الفقه: من الآداب الطبية

اشارة

اسم الكتاب: الفقه: من الآداب الطبية

المؤلف: حسيني شيرازي، محمد

تاريخ وفاة المؤلف: 1380 ش

الموضوع: طب

اللغة: عربي

عدد المجلدات: 2

الناشر: دار العلوم

الطبعة: اول

الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ

سورة البقرة 156

كان هذا الكتاب ماثلاً للطبع، إذ تلقينا ببالغ الحزن والأسي نبأ ارتحال المرجع الديني الأعلي الإمام السيد محمد الحسيني الشيرازي (قدس سره)، حيث فجع العالم الإسلامي والحوزات العلمية بفقده، وهو في عز عطائه..

لا صوت الناعي بفقدك إنه يوم علي آل الرسول عظيم

بسم الله الرحمن الرحيم

وَكُلُوا وَاشْرَبُوا

وَلاَ تُسْرِفُوا

إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ

صدق الله العلي العظيم

سورة الأعراف: 31

كلمة الناشر

بسم الله الرحمن الرحيم

لقد أولي الدين الإسلامي الإنسان قيمة كبري في هذا الكون الرحيب من خلال تعاليمه السامية، وذلك لأنه محور هذا الوجود بأكمله، قال تعالي: ?هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأرْضِ جَمِيعاً?()، فلم يترك الإنسان سدي لا يعي دوره في الحياة..

ومن هنا تتجلي عظمة المبادئ الإسلامية وشموليتها حيث عالجت جميع جوانب الحياة، وخاصة حياة الإنسان، فلم تترك جانباً علي حساب الجانب الآخر..

إن الدين الإسلامي بتعاليمه ومُثله عالج الروح والجسم معاً، فلا رهبانية محضة، ولا مادية قاتلة، وإنما أعطي لكل حقه، قال سلمان الفارسي رحمة الله عليه لأبي الدرداء: «إن لبدنك عليك حقا، وإن لجسدك عليك حقا، وإن لأهلك عليك حقاً فأعط كل ذي حق حقه» ().

فإعطاء البدن حقه بالمحافظة عليه وعدم الإضرار به ضرراً منهياً عنه، فإن العقل السليم في الجسم السليم.

وقد قال تعالي: ?ولقد كرمنا بني آدم?()، وهذا التكريم شمل الإنسان قبل أن يكون شيئاً مذكوراً وإلي آخر يوم يودع فيها حياة الدنيا ليبدأ حياة الآخرة.

ومن هنا فقد أولي القرآن الكريم وروايات النبي صلي الله عليه و اله وأهل بيته عليهم السلام الطب وما يتربط به عناية

خاصة، لما له من علاقة حساسة بحياة الإنسان وصحته، وقد جمع الله تعالي الطب كله في نصف آية حيث قال عزوجل: ?وكلوا واشربوا ولاتسرفوا?()، والمسلمون، لا بل البشرية جمعاء لو عملت بهذه الآية المباركة لاستغنت عن ملايين الأطنان من الدواء، ولوفرت عليها المال والوقت الكثيرين لتصرفهما علي جوانب الحياة الأخري..

أما السنة المطهرة، فهناك الكثير الكثير من الروايات التي وردت لكي تجعل الإنسان في حصن حصين من المرض، وهذا ما سنلمسه في الكتاب الذي بين يديك أيها القارئ العزيز.

فقد أورد سماحة آية الله العظمي الإمام السيد محمد الحسيني الشيرازي (قدس سره الشريف) في كتابه القيم (من الآداب الطبية) العديد من تلكم الروايات بأسلوب سهل ممتنع مضافاً إلي الدقة في العبارة، مما سيكون مفيداً في هذا الباب بإذن الله تعالي.

علماً بأن هذا الكتاب هو جزء من الموسوعة الفقهية الضخمة التي تجاوزت المائة والخمسين مجلداً، وهي أكبر موسوعة فقهية استدلالية في العالم، نسأل الله عزوجل العافية في الدين والدنيا والآخرة، إنه سميع مجيب.

مؤسسة المجتبي للتحقيق والنشر

بيروت لبنان ص.ب: 6080 / 13 شوران

البريد الإلكتروني: almoj عليه السلامaba@alshirazi.com

المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام علي محمد وآله الطيبين الطاهرين.

وبعد، فإن هناك الكثير من الآداب والسنن، والمستحبات والمكروهات التي ترتبط بجسم الإنسان وصحته، كالحجامة وتقليم الأظافر وقص الشعر والتنوير، وما يرتبط بالأكل والشرب والنكاح وما أشبه ذلك، وهي مؤثرة في صحة الإنسان سلباً وإيجاباً، كما هو مذكور في علم الطب أيضاً.

إن الطب ومسائله وما يرتبط به، كسائر العلوم من الفقه والفلك وغيرهما، من الأمور الواسعة جداً، ففيه معرفة طبائع الأشياء، وسائر خصوصيات بدن الإنسان، داءً ودواءً، وقد تطرق الإسلام في كثير من نصوصه إلي عموماته والعديد من جزئياته.

وكان

الطب مما يدرس في الجملة في الحوزات العلمية، فكان أستاذنا (الشيخ الزاهد علي) طبيباً حاذقاً بالإضافة إلي كونه من أهل العلم وقد هاجر من الهند إلي العراق، ودرسنا عنده (شرح النفيسي) وكان عالماً ذا إطلاع واسع في تخصصه، وكان يقول: إن في الهند شجرة تنفع في دفع السرطان ورفعه، وكذلك كان يعرف أشباه ذلك مما يصعب علاجه.

قال: إن الطبائع في الإنسان أربعة: الصفراء والسوداء والبلغم والدم، ولكل واحد من هذه الأربعة ستة آلاف مرض، ولكل مرض سبب، ولكل مرض أثر، ولكل مرض علاج، وهذا ما يقارب مائة ألف مسألة طبية، وكان يقول: إذا كان الطبيب عارفاً بهذه المائة ألف كان طبيباً وإلا فلا.

كما نُقل عن الحاج السيد ميرزا أسد الله رحمة الله عليه أخ السيد المجدد الشيرازي الكبير رحمة الله عليه أنه كان يقول: إن العديد من الأطباء لا يعرفون الأشياء حق معرفتها، ولهذا يخلطون بعضها ببعض مرضاً أو علاجاً، كما هو شأن من لا يعرف الفقه أو لا يعرف علم الفلك أو ما أشبه.

هذا وقد ذكر بعض الأطباء() أن في إيران وحدها مائة ألف عشب دوائي.

أقول: ولعل مائة ألف حسب ما وصل إليه الطبيب المذكور وإلا فالأعشاب أكثر من ذلك، وإذا كان هذا شأن الأعشاب فشأن الأجزاء الحيوانية والمعدنية وغيرها لعله بهذا القدر أو أكثر. فقد ذكر البعض أن خلايا بدن الإنسان المتوسط أربعون مليار، والأعجب من ذلك أن كل خليةٍ لها أحكامها الخاصة بها، وقد حاول بعض أطباء الغرب القيام بتعداد وظائف تلك الخلايا وأحوالها الخاصة.

علماً بأنه ليست الخلايا فقط هي العجيبة بل الكون كله كذلك، وبدن الإنسان جزء من ذلك الكون العجيب كله.

وقد جمعنا في هذا الكتاب بعض الآداب الطبية علي ما

يستفاد من الكتاب والسنة المطهرة المروية عن رسول الله صلي الله عليه و اله وأهل بيته الأطهار عليهم السلام.

نسأل الله سبحانه التوفيق والقبول، انه سميع مجيب.

قم المقدسة

محمد الشيرازي

تمهيد

خلق الإنسان

مسألة: من أكبر الأدلة علي وجود الله وعظمته وقدرته هو الإنسان بما اشتمل عليه من عجائب الخلق، فقد قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «من عرف نفسه فقد عرف ربه» ().

وما توصل إليه العلم الحديث والطب من غرائب وجود الإنسان فلا يقاس بما يجهلونه، فإنه أكثر بكثير، حتي كتبوا كتباً بعنوان (الإنسان ذلك المجهول).

قال تعالي: ?نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلاَ تُصَدِّقُونَ ? أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ ? ءأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ?().

وقال سبحانه: ?وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ?().

وقال تعالي: ?إِنَّا خَلَقْنَا الإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً?().

وقال سبحانه: ?اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الذِي خَلَقَ ? خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ علَقٍ ? اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأكْرَمُ ? الذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ? عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ?().

وقال تعالي: ?لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ?().

وقال سبحانه: ?وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ ? فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ? فَسَجَدَ الْمَلاَئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ?().

وقال تعالي: ?وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ مِنْ سُلاَلَةٍ مِنْ طِينٍ ? ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ ? ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ?().

وقال سبحانه: ?وَاللهُ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجاً وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَي وَلاَ تَضَعُ إِلاَ بِعِلْمِهِ وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلاَ يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلاَ فِي كِتَابٍ إِنَّ

ذَلِكَ عَلَي اللهِ يَسِيرٌ?().

وقال تعالي: ?خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الأنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقاً مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلاَثٍ ذَلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لاَ إِلَهَ إِلاَ هُوَ فَأَنَّي تُصْرَفُونَ?().

وقال سبحانه: ?هُوَ الذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخاً وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّي مِنْ قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلاً مُسَمًّي وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ? هُوَ الذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ فَإِذَا قَضَي أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ?().

وقال تعالي: ?اللهُ الذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ?().

وقال سبحانه: ?أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ ? فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَكِينٍ ? إِلَي قَدَرٍ مَعْلُومٍ ? فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ ? وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ?().

وقال تعالي: ?يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً?().

وقال سبحانه ?هُوَ الذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضَي أَجَلاً وَأَجَلٌ مُسَمًّي عِنْدَهُ ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ?().

وقال عزوجل: ?وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ ? وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لاَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ?().

وقال تعالي: ?الذِي جَعَلَ لَكُمُ الأرْضَ مَهْداً وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلاً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِنْ نَبَاتٍ شَتَّي? كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لاَيَاتٍ لأُولِي النُّهَي ? مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَي ? وَلَقَدْ أَرَيْنَاهُ آيَاتِنَا كُلَّهَا فَكَذَّبَ

وَأَبَي?().

وقال سبحانه: ?يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الأرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَي أَجَلٍ مُسَمًّي ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّي وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَي أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلاَ يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً وَتَرَي الأرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ ? ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَي وَأَنَّهُ عَلَي كُلِّ شَيْءٍ قَدِير?().

وقال تعالي: ?يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَي وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ?().

وقال سبحانه: ?أَوَلَمْ يَرَ الإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ ? وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ ? قُلْ يُحْيِيهَا الذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ ? الذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الأخْضَرِ نَاراً فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ ? أَوَلَيْسَ الذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأرْضَ بِقَادِرٍ عَلَي أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَي وَهُوَ الْخَلاَقُ الْعَلِيمُ ? إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ? فَسُبْحَانَ الذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ?().

وقال تعالي: ?إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِنْ طِينٍ لاَزِبٍ?().

وقال سبحانه: ?وَيَقُولُ الإِنْسَانُ أَئِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيّاً ? أَوَلاَ يَذْكُرُ الإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئاً?().

وقال تعالي: ?وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَاراً?().

إلي غيرها من الآيات.

في صفة الخلق

وقد قال أمير المؤمنين عليه السلام في خطبة له في صفة خلق الإنسان:

«أم هذا الذي أنشأه في ظلمات الأرحام وشغف الأستار، نطفةً دهاقاً، وعلقةً محاقاً، وجنيناً وراضعاً، ووليداً ويافعاً، ثمّ منحه قلباً

حافظاً، ولساناً لافظاً، وبصراً لاحظاً، ليفهم معتبراً، ويقصّر مزدجراً، حتي إذا قام اعتداله، واستوي مثاله، نفر مستكبراً، وخبط سادراً، ماتحاً في غرب هواه، كادحاً سعياً لدنياه، في لذات طربه، وبدوات أربه، ثمّ لايحتسب رزيّةً، ولا يخشع تقيّةً، فمات في فتنته غريراً، وعاش في هفوته يسيراً، لم يفد عوضاً، ولم يقض مفترضاً، دهمته فجعات المنيّة، في غبّر جماحه وسنن مراحه، فظلّ سادراً، وبات ساهراً، في غمرات الآلام، وطوارق الأوجاع والأسقام، بين أخ شقيق، ووالد شفيق، وداعية بالويل جزعاً، ولادمة للصّدر قلقاً، والمرء في سكرة ملهثة، وغمرة كارثة، وأنّة موجعة، وجذبة مكربة، وسوقة متعبة، ثمّ أدرج في أكفانه مبلساً، وجذب منقاداً سلساً، ثمّ ألقي علي الأعواد، رجيع وصب، ونضو سقم، تحمله حفدة الولدان، وحشدة الإخوان، إلي دار غربته، ومنقطع زورته، ومفرد وحشته، حتّي إذا انصرف المشيّع، ورجع المتفجّع، أقعد في حفرته نجيّاً، لبهتة السّؤال، وعثرة الامتحان، وأعظم ما هنالك بليّةً نزول الحميم، وتصلية الجحيم، وفورات السّعير، وسورات الزّفير، لا فترة مريحة، ولا دعة مزيحة، ولا قوّة حاجزة، ولا موتة ناجزة، ولا سنة مسلّية، بين أطوار الموتات، وعذاب السّاعات، إنّا باللّه عائذون، عباد اللّه أين الذين عمّروا فنعموا، وعلّموا ففهموا، وأنظروا فلهوا، وسلّموا فنسوا، أمهلوا طويلاً، ومنحوا جميلاً، وحذّروا أليماً، ووعدوا جسيماً، احذروا الذّنوب المورّطة، والعيوب المسخطة، أولي الأبصار والأسماع والعافية والمتاع، هل من مناص أو خلاص، أو معاذ أو ملاذ، أو فرار أو محار، أم لا، فأنّي تؤفكون، أم أين تصرفون، أم بما ذا تغترّون، وإنّما حظّ أحدكم من الأرض ذات الطّول والعرض، قيد قدّه متعفّراً علي خدّه، الآن عباد اللّه والخناق مهمل، والرّوح مرسل، في فينة الإرشاد، وراحة الأجساد، وباحة الاحتشاد، ومهل البقيّة، وأنف المشيّة، وإنظار

التّوبة، وانفساح الحوبة، قبل الضّنك والمضيق، والرّوع والزّهوق، وقبل قدوم الغائب المنتظر، وإخذة العزيز المقتدر» ().

قال الشريف الرضي رحمة الله عليه: وفي الخبر أنه عليه السلام لما خطب بهذه الخطبة اقشعرت لها الجلود وبكت العيون ورجفت القلوب ومن الناس من يسمي هذه الخطبة الغراء.

من حديث المفضل

قال الإمام الصادق عليه السلام لمفضل(): «نبتدئ يا مفضل بذكر خلق الإنسان فاعتبر به، فأول ذلك ما يدبر به الجنين في الرحم وهو محجوب في ظلمات ثلاث: ظلمة البطن وظلمة الرحم وظلمة المشيمة، حيث لا حيلة عنده في طلب غذاء ولا دفع أذي ولا استجلاب منفعة ولا دفع مضرة، فإنه يجري إليه من دم الحيض ما يغذوه كما يغذو الماء النبات، فلا يزال ذلك غذاؤه حتي إذا كمل خلقه واستحكم بدنه، وقوي أديمه علي مباشرة الهواء، وبصره علي ملاقاة الضياء، هاج الطلق بأمه فأزعجه أشد إزعاج وأعنفه حتي يولد، وإذا ولد صرف ذلك الدم الذي كان يغذوه من دم أمه إلي ثدييها، فانقلب الطعم واللون إلي ضرب آخر من الغذاء، وهو أشد موافقة للمولود من الدم، فيوافيه في وقت حاجته إليه، فحين يولد قد تلمظ وحرك شفتيه طلبا للرضاع، فهو يجد ثديي أمه كالإداوتين المعلقتين لحاجته إليه، فلا يزال يغتذي باللبن ما دام رطب البدن، رقيق الأمعاء، لين الأعضاء، حتي إذا تحرك واحتاج إلي غذاء فيه صلابة، ليشتد ويقوي بدنه، طلعت له الطواحن من الأسنان والأضراس، ليمضغ به الطعام فيلين عليه ويسهل له إساغته، فلا يزال كذلك حتي يدرك، فإذا أدرك وكان ذكرا طلع الشعر في وجهه فكان ذلك علامة الذكر، وعز الرجل الذي يخرج به من حد الصباء وشبه النساء، وإن كانت أنثي يبقي وجهها نقيا من الشعر لتبقي لها

البهجة والنضارة التي تحرك الرجال لما فيه دوام النسل وبقاؤه.

اعتبر يا مفضل

اعتبر يا مفضل فيما يدبر به الإنسان في هذه الأحوال المختلفة، هل تري يمكن أن يكون بالإهمال، أ فرأيت لو لم يجر إليه ذلك الدم وهو في الرحم ألم يكن سيذوي ويجف كما يجف النبات إذا فقد الماء، ولو لم يزعجه المخاض عند استحكامه ألم يكن سيبقي في الرحم كالموءود في الأرض، ولو لم يوافقه اللبن مع ولادته ألم يكن سيموت جوعا أو يغتذي بغذاء لا يلائمه ولا يصلح عليه بدنه، ولو لم تطلع عليه الأسنان في وقتها أ لم يكن سيمتنع عليه مضغ الطعام وإساغته أو يقيمه علي الرضاع فلا يشد بدنه ولا يصلح لعمل، ثم كان تشتغل أمه بنفسه عن تربية غيره من الأولاد، ولو لم يخرج الشعر في وجهه في وقته أ لم يكن سيبقي في هيئة الصبيان والنساء فلا تري له جلالة ولا وقارا.

فقال المفضل: فقلت: يا مولاي فقد رأيت من يبقي علي حالته ولا ينبت الشعر في وجهه وإن بلغ حال الكبر؟

فقال: ذلك بما قدمت أيديهم وإن الله ليس بظلام للعبيد، فمن هذا الذي يرصده حتي يوافيه بكل شيء من هذه المآرب إلا الذي أنشأه خلقا بعد أن لم يكن، ثم توكل له بمصلحته بعد أن كان، فإن كان الإهمال يأتي بمثل هذا التدبير فقد يجب أن يكون العمد والتقدير يأتيان بالخطأ والمحال، لأنهما ضد الإهمال وهذا فظيع من القول وجهل من قائله، لأن الإهمال لا يأتي بالصواب والتضاد لايأتي بالنظام، تعالي الله عما يقول الملحدون علوا كبيرا.

ولو كان المولود يولد فهما عاقلا لأنكر العالم عند ولادته، ولبقي حيران تائه العقل إذا رأي ما لم يعرف، وورد عليه ما

لم ير مثله، من اختلاف صور العالم من البهائم والطير إلي غير ذلك مما يشاهده ساعة بعد ساعة، ويوما بعد يوم.

واعتبر ذلك بأن من سبي من بلد إلي بلد وهو عاقل يكون كالواله الحيران، فلا يسرع في تعلم الكلام وقبول الأدب كما يسرع الذي يسبي صغيرا غير عاقل، ثم لو ولد عاقلا كان يجد غضاضة إذا رأي نفسه محمولا مرضعا معصبا بالخرق مسجي في المهد لأنه لا يستغني عن هذا كله، لرقة بدنه ورطوبته حين يولد، ثم كان لا يوجد له من الحلاوة والوقع من القلوب ما يوجد للطفل، فصار يخرج إلي الدنيا غبيا غافلا عما فيه أهله، فيلقي الأشياء بذهن ضعيف ومعرفة ناقصة، ثم لايزال يتزايد في المعرفة قليلا قليلا وشيئا بعد شيء وحالا بعد حال حتي يألف الأشياء ويتمرن ويستمر عليها، فيخرج من حد التأمل لها والحيرة فيها إلي التصرف والاضطراب، إلي المعاش بعقله وحيلته، وإلي الاعتبار والطاعة والسهو والغفلة والمعصية، وفي هذا أيضا وجوه أخر، فإنه لو كان يولد تام العقل مستقلا بنفسه لذهب موضع حلاوة تربية الأولاد، وما قدر أن يكون للوالدين في الاشتغال بالولد من المصلحة، وما يوجب تربية للآباء علي الأبناء من المكلفات بالبر والعطف عليهم عند حاجتهم إلي ذلك منهم، ثم كان الأولاد لا يألفون آباءهم ولا يألف الآباء أبناءهم لأن الأولاد كانوا يستغنون عن تربية الآباء وحياطتهم فيتفرقون عنهم حين يولدون، فلا يعرف الرجل أباه وأمه ولا يمتنع من نكاح أمه وأخته وذوات المحارم منه إذا كان لا يعرفهن، وأقل ما في ذلك من القباحة بل هو أشنع وأعظم وأفظع وأقبح وأبشع لو خرج المولود من بطن أمه وهو يعقل أن يري منها ما لا يحل له

ولا يحسن به أن يراه، أ فلا تري كيف أقيم كل شيء من الخلقة علي غاية الصواب وخلا من الخطأ دقيقه وجليله.

بكاء الطفل

اعرف يا مفضل ما للأطفال في البكاء من المنفعة، واعلم أن في أدمغة الأطفال رطوبة إن بقيت فيها أحدثت عليهم أحداثا جليلة وعللا عظيمة من ذهاب البصر وغيره، فالبكاء يسيل تلك الرطوبة من رؤوسهم فيعقبهم ذلك الصحة في أبدانهم والسلامة في أبصارهم، أ فليس قد جاز أن يكون الطفل ينتفع بالبكاء ووالداه لا يعرفان ذلك فهما دائبان ليسكتاه ويتوخيان في الأمور مرضاته لئلا يبكي، وهما لا يعلمان أن البكاء أصلح له وأجمل عاقبة، فهكذا يجوز أن يكون في كثير من الأشياء منافع لا يعرفها القائلون بالإهمال ولو عرفوا ذلك لم يقضوا علي الشيء أنه لا منفعة فيه من أجل أنهم لا يعرفونه ولا يعلمون السبب فيه، فإن كل ما لا يعرفه المنكرون يعلمه العارفون، وكثير مما يقصر عنه علم المخلوقين محيط به علم الخالق جل قدسه وعلت كلمته.

الريق

فأما ما يسيل من أفواه الأطفال من الريق، ففي ذلك خروج الرطوبة التي لو بقيت في أبدانهم لأحدثت عليهم الأمور العظيمة، كمن تراه قد غلبت عليه الرطوبة فأخرجته إلي حد البله والجنون والتخليط إلي غير ذلك من الأمراض المختلفة كالفالج واللقوة وما أشبههما، فجعل الله تلك الرطوبة تسيل من أفواههم في صغرهم لما لهم في ذلك من الصحة في كبرهم، فتفضل علي خلقه بما جهلوه، ونظر لهم بما لم يعرفوه، ولو عرفوا نعمه عليهم لشغلهم ذلك عن التمادي في معصيته، فسبحانه ما أجل نعمته وأسبغها علي المستحقين وغيرهم من خلقه، وتعالي عما يقول المبطلون علوا كبيرا.

آلات الجماع

انظر الآن يا مفضل كيف جعلت آلات الجماع في الذكر

والأنثي جميعا علي ما يشاكل ذلك، فجعل للذكر آلة ناشزة تمتد حتي تصل النطفة إلي الرحم، إذ كان محتاجا إلي أن يقذف ماءه في غيره، وخلق للأنثي وعاء قعر ليشتمل علي الماءين جميعا ويحتمل الولد ويتسع له ويصونه حتي يستحكم، أ ليس ذلك من تدبير حكيم لطيف سبحانه وتعالي عما يشركون.

أعضاء البدن

فكر يا مفضل في أعضاء البدن أجمع، وتدبير كل منها للإرب، فاليدان للعلاج، والرجلان للسعي، والعينان للاهتداء، والفم للاغتذاء، والمعدة للهضم، والكبد للتخليص، والمنافذ لتنفيذ الفضول، والأوعية لحملها، والفرج لإقامة النسل، وكذلك جميع الأعضاء إذا تأملتها وأعملت فكرك فيها ونظرك وجدت كل شيء منها قد قدر لشيء علي صواب وحكمة.

علم الخالق وقدرته

قال المفضل: فقلت: يا مولاي إن قوما يزعمون أن هذا من فعل الطبيعة؟

فقال: سلهم عن هذه الطبيعة أ هي شيء له علم وقدرة علي مثل هذه الأفعال، أم ليست كذلك، فإن أوجبوا لها العلم والقدرة، فما يمنعهم من إثبات الخالق فإن هذه صنعته، وإن زعموا أنها تفعل هذه الأفعال بغير علم ولا عمد وكان في أفعالها ما قد تراه من الصواب والحكمة علم أن هذا الفعل للخالق الحكيم وأن الذي سموه طبيعة هو سنة في خلقه الجارية علي ما أجراها عليه.

الغذاء ووصوله إلي البدن

فكر يا مفضل في وصول الغذاء إلي البدن وما فيه من التدبير، فإن الطعام يصير إلي المعدة فتطبخه وتبعث بصفوة إلي الكبد، في عروق رقاق واشجة بينها قد جعلت كالمصفي للغذاء، لكيلا يصل إلي الكبد منه شيء فينكاها، وذلك أن الكبد رقيقة لا تحتمل العنف، ثم إن الكبد تقبله فيستحيل بلطف التدبير دما وينفذ إلي البدن كله في مجاري مهيئة لذلك بمنزلة المجاري التي تهيأ للماء حتي يطرد في الأرض

كلها وينفذ ما يخرج منه من الخبث والفضول إلي مفايض قد أعدت لذلك، فما كان منه من جنس المرة الصفراء جري إلي المرارة، وما كان من جنس السوداء جري إلي الطحال، وما كان من البلة والرطوبة جري إلي المثانة، فتأمل حكمة التدبير في تركيب البدن ووضع هذه الأعضاء منه مواضعها، وإعداد هذه الأوعية فيه لتحمل تلك الفضول لئلا تنتشر في البدن فتسقمه وتنهكه، فتبارك من أحسن التقدير وأحكم التدبير وله الحمد كما هو أهله ومستحقه.

نمو الأبدان

قال المفضل: فقلت: صف نشوء الأبدان ونموها حالا بعد حال حتي تبلغ التمام والكمال.

فقال عليه السلام: أول ذلك تصوير الجنين في الرحم، حيث لا تراه عين ولا تناله يد ويدبره حتي يخرج سويا مستوفيا جميع ما فيه قوامه وصلاحه من الأحشاء والجوارح والعوامل إلي ما في تركيب أعضائه من العظام واللحم والشحم والمخ والعصب والعروق والغضاريف، فإذا خرج إلي العالم تراه كيف ينمي بجميع أعضائه وهو ثابت علي شكل وهيئة لا تتزايد ولا تنقص، إلي أن يبلغ أشده إن مد في عمره أو يستوفي مدته قبل ذلك، هل هذا إلا من لطيف التدبير والحكمة.

من خواص الإنسان

يا مفضل انظر إلي ما خص به الإنسان في خلقه تشريفا وتفضيلا علي البهائم، فإنه خلق ينتصب قائما ويستوي جالسا، ليستقبل الأشياء بيديه وجوارحه، ويمكنه العلاج والعمل بهما، فلو كان مكبوبا علي وجهه كذات الأربع لما استطاع أن يعمل شيئا من الأعمال.

حواس الإنسان

انظر الآن يا مفضل إلي هذه الحواس التي خص بها الإنسان في خلقه وشرف بها علي غيره، كيف جعلت العينان في الرأس كالمصابيح فوق المنارة ليتمكن من المطالعة الأشياء، ولم تجعل في الأعضاء التي تحتهن كاليدين والرجلين فتعرضها الآفات وتصيبها من مباشرة العمل

والحركة ما يعللها ويؤثر فيها وينقص منها، ولا في الأعضاء التي وسط البدن كالبطن والظهر فيعسر تقلبها واطلاعها نحو الأشياء، فلما لم يكن لها في شيء من هذه الأعضاء موضع كان الرأس أسني المواضع للحواس وهو بمنزلة الصومعة لها، فجعل الحواس خمسا تلقي خمسا لكي لا يفوتها شي من المحسوسات، فخلق البصر ليدرك الألوان فلو كانت الألوان ولم يكن بصر يدركها لم يكن منفعة فيها، وخلق السمع ليدرك الأصوات فلو كانت الأصوات ولم يكن سمع يدركها لم يكن فيها إرب، وكذلك سائر الحواس.

ثم هذا يرجع متكافئا فلو كان بصر ولم يكن ألوان لما كان للبصر معني، ولو كان سمع ولم يكن أصوات لم يكن للسمع موضع، فانظر كيف قدر بعضها يلقي بعضا، فجعل لكل حاسة محسوسا يعمل فيه، ولكل محسوس حاسة تدركه، ومع هذا فقد جعلت أشياء متوسطة بين الحواس والمحسوسات لا يتم الحواس إلا بها، كمثل الضياء والهواء، فإنه لو لم يكن ضياء يظهر اللون للبصر لم يكن البصر يدرك اللون، و لو لم يكن هواء يؤدي الصوت إلي السمع لم يكن السمع يدرك الصوت، فهل يخفي علي من صح نظره وأعمل فكره أن مثل هذا الذي وصفت من تهيئة الحواس والمحسوسات بعضها يلقي بعضا وتهيئة أشياء أخر بها تتم الحواس لا يكون إلا بعمد وتقدير من لطيف خبير.

من عدم الحواس

فكر يا مفضل فيمن عدم البصر من الناس وما يناله من الخلل في أموره، فإنه لا يعرف موضع قدمه ولا يبصر ما بين يديه، فلا يفرق بين الألوان وبين المنظر الحسن والقبيح، ولا يري حفرة إن هجم عليها، ولا عدوا إن أهوي إليه بسيف، ولا يكون له سبيل إلي أن يعمل شيئا من هذه

الصناعات مثل الكتابة والتجارة والصياغة، حتي أنه لولا نفاذ ذهنه لكان بمنزلة الحجر الملقي.

وكذلك من عدم السمع يختل في أمور كثيرة، فإنه يفقد روح المخاطبة والمحاورة، ويعدم لذة الأصوات واللحون الشجية المطربة، ويعظم المؤونة علي الناس في محاورته حتي يتبرموا به، ولا يسمع شيئا من أخبار الناس وأحاديثهم حتي يكون كالغائب وهو شاهد، أو كالميت وهو حي.

فأما من عدم العقل فإنه يلحق بمنزلة البهائم، بل يجهل كثيرا مما يهتدي إليه البهائم، أفلا تري كيف صارت الجوارح والعقل وسائر الخلال التي بها صلاح الإنسان والتي لو فقد منها شيئا لعظم ما يناله في ذلك من الخلل يوافي خلقه علي التمام حتي لا يفقد شيئا منها فلم كان كذلك إلا لأنه خلق بعلم وتقدير.

قال المفضل: فقلت: فلم صار بعض الناس يفقد شيئا من هذه الجوارح فيناله في ذلك مثل ما وصفته يا مولاي؟

قال عليه السلام: ذلك للتأديب والموعظة لمن يحل ذلك به ولغيره بسببه، كما قد يؤدب الملوك الناس للتنكيل والموعظة فلا تنكر ذلك عليهم، بل يحمد من رأيهم ويصوب من تدبيرهم، ثم للذين ينزل بهم هذه البلايا من الثواب بعد الموت أن شكروا وأنابوا ما يستصغرون معه ما ينالهم منها، حتي أنهم لو خيروا بعد الموت لاختاروا أن يردوا إلي البلايا ليزدادوا من الثواب.

تعداد الأعضاء

فكر يا مفضل في الأعضاء التي خلقت أفرادا وأزواجا وما في ذلك من الحكمة والتقدير والصواب في التدبير، فالرأس مما خلق فردا ولم يكن للإنسان صلاح في أن يكون أكثر من واحد، أ لا تري أنه لو أضيف إلي رأس الإنسان رأس آخر لكان ثقلا عليه من غير حاجة إليه، لأن الحواس التي يحتاج إليها مجتمعة في رأس واحد، ثم كان الإنسان

ينقسم قسمين لو كان له رأسان، فإن تكلم من أحدهما كان الآخر معطلا لا إرب فيه ولا حاجة إليه، وإن تكلم منهما جميعا بكلام واحد كان أحدهما فضلا لا يحتاج إليه، وإن تكلم بأحدهما بغير الذي تكلم به من الآخر لم يدر السامع بأي ذلك يأخذ، وأشباه هذا من الأخلاط.

واليدان مما خلق أزواجا ولم يكن للإنسان خير في أن يكون له يد واحدة، لأن ذلك كان يخل به فيما يحتاج إلي معالجته من الأشياء، أ لا تري أن النجار والبناء لو شلت إحدي يديه لا يستطيع أن يعالج صناعته وإن تكلف ذلك لم يحكمه ولم يبلغ منه ما يبلغه إذا كانت له يدان يتعاونان علي العمل.

الصوت والكلام

أطل الفكر يا مفضل في الصوت والكلام وتهيئة آلاته في الإنسان، فالحنجرة كالأنبوبة لخروج الصوت، واللسان والشفتان والأسنان لصياغة الحروف والنغم، أ لا تري أن من سقطت أسنانه لم يقم السين، ومن سقطت شفته لم يصحح الفاء، ومن ثقل لسانه لم يفصح الراء، وأشبه شيء بذلك المزمار الأعظم، فالحنجرة يشبه قصبة المزمار، والرية يشبه الزق الذي ينفخ فيه لتدخل الريح، والعضلات التي تقبض علي الرية ليخرج الصوت كالأصابع التي تقبض علي الزق حتي تجري الريح في المزمار، والشفتان والأسنان التي تصوغ الصوت حروفا ونغما كالأصابع التي يختلف في فم المزمار فتصوغ صفيره ألحانا، غير أنه وإن كان مخرج الصوت يشبه المزمار بالدلالة والتعريف، فإن المزمار بالحقيقة هو المشبه بمخرج الصوت.

قد أنبأتك بما في الأعضاء من الغناء في صنعة الكلام، وإقامة الحروف، وفيها مع الذي ذكرت لك مآرب أخري، فالحنجرة ليسلك فيها هذا النسيم إلي الرية، فتروح علي الفؤاد بالنفس الدائم المتتابع الذي لو احتبس شيئا يسيرا لهلك الإنسان، وباللسان

تذاق الطعوم فيميز بينها ويعرف كل واحد منها حلوها من مرها، وحامضها من مزها، ومالحها من عذبها، وطيبها من خبيثها، وفيه مع ذلك معونة علي إساغة الطعام والشراب، والأسنان تمضغ الطعام حتي تلين ويسهل إساغته، وهي مع ذلك كالسند للشفتين تمسكها وتدعمهما من داخل الفم، واعتبر ذلك بأنك تري من سقطت أسنانه مسترخي الشفة ومضطربها، وبالشفتين يترشف الشراب حتي يكون الذي يصل إلي الجوف منه بقصد وقدر، لا يثج ثجا فيغص به الشارب أو ينكي في الجوف، ثم هما بعد ذلك كالباب المطبق علي الفم يفتحهما الإنسان إذا شاء ويطبقهما إذا شاء، ففيما وصفنا من هذا بيان أن كل واحد من هذه الأعضاء يتصرف وينقسم إلي وجوه من المنافع كما تتصرف الأداة الواحدة في أعمال شتي، وذلك كالفأس يستعمل في النجارة والحفر وغيرهما من الأعمال

الدماغ

ولو رأيت الدماغ إذا كشف عنه لرأيته قد لف بحجب بعضها فوق بعض، لتصونه من الأعراض وتمسكه فلا يضطرب، ولرأيت عليه الجمجمة بمنزلة البيضة كيما يفته هد الصدمة والصكة التي ربما وقعت في الرأس، ثم قد جللت الجمجمة بالشعر حتي صار بمنزلة الفرو للرأس يستره من شدة الحر والبرد، فمن حصن الدماغ هذا التحصين إلا الذي خلقه وجعله ينبوع الحس والمستحق للحيطة والصيانة بعلو منزلته من البدن وارتفاع درجته وخطر مرتبته.

الجفن والعين

تأمل يا مفضل الجفن علي العين، كيف جعل كالغشاء والأشفار كالأشراج وأولجها في هذا الغار وأظلها بالحجاب وما عليه من الشعر

الأعضاء الداخلية

يا مفضل من غيب الفؤاد في جوف الصدر، وكساه المدرعة التي هي غشاؤه وحصنه بالجوانح وما عليها من اللحم والعصب لئلا يصل إليه ما ينكؤه، من جعل في الحلق منفذين، أحدهما لمخرج الصوت وهو الحلقوم المتصل بالرية، والآخر منفذ

الغذاء وهو المري ء المتصل بالمعدة الموصل لغذاء إليها وجعل علي الحلقوم طبقا يمنع الطعام أن يصل إلي الرية فيقتل، من جعل الرية مروحة الفؤاد لا تفتر ولا تخل لكيلا تتحيز الحرارة في الفؤاد فتؤدي إلي التلف، من جعل لمنافذ البول والغائط أشراجا تضبطهما لئلا يجريا جريانا دائما فيفسد علي الإنسان عيشه، فكم عسي أن يحصي المحصي من هذا، بل الذي لا يحصي منه ولا يعلمه الناس أكثر، من جعل المعدة عصبانية شديدة وقدرها لهضم الطعام الغليظ، ومن جعل الكبد رقيقة ناعمة لقبول الصفو اللطيف من الغذاء ولتهضم وتعمل ما هو ألطف من عمل المعدة إلا الله القادر، أ تري الإهمال يأتي بشيء من ذلك، كلا بل هو تدبير من مدبر حكيم قادر عليم بالأشياء قبل خلقه إياها لا يعجزه شي ء ?وهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ?().

المخ والدم و …

فكر يا مفضل لم صار المخ الرقيق محصنا في أنابيب العظام هل ذلك إلا ليحفظه ويصونه، لم صار الدم السائل محصورا في العروق بمنزلة الماء في الظروف إلا لتضبطه فلا يفيض، لم صارت الأظفار علي أطراف الأصابع إلا وقاية لها ومعونة علي العمل، لم صار داخل الأذن ملتويا كهيئة الكوكب إلا ليطرد فيه الصوت حتي ينتهي إلي السمع وليتكسر حمة الريح فلا ينكي في السمع، لم حمل الإنسان علي فخذيه وأليتيه هذا اللحم إلا ليقيه من الأرض فلا يتألم من الجلوس عليهما كما يألم من نحل جسمه وقل لحمه إذا لم يكن بينه وبين الأرض حائل يقيه صلابتها.

الذكر والأنثي

من جعل الإنسان ذكرا وأنثي إلا من خلقه متناسلا، ومن خلقه متناسلا إلا من خلقه مؤملا، ومن خلقه مؤملا ومن أعطاه آلات العمل إلا من خلقه عاملا، ومن خلقه عاملا إلا من

جعله محتاجا، ومن جعله محتاجا إلا من ضربه بالحاجة، ومن ضربه بالحاجة إلا من توكل بتقويمه، ومن خصه بالفهم إلا من أوجب له الجزاء، ومن وهب له الحيلة إلا من ملكه الحول، ومن ملكه الحول إلا من ألزمه الحجة، ومن يكفيه ما لا تبلغه حيلته إلا من لم يبلغ مدي شكره، فكر وتدبر ما وصفته هل تجد الإهمال علي هذا النظام والترتيب تبارك الله عما يصفون.

وصف القلب

أصف لك الآن يا مفضل الفؤاد، اعلم أن فيه ثقبا موجهة نحو الثقب التي في الرية تروح عن الفؤاد، حتي لو اختلفت تلك الثقب وتزايل بعضها عن بعض لما وصل الروح إلي الفؤاد ولهلك الإنسان، أ فيستجيز ذو فكر وروية أن يزعم أن مثل هذا يكون بالإهمال، ولا يجد شاهدا من نفسه ينزعه عن هذا القول.

من الحكمة الإلهية

لو رأيت فردا من مصراعين فيه كلوب أ كنت تتوهم أنه جعل كذلك بلا معني، بل كنت تعلم ضرورة أنه مصنوع يلقي فردا آخر فتبرزه ليكون في اجتماعهما ضرب من المصلحة، وهكذا تجد الذكر من الحيوان كأنه فرد من زوج مهيأ من فرد أنثي، فيلتقيان لما فيه من دوام النسل وبقائه، فتبا وخيبة وتعسا لمنتحلي الفلسفة كيف عميت قلوبهم عن هذه الخلقة العجيبة، حتي أنكروا التدبير والعمد فيها، لو كان فرج الرجل مسترخيا كيف كان يصل إلي قعر الرحم حتي يفرغ النطفة فيه، ولو كان منعظا أبدا كيف كان الرجل يتقلب في الفراش أو يمشي بين الناس وشيء شاخص أمامه، ثم يكون في ذلك مع قبح المنظر تحريك الشهوة في كل وقت من الرجال والنساء جميعا، فقدر الله جل اسمه أن يكون أكثر ذلك لا يبدو للبصر في كل وقت، ولا يكون

علي الرجال منه مئونة، بل جعل فيه القوة علي الانتصاب وقت الحاجة إلي ذلك، لما قدر أن يكون فيه دوم النسل وبقاؤه.

خروج الأذي

اعتبر الآن يا مفضل بعظيم النعمة علي الإنسان في مطعمه ومشربه وتسهيل خروج الأذي، أ ليس من حسن التقدير في بناء الدار أن يكون الخلاء في أستر موضع فيها، فكذا جعل الله سبحانه المنفذ المهيأ للخلاء من الإنسان في أستر موضع منه، فلم يجعله بارزا من خلفه، ولا ناشرا من بين يديه، بل هو مغيب في موضع غامض من البدن، مستور محجوب، يلتقي عليه الفخذان وتحجبه الأليتان بما عليهما من اللحم فيواريانه، فإذا احتاج الإنسان إلي الخلاء، وجلس تلك الجلسة ألفي ذلك المنفذ منه منصبا مهيئا لانحدار الثفل، فتبارك الله من تظاهرت آلاؤه ولا تحصي نعماؤه.

الطواحن

فكر يا مفضل في هذه الطواحن التي جعلت للإنسان، فبعضها حداد لقطع الطعام وقرضه، وبعضها عراض لمضغه ورضه، فلم ينقص واحد من الصفتين إذ كان محتاجا إليهما جميعا.

الشعر والأظفار

تأمل واعتبر بحسن التدبير في خلق الشعر والأظفار، فإنهما لما كانا مما يطول ويكثر حتي يحتاج إلي تخفيفه أولا فأولا، جعلا عديمي الحس، لئلا يؤلم الإنسان الأخذ منهما، ولو كان قص الشعر وتقليم الأظفار مما يوجد له مس من ذلك، لكان الإنسان من ذلك بين مكروهين، إما أن يدع كل واحد منهما حتي يطول فيثقل عليه، وإما أن يخففه بوجع وألم يتألم منه.

قال المفضل: فقلت: فلم لم يجعل ذلك خلقه لا تزيد فيحتاج الإنسان إلي النقصان منه؟

فقال عليه السلام: إن لله تبارك اسمه، في ذلك علي العبد نعما لا يعرفها فيحمد عليها، اعلم أن آلام البدن وأدواءه تخرج بخروج الشعر في مسامه وبخروج الأظفار من أناملها، ولذلك أمر الإنسان بالنورة

وحلق الرأس وقص الأظفار في كل أسبوع ليسرع الشعر والأظفار في النبات فتخرج الآلام والأدواء بخروجها، وإذا طالا تحيرا وقل خروجهما، فاحتبست الآلام والأدواء في البدن، فأحدثت عللا وأوجاعا.

ومنع مع ذلك الشعر من المواضع التي يضر بالإنسان ويحدث عليه الفساد والضرر، لو نبت الشعر في العين أ لم يكن سيعمي البصر، ولو نبت في الفم أ لم يكن سيغص علي الإنسان طعامه وشرابه، ولو نبت في باطن الكف أ لم يكن سيعوقه عن صحة اللمس وبعض الأعمال، فلو نبت في فرج المرأة أو علي ذكر الرجل أ لم يكن سيفسد عليهما لذة الجماع، فانظر كيف تنكب الشعر هذه المواضع لما في ذلك من المصلحة.

ثم ليس هذا في الإنسان فقط بل تجده في البهائم والسباع وسائر المتناسلات فإنك تري أجسامهن مجللة بالشعر، وتري هذه المواضع خالية منه، لهذا السبب بعينه، فتأمل الخلقة كيف تتحرز وجوه الخطأ والمضرة وتأتي بالصواب والمنفعة.

إن المنانية وأشباههم حين اجتهدوا في عيب الخلقة والعمد عابوا الشعر النابت علي الركب والإبطين ولم يعلموا أن ذلك من رطوبة تنصب إلي هذه المواضع، فينبت فيها الشعر كما ينبت العشب في مستنقع المياه، أفلا تري إلي هذه المواضع أستر وأهيأ لقبول تلك الفضلة من غيرها، ثم إن هذه تعد مما يحمل الإنسان من مئونة هذا البدن وتكاليفه لما له في ذلك من المصلحة، فإن اهتمامه بتنظيف بدنه وأخذ ما يعلوه من الشعر مما يكسر به شرته ويكف عاديته ويشغله عن بعض ما يخرجه إليه الفراغ من الأشر والبطالة.

تأمل الريق وما فيه من المنفعة فإنه جعل يجري جريانا دائما إلي الفم ليبل الحلق واللهوات فلا يجف فإن هذه المواضع لو جعلت كذلك كان فيه هلاك الإنسان، ثم

كان لا يستطيع أن يسيغ طعاما إذا لم يكن في الفم بلة تنفذه تشهد بذلك المشاهدة، واعلم أن الرطوبة مطية الغذاء وقد تجري من هذه البلة إلي موضع آخر من المرة فيكون في ذلك صلاح تام للإنسان، ولو يبست المرة لهلك الإنسان.

ولقد قال قوم من جهلة المتكلمين وضعفة المتفلسفين بقلة التميز وقصور العلم: لو كان بطن الإنسان كهيئة القباء يفتحه الطبيب إذا شاء فيعاين ما فيه، ويدخل يده فيعالج ما أراد علاجه، أ لم يكن أصلح من أن يكون مصمتا محجوبا عن البصر واليد لا يعرف ما فيه إلا بدلالات غامضة، كمثل النظر إلي البول وحس العرق وما أشبه ذلك مما يكثر فيه الغلط والشبهة حتي ربما كان ذلك سببا للموت؟

فلو علم هؤلاء الجهلة أن هذا لو كان هكذا كان أول ما فيه أنه كان يسقط عن الإنسان الوجل من الأمراض والموت، وكان يستشعر البقاء ويغتر بالسلامة، فيخرجه ذلك إلي العتو والأشر، ثم كانت الرطوبات التي في البطن تترشح وتتحلب فيفسد علي الإنسان مقعده ومرقده وثياب بذلته وزينته، بل كان يفسد عليه عيشه، ثم إن المعدة والكبد والفؤاد إنما تفعل أفعالها بالحرارة الغريزية التي جعلها الله محتبسة في الجوف، فلو كان في البطن فرج ينفتح حتي يصل البصر إلي رؤيته واليد إلي علاجه، لوصل برد الهواء إلي الجوف فمازج الحرارة الغريزية وبطل عمل الأحشاء، فكان في ذلك هلاك الإنسان، أ فلا تري أن كل ما تذهب إليه الأوهام سوي ما جاءت به الخلقة خطأ وخطل.

غرائز الإنسان

فكر يا مفضل في الأفعال التي جعلت في الإنسان من الطعم والنوم والجماع وما دبر فيها، فإنه جعل لكل واحد منها في الطباع نفسه محرك يقتضيه ويستحث به، فالجوع يقتضي

الطعم الذي به حياة البدن وقوامه، والكرا تقضي النوم الذي فيه راحة البدن وإجمام قواه، والشبق يقتضي الجماع الذي فيه دوام النسل وبقاؤه.

ولو كان الإنسان إنما يصير إلي أكل الطعام لمعرفته بحاجة بدنه إليه ولم يجد من طباعه شيئا يضطره إلي ذلك كان خليقا أن يتواني عنه أحيانا بالتثقل والكسل حتي ينحل بدنه فيهلك، كما يحتاج الواحد إلي الدواء بشيء مما يصلح ببدنه فيدافع به حتي يؤديه ذلك إلي المرض والموت.

وكذلك لو كان إنما يصير إلي النوم بالتفكر في حاجته إلي راحة البدن وإجمام قواه كان عسي أن يتثاقل عن ذلك فيدمغه حتي ينهك بدنه.

ولو كان إنما يتحرك للجماع بالرغبة في الولد كان غير بعيد أن يفتر عنه حتي يقل النسل أو ينقطع فإن من الناس من لا يرغب في الولد ولا يحفل به، فانظر كيف جعل لكل واحد من هذه الأفعال التي بها قوام الإنسان وصلاحه محرك من نفس الطبع يحركه لذلك ويحدوه عليه.

القوي الأربع

واعلم أن في الإنسان قوي أربعا: قوة جاذبة تقبل الغذاء وتورده علي المعدة، وقوة ممسكة تحبس الطعام حتي تفعل فيه الطبيعة فعلها، وقوة هاضمة وهي التي تطبخه وتستخرج صفوه وتبثه في البدن، وقوة دافعة تدفعه وتحدر الثفل الفاضل بعد أخذ الهاضمة حاجتها.

تفكر في تقدير هذه القوي الأربعة التي في البدن وأفعالها وتقديرها للحاجة إليها والإرب فيها وما في ذلك من التدبير والحكمة، ولولا الجاذبة كيف يتحرك الإنسان لطلب الغذاء التي بها قوام البدن، ولولا الماسكة كيف كان يلبث الطعام في الجوف حتي تهضمه المعدة، ولولا الهاضمة كيف كان ينطبخ حتي يخلص منه الصفو الذي يغذو البدن ويسد خلله، ولولا الدافعة كيف كان الثفل الذي تخلفه الهاضمة يندفع ويخرج أولا فأولا،

أفلا تري كيف وكل الله سبحانه بلطيف صنعه وحسن تقديره هذه القوي بالبدن والقيام بما فيه صلاحه.

وسأمثل لك في ذلك مثالا، إن البدن بمنزلة دار الملك وله فيها حشم وصبية وقوام موكلون بالدار فواحد لإقضاء حوائج الحشم وإيرادها عليهم، وآخر لقبض ما يرد وخزنه إلي أن يعالج ويهيأ، وآخر لعلاج ذلك وتهيئته وتفريقه، وآخر لتنظيف ما في الدار من الأقذار وإخراجه منها، فالملك في هذا هو الخلاق الحكيم ملك العالمين، والدار هي البدن، والحشم هي الأعضاء، والقوام هي هذه القوي الأربع، ولعلك تري ذكرنا هذه القوي الأربع وأفعالها بعد الذي وصفت فضلا وتزدادا وليس ما ذكرته من هذه القوي علي الجهة التي ذكرت في كتب الأطباء ولا قولنا فيه كقولهم، لأنهم ذكروها علي ما يحتاج إليه في صناعة الطب وتصحيح الأبدان، وذكرناها علي ما يحتاج في صلاح الدين وشفاء النفوس من الغي كالذي أوضحته بالوصف الشافي والمثل المضروب من التدبير والحكمة فيها» () الحديث.

تفصيل الجسم

روي أن نصرانيا سأل الصادق عليه السلام عن أسرار الطب، ثم سأله عن تفصيل الجسم؟

فقال عليه السلام: (إن الله خلق الإنسان علي اثني عشر وصلا، وعلي مائتين وثمانية وأربعين عظما، وعلي ثلاثمائة وستين عرقا، فالعروق هي التي تسقي الجسد كله، والعظام تمسكها، واللحم يمسك العظام، والعصب يمسك اللحم..

وجعل في يديه اثنين وثمانين عظما، في كل يد أحد وأربعون عظما، منها في كفه خمسة وثلاثون عظما، وفي ساعده اثنان، وفي عضده واحد، وفي كتفه ثلاثة، فذلك أحد وأربعون عظما، وكذلك في الأخري.

وفي رجله ثلاثة وأربعون عظما، منها في قدمه خمسة وثلاثون عظما، وفي ساقه اثنان، وفي ركبته ثلاثة، وفي فخذه واحد، وفي وركه اثنان، وكذلك في الأخري.

وفي صلبه ثماني عشرة فقارة، وفي

كل واحد من جنبيه تسعة أضلاع، وفي وقصته ثمانية، وفي رأسه ستة وثلاثون عظما، وفي فيه ثمانية وعشرون، أو اثنان وثلاثون عظما)().

قال العلامة المجلسي رحمة الله عليه: يمكن أن يكون المراد وصل الأعضاء العظيمة بعضها ببعض كالرأس والعنق، العضدين والساعدين، والوركين مع الفخذين والساقين، والأضلاع من اليمين والأضلاع من الشمال، وكأن المراد بالوقصة العنق … فعدها ثمانية باعتبار ضم بعض فقرات الظهر إليها لقربها منها وانحنائها، ويحتمل أن يكون في الأصل: وفي وقيصته وهي عظام وسط الظهر، وهي علي المشهور سبعة فتكون الثمانية بضم الترقوة إليها …

وقوله عليه السلام «وفي فيه ثمانية وعشرون»، أي في بدء الإنبات ثم ينبت في قريب من العشرين أربعة أخري تسمي أسنان الحلم بالكسر بمعني العقل أو بالضم بمعني الاحتلام يعني البلوغ، ولذا قال عليه السلام بعده واثنان وثلاثون، ويحتمل أن يكون باعتبار اختلافها في الأشخاص.

قال في القانون: الأسنان اثنتان وثلاثون سنا، وربما عدمت النواجذ منها في بعض الناس، وهي الأربعة الطرفانية فكانت ثماني وعشرين سنا، فمن الأسنان ثنيتان ورباعيتان من فوق، ومثلهما من أسفل للقطع، ونابان من فوق، ونابان من تحت للكسر، وأضراس للطحن في كل جانب، فوقاني وسفلاني، أربعة أو خمسة، فكل ذلك اثنتان وثلاثون سنا، أو ثماني وعشرون، والنواجذ تنبت في الأكثر في وسط زمان النمو وهو بعد البلوغ إلي الوقف، وذلك أن الوقوف قريب من ثلاثين سنة ولذلك تسمي أسنان الحلم().

ثم أشار المجلسي رحمة الله عليه إلي اختلاف الأطباء في الأسنان، فمنهم من ذهب إلي أنها عظم، وقيل هو عصب، وقيل عضو مركب، وقال بعضهم إنه لا حس لها ولم تحلها الحياة، وقال بعضهم: لها حس، قال في القانون: ليس لشيء من العظام حس البتة إلا

للأسنان، فإن جالينوس قال: بل التجربة تشهد أن لها حسا أعينت به بقوة تأتيها من الدماغ ليميز أيضا بين الحار والبارد، وقال القرشي: قال جالينوس: ليس بشيء من العظام حس إلا للأسنان، لأن قوة الحس تأتيها في عصب لين، وهذا عجب فإنه كيف جعل لينا وهو مخالط للعظام وينبغي أن يكون شبيها بجرمها فيكون صلبا لئلا تتضرر بمماستها، وقال: بقي هاهنا بحث وهو أن الأسنان عظام أو ليس بعظام وقد شنع جالينوس علي من لا يجعلها عظاما وجعلهم سوفسطائية واستدل علي أنها عظام بما هو عين السفسطة، وذلك لأنه قال ما هذا معناه: لأنها لو لم تكن عظاما لكانت إما أن تكون عروقا أو شرايين أو لحما أو عصبا ومعلوم أنها ليست كذلك، وهذا غير لازم فإن القائلين بأنها ليست بعظام يجعلونها من الأعضاء المؤلفة لا من هذه المفردة ويستدلون علي تركيبها بما يشاهد فيها من الشظايا وتلك رباطية وعصبية، قالوا: وهذا يوجد في أسنان الحيوانات الكبار ظاهرا().

من علم التشريح

لقد شرح علماء التشريح أعضاء الإنسان وعظامه ومفاصله وما أشبه، فقالوا:

الهيكل العظمي

إن الهيكل العظمي: هيكل يشكل سناداً لجسم الإنسان والحيوان الفقاري، ويصون أعضاءه الحيوية، وهو قسمان:

1: الهيكل العظمي المحوري.

2: الهيكل العظمي الزائدي أو الطرفاني.

أما الهيكل المحوري فيشمل الجمجمة والعمود الفقري وعظم العجز والعصعص والأضلاع وعددها أربعة وعشرون والقص، وأما الهيكل العظمي الزائدي أو الطرفاني فيشمل عظام الذراعين والرجلين والحزام الحوضي، وعظام الهيكل العظمي يتصل بعضها ببعض في مواضع تعرف بالمفاصل.

العظم

والعظم هو النسيج الصلب الذي يتألف منه الهيكل العظمي في الإنسان وسائر الثدييات وكذلك الزواحف والبرمائيات والطيور وبعض الأسماك، والجسم البشري يحتوي علي أكثر من مائتي عظم، فإن العظم سناد الجسد ودعامته، وهو يقي الأعضاء الرخصة، وينتج الكريات الحمر في الدم، ويختزن المعادن وخاصة (الكلسيوم) و(الفوسفات) التي يحتاج إليها الجسد.

ويتألف العظم من ماء 44% ومن مادة صلبة 56% وكثير من العظام يشتمل علي نقي أو مخ()، وهو مادة بانية للدم تشتمل علي بروتينات وأدهان مركبة حديدية.

والعظام تقسم من حيث شكلها إلي طويلة وقصيرة ومسطحة وغير ذلك، ومن العظام البشرية الطويلة عظم العضد وعظم الفخد، ومن العظام القصيرة عظم الرسغ وعظم الكاحل، إما العظام المسطحة فتوجد في الجمجمة وفي الحوض.

والعظام تكون في أول أمرها لينة وغضروفية، ثم تتصلب تدريجياً وتأخذ في النمو، ويتوقف العظم البشري عن النمو في الثامنة عشر عند الفتيات تقريباً، وفي الثانية والعشرين عند الفتيان عادة.

المفصل

والمفصل هو موضع اتصال عظمين من عظام الجسد، والمفصل نوعان:

1: المفاصل الثابتة.

2: المفاصل المتحركة.

فأما المفاصل الثابتة فتتميز بطبقة نسيج ليفي، تشد أحد العظمين إلي الآخر علي نحو محكم، كخطوط الاتصال بين عظام الجمجمة، وأما المفاصل المتحركة كمفاصل اليد والإصبع والركبة، فتتألف من العظمين نفسيهما ومن طبقة غضروفية تكسو طرفي العظمين ومن أنسجة ليفية تعرف بالأربطة ومن غشاء يكتنف العظمين ويزلقهما.

الغضروف

والغضروف هو نسيج ضام في الإنسان والحيوانات الفقارية، يشكل أساس التعظم (تكون العظام) وبه يتصل العظام ببعضها الآخر، ونسيج الغضروف علي خلاف مواد الجسد الأخري أبيض مرن شبه شفاف.

الجلد

والجلد هو العضو الذي يألفه المرء أكثر من سائر أعضاء جسده، فإن الإنسان لا يزال يجهل كثيراً من خصائصه التشريحية والفيسيولوجية ومعظم اضطراباته وأمراضه وعلاجه وما يتربط بجسمه..

والجلد هو طبقة

النسيج الخارجية التي تكسو الجسم، ويتألف الجلد البشري من طبقتين:

إحداهما: باطنية وتسمي ب (الأدمة).

والأخري: سطحية وتدعي (البشرة).

وتتألف الأدمة من نسيج ليفي مرن، وهي تشتمل علي الأعصاب والأوعية الدموية المسؤولة عن أداء الجلد ووظيفته السوية وعن مدة الغذاء أيضا، كما تشتمل علي جذور الشعر والغدد العرقية والغدد الدهنية، وعلي بعض العضلات الصغيرة التي تجعل الشعر يقف عند الرعب.

أما البشرة عادة تكون سوداء في المناطق الحارة، وسمراء في المناطق المعتدلة، وبيضاء في المناطق الباردة.

والجلد هو العضو الخاص بحاسة اللمس، وبه يستشعر الإنسان الألم والحرارة والبرودة وما أشبه، وهو يحول دون دخول الجراثيم إلي الجسم، ومن أجل ذلك يسارع إلي تغطيته إذا جرح.

ومن وظائف الجلد أيضا التنفس وإفراز بعض النفايات عن طريق التعرق، مضافاً إلي تنظيم حرارة الجسم بحيث تبقي علي مستواها السوي.

الغدد العرقية

الغدد العرقية هي مجموعة كبيرة من الغدد الموجودة في الجلد، وهي غدد قنوية خارجية الإفراز تفرز العرق علي سطح الجلد، وهذه الغدد تنقسم إلي قسمين:

1: الغدد العرقية الأبوكرينية.

2: الغدد العرقية الأكرينية.

فأما الغدد العرقية الأبوكرينية فمحصورة في الإبطين والأذنين والحلمتين والأعضاء التناسلية، وهي المسؤولة عن الرائحة التي تفوح من الجسد في بعض الأحيان.

وأما الغدد العرقية الأكرينية فمبثوثة في مختلف أنحاء الجسد، ولكنها تكثر أكثر ما تكثر في باطن اليدين وأخمص القدمين، وهي تبدأ في الإفراز منذ الطفولة، وذلك علي خلاف الغدد العرقية الأبوكرينية التي تنشط ابتداء من سن المراهقة ثم تضعف فعاليتها في خريف العمر، ويقدر العلماء أن في جسم كل إنسان ما يقارب من مليون غدة عرقية أكرينية.

عظام الإنسان

قالوا: إن في الرأس أحد عشر عظماً، وفي العينين ستة أعظم، وفي الجبين عظمان، وفي الأنف أربع، وعظمتان فيها الثنايا والرباعيات والأضراس ويسمي الفك الأسفل والضغن أيضاً، أما عظام الأسنان فهي ستة عشر من فوق وستة عشر من أسفل الثنايا والرباعيات والأنياب والأضراس..

ويتصل بعظام الرأس من خلف فقرات الظهر وهي أربع وعشرون فقرة، ويتصل بهذه الفقرات عظم العجز وهو الذي قال عنه بعض الخبراء لو لم يبق من ابن آدم إلا عظم الذنب لكان كذا، ويتصل به من أسفل عظام العصعص وهي ستة وهي كالأساس لسائر البدن، ويتصل بعظام العجز عظم الخاصرتين، وفيهما يدخل عظما رأس الفخذين.

وأما هيئة عظام المقدم فإن دون الرقبة عظما الترقوتين، وعظام الكتفين أربعة، وفي العضدين عظمان، وفي الزندين أربعة، وعظام الصدر سبعة وتسمي هذه العظام القص والزور، وعظام الأضلاع من كل جانب اثنا عشر مزدوجة..

وأما عظام اليدين فمنها عظام رسغ الكفين ستة عشر عظماً، ومجمع عظام الذراع، وما يلي الكف يسمي الرسغ،

والكوع منه ما يلي الإبهام، والذي يلي الخنصر يسمي كرسوع، وعظام مشطي الكفين ثمانية، وعظام الأصابع من اليدين ثلاثون، لكل إصبع ثلاثة أعظم، وتسمي المثلثات، وأما عظام الرجلين فمنها في الوركين عظمان وفي الفخدين عظمان، وفي الركبتين عظمان، وفي الساقين أربعة، وفي الكعبين عظمان، وفي العينين عظمان، وفي العظام اروز فيه عظمان وهما يحتويان علي الكعب يتم بهما حركة القدمين، وعظام رسغ القدمين ثمانية، وعظام مشطي القدمين عشرة، وعظام أصابع الرجلين ثمانية وعشرون، لكل إصبع ثلاثة إلا الإبهام، فان له عظمان..

ولما كانت هذه العظام لا تقوم بذاتها أثبت الخالق لها من أطرافها أجساماً يشدّها ويربطها تسمي الأوتار، وجعل من حركتها بالعضلات، وعدد العضلات خمسمائة وتسعة وعشرون عضلة، وتركيب العضل من لحم وعصب، ثم تتصل بهذه الجملة الشرايين والعروق والأعضاء ليعطيها الحياة والحس والحركة والغذاء، ثم يغشي هذه الجملة اللحم والشحم وقد جعل الله سبحانه اللحم ليسدّ خلل الأعضاء، ومنه ما هو أميل الوطاء مثل لحم الفخذين والأليتين.

ثم أودع الله سبحانه في الجلد ضروب الحس واللمس، وأوصل به فوهات العروق ففي أيّ موضع وخزته ولو بإبرة نبع منه الدم، وذلك سبب تغذيته، ثم أثبت فيه أنواع النبات من الشعر والأظافر، وجعل من الشعر ما هو للزينة والوقاية مثل شعر الرأس والحاجبين هُدب العينين ليوقي العين من أي شيء يقع فيها، وللزينة أيضاً ولو تصورنا رجلاً محلوق الرأس والحاجبين لكان أشنع الأشكال وأقبحها.

من حكمة الأظافر

ومن بديع حكمة الله سبحانه أن جعل في رؤوس الأصابع الأظافر لتقوي حركتها وتمنع رؤوس الأصابع من التآكل، وجعلت تطول شيئاً فشيئاً إذ لو كانت جامدة لا تطول لتآكلت من كثرة الأعمال، وقد ورد في الحديث الأمر بتقليمها ودفنها كقوله صلي الله عليه

و اله: «خمس من الفطرة تقليم الأظافر وقص الشارب ونتف الإبط وحلق العانة والإختتان» ().

وقد نقل عن بعض علماء الغرب انه كان ملحداً ثم آمن، فقيل له: ما سبب إيمانك؟.

قال: سقط ذات مرة ظفر من أظافري فدخلت المستشفي فلاحظت الدقة ما بين الظفر وبين لحم الإصبع، فكان هناك آلة صغيرة جميلة مدوّرة تدويراً حسب الأصبع حتي يجعل اللحم عظماً بهذا الشكل الظريف فعرفت أنه لا يمكن أن يكون هذا إلا بخالق حكيم عالم.

أقول: وكل شيء في بدن الإنسان دليل بل أدلة علي الخالق سبحانه وتعالي، كما قال الشاعر:

وفي كل شيء له آية

تدل علي أنه واحد

ومن الواضح أن الخالق لابد أن يكون واحداً، قال سبحانه: ?لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا?()، وذلك للتناسق والترابط الموجود بين المخلوقات، وتفصيل هذا الأمر مذكور في علم الكلام كما في (شرح التجريد) وقد ذكرناه في (القول السديد).

وسنذكر في هذا الكتاب بعض الآداب الطبية التي وردت في القرآن الكريم والسنة المروية عن الرسول وأهل بيته الطاهرين عليهم السلام.

فصل: الحجامة وآدابها

استحباب الحجامة

مسألة: تستحب الحجامة استحباباً مؤكداً، خصوصاً لمن هاج به الدم، فان الحجامة تنقذ الإنسان من السكتة القلبية والدماغية أو ما أشبه ذلك.

قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «احتجموا إذا هاج بكم الدم فإن الدم ربما تبيغ بصاحبه فيقتله» ().

وكذلك تكون الحجامة لكل عضوٍ من الأعضاء حسب المقرر في الطب، فيحتجم الإنسان علي الرأس مما تسمي بالمنقذة، وعند النقرة وبين الكتفين وغير ذلك.

فعن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: في خبر المعراج، عن رسول الله صلي الله عليه و اله انه قال: «ثم صعدنا إلي السماء السابعة فما مررت بملك من الملائكة إلا قالوا: يا محمد

احتجم، وأمر أمتك بالحجامة» ().

وفي حديث قال صلي الله عليه و اله: «في ليلة أسري بي إلي السماء ما مررت بملأٍ من الملائكة إلا قالوا يا محمد مُرّ أمتك بالحجامة» ().

دواء الدم

وقال رسول الله صلي الله عليه و اله: «الداء ثلاثة والدواء ثلاثة فأما الداء فالدم والمرة والبلغم فدواء الدم الحجامة ودواء البلغم الحمام ودواء المرة المشي» ().

خير الدواء

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «خير ما تداويتم به الحجامة والسعوط والحمام والحقنة» ().

أقول: فان الحجامة للموضع، والسعوط لأمراض الرأس المرتبطة بالعين والأذن والحنجرة والأسنان وغيرها كما لا يخفي، وهذا من باب أظهر المصاديق.

الدواء أربعة

وعن جعفر بن محمد عليهم السلام قال: «الدواء أربعة الحجامة والطلي والقيء والحقنة» ().

علي تفصيل مذكور في الطب والطلي يوجب تنظيف الجسد ظاهراً وباطناً من الأمراض كما ذكر في الجملة.

طب العرب

وعن ابن مسكان وزرارة قالا قال: أبو جعفر محمد بن علي عليه السلام «طب العرب في ثلاث شرطة الحجامة والحقنة وآخر الدواء الكيّ» ().

ومعني (آخر الدواء) أن الكيّ هو آخر ما يستفيد منه الإنسان في الطب.

وفي خبر آخر عن الصادق عليه السلام: «طب العرب في خمسة شرطة الحجام، والحقنة والسعوط والحمام وآخر الدواء الكي … » ().

وفي خبر آخر عن أبي جعفر الباقر عليه السلام: «طب العرب في سبعة شرطة الحجامة، والحقنة، والحمام، والسعوط، والقيء وشربة عسل وآخر الدواء الكيّ» () وربما يزاد فيه النورة.

ولا يخفي أن اختلاف الروايات في العدد من ثلاثة وأربعة وخمسة وسبعة وما أشبه ذلك، باعتبار السائل أو الراوي أو السامع أو ما أشبه فقد كان الأئمة عليهم السلام يذكرون العدد حسب موارد الابتلاء وظروف المخاطب وما أشبه، كما ذكرنا ذلك في كتاب الصوم() ومن هنا ورد

الاختلاف في العدد في بابه بالنسبة إلي المفطرات وهكذا في غيرها.

إنها وقاية وعلاج

مسألة: الحجامة تعتبر من الدواء وقاية وعلاجاً.

عن رسول الله صلي الله عليه و اله: «نعم العيد الحجامة يعني العادة، تجلو البصر وتذهب بالداء» ().

ويعني بالعيد: العادة.

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «الدواء أربعة: الحجامة والسعوط والحقنة والقيء» ().

ومن الواضح أن الحجامة توجب تخفيف الدم في بدن الإنسان، فان شدة الدم في بدنه يوجب السكتة عادة وأحياناً العمي وأمراض أخر كما ذكره الأطباء في الطب.

وهناك من يصاب بضعف أو فقد في بصره بسبب ذلك، فيأخذون الدم من طرف عينه الأيمن أو الأيسر فيكون نافعاً في العين التي في جانبه.

وأما السعوط، فانه ينفع المخّ.

والحقنة، تنفع الثقل في أسفل المعدة.

والقيء، ينفع الثقل في أعلي المعدة علي ما ذكره الأطباء.

من فوائد الحجامة

مسألة: للحجامة فوائد كثيرة، منها لدفع الأوجاع.

عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: «ما وجع رسول الله صلي الله عليه و اله وجعاً قط إلا كان فزعه إلي الحجامة» ().

أقول: من غير فرق بين أن يكون الوجع من الصفراء أو السوداء، أو البلغم أو الدم، أو ما أشبه، فإن الحجامة بما يقترن معها من سحب الهواء أو ما أشبه ذلك يكون نافعاً لكل الأمراض في الجملة، لكن الظاهر أن المراد بذلك أمراض ظاهر البدن لا مثل أمراض القلب والكبد وما أشبه ذلك.

الحجامة ودوران الرأس

مسألة: تستحب الحجامة لمن أصيب بدوران الرأس.

عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: «إن أخذ الرجل الدوران فليحتجم» ().

أقول: والظاهر أن (الرجل) لا خصوصية له وإنما هو من باب المثال، فيشمل الرجل والمرأة مثل الضمائر المذكورة في الآيات والروايات حيث لا يراد بها عادة الرجل فقط، بل الأعم، إلا إذا كان هناك دليل علي الخصوصية.

والمراد بالدوران: دوران الرأس علي الظاهر أي الصداع أو

الغثيان.

الحجامة ووجع العنق

وفي رواية عبد الله بن موسي الطبري قال: حدثني إسحاق بن أبي الحسن عن أمه أم محمد قلت: قال سيدي عليه السلام: من نظر إلي أول محجمة من دمه أمن الواهية إلي الحجامة الأخري وسألت سيدي ما الواهية؟ فقال: وجع العنق().

أقول: وأما كون النظر موجباً للأمان من مرض، فان العين تأثيرها سلباً وإيجاباً علي ما ذكر، وليس هذا الكتاب موضوعاً لتفصيله وإلا لذكرنا تفصيلاً حوله.

الحجامة والرمد

وفي رواية أخري عن الباقر عليه السلام قال: «من احتجم فنظر إلي أول محجمة من دمه أمن من الرمد إلي الحجامة الأخري» ().

موضع الحجامة

مسألة: للحجامة مواضع خاصة وردت في الروايات وذكرها الأطباء.

عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عن أبيه (صلوات الله عليهما) قال: «احتجم النبي صلي الله عليه و اله في رأسه وبين كتفيه وفي قفاه ثلاثاً، سمي واحدة النافعة والأخري المغيثة والثالثة المنقذة» ().

ولا يخفي أن هذه المصطلحات هي تعبير من حيث اللفظ، وان كان الأمر من حيث المعني واحداً.

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «كان رسول الله صلي الله عليه و اله يحتجم بثلاثة، واحدة منها في الرأس ويسميها المتقدمة، وواحدة بين الكتفين يسميها النافعة، وواحدة بين الوركين يسميها المغيثة» ().

حجامة الرأس

مسألة: من مواضع الحجامة الرأس.

عن سالم بن مكرم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «الحجامة علي الرأس علي شبر من طرف الأنف وفترٍ ما بين الحاجبين، فكان رسول الله صلي الله عليه و اله يسميها المنقذة» ().

والفتر: ما بين السبابة والإبهام.

وفي حديث آخر: «كان رسول الله صلي الله عليه و اله يحتجم علي رأسه ويسميها المغيثة أو المنقذة» ().

أقول: لأنها تنقذ الإنسان وتحفظه من الهلاك والتلف.

وفي رواية عن الإمام الصادق عليه السلام

قال: «الحجامة في الرأس هي المغيثة تنفع من كل داء إلا السام، وشبر من الحاجبين إلي حيث بلغ إبهامه، ثم قال: ها هنا، وأشار إلي موضع من الرأس» ().

أقول: المراد بالسام الموت، أي الموت المقدّر.

وعن زرارة قال: سمعت أبا جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام يقول: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: ¬ «الحجامة من الرأس شفاء من كل داء إلا السام» ().

وعن الصادق عليه السلام قال: «قال رسول الله صلي الله عليه و اله وأشار بيده إلي رأسه: عليكم بالمغيثة، فإنها تنفع من الجنون والجذام والبرص والآكلة ووجع الأضراس» ().

وعن عامر سمع عن رسول الله صلي الله عليه و اله أنه قال في حديث: «والحجامة في الرأس شفاء من كل داء، والدواء في أربعة: الحجامة والحقنة والنورة والقيء، فإذا تبيغ الدم في أحدكم فليحتجم في أي الأيام، وليقرأ آية الكرسي وليستغفر الله عزوجل وليصل علي النبي صلي الله عليه و اله وقال: لا تعادوا الأيام فتعاديكم فإذا تبيغ الدم بأحدكم فليهرقه ولو بمشقص» ().

أقول: (المشقص) نوع من نصال السهام والظاهر أن المراد بأية آلة تمكن من إخراج الدم بسببها.

حجامة الرجل

مسألة: من مواضع الحجامة الرجل.

عن أمير المؤمنين عليه السلام: «إن النبي صلي الله عليه و اله كان يحتجم في باطن رجله من وجع أصابه» ().

وروي عن الصادق عليه السلام أنه شكي إليه رجل الحكّة، فقال: «احتجم ثلاث مرّات في الرجلين جميعاً فيما بين العرقوب والكعب» ففعل الرجل ذلك فذهب عنه، وشكي إليه آخر فقال: «احتجم في أحد عقبيك أومن الرجلين جميعاً ثلاث مرات تبرأ إن شاء الله» ().

ولا يخفي أن العرقوب والعصب الغليظ الموتر فوق عقب الإنسان خلف الكعبين من مفصل القدم والساق

كما ذكره أهل اللغة().

حجامة الكاهل والأخدعين

مسألة: من مواضع الحجامة الأخدعان والكاهل.

عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: «كان النبي صلي الله عليه و اله يحتجم في الأخدعين فأتاه جبرائيل عليه السلام عن الله تبارك وتعالي بحجامة الكاهل» ().

أقول: في الرواية: «إن الله أدب نبيه بآدابه ففوّض إليه دينه» ().

ومعني ذلك أن كلا الأمرين جائزان ويكون حجامة الكاهل أولي.

و(الأخدعان): عرقان خفيان في موضع الحجامة من العنق كما ذكره لسان العرب().

وقت الحجامة

مسألة: تجوز الحجامة في جميع الأوقات وإن كان الأفضل في الجملة أن تكون في أوقات خاصة.

عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «اقرأ آية الكرسي واحتجم أي يوم شئت، وتصدق وأخرج أي يوم شئت» ().

ولا يخفي أنه يستفاد من هذا الحديث بالملاك وما أشبه: جواز الزواج وغير ذلك هكذا أي في كل الأوقات وذلك بعد التصدق وما أشبه، ففي الرواية: «من سافر أو تزوج والقمر في العقرب لم ير الحسني» ()، فإن الحديث السابق حاكم علي هذا الحديث أيضاً.

أما أصل الكراهة في بعض الأوقات للحجامة أو السفر أو الزواج أو ما أشبه، فتلك لحقائق ترتبط بداخل بدن الإنسان أو لحقائق كونية أو ما أشبه ذلك مما ذكر في المفصلات.

وربما يقال: إن ما ورد في بعض روايات الحجامة من وقت خاص فإنه فضل لبعض الناس، أو لبعض الأحوال، أو لبعض الأماكن، أو لبعض الشرائط، أو ما أشبه.

قال عليه السلام: «توقوا الحجامة والنورة يوم الأربعاء، فان يوم الأربعاء يوم نحس مستمر وفيه خلقت جهنم، وفي يوم الجمعة ساعة لا يحتجم فيها أحد إلا مات» ().

وفي حديث: سأل طلحة بن زيد أبا عبد الله عليه السلام عن الحجامة يوم السبت ويوم الأربعاء وحدّثته بالحديث الذي ترويه

العامة عن رسول الله صلي الله عليه و اله وأنكروه وقالوا: الصحيح عن رسول الله صلي الله عليه و اله إذا تبيغ بأحدكم الدم فليحجم لا يقتله، ثم قال: «ما علمت أحد من أهل بيتي يري به بأسا» ().

وقوله عليه السلام: (لا يقتله) أي التبيغ، وإلا فان زيادة الدم تسبب الأمراض المختلفة وآخرها الموت أي السكتة القلبية أو الدماغية.

الحجامة يوم السبت

عن طلحة بن زيد قال سألت ابا عبد الله عليه السلام عن الحجامة يوم السبت، قال: «يضعّف» ().

ووجهه ما ذكرناه سابقاً من اختلاف الأشخاص والشرائط والأزمنة والأمكنة وسائر الخصوصيات.

وعن الإمام الكاظم عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «من كان منكم محتجماً فليحتجم يوم السبت» ().

وفي رواية الدعائم عن رسول الله صلي الله عليه و اله أنه قال: «من احتجم يوم الأربعاء أو يوم السبت فأصابه وضح فلا يلم إلا نفسه..» ().

وقد ذكرنا أن الأشياء تختلف بحسب اختلاف الزمان والمكان والشرائط والأشخاص وما أشبه ذلك، ومما ذكرناه وسبق ذكره يعرف وجه الاختلاف في الروايات.

الحجامة عشية الأحد

وفي رواية زريد مرّ جعفر بن محمد عليه السلام بقوم كانوا يحتجمون قال: «ما كان عليكم لو أخرّتموه إلي عشية الأحد فكان أنزل للداء» ().

الحجامة يوم الأحد

قال الصادق عليه السلام: «الحجامة يوم الأحد فيه شفاء من كل داء» ().

الحجامة يوم الاثنين

عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «كان رسول الله صلي الله عليه و اله يحتجم يوم الاثنين بعد العصر» ().

وفي رواية أخري عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «الحجامة يوم الاثنين من آخر النهار تسل الداء سلاً من البدن» ().

وعنه عليه السلام قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «احتجموا يوم الاثنين بعد

العصر» ().

وعن الرضا عليه السلام أنه قال: «حجامة الاثنين لنا والثلاثاء لبني أمية» ().

الحجامة يوم الثلاثاء

وفي رواية قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «من احتجم يوم الثلاثاء لسبع عشرة أو تسع عشرة أو لإحدي وعشرين من الشهر كان له شفاءً من كل داء من أدواء السنة كلها وكانت لما سوي ذلك شفاء من وجع الرأس والأضراس والجنون والجذام والبرص» ().

وفي رواية أخري: «إن الحجامة يوم الثلاثاء لسبعة عشر من الهلال مصحة سنة» ().

وقد سبق عن الرضا عليه السلام أنه قال: «حجامة الاثنين لنا والثلاثاء لبني أمية» ().

وعن حمران قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: «فيم يختلف الناس» قلت: يزعمون أن الحجامة في يوم الثلاثاء أصلح، قال: فقال: «والي ما يذهبون في ذلك» قلت: يزعمون أنه يوم الدم، قال: فقال: «صدقوا فأحري أن لا يهيجوه في يومه، أما علموا أن في يوم الثلاثاء ساعة من وافقها لم يرقأ دمه حتي يموت أو ما شاء الله» ().

الحجامة يوم الأربعاء

في الحديث: «أنه نُهي عن الحجامة في يوم الأربعاء إذا كانت الشمس في العقرب» ().

والمراد عقرب السماء، وقد ذكرنا في الفقه أن العقرب لها برج وصورة أكبر من برجها، والمراد أعم من ذلك أي حسب الرؤية، كما ذكرنا تفصيله في الفقه.

وعن علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «من احتجم يوم الأربعاء فأصابه وضح فلا يلومنّ إلا نفسه» ().

وعن أبي الحسن العسكري عليه السلام أنه دخل عليه يوم الأربعاء وهو يحتجم قال: فقلت له أن أهل الحرمين يروون عن رسول الله صلي الله عليه و اله أنه قال: من احتجم يوم الأربعاء فأصابه بياض فلا يلومنّ إلا نفسه، فقال: كذبوا، إنما

يصيب ذلك من حملته أمة في طمث» ().

أقول: والمشهور بين الأطباء أن المرأة لا تحمل في الطمث، لكن رأيت جماعة من الأطباء أنهم يقولون تحمل أحياناً، ولعل القائلون بعدم الحمل يريدون الغالب.

وعن حذيفة بن المنصور قال: (رأيت أبا عبد الله عليه السلام احتجم يوم الأربعاء بعد العصر)().

أما ما دل علي أنه يوم الأربعاء يورث المرض فهو محمول علي بعض الصور.

فعن عبد الرحمن بن عمر بن اسلم قال: «رأيت أبا الحسن موسي عليه السلام احتجم يوم الأربعاء وهو محموم فلم تتركه الحمي فاحتجم يوم الجمعة فتركته الحمي» ().

وقوله عليه السلام: «توقوا الحجامة والنورة يوم الأربعاء، فان يوم الأربعاء يوم نحس مستمر وفيه خلقت جهنم» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام عن آبائه عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: «توقوا الحجامة يوم الأربعاء والنورة فان يوم الأربعاء يوم نحس مستمر وفيه خلقت جهنم» ().

وعن الصادق عليه السلام عن آبائه عن رسول الله صلي الله عليه و اله في حديث المناهي: «أنه نهي عن الحجامة يوم الأربعاء» ().

وقد ذكرنا في بعض مباحث الفقه أن بعض الأوامر والنواهي شخصية وليست علي نحو الكليّه والقضايا الحقيقية.

وروي عن الصادق عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «نزل عليّ جبرائيل بالحجامة، واليمين مع الشاهد، ويوم الأربعاء نحس مستمر» ().

ومع ذلك فإنه لا ينبغي فيه الحجامة حسب السياق فيها، بل نحس في كل الأمور من الزواج والحجامة والانتقال إلي دار أخري والسفر وما أشبه ذلك، إلا إذا رفع نحوسته بالصدقة وقراءة آية الكرسي وما أشبه.

فقد روي عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: «اقرأ آية الكرسي واحتجم أي يوم شئت وتصدق وأخرج أي يوم شئت» ().

الحجامة

يوم الخميس

وعن معتب ابن المبارك قال: دخلت علي أبي عبد الله عليه السلام في يوم الخميس وهو يحتجم، فقلت له: يا ابن رسول الله اتحتجم في يوم الخميس، فقال: «نعم من كان محتجماً فليحتجم في يوم الخميس، فان عشية كل جمعة يبتدر الدم فرقاً من القيامة ولا يرجع إلي وكره إلي غداة الخميس إلي أن قال: من احتجم في آخر خميس من الشهر في أول النهار سل منه الداء سلاً» ().

وعنه عليه السلام قال: «إن الدم يجتمع في موضع الحجامة يوم الخميس فإذا زالت الشمس تفرق فخذ حظك من الحجامة قبل الزوال» ().

ومن الواضح أن الأيام لها تأثير في الاجتماع والتفرق، كما أن للصبح والعصر والليل أولاً وأخيراً تأثيراً في أمثال هذه الأمور، كما يشاهد في جزر البحر ومدّه وغير ذلك.

الحجامة يوم الجمعة

وعن محمد بن رباح القلاء قال: رأيت أبا إبراهيم عليه السلام يحتجم يوم الجمعة، فقلت: جعلت فداك تحتجم يوم الجمعة، قال: «اقرأ آية الكرسي فإذا هاج الدم بك ليلاً كان أو نهاراً فاقرأ آية الكرسي واحتجم» ().

وفي حديث الأربعمائة عن علي عليه السلام قال: «الحجامة تصحّ البدن، وتشدّ العقل» ().

وفي حديث: «توقوا الحجامة والنورة يوم الأربعاء، فان يوم الأربعاء يوم نحس مستمر وفيه خلقت جهنم، وفي يوم الجمعة ساعة لا يحتجم فيها أحد إلا مات» ().

وفي رواية إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «لا تحتجموا في يوم الجمعة مع الزوال فان من احتجم مع الزوال في يوم الجمعة فأصابه شيء فلا يلومنّ إلا نفسه» ().

ولا يخفي أن الجمع بين الأحاديث حسب ما ذكرناه من الشرائط والأشخاص والأزمنة والأمكنة وهذا هو مقتضي الجمع بين الروايات المختلفة، مضافاً إلي دفع النحوسة

بالصدقة وقراءة آية الكرسي علي ما مر، فالظاهر أن إعطاء الصدقة أو قراءة آية الكرسي أو ما أشبه يرفع النحوسة والشؤم إذا كان ذلك اليوم مشئوماً أو نحساً أو ما أشبه ذلك.

وعن مفضل ابن عمر قال: دخلت علي الصادق عليه السلام وهو يحتجم يوم الجمعة فقال: «أو ليس تقرأ آية الكرسي، ونهي عن الحجامة مع الزوال في يوم الجمعة» ().

خلافاً لأهل الطيرة

مسألة: لا حجية لكلام أهل الطيرة إطلاقاً، وينبغي مخالفتهم علي ما يستفاد من الروايات.

عن محمد بن أحمد الدقاق قال: كتبت إلي أبي الحسن الثاني عليه السلام أسأله عن الخروج يوم الأربعاء لا يدور، فكتب: من خرج يوم الأربعاء لا يدور خلافاً علي أهل الطيرة وقي من كل آفة، وعوفي من كل داءٍ وعاهة، وقضي الله له حاجته، وكتبت إليه مرة أخري أسأله عن الحجامة يوم الأربعاء لا يدور، فكتب عليه السلام: من احتجم في يوم الأربعاء لا يدور خلافاً علي أهل الطيرة وقي من كل آفة وعوفي من كل عاهة ولم تخضر محاجمه» ().

وفي رواية أخري عن أبي بصير قال: سألت الصادق عليه السلام عن الحجامة يوم الأربعاء فقال: «من احتجم يوم الأربعاء لا يدور خلافاً علي أهل الطير عوفي من كل عاهة ووقي من كل آفة» ().

والمراد ب (لا يدور) آخر الشهر كما في (مجمع البحرين) () حيث لا يدور في نفس الشهر، أي احتجم في أربعاء آخر الشهر.

الحجامة في شهر آذار

وعن أبي عبد الله عليه السلام: «أن أول ثلاثاء تدخل في شهر آذار بالرومية الحجامة فيه مصحة سنة بإذن الله تعالي» ().

الحجامة في أي الأيام

مسألة: ينبغي لمن تبيغ به الدم أن يحتجم، في أي الأيام كان، فعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام قال: «قال رسول الله صلي الله عليه و اله: لا تعادوا الأيام فتعاديكم، إذا تبيغ (تبغي خ ل) الدم بأحدكم فليحتجم في أي الأيام كان وليقرأ آية الكرسي ويستخير الله ثلاثاً ويصلي علي النبي صلي الله عليه وآله وسلم» ().

أقول: والمراد ب (تبيّغ) الدم هيجانه، أي غلبة الدم علي الإنسان، وقيل: انه من المغلوب أي لا يبغي عليه الدم فيقتله أو ما أشبه ذلك من معانيه، وهذا ليس خاصاً بالدم حيث ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام: «كيلا يتبيّغ() بالفقير فقره» ().

أما المعني الظاهري ل (لا تعادوا الأيام فتعاديكم) أي أن الإنسان إذا قال: هذا يوم حسن وذاك سيئ أو ما أشبه من الألفاظ، فان الأيام تعاكسه عكساً مستوياً فتؤثر في حسنه وسوءه في الجملة، وهكذا إذا قال: هذه ساعة حسنة، أو قال: هذا شهر حسن أو ما أشبه ذلك، فتكون تلك الأشياء حسنة، وإذا قال: سيئ أو سيئة أو ما أشبه تكون سيئة، فيكون من قبيل ما ورد (إذا يسّر الإنسان يُسّر له) وهكذا، وذلك أما بالنسبة إلي الواقع وأما بالنسبة إلي ما في الذهن، علي تفصيل مذكور في محله.

وقد قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «يسّروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا» ()، فمن يسّر الزواج أو البيع والشراء للدار وغيره، أو الحجامة وغيرها، يُسّر له ومن يُعسّر عُسّر عليه، وذلك من جهة النفس أو من جهة الواقع، حيث

أن للقلب تأثيراً في الأمور.

وقوله «ويستخير الله ثلاثاً ويصلي علي النبي صلي الله عليه و اله» ()، المراد طلب الخير من الله تعالي، إذ هو معني الاستخارة، فان الإنسان إذا طلب الخير من الله، جعل سبحانه الخير فيه، سواء في ما نحن فيه وهو الحجامة، أو في غيره، فالاستخارة هنا نوع من الدعاء، وقد ورد في الحديث «الدعاء سلاح المؤمن وعمود الدين ونور السماوات والأرض» ()، وقال الله سبحانه: ?وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ?()، وتفصيل الكلام مذكور في باب الدعاء().

الحجامة آخر النهار

وعن الصادق عليه السلام قال: «إذا ضار بأحدكم الدم فليحتجم لا يتبيغ به فيقتله فإذا أراد أحدكم ذلك فليكن من آخر النهار» ().

وفي رواية أخري: «إذا ثار بأحدكم فليحتجم لايتبيغ به فيقتله وإذا أراد أحدكم ذلك فليكن في آخر النهار» ().

الحجامة في جوف الليل

في رواية الأنصاري: «كان الرضا عليه السلام ربما تبيغه الدم فاحتجم في جوف الليل» ().

أيام مناسبة للحجامة

قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «احتجموا لخمس عشرة وسبع عشرة وإحدي وعشرين لا يتبيغ بكم الدم فيقتلكم» ().

وفي طب النبي صلي الله عليه و اله قال صلي الله عليه و اله: «يستحب الحجامة في تسعة عشر من الشهر وواحد وعشرين» ().

من أسباب كثرة السكتة

ثم إن كثرة السكتة في الأيام الأخيرة من أسبابه عدم أخذ الدم، فيصاب الإنسان بها قلبياً أو دماغياً، وقد سألت أحد المسؤولين علي مقبرة طهران المسماة ب (جنة الزهراء) ()، وكان في أواخر أيام الربيع، فقلت له: كم عدد الأموات يومياً؟

فقال: كثير.

فقلت: كم عددهم من السكتة؟

قال: في هذه السنة ألفا شخص من الصغير إلي من عمره تسعون سنة.

وهكذا الحال في سائر المقابر في أطراف طهران، وغيرها من البلاد.

والحاصل أن ما نراه من كثرة الأمراض هو لترك التعاليم الصحية والطبية التي أمر بها الإسلام، ومنها الحجامة حيث ذكر الشرع أموراً فيما يتعلق بها كوقتها وآثارها ومكانها وغير ذلك علي تفصيل سبق.

لا تحتجم علي الريق

مسألة: الأفضل أن تكون الحجامة بعد طعام مّا، لا بعد الامتلاء ولا عند فراغ البطن، فإنه تكره الحجامة علي الريق.

في رواية عمار الساباطي قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: «ما يقول من قبلكم في الحجامة»؟ قلت: يزعمون أنها علي الريق أفضل منها علي الطعام. قال: «لا، هي علي الطعام أدر للعروق وأقوي للبدن» ().

ولا يخفي أن المراد بالطعام: الطعام في الجملة، لا الطعام الكثير الذي يصل إلي حد الامتلاء.

وقد ورد: «إياك والحجامة علي الريق» ().

أي وانك لم تأكل قبله شيء، وهذا ما ذكره الأطباء أيضاً.

وعنه عليه السلام: «ولا تحتجم حتي تأكل شيئاً فانه أدرّ للعرق وأسهل لخروجه وأقوي للبدن» ().

وروي عن العالم عليه السلام أنه قال: «الحجامة بعد

الأكل لأنه إذا شبع الرجل ثم احتجم اجتمع الدم وأخرج الداء وإذ احتجم قبل الأكل خرج الدم وبقي الداء» ().

أقول: ليس المراد إلي حدّ الشبع، فإنه ضارّ كما ذكره الأطباء، فإن الروايات المرتبطة بالطب يلزم أن يطلب معناها من الأطباء، وذلك ملاحظة للجمع والطرح بين رواياته، كما في روايات الفقه حيث يطلب المعني من الفقهاء جمعاً وطرحاً، وكغير ذلك، فان الروايات الطبية ليست علي خلاف سائر الروايات، والقاعدة جارية كذلك في روايات باب الفلك وغيره كما لا يخفي.

حجامة الصائم

مسألة: يجوز للصائم الحجامة علي كراهة في ذلك.

عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «يحتجم الصائم في غير شهر رمضان متي شاء إلي أن قال: وحجامتنا يوم الأحد وحجامة موالينا يوم الاثنين» ().

قوله عليه السلام (في غير شهر رمضان): لما ذكروه من كراهة إخراج الدم من الجسد في نهار شهر رمضان، أو المراد بذلك الأعم من النهار والليل، لأن الليل يورث الضعف أيضاً.

الحجامة في الحبس

مسألة: ينبغي أن لا يترك الانسان الحجامة حتي لو كان في الحبس.

في رواية عن أبي عروة أخي شعيب أو عن شعيب العقرقوفي قال: دخلت علي أبي الحسن الأول عليه السلام وهو يحتجم يوم الأربعاء في الحبس، فقلت له: إن هذا يوم يقول الناس إن من احتجم فيه أصابه البرص. قال: «إنما يخاف ذلك من حملته أمه في حيضها» ().

أقول: تقدم أن الحائض قد تحمل في الحيض كما ذكره الأطباء وما اشتهر عند بعضهم إنها لا تحمل في الحيض غير صحيح.

الدعاء عند الحجامة

مسألة: يستحب الدعاء عند الحجامة، كما هو مستحب في كل أمر حتي غير المهمّة منها عرفاً، فان الدعاء ينفع في كل شيء، أما ما يقال: من أننا ندعو ولا نري نفعه؟.

فالجواب: يمكننا أن

نفرض الدعاء مثل الدواء، فهل يصح أن يقال: إن الدواء لا ينفع لعدم ظهور أثره فوراً وإن وصفه الأطباء بالنفع.

هذا وقد قال سبحانه: ?قل ما يعبؤا بكم ربي لولا دعاؤكم?() مما يدل علي أن الدعاء له المدخلية في كل الأمور.

وعلي أي، فعن الإمام الرضا عليه السلام: «إذا أردت الحجامة فاجلس بين يدي الحجام وأنت متربع فقل: بسم الله الرحمن الرحيم، أعوذ بالله الكريم في حجامتي من العين في الدم، ومن كل سوء وأعلال وأمراض وأسقام وأوجاع، وأسألك العافية والمعافاة والشفاء من كل داء» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال لرجل من أصحابه: «إذا أردت الحجامة وخرج الدم من محاجمك فقل قبل أن يفرغ والدم يسيل: (بسم الله الرحمن الرحيم، أعوذ بالله الكريم في حجامتي هذه، من العين في الدم ومن كل سوء)، ثم قال: وما علمت يا فلان أنك إذا قلت هذا فقد جمعت الأشياء كلها، إن الله يقول: ?ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسّني السوء?() يعني الفقر، وقال عزوجل: ?كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء?() يعني أن لا يدخل في الزنا، وقال لموسي عليه السلام: ?وادخل يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء?() قال من غير برص» ().

ورواه في المستدرك أيضاً باختلاف يسير().

وفي هذه إشارة إلي أن (السوء) يستعمل لمعان متعددة، وقد ذكرت بعضها في هذه الرواية.

وقوله عليه السلام «يعني الفقر» تفسيراً لقوله تعالي: ?وما مسني السوء?، لعله المصداق الظاهر، وإلا فهو يشمل السوء بكل أقسامه.

وأما ?لنصرف عنه السوء والفحشاء? فلعل المراد بالسوء أعم من الزنا فيشمل اللمس والقبلة وغير ذلك، وكذلك ?بيضاء من غير سوء? يمكن أن يكون الأعم من البرص.

وقوله عليه السلام: «فقد جمعت الأشياء كلها» فسّر ذلك

بالآيات المباركات، ومعني العين في الدم، أن يقال أن دمه نظيف أو ما أشبه ذلك، فان العين حق بالنسبة إلي كل شيء، كما في الروايات().

الحجامة والنظافة

مسألة: ينبغي مراعاة النظافة والأمور الصحية في الحجامة.

عن زيد الشحام قال: «كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فدعا بالحجّام فقال له: اغسل محاجمك وعلّقها ودعا برمانة فأكلها فلما فرغ من الحجامة دعا برمانة أخري فأكلها وقال هذا يطفئ المرار» ().

أقول: المرّة خلط من أخلاط البدن غير الدم، والجمع مرار كما في مجمع البحرين() وغيره، ومعني غسل المحاجم التنظيف، وتعليقها لعله للجفاف.

من آداب الحجامة

مسألة: للحجامة آداب ينبغي مراعاتها، ففي الرسالة الذهبية قال الرضا عليه السلام: «فإذا أردت الحجامة فليكن في اثنتي عشرة ليلة من الهلال إلي خمس عشرة فإنه أصح لبدنك، فإذا انقضي الشهر فلا تحتجم إلا أن تكون مضطراً إلي ذلك، وهو لأن الدم ينقص في نقصان الهلال ويزيد في زيادته، وليكن الحجامة بقدر ما يمضي من السنين:

ابن عشرين سنة يحتجم في كل عشرين يوماً.

وابن الثلاثين في كل ثلاثين يوماً مرة واحدة.

وكذلك من بلغ من العمر أربعين سنة يحتجم في كل أربعين يوما،ً وما زاد فتحسب ذلك.

واعلم يا أمير أن الحجامة إنما تأخذ دمها من صغار العروق المبثوثة في اللحم، ومصداق ذلك ما أذكره أنها لا تضعف القوة كما يوجد من الضعف عن الفصد.

وحجامة النقرة تنفع من ثقل الرأس، وحجامة الأخدعين تخفف عن الرأس والوجه والعينين وهي نافعة لوجع الأضراس، وربما ناب الفصد عن جميع ذلك، وقد يحتجم تحت الذقن لعلاج القلاع (القلاع من أمراض الفم والحلق) في الفم، ومن فساد اللثة وغير ذلك من أوجاع الفم.

وكذلك الحجامة بين الكتفين تنفع من الخفقان الذي يكون من الامتلاء والحرارة.

والذي يوضع علي

الساقين قد ينقص من الامتلاء نقصاً بيّنا وينفع من الأوجاع المزمنة في الكُلي والمثانة والأرحام ويدّر الطمث غير أنها تنهك الجسد وقد يعرض منها الغشي الشديد إلا أنها تنفع ذوي البثور والدماميل.

والذي يخفف من ألم الحجامة تخفيف المص عند أول ما يضع المحاجم ثم يدرج المص قليلاً قليلاً والثواني أزيد في المص عن الأوائل وكذلك الثوالث فصاعداً ويتوقف عن الشرط حتي يحمر الوجه جيداً بتكرير المحاجم عليه.

ويلين المشراط علي جلود لينة ويمسح الموضع قبل شرطه بالدهن وكذلك الفصد ويمسح الموضع الذي يُفصد بدهن فانه يقلل الألم، وكذلك يلين المشرط والمبضع بالدهن عند الحجامة.

وعند الفراغ منها يلين الموضع بالدهن وليقطر علي العروق إذا أفصد شيئاً من الدهن لئلا يحتجم فيضر ذلك بالمقصود.

إلي أن قال عليه السلام: ويجب في كل ما ذكر اجتناب النساء قبل ذلك باثنتي عشرة ساعة.

