المدائح والمراثي للمعصومين الأربعة عشر عليهم السلام

هویة الکتاب

بطاقة تعريف:الحسیني الشیرازي ، السید محمد، ‫1307 - 1380.

عنوان واسم المؤلف:المدائح والمراثي للمعصومين الأربعة عشر عليهم السلام/ السید محمد الحسیني الشیرازي.

تفاصيل المنشور:قم: دارالعلم ‫، 1436 ق. ‫= 1394.

مواصفات المظهر: ‫72 ص. ؛ 5/14 × 5/21 س م.

ISBN: ‫ 978-964-204-267-8

وضعیت فهرست نویسی:فیپا

لسان:العربية.

ملحوظة:الطبعة الثانية.

ملحوظة:نُشر هذا الكتاب لأول مرة عام 1362 تحت عنوان «المدائح و المراثی للائمه المعصومین (ع )» تم النشر بواسطة منشورات زنجاني.

ملحوظة:ببليوغرافيا مع ترجمة.

عنوان آخر:المدائح والمراثي للائمة المعصومین (عليهم السلام ).

موضوع:شعر عربی -- قرن ‫20م.

رثاء و رثاء عربي -- قرن ‫20م.

رثاء و رثاء عربي

تصنيف الكونجرس: ‫PJA5299 /ح5 ‫ م4 1394

تصنيف ديوي: ‫ 892/716

رقم الببليوغرافيا الوطنية:3930775

ص: 1

اشارة

المدائح والمراثي

آية الله العظمى السيد محمد الحسيني الشيرازي

الناشر: دارالعلم

المطبوع: 1500 نسخه

المطبعة: قدس

الطبعة / الثانية 1436

______________________

شابك 8-267-204-964-978

______________________

دفتر مركزي: قم خيابان معلم، میدان روح الله،

نبش كوچه 19، پلاك 10، تلفن: 9 – 37744298

چاپ: شركت چاپ قدس، تلفن 37731354 فكس 37743443

ص: 2

بسم الله الرحمن الرحیم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين، واللعنة على أعدائهم أجمعين الى قيام يوم الدين.

ص: 3

مقدمة المؤسسة

لايخفی علی الناقد البصير أهمّية الشعر، فهو وسيلة لإيصال الأفکار وحثّ الناس باتجاه معيّن، مع سهولة حفظه وبقائه في الذهن لوزنه وقافيته، فالشعر الحقّ وسيلة لنشر الدين کما أنّ الشعر الباطل قد يکون له أثرٌ معاکسٌ ولذا اهتمّ الدين بالشعر ليکون وسيلة لاحقاق الحقّ کما ذمّ الشعر الباطل، فقد قال الله تعالی {وَ الشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ * أَ لَمْ تَرَ أَنَّهُمْ في كُلِّ وادٍ يَهيمُونَ * وَ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ ما لا يَفْعَلُونَ * إِلاَّ الَّذينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَ ذَكَرُوا اللَّهَ كَثيراً وَ انْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ ما ظُلِمُوا وَ سَيَعْلَمُ الَّذينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ}.((1))

وقد كان رسول الله(صلی الله علیه و اله) يطالب الشعراء بإنشاد الشعر، ويُجيزهم عليه ويُكرم الشاعر المادح له ولأهل بيته(علیهم السلام)، وقد رُوي عنه الحديث الشريف (إنّ من الشعر لحكمة وإنّ من

ص: 4


1- ([1]) سورة الشعراء، الآية 224-227.

البيان لسحرا)((1)) وتذكر لنا كتب التاريخ والسير، الكثير من الكلمات الشريفة بحقّ الشعراء.

وكان(صلی الله علیه و اله) يحبّ شعر عمّه أبي طالب وكثيرا ما استنشد شعره من الصحابة فيقول (لله درُّ ابي طالب من ينشدنا شعره).((2)) وقال لعمرو بن سالم لمّا مدحه (نصرت يا عمرو بن سالم).((3))

وقال(صلی الله علیه و اله) لحسّان بن ثابت عندما قال شعراً يوم غدير خم (لاتزال يا حسان مؤيّداً بروح القدس ما نصرتنا بلسانك).((4)) وكان(صلی الله علیه و اله) يعتبر أنّ الشعر الذي يُقال في نصرة الاسلام ورسوله هو جهاد في سبيل الله كما قال لكعب بن مالك (إنّ المؤمن يجاهد بسيفه ولسانه).((5))

ومثلما كان رسول الله(صلی الله علیه و اله) يولّي اهتمامه الكبير بالشعر والشعراء الذين إمتشقوا ألسنتهم سيوفاً للدفاع عن الاسلام ونبيّه، فقد واصل الائمّة الهداة من أهل بيته(علیهم السلام) ذلك الاهتمامبالشعر والشعراء، وكانوا يوجّهون الشعراء الى هذه الرسالية

ص: 5


1- ([1]) من لايحضره الفقيه: ج4، باب النوادر، ص379.
2- ([2]) الغدير، ج2، ص3.
3- ([3]) الغدير، ج2، ص5.
4- ([4]) الغدير، ج2، ص7.
5- ([5]) الغدير، ج2، ص9.

الهادفة فيه، ويجيزون لهم قصائدهم ويكرمونهم، ويغدقون عليهم الأموال، ويحثونهم على الدعوة لهم كقول الإمام الصادق(علیه السلام) (من قال فينا بيت شعر ٍ بنى الله له بيتاً في الجنة).((1)) وقوله(علیه السلام) (ما قال فينا قائل بيت شعر ٍ حتّى يؤيّد بروح القدس).((2))

وهناك الكثير من الكلمات الشريفة للأئمّة بحقّ الشعراء الذين دعوا الى الحقّ وبثّوا فضائل آل محمد(صلی الله علیه و اله) ونشروا مظلوميّتهم، وكان الكثير من الشعراء يتوجّهون الى زيارة الأئمّة يأتون من بلدان بعيدة، ليلقوا بقصائدهم في حضرة الأئمّة(علیهم السلام).

وكان هؤلاء الشعراء يلقون كلّ حفاوة وتبجيل ودعاء وإرشاد، وكانت الغاية من هذا التكريم للشعر والشعراء هو إسماع المسلمين مأثر اهل البيت(علیهم السلام) ومزاياهم باُسلوب فنّي بديع يأخذ بمجامع القلوب ويمازج الأرواح ليكون الناس على علم بما لأهل البيت(علیهم السلام) من الحقّ فيقولوا بإمامتهم ويتحلّوابأخلاقهم ويأخذوا بتعاليمهم ويتبرّؤوا ممّن ظلمهم، وكان

ص: 6


1- ([1]) وسائل الشيعة: ج14، ص597، باب استحباب مدح الائمة(علیهم السلام)، ح1، ط آل البيت(علیهم السلام).
2- ([2]) المصدر، ح2.

الأئمّة يولّون اهتماماً خاصاً بواقعة الطف وعندما يسمعون شعرائهم يرثون الحسين(علیه السلام) كانوا يفتحون الأبواب ويرخون ستراً فيعلو البكاء والنحيب.

وقد عرف الإمام المجدد السيّد محمّد الحسيني الشيرازي أهمّية الشعر في نشر فضائل أهل البيت(علیهم السلام) والدعوة إليهم، وهو الذي لم يترك وسيلةً من وسائل التعبير الاّ واستخدمها وحثّ الاخرين على استخدامها لتبليغ مدرسة أهل البيت(علیهم السلام). فهو من أسّس المسرح الحسيني في كربلاء ومن دعا الى انشاء المحطّات الإذاعية فيها، وهو من ألّف الكتب وألقى المحاضرات حول سيرة أهل البيت والتعريف بفضائلهم، وكان الشعر وسيلة من الوسائل العديدة التي استخدمها.

فكان شعره في مدحهم ورثائهم وتبيان فضائلهم أناشيد حبّ عذبة تكشف عن مدى شغفهم في قلبه، وهو الذي كرّس كلّ خفقة فيه طيلة عمره الشريف في الدفاع عنهم والذود عن حياضهم.

وهي صورة من صور الجهاد التي عُرف بها الإمام المجدّد في زمن عزّ فيه وجود المجاهدين الحقيقيّين الذينيرفضون الدنيا وحطامها اُسوة بالرسول(صلی الله علیه و اله) وأهل بيته(علیهم السلام).

ص: 7

وفي هذه الطبعة الجديدة من مجموعة المدائح والمراثي للإمام المجدّد الشيرازي الراحل نتوجّه بالشكر لكلّ من ساهم في هذه الطبعة خاصّة الاستاذ الأديب السيد محمد رضا القزويني دامت توفيقاته الذي اهتمّ بتقويم الأبيات الشعريّة وكذلك جميع من أخذ على عاتقه حفظ ونشر تراث آل الشيرازي الكرام سيّما فضيلة الحجّة السيد هادي الشيرازي (دام عزّه).

