المرأة في ظل الإسلام

اشارة

اسم الكتاب: المرأة في ظل الإسلام

المؤلف: حسيني شيرازي، محمد

تاريخ وفاة المؤلف: 1380 ش

اللغة: عربي

عدد المجلدات: 1

الناشر: موسسه المجتبي

مكان الطبع: بيروت لبنان

تاريخ الطبع: 1422 ق

الطبعة: اول

بسم الله الرحمن الرحيم

وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ

أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا

وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً

إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ

صدق الله العلي العظيم

سورة الروم: 21

كلمة الناشر

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي محمد خير الوري أجمعين وعلي أهل بيته الغر الميامين.

لما كان الإسلام هو النظام العالمي الذي لا يختص بجماعة دون أخري ولا بزمان ولا مكان محددين، فإن تعاليمه تتجه نحو هذا الإنسان أينما حل.

هذا الإنسان الذي خلقه الله عزوجل وميّزه علي سائر الكائنات بخصائص منها قوة العقل والفكر. وشرفه وكرّمه وأودع فيه فطرة الله التي فطر الناس عليها.

وكما نعلم أنّ الدين هو مجمل التعاليم السماوية التي تسبب التوازن في المجتمع فضلاً عن شأنها بما يربط الإنسان مع عالم الغيب.

فكان لهذه التعاليم القدرة علي انتشال الإنسان من واقعه الذي تلوثت به فطرته السليمة باعطائه الحلول المناسبة.. وكان لها أيضاً القدرة علي الاستمرار مع الواقع المعاش حتي يصل الإنسان للهدف ويحصل علي السعادة في الدنيا والآخرة.

وبهذا أعطي الإسلام حلاً كاملاً تاماً تخلّف عنه واختلفت بقية الحلول الوضعية التي لا تنسجم مع فطرة هذا المخلوق. وكان له السعة والشمول لكل تفاصيل واحتياجات الإنسان علي مختلف الأصعدة والاتجاهات.

ونذكر منها المشكلة الاجتماعية التي تعصف اليوم بإنسان العصر الحديث بالرغم من كل التوسع الحضاري المادي. فهذه المشكلة سببت آثاراً وخيمة لأفراد المجتمع بكلا شطريه الرجل والمرأة. وخصوصاً المرأة حيث لم تجد غير الإسلام أنصف مكانة المرأة وبث فيها روح الاعتزاز والثقة بالنفس ورسم لها حدود الحقوق والواجبات لها وعليها.

ولم لا؟ فهي الأم والأخت

والزوجة شكلّت نصف المجتمع وربما أكثر من النصف ولبنة الأجيال الممتدة.

وبهذا السياق أجاد يراع المرجع الديني الأعلي الإمام آية الله العظمي السيد محمد الحسيني الشيرازي (دام ظله) الذي كانت له وقفات متنوعة علي شتي المواضيع الإسلامية وملأ بها الفراغ الفكري للقارئ الإسلامي ولغيره في ان يوضح لنا معالم النظرية الإسلامية وإبراز صورة المجتمع الإسلامي في أحسنها من خلال ما طرحه هنا وبصدد توضيح مكانة المرأة في ظل الإسلام مدعوماً بالآيات والمأثور من الروايات وكذلك من سيرة النبي صلي الله عليه و اله والأئمة الأطهار.

وقد قمنا بطبع هذا الكراس إيماناً منا بأهمية هذا السفر القيّم وهكذا وغيره من المواضيع المختلفة التي طرحها السيد الامام الشيرازي (دام ظله) من خلال بحوثه ومحاضراته في أوقات وأماكن مختلفة راجين للقراء الكرام التزود من فائدة المحتوي.

ومن الله عزوجل السداد والقبول وأن يوفقنا جميعاً للعمل الصالح إنه سميع مجيب.

مؤسسة المجتبي للتحقيق والنشر

بيروت لبنان/ ص.ب: 6080/13 شوران

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام علي نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين، واللعنة الدائمة علي أعدائهم أجمعين إلي قيام يوم الدين.

حقوق المرأة

قال تعالي: ?وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ?().

وقال سبحانه: ?مَا تَرَي فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ?().

وقال عزوجل: ?يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً?().

وقال تعالي: ?يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلا مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا?().

إلي غيرها من الآيات الشريفة، مضافاً إلي الكثير من الروايات الدالة علي حقوق المرأة ولزوم احترامها وحفظ كرامتها.

دعاة المساواة

غالب الكلام في موضوع (الحرية والمساواة) في عالم اليوم يدور حول حرية المرأة وحقوقها، والمساواة بينها وبين الرجل.. ودعاة المساواة وحقوق المرأة الغربيون هم أول من ظلمها حقّها، ولتعاسة أغلب النساء في عالم اليوم تراهن يتمنين لو أنهن لو يسمعن بهذه الدعاوي ولم يستمعن إليها..

نعم، هناك من انتفع من هذه الدعاوي من النساء لكن ذلك اقتصر علي شريحة معينة منهن، ويمكن أن نقول: ان الطبقة التي انتفعت من هذه الدعاوي هي بعض الطبقة (المترفة) أو قسم من الطبقة الغنية، أما الطبقات المسحوقة فكان نصيبها منها السحق والاضطهاد.