ويحتجم في يوم صاح صاف لا غيم فيه ولا ريح شديدة.

ويخرج من الدم بقدر مما يري من تغيّره.

ولا تدخل يوم ذلك الحمام فانه يورث الداء وصب علي رأسك وجسدك الماء الحارّ ولا تغفل ذلك من ساعتك.

وإياك والحمام إذا احتجمت فان الحمي الدائمة تكون فيه، فإذا اغتسلت من الحجامة فخذ خرقةً مرعزياً (والمرعزي ألين من الصوف) فألقها علي محاجمك، أو ثوباً ليّناً من قز أو غيره، وخذ قدر حمصة من الترياق (ما يستعمل لدفع السم من الأدوية والمعاجين) الأكبر وأمزجه بالشراب المفرح المعتدل وتناوله أو بشراب الفاكهة، وان تعذر ذلك فشراب الأترج، فان لم تجد شيئاً من ذلك فتناوله بعد عركه ناعماً تحت الأسنان، واشرب عليه جرع ماءٍ فاتر، وان كان في زمان شتاء والبرد فاشرب عليه السكنجبين العنصلي العسلي فانك متي فعلت ذلك أمنت من اللقوة (أقول: اللقوة مرض

يعرض للوجه فيميله إلي أحد جانبيه) والبرص والبهق والجذام بإذن الله تعالي.

وامتص من الرمان المزّ فإنه يقوي النفس ويحيي الدم، ولا تأكل طعاماً مالحاً بعد ذلك بثلاث ساعات، فانه يخاف أن يعرض بعد ذلك الجرب، وان كان شتاءً فكل من الطياهيج، إذا احتجمت واشرب عليه من الشراب المذكي الذي ذكرته أولاً.

وادهن موضع الحجامة بدهن الخيري أو شيءٍ من المسك وماء ورد وصبّ منه علي هامتك ساعة فراغك من الحجامة.

وأما في الصيف فإذا احتجمت فكل السكباج (السكباج طعام يصنع من خلّ وزعفران ولحم) والهلام (طعام يتخذ من لحم العجلة بجلدها) والمصوص (طعام يتخذ من لحم نقّع في الخل ويطبخ) أيضاً والحامض.

وصبّ علي هامتك دهن البنفسج بماء الورد وشيءٍ من الكافور واشرب من ذلك الشراب الذي وصفته لك بعد طعامك.

وإياك وكثرة الحركة والغضب ومجامعة النساء ليومك» ().

الحجامة واكل السكر

مسألة: يستحب أكل السكر بعد الحجامة.

عن زرارة عن أبي عبد الله عليه السلام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام أنه احتجم فقال: «يا جارية هلمي ثلاث سكرات» ثم قال: «إن السكر بعد الحجامة يورد الدم الصافي ويقطع الحرارة» ().

الحجامة وأكل الرمان

مسألة: يستحب أكل الرمان الحلو بعد الحجامة.

عن أبي الحسن العسكري عليه السلام: «كل الرمان بعد الحجامة رماناً حلواً فإنه يسكن الدم ويصفي الدم في الجوف» ().

ما يؤكل بعد الحجامة

وعن أبي بصير قال: قال أبو جعفر عليه السلام: «أي شيء يأكلون بعد الحجامة» فقلت: الهندباء والخلّ قال: «ليس به بأس» ().

من يرد الحجامة

ثم إن في الديوان المنسوب إلي أمير المؤمنين عليه السلام هذا الشعر:

وإن من يرد الحجامة فثلاثا

ففي ساعاته هرق الدماء

حرارة الدم والاغتسال بالماء البارد

مسألة: ينبغي الاغتسال بالماء البارد لتسكن حرارة الدم.

في رواية عن أبي إسحاق السبيعي عمن ذكره أن أمير المؤمنين

عليه السلام كان يغتسل من الحجامة والحمام، قال شعيب فذكرته لأبي عبد الله الصادق عليه السلام فقال: «إن النبي صلي الله عليه و اله كان إذا احتجم هاج به وتبيغ فاغتسل بالماء البارد ليسكن عنه حرارة الدم، وان أمير المؤمنين عليه السلام كان إذا دخل الحمام هاجت به الحرارة صبّ عليه الماء البارد فتسكن عنه الحرارة» ().

أقول: وذلك علي ما ذكره الأطباء بأن علاج الأشياء قد يكون بالمثل وقد يكون بالضد علي تفصيل مذكور في محله.

إعطاء الأجر

مسألة: يجوز إعطاء الحجام الأجر.

عن يونس بن يعقوب قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: «احتجم رسول الله صلي الله عليه و اله يوم الاثنين وأعطي الحجام براً» ().

أي أجراً حنطة، فيجوز للإنسان إعطاء الحجّام الأجرة.

كسب الحجام

مسألة: الظاهر عدم كراهة كسب الحجام أو الحجامة، لبعض الروايات الآتية وإطلاق الأدلة..

أما ما في الجعفريات عن أمير المؤمنين علي عليه السلام أنه قال: «من السحت … كسب الحجّام» ()، وكذلك ما عن الصادق والكاظم عليهم السلام أنهما قالا: «إن السحت أنواع كثيرة منها كسب الحجام..» ()، فالظاهر أن السحت إذا استلزم المحرمات وخلط الحلال بالحرام، فكثيراً ما يذهب للحجام ومن أشبه ذلك النساء والغلمان، وقد تكون بعض الأعمال المشينة كما كان في ذلك الزمان.

ويدل علي عدم الكراهة ما ورد عن أبي جعفر الباقر عليه السلام وأبي عبد الله جعفر الصادق عليه السلام أنهما قالا: «ما اشتكي رسول الله صلي الله عليه و اله وجعاً قط إلا كان مفزعه إلي الحجامة» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام عن آبائه (صلوات الله عليهم) أن رسول الله صلي الله عليه و اله: «احتجم وأعطي الحجّام أجره، وكان مملوكاً فسأل مولاه فخفف عنه» ().

وعن أبي جعفر عليه السلام أنه سئل عن كسب الحجام فقال: «ودّدت أن يكون لآل محمد منهم كذا وكذا وسمي منهم عدداً كثيراً» ().

أقول: الظاهر أن لفظ «منهم» أي من الحجامين لا من الكسب، وأعداد كثيرة أي يكون عندهم أعداد كثيرة ممن يحجمون.

وعن أبي عبد الله عليه السلام أنه أتي برطب وعنده قوم من أصحابه فيهم فرقد الحجام فدعاهم فدنوا وتأخر فرقد، فقال أبو عبد الله عليه السلام: «ما يمنعك أن تتقدم يا بني»، قال: جعلت فداك إني

رجل حجام، فدعا بجارية فأتت بماء وأمره فغسل يديه ثم أدناه فأجلسه إلي جنبه وقال: «كل» فأكل، فلما فرغ قال: جعلت فداك إن الناس ربما عيّروني بعملي وقالوا: كسبك حرام، فقال أبو عبد الله عليه السلام: «ليس كما يقولون كل من كسبك وتصدق وحجّ وتزوج» ().

وقد روي السيد المرتضي رحمة الله عليه في (تنزيه الأنبياء) عن رسول الله صلي الله عليه و اله: «أنه نهي عن كسب الحجام فلما روجع فيه أمر المراجع أن يطعمه رقيقه ويعلفه ناضحه» ().

أقول: لعل النهي عن كسب الحجام فيما إذا كان غير مبال بالنجاسة والطهارة أو احتمل أن يكون لهم قضايا مع النساء والرجال لدخولهم أحياناً وحدهم إليهم واليهنّ في غرفة بلا محاسب ومراجع فيستغل البعض هذه الحالة للحرام كما أشرنا إليه سابقاً.

وقال أبو طيبة: حجمت رسول الله صلي الله عليه و اله وأعطاني ديناراً وشربت دمه، فقال رسول الله صلي الله عليه و اله: «أشربته»، قلت: نعم، قال: «وما حملك علي ذلك»، قلت: أتبرك به، قال: «أخذت أماناً من الأوجاع والأسقام والفقر والفاقة والله ما تمسك النار أبداً» ().

طهارة دم المعصوم عليه السلام

مسألة: ولا يخفي أن الرواية المتقدمة تدل علي طهارة دم رسول الله صلي الله عليه و اله كما قال به بعض الفقهاء، وكذلك حال دم سائر الأئمة الطاهرين وفاطمة الزهراء (صلوات الله عليهم أجمعين)، قال سبحانه: ?إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً?()، فانه يشمل الظاهر والباطن.

والمؤيدات لهذا القول كثيرة كقوله عليه السلام: «أشهد أنك طهر طاهر مطهر، من طهر طاهر مطهر، طهرت وطهرت بك البلاد وطهرت أرض أنت فيها (بها) وطهر حرمك» ().

وهذه مسألة فقهية ليست محل الابتلاء في زماننا، وإذا ظهر الإمام الحجة? فيظهر

واقع الأمر.

وفي رواية سئل أمير المؤمنين علي عليه السلام هل أن رسول الله صلي الله عليه و اله تنجس بالموت؟ قال: لا، فقيل له: لماذا غسلتموه قال عليه السلام: لجريان السنة.

ويقابله قول من قال بعدم الطهارة.

ما رواه صاحب الوسائل في كسب الحجام

ثم إن صاحب الوسائل رحمة الله عليه عنون الباب بكراهة كسب الحجام مع الشرط، واستحباب صرفه في علف الدواب، وكراهة المشارطة للحجام لا للمحجوم، وأورد هذه الروايات التي ننقلها وان كان في بعض اجتهاداته تأمل.

فعن أبي بصير يعني المرادي عن أبي جعفر عليه السلام قال: سألته عن كسب الحجام فقال: «لا بأس به إذا لم يشارط» ().

وعن الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام أن رجلاً سئل رسول الله صلي الله عليه و اله عن كسب الحجام فقال له: «لك ناضح» ()، فقال: نعم، فقال: «اعلفه إياه ولا تأكله» ()، أي اجعل الأجر في شراء العلف للحيوان.

وعن رفاعة قال: سألته عن كسب الحجام؟ فقال: «إن رجلاً من الأنصار كان له غلام حجام فسأل رسول الله صلي الله عليه و اله» فقال له: «هل لك ناضح» قال: نعم، قال: «فاعلفه ناضحك» ().

وعن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن كسب الحجام، فقال: «لا بأس به» ().

وعن حنان بن سدير قال: دخلنا علي أبي عبد الله عليه السلام ومعنا فرقد الحجام، فقال له: جعلت فداك إني أعمل عملاً وقد سألت عنه غير واحد لا اثنين فزعموا أنه عمل مكروه، وأنا أحب أن أسألك فان كان مكروهاً انتهيت عنه وعملت غيره من الأعمال، فإني منتهٍ في ذلك إلي قولك، قال: «وما هو» قال: حجام، قال: «كل من كسبك يا ابن أخي وتصدق

وحجّ منه وتزوج فان نبي الله صلي الله عليه و اله قد احتجم وأعطي الأجر ولو كان حراماً ما أعطاه» الحديث().

وفي رواية معاوية بن عمار قال: سألت أبا عبد الله عن كسب الحجام، قال: «لا بأس به» الحديث().

وعن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: «احتجم رسول الله حجمه موليً لبني بياضة وأعطاه ولو كان حراماً ما أعطاه، فلما فرغ قال له رسول الله صلي الله عليه و اله: أين الدم فقال: شربته يا رسول الله، قال: ما كان ينبغي لك أن تفعل وقد جعله الله لك حجاباً من النار فلا تعد» ().

وعن طلحة بن زيد عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «إني أعطيت خالتي غلاماً ونهيتها أن تجعله جزّاراً أو حجَّاماً أو صائغاً» ().

وعن زرارة قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن كسب الحجام فقال: «مكروه له أن يشارط، ولا بأس عليك أن تشارطه وتماكسه وإنما يكره له ولا بأس عليك» ().

وعن جعفر عليه السلام عن أبيه: «إن رسول الله صلي الله عليه و اله احتجم وسط رأسه حجمه أبو ضبية بمحجمة من صفر وأعطاه رسول الله صلي الله عليه و اله صاعاً من تمر وقال: كان رسول الله صلي الله عليه و اله يستعط بدهن الجلجلان إذا وجع رأسه» ().

وقد روي علي بن جعفر في كتابه عن أخيه قال: سألته عن كسب الحجام فقال: «إن رجلاً أتي رسول الله صلي الله عليه و اله يسأل عنه فقال له: هل لك ناصح قال: نعم قال: أعلفه إياه» ().

إباحة أجرة الفصد

مسألة: جواز الكسب علي ما ذكرناه لا يختص بالحجامة، بل الأدلة تشمل ولو بالملاك كل كيفية أخذ

الدم ولو بالعلقة أو بالفصد أو بغير ذلك، وقد جعل صاحب الوسائل باباً خاصاً لإباحة أجرة الفصد.

وعن بعض فَصَّادي العسكر من النصاري أن أبا محمد عليه السلام بعث إليه يوماً في وقت صلاة الظهر وقال لي: «أفصد هذا العرق» قال: وناولني عرقاً لم أفهمه من العروق التي تفصد، فقلت في نفسي: ما رأيت أمراً أعجب من هذا يأمرني أن أفصد في وقت الظهر وليس بوقت فصد، والثانية عرق لا أفهمه، ثم قال لي: «انتظر وكن في الدار» فلما أمسي دعاني وقال لي: «سرّح الدم» فسرحت ثم قال لي: «أمسك» فأمسكت، ثم قال لي: «كن في الدار» فلما كان نصف الليل أرسل إليَّ وقال لي: «سرّح الدم» قال: فتعجَّبت أكثر من عجبي الأول وكرهت أن أسأله قال: فسرّحت فخرج دم أبيض كأنه الملح، قال ثم قال لي: «احبس»، قال: فحبست، قال: ثم قال لي: «كن في الدار» فلما أصبحت أمر قهرمانه أن يعطيني ثلاثة دنانير فأخذتها وخرجت الحديث، وفيه أنه سأل علماء الطب عن ذلك فأخبره بعضهم أن المسيح عليه السلام كان فعل ذلك مرّة().

وفي رواية الكافي: (وخرجت حتي أتيت أبن بختيشوع النصراني فقصصت عليه القصة قال: فقال لي: والله ما أفهم ما تقول ولا أعرفه في شيء من الطب ولا قرأته في كتاب، ولا أعلم في دهرنا أعلم بكتب النصرانية من فلان الفارسي فأخرج إليه، قال: فاكتريت زورقاً إلي البصرة وأتيت الأهواز، ثم صرت إلي فارس إلي صاحبي فأخبرته الخبر، قال: وقال لي: أنظرني أياماً، فأنظرته ثم أتيته متقاضياً، قال: فقال لي: إن هذا الذي تحكيه عن هذا الرجل فعله المسيح في دهره مرة)().

وفي كتاب الخرائج والجرائح: ومنها ما حدث به نصراني متطبب بالري يقال

له مرعبدا، وقد أتي عليه مائة سنة ونيف وقال: كنت تلميذ بختيشوع طبيب المتوكل وكان يصطفيني فبعث إليه الحسن بن علي بن محمد بن الرضا عليه السلام أن يبعث إليه بأخص أصحابه عنده ليفصده فاختارني، وقال: قد طلب مني ابن الرضا من يفصده فصر إليه وهو أعلم في يومنا هذا بمن تحت السماء فاحذر أن تعترض عليه فيما يأمرك به.

فمضيت إليه فأمر بي إلي حجرة وقال: «كن ها هنا إلي أن أطلبك».

قال: وكان الوقت الذي دخلت إليه فيه عندي جيداً محموداً للفصد فدعاني في وقت غير محمود له وأحضر طشتاً عظيماً، ففصدت الأكحل فلم يزل الدم يخرج حتي امتلأ الطشت. ثم قال لي: «اقطع» فقطعت وغسل يده وشدها وردني إلي الحجرة وقدم من الطعام الحار والبارد شيء كثير وبقيت إلي العصر، ثم دعاني فقال: «سرح» ودعا بذلك الطشت فسرحت وخرج الدم إلي أن امتلأ الطشت فقال: «اقطع» فقطعت وشد يده وردني إلي الحجرة فبت فيها.

فلما أصبحت وظهرت الشمس دعاني وأحضر ذلك الطشت وقال: «سرح» فسرحت فخرج من يده مثل اللبن الحليب إلي أن امتلأ الطشت ثم قال: «اقطع» فقطعت وشد يده وقدم إلي تخت ثياب وخمسين ديناراً وقال: «خذها وأعذر وانصرف» فأخذت وقلت يأمرني السيد بخدمة قال: «نعم تحسن صحبة من يصحبك من دير العاقور» ().

وفي ذيله حكاية أخبار راهب دير العاقور.

والظاهر أنه إعجاز أراد الإمام عليه السلام أن يبلغ المسيحيين ذلك، وقد كانوا وجدوا عيسي بن مريم عليه السلام يفعل مثله، كما في الرواية، ثم إن الإمام عليه السلام إذا أمر شيئاً صار، فكان عليه السلام يوجد مثل هذا الفصد، وفي الحديث القدسي، قال الله تعالي: «يا ابن آدم أنا حي لا أموت، أطعني فيما

أمرتك أجعلك حياً لا تموت، يا ابن آدم أنا أقول للشيء كن فيكون، أطعني فيما أمرتك أجعلك تقول للشيء كن فيكون» ().

وقد ذكرنا في باب الإعجاز أن الأئمة والأنبياء عليهم السلام كنوح وموسي وإبراهيم ومن أشبههم (صلوات الله عليهم) يفعلون الشيء بمجرد إرادتهم، كما قال سبحانه: ?إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون?()، وكما ورد في أحوال أهل الجنة ما يشبه كن فيكون.

فصل: الحمام وآدابه

استحباب الحمام

استحباب الحمام

مسألة: يستحب دخول الحمام، فإنه موجب للتنظيف وصحة البدن، قال أمير المؤمنين عليه السلام: «نعم البيت الحمام» ().

كما يستحب أن يتذكر الإنسان فيه النار وحرارتها، فقد ورد: «يذكر فيه النار ويذهب بالدرن» ().

ومن المستحب أيضاً بناء الحمامات.

ويلزم عزل قسم الرجال عن قسم النساء كاملاً، لا مجرد أن لا يختلف الرجال والنساء فيه سوية، بتخصيص الوقت لكل مثلاً، فالصباح للنساء والمساء للرجال، فإنه غير كاف، وذلك لأن مني الرجل إذا سقط في خزان الماء أو علي سطح الحمام أو ما أشبه، ربما جذبه رحم المرأة وصارت حاملاً بسبب ذلك.

قال أبو عبد الله عليه السلام: قال أمير المؤمنين عليه السلام: «نعم البيت الحمام، يذكر النار ويذهب بالدرن، وقال عمر: بئس البيت الحمام يبدي العورة ويهتك الستر، قال: ونسب الناس قول أمير المؤمنين عليه السلام إلي عمر، وقول عمر إلي أمير المؤمنين» ().

أقول: إبداء العورة وهتك الستر كان فيمن يدخل الحمام بلا إزار، وأما من يراعي ذلك كما هو المتعارف عند المسلمين، فلا كلام فيه.

وعن عبيد الله الدابقي قال: (دخلت حماماً بالمدينة فإذا شيخ كبير وهو قيّم الحمام فقلت: يا شيخ لمن هذا الحمام قال: لأبي جعفر محمد بن علي بن الحسين عليه السلام فقلت: كان يدخله، فقال: نعم) الحديث().

وفي رواية

أخري عن الصدوق رحمة الله عليه قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «الداء ثلاثة والدواء ثلاثة، فأما الداء: فالدم والمرّة والبلغم، فدواء الدم الحجامة، ودواء البلغم الحمام، ودواء المرّة المشي» ().

أقول: وقد قال الأطباء القدماء: البلغم والدم والمرّة الصفراء والمرة السوداء تجري جميعاً في العرق بترتيب خاص، فاسفل العرق المرة السوداء، ثم الدم، ثم المرة الصفراء، ثم البلغم، وذلك كقدر يطبخ فيه الطعام حيث إنه لم يكن الطعام فيه بدرجة واحدة، فأسفل القدر ما يكون أقوي وأغلظ وأشد من غيره، وفوقه الأخف وهكذا.

أحكام الحمام

مسألة: لا يجوز أن ينظر المسلم إلي عورة أخيه المسلم رجلاً كان الناظر أو امرأة، والمنظور إليه كذلك، باستثناء الزوجين، والسيد والأمة علي تفصيل مذكور في كتب الفقه.

عن النبي صلي الله عليه و اله قال: «يا علي إياك ودخول الحمام بغير مئزر، ملعون الناظر والمنظور إليه» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «لا ينظر الرجل إلي عورة أخيه» ().

وعن حمزة بن أحمد عن أبي الحسن الأول عليه السلام قال: سألت أو سأله غيري عن الحمام؟ فقال: «أدخله بمئزر وغضّ بصرك» ().

وعن ابن أبي يعفور قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام فقلت: أيتجرّد الرجل عند صبّ الماء ويري عورته الناس أو يصب عليه الماء أو يري هو عروة الناس، فقال: «كان أبي يكره ذلك من كل أحد» ().

أقول: معني الكراهة هنا الحرمة كما ذكره الفقهاء.

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «من دخل الحمام فغض طرفه عن النظر إلي عورة أخيه آمنه الله من الحميم يوم القيامة» ().

وعن حنان بن سدير عن أبيه قال: دخلت أنا وأبي وجدي وعمي حماماً في المدينة فإذا رجل في بيت المسلخ فقال لنا:

«من القوم» إلي أن قال قال: «وما يمنعكم من الإزار، فان رسول الله صلي الله عليه و اله قال: عورة المؤمن علي المؤمن حرام»، قال: فبعث أبي إلي عمي كرباسة فشقها بأربعة ثم أخذ كل واحد منا واحداً ثم دخلنا فيها إلي أن قال: فسألنا عن الرجل في المسلخ فإذا هو علي بن الحسين ومعه ابنه محمد بن علي عليه السلام» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل الحمام إلا بمئزر» ().

وعن محمد بن عمر عن بعض من حدثه أن أبا جعفر عليه السلام كان يقول: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا دخل الحمام إلاّ بمئزر» ().

وعن أبي الحسن عليه السلام في حديث قال: «لا تدخل الحمام إلا بمئزر وغضّ بصرك» ().

أي لا تنظر إلي عورات الناس لأن بعض الناس يعتادون دخول الحمام بغير مئزر.

وفي وصية النبي صلي الله عليه و اله لعلي عليه السلام قال: «إن الله كره لأمتي … وعدّ خصالاً

إلي أن قال: وكره دخول الحمام إلا بمئزر» ().

وعن الصادق عليه السلام قال: «من دخل الحمام بمئزر ستره الله بستره» ().

إلي غير ذلك من الروايات.

حرمة النظر مباشرة وغير مباشر

مسألة: لا فرق في الحرمة أن ينظر الإنسان إلي العورة مباشرةً أو في مرآة أو في ماء صاف أو ما أشبه ذلك، ويدل علي ذلك ما ورد من أنه أجيز النظر في المرآة عند الضرورة، ومنه يعرف حرمة غيرها، كما ذكروا ذلك في بحث الخنثي المشكل حيث يجوز النظر إليها لتمييز ذكورتها أو أنوثتها.

التعري مع الأمن من الناظر

مسألة: يجوز مع عدم وجود الناظر المحترم أن يتعري الإنسان علي

كراهية في ذلك رجلاً كان أو امرأة، والاغتسال بغير مئزر، لكنه مكروه.

فعن عبيد الله بن علي الحلبي قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الرجل يغتسل بغير أزار حيث لا يراه أحد قال: «لا بأس» ().

وفي رواية أخري عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام يغتسل الرجل بارزاً فقال: «إذا لم يره أحد فلا بأس» ().

والكراهة مستفادة من قول أمير المؤمنين عليه السلام: «نهي أن يدخل الرجل الماء إلا بمئزر» () ونحوه.

الفخذ والأليتان

مسألة: فخذ الرجل والأليتان ليست من العورة، قال الراوي: رأيت أبا عبد الله أو من رآه متجرّداً وعلي عورته ثوب فقال: «إن الفخذ ليست من العورة» ().

وعن أبي الحسن الماضي عليه السلام قال: «العورة عورتان: القبل والدبر، فأما الدبر مستور بالاليتين، فإذا سترت القضيب والبيضتين فقد سترت العورة» ().

وفي رواية رواها الصدوق رحمة الله عليه قال: قال الصادق عليه السلام: «الفخذ ليس من العورة» ().

وقال الكليني رحمة الله عليه وفي رواية أخري: «وأما الدبر فقد سترته الاليتان وأما القبل فاستره بيدك» ().

استحباب ستر الركبة والسرة

مسالة: يستحب ستر الركبة والسرّة وما بينهما.

فعن بشير النبال قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن الحمام؟ فقال: «تريد الحمام» قلت: نعم، فأمر بإسخان الماء ثم دخل فاتزر بإزار فغطي ركبتيه وسرّته

إلي أن قال ثم قال: «هكذا فافعل» ().

الستر مطلقا

مسألة: يستحب الستر مطلقاً ولو كان الإنسان وحده بأن لم يكن هناك ناظر.

عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: «إذا تعري أحدكم نظر إليه الشيطان فطمع فيه فاتزروا» (). والرواية تشمل الذكر والأنثي.

بين الزوجين

مسألة: لا بأس بين الزوجين أن ينظر أحدهما إلي جميع جسم الآخر بما فيه العورة.

عن عبد الملك بن عتبة الهاشمي قال: سألت أبا الحسن عليه السلام عن المرأة هل يحل لزوجها التعري والغسل بين يدي خادمها، قال: «لا بأس ما أحلّت له من ذلك ما لم يتعدّه» ().

عورة البهائم

مسألة: لا بأس بالنظر إلي عورة البهائم، ذكراً كانت أم أنثي.

لا تدخل الماء عارياً

مسألة: يكره دخول الماء إلا بمئزر.

عن علي بن الرّيان بن الصلت عن الحسن بن راشد عن بعض أصحابه عن مسمع عن أبي عبد الله عليه السلام عن أمير المؤمنين عليه السلام: «انه نهي أن يدخل الرجل الماء إلا بمئزر» ().

وعن الصدوق قال: نهي صلي الله عليه و اله عن الغسل تحت السماء إلا بمئزر ونهي عن دخول الأنهار إلاّ بمئزر فقال: «إن للماء أهلاً وسكاناً» ().

وعن جعفر بن محمد عن آبائه عليهم السلام في وصية النبي لعلي عليه السلام قال: «وكره الغسل تحت السماء إلا بمئزر، وكره دخول الأنهار إلا بمئزر فان فيها سكاناً من الملائكة» ().

وعن الصادق عليه السلام عن آبائه عليهم السلام عن رسول الله صلي الله عليه و اله قال: «إنّ الله كره لكم أيتها الأمة أربعاً وعشرين خصلة ونهاكم عنها إلي أن قال: وكره الغسل تحت السماء بغير مئزر، وكره المجامعة تحت السماء، وكره دخول الأنهار بلا مئزر، وقال: في الأنهار عمّار وسكان من الملائكة، وكره دخول الحمامات إلا بمئزر» ().

الساتر للعورة

مسألة: لا يخفي أنه لا فرق في وجوب الستر الذي ذكر بين أن يكون الساتر ظلاماً أو لباساً أو عشباً أو نورة أو ما أشبه، بحيث يستر العورة، كما انه يجوز كشف العورة أمام الأعمي، فإنه لا ينظر.

فقد دخل عبيد الله المرافقي حماماً بالمدينة فأخبره صاحب الحمام أن أبا جعفر عليه السلام كان يدخله فيبدأ فيطلي عانته وما يليها ثم يلفُّ إزاره علي أطراف إحليله ويدعوني فأطلي سائر بدنه فقلت له يوماً من الأيام إن الذي تكره أن أراه قد رأيته قال: «كلا ان النورة سترته» ().

عورة الأقارب وغيرهم

مسألة:

لا فرق في حرمة النظر بين عورة الأقرباء أو غير الأقرباء في الحمام وغيره، فقد قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «لا يدخل الرجل مع ابنه الحمام فينظر إلي عورته، وقال: ليس للوالدين أن ينظرا إلي عورة الولد وليس للولد أن ينظر إلي عورة الوالد، وقال: لعن رسول الله صلي الله عليه و اله الناظر والمنظور إليه في الحمام بلا مئزر» ().

من غير فرق بين أن يكونا ذكرين كالوالد وولده، أو انثيين كالأم وبنتها، أو بالاختلاف كالأم وابنها، أو الوالد وبنته.

وفي رواية قال أبو عبد الله عليه السلام: «لا يدخل الرجل مع ابنه الحمام فينظر إلي عورته» ().

وقد سبق في بعض الروايات أن علي بن الحسين عليه السلام دخل الحمام ومعه ابنه محمد بن علي عليه السلام وعليهما الإزار.

قراءة القرآن في الحمام

مسألة: يجوز قراءة القرآن في الحمام إذا كان عليه الإزار من دون كراهة، وتكره القراءة للعاري.

فقد روي محمد بن مسلم قال: سألت أبا جعفر عليه السلام كان أمير المؤمنين عليه السلام ينهي عن قراءة القرآن في الحمام، فقال: «لا، إنما نهي أن يقرأ الرجل وهو عريان فأما إذا كان عليه أزار فلا بأس» ().

وفي رواية أخري عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «لا بأس للرجل أن يقرأ القرآن في الحمام إذا كان يريد به وجه الله ولا يريد ينظر كيف صوته» ().

وعن أبي بصير قال: سألته عن القراءة في الحمام فقال: «إذا كان عليك إزار فاقرأ القرآن إن شئت كله» ().

النكاح في الحمام

مسألة: لا بأس بالنكاح في الحمام، سواء كان في الماء أو خارجه، فعن علي ابن يقطين قال: قلت لأبي الحسن عليه السلام اقرأ القرآن في الحمام وأنكح فيه، قال:

«لا

بأس» ().

وعن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: سألته عن الرجل يقرأ في الحمام وينكح فيه، قال: «لا بأس به» ().

وفي خبر معاوية العجلي قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: الرجل يأتي جاريته في الماء، قال: «ليس به بأس» ().

إلي غير ذلك من الروايات.

أدعية الحمام

مسألة: يستحب الدعاء عند دخول الحمام، وفي بيوته المختلفة، فقد روي عن الصادق عليه السلام قال: (إذا دخلت الحمام فقل في الوقت الذي تنزع ثيابك فيه: «اللهم أنزع عني ربقة النفاق وثبتني علي الإيمان»، وإذا دخلت البيت الأول فقل: «اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي وأستعيذ بك من أذاه»، وإذا دخلت البيت الثاني فقل: «اللهم اذهب عني الرجس النجس وطهّر جسدي وقلبي» … والبث في البيت الثاني ساعة وإذا دخلت البيت الثالث فقل: «نعوذ بالله من النار ونسأله الجنة» ترددها إلي وقت خروجك من البيت الحارّ إلي أن قال عليه السلام: فإذا لبست ثيابك فقل: «اللهم ألبسني التقوي وجنبني» فإذا فعلت ذلك أمنت من كل داء)().

ولا يخفي أن الحمامات إلي يومنا هذا في البلاد الإسلامية مشتملة علي دور ثلاثة، الأولي لنزع الثياب، والثانية للتخلي ووضع النورة وما أشبه، والثالثة فيها خزان الماء.

مستحبات ومكروهات الحمام

مسألة: هناك آداب للحمام فعلاً وتركاً، ينبغي مراعاتها، فعن أبي الحسن عليه السلام قال: «الحمام يوم ويوم لا، يكثر اللحم، وإدمانه كل يوم يذيب شحم الكليتين» ().

وعن سليمان بن جعفر الجعفري قال: مرضت حتي ذهب لحمي، فدخلت علي الرضا عليه السلام فقال: «أيسرك أن يعود إليك لحمك» فقلت: بلي، قال: «الزم الحمام غباً فانه يعود إليك لحمك، وإياك أن تدمنه فان إدمانه يورث السل» ().

وفي رواية أخري عن سليمان الجعفري قال: «من أراد أن يحمل لحماً فليدخل الحمام يوماً ويغبّ يوماً، ومن أراد أن يضمر وكان كثير اللحم فليدخل الحمام كل يوم» ().

وفي رواية عن الصادق عليه السلام قال: «ثلاثة يسمن وثلاثة يهزلن، فأما التي يسمن فإدمان الحمام وشم الرائحة الطيّبة ولبس الثياب الليّنة، وأما التي يهزلن فإدمان أكل البيض والسمك والطلع»

().

وقد قال الصدوق رحمة الله عليه: يعني بإدمان الحمام: أن يدخله يوم ويوم لا، فانه إن دخله كل يوم نقص من لحمه().

الماء الحار

مسألة: يستحب لمن يدخل الحمام أن يأخذ من الماء الحار ويضعه علي هامته، وأن يصب منه علي رجليه، وأن يبلع منه جرعة، وأن يصب من الماء البارد علي قدميه إذا خرج من الحمام.

ففي الحديث: «وخذ من الماء الحار وضعه علي هامتك، وصب منه علي رجليك، وإن أمكن أن تبلع منه جرعة فأفعل فانه ينقي المثانة إلي أن قال عليه السلام: وإياك وشرب الماء البارد والفقاع في الحمام فانه يفسد المعدة، ولا تصبّن عليك الماء البارد فانه يضعف البدن، وصبّ الماء البارد علي قدميك إذا خرجت فانه يسل الداء من جسدك» () الحديث.

أقول: إن استحباب الشرب من ماء الخزان فيما إذا كان الماء نظيفاً وصالحاً للشرب، وإلا فالماء غير الصالح للشرب مكروه شربه وربما أورث المرض.

الاضطجاع في الحمام

مسألة: يكره بعض الأمور في الحمام كالاضطجاع فيه والاستلقاء علي القفا والتمشط والسواك وما أشبه علي ما ورد في الروايات، وكلها تؤثر علي صحة الإنسان.

عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «لا تضطجع في الحمام فإنه يذيب شحم الكليتين» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام في حديث قال: «وإياك والاضطجاع في الحمام فانه يذيب شحم الكليتين، وإياك والاستلقاء علي القفاء في الحمام فانه يورث داء الدبيلة()، وإياك والتمشط في الحمام فانه يورث وباء الشعر، وإياك والسواك في الحمام فانه يورث وباء الأسنان، وإياك أن تغسل رأسك بالطين فإنه يسمج الوجه، وإياك أن تدلك رأسك ووجهك بميزر فانه يذهب بماء الوجه، وإياك أن تدلك تحت قدمك بالخزف فانه يورث البرص، وإياك أن تغتسل بغسالة الحمام» ().

والمراد بغسالة الحمام:

الماء المتساقط نتيجة الغسل وغيره في الوسط والذي يتجمع في حوض وما أشبه.

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «لا تتك في الحمام فانه يذيب شحم الكليتين، ولا تسرح في الحمام فانه يرقق الشعر، ولا تغسل رأسك بالطين فانه يذهب بالغيرة، ولا تتدلك بالخزف فانه يورث البرص، ولا تمسح وجهك بالإزار فانه يذهب بماء الوجه» ().

التدليك بالخزف

مسألة: يكره التدليك بالخزف.

عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «كان أمير المؤمنين عليه السلام يقول: ألا لا يستلقينَّ أحدكم في الحمام فانه يذيب شحم الكليتين، ولا يدلكنّ رجليه بالخزف فانه يورث الجذام» ().

وفي حديث آخر عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: «من أخذ من الحمام خزفة فحك بها جسده فأصابه البرص فلا يلومنَّ إلا نفسه» ().

وعن أبي الحسن موسي بن جعفر عليه السلام في حديث آخر: «والتدلك بالخزف يبلي الجسد» ().

وعن ربيع بن محمد قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام وذكر الحمام فقال: «إياكم والخزف فإنها تنكي الجسد، عليكم بالخرق» ().

أقول: عليكم بالخرق معناه أن يدلك الإنسان رجله بقطعة قماش، ثم إن الدلك بغير الخزف غير مكروه.

كراهة السلام علي من لا إزار عليه

مسألة: يكره السلام علي من لا إزار عليه، والظاهر إنه خاص بغير المحارم لأن الزوجين لا كراهة بينهما.

عن عبد الرحمن بن مسلم قال: (كنت في الحمام في البيت الأوسط فدخل أبو الحسن موسي بن جعفر عليه السلام وعليه أزار فوق النورة فقال: «السلام عليكم» فرددت عليه ودخلت البيت الذي فيه الحوض فاغتسلت وخرجت)().

وهناك روايات نهت عن السلام في الحمام لكن الفقهاء استنبطوا الكراهة منها وحملوها علي من يكون بغير إزار، فعن الصادق عليه السلام قال: «ثلاثة

لا يسلمون: الماشي مع الجنازة، والماشي إلي الجمعة، وفي

بيت الحمام» ().

لا تدخل الحمام علي الريق

مسألة: يكره دخول الحمام علي الريق ومع الجوع وعلي البطنة.

عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «لا تدخل الحمام إلا وفي جوفك شيء يطفأ به عنك وهج المعدة، وهو أقوي للبدن، ولا تدخله وأنت ممتلئ من الطعام» ().

أقول: قد ثبت طبياً أن كليهما مضر بالصحة.

وعن أبي عبد الله عليه السلام إنه كان إذا أراد دخول الحمام تناول شيئاً فأكله، قال: قلت له: إن الناس عندنا يقولون أنه علي الريق أجود ما يكون، قال: «لا، بل يؤكل شيءٌ قبله يطفئ المرار ويسكن حرارة الجوف» ().

وعن الصدوق رحمة الله عليه قال: وقال أبو الحسن موسي بن جعفر عليه السلام: «لا تدخلوا الحمام علي الريق ولا تدخلوه حتي تطعموا شيئاً» ().

وقال الصادق عليه السلام: «ثلاثة يهدمن البدن وربما قتلن: أكل القديد الغاب، ودخول الحمام علي البطنة، ونكاح العجائز» ().

وزاد فيه أبو إسحاق النهاوندي «وغشيان النساء علي الامتلاء» ().

لا تدخل مع أبيك الحمام

مسألة: قد يقال بكراهة دخول الولد مع والده الحمام، فإنه ربما كان خلاف الأدب.

عن النبي صلي الله عليه و اله في وصيته لعلي عليه السلام قال: «وحق الوالد علي ولده أن لا يسميه باسمه ولا يمشي بين يديه ولا يجلس أمامه ولا يدخل معه في الحمام» ().

إخلاء الحمام

مسألة: يكره تخلية الحمام لشخص معين أو ما أشبه، فإن المؤمن خفيف المؤونة.

فقد ورد عن أبي بصير قال: دخل أبو عبد الله عليه السلام الحمام فقال له صاحب الحمام: أخليه لك، فقال: «لا حاجة لي في ذلك، المؤمن أخف من ذلك» ().

وفي رواية محمد بن علي بن الحسين قال: دخل الصادق عليه السلام الحمام، فقال له صاحب الحمام: نخلّية لك، فقال: «لا، إن المؤمن خفيف المؤونة» ().

أما

ما ورد عن الإمام الرضا عليه السلام من تخليته الحمام لأبي جعفر الثاني عليه السلام فلعله كان يخشي عليه من الاغتيال أو ما أشبه.

بالإضافة إلي انه دليل علي عدم حرمته كما لا يخفي.

ففي رواية عبد الله بن رزين نأخذ منها موضع الشاهد:

فقال الطلحي: إن أردت دخول الحمام فقم فادخل فانه لا يتهيأ لك بعد ذلك ساعة، قلت: ولم؟ قال: لأن ابن الرضا عليه السلام يريد دخول الحمام، قال: قلت: ومن ابن الرضا، قال: رجل من آل محمد له صلاح وورع، قلت له: ولايجوز أن يدخل معه الحمام غيره، قال: نخلي له الحمام إذا جاء().

إلي غير ذلك من بعض الروايات.

غسل الرأس

مسألة: من المستحب غسل الرأس، علي تفصيل ذكرناه في (فقه النظافة).

أما ما ورد في بعض الروايات من النهي عن غسل الرأس بطين مصر

فلا يبعد كونه خارجياً لا قضية حقيقية، أو من جهة أن غسل الرأس بالطين يكره لما ورد عن الصادق عليه السلام قال: «ولا تغسل رأسك بالطين فانه يسمِّج الوجه» ().

وربما كان ذكر مصر من باب أنه المتعارف في ذلك الزمان.

فعن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «لا تغسلوا رؤوسكم بطين مصر فانه يذهب بالغيرة ويورث الدياثة» ().

وربما قيل بالكراهة مطلقاً إذا كان مصرياً لكن الأمر يحتاج إلي دقة أكثر.

غسل الرأس بالخطمي

مسألة: يستحب غسل الرأس بالخطمي، سواء كان في الحمام أو غيره كمن هو علي بحر أو نهر أو في البيت، صيفاً أو شتاءً، أو ما أشبه ذلك.

عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «تقليم الأظفار والأخذ من الشارب وغسل الرأس بالخطمي ينفي الفقر ويزيد في الرزق» ().

وقد ذكرنا في بعض مجلدات الآداب والسنن أن نفي الفقر وزيادة الرزق يمكن أن يكون غيبياً، أو للترابط بين عالمي التشريع والتكوين، أو لكونه أمراً خارجاً عن إرادتنا فلم تصل أيدينا إليه بعد، أو لغير ذلك.

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «قال أمير المؤمنين عليه السلام: غسل الرأس بالخطمي يذهب بالدرن وينفي الأقذاء» ().

وهذا أمر طبيعي كما لا يخفي.

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «غسل الرأس بالخطمي نشرة» ().

وعنه عليه السلام قال: «غسل الرأس بالخطمي أمان من الصداع وبراءة من الفقر وطهور للرأس من الحزاز» ().

أي الحزاز الذي في الرأس، وفي اللغة: «الحَزَاز: هِبرِيَةٌ في الرأس كأنه نُخالة، واحدته حَزَازَةٌ» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «غسل

الرأس بالخطمي ينفي الفقر ويزيد في الرزق، وقال هو نشرة» ().

وفي رواية إسماعيل بن منصور قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: «غسل الرأس بالخطمي يجلب الرزق جلباً» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «النشرة في عشرة أشياء، وعدّ منها غسل الرأس بالخطمي» ().

إلي غير ذلك، فما كان سببه ظاهراً فهو كما ذكروا، وما كان خفياً

فيمكن أن يكون ظاهراً لم نصل إليه بعد، أو أمراً غيبياً كما في بعض الروايات الأخري.

غسل الرأس بورق السدر

مسألة: يستحب غسل الرأس بورق السدر، وفي زماننا كانوا يخلطون السدر والخطمي فيغسلون بهما رؤوسهم في يوم الجمعة وغيره.

قال الصادق عليه السلام: «اغسلوا رؤوسكم بورق السدر فانه قدّسه كل ملك مقرب وكل نبي مرسل، ومن غسل رأسه به صرف الله عنه وسوسة الشيطان سبعين يوماً، ومن صرف عنه وسوسة الشيطان لم يعص ومن لم يعص دخل الجنة» ().

وقال منصور: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: «غسل الرأس بالسدر يجلب الرزق جلباً» ().

وعن أمير المؤمنين عليه السلام قال: «لما أمر الله رسوله صلي الله عليه و اله بإظهار الإسلام وظهر الوحي رأي قلة من المسلمين وكثرة من المشركين فاهتم رسول الله صلي الله عليه و اله هماً شديداً وبعث الله عزوجل إليه جبرئيل بسدر من سدرة المنتهي فغسل به رأسه فجلي به همَّه» ().

أقول: لعل الخاصية لطبيعة ورق السدر، وسدرة المنتهي مصداق.

النورة وآدابها

مسألة: من المستحبات النورة وتركها مكروه، فقد قال أمير المؤمنين عليه السلام: «النورة طهور» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «قال أمير المؤمنين عليه السلام: النورة نشرة وطهور للجسد» ().

وعن خلف بن حماد عمن رواه قال: بعث أبو عبد الله عليه السلام ابن أخيه في حاجة فجاء وأبو عبد الله قد أطلي بالنورة إلي أن قال: فقال أبو عبد الله عليه السلام: «إن النورة طهور» ().

وفي رواية أخري عن أبي الحسن الأول عليه السلام في حديث قال: «وشعر الجسد إذا طال قطع ماء الصلب وأرخي المفاصل وورث الضعف والسل، وإن النورة تزيد في ماء الصلب وتقوي البدن وتزيد في شحم الكليتين وتسمن البدن» ().

وعن سعدان بن مسلم قال: (كنت في الحمام في البيت الأوسط فدخل أبو الحسن موسي بن جعفر عليه السلام وعليه

النورة، قال: فقال: «السلام عليكم» فرددت عليه وتأخرت فدخل البيت الذي فيه الحوض فاغتسلت وخرجنا)().

الدعاء عند النورة

مسألة: يستحب الدعاء بالمأثور عند الاطلاء بالنورة.

ففي رواية عن سدير: إنه سمع علي بن الحسين عليه السلام يقول: «من قال إذا أطلي بالنورة:

(اللهم طيب ما طهر مني، وطهر ما طاب مني، وأبدلني شعراً طاهراً لا يعصيك، اللهم إني تطهرت ابتغاء سنة المرسلين، وابتغاء رضوانك ومغفرتك، فحرّم شعري وبشري علي النار، وطهّر خلقي وطيب خلقي وزكِ عملي واجعلني ممن يلقاك علي الحنيفية السمحة السهلة ملة إبراهيم خليلك ودين محمد صلي الله عليه و اله حبيبك ورسولك، عاملاً بشرائعك، تابعاً لسنة نبيك صلي الله عليه و اله آخذاً به متأدباً بحسن تأديبك وتأديب رسولك وتأديب أوليائك، الذين غذوتهم بأدبك وزرعت الحكمة في صدورهم وجعلتهم معادن لعلمك صلواتك عليهم) من قال ذلك طهّره الله من الأدناس في الدنيا ومن الذنوب، وأبدله شعراً لا يعصي، وخلق الله بكل شعرة من جسده ملكاً يسبح له إلي يوم القيامة إلي أن تقوم الساعة، وإن تسبيحة من تسبيحهم تعدل بألف تسبيحة من تسبيح أهل الأرض» ().

أقول: قد يكون الإنسان طيباً في ذاته وطاهراً في ظاهره، ومن هنا ورد اللفظين.

تكرار التنوير

مسألة: يستحب تكرار التنوير، فإن الطلي بالنورة بالإضافة إلي انه مزيل للشعر مطهر، حيث يفتح مسام البدن فيتنفس بسببها.

عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله قال: دخلت مع أبي عبد الله عليه السلام الحمام فقال لي: «يا عبد الرحمن أطلِ» فقلت: إنما أطليت منذ أيام فقال: «أطل فإنها طهور» ().

وفي رواية محمد بن عبد الله بن علي بن الحسين قال: دخل أبو عبد الله عليه السلام الحمام وأنا أريد أن أخرج منه وقال: «يا محمد ألا تطلي» فقلت: عهدي به منذ أيام، فقال: «أما علمت أنها طهور» ().

وعن علي بن أبي حمزة قال:

دخلت مع أبي بصير الحمام فنظرت إلي أبي عبد الله عليه السلام قد أطلي إلي أن قال: فقال لأبي بصير: «أطل يا أبا محمد» فقال: قد أطليت منذ أيام، فقال: «أطل فانه طهور» ().

وعن أبي بصير قال: كنت معه أقوده فأدخلته الحمام فرأيت أبا عبد الله عليه السلام يتنور، فدنا منه أبو بصير فسلم عليه فقال: «يا أبا بصير تنور»، فقال: إنما تنورت أول من أمس واليوم الثالث، فقال: «أما علمت أنها طهور فتنور» (). إلي غير ذلك من الروايات الدالة علي استحبابه والإسراع في الاطلاء بالنورة.

إزالة الشعر

مسألة: ولا يخفي أن إزالة الشعر في غير الحرام كاللحية مستحب، ولو بغير النورة، كشفرة الحلاقة في هذا الزمان، أو كبعض الوسائل الأخري، نعم إن استعمال النورة أفضل.

كل خمسة عشر يوما

مسألة: يستحب التنوير في كل خمسة عشر يوماً، ففي رواية عن أبي

عبد الله عليه السلام قال: «قال: أمير المؤمنين عليه السلام أحب للمؤمن أن يطلي في كل خمسة عشر يوماً» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «السنة في النورة في كل خمسة عشر يوماً، فمن أتت عليه أحد وعشرون يوماً ولم يتنور فليستدن علي الله عزوجل وليتنور فمن أتت عليه أربعون يوماً ولم يتنور فليس بمؤمن ولا مسلم ولا كرامة» ().

والمراد: بيان شدة استحباب ذلك، فهو ليس بمؤمن كامل ولا مسلم كامل، والإيمان أخص من الإسلام في بعض الروايات كما هو ظاهر.

الاستقراض للنورة

مسألة: يستحب لمن لا يملك أن يستقرض للنورة، فعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «السنة في النورة في خمسة عشر، فان أتت عليك عشرون يوماً وليس عندك شيء فاستقرض علي الله» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام في رواية أخري قال: «السنة في النورة

في كل خمسة عشر يوماً فإن أتت عليك عشرون يوماً وليس عندك فاستقرض علي الله» ().

وعن النبي صلي الله عليه و اله قال: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يترك حلق عانته فوق الأربعين، فان لم يجد فليستقرض بعد الأربعين ولا يؤخر» ().

إلي غير ذلك من الروايات.

الحناء بعد النورة

مسألة: من المستحب خضاب جميع البدن بالحناء بعد النورة، بل الخضاب مطلقا، علي ما ذكرناه في فقه النظافة.

ففي الحديث الذي رواه الحسين بن موسي قال: كان أبي موسي بن جعفر عليه السلام إذا أراد دخول الحمام إلي أن قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «من دخل الحمام فأطلي ثم أتبعه بالحناء من قرنه إلي قدمه كان أماناً له من الجنون والجذام والبرص والآكلة إلي مثله من النورة» ().

وفي رواية أحمد بن أبي عبد الله عن بعض أصحابه رفعه قال: «من أطلي فتدلك بالحناء من قرنه إلي قدمه نفي عنه الفقر» ().

ونفي الفقر إما غيبي وإما بسبب أن الإنسان ينشط ويصح بدنه، والنشاط سبب للعمل وكذلك الصحة، والعمل يرفع الفقر.

وروي الصدوق رحمة الله عليه عن رسول الله صلي الله عليه و اله: «من أطلي واختضب بالحناء آمنه الله تعالي من ثلاث خصال: الجذام والبرص والآكلة، إلي طلية مثلها» ().

وفي رواية أخري روي «أن من أطلي وتدلّك بالحناء من قرنه إلي قدمه نفي الله عنه الفقر» ().

وقال أمير المؤمنين عليه السلام كما يرويه الإمام الرضا عليه السلام: «الحناء بعد النورة أمان من الجذام والبرص» ().

خضاب اليد والأظافر بالحناء

مسألة: يستحب خضاب اليد بالحناء وجعل الحناء علي الأظفار بعد الطلي بالنورة، وذلك لأن النورة غالباً تؤثر علي الأظفار، كما يستحب صلاة ركعتين شكراً عند الخروج من الحمام.

وفي

رواية عن الحكم قال: رأيت أبا جعفر عليه السلام وقد أخذ الحناء وجعله علي أظافيره فقال: «يا حكم ما تقول في هذا» فقال: ما عسيت أن أقول فيه وأنت تفعله وان عندنا يفعله الشبان، فقال: «يا حكم إن الأظافير إذا أصابتها النورة غيرتها حتي تشبه أظافير الموتي فغيّرها بالحناء» ().

وعن الصدوق رحمة الله عليه قال: قال أبو جعفر الباقر عليه السلام: «إن الأظافير إذا أصابتها النورة غيرتها حتي إنها تشبه أظافير الموتي فلا بأس بتغييرها» ().

وعن الحسين بن موسي قال: كان أبو الحسن عليه السلام مع رجل عند قبر رسول الله صلي الله عليه و اله فنظر إليه وقد أخذ الحناء من يديه، فقال بعض أهل المدينة: أما ترون إلي هذا كيف أخذ الحناء من يديه، فالتفت إليه فقال له فيه ما تخبره وما لا تخبره ثم التفت إليَّ فقال: «إنه من أخذ من الحناء بعد فراقه من إطلاء النورة من قرنه إلي قدمه أمن من الأدواء الثلاثة: الجنون والجذام والبرص» ().

وعن الحسين بن موسي عن أبيه موسي بن جعفر عليه السلام أنه خرج يوماً من الحمام فاستقبله رجل من آل الزبير يقال له كنيد وبيده اثر حناء فقال: ما هذا الأثر بيدك، فقال: أثر حناء، فقال: ويلك يا كنيد حدثني أبي وكان أعلم أهل زمانه عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «من دخل الحمام فاطلي ثم أتبعه بالحناء من قرنه إلي قدمه كان أماناً له من الجنون والجذام والبرص والأكلة، إلي مثله من النورة» ().

وفي معاني الأخبار، نظر أبو عبد الله عليه السلام إلي رجل قد خرج من الحمام مخضوب اليدين، فقال له أبو عبد الله عليه

السلام: «أيسرك أن يكون الله خلق يديك هكذا» قال: لا والله وإنما فعلت ذلك لأنه بلغني عنكم أنه من دخل الحمام فلير عليه أثره، يعني الحناء، فقال: «ليس ذلك حيث ذهبت إنما معني ذلك إذا خرج أحدكم من الحمام وقد سلم فليصلي ركعتين شكراً» ().

أقول: لعل الرجل أفرط في جعل الحناء حيث لا يستحب له الإكثار منه، وإنما المستحب للرجل في الجملة بأن يصير كالورد، بقرينة قوله «خلق الله يديك»، ويؤيده ما في الروايات من كون ذلك من قرنه إلي قدمه.

إلي غيرها من الروايات.

التبول وقوفاً للمتنور

مسألة: يجوز للمتنور أن يبول قائماً من دون كراهة في ذلك، بل ربما كره جلوسه.

عن رجل عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن الرجل يطلي فيبول وهو قائم، قال: «لا بأس به» ().

وفي رواية أخري قال عليه السلام: «إن من جلس وهو متنور خيف عليه الفتق» ().

أقول: سبب ذلك انه بعد التنور تظهر مسام البدن فيصبح رقيقاً فربما سبّب الفتق كما يحدث أحياناً.

التدليك بالدقيق والزيت

مسألة: يجوز التدليك بالدقيق والزيت بعد النورة، ولا يكون ذلك إسرافاً إذا كان بالقدر المتعارف لا أكثر منه.

قال عبد الرحمن الحجاج: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الرجل يطلي بالنورة فيجعل الدقيق بالزيت يلته به يتمسح به بعد النورة ليقطع ريحها عنه قال:

«لا بأس» ().

وقال الكليني رحمة الله عليه: وفي حديث آخر لعبد الرحمن قال: رأيت أبا الحسن عليه السلام وقد تدلك بدقيق ملتوت بالزيت، فقلت له: إن الناس يكرهون ذلك، قال: «لا بأس به» ().

وسببه أن كل شيء نافع للبدن لا كراهة فيه ولا إسراف إذا كان بالمقدار المتعارف، والتدليك بمثل هذه المواد ينفع البدن فلا يعتبر من الإسراف.

وعن هشام بن الحكم

عن أبي الحسن عليه السلام في الرجل يطلي ويتدلك بالزيت والدقيق، قال: «لا بأس به» ().

وفي رواية أخري قال: سئل أبو عبد الله عليه السلام عن التدلك بالدقيق بعد النورة فقال: «لا بأس»، قلت: يزعمون أنه إسراف فقال: «ليس فيما أصلح البدن إسراف، إني ربما أمرت بالنقي فيلت لي بالزيت فاتدلك به، إنما الاسراف فيما اتلف المال واضرّ بالبدن» ().

وعن إبان قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام إنا لنسافر ولا يكون معنا نخالة فنتدلك بالدقيق، فقال: «لا بأس إنما الفساد فيما أضرّ بالبدن وأتلف المال، فأما ما أصلح البدن فانه ليس بفساد، إني ربما أمرت غلامي فلتّ لي النقي الزيت فأتدلك به» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام في حديث، قال له: إنا نكون في طريق مكة نريد الإحرام ولا يكون معنا نخالة نتدلك بها من النورة فنتدلك بالدقيق فيدخلني من ذلك ما الله به عليم، قال: «مخافة الإسراف» فقلت: نعم، فقال: «ليس فيما يصلح البدن إسراف، أنا ربما أمرت بالنقي يلت بالزيت فاتدلك به، وإنما الإسراف فيما أتلف المال واضرّ بالبدن» ().

أقول: وهذه الأمور وأمثالها هي أسباب صحة أبدان الناس سابقاً فان مثل هذا الطلي يقوي الأعصاب ويليّن البشرة ويظهر الجمال وما أشبه ذلك مما ذكروه في الطب.

فإن من اسباب كثرة الأمراض في هذا النصف الأخير من القرن الحاضر هو أن المستحبات والمكروهات لا يعمل بهما، وهي كثيرة جداً موزعة علي مختلف أبواب الفقه، فإنها مؤثرة سلباً وإيجاباً علي صحة الإنسان.

هذا مضافاً إلي تناول المواد الغذائية غير الطبيعية، وكذلك تلوث الأجواء والمياه بالنفط وما أشبه، بالإضافة إلي عدم وجود الراحة النفسية وتوتر الأعصاب، وما يسمعه الإنسان يومياً من الأخبار المزعجة، من الحروب والثورات

وما أشبه ذلك.

النورة يوم الأربعاء

مسألة: ينبغي توقي النورة يوم الإربعاء، فإنه نحس، نعم ترتفع النحوسة بالصدقة وقراءة آية الكرسي وما أشبه.

قال الصادق عليه السلام: «قال أمير المؤمنين عليه السلام: ينبغي للرجل أن يتوقي النورة يوم الأربعاء فانه يوم نحس مستمر وتجوز النورة في سائر الأيام» ().

ومثله في الفقيه().

وعن أبي الحسن عليه السلام قال: «قلّموا أظفاركم يوم الثلاثاء، واستحموا يوم الأربعاء» ().

النورة يوم الجمعة

مسألة: لا تكره النورة يوم الجمعة، وإنما الكراهة خاصة بالأربعاء.

أما ما ورد من قول رسول الله صلي الله عليه و اله: «خمس خصال تورث البرص، النورة يوم الجمعة ويوم الأربعاء، والتوضي والاغتسال بالماء الذي تسخنه الشمس، والأكل علي الجنابة، وغشيان المرأة في حيضها، والأكل علي الشبع» ()، فقد ذكروا عدم الكراهة يوم الجمعة في أحاديث الجمعة.

ولعل ما تضمن الكراهة أو النفي أو ما أشبه علي نحو خفيف، وعدمها علي نحو العادية، فمقتضي الجمع بينهما إما بهذا النحو أو غيره.

فصل: الخضاب وآدابه

فصل: الخضاب وآدابه

مسألة: الخضاب مستحب، وكان رسول الله صلي الله عليه و اله والأئمة الطاهرون عليهم السلام يختضبون، فعن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «خضب النبي صلي الله عليه و اله ولم يمنع علياً عليه السلام إلا قول النبيّ تختضب هذه من هذه، وقد خضب الحسين وأبو جعفر عليه السلام» ().

أقول: كأن أمير المؤمنين علياً عليه السلام فهم من قول رسول الله صلي الله عليه و اله ذلك.

وعن الأصبغ بن نباتة قال: قلت لأمير المؤمنين عليه السلام ما منعك من الخضاب وقد اختضب رسول الله صلي الله عليه و اله قال: «انتظر أشقاها أن يخضب لحيتي من دم رأسي بعد عهد معهود أخبرني به حبيبي رسول الله صلي الله عليه و اله» ().

وقال النبي صلي الله عليه و اله: «نفقة درهم في الخضاب أفضل من نفقة درهم في سبيل الله، إن فيه أربع عشرة خصلة: يطرد الريح من الاذنين، ويجلو الغشاء من البصر، ويلين الخياشيم، ويطيب النكهة، ويشد اللثة، ويذهب بالغشيان، ويقلّ وسوسة الشيطان، وتفرح به الملائكة، ويستبشر به المؤمن، ويغيض به الكافر، وهو زينة، وهو طيب، وبراءة في قبره، ويستحي منه

منكر ونكير» ().

أقول: لهذه المذكورات حكم واضحة نتركها خوف الإطالة.

وفي وصية النبي صلي الله عليه و اله لعلي عليه السلام قال: «يا علي درهم في الخضاب أفضل من ألف درهم ينفق في سبيل الله، وفيه أربع عشرة خصلة» ثم ذكر نحو الحديث السابق، إلا أنه قال: «ويجلو البصر» وقال: «ويذهب بالضني» () بدل قوله «ويذهب بالغشيان» ().

وفي رواية أخري قال: «رأيت أثر الحناء في يد أبي جعفر عليه السلام» ().

وقال الصادق عليه السلام: «لا بأس بالخضاب كله» ().

ولا يخفي أن الخضاب يمكن أن يكون بالحناء أو بغيره مما يعطي لونه، أو بالسواد كما في بعض الروايات.

وعن أبي عبد الله عليه السلام جاء رجل إلي النبي صلي الله عليه و اله فنظر إلي الشيب في لحيته فقال النبي صلي الله عليه و اله: «نور» ثم قال: «من شاب شيبة في الإسلام كانت له نوراً يوم القيامة»، قال: فخضب الرجل بالحناء، ثم جاء إلي النبي صلي الله عليه و اله فلما رأي الخضاب قال: «نور وإسلام» فخضب الرجل بالسواد، فقال النبي صلي الله عليه و اله: «نور وإسلام وإيمان ومحبة إلي نسائكم ورهبة في قلوب عدوّكم» ().

وعن أمير المؤمنين عليه السلام انه سئل عن قول رسول الله صلي الله عليه و اله: «غيّروا الشيب ولا تشبهوا باليهود» فقال عليه السلام: «إنما قال صلي الله عليه و اله ذلك والدين قلّ فأما الآن وقد اتسع نطاقه وضرب بجرانه فامرؤ ما اختار» ().

وهذا يدل علي أن الخضاب لأسباب متعددة ربما يكون بعضها وربما لايكون.

وفي رواية أخري قيل لأمير المؤمنين عليه السلام: لو غيّرت شيبك يا أمير المؤمنين، فقال عليه السلام: «الخضاب زينة ونحن قوم في مصيبة» ()، يريد عليه

السلام وفاة رسول الله صلي الله عليه و اله.

ولا منافاة بين الأمرين بأن يكون عدم خضابه حزناً علي وفاة رسول الله صلي الله عليه و اله وبين ما تقدم من كلامه صلي الله عليه و اله كما في الحديث السابق.

إلي غير ذلك من الروايات الكثيرة في هذه الأبواب، والله العالم بحقائق الأمور.

نصول الخضاب

مسألة: يكره نصول الخضاب، فقد روي عن أبي عبد الله عليه السلام انه قال: «إياك ونصول الخضاب، فإن ذلك بؤس» ().

الخضاب بالحناء

مسألة: يستحب الخضاب بالحناء، ففي الحديث قال: «رأيت أبا جعفر عليه السلام وقد خرج من الحمام وهو من قرنه إلي قدمه مثل الوردة من أثر الحناء» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «الحناء يذهب بالسهك()، ويزيد في ماء الوجه، ويطيب النكهة، ويحسن الولد، وقال: من أطلي في الحمام فتدلك بالحناء من قرنه إلي قدمه نفي عنه الفقر، وقال: رأيت أبا جعفر الثاني عليه السلام قد خرج من الحمام وهو من قرنه إلي قدميه مثل الورد من أثر الحناء» ().

وعن معاوية بن عمار قال: (رأيت أبا جعفر يختضب بالحناء خضاباً قانياً)().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «الحناء يكسر الشيب ويزيد في ماء الوجه» ().

وعن معاوية بن عمار قال: (رأيت أبا جعفر عليه السلام مخضوباً بالحناء)().

وعن مولي لعلي بن الحسين عليه السلام قال: سمعت علي بن الحسين عليه السلام يقول: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «اخضبوا بالحناء فانه يجلو البصر وينبت الشعر ويطيب الريح ويسكن الزوجة» ().

وعن محمد بن صدقة العنبري قال: لما توفي أبو إبراهيم موسي بن جعفر عليه السلام دخل عليه سبعون رجلاً من شيعته فنظروا إلي موسي بن جعفر عليه السلام وليس به أثر جراحه ولا

سم ولا خنق وكانت في رجله أثر الحناء» ().

أقول: وذلك لأن هارون العباسي سمّ الإمام عليه السلام بسم لا يظهر علي ظاهر بدنه الشريف، ثم أدخل الناس علي الإمام عليه السلام ليروا جنازته الهامدة بلا أثر لهذه الأمور، ولكن في رواية أخري ان الطبيب نظر كفّ الإمام فرأي آثار السم في كفه.

خضاب الرجل والمرأة

مسألة: يستحب للرجال خضاب الرأس واللحية، وللنساء خضاب الرأس.

عن حفص الأعور قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن خضاب الرأس واللحية أمن السنة، فقال: «نعم» قلت: أن أمير المؤمنين عليه السلام لم يختضب، قال: «إنما منعه قول رسول الله صلي الله عليه و اله إن هذه ستخضب من هذه» ()، وأشار إلي رأسه ولحيته.

الخضاب للمتزوجين

مسألة: الخضاب مطلقاً مستحب، وأما بالنسبة إلي المتزوجين فهو آكد.

فقد روي الحسن بن الجهم قال: دخلت علي أبي الحسن عليه السلام وقد اختضب بالسواد فقلت: أراك قد اختضبت بالسواد، فقال: «إن في الخضاب أجراً، والخضاب والتهيئة مما يزيد الله عزوجل في عفة النساء، ولقد ترك النساء العفة بترك أزواجهن لهن التهيئة، قال: قلت بلغنا أنّ الحناء يزيد في الشيب، قال: «أي شيء يزيد في الشيب، الشيب يزيد في كل يوم» ().

وعن أبي جعفر عليه السلام قال: دخل قوم علي الحسين بن علي عليه السلام فرأوه مختضباً بالسواد، فسألوه عن ذلك، فمد يده إلي لحيته ثم قال: «أمر رسول الله صلي الله عليه و اله في غزاة غزاها أن يختضبوا بالسواد ليقووا به علي المشركين» ().

ولا يخفي أن القوة ظاهرية وحقيقية، فإنه أهيب في عين الأعداء، مضافاً إلي أنه يوجب الصحة والقوة العصبية.

وفي رواية أخري قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: «الخضاب بالسواد أنس للنساء ومهابة للعدو»

().

وقد ورد عن الإمام عليه السلام انه قال في قول الله عزوجل: ?وأعدو لهم ما استطعتم من قوة?() قال عليه السلام: «منه الخضاب بالسواد» ().

ومن الواضح أن القوة في الآية معنوية ومادية.

وعن أبي الحسن عليه السلام قال: «الخضاب بالسواد زينة النساء ومكبتة للعدو» ().

وعن الحلبي قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن خضاب الشعر، فقال: «قد خضب النبي صلي الله عليه و اله والحسين بن علي وأبو جعفر عليه السلام بالكتم()» ().

وعن محمد بن علي بن الحسين قال: «كان النبي صلي الله عليه و اله والحسين بن علي عليه السلام وأبو جعفر محمد بن علي عليه السلام يختضبون بالكتم، وكان علي بن الحسين عليه السلام يختضب بالحناء والكتم» ().

وعن محمد بن مسلم قال: رأيت أبا جعفر عليه السلام يمضغ علكاً فقال: «يا محمد نقضت الوسمة() أضراسي فمضغت هذا العلك لأشدّها» قال: وكانت استرخت فشدها بالذهب().

خضاب المرأة

مسألة: الخضاب بالنسبة إلي المرأة أهمّ من الرجل، فقد روي محمد بن علي بن الحسين قال: «قال الصادق عليه السلام لا ينبغي للمرأة أن تعطل نفسها ولو أن تعلق في عنقها قلادة، ولا ينبغي لها أن تدع يدها من الخضاب ولو أن تمسحها بالحناء مسحاً وان كانت مسنّة» ().

وفي رواية أخري قال الإمام الصادق عليه السلام: «رخص رسول الله صلي الله عليه و اله للمرأة أن تخضب رأسها بالسواد، قال: وأمر رسول الله صلي الله عليه و اله النساء بالخضاب ذات البعل وغير ذات البعل، أما ذات البعل فتتزين لزوجها، وأما غير ذات البعل فلا تشبه يدها يد الرجال» ().

الخضاب للشباب

مسألة: يستفاد من إطلاق الخضاب وربما الملاك في بعض الروايات الخاصة استحباب الخضاب مطلقاً، فلا يشترط أن يكون للشيب،

بل لغير الشائب أيضاً، لأنه قوة وصحة كما ذكروا.

ألوان الخضاب

في رواية أن رجلاً دخل علي رسول الله صلي الله عليه و اله وقد صفَّر لحيته، فقال له رسول الله صلي الله عليه و اله: «ما أحسن هذا» ثم دخل عليه بعد هذا وقد أقني بالحناء، فتبسم رسول الله صلي الله عليه و اله وقال: «هذا أحسن من ذاك» ثم دخل عليه بعد ذلك وقد خضب بالسواد، فضحك صلي الله عليه و اله إليه فقال: «هذا أحسن من ذاك وذاك» ().

وعن علي بن المؤمل قال: لقيت موسي بن جعفر عليه السلام وكان يخضب بالحمرة فقلت: جعلت فداك ليس هذا من خضاب أهلك، فقال: «أجل كنت أختضب بالوسمة فتحركت عليَّ أسناني، إن الرجل كان إذا أسلم علي عهد رسول الله صلي الله عليه و اله فعل ذلك، ولقد خضب أمير المؤمنين عليه السلام بالصفرة فبلغ النبيَّ صلي الله عليه و اله ذلك فقال: (في الخضاب) «إسلام»، فخضبه بالحمرة فبلغ النبي صلي الله عليه و اله ذلك فقال: «إسلام وإيمان» فخضبه بالسواد فبلغ النبي صلي الله عليه و اله ذاك فقال: «إسلام وإيمان ونور» ().

وهذا يدل علي أن الإمام عليه السلام قد اختضب في وقت كانت لحيته سوداء.

فصل: الاكتحال وآدابه

استحباب الاكتحال

مسألة: يستحب الاكتحال للرجل والمرأة، والصغير والكبير، وهو مما يؤثر تأثيراً حسناً في صحة الإنسان كما سيأتي.

عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكتحل» (). والمراد بالإيمان بالله واليوم الآخر أن الكحل من أمر الله سبحانه وتعالي ويوجب الثواب والأجر في الآخرة وحت الذنوب، ومقتضي المؤمن بالله واليوم الآخر أن لا يدع مثل ذلك.

وفي الروايات: إن النبي صلي الله عليه و اله كان لا يفارقه في أسفاره لحرب وغيرها: المكحلة، مضافاً إلي المشط

والعطر والسواك وما أشبه().

وعن الحسن بن الجهم قال: «أراني عليه السلام ميلا من حديد فقال: كان هذا لأبي الحسن عليه السلام فاكتحل به فاكتحلت» ().

وفي رواية الكافي: «أراني أبو الحسن ميلاً من حديد ومكحلة من عظام فقال: هذا كان لأبي الحسن فاكتحل به فاكتحلت» ().

من فوائد الاكتحال

مسألة: للاكتحال فوائد عديدة، ورد بعضها في الروايات، فعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «الكحل يعذب الفم» ().

وعنه عليه السلام قال: «الكحل ينبت الشعر ويحدّ البصر ويعين علي طول السجود» ().

وعنه عليه السلام قال: «الكحل ينبت الشعر ويخفف الدمعة ويعذب الريق ويجلو البصر» ().

وعنه عليه السلام قال: «الكحل يزيد في المباضعة» ().

أقول: وذلك إما لتعلق النساء به أكثر كزينة، فتكون المباضعة ألذ وأكثر كماً وكيفاً، وإما لأنه يؤثر في زيادة الشهوة رجلاً وامرأة، أو لغير ذلك.

وعنه عليه السلام قال: «عليكم بالكحل، فإنه يطيب الفم، وعليكم بالسواك فإنه يجلو لبصر»، قال قلت: كيف هذا؟ قال: «لأنه إذا استاك نزل البلغم فجلا البصر، وإذا اكتحل ذهب البلغم فطيب الفم» ().

وعنه عليه السلام قال: «الكحل ينبت الشعر ويجفف الدمعة ويعذب الريق ويجلو البصر» ().

الاكتحال بالإثمد

مسألة: يستحب الاكتحال بالإثمد().

عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «كان رسول الله صلي الله عليه و اله يكتحل بالإثمد إذا آوي إلي فراشه وتراً وتراً» ().

وعن الباقر عليه السلام قال: «الاكتحال بالإثمد ينبت الأشفار ويحد البصر ويعين علي طول السهر» ().

وعن الصادق عليه السلام قال: «أتي النبي صلي الله عليه و اله أعرابي يقال له قليب، رطب العينين، فقال له النبي صلي الله عليه و اله إني أري عينيك رطبتين، يا قليب عليك بالإثمد فإنه سراج العين» ().

وعن الإمام الرضا عليه السلام قال: «من أصاب ضعفاً في بصره فيكحل بسبعة مراود عند منامه بالإثمد» ().

وعنه عليه السلام قال: «من أصابه ضعف في بصره فليكتحل سبعة مراود عند منامه من الإثمد، أربعة في اليمني وثلاثة في اليسري، فإنه ينبت الشعر ويجلو البصر وينفع الله بالكحلة منه بعد ثلاثين سنة» ().

وعنه عليه السلام قال:

«من أصابه ضعف في بصره فليكتحل سبع مراود عند منامه من الإثمد أربعة في اليمني وثلاثة في اليسري» ().

وعن أبي جعفر عليه السلام قال: «الاكتحال بالإثمد يطيب النكهة ويشد أشفار العين» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «الإثمد يجلو البصر وينبت الشعر في الجفن ويذهب بالدمعة» ().

وعنه عليه السلام قال: «من نام علي إثمد غير ممسّك أمن من الماء الأسود أبداً مادام ينام عليه» ().

وعنه عليه السلام قال: «الإثمد يجلو البصر ويقطع الدمعة وينبت الشعر» ().

وفي رواية عن النبي صلي الله عليه و اله قال: «وإن خير كحالكم الإثمد يجلو البصر وينبت الشعر» ().

وقال الصادق عليه السلام: «السواك يجلو البصر والإثمد يذهب بالبخر» ().

وعنه صلي الله عليه و اله: «أنه أمر بالاكتحال بالإثمد وقال صلي الله عليه و اله: عليكم به فإنه مذهبة للقذي، مصفاة للبصر» ().

وعن الإمام الرضا عليه السلام قال: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكتحل، وقال: وعليك بالإثمد فإنه يجلو البصر وينبت الأشفار ويطيب النكهة ويزيد في الباه» ().

الاكتحال وتراً

مسألة: الأفضل أن يكون الاكتحال وتراً وإن جاز غيره أيضاً.

عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: «من اكتحل فليوتر، ومن فعل فقد أحسن، ومن لم يفعل فلا بأس» ().

وعن أمير المؤمنين عليه السلام عن رسول الله صلي الله عليه و اله: «من تجمر فليوتر، ومن اكتحل فليوتر، ومن استنجي فليوتر، ومن استخار الله تعالي فليوتر» ().

وعن النبي صلي الله عليه و اله انه قال: ¬ «اكتحلوا وتراً، واستاكوا عرضاً» ().

وقال عليه السلام: «ادهنوا غباً، واكتحلوا وتراً» ().

وقد روي المستدرك عنه عليه السلام في تأويل قول النبي صلي الله عليه و اله: «واكتحلوا وتراً» قال عليه السلام:

«اكتحلوا أعينكم بسهر الليل بطول القيام والمناجاة مع الواحد القهار» ().

ولا منافاة بين المعني الظاهري والتأويل كما لايخفي.

عدد مرات الاكتحال

مسألة: هناك روايات بينت عدد مرات الاكتحال، مثل ما ورد عن الصادق عليه السلام قال: «الكحل أربعة في اليمني وثلاثة في اليسري» ().

وعنه عليه السلام: «إنه كان أكثر كحله بالليل وكان يكتحل ثلاثة أفراد في كل عين» ().

الاكتحال ليلاً

مسألة: يستحب الاكتحال ليلاً وعند النوم خصوصاً.

فقد ورد عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «إن رسول الله صلي الله عليه و اله كان يكتحل قبل أن ينام أربعاً في اليمني وثلاثاً في اليسري» ().

وعن الصادق عليه السلام قال: «الكحل عند النوم أمان من الماء الذي ينزل في العين» ().

وعنه عليه السلام في حديث آخر قال: «الكحل بالليل ينفع البدن وهو بالنهار زينة» ().

وفي رواية أخري عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «الكحل عند النوم أمان من الماء» ().

وإطلاقه يشمل الماء الأبيض والأسود().

وقال أبو عبد الله عليه السلام: «أربع يضئن الوجه: النظر إلي الوجه الحسن، والنظر إلي الماء الجاري، والنظر إلي الخضرة، والكحل عند النوم» ().

وفي دعائم الإسلام: «أمر صلي الله عليه و اله بالكحل عند النوم» ().

وفي الحديث: «الاكتحال بالإثمد عند النوم يذهب القذي ويصفي البصر» ().

وعن أمير المؤمنين عليه السلام قال: «سمعت رسول الله صلي الله عليه و اله يأمرنا بالكحل عند النوم ثلاثا في كل عين» ().

وعن الرضا عليه السلام قال: «من أصابه ضعف في بصره فليكتحل سبعة مراود عند منامه من الاثمد» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: «الكحل بالليل يطيب الفم» ().

وعنه عليه السلام قال: «الكحل بالليل يطيب الفم ومنفعته إلي أربعين صباحا» ().

وعنه عليه السلام عن أبيه عليه السلام

قال: «كان للنبي صلي الله عليه و اله مكحلة يكتحل منها في كل ليلة ثلاثة مراود في كل عين عند منامه» ().

أقول: ولعل النبي صلي الله عليه و اله كان يكتحل مختلفاً، ولهذا روي عنه مرة هكذا ومرة هكذا.

وقد روي الطبرسي رحمة الله عليه قال: (وكان صلي الله عليه و اله يكتحل في عينه اليمني ثلاثاً وفي اليسري اثنتين، وقال صلي الله عليه و اله: «من شاء اكتحل ثلاثاً في كل عين وكل حين، ومن فعل دون ذلك أو فوقه فلا حرج»، وربما اكتحل وهو صائم، وكان له مكحلة يكتحل بها في الليل، وكان كحله الإثمد)().

الدعاء عند الاكتحال

مسألة: يستحب الدعاء عند الاكتحال بالمأثور علي ما رواه الطبرسي رحمة الله عليه في مكارم الأخلاق:

«اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد أن تصلي علي محمد وآل محمد، وأن تجعل النور في بصري، والبصيرة في ديني، واليقين في قلبي، والإخلاص في عملي، والسلامة في نفسي، والسعة في رزقي، والشكر لك أبدا ما أبقيتني» ().

فصل: الشعر وآدابه

جز الشعر وصحة البدن

مسألة: يستحب جزّ الشعر الزائد واستئصاله.

عن معمر بن خلاّد قال: سمعت علي بن موسي الرضا عليه السلام يقول: «ثلاث من سنن المرسلين: العطر وأخذ الشعر وكثرة الطروقة» ().

والمراد بأخذ الشعر: أعم من الشعر الزائد في الرأس أو اللحية، أو أخذ أصل الشعر من البدن في غير ما لا يجوز كاللحية، كما أن المراد بكثرة الطروقة() ما لم يصل إلي الإفراط فيها، فإن الإفراط كالتفريط مذموم في كل شيء، وقد ورد في بعض الروايات ذمّ الكثرة فيها والتي تحمل عليه.

وعن أبي الحسن عليه السلام قال: «ثلاث من عرفهن لم يدعهن، جز الشعر وتشمير الثياب ونكاح الإماء» ()، فالأوليان نظافة، والثالثة كفاءة ولذّة.

من فوائد جز الشعر

مسألة: لجز الشعر فوائد وردت في الروايات، فعن إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال لي: «استأصل شعرك يقل درنة ودوابه ووسخه وتغلظ رقبتك ويجلو بصرك ويستريح بدنك» ().

وقال عليه السلام: «ألقوا عنكم الشعر فإنه يحسّن» ().

حلق الرأس

مسألة: يستحب حلق الرأس للرجل ويكره إطالة شعره.

فعن زرارة قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: «الرجل يقلم أظفاره ويجز شاربه ويأخذ من شعر رأسه ولحيته هل ينقض ذلك وضوءه، قال: يا زرارة كل هذا سنة، والوضوء فريضة، وليس شيء من السنة ينقض الفريضة، وإن ذلك ليزيده تطهيراً» ().

وعن أبي نصر عن أبي الحسن عليه السلام قال: قلت له: إن أصحابنا يروون أن حلق الرأس في غير حج ولا عمرة مثلة، فقال: «كان أبو الحسن عليه السلام إذا قضي نسكه عدل إلي قرية يقال له سايه فحلق» ().

وفي رواية أخري قال الراوي: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: «إن الناس يقولون حلق الرأس مثلة؟ فقال: عمرة لنا ومثلة لأعدائنا» ().

ولا يبعد أن

يراد بعمرة لنا أي ما يوجب العمر، وأما المثلة للأعداء فلأنهم لا يشرعون حلق الرأس فيكون عندهم مثلة.

وعن ابن سنان قال: وسألته عليه السلام عن إطالة الشعر، فقال: «كان أصحاب محمد رسول الله صلي الله عليه و اله مشعرين، يعني الطمّ» ().

أقول: أي إنه جائز.

وقال صاحب المنتقي: الظاهر إن المراد من الطم الجز، فيدل علي عدم مرجوحية الإطالة مع الجزّ().

وفي رواية قال رسول الله صلي الله عليه و اله لرجل: «أحلق فانه يزيد في جمالك» ().

وعن الصادق عليه السلام قال: «حلق الرأس في غير حج ولا عمرة مثلة لأعدائكم وجمال لكم» ().

وقال عليه السلام: «إني لأحلق في كل جمعة فيما بين الطلية إلي الطلية» ().

أقول: الطلية التنوير واستعمال النورة.

وعن الصادق عليه السلام قال: «أربع من أخلاق الأنبياء: التطيب والتنظيف بالموسي وحلق الجسد بالنورة وكثرة الطروقة» ().

وعن علي بن يقطين عن أبيه، عن أبي الحسن الأول عليه السلام قال: سمعته يقول: «إن الشعر علي الرأس إذا طال ضعف البصر وذهب بضوء نوره، وطمّ الشعر يجلو البصر ويزيد في ضوء نوره» ().

تكريم الشعر

مسألة: يستحب إكرام الشعر، وذلك بتنظيفه وتمشيطه وتبليله بالماء وتعطيره وما أشبه ذلك.

عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «من اتخذ شعراً فليحسن ولايته أو ليجزّه» ().

وقال عليه السلام: «الشعر الحسن من كسوة الله تعالي فأكرموه» ().

وروي الصفواني: «إن حلق الرأس مثلة بالشاب ووقار بالشيخ» ().

أقول: المراد بذلك ما يتعارف من جعل الشاب شعر رأسه وعدم جزّه.

وعن أبن أسلم قال: «حجمني الحجام فحلق من موضع النقرة، فرآني أبو الحسن عليه السلام فقال: أي شيء هذا، اذهب فاحلق رأسك، قال: فذهبت وحلقت رأسي» ().

أقول: لعل ذلك لقبحه فأمره

الإمام عليه السلام بالحلق.

حلق القفا

مسألة: يستحب حلق القفا، فعن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت: جعلت فداك ربما كثر الشعر في قفاي فيغمني غماً شديداً، فقال لي: «يا إسحاق أما علمت أن حلق القفا يذهب بالغم» ().

أقول: من الواضح أن النقرة() غير القفا فلهما حكمان.

ثم إن روايات كثيرة وردت في شعر الرأس واللحية وغيرهما، وكذلك ما يرتبط بالعين والأسنان كالكحل والسواك علي ما عرفت وسيأتي، أما الأذن والأنف وما أشبه فالاستنشاق ونتف الشعر والنظافة وغيرها من الآداب والسنن، وكلها تؤثر في صحة البدن كما لا يخفي.

فرق الشعر

مسألة: يستحب فرق الشعر، ويجب إذا كان لأجل مسح الوضوء في الجملة.

فقد قال الصادق عليه السلام: «من اتخذ شعراً ولم يفرّقه فرقه الله بمنشار من نار» قال: «وكان شعر رسول الله صلي الله عليه و اله وفرة() لم يبلغ الفرق» ().

وعن البقباق قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الرجل يكون له وفرة أيفرقها أو يدعها قال: «يفرقها» ().

وفي بعض الروايات انه ليس من السنة، فعن عمرو بن ثابت عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «إنهم يروون أن الفرق من السنة وما هو من السنة» أي قلت: يزعمون أن النبي صلي الله عليه و اله فرق قال: «وما فرق النبي صلي الله عليه و اله وما كانت الأنبياء تمسك الشعر» ().

أقول: إن رسول الله صلي الله عليه و اله بعد أن حجّ حلق رأسه، ولعل الرواية ناظرة إلي ذلك الوقت.

وعن أيوب بن هارون عن أبي عبد الله صلي الله عليه و اله قال: قلت له أكان رسول الله صلي الله عليه و اله يفرق شعره قال: «لا، إن رسول الله صلي الله عليه و اله كان

إذا طال شعره كان إلي شحمة أذنه» ().

أقول: أي أنه لا يحتاج إلي الفرق لأنه قليل ولا يضرّ بالوضوء.

وعن أبي بصير قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام الفرق من السنة؟ قال: «لا»، قلت: فهل فرق رسول الله صلي الله عليه و اله قال: «نعم»، قلت: كيف فرق رسول الله صلي الله عليه و اله وليس من السنة، قال: «من أصابه ما أصاب رسول الله صلي الله عليه و اله يفرق كما فرق رسول الله صلي الله عليه و اله فقد أصاب سنة رسول الله صلي الله عليه و اله وإلا فلا»، قلت له: كيف ذلك؟ قال: «إن رسول الله صلي الله عليه و اله حين صدّ عن البيت وقد كان ساق الهدي وأحرم أراه الله الرؤيا التي أخبره الله بها في كتابه إذ يقول:

?لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤوسكم ومقصرين لا تخافون?()، فعلم رسول الله صلي الله عليه و اله أن الله سيفي له بما أراه فمن ثمّ وفر ذلك الشعر الذي كان علي رأسه حين أحرم انتظاراً لحلقه في الحرم حيث وعده الله عزوجل فلما حلقه لم يعد في توفير الشعر ولا كان ذلك من قبله صلي الله عليه و اله» ().

اللحية وآدابها

مسألة: يستحب تخفيف اللحية وتدويرها وتطويقها وأخذ العارضين.

عن محمد بن مسلم قال: رأيت أبا جعفر عليه السلام والحجام يأخذ من لحيته فقال: «دوّرها» ().

وعن الحسن الزيات قال: (رأيت أبا جعفر عليه السلام قد خفف لحيته)().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «مرّ بالنبي رجل طويل اللحية فقال: «ما كان علي هذا لو هيّأ من لحيته»، فبلغ ذلك الرجل فهيّأ بلحيته بين اللحيتين

ثم دخل علي النبي صلي الله عليه و اله فلما رآه قال: «هكذا فافعلوا» ().

ولعل المراد ببين اللحيتين بين الزيادة والنقيصة مما لايكون إفراطاً ولا تفريطاً.

وفي رواية سدير قال: (رأيت أبا جعفر عليه السلام يأخذ عارضيه ويُبَطَّنُ لحيته)().

وعن ابن أبي نصر البزنطي صاحب الرضا عليه السلام قال: وسألته عن الرجل هل يصلح له أن يأخذ من لحيته قال: «أما من عارضيه فلا بأس وأما من مقدمها فلا» ().

كراهة تطويل اللحية

مسألة: يكره تطويل اللحية أكثر من قبضة الإنسان، فعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «ما زاد علي القبضة ففي النار» ()، يعني اللحية.

أقول: إن ذلك مكروه.

وفي رواية أخري عن الصادق عليه السلام قال: «ما زاد من اللحية عن قبضة فهو في النار» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام في قدر اللحية قال: «تأخذ بيدك علي اللحية وتجزّ ما فضل» ().

وفي رواية أخري عنه عليه السلام قال: «يعتبر عقل الرجل في ثلاث، في طول لحيته وفي نقش خاتمه وفي كنيته» ().

أقول: أي انه يستدل علي مدي عقله وحكمته باعتدال لحيته في الطول لا أن تكون طويلة جداً، كما أنه ربما يدل نقش خاتم الإنسان علي مقدار عقله، وقد ذكروا أن متصرف كربلاء من قبل العثمانيين كان نقش خاتمه هذا الشطر: (دارد أميد شفاعت زفلان ذو … )، وكان يختم الأوراق الرسمية بهذا الختم وآخر الختم: (از نجف تا كربلاء تا كاظمين، عبده الراجي علي موسي حسين).

قص الشارب

مسألة: يستحب قص الشارب، فقد روي علي بن جعفر عن أخيه أبي الحسن عليه السلام قال: سألته عن قص الشارب أمن السنة، قال: «نعم» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «من السنة أن تأخذ من الشارب حتي يبلغ الإطار» ().

أي: الفم، بأن لا يكون زائداً علي ذلك فيدخل في طعامه وشرابه.

وعن عبد الله بن عثمان أنه (رأي أبا عبد الله عليه السلام أحفي شاربه حتي ألصقه بالعسيب())().

وعن أبي عبد الله صلي الله عليه و اله قال: ذكرنا الأخذ من الشارب فقال: «نشرة() وهو من السنة» ().

وعنه عليه السلام قال: «كان شريعة إبراهيم عليه السلام بالتوحيد والإخلاص إلي أن قال: وزاده

في الحنيفية الختان وقص الشارب ونتف الإبط وتقليم الأظفار وحلق العانة، وأمره ببناء البيت والحج والمناسك، فهذه كلها شريعته عليه السلام» ().

وعنه عليه السلام قال: «قال الله عزوجل لإبراهيم عليه السلام: تطهر، فأخذ شاربه، ثم قال: تطهر، فنتف من إبطيه، ثم قال: تطهر، فقلم أظفاره، ثم قال: تطهر، فحلق عانته، ثم قال: تطهر، فاختتن» ().

وعنه عليه السلام في قوله تعالي: ?وإذ ابتلي إبراهيم ربه بكلمات فأتمهنّ?() قال: «انه ما ابتلاه الله به في نومه من ذبح ولده إسماعيل فأتمها إبراهيم وعزم عليها وسلم لأمر الله، فلما عزم قال الله تعالي له ثواباً له إلي أن قال: ?إني جاعلك للناس إماماً?()، ثم أنزل عليه الحنيفية. وهي عشرة أشياء، خمسة منها في الرأس وخمسة منها في البدن، فأما التي في الرأس: أخذ الشارب وأعفاء اللحي وطم الشعر والسواك والخلال، وأما التي في البدن: فحلق الشعر من البدن والختان وتقليم الأظفار والغسل من الجنابة والطهور بالماء، فهذه الحنيفية الطاهرة التي جاء بها إبراهيم عليه السلام فلم تنسخ ولا تنسخ إلي يوم القيامة وهو قوله: ?واتبع ملة إبراهيم حنيفاً?()» ().

ولا يخفي أن إبراهيم عليه السلام رأي في المنام مقدمات ذبح ولده، لا أصله، وقوله سبحانه: ?إني أري في المنام أني أذبحك?() أي أشرع في الذبح، بقرينة قوله تعالي: ?قد صدقت الرؤيا?().

كراهة تطويل الشارب

مسألة: يكره تطويل الشارب، علي ما في الروايات، قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «لا يطولن أحدكم شاربه، فان الشيطان يتخذه مجّناً يستتر به» ().

وعنه صلي الله عليه و اله فيما رواه إسماعيل بن مسلم عن جعفر بن محمد عليه السلام عن آبائه عليهم السلام عن النبي صلي الله عليه و اله قال: «لا يطولن أحدكم

شاربه ولا شعر إبطيه ولا عانته، فان الشيطان يتخذها مخبئاً يستتر بها» ().

وقال صلي الله عليه و اله: «حفوا الشوارب وأعفوا اللحي ولا تشبهوا باليهود» ().

ومن الواضح علي ما يستفاد من هذه الرواية أنه لا يصح قول من يحلق لحيته كل يوم معتذراً بأنه لا يصدق في المرة الثانية انه حلق، وهكذا، لأنه خلاف قوله صلي الله عليه و اله: «أعفوا اللحي».

وقال صلي الله عليه و اله: «ان المجوس جزوا لحاهم ووفروا شواربهم، وإنا نحن نجز الشوارب ونعفي اللحي وهي الفطرة» ().

وفي رواية عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عليهم السلام قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «حفوا الشوارب واعفوا اللحي ولا تشبهوا بالمجوس» ().

ولا منافاة بين الأمرين حيث كان بعض المجوس كذلك، وبعض اليهود أيضاً، والظاهر أن كلهم لم يكونوا علي هاتين الصفتين، فوردت الروايات بذكر الاثنين.

وعن الحبابة الوالبية قالت: رأيت أمير المؤمنين عليه السلام في شرطة الخميس ومعه درَّة لها سبابتان يضرب بها بياعي الجرّي والمارماهي() والزَّمار يقول: «لهم يا بياع مسوخ بني إسرائيل وجند بني مروان» فقام إليه فرات بن أحمق فقال: يا أمير المؤمنين وما جند بني مروان؟ قال: فقال له: «أقوام حلقوا اللحي وفتلوا الشوارب فمسخوا..» ().

في رواية أخري مثله، إلاّ أنه قال: «والزمير والطافي» ().

أقول: إن هذه من المحرمات البحرية حيث لا فلس لها، كما ذكره الفقهاء.

أخذ شعر الأنف

مسألة: يستحب أخذ الشعر من الأنف.

قال أبو عبد الله عليه السلام: «أخذ الشعر من الأنف يحسن الوجه» ().

وعن النبي صلي الله عليه و اله فيما رواه جعفر عن أبيه عليه السلام قال: «ليأخذ أحدكم من شاربه، والشعر الذي في أنفه، وليتعاهد نفسه، فان ذلك يزيد في جماله، وقد

كفي بالماء طيباً» ().

أي: لغسل الوجه ونحو ذلك به، فانه طيب، إذ لما يعرق البدن تنبعث منه رائحة كريهة فيطيبها بالماء، كما أن الغبار ونحو ذلك يوسخ الرأس والوجه وما أشبه فينظفه بالماء.

المشط

مسألة: المشط من المستحبات المؤكدة، وله فوائد جمة، قال الصادق عليه السلام: «المشط يذهب بالوباء وهو الحمي» ().

ولا يستبعد أن يراد بالوباء مطلق الأمراض لا الحمي فقط، وإنما الحمي مصداق ظاهر ذكره الإمام عليه السلام.

وفي رواية قال الراوي: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: «المشط يذهب بالوباء» ().

وفي رواية أخري قال أبو عبد الله عليه السلام: «كثرة المشط يقلل البلغم» ()، لأن البلغم مناف للحرارة والمشط يقلل الحرارة في الرأس والوجه.

تسريح الرأس

مسألة: يستحب تسريح شعر الرأس، وهو مما يزيد في جمال الإنسان ويؤثر في صحته.

فقد قال أبو عبد الله صلي الله عليه و اله: « … والمشط للرأس يذهب بالوباء» قال: قلت: وما الوباء؟ قال: «الحمي» ().

وقال عليه السلام: «مشط الرأس يذهب بالوباء ومشط اللحية يشد الأضراس» ().

وفي رواية عن النبي صلي الله عليه و اله قال: «كثرة تسريح الرأس تذهب بالوباء وتجلب الرزق وتزيد في الجماع» ().

وعن محمد بن علي بن الحسين قال الصادق عليه السلام: «مشط الرأس يذهب بالوباء» ().

تسريح اللحية

مسألة: يستحب تسريح شعر الوجه، قال أبو عبد الله صلي الله عليه و اله: « … والمشط للحية يشد الأضراس» ().

فإن الأضراس مرتبطة بعروق تتصل باللحية، وكأن المشط نوع رياضة للوجه.

وفي رواية قال أبو عبد الله عليه السلام: «تسريح العارضين يشد الأضراس، وتسريح اللحية يذهب بالوباء، وتسريح الذؤابتين يذهب ببلابل الصدر، وتسريح الحاجبين أمان من الجذام، وتسريح الرأس يقطع البلغم» ().

التمشيط لكل صلاة

مسألة: يستحب التمشيط لكل صلاة، قبلها وبعدها، سواء كانت فرضاً أم نفلاً.

روي محمد بن علي بن الحسين قال: سئل أبو الحسن الرضا عليه السلام عن قول الله عزوجل: ?خذوا زينتكم عند كل مسجد?() قال: «من ذلك التمشط عند كل صلاة» ().

أقول: المشط زينة من باب السبب والمسبب، لأنه يوجب الزينة والجمال.

وعن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: ?خذوا زينتكم عند كل مسجد? قال: «المشط، فإن المشط يجلب الرزق ويحسن الشعر وينجز الحاجة ويزيد في ماء الصلب ويقطع البلغم، وكان رسول الله صلي الله عليه و اله يسرح تحت لحيته أربعين مرّة ومن فوقها سبع مرات ويقول: إنه يزيد في الذهن ويقطع البلغم» ().

أقول: إن ما ذكر في أمثال هذه

الروايات مما لم نعرف حقيقة الارتباط بين سببها ومسببها، قد يكون لكونه سبباً معنوياً، فان الله جعل الأسباب والمسببات وهو يعلم بها فأخبر عنها علي لسان رسوله صلي الله عليه و اله وأهل بيت نبيه عليهم السلام.

فإنه قد نعلم بالأسباب والمسببات، وقد لا نعلم، وذلك في مثل جلب الرزق وإنجاز الحاجة وما أشبه، وإن كان ربما يعلل في أمثاله بمثل أن المشط يسبب النظافة والنظافة تجلب الرزق والناس يقبلون علي الإنسان النظيف فيوجب له الرزق وحسن المعاملة وكثرتها، وإنجاز الحاجة مطلق يشمل المادية مضافاً إلي المعنوية.

وفي رواية قال: سمعت أبي الحسن عليه السلام يقول: «المشط يذهب بالوباء، وكان لأبي عبد الله عليه السلام مشط في المسجد يتمشط به إذا فرغ من صلاته» ().

والمراد بالمسجد: مسجد بيته أو المسجد النبوي الشريف.

وعن أبي بصير قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قوله تعالي: ?خذوا زينتكم عند كل مسجد? قال: «هو التمشط عند كل صلاة فريضة ونافلة» ().

وعنه عليه السلام في قوله: ?خذوا زينتكم عند كل مسجد? قال: «إن أخذ الزينة التمشط عند كل صلاة» ().

وعنه عليه السلام في قوله عزوجل: ?خذوا زينتكم عند كل مسجد? «المشط فان المشط يجلب الرزق ويحسن الشعر» ().

ولا يخفي أن ما ذكر بالنسبة إلي المشط شأن كل جمال وزينة ولجهة النظافة وما أشبه، ومن المعلوم أن الإنسان النظيف يبتعد عن الأمراض، بالإضافة إلي إمكان كونه سبباً واقعياً لم نصل إليه بعد، كما سبق.

التمشيط من قيام

مسألة: يكره التمشط من قيام، فقد ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: «التمشط من قيام يورث الفقر» ().

وعن النبي صلي الله عليه و اله قال: «من مشط قائماً ركبه الدين» ().

وعن أبي الحسن موسي عليه السلام

قال: «لا تمتشط من قيام فانه يورث الضعف في القلب، وامتشط وأنت جالس فإنه يقوي القلب ويمخج الجلدة» ().

ومن الممكن علي ما سبق، أن تكون الأسباب بعضها واقعية، فإن الله سبحانه وتعالي جعل العلية بينهما، وقد ذكروها عليهم السلام لشمولية علمهم (صلوات الله عليهم).

من آداب تسريح الشعر

مسألة: هناك آداب في تسريح الشعر ينبغي مراعاتها، فعن أبي الحسن عليه السلام قال: «إذا سرّحت رأسك ولحيتك فأمرّ المشط علي صدرك فانه يذهب بالهم والوباء» ().

وفي رواية عن الصادق عليه السلام قال: «من سرّح لحيته سبعين مرّة وعدّها مرّة مرّة لم يطريه الشيطان أربعين يوماً» ().

وفي رواية: «كان رسول الله صلي الله عليه و اله يسرّح تحت لحيته أربعين مرّة ومن فوقها سبع مرات يقول: إنه يزيد في الذهن ويقطع البلغم» ().

أدعية التمشيط

مسألة: يستحب قراءة سورة القدر والعاديات، والدعاء بالمأثور عند التمشيط.

فقد روي أنه عليه السلام كان يبدأ في تسريح لحيته من تحت ويقرأ ?إنا أنزلناه في ليلة القدر?()» ().

وفي رواية: أنه عليه السلام كان يسرّح لحيته من تحت إلي فوق أربعين مرة ويقرأ ?إنا أنزلناه? ومن فوق إلي تحت سبع مرات ويقرأ ?والعاديات?() ويقول: «اللهم سرّح عني الهموم والغموم وحشة الصدور» ().

ولعل قراءة سورة العاديات لأنها سورة الفتح والجهاد وغلبة المسلمين علي المشركين، فيذكر الإنسان بضرورة تقدم المسلمين علي غيرهم في جميع مجالات الحياة.