مؤسسة الشجرة الطيبة

24 شوال 1436

ص: 8

المقدّمة

بسم الله الرحمن الرحيم

الشعر كما هو معروفٌ لدى الاُدباء، إنّه انعكاسٌ لمشاعر الإنسان بالمؤثّرات التي تهيّج مشاعره بما يحيطه في المجتمع من مؤثّراتٍ تبدأ بالعاطفيّة وتتعدّى الى المؤثّرات الدينيّة أو السياسيّة وذلك حسب المستوى الفكري لدى الشاعر، فهناك من يتميّز شعره بالقضايا السياسيّة وآخر بالمؤثّرات العاطفيّة وكلّما كانت المؤثّرات أقوى في الشاعر کان نتاجه الشعريّ يعکس روحيّة ومستوى ثقافته.

وحيث إنّ الشعر الجيّد هو ذلك الذي يتميّز بالسبك الجيّد في الألفاظ، مع الأخذ بنظر الاعتبار الفصاحة والبلاغة وتطعيم الشعر بجوانب في البديع والبيان كالثوريّة والجناس والتشبيهات في الوصف التي تُعطي صورة جماليّة للشعر، وفيها بالطبع المبالغات في تصوير بعض القضايا التي تزيد في جماليّة القصيدة والتي تخرج عادةً عن المصداقيّة لا سيما في مدح

ص: 9

الكرماء أو في وصف شجاعة الشجعان وغيرها من مقاصد الشعراء؛ إلّا أنّ العالم الفقيه الورع لا يستطيع أن يبالغ، ولا أن يستعمل الخيال عند نظمه للشعر لأنّه مقيّدٌ بالشرع والأخلاق ما لم يلتزم به أغلب الشعرآء.

وفي شعر سماحة آية الله العظمى الشيرازي نجد أنّه ومن باب مساهمته في كلّ مجالٍ من مجالات تخليد ذكرى أئمّة أهل البيت(علیهم السلام) والنبي الأكرم(صلی الله علیه و اله) من كتبٍ ومؤلفاتٍ كبيرةٍ وصغيرةٍ والتي تجاوزت الألف ومائتي كتاب وكرّاس،((1)) لم

ص: 10


1- ([1]) والتي قلتُ عنها في اُولى قصائدي في رثائه رحمه الله. مُخَلّفاً مِنْ كُنوزٍ للتّراثِ بما يَربُو على الألفِ والقِرطاسُ مُنذَهِلُ حتّى تعطَّلَ بعضٌ مِنْ أنامِلِهِ وفيه بالرُّوحِ ما لم يُعرفِ العَطَلُ في كلِّ زاويةٍ يَزهُو لهُ أثَرٌ يَحكي رؤاهُ ويَروي أنّهُ الرَّجُلُ وكُلِّ مَكتبةٍ في الأرضِ زاهِرَةٍ تضُمُّ من كُتْبه ما تُذخَرُ الحللُ لو قِيسَ في فقهاءِ العَصرِ أجمعِهِم ما قدَّموا مِنْ تُراثِ العِلمِ أو بَذَلوا وجدتَ أنّ الذي أغنى بُمفردِهِ سيلٌ وكلّ الذي أغنوا بهِ وَشَلُ

يَهدأ له بالٌ حتى ولج باب الشعر وألّف هذه المجموعة من القصائد لهم تيمّناً وتخليداً لِذکرياتهم العطرة فکانت هذه المجموعة الشعريّة.

محمّد رضا القزويني

15 رمضان 1436

ص: 11

ص: 12

مدح الرّسول (صلی الله علیه و اله)

هُوَ النَّبيُّ الرَّسولُ المُصطَفى العَلَمُ

مُحمّدٌ خيرُ رسْلِ اللهِ كلِّهِمُ

طابَتْ شمائِلُهُ مِنْ كُلِّ مَكرُمَةٍ

حَوى وفي كُلِّ تَشريفٍ لهُ شَمَمُ

هادي الأنامِ إلى الحقِّ المُبينِ ولا

يَميلُهُ عَنْ هَوىً صَحْبٌ ولا رَحِمُ

يَهدي البَرايا إلى دارِ السَّلامِ ولا

يَثنيهِ عنْ هَدْي_ِهِ لَوْمٌ ولا لَمَمُ

يَشتاقُ تَقبيلَ رِجلَيهِ المِنى وصفا

ومَروةٌ ونَواحِي البيتِ و الحَرَمُ

الشَّمسُ تَحسُدُهُ نُوراً وحُسنَ سَنا

فَتَنْجَلِي مِنْ سَنا أنوارِهِ الظُّلَمُ

لِأجلِهِ بَرِىَء اللهُ الوَرى كَرَماً

لولاهُ خيَّمَ في أكوانِهِ العَدَمُ

حَوى مِنَ الفضلِ ما لمْ يَحوِهِ أحدٌ

لَهُ بكُلِّ المَعالِي السَّبقُ والقِدَمُ

ص: 13

أضافَهُ اللهُ عندَ العرشِ تَكرِمَةً

ولمْ يَطَأ لسِواهُ عرشَهُ قَدَمُ

قَدْ اُوتِيَ الفضلَ فيما جاءَ مِنْ حِكَم ٍ

تنزاحُ مِنْ لفظِهِ الأعضالُ والبُهَمُ

ودينُهُ خَيرُ أديانِ السّماءِ ومَنْ

يَلوي عنِ الدّينِ في الأوحالِ يَرتَطِمُ

هُوَ الصِّراطُ إلى رَبِّ العُلى أبداً

عنْ دين_ِهِ ليس يَغنی العُربُ والعَجَمُ

ص: 14

رثاء الرّسول (صلی الله علیه و اله)

قَدْ فُجِعنا برَسولِ اللهِ خَيرِ المُرسَلين

واُصِبنا بكَ يا مُختارَ ربِّ العالَمينْ

كانَ ضَوءاً فَانطَفا في فَقدِهِ عَمَّ الظَّلام

وغَدا تَحتَ الثَّرى (المُختارُ) كالبَدْرِ الدَّفينْ

أينَ ذاكَ المَنطِقُ العَذْبُ الذي لَمّا يَزَل

بهُدى إرشادِهِ الوَضّاءِ يَهدي المُسلِمينْ

أينَ تِلكَ الجَبهَةُ الشَّمّاءُ ذاتُ الاعْتِلاء

والتي كانَ سَناها كَوكباً للسّائِرينْ

أينَ ذاكَ المَجلِسُ العامِرُ بالفضلِوما

بَرِحَ المُختارُ فيهِ مَشعَلاً للسّالِكينْ

شُلَّتِ الأيدِي التي دافَتْ لهُ السُّمَّ النّقيع

فَانَطَفَت مِنْ أجلِهِ أنوارُ مِصباحِ اليَقينْ

مَنْ لِمِحرابِكَ فيهِ يَقتَدي النّاسُ ومَنْ

لِمُصَلّاكَ ومَنْ يَهدي إلى الحقِّ المُبينْ

أم بمَنْ يَستَرشِدُ الضّالُّ ومَنْ يَهدي الوَرى

أم مَنِ السّالكُ بالنّاسِ سبيلَ الرّاشِدينْ

ص: 15

أينَ ذاكَ الكوكبُ الدّرِّيُّ في اللّيلِ البَهيم

أينَ ذاكَ المَنهَلُ الطافِحُ بالماءِ المَعينْ

أينَ ذاكَ القائدُ المِقدامُ في حَربِ العِدا

أينَ ذاكَ الحاكِمُ المُقسِطُ والهادي الأمينْ

قَدْ رُزِئنا بكَ رُزْءاً ليس تَقواها الجِبال

وَفَقَدنا إذْ فَقَدناكَ إمامَ المُتَّقينْ

يا رسولَ اللهِ قَدْ أظلَمَتِ الدّنيا بنا

ودَفَنّا بكَ في مَثواكَ عِزَّ المُؤمِنينْ

ص: 16

مدح الوصيّ أمير المؤمنين (علیه السلام)

يا عَليّاً به العُلى قدْ تَعالى

وأميراً بهِ الوجودُ تَسامى

أنتَ للمُصطَفى وزيرٌ و رِدْءٌ

ووصيٌّ قدْ ضَلَّ مَنْ يَتَعامى

خُضْتَ بَدراً وخيبَراً وحُنيناً

وسِواهُنَّ لا تَهابُ حِماما

والاُلى قُدِّمُوا عليكَ ضَلالاً

في الميادينِ أحجَموا إحجاما

قدْ عَلَوْتَ المُختارَ في يومِ فتح ٍ

وعلى مَتنهِ اتَّخَذْتَ مَقاما

أنتَ تاجُ الرّسولِ زوجُ البتولِ الطُّ_

_هرِ أنجَبتُما الذُّرى الأعلاما

قدْ سَه_ِرْتَ الظَّلماءَ للهِ خَوفاً

وطَوَيتَ الأيّامَ جُوعاً صِياما

صُبْحُكَ الذّكرُ والظّهيرةُ وَعْظٌ

بِتَّ للهِ ساجِداً وقياما

وزَوَيْتَ النّعيمَ زُهداً وقَومٌ

استدارُوا على الحَرامِ التِهاما

قامَ طه على الغديرِ يُنادي

صارَ هذا أميرَكُم والإماما

واستطابوا الأصنامَ تُعبدُ إفكاً

بينما كُنتَ تَهشِمُ الأصناما

إرثُكَ الحُكمُ بعدَ أحمدَ لكِن

أخذوهُ في حِقدِهم وانتِقاما

ص: 17

رثاء الوصيّ أمير المؤمنين (علیه السلام)