فإن دعاة المساواة وحقوق المرأة لمّا دعوا إلي نزول المرأة إلي ميدان العمل لمشاركة أخيها الرجل كما يدّعون بحجة المشاركة في البناء، لم يحددوا نوع العمل الذي يجب أن يسند إليها ليتلائم مع طبيعتها النسوية، مما دعا إلي ظهور اشكالات أخري، فعندما تخرج المرأة للعمل وغالباً ما يكون عملها في الميادين التي لا يمكنها اصطحاب أولادها، فانها تترك وراءها بيتاً فيه أطفال صغار بحاجة إلي خدمة ورعاية وليس هناك من يخدمهم ويرعاهم؛ لأن الأب هو الآخر يخرج كزوجته للعمل، فمن سيقوم برعاية هؤلاء الصغار إذن؟ ومن سيسد فراغ الأم؟!

هنا يبرز الرّق مرة أخري، لأن الذي سيقوم بخدمة ورعاية الأطفال بالاضافة إلي بقية الأشغال المنزلية هو أيضاً من

نفس الجنس، أي أن من يسد مسدّ المرأة هي المرأة وبذلك ستبتلي امرأة أخري باسم ال(خادمة) أو ما أشبه، وستتنعم أخري باسم ال(سيدة)، إذن ما الذي فعله دعاة حقوق المرأة، أو هل أن الدعاوي تختص (بالسيدات) دون (الخادمات)؟!

فإذا كان هدف الدعاة هو التحرر والخروج للعمل فلماذا تخرج واحدة، لتخنق واحدة أخري أو أكثر؟!

هذا من جانب، أما الجانب الآخر فهو ما يختص بالعمل نفسه، فلماذا تختص وتقتصر الميادين السهلة علي شريحة معينة من (المترفات)، في حين أن الميادين الشاقة تكتظّ بالطبقات العامة من (المسحوقات)؟

فهل تتناسب هذه الأعمال الشاقة مع طبيعة المرأة؟ فإذا كان الجواب: نعم، فلماذا تستنكرون الأعمال التي تقوم بأدائها المرأة الريفية في بلادنا من حراثة ورعي وجمع حطب، وما يتطلبه ظرف الريف، وتدعون بأن المرأة الشرقية مضطهدة من قبل الرجل؟ وأن وظيفتها شاقة ومرهقة؛ ولذلك تزعمون أنكم تطالبون بتحررها؟ فهل تحررها في نظركم هو جلوسها في البيت دون مشاركتها الرجل في العمل خارج البيت، أم تحررها في خروجها إلي الحقل للمشاركة في العمل الشاق الذي يشابه الأعمال الشاقة التي تؤديها نساء الطبقات (المسحوقة) في بلدان تدعي (تحرر المرأة)؟!

هذا إذا كان الجواب: نعم، أي إذا كانت تلك الأعمال الشاقة تتناسب مع طبيعة المرأة.

أما إذا كان الجواب (لا)، أي أن الأعمال الشاقة لا تتناسب مع طبيعة المرأة، فلماذا تكلفون المرأة بما لا تطيق بدعاواكم هذه؟ وتدعون أنكم تريدون إنصاف المرأة؟ كما وتدعون المطالبة بحقوقها، فهل من الانصاف أن تطالبوا برفع الحيف عنها بتكليفها بما لا يطاق لتصبح كالمستجير من الرمضاء بالنار..؟

أم ان هناك شيئاً آخر دفعكم لمثل هذه الدعاوي؟!

شعار تحرر المرأة ماركة تجارية

مما سبق نعرف أن دوافع اطلاق مثل هذه الشعارات المزيفة كثيرة، منها ما خفي ومنها ما ظهر.

لكن

الدافع الأقوي كان دافعاً اقتصادياً بحتاً حيث إن إطلاق مثل هذه الدعاوي برز علي اثر الثورة الصناعية في الغرب، وما نجم عنها من توسع في الدوائر الانتاجية ووسائلها، وتزايد رؤوس الأموال ونفوذ أصحابها في مراكز القرار ومواطن الدعاية والإعلام، والشيء الذي جعلهم يروّجون لمثل هذه الدعاوي واضح، حيث إن مؤسساتهم الانتاجية الواسعة بحاجة إلي أيدي عاملة وبأجور منخفضة، حيث إن العمل في مؤسساتهم كان مقتصراً علي الرجال، فبهذه الدعاوي حصلوا علي كم هائل من الأيدي العاملة الرخيصة لديمومة انتاجهم وزيادته بكلفة أقل وذلك عن طريق استخدام النساء كأيدي عاملة رخيصة لتشغيل مؤسساتهم من وراء دعاواهم تلك.

مضافاً إلي أنهم لترويج بضاعتهم والدعاية لها جعلوا من المرأة آلة رخيصة للإعلان وهتكوا عزها وسترها بذلك، كما جرّوها إلي الفساد والدعارة ليحصلوا عن طريقها علي الأرباح الهائلة، فكان الهدف من هذه الشعارات الاستثمار الاقتصادي عبر المرأة المسكينة()!