كسب الماشطة

مسألة: لا بأس بكسب الماشطة، نعم يحرم عليها التدليس.

عن أبي عبد الله عليه السلام في حديث: «وكانت لأم حبيب أخت يقال لها أم عطية وكانت مقيِّنة يعني ماشطةً، فلما انصرفت أم حبيب إلي أختها أخبرتها بما قال لها رسول الله صلي الله عليه و اله فأقبلت أم عطية إلي النبي صلي الله عليه و اله فأخبرته بما قالت لها أختها، فقال لها رسول الله صلي الله عليه و اله: «ادني مني يا أم عطية إذا أنت قينتِ الجارية فلا تغسلي وجهها بالخرقة، فإن الخرقة تشرب ماء الوجه» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «دخلت ماشطة علي رسول الله صلي الله عليه و اله فقال لها: هل تركتي عملك أو أقمت عليه، فقالت: يا رسول الله أنا أعمله إلا أن تنهاني عنه فانتهي عنه، فقال: افعلي فإذا مشطتِ فلا تجلي الوجه بالخرق فإنه يذهب بماء الوجه، ولا تصلي الشعر بالشعر» ().

أقول: النهي عن وصل الشعر بالشعر لعله كان نوعاً من التدليس.

وفي رواية قال: سألته عن امرأة مسلمة تمشط العرائس ليس لها معيشة غير ذلك وقد دخلها ضيق، قال: «لا بأس ولكن لا

تصل الشعر بالشعر» ().

وعن الصدوق رحمة الله عليه قال: قال الصادق عليه السلام: «لا بأس بكسب الماشطة إذا لم تشارط وقبلت ما تعطي ولا تصل شعر المرأة بشعر امرأة غيرها، فأما شعر المعز فلا بأس بأن يوصل بشعر المرأة» ().

أقول: ولعل المراد وصل شعر المرأة الأجنبية، فتأمل.

وعن علي بن جعفر انه سأل أخاه موسي بن جعفر عليه السلام عن المرأة التي تحف الشعر من وجهها، قال: «لا بأس» ().

وعن سعد الإسكاف قال: سئل أبو جعفر عليه السلام عن القرامل التي تضعها النساء في رؤوسهن يصلنه بشعورهن، فقال: «لا بأس علي المرأة بما تزيّنت به لزوجها» قال: فقلت بلغنا أن رسول الله صلي الله عليه و اله لعن الواصلة والموصولة، فقال: «ليس هناك إنما لعن رسول الله الواصلة التي تزني في شبابها، فلما كبرت قادت النساء إلي الرجال، فتلك الواصلة والموصولة» ().

قال الشاعر:

ساحقت كاعباً وليطت فتياً

وزنت ثيباً وقادت عجوزا

دفن الشعر والأظفار والقاذورات

مسألة: يستحب دفن الشعر والأظفار والسن والدم والمشيمة والعلقة وما أشبه، ولا يتوهم قلتها، فإنها لو كانت لمدينة ذات ملايين أصبحت جبلاً من القذارات.

عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: ?ألم نجعل الأرض كفاتاً? أحياءً وأمواتاً?() قال: «دفن الشعر والظفر» ().

وفي رواية أخري قال: إن أبا جعفر عليه السلام انقلع ضرس من أضراسه فوضعه في كفه ثم قال: «الحمد لله» ثم قال: «يا جعفر إذا أنت دفنتني فادفنه معي»، ثم مكث بعد حين، ثم انقلع أيضاً آخر فوضعه علي كفه ثم قال: «الحمد لله يا جعفر إذا متّ فادفنه معي» ().

ولا نعرف السبب في أمره عليه السلام بدفن الأضراس معه عليه السلام إلا اعتبار أنه منه، وإلا فقد كان بعض شعر الرسول صلي الله

عليه و اله محفوظاً عند الأئمة عليهم السلام وبعضه محفوظ إلي اليوم، وقد كان بعضه عند خلفاء الأتراك في تركيا علي ما هو مشهور.

وقد جيء بشعرة من شعره صلي الله عليه و اله إلي مدينة كربلاء في سنة 1350 ه ق، وقد أرخ بعض الأدباء الفارسيين هذه الحادثة بحساب الجمل بقوله: (موي ييغمبر) أي شعر الرسول صلي الله عليه و اله، فيكون مجموعه 1310 ه ش.

أما أصل الدفن بالنسبة إلي غيرهم (صلوات الله عليهم) فقد ذكرنا في الأسنان وغيرها انها لو لم تدفن لكانت خلافاً للنظافة.

وعن الصادق عليه السلام قال: «يدفن الرجل أظفاره وشعره إذا أخذ منها وهي سنة» ().

وروي: أن من السنة دفن الشعر والظفر والدم().

والمراد بالدم أعم من دم الحجامة والفصد وغير ذلك.

وعن علي عليه السلام عن النبي صلي الله عليه و اله قال: «أمرنا بدفن أربعة: الشعر والسن والظفر والدم» ().

أقول: وهذا من باب الغلبة، وإلا فالأوساخ كثيرة وينبغي دفنها حتي لا تشكل ببقائها علي سطح الأرض مصدر ضرر علي الإنسان والبيئة.

وفي رواية: (إن رسول الله صلي الله عليه و اله كان يأمر بدفن سبعة أشياء من الإنسان: الشعر والظفر والدم والحيض والمشيمة والسن والعلقة)().

والظاهر أن المراد بالحيض فوط الحيض لا نفسه، فإن دم الحيض لا يجري علي الأرض، كما أن المراد الأعم من الحيض والاستحاضة والنفاس وما أشبه.

نتف الشيب

مسألة: جز الشمط() ونتف الشيب مكروه، وإن كان نتفاً للحية فلا يجوز إذا صار كالحلق.

قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «الشيب نور فلا تنتفوه» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «لا بأس بجز الشمط ونتفه، وجزّه أحب إلي من نتفه» ().

وعنه عليه السلام قال: «لا بأس بجز الشمط ونتفه من

اللحية» ().

وعن أمير المؤمنين فيما رواه أبو عبد الله (صلوات الله عليهما): «كان لا يري بجزّ الشيب بأساً ويكره نتفه» ().

ولعل كراهة النتف لأجل إزالة بصل الشعرة.

أما ما عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: «ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: الناتف شيبه والناكح نفسه والمنكوح في دبره» ().

فالظاهر أن المراد به نتف اللحية، والناكح نفسه هو المستمني، والمنكوح في دبره واضح.

وعن أمير المؤمنين عليه السلام في حديث أربعمائة قال: «لا ينتف الشيب فانه نور للمسلم، ومن شاب شيبة الإسلام كانت له نوراً يوم القيامة» ().

إلي غيرها من الروايات.

شعر الإبط

مسألة: يستحب إزالة شعر الإبط، ولا فرق في إزالة الشعر من البدن بين الطلي، أو الحرق إن أمكن، أو النتف، أو ما أشبه ذلك، وإن كان بعضها أفضل من بعض علي ما سيأتي.

عن أمير المؤمنين عليه السلام في حديث أربعمائة قال: «ونتف الإبط ينفي الرائحة المنكرة وهو طهور وسنة مما أمر به الطيب عليه السلام» ().

أقول: المراد بالطيب رسول الله صلي الله عليه و اله.

وعن هشام بن الحكم وحفص: (إن أبا عبد الله عليه السلام كان يطلي إبطيه بالنورة في الحمام)().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «قال رسول الله صلي الله عليه و اله لا يطولن أحدكم شعر إبطيه فإن الشيطان يتخذه مخبئاً يستتر به» ().

وفي رواية أخري قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «احلقوا شعر الإبط للذكر والأنثي» ().

وفي رواية أخري «احلقوا شعر البطن» ().

وقال علي عليه السلام: «نتف الإبط ينفي الرائحة المكروهة وهو طهور وسنة مما أمر به الطيب أبو القاسم عليه وعلي آله السلام» ().

الطلي مقدم

مسألة: الظاهر إن

طلي الإبط مقدم علي حلقه، وحلقه علي نتفه، ونتفه علي إحراقه، وهكذا، علي ما يستفاد من النصوص وغيرها.

قال عليه السلام: «حلقه أفضل من نتفه، وطليه أفضل من حلقه» ().

أقول: ولعل نتفه أفضل من إحراقه أو ما أشبه ذلك.

وعن علي بن أبي حمزة قال: دخلت مع أبي بصير الحمام، فنظرت إلي أبي عبد الله عليه السلام قد أطلي وأطلي إبطيه بالنورة، قال: فخبرت أبا بصير، فقال: أرشدني إليه لأسأله عنه، فقلت: قد رأيته أنا، فقال: أنت قد رأيته وأنا لم أره أرشدني إليه، قال: فأرشدته، فقال له: جعلت فداك أخبرني قائدي أنك أطليت وطليت إبطيك بالنورة، قال: «نعم يا أبا محمد إنّ نتف الإبطين يضعف البصر، اطل يا أبا محمد» قال: فقال: أطليت منذ أيام، فقال: «أطل فإنه طهور» ().

أقول: ان أبا بصير كان قد فقد بصره لأن هارون العباسي قد سجنه في طامورة تحت الأرض، علي ما كانت عادة هارون، وكذلك سائر الظلمة حيث يحبسون الأبرياء في غرف مظلمة، وإلي يومنا هذا، وقد بقي أبو بصير (رضوان الله عليه) عدة سنوات في السجن حتي فقد بصره وخرج أعمي.

وفي رواية عن سعدان قال: كنت مع أبي بصير في الحمام فرأيت أبا عبد الله عليه السلام يطلي إبطه فأخبرت بذلك أبا بصير فقال له: جعلت فداك أيّما أفضل نتف الإبط أو حلقه، فقال: «يا أبا محمد إن نتف الإبط يوهي أو يضعف أحلقه» ().

وعن عبد الله بن أبي يعفور قال: كنا بالمدينة فلاحاني زرارة في نتف الإبط وحلقه، فقلت: حلقه أفضل، وقال زرارة: نتفه أفضل، فاستأذنا علي أبي عبد الله عليه السلام فأذن لنا وهو في الحمام يطلي، قد اطلي إبطيه، فقلت لزرارة: يكفيك، فقال: لا لعله

فعل هذا لما لا يجوز لي أن أفعله، فقال: «فيم أنتم» فقلت: لاحاني زرارة في نتف الإبط وحلقه فقلت: حلقه أفضل وقال: نتفه أفضل، فقال عليه السلام: «أصبت السنة وأخطأها زرارة، حلقه أفضل من نتفه، وطليه أفضل من حلقه» ثم قال لنا: «اطليا» فقلنا: فعلنا ذلك منذ ثلاث، فقال: «أعيدوا فإن الإطلاء طهور» ().

وعن ابن أبي يعفور قال: «لاحاني زرارة في نتف الإبط وحلقه فقلت: نتفه أفضل من حلقه وطليه أفضل منهما جمعياً، ثم ذكر نحو الحديث السابق إلي أن قال: فقال أبو عبد الله عليه السلام: «أصبت السنة وأخطأها زرارة أما إن نتفه أفضل من حلقه وطليه أفضل منهما» ().

وعن يونس بن يعقوب قال: (بلغني أن أبا عبد الله عليه السلام ربما دخل الحمام متعمداً يطلي إبطيه وحده)().

أقول: أي بدون طلي العانة أو ما أشبه ذلك.

وفي الحديث: كان الصادق عليه السلام يطلي إبطيه في الحمام ويقول: «نتف الإبط يضعف المنكبين ويوهي ويضعف البصر» ().

شعر العانة

مسألة: يكره للرجل ترك شعر عانته أكثر من أربعين يوماً، وترك المرأة لها أكثر من عشرين يوماً، ويستحب أن يقترض لذلك إذا لم يجد المال.

عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يترك عانته فوق أربعين يوماً، ولا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تدع ذلك منها فوق عشرين يوماً» ().

والظاهر أن إطلاق المرأة يشمل غير المتزوجة أيضاً، وأما المتزوجة فالفضل أكثر، من غير فرق بين أن تكون صغيرة أو كبيرة ولو كانت يائسة.

وقال أبو عبد الله عليه السلام: «السنة في النورة في كل خمسة عشر يوماً، فمن أتت عليه عشرون يوماً فليستدين الله تعالي

وليتنور، ومن أتت عليه أربعون يوماً ولم يتنور فليس بمؤمن ولا مسلم ولا كرامة» ().

أقول: أي أنه ليس بمؤمن كامل ولا مسلم كامل، ولا كرامة له عندنا أو عند الله سبحانه وتعالي من هذه الجهة.

وقال رسول الله صلي الله عليه و اله: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يترك حلق عانته فوق الأربعين فان لم يجد فليستقرض (علي الله) بعد الأربعين ولا يؤخر» ().

العانة وأطرافها

مسألة: الظاهر أن استحباب حلق العانة أو نتفها أو تنويرها أعم من العورة ومما فوقها، وبين الفخذ والعورة، وما تحت العورة، للإطلاق المستفاد منه ذلك.

كما أنه يكره ترك شعر الإبط والعانة، فان كلا الأمرين محكوم بالحكم الشرعي، فالإطالة مكروه والحلق وما أشبه مستحب، وإن لم يكن تلازم بين الحكمين في كثير من الأحكام.

عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «لا يطولنّ أحدكم شاربه ولا عانته ولا شعر إبطه فان الشيطان يتخذها مخبأً يستتر بها» ().

أقول: الظاهر استتار الشيطان بالشعر الموجود في هذه الأماكن، فإنه جسم خفيف كالهواء، والاستتار عند هذه الأماكن سهل بالنسبة إليه.

المسح بالماء

مسألة: يستحب للإنسان إذا حلق رأسه أو قلم أظفاره أو أخذ شعر عانته أو تحت إبطه أو ما أشبه، أن يمسحها بالماء، ولا تجب إعادة الصلاة لمن ترك ذلك حتي صلي.

فقد روي علي بن جعفر عن أخيه موسي عليه السلام قال: سألته عن رجل أخذ من شعره ولم يمسحه بالماء ثم يقوم فيصلي، قال: «ينصرف ويمسحه بالماء، ولا يعيد صلاته تلك» ().

ولا فرق في هذه الأمور بين الحلق والنتف والحرق والتنوير فإنه لا دليل علي وجوب الإعادة كما ذكره الفقهاء في أبوابها.

تقليم الأظفار

مسألة: يستحب

تقليم أظفار اليدين والرجلين، ويكره تركها حتي تطول.

عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ¬قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «تقليم الأظفار يمنع الداء الأعظم ويزيد في الرزق» ().

وفي رواية أخري: «ويدّر الرزق ويورده» ().

أقول: تقدم الكلام في السبب، والمراد بالداء الأعظم الحمّي أو أعم من ذلك.

وعن أبي جعفر عليه السلام قال: «إنما قصت الأظفار لأنها مقيل الشيطان ومنه يكون النسيان» ().

فإن الشيطان يختبأ في محل تجمع الأوساخ كتحت الإبط وتحت الظفر الزائد وما أشبه ذلك.

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «إن أستر وأخفي ما يُسلِّط الشيطان من ابن آدم أن صار يسكن تحت الأظافير» ().

وعنه عليه السلام قال: «من السنة تقليم الأظفار» ().

وعنه عليه السلام قال: «احتبس الوحي علي النبي صلي الله عليه و اله فقيل: احتبس الوحي عنك، قال: فقال رسول الله صلي الله عليه و اله: وكيف لا يحتبس الوحي عني وأنتم لا تقلمون أظفاركم ولا تنقون روائحكم» ().

والمراد بتنقية الروائح: الروائح النتنة كتحت الإبط وغيره مما يحدثه العرق وما أشبه.

وفي رواية عن النبي صلي الله عليه و اله قال: «خمس من الفطرة: تقليم الأظفار وقص الشارب ونتف الإبط وحلق العانة والاختتان» ().

والظاهر أنه لا فرق بين الذكر والأنثي بالنسبة إلي نتف الإبط وحلق العانة، وأما الإختتان بالنسبة إلي النساء مكرمة كما في روايات خفض الجواري().

وفي حديث أربعمائة: «وتقليم الأظفار يمنع الداء الأعظم ويدرّ الرزق» ().

آداب تقليم الأظافر

مسألة: هناك آداب لتقليم الأظافر ينبغي مراعاتها.

روي عنهم عليهم السلام: «قلم أظفارك وابدأ بخنصرك من يدك اليسري واختم بخنصرك من يدك اليمني وخذ شاربك وقل حين تريد ذلك «بسم الله وبالله وعلي ملة رسول الله صلي الله عليه و اله» فإنه من فعل

ذلك كتب الله له بكل قلامة وجزازة عتق رقبة ولم يمرض إلا المرض الذي يموت فيه» ().

وقال أبو عبد الله عليه السلام: «تقليم الأظفار يوم الجمعة يؤمن من الجذام والجنون والبرص والعمي فإن لم تحتج فحكها حكا» ().

مسألتان

مسألتان: لا فرق في قص الأظفار بين أن يكون ذلك بالمقص أو غيره من الوسائل الحديثة، كما لا فرق بين الابتداء بهذه الإصبع أو تلك، وإن كان المستحب في قصّ الأظفار أن يبدأ بخنصره.

كما في رواية ابن أبي عمير التي رفعها.

وعن محمد بن علي بن الحسين قال: «وروي أنه من يقلم أظفاره يوم الجمعة يبدأ بخنصره من اليد اليسري ويختم بخنصره من اليد اليمني» ().

أقول: والمراد بذلك الترتيب من الأولي إلي الأخيرة.

في أي الأيام شاء

مسألة: إذا طالت الأظفار أو الشارب فيؤخذها في أي الأيام شاء، وفي الحديث أنه قيل للصادق عليه السلام: «إن أصحابنا يقولون إنما أخذ الشارب والأظفار يوم الجمعة، فقال: «سبحان الله خذها إن شئت في يوم الجمعة، وإن شئت في سائر الأيام» ().

ومعني ذلك أنه إذا ما طالت الأظفار واتسخت تؤخذ وان لم يكن في يوم الجمعة، ولذا قال الإمام الصادق عليه السلام في تفسير هذه الرواية: «قصّها إذا طالت» ().

فصل: الطيب وآدابه

استحباب الطيب والتطيب

مسألة: يستحب التطيب بمختلف أنواع الطيب مما يسمي طيباً، سواء كان من ورد أو عود أو ما أشبه ذلك.

وقد أكثرت الروايات في الاستحباب، ففي رواية قال: سمعت علي بن موسي الرضا عليه السلام يقول: «ثلاث من سنن المرسلين: العطر وأخذ الشعر وكثرة الطروقة» ().

وقد سبق أن المراد بكثرة الطروقة الاعتدال فيها، لما ورد في بعض الروايات من عدم استحباب الكثرة الزائدة، حيث قال عليه السلام: «من أراد البقاء ولا بقاء، فليباكر الغذاء، وليخفف الرداء،

وليقل غشيان النساء» ().

وعن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: «الطيب من أخلاق الأنبياء» ().

وعن العباس بن موسي قال سمعت أبي عليه السلام يقول: «العطر من سنن المرسلين» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «العطر من سنن المرسلين» ().

وفي رواية عن أبي عبد الله عليه السلام قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «ما أصيب من دنياكم إلا النساء والطيب» ().

وواضح أن الأمرين للتعليم والإرشاد، وإلا لم يكن الرسول صلي الله عليه و اله محتاجاً إلي النساء، فإن الدنيا وما فيها لا شيء عنده، ولا إلي الطيب لطيبه الذاتي.

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «ثلاث أعطيهن الأنبياء عليهم السلام، العطر والأزواج والسواك» ().

ولعل التأكيد علي الأزواج في هذه الروايات حتي لا يتوهم أن ترك الزواج هو المستحب كما فعله عيسي عليه السلام ويحيي عليه السلام والسيدة مريم الصديقة عليها السلام، قال سبحانه بالنسبة إلي يحيي عليه السلام: ?وسيداً وحصوراً ونبياً من الصالحين?().

وعن أنس عن النبي صلي الله عليه و اله قال: «حببت إليّ من الدنيا ثلاث: النساء والطيب، وجعلت قرّة عيني في الصلاة» ().

وفي رواية أخري عن النبي صلي الله عليه و اله قال: «حبب إليّ من دنياكم: النساء والطيب وجعل قرة عيني في الصلاة» ().

من فوائد الطيب

مسألة: للطيب فوائد مذكورة في الروايات، فمنها ما رواه أبو بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «الطيب يشدّ القلب» ().

و ما رواه علي بن رئاب، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «الريح الطيبة تشدّ القلب وتزيد في الجماع» ().

وعن الرضا عليه السلام عن آبائه عليهم السلام

عن علي عليه السلام قال: «الطيب نشرة، والغسل نشرة، والركوب نشرة، والنظر إلي الخضرة نشرة» ().

التطيب بالمسك

مسألة: يستحب التطيب بالمسك، فعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «إن رسول الله صلي الله عليه و اله كان يتطيب بالمسك حتي يري وبيصه() في مفارقه» ().

وعن الأشعري قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن المسك، هل يجوز اشتمامه فقال: «إنا لنشمه» ().

وعن أبي الحسن عليه السلام قال: «كان يري وبيص المسك في مفرق رسول الله صلي الله عليه و اله» ().

وعن علي بن جعفر عن أخيه أبي الحسن عليه السلام قال: سألته عن المسك في الدهن أيصلح، قال: «إني لأصنعه في الدهن ولا بأس» ().

تطييب الشارب

مسألة: يستحب في الطيب أمور، منها: أن يجعل الطيب في شاربه.

عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: «الطيب في الشارب من أخلاق النبيين عليهم السلام وكرامة للكاتبين» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «الطيب في الشارب من أخلاق الأنبياء وكرامة للكاتبين» ().

فلعل الملائكة علي معنوياتهم وجلالة قدرهم وسمو مكانتهم يأنسون إلي الطيب، كما ورد في بعض الروايات بالنسبة إلي الملكين مما يرتبط بالماديات والمعنويات.

النساء والطيب

مسألة: يستحب الطيب للنساء، لكن إذا أردن الخروج من المنزل فينبغي أن لا يكون لطيبهن ريح يشمه الأجنبي، وعلي ذلك يحمل ما رواه السكوني عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «طيب النساء ما ظهر لونه وخفي ريحه، وطيب الرجال ما ظهر ريحه وخفي لونه» ().

وذلك لوضوح استحباب الطيب حتي للنساء للاطلاقات، ولما يظهر من عمل بعض نساء رسول الله صلي الله عليه و اله وما فعله الرسول صلي الله عليه و اله

بالنسبة إلي الزهراء (عليها الصلاة والسلام)، فتحمل هذه الرواية في حالة خروج المرأة من المنزل أو ما أشبه ذلك.

الطيب كل يوم

مسألة: يستحب أن لا يدع الإنسان الطيب في كل يوم، فعن معمر بن خلاد عن أبي الحسن عليه السلام قال: «لا ينبغي للرجل أن يدع الطيب في كل يوم» ().

الطيب للخروج من المنزل

مسألة: يستحب للرجل إذا أراد الخروج من المنزل أن يتطيب، فعن الوشاء قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: «كان لعلي بن الحسين عليه السلام أشبيدانة رصاص معلقة فيها مسك، فإذا أراد أن يخرج ولبس ثيابه تناولها وأخرج منها فتمسح به» ().

وعن إسحاق بن عمار قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: (إني أعامل التجار فأتهيَّا للناس كراهة أن يروا بي خصاصة فاتخذ الغالية، فقال: «يا إسحاق إن القليل من الغالية يجزي وكثيرها سواء، من أخذ من الغالية قليلاً دائماً أجزأه ذلك»، قال إسحاق: وأنا أشتري منها في السنة بعشرة دراهم فأكتفي بها وريحها ثابت طول الدهر)().

من التطيب المستحب

مسألة: يستحب الطيب أول النهار، ويستحب للصلاة، وبعد الوضوء، ولدخول المساجد، فان كل ذلك بالإضافة إلي الأدلة الخاصة يشملها الإطلاقات والعمومات.

عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «من تطيب أول النهار لم يزل عقله معه إلي الليل» ().

والظاهر أن المراد بذلك تقويته للعقل والإدراك، فان العقل قد يكون موهوباً وقد يكون مكتسباً.

الإنفاق في الطيب

مسألة: يستحب الإنفاق في الطيب، فعن إسحاق الطويل العطار، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «كان رسول الله صلي الله عليه و اله ينفق في الطيب أكثر مما ينفق في الطعام» ().

وفي رواية مرفوعة قال عليه السلام: «ما أنفقت في الطيب فليس بسرف» ().

وفي رواية قال الراوي: قلت لأبي جعفر الثاني

عليه السلام: ما تقول في المسك، فقال: «إن أبي أمر فعمل له مسك في بان() بسبعمائة درهم، فكتب إليه الفضل ابن سهل يخبره أن الناس يعيبون ذلك، فكتب إليه: يا فضل أما علمت أن يوسف عليه السلام وهو نبي كان يلبس الديباج مزرّراً بالذهب، ويجلس علي كراسي الذهب، ولم ينقص ذلك من حكمته شيئاً، قال: ثم أمر فعملت له غالية() بأربعة آلاف درهم» ().

إهداء الطيب

مسألة: يستحب إهداء الطيب وأن يقدمه الإنسان لغيره، فعن الحسن بن جهم قال: دخلت علي أبي الحسن عليه السلام فاخرج إلي مخزنة فيها مسك وقال: «خذ من هذا»، فأخذت منه شيئاً فتمسحت به، فقال: «أصلح واجعل في لبتك منه»، قال: فأخذت منه قليلاً فجعلته في لبتي، فقال لي: «اصلح»، فأخذت منه أيضاً فمكث في يدي منه شيء صالح، فقال لي: «اجعل في لبتك ففعلت» ().

أقول: أي قال الإمام عليه السلام مرة ثانية ذلك حتي يكثر من الطيب في لبته().

وفي رواية قال: (أخرج إليّ أبو الحسن عليه السلام مخزنة فيها مسك من عتيدة آبنوس فيها بيوت كلها مما يتخذها النساء)().

كراهة رد الطيب

مسألة: يكره رد الطيب وكذلك سائر الكرامات.

ففي الحديث عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن الرجل يرد الطيب، قال: «لا ينبغي له أن يرد الكرامة» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «أتي أمير المؤمنين عليه السلام بدهن وقد كان أدهن، فأدهن، فقال: إنا لا نرد الطيب» ().

أقول: يستفاد من آخر الحديث أن الدهن كان دهن طيب أو كان مطيّباً.

وعن أبي الحسن الأول عليه السلام في حديث قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: «لا يأبي الكرامة إلا حمار، قال: قلت: ما معني ذلك؟ قال: قال: الطيب والوسادة وعدّ أشياء» ().

ومن الواضح أن الكرامة موضوع يكثر مصاديقها.

وعن عيسي بن عبد الله، عن أبيه، عن جده، عن علي عليه السلام «إن النبي صلي الله عليه و اله كان لا يرد الطيب والحلواء» ().

من مصاديق الطيب

مسألة: الطيب واستحبابه يشمل كل ما يسمي عرفاً بالطيب.

أما ما ورد عن عبد الغفار قال: «سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: الطيب المسك والعنبر والزعفران والعود» ()، فالظاهر أنها بيان لبعض

المصاديق وقد تكون أفضل، وإلا فالطيب يشمل كل الطيب، وتشمله الإطلاقات المتقدمة في سائر الروايات المذكورة وغيرها.

الخلوق

مسألة: من أنواع الطيب الخلوق()، وله آداب، ففي الحديث قال عليه السلام:

«لا بأس بأن تمس الخلوق في الحمام أو تمسح به يدك تداوي به ولا أحب إدمانه» ().

وعن زرارة قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن الخلوق آخذ منه، قال: «لا بأس ولكن لا أحب أن تدوم عليه» ().

أقول: لا يبعد إرادة الإمام عليه السلام من الإدمان للتطيب بسائر أقسام الطيب، وإلا فإن الاطلاقات تشمل الإدمان علي الطيب، ومن الواضح أن غير الخلوق أفضل من الخلوق.

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال في حديث: «وإنه ليعجبني الخلوق» ().

وعنه عليه السلام قال: «لا بأس أن تمس الخلوق في الحمام، أو تمس به يديك من الشقاق تداويهما به، ولا أحب إدمانه»، وقال: «لا بأس أن يتخلق الرجل ولكن لا يبيت متخلقاً» ().

أقول: الظاهر أنه إذا أراد المبيت نظف مكان الخلوق بالماء ونحو ذلك.

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «لا بأس أن يتخلق الرجل لامرأته ولكن لا يبيت متخلقاً» ().

وعن أبي جعفر عليه السلام قال: «لا بأس بأن يتخلق الرجل ولكن لا يبيت متخلقاً» ().

وفي رواية عن جعفر بن محمد عليه السلام قال: «لا بأس بالخلوق في الحمام ويمسح يديه ورجليه من الشقاق بمنزلة الدواء وما أحب إدمانه» ().

أقول: ولا يبعد أن يكون الخلوق في هذه الروايات التي نهت عنه ما له رائحة غير محبوبة أو ما أشبه ذلك، وإلا فقد ورد عن محمد بن الفيض قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: «إنه ليعجبني الخلوق» ().

الطيب والطعام

مسألة: كما يستحب الطيب علي اللباس والبدن، يستحب اصطباغ الطعام به.

عن علي بن

جعفر في كتابه عن أخيه عليه السلام قال: سألته عن المسك والعنبر وغيره من الطيب يجعل في الطعام، قال: «لا بأس» ().

وفي رواية أخري: وسألته عن المسك يصلح في الدهن، قال عليه السلام: «إني لأصنعه في الدهن ولا بأس» ().

ويدل بالملاك علي استحبابه في سائر الأطعمة، بل لعل الملاك يشمل الأشربة أيضاً في الجملة.

حرز للطيب

مسألة: يستحب للطيب كتابة بعض الأدعية والآيات الكريمة من القرآن الكريم، ففي رواية عن معمر بن خلاد قال: (أمرني أبو الحسن الرضا عليه السلام فعملت له دهنا فيه مسك وعنبر، وأمرني أن أكتب في قرطاس آية الكرسي وأم الكتاب والمعوذتين وقوارع من القرآن وأجعله بين الغلاف والقارورة، ففعلت ثم أتيته، فتغلف به وأنا أنظر إليه) ().

استحباب البخور والتجمير

مسألة: من المستحب البخور والتجمير.

عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «ينبغي للمرء المسلم أن يدخن ثيابه إذا كان يقدر» ().

وعن مرازم قال: دخلت مع أبي الحسن عليه السلام الحمام فلما خرج إلي المسلخ دعا بمجمرة فتجمر بها، ثم قال: «جمّروا مرازم»، قال: قلت: من أراد أن يأخذ نصيبه يأخذ، قال: «نعم» ().

وفي رواية عن الحسن بن الجهم قال: (خرج إليّ أبو الحسن عليه السلام فوجدت منه رائحة التجمير)().

وعن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: «إنما شفاء العين قراءة الحمد والمعوذتين وآية الكرسي والبخور بالقسط والمرّ واللبان» ().

وفي رواية عن عذر وهي اسم امرأة قالت:

اشتُريت مع عدة من الجواري فحُملنا إلي المأمون، فوهبني للرضا عليه السلام، فسُئلت عن أحوال الرضا عليه السلام فقالت: ما أذكر منه إلا أني كنت أراه يتبخر بالعود الهندي السنّي، ويستعمل بعده ماء ورد ومسكا، وكان عليه السلام إذا صلي الغداة وكان يصليها في أول وقت، ثم يسجد فلا يرفع رأسه

إلي أن ترتفع الشمس، ثم يقوم فيجلس للناس أو يركب، ولم يكن أحد يقدر أن يرفع صوته في داره كائناً من كان، إنما يتكلم الناس قليلاً قليلاً ().

ماء الورد

مسألة: يستحب مسح الوجه بماء الورد، ففي الحديث عن أصحاب العصمة (سلام الله عليهم): «من مسح وجهه بماء الورد لم يصبه في ذلك اليوم بؤس ولا فقر» ().

فصل: التدهين وآدابه

من فوائد التدهين

مسألة: يستحب التدهين علي ما جاء في الروايات.

عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: «الدهن يلين البشرة ويزيد في الدماغ ويسهل مجاري الماء ويذهب القشف ويسفر اللون» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «تدهنوا فإنه يظهر الغني» ().

وعن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال: «الدهن يظهر الغني، والثياب تظهر الجمال، وحسن الملكة يكبت الأعداء» ().

أقول: الظاهر أن المراد من حسن الملكة حسن التصرف، فإن الإنسان إذا أحسن تصرفه في أخذه وعطائه وذهابه ومجيئه وسائر شؤونه كبتت أعداؤه، فإنهم يعرفون بعدم تمكنهم عليه.

وفي الحديث: «كان النبي صلي الله عليه و اله يحب الدهن، ويكره الشعث، ويقول: إن الدهن يذهب البؤس، وكان يدهن بأصناف من الدهن، وكان إذا أدهن بدأ برأسه ولحيته، ويقول: إن الرأس قبل اللحية، وكان صلي الله عليه و اله يدهن بالبنفسج ويقول: هو أفضل الأدهان، وكان صلي الله عليه و اله إذا أدهن بدأ بحاجبيه ثم شاربيه ثم يدخل في أنفه ويشمه، ثم يدهن رأسه وكان يدهن حاجبيه من الصداع، ويدهن شاربيه بدهن سوي دهن لحيته» ().

أقول: لا يخفي أن الادهان سواء بالدهون العادية أو بدهن الأعشاب يؤثر في رفع الأمراض وتقوية الأعصاب وتقوية المخ وما أشبه ذلك مما ذكره الأطباء في كتبهم الطبية.

دهن الليل

مسألة: من المستحب التدهين ليلاً، فعن أبي جعفر عليه السلام قال: «دهن الليل يجري في العروق ويروّي البشرة ويبيض الوجه» ().

وفي حديث آخر عن الباقر عليه السلام قال: «دهن الليل يجري

في العروق ويربي البشرة» ().

التبرع بالدهن

مسألة: يستحب التبرع بالدهن للمؤمن.

عن بشير الدهان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «من دهن مؤمناً كتب الله له بكل شعرة نوراً يوم القيامة» ().

دعاء التدهين

مسألة: يستحب الدعاء بالمأثور عند الدهان.

عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «إذا أخذت الدهن علي راحتك فقل: (اللهم إني أسألك الزين والزينة والمحبة، وأعوذ بك من الشين والشنآن والمقت) ثم أجعله علي يافوخك، أبدأ بما بدأ الله به» ().

والظاهر: أن المراد من (بدأ الله) يعني بالخلقة في الإنسان القائم.

لا إفراط ولا تفريط

مسألة: يكره للرجل الإدمان في التدهين بحيث يكون إفراطاً، بل ينبغي أن لا يفرط ولا يفرّط، كما في سائر الموارد.

عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «لا يدهن الرجل كل يوم يري الرجل شعثاً

لا يري متزلقاً كأنه امرأة» ().

وفي رواية أخري قلت: لأبي عبد الله عليه السلام: أخالط أهل المروءة من الناس وقد اكتفي من الدهن باليسير فأتمسح به كل يوم، فقال: «ما أحب لك ذلك» فقلت: يوم ويوم لا، فقال: «وما أحب لك ذلك»، قلت: يوم ويومين لا، فقال: «الجمعة إلي الجمعة، يوم ويومين» ().

وفي رواية قلت لأبي عبد الله عليه السلام: (في كم أدهن، قال: «في كل سنة مرة» فقلت: إذن يري الناس بي خصاصة، فلم أزل أماكسه، فقال: «ففي كل شهر مرة» لم يزدني عليها)().

وواضح أن هذه الأمور من المراتب، والمراتب مختلفة كسائر الشؤون، فيلزم أن لا يكون إسرافاً ولا يكون كالمرأة، فإن النساء يدهنّ كل يوم غالباً.

دهن البنفسج وفضله

مسألة: يستحب الإدهان بالبنفسج، فإنه سيد الأدهان علي ما في الروايات.

عن هشام بن الحكم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «البنفسج سيد أدهانكم» ().

وقال عليه السلام: «ما يأتينا من ناحيتكم شيء أحب إلينا من البنفسج» ().

وعن محمد بن الفيض قال: ذكرت عند أبي عبد الله عليه السلام الادهان، فذكر البنفسج وفضله، فقال: «نعم الدهن البنفسج، ادهنوا به، فإن فضله علي الأدهان

كفضلنا علي الناس» ().

وعنه عليه السلام قال: «مثل البنفسج في الأدهان مثلنا في الناس» ().

أقول: الظاهر أن أمثال هذه الألفاظ لبيان أصل الأفضلية لا المقدار كما هو واضح.

وفي رواية عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «مثل البنفسج في الدهن كمثل شيعتنا في الناس» ().

وقال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «عليكم بدهن البنفسج فان له فضلا علي الادهان كفضلي علي سائر الخلق» ().

وفي رواية: إن جعفر بن محمد عليه السلام دعا بدهن فادهن به، وقال: «ادهن»، قلت: قد ادهنت، قال: «إنه البنفسج»، قلت: وما فضل البنفسج، فقال: «حدثني أبي عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: فضل البنفسج علي الادهان كفضل الإسلام علي سائر الأديان» ().

وعن علي بن الحسين عليه السلام في حديث طويل: أنه أتي بالدهن فقال: «ادهن يا أبا عبد الله» والمراد بأبي عبد الله الزهري قلت: قد ادهنت، قال: «انه البنفسج» قلت: وما فضل البنفسج علي سائر الأدهان، قال: «كفضل الإسلام علي سائر الأديان» ().

وعن هشام بن الحكم قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: «دهن البنفسج سيد الأدهان» ().

وعنه عليه السلام: «نعم الدهن البنفسج، ادّهنوا به فان فضله علي سائر الأدهان كفضلنا علي سائر الناس» ().

وعنه عليه السلام أنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «عليكم بدهن البنفسج فان فضل البنفسج علي سائر الأدهان كفضل أهل البيت علي سائر الناس» ().

والبنفسج يدهن به كما أنه يشرب مطبوخاً كدواء. وكذلك يستعمل فتيته سعوطاً للجراح والحمي والصداع وغير ذلك، فانه من الأدوية العامة النافعة والمتداولة في العراق وإيران والهند وما أشبه من البلاد.

من خواص البنفسج

في الحديث عن الرضا عليه السلام عن

آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «ادهنوا بالبنفسج فانه بارد في الصيف حارٌ في الشتاء» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام: «مثل البنفسج في الادهان كمثل المؤمن في الناس، ثم قال: انه حار في الشتاء، بارد في الصيف، وليس لسائر الأدهان هذه الفضيلة» ().

في رواية قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فدخل عليه مهزم، فقال لي أبو عبد الله عليه السلام: «ادع لنا الجارية تجئنا بدهن وكحل»، فدعوت بها، فجاءت بقارورة بنفسج وكان يوماً شديد البرد، فصبّ مهزم في راحته منها، ثم قال: جعلت فداك هذا بنفسج وهذا البرد الشديد، فقال: «وما باله يا مهزم» فقال: إن متطببينا بالكوفة يزعمون أن البنفسج بارد، فقال: «هو بارد في الصيف لين، حار في الشتاء» ().

ولا يخفي أن الهواء والأرض والشرائط وما أشبه تؤثر في القوة والضعف، وهكذا الحرارة والبرودة كما هو مخصوص بالجملة ومذكور في الطب.

وفي رواية صالح بن عقبة عن أبيه قال: أهديت إلي أبي عبد الله عليه السلام بغلة فصرعت الذي أرسلت بها معه فأمّته فدخلنا المدينة فأخبرنا أبا عبد الله عليه السلام فقال: «أفلا اسعطتموه بنفسجاً»، فاسعط بالبنفسج فبرأ، ثم قال: «يا عقبة إن البنفسج بارد في الصيف، حار في الشتاء، ليّن علي شيعتنا، يابس علي عدوّنا، لو يعلم الناس ما في البنفسج قامت أوقيته بدينار» ().

ومعني قوله: يابس علي عدونا، أي أنهم يتركونه، فهو لفظ كناية.

من فوائد البنفسج

عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «فضل البنفسج علي الادهان كفضل الإسلام علي الأديان، نعم الدهن البنفسج، ليذهب بالداء من الرأس والعينين، فادهنوا به» ().

وعن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير

المؤمنين عليه السلام: «استعطوا بالبنفسج فان رسول الله صلي الله عليه و اله قال: لو يعلم الناس ما في البنفسج لحسوه حسوا» ().

وعن علي بن أسباط رفعه قال عليه السلام: «دهن الحاجبين بالبنفسج يذهب بالصداع» ().

الأدهان الأخري

مسألة: يستحب الدهان بدهن الزنبق والسعوط به، وكذلك السعوط بدهن السمسم، مضافاً إلي أدهان أخري وردت في الروايات، كدهن الخيري والبان وغيرها، فذكرتها دواءً، وتفصيل الكلام حولها في الطب.

فقد روي عن النبي صلي الله عليه و اله قال: «إنه ليس شيء خيراً للجسد من دهن الزنبق يعني الرازقي» ().

وفي رواية أخري قال: «كان أبو الحسن موسي عليه السلام يستعط بالشليثا وبالزنبق الشديد الحر خسفيه، وكان الرضا عليه السلام يستعط به، فقلت: لعلي بن جعفر لم ذلك؟ فقال علي: ذكرت ذلك لبعض المتطببين فذكر أنه جيد للجماع» ().

وفي رواية عن ابن عباس قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «ليس شيء خيراً للجسد من الرازقي»، قلت: وما الرازقي، قال: «الزنبق» ().

وعن الصادق عليه السلام قال: «الرازقي أفضل ما دهنتم به الجسد» ().

وعن الباقر عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «ليس شيء من الادهان أنفع للجسد من دهن الزنبق، إن فيه لمنافع كثيرة وشفاءً من سبعين داء» ().

وفي رواية أخري عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: «عليكم بالكيس تدهنوا به، فان فيه شفاء من سبعين داء»، قلنا: يا ابن رسول الله وما الكيس؟ قال: «الزنبق، يعني الرازقي» ().

أقول: و(سبعين داء) إما عدد واقعي، وإما لبيان الكثرة من باب ?ان تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم?().

وعن أبي عبد الله عليه السلام: «إن رسول الله صلي الله عليه و اله كان إذا اشتكي

رأسه استعط بدهن الجلجلان وهو السمسم» ().

وفي رواية أخري عن أبي عبد الله عليه السلام: «إن النبي صلي الله عليه و اله كان يحب أن يستعط بدهن السمسم» ().

شم الريحان

مسألة: يستحب إذا شم الإنسان الريحان أن يضعه علي عينيه، كما أنه يكره رده ممن يقدّمه له.

عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «إذا أتي أحدكم بريحان فليشمه وليضعه علي عينيه فانه من الجنة» ().

والظاهر أن الوضع علي العينين من باب الاحترام وربما كان مفيداً

للعين.

وقال النبي صلي الله عليه و اله: «إذا أتي أحدكم بريحان فليشمه وليضعه علي عينيه فإنه من الجنة، وإذا أتي أحدكم به فلا يرده» ().

وعن يونس قال عليه السلام: (دخلت علي أبي عبد الله عليه السلام وفي يده مخضبة فيها ريحان) ().

والظاهر أن الريحان هي الأوراق الرطبة العطرة.

وفي رواية هاشم الجعفري قال: دخلت علي أبي الحسن صاحب العسكر عليه السلام فجاء صبي من صبيانه فناوله وردة فقبّلها ووضعها علي عينيه، ثم ناولنيها قال: «يا أبا هاشم من تناول وردة أو ريحانة فقبّلها ووضعها علي عينيه ثم صلّي علي محمد وآل محمد الأئمة كتب الله له الحسنات مثل رمل عالج ومحا عنه من السيئات مثل ذلك» ().

و(عالج) صحراء بذلك اليوم معروف.

وعن مالك الجهني قال: ناولت أبا عبد الله عليه السلام شيئاً من الرياحين فأخذه فشمه ووضعه علي عينيه ثم قال: «من تناول ريحانة فشمها ووضعها علي عينيه، ثم قال: اللهم صل علي محمد وآل محمد لم تقع علي الأرض حتي يغفر له» ().

وفي رواية عن الصادق عليه السلام قال: «الريحان واحد وعشرون نوعاً سيدها آلاس» ().

وعن الرضا عليه السلام عن آبائه عليهم السلام عن علي عليه السلام قال: «حباني رسول الله صلي الله

عليه و اله بالورد بكلتا يديه فلما أدنيته إلي أنفي قال: أما إنه سيد ريحان الجنة بعد الآس» ().

إلي غيرها من الروايات الكثيرة في هذه الأبواب.

فصل: السواك وآدابه

استحباب السواك

مسألة: السواك من المستحبات الأكيدة، والآداب والسنن المؤكدة، ومن الواضح تأثيره الصحي، وقد وردت فيه روايات كثيرة نذكر بعضها.

عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال النبي صلي الله عليه و اله: «مازال جبرائيل يوصيني بالسواك حتي خفت أن أحفي() أو أدرد()» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «مازال جبرئيل يوصيني بالسواك حتي خفت علي سنّي» ().

أقول: هذه كناية عن التأكيد في زيادة استعمال السواك حتي تحصل الفوائد المذكورة في الروايات.

وعن أسامة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «من سنن المرسلين السواك» ().

وفي رواية إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «السواك من سنن المرسلين» ().

وفي رواية إسحاق الأخري عنه عليه السلام: «من أخلاق الأنبياء السواك» ().

وفي رواية طلحة بن زيد، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «ثلاث أعطيهن الأنبياء: العطر والأزواج والسواك» ().

أقول: إن العطر له فوائد عديدة، منها: تقوية الأعصاب وحسن المعاشرة خصوصاً بالنسبة إلي الزوجين، فطبيعة الإنسان تتأذي وتتنفر من الرائحة الكريهة التي توجب انقباض النفس، فالعطر يشرحها. وأما السواك فقد ثبتت فائدته الطبية من تقوية اللثة وتبييض الأسنان وما أشبه، مما توجب مظهراً جميلاً ولائقاً للمؤمن.

وقال أبو عبد الله عليه السلام: «نزل جبرائيل بالسواك والخلال والحجامة» ().

فالسواك لما ذكرناه، والخلال نظافة لفم الإنسان وجمال لمن يعاشره، والحجامة لعدم الموت فجأةً أو المرض أو ما أشبه، وقد ذكرنا جملة منها في البحث المتقدم.

وعن الصادق عليه السلام عن أبيه عن آبائه عن علي عليهم

السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «أربع من سنن المرسلين: العطر والنساء والسواك والحنّاء» ().

أقول: وقد ذكرنا وجه النساء، أما وجه الحنّاء فانه يعود بالصحة والنظافة والعطر الحسن كما هو واضح، وفي كل ذلك جمال معنوي ومادي للإنسان، سواء وضع الحنّاء علي لحيته أو علي رأسه أو علي يده أو علي رجله أو علي سائر جسده، حيث إن الحناء من الأدوية النافعة وكان يستعمل في الطب القديم كثيراً.

وعن الحسن بن الجهم قال: قال أبو الحسن موسي بن جعفر عليه السلام: «خمس من السنن في الرأس، وخمس في الجسد، فأما التي في الرأس: فالسواك وأخذ الشارب وفرق الشعر والمضمضة والاستنشاق، وأما التي في الجسد: فالختان وحلق العانة ونتف الإبطين وتقليم الأظفار والاستنجاء» ().

ولا يخفي أن فرق الشعر كما في هذه الرواية وجملة من الروايات الأخر نوع من الجمال والتنظيف ومحل المسح في الرأس.

من فوائد السواك

مسألة: للسواك فوائد عديدة ذكرتها الروايات وصرح بها الأطباء، منها ما ورد في رواية علي بن الحسين عن أبيه عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «السواك مطهرة للفم مرضاة للرب» ().

أقول: لأن الله سبحانه وتعالي يرضي بالإنسان النظيف.

ومنها ما في رواية الأسدي قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: «في السواك عشر خصال: مطهرة للفم، ومرضاة للرب، ومفرحة للملائكة، وهو من السنة، ويشد اللثة، ويجلو البصر، ويذهب بالبلغم، ويذهب بالحفر، ويبيّض الأسنان، ويشهي الطعام» ().

وفي رواية أخري قال الصادق عليه السلام: «في السواك اثنتا عشرة خصلة: هو من السنة، ومطهرة للفم، ومجلاة للبصر، ويرضي الرحمن، ويبيض الأسنان، ويذهب بالحفر، ويشد اللثة، ويشهي الطعام، ويذهب بالبلغم، ويزيد في الحفظ، ويضاعف الحسنات، وتفرح

به الملائكة» ().

أقول: ذكرنا سابقاً أن اختلاف الروايات في العدد زيادة ونقيصة، إما لجهة السامع، أو لاختلاف شرائط العدد من جهة الإنسان، أو من جهة الغيب، أو ما أشبه، حيث كانوا عليهم السلام يكلمون الناس علي قدر عقولهم، بالإضافة إلي مراعاة أسباب البلاغة كما هو مفصل في كتب الأحاديث، وإلا فالظاهر أن فوائد السواك أكثر من ذلك.

وعن أبي عبد الله عليه السلام: «السواك يذهب بالدمعة ويجلو البصر» ().

وعن الصادق عليه السلام عن آبائه عليهم السلام في وصية النبي صلي الله عليه و اله لعلي عليه السلام قال: «يا علي ثلاثة يزدن في الحفظ ويذهبن البلغم: اللبان والسواك وقراءة القرآن، يا علي السواك من السنة، ومطهرة للفم، ويجلو البصر، ويرضي الرحمن، ويبيض الأسنان، ويذهب بالحفر، ويشد اللثة، ويشهي الطعام، ويذهب بالبلغم، ويزيد في الحفظ، ويضاعف الحسنات، وتفرح به الملائكة» ().

أقول: فان الملائكة يحسون ببعض الأمور الظاهرة كما يحسون بالأمور الباطنة.

وعن أبي البختري، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «لما دخل الناس في الدين أفواجاً أتتهم الأزد أرقها قلوباً وأعذبها أفواهاً، قيل: يا رسول الله صلي الله عليه و اله هذه أرقها قلوباً عرفناه فلم صارت أعذبها أفواهاً، قال: لأنها كانت تستاك في الجاهلية» قال: وقال جعفر عليه السلام: «لكل شيء طهور وطهور الفم السواك» ().

أقول: رقة القلب أمر طبيعي متوارث ومكتسب.

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «النشرة في عشرة أشياء، المشي، والركوب، والارتماس في الماء، والنظر إلي الخضرة، والأكل والشرب، والنظر إلي المرأة الحسناء، والجماع، والسواك، وغسل الرأس بالخطمي في الحمام وغيره، ومحادثة الرجال» ().

أقول: فإن النظر سواء كان إلي الخضرة أو المرأة الحسناء تسبب انشراح

النفس، وانشراح النفس مدعاة للنشرة. والحناء والخطمي مما يستعملان ممزوجاً للرأس وذلك دواء وشفاء ونظافة.

وعن أبي جعفر عليه السلام قال: «السواك يذهب بالبلغم ويزيد في العقل» ().

أقول: المراد بزيادة العقل، العقل العملي لا العقل الطبيعي كما هو واضح.

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «السواك وقراءة القرآن مقطعة للبلغم» ().

أقول: أما السواك فانه سبب ظاهري، وأما قراءة القرآن فهو إما سبب ظاهري أيضاً لأن قراءة القرآن توجب الحركة في الفم والحركة تقطع البلغم أو ما أشبه، وإما سبب واقعي.

السواك كثيره وقليله

مسألة: ثم إن السواك مؤكد كثيره وقليله.

عن أبي جعفر عليه السلام في السواك قال: «لا تدعه في كل ثلاث ولو أن تمرّه مرة» ().

ولكثرة فوائده جاءت الروايات لتأكد وبشدة علي استعمال السواك، حتي اعتبرت من لا يستاك أنه لا يعد إنساناً كاملاً، فقد قيل لأبي عبد الله عليه السلام أتري هذا الخلق كلهم من الناس، فقال: «الق منهم التارك للسواك … » ().

إي انه ليس من الناس ذوي العقول الكاملة، فان ترك كل مستحب وفعل كل مكروه يخرج الإنسان من الاعتدال المطلوب في الحياة.

السواك عند الوضوء

مسألة: يستحب السواك مطلقاً، وخاصة عند الوضوء، وعند النوم، وفي حالات أخري مذكورة في الروايات.

قال معاوية بن عمار: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: «كان في وصية النبي صلي الله عليه و اله لعلي عليه السلام أنه قال: يا علي أوصيك في نفسك بخصال فأحفظها عني، ثم قال: اللهم أعنه، وعدّ من الخصال إلي أن قال: وعليك بالسواك عند كل وضوءٍ … » ().

وفي حديث آخر قال عليه السلام: «السواك شطر الوضوء» ().

وعن النبي صلي الله عليه و اله انه قال: «لولا أن أشق علي أمتي لأمرتهم بالسواك عند وضوء كل صلاة» ().

وفي كتاب المقنع قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله في وصيته لأمير المؤمنين عليه السلام: «عليك بالسواك عند كل وضوء كل صلاة» ().

وعن الصنعاني رفعه، قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله لعلي في وصيته: «عليك بالسواك عند كل وضوء، وقال بعضهم لكل صلاة» ().

المضمضة بعد السواك

مسألة: من نسي أن يستاك قبل الوضوء استحب له ذلك بعده، كما يستحب المضمضة بعد السواك ثلاثاً.

عن المعلي قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن السواك

بعد الوضوء، فقال: «الاستياك قبل أن تتوضأ» قلت: أرأيت إن نسي حتي يتوضأ، قال: «يستاك ثم يتمضمض ثلاث مرات» ().

وفي حديث آخر عن الصادق عليه السلام قال: «من استاك فليتمضمض» ().

أقول: إن الاستياك قد يوجب بعض التلوث في الفم، فالمضمضة تذهبه.

السواك للصلاة

مسألة: يستحب السواك قبل كل صلاة واجبة أو مستحبة، أداءً أو قضاءً.

ففي وصية النبي صلي الله عليه و اله لأمير المؤمنين عليه السلام قال: «عليك بالسواك لكل صلاة» ().

وعن رفاعة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «صلاة ركعتين بسواك أفضل من أربع ركعات بغير سواك» ().

وعن عبد الله بن ميمون القداح عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «ركعتان بالسواك أفضل من سبعين ركعة بغير سواك» ().

ولا يخفي أن زيادة الأفضلية بسبعين وأربع من باب اختلاف الناس أو الصلوات أو ما أشبه ذلك مما أشرنا إلي مثله فيما سبق.

وفي رواية عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «لولا أن أشق علي أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة» ().

وعن ابن القداح عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: «إذا توضأ الرجل وسوّك ثم قام فصلي وضع الملك فاه علي فيه فلم يلفظ شيئاً إلا التقمه» ().

السواك في السحر

مسألة: يستحب السواك في السحر، وعند القيام من النوم مطلقاً، في النهار نام أو في الليل، قام أولهما أو آخرهما، أو ما أشبه.

عن الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «إن رسول الله صلي الله عليه و اله كان إذا صلي العشاء الآخرة أمر بوضوئه وسواكه يوضع عند رأسه مخمّراً، فيرقد ما شاء الله، ثم يقوم، فيستاك ويتوضأ ويصلي أربع ركعات، ثم يرقد، ثم يقوم فيستاك ويتوضأ ويصلي، ثم قال: ?لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة?()» ().

وقال عليه السلام في آخر الحديث: «إنه صلي الله عليه و اله كان يستاك في كل مرة قام من نومه» ().

أقول: قوله عليه السلام أسوة حسنة دليل علي

استحباب جعل الإنسان نومه كنوم رسول الله صلي الله عليه و اله في القيام وفي الرغبة حتي لا ينام طويلاً مرة واحدة.

وقال أبو عبد الله عليه السلام: «إذا قمت بالليل فاستك، فان الملك يأتيك، فيضع فاه علي فيك، وليس من حرف تتلوه وتنطق به إلا صعد به إلي السماء فليكن فوك طيّب الريح» ().

وروي: أن السنة في السواك في وقت السحر.

أقول: الظاهر أنها سنة مؤكدة لا الانحصار، علي ما يفهم من الروايات السابقة واللاحقة.

وعن إسحاق بن عمار قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: «إني لأحب للرجل إذا قام بالليل أن يستاك وأن يشم الطيب، فان الملك يأتي الرجل إذا قام بالليل حتي يضع فاه علي فيه فما خرج من القرآن من شيء دخل في جوف ذلك الملك» ().

أقول: استشمام الطيب إما يراد به تطييب نفسه وأما أن يشمّ بأنفه، فان ذلك يوجب تقوية الأعصاب خصوصاً أعصاب الرأس، وتقوية الأعصاب تسبب الصحة والقوة إلي غير ذلك.

السواك لقراءة القرآن

مسألة: يستحب السواك عند قراءة القرآن، بل سائر الأدعية أيضاً، بل المناط يشمل قراءة الروايات أيضاً.

عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «نظفوا طريق القرآن» فقيل: يا رسول الله صلي الله عليه و اله وما طريق القرآن، قال: «أفواهكم» فقيل: يا رسول الله وكيف ننظفه، قال: «بالسواك» ().

وفي رواية أخري قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «أفواهكم طريق من طرق ربكم فأحبّها إلي الله أطيبها ريحاً فطيّبوها بما قدرتم عليه» ().

وفي حديث قال أمير المؤمنين عليه السلام: «إن أفواهكم طرق القرآن فطهّروها بالسواك» ().

كيفية السواك

مسألة: الأفضل أن يكون السواك عرضاً، أي من الأعلي إلي الأسفل،

لا طولاً أي: من

الأذن إلي الأذن، وفسره البعض بعكس ذلك.

فقد روي الصدوق رحمة الله عليه عن النبي صلي الله عليه و اله انه قال: «اكتحلوا وتراً واستاكوا عرضاً» ().

السواك بقضبان الشجر

مسألة: الأفضل أن يكون السواك بقضبان الشجر.

روي «أن الكعبة شكت إلي الله عزوجل ما تلقي من أنفاس المشركين، فأوحي الله تعالي إليها قرّي يا كعبة فإني مبدلك بهم قوماً يتنظفون بقضبان الشجر، فلما بعث الله عزوجل نبيه محمداً صلي الله عليه و اله نزل عليه الروح الأمين جبرئيل بالسواك» ().

وفي رواية أخري «فلما بعث محمداً أوحي إليه مع جبرائيل بالسواك والخلال» ().

فإنه يمكن أن يكون السواك بقضبان الشجر، أراكاً أو غير أراك، أو بفرشة أو بقطعة قماش أو بالأصابع أو ما أشبه ذلك.

عن علي بن جعفر انه سأل أخاه موسي بن جعفر عليه السلام عن الرجل يستاك مرّة بيده إذا قام إلي صلاة الليل وهو يقدر علي السواك، قال: «إذا خاف الصبح فلا بأس» ().

وعن السكوني عن جعفر عن أبيه عن آبائه عليهم السلام أن رسول الله صلي الله عليه و اله قال: «التسوك بالإبهام والمسبحة عند الوضوء سواك» ().

الأسنان الاصطناعية

مسألة: إذا ضعفت الأسنان فلا استحباب للسواك، أما الأسنان الاصطناعية فالظاهر استحباب تنظيفها لأن النظافة من الإيمان.

وفي الرواية عن الصدوق رحمة الله عليه قال: «ترك الصادق عليه السلام السواك قبل أن يقبض بسنتين وذلك أن أسنانه ضعفت» ().

وفي رواية أخري: «ترك أبو عبد الله عليه السلام السواك» وذكر مثله().

السواك للصائم

مسألة: لا فرق في استحباب السواك أن يكون صائماً أو غير صائم، ولو بالرطب، ما لم يدخل جوفه.

عن الحسين بن أبي العلاء قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن السواك للصائم فقال: «نعم يستاك أيّ النهار شاء» ().

وعن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام: أنه كره للصائم يستاك بسواك الرطب، وقال: «لا يضرّ أن يبل سواكه بالماء ثم ينفضه حتي لا يبقي فيه شيء» ().

مكروهات السواك

مسألة: يكره السواك في الحمام وفي الخلاء.

عن الصادق عليه السلام عن آبائه عليهم السلام قال: «ونهي رسول الله صلي الله عليه و اله عن السواك في الحمام» ().

وروي: «أن السواك في الحمام يورث وباء الأسنان» ().

أقول: كأنه لحالة الحمام، فإنها توجب انفتاح المسام فيسبب ذلك ضعف الأسنان.

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «وإياك والسواك في الحمام، فإنه يورث وباء الأسنان» ().

السواك للطفل

مسألتان: لا فرق في استحباب السواك بين أن يكون المستاك رجلاً أو امرأة، بل وحتي الطفل أيضاً، ويستحب أن يستاك الإنسان بمساويك متعددة.

فقد روي معمر بن خلاد قال: كان أبو الحسن الرضا عليه السلام وهو بخراسان إذا صلي الفجر جلس في مصلاه إلي أن تطلع الشمس ثم يؤتي بخريطة فيها مساويك بها فيستاك واحداً بعد واحد ثم يؤتي بكندر فيمضغه ثم يدع ذلك ويؤتي بالمصحف فيقرأ فيه» ().

ولعل استعمال عدة مساويك وتكرار السواك لأن الثاني أنظف من الأول حين يستاك به والثالث أنظف من الثاني كما هو واضح.

الفرشاة

مسألة: ما يعتاد في حالنا الحاضر من الاستياك بالفرشاة فإنها من مصاديق السواك المستحب أيضاً، وإن كان الاستياك بالمعجون المتعارف يضر الأسنان كثيراً ما، ولذا كثر وجع الأسنان وخللها وتركيبها.

مضافاً إلي أن حلق اللحية يوجب ضعف

الأسنان حيث إن العروق المتصلة بالوجه تضعف بسبب الحلق.

كما أن الزيادة في أكل الحلويات المعتادة وما أشبه توجب ضعف الأسنان وخللها أيضاً علي ما ذكر في محله.

فصل: الأطعمة والأشربة

الأطعمة المباحة والمحرمة

مسألة: يجوز أكل الأطعمة المباحة، دون المحرمة، فإن المحرم يوجب الضرر عادة.

في تفسير الإمام العسكري عليه السلام قال: «قال اللّه تعالي: ?يا أيّها النّاس كلوا ممّا في الأرض?() من أنواع أثمارها وأطعمتها ?حلالا طيّباً?() لكم إذا أطعتم ربّكم في تعظيم من عظَّمه والاستخفاف بمن أهانه وصغّره» ().

وعن الرّضا عليه السلام: «اعلم يرحمك الله أنّ اللّه تبارك وتعالي لم يبح أكلاً ولا شرباً إلا ما فيه المنفعة والصّلاح، ولم يحرّم إلا ما فيه الضّرر والتّلف والفساد، فكلّ نافع مقوّ للجسم فيه قوّة للبدن فحلال، وكلّ مضرّ يذهب بالقوّة أو قاتل فحرام..» ().

ابتدئ بالبسملة

مسألة: يستحب أن يبتدأ الإنسان في الأكل والشرب بالبسملة، بل لكل لقمة يأكلها.

قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «إذا اجتمع للطعام أربع كمل، إلي أن قال: وأن يفتتح ببسم الله» () الحديث.

وقال صلي الله عليه و اله: ¬ «من أكل الفاكهة وبدأ ببسم اللّه لم تضرّه» ().

وقال أمير المؤمنين عليه السلام: «ما أتخمت قط» قيل له: ولم يا ولي الله، قال: «ما رفعت لقمة إلي فمي إلا ذكرت اسم الله سبحانه عليها» ().

لا لكثرة الأكل

مسألة: يستحب أن يكون الإنسان خفيف الأكل، قليل الطعام، وتكره كثرة الأكل، فإنها مضرة بالصحة، مضافاً إلي كونها توجب الانشغال عن العبادة.

فقد روي: «من قل طعامه صح بدنه وصفا قلبه، ومن كثر طعمه سقم بدنه ويقسو قلبه» ().

وعن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: قال رسول اللّه صلي الله عليه و اله: «المؤمن يأكل في معاء واحدة، والمنافق يأكل في سبعة أمعاء» ().

وعن عمرو بن إبراهيم قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: «لو أنّ النّاس قصدوا في الطّعام لاستقامت أبدانهم» ().

وعن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: «ظهر إبليس ليحيي بن زكريّا عليه السلام وإذا عليه معاليق من كلّ شيء، فقال له يحيي: ما هذه المعاليق، فقال: هذه الشّهوات الّتي أصيب بها ابن آدم، فقال: هل لي منها شيء، فقال: ربّما شبعت فشغلناك عن الصّلاة والذّكر، قال: للّه عليّ أن لا أملأ بطني من طعام أبداً، وقال إبليس: للّه عليّ أن لا أنصح مسلماً أبداً، ثمّ قال أبو عبد اللّه عليه السلام: «يا حفص للّه علي جعفر وآل جعفر أن لا يملئوا بطونهم من طعام أبداً، وللّه علي جعفر وآل جعفر أن لا يعملوا للدّنيا أبداً» ().

وعن أبي عبد

اللّه عليه السلام قال: «إنّ اللّه عزوجل يبغض كثرة الأكل» ().

وعنه عليه السلام قال: «كثرة الأكل مكروه» ().

وعن أبي بصير عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: «يا أبا محمّد إنّ البدن ليطغي من أكله، وأقرب ما يكون العبد من اللّه إذا جاع بطنه، وأبغض ما يكون العبد إلي اللّه إذا امتلأ بطنه» ().

وعن عبد السّلام بن صالح الهروي عن الرّضا عليه السلام في حديث قال: «وكان عليه السلام خفيف الأكل، قليل الطعم» ().

الأكل علي الشبع

مسألة: يكره الشبع، كما يكره الأكل علي الشّبع.

عن أبي جعفر عليه السلام قال: «إذا شبع البطن طغي» ().

وعن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: «إنّ البطن إذا شبع طغي» ().

وعنه عليه السلام قال: «ما كان شيء أحبّ إلي رسول اللّه صلي الله عليه و اله من أن يظلّ جائعاً خائفاً في اللّه» ().

وعنه عليه السلام قال: «الأكل علي الشّبع يورث البرص» ().

وعن رسول اللّه صلي الله عليه و اله: «الأكل علي الشّبع يورث البرص» ().

وعن العيص بن القاسم قال: قلت للصّادق جعفر بن محمد صلي الله عليه و اله: حديث يروي عن أبيك عليه السلام أنّه قال: «ما شبع رسول اللّه صلي الله عليه و اله من خبز برّ قطّ» أهو صحيح، فقال: «لا.. ما أكل رسول اللّه صلي الله عليه و اله خبز برّ قطّ ولا شبع من خبز شعير قطّ» ().

وعن الأصبغ بن نباتة قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام للحسن عليه السلام:: «ألا أعلّمك أربع خصال تستغني بها عن الطّبّ» فقال: «بلي» قال: «لا تجلس علي الطّعام إلا وأنت جائع، ولا تقم عن الطّعام إلا وأنت تشتهيه، وجوّد المضغ، وإذا نمت فأعرض نفسك علي الخلاء، فإذا استعملت

هذا استغنيت عن الطّب» ().

وفي وصيّة النّبيّ صلي الله عليه و اله لعليّ عليه السلام قال: «يا عليّ أربعة يذهبن ضياعاً: الأكل علي الشّبع، والسّراج في القمر، والزّرع في السّبخة، والصّنيعة عند غير أهلها» ().

وعن سلمان الفارسيّ رحمة الله عليه عن رسول اللّه صلي الله عليه و اله قال: «إنّ أكثر النّاس شبعاً في الدّنيا أكثرهم جوعاً في الآخرة، يا سلمان إنّما الدّنيا سجن المؤمن وجنّة الكافر» ().

وفي الحديث: انه قام عيسي بن مريم عليه السلام خطيباً فقال: «يا بني إسرائيل

لا تأكلوا حتّي تجوعوا وإذا جعتم فكلوا، ولا تشبعوا فإنّكم إذا شبعتم غلظت رقابكم وسمنت جنوبكم ونسيتم ربّكم» ().

وعن النبي صلي الله عليه و اله أنه قال: «إياكم والبطنة، فإنها مفسدة للبدن ومورثة للسقم ومكسلة عن العبادة» ().

كراهة النفخ في الطعام

مسألة: يكره النفخ في الرقي والطعام وموضع السجود.

قال أبو عبد الله عليه السلام: «يكره النفخ في الرقي والطعام وموضع السجود» ().

مضغ الطعام جيدا

مسألة: يستحب أن يمضغ الطعام جيداً، قال الأصبغ بن نباتة: سمعت أمير المؤمنين عليه السلام يقول لابنه الحسن عليه السلام: «يا بني ألا أعلمك أربع كلمات تستغني بها عن الطب، فقال: بلي يا أبت، إلي أن قال عليه السلام: وجود المضغ» الحديث().

الطعام الكامل

مسألة: يجب أن يكون الطعام حلالا، ويستحب أن تكثر عليه الأيدي، ويفتتح بالبسملة ويختتم بحمد الله عزوجل، قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «إذا اجتمع للطعام أربع كمل: أن يكون حلالا وأن تكثر عليه الأيدي وأن يفتتح ببسم الله ويختتم بحمد الله» ().

الاستلقاء بعد الشبع

مسألة: ينبغي الاستلقاء بعد الشبع، فإنه يمرئ الطعام.

قال الصادق عليه السلام: «الاستلقاء بعد الشبع يسمن البدن ويمرئ الطعام ويسل الداء» ().

لا تنام علي الطعام

مسألة: يكره النوم علي الطعام، فإنه يقسي القلب، قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «أذيبوا طعامكم بذكر اللّه والصّلاة، ولا تناموا عليها فتقسو قلوبكم» ().

طيب الطعام

مسألة: يجوز جعل المسك والعنبر وسائر الطّيب في الطّعام.

عن جعفر بن محمّد عليه السلام أنّه سئل عن المسك والعنبر وغيره من الطّيب يجعل في الطّعام؟ قال: «لا بأس بذلك» ().

من آداب الطعام

مسألة: لا ينبغي كفران النعمة وله مصاديق بين حرام ومكروه، وفي الحديث: «من كفران النّعمة أن يقول الرّجل: أكلت الطّعام فضرّني» ().

سؤر المؤمن

مسألة: سؤر المؤمن شفاء، كما في الأحاديث الشريفة، ويجوز أكل لقمة خرجت من فم الغير، والشّرب من إناء شرب منه، كما يجوز مصّ أصابعه ولسان الزّوجة.

ففي الخرائج: (إنّ النّبيّ صلي الله عليه و اله سار، أي من مكّة، حتّي نزل بخيمة أمّ معبد

إلي أن قال: فلمّا رأت أمّ معبد ذلك قالت: يا حسن الوجه إنّ لي ولداً له سبع سنين وهو كقطعة لحم لا يتكلّم ولا يقوم فأتت به، فأخذ صلي الله عليه و اله تمرةً قد بقيت في الوعاء ومضغها وجعلها في فيه فنهض في الحال ومشي وتكلّم)().

وعن النّبيّ صلي الله عليه و اله قال: «شرب الماء من الكوز العامّ أمان من البرص والجذام» ().

من الأطعمة المستحبة

مسألة: يستحب اختيار جملة من الأطعمة ورعاية آدابها.

عن عليّ بن أبي طالب عليه السلام قال: «من افتتح طعامه بملح دفع عنه اثنان وسبعون داءً، ومن يصبح بواحدة وعشرين زبيبةً حمراء لم يصبه إلا مرض الموت، ومن أكل سبع تمرات عجوة() قتلن الدّود في بطنه، واللّحم ينبت اللّحم، والثّريد طعام العرب، والبيشارجات يعظّمن البطن ويخدّرن المتن، والسّمك الطّريّ يذيب الجسد، ولحم البقر داء وسمونها شفاء وألبانها دواء، ومن أكل لقمةً سمينةً نزل مثلها من الدّاء من جسده، والسّمن ما دخل الجوف مثله، وما استشفي المريض بمثل شراب (شرب) العسل، وما استشفت النّفساء بمثل أكل الرّطب لأنّ اللّه تبارك وتعالي أطعمه مريم بنت عمران عليه السلام جنيّاً في نفاسها، وأكل الدّبّاء يزيد في الدّماغ، وأكل العدس يرقّ القلب ويسرع دمعة العين، ونعم الإدام الخلّ، ونعم الإدام الزّيت وهو طيب الأنبياء عليه السلام وإدامهم وهو مبارك، ومن أدفأ طرفيه لم يضرّ سائر جسده البرد» ().

والمسعوديّ في كتاب إثبات الوصيّة: وحدّثني حمزة بن

نصر غلام أبي الحسن عليه السلام عن أبيه قال: لمّا ولد السّيّد عليه السلام تباشر أهل الدّار بمولده فلمّا نشأ خرج إليّ الأمر: «أن أبتاع في كلّ يوم مع اللّحم قصب مخّ» وقيل: إنّ هذا لمولانا الصّغير عليه السلام ().

وعن الصّادق عليه السلام قال: «أربعة أشياء تجلو البصر وتنفع ولا تضر» فقيل له: ما هي، فقال: «السّعتر والملح والنّانخواه() والجوز إذا اجتمعن» فقيل له: ولأي شيء، فقال: «النّانخواه والجوز يحرقان البواسير ويطردان الرّيح ويحسّنان اللّون ويخشّنان المعدة ويسخّنان الكلي، والسّعتر والملح يطردان الرّياح عن الفؤاد ويفتحان السّدد ويحرقان البلغم ويدرّان الماء ويطيّبان النّكهة ويليّنان المعدة ويذهبان الرياح الخبيثة من الفم ويصلّبان الذّكر» ().

السحور بركة

مسألة: يستحب أن يتسحر الإنسان في شهر رمضان فإن السحور بركة.

عن السّكونيّ عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول اللّه صلي الله عليه و اله: «السّحور بركة» ().

وعن الإمام الرّضا عليه السلام: «ويستحبّ أن يتسحّر في شهر رمضان ولو بشربة من ماء» ().

وعنه صلي الله عليه و اله قال: «تسحّروا فإنّ السّحور بركة» ().

أفضل السحور

مسألة: يستحب التسحر بالسويق والهريسة والتمر والزّبيب والماء.

ففي فقه الرّضا عليه السلام: «وأفضل السّحور السّويق والتّمر» ().

وعن النّبيّ صلي الله عليه و اله قال: «نعم السّحور للمؤمن التّمر» ().

وعن أبي عبد اللّه عليه السلام عن أبيه عليه السلام قال: قال رسول اللّه صلي الله عليه و اله: «تسحّروا ولو بجرع الماء ألا صلوات اللّه علي المتسحّرين» ().

الهريسة

مسألة: يستحب أكل الهريسة، فقد روي عن النّبيّ صلي الله عليه و اله أنّه كان يأكل الهريسة أكثر ما يأكل ويتسحّر بها().

وفي الجعفريّات، بإسناده عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين

عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام قال: قالوا لرسول اللّه صلي الله عليه و اله: يا رسول اللّه هل نزلت عليك مائدة من السّماء، فقال صلي الله عليه و اله: «أنزلت عليَّ هريسة فأكلت منها فزاد اللّه في قوّتي قوّة أربعين رجلا في البطش» ().

وفي طبّ النّبي صلي الله عليه و اله قال صلي الله عليه و اله: «عليكم بالهريسة فإنّها تنشط للعبادة أربعين يوماً وهي الّتي أنزلت علينا بدل مائدة عيسي عليه السلام» ().

خبز الشعير

مسألة: يستحب اختيار خبز الشّعير.

عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: «ما زال طعام رسول اللّه صلي الله عليه و اله الشّعير حتّي قبضه اللّه إليه» ().

وعن الصّادق عليه السلام قال: «كان قوت رسول اللّه صلي الله عليه و اله الشّعير وحلواه التّمر وإدامه الزّيت» ().

وعنه عليه السلام قال: «لو علم اللّه في شيء شفاءً أكثر من الشّعير ما جعله اللّه غذاء الأنبياء عليه السلام» ().

وعن أبي الحسن عليه السلام قال: «فضل خبز الشّعير علي البرّ كفضلنا علي النّاس، وما من نبيّ إلا وقد دعا لأكل الشّعير وبارك عليه، وما دخل جوفاً إلا وأخرج كلّ داء فيه، وهو قوت الأنبياء وطعام الأبرار أبي اللّه أن يجعل قوت أنبيائه إلا شعيراً» ().

وعن عبد اللّه بن مسعود قال: قال رسول اللّه صلي الله عليه و اله: «يا ابن مسعود إن شئت نبّأتك بأمر نوح نبيّ اللّه إنّه عاش ألف سنة إلا خمسين عاماً (يدعو إلي اللّه) فكان إذا أصبح قال: لا أمسي، وإذا أمسي قال: لا أصبح، وكان لباسه الشّعر وطعامه الشّعير، وإن شئت نبّأتك بأمر داود عليه السلام خليفة اللّه في الأرض كان لباسه الشّعر وطعامه الشّعير، وإن

شئت نبّأتك بأمر سليمان عليه السلام مع ما كان فيه من الملك كان يأكل الشّعير ويطعم النّاس الحوّاري، إلي أن قال: وإن شئت نبّأتك بأمر إبراهيم خليل الرّحمن عليه السلام كان لباسه الصّوف وطعامه الشّعير» () الخبر.

وعن الصّادق عليه السلام قال: «كان سليمان يطعم أضيافه اللّحم بالحوّاري ويأكل هو الشّعير غير منخول» ().

وعن الباقر عليه السلام في خبر: «كان صاحبكم يعني عليّاً عليه السلام ليجلس جلسة العبد ويأكل أكلة العبد وليطعم خبز البرّ واللّحم ويرجع إلي منزله فيأكل خبز الشّعير والزّيت» () الحديث.

وعن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: «إنّ النّبيّ صلي الله عليه و اله كان قوته الشّعير من غير أدم» ().

وعن سلمان الفارسيّ في جواب كتاب كتبه إلي عمر: وأمّا ما ذكرت أنّي أقبلت علي سفّ الخوص وأكل الشّعير فما هو ممّا يعيّر به مؤمن ويؤنّب عليه، وايم اللّه يا عمر لأكل الشّعير وسفّ الخوص والاستغناء به عن رفيع المطعم والمشرب وعن غصب مؤمن حقّه وادّعاء ما ليس له بحقّ أفضل وأحبّ إلي اللّه عزّ وجلّ وأقرب للتّقوي، ولقد رأيت رسول اللّه صلي الله عليه و اله إذا أصاب الشّعير أكله وفرح به ولم يسخطه(). الخبر.

وعن أبي عبد اللّه عليه السلام في حديث قال: «فاعلم أنّ رسول اللّه صلي الله عليه و اله كان قوته الشّعير وحلواه التّمر ووقوده السّعف» (). الخبر

خبز الأرزّ

مسألة: يستحب أكل خبز الأرز.

قال الطّبرسيّ رحمة الله عليه في المكارم: في خبز الأرزّ عن الصّادق عليه السلام قال: «ما دخل جوف المسلول مثله إنّه يسلّ الدّاء سلاً» ().

وقال عليه السلام: «ما من شيء أنفع منه وما من شيء يبقي في الجوف من غدوة إلي اللّيل إلا خبز الأرزّ» ().

الأرز والتداوي

به

مسألة: وردت روايات في أكل الأرزّ والتّداوي به مع السّمّاق أو الزّيت وبدونهما.

قال رسول اللّه صلي الله عليه و اله: «سيّد طعام الدّنيا والآخرة اللّحم ثمّ الأرزّ» ().

وعن المفضّل بن عمر قال: دخلت علي الصّادق عليه السلام بالغداة وهو علي المائدة فقال: «تعال يا مفضّل إلي الغداء» فقلت: يا سيّدي قد تغدّيت، قال: «ويحك فإنّه أرزّ»، فقلت: يا سيّدي قد فعلت، فقال: «تعال حتّي أروي لك حديثاً»، فدنوت منه فجلست، فقال: «حدّثني أبي عن آبائه عليهم السلام عن رسول اللّه صلي الله عليه و اله قال: أوّل حبّة أقرّت للّه بالوحدانيّة ولي بالنّبوّة ولأخي بالوصيّة ولأمّتي الموحّدين بالجنّة الأرزّ»، ثمّ قال: «ازدد أكلاً حتّي أزيدك علماً» فازددت أكلاً فقال: «حدّثني أبي عن آبائه عليهم السلام عن النّبيّ صلي الله عليه و اله قال: كلّ شيء أخرجت الأرض ففيه داء وشفاء إلا الأرزّ فإنّه شفاء لا داء فيه» ثمّ قال: «ازدد أكلاً حتّي أزيدك علماً» فازددت أكلاً فقال: «حدّثني أبي عن آبائه عن النّبيّ صلي الله عليه و اله أنّه قال: ولو كان الأرزّ رجلاً لكان حليماً» ثمّ قال: «ازدد أكلاً حتّي أزيدك علماً» فازددت أكلاً فقال: «حدّثني أبي عن آبائه عليهم السلام عن النّبيّ صلي الله عليه و اله أنّه قال: إنّ الأرزّ يشبع الجائع ويمرئ الشّبعان» ().

وعن الصّادق عليه السلام قال: «نعم الدّواء الأرزّ بارد صحيح سليم من كلّ داء» ().

وعن جعفر بن محمّد عليه السلام أنّ رجلاً من أصحابه شكا إليه اختلاف البطن فأمره أن يتّخذ من الأرزّ سويقاً ويأخذه ويشربه ففعل فاشتد بطنه، وقال عليه السلام: «مرضت سنتين أو أكثر فألهمني اللّه الأرزّ فأمرت به فغسل وجفّف ثمّ أمسّ بالنّار وطحن وجعلت

بعضه سويقاً وبعضه حساء واستعملته فبرأت» ().

وعن إسماعيل بن القاسم المتطبّب الكوفيّ عن محمّد بن عيسي عن محمّد ابن إسحاق بن الفيض قال: كنت عند الصّادق عليه السلام فجاءه رجل من الشّيعة فقال له: يا ابن رسول اللّه إنّ ابنتي ذابت ونحل جسمها وطال سقمها وبها بطن ذريع، فقال الصّادق عليه السلام: «وما يمنعك من هذا الأرزّ بالشّحم المبارك إنّما حرّم اللّه الشّحوم علي بني إسرائيل لعظم بركتها أن تطعمها حتّي يمسح اللّه ما بها لعلّك تتوهّم أن تخالف لكثرة ما عالجت» قال: يا ابن رسول اللّه وكيف أصنع به. قال: «خذ أحجاراً أربعةً فاجعلها تحت النّار واجعل الأرزّ في القدر واطبخه حتّي يدرك ثمّ خذ شحم كليتين طريّاً واجعله في قصعة فإذا بلغ الأرزّ ونضج فخذ الأحجار الأربعة فألقها في القصعة الّتي فيها الشّحم وكبّ عليها قصعةً أخري ثمّ حرّكها تحريكاً شديداً ولا يخرجنّ بخاره فإذا ذاب الشّحم فاجعله في الأرزّ لتحسّاه لا حارّاً ولا بارداً فإنّها تعافي بإذن اللّه عزّ وجلّ»، فقال الرّجل المعالج: واللّه الّذي لا إله إلا هو ما أكلته إلا مرّةً واحدةً حتّي عوفيت().

وعن يونس بن يعقوب قال: قال لي أبو عبد اللّه عليه السلام وكنت أخدمه في وجعه الّذي كان فيه وهو الزّحير: «ويحك يا يونس أ علمت أنّي ألهمت في مرضي أكل الأرزّ فأمرت به فغسل ثمّ جفّف ثمّ قلي ثمّ رضّ فطبخ فأكلته بالشّحم فأذهب اللّه بذلك الوجع عنّي» ().

السويق وفوائده

مسألة: يستحب اختيار السّويق.

عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال: «ما أعظم بركة السّويق إذا شربه الإنسان علي الشّبع أمرأ وهضم الطّعام وإذا شربه الإنسان علي الجوع أشبعه ونعم الزّاد في السّفر والحضر السّويق» ().

وعن بكر بن

محمّد قال: كنت عند أبي عبد اللّه عليه السلام فقال له رجل: يا ابن رسول اللّه يولد الولد فيكون فيه البله والضّعف، فقال: «ما يمنعك من السّويق اشربه ومر أهلك به فإنّه ينبت اللّحم ويشدّ العظم ولا يولد لكم إلا القويّ» ().

وعن جعفر بن محمّد عليه السلام أنّ رجلاً من أصحابه شكا إليه اختلاف البطن فأمره أن يتّخذ من الأرزّ سويقاً ويشربه ففعل وعوفي(). الخبر

وعنه عليه السلام أنّه قال في السّويق: «ينبت اللّحم ويشدّ العظم» وقال: «المحموم يغسل له السّويق ثلاث مرّات ويعطاه فإنّه يذهب بالحمّي وينشف المرّة والبلغم ويقوّي السّاقين» ().

وعن الحسن بن محمّد النّوفليّ في خبر احتجاج الرّضا عليه السلام علي أرباب الملل قال: لمّا أراد المصير إلي المأمون توضّأ وضوء الصّلاة وشرب شربة سويق وسقانا().

وعن مسروق قال: دخلت يوم عرفة علي الحسين بن عليّ عليه السلام وأقداح السّويق بين يديه وبين يدي أصحابه والمصاحف في حجورهم وهم ينتظرون الإفطار().

وعن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال: ¬ ««ما أعظم بركة السّويق إذا شربه الإنسان علي الشّبع أمرأه وهضم الطّعام وإذا شربه الإنسان علي الجوع أشبعه» ().

والطّبرسيّ في المكارم: «وكان صلي الله عليه و اله يشرب الماء الّذي حلب عليه اللّبن ويشرب السّويق» ().

وفي كشف الغمّة: وكان قد ولّي علي عكبرا رجلاً من ثقيف قال لي عليّ عليه السلام: «إذا صلّيت الظّهر غداً فعد إليّ» فعدت إليه في الوقت المعيّن فلم أجد عنده حاجباً يحبسني دونه، فوجدته جالساً وعنده قدح وكوز ماء، فدعا بوعاء مشدود مختوم، فقلت في نفسي: لقد أمنني حتّي يخرج إليّ جوهراً فكسر الختم وحلّه فإذا فيه سويق، فأخرج منه فصبّه في القدح وصبّ عليه ماءً فشرب منه وسقاني..().

وفي الكافي عن

مصقلة الطّحّان قال: سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول: «لمّا قتل الحسين عليه السلام أقامت امرأته الكلبيّة عليه مأتماً وبكت وبكين النّساء والخدم حتّي جفّت دموعهنّ وذهبت، فبينا هي كذلك إذ رأت جاريةً من جواريها تبكي ودموعها تسيل فدعتها، فقالت لها: ما لك أنت من بيننا تسيل دموعك، قالت: إنّي لمّا أصابني الجهد شربت شربة سويق، قال: فأمرت بالطّعام والأسوقة فأكلت وشربت وأطعمت وسقت، وقالت: إنّما نريد بذلك أن نتقوّي علي البكاء علي الحسين عليه السلام ().

آداب السويق

مسألة: يستحب أكل السّويق الجافّ المغسول سبع غسلات أو ثلاثاً وبالزّيت وعلي الرّيق.

عن عليّ بن الحسين عليه السلام قال: «بلّوا جوف المحموم بالسّويق والعسل ثلاث مرّات ويحوّل من إناء إلي إناء ويسقي المحموم فإنّه يذهب بالحمّي الحارّة وإنّما عمل بالوحي» ().

وعن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: «إنّ السّويق الجافّ إذا أخذ علي الرّيق أطفأ الحرارة وسكّن المرّة وإذا لتّ ثمّ شرب لم يفعل ذلك» ().

سويق الشّعير

مسلة: يستحب أكل سويق الشعير.

فقد سأل سيف التّمّار في مريض له أبا عبد اللّه عليه السلام فقال: «اسقه سويق الشّعير فإنّه يعافي إن شاء اللّه وهو غذاء في جوف المريض» قال: فما سقيته إلا مرّةً حتّي عوفي().

اللحم

مسألة: يستحب اختيار اللّحم علي جميع الآدام والطّعام.

ففي صحيفة الرّضا عليه السلام بإسناده عن آبائه عليه السلام قال: «قال رسول اللّه صلي الله عليه و اله: سيّد الطّعام في الدّنيا والآخرة اللّحم» ().

وعن رسول اللّه صلي الله عليه و اله قال: «اللّحم سيّد الطّعام في الدّنيا والآخرة» ().

وعنه صلي الله عليه و اله قال: «سيّد إدامكم اللّحم» ().

وعن عليّ عليه السلام قال: «اللّحم سيّد الطّعام في الدّنيا والآخرة» ().

وعن أبي عبد اللّه عليه السلام:

«وإنّ هذا اللّحم الطّريّ ينبت اللّحم» ().

وعن أبي هاشم الجعفريّ عن أبي محمّد عليه السلام في حديث أنّه قال: «يا أبا هاشم إذا أردت القوّة فكل اللّحم» () الخبر.

وفي طبّ النّبيّ، صلي الله عليه و اله قال: قال: «خير الإدام في الدّنيا والآخرة اللّحم» ().

وقال رسول اللّه صلي الله عليه و اله: «سيّد طعام الدّنيا والآخرة اللّحم وسيّد شراب الدّنيا والآخرة الماء» ().

من فوائد اللحم

مسألة: للحم فوائد مذكورة في الروايات وأكد عليها الطب، فعن رسول اللّه صلي الله عليه و اله أنّه قال: «عليكم باللّحم فإنّه ينبت اللّحم» ().

وعنه صلي الله عليه و اله أنّه كان يحبّ اللّحم ويقول: «إنّا معشر قريش لحميّون» ().

وعن أبي جعفر عليه السلام أنّه قال: «أكل اللّحم يزيد في السّمع والبصر والقوّة» ().

وعن جعفر بن محمّد عليه السلام أنّه سئل عمّا يرويه النّاس عن رسول اللّه صلي الله عليه و اله أنّه قال: «إنّ اللّه يبغض أهل البيت اللّحميّين» قال جعفر بن محمّد عليه السلام: «ليس كما يظنّون من أكل اللّحم المباح أكله الّذي كان رسول اللّه صلي الله عليه و اله يأكله ويحبّه إنّما ذلك من اللّحم الّذي قال اللّه عزّ وجلّ: ?أ يحبّ أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً?() يعني بالغيبة له والوقيعة فيه» ().

وعن أديم قال: قلت للصّادق عليه السلام: بلغني أنّ اللّه عزّ وعلا يبغض البيت اللّحم، قال: «ذلك البيت الّذي يؤكل (بالغيبة) فيه لحوم النّاس وقد كان رسول اللّه صلي الله عليه و اله لحميّاً يحبّ اللّحم» ().

لا تترك اللحم

مسألة: يكره ترك أكل اللّحم أربعين يوماً بل أيّاماً.

قال أبو عبد اللّه عليه السلام في حديث: «وكلوا اللّحم في كلّ أسبوع ولا تعوّدوه أنفسكم وأولادكم فإنّ

له ضراوةً كضراوة الخمر، ولا تمنعوهم فوق الأربعين يوماً فإنّه يسيء أخلاقهم» ().

وعن رسول اللّه صلي الله عليه و اله أنّه قال: «من ترك اللّحم أربعين يوماً ساء خلقه» ().

وقال صلي الله عليه و اله: «عليكم باللّحم فإنّه من ترك اللّحم أربعين يوماً ساء خلقه ومن ساء خلقه عذّب نفسه ومن عذّب نفسه فأذّنوا في أذنه» ().

وفي طبّ الأئمّة، عليه السلام عن جعفر بن محمّد عليه السلام أنّه قال: «من ترك أكل اللّحم أربعين صباحاً ساء خلقه وفسد عقله ومن ساء خلقه فأذّنوا في أذنه بالتّثويب» ().

وقال أمير المؤمنين عليه السلام: «عليكم باللّحم فإنّه ينبت اللّحم ومن ترك اللّحم أربعين يوماً ساء خلقه» ().

إدمان أكل اللحم

مسألة: يجوز إدمان أكل اللّحم علي كراهية.

عن زرارة قال: تغدّيت مع أبي جعفر عليه السلام أربعة عشر يوماً بلحم في شعبان().

وفي طبّ النّبيّ صلي الله عليه و اله قال: قال: «إنّ إبليس يخطب شياطينه فيقول عليكم باللّحم والمسكر والناي فإنّي لا أجد جماع الشّرّ إلا فيها» ().

وقال صلي الله عليه و اله: «من أكل اللّحم أربعين صباحاً قسا قلبه» ().

لحم الضأن

مسألة: يستحب اختيار لحم الضّأن علي لحم الماعز وغيره.

فقد روي عنهم عليهم السلام: «كل اللّحم النّضيج من الضّأن الفتيّ أسمنه لا القديد ولا الجزور ولا البقر» ().

وعن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: «قال: رسول اللّه صلي الله عليه و اله: إنّ اللّه عزّ وجلّ اختار من كلّ شيءٍ شيئاً إلي أن قال واختار من الأنعام إناثها وأختار من الغنم الضّأن» ().

لحم العنز

وفي الحديث: أتي أمير المؤمنين عليه السلام برجل كان نصراني كان أسلم ومعه خنزير قد شواه وأدرجه بريحان، فقال له: «ويحك ما حملك علي هذا» قال الرجل: مرضت فقرمت إلي اللحم، فقال: «أين أنت من لحم المعز وكان خلفاً منه…» ().

لحم الطيور

مسألة: يستحب اختيار الفراخ وخصوصاً فرخ الحمام الّذي غذّي بقوت النّاس ولا يكره لحم الجزور والبخت والحمام المسرول.

عن أمير المؤمنين عليه السلام أنّه قال: «أطيب اللّحم لحم فراخ نهض أو كاد ينهض» ().

وعن جابر بن عبد اللّه رحمة الله عليه قال: أمر رسول اللّه صلي الله عليه و اله: «الأغنياء باتّخاذ الغنم والفقراء باتّخاذ الدّجاج» ().

لحم القباج والقطا والدّرّاج

مسألة: يستحب أكل لحم الدراج وطيور أخري مذكورة في الروايات.

عن أمير المؤمنين عليه السلام أنّه قال: سمعت رسول اللّه صلي الله عليه و اله يقول: «من سرّه أن يقلّ غيظه فليأكل الدّرّاج» ().

وفي حديث آخر عنه صلي الله عليه و اله: «من سرّه أن يقلّ غيظه فليأكل لحم الدّرّاج» ().

وعنه صلي الله عليه و اله: «من اشتكي فؤاده وكثر غمّه فليأكل الدّرّاج» ().

وعن أبي الحسن الأوّل عليه السلام قال: «أطعموا المحموم لحم القبج فإنّه يقوّي السّاقين ويطرد الحمّي طرداً» ().

وعن عليّ بن مهزيار قال: تغدّيت مع أبي جعفر عليه السلام فأتي بقطاً فقال: «إنّه

مبارك، وكان أبي عليه السلام يعجبه وكان يقول: أطعموا اليرقان يشوي له» ().

وعن رسول اللّه صلي الله عليه و اله قال: «من اشتكي فؤاده وكثر غمّه فليأكل لحم الدّرّاج» ().

وعن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: «إذا وجد أحدكم غمّاً أو كرباً لا يدري ما سببه فليأكل لحم الدّرّاج فإنّه يسكّن عنه إن شاء اللّه تعالي» ().

حلال اللحم وحرامه

مسألة: يجوز أكل لحوم الإبل والبقر والغنم والبقر الوحشيّة والحمر الوحشيّة وكراهية الأهليّة.

عن جعفر بن محمّد عليه السلام أنّه قال: «وأمّا ما يحلّ من أكل لحوم الحيوان فلحوم البقر والإبل والغنم ومن لحوم الوحش ما ليس له ناب ولا مخلب..» ().

وروي عليّ بن إبراهيم في تفسير قوله تعالي: ?ثمانية أزواج?() الآية عن النّبيّ صلي الله عليه و اله أنّه قال: «قوله:

?من الضّأن اثنين?() عني الأهليّ والجبليّ.

?ومن المعز اثنين?() عني الأهليّ والوحشيّ الجبليّ.

?ومن البقر اثنين?() عني الأهليّ والوحشيّ الجبليّ.

?ومن الإبل اثنين?() يعني البخاتيّ والعراب فهذه أحلّها اللّه» ().

الكتف والذراع

مسألة: يستحب اختيار الذّراع والكتف علي سائر أعضاء الذّبيحة، ويكره اختيار الورك.

عن رسول اللّه صلي الله عليه و اله في حديث: وكانت الذّراع من اللّحم تعجبه وأهديت إليه صلي الله عليه و اله شاة فأهوي إلي الذّراع فنادته أنّي مسمومة().

وعن الرّضا عليه السلام قال لغلامه: «اشترِ لنا من اللّحم المقاديم ولا تشتر المآخير فإنّ المقاديم أقرب من المرعي وأبعد من الأذي» ().

وعن أبي عبد اللّه عليه السلام عن آبائه عليهم السلام عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: «أتي رجل من قريش إلي النّبيّ صلي الله عليه و اله فدعاه إلي منزله وقرّب له مائدةً، وكان النّبيّ صلي الله عليه و اله يحبّ من اللّحم الذّراع فنهشها نهشةً واحدةً، فلمّا دخل

إلي بطنه اللّحم تكلّمت الذّراع وقالت: يا رسول اللّه لا تأكل منّي شيئاً فإنّي مسمومة فألقاها من يده» () الخبر.

أكل الكباب

مسألة: يستحب أكل الكباب لمن ضعفت قواه.

عن موسي بن بكر الواسطيّ قال: أرسل إليّ أبو الحسن عليه السلام فأتيته فقال: «ما لي أراك مصفرّاً» وقال: «أ لم آمرك بأكل اللّحم» فقلت: ما أكلت غيره منذ أمرتني فقال: «كيف تأكله» قلت: طبيخاً، قال: «كله كباباً» فأكلت، فأرسل إليّ بعد جمعة فإذا الدّم قد عاد في وجهي فقال لي: «نعم» ثمّ قال لي: «يخفّ عليك أن نرسلك في بعض حوائجنا» فقلت: أنا عبدك فمرني بما شئت، فوجّهني في بعض حوائجه إلي الشّام().

اللّحم باللّبن

مسألة: ينبغي أكل اللحم باللبن.

عن عليّ بن أبي طالب عليه السلام قال: «قال رسول اللّه صلي الله عليه و اله: شكا نبيّ من الأنبياء قبلي ضعفاً في بدنه إلي ربّه تعالي، فأوحي اللّه تعالي إليه: اطبخ اللّحم واللّبن فكلهما فإنّي جعلت القوّة فيهما» ().

وعن رسول اللّه صلي الله عليه و اله أنّه قال: «اللّحم واللّبن ينبتان اللّحم ويشدّان العظم، واللّحم يزيد في السّمع والبصر، واللحم بالبيض يزيد في الباءة» ().

وعن جعفر بن محمّد عليه السلام قال: «شكا نبيّ من الأنبياء الضّعف إلي ربّه فأوحي اللّه إليه: اطبخ اللّحم باللّبن فكلهما فإنّي جعلت البركة فيهما، ففعل فردّ اللّه إليه قوّته» ().

وعن رسول اللّه صلي الله عليه و اله أنّه رأي رجلاً سميناً فقال: «ما تأكل» فقال: ليس بأرضي حبّ وإنّما آكل اللّحم واللّبن، فقال: «جمعت بين اللّحمين» ().

وعن أبي عبد اللّه عليه السلام عن أبيه عليه السلام: «إنّ رسول اللّه صلي الله عليه و اله قال: شكا نوح إلي ربّه عزّ وجلّ ضعف بدنه فأوحي اللّه

إليه أن اطبخ اللّحم باللّبن فكلهما فإنّي جعلت القوّة والبركة فيهما» ().

وفي طبّ النّبيّ صلي الله عليه و اله قال صلي الله عليه و اله: «أوحي اللّه إلي نبيّ من أنبيائه حين شكا إليه ضعفه أن اطبخ اللّحم مع اللّبن فإنّي قد جعلت الشفاء والبركة فيهما» ().

أكل الرؤوس

مسألة: ينبغي أكل السويق مع الرؤوس.

عن عليّ بن سليمان قال: أكلنا عند الرّضا عليه السلام رؤوساً، فدعا بالسّويق فقلت: إنّي قد امتلأت، فقال: «إنّ قليل السّويق يهضم الرّؤوس وهو دواؤه» ().

مخ العظام

وفي طبّ النّبيّ، صلي الله عليه و اله قال صلي الله عليه و اله: «شرار أمّتي الّذين يأكلون مخاخ العظام» ().

أكل الثّريد

مسألة: ينبغي أكل الثريد، فقد قال رسول اللّه صلي الله عليه و اله: «الثّريد بركة» ().

وعن عليّ بن أبي طالب عليه السلام قال: «الثّريد طعام العرب» ().

وعنه عليه السلام قال: «وأوّل من هشم الثّريد من العرب جميعاً جدّنا هاشم» ().

وعن رسول اللّه صلي الله عليه و اله أنّه قال: «الثّريد طعام العرب وأوّل من ثرد الثّريد إبراهيم صلي الله عليه و اله وأوّل من هشمه من العرب هاشم» ().

وعن جعفر بن محمّد عليه السلام أنّه قال: «الثّريد بركة وطعام الواحد يكفي الاثنين» ().

وعن النّبيّ صلي الله عليه و اله أنّه قال: «اللّهمّ بارك لأمّتي في الثّرد والثّريد» ().

وعن الصّادق عليه السلام أنّه قال: «فقال قائل من النّاس لو نظرنا إلي طعام أمير المؤمنين عليه السلام ما هو، فأشرفوا عليه وإذا طعامه ثريدة بزيت مكلّلة بالعجوة، وكان ذلك طعامه، وكانت العجوة تحمل إليه من المدينة» ().

