لا للحدود الجغرافية

اشارة

اسم الكتاب: لا للحدود الجغرافية

المؤلف: حسيني شيرازي، محمد

تاريخ وفاة المؤلف: 1380 ش

الموضوع: جغرافيا

اللغة: عربي

عدد المجلدات: 1

الناشر: مركز الجواد

مكان الطبع: بيروت

تاريخ الطبع: 1421 ق

الطبعة: اول

بسم الله الرحمن الرحيم

إِنّ هََذِهِ أُمّتُكُمْ

أُمّةً وَاحِدَةً

وَأَنَاْ رَبّكُمْ فَاعْبُدُونِ

صدق الله العلي العظيم

سورة الأنبياء: الآية92

كلمة الناشر

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام علي الهادي البشير والسراج المنير محمّد وآله الطاهرين.

أمّا بعد، فمنذ أن تخلّي الغرب عن خططه القديمة في الاستيلاء علي البلاد الإسلامية لجأ إلي أُسلوب آخر أكثر تأثيراً علي المسلمين ألا وهو أُسلوب عزلهم عن أصالتهم الدينية وشغلهم بالقوانين الوضعية التي ابتدعوها وطبّقوها في بلادنا.

ومع الأسف الشديد فإنّهم نجحوا في مخطّطهم هذا بكلّ جدارة ووصلوا إلي مرامهم بحيث إنّ القوانين المبتدعة من الغرب اليوم لا يمكن تجاوزها بين المسلمين وفي عقر دارهم.

ومن القوانين المبتدعة التي ما أنزل الله بها من سلطان هو قانون الحدود الجغرافية المصطنعة الذي قيّد المسلمين وأذهب بحرّيتهم وقضي علي وحدتهم الإسلامية التي نصّ عليها القرآن الكريم فقال عزّ من قائل: ?إنّ هذه أُمّتكم أُمّة واحدة?().

الجدير ذكره أنّ هذا القانون المستورد أصبح سائداً في البلاد الإسلامية بلا استثناء بحيث لا يُسمح لأحد بتجاوزه، وبالمقابل فإنّ الغرب نفسه أسقط حدوده الفاصلة بين بلاده واتّحدوا فيما بينهم رغم كثرة الفوارق وتعدّد الخلافات الشديدة بينهم.

ولا يخفي أنّ أعداء الإسلام لم يزيلوا الحدود بينهم إلاّ بعد اقتناعهم أنّ التقدّم والرقي لا يمكن أن يتحقّقا مع الحفاظ علي الحدود الجغرافية ولوازمها، ولذا فإنّهم فرضوا علي عملائهم من حكّام البلاد الإسلامية التقيّد بها فطبّقوها بكلّ دقّة، بل إنّ بعضهم أخذ يبيد البلاد ويهلك العباد من أجل سيادة هذا القانون.

من هنا كان علي المسلمين أن يلتفتوا إلي فساد هذا القانون ويعملوا بكلّ قوّة من

أجل حذفه من بلادهم لتعود إليهم عزّتهم الأُولي التي ألبسها إيّاهم الإسلام الحنيف.

ومن أبرز الذين دعوا وبإصرار إلي إلغاء القوانين الفاسدة وفي مقدّمتها قانون الحدود الجغرافية المصطنعة هو سماحة المرجع الديني آية الله العظمي السيّد محمد الشيرازي رحمة الله عليه الذي لامس ببصيرته الواعية خطورة مثل هذه القوانين وأخذ يحاربها بكلّ قوّة وبمختلف الوسائل المشروعة.

فقد كتب سماحته العديد من المؤلّفات المنادية إلي رفض هذه القوانين المبتدعة والعودة إلي ظلال الإسلام، وهذا الكتاب الذي بين يديك أيّها القارئ الكريم شاهد حي علي تأكيد هذا المرجع العظيم ضرورة عودة المسلمين إلي أصالتهم الدينية.

وقد أشار سماحته في طيّات بحثه إلي مساوئ الحدود الجغرافية وكيف أنّ الغرب كبّل بها حرّية المسلمين ومزّق وحدتهم وأذهب بعزّتهم، ناهيك عن طرحه للحلول السليمة المستفادة من الكتاب والسنّة وتركيزه علي الشواهد القريبة الدالّة علي قبح الحدود الجغرافية.

يبقي القول إنّ العالم اليوم بحاجة إلي من ينشر مثل الأفكار الحضارية ويوصلها إلي المسلمين في شتّي أنحاء العالم علّهم يفيقوا من سباتهم ويرفضوا الحدود الجغرافية التي فرضت عليهم.

مركز الجواد للتحقيق والنشر

بيروت لبنان

المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام علي محمّد وآله الطاهرين.

(لا للحدود) كتاب كتبته لإلقاء الضوء علي هذه البدعة الجديدة التي واجهت البلاد الإسلامية منذ حوالي ثلاثة أرباع القرن، حيث ابتدع المستعمرون هذه الحدود لتفرقة بلاد الإسلام وتحطيم قوي المسلمين التي منحها الله إيّاهم لعلوّهم كما قال سبحانه: ?ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون?(). وقال رسول الله صلي الله عليه و اله: ?الإسلام يعلو ولا يُعلي عليه?().

فقد جاء الغربيون ب (البهلوي)() في إيران.

و(ياسين الهاشمي)() في العراق.

و(أتاتورك)() في تركيا.

و(أمان الله خان) () في أفغانستان..

كما جاؤوا بغيرهم في سائر بلاد الإسلام لأجل تحطيم الإسلام

والمسلمين.

وقد قُرّر كلّ هذا في مؤتمر عقدته كلّ من: فرنسا وروسيا وبريطانيا ونشر في الصحف آنذاك في قصّة معروفة، وقد أرسلت بريطانيا لورانس() إلي هذه البلاد لتخطيط الحدود بينها، وبالفعل فقد عمل هذا الرجل بكلّ إتقان لمدّة خمسين سنة في الصحاري حتّي جعل لهذه البلاد الحدود التي يعمل بها عملاؤهم بكلّ دقّة من ذلك اليوم إلي عصرنا الحالي، وكم أراقوا من الدماء جرّاء هذه الحدود كما في قصّة صدام() في العراق، وأوجلان في تركيا، والبهلوي وغيرهم في غيرها! وكم سلبوا المسلمين أموالهم وهتكوا أعراضهم وسجنوا شبابهم؟

وقد جعل لورانس لكل بلدين مساحة جُعلت حياداً وذلك لإثارة الفتن في وقت حاجة المستعمر، حتّي إنّ بعض المجلات العربية كتبت مقالاً تحت عنوان بريطانيا (عقّاد العقد) أُشير فيه إلي هذه الجهة بالتفصيل.

وأخيراً حيث كان هدف العامل للحدود شيطانيّاً وبما أن كيد الشيطان ضعيف كما ينصّ القرآن الكريم()، فقد أخذته نفس حكومته وحكمت عليه بالإعدام شنقاً فلاقي جزاءه الأوفي في الدنيا، وفي الآخرة جهنّم وبئس المصير.

الجدير ذكره أنّ هذه الحدود هي التي يُحكم بها منذ ذلك الوقت وإلي اليوم،وهي التي سببت الفرقة بين المسلمين الذين كانوا أمة واحدة.. ففرّق بين العربي والعجمي والتركي والكردي وغيرهم..

وستبقي إلي يوم يقضي الله رجوع المسلمين إلي دينهم.

جدار برلين

إنّ الغربيين لا يرحمون حتّي أنفسهم كما هي شأن المادّية فكيف بغيرهم، وقد رأينا بأنفسنا الحرب العالمية الثانية()..

وسمعنا عن الحرب العالمية الأُولي()..

وقرأنا قضايا الحروب والثورات بينهم، فقد وقعت الحرب بين الكاثوليك والبروتستانت() دامت العديد من السنوات، والحرب بين فرنسا وبريطانيا () التي دامت مائة سنة، ناهيك عن الحرب بين الأمريكتين أيّام لنكولن() والتي انتهت باغتياله، وإلي أيّام دام جدار برلين()، ولئن حدّثنا الله تعالي في القرآن الكريم()

عن أصحاب الأُخدود()، فقد قرأنا عن إحراق أصحاب الرأي الآخر وذلك بفعل الكنيسة..

وقد جاء في تاريخ معاوية أنّه قتل وأحرق ثلاثين ألفاً من أهل المدينة واليمن()..

أليس كلّ ذلك دليلاً علي أنّ من لا يؤمن بالله واليوم الآخر لا يؤمن بأي شيء وإنّما يري نفسه فقط؟

نعم، إنّ الحدود الجغرافية التي جعلها الغربيون بين بلاد الإسلام صارت فاجعة لكلّ المسلمين، علماً أنّهم وضعوها أوّلاً لبلادهم ثمّ أسقطوها من بين أنفسهم إلاّ أنّهم يصرّون ببقائها بين بلاد الإسلام ويؤكّدون علي عملائهم ممّن يسمّونهم حكّاماً بتطبيقها في هذه البلاد، والشواهد علي ذلك كثيرة.

فقد كان سلطان الواعظين() صاحب كتاب (ليالي بيشاور) من أصدقائي، وإذا زار العراق كنّا نتبادل الزيارات، وذات مرّة حين زار كربلاء المقدسة نبّئت أنّه مريض، ولذا ذهبت لعيادته وكان مسجّي علي الفراش، فأخبرني أنّ سبب مرضه الشديد أنّه حينما زار الكاظمين ذهب إلي الحمّام وكان ممتلئاً من الزائرين الذين جاؤوا للاستحمام أو لغسل الزيارة، وبينما هم كذلك وإذا بمجموعة من الشرطة تهاجم الحمّام وتأخذ الزوّار وهم مجرّدين عن ملابسهم إلي الخارج بكلّ قسوة وقد كان بعضهم عارياً ليس عليه إلاّ (المنشفة) فقط، وكان الهواء بارداً جدّاً فأركبوهم في سيارات كبار وأخذوهم أمام الناس إلي بغداد حيث مقر عبد الكريم قاسم() الذي كان قد أمر بذلك، لاختلاف حدث بينه وبين شاه إيران.

وأضاف السيد سلطان الواعظين فقال:

عندما أنزلونا من السيارات أودعونا في قبو تحت وزارة الدفاع الذي كان معدّاً كمرآب لسيارات الموظّفين وكان بارداً جدّاً، ومن أوسخ ما يكون بسبب الدخان الأسود الذي يغطّي كل مكان كما هي العادة في مرآب السيارات، وقد اضطرّ الجميع إلي الجلوس علي تلك الأرض القذرة وهم عراة، كما أدخلوا من مكانات أُخر سيارات

مليئة بالرجال والنساء من الزائرين وكان الوقت ظهراً وقد غلب الجوع علي الجميع، وبعد ساعات جاؤوا بسيارات ممتلئة أرزاً وسيارات أُخر ممتلئة مرقاً (قيمة) وكان كلا الطعامين غير مطبوخين.. وأمروا الناس أن يأكلوا بأياديهم الأرز والقيمة، ولم أتمكّن أنا من أكله إطلاقاً رغم شدّة جوعي وبرودة جسمي في الهواء البارد، وبعد الغروب جاء بعض الضبّاط وأخذ يكيل السباب والشتائم للإيرانيين بكلّ جسارة وحقد، ثمّ أمر بخروجنا إلي الشارع فاستأجرنا السيارات بأُجرة موعودة، حيث لم نكن نملك حتّي فلساً إلي أن جئنا إلي الحمّام الذي كان يبعد عن السجن أكثر من فرسخ ولبسنا ملابسنا وأعطينا السيارات الأُجرة وقد أصابتني حمّي شديدة وجئت الآن إلي كربلاء للزيارة وأنا كما تراني أُراجع الطبيب ومرضي في حال خطر.

ونقل لي رجل آخر أنّ الشرطة أخذت الأبرياء من الناس ثم أمرت بإفراغ السيارة المحملة بهم في وسط الصحراء بعد ما عبرت الحدود وأخذ الشرطة يضربون الناس بعصي غليظة ممّا أدّي إلي كسر أيديهم وأرجلهم، كلّ ذلك لأنّ إيران الشاه() كان أمريكياً وقاسم العراق كان بريطانياً. وقد جعل (لورانس) حدوداً بينهما منذ عشرين سنة تقريباً..

وهكذا يفعل المستعمرون بين البلاد بحجج واهية كما فعلوا ذلك بين الهند والباكستان..

وبين الباكستان وبنغلادش..

وبين طرفي كشمير..

وبين إيران وأفغانستان..

وبين أحزاب أفغانستان: حزب بقيادة رباني وحزب للطالبان().

وكذلك بين آذربايجان() وأرمينيا()..

وبين الشيشان() وأطرافها..

وبين مورو وسائر الفلبين..

وبين إسرائيل الغاصبة وأطرافها: لبنان ومصر والأردن وسوريا..

وبين العراق وسوريا..

وبين العراق والكويت..

وبين تركيا والشمال..

وبين البلاد المختلفة الإفريقية..

ممّا لو جمع قصصها وأحداثها مطّلع لكانت تستوعب العديد من المجلّدات.

تحديد الزيارة

بعد موت المرجع الشيخ محمّد تقي الشيرازي رحمة الله عليه() ورجوع البريطانيين إلي العراق، أرسل حاكم بغداد إلي كربلاء في آخر شهر محرّم الحرام فرقة من عملائه للإطّلاع

علي زيارة أربعين الإمام الحسين عليه السلام، ومعرفة قدر الذين يؤتون إلي الزيارة، فجاؤوا في أوّل شهر صفر إلي أطراف كربلاء وأخذ كلّ واحد دفتراً وجلس علي كرسي في الطريق وشرع بكتابة اسم كل من يأتي في طريقه، سواء من طريق بغداد أو النجف أو طويريج، دون أن يستثنوا أحداً واستمرّوا علي ذلك مدّة عشرة أيّام، وبعد اليوم العاشر تضاعف عدد الزوّار بحيث إنّهم لم يتمكّنوا من التسجيل، ولمّا أخبروا حاكم بغداد قال: سوف أُحدّد الزيارة حتّي لا يتمكّنوا من هذا الاجتماع العظيم.

