يستأثروا بكل الخيرات التي جعلها الله تعالي في أرضنا.. وكيف أنهم يسلكون كل السبل والطرق من أجل الحصول علي مبتغاهم.. فيحاولون إشاعة الفساد والأفكار الإلحادية بين أبناء الشعوب المسلمة لكي يتمكنوا من تشويه صورة الإسلام، والتغلغل في بلاد المسلمين.

ولا بد أن يعرج إلي مصيبة جده الحسين عليه السلام فيذكر بكل حسرة وأسي ما جري عليه من مصائب وكيف غدر الغادرون به، وكيف قُتِلَ هو وأولاده وأصحابه، وكيف سبيت نساؤه وأطفاله من بلد إلي بلد.. فيتذكر كل هذه المصائب لا من جهة الألم والحزن فحسب، بل يذكرها لاستنهاض محبي الحسين عليه السلام ولتذكير البشرية بمقدار التضحية التي قدمها الحسين عليه السلام من أجل عالم أفضل.. ومن أجل أن لا تمحي كلمة التوحيد وتذهب رسالة جده المصطفي صلي الله عليه و اله إلي الإنسانية أدراج الرياح.

ويدفعه ذكر الحسين عليه السلام إلي تذكر مدينته كربلاء.. فنراه يحنُّ إليها وإلي ترابها المقدس، ويتمني أن يؤم المسلمين في الحائر الحسيني الشريف مرة أخري ليعيد ذكرياته وأيام شبابه.. وهو بهذه الأمنية الغالية كان يشعر بأن هناك حقاً لجده الحسين عليه السلام عليه، فكان بشعره إنما يردّ أو يحاول أن يردَّ جزءاً بسيطاً من ذلك الحق.

وبعد هذا وذاك هل ستظل - يا عزيزي القارئ - غرابة إذا عرفت أن صاحب هذه القصائد هو إمامنا الراحل سماحة آية الله العظمي السيد محمد مهدي الحسيني الشيرازي (أعلي الله درجاته)، الذي كان أعجوبة الأعاجيب، عِلْماً ومنطقاً واطِّلاعاً وأدباً وحِلْماً وكَرَماً وكرامةً وعزةً ونسباً وَحَسباً و.. و..

وهو(قدس الله مقامه) لم يُعرَفْ شاعراً، بل عُرِف فقيهاً متتبعاً متبحراً ذا اطلاع واسع، ومقدرة علي استنباط الأحكام واستقراء النصوص، وعُرِفَ مرجعاً دينياً ذا مواقف عقائديَّة لا يزحزحها أحدٌ، لا

بالقهر ولا بالجبروت ولا بالإرهاب ولا بالإغراء ولا بالترغيب.

ولكنه (قدس الله نفسه) قبل هذا وذاك إنسان.. له مشاعره الخاصة.. وله طريقته في التعبير عن تلك المشاعر.. فمرة كانت دموعه تبلُّ لحيته الكريمة.. ومرة كانت ابتسامته تطفح علي وجهه النوراني.. ومرة كانت أصابعه تداعب القلم فتتحول دقات قلبه الكبير إلي كلمات شعرية.. وقصائد عامرة..

ولأنه (قدس الله سره) كان ذائباً في حب محمد صلي الله عليه و اله وآل بيت محمد? نراه لا يكتب شعراً إلا فيهم وفي مناسباتهم.

وفي سنة (1404ه) تمت طباعة مجموعة قصائد لسماحته في كتيب صغير يحمل اسم (المدائح والمراثي)، وقد خصَّ سماحته كلَّ واحد من المعصومين? بقصيدة في مدحه، وأخري في رثائه.

وبعد رحيله (أعلي الله درجاته) إلي عالم الخلود تم جمع بعض القصائد التي كان قد نظمها في مناسبات متفرقة، وهذه المجموعة الجديدة نضعها بين أيدي القراء.

راجين أن ينفعنا الله ببركتها، وأن يتغمَّد إمامنا الراحل سماحة آية الله العظمي السيد محمد الحسيني الشيرازي (رحمه الله) فسيح جنَّاته إنه سميع مجيب الدعاء..

مركز الرسول الأعظم للتحقيق والنشر

بيروت - لبنان

جنين

متناه في علاهْ

أقبلت نرجس نحو الله

سرعي في دعاهْ

دنت الساعة لم لا نتهنّي؟

لست أدري..!!

* * *

حبذا مولود يُمنٍ

لم تخالطه الهيولي

هو سيف الله دوماً

لا أري فيه فلولا

وسبيل الفيض من غي

ر الهيولي أن يطولا

ومتي يصلته الله فيبدو؟

لست أدري..!!