وعن سلمان الفارسيّ رحمة الله عليه عن رسول اللّه صلي الله عليه و اله أنّه قال في حديث: «والثّريد سيّد الأطعمة» ().

اللّبن

مسألة: يستحب شرب اللبن، كما يستحب أن يقول عند شربه: «اللّهمّ بارك لنا فيه وارزقنا منه».

ففي صحيفة الرّضا، عليه السلام بإسناده عن آبائه عليه السلام قال: «كان النّبيّ صلي الله عليه و اله إذا أكل طعاماً يقول: اللّهمّ بارك لنا فيه وارزقنا خيراً منه، وإذا أكل لبناً أو شرب قال: اللّهمّ بارك لنا فيه وارزقنا منه» ().

وكان رسول اللّه صلي الله عليه و اله إذا أكل لبناً مضمض فاه، وقال: «إنّ له دسماً» ().

وعن سلمان الفارسيّ رحمة الله عليه عن رسول اللّه صلي الله عليه و اله أنّه قال في حديث: «وسيّد الأشربة اللّبن» ().

وفي طبّ النّبيّ صلي الله عليه و اله: قال صلي الله عليه و اله: «شرب اللّبن من محض الإيمان» ().

وقال صلي الله عليه و اله: «ليس يجزئ مكان الطّعام والشّراب إلا اللّبن» ().

وقال صلي الله عليه و اله: «عليكم باللّبان فإنّه يمسح الحرّ من القلب كما يمسح الإصبع العرق عن الجبين، ويشدّ الظّهر، ويزيد في العقل، ويذكّي الذّهن، ويجلو البصر، ويذهب النّسيان» ().

وقال صلي الله عليه و اله: «ثلاثة لا تردّ: الوسادة واللّبن والدّهن» ().

وعن أمير المؤمنين عليه السلام أنّه قال: «اللّبن أحد اللّحمين» ().

ورواه المستدرك أيضا().

لبن الأبقار

مسألة: يستحب اختيار لبن البقر للأكل والشّرب.

عن جابر بن عبد اللّه رحمة الله عليه قال: قيل: يا رسول اللّه أنتداوي، فقال: «نعم فتداوي فإنّ اللّه تبارك وتعالي لم ينزل داءً إلا وقد أنزل له دواءً عليكم بألبان البقر فإنّها تردّ من كلّ الشّجر» ().

وعن عليّ بن أبي طالب عليه السلام أنّه قال: «في البقر وألبانها دواء» ().

وعن رسول اللّه صلي الله عليه و اله: «عليكم بألبان البقر فإنّها تخلط مع كلّ الشّجر» ().

وعن رسول

اللّه صلي الله عليه و اله أنّه قال: «من أكل لقمةً سمينةً نزل من الدّاء مثلها من جسده، ولحم البقر داء وسمنها شفاء ولبنها دواء، وما دخل الجوف مثل السّمن» ().

وعن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: «لحم البقر داء وأسمانها شفاء وألبانها دواء» ().

وفي طبّ النّبيّ صلي الله عليه و اله قال: «لحم البقر داء ولبنها دواء، ولحم الغنم دواء ولبنها داء» ().

هذا وفي بعض الروايات مدح لحومها، فعن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: «مرق السّلق بلحم البقر يذهب البياض» ().

وعن أبي الحسن الأوّل عليه السلام قال: «من أكل مرقاً بلحم بقر أذهب اللّه عنه البرص والجذام» ().

ولا منافاة بين الروايتين كما لا يخفي.

لبن الأتن

مسألة: يجوز أكل لبن الأتن وشربه للمريض وغيره.

عن جعفر بن محمّد عليه السلام أنّه سئل عن ألبان الأتن يتداوي بها فرخّص فيها().

أكل الجبن

مسألة: يجوز أكل الجبن ونحوه وفيه حلال وحرام إذا بيع في سوق المسلمين حتّي يعلم أنّه الحرام بعينه.

عن أبي جعفر عليه السلام أنّه ذكر الجبنّ الّذي يعمله المشركون وأنّهم يجعلون فيه الإنفحة من الميتة وممّا لم يذكر اسم اللّه عليه، قال: «إذا علم ذلك لم يؤكل وإن كان الجبنّ مجهولا لا يعلم من عمله وبيع في سوق المسلمين فكله» ().

وعن الصّادق عليه السلام قال: «الجبنّ يهضم ما قبله ويشهّي ما بعده» ().

وقال رسول الله صلي الله عليه و اله: «كلوا الجبنّ فإنّه يذهب النّعاس ويهضم الطّعام» ().

أكل السمك وآدابه

مسألة: هناك آداب لأكل السمك وردت في الروايات.

عن رسول اللّه صلي الله عليه و اله أنّه كان إذا أكل السّمك قال: «اللّهمّ بارك لنا فيه وأبدلنا به خيراً منه» ().

وقال جعفر بن محمّد عليه السلام: «وأكل التّمر بعده يذهب أذاه» ().

مسألة: يكره أكل السّمك الطّريّ إلا علي أثر الحجامة فيؤكل كباباً.

وعن الحميريّ قال: كتبت إلي أبي محمّد عليه السلام أشكو إليه أنّ بي دماً وصفراء فإذا احتجمت هاجت الصّفراء، وإذا أخّرت الحجامة أضرّ بي الدّم، فما تري في ذلك، فكتب إليّ: «احتجم وكل أثر الحجامة سمكاً طريّاً بماء وملح» فاستعملت ذلك فكنت في عافية وصار ذلك غذائي().

إدمان أكل السمك

مسألة: يكره إدمان أكل السّمك والإكثار منه.

عن رسول اللّه صلي الله عليه و اله أنّه قال: «إدمان أكل السّمك الطّريّ يذيب اللحم» ().

وعن عليّ بن أبي طالب عليه السلام قال: «والسّمك الطّريّ يذيب الجسد» ().

وعن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: «السّمك يذيب شحمة العين» ().

وعنه عليه السلام عن أبيه عليه السلام قال: «إنّ هذا السّمك لردي ء لغشاوة العين» ().

وعن أبي جعفر عليه السلام قال: «أقلّوا من أكل السّمك فإنّ

لحمه يذبل الجسد ويكثر البلغم ويغلّظ النّفس» ().

البيض وفوائده

مسألة: هناك آداب لأكل البيض مذكورة في الروايات، ففي طبّ الأئمّة عليهم السلام عن محمّد الباقر عليه السلام أنّه قال: «من عدم الولد فليأكل البيض وليكثر منه فإنّه يكثر النّسل» ().

وعن عليّ بن أحمد بن أشيم قال: شكوت إلي الرّضا عليه السلام قلّة استمرائي الطّعام قال: «كل مخ البيض» ففعلت فانتفعت به().

وفي الرّسالة الذّهبيّة للرّضا عليه السلام: ومداومة أكل البيض يعرض منه الكلف في الوجه().

وقال عليه السلام: «وكثرة أكل البيض وإدمانه يورث الطّحال ورياحاً في رأس المعدة والامتلاء من البيض المسلوق يورث الرّبو والإبتهار» ().

وقال عليه السلام: «واحذر أن تجمع بين البيض والسّمك في المعدة في وقت واحد فإنّهما متي اجتمعا في جوف الإنسان ولدا عليه النّقرس والقولنج والبواسير ووجع الأضراس» ().

وعن رسول اللّه صلي الله عليه و اله أنّه قال: «واللّحم بالبيض يزيد في الباه» ().

الملح

مسألة: يستحب الملح، قال أبو عبد اللّه عليه السلام: «وعليكم بالأبيضين الخبز والرّقّة» يعني الملح، إلي أن قال: «وإنّ في الرّقّة أماناً من الجذام والبرص والجنون» ().

وعن رسول اللّه صلي الله عليه و اله قال: «سيّد إدامكم الملح» ().

وقال صلي الله عليه و اله: «لا يصلح الطّعام إلا بالملح» ().

وقال رسول اللّه صلي الله عليه و اله لعليّ عليه السلام: «عليك بالملح فإنّه شفاء من سبعين داءً أدناها الجذام والبرص والجنون» ().

وسأل الرّضا عليه السلام أصحابه أيّ الإدام أجود فقال بعضهم: اللّحم، وقال بعضهم: السّمن، وقال بعضهم: الزّيت، فقال هو عليه السلام: «لا، الملح خرجنا إلي نزهة لنا فنسي الغلام الملح فما انتفعنا بشيء حتّي انصرفنا» ().

وعن جعفر بن محمّد عليه السلام أنّه قال: «لدغت رسول اللّه صلي الله عليه و اله عقرب فنفضها وقال: لعنك اللّه فما

يسلم منك مؤمن ولا كافر، فدعا بملح فوضعه في موضع اللّدغة ثمّ عصره بإبهامه حتّي ذاب، ثمّ قال: لو يعلم النّاس ما في الملح ما احتاجوا معه إلي درياق» ().

من الأطعمة والأشربة المباحة والمحرّمة

مسألة: هناك جملة من الأطعمة والأشربة المباحة والمحرمة ذكرت في الروايات.

عن جعفر بن محمّد عليه السلام أنّه ذكر ما يحلّ أكله وما يحرم بقول مجمل فقال: «أمّا ما يحلّ للإنسان أكله ممّا أخرجت الأرض فثلاثة صنوف من الأغذية: صنف منها جميع صنوف الحبّ كلّه كالحنطة والأرزّ والقطنية وغيرها، والثّاني صنوف الثّمار كلّها، والثّالث صنوف البقول والنّبات، فكلّ شيء من هذه الأشياء فيه غذاء للإنسان ومنفعة وقوّة فحلال أكله، وما كان منها فيه المضرّة فحرام أكله، إلا في حال التّداوي به، وأمّا ما يحلّ من أكل لحوم الحيوان فلحوم البقر والإبل والغنم، ومن لحوم الوحش كلّ ما ليس له ناب ولا مخلب، ومن لحوم الطّير كلّ ما كانت له قانصة، ومن صيد البحر كلّ ما كان له قشر، وما عدا من هذه الأصناف فحرام أكله، وما كان من البيض مختلف الطّرفين فحلال أكله، وما استوي طرفاه فهو من بيض ما لا يؤكل لحمه» ().

الزّبيبة والألوان والنّارباج

عن جعفر بن محمّد عليه السلام أنّه كان يشتهي من الألوان: النّارباجة والزّبيبة وكان يقول: «أعطينا من هذه الأطعمة والألوان ما لم يعطه رسول اللّه صلي الله عليه و اله» ().

وعنه عليه السلام قال: «كان رسول اللّه صلي الله عليه و اله يعجبه العسل وتعجبه الزّبيبة» ().

والقطب الرّاونديّ في دعواته، قال: «كان أحبّ الطّعام إلي رسول اللّه صلي الله عليه و اله النّارباجة» ().

الحلواء والفالوذج

مسألة: يستحب أكل الحلواء والخبيص والفالوذج.

الطّبرسيّ في المكارم، عن النّبيّ صلي الله عليه و اله أنّه قال: «إذا وضعت الحلواء فأصيبوا منها ولا تردّوها» ().

وعن رسول اللّه صلي الله عليه و اله أنّه قال: «من أطعم أخاه حلاوةً أذهب اللّه عنه مرارة الموت» ().

وعن جعفر بن محمّد عليه السلام: كان رسول الله صلي الله عليه و اله يعجبه الفالوذج، وكان إذا أراده قال: «اتّخذوه لنا وأقلّوا» ().

وعنه عليه السلام أنّه أهدي إليه فالوذج فقال: «ما هذا»، قالوا: يوم نيروز، فقال: «فنورزوا إن قدرتم كلّ يوم» ().

وعن عاصم بن ميثم أنّه أهدي إلي عليّ عليه السلام سلال خبيص له خاصّةً، فدعا بسفرة فنثره عليه ثمّ جلسوا حلقتين يأكلون().

وفي تفسير الإمام العسكري عليه السلام قال: كان عليّ بن الحسين عليه السلام مع أصحابه علي مائدة إذ قال لهم: «معاشر إخواننا طيبوا نفساً (وكلوا) فإنّكم تأكلون وظلمة بني أميّة يحصدون» قالوا: أين؟ قال: «في موضع كذا يقتلهم المختار وسيؤتي بالرّأسين يعني رأس عبيد اللّه وشمر يوم كذا (وكذا)، فلمّا كان في ذلك اليوم أوتي بالرّأسين لما أراد أن يقعد للأكل وقد فرغ من صلاته، فلمّا رآهما سجد وقال: «الحمد للّه الّذي لم يمتني حتّي أراني» فجعل يأكل وينظر إليهما فلمّا كان وقت الحلواء لم

يؤت بالحلواء لما كانوا قد اشتغلوا عن عمله بخبر الرّأسين، فقال: ندماؤه لم نعمل اليوم حلواء، فقال عليّ بن الحسين عليه السلام: «لا نريد حلواء أحلي من نظرنا إلي هذين الرّأسين» ().

الخلّ

مسألة: يستحب شرب الخلّ وأن لا يخلو البيت منه.

عن جعفر بن محمّد عليه السلام أنّه قدّم إلي أصحابه خلاً وزيتاً ولحماً باردًا، فأكل معه الرّجل فجعل ينتف من اللّحم فيغمسه في الخلّ والزّيت ويأكله، فقال الرّجل: جعلت فداك هلا كان طبخاً مع اللّحم، فقال عليه السلام: «هذا طعامنا وطعام الأنبياء عليه السلام» ().

وعنه عليه السلام أنّه قال: «نعم الإدام الخلّ، ونعم الإدام الزّيت، وهو طيب الأنبياء عليهم السلام وإدامهم وهو مبارك» ().

وعن بزيع بن عمرو بن بزيع قال: دخلت علي أبي جعفر عليه السلام وهو يأكل خلاً وزيتاً في قصعة سوداء مكتوب في وسطها: ?قل هو اللّه أحد?() فقال: «يا بزيع ادن» فدنوت وأكلت معه، ثمّ حسا من الماء ثلاث حسوات حتّي لم يبق من الخبز شيء ثمّ ناولني فحسوت البقيّة().

وقال أبو عبد اللّه عليه السلام في حديث: «وأدمنوا الخلّ والزّيت في منازلكم فما افتقر أهل بيت كان ذلك أدمهم» ().

وقال رسول اللّه صلي الله عليه و اله: «ما افتقر بيت فيه خلّ» ().

وقال صلي الله عليه و اله: «نعم الإدام الخلّ ولا يفتقر أهل بيت عندهم الخلّ» ().

وعن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: «كان أحبّ الصّباغ إلي رسول اللّه صلي الله عليه و اله الخلّ» ().

وعن جعفر بن محمّد عليه السلام أنّه قال: «الخلّ يسكّن المرار ويحيي القلوب» ().

وعن أنس قال: قال النّبيّ صلي الله عليه و اله: «من أكل الخلّ قام علي رأسه ملك يستغفر له حتّي يفرغ» ().

وعن الصّادق

عليه السلام قال: «نعم الإدام الخلّ يكسر المرّة ويحيي القلب ويشدّ اللّثة ويقتل دوابّ البطن» ().

وعن أبي الحسن الأوّل عليه السلام أنّه قال: «ملك ينادي في السّماء: اللّهمّ بارك في الخلالين والمتخلّلين، والخلّ بمنزلة الرّجل الصّالح يدعو لأهل البيت بالبركة» ().

أكل العسل والاستشفاء به

مسألة: العسل شفاء ويستحب أكله.

عن رسول اللّه صلي الله عليه و اله أنّه قال: «العسل شفاء» ().

وقال عليّ عليه السلام: «ما استشفي المريض بمثل شرب العسل» ().

وقال جعفر بن محمّد عليه السلام: «قال اللّه عزّ وجلّ: ?فيه شفاء للنّاس?()» ().

وعن عليّ عليه السلام أنّه قال: «أ يعجز أحدكم إذا مرض أن يسأل امرأته فتهب له من مهرها درهماً فيشتري به عسلا فيشربه بماء السّماء، فإنّ اللّه عزّ وجلّ يقول في المهر: ?فإن طبن لكم عن شيء منه نفساً فكلوه هنيئاً مريئاً?() ويقول في العسل: ?فيه شفاء للنّاس?() ويقول في ماء السماء: ?ونزّلنا من السّماء ماءً مباركاً?()» ().

وقال العالم عليه السلام: «عليكم بالعسل وحبّة السّوداء» ().

وقال عليه السلام: «العسل شفاء في ظاهر الكتاب كما قال اللّه عزّ وجلّ» ().

وقال عليه السلام: «في العسل شفاء من كلّ داء، ومن لعق لعقة عسل علي الرّيق يقطع البلغم ويكسر الصّفراء ويقطع المرّة السّوداء ويصفّي الذّهن ويجوّد الحفظ إذا كان مع اللّبان الذّكر..» ().

وقال رسول اللّه صلي الله عليه و اله: «العسل شفاء لطرد الرّيح والحمّي» ().

وعن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: «لعقة العسل فيه شفاء قال اللّه تعالي: ?مختلف ألوانه فيه شفاء للنّاس?()» ().

وعن أمير المؤمنين عليه السلام قال: «العسل شفاء من كلّ داء ولا داء فيه، يقلّ البلغم ويجلو القلب» ().

وعن الرّضا عليه السلام قال: قال رسول اللّه صلي الله عليه و اله: «إنّ اللّه تعالي

جعل البركة في العسل وفيه شفاء من الأوجاع وقد بارك عليه سبعون نبيّاً» ().

وقال رسول اللّه صلي الله عليه و اله: «ثلاث يزدن في الحفظ ويذهبن بالبلغم: قراءة القرآن والعسل واللّبان» ().

وقال صلي الله عليه و اله: «الطّيب يسر والعسل يسر والنّظر إلي الخضرة يسر والرّكوب يسر» ().

وقال صلي الله عليه و اله: «لا تردّوا شربة العسل علي من أتاكم بها» ().

وقال صلي الله عليه و اله: «إن يكن في شيء شفاء ففي شرطة الحجّام أو في شربة العسل» ().

وعن عليّ عليه السلام أنّه قال: «من أصابته علّة فيسأل امرأته ثلاثة دراهم من صداقها ويشتري بها عسلا ثمّ يكتب سورة يس بماء المطر ويشربه شفاه اللّه لأنّه اجتمع له الهني ء والمري ء والشّفاء والمبارك» ().

وفي الخبر: «إنّ العسل شفاء من السّمّ القاتل» ().

وقال رسول اللّه صلي الله عليه و اله لرجل اشتكي بطنه: «خذ شربةً من عسل وألق فيها ثلاث حبّات شونيز أو خمس أو سبع ثمّ اشربه تبرأ بإذن اللّه تبارك وتعالي» فقال رجل من أهل المدينة لجعفر بن محمّد عليه السلام وهو عند محمّد من جلّة أهل المدينة فقد وصف له هذا فقال الرّجل من أهل المدينة: يا جعفر فقد فعلنا هذا فما رأينا ينفعنا، فقال جعفر بن محمّد عليه السلام: «إنّما ينفع أهل الإيمان ولا ينفع أهل النّفاق وعسي أن تكون منافقاً وأخذته علي غير تصديق منك لرسول اللّه صلي الله عليه و اله، فنكس الرّجل رأسه» ().

وعن عليّ بن أبي طالب عليه السلام قال: «ثلاث يذهبن بالبلغم: قراءة القرآن واللّبان والعسل» ().

وعن الصّادق عليه السلام أنّه شكا إليه رجل الدّاء العضال فقال: «استوهب درهماً امرأتك من صداقها واشتر به عسلاً وامزجه بماء

المزن واكتب به القرآن واشربه» ففعل، فأذهب اللّه عنه ذلك فأخبر أبا عبد اللّه عليه السلام بذلك فتلا ?فإن طبن لكم عن شيء منه?() ?يخرج من بطونها?() ?ونزّلنا من السّماء ماءً?() الآيات ثم تلا ?وننزّل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين?()» ().

وقال صلي الله عليه و اله: «عليكم بالعسل فو الّذي نفسي بيده ما من بيت فيه عسل إلا وتستغفر الملائكة لأهل ذلك البيت، فإن شربها رجل دخل في جوفه ألف دواء وخرج عنه ألف ألف داء، فإن مات وهو في جوفه لم تمسّ النّار جسده» ().

وقال صلي الله عليه و اله: «نعم الشّراب العسل يرعي القلب ويذهب برد الصّدر» ().

و قال صلي الله عليه و اله: «من أراد الحفظ فليأكل العسل» ().

و قال صلي الله عليه و اله: «لا تردّوا شربة العسل علي من أتاكم بها» ().

السكر والتداوي به

مسألة: وردت روايات في أكل السّكّر والتّداوي به، وكراهة التّداوي بالدّواء المرّ.

ففي دعائم الإسلام، كان جعفر بن محمّد عليه السلام يتصدّق بالسّكّر فقيل له في ذلك، فقال: «ليس شيء من الطّعام أحبّ إليّ منه وأنا أحبّ أن أتصدّق بأحبّ الأشياء إليّ» ().

وفي فقه الرّضا عليه السلام: «السّكّر ينفع من كلّ شيء، وكذلك الماء المغلي» ().

وفي طبّ الأئمّة عليه السلام عن أبي أسامة الشّحّام قال: سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول: «ما اختار جدّنا عليه السلام للحمّي إلا وزن عشر دراهم سكّر بماء بارد علي الرّيق» ().

وعن محمّد بن إبراهيم الجعفيّ عن أبيه قال: دخلت علي أبي عبد اللّه عليه السلام فقال: «ما لي أراك شاحب الوجه» قلت: أنا في حمّي الرّبع، فقال: «أين أنت عن المبارك الطّيّب اسحق السّكّر ثمّ خذه بالماء واشربه علي الرّيق

عند الحاجة إلي الماء» قال: ففعلت فما عادت إليّ بعد().

أكل السكر عند النوم

مسألة يستحب أكل السّكّر عند النّوم.

عن عليّ بن يقطين قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: «من أخذ سكّرتين عند النّوم كان شفاءً من كلّ داء إلا السّام» ().

أنواع السكر

مسألة: ينبغي اختيار السّكّر السّليمانيّ والطّبرزد والأبيض للأكل والتّداوي.

عن زرارة عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال: «ويحك يا زرارة ما أغفل النّاس عن فضل السّكّر الطّبرزد وهو ينفع من سبعين داءً وهو يأكل البلغم أكلا ويقلعه بأصله» ().

أكل الزيت والادهان به

مسألة: يستحب أكل الزّيت والادّهان به.

عن عليّ عليه السلام قال: «قال رسول اللّه صلي الله عليه و اله: يا عليّ عليك بالزّيت كله وادّهن به فإنّه من أكله وادّهن به لم يقربه الشّيطان أربعين يوماً» ().

وقال رسول اللّه صلي الله عليه و اله: «عليكم بالزّيت فإنّه يكشف المرّة ويذهب البلغم ويشدّ العصب ويحسّن الخلق ويطيّب النّفس ويذهب بالغمّ» ().

وعن رسول اللّه صلي الله عليه و اله أنّه قال: «نعم الإدام الزّيت وهو طيب الأنبياء وإدامهم وهو مبارك» ().

وعن الرّضا عليه السلام قال: «نعم الطّعام الزّيت يطيّب النّكهة ويذهب البلغم ويصفّي اللّون ويشدّ العصب ويذهب بالوصب ويطفئ الغضب» ().

وعن الصّادق عليه السلام أنّه قال: «الزّيت دهن الأبرار وطعام الأخيار» ().

وقال رسول اللّه صلي الله عليه و اله: «كلوا الزّيت وادّهنوا به فإنّه من شجرة مباركة» ().

السمن

مسألة: وردت روايات في أكل السّمن وخصوصاً سمن البقر ولا سيّما في الصّيف.

عن الرّيّان قال: قلت لأبي عبد اللّه عليه السلام: أتّخذ لك حلواء، قال: «ما اتّخذتم لي منه فاجعلوه بسمن» ().

و قال: «نعم الإدام السّمن» ().

و قال: «هو في الصّيف خير منه في الشّتاء» ().

وعن رسول اللّه صلي الله عليه و اله قال: «لحم البقر داء وسمنها شفاء، ولبنها

دواء وما دخل الجوف مثل السّمن» ().

وعنه صلي الله عليه و اله أنّه قال: «السّمن دواء» ().

وقال جعفر بن محمّد عليه السلام: «هو في الصّيف خير منه في الشّتاء وما دخل الجوف مثله» ().

الشيخ وأكل السمن

مسألة: يكره أكل السّمن للشّيخ بعد خمسين سنةً باللّيل.

عن الصّادق عليه السلام أنّه قال: ¬ «نعم الإدام السّمن وإنّي لأكرهه للشّيخ» ().

ما ورد في فضل الماء

مسألة: الماء سيد الاشربة كما في الروايات وله آداب خاصة.

قال رسول اللّه صلي الله عليه و اله: «الماء سيّد الشّراب في الدّنيا والآخرة» ().

وسئل أبو عبد اللّه عليه السلام عن طعم الماء قال: «سل تفقّهاً ولا تسأل تعنّتاً طعم الماء طعم الحياة» قال اللّه سبحانه: ?وجعلنا من الماء كلّ شيء حيّ?()» ().

وعن الصّادق عليه السلام قال: «سيّد شراب أهل الجنّة الماء» ().

وعن رسول اللّه صلي الله عليه و اله أنّه قال: «سيّد الأشربة في الدّنيا والآخرة الماء» ().

اشرب الماء

مسألة: يستحب شرب الماء مصّاً ويكره شربه عبّاً.

ففي الجعفريّات، بإسناده عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام قال: قال لنا رسول اللّه صلي الله عليه و اله: «مصّوا الماء مصّاً ولا تعبّوه عبّاً فإنّ منه يكون الكباد()» ().

والطّبرسيّ في المكارم، عن رسول اللّه صلي الله عليه و اله: «أنّه كان إذا شرب بدأ فسمّي، إلي أن قال: ويمصّ الماء مصّاً ولا يعبّه عبّاً ويقول: إنّ الكباد من العبّ» ().

وقال صلي الله عليه و اله: «إذا اشتهيتم الماء فاشربوه مصّاً ولا تشربوه عبّاً» ().

و قال صلي الله عليه و اله: «العبّ يورث الكباد» ().

بعد أكل التّمر

في الحديث: وأكل أمير المؤمنين عليه السلام من تمر دقل() ثمّ شرب عليه

الماء وضرب يده علي بطنه وقال: «من أدخله بطنه النّار فأبعده اللّه» ثمّ تمثّل:

و إنّك مهما تعط بطنك سؤله وفرجك نالا منتهي الذّمّ أجمعا()

لا تكثر من شرب الماء

مسألة: كثرة شرب الماء مكروه، خاصة بعد أكل الدسم.

عن عليّ بن أبي طالب عليه السلام قال: كان رسول اللّه صلي الله عليه و اله إذا أكل اللّحم لا يعجل بشرب الماء» فقال له: بعض أصحابه من أهل بيته يا رسول اللّه ما أقلّ شربك للماء علي اللّحم، فقال: «ليس أحد يأكل هذا الورك ثمّ يكفّ عن شرب الماء إلي آخر طعامه إلا استمرأ الطّعام» ().

وقال الإمام الرضا عليه السلام: «ومن أراد أن لا تؤذيه معدته فلا يشرب علي طعامه ماءً حتّي يفرغ منه، ومن فعل ذلك رطب بدنه وضعف معدته ولم تأخذ العروق قوّة الطّعام لأنّه يصير في المعدة فجأ إذا صبّ الماء علي الطّعام أوّلاً فأوّلاً» ().

وقال رسول الله صلي الله عليه و اله: «من تعوّد كثرة الطّعام والشّراب قسا قلبه» ().

الشرب قياماً

مسألة: يستحب الشّرب من قيام نهاراً، ويكره ذلك ليلاً.

عن عليّ بن أبي طالب عليه السلام قال: «قال رسول اللّه صلي الله عليه و اله: يا عليّ اشرب الماء قائماً فإنّه أقوي لك وأصحّ» ().

وقال صلي الله عليه و اله: «لا يشربنّ أحدكم قائماً فمن نسي فليقئ» ().

وفي دعائم الإسلام، عن رسول اللّه صلي الله عليه و اله: «أنّه شرب قائماً وجالساً» ().

وفي مكارم الأخلاق عن النّبيّ صلي الله عليه و اله: «كان صلي الله عليه و اله يشرب قائماً وربّما شرب راكباً وربّما قام فشرب من القربة أو الجرّة أو الإداوة وفي كلّ إناء يجده وفي يديه» ().

وعن أنس: «أنّ النّبيّ صلي الله عليه و

اله آخَذَ عن الشّرب قائماً» قال: قلت: فالأكل قال: «هو أشرّ منه» ().

وعن النّبيّ صلي الله عليه و اله قال: «من شرب قائماً فأصابه شيء من المرض لم يستشف أبداً»، وشرب رجل قائماً فرآه رسول اللّه صلي الله عليه و اله فقال: «أ يسرّك أن تشرب معك الهرّة» فقال: لا، فقال: «قد شرب معك من هو شرّ منه الشّيطان» ().

الشرب بنفس واحد

مسألة: يكره الشّرب بنفس واحد واستحباب الشّرب بثلاثة أنفاس.

عن عليّ عليه السلام أنّه قال: «تفقّدت رسول اللّه صلي الله عليه و اله غير مرّة وهو يشرب الماء تنفس ثلاثاً، مع كل واحدة منهن تسمية إذا شرب، وحمد إذا قطع» ().

وعن محمّد بن عليّ وأبي عبد اللّه عليه السلام أنّهما قالا: «ثلاثة أنفاس في الشّراب أفضل من نفس واحد وكرها أن يتشبّه الشّارب بشرب الهيم يعنيان الإبل الصّادية لا ترفع رؤوسها من الماء حتّي تروي» ().

وعن عبد اللّه بن مسعود قال: كان رسول اللّه صلي الله عليه و اله يتنفّس في الإناء ثلاثة أنفاس، يسمّي عند كلّ نفس ويشكر اللّه في آخرهن().

وعن ابن عبّاس قال: رأيت النّبيّ صلي الله عليه و اله شرب الماء فتنفّس مرّتين().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «ثلاثة أنفاس في الشّرب أفضل من شرب بنفس واحد، وكان يكره أن يشبّه بالهيم» قلت: وما الهيم؟ قال: «الإبل» ().

وعن رسول اللّه صلي الله عليه و اله أنّه قال: «إذا شرب أحدكم فليشرب في ثلاثة أنفاس أوله شكر الشربة، والثّاني مطردة للشّيطان، والثّالث شفاء لما في جوفه» ().

وعنه صلي الله عليه و اله: «وكان صلي الله عليه و اله إذا شرب بدأ فسمّي وحسا حسوةً وحسوتين ثمّ يقطع فيحمد اللّه تعالي ثمّ يعود

فيسمّي ثمّ يزيد في الثّالثة ثمّ يقطع فيحمد اللّه تعالي، وكان صلي الله عليه و اله لا يتنفّس في الإناء إذا شرب فإن أراد أن يتنفّس أبعد الإناء عن فيه حتّي يتنفّس، وكان صلي الله عليه و اله ربّما شرب بنفس واحد حتّي يفرغ» ().

وعن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال: «ثلاثة أنفاس في الشّراب أفضل من نفس واحد» قال: «وكره أن يمصّه كالهيم والهيم الكثيب» ().

وعن النّبيّ صلي الله عليه و اله قال: «لا تشربوا واحداً كشرب البعير ولكن اشربوا مثني وثلاث، وسمّوا إذا أنتم شربتم، واحمدوا إذا أنتم رفعتم» ().

وقال صلي الله عليه و اله: «إذا شرب أحدكم الماء بأنفس ثلاث كان أهنأ وأمرأ» ().

البسملة في شرب الماء

مسألة: تستحب التّسمية قبل الشّرب، والتّحميد بعده، وكذا في كلّ نفس.

عن عليّ بن أبي طالب عليه السلام قال: «تفقّدت النّبيّ صلي الله عليه و اله غير مرّة وهو إذا شرب تنفّس ثلاثاً مع كلّ واحدة منها تسمية إذا شرب ويحمد إذا انقطع فسألته عن ذلك فقال: يا عليّ شكر اللّه تعالي بالحمد وتسمية من الدّاء» ().

وعن جعفر بن محمّد عن أبيه عن آبائه عليهم السلام: «إنّ رسول اللّه صلي الله عليه و اله أمر أن يسمّي اللّه الشّارب إذا شرب، ويحمده إذا فرغ، يفعل ذلك كلّما تنفّس في الشّرب ابتدأ أو قطع» ().

وكان رسول اللّه صلي الله عليه و اله إذا شرب الماء قال: «الحمد للّه الّذي سقانا عذباً زلالاً برحمته ولم يسقنا ملحاً أجاجاً ولم يؤاخذنا بذنوبنا» ().

والطّبرسيّ في المكارم، في أخلاق النّبيّ صلي الله عليه و اله في مشربه: كان له في شربه ثلاث تسميات وثلاث تحميدات.

وعن الإمام الصادق عليه السلام قال:

«إذا توضّأ أحدكم أو أكل أو شرب أو لبس لباساً ينبغي له أن يسمّي عليه، فإن لم يفعل كان للشّيطان فيه شرك» ().

وروي: «أنّ من شرب الماء فقال: بسم اللّه في أوّله، وقال: الحمد للّه في آخره لم تصبه منه آفة» ().

الدعاء عند شرب الماء

مسألة: يستحب الدعاء بالمأثور عن شرب الماء.

ومن تلك الأدعية: «الحمد للّه منزل الماء من السّماء ومصرّف الأمر كيف يشاء بسم اللّه خير الأسماء» ().

وعن الصّادق عليه السلام أنّه قال في حديث في الشّرب: ثمّ قل: «الحمد للّه الّذي سقاني ماءً عذباً ولم يجعله ملحاً أجاجاً بذنوبي» ().

وفي رواية مثله بزيادة: «الحمد للّه الّذي سقاني فأرواني، وأعطاني فأرضاني، وعافاني فكفاني، اللّهمّ اجعلني ممّن تسقيه في المعاد من حوض محمّد صلي الله عليه و اله وتسعده بمرافقته، برحمتك يا أرحم الرّاحمين» ().

وعن الصّادق عليه السلام أنّه قال في حديث: «ومن شرب الماء باللّيل وقال ثلاث مرّات: يا ماء عليك السّلام من ماء زمزم وماء الفرات، لم يضرّه شرب الماء باللّيل» ().

لا تشرب بشمالك

مسألة: يكره الشّرب بالشّمال والتّناول بها.

عن رسول اللّه صلي الله عليه و اله: «أنّه نهي أن يأكل أحد بشماله أو يشرب بشماله» ().

وعن النّبيّ صلي الله عليه و اله قال: «إذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه وإذا شرب فليشرب بيمينه، فإنّ الشّيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله» ().

ذكر الحسين عليه السلام عند شرب الماء

مسألة: يستحب ذكر الإمام الحسين عليه السلام وعطشه، ولعن قاتليه، عند شرب الماء.

روي عن سكينة بنت الإمام الحسين عليه السلام قالت: «لمّا قتل الحسين عليه السلام اعتنقته فأغمي عليّ فسمعته يقول:

شيعتي ما إن شربتم ريّ عذب فاذكروني

أو سمعتم بغريب أو شهيد فاندبوني

فقامت مرعوبةً قد قرحت مآقيها وهي تلطم علي خدّيها» ().

وفي الحديث: «أن من شرب الماء فذكر عطش الحسين عليه السلام ولعن قاتله كتب الله له مائة ألف حسنة، وحط عنه مائة ألف سيئة، ورفع له مائة ألف درجة، وكأنما أعتق مائة ألف نسمة» ().

الشّرب بالأيدي

مسألة: يكره الشرب بالأفواه ويستحب الشرب بالأيدي.

قال أمير المؤمنين عليه السلام: «مرّ رسول اللّه

صلي الله عليه و اله علي رجل يكرع الماء بفمه، قال: تكرع ككرعة البهيمة اشرب بيديك فإنّهما من أطيب آنيتكم» ().

وفي دعائم الإسلام، عن رسول اللّه صلي الله عليه و اله أنّه مرّ برجل يكرع الماء بفيه، يعني يشربه من إناء أو غيره من وسطه، قال: أ تكرع ككرع البهيمة إن لم تجد إناءً فاشرب بيديك فإنّها من أطيب آنيتك» ().

وعن النّبيّ صلي الله عليه و اله: «إنّه كان يشرب بكفّيه يصبّ الماء فيهما ويشرب ويقول: ليس إناء أطيب من اليد» ().

سقي الماء

مسألة يستحب سقي المؤمنين الماء حيث يوجد الماء وحيث لا يوجد.

عن عليّ بن الحسين عليه السلام أنّه قال في حديث: «ومن سقي مؤمناً من ظمأ سقاه اللّه من الرّحيق المختوم» ().

وعن أبي عبد اللّه عليه السلام أنّه قال: «وأيّما مؤمن سقي مؤمناً سقاه اللّه من الرّحيق المختوم» ().

وعنه عليه السلام قال: «ما من مؤمن يطعم مؤمناً شبعة من طعام إلا أطعمه اللّه من ثمار الجنّة، ولا سقاه رية إلا سقاه اللّه من الرّحيق المختوم» ().

وعن النّبيّ صلي الله عليه و اله قال: «من سقي أخاه المسلم شربةً سقاه اللّه من شراب الجنّة وأعطاه بكلّ قطرة منها قنطاراً في الجنّة» ().

وقال صلي الله عليه و اله: «من سقي ظمآن سقاه اللّه من الرّحيق المختوم، من سقي مؤمناً قربةً من ماء أعتقه اللّه من النّار، ومن سقي ظمآن في فلاة ورد حياض القدس مع النّبيّين» ().

من آداب السقي

مسألة: يستحب شرب صاحب الرّحل أوّلا وساقي القوم آخراً.

ففي كنز الفوائد، قال: إنّ النّبيّ صلي الله عليه و اله كان في سفر فاستيقظ من نومه فقال صلي الله عليه و اله: «مع من وضوء» فقال أبو قتادة: معي

في ميضاة، فأتاه به فتوضّأ وفضلت في الميضاة فضلة، فقال: «احتفظ بها يا أبا قتادة فيكون لها شأن» فلمّا حمي النّهار واشتدّ العطش بالنّاس ابتدروا إلي النّبيّ صلي الله عليه و اله يقولون: الماء الماء، فدعا النّبيّ صلي الله عليه و اله بقدحه ثمّ قال: «هلمّ الميضاة يا أبا قتادة» فأخذها ودعا فيها وقال: «اسكب» فسكب في القدح وابتدر النّاس الماء، فقال رسول اللّه صلي الله عليه و اله: «كلّكم يشرب الماء إن شاء اللّه» فكان أبو قتادة يسكب ورسول اللّه صلي الله عليه و اله يسقي حتّي شرب النّاس أجمعون، ثمّ قال النّبيّ صلي الله عليه و اله لأبي قتادة: «اشرب» فقال: لا بل اشرب أنت يا رسول اللّه، فقال: «اشرب فإنّ ساقي القوم آخرهم يشرب» فشرب أبو قتادة ثمّ شرب رسول اللّه صلي الله عليه و اله وانتهي القوم رواء().

وعن رسول اللّه صلي الله عليه و اله قال: «ساقي القوم آخرهم شرباً» ().

والشّيخ الطّبرسيّ في إعلام الوري، من معجزات النّبيّ صلي الله عليه و اله في حديث شاة أمّ معبد، وساق الحديث إلي أن قال: فدعا رسول اللّه صلي الله عليه و اله بإناء لها يربض الرّهط فحلب فيه ثجّاً حتّي علته الثّمال فسقاها فشربت حتّي رويت، ثمّ سقي أصحابه فشربوا حتّي رووا، فشرب رسول اللّه صلي الله عليه و اله آخرهم وقال: «ساقي القوم آخرهم شرباً» ().

الأقداح الشّاميّة

الطّبرسيّ في المكارم، عن النّبيّ صلي الله عليه و اله: «وكان يشرب في أقداح القوارير التي يؤتي بها من الشّام ويشرب في الأقداح الّتي يتخذ من الخشب وفي الجلود» ().

الخزف

الطّبرسيّ في المكارم، في الحديث المتقدّم في صفة مشربه صلي الله عليه و اله قال: ويشرب

في الخزف().

ثلمة الإناء وعروته

مسألة: يكره الشّرب من ثلمة الإناء وعروته وأذنه وكسر فيه، بل يشرب من شفته الوسطي، وكراهة الوضوء من قبل العروة.

عن جعفر بن محمّد عليه السلام: «أنّه نهي أن عن الشرب من قبل عروة الإناء» ().

وقال أبو جعفر محمّد بن عليّ الباقر عليه السلام وقد قدّمت المائدة إلي بين يديه: «الحمد للّه الّذي جعل لكلّ شيء حدوداً» إلي أن قال: فلمّا أوتي بشربة الماء قال: «الحمد للّه الّذي جعل لكلّ شيء حدوداً» فقيل له: وما حدود الكوز؟ قال: «تذكر اسم اللّه في ابتداء الشّرب منه، وتحمد اللّه بعد الفراغ من الشّرب منه، وتشرب من يمنة عروته، ولا تشرب من موضع كسر إن كان فيه، وأن تشرب منه في بعد واحد أو بعدين أو ثلاثة أبعاد، وذكر اللّه في ابتداء كلّ بعد، وحمد اللّه في آخره» ().

وعن الصّادق عليه السلام قال: «أتي أبي جماعة فقالوا له: زعمت أنّ لكلّ شيء حدّاً ينتهي إليه، فقال لهم أبي: نعم، قال: فدعا بماء ليشربوا، فقالوا: يا أبا جعفر هذا الكوز من الشيء هو، قال عليه السلام: نعم، قالوا: فما حدّه؟ قال: حدّه أن تشرب من شفته الوسطي وتذكر اللّه عليه وتتنفّس ثلاثاً كلّما تنفّست حمدت اللّه ولا تشرب من أذن الكوز فإنّه شرب الشّيطان» ().

وعن موسي بن جعفر عليه السلام سئل عن حدّ الإناء فقال: «حدّه أن لا تشرب من موضع كسر إن كان به فإنّه مجلس الشّيطان وإذا شربت سمّيت وإذا فرغت حمدت اللّه» ().

أفواه الأسقية

مسألة: يكره الشرب من أفواه الأسقية.

عن رسول اللّه صلي الله عليه و اله: «أنّه نهي عن اختناث الأسقية» وهو أن تثني أفواه القربة ثمّ يشرب منها، وقيل: إنّ ذلك نهي عنه

لوجهين، أحدهما: أنّه يخاف أن يكون فيها دابّة أو حيّة فتنساب في الشّارب، والثّاني: أنّ ذلك ينتّنها» ().

وقال الشيخ الطّبرسيّ رحمة الله عليه في المكارم، عن النّبيّ صلي الله عليه و اله: «أنّه كان يشرب من أفواه القرب والأداوي ولا يختنثها اختناثاً ويقول: إنّ اختناثها ينتّنها ().

النفخ في القدح

مسألة: يكره النّفخ في القدح.

عن النّبيّ صلي الله عليه و اله: «أنّه نهي أن يتنفّس في الإناء أو ينفخ فيه» ().

الشرب من سؤر المؤمن

مسألة: يستحب الشّرب من سؤر المؤمن تبرّكاً.

قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «من شرب من سؤر أخيه تبرّكاً به، خلق اللّه بينهما ملكاً يستغفر لهما حتّي تقوم السّاعة» ().

وقال صلي الله عليه و اله: «في سؤر المؤمن شفاء من سبعين داءً» ().

وقال صلي الله عليه و اله: «ومن التّواضع أن يشرب الرّجل من سؤر أخيه المؤمن» ().

وعن النبي صلي الله عليه و اله قال: «شرب الماء من الكوز العام أمان من البرص والجذام» ().

ماء المطر

مسألة: يستحب شرب ماء السماء، ويكره أكل البرد.

عن الصّادق عليه السلام: «البرد لا يؤكل لأن الله عز وجل يقول: ?فيصيب به من يشاء?()» ().

وفي مكارم الأخلاق: كان رسول اللّه صلي الله عليه و اله يأكل البرد ويتفقّد ذلك أصحابه فيلتقطونه له فيأكله ويقول: «إنّه يذهب بأكلة الأسنان» ().

ماء المطر وسور قرآنية

مسألة: يستحب قراءة الحمد والإخلاص والمعوّذتين سبعين مرّةً علي ماء السّماء قبل وصوله إلي الأرض وشربه للاستشفاء به.

فعن رسول اللّه صلي الله عليه و اله قال: «أ لا أعلّمكم بدعاء علّمني جبرئيل ما لاتحتاجون معه إلي طبيب ودواء»، قالوا: بلي يا رسول اللّه، قال صلي الله عليه و اله: «يأخذ ماء المطر ويقرأ عليه فاتحة الكتاب سبعين مرّةً،

و?قل أعوذ بربّ الفلق? سبعين مرّةً، و?قل أعوذ بربّ الناس? سبعين مرّةً، ويصلّي علي النّبيّ صلي الله عليه و اله وآله سبعين مرّةً، ويسبّح سبعين مرّةً، ويشرب من ذلك الماء غدوةً وعشيّةً سبعة أيّام متواليات» الخبر().

التداوي بماء نيسان

مسألة: يستحب التداوي بماء نيسان علي ما جاء في الروايات.

قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «أ لا أعلّمكم دعاءً علّمني جبرئيل عليه السلام حيث لاأحتاج إلي دواء الأطبّاء» وقال عليّ عليه السلام وسلمان وغيرهما (رحمة اللّه عليهم): وما ذاك الدّواء؟ فقال النّبيّ صلي الله عليه و اله لعليّ عليه السلام: «تأخذ من ماء المطر بنيسان وتقرأ عليه فاتحة الكتاب سبعين مرّةً، وآية الكرسيّ سبعين مرّةً، و?قل هو اللّه أحد? سبعين مرّةً، و?قل أعوذ بربّ الفلق? سبعين مرّةً، و?قل أعوذ بربّ النّاس? سبعين مرّةً، و?قل يا أيّها الكافرون? سبعين مرّةً، وتشرب من ذلك الماء غدوةً وعشيّةً سبعة أيّام متواليات» قال النّبيّ صلي الله عليه و اله: «والّذي بعثني بالحقّ نبيّاً إنّ جبرئيل عليه السلام قال: إنّ اللّه يرفع عن الّذي يشرب من هذا الماء كلّ داء في جسده ويعافيه ويخرج من عروقه وجسده وعظمه وجميع أعضائه ويمحو ذلك من اللّوح المحفوظ، والّذي بعثني بالحقّ نبيّاً إن لم يكن له ولد وأحبّ أن يكون له ولد بعد ذلك فشرب من ذلك الماء كان له ولد، وإن كانت امرأة عقيماً وشربت من ذلك الماء رزقها اللّه ولداً، وإن كان الرّجل عنّيناً والمرأة عقيماً وشربت من ذلك الماء أطلق اللّه ذلك وذهب ما عنده ويقدر علي المجامعة، وإن أحبّت أن تحمل بابن حملت، وإن أحبّت أن تحمل بذكر أو أنثي حملت، وتصديق ذلك في كتاب اللّه: ?يهب لمن يشاء إناثاً ويهب

لمن يشاء الذّكور ? أو يزوّجهم ذكراناً وإناثاً ويجعل من يشاء عقيماً?() وإن كان به صداع فشرب من ذلك يسكن عنه الصّداع بإذن اللّه، وإن كان به وجع العين يقطر من ذلك الماء في عينيه ويشرب منه ويغسل عينيه يبرأ بإذن اللّه، ويشدّ أصول الأسنان، ويطيّب الفم، ولا يسيل من أصول الأسنان اللّعاب، ويقطع البلغم ولا يتّخم إذا أكل وشرب، ولا يتأذّي بالرّيح، ولا يصيبه الفالج، ولا يشتكي ظهره، ولا يتّجع بطنه، ولا يخاف من الزّكام ووجع الضّرس، ولا يشتكي المعدة ولا الدّود، ولا يصيبه قولنج، ولا يحتاج إلي الحجامة، ولا يصيبه النّاسور، ولا يصيبه الحكّة ولا الجدريّ ولا الجنون ولا الجذام والبرص والرّعاف ولا القلس، ولا يصيبه عمًي ولا بكم ولا خرس ولا صمم ولا مقعد، ولا يصيبه الماء الأسود في عينيه، ولا يفسد داء يفسد عليه صوماً وصلاة، ولا يتأذّي بالوسوسة ولا الجنّ ولا الشّياطين».

وقال النّبيّ صلي الله عليه و اله: «قال جبرئيل: إنّه من شرب من ذلك الماء ثمّ كان به جميع الأوجاع الّتي تصيب النّاس فإنّها شفاء له من جميع الأوجاع».

فقلت: «يا جبرئيل هل ينفع في غير ما ذكرت من الأوجاع»؟

قال جبرئيل: «والّذي بعثك بالحقّ نبيّاً من يقرأ بهذه الآيات علي هذا الماء ملأ اللّه قلبه نوراً وضياءً، ويلقي الإلهام في قلبه، ويجري الحكمة علي لسانه، ويحشو قلبه من الفهم والتّبصرة، ولم يعط مثله أحداً من العالمين، ويرسل إليه ألف مغفرة وألف رحمة، ويخرج الغشّ والخيانة والغيبة والحسد والبغي والكبر والبخل والحرص والغضب من قلبه، والعداوة والبغضاء والنّميمة والوقيعة في النّاس، وهو الشّفاء من كلّ داء» ().

و قد روي في رواية أخري عن النّبيّ صلي الله عليه و اله فيما يقرأ

علي ماء المطر في نيسان زيادة وهي: «أنّه يقرأ عليه سورة ?إنّا أنزلناه?() ويكبّر اللّه ويهلّل اللّه ويصلّي علي النّبيّ عليه السلام كلّ واحدة منها سبعين مرّةً» ().

وروي عن جعفر بن محمّد عليه السلام عن آبائه عليهم السلام قال: «قال رسول اللّه صلي الله عليه و اله: علّمني جبرئيل دواءً لا أحتاج معه إلي طبيب» فقال بعض أصحابه: نحبّ يا رسول اللّه أن تعلّمنا، فقال صلي الله عليه و اله: «يؤخذ بنيسان يقرأ عليه فاتحة الكتاب وآية الكرسيّ و?قل يا أيّها الكافرون? و?سبّح اسم ربّك الأعلي? سبعين مرّةً والمعوّذتان والإخلاص سبعين مرّةً، ثمّ يقرأ لا إله إلا اللّه سبعين مرّةً واللّه أكبر سبعين مرّةً، وصلّي اللّه علي محمّد وآل محمّد سبعين مرّةً، وسبحان اللّه والحمد للّه ولا إله إلا اللّه واللّه أكبر سبعين مرّةً، ثمّ يشرب منه جرعة بالعشاء وجرعة غدوةً سبعة أيّام متواليات» قال النّبيّ صلي الله عليه و اله: «والّذي بعثني بالحقّ نبيّاً إنّ اللّه يدفع عمّن يشرب هذا الماء كلّ داء وكلّ أذًي في جسده، ويطيّب الفم ويقطع البلغم

ولا يتّخم إذا أكل وشرب ولا تؤذيه الرّياح ولا يصيبه فالج، ولا يشتكي ظهره ولا جوفه ولا سرّته، ولا يخاف البرسام ويقطع عنه البرودة وحصر البول،

ولا تصيبه حكّة ولا جدريّ ولا طاعون ولا جذام ولا برص، ولا يصيبه الماء الأسود في عينيه، ويخشع قلبه ويرسل اللّه عليه ألف رحمة وألف مغفرة، ويخرج من قلبه النّكر والشّرك والعجب والكسل والفشل والعداوة، ويخرج من عروقه الدّاء، ويمحو عنه الوجع من اللّوح المحفوظ، وأيّ رجل أحبّ أن تحبل امرأته حبلت امرأته ورزقه اللّه الولد، وإن كان رجل محبوساً وشرب ذلك أطلقه اللّه من السّجن ويصل إلي ما

يريد، وإن كان به صداع سكن عنه وسكن عنه كلّ داء في جسمه بإذن اللّه تعالي» ().

ماء زمزم

مسألة: يستحب الشّرب من ماء زمزم، والاستشفاء به من كلّ داء، وكراهة الشّرب من ماء برهوت الّذي بحضرموت.

عن أبي عبد اللّه عليه السلام عن رسول اللّه صلي الله عليه و اله قال: «ماء زمزم شفاء لما شرب له» ().

و في حديث آخر: «ماء زمزم شفاء لما استعمل» ().

وروي: «ماء زمزم شفاء من كلّ داء وسقم، وأمان من كلّ خوف وحزن» ().

وعن ابن عبّاس قال: إنّ اللّه يرفع المياه العذاب قبل يوم القيامة غير زمزم، وأنّ ماءها يذهب بالحمي والصّداع والاطّلاع فيها يجلو البصر، ومن شربه للشّفاء شفاه اللّه، ومن شربه للجوع أشبعه اللّه» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول اللّه صلي الله عليه و اله: «شرّ اليهود يهود بيسان، وشرّ النّصاري نصاري نجران، وخير ماء علي وجه الأرض ماء زمزم، وشرّ ماء علي وجه الأرض ماء برهوت، وهو واد بحضرموت يرد عليه هام الكفّار وصداهم» ().

ماء الفرات

مسألة: يستحب الشّرب من ماء الفرات والاستشفاء به وتحنيك الأولاد به.

عن أبي عبد اللّه عليه السلام: «في قول اللّه عزّ وجلّ ?وآويناهما إلي ربوة ذات قرار ومعين?()، قال: «الرّبوة نجف الكوفة والمعين الفرات» ().

وعن حكيم بن جبير قال: سمعت عليّ بن الحسين عليه السلام يقول: «إنّ ملكاً يهبط كلّ ليلة معه ثلاثة مثاقيل مسك من مسك الجنّة فيطرحها في الفرات، وما من نهر في مشرق ولا مغرب في شرق ولا غرب أعظم بركةً منه» ().

وعن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: «يقطر في الفرات كلّ يوم قطرات من الجنّة» ().

وعن عبد اللّه بن سليمان قال: لمّا قدم أبو عبد اللّه عليه السلام الكوفة في زمن أبي العبّاس جاء علي دابة في ثياب سفره حتّي وقف علي

جسر الكوفة، ثمّ قال لغلامه: «اسقني» فأخذ كوز ملاح فغرف فيه وسقاه، فشرب الماء وهو يسيل علي لحيته وثيابه، ثمّ استزاده فزاده، فحمد اللّه ثمّ قال: «نهر ما أعظم بركته أما إنّه يسقط فيه كلّ يوم سبع قطرات من الجنّة، أما لو علم النّاس ما فيه من البركة لضربوا الأخبية علي حافتيه ولولا ما يدخله من الخطائين ما اغتمس فيه ذو عاهة إلا برأ» ().

وقال أبو عبد اللّه عليه السلام: «شاطئ الوادي الأيمن() الّذي ذكره اللّه تعالي جل جلاله في كتابه هو الفرات، والبقعة المباركة هي كربلاء، والشّجرة هي محمّد صلي الله عليه و اله» ().

وقال أبو عبد اللّه عليه السلام: «ما أحد يشرّب من ماء الفرات ويحنّك به إذا ولد إلا أحبّنا، لأنّ الفرات نهر مؤمن» ().

وقال عليه السلام: «لو عدل في الفرات لأسقي ما علي الأرض كلّه» ().

نيل مصر

مسألة: يستحب الشّرب من نيل مصر وماء العقيق وسيحان وجيحان، وكراهة اختيار ماء دجلة وماء بلخ للشّرب.

وعن أبي بصير عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: «نهران مؤمنان ونهران كافران، نهران كافران نهر بلخ ودجلة، والمؤمنان نيل مصر والفرات، فحنّكوا أولادكم بماء الفرات» ().

وروي: «أنّ أربعةً من أنهار الجنّة: سيحون وجيحون والنّيل والفرات» ().

وعن رسول اللّه صلي الله عليه و اله أنّه قال: «النّيل يخرج من الجنّة، ولو التمستم فيه حين يخرج لوجدتم من ورقها» ().

وعن عيسي بن أحمد بن عيسي قال: قال يوماً الإمام عليّ بن محمّد عليه السلام: «يا أبا موسي أخرجت إلي سرّ من رأي كرهاً ولو أخرجت عنها أخرجت كرهاً» قال: قلت ولم يا سيّدي، قال: «لطيب هوائها وعذوبة مائها وقلّة دائها» ().

وعن جابر عن محمّد بن عليّ عليه السلام في

حديث في تزويج فاطمة عليه السلام: «إنّ اللّه تعالي جعل نحلتها من عليّ عليه السلام خُمس الدّنيا وثلثي الجنّة، وجعل نحلتها في الأرض أربعة أنهار: الفرات والنّيل ونهر دجلة ونهر بلخ» ().

وروي: «أنّ في الجنّة نهر، أصل الأنهار كلّها، منها يخرج سيحان وجيحان والفرات ودجلة ونيل مصر، ثمّ تردّها يوم القيامة إلي الجنّة فيصير سيحان وجيحان ماءها، والفرات خمرها، ودجلة لبنها، والنّيل عسلها» ().

وروي: «إنّ هذه الأنهار الخمسة أنزلها اللّه من الجنّة إلي الأرض علي جناح جبرئيل: سيحان بالهند، وجيحان ببخاري وبلخ، والفرات ودجلة بالعراق، والنّيل بمصر، فذلك قوله: ?وأنزلنا من السّماء ماءً بقدر فأسكنّاه في الأرض وإنّا علي ذهاب به لقادرون?() فإذا كان آخر الزّمان يرسل اللّه جبرئيل حتّي يرفع هذه الأنهار الخمسة من الأرض» ().

الماء العذب الحلو

مسألة: يستحب اختيار الماء العذب الحلو البارد للشّرب، وإضافة شيء حلو إليه كالسّكّر والفالوذج.

روي في فقه الرّضا عليه السلام: «في الماء البارد أنّه يطفئ الحرارة ويسكّن الصّفراء ويهضم الطّعام ويذيب الفضلة الّتي علي رأس المعدة ويذهب بالحمّي» ().

وعن الإمام الرّضا عليه السلام: «وخير المياه شرباً للمقيم والمسافر ما كان ينبوعها من المشرق نبعاً أبيضاً، وأفضل المياه التي تجري من بين مشرق الشّمس الصّيفيّ ومغرب الشمس الصيفي وأصحّها، وأفضلها وأصحها إذا كانت بهذا الوصف الّذي ينبع منه وكانت تجري في جبال الطين لأنّها تكون حارة في الشّتاء باردةً في الصّيف مليّنةً للبطن نافعةً لأصحاب الحرارات، وأمّا المياه المالحة الثّقيلة فإنّها تيبّس البطن، ومياه الثّلوج والجليد رديئة للأجسام كثيرة الإضرار بها، وأمّا مياه الجب فإنّها خفيفة عذبة صافية نافعة جداً للأجسام إذا لم يطل خزنها وحبسها في الأرض، وأمّا مياه البطائح والسّباخ فحارّة غليظة في الصّيف لركودها ودوام طلوع

الشّمس عليها، وقد تولّد لمن دوام شربها المرّة الصّفراء وتعظم أطحلتهم» ().

وروي الطبرسيّ رحمة الله عليه في المكارم: «وكان أحبّ الأشربة إليه صلي الله عليه و اله الحلو» ().

وفي رواية: «أحب الشراب إلي رسول الله صلي الله عليه و اله الحلو البارد، وكان يشرب الماء علي العسل وكان يماث الخبر فيشربه أيضا» ().

وعن جعفر بن محمّد عليه السلام: «أنّه كان يعجبه الفالوذج وكان إذا أراده، قال: اتّخذوه لنا وأقلّوا» ().

التواضع في المأكل والمشرب

مسألة: يستحب التّواضع للّه في المأكل والمشرب، ويكره الفخر بها.

روي الطبرسيّ في المكارم: ولقد جاءه صلي الله عليه و اله ابن خوليّ بإناء فيه عسل ولبن فأبي أن يشربه فقال: «شربتان في شربة وإناءان في إناء واحد» فأبي أن يشربه ثمّ قال: «ما أحرّمه ولكن أكره الفخر والحساب بفضول الدّنيا غداً، وأحبّ التّواضع فإنّ من تواضع للّه رفعه اللّه» ().

فصل: الفواكه

الفاكهة وآدابها

مسألة: لأكل الثمار آداب مذكورة في الروايات.

عن جعفر بن محمد عليه السلام عن آبائه عليهم السلام عن علي عليه السلام قال: «كان رسول الله صلي الله عليه و اله إذا رأي الفاكهة الجديدة قبلها ووضعها علي عينيه وفمه، ثم قال: اللهم كما رأيتنا أولها في عافية فأرنا آخرها في عافية» ().

أقول: والظاهر أن المراد بالفاكهة الجديدة كل أقسام الفواكه، لكنه لا يشمل مثل التوت وما أشبه بقرينة التقبيل والوضع علي العينين.

وعن عليّ بن أبي طالب عليه السلام قال: «إنّ رسول اللّه صلي الله عليه و اله أتي بطبق فيه رطب فوضع بين يديه وكان بعض القوم يتناوله اثنتين فيأكلهما، فقال رسول اللّه صلي الله عليه و اله: إحدي إحدي فإنّه أمر وأجدر أن لا يكون فيه غبن» ().

وعن الصّادق عليه السلام قال: «كان

رسول اللّه صلي الله عليه و اله إذا أتي بفاكهة حديثة قبّلها ووضعها علي عينيه ويقول: اللّهمّ أريتنا أوّلها في عافية فأرنا آخرها في عافية» ().

و في رواية ابن بابويه رحمة الله عليه: «اللّهمّ كما أريتنا أوّلها في عافية أرنا آخرها في عافية» ().

وعن جعفر بن محمّد عن أبيه: «أنّ رسول اللّه صلي الله عليه و اله كان إذا رأي الفاكهة الجديدة قبّلها ووضعها علي عينيه وفمه ثم قال: «اللّهمّ كما أريتنا أوّلها في عافية فأرنا آخرها في عافية» ().

وقال رسول اللّه صلي الله عليه و اله: «كلوا الثّمار وتراً لا تضرّوا» ().

وعن التّلّعكبريّ قال: كنت في دهليز أبي عليّ محمّد بن همّام رحمة الله عليه علي دكّة إذ مرّ بنا شيخ كبير عليه درّاعة، فسلّم علي أبي عليّ بن همّام رحمة الله عليه فردّ عليه السّلام ومضي، فقال لي: أ تدري من هو هذا؟ فقلت: لا، فقال لي: هذا شاكريّ() لسيّدنا أبي محمّد عليه السلام أ فتشتهي أن تسمع من أحاديثه عنه شيئاً، قلت: نعم، إلي أن ذكر بعثه إليه وردّه والسّؤال عنه عمّا رأي منه عليه السلام إلي أن قال:

وكان عليه السلام قليل الأكل، كان يحضره التّين والعنب والخوخ وما شاكله فيأكل منه الواحدة والثّنتين، ويقول: «شل هذا يا محمّد إلي صبيانك» فأقول: هذا كلّه فيقول: «خذه» ().

ثمار الجنة

قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «لمّا أخرج آدم زوّده اللّه من ثمار الجنّة وعلّمه صنعة كلّ شيء، فثماركم من ثمار الجنّة، غير أنّ هذه تغيّر وتلك لا تتغيّر» ().

وعن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: «لمّا أهبط اللّه عزّ وجلّ آدم من الجنّة أهبط معه مائةً وعشرين قضيباً، منها أربعون ما يؤكل

داخلها وخارجها، وأربعون منها ما يؤكل داخلها ويرمي خارجها، وأربعون منها ما يؤكل خارجها ويرمي بداخلها، وغرارة فيها بذر كلّ شيء، والغرارة الجوالق() معرب جوال» ().

الثمرة إذا أدركت

مسألة: ينبغي أكل الثمرة إذا أدركت.

وفي الحديث: «إنّ الثّمار إذا أدركت ففيها الشّفاء» لقوله: ?كلوا من ثمره إذا أثمر?()» ().

متي تأكل الفاكهة

مسألة: يستحب أكل الفاكهة في إقبالها لا إدبارها.

قال صلي الله عليه و اله: «عليكم بالفواكه في إقبالها فإنّه مصحّة للبدن مطردة للأحزان، وألقوها في إدبارها فإنّها داء الأبدان» ().

التمر

مسألة: يستحب أكل التمر، والابتداء به.

عن رسول اللّه صلي الله عليه و اله أنّه كان يحبّ التّمر ويقول: «العجوة من الجنة» وكان يضع التّمرة علي اللّقمة ويقول: «هذه إدام هذه» ().

وفي المستدرك: كان عليّ بن الحسين عليه السلام يقول: «إنّي أحبّ الرّجل أن يكون تمريّاً لحبّ رسول اللّه صلي الله عليه و اله» وكان عليه السلام إذا قدّم إليه طعام وفيه التّمر بدأ بالتّمر، وكان عليه السلام يفطر علي التّمر في زمن التّمر، وعلي الرّطب في زمن الرّطب().

وعن أمير المؤمنين عليه السلام قال: «كلوا التّمر فإنّ فيه شفاءً من الأدواء» ().

وعن النّبيّ صلي الله عليه و اله أنّه قال: «بيت لا تمر فيه جياع أهله» ().

وعن الحسين بن عليّ عليه السلام قال: «إنّ رسول اللّه صلي الله عليه و اله كان يبتدئ طعامه إذا كان صائماً بالتمر» ().

وعن عليّ بن أبي طالب عليه السلام: «إنّ رسول اللّه صلي الله عليه و اله أخذ كسرةً وأخذ تمرةً فوضعها علي الكسرة وقال: هذه إدام لهذه ثمّ أكلها» ().

وعن أبي عبد اللّه عليه السلام في حديث قال: «كان طعام رسول اللّه صلي الله عليه و اله الشّعير إذا وجده، وحلواه التّمر،

ووقوده السّعف» ().

وفي طبّ النّبيّ صلي الله عليه و اله قال: قال صلي الله عليه و اله: «بيت لا تمرة فيه كأنّ ليس فيه طعام» ().

وعن الإمام الرّضا عليه السلام قال: «كان رسول اللّه صلي الله عليه و اله إذا أكل التّمر يطرح النّوي علي ظهر كفّه ثمّ يقذف به» ().

التمر الصيحاني

مسألة: يستحب أكل التمر الصيحاني.

عن محمّد بن سنان الزّاهريّ قال: حججنا فلمّا أتينا المدينة وبها سيّدنا جعفر بن محمّد الصّادق عليه السلام دخلنا عليه، فوجدنا بين يديه صحيفةً فيها من تمر المدينة وهو يأكل منه ويطعم من بحضرته، فقال لي: «هاك يا محمّد بن سنان التّمر الصّيحانيّ فكله وتبرّك به، فإنّه يشفي شيعتنا من كلّ داء إذا عرفوه» فقلت: يا مولاي إذا عرفوه بما ذا، قال: «إذا عرفوه لٍم يدعي صيحانيّاً» فقلت: لا واللّه يا مولاي لا نعلم هذا الأمر إلا منك، قال: «نعم يا ابن سنان هو من دلائل جدّي أمير المؤمنين عليه السلام ورسول اللّه صلي الله عليه و اله» قلت: يا ابن رسول اللّه أنعم علينا بمعرفته أنعم اللّه عليك، قال: «خرج جدّي رسول اللّه صلي الله عليه و اله قابضاً علي يد جدّي أمير المؤمنين عليه السلام متوجّهاً إلي حدائق في ظهر المدينة فكلّ من تلّقاه استأذنه في صحبته فلم يأذن له رسول اللّه صلي الله عليه و اله حتّي انتهي إلي أوّل حديقة فصاحت أوّل نخلة منها إلي الّتي تليها: يا أخت هذان آدم وشيث قد أقبلا، وصاحت الأخري إلي الّتي تليها: هذان موسي وهارون قد أقبلا، وصاحت الأخري إلي الّتي تليها: هذان داود وسليمان قد أقبلا، و صاحت الأخري الّتي تليها هذان زكريّا ويحيي قد أقبلا، وصاحت الأخري

إلي الّتي تليها هذان عيسي ابن مريم وشمعون الصّفا قد أقبلا، وصاحت الأخري إلي الّتي تليها يا أخت هذان محمّد رسول اللّه ووصيّه صلي الله عليه و اله قد أقبلا، وصاح النّخل من الحدائق بعضها إلي بعض بهذا.

فقال رسول اللّه صلي الله عليه و اله لأمير المؤمنين عليه السلام: فداك أبي وأمّي هذا كرامة اللّه لنا فاجلس بنا عند أوّل نخلة ننتهي إليها، فلمّا انتهيا إليها جلسا وكان أوان لا حمل في النّخل، فقال النّبيّ صلي الله عليه و اله: يا أبا الحسن مر هذه النّخلة تنثني إليك، وكانت النّخلة باسقةً..

فدعاها أمير المؤمنين عليه السلام فقال لها: هذا رسول اللّه صلي الله عليه و اله يقول لك: انثني برأسك علي الأرض، فانثنت وهي مملوءة حملا رطباً جنيّاً.

فقال صلي الله عليه و اله له: التقط يا أبا الحسن كل وأطعمني، فالتقط أمير المؤمنين عليه السلام من رطبها فأكلا منه.

فقال رسول اللّه صلي الله عليه و اله: يا أبا الحسن إنّ هذا التّمر وهذا النّخل ينبغي أن نسمّيه صيحانيّاً لصياحه وتشبيهه لنا بالنّبيّين والمرسلين وهذا أخي جبرئيل يقول: إنّ اللّه عزّ وجلّ قد جعله شفاءً لشيعتنا خاصّةً، فمرهم يا أبا الحسن بمعرفته وأن يستطبّوا به ويتبرّكوا بأكله.

ثمّ قال رسول اللّه صلي الله عليه و اله: يا نخلة أظهري لنا من أجناس تمور الأرض، فقالت: لبّيك يا رسول اللّه حبّاً وكرامةً فأظهرت تلك النّخلة من كلّ أجناس التّمور وأقبل جبرئيل يقول لها: هيه يا نخلة إنّ اللّه يأمرك أن تخرجي لرسول اللّه صلي الله عليه و اله وأخيه ووصيّه ووزيره عليّ بن أبي طالب صلي الله عليه و اله من كلّ أجناس التّمور، وأقبل جبرئيل يلتقطه ويضعه بين

يدي رسول اللّه صلي الله عليه و اله وأمير المؤمنين عليه السلام فأكلا من كلّ جنس تمرةً يأكل رسول اللّه صلي الله عليه و اله نصفها وأمير المؤمنين عليه السلام نصفها» () الخبر.

التمر البرني

مسألة يستحب أكل التّمر البرنيّ واختياره علي غيره.

عن الإمام الرّضا عليه السلام عن عليّ عليه السلام قال: «جاء جبرئيل إلي النّبيّ صلي الله عليه و اله قال: عليكم بالبرنيّ فإنّه خير تموركم يقرّب من اللّه ويباعد من النّار» ().

وعن النّبيّ صلي الله عليه و اله قال: «عليكم بالبرنيّ فإنّه يذهب بالإعياء ويدفئ من القرّ ويشبع من الجوع، وفيه اثنان وسبعون باباً من الشّفاء» ().

وقال صلي الله عليه و اله: «نزل عليّ جبرئيل بالبرنيّ من الجنّة» ().

وعن داود الرقّي قال: شكا رجل إلي موسي بن جعفر عليه السلام الرّطوبة فأمره: «أن يأكل التّمر البرنيّ علي الرّيق ولا يشرب الماء» ففعل ذلك فذهبت عنه الرّطوبة وأفرط عليه اليبس، فشكا إليه ذلك فأمره: «أن يأكل التّمر البرنيّ ويشرب عليه الماء» ففعل فاعتدل().

وفي الرّسالة الذّهبيّة للإمام الرضا عليه السلام: «ومن أراد أن يأمن من وجع السّفل ولا يظهر به وجع البواسير فليأكل كلّ ليلة سبع تمرات برنيّ بسمن البقر ويدهّن بين أنثييه بدهن زنبق خالص» ().

وعن أبي عبد اللّه عليه السلام: «أنّ وفد عبد القيس قدموا علي رسول اللّه صلي الله عليه و اله قال: فوضعوا بين يديه جلّة تمر، فقال رسول اللّه صلي الله عليه و اله أصدقة أم هديّة؟ قالوا: بل هديّة، فقال النّبيّ صلي الله عليه و اله: أيّ تمراتكم هذه، قالوا: هو البرنيّ يا رسول اللّه، فقال صلي الله عليه و اله: هذا جبرئيل يخبرني أنّ في تمراتكم هذه تسع خصال: تخبّل

الشّيطان وتقوّي الظّهر وتزيد في المجامعة وتزيد في السّمع والبصر وتقرّب من اللّه وتباعد عن الشّيطان وتهضم الطّعام وتذهب بالدّاء وتطيّب النّكهة» ().

العجوة

مسألة: يستحب أكل العجوة فإن فيها الشفاء.

عن النّبيّ صلي الله عليه و اله قال: «العجوة() من الجنّة وفيها شفاء من السّمّ» ().

وعن جعفر بن محمّد عليه السلام أنّ رجلا من أصحابه أكل عنده طعاماً فلمّا رفع الطّعام قال جعفر بن محمّد عليه السلام: «يا جارية ايتنيا بما عندك» فاتته بتمر، فقال الرّجل: جعلت فداك هذا زمان الفاكهة والأعناب وكان صيفاً، فقال: «كل فإنّه خلق من رسول اللّه صلي الله عليه و اله قال رسول اللّه صلي الله عليه و اله: العجوة لا داء ولا غائلة» ().

وقال زيد بن عليّ بن الحسين عليه السلام: (صفة ذلك أن يؤخذ تمر العجوة فينتزع نواه ثمّ يدقّ دقّاً بليغاً ويعجن بسمن بقر عتيق ثمّ يرفع فإذا احتيج إليه أكل للسّمّ، وتقدّم عن الغارات: أنّ العجوة كانت تحمل إليه، يعني أمير المؤمنين عليه السلام من المدينة)().

وسأل عبّاد البصريّ أبا عبد اللّه عليه السلام فيما كفّن رسول اللّه صلي الله عليه و اله إلي أن قال: فقال أبو عبد اللّه عليه السلام: «يا عبّاد أ تدري ما النّخلة الّتي أنزلت علي مريم عليها السلام ما كانت» قال: لا فأخبرنا بها يا أبا عبد اللّه، قال: «هي العجوة فما كان من فراخها فهنّ عجوة وما كان من غير ذلك فهو لون» ().

وفي الحديث: إنّ رسول اللّه صلي الله عليه و اله دخل هو وسهل بن حنيف وخالد بن أيّوب الأنصاريّ حائطاً من حيطان بني النجّار، إلي أن قال: فلمّا دنا رسول اللّه صلي الله عليه و اله إلي النّخل تدلّت

العراجين فأخذ منها رسول اللّه صلي الله عليه و اله فأكل وأطعم، ثمّ دنا من العجوة فلمّا أحسّته سجدت، فبارك عليها رسول اللّه صلي الله عليه و اله قال: «اللّهمّ بارك عليها وانفع بها» فمن ثمّ روت العامّة: «أنّ الكمأة من المنّ وماءها شفاء للعين والعجوة من الجنّة» ().

الغبيراء()

في صحيفة الرّضا عليه السلام بإسناده قال: حدّثني أبي الحسين بن عليّ عليه السلام قال: «دخل رسول اللّه صلي الله عليه و اله علي عليّ بن أبي طالب عليه السلام وهو محموم فأمره أن يأكل الغبيراء» ().

الرّطب

عن أبي بصير قال: أتي رسول اللّه صلي الله عليه و اله بصاع من رطب فأخذ منه ثمّ قال: «ائتوا به عليّاً عليه السلام تجدوه صائماً فلا يذوقه أحد حتّي يفطر، فإنّي رأيت البارحة أنّي أتيت ببركة، فأحببت أن يأكل منها عليّ عليه السلام» ().

وعن عليّ عليه السلام: «في قول اللّه عزّ وجلّ ?ثمّ لتسئلنّ يومئذ عن النّعيم?() قال: الرّطب والماء البارد» ().

وفي طبّ النّبيّ صلي الله عليه و اله قال: قال صلي الله عليه و اله: «إذا جاء الرّطب فهنّئوني وإذا ذهب فعزّوني» ().

التمر علي الريق وعند النوم

مسألة: يستحب أكل التمر علي الريق وعند النّوم.

عن رسول اللّه صلي الله عليه و اله أنّه قال: «من أكل سبع تمرات عند منامه عوفي من قولنج وقتلت الدّود في بطنه» ().

وفي طبّ النّبيّ صلي الله عليه و اله قال: «كلوا التّمر علي الرّيق فإنّه يقتل الدّود» ().

وقال رسول اللّه صلي الله عليه و اله: «من تصبّح بتمرات من عجوة لم يضرّه ذلك اليوم سمّ ولا سحر» ().

وقال عليه السلام: «من تصبّح بعشر تمرات عجوة لم يضرّه ذلك اليوم سحر ولا سم» ().

وعن

عليّ بن أبي طالب عليه السلام: «من أكل سبع تمرات عجوة عند مضجعه قتل الدّود في بطنه» ().

وعنه عليه السلام أنّه قال: «كل العجوة فإنّ تمرة العجوة تميتها وليكن علي الرّيق» ().

إكرام النخل

مسألة: يستحب إكرام النّخل.

ففي الحديث: «أكرموا النّخلة فإنّها عمّتكم» ().

وفي طبّ النّبيّ، صلي الله عليه و اله قال: قال صلي الله عليه و اله: «خلقت النّخلة والرّمّان من فضل طينة آدم عليه السلام» ().

و قال صلي الله عليه و اله: «أكرموا عمّتكم النّخلة والزّبيب» ().

الفواكه المفضلة

مسألة: يستحبّ اختيار الرّمّان الملاسيّ، والتّفّاح الشّيقان، والسّفرجل، والعنب الرّازقيّ، والرّطب المشان، وقصب السّكّر علي سائر أقسام الفاكهة.

عن الإمام الرّضا عليه السلام قال: «قصب السّكّر يفتح السّدد ولا داء فيه ولا غائلة» ().

وعن أبي الحسن الصّائغ عن عمّه قال: خرجت مع الرّضا عليه السلام إلي خراسان إلي أن قال: فلمّا صار إلي الأهواز قال لأهل الأهواز: «اطلبوا لي قصب سكّر».

فقال بعض أهل الأهواز ممّن لا يعقل: أعرابيّ لا يعلم أنّ القصب لا يوجد في الصّيف، فقالوا: يا سيّدنا إن القصب لا يوجد في هذا الوقت إنّما يكون في الشّتاء.

فقال: «بلي اطلبوه فإنّكم ستجدونه».

قال إسحاق بن محمّد: واللّه ما طلب سيّدي إلا موجوداً فأرسلوا إلي جميع النّواحي، فجاء أكرة() إسحاق فقالوا: عندنا شيء ادّخرناه للبذرة نزرعه()، الخبر.

العنب

مسألة: يستحب أكل العنب، خاصة للمغموم وخصوصاً الأسود.

عن عليّ بن موسي الرّضا عليه السلام عن آبائه عليهم السلام عن أمير المؤمنين عليه السلام: «أنّه كان يأكل العنب بالخبز» ().

وعن أمير المؤمنين عليه السلام أنّه قال: «العنب إدام وفاكهة وطعام وحلواء» ().

وعن الصّادق عليه السلام أنّه قال: «شيئان يؤكلان باليدين جميعاً العنب والرّمّان» ().

وعن رسول اللّه صلي الله عليه و اله أنّه قال:

«خلقت النّخلة والرّمّان والعنب من فضل طينة آدم عليه السلام» ().

وعنه صلي الله عليه و اله قال: «ربيع أمّتي العنب والبطّيخ» ().

وعنه صلي الله عليه و اله قال: «خير طعامكم الخبز، وخير فاكهتكم العنب» ().

وقال: «وكان صلي الله عليه و اله يحبّ من الفاكهة العنب والبطّيخ» ().

وقال صلي الله عليه و اله: «شكا نوح عليه السلام إلي اللّه تعالي الغمّ فأوحي اللّه تعالي إليه أن يأكل العنب فإنّه يذهب الغمّ» ().

وورد في قصّة نوح عليه السلام: «فخرج نوح ومن كان معه من السّفينة فلمّا رأي العظام قد تفرّقت من ذلك الماء هاله واشتدّ حزنه، فأوحي اللّه إليه: هذا آثار دعوتك أما إنّي آليت علي نفسي ألا أعذّب خلقي بالطّوفان بعد أبداً، وأمره أن يأكل العنب الأبيض فأكله فأذهب اللّه عنه الحزن» ().

وعن عليّ عليه السلام قال: قال رسول اللّه صلي الله عليه و اله: «لا تسمّوا العنب الكرم فإنّ المؤمن هو الكرم» ().

الزّبيب

مسألة: يستحب أكل الزبيب.

ففي الحديث: أهدي إلي رسول اللّه صلي الله عليه و اله طبق مغطّي فكشف الغطاء عنه ثمّ قال: «كلوا بسم اللّه، نعم الطّعام الزّبيب يشدّ العصب ويذهب بالوصب ويطفئ الغضب ويرضي الرّبّ ويذهب بالبلغم ويطيّب النّكهة ويصفّي اللّون» ().

وعن النّبيّ صلي الله عليه و اله قال: «عليكم بالزّبيب فإنّه يطفئ المرّة ويأكل البلغم ويصحّ الجسم ويحسّن الخلق ويشدّ العصب ويذهب بالوصب» ().

وفي طبّ النّبيّ صلي الله عليه و اله قال صلي الله عليه و اله: «نعم الإدام الزّبيب» ().

وقال صلي الله عليه و اله: «عليكم بالزّبيب فإنّه يطفئ المرّة ويسكّن البلغم ويشدّ العصب ويذهب النّصب ويحمي القلب» ().

الرّمّان

مسألة: يستحب أكل الرمان، فعن عليّ عليه السلام في حديث: «ما أدخل أحد الرّمّانة جوفه إلا طرد منه وسواس الشّيطان» ().

وعن النّبيّ صلي الله عليه و اله أنّه قال: «كلوا الرّمّان فليست منه حبّة تقع في المعدة إلا أنارت القلب وأخرست الشّيطان أربعين يوماً» ().

وفي مكارم الأخلاق: ومن إملاء الشّيخ أبي جعفر الطّوسيّ رحمة الله عليه: (أطعموا صبيانكم الرّمّان فإنّه أسرع لألسنتهم)().

وفي طبّ النّبيّ صلي الله عليه و اله: قال صلي الله عليه و اله: «من أكل رمّانةً حتّي يتممها نوّر اللّه قلبه أربعين يوماً» ().

وقال صلي الله عليه و اله في حديث: «وما من حبّة تقع في جوف أحدكم إلا أنارت قلبه وجنّبته من الشّيطان ووسواسه أربعين يوماً» ().

و قال صلي الله عليه و اله: «ما من أحد أكل رمّانةً إلا أمرض شيطانه أربعين يوماً» ().

أكل الرمان بشحمه

مسألة: يستحب أكل الرّمّان بشحمه.

عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام أنّه قال:

«كلوا الرّمّان بشحمه فإنّه دباغ للمعدة» ().

وعن عليّ عليه السلام أنّه كان يأكل الرّمّان بشحمه ويأمر بذلك ويقول: «هو دباغ للمعدة» ().

و عنه عليه السلام أنّه قال: «من أكل الرّمّان بشحمه دبغ معدته» ().

وفي طبّ النّبيّ صلي الله عليه و اله قال صلي الله عليه و اله: «عليكم بالرّمّان وكلوا شحمه فإنّه دباغ المعدة» ().

التّفّاح والتداوي به

مسألة: يستحب أكل التفاح.

عن عليّ بن أبي طالب عليه السلام أنّه قال: «عليكم بأكل التّفّاح فإنّه نضوح للمعدة» ().

وعن النّبيّ صلي الله عليه و اله أنّه قال: «كلوا التّفّاح علي الرّيق فإنّه نضوح المعدة» ().

وقال أبو عبد اللّه عليه السلام: «لو يعلم النّاس ما في التّفّاح ما داووا مرضاهم إلا به، ألا وإنّه أسرع شيء منفعةً للفؤاد خاصّةً وإنّه نضوحه» ().

وقال جعفر بن محمّد عليه السلام: «لو يعلم النّاس ما في التّفّاح ما داووا مرضاهم إلا به» ().

وعن جعفر بن محمّد عليه السلام أنّ رجلا كتب إليه من أرض وبيئة() يخبره بوبئها فكتب إليه: «عليك بالتّفّاح فكله» ففعل ذلك فعوفي().

وقال عليه السلام: «التّفّاح يطفئ الحرارة ويبرّد الجوف ويذهب بالحمّي» ().

وعن موسي بن جعفر، عن أبيه، عن جدّه عليهم السلام قال: «إنّا أهل بيت لا نتداوي إلا بإفاضة الماء البارد للحمّي وأكل التّفّاح» ().

وعن سماعة قال: سألت أبا عبد اللّه الصّادق عليه السلام عن مريض اشتهي التّفّاح وقد نهي عنه أن يأكله، فقال عليه السلام: «أطعموا محموميكم التّفّاح فما من شيء أنفع من التّفّاح» ().

من الفواكه المكروهة

مسألة: يكره أكل التّفّاح الحامض والكزبرة.

وفي الحديث: «أنّ التّفّاح أي الحامض يورث النّسيان وذلك لأنّه يولّد في المعدة لُزوجة» ().

وفي طبّ النّبيّ، صلي الله عليه و اله قال: قال صلي الله عليه و اله: «عشر

خصال تورث النّسيان: أكل الجبنّ وأكل سؤر الفأرة وأكل التّفّاح الحامض والجلجلان() والحجامة علي النّقرة والمشي بين المرأتين والنّظر إلي المصلوب والتعاز وقراءة لوح المقابر» ().

السّفرجل

مسألة: يستحب أكل السفرجل.

عن عليّ بن أبي طالب عليه السلام قال: «كان جعفر بن أبي طالب عليه السلام عند رسول اللّه صلي الله عليه و اله فأهدي إلي رسول اللّه صلي الله عليه و اله سفرجلة فقطع منها قطعةً فناولها جعفراً، فأبي جعفر أن يأكلها، فقال له رسول اللّه صلي الله عليه و اله: «خذها فكلها فإنّها تزكّي القلب وتشجّع الجبان» ().

وعن رسول اللّه صلي الله عليه و اله أنّه قطع سفرجلةً فأكل منها وناول جعفر بن أبي طالب عليه السلام فقال: «كل فإنّ السّفرجل يزكّي القلب ويشجّع الجبان» ().

وعن عليّ عليه السلام أنّه قال: «السّفرجل يزكّي القلب الضّعيف ويشجّع الجبان» ().

وعنه عليه السلام قال: «السّفرجل قوّة القلب وحياة الفؤاد ويشجّع الجبان» ().

وفي صحيفة الرّضا عليه السلام بإسناده عن آبائه عليه السلام قال: «دخل طلحة بن عبيد اللّه علي رسول اللّه صلي الله عليه و اله وفي يد رسول اللّه صلي الله عليه و اله سفرجلة قد جي ء بها إليه فقال: خذها يا أبا محمّد فإنّها تجمّ القلب» ().

وقال رسول اللّه صلي الله عليه و اله: «رائحة الأنبياء رائحة السّفرجل، ورائحة الحور العين رائحة الآس، ورائحة الملائكة رائحة الورد، ورائحة ابنتي فاطمة الزّهراء رائحة السّفرجل والآس والورد، ولا بعث اللّه نبيّاً ولا وصيّاً إلا وجد منه رائحة السّفرجل، فكلوها وأطعموها حبالاكم يحسّن أولادكم» ().

وعنه صلي الله عليه و اله قال: «كلوا السّفرجل وتهادوه بينكم فإنّه يجلو البصر ويثبّت المودّة في القلب وأطعموا حبالاكم فإنّه يحسّن أولادكم» ().

وعنه صلي الله

عليه و اله قال: «كلوا السّفرجل فإنّه يزيد في الذّهن ويذهب بطخاء الصّدر ويحسّن الولد» ().

وعن أبي بصير عن الصّادق عن أبيه عن جدّه عن أمير المؤمنين عليهم السلام قال: «أكل السّفرجل يزيد في قوّة الرّجل ويذهب بضعفه» ().

وعن طلحة بن زيد قال: سألت أبا عبد اللّه عليه السلام عن الحجامة يوم السّبت قال: «تضعّف» قلت: إنّما علّتي من ضعفي وقلّة قوّتي قال: «فعليك بأكل السّفرجل الحلو مع حبّه فإنّه يقوّي الضّعيف ويطيّب المعدة ويزكّي المعدة» ().

وعنه عليه السلام أنّه قال: «في السّفرجل خصلة ليست في سائر الفواكه» قلت: وما ذاك يا ابن رسول اللّه، قال: «يشجّع الجبان هذا واللّه من علم الأنبياء صلي الله عليه و اله» ().

وعن النّبيّ صلي الله عليه و اله أنّه قال: «كلوا السّفرجل فإنّه يجلو الفؤاد» ().

وعنه صلي الله عليه و اله أنّه قال: «كلوا السّفرجل فإنّه يجلو الفؤاد وما بعث اللّه نبيّاً إلا أطعمه من سفرجل الجنّة فيزيد فيه قوّة أربعين رجلا» ().

وعن الباقر عليه السلام قال: «السّفرجل يذهب بهمّ الحزين كما تذهب اليد بعرق الجبين» ().

عن الصّادق عليه السلام قال: «ما بعث اللّه نبيّاً إلا وفي يديه سفرجلة أو بيده سفرجلة» ().

وعن الرّضا عليه السلام قال: «عليكم بالسّفرجل فإنّه يزيد في العقل» ().

وطبّ النّبيّ صلي الله عليه و اله قال صلي الله عليه و اله: «أكل السّفرجل يذهب ظلمة البصر» ().

أكل السفرجل علي الريق

مسألة: يستحب أكل السّفرجل علي الرّيق.

قال النّبيّ صلي الله عليه و اله: «كلوا السّفرجل علي الرّيق» ().

وعن الصّادق عليه السلام قال: «من أكل السّفرجل علي الرّيق طاب ماؤه وحسن وجهه» ().

التّين

مسألة: يستحب أكل التين.

عن أبي ذرّ رحمة الله عليه قال: أهدي إلي النّبيّ

صلي الله عليه و اله طبق عليه تين فقال لأصحابه: «كلوا فلو قلت فاكهة نزلت من الجنّة لقلت هذه لأنّه فاكهة بلا عجم() فإنّها تقطع البواسير وتنفع من النّقرس» ().

وفي الحديث: «من أراد أن يرقّ قلبه فليدمن أكل البلس وهو التّين» ().

وقال رسول اللّه صلي الله عليه و اله: «كلوا التّين الرّطب واليابس فإنّه يزيد في الجماع ويقطع البواسير وينفع من النّقرس والإبردة» ().

وفي طبّ النّبي صلي الله عليه و اله: قال صلي الله عليه و اله: «أكل التّين أمان من القولنج» ().

وقال صلي الله عليه و اله: «كل التّين فإنّه يقطع البواسير والنّقرس» ().

وعن محمّد بن عرفة قال: كنت بخراسان أيّام الرّضا عليه السلام والمأمون فقلت للرّضا عليه السلام: يا ابن رسول اللّه ما تقول في أكل التّين؟ فقال: «هو جيّد للقولنج فكلوه» ().

وعن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: «عليكم بأكل التّين فإنّه نافع للقولنج» ().

وعن أمير المؤمنين عليه السلام أنّه قال: «أكل التّين يليّن السّدد وهو نافع لرياح القولنج فأكثروا منه بالنّهار وكلوه باللّيل ولا تكثروا منه» ().

وعن الإمام الرّضا عليه السلام: «وأكل التّين يقمل الجسد إذا أدمن عليه» ().

الأترج

مسألة: من المستحب أكل الأترج.

قال علي عليه السلام: «كلوا الأترج قبل الطعام وبعده فآل محمد عليهم السلام يفعلون ذلك» ().

وقال رسول الله صلي الله عليه و اله: «عليكم بالأترجّ فإنّه ينير الفؤاد ويزيد في الدّماغ» ().

وعن محمّد بن عليّ عليه السلام قال: «إنّ الأترجّ لثقيل فإذا أكل فإنّ الخبز اليابس يهضمه من المعدة» ().

وعن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: «… وإنّ الخبز اليابس يهضم الأترجّ» ().

وعنه عليه السلام قال لأصحابه: «أخبروني بأيّ شيء يأمركم به أطبّاؤكم

في الأترجّ» قالوا: يا ابن رسول اللّه يأمروننا به قبل الطّعام، قال: «ما من شيء أردأ منه قبل الطّعام وما من شيء أنفع منه بعد الطّعام فعليكم بالمربّي منه فإنّ له رائحةً في الجوف كرائحة المسك» ().

وقال عليه السلام في رواية أخري: «إن كان قبل الطّعام خير وبعد الطّعام خير وأخير» ثمّ قال عليه السلام: «هو يؤذي قبل الطّعام وينفع بعد الطّعام» ().

وعن النّبيّ صلي الله عليه و اله أنّه قال: «كلوا الفاكهة في إقبالها وأفضلها الرّمّان والأترجّ» ().

وفي الرّسالة الذّهبيّة للإمام الرضا عليه السلام: «وأكل الأترجّ باللّيل يقلب العين ويوجب الحول» ().

الكمّثري

مسألة: يستحب أكل الكمثري.

عن أمير المؤمنين عليه السلام: «كلوا الكمّثري فإنّه يجلّي القلب» ().

وقال أبو عبد اللّه عليه السلام لرجل شكا إليه وجعاً يجده في قلبه وغطاءً عليه فقال: «كل الكمّثري» ().

وفي طبّ النّبيّ صلي الله عليه و اله: قال صلي الله عليه و اله: «العنّاب يذهب بالحمّي، والكثمري يحيي القلب» ().

الإجّاص والتداوي به

مسألة: ورد في الروايات التداوي بالإجاص.

عن جابر بن يزيد الجعفيّ عن أبي جعفر عليه السلام قال شكا رجل إلي أبي جعفر عليه السلام مراراً هاجت به حتّي كاد أن يجنّ، فقال له: «سكّنه بالإجّاص» ().

وعن الأزرق بن سليمان قال: سألت أبا عبد اللّه عليه السلام عن الإجّاص، فقال: «نافع للمرار ويليّن المفاصل فلا تكثر منه فيعقّبك رياحاً في مفاصلك» ().

وعنه عليه السلام أنّه قال: «الإجّاص علي الرّيق يسكّن المرار إلا أنّه يهيّج الرّياح» ().

وعنهم عليه السلام: «عليكم بالإجّاص العتيق فإنّ العتيق قد بقي نفعه وذهب ضرره، وكلوه مقشّراً فإنّه نافع لكلّ مرار وحرارة ووهج يهيّج الرّياح» ().

والطّبرسيّ في المكارم، عن زياد القنديّ قال دخلت علي الرّضا عليه السلام وبين يديه تور فيه إجّاص أسود في إبّانه فقال: «إنّه هاجت بي حرارة وأري الإجّاص يطفئ الحرارة ويسكّن الصّفراء وإنّ اليابس يسكّن الدّم ويسكن الدّاء الدّويّ وهو للداء دواء بإذن اللّه عزّ وجلّ» ().

البطّيخ

مسألة: يستحب أكل البطيخ، وأن يؤكل بالرطب أو السكر، ويكره أكله علي الريق.

ففي الجعفريّات، بإسناده عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام قال: «كان يأكل البطّيخ بالرّطب» ().

وعن أمير المؤمنين عليه السلام قال: «إنّ النّبيّ صلي الله عليه و اله أتي ببطّيخ ورطب فأكل منهما وقال: هذان الأطيبان» ().

وفي الحديث: ¬ «كان علي بن أبي طالب عليه السلام يأكل البطيخ بالسكر» ().

وعن أبي عبد اللّه عليه السلام عن أبيه عليه السلام قال: «كان رسول اللّه صلي الله عليه و اله يأكل الخربز بالسّكّر» ().

وعن علي أمير المؤمنين عليه السلام عن النّبيّ صلي الله عليه و اله قال: «تفكّهوا بالبطّيخ فإنّ

ماءه رحمة، وحلاوته من حلاوة الجنّة» ().

وفي رواية: «إنّه أخرج من الجنّة فمن أكل لقمةً من البطّيخ كتب اللّه له سبعين ألف حسنة، ومحا عنه سبعين ألف سيّئة، ورفع له سبعين ألف درجة» ().

وقال أمير المؤمنين عليه السلام: «البطّيخ شحمة الأرض لا داء ولا غائلة فيه» ().

وقال عليه السلام: «فيه عشر: خصال طعام وشراب وفاكهة وريحان وأدم وحلواء وأشنان وخطميّ وبقل ودواء» ().

وعن الرّوضة للإمام الرضا عليه السلام:

أهدت لنا الأيّام بطّيخةً

من حلل الأرض ودار السّلام

تجمع أوصافاً عظاماً وقد

عددتها موصوفةً بالنّظام

كذاك قال المصطفي المجتبي

محمّد جدّي عليه السّلام

ماء وحلواء وريحانة

فاكهة حرض طعام إدام

تنقّي المثانة تصفّي الوجوه

تطيّب النّكهة عشر تمام ()

وعن محمّد بن مسلم قال: دخلت علي أبي جعفر عليه السلام فجلست حتّي فرغ من صلاته، إلي أن قال: ومرّ عليه غلام له فدعاه، قال: فقال: «يا قين» قال: قلت: وما القين، قال: «الحدّاد» قال: «أردّ عليك فلانة علي أن تطعمنا بدرهم خربزة يعني البطّيخ» ()، الخبر.

وعن الخثعميّ قال: عزمت أن أسأل في كتابي إلي أبي محمّد عليه السلام عن أكل البطّيخ علي الرّيق وعن صاحب الزّنج فأنسيت، فورد عليّ جوابه: «لا يؤكل البطّيخ علي الرّيق فإنّه يورث الفالج» ()، الخبر.

وفي طبّ النّبيّ صلي الله عليه و اله قال: قال صلي الله عليه و اله: «تفكّهوا بالبطّيخ، فإنّها فاكهة الجنّة وفيها ألف بركة وألف رحمة، وأكلها شفاء من كلّ داء» ().

وقال صلي الله عليه و اله: «عضّ البطّيخ ولا تقطعها قطعاً، فإنّها فاكهة مباركة طيّبة، مطهّرة الفم، مقدّسة القلب، تبيّض الأسنان، وترضي الرّحمن، وريحها من العنبر، وماؤها من الكوثر، ولحمها من الفردوس، ولذّتها من الجنّة، وأكلها من العبادة» ().

وعن ابن عبّاس عنه صلي الله عليه و اله قال:

«عليكم بالبطّيخ فإنّ فيه عشر خصال: هو طعام وشراب وأشنان وريحان ويغسل المثانة ويغسل البطن ويكثر ماء الظّهر ويزيد في الجماع ويقطع البرودة وينقّي البشرة» ().

وقال صلي الله عليه و اله: «تفكّهوا بالبطّيخ وعضّوه، فإنّ ماءه رحمة وحلاوته من حلاوة الإيمان، والإيمان في الجنّة، فمن لقم لقمةً من البطّيخ كتب اللّه له سبعين ألف حسنة، ومحا عنه سبعين ألف سيّئة» ().

وفي الحديث: وأهدي إلي النّبيّ صلي الله عليه و اله بطّيخ من الطّائف فشمّه وقبّله ثمّ قال: «عضّوا البطّيخ فإنّه من حلل الأرض وماؤه من الرّحمة وحلاوته من الجنّة» ().

وقال عليه السلام: وكان صلي الله عليه و اله يوماً في محفل من أصحابه فقال صلي الله عليه و اله: «رحم اللّه من أطعم بطّيخاً» فقام عليّ عليه السلام وذهب فجاء بجملة من البطّيخ فأكل هو وأصحابه وقال: «رحم اللّه من أطعمنا هذا ومن أكل ومن يأكل من يومنا هذا إلي يوم القيامة من المسلمين» ().

وقال صلي الله عليه و اله: «البطّيخ قبل الطّعام يغسل البطن ويذهب بالدّاء أصلا» ().

وقال عليه السلام: وكان صلي الله عليه و اله يأكل القثّاء بالملح ويأكل البطّيخ بالخبز وكان يأكل الفاكهة الرّطبة وربّما أكل البطّيخ باليدين جميعاً().

البطيخ المر

مسألة: يكره أكل البطّيخ المرّ.

عن الإمام الرّضا عليه السلام قال: «أخبرني أبي، عن أبيه، عن جدّه عليه السلام: أنّ أمير المؤمنين عليه السلام أخذ بطّيخةً ليأكلها فوجدها مرّةً فرمي بها وقال: بعداً وسحقاً، إلي أن قال: فقيل له: يا أمير المؤمنين ما هذه البطّيخة؟ فقال: قال: رسول اللّه صلي الله عليه و اله إنّ اللّه أخذ عقد مودّتنا علي كلّ حيوان ونبت، فما قبل الميثاق كان عذباً طيّباً، وما لم يقبل الميثاق كان

ملحاً زعاقاً» ().

