الأبواب والجدران آنذاك تمطرنا بالأموال، كان هذا من أسباب تمكن الإنجليز من السيطرة علي العراق وجره إلي الفلك الإنجليزي.

إنفاق المال في الموارد الصحيحة

والمطلوب هو إنفاق المال في موارده الصحيحة من التبليغ وإقامة مجالس عزاء الإمام الحسين عليه السلام، ونشر الكتب والصحف والمجلات، وبناء المحطات التلفزيونية والإذاعية، وما أشبه في سبيل توعية الأمة، وكذا في سائر المرافق الحياتية الأخري، فإنها جيدة ومفيدة. علماً بأن هناك قانون الأهم والمهم، فإن صرف الأموال في بعض الموارد مهم ولكن يكون في البعض الآخر أهم.

ومن الأهم صرف الأموال وإنفاقها طبقاً للقاعدة الفقهية التي تنص بتقديم الأهم علي المهم في مقدمات وطرق وصول الأكثرية الشيعية إلي حقها في العراق.

لا للاحتكار، نعم للإنفاق

قال رسول الله صلي الله عليه و اله: ?لم نبعث لجمع المال ولكن بعثنا

لإنفاقه?().

وقال صلي الله عليه و اله: ?ما أوحي إليَّ أن أجمع المال?().

إلي غير ذلك من الروايات الشريفة والآيات الكريمة التي تحث علي الإنفاق وتنهي عن الاحتكار، فإن المال له دور كبير في الحياة الاجتماعية والسياسية والعالمية وغيرها، وهو من طرق تأمين اللذة المادية منها والمعنوية، كاللباس والغذاء والمسكن والزوجة والعلم والفضيلة والقوة وما أشبه، كما أنه من طرق دفع الألم في أضداد تلك الأمور.

ولذا فمحبة المال ثانوية في نظر الإسلام، أي أن الإسلام ينظر إلي المال نظرة طريقية لا موضوعية، فليس المال هو الهدف، بل المال يكون في خدمة الهدف وفي خدمة الإنسان. فهو وسيلة لإنماء الإنسان وعمارة الأرض التي هي أيضاً لإنماء الإنسان وليست هدفاً بما هي هي، لكن قسماً من الأثرياء يجعلون المال هدفاً لا وسيلة، وهو تحريف المال عن مقصده المشروع، وهذا من أسباب التغيير في شخصية الإنسان، فالتاجر الذي يجعل المال هدفاً والمزيد منه مقصداً، لا يلاحظ حقوق الآخرين عادة، فينظر إلي نفسه وماله فقط، فيكفي إن نام هو وأكل ولبس وتمشي وإن كانت علي حساب الآخرين.

وقد يصاب بالأمراض والعاهات في نفسه، بالإضافة إلي أنه يجعل المجتمع متأخراً؛ لأنه يهتم بجمع المال واحتكاره وعدم إنفاقه.

لذا يلزم الإنفاق من المال وعدم احتكاره، وبذلك يتقدم المجتمع، حيث يقول الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: ?كن مقدراً ولا تكن محتكراً?().

إن إنفاق المال يؤدي إلي التكامل الفردي والرشد الإنساني، ويجسدها من ثلاث نواح:

1: إنه يزيح موانع التكامل النفسي والرشد الإنساني، ويقلع السدود عن مسيرتهما؛ لأنه يذهب بتراكم المال والثروة، الموجب للغني المفرط المفسد للإنسان والإنسانية، والعامل علي سقوطه وترديه في معركته ضد مسيرة التكامل والرشد، فإن ?من يستأثر من الأموال يهلك?().

2: إنه يجلي الروح الإنسانية في الشخص، ويكبر النفس، ويغرس السماح وعلو الهمة في ذاته، ويربي الفضائل الخلقية.

3: إنه ينمي في الإنسان روح التربية الإسلامية، وهي الالتزام بالهدف الديني وحب الآخرين.

تقسيم الأموال بأمر الميرزا الشيرازي رحمة الله عليه

نقل لي الحاج محمود الصراف وكان الوكيل العام للمرجع الميرزا محمد تقي الشيرازي رحمة الله عليه() القصة التالية:

كانت القيادة العليا للمرجعية في يد الميرزا الشيرازي رحمة الله عليه، وكانت تصله وباستمرار من الأماكن القريبة والبعيدة الأموال والحقوق الشرعية، فكانت تصل إليه الأموال من أذربيجان، وإيران، وبادكوبة()، وأفريقيا وغيرها. وبعضها كانت تأتي بشكل ليرات مكدسة في أكياس كبيرة كأكياس السكر والرز، وحدث ذات يوم أن طلبني والكلام لوكيله العام الميرزا محمد تقي الشيرازي رحمة الله عليه وأعطاني كيساً كبيراً مليئاً بالليرات، وقال: خذ هذا الكيس، وطف علي بيوت الناس بيتاً بيتاً، بغض النظر عن غناء أصحابها وفقرهم، وأعطِ لكل عائلة ليرة واحدة. وهكذا فعلت حتي أنهيت جميع الأموال التي كانت عندي.

