حقائق عن الإمام المهدي عليه السلام

اشارة

اسم الكتاب: حقائق عن الإمام المهدي(ع)

المؤلف: حسيني شيرازي، محمد

تاريخ وفاة المؤلف: 1380 ش

الموضوع: امام مهدي(عج)

اللغة: عربي

عدد المجلدات: 1

الناشر: مركز الجواد

مكان الطبع: بيروت

تاريخ الطبع: 1426 ق

الطبعة: پنجم

اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن

صلواتك عليه وعلي آبائه

في هذه الساعة وفي كل ساعة

وليا وحافظا

وقائدا وناصرا

ودليلا وعينا

حتي تسكنه أرضك طوعا

وتمتعه فيها طويلا

كلمة الناشر

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام علي الهادي البشير والسراج المنير محمّد وآله الطيبين الطاهرين.

أمّا بعد، فقد تصاعدت حملات التشكيك وإثارة الشبهات ضدّ العقائد الحقة في الآونة الأخيرة، وأخذ أصحاب المصالح والأحقاد الدفينة يتفنّون في طرح شبهاتهم وبثّ سمومهم الضالّة في العالم الإسلامي. وحيث إنّ مثل هذه الحملات الضالّة لا يدعمها سوي كيد الشيطان وأهل الضلال والانحراف فإنّ عمرها قصير جدّاً، فما أن يتصدّي إليها شخص وإن كان من أبسط الناس إلاّ ويكشف كذبها وزيفها. ومن هذه الشبهات التي أخذ يروّجها أصحاب المصالح وأهل الضلال، هي الشبهات الكثيرة حول منقذ البشرية الإمام الحجّة بن الحسن (عجّل الله تعالي فرجه الشريف) حيث عمد الكثير ممّن لا حظّ لهم بالعلم والتحقيق إلي إثارة العديد من الشبهات الضعيفة، الدالّة علي ضيق أُفق أهلها ودنو مستواهم العلمي.

وعلي الرغم أنّ كيد أمثال هؤلاء خطير ومدروس بدقّة، إلاّ أنّ عناية السماء والتدخّل الإلهي الذي يرعي قضية الإمام المهدي عليه السلام حال دون وصولهم إلي مآربهم وأغراضهم الخطيرة.

فقد انقلب السحر علي الساحر، وازدادت علاقة العالم بمنقذ البشرية، وانبعث الأمل من جديد في نفوس الشعوب المحرومة، التي تترقّب منذ مئات السنين قدوم المصلح الحقيقي الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعد ما تملأ ظلماً وجوراً. من جانب آخر فقد انبري العديد من الفضلاء وعلي رأسهم العلماء الأعلام لتثبيت عقائد الناس وردّ تلك الشبهات عبر

أساليب منطقية مختلفة، منها الطرح المنهجي لقضية الإمام المهدي عليه السلام وتعريف المجتمعات بحقيقة وجوده وبركاته (عجّل الله تعالي فرجه الشريف) في عصر الغيبة.

وكان المرجع الديني الراحل آية الله العظمي السيّد محمد الحسيني الشيرازي (أعلي الله درجاته) من أولئك الذين تحمل المسؤولية، فكتب أكثر من كتاب حول الإمام المنتظر عليه السلام وتطرّق إلي أهم المباحث الحسّاسة في هذا الباب.

مركز الجواد للتحقيق والنشر

بيروت لبنان ص.ب: 5955/ 13

وجود الإمام المهدي عليه السلام

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام علي محمّد وآله الطاهرين.

لقد ورد أكثر من خمسين آية كريمة في القرآن الكريم في شأن الإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف)() إلاّ أنّ بعضها دلالتها عامّة، منها:

* قوله تعالي: ?وَمِمّنْ خَلَقْنَآ أُمّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ?(). الظاهرة في أنّ من سنن الله عزّوجلّ في الأرض أنها لاتخلو من حجّة(). أمّا من هو الذي سيهدي العباد؟!، الآية لاتشير إلي ذلك إلاّ علي نحو العموم.

* وقوله تعالي: ?وَنُرِيدُ أَن نّمُنّ عَلَي الّذِينَ اسْتُضْعِفُواْ فِي الأرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ?() وبالرغم أنّ الآية نزلت في قوم نبي الله موسي عليه السلام إلاّ أنّ ظاهرها أنّ السنّة جرت علي جعل المستضعفين في الأرض وارثين علي طيلة التاريخ، فإن كلمة ?نريد? التي هي بصيغة فعل المضارع تدل علي الثبوت والاستمرار، كما ذكر في محله. وقد قال تعالي في آية أُخري متمّمة للآية السابقة: ?وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزّبُورِ مِن بَعْدِ الذّكْرِ أَنّ الأرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصّالِحُونَ?().

بالطبع المراد من الآية ليس كلّ مستضعف فليس المراد به المستضعف الملحد وإنّما المراد هو المستضعف المؤمن، فنبي الله موسي عليه السلام كان مستضعفاً، وكذلك أخوه هارون عليه السلام، وهكذا بنو إسرائيل في قبال الفراعنة. فالآية الكريمة تشير إلي أنّه سيأتي

زمان توكل فيه الأُمور لهؤلاء المستضعفين.

ومما يدلّ علي ما ذكر من الاستمرارية وأنها سنة كونية قوله تعالي: ?أَنّ الأرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصّالِحُونَ?() بطبيعة الأمر إنّه مقيد بالصلاح وليس مطلق العباد هم الذين يرثون الأرض.

* وقوله تعالي في حقّ الفراعنة: ?كَمْ تَرَكُواْ مِن جَنّاتٍ وَعُيُونٍ ? وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ ? وَنَعْمَةٍ كَانُواْ فِيهَا فَاكِهِينَ?() التي ختمت بقوله تعالي: ?كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْماً

آخَرِينَ?().

وفي آيات أخري: ?فَأَخْرَجْنَاهُمْ مّن جَنّاتٍ وَعُيُونٍ ? وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ ? كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِيَ إِسْرَائِيلَ?().

فبقيت قصور فرعون لبني إسرائيل. فإنّ مثل هذه الوراثة في الآية ليس المراد منها الإرث بمعني الانتقال من أحد لآخر بالإرث الشرعي المقرر حسب طبقات الإرث، بل وقوع ذلك الشيء تحت تصرّف الآخرين.

أمّا الآية الأخصّ من الآيات السابقة من حيث الدلالة علي قضية الإمام المهدي عليه السلام فهي قوله تعالي: ?هُوَ الّذِيَ أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَيَ وَدِينِ الْحَقّ لِيُظْهِرَهُ عَلَي الدّينِ كُلّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ?() حيث نصّت علي أنّ إظهار دين الحق سيتحقق لامحالة، وهذه البشارة ليست لمطلق الصلحاء والمستضعفين، بل هي لنبي الإسلام صلي الله عليه و اله وللدين الإسلامي الحنيف، ولذلك تعد أخصّ من الآيات السابقة، فإن الدين الذي سيظهر علي الأديان الأُخري هو الدين الإسلامي حيث سيحكم القرآن والعترة الطاهرة عليهم السلام علي جميع الأرض.

نعم، ذهب البعض إلي أنّ المراد من قوله ?ليظهره? أي إظهار برهاني إلاّ أنّ ذلك يخالف ظاهر الآية.

كما ورد نظير هذه الآية في سورة الفتح حيث قال تعالي:

?هُوَ الّذِيَ أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَيَ وَدِينِ الْحَقّ لِيُظْهِرَهُ عَلَي الدّينِ كُلّهِ وَكَفَيَ بِاللّهِ شَهِيداً?().

وهي تدلّ بوضوح علي أنّ الله تعالي قد عهد إلي نبيّه صلي الله عليه و اله بإظهار الدين الإسلامي وسيادته علي جميع الأديان في الأرض.

وبما

أنّ رسول الله صلي الله عليه و اله ارتحل عن هذه الدنيا ولم تتوفّر الظروف والشرائط لتتحقق هذه البشارة الإلهية بشكل كامل حيث إنّه توفّي والإسلام لم يكن سائداً علي الأرض كله، بل كان في الحجاز، واليمن، وحدود اليمامة، وحدود الشام، والكويت، و …، فإنّ حفيده الثاني عشر الإمام المهدي المنتظر عليه السلام سيقوم بأعباء هذه المسؤولية، ويحيي شريعة الإسلام في العالم كله، وستتحقق البشارة الإلهية في عهده عليه السلام حيث يرث الأرض كلها وترفرف راية الإسلام علي المعمورة بأجمعها.

القرآن يعد بالفتح

إنّ الله تعالي وعد رسوله صلي الله عليه و اله بالفتح في موضعين: أحدهما تحقّق في قصة فتح مكة، والآخر سوف يتحقق بظهور الإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف). قال تعالي في سورة الفتح: ?إِنّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مّبِيناً?() حيث نزلت في قصة الحديبية وهي تشير إلي فتح مكة.

إلاّ أنّ المسلمين في بداية الأمر لم يتمكّنوا من دخول مكّة، وذلك حينما أشار رسول الله صلي الله عليه و اله عليهم بالعمرة، وكان عددهم ما يقارب (1400) رجل أو أكثر()، وقد استعدّوا للذهاب مع رسول الله صلي الله عليه و اله للعمرة، وقد أمر صلي الله عليه و اله أن تجعل الذبائح أمام القافلة ليعلم الجميع أنّهم جاءوا للعمرة لا للقتال. وبعدما اقترب رسول الله صلي الله عليه و اله من مكّة إذا بالعيون تخبره أنّ قريش أخرجت جميع نسائها وأطفالها ليمنعوهم من دخول مكّة، فقال صلي الله عليه و اله: إنّنا نريد العمرة وننحر الذبائح ونوزّع عليهم لحومها ليأكلوا منها، فلم يقبلوا، فنزل صلي الله عليه و اله الحديبية وكان السفراء يتردّدون هنا وهناك.

فاضطرّ رسول الله صلي الله عليه و اله أن يرجع وقد

شقّ ذلك علي بعض المسلمين، فارتفعت الأصوات.

روي العلامة المجلسي رحمة الله عليه في البحار، عن تفسير القمي في قوله تعالي: ?إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً? عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ?كان سبب نزول هذه السورة وهذا الفتح العظيم أن الله عزوجل أمر رسول الله صلي الله عليه و اله في النوم أن يدخل المسجد الحرام ويطوف ويحلق مع المحلقين، فأخبر أصحابه وأمرهم بالخروج، فخرجوا، فلما نزل ذا الحليفة أحرموا بالعمرة وساقوا البدن وساق رسول الله صلي الله عليه و اله ستا وستين بدنة وأشعرها عند إحرامه وأحرموا من ذي الحليفة ملبين بالعمرة وقد ساق من ساق منهم الهدي معرات مجللات، فلما بلغ قريش ذلك بعثوا خالد بن الوليد في مائتي فارس كمينا ليستقبل رسول الله صلي الله عليه و اله فكان يعارضه علي الجبال.

فلما كان في بعض الطريق حضرت صلاة الظهر فأذن بلال وصلي رسول الله صلي الله عليه و اله بالناس.

فقال خالد بن الوليد: لو كنا حملنا عليهم في الصلاة لأصبناهم فإنهم لا يقطعون صلاتهم ولكن يجيء لهم الآن صلاة أخري أحب إليهم من ضياء أبصارهم فإذا دخلوا في الصلاة أغرنا عليهم.

فنزل جبرئيل عليه السلام علي رسول الله صلي الله عليه و اله بصلاة الخوف في قوله ?وإِذا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ?() الآية.

فلما كان في اليوم الثاني نزل رسول الله صلي الله عليه و اله الحديبية وهي علي طرف الحرم، وكان رسول الله صلي الله عليه و اله يستنفر الأعراب في طريقه معه فلم يتبعه منهم أحد ويقولون: أيطمع محمد وأصحابه أن يدخلوا الحرم وقد غزتهم قريش في عقر ديارهم فقتلوهم إنه لا يرجع محمد وأصحابه إلي المدينة أبدا.

فلما نزل رسول الله

صلي الله عليه و اله الحديبية خرجت قريش يحلفون باللات والعزي لا يدعون محمدا يدخل مكة وفيهم عين تطرف، فبعث إليهم رسول الله صلي الله عليه و اله: أني لم آت لحرب وإنما جئت لأقضي نسكي وأنحر بدني وأخلي بينكم وبين لحماتها.

فبعثوا عروة بن مسعود الثقفي وكان عاقلا لبيبا وهو الذي أنزل الله فيه ?وَقَالُواْ لَوْلاَ نُزّلَ هََذَا الْقُرْآنُ عَلَيَ رَجُلٍ مّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ? () فلما أقبل إلي رسول الله صلي الله عليه و اله عظم ذلك وقال: يا محمد، تركت قومك وقد ضربوا الأبنية وأخرجوا العوذ المطافيل يحلفون باللات والعزي لا يدعوك تدخل حرمهم وفيهم عين تطرف، أفتريد أن تبير أهلك وقومك يا محمد؟

فقال رسول الله صلي الله عليه و اله: ما جئت لحرب وإنما جئت لأقضي نسكي فأنحر بدني وأخلي بينكم وبين لحماتها.

فقال عروة: بالله ما رأيت كاليوم أحدا صد عما صددت، فرجع إلي قريش وأخبرهم، فقالت قريش: والله لئن دخل محمد مكة وتسامعت به العرب لنذلن ولتجترئن علينا العرب.

فبعثوا حفص بن الأحنف وسهيل بن عمرو، فلما نظر إليهما رسول الله صلي الله عليه و اله قال: ويح قريش قد نهكتهم الحرب ألا خلوا بيني وبين العرب فإن أك صادقا فإنما أجر الملك إليهم مع النبوة، وإن أك كاذبا كفتهم ذؤبان العرب لا يسأل اليوم امرؤ من قريش خطة ليس لله فيها سخط إلا أجبتهم إليه.

قال: فوافوا رسول الله صلي الله عليه و اله، فقالوا: يا محمد، إلي أن ننظر إلي ما ذا يصير أمرك وأمر العرب علي أن ترجع من عامك هذا، فإن العرب قد تسامعت بمسيرك فإن دخلت بلادنا وحرمنا استذلتنا العرب واجترأت علينا ونخلي لك البيت في القابل في هذا

الشهر ثلاثة أيام حتي تقضي نسكك وتنصرف عنا.