وعن قنبر مولي أمير المؤمنين عليه السلام قال: كنت عند أمير المؤمنين عليه السلام إذ دخل رجل فقال: يا أمير المؤمنين أنا أشتهي بطّيخاً، قال: فأمرني أمير المؤمنين عليه السلام بشراء بطيخ فوجّهت بدرهم فجاءونا بثلاث بطّيخات فقطعت واحدة فإذا هو مرّ فقلت: مرّ يا أمير المؤمنين، فقال: «ارم به من النّار وإلي النّار» قال: وقطعت الثّاني فإذا هو حامض، فقلت: حامض يا أمير المؤمنين، فقال: «ارم به من النّار وإلي النّار» قال: فقطعت الثّالث فإذا مدودة، فقلت: مدودة يا أمير المؤمنين، فقال: «ارم به من النّار وإلي النّار»، قال: ثمّ وجّهت بدرهم آخر فجاءونا بثلاث بطّيخات فوثبت علي قدميّ فقلت: اعفني يا أمير المؤمنين عن قطعه كأنّه تأشم بقطعه، فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: «اجلس يا قنبر فإنّها مأمورة» فجلست فقطعت واحدة فإذا هو حلو، فقلت: حلو يا أمير المؤمنين، فقال: «كل وأطعمنا» فأكلت ضلعاً وأطعمته ضلعاً وأطعمت الجليس ضلعاً، فالتفت إليّ أمير المؤمنين عليه السلام فقال: «يا قنبر إنّ اللّه تبارك وتعالي عرض ولايتنا علي أهل السّماوات وأهل الأرض من الجنّ والإنس والثّمر وغير ذلك، فما قبل منه ولايتنا طاب وطهر وعذب وما لم يقبل منه خبث وردؤ ونتن» ().

وفي حديث، قال الراوي: كنت أنا وأبو ذرّ وبلال نسير ذات يوم مع عليّ ابن أبي طالب عليه السلام فنظر عليّ عليه السلام إلي بطّيخ فحلّ درهماً ودفعه إلي بلال فقال: «ائتني بهذا الدّرهم من هذا البطّيخ» ومضي عليّ عليه السلام إلي منزله، فما شعرنا إلا وبلال قد وافانا بالبطّيخ، فأخذ عليّ عليه السلام بطّيخةً فقطعها فإذا هي مرّة فقال: «يا بلال أبعد بهذا البطّيخ عنّي وأقبل عليّ حتّي أحدّثك بحديث

حدّثني به رسول اللّه صلي الله عليه و اله ويده علي منكبي: إنّ اللّه تبارك وتعالي طرح حبّي علي الحجر والمدر والبحار والجبال والشّجر فما أجاب إلي حبّي عذب و طاب، وما لم يجب إلي حبّي خبث ومرّ، وإنّي لأظنّ أنّ هذا البطّيخ ممّا لم يجب إلي حبّي» ().

القرع

مسألة: يستحب أكل القرع.

قال النبي صلي الله عليه و اله: «إذا اطبختم فأكثروا القرع فإنّه يسرّ القلب الحزين» ().

وعن عليّ بن أبي طالب عليه السلام قال: «أكل الدّبّاء يزيد في الدّماغ» ().

وقال أمير المؤمنين عليه السلام: «عليكم بالقرع فإنّه يزيد في الدّماغ» ().

وعن رسول اللّه صلي الله عليه و اله: «أنّه كان يعجبه الدّبّاء ويلتقطها من الصّحفة ويقول: الدّبّاء يزيد في الدّماغ» ().

وعنه صلي الله عليه و اله: «أنّه كان يحبّ الدّبّاء ويقول: يزيد في العقل والدّماغ» ().

وعن النّبيّ صلي الله عليه و اله أنّه قال لعليّ عليه السلام: «كل اليقطين فإنّه من أكلها حسن خلقه ونضر وجهه، وهي طعامي وطعام الأنبياء قبلي» ().

وعن أمير المؤمنين عليه السلام قال: «كلوا الدّبّاء ونحن أهل البيت نحبّه» ().

وعن ذريح قال: قلت لأبي عبد اللّه عليه السلام الحديث المرويّ عن أمير المؤمنين عليه السلام في الدّبّاء أنّه قال: كلوا الدّبّاء فإنّه يزيد في الدّماغ، فقال الصّادق عليه السلام: «نعم وأنا أقول: إنّه جيّد لوجع القولنج» ().

وقال رسول اللّه صلي الله عليه و اله: «كلوا اليقطين فلو علم اللّه أنّ شجرةً أخفّ من هذه لأنبتها علي أخي يونس» ().

وقال صلي الله عليه و اله: «إذا اتّخذ أحدكم مرقاً فليكثر فيه الدّبّاء فإنّه يزيد في الدّماغ والعقل» ().

وعن الصّادق عليه السلام قال: قال رسول اللّه صلي الله عليه و اله: «من

أكل الدّبّاء بالعدس رقّ قلبه عند ذكر اللّه عزوجل وزاد في جماعه» ().

وفي الحديث: إنّ حنّاطاً دعا النّبيّ صلي الله عليه و اله فأتاه بطعام قد جعل فيه قرعاً بإهالة، قال أنس: فرأيت النّبيّ صلي الله عليه و اله يأكل القرع يتتبّعه من حوالي الصّحفة، قال أنس: فما زال يعجبني القرع منذ رأيته يعجبه، قال: وكان رسول اللّه صلي الله عليه و اله يعجبه الدّبّاء ويلتقطه من الصّحفة وكان النّبيّ صلي الله عليه و اله في دعوة فقدّموا إليه قرعاً فكان يتتبّع آثار القرع ليأكله().

وفي طبّ النّبيّ صلي الله عليه و اله قال: «كل اليقطين فلو كان لله سبحانه وتعالي شجرةً أخفّ من هذه لأنبتها علي أخي يونس» ().

و قال صلي الله عليه و اله: «إذا اتّخذ أحدكم مرقاً فليكثر فيه من الدّبّاء فإنّه يزيد في الدّماغ وفي العقل» ().

الباذنجان

مسألة: يستحب أكل الباذنجان، فإنه شفاء.

قال أبو عبد اللّه عليه السلام: «كلوا الباذنجان فإنّه شفاء من كلّ داء» ().

وعنه عليه السلام قال: «الباذنجان جيّد للمرّة السّوداء ولا يضرّ بالصّفراء» ().

وعن الرّضا عليه السلام أنّه كان يقول لبعض قهارمته: «استكثروا لنا من الباذنجان فإنّه حارّ في وقت البرد، بارد في وقت الحرّ، معتدل في الأوقات كلّها جيّد في كلّ حال» ().

وعن النّبيّ صلي الله عليه و اله أنّه كان في دار جابر فقدّم إليه الباذنجان فجعل يأكل، فقال: إنّ فيه الحرارة، فقال: «يا جابر إنّها أوّل شجرة آمنت باللّه، اقلوه وأنضجوه وزيّتوه ولبّنوه فإنّه يزيد في الحكمة» ().

وقال الصّادق عليه السلام: «عليكم بالباذنجان البورانيّ، فهو شفاء يؤمّن من البرص وكذا المقليّ بالزّيت» ().

وقال رسول اللّه صلي الله عليه و اله: «كلوا الباذنجان فإنّها شجرة رأيتها في

جنّة المأوي شهدت للّه بالحقّ ولي بالنّبوّة ولعليّ بالولاية، فمن أكلها علي أنّها داء كانت داءً ومن أكلها علي أنّها دواء كانت دواءً» ().

وقال النبي صلي الله عليه و اله: «كلوا الباذنجان وأكثروا منها فإنّها أوّل شجرة آمنت باللّه عزّ وجلّ» ().

وعن الصّادق عليه السلام قال: «أكثروا من الباذنجان عند جداد النّخل فإنّه شفاء من كلّ داء، يزيد في بهاء الوجه ويليّن العروق ويزيد في ماء الصّلب» ().

وعن الصّادق عليه السلام قال: «وروي أنّه كان بين يدي سيّدي عليّ بن الحسين عليه السلام باذنجان مقلوّ بالزّيت وعينيه رمدة وهو يأكل منه، قال الرّاوي: فقلت: يا ابن رسول اللّه تأكل من هذا وهو نار، فقال لي: «اسكت إنّ أبي حدّثني عن جدّي عليه السلام قال: الباذنجان من شحمة الأرض وهو طيّب في كلّ شيء يقع فيه» ().

وقال صلي الله عليه و اله: «كل الباذنجان وأكثر، فإنّها شجرة رأيتها في الجنّة فمن أكلها علي أنّها داء كانت داءً ومن أكلها علي أنّها دواء كانت دواءً» ().

البصل

مسألة: يستحب أكل البصل، كما يستحب لمن دخل بلداً أن يأكل من بصلها.

عن الباقر عليه السلام أنّه قال: «إنّا لنأكل الثّوم والبصل والكرّاث» ().

وعن أبي جعفر محمّد بن علي عليهم السلام أنّه قال: «إذا دخلتم أرضاً وبيئة فكلوا من بصلها فإنّه يذهب عنكم وباءها» ().

وعن النّبيّ صلي الله عليه و اله قال: «إذا دخلتم بلدةً وبيتاً فخفتم وباءها فعليكم ببصلها فإنّه يجلّي البصر وينقّي الشّعر ويزيد في ماء الصّلب ويزيد في الخطا ويذهب بالحمّاء وهو السّواد في الوجه والإعياء أيضاً» ().

وفي طب النبي صلي الله عليه و اله: «إذا دخلتم بلداً فكلوا من بقله وبصله يطرد عنكم داءه ويذهب بالنّصب ويشدّ

العضد ويزيد في الماء ويذهب بالحمّي» ().

الثوم ورائحته

مسألة: لا يكره أكل الثّوم ولا البصل ولا الكرّاث نيّاً ولا مطبوخاً، بل يستحب ذلك، ولكن يكره دخول المسجد لمن في فيه رائحتها.

عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: قال رسول اللّه صلي الله عليه و اله: «كلوا الثّوم وتداووا به فإنّ فيه شفاءً من سبعين داءً» ().

وفي الرّسالة الذّهبيّة للإمام الرضا عليه السلام: «ومن أراد أن لا يصيبه ريح فليأكل الثّوم في كلّ سبعة أيّام» ().

وعن جعفر بن محمّد عليه السلام أنّه سئل عن أكل الثّوم والبصل والكرّاث نيّاً ومطبوخاً، قال: «لا بأس بذلك ولكن من أكله نيّاً فلا يدخل المسجد فيؤذي برائحته» ().

وقال النّبيّ صلي الله عليه و اله: «من أكل هذه البقلة المنتنة الثّوم والبصل فلا يغشانا في مجالسنا فإنّ الملائكة تتأذّي بما يتأذّي به المسلم» ().

وعن عليّ عليه السلام قال: قال رسول اللّه صلي الله عليه و اله: «يا عليّ كل الثّوم فلولا أنّي أناجي الملك لأكلته» ().

وعنه صلي الله عليه و اله: «لا يصلح أكل الثّوم إلا مطبوخاً» ().

وعن الصّادق عليه السلام أنّه سئل عن أكل البصل، فقال: «لا بأس به توابلا بالقدر ولا بأس أن تتداوي بالثّوم ولكن إذا أكلت ذلك فلا تخرج في المسجد» ().

وقال صلي الله عليه و اله: «من أكل الثّوم والبصل والكرّاث فلا يقربنا ولا يقرب المسجد» ().

الحمّص والتداوي به

مسألة: ورد التداوي بالحمص، فعن الصّادق عليه السلام ذكر عنده الحمّص فقال عليه السلام: «هو جيّد لوجع الصّدر» ().

العدس

مسألة: يستحب أكل العدس.

عن الإمام الرّضا عليه السلام عن آبائه عليه السلام قال: قال رسول اللّه صلي الله عليه و اله: «عليكم بالعدس فإنّه مبارك مقدّس، وإنّه يرقّ القلب ويكثر الدّمعة، وإنّه قد بارك فيه سبعون نبيّاً آخرهم عيسي ابن

مريم عليه السلام» ().

وعن رسول اللّه صلي الله عليه و اله أنّه قال: «عليكم بالعدس فإنّه يرقّ القلب ويكثر الدّمعة ولقد قدّسه سبعون نبيّاً» ().

الباقلاء

مسألة: ورد في الروايات أن الباقلاء كان طعام النبي عيسي عليه السلام.

قال النّبيّ صلي الله عليه و اله: «كان طعام عيسي عليه السلام الباقلاء حتّي رفع ولم يأكل شيئاً غيّرته النّار» ().

الماش

مسألة: في الروايات التداوي بالماش.

الطّبرسيّ في المكارم، سأل بعض أصحابنا الرّضا عليه السلام عن البهق قال: فأمرني أن أطبخ الماش وأتحسّاه وأجعله طعامي، ففعلت أيّاماً فعوفيت().

وعنه عليه السلام أيضاً قال: «خذ الماش الرّطب في أيّامه ودقّه مع ورقه واعصر الماء واشربه علي الرّيق واطله علي البهق» ففعلت فعوفيت().

الجزر

مسألة: يستحب أكل الجزر.

عن داود بن فرقد قال: دخلت علي أبي عبد اللّه عليه السلام وبين يديه جزر فناولني جزرة فقال: «كل».

فقلت: إنّه ليس لي طواحن.

فقال: «أما لك جارية».

قلت: بلي.

قال: «مرها فلتسلقه لك وكله، فإنّه يسخّن الكليتين ويقيم الذّكر».

وقال عليهم السلام: «الجزر أمان من القولنج والبواسير ويعين علي الجماع» ().

فصل: الخضروات

البقل والخضرة

مسألة: يستحب إحضار البقل والخضروات علي المائدة، والأكل منها، وكراهة خلوّ المائدة منها.

عن أبي قتادة قال: قال أبو عبد اللّه عليه السلام: «لكلّ شيء حلية، وحلية الخوان البقل» ().

وفي الحديث: «خضّروا موائدكم بالبقل، فإنّه مطردة للشّيطان مع التّسمية» ().

و في رواية: «زيّنوا موائدكم…» ().

الهندباء

مسألة: يستحب أكل الهندباء().

عن جعفر بن محمّد الصّادق، عن آبائه، عن أمير المؤمنين عليهم السلام قال: «كل الهندباء فما من صباح إلا ويقطر عليه من قطر الجنّة» ().

وعن رسول اللّه صلي الله عليه و اله قال: «ما من ورقة هندباء إلا وفيها ماء الجنّة» ().

وعنه صلي الله عليه و اله أنّه كان يحبّ الهندباء ويقول: «ما من ورقة من الهندباء إلا وفيها من ماء الجنّة» ().

وقال صلي الله عليه و اله: «ما من ورقة من ورق الهندباء إلا عليها قطرة من ماء

الجنّة» ().

وعنه صلي الله عليه و اله أنّه قال: «الهندباء لنا، والجرجير() لبني أميّة» ().

وعن الصّادق عليه السلام قال: «من أكل من الهندباء كتب من الآمنين يومه ذلك وليلته» ().

وقال عليه السلام: «عليك بالهندباء فإنّه يزيد في الماء، ويحسّن الولد، وهو حارّ ليّن، يزيد في الولد الذّكورة» ().

وعن الزّهريّ قال: دخلت علي عليّ بن الحسين عليه السلام في المرض الّذي توفّي فيه إذ قدّم إليه طبق فيه الخبز والهندباء، فقال لي: «كله»، فقلت: قد أكلت يا ابن رسول اللّه، قال: «إنّه الهندباء»، قلت: وما فضل الهندباء؟ قال: «ما من ورقة من الهندباء إلا وعليها قطرة من ماء الجنّة فيه شفاء من كلّ داء» ().

التداوي بالهندباء

مسألة: يستحب أكل سبع طاقات من الهندباء عند النّوم، وقبل الزّوال من الجمعة، وإدمان أكلها، والتّداوي بها، وعدم نفضها عند الأكل.

عن النّبيّ صلي الله عليه و

اله قال: «من أكل الهندباء ثمّ نام عليه لم يحكم فيه سحر ولا هم، ولا يقربه شيء من الدّوابّ لا حيّة ولا عقرب حتّي يصبح» ().

وعن محمّد بن أبي نصر، عن أبيه، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: (شكوت إليه هيجاناً في رأسي وأضراسي وضرباناً في عيني حتّي تورّم وجهي منه، فقال عليه السلام: «عليك بهذا الهندباء فاعصره وخذ ماءه وصبّ عليه من هذا السّكّر الطّبرزد وأكثر منه فإنّه يسكّنه ويدفع ضرره» قال: فانصرفت إلي منزلي فعالجته من ليلتي قبل أن أنام وشربته ونمت عليه فأصبحت وقد عوفيت بحمد اللّه ومنّه)().

وعن أمير المؤمنين عليه السلام عن رسول اللّه صلي الله عليه و اله قال: «ما من يوم إلا ويقطر علي الهندباء قطرة من الجنّة فكلوه ولا تنفضوه» ().

وعن النّبيّ صلي الله عليه و اله قال: «كلوا الهندباء ولا تنفضوه فإنّه ليس يوم من الأيّام إلا وقطرات من الجنّة يقطرن عليه» ().

الباذروج والحوك()

مسألة: يستحب أكل الباذروج والحوك.

في طبّ الأئمّة عليه السلام قال: «الباذروج لنا والجرجير لبني أميّة» ().

وعن رسول اللّه صلي الله عليه و اله قال في حديث: «وكأنّي أنظر إلي منبت الباذروج في الجنّة» ().

وعن عليّ بن أبي طالب عليه السلام قال: «ذكر لرسول اللّه صلي الله عليه و اله الحوك وهو الباذروج فقال بقلتي وبقلة الأنبياء قبلي، وإنّي لأحبّها وآكلها وإنّي أنظر إلي شجرتها نابتةً في الجنّة» ().

وعن أمير المؤمنين عليه السلام قال: «كان رسول اللّه صلي الله عليه و اله يعجبه الحوك» ().

وعن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: «الحوك بقلة الأنبياء، أما إنّ فيه ثمان خصال يمرئ الطّعام ويفتح السّدد ويطيّب النّكهة ويشهي الطّعام ويسهّل الدّم وهو أمان من الجذام، وإذا

استقرّ في جوف الإنسان قمع الدّاء كلّه، ثمّ قال: إنّه يزيّن به أهل الجنّة موائدهم» ().

وقال رسول اللّه صلي الله عليه و اله: «الحوك بقلة طيّبة كأنّي أراها نابتةً في الجنّة» ().

وقال صلي الله عليه و اله: «من أكل من بقلة الباذروج أمر اللّه عزّ وجلّ الملائكة يكتبون له الحسنات حتي يصبح» ().

وعن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: «كان أحبّ الصّباغ إلي رسول اللّه صلي الله عليه و اله الخلّ، وأحبّ البقول إليه الحوك يعني الباذروج» ().

الكراث والتّداوي به

مسألة: يستحب أكل الكراث.قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «فضل الكرّاث علي سائر البقول كفضل الخبز علي سائر الأشياء» ().

وعن موسي بن جعفر، عن الصّادق، عن الباقر عليهم السلام قال: «شكا إليه رجل من أوليائه وجع الطّحال وقد عالجه بكلّ علاج وإنّه يزداد كلّ يوم شرّاً حتّي أشرف علي الهلكة، فقال عليه السلام اشتر بقطعة فضّة كرّاثاً واقله قلياً جيّداً بسمن عربيّ وأطعم من به هذا الوجع ثلاثة أيّام، فإنّه إذا فعل ذلك برأ إن شاء اللّه تعالي» ().

الكرفس

مسألة: يستحب أكل الكرفس.

عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول اللّه صلي الله عليه و اله: «الكرفس بقلة الأنبياء» ().

وعن الحسين بن عليّ عليه السلام قال: «قال النّبيّ صلي الله عليه و اله لعلي عليه السلام في أشياء وصّاه بها: كل الكرفس فإنّه بقلة إلياس ويوشع بن نون» ().

وقال رسول اللّه صلي الله عليه و اله: «الكرفس بقلة الأنبياء، ويذكر أنّ طعام الخضر وإلياس: الكرفس والكمأة» ().

وقال الشّهيد رحمة الله عليه في الدّروس: (روي أنّه يعني الكرفس يورث الحفظ ويذكّي القلب وينفي الجنون والجذام والبرص)().

وفي طبّ النّبيّ صلي الله عليه و اله: «عليكم بالكرفس فإنّه إن كان شيء يزيد في العقل فهو هو» ().

بقلة الزهراء عليها السلام

مسألة: يستحب أكل الفرفخ أو الرجلة، وهو ما يسمي ببقلة الزهراء عليها السلام، فعن رسول اللّه صلي الله عليه و اله: «أنّه كان يحبّ الرّجلة وبارك فيها» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «وطئ رسول الله صلي الله عليه و اله الرمضاء فأحرقته فوطئ علي الرجلة وهي البقلة الحمقاء فسكن عنه حرّ الرّمضاء فدعا لها وكان يحبّها صلي الله عليه و اله ويقول: من بقلة ما أبركها» ().

وروي أن النّبيّ صلي الله عليه و اله وجد حرارةً فعضّ علي رجلة فوجد لذلك راحةً، فقال: «اللّهمّ بارك فيها، إنّ فيها شفاءً من تسعة وتسعين داء، انبتي حيث شئت» ().

وروي: أنّ فاطمة (صلوات الله عليها) كانت تحبّ هذه البقلة فنسب إليها وقيل: بقلة الزّهراء، كما قالوا شقائق النّعمان، ثمّ إن بني أميّة غيّرتها فقالوا: بقلة الحمقاء، وقالوا: الحمقاء صفة البقلة لأنّها تنبت بممرّ النّاس ومدرج الحوافر فتداس().

الخسّ والسّداب

مسألة: يستحب أكل الخس والسداب.

عن الصّادق عليه السلام: «عليك بالخسّ فإنّه يقطع الدّم» ().

وعن أمير المؤمنين عليه السلام أنّه قال: قال رسول اللّه صلي الله عليه و اله: «كلوا الخسّ فإنّه يورث النّعاس ويهضم الطّعام» ().

وعن الرّضا عليه السلام قال: «السّداب يزيد في العقل غير أنّه ينثر ماء الظّهر» ().

والقطب الرّاونديّ في دعواته، قال: «وأفضلها يعني الفاكهة من البقول الهندباء والخسّ» ().

وقال صلي الله عليه و اله: «من أكل السّذاب ونام عليه أمن من الدّوار وذات الجنب» ().

الجرجير

مسألة: يكره أكل الجرجير.

عن رسول اللّه صلي الله عليه و اله أنّه قال: «الهندباء لنا، والجرجير لبني أميّة، وكأنّي أنظر إلي منبته في النّار» ().

وعن النّبيّ صلي الله عليه و اله قال: «من أكل الجرجير ثمّ نام ينازعه عرق الجذام في أنفه»

().

وقال صلي الله عليه و اله: «رأيتها في النّار» ().

وفي طبّ الأئمّة عليه السلام عن الرّضا عليه السلام قال: «الباذروج لنا، والجرجير لبني أميّة» ().

وعن الصّادق عليه السلام قال: «أكل الجرجير باللّيل يورث البرص» ().

باب السّلق

مسألة: يستحب أكل السلق، فقد روي عن الصّادق عليه السلام أنّه قال: «أكل السّلق يؤمّن من الجذام» ().

وعن الرّضا عليه السلام قال: «لا تخلون جوفك من الطّعام وأقلّ من شرب الماء ولا تجامع إلا من شبق، ونعم البقلة السّلق» ().

الكمأة

مسألة: يستحب أكل الكمأة.

قال رسول اللّه صلي الله عليه و اله: «الكمأة من المنّ الّذي أنزل اللّه تعالي علي بني إسرائيل، وهي شفاء العين» ().

وقال صلي الله عليه و اله: «الكمأة من المنّ، وماؤها شفاء للعين» ().

وعن عليّ عليه السلام أنّه قال: «الكمأة من المنّ، وماؤها شفاء للعين» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله قال: «الكمأة من المنّ والمنّ من الجنّة وماؤها شفاء للعين» ().

وعن رسول الله صلي الله عليه و اله قال: «الكمأة من المنّ والمن من الجنة وماؤها شفاء للعين والعجوة من الجنّة فيها شفاء من السّم» ().

وقال زيد بن عليّ بن الحسين عليه السلام: صفة ذلك أن تأخذ كمأةً فتغسلها حتّي تنقّيها ثمّ تعصرها بخرقة وتأخذ ماءها فترفعه علي النّار حتّي ينعقد ثمّ تلقي فيه قيراطا من مسك ثمّ تجعله في قارورة فتكتحل منه من أوجاع العين كلّها فإذا جفّ فاسحقه بماء السّماء أو غيره ثمّ اكتحل منه().

الفجل

مسألة: يستحب أكل الفجل.

عن علي عليه السلام قال: «الفجل أصله يقطع البلغم ويهضم الطّعام وورقه يحدر البول» ().

وفي طبّ النّبيّ صلي الله عليه و اله: «إذا أكلتم الفجل وأردتم أن لا تنتن فصلّوا عليّ عند أكله، وفي نسخة: عند أوّل قضمة منه» ().

الشّلجم

مسألة: يستحب أكل الشلجم.

قال العبد الصّالح عليه السلام: «عليك باللّفت فكله، يعني السّلجم، فإنّه ليس من أحد إلا وله عرق من الجذام واللفت يذيبه» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «ما من أحد إلا وفيه عرق من الجذام فأذيبوه بالشّلجم» ().

السعتر

مسألة: يستحب أكل السعتر.

فقد روي عن النّبيّ صلي الله عليه و اله أنّه دعا بالهاضوم والسعتر والحبّة السّوداء، فكان يستفها إذا أكل البياض وطعاماً له غائلة، وكان يجعله مع الملح الجريش ويفتتح به الطّعام ويقول: «ما أبالي إذا تغاديته ما أكلت من شيء» وكان يقول: «هو يقوّي المعدة ويقطع البلغم وهو أمان من اللّقوة» ().

مداواة الرّطوبة بالطّريفل

في الرّسالة الذّهبيّة للإمام الرّضا عليه السلام: «ومن أراد أن يذهب عنه البلغم فليتناول بكرة كلّ يوم من الإطريفل الأصفر مثقالا واحداً» ().

القثّاء

قال صلي الله عليه و اله: «إذا أكلتم القثّاء فكلوه من أسفله» ().

التّداوي بالحلبة

مسألة: يستحب التداوي بالحلبة.

عن رسول اللّه صلي الله عليه و اله أنّه قال: «وتداووا بالحلبة فلو تعلم أمّتي ما لها في الحلبة لتداوت بها ولو بوزنها ذهباً» ().

وقال رسول اللّه صلي الله عليه و اله: «عليكم بالحلبة ولو تعلم أمّتي ما لها في الحلبة لتداوت بها ولو بوزنها من ذهب» ().

العنّاب

مسألة: وردت روايات في التداوي بالعناب، قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «العنّاب يذهب بالحمّي» ().

والطبرسي في المكارم، عن ابن أبي الحصين قال: كانت عيني قد ابيضّت ولم أكن أبصر بها شيئاً فرأيت أمير المؤمنين عليه السلام في المنام فقلت: يا سيّدي عيني قد آلت إلي ما تري، فقال: «خذ العنّاب فدقّه واكتحل به» فأخذته ودققته بنواه وكحلتها به فانجلت عن عيني الظّلمة ونظرت أنا إليها فإذا هي صحيحة().

السناء

مسألة: يستحب أكل السناء، ففي طبّ النّبيّ صلي الله عليه و اله عنه صلي الله عليه و اله: «لو كان في شيء شفاء لكان في السّناء» ().

وعن رسول اللّه صلي الله عليه و اله أنّه قال: «إيّاكم والشّبرم() فإنّه حارّ حارّ وعليكم بالسّنا فتداووا به فلو دفع شيء الموت لدفعه السّنا» الحديث().

الحبة السوداء

مسألة: يستحب أكل الحبة السوداء، فإنها شفاء.

عن أبي جعفر محمّد بن عليّ عليه السلام أنّه قال: ¬ «عليكم بالحبة السوداء فإن فيها شفاء من كل داء إلا السام» ().

وقال رسول الله صلي الله عليه و اله: ¬ «خير ما تداويتم به الحجامة والشّونيز والقسط» ().

والشونيز: الحبة السوداء().

الحرمل

مسألة: يستحب التداوي بالحرمل، فعن عليّ عليه السلام أنّه قال: ¬ «ما من شجرة حرمل إلا ومعها ملائكة يحرسونها حتّي تصل إلي من وصلت» وقال: «في أصل الحرمل نشرة وفي فرعها شفاء من اثنين وسبعين داءً»

().

الاهليلج

مسألة: يستحب أكل الأهليلج الأسود()، قال صلي الله عليه و اله: «عليكم بالإهليلج الأسود فإنّه من شجر الجنّة وطعمه مر، وفيه شفاء من كلّ داء» ().

مقتضيات لا علل تامة

مسألة: ثم إن ما ذكر في الروايات الطبية من الداء والدواء وما أشبه، فعلي نحو المقتضي، لا العلية التامة، كما لا يخفي، مضافاً إلي أن بعضها قد تكون مختصة ببيئة معينة، أو شخص معين، أو ظروف خاصة أو ما أشبه.

قال الشيخ الصدوق رحمة الله عليه: اعتقادنا في الأخبار الواردة في الطب أنها علي وجوه: منها ما قيل علي هواء مكة والمدينة فلا يجوز استعماله في سائر الأهوية، ومنها ما أخبر به العالم علي ما عرف من طبع السائل ولم يعتبر بوصفه إذ كان أعرف بطبعه منه، ومنها ما دلسه المخالفون في الكتب لتقبيح صورة المذهب عند الناس، ومنها ما وقع فيه سهو من ناقله، ومنها ما حفظ بعضه ونسي بعضه، وما روي في العسل أنه شفاء من كل داء فهو صحيح ومعناه أنه شفاء من كل داء بارد، وما روي في الاستنجاء بالماء البارد لصاحب البواسير فإن ذلك إذا كان بواسيره من الحرارة، وما روي في الباذنجان من الشفاء فإنه في وقت إدراك الرطب لمن يأكل الرطب، دون غيره من سائر الأوقات، فأدوية العلل الصحيحة عن الأئمة عليهم السلام هي الأدعية وآيات القرآن وسوره، علي حسب ما وردت به الآثار بالأسانيد القوية والطرق الصحيحة، فقال الصادق عليه السلام: «كان فيما مضي يسمي الطبيب المعالج فقال موسي بن عمران: يا رب ممن الداء، قال: مني قال: فممن الدواء قال: مني قال: فما يصنع الناس بالمعالج فقال: تطيب بذلك نفوسهم فسمي الطبيب طبيبا لذلك وأصل الطبيب المداوي» وكان داود عليه السلام

تنبت في محرابه كل يوم حشيشة فتقول: خذني فإني أصلح لكذا وكذا فرأي في آخر عمره حشيشة نبتت في محرابه فقال له: ما اسمك قالت: أنا الخرنوبة فقال داود عليه السلام: خرب المحراب ولم ينبت به شي ء بعد ذلك، وقال النبي صلي الله عليه و اله: «من لم يشفه الحمد لا شفاه الله» ().

كلام الشيخ المفيد

وقال الشيخ المفيد رحمة الله عليه في شرحه عليها: الطب صحيح والعلم به ثابت وطريقه الوحي وإنما أخذه العلماء به عن الأنبياء عليهم السلام، وذلك أنه لا طريق إلي علم حقيقة الداء إلا بالسمع ولا سبيل إلي معرفة الدواء إلا بالتوقيف، فثبت أن طريق ذلك هو السمع عن العالم بالخفيات تعالي. والأخبار الواردة عن الصادقين عليه السلام مفسرة بقول أمير المؤمنين عليه السلام: «المعدة بيت الأدواء والحمية رأس الدواء» و «عود كل بدن ما اعتاد». وقد ينجع في بعض أهل البلاد من الدواء من مرض يعرض لهم ما يهلك من استعمله لذلك المرض من غير أهل تلك البلاد ويصلح لقوم ذوي عادة ما لا يصلح لمن خالفهم في العادة. وكان الصادقون عليهم السلام يأمرون بعض أصحاب الأمراض باستعمال ما يضر بمن كان به المرض فلا يضرهم، وذلك لعلمهم عليهم السلام بانقطاع سبب المرض فإذا استعمل الإنسان ما يستعمله كان مستعملا له مع الصحة من حيث لا يشعر بذلك وكان علمهم بذلك من قبل الله تعالي علي سبيل المعجز لهم والبرهان لتخصيصهم به وخرق العادة بمعناه، فظن قوم أن ذلك الاستعمال إذا حصل مع مادة المرض نفع فغلطوا فيه واستضروا به، وهذا قسم لم يورده أبو جعفر وهو معتمد في هذا الباب والوجوه التي ذكرها من بعد فهي علي ما ذكره والأحاديث

محتملة لما وصفه حسب ما ذكرناه» () انتهي.

وفي البحار: ويحتمل بعضها وجها آخر وهو أن يكون ذكر بعض الأدوية التي لا مناسبة لها بالمرض علي سبيل الافتنان والامتحان ليمتاز المؤمن المخلص القوي الإيمان من المنتحل أو ضعيف الإيقان فإذا استعمله الأول انتفع به لا لخاصيته وطبعه بل لتوسله بمن صدر عنه ويقينه وخلوص متابعته كالانتفاع بتربة الحسين عليه السلام وبالعوذات والأدعية. ويؤيد ذلك أنا ألفينا جماعة من الشيعة المخلصين كان مدار علمهم ومعالجتهم علي الأخبار المروية عنهم عليهم السلام ولم يكونوا يرجعون إلي طبيب وكانوا أصح أبدانا وأطول أعمارا من الذين يرجعون إلي الأطباء والمعالجين. ونظير ذلك أن الذين لا يبالون بالساعات النجومية ولايرجعون إلي أصحابها ولا يعتمدون عليها بل يتوكلون علي ربهم ويستعيذون من الساعات المنحوسة ومن شر البلايا والأعادي بالآيات والأدعية أحسن أحوالا وأثري أموالا وأبلغ آمالا من الذين يرجعون في دقيق الأمور وجليلها إلي اختيار الساعات وبذلك يستعيذون من الشرور والآفات كما مر في باب النجوم والتكلان علي الحي القيوم» ().

فصل: نبذة ممّا ينبغي التداوي به

فصل: نبذة ممّا ينبغي التداوي به

مسألة: ينبغي التداوي بأمور، حسب ما ورد في الروايات، منها:

عن محمّد بن سنان عن الرّضا عليه السلام قال: «سمعت موسي بن جعفر عليه السلام وقد اشتكي فجاءه المترقّعون بالأدوية يعني الأطبّاء فجعلوا يصفون له العجائب، فقال أين يذهب بكم اقتصروا علي سيّد هذه الأدوية الهليلج والرّازيانج والسّكّر في استقبال الصّيف ثلاثة أشهر في كلّ شهر ثلاث مرّات، وفي استقبال الشّتاء ثلاثة أشهر في كلّ شهر ثلاثة أيّام ثلاث مرّات، ويجعل موضع الرّازيانج مصطكي فلا يمرض إلا مرض الموت» ().

لوجع الخاصرة

مسألة: ورد لوجع الخاصرة شرب الكاشم()، فعن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: قال رسول اللّه صلي الله عليه و اله: «اشربوا الكاشم فإنّه جيّد لوجع الخاصرة» ().

لوجع المعدة

مسألة: ورد لعلاج وجع المعدة بعض الروايات.

عن أحدهم عليه السلام لوجع المعدة وبرودتها وضعفها قال: «يؤخذ خيارشنبر مقدار رطل فينقّي ثمّ يدقّ وينقع في رطل من ماء يوماً وليلةً ثمّ يصفّي ويطرح ثقله ويجعل مع صفوة رطل من عسل ورطلان من أفشرح السّفرجل وأربعون مثقالا من دهن الورد ثمّ يطبخ بنار ليّنة حتّي يثخن ثمّ ينزل القدر عن النّار ويترك حتّي يبرد فإذا برد جعل فيه الفلفل ودارفلفل وقرفة الفلفل وقرنفل وقاقلّة وزنجبيل ودارسيني وجوزبوّا من كلّ واحد ثلاثة مثاقيل مدقوق منخول، فإذا جعل فيه هذه الأخلاط عجن بعضها ببعض وجعل في جرّة خضراء الشّربة منه وزن مثقالين علي الرّيق مرّةً واحدةً فإنّه يسخّن المعدة ويهضم الطّعام ويخرج الرّياح من المفاصل كلّها بإذن اللّه تعالي» ().

لعلاج الصداع

مسألة: ورد لعلاج وجع الصداع بعض الروايات.

عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «غسل الرأس بالخطمي أمان من الصداع وبراءة من الفقر وطهور للرأس من الحزاز» ().

لعلاج المغص

مسألة: ورد لعلاج المغص بعض الروايات.

عن محمّد بن إبراهيم الجعفيّ قال: شكا رجل إلي أبي الحسن عليّ بن موسي الرّضا عليه السلام مغصاً كاد يقتله وسأله أن يدعو اللّه عزّ وجلّ له فقد أعياه كثرة ما يتّخذ له من الأدوية وليس ينفعه ذلك بل يزداد غلبةً وشدّةً فتبسّم صلي الله عليه و اله وقال: «ويحك إنّ دعاءنا من اللّه بمكان وإنّي أسأل اللّه أن يخفّف عنك بحوله وقوّته فإذا اشتدّ بك الأمر والتويت منه فخذ جوزةً واطرحها علي النّار حتّي تعلم أنّها قد اشتوي ما في جوفها وغيّرتها النّار قشّرها كلها فإنّها تسكّن من ساعتها» قال: فو اللّه ما فعلت ذلك إلا مرّةً واحدةً فسكن عنّي المغص بإذن اللّه عزّ وجلّ ().

لضعف البصر ووجع العين

مسألة: ورد لعلاج ضعف البصر ووجع العين بعض الروايات.

عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: «أتي رسول اللّه صلي الله عليه و اله أعرابيّ يقال له: فليت وكان رطب العينين، فقال له رسول اللّه صلي الله عليه و اله: أري عينيك رطبتين يا فليت، قال: نعم يا رسول اللّه هما كما تري، قال: عليك بالإثمد فإنّه سراج العين» ().

وعن أبي عبد اللّه الصّادق عليه السلام أنّه قال لرجل يشتكي عينه: «أين أنت عن الأجزاء الثّلاثة» فقال له الرّجل: يا ابن رسول اللّه وما الأجزاء الثّلاثة فداك أبي وأمّي، قال: «الصّبر والمرّ والكافور» ().

لعلاج السل

مسألة: ورد لعلاج السل بعض الروايات.

عن جعفر بن محمّد بن إبراهيم عن أحمد بن بشارة قال: حججت فأتيت المدينة فدخلت مسجد الرّسول صلي الله عليه و اله فإذا أبو إبراهيم عليه السلام جالس في جانب المنبر فدنوت فقبّلت رأسه ويديه وسلّمت عليه فردّ عليّ السّلام وقال: «كيف أنت

من علّتك» قلت: شاكياً بعد وكان بي السّل، فقال: «خذ هذا الدّواء بالمدينة قبل أن تخرج إلي مكّة فإنّك توافيها وقد عوفيت بإذن اللّه تعالي» فأخرجت الدّواة والكاغد وأملي علينا: «يؤخذ سنبل وقاقلّة وزعفران وعاقرقرحا وبنج وخربق وفلفل أبيض أجزاءً بالسّويّة وإبرفيون جزءين ويدقّ وينخل بحريرة ويعجن بعسل منزوع الرّغوة ويسقي صاحب السّلّ منه مثل الحمّصة بماء مسخّن عند النّوم وإنّك لا تشرب ذلك إلا ثلاث ليال حتّي تعافي منه بإذن اللّه تعالي» ففعلت فدفع الله عني فعوفيت بإذن الله تعالي().

لعلاج السعال الشديد

مسألة: ورد لعلاج السعال الشديد بعض الروايات.

عن محمّد بن عبد السّلام قال: دخلت مع جماعة من أهل خراسان علي الرّضا عليه السلام فسلّمنا عليه فردّ وسأل كلّ واحد منهم حاجةً فقضاها ثمّ نظر إليّ فقال لي: «وأنت تسأل حاجتك»، قلت: يا ابن رسول اللّه أشكو إليك السّعال الشّديد، فقال: «أ حديث أم عتيق»، قلت: كلاهما، قال: «خذ فلفلا أبيض جزءاً وإبرفيون جزءين وخربقاً أبيض جزءاً واحداً ومن السّنبل جزءاً ومن القاقلّة جزءاً واحداً ومن الزّعفران جزءاً ومن البنج جزءاً وينخل بحريرة ويعجن بعسل منزوع الرّغوة مثل وزنه وتتّخذ للسّعال العتيق والحديث منه حبّة واحدة بماء الرّازيانج عند المنام وليكن الماء فاتراً لا بارداً فإنّه يقلعه من أصله» ().

لعلاج الريح

مسألة: ورد لعلاج الريح بعض الروايات.

عن عمر بن يزيد قال: كتب جابر بن حيّان الصّوفيّ إلي أبي عبد اللّه عليه السلام فقال: يا ابن رسول اللّه منعتني ريح شابكة شبكت بين قرني إلي قدمي فادع اللّه لي فدعا له وكتب إليه «عليك بسعوط العنبر والزّنبق علي الرّيق تعافي منها إن شاء اللّه» ففعل ذلك فكأنّما نشط من عقال().

وعن الصّبّاح بن محارب قال: كنت عند أبي جعفر

بن الرّضا عليه السلام فذكر أنّ شبيب بن جابر ضربته الرّيح الخبيثة فمالت بوجهه وعينيه فقال: «يؤخذ له القرنفل خمسة مثاقيل فيصيّر في قنّينة يابسة ويضمّ رأسها ضمّاً شديداً ثمّ تطيّن وتوضع في الشّمس قدر يوم في الصّيف وفي الشّتاء قدر يومين ثمّ تخرجه فتسحقه سحقاً ناعماً ثمّ تدنفه بماء المطر حتّي يصير بمنزلة الخلوق ثمّ يستلقي علي قفاه ويطلي ذلك القرنفل المسحوق علي الشّقّ المائل ولا يزال مستلقياً حتّي يجفّ القرنفل، فإنّه إذا جفّ دفع اللّه عنه وعاد إلي أحسن عاداته بإذن اللّه تعالي» قال: فابتدر إليه أصحابنا فبشّروه بذلك فعالجه بما أمره به فعاد إلي أحسن ما كان بعون اللّه تعالي().

لعلاج تقطير البول

مسألة: ورد لعلاج تقطير البول بعض الروايات.

وقد شكا عمرو الأفرق إلي الباقر عليه السلام تقطير البول، قال: «خذ الحرمل واغسله بالماء البارد ستّ مرّات وبالماء الحارّ مرّةً واحدةً ثمّ يجفّف في الظّلّ ثمّ يلتّ بدهن خلّ خالص ثمّ يستفّ علي الرّيق سفّاً فإنّه يقطع التّقطير بإذن اللّه تعالي» ().

لمداواة الحصاة

مسألة: ورد لعلاج الحصاة بعض الروايات.

عن الخضر بن محمّد عن الخراذينيّ قال: دخلت علي أحدهم عليه السلام فسلّمت عليه وسألته أن يدعو اللّه لأخ لي ابتلي بالحصاة لا ينام، فقال لي: ارجع فخذ له من الإهليلج الأسود والبليلج والأملج وخذ الكور والفلفل والدّارالفلفل والدّارسينيّ وزنجبيل وشقاقل ووجّ وأنيسون وخولنجان أجزاءً سواءً يدقّ وينخل ويلتّ بسمن بقر حديث ثمّ يعجن جميع ذلك بوزنه مرّتين من عسل منزوع الرّغوة أو قايند جيّد الشّربة منه مثل البندقة أو عفصة» ().

وعن محمّد بن النّضر مؤدّب ولد أبي جعفر محمّد بن عليّ بن موسي عليه السلام قال: شكوت إليه ما أجده من الحصاة، فقال: «ويحك أين أنت

عن الجامع دواء أبي».

فقلت: سيّدي ومولاي أعطني صفته.

فقال: «هو عندنا يا جارية أخرجي البستوقة الخضراء».

قال: فأخرجت البستوقة وأخرج منها مقدار حبّة.

فقال: «اشرب هذه الحبّة بماء السذاب أو بماء الفجل المطبوخ فإنّك تعافي منه».

قال: فشربته بماء السذاب فو اللّه ما أحسست بوجعه إلي يومنا هذا ().

للجرح

مسألة: ورد لعلاج الجرح بعض الروايات.

عن النّضر بن سويد عن موسي بن جعفر عن أبيه عن جدّه الباقر عليه السلام للجرح قال: «تأخذ قيراً طريّاً ومثله شحم معز طريّ ثمّ تأخذ خرقةً جديدةً وبستوقةً جديدةً فتطلي ظاهرها بالقير ثمّ تضعها علي قطع لبن وتجعل تحتها ناراً ليّنةً ما بين الأولي إلي العصر ثمّ تأخذ كتّاناً بالياً وتضعه علي يدك وتطلي القير عليه وتطليه علي الجرح، ولو كان الجرح له قعر كبير فافتلّ الكتّان وصبّ القير في الجرح صبّاً ثمّ دسّ فيه الفتيلة» ().

لوجع البطن والظهر

مسألة: ورد لعلاج البطن والظهر بعض الروايات.

قال ابنا بسطام: أملي علينا أحمد بن رياح المتطبّب وذكر أنّه عرض علي الإمام فرضيها لوجع البطن والظّهر، قال: «تأخذ لبني عسل يابس وأصل الأنجدان من كلّ واحد عشر مثاقيل ومن الأفتيمون مثقالين يدقّ كلّ واحد من ذلك علي حدة وينخل بحريرة أو بخرقة ضيقة خلا الأفتيمون فإنّه لا يحتاج أن ينخل بل يدقّ دقّاً ناعماً ويعجن جميعاً بعسل منزوع الرّغوة والشّربة منه مثقالين إذا أوي إلي فراشه بماء فاتر» ().

لعلاج الأرياح والبواسير

مسألة: ورد لعلاج الأرياح والبواسير بعض الروايات.

عن معمّر بن خلاد قال: كان أبو الحسن الرّضا عليه السلام كثيراً ما يأمرني بأخذ هذا الدّواء ويقول: «إنّ فيه منافع كثيرةً ولقد جرّبته في الأرياح والبواسير فلا واللّه ما خالف، تأخذ أهليلج أسود وبليلج وأملج أجزاءً سواءً فتدقّه وتنخله بحريرة ثمّ تأخذ مثله لوزاً أزرق وهو عند العراقين مقل أزرق فتنقع اللّوز في ماء الكرّاث حتّي يماث فيه ثلاثين ليلةً ثمّ تطرح عليها هذه الأدوية وتعجنها عجناً شديداً حتّي يختلط ثمّ تجعله حبّاً مثل العدس وتدهّن يديك بالبنفسج أو دهن خيريّ أو شيرج لئلا يلتزق ثمّ تجفّفه في الظّلّ فإن كان في الصّيف أخذت منه مثقالاً وإن كان في الشّتاء مثقالين واحتم من السّمك والخلّ والبقل فأنه مجرب» ().

لعلاج البلغم

مسألة: ورد لعلاج البلغم بعض الروايات.

عن داود بن فرقد والمعلّي بن خنيس قالا: قال أبو عبد اللّه عليه السلام: «تسريح العارض يشدّ الأضراس» إلي أن قالا: ثمّ وصف عليه السلام دواء البلغم فقال: «خذ جزءً من علك الرّوميّ وجزءً من كندر وجزءً من سعتر وجزءً من نانخواه وجزءً من شونيز، أجزاءً سواءً يدّقّ كلّ واحد علي حدة دقّاً ناعماً ثمّ تنخل وتعجن

وتجمع وتسحق حتّي يختلط ثمّ تجمعه بالعسل وتأخذ منه في كلّ يوم وليلة بندقةً عند المنام نافع إن شاء اللّه تعالي» ().

وعن خالد القمّاط قال: أملي عليّ بن موسي الرّضا عليه السلام هذه الأدوية للبلغم قال: «تأخذ إهليلج أصفر وزن مثقال ومثقالين خردل ومثقال عاقرقرحا فتسحقه سحقاً ناعماً وتستاك به علي الرّيق فإنّه ينفي البلغم ويطيّب النّكهة ويشدّ الأضراس إن شاء اللّه تعالي» ().

لعلاج العطش ويبس الفم

مسألة: ورد لعلاج العطش ويبس الفم بعض الروايات.

عن إسماعيل بن جابر قال: اشتكي رجل من إخواننا إلي أبي عبد اللّه عليه السلام كثرة العطش ويبس الفم والرّيق فأمره: «أن يأخذ سقمونيا وسنبلةً وشقاقل وعود البلسان وحبّ البلسان ونارمشك وسليخةً مقشّرةً وعلك روميّ وعاقرقرحا ودارسيني من كلّ واحد مثقالين تدقّ هذه الأدوية كلّها وتعجن بعد ما تنخل غير السّقمونياء فإنّه يدقّ علي حدة ولا ينخل ثمّ تخلط جميعاً ويأخذ خمسةً وثمانين مثقالاً فانيذ سجريّ جيّد ويذاب في الطّنجير بنار ليّنة ويلتّ به الأدوية ثمّ يعجن ذلك كلّه بعسل منزوع الرّغوة ثمّ يرفع في قارورة أو جرّة خضراء فإن احتجت فخذ منه علي الرّيق مثقالين بما شئت من الشّراب وعند منامك مثله» ().

وفي الخرائج والجرائح: روي عن أبي هاشم الجعفري قال: كنت في مجلس الرضا عليه السلام فعطشت عطشا شديدا وتهيبته أن أستسقي في مجلسه فدعا بماء فشرب منه جرعة ثم قال: «يا أبا هاشم اشرب فإنه بارد طيب»، فشربت. ثم عطشت عطشة أخري فنظر إلي الخادم وقال: «شربة من ماء وسويق وسكر»، ثم قال له: «بل السويق وانثر عليه السكر بعد بلة». وقال: «اشرب يا أبا هاشم فإنه يقطع العطش» ().

للدغ العقرب

مسألة: ورد لعلاج لدغ العقرب بعض الروايات.

قال الراوي: لدغتني

العقرب فكادت شوكته حين ضربتني تبلغ بطني من شدّة ما ضربتني وكان أبو الحسن العسكريّ عليه السلام جارنا فصرت إليه فقلت: إنّ ابني عبد اللّه لدغته العقرب وهو ذا يتخوّف عليه، فقال: «اسقوه من دواء الجامع فإنّه دواء الرّضا عليه السلام» فقلت: وما هو؟ قال: «دواء معروف» قلت: مولاي فإنّي لا أعرفه، قال: «خذ سنبل وزعفران وقاقلّةً وعاقرقرحا وخربق أبيض وبنج وفلفل أبيض أجزاءً سواءً بالسّويّة وإبرفيون جزءين يدقّ دقّاً ناعماً وينخل بحريرة ويعجن بعسل منزوع الرّغوة ويسقي منه للسعة الحيّة والعقرب حبّةً بماء الحلتيت فإنّه يبرأ من ساعته» قال: فعالجناه به وسقيناه فبرأ من ساعته ونحن نتّخذه ونعطيه للنّاس إلي يومنا هذا().

لعلاج الشوصة

مسألة: ورد لعلاج الشوصة() بعض الروايات.

عن الفضل بن ميمون الأزديّ عن أبي جعفر بن عليّ بن موسي الرّضا عليه السلام قال: قلت: يا ابن رسول اللّه إنّي أجد من هذه الشّوصة وجعاً شديداً، فقال: «خذ حبّةً واحدةً من دواء الرّضا عليه السلام مع شيء من زعفران واطل به حول الشّوصة»، قلت: وما دواء أبيك، قال: «الدّواء الجامع وهو معروف عند فلان وفلان»، فذهبت إلي أحدهما وأخذت منه حبّةً واحدةً فلطخت بها ما حول الشّوصة مع ما ذكره من ماء الزّعفران فعوفيت منها().

لعلاج اللقوة

مسألة: ورد لعلاج اللقوة() بعض الروايات.

عن صالح بن عبد الرّحمن قال شكوت إلي الرّضا عليه السلام داءً بأهلي من الفالج واللّقوة، قال: «أين أنت من دواء أبي» قلت: وما هو، قال: «الدّواء الجامع خذ منه حبّةً بماء المرزنجوش واسعطها به فإنّها تعافي بإذن اللّه تعالي» ().

لعلاج خفقان القلب

مسألة: ورد لعلاج خفقان القلب بعض الروايات.

عن عبد اللّه بن عثمان قال: شكوت إلي أبي جعفر محمّد بن عليّ بن موسي عليه السلام برد المعدة في معدتي وخفقاناً في فؤادي، قال: «أين أنت عن دواء أبي وهو الدّواء الجامع» قلت: يا ابن رسول اللّه وما هو؟ قال: «معروف عند الشّيعة» قلت: سيّدي ومولاي فأنا كأحدهم فأعطني صفته حتّي أعالجه وأعطي النّاس، قال: «خذ زعفران وعاقرقرحا وسنبل وقاقلّةً وبنج وخربق أبيض وفلفل أبيض أجزاءً سواءً وإبرفيون جزءين يدقّ ذلك كلّه دقّاً ناعماً وينخل بحريرة ويعجن بضعفي وزنه عسلا منزوع الرّغوة فيسقي منه صاحب خفقان الفؤاد ومن به برد المعدة حبّةً بماء كمّون يطبخ فإنّه يعافي بإذن اللّه تعالي» ().

لوجع الطحال

مسألة: ورد لعلاج وجع الطحال بعض الروايات.

عن عبد الرّحمن بن سهل بن خالد قال حدّثني أبي قال دخلت علي الرّضا عليه السلام فشكوت إليه وجعاً في الطّحال أبيت مسهّداً منه وأظلّ نهاري متبلّداً من شدّة وجعه، فقال: «أين أنت من دواء الجامع» يعني الأدوية المتقدّمة ذكرها غير أنّه قال: «خذ حبّةً منها بماء بارد وحسوة خلّ» ففعلت ما أمرني به فسكن ما بي بحمد اللّه تعالي().

لوجع الجنب الأيمن والأيسر

مسألة: ورد لعلاج وجع الجنب بعض الروايات.

عن محمّد بن كثير البزودي قال: حدّثنا محمّد بن سليمان وكان يأخذ علم أهل البيت عن الرّضا عليه السلام قال: شكوت إلي عليّ بن موسي الرّضا

عليه السلام وجعاً بجنبي الأيمن والأيسر، فقال لي: «أين أنت عن الدّواء الجامع فإنّه دواء مشهور» وعني به الأدوية الّتي تقدّم ذكرها، فقال: «أمّا للجنب الأيمن فخذ منه حبّةً واحدةً بماء الكمّون يطبخ طبخاً وأمّا الجنب الأيسر فخذه بماء أصول الكرفس يطبخ طبخاً» فقلت: يا ابن رسول اللّه آخذ منه مثقالا أو مثقالين، قال: «لا بل وزن حبّة واحدة فإنّك تعافي بإذن اللّه تعالي» ().

لعلاج المبطون

مسألة: ورد لعلاج المبطون بعض الروايات.

عن أحمد بن إسحاق قال: كنت كثيراً ما أجالس الرّضا عليه السلام فقلت: يا ابن رسول اللّه إنّ أبي مبطون منذ ثلاث ليال لا يملك بطنه، فقال: «أين أنت من الدّواء الجامع» قلت: لا أعرفه، قال: «هو عند أحمد بن إبراهيم التّمّار فخذ منه حبّةً واحدةً واسق أباك بماء الآس المطبوخ فإنّه يبرأ من ساعته» قال: فصرت إليه فأخذت منه شيئاً كثيراً وأسقيته حبّةً واحدةً فسكن من ساعته().

لعلاج عرق النسا

مسألة: ورد لعلاج عرق النسا بعض الروايات.

عن أحمد بن رياح المتطبّب ذكر أنّه عرض علي الإمام عليه السلام لعرق النّسا، قال: «تأخذ قلامة ظفر من به عرق النّسا فتعقدها علي موضع العرق فإنّه نافع بإذن اللّه تعالي سهل حاضر النّفع وإذا غلب علي صاحبه واشتدّ ضربانه تأخذ تكّتين فتعقدهما وتشدّ فيهما الفخذ الّذي به عرق النّسا من الورك إلي القدم شدّاً شديداً أشدّ ما يقدر عليه حتّي يكاد يغشي عليه يفعل ذلك به وهو قائم ثمّ تعمد إلي باطن خصر القدم الّتي فيها الوجع فتشدّها ثمّ تعصرها عصراً شديداً فإنّه يخرج منه دم أسود ثمّ يحشي بالملح والزّيت فإنّه يبرأ بإذن اللّه عزّ وجلّ» ().

لعلاج الحكة

مسألة: ورد لعلاج الحكة بعض الروايات.

روي عن الصادق عليه السلام أنه شكا إليه رجل الحكة، فقال: «احتجم ثلاث مرات في الرجلين جميعا فيما بين العرقوب والكعب»، ففعل الرجل ذلك فذهب عنه. وشكا إليه آخر فقال: «احتجم في واحد عقبيك من الرجلين جميعا ثلاث مرات تبرأ إن شاء الله» ().

لعلاج الجرب

مسألة: ورد لعلاج الجرب بعض الروايات.

قال عليه السلام: «وشكا بعضهم إلي أبي الحسن عليه السلام كثرة ما يصيبه من الجرب فقال: إن الجرب من بخار الكبد فاذهب وافتصد

من قدمك اليمني والزم أخذ درهمين من دهن اللوز الحلو علي ماء الكشك واتق الحيتان والخل، ففعل ذلك فبرأ بإذن الله تعالي» ().

من مقومات صحة البدن

روي في فقه الرّضا عليه السلام: «إذا جعت فكل، وإذا عطشت فاشرب، وإذا هاج بك البول فبل، ولا تجامع إلا من حاجة، وإذا نعست فنم، فإنّ ذلك مصحّة للبدن» ().

وروي: «أنّه لو كان شيء يزيد في البدن لكان الغمز يزيد واللّيّن من الثّياب وكذلك الطّيب ودخول الحمّام ولو غمز الميّت فعاش لما أنكرت ذلك» ().

وعن أمير المؤمنين عليه السلام: «من أراد البقاء ولا بقاء فليباكر الغذاء وليؤخر العشاء وليقل غشيان النساء وليخفف الرداء»، قيل: وما خفة الرداء قال عليه السلام: «الدين» ().

وقال أمير المؤمنين عليه السلام: «المعدة بيت الأدواء، والحمية رأس الدواء، وعود كل بدن ما اعتاد، لا صحة مع النهم، لا مرض أضني من قلة العقل» ().

توقوا البرد في أوله

مسألة: ينبغي توقي البرد في أوله وتلقيه في آخره.

قال أمير المؤمنين عليه السلام: «أربع كلمات في الطب لو قالها بقراط أو جالينوس لقدم أمامها مائة ورقة ثم زينها بهذه الكلمات، وهي قوله: توقوا البرد في أوله وتلقوه في آخره، فإنه يفعل في الأبدان كفعله في الأشجار، أوله يحرق وآخره يورق، وروي: توقوا الهواء» ().

الكي

مسألة: يجوز بطّ الجرح والكيّ بالنّار وسقي الدّواء من السّموم كالأسمحيقون والغاريقون وذلك للعلاج.

روي أن رسول الله صلي الله عليه و اله كوي سعد بن زرارة وقال: «إن كان في شيء ممّا يتداوون به خير ففي بزغة حجّام أو لذعة بنار» ().

وفي طب الأئمة عليهم السلام، عن محمد بن إبراهيم العلوي الموسوي قال: حدثنا إبراهيم بن محمد يعني أباه، عن أبي الحسن العسكري عليه السلام قال: «سمعت الرضا عليه السلام يحدث عن أبيه، قال: سأل يونس بن يعقوب الرجل الصادق عليه السلام يعني جعفر بن محمد عليه السلام قال: يا ابن رسول الله الرجل يكتوي بالنار، وربما قتل وربما تخلص، قال: قد اكتوي رجل من أصحاب رسول الله علي عهد رسول الله صلي الله عليه و اله ورسول الله صلي الله عليه و اله قائم علي رأسه» ().

وعن محمد بن مسلم قال: سألت أبا جعفر عليه السلام هل يعالج بالكي، فقال: «نعم، إن الله تعالي جعل في الدواء بركة وشفاء وخيرا كثيرا، وما علي الرجل أن يتداوي ولا بأس به» ().

وعن جعفر بن محمّد عليه السلام: «أنّه رخّص في الكيّ فيما لا يتخوّف منه الهلاك ولا يكون فيه تشويه» ().

وعلي هذا أو شبهه يحمل ما ورد عن رسول اللّه صلي الله عليه و اله: «أنّه نهي عن الكيّ» ().

وعن النّبيّ صلي

الله عليه و اله قال: «لن يتوكّل من اكتوي أو استرقي» ().

القيء

مسألة: من الدواء القيء كما ورد وكما صرح به الأطباء.

عن أبي حمزة الثّماليّ عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال: «من تقيّأ قبل أن يتقيّأ كان أفضل من سبعين دواءً ويخرج القي ء علي هذه السّبيل كلّ داء وعليلة» ().

وعن الباقر عليه السلام يقول: «إخراج الحمّي في ثلاثة أشياء: في القيء، وفي العرق، وفي إسهال البطن» ().

الحقنة

مسألة: وردت روايات في الحقنة علاجاً.

عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: «الدّواء أربعة: السعوط والحجامة والنورة والحقنة» ().

أي: أنفع الأدوية.

وقال رسول الله صلي الله عليه و اله: «لا بأس بالحقنة لولا أنّها تعظّم البطن» ().

فصل: أمور عامة في الطب والعلاج

أول من تعلم الطب

مسألة: يستفاد من الروايات أن أول من تعلم الطب هو أبونا آدم عليه السلام حيث عرفه الله عزوجل ما كان يحتاجه من العلوم، ومنها علم الطب.

ففي البحار فيما حكي عن التوراة: (إن إدريس عليه السلام أول من خط بالقلم، وأول من حسب حساب النجوم، قال: ورأيت في رسالة أبي إسحاق الطرسوسي إلي عبد الله بن مالك في باب معرفة أصل العلم ما هذا لفظه: إن الله تبارك وتعالي أهبط آدم عليه السلام من الجنة وعرفه علم كل شيء فكان مما عرفه النجوم والطب)().

ومن هنا فإن أساس علم الطب من السماء.

وفي الحديث: «كان داود عليه السلام تنبت في محرابه كلّ يوم حشيشة فتقول: خذني فإنّي أصلح لكذا وكذا، فرأي في آخر عمره حشيشةً نبتت في محرابه فقال لها: ما اسمك، قالت: أنا الخرنوبة، فقال داود عليه السلام: خرب المحراب، فلم ينبت فيه شيء بعد ذلك» ().

القرآن وعلم الطب

سئل المعصوم عليه السلام فقيل: إن في القرآن كل علم إلا الطب، فقال عليه السلام: أما إن في القرآن لآية تجمع الطب كله: ?كلوا واشربوا ولا تسرفوا?()» ().

من أسماء الله عزوجل

الطبيب اسم من أسماء الله تعالي، وينبغي التوسل إليه في العلاج والطب، والدعاء بالمأثور، فإنه تعالي هو الشافي.

وفي دعاء الجوشن الكبير:

«يا نعم الحسيب يا نعم الطبيب يا نعم الرقيب يا نعم القريب يا نعم المجيب يا نعم الحبيب يا نعم الكفيل يا نعم الوكيل يا نعم المولي يا نعم النصير» ()

وعن النبي صلي الله عليه و اله: «يا عباد الله أنتم كالمرضي ورب العالمين كالطبيب فصلاح المرضي بما يعلمه الطبيب ويدبره لا فيما يشتهيه المريض ويقترحه، ألا فسلموا الله أمره تكونوا من الفائزين» ().

وقال رسول الله صلي الله عليه و اله: «وهل رأيت… طبيبا كان دواؤه للمرضي علي حسب اقتراحاتهم، وإنما يفعل بهم ما يعلم صلاحهم فيه، أحبه العليل أو كرهه، فأنتم المرضي والله طبيبكم، فإن انقدتم لدوائه شفاكم، وإن تمردتم عليه أسقمكم» ().

وفي الشعر المنسوب لأمير المؤمنين عليه السلام:

ينادي بالتضرع يا إلهي

أقلني عثرتي واستر عيوبي

فزعت إلي الخلائق مستغيثا

ولم أر في الخلائق من مجيب

وأنت تجيب من يدعوك ربي

وتكشف ضر عبدك يا حبيبي

و دائي باطن ولديك طب

ومن لي مثل طبك يا طبيبي()

بنو إسرائيل وعلم الطب

وفي بحار الأنوار: كان علماء بني إسرائيل يسترون من العلوم علمين: علم النجوم وعلم الطب، فلا يعلمونهما أولادهم لحاجة الملوك إليهما، لئلا يكون سببا في صحبة الملوك والدنو منهم فيضمحل دينهم().

تسمية الطبيب

عن الصّادق عليه السلام قال: «كان فيما مضي يسمّي الطّبيب المعالج، فقال موسي ابن عمران عليه السلام: يا ربّ ممّن الدّاء، قال: منّي، قال: فممّن الدّواء، قال: منّي، فقال: فما يصنع النّاس بالمعالج، فقال: يطيب بذلك أنفسهم، فسمّي الطّبيب طبيباً لذلك، وأصل الطّبيب المداوي» ().

وفي الوسائل: عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: «قال موسي عليه السلام: يا ربّ من أين الدّاء، قال: منّي قال: فالشّفاء، قال: منّي قال: فما تصنع عبادك بالمعالج قال: يطبّب بأنفسهم فيومئذ سمّي المعالج الطّبيب» ().

وفي الكافي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «قال موسي عليه السلام يا رب من أين الداء، قال: مني، قال: فالشفاء، قال: مني، قال: فما يصنع عبادك بالمعالج؟ قال: يطيب بأنفسهم، فيومئذ سمي المعالج الطبيب» ().

وقال المجلسي رحمة الله عليه: «بيان، يطبب بأنفسهم في بعض النسخ بالباء الموحدة وفي بعضها بالياء المثناة من تحت، قال الفيروزآبادي: طب تأني للأمور وتلطف، أي إنما سموا بالطبيب لرفعهم الهم عن النفوس المرضي بالرفق ولطف التدبير وليس شفاء الأبدان منهم. وأما علي الثاني فليس المراد أن مبدأ اشتقاق الطبيب الطيب والتطييب فإن أحدهما من المضاعف والآخر من المعتل. بل المراد أن تسميتهم بالطبيب ليست لتداوي الأبدان عن الأمراض بل لتداوي النفوس عن الهموم والأحزان فتطيب بذلك، قال الفيروزآبادي الطب مثلثة الفاء علاج الجسم والنفس» ().

أنواع الطب

قال العلامة المجلسي رحمة الله عليه عن بعض المحققين:

الطبيب: الحاذق في كل شيء، وخص المعالج به عرفا، والطب نوعان: نوع طب جسد وهو المراد هنا، وطب قلب ومعالجته خاصة بما جاء به رسول الله صلي الله عليه و اله عن ربه تعالي، وأما طب الجسد فمنه ما جاء في المنقول عنه صلي الله

عليه و اله ومنه ما جاء عن غيره وغالبه راجع إلي التجربة.

ثم هو نوعان:

نوع لا يحتاج إلي فكر ونظر، بل فطر الله عليه الحيوانات مثل ما يدفع الجوع والعطش.

ونوع يحتاج إلي الفكر والنظر كدفع ما يحدث في البدن مما يخرجه عن الاعتدال.

وهو إما إلي حرارة أو برودة، وكل منهما إما إلي رطوبة أو يبوسة، أو إلي ما يتركب منهما.

والدفع قد يقع من خارج البدن وقد يقع من داخله وهو أعسرهما، والطريق إلي معرفته بتحقيق السبب والعلامة، والطبيب الحاذق هو الذي يسعي في تفريق ما يضر بالبدن جمعه أو عكسه وفي تنقيص ما يضر بالبدن زيادته أو عكسه.

ومدار ذلك علي ثلاثة أشياء: حفظ الصحة، والاحتماء عن المؤذي، واستفراغ المادة الفاسدة، وقد أشير إلي الثلاثة في القرآن:

فالأول من قوله تعالي في القرآن: ?فمن كان منكم مريضاً أو علي سفر فعدّةٌ من أيّام أخر?()، وذلك أن السفر مظنة النصب وهو من مغيرات الصحة فإذا وقع فيه الصيام ازداد فأبيح الفطر إبقاء علي الجسد، وكذا القول في المرض.

والثاني وهو الحمية من قوله تعالي: ?ولا تقتلوا أنفسكم?()، وأنه استنبط منه جواز التيمم عند خوف استعمال الماء البارد.

والثالث عن قوله: ?أو به أذيً من رأسه ففدية?()، وأنه أشير بذلك إلي جواز حلق الرأس الذي منع منه المحرم لاستفراغ الأذي الحاصل من البخار المحتقن في الرأس» ().

النية وتأثيرها في العلاج

مسألة: للنية تأثير في العلاج، كما لا يخفي.

ففي دعائم الإسلام: روينا عن رسول الله صلي الله عليه و اله وعن الأئمة من ذريته عليهم السلام آثارا في التعالج والتداوي وما يحل من ذلك وما يحرم منه، وفيما جاء عنهم عليهم السلام لمن تلقاه بالقبول وأخذه بالتصديق بركة وشفاء إن شاء الله، لا لمن لم يصدق

ذلك وأخذه علي وجه التجربة ().

وفي الحديث: عن جعفر بن محمد عليه السلام أنه حضر يوما عند محمد بن خالد أمير المدينة فشكا محمد إليه وجعا يجده في جوفه، فقال: حدثني أبي عن أبيه عن جده عن علي عليهم السلام أن رجلا شكا إلي رسول الله صلي الله عليه و اله وجعا يجده في جوفه، فقال: خذ شربة عسل وألق فيها ثلاث حبات شونيز أو خمسا أو سبعا واشربه تبرأ بإذن الله، ففعل ذلك الرجل فبرأ فخذ أنت ذلك، فاعترض عليه رجل من أهل المدينة كان حاضرا فقال: يا أبا عبد الله قد بلغنا هذا وفعلناه فلم ينفعنا، فغضب أبو عبد الله عليه السلام وقال: إنما ينفع الله بهذا أهل الإيمان به والتصديق لرسوله ولا ينتفع به أهل النفاق ومن أخذه علي غير تصديق منه للرسول صلي الله عليه و اله فأطرق الرجل» ().

مسح موضع السجود

مسألة: يستحب أن يمسح الإنسان بيديه موضع سجوده ويمسح بهما وجهه وما نالتا من بدنه، فعن الصادق عليه السلام قال: «أوحي الله تعالي إلي موسي بن عمران عليه السلام تدري لم انتجبتك من خلقي واصطفيتك بكلامي، قال: لا يا رب، فأوحي الله عز وجل إليه أني اطلعت إلي الأرض فلم أعلم لي عليها أشد تواضعا منك، فخر موسي ساجدا وعفر خديه في التراب تذللا منه لربه تعالي، فأوحي الله إليه أن ارفع رأسك وأمر يدك في موضع سجودك وامسح بهما وجهك وما نالتا من بدنك فإني أؤمنك من كل داء وسقم» ().

الذنوب والأمراض

مسألة: يجب الاجتناب عن الذنوب والمحرمات، فإنها تؤثر سلباً في صحة الإنسان، قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «خمس إن أدركتموها فتعوذوا بالله منهن، لم تظهر

الفاحشة في قوم قط حتي يعلنوها إلا ظهر فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا، ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المؤونة وجور السلطان، ولم يمنعوا الزكاة إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا، ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله صلي الله عليه و اله إلا سلط الله عليهم عدوهم وأخذوا بعض ما في أيديهم، ولم يحكموا بغير ما أنزل الله سبحانه إلا جعل بأسهم بينهم» ().

الدعاء والتأثير الصحي

مسألة: وردت روايات في صحة البدن والعافية بالصلاة والدعاء والذكر لله سبحانه في السفر والحضر.

عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «من أصبح ولا يذكر أربعة أشياء أخاف عليه زوال النعمة، أولها أن يقول: الحمد لله الذي عرفني نفسه ولم يتركني عميان القلب، والثاني يقول: الحمد لله الذي جعلني من أمة محمد صلي الله عليه و اله، والثالث يقول: الحمد لله الذي جعل رزقي في يديه ولم يجعل رزقي في أيدي الناس، والرابع يقول: الحمد لله الذي ستر ذنوبي وعيوبي ولم يفضحني بين الناس» ().

وقال صلي الله عليه و اله: «من قال حين يصبح: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شي ء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم، لم يفجأه فاجئة بلاء حتي يمسي، ومن قالها حين يمسي لم يفجأه فاجئة بلاء حتي يصبح» ().

وكان صلي الله عليه و اله إذا صلي الغداة قال: «اللهم متعني بسمعي وبصري واجعلهما الوارثين مني وأرني ثأري في عدوي» ().

وروي عن النبي صلي الله عليه و اله قال: «دفع إلي جبرئيل عليه السلام عن الله تعالي هذه المناجاة في الاستعاذة: اللهم إني أعوذ بك من ملمات

نوازل البلاء وأهوال عزائم الضراء فأعذني رب من صرعة البأساء واحجبني عن سطوات البلاء ونجني من مفاجات النقم واحرسني من زوال النعم ومن زلل القدم واجعلني اللهم في حمي عزك وحياطة حرزك من مباغتة الدوائر ومعاجلة البوائر، اللهم وأرض البلاء فاخسفها وجبال السوء فانسفها وكرب الدهر فاكشفها وعلائق الأمور فاصرفها، وأوردني حياض السلامة واحملني علي مطايا الكرامة واصحبني إقالة العثرة واشملني ستر العورة، وجد علي رب بآلائك وكشف بلائك ودفع ضرائك وادفع عني كلاكل عذابك واصرف عني أليم عقابك وأعذني من بوائق الدهور وأنقذني من سوء عواقب الأمور واحرسني من جميع المحذور، واصدع صفاة البلاء عن أمري واشلل يده عني مدي عمري، إنك الرب المجيد المبدئ المعيد الفعال لما يريد» ().

وروي: أن رسول الله صلي الله عليه و اله علم قبيصة الهلالي أن يقول دبر صلاة الفجر: «سبحان الله العظيم وبحمده ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم عشر مرات يصرف الله به شر الدنيا، وقال له: قل للآخرة: اللهم اهدني من عندك وأفض علي من فضلك وانشر علي من رحمتك وأنزل علي من بركاتك» ().

وقال أبو الحسن عليه السلام: «قول: ولا حول ولا قوة إلا بالله يدفع أنواع البلاء» ().

وقال أبو عبد الله عليه السلام: «إذا توالت عليك الهموم فقل: لا حول ولا قوة إلا بالله» ().

وقال داود بن رزين: سمعت أبا الحسن الأول عليه السلام يقول: «اللهم إني أسألك العافية وأسألك جميل العافية وأسألك شكر العافية وأسألك شكر شكر العافية» ().

وكان النبي صلي الله عليه و اله يدعو ويقول: «أسألك تمام العافية» ثم قال: «تمام العافية: الفوز بالجنة والنجاة من النار» ().

وعن إبراهيم بن مهزم عن رجل سمع أبا الحسن عليه السلام

يقول: «من قرأ آية الكرسي عند منامه لم يخف الفالج إن شاء الله» ().

وعن أمير المؤمنين عليه السلام قال: «دعاني رسول الله صلي الله عليه و اله فقال: يا علي إذا أخذت مضجعك فعليك بالاستغفار والصلاة علي وقل: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وأكثر من قراءة ?قل هو الله أحد? فإنها نور القرآن، وعليك بقراءة آية الكرسي فإن في كل حرف منها ألف بركة وألف رحمة» ().

وقال: «من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة مكتوبة تقبلت صلاته ويكون في أمان الله ويعصمه الله» ().

وروي عن شيخ معمر أن والده كان لا يعيش له ولد، قال: ثم ولدتُ له علي كبر ففرح بي ثم قضي ولي سبع سنين فكفلني عمي فدخل بي يوما علي النبي صلي الله عليه و اله وقال له: يا رسول الله إن هذا ابن أخي وقد مضي لسبيله فعلمني عوذة أعيذه بها، فقال صلي الله عليه و اله: «أين أنت عن ذات القلاقل، ?قل يا أيها الكافرون? و?قل هو الله أحد? و?قل أعوذ برب الفلق? و?قل أعوذ برب الناس? وفي رواية: ?قل أوحي? قال الشيخ المعمر: وأنا إلي اليوم أتعوذ بها ما أصبت بولد ولا مال ولا مرضت ولا افتقرت وقد انتهي بي السن إلي ما ترون» ().

وكان رسول الله صلي الله عليه و اله يعوذ الحسن والحسين عليه السلام ويقول: أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة» ().

وقال الصادق عليه السلام: «لا تدع أن تقول في كل صباح ومساء: بسم الله وبالله، فإن في ذلك صرف كل سوء، وتقول ثلاثا عند كل

صباح ومساء: اللهم إني أصبحت في نعمة منك وعافية وستر فصل علي محمد وآل محمد وأتمم علي نعمتك وعافيتك وسترك» ().

وقال النبي صلي الله عليه و اله: «من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ورزقه من حيث لا يحتسب» ().

وقال علي بن نصر الجهضمي: رأيت الخليل بن أحمد (رضي الله عنه) في النوم، فقلت في النوم: لا أري أحدا أعقل من الخليل، فقلت: ما صنع الله بك، فقال: رأيت ما كنا عليه لم يكن شيء ولم يجد شيئا أفضل من سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم» ().

وروي: «أن من أراد أن يستجاب دعاؤه فليقرأ: ?قل اللّهمّ مالك الملك?()» ().

وقال النبي صلي الله عليه و اله يقول: «أحدكم إذا فرغ من الصلاة المفروضة: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، فإنهن يدفعن ميتة السوء والبلية التي تنزل من السماء علي العبد في ذلك اليوم وهن الباقيات» ().

دواء ودعاء

عن داود بن زربيّ قال: مرضت بالمدينة مرضاً شديداً فبلغ ذلك أبا عبد اللّه عليه السلام فكتب إليّ: «قد بلغني علّتك فاشتر صاعاً من برّ ثمّ استلق علي قفاك وانثره علي صدرك كيفما انتثر وقل: «اللّهمّ إنّي أسألك باسمك الّذي إذا سألك به المضطرّ كشفت ما به من ضرّ ومكّنت له في الأرض وجعلته خليفتك علي خلقك أن تصلّي علي محمّد وعلي أهل بيته وأن تعافيني من علّتي» ثمّ استو جالساً واجمع البرّ من حولك وقل مثل ذلك واقسمه مدّاً مدّاً لكلّ مسكين وقل مثل ذلك» قال داود: ففعلت مثل ذلك فكأنّما نشطت من عقال وقد فعله

غير واحد فانتفع به().

خذ هذا الدواء

في الكافي الشريف: بعض أصحابنا عن محمّد بن عليّ قال: أخبرني زيد ابن عليّ بن الحسين بن زيد قال: مرضت فدخل الطّبيب عليّ ليلا فوصف لي دواءً بليل آخذه كذا وكذا يوماً فلم يمكنّي فلم يخرج الطّبيب من الباب حتّي ورد عليّ نصر بقارورة فيها ذلك الدّواء بعينه، فقال لي: أبو الحسن يقرئك السّلام ويقول لك: «خذ هذا الدّواء كذا وكذا يوماً فأخذته فشربته فبرأت»، قال: محمّد ابن عليّ قال لي زيد بن عليّ يأبي الطّاعن أين الغلاة عن هذا الحديث» ().

الطب من علومهم عليه السلام

روي في الخرائج والجرائح عن أبي هاشم قال: لما بعث المأمون رجاء بن أبي الضحاك لحمل أبي الحسن علي بن موسي عليه السلام علي طريق الأهواز ولم يمر به علي طريق الكوفة فيفتتن به أهلها. وكنت بالشرق من إيذج فلما سمعت به سرت إليه بالأهواز وانتسبت له وكان أول لقائي له وكان مريضا وكان زمن القيظ فقال لي: «ابغ لي طبيبا». فأتيته بطبيب، فنعت له بقلة فقال الطبيب: لا أعرف علي وجه الأرض أحدا يعرف اسمها غيرك فمن أين عرفتها ألا إنها ليست في هذا الأوان ولا هذا الزمان. قال له: «فابغ لي قصب السكر»، قال الطبيب: وهذه أدهي من الأولي ما هذا بزمان قصب السكر ولا يكون إلا في الشتاء. فقال الرضا عليه السلام: «بل هما في أرضكم هذه وزمانكم هذا، وهذا معك فامضيا إلي شاذروان الماء فاعبراه فسيرفع لكم جوخان أي بيدر فاقصداه فستجدان رجلا هناك أسود في جوخانة فقولا له: أين منابت قصب السكر وأين منابت الحشيشة الفلانية».

ذهب علي أبي هاشم اسمها فقال: يا أبا هاشم دونك القوم فقمت معهما فإذا الجوخان والرجل الأسود. قال:

فسألناه فأومأ إلي ظهره فإذا قصب السكر والحشيشة فأخذنا منه حاجتنا ورجعنا إلي الجوخان فلم نر صاحبه فيه ورجعنا إلي الرضا عليه السلام فحمد الله.

فقال لي المتطبب: ابن من هذا؟

قلت: ابن سيد الأنبياء.

قال: فعنده من أقاليد النبوة شيء؟

قلت: نعم، وقد شهدت بعضها وليس بنبي.

قال: فهذا وصي نبي.

قلت: أما هذا فنعم.

فبلغ ذلك رجاء بن أبي الضحاك فقال لأصحابه: لئن أقام بعد هذا لتمدن إليه الرقاب فارتحل به ().

وعن عبد الرّحمن بن كثير قال: كنت عند أبي عبد اللّه عليه السلام فدخل عليه مهزم، فقال لي أبو عبد اللّه عليه السلام: «ادع لنا الجارية تجئنا بدهن وكحل»، فدعوت بها فجاءت بقارورة بنفسج وكان يوماً شديد البرد، فصبّ مهزمٌ في راحته منها ثمّ قال: جعلت فداك هذا بنفسجٌ وهذا البرد الشّديد، فقال: «وما باله يا مهزم» فقال: إنّ متطبّبينا بالكوفة يزعمون أنّ البنفسج باردٌ، فقال: «هو باردٌ في الصّيف ليّنٌ حارٌّ في الشّتاء» ().

عجز الطبيب الهندي

روي أن تسع عشرة مسألة سأل عنها الصادق عليه السلام الطبيب الهندي في مجلس المنصور فلم يعلمها وأخبره الصادق عليه السلام بجوابها، فعن الربيع صاحب المنصور قال:

حضر أبو عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليه السلام مجلس المنصور يوما وعنده رجل من الهند يقرأ كتب الطب، فجعل أبو عبد الله الصادق جعفر بن محمد عليه السلام ينصت لقراءته، فلما فرغ الهندي قال له: يا أبا عبد الله أتريد مما معي شيئا؟

قال عليه السلام: «لا، فإن ما معي خير مما معك؟»

قال: وما هو؟

قال: «أداوي الحار بالبارد، والبارد بالحار، والرطب باليابس، واليابس بالرطب، وأرد الأمر كله إلي الله عز وجل، وأستعمل ما قاله رسوله صلي الله عليه و اله وأعلم أن المعدة بيت الداء والحمية

هي الدواء، وأعود البدن ما اعتاد».

فقال الهندي: وهل الطب إلا هذا.

فقال الصادق عليه السلام: «أ فتراني عن كتب الطب أخذت».

قال: نعم.

قال: «لا والله ما أخذت إلا عن الله سبحانه فأخبرني أنا أعلم بالطب أم أنت».

فقال الهندي: بل أنا.

قال الصادق عليه السلام: «فأسألك شيئا».

قال: سل.

قال عليه السلام: «أخبرني يا هندي لم كان في الرأس شؤون».

قال: لا أعلم.

قال: «فلم جعل الشعر عليه من فوقه».

قال: لا أعلم.

قال: «فلم خلت الجبهة من الشعر».

قال: لا أعلم.

قال: «فلم كان لها تخطيط وأسارير».

قال. لا أعلم.

قال: «فلم كان الحاجبان من فوق العينين».

قال: لا أعلم.

قال: «فلم جعلت العينان كاللوزتين».

قال: لا أعلم.

قال: ¬ «فلم جعل الأنف فيما بينهما».

قال: لا أعلم.

قال: «ولم كان ثقب الأنف في أسفله».

قال: لا أعلم.

قال: «فلم جعلت الشفة والشارب من فوق الفم».

قال: لا أعلم.

قال: «فلم احتد السن وعرض الضرس وطال الناب».

قال: لا أعلم.

قال: «فلم جعلت اللحية للرجال».

قال: لا أعلم.

قال: ¬ «فلم خلت الكفان من الشعر».

قال: لا أعلم.

قال: ¬ «فلم خلا الظفر والشعر من الحياة».

قال: لا أعلم.

قال: «فلم كان القلب كحب الصنوبر».

قال: لا أعلم.

قال: «فلم كانت الرئة قطعتين وجعل حركتها في موضعها».

قال: لا أعلم.

قال: «فلم كانت الكبد حدباء».

قال: لا أعلم.

قال: «فلم كانت الكلية كحب اللوبيا».

قال: لا أعلم.

قال: «فلم جعل طي الركبتين إلي خلف».

قال: لا أعلم.

قال: ¬ «فلم تخصرت القدمان».

قال: لا أعلم.

فقال الصادق عليه السلام: «لكني أعلم».

قال: فأجب.

فقال الصادق عليه السلام: «كان في الرأس شؤون لأنه المجوف إذا كان بلا فصل أسرع إليه الصداع فإذا جعل ذا فصول كان الصداع منه أبعد، وجعل الشعر من فوقه ليوصل بوصوله الأدهان إلي الدماغ ويخرج بأطرافه البخار منه ويرد الحر والبرد الواردين عليه، وخلت الجبهة من الشعر لأنها مصب النور إلي العينين، وجعل فيها التخطيط والأسارير ليحتبس

العرق الوارد من الرأس عن العين قدر ما يميطه الإنسان عن نفسه كالأنهار في الأرض التي تحبس المياه، وجعل الحاجبان من فوق العينين ليرد عليهما من النور قدر الكفاية، ألا تري يا هندي أن من غلبه النور جعل يده علي عينيه ليرد عليهما قدر كفايتهما منه، وجعل الأنف فيما بينهما ليقسم النور قسمين إلي كل عين سواء، وكانت العين كاللوزة ليجري فيها الميل بالدواء ويخرج منها الداء ولو كانت مربعة أو مدورة ما جري فيها الميل وما وصل إليها دواء ولا خرج منها داء، وجعل ثقب الأنف في أسفله لتنزل منه الأدواء المنحدرة من الدماغ ويصعد فيه الأراييح إلي المشام ولو كان علي أعلاه لما أنزل داء ولا وجد رائحة، وجعل الشارب والشفة فوق الفم ليحتبس ما ينزل من الدماغ عن الفم لئلا يتنغص علي الإنسان طعامه وشرابه فيميطه عن نفسه، وجعلت اللحية للرجال ليستغني بها عن الكشف في المنظر ويعلم بها الذكر من الأنثي، وجعل السن حادا لأن به يقع المضغ، وجعل الضرس عريضا لأن به يقع الطحن والمضغ، وكان الناب طويلا ليسند الأضراس والأسنان كالأسطوانة في البناء، وخلا الكفان من الشعر لأن بهما يقع اللمس فلو كان فيهما شعر ما دري الإنسان ما يقابله ويلمسه، وخلا الشعر والظفر من الحياة لأن طولهما سمج وقصهما حسن فلو كان فيهما حياة لآلم الإنسان بقصهما، وكان القلب كحب الصنوبر لأنه منكس فجعل رأسه دقيقا ليدخل في الرئة فتروح عنه ببردها لئلا يشيط الدماغ بحره، وجعلت الرئة قطعتين ليدخل بين مضاغطها فيتروح عنه بحركتها، وكان الكبد حدباء ليثقل المعدة ويقع جميعها عليها فيعصرها ليخرج ما فيها من البخار، وجعلت الكلية كحب اللوبيا لأن عليها مصب المني نقطة

بعد نقطة فلو كانت مربعة أو مدورة احتبست النقطة الأولي إلي الثانية فلا يلتذ بخروجها الحي إذ المني ينزل من قفار الظهر إلي الكلية فهي كالدودة تنقبض وتنبسط ترميه أولا فأولا إلي المثانة كالبندقة من القوس، وجعل طي الركبة إلي خلف لأن الإنسان يمشي إلي بين يديه فيعتدل الحركات ولولا ذلك لسقط في المشي، وجعلت القدم مخصرة لأن المشي إذا وقع علي الأرض جميعه ثقل كثقل حجر الرحي فإذا كان علي حرفه رفعه الصبي وإذا وقع علي وجهه صعب نقله علي الرجل».

فقال له الهندي: من أين لك هذا العلم؟.

فقال عليه السلام: «أخذته عن آبائي عليهم السلام عن رسول الله صلي الله عليه و اله عن جبرئيل عليه السلام عن رب العالمين جل جلاله الذي خلق الأجساد والأرواح».

فقال الهندي: صدقت وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وعبده وأنك أعلم أهل زمانك().

يا أخا العرب

في جامع الأخبار: لما مات عثمان بن عفان جلس أمير المؤمنين عليه السلام مقامه فجاء أعرابي وقال: يا أمير المؤمنين إني مأخوذ بثلاث علل: علة النفس وعلة الفقر وعلة الجهل، فأجابه أمير المؤمنين عليه السلام وقال: «يا أخا العرب علة النفس تعرض علي الطبيب وعلة الجهل تعرض علي العالم وعلة الفقر تعرض علي الكريم» فقال الأعرابي: يا أمير المؤمنين أنت الكريم وأنت العالم وأنت الطبيب فأمر أمير المؤمنين عليه السلام بأن يعطي له من بيت المال ثلاثة آلاف درهم وقال: «تنفق ألفا بعلة النفس وألفا بعلة الجهل وألفا بعلة الفقر» ().

تربة الإمام الحسين عليه السلام

مسألة: يستحب التداوي بتربة الإمام الحسين عليه السلام فإنها شفاء من كل داء.

قال الصادق عليه السلام: «في طين قبر الحسن عليه السلام شفاء من كل داءٍ، وهو الدواء

الأكبر» ().

وقال عليه السلام: «إنّ الله جعل تربة الحسين شفاءً من كل داء وأماناً من كل خوف، فإذا أخذها أحدكم فليقبّلها وليضعها علي عينيه وليمرّها علي سائر جسده وليقل: اللهم بحق هذه التربة وبحق من حل بها وثوي فيها وبحق أبيه وأمه وأخيه والأئمة من ولده وبحق الملائكة الحافين به إلا جعلتها شفاء من كل داء وبرءً من كل مرض ونجاة من كل آفة وحرزاً مما أخاف وأحذر ثم يستعلمها»، قال أبو أسامة: فإني استعملها من دهري الأطول كما قال ووصف أبو عبد الله عليه السلام فما رأيت بحمد الله مكروهاً().

وعن بعض أصحابنا قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: إني رجل كثير العلل والأمراض وما تركت دواء إلا وقد تداويت به، فقال لي: «فأين أنت عن تربة الحسين عليه السلام فإن فيها الشفاء من كل داء والأمن من كل خوف» ().

ويحرم الاستهانة بالتربة الشريفة، فعن أبي عبد الله الأزدي عن أبيه قال: صليت في جامع المدينة وإلي جانبي رجلان علي أحدهما ثياب السفر يقول أحدهما لصاحبه: يا فلان أ ما علمت أن طين قبر الحسين عليه السلام شفاء من كل داء وذلك أنه كان بي وجع الجوف فتعالجت بكل دواء فلم أجد منه عافية وآيست وكانت عندنا عجوز من الكوفة فقالت لي: يا سالم ما أري علتك كل يوم إلا تزيد فهل لك أن أعالجك فتبرأ بإذن الله، قلت: نعم فسقتني ماء في قدح فبرأت وكان اسمها سلمة، فقلت لها: بعد أشهر بما ذا داويتيني، قالت: بواحدة مما في هذه السبحة وكان في يدها سبحة من تربة الحسين عليه السلام فقلت: يا رافضية داويتيني بطين قبر الحسين فخرجت مغضبة فو الله لقد رجعت علتي

أشد ما كانت وأنا أقاسي الجهد والبلاء().

وروي أن رجلا ممن يخدم الخليفة قد مرض مرضة شديدة ولم ينفع فيه الدواء فقالت أمه: تناول من تربة الحسين عليه السلام فلعل الله تعالي يشفيك ببركته عليه السلام فقد روينا أنه شفاء من كل داء وأنت تؤمن بهم وبما قالوا، فتناولت من تربته عليه السلام فعوفيت، قال الراوي: فلما برأ ورجع إلي دار الخلافة قال له خادم من خدم الخليفة كنا قد آيسنا منك فبأي شيء تداويت، قال: إن لنا عجوزا ولها سبحة من تربة الحسين عليه السلام فأعطتني واحدة منها فجعلها الله سبحانه لي شفاء، قال الخادم: فهل بقي منها شي ء، قال: نعم، قال: فأتني منها بشيء، قال: فخرجت وأتيت بحبات منها، فأخذها وأدخلها في دبره تهاونا بها، فبينما هو كذلك إذ صاح النار النار الطشت الطشت ووقع علي الأرض يستغيث ثم خرجت أمعاؤه كلها ووقعت في الطشت، وبعث الخليفة إلي طبيبه النصراني فاستحضره فلما رأي ذلك قال: هذا إنما يداويه المسيح وسأل عن حاله فأخبروه بما فعل الخادم، فأسلم النصراني في الحال وحسن إسلامه().

التجربة والطب

قال علي عليه السلام: «المجرب أحكم من الطبيب» ().

عند ما يعجز الطب

مع الإمام موسي بن جعفر عليه السلام

وحكي أنه مغص بعض الحكام العباسيين، فعجز بختيشوع النصراني عن دوائه، وأخذ جليدا فأذابه بدواء، ثم أخذ ماء وعقده بدواء، وقال: هذا الطب إلا أن يكون مستجاب دعاء ذا منزلة عند الله يدعو لك.

فقال الحاكم: عليّ بموسي بن جعفر عليه السلام.

فأتي به فسمع في الطريق أنينه، فدعا الله سبحانه وزال مغص الحاكم.

فقال له: بحق جدك المصطفي أن تقول بم دعوت لي؟

فقال عليه السلام: قلت: «اللهم كما أريته ذل معصيته فأره عز طاعتي» فشفاه الله من ساعته().

جبة الإمام

الرضا عليه السلام

وفي بحار الأنوار، في قصة دعبل الخزاعي وما أهداه الإمام الرضا عليه السلام من الجبة:

كانت لدعبل جارية لها من قلبه محل، فرمدت رمدا عظيما، فأدخل أهل الطب عليها، فنظروا إليها فقالوا: أما العين اليمني فليس لنا فيها حيلة وقد ذهبت، وأما اليسري فنحن نعالجها ونجتهد ونرجو أن تسلم.

فاغتم لذلك دعبل غما شديدا، وجزع عليها جزعا عظيما، ثم ذكر ما كان معه من فضلة الجبة، فمسحها علي عيني الجارية وعصبها بعصابة منها من أول الليل، فأصبحت وعيناها أصح مما كانتا قبل ببركة أبي الحسن الرضا عليه السلام().

العرق الزاهر

وروي عن أبي جعفر الثاني عليه السلام أنه استدعي فاصدا في أيام المأمون فقال له: أفصدني في العرق الزاهر.

فقال له: ما أعرف هذا العرق يا سيدي ولا سمعت به.

فأراه إياه، فلما فصده خرج منه ماء أصفر فجري حتي امتلأ الطشت.

ثم قال له: أمسكه، وأمر بتفريغ الطست.

ثم قال: خل عنه، فخرج دون ذلك، فقال: شده الآن.

فلما شد يده أمر له بمائة دينار، فأخذها وجاء إلي يوحنا بن بختيشوع فحكي له ذلك.

فقال: والله ما سمعت بهذا العرق مذ نظرت في الطب، ولكن هاهنا فلان الأسقف قد مضت عليه السنون فامض بنا إليه فإن كان عنده علمه وإلا لم نقدر علي من يعلمه، فمضيا ودخلا عليه وقصا القصص.

فأطرق مليا ثم قال: يوشك أن يكون هذا الرجل نبيا أو من ذرية نبي().

طب النفوس

روي أن ذا النون المصري قال: مررت ببعض الأطباء وحوله جماعة من الرجال والنساء بأيديهم قوارير الماء، وهو يصف لكل واحد منهم ما يوافقه، فدنوت منه فسلمت عليه، فرد علي السلام، فقلت له: صف دواء الذنوب يرحمك الله، فأطرق إلي الأرض ساعة وكان الطبيب ذا عقل ثم رفع رأسه

وقال: يا فتي إن أنا وصفت لك تفهم، فقلت: نعم إن شاء الله تعالي، فقال لي: خذ عروق الفقر وورق الصبر وإهليلج الخشوع وبليلج التواضع ثم ألق الجميع في هاون التوبة ثم أسحقه بدستج التقوي ثم ألقه في طنجير التوفيق وصب عليه من ماء الخوف وأوقد تحته نار المحبة وحركه بإصطام العصمة حتي يرغي ثم أفرغه في جام الرضا وروحه بمروحة الحمد حتي يبرد ثم أفرغه في قدح المناجاة ثم أمزجه بماء التوكل وحركه بملعقة الاستغفار ثم اشربه وتمضمض بماء الورع فإن أنت فعلت هذا فإنك لا تعود إلي معصية أبدا().

متفرقات

عن أبي أيّوب عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: «ما من داء إلا وهو سارع إلي الجسد ينتظر متي يؤمر به فيأخذه»، وفي رواية أخري: «إلا الحمّي فإنّها ترد وروداً» ().

وقال الباقر عليه السلام: «عجبا لمن يحتمي من الطعام مخافة الداء كيف لا يحتمي من الذنوب مخافة النار» ().

وفي الخرائج والجرائح: فمن معجزاته أن الصادق عليه السلام قال: «نشأ رسول الله صلي الله عليه و اله في حجر أبي طالب حتي إذا بلغ قريبا من العشرين سنة قال: يا عم إني أري في المنام رجلا يأتيني ومعه آخر فيقولان هو هو فإذا بلغ فشأنك به والرجل لايتكلم، ثم قال: يا عم إني قد رأيت الرجل الذي كنت أراه في المنام قد ظهر لي، فانطلق به أبو طالب إلي عالم كان بوادي مكة يتطبب فصوب الرجل فيه بصره وصعد وأخبره رسول الله صلي الله عليه و اله بما يري، فقال الطبيب: يا ابن عبد مناف إن لابن أخيك شأنا إنما هذا الذي يجد ابن أخيك الناموس الأكبر الذي يجده الأنبياء» ().

فصل: تعاليم صحية عامة

فصل: تعاليم صحية عامة

مسألة: هناك تعاليم كثيرة

وردت في القرآن الكريم والسنة المطهرة المروية عن رسول الله صلي الله عليه و اله وأهل بيته الأطهار عليهم السلام ترتبط بصحة الإنسان وسلامة جسده وروحه، كالزواج والسفر والغسل والإغتسال وتجنب النجاسات وترك المحرمات والختان والرضاع، وتعلم السباحة وما أشبه، نشير إلي بعضها.

آداب لصحة الجسد

مسألة: ينبغي معاهدة الجسد فإنها بمنزلة الأرض الطّيّبة متي تعوهدت بالعمارة والسّقي من حيث لا تزداد في الماء فتغرق ولا ينقص منه فتعطش دامت عمارتها وكثر ريعها وزكا زرعها وإن تغوفل عنها فسدت ولم ينبت فيها العشب، كما ورد في الحديث الشريف.

قال الإمام أبو الحسن عليّ بن موسي الرّضا عليه السلام: «إنّ الجسد بمنزلة الأرض الطّيّبة متي تعوهدت بالعمارة والسّقي من حيث لا تزداد في الماء فتغرق ولا ينقص منه فتعطش دامت عمارتها وكثر ريعها وزكا زرعها وإن تغوفل عنها فسدت ولم ينبت فيها العشب، فالجسد بهذه المنزلة وبالتّدبير في الأغذية والأشربة يصلح ويصحّ وتزكو العافية فيه» إلي أن قال:

«أمّا فصل الرّبيع فإنّه روح الزّمان وأوّله آذار وعدد أيّامه (واحد و) ثلاثون يوماً وفيه يطيب اللّيل والنّهار وتلين الأرض ويذهب سلطان البلغم ويهيج الدّم ويستعمل فيه من الغذاء اللّطيف واللّحوم والبيض النّيمبرشت ويشرب الشّراب بعد تعديله بالماء ويتّقي فيه أكل البصل والثّوم والحامض ويحمد فيه شرب المسهل ويستعمل فيه الفصد والحجامة.

نيسان ثلاثون يوماً فيه يطول النّهار ويقوي مزاج الفصل ويتحرّك الدّم وتهبّ فيه الرّياح الشّرقيّة ويستعمل فيه من المآكل المشويّة وما يعمل فيه بالخلّ ولحوم الصّيد يعالج الجماع والتّمريخ بالدّهن في الحمّام ولا يشرب الماء علي الرّيق ويشمّ الرّياحين والطّيب.

أيّار واحد وثلاثون يوماً وتصفو فيه الرّياح وهو آخر فصل الرّبيع وقد نهي فيه عن أكل الملوحات واللّحوم الغليظة كالرّءوس ولحم البقر واللّبن

وينفع فيه دخول الحمّام أوّل النّهار ويكره فيه الرّياضة قبل الغذاء.