وقد نقل المرحوم الشيخ جعفر الرشتي() أنّه قبل جعل الحدود كان الزوّار ينامون في الليالي من عون() إلي الخان الهندي في طريق النجف وهو يبعد عن كربلاء مقدار فرسخ هذا من الجنوب إلي الشمال، ومن طوريج إلي الحرّ() من الغرب إلي الشرق، وكان الزوّار يقبلون إلي كربلاء من كلّ الأطراف: الهند والخليج وسوريا ولبنان ومن سائر البلدان، وكانت المشاورات واتّخاذ القرارات المهمّة للبلاد تقع في صحن الإمام الحسين عليه السلام وكان منها القرارات المصيرية التي اتّخذت إبّان ثورة العشرين أيّام المرجع الشيخ محمّد تقي الشيرازي رحمة الله عليه بل وقبله من الحروب الطائفية أو الخارجية، كما حدث ذلك أيّام هجوم السعوديين() علي العراق وغيره ممّا ذكره العلاّمة الأميني في كتاب (شهداء الفضيلة)().

ومن هنا فقد التفت الإنجليز إلي أهمية الحرم الحسيني الشريف فحاربوه حتّي بلغ الأمر أنّ صدام منع زيارة الشباب للحرم المقدّس. وهو كما لا يخفي من عملاء الإنجليز، وقد سمعت شخصيّاً وزير داخلية البعث يصرّح في الإذاعة قائلاً: (جئنا إلي العراق بقطار إنكلو أمريكي).

الهند وتركيا والخليج

عندما استولي الإنجليز علي الهند جعلوها ثلاثمائة حكومة، لكل حدود وحاكم وقرارات وما أشبه، وقد حوّلها المؤتمر الهندي()

إلي حكومة واحدة بعد مائة سنة من كفاح اللاّعنف، وتحوّلت بعد ذلك إلي ثلاث حكومات: الهند والباكستان وبنغلادش، وقد كان الاستعمار يثير الحروب بين الحكومات الثلاثمائة ويستولي علي خيراتها ولايقدم لهم شيئاً سوي الأُمور الهامشية كالصحف وما أشبه، ولمّا استقلّت هذه الحكومات أخذت تصنع كلّ شيء: من الإبرة إلي الذرّة.

كما قسّمت بريطانيا وفرنسا الحكومة العثمانية الواحدة إلي عشرات الحكومات، فقد كانت مصر وسوريا وغيرها من البلاد الإسلامية بمثابة الأعضاء في الجسم الواحد للدولة الإسلامية فجعلوا سوريا خمس حكومات: سوريا الأُمّ والأردن ولبنان وفلسطين وإسكندرونة، وجعلوا مصر أربع حكومات.

وقسّموا الخليج إلي (18) حكومة ثمّ جعلوها تسع حكومات كما هو معروف، لكلّ حدود وجيش وبرلمان ونقد، وما أشبه ذلك.

وحيث إنّ الخليج ضعيف لابدّ له من مستند، فقد استندوا إلي إيران أيّام قوّة الصفوية، ثمّ إلي تركيا لمّا ضعفت إيران، ثمّ اعتمدوا علي بريطانيا بعد أن ضعفت تركيا، وفي العصر الراهن استندوا إلي أمريكا حيث ضعفت بريطانيا.

وعلي أيّة حال فبتقسيم البلاد إلي أقسام وخلق الحروب بينها بقي الغرب مستولياً علي خيراتها، ولذا فإنّه لا علاج إلاّ بالرجوع إلي الإسلام الذي جعلنا (أُمّة واحدة) كما فعل رسول الله صلي الله عليه و اله، فلا حدود مصطنعة بيننا، ولا برلمان لهذا وذاك، ولا اختلاف في أشياء أُخر.

الاستعمار في العراق

وقد رأيت شخصياً كيف دخل الاستعمار العراق وسلبه كلّ شيء وأتي بما يريده في كل شيء ممّا يحتاج بيانه إلي عشرات الصفحات، فمن ذلك هو منعهم الأطباء الإسلاميين والتداوي بالأعشاب التي كانت تكاليفها قليلة جدّاً، ويا ليتهم كانوا يأتون إلينا بنفس أدويتهم الجيّدة، بل جاؤونا بالأدوية المزيّفة والضارّة الرديئة والتي قد تكون جودتها في المرتبة الثانية أو الثالثة، وقد كنت أتجنّبها حين مرضي

وما أشبه.

ففي إحدي المرّات قلعت أحد أسناني فأعطاني الدكتور جملة من الأقراص وأمرني بتناول ثلاثة منها كل يوم وكان الوقت ليلاً فتناولت واحدة منها ونمت وإذا بي أنزعج في نومي، وفزعت وبقيت أشعر باضطراب شديد في قلبي، فعلمت أنّ القرص هو السبب في ذلك فاستعملت دواءً عشبياً وتركت كلّ تلك الأقراص.

الجدير ذكره أنّ الأمراض زادت في بلادنا زيادة مذهلة بعد أن منعت أدوية الأعشاب وحورب أطباء الأعشاب وجاء الغرب بأدويته الرديئة، فإنّني أتذكّر قبل نصف قرن تقريباً أنّ بعض الأمراض السائدة في عصرنا الحالي لم يكن لها أثر أصلاً، وذلك لتلوّث الجو والماء والطعام التي يستعمل فيها المواد الكيماوية وللإعراض عن مناهج الإسلام الصحّية في مختلف شعب الحياة.

ولا يخفي أنّني لا أُخالف الطب الحديث بما فيه من المحسّنات وإنّما أُخالف الانخراط في الاستعمار بكلّ شؤونه، فمن اللازم علينا كمسلمين أن نأخذ الحسن ونترك السيئ.

ففي أحد الأيام أصابني وجع في جبهتي فأشار البعض عليّ بمراجعة الطبيب، وبالفعل فقد نصحني الطبيب بإجراء عملية جراحية، إلاّ أنّني استبدلت ذلك بأكل الحبّة السوداء طبق وصيّة رسول الله صلي الله عليه و اله() ولم أستعمل منها إلاّ مرّات حتّي ذهب الوجع تماماً فإنّها وكما في الطب القديم تيبّس الوساخة، وقد نصح الحكيم والدي() بعدم الاحتجام فلم يترك الحجامة إلاّ شهوراً حتّي مات بالسكتة، إلي غير ذلك من القصص الكثيرة التي لست بصددها الآن.

الحدود

إنّ الحدود الجغرافية توجب التضييق المالي والعائلي والعلمي ممّا يؤدّي إلي الضعف وغير ذلك، فإنّ البلاد التي لاحدود لها يكون الإنسان فيها حرّاً، فإن ضاق به هذا البلد يذهب إلي بلد آخر، وبالعكس، كما هو الحال بين مدن القطر الواحد، ولذا فإنّنا نجد الكثير من أهل بلد

يسكنون في بلد آخر جاؤوا إليه منذ زمن حيث لم يكن بينها حدود، كأهل العراق في إيران، وأهل إيران في العراق، حيث كانوا يتنقّلون بين البلدين كما يتنقّل أهل كربلاء في بغداد وأهل بغداد في كربلاء اليوم، فلا حدود ولا غير ذلك ممّا يضيق علي الإنسان سعة العيش.

ولذا قال أمير المؤمنين عليه السلام:

تغرّب عن الأوطان في طلب العلي

وسافر ففي الأسفار خمس فوائد

تفرّج هم واكتساب معيشة

وعلم وآداب وصحبة ماجد()

وبالرغم أنّ دلالة الشعر أعمّ من الهجرة لكنّه يشمل ما ذكرناه.

كما أنّ جعل الحدود توجب التضييق العائلي، فغير المحدود يتزوّج من أي مكان شاء بخلاف المحدود، حيث ينحصر في مكان واحد، نعم المحدود يستطيع التزوّج من قطر آخر، لكن بشرط أن لا يكون بينهما شرائط أُخر وعادة ما تكون بين البلاد أمثال هذه الشروط التي تخالف الحرية الإنسانية والإسلامية.

ولعلّ خير شاهد علي أنّ عدم الحدود لا توجب التضيّيق العائلي هو انتشار السادة من ذرية الرسول صلي الله عليه و اله في مختلف البلاد حيث إنّ العديد منهم ينحدرون من آباء من المدينة المنورة مثلاً وأُمّهات من بلاد أُخري().

وقد كان من أسباب انتشارهم عدم محدودية البلاد منذ زمن رسول الله صلي الله عليه و اله إلي قبل ثلاثة أرباع القرن تقريباً حيث وضع المستعمرون هذه الحدود المصطنعة كما أشرنا إلي ذلك.

وكذا الحال بالنسبة للتضييق العلمي حيث إنّ الله عزّوجلّ جعل العلم في كل مكان، كما جعل المال والجمال في كل مكان، فالخلق ليس قومياً لا جغرافياً ولا لغوياً، كما أنّ الجمال كذلك، وإن كان المناخ يؤثّر فيه.

وكذلك هو الحال بالنسبة إلي الثروات والمعادن، إلي غير ذلك، ولذا قال سبحانه: ?ومن أعرض عن ذكري فإنّ له معيشة ضنكا?(). فالذي يبتلي

بأحد الأمراض ولا يجد له علاجاً في هذا البلد يذهب إلي بلد آخر.

وقد مرض والدي قبل ثمانين سنة، ولمّا لم يجد العلاج في العراق ذهب إلي إيران فوجد العلاج الذي كان بواسطته برؤه من المرض بإذن الله تعالي.

وفي الحال الحاضر حيث توجد الحدود الجغرافية لايتمكّن المريض من السفر للمعالجة في البلاد الأُخر إلاّ بوسائل مادية يصعب علي الكثير تحصيلها فيبقي مريضاً إلي أن يموت، وقد اتّفق ذلك لأحد أصدقائنا المرضي حيث قالوا له: إنّ السفر إلي البلد الفلاني بحاجة إلي مال ضخم وكان لايقدر عليه، إلي غير ذلك من الشواهد الدالّة علي سلبيات الحدود ممّا يحتاج ذكرها إلي كتاب مفصل يشتمل علي الكثير من الصفحات.. وإنّي أذكر أنّ قبل ستين سنة كان أحد الأصدقاء يذهب من العراق إلي إحدي البلاد للتبليغ أيّام محرّم وشهر رمضان إلاّ أنّه بعد جعل الحدود الجغرافية بين البلدين لم يتمكّن من السفر فبقي في منزله دون الذهاب إلي التبليغ، وهذا نوع من التضييق العلمي.

خلاصة القول: إنّ علاج كل تلك التضييقات في إسقاط الحدود الجغرافية المصطنعة.

الجنسية والإقامة

لقد اخترع مناوءو الإسلام الجنسية والإقامة لتقييد المسلمين وتبعيضهم وبث الخلاف بينهم، فضلاً عن رسم الحدود التي شتّت البلاد الإسلامية وجعلتهم دولاً بل دويلات، ففي إيران جاؤوا بالبهلوي الأوّل الذي حاربه علماء الدين وكان ممن حاربه (السيّد نور الدين) في مدينة شيراز، و(الشيخ صادق آغا) في مدينة تبريز، و(آغا نجفي) في أصفهان، حيث ارتقي كل منهم المنبر وأنذر الناس من الاستجابة للحكومة وأخذ الجناسي حتّي أنّ أحدهم عبّر عن ذلك اليوم الذي اتّبع الناس الدولة في قانون الجنسية: إنّه يوم خاتمة الإسلام وقراءة الفاتحة عليه.

وإنّي لأذكر في العراق وقبل نصف قرن كيف كان الناس يتجنّبون

أخذ الجناسي، وقد جاء موظّف إلي مدرسة بادكوبة() التي كنت أُدرّس فيها، فأخذ يعرض الجنسية علي الطلاب في كافّة الغرف وذلك مقابل مبلغ زهيد من المال يعادل ربع دينار، إلاّ أنّ الكل رفض الاستجابة له ما عدا شخص واحد وقد اعترض عليه الطلاب ولم يكن له جواب.

وأخيراً حينما أخرج صدام الكثير من العراقيين بحجة أنهم غير عراقيين أخرج أولاد هذا الرجل باعتبار أنّ جنسيتهم مزيّفة، علماً أنّ بعضهم يعيش اليوم في إيران والبعض الآخر في الباكستان.. والحال أنّ كبار السن يذكرون أنّ مثل هذا الشيء لم يكن أصلاً قبل ذلك.

الأرض لله

خلق الله تعالي كل شيء في الكون مباحاً للجميع وبقدر حاجاتهم وذلك في إطار قوله عزوجل: ?لكم?()، فالهواء مباح، ونور الشمس مباح، والماء داخل الأرض وخارجها من الأنهار والبحار والمستنقعات مباح، والآجام() والغابات مباحة، والجبال والمعادن مباحة، وحيوانات الأرض والجو والماء مباحة، كما أنّ منفعة الكسب مباحة لكل أحد،

فلا ضرائب ولا جمارك ولا غير ذلك.

وقد شاهدت في العراق كيف كان الناس يستفيدون من نهري دجلة والفرات ويعمرون البساتين في أطرافها، إذ أنّ الأرض كانت مباحة للكل، كما كان الناس يبنون الدور في مختلف المدن العراقية بكل حرية، فكان كل واحد يستطيع أن يتّخذ لنفسه داراً وبقدر ما يريد، وكانوا يأتون بالأسماك ويصطادونها ويبيعونها بكل رخص دون أن يتعرّض لهم أي أحد. وكذا كان الحال بالنسبة لملح الطعام وغيره، وكنّا نشتري الملح بقدر حاجتنا لسنة كاملة بعشرة أفلس فقط.

بالطبع إنّ هذه الحريات لم تكن مقتصرة علي العراق، بل كانت تشمل إيران وسائر الدول الإسلامية أيضاً، فلا حدود ولا تقييدات، ففي الجبال الواقعة في أطراف خراسان كان الناس يصنعون من أحجار الجبال القدور والأواني بكل حرية، وكانت

الأموات تُدفن في الأرض المباحة بلا رسوم ولا ضرائب ولا ما أشبه ذلك.