أي المجتمعين أفضل للمرأة؟

لو خيرنا المرأة العاقلة بين العيش في ظل المجتمع الغربي وبين العيش في ظل المجتمع الإسلامي فماذا ستختار بعد ان تطلّع علي كل مالها وما عليها من المجتمعين؟

فهي بين أمرين أما أن تختار: الحشمة، والوقار، والعفة، والكرامة، والفضيلة، والعزة، والأخلاق، والتقدم، وكل الصفات الحسنة التي تزيدها فخراً وشموخاً.

وإما أن تختار: الفساد، والانحلال، والانهيار، والوقاحة، والهوان، والرذيلة، والذل، والخداع، والغش، وكل الصفات السيئة التي تحط من قدرها، وتجعلها لعبة دنيئة يعبث بها من أراد ثم ينبذها بعد أن يملّها.

وقطعاً إن المرأة العاقلة ستختار الفضيلة، أما غيرها فستفضل الرذيلة وتنغمس فيها دون الالتفات للهوان الذي ينزل بها، فيسهل عليها الهوان، كما قال الشاعر:

من يَهن يسهل الهوان عليه

ما لجرحٍ بميتٍ إيلام

فهل أن العيش أفضل في ظل مجتمع يجعلها سائبة تبحث وراء لقمة العيش، وتلاقي ما

تلاقية من تعب ونصب وإهانة وازدراء، وهدر للكرامة وتعرض للآلام وانغماس في المزالق؟

أم العيش أفضل في ظل مجتمع يكفل لها عيشها، ويضمن لها حريتها، ويصون كرامتها، ويدعها تعيش في بحبوحة من الرفاه والعيش الرغيد بفخر واعتزاز؟

وهل أن العيش خير لها في مجتمع يحرمها من حقها الطبيعي في الحياة وهو الأمومة وهو حلم كل فتاة ليجعلها سلعة تعرض في سوق المستهلكين، أو ليجعلها كرة يتلقفها الصولجان ليرميها إلي آخر؟

أم أن العيش خير لها في مجتمع يمنحها دستوره الكريم كل شيء، فيقول: ?هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ?().

أين هي المساواة؟

كثيراً ما أطلق شعار المساواة بين المرأة والرجل من قبل التقدميين حسب ادعائهم، حتي بلغ ذلك درجة الضجيج، فهل المساواة هي في تشبّه المرأة بالرجل والرجل بالمرأة، والاختلاط المبتذل؟ وأين هذه المساواة التي أصبحت علامة تجارية في الغرب من المساواة التي يصرح بها القرآن الكريم: ?يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً?()؟

وأين هي من قوله تعالي: ?يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَي وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ?().

وكذلك قوله تبارك وتعالي: ? إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً?().

فالمرأة إلي الآن لم تحصل علي أقل حقوقها في الغرب وكل ما حصلت عليه من المساواة هو ابتذالها وجعلها في متناول الأيدي بغية الحصول عليها بسهولة لمن أراد ذلك، حالها حال بقية المعروضات، بل قد تفضلُها بعض تلك المعروضات، لما تجده من صيانة واضحة أثناء العرض.. أو ما توسم به من ثمن باهظ!!

وغاية ما حصلت عليه هو إهانتها،

فتارة تستخدم (كعارضة أزياء) وتارة للدعاية التجارية الرخيصة، كاستخدام صورتها علي أغلفة الصابون، وأخري للترويج، كتوظيفها في المحلات التجارية (كبائعة أو خادمة في المطعم) والي كثير من هذه الحالات التي تحط من قدر المرأة وتجعلها سلعة تباع وتشتري.. بغض النظر عن الأشغال الشاقة التي تقوم بأدائها المرأة وهي خارجة عن طاقتها وغير مناسبة للطافتها، فان المرأة ريحانة وليست بقهرمانة()، كما ورد في الحديث الشريف كما ذكرنا سابقاً.إذن: فأين هي المساواة؟!

التشبه بالرجال.. يعني الاسترجال

إذا كانت المساواة تعني التشبه كما يري البعض، فهذا يعني أن المراد من ذلك هو أن تتخلي المرأة عن انوثتها للتحوَّل إلي ذكر.. وهذا ما يأباه العقل، وترفضه الأنثي، حيث يعني ذلك إن المرأة ستترك دورها لتؤدي دور الرجل.

وهنا ستختل الموازين الطبيعية، ويحل الخراب، وعلي تعبير بعض الحكماء: إن البيت الذي تمارس فيه الدجاجة دور الديك مصيره إلي الخراب.وهذا الحال يشمل الرجال أيضاً لو تشبهوا بالمرأة.

وكلامنا هنا حول (التشبّه) بكل الجنسين فهو منبوذ ومرفوض لما له من أثر سلبي علي سير الحياة الطبيعية ومخالفته للنواميس الطبيعية، وقد نهي رسول الله صلي الله عليه و اله عن تشبّه الرجال بالنساء وتشبّه النساء بالرجل، فقد ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه رأي رجلاً به تأنيث في مسجد رسول الله صلي الله عليه و اله، فقال له: «أخرج من مسجد رسول الله يا من لعنه رسول الله». ثم قال علي عليه السلام: «سمعت رسول الله صلي الله عليه و اله يقول: لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال» ().