فأجابهم رسول الله صلي الله عليه و اله إلي ذلك.

وقالوا له: وترد إلينا كل من جاءك من رجالنا ونرد إليك كل من جاءنا من رجالك.

فقال رسول الله صلي الله عليه و اله: من جاءكم من رجالنا فلا حاجة لنا فيه ولكن علي أن المسلمين بمكة لا يؤذون في إظهارهم الإسلام ولايكرهون ولا ينكر عليهم شيء يفعلونه من شرائع الإسلام.

فقبلوا ذلك.

فلما أجابهم رسول الله صلي الله عليه و اله إلي الصلح أنكر عليه عامة أصحابه وأشد ما كان إنكارا عمر، فقال: يا رسول الله ألسنا علي الحق وعدونا علي الباطل؟

فقال: نعم.

قال: فنعطي الدنية في ديننا.

فقال: إن الله قد وعدني ولن يخلفني.

قال: لو أن معي أربعين رجلا لخالفته.

ورجع سهيل بن عمرو وحفص بن الأحنف إلي قريش فأخبراهم بالصلح.

فقال عمر: يا رسول الله، ألم تقل لنا أن ندخل المسجد الحرام ونحلق مع المحلقين؟

فقال: أمن عامنا هذا وعدتك، قلت لك: إن الله عزوجل قد وعدني أن أفتح مكة وأطوف وأسعي وأحلق مع المحلقين.

فلما أكثروا عليه قال لهم: إن لم تقبلوا الصلح فحاربوهم.

فمروا نحو قريش وهم مستعدون للحرب وحملوا عليهم فانهزم أصحاب رسول الله صلي الله عليه و اله هزيمة قبيحة، ومروا برسول الله صلي الله عليه و اله فتبسم رسول الله صلي الله عليه و اله ثم قال: يا علي خذ السيف واستقبل قريشا. فأخذ أمير المؤمنين عليه السلام سيفه وحمل علي قريش، فلما نظروا إلي أمير المؤمنين عليه السلام تراجعوا وقالوا: يا علي، بدا لمحمد فيما أعطانا.

قال: لا.

فرجع أصحاب رسول الله صلي الله عليه و اله مستحيين وأقبلوا يعتذرون إلي رسول الله صلي الله عليه و اله.

فقال لهم رسول الله صلي

الله عليه و اله: ألستم أصحابي يوم بدر إذ أنزل الله فيكم: ?إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ?()، ألستم أصحابي يوم أحد ?إِذْ تُصْعِدُونَ ولا تَلْوُونَ عَلي أَحَدٍ والرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْراكُمْ?()، ألستم أصحابي يوم كذا، ألستم أصحابي يوم كذا..

فاعتذروا إلي رسول الله صلي الله عليه و اله وندموا علي ما كان منهم وقالوا: الله أعلم ورسوله فاصنع ما بدا لك.

ورجع حفص بن الأحنف وسهيل بن عمرو إلي رسول الله صلي الله عليه و اله فقالا: يا محمد، قد أجابت قريش إلي ما اشترطت من إظهار الإسلام وأن لا يكره أحد علي دينه.

فدعا رسول الله صلي الله عليه و اله بالمكتب ودعا أمير المؤمنين عليه السلام فقال له: اكتب فكتب أمير المؤمنين عليه السلام: بسم الله الرحمن الرحيم.

قال سهيل بن عمرو: لا نعرف (الرحمن)، اكتب كما كان يكتب آباؤك (باسمك اللهم).

فقال رسول الله صلي الله عليه و اله: اكتب (باسمك اللهم)، فإنه اسم من أسماء الله.

ثم كتب: هذا ما تقاضي عليه محمد رسول الله صلي الله عليه و اله والملأ من قريش.

فقال سهيل بن عمرو: ولو علمنا أنك (رسول الله) ما حاربناك، اكتب هذا ما تقاضي عليه محمد بن عبد الله، أتأنف من نسبك يا محمد؟

فقال رسول الله صلي الله عليه و اله: أنا رسول الله وإن لم تقروا، ثم قال: امح يا علي واكتب محمد بن عبد الله.

فقال أمير المؤمنين صلي الله عليه و اله: ما أمحو اسمك من النبوة أبدا.

فمحاه رسول الله صلي الله عليه و اله بيده.

ثم كتب: هذا ما تقاضي عليه محمد بن عبد الله والملأ من قريش وسهيل بن عمرو، اصطلحوا علي وضع الحرب بينهم

عشر سنين علي أن يكف بعضنا عن بعض وعلي أنه لا إسلال ولا إغلال، وأن بيننا وبينهم عيبة مكفوفة، وأنه من أحب أن يدخل في عهد محمد وعقده فعل، وأنه من أحب أن يدخل في عقد قريش وعقدها فعل، وأنه من أتي محمدا بغير إذن وليه يرده إليه، وأنه من أتي قريشا من أصحاب محمد لم يردوه إليه، وأن يكون الإسلام ظاهرا بمكة لا يكره أحد علي دينه ولا يؤذي ولايعير، وأن محمدا يرجع عنهم عامه هذا وأصحابه ثم يدخل علينا في العام القابل مكة فيقيم فيها ثلاثة أيام ولا يدخل علينا بسلاح إلا سلاح المسافر السيوف في القرب.

وكتب علي بن أبي طالب عليه السلام وشهد علي الكتاب المهاجرون والأنصار، ثم قال رسول الله صلي الله عليه و اله: يا علي، إنك أبيت أن تمحو اسمي من النبوة، فو الذي بعثني بالحق نبيا لتجيبن أبناءهم إلي مثلها وأنت مضيض مضطهد، فلما كان يوم صفين ورضوا بالحكمين كتب: هذا ما اصطلح عليه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان، فقال عمرو بن العاص: لو علمنا أنك أمير المؤمنين ما حاربناك، ولكن اكتب: هذا ما اصطلح عليه علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان.

فقال أمير المؤمنين عليه السلام: صدق الله وصدق رسوله صلي الله عليه و اله أخبرني رسول الله صلي الله عليه و اله بذلك ثم كتب الكتاب?().

والملفت للانتباه أنّ رسول الله صلي الله عليه و اله كتب بنداً مهمّاً في صلح الحديبية ربما غفل عن أهميته سهيل، ألا وهو: أنّ الإسلام حرّ في مكّة.

وبعد ذلك (جاء أبو جندل وهو ابن سهيل هارباً من مكة إلي النبي صلي الله عليه و اله

وكان قد أسلم، حتي جلس إلي جنبه، فقال أبوه سهيل: رده عليّ!

فقال المسلمون: لا نرده.

فقام صلي الله عليه و اله: وأخذ بيده فقال: اللهم إن كنت تعلم أن أبا جندل لصادق فاجعل له فرجا و مخرجا. ثم أقبل علي الناس وقال: ?إنه ليس عليه بأس إنما يرجع إلي أبيه وأمه وإني أريد أن أتم لقريش شرطها?، ورجع رسول الله صلي الله عليه و اله إلي المدينة وأنزل الله في الطريق سورة الفتح:

?إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً?()، ().

وبعد سنة فتحت مكّة وتحرّر المسلمون وأخذوا يبلّغون للدين. علماً أنّ رسول الله صلي الله عليه و اله لمّا قدم مكّة كان معه ما يقارب عشرة آلاف مقاتل. وكان هذا هو الوعد الأول الذي وعد الله رسوله صلي الله عليه و الهبالفتح.

الوعد بظهور الدين

أمّا الوعد الآخر الذي وعد به الله نبيّه صلي الله عليه و اله في القرآن، فهو قوله تعالي في سورة الصفّ: ?يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللّهُ مُتِمّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ?() فقد ورد في بعض التفاسير أنّ ذلك يكون عند ظهور الإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف) الذي سيظهر ويملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعد أن تملأ ظلماً وجوراً.

قال علي إبراهيم القمّي رحمة الله عليه في تفسيره لهذه الآية الكريمة، قوله: ?يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللّهُ مُتِمّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ?. قال: بالقائم من آل محمّد عليهم السلام حتّي إذا خرج يظهره الله علي الدين كلّه حتّي لا يعبد غير الله وهو قوله عليه السلام: ?يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً?().

وقال سبحانه في سورة التوبة: ?اتّخَذُوَاْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَآ أُمِرُوَاْ إِلاّ لِيَعْبُدُوَاْ إِلََهاً وَاحِداً لاّ إِلََهَ إِلاّ

هُوَ سُبْحَانَهُ عَمّا يُشْرِكُونَ ? يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَيَ اللّهُ إِلاّ أَن يُتِمّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ? هُوَ الّذِيَ أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَيَ وَدِينِ الْحَقّ لِيُظْهِرَهُ عَلَي الدّينِ كُلّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ?().

وفي الكافي الشريف قال: (يظهره علي جميع الأديان عند قيام القائم عليه السلام)().

وفي البحار عن ابن عباس في قوله تعالي: ?لِيُظْهِرَهُ عَلَي الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ? () قال: ?لا يكون ذلك حتي لا يبقي يهودي ولا نصراني ولا صاحب ملة إلا دخل في الإسلام، حتي يأمن الشاة والذئب والبقرة والأسد والإنسان والحية، وحتي لا تقرض فأرة جرابا وحتي توضع الجزية ويكسر الصليب ويقتل الخنزير، وذلك قوله ?لِيُظْهِرَهُ عَلَي الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ? وذلك يكون عند قيام القائم عليه السلام ?().

وعن سعيد بن جبير في تفسير قوله عزوجل ?لِيُظْهِرَهُ عَلَي الدِّينِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ? قال: ?هو المهدي من عترة فاطمة?().

وهذا هو الوعد الثاني بالنصر وظهور الإسلام ظهوراً كاملاً تاماً.

الإمام المهدي عليه السلام في السنّة

هناك روايات متواترة في الإمام المهدي عليه السلام وهي ثابتة عند الفريقين. منها: ما روي من أنّ نبي الله عيسي عليه السلام يأتي: فيقول له إمام العصر (عجل الله فرجه): ?صلّ?. فيقول عيسي عليه السلام:

?بل تقدّم لنقتدي بك?().

وقد نُقل هذا المضمون في روايات كثيرة().

كما روي أبناء العامّة أنّ المراد من ظهور شخص ينشر الإسلام في الأرض ويظهر الإسلام علي جميع الأديان هو المهدي عليه السلام من أولاد فاطمة عليها السلام().

عن الترمذي بسنده عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: ?ثم لا تذهب الدنيا حتي يملك العرب رجل من أهل بيتي، يواطيء اسمه اسمي?. قال أبو عيسي: وفي الباب عن علي وأبي سعيد وأم سلمة

وأبي هريرة، وهذا حديث حسن صحيح().

وعن أبي سعيد الخدري، قال: خشينا أن يكون بعد نبينا حدث، فسألنا نبي الله صلي الله عليه و اله، فقال: ?ثم إن في أمتي المهدي، يخرج يعيش خمساً أو سبعاً أو تسعاً عليها السلام زيد الشاك قال: قلنا: وما ذاك؟ قال: ?سنين قال : فيجيء إليه رجل، فيقول: يا مهدي أعطني، أعطني قال : فيحثي له في ثوبه ما استطاع أن يحمله عليها السلام. قال أبو عيسي: هذا حديث حسن().

وابن حبان عن رسول الله صلي الله عليه و اله قال: ?ثم لا تقوم الساعة حتي يملك الناس رجل من أهل بيتي يواطيء اسمه اسمي … فيملؤها قسطاً وعدلاً عليها السلام().

وفي كنز العمال: عنه صلي الله عليه و اله: ?إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة علي الدنيا، وإن أهل بيتي سيلقون من بعدي بلاءً وتشريداً وتطريداً، حتي يجيء قوم من قبل المشرق معهم رايات سود، فيسألون الحق فلا يعطونه، فيقاتلون فينصرون فيعطون ما سألوا، فلايقبلونه حتي يدفعوها إلي رجل من أهل بيتي، يواطئ اسمه اسمي …، فيملك الأرض فيملؤها قسطاً وعدلاً كما ملؤها جوراً وظلماً، فمن أدرك ذلك منكم أو من أعقابكم فليأتهم ولو حبوا علي الثلج، فإنها رايات هدي عليها السلام().

وفي بعض رواياتهم: (يخرج رجل من ولد الحسين لو استقبلته الجبال الرواسي لهدها، واتخذ فيها طرقاً)().

وقال: (المهدي من هذه الأمة، وهو الذي يؤم عيسي بن مريم عليهما السلام)().

وقال: (لتملأن الأرض ظلماً وعدواناً، ثم ليخرجن رجل من أهل بيتي حتي يملأها قسطاً وعدلاً كما مُلئت ظلماً وعدواناً)().

وعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله:

?أبشركم بالمهدي، يبعث علي اختلاف من الناس وزلازل، فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً

كما مُلئت جوراً وظلماً، يرضي عنه ساكن السماء وساكن الأرض، يقسم المال صحاحاً?. قال له رجل: ما صحاحاً؟ قال: ?بالسوية بين الناس، ويملأ الله قلوب أمة محمد صلي الله عليه و اله غناء ويسعهم عدله، حتي يأمر منادياً فينادي فيقول: من له في مال حاجة؟ فما يقوم من الناس إلا رجل واحد. فيقول: أنا. فيقول: ائت السدان، يعني الخازن. فقل له: إن المهدي يأمرك أن تعطيني مالاً. فيقول له: احث حتي إذا جعله في حجره وائتزره، ندم فيقول: كنت أجشع أمة محمد صلي الله عليه و اله، أو عجز عني ما وسعهم. قال: فيرده فلا يقبل منه. فيقال له: إنا لا ينفذ شيئاً أعطيناه، فيكون كذلك سبع سنين أو ثمان سنين أو تسع سنين، ثم لا خير في العيش بعده? أو قال: ?ثم لا خير في الحياة بعده?().

وقال: (المهدي مني، أجلي الجبهة، أقني الأنف، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً، يملك سبع سنين)().

وقال صلي الله عليه و اله: ?المهدي من ولد فاطمة عليها السلام.