ومنذ خمسين سنة تقريباً صارت كل هذه التقييدات في العراق وفي إيران وسائر بلادنا وذلك بأمر من المستعمر لحكام الدول، ولذا غلت الأشياء.

وفي التاريخ أنّ أمير المؤمنين عليه السلام بني دكاكين في الكوفة وأعطاها للناس مجاناً، الأمر الذي أدّي إلي رخص الأسعار، إذ أنّ الإنسان إذا بني الدكان أو استأجرها يضيف ما خسره أو صرفه علي قيمة البضاعة فترتفع الأسعار.

وعلي كل فقد أرسل الغرب إلي إيران خبيراً اقتصادياً لتنظيم الاقتصاد حسب تعبيرهم، كما بعثوا شخصاً آخر إلي العراق وقد أشارت إلي ذلك (المس بيل)() في مذكراتها علماً أنّ الاستعمار نجح في تخطيطاته فصارت التقييدات وكبت الحريات بحيث إنّ البلدين أخذا يبيعان القبور للأموات بحجج واهية، وكلّ ذلك خلافاً لقانون الله ورسوله والذي كان عليه المسلمون منذ أوّل الإسلام إلي قبل خمسين عاماً تقريباً. نسأل الله سبحانه أن يهدي المسلمين بالرجوع إلي أحكام الإسلام لتعود إليهم عزّتهم وسعادتهم، وما ذلك علي الله بعزيز.

الحجّ مثال

قبل خمس وأربعين سنة تقريباً ذهبتُ برفقة الوالد رحمة الله عليه إلي الحجّ، وكان الوالد في المدينة المنوّرة يصلّي جماعة في إحدي الساحات وكان يشارك في الصلاة السنّة والشيعة ومن مختلف البلدان: العراق وإيران ومصر والشام وتركيا والهند والباكستان وبلاد إفريقيا والخليج، وفي كلّ يوم بعد صلاة الظهرين والمغربين يأخذ الناس في سرد أحوال بلادهم: حكومة وشعباً واقتصاداً وثقافة وسائر شؤونهم المختلفة الدينية والمذهبية وأحياناً تصل البحوث بينهم إلي شبه نزاعات لفظية، وحيث كان الجميع فارغين فإنّ البحث كان يطول أحياناً عدة ساعات وينتهي بنتائج مرضية عادة، ولم يكن آنذاك أثر للجماعات التي اُخترعت بعد ذلك باسم الوهابية التي تثير الطائفية

وتكفّر المسلمين وتفرّق بينهم، فلم تكن ضغوط علي المسلمين، لماذا هذا سنّي وهذا شيعي؟ ولماذا السجود علي التربة؟ ولماذا بعض الفروع؟ بل كان كلّ واحد من الناس آنذاك يسرد أحوال بلده من الاقتصاد والاجتماع وطبيعة النظام الذي يحكم بلاده وهل هو ديكتاتوري أو ديمقراطي؟ وكيف يمارس الناس شؤونهم الدينية في بلدهم، وما هي سننهم في الزواج والطلاق وتربية أولادهم، إلي غير ذلك من الأُمور كالرعاية الصحية وحالات المرض وطلب الرزق والوظيفة وغيرها، بحيث كان الإنسان آنذاك يشعر بالوحدة الإسلامية الحقيقية بين الناس، وكان الناس في ذلك الزمان يتباحثون كيف يشهدوا منافعهم أيّام الحجّ؟ وكيف أنّ الإسلام جعل المسلمين إخوة؟ وما هي الأسباب لتقوية بعضهم البعض؟ وكيف يمكنهم الإطّلاع علي أحوال بعضهم البعض؟ بل إنّ بعضهم كان يناقش كيف يمكن أن يجعل جميع المسلمين في أعلي مرات القوة والتقدم من الشمال إلي الجنوب ومن الشرق إلي الغرب؟

وقد رأيت هناك أعداداً قليلة جاءوا من الصين والاتحاد السوفيتي، ولا أتذكّر أنّني رأيت أشخاصاً جاءوا من أوروبا وأمريكا علماً أنّنا كنّا نتمنّي وجود المسلمين في ذينيك القطرين وأن تسقط الشيوعية ليأتي المسلمون إلي الحج وما أكثر المسلمون في بلاد الشيوعية.

واليوم حيث سقطت الشيوعية وانتشر المسلمون في العالم الغربي يأتي سيل من المسلمين إلي الحج من ذينيك الطرفين: الغرب والشرق، إلاّ أنّ المستعمرين وعملاءهم عملوا بكلّ قوّة لتحطيم وحدة المسلمين وذلك عبر أمرين:

الأوّل: تقوية الحدود الجغرافية وترسيخها بالعرف والقوانين التي وضعوها لتضعيف المسلمين البالغ عددهم ملياري مسلم() وكلّهم من أُمّة واحدة ويعبدون ربّاً واحداً وينتمون إلي شريعة واحدة.

الثاني: جعل العراقيل المانعة في الحجّ وذلك من خلال مئات القوانين الوضعية الباطلة، فضلاً عن تلك المشاكل التي ابتدعوها في سفر الحج حيث

جعلوا الجنسية والهوية والضرائب والرسوم وغيرها من التقييدات الكثيرة.

والملفت للانتباه أنّ الغربيين وحّدوا بلادهم بإسقاط الحدود الجغرافية رغم كثرة الاختلافات بينهم ومنها الاقتصادية والاجتماعية واللغوية والمذهبية، فهذا غني وذاك فقير، وهذا رفيع الثقافة وذاك ليس كذلك، وهذا كاثوليكي وذاك بروتستاني. بينما فرّقوا بلاد الإسلام بتلك الحدود الجغرافية وبجعل القوانين الباطلة فسلبوا من المسلمين الحريات الإسلامية الكثيرة التي كانوا يتمتّعون بها منذ زمن رسول الله صلي الله عليه و اله. ولذا فمن الواجب علينا أن نسعي لإسقاط الحدود الجغرافية المصطنعة، وإرجاع (الحريات الإسلامية)، وتقوية (الأُخوّة الإسلامية) التي أوصي بها القرآن الكريم والذي سبقنا غيرنا بالعمل به والحال أنّ أمير المؤمنين عليه السلام يقول: ?والله الله بالقرآن لا يسبقكم بالعمل به غيركم?().

فإنّ القرآن كما قال أمير المؤمنين عليه السلام في كلمة له : كالنور، متي عمل المسلمون به استناروا، ومهما تركوه وقعوا في الظلام() فإنّ ?الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلي النور? () والذين لايعملون

بالقرآن ?أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلي الظلمات?().

ولذلك كانت معيشتهم ?ضنكا? كما أخبر القرآن الحكيم بذلك، ويحشرهم الله تعالي يوم القيامة عمياً فيقول كل منهم: ?ربّ لِمَ حشرتني أعمي وقد كنت بصيراً ? قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها?() ولم تعمل بها ?وكذلك اليوم تنسي?() فتهمل في هذا العالم وتترك لتنال جزاءك الأوفي.

إنقاذ المسلمين

إنّ إنقاذ المسلمين وخلاصهم من هذه الحدود المصطنعة تتوقّف علي أُمور ثلاثة وهي كالتالي:

الأمر الأوّل: شوري المرجعية، بأن يجتمع المراجع العظام والفقهاء الكبار الذين يقلّدهم الناس وهم الذين يأخذون الحقوق الشرعية من المقلّدين ويصرفونها في مواردها المقررة والتي منها رعاية طلاب العلوم الدينية وتقوية الحوزات العلمية ودعم وتأسيس المؤسسات والمساجد والحسينيات والمكتبات وما أشبه مما تكون من مصاديق

(في سبيل

الله) فيجتمعون كل سنة مرّة مثلاً أو مرتين أو أكثر حسب الاحتياج فيتشاورون لحلّ مشاكل المسلمين وهداية الآخرين، ووضع الحلول وتوفير الاحتياجات اللازمة للأمة الإسلامية وكيفية إرجاع العزة لها وإنقاذها من هذه الحدود المصطنعة ومن كل ما يوجب تشتتها وتفرقها.

وكذلك رعاية شؤون الطلاب وإدارة الأوقاف ومناقشة الأُمور المرتبطة بالتبليغ الإسلامي، وحتي ما يرتبط ببدء وانتهاء الدراسة، وحلّ مشاكل الطلاّب ورفع احتياجاتهم، وتحديد عددهم ومقادير دروسهم وغير ذلك بأكثرية الآراء وبتعيين لجان مختصة لمتابعة الأمور، علماً أنّه إذا مات أحدهم أو خرج عن الأهلية يأتي من ينوبه من المراجع المؤهّلين ليكمل العدد المقرّر، وبذلك يخرج الأمر عن الفوضي. وأمّا ما قاله المرجع السيّد أبو الحسن الأصفهاني رحمة الله عليه(): إنّ النظام في اللاّنظام، فهي قضية وقتية قصد بها ذلك الزمان وهو وقت هجوم الاستعمار بكامل قوّته وأجهزته علي العراق وسائر الدول الإسلامية حيث نصب الغرب في العراق ياسين الهاشمي، وفي ايران البهلوي، وفي تركيا أتاتورك، وفي أفغانستان أمان الله، وجميعهم كان يسعي لإزالة الإسلام، وذلك عملاً بخطط الغرب خلال ربع قرن كما هو مشهور، بالطبع فإنّ العمل إذا كان منظّماً فإنّ العملاء يهاجمونه بكلّ إمكانياتهم، وهذا خير دليل علي أهمية نظم الأمر، ويكفينا في ذلك مقولة أمير المؤمنين عليه السلام حيث قال: ?ونظم أمركم?()، وقد ذكرت شيئاً من تفصيل النظم في كتاب (الفقه: النظام).

ولا يخفي أنّ عملاء بريطانيا حتّي اليوم يحاربون كلّ النظم الإسلامية، والقصص والشواهد الدالّة علي ذلك كثيرة لسنا بصددها الآن، وفي هذا النصف الأخير من هذا القرن حيث تبدّلت البلاد ومن عليها من اللازم علي المسلمين الاهتمام بجريان الأُمور حسب مجاريها الأصلية المنتظمة مع ملاحظة الصبر علي شدّة المحاذير والمشاكل التي ستواجههم، فإنّه

لا يكاد تخلو حركة إصلاحية عن المشاكل التي تحتاج إلي الحلول الدائمة. وبطبيعة الحال فإنّ شوري المراجع لا تتحقّق إلاّ بتهيئة جوّ صالح ونشر آلاف الكتب وتوجيه سائر وسائل الإعلام المناسبة لمثل هذا الأمر.

الأمر الثاني: تعدّد الأحزاب الحرّة، حتّي يكون بينها التنافس ويخرج الأمر عن الاستبداد. وقد قال أمير المؤمنين عليه السلام: ?من استبدّ برأيه هلك?(). ومن المعلوم أنّ المستبدّ لايهلك وحده فقط وإنّما يُهلك الآخرين معه أيضاً.

والغريب في الأمر أنّ الأُمور تجري باستبداد وعدم التعددية في كلّ بلاد الإسلام، وهذا هو الذي يريده المستعمر ويسعي بكلّ جهده لتحقيقه، فقد ذكر أحد قادتهم في كلمة له: إنّ سياستنا في إيران كالماء الصافي في إناء بلور فهو ممتلئ بالماء ولكن لا يتبيّن، ولذا فإنّه لمّا احتلت سفارة غربية من قبل بعض الشباب وجدوا أنّ ثلاثة آلاف جاسوس في إيران من دولة واحدة لا يعرفهم حتّي طاقم السفارة، وكانوا متستّرين تحت ملفّ السيادة الغربية مباشرة حتّي لا يُعرفوا.

وعلي كل فلابدّ من تعدّد الأحزاب وقد ذكرت هذا الموضوع بأدلّته وبشيء من التفصيل في كتاب آخر ممّا لست بصدده الآن() إلاّ أنّني أُشير إلي بعض إيجابياته هنا، ومنها أنّ الله تعالي خلق الناس وفطرهم علي التنافس، بل إنّه تعالي دعاهم إلي التنافس والتسابق نحو الجنّة فقال عزّ من قائل: ?وفي ذلك فليتنافس المتنافسون?().

ومن هذا المنطلق جعل النبي صلي الله عليه و اله المسلمين أحزاباً تحت عنوان (المهاجرين) و(الأنصار) مع إنّهما لا يختلفان من ألف الإسلام إلي يائه..

وكان النبي صلي الله عليه و اله إذا لم يوافقه أحدهما التجأ إلي الآخر كما في قصة وصيته صلي الله عليه و اله حيث قال أحدهم: (إنّه صلي الله عليه و اله ليهجر)!

ليمنع وصيته فأخرجهم رسول الله صلي الله عليه و اله وطلب الأنصار وذكر لهم الوصية كما في بعض التواريخ().

بل الظاهر من حديث ذكره (المسالك)() وجاء به (المقاصد)() و(الجواهر)() في كتاب السبق والرماية حيث قال رسول الله صلي الله عليه و اله: ?أنا في الحزب الذي فيه ابن الأدرع?() فقد جعل رسول الله صلي الله عليه و اله المسلمين أحزاباً بهذا الاسم، فضلاً عن تقسيمه إيّاهم إلي المهاجرين والأنصار.

وعلي أي حال فالأحزاب الحرة تمهّد الأرضية الصالحة للتنافس والتقدّم، والشواهد علي ذلك كثيرة منها: إنّ دولة اليابان كانت متأخّرة جدّاً عندما كان يحكمها حاكم لوحده ولكن منذ أن جعلوا الأحزاب الحرة في بلادهم واتبعوا سياسة التعددية وذلك قبل نصف قرن تقريباً بدأت بلادهم بالتقدّم الرهيب بحيث إنّ الغرب اليوم يخافهم.