هذه القصة تبين لنا أن المرحوم الميرزا محمد تقي الشيرازي رحمة الله عليه كم كان يصرف من الأموال في سبيل خدمة الناس، وتقوية حكومة الأكثرية، ودعم

الشعب وتقوية عزائمه.

أما في الآونة الأخيرة فنري العكس من ذلك، فإن البعض يطمع أن يفعل شيئاً، أو يقيم مؤسسات ومشاريع، أو يقدم خدمات للناس، أو يأخذ بحق الأكثرية، ولكن لا ينفق الأموال في سبيل ذلك، ومن المعلوم أن بدون إنفاق المال لا يمكن إقامة تلك المشاريع ولا الوصول إلي حق الأكثرية في العصور الراهنة.

حكومة العراق المستقبلية

مما يبدو للنظر وحسب بعض الشواهد والعلامات التي تتجلي شيئاً فشيئاً مع الأحداث، أن حكومة العراق المستقبلية ستكون حكومة طائفية سنية متعصبة كما كانت من قبل، إلا إذا أصبحت الأكثرية الشيعية بمستوي المسؤولية، وانتشر الوعي في صفوفهم، وإلا فإن بعض الحكومات العربية تعمل ليل نهار حتي تكون الحكومة في العراق حكومة سنية، فإن إحدي هذه الحكومات قامت في هذا المجال بعدة أعمال منها:

أولاً: إنها قامت بإعداد مائة وثلاثين ألف جندي عراقي هم في بلادها أسري بعد حرب الكويت، كما قامت بالعناية بهم بأفضل ما يكون، فهي تعدهم للحكومة المستقبلية في العراق.

ثانياً: قامت أيضاً بتوزيع الأموال الطائلة جداً علي بعض العشائر لكسب مودتها.

ثالثاً: منحت بعض رؤساء العشائر جنسيتها.

رابعاً: شكلت حكومة في المنفي ضمت رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء وسائر الأعضاء، وهم جميعاً علي أهبة الاستعداد لتسلم السلطة في العراق في أي وقت.

فنتيجة ذلك المجهود الذي تصرفه هذه الحكومة، وبذل الأموال الطائلة التي لا حدود لها، هي تشكيل حكومة سنية تحمل أفكاراً وهابية في العراق ذي الأكثرية الشيعية. كما فعلت مثل ذلك في لبنان، حيث قامت بصرف سيل من الأموال الطائلة، واستطاعت بعد أن وجدت لنفسها هناك موضع قدم، من هضم حقوق الشيعة وبث الفرقة فيما بينهم. وهكذا تستفيد هذه الدولة من قدراتها المالية للتأثير في سياسة المنطقة، والتحكم في مصيرها وزرع الطائفية بين

الأمة الإسلامية.

وفي المقابل علينا أن نصرف الأموال الكثيرة، وإنفاقها في سبيل قضيتنا لتمكنا من أن نصل إلي حقوقنا، وهي حق الأكثرية الشيعية في العراق، بعيداً عن جميع أساليب العنف والإرهاب.

2 وحدة الكلمة للوصول إلي حقوق الأكثرية

2 وحدة الكلمة للوصول إلي حقوق الأكثرية

المقدمة الثانية في سبيل منح الأكثرية في العراق حقوقها المشروعة هي: وحدة الكلمة، فإنها العامل الثاني لانتصار الشيعة في العراق، فنحن لو افتقدنا (وحدة الكلمة) واحتفظت الدولة الوهابية بوحدة كلمتها، فإن الناس سوف يميلون إلي من اتصف بوحدة الكلمة؛ لأن المقدمات الخاطئة تعطي دائماً نتائج خاطئة أيضاً، إذ النتائج تتبع أخس المقدمات حسب المذكور في علم المنطق علي تفصيل مذكور في محله، كما أن المقدمات الصحيحة لا تعطي إلا النتائج الصحيحة أيضاً.

