مستقبل العراق بين الدعاء والعمل

اشارة

اسم الكتاب: مستقبل العراق بين الدعاء والعمل

المؤلف: حسيني شيرازي، محمد

تاريخ وفاة المؤلف: 1380 ش

اللغة: عربي

عدد المجلدات: 1

الناشر: موسسه المجتبي

مكان الطبع: بيروت لبنان

تاريخ الطبع: 1422 ق

الطبعة: اول

بسم الله الرحمن الرحيم

وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي

أَسْتَجِبْ لَكُمْ

إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ

عَنْ عِبَادَتِي

سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ

صدق الله العلي العظيم

سورة غافر: 60

كلمة الناشر

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الظروف العصيبة التي تمر بالعالم …

والمشكلات الكبيرة التي تعيشها الأمة الإسلامية..

والمعاناة السياسية والاجتماعية التي نقاسيها بمضض …

وفوق ذلك كله الأزمات الروحية والأخلاقية التي يئن من وطأتها العالم أجمع …

والحاجة الماسة إلي نشر وبيان مفاهيم الإسلام ومبادئه الإنسانية العميقة التي تلازم الإنسان في كل شؤونه وجزئيات حياته وتتدخل مباشرة في حل جميع أزماته ومشكلاته في الحرية والأمن والسلام وفي كل جوانب الحياة..

والتعطش الشديد إلي إعادة الروح الإسلامية الأصيلة إلي الحياة، وبلورة الثقافة الدينية الحيّة، وبث الوعي الفكري والسياسي في أبناء الإسلام كي يتمكنوا من رسم خريطة المستقبل المشرق بأهداب الجفون وذرف العيون ومسلات الأنامل..

كل ذلك دفع المؤسسة لأن تقوم بإعداد مجموعة من المحاضرات التوجيهية القيمة التي ألقاها سماحة المرجع الديني الأعلي آية الله العظمي السيد محمد الحسيني الشيرازي (دام ظله) في ظروف وأزمنة مختلفة، حول مختلف شؤون الحياة الفردية والاجتماعية، وقمنا بطباعتها مساهمة منا في نشر الوعي الإسلامي، وسدّاً لبعض الفراغ العقائدي والأخلاقي لأبناء المسلمين من أجل غدٍ أفضل ومستقبل مجيد..

وذلك انطلاقاً من الوحي الإلهي القائل:

?لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُون?().

الذي هو أصل عقلائي عام يرشدنا إلي وجوب التفقه في الدين وانذار الأمة، ووجوب رجوع الجاهل إلي العالم في معرفة أحكامه في كل مواقفه وشؤونه..

كما هو تطبيق عملي وسلوكي للآية الكريمة:

?فَبَشِّرْ عِبَادِ ? الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُوا الأَلْبَابِ?().

إن

مؤلفات سماحة آية الله العظمي السيد محمد الحسيني الشيرازي (دام ظله) تتسم ب:

أولاً: التنوّع والشمولية لأهم أبعاد الإنسان والحياة لكونها إنعكاساً لشمولية الإسلام..

فقد أفاض قلمه المبارك الكتب والموسوعات الضخمة في شتي علوم الإسلام المختلفة، بدءاً من موسوعة الفقه التي تجاوزت حتي الآن المائة والخمسين مجلداً، حيث تعد إلي اليوم أكبر موسوعة علمية استدلالية فقهية مروراً بعلوم الحديث والتفسير والكلام والأصول والسياسة والاقتصاد والاجتماع والحقوق وسائر العلوم الحديثة الأخري.. وانتهاءً بالكتب المتوسطة والصغيرة التي تتناول مختلف المواضيع والتي قد تتجاوز بمجموعها ال(1500) مؤلفاً.

ثانياً: الأصالة حيث إنها تتمحور حول القرآن والسنة وتستلهم منهما الرؤي والأفكار.

ثالثاً: المعالجة الجذرية والعملية لمشاكل الأمة الإسلامية ومشاكل العالم المعاصر.

رابعاً: التحدث بلغة علمية رصينة في كتاباته لذوي الاختصاص ك(الأصول) و(القانون) و(البيع) وغيرها، وبلغة واضحة يفهمها الجميع في كتاباته الجماهيرية وبشواهد من مواقع الحياة.

هذا ونظراً لما نشعر به من مسؤولية كبيرة في نشر مفاهيم الإسلام الأصيلة قمنا بطبع ونشر هذه السلسلة القيمة من المحاضرات الإسلامية لسماحة المرجع (دام ظله) والتي تقارب التسعة آلاف محاضرة ألقاها سماحته في فترة زمنية قد تتجاوز الأربعة عقود من الزمن في العراق والكويت وإيران..

نرجو من المولي العلي القدير أن يوفقنا لإعداد ونشر ما يتواجد منها، وأملاً بالسعي من أجل تحصيل المفقود منها وإخراجه إلي النور، لنتمكن من إكمال سلسلة إسلامية كاملة ومختصرة تنقل إلي الأمة وجهة نظر الإسلام تجاه مختلف القضايا الاجتماعية والسياسية الحيوية بأسلوب واضح وبسيط.. إنه سميع مجيب.

مؤسسة المجتبي للتحقيق والنشر

بيروت لبنان /ص.ب: 6080/13 شوران

البريد الإلكتروني: almojtaba@alshirazi.com

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام علي نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين، واللعنة الدائمة علي أعدائهم أجمعين إلي قيام يوم الدين.

الأمل القاطع

قال الله تعالي: ?ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ?().

ورد في

الروايات انه حدث في زمان موسي عليه السلام قحط شديد، ومن الطبيعي أن يهتم الناس في مثل هذه الظروف بالمحافظة علي حياتهم بالحصول علي الغذاء ولو بدرجة سد الرمق، أما الحيوانات فإن نصيبها الموت والهلاك غالبا.

وذات يوم صادف موسي عليه السلام وهو يسير في الصحراء قطيعاً من الماعز هزيلة نحيفة لا تقوي علي الحركة. فاتجهت نحوه معزي بالنيابة عن القطيع، وتحدثت معه بإذن الله، قائلة:

يا موسي اطلب من الله تعالي أن يترحم علينا وينزل المطر، فأوحي الله إلي موسي عليه السلام بعدم وجود مصلحة في نزول الغيث في تلك الساعة. فأخبر موسي عليه السلام تلك المعزي بعدم نزول المطر.