ورد ذكره في أحاديث أفردها بعض الحفاظ بالتأليف: منهم الحافظ السخاوي في كتاب سماه (ارتقاء الغرف)، ومنهم ابن حجر الهيثمي في جزء سماه (القول المختصر في أحوال المهدي المنتظر)، وكذلك ذكر كثيراً منها في (الفتاوي الحديثية)، وكذلك الشيخ البرزنجي في (الإشاعة). فمن تلك الأحاديث: ما أخرجه أبو داود، وابن ماجه، عن أم سلمة مرفوعاً: ?المهدي من ولد فاطمة عليها السلام. ومنها ما رواه الطبراني، عن علي مرفوعاً: ?المهدي منا يختم الدين به كما فتح بنا عليها السلام.

ومنها ما رواه الطبراني، وغيره عن ابن مسعود، رفعه بلفظ: ?المهدي من أهل بيتي، يواطئ اسمه اسمي عليها السلام.

ومنها ما أخرجه الروياني في مسنده،

وأبو نعيم عن حذيفة قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: ?المهدي رجل من ولدي، لونه لون عربي، وجسمه جسم إسرائيلي، علي خده الأيمن خال كأنه كوكب دري، يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً، يرضي بخلافته أهل الأرض وأهل السماء، والطير في الجو عليها السلام().

أخبار الظهور

لقد وردت أخبار قطعية صحيحة السند بل متواترة في ظهور إمام الزمان (عجل الله فرجه)، ففي الخبر عن أبي الحسن عليه السلام:

?إنّ الأرض لا تخلو من حجّة?().

ومنذ أن خلق الله عزّوجلّ آدم عليه السلام حتّي اليوم لم تشهد الأرض مدّة انقطع فيها الحجّة.

وبعبارة أُخري: إنّ الله تعالي قبل أن يخلق البشر خلق لهم معلّمهم، فلولا الأنبياء عليهم السلام لم يعرف الكثير من الناس الله عزّوجلّ ولما عبدوه، وتدلّ علي ذلك آيات كثيرة منها قوله تعالي: ?الله لا إله إلاّ هو الحي القيوم ? نزّل عليك الكتاب?() إذ أنّ هناك ارتباطاً بين ?القيّوم? و?نزّل عليك الكتاب?.

ولعلّ منشأ جميع الروايات الشريفة هو قوله تعالي:

?وممّن خلقنا أُمّة يهدون بالحقّ وبه يعدلون?()وهذا غير مقتصر علي إمام الزمان عليه السلام بل إنّ من سنن الله أن يكون هادياً للحقّ بين البشر دائماً.

فقد صرّحت الروايات المشهورة أنّ عدد الأنبياء 124 ألف، وصرّح بعضها أنّ لكلّ نبي وصي()، أو أوصياء:

فيوشع بن نون وصي النبي موسي عليه السلام.

وشمعون الصفا وصي النبي عيسي عليه السلام.

وآصف بن برخيا وصي النبي سليمان عليه السلام.

ومنذر وصي النبي يحيي عليه السلام.

وهكذا.. إلي النبي الخاتم محمد صلي الله عليه و اله وأوصياؤه أثنا عشر أولهم: أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وآخرهم المهدي عليهم السلام.

قال علي عليه السلام في حديث: ?لقد سُئل رسول الله صلي الله عليه و اله وأنا عنده عن

الأئمة بعده؟ فقال للسائل: والسماء ذات البروج إن عددهم بعدد البروج ورب الليالي والأيام والشهور، إن عددهم كعدد الشهور.

فقال السائل: فمن هم يا رسول الله؟

فوضع رسول الله صلي الله عليه و اله يده علي رأسي فقال: أولهم هذا وآخرهم المهدي، من والاهم فقد والاني، ومن عاداهم فقد عاداني، ومن أحبهم فقد أحبني، ومن أبغضهم فقد أبغضني، ومن أنكرهم فقد أنكرني، ومن عرفهم فقد عرفني، بهم يحفظ الله عزوجل دينه، وبهم يعمر بلاده، وبهم يرزق عباده، وبهم نزل القطر من السماء، وبهم يخرج بركات الأرض، هؤلاء أصفيائي وخلفائي وأئمة المسلمين وموالي المؤمنين?().

الأمة المرتبطة بالسماء

نقل أنّ شخصاً فرنسياً يدعي (كرين) جاء إلي طهران والتقي بأحد علماء الشيعة وأخذ يسأله عن (الشيعة) ومعتقداتهم.

فذكر له العالم: عدد الأوصياء والأئمة عليهم السلام وأن الإمام المهدي عليه السلام حي وهو الرابط بيننا وبين السماء، وقال له: لاينبغي أن تذكر اسم الأئمّة إلا وتقول: (صلوات الله عليهم) أو (عليهم السلام) فإنهم حجج الله علي الأرض.

وقال له أيضاً: نحن المسلمين نناجي الله ونتوسل إليه بالأدعية المأثورة عن أئمتنا عليهم السلام ونتوسل بهم إلي الباري عزوجل، أمّا أنتم المسيحيون فلستم كذلك.

فقال الفرنسي: بل نحن كذلك أيضاً.

قال العالم: كيف تناجون وتتوسلون وقد ورد في الإنجيل إنّ النبي عيسي عليه السلام حضر حفلة زواج ثمّ شرب الخمر!..

وأنّه عليه السلام أتي بمعجزة حين حوّل الماء إلي الخمر فشرب منه الجميع!

هذا هو الإنجيل().

أمّا التوراة فحدّث ولا حرج().

أما نحن فنقول في مناجاة الله تعالي:

?اللهمّ إنّي أسألك بمعاني جميع ما دعاك به عبادك الذين اصطفيتهم لنفسك المأمونون علي سرّك …? الخ().

إلي غيره من الأدعية المأثورة في كتب الدعاء.

وحينما عاد الرجل إلي بلاده عقد مؤتمراً ذكر فيه: أنّ الأُمّة الوحيدة التي حفظت

ارتباط الإنسان بالله عزوجل، هم الشيعة. وذلك عبر الإمام المهدي (عجل الله فرجه)، فإنها مرتبطة بالسماء، أما سائر الأمم فقد انقطع ارتباطها وذلك لعدم اعتقادها بخليفة الله في الأرض.

فصل عقيدتنا في الإمام المهدي عليه السلام

فصل عقيدتنا في الإمام المهدي عليه السلام

من أهمّ الأحاديث الشريفة الدالّة علي عصمة الأئمّة المعصومين عليهم السلام وصدق خلافتهم لرسول الله صلي الله عليه و اله هو حديث الثقلين المعروف وهو حديث متواتر لا شكّ في سنده ولا في دلالته.

يدل حديث الثقلين مضافاً إلي خلافة الرسول صلي الله عليه و اله علي عصمة الأئمّة عليهم السلام وضرورة الرجوع إليهم كما يرجع إلي القرآن الكريم وهما لا يفترقان حتي يردا ويرد العباد علي رسول الله صلي الله عليه و اله عند الحوض، وليس لأحد عذر في عدم الأخذ منهم عليهم السلام.

قال رسول الله صلي الله عليه و اله: ?إني تارك فيكم الثقلين خليفتين كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء إلي الأرض، وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض?().

وقال رسول الله صلي الله عليه و اله في حجة الوداع: ?إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي، كتاب الله وعترتي أهل بيتي، وإن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما?().

وقال صلي الله عليه و اله: ?كأني قد دُعيت فأجبت، وإني تارك فيكم الثقلين، أحدهما أكبر من الآخر، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلي الأرض وعترتي أهل بيتي، فانظروا كيف تخلفوني فيهما?().

وقد روي هذا الحديث جمع من كبار علماء السنّة()مضافا إلي كبار علماء الشيعة، ومن أراد المزيد فليراجع كتاب (ينابيع المودّة) لأحد علماء السنّة().

وهناك أيضاً حديث آخر متواتر بين الفريقين وهو:

أن خلفاء الرسول صلي الله عليه و اله اثنا عشر،

حيث قال صلي الله عليه و اله: إنّ الأئمّة أو الخلفاء بعدي اثنا عشر كعدد نقباء بني إسرائيل. قال رسول الله صلي الله عليه و اله: ?الأئمة بعدي اثنا عشر?(). وعن ابن مسعود عن النبي صلي الله عليه و اله قال: ?الخلفاء بعدي اثنا عشر كعدة نقباء بني إسرائيل?().

وعن جابر بن سمرة قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه و اله يقول: ?يكون بعدي اثنا عشر أميرا? ثم تكلم فخفي عليّ ما قال، فسألت أبي ما الذي قال؟ فقال: قال: ?كلهم من قريش?().

وفي حديث آخر عن جابر بن سمرة قال: جئت مع أبي إلي المسجد والنبي صلي الله عليه و اله يخطب فسمعته يقول: ?يكون من بعدي اثنا عشر خليفة?()، الحديث.

وعن عطية العوفي عن أبي سعيد قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه و اله يقول: ? الأئمة بعدي اثنا عشر من صلب الحسين تسعة والتاسع قائمهم، فطوبي لمن أحبهم والويل لمن أبغضهم?().

وعن أبي ذر الغفاري رحمة الله عليه قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله:

?الأئمة بعدي اثنا عشر، تسعة من صلب الحسين، تاسعهم قائمهم، ألا إن مثلهم فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها هلك، ومثل باب حطة في بني إسرائيل?().

وعن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عليهم السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: ?الأئمة بعدي اثنا عشر أولهم علي بن أبي طالب وآخرهم القائم، هم خلفائي وأوصيائي وأوليائي وحجج الله علي أمتي بعدي، المقر بهم مؤمن والمنكر لهم كافر?().

وقال صلي الله عليه و اله: ?الأئمة من بعدي اثنا عشر أولهم علي، ورابعهم وثامنهم علي، وعاشرهم علي، وآخرهم مهدي?().

وعن الأنس قال: سألت النبي

عليه السلام: من حواريك يا رسول الله؟ فقال: ?الأئمة من بعدي اثنا عشر من صلب علي وفاطمة، وهم حواريي وأنصار ديني، عليهم من الله التحية والسلام?().

وقد روي حديث (الخلفاء) وأنهم (أثنا عشر) الكثير من علماء السنة().

وطبق الحديث فإنّ خلفاء النبي اثنا عشر خليفة، لا أكثر ولا أقل، ويجب أن نأخذ العلم منهم، ولهم إدارة شؤون المجتمع أيضاً.

فمن هو الثاني عشر من هؤلاء الأطهار، إنه الإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف) دون غيره، وليس بإمكان أي مذهب أن يعدد هؤلاء الأطهار الاثني عشر غير مذهب أهل البيت عليهم السلام.

وفي زيارة الجامعة نقرأ: ?بموالاتكم علّمنا الله معالم ديننا وأصلح ما كان فسد من دنيانا?().

ويكفي الإنسان أن يراجع عقائد الآخرين ليعرف قوة وصحة عقيدة الشيعة التي أخذوها من أهل البيت عليهم السلام.

فقد نقل: إنّ أحد الأُمراء جمع علماء المذاهب الأربعة الحنفية، والحنبلية، والمالكية، والشافعية وقال: إنّي أُريد أن يكون اعتناقي لإحدي هذه المذاهب عن قناعة، فليقم زعيم كل مذهب وليصلّ، فمن عجبتني صلاته اتّبعت مذهبه.

فقام الشافعي وقال: سيّدي أنا أُؤدّي صلاتين.

فقال: لماذا؟

قال: واحدة عنّي علي أساس مذهبي والأُخري علي مذهب أبي حنيفة.

فقال: صلّ، فارتدي فروة كلب لأنّ أبا حنيفة يقول بطهارتها إذا دبغت، ثمّ أتي بنجاسة كلب جافّة ووضعها للسجود، فكبّر وقال: ورقتان خضراوتان، ثمّ ركع وهوي للسجود من دون ذكر، وهكذا في الركعة الثانية وبدلاً من السلام أحدث.

فقال العالم الحنفي: هذا كذب.

فقال: لا، ليس كذباً، فهذه رسالة أبي حنيفة. أفلا تقولون بكفاية آية واحدة بدلاً من الحمد والسورة، وأنه يكفي معناها وأنا ذكرت معني قوله تعالي ?مدهامتان?()فما هو الإشكال؟ أليس إنّكم تقولون: رفع الرأس من الركوع ليس بلازم وأنّ الذكر ليس واجباً ويمكن للمصلّي أن يخرج من

الصلاة بالحدث()؟

وهكذا في سائر الفروع وحتي الأصول. فإنّ كلّ من يراجع عقائد البقية في النبوّة والتوحيد والمعاد يعرف معني قوله عليه السلام: ?بموالاتكم علّمنا الله معالم ديننا وأصلح ما كان فسد من

دنيانا?().

فالله عندهم له رجل ويد وعين و … ().

وقد أفتي بعضهم بعدم جواز الصلاة خلف من يقول: إنّ الله لا يُري يوم القيامة.

وقالوا: إنّ الله يركب الحمار، وينزل إلي السماء الرابعة كلّ ليلة جمعة وينادي: هل من تائب فأتوب عليه().

وقالوا: إنّ النبي صلي الله عليه و اله كان يبول في المزبلة وأمام أصحابه().

هكذا يصوّرون النبي صلي الله عليه و اله.

أمّا الإمامة عندهم فهم يعتقدون بإمامة كلّ حاكم بر أو فاجر() فهو أمير المؤمنين! في نظرهم، حتي مثل معاوية ويزيد، وقد ألّف أحدهم كتاباً تحت عنوان: (أمير المؤمنين يزيد)!.

وصرّح الغزالي في إحياء العلوم فقال: لعن يزيد لا يعلم جوازه بل هو ليس بجائز().

ونقل: أنّ أحدهم كان في مقام إبراهيم عليه السلام فرأي شخصاً تجري الدماء من رجله، فأتي بخرطوم الماء ليطهّره وإذا بالشرطة المنتشرة في الحرم تطارده ويصيحوا به قائلين: لقد لوّثت جميع الأماكن، فجلبوا سطلاً صغيراً فيه ماء قليل وقطعة قماش قديمة وجعلوا يمسحون به النجاسة… بل كثيراً منهم يعتقد أنّ النوم لا ينقض الوضوء إلاّ في حالات خاصّة() ولذا تجدهم ينامون ولمّا يستيقظون يقيمون صلاتهم من دون تجديد لوضوء..