إذن تشبّه النساء هو غير مساواتهن لهم، فأن تكون المرأة مسترجلة هو شيء مستهجن، وعلي النساء أن يرفضنّه حتي لو فرض عليهن فرضاً؛ لأن ذلك يعني

أن نفرض علي المرأة ما لا يناسبها ولا ينسجم مع عواطفها وخلقتها، ونفصلها عن شخصيتها التي تعتز بها، وتتقمص شخصية أخري لا تلائمها ولا تحقق لها رغباتها، فهي تجد سعادتها مثلاً في شعورها بأنها في أسرة محترمة تقوم بدورها كأم وكزوجة، ويحميها رجل قوي وهو شيء طبيعي لدي المرأة السوية. لكن هذا الشعور لا يتوافق مع شخصيتها الجديدة المتقمّصة.

كذلك نجد أن الأدوار التي ستمارسها عند تقمصها لشخصية الرجل لا تنسجم مع ما يبحث عنه الجنس الآخر، فكل جنس يميل إلي المخالف لجنسه. أما أن تأتي المرأة لتتشبه بالخشونة والبطولة وما شابه، فهذا يعني أنها أصبحت محل اشمئزاز ونفور، وهذا ليس ثوبها..

أما رأي الإسلام فيها فهو الصواب التي يتضمن سعادتها في الدارين، وقد قال الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: «المرأة ريحانة وليست بقهرمانة..» ().

فهذه هي شخصية المرأة التي لابد لها أن تحافظ عليها؛ لذلك ينهي الإسلام عن تشبهها بالرجال لأنها ستفقد أعز خاصية إلي نفسها، وهي أن تري نفسها أنثي مرغوباً فيها من قبل زوجها كما أراد الله تعالي ذلك.

مكانة المرأة

إذا كان الرجل يمثل العين أو اليد اليمني للمجتمع فالمرأة بمثابة العين أو اليد اليسري له، وقد كان البعض يقول:

ان كان الرجل يمثل النهار بما فيه من عمل وطلب للفضل فان المرأة تمثل الليل بما فيه من سكن وسكينة.

وقد قال تعالي: ?جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ?().

من هذه الآية الكريمة نعرف أن السكن والسكينة والاستقرار والراحة بعد التعب أو قل ما شئت بخصوص ذلك كله يعود إلي الليل.

وقال تعالي في آية أخري: ?وَمِنْ ءايَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً?().

أما العمل وطلب الفضل والمعاش فكله يعود إلي

النهار.. ويوضح ذلك قوله تعالي: ?وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاساً ? وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشاً ?().

ولا يمكننا أن نفضّل الليل علي النهار ولا النهار علي الليل، فالحياة بحاجة إلي النهار وضيائه والليل وسكونه.

أي بحاجة للمرأة والسكون إليها والرجل وما يقدمه من عمل، هذا خلاصة تمثيل ذكره البعض، ومن الواضح أن المقصود ليس المعني الحرفي للمثال، وإلا فالمرأة لها دورها المشروع في المجتمع وهي أيضاً بإمكانها أن تقدم أعمالاً كثيرة تناسب شأنها وكرامتها.

التساوي في الشرع الإسلامي

قال تعالي: ? وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ?() إن المرأة لها مكانة في الإسلام مساوية لمكانة الرجل في جميع الحقوق والواجبات والأصل هو التساوي في ذلك، إلاّ بعض المستثنيات التي هي في مصلحة الرجل والمرأة كليهما فالرجل هو الأب والمرأة هي الأم وهذا لا يعني الظلم بحق أحدهما، بل هو المناسب لخلقتهما وعواطفهما وكذلك في درجة القوامة حيث قال تعالي: ? وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ?().

فإن: ?الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَي النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللهُ بَعْضَهُمْ عَلَي بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ?() ودرجة القوامة هذه ليست نقصاً في المرأة مطلقاً بل القوامة أو (القيادة أو الإمارة) شيء لابد منه لتسيير الحياة بصورة منظمة و(.. إنه لابد للناس من أمير بر أو فاجر)() أي أن القوامة مفروضة حتي علي الرجل نفسه، فهل أن الرجال يرفضون تنصيب قائد عليهم؟

والمفروض أن مجموعة من الرجال إذا سافروا فعليهم أن يرشحوا أحدهم للإمارة، فكيف إذا كان ذلك في بيت واحد يحتوي علي ذكر وأنثي وأولاد وبنات.. وكان ذلك في الغالب مدي الحياة، أفلا يرشح أحدهما للإمارة أو القوامة؟ وكل القوانين الطبيعية ترشح الذكر، وليس الحال هذا خاصاً بالإنسان وحده، بل إن ذلك لدي الحيوانات والطيور أيضاً.

فنري أن الذكر هو المتقدم علي الأنثي في السير، أو

أن الذكر هو الذي يسعي للحصول علي الطعام والحماية، في حين أن الأنثي وظيفتها الحضانة والرعاية، ولعل ذلك سنة الله عزوجل في مخلوقاته جميعاً.

ولها دور العالِم

قال تعالي: ?لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ?().