* * *

جاء مولود به أب

دع باريه الكيانا

قد طوي في سره الكو

ن مكانا وزمانا

كشف الستر فما في

عالم اللاهوت بانا

كيف كان الدرب كيف السير فيه؟

لست أدري..!!

* * *

ظهر(القائم) فاسجدْ

وابتهل ذلاّ.. خضوعا

إذ هو المظهر لا أع

ني اتِّحاداً لا رجوعا

فله قد سجد الأم

لاك إكراما بخوعا

أ هو الممكن أم نور تجلّي؟

لست أدري..!!

* * *

قدم (المهديّ) من غي

بٍ إلي دار الشهودِ

وهو مقصود إله ال

عرش في أمر السجودِ

وهو سرُّ الله والبا

ري (علا) محض الوجودِ

حول هذا الذات لا أدري سوي أن

لست أدري..!!

* * *

كيف يدري كنه ذاتٍ

هو عِدلٌ للكتابِ

ليس يدريها سوي الله

وأطراف الخطابِ

وهو ذو فطن ومحفو

ف بمفضال اللبابِ

عجزت عن دركه النفس وقالت

لست أدري..!!

* * *

جلّ عن ذكري وذكري

كلّ فذّ وسريّ

قد وعي عن درك معني

ذاته عقد الدريّ

عاجز عن وصفه علاَّ

م خبير عبقريّ

ما الّذي أبدعه ربّ البرايا؟

لست أدري..!!

* * *

يا كتاب الكون هل تع

رف للمهدي مثالا

أم تري العالم تلقي

وجهه طرّاً خيالا

هل تري بعد محيّا

ه جمالاً وكمالا

أنا لا أجهل هل تجهل شيئاً؟

لست أدري..!!

* * *

نسمع اللهمّ() بشر ال

بدر في الشمس نهارا

هل نري عيسي() يصلّي

خلف (مهديّ) جهارا

هل نري النكل() بجبتي

نِ وعدنا نتواري؟

دع طبيعيّاً وأفك الجحد إني

لست أدري..!!

* * *

أيها المرجي لقاه

كي تري الحق جليا

فارتقب وادعُ مليك ال

عرش جهرا وخفيّا

وتري العالم عدلا

يلبس الكون حلّيا

أ يغني العمر درك الفيض أم لا؟

لست أدري..!!

* * *

من فناء محمد

ليس له مثل في جميع البرايا

أكمل إنسان في قباء محمد

سبحان من أسري بأحمد ليلاّ()

فعاد كالصبح من ذكاء محمد

باهل نجران في وجوه كرام()

فارتد نجران من دعاء محمد

من يزدري دينه يكون مهينا

فالحمق والبله في ازدراء محمد

جاء لكل الوري بأفضل دين

قد جعل الله ذا رداء محمد

من اصطفاه الرسول بات قريراً

وخاب من ظل في براء محمد

قد اكتفي في الدُنا بأزهر عيش

وأعجب الناس باكتفاء محمد

وفي لأصحابه بما قال فيهم

فاستحمدوا كلهم وفاء محمد

عيَّن من بعده عليَّاً إماما()

فقام فيهم لدي اختفاء محمد

وهم من بعده بنوه هداة

عشرة واثنان أصفياء محمد

لما برا الخلق رب البرايا

قرر إذ ذاك اصطفاء محمد

يشفع يوم المعاد ألف فئام

ويجازي الله من يوالي محمد

البدر قد لاح من سناه مشعّاً

وشعت الشمس من بهاء محمد

المرتضي والبتول والحسنان

يجتمع الكل في كساء محمد()

والأنجم الزهر كلها نيرات

تضيءُ بالليل من ضياء محمد

والسادة الطهر تسعة() النجباء

كراكب السعد في سماء محمد

قد باع لله كل ما ملكته

يداه أربح باشتراء محمد

الحق عم الوري بفضل هداه

والدين قد قام من بناء محمد

قد وجّه الكون من عميم نداه

وقد صفا الجو من صفاء محمد

لولاك إني لما خلقت عباداً

قول من الله في ثناء محمد

تحمي السعادات في سعادة طه

الله يأبي لذا شقاء محمد

قد وصل الله من بسط اتصاله

وجفوة الله في جفاء محمد

أبلي لنشر الهدي وخير بلاء

تخيّر الكل من بلاء محمد

قرانه معدن لكل الفضائل

ينم بالصدق من ذكاء محمد

الجنة الخلد رشحة من رضاه

تلظت النار في عداء محمد

لم يؤذ من مرسل كمثل أذاه

فاق النبيين في ابتلاءٍ محمد

يسخط رب الوري لسخطة طه

ويعتني الله باعتناء محمد

كان مع الحق حيث دار يدور()