فعلي سبيل المثال: الجوهري() هو أحد علماء اللغة، الذي أجهد نفسه كثيراً في مجال اللغة، وعندما كتب قاموسه المسمي ب (الصحاح)() فاق القواميس الموجودة في عصره وربما نسخها، ولكنه لكثرة مطالعته وضغطه علي نفسه أصيب بحالة من الجنون، ففكر ذات يوم مع نفسه وقال: لماذا لا يكون لي جناحان ككل طائر فأطير بهما، لذلك قلع مصراعي الباب وشدهما علي يديه علي هيئة الجناحين وصعد علي أعلي السطح وصاح في الناس: أيها الناس، إنني سأقوم بعمل فريد لم يفعله أحد قبلي لحد الآن، كما جئت بعلم اللغة وتفاصيلها بما لم يأتِ به أحد، ثم قفز من السطح وهو يحرك يديه كالطائر في محاولة فاشلة للطيران، فهوي إلي الأرض وارتطم بها بشدة، فتكسرت عظامه ومات.

إذن، المقدمات الخاطئة لابد وأنها تعطي النتائج الخاطئة لا غير.

ونتيجة الكلام هي أنه إذا لم نفهم الطريق الصحيح للوصول إلي أهدافنا، واتبعنا المقدمات الخاطئة، فسنبقي متأخرين عن ركب الحياة، والتقدم الذي حصل فيها، وسنكون عرضة لتلقي الصفعات والضربات من هنا وهناك، والعياذ

بالله.

ومن أهم مقدمات الانتصار هو إنفاق المال ووحدة الكلمة.

التلبس بالدين

هناك البعض ممن يتلبس بالدين ليخدع المسلمين، ويبث الفرقة والنزاع بينهم، ومن هنا نري بعض الدول تقوم بدهاء وذكاء عجيب بخداع المسلمين، حيث تأخذ بتطبيق ظاهري لبعض القوانين التي تتلبس بمظاهر إسلامية، وتخفي وراءها مصالح سياسية حاقدة بعيدة عن الإسلام، فتحت شعار (وحدة الكلمة) تكفر المسلمين، وتبث فيهم روح الطائفية، وتدعم الفكر الوهابي الطائفي، وإن أنكرت ذلك.

وقد تحدث رئيس تلك الدولة وقال في خطابه: (نحن نسير علي خطي الأنبياء، ومن ينسب إلينا الوهابية فهو كذب، نعم يوجد في أمتنا مذهب يدعي بالوهابية، ولكن استراتيجيتنا قائمة علي تجليل واحترام كل المذاهب بدون استثناء، وهذا المذهب أيضاً من ضمنها).

وقبل مدة تحدث هذا الرئيس لمجموعة من الشيعة وقال: (بأننا نقدر ونحترم مذهب الشيعة، وذلك لأنه لو لم يكن هذا المذهب لبقي قسم كبير من تاريخ الإسلام مجهولاً)، وذلك من أجل كسب ودهم وتعاطفهم ولو زيفاً.

ولكن في مرحلة العمل تري النظرة الطائفية حاكمة علي سياستهم في مختلف المجالات.

العزم والإرادة بعد التوكل علي الله

إذا قمنا بعد التوكل علي الله عزوجل بهذين العملين المهمين:

1: بذل الأموال وصرفها في سبيل الهدف.

2: إيجاد وحدة الكلمة.

عندئذ يمكن تأسيس حكومة الأكثرية في العراق، ومن هنا يلزم علي المؤمنين العمل الجاد لتوفير هذين العاملين، وبث الوعي في صفوف الأمة لضرورة المطالبة بحقوق الأكثرية، وتأسيس الحكومة الشيعية في العراق المبتنية علي أسس السلم والسلام، والتعددية واحترام الآخرين، وضمان حقوق الأقليات، وما هي العوامل المساعدة علي تأسيس هذه الحكومة وتركيزها، وما هي الأسس التي تبتني عليها.

ونحن إذا أردنا هذا الأمر وعزمنا عليه وتوكلنا علي الله، فإنه سيتحقق بإذن الله تعالي، فإن التصميم والعزم علي الأمر هو الأساس، كما يقول المثل الفارسي ومضمونه: (الإرادة تعني القدرة)().

نعم الإرادة هي الاستطاعة، فبمجرد أن تتحقق الإرادة

فإن ذلك يعني تحقق الاستطاعة علي الشيء.

وحيث يقول الإمام الصادق عليه السلام: ?إن الله فوض إلي المؤمن أمره كله، ولم يفوض إليه أن يكون ذليلاً، أما تسمع الله يقول عز وجل: ?وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ?()، فالمؤمن يكون عزيزاً ولا يكون ذليلاً، فإن المؤمن أعز من الجبل يستقل منه بالمعاول، والمؤمن لا يستقل من دينه بشيء?().