حزيران ثلاثون يوماً يذهب فيه سلطان البلغم والدّم ويقبل زمان المرّة الصّفراء ونهي فيه عن التّعب وأكل اللّحم دسماً والإكثار منه وشمّ المسك والعنبر وينفع فيه أكل البقول الباردة كالهندباء وبقلة الحمقاء وأكل الخضر كالقثّاء والخيار والشّيرخشت والفاكهة الرّطبة واستعمال المحمّضات ومن اللّحوم لحم المعز الثّنيّ والجذع ومن الطّيور الدّجاج والطّيهوج والدّرّاج والألبان والسّمك الطّريّ.

تمّوز واحد وثلاثون يوماً فيه شدّة الحرارة وتغور المياه ويستعمل فيه شرب الماء البارد علي الرّيق ويؤكل فيه الأشياء الباردة الرّطبة ويكسر فيه مزاج الشّراب وتؤكل فيه الأغذية اللّطيفة السّريعة الهضم كما ذكر في حزيران ويستعمل فيه من النّور والرّياحين الباردة الرّطبة الطّيّبة الرّائحة.

آب واحد وثلاثون يوماً فيه تشتدّ السّموم ويهيج الزّكام باللّيل وتهبّ الشّمال ويصلح المزاج بالتّبريد والتّرطيب وينفع فيه شرب اللّبن الرّائب ويجتنب فيه الجماع والمسهل ويقلّ من الرّياضة ويشمّ من الرّياحين الباردة.

أيلول ثلاثون يوماً فيه يطيب الهواء ويقوي سلطان المرّة السّوداء ويصلح شرب المسهل وينفع فيه أكل الحلاوات وأصناف اللّحوم المعتدلة كالجداء والحوليّ من الضّأن ويجتنب فيه لحم البقر والإكثار من الشّواء ودخول الحمّام ويستعمل فيه الطّيب المعتدل المزاج ويجتنب فيه أكل البطّيخ والقثّاء.

تشرين الأوّل واحد وثلاثون يوماً فيه تهبّ الرّياح المختلفة ويتنفّس فيه ريح الصّبا ويجتنب فيه الفصد وشرب الدّواء ويحمد فيه الجماع وينفع فيه أكل اللّحم السّمين والرّمّان المزّ والفاكهة بعد الطّعام ويستعمل فيه أكل اللّحوم بالتّوابل ويقلّل فيه من شرب الماء ويحمد فيه الرّياضة.

تشرين الآخر ثلاثون يوماً فيه يقطع المطر الوسميّ وينهي فيه عن شرب الماء باللّيل ويقلّل فيه من دخول الحمّام والجماع ويشرب بكرة كلّ يوم جرعة ماء حارّ ويجتنب أكل البقول (الحارّة) كالكرفس

والنّعناع والجرجير.

كانون الأوّل واحد وثلاثون يوماً تقوي فيه العواصف ويشتدّ فيه البرد وينفع فيه كلّ ما ذكرناه في تشرين الآخر ويحذر فيه من أكل الطّعام البارد ويتّقي فيه الحجامة والفصد ويستعمل فيه الأغذية الحارّة بالقوّة والفعل.

كانون الآخر واحد وثلاثون يوماً يقوي فيه غلبة البلغم وينبغي أن يتجرّع فيه الماء الحارّ علي الرّيق ويحمد فيه الجماع وينفع فيه الأحشاء أكل البقول الحارّة كالكرفس والجرجير والكرّاث وينفع فيه دخول الحمّام أوّل النّهار والتّمريخ بدهن الخيريّ وما ناسبه ويحذر فيه الحلواء وأكل السّمك الطّريّ واللّبن.

شباط ثمانية وعشرون يوماً تختلف فيه الرّياح وتكثر فيه الأمطار ويظهر فيه العشب ويجري فيه الماء في العود وينفع فيه أكل الثّوم ولحم الطّير والصّيود والفاكهة اليابسة ويقلّل من أكل الحلاوة ويحمد فيه كثرة الجماع والحركة والرّياضة».

إلي أن قال: «واللّبن والنّبيذ الّذي يشربه أهله إذا اجتمعا ولّدا النّقرس والبرص واللّحمان المملوحة وأكل السّمك المملوح بعد الفصد والحجامة يعرض منه البهق والجرب، والاغتسال بالماء البارد بعد أكل السّمك (الطّريّ) يورث الفالج وشرب الماء البارد عقيب الشيء الحارّ أو الحلاوة يذهب بالأسنان، والإكثار من لحوم الوحش والبقر يورث تغيير العقل وتحيّر الفهم وتبلّد الذّهن وكثرة النّسيان، ومن أراد أن يقلّ نسيانه ويكون حافظاً فليأكل كلّ يوم ثلاث قطع زنجبيل مربًّي بالعسل ويصطبغ بالخردل مع طعامه في كلّ يوم، ومن أراد أن يزيد في عقله يتناول كلّ يوم ثلاث هليلجات بسكّر أبلوج، ومن أراد أن يكون صالحاً خفيف الجسم واللّحم فليقلّل من عشائه باللّيل، ومن أراد أن لا تسقط أذناه ولهاته فلا يأكل حلواً حتّي يتغرغر بعده بخلّ، ومن أراد أن لا تفسد أسنانه فلا يأكل حلواً إلا بعد كسرة خبز ومن أراد أن يذهب البلغم من

بدنه وينقصه فليأكل كلّ يوم بكرةً شيئاً من الجوارش الحرّيف ويكثر دخول الحمّام ومضاجعة النّساء والجلوس في الشّمس ويجتنب كلّ بارد من الأغذية فإنّه يذهب البلغم ويحرقه، ومن أراد أن يطفئ لهب الصّفراء فليأكل كلّ يوم شيئاً رطباً بارداً ويروّح بدنه ويقلّ الحركة ويكثر النّظر إلي من يحبّ، ومن أراد أن يذهب بالرّيح الباردة فعليه بالحقنة والإدّهان اللّيّنة علي الجسد وعليه بالتّكميد بالماء الحارّ في الأبزن ويجتنب كلّ بارد ويلزم كلّ حارّ ليّن» ().

السباحة وتعليمها الأولاد

مسألة: من المستحبات السباحة وتعلمها، كما يستحب تعليمها الأولاد.

عن رسول الله صلي الله عليه و اله قال: «علموا أولادكم السباحة والرماية» ().

وقال صلي الله عليه و اله: «علموا أبناءكم الرمي و السباحة» ().

وعن النبي صلي الله عليه و اله: «من غمس في أول السنة في الماء إحدي وعشرين مرة لم يصبه في تلك السنة مرض إلا مرض الموت» ().

وعن السكوني قال: دخلت علي أبي عبد الله عليه السلام وأنا مغموم مكروب، فقال لي: «يا سكوني مما غمك؟» قلت: ولدت لي ابنة، فقال: «يا سكوني علي الأرض ثقلها وعلي الله رزقها تعيش في غير أجلك وتأكل من غير رزقك» فسري والله عني فقال لي: «ما سميتها؟» قلت: فاطمة، قال: «آه آه»، ثم وضع يده علي جبهته فقال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «حق الولد علي والده إذا كان ذكراً أن يستفره أمه ويستحسن اسمه ويعلمه كتاب الله ويطهره ويعلمه السباحة وإذا كانت أنثي أن يستفره أمها ويستحسن اسمها ويعلمها سورة النور ولا يعلمها سورة يوسف ولا ينزلها الغرف ويعجل سراحها إلي بيت زوجها، أما إذا سميتها فاطمة فلا تسبها ولا تلعنها ولا تضربها» ().

أقول: النهي عن تعليم سورة يوسف

إذا ترتب علي التعليم مفسدة.

وفي الخبر: «علموا صبيانكم العوم أي السباحة» ().

الصوم وصحة الجسد

مسألة: الصوم الواجب والمستحب منه يوجب صحة الجسد، كما ورد في الروايات، قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «صوموا تصحوا» ().

وقال عليه السلام: «صوموا تصحوا» ().

وقال رسول الله صلي الله عليه و اله: «وصوموا تؤجروا» ().

آداب الصوم

مسألة: للصوم آداب ينبغي مراعاتها، والتفصيل في كتاب الصوم.

عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: «إن الرجل إذا صام زالت عيناه عن مكانهما وإذا أفطر علي الحلو عادتا إلي مكانهما» ().

وقال عليه السلام: «الإفطار علي الماء يغسل الذنوب من القلب» ().

وقال الصادق عليه السلام: «من تطيب بطيب أول النهار وهو صائم لم يفقد عقله» ().

استحباب السفر

مسألة: السفر من المستحبات علي ما ذكرناه في كتاب (فقه المرور) وغيره، وهو مما يوجب صحة البدن وتفريج الهموم.

عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «سافروا تصحوا، وصوموا تؤجروا، واغزوا تغنموا، وحجوا لن تفتقروا» ().

وقال رسول الله صلي الله عليه و اله: «إذا أعسر أحدكم فليخرج ولا يغم نفسه وأهله» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام في حديث شريف في صفات المؤمنين الكاملين إلي أن قال عليه السلام: «فهم الحفي، عيشهم المنتقلة ديارهم من أرض إلي أرض» ().

وفي فقه الرضا عليه السلام في حكمة آل داود: «ينبغي أن لا تري ظاعناً إلا في ثلاث: مرمة لمعاش أو لذة في غير محرم أو تزود لمعاد» ().

وفي الديوان المنسوب إلي أمير المؤمنين عليه السلام:

تغرب عن الأوطان في طلب العلي

وسافر ففي الأسفار خمس فوائد

تفرج هم واكتساب معيشة

وعلم وآداب وصحبة ماجد

فإن قيل في الأسفار ذل ومحنة

وقطع الفيافي وارتكاب الشدائد

فموت الفتي خير له من معاشه

بدار هوان بين

واش وحاسد()

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «سافروا تصحوا، سافروا تغنموا» ().

وقال صلي الله عليه و اله: «سافروا تصحوا وتغنموا» ()

وقال صلي الله عليه و اله: «سافروا فإنكم إن لم تغنموا مالا أفدتم عقلاً» ().

وقال صلي الله عليه و اله: «السفر ميزان القوم» ().

السفر والآداب الصحية

مسألة: يستحب للمسافر أن يتخذ معه ما يحتاجه في سفره، كالمشط والمقراض والمكحلة والعطر وما أشبه من الأدوات، كما يستحب للمسافر إلي الحجّ والعمرة وغيرهما إلا زيارة الإمام الحسين عليه السلام حمل أطيب الزّاد كاللّوز والسّكّر ونحوه والإكثار من حمل الماء، وهذا كله مما يرتبط بصحة الإنسان كما لايخفي.

ففي الجعفريّات، بإسناده عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام: «إنّ رسول اللّه صلي الله عليه و اله كان يسافر بستة أشياء: بالقارورة والمقص والمكحلة والمرآة والمشط والسواك» ().

وعن الطّبرسي رحمة الله عليه في مكارم الأخلاق، في آداب رسول اللّه صلي الله عليه و اله: (وكان لايفارقه في أسفاره: قارورة الدهن والمكحلة والمقراض والمرآة والسواك والمشط)().

وفي دعائم الإسلام: روينا عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن آبائه عليهم السلام: «أنّ رسول اللّه صلي الله عليه و اله كان إذا قام من الليل يستاك، وإذا سافر سافر معه بستّة أشياء: القارورة والمقص والمكحلة والمرآة والمشط والسواك» ().

مما يكره في السفر

مسألة: يكره التعريس علي ظهر الطّريق والنزول في بطون الأودية، فإنّها مدارج السّباع ومأوي الحيّات، وهذا مما يشكل خطراً علي حياة المسافر وصحته.

قال رسول اللّه صلي الله عليه و اله: «ولا تنزلوا في ظهر الطّريق ولا بطون الأودية فإنّها مدارج الشّياطين ومأوي الحيّات» ().

وفي حديث آخر قال صلي الله عليه

و اله: «ولا تنزلوا في ظهور الطّريق فإنّها مدارج السّباع ومأوي الحيّات» ().

لا تسافر وحدك

مسألة: يكره سفر الإنسان منفرداً، ويستحب له أن يتخذ رفيقاً واحداً أو اثنين أو أكثر مع الحاجة إلي الزّيادة.

عن أمير المؤمنين عليّ عليه السلام: «إنّ رسول اللّه صلي الله عليه و اله نهي أن يسافر الرّجل وحده وقال: الواحد شيطان والاثنان شيطانان والثلاثة نفر» ().

وفي وصية النبي صلي الله عليه و اله لعلي عليه السلام قال: «يا علي لعن الله ثلاثةً: آكل زاده وحده، وراكب الفلاة وحده، والنّائم في بيت وحده» ().

وعن رسول اللّه صلي الله عليه و اله إنّه قال: «الرّفيق ثمّ الطّريق» ().

وفي الحديث: جاء رجل إلي رسول اللّه صلي الله عليه و اله فقال: يا رسول اللّه إنّي أردت شراء دار أين تأمرني أشتري في جهينة أم في مزينة أم في ثقيف أم في قريش، فقال له رسول اللّه صلي الله عليه و اله: «الجوار ثمّ الدّار، والرّفيق ثمّ السّفر» ().

وفي الحديث: «لعن رسول اللّه صلي الله عليه و اله مخنّثي الرّجال إلي أن قال وراكب الفلاة وحده» ().

وفي نهج البلاغة، في وصيّة أمير المؤمنين عليه السلام لولده الحسن عليه السلام: «سل عن الرّفيق قبل الطّريق» ().

وعن لقمان إنه قال لابنه: «يا بنيّ الرّفيق ثمّ الطّريق» ().

وعن النّبيّ صلي الله عليه و اله إنّه قال: «في المسافر وحده شيطان والاثنان شيطانان والثّلاثة ركب»، وقال صلي الله عليه و اله: «لو علم النّاس ما في الوحدة ما أعلم ما سار راكب ميلا وحده» ().

الحج والعمرة والتأثير الصحي

مسألة: الحج والعمرة، سواء الواجب منهما أو المستحب، يؤثران في صحة الجسم.

قال الإمام زين العابدين عليه السلام: «حجوا واعتمروا تصح أبدانكم وتتسع أرزاقكم وتكفون مؤونات

عيالكم» ().

وعن الفضيل قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: «لا وربّ البنية لا يخالف مدمن الحجّ بهذا البيت حُمّي ولا فقر أبداً» ().

وقال رسول الله صلي الله عليه و اله: «حجوا تستغنوا» ().

وقال رسول الله صلي الله عليه و اله: «الحجة ثوابها الجنة والعمرة كفارة لكل ذنب» ().

صلاة الليل وتأثيرها الصحي

مسألة: صلاة الليل مستحبة وتركها مكروه، وهي مما تؤثر في صحة البدن.

قال أمير المؤمنين عليه السلام: «قيام الليل مصحة للبدن» ().

وعن النبي صلي الله عليه و اله: «عليكم بقيام الليل، فإنه دأب الصالحين قبلكم، وإن قيام الليل قربة إلي الله، وتكفير السيئات، ومنهاة عن الإثم، ومطردة الداء عن أجسادكم» ().

وقال أبو عبد الله عليه السلام: «صلاة الليل تحسن الوجه وتحسن الخلق وتطيب الريح وتدر الرزق وتقضي الدين وتذهب بالهم وتجلو البصر عليكم، بصلاة الليل فإنها سنة نبيكم ومطردة الداء عن أجسادكم» ().

وروي: «إن الرجل إذا قام يصلي أصبح طيب النفس، وإذا نام حتي يصبح أصبح ثقيلا موصما» ().

الزواج وصحة البدن والروح

مسألة: الزواج من المستحبات المؤكدة، حتي قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «النكاح سنتي فمن رغب عن سنتي فليس مني» ()، ومن الواضح آثار الزواج وعدمه علي صحة الجسم والروح، إيجاباً وسلباً.

عن إسحاق بن عمّار قال: قال أبو عبد اللّه عليه السلام: «من أخلاق الأنبياء صلّي اللّه عليهم حبّ النّساء» ().

وعن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: «ما أظنّ رجلا يزداد في الإيمان خيراً إلا ازداد حبّاً للنّساء» ().

وفي رواية عنه عليه السلام: «ما أظنّ رجلا يزداد في هذا الأمر خيراً إلا ازداد حبّاً للنّساء» ().

وعن عليّ بن موسي الرّضا عليه السلام قال: «ثلاث من سنن المرسلين: العطر وإحفاء الشّعر وكثرة الطّروقة» ().

وعن سكين النّخعيّ وكان تعبّد وترك النّساء والطّيب والطّعام فكتب إلي أبي عبد اللّه عليه السلام يسأله عن ذلك، فكتب إليه: «أمّا قولك في النّساء فقد علمت ما كان لرسول اللّه صلي الله عليه و اله من النّساء، وأمّا قولك في الطّعام فكان رسول اللّه صلي الله عليه و اله يأكل اللّحم والعسل»

().

وعن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: قال رسول اللّه صلي الله عليه و اله: «ما أحبّ من دنياكم إلا النّساء والطّيب» ().

وعن بعض أصحابنا قال سألنا أبو عبد اللّه عليه السلام أيّ الأشياء ألذّ، قال: فقلنا غير شيء، فقال هو عليه السلام: «ألذّ الأشياء مباضعة النساء» ().

وعن جميل بن درّاج قال: قال أبو عبد اللّه عليه السلام «ما تتلذذ النّاس في الدنيا والآخرة بلذة أكثر لهم من لذة النّساء وهو قول اللّه: ?زيّن للنّاس حبّ الشّهوات من النّساء والبنين? () إلي آخر الآية..

ثمّ قال: إنّ أهل الجنّة ما يتلذذون بشيء في الجنّة أشهي عندهم من النّكاح لا طعام ولا شراب» ().

وقال صلي الله عليه و اله: «جعل قرّة عيني في الصّلاة ولذّتي في النّساء» ().

وعن إبراهيم الكرخي قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: إن صاحبتي هلكت وكانت لي موافقة وقد هممت أن أتزوج، فقال لي: «انظر أين تضع نفسك ومن تشركه في مالك وتطلعه علي دينك وسرك، فإن كنت لابد فاعلاً فبكراً تنسب إلي الخير وإلي حسن الخُلق وأعلم إنهن كما قال:

ألا إنَّ النساء خلقن شتي

فمنهن الغنيمة والغرام

ومنهن الهلال إذا تجلي

لصاحبه ومنهن الظلام

فمن يظفر بصالحهن يسعد

ومن يغبن فليس له انتقام

وهن ثلاث: فامرأة ولود ودود تعين زوجها علي دهره لدنياه وآخرته

ولا تعين الدهر عليه، وامرأة عقيمة لا ذات جمال ولا خلق ولا تعين زوجها علي خير، وامرأة صخابة ولاجة همازة تستقل الكثير ولا تقبل اليسير» ().

وعن أبي حمزة قال: سمعت جابر بن عبد الله يقول: كنا عند النبي صلي الله عليه و اله فقال: «إن خير نسائكم الولود، الودود، العفيفة، العزيزة في أهلها، الذليلة مع بعلها، المتبرجة مع زوجها، الحصان علي غيره، التي تسمع

قوله، وتطيع أمره، وإذا خلا بها بذلت له ما يريد منها، ولم تبذل كتبذل الرجل» ().

وقال رسول الله صلي الله عليه و اله: «أفضل نساء أمتي أصبحن وجهاً وأقلهن مهراً» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام: «خير نسائكم التي إذا خلت مع زوجها خلعت له درع الحياء، وإذا لبست لبست معه درع الحياء» ().

وقال أمير المؤمنين عليه السلام: «خير نسائكم الخمس» قيل: يا أمير المؤمنين وما الخمس، قال: «الهيَّنة اللينة المؤاتية، التي إذا غضب زوجها لم تكتحل بغمض حتي يرضي، وإذا غاب عنها زوجها حفظته في غيبته، فتلك عامل من عمال الله وعامل الله لا يخيب» ().

وقال رسول الله صلي الله عليه و اله: «قول الرجل للمرأة: إني أحبك، لا يذهب من قلبها أبداً» ().

وعمن سمع أبا عبد الله عليه السلام إنه يقول: «أكثر الخير في النساء» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «كل من أشتد لنا حباً اشتد للنساء حباً وللحلواء» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «أغلب الأعداء للمؤمن زوجة السوء» ().

من آداب الحمل

مسألة: هناك أمور مذكورة في الروايات ينبغي للحامل أن تراعيها لصحتها وصحة الحمل.

قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «أطعموا المرأة في شهرها الّذي تلد فيه التّمر فإنّ ولدها يكون حليماً نقيّاً» ().

وقال رسول اللّه صلي الله عليه و اله: «رائحة الأنبياء رائحة السّفرجل، ورائحة الحور العين رائحة الآس، ورائحة الملائكة رائحة الورد، ورائحة ابنتي فاطمة الزّهراء رائحة السّفرجل والآس والورد، ولا بعث اللّه نبيّاً ولا وصيّاً إلا وجد منه رائحة السّفرجل فكلوها وأطعموها حبالاكم يحسّن أولادكم» ().

وعنه صلي الله عليه و اله قال: «كلوا السّفرجل وتهادوه بينكم، فإنّه يجلو البصر ويثبّت المودّة في القلب وأطعموا حبالاكم فإنّه

يحسّن أولادكم» ().

من آداب المولود

مسألة: هناك آداب خاصة للرضيع والمولود ذكرناها في الفقه، نشير إلي بعض رواياتها:

عن حمزة بن نصر غلام أبي الحسن عليه السلام عن أبيه قال: «لمّا ولد السّيّد صلي الله عليه و اله تباشر أهل الدّار بذلك فلمّا نشأ خرج إليّ الأمر أن أبتاع كلّ يوم مع اللّحم قصب مخّ وقيل إنّ هذا لمولانا الصّغير عليه السلام» ().

وعن أبي جعفر عليه السلام قال: «إذا كان يوم السابع وقد ولد لأحدكم غلام أو جارية فليعق عنه كبشاً، عن الذكر ذكراً وعن الأنثي مثل ذلك، عقوا عنه وأطعموا القابلة من العقيقة، وسموه يوم السابع» ().

وعن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن العقيقة أواجبة هي؟ قال: «نعم يعق عنه، ويحلق رأسه، وهو ابن سبعة، ويوزن شعره فضة أو ذهباً يتصدق به، تطعم القابلة ربع الشاة، والعقيقة شاة أو بدنة» ().

والوجوب هنا بمعني الثبوت.

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «عق عنه واحلق رأسه يوم السابع وتصدق بوزن شعره فضة واقطع العقيقة جداول واطبخها وادع عليها رهطاً من المسلمين» ().

وفي الوسائل: باب استحباب غسل المولود، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «اغسلوا صبيانكم من الغم، فإن الشيطان يشم الغم، فيفزع الصبي في رقاده ويتأذي به الكاتبان» ().

وفي حديث سماعة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «غسل المولود واجب» ()، أي ثابت.

الختان

مسألة: من آداب المولود الختان، ولا يصح الطواف إلا إذا كان الرجل مختوناً، ولا يخفي ما للختان من الآثار الصحية.

قال الإمام الصادق عليه السلام: «من سنن المرسلين الاستنجاء والختان» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «اختنوا أولادكم لسبعة أيام فإنه أطهر وأسرع لنبات اللحم وإن الأرض لتكره بول الأغلف» ().

وعن هشام

بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «من الحنيفية الختان» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «المولود يعق عنه ويختن لسبعة أيام» ().

وقال أبو عبد الله عليه السلام: «إن ثقب أذن الغلام من السنة، وختانه لسبعة أيام من السنة» ().

وعن السكوني عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «طهروا أولادكم يوم السابع، فإنه أطيب وأطهر وأسرع لنبات اللحم، وإن الأرض تنجس من بول الأغلف أربعين صباحاً» ().

وعن عبد الله بن جعفر أنه كتب إلي أبي محمد عليه السلام أنه روي عن الصادقين عليه السلام: «أن اختنوا أولادكم يوم السابع يطهروا وإن الأرض تضج إلي الله من بول الأغلف وليس جعلت فداك لحجامي بلدنا حذق بذلك ولا يختنونه يوم السابع وعندنا حجام اليهود فهل يجوز لليهود أن يختنوا أولاد المسلمين أم لا إن شاء الله، فوقع عليه السلام: السنة يوم السابع فلا تخالفوا السنن إن شاء الله» ().

وعن محمد بن قزعة قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: إن من قبلنا يقولون: إن إبراهيم عليه السلام ختن نفسه بقدوم علي دن، فقال: «سبحان الله ليس كما يقولون كذبوا علي إبراهيم عليه السلام» قلت: وكيف ذاك، فقال: «إن الأنبياء عليهم السلام كانت تسقط عنهم غلفتهم مع سررهم في اليوم السابع فلما ولد لإبراهيم عليه السلام من هاجر عيرت سارة هاجر بما تعير به الإماء فبكت هاجر واشتد ذلك عليها، فلما رآها إسماعيل تبكي بكي لبكائها ودخل إبراهيم عليه السلام فقال: ما يبكيك يا إسماعيل، فقال: إن سارة عيرت أمي بكذا وكذا فبكت وبكيت لبكائها، فقام إبراهيم عليه السلام إلي مصلاه فناجي فيه ربه وسأله أن يلقي

ذلك عن هاجر، فألقاه الله عنها، فلما ولدت سارة إسحاق وكان يوم السابع سقطت عن إسحاق سرته ولم تسقط عنه غلفته فجزعت من ذلك سارة، فلما دخل إبراهيم عليه السلام عليها قالت: يا إبراهيم ما هذا الحادث الذي حدث في آل إبراهيم وأولاد الأنبياء، هذا ابنك إسحاق قد سقطت عنه سرته ولم تسقط عنه غلفته، فقام إبراهيم عليه السلام إلي مصلاه فناجي ربه وقال: يا رب ما هذا الحادث الذي قد حدث في آل إبراهيم وأولاد الأنبياء وهذا ابني إسحاق قد سقطت عنه سرته ولم تسقط عنه غلفته، فأوحي الله تعالي إليه أن يا إبراهيم هذا لما عيرت سارة هاجر فآليت أن لا أسقط ذلك عن أحد من أولاد الأنبياء لتعيير سارة هاجر، فاختن إسحاق بالحديد وأذقه حر الحديد، قال: فختنه إبراهيم عليه السلام بالحديد وجرت السنة بالختان في أولاد إسحاق بعد ذلك» ().

وعن ابن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «ثقب أذن الغلام من السنة وختان الغلام من السنة» ().

وعن علي بن يقطين قال: سألت أبا الحسن عليه السلام عن ختان الصبي لسبعة أيام من السنة هو أو يؤخر وأيهما أفضل، قال: لسبعة أيام من السنة وإن أخر فلا بأس» ().

وعن السكوني عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام «إذا أسلم الرجل اختتن ولو بلغ ثمانين» ().

خفض الجواري

مسألة: من المستحب خفض الجواري مع مراعاة الموازين.

ففي رواية عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما هاجرت النساء إلي رسول الله صلي الله عليه و اله هاجرت فيهن امرأة يقال لها: أم حبيب، وكانت خافضة تخفض الجواري، فلما رآها رسول الله صلي الله عليه و اله قال لها: «يا

أم حبيب العمل الذي كان في يدك هو في يدك اليوم» قالت: نعم يا رسول الله إلا أن يكون حراماً فتنهاني عنه، فقال صلي الله عليه و اله: «بل حلال فادني مني حتي أعلمك» قالت: فدنوت منه فقال: «يا أم حبيب إذا أنت فعلت فلا تنهكي، أي لا تستأصلي، واشمي فإنه أشرق للوجه وأحظي عند الزوج» ().

قوله صلي الله عليه و اله: «واشمي ولا تنهكي» تشبيه للقطع اليسير بإشمام الرائحة، والنهك: المبالغة، أي اقطعي البعض ولا تستأصليه.

ولا يخفي أن الأخذ من البعض أي الجلد يوجب الشهوة الأكثر عندها، ولذة الجماع للرجل والمرأة في هذه الصورة تكون أكثر.

وعن الصادق عليه السلام قال: «كانت امرأة يقال لها أم طيبة تخفض الجواري فدعاها النبي صلي الله عليه و اله فقال لها: «يا أم طيبة إذا خفضتي فاشمي ولا تجحفي فانه أصفي للون الوجه وأحظي عند البعل» ().

الأولي في الخفض

مسألة: الأولي تأخير الخفض إلي أن تبلغ سبع سنين، فعن أمير المؤمنين عليه السلام قال: «لا تخفض الجارية حتي تبلغ سبع سنين» ().

العطاس وآدابه

مسألة: العطاس يوجب راحة البدن وله آداب مذكورة في الروايات، فعن أبي مريم قال: عطس عاطس عند أبي جعفر عليه السلام فقال أبو جعفر عليه السلام: «نعم الشيء العطاس، فيه راحة للبدن، ويذكر الله عنده، ويصلي علي النبي صلي الله عليه و اله»، فقلت: إن محدثي العراق يحدثون أنه لا يصلي علي النبي صلي الله عليه و اله في ثلاث مواضع: عند العطاس وعند الذبيحة وعند الجماع، فقال عليه السلام: «اللهم إن كانوا كذبوا فلا تنلهم شفاعة محمد صلي الله عليه و اله» ().

وروي أبو بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «كثرة العطاس يأمن صاحبها

من خمسة أشياء: أولها الجذام، والثاني الريح الخبيثة التي تنزل في الرأس والوجه، والثالث يأمن نزول الماء في العين، والرابع يأمن من شدة الخياشيم، والخامس يأمن من خروج الشعر في العين، قال: وإن أحببت أن يقل عطاسك فاستعط بدهن المرزنجوش، قلت: مقدار كم؟ قال: مقدار دانق، قال: ففعلت ذلك خمسة أيام فذهب عني» ().

وقال عليه السلام: «من عطس في مرضه كان له أمانا من الموت في تلك العلة، وقال التثاؤب من الشيطان والعطاس من الله عزوجل» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «إذا كان الرجل يتحدث فعطس عاطس فهو شاهد حق» ().

وقال صلي الله عليه و اله: «العطاس للمريض دليل علي العافية وراحة للبدن» ().

الحمد عند العطاس

مسألة: يستحب للإنسان عاطساً أو سامعاً أن يحمد الله تعالي، فعن أبي عبد الله عليه السلام قال: من قال إذا سمع عاطسا: الحمد لله علي كل حال ما كان من أمر الدنيا والآخرة وصلي الله علي محمد وآله، لم ير في فمه سوء» ().

وعنه عليه السلام قال: قال النبي صلي الله عليه و اله: «من سبق العاطس بالحمد عوفي من وجع الضرس والخاصرة» ().

وعن الصادق عليه السلام قال: «إذا عطس الإنسان فقال: الحمد لله، قال الملكان الموكلان به: رب العالمين كثيرا لا شريك له، فإن قالها العبد، قال الملكان: وصلي الله علي محمد، فإن قالها العبد قالا: وعلي آل محمد، فإن قالها العبد، قال المكان رحمك الله» ().

وفي رواية أخري عنهم عليهم السلام: «إذا عطس الإنسان ينبغي أن يضع سبابته علي قصبة أنفه ويقول: الحمد لله رب العالمين وصلي الله علي محمد وآله الطاهرين رغم أنفي لله رغما داخرا صاغرا

غير مستنكف ولا مستحسر» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «من سمع عطسة فحمد الله وأثني عليه وصلي علي محمد وأهل بيته لم يشتك ضرسه ولا عينه أبدا، ثم قال: وإن سمعها وبينه وبين العاطس البحر فلا يدع أن يقول ذلك» ().

وعن أمير المؤمنين عليه السلام قال: «من قال إذا عطس: الحمد لله رب العالمين علي كل حال، لم يجد وجع الأذنين والأضراس» ().

وقال صلي الله عليه و اله: «إذا عطس المرء المسلم ثم سكت لعلة تكون به، قالت الملائكة عنه: الحمد لله رب العالمين، فإن قال: الحمد لله رب العالمين، قالت الملائكة: يغفر الله لك» ().

تسميت العاطس

مسألة: يستحب تسميت العاطس، قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في حديث الأربعمائة: «إذا عطس أحدكم فسمتوه، قولوا: يرحمكم الله، وهو يقول: يغفر الله لكم ويرحمكم، قال الله عزوجل: ?وَإِذا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْها أَوْ رُدُّوها?()» ().

وعن عبد الله بن أبي يعفور قال: حضرت مجلس أبي عبد الله عليه السلام وكان إذا عطس رجل في مجلسه فقال أبو عبد الله عليه السلام رحمك الله قالوا آمين، فعطس أبو عبد الله عليه السلام فخجلوا ولم يحسنوا أن يردوا عليه، قال: «فقولوا أعلي الله ذكرك» ().

وفي رواية أخري عنهم عليهم السلام: « … وإذا عطس غيره فليسمته وليقل يرحمك الله، مرة أو مرتين أو ثلاثا، فإذا زاد فليقل شفاك الله، وإذا أراد أن يسمت المؤمن فليقل: يرحمك الله، وللمرأة: عافاك الله، وللصبي: زرعك الله، وللمريض: شفاك الله، وللذمي: هداك الله، وللنبي والإمام عليه السلام: صلي الله عليك، وإذا سمته غيره فليرد عليه وليقل: يغفر الله لنا ولكم» ().

وعن أبي جعفر عليه السلام قال: «إذا عطس

الرجل ثلاثا فسمته ثم اتركه بعد ذلك» ().

وعن أمير المؤمنين عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «إن أحدكم ليدع تسميت أخيه إن عطس فيطالبه يوم القيامة فيقضي له عليه» ().

وعن تسنيم خادم الإمام الحسن بن علي العسكري عليه السلام قال: قال لي صاحب الزمان عليه السلام وقد دخلت عليه بعد مولده بليلة فعطست فقال: «يرحمك الله»، قال تسنيم: ففرحت بذلك، فقال: «ألا أبشرك بالعطاس»، فقلت: بلي، فقال: «هو أمان من الموت ثلاثة أيام» ().

النجاسات وأحكامها

مسألة: يجب الاجتناب عن النجاسات في الجملة، علي تفصيل مذكور في كتاب الطهارة()، فإنها تؤثر سلباً علي صحة الإنسان، وهناك روايات كثيرة في الباب، نشير إلي بعضها للإلمام.

عن محمد بن مسلم عن أحدهما عليه السلام قال: سألته عن البول يصيب الثوب، فقال: «اغسله مرتين» ().

وعن سماعة قال: سألته عن بول الصبي يصيب الثوب، فقال: «اغسله»، قلت: فإن لم أجد مكانه، قال: «اغسل الثوب كله» ().

وعن إبراهيم بن عبد الحميد قال: سألت أبا الحسن عليه السلام عن الثوب يصيبه البول فينفذ إلي الجانب الآخر، وعن الفرو وما فيه من الحشو، قال: «اغسل ما أصاب منه ومس الجانب الآخر فإن أصبت مس شيء منه فاغسله وإلا فانضحه بالماء» ().

وعن عبد الله بن سنان قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: «اغسل ثوبك من أبوال ما لا يؤكل لحمه» ().

وعن الحسن بن زياد قال: سئل أبو عبد الله عليه السلام عن الرجل يبول فيصيب فخذه وركبته قدر نكتة من بول فيصلي ثم يذكر بعد أنه لم يغسله، قال: يغسله ويعيد صلاته» ().

وعن إبراهيم بن أبي محمود، قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: يستنجي ويغسل ما ظهر منه علي الشرج

ولا يدخل فيه الأنملة» ().

وعن العيص بن القاسم قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن رجل بال في موضع ليس فيه ماء فمسح ذكره بحجر وقد عرق ذكره وفخذاه، قال: «يغسل ذكره وفخذيه» الحديث ().

وعن أحدهما عليه السلام: «في المني يصيب الثوب فإن عرفت مكانه فاغسله، وإن خفي عليك فاغسله كله» ().

وعن العلاء عن محمد عن أحدهما عليه السلام قال: سألته عن المذي يصيب الثوب، فقال: «ينضحه بالماء إن شاء»، وقال: في المني يصيب الثوب، قال: «إن عرفت مكانه فاغسله وإن خفي عليك فاغسله كله» ().

وعن زرارة قال: قلت: أصاب ثوبي دم رعاف أو غيره أو شيء من مني، إلي أن قال: قلت: فإني قد علمت أنه قد أصابه ولم أدر أين هو فأغسله، قال: «تغسل من ثوبك الناحية التي تري أنه قد أصابها حتي تكون علي يقين من طهارتك» (). الحديث.

وعن الفضل أبي العباس قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: «إذا أصاب ثوبك من الكلب رطوبة فاغسله، وإن مسه جافاً فاصبب عليه الماء» ().

وعن الفضل أبي العباس في حديث أنه سأل أبا عبد الله عليه السلام عن الكلب، فقال: «رجس نجس لا تتوضأ بفضله واصبب ذلك الماء واغسله بالتراب أول مرة ثم بالماء» ().

وعن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن الكلب يشرب من الإناء، قال: «اغسل الإناء» (). الحديث.

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «إذا ولغ الكلب في الإناء فصبه» ().

وعن أبي سهل القرشي قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن لحم الكلب، فقال: «هو مسخ»، قلت: هو حرام، قال: «هو نجس» أعيدها عليه ثلاث مرات كذلك يقول: «هو نجس» ().

قال علي بن جعفر:

وسألته عن خنزير يشرب من إناء كيف يصنع به، قال عليه السلام: «يغسل سبع مرات» ().

وعن علي بن رئاب، عن أبي عبد الله عليه السلام في الشطرنج، قال: «المقلب لها كالمقلب لحم الخنزير»، قلت: وما علي من قلب لحم الخنزير، قال: «يغسل يده» ().

وعن علي بن محمد قال: سألته عن خنزير أصاب ثوباً وهو جاف هل تصلح الصلاة فيه قبل أن يغسله، قال: «نعم ينضحه بالماء ثم يصلي فيه» () الحديث.

وعن حفص بن البختري، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «لا تشرب من ألبان الإبل الجلالة، وإن أصابك شيء من عرقها فاغسله» ().

وعن الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام في حديث قال: سألته عن الرجل يصيب ثوبه جسد الميت، فقال: «يغسل ما أصاب الثوب» ().

وعن عبد الله بن سنان قال: سأل أبي أبا عبد الله عليه السلام عن الذي يعير ثوبه لمن يعلم أنه يأكل الجري أو يشرب الخمر فيرده أيصلي فيه قبل أن يغسله، قال: لايصلي فيه حتي يغسله» ().

وعن بعض من رواه عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «إذا أصاب ثوبك خمر أو نبيذ مسكر فاغسله إن عرفت موضعه، وإن لم تعرف موضعه فاغسله كله، وإن صليت فيه فأعد صلاتك» ().

وعن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «لا تصل في بيت فيه خمر ولا مسكر لأن الملائكة لا تدخله، ولا تصل في ثوب أصابه خمر أو مسكر حتي تغسل» ().

وعن خيران الخادم قال: كتبت إلي الرجل عليه السلام أسأله عن الثوب يصيبه الخمر ولحم الخنزير أيصلي فيه أم لا، فإن أصحابنا قد اختلفوا فيه، فقال بعضهم: صل فيه فإن الله إنما حرم شربها، وقال بعضهم: لا تصل فيه،

فكتب عليه السلام: «لاتصل فيه فإنه رجس» (). الحديث.

الانتفاع المحلل

مسألة: لا بأس ببيع النافع من البول والعذرة والدم وغير ذلك، لأجل الاستفادة في المنافع المحللة.

قال أبو عبد الله عليه السلام: «لا بأس ببيع العذرة» ().

أما ما ورد عن أبي عبد الله عليه السلام: «ثمن العذرة من السحت» ().

أو قوله: «حرام بيعها وثمنها» ()

فذلك محمول علي ما إذا لم يكن لها فائدة مثل التسميد في المزارع وغير ذلك.

إذا غلي العصير العنبيّ

مسألة: يحرم العصير العنبي والتمري وغيرهما إذا غلي ولم يذهب ثلثاه ويجوز بعد ذهابهما.

عن زيد النّرسيّ قال: سئل أبو عبد اللّه عليه السلام عن الزّبيب يدقّ ويلقي في القدر ثمّ يصبّ عليه الماء ويوقد تحته؟ فقال: «لا تأكله حتّي يذهب الثّلثان ويبقي الثّلث..» ().

وكتب أمير المؤمنين عليه السلام إلي الأسود بن قطنة: «واطبخ للمسلمين قبلك من الطّلاء ما يذهب ثلثاه» ().

النهي عن الخمر

مسألة: الخمر حرام بجميع أنواعها، وكذا يحرم جميع أنواع التقلب فيها من البيع والشراء وما أشبه.

قال الإمام الرضا عليه السلام: «الخمر حرام بعينها والمسكر من كلّ شراب فما أسكر كثيره فقليله حرام، ولها خمسة أسام: فالعصير من الكرم وهي الخمرة الملعونة، والنّقيع من الزّبيب، والبتع من العسل، والمزر من الشّعير وغيره، والنّبيذ من التّمر» ().

وعن رسول اللّه صلي الله عليه و اله قال: «إنّ من التّمر لخمراً، وإنّ من العنب لخمراً، وإنّ من الزّبيب لخمراً، وإنّ من العسل لخمراً، وإنّ من الحنطة لخمراً، وإنّ من الشّعير لخمراً» ().

وعن أبي جعفر عليه السلام قال: «ما زالت الخمر في علم اللّه وعند اللّه حراماً، وأنّه لا يبعث اللّه نبيّاً ولا يرسل رسولاً إلا ويجعل في شريعته تحريم الخمر، وما حرّم اللّه حراماً فأحلّه من بعد إلا للمضطرّ ولا أحلّ اللّه حلالا ثمّ حرّمه» ().

وعن عبد اللّه بن سنان قال: سألته عن النّصف من شعبان، فقال: «ما عندي فيه شيء ولكن إذا كان ليلة تسع عشرة من شهر رمضان قسم فيها الأرزاق وكتب فيها الآجال وخرج فيها صكاك الحاجّ واطّلع اللّه إلي عباده فغفر اللّه لهم إلا شارب الخمر..» ().

وعن أبي جعفر عليه السلام قال: «مدمن الخمر يلقي اللّه حين يلقاه كعابد الوثن، ومن شرب منها شربةً

لم يقبل اللّه منه صلاة أربعين ليلةً» ().

وعن جعفر بن محمّد عليه السلام أنّه قال: «حرّمت الجنّة علي مدمن الخمر وعابد وثن وعدوّ آل محمّد عليه السلام ومن شرب الخمر فمات بعد ما شربها بأربعين يوماً لقي اللّه كعابد وثن» ().

وعن الحسن بن عليّ عليه السلام أنّه كتب إلي معاوية كتاباً يقرّعه فيه ويبكّته بأمور كان فيه ثمّ: «ولّيت ابنك وهو غلام يشرب الشّراب ويلهو بالكلاب فخنت أمانتك وأخربت رعيّتك ولم تؤدّ نصيحة ربّك، فكيف تولّي علي أمّة محمّد صلي الله عليه و اله من يشرب المسكر وشارب المسكر من الفاسقين، وشارب المسكر من الأشرار، وليس شارب المسكر بأمين علي درهم فكيف علي الأمّة، فعن قليل ترد علي عملك حين تطوي صحائف الاستغفار» ().

وأهدي تميم الدّاريّ راويةً من خمر إلي النّبيّ صلي الله عليه و اله فقال صلي الله عليه و اله: «هي حرام» ().

وقال صلي الله عليه و اله: «إنّ شارب الخمر يموت عطشان ويدخل القبر عطشان ويبعث وهو عطشان وينادي ألف سنة: وا عطشاه، فيؤتي ?بماء كالمهل يشوي الوجوه?() فينضج وجهه ويتناثر أسنانه وعيناه في ذلك الماء، فإذا شرب صهر ما في بطنه» ثمّ قال: «إنّ شرب الخمر يعلو الخطايا كما أنّ شجرته في البستان تعلو الأشجار» ().

و قال صلي الله عليه و اله: «إيّاكم والخمر فإنّها مفتاح كلّ شرّ» ().

وفي فقه الرّضا عليه السلام: «واعلم أنّ شارب الخمر كعبدة الأوثان وكناكح أمّه في حرم اللّه، وهو يحشر يوم القيامة مع اليهود والنّصاري والمجوس والّذين أشركوا أولئك حزب الشّيطان ألا إنّ حزب الشّيطان هم الخاسرون، واعلم أنّ من شرب من الخمر قدحاً واحداً لا يقبل اللّه صلاته أربعين يوماً، وإن كان مؤمناً فليس

له في الإيمان حظّ ولا في الإسلام له نصيب، لا يقبل منه الصّرف ولا العدل وهو أقرب إلي الشّرك من الإيمان، خصماء اللّه وأعداؤه في أرضه شرّاب الخمر والزّناة، فإن مات في أربعين يوماً لا ينظر اللّه إليه يوم القيامة ولا يكلّمه ولا يزكّيه وله عذاب أليم، ولا يقبل توبته في أربعين وهو في النّار لا شكّ فيه، إلي أن قال: وإنّ اللّه تعالي حرّم الخمر لما فيها من الفساد وبطلان العقول في الحقائق وذهاب الحياء من الوجه، وإنّ الرّجل إذا سكر فربّما وقع علي أمّه أو قتل النفس الّتي حرّم اللّه ويفسد أمواله ويذهب بالدّين ويسيء المعاشرة ويوقع العربدة وهو يورث مع ذلك الدّاء الدّفين، فمن شرب الخمر في دار الدّنيا سقاه اللّه من طينة خبال وهو صديد أهل النّار» ().

و قال عليه السلام: «والخمر يورث فساد القلب ويسوّد الأسنان ويبخر الفم ويبعّد من اللّه ويقرّب من سخطه وهو من شراب إبليس» ().

وعن رسول اللّه صلي الله عليه و اله قال: «والّذي بعثني بالحقّ نبيّاً إنّ شارب الخمر يجيء يوم القيامة مسودّاً وجهه أزرق عيناه قالصاً شفتاه ويسيل لعابه علي قدميه يقذر من رآه» ().

و قال صلي الله عليه و اله: «والّذي بعثني بالحقّ نبيّاً إنّ شارب الخمر يموت عطشان وفي القبر عطشان ويبعث يوم القيامة وهو عطشان وينادي: وا عطشاه ألف سنة فيؤتي ?بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشّراب?() فينضج وجهه ويتناثر أسنانه وعيناه في ذلك الإناء فليس له بدّ من أن يشرب فصهر ما في بطنه» ().

وقال صلي الله عليه و اله لأهل الشّام: «واللّه الّذي بعثني بالحقّ من كان في قلبه آية من القرآن ثمّ صبت عليه الخمر يأتي كلّ حرف

يوم القيامة فيخاصمه بين يدي اللّه عزّوجلّ ومن كان له القرآن خصماً كان اللّه له خصماً ومن كان اللّه له خصماً فهو في النّار» ().

وقال رسول اللّه صلي الله عليه و اله: «إنّ في جهنّم لوادياً يستغيث منه أهل النّار كلّ يوم سبعين ألف مرّة، وفي ذلك الوادي بيت من نار، وفي ذلك البيت جبّ من النّار، وفي ذلك الجبّ تابوت من النّار، وفي ذلك التّابوت حيّة لها ألف رأس، في كلّ رأس ألف فم، في كلّ فم عشرة آلاف ناب، وكلّ ناب ألف ذراع» قال أنس: قلت: يا رسول اللّه لمن يكون هذا العذاب قال: «لشارب الخمر من حملة القرآن» ().

و قال صلي الله عليه و اله: «شارب الخمر كعابد الوثن» ().

وعنه صلي الله عليه و اله أنّه قال: «العبد إذا شرب شربةً من الخمر ابتلاه اللّه بخمسة أشياء: الأوّل قساوة قلبه، والثّاني تبرّأ منه جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وجميع الملائكة، والثّالث تبرّأ منه جميع الأنبياء والأئمّة عليه السلام، والرّابع تبرّأ منه الجبّار جلّ جلاله، والخامس قوله عزّ وجلّ: ?وأمّا الّذين فسقوا فمأواهم النّار كلّما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها وقيل لهم ذوقوا عذاب النّار الّذي كنتم به تكذّبون?()» ().

وعنه صلي الله عليه و اله: «إذا كان يوم القيامة يخرج من جهنّم جنس من عقرب رأسه في السّماء السّابعة وذنبه تحت الثّري وفمه من المشرق إلي المغرب فقال: أين من حارب اللّه ورسوله، ثمّ هبط جبرئيل فقال: يا عقرب من تريد، قال: عقرب أريد خمسةً نفر: تارك الصّلاة، ومانع الزّكاة، وآكل الرّبا، وشارب الخمر، وقوماً يحدّثون في المسجد حديث الدّنيا» ().

وعن أبي أمامة عن رسول اللّه صلي الله عليه و اله أنّه قال في

حديث: «قال اللّه تعالي: وعزّتي ما من أحد يشرب شربةً من الخمر إلا أسقيه مثلها من الصّديد يوم القيامة مغفوراً كان أو معذّباً وما من أحد يتركه إلا أسقيه من حوض القدس» ().

وفي جامع الأخبار، عنه صلي الله عليه و اله قال: «حلف ربّي بعزّته وجلاله لا يشرب عبد من عبادي جرعةً من خمر إلا سقيته مثلها من الصّديد مغفوراً كان أو معذّباً، ولايتركها عبد من مخافتي إلا سقيته مثلها من حياض القدس» ().

وقال صلي الله عليه و اله: «من شرب الخمر في الدّنيا سقاه اللّه تعالي يوم القيامة من سمّ الأساود ومن سمّ العقارب شربةً يتساقط لحم وجهه في الإناء قبل أن يشربها، فإذا شربها تفسّخ لحمه وجلده كالجيفة يتأذّي به أهل الجمع ثمّ يؤمر به إلي النّار إلي أن قال: وكان حقّاً علي اللّه أن يسقيه بكلّ جرعة في الدّنيا شربةً من صديد جهنّم، إلي أن قال: قال رسول اللّه صلي الله عليه و اله: مثل شارب الخمر كمثل الكبريت فاحذروه لا ينتّنكم كما ينتّن الكبريت، فإنّ شارب الخمر يصبح ويمسي في سخط اللّه، وما من أحد يبيت سكراناً (سكران) إلا كان للشّيطان عروساً إلي الصّباح، فإذا أصبح وجب عليه أن يغتسل كما يغتسل للجنابة، فإن لم يغتسل لم يقبل منه صرف ولا عدل، ولا يمشي علي ظهر الأرض أبغض إلي اللّه من شارب الخمر» ().

وعنه صلي الله عليه و اله أنّه قال: «من شرب الخمر مساءً أصبح مشركاً، ومن شرب صباحاً أمسي مشركاً، وما أسكر الكثير فقليله حرام» ().

وقال صلي الله عليه و اله: «شارب الخمر يعذّبه اللّه تعالي بستّين وثلاثمائة نوع من العذاب» ().

وعن أصبغ بن نباتة قال: قال أمير المؤمنين

عليه السلام: «الفتنة ثلاثة: حبّ النّساء وهو سيف الشّيطان، وحبّ الخمر وهو رمح الشّيطان، إلي أن قال: ومن أحبّ شربة الخمر حرمت عليه الجنّة» الحديث().

وعن النّبيّ صلي الله عليه و اله قال: «شارب الخمر مكذّب بكتاب اللّه، إذ مصدّق كتاب اللّه حرّم حرامه» ().

وعن عليّ بن يقطين قال: سأل المهديّ أبا الحسن عليه السلام عن الخمر هل هي محرّمة في كتاب اللّه فإنّ النّاس يعرفون النّهي ولا يعرفون التّحريم، فقال أبو الحسن عليه السلام: «بل هي محرّمة»، قال: في أيّ موضع هي محرّمة بكتاب اللّه يا أبا الحسن؟ قال: «قول اللّه تبارك وتعالي: ?قل إنّما حرّم ربّي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحقّ?() إلي أن قال: وأمّا الإثم فإنّها الخمر بعينها وقد قال اللّه في موضع آخر: ?يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للنّاس?() فأمّا الإثم في كتاب اللّه فهي الخمر والميسر فهي النّرد والشّطرنج وإثمهما كبير كما قال اللّه» ().

من أحكام الخمر

مسألة: لا يجوز سقي الخمر صبيّاً ولا مملوكاً ولا كافراً، وكذا كلّ محرّم، وكراهة سقي الدّوابّ الخمر وكلّ محرّم وإطعامها إيّاه.

عن رسول اللّه صلي الله عليه و اله: «أنّه نهي أن يعالج بالخمر والمسكر وأن تسقي الأطفال والبهائم» ().

و قال صلي الله عليه و اله: «الإثم علي من سقاها» ().

وروي: «أنّ من سقي صبيّاً جرعةً من مسكر سقاه اللّه من طينة الخبال حتّي يأتي بعذر ممّا أتي أن لا يأتي أبداً يفعل به ذلك مغفوراً له أو معذّباً» ().

وعن رسول اللّه صلي الله عليه و اله أنّه قال في حديث في الخمر: «ألا ومن سقاها غيره يهوديّاً أو نصرانيّاً أو امرأةً أو صبيّاً أو من كان

من النّاس فعليه كوزر من شربها» ().

وعن النّبيّ صلي الله عليه و اله أنّه قال: «كلّ مسكر خمر وكلّ خمر حرام، إلي أن قال: ومن سقاه صغيراً لا يعرف حلاله من حرامه كان حقّاً علي اللّه أن يسقيه من طينة الخبال» ().

وعن رسول اللّه صلي الله عليه و اله أنّه قال في حديث: «إنّ اللّه تعالي قال: وعزّتي ما من أحد يسقي صبيّاً أو ضعيفاً شربةً من الخمر إلا أسقيه مثلها من الصّديد يوم القيامة معذّباً كان أو مغفوراً» ().

شارب الخمر

مسألة: يكره تزويج شارب الخمر وقبول شفاعته وتصديق حديثه وائتمانه علي أمانة وعيادته وحضور جنازته ومجالسته.

في فقه الرّضا عليه السلام: «وإيّاك أن تزوّج شارب الخمر، فإن زوّجته فكأنّما قدت إلي الزّنا، ولا تصدّقه إذا حدّثك ولا تقبل شفاعته ولا تأمنه علي شيء من مالك، فإن ائتمنته فليس لك علي اللّه ضمان، ولا تؤاكله ولا تصاحبه ولا تضحك في وجهه ولا تصافحه ولا تعانقه، إن مرض فلا تعده، فإن مات فلا تشيّع لجنازته إلي أن قال: ولا تجالس شارب الخمر ولا تسلّم عليه إذا جزت به فإن سلّم عليك فلا تردّ السّلام بالمساء والصبح ولا تجتمع معه في مجلس فإنّ اللّعنة إذا نزلت عمّت من في المجلس» ().

وعن أبي الحسن موسي عليه السلام قال: قال أبي جعفر عليه السلام: «يا بنيّ إنّ من ائتمن شارب خمر علي أمانة فلم يؤدّها لم يكن له علي اللّه ضمان ولا أجر ولا خلف، ثمّ إن ذهب ليدعو اللّه عليه لم يستجب اللّه دعاءه» ().

وعنه صلي الله عليه و اله قال: «ألا من أطعم شارب الخمر بلقمةً من الطّعام أو شربةً من الماء لسلّط اللّه تعالي في قبره حيّات وعقارب

طول أسنانها مائة وعشرة ذراع وأطعمه اللّه من صديد جهنّم يوم القيامة ومن قضي حاجته فكأنّما قتل ألف مؤمن أو هدم الكعبة ألف مرّة..» ().

وقال النّبيّ صلي الله عليه و اله: «لا تجالسوا مع شارب الخمر ولا تعودوا مرضاهم ولا تشيّعوا جنازتهم ولا تصلّوا علي أمواتهم فإنّهم كلاب أهل النّار، كما قال اللّه عزّ وجلّ ?اخسؤوا فيها ولا تكلّمون?()» ().

وقال صلي الله عليه و اله: «مجاورة اليهود والنّصاري خير من مجاورة شارب الخمر، ولاتصادقوا شارب الخمر فإنّ مصادقته ندامة» ().

وعن النّبيّ صلي الله عليه و اله أنّه قال: «من أطعم شارب الخمر لقمةً سلّط اللّه علي جسده حيّةً وعقرباً، ومن قضي حاجته فقد أعان علي هدم الإسلام، ومن أقرضه فقد أعان علي قتل مؤمن، ومن جالسه حشره اللّه يوم القيامة أعمي لا حجّة له، ومن شرب الخمر فلا تزوّجوه وإن مرض فلا تعودوه» ().

وقال جعفر الصّادق عليه السلام: «ليس شارب الخمر أهلا أن يزوّج ولا أن يؤتمن علي أمانة لقوله تعالي: ?ولا تؤتوا السّفهاء أموالكم?()» ().

وقال أمير المؤمنين عليه السلام: «مصادقة اليهود والنّصاري خير من مصادقة شارب الخمر ومن صافح شارب الخمر كتب عليه خطيئة» ().

وعن محمّد بن الحنفيّة عن أبيه أمير المؤمنين عليّ عليه السلام عن النّبيّ صلي الله عليه و اله قال: «من شرب الخمر بعد ما حرّمه اللّه علي لساني فإن خطب فلا يزوّج، وإن حدّث فلا يصدّق، وإن شفع فلا يشفّع، ولا يؤتمن علي شيء، فإن ائتمنه علي أمانة فهلكت فحقّ علي اللّه تعالي أن لا يعوّضه منها» ().

حرمة الخمر والمسكر

مسألة: الخمر من الكبائر وهكذا كل مسكر.

عن عليّ عليه السلام قال: «السّكر من الكبائر» ().

وعن النّبيّ صلي الله عليه و اله

أنّه قال: «جمع الشّرّ في بيت وجعل مفتاحه شرب الخمر» ().

و قال صلي الله عليه و اله: «الخمر أمّ الخبائث» ().

وقال صلي الله عليه و اله: «من مات سكران عاين ملك الموت سكران ودخل القبر سكران ويوقف بين يدي اللّه تعالي سكران فيقول اللّه عزّوجلّ له: ما لك، فيقول: أنا سكران، فيقول اللّه بهذا أمرتك، اذهبوا به إلي سكران، فيذهب إلي جبل في وسط جهنّم فيه عين تجري مدّةً ودماءً لا يكون طعامه وشرابه إلا منه» ().

وقال صلي الله عليه و اله: «الخمر جماع الإثم وأمّ الخبائث ومفتاح الشّرّ» ().

وقال صلي الله عليه و اله في حديث: «فو الّذي بعثني بالحقّ نبيّاً إنّه ما شرب الخمر إلا ملعون في التّوراة والإنجيل والقرآن» ().

وعن عليّ عليه السلام قال: «إنّ خمسة أشياء تقع بخمسة أشياء ولا بدّ لتلك الخمسة من النّار، إلي أن قال: ومن شرب المثلّث فلابدّ له من شرب الخمر ولابدّ لشارب المسكر من النّار» ().

وعن أحمد بن إسماعيل الكاتب عن أبيه قال: أقبل محمّد بن عليّ عليه السلام في المسجد الحرام فقال: بعضهم لو بعثتم إليه بعضكم يسأله، فأتاه شابّ منهم فقال له: يا عمّ ما أكبر الكبائر، قال: «شرب الخمر» فأتاهم فقالوا له: عد إليه، فلم يزالوا به حتّي عاد إليه فسأله فقال له: «أ لم أقل لك يا ابن أخي شرب الخمر إنّ شرب الخمر يدخل صاحبه في الزّنا والسّرقة وقتل النّفس الّتي حرّم وفي الشّرك وأفاعيل الخمر تعلو كلّ ذنب كما تعلو شجرتها كلّ شجرة» ().

وعن رسول اللّه صلي الله عليه و اله أنّه قال: «يا ابن مسعود والّذي بعثني بالحقّ ليأتي علي النّاس زمان يستحلّون الخمر ويسمّونه النّبيذ عليهم لعنة

اللّه والملائكة والنّاس أجمعين أنا منهم بري ء وهم منّي برآء» ().

وعنه صلي الله عليه و اله قال: «لا يجمع الخمر والإيمان في جوف أو قلب رجل أبداً» ().

وعن جعفر بن محمّد عليه السلام أنّه قال: «من شرب مسكراً فأذهب عقله خرج منه روح الإيمان» ().

وعن عليّ عليه السلام أنّه قال: «لا توادّوا من يستحلّ المسكر فإنّ شاربه مع تحريمه أيسر من هالك يستحلّه أو يحلّه، وإن لم يشربه فكفي بتحليله إيّاه براءةً وردّاً لما جاء به النّبيّ صلي الله عليه و اله ورضًي بالطّواغيت» ().

وعن النّبيّ صلي الله عليه و اله قال: «إنّ اللّه لا يجمع الخمر والإيمان في جوف امرئ أبداً» ().

وعن النّبيّ صلي الله عليه و اله قال: «شارب الخمر ملعون شارب الخمر كعبدة الأوثان يحشر يوم القيامة مع فرعون وهامان» ().

وعن عليّ بن مزيد قال: حضرت أبا عبد اللّه عليه السلام ورجل يسأله عن شارب الخمر أتقبل صلاته، فقال أبو عبد اللّه عليه السلام: «لا تقبل صلاة شارب الخمر أربعين يوماً إلا أن يتوب، قال له الرّجل: فإن تاب من يومه وساعته، قال: يقبل توبته وصلاته إذا تاب وهو يعقله فأمّا أن يكون في سكره فما يعبأ بتوبته» ().

حرمة المسكر قليله وكثيره

مسألة: يحرم كلّ مسكر، قليلا كان أو كثيراً.

عن أبي بصير قال دخلت علي حميدة أعزّيها بأبي عبد اللّه عليه السلام فبكت ثمّ قالت: يا أبا محمّد لو شهدته حين حضره الموت وقد قبض إحدي عينيه ثمّ قال: «ادعوا لي قرابتي ومن لطف بي» فلمّا اجتمعوا حوله، قال: «إنّ شفاعتنا لا تنال مستخفّاً بالصّلاة ولم يرد علينا الحوض من يشرب من هذه الأشربة» فقال له بعضهم: أيّ أشربة هي، فقال: «كلّ مسكر»

().

وعن فاطمة عليه السلام قالت: قال لي رسول اللّه صلي الله عليه و اله «يا حبيبة أبيها كلّ مسكر حرام وكلّ مسكر خمر» ().

وقال عليه السلام: «ولا يرد علي رسول اللّه صلي الله عليه و اله من أكل مالا حراماً، لا واللّه، لا واللّه، لا واللّه، ولا يشرب من حوضه ولا تناله شفاعته، لا واللّه، ولا من أدمن علي شرب شيء من هذه الأشربة المسكرة» ().

وعن عليّ عليه السلام أنّه سمع رسول اللّه صلي الله عليه و اله يقول: «لا أحلّ مسكراً كثيره وقليله حرام» ().

وعن أبي جعفر محمّد بن عليّ عليه السلام أنّه قال: «كلّ مسكر حرام» قيل له: أعنك، قال: «لا بل قاله رسول اللّه صلي الله عليه و اله قيل: كلّه، قال: نعم الجرعة منه حرام» ().

وعن جعفر بن محمّد عليه السلام أنّه قال: «حرّم رسول اللّه صلي الله عليه و اله المسكر من كلّ شراب وما حرّمه رسول اللّه صلي الله عليه و اله فقد حرّمه اللّه، وكلّ مسكر حرام» ().

وقال صلي الله عليه و اله: «الخمر حرام بعينها والمسكر من كلّ شراب» ().

وعن رسول اللّه صلي الله عليه و اله أنّه قال: «ليس منّي من استخفّ بالصّلاة ليس منّي من شرب مسكراً لا يرد عليّ الحوض لا واللّه» ().

فقه الرّضا عليه السلام: «اعلم يرحمك اللّه أنّ اللّه تبارك وتعالي حرّم الخمر بعينه وحرّم رسول اللّه صلي الله عليه و اله كلّ شراب مسكر» ().

وعن النّبيّ صلي الله عليه و اله أنّه قال: «من شرب الخمر في الدّنيا سقاه اللّه يوم القيامة من سمّ الأساود إلي أن قال ثمّ قال رسول اللّه صلي الله عليه و اله: ألا وإنّ اللّه عزّ

وجلّ حرّم الخمر بعينها والمسكر من كلّ شراب ألا وإنّ كلّ مسكر حرام» ().

وعن جابر بن يزيد الجعفيّ عن جعفر عليه السلام قال سمعته يقول: «إنّ نبيّ اللّه صلي الله عليه و اله رفع ذات يوم يديه حتّي رئي بياض إبطيه فقال: اللّهمّ إنّي لم أحلّ مسكراً» ().

وعن النّبيّ صلي الله عليه و اله قال: «كلّ مسكر خمر وكلّ خمر حرام ومن شرب مسكراً نجست صلاته أربعين صباحاً فإن تاب تاب اللّه عليه فإن عاد (الرّابعة) كان حقّاً علي اللّه أن يسقيه من طينة الخبال، قيل: وما طينة الخبال، قال: صديد أهل النّار» ().

والقطب الرّاونديّ في فقه القرآن، في قوله تعالي: ?واذكروا نعمة اللّه عليكم وميثاقه الّذي واثقكم به إذ قلتم سمعنا وأطعنا?() قال أبو جعفر عليه السلام: «الميثاق هو ما بيّن لهم في حجّة الوداع من تحريم كلّ مساء وكيفيّة الوضوء علي ما ذكره اللّه في كتابه ونصب أمير المؤمنين عليه السلام إماماً للخلق كافّةً» ().

وعن عبد اللّه بن سنان عن الصّادق عليه السلام قال: «إنّ اللّه عزّ وجلّ حرّم علي شيعتنا المسكر من كل شراب وعوّضهم عن ذلك المتعة» ().

وقال رسول اللّه صلي الله عليه و اله: «ثلاثة لا ينظر اللّه إليهم: المنّان بالفعل، وعاقّ والديه، ومدمن خمر» ().

وعن أنس أنّ النّبيّ صلي الله عليه و اله قال: «إنّ اللّه بني الفردوس بيده وحظرها علي كلّ مشرك ومدمن الخمر سكّير» ().

وعن جعفر بن محمّد عليه السلام أنّه قال: «حرمت الجنّة علي ثلاثة: مدمن الخمر وعابد وثن وعدوّ آل محمّد عليه السلام» ().

وعن رسول اللّه صلي الله عليه و اله أنّه قال: «ثلاثة لا يحجبون عن النّار: العاقّ والديه والمدمن الخمر إلي أن قال

قيل: وما المدمن في الخمر قال: «الّذي إذا وجدها شربها» ().

وعنه صلي الله عليه و اله قال: «يجي ء مدمن الخمر يوم القيامة مزرقةً عيناه مسودّاً وجهه مائلاً شقّه يسيل لعابه مشدودة ناصيته إلي إبهام قدميه خارجاً يده من صلبه فيفزع منه أهل الجمع إذا رأوه مقبلاً إلي الحساب» ().

ما أسكر كثيره فقليله حرام

مسألة: ما أسكر كثيره فقليله حرام.

عن عن جعفر بن محمّد عليه السلام أنّه قال: «حرّم رسول اللّه صلي الله عليه و اله المسكر من كلّ شراب وما حرّمه رسول اللّه صلي الله عليه و اله فقد حرّمه اللّه وكلّ مسكر حرام وما أسكر كثيره فقليله حرام» ().

وعن أبي جعفر محمّد بن عليّ عليه السلام أنّه سئل عن شرب العصير، فقال: «لابأس بشربه من الإناء الطّاهر غير الضّاري اشربه يوماً وليلةً ما لم يسكر كثيره فإذا أسكر كثيره فقليله حرام لا تشربوا خزياً طويلاً فبعد ساعة أو بعد ليلة تذهب لذّة الخمر وتبقي آثامه فاتّقوا اللّه وحاسبوا أنفسكم فإنّما كان شيعة عليّ عليه السلام يعرفون بالورع والاجتهاد والمحافظة ومجانبة الضّغائن والمحبّة لأولياء اللّه» ().

وعن رسول اللّه صلي الله عليه و اله قال: «الخمر حرام بعينه والمسكر من كلّ شراب فما أسكر كثيره فقليله حرام» ().

وقال: «وكلّ شراب يتغيّر العقل منه كثيره وقليله حرام أعاذنا الله وإياكم منها» ().

وعن رسول اللّه صلي الله عليه و اله قال: «ما أسكر الفرق منه فمل ء الكفّ منه حرام» ().

وعنه صلي الله عليه و اله قال: «كلّ مسكر حرام أوّله وآخره» ().

وعن أبي الرّبيع عن أبي عبد اللّه عليه السلام في حديث قال: «إنّ اللّه حرّم الخمر بعينها فقليلها وكثيرها حرام كما حرّم الميتة والدّم ولحم الخنزير وحرّم رسول

اللّه صلي الله عليه و اله الشّراب من كلّ مسكر فما حرّمه رسول اللّه صلي الله عليه و اله فقد حرّمه اللّه إلي أن قال كلّما أسكر كثيره فقليله حرام» ().

وفي الحديث عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال الراوي: سألته عن النّبيذ والخمر بمنزلة واحدة هما، قال: «…إنّ اللّه حرّم الخمر قليلها وكثيرها كما حرّم الميتة والدّم ولحم الخنزير …» ().

وعن النّبيّ صلي الله عليه و اله أنّه قال في حديث: «ومن أدخل عرقاً من عروقه شيئاً ممّا يسكر كثيره عذّب الله عزوجل ذلك العرق ستّين وثلاثمائة نوع من العذاب» ().

كلما فَعل فِعل الخمر

مسألة: كلما فعل فعل الخمر فهو حرام.

عن أبي الحسن الرّضا عليه السلام قال: «كلّ مسكر حرام وكلّ مخمّر حرام والفقاع حرام» ().

وعن جعفر بن محمّد عليه السلام أنّه سئل عن الأواني الضّارية فقال: «إنّه لم يحرّم النّبيذ من جهة الظّروف لكنّه حرّم قليل المسكر وكثيره» ().

وعن رسول اللّه صلي الله عليه و اله قال: «كلّ شراب عاقبته كعاقبة الخمر فهو

حرام» ().

الطهارة والتأثير الصحي

مسألة: أكد الإسلام علي الطهارة والنظافة، فجعلها بين واجب ومستحب، ولا يخفي ما لها من التأثير الصحي علي الإنسان، وهناك روايات كثيرة في باب الوضوء والغسل والتيمم وآدابها وشروطها وأحكامها ذكرناها في الفقه، نشير إلي بعضها للإلمام:

الوضوء

قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «الوضوء نصف الإيمان» ().

وعن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عليهم السلام: «أن علي بن أبي طالب عليه السلام كان يتوضأ لكل صلاة ويقرأ ?إذا قمتم إلي الصلاة فاغسلوا وجوهكم? () الآية، قال جعفر بن محمد عليه السلام: كان أمير المؤمنين عليه السلام يطلب بذلك الفضل، وقد جمع رسول الله صلي الله عليه و اله وجمع أمير المؤمنين عليه السلام وجمع أصحاب رسول الله صلي الله عليه و اله صلوات بوضوء واحد» ().

وروي: «أن الوضوء علي الوضوء نور علي نور، ومن جدد وضوءه من غير حدث آخر، جدد الله عزوجل توبته من غير استغفار» ().

وقال أبو الحسن موسي عليه السلام: «من توضأ للمغرب كان وضوؤه ذلك كفارة لما مضي من ذنوبه في نهاره ما خلا الكبائر، ومن توضأ لصلاة الصبح كان وضوؤه ذلك كفارة لما مضي من ذنوبه في ليلته ما خلا الكبائر» ().

غسل الجنابة

مسألة: غسل الجنابة من الأغسال الواجبة، وهو طهور، ومفيد لصحة الإنسان.قال تعالي: ?وإن كنتم جنباً فاطهروا?().

وقال الشيخ الطوسي رحمة الله عليه في التهذيب() في باب حكم الجنابة وصفة الطهارة منها: الجنابة تكون بشيئين أحدهما إنزال الماء الدافق في النوم واليقظة وعلي كل حال، والآخر بالجماع في الفرج سواء أنزل المجامع أو لم ينزل، هذان حكمان يشترك فيهما الرجل والمرأة، لأن المرأة إذا أمنت سواء كانت في النوم أو اليقظة وجب عليها الغسل، وكذلك إذا دخل بها الرجل سواء أنزلا أم لم ينزلا وجب عليهما الغسل.

وعن محمد بن مسلم عن أحدهما عليه السلام قال: سألته متي يجب الغسل علي الرجل والمرأة، فقال: «إذا أدخله فقد وجب الغسل» () الحديث.

وعن محمد بن إسماعيل قال:

سألت الرضا عليه السلام عن الرجل يجامع المرأة قريباً من الفرج فلا ينزلان متي يجب الغسل، فقال: «إذا التقي الختانان فقد وجب الغسل» قلت: التقاء الختانين هو غيبوبة الحشفة، قال: «نعم» ().

وعن علي بن يقطين قال: سألت أبا الحسن عليه السلام عن الرجل يصيب الجارية البكر لا يفضي إليها أعليها الغسل، قال: «إذا وضع الختان علي الختان فقد وجب الغسل، البكر وغير البكر» ().

وعن الحلبي قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن المفخذ أعليه غسل، قال: «نعم إذا أنزل» ().

وعن عبد الله بن سنان قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن المرأة تري أن الرجل يجامعها في المنام في فرجها حتي تنزل، قال: «تغتسل» ().

وعن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن عليه السلام قال: قلت: تلزمني المرأة أو الجارية من خلفي وأنا متك علي جنبي فتتحرك علي ظهري فتأتيها الشهوة وتنزل الماء أفعليها غسل أم لا، قال: «نعم إذا جاءت الشهوة وأنزلت الماء وجب عليها الغسل» ().

وعن يحيي بن أبي طلحة أنه سأل عبداً صالحاً عن رجل مس فرج امرأته أو جاريته يعبث بها حتي أنزلت عليها غسل أم لا، قال: «أليس قد أنزلت من شهوة» قلت: بلي، قال: «عليها غسل» ().

وعن الحلبي قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن المرأة تري في المنام ما يري الرجل، قال: «إن أنزلت فعليها الغسل وإن لم تنزل فليس عليها الغسل» ().

وعن هشام بن سالم قال: كان أبو عبد الله عليه السلام فيما بين مكة والمدينة، ومعه أم إسماعيل، فأصاب من جارية له، فأمرها فغسلت جسدها وتركت رأسها، وقال لها: «إذا أردت أن تركبي فاغسلي رأسك» ففعلت ذلك، فعلمت بذلك أم إسماعيل فحلقت رأسها، فلما

كان من قابل انتهي أبو عبد الله عليه السلام إلي ذلك المكان، فقالت له أم إسماعيل: أي موضع هذا؟ قال عليه السلام لها: «هذا الموضع الذي أحبط الله فيه حَجَّكِ عام أول» ().

قال الشيخ الطوسي رحمة الله عليه في التهذيب: فهذا الخبر قد وهم الراوي فيه واشتبه عليه، لأنه لا يمتنع أن يكون قد سمع أن يقول لها أبو عبد الله عليه السلام اغسلي رأسك فإذا أردت الركوب فاغسلي جسدك، فاشتبه علي الراوي فروي بالعكس من ذلك والذي يدل علي ذلك أن هشام بن سالم راوي هذا الحديث قد روي ما قلناه().

والرواية التي أشار إليها الشيخ هي رواية هشام بن سالم عن محمد بن مسلم قال: دخلت علي أبي عبد الله عليه السلام فسطاطه، وهو يكلم امرأةً فأبطأت عليه، فقال: «أدنه، هذه أم إسماعيل جاءت، وأنا أزعم أن هذا المكان الذي أحبط الله فيه حجها عام أول، كنت أردت الإحرام، فقلت: ضعوا لي الماء في الخباء، فذهبت الجارية بالماء، فوضعته فاستخففتها فأصبت منها، فقلت: اغسلي رأسك وامسحيه مسحاً شديداً، لا تعلم به مولاتكِ، فإذا أردت الإحرام، فاغسلي جسدك ولا تغسلي رأسك، فتستريب مولاتك»، فدخلت فسطاط مولاتها، فذهبت تتناول شيئاً، فمست مولاتها رأسها، فإذا لزوجة الماء فحلقت رأسها وضربتها، فقلت لها: «هذا المكان الذي أحبط الله فيه حجك» ().

الأغسال الواجبة والمندوبة

مسألة: الأغسال الواجبة والمندوبة طهارة ومؤثرة في صحة الإنسان.

كأغسال النساء من الحيض والاستحاضة والنفاس، وكغسل من مس أجساد الموتي من الناس بعد بردها وقبل تطهيرها بالغسل، وكتغسيل الأموات من الرجال والنساء والأطفال علي تفصيل مذكور في الفقه.

قال تعالي: ?ويسألونك عن المحيض قل هو أذيً فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتي يطهرن?().

وكأغسال شهر رمضان والأغسال المندوبة الأخري

مما جاء بعضها في الرواية التالية بلفظ الوجوب بمعني الثبوت، أو للدلالة علي تأكيد استحبابها:

عن سماعة قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن غسل الجمعة، فقال: «واجب في السفر والحضر إلا أنه رخص للنساء في السفر لقلة الماء، وقال: غسل الجنابة واجب، وغسل الحائض إذا طهرت واجب، وغسل الاستحاضة واجب، إذا احتشت بالكرسف فجاز الدم الكرسف فعليها الغسل لكل صلاتين، وللفجر غسل، فإن لم يجز الدم الكرسف فعليها الغسل كل يوم مرةً، والوضوء لكل صلاة، وغسل النفساء واجب، وغسل المولود واجب، وغسل الميت واجب، وغسل من غسل ميتاً واجب، وغسل المحرم واجب، وغسل يوم عرفة واجب، وغسل الزيارة واجب إلا من علة، وغسل دخول البيت واجب، وغسل دخول الحرم يستحب أن لا يدخله إلا بغسل، وغسل المباهلة واجب، وغسل الاستسقاء واجب، وغسل أول ليلة من شهر رمضان يستحب، وغسل ليلة إحدي وعشرين سنة، وغسل ليلة ثلاث وعشرين سنة لا يتركها لأنه يرجي في إحداهن ليلة القدر، وغسل يوم الفطر وغسل يوم الأضحي سنة لا أحب تركها، وغسل الاستخارة مستحب» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «الغسل في سبعة عشر موطناً، منها الفرض ثلاثة» فقلت: جعلت فداك ما الفرض منها، قال: «غسل الجنابة وغسل من غسل ميتاً والغسل للإحرام» ().

أقول: الفرض في غسل الإحرام لمن نذر ذلك، أو أن ثوابه ثواب الفرض، أو ما أشبه ذلك مما ذكره الفقهاء.

وعن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال: «الغسل من الجنابة وغسل الجمعة والعيدين ويوم عرفة وثلاث ليال في شهر رمضان وحين تدخل الحرم وإذا أردت دخول مسجد الرسول صلي الله عليه و اله ومن غسل الميت» ().

الوضوء قبل الغسل في غير الجنابة

مسألة: يستحب

الوضوء قبل الغسل في غير الجنابة.

عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «كل غسل قبله وضوء إلا غسل الجنابة» ().

وفي رواية أخري قال الصادق عليه السلام: «في كل غسل وضوء إلا الجنابة» ().

وعن أبي الحسن الأول عليه السلام قال: «إذا أردت أن تغتسل للجمعة فتوضأ واغتسل» ().

غَسل اليدين للجنب

مسألة: يستحب غسل اليدين من الجنابة ثلاثاً قبل إدخالهما الإناء، والظاهر أن المراد الكفين لا الأعم من ذلك.

عن يونس عنهم عليهم السلام قال: «إذا أردت غسل الميت، إلي أن قال: ثم اغسل يديه ثلاث مرات، كما يغسل الإنسان من الجنابة، إلي نصف الذراع» ().

وفي رواية أخري عن علي عليه السلام في حديث أربعمائة قال: «إذا أراد أحدكم الغسل فليبدأ بذراعيه فليغسلهما» ().

وظاهر الرواية الثانية كامل الذراعين إلي المرفقين.

المضمضة والاستنشاق قبل الغسل

مسألة: يستحب المضمضة والاستنشاق قبل الغسل.

عن زرارة قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن غسل الجنابة، «فقال: تبدأ فتغسل كفيك، ثم تفرغ بيمينك علي شمالك، فتغسل فرجك، ثم تمضمض واستنشق، ثم تغسل» ().

وعن أبي بصير قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن غسل الجنابة، فقال: «تصب علي يديك الماء فتغسل كفيك ثم تدخل يدك في الماء فتغسل فرجك ثم تمضمض وتستنشق، وتصب الماء علي رأسك ثلاث مرّات وتغسل وجهك وتفيض علي جسدك الماء» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «المضمضة والاستنشاق مما سنّ رسول الله صلي الله عليه و اله» ().

وعن سماعة قال: سألته عليه السلام عنهما قال: «هما من السنة فان نسيتهما لم يكن عليك إعادة» ().

وعن بعض أصحاب الواسطي قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: الجنب يتمضمض ويستنشق قال: «لا إنما يجنب الظاهر» (). أي لا تجب المضمضة والاستنشاق.

وعن عبد الله بن

سنان قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: «لا يجنب الأنف والفم لأنهما سائلان» ().

وفي رواية قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: الجنب يتمضمض، فقال: «لا إنما يجنب الظاهر ولا يجنب الباطن والفم من الباطن» ().

وروي في حديث آخر أن الصادق عليه السلام قال: «في غسل الجنابة إن شئت أن تتمضمض وتستنشق فافعل وليس بواجب لأن الغسل علي ما ظهر لا علي ما بطن» ().

ومن هنا فلا يجب غسل داخل الأذن وإنما المحل المرئي منهما، وكذلك لايجب غسل داخل المقعد، ولا داخل الفرج، ولا داخل الذكر، والتفصيل مذكور في أبواب الطهارة من الفقه.

غسل الرجلين بعد الغُسل

مسألة: لا بأس بغسل الرجلين بعد الاغتسال.

عن أبي عبد الله عليه السلام في حديث كيفية غسل الجنابة قال: «فإن كنت في مكان نظيف فلا يضرك أن لا تغسل رجليك وان كنت في مكان ليس بنظيف فاغسل رجليك» ().

وسأل هشام بن سالم أبا عبد الله عليه السلام فقال له: أغتسل من الجنابة وغير ذلك في الكنيف الذي يبال فيه وعليّ نعل سندية فأغتسل وعليّ النعل كما هي، فقال: «إن كان الماء الذي يسيل من جسدك يصيب أسفل قدميك فلا تغسل أسفل قدميك» ().

وعن بكر بن كوب قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الرجل يغتسل من الجنابة أيغسل رجليه بعد الغسل، فقال: «إن كان يغتسل في مكان يسيل الماء علي رجليه بعد الغسل فلا عليه أن لا يغسلهما، وإن كان يغتسل في مكان يستنقع رجلاه في الماء فليغسلهما» (). والظاهر أن غسل الرجل للنظافة لا الجنابة.

الدعاء عند الغسل

مسألة: يستحب الدعاء بالمأثور عند الغسل.

عن علي بن الحكم عن بعض أصحابنا قال: قال: تقول في غسل الجمعة: «اللهم طهّر قلبي من

كل آفة تمحق بها ديني، وتبطل بها عملي. وتقول في غسل الجنابة: اللهم طهّر قلبي، وزك عملي، وتقبل سعيي، واجعل ما عندك خيراً لي» ().

وعن عمار الساباطي قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إذا اغتسلت من الجنابة فقل: «اللهم طهر قلبي، وتقبل سعيي، واجعل ما عندك خيراً لي، اللهم اجعلني من التوابين، واجعلني من المتطهرين». وإذا غسلت للجمعة فقل: «اللهم طهر قلبي،من كل آفة تمحق بها ديني، وتبطل بها عملي، اللهم اجعلني من التوابين، واجعلني من المتطهرين» ().

مما يجوز في الاغتسال

مسألة: يجوز الاغتسال بغير إزار بحيث لا يراه أحد علي كراهية، نعم يجوز للرجل غسل عورته مع حضور زوجته، وبالعكس.

عن عبيد الله بن علي الحلبي قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الرجل يغتسل بغير إزارٍ حيث لا يراه أحد، قال: «لا بأس به» ().

وفي رواية أخري قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: المرأة تغسل فرج زوجها إلي أن قال: قلت له: أيغتسل الرجل بين يديه أهله، فقال: «نعم ما يفضي به أعظم» ().

إلي غير ذلك من الروايات، وقد ذكرنا جملة منها في (الفقه).

الغسل ونظافة البدن

مسألة: يلزم أن يكون الإنسان حال الغسل نظيف البدن، لكن يجوز بقاء الطيب والخلق والزعفران والعلك ونحوها علي البدن وقت الغسل، لأنها لاتكون مانعة عن وصول الماء إلي الجسد.

ففي رواية إبراهيم بن أبي محمود قال: قلت للرضا عليه السلام، الرجل يجنب فيصيب جسده ورأسه الخلوق والطيب والشيء اللكد، مثل علك الروم والظرب وما أشبهه، فيغتسل فإذا فرغ وجد شيئاً قد بقي في جسده من أثر الخلوق والطيب وغيره، قال عليه السلام: «لا بأس» ().

وعن جعفر بن محمد، عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال: «كنَّ نساء النبي

صلي الله عليه و اله إذ اغتسلن من الجنابة، أبقين صفرة الطيب علي أجسادهن، وذلك أن النبي صلي الله عليه و اله أمرهن أن يصببن الماء صبّاً علي أجسادهن» ().

وسأل عمار بن موسي الساباطي أبا عبد الله عليه السلام عن الحائض تغتسل وعلي جسدها الزعفران لم يذهب به الماء، قال: «لا بأس» ().

ما يكره للجنب

مسألة: يكره للجنب الأكل والشرب إلا بعد الوضوء والمضمضة وغسل الوجه واليد.

عن أبي جعفر عليه السلام قال: «الجنب إذا أراد أن يأكل ويشرب غسل يده وتمضمض وغسل وجهه وأكل وشرب» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «لا يذوق الجنب شيئاً حتي يغسل يديه ويتمضمض فانه يخاف منه الوضح» ().

وفي رواية ثالثة عن ابن بكير قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الجنب يأكل ويشرب ويقرأ القرآن، قال: «نعم يأكل ويشرب ويقرأ القرآن ويذكر الله عزوجل ما شاء» ().

أي: انه يجوز له وإن كان فيه الكراهة.

وعن عبيد الله بن علي الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام عن أبيه عليه السلام قال: «إذا كان الرجل جنباً لم يأكل ولم يشرب حتي يتوضأ» ().

وفي رواية أخري عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم السلام في حديث المناهي قال: «نهي رسول الله صلي الله عليه و اله عن الأكل علي الجنابة، وقال: إنه يورث الفقر» ().

وروي: «إن الأكل علي الجنابة يورث الفقر» ().

وفي رواية أخري عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله عليه السلام في حديث قال: قلت: أيأكل الجنب قبل أن يتوضأ، قال: «انا لنكسل ولكن ليغسل يده فالوضوء أفضل» ().

والمشهور بين الفقهاء حمل كل هذه الأمور علي الكراهة جمعاً بين

الروايات.

الجنب والتنوير

مسألة: يجوز أن يتنور الجنب أو يحتجم.

عن السكوني عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «ولا بأس أن يتنور الجنب ويحتجم ويذبح» ().

وعن الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «لا بأس بأن يحتجم الرجل وهو جنب» ().

وعن أسلم مولي علي بن يقطين قال: أردت أن أكتب إلي أبي الحسن عليه السلام اسأله يتنور الرجل وهو جنب، قال: فكتب لي ابتداءً: «النورة تزيد الجنب نظافة، ولكن لا يجامع الرجل مختضباً ولا تجامع امرأة مختضبة» ().

إلي غير ذلك من الروايات.

مس الجنب للماء

مسألة: مس الجنب والحائض والنفساء للماء لا يوجب نجاسة ولا يكون موجباً لعدم جواز الاغتسال أو الوضوء به، فان الماء علي طهارته حتي يتنجس علي القول المشهور.

كراهة النوم للجنب

مسألة: يكره نوم الجنب رجلاً أو امرأة إلا بعد الغسل أو الوضوء أو التيمم، فيما إذا لم يرد العودة إلي الجماع، ولا يحرم نوم الجنب رجلاً كان أو امرأة من غير غسل ولا وضوء ولا تيمم.

فقد روي عبيد الله بن علي الحلبي قال: سئل أبو عبد الله عليه السلام عن الرجل أينبغي له أن ينام وهو جنب فقال: «يكره ذلك حتي يتوضأ» ().

وفي حديث آخر قال: «أنا أنام علي ذلك حتي أصبح وذلك أني أريد أن أعود» ().

وعن أبي عبد الله، عن أبيه، عن آبائه، عن أمير المؤمنين عليهم السلام قال: «لا ينام المسلم وهو جنب ولا ينام إلا علي طهور، فان لم يجد الماء فليتيمّم بالصعيد» ().

ومن المعلوم أن ذلك محمول علي الاستحباب.

وعن عبد الرحمن بن أبي عبد الله قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الرجل يواقع أهله أينام علي ذلك، قال: «إن الله تعالي يتوفي الأنفس في منامها ولايدري ما يطرقه

من البليّة، إذا فرغ فليغتسل» ().

ولا فرق في أن تكون جنابته عن حلال أو حرام، بالاستمناء أو بالاحتلام في المنام أو ما أشبه وذلك لإطلاق الأدلة.

وعن سعيد الأعرج قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: «ينام الرجل وهو جنب وتنام المرأة وهي جنب» ().

وعن سماعة قال: سألته عن الرجل يجنب ثم يريد النوم قال: «إن أحب أن يتوضأ فليفعل، والغسل أحب إليّ وأفضل من ذلك، فإن هو نام ولم يتوضأ ولم يغتسل فليس عليه شيء إن شاء الله تعالي» ().

فصل: المريض وآدابه

فضل الصحة والعافية

مسألة: الصحة والعافية من أفضل نعم الله عزوجل، لا يعرفها إلا من فقدها، فعلي الإنسان أن يشكر ربه ويسعي في حفظ صحته وعافيته.

قال أمير المؤمنين علي عليه السلام: «الصحة أفضل النعم» ().

وقال عليه السلام: «العافية أهني النعم» ().

وقال عليه السلام: «العافية أفضل أشرف اللباسين» ().

وقال عليه السلام: «الصحة أهنأ اللذتين» ().

وقال عليه السلام: «العافية إذا دامت جهلت وإذا فقدت عرفت» ().

وقال عليه السلام: «أوفر القسم صحة الجسم» ().

وقال عليه السلام: «بالعافية توجد لذة الحياة» ().

وقال عليه السلام: «بالصحة تستكمل اللذة» ().

وقال عليه السلام: «بصحة المزاج توجد لذة الطعم» ().

وقال عليه السلام: «ثوب العافية أهنأ الملابس» ().

وقال عليه السلام: «دوام العافية أهنأ عطية وأفضل قسم» ().

وقال عليه السلام: «صحة الأجسام من أهنأ الأقسام» ().

وقال عليه السلام: «لا لباس أجمل من السلامة» ().

وقال عليه السلام: «لا عيش أهنأ من العافية» ().

وقال عليه السلام: «لا لباس أفضل من العافية» ().

وقال عليه السلام: «المرض حبس البدن» ().

وقال عليه السلام: «المرض أحد الحبسين» ().

وقال عليه السلام: «كيف يكون من يفني ببقائه ويسقم بصحته ويؤتي من مأمنه» ().

وقال عليه السلام: «كيف يغتر بسلامة جسم معرض للآفات» ().

وقال عليه السلام: «لا

رزية أعظم من دوام سقم الجسد» ().

المعالجة والمداواة

مسألة: تستحب المعالجة والمداواة في الجملة، وقد تجب فيما إذا توقفت الحياة عليها.

قال النبي صلي الله عليه و اله: «تداووا فإن الله عزوجل لم ينزل داءً إلا وأنزل له شفاءً» ().

وروي عنه صلي الله عليه و اله قال: «اثنان عليلان: صحيح محتم وعليل مخلط» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «إن نبيا من الأنبياء مرض فقال: لا أتداوي حتي يكون الذي أمرضني هو الذي يشفيني، فأوحي الله عزوجل: لا أشفيك حتي تتداوي، فإن الشفاء مني والدواء مني، فجعل يتداوي فأتي الشفاء» ().

وقال رسول اللّه صلي الله عليه و اله: «تداووا فإنّ الّذي أنزل الدّاء أنزل الدّواء» ().

وروي في سبب هذا الحديث أنّ رجلاً جرح علي عهد رسول اللّه صلي الله عليه و اله فقال صلي الله عليه و اله: «ادعوا له الطبيب» فقالوا: يا رسول اللّه وهل يغني الطّبيب من شيء؟ فقال صلي الله عليه و اله: «نعم ما أنزل اللّه من داء إلا انزل له شفاء» ().

قال العلامة المجلسي رحمة الله عليه: وفائدة الحديث الحث علي التداوي والتشفي بالمعالجة ومراجعة الطب وأهل العلم بذلك والممارسة().

وفي الغرر عن أمير المؤمنين عليه السلام أنّه قال: «من لم يحتمل مرارة الدّواء دام ألمه» ().

وقال عليه السلام: «لكل علة دواء» ().

وقال عليه السلام: «لا دواء لمشغوف بدائه» ().

وقال عليه السلام: «لا شفاء لمن كتم طبيبه داءه» ().

وقال عليه السلام: «لكل حي داء» ().

وقال عليه السلام: «من كتم الأطباء مرضه خان بدنه» ().

وقال عليه السلام: «من كتم مكنون دائه عجز طبيبه عن شفائه» ().

وقال رسول الله صلي الله عليه و اله: «تعالجوا ولا تتكلموا» ().

قال العلامة المجلسي رحمة الله عليه: فإن

الله الذي أمرض قد خلق الأدوية المتعالج بها بلطيف صنعه وجعل بعض الحشائش والخشب والصموغ والأحجار أسبابا للشفاء من العلل والأدواء فهي تدل علي عظيم قدرته وواسع رحمته. وهذا الحديث يدل علي خطأ من ادعي التوكل في الأمراض ولم يتعالج … وفائدة الحديث الحث علي معالجة الأمراض بالأدوية …

وسئل طبيب العرب الحارث بن كلدة عن إدخال الطعام علي الطعام؟ فقال: هو الذي أهلك البرية وأهلك السباع في البرية فجعل إدخال الطعام علي الطعام الذي لم ينضج في المعدة ولم ينزل منها داء مهلكا وهذا علي عادة أكثرية أجراها الله تعالي وقد تنخرم بأصحاب المعد النارية الملتهبة التي تهضم ما ألقي فيها وكله متعلق بقدرة الله جلت عظمته.

وروي عن رسول الله صلي الله عليه و اله قال: «إن الله أنزل الداء والدواء، وجعل لكل داء دواء، فتداووا، ولا تتداووا بحرام» ().

وعن جابر أن رسول الله صلي الله عليه و اله قال: «إن لكل داء دواء فإذا أصيب دواء الداء برأ بإذن الله تعالي» ().

وفي الحديث: قالت الأعراب: يا رسول الله أ لا نتداوي قال: نعم يا عباد الله تداووا فإن الله لم يضع داء إلا وضع له شفاء ودواء إلا داءً واحدا، قالوا: يا رسول الله وما هو؟ قال: الهرم» ().

وقال رسول الله صلي الله عليه و اله: «ما أنزل الله من داء إلا أنزل له دواء وفي حديث ابن مسعود بعد ذلك علمه من علمه وجهله من جهله» ().

قال العلامة المجلسي: قال بعضهم: المراد بالإنزال إنزال علم ذلك علي لسان الملك للنبي مثلا، أو عبر بالإنزال عن التقدير، وفي بعض الأخبار التقييد بالحلال، فلا يجوز التداوي بالحرام، وفي حديث جابر الإشارة إلي أن الشفاء متوقف

علي الإصابة بإذن الله تعالي، وذلك أن الدواء قد تحصل له مجاوزة الحد في الكيفية أم الكمية فلا ينجع، بل ربما أحدث داء آخر، وفيها كلها إثبات الأسباب وإن ذلك لا ينافي التوكل علي الله لمن اعتقد أنها بإذن الله وبتقديره وأنها لا تنجع بدوائها، بل بما قدره الله تعالي فيها، وإن الدواء قد ينقلب داء إذا قدر الله تعالي، وإليه الإشارة في حديث جابر بإذن الله فمدار ذلك كله علي تقدير الله وإرادته. والتداوي لا ينافي التوكل كما لا ينافيه دفع الجوع والعطش بالأكل والشرب، وكذلك تجنب المهلكات والدعاء لطلب العافية ورفع المضار وغير ذلك، ويدخل في عمومه أيضا الداء القاتل الذي اعترف حذاق الأطباء بأن لا دواء له وبالعجز عن مداواته. ولعل الإشارة في حديث ابن مسعود بقوله وجهله من جهله إلي ذلك، فتكون باقية علي عمومها، ويحتمل أن يكون في الخبر حذف تقديره لم ينزل داء يقبل الدواء إلا أنزل له شفاء، والأول أولي، ومما يدخل في قوله (جهله من جهله) ما يقع لبعض المرضي أنه يداوي من داء بدواء فيبرأ ثم يعتريه ذلك الداء بعينه فيتداوي بذلك الدواء بعينه فلا ينجع، والسبب في ذلك الجهل بصفة من صفات الدواء فرب مرضين تشابها ويكون أحدهما مركبا لا ينجع فيه ما ينجع في الذي ليس مركبا فيقع الخطأ من هناك، وقد يكون متحدا لكن يريد الله أن لا ينجع فلا ينجع وهناك تخضع رقاب الأطباء.

وقد روي أنه قيل: «يا رسول الله أ رأيت رقي نسترقيها ودواء نتداوي به هل يرد من قضاء الله شيئا، قال: هي من أقدار الله تعالي».

و الحاصل أن حصول الشفاء بالدواء إنما هو كدفع الجوع بالأكل والعطش بالشرب فهو

ينجع في ذلك في الغالب وقد يتخلف لمانع والله أعلم. واستثناء الموت في بعض الأحاديث واضح ولعل التقدير إلا داء الموت أي المرض الذي قدر علي صاحبه الموت، واستثناء الهرم في الرواية الأخري إما لأنه جعله شبيها بالموت، والجامع بينهما نقص الصحة أو لقربه من الموت وإفضائه إليه، ويحتمل أن يكون الاستثناء منقطعا، والتقدير لكن الهرم لا دواء له» ().

هذا وقد كان رسول الله صلي الله عليه و اله والأئمة الطاهرون يراجعون الأطباء، لهم أو لغيرهم، فعن معاوية بن حكم قال: إن أبا جعفر عليه السلام دعا طبيبا ففصد عرقا من بطن كفه().

وعن محسن الوشاء قال: شكوت إلي أبي عبد الله عليه السلام وجع الكبد فدعي بالفاصد ففصدني من قدمي وقال: «اشربوا الكاشم لوجع الخاصرة» ().

إلي غير ذلك من الروايات.

لكل داء دواء

مسألة: خلق الله لكل داء دواء علي ما يستفاد من الروايات، وإن لم يصل إليه علم الإنسان بعدُ.

عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن آبائه عليه السلام: «أنّ رسول اللّه صلي الله عليه و اله قال تداووا فما أنزل اللّه داءً إلا أنزل معه دواءً إلا السّام يعني الموت فإنّه لا دواء له» ().

وعن عليّ بن أبي طالب عليه السلام قال: «قيل: يا رسول اللّه نتداوي، فقال صلي الله عليه و اله نعم ما أنزل اللّه تعالي من داء إلا قد أنزل معه دواءً فتداووا إلا السّام فإنّه لا دواء له» ().

وقال رسول الله صلي الله عليه و اله «لكلّ داء دواء» ().

التسمية عند شرب الدواء

مسألة: يستحب التسمية عند شرب الدواء، فعن يونس بن يعقوب قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الرجل يشرب الدواء وربما قتله وربما يسلم منه وما يسلم أكثر؟ قال: فقال: «أنزل الله الداء وأنزل الشفاء وما خلق الله داء إلا جعل له دواء فاشرب وسم الله تعالي» ().

في ثواب المريض

مسألة: جعل الله تعالي المرض كفارة لذنوب المؤمن، ويثيب المريض علي مرضه، رحمة منه عزوجل، وهذا مما يوجب له نوعاً من الراحة النفسية كما لايخفي، فإن المريض بأشد الحاجة إليها.

تساقط الذنوب وتكفير السيئات

عن النبي صلي الله عليه و اله أنه قال: «إذا مرض المسلم كتب الله له كأحسن ما كان يعمل في صحته، وتساقطت ذنوبه كما يتساقط ورق الشجر» ().

وقال النبي صلي الله عليه و اله: «ما يصيب المؤمن من وصب ولا نصب ولا سقم ولا أذًي ولا حزن ولا همّ حتّي الهمّ يهمّه إلا كفّر اللّه به من خطاياه وما ينتظر أحدكم من الدّنيا إلا غنًي مطغياً أو فقراً منسياً أو مرضاً مفسداً أو هرماً منفداً أو موتاً مجهزاً» ().

وقال صلي الله عليه و اله: «إذا اشتكي المؤمن أخلصه اللّه من الذّنوب كما يخلص الكير الخبث من الحديد» ().

وعن النبي صلي الله عليه و اله قال: «إن العبد ليصيبه من المصائب حتي يمشي علي الأرض وما عليه خطيئة» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «أما إنه ليس من عرق يضرب ولا نكبة ولاصداع ولا مرض إلا بذنب، وذلك قوله عزوجل في كتابه: ?وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ? () ثم قال: وما يعفو الله أكثر مما يأخذ به» ().

وعن جابر بن عبد اللّه قال: قال النّبيّ صلي الله عليه و

اله: «لا يمرض مؤمن ولا مؤمنة إلا حطّ اللّه به من خطاياه» ().