فالحق والصدق في عباء محمد

إسلام كل الوري بما قد حواه

إحدي المعالي من علاء محمد

لبيك يا سيدي، بأرض كويت

لبّي الأهالي، رضيً نداء محمد

في النساءِ

وهبتها للبرايا

خير ألطاف السماءِ

لا يجاريها بفضل

خيرّات الأصفياءِ

زوّج المختار إيا

ها علياً ذا البهاءِ

لم يكن لولا علي

كفؤها في القرناءِ

هي بنت المصطفي الها

دي زعيم الأنبياءِ

هي مختارة لله

برغم البلهاء

تشفع العاصين عند ال

هول في دار البقاء

وهي الصديقة المح

ور في أهل الكساء

حيثما طه دعاها

كي يغطّي بالرداء

وبها طورد نجرا

ن طراد السفهاء

وبها تنكشف الأح

زان عند الابتلاء

هي أم للميامي

ن الهداة الأمناء

ولها الحسن() الزا

كي إمام الأتقياء

ولها سبط رسول

الله فخر الشهداء()

ولها المحسن السق

ط شهيد الأدعياء

ولها الأبطال من أو

لادها في كربلاء

ولها زينب قدّي

سة أرباب البلاء

عاشت العمر نضالاً

وكفاحاً في عناء

جاهدت في الله حتي

استشهدت في الأوفياء

شيّعوا جثمانها خي

ر أناس بالمساء()

عف مثواها علي

في زوايا الاختفاء

ولها في آية الذك

ر تباشير الثناء

?هل أتي?() أنزلها في

ها عليّ الكبرياء

أ فهل في غيرها ما

جاء فيها من دعاء

إقبلي يا بنت طه

حين يأتيك دعائي

أفضل التسليم منّي

وارحميني في بقائي

واشفعي لي عند باري

ك لدي اليوم الجزاء

* * *

وما تحلّ حلالا

نعم إذا ما قلت فهو إذن نعم

أو قلت لا فالأمر قطعاً لا، لا

وبليلة أسريت نحو القدس في

فرس البراق() وقد نعمت البالا

لتري من الآيات كل عجيبة

ما ليس يقبل ريبة وجدالا

مولاي فانظر كيف قدسك ضاع في

أيدي اليهود المجرمين مذالا

والمسلمون بمسمع وبمشهد

لم تلف فيهم فارساً رئبالا

والغرب عاث بأرضنا ما يشتهي

والشرق زلزل أرضنا زلزالا

سينا وجولان فليبين وفي ال

يمنين حربٌ أشعلت إشعالا

بربي فلسطين ولبنان وأو

غادين إرتريا تموج قتالا

قد كبلونا فالبلاد أسيرة

لهم وهم ساموا الوري إذلالا

وتري النساء المسلمات سوافرا

متبرجات يبتغين منالا

وتري الشباب المائعين كتائباً

يبغون من رشف الفتاة ثمالا()