السكاكي: قوة الإرادة

وقصة السكاكي() في التاريخ مشهورة، حيث كان كاسباً ماهراً في صناعته، وفي ذات يوم صنع محبرة قيمة صرف عليها من الوقت سنة كاملة، فذهب لإهدائها إلي الملك ليحصل علي جائزة منه، وعندما رآها الملك فرح بها كثيراً وأثني عليه، وفي هذا الأثناء دخل أحد العلماء، فاستقبله الملك بحفاوة وتقدير وترك المحبرة جانباً، ثم أجلس العالم إلي جانبه، وأخذ يحادثه ويهتم بأمر السكاكي ومحبرته، كأنه لم يشعر بوجوده، فأثر هذا الموقف في نفس السكاكي أثراً عميقاً حين رأي مكانة العلماء حتي عند الملوك، ففكر في نفسه وقال: يجب أن أصبح عالماً، وصمم علي ذلك بالرغم من تقدمه في السن، لذلك ذهب إلي مكتب أحد المعلمين ليتعلم لديه العلوم بالرغم من كبر سنه الذي كان يتجاوز الأربعين، فعلمه المعلم درساً وقال له: احفظه إلي غد، وكان الدرس هو: (قال الشيخ: جلد الكلب يطهر بالدباغة!).

فأخذ السكاكي يردده إلي صباح الغد، وعندما جاء إلي مكتب المعلم قرأه علي العكس فقال: (قال الكلب: جلد الشيخ يطهر بالدباغة).

فضحك عليه جميع من كان في الدرس، وخرج السكاكي علي أثر ذلك وهو حزين متألم، فهام علي وجهه وهو ممتلئ حزناً ويأساً، فوصل ذات يوم إلي منطقة جبلية، فجلس يستريح، فرأي أمامه منظراً جميلاً أثر في كيانه أثراً عميقاً وغير مسار حياته، حيث رأي قطرات الماء تسقط من أعلي

الجبل علي صخرة صماء صلدة، ولكن لكثرة توالي سقوط القطرات علي هذه الصخرة حفرت فيها ثقباً عميقاً، فقال في نفسه: إن عقلي ليس بأصلب من هذه الصخرة الصماء بحيث لا يؤثر فيه التعليم، فيجب عليَّ أن أجد واجتهد في الدرس وتحصيل العلم، فذهب وأخذ يدرس ويدرس ويجتهد، حتي صنع من نفسه أحد أكبر علماء البلاغة والأدب.

إذن علي الإنسان أن يجتهد في تحصيل الهدف ولا ييأس، وهكذا بالنسبة إلي تأسيس حكومة الأكثرية في العراق علي رغم صعوبتها، فعلينا أن نجتهد في السعي وراء أهدافنا من أجل تأسيس الحكومة الشيعية في العراق، وذلك لأن الانتفاضات التي حدثت في تاريخ العراق إنما قام بها الشيعة، والتعب والعناء والتشريد والتعذيب والنهب والقتل والويلات إنما تحملها الشيعة أنفسهم، فلماذا تترك الحكومة إلي غيرهم، فيلزم أن يكون الشعب واعياً، حتي لا يستغل أعداء المسلمين من اليهود والوهابيين ودول الغرب، فيستفيدوا من تضحيات الشيعة كما استفادوا من كل شيء في أفغانستان والباكستان وباقي دول العالم الإسلامي، ويلزم أن لا ننسي أن الإرادة تساوي القدرة والاستطاعة بعد التوكل علي الله عز وجل، قال تعالي: ?وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَي اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَي عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ?().

وفي الختام نسأل الله سبحانه وتعالي أن يسهل للشعب العراقي المظلوم المطالبة بحقوقه المهدورة، وذلك بتأسيس الحكومة الشيعية في العراق عملاً بقانون الأكثرية، مع رعاية حقوق سائر الأقليات.

?اَللّهُمَّ إِنّا نَرْغَبُ إِلَيْكَ في دَوْلَة كَريمَة تُعِزُّ بِهَا الإِسْلامَ وَأَهْلَهُ، وَتُذِلُّ بِهَا النِّفاقَ وَأَهْلَهُ، وَتَجْعَلُنا فيها مِنَ الدُّعاةِ إِلي طاعَتِكَ، وَالْقادَةِ إِلي سَبيلِكَ، وَتَرْزُقُنا بِها كَرامَةَ الدُّنْيا وَالآخِرَةِ?().

من هدي القرآن الحكيم

الحكومة الإسلامية الشاملة:

قال تعالي: ?وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَ كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً?().