فأرادت المعزي أن تعود وهي يائسة متألمة ولكنها فكرت في نفسها بأنه يحسن بها أن ترجع إلي القطيع بهيئة ملؤها الأمل حتي يستبشر القطيع عند رؤيتها ولو لفترة قصيرة، ومن ثم تخبرهم بما أوحي الله تعالي إلي موسي؛ ولذلك عادت مسرعة نحو القطيع بفرح كمن يحمل بشارة سارة، وعندما وصلت إلي القطيع أرادت أن تخبرهم بالأمر الا انها رأت الغيوم وقد تعانقت والتحمت فيما بينها وأرعدت وابرقت ثم أخذ المطر يهطل بشدة، فلم تذكر المعزي للقطيع شيئاً مما دار بينها وبين موسي عليه السلام لأن القطيع كان قد دار في خلده بأن موسي عليه السلام قد دعا له بالمطر واستجيبت دعوته، أما موسي عليه السلام فقد تعجب من هطول المطر وبهذه الشدة وتوجه إلي الله تعالي بالدعاء والتضرع وسأله عن علة نزول المطر، فأتاه الجواب بأن تلك المعزي عندما خرجت من عندك عادت إلي القطيع بهيئة المستبشر الفرح فتصور القطيع بأن المطر سوف ينزل وما أردت أن تيأس الحيوانات واذهب بأملها.

وواقع الأمر هو كذلك، فإذا توجه الإنسان

إلي الله تعالي بأمل قاطع لا يشوبه الشك أو التردد فإن الله سوف لن يرده عن رحمته الواسعة بل يستجيب له ويعطيه سؤله، كما قال تعالي في القرآن الكريم: ?وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ?().

قال الإمام أبو عبد الله الصادق عليه السلام لمعاوية بن وهب:

«يا معاوية، من أعطي ثلاثة لم يحرم ثلاثة، من أعطي الدعاء أعطي الإجابة، ومن أعطي الشكر أعطي الزيادة ومن أعطي التوكل أعطي الكفاية، فإن الله عزوجل يقول في كتابه: ?وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَي اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ?() ويقول: ?لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ?() ويقول: ?ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ?()» ().

الشيخ البهائي() والدعاء المستجاب

نقل الشيخ البهائي رحمة الله عليه دعاء وذكر انه ما من شخص دعا به أربعين مرة إلا واستجيب له، فأخذ شخص هذا الدعاء وقرأه أربعين مرة فلم يستجب له، فأخذ يتكلم بكلام سيء علي الشيخ البهائي، وذات ليلة رأي ذلك الرجل الشيخ البهائي رحمة الله عليه في المنام فقال له الشيخ: إن الذنب ذنبك حيث لم تقرأ الدعاء بالشكل الصحيح وبالشروط اللازمة لذلك لم يستجب لك.

نعم، هناك بعض الخصوصيات يجب أن تراعي في الدعاء حتي تتنزل الرحمة الإلهية بحيث إذا دعي الإنسان ووفر الشروط الكاملة فسوف يستجاب دعاؤه.

فقد ورد عن عثمان بن عيسي عمن حدثه عن أَبي عبد اللَّه عليه السلام قال: قلت: آيَتَانِ فِي كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلّ أَطْلُبُهُمَا فَلا أَجِدُهُمَا، قَال عليه السلام: «ومَا هُمَا؟» قلت: قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ?ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ?() فَنَدْعُوهُ ولا نَرَي إِجَابَة، قَال عليه السلام: «أَفَتَرَي اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَخْلَفَ وَعْدَهُ؟» قُلْت: لا، قَالَ: «فَمِمَّ ذَلِك؟» قُلْتُ: لا أَدْرِي، قَال: «لكِنِّي أُخْبِرُكَ، مَنْ أَطَاعَ اللَّهَ عَزَّ وجَلَّ فِيمَا أَمَرَهُ ثُمَّ دَعَاهُ مِنْ جِهَةِ الدُّعَاءِ أَجَابَهُ» قُلْت: ومَا جِهَةِ الدُّعَاءِ؟

قَال عليه السلام: «تَبْدَأُ فَتَحْمَدُ اللَّهَ وتَذْكُرُ نِعَمَهُ عِنْدَكَ ثُمَّ تَشْكُرُهُ ثُمَّ تُصَلِّي عَلَي النَّبِيِّ صلي الله عليه و اله ثُمَّ تَذْكُرُ ذُنُوبَكَ فَتُقِرُّ بِهَا ثُمَّ تَسْتَعِيذُ مِنْهَا، فَهَذَا جِهَةُ الدُّعَاءِ»، ثُمَّ قَال: «ومَا الآيَةُ الأُخْرَي؟» قُلْتُ: قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وجَلَّ: ?وما أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْ ءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ?() وإِنِّي أُنْفِقُ ولا أَرَي خَلَفاً، قَال: «أَفَتَرَي اللَّهَ عَزَّ وجَلَّ أَخْلَفَ وَعْدَُه؟» قُلْتُ: لا، قَال: «فَمِمَّ ذَلِكَ؟» قُلْتُ: لا أَدْرِي، قَالَ: «لوْ أَنَّ أَحَدَكُمُ اكْتَسَبَ الْمَالَ مِنْ حِلِّهِ وَأَنْفَقَهُ فِي حِلِّهِ لَمْ يُنْفِقْ دِرْهَماً إِلا أُخْلِفَ عَلَيْه» ().

حول العراق

لذا فان همنا بتغيير الوضع المأساوي لشعبنا المسلم في العراق يجب أن يقترن بسعينا نحو تغيير أنفسنا ومجتمعنا أولاً وهذا يتم بالعمل الجاد والمتواصل، وان نحقق شروط الدعاء المتعلقة بنا، ونتوكل علي الله تعالي، عند ذلك يستجيب سبحانه دعاءنا ويمدنا بنصره، أما أن ندعو بلا عمل ولا همة، ونتوقع أن يستجاب دعاؤنا ويتغيّر نظام الحكم المتسلط علي الرقاب، ويأتي الأكثرية وهم الشيعة() إلي الحكم لتقود البلاد فليس صحيحاً؛ فان الله سبحانه يقول: ?إِنَّ اللهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حتَّي يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ?().