إن الرجل هو المسؤول الأول عن توفير الحماية للبيت، وتوفير كل مستلزمات العيش والسكن.. ولنقل: إن المرأة (مدللة) في ظل الرجل وهذا لا يعني أن المرأة معطلة بلا عمل؟ وأن وظيفتها فقط توفير الجو البيتي الملائم للرجل؟ بل إن لديها عملاً أعظم من هذا؟ ومن أعظم مهامها هو تربية الأجيال التي ستمسك بأزمة المجتمع.. فإن الكثير ممن يدعي (التقدم) يقول: إن المرأة في الإسلام سجينة أربعة جدران، وهي معطلة عن العمل، وإن النصف الثاني من المجتمع مشلول! وإن المرأة غير منتجة بل مستهلكة!

لكن أيها المدعي لماذا لا تجر إشكالك هذا إلي العلماء والفلاسفة والكتّاب والمفكرين الكبار والشعراء وغيرهم، الذين يجلسون في غرفهم الخاصة ويسجنون بين أربعة جدران! فهم ممن يقدمون أكبر الخدمات للمجتمع مع كونهم جالسين في بيوتهم.

أليست المرأة كالعالِم والفيلسوف.. فلو قارنا بينه وبينها في العمل لكانت خدمتها للمجتمع لا تقل درجة عن خدمة العالم له، فالعالم وظيفته إعداد الجيل..! والمرأة وظيفتها اعداد الجيل أيضاً، وهي أشرف وظيفة وأقدس عمل.. ولذلك يقول الشاعر:

الأم مدرسة إذا أعددتها

أعددت شعباً طيب الأعراق

وكذا الحال بالنسبة للأدباء والمفكرين وغيرهم، فان وظيفتهم بناء الجيل وتربيته ومن وراء أربعة جدران أيضاً، حيث أن عملهم يتطلب التأمل والتفكّر، ولا يتم لهم ذلك إلا في الجلوس بين هذه الجدران.. كما أن عملهم هذا ليس إنتاجياً بل خدمة كبيرة للمجتمع، فلماذا هذا التمييز بين المرأة وهؤلاء؟!

فالمرأة مثلها مثلهم، واجبها ووظيفتها أن تربي الأجيال، وتعدهم إعداداً كاملاً للمستقبل؛ ليكونوا رجاله العظام.

أي أن

المرأة (مصنع الرجال العظماء).. فهل هناك فخر، أكبر من هذا.

فتلك سيدتنا فاطمة الزهراء عليها السلام انظر ماذا أعدت وقدمت.

وتلك أم البنين عليها السلام فانظر إلي ما أعدت أيضاً وقدمت.

وبعد هذا الإعداد والإنتاج العظيم فما ينبغي علي المرأة أن تنتج؟!

وما نوع الانتاج المطلوب؟!

إذن يمكننا أن نقول: إن الاعداد والتربية من باب «الفريضة» علي المرأة، أما عمل المرأة في المجالات الأخري المناسبة لها خارج البيت فهو من باب «النافلة».

وقد وزع الرسول الأعظم صلي الله عليه و اله الأدوار بين الإمام أمير المؤمنين علي وفاطمة عليهما السلام، وجعل صلي الله عليه و اله باب الدار حداً فاصلاً بين عمل الإمام عليه السلام وعمل فاطمة عليها السلام، حيث إن الباب وما دونه داخل البيت هو من واجبات فاطمة عليها السلام، والباب وما وراءه خارج البيت هو من واجبات أمير المؤمنين عليه السلام ().

المعززة المكرمة

المرأة في ظل الإسلام معززة ومكرمة بشكل لم ير التاريخ لها عزا وكرامة إلا في تعاليم الرسول صلي الله عليه و اله وأهل بيته عليهم السلام.

قال الرسول الأعظم صلي الله عليه و اله: «إذا جاء أحدكم بشيء لأولاده فليبدأ بالاناث قبل الذكور» ().

وقال صلي الله عليه و اله: «خير أولادكم البنات» ().

وقال صلي الله عليه و اله: «ومن فرّح ابنته فكأنما اعتق رقبة ولد إسماعيل» ().

وقال الإمام الصادق عليه السلام: «البنات حسنات والبنون نِعَمْ، والحسنات يثاب عليها والنعم مسؤول عنها» ().

وقال رسول الله صلي الله عليه و اله: «من عال بنتاً من المسلمين فله الجنة» ().

وقال الإمام الصادق عليه السلام: «إن إبراهيم عليه السلام سأل ربه يرزقه بنتاً تبكيه وتندبه بعد الموت» ().

وقال رسول الله صلي الله عليه و اله: «نعم الولد البنات، ملطفات متلطفات مجهزات،

مونسات، مباركات مفليات» ().

والآن بعد هذه المأثورات الشريفة، ألا يحق للبنت أن ترفع رأسها شموخاً في ظل الإسلام؟ فهل هناك حيف واقع عليها؟.. ألا يفهم من هذا أن البنت معززة مكرمة في ظل الإسلام؟ بل هي المفضلة في كل هذه الأحاديث الشريفة؟ ثم ألا يجدر بالولد أن يطالب بالمساواة معها؟! فهل هنالك مجتمع غير الإسلام يمنحها هذا الشرف وهذا التكريم الذي لا يعرف الحدود؟ كل هذا لأجل عيني البنت، فماذا تبتغي البنت أكثر من هذا؟!