وقال سبحانه: ?قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ

اللهِ إِلَيْكُمْ

جَمِيعاً?().

وقال جل جلاله: ?هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَي وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَي الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ?().

وقال عز اسمه: ?إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللهُ?().

إتباع أحكام الرسول صلي الله عليه و اله:

قال تعالي: ?إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ ? فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ?().

وقال سبحانه: ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأمْرِ مِنْكُمْ?().

وقال جل جلاله: ?وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَي اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلًَّ?().

وقال عز اسمه: ?أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلاَ تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ?().

لا للطواغيت:

قال تعالي: ?يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَي الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ?().

وقال سبحانه: ?أَنِ اُعْبُدُوا اللهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ?().

وقال جل جلاله: ?قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَي كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَ نَعْبُدَ إِلاَ اللهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ?().

وقال عز اسمه: ?إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللهِ شَيْئاً وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَاللهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ?().

الشوري والمشاورة:

قال تعالي: ?فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَي اللهِ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ?().

وقال سبحانه: ?وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاَةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَي بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ?().

أهداف الحاكم المسلم:

قال تعالي: ?إِنْ أُرِيدُ إِلاَ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَ بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ?().

وقال سبحانه: ?لاَ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلاَ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ?().

وقال جل جلاله: ?إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأمَانَاتِ إِلَي أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا

بِالْعَدْلِ?().

وقال عز اسمه: ?إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ?().

من هدي السنة المطهرة

الحكومة الإسلامية الشاملة:

عن أمير المؤمنين عليه السلام قال:

?فَبَعَثَ اللَّهُ مُحَمَّداً صلي الله عليه و اله بِالْحَقِّ لِيُخْرِجَ عِبَادَهُ مِنْ عِبَادَةِ الأَوْثَانِ إِلَي عِبَادَتِهِ، وَمِنْ طَاعَةِ الشَّيْطَانِ إِلَي طَاعَتِهِ?().

وعن علي عليه السلام قال:

?إِنَّ اللَّهَ بَعَثَ رَسُولاً هَادِياً بِكِتَابٍ نَاطِقٍ، وَأَمْرٍ قَائِمٍ، لاَ يَهْلِكُ عَنْهُ إِلاَّ هَالِكٌ?().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال:

?إن الله تبارك وتعالي أعطي محمدا صلي الله عليه و اله شرائع نوح وإبراهيم وموسي وعيسي عليهم السلام?().

إتباع أحكام الرسول صلي الله عليه و اله في أمر الولاية:

عن النبي صلي الله عليه و اله قال:

?اللهم إني أقول كما قال أخي موسي: اللهم اجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي، علياً اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي، وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي، كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً، وَنَذْكُرَكَ كَثِيراً، إِنَّكَ كُنْتَ بِنا بَصِيراً?().

وعن رسول الله صلي الله عليه و اله قال: ?من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله?().

وعن النبي صلي الله عليه و اله قال: ?علي خير من أترك بعدي، فمن أطاعه فقد أطاعني، ومن عصاه فقد عصاني?().

لا للطواغيت:

عن النبي صلي الله عليه و اله قال:

?من أرضي سلطاناً جائراً بسخط الله خرج من دين الله?().

وعن النبي صلي الله عليه و اله قال: ?أربعة من قواصم الظهر: إمام يعصي الله ويطاع أمره?().

وعن النبي صلي الله عليه و اله قال: ?من خف لسلطان جائر كان قرينه في النار، ومن دل سلطاناً علي الجور قرن مع هامان، وكان هو والسلطان من أشد أهل النار عذاباً?().

وعن أبي جعفر عليه السلام قال: في قول الله: ?اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ وَرُهْبانَهُمْ أَرْباباً مِنْ دُونِ اللَّهِ?()، قال: ?والله ما

صلوا لهم، ولا صاموا، ولكن أطاعوهم في معصية الله?().

الشوري والمشاورة:

عن النبي صلي الله عليه و اله قال: ?استرشدوا العاقل ولا تعصوه

فتندموا?().

وعن أمير المؤمنين عليه السلام قال: ?إذا عزمت فاستشر?().

وعن الإمام الصادق عليه السلام قال: ?وشاور في أمرك الذين يخشون الله عزوجل?().

وعن الإمام أبي جعفر عليه السلام قال: ?فإن المشورة مباركة، قال الله لنبيه في محكم كتابه: ?فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ?() … ?().