قَتَلُوا المُرتَضى عِناداً وظُلماً

لعَنَ اللهُ في الوَرى أشْقاها

قَتَلُوا الحقَّ والكتابَ وطه

والذي لمْ يَزَل يُراعي الإلها

قَتَلُوا الأنبياءَ والأوصياءا

قَتَلُوا العَدْلَ ضِلّةً ومَتاها

قَتَلُوا والدَ الأراملِ عَطْفاً

وأبَ الأيْماتِ عندَ شِقاها

قَتَلُوا العِلْمَ والهدايَةَ والفض_

_لَ ومَنْ أسَّ في الأنامِ بِناها

قَتَلُوا الشّرعَ والدّيانةَ والزُّه_

_دَ وتقْوَى ومَنْ أقامَ لِواها

قَتَلُوا عزّةَ الأنامِجميعاً

وعِمادَ الدّنيا وقُطبَ رَحاها

قَتَلُوا المُسلمين إذْ قَتَلوهُ

هَدَموا صَرحَ عزّةٍ لاتُضاها

ص: 18

شَقِيَتْ اُمّةٌ أتَتْ ما أتَتْهُ

حينَ غالُوا الوَصيَّ حامي حِماها

زهَقَتْ أنفُسٌ أتَتْ بنكير ٍ

هدَّ أركانَها وضَلَّتْ هُداها

ما رَعَوْا حقَّ أحمدَ في أخيهِ

أغضَبوا ربَّنا العظيمَ سَفاها

صاحَ جبريلُ قدْ تَهَدَّمَ واللّ_

_هِ رُكْنُ الهُدى وشِرعَةُ طاها

ص: 19

مدح الطّاهرة فاطمة (علیها السلام)

بسَنا عزّكِ استنارَتْ ذُكاءُ

ولِعالي ب_ِناكِ تَعلُو السّماءُ

فاطمُ الطّهرُ بنتُ أحمَدِ المُختا

رِ مِنْ نورِكِ استمدَّ الضِّياءُ

كوكبُ الصّبحِ حينَ يُشرقُ يَبدو

لايُجاريكِ كوكبٌ وضّاءُ

أنتِ بحرُ النَّدا ومنبعُ فضلٍ

مِنْ نَداكِ تَستمطِرُ الأنواءُ

قال طه بأنَّ فاطمَ بَضعٌ

مِنْ فُؤادي وإنّها الزَّهراءُ

ورِضاها رِضى الإلهِ تَعالى

وأذاها لِرِّبنا إيذاءُ

أنتِ بنتُ الرّسولِ زوجُ عليٍّ

وبَنوكِ الأئمّةُ الاُمَناءُ

قدْ أبانَ النّبيُّ فضلَكِ لمّا

خاطِباً جاء نَحوَهُ الكُبَراءُ

ص: 20

(هلْ أتى) فيكُمُ أتَتْ مِنْ إلهِ ال_

ع_رشِ ما طَأطَأتْ لهُ العُظَماءُ

أنتِ قُطبُ المُطَهَّرينَ جميعاً

حينَما لَفَّكمْ فَخاراً كِساءُ

ودَعاكِ الرّسولُ حينَ أتاهُ

مِنْ نَصارى المُباهِلينَ غُثاءُ

ولكِ (إنّما) شهادةُ طُهْرٍ

بسِواكِ مَنْ يدَّعي إزْراءُ

ص: 21

رثاء الطّاهرة فاطمة (علیها السلام)

لَعَنَ الله مَنْ آذاكِ عِناداً

وهْوَ يَدري رِضى الإلهِ رِضاكِ

أسخطَ الباريَ المُهيمنَ فيكِ

والرّسولَ المُختارَ في إيذاكِ

هل لهمْ قالَ أحمدُ اُقتُلوها

أوَ لمْ يسمَعوا أبوكِ فِداكِ

كَسَروا ضِلعَكِ المُطَهَّرَ كُفراً

ومِنَ الحِقدِ اُدمِعَتْ جَفناكِ

عَصَروكِ بالبابِ يا لَمُصابٍ

سَقَطَ الطّفلُ فيهِ مِنْ أحشاكِ

هل رسولُ الإلهِ قالَ اضرِبُوها

عذَّبَ اللهُ فاجراً أدْماكِ

سُوِّدَتْ مِنْ سياطِه_ِم جَنبَتاكِ

ومِنَ اللّطمِ قدْ هَوى قُرطاكِ

ولَقيتِ الرّدى لِما قدْ دَهاكِ

قاتَلَ اللهُ كلَّ مَنْ عاداكِ

ص: 22

ولِماذا قَضَيتِ عُمراً قصيراً

ودُفِنتِ باللّيلِ في مَثواكِ

فارَقُبي زينبَ اليتيمةَ تبكي

ظُلمَةَ الليلِ حولَها أبناكِ

وانظُري المُرتضى يُغَسِّلُ جسماً

مثلَ بانٍ ضعفاً بغير حَراكِ

وانظُري النّعشَ في انتظارِكِ يَرنو

وانظُري البيتَ فاقِداً لِضياكِ

ص: 23

مدح الإمام الحسن المجتبى (علیه السلام)

حسنَ المُجتبى تقبّلْ ثَنائي

ومَديحي يا سيِّداً ذا عَلاءِ

أنتَ ريحانةُ الرّسولِ وسبطٌ

وحفيدٌ لخاتِمِ الأنبياءِ

تُهْ جَلالاً وسُؤدَدَاً واعتِزازاً

ببتولٍ تَسودُ خيرَ النّساءِ

فَهْيَ اُمٌّ لهُ وأمّا أبوهُ

فَهْوَ في الدّهرِ سيّدُ الأوصياءِ

كَفُّهُ البحرُ حينَ يُعطي ولكِن

ما عطايا البيضاءِ والصّفراءِ؟

عِلمُهُ الغيثُ حينَ يَهطِلُ وَبْلاً

حينَ تَخضَرُّ جَبهَةُ الصَّحراءِ

حِلمُهُ الطَّوْدُ راسياً مُستقرّاً

ليس تثنيهِ عاصِفاتُ الهَواءِ

نُطقُهُ العَذْبُ كالزُّلالِ ارتِشافاً

يتلقّاهُ مَنْ صَغى بهَناءِ

ص: 24

جاهَدَ المارِقينَ والقاسِطينا

والاُلى يَنكُثونَ عهْدَ الوَفاءِ

خِلقَةٌ ما أجَلَّ مَنْ قدْ بَراهُ

في جَمالٍ وهَيبةٍ وبَهاءِ

خُلْقُهُ كالنَّسيمِ عندَ مَهَبِّ ال_

_فَجرِصبحَ الرّبيعِ بالأشْذاءِ

هُوَ مَولى على جميعِ البَرايا

قامَ أم لمْ يَقُمْ بوَحيِ السَّماءِ

سيِّدٌ وابنُ سيِّدٍ وكَريمٌ

أنجَبَتهُ أعاظِمُ الكُرَماءِ

ص: 25

رثاء الإمام الحسن المجتبى (علیه السلام)

جرَّعتْهُ يدُ الزّمانِ مَراراً

أكْؤُساً مِلْؤُها زُعافٌ وعَلْقَمْ

فَابْنُ هندٍ عليهِ جَرَّ جُيوشاً

وأقاموا عليهِ أخبَثَ مَلْحَمْ

طعَنَتْهُ بخَنجَرٍ يدُ بَغْي ٍ

إذ لساباطَ حينَما كان أقْدَمْ

وعلى رِجلِهِ أمالَ عَصاهُ

مُوصِليٌّ أثيمُ أعمى مُلَثَّمْ

نَهَبوا ثِقلَهُ وأردَوهُ في الأرْ

ضِ وما في اُولئكُمْ مَنْ تَرَحَّمْ

سَلَبوهُ عِمامَةً و رِداءاً

حَسِبوهُ _ مِنْ بَغيِهِمْ _ خَيرَ مَغْنَمْ

نافَقَتْ صَحبُهُ عليهِ وسَبُّو

هُ عِناداً بالنُّصحِ اذْ ما تَكَلَّمْ

يالَهُ اللهُ حينَ سَيطَرَ حَرْبٌ

ولِسبِّ الوصيِّ حِقداً تَقَدَّمْ

ص: 26

إبنُ هندِ الوَضيعِ حينَ تَوَلّى

شيعةَ الطّهرِ قدْ أبادَ وأعْدَمْ

وأخيراً جُعَيدةُ أردَتِ الطُّه_ _

رَ بكأس ٍ دافَتْ بشَيءٍ مِنَ السُّمْ

مزَّقَتْ قلبَهُ المُبارَكَ إرْباً

حينَذاكَ الإمامُ استفرَغَ الدَّمْ

ورَمَتْ زوجةٌ لجُثمانِهِ الطّا _

هِرِ بالسّهمِ في ضَجيج ٍمُرَسَّمْ

ص: 27

مدح الإمام الحسين (علیه السلام)