عاشوا كما شاءت لهم أهوائهم

وسبوا النساء وشرّدوا الأطفالا

هذي سجونهم لقد ملئت بنا

قتلوا الرجال وقيدوا الأبطالا

وقد استباحوا في نذالة مجرم

خير الدما والعرض والأموالا

والروس والأمريك ينصر بعضهم

بعضاً وقد مدوا العدو نكالا

قد بدّدا بالشرع قانون الهوي

فالدين يشكوا بيننا الإهمالا

يهدون أرض المسلمين تفسخاً

وخلاعة وتفرقاً ووبالا

قد وجهوا نحو اليمين شبابنا

طوراً وطوراً يبتغون شمالا

ملأوا البيوت من الأغاني والدمي

والفسق ضاق به البلاد مجالا

عفواً رسول الله يا خير الوري

رحماك أبغي قد أسأت مقالا

* * *

آ

يات لفضلك ناطقات كثار

فيكِ تنزّل ?هل أتي? إذ ما أتي

إلا بحبّك كوثر ثرثار

والرجس لم يلمم بكِ وبأهلكِ

وبطهركم نصّ الكتاب جهار

قد كنت معجزة الدهور ومفخر ال

أقران منك علي الزمان نظار

وبنيت صرح المجد حيث مع الدنا

يبقي فصرح المجد لا ينهار

ولك علي طول الزمان فضائل

تبقي ولا ينتابها إعصار

ولك مناقب لا تعدّ كأنها

بسما المفاخر كوكب سيّار

يا أيها الآباء منّي لفتة

نحو الحقيقة ليس فيها عار

ربّوا البنات علي التعفف والنهي

لا يسلبنّ حجابهنَّ شِرار

إنّ البراقع للبنات تحفّظ

لعفافهن وذا لهن شعار

أما السفور فإنّه شرٌّ لها

يدعو إلي إسفارها الأشرار

ابنوا المدارس للبنات نظيفة

عن كل ما جاءت به الكفَّار

فالعلم للفتيات خير فضيلة

إن لم يكن في ضمنه استهتار

والاختلاط بها يضر فأنها

قطن وعين فتي المخالط نار

أما الشباب فإنَّ واجبهم علي ال

آباء في الدين الحنيف كثار

حوطوهم من كل ناحية لكي

لا يأخذنَّ بدينهم تيّار

لا تتركوهم نهب كل مغرّرٍ

فلقد فشت بشبابنا الأخطار

* * *

الذي كان يأتي منه حيدرةٌ

وذاك مفخرة ما فوقها رقم

وفي الغدير() رقي المختار في ملأٍ

وقال: هذا أمير القوم والعلم

بسيفه قام دين الله منتصباً

لولاه ما كان إيمان ولا قيم

أرسي دعائم دين المصطفي وبه

باهي الإله كما جاءت به الكلم

وفيه كل خصال الخير مجتمع

العلم والحلم والأقدام والكرم

وقوله الفصل إذ ما فاه في كلم

وكان فيه الهدي والحُكْمُ والحِكَمُ

نهج البلاغة قطر من بلاغته

تراجعت دونه الأفكار والهمم

فيا شباب بلادي لا يزلزكم

بريق غرب ففي طيّاته سقم

ولا يغرَّنَّكم شرق أتي عجلاً

باسم التقدم وانصاعت له البهم

فالغرب مستعمر يبغي تشتّتكم

وفيه حقد دفين كله نقم

والشرق أكفر خلق الله قاطبة

لا عندهم شرف كلا ولا ذمم

كل يريد بنا سلباً لمطعمه

وفي موائدنا كلّ له نهم

وما رأينا سوي ذلّ ومنقصةٍ

وسلب حريّة الأقوام إذ حكموا

وكل أعمالهم مكر مخادعة

ثأر وشرٌّ طواه الحقد واللؤم

أما اليهود فهم من رشحهم ظهروا

وفي فلسطين من أيديهم اقتحموا

فالشرق والغرب والصهيون ثالثهم

جميعهم أخوة ما بينهم رحم

فأهل غرب أمدّوهم بأسلحة

في طيّها النار والدخان والحمم

وأهل شرق تراهم يرسلون لهم

مهاجرين فذا ما بينهم قسم

سيروا شباب الهدي باسم الإله علي

خير المناهج، بالقرآن والتحموا

وحاربوا الكل بالإسلام وانتهجوا

نهج الهدي وبدين الحق فاعتصموا

* * *

أبو الشبول() أخو العلا

رمز الفضائل للهدي تبيان

خير الوليد لخير والدة أتي

فخرت بعز قدومه عدنان

فالأم فاطم من هزبر صائل

وأبوه حمّاء الحمي عمران

في الكعبة الحرم المنيع بزوغه

وتشرفت بضريحه كوفان

رجب بمولده الشريف قد اعتلي

وغدا يئنّ لفقده رمضان

فمن الإله إلي الإله وطالما

مبغاه من رب الوري رضوان

في حكمه القسطاس يحكم عادلا

فصل الخطاب بقوله فرقان

بنهاره يأتي كأعظم قائد

وبليله ما يفعل الرهبان

أقضي الأنام بحكمه، وبعدله

بين الوري يتحدث الركبان

وإذا انتضي سيفا علي جيش العدا

كرع الردي وكأنه عطشان

سل عن شجاعته الحروب فإنها

أشهاد صدق مالها نكران

بدر سلاسل فالحنين وخندق()

والأحد إذ ما فرت الشجعان

وسل اليهود عن الذي أودي بها

وعلي يدي من قد أتاه هوان

ينبئك خيبر عن شكيمة بأسه

وبنو النظير وبعدها غطفان

نهج البلاغة قطرة في علمه()