أهداف الحاكم المسلم:

عن أمير المؤمنين عليه السلام قال:

?وَلَيْسَ أَمْرِي وَأَمْرُكُمْ وَاحِداً، إِنِّي أُرِيدُكُمْ لِلَّهِ وَأَنْتُمْ تُرِيدُونَنِي لأَِنْفُسِكُمْ. أَيُّهَا النَّاسُ، أَعِينُونِي عَلَي أَنْفُسِكُمْ، وَايْمُ اللَّهِ لأُنْصِفَنَّ الْمَظْلُومَ مِنْ ظَالِمِهِ، وَلأَقُودَنَّ الظَّالِمَ بِخِزَامَتِهِ حَتَّي أُورِدَهُ مَنْهَلَ الْحَقِّ وَإِنْ كَانَ كَارِهاً?().

وعن أمير المؤمنين عليه السلام قال: ?الذَّلِيلُ عِنْدِي عَزِيزٌ حَتَّي آخُذَ الْحَقَّ لَهُ، وَالْقَوِيُّ عِنْدِي ضَعِيفٌ حَتَّي آخُذَ الْحَقَّ مِنْهُ?().

وعن الإمام الحسين عليه السلام قال:

?اللهم إنك تعلم أنه لم يكن ما كان منا تنافساً في سلطان، ولا التماساً من فضول الحطام، ولكن لنري المعالم من دينك، ونظهر الإصلاح في بلادك، ويأمن المظلومون من عبادك، ويعمل بفرائضك، وسننك وأحكامك?().

13/ ذي الحجة / 1411ه

قم المقدسة

محمد الشيرازي

() سورة النمل: 65.

() سورة الأحزاب: 62.

() سورة المعارج: 6- 7.

() هو آية الله العظمي السيد مهدي بن الميرزا حبيب الله بن السيد آقا بزرگ بن السيد ميرزا محمود بن السيد إسماعيل الحسيني الشيرازي، من مشاهير الفقهاء والمجتهدين ومراجع التقليد في زمانه. ولد في كربلاء المقدسة سنة 1304ه، ودرس علي أساتذتها مقدمات العلوم، ثم سافر إلي سامراء فاشتغل فيها بالبحث والتحقيق والتدريس لفترة طويلة، ثم توجه إلي مدينة الكاظمية المقدسة وبقي فيها ما يقرب من سنتين، عاد بعدها إلي كربلاء المقدسة، وبقي فيها فترة من الزمن مواصلاً الدرس والبحث إلي أن

انتقل إلي النجف الأشرف، وأقام بها ما يقرب من عشرين عاماً. درس الخارج علي أيدي كبار العلماء والمراجع في عصره أمثال: السيد الميرزا علي آغا نجل المجدد الشيرازي، والميرزا الشيخ محمد تقي الشيرازي، والعلامة الآغا رضا الهمداني صاحب (مصباح الفقيه)، والسيد محمد كاظم الطباطبائي اليزدي صاحب (العروة الوثقي) وغيرهم. كان ? يحضر في كربلاء المقدسة بحثاً علمياً عميقاً يسمي ببحث ال (كمباني) تحت رعاية المرحوم السيد الحاج آغا حسين القمي، وكان البحث يضم جمعاً من أكابر ومشاهير المجتهدين في كربلاء المقدسة.

بعد وفاة السيد القمي سنة 1366ه استقل بالبحث والتدريس، واضطلع بمسؤولية التقليد والمرجعية الدينية، ورجع الناس إليه في أمر الفتوي.

في عهد حكومة عبد الكريم قاسم في العراق، وفي أثناء فترة تنامي المد الشيوعي، بادر إلي استنهاض همم مراجع الدين الكبار في النجف الأشرف؛ لاتخاذ موقف جماعي قوي إزاء الخطر الإلحادي علي العراق، فالتقي بالسيد محسن الحكيم ? وأصدر الأخير فتواه الشهيرة بتكفير الشيوعية.

توفي ? في الثامن والعشرين من شهر شعبان سنة 1380ه، وشيع جثمانه في موكب مهيب قلما شهدت كربلاء مثله، ودفن في مقبرة العالم المجاهد الشيخ الميرزا محمد تقي الشيرازي في صحن الروضة الحسينية الشريفة، وأقيمت علي روحه الطاهرة مجالس الفاتحة والتأبين بمشاركة مختلف الفئات والطبقات واستمرت لعدة أشهر.

من مؤلفاته المطبوعة: ذخيرة العباد، الوجيزة، ذخيرة الصلحاء، تعليقة العروة الوثقي، تعليقة الوسيلة، بداية الأحكام، مناسك الحج (فارسي)، أعمال مكة والمدينة، بعض الأشعار والقصائد من ديوانه.