الأمر الثالث: الرشد الفكري، فقد أشار الله تعالي إلي قوّة الخليل إبراهيم عليه السلام الذي حارب كل العالم المنحرف وكان رمزاً للتوحيد، فقال: ?ولقد آتينا إبراهيم رشده?(). وذلك لا يكون إلاّ بترشيد كل الأُمة الإسلامية بمليارات الكتب كما ذكرته في كتاب (ثلاثة مليارات من الكتب)()، وهذا ليس بدعاً، فقد نشرت امرأة واحدة في الغرب من كتبها مليارين، ونشرت امرأة أُخري من كتبها البالغة سبعمائة كتاب ملياراً ()، وهكذا ينشرون أفكارهم بهذه الوسيلة الميسورة عندهم، بالإضافة إلي الفضائيات والإنترنت والإذاعة والتلفزة والجرائد والصحف والمجلات والأشرطة وما أشبه. إذ أنّه بدون الرشد الفكري لا يمكن للأُمّة النهوض خاصّة بعد تفرّقها وذهاب وحدتها وتسلّط الاستعمار عليها بكل قدراته وأحابيله، فإن تحقّقت هذه المهمّة فلعلّ الله يحدث بعد ذلك أمراً وهو المستعان.

الزواج

ينبغي لمن يريد إنقاذ المسلمين سياسياً واقتصادياً والقضاء علي الحدود المصطنعة الاهتمام بإنقاذهم اجتماعياً، وبالرغم من أنّ هذا المبحث قد

بحثناه مستقلاً() إلاّ أنّني شاهدت في العراق كيف كانت الحكومة هي السبب في هدم العوائل وقلّة الزواج وكثرة الطلاق بل وكثرة تعاطي الشباب للفساد والمواد المخدرة، وذلك لأُمور منها:

أوّلاً: إنّ الحكومة وضعت القوانين الكابتة للزواج، في الوقت الذي ينصّ الإسلام المقدّس علي أنّ بلوغ البنت يكون في السنة التاسعة كما زوّج رسول الله صلي الله عليه و اله ابنته المفضّلة سيدة نساء العالمين عليها السلام وعمرها تسع سنوات وقد حث الإسلام ذلك لكلّ البنات()، إلا أنّ الحكومة في العراق أصدرت قانوناً يمنع الزواج من البنت إلاّ بعد أن يصبح عمرها خمس عشرة سنة.

ومن المعلوم أنّ البنت قبل هذا العمر تحتاج إلي الزوج، وكذا الحال بالنسبة إلي الشاب الذي ربما يلجأ إلي الاتصال بها عن طريق الحرام كما سمعنا بذلك مكرّراً إذ عندما يُمنع من الحلال يُلجأ إلي الحرام.

وقد كانت العشائر تزوّج بناتها بسرعة كما رأيت، وكان ذلك يوجب السعادة لهم في الدنيا والآخرة، أما تأخير الزواج فيترتب عليه المفاسد فإن الكثير منهم يذهب إلي الرعي أو الزراعة ويبقي الأولاد والبنات لوحدهم، وبشكل طبيعي لمّا يكونوا هؤلاء الشباب والشابات غير متزوجين يتفشّي بينهم الحرام ويلجؤون إلي الفساد، ولذا فإنّهم يزوّجونهم مبكّراً ليأمنوا الحرام والفضيحة فيهما.

شاهد من العراق

وشاهدت بنفسي في العراق كيف أنّ عبد الكريم قاسم المرتبط بالغرب ألغي هذا القانون الإسلامي، حيث أصدر قانوناً قبل خمسة وأربعين سنة تقريباً ينصّ علي: أنّ بلوغ البنت وتأهّلها للزواج يكون إذا بلغت سنّ الخامسة عشر من العمر، ويمنع الزواج قبلها.

لذلك فقد أصبح الكثير من الناس يعانون من مشاكل هذا القانون غير الشرعي، إذ أنّهم آنذاك كانوا يزوّجون البنات في صغرهنّ عادة، ومع وجود هذا القانون أصبح من الصعب عليهم التوفيق

بين أوامر الشرع وما اعتادوا عليه وبين القانون الوضعي الذي جاء به عبد الكريم قاسم.

ففي أحد الأيام التقيت بأحد القضاة في كربلاء المقدّسة وقال لي: لقد ابتليت فيما بين الشرع والقانون! فإن الشرع يقول شيئاً والقانون يمنع ذلك، ثم قال: لقد جاءني أب مع ابنته وزوجها وهو يريد إبطال العقد لاختلاف ما كان قد حصل مع صهره.

وبعد الإطّلاع علي المشكلة عرفت أنّ ابنته قد تزوّجت قبل ثلاث سنين وقد كان عمرها آنذاك اثنتي عشرة سنة، وكانت الآن حاملاً ولديها طفلان أحدهما تحمله علي يدها والآخر تسوقه بيدها الأُخري، فكان الأب يريد إبطال العقد حسب القانون، فماذا أصنع؟ إن أبطلت العقد كما ينصّ عليه القانون الوضعي أكون قد خالفت الشرع لأنّ الزوجين غير راغبين في الانفصال، وإن لم أبطله فالدولة تعاقبني علي مخالفة القانون؟!

وقد طبّق نفس هذا القانون الغربي في إحدي الدول الإسلامية الأُخري التي عشت فيها، حيث قرّر المجلس أنّ تأهّل البنت للزواج قانوناً في سنّ الخامسة عشر، أما قبل ذلك فالعقد عليها جرم!، الأمر الذي يدلّ بوضوح أنّ بلادنا الإسلامية تابعة للغرب وإن ادّعت الإسلام ظاهراً واختلفت في الأسماء واللغات.

وقد قرأت في لندن أنّ البنت تري الولد ويدخل بها وعمرها اثنتي عشرة سنة وكذا الحال في تايلاند() ولعلّ في هذا دلالة علي وجود القابلية والشهوة خلال هذا العمر.

ثانياً: إنّ القانون مكّن الدولة من السيطرة علي الأراضي، فلا يتمكّن الشاب من أخذ قطعة من الأرض وبنائها للسكني، الأمر الذي أدّي إلي إعراض الكثير منهم عن الزواج لأزمة السكن وقد صرّح بذلك لي جماعة منهم معتذراً عن عدم إقدامه علي الزواج بعدم امتلاكه دار للسكني.

ثالثاً: إنّ القانون جعل تعقيدات في إجراء النكاح، بينما كان قبل فرض

القانون سهلاً يجريه كل أحد.

رابعاً: الحضر علي المباحات الأصلية المستفادة من قوله تعالي: ?خلق لكم?() إذ أنّ الأصل في الأشياء هو الإباحة وللجميع، فمنع الاستفادة من الغابات والصيد والأجمة وأرض البناء والزراعة والمعادن كالملح وغيره ممّا أدّي إلي بطالة الكثير من الشباب وعدم وفرة المال عندهم.

خامساً: فرض قانون الرعي بإجازة وضريبة، بينما كان الشارع المقدس قد أباحه للجميع وقد كان ذلك مباحاً إلي قبل نصف قرن.

سادساً: فرض الحكومات القوانين الكابتة للحلال، بينما تفتح المواخير وتبيح اللواط وغيره من المفاسد، وقد نقل لي أحد سكنة آبادان() في إيران: إنّ حكومة الشاه سجنت زوجين لتخطّيهما القانون حيث تزوجا قبل السن القانوني المقرر فلم يجد المحامي بداً لإطلاق سراحهما من أن يتّهمهما بأنّهما زنيا باختيارهما وبذلك خرجا من السجن حيث يباح الزنا ويحرّم الزواج.

وقد فتح صدام كما قرأت في إحدي الصحف المباغي الكثيرة في طول بغداد وعرضها، وبالمقابل فإنّه أخرج رجال الدين من العراق وقيّدهم بأشد أنواع التقييد والحال أنّهم من الدعاة إلي التقوي والإيمان ومن الذين يحثون علي الزواج الإسلامي والمصرّين علي البساطة فيه والمؤكّدين علي الأخلاقيات في العائلة حتّي لا يسود الأُسر والعوائل التخاصم، كما أنّهم يسعون لحلّ مشاكل الزوجين عندما ينشب بينهما الخلاف، إلي غير ذلك.

ولا يخفي أنّ جميع هذه الأُمور التي أكد عليها الدين الإسلامي تقلّل الطلاق والافتراق بشكل مؤثر.

كما إنّ الطغاة دعوا من خلال وسائل الإعلام ومنها المذياع والتلفاز والمدارس بسفور المرأة وعدم الحجاب ممّا يلقي بأيدي البنات والأولاد في الفساد ويشدّهم إلي بعضهم البعض عن طريق الحرام.

نعم يلقون الشباب في البحر مكتوفاً ويقولون: إيّاك إيّاك أن تبتل بالماء.

وفضلاً عن جميع هذه الأُمور فإنّ لعالم المادية دوره المهم في غلاء المهور وإعراض الشباب

عن الزواج، علماً أنّ رسول الله صلي الله عليه و اله قال: ?خير نساء أُمّتي أصبحهنّ وجهاً وأقلّهنّ مهراً?(). ولعلّ ظاهر قوله صلي الله عليه و اله: ?أصبحهنّ? هو حُسُن الخُلُق والجمال المعنوي لا جمال الوجه الظاهري كما قد يتصوّره بعض.

وعلي كل فالذين يريدون تقليل الفساد من ناحية الجنس وقد شاع في بلادنا، أو يريدون محاربة الفساد وعلي رأسه المخدرات التي كثرت من جرّاء فراغ الشباب والفتيات وتأمر المنظمات الفاسدة، لابدّ لهم من الترغيب والتشجيع علي الزواج المبكّر، الذي يحلّ المشاكل المتعلّقة بهذه الظاهرة ابتداءً ونهاية وما ذلك علي الله بعزيز.

الثقة بالدين

قال أمير المؤمنين عليه السلام في وصف صحابة رسول الله صلي الله عليه و اله: ?ووثقوا بالقائد فاتّبعوه?().

نعم، من اللازم أن يكون هناك ثقة بالنظام وبقائد النظام إذا كانا طبق الموازين الشرعية المقررة، وهذان الأمران هما من أسرار تقدّم الإسلام، ذلك التقدّم الذي لم يكن له سابق ولا له مثيل في يومنا هذا.

ومن أهم الأمور في هذا الباب: تمييز القادة الشرعية من غيرها، فالقيادة الإسلامية تتمثل في رسول الله صلي الله عليه و اله وأهل بيته الطاهرين عليهم السلام ومن كان علي نهجهم من الصالحين، أما الذين شوهوا سمعة الإسلام فالإسلام منهم ومن أفعالهم بريء.

ثم إنّ المسلمين لم يعرفوا رسول الله صلي الله عليه و اله حق معرفته، وكذلك حكمه وقيادته وعظمة شخصيته، فهو صلي الله عليه و اله علي عظمته كان يعايش الناس كأنّه أحدهم، بل كان يبلغ تواضعه في بعض الأحيان أكثر من الناس العاديين، والشواهد علي ذلك كثيرة، منها أنّه صلي الله عليه و اله إذا جاءت امرأة إليه بصغيرها أخذه الرسول صلي الله عليه و اله ووضعه في حجره ليدعو

له بالبركة ولربما بال الطفل في حجره صلي الله عليه و اله فكان البعض يزجره إلاّ أنّ الرسول صلي الله عليه و اله كان يقول لهم: لا تزرموا بالصبي، فيدعه حتّي يقضي بوله ثمّ يفرغ له من دعائه أو تسميته ويبلغ سرور أهله فيه ولا يرون أنّه يتأذّي ببول صبيّهم، فإذا انصرفوا غسل ثوبه().

هذا هو رسول الإسلام، أمّا حكّام المسلمين فقد أعرضوا عن سيرته وخالفوا شريعته علناً ممّا جعل الناس يفرّون من الدين أفواجاً، فهذا محمّد الفاتح العثماني() سنّ قانون قتل الخليفة إخوته أو سائر الإخوة المنتسبين بحجّة احتمال أن تعاد قصّة الأخوين العبّاسيين الأمين والمأمون، وقد قتل هو وأخلافه (400) إنسان صغاراً وكباراً فكانوا يقطعون رؤوسهم بلا ذنب سوي أنّ محمّد الفاتح أمر بذلك.

علماً إنّ مقبرة المقتولين ما زالت إلي اليوم في تركيا بقيت كشاهد حقّ علي جرائمه. ناهيك عن إعراض الغرب وغيرهم عن دين الله الذي أنزله لهداية البشرية وإخراجها من الظلمات إلي النور لتسعد في الدنيا والآخرة، وذلك بسبب تشويه العثمانيين الدين الإسلامي بأفعالهم وجرائمهم().

وقد ذهب البعض من الكويت لأجل معونة المسلمين في إحدي الدول فقال: رأيت شاباً يحمل السلاح فقلت له: لماذا تصنعون بالأبرياء هذه الجرائم من بيع البنات والأولاد في أسواق الغرب ليجعلوا منهم فاجرات وفواجر، وقد ذكرت ذلك الصحف؟ قال: إنّ آباءنا نقلوا: إنّ الجيش العثماني فعل بصغارنا نفس الصنيع عندما سيطروا علينا وذلك في قصص مفصّلة.

بالطبع إنّ الأمر غير مقتصر علي العثمانيين بل حتّي بالنسبة لحكّام الهند وإيران القاجار وغيرهما ممّا لست بصدد تفصيله وإنّما بصدد الإشارة إلي أنّ العالم اليوم ينبغي له أن يعود إلي الإسلام الذي جاء به القرآن ونبيّه الرسول صلي الله عليه و اله

وأهل بيته عليهم السلام ويميّزوا بين أهل الإسلام الواقعيين وغيرهم ممّن شوّهوا صورة الإسلام، وإذا كان ذلك فإنّ غير المسلمين سيرجعون إلي الإسلام الذي فيه سعادتهم في الدنيا والآخرة بالطبع إنّ ذلك يحتاج إلي سيل من الإعلام النافع، كما ذكرناه في بحث سابق.

العودة إلي الآيات المنسية

ينبغي للمسلمين اليوم أن يعودوا إلي الأحكام القرآنية الحيوية، وكلّ آيات القرآن توجب الحياة لقوله تعالي: ?إذا دعاكم إلي ما يحييكم?() حيث إنّ المسلمين هجروا هذه الآيات منذ أن دخل الاستعمار بلادنا وتبعه حكّام المسلمين، أمّا الآيات فهي:

1: آية الأُمّة الواحدة، فقد قال سبحانه: ?وإنّ هذه أُمّتكم أُمّة واحدة وأنا ربّكم?().