وبعون الله تعالي ومن خلال العمل الجاد والجهود المخلصة المتواصلة للمؤمنين وببركات دعائهم سيتم القضاء علي نظام صدام() وحزب البعث الحاكم، سواء بقيام ثورة جماهيرية موحدة قوية ضده أم بغير ذلك، لأن هذا مصير كل الطغاة وقتلة الشعوب علي مرّ العصور.

ووظيفتنا نحن بعد التوسل بالله تعالي والتوكل عليه السعي لإيجاد حكومة شيعية في العراق تلبي مطاليب الغالبية العظمي من الشعب مع الحفاظ علي حقوق باقي الأقليات، حيث يجب أن تكون حكومة العراق القادمة شيعية إن شاء الله تعالي.

سؤال؟

ما هو الداعي إلي تأييد الشعب المسلم لأية حكومة تأتي أو أي شخص يجلس علي كرسي الحكم في العراق؟!

ولماذا يصفق الشعب المسلم لكل رئيس يحكم العراق؟!

وهل نسي بعض أبناء الشعب الذي صفقوا بأيديهم لهذا الحاكم أو ذاك بانهم ذاقوا الأمرَّين من نفس الحاكم؟ وهم مع ذلك لم يعتبروا بل يكررون ذلك باستمرار وتتنزل عليهم الويلات باستمرار من كل حكومة أو حاكم صفقوا لها أو له.

نعم، لقد صدق الحديث القائل: «مَا أَكْثَرَ الْعِبَرَ وَأَقَلَّ الاعتِبَارَ» ().

وقال الإمام الباقر عليه السلام: «قال الله تبارك وتعالي لأعذبن كل رعية في الإسلام دانت بولاية كل إمام جائر ليس من الله

وإن كانت الرعية في أعمالها برة تقية، ولأعفون عن كل رعية في الإسلام دانت بولاية كل إمام عادل من الله وإن كانت الرعية في أنفسها ظالمة مسيئة» ().

ومن المعلوم ان الحكومة لا تكون شرعية إلا إذا مثلت الشيعة أصدق تمثيل، وذلك لأن الأغلبية في العراق هم الشيعة ونسبتهم حسب الإحصاءات المنصفة تشكل حوالي 85% من كل الشعب العراقي، طبعاً مع تقسيم القدرات في الحكومة وإجراء الانتخابات الصحيحة النزيهة الخالية من التزوير وشراء الذمم. عندها ستمثل الحكومة الشعب وتستمد قوتها منه ويتخلص الشعب من ارتباطاته بالغرب والشرق كما يتخلص من ربقة الحكام المستبدين.

من منافع تعدد القوي

طبع العلامة الأميني رحمة الله عليه () كتابه الغدير() في العراق ونشره علي صعيد واسع، مما أثار هذا الكتاب ضجة كبيرة، وقام بعض أبناء العامة يهرجون ضده، ثم أخذ بعضهم هذا الكتاب وذهبوا به إلي نوري السعيد() لتقديم دعوي ضد الكتاب ومؤلفه، فقال نوري السعيد لهم وهو يقلب صفحات الكتاب: المصادر التي اعتمد عليها ونقل منها هل هي شيعية أم سنية؟ قالوا له: لو كانت المصادر شيعية لكان الأمر هيناً لكن المصادر كلها سنية وهي ضدنا.

فقال نوري السعيد: إذن اذهبوا وأصلحوا مصادركم ومبانيكم.

هنا قد يخطر في الذهن سؤال، انه لماذا أجابهم نوري السعيد هكذا.

الجواب: لأن القوة لم تكن متمركزة بيد نوري السعيد وحده بل كانت شبه متعددة وموزعة. لذلك لم يكن باستطاعته أن يفعل شيئاً ضد هذا الكتاب أو مؤلفه.

عندما تكون القوة محصورة ومتمركزة لدي شخص معين أو فئة معينة فنتيجة ذلك سيكون الاستبداد بالرأي والاستئثار بالسلطة ويستمر كم الأفواه، وخنق الأصوات الأخري المعارضة لتوفر الإمكانية في ذلك.

أما تعدد مراكز القوة ومصادرها فهو صمام الأمان لمواجهة انحراف الحاكم أو الفئة المتسلطة.

قوة الشعب

في إحدي السنين عندما كان العراق يرزخ تحت نير إحدي الفئات قمنا بطبع خمسة وسبعين ألف نسخة من كتاب (هكذا الشيعة)() لغرض توزيعها في الحجاز في موسم الحج. وهكذا فعلنا حيث وزعناها جميعاً فيما بين الحجيج.

وذات يوم جاءني الشيخ عبد الزهراء الكعبي() رحمة الله عليه وقال لي: إن وزير العدل كاظم الرواف يريد أن يرفع شكوي ضدكم بإدعائه أنكم تثيرون النزاعات الطائفية بين المسلمين، وتعمقون البغضاء والشحناء بينهم بنشركم الكتب الشيعية، بعد ذلك بأيام جاءنا وكيل الحاكم وأخذ يعترض ويتباحث معنا، فقلنا له: إنه لا يحق لكم الاعتراض والتضييق علينا في أمور مذهبنا، قال:

نحن حكومة قوية وبإمكاننا أن نتخذ الإجراءات ضدكم، فكان جوابنا: إذا فعلتم شيئاً من تهديداتكم فان الشيعة ستضج ضدكم وتثور عليكم! وانتم تعلمون بالتفاف الشيعة حول العلماء ومراجع التقليد، فخاف من ذلك واضطرب وانصرف عن هذا الأمر نهائياً.

بعد ذلك رفع حاكم النجف الأشرف شكوي ضدنا وقلنا له ما قلناه للأول فخاف هذا الآخر من إثارة الرأي العام ضدهم وأفحم أيضاً.