() مشكاة الأنوار: ص183 ب3 ف25.

() بحار الأنوار: ج69 ص47 ب94 ضمن ح57.

() غرر الحكم: ص361 ق5 ب2 ف6 ح8206.

() تحف العقول: ص217 وروي عنه ? في قصار هذه المعاني.

() آية الله العظمي الشيخ محمد تقي بن الميرزا محب علي بن

أبي الحسن الميرزا محمد علي الحائري الشيرازي، زعيم الثورة العراقية المعروفة بثورة العشرين، ولد في شيراز عام 1256ه، ونشأ في الحائر الشريف، فقرأ فيه الأوليات ومقدمات العلوم، وحضر علي أفاضلها حتي برع وكمل. هاجر إلي سامراء في أوائل المهاجرين، فحضر علي المجدد الشيرازي حتي صار من أجلاء تلاميذه وأركان بحثه، وبعد وفاة أستاذه تعين للخلافة بالاستحقاق والأولوية والانتخاب، فقام بالوظائف من الإفتاء والتدريس وتربية العلماء. لم تشغله مرجعيته العظمي وأشغاله الكثيرة عن النظر في أمور الناس خاصهم وعامهم، وحسبك من أعماله الجبارة موقفه الجليل في الثورة العراقية، وإصداره تلك الفتوي الخطيرة التي أقامت العراق وأقعدته لما كان لها من الوقع العظيم في النفوس. لقد فدي استقلال العراق بنفسه وأولاده، وكان قد أفتي من قبل بحرمة انتخاب غير المسلم، فكان العراقيون طوع إرادته لا يصدرون إلا عن رأيه، وكانت اجتماعاتهم تعقد في بيته في كربلاء مرات عدة. توفي ? في الثالث عشر من ذي الحجة عام 1338ه، ودفن في الصحن الشريف ومقبرته فيه مشهورة. من مؤلفاته: 1: حاشية المكاسب المحرمة، 2: حاشية كتاب البيع، 3: مباحث الأصول، 4: ديوان أهل البيت النبوي ?، 5: الرسالة العملية.

() وتعرف ب (باكو) أيضاً، عاصمة جمهورية أذربيجان من بلاد القوقاز، تقع علي الساحل الغربي من بحر قزوين، يعتمد اقتصادها علي النفط، يبلغ تعداد سكانها أكثر من مليون نسمة.

() أبو نصر إسماعيل بن حماد الجوهري الفارابي، لغوي ومن أئمة اللغة، عرف بالأدب وجودة الخط، أصله من فاراب في تركيا. رحل إلي العراق صغيراً، وقرأ العربية علي أبي علي الفارسي، وأبي سعيد السيرافي، فولع باللغة العربية وأسرارها، وأخذ يطوف في مظان وجودها.

سافر إلي الحجاز، وشافه العرب باللغة، ثم دخل بلاد ربيعة ومضر،

فأقام بها مدة في طلب اللغة وأجهد نفسه في الطلب ثم عاد إلي خراسان، ونزل دامغان عند أبي الحسين بن علي أحد أعيان الكتاب والفضلاء، ثم سرح إلي نيسابور فلم يزل مقيماً بها علي التدريس والتأليف، وتعليم الخط وكتابة المصاحف والدفاتر حتي توفي بها عام 393ه.

كان خط الجوهري في نهاية الحسن، بحيث يضرب به المثل ويذكر مع ابن مقلة ونظرائه. حكي أنه مات متردياً من سطح، وقيل: إنه تغير عقله، فقد حاول الطيران إذ قام بصنع جناحين من خشب وربطهما بحبل، وصعد سطح داره، ونادي في الناس: لقد صنعت ما لم أسبق إليه، وسأطير الساعة. فازدحم أهل نيسابور ينظرون إليه، فتأبط الجناحين ونهض بهما، فسقط إلي الأرض قتيلاً.

من تصانيفه: تاج اللغة، الصحاح في اللغة أو صحاح العربية، المقدمة في النحو، كتاب في العروض، وله شعر.