فالربّ واحد والأُمّة واحدة، ولا فرق بين عربي وعجمي أو هندي وتركي أو ماليزي وإندنوسي إلاّ بالتقوي كما قال سبحانه: ?إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم?().

الملفت للانتباه أنّ القرآن ينادي بالوحدة، إلاّ أنّ الأُمّة اليوم ممزّقة ومشتتة حتّي صار لكلّ قطر قانون وأحكام ونقد ومراسم، فلم تعد الأُمّة واحدة كما كانت في عهد الرسول صلي الله عليه و اله، والغريب في الأمر: أنّ المسلم الأفغاني المتّقي أصبح أجنبياً ينبغي إخراجه حسب القانون وإن كان عاملاً ونافعاً للبلاد، بينما اليهودي أو المسيحي أو المجوسي أو الصابئي() أو العلي اللهي أو عابد الشيطان الذي ولد في تلك البلاد وحسب بعض الشرائط يعدّ مواطناً وله كل ما لسائر من كان في البلد ويحترم كما يحترم سائر أهل البلد، فهل هذه هي الأُمّة الواحدة؟

2: الأُخوّة الإسلامية، فقد قال سبحانه: ?إنّما المؤمنون إخوة?()، وقد طبّقها الرسول صلي الله عليه و اله عملياً بجعل الأخوة بين المسلمين مرّتين إحداهما في المدينة المنورة، والثانية قبل ذلك : في مكّة المكرّمة، وقد عمل المسلمون بتلك الأخوة بأجمع مظاهرها. فربما قسّم المسلم

المدني معيشته وكسبه وماله بينه وبين المهاجري، وإلي ذلك يشير القرآن حيث قال سبحانه: ?والذين آووا ونصروا?() بل كان بعض الأنصار له زوجتان فيقول للمهاجر: اختر إحداهما ولم تكن آية الحجاب() قد نزلت بعد حتّي أُطلّقها، ثمّ تزوّجها أنت بعد العدّة.

وقد كانت الأحكام الإسلامية سائدة علي الجميع من غير فرق بين أبي ذر العربي وسلمان الفارسي أو صهيب الرومي أو بلال الحبشي، ولا بين غيرهم من مختلف القوميات والجنسيات، فلا أعلم هل كانت آنذاك جنسية أُخري أم لا؟

أمّا في عصرنا الراهن عصر التخلّف فمع الأسف الشديد لم يعد من هذه الأُخوّة الإسلامية عين ولا أثر.

3: الحرية الإسلامية، حيث يقول سبحانه في وصف الرسول صلي الله عليه و اله: ?النبي الأُمّي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحلّ لهم الطيّبات ويحرّم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم?().

فالإصر هي: القيود الاجتماعية، والأغلال هي: القوانين الحكومية الكابتة، ومعني الآية أنّ الرسول صلي الله عليه و اله جاء بالحرية في كلّ شيء سوي المحرّمات وهي أُمور قليلة معدودة(). ولذا كان المسلم آنذاك في راحة من أمره، فهو يسافر في سعة حيث يشاء، ويعمل حسب ما يريد، وهكذا يتنعم بجميع مصاديق الحرية الإسلامية، وبذلك تقدّم الإسلام ذلك التقدّم الهائل الذي نري آثاره إلي هذا اليوم، علي رغم كثرة مشاغل المسلمين فإنّه كان للكثير منهم زوجات متعدّدة، بل أعمال كثيرة.

ومن المعلوم أنّ المسألة الاقتصادية والثروة تابعة لذلك أيضاً فإن الحريات أساس الخير والبركة، ولذا كان الكل صاحب كفاية أو ثروة بلا أزمات اقتصادية ولا مفاسد اجتماعية وما أشبه ذلك.

4: الإباحة في الأشياء، وذلك لكل أحد كما قال سبحانه: ?خلق لكم?().

وقال رسول الله

صلي الله عليه و اله: ?الأرض لله ولمن عمّرها?()، فالأرض والمعدن والماء والهواء والنور مخلوق لكل أحد دون أن تحتكر الدولة كل شيء، بحيث يصبح الأمر أنّ الميّت لايدفن إلاّ بعد شراء القبر من الدولة.

وقد بلغ الأمر أنّ الهواء أصبح ملكاً للحكومات!، فكل من يريد البناء فوق داره طابقاً جديداً عليه أن يشتريها من الدولة أو يدفع الضرائب الثقيلة. ناهيك أنّ المعادن كلّها أصبحت ملكاً للدولة ولا يحقّ لأحد أن يأخذ منها إلاّ بإجازة ودفع ضرائب حتّي إذا كان كفّاً من الملح لطعامه أو قطعة من الجبل لصنع قدره أو سمكة من الماء لأكلها إلي غير ذلك.

ولا يخفي أنّه مع أوضاع كهذه يعمّ الفقر والجهل والمرض، كما هو الحال في غالب بلاد الإسلام، وعلاج الكل هو الرجوع إلي الإسلام وإلاّ كانت المعيشة ضنكا كما قال سبحانه: ?ومن أعرض عن ذكري فإنّ له معيشة ضنكا?().

اللاّعنف

5: آية اللاعنف، كما قال سبحانه: ?يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة?().

من أهم ما يجب أن يتّصف به القائمون بإسقاط الحدود الجغرافية هو التجمّع مع الآخرين ?فإنّ يد الله مع الجماعة وإياكم والفرقة?()، والهمّة العالية، وقد قال أمير

المؤمنين عليه السلام: ?قدر الرجل علي قدر همّته?(). وقال عليه السلام: ?من طلب شيئاً ناله أو بعضه?().

وبالإضافة إلي ذلك ينبغي لهم أن يلتزموا بقانون اللاّعنف، فإنّ طريق التقدّم مليء بالأشواك ولا يمكن السير فيه إلي الهدف والوصول إليه إلاّ من تحلّي بملكة اللاّعنف بحيث تتطبّع جوارحه علي المسالمة والرفق واللين فلا يميل نحو العنف مهما كان الموقف. وقد أشار القرآن الكريم إلي لين الرسول صلي الله عليه و اله ورفقه، فقال عزّ من قائل: ?فبما رحمة من الله لنت لهم?().

وفي آية أُخري

يدعو الباري تعالي المؤمنين إلي الدخول في السلم كافّة فقال: ?يا أيّها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافّة ولا تتبّعوا خطوات الشيطان?(). وهذه الآية صريحة في أنّ عدم الدخول في السلم هو اتّباع لخطوات الشيطان. وقد نقل عن نبي الله عيسي عليه السلام الذي يعتقد بنبوّته هذا اليوم أكثر من نصف البشر، أنّه قال لبعض أصحابه: ?ما لا تحبّ أن يفعل بك فلا تفعله بأحد وإن لطم أحد خدّك الأيمن فأعط الأيسر?(). وهذا كناية عن الشدّة في السلم واللاّعنف حتّي مع من يتجاسر علي الإنسان. ولا يخفي أنّ الأنبياء عليهم السلام كافّة كانوا غير عنيفين كما هو مذكور في أحوالهم. وكذلك الأئمّة عليهم السلام().

وقد قال الإمام السجّاد عليه السلام في دعاء مكارم الأخلاق: ?وسدّدني لأن أُعارض من غشّني بالنصح، وأُجزي من هجرني بالبر، وأُثيب من حرمني بالبذل، وأُكافي من قطعني بالصلة?().

وقال نصراني للإمام الباقر عليه السلام: أنت بقر!.

فقال له الإمام عليه السلام: ?أنا باقر?.

قال: أنت ابن الطبّاخة.

قال عليه السلام: ?ذاك حرفتها?.

قال: أنت ابن السوداء الزنجية البذيّة.

قال عليه السلام: ?إن كنت صدقت غفر الله لها وإن كنت كذبت غفر الله لك?(). قال الراوي: فأسلم النصراني.

إلي غير ذلك ممّا هو مذكور في أحوال الأنبياء عليهم السلام عامّة ونبيّنا صلي الله عليه و اله خاصّة، وأحوال الأئمّة عليهم السلام، بل وأحوال علمائنا الأعلام، فقد نقل في أحوال الشيخ نصير الدين الطوسي() أنّ أحدهم كتب إليه: أنت كلب! فأجابه: بأنّ صفاتي تختلف عن صفات الكلب، فأنا أمشي علي رجلين وهو علي أربع، وهكذا..

وعلي أيّ،فإنّ علاج مشاكلنا هو اللاّعنف وقد وردت في خصوص هذه اللفظة روايتان، ذكرتهما في كتاب (الآداب والسنن)().

ذكر الله

6: آية ذكر الله، من الضروري لإنقاذ المسلمين ممّا

هم فيه أن يكون المتصدّون للإنقاذ في ذكر الله دائماً، فيذكرون الله كثيراً: قلباً ولساناً وعملاً.

بالطبع المراد من الذكر ما يشمل الذكر العملي أيضا فيلزم أن يكون المتصدّي يطابق عمله قوانين الله سبحانه، فقد قال عزوجل: ?فاذكروني أذكركم?().

ولا يخفي أنّ ذكر الله للإنسان ليس مجرد لفظ، والقرائن تدلّ علي أنّه لمنفعة الذاكر وهي توجب تسهيل أمره وإيصاله إلي هدفه المطلوب بتهيئة الأسباب الموصلة إليه. ففي الحديث أنّ رسول الله صلي الله عليه و اله قال للفضل بن العباس: ?تعرّف إلي الله عزوجل في الرخاء يعرفك في الشدّة?().

لذا فإنّ من يذكر الله سبحانه في حال يسره بالعمل لأجل عباده، يذكره الله في شدّته بنجاته منها، سواء أكانت شدّته هذه مرضاً أم فقراً أم سجناً أم جار سوء أم مشكلة نزاع أم غير ذلك.

وقد نقل لي أحد العلماء فقال: رأيت موظّفاً يذكر الله ذكراً كثيراً فراع انتباهي، فالتفت إليه وسألته عن السبب، فقال: كنت مع صديق لي قد حكم البهلوي الأوّل علينا بالإعدام لتوهّمه أنّنا كنّا السبب في إثارة فتنة عشائرية ضده، فأخذونا ليلاً في الصحراء للإعدام، فقلت لصديقي الذي كان مضطرباً بشدّة: لنتّصل بالملك.

قال: تعني البهلوي أنّه هو الذي قد حكم بالإعدام؟

قلت: لا.

قال: تقصد ملك بريطانيا الذي جاء بالبهلوي؟

قلت: لا.

قال: فمن تعني؟

قلت: مالك الملوك.. الله سبحانه.

قال: كيف الاتّصال به؟

قلت: بختم ?أمّن يجيب?()!.

قال: كيف؟

قلت: بقراءتها اثنتي عشرة ألف مرّة وكان الوقت يتّسع إلي الصباح، فشرعنا بقراءة الختم إلي الصباح ولمّا أصبح الصباح استعدّ الشرطة لرمينا وصفّروا مرّتين إلاّ أنّهم لم يصفّروا الثالثة وصار بينهم كلام وأخيراً تبيّن أنّ شخصاً كان يركض من بعيد ويؤشّر بمنديله فصبروا حتّي وافاهم وقال: لقد تبيّن للبهلوي كذب الاتّهام وأنّهما بريئان، ولذا

أمر بعدم إعدامهما، ففتحوا أيدينا وأرجلنا وجئنا إلي المدينة إلاّ أنّنا دخلنا المستشفي لانهيار أعصابنا وتوترها، ثمّ أضاف الشخص قائلاً: وهل يمكن أن أنسي ذكر الله تعالي وهو السبب لإنقاذنا؟

وهناك الكثير من القصص المشابهة لهذه والتي منها ما نقله القرآن الكريم عن قوم يونس عليه السلام حيث قال عزّوجلّ: ?إلاّ قوم يونس لمّا آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتّعناهم إلي حين?().

فالالتجاء إلي الله عزوجل يزيل الكرب، خاصّة إذا كان بكل إخلاص ولأجل إنقاذ المسلمين، فقد قال تعالي: ?وقال ربّكم ادعوني أستجب لكم? ().

وقال سبحانه في مذمّة الذين يتخلّون عن ذكره: ?إنّ الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنّم داخرين?().

وإذا أردنا ذكر القصص الدالّة علي ذلك لأصبح كتاباً ضخماً، إلاّ أنّنا نكتفي بما ذكرناه ممّا في القرآن الكريم الذي نصّ علي أهمية ذكر الله عزّوجلّ وبعض الصور التاريخية لالتجاء الأنبياء والأوصياء عليهم السلام إلي الله سبحانه، وكيف أنّ الله حلّ مشاكلهم وأنقذهم وأوصلهم إلي هدفهم

المنشود.

إعادة الحروب الصليبية()

قرأت عندما كنت في العراق كتاباً عربياً ترجمه الكاتب الألماني (بول اشميد) أوصي فيه المؤلّف حكومات الغرب بتنظيم أنفسهم ليعيدوا حروب الصليبية ضدّ المسلمين من جديد وإلاّ سيقعون ضحيّة المسلمين الذين يملكون أربعة أشياء مهمّة يمكنهم من خلالها السيطرة علي العالم ألا وهي:

1) كثرة النسل.

2) كثرة الثروة كالنفط وما أشبه.

3) الدين الوثّاب.

4) المنطقة الاستراتيجية.

وقد عمل الغرب بهذه التوصية، وما الحروب التي أقامها عملاؤهم كصدام والطالبان ضدّ المسلمين إلاّ من تلك التوصية، كما أنهم سيطروا علي كثرة النسل بحجج واهية تدعو إلي تقليل النسل، كما أنّهم قلّلوا كثرة الثروة ببعض الحروب العلنية والسرّية وذلك لإفقار البلاد الإسلامية.

أمّا الدين فقد وضعوه بأيدي عملائهم الذين أطاحوا بقوّته خلال فرض الحدود الجغرافية المصطنعة

والدعوة إلي القوميات والحركات التي أحيوها في بلادهم: من عربية وفارسية، وتركية وكردية، وشيوعية وبعثية، ووجودية وغيرها، أمّا الإسلام فلا يذكر عنه حكماً ولا خبراً حتّي عند من يدّعي أنّه يعمل بالإسلام من هؤلاء الحكام.