وزير العدل أيضاً

وفي المرة الثالثة نزل إلي الميدان نفس وزير العدل وأراد أن يشتكي ضدنا، فأرسل له بعض الأصدقاء رسالة قال له فيها: بأنك إذا أردت أن تقيم هذه الشكوي فإني سأفضحك أمام الرأي العام واثبت لهم بأنك لست بوزير شرعي والآن إذا لم تخف من ذلك فامض في شكايتك هذه! فخاف هذا الثالث من ذلك وتراجع.

الهدف المهم

من الممكن أن يدَّعي بأنه إذا جاء حاكم آخر بعد صدام ورجعت الحوزات العلمية في النجف وكربلاء والكاظمين وسامراء إلي نشاطها ومكانتها واستعادت المجالس الحسينية والمساجد والحسينيات والتجمعات الدينية رونقها فلا حاجة بعد ذلك إلي جعل الحكومة حكومة شيعية!

نقول: إن عودة الأنشطة الدينية والبرامج الحسينية ضروري وهو مهم إلا أن المهم أيضاً هو استعادة الإنسان الشيعي في العراق حق تقرير مصيره ومصير بلاده وإخراجها من أيدي المستعمرين، ومباشرة ذلك بنفسه لا بتدخل الآخرين من الشرق والغرب؛ لذلك يجب جعل هذا الأمر من الأهداف المهمة والعمل من أجل إيجاد الحكومة الشيعية في العراق المهضوم.

موقف السيد الحكيم الصارم

وقف السيد الحكيم رحمة الله عليه() ضد عبد السلام عارف() بقوة لأنه كان سنياً متعصباً يسعي لتحطيم الأكثرية في العراق، خصوصاً وانه أخذ يجمع بعض الشيعة حوله ليستفيد منهم، ومن هنا طلب زيارة السيد الحكيم رحمة الله عليه إلا أن السيد الحكيم رفضه ولم يقبل زيارته، فأرسل عبد السلام شخصاً إلي السيد الحكيم ليتوسط عنده ويهيئ له مقدمات زيارته، إلا أن السيد الحكيم رفض ذلك أيضاً، بعد ذلك طلب عبد السلام من السيد سعيد زيني() الذي كان له بعض الارتباط بالسيد الحكيم ليصلح الأمر فيما بينه وبين السيد الحكيم، ويعين وقتاً لزيارة وفد من الدولة للسيد الحكيم رحمة الله عليه، فاتصل السيد زيني بالسيد الحكيم رحمة الله عليه تلفونياً فلم يوافق السيد الحكيم رحمة الله عليه علي الزيارة إلا مشروطة بعدم وجود شخص عبد السلام عارف مع الوفد، فجاء الوفد ودخلوا عند السيد الحكيم رحمة الله عليه واظهروا احترامهم البالغ له وقالوا نحن مستعدون لأن نفعل أي شيء تأمرون به ولكن اسمحوا لعبد السلام عارف أن يزوركم، ولكنهم قوبلوا برفض السيد الحكيم

رحمة الله عليه القاطع. وكان أحد أفراد هذا الوفد مدير جهاز الأمن فقال للسيد الحكيم: إن رئيس الجمهورية رجل ثوري ومن الممكن أن يقوم ضدكم بأعمال لا تحمد عقباها وكان يقصد من ذلك اخافة السيد الحكيم وتهديده علّه يقبل زيارة عبد السلام له فقاطع السيد الحكيم كلامه وقال: أنت لا تحدث طفلاً حتي تخيفه بكلماتك الجوفاء هذه، إنني لا ولن أسمح باللقاء ب(عبد السلام عارف) أبداً، ومهما كانت عاقبة ذلك سيئة فإني صامد، وكان هذا الأمر هو السبب الذي أثار غضب شيعة العراق ضد عبد السلام آنذاك وأحدثوا اضطراباً واسعاً في كل البلاد، وقد أدرك الاستعمار بان منافعه قد أصبحت معرضة للخطر الحتمي في العراق مما جعلهم يرسمون لعبد السلام خطة فجّروا خلالها طائرته وهو فيها، ثم جاءوا بغيره إلي سدة الحكم.

الإلحاد وأسياده

هذا هو ديدن الاستعمار والقوي الكبري أسياد الحكام الطواغيت فمتي ما وجدوا أن الحاكم لا يمكن أن يستمر أكثر، ويقدم خدمات أخري لهم سعوا إلي تنحيته والإتيان بحاكم جديد؛ لأنهم لا يمكنهم أن يستمروا في دعمهم لحاكم فقدَ مقومات البقاء والاستمرار وأعلن الشعب مناهضته له.

من كل الذي تقدم نستخلص أن من واجب المجتمع المسلم في العراق التوجه بالعمل المستمر والمنظم وبالدعاء والتوسل إلي الله تعالي بالنصرة للقضاء علي الحكم الفاسد، وان لا يغفلوا دور تعددية القوي لأنها تشكل ورقة ضاغطة علي الحاكم. كما أن إعلان المناهضة والمقاومة تقوم بنفس الدور في مواجهة الحاكم وأسياده الذين نصبوه وأوصلوه إلي سدة الحكم.

اللهم إنا نرغب إليك في دولة كريمة تعز بها الإسلام وأهله، وتذل بها النفاق وأهله، وتجعلنا فيها من الدعاة إلي طاعتك، والقادة إلي سبيلك، وترزقنا بها كرامة الدنيا والآخرة برحمتك يا أرحم الراحمين().

من هدي القرآن الكريم

الدعاء المستجاب

قال تعالي: ?قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلاَ دُعَاؤُكُمْ?().

وقال سبحانه: ?وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ?().

وقال عزوجل: ?وَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ?().

وقال جل وعلا: ?أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ?().

وقال تعالي: ?وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ?().

الدعاء في كل الأحوال

قال سبحانه: ?رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ?().

وقال عزوجل: ?فَدَعَا رَبَّهُ أَنَّ هَؤُلاَءِ قَوْمٌ مُجْرِمُونَ?().

وقال جل وعلا: ?فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ?().

وقال تعالي: ?رَبُّنَا رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ لَن نَدْعُوَا مِن دُونِهِ إِلَهاً?().

وقال سبحانه: ?إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ?().