من هنا ولكي نعرف العقائد السليمة ينبغي أن نطرق باب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ليبصّرنا معالم ديننا، فهو عليه السلام باب علم النبي صلي الله عليه و اله حيث قال صلي الله عليه و اله: ?أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد المدينة فليأتها من بابها?().

ولأن علياً عليه السلام هو أعرف

الخلق برسول الله صلي الله عليه و اله وبشريعته وبالقرآن وعلومه.

وقد طرح ابن أبي الحديد المعتزلي بحثاً تناول فيه السؤال التالي: لماذا لم يمدح النبي صلي الله عليه و اله أحدا من الصحابة مثلما مدح أمير المؤمنين عليه السلام؟.

فأجاب علي ذلك قائلاً: إنّ سائر الصحابة لم يعرفوا رسول الله صلي الله عليه و اله.

وقد حرص أهل البيت عليهم السلام علي تأديب شيعتهم وتسليحهم بالعقائد الصحيحة حتّي بلغ الأمر أنّهم إذا كانوا في أسواق البصرة كانوا يعرفون من سيماهم وأخلاقهم ومعاملتهم، فكان يستدلّ عليهم بأنّهم شيعة علي عليه السلام، ففي الحديث عن أبي الحسن الأوّل عليه السلام قال: ?كثيراً ما كنت أسمع أبي يقول: ليس من شيعتنا من لاتتحدّث المخدّرات بورعه في خدورهنّ، وليس من أوليائنا من هو في قرية فيها عشرة آلاف رجل فيهم من خلق الله أورع منه?().

وروي أنّ فرداً كان مديناً لابن أبي عمير وسمع أنّه أفلس فانطلق وباع داره وجاء ليعطيه دَينه، فقال ابن أبي عمير: لم يكن عندك مال فمن أين أتيت بها؟ قال: لقد بعتُ داري. فقال: كنتُ محتاجاً لدرهم أما والله لا أقبل منك هذه النقود فإنّي سمعت الإمام الصادق عليه السلام يقول: ?إنّ المرء لا يبيع داره من أجل قرضه?(). هذا هو الرجل العالم بوظيفته الشرعية.

ومن العقائد الحقة: هو الاعتقاد بالإمام المهدي المنتظر (عجل الله فرجه الشريف) وهو الثاني عشر من خلفاء الرسول صلي الله عليه و اله، أما سائر المذاهب فمن هو الخليفة الثاني عشر عندهم؟ وقد صرح رسول الله صلي الله عليه و اله بأن خلفاءه إثنا عشر؟

ومن هو إمام زمانهم وقد قال رسول الله صلي الله عليه و اله: ?من مات ولم يعرف إمام زمانه

مات ميتةً جاهلية?().

البشارة بالإمام المهدي عليه السلام

إنّ الروايات المبشّرة بالإمام المهدي (عجّل الله تعالي فرجه الشريف) كثيرة جداً، جمع البعض منها 657 حديثاً، ومن بين هذه الأحاديث هناك: 389 حديثاً في (منتخب الأثر) تصرّح أنّ المهدي الموعود (سلام الله عليه) من أهل البيت عليهم السلام.

وأنّ 214 حديثاً تصرّح بأنّه عليه السلام من أولاد علي عليه السلام.

و192 حديثاً تفيد أنّه من أولاد فاطمة وعلي عليهما السلام، أي أنّه ليس من ذرية محمّد بن الحنفية أو سائر أولاد أمير المؤمنين عليه السلام.

و107 أحاديث تنص علي أنّه من أولاد الحسنين عليهما السلام.

و185 حديثاً تدلّ أنّه من أولاد الإمام الحسين عليه السلام، وبذلك تصبح الدائرة أضيق.

و 160 حديثاً تنصّ علي أنّ المهدي الموعود عليه السلام من الأئمّة التسعة من أولاد الحسين عليه السلام.

و148 حديثاً تصرّح أنّه التاسع من ذرّية الإمام الحسين عليه السلام وهم: الإمام السجّاد، الباقر، الصادق، الكاظم، الرضا، الجواد، الهادي، العسكري، والتاسع هو المهدي (عليهم أفضل الصلاة والسلام).

و185 حديثاً تدل علي أنّه من أولاد علي بن الحسين عليه السلام.

و103 أحاديث تدلّ علي أنّه من ذرّية الإمام الباقر عليه السلام.

و103 أحاديث تدل علي أنه من ذرّية الإمام الصادق عليه السلام.

و101 حديثاً تشير بأنّه من ذرّية الإمام موسي بن جعفر عليه السلام.

و98 حديثاً تدلّ علي أنّه الابن الخامس للإمام الكاظم عليه السلام.

و95 حديثاً تدلّ علي أنّه الولد الرابع للرضا عليه السلام.

و90 حديثاً تدلّ علي أنّه الولد الثالث للجواد عليه السلام.

و46 حديثاً تدلّ علي أنّه من أولاد أبي محمّد عليه السلام يعني الإمام الحسن العسكري عليه السلام وقد ذكر باسمه واسم أبيه.

و123 حديثاً تنصّ علي أنّه يملأ الأرض عدلاً وقسطاً.

العدالة في الأرض

إنّ العدالة كلمة حلوة إلاّ أنّ طعمها مرّ في بعض الأحيان كمرارة الدواء، ولذلك ينبغي كما

ندعو لتعجيل الفرج، أن ندعو لكي يجعلنا الله مستعدين لظهوره فنقول في الدعاء: اللهمّ اجعلنا مستعدّين لظهور الإمام المهدي عليه السلام وخروجه.

وإلا فهل نحن مستعدون للعدالة التي يأتي بها الإمام عليه السلام في حكومته؟

ففي الروايات إنّ الذين لم يرتدّوا عن أمير المؤمنين عليه السلام ثلاثة أو أربعة فقط().

وكذا الحال بالنسبة للإمام الحسن عليه السلام، وسيّد الشهداء عليه السلام وسائر الأئمّة عليهم السلام مع أنّهم لم يأمروا بشيء مرّ، بل سايروا حتّي الأعداء والمنافقين.

التعامل مع القلوب

إن الأئمة عليهم السلام مرتبطون بحقائق الكون، فهم ينظرون إلي القلوب ولا يخدعهم صورة الشخص وظاهره.

خرج أمير المؤمنين عليه السلام ذات ليلة من مسجد الكوفة متوجّهاً إلي داره وقد مضي ربع من الليل ومعه كميل بن زياد وكان من خيار شيعته ومحبّيه، فوصل في الطريق إلي باب رجل يتلو القرآن في ذلك الليل ويقرأ قوله تعالي: ?أَمّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَآءَ اللّيْلِ سَاجِداً وَقَآئِماً يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُواْ رَحْمَةَ رَبّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ إِنّمَا يَتَذَكّرُ أُوْلُو الألْبَابِ?() بصوت شجي حزين، فاستحسن كميل ذلك في باطنه وأعجبه حال الرجل من غير أن يقول شيئاً، فالتفت (صلوات الله عليه وآله) إليه وقال: يا كميل! لا تعجبك طنطنة الرجل إنّه من أهل النار وسأُنبئك فيما بعد.

فتحيّر كميل لمكاشفته له علي ما في باطنه، ولشهادته بدخول الرجل النار مع كونه في هذا الأمر وتلك الحالة الحسنة.

ومضي مدّة متطاولة إلي أن آل حال الخوارج إلي ما آل وقاتلهم أمير المؤمنين عليه السلام، وكانوا يحفظون القرآن كما أنزل، فالتفت أمير المؤمنين عليه السلام إلي كميل بن زياد وهو واقف بين يديه والسيف في يده ورؤوس أُولئك الفجرة علي الأرض، فوضع رأس السيف علي رأس من

تلك الرؤوس وقال: ?يا كميل

?أَمّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَآءَ اللّيْلِ سَاجِداً وَقَآئِماً?() أي هو ذلك الشخص الذي كان يقرأ القرآن في تلك الليلة فأعجبك حاله?، فقبّل كميل قدميه واستغفر الله وصلّي علي مجهول القدر().

نعم، إنّ أهل البيت عليهم السلام ومنهم الإمام المهدي عليه السلام يتعاملون مع قلوبنا، ولا ينظرون إلي صورنا وأشكالنا، ولذلك علينا أن نقول الحقّ ونعتقد به ونعمل وفقه، وندعو الله قائلين: ?رّبّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لّي مِن لّدُنْكَ سُلْطَاناً نّصِيراً?().

أي عدالة ينشرها الإمام المهدي عليه السلام؟

إن العدالة التي ينشرها الإمام المهدي عليه السلام هي نفس عدالة جده أمير المؤمنين عليه السلام، روي: أنّه استعدي رجل علي علي بن أبي طالب عليه السلام عمر بن الخطّاب والإمام علي عليه السلام جالس، فالتفت عمر إليه فقال: قم يا أبا الحسن فاجلس مع خصمك.

فقام عليه السلام فجلس معه وتناظرا، ثمّ انصرف الرجل ورجع الإمام علي عليه السلام إلي محلّه، فتبيّن عمر التغيّر في وجهه، فقال: يا أبا الحسن! ما لي أراك متغيّراً أكرهت ما كان؟

قال: نعم.

قال: وما ذاك؟

قال: كنّيتني بحضرة خصمي، هلاّ قلت قم يا علي فاجلس مع خصمك()؟

نعم علي هذا المنهج من العدالة يسير حفيد أمير المؤمنين عليه السلام الإمام الحجّة بن الحسن عليه السلام ويحيي العدالة الحقيقية التي حرم منها العالم منذ شهادة الإمام علي عليه السلام..

السير بسيرة الرسول صلي الله عليه و اله

ورد في العديد من الأخبار أنّ نهج إمام الزمان عليه السلام هو نفس نهج رسول الله صلي الله عليه و اله وبذلك يملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعد ما ملئت ظلماً وجوراً().

فعن رسول الله صلي الله عليه و اله قال: ?التاسع منهم قائم أهل بيتي ومهدي أُمّتي، أشبه الناس بي في شمائله وأقواله وأفعاله،

ليظهر بعد غيبة طويلة وحيرة مضلّة، فيعلي أمر الله، ويظهر دين الله، ويؤيّد بنصر الله، وينصر بملائكة الله، فيملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً?().

وعن محمّد قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن القائم إذا قام بأي سيرة يسير في الناس؟

فقال عليه السلام بسيرة ما سار به رسول الله صلي الله عليه و اله حتّي يظهر الإسلام.

قلت: وما كانت سيرة رسول الله صلي الله عليه و اله؟

قال: ?أبطل ما كانت في الجاهلية، واستقبل الناس بالعدل، وكذلك القائم عليه السلام إذا قام يبطل ما كانت في الهدنة ممّا كان في أيدي الناس ويستقبل بهم العدل?().

امتثال أمر الإمام الحجّة عليه السلام

ينقل أنّ رجلاً من أهل الحلّة كان قد جرح في فخذه فسال دمه، قال: فاتّجهت إلي بغداد حيث فيها سيّد جرّاح وهو معروف، وحين رأي الجرح قال: لا يمكن معالجة هذا الجرح فقد بلغ إلي الشريان ولا يمكن قطعه وإصلاحه فلعلّك تموت!.

ثمّ قال له: ارجع إلي بيتك فلا علاج.

يقول الرجل: فانطلقت إلي سامراء لأزور سيّدي ومولاي الحجة بن الحسن عليه السلام وأعود إلي البيت، فنزلت السرداب المقدّس وأخذت بالبكاء ثمّ خرجت وقصدت نهر دجلة وأخذت أغسل الجرح وأُنظّفه وقصدت الزيارة.

يقول الرجل: بقيت مسافة قليلة علي بوّابة سامراء فرأيت ثلاثة أو أربعة فرسان قدموا من ذلك الجانب من المدينة فاقتربت منهم فناداني أحدهم باسمي قائلاً: فلان تعال هنا.

تعجّبت كيف عرف اسمي؟

فقال: دعني أري جرحك كيف أصبح.

يقول: قلت في نفسي إنّ هذا العربي لا يحسن الطهارة والنجاسة فكيف يمسك بلباسي وماذا أفعل.

يقول: أخيراً ضغط علي الجرح ثمّ ركب فرسه وقال: إذا ذهبت إلي بغداد وأعطاك الحاكم العباسي نقوداً فلا تأخذها، وأرسل رسالة ووصية إلي السيّد قل له هذه الكلمات، ثمّ انصرف.

فتقدّم نحوي

أحد مرافقيه وقال: عرفت من كان هذا؟

قلت: لا قال: هذا إمام زمانك.

قال: فتبعته فبلغته.

فقال عليه السلام: ارجع، فلم أرجع ثمّ أعادها ثانية فلم أفعل.

حتّي قال أحد أصحابه: يالك من رجل يقول لك الإمام ارجع فلا ترجع، فوقفت في مكاني وانطلقوا. ونظرت إلي الجرح فلم أر أي أثر له، بل كان قد ظهر الشعر فيها.

نعم يجب إطاعة الإمام عليه السلام حتّي فيما إذا قال: (ارجع) أو

ما أشبه.

فصل: عِدل القرآن

فصل: عِدل القرآن

إن الإمام المهدي عليه السلام وكذلك سائر أئمة أهل البيت عليهم السلام هم عدل القرآن الكريم. حيث ورد عن رسول الله صلي الله عليه و اله أنه قال: ?إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي?().

وهنا يطرح سؤال مهمّ ينبغي لكلّ المسلمين الالتفات إليه، وهو: كيف ينبغي التعامل مع هذين الثقلين؟ بل إن رسول الله صلي الله عليه و اله قال: ?انظروا كيف تخلفوني فيهما?().

يتضح الجواب من كلمات الأئمّة المعصومين عليهم السلام، فمن كلام لأمير المؤمنين عليه السلام يصف فيه المتّقين قال:

?أمّا الليل فصافون أقدامهم، تالين لأجزاء القرآن، يرتّلونه ترتيلاً، يحزنون به أنفسهم، ويستثيرون به دواء داءهم?().