أمّا المنطقة الاستراتيجية فقد زرعوا فيها اليهود الذين حاربوا المسلمين ليل نهار، ناهيك عن المآسي والحروب والثورات والانقلابات المستمرة، بحيث إنّ عصرنا الراهن يشهد عشرة حروب ضدّ المسلمين في مختلف البلاد.

وعلي كل، فإنّ الإسلام هو دين الله الذي أراده للبشر لينقذهم من الظلمات إلي النور في دنياهم، ويسعدهم بجنّة عرضها السماوات والأرض في آخرتهم، وكل إعراض عنه يوجب الضنك دنياً والعمي في الآخرة حيث يحشر يوم

القيامة أعمي ?في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة?().

فاللازم علي كل داع أن يهتمّ لإعادة الإسلام إلي الحياة بجميع قوانينه والتي منها (إزالة هذه الحدود المصطنعة بين بلاد الإسلام) وذلك بكلّ ما أُوتي الإنسان من منطق وكتابة وثروة ونفوذ و?لعلّ الله يحدث بعد ذلك أمراً?().

يبقي القول:

إنّ المسلمين إذا عملوا بإخلاص أخذ الله بأيديهم لا إلي النجاة فحسب، بل أنّ غيرهم أيضاً سيهتدون إلي ذلك النور بإذن الله تعالي حيث قال في كتابه:

?يهدي به الله من اتّبع رضوانه سبل السلام?()..

وهو الموفّق المستعان.

قم المقدّسة

شعبان / 1421ه

محمّد الشيرازي

يمكنكم وفي كل وقت قراءة مؤلفات الإمام الشيرازي رحمة الله عليه

علي شبكة الإنترنت العالمية:

www.alshirazi.com

البريد الإلكتروني: karballa@alshirazi.com

پي نوشتها

() سورة الأنبياء: 92.

() سورة آل عمران: 139.

() مستدرك الوسائل: ج17 ص142 ب1 ح20985.

() رضا بهلوي (18781944م) شاه إيران 1925م، حكم بالظلم والجور والاستبداد، ونشر الفساد،تنازل لابنه محمّد 1941م، ويعرف بالبهلوي الأول.

() ياسين الهاشمي، ولد 1884م في مدينة بغداد، التحق بالكلية العسكرية في (استنبول) وتخرّج منها عام 1902م، كان من أعوان فيصل الأوّل حيث عيّنه رئيساً

للأركان في سوريا أيّام حكومة فيصل هناك، ثمّ عيّن محافظاً للمنتفك في 1922م، وتقلّد رئاسة وزارته الأُولي عام 1343ه (1924م) وبعد تعيينه زار المس بيل وصافحها وقال لها: نريد معونتكم ومعونتك أنت بوجه خاص، وتقول المس بيل في رسالتها إلي أبيها بتاريخ 31 آب

1922م : (أعتقد أنّ ياسين رجل القَدَر). ووزارته الثانية عام 1354ه (1935م) وفيها أصدر قانوناً حلّ فيه جميع الأحزاب وأصبح العراق خالياً من الأحزاب إلي عام 1946م والتي أطاح بها بكر صدقي عام 1355ه (1936م)، وتقلّد وزارة المالية في وزارة ناجي السويدي ووزارة رشيد عالي الكيلاني الأُولي والثانية. التجأ إلي سوريا ولبنان ومات عام 1937م ودفن إلي جوار صلاح الدين الأيّوبي بدمشق. أُطلق عليه لقب أتاتورك العراق لقساوته وعنفه وطغيانه، وتكفّل مهمّة تصفية الحوزات العلمية في العراق، فطارد رجال الدين وقتل بعضهم ونفي البعض الآخر ومنع إجراء مراسم الشعائر الحسينية واستخدم العنف في تطبيق التجنيد الإلزامي.

() مصطفي أتاتورك (1881 _ 1938م) مؤسّس الجمهورية التركية وأوّل رئيس لها، قام بنشر المفاسد في بلاده وغيّر كتابة اللغة التركية من الحرف العربي إلي الحرف اللاتيني، حكم بالجور والاستبداد.

() أمان الله خان (1892-1960م) أمير ثم ملك علي أفغانستان (1919-1929م)، حاول القيام بعدة أعمال مخالفة للشرع حيث أمر زوجته بخلع الحجاب والتظاهر بالسفور، وطلب من الرجال نبذ اللباس الشعبي وارتداء الزي الأجنبي، كما أصدر أمراً بمنع تعدد الزوجات، مما أثارت غضب الجماهير عليه فحدثت مقاومة شعبية تحولت إلي ثورة أجبرته علي التخلي عن العرش والفرار من البلاد عام 1929م. كان (أمان الله) رجلاً مغروراً بهره زيف المدنية الغربية فحاول تغريب المجتمع الأفغاني، وقد أفصح هو شخصياً عن هذه المهمة في أعقاب زيارة له لأوروبا وتركيا 1926 قائلاً:

(إن في آسيا بلاداً اسمها تركيا قد نهضت، وأنا أريد أن اجعل أفغانستان مثل تركيا).

() مغامر سياسي استعماري بريطاني عرف بلورانس العرب. درس التاريخ والآثار في جامعة اكسفورد، وانضمّ إلي بعثة الآثار في بلاد ما بين النهرين سنة 1911م. وبقي بعد سفر البعثة في البلدان العربية يتعلّم لهجتها السارية حتّي سنة 1914م. لعب دوراً هامّاً في الثورة المعلنة علي الحكومة العثمانية، كما لعب دوراً مهمّاً في خداع العرب وتنفيذ سياسة بريطانيا.

() صدام التكريتي، الطاغوت الذي صاغه البريطانيون وفق متطلّبات المنطقة وظروفها السياسية، وحافظوا علي أمنه الشخصي في أدقّ الظروف وأحلك اللحظات، ولد عام (1939م) في قرية العوجة جنوب تكريت التي تبعد مائة ميل شمال بغداد، والده كان يعمل فراشاً في السفارة البريطانية، كانت أُمه صبيحة (صبحة) طلفاح تستلم مخصّصات تقاعد زوجها من السفارة، تزوّجت صبيحة من أربعة أزواج ثالثهم إبراهيم الحسن ورابعهم زبن الحسن، وكان صدام يتنقّل معها من بيت زوج إلي بيت زوج آخر _ هذا عدا علاقاتها المشبوهة المعروفة لكل من ابتلي بمعرفتها _ تنامت لديه روح الانتقام، ابتدأ عمليات القتل وهو في السابعة عشر، اشترك مع بعض عناصر البعث في محاولة فاشلة لاغتيال عبد الكريم قاسم عام (1959م) هرب إلي سوريا ومنها إلي مصر، اشترك في انقلاب (17 تموز 1968م). وفي عام (1970م) أصبح صدام نائباً لمجلس قيادة الثورة ورئاسة الجمهورية في حال غياب البكر عن البلاد. وفي عام (1979م) أصبح رئيساً للجمهورية بعد أن أقصي البكر عن الحكم ومنح نفسه رتبة مهيب ركن، هاجم ايران (1980م) فاندلعت حرب الخليج الأُولي واستمرّت ثمان سنوات، احتلّ الكويت (1990م) فاندلعت حرب الخليج الثانية وأخرج الجيش العراقي منها، وقامت قوّات الحلفاء بقيادة أمريكا بتدمير العراق

ووضع العراق تحت حصار طويل الأمد، انتفض الشعب عام (1991م) فقمع صدام انتفاضة الشعب العراقي بوحشية لا مثيل لها، فقد قدرت أعداد من قتلوا وأُعدموا واختفوا ما يزيد علي 500 ألف عراقي قامت أمريكا وحلفاؤها بالهجوم علي العراق عام (2003م) فسقط بذلك نظام حكمه الدموي في (9/4/2003م) ثم ألقي القبض عليه في يوم الأحد (14/12/2003م) وهو الآن رهن الاعتقال بيد الأمريكان.

() قال تعالي: ?إن كيد الشيطان كان ضعيفاً? سورة النساء: 76.

() الحرب العالمية الثانية (1 / 9 / 1939 = 2 / 9 / 1945): نشبت بين قوّات المِحوَر المانيا وإيطاليا واليابان من جهة. والحلفاء فرنسا وبريطانيا والاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة والصين من جهة ثانية. من أسبابها إرهاق الاقتصاد الألماني بتعويضات الحرب العالمية الأُولي ممّا أدّي بطريقة غير مباشرة إلي ظهور النازية ودكتاتورية هتلر ومطالبته بمدي حيوي أوسع وتحالفه مع دكتاتورية إيطاليا واليابان في محور اتّصف بسياسة عدوانية توسّعية. ومن الأحداث التي سبقت الحرب وكشفت عن عجز عصبة الأُمم حيالها: ضمّ اليابان لمنشوريا 1932 واقتطاعها أقساماً من الصين واندلاع الحرب بين الدولتين 1937، اجتياح إيطاليا لأثيوبيا 1935، احتلال هتلر لرينانيا 1936 وضمّه النمسا 1938، والسوديت وتشيكوسلوفاكيا 1938 و1939، ومطالبته بدانتزيغ والممرّ البولوني، وأخيراً اتّفاقه مع السوفيات وغزو بولونيا أوّل أيلول 1939 ممّا أشعل الحرب التي امتدّت إلي أنحاء العالم وشملت بحاره الواسعة وأصابته بخسائر مادّية وبشرية جسيمة تعدّت خسائر الحرب العالمية الأُولي وفاقتها ضراوة. أدّت إلي اندحار دول المحور الثلاث ومقتل هتلر وموسوليني وتقسيم ألمانيا وطرد اليابان من منشوريا والصين وكوريا. نتج عنها إنشاء منظمة الأُمم المتحدة واستقلال غالبية المستعمرات. تميّزت بظهور أسلحة جديدة متطورة، طائرات وصواريخ ودبابات وأساطيل بحرية ورادار. اشتهرت بتحرّكات سريعة وهجوم

صاعق وعُرفت بحرب الصاعقة، هدفت الغارات الجوية إلي هدم معنويات الشعوب، ورغم الاحتلال العسكري كانت تنشط حركات المقاومة السرّية. أنتجت أميركا أوّل قنبلة ذرّية وألقتها علي اليابان. اشترك فيها نحو 92 مليون مجنّد ومساعد. يتفاوت تقدير القتلي من عسكريين ومدنيين تفاوتاً كبيراً باختلاف المصادر، نحو 49 مليون. منهم 12 مليون في معتقلات ألمانيا، 20 مليون روسي منهم 7 ملايين مدني، 6 ملايين مدني بولوني، 5 ملايين ألماني، 3 ملايين ياباني، مليون ونصف يوغسلافي، ستمائة ألف لكل من فرنسا واليونان، أربعمائة ألف لكل من المجر ورومانيا وبريطانيا.

() الحرب العالمية الأُولي (28 / 7 / 1914 = 11 / 11 / 1918) كانت تعرف بالحرب الكبري حتي نشوب حرب 1939. نشبت بين ألمانيا والنمسا والمجر والإمبراطورية العثمانية من جهة، والحلفاء فرنسا وبريطانيا وروسيا وبلجيكا واليابان، والولايات المتحدة في المرحلة الأخيرة. من جهة ثانية. أسبابها عديدة منها: نزعة ألمانيا إلي التوسّع والاستعمار، ظهور تحالفات جديدة في أوروبا قلبت المواقف أهمّها بين بريطانيا وفرنسا، حروب البلقان وبروز القوميات فيه ونضال شعوبه لنيل الاستقلال مع بداية انحلال الإمبراطورية العثمانية، حركة تركيا الفتاة، تنافس روسيا مع النمسا والمجر في حماية الأقليات، أمّا السبب المباشر فكان اغتيال الأرشيدوق فرنسوا فردينان ولي عهد النمسا في سارايفو بيد أحد الصرب، فعزمت النمسا علي ضرب النزعة القومية في البلقان والقضاء عليها بإعلان الحرب علي صربيا. وما لبثت أن تداخلت التحالفات واشتعلت الحرب في جميع أنحاء أوروبا وامتدّت إلي تركيا والشرق حيث قامت الثورة العربية. وشملت بحار العالم. اشتهرت بحرب الخنادق وتطور أساليب القتال من مدفعية وغواصات. أدّت إلي اندحار ألمانيا وخسارتها مستعمراتها في أفريقيا وتخلّيها عن الألزاس واللورين، وتفكّك إمبراطورية النمسا والمجر، وظهور دول جديدة

في أوروبا الوسطي، وزوال الإمبراطورية العثمانية، وإنشاء عصبة الأُمم. فاقت كل ما سبقها من الحروب هولاً وتدميراً. اشترك فيها 65 مليون مجنّد. القتلي نحو 9 ملايين من العسكريين منهم 1950000 ألماني، 1700000 روسي، 1390000 فرنسي، ويقدّر عدد الضحايا المدنيين بعشرة ملايين عدا المشوّهين.

() الكاثوليكية هي مذهب المسيحيين الذين يعتبرون بابا روما زعيمهم الروحي. وحسب التعاليم الكاثوليكية، عندما قال المسيح لبطرس أنّه الصخرة التي يبني عليها كنيسته، فإنّه قد اختاره لأن يكون لهذه الكنيسة زعيماً أعلي. وبابا روما، الذي يعتبر خليفة القدّيس بطرس، يضمن وحدة الكنيسة في المكان وهوّيتها في الزمان، ولأنّه يمثّل هذا العنوان، فإنّه في نظر الكاثوليكيين معصوم عن الخطأ في كلّ ما يتعلّق بشؤون الدين.

أمّا البروتستانية فهي حركة دينية تنتظم مختلف الكنائس المسيحية ما عدا الكنيسة الكاثوليكية الرومانية والكنيسة الشرقية الأرثوذكسية، وقد نشأت معظم الكنائس البروتستانتية خلال عهد الإصلاح الديني في أوروبا في القرن السادس عشر، وهي لا تعترف بسلطة البابا وتطرح كثيراً من الطقوس الدينية التقليدية، وتؤكد علي أن الفرد مسؤول تجاه الخالق لا تجاه السلطات الإكليركية وعلي أن (الكتاب المقدس) هو المصدر الوحيد لشريعة الله، أهم فرقها: اللوثرية، الكالفنية، والكنيسة الأنكليكانية.