وقال عزوجل: ?إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ?().

الدعوة إلي العمل الرسالي

قال جل وعلا: ?قَالَ عَسَي رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ

وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الأرْضِ فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ?().

وقال تعالي: ?فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ?().

وقال سبحانه: ?هَذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ?().

وقال عزوجل: ?وَاتَّبِعْ مَا يُوحَي إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ إِنَّ اللهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً?().

وقال جل وعلا: ?يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ?().

العبرة بالأمم السالفة

قال جل وعلا: ?وَقَوْمَ نُوحٍ لَمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْنَاهُمْ وَجَعَلْنَاهُمْ لِلنَّاسِ آيَةً وَأَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ عَذَاباً أَلِيماً ? وَعَاداً وَثَمُودَا وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُوناً بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيراً ? وَكُلاً ضَرَبْنَا لَهُ الأمْثَالَ وَكُلاً تَبَّرْنَا تَتْبِيراً?().

صفات الفائزين

قال تعالي: ?وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَي الأرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاَماً ? وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً ? وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً ? إِنَّهَا سَاءتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً ? وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً ? وَالَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلَهاً آخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلاَ بِالْحَقِّ وَلاَ يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً?().

من هدي السنة المطهرة

الدعاء هو أفضل العبادة

قال أبو جعفر عليه السلام: «إن الله عزوجل يقول: ?إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ?() قال: هو الدعاء وأفضل العبادة الدعاء»، قيل: ?إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأوَّاهٌ حَلِيمٌ?()؟ قال: «الأوّاه هو الدعَّاء» ().

عن حنان بن سدير عن أبيه قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام أي العبادة أفضل؟ فقال: «ما من شيء أفضل عند الله عزوجل من أن يُسئل ويطلب مما عنده، وما أحد أبغض إلي الله عزوجل ممن يستكبر عن عبادته ولا يسأل ما عنده» ().

وقال أبو عبد الله عليه السلام: «الدعاء هو العبادة التي قال الله عزوجل: ?إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي? الآية()

ادع الله عزوجل ولا تقل: إن الأمر قد فرغ منه» ().

وقال عليه السلام: «قال أمير المؤمنين عليه السلام: أحب الأعمال إلي الله عزوجل في الأرض الدعاء وأفضل العبادة العفاف»، قال: وكان أمير المؤمنين عليه السلام رجلاً دعّاء» ().

وقال رسول الله صلي الله عليه و اله: «الدعاء مخ العبادة ولا يهلك مع الدعاء أحد» ().

وقال صلي الله عليه و اله: «افزعوا إلي الله في حوائجكم والجئوا إليه في ملماتكم وتضرعوا إليه، وادعوه فإن الدعاء مخ العبادة، وما من مؤمن يدعو الله بدعاء إلا استجاب له فإما أن يكون يعجل له في الدنيا أو يؤجل له في الآخرة، وإما أن يكفر به عن ذنوبه بقدر ما دعا ما لم يدع بمأثم» ().

الدعاء سلاح المؤمن

قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «الدعاء سلاح المؤمن وعمود الدين ونور السماوات والأرض» ().

وقال أمير المؤمنين عليه السلام: «الدعاء مفاتيح النجاح ومقاليد الفلاح، وخير الدعاء ما صدر عن صدر نقي وقلب تقي، وفي المناجاة سبب النجاة وبالإخلاص يكون الخلاص فإذا اشتد الفزع فإلي الله المفزع» ().

وقال الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: «نعم السلاح الدعاء» ().

وقال الإمام الصادق عليه السلام: «الدعاء أنفذ من السنان الحديد» ().

وقال النبي صلي الله عليه و اله: «ألا أدلكم علي سلاح ينجيكم من أعدائكم ويدر أرزاقكم؟» قالوا: بلي، قال: «تدعون ربكم بالليل والنهار فان سلاح المؤمن الدعاء» ().

عن الإمام الرضا عليه السلام أنه كان يقول لأصحابه: «عليكم بسلاح الأنبياء»، فقيل له: يا بن رسول الله وما سلاح الأنبياء؟ قال: «الدعاء» ().

الدعاء المستجاب

قال الإمام أمير المؤمنين عليه السلام في موجبات الدعاء:

1: «من قرع باب الله فتح له» ().

2: «عليك بإخلاص الدعاء فانه أخلق بالإجابة» ().

3: «إذا كانت لك إلي الله سبحانه حاجة فابدأ بالصلاة علي النبي صلي الله عليه و اله، ثم اسأل الله حاجتك فان الله تعالي أكرم من أن يسأل حاجتين فيقضي احداهما ويمنع الأخري» ().

4: «ان دعوة المظلوم مجابة عند الله سبحانه؛ لأنه يطلب حقه، والله تعالي أعدل من أن يمنع ذا حقٍ حقه» ().

5: «أنفذ السهام دعوة المظلوم» ().

الدعوة إلي العمل

قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «يا أبا ذر، مثل الذي يدعو بغير عمل كمثل الذي يرمي بغير وتر» ().

وقال الإمام الصادق عليه السلام: «يا ابن جندب:.. رحم الله قوماً كانوا سراجاً ومناراً كانوا دعاة إلينا بأعمالهم ومجهود طاقتهم..» ().

وقال عليه السلام: «كونوا دعاة للناس بغير ألسنتكم ليروا منكم الورع والاجتهاد والصلاة والخير فإن ذلك داعية» ().

وقال عليه السلام أيضاً: «دعا الله الناس في الدنيا بآبائهم ليتعارفوا وفي الآخرة بأعمالهم ليجازوا فقال: ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا?، ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا?» ().

العمل مع العلم

وقال الإمام الرضا عليه السلام: «قال رسول الله صلي الله عليه و اله: لا قول إلا بعمل ولا قول وعمل إلا بنية ولا قول وعمل إلا بنية ولا قول وعمل ونية إلا بإصابة السنة» ().

وقال أبو عبد الله عليه السلام عن آبائه عن رسول الله صلي الله عليه و اله قال: «من عمل علي غير علم كان ما يفسده عن أكثر مما يصلح» ().