وبفضله قد أنزل القرآن

لو أن مبدأه يسود علي الوري

ما سادهم فقر ولا حرمان

ولو أنه قاد الحياة مهيمنا

لم يلف فيها الكذب والبهتان

ولو أن كل العالمين به اقتدوا

ما كان إثم لا ولا عدوان

ولو أن منهجه الدنا اتخذت به

لم يبق فيها الكفر والعصيان

ولو أن حكام الوري عملوا بما

أفضي لمالك لم يُرَ الطغيان

ولو أن ما قد سنّه أخذوا به

عم الوري حرية وأمان

ولو إننا في حرب موشي نقتدي

بالمرتضي، ما راعنا دايان

مولاي مالي غير بابك ملجأ

لنلوذ إذ ما جارت الأزمان

إسمع شكاتي سيدي فلقد دهي

خطب به تتزلزل الأركان

داس اليهود علي مرابض عزنا

فاستقطعت من أرضنا جولان

والقدس أولي القبلتين وثالث ال

حرمين يغزو دونها كنعان

سيناء تحت الاحتلال مروعة

ينعي مغانيها أسي قحطان

وجنوب لبنان عرتها فتنةٌ

تبكي دماً من هولها لبنان

فانظر إلينا نظرة علوية

فقد اعترتنا في الوري أشجان

إيهٍ شباب المسلمين أما لنا

نهج سويّ صاغه الرحمان

حتي ذهبنا نحو شرق نبتغي

أسساً ركاكا كلها خسران

أو ذاهبون إلي اليمين ومالهم

غير الخداع ودأبهم خذلان

أو ليس قال الله: كنتم ?أمة

وسطاً?() وذاك لمجدنا عنوان

أو ما رأيتم كيف ضاعت أرضنا

في بين ذين وما

لنا أعوان

قد أظهروا غضبا لغاصب أرضنا

وإذا بهم في سرهم خلان

عودوا إلي الدين الحنيف فإن في

نهل الشريعة مرتوي ريان

يا آية الله العظيم إليك من

أرض الكويت تحية وحنان

* * *

أمعنوا في الفسق إمعانا

وتارة تلفهم نحو اليسار أتوا

والكفر لا يختشي دينا وسلطانا

إيهٍ شباب الهدي كونوا علي حذر

من العدو الذي بالمكر يغشانا

خذوا من الدين ما يجدي لأمتكم

ومن كتاب السما نهجاً وقرآنا

من الحسين خذوا درس الإباء ولا

تبغوا لدين الهدي الإسلام أديانا

* * *

ستائر

من الكذب والعنوان رأسٌ ومنجل

هناك يهود يسرحون بأرضنا

وتلكم صليبيّون للهدم تعمل

ألا يا شباب الحق كونوا طلائعا

إلي الخير سبّاقين لا تتمهّلوا

تقدّم أقوام عليكم بسعيهم

فخير الدنا وقف لمن راح يعمل()

خذوا من أبيّ الضيم درساً وعبرةً

وسيروا فإنّ السير أجدي وأجمل

ولا تعدلوا عن نهج دين محمد

فليس عن القرآن والدين معدل

بذكري حسين الطهر بدءً ومنتهيً

نلوذ فذكراه من العطر أفضل

* * *

تسعر

هنالك حانات من الخمر جهرةً

وهاتي نساءٌ بالمفاتن تسفر

وأسواقنا عجّت من الغش والربا

وشبّاننا بالمغريات تدهوروا

وغير بلاد المسلمين تقدّمت

وغيرهم نحو الرّقيّ تطوّروا

وأما بلاد المسلمين كما تري

محطّمة والمسلمين تأخّروا

فبينا تري الكفار غازين للفضا

صعوداً بأجواء السماء وأقمروا

ترانا ولا حتي الصناعات نهتدي

ولا ذات يوم في العلا نتفكّر

فَرُحماك يا مولاي أنقذ بلادنا

فقلب الهدي والدين من ذاك مُخطر

* * *

الديجور

ونظام السماء خير نظام

لإناثٍ وفتية وذكور

فخذوا كلّ ما به جاء طه

واتركوا شرعة الأثيم الغرير

وعلي الحاضرين منّي سلام

عطر شيب بالشذا والعبير

* * *

سلعة في امتهان

عمهن الإسفاف رهن هزال

* * *

والحزن والملل

* * *

الصراح

بعد ما قد ملئت بالكفر جهرا والخطر()

هو ابن السادة الغر العظام الأكرمين

ابن طه سيد الرسل به الكل افتخر

وابن زهرا وعلي والزكيّ والحسين

وابن زين العابدين الخير محمود السير

وكذا الباقر والصادق والكاظم وال

زاكي الطهر الرضا من هو راض بالقدر

وجواد ثم هادي الخلق ثم العسكري

من بهم تنتعش الأرض ويستهمي المطر

قد أطال البارئ القادر في أيامه

وهو من يبعث بالقسط إلي كل البشر

قال فيه المصطفي: إنّ اسمه كاسمي وذي

كنيتي كنيته تباً لمن به كفر()