() سمّيت هذه الحرب بحرب المائة سنة وذلك من عام 1337 1453 وقد طال النزاع الذي نشب بين البلدين لوجود صلات النسب بين الأُسرتين المالكتين في كلا البلدين وما نتج عن ذلك من تشابك في الممتلكات ومن ثم بيعة ملك بريطانيا لملك فرنسا. ويقال إنّ السبب الرئيسي لهذه الحرب هو ادّعاء ادوارد الثالث ملك بريطانيا بحقّه في العرش الفرنسي عام 1337.

() فقد نشب هذا النزاع الداخلي في الولايات المتحدة بين الشمال والجنوب بسبب انفصال الولايات الجنوبية بعد تنصيب لنكولن رئيساً للبلاد

عام 1860 ورفضت الولايات الجنوبية إلغاء الرق. وقد كانت عاصمة الجنوبيين ريتشمود في فرجينيا، وكان قائدهم يدعن لي. أسفرت الحرب عن انتصار الشماليين بقيادة غرانت، وإلغاء الرقّ في جميع الولايات وإعلان لنكولن تحرير العبيد. وقد اغتيل لنكولن إثر انتهاء الحرب عام 1865 وقد بلغ عدد الضحايا في هذه الحرب 617000 قتيل.

() هو حائط يفصل القطاع الشرقي من برلين وهي عاصمة ألمانيا الديمقراطية عن القطاع الغربي الذي تديره بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة. أقامته حكومة ألمانيا الديمقراطية عام 1961 في ليلة 17 18 أغسطس كي يفصل برلين الغربية عن بقية أراضي جمهورية ألمانيا الديمقراطية.

() سورة البروج: 48.

() ففي الخبر عن أبي جعفر قال: ?أرسل علي عليه السلام إلي أُسقف نجران يسأله عن أصحاب الأخدود فأخبره بشيء، فقال علي عليه السلام: ليس كما ذكرت ولكن سأُخبرك عنهم، إن الله بعث رجلاً حبشياً نبياً فكذّبوه، فقاتلهم فقتلوا أصحابه وأسروه وأسروا أصحابه ثمّ بنوا له حيراً ثمّ ملئوه ناراً ثمّ جمعوا الناس، فقالوا: من كان علي ديننا وأمرنا فليعتزل، ومن كان علي دين هؤلاء فليرم نفسه في النار معه، فجعل أصحابه يتهافتون في النار فجاءت امرأة معها صبي لها ابن أشهر، فلمّا هجمت علي النار هابت ورقّت علي ابنها فناداها الصبي لا تهابي وارمي بي ونفسك في النار فإنّ هذا والله في الله قليل فرمت بنفسها في النار?. (بحار الأنوار: ج14 ص433 444 ب28 ح5).

() أشار العلاّمة المجلسي رحمة الله عليه إلي ذلك في كتابه القيّم (بحار الأنوار) فقال: وكان الذي قتل بسر الذي بعثه معاوية في وجهه ذلك ثلاثين ألفاً، وحرّق قوماً بالنار. (بحار الأنوار: ج34 ص11 ب31).

() السيد محمّد بن علي أكبر بن قاسم الموسوي الشيرازي المعروف بسلطان

الواعظين، يصل نسبه إلي السيّد إبراهيم المجاب ابن الأمير محمّد العابد بن الإمام موسي بن جعفر عليه السلام. توفّي في العقد الأخير من القرن الرابع عشر الهجري عن عمر ناهز التسعين عاماً. وكتابه (ليالي بيشاور) يقع في أكثر من ألف ومائة وخمسين صفحة وطبع عدّة مرّات وقد نقله إلي العربية فضيلة العلامة السيد حسين الموسوي الفالي.

() عبدالكريم قاسم محمّد بكر الزبيدي من مواليد (1914م) بغداد، التحق بالكلية العسكرية في عام (1932م). شارك في حرب فلسطين عام (1948م) في جبهة الأردن، انتمي لتنظيم الضبّاط الأحرار عام (1956م). قام بانقلاب عسكري عام (1377ه 1958م)، أطاح بالحكم الملكي، قتل أغلب أفراد العائلة الملكية بما فيهم الملك فيصل الثاني، أعلن الحكم الجمهوري. ألغي المظاهر الديمقراطية كالبرلمان والتعدّدية الحزبية ما عدا الحزب الشيوعي الذي أضحي الحزب المحبّب للسلطة، وألغي الحكم المدني. استمرّ حكمه قرابة أربع سنوات ونصف تقريباً. تعرّض في عام (1963م) لانقلاب عسكري دبّره عبدالسلام عارف مع مجموعة من الضبّاط البعثيين أمثال أحمد حسن البكر وعبدالكريم فرحان وصالح مهدي عمّاش وغيرهم، أُعدم رمياً بالرصاص مع بعض رفاقه في دار الإذاعة في التاسع من شباط 1963م.

() محمّد رضا بهلوي (1919 1980م) شاه إيران 1941م خلفاً لأبيه رضا، ثار عليه الشعب، بقيادة العلماء عام1979 فاضطر لترك البلاد، ترك البلاد 1979م توفّي في مصر.

() طالبان حركة إرهابية ولدت في كنف كره شديد للاتحاد السوفييتي الملحد الذي غزا أفغانستان. إذ ساهمت الأجهزة السرية الغربية في بناء الحركة. وتعتبر طالبان أن الغرب كان إلي جانبهم أثناء الحرب الأفغانية ضد الوجود السوفيتي. كما اعتبرت الحركة أسامة بن لادن ضيفاً علي طالبان وزعيم طالبان الملا محمد عمر في أفغانستان، فقد رحب الملا عمر به واتخذه صديقاً

شخصياً له، وقامت بينهم علاقة مصاهرة. لقد لفتت حركة طالبان أنظار العالم بتنفيذها العنيف لما كانت تفعله باسم الشريعة الإسلامية. فقد عاملت النسوة بقوة، وأجبرن علي ارتداء البرقع وحرمن من التعليم. كما فرضت نظام منع التجول علي جميع السكان من التاسعة مساء وحتي شروق الشمس. وكان البعض يتعرض للضرب في الشوارع بسبب تأخرهم عن أداء الصلاة في مواعيدها. وأجبر الذكور جميعاً علي إطالة لحاهم. مضافاً إلي جرائمهم في قتل شيعة أفغانستان حيث قتلوا من الشيعة الأبرياء ما يقارب مائة ألف علي بعض الإحصاءات.

() آذربيجان: جمهورية علي بحر قزوين تحدّها ايران وأرمينيا، عاصمتها باكو ومن مدنها كنجه. تتبعها جمهورية ناخيتشقان، كانت عضواً في الاتحاد السوفيتي منذ 1922 وحتي انحلال الاتحاد.

() أرمينيا: جمهورية تقع جنوبي القوقاز. كانت عضواً في الاتحاد السوفياتي منذ 1936 وحتّي انحلال الاتحاد، عاصمتها يريفان.

() الشيشان: هي إحدي بلاد القوقاز التي تعتبر من المناطق الإسلامية وتضمّ جمهوريات ومناطق عديدة منها الشيشان والاتغوش وداغستان وبلغاريا واوسيدتا الشمالية وغيرها.

() هو الشيخ محمّد تقي بن الميرزا محبّ الدين علي بن أبي الحسن الميرزا محمّد علي الحائري الشيرازي زعيم الثورة العراقية، ولد بشيراز عام 1256ه ونشأ في الحائر الشريف، فقرأ فيه الأوّليات ومقدّمات العلوم، وحضر علي أفاضلها حتّي برع وكمل، فهاجر إلي سامراء في أوائل المهاجرين، فحضر علي المجدّد الشيرازي حتّي صار من أجلاّء تلاميذه وأركان بحثه، وبعد أن توفّي أُستاذه الجليل تعيّن للخلافة بالاستحقاق والأولوية والانتخاب، فقام بالوظائف من الإفتاء والتدريس وتربية العلماء. ولم تشغله مرجعيته العظمي وأشغاله الكثيرة عن النظر في أُمور الناس خاصّهم وعامهم، وحسبك من أعماله الجبّارة موقفه الجليل في الثورة العراقية، وإصداره تلك الفتوي الخطيرة التي أقامت العراق وأقعدته لما كان لها من

الوقع العظيم في النفوس. فهو فدّي استقلال العراق بنفسه وأولاده وكان أفتي من قبل بحرمة انتخاب غير المسلم. وكان العراقيون طوع إرادته لا يصدرون إلا عن رأيه وكانت اجتماعاتهم تعقد في بيته في كربلاء المقدسة مرّات عدّة. توفّي في الثالث عشر من ذي الحجّة عام (1338ه) ودفن في الصحن الحسيني الشريف ومقبرته فيه مشهورة.

() الشيخ جعفر الرشتي رحمة الله عليه ولد في مدينة رشت بإيران عام (1310ه)، هاجر إلي العتبات المقدّسة في العراق للانتهال من معين مدارسها الدينية، واستوطن مدينة كربلاء المقدّسة، ودرس عند أساتذة الحوزة العلمية آنذاك أمثال آية الله العظمي السيد حسين القمّي رحمة الله عليه وآية الله العظمي الميرزا مهدي الشيرازي رحمة الله عليه، استقلّ بالبحث والدرس والتحقيق والتدقيق لمدّة نصف قرن. وكان بارعاً في اللغة العربية وقواعدها، حتّي عدّه البعض أُستاذ الفقهاء والمجتهدين في علوم العربية، تخرّج علي يديه العديد من الفقهاء والمجتهدين، وافاه الأجل في كربلاء المقدّسة في رجب (1394ه).

() هو عون بن عبد الله بن جعفر بن مرعي بن علي بن الحسن البنفسج بن إدريس بن داود بن أحمد المسود بن عبد الله بن موسي الجون بن عبد الله المحض بن الحسن المثني بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب?. حلّ بكربلاء في أوائل القرن الرابع الهجري وعند حلوله الأرض المقدسة لقي حفاوة وتكريماً من الأسديين القاطنين في كربلاء، فطلبوا منه البقاء بجوار عمه سيد الشهداء فلبي الدعوة وحل الأرض، فمنح ضيعة تسقي من نهر العلقمي تبعد ثلاثة فراسخ عن المرقد الحسيني المطهر، وكان كثير التردد عليها، فصادفه الأجل المحتوم ودفن بها وذلك بوصية منه، فشيدوا له قبة من الجص والآجر، ومنذ ذلك اليوم أخذ الناس يقصدونه للزيارة

وبالنذور وقضاء الحاجات. ويظن الناس أنه عون بن علي بن أبي طالب عليه السلام والبعض الآخر يزعم أنه قبر عون بن عبد الله بن جعفر الطيار، وكلاهما غير صحيح؛ لأنهما دفنا في حضيرة العلويين في الحائر الحسيني الشريف.

() يقع مرقد الحرّ بن يزيد الرياحي نحو ثلاثة أميال تقريباً عن غربي كربلاء المقدّسة وله مقام عظيم يتردّد عليه الزوّار.

() فقد شنّ الوهّابيون هجومهم علي مدينة كربلاء المقدّسة عام 1216هجري في يوم الغدير الأغر، وكان أغلب أهالي كربلاء قد توجّهوا إلي زيارة أمير المؤمنين عليه السلام في النجف الأشرف فأوقع الوهابيون المجازر والمآسي وانتهكوا الحرمات وتجاوزوا الحدود الشرعية وأدموا قلوب المسلمين قاطبة.

() كتاب شهداء الفضيلة هو من أهم مصنّفات العلاّمة الأميني رحمة الله عليه بعد كتابه الشهير (الغدير) وقد تطرّق العلاّمة فيه إلي أسماء الشهداء من أعلام الشيعة ومختصر عن تراجمهم مع ذكر كيفية شهادتهم.

() حزب المؤتمر الهندي تأسس عام (1885م) كحزب معارض للوجود البريطاني في البلاد، ثم قاد الهند نحو الاستقلال. واستطاع الاستئثار بالسلطة فيها بشكل شبه متواصل منذ (1948م) وحتي مطلع الثمانينات من القرن الماضي. تشكل الحزب في البداية كجمعية وطنية عامة فعقد مؤتمره التأسيسي في بومباي عام (1885م) وذلك بهدف تعريف الأعضاء بعضهم علي بعض ورسم سياسة الحزب المقبلة. استلم غاندي قيادة الحزب بعد موت (كرفال ميها وبيلاك) وتعرض خلالها للاعتقال مرات عدة وذلك حتي استقلت الهند عام (1947م) فاغتيل من قبل أحد الهنود.

() قال رسول الله ?: ?في الحبّة السوداء شفاء من كلّ داء? وسائل الشيعة: ج25 ص101 ب49 ح31322.

() هو الميرزا مهدي الحسيني الشيرازي رحمة الله عليه، ولد في مدينة كربلاء المقدّسة عام (1304ه) وكان عالماً تقياً، ورعاً عابداً، زاهداً كثير الحفظ،

صاحب كرامات، وهو من خيرة تلاميذ الشيخ محمّد تقي الشيرازي رحمة الله عليه قائد ثورة العشرين في العراق، وقد توفّي في 28 شعبان عام 1380ه ودفن في الحرم الحسيني الشريف.

() ديوان الإمام علي عليه السلام: ص142.