وقال رسول الله صلي الله عليه و اله: «العلماء رجلان رجلٌ عالم آخذ بعلمه فهذا ناج، وعالم تارك لعلمه فهذا هالك، وإن أهل النار ليتأذون من ريح العالم التارك لعلمه، وإن أشدّ أهل النار ندامة وحسرة رجل دعا عبداً إلي الله فاستجاب له وقبل منه فأطاع الله فأدخله الله الجنة وأدخل الداعي النار بتركه علمه واتباعه الهوي وطول الأمل، أما اتباع الهوي فيصدّ عن الحق وطول الأمل ينسي الآخرة» ().

الحاكم الظالم

عن عبد الله بن أبي يعفور قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: إني أخالط الناس فيكثر عجبي من أقوام لا يتولّونكم ويتولون فلاناً وفلاناً لهم أمانة وصدقٌ ووفاء، وأقوام يتولونكم ليس لهم تلك الأمانة ولا الوفاء والصدق؟! قال: فاستوي أبو عبد الله عليه السلام جالساً فأقبل عليّ كالغضبان ثم قال: «لا دين لمن دان الله بولاية إمام جائر ليس من الله، ولا عتب علي من دان بولاية إمام عادل من الله». قلت: لا دين لأولئك ولا عتب علي هؤلاء؟ قال عليه السلام: «نعم، لا دين لأولئك ولا عتب علي هؤلاء»، ثم قال: «ألا تسمع لقول الله عزوجل: ?اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَي النُّورِ?() يعني من ظلمات الذنوب إلي نور التوبة والمغفرة لولايتهم كل إمام عادل من الله. وقال:

?وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَي الظُّلُمَاتِ?().

إنما عني بهذا أنهم كانوا علي نور الإسلام فلما أن تولوا كل إمام جائر ليس من الله عزوجل خرجوا بولايتهم إيّاه من نور الإسلام إلي ظلمات الكفر، فأوجب الله لهم النار مع الكفار، ف: ?أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ?()» ().

من القائد

وقال الإمام الرضا عليه السلام: «..قول رسول الله صلي الله عليه و اله وقول أمير المؤمنين عليه السلام وقول زين العابدين عليه السلام أما قول رسول الله صلي الله عليه و اله فما حدثنيه أبي، عن جدي، عن أبيه، عن جده، عن رسول الله صلي الله عليه و اله: أن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس، ولكن يقبضه بقبض العلماء. فإذا لم ينزل عالم إلي عالم يصرف عنه طلاب حطام الدنيا وحرامها، ويمنعون الحق أهله، ويجعلونه لغير أهله، اتخذ الناس رؤساء جهالا، فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا.

وأما قول أمير المؤمنين عليه السلام فهو قوله: يا معشر شيعتنا والمنتحلين مودتنا إياكم وأصحاب الرأي، فإنهم أعداء السنن، تفلتت منهم الأحاديث أن يحفظوها وأعيتهم السنة أن يعوها، فاتخذوا عباد الله خولا، وماله دولا، فذلت لهم الرقاب وأطاعهم الخلق أشباه الكلاب، ونازعوا الحق أهله، وتمثلوا بالأئمة الصادقين وهم من الجهال والكفار والملاعين، فسئلوا عما لا يعلمون، فأنفوا أن يعترفوا بأنهم لا يعلمون، فعارضوا الدين بآرائهم فضلوا وأضلوا. أما لو كان الدين بالقياس لكان باطن الرجلين أولي بالمسح من ظاهرهما.

وأما قول علي بن الحسين عليه السلام فإنه قال: إذا رأيتم الرجل قد حسن سمته وهديه، وتماوت في منطقه، وتخاضع في حركاته، فرويدا لا يغرنكم، فما أكثر من يعجزه تناول الدنيا، وركوب المحارم منها، لضعف بنيته ومهانته وجبن قلبه

فنصب الدين فخ لها، فهو

لا يزال يختل الناس بظاهره، فإن تمكن من حرام اقتحمه. فإذا وجدتموه يعف من المال الحرام فرويدا لا يغرنكم، فإن شهوات الخلق مختلفة، فما أكثر من ينبو عن المال الحرام وإن كثر، ويحمل نفسه علي شوهاء قبيحة، فيأتي منها محرما. فإذا وجدتموه يعف عن ذلك، فرويدا لا يغرنكم حتي تنظروا ما عقدة عقله فما أكثر من يترك ذلك أجمع، ثم لا يرجع إلي عقل متين، فيكون ما يفسده بجهله أكثر مما يصلحه بعقله. فإذا وجدتم عقله متينا فرويدا لا يغرنكم حتي تنظروا مع هواه يكون علي عقله أو يكون مع عقله علي هواه وكيف محبته للرئاسات الباطلة وزهده فيها فإن في الناس من خسر الدنيا والآخرة بترك الدنيا للدنيا، ويري أن لذة الرئاسة الباطلة أفضل من لذة الأموال والنعم المباحة المحللة، فيترك ذلك أجمع طلبا للرئاسة، حتي إذا قيل له ?اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ ولَبِئْسَ الْمِهادُ?() فهو يخبط خبط عشواء، يقوده أول باطل إلي أبعد غايات الخسارة، ويمد يده بعد طلبه لما لا يقدر عليه في طغيانه، فهو يحل ما حرم الله، ويحرم ما أحل الله لا يبالي ما فات من دينه إذا سلمت له رئاسته التي قد شقا من أجلها. فأولئك مع الذين غضب الله عليهم ولعنهم وأعد لهم عذابا مهينا. ولكن الرجل كل الرجل، نعم الرجل هو الذي جعل هواه تبعا لأمر الله، وقواه مبذولة في رضاء الله تعالي، يري الذل مع الحق أقرب إلي عز الأبد من العز في الباطل، ويعلم أن قليل ما يحتمله من ضرائها يؤديه إلي دوام النعم في دار لا تبيد ولا تنفد، وإن كثير ما يلحقه من سرائها إن اتبع

هواه يؤديه إلي عذاب لا انقطاع له ولا زوال. فذلكم الرجل نعم الرجل، فبه فتمسكوا، وبسنته فاقتدوا، وإلي ربكم فبه فتوسلوا، فإنه لا ترد له دعوة، ولا تخيب له طلبة().