وقد كان الرسول الأعظم صلي الله عليه و اله يحب ابنته فاطمة عليها السلام ويجلّها ويكنّيها ب(أم أبيها)(). أما الإمام أمير المؤمنين عليه السلام فقد عامل بناته (عليهن السلام) بنفس أسلوب الرسول الأعظم صلي الله عليه و اله، أما الإمام الحسين عليه السلام فمواقفه مع ابنته سكينة عليها السلام معروفة.. فقد كان عليه السلام يصفها بأنها غالب عليها الاستغراق في ذات الله.. وكان يلقبها بخيرة النساء.. وقد كان يحبها حباً جماً، وقد استشهد علي ذلك بشعر().. يبرز فيه مدي حب الإمام عليه السلام لأبنته سكينة وزوجته الرباب وهو:

«لعمرك أنني لأحب داراً تحل بها سكينة والرباب» ()

الأخت

هذا عن تكريم البنات، أما عن تكريم الأخوات فلا يقل شأناً عن تكريم البنات.. ونبدأ من تكريم الرسول صلي الله عليه و اله لها فقد ورد أنه صلي الله عليه و اله كان جالساً المجلس، وقد دخلت عليه امرأة فقام إجلالاً لها، وعظّمها، وافترش لها رداءه، فجلست وراح يحدثها، ويصغي لكلامها، وهو مقبل عليها بكله، حتي إذا فرغت من الكلام، وقامت منصرفة، ودّعها النبي صلي الله عليه و اله، وسار خطوات معها، تقدم أحد الأصحاب يسأله عن هذه المرأة التي استحقت كل هذا التكريم منه،

فقال صلي الله عليه و اله: إنها أختي من الرضاعة، انها شيماء بنت حليمة السعدية()!

أما مواقف الإمام الحسين عليه السلام مع أخته السيدة زينب عليها السلام فقد تجلّت لنا في واقعة الطف وقد أعدّها لما بعد واقعة الطف وعوّل عليها في اكمال دوره في ثورته.. وقد كان يجلّها ويحترمها إلي أبعد الحدود، وقد كان يحاورها كعالمة وحليمة، فقوله لها قبل بدء المعركة: «يا أختاه لا يذهبن بحلمك الشيطان» () دليل واضح واعتراف صريح من إمام معصوم ب(حلم) سيدتنا زينب عليها السلام وكان تعامله معها دائماً علي هذا الأساس.

ونكتفي بهذا القدر من الشواهد علي تكريم الأخت فهي كثيرة جداً.

الزوجة

أما تكريم الزوجات فهذا ما غصت به كتب الروايات الشريفة، وقد رحل رسول الله صلي الله عليه و اله وكان يوصي بالمرأة خيراً. والإسلام منح الزوجة حقوقاً ساوت حقوق الزوج ان لم نقل فاقت عليها في بعض الأحيان، فقد حذر الإسلام من الاعتداء والتجاوز عليها وعلي حقوقها.

وكان التحذير شديد اللهجة، فيقول الرسول الأعظم صلي الله عليه و اله: «اتقوا الله في الضعيفين: اليتيم والمرأة، فان خياركم خياركم لأهله» ().

وعنه أيضاً صلي الله عليه و اله أنه قال: «خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي» ().

هكذا يتعامل الإسلام مع المرأة (الزوجة) بالمعروف أولاً وآخراً، فقد قال تعالي: ? وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ?() كما يقول تعالي: ?وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ?().

وقد كان الإمام أمير المؤمنين عليه السلام يشارك فاطمة عليها السلام في كثير من الأعمال المنزلية فقد كان يتناوب معها علي (الرحي) لطحن الحبوب، وان الرجل الذي يشارك امرأته في مثل هذه الأعمال يعد من السعداء وأهل المعروف، فعلي الزوج أن يكون رفيقاً بزوجته ورفيقاً لها.

قال الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: «دخل

علينا رسول الله صلي الله عليه و اله وفاطمة جالسة عند القدر، وأنا أنقي العدس، قال: يا أبا الحسن، قلت: لبيك يا رسول الله.

قال اسمع مني، وما أقول إلا من أمر ربي، ما من رجل يعين إمرأته في بيتها إلا كان له بكل شعرة علي بدنه عبادة سنة صيام نهارها وقيام ليلها، وأعطاه الله تعالي من الثواب مثل ما أعطاه الله الصابرين وداود النبي ويعقوب وعيسي عليهم السلام.

يا علي، من كان في خدمة العيال في البيت ولم يأنف، كتب الله تعالي اسمه في ديوان الشهداء وكتب له بكل يوم وليلة ثواب ألف شهيد، وكتب له بكل قدم ثواب حجة وعمرة وأعطاه بكل عرق في جسده مدينة في الجنة.

يا علي، ساعة في خدمة العيال خير من عبادة ألف سنة وألف حجة وألف عمرة، وخير من عتق ألف رقبة وألف غزوة وألف عيادة مريض، وألف جمعة وألف جنازة، وألف جائع يشبعهم وألف عار يكسوهم، وألف فرس يوجهها في سبيل الله، وخير له من ألف دينار يتصدق علي المساكين، وخير له من أن يقرأ التوراة والإنجيل والزبور والفرقان، ومن ألف أسير اسر فأعتقها وخير له من ألف بدنة يعطي للمساكين، ولا يخرج من الدنيا حتي يري مكانه من الجنة.