پي نوشتها

() الصحاح في اللغة: معجم لغوي من أحسن تصنيف الجوهري وأجود تأليفه، بناه علي حروف الهجاء، والاعتماد علي آخر الكلمة بدلاً من أولها، ثم النظر إلي ترتيب حروف الهجاء عند ترتيب الفصول، وقد سمي الحرف الأخير باباً، والحرف الأول فصلاً، ولم يقف عند الحرف الأخير، بل نظر إلي الحرف الأول، ثم تجاوز ذلك إلي الحرف الثاني في الثلاثي، والحرف الثالث في الرباعي، والحرف الرابع في الخماسي، حتي يكون الترتيب دقيقاً. وقد جعله في ثمانية وعشرين باباً، وكل باب منها ثمانية وعشرون فصلاً علي عدد حروف المعجم، وهو بأيدي الناس اليوم وعليه اعتمادهم، وقد اعتني به الفضلاء، فانتخبه بعضهم وسماه (منتخب الصحاح). جمع أكثر لغاته محمد بن أبي بكر بن عبد القادر الرازي بطريق الاختصار، وسماه (مختار الصحاح). أخرجه إلي الفارسية بعد التلخيص الشيخ أبو الفضل محمد بن عمر بن خالد

المدعو بجمال الدين القرشي، فوسمه ب (الصراح من الصحاح).

() أصل المثل بالفارسية: (خواستن توانستن است).

() سورة المنافقون: 8.

() بحار الأنوار: ج97 ص92-93 ب1 ح89.

() أبو يعقوب يوسف بن أبي بكر بن محمد بن علي الخوارزمي الحنفي الملقب سراج الدين السكاكي،عالم بالعربية والأدب،ولد في الثالث من جمادي الأولي عام 555ه بخوارزم. كان من جملة علماء دولة السلطان محمد خوارزمشاه، والمعاصرين للخواجة نصير الدين الطوسي. اشتغل في أول الأمر حداداً، فعمل بيده محبرة صغيرة من حديد، وجعل لها قفلاً عجيباً، ولم يزن وزن تلك المحبرة وقفلها عن قيراط واحد، فأهداها إلي ملك زمانه، ولما رآها الملك وندماء مجلسه، لم يزيدوا علي الترحيب بالرجل والإعجاب بصنعته. فأتفق أنه كان واقفاً مع الحضور إذ دخل رجل آخر، فقام الملك احتراماً لذلك الرجل وأجلسه في مقامه. فسأل عنه فقيل: إنه من جملة العلماء. ففكر مع نفسه أنه لو كان من هذه الطائفة لكان أبلغ إلي ما كان يطلبه من الفضل والشرف والقبول. وخرج من ساعته إلي المدرسة لتحصيل العلوم، وكان إذ ذاك قد ذهب من عمره ثلاثون سنة، فقضي سنين طوال في الكد والتعب إلي أن فتح الله عليه أبواب العلوم والمعارف والأفنان، فحاز قصب السبق علي جميع الأماثل والأقران من العلماء والأعيان. توفي بخوارزم في أوائل رجب عام 626ه. من تصانيفه: مفتاح العلوم، ومصحف الزهرة، ورسالة في علم المناظرة.

() سورة التوبة: 105.

() الدعاء والزيارة، للإمام الشيرازي ?: ص371 ف2 ب3 الأعمال المشتركة لشهر رمضان.

() سورة سبأ: 28.

() سورة الأعراف: 158.

() سورة التوبة: 33.

() سورة النساء: 105.

() سورة الشعراء: 107- 108.

() سورة النساء: 59.

() سورة الأحزاب: 36.

() سورة محمد صلي الله عليه و اله: 33.

() سورة النساء: 60.

() سورة النحل:

36.

() سورة آل عمران: 64.

() سورة الجاثية: 19.

() سورة آل عمران: 159.

() سورة الشوري: 38.

() سورة هود: 88.

() سورة النساء: 114.

() سورة النساء: 58.

() سورة الحجرات: 10.

() نهج البلاغة: الخطب 147.

() نهج البلاغة: الخطب 169.

() الكافي: ج2 ص17 باب الشرائع ح1.

() بحار الأنوار: ج38 ص148 ب61 ح116.

() أمالي المفيد: ص58 المجلس السابع ح2.

() بحار الأنوار: ج38 ص10 ب56 ح15.

() وسائل الشيعة: ج16 ص153 ب11 ح21223.

() بحار الأنوار: ج100 ص230 ب3 ح3.

() ثواب الأعمال: ص281 عقاب مجمع عقوبات الأعمال.

() سورة التوبة: 31.

() وسائل الشيعة: ج27 ص133 ب10 ح33406.

() الأمالي للطوسي: ص153 المجلس السادس ح252.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص441 ق6 ب4 ف1 مدح المشاورة ح10050.

() مستدرك الوسائل: ج8 ص343-344 ب21 ح9615.

() سورة آل عمران: 159.

() بحار الأنوار: ج72 ص103 ب48 ح34.

() نهج البلاغة: الخطب 136.

() نهج البلاغة: الخطب 37.

() تحف العقول: ص239 من كلامه ? في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.