وعن عليّ عليه السلام قال: «إذا ابتلي اللّه عبداً أسقط عنه من الذّنوب بقدر علّته» ().

وقال ابن عبّاس: لمّا علم اللّه أنّ أعمال العباد لا تفي بذنوبهم خلق لهم الأمراض ليكفّر عنهم بها السّيّئات().

وعن عبد العظيم الحسنيّ عن أبي جعفر الجواد عليه السلام عن آبائه عليهم السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: «المرض لا أجر فيه ولكنّه لا يدع علي العبد ذنباً إلا حطّه وإنّما الأجر في القول باللّسان والعمل بالجوارح وإنّ اللّه بكرمه وفضله يدخل العبد بصدق النّيّة والسّريرة الصّالحة الجنّة» ().

وعن الصّادق عليه السلام قال: «إنّ العبد إذا كثرت ذنوبه ولم يجد ما يكفّرها به ابتلاه اللّه عزوجل بالحزن في الدّنيا ليكفّرها به فإن فعل ذلك به، وإلا أسقم بدنه ليكفّرها به فإن فعل ذلك به، وإلا شدّد عليه عند موته ليكفّرها به فإن فعل ذلك به، وإلا عذّبه في قبره ليلقي اللّه عزّوجلّ يوم يلقاه وليس شيء يشهد عليه بشيء من ذنوبه» ().

وقال أبو عبد اللّه عليه السلام: «إنّ المؤمن ليهوّل عليه في نومه فتغفر له ذنوبه وإنّه ليمتهن في بدنه فتغفر له ذنوبه» ().

وعن أبي عبد اللّه عن آبائه عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: «..ما من الشّيعة عبد يقارف أمراً نهيناه عنه فيموت حتّي يبتلي ببليّة تمحّص بها ذنوبه إمّا في مال وإما في ولد وإمّا في نفسه حتّي يلقي اللّه عزّ وجلّ وما له ذنب وإنّه ليبقي عليه الشيء من ذنوبه فيشدّد به عليه عند موته» ().

عن السّكونيّ عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن آبائه عليه السلام قال: قال رسول اللّه صلي الله عليه و

اله: «السّقم يمحو الذّنوب» ().

وقال الصّادق عليه السلام: «ساعات الأوجاع يذهبن بساعات الخطايا» ().

وعنه صلي الله عليه و اله: «ساعات الوجع يذهبن ساعات الخطايا» ().

وروي أنّه لمّا نزلت هذه الآية: ?ليس بأمانيّكم ولا أمانيّ أهل الكتاب من يعمل سوءً يجز به?()، فقال رجل لرسول اللّه صلي الله عليه و اله: يا رسول اللّه جاءت قاصمة الظّهر. فقال صلي الله عليه و اله: «كلا أ ما تحزن أ ما تمرض أ ما يصيبك اللاواء والهموم» قال: بلي، قال: «فذلك ممّا يجزي به» ().

وعن جابر بن عبد اللّه أنّ عليّ بن الحسين عليه السلام كان إذا رأي المريض قد برأ قال له: «يهنيك الطّهور من الذّنوب» ().

استأنف العمل

وعنه صلي الله عليه و اله: «أربعة يستأنفون العمل: المريض إذا برأ، والمشرك إذا أسلم، والمنصرف من الجمعة إيماناً واحتساباً، والحاجّ إذا فرغ» ().

تطهير ورحمة

وعن الرضا عليه السلام قال: «المرض للمؤمن تطهير ورحمة، وللكافر تعذيب ولعنة، وإن المرض لا يزال بالمؤمن حتي ما يكون عليه ذنب» ().

وفي حديث آخر عنه عليه السلام قال: «المرض للمؤمن تطهير ورحمة، وللكافر تعذيب ونقمة» ().

للمريض أربع خصال

وعن أبي إبراهيم عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «للمريض أربع خصال: يرفع عنه القلم، ويأمر الله الملك فيكتب له كل فضل كان يعمله في صحته، ويتبع مرضه كل عضو في جسده فيستخرج ذنوبه منه، فإن مات مات مغفورا له، وإن عاش عاش مغفورا له» ().

من تحف الله

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «إن الله إذا أحب عبدا نظر إليه، وإذا نظر إليه أتحفه بواحدة من ثلاث: إما حمي أو وجع عين أو صداع» ().

إذا مرض المؤمن

وعن الكاظم عليه السلام قال: «إن

المؤمن إذا مرض أوحي الله عزوجل إلي أصحاب الشمال لا تكتبوا علي عبدي ما دام في حبسي ووثاقي، وأوحي إلي أصحاب اليمين أن اكتبوا لعبدي ما كنتم تكتبونه له في صحته من الحسنات في الصبر علي العلة» ().

وعن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «إن رسول الله صلي الله عليه و اله رفع رأسه إلي السماء فتبسم، فسئل عن ذلك، قال: نعم عجبت لملكين هبطا من السماء إلي الأرض يلتمسان عبداً صالحاً مؤمناً في مصلي كان يصلي فيه ليكتبا له عمله في يومه وليلته فلم يجداه في مصلاه فعرجا إلي السماء فقالا: ربنا عبدك فلان المؤمن التمسناه في مصلاه لنكتب له عمله ليومه وليلته فلم نصبه فوجدناه في حبالك، فقال الله عز وجل: اكتبا لعبدي مثل ما كان يعمله في صحته من الخير في يومه وليلته ما دام في حبالي فإن علي أن أكتب له أجر ما كان يعمله إذ حبسته عنه» ().

ملعون من لا يصاب

وعن يونس بن يعقوب قال سمعت جعفر بن محمّد عليه السلام يقول: «ملعون ملعون كلّ بدن لا يصاب في كلّ أربعين يوماً» قلت: ملعون قال: «ملعون» فلمّا رأي عظم ذلك عليَّ قال: «يا يونس إنّ من البليّة الخدشة واللّطمة والعثرة والنّكبة والقفزة وانقطاع الشّسع وأشباه ذلك، يا يونس إنّ المؤمن أكرم علي اللّه تعالي من أن يمرّ عليه أربعون لا يمحص فيها ذنوبه ولو بغمّ يصيبه لا يدري ما وجهه، واللّه إنّ أحدكم ليضع الدّرهم بين يديه فيزنها فيجدها ناقصةً فيغتمّ بذلك فيجدها سواءً فيكون ذلك حطّاً لبعض ذنوبه» ().

أفضل من عبادة سنة

وعن الباقر عليه السلام قال: «سهر ليلة من مرض أفضل من عبادة سنة»

().

وعن زرارة عن أحدهما عليه السلام قال: «سهر ليلة من مرض أو وجع أفضل وأعظم أجرا من عبادة سنة» ().

لكسب الأجر

وعن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: «إنّ الرّبّ ليتعاهد المؤمن فما يمرّ به أربعون صباحاً إلا تعاهده إمّا بمرض في جسده وإمّا بمصيبة في أهله وماله أو بمصيبة من مصيبات الدّنيا ليأجره اللّه عليه» ().

عندما يئن المريض

وقال عليه السلام: «إنّ العبد إذا مرض فأنَّ في مرضه أوحي اللّه تعالي إلي كاتب الشّمال لا تكتب علي عبدي خطيئةً ما دام في حبسي ووثاقي إلي أن أطلقه وأوحي إلي كاتب اليمين أن اجعل أنين عبدي حسنات» ().

من مصاديق الرحمة

وروي أن نبيّاً من الأنبياء مرّ برجل قد جهده البلاء فقال: «يا ربّ أ ما ترحم هذا ممّا به، فأوحي اللّه إليه كيف أرحمه ممّا به أرحمه» ().

ما أشد هذا الحديث

وعن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال لي: «يا جابر يكتب للمؤمن في سقمه من العمل الصّالح مثل ما كان يكتب له في حقّه في صحّته ويكتب للكافر من العمل السّيّئ مثل ما كان يكتب له في صحّته» ثمّ قال: قال: «يا جابر ما أشدّ هذا من حديث» ().

عندما يمرض فاعل الخير

وعن النّبيّ صلي الله عليه و اله قال: «إذا كان العبد علي طريقة من الخير فمرض أو سافر أو عجز عن العمل بكبر كتب اللّه له مثل ما كان يعمل ثمّ قرأ: ?فلهم أجر غير ممنون?()» ().

أيام الصحة محسوبة

وأروي عن العالم عليه السلام أنّه قال: «أيّام الصّحّة محسوبة وأيّام العلّة محسوبة ولا يزيد هذه ولا ينقص هذه..» ().

لا خير في بدن لا يألم

وروي: «لا خير في بدن لا يألم، ولا في مال لا يصاب»، فسئل

العالم عليه السلام عن معني هذا، فقال عليه السلام: «إنّ البدن إذا صحّ أشر وبطر فإذا اعتلّ ذهب ذلك عنه، فإن صبر جعل كفّارةً لما قد أذنب وإن لم يصبر جعله وبالا عليه» ().

جزيل الثواب

وروي: «أنّه إذا كان يوم القيامة يودّ أهل البلاء والمرض أنّ لحومهم قد قرضت بالمقاريض لما يرون من جزيل ثواب العليل» ().

من رياض الجنة

وعن أمير المؤمنين عليه السلام قال: «وعك أبو ذرّ فأتيت رسول اللّه صلي الله عليه و اله فقلت: يا رسول اللّه إنّ أبا ذرّ قد وعك» فقال: «امض بنا إليه نعوده» فمضينا إليه جميعاً فلمّا جلسنا قال رسول اللّه صلي الله عليه و اله: «كيف أصبحت يا أبا ذرّ» قال: أصبحت وعكاً يا رسول اللّه، فقال: «أصبحت في روضة من رياض الجنّة قد انغمست في ماء الحيوان وقد غفر اللّه لك ما يقدح من دينك فأبشر يا أبا ذرّ» وقال صلي الله عليه و اله: «الحمّي حظّ كلّ مؤمن من النّار الحمّي من فيح جهنّم، الحمّي رائد الموت» ().

زكاة الأجساد

وعن جعفر بن محمّد عن أبيه عليه السلام أنّ النّبيّ صلي الله عليه و اله قال لأصحابه: «يوماً ملعون كلّ مال لا يزكّي، ملعون كلّ جسد لا يزكّي ولو في كلّ أربعين يوماً مرّةً» فقيل: يا رسول اللّه أمّا زكاة المال فقد عرفناها فما زكاة الأجساد، فقال لهم: «أن تصاب بآفة» قال: فتغيّرت وجوه القوم الّذين سمعوا ذلك منه، فلمّا رآهم قد تغيّرت ألوانهم قال لهم: «هل تدرون ما عنيت بقولي» قالوا: لا يا رسول اللّه صلي الله عليه و اله قال: «بلي الرّجل يخدش الخدش وينكب النّكبة ويعثر العثرة ويمرض المرضة ويشاك الشّوكة وما أشبه هذا، حتّي ذكر

في آخر حديثه: اختلاج العين» ().

عفو الله أكثر

وعن عبد اللّه بن محمّد بن عقيل بن أبي طالب قال: سمعت عليّ بن الحسين زين العابدين عليه السلام يقول: «ما اختلج عرق ولا صدع مؤمن إلا بذنبه وما يعفو اللّه عنه أكثر» وكان إذا رأي المريض قد برئ قال له: «ليهنئك الطّهر أي من الذّنوب فاستأنف العمل» ().

ابتلاء المؤمن

وقال أبو عبد اللّه عليه السلام: قال عليّ بن الحسين عليه السلام: «إنّي لأكره أن يعافي الرّجل في الدّنيا ولا يصيبه شيء من المصائب أو نحو هذا» ().

البردة البيضاء

وعن الرّضا عن آبائه عليه السلام عن رسول اللّه صلي الله عليه و اله قال: «مثل المؤمن إذا عوفي من مرضه مثل البردة البيضاء تنزل من السّماء في حسنها وصفائها» ().

من كرامة المؤمن علي الله

وعن يونس بن يعقوب قال: سمعت أبا عبد اللّه جعفر بن محمّد عليه السلام يقول: «المؤمن أكرم علي اللّه أن يمرّ به أربعون يوماً لا يمحّصه اللّه فيها من ذنوبه وإنّ الخدش والعثرة وانقطاع الشّسع واختلاج العين وأشباه ذلك ليمحّص به وليّنا وأن يغتمّ لا يدري ما وجهه» فأمّا الحمّي فإنّ أبي حدّثني عن آبائه عن رسول اللّه صلي الله عليه و اله قال: «حمّي ليلة كفّارة سنة» ().

عند ما يمرض المسلم

وقال النّبيّ صلي الله عليه و اله: «إنّ المسلم إذا ضعف من الكبر يأمر اللّه الملك أن يكتب له في حاله تلك ما كان يعمل وهو شابّ نشيط مجتمع ومثل ذلك إذا مرض وكّل اللّه به ملكاً يكتب له في سقمه ما كان يعمل من الخير في صحّته» ().

من لم يرزأ في جسمه

وعنه صلي الله عليه و اله قال: «إنّ اللّه يبغض العفرية النّفرية الّذي لم

يرزأ في جسمه ولا ماله» ().

مما يوجب الأجر

وقال الباقر عليه السلام: «كان النّاس يعتبطون اعتباطاً() فلمّا كان زمن إبراهيم عليه السلام قال: يا ربّ اجعل للموت علّةً يؤجر بها الميت» ().

أبشر برحمة من ربك

وعن عبد الرّحمن بن جندب قال: لمّا أقبل أمير المؤمنين عليه السلام من صفّين ورأينا بيوت الكوفة فإذا نحن بشيخ جالس في ظلّ بيت علي وجهه أثر المرض فقال عليه السلام له: «ما لي أري وجهك متكفّئاً أمن مرض» قال: نعم، قال: «فلعلّك كرهته» فقال: ما أحبّ أن يعتريني، قال عليه السلام: «أ ليس احتساب بالخير فيما أصابك منه» قال: بلي قال: «أبشر برحمة ربّك وغفران ذنبك» ثمّ سأله عن أشياء فلمّا أراد أن ينصرف عنه قال له: «جعل اللّه ما كان من شكواك حطّاً لسيّئاتك فإنّ المرض لا أجر فيه ولكن لا يدع للعبد ذنباً إلا حطّه إنّما الأجر في القول باللّسان والعمل باليد والرّجل وإنّ اللّه عزّ وجلّ يدخل بصدق النّيّة والسّريرة الصّالحة من يشاء من عباده الجنّة» ثمّ مضي عليه السلام ().

الصداع وثوابه

مسألة: وردت روايات في ثواب من أصيب بالصداع.

عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «صداع ليلة يحط كل خطيئة إلا الكبائر» ().

وعن أبي سلمة قال: قال النّبيّ صلي الله عليه و اله لأعرابيّ: «هل أخذتك أمّ ملدم قطّ» قال: وما أمّ ملدم، قال: «حرّ بين الجلد واللّحم» قال: لا قال: «فأخذك الصّداع قطّ» قال: وما الصّداع، قال: «عرق يضرب الإنسان في رأسه» قال: ما وجدت هذا قطّ فلمّا ولّي قال رسول اللّه صلي الله عليه و اله: «من سرّه أن ينظر إلي رجل من أهل النّار فلينظر إلي هذا» ().

وشبهه في المستدرك().

الحمي وثوابها

مسألة: وردت روايات في ما يناله المحموم من الثواب.

قال عليه السلام: «إن المؤمن إذا حم حماة واحدة تناثرت الذنوب منه كورق الشجر، فإن صار علي فراشه فأنينه تسبيح وصياحه تهليل وتقلبه علي الفراش كمن يضرب بسيفه في سبيل الله، وإن أقبل يعبد الله عزوجل بين أصحابه كان مغفورا له، فطوبي له إن مات وويله إن عاد والعافية أحب إلينا» ().

وعن علي بن الحسين عليه السلام قال: «حمي ليلة كفارة سنة وذلك لأن ألمها يبقي في الجسد سنة» ().

وعن أبي الحسن عليه السلام قال: «حمّي ليلة كفّارة سنة» ().

وعنه صلي الله عليه و اله: «حمّي يوم كفّارة سنة» ().

قال المحدث النوري في المستدرك: (وسمعنا بعض الأطبّاء وقد حكي له هذا الحديث فقال: هذا يصدّق قول أهل الطّبّ إنّ حمّي يوم تؤلم البدن سنةً) ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «حمي ليلة كفارة لما قبلها ولما بعدها» ().

وعن أبي جعفر عليه السلام قال: «حمي ليلة تعدل عبادة سنة، وحمي ليلتين تعدل عبادة سنتين، وحمي ثلاث تعدل عبادة سبعين سنة»، قال أبو حمزة: قلت: فإن

لم يبلغ سبعين سنة، قال: «فلأبيه وأمه»، قال: قلت: فإن لم يبلغا، قال: «فلقرابته»، قال: قلت: فإن لم تبلغ قرابته، قال: «فلجيرانه» ().

وقال رسول اللّه صلي الله عليه و اله: «الحمّي تذهب خطايا بني آدم كما يذهب الكير خبث الحديد» ().

عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «الحمي رائد الموت وسجن الله في أرضه وفورها من جهنم وهي حظ كل مؤمن من النار» ().

وعن عبد اللّه بن سنان قال سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول: «الحمّي رائد الموت وهو سجن اللّه في الأرض وهو حظّ المؤمن من النّار» ().

وعن أبي بصير عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: «الحمّي رائد الموت وسجن اللّه في الأرض يحبس بها من يشاء من عباده وهي تحتّ الذّنوب كما يحاتّ الوبر عن سنام البعير» ().

وعن علي بن الحسين عليه السلام قال: «نعم الوجع الحمي يعطي كل عضو قسطه من البلاء ولا خير فيمن لا يبتلي» ().

وعن عليّ بن أبي طالب عليه السلام أنّ رسول اللّه صلي الله عليه و اله عاد رجلاً من الأنصار فشكا إليه ما يلقي من الحمي، فقال رسول اللّه صلي الله عليه و اله: «الحمّي طهور من ربّ غفور» فقال الرجل: بل الحمّي تفور بالشّيخ الكبير حتي تحله القبور، فغضب رسول اللّه صلي الله عليه و اله وقال: «فليكن ذلك بك» قال: فمات من علته تلك().

وشبهه في المستدرك عن الصّادق عليه السلام عن آبائه عليهم السلام عن رسول اللّه صلي الله عليه و اله().

مرض الولد

مسألة: يستحب احتساب مرض الولد.

عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: «إنّ العبد يكون له عند ربّه

درجة لا يبلغها بعمله فيبتلي في جسده أو يصاب في ماله أو يصاب في ولده فإن هو صبر بلّغه اللّه إيّاها» ().

وقال النّبيّ صلي الله عليه و اله: «إذا مرض الصّبيّ كان مرضه كفّارةً لوالديه» ().

وعن علي عليه السلام في المرض يصيب الصبي؟ قال: «كفارة لوالديه» ().

المفجوع في أعضائه

مسألة: يثاب المفجوع بأعضائه.

عن ابن فهد في عدّة الدّاعي، عن جابر قال أقبل رجل أصمّ أخرس حتّي وقف علي رسول اللّه صلي الله عليه و اله فأشار بيده، فقال رسول اللّه صلي الله عليه و اله: «اكتبوا له كتاباً تبشّرونه بالجنّة فإنّه ليس من مسلم يفجع بكريمته أو بلسانه أو بسمعه أو برجله أو بيده فيحمد اللّه علي ما أصابه ويحتسب عند اللّه ذلك إلا نجّاه الله من النار وأدخله الجنّة» ثمّ قال رسول اللّه صلي الله عليه و اله: «إنّ لأهل البلايا في الدّنيا درجات وفي الآخرة ما لا تنال بالأعمال، حتّي أنّ الرّجل ليتمنّي أنّ جسده في الدّنيا كان يقرض بالمقاريض ممّا يري من حسن ثواب اللّه لأهل البلاء من الموحّدين فإنّ اللّه لا يقبل العمل في غير الإسلام» ().

وقال النّبيّ صلي الله عليه و اله: «لا يذهب حبيبتا عبد فيصبر ويحتسب إلا أدخل الجنّة» ().

وعن ابن فضّال قال سمعت الرّضا عليه السلام قال: «ما سلب أحد كريمته إلا عوّضه اللّه منه الجنّة» ().

وقال صلي الله عليه و اله حاكياً عن الله تعالي: «إذا وجّهت إلي عبد من عبيدي في بدنه أو ماله أو ولده ثمّ استقبل ذلك بصبر جميل استحييت منه يوم القيامة أن أنصب له ميزاناً أو أنشر له ديواناً» ().

وقال صلي الله عليه و اله: «إنّ الرّجل ليكون له الدّرجة عند اللّه لا

يبلغها بعمله يبتلي ببلاء في جسمه فيبلغها بذلك» ().

لا تكثر من الدواء

مسألة: ينبغي تحمل الداء ما احتمل البدن ذلك، كما يستحب أن لا يكثر من الدواء.

وقال البعض: باستحباب ترك المداواة مع إمكان الصبر وعدم الخطر، سيّما من الزكام والدماميل والرّمد والسعال، فقد ورد أنّه لا دواء إلاّ ويهيج داء، وليس شيء أنفع في البدن من إمساك اليد إلاّ عما يحتاج إليه.

في الحديث الشريف عن رسول الله صلي الله عليه و اله قال: «تجنب الدواء ما احتمل بدنك الداء فإذا لم يحتمل الداء فالدواء» ().

وقال علي عليه السلام: «امش بدائك ما مشي بك» ().

ومثله في نهج البلاغة().

وقال عليه السلام: «رب دواء جلب داء» ().

وقال عليه السلام: «ربما كان الدواء داء» ().

وقال عليه السلام: «رب داء انقلب دواء» ().

وقال عليه السلام: «ربما كان الداء شفاء» ().

وقال عليه السلام: «من كثرت أدواؤه لم يعرف شفاؤه» ().

وعن الجعفري قال: سمعت موسي بن جعفر عليه السلام وهو يقول: «ادفعوا معالجة الأطباء ما اندفع الداء عنكم فإنه بمنزلة البناء قليلة يجر إلي كثيرة» ().

وعن السكوني عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «من ظهرت صحته علي سقمه فيعالج نفسه بشيء فمات فأنا إلي الله منه برئ» ().

أي: يعالج نفسه من دون الحاجة إليها.

وعن سالم بن أبي خيثمة عن الصادق عليه السلام قال: «من ظهرت صحته علي سقمه فشرب الدواء فقد أعان علي نفسه» ().

وقال صلي الله عليه و اله: «تجنب الدواء ما احتمل بدنك الداء، فإذا لم يحتمل الداء فالدواء» ().

وعن عثمان الأحول قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: «ليس من دواء إلا وهو يهيج داء، وليس شيء في البدن أنفع من إمساك اليد إلا عما يحتاج إليه» ().

وعن أبي بصير ومحمد

بن مسلم، عن الصادق، عن آبائه، عن أمير المؤمنين عليهم السلام: «لا يتداوي المسلم حتي يغلب مرضه علي صحته» ().

الزكام وما أشبه

مسألة: قالوا باستحباب ترك التّداوي من الزكام والدماميل والرمد والسّعال مع الإمكان.

فعن النّبيّ صلي الله عليه و اله قال: «ما من إنسان إلا وفي رأسه عرق من الجذام فيبعث اللّه عليه الزّكام فيذيبه وإذا وجد أحدكم فليدعه ولا يداويه حتّي يكون اللّه يداويه» ().

وعن النّبيّ صلي الله عليه و اله أنّه قال: «الزّكام جند من جنود اللّه عزّ وجلّ يبعثه اللّه علي الدّاء فيزيله» ().

وعن الإمام الرضا عليه السلام: «وإذا خاف الإنسان الزّكام في زمان الصّيف فليأكل كلّ يوم خيارةً وليحذر الجلوس في الشّمس» ().

صبر المريض

مسألة: يستحب للمريض احتساب المرض وأن يصبر عليه ويتحمل وجعه ويشكر الله عزوجل، فإنّ المرض سجن الله الذي به يعتق المؤمن من النّار، ويكتب له في مرضه أفضل ما كان يعمل من خير في صحّته، وإن سهر ليلة من مرض أو وجع أفضل وأعظم أجراً من عبادة سنة، وإنّ أنين المؤمن تسبيح وصياحه تهليل، ونومّه علي الفراش عبادة، وتقلّبه من جنب إلي آخر جهاد في سبيل الله، وإن عوفي مشي في النّاس وما عليه ذنب، وأيّما رجل اشتكي فصبر واحتسب، كتب الله له أجر ألف شهيد، إلي غير ذلك.

قال عليه السلام: «من اشتكي ليلة فقبلها بقبولها وأدي إلي الله شكرها كانت له كفارة ستين سنة»، قال قلت: وما قبلها بقبولها؟ قال: «صبر علي ما كان فيها» ().

وروي عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: «المرض لا أجر فيه ولكن لا يدع ذنبا إلا حطه، وإنما الأجر بالقول واللسان، والعمل باليد والرجل، وإن الله تعالي ليدخل بصدق النية والسريرة الخالصة جما من عباده الجنة» ().

وعن النّبيّ صلي الله عليه و اله قال: «يكتب أنين المريض حسنات ما صبر، فإن جزع كتب

هلوعاً لا أجر له» ().

وعنه صلي الله عليه و اله: «يكتب أنين المريض فإن كان صابراً كتب حسنات وإن كان جزعاً كتب هلوعاً لا أجر له» ().

وعنه صلي الله عليه و اله قال: «عجبت من المؤمن وجزعه من السّقم ولو يعلم ما له في السّقم من الثواب لأحبّ أن لا يزال سقيماً حتّي يلقي ربّه عزّ وجلّ» ().

وعن الصّادق عليه السلام: «إن الصّبر والبلاء يستبقان إلي المؤمن فيأتيه البلاء وهو صبور وإنّ البلاء والجزع يستبقان إلي الكافر فيأتيه البلاء وهو جزوع» ().

وروي: «أنّ المؤمن بين بلاءين أوّل هو فيه منتظر به بلاء ثان فإن هو صبر للبلاء الأوّل كشف عنه الأوّل والثّاني وانتظره البلاء الثّالث فلا يزال كذلك حتّي يرضي» ().

ترك الشكوي

مسألة: يستحب ترك الشكّوي، فإنّ من فعل ذلك بدل الله لحماً خيراً من لحمه ودماً خيراً من دمّه بشراً خيراً من بشره، وإن أبقاه أبقاه بلا ذنب وإن أماته أماته إلي رحمته، وإنّ من مرض يوماً وليلة فلم يشك إلي عوّاه بعثه الله يوم القيامة مع خليله ابراهيم عليه السلام حتّي يجوز علي الصراط كالبرق واللامع.

وليس من الشكوي بيان ما فيه من الحمّي والمرض وسهر الليل ونحو ذلك وإنّما الشكوي أن يقول: قد ابتليت ما لم يبتل به أحد، أو أصابني ما لم يصب أحد، أو نحو ذلك.

عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «يقول الله عزوجل: إذا ابتليت عبدي فصبر ولم يشتك علي عواده ثلاثا أبدلته لحما خيرا من لحمه وجلدا خيرا من جلده ودما خيرا من دمه، وإن توفيته توفيته إلي رحمتي، وإن عافيته عافيته ولا ذنب عليه» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال:

«إنما الشكوي أن يقول الرجل: لقد ابتليت بما لم يبتل به أحد، أو يقول: لقد أصابني ما لم يصب أحدا، وليس الشكوي أن يقول: سهرت البارحة وتحممت اليوم ونحو هذا» ().

وقال رسول الله صلي الله عليه و اله: «أربعة من كنوز الجنة كتمان الحاجة وكتمان الصدقة وكتمان المرض وكتمان المصيبة» ().

التمرض من غير علة

مسألة: يكره التمرض من غير علة، وقد ذكر صاحب الوسائل رحمة الله عليه باب كراهة التمرض من غير علة والتشعث من غير مصيبة().

في الحديث: عن أبي الحسن الواسطي عمن ذكره أنه قيل لأبي عبد الله عليه السلام: أتري هذا الخلق كلهم من الناس، فقال: «ألق منهم التارك للسواك، والمتربع في الموضع الضيق، والداخل فيما لا يعنيه، والمماري فيما لا علم له به، والمتمرض من غير علة، والمتشعث من غير مصيبة» () الحديث.

الدعاء بالعافية

مسألة: يستحب للمريض أن يطلب من الله العافية، كما ورد في الأدعية، وقد قال عليه السلام: «والعافية أحب إلينا» ().

وكان رسول الله صلي الله عليه و اله إذا رأي في جسمه بثرة عاذ بالله واستكان له وجار إليه، فيقال له: يا رسول الله أهو بأس، فيقول: «إن الله إذا أراد أن يعظم صغيرا عظمه وإذا أراد أن يصغر عظيما صغره» ().

حسن الظن بالله

مسألة: ينبغي للمريض أن يحسن الظنّ بالله، فقد ورد عن الحسن بن علي العسكري عن آبائه عليهم السلام قال: «سأل الصادق عليه السلام عن بعض أهل مجلسه، فقيل: عليل، فقصده عائداً وجلس عند رأسه فوجده دنفاً، فقال له: أحسن ظنك بالله، فقال: أما ظني بالله فحسن» () الحديث.

وروي الشيخ المفيد رحمة الله عليه في أماليه قال: مرض رجل من الأنصار فأتاه النبي صلي الله عليه و اله يعوده فوافقه وهو في الموت، فقال: «كيف تجدك»، قال: أجدني أرجو رحمة ربي وأتخوف من ذنوبي، فقال النبي صلي الله عليه و اله: «ما اجتمعتا في قلب عبد في مثل هذا الموطن إلا أعطاه الله رجاءه وآمنه مما يخافه» ().

الصدقة

مسألة: يستحب للمريض أن يتصدق كما يستحب أن يتصدق عنه.

عن زرارة بن أعين، عن أبي جعفر عن أبيه عن جده عن أمير المؤمنين عليهم السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «داووا مرضاكم بالصدقة» ().

وعنه عليه السلام قال: «الصدقة تدفع البلاء المبرم فداووا مرضاكم بالصدقة» ().

وعنه عليه السلام قال: «الصدقة تدفع ميتة السوء عن صاحبها» ().

عيادة المريض

مسألة: من المستحب عيادة المريض، وهي من حقوق المؤمن علي أخيه، وقد ورد أنه بمنزلة عيادة الله عزوجل، وذلك كناية عن تقرب العبد إليه سبحانه وتعالي حينئذ.

وفضل عيادة المريض عظيم، فأيّما مؤمن عاد مؤمناً في الله خاض في الرحمة خوضاً، فإذا جلس غمرته الرحمة، فإذا انصرف وكّل الله به سبعين ألف من الملائكة يستغفرون له ويسترحمون عليه، ويقولون طبت وطابت لك الجنة إلي تلك الساعة من غد.

ولا يتأكد استحباب العيادة في وجع العين وفي أقلّ من ثلاثة أيّام بعد العيادة أو يومين وعند طول العلّة.

قال عليه السلام: «إذا كان يوم القيامة نادي مناد العبد إلي الله عزوجل فيحاسبه حسابا يسيرا ويقول: يا مؤمن ما منعك أن تعودني حين مرضت، فيقول المؤمن: أنت ربي وأنا عبدك، أنت الحي القيوم الذي لا يصيبك ألم ولا نصب، فيقول عزوجل: من عاد مؤمنا في فقد عادني، ثم يقول له: أتعرف فلان بن فلان، فيقول: نعم يا رب، فيقول له: ما منعك أن تعوده حين مرض أما إنك لو عدته لعدتني ثم لوجدتني به وعنده، ثم لو سألتني حاجة لقضيتها لك ولم أردك عنها» ().

وقال النبي صلي الله عليه و اله: «من حق المسلم علي المسلم إذا لقيه أن يسلم عليه، وإذا مرض أن يعوده، وإذا مات أن يشيع جنازته» ().

وعن

أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: «أيما مؤمن عاد أخاه في مرضه فإن كان حين يصبح شيعه سبعون ألف ملك، فإذا قعد عنده غمرته الرحمة واستغفروا له حتي يمسي، وإن كان مساء كان له مثل ذلك حتي يصبح» ().

وعن أبي جعفر عليه السلام قال: «كان فيما ناجي به موسي عليه السلام ربه أن قال: يا رب ما بلغ من عيادة المريض من الأجر، فقال الله عزوجل: أوكل به ملكا يعوده في قبره إلي محشره» ().

وقال رسول الله صلي الله عليه و اله: «من زار أخاً له في الله تعالي، أو عاد مريضا نادي مناد من السماء باسمه: يا فلان طبت وطاب ممشاك وتبوأت من الجنة منزلك» ().

عيادة الكافر

مسألة: يجوز عيادة المشرك والكافر ومن أشبه، وربما سبب ذلك هدايتهم، وفي الحديث: إن رسول الله صلي الله عليه و اله عاد جاراً له يهوديا().

إخبار المؤمنين

مسألة: يستحب للمريض أن يؤذن إخوانه بمرضه ليعودوه.

عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «ينبغي للمريض منكم أن يؤذن إخوانه بمرضه فيعودونه ويؤجر فيهم ويؤجرون فيه، فقيل: نعم هم يؤجرون فيه لمشيهم إليه وهو كيف يؤجر فيهم، فقال: باكتسابه لهم الحسنات فيؤجر فيهم فيكتب له بذلك عشر حسنات ويرفع له عشر درجات ويحط عنه عشر سيئات» ().

كما يستحب ذلك لأولياء الميت ليشهد المؤمنون جنازته، قال عليه السلام: «وينبغي لأولياء الميت منكم أن يؤذنوا إخوان الميت فيشهدون جنازته ويصلون عليه ويستغفرون له فيكسب لهم الأجر ويكسب لميته الاستغفار» ().

الإذن للعيادة

مسألة: يستحب للمريض أن يأذن للناس بعيادته، فيعودونه فيؤجرون فيه بالعيادة ويؤجر فيهم باكتسابه لهم الحسنات، فيكتب له بذلك الحسنات ويرفع له الدرجات، ويمحي عنه السيئات.

قال أبو الحسن عليه السلام: «إذا مرض أحدكم فليأذن للناس يدخلون عليه فإنه ليس من أحد إلا وله دعوة مستجابة» ().

الهدية للمريض

مسألة: يستحب استصحاب العائد هديّة إلي المريض، من فاكهة أو طيب أو بخور أو نحوه، ما لم يكن اهداؤه مضرّاً بالمريض.

عن مولي لجعفر بن محمد عليه السلام قال: مرض بعض مواليه فخرجنا نعوده ونحن عدة من مواليه، فاستقبلنا عليه السلام في بعض الطريق فقال: أين تريدون، فقلنا: نريد فلانا نعوده، فقال: قفوا، فوقفنا، قال: مع أحدكم تفاحة أو سفرجلة أو أترجة أو لعقة من طيب أو قطعة من عود، فقلنا: ما معنا من هذا شيء، قال: أما علمتم أن المريض يستريح إلي كل ما أدخل به عليه» ().

مما يستحب للعائد

مسألة: يستحب للعائد أن يدعو للمريض بالصحة والعافية، وأن يخبره بالثواب الذي يناله علي مرضه، فقد روي أن النبي صلي الله عليه و اله عاد سلمان الفارسي رحمة الله عليه فلما أراد أن يقوم قال: «يا سلمان كشف الله ضرك وغفر ذنبك وحفظك في دينك وبدنك إلي منتهي أجلك» ().

وقال عليه السلام: «إذا دخل أحدكم علي أخيه عائدا له فليدع له وليطلب منه الدعاء فإن دعاءه مثل دعاء الملائكة» ().

وفي أمالي الشيخ الصدوق رحمة الله عليه عن الصادق عليه السلام قال: «عاد رسول الله صلي الله عليه و اله سلمان الفارسي رحمة الله عليه في علته، فقال: يا سلمان إن لك في علتك ثلاث خصال: أنت قريب من الله عزوجل بذكر، ودعاؤك فيه مستجاب، ولا تدع العلة عليك ذنبا إلا حطته، متعك الله بالعافية إلي انقضاء أجلك» ().

وفي نهج البلاغة، قال أمير المؤمنين عليه السلام لبعض أصحابه في علّة اعتلّها: «جعل اللّه ما كان من شكواك حطّاً لسيّئاتك، فإنّ المرض لا أجر فيه ولكنّه يحطّ السّيّئات ويحتّها حتّ الأوراق..» ().

وعن ابن سيابة قال: قلت لأبي عبد اللّه

عليه السلام ما أصاب المؤمن من بلاء فبذنب، قال: «لا ولكن ليسمع أنينه وشكواه ودعاؤه الّذي يكتب له بالحسنات وتحطّ عنه السّيّئات وتدخر له يوم القيامة» ().

من تمام العيادة

مسألة: هناك آداب أخري لعيادة المريض ينبغي مراعاتها، قال النبي صلي الله عليه و اله: «تمام عيادة المريض أن يضع أحدكم يده عليه ويسأله كيف أنت، كيف أصبحت، وكيف أمسيت، وتمام تحيتكم المصافحة» ().

وقال عليه السلام: «من تمام العيادة أن يضع العائد إحدي يديه علي يدي المريض أو علي جبهته» ().

وعنه عليه السلام أيضا قال: «تمام العيادة للمريض أن تضع يدك علي ذراعيه وتعجل القيام من عنده فإن عيادة النوكي أشد علي المريض من وجعه» ().

تخفيف الجلوس

مسألة: يستحب تخفيف جلوس العائد عند المريض إلاّ إذا أحبّ المريض الإطالة وسأل ذلك، فينبغي أن لا يثقل علي المريض بتكرار العيادة وكثرة الجلوس، فعن الصادق عليه السلام قال: «لا عيادة في وجع العين ولا تكون العيادة في أقل من ثلاثة أيام، فإذا شئت فيوم ويوم لا، أو يوم ويومين لا، وإذا طالت العلة ترك المريض وعياله» ().

وقال عليه السلام: «أعظمكم أجرا في العيادة أخفكم جلوسا» ().

وعنه صلي الله عليه و اله قال: «العيادة ثلاثة والتعزية مرة» ().

وعنه عليه السلام قال: إن أمير المؤمنين عليه السلام قال: «إن من أعظم العباد أجرا عند الله لمن إذا عاد أخاه خفف الجلوس إلا أن يكون المريض يريد ذلك ويحبه ويسأله ذلك» ().

دعاء المريض

مسألة: يستحب للإنسان أن يطلب من المريض أن يدعو له، فإن دعاءه يعدل دعاء الملائكة علي ما في الروايات، كما ينبغي توقّي دعائه عليه بترك غيظه واضجاره، فإنّ دعاءه مستجاب.

عن أبي عبد الله عليه السلام: «عودوا مرضاكم واسألوهم الدعاء، يعدل دعاء الملائكة، ومن مرض ليلة فقبلها بقبولها كتب الله له عبادة ستين سنة»، قلت له: ما معني قبولها، قال: «لا يشكو ما أصابه فيها إلي أحد» ().

وقال عليه السلام: «إذا دخل أحدكم علي أخيه عائدا له فليدع له وليطلب منه الدعاء فإن دعاءه مثل دعاء الملائكة» ().

وقال عليه السلام: «من عاد مريضا في الله لم يسأل المريض للعائد شيئا إلا استجاب الله له» ().

من آداب المريض

مسألة: هناك آداب ترتبط بالمريض وأطرافه من الأقرباء والأصدقاء.

فقد ورد عن رسول اللّه صلي الله عليه و اله أنّه قال: «لا تكرهوا مرضاكم علي الطّعام فإنّ اللّه يطعمهم ويسقيهم» ().

وقد نهي رسول الله صلي الله عليه و اله: ¬أن يؤكل عند المريض شيء().

وروي: «أنّ الصّحّة والعلّة تقتتلان في الجسد فإن غلبت العلّة الصّحّة استيقظ المريض وإن غلبت الصّحّة العلّة اشتهي الطّعام فأطعموه فلربّما كان فيه الشّفاء» ().

ومن الآداب أن لا يفتخر المريض بعيادة فلان وفلان له، فعن أبي الحسن عليه السلام قال: «عاد أمير المؤمنين عليه السلام صعصعة بن صوحان ثم قال: يا صعصعة لا تفخر علي إخوانك بعيادتي إياك وانظر لنفسك فكأن الأمر قد وصل إليك ولا يلهينك الأمل» ().

رفع الصوت بالأذان

مسألة: يستحب رفع الصوت بالآذان في منزل المريض.

قال الشيخ النوري رحمة الله عليه في المستدرك() باب استحباب رفع الصوت بالأذان في المنزل خصوصاً عند السقم وقلة الولد، حيث روي أن رفع الصوت بالأذان في المنزل ينفي الأمراض وينمي الولد().

ذكر

الموت

مسألة: يستحب للمريض وغيره ذكر الموت بل كثرته، والاستعداد له، وكراهة طول الأمل.

عن أبي عبيدة الحذاء قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: حدثني بما أنتفع به، فقال: «يا أبا عبيدة أكثر ذكر الموت فما أكثر ذكر الموت إنسان إلا زهد في الدنيا» ().

وعن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «أكثروا من ذكر هادم اللذات، فقيل: يا رسول الله وما هادم اللذات؟ قال صلي الله عليه و اله: الموت فإن أكيس المؤمنين أكثرهم ذكراً للموت وأحسنهم للموت استعداداً» ().

وأوصي رسول الله صلي الله عليه و اله معاذ بن جبل فقال له: «أوصيك باتقاء الله وصدق الحديث وأداء الأمانة وخفض الجناح والوفاء بالعهد وترك الخيانة وحسن الجوار وصلة الأرحام ورحمة اليتيم ولين الكلام وبذل السلام وحسن العمل وقصر الأمل وتوكيد الأيمان والتفقه في الدين وتدبر القرآن وذكر الآخرة والجزع من الحساب وكثرة ذكر الموت» () الحديث.

لا تتمني الموت

مسألة: يكره للمريض وغيره تمنّي الموت للنفس ولو لضرّ نزل به، إلا لأمر أهم كما تمنت فاطمة الزهراء عليها السلام و الإمام موسي بن جعفر عليه السلام علي ما ذكرنا تفصيله في كتاب (من فقه الزهراء) صلوات الله عليها.

السعي في حاجة المريض

مسألة: يستحب السعي في قضاء حاجة المريض والضرير، سيّما القرابة، فإنّ الساعي يخرج من ذنوبه.

عن الحسين بن زيد عن الصادق عليه السلام عن آبائه عليهم السلام عن رسول الله صلي الله عليه و اله في حديث المناهي قال: «ومن كفي ضريراً حاجةً من حوائج الدنيا ومشي له فيها حتي يقضي الله له حاجته أعطاه الله براءةً من النفاق وبراءةً من النار وقضي له سبعين حاجةً من حوائج الدنيا، ولا يزال يخوض في

رحمة الله حتي يرجع، ومن سعي لمريض في حاجة قضاها أو لم يقضها خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه»، فقال رجل من الأنصار: بأبي أنت وأمي يا رسول الله فإن كان المريض من أهل بيته أوليس أعظم أجراً إذا سعي في حاجة أهل بيته؟ قال صلي الله عليه و اله: «نعم» ().

وعن النبي صلي الله عليه و اله قال: «من قام علي مريض يوماً وليلةً بعثه الله مع إبراهيم خليل الرحمن فجاز علي الصراط كالبرق اللامع» ().

وقال النبي صلي الله عليه و اله: «من أطعم مريضاً شهوته أطعمه الله من ثمار الجنة» ().

حاجة المريض والمشي إليها

مسألة: يكره مشي المريض إلي حاجته، بل يحمل إليها.

عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «إن المشي للمريض نكس()، إن أبي عليه السلام كان إذا اعتل جعل في ثوب فحمل لحاجته يعني الوضوء وذاك أنه كان يقول: إن المشي للمريض نكس» ().

التدثر للمحموم

مسألة: يكره التدثّر للمحموم وتحفظّه من البرد ويستحب مداواة الحمي بالدعاء والسكر والماء البارد وكافّة الأمراض بالتعويذات الواردة عموماً وخصوصاً.

عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام «أنه كان إذا وعك استعان بالماء البارد فيكون له ثوبان ثوب في الماء البارد وثوب علي جسده يراوح بينهما» ().

وعن علي بن أبي حمزة عن أبي إبراهيم عليه السلام في حديث قال: قلت له: جعلنا فداك ما وجدتم عندكم للحمي دواءً؟ قال: «ما وجدنا لها عندنا دواءً إلا الدعاء والماء البارد» ().

وعن أبي بصير ومحمد بن مسلم عن أبي عبد الله عليه السلام عن آبائه عليهم السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: «ليس من داء إلا وهو من داخل الجوف إلا الجراحة والحمي فإنهما يردان وروداً، اكسروا الحمي بالبنفسج والماء

البارد، فإن حرها من فيح جهنم» ().

وقال عليه السلام: «صبوا علي المحموم الماء البارد في الصيف فإنه يسكن حرها» ().

الحمية للمريض

مسألة: يستحب للمريض الحمية.

قال الإمام الرّضا عليه السلام: «ليس الحمية من الشيء تركه إنّما الحمية من الشيء الإقلال منه» ().

وعن أبي عبد اللّه عليه السلام قال سألته: كم يحمي المريض فقال: «دبقاً» فلم أدر كم دبقاً فسألته، فقال: «عشرة أيّام» ().

وفي حديث آخر أحد عشر دبقاً ودبق صباح بكلام الرّوم أعني أحد عشر صباحاً().

وعن العالم عليه السلام: «رأس الحمية الرّفق بالبدن» ().

وروي عنه عليه السلام أنّه قال: «اثنان عليلان صحيح محتم وعليل مخلّط» ().

وروي: «أنّ أقصي الحمية أربعة عشر يوماً وإنها ليس ترك أكل لاشيء لكنها ترك الإكثار منه» ().

وعن الحلبيّ قال: سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول: «لا تنفع الحمية لمريض بعد سبعة أيّام» ().

وعن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: «الحمية أحد عشر ديناً فلا حمية»، قال الراوي: معني قوله ديناً كلمة روميّ يعني أحد عشر صباحاً().

وعن رسول اللّه صلي الله عليه و اله: «أنّه نهي أن يحمي المريض إلا من التّمر في الرّمد» فإنّه نظر إلي سلمان يأكل التمر وهو رمد فقال: «يا سلمان أ تأكل التّمر وأنت رمد وإن يكن لك بدّ فكل بضرسك الأيمن إن رمدت بعينك اليسري وبضرسك الأيسر إن رمدت بعينك اليمني» ().

وعن الرّضا عليه السلام قال: «لو أنّ النّاس قصّروا في الطّعام لاستقامت أبدانهم» ().

وعن العالم عليه السلام قال: «الحمية رأس الدّواء والمعدة بيت الدّاء وعوّد بدناً ما تعوّد» ().

وعن عليّ بن أبي طالب عليه السلام قال: «قال رسول اللّه صلي الله عليه و اله: إنّا أهل بيت لانحمي ولا نحتمي إلا من تمر» ().

وقال أمير

المؤمنين عليه السلام: «المعدة بيت الأدواء والحمية رأس الدّواء لا صحّة مع النّهم» ().

وروي: «لا تأكل ما قد عرفت مضرّته، ولا تؤثر هواك علي راحة بدنك، والحمية هو الاقتصاد في كلّ شيء، وأصل الطبّ الأزم وهو ضبط الشفتين والرّفق باليدين، والدّاء الدّويّ إدخال الطّعام علي الطّعام واجتنب الدّواء ما لزمتك الصّحّة فإذا أحسست بحركة الدّاء فاحزمه بما يردعه قبل استعجاله» ().

وعن النّبيّ صلي الله عليه و اله قال: «المعدة بيت الدّاء والحمية رأس الدّواء وأعط كلّ بدن ما عودته» ().

وعن أمير المؤمنين عليه السلام أنّه قال: «من لم يصبر علي مضض الحمية طال سقمه» ().

وقال عليه السلام: «لا تنال الصّحّة إلا بالحمية» ().

الوقاية خير من العلاج

مسألة: الوقاية خير من العلاج، قال أمير المؤمنين عليه السلام: «توقوا البرد في أوله وتلقوه في آخره فإنه يفعل بالأبدان كما يفعل بالأشجار أوله يحرق وآخره يورق» ().

وقال عليه السلام: «لا تجتمع الصحة والنهم» ().

وقال عليه السلام: «لا يجتمع الجوع والمرض» ().

وقال عليه السلام: «لا وقاية أمنع من السلامة» ().

وقال عليه السلام: «لا تجتمع الشبيبة والهرم» ().

وقال عليه السلام: «لا تجتمع عزيمة ووليمة» ().

وقال عليه السلام: «لا تنال الصحة إلا بالحمية» ().

وقال عليه السلام: «من غرس في نفسه محبة أنواع الطعام اجتني ثمار فنون الأسقام» ().

وقال عليه السلام: «قل من أكثر من فضول الطعام إلا لزمته الأسقام» ().

وقال عليه السلام: «كم من أكلة منعت أكلات» ().

من الآداب الوقائية

مسألة: هناك آداب وقائية لصحة الإنسان ينبغي مراعاتها.

عن الإمام الرضا عليه السلام قال: «لو أن الناس قصروا في الطعام لاستقامت أبدانهم» ()

وعن العالم عليه السلام قال: «الحمية رأس الدواء والمعدة بيت الداء، عود بدناً ما تعود» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «ليست الحمية من الشيء تركه إنما الحمية من الشيء الإقلال منه» ().

فصل: الطب وبعض أحكامه

العلوم أربعة

مسألة: علم الطب من العلوم التي حثت عليه السنة الشريفة الواردة عن رسول الله صلي الله عليه و اله وأهل بيته الأطهار عليهم السلام.

قال أمير المؤمنين عليه السلام: «العلوم أربعة: الفقه للأديان، والطّبّ للأبدان، والنّحو للسان، والنّجوم لمعرفة الأزمان» ().

دراسة الطب في الحوزات

كان من دأب العلماء والطلاب في الحوزات العلمية دراسة علم الطب في الجملة، وكانوا يفردون له باباً في كتبهم حتي الفقهية منها، كما نراه في (السرائر) لابن إدريس رحمة الله عليه وغيرها لغيره.

وقد أفرد العلامة المجلسي رحمة الله عليه في موسوعته أبواباً للطب ومعالجة الأمراض وخواص الأدوية()، ثم قال:

قال ابن إدريس رحمة الله عليه في السرائر: قد ورد الأمر عن رسول الله صلي الله عليه و اله ووردت الأخبار عن الأئمة من ذريته عليهم السلام بالتداوي، فقالوا: تداووا فما أنزل الله داء إلا أنزل معه دواء إلا السام فإنه لا دواء له يعني الموت..

ويجب علي الطبيب أن يتقي الله سبحانه فيما يفعله بالمريض وينصح فيه..

ولا بأس بمداواة اليهودي والنصراني للمسلمين عند الحاجة إلي ذلك..

وإذا أصاب المرأة علة في جسدها واضطرت إلي مداواة الرجال لها كان جائزاً.

وقال الشهيد رحمة الله عليه في الدروس: يجوز المعالجة بالطبيب الكتابي وقدح العين عند نزول الماء.

وقال العلامة رحمة الله عليه في المنتهي: يجوز الاستيجار للختان وخفض الجواري والمداواة وقطع السلع وأخذ الأجرة عليه، لا نعلم فيه خلافا، لأنه فعل مأذون وفيه شرعا يحتاج إليه ويضطر إلي فعله فجاز الاستيجار عليه كسائر الأفعال المباحة، وكذا عقد الاستيجار للكحل سواء كان الكحل من العليل أو الطبيب، وقال بعض الجمهور إن شرط علي الطبيب لم يجز().

التداوي بغير الحرام

مسألة: يجوز التّداوي بغير الحرام لا به.

قال صلي الله عليه و اله: «لا شفاء في حرام» ().

لا تداوي بالحرام

مسألة: لا يجوز التّداوي بشيء من الخمر والنّبيذ والمسكر وغيرها من المحرّمات أكلاً وشرباً.

عن قائد بن طلحة أنه سأل أبا عبد اللّه عليه السلام: عن النّبيذ يجعل في الدواء قال: «لا ينبغي لأحد أن يستشفي بالحرام» ().

وعن عبد الحميد

بن عمر بن الحرّ قال: دخلت علي أبي عبد اللّه الصّادق عليه السلام أيّام قدومه من العراق فقال: «ادخل علي إسماعيل بن جعفر فإنّه يشكو فانظر ما وجعه» قال: فقمت من عند الصّادق عليه السلام ودخلت عليه فسألته عن وجعه الّذي يجده فأخبرني به فوصفت له دواءً فيه نبيذ فقال لي: «يا إسماعيل بن الحرّ النّبيذ حرام وإنّا أهل بيت لسنا نستشفي بالحرام» ().

وعن رسول اللّه صلي الله عليه و اله: «إنّه نهي أن يعالج بالخمر والمسكر» ().

وعن جعفر بن محمّد عليه السلام أنّه قال: «لا يتداوي بالخمر ولا المسكر ولا تمتشط النّساء به، فقد أخبرني أبي عن أبيه عن جدّه أنّ عليّاً صلوات اللّه عليه وعلي الأئمّة من ذريته قال: إنّ اللّه عزّ وجلّ لم يجعل في رجس حرّمه شفاءً» ().

وروي عن أبي عبد اللّه عليه السلام أنّ حبابة الوالبيّة مرّت بعليّ عليه السلام ومعها سمك فيها جرّيّة فقال: «ما هذا الّذي معك» قالت: سمك ابتعته للعيال، فقال: «نعم زاد العيال السّمك» ثمّ قال: «وما هذا الّذي معك» قالت: أخي اعتلّ من ظهره فوصف له أكل جرّيّ، فقال: «يا حبابة إنّ اللّه لم يجعل الشّفاء فيما حرّم والّذي نصب الكعبة لو أشاء أن أخبرك باسمها واسم أبيها لأخبرتك فضربت بها الأرض» وقالت: أستغفر اللّه من حملي هذا().

والعيّاشيّ في تفسيره، عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول: «المضطر لا يشرب الخمر لأنّها لا تزيده إلا شرّاً فإن شربها قتلته فلا يشربنّ منها قطرةً» ().

وقال رسول اللّه صلي الله عليه و اله: «لا شفاء في حرام» ().

الطبيب غير المسلم

مسألة: يجوز مراجعة الطبيب غير المسلم كاليهودي والنصراني والمشرك ومن أشبه للمعالجة.

عن جعفر بن محمّد

عليه السلام أنّه سئل عن الرّجل يداويه اليهوديّ والنّصرانيّ فقال: «لا بأس إنّما الشّفاء بيد اللّه عزّ وجلّ» ().

وعن رسول الله صلي الله عليه و اله: إنّ قوماً من الأنصار قالوا له: يا رسول اللّه إنّ لنا جاراً اشتكي بطنه أفتأذن لنا أن نداويه، قال: «بماذا تداوونه»، قالوا: يهوديّ هاهنا يعالج من هذه العلّة، قال صلي الله عليه و اله: «بماذا»، قالوا: يشقّ البطن ويستخرج منه شيئاً، فكره ذلك رسول اللّه صلي الله عليه و اله فعاودوه مرّتين أو ثلاثاً فقال صلي الله عليه و اله «افعلوا ما شئتم» فدعوا اليهوديّ وشقّ بطنه ونزع منه رجرجاً كثيراً ثمّ غسل بطنه ثمّ خاطه وداواه فصحّ، فأخبر النّبيّ صلي الله عليه و اله فقال صلي الله عليه و اله: «إنّ الّذي خلق الأدواء جعل لها دواءً وإنّ خير الدّواء الحجامة والفصاد والحبّة السّوداء يعني الشّونيز» ().

وعن محمد بن مسلم عن أبي جعفر الباقر عليه السلام عن الرجل يداويه النصراني واليهودي ويتخذ له الأدوية، فقال: «لا بأس بذلك إنما الشفاء بيد الله تعالي» ().

وعن عبد الرحمن بن الحجاج قال: قلت لأبي الحسن موسي عليه السلام: «أرأيت إن احتجت إلي الطبيب وهو نصراني أسلم عليه وأدعو له، قال: نعم إنّه لا ينفعه دعاؤك» ().

ورواه الكافي أيضاً ().

وفي حديث قال: قلت لأبي الحسن موسي عليه السلام: أ رأيت إن احتجت إلي متطبّب وهو نصرانيٌّ أسلّم عليه وأدعو له، قال: «نعم إنّه لا ينفعه دعاؤك» ().

كسب الطبيب

مسألة: يجوز أخذ الجعل والأجرة علي معالجة المرضي وما أشبه ذلك.

فقد سأل محمد بن مسلم أبا جعفر عليه السلام عن الرجل يعالج الدواء للناس فيأخذ عليه جعلاً، فقال: «لا بأس به» ().

ومثله في التهذيب().

وعن أبي

جعفر عليه السلام قال: «خدم أبو خالد الكابلي علي بن الحسين عليه السلام دهراً من عمره ثم انه أراد أن ينصرف إلي أهله فأتي علي بن الحسين عليه السلام وشكا إليه شدة شوقه إلي والديه، فقال: «يا أبا خالد يقدم غداً رجل من أهل الشام له قدر ومال كثير وقد أصاب بنتاً له عارض من أهل الأرض ويريدون أن يطلبوا معالجاً يعالجها فإذا أنت سمعت قدومه فاته وقل له: أنا أعالجها لك علي أن اشترط لك أني أعالجها علي ديتها عشرة آلاف، فلا تطمئن إليهم وسيعطونك ما تطلبه منهم» فلما أصبحوا وقدم الرجل ومن معه وكان من عظماء أهل الشام في المال والمقدرة، فقال: أما من معالج يعالج بنت هذا الرجل، فقال له أبو خالد الكابلي: أنا أعالجها علي عشرة آلاف درهم فإذا أنتم وفيتم وفيت علي أن لا يعود إليها أبداً، فشرطوا أن يعطوه عشرة آلاف درهم، فأقبل إلي علي بن الحسين عليه السلام فأخبره الخبر فقال: «إني أعلم أنهم سيغدرون بك ولا يفون لك، انطلق يا أبا خالد فخذ بإذن الجارية اليسري ثم قل: يا خبيث يقول لك علي بن الحسين اخرج من هذه الجارية ولا تعد» ففعل أبو خالد ما أمره فخرج منها فأفاقت الجارية، وطلب أبو خالد الذي شرطوا له فلم يعطوه فرجع مغتمّاً كئيباً، فقال له علي بن الحسين: «مالي أراك كئيباً يا أبا خالد ألم أقل لك إنهم يغدرون بك دعهم فانهم سيعودون إليك فإذا لقوك فقل: لست أعالجها حتي تضعوا المال علي يدي علي بن الحسين عليه السلام فإنه لي ولكم ثقة» ووضعوا المال علي يدي علي بن الحسين عليه السلام فرجع أبو خالد إلي الجارية فأخذ بإذنها

اليسري فقال: يا خبيث يقول لك علي بن الحسين اخرج من هذه الجارية ولا تعرض لها إلا بسبيل خير فانك إن عدت أحرقتك بنار الله الموقدة التي تطلع علي الأفئدة، فخرج منها ودفع المال إلي أبي خالد فخرج إلي بلاده» ().

أقول: ويظهر من هذا الحديث أن العلاج بالأمور الجائزة لأمثال هؤلاء جائز، ولذا قال الإمام عليه السلام لذلك «حلّ ولا تعقد» () وما أشبه ذلك.

مزاولة الطب

مسألة: يجوز مزاولة الطب فإنه من المكاسب المباحة والمعاملات المحللة.

ورد في فقه الرّضا عليه السلام: «اعلم يرحمك اللّه أنّ كلّ ما يتعلّمه العباد من أصناف الصّنائع مثل الكتاب والحساب والتّجارة والنّجوم والطّبّ وسائر الصّناعات والأبنية والهندسة والتّصاوير ما ليس فيه مثال الرّوحانيّين وأبواب صنوف الآلات الّتي يحتاج إليها ممّا فيه منافع وقوام معاش وطلب الكسب فحلال كلّه تعليمه والعمل به وأخذ الأجرة عليه، وإن قد تصرف بها في وجوه المعاصي أيضاً مثل استعمال ما جعل للحلال ثمّ يصرف إلي أبواب الحرام ومثل معاونة الظّالم وغير ذلك من أسباب المعاصي مثل الإناء والأقداح وما أشبه ذلك ولعلّة ما فيه من المنافع جائز تعليمه وعمله وحرم علي من يصرفه إلي غير وجوه الحقّ والصّلاح الّتي أمر اللّه بها دون غيرها، اللّهمّ إلا أن يكون صناعةً محرّمةً أو منهيّاً عنها مثل الغناء وصنعة آلاته ومثل بناء البيعة والكنائس وبيت النّار وتصاوير ذوي الأرواح علي مثال الحيوان أو الرّوحانيّ ومثل صنعة الدّفّ والعود وأشباهه وعمل الخمر والمسكر والآلات الّتي لا تصلح في شيء من المحلّلات فحرام عمله وتعليمه ولا يجوز ذلك وباللّه التّوفيق» ().

المعاملات المحللة

وقال عليه السلام في موضع آخر: «اعلم يرحمك اللّه أنّ كلّ مأمور به ممّا هو صلاح للعباد وقوام لهم في

أمورهم من وجوه الصّلاح الّذي لا يقيمهم غيره وممّا يأكلون ويشربون ويلبسون وينكحون ويملكون ويستعملون فهذا كلّه حلال بيعه وشراؤه وهبته وعاريته، وكلّ أمر يكون فيه الفساد ممّا قد نهي عنه من جهة أكله وشربه ولبسه ونكاحه وإمساكه لوجه الفساد مما قد نهي عنه مثل الميتة والدّم ولحم الخنزير والرّبا وجميع الفواحش ولحوم السّباع والخمر وما أشبه ذلك فحرام ضارّ للجسم وفاسد للنّفس» ().

وعن أبي عبد اللّه عليه السلام أنّه قال: «الحلال من البيوع كلّ ما هو حلال من المأكول والمشروب وغير ذلك ممّا هو قوام للنّاس وصلاح ومباح لهم الانتفاع به وما كان محرّماً أصله منهيّاً عنه لم يجز بيعه ولا شراؤه» ().

وعن أبي عبد اللّه عليه السلام عن أمير المؤمنين عليه السلام أنّه قال في حديث طويل: «فأمّا ما جاء في القرآن من ذكر معايش الخلق وأسبابها فقد أعلمنا سبحانه ذلك من خمسة أوجه وجه الإشارة ووجه العمارة ووجه الإجارة ووجه التّجارة ووجه الصّدقات، إلي أن قال: وأمّا وجه العمارة فقوله تعالي: ?هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها?() فأعلمنا سبحانه أنّه قد أمرهم بالعمارة ليكون ذلك سبباً لمعايشهم بما يخرج من الأرض من الحبّ والثّمرات وما شاكل ذلك ممّا جعله اللّه تعالي معايش للخلق الخبر» ().

وعن أمير المؤمنين عليه السلام أنّه قال: «من توفيق المرء اكتسابه المال من حلّه» ().

العوذة

مسألة: يجوز اخذ العوذة للمريض ومن أشبه، من الآيات القرآنية والأدعية المأثورة، فعن علي بن جعفر عن أخيه موسي بن جعفر عليه السلام قال: «سألته عن المريض يكوي أو يسترقي، قال: لا بأس إذا استرقي بما يعرفه» ().

قوله عليه السلام: استرقي أي اخذ رقية وعوذة من الآيات القرآنية والأدعية المأثورة.

قال في النهاية: قد

تكرر ذكر الرقية والرقي والرقي والاسترقاء في الحديث والرقية العوذة التي يرقي بها صاحب الآفة كالحمي والصرع وغير ذلك من الآفات. وقد جاء في بعض الأحاديث جوازها وفي بعضها النهي عنها فمن الجواز قوله: «استرقوا لها فإن بها النظرة» أي اطلبوا لها من يرقيها، ومن النهي قوله: «لا يسترقون ولا يكتوون» والأحاديث في القسمين كثيرة ووجه الجمع بينهما أن الرقي يكره منها ما كان بغير اللسان العربي وبغير أسماء الله تعالي وصفاته وكلامه في كتبه المنزلة وأن يعتقد أن الرقيا نافعة لا محالة فيتكل عليها، وإياه أراد بقوله: «ما توكل من استرقي» ولا يكره منها ما كان في خلاف ذلك كالتعوذ بالقرآن وأسماء الله تعالي والرقي المروية، ولذلك قال للذي رقي بالقرآن وأخذ عليه أجرا: «من أخذه برقية باطل فقد أخذت برقية حق».

وكقوله في حديث جابر أنه صلي الله عليه و اله قال: «اعرضوها علي فعرضناها فقال: لابأس بها إنما هي مواثيق».

كأنه خاف أن يقع فيها شيء مما كانوا يتلفظون به ويعتقدونه من الشرك في الجاهلية…

وعد الشهيد رحمة الله عليه من المحرمات الأقسام والعزائم بما لا يفهم معناه ويضر بالغير فعله().

الفرار من الطاعون

مسألة: يجوز الفرار من الطاعون والوباء وقد يجب، إلاّ مع وجوب الإقامة في المكان كالمجاهد والمرابط..

في معاني الأخبار عن أبان الأحمر قال: سأل بعض أصحابنا أبا الحسن عليه السلام عن الطاعون يقع في بلدة وأنا فيها أتحول عنها، قال: «نعم»، قال: ففي القرية وأنا فيها أتحول عنها، قال: «نعم»، قال: ففي الدار وأنا فيها أتحول عنها، قال: «نعم»، قلت: وإنا نتحدث أن رسول الله صلي الله عليه و اله قال: «الفرار من الطاعون كالفرار من الزحف، قال: «إن رسول الله صلي الله عليه و

اله إنما قال هذا في قوم كانوا يكونون في الثغور في نحو العدو فيقع الطاعون فيخلون أماكنهم يفرون منها فقال رسول الله صلي الله عليه و اله ذلك فيهم» ().

صلاة المريض

مسألة: يصلي المريض حسب قدرته، ولا بأس بأن يختار العلاج فيؤدي إلي ما يضطره للصلاة جالساً أو مستلقياً.

عن محمد بن مسلم قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الرجل والمرأة يذهب بصره فيأتيه الأطباء فيقولون نداويك شهرا أو أربعين ليلة مستلقيا كذلك يصلي، فرخّص في ذلك وقال: ?فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه?())().

المرأة ومراجعة الطبيب

مسألة: يجوز للمرأة مراجعة الطبيب الرجل إذا اضطرت لذلك، فعن أبي جعفر محمد بن علي عليه السلام أنه سئل عن المرأة تصيبها العلة في جسدها أ يصلح أن يعالجها الرجل قال عليه السلام: «إذا اضطرت إلي ذلك فلا بأس» ().

دقة الطبيب

مسألة: يجب علي الطبيب أن يدقق في تشخيص الداء والدواء، وهو ضامن كما ذكره الفقهاء، فعن علي عليه السلام أنه قال: «من تطبب فليتق الله ولينصح وليجتهد» ().

ضمان الطّبيب والبيطار

مسألة: الطبيب ضامن إلا إذا أخذ البراءة ولم يفرط أو يفرّط، وكذا الختان، فعن السّكونيّ عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: «من تطبّب أو تبيطر فليأخذ البراءة من وليّه وإلا فهو له ضامنٌ» ().

ومثله في التهذيب().

وعن السّكونيّ عن جعفر عن أبيه عليه السلام: «أنّ عليّاً عليه السلام ضمّن ختّاناً قطع حشفة غلام» ().

لا تأكل ما يضرك

مسألة: لا يجوز أكل ما يضر صحة الإنسان إذا كان ضرره بالغاً عرفا، وإن لم يكن كذلك فمرجوح.

روي: «لا تأكل ما قد عرفت مضرته ولا تؤثر هواك علي راحة بدنك والحمية هو الاقتصاد في كل شيء، وأكمل الطب الأزم وهو ضمّ الشفتين والرفق باليدين والداء الدوي إدخال الطعام علي الطعام واجتنب الدواء ما لزمتك الصحة فإذا أحسست بحركة الداء فاحسمه بما يردعه قبل استعجاله» ().

استفتاءات طبية

في الكافي، عن محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن خالد، عن محمد بن يحيي، عن أخيه العلا، عن إسماعيل بن الحسن المتطبب قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام إني رجل من العرب ولي بالطب بصر وطبي طب عربي ولست آخذ عليه صفدا؟

فقال: لا بأس.

قلت: إنا نبط الجرح ونكوي بالنار؟

قال: لا بأس.

قلت: ونسقي هذه السموم الأسمحيقون والغاريقون؟

قال: لا بأس.

قلت: إنه ربما مات.

قال: وإن مات.

قلت: نسقي عليه النبيذ؟

قال: ليس في حرام شفاء، قد اشتكي رسول الله صلي الله عليه و اله فقالت له عائشة بك ذات الجنب فقال: أنا أكرم علي الله عزوجل من أن يبتليني بذات الجنب قال: فأمر فلد بصبر» ().

قال العلامة المجلسي رحمة الله عليه في بيان الحديث:

قال في القاموس: الصفد محركة العطاء، وقال بط الجرح والصرة شقه.

ثم قال: الإسمحيقون لم أجده في كتب اللغة ولا الطب، والذي وجدته في كتب الطب هو إصطمخيقون، ذكروا أنه حب مسهل للسوداء والبلغم وكأنه كان كذا فصحف، قوله ليس في الحرام شفاء يدل علي عدم جواز التداوي بالحرام مطلقا كما هو ظاهر أكثر الأخبار وهو خلاف المشهور، وحملوا علي ما إذا لم يضطر إليه ولا اضطرار إليه. وقوله قد اشتكي لعله استشهاد للتداوي بالدواء المر أنا أكرم

علي الله كأنه لاستلزم هذا المرض اختلال العقل وتشويش الدماغ غالبا، وقال الفيروزآبادي: اللدود كصبور ما يصب بالمسعط من الدواء في أحد شقي الفم، وقد لده لدا ولدودا ولده إياه وألده ولد فهو ملدود» ().

وعن يونس بن يعقوب قال: قلت لأبي عبد اللّه عليه السلام: الرّجل يشرب الدّواء ويقطع العرق وربّما انتفع به وربّما قتله، قال: «يقطع ويشرب» ().

هذا إذا لم يعلم المريض بالضرر.

وفي الكافي مثله ().

وعن محمد بن يحيي عن علي بن إبراهيم الجعفري عن حمدان بن إسحاق قال: كان لي ابن وكانت تصيبه الحصاة فقيل لي ليس له علاج إلا أن تبطه فبططته فمات، فقالت الشيعة: شركت في دم ابنك، قال: فكتبت إلي أبي الحسن صاحب العسكر فوقع عليه السلام: يا أحمد ليس عليك فيما فعلت شيء إنما التمست الدواء وكان أجله فيما فعلت» ().

التيسير والتخفيف

مسألة: يستحب التيسير والتخفيف في كل الأمور ومنها الطب، مع مراعاة الدقة والاحتياط، قال أميرا لمؤمنين عليه السلام: «يسروا ولا تعسروا وخففوا ولا تثقلوا» ().

عند الاضطرار

مسألة: يجوز التداوي عند الاضطرار بما لم يكن جائزاً في غيره، علي ما هو المشهور، والضرورات تقدر بقدرها.

عن إسماعيل بن جابر وكانت عرضت له ريحٌ في وجهه من علّة أصابته وهو محرمٌ قال: فقلت لأبي عبد اللّه عليه السلام إنّ الطّبيب الّذي يعالجني وصف لي سعوطاً فيه مسكٌ، فقال: «استعط به» ().

???

وهذا آخر ما أردنا إيراده في هذا الكتاب وإن كانت في الفقه أبواب كثيرة وفي الروايات أكثر، لكنا اكتفينا بهذا القدر، والله المستعان وهو الموفق.

قم المقدسة

محمد الشيرازي

497

رجوع إلي القائمة

پي نوشتها

() سورة البقرة: 29.

() بحار الأنوار: ج67 ص128 ب51 ح14.

() سورة الإسراء: 70.

() سورة الأعراف: 31.

() انظر الدكتور الجزائري في كتابه.

() غوالي اللآلي: ج4 ص102 ح149.

() سورة الواقعة: 57-59.

() سورة الأعراف: 11.

() سورة الإنسان: 2.

() سورة العلق: 1-5.

() سورة التين: 4.

() سورة الحجر: 28-30.

() سورة المؤمنون: 12-14.

() سورة فاطر: 11.

() سورة الزمر: 6.

() سورة غافر: 67-68.

() سورة الروم: 54.

() سورة المرسلات: 20-24.

() سورة النساء: 1.

() سورة الأنعام: 2.

() سورة الروم: 20-21.

() سورة طه: 53-56.

() سورة الحج: 5-6.

() سورة الحجرات: 13.

() سورة يس: 77-83.

() سورة الصافات: 11.

() سورة مريم: 66-67.

() سورة نوح: 14.

() نهج البلاغة: الخطب 83، ومن خطبة له عليه السلام وهي الخطبة العجيبة وتسمي (الغراء).

() بحار الأنوار: ج3 ص63 – 80 ب4 الخبر المشتهر بتوحيد المفضل.

() سورة الملك: 14.

() بحار الأنوار: ج3 ص63-80 ب44 الخبر المشتهر بتوحيد المفضل.

() بحار الأنوار: ج58 ص317 ب47 ح27.

() بحار الأنوار: ج58 ص317-319 ب47 ذيل ح27.

() انظر بحار الأنوار: ج58 ص317-319 ب47 ذيل ح27.

() Marrow.

() وسائل الشيعة: ج2 ص133 ب8 ح1718.

() سورة الأنبياء: 22.

() مستدرك الوسائل: ج13 ص80 ب11 ح14819.

() تفسير القمي: ج2 ص9 معراج رسول الله صلي الله

عليه و اله سورة الإسراء.

() مستدرك الوسائل: ج13 ص89 ب11 ح14851.

() من لا يحضره الفقيه: ج1 ص126 باب غسل يوم الجمعة ح299.

() طب الأئمة: ص54.

() طب الأئمة: ص55.

() طب الأئمة: ص55.

() طب الأئمة: ص55.

() طب الأئمة: ص55.

() راجع موسوعة الفقه: كتاب الصوم.

() معاني الأخبار: ص247 باب معني قول النبي صلي الله عليه و اله:» نعم العيد الحجامة «ح1.

() وسائل الشيعة: ج17 ص117 ب13 ح22134.

() الجعفريات: ص162 باب الحجامة.

() مستدرك الوسائل: ج13 ص78 ب11 ح14807.

() طب الأئمة: ص58.

() طب الأئمة: ص58.

() وسائل الشيعة: ج17 ص113 ب13 ح22120.

() مستدرك الوسائل: ج13 ص81 ب11 ح14822.

() معاني الأخبار: ص247 باب معني الحجامة ح2.

() معاني الأخبار: ص247 باب معني الحجامة ح2.

() وسائل الشيعة: ج17 ص112 ب13 ح22117.

() طب الأئمة: ص57.

() مستدرك الوسائل: ج13 ص85 ب11ج14845.

() دعائم الإسلام: ج2 ص145 فصل ذكر العلاج والدواء ح512.

() مستدرك الوسائل: ج13 ص78 ب11 ح14806.

() مكارم الأخلاق: ص75 الفصل الرابع في الحجامة.

() راجع كتاب العين: ج2 ص296، لسان العرب: ج1 ص594، مجمع البحرين: ج2 ص120.مادة عرقب.

() طب الأئمة: ص58.

() راجع بصائر الدرجات: ص379 باب التفويض بالرسول الله صلي الله عليه و اله ح4 وفيه عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام قال:» إن الله أدب نبيه علي أدبه، فلما انتهي به إلي ما أراد قال: له ?إنك لعلي خلق عظيم? ففوض إليه دينه فقال: ?ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا? وإن الله فرض…

() لسان العرب: ج8 ص66 مادة خدع.

() فقه الرضا: ص394 ب113.

() من لا يحضره الفقيه: ج2 ص267 باب الأيام والأوقات ح2401.

() الخصال: ج2 ص637 باب علم أمير المؤمنين عليه السلام أصحابه في مجلس واحد أربعمائة باب.

() طب الأئمة:

ص56.

() مستدرك الوسائل: ج13 ص83 ب11 ح14830.

() مكارم الأخلاق: ص74 الفصل الرابع في الحجامة.

() دعائم الإسلام: ج2 ص145 فصل4 ح512.

() الخصال: ج2 ص383 باب ما جاء في الأحد وما بعده ح60.

() مستدرك الوسائل: ج13 ص84 ب11 ح14839.

() الخصال: ج2 ص384 باب ما جاء في يوم الاثنين ح64.

() وسائل الشيعة: ج17 ص115 ب13 ح22125.

() مستدرك الوسائل: ج13 ص84 ب11 ح14840.

() طب الأئمة: ص139 في الباذنجان.

() الخصال: ج2 ص385 باب ما جاء في يوم الثلاثاء ح68.

() طب الأئمة: ص56.

() طب الأئمة: ص139 في الباذنجان.

() الكافي: ج8 ص191 حديث قوم صالح عليه السلام ح223.

() مكارم الأخلاق: ص75 الفصل الرابع في الحجامة.

() مكارم الأخلاق: ص75 الفصل الرابع في الحجامة.

() وسائل الشيعة: ج17 ص115 ب13 ح22127.

() الخصال: ج2 ص387 باب ما جاء في يوم الأربعاء ح75.

() قرب الإسناد: ص124 باب ما جاء في الشهادات.

() الخصال: ج2 ص637 باب علم أمير المؤمنين عليه السلام أصحابه في مجلس واحد أربعمائة باب.

() الخصال: ج2 ص387 باب ما جاء في يوم الأربعاء ح76.

() من لا يحضره الفقيه: ج4 ص8 باب ذكر جمل من مناهي النبي صلي الله عليه و اله ح4968.

() مستدرك الوسائل: ج13 ص84 ب11 ح14841.

() فقه الرضا عليه السلام: ص394 ب113.

() الخصال: ج2 ص389 باب ما جاء يوم الخميس ح79.

() مكارم الأخلاق: ص75 الفصل الرابع في الحجامة.

() الخصال: ج2 ص390 باب ما جاء في يوم الجمعة ح83.

() تحف العقول: ص100 باب آداب أمير المؤمنين عليه السلام لأصحابه وهي أربعمائة باب.

() الخصال: ج2 ص637 باب علم أمير المؤمنين عليه السلام أصحابه في مجلس واحد أربعمائة باب.

() الكافي: ج8 ص192 حديث قوم صالح عليه السلام ح225.

() مكارم الأخلاق: ص75 الفصل الرابع في الحجامة.

() وسائل

الشيعة: ج17 ص116 ب13 ح22130.

() مستدرك الوسائل: ج13 ص82 ب11 ح14827.

() مجمع البحرين: ج3 ص305 مادة دور.

() طب الأئمة: ص56.

() الجعفريات: ص162 باب الحجامة.

() يَتَبَيّغ: يهيج به الألم فيهلكه.

() نهج البلاغة: الخطبة 209 من كلام له عليه السلام بالبصرة وقد دخل علي العلاء بن زياد الحارثي يعوده.

() غوالي اللآلي: ج1 ص381 المسلك الثالث ح5.

() الجعفريات: ص162 باب الحجامة.

() الكافي: ج2 ص468 باب أن الدعاء سلاح المؤمن ح1.

() سورة غافر: 60.

() راجع شرح الدعاء والزيارة للإمام المؤلف رحمة الله عليه.

() مستدرك الوسائل: ج13 ص85 ب11 ج14844.

() مكارم الأخلاق: ص75 الفصل الرابع في الحجامة.

() مكارم الأخلاق: ص73 الفصل الرابع في الحجامة.

() مستدرك الوسائل: ج13 ص84 ب11 ح14840.

() طب النبي صلي الله عليه و اله: ص31.

() اسمها بالفارسية (بهشت زهراء).

() الكافي: ج8 ص273 ح407.

() مكارم الأخلاق: ص73 الفصل الرابع في الحجامة.

() مكارم الأخلاق: ص73 الفصل الرابع في الحجامة.

() مكارم الأخلاق: ص73 الفصل الرابع في الحجامة.

() وسائل الشيعة: ج10 ص81 ب26 ح12887.

() وسائل الشيعة: ج17 ص109 ب11 ح22108.

() سورة الفرقان: 77.

() فقه الرضا عليه السلام: ص394 ب113.

() سورة الأعراف: 188.

() سورة يوسف: 24.

() سورة النمل: 12.

() معاني الأخبار: ص172 باب معني السوء ح1.

() مستدرك الوسائل: ج13 ص78 ب11 ح14809.

() نهج البلاغة: قصار الحكم 400، مكارم الأخلاق: ص386، مصباح الكفعمي: ص220.

() مستدرك الوسائل: ج13 ص84 ب11 ح14836.

() مجمع البحرين: ج3 ص481 مادة مرر.

() مستدرك الوسائل: ج13 ص86 89 ب11 ح14850.

() مستدرك الوسائل: ج13 ص82 ب11 ح14828.

() مستدرك الوسائل: ج13 ص83 ب11 ح14829.

() مستدرك الوسائل: ج13 ص84 ب11 ح14837.

() طب الأئمة: ص58.

() وسائل الشيعة: ج17 ص114 ب13 ح22123.

() الجعفريات: ص180 كتاب التفسير.

() وسائل الشيعة: ج17 ص93 ب5 ح22062.

() بحار الأنوار: ج17

ص33 ب14 ح16.

() دعائم الإسلام: ج2 ص81 فصل20 ح238.

() دعائم الإسلام: ج2 ص81 فصل20 ح239.

() مستدرك الوسائل: ج13 ص75 ب8 ح14794.

() تنزيه الأنبياء: ص167 فأما حبسه عليه السلام المال المكتسب من مهور البغايا علي غني وباهلة.

() طب الأئمة: ص56 منافع الحجامة.

() سورة الأحزاب: 33.

() مصباح الكفعمي: ص492 زيارة الإمام الحسين عليه السلام أول ليلة من رجب.

() وسائل الشيعة: ج17 ص104 ب9 ح22093.

() الناضح: جمل يستقي عليه الماء للقري في الحوض أو سقي أرض وجمعه النواضح. راجع كتاب العين: ج3 ص106، ولسان العرب: ج2 ص619. مادة (نضح).

() وسائل الشيعة: ج17 ص104 ب9 ح22094.

() وسائل الشيعة: ج17 ص104 ب9 ح22095.

() وسائل الشيعة: ج17 ص104 ب9 ح22096.

() وسائل الشيعة: ج17 ص105 ب9 ح22097.

() وسائل الشيعة: ج17 ص105 ب9 ح22098.

() وسائل الشيعة: ج17 ص105 ب9 ح22099.

() وسائل الشيعة: ج17 ص106 ب9 ح22100.

() وسائل الشيعة: ج17 ص106 ب9 ح22101.

() وسائل الشيعة: ج17 ص106 ب9 ح22102.

() وسائل الشيعة: ج17 ص107 ب9 ح22103.

() وسائل الشيعة: ج17 ص107 ب10 ح22105.

() الكافي: ج1 ص512 باب مولد أبو محمد الحسن بن علي عليه السلام ح24.

() الخرائج والجرائح: ج1 ص422 الباب12 في معجزات الإمام الحسن بن علي العسكري عليه السلام.

() إرشاد القلوب: ج1 ص75 الباب الثامن عشر وصايا وحكم بليغة.

() سورة يس: 82.

() الكافي: ج6 ص496 باب الحمام ح1.

() الكافي: ج6 ص496 باب الحمام ح1.

() الكافي: ج6 ص496 باب الحمام ح1.

() وسائل الشيعة: ج2 ص29 ب1 ح1384.

() من لا يحضره الفقيه: ج1 ص126 باب غسل يوم الجمعة ودخول الحمام ح299.

() تحف ا لعقول: ص13 وصية له أخري إلي أمير المؤمنين عليه السلام.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص374 ب18 ح7.

() وسائل الشيعة: ج2 ص33 ب3 ح1396.

() مكارم الأخلاق:

ص53 الفصل في كيفية دخول الحمام.

() ثواب الأعمال: ص19 ثواب من غض طرفه عن النظر إلي عورة أخيه.

() من لا يحضره الفقيه: ج1 ص118 باب غسل يوم الجمعة ودخول الحمام ح252.

() الكافي: ج6 ص497 باب الحمام ح3.

() وسائل الشيعة: ج2 ص40 ب9 ح1417.

() وسائل الشيعة: ج2 ص40 ب9 ح1418.

() وسائل الشيعة: ج2 ص40 ب9 ح1419.

() ثواب الأعمال: ص19 ثواب دخول الحمام بمئزر.

() وسائل الشيعة: ج2 ص43 ب11 ح1426.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص374 ب18 ح6.

() وسائل الشيعة: ج2 ص41 ب10 ح1422.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص374 ب18 ح8.

() الكافي: ج6 ص501 باب الحمام ح26.

() من لا يحضره الفقيه: ج1 ص119 باب غسل يوم الجمعة ودخول الحمام ح253.

() الكافي: ج6 ص501 باب الحمام ح26.

() وسائل الشيعة: ج2 ص35 ب5 ح1404.

() مكارم الأخلاق: ص56 الفصل الثاني في ستر العورة.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص372 ب17 ح32.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص374 ب18 ح3.

() من لا يحضره الفقيه: ج1 ص110 باب غسل يوم الجمعة ودخول الحمام ح226.

() مكارم الأخلاق: ص435 الفصل الثالث في وصية النبي صلي الله عليه و اله لعلي عليه السلام.

() من لا يحضره الفقيه: ج3 ص556 باب النوادر ح4914.

() وسائل الشيعة: ج2 ص53 ب18 ح1457.

() الكافي: ج6 ص503 باب الحمام ح36.

() وسائل الشيعة: ج2 ص56 ب21 ح1467.

() وسائل الشيعة: ج2 ص47 ب15 ح1435.

() مكارم الأخلاق: ص53 الفصل الأول في كيفية دخول الحمام.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص377 ب18 ح23.

() الكافي: ج6 ص502 باب الحمام ح31.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص371 ب17 ح28.

() وسائل الشيعة: ج2 ص48 ب15 ح1440.

() وسائل الشيعة: ج2 ص44 ب13 ح1429.

() مكارم الأخلاق: ص53 الفصل الأول في كيفية دخول الحمام.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص377 باب دخول الحمام وآدابه

ح20.

() وسائل الشيعة: ج2 ص32 ب2 ح1393.

() الخصال: ج1 ص155 ثلاث لا يؤكلن فيسمن ح194.

() الخصال: ج1 ص155 ثلاثة لا يؤكلن فيسمن ح194.

() وسائل الشيعة: ج2 ص44 ب13 ح1429.

() وسائل الشيعة: ج2 ص55 ب20 ح1462.

() الدُبلة والدُبيلة: داء يجتمع في الجوف. لسان العرب: ج11 ص235 مادة دبل، وفي مجمع البحرين هي مصغرة كجهينة: الطاعون وخراج ودمل يظهر في الجوف ويقتل صاحبه غالباً ج5 ص369 مادة دبل.

() علل الشرائع: ج1 ص292 ب220 ح1.

() الكافي: ج6 ص501 باب الحمام ح24.

() الكافي: ج6 ص500 باب الحمام ح19.

() الكافي: ج6 ص503 باب الحمام ح38.

() وسائل الشيعة: ج2 ص55 ب20 ح1464.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص377 ب18 ح21.

() مكارم الأخلاق: ص53 الفصل الأول في كيفية دخول الحمام.

() الكافي: ج2 ص645 باب التسليم ح11.

() الكافي: ج6 ص497 باب الحمام ح5.

() وسائل الشيعة: ج2 ص53 ب17 ح1453.

() من لا يحضره الفقيه: ج1 ص116 باب غسل يوم الجمعة ودخول الحمام ح245.

() الكافي: ج6 ص314 باب القديد، ح6.

() المحاسن: ج2 ص463 ب54 ح425.

() من لا يحضره الفقيه: ج4 ص372 باب النوادر ح5762.

() الكافي: ج6 ص503 باب الحمام ح37.

() وسائل الشيعة: ج2 ص58 ب22 ح1472.

() الكافي: ج1 ص494 باب مولد أبي محمد بن علي الثاني عليه السلام ح2.

() من لا يحضره الفقيه: ج1 ص116 باب غسل يوم الجمعة ودخول الحمام ح243.

() وسائل الشيعة: ج2 ص58 ب23 ح1473.

() مكارم الأخلاق: ص64 الفصل الأول في تقليم الأظفار من الباب الرابع.

() الكافي: ج6 ص504 باب غسل الرأس ح3.

() من لا يحضره الفقيه: ج1 ص124 باب غسل يوم الجمعة ودخول الحمام ح292.

() ثواب الأعمال: ص19 ثواب غسل الرأس بالخطمي.

() لسان العرب: ج5 ص235 مادة حزز.

() وسائل الشيعة: ج2 ص61 ب25

ح1484.

() ثواب الأعمال: ص20 ثواب غسل الرأس بالخطمي.

() المحاسن: ج1 ص14 ب8 ح40.

() أعلام الدين: ص364 باب عدد أسماء الله تعالي الحديث الواحد والثلاثون

() الكافي: ج6 ص504 باب غسل الرأس ح6.

() وسائل الشيعة: ج2 ص62 ب26 ح1488.

() من لا يحضره الفقيه: ج1 ص119 باب غسل يوم الجمعة ودخول الحمام ح254.

() الكافي: ج6 ص506 باب النورة ح7.

() وسائل الشيعة: ج2 ص65 ب28 ح1497.

() وسائل الشيعة: ج2 ص66 ب28 ح1499.

() قرب الأسناد: ص131 ما جاء في الشهادات.

() الكافي: ج6 ص507 باب النورة ح15.

() وسائل الشيعة: ج2 ص68 ب32 ح1506.

() الكافي: ج6 ص505 باب النورة ح3.

() وسائل الشيعة: ج2 ص69 ص1508.

() الكافي: ج6 ص505 باب النورة ح6.

() الكافي: ج6 ص506 باب النورة ح8.

() وسائل الشيعة: ج2 ص72 ب33 ح1516.

() تهذيب الأحكام: ح1 ص375 ب18 ح15.

() من لا يحضره الفقيه: ج1 ص119 باب غسل يوم الجمعة ودخول الحمام ح259.

() الخصال: ج2 ص538 في النهي عن ترك حلق العانة ح5.

() الكافي: ج6 ص509 باب الحناء بعد النورة ح1.

() وسائل الشيعة: ج2 ص73 ب35 ح1521.

() من لا يحضره الفقيه: ج1 ص121 باب غسل يوم الجمعة ودخول الحمام ح269.

() وسائل الشيعة: ج2 ص74 ب35 ح1525.

() مستدرك الوسائل: ج1 ص390 ب20ح950.

() وسائل الشيعة: ج2 ص75 ب36 ح1530.

() من لا يحضره الفقيه: ج1 ص123 باب غسل يوم الجمعة ودخول الحمام ح284.

() الكافي: ج6 ص509 باب الحناء بعد النورة ح5.

() وسائل الشيعة: ج2 ص77 ب36 ح1533.

() معاني الأخبار: ص254 باب معني قول العالم عليه السلام من دخل الحمام فلير عليه أثره ح1.

() الكافي: ج6 ص500 باب الحمام ح18.

() وسائل الشيعة: ج1 ص352 ب33 ح936.

() الاستبصار: ج1 ص155 ب92 ح3.

() الكافي: ج6 ص499 باب الحمام ح13.

()

وسائل الشيعة: ج2 ص78 ب38 ح1540.

() الكافي: ج6 ص499 باب الحمام ح14.

() وسائل الشيعة: ج2 ص79 ب38 ح1542.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص376 ب18 ح18.

() وسائل الشيعة: ج2 ص80 ب40 ح1546.

() من لا يحضره الفقيه: ج1 ص120 باب غسل يوم الجمعة ودخول الحمام ح266.

() وسائل الشيعة: ج2 ص81 ب40 ح1547.

() وسائل الشيعة: ج2 ص82 ب40 ح1549.

() الكافي: ج6 ص481 باب الخضاب ح8.

() علل الشرائع: ج1 ص173 ب138 ح1.

() الكافي: ج6 ص482 باب الخضاب ح12.

() ضني الرجل ضني شديداً إذا كان به مرض مخامر، كلما ظن أنه برأ نكس. كتاب العين: ج7 ص60 مادة ضني.

() وسائل الشيعة: ج2 ص86 ب42 ح1561.

() وسائل الشيعة: ج2 ص77 ب36 ح1534.

() من لا يحضره الفقيه: ج1 ص122 باب غسل يوم الجمعة ودخول الحمام ح275.

() الكافي: ج6 ص480 باب الخضاب ح2.

() نهج البلاغة، قصار الحكم: 17.

() نهج البلاغة، قصار الحكم: 473.

() وسائل الشيعة: ج2 ص86 ب43 ح1562.

() الكافي: ج6 ص509 باب الحناء بعد النورة ح4.

() السهك: ريح كريهة تجدها من الإنسان إذا عرق، تقول: إنه لسهك الريح، كتاب العين: ج3 ص273 مادة سهك.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص376 ب18 ح19.

() الكافي: ج6 ص481 باب الخضاب ح10.

() بحار الأنوار: ج73 ص101 ب8.

() مكارم الأخلاق: ص80 الفصل الثالث في الخضاب بالحناء.

() وسائل الشيعة: ج2 ص95 ب50 ج1590.

() وسائل الشيعة: ج2 ص95 ب50 ح1591.

() وسائل الشيعة: ج2 ص88 ب45 ح1567.

() الكافي: ج6 ص480 باب الخضاب ح1.

() وسائل الشيعة: ج2 ص89 ب46 ح1569.

() الكافي: ج6 ص483 باب السواد والوسمة ح7.

() سورة الأنفال: 60.

() من لا يحضره الفقيه: ج1 ص123 باب غسل يوم الجمعة ودخول الحمام ح282.

() ثواب الأعمال: ص21 ثواب المختضب.

() الكَتَمُ بالتحريك: نبات يخلط مع الوسمة

للخضاب الأسود. لسان العرب: ج12 ص508 مادة كتم.

() الكافي: ج6 481 باب الخضاب ح7.

() وسائل الشيعة: ج2 ص93 ب48 ح1578.

() الوَسْمةُ، أهل الحجاز يثقلونها وغيرهم يخففها كلاهم شجر له ورق يختضب به وقيل العِظْلِمُ، لسان العرب: ج12 ص637 مادة الوسمة.

() الكافي: ج6 ص482 باب السواد والوسمة ح3.

() وسائل الشيعة: ج2 ص97 ب52 ح1597.

() مكارم الأخلاق: ص82 الفصل الثالث في الخضاب بالحناء.

() من لا يحضره الفقيه: ج1 ص123 باب غسل يوم الجمعة ودخول الحمام ح282.

() وسائل الشيعة: ج2 ص91 ب47 ح1575.

() وسائل الشيعة: ج2 ص99 ب54 ح1603.

() انظر مستدرك الوسائل: ج8 ص217 ب32 ح9292 – 9294 باب استحباب حمل المسافر معه جميع ما يحتاجه.

() مكارم الأخلاق: ص46، الفصل الثاني في التكحل والتدهن.

() الكافي: ج6 ص494 باب الكحل ح2.

() الكافي: ج6 ص494 باب الكحل ح5.

() وسائل الشيعة: ج2 ص98 ب54 ح1600.

() مكارم الأخلاق: ص46، الفصل الثاني في التكحل والتدهن.

() مكارم الأخلاق: ص46، الفصل الثاني في التكحل والتدهن.

() مكارم الأخلاق: ص47، الفصل الثاني في التكحل والتدهن.

() الخصال: ج1 ص18 خصلة تنفع في أربعة أشياء ح63.

() الإثمد: حجر يتخذ منه الكحل، وقيل: ضرب من الكحل، وقيل: هو نفس الكحل، وقيل شبيه به، راجع لسان العرب: ج3 ص105 مادة ثمد.

() وسائل الشيعة: ج2 ص99 – 100 ب55 ح1604.

() مكارم الأخلاق: ص45، الفصل الثاني في التكحل والتدهن.

() مكارم الأخلاق: ص46، الفصل الثاني في التكحل والتدهن.

() طب الأئمة: ص83 في الإثمد.

() مكارم الأخلاق: ص46، الفصل الثاني في التكحل والتدهن.

() مكارم الأخلاق: ص46، الفصل الثاني في التكحل والتدهن.

() الكافي: ج6 ص494 باب الكحل ح4.

() وسائل الشيعة: ج2 ص100 ب55 ح1606.

() الكافي: ج6 ص494 باب الكحل ح9.

() ثواب الأعمال: ص22 ثواب المكتحل.

() مستدرك الوسائل:

ج1 ص397 ب30 ح970.

() مكارم الأخلاق: ص46، الفصل الثاني في التكحل والتدهن.

() مستدرك الوسائل: ج1 ص396-397 ب30 ح969.

() مكارم الأخلاق: ص46، الفصل الثاني في التكحل والتدهن.

() الكافي: ج6 ص495 باب الكحل ح11.

() مستدرك الوسائل: ج6 ص262 ب6 ح6825.

() من لا يحضره الفقيه: ج1 ص54 ح120 باب السواك.

() مكارم الأخلاق: ص48 في التدهين.

() مستدرك الوسائل: ج1 ص441 ب78 ح1111.

() مكارم الأخلاق: ص46، الفصل الثاني في التكحل والتدهن.

() مكارم الأخلاق: ص46، الفصل الثاني في التكحل والتدهن.

() بحار الأنوار: ج16 ص271 في سواكه ح93.

() مكارم الأخلاق: ص46، الفصل الثاني في التكحل والتدهن.

() الكافي: ج6 ص494 باب الكحل ح3.

() وسائل الشيعة: ج2 ص102 ب57 ح1613.

() أي العمي الجزئي والكلي.

() مستدرك الوسائل: ج1 ص398 ب32 ح974.

() دعائم الإسلام: ج2 ص146 فصل4 ح517.

() مستدرك الوسائل: ج1 ص398 ب32 ح976.

() مستدرك الوسائل: ج1 ص398 ب32 ح977.

() وسائل الشيعة: ج2 ص102 ب57 ح1614.

() طب الأئمة: ص83.

() مكارم الأخلاق: ص46، الفصل الثاني في التكحل والتدهن.

() طب الأئمة: ص83.

() انظر مكارم الأخلاق: ص34، في تكحله صلي الله عليه و اله.

() مكارم الأخلاق: ص47، الفصل الثاني في التكحل والتدهن.

() الكافي: ج5 ص320 باب حب النساء ح3.

() كثرة الطروقة: كثرة الجماع وغشيان الرجل أزواجه وما أحل له، مجمع البحرين: ج5 ص206 مادة طرق.

() الكافي: ج6 ص484 باب جز الشعر وحلقه ح1.

() من لا يحضره الفقيه: ج1 ص129 ح325.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص376 ح16، باب دخول الحمام وآدابه وسننه.

() الاستبصار: ج1 ص95 باب مس الحدي ح2.

() الكافي: ج6 ص484 باب جز الشعر وحلقه ح3.

() وسائل الشيعة: ج2 ص106 ب60 ح1625.

() مستطرفات السرائر: ص556.

() انظر وسائل الشيعة: ج2 ص106 ذيل الحديث 1626.

() من لا يحضره الفقيه: ج1 ص124 ح287.

()

من لا يحضره الفقيه: ج1 ص124 ح288.

() الكافي: ج6 ص485 ح7.

() من لا يحضره الفقيه: ج1 ص130 ح341.

() وسائل الشيعة: ج2 ص107 ح1631.

() الكافي: ج6 ص485 باب اتخذا الشعر والفرق ح2.

() من لا يحضره الفقيه: ج1 ص129 ح327.

() بحار الأنوار: ج73 ص86 ح12 عن السرائر في حديث جابر.

() الكافي: ج6 ص484-485 ح5.

() الكافي: ج6 ص485 ح8.

() نقرة القفا: وقبة بين العنق والرأس، كتاب العين: ج5 ص145 مادة نقر.

() الوَفْرَة: شعر الرأس إذا وصل إلي شحمة الأُذن، لسان العرب: ج5 ص389 مادة وفر.

() وسائل الشيعة: ج2 ص108 ب62 ح1635.

() الكافي: ج6 ص485 باب اتخاذ الشعر والفرق ح1.

() مكارم الأخلاق: ص71 الفصل الثالث في تسريح الشعر.

() وسائل الشيعة: ج2 ص109 ب62 ح1638.

() سورة الفتح: 27.

() الكافي: ج6 ص486 باب اتخاذ الشعر والفرق ح5.

() وسائل الشيعة: ج2 ص110 ب63 ح1640.

() الكافي: ج6 ص487 باب اللحية والشارب ح4.

() وسائل الشيعة: ج2 ص111 ب63 ح1642.

() الكافي: ج6 ص486 باب اللحية والشارب ح1.

() وسائل الشيعة: ج2 ص111 ب63 ح1644.

() الكافي: ج6 ص487 باب اللحية والشارب ح10.

() من لا يحضره الفقيه: ج1 ص130 تقليم الأظفار وأخذ الشارب والمشط ح332.

() الكافي: ج6 ص487 باب اللحية والشارب ح3.

() وسائل الشيعة: ج2 ص113 ب65 ح1649.

() الكافي: ج6 ص487 باب اللحية والشارب ح7.

() وسائل الشيعة: ج2 ص114 ب66 ح1651.

() العَسِيبُ والعَسِيبةُ: عظمُ الذّنب، وقيل: مُسْتدَقُّهُ، وقيل: مَنْبِتُ الشعرِ منه، وقيل: عُسِيبُ الذّنَبِ مَنْبِتُه من الجلد والعظم، لسان العرب: ج1 ص599 مادة عسب.

() الكافي: ج6 ص487 باب اللحية والشارب ح9.