يا علي، من لم يأنف من خدمة العيال دخل الجنة بغير حساب، يا علي خدمة العيال كفارة للكبائر ويطفئ غضب الرب، ومهور حور العين، ويزيد في الحسنات والدرجات.

يا علي، لا يخدم العيال إلا صدّيق أو شهيد أو رجل يريد الله به خير الدنيا والآخرة» ().

كما عليها أن تكون هي كذلك فان «جهاد المرأة حسن التبعل» () أي أن للمرأة أجر المجاهد دون أن تشترك في المعركة، وذلك بمجرد حسن تبعّلها.

وقد

قال الرسول الأكرم صلي الله عليه و اله: «أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راضٍ دخلت الجنة» ().

فانظر كيف يمهد الإسلام سبل السعادة الزوجية ويشد الزوجين إلي بعضهما ويبني حولهما سوراً منيعاً للعيش بداخله في بحبوحة الهدوء والطمأنينة والسلامة والاستقرار.

أمك ثم أمك ثم أمك ثم أباك!

وأما الأمهات فقد وضعت الجنة تحت أقدامهن قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «الجنة تحت أقدام الأمهات» () وجاء رضاهن بعد رضا الله تعالي والاحسان اليهنّ جاء بعد عبادة الله سبحانه: ?وَقَضَي رَبُّكَ أَلاّ تَعْبُدُوا إِلاّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً?().

وورد ان عقوق الأم من أكبر الكبائر بعد الشرك بالله «وليعمل العاق ما شاء أن يعمل فلن يدخل الجنة، [و قال صلي الله عليه و اله:] أكبر الكبائر الشرك بالله وعقوق الوالدين» () والبر للأم يتقدم علي البر للأب بثلاث مراتب!

فقد جاء رجل إلي النبي صلي الله عليه و اله فقال: يا رسول الله من أبر؟

قال صلي الله عليه و اله: أمك.

قال: ثم من؟

قال صلي الله عليه و اله: أمك.

قال: ثم من؟

قال صلي الله عليه و اله: أمك.

قال: ثم من؟

قال صلي الله عليه و اله: أباك().

وهكذا إلي كثير من الشواهد التي تؤكد علي منزلة الأم لدي الإسلام.

إلي جانب العظام

قالوا: إلي جانب كل رجل عظيم امرأة!

ولنبدأ بأعظم خلق الله محمد صلي الله عليه و اله.

فهناك نساء عدة في حياته فمن هي المرأة العظيمة التي وقفت إلي جانبه؟!

فمن هي المرأة التي شدّت علي ساعده ومن هي المرأة التي صدّقته حين كذّبه الناس وآمنت به إذ كفر الناس؟

تلك هي خديجة الكبري (رضوان الله عليها).

وقد ورد عن أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام قال: «ذكر النبي صلي الله عليه و اله خديجة يوماً وهو عند نسائه فبكي، فقالت عائشة: ما يبكيك علي عجوز حمراء من عجائز بني أسد؟

فقال صلي الله عليه و اله: صدقتني إذ كذبتم، وآمنت بي إذ كفرتم، وولدت لي إذ عقمتم» ().

لقد كانت خديجة هذه المرأة العظيمة من أوسط قريش نسباً وأعظمهم شرفاً، وأكثرهم مالاً وكل قومها

قد كان حريصاً علي الاقتران بها لو يقدر عليه. إلا أنها فضلّت رسول الله صلي الله عليه و اله قبل بعثته علي كل الأشراف من قومها.. علي الرغم من كونه مقلاً في المال. وذكر المحققون أن خديجة (رض) كانت من النساء أول من آمنت بالله ورسوله وصدّقت بما جاء من عند الله، ووازرته علي أمره، فخفف الله بذلك عن رسول الله صلي الله عليه و اله، وكان لا يسمع شيئاً يكرهه من ردٍ عليه وتكذيب له فيحزنه ذلك إلا فرج الله ذلك عن رسول الله صلي الله عليه و اله بها، فإذا رجع إليها تخفف عنه، وتهون عليه أمر الناس حتي ماتت رحمها الله().

نعم لقد كانت تصبّره فطالما قالت له: «يا بن عم اثبت وابشر» ().

وقد أنفقت كل أموالها في سبيل نشر الدعوة الإسلامية، وعانت معاناة في حياتها تفوق التصور من أجل مساندة دعوة زوجها رسول الله صلي الله عليه و اله إلي أن ماتت بعد الحصار الذي فرضه المشركون علي بني هاشم في شعب أبي طالب، بعد وفاة أبي طالب بثلاثة أيام، وسمّي ذلك العام ب(عام الحزن) تأبيناً لتلك المرأة العظيمة واعتزازاً بها.