أهمية العمل

من كلمات للإمام أمير المؤمنين عليه السلام في أهمية العمل:

1: «العمل شعار المؤمن» ().

2: «العاقل يعتمد علي عمله، الجاهل يعتمد علي أمله» ().

3: «الإيمان والعمل اخوان توأمان ورفيقان لا يفترقان لا يقبل الله أحدهما إلا بصاحبه» ().

4: «اعملوا والعمل ينفع والدعاء يسمع والتوبة ترفع» ().

5: «إن ماضي يومك منتقل وباقيه متهم فاغتنم وقتك بالعمل» ().

6: «ان الليل والنهار يعملان فيك فاعمل فيهما ويأخذان منك فخذ منهما» ().

7: «من يعمل يزدد قوة» ().

رجوع إلي القائمة

پي نوشتها

() سورة التوبة: 122.

() سورة الزمر: 17-18.

() سورة غافر: 60.

() سورة غافر: 60.

() سورة الطلاق: 3.

() سورة إبراهيم: 7.

() سورة غافر: 60.

() الخصال: ص101 باب الثلاثة ح56.

() الشيخ البهائي: هو محمد بن الشيخ حسين بن عبد الصمد الحارثي الجبعي ينسب إلي الحارث الهمداني ولد في بعلبك سنة (953ه) هاجر مع أبيه إلي ديار العجم وله من العمر سبع سنين، وصف ? بالعلم والفضل والجامعية لشتات الفنون، ودقة التفكير والتوسع في التأليف، من مؤلفاته: الحبل المتين في أحكام الدين، مشرق الشمسين وإكسير السعادتين، والعروة الوثقي في التفسير، الحديقة الهلالية وكثير غيرها. توفي (قده) في أصفهان سنة (1030 أو 1031ه) ونقل جثمانه إلي مشهد الإمام الرضا عليه السلام ودفن هناك في بيته قرب الحضرة المقدسة.

() سورة غافر: 60.

() سورة سبأ: 39.

() الكافي: ج2 ص 486 باب الثناء قبل الدعاء ح8.

() إن نسبة الشيعة في العراق تبلغ 80% ونسبة السنة 15% والباقي من الأقليات الأخري، وفق إحصاء أجراه السيد محمد الصدر رئيس الوزراء أواخر الأربعينات، أنظر كتاب تلك الأيام للإمام المؤلف (دام ظله) نشر مؤسسة الوعي الإسلامي، وفيه إحصائيات تبين مدي الإجحاف الذي ألحق بالشيعة في العصر الحديث.

() سورة الرعد: 11.

() صدام حسين التكريتي

سياسي عراقي، ولد في تكريت (1937م) رئيس الجمهورية (1979م) بعد تنحيته للبكر، هاجم إيران (1980م) فاندلعت حرب الخليج الأولي واستمرت ثمان سنوات، احتل الكويت (1990م) فاندلعت حرب الخليج الثانية واخرج الجيش العراقي منها، وقامت قوات الحلفاء بقيادة أمريكا بتدمير العراق ووضع العراق تحت حصار طويل الأمد، انتفض الشعب فقمع صدام انتفاضة الشعب العراقي بوحشية.

() نهج البلاغة، قصار الحكم: 297.

() الكافي: ج1 ص376 ح4.

() الشيخ عبد الحسين أحمد الأميني ولد سنة (1320ه) في تبريز وتوفي سنة (1390ه) بدأ دراسته في تبريز ثم انتقل إلي النجف الأشرف، حضر علي السيد محمد الفيروز آبادي والسيد أبو تراب الخراساني والميرزا علي الشيرازي وغيرهم.

له مؤلفات منها: الغدير الذي جمع فيه كل ما يتعلق بيوم غدير خم من حديث وشعر، وكتاب شهداء الفضيلة. ومن مآثره إنشاؤه المكتبة الكبري في النجف الأشرف التي سماها مكتبة أمير المؤمنين عليه السلام جمع فيها ما يقرب من أربعين ألف كتاب بينها مئات المخطوطات وقد صادرها النظام الحاكم في العراق فيما صادر من دماء الناس وحرياتهم وكراماتهم ومكتباتهم وأموالهم.

أنظر مستدركات أعيان الشيعة: ص82.

() الغدير في الكتاب والسنة، كتاب فني، ديني، علمي، تأريخي، أدبي، أخلاقي مبتكر في موضوعه فريد في بابه، يبحث فيه عن حديث الغدير وقول رسول الله ?:» من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله.. «، ويبحث في الحديث كتاباً وسنة وأدباً، يتضمن تراجم أمة كبيرة من رجالات العلم والدين والأدب الذين نظموا هذه الاثار من العلم وغيرهم.

() نوري سعيد صالح السعيد من مواليد بغداد عام (1306ه -1888م)، أصبح رئيساً للوزراء بين عام (1349-1377ه /1930-1958م) لأربع عشرة دورة، ووزيراً للدفاع في خمس عشرة

دورة، ووزيراً للخارجية في إحدي عشرة دورة، ووزيراً للداخلية في دورتين. أحد عملاء بريطانيا في العالم العربي، وضع إمكانات العراق وقدراته تحت تصرف البريطانيين، وكانت سياسته مبنية علي نظرية (خذ وطالب) وعلي التحالف مع الإنجليز وجعل العراق ضمن التكتلات الدولية والتبعية الاقتصادية للاستعمار، وجعل العراق سوقاً لمنتجات الدول الاستعمارية ومصدراً لمواده الخام. أسس في الخمسينيات حزب الاتحاد الدستوري لدعم وزارته، وكان حزبه وحزب صالح جبر (الأمة الاشتراكي) لا يختلفان من الناحية التنظيمية والفكرية عن بعضهما، فالاثنان مواليان للإنجليز وأغلب أعضائهما من القطاع الموالي للإنجليز، وكان يتنافسان أحياناً ويختلفان في بعض المسائل الداخلية. انتحر بعد أن أطلق النار علي نفسه عام (1377ه -1958م) وقيل قتل، من مؤلفاته: استقلال العرب ووحدتهم.