() النشرة: عوذة يعالج بها المجنون والمريض، سميت نشرة لأنه ينشر بها عنه ما خامره من الداء الذي يكشف ويزال ومنه النورة نشرة وطهور للبدن مجمع البحرين: ج3

ص493 مادة نشر .

() وسائل الشيعة: ج2 ص114 ب66 ح1653.

() مكارم الأخلاق: ص60 الفصل الرابع في حلق الرأس والعانة.

() وسائل الشيعة: ج2 ص115 ب66 ح1655.

() سورة البقرة: 124.

() سورة البقرة: 124.

() سورة النساء: 125.

() وسائل الشيعة: ج2 ص118 ب67 ح1662.

() سورة الصافات: 102.

() سورة الصافات: 105.

() من لا يحضره الفقيه: ج1 ص127 تقليم الأظفار وأخذ الشارب والمشط ح307.

() وسائل الشيعة: ج2 ص115 ب66 ح1657.

() من لا يحضره الفقيه: ج1 ص130 تقليم الأظفار وأخذ الشارب والمشط ح329.

() مكارم الأخلاق: ص67 في أخذ الشارب.

() وسائل الشيعة: ج2 ص166 ب67 ح1658.

() المارماهي: نوع من السمك يشبه الحيات.

() الكافي: ج1 ص346 باب ما يفصل به بين دعوي المحق ح3.

() وسائل الشيعة: ج2 ص117 ب67 ح1661.

() من لا يحضره الفقيه: ج1 ص124 باب غسل يوم الجمعة ودخول الحمام ح289.

() وسائل الشيعة: ج2 ص118 ب68 ح1664.

() مكارم الأخلاق: ص70 الفصل الثالث في تسريح الرأس واللحية.

() مستدرك الوسائل: ج1 ص409 ب43 ح1012.

() وسائل الشيعة: ج2 ص120 ب70 ح1669.

() الكافي: ج6 ص488 باب التمشط ح1.

() من لا يحضره الفقيه: ج1 ص128 تقليم الأظفار وأخذ الشارب والمشط ح319.

() الكافي: ج6 ص479 باب التمشط ح6.

() وسائل الشيعة: ج2 ص119 ب69 ح1667.

() الكافي: ج6 ص488 باب التمشط ح1.

() وسائل الشيعة: ج2 ص124 ب73 ح1686.

() سورة الأعراف: 31.

() من لا يحضره الفقيه: ج1 ص128 تقليم الأظفار وأخذ الشارب والمشط ح318.

() الخصال: ج1 ص268 في المشط خمس خصال ح3.

() وسائل الشيعة: ج2 ص121 ب71 ح1672.

() وسائل الشيعة: ج2 ص122 ب71 ح1675.

() وسائل الشيعة: ج2 ص122 ب71 ح1676.

() الخصال: ج1 ص268 في المشط خمس خصال ح3.

() مكارم الأخلاق: ص72 الفصل الثالث في تسريح الرأس واللحية.

() وسائل الشيعة: ج2 ص125

ب74 ح1688.

() مكارم الأخلاق: ص72 الفصل الثالث في تسريح الرأس واللحية.

() الكافي: ج6 ص489 باب التمشط ح8.

() وسائل الشيعة: ج2 ص126 ب76 ح1691.

() روضة الواعظين: ج2 ص308 مجلس في ذكر الآداب وأشياء شتي.

() سورة القدر: 1.

() انظر وسائل الشيعة: ج2 ص127 ب76 ح1694.

() سورة العاديات

() الأمان: ص37 الفصل العاشر فيما نذكره من الأذكار عند تسريح اللحية.

() الكافي: ج5 ص118 باب كسب الماشطة والخافضة ح1.

() وسائل الشيعة: ج17 ص131 ب19 ح22174.

() تهذيب الأحكام: ج6 ص359 ب93 ح151.

() من لا يحضره الفقيه: ج3 ص162 باب المعايش والمكاسب ح3591.

() وسائل الشيعة: ج17 ص133 ب19 ح22180.

() الكافي: ج5 ص119 باب كسب الماشطة والخافضة ح3.

() سورة المرسلات: 25 و26.

() الكافي: ج6 ص493 باب دفن الشعر والظفر ح1.

() وسائل الشيعة: ج2 ص128 ب77 ح1698.

() وسائل الشيعة: ج2 ص128 ب77 ح1699.

() من لا يحضره الفقيه: ج1 ص128 تقليم الأظفار وأخذ الشارب والمشط ح317.

() وسائل الشيعة: ج2 ص128 ب77 ح1701.

() الخصال: ج2 ص340 ورد الأمر بدفن سبعة أشياء ح1.

() الشمط في الرجل: شيب اللحية، وهو في المرأة: شيب الرأس. كتاب العين: ج6 ص240 مادة شمط.

() من لا يحضره الفقيه: ج1 ص130 تقليم الأظفار وأخذ الشارب والمشط ح338.

() من لا يحضره الفقيه: ج1 ص131 تقليم الأظفار وأخذ الشارب والمشط ح340.

() الكافي: ج6 ص492 باب جز الشيب ونتفه ح2.

() الجعفريات: ص156 باب السنة في حلق الشعر يوم السابع للمولود.

() الخصال: ج1 ص106 ثلاثة لا يكلمهم الله ح68.

() وسائل الشيعة: ج2 ص131 ب79 ح1710.

() الخصال: ج2 ص612 علم أمير المؤمنين أصحابه في مجلس واحد أربعمائة باب ح10.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص376 ب18 ح17.

() وسائل الشيعة: ج2 ص136 ب84 ح1726.

() وسائل الشيعة: ج2 ص136 ب84 ح1727.

() من

لا يحضره الفقيه: ج1 ص120 باب غسل يوم الجمعة ودخول الحمام ح261.

() مكارم الأخلاق: ص60 الفصل الرابع في حلق الرأس والعانة.

() من لا يحضره الفقيه: ج1 ص120 باب غسل الجمعة ودخول الحمام ح263.

() الكافي: ج6 ص498 باب الحمام ح9.

() وسائل الشيعة: ج2 ص137 ب85 ح1731.

() الكافي: ج6 ص508 باب الإبط ح5.

() وسائل الشيعة: ج2 ص138 ب85 ح1737.

() وسائل الشيعة: ج2 ص138 ب85 ح1734.

() من لا يحضره الفقيه: ج1 ص120 باب غسل الجمعة ودخول الحمام ح262.

() الكافي: ج6 ص506 باب النورة ح11.

() روضة الواعظين: ج2 ص308 مجلس في ذكر الآداب وأشياء شتي.

() وسائل الشيعة: ج2 ص72 ب33 ح1517 والوسائل: ج2 ص140 ب86 ح1741.

() وسائل الشيعة: ج2 ص140 ب87 ح1742.

() وسائل الشيعة: ج2 ص141 ب88 ح1743.

() جامع الأخبار: ص122 الفصل الثامن والسبعون في تقليم الأظفار.

() الخصال: ج2 ص612 علم أمير المؤمنين عليه السلام في مجلس واحد أربعمائة باب ح10.

() مكارم الأخلاق: ص66 الفصل الأول في تقليم الأظفار.

() الكافي: ج6 ص490 باب قص الأظفار ح7.

() وسائل الشيعة: ج2 ص132 ب8 ح1714.

() قرب الإسناد: ص13.

() الخصال: ج1 ص310 خمس من الفطرة ح86.

() راجع الكافي: ج6، ومن لا يحضره الفقيه: ج3، وتهذيب الأحكام: ج7 وغيرها.

() الخصال: ج2 ص612 علم أمير المؤمنين عليه السلام أصحابه في مجلس واحد أربعمائة باب ج10.

() بحار الأنوار: ج59 ص268 ب88 ح55.

() من لا يحضره الفقيه: ج1 ص126 تقليم الأظفار وأخذ الشارب … ح301.

() وسائل الشيعة: ج2 ص135 ب83 ح1724.

() من لا يحضره الفقيه: ج1 ص128 تقليم الأظفار وأخذ الشارب والمشط ح313.

() من لا يحضره الفقيه: ج1 ص128 تقليم الأظفار وأخذ الشارب والمشط ح314.

() الكافي: ج5 ص320 باب حب النساء ح3.

() وسائل الشيعة: ج20 ص242 ب140

ح25542.

() الكافي: ج6 ص510 باب الطيب ح1.

() وسائل الشيعة: ج2 ص142 ب89 ح1747.

() الكافي: ج6 ص510 باب الطيب ج2.

() وسائل الشيعة: ج2 ص143 ب89 ح1750. والوسائل: ج20 ص22 ب3 ح24925.

() الكافي: ج6 ص511 باب الطيب ح9.

() سورة آل عمران: 39.

() بحار الأنوار: ج79 ص211 ب1 ح22.

() بحار الأنوار: ج73 ص141 ب19 ح9.

() وسائل الشيعة: ج2 ص142 ب89 ح6.

() وسائل الشيعة: ج2 ص143 ب89 ح1752.

() وسائل الشيعة: ج2 ص143 ب89 ح1753.

() الوبيص: البريق، وبص الشيء يبص وبصاً ووبيصاً وبصة: برق ولمع، انظر لسان العرب: ج7 ص104 مادة (وبص).

() الكافي: ج6 ص514 باب المسك ح2.

() الكافي: ج6 ص515 باب المسك ح5.

() وسائل الشيعة: ج2 ص150 ب95 ح1772.

() الكافي: ج6 ص515 باب المسك ح8.

() الكافي: ج6 ص510 باب الطيب ح5.

() وسائل الشيعة: ج2 ص145 ب90 ح1757.

() الكافي: ج6 ص512 باب الطيب ح17.

() الخصال: ج2 ص392 ما جاء في يوم الجمعة ح90.

() وسائل الشيعة: ج2 ص149 باب95 ح1769.

() الكافي: ج6 ص516 باب الغالية ح1.

() الكافي: ج6 ص510 باب الطيب ح7.

() الكافي: ج6 ص512 باب الطيب ح18.

() وسائل الشيعة: ج2 ص146 ب92 ح1760.

() البان: شجر من فصيل البانيات ذو أوراق طويلة مركبة، أبيض الزهر، يستخرج منه نوع من الزيت.

() الغالية: ضرب من الطيب مركب من مسك وعنبر وكافور ودهن البان وعود. مجمع البحرين: ج1 ص319 مادة غلو.

() الكافي: ج6 ص516 باب الغالية ح4.

() الكافي: ج6 ص512 باب كراهية رد الطيب ح3.

() اللبة، بفتح اللام والباء: من الصدر موضع القلادة، راجع (كتاب العين) ج2 ص318 مادة لبب.

() الكافي: ج6 ص515 باب المسك ح4.

() وسائل الشيعة: ج2 ص147 باب94 ح1763.

() الكافي: ج6 ص512 باب كراهية رد الطيب ح2.

() وسائل الشيعة: ج2 ص147

باب94 ح1765.

() وسائل الشيعة: ج2 ص148 باب94 ح1766.

() الكافي: ج6 ص513 باب أنواع الطيب ح1.

() الخلوق: ضرب من الطيب، وقيل الزعفران. لسان العرب: ج10 ص91 مادة (خلق).

() وسائل الشيعة: ج2 ص152 ب98 ح1780.

() الكافي: ج6 ص517 باب الخلوق ح1.

() وسائل الشيعة: ج2 ص152 ب98 ح1782.

() الكافي: ج6 ص517 باب الخلوق ح2.

() الكافي: ج6 ص518 باب الخلوق ح5.

() وسائل الشيعة: ج2 ص153 ب98 ح1786.

() وسائل الشيعة: ج2 ص153 ب98 ح1787.

() وسائل الشيعة: ج2 ص153 ب98 ح1784.

() مسائل علي بن جعفر: ص176.

() مسائل علي بن جعفر: ص176.

() وسائل الشيعة: ج2 ص151 ب97 ح1778.

() الاستبصار: ج1 ص209 ب121 ح5.

() الكافي: ج6 ص518 باب الخلوق ح4.

() وسائل الشيعة: ج2 ص155 ب100 ح1791.

() الكافي: ج6 ص503 باب الحمام ح38.

() وسائل الشيعة: ج2 ص156 ب101 ح1793.

() وسائل الشيعة: ج2 ص156 ب101 ح1794.

() الكافي: ج6 ص519 باب الإدهان ح1.

() مستدرك الوسائل: ج1 ص427 ب69 ح1074.

() وسائل الشيعة: ج2 ص157 ب102 ح1799.

() وسائل الشيعة: ج2 ص157 ب102 ح1800.

() الكافي: ج6 ص519 باب الادهان ح5.

() وسائل الشيعة: ج2 ص158 ب103 ح1802.

() الكافي: ج6 ص520 باب دهن البنفسج ح7.

() وسائل الشيعة: ج2 ص158 ب104 ح1803.

() الكافي: ج6 ص520 باب كراهية ادمان الدهن ح1.

() الكافي: ج6 ص520 باب كراهية ادمان الدهن ح2.

() الكافي: ج6 ص520 باب كراهية ادمان الدهن ح3.

() وسائل الشيعة: ج2 ص160 ب107 ح1808.

() الكافي: ج6 ص521 باب دهن البنفسج ح3.

() وسائل الشيعة: ج2 ص161 ب107 ح1810.

() الكافي: ج6 ص521 باب دهن البنفسج ح4.

() وسائل الشيعة: ج2 ص162 ب107 ح1815.

() قرب الإسناد: ص55.

() وسائل الشيعة: ج2 ص162 ب107 ح1818.

() وسائل الشيعة: ج2 ص163 باب107 ح1819.

() وسائل الشيعة: ج2 ص163 باب107 ح1820.

() وسائل الشيعة: ج2

ص163 ب107 ح1821.

() وسائل الشيعة: ج2 ص163 ب107 ح1823.

() وسائل الشيعة: ج2 ص162 ب107 ح1817.

() وسائل الشيعة: ج2 ص163 ب107 ح1822.

() الكافي: ج6 ص521 باب دهن البنفسج ح6.

() الكافي: ج6 ص521 باب دهن البنفسج ح1.

() وسائل الشيعة: ج2 ص161 ب107 ح1812.

() الكافي: ج6 ص522 باب دهن البنفسج ح7.

() الكافي: ج6 ص522 باب دهن البنفسج ح9.

() وسائل الشيعة: ج2 ص167 ب111 ح1836.

() مسائل علي بن جعفر عليه السلام: ص343 الأخلاقيات.

() طب الأئمة: ص86 في الرازقي.

() وسائل الشيعة: ج2 ص168 ب111 ح1839.

() وسائل الشيعة: ج2 ص168 ب111 ح1840.

() وسائل الشيعة: ج2 ص168 ب111 ح1841.

() سورة التوبة: 80.

() الكافي: ج6 ص524 باب دهن الحل ح1.

() الكافي: ج6 ص524 باب دهن الحل ح2.

() مكارم الأخلاق: ص41 في التطيب.

() الكافي: ج6 ص524 باب الرياحين ح1.

() وسائل الشيعة: ج2 ص170 ب113 ح1846.

() الكافي: ج6 ص525 باب الرياحين ح5.

() وسائل الشيعة: ج2 ص171 ب114 ح1849.

() الكافي: ج6 ص525 باب الرياحين ح3.

() وسائل الشيعة: ج2 ص172 ب115 ح1851.

() أحفي، يقال: حفي يحفي حفي (فهو حاف) إذا كان بغير نعل ولا خفّ، كتاب العين: ج3 ص305 (مادة حفو)

() أدرد، درد الدَّرَد: ذهاب الأسنان، دَرِدَ دَرداً. ورجل أَدْرَدُ: ليس في فمه سن، بيَّن الدَّرَد، والأنثي دَرْداء، لسان العرب: ج3 ص166 (مادة درد).

() الكافي: ج3 ص23 باب السواك ح3.

() وسائل الشيعة: ج2 ص13 ب1 ح1330.

() وسائل الشيعة: ج2 ص5 ب1 ح1301.

() الكافي: ج6 ص495 باب السواك ح2.

() المحاسن: ج2 ص560 ب123 ح939.

() وسائل الشيعة: ج2 ص6 ب1 ح1303.

() المحاسن: ج2 ص558 ب123 ح925.

() الخصال: ج1 ص242 باب أربع خصال من سنن المرسلين ح93.

() الخصال: ج1 ص271 باب خمس من السنن ح11.

() الجعفريات: ص15 باب فضل السواك.

()

المحاسن: ج2 ص562 ب123 ح954.

() من لا يحضره الفقيه: ج1 ص55 باب السواك ح126.

() المحاسن: ج2 ص563 ب123 ح958.

() من لا يحضره الفقيه: ج4 ص365 باب النوادر ح5762.

() علل الشرائع: ج1 ص294 ب227 ح1.

() المحاسن: ج1 ص14 ب8 ح40.

() ثواب الأعمال: ص18 باب ثواب السواك.

() المحاسن: ج2 ص563 ب123 ح956.

() الكافي: ج3 ص23 باب السواك ح4.

() الخصال: ج2 ص409 باب ثمانية ليسوا من الناس ح9.

() تنبيه الخواطر ونزهة النواظر: ج2 ص50.

() من لا يحضره الفقيه: ج1 ص53 باب السواك ح114.

() وسائل الشيعة: ج2 ص17 ب3 ح1346.

() وسائل الشيعة: ج2 ص17 ب3 ح1347.

() المحاسن: ج2 ص561 ب123 ح944.

() الكافي: ج3 ص23 باب السواك ح6.

() المحاسن: ج2 ص563 ب123 ح961.

() الكافي: ج6 ص496 باب السواك ح10.

() المحاسن: ج2 ص562 ب123 ح950.

() وسائل الشيعة: ج2 ص19 ب5 ح1353.

() علل الشرائع: ج1 ص293 ب221 ح1.

() وسائل الشيعة: ج2 ص19 ب5 ح1355.

() سورة الأحزاب: 21.

() الكافي: ج3 ص445 ح13.

() وسائل الشيعة: ج2 ص20 ب6 ح1360.

() الكافي: ج3 ص23 باب السواك ح7.

() المحاسن: ج2 ص559 ب123 ح930.

() الجعفريات: ص15 باب فضل السواك.

() وسائل الشيعة: ج2 ص22 ب7 ح1367.

() من لا يحضره الفقيه: ج1 ص53 باب السواك ح112.

() مكارم الأخلاق: ص50 الفصل الثالث في السواك.

() من لا يحضره الفقيه: ج1 ص55 باب السواك ح125.

() الكافي: ج4 ص546 باب النوادر ح32.

() مسائل علي بن جعفر: ص250 صلاة النوافل ح589.

() وسائل الشيعة: ج2 ص24 ب9 ح1375.

() من لا يحضره الفقيه: ج1 ص54 باب السواك ح121.

() علل الشرائع: ج1 ص295 ب228 ح1.

() الكافي: ج4 ص111 باب السواك للصائم ح1.

() تهذيب الأحكام: ج4 ص263 ب63 ح25.

() وسائل الشيعة: ج2 ص25 ب11 ح1377.

() وسائل الشيعة: ج2 ص25

ب11 ح1378.

() علل الشرائع: ج1 ص292 ب220 ح1.

() مكارم الأخلاق: ص305 في الرجوع من المصلي.

() سورة البقرة: 168.

() سورة البقرة: 168.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص334 ب1 ح20060.

() فقه الرضا عليه السلام: ص254 ب37.

() بحار الأنوار: ج63 ص412 ب17 ح9.

() بحار الأنوار: ج63 ص119 ب2 ح10.

() الدعوات: ص80 فصل في خصال يستغني بها عن الطب … ح199.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص210 ب1 ح19622.

() وسائل الشيعة: ج24 ص240 ب1 ح30436.

() المحاسن: ج2 ص439 ب37 ح296.

() وسائل الشيعة: ج24 ص241 ب1 ح30438.

() الكافي: ج6 ص269 باب كراهية كثرة الأكل ح9.

() الدعوات: ج1 ص139 فصل في ذكر أشياء من المأكولات.

() بحار الأنوار: ج63 ص336 ب5 ح25.

() المناقب: ج4 ص343 فصل في خرق العادات.

() الكافي: ج6 ص270 باب كراهية كثرة الأكل ح10.

() وسائل الشيعة: ج24 ص242 ب1 ح30441.

() تنبيه الخواطر ونزهة النواظر: ج2 ص138.

() تهذيب الأحكام: ج9 ص93 ب2 ص134.

() وسائل الشيعة: ج24 ص244 ب2 ح30450.

() الأمالي للصدوق: ص320 المجلس الثاني والخمسون ح6.

() الخصال: ج1 ص228 أربع خصال يستغني بها عن الطب ح67.

() من لا يحضره الفقيه: ج4 ص373 باب النوادر ح5762.

() وسائل الشيعة: ج24 ص245 ب2 ح30452.

() المحاسن: ج2 ص447 ب44 ح342.

() مستدرك وسائل الشيعة: ج16 ص210 ب1 ح19621.

() الخصال: ج1 ص158 يكره النفخ في ثلاثة أشياء ح203.

() الدعوات: ص74 فصل في خصال يستغني بها عن الطب ح173.

() بحار الأنوار: ج63 ص412 ب17 ح9.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص289 ب66 ح19915.

() الدعوات: ص76 فصل في خصال يستغني بها عن الطب ح178.

() دعائم الإسلام: ج2 ص117 فصل2 ذكر صنوف الأطعمة وعلاجها.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص466 ب112 ح20559.

() الخرائج والجرائح: ج1 ص146 فدك.

() الدعوات: ص79 فصل في خصال يستغني بها عن الطب

ح192.

() العجوة: تمر بالمدينة، يقال: إنه غرسه النبي صلي الله عليه و اله، كتاب العين: ج2 ص183.

() الجعفريات: ص243 كتاب الطب والمأكول.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص342 ب8 ح20093. والمستدرك: ج16 ص468 ب112 ح20564.

() نانخواه: فارسية بمعني الحبة السوداء.

() مكارم الأخلاق: ص191 في السعتر والنانخواه والملح والجوز.

() وسائل الشيعة: ج10 ص143 ب4 ح13059.

() مستدرك الوسائل: ج7 ص357 ب3 ح8404.

() طب النبي: ص22.

() فقه الرضا: ص206 ب30.

() بحار الأنوار: ج59 ص296 ب89.

() تهذيب الأحكام: ج4 ص198 ب51 ح2.

() مكارم الأخلاق: ص29 الفصل الثالث في صفة أخلاقه صلي الله عليه و اله.

() الجعفريات: ص161 باب ما فيه البركة.

() طب النبي: ص22.

() مكارم الأخلاق: ص29 الفصل الثالث في صفة أخلاقه صلي الله عليه و اله.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص334 ب2 ح20063.

() بحار الأنوار: ج63 ص255 ب1.

() الكافي: ج6 ص304 باب خبز الشعير ح1.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص335 ب2 ح20066.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص335 ب2 ح20067.

() وسائل الشيعة: ج24 ص251 ب6 ح30465.

() بحار الأنوار: ج16ص281 ح125.

() الاحتجاج: ج1 ص131 احتجاج سلمان الفارسي علي عمر بن الخطاب.

() الأمالي للمفيد: ص194 المجلس الثالث والأربعون.

() مكارم الأخلاق: ص154 في خبز الأرز.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص336.

() صحيفة الرضا: ص53 ح55.

() الدعوات: ص149 فصل في ذكر أشياء من المأكولات ح395.

() بحار الأنوار: ج63 ص262 ب4 ح7.

() دعائم الإسلام: ج2 ص150 فصل4 ذكر العلاج والدواء ح536.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص377 ب47 ح20241.

() بحار الأنوار: ج59 ص175 ب63 ح11.

() طب الأئمة: ص67 في السويق الجاف وشربه.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص337 ب4 ح20075.

() بحار الأنوار: ج59 ص274 ب88.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص338 ب4 ح20077.

() التوحيد: ص419 ب65 ح1.

() مستدرك الوسائل: ج7 ص527 ب19 ح8820.

() طب الأئمة: ص67 في

السويق الجاف وشربه.

() مكارم الأخلاق: ص32 الفصل الرابع في صفة أخلاقه صلي الله عليه و اله في مشربه.

()كشف الغمة: ج1 ص175 في وصف زهده في الدنيا.

() الكافي: ج1 ص466 باب مولد الحسين بن علي عليه السلام ح9.

() الأمالي للطوسي: ص466 المجلس13 ح775.

() طب الأئمة: ص67 في السويق الجاف وشربه.

() مكارم الأخلاق: ص192 في سويق الشعير.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص340 ب7 ح20058.

() المحاسن: ج2 ص459 ب54 ح402.

() بحار الأنوار: ج63 ص76 باب14 ح72.

() مكارم الأخلاق: ص158 الفصل الثامن في اللحوم وما يتعلق بها.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص340 ب7 ح20089.

() المناقب: ج4 ص439 فصل في آياته عليه السلام.

() طب النبي: ص24.

() وسائل الشيعة: ج25 ص42 ب12 ح31116.

() دعائم الإسلام: ج2 ص109 فصل ذكر صفوف الأطعمة وعلاجها ح354.

() بحار الأنوار: ج63 ص76 ب14.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص343 ب9 ح20097.

() سورة الحجرات: 12.

() دعائم الإسلام: ج2 ص110 فصل2 ذكر صنوف الأطعمة ح357.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص344 ب9 ح20100.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص344 ب10 ح20101.

() دعائم الإسلام: ج2 ص109 فصل2 في ذكر صنوف الأطعمة ح354.

() بحار الأنوار: ج63 ص75 ب14 ح71.

() طب الأئمة: ص139 في اللحم.

() عيون أخبار الرضا عليه السلام: ج2 ص41 ب31 ح129.

() بحار الأنوار: ج63 ص73 ب14.

() طب النبي: ص23.

() بحار الأنوار: ج59 ص294 ب89.

() الدعوات: ص159 فصل في ذكر أشياء من المأكولات ح435.

() مستدرك الوسائل: ج8 ص277 ب19 ح9437.

() الكافي: ج7 ص265 باب النوادر ح29.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص346 ب14 ح20113.

() مكارم الأخلاق: ص160 في لحم الدجاج.

() طب الأئمة: ص107 في أكل الدراج.

() المحاسن: ج2 ص475 ب65 ح478.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص348 ب16 ح20119.

() مكارم الأخلاق: ص161 في لحم القبج.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص348 ب16 ح20121.

()

مستدرك الوسائل: ج16 ص348 ب16 ح20122.

() بحار الأنوار: ج63 ص75 ب14.

() دعائم الإسلام: ج2 ص122 فصل4 ذكر ما يحل أكله وما يحرم ح418.

() سورة الأنعام: 143.

() سورة الأنعام: 143.

() سورة الأنعام: 143.

() سورة الأنعام: 144.

() سورة الأنعام: 144.

() تفسير القمي: ج1 ص219 ولادة إبراهيم عليه السلام.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص349 ب18 ح20127.

() الدعوات: ص140 فصل في ذكر أشياء من المأكولات ح353.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص350 ب18 ح20129.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص354 ب23 ح20147.

() الجعفريات: ص161 باب ما فيه البركة.

() دعائم الإسلام: ج2 ص145 فصل في ذكر العلاج والدواء ح511.

() بحار الأنوار: ج2 ص110 فصل2 ذكر صنوف الأطعمة وعلاجها.

() الدعوات: ص154 فصل في ذكر أشياء من المأكولات ح418.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص351 ب19 ح20134.

() طب النبي: ص24.

() مكارم الأخلاق: ص163 في الرؤوس.

() طب الأئمة: ص23.

() الكافي: ج6 ص318 باب الثريد ح8.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص353 ب22 ح20141.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص353 ب22 ح20142.

() بحار الأنوار: ج63 ص83 ب16 ح15.

() دعائم الإسلام: ج2 ص110 فصل2 ذكر صنوف الأطعمة وعلاجها ح359.

() الكافي: ج6 ص317 باب الثريد ح3.

() الغارات: ج1 ص56 سيرته عليه السلام في نفسه.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص354 ب22 ح20146.

() صحيفة الرضا: ص69 ح129.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص373 ب43 ح20225.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص373 ب43 ح20226.

() طب النبي: ص25.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص373 ب43 ح20227.

() بحار الأنوار: ج59 ص294 ب89.

() طب النبي: ص25.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص484 دستورات طبية ح11177.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص374 ب43 ح20229.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص374 ب44 ح20230.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص375 ب44 ح20231.

() الكافي: ج6 ص337 باب ألبان البقر ح3.

() دعائم الإسلام: ج2 ص111 فصل2 في ذكر صنوف الأطعمة وعلاجها ح365.

()

مكارم الأخلاق: ص159 في لحم البقر.

() طب النبي: ص27.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص346 ب12 ح20108.

() بحار الأنوار: ج59 ص212 ب76 ح5.

() دعائم الإسلام: ج2 ص151 فصل4 ذكر العلاج والدواء ح541.

() بحار الأنوار: ج62 ص138 ب1 ح13.

() مكارم الأخلاق: ص189 في الجبن والجوز.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص376 ب46 ح20236.

() الكافي: ج6 ص323 باب السمك ح2.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص357 ب27 ح20157.

() بحار الأنوار: ج59 ص147 ب57 ح13.

() دعائم الإسلام: ج2 ص151 فصل4 ذكر العلاج والدواء ح539.

() الجعفريات: ص243 كتاب الطب والمأكول.

() طب الأئمة: ص84 في السمك.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص358 ب29 ح20163.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص358 ب29 ح20164.

() طب الأئمة: ص130 للجماع.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص358 ب30 ح20166.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص359 ب30 ح20167.

() طب الرضا: ص28 الرسالة الذهبية.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص359 ب30 ح20168.

() دعائم الإسلام: ج2 ص145 فصل4 ذكر العلاج والدواء.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص359 ب31 ح20170.

() طب النبي: ص23.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص360 ب31 ح20171.

() وسائل الشيعة: ج25 ص27 ب10 ح31070.

() مكارم الأخلاق: ص189 في الملح.

() الكافي: ج6 ص327 باب فضل الملح ح10.

() دعائم الإسلام: ج2 ص122 فصل4 ذكر ما يحل أكله وما يحرم ح418.

() بحار الأنوار: ج63 ص85 ب16.

() دعائم الإسلام: ج2 ص110 فصل2 ذكر صنوف الأطعمة وعلاجها ح360.

() الدعوات: ص150 فصل قي ذكر أشياء من المأكولات ح396.

() مكارم الأخلاق: ص165 الفصل التاسع في الحلاوة.

() بحار الأنوار: ج72 ص456 ب91 ح33.

() دعائم الإسلام: ج2 ص111 فصل2 في ذكر صنوف الأطعمة وعلاجها.

() دعائم الإسلام: ج2 ص326 فصل3 ذكر التباذل والتواصل ح1231.

() المناقب: ج2 ص111 فصل في المسابقة بالعدل والأمانة.

() تفسير الإمام العسكري: ص552 احتجاج الرسول صلي الله عليه و اله وجداله ومناظرته.

() دعائم

الإسلام: ج2 ص112 فصل2 ذكر صنوف الأطعمة وعلاجها.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص362 ب33 ح20177.

() سورة الإخلاص: 1.

() بحار الأنوار: ج63 ص304 ب4 ح17.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص362 ب33 ح20179.

() الجعفريات: ص159 باب فضل القناعة.

() وسائل الشيعة: ج25 ص23 ب10 ح31036.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص363 ب34 ح20183.

() بحار الأنوار: ج63 ص304 ب4.

() مكارم الأخلاق: ص189 في الخل.

() الدعوات: ص146 فصل في ذكر أشياء من المأكولات ح383.

() مستطرفات السرائر: ص569.

() دعائم الإسلام: ج2 ص148 فصل4 ذكر العلاج والدواء ح526.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص366 ب37 ح20197.

() سورة النحل: 69.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص366 ب37 ح20197.

() سورة النساء: 4.

() سورة النحل: 69.

() سورة ق: 9.

() دعائم الإسلام: ج2 ص148 فصل4 ذكر العلاج والدواء ح527.

() فقه الرضا: ص346 ب92.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص366 ب37 ح20199.

() بحار الأنوار: ج59 ص261 ب88 ح7.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص366 ب37 ح20200.

() سورة النحل: 69.

() تفسير العياشي: ج2 ص263 ح42.

() مكارم الأخلاق: ص166 في العسل.

() صحيفة الرضا: ص90 باب الزيارات ح17.

() وسائل الشيعة: ج25 ص25 ب10 ح32051.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص367 ب37 ح20205.

() طب النبي: ص26.

() بحار الأنوار: ج59 ص116 ب54 ح25.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص368 ب37 ح20208.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص368 ب37 ح20208.

() الجعفريات: ص244 كتاب الطب والمأكول.

() طب الأئمة: ص66 في الرطوبة.

() سورة النساء: 4.

() سورة النحل: 69.

() سورة ق: 9.

() سورة الإسراء: 82.

() الدعوات: ص184 فصل في التداوي بتربة مولانا وسيدنا أبي عبد الله الحسين ح510.

() طب النبي: ص25.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص370 ب37 ح20213.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص370 ب37 ح20213.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص370 ب37 ح20213.

() دعائم الإسلام: ج2 ص111 فصل2 ذكر صنوف الأطعمة وعلاجها ح361.

() فقه الرضا: ص346 ب92.

() طب

الأئمة: ص50 في صفة الحمي وطريق علاجه.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص371 ب38 ح20217.

() مكارم الأخلاق: ص168 في السكر.

() طب الأئمة: ص67 فضل سكر الطبرزد.

() صحيفة الرضا: ص78 ح163.

() بحار الأنوار: ج63 ص179 ب9 ح3.

() الجعفريات: ص243 كتاب الطب والمأكول.

() مكارم الأخلاق: ص190 في الزيت.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص365 ب36 ح20194.

() وسائل الشيعة: ج25 ص94 ب47 ح31297.

() الدعوات: ص152 فصل في ذكر أشياء من المأكولات ح407.

() الكافي: ج6 ص335 باب السمن ح3.

() الدعوات: ص152 فصل في ذكر أشياء من المأكولات ح409.

() دعائم الإسلام: ج2 ص111 فصل2 ذكر صنوف الأطعمة وعلاجها ح365.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص372 ب41 ح20222.

() دعائم الإسلام: ج2 ص149 فصل4 ذكر العلاج والدواء ح529.

() الدعوات: ص152 فصل في ذكر أشياء من المأكولات ح408.

() دعائم الإسلام: ج2 ص127 فصل 1 ذكر ما يحل شربه وما لا يحل ح440.

() سورة الأنبياء: 30.

() مستدرك الوسائل: ج17 ص5 ب1 ح20567.

() مكارم الأخلاق: ص155 الفصل السابع في منافع المياة.

() طب الأئمة: ص23.

() الكُباد: وجع الكبد أو داء، كَبَدَ كَبَداً، وهو أَكْبَد. لسان العرب: ج3 ص375 مادة كبد.

() الجعفريات: ص161 باب شرب الماء.

() مكارم الأخلاق: ص31 الفصل الرابع في صفة أخلاقه صلي الله عليه و اله في مشربه.

() طب النبي: ص23.

() مستدرك الوسائل: ج17 ص7 ب2 ح20572.

() الدقل بالتحريك: أردي التمر، مجمع البحرين: ج5 ص372.

() الدعوات: ص137 فصل في ذكر أشياء من المأكولات ح340.

() الجعفريات: ص161 باب شرب الماء.

() طب الرضا: ص35 الرسالة الذهبية.

() طب النبي: ص23.

() الجعفريات: ص30 باب في شرب الماء.

() طب النبي: ص21.

() دعائم الإسلام: ج2 ص129 فصل2 ذكر آداب الشاربين ج449.

() مكارم الأخلاق: ص31 الفصل الرابع في صفة أخلاقه صلي الله عليه و اله في مشربه.

()

مستدرك الوسائل: ج17 ص8 ب5 ح20580.

() بحار الأنوار: ج63 ص472 ب2 ح53.

() دعائم الإسلام: ج2 ص130 فصل2 ذكر آداب الشاربين ح453.

() مستدرك الوسائل: ج17 ص9 ب6 ح20584.

() بحار الأنوار: ج63 ص475 ب2 ح59.

() مكارم الأخلاق: ص151 الدعاء المروي عن شرب الماء.

() مستدرك الوسائل: ج17 ص10 ب6 ح20588.

() بحار الأنوار: ج63 ص475 ب2 ح59.

() مستدرك الوسائل: ج17 ص10 ب6 ح20590.

() مستدرك الوسائل: ج17 ص11 ب6 ح20591.

() غوالي اللآلي: ج1 ص187 الفصل الثامن في ذكر أحاديث تشتمل علي كثير من الآداب ح264.

() مستدرك الوسائل: ج17 ص11 ب6 ح20593.

() الجعفريات: ص161 باب شرب الماء.

() مستدرك الوسائل: ج17 ص12 ب7 ح20595.

() الكافي: ج6 ص384 باب القول علي شرب الماء ح2.

() المحاسن: ج2 ص433 ب34 ح261.

() مستدرك الوسائل: ج17 ص13 ب7 ح20601.

() مستدرك الوسائل: ج17 ص12 ب7 ح20597.

() مستدرك الوسائل: ج17 ص12 ب7 ح20598.

() بحار الأنوار: ج63 ص475 ب2 ح59.

() وسائل الشيعة: ج25 ص240 ب7 ح31972.

() دعائم الإسلام: ج2 ص119 فصل3 ذكر آداب الأكل ح399.

() غوالي اللآلي: ج1 ص145 الفصل الثامن في ذكر أحاديث تشتمل علي كثير من الآداب ح75.

() مصباح الكفعمي: ص741 خطبة العيدين.

() مفتاح الفلاح: ص177.

() نوادر الراوندي: ص48.

() دعائم الإسلام: ج2 ص130 فصل2 ذكر آداب الشاربين ح451.

() مستدرك الوسائل: ج17 ص17 ب12 ح20615.

() الكافي: ج2 ص201 باب إطعام المؤمن ح5.

() المؤمن: ص64 ب7 ح162.

() دعائم الإسلام: ج2 ص105 فصل2 ذكر إطعام الطعام ح333.

() مستدرك الوسائل: ج17 ص14 ب8 ح20605.

() مستدرك الوسائل: ج17 ص14 ب8 ح20605.

() كنز الفوائد: ج1 ص170 فصل في ذكر شيء من معجزات رسول الله صلي الله عليه و اله.

() مستدرك الوسائل: ج17 ص20 ب16 ح20625.

() أعلام الوري: ص24.

() مكارم الأخلاق: ص31 الفصل في صفة

أخلاقه صلي الله عليه و اله في مشربه.

() مكارم الأخلاق: ص31 الفصل في صفة أخلاقه صلي الله عليه و اله في مشربه.

() دعائم الإسلام: ج2 ص129 فصل2 ذكر آداب الشاربين ح450.

() مستدرك الوسائل: ج17 ص15 ب11 ح20610.

() بحار الأنوار: ج63 ص475 ب2 ح59.

() مكارم الأخلاق: ص151 الدعاء المروي عند شرب الماء.

() بحار الأنوار: ج63 ص473 ب2 ح57.

() مكارم الأخلاق: ص31 الفصل الرابع في صفة أخلاقه صلي الله عليه و اله في مشربه.

() غوالي اللآلي: ج1 ص170 الفصل الثامن في ذكر أحاديث تشتمل علي كثير من الآداب ح194.

() الاختصاص: ص189 حديث سقيفة بني ساعدة.

() وسائل الشيعة: ج25 ص23 ب18 ح31867.

() طب النبي: ص21.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص435 ب103 ح20471.

() سورة النور: 43.

() الكافي: ج6 ص388 باب ماء السماء ح3.

() مكارم الأخلاق: ص31 الفصل الثالث في صفة أخلاقه صلي الله عليه و اله في مطمعه.

() الدعوات: ص183 فصل في التداوي بتربة مولانا وسيدنا أبي عبد الله الحسين عليه السلام ح507.

() سورة الشوري: 49-50.

() مهج الدعوات: ص356 فصل فيما نذكره من الشفاء بماء المطر.

() سورة القدر.

() بحار الأنوار: ج63 ص478 ب3 ح1.

() مستدرك الوسائل: ج17 ص35 ب30 ح20668.

() من لا يحضره الفقيه: ج2 ص208 باب فضائل الحج ح2164.

() بحار الأنوار: ج96 ص245 ب45 ح19.

() فقه الرضا: ص346 ب92.

() الدعوات: ص160 فصل في ذكر أشياء من المأكولات ح437.

() الكافي: ج3 ص246 باب في أرواح الكفار ح5.

() سورة المؤمنون: 50.

() تهذيب الأحكام: ج6 ص38 ب10 ح23.

() كامل الزيارات: ص48 ب13 ح7.

() مستدرك الوسائل: ج17 ص22 ب19 ح20632.

() وسائل الشيعة: ج14 ص405 ب34 ح19468.

() إشارة إلي الآية 30 من سورة القصص: ?فلما أتاها نودي من شاطئ الواد الأيمن في البقعة المباركة

من الشجرة..?.

() كتاب المزار: ص15 ب5 ح1.

() بحار الأنوار: ج97 ص230 ب1 ح19.

() مستدرك الوسائل: ج17 ص24 ب19 ح20637.

() مستدرك الوسائل: ج17 ص24 ب21 ح20640.

() بحار الأنوار: ج57 ص41 ب31 ح8.

() مستدرك الوسائل: ج17 ص25 ب21 ح20624.

() الأمالي للطوسي: ص281 المجلس العاشر ح545.

() مستدرك الوسائل: ج17 ص26 ب21 ح20644.

() مستدرك الوسائل: ج17 ص26 ب21 ح20645.

() سورة المؤمنون: 18.

() مستدرك الوسائل: ج17 ص26 ب21 ح20646.

() فقه الرضا: ص346 ب92.

() طب الرضا: ص45 الرسالة الذهبية.

() مكارم الأخلاق: ص32 الفصل الرابع في صفة أخلاقه صلي الله عليه و اله في مشربه.

() مكارم الأخلاق: ص32 الفصل الرابع في صفة أخلاقه صلي الله عليه و اله في مشربه.

() دعائم الإسلام: ج2 ص111 فصل2 ذكر صنوف الأطعمة وعلاجها ح361.

() بحار الأنوار: ج16 ص247 في صفة أخلاقه في مشربه صلي الله عليه و اله.

() الأمالي للصدوق: ص265 المجلس الخامس والأربعون.

() الجعفريات: ص161 باب ما فيه البركة.

() مكارم الأخلاق: ص146 الفصل الثالث في آداب الأكل.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص461 ب112 ح20546.

() روضة الواعظين: ج2 ص327 مجلس في ذكر الدعاء في حوائج المؤمنين.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص461 ب112 ح20544.

() شاكري: فارسية بمعني خادم.

() الغيبة للطوسي: ص217 أخبار المعمرين من العرب والعجم.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص462 ب112 ح20547.

() الجوالق: وعاء من الأوعية معروف معرب، لسان العرب: ج10 ص36 مادة جلق.

() قصص الأنبياء: ص48 الفصل الثالث في أن ذنبه كان ترك الأولي.

() سورة الأنعام: 141.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص466 ب112 ح20559.

() بحار الأنوار: ج59 ص296 ب89.

() دعائم الإسلام: ج2 ص111 فصل2 ذكر صنوف الأطعمة وعلاجها ح363.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص380 ب52 ح20250.

() بحار الأنوار: ج63 ص141 ب3 ح58.

() مكارم الأخلاق: ص168 في التمر.

() مستدرك الوسائل: ج16

ص380 ب52 ح20254.

() الجعفريات: ص158 باب فضل القناعة.

() بحار الأنوار: ج16 ص288 في سواكه ح146.

() طب النبي: ص26.

() صحيفة الرضا: ص75 ح151.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص382 ب52 ح20258.

() عيون أخبار الرضا عليه السلام: ج2 ص41 ب31 ح135.

() مكارم الأخلاق: ص169 في التمر.

() بحار الأنوار: ج63 ص141 ب3 ح20260.

() طب الأئمة: ص66 في الرطوبة.

() مستدرك الوسائل: ج1 ص433 ب74 ح1088.

() المحاسن: ج1 ص13 باب التسعة ح37.

() العجوة: تمر بالمدينة، يقال: إنه غرسه النبي صلي الله عليه و اله، كتاب العين: ج2 ص183 مادة عجو.

() طب الأئمة: ص82 في الكمأة والمن والعجوة.

() دعائم الإسلام: ج2 ص111 فصل2 ذكر صنوف الأطعمة وعلاجها ح364.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص385 ب54 ح20266.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص386 ب54 ح20267.

() بصائر الدرجات: ص504 ب17 ح8.

() الغبيراء: تمرة تشبه العناب، وفي الدروس: الغبيراء تدبغ المعدة، مجمع البحرين: ج3 ص420 مادة غبر.

() صحيفة الرضا عليه السلام: ص80 ح174.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص388 ب56 ح20272.

() سورة التكاثر: 8.

() بحار الأنوار: ج7 ص273 ب11 ح42.

() طب النبي: ص26.

() دعائم الإسلام: ج2 ص148 فصل4 ذكر العلاج والدواء.

() طب النبي: ص26.

() وسائل الشيعة: ج25 ص140 ب74 ح31453.

() مكارم الأخلاق: ص168 في التمر.

() طب الأئمة: ص65 للخام والإبردة والقولنج.

() بحار الأنوار: ج59 ص166 ب60 ح6.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص390 ب58 ح20282.

() طب النبي: ص26.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص391 ب58 ح20283.

() بحار الأنوار: ج63 ص189 ب13 ح2.

() الأكرة: بالضم، الحفرة في الأرض يجتمع فيها الماء، فيغرف صافياً، انظر لسان العرب: ج4 ص26 مادة أكر.

() عيون أخبار الرضا عليه السلام: ج2 ص205 دلالة أخري.

() مكارم الأخلاق: ص174 في العنب.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص392 ب61 ح20288.

() وسائل الشيعة: ج24 ص260 ب10 ح30490.

() بحار

الأنوار: ج59 ص296 ب89.

() طب النبي: ص27.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص393 ب61 ح20291.

() بحار الأنوار: ج59 ص298 ب89.

() طب النبي: ص29.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص393 ب62 ح20294.

() وسائل الشيعة: ج25 ص151 ب83 ح31483.

() الاختصاص: ص124.

() مكارم الأخلاق: ص175 في الزبيب.

() طب النبي: ص28.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص394 ب63 ح20298.

() دعائم الإسلام: ج2 ص112 فصل2 ذكر صنوف الأطعمة وعلاجها ح371.

() الدعوات: ص157 فصل ذكر أشياء من المأكولات ح428.

() مكارم الأخلاق: ص171 في الرمان.

() طبي النبي: ص28.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص395 ب64 ح20303.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص395 ب64 ح20303.

() الجعفريات: ص244 كتاب الطب والمأكول.

() دعائم الإسلام: ج2 ص112 فصل2 ذكر صنوف الأطعمة وعلاجها ح371.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص396 ب65 ح20306.

() طب النبي: ص27.

() الجعفريات: ص244 كتاب الطب والمأكول.

() بحار الأنوار: ج63 ص177 ب8 ح37.

() طب الأئمة: ص135.

() الكافي: ج6 ص356 باب التفاح ح10.

() ارض وبئة: إذا كثر مرضها، كتاب العين: ج8 ص418 مادة وبأ.

() دعائم الإسلام: ج2 ص148 فصل4 ذكر العلاج والدواء ح525.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص398 ب67 ح20311.

() بحار الأنوار: ج63 ص177 ب8 ح37.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص399 ب67 ح20313.

() مكارم الأخلاق: ص173 في التفاح.

() الجلجلان: ثمرة الكزبرة، وقيل: حب السمسم. لسان العرب: ج11 ص122 مادة جلل.

() طب النبي: ص25.

() الجعفريات: ص244 كتاب الطب والمأكول.

() دعائم الإسلام: ج2 ص113 فصل2 ذكر صنوف الأطعمة وعلاجها ح372.

() دعائم الإسلام: ج2 ص148 فصل4 ذكر العلاج والدواء ح524.

() مكارم الأخلاق: ص172 في السفرجل.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص400 ب69 ح20319.

() بحار الأنوار: ج63 ص178 ب8 ح39.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص401 ب69 ح20325.

() بحار الأنوار: ج63 ص177 ب8.

() طب الأئمة: ص136 السفرجل.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص400 ب69 ح20322.

() بحار الأنوار: ج63 ص176

ب8 ح36.

() مكارم الأخلاق: ص172 في السفرجل.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص401 ب69 ح20327.

() الكافي: ج6 ص358 باب السفرجل ح7.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص402 ب69 ح20330.

() مكارم الأخلاق: ص172 في السفرجل.

() طب النبي: ص27.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص402 ب70 ح20334.

() مكارم الأخلاق: ص172 في السفرجل.

() العجم، بالتحريك: النوي، نوي التمر والنبق، الواحدة: عجمة، مثل قصبة وقصب، انظر لسان العرب: ج12 ص391 مادة عحم.

() مكارم الأخلاق: ص173 في التين.

() بحار الأنوار: ج63 ص186 ب10 ح6.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص404 ب71 ح20340.

() طب النبي: ص27.

() مستدرك الوسائل: ج6 ص404 ب71 ح20342.

() بحار الأنوار: ج63 ص185 ب10 ح3.

() طب الأئمة: ص137.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص403 ب71 ح20337.

() طب الرضا عليه السلام: ص29 الرسالة الذهبية.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص408 ب75 ح20358.

() طب النبي: ص27.

() وسائل الشيعة: ج25 ص33 باب10 ح31087.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص406 ب74 ح20352.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص407 باب75 ح20353.

() طب الأئمة: ص136.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص407 ب75 ح20355.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص407 ب75 ح20356.

() طب الأئمة: ص135 الكمثري.

() بحار الأنوار: ج63 ص175 ب8 ح34.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص405 ب72 ح20345.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص405 ب73 ح20346.

() طب الأئمة: ص136 المرار.

() طب الأئمة: ص136 المرار.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص406 ب73 ح20349.

() مكارم الأخلاق: ص175 في الأجاص.

() الجعفريات: ص161 باب ما فيه البركة.

() عيون أخبار الرضا عليه السلام: ج2 ص42 ب31 ح143.

() صحيفة الرضا عليه السلام: ص79 ح165.

() المحاسن: ج2 ص557 ب121 ح919.

() مكارم الأخلاق: ص185 في البطيخ.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص409 ب77 ح20365.

() مكارم الأخلاق: ص185 في البطيخ.

() مكارم الأخلاق: ص185 في البطيخ.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص410 ب77 ح20368.

() مستدرك الوسائل: ج15 ص28 ب33 ح17442.

() المناقب: ج4 ص429

فصل في معجزاته.

() طب النبي صلي الله عليه و اله: ص27.

() طب النبي صلي الله عليه و اله: ص27.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص411 ب77 ح20373.

() طب النبي صلي الله عليه و اله: ص29.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص411 ب77 ح20375.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص411 ب77 ح20376.

() بحار الأنوار: ج59 ص299 ب89.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص412 ب77 ح20378.

() وسائل الشيعة: ج25 ص178 ب103 ح31583.

() الاختصاص: ص249.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص414 ب78 ح20381.

() الدعوات: ص148 فصل في ذكر أشياء من المأكولات و.. ح390.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص424 ب92 ح20429.

() وسائل الشيعة: ج25 ص24 ب10 ح31047.

() دعائم الإسلام: ج2 ص113 فصل2 ح374.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص425 ب92 ح20432.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص425 ب92 ح20433.

() طب الأئمة عليهم السلام: ص138 في الدباء.

() بحار الأنوار: ج63 ص228 ب9 ح15.

() مكارم الأخلاق: ص177 في الدباء.

() طب النبي صلي الله عليه و اله: ص28.

() مكارم الأخلاق: ص177 في الدباء.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص426 ب92 ح20438.

() طب النبي صلي الله عليه و اله: ص28.

() مكارم الأخلاق: ص177 في الدباء.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص429 ب97 ح20446.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص429 ب97 ح2447.

() طب الأئمة عليهم السلام: ص139 في الباذنجان.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص429 ب97 ح20449.

() مكارم الأخلاق: ص183 في الباذنجان.

() بحار الأنوار: ج63 ص223 ب8 ح7.

() مكارم الأخلاق: ص184 في الباذنجان.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص430 ب97 ح20453.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص430 ب97 ح20454.

() طب النبي صلي الله عليه و اله: ص28.

() بحار الأنوار: ج63 ص250 ب20 ح14.

() دعائم الإسلام: ج2 ص149 فصل4 ح533.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص431 ب99 ح20458.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص431 ب99 ح20459.

() مكارم الأخلاق: ص182 في الثوم.

() طب الرضا عليه السلام: ص41.

()

مستدرك الوسائل: ج3 ص377 ب17 ح3826.

() الدعوات: ص159 فصل في ذكر أشياء من المأكولات.. ح439.

() مكارم الأخلاق: ص182 في الثوم.

() مكارم الأخلاق: ص182 في الثوم.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص432 ب100 ح20463.

() طب النبي صلي الله عليه و اله: ص31.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص378 ب48 ح20243.

() مكارم الأخلاق: ص188 في العدس.

() دعائم الإسلام: ج2 ص112 فصل2 ذكر صنوف الأطعمة وعلاجها 370.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص379 ب50 ح20246.

() مكارم الأخلاق: ص187 في الماش.

() بحار الأنوار: ج63 ص256 ب2 ح1.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص248 ب94 ح20442.

() الأمالي للطوسي: ص304 المجلس الحادي عشر ح606.

() مكارم الأخلاق: ص177 الفصل الحادي عشر.

() مكارم الأخلاق: ص177 الفصل الحادي عشر.

() الهندباء، والواحدة الهندباءة: من أحرار البقول، طيب الطعم، كتاب العين: ج4 ص126 مادة هندب.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص415 ب80 ح20384.

() بحار الأنوار: ج63 ص211 ب3 ح29.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص415 ب80 ح20385.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص416 ب80 ح20389.

() الجرجير: نبات من أحرار البقول، كتاب العين: ج6 ص15 مادة جرر.

() دعائم الإسلام: ج2 ص113 فصل2 ح375.

() مكارم الأخلاق: ص177 في الهندباء.

() الكافي: ج6 ص363 باب ما جاء في الهندباء ح6.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص416 ب80 ح20388.

() الدعوات: ص155 فصل في ذكر أشياء من المأكولات و..

() طب الأئمة عليهم السلام: ص138 في الهندباء.

() وسائل الشيعة: ج25 ص33 ب10 ح31085.

() بحار الأنوار: ج63 ص210 ب3 ح27.

() الحوك: بقلة، قال ابن الأعرابي: والحوك الباذورج، وقيل: البقلة الحمقاء، قال: والأول أعرف، لسان العرب: ج10 ص418 مادة (حوك).

() طب الأئمة عليهم السلام: ص139 في الباذنجان.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص417 ب83 ح20395.

() مكارم الأخلاق: ص179 في الباذروج.

() بحار الأنوار: ج63 ص215 ب4 ح13.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص418 ب83 ح20398.

() مكارم

الأخلاق: ص180 في الباذروج.

() بحار الأنوار: ج63 ص215 ب4 ح14.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص419 ب83 ح20401.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص419 ب85 ح20403.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص419 ب84 ح20402.

() وسائل الشيعة: ج25 ص193 ب113 ح31644.

() بحار الأنوار: ج63 ص240 ب15 ح5.

() مكارم الأخلاق: ص180 في الكرفس.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص420 ب86 ح20407.

() طب النبي صلي الله عليه و اله: ص31.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص420 ب87 ح20409.

() الكافي: ج6 ص367 باب الفرفخ ح2.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص421 ب87 ح20411.

() بحار الأنوار: ج63 ص235 ب12 ح5.

() مكارم الأخلاق: ص183 في الخس.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص421 ب88 ح20414.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص421 ب88 ح20415.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص422 ب88 ح20416.

() طب النبي صلي الله عليه و اله: ص30.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص422 ب89 ح20418.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص422 ب89 ح20419.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص422 ب89 ح20419.

() طب الأئمة عليهم السلام: ص139 في الباذنجان.

() بحار الأنوار: ج63 ص237 ب13 ح7.

() مكارم الأخلاق: ص181 في السلق.

() مكارم الأخلاق: ص181 في السلق.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص423 ب91 ح20424.

() الأمالي للطوسي: ص384 المجلس الثالث عشر ح834.

() دعائم الإسلام: ج2 ص147 فصل4 ح520.

() الكافي: ج6 ص370 باب الكمأة ح2.

() طب الأئمة عليهم السلام: ص82 في الكمأة والمن العجوة..

() دعائم الإسلام: ج2 ص147 فصل4 ح520.

() وسائل الشيعة: ج25 ص32 ب10 ح31084.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص427 ب93 ح20441.

() الكافي: ج6 ص372 باب السلجم ح1.

() وسائل الشيعة: ج25 ص207 ب123 ح31697.

() مكارم الأخلاق: ص187 في النانخواه.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص436 ب105 ح20474.

() طب النبي صلي الله عليه و اله: ص29.

() دعائم الإسلام: ج2 ص149 فصل4 ذكر العلاج والدواء ح534.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص435 ب104 ح20473.

() مكارم الأخلاق:

ص175 في العناب.

() مكارم الأخلاق: ص176 في العناب.

() طب النبي: ص31.

() الشبرم: ضرب من الشيح، وقيل: هو من العض وهي شجرة شاكة ولها زهرة حمراء، لسان العرب: ج12 ص318 مادة شبرم.

() الجعفريات: ص244 كتاب الطب والمأكول.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص460 ب112 ح20538.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص450 ب108 ح20515.

() الشونيز: فارسية بمعني الحبة السوداء أو حبة البركة.

() دعائم الإسلام: ج2 ص150 فصل4 ذكر العلاج والدواء ح535.

() الاهليلج: عقير من الأدوية معروف، وهو معرب. لسان العرب: ج2 ص392 مادة هلج.

() طب النبي: ص31.

() بحار الأنوار: ج59 ص7475 ب50 ذيل ح35.

() تصحيح الاعتقاد: ص144145 في الطب..

() بحار الأنوار: ج59 ص76 ب50 ذيل ح35.

() مستدرك وسائل الشيعة: ج16 ص442 ب108 ح20496.

() الكاشم: دواء يستف مع السكر، مجمع البحرين: ج6 ص154 مادة كشم.

() طب الأئمة: ص60 لوجع الخاصرة.

() بحار الأنوار: ج59 ص175 ب63 ح9.

() وسائل الشيعة: ج2 ص61 ب25 ح1483.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص444 ب108 ح20501.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص454 ب111 ح20532.

() طب الأئمة: ص83 عوذة للرمد.

() طب الأئمة: ص85 في السل.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص445 ب108 ح20503.

() بحار الأنوار: ج59 ص186 ب66 ح1.

() طب الأئمة: ص70 في الريح الخبيثة التي تضرب الوجه.

() مستدرك وسائل الشيعة: ج16 ص446 ب108 ح20506.

() بحار الأنوار: ج59 ص189 ب67 ح2.

() طب الأئمة: ص91 في الحصاة.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص447 ب108 ح20509.

() بحار الأنوار: ج59 ص194 ب70 ح1.

() طب الأئمة: ص101 في البواسير.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص448 ب108 ح20518.

() بحار الأنوار: ج59 ص204 ب72 ح6.

() طب الأئمة: ص73 دواء البلبلة وكثرة العطش ويبس الفم.

() الخرائج والجرائح: ج2 ص660 –661 فصل في أعلام الإمام علي بن موسي الرضا عليه السلام.

() طب الأئمة: ص88 للدغة العقرب.

() الشوصة:

ريح تنعقد في الأضلاع (تقول): شاصتني شوصة، والشوائص أسماؤها. انظر كتاب العين: ج6 ص273 مادة شوص.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص463 ب112 ح20552.

() اللَّقوة: داء يكون في الوجه يَعْوَجُّ منه الشَّدق، وقد لُقِيَ فهو مَلْقُوٌّ، انظر لسان العرب: ج15 ص253 مادة لقا.

() بحار الأنوار: ج59 ص246 ب87 ح6.

() طب الأئمة: ص90 في برد المعدة وخفقان الفؤاد.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص464 ب112 ح20555.

() طب الأئمة: ص90 لوجع الجنب.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص465 ب112 ح20557.

() طب الأئمة: ص76 دواء عرق النساء.

() مستدرك الوسائل: ج13 ص85 ب11 ح14847.

() مكارم الأخلاق: ص77 الفصل الرابع.

() فقه الرضا: ص340 ب90.

() بحار الأنوار: ج59 ص261 ب88 ح9.

() بحار الأنوار: ج59 ص267 ب88 ح43.

() الدعوات: ص77 فصل في خصال يستغني بها عن الطب ح186.

() الدعوات: ص75 فصل في خصال يستغني بها عن الطب ح175.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص438 ب106 ح20483.

() طب الأئمة عليهم السلام: ص54 في الكي والحقنات.

() وسائل الشيعة: ج25 ص223 ب134 ح31743.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص437 ب106 ح20479.

() بحار الأنوار: ج59 ص74 ب50 ح34.

() غوالي اللآلي: ج1 ص75 الفصل الرابع في ذكر أحاديث ح146.

() طب الأئمة: ص67 في القيء.

() طب الأئمة: ص50 في صفة الحمي وطريق علاجه.

() الكافي: ج8 ص192 حديث قوم صالح عليه السلام ح226.

() دعائم الإسلام: ج2 ص145 فصل4 ذكر العلاج والدواء ح510.

() بحار الأنوار: ج55 ص275 ب10 ح64.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص440 ب106 ح20490.

() سورة الأعراف: 31.

() الدعوات: ص75 فصل في خصال يستغني بها عن الطب ح174.

() البلد الأمين: ص406 دعاء الجوشن الكبير.

() عدة الداعي: ص37 الباب الأول.

() تفسير الإمام العسكري: ص510 احتجاجاته صلي الله عليه و اله علي المشركين.

() ديوان الإمام علي عليه السلام: ص75.

() بحار الأنوار: ج55

ص255 ب10 ح45.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص440 ب106 ح20490.

() وسائل الشيعة: ج25 ص221 ب134 ح31736.

() الكافي: ج8 ص88 حديث الطبيب ح52.

() بحار الأنوار: ج59 ص62-63 ب50 بيان ذيل ح2.

() سورة البقرة: 184.

() سورة النساء: 29.

() سورة البقرة: 196.

() بحار الأنوار: ج 59 ص 7879.

() دعائم الإسلام: ج2 ص135 فصل1 ح475.

() بحار الأنوار: ج59 ص7273 ب50 ح28.

() الدعوات: ص78 فصل في خصال يستغني بها عن الطب ح188.

() الدعوات: ص180 فصل في خصال يستغني بها عن الطب … ح197.

() الدعوات: ص81 فصل في صحة البدن والعافية بالصلاة ح204.

() الدعوات: ص82 فصل في صحة البدن والعافية بالصلاة ح205.

() مستدرك الوسائل: ج5 ص91 ب23 ح5416.

() بحار الأنوار: ج83 ص282283 ب45 ح45.

() الدعوات: ص83 فصل في صحة البدن والعافية بالصلاة ح208.

() بحار الأنوار: ج90 ص274 ب14 ح2.

() الدعوات: ص83 فصل في صحة البدن والعافية بالصلاة ح210.

() الدعوات: ص84 فصل في صحة البدن والعافية بالصلاة ح211.

() الدعوات: ص84 فصل في صحة البدن والعافية بالصلاة ح212.

() الكافي: ج2 ص621 باب فضل القرآن ح8.

() مستدرك الوسائل: ج5 ص50 ب11 ح5339.

() الدعوات: ص84 فصل قي صحة البدن والعافية بالصلاة ح215.

() الدعوات: ص85 فصل في صحة البدن والعافية بالصلاة ح216.

() بحار الأنوار: ج91 ص196 ب36 ح4.

() مستدرك الوسائل: ج5 ص393 ب41 ح6168.

() الدعوات: ص86 فصل في صحة البدن والعافية بالصلاة ح219.

() الدعوات: ص86 فصل في صحة البدن والعافية بالصلاة ح220.

() سورة آل عمران: 26.

() الدعوات: ص86 فصل في صحة البدن والعافية بالصلاة ح221.

() الدعوات: ص86 فصل في صحة البدن والعافية بالصلاة ح222.

() الكافي: ج8 ص8889 حديث الطبيب ح54.

() الكافي: ج1 ص502 باب مولد أبي الحسن علي بن محمد? ح9.

() الخرائج والجرائح: ج2 ص661 –662 فصل

في أعلام الإمام علي بن موسي الرضا عليه السلام.

() الكافي: ج6 ص521 باب دهن البنفسج ح6.

() الخصال: ج2 ص511- 514 ذكر تسع عشرة مسألة … ح3.

() جامع الأخبار: ص138 الفصل السادس والتسعون.

() من لا يحضره الفقيه: ج2 ص599600 باب فضل تربة الحسين عليه السلام … ح3204.

() وسائل الشيعة: ج14 ص522 ب70 ح19740.

() كامل الزيارات: ص282 الباب الثالث والتسعون ح10.

() الخرائج والجرائج: ج2 ص873.

() الخرائج والجرائج: ج2 ص783 – 784.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص444 الفصل الثالث ح10145.

() المناقب: ج4 ص305 فصل في استجابة دعواته عليه السلام.

() بحار الأنوار: ج49 ص241 ب17 ح9.

() بحار الأنوار: ج50 ص57 ب3 ح35.

() تنبيه الخواطر ونزهة النواظر: ج2 ص20-21.

() الكافي: ج8 ص88 حديث الطبيب ح53.

() الدعوات: ص81 فصل في خصال يستغني بها عن الطب ح203.

() الخرائج والجرائح: ج1 ص83 فصل من روايات الخاصة.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص455459 ب112 ح20534.

() الكافي: ج6 ص47 باب تأديب الولد ح4.

() مستدرك الوسائل: ج11 ص115 ح12573.

() الدعوات: ص76 فصل في خصال يستغني بها عن الطب ح177.

() الكافي: ج6 ص47-48 باب تأديب الولد ح6.

() كنز الفوائد: ج2 ص224.

() مستدرك الوسائل: ج7 ص502 ب1 ح8744.

() غوالي اللآلي: ج1 ص268 الفصل العاشر ح70.

() مستدرك الوسائل: ج8 ص7 ب1 ح8916.

() وسائل الشيعة: ج10 ص160 ب10 ح13114.

() الكافي: ج4 ص152 باب ما يستحب أن يفطر عليه ح3.

() من لا يحضره الفقيه: ج2 ص86 باب صوم التطوع وثوابه من الأيام.. ح1804.

() مستدرك الوسائل: ج8 ص7 ب1 ح8916.

() تهذيب الأحكام: ج6 ص329 ب93 ح30.

() مستدرك الوسائل: ج8 ص115 ب2 ح9200.

() مستدرك الوسائل: ج8 ص116 ب2 ح9201.

() مستدرك الوسائل: ج8 ص115 ب2 ح9199.

() وسائل الشيعة: ج11 ص347 ب2 ح14983.

() الدعوات: ص76 فصل في

خصال يستغني بها عن الطب ح180.

() مكارم الأخلاق: ص240 الفصل الأول.

() مكارم الأخلاق: ص240 الفصل الأول.

() الجعفريات: ص185 كتاب التفسير.

() مكارم الأخلاق: ص35.

() دعائم الإسلام: ج1 ص118 في السواك.

() مستدرك الوسائل: ج8 ص220 ب37 ح9301.

() دعائم الإسلام: ج1 ص348 ذكر آداب السفر.

() مستدرك الوسائل: ج8 ص209 ب24 ح9270.

() وسائل الشيعة: ج24 ص416 ب101 ح30937.

() المحاسن: ج2 ص357 ب15 ح61.

() مستدرك الوسائل: ج8 ص211 ب24 ح9273.

() مستدرك الوسائل: ج8 ص211 ب24 ح9274.

() نهج البلاغة: كتاب31 من وصية له عليه السلام للحسن بن علي عليه السلام كتبها إليه بحاضرين عند انصرافه من صفين.

() الاختصاص للشيخ المفيد: ص336 بعض وصايا لقمان الحكيم لابنه عليه السلام.

() مستدرك الوسائل: ج8 ص210 ب24 ح9277.

() الكافي: ج4 ص252 باب فضل الحج والعمرة و … ح1.

() الكافي: ج4 ص260 باب فضل الحج والعمرة وثوابهما … ح33.

() من لا يحضره الفقيه: ج2 ص265 باب ما جاء في السفر … ح2387.

() الكافي: ج4 ص253 باب فضل الحج والعمرة وثوابهما … ح4.

() مستدرك الوسائل: ج6 ص331 ب33 ح6931.

() مستدرك الوسائل: ج6 ص331 ب33 ح6932.

() الدعوات: ص77 فصل في خصال يستغني بها عن الطب ح184.

() بحار الأنوار: ج59 ص268 ب88 ح51.

() جامع الأخبار: ص101 الفصل الثامن والخمسون في التزويج.

() الكافي: ج5 ص320 باب حب النساء ح1.

() من لا يحضره الفقيه: ج3 ص384 باب حب النساء ح4351.

() وسائل الشيعة: ج20 ص22 ب3 ح24924.

() تهذيب الأحكام: ج7 ص403 ب34 ح20.

() الكافي: ج5 ص320 باب حب النساء ح4.

() الكافي: ج5 ص321 باب حب النساء ح6.

() الكافي: ج5 ص321 باب حب النساء ح8.

() سورة آل عمران: 14.

() تفسير العياشي: ج1 ص164 ح10.

() وسائل الشيعة: ج20 ص22 ب3 ح24926.

() الكافي: ج5 ص323

باب أصناف النساء ح3.

() الكافي: ج5 ص324 باب خير النساء ح1.

() الكافي: ج5 ص324 باب خير النساء ح4.

() الكافي: ج5 ص324 باب خير النساء ح2.

() الكافي: ج5 ص324 باب خير النساء ح5.

() وسائل الشيعة: ج20 ص23 ب3 ح24930.

() وسائل الشيعة: ج20 ص24 ب3 ح24932.

() وسائل الشيعة: ج20 ص24 ب3 ح24933.

() وسائل الشيعة: ج20 ص25 ب4 ح24937.

() بحار الأنوار: ج63 ص141 ب3 ح58.

() مستدرك الوسائل: ج15 ص134 ب23 ح17771.

() مكارم الأخلاق: ص171 في السفرجل.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص468 ب112 ح20564.

() الكافي: ج6 ص27-28 ح4 باب أنه يعق يوم السابع للمولود ويحلق رأسه ويسمي.

() الكافي: ج6 ص27-28 ح3 باب أنه يعق يوم السابع للمولود ويحلق رأسه ويسمي.

() تهذيب الأحكام: ج7 ص442 ب40 ح30.

() وسائل الشيعة: ج3 ص337 ب27 ح3808.

() وسائل الشيعة: ج3 ص337 ب27 ح3809.

() الكافي: ج6 ص36 ح6 باب التطهير.

() الكافي: ج6 ص34 ح1 باب التطهير.

() الكافي: ج6 ص36 ح8 باب التطهير.

() الكافي: ج6 ص36 ح9 باب التطهير.

() الكافي: ج6 ص35 ح1 باب التطهير.

() الكافي: ج6 ص35 ح2 باب التطهير.

() الكافي: ج6 ص35 ح3 باب التطهير.

() الكافي: ج6 ص35-36 ح4 باب التطهير.

() الكافي: ج6 ص36 ح5 باب التطهير.

() الكافي: ج6 ص36 ح7 باب التطهير.

() الكافي: ج6 ص37 ح10 باب التطهير.

() الكافي: ج5 ص118 باب كسب الماشطة والخافضة ح1.

() وسائل الشيعة: ج17 ص130 ب18 ح22171.

() تهذيب الأحكام: ج6 ص360 ب93 ح154.

() مكارم الأخلاق: ص354.

() مكارم الأخلاق: ص355.

() مكارم الأخلاق: ص356.

() مكارم الأخلاق: ص356.

() مكارم الأخلاق: ص356.

() مكارم الأخلاق: ص354.

() مكارم الأخلاق: ص354.

() مكارم الأخلاق: ص355.

() مكارم الأخلاق: ص355.

() مكارم الأخلاق: ص354.

() مكارم الأخلاق: ص354.

() مكارم الأخلاق: ص354.

() سورة النساء: 86.

() وسائل الشيعة: ج12 ص88 ب58 ح15716.

() مكارم

الأخلاق: ص355.

() مكارم الأخلاق: ص355.

() مكارم الأخلاق: ص354.

() مكارم الأخلاق: ص354.

() مكارم الأخلاق: ص354.

() راجع موسوعة الفقه، كتاب الطهارة، مبحث النجاسات.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص251 ب11 ح8.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص251 ب11 ح10.

() الكافي: ج3 ص55 باب البول يصيب الثوب أو الجسد، ح3.

() وسائل الشيعة: ج3 ص405 ب 8 ح3988.

() الكافي: ج3 ص17 باب القول عند دخول الخلاء وعند الخروج.. ح10.

() وسائل الشيعة: ج3 ص437 ب 24 ح4094.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص421 ب 22 ح6.

() وسائل الشيعة: ج3 ص402 ب7 ح3977.

() تهذيب الأحكام: ج2 ص223 ب11 ح86.

() وسائل الشيعة: ج3 ص402 ب7 ح3978.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص261 ب11 ح46.

() الاستبصار: ج1 ص19 ب9 ح2.

() الاستبصار: ج1 ص19 ب9 ح1.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص225 ب10 ح28.

() الكافي: ج6 ص245 باب جامع في الدواب التي لا تؤكل لحمها، ح6.

() مسائل علي بن جعفر: ص213 النجاسات ح461.

() وسائل الشيعة: ج3 ص418 ب13 ح4039.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص424 ب22 ح20.

() الاستبصار: ج4 ص77 ب49 ح4.

() وسائل الشيعة: ج3 ص462 ب34 ح4179.

() تهذيب الأحكام: ج2 ص361 ب17 ح26.

() الكافي: ج3 ص405 باب الرجل يصلي في الثوب وهو غير طاهر عالماً أو جاهلاً، ح4.

() الاستبصار: ج1 ص189 ب112 ح1.

() وسائل الشيعة: ج3 ص418 ب13 ح4037.

() الاستبصار: ج3 ص56 ب31 ح1.

() تهذيب الأحكام: ج6 ص372 ب93 ح201.

() الاستبصار: ج3 ص56 ب31 ح3.

() بحار الأنوار: ج63 ص506 ب3 ح8.

() وقعة صفين: ص106 كتاب إلي الأسود بن قطنة.

() فقه الرضا: ص280 ب45.

() مستدرك الوسائل: ج17 ص37 ب1 ح20675.

() بحار الأنوار: ج63 ص488 ب1 ح23.

() بصائر الدرجات: ص220 ب3 ح3.

() مستدرك الوسائل: ج17 ص44 ب5 ح20688.

() مستدرك الوسائل: ج17 ص44 ب5 ح20689.

() دعائم الإسلام: ج2

ص133 فصل3 ذكر ما يحرم شربه ح468.

() مستدرك الوسائل: ج17 ص45 ب5 ح20691.

() سورة الكهف: 29.

() مستدرك الوسائل: ج17 ص45 ب5 ح20692.

() مستدرك الوسائل: ج17 ص45 ب5 ح20692.

() مستدرك الوسائل: ج17 ص45 ب5 ح20693.

() فقه الرضا: ص254 ب37.

() جامع الأخبار: ص149 الفصل الثالث عشر والمائة في الخمر.

() سورة الكهف: 29.

() جامع الأخبار: ص149 الفصل الثالث عشر والمائة في الخمر.

() جامع الأخبار: ص149 الفصل الثالث عشر والمائة في الخمر.

() مستدرك الوسائل: ج4 ص249 ب7 ح3617.

() بحار الأنوار: ج76 ص148 ب86 ح63.

() سورة السجدة: 20.

() مستدرك الوسائل: ج17 ص47 ب5 ح20698.

() بحار الأنوار: ج76 ص150 ب86 ح63.

() مستدرك الوسائل: ج17 ص50 ب5 ح20707.

() جامع الأخبار: ص150 الفصل الثالث عشر والمائة في الخمر.

() مستدرك الوسائل: ج17 ص48 ب5 ح20700.

() جامع الأخبار: ص152 الفصل الثالث عشر والمائة في الخمر.

() بحار الأنوار: ج76 ص152 ب86 ح63.

() مستدرك الوسائل: ج17 ص49 ب5 ح20702.

() جامع الأخبار: ص153 الفصل الثالث عشر والمائة في الخمر.

() سورة الأعراف: 33.

() سورة البقرة: 219.

() تفسير العياشي: ج2 ص17 ح38.

() بحار الأنوار: ج63 ص495 ب1 ح41.

() بحار الأنوار: ج63 ص495 ب1 ح41.

() فقه الرضا: ص282 ب45.

() جامع الأخبار: ص151 الفصل الثالث عشر والمائة في الخمر.

() غوالي اللآلي: ج1 ص178 الفصل الثامن ح228.

() مستدرك الوسائل: ج17 ص51 ب6 ح20712.

() فقه الرضا: ص280 ب45.

() بحار الأنوار: ج100 ص175 ب12 ح4.

() بحار الأنوار: ج76 ص149 ب86 ح63.

() سورة المؤمنون: 108.

() جامع الأخبار: ص150 الفصل الثالث عشر والمائة في الخمر.

() جامع الأخبار: ص153 الفصل الثالث عشر والمائة في الخمر.

() مستدرك الوسائل: ج17 ص53 ب7 ح20718.

() سورة النساء: 5.

() مستدرك الوسائل: ج17 ص53 ب7 ح20719.

() مستدرك الوسائل: ج17 ص54 ب7 ح20720.

() مستدرك الوسائل:

ج17 ص54 ب7 ح20721.

() بحار الأنوار: ج63 ص486 ب1 ح16.

() جامع الأخبار: ص150 الفصل الثالث عشر والمائة في الخمر.

() مستدرك الوسائل: ج17 ص54 ب8 ح20724.

() جامع الأخبار: ص150 الفصل الثالث عشر والمائة في الخمر.

() بحار الأنوار: ج76 ص149 ب86 ح63.

() مستدرك الوسائل: ج17 ص55 ب8 ح20727.

() مستدرك الوسائل: ج17 ص55 ب8 ح20728.

() من لا يحضره الفقيه: ج3 ص571 باب معرفة الكبائر ح4952.

() مكارم الأخلاق: ص452 الفصل الرابع في موعظة رسول الله صلي الله عليه و اله.

() جامع الأخبار: ص153 الفصل الثالث عشر والمائة في الخمر.

() مستدرك الوسائل: ج17 ص57 ب9 ح20734.

() دعائم الإسلام: ج2 ص132 فصل3 ذكر ما يحرم شربه ح466.

() مستدرك الوسائل: ج17 ص57 ب9 ح20735.

() فقه الرضا: ص254 ب37.

() مستدرك الوسائل: ج17 ص58 ب10 ح20737.

() مستدرك الوسائل: ج17 ص58 ب11 ح20738.

() دلائل الإمامة: ص3 المقدمة.

() دعائم الإسلام: ج2 ص351 فصل1 ذكر الأمر بالوصية ح1297.

() بحار الأنوار: ج63 ص494 ب1 ح41.

() مستدرك الوسائل: ج17 ص59 ب11 ح20744.

() مستدرك الوسائل: ج17 ص60 ب11 ح20745.

() بحار الأنوار: ج62 ص490 ب1 ح30.

() بحار الأنوار: ج63 ص495 ب1 ح41.

() فقه الرضا: ص279 ب45.

() مستدرك الوسائل: ج17 ص60 ب11 ح20748.

() مستدرك الوسائل: ج17 ص60 ب11 ح20749.

() غوالي اللآلي: ج1 ص178 الفصل الثامن ح228.

() سورة المائدة: 7.

() فقه القرآن: ج2 ص284.

() المتعة: ص9 ح8.

() الجعفريات: ص187 باب في بر الوالدين.

() دعائم الإسلام: ج2 ص131 فصل3 ذكر ما يحرم شربه، ح460.

() مستدرك الوسائل: ج17 ص63 ب12 ح20760.

() مستدرك الوسائل: ج17 ص63 ب12 ح20760.

() وسائل الشيعة: ج25 ص335 ب16 ح32059.

() مستدرك الوسائل: ج17 ص63 ب13 ح20763.

() دعائم الإسلام: ج2 ص128 فصل1 ذكر ما يحل شربه وما لا يحل ح442.

() فقه الرضا: ص280

ب45.

() بحار الأنوار: ج63 ص486 ب1 ح15. والبحار: ج76 ص172 ب88 ح16.

() مستدرك الوسائل: ج17 ص64 ب13 ح20766.

() مستدرك الوسائل: ج17 ص64 ب13 ح20766.

() مستدرك الوسائل: ج17 ص65 ب13 ح20767.

() تفسير العياشي: ج1 ص340 من سورة المائدة ح184.

() ثواب الأعمال: ص244 عقاب الخيانة والسرقة وشرب الخمر.

() الكافي: ج6 ص424 باب الفقاع ح14.

() دعائم الإسلام: ج2 ص134 فصل3 ذكر ما يحرم شربه 474.

() مستدرك الوسائل: ج17 ص66 ب14 ح20772.

() الجعفريات: ص17 باب فضل الوضوء.

() سورة المائدة: 6.

() الجعفريات: ص17 باب فضل الوضوء.

() من لا يحضره الفقيه: ج1 ص140 باب صفة وضوء رسول الله صلي الله عليه و اله ح82.

() وسائل الشيعة: ج1 ص376-377 ب8 ح993.

() سورة المائدة: 6.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص118 ب6.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص118 ب6 ح1.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص118 ب6 ح2.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص119 ب6 ح3.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص119 ب6 ح4.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص120 ب6 ح9.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص121 ب6 ح11.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص122 ب6 ح16.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص124 ب6 ح22.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص134 ب6 ح61.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص134، ذيل الحديث 61.

() الاستبصار: ج1 ص124 ب74 ح5.

() سورة البقرة: 222.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص104 ب5 ح2.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص105 ب5 ح3.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص105 ب5 ح6.

() غوالي اللآلي: ج3 ص29 باب الطهارة ح76.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص143 ب6 ح94.

() وسائل الشيعة: ج2 ص248 ب35 ح2074.

() وسائل الشيعة: ج2 ص265 ب44 ح2116.

() الخصال: ج2 ص630 باب علم أمير المؤمنين عليه السلام أصحابه في مجلس واحد أربعمائة باب.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص370 ب17 ح24.

() الاستبصار: ج1 ص118 ب71 ح5.

() الاستبصار: ج1 ص67 ب38 ح6.

()

الاستبصار: ج1 ص66 ب38 ح1.

() وسائل الشيعة: ج2 ص226 ب24 ح2004.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص131 ب6 ح49.

() وسائل الشيعة: ج2 ص226 ب24 ح2005.

()وسائل الشيعة: ج2 ص226 ب24 ح2006.

() وسائل الشيعة: ج2 ص233 ب27 ح2029.

() من لا يحضره الفقيه: ج1 ص27 باب ارتياد المكان للحدث و.. ح53.

() الكافي: ج3 ص44 باب صفة الغسل والوضوء.. ح10.

() الكافي: ج3 ص43 باب صفة الغسل والوضوء ح4.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص367 ب17 ح9.

() وسائل الشيعة: ج2 ص42 ب11 ح1426.

() وسائل الشيعة: ج2 ص269 ب47 ح2126.

() وسائل الشيعة: ج2 ص239 ب30 ح2040.

() علل الشرائع: ج1 ص293 ب223 ح1.

() من لا يحضره الفقيه: ج1 ص100 باب غسل الحيض والنفاس ح208.

() الكافي: ج3 ص50 باب الجنب يأكل ويشرب … ح1.

() وسائل الشيعة: ج2 ص219 ب20 ح1976.

() الاستبصار: ج1 ص114 ب69 ح1.

() وسائل الشيعة: ج2 ص219 ب20 ح1978.

() من لا يحضره الفقيه: ج4 ص3 باب ذكر جمل من المناهي النبي صلي الله عليه و اله ح4968.

() وسائل الشيعة: ج2 ص220 ب20 ح1980.

() وسائل الشيعة: ج2 ص220 ب20 ح1981.

() الكافي: ج3 ص51 باب الجنب يأكل يشرب.. ح12.

() الكافي: ج3 ص51 باب الجنب يأكل ويشرب.. ح11.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص377 باب18 ح22.

() من لا يحضره الفقيه: ج1 ص83 باب صفة غسل الجنابة ح179.

() من لا يحضره الفقيه: ج1 ص83 باب صفة غسل الجنابة ح180.

() وسائل الشيعة: ج2 ص227 ب25 ح2009.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص372 ب17 ح30.

() تهذيب الأحكام: ج1 ص369 ب17 ح19.

() الكافي: ج3 ص51 باب الجنب يأكل ويشرب و.. ح10.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص483 في الصحة والسلامة ح11148.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص483 في الصحة والسلامة ح11149.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص483 في الصحة

والسلامة ح11150.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص483 في الصحة والسلامة ح11151.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص483 في الصحة والسلامة ح11152.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص483 في الصحة والسلامة ح11154.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص483 في الصحة والسلامة ح11155.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص483 في الصحة والسلامة ح11156.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص483 في الصحة والسلامة ح11157.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص483 في الصحة والسلامة ح11159.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص483 في الصحة والسلامة ح11160.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص483 في الصحة والسلامة ح11161.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص483 في الصحة والسلامة ح11172.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص484 في الصحة والسلامة ح11174.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص484 في الصحة والسلامة ح11175.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص484 دستورات طبية ح11176.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص484 دستورات طبية ح11178.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص483 في الصحة والسلامة ح11163.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص483 في الصحة والسلامة ح11162.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص484 في الصحة والسلامة ح11173.

() مكارم الأخلاق: ص362.

() مكارم الأخلاق: ص362.

() مكارم الأخلاق: ص362.

() الدعوات: ص180 فصل في التداوي بتربة مولانا وسيدنا أبي عبد الله الحسين عليه السلام ح498.

() بحار الأنوار: ج59 ب71 ب50 ح25.

() بحار الأنوار: ج59 ص71 72 ب50 ذيل ح25.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص484 دستورات طبية ح11192.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص484 دستورات طبية ح11186.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص483 في الصحة والسلامة ح11164.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص483 في الصحة والسلامة ح11165.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص484 دستورات طبية ح11187.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص484 دستورات طبية ح11189.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص484 دستورات طبية ح11190.

() بحار الأنوار: ج59 ص71 ب50 ح25.

()

بحار الأنوار: ج59 ص76 (فائدة).

() بحار الأنوار: ج59 ص76 (فائدة).

() بحار الأنوار: ج59 ص76 (فائدة).

() بحار الأنوار: ج59 ص76 (فائدة).

() بحار الأنوار: ج59 ص77 78 (فائدة).

() مكارم الأخلاق: ص76 الفصل الرابع.

() بحار الأنوار: ج59 ص127 ب54 ح89.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص436 ب106 ح20475.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص437 ب106 ح20480.

() بحار الأنوار: ج90 ص296 ب16.

() بحار الأنوار: ج59 ص66 ب50 ح10.

() مكارم الأخلاق: ص358.

() بحار الأنوار: ج78 ص188 ب1.

() مستدرك الوسائل: ج2 ص58 ب1 ح1400.

() مكارم الأخلاق: ص359.

() سورة الشوري: 30.

() مكارم الأخلاق: ص357.

() التمحيص: ص43 ب3 ح52.

() دعائم الإسلام: ج1 ص218 ذكر العلل والعبادات والاحتضار

() مستدرك الوسائل: ج2 ص57 ب1 ح1397.

() الأمالي للطوسي: ص602 المجلس27 ح1245.

() الأمالي للصدوق: ص294 المجلس49 ح4.

() الكافي: ج2 ص444 باب تعجيل عقوبة الذنب، ح4.

() الخصال: ج2 ص635 باب علم أمير المؤمنين عليه السلام أصحابه في مجلس أربعمائة… ح10.

() بحار الأنوار: ج64 ص244 ب12 ح83.

() بحار الأنوار: ج78 ص191 ب1.

() بحار الأنوار: ج64 ص244 ب12 ح83.

() سورة النساء: 123.

() بحار الأنوار: ج78 ص192 ب1.

() التمحيص: ص42 ب3 ح46.

() مستدرك الوسائل: ج2 ص61 ب1 ح1411.

() مكارم الأخلاق: ص358.

() مكارم الأخلاق: ص359.

() مكارم الأخلاق: ص358.

() مكارم الأخلاق: ص358.

() مكارم الأخلاق: ص359.

() وسائل الشيعة: ج2 ص397 ب1 ح2451.

() مستدرك الوسائل: ج2 ص59 ب1 ح1404.

() مكارم الأخلاق: ص358.

() مكارم الأخلاق: ص358.

() المؤمن: ص22 ب1 ح26.

() مستدرك الوسائل: ج2 ص60 ب1 ح1407.

() كنز الفوائد: ج1 ص379 فصل من ذكر المرضي والعبادة.

() وسائل الشيعة: ج1 ص58 ب7 ح122.

() سورة التين: 6.

() مستدرك الوسائل: ج2 ص64 ب1 ح1424.

() فقه الرضا: ص341 ب90.

() فقه الرضا: ص341 ب90.

() فقه الرضا: ص341 ب90.

() الدعوات: ص167 فصل في صلاة المريض ح467.

() قرب

الاسناد: 33.

() الأمالي للمفيد: ص35 المجلس الخامس ح1.

() مستدرك الوسائل: ج2 ص52 ب1 ح1381.

() مستدرك الوسائل: ج2 ص55 ب1 ح1390.

() إرشاد القلوب: ج1 ص173 ب51.

() الدعوات: ص163 فصل في صلاة المريض ح451.

() بحار الأنوار: ج78 ص174 ب1.

() اعتبط فلان: مات فجأة من غير علة ولا مرض، كتاب العين: ج2 ص20 مادة (عبط).

() بحار الأنوار: ج78 ص188 ب1.

() مستدرك الوسائل: ج2 ص58 ب1 ح1402.

() مكارم الأخلاق: ص358.

() التمحيص: ص43 ب3 ح51.

() مستدرك الوسائل: ج2 ص63 ب1 ح1421.

() مكارم الأخلاق: ص358.

() مكارم الأخلاق: ص358.

() مستدرك الوسائل: ج2 ص62 ب1 ح1416.

() مستدرك الوسائل: ج2 ص51 ب1 ح1378.

() مستدرك الوسائل: ج2 ص51 ب1.

() مكارم الأخلاق: ص358.

() مكارم الأخلاق: ص358.

() كنز الفوائد: ج1 ص378 فصل من ذكر المرضي والعبادة.

() مكارم الأخلاق: ص357.

() الكافي: ج3 ص111 باب علل الموت.

() مستدرك الوسائل: ج2 ص63 ب1 ح1420.

() مكارم الأخلاق: ص357.

() دعائم الإسلام: ج1 ص217 ذكر العلل والعبادات والاحتضار.

() مستدرك الوسائل: ج2 ص51 ب1 ح1377.

() المؤمن: ص27 ب1 ح45.

() مستدرك الوسائل: ج2 ص67 ب2 ح1432.

() مكارم الأخلاق: ص361.

() عدة الداعي: ص128 فصل ودعاء المريض لعائده.

() الدعوات: ص172 فصل في صلاة المرض وصلاحه وأدبه ح481.

() بحار الأنوار: ج78 ص182 ب1 ح3.

() جامع الأخبار: ص116 الفصل الحادي والسبعون في الصبر.

() مستدرك الوسائل: ج2 ص56 ب1 ح1394.

() مكارم الأخلاق: ص362.

() وسائل الشيعة: ج2 ص408 ب3 ح2489.

() نهج البلاغة: ص472 قصار الحكم: 27.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص484 دستورات طبية ح11179.

() نهج البلاغة: ص402 وصايا شتي.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص484 دستورات طبية ح11180.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص484 دستورات طبية ح11181.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص484 دستورات طبية ح11188.

() علل الشرائع: ج2 ص465 ب222 ح17.

() وسائل الشيعة:

ج2 ص409 ب4 ح2492.

() طب الأئمة عليهم السلام: ص61 كراهية شرب الدواء إلا عند الحاجة.

() مكارم الأخلاق: ص362 في معالجة المريض.

() الكافي: ج8 ص273 حديث نوح عليه السلام يوم القيامة ح409.

() مستدرك الوسائل: ج2 ص71 ب4 ح1442.

() الدعوات: ص121 فصل في فنون شتي من حالات العافية ح295.

() الكافي: ج8 ص382 خطبة لأمير المؤمنين عليه السلام ح578.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص454 ب110 ح20531.

() مكارم الأخلاق: ص358.

() مكارم الأخلاق: ص359.

() بحار الأنوار: 78 ص211 ب2 ح29.

() الجعفريات: ج1 ص217 ذكر العلل العيادات والاحتضار.

() الأمالي للصدوق: ص501 المجلس 75.

() وسائل الشيعة: ج3 ص256 ب76 ح3565.

() مستدرك الوسائل: ج2 ص66 ب1 ح1428.

() مكارم الأخلاق: ص359.

() مكارم الأخلاق: ص359.

() مستدرك الوسائل: ج2 ص67 ب3 ح1433.

() وسائل الشيعة: ج2 ص450 ب33.

() وسائل الشيعة: ج2 ص450 ب33 ح2619.

() مكارم الأخلاق: ص358.

() مكارم الأخلاق: ص357.

() وسائل الشيعة: ج2 ص448 ب31 ح2614.

() الأمالي للمفيد: ص138 المجلس17 ح1.

() طب الأئمة: ص123، الصدقة.

() وسائل الشيعة: ج2 ص433 ب22 ح2565.

() بحار الأنوار: ج59 ص265 ب88 ح29.

() مكارم الأخلاق: ص360-361.

() مكارم الأخلاق: ص359.

() مكارم الأخلاق: ص361.

() الكافي: ج3 ص121 باب ثواب عيادة المريض، ح9.

() مستدرك الوسائل: ج10 ص373 ب77 ح12208.

() مكارم الأخلاق: ص359.

() مكارم الأخلاق: ص360.

() مكارم الأخلاق: ص360.

() الكافي: ج3 ص117 باب المريض يؤذن به الناس، ح2.

() مكارم الأخلاق: ص361-362.

() مكارم الأخلاق: ص361.

() مكارم الأخلاق: ص361.

() الأمالي للصدوق: ص467 المجلس 71 ح9.

() نهج البلاغة قصار الحكم: 42.

() المؤمن: ص24 ب1 ح34.

() انظر مستدرك الوسائل: ج2 ص93 ب11 ح1511.

() مكارم الأخلاق: ص360.

() مكارم الأخلاق: ص360.

() مكارم الأخلاق: ص360.

() مكارم الأخلاق: ص361.

() بحار الأنوار: ج78 ص227 ب4 ح39.

() مكارم الأخلاق: ص360.

() مشكاة الأنوار: ص281 الفصل الثاني في فضل المرض

وكتمانه.

() مكارم الأخلاق: ص361.

() مكارم الأخلاق: ص361.

() بحار الأنوار: ج59 ص142 ب55 ح13.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص461 ب112 ح20542.

() فقه الرضا: ص347 ب92.

() مكارم الأخلاق: ص360.

() مستدرك الوسائل: ج4 ص39 ب17.

() مستدرك الوسائل: ج4 ص39 ب17 ح4129.

() الزهد: ص78 ب14 ح210.

() الجعفريات: ص199 باب ذكر الموت.

() إرشاد القلوب: ج1 ص73 ب18.

() وسائل الشيعة: ج2 ص427 ب18 ح2548.

() بحار الأنوار: ج78 ص225 ب4 ح35.

() مستدرك الوسائل: ج2 ص93 ب12 ح1513.

() النكس، بالضم: عود المرض بعد النقه، مجمع البحرين: ج4 ص119 مادة نكس.

() الكافي: ج8 ص291 حديث نوح عليه السلام يوم القيامة، ح444.

() وسائل الشيعة: ج2 ص431 ب21 ح2557.

() وسائل الشيعة: ج2 ص431 ب21 ح2558.

() مستدرك الوسائل: ج2 ص97 ب15 ح1552.

() المصدر.

() عيون أخبار الرضا: ج1 ص309 ب28 ح72.

() معاني الأخبار: ص238 باب معني دبقاً ح1.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص451 ب109 ح20517.

() فقه الرضا: ص340 ب90.

() وسائل الشيعة: ج2 ص409 ب4 ح2495.

() بحار الأنوار: ج59 ص141 ب55 ح6. والبحار: ج59 ص261 ب88 ح13.

() الكافي: ج8 ص291 حديث نوح عليه السلام يوم القيامة ح442.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص451 ب109 ح20520.

() دعائم الإسلام: ج2 ص144 فصل4 ذكر العلاج والدواء ح504.

() مكارم الأخلاق: ص362 في معالجة المريض.

() بحار الأنوار: ج59 ص142 ب55 ح10.

() نوادر الراوندي: ص9.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص452 ب109 ح20525.

() الدعوات: ص81 فصل في خصال يستغني بها عن الطب ح202.

() غوالي اللآلي: ج2 ص30 المسلك الرابع في أحاديث رواها الشيخ ح72.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص320 الفصل السابع في الجوع ح7405.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص483 في الصحة والسلامة ح11171.

() وسائل الشيعة: ج7 ص508 ب16 ح9985.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص483 في الصحة والسلامة ح11166.

() غرر الحكم ودرر

الكلم: ص320 في الجوع ح7409.

() الكافي: ج8 ص19 خطبة لأمير المؤمنين عليه السلام … ح4.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص483 في الصحة والسلامة ح11169.

() نهج البلاغة: الخطبة 241 من كلام له عليه السلام يحث به أصحابه علي الجهاد.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص453 ب109 ح20528.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص484 دستورات طبية ح11191.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص484 دستورات طبية ح11183.

() وسائل الشيعة: ج15 ص210 ب9 ح20301.

() مكارم الأخلاق: ص362.

() مكارم الأخلاق: ص362.

() مكارم الأخلاق: ص362.

() معدن الجواهر: ص40 باب ذكر ما جاء في أربعة.

() بحار الأنوار: ج59 ص62 ب50.

() انظر بحار الأنوار: ج59 ص65 ب50 بيان ذيل ح9.

() غوالي اللآلي: ج2 ص333 باب الصيد وما يتبعه ح47.

() وسائل الشيعة: ج25 ص345 ب20 ح32085.

() طب الأئمة: ص62 النبيذ الذي يجعل في الدواء.

() مستدرك الوسائل: ج17 ص67 ب15 ح20775.

() دعائم الإسلام: ج2 ص134 فصل3 ذكر ما يحرم شربه ح473.

() الخرائج والجرائح: ج1 ص191 الباب الثاني في معجزات أمير المؤمنين.

() تفسير العياشي: ج1 ص74 من سورة البقرة ح152.

() غوالي اللآلي: ج2 ص333 باب الصيد وما يتبعه ح47.

() دعائم الإسلام: ج2 ص144 فصل4 ذكر العلاج والدواء ح501.

() مستدرك وسائل الشيعة: ج16 ص436 ب106 ح20476.

() طب الأئمة عليهم السلام: ص63 في الدواء يعالجه اليهودي والنصراني.

() وسائل الشيعة: ج7 ص118 ب46 ح8898.

() الكافي: ج2 ص650 باب التسليم علي أهل الملل ح8.

() الكافي: ج2 ص650 باب التسليم علي أهل الملل ح7.

() من لا يحضره الفقيه: ج3 ص175 ح3660.

() تهذيب الأحكام: ج6 ص375 ب93 ح217.

() المناقب: ج4 ص145 فصل في معجزاته عليه السلام.

() الكافي: ج5 ص115 باب الصناعات ح7.

() فقه الرضا: ص301 ب52.

() فقه الرضا: ص250 ب36.

() دعائم الإسلام: ج2 ص18 الفصل الثاني

من كتاب البيوع ح23.

() سورة هود: 61.

() مستدرك الوسائل: ج13 ص66 ب2 ح14759.

() مستدرك الوسائل: ج13 ص66 ب2 ح14760.

() وسائل الشيعة: ج6 ص239 ب41 ح7833.

() بحار الأنوار: ج59 ص6970 ب50 ذيل ح23.

() معاني الأخبار: ص254 باب معني قول النبي صلي الله عليه و اله : الفرار من الطاعون كالفرار من الزحف، ح1.

() سورة البقرة: 173.

() الكافي: ج3 ص410 باب صلاة الشيخ الكبير و.. ح4.

() مستدرك الوسائل: ج14 ص290 ب101 ح16744.

() دعائم الإسلام: ج2 ص144 فصل4 ح503.

() الكافي: ج7 ص364 باب ضمان الطبيب والبيطار ح1.

() تهذيب الأحكام: ج10 ص234 ب18 ح58.

() تهذيب الأحكام: ج10 ص234 ب18 ح61.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص453 ب109 ح20526.

() الكافي: ج8 ص193 حديث قوم صالح عليه السلام ح229.

() بحار الأنوار: ج59 ص67 ب50 ذيل ح16.

() وسائل الشيعة: ج25 ص222 ب134 ح31738.

() الكافي: ج8 ص194 حديث قوم صالح عليه السلام ح230.

() وسائل الشيعة: ج21 ص496 ب97 ح27683.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص483 في الصحة والسلامة ح11146.

() تهذيب الأحكام: ج5 ص298299 ب24 ح10.

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.