ورسول الله قد بشر في ميلاده

وبه وصّي الوري من غاب منهم أو حضر

قال من مات ولم يعرف إماماً للهدي

كان مثل الجاهليين له موت البقر()

قرر الله لمن والاه جنات العدن

والذي عاداه في الدنيا سيصلي في سقر

غاب عن أنظار كل الخلق من أمر الإله

مثلما البدر وراء السحب في الليل استتر

وإذا قام بأمر الله يستهدي الوري

من ضلالات ويستغني الذي كان افتقر

ويقود الناس نحو الأمن كلٌ والرفاه

وإذا جاء ببشري عينه الكون ازدهر

فالشقي الخائب الخاسر من ينكره

وسعيد من يدانيه ومن كان انتظر

ربّ عجّل فرج المهدي واجعلنا له

شيعةً حيث به النصر تجلّي والظفر

وإذا قد ظهر المهدي قد عمّ السلام

ليس للصهيون في أرض فلسطين أثر

لا صليبيٌّ ولا من ملحد فينا يري

لا ولا شرق كفور لا ولا غرب أشِر

يا شباب الحق عما حيك كونوا حذرين

من شباك الغرب والشرق ففي تلكم شرر

إنما الإسلام منهاج اقتصاد كامل

ليس فيه لفقير وافتقار من أثر

وكذا ليس لدي الإسلام من جور ولا

يظلم الحاكم فيه لا ولا المال هدر

ولدي الإسلام منهاج لتثقيف الشباب

طلب العلم وجوب ليس في ذا من نكر()

وهو يعطي كامل الحق لكل المسلمين

يستوي في الأخذ بالحق إناث وذكر

وكذا الإسلام ينفي كل لون التفرقات

لا بلون أو بإقليم وأسماء أخُر()

وحدة تحت لواء الدين كل المسلمين

وحَّد الناس علي الخير بنهج معتبر

حربه أنظف حرب

سلمه خير سلام

قد هدي الناس إلي أفضل هدي مبتكر

ليس فيه أي إفراط عن الحق السوي

لا ولا فيه من التفريط ما فيه ضرر

فانهجوا يا أيها الفتيان منهاج الكتاب

فهو خير وصواب للذي كان ادّكر

واتركوا الميل إلي نحو يمين أو يسار

أو فساد أو ضلال فالذي مال خسر

* * *

جاء غوث الوري المهدي من نظرت

كل الشعوب التي ترجوه أزمانا

* * *

من الوحل

من علة الغرب إذ جاءت تهدّدنا

باسم الصليب لها دأب بلا ملل

قد أشعلوا النار في كل البلاد ولا

من مطفئ بلد الإسلام من شُعل

وذا يهود له في الأرض عربدة

وليستمدّ القوي من أخبث الدول

إليكم يا شباب المسلمين غدت

تدور أعيننا في منتهي الأمل

سيروا لنشر الهدي في الأرض قاطبة

وابنوا البلاد بتصميم بلا كلل

* * *

دسائس

إذ نظموا جيشاً لذاك مدمّرا

قد هيَّأوا المبغي لأرباب الهوي

والخمر ثم السينما ماذا نري؟

قد جرجروا بسبابكم نحو الردي

كل الوري إلا الأقل الأندرا

أما الشباب فهم ضحية كيدهم

قد وزعوهم أحمرا أو أصفرا

ها ذاك شرقي به يحدو الهوي

نحو المشارق قد تردي أحمرا

والآخرون إلي المغارب قصدهم

لا تلف فيهم عاقلاً متفكرا

وبناتنا تحدو بهن سفاسف

نحو الفساد لكي يزدن تأخرا

مولاي أنت وسيلةٌ لنجاتنا

والقلب ضاق بما يحلّ وما جري

فانظر إلينا نظرة علوية

تكفي البلاد تقدما وتبصرا

* * *

للثار

يا أمة الإسلام هاتيك الدنا

زحفت إليك بجيشها الجرار

لا الغرب ينقذك كما جربته

لا الشرق ينفعك من الأوضار

ذا ملحد تحدوه أطماع وذا

يغزو بلادك من وراء بحار الأنوار:

وإليكم جيل الشباب نصيحتي

لا يغررنَّكمُ بريق شعار

فالحية الرقطاء تخفي سمَّها

في جلدة برَّاقة نوار

سيروا علي الإسلام وانتهجوا هدي ال

قرآن تحت قيادة الأخيار

وعليكم يا حشد خير تحية

تأتيك في الآصال والأبكار

* * *

فنجعل لعنت الله علي الكاذبين?،

سورة آل عمران: 61.