() من مؤلفات الإمام الشيرازي (دام ظله)، وهو كراس يتضمن تعريف موجز حول الشيعة والتشيع، ألفه سماحته عام (1383ه) في كربلاء وطبعته مطبعة الآداب في (24 صفحة) علي نفقة كسبة كربلاء المقدسة. وطبع مرة ثانية عام (1419ه) في مركز الرسول الأعظم، وطبع باللغة السواحلية في طهران.

() الشيخ عبد الزهراء الكعبي ينتمي إلي أسرة كريمة عُرفت بالفضل والشرف ينتهي نسبها إلي قبيلة بني كعب المنتهية إلي كعب بن لؤي بن غالب استوطنت كربلاء في القرن الثاني عشر الهجري.

ولد في مدينة كربلاء عام (1327ه)، والتي صادفت يوم ولادة الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء عليها السلام وانتهل العلوم والمعارف الإسلامية من معين مدارس كربلاء الدينية.

درس عند الشيخ الرمّاحي والشيخ محمد الخطيب والشيخ جعفر الرشتي والشيخ الواعظ.

بلغ مكانة عالية في الخطابة الحسينية وكان سلس البيان شريف النفس واسع الصدر يتّصف بالكرم والأخلاق النبيلة. اشتهر في قراءته لمقتل الإمام الحسين عليه السلام في يوم عاشوراء.

اغتيل بالسمّ عام (1394ه) المصادف يوم شهادة الزهراء عليها

السلام، من مؤلفاته:» قتيل العبرة «.

() آية الله العظمي المرجع الديني الكبير السيد محسن الحكيم، ولد في النجف الأشرف (1306ه)، وتوفي سنة (1390ه)، أصدر فتواه الشهيرة بتكفير الشيوعية والكشف عن صبغتها الإلحادية في 17 من شعبان عام (1379ه/آيار 1960م) واعتبر إن الشيوعية كفر وإلحاد، ونشر الفتوي في صحف العراق آنذاك.

() عبد السلام عارف (1921 1966م) ضابط عراقي قام بانقلاب عسكري علي عبد الكريم قاسم، رئيس الجمهورية عام (1963م) قتل في حادث سقوط طائرة، خلفه أخوه عبد الرحمن (1966 1968م).

() السيد سعيد احمد بن السيد جعفر السيد حسين زيني، ينتمي إلي أسرة معروفة بالفضل، يعود نسبه إلي الإمام الحسن بن علي عليه السلام كتبي مشهور، له مشاعر طيبة وروح لطيفة محمود السيرة، وكان سياسياً واعياً وله علاقات مع بعض السياسيين وكان في نفس الوقت وكيلاً للسيد الحكيم ومن ثم وكيلاً للسيد الخوئي قدس سرهما في مدينة كربلاء المقدسة.

() الاقبال: ص51، ومصباح الكفعمي: ص581 دعاء كل ليلة من شهر رمضان، والبلد الأمين: ص195 دعاء كل ليلة من شهر رمضان.

() سورة الفرقان: 77.

() سورة غافر: 60.

() سورة الزمر: 8.

() سورة النمل: 62.

() سورة البقرة: 186.

() سورة إبراهيم: 40.

() سورة الدخان: 22.

() سورة القمر: 10.

() سورة الكهف: 14.

() سورة الطور: 28.

() سورة الفاتحة: 5.

() سورة الأعراف: 129.

() سورة هود: 123.

() سورة الجاثية: 29.

() سورة الأحزاب: 2.

() سورة المجادلة: 11.

() سورة الفرقان: 37-39.

() سورة الفرقان: 63-68.

() سورة غافر: 60.

() سورة التوبة: 114.

() الكافي: ج2 ص466 باب فضل الدعاء ح1.

() الكافي: ج2 ص466 باب فضل الدعاء ح2.

() سورة غافر: 60.

() الكافي: ج2 ص467 باب فضل الدعاء ح7.

() الكافي: ج2 ص467 باب فضل الدعاء ح8.

() الدعوات للراوندي: ص18 ح8.

() أعلام الدين: ص278

فصل من كلام سيدنا رسول الله ?.

() الكافي: ج2 ص468 باب أن الدعاء سلاح المؤمن ح1.

() الكافي: ج2 ص468 باب أن الدعاء سلاح المؤمن ح2.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص192 الفصل 4 في الدعاء والسؤال ح3745.

() الكافي: ج2 ص469 باب أن الدعاء سلاح المؤمن ح7.

() الكافي: ج2 ص468 باب أن الدعاء سلاح المؤمن ح3.

() غوالي اللئالي: ج4 ص19 ح52.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص193 الفصل 4 في الدعاء والسؤال ح3751.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص193 الفصل 4 في الدعاء والسؤال ح3755.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص193 الفصل 4 في الدعاء والسؤال ح3756.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص193 الفصل 4 في الدعاء والسؤال ح3761.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص193 الفصل 4 في الدعاء والسؤال ح3760.

() مكارم الأخلاق: ص465 الفصل 5 في وصية رسول الله ? لأبي ذر الغفاري.

() تحف العقول: ص301 وصيته عليه السلام لعبد الله بن جندب.

() الكافي: ج2 ص78 باب الورع ح14.

() بحار الأنوار: ج75 ص208 ب23 ح72.

() بحار الأنوار: ج1 ص207 ب5 ح5.

() بحار الأنوار: ج1 ص208 ب5 ح7.

() الكافي: ج1 ص44 باب استعمال العلم ح1.

() سورة البقرة: 257.

() سورة البقرة: 257.

() سورة البقرة: 257.

() الكافي: ج1 ص375 ح3.

() سورة البقرة: 206.

() تفسير الإمام العسكري عليه السلام: ص53 ح25.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص151 الفصل 4 في العمل ح2777.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص151 الفصل 4 في العمل ح2781.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص151 الفصل 4 في العمل ح2782.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص151 الفصل 4 في العمل ح2784.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص151 الفصل 4 في العمل ح2788.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص151 الفصل 4 في العمل ح2789.

() غرر الحكم ودرر الكلم:

ص152 الفصل 4 في العمل ح2802.

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.