إنّ الحسينَ لَمصباحُ الهُدى أبداً

وكوكبُ المَجدِ للأجيالِ في العُصُرِ

سفينةٌ لنَجاةِ الخلقِ نَحوَ هُدىً

فمَنْ بها يتمسَّكْ يَنجُ مِنْ خَطَرِ

وإنّهُ مِنْ رسولِ اللهِ نَبْعَتُهُ

منهُ الرّسولُ بَقى في الأمنِ مِنْ وَضَرِ(1)

وسيِّدٌ لِشبابِ الخُلدِ قاطِبةً

وشافُع الذّنبِ للعاصي مِنَ البَشَرِ

هُوَ الإمامُ الذي فازَ الاُلى قَدِموا

إليهِ في طاعةٍ بالسّمعِ والبَصَرِ

ومَنْ أبى فجَحيمُ النّارِ مَسكَنُهُ

يا وَيلَهُ بينَ أطباقٍ مِنَ السَّقَرِ

أتى إليهِ مِنَ الفَضلِ الكثيرُ فما

فضْلٌ خَلى منهُ في أمنٍ مِنَ الغِيَرِ

ص: 28


1- اشارة الى الحديث الشريف (حسين مني وأنا من حسين). الناشرون

جُودٌ وعِلمٌ وأخلاقٌ ومَنقَبَةٌ

تَناثَرَتْ حَولَهُ كالزَّهْرِ والدُّرَرِ

وفي الشّجاعةِ والإقدامِ تَحسَبُهُ

يَحكي أباهُ أميرَ البَدْوِ والحَضَرِ

وفي المَهابَةِ كالمُختارِ مُتَّسِماً

بطابعِ الحُسنِ في لُقياهُ كالقَمَرِ

يَفوحُ منهُ أريجُ المِسكِ أينَ أتى

طابَتْ لهُ الرّيحُ مِثلَ الوَرْدِ والعَطِرِ

على الوَرى أوجَبَ الباري إطاعَتَهُ

فمَنْ أطاعَ نَجى في الحشرِ مِنْ خَطَرِ

ص: 29

رثاء الإمام الحسين (علیه السلام)

يا شَهيداً أبكى العُيونَ جميعاً

وقتيلاً عَطشانَ جنبَ الفُراتِ

استضافوهُ أهلُ كوفانَ غَدْراً

ثمّ حَدُّوا لقَتلِهِ الشَّفَراتِ

يا حسينُ المظلومُ أقرَحَ جَفْني

ما تَوالَتْ عليكَ مِنْ نَكَباتِ

دَمِعَتْ فيكَ عَينُ كلِّ نَبيٍّ

و وَصيٍّ و أعيُنُ السّاداتِ

يا لَكَ اللهُ مِنْ شهيدٍ عفيرٍ

ترَكَتْهُ الأعداءُ في الفَلَواتِ

داسَتْ الخيلُ صدرَهُ عنْ عِنادٍ

فعَفَتْ منهُ شامِخاتِ السِّماتِ

جَرَّدوهُ عنِ المَلابسِ نَهْباً

فكَسَتهُ الرِّمالُ بالسّافياتِ

قَطَعوا رأسَهُ الشّريفَ ضَلالاً

وبهِ تَوَّجوا رُؤوسَ القَناةِ

ص: 30

كَسَروا مِنهُ جَبهَةً قدْ تَعالَتْ

حيثُ أحنَتْ للهِ في السَّجَداتِ

ضرَبَ الرّجسُ بالقَضيبِ شِفاهاً

طبَعَ المُصطَفى بها قُبُلاتِ

وسَبَوا مِنهُ نسوَةً في إسارِ الذُّ _

لِّ ثَكلى بلَوعَةٍ باكياتِ

راكباتٍ على ن_ِي_اقٍ هِزالٍ

مُعْوِلاتٍ مِنَ الأسى نادِباتِ

ص: 31

مدح الإمام عليّ بن الحسين السجّاد (علیهما السلام)

المَدحُ في شَأوِهِ يَنهالُ تَرديداً

والعِزُّ في بابهِ يَزدادُ تأيِيدا

هذا عليٌّ أميرُ المُؤمنينَ لهُ

جدٌّ تَلقّى مِنَ الرّحمنِ تَسدِيدا

إبنُ الحسينِ الذي قدْ حاز مرتبةً

مُذْ نالَها قَدْ عَلا فيها الصَّنادِيدا

واُمُّهُ بنتُ كَسرى العادلِ المَلِكِ الّ_ _

ذي بهِ المُصطَفى قدْ شادَ تَشيِيدا

وأحمَدُ الطّهُر والزّهراءُ فاطمةٌ

والمُجتبى كلُّهُم أثنَوهُ تَمجِيدا

مِنْ آلِ بيتٍ بَراهُم ربُّهمْ كَرَماً

مُرَفَّعينَ عنِ الأرجاسِ تَصعِيدا

يَطوي النّهارَ صياماً منهُ نافلةً

واللّيلَ يقطَعُهُ بالذّكرِ تَردِيدا

جَمُّ المَحاسِنِ عَفُّ النَّفسِ ذو كَرَم ٍ

كالسحبِ تَهطِلُ مِنْ فَيضِ النَّدا جُودا

ص: 32

ما زالَ يَسجُ__دُ تَعظي__ماً لِبارِئِهِ

لِذا يُلَقَّبُ بالسجّادِ تَعدِيدا

حَوى مِنَ الفضلِ ما لمْ يَحوِهِ أحَدٌ

ألاّ الأئمّةَ صِنديداً فَصِندِيدا

مِنهُ (الصَّحيفَةُ) تَجلو في الوَرى أبداً

كالشّمسِ تُعطي على الآفاقِ تَجدِيدا

زَينُ العِبادِ الذي في مَجدِ خالِقِهِ ال_

_عَظيمِ مِنْ طاعةٍ لمْ يَألُ مَجهُودا

ص: 33

رثاء الإمام عليّ بن الحسين السجّاد (علیهما السلام)

قَيَّدوهُ على ن_ِي_اقٍ هِزالٍ

ضَرَبوهُ بأكعُبٍ مِنْ رِماحِ

أسَروهُ كسَبْيِ تُركٍ و رُوم ٍ

أحدَقوا حَولَهُ ببيضِ الصِّفاحِ

نهَبوا ثِقْلَهُ ونادَوا هَلُمُّوا

اُقتُلوهُ فقتْلُهُ مِنْ فَلاحِ

قَلَّبوهُ على التّرابِ عِناداً

حيثُ جَرُّوا مِنْ نَطعِهِ المُستَباحِ

يالَهُ اللهُ مِنْ أسيرٍ يُعاني

طَعنَةَ القوَمِ في المَسا والصَّباحِ

حَشَروهُ معَ النِّساءِ اُسيراً

وجميعاً طُوْلَ المَدى في مناحِ

وأمامَ السجّادِ رأسُ أبيهِ

وذَويهِ مَرفوعَةٌ في الرِّماحِ

يَشخَبُ الدَّمَ عُنْقُهُ مِنْ حَديدٍ

قَيَّدوهُ بهِ بغَيرِ سِماحِ

ص: 34

أحضَرُوهُ مَجالِسَ الخَمر للتَّشْ_

_هيرِ فيها بهِ لَدى الضَّحْضاحِ

ثمّ سَمُّوهُ بعدَ هذا ومِنها

أطفَئُوا النّورَ مِنْ سَنا المِصْباحِ

وأخيراً قدْ هَدَّموا القبرَ ظُلماً

حيثُ تَسْفي عليهِ هَوْجُ الرِّياحِ

ص: 35

مدح الإمام محمّد بن عليّ الباقر (علیهما السلام)

اُثني بكُلِّ فَمي بمَدح ٍ عاطِرِ

بالسيّدِ العَلَمِ الإمامِ الباقرِ

مَنْ جَدُّهُ المَبعوثُ أحمَدُ ذو العُلى

والاُمُّ فاطمةٌ جُموعُ مَآثِرِ

قَدْ أبلَغَ المُختارُ خيرَ تَحيَّةٍ

نحوَ الإمامِ على لِسانِ (الجابِرِ)

بقَرَ العُلومَ وغاصَ في أوساطِها

فهُوَ العَليمُ بما مَضى والغابِرِ

تَنْسابُ كالشَّلّالِ منهُ معارفٌ

إمّا رَقى للدَّرسِ صِهْوَ مَنابِرِ

الوَجْهُ كالمِصْباحِ يَجلُو في الدُّجى

ويَداهُ جُوداً كالسَّحابِ الماطِرِ

في دارِهِ تَلْقى هُنالِكَ سائِلاً

وهُناكَ مُستَفْتٍ لِمَلْءِ مَحاضِرِ

العِلمُ في جَنَباتِهِ مُتَمَوِّجٌ

وتَراهُ مِثلَ عُبابِ بحر ٍ زاخِرِ

ص: 36

في اللّيلِ كالنُّسّاكِ يَلبَسُ بُرنُساً

يَبكي إلى اللهِ الوَدُودِ الغافِرِ

أخلاقُهُ مِثلُ النَّسيمِ لَطافَةً

إمّا يَسيُر على الأديمِ الزّاهِرِ

في هَيبَةٍ أخّاذَةٍ فكِبارُهُمْ

في جَنبِهِ مثلُ الصَّبِيِّ الصّاغِرِ

يَهدي إلى سُبُلِ الرَّشادِ مُحَذِّراً

للنّاسِ مِنْ أهوالِ يَوم ٍ آخَرَ

ص: 37

رثاء الإمام محمّد بن عليّ الباقر (علیهما السلام)

أبكي بدَمْع ٍ هَتُونِ

على الإمامِ الشَّهيدِ

نالَ العِدا ما أرادُوا

مِنَ الوصيِّ الرَّشيدِ

آذَوهُ إذ كانَ حَيّاً

بالشَّتْمِ والتَّهْديدِ

نالَ الإسارَ صَغيراً

إلى الكَفُورِ يَزيدِ

ذاقَ الأمَرَّينَ مِنهمْ

بالحَبسِ والتَّبْعيدِ

وقَدْ أضاقُوا خِناقاً

عليهِ بالتَّشْديدِ

وهَدَّدوهُ عِناداً

بالرُّعْبِ والتَّوْعيدِ

وقالَ مَنْ قالَ فيهِمْ

كأنَّهُم مِنْ يَهودِ!