() قال رسول الله صلي الله عليه و اله في علي عليه السلام:» من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه «ثلاث مرات، راجع الكافي: ج1 ص293 ح3.

() راجع نهج الحق: ص228.

() راجع بحار الأنوار: ج25 ص249 ح11، وفيه: عن أبي هريرة قال: سألت رسول الله صلي الله عليه و اله عن قوله سبحانه وتعالي: ?وجعلها كلمة باقية في عقبه?؟ قال صلي الله عليه و اله:» جعل الإمامة في عقب الحسين عليه السلام، يخرج من صلبه تسعة من الأئمة عليهم السلام، منهم مهدي هذه الأمة عليه السلام «

() راجع بحار الأنوار: ج28 ص368.

() راجع المناقب: ج3 ص357 وفيه: ولدت فاطمة عليها السلام بمكة بعد النبوة بخمس سنين وبعد الإسراء بثلاث سنين، في العشرين من جمادي الآخرة، وأقامت مع أبيها بمكة ثماني سنين، ثم هاجرت معه إلي المدينة، فزوجها من علي عليه السلام بعد مقدمها المدينة بسنتين أول يوم من ذي الحجة..الخ.

() راجع بحار الأنوار: ج44 ص161، وفيه: ولد الحسن بن علي عليه السلام في النصف من رمضان سنة ثلاث من الهجرة.

() راجع مستدرك الوسائل: ج7 ص538 ح8837، وفيه: عن أحمد بن محمد بن عياش قال: خرج إلي القاسم بن العلاء الهمداني وكيل أبي محمد عليه السلام أن مولانا الحسين بن علي عليه السلام ولد يوم الخميس لثلاث خلون من شعبان.

() راجع وسائل الشيعة: ج3 ص79 ح3069، وفيه: عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه صلي علي فاطمة وكبَّر عليها خمساً ودفنها ليلاً.

() سورة الإنسان: 1.

() راجع العدد القوية: ص337، وفيه: روي عن ابن عباس وأنس بن مالك أنهما قالا: أوحي الله سبحانه وتعالي إلي النبي

صلي الله عليه و اله يوم الاثنين السابع والعشرين من رجب، وله أربعون سنة.

() راجع من لا يحضره الفقيه: ج1 ص231 ح695، وفيه: قال النبي صلي الله عليه و اله:» لما أسري بي مررت بموضع مسجد الكوفة وأنا علي البراق ومعي جبرئيل عليه السلام فقال لي: يا محمد انزل فصلِّ في هذا المكان، فنزلت فصليت، فقلت: يا جبرئيل أي شيء هذا الموضع؟ فقال عليه السلام: يا محمد هذه كوفان وهذا مسجدها، أما أنا فقد رأيتها عشرين مرة خراباً وعشرين مرة عمرانا بين كل مرتين خمسمائة سنة «.

() راجع بحار الأنوار: ج16 ص329 ح25، وفيه: عن ابن عباس.. قال النبي الأكرم صلي الله عليه و اله:».. وقد سخر الله لي البراق وهو خير من الدنيا بحذافيرها، وهي دابة من دواب الجنة، وجهها مثل وجه آدمي وحوافرها مثل حوافر الخيل وذنبها مثل ذنب البقر، فوق الحمار ودون البغل، سرجه من ياقوتة حمراء، وركابه من درة بيضاء، مزمومة بسبعين ألف زمام من ذهب، عليه جناحان مكللان بالدر والياقوت والزبرجد، مكتوب بين عينيه: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، محمد رسول الله.. «.

() راجع تهذيب الأحكام: ج6 ص177.

() راجع الكافي: ج1 ص458.

() راجع بحار الأنوار: ج23 ص147.

() راجع الفضائل: ص56.

() راجع الكافي: ج8 ص344.

() راجع اليقين: ص254.

() راجع المناقب: ج3 ص134.

() راجع بصائر الدرجات: ص303.

() سورة البقرة: 143.7

() راجع الإقبال: ص689.

() راجع بحار الأنوار: ج43 ص261 ح1، وفيه: قال رسول الله صلي الله عليه و اله:» حسين مني وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسينا، حسين سبط من الأسباط «.

() راجع بحار الأنوار: ج25 ص360 ح18، وفيه: قال رسول الله صلي الله عليه و اله:» علي

بن أبي طالب أفضل خلق الله غيري، والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وأبوهما خير منهما.. «.