وورد في المقاتل أنّ أحد الرواة قال: بلغت خيمة للإمام الحسين عليه السلام وكان جالسا فيها يرتّل القرآن وتجري دموعه علي خدّيه.

مضافاً إلي الكثير من الروايات التي تبين لزوم العمل بتعاليم القرآن وعدم الاكتفاء بالقراءة المجردة.

إذن وظيفتنا تجاه الثقل الأكبر (القرآن) ليست القراءة لوحدها بل لابدّ من القراءة والعمل. وكما في الحديث الشريف: ?ربّ تالٍ للقرآن والقرآن يلعنه?().

التأثر بالقرآن

ينقل أنّ أحد السرّاق أراد أن يسرق شخصاً كان يقرأ سورة الذاريات، وقد وصل إلي قوله تعالي: ?وَفِي السّمَآءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ?().

وإذا بالسارق قال: من يقول هذا؟

فأجابه الرجل: الله!

قال السارق: الله يقول رزقكم في السماء؟

قال: أجل.

فترك السرقة وانطلق.

وبعد سنة التقي اللص بالرجل وقال له: أعد عليّ قراءة الآية.

فقرأ الرجل: ?وَفِي السّمَآءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ?()

فقال السارق: إنّني منذ تركت السرقة لم أجد فقراً أبداً.

علي كلّ فإنّ القرآن الكريم هو كتاب الله حبل ممدود من السماء إلي الأرض() ولابدّ من الاهتمام والعمل به حتّي نلقي رسول الله صلي الله عليه و اله وقد أطعناه فيما أوصانا به، هذا مضافاً إلي لزوم التمسك بالثقل الثاني

وهو أهل البيت عليهم السلام.

في رحاب العترة الطاهرة عليهم السلام

إن الثقل الآخر الذي أوصي به رسول الله صلي الله عليه و اله في حديث الثقلين، هم أهل البيت عليهم السلام الذين قال عنهم القرآن: ?قُل لاّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاّ الْمَوَدّةَ فِي الْقُرْبَيَ?().

ففي الخبر عن إسماعيل بن عبد الخالق قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ?ما يقول أهل البصرة في هذه الآية: ?قُل لاّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاّ الْمَوَدّةَ فِي الْقُرْبَيَ?؟? قلت: جعلت فداك إنّهم يقولون: إنّها لأقارب رسول الله صلي الله عليه و اله. قال: ?كذبوا، إنّما نزلت فينا خاصّة أهل البيت، في علي وفاطمة والحسن والحسين وأصحاب الكساء عليهم السلام?().

وعن أبي جعفر عليه السلام في قوله تعالي: ?قُل لاّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاّ الْمَوَدّةَ فِي الْقُرْبَيَ?() قال: ?هم

الأئمّة عليهم السلام ?().

وهذا هو معني أنّ الإمام (الحسين عليه السلام مصباح الهدي وسفينة النجاة)()، فإنّ الإمام الحسين عليه السلام وشعائره المقدسة تنير للعالم درب الحق، وصراط الفضيلة والتقوي.

ومن هنا نري مدي اهتمام الإمام المهدي عليه السلام بالشعائر الحسينية حتي قال في زيارة جده عليهما السلام: ?السلام عليك سلام العارف بحرمتك، المخلص في ولايتك، المتقرب إلي الله بمحبتك، البريء من أعدائك، سلام من قلبه بمصابك مقروح، ودمعه عند ذكرك مسفوح، سلام المفجوع المحزون، الواله المسكين، سلام من لو كان معك بالطفوف لوقاك بنفسه من حد السيوف، وبذل حشاشته دونك للحتوف، وجاهد بين يديك، ونصرك علي من بغي عليك، وفداك بروحه وجسده وماله وولده، وروحه لروحك الفداء، وأهله لأهلك وقاء، فلئن أخرتني الدهور، وعاقني عن نصرتك المقدور، ولم أكن لمن حاربك محاربا، ولمن نصب لك العداوة مناصبا، فلأندبنك صباحا ومساءً، ولأبكين عليك بدل الدموع دماً، حسرة

عليك وتأسفا وتحسراً علي ما دهاك، و تلهفاً حتي أموت بلوعة المصاب وغصة الاكتئاب?().

إن البكاء علي الإمام الحسين (صلوات الله عليه) يوجب غفران الذنوب ويورث الأدب والحنان، ويعلّم الإنسان التضحية والفداء، ويلقنه الشجاعة والبطولة، وينزل ألطاف الله تعالي عليه، فضلاً عن سائر آثار مجالس العزاء الكثيرة والتي منها تعلّم معالم الدين وأحكام الشريعة، وشفاء المرضي وقضاء الحوائج وسعة الرزق و …

عبر من الحديث

إنّ العترة الطاهرة عليهم السلام مبيّنة للقرآن ومفسّرة له ولذلك فإنّها لن تفترق عنه، كما في حديث الثقلين.

ففي الخبر عن الإمام الحسن عليه السلام قال:

?نحن نعلم تأويله?().

وعليه، فإنّ إمام الزمان عليه السلام وحده في هذا العصر يتقن تأويل القرآن ويعلم جميع علومه من ظاهره وباطنه ومحكمه ومتشابهه وأوله وآخره.

فأهل البيت عليهم السلام لا يتحدّثون بخلاف القرآن، بل كلّ ما يقولونه فهو من القرآن وإلي القرآن، ويدلّ علي ذلك الحديث الوارد عن أبي بصير قال: قال أبو جعفر عليه السلام في هذه الآية:

?بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيّنَاتٌ فِي صُدُورِ الّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ? ?أما والله يا أبا محمّد ما قال بين دفتي المصحف؟

قلت: من هم جعلت فداك؟

قال: من عسي أن يكونوا غيرنا().

فكما أنّ القرآن الكريم تبيان لكلّ شيء، كذلك العترة الطاهرة عليهم السلام فإنّهم تبيان لكلّ شيء.

لن يفترقا أبداً

ثم إنه لما كان رسول الإسلام صلي الله عليه و اله هو خاتم النبيين وشريعته خاتمة الأديان وكتابه خاتم الكتب، فأوصياؤه عليهم السلام أيضا خاتمة الأوصياء، وإذا كان: (حلال محمّد حلال أبداً إلي يوم القيامة وحرام محمّد حرام أبداً إلي يوم القيامة)() كما عن الإمام الصادق عليه السلام. وأنه صلي الله عليه و اله ?لا نبي بعده? فيلزم أن يكون القرآن حاكماً إلي يوم القيامة، وما دام القرآن موجوداً

فالإمام عليه السلام موجود، وذلك لأن الكتاب والعترة لن يفترقا حتي يردا علي رسول الله صلي الله عليه و اله الحوض في يوم القيامة، فلا يمكن أن يكون القرآن موجوداً ولايكون الإمام موجوداً، وهذا من الشواهد علي وجود الإمام المهدي عليه السلام في هذا الزمان.

مسؤولية العباد

إن حديث الثقلين يحملنا الكثير من المسؤوليات في زماننا هذا تجاه القرآن الكريم والإمام المهدي المنتظر عليه السلام.

فليست هذه الوصية والتأكيد الكبير من رسول الله صلي الله عليه و اله بعترته الطاهرة عليهم السلام لمجرد التوسّل بهم أو البكاء علي مصابهم، بل إن مراده صلي الله عليه و اله بهذا الحديث: هو لزوم التمسك بأهل البيت عليهم السلام والاهتداء بهديهم، والسير علي طريقتهم المؤدية إلي الله عزوجل ومرضاته.

فقوله صلي الله عليه و اله: ?كتاب الله وعترتي أهل بيتي? و?إنّهما لن يفترقا حتّي يردا عليّ الحوض?(). أي إن الأمة إذا تركت العترة الطاهرة عليهم السلام فهي لا تحسن فهم القرآن وتفسيره وعلومه، لأن الذي يحسن ذلك فقط هم أهل البيت عليهم السلام فإنهم ورثة علم رسول الله صلي الله عليه و اله وهم ?الراسخون في العلم?() وهم الذين عندهم (علم الكتاب)، وهذا معني القول بأنّ أمير المؤمنين علي عليه السلام هو القرآن الناطق، أي أنّه مفسّر ومبيّن لكتاب الله عزّوجلّ.

إذن فإنّ لطف الله لم ينته بنزول القرآن فحسب، بل من لطفه أيضاً تعيين أئمة حق عليهم السلام يهدون بأمره ويفسرون كتابه.

ولا يوجد أحد أعرف بكتابه من أهل البيت عليهم السلام، ففي الخبر عن الأصبغ بن نباتة قال: لمّا قدم علي عليه السلام الكوفة صلّي بهم أربعين صباحاً فقرأ بهم ?سبّح اسم ربّك الأعلي?()، فقال المنافقون: والله ما يحسن أن يقرأ ابن

أبي طالب القرآن، ولو أحسن أن يقرأ لقرأ بنا غير هذه السورة!.

قال: فبلغه ذلك فقال: ?ويلهم إنّي لأعرف ناسخه ومنسوخه، ومحكمه ومتشابهه، وفصاله من وصاله، وحروفه من معانيه، والله ما حرف نزل علي محمّد صلي الله عليه و اله إلاّ وأنا أعرف فيمن اُنزل، وفي أي يوم نزل، وفي أي موضع نزل، ويلهم أما يقرؤون: ?إنّ هذا لفي الصحف الأُولي ? صحف إبراهيم وموسي?() والله عندي ورثتها من رسول الله صلي الله عليه و اله وورثها رسول الله صلي الله عليه و اله من إبراهيم وموسي، ويلهم والله إنّي أنا الذي أنزل الله فيّ ?وتعيها أُذن واعية?() فإنّا كنّا عند رسول الله صلي الله عليه و اله فيخبرنا بالوحي فأعيه ويفوتهم فإذا خرجنا قالوا: ماذا قال آنفاً?().

وفي الخبر: أنّ أحد أهل الشام جاء ليناظر الإمام الصادق عليه السلام فأحاله علي هشام بن الحكم وقال عليه السلام له: ?كلّم هذا الغلام? يعني هشام بن الحكم.

فقال: نعم.

ثمّ قال الشامي لهشام: يا غلام سلني في إمامة هذا يعني أبا عبد الله عليه السلام.

فغضب هشام حتّي ارتعد ثمّ قال: أخبرني يا هذا أربّك أنظر لخلقه أم هم لأنفسهم؟

فقال الشامي: بل ربّي أنظر لخلقه.

قال: ففعل بنظره لهم في دينهم ماذا؟

قال: كلّفهم وأقام لهم حجّة ودليلاً علي ما كلّفهم وأزاح في ذلك عللهم.

فقال له هشام: فما هذا الدليل الذي نصبه لهم؟

قال الشامي: هو رسول الله صلي الله عليه و اله.

قال هشام: فبعد رسول الله صلي الله عليه و اله مَن؟

قال: الكتاب والسنّة.

قال هشام: فهل نفعنا اليوم الكتاب والسنّة فيما اختلفنا فيه حتّي رفع عنّا الاختلاف ومكننا من الاتّفاق؟

قال الشامي: نعم.

فقال له هشام: فلم اختلفنا نحن وأنت وجئت لنا من الشام تخالفنا

وتزعم أنّ الرأي طريق الدين وأنت مقرّ بأنّ الرأي لايجمع علي القول الواحد المختلفين؟

فسكت الشامي كالمفكّر.

فقال له أبو عبد الله عليه السلام: ما لك لا تتكلّم؟

قال: إن قلت: إنّا ما اختلفنا كابرت، وإن قلت: إنّ الكتاب والسنّة يرفعان عنّا الاختلاف أبطلت لأنّهما يحتملان الوجوه، لكن لي عليه مثل ذلك.

فقال له أبو عبد الله عليه السلام: سله تجده مليّاً.

فقال الشامي لهشام: من أنظر للخلق ربّهم أم أنفسهم؟

فقال هشام: بل ربّهم أنظر لهم.

فقال الشامي: فهل أقام لهم من يجمع كلمتهم ويرفع اختلافهم ويبيّن لهم حقّهم من باطلهم؟

قال هشام: نعم.

قال الشامي: من هو؟

قال هشام: أمّا في ابتداء الشريعة فرسول الله صلي الله عليه و اله، وأمّا بعد النبي فغيره.

فقال الشامي: ومن هو غير النبي القائم مقامه في حجّته؟

قال هشام: في وقتنا هذا أم قبله؟

قال الشامي: بل في وقتنا هذا.

قال هشام: هذا الجالس يعني أبا عبد الله عليه السلام الذي تشدّ إليه الرحال ويخبرنا بأخبار السماء وراثة عن أب عن جدّ.

فقال الشامي: وكيف لي بعلم ذلك؟

قال هشام: سله عمّا بدا لك.

قال الشامي: قطعت عذري().

وهذا من الأدلة علي ضرورة وجود الإمام عليه السلام في كل عصر وزمان.

الإمام المهدي عليه السلام وحكمة الغيبة

أحياناً يسأل البعض: لماذا يتأخّر ظهور الإمام الحجّة (عجّل الله فرجه الشريف)؟

في جوابه نقول: لغيبته عليه السلام علل وحكم كثيرة، منها امتحان الأمة، ومنها حفظ الإمام عليه السلام حيث أراد الأعداء القضاء عليه كما قضوا علي آبائه وأجداده الطاهرين عليهم السلام والمسألة تتعلق بإرادة الله عزوجل وميشئته.

وسيبقي الإمام عليه السلام غائباً حتي يأذن الله له بالظهور، والدعاء بتعجيل الفرج يؤثر في تعجيل الظهور وقد اُمرنا بذلك، كما أن ذنوبنا تؤخر الفرج الذي هو فرجنا أيضاً، ففي التوقيع الشريف عنه

عليه السلام: ?وأكثروا الدعاء بتعجيل الفرج فإنّ ذلك فرجكم?().

وفي الدعاء: ?اللهمّ اغفر لي الذنوب التي تحبس الدعاء?().

من جانب آخر أحياناً يطلب الإنسان بعض الحوائج دون أن يمتلك المؤهّلات في الإجابة، وربما لم تكن الظروف والشرائط مناسبة للإجابة.