سَمُّوهُ في السَّرجِ ظُلْماً

بأمْرِ طاغٍ عَنيدِ

ماتَ الإمامُ شَهيداً

فيالَهُ مِنْ فَقيدِ

وأقبَروهُ بأرضِ ال_

_بَقيعِ بالتَّمْجيدِ

ونالَ هَدْمَ الأعادِي

مِنَ الضَّريحِ المَشيدِ

ص: 38

مدح الإمام جعفر بن محمّد الصادق (علیهما السلام)

عِطْرٌ مِنَ المَجدِ الرَّفيعِ العابِقِ

أُهْدي لِمَولانا الإمامِ الصّادِقِ

الصادقِ الأقوالِ والأفعالِ وال_

أعمالِ لا أحَدٌ عليهِ بسابِقِ

نشَرَ العُلومَ على الأنامِ جَميعِه_ِم

مِنّ عِلمِهِ الجَمِّ الوَفيرِ السّامِقِ

تِلميذُهُ العُلَماءُ في كلِّ الدُّنا

فمِثالُهُ مَثَلُ الضِّياءِ الشّارِقِ

في الفِقهِ والتَّفسيرِ والتَّوحيدِ وال_ _

أديانِ ليسَ لهُمْ عليهِ بلاحِقِ

والكيمياءِ بما أتى مِنْ مُعجِز ٍ

في الاكتِشافِ وما لهُ مِنْ خارِقِ

مِنهُ تَرشَّحَ نحوُ جابرَ والاُلى

رَئِسوا المَذاهِبَ مِنْ طَموح ٍ رامِقِ

قَدْ تَلمَذُوا عندَ الإمامِ وإنّه

مَنهُ الهُدى بمَغاربٍ ومَشارِقِ

ص: 39

فَسِواهُ كالنَّبتِ الضَّعيفِ وإنَّهُ

في رَفعَةِ النَّخلِ العَظيمِ الباسِقِ

خَطَّ السبعادَةَ للأنامِ بمَنْهَج ٍ

عَدْلِ المَناكِبِ مُستَقيم ٍ رائِقِ

ولَهُ مِنَ الأخلاقِ ما فاحَتْ شَذَىً

تَجلُو النُّفوسَ كعِطْرِ وَرْدِ شَقائِقِ

يَهدي الأنامَ إلى السَّعادَةِ والهُدى

فسَبيلُهُ يَبقى ولَيسَ بزاهِقِ

ص: 40

رثاء الإمام جعفر بن محمّد الصادق (علیهما السلام)

بُكائي طَويلٌ والدُّموعُ غَزيَرةٌ

وحُزْني مَديدٌ في الأسى وكَثيرُ

أذاقُوا الإمامَ الصّادقَ الطُّهرَ عَلْقَماً

وكاساتِ صَبْر ٍ طَعمُهُنَّ مَريرُ

رَأى مِنْ هِشام ٍ ثمّ مَنصورَ شِدّةً

وليسَ لهُ رِدْءٌ بها ونَصيرُ

لَقَدْ أبعَدُوهُ عنْ مَدينَةِ جَدِّهِ

ومِنْ جَوْرِهِمَ بالرَّغمِ منهُ يَسيرُ

أدارُوا عليهِ بالجَواسيسِ ض_ِ_لّةً

فأصبَحَ بينَ القومِ وهْوَ حُسيرُ

ويَحضُرُهُ المَنصورُ ثمّ يَسُبَّهُ

على مَلَأِ الأشخاصِ وهْوَ صَبورُ

وقَدْ قَتَلوا مَولاهُ بَغْياً ومالَهُ

لِإنقاذِهِ مِنهُم حَم ٍ وظَهيرُ

كما أضرَموا النيّرانَ ظُلْماً ببَيتِهِ

ويَلهَبُ في دارِ الإمامِ سَعيرُ

ص: 41

يَرى شُهَداءَ الفَخِّ مِنْ آل بَيتِهِ

تُضامَ بأيدِي القَومِ وهْوَ أسيرُ

وبَعدَ مَديدِ العُمرِ يَسْقيهِ فاسِقٌ

بكأس ٍ مِنَ السُّمِّ النَّقيعِ تَفورُ

لَقَدْ سقَطَتْ مِنْ آلِ أحمَدَ شُرفَةٌ

لهُ كادَتِ السَّبعُ الطِّباقُ تَمورُ

وتَهدِم أجلافُ الوَرى مِنهُ قُبَّةً

رَفيعَ ب_ِن_اءٍ ليسَ فيهِ نَظيرُ

ص: 42

مدح الإمام موسى بن جعفر الكاظم (علیهما السلام)

اُهدي مَديحي للإمامِ العالِمِ

أعني زعيمَ الحقِّ موسى الكاظِمِ

ذا الحِلمِ والفضلِ المُؤَثَّلِ والنَّهى

والعِلمِ والشَّرفِ الرَّفيعِ القائِمِ

آباؤُهُ الأعلامُ أطْوادُ التُّقى

وبَنُوهَ أصحابُ العُلى ومَراحِمِ

لَوْذٌ لِمَنْ فيهِ تَمَسَّكَ مِنْ عِناً

والمُستَجارُ لِمُستَجير ٍ واجِمِ

يَقضي الحَوائِجَ قَبلَ حَلِّ رِحالِها

فتَرى الحَوائِجَ عندَهُ بتَزاحُمِ

في فضلِهِ مِثلُ النّبيِّ محمَّدٍ(صلی الله علیه و اله)

وشَبيهُ حَيدَر في جُموعِ مَكارِمِ

ويَشِعُّ مِنْ أ نوارِهِ نحوَ السَّما

نورٌ كمَوجِ الأبحُرِ المُتَلاطِمَ

طولُ التَّعبِّدِ ناهِكٌ مِنهُ القُوى

يَبكي شَجَىً مِنْ خَوفِهِ المُتَعاظِمِ

ص: 43

في عِلمِهِ الزَّخّارِ كالدَّءْماءِ لا

يُدرى مَداهُ أو كسَيل ٍ عارِمِ

حَسَنُ الشَّمائِلِ طَيِّبُ الأعراقِ في

أخلاقِهِ يَحكي لَطيفَ نَسائِمِ

قَدْ كانَ للإسلامِ خيرَ مُدافِع ٍ

ولِصَرْحِ زَيْفِ الكُفرِ أكْبَرَ هادِمِ

لَولاهُ لمْ يُعرَفْ نِفاقُ رَشيدِهِم

ون_ِف_اقُ مَنْ لَصِقوا بهِ بتَلاحُمِ

ص: 44

رثاء الإمام موسى بن جعفر الكاظم (علیهما السلام)

قَدْ ماتَ موسى الكاظِمُ وا أسَفا

مِنْ جَوْرِ هارونَ نَحيفاً دَنِفا

طالَ بهِ السِّجُن لَدى جِلوازِهِ السِّ_ _

_نديِّ بالضَّربِ لهُ قَلْباً شَفا

وكانَ قَدْ كَبَّلَهُ بسَلْسَل ٍ

في مُظْلِمِ السِّجنِ أثيماً مُجْحِفا

فلا يَرى الإمامُ في رِدْءِ ضُحىً

نوراً ولا بَرْدَ الّليالي إذْ غَفا

يَمشي الهُوَينا مِنْ ثَقيلِ قَيْدِهِ

يَشكُرُ ربَّهُ ويَتلُو المُصْحَفا

طَعامُهُ لمْ يَكُ طَيِّباً ولا

شَرابُهُ مثلَ الزُّلالِ قَدْ صَفا

ويَلْطِمُ الرِّجسُ لهُ تَكَبُّراً

وقَسْوَةً في قَلبِهِ وصَلَفا

حتّى سَقاهُ السُّمَّ في أمر ٍ مِنَ ال_

_كافِرِ هارونَ بهِ قَدْ هَتَفا

ص: 45

يَشرَبُ موسى السُّم َّوهْوَ زاهِدٌ

ويَشرَبُ الرِّجسُ الأثيمُ قَرْقَفا

يَقضي الإمامُ نَحبَهُ بزَنْزَن ٍ

والرِّجسُ في القَصرِ خَطا مُقْتَرِفا

يَحمِلُ جُثَّةَ الإمامِ أربَعٌ

مَهانَةً في ذِلَّةٍ لنْ تُوصَفا

يَبقى ثَلاثاً غَيرَ مَدفونٍ على ال_

_جِسر ببَغدادَ ولا مَنْ عَطَفا

ص: 46

مدح الإمام عليّ بن موسى الرضا (علیهما السلام)