() راجع من لا يحضره الفقيه: ج2 ص599 ح3204، وفيه: قال الصادق عليه السلام:» في طين قبر الحسين شفاء من كل داء وهو الدواء الأكبر «.

() راجع تاريخ الطبري: ج2 ص187.

() راجع الكافي: ج2 ص562.

() راجع الكافي: ج1 ص17 ح12، من حديث طويل قال فيه الإمام موسي بن جعفر عليه السلام لهشام بن الحكم:».. يا هشام كيف يزكو عند الله عملك وأنت قد شغلت قلبك عن أمر ربك وأطعت هواك علي غلبة عقلك... «.

() راجع تهذيب الأحكام: ج6 ص83.

() راجع الكافي: ج1 ص469.

() راجع الكافي: ج4 ص39.

() إشارة إلي قوله سبحانه وتعالي: ?يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين?، سورة المائدة: 67.

() راجع بحار الأنوار: ج27 ص243 ح2.

() راجع بحار الأنوار: ج37 ص141 ح36.

() راجع الكافي: ج1 ص293 ح3.

() راجع الكافي: ج8 ص25 ح4.

() راجع وسائل الشيعة: ج27 ص34 ح33146، وفيه: قال رسول الله صلي الله عليه و اله:» أنا مدينة العلم وعلي بابها «.

() بحار الأنوار: ج25 ص285 ح36، وفيه: قال أمير المؤمنين عليه السلام:» يهلك فيَّ اثنان: محب غال ومبغض قال «.

() راجع الكافي: ج8 ص80.

() راجع وسائل الشيعة: الشيعة: ج27 ص186.

() تأويل الآيات: ص145، وفيه عن رسول الله صلي الله عليه و اله قال:».. يا علي لم يعرفك إلا الله وأنا.. «

() راجع بحار الأنوار: ج97 ص210.

() راجع الكافي: ج8 ص57.

() راجع بحار الأنوار: ج15 ص263 ح14، وفيه: لما كانت ليلة ولد فيها رسول الله صلي الله عليه

و اله ارتجس إيوان كسري وسقطت منه أربع عشرة شرفة وغاضت بحيرة ساوة وخمدت نار فارس ولم تخمد قبل ذلك بألف سنة ورأي المؤبذان إبلا صعاباً تقود خيلا عرابا.. «.

() راجع الكافي: ج1 ص515.

() راجع روضة الواعظين: ج2 ص501.

() راجع بحار الأنوار: ج3 ص320.

() لا يخفي علي المطلع إن عدد المسلمين أصبح الآن أكثر من ملياري مسلم.

() راجع الكافي: ج1 ص338 ح7.

() راجع مستدرك الوسائل: ج15 ص132 ح17764.

() راجع وسائل الشيعة: ج16 ص246 ح21475.

() راجع الكافي: ج1 ص30 ح2، وفيه: قال رسول الله صلي الله عليه و اله:» طلب العلم فريضة علي كل مسلم، ألا إن الله يحب بغاة العلم «.

() راجع معدن الجواهر: ص21.

() راجع من لا يحضره الفقيه: ج1 ص297.

() بحار الأنوار: ج43 ص20 ح8، وفيه: قال الصادق عليه السلام:» إن رسول الله صلي الله عليه و اله قال لفاطمة: يا فاطمة إن الله عز وجل يغضب لغضبك ويرضي لرضاك «.

() راجع بحار الأنوار: ج51 ص107.

() راجع الصراط المستقيم: ج3 ص155.

() راجع بحار الأنوار: ج12 ص1.

() راجع وسائل الشيعة: ج17 ص112.

() راجع بحار الأنوار: ج38 ص77.

() راجع كشف الغمة: ج1 ص148.

() إشارة إلي آية المباهلة، وهي قوله تعالي: ?فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندعُ أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله علي الكاذبين? سورة آل عمران: 61.

() راجع الكافي: ج1 ص289 ح4.

() راجع الصراط المستقيم: ج1 ص230.

() راجع بحار الأنوار: ج18 ص191.

() راجع الكافي: ج1 ص289.

() راجع وسائل الشيعة: ج27 ح33.

() راجع بحار الأنوار: ج35 ص266، وفيه: قال رسول الله صلي الله عليه و اله:» ابناي هذان إمامان قاما أو قعدا «.

() راجع

الكافي: ج5 ص321 ج9.

() راجع مستدرك الوسائل: ج13 ص219 ح15175.

() راجع الأمالي للصدوق: ص486 ح18.