() وقد ذكر العلاّمة آية الله السيّد كاظم القزويني رحمة الله عليه في كتابه القيّم (فاطمة من المهد إلي اللحد)، عندما تطرّق إلي تفسير قوله تعالي: ?إنّا أعطيناك الكوثر? (سورة الكوثر: 1) الذي فسّر بالخير الكثير فقال: وتصديقاً لهذا الكلام تري في العالم اليوم ذرّية فاطمة الزهراء عليها السلام الذين هم ذرّية رسول الله ? منتشرين في بقاع العالم، ففي العراق حوالي مليون، وفي إيران حوالي ثلاث ملايين، وفي مصر خمس ملايين، وفي المغرب الأقصي خمس ملايين، وفي الجزائر وتونس وليبيا عدد كثير، وكذلك في الأردن وسوريا ولبنان والسودان وبلاد الخليج والسعودية ملايين، وفي اليمن والهند وباكستان والأفغان وجزر إندونيسيا حوالي عشرين مليوناً، وقلّ أن تجد في البلاد الإسلامية بلدة ليس فيها أحد من نسل السيّدة فاطمة الزهراء عليها السلام ويقدّر مجموعهم بخمسة وثلاثين مليوناً، ولو أُجريت إحصائيات دقيقة وصحيحة فلعلّ العدد يتجاوز هذا المقدار). فاطمة من المهد إلي اللحد: ص84 85. وهذا الكلام منه رحمة الله عليه عندما كان في العراق إلي ما قبل أكثر من ثلاثين عاماً حيث كان السادة غير منتشرين في بلاد الغرب وسائر أقطار العالم بكثرة، أمّا اليوم فالله أعلم إلي أي حدّ وصل السادة وما هو عددهم.

() سورة طه: 124.

() من المدارس الدينية في مدينة كربلاء المقدسة.

() سورة البقرة: 29.

() الآجام هو الشجر الكثير الملتفّ.

() المس بيل جاسوسة بريطانية أرسلها الإنجليز للتجسّس في العراق وقد قامت بدورها علي أحسن وجه، كتبت مذكراتها تحت عنوان:

(مذكرات المس بيل وأشارت فيه إلي مسألة الشؤون المالية في العراق، وكيف كان العجز المالي هو المسيطر علي البلاد، وماذا عملوا حتّي هذّبوا الدوائر وتعديل البعض الآخر وكيف أنّهم عيّنوا ضابطاً بريطانياً لتولّي شؤون الجمارك (علي السلع الواردة من سوريا وتركيا) فضلاً عن وضعهم لجهاز انحصار التبغ القديم عام 1918م.

() وقد أكّد ذلك الدكتور عبدالله النفيسي في كتابه (عندما يحكم الإسلام) الصفحة الأخيرة.

() نهج البلاغة: الرسائل كتاب47 ومن وصية له عليه السلام للحسن والحسين ? لمّا ضربه ابن ملجم (لعنه الله).

() فمن كلام له عليه السلام في فضل القرآن الكريم: ?ثمّ أنزل عليه الكتاب نوراً لاتطفأ مصابيحه، وسراجاً لا يخبو توقده? إلي أن يقول عليه السلام: ?ونوراً ليس معه ظلمة، وحبلاً وثيقاً عروته، ومعقلاً منيعاً ذروته، وعزّاً لمن تولاّه?. نهج البلاغة: الخطب 198 نبّه عليه السلام فيها علي إحاطة الله تعالي بالجزئيات، وحثّ علي التقوي، وبيّن فضل الإسلام والقرآن.

() سورة البقرة: 257.

() سورة البقرة: 257.

() سورة طه: 125-126.

() سورة طه: 126.

() هو السيّد أبو الحسن بن السيّد محمّد بن السيّد عبد الحميد الموسوي الأصفهاني، ولد في أصفهان سنة 1284ه، ورد إلي النجف الأشرف أواخر القرن الثالث عشر، وأقام في كربلاء المقدّسة مدّة، وبعد وفاة السيّد محمّد كاظم اليزدي رشّح رحمة الله عليه للزعامة الدينية، ثمّ إنّه بعد وفاة الشيخ أحمد كاشف الغطاء والميرزا حسين النائيني تهيّأ له رحمة الله عليه الظهور بالمرجعية العامّة، وقد توفّي في ذي الحجّة عام 1365ه في الكاظمية ونقل جثمانه إلي النجف الأشرف، ودفن في الصحن الغروي الشريف.

() نهج البلاغة: الرسائل كتاب47 ومن وصية له عليه السلام للحسن والحسين ? لما ضربه ابن ملجم (لعنه الله).

() نهج البلاغة: قصار الحكم 161.

()

انظر كتاب (جمع الكلمة وتعدد الأحزاب) و(الفقه: السياسة) و(الفقه: القانون) و … للإمام المؤلف رحمة الله عليه.

() سورة المطففين: 26.

() قال ابن عباس: يوم الخميس وما يوم الخميس اشتد برسول الله ? وجعه فقال: ائتوني اكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا، فتنازعوا ولا ينبغي عند نبي تنازع فقالوا: ما شأنه أهجر؟ استفهموه فذهبوا يردون عليه فقال: دعوني فالذي أنا فيه خير مما تدعوني إليه، وأوصاهم بثلاث: قال: أخرجوا المشركين من جزيرة العرب، وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم، وسكت عن الثالثة أو قال فنسيتها. يوجد في: صحيح البخاري كتاب النبي إلي كسري وقيصر باب مرض النبي ووفاته ج5 ص137 أفست دار الفكر علي ط إستانبول، تاريخ الطبري ج3 ص192 193.

وعن ابن عباس قال: ?لما حضر النبي ? قال: وفي البيت رجال فيهم عمر ابن الخطاب قال: هلم أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده قال عمر: إن النبي ? غلبه الوجع وعندكم القرآن فحسبنا كتاب الله واختلف أهل البيت واختصموا فمنهم من يقول: قربوا يكتب لكم رسول الله ? كتابا لن تضلوا بعده، ومنهم من يقول: ما قال عمر، فلما أكثروا اللغط والاختلاف عند النبي ? قال: قوموا عني?. قال عبيدالله فكان ابن عباس يقول: ?إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله ? وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم?. يوجد في: صحيح البخاري كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة باب كراهية الخلاف ج8 ص161 أفست دار الفكر علي ط إستانبول.

() (مسالك الأفهام في شرح شرايع الإسلام) هو من خيرة الدورات الفقهية الشيعية ألّفه الشهيد الثاني زين الدين بن علي العاملي (911-965ه) استجابة لطلب بعض أهل العلم الذين بعثوا إليه يطالبونه أن يكتب

لهم كتاباً فقهياً استدلالياً ليدرّس في الحوزات العلمية.

() كتاب (جامع المقاصد) للمحقّق الشهير البارع الشيخ علي بن حسين الكركي المتوفي سنة 940ه صاحب الأنظار المتينة والمباني العظيمة وهو أيضاً من الدورات الفقهية القيّمة التي ينظر إليها في الحوزات العلمية وسابقاً مع الأسف الشديد فإنّ هذه الدورة النفيسة قد هجرت في الحوزات العلمية في الآونة الأخيرة وبقي الطلاب لا يسمعون بها إلاّ مروراً عندما يتعرّض العلماء إلي أقوال المحقّق الكركي ويناقشونه في مبانيه.

() كتاب (جواهر الكلام في شرح شرايع الإسلام) للفقيه آية الله محمّد حسن النجفي المتوفي سنة 1266ه وهو من أُمّهات الدورات الفقهية التي يعتمد عليها الفقهاء وطلاّب الحوزات العلمية منذ زمن تأليفه إلي عصرنا الحاضر.

() مستدرك الوسائل: ج14 ص79 ب2 ح16142.

() سورة الأنبياء: 51.

() من مؤلفات الإمام الشيرازي رحمة الله عليه ويقع في 48 صفحة من الحجم المتوسط أشار فيه المؤلّف رحمة الله عليه إلي ضرورة الاهتمام بنشر الكتب ودور ذلك في إيجاد التقدّم للمسلمين فضلاً عن مواصفات الكتب المفترض طبعها ونشرها في مختلف أنحاء العالم. وفي خاتمة الكتاب أشار الإمام الراحل رحمة الله عليه إلي أمور مهمّة ينبغي الالتفات إليها منها: الاستفادة من الوسائل المختلفة في التبليغ وأنّ الأمر غير مقتصر علي الكتب ناهيك عن الاهتمام بمشكلة تحريف الكتب وأهمية دور النشر في توزيع الكتب المفيدة التي لها الدور المهم في إيجاد التقدّم للعالم بأسره.

() فقد طبع للكاتبة الإنجليزية (آغاثا كريستي) ما يبلغ مليار نسخة من كتبها، كما بيع بمقدار (28712000) نسخة من كتاب (الصحراء الدامية) للكاتبة الامريكية (جاكلين سوزان)، ونقل أنّ الكاتبة الهندية (داروند هاتي رودي) كتبت روايتها الأخيرة واستلمت شيكاً بمليون دولار وستترجم الرواية إلي (16) لغة.

() فقد بحث سماحة الإمام

الشيرازي رحمة الله عليه مسألة الزواج في العديد من مؤلّفاته منها: كيف نزوّج العازبات؟ وتزويج العازبات، والعائلة، وفقه الأُسرة وغيرها.

() ففي الحديث عن الإمام الصادق عليه السلام قال: ?حدّ بلوغ المرأة تسع سنين?. وسائل الشيعة: ج20 ص104 ب45 ح25151.

() فقد ذكرت مجلة (العربي) الكويتية أنّ 10% من النساء اللواتي يراودن المفاسد في المباغي هنّ تحت سنّ الرابعة عشرة، بل إنّ بعضهنّ يبدأن بعرض أنفسهنّ علي السيّاح منذ السنة العاشرة. (مجلّة العربي العدد 484 ص52 مارس 1999م).

() سورة البقرة: 29.

() آبادان: مدينة تقع في الجنوب الغربي لإيران، فيها مصفي كبير للنفط، ومرفأ لتصديره إلي أسواق العالم.

() مستدرك الوسائل: ج14 ص160 ب5 ح16375.

() نهج البلاغة: الخطب 182 ومن خطبة له عليه السلام بالكوفة وهو قائم علي حجارة نصبها له جعدة بن هبيرة المخزومي.

() مكارم الأخلاق: ص25 ب1 ف2 في جلوسه ? …

() محمّد الفاتح ولد عام 1429 وتوفّي عام 1481، أحد السلاطين العثمانيين، فتح القسطنطنية عام 1453 وقضي علي دولة طرابزنده واحتلّ الجزر الإيونيّة.

() انظر كتاب (موجز عن الدولة العثمانية) و(تلخيص تاريخ الإمبراطورية العثمانية) للإمام المؤلف رحمة الله عليه.

() سورة الأنفال: 24.

() سورة المؤمنون: 52.

() سورة الحجرات: 13.

() ديانة أصل أتباعها من حرّان ما بين النهرين ولغتهم السريانية. عبدوا الكواكب لاحقاً بعض الطقوس النصرانية. ولمزيد من الإطّلاع علي هذه الفرقة راجع كتاب (الصابئة في عقيدتهم) للمؤلّف رحمة الله عليه.

قال الشيخ المفيد: إن جمهور الصابئين توحد الصانع في الأزل، ومنهم من يجعل معه هيولي في القدم صنع منها العالم، فكانت عندهم الأصل، ويعتقدون في الفلك وما فيه الحياة والنطق أنه المدبر لما في هذا العالم الدال عليه، وعظموا الكواكب وعبدوها من دون الله وسموها بعضهم ملائكة، وجعلها بعضهم

آلهة وبنوالها بيوتاً للعبادات. وقال المحقق الشيخ علي في شرح (القواعد): ويقال إن الصابئين فرقتان، فرقه توافق النصاري في أصول الدين، والأخري تخالفهم فيعبدون الكواكب السبعة، وتضيف الآثار إليها وتنفي الصانع المختار. ونقل العلامة في (التذكرة) عن الشافعي: أنهم مبتدعة النصاري كما أن السامرة مبتدعة اليهود. وفي تفسير علي بن إبراهيم القمي: الصابئون قوم لا مجوس ولا يهود ولا نصاري ولا مسلمون، ولكنهم يعبدون الكواكب والنجوم.

() سورة الحجرات: 10.

() سورة الأنفال: 72.

() سورة الأحزاب: 59.

() سورة الأعراف: 157.

() أشار سماحته رحمة الله عليه إلي المحرّمات في الإسلام في كتاب (الفقه: المحرّمات).

() سورة البقرة: 29.

() الكافي: ج5 ص279 باب في إحياء أرض الموات ح2.

() سورة طه: 124.

() سورة البقرة: 208.

() نهج البلاغة: الخطب 127 ومن كلام له عليه السلام وفيه يبين بعض أحكام الدين ويكشف للخوارج الشبهة وينقض حكم الحكمين.

() نهج البلاغة: قصار الحكم 47.

() نهج البلاغة: قصار الحكم 386.

() سورة آل عمران: 159.

() سورة البقرة: 208.

() بحار الأنوار: ج14 ص287 ب21 ح10.

() للمزيد من التفصيل راجع كتاب (اللاّعنف في الإسلام) للإمام المؤلّف (أعلي الله درجاته).

() الصحيفة السجّادية: الدعاء رقم20 وكان من دعائه عليه السلام في مكارم الأخلاق ومرضي الأفعال.

() مناقب آل أبي طالب: ج4 ص207 فصل في معالي أموره عليه السلام.

() هو المحقّق المتكلّم الحكيم المتبحّر الجليل، محمّد بن محمّد بن الحسن الطوسي رحمة الله عليه صاحب كتاب تجريد الاعتقاد، والتذكرة النصيرية، وتحرير اقليدس وتحرير المجسطي وشرح الإشارات والفصول النصيرية والفرائض النصيرية، والأخلاق الناصرية وغيرها، ولد بطوس عام 597ه، وتوفّي عام 672ه ودفن في مقابر قريش بالكاظمية.

() كما ذكر الإمام الراحل رحمة الله عليه في كتاب (اللاّعنف) هذه الروايات الشريفة.

() سورة البقرة: 152.

() من لا

يحضره الفقيه: ج4 ص413 ومن ألفاظ رسول الله ? الموجزة التي لم يسبق إليها ح5900.

() وهي قوله تعالي: ?أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء? سورة النمل: 62.

() سورة يونس: 98.

() سورة غافر: 60.

() سورة غافر: 60.

() الحروب الصليبية هي حملات عسكرية قام بها مسيحيو الغرب في القرون الوسطي للاستيلاء علي الأراضي المقدّسة عام 1096-1291. وتقسّم هذه الحملات إلي ثمانية حملات سبقتها حملة شعبية انتهت بانتصار المماليك وطرد الصليبين.

() سورة المعارج: 4.

() سورة الطلاق: 1.

() سورة المائدة: 16.

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.