اُرتِّلُ المَدحَ بلَحْنٍ مُنجَلي

في ثامِنِ الأئمّةِ الطُّهرِ عَليّ

قَدِ اصطَفاهُ اللهُ مِنْ بَينِ الوَرى

وخَصَّهُ الباري بلُطفٍ أمثَلِ

وسُمِّيَ الرِّضا لأنَّهُ رَضي

بما قضى عليهِ في المُستَقبَلِ

في زُهدِهِ وعِلمِهِ وفَضلِهِ

خَيرُ مِثالٍ للنَّبيِّ المُرسَلِ

وكَفُّهُ كالسُّحبِ إذْ تَهمي وما

جاءَ فقيرٌ كانَ فقراً يَصْطَلي

إلّا غَنِياً عادَ مِنْ عَطائِهِ

قَدِ ارتَوى مِنْ ماءِ عَذبِ المَنْهَلِ

يَطوي اللّيالي ساجِداً وقائِماً

يَتلُو مِنَ الذِّكرِ بآي ٍ مُنزَلَ

هَدى الوَرى إلى الجِنانِ في غِدٍ

وأرشَدَ النّاسَ لدُنياً أفضَلِ

ص: 47

أوتِيَ فَصْلَ القَولِ فيما قالَهُ

فقَولُهُ مِثلُ النَّميرِ السَّلْسَلِ

أتاهُ مَأمونُ بَعهدٍ زائِفٍ

فلمْ يكُن يَغُرُّهُ ما قدْ وَلِي

اُوتِيَ عِلمَ الأوَّلينَ وكَفى

ما بانَ مِنْ عُلومِهِ في المَحْفِلِ

وفَضلُهُ شَعَّ على كلِّ الوَرى

في ساطِعِ النّورِ كنورِ المَشْعَلِ

ص: 48

رثاء الإمام عليّ بن موسى الرضا (علیهما السلام)

نَفْسي فِداءُ غَريبِ الطّوسِ حينَ قَضى

مِنَ الدُّنا نَحبَهُ بالهَمِّ والحَزَنِ

سَقاهُ مَأمونُ سُمَّاً حاقِداً أثِماً

لايَرعَوي خالِقَ الأكوانِ ذي المِنَنِ

أذاقَهُ المُرَّ أصنافاً مُصَنَّفَةً

يَزيدُهُ كلَّ يوم ٍ كارثَ المِحَنِ

وَلّاهُ مَكْراً لِكَيما أنْ يُخَفِّفَ مِنْ

ما جائَهُ مِنْ سِهامِ الطَّعْنِ في الزَّمَنِ

كانَ الإمامُ حَزيناً صابِراً أسِفاً

مِنْ بَغْيِ مَأمونَ في سِرٍّ وفي عَلَنِ

وكادَ فيهِ صلاةَ العيدِ مِنْ حَنَقٍ

شُلَّتْ يَداهُ بما قدْ كادَ مِنْ فِتَنِ

وَاسألْ بهِ مَجلِسَ الأديانِ حينَ رَأى

أنْ يُخجِلَ الحَقَّ مِنْ مَكر ٍ وفي شَطَنِ

ومأدَبَ السّاحِرِ المَلعُونِ هيَّئَهُ

كَيْ يَسخَرَ القومُ ظُلْماً مِنْ أبي الحَسَنِ

ص: 49

ولَمْ يَزَلْ كائِداً خُبْثاً ومَلعَنَةً

والطُّهرُ في لَوعَةٍ مِنْ فادِحِ المِحَنِ

حتّى سَقاهُ نَجيعَ السُّمِّ في عِنَبٍ

أو ماءِ رُمّان ٍ ٱو مَذْقٍ مِنَ اللَّبَنِ

فقَطَّعَ السُّمُّ أحشاءَ الإمامِ ولا

لَدَيهِ مِنْ نادِبٍ يَبكي ومُؤْتَمَنِ

ماتَ الرِّضا بخُراسان ٍ لَهيبَ حَشاً

مُستَشهِداً سُمَّ في بُعدٍ مِنَ الوَطَنِ

ص: 50

مدح الإمام محمّد بن عليّ الجواد (علیهما السلام)

اُزجي ثَنائي وثَناءَ العِباد

لساحَةِ الطُّهرِ الإمامِ الجَوادْ

نالَ مِنَ الرَّفعَةِ ما لمْ يَنَل

شَبيهَها أهلُ التُّقى والسَّدادْ

قَدْ أرشَدَ النّاسَ لِدَربِ الهُدى

يَهدي البَرايا لِسَبيلِ الرَّشادْ

أعراقُهُ كالزَّهرِ فَوّاحَةٌ

أخلاقُهُ تَفوقُ حَصرَ العِدادْ

يَقضي مِنَ الحاجاتِ ما استَصعَبَتْ

لذلِكُم سَمَّوهُ (بابَ المُرادْ)

وكانَ كَنزَ العِلمِ نورَ الهُدى

تَحنُو خُضُوعاً مِنهُ سَبعٌ شِدادْ

قَدْ غمَرَ النّاسَ بألطافِهِ

فكَمْ لهُ على الوَرى مِنْ أيادْ

كأنَّما جَبْهَتُهُ مَشْعَلٌ

نورُ مُحَيّاهُ يُضيىُء البِلادْ

ص: 51

بهِ استَقامَ الحَقُّ في عَصرِهِ

فهْوَ لِدِينِ اللهِ أقوى عِمادْ

سَلْ عِلمَهُ مِجلِسَ يَحيى وسَلْ

عَنْ نُبْلِهِ وفَضلِهِ كلَّ نادْ

ذا حُجَّةُ اللهِ على خَلقِهِ

يَعرِفُهُ الحاضِرُ مِنهُم وبادْ

مِنْ أهلِ بَيتٍ حُبُّهُ طاعَةٌ

يَنفَعُ في الدُّنيا ويومِ المَعادْ

ص: 52

رثاء الإمام محمّد بن عليّ الجواد (علیهما السلام)

لَقَدْ قَضى الهُدى بعُنفُوانِهِ

واقْتُلِعَ البِناء مِنْ بُنيانِهِ

دافَ الزَّمانُ عَلْقَماً وحَنْظَلا

قَوَّضَ دينَ اللهِ في أركانِهِ

لَقَدْ رَأى الجَوادُ مِنهُم ما يَرى

ألمُصلِحُ الهادِي على إحسانِهِ

رَأى أباهُ مَيِّتاً مِنْ سُمِّهِم

غَصَّ بمَوتِ الطُّهرِ في أشجانِهِ

قَطَّعَهُ الرِّجسُ عِناداً إرَباً

أبقاهُ رَبُّ البَيتِ بامتِنانِهِ

لكِنَّ يا لَلّه مِنْ زَوجَتِهِ

تَحسُدُهُ إذ ما عَلا في شأنِهِ

سَمَّتهُ أمُّ الفَضلِ مِنْ حِقدٍ لها

سَرى نَقيعُ السُّمِّ في جُثمانِهِ

تَمنَعُهُ عنْ شُربِ ماءٍ باردٍ

مثلَ الحسينِ الطُّهرِ في ضَمآنِهِ

ص: 53

مِنْ بَعدِ ذا عَرَّتهُ مِنْ أثوابِهِ

تَصهَرُهُ الذُّكاءُ مِنْ كَيوانِهِ

قَدْ هُدَّ رُكنُ الدِّينِ خَيرُ رُكنِه

ماتَ الهُدى و لُفَّ في أكفانِهِ

اُصيبَ دينُ اللهِ مِنْ أساسِهِ

ومُزِّقَ الكِتابُ في قُرآنِهِ

يا لَهفَ نَفسي إذ رَأى الهادي بما

يَزيدُهُ حُزْناً على أحزانِهِ

ص: 54

مدح الإمام عليّ بن محمّد الهادي (علیهما السلام)