فعن الإمام السجّاد عليه السلام قال: مرّ موسي بن عمران عليه السلام برجل وهو رافع يده إلي السماء يدعو الله، فانطلق موسي في حاجته فغاب سبعة أيّام ثمّ رجع إليه وهو رافع يده إلي السماء، فقال: يا ربّ هذا عبدك رافع يديه إليك يسألك حاجته، ويسألك المغفرة منذ سبعة أيّام لا تستجيب له؟

قال: فأوحي الله إليه، يا موسي! لو دعاني حتّي تسقط يداه أو تنقطع يداه أو ينقطع لسانه ما استجبت له حتّي يأتيني من الباب الذي أمرته().

خلاصة القول: أحياناً يريد البعض شيئاً ليس له فيه صلاحه وبعد فترة من الزمن يعرف أنّ هذه الحاجة لم تكن صالحة له، وإلاّ فإنّ الله تعالي مجيب الدعاء ويقدّر لعباده ما فيه صلاحهم، فإذا لم تكن فيه مصلحة دنيوية فإنّ فيه مصلحة أُخروية، كحصول الإنسان علي ثواب عبادة الدعاء، إذ أنّ الدعاء من أفضل العبادات وأكثرها أجراً، وقد أشار الإمام المهدي عليه السلام في (دعاء الافتتاح) إلي تقدير المصلحة في إجابة الدعاء فقال:

?ولعلّ الذي أبطأ عنّي هو خير لي لعلمك بعاقبة الأُمور?().

ومع كل ذلك فإنا قد اُمرنا بالدعاء لمولانا صاحب العصر والزمان عليه السلام ولتعجيل فرجه الشريف.

وهذه بعض تلك الأدعية والزيارات المأثورة:

?اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَي الْخَلَفِ الْحُجَّةِ مِنْ بَعْدِهِ، إِمَامِ الْمُسْلِمِينَ، وَوَالِ مَنْ وَالاهُ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ، وَعَجِّلْ فَرَجَهُ?().

?اللَّهُمَّ أَرِنِي الطَّلْعَةَ الرَّشِيدةَ، وَالْغُرَّةَ الْحَمِيدَةَ، وَاكْحُلْ بَصَرِي بِنَظْرَةٍ مِنِّي إِلَيْهِ، وَعَجِّلْ فَرَجَهُ، وَسَهِّلْ مَخْرَجَهُ، اللَّهُمَّ اشْدُدْ أَزْرَهُ، وَقَوِّ ظَهْرَهُ، وَطَوِّلْ عُمُرَهُ، وَاعْمُرِ اللَّهُمَّ بِهِ

بِلادَكَ، وَأَحْيِ بِهِ عِبَادَكَ، فَإِنَّكَ قُلْتَ وَقَوْلُكَ الْحَقُّ: ?ظَهَرَ الْفَسادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِما كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ?()، فَأَظْهِرِ اللَّهُمَّ لَنَا وَلِيَّكَ وَابْنَ بِنْتِ نَبِيِّكَ، الْمُسَمَّي بِاسْمِ رَسُولِكَ صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ، حَتَّي لا يَظْفَرَ بِشَيْءٍ مِنَ الْبَاطِلِ إِلا مَزَّقَهُ، وَيُحِقَّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيُحَقِّقَهُ، اللَّهُمَّ اكْشِفْ هَذِهِ الْغُمَّةَ عَنْ هَذِهِ الأمَّةِ بِظُهُورِهِ، إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً وَنَرَاهُ قَرِيباً وَصَلَّي اللَّهُ عَلَي مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ?().

?أَنْجِزْ لِوَلِيِّكَ وَابْنِ نَبِيِّكَ، الدَّاعِي إِلَيْكَ بِإِذْنِكَ، وَأَمِينِكَ فِي خَلْقِكَ، وَعَيْنِكَ فِي عِبَادِكَ، وَحُجَّتِكَ عَلَي خَلْقِكَ، عَلَيْهِ صَلَوَاتُكَ وَبَرَكَاتُكَ، وَعْدَهُ، اللَّهُمَّ أَيِّدْهُ بِنَصْرِكَ، وَانْصُرْ عَبْدَكَ وَقَوِّ أَصْحَابَهُ وَصَبِّرْهُمْ، وَافْتَحْ لَهُمْ مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَاناً نَصِيراً، وَعَجِّلْ فَرَجَهُ وَأَمْكِنْهُ مِنْ أَعْدَائِكَ وَأَعْدَاءِ رَسُولِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ?().

?اللهم عجل فرجه، وأيده بالنصر، وانصر ناصريه، واخذل خاذليه، ودمدم علي من نصب له وكذب به، وأظهر به الحق وأمت به الجور، واستنقذ به عبادك المؤمنين من الذل، وأنعش به البلاد وأقتل به جبابرة الكفرة واقصم به رؤوس الضلالة، ودلل به الجبارين والكافرين وأبر به المنافقين والناكثين وجميع المخالفين والملحدين في مشارق الأرض ومغاربها وبرها وبحرها وسهلها وجبلها?().

?اللهم عجّل فرجه، وسهّل مخرجه، وأوسع منهجه، واجعلنا من أنصاره وأعوانه،الذابين عنه،المجاهدين في سبيله، والمستشهدين بين يده?().

من بركات الإمام الحجّة عليه السلام

هناك روايات كثيرة تدلّ علي بركات وجود الأئمّة الطاهرين عليهم السلام في الأرض، ومنها قوله عليه السلام: ?لو خلت الأرض طرفة عين من حجّة لساخت بأهلها?().

ونحن نقرأ في زيارة الجامعة: ?من أراد الله بدأ بكم، ومن وحّده قبل عنكم، ومن قصده توجّه بكم، مواليّ لا أُحصي ثنائكم، ولا أبلغ من المدح كنهكم، ومن الوصف قدركم، وأنتم نور الأخيار، وهداة الأبرار?().

نعم، إنّ الأئمّة الأطهار عليهم السلام بما فيهم إمام الزمان عليه السلام، من البشر ولكن يفرقون عن بقيّة

الناس العاديين بأنهم أولياء الله وخلفاؤه في الأرض. كما قال تعالي بالنسبة إلي نبيه صلي الله عليه و اله: ?قل إنما أنا بشر مثلكم يوحي إلي?().

وقال سبحانه: ?قالت لهم رسلهم إن نحن إلا بشر مثلكم ولكن الله يمن علي من يشاء من عباده?().

نعم إن أهل البيت عليهم السلام ومنهم صاحب الزمان عليه السلام

(قلوبهم أوعية لمشيئة الله)() وبيدهم عليهم السلام مقاليد الكون، ولذلك نندب إمام العصر عليه السلام في دعاء الندبة، فإننا نعيش في غيبته ولا ندري أين هو؟ ولكنّنا نعلم أنّه يرانا ويسمع ندبتنا.

فقد نقل أنّ شخصاً كان يلقي عريضة كلّ يوم في الماء، وذات يوم رجع فرأي سيّداً جليلاً سأله قائلاً: من أين ترجع، أتعتقد أنّ إمام الزمان عليه السلام لا يدري أنّك تذهب كلّ يوم وتطرح عريضتك؟!

وفي دعاء الندبة:

?ليت شعري أين استقرت بك النوي، بل أي أرض تقلك أو ثري، أبرضوي أم غيرها أم ذي طوي؟ عزيز عليّ أن أري الخلق ولا تري، ولا أسمع لك حسيسا ولا نجوي?().

?هل من معين فأطيل معه العويل والبكاء، هل من جزوع فأساعد جزعه إذا خلا، هل قُذيت عين فساعدتها عيني علي القذي، هل إليك يا ابن أحمد سبيل فتُلقي، هل يتصل يومنا منك بغده فنحظي، متي نرد مناهلك الروية فنروي، متي ننتفع من عذب مائك فقد طال الصدي، متي نغاديك ونراوحك فتقر عيوننا، متي ترانا ونراك وقد نشرتَ لواء النصر تري، أترانا نحف بك وأنت تأم الملأ وقد ملأت الأرض عدلا، وأذقت أعداءك هوانا وعقابا، وأبرت العتاة وجحدة الحق، وقطعت دابر المتكبرين واجتثثت أصول الظالمين ونحن نقول الحمد لله رب العالمين?().

علي كلّ، فإنّ بركات إمام العصر (عجّل الله تعالي فرجه الشريف) علي الكون لا تخفي علي

ذوي الألباب، ويشهد لهذه البركة الكونية لأهل البيت عليهم السلام ما ورد في زيارة الإمام الحسين عليه السلام: ?بكم تنبت الأرض أشجارها، وبكم تخرج الأشجار أثمارها، وبكم تنزل السماء قطرها ورزقها، وبكم يكشف الله الكرب وبكم ينزل الله الغيث?().

بل هناك رواية عن الإمام الرضا عليه السلام تنصّ أنّ الله يدفع البلاء عن أهل قم ببركة زكريا بن آدم، فإذا كان البلاء يدفع عن أهل قم المقدّسة ببركة زكريا بن آدم()، فهل من المعقول أن لاتدفع البلايا والمخاطر عن العالم ببركة بقية الله الأعظم عليه السلام الذي ادّخره الله تعالي لإظهار دينه وإعلاء كلمته في العالم الأكبر.

قصّة وعبرة

ومن بركات الإمام المهدي عليه السلام في غيبته هو دعاؤه لشيعته وقضاء حوائجهم عند الشدة، والقصص في هذا المجال كثيرة.

وقد ورد في التوقيع الشريف للشيخ المفيد رحمة الله عليه عن الإمام الحجة عليه السلام:

?وإنا غير مهملين لمراعاتكم، ولا ناسين لذكركم، ولولا ذلك لنزل بكم اللأواء واصطلمكم الأعداء?().

نقل أحد الموالين قائلاً: نفدت نقودي في مكّة فبلغت مقام إبراهيم عليه السلام وقلت في نفسي: إلهي ممّن استقرض؟ وإذا برجل يسألني قائلاً: هل نفد مالك؟

ونقل تلميذ السيّد بحر العلوم رحمة الله عليه فقال: إنّ السيد كان يدرس لسنتين في مكّة وكان يحضر درسه عدد من مذهب الشافعية فيدرّسهم وكذا الحنابلة، فقلت له يوماً: ليس عندنا نقود وليس في مكّة من استقرضه.

وفي اليوم التالي بينما كنّا جالسين وكان السيّد يدخن الغليون طُرق الباب ففتحتها وإذا برجل أعرابي فدخل وجلس في الحجرة وقد جلس السيّد بحر العلوم ? عنده بكلّ أدب، ثمّ أخذ يسأل السيّد عن أحواله ثمّ انصرف وودّعه بحر العلوم إلي الباب وكانت هناك ناقة نائمة فركبها ومضي، ثمّ رجع السيّد وأعطاني

حوالة قائلاً: اذهب إلي السوق وخذ هذه الحوالة.

فذهبت إلي دكّان الصرّاف وأعطيته الحوالة فقال: اذهب واجلب أربعة حمّالين ليحملوا لك النقود فجئته بالحمّالين وأخذنا النقود، وقد حفظت العنوان لذلك الدكّان قرب من أحد القصّابين وحين رجعت ووضعت النقود جئت ثانية فلم أُشاهد دكّاناً ولا قصّاباً ولم يكن في السوق صرّاف أبداً. فعرفت أن ذلك كان حوالة من مولانا بقية الله الأعظم صلي الله عليه و اله.

وقضية علي بن مهزيار الذي تشرف بزيارة الإمام عليه السلام مشهورة ومعروفة. وهكذا المئات من القصص بل الآلاف منها.

إظهار الدين

ومن البركات العظيمة التي يحقّقها إمام الزمان عليه السلام حين ظهوره هي بركة إظهار الدين، وإلي ذلك يشير قوله تعالي:

?هُوَ الّذِيَ أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَيَ وَدِينِ الْحَقّ لِيُظْهِرَهُ عَلَي الدّينِ كُلّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ?().

وقوله سبحانه: ?هُوَ الّذِيَ أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَيَ وَدِينِ الْحَقّ لِيُظْهِرَهُ عَلَي الدّينِ كُلّهِ وَكَفَيَ بِاللّهِ شَهِيداً?().

وقوله تعالي: ?وَنُرِيدُ أَن نّمُنّ عَلَي الّذِينَ اسْتُضْعِفُواْ فِي الأرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ ? وَنُمَكّنَ لَهُمْ فِي الأرْضِ?().

وقال تعالي في آية أُخري: ?وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزّبُورِ مِن بَعْدِ الذّكْرِ أَنّ الأرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصّالِحُونَ?().

ولا يخفي أنّ هناك أقوالاً عديدة في تفسير قوله تعالي: ?من بعد الذكر? فربما يكون المراد من الآية بملاحظة قوله سبحانه: ?أنّ الأرض يرثها عبادي الصالحون? التأكيد علي أنّ هذا الأمر أي وراثة الأرض، غير مختصّة بنبي الله داود عليه السلام.

كمال العقول

ومن البركات العظيمة في عصر الإمام الحجّة (عجّل الله تعالي فرجه الشريف) أنّ الله يكمل عقول الناس، ففي الخبر عن الإمام الباقر عليه السلام: ?إذا قام قائمنا عليه السلام وضع يده علي رؤوس العباد، فجمع بها عقولهم، وكملت بها أحلامهم?().

بل وكما في خبر آخر: إنّ الشيعة يكلّمون إمام الزمان عليه السلام من كلّ مكان، أي إنّ الروابط تكون سهلة وبهذا الشكل.

فعن الإمام الصادق عليه السلام قال: ?إنّ قائمنا إذا قام مدّ الله لشيعتنا في أسماعهم وأبصارهم، حتّي لا يكون بينهم وبين القائم بريد يكلّمهم فيسمعون وينظرون إليه، وهو في مكانه?().

وعن الإمام الصادق عليه السلام قال: إنّه إذا تناهت الأُمور إلي صاحب هذا الأمر رفع الله تبارك وتعالي له كلّ منخفض من الأرض وخفض له كلّ مرتفع حتّي تكون الدنيا عنده بمنزلة راحته فأيّكم لو كانت في راحته شعرة لم يبصرها?().

وفي عهد إمام الزمان

عليه السلام وكما أشير في الخبر تكمل العقول وتستغني النفوس فلا فقر ولا حرمان، ومع ذلك تري الناس يزهدون في الأموال.

فعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: أُبشّركم بالمهدي، يبعث في أُمّتي علي اختلاف من الناس وزلازل، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً، يرضي عنه ساكن السماء وساكن الأرض، يقسّم المال صحاحاً.

فقال رجل: ما صحاحاً؟

قال: بالسوية بين الناس، ويملأ الله قلوب أُمّة محمّد صلي الله عليه و اله غني ويسعهم عدله حتّي يأمر منادياً ينادي يقول: من له في المال حاجة؟ فما يقوم من الناس إلاّ رجل واحد، فيقول: أنا. فيقول: ائت السدان، يعني الخازن فقل له: إنّ المهدي يأمرك أن تعطيني مالاً، فيقول له: احث حتّي إذا جعله في حجره وأبرزه ندم، فيقول: كنت أجشع أُمّة محمّد نفساً أعجز عمّا وسعهم فيردّه ولا يقبل منه، فيقال له: إنّا لا نأخذ شيئاً أعطيناه().

***

وفي الختام نسأل الله عزوجل أن يعجل فرج مولانا وصاحبنا المهدي المنتظر ليملأ الأرض قسطاً وعدلا بعد ما ملئت ظلماً وجوراً.

اللَّهُمَّ كُنْ لِوَلِيِّكَ الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلي آبائه فِي هَذِهِ السَّاعَةِ وَفِي كُلِّ سَاعَةٍ وَلِيّاً وَحَافِظاً، وَقائداً وَنَاصِراً وَدَلِيلاً وَعَيْناً، حَتَّي تُسْكِنَهُ أَرْضَكَ طَوْعاً وَ تُمَتِّعَهُ فِيهَا طَوِيلا.

قم المقدسة

محمد الشيرازي

پي نوشتها

() راجع في هذا المجال كلّ من كتاب (إلزام الناصب) للحائري. و(المحجّة في ما نزل في القائم الحجّة) للسيّد هاشم البحراني. و(قادتنا كيف نعرف) للسيّد الميلاني. و(المهدي عليه السلام في القرآن) للمرجع الديني السيّد صادق الحسيني الشيرازي (دام ظله).

() سورة الأعراف: 181.

() ويؤيّده الحديث الشريف: ?إنّ الأرض لا تخلو من حجّة? وسائل الشيعة: ج16 ص246 ب33 ح21475

() سورة القصص: 5.

() سورة الأنبياء: 105.

()

سورة الأنبياء: 105.

() سورة الدخان: 25 - 27.

() سورة الدخان: 28.

() سورة الشعراء: 57-59.

() سورة التوبة: 33. سورة الصف: 9.

() سورة الفتح: 28.

() سورة الفتح: 1.

() انظر بحار الأنوار: ج96 ص329 ب10 ح2 عن دعائم الإسلام:

روينا عن جعفر بن محمد عليه السلام أنه قال: خرج رسول الله صلي الله عليه و اله عام الحديبية ومعه من أصحابه أزيد من ألف رجل يريد العمرة … وفي الصراط المستقيم: (ولم يحارب في الحديبية ومعه ألف وسبعمائة).

() سورة النساء: 102.

() سورة الزخرف: 31.

() سورة الأنفال: 9.

() سورة آل عمران: 153.

() بحار الأنوار: ج20 ص347 353 ب20 غزوة الحديبية ح4.

() سورة الفتح: 1.

() بحار الأنوار: ج20 ص363 ب20 ح10.

() سورة الصفّ: 8.

() تفسير القمّي: ج2 ص365.

() سورة التوبة 31 33.

() الكافي: ج1 ص432 باب فيه نكت ونتف من التنزيل ح91.

() سورة التوبة: 33. سورة الصف: 9.

() بحار الأنوار: ج51 ص61 ب5 ضمن ح59.

() كشف الغمة: ج2 ص490 ب25.

() فعن رسول الله صلي الله عليه و اله قال: ?منّا الذي يصلّي عيسي بن مريم عليه السلام خلفه?. بحار الأنوار: ج51 ص76.

() راجع الكافي: ج8 ص49 ح10، بحار الأنوار: ج14 ص349 ب24 ح12، الاحتجاج: ج1 ص48، إعلام الوري: ص391 ف2، تفسير فرات الكوفي: ص465 ح607، الخرائج والجرائح: ج3 ص1137، دلائل الإمامة: ص234، الصراط المستقيم: ج2 ص114 ب10 ف3، العمدة: ص442، غيبة النعماني: ص58، كشف الغمّة: ج1 ص52، كشف اليقين: ص270 ب2، وغيرها.

() راجع كتاب: (المهدي عليه السلام في السنّة) لآية الله العظمي السيّد صادق الحسيني الشيرازي رحمة الله عليه.

() سنن الترمذي: ج3 ص343 باب ما جاء في المهدي ح2332. ط دار الفكر.

() سنن الترمذي: ج3 ص343 باب ما جاء في المهدي

ح2333.

() صحيح ابن حبان: ج15 ص236 ح6824.

() كنز العمال، للمتقي الهندي: ج14 ص267 ح38677.

() الفتن، لنعيم بن حماد: ج1 ص373 ح1101.

() الفتن، لنعيم بن حماد: ج1 ص373 ح1107.

() فيض القدير: ج5 ص262.

() مجمع الزوائد: ج7 ص313-314 باب ما جاء في المهدي عليه السلام.

() الجامع الصغير، لجلال الدين السيوطي: ج2 ص672 ح9244.

() انظر كشف الخفاء، للعجلوني: ج2 ص288 ح2661.

() الكافي: ج1 ص179 باب إنّ الأرض لا تخلو من حجّة ح9.

() سورة آل عمران: 2 – 3.

() سورة الأعراف: 181.

() فعن رسول الله صلي الله عليه و اله قال: ?إنّ أوّل وصي كان علي وجه الأرض هبة الله بن آدم، وما من نبي إلاّ وله وصي، كان عدد جميع الأنبياء مائة ألف نبي وأربعة وعشرين ألف نبي، خمسة أُولوا العزم: نوح وإبراهيم وموسي وعيسي ومحمّد عليهم السلام، وإنّ علي بن أبي طالب كان هبة الله لمحمّد، ورث علم الأوصياء وعلم من كان قبله، أما إنّ محمّداً ورث علم من كان قبله من الأنبياء والمرسلين?. بحار الأنوار: ج11 ص41 ب1 ح43.

() كمال الدين: ج1 ص259-260 ب24 باب ما روي عن النبي صلي الله عليه و اله في النص علي القائم عليه السلام وأنه الثاني عشر من الأئمة عليهم السلام ح5.

() راجع في هذا المجال كتاب (ماذا في كتب النصاري) للمؤلّف رحمة الله عليه.

() راجع كتاب (هؤلاء اليهود) للمؤلّف رحمة الله عليه.

() إقبال الأعمال: ص29.

() راجع بحار الأنوار: ج23 ص108 ب7 ح12.

() الاحتجاج: ج1 ص263.

() عيون أخبار الرضا عليه السلام: ج2 ص30-31 ب31 ح40.

() روي حديث الثقلين بألفاظ عديدة ولها معني واحد وهو أنه صلي الله عليه و اله ترك لأمته القرآن وأهل بيته، انظر: صحيح الترمذي: ج5 ص328

ح3874 و ح3876 ط دار الفكر بيروت، وج13 ص199 و200 ط مكتبة الصاوي مصر، وج2 ص308 ط بولاق مصر. مسند أحمد: ج3 ص17 و26 و59 وج4 ص366 و371، وج5 ص181 ط الميمنية بمصر. وصحيح مسلم، كتاب الفضائل باب فضائل علي بن أبي طالب: ج2 ص362 ط عيسي الحلبي، وج7 ص122 ط صبيح، وج15 ص179 ط مصر بشرح النووي. ونظم درر السمطين للزرندي الحنفي ص231 و232 ط مطبعة القضاء النجف. وينابيع المودة للقندوزي الحنفي: ص29 و30 و31 و36 و38 و41 و183 و191 و296 و370 ط اسلامبول. وتفسير ابن كثير: ج4 ص113 ط دار احياء الكتب العربية مصر. ومصابيح السنة للبغوي: ص203 و206 ط القاهرة. وج2 ص278 ط صبيح، وجامع الأصول لابن الأثير: ج1 ص187 ح65 و66 ط مصر. والمعجم الكبير للطبراني: ص137. ومشكاة المصابيح: ج3 ص255 و258 ط دمشق. وإحياء الميت للسيوطي بهامش الإتحاف: ص111 و114 و116 ط الحلبي. والفتح الكبير للنبهاني: ج1 ص252 و451 و 503 وج3 ص385 ط دار الكتب العربية بمصر. والشرف المؤبد للنبهاني: ص18 ط مصر. وأرجح المطالب: ص236 أو 336 ط لاهور. ورفع اللبس والشبهات للإدريسي: ص11 و15 ط مصر. والسيف اليماني المسلول: ص10 ط الترقي بدمشق. والدر المنثور للسيوطي: ج2 ص60، وج6 ص7 و306. وذخائر العقبي ص16. والصواعق المحرقة: ص147 و226 ط المحمدية، وص 89 ط الميمنية مصر. المعجم الصغير للطبراني: ج1 ص135. أسد الغابة في معرفة الصحابة لابن الأثير الشافعي: ج2 ص12. وتفسير الخازن: ج1 ص4. علم الكتاب للسيد خواجة الحنفي: ص264 ط دهلي. منتخب تاريخ ابن عساكر: ج5 ص436 ط دمشق. مشكاة المصابيح للعمري: ج3 ص258. وتيسير الوصول لابن البديع: ج1 ص16 ط نور كشور. والتاج الجامع للأصول:

ج3 ص308 ط القاهرة. مجمع الزوائد للهيثمي: ج9 ص162 و163. الجامع الصغير للسيوطي: ج1 ص353 ط مصر. وأرجح المطالب للآمرتسري الحنفي: ص335 ط لاهور. ومناقب علي بن أبي طالب عليه السلام لابن المغازلي الشافعي ص234 ح281 وص235 ح283 ط طهران. والمناقب للخوارزمي الحنفي: ص223. وفرائد السمطين للحمويني الشافعي: ج2 ص143 ب33. وإسعاف الراغبين للصبان الشافعي بهامش نور الأبصار: ص108 ط السعيدية، السيرة النبوية لزين دحلان المطبوع بهامش السيرة الحلبية: ج3 ص330 و331 ط البهية مصر. الطبقات الكبري لابن سعد: ج2 ص194 دار صادر بيروت. المواهب اللدنية: ج7 ص7 ط مصر. راموز الأحاديث للشيخ احمد الحنفي: ص144 ط آستانة. الأنوار المحمدية للنهباني: ص435 ط الأدبية لبنان. فرائد السمطين: ج2 ص272 ح538. وتاريخ دمشق لابن عساكر: ج2 ص36 ح534 و545. وأنساب الأشراف للبلاذري: ج2 ص110. وحلية الأولياء: ج1 ص355. وكنز العمال: ج1 ص158 ح899 و943-947 و950-953 و958 و1651 و1658 و1668. وكفاية الطالب للكنجي الشافعي: ص53 ط الحيدرية، و…

أما الحديث في مصادر الشيعة فأكثر من ذلك، راجع مثلاً: عيون أخبار

الرضا عليه السلام: ج2 ص62 ح259 ب31 وفيه: (قال النبي صلي الله عليه و اله: إني تارك ?فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي ولن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض). ومستدرك الوسائل: ج11 ص374 ب49 ح13294.

() هو الشيخ سليمان بن خوجه إبراهيم قبلان الحسيني الحنفي النقشبندي القندوزي: من أهل بلخ، ولد سنة 1220ه، كان من مشايخ الصوفية النقشبندية، توفي في القسطنطينية سنة 1294ه. من تصانيفه: أجمع الفوائد، مشرق الأكوان، ينابيع المودة لذوي القربي وهو في مناقب أهل البيت ومناقب الأئمة عليهم السلام، وطبع كتابه كراراً في إسلامبول وبيروت والهند ومشهد وطهران وأخيراً في النجف.

() من لا يحضره الفقيه: ج4 ص179-180 باب

الوصية من لدن آدم عليه السلام ح5406.

() الأمالي للصدوق: ص310 المجلس 51 ح7.

() بحار الأنوار: ج36 ص234 ب41 ح20.

() المناقب: ج1 ص291 فصل فيما روته العامة.

() بحار الأنوار: ج36 ص291 ب41 ح115.

() كفاية الأثر: ص38-39 باب ما جاء عن أبي ذر الغفاري ?.

() كمال الدين: ج1 ص259 ب24 ح4.

() جامع الأخبار: ص17 ف7.

() المناقب: ج1 ص300 فصل في النكت والإشارات.

() انظر صحيح مسلم: ج3 ص1452 و1453 كتاب الإمارة باب الناس تبع لقريش والخلافة في قريش. صحيح ابن حبان: ج15 ص43-45 ط2 مؤسسة الرسالة بيروت. المستدرك علي الصحيحين: ج3 ص715-716 وج4 ص546 ط دار الكتب العلمية بيروت. مسند أبي عوانة: ج4 ص369 و370 و371 و372 و373 دار المعرفة بيروت ط1. مجمع الزوائد للهيثمي: ج5 ص190 باب الخلفاء الاثني عشر ط دار الريان للتراث القاهرة. سنن أبي داود: ج4 ص106 ط دار الفكر. المعجم الأوسط للطبراني: ج1 ص263 وج6 ص268 ط دار الحرمين القاهرة. مسند أحمد بن حنبل: ج5 ص86 و87 و88 و89 و90 و92 و93 و89 و100 و101 و106 و107 ط مؤسسة قرطبة مصر. مسند الطيالسي: ج1 ص106 و180 ط دار المعرفة بيروت. مسند أبي يعلي: ج13 ص456 ط دار المأمون للتراث دمشق. الآحاد والمثاني لأبي بكر الشيباني: ج3 ص126 و128 ط دار الراية الرياض. مسند ابن الجعد: ج1 ص390 ط مؤسسة نادر بيروت. المعجم الكبير للطبراني: ج2 ص195 و196 و197 و199 و206 و208 و214 و232 و253 و255 ط مكتبة العلوم والحكم الموصل. السنة لابن أبي عاصم: ج2 ص532 ط المكتب الإسلامي بيروت. السنن الواردة في الفتن لأبي عمرو عثمان بن سعيد المقرء الداني: ج2 ص492 وج5 ص955 ط دار العاصمة الرياض. الفتن لنعيم بن حماد:

ج1 ص95 ط مكتبة التوحيد القاهرة. الفردوس بمأثور الخطاب لشيرويه الديلمي: ج5 ص102 ط دار الكتب العلمية بيروت. فتح الباري للعسقلاني الشافعي: ج13 ص211 و213 ط دار المعرفة بيروت. عون المعبود: ح11 ص245 و246 و248 ط دار الكتب العلمية بيروت. تحفة الأحوذي للمباركفوري: ج6 ص391 و394 ط دار الكتب العلمية بيروت. شرح النووي علي صحيح مسلم: ج12 ص201 ط2 دار احياء التراث العربي بيروت. تفسير ابن كثير: ج2 ص33 وج3 ص303 ط دار الفكر بيروت.