اُرتِّلُ المَجدَ لِلعَلياءِ مِنْ مُضَرِ

ألهاديِ الطُّهرِ في آياتِهِ الغُرَرِ

تَحنُو لهُ الهامُ إجلالاً وتَكرِمَةً

كلُّ البَريّةِ مِنْ بادٍ ومِنْ حَضَرِ

مَنْ جَدُّهُ المُصطَفى المُختارُ ثمّ لهُ

أبٌ عليُّ العُلى ذو الصّارِمِ البَتِرِ

لهُ مِنَ الفَضلِ ما لمْ يَحوِهِ أحَدٌ

أخلاقُهُ كنَسيمِ الفَجرِ في السَّحَرِ

جَمُّ المَناقِبِ شَهمٌ لا مَثيلَ لهُ

آياتُهُ كدَرارِي الشُّهبِ والدُّرَرِ

في الخافِقَينِ مَعانيهِ قَدِ انتَشَرَتْ

لهُ الكَراماتُ عَدَّ الحَصْوِ والمَدَرِ

وإنْ تَغَيَّرَ جاهُ النّاسِ كانَ لهُ

مَقامُهُ الشَّأوُ مأموناً مِنَ الغِيَرِ

السُّحبُ مِنهُ دَرَتْ كيفَ الهُطولُ وكَمْ

لهُ يَدٌ في الوَرى هَطّالَةَ المَطَرِ

ص: 55

في عِلمِهِ مثلُ بَحر ٍ لا ضَفافَ لهُ

وراكِبُوهُ على أمن ٍ مِنَ الخَطَرِ

هُوَ النَّقيُّ التَّقيُّ المُمْتَلي حِكَماً

مِنَ المَعارِفِ والأحكامِ والسُّوَرِ

مَنْ حُبُّهُ طاعَةٌ للهِ جَلَّ عُلاً

لِشانِئيهِ مَكانُ الخُلدِ في السَّقَرِ

ومَنْ يُعاديهِ في خُسرانِهِ وَجِلٌ

ومَنْ يُواليهِ في أمن ٍ مِنَ الضَّرَرِ

ص: 56

رثاء الإمام عليّ بن محمّد الهادي (علیهما السلام)

ياوَيلَ مُعتَمِدٍ بيَومِ مَعادِ

يَقضي على الطُّهرِ الزَّكيِّ الهادي

كَمْ جَرَّعوهُ مِنَ الزَّمانِ نَوائِباً

وصَغَوا إلى الواشينَ والحُسّادِ

قَدْ أبعَدُوهُ عنْ مَدينَةِ جَدِّهِ

يَشفُونَ حِقدَهُمُ مِنَ الإبْعادِ

في أرضِ سامَرّاءَ ألْقَوا رَحْلَهُ

في خانِ صُعْلوكٍ بغَيرِ سَدادِ

سَجَنوهُ مِنْ غِلٍّ عليهِ فانْبَرى

يَدعوهُمُ باللُّطْفِ والإرْشادِ

ألْقَوهُ في بِرَكِ السِّباعِ عَداوَةً

كَيْ تَفتَرسْهُ جَوائِعُ الآسادِ

شآئُوا مَذَلَّتَهُ فأغْمَضَ صابِراً

وأحالَ أمْرَهُمُ إلى الميعادِ

قَدْ أحضَروهُ لَدى الخُمورِ إهانَةً

فَدَعاهُمُ الهادي سَبيلَ رَشادِ

ص: 57

قالوا لَهُ أنْشِدْ فأنْشَدَ فيهِمُ

(باتوا)(1) فَغُلَُّوا ثَمَّ بالأصْفادِ

ص: 58


1- باتُوا على قُلَلِ الأجبالِ تَحرُسُهُم غُلبُ الرِّجالِ فما أغنَتُهُم القُلَلُ واستَنزَلُوا بعدَ عِزٍّ مِنْ مَعاقِلِهِم واُودِعوا حُفَراً يا بِئسَ ما نَزَلوا ناداهُمُ صارِخٌ مِنْ بعدِ ما قُبِرُوا أينَ الأسِرَّةُ والتيجانُ والحُلَلُ أينَ الوُجوهُ التي کانَتْ مُنَعَّمَةً مِنْ دونِها تُضرَبُ الأستارُ والکِلَلُ فأفصَحَ القبرُ عنهمْ حينَ سائَلَهُم تلكَ الوجوهُ عليها الدُّودُ يَقتَتِلُ قَدْ طالَما أکَلوا دَهْراً وما شَرَبوا فأصبَحوا بعدَ طُولِ الأکْلِ قدْ اُکِلوا وطالَما عَمَّروا دُوراً لتَحصِنَهُم ففارَقوا الدُّورَ والأهلِينَ وارتَحَلوا وطالَما کَنَزوا الأموالَ وادَّخَروا فخَلَّفوها على الأعداءِ وانتَقَلوا أضحَتْ مَنازِلُهم قَفْراً مُعَطَّلَةً وساکِنوها إلى الأجداثِ قدْ رَحَلوا سَلِ الخَليفةَ إذ وافَتْ مَنِيَّتُهُ أينَ الحُماةُ وأينَ الخَيلُ والخَوَلُ أينَ الرُّماةُ أما تُحمى بأسهُمِهِم لمّا أتَتْكَ سِهامُ المَوتِ تَنتَقِلُ أينَ الکُماةُ أما حاموا أما اغتَضَبوا أينَ الجُيوشُ التي تُحمى بها الدُّوَلُ هَيهاتَ ما نَفَعوا شيئاً وما دَفَعوا عنكَ المَنيّةَ إنْ وافى بها الأجَلُ فکَيفَ يَرجُوا دَوامَ العيشِ مُتَّصِلاً مَنْ رُوحُهُ بجِبالِ المَوتِ تَتَّصِلُ

سَمُّوهُ عُقْبى ما رَأوا آياتِهِ

حَنَقاً لِما يَطوُونَ مِنْ أحقادِ

قَدْ طاحَ رُكُنُ الدِّينِ وانثَلَمَ الهُدى

في موتِهِ وخَبا ضِياءُ بِلادِ

ماتَ الإمامُ بلَوعَةٍ مِنْ سُمِّهِم

وبَكى عليهِ مَلاكُ سَبعِ شِدادِ

ص: 59

مدح الإمام الحسن بن عليّ العسكري (علیهما السلام)

اُزجي بأزهارِ الثَّنا المُتَعَطِّرِ

في مَدحِ مَولانا الإمامِ العَسْكَرِي

خَلَفُ العُلى سِبطُ النَّهى وأبو الهُدى

حَسَنُ اللّقا عَدلٌ شريفُ المَحْضَرِ

المِسكُ في جَنَباتِهِ نَفّاحَةٌ

بجَميلِ وَجهٍ كالضِّياءِ الأقْمَرِ

حُلْوُ المُحَيّا باسِمٌ مُتَكامِلٌ

في لُطفِ أحمَدَ في شمائِلِ حَيْدَرِ

كَشَفَ الدُّجى بسَنا ضِياءِ بَهائِهِ

ويَشِعُّ نوراً مِثلَ بَدرٍ أزْهَرٍ

في عِلْمِهِ كالبَحرِ يَطْمي مائِجاً

وسَخائِهِ مثلَ الغَمامِ المُمْطِرِ

في هَي_بَةِ السِّبطِ الشَّهيدِ وإنَّهُ

بمَهابَةِ الحَسَنِ الزَّكيِّ الأطْهَرِ

أخلاقُهُ مِثلُ النَّسيمِ لَطافَةً

في بأسِهِ مثلُ الذي سَكَنَ الغَرِيّ

ص: 60

قَدْ طابَ مَحْتِدُهُ بأصل ٍ مُون_ِق ٍ

شَهْمُ بنُ شَهْم ٍ طاهِرُ بنُ مُطهَّرِ

قَدْ عَمَّ نَعْماهُ الخَلائِقَ كُلَّهُم

كالبَدرِ عَمَّهُمُ بنورٍ أنْوَرِ

مِنْ مَعْشَر ٍ فَرَضَ الإلهُ وِدادَهُم

لايَزدَريهِم غيرُ عِلْج ٍ مُنْكِرِ

بوَلاءِ هذا البَيتِ يَنتَفِعُ الوَرى

في الدِّينِ والدُّنيا ويومِ المَحْشَرِ

ص: 61

رثاء الإمام الحسن بن عليّ العسكري (علیهما السلام)

قَدْ خَرَّ بَدرٌ مِنْ سَماءِ مَعاني

يا وَحشَةَ الإسلامِ والإيمانِ

ماتَ الإمامُ العَسكَرِيُّ ببَغْيِهِم

فجَنى الأنامُ مَرارَةَ الفُقْدانِ

قَدْ جَرَّعَتْهُ يَدُ الزَّمانِ نَوائِباً

تَنْبُوا عَنِ الإحْصاءِ والتِّبْيانِ

آذَوهُ لَمّا بَعَّدُوهُ بظُلْمِهِم

مِنْ غيرِ إجرام ٍ عَنِ الأوْطانِ

عادَوهُ مِنْ بَغي ٍ وحِقدٍ فيهِمُ

نَظَرُوا إليهِ بنَظْرَةِ الشَّنْآنِ

سَجَنُوهُ ياَ للهِ وهْوَ إمامُهُم

سِبطُ النَّبيِّ مُعادِلُ القُرْآنِ

قَتَلُوا أباهُ وهْوَ فيهِم صابِرٌ

يَشكو الذي يَلقاهُ للدَّيّانِ

ياوَيلَهُم ماذا أرادُوا مِنهُمُ

حتّى أبادوهُم مِنَ العُدْوانِ

ص: 62

وكأنَّما قالَ النَّبيُّ لَهُم ألا

جُورُوا على أهلي بغَيْرِ تَوانِ

سَمُّوا الإمامَ العَسْكِرِيَّ عَداوَةً

وسَقَوهُ كأسَ السُّمِّ بالأشْجانِ

مِنْ بَعدِ ذا مَنَعُوهُ عنْ شُرْبِ الدَّوا

فهَوَتْ ذُكاءٌ مِنْ سَما (عَدْنانِ)

وثَواهُ مَهدِيُّ الزَّمانِ بلَحْدِهِ

مِنْ بَعدِ ما قدْ لُفَّ في الأكْفانِ

ص: 63

مدح الإمام الحجّة المهدي (عجل الله تعالی فرجه و الشریف)

هُوَ النَّصرُ مَعقودٌ برايَتِهِ الكُبرى

فَدَيتُ إماماً غابَ في أرضِ سامَرّا

سَمِيُّ رَسولِ اللهِ مِنْ وُلدِ حَيدَرٍ

لَقَدْ أنجَبَتهُ الطُّهرُ فاطِمةُ الزَّهرا

خَليفَةُ ربِّ العالَمينَ على الوَرى

تُضيءُ الدُّنا مِنْ نورِ طَلعَتِهِ الغَرّا

تَجَمَّعَ فيهِ كُلُّ فَضل ٍ وسُؤْدَدٍ

أتَتْهُ مَعالي الخَلقِ كلِّهِمُ طُرّا

لهُ غَيبَةٌ طُولى لِمَصلَحةٍ بها

ويَظهَرُ إمّا شاءَ ربُّ العُلى جَهْرا

يَقومُ على اسْمِ اللهِ والسَّيفُ مُصلَتٌ

لِأعداءِ دينِ اللهِ يَبتُرُهُم بَتْرا

ويُهدي إلى الدّنيا السَّلامَ فكُلُّها

سَلامٌ ولا تَلفي بها أبَداً شَرّا

ويُصلِحُها عنْ كلِّ شَين ٍ ومَنْقَص ٍ

ويُبعِدُ عنها الضُّرَّ والجَهلَ والفَقْرا

ص: 64

لهُ جِسمُ موسى في جَمالِ مُحمَّدٍ(صلی الله علیه و اله)

وعُمرٌ طَويلٌ فيهِ ما يَشبَهُ الخِضْرا

تَكونُ لهُ النّيرانُ بَرْداً كجَدِّهِ ال_ _

_خَليلِ الذي يَوماً أرادُوا بهِ ضَرّا

لهُ قَسَماتُ الوَجهِ مِثلُ مُحمَّدٍ

وصَوْلَتُهُ كالمُرتَضى حينَ ما كَرّا

إلهِيَ عَجِّلْ في ظُهورِ وَليِّكَ ال_ _

_مُغَيَّبِ واشدُدْ مِنهُ يا رَبِّيَ الأزْرا

ص: 65

أين الإمام الحجّة المهدي (عجل الله تعالی فرجه و الشریف)؟

أينَ الإمامُ القائِمُ المَوعُودُ

أينَ الزَّعيمُ الطّاهِرُ المَسعُودُ

أينَ المُعَدُّ لِقَطْعِ دابِرِ كُلِّ مِنْ

يَبغي وأينَ الشّاهِدُ المَشهُودُ

أينَ الذي يُرجى لِكُلِّ مُلِمَّةٍ

والنَّصرُ فَوقَ لِوائِهِ مَعقُودُ

أينَ المُؤَمَّلُ في إعادَةِ ما بَنا

هُ الدّينُ وهْوَ مُهُدَّمٌ مَحصُودُ

أينَ المُؤَلِّفُ لِلأنامِ على التُّقى

فالكُفرُ نَثرٌ والهُدى مَشدُودُ

أينَ المُبيدُ لِكُلِّ أهلِ ضَلالةٍ

ويُعيدُ مَنْ بِيَدِ الضَّلالِ اُبيدُوا

أينَ المُذِلُّ لِمَنْ تَوَلّى واعْتَدى

واسْتاقَهُ نَحوَ الضَّلالِ جُحُودُ

أينَ الذي يُحيي مَعالِمَ شِرعَةِ ال_

_مُختارِ أينَ الحاكِمُ المَرصُودُ

ص: 66

أينَ الذي يَهدي الأنامَ إلى العُلى

لِهُدى الوَرى واخْتارَهُ المَعبوُدُ

أينَ ابْنُ طه والوَصيِّ وفاطِم ٍ

أينَ الإمامُ الغائِبُ المَحمُودُ

أينَ الذي يَروي الدِّيانةَ بَعدَ ما

جَفَّتْ فمِنهُ رَوائُها مَردُودُ

أينَ المُنَظِّمُ شَمْلَ مَنْ قدْ فُرِّقُوا

بِيَدِ العُداةِ فشَملُهُمْ منضُودُ

ص: 67

مدح المعصومين الأربعة عشر(علیهم السلام)

اُمَجِّدُ المُصطَفى المَحمُودَ تَمجيدا

مُعَدِّداً فَضلَهُ بالمَدحِ تَعديدا

وفاطِمُ الطُّهرُ اُزجي نَحَوها ب_ِثَنا

ئِيَ الجَميلِ وألْوِي نَحَوها جِيدا

والمُرتَضى البَطَلُ المِقْدامُ أذكُرُهُ

بعاطِر ٍ مِنْ مَجيدِ الذِّكرِ تَرديدا

والمُجتَبى سَيِّدٌ مِنْ بَعدِ والِدِهِ

قَدْ شادَ أركانَ دينِ اللهِ تَشييدا

ثمّ الحسينُ الذي قدْ نالَ مرتَبةً

مِنَ الشَّهادَةِ فيها صارَ مَشهُودا

وبَعدَهُ لِعلِيٍّ إذ أتَتْهُ هُدى

إمامَةِ الخَلقِ بيضاً كانَ أو سُودا

وباقِرُ العِلمِ قدْ شَقَّ العُلومَ فلمْ

يَألُ انتِشارَ عُلومِ الحَقِّ مَجهُودا

والصادقُ الطُّهرُ أرسى الشَّرعَ مُجتَهِداً

وجَدَّدَ الدّينَ في الأذهانِ تَجديدا

ص: 68

وكاظمٌ كانَ عَبداً صالِحاً أبَداً

ولمْ يَزَل يَذكُرُ الرَّحْمانَ تَحميدا

ثمّ الرِّضا وهْوَ راض ٍ بالقَضا ولهُ

مَجدٌ أتاهُ بما لاقاهُ مَحصُودا

بابُ المُرادِ جَوادٌ قدْ أتاهُ مِنَ ال_ _

إلهِ حُكمٌ صَبِيّاً بَعدُ مَعدُودا

والهاديُ العَلَمُ الزَّخّارُ عندَ ذَوي ال_ _

_فِخارِ هامٌ لهُ بالعِزِّ مَعقُودا

والعَسْكَرِيُّ إمامُ الخَلقِ قاطِبَةً

تَلْقاهُ في عِزَّةِ العَلياءِ صِنديدا

ثمّ الإمامُ الذي قدْ غابَ مُستَتِراً

وكانَ بالنَّصرِ والإصْلاحِ مَوعُودا

ص: 69

ص: 70

فهرست المحتويات

مقدمة الناشر 4

المقدمة 9

مدح الرسول (صلی الله علیه و اله) 13

رثاء الرسول (صلی الله علیه و اله) 15

مدح الوصي أمير المؤمنين (علیه السلام) 17

رثاء الوصي أمير المؤمنين (علیه السلام) 18

مدح الطاهرة فاطمة (علیها السلام) 20

رثاء الطاهرة فاطمة (علیها السلام) 22

مدح الإمام الحسن المجتبى (علیه السلام) 24

رثاء الإمام الحسن المجتبى (علیه السلام) 26

مدح الإمام الحسين (علیه السلام) 28

رثاء الإمام الحسين (علیه السلام) 30

مدح الإمام علي بن الحسين السجاد (علیهما السلام) 32

رثاء الإمام علي بن الحسين السجاد (علیهما السلام) 34

ص: 71

مدح الإمام محمد بن علي الباقر (علیهما السلام) 36

رثاء الإمام محمد بن علي الباقر (علیهما السلام) 38

مدح الإمام جعفر بن محمد الصادق (علیهما السلام) 39

رثاء الإمام جعفر بن محمد الصادق (علیهما السلام) 41

مدح الإمام موسى بن جعفر الكاظم (علیهما السلام) 43

رثاء الإمام موسى بن جعفر الكاظم (علیهما السلام) 45

مدح الإمام علي بن موسى الرضا (علیهما السلام) 47

رثاء الإمام علي بن موسى الرضا (علیهما السلام) 49

مدح الإمام محمد بن علي الجواد (علیهما السلام) 51

رثاء الإمام محمد بن علي الجواد (علیهما السلام) 53

مدح الإمام علي بن محمد الهادي (علیهما السلام) 55

رثاء الإمام علي بن محمد الهادي (علیهما السلام) 57

مدح الإمام الحسن بن علي العسكري (علیهما السلام) 60

رثاء الإمام الحسن بن علي العسكري (علیهما السلام) 62

مدح الإمام الحجة المهدي (عجل الله تعالی فرجه و الشریف) 64

أين الإمام الحجة المهدي (عجل الله تعالی فرجه و الشریف)؟ 66

مدح المعصومين الأربعة عشر(علیهم السلام) 68

فهرست المحتويات 71

ص: 72

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.