() من لا يحضره الفقيه: ج2 ص616 الزيارة الجامعة ح3213.

() سورة الرحمن: 64.

() وقد نقل العلاّمة الحلّي (قدّس الله روحه الزكية) القصّة في منهاج الكرامة فقال: وحكي بعض الفقهاء لبعض الملوك وعنده بعض فقهاء الحنفية صفة صلاة الحنفي، فدخل داراً مغصوبة، وتوضّأ بالنبيذ، وكبّر بالفارسية من غير نيّة، وقرأ ?مد هامتان? لا غير بالفارسية، ثمّ طأطأ رأسه من غير طمأنينة، وسجد كذلك، ورفع رأسه بقدر حدّ السيف، ثمّ سجد وقام ففعل كذلك ثانية، ثمّ أحدث، فتبرّأ الملك وكان حنفياً من هذا المذهب. منهاج الكرامة: ص48.

() من لا يحضره الفقيه: ج2 ص615 (زيارة الجامعة) ح3213.

() فقد حكي الكعبي عن بعضهم: أنّه كان يجوّز رؤيته تعالي في الدنيا، وأنّه يجوز أن يزورهم ويزورونه، وقال الظاهري: إنّ معبوده جسم ولحم ودم، وله جوارح وأعضاء وكبد ورجل ولسان وعينين وأُذنين، وحكي أنّه قال عنه تعالي: هو مجوّف من أعلاه إلي صدره، مُصمت ما سوي ذلك، وله شعر قطط، حتّي قالوا: اشتكت عيناه فعادته الملائكة، وبكي علي طوفان نوح حتّي رمدت عيناه، وأنّه يفضل من العرش عنه من كلّ جانب أربع أصابع. انظر (الملل والنحل) للشهرستاني: ج1 ص149.

() فقد ذهب بعضهم أنّه تعالي ينزل كلّ ليلة

جمعة علي شكل أمرد حسن الوجه راكباً علي حمار، حتّي أنّ بعضهم ببغداد وضع علي سطح داره

?معلفاً، يضع كلّ ليلة جمعة فيه شعيراً وتبناً؛ لتجويز أن ينزل الله تعالي علي حماره علي ذلك السطح، فيشتغل الحمار بالأكل، ويشتغل الربّ بالنداء: هل من تائب، هل من مستغفر؟ انظر (الملل والنحل) للشهرستاني: ج1 ص153 – 154.

() فقد نقل البخاري ومسلم عن حذيفة … فأتي النبي والعياذ بالله سباطة قوم خلف حائط فقام كما يقوم أحدكم فبال فانتبذت منه، فأشار إليّ فجئته فقمت عند عقبه حتّي فرغ. صحيح البخاري: رقم223، وصحيح مسلم: ج3 ص165.

() فمن كلام لأحمد بن حنبل في طاعة الحاكم وإن كان فاجراً قال فيه: السمع والطاعة للأئمّة وأمير المؤمنين البرّ والفاجر، ومن ولي الخلافة فأجمع الناس ورضوا به، ومن غلبهم بالسيف وسمّي أمير المؤمنين، والغزو ماض مع الأُمراء إلي يوم القيامة، البرّ والفاجر، وإقامة الحدود إلي الأئمّة وليس لأحد أن يطعن عليهم وينازعهم، ودفع الصدقات إليهم جائز، من دفعها إليهم أجزأت عنهم برّاً كان أو فاجراً، وصلاة الجمعة خلفه وخلف كلّ من ولي جائزة إقامتها، ومن أعادها فهو مبتدع تارك للآثار مخالف للسنّة. ومن خرج علي إمام من أئمّة المسلمين وكان الناس قد اجتمعوا عليه وأقرّوا له بالخلافة بأي وجه من الوجوه، أكان بالرضا أو بالغلبة فقد شقّ عصا المسلمين وخالف الآثار عن رسول الله صلي الله عليه و اله فإن مات الخارج عليه، مات ميتة جاهلية. تاريخ المذاهب الإسلامية لأبي زهرة: ج2 ص322.

() فقد قال في إحياء العلوم: فإن قيل: هل يجوز لعن يزيد لأنّه قاتل الحسين أو أمر به؟ قلنا: هذا لم يثبت أصلاً، فلا يجوز أن يقال: إنّه قتله أو أمر به

ما لم يثبت فضلاً عن اللعنة لأنّه لا تجوز نسبة مسلم إلي كبيرة من غير تحقيق … إلي أن يقول: فإن قيل: فهل يجوز أن يقال: قاتل الحسين لعنه الله أو الآمر بقتله لعنه الله؟ قلنا: الصواب أن يقال: قاتل الحسين إن مات قبل التوبة لعنه الله لأنّه يحتمل أن يموت بعد التوبة. إحياء العلوم: ج3 ص108 الآفة الثامنة اللعن.

() فقد ذهب الحنفية أنّ النوم لا ينقض الوضوء بنفسه علي الصحيح. خلافاً للشافعية والحنابلة حيث ذهبوا أنّه ينقض الوضوء في ثلاثة أحوال:

1 – أن ينام مضطجعاً.

2 – أن ينام مستلقياً علي قفاه.

3 – أن ينام علي أحد وركيه. وعلّلوه أنّه في مثل هذه الأحوال لا يكون المكلّف ضابطاً لنفسه لاسترخاء مفاصله. أمّا إذا نام وهو جالس ومقعدته متمكّنة من الأرض أو غيرها فإنّه لا وضوء عليه علي الأصحّ. فإذا كان في هذه الحالة مستنداً إلي وسادة مخدة ونحوها. ثمّ رفعت الوسادة وهو نائم فإن سقط وزالت مقعدته عن الأرض انتقض وضوؤه، أمّا إذا بقي جالساً ولم تتحوّل مقعدته فإنّ وضوءه لا ينتقض. وكذا لا ينتقض وضوؤه إذا نام واقفاً أو راكعاً ركوعاً تامّاً كركوعه في الصلاة، أو ساجداً، لأنّه في هذه الحالة يكون متماسكاً. انظر (الفقه علي المذاهب الخمسة): ج1 ص74.

() تأويل الآيات الظاهرة: ص226 سورة يونس.

() الكافي: ج2 ص79 باب الورع ح15.

() راجع وسائل الشيعة: ج18 ص341 ب11 باب إنه لا يلزم الذي عليه الدين بيع ما لابدّ له منه ح23805.

() انظر مسند أحمد: ج4 ص96 ط مؤسسة قرطبة مصر، وفيه: (من مات بغير إمام مات ميتة جاهلية). ومثله في مسند الشاميين للطبراني: ج2 ص437 ط مؤسسة الرسالة بيروت. ومثله في مسند الطيالسي: ج1

ص259 ط دار المعرفة بيروت. ومسند أبي يعلي: ج13 ص366 ط دار المأمون للتراث دمشق، وفيه: (من مات وليس عليه إمام مات ميتة جاهلية). والمعجم الكبير للطبراني: ج19 ص388 ط مكتبة العلوم والحكم الموصل. السنة لأبي عاصم: ج2 ص503 ط المكتب الإسلامي بيروت. تفسير ابن كثير: ج1 ص518 ط دار الفكر بيروت، وفيه: (من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة الجاهلية). وصحح ابن حبان: ج10 ص434 ط مؤسسة الرسالة بيروت، وفيه: (من مات وليس له إمام مات ميتة جاهلية). والأحاديث المختارة للحنبلي المقدسي: ج8 ص198 ط مكتبة النهضة الحديثة مكة

?المكرمة، وفيه: (من مات وليست عليه طاعة مات ميتة جاهلية). ومجمع الزوائد: ج5 ص218 و219 و223 و224 و225، ط دار الريان للتراث القاهرة، رواه بألفاظ مختلفة. مسند ابن أبي شيبة: ج7 ص457 ط مكتبة الرشد الرياض. المعجم الأوسط للطبراني: ج6 ص70 وج7 ص287 ط دار الحرمين القاهرة. حلية الأولياء: ج3 ص224.

() هذه إشارة إلي الحديث الوارد عن الإمام الباقر عليه السلام: ارتدّ الناس إلاّ ثلاثة نفر: سلمان وأبو ذرّ والمقداد. وقوله عليه السلام: إنّ رسول الله صلي الله عليه و اله لمّا قبض صار الناس كلّهم أهل جاهلية إلاّ أربعة: علي والمقداد وسلمان وأبوذرّ.

() سورة الزمر: 9.

() سورة الزمر: 9.

() بحار الأنوار: ج33 ص399 ب23 باب قتال الخوارج واحتجاجاته ح620.

() سورة الإسراء: 80.

() شرح نهج البلاغة: ج17 ص65 فصل في القضاة وما يلزمهم وذكر بعض نوادرهم.

() الأمالي للصدوق: ص338 ح24، المجلس54.

() بحار الأنوار: ج52 ص379 ب27 ح187.

() بحار الأنوار: ج52 ص381 ب27 ح192.

() مستدرك الوسائل: ج3 ص355 ب1 ح3766.

() وسائل الشيعة: ج27 ص188 ب13 ح33565. بحار الأنوار: ج2 ص99 ب14 ح59.

() نهج البلاغة: الخطب193 من

خطبة له عليه السلام يصف فيها المتّقين.

() مستدرك الوسائل: ج4 ص249 ب7 ح4616.

() سورة الذاريات: 22.

() سورة الذاريات: 22.

() بحار الأنوار: ج36 ص20 ب27.

() سورة الشوري: 23.

() الكافي: ج8 ص93 حديث الرياح ح66.

() سورة الشوري: 23.

() الكافي: ج1 ص413 باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية ح7.

() إشارة إلي الحديث المروي عن رسول الله صلي الله عليه و اله، انظر بحار الأنوار: ج36 ص204 ب40 ح8 وفيه: ?والذي بعثني بالحق نبياً إن الحسين بن علي في السماء أكبر منه في الأرض، فإنه لمكتوب علي يمين عرش الله: مصباح هدي وسفينة نجاة وإمام غير وهن، وعز وفخر وبحر علم?.

() بحار الأنوار: ج 98 ص238-239 ب18.

() الكافي: ج1 ص213 باب أن (الراسخون في العلم) هم الأئمّة عليهم السلام ح1.

() الكافي: ج1 ص214 باب أنّ الأئمّة عليهم السلام قد اُوتوا العلم … ح3.

() الكافي: ج1 ص58 باب البدع والرأي والمقاييس ح19.

() وسائل الشيعة: ج27 ص33 ب5 ح33144.

() سورة آل عمران: 7 ?وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم?.

() سورة الأعلي: 1.

() سورة الأعلي: 18-19.

() سورة الحاقة: 12.

() بحار الأنوار: ج40 ص138 ب93 ح31.

() بحار الأنوار: ج48 ص203 ب8 ح7.

() بحار الأنوار: ج52 ص92 ب20 ح7.

() دعاء كميل. انظر (الدعاء والزيارة) للإمام الشيرازي ? ص123 ط مؤسسة البلاغ. و(مفاتيح الجنان) للمحدث القمي رحمة الله عليه.

() بحار الأنوار: ج2 ص263 ب32 ح9.

() إقبال الأعمال: ص59 فصل فيما نذكره من دعاء الافتتاح وغيره.

() البلد الأمين: ص230 شهر رمضان.

() سورة الروم: 41.

() مستدرك الوسائل: ج5 ص74-75 ب22 ح5388.

() مصباح الكفعمي: ص32 ف7.

() جمال الأسبوع: ص525 ذكر دعاء آخر يدعي له به.

() بحار الأنوار: ج99 ص194 ب8.

() علل الشرائع: ج1 ص198-199

ب153ح21.

() من لا يحضره الفقيه: ج2 ص615 الزيارة الجامعة لجميع الأئمّة عليهم السلام ح3213.

() سورة الكهف: 110. سورة فصلت: 41.

() سورة إبراهيم: 11.

() راجع دلائل الإمامة: ص274 معرفة من شاهده في حياة أبيه عليه السلام وفيه: ?قلوبنا أوعية … ?.

() دعاء الندبة، انظر (الدعاء والزيارة) للإمام الشيرازي رحمة الله عليه ص628 ط مؤسسة البلاغ. و(مفاتيح الجنان) للمحدث القمي ?.

() دعاء الندبة، انظر (الدعاء والزيارة): ص629.

() تهذيب الأحكام: ج6 ص55 ب18 ح1.

() يقول زكريا بن آدم: قلت للإمام الرضا عليه السلام: إنّي أُريد الخروج عن أهل بيتي فقد كثر السفهاء، فقال عليه السلام: ?لا تفعل فإنّ أهل قم يدفع عنهم بك كما يدفع عن أهل بغداد بأبي الحسن عليه السلام ?. الاختصاص: ص87.

() الاحتجاج: ج2 ص497 ذكر طرف مما خرج أيضاً عن صاحب الزمان عليه السلام.

() سورة التوبة: 33. سورة الصف: 9.

() سورة الفتح: 28.

() سورة القصص: 5 6.

() سورة الأنبياء: 105.

() راجع الكافي: ج1 ص25 كتاب العقل والجهل ح21.

() بحار الأنوار: ج52 ص336 ب27 ح72.

() بحار الأنوار: ج52 ص328 ب27 ح46.

() بحار الأنوار: ج51 ص92 ب1 باب ما ورد من إخبار الله وإخبار النبي زبر بالقائم.

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.