نموذج آخر

وبعد ما ذكرنا من تضحية السيدة خديجة ومكانتها عند رسول الله صلي الله عليه و اله ننتقل الكلام إلي ابنة هذه المرأة العظيمة عليها السلام، فهي سيدة نساء العالمين، وقد وقفت إلي جانب زوجها عليه السلام نعم، إن فاطمة الزهراء عليها السلام وقفت إلي جانب زوجها أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام، كما وقفت أمها إلي جانب الرسول الأعظم صلي الله عليه و اله. وقد زادت عليها بأنها وقفت إلي جانب أبيها صلي الله عليه و اله بالاضافة إلي وقوفها إلي

جانب زوجها عليه السلام، ومواقفها مشهودة ومشرفة والأمثلة كثيرة علي ذلك، مضافاً إلي كونها أفضل أم حيث ربت الحسن والحسين والسيدة زينب وأم كلثوم عليهم السلام.

أما باقي النساء اللاتي وقفن إلي جانب الرجال العظماء فأمثالهن كثيرة أيضاً ومن أعظمهن زينب (سلام الله عليها) حيث وقفت بجانب أخيها الإمام الحسين عليه السلام في مواقف مشرفة خلدها التاريخ.

ومن تلك النساء أيضاً:

هاجر التي وقفت إلي جانب النبي إبراهيم عليه السلام.

وامرأة أيوب التي وقفت إلي جاب النبي أيوب عليه السلام في شدّته.

وزوجة حِجر بن عدي الكندي (رض)().

والرباب زوجة الإمام الحسين عليه السلام().

وزوجة وهب (رضوان الله عليه) في معركة الطف التي وقفت إلي جانبه دفاعاً عن الحسين عليه السلام() حتي استشهدت().

وزوجة الإمام جعفر الصادق عليه السلام حميدة.

وزوجة الإمام العسكري عليه السلام نرجس عليها السلام والدة الإمام المهدي عليه السلام وهي امرأة في غاية الإيمان والفضيلة ومرقدها عند ضريح الإمام الهادي عليه السلام في سامراء ولها زيارة خاصة كزيارة الإمام الهادي عليه السلام.

ومن الأمهات أيضاً:

أم عيسي عليه السلام مريم بنت عمران عليها السلام.

وأم موسي عليه السلام قال تعالي: ?وَأَوْحَيْنَا إِلَي أُمِّ مُوسَي أَنْ أَرْضِعِيهِ?().

وأم إسماعيل عليه السلام هاجر.

وأم عمار ابن ياسر (سميّة).

وأم وهب في معركة الطف أيضاً.

وأم القاسم عليها السلام رملة.

والمرأة العظيمة التي ضحت بأربعة رجال عظماء وهي (أم البنين (سلام الله عليها)).

وأما الأخوات فمنهن كلثم أخت موسي عليه السلام والحوراء زينب عليها السلام وأختها أم كلثوم، وشيماء أخت الرسول الأعظم صلي الله عليه و اله من الرضاعة.

ومن البنات اضافة إلي فاطمة عليها السلام بنت الرسول الأعظم صلي الله عليه و اله وزينب بنت أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام، نجد سكينة بنت الحسين عليه السلام وبنتي النبي شعيب عليه السلام

… إلي شخصيات نسائية أخري كثيرة.

ولا ننسي بعد هذا المورد أن نذكر امرأة عظيمة الشأن لكنها تحت إمرة رجل كافر وهي زوجة فرعون آسيا بنت مزاحم، فقد قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «أفضل نساء أهل الجنة أربع: خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد ومريم بنت عمران وآسيا بنت مزاحم امرأة فرعون» ().

مهمات ووظائف

هناك مهمات عديدة ملقاة علي الجميع وعلي عاتق النساء علي وجه الخصوص نشير إلي بعضها:

1: يجب تربية الفتيات الصغيرات تربية إسلامية صحيحة من خلال تعليمهن القرآن وتفسيره، وسيرة النبي صلي الله عليه و اله وتاريخ الأئمة الأطهار عليهم السلام، وتفسير نهج البلاغة، وبقية الآداب الإسلامية كالصلاة، والصوم، وغير ذلك من العبادات.

2: تعليم الفتيات كيفية إدارة بيت الزوجية في المستقبل لكونهن زوجات وأمهات في المستقبل وهذا فن لابد من تعلمه جيداً.

3: لابد من تعليمهن الصناعات اليدوية من حياكة السجاد، والخياطة، والتطريز، وشغل فراغهن بما ينفعهن وينفع أسرهن.

4: دعوة البنات إلي القيام بكافة الأعمال المنزلية منذ الصغر لاتقان ذلك والاستئناس به عند الكبر.

5: تحفيظهن القرآن الكريم، فنحن عندما كنا في كربلاء المقدسة أسسنا مدارس متعددة لحفظ القرآن للأولاد بنين وبنات، وكان عدد الحافظات ما يقارب (1500) بنت، كن يحفظن القرآن بالاضافة إلي أعمالهن المنزلية وتعلم الخياطة، والتطريز. فان تعلم مثل هذه الأمور مفيد في المستقبل؛ إذ يمكن لهن أن يساهمن في إدارة احتياجات المنزل مع الرجل، إذ تذكر الروايات ان فاطمة الزهراء عليها السلام كانت تعمل بعض الأعمال في المنزل؛ لتعين الإمام أمير المؤمنين علي عليه السلام في خارج البيت، في الوقت الذي كانت إدارة البيت آنذاك صعبة بكثير مما هي عليه اليوم، حيث انه كثرت الوسائل وأعمال المنزل تدار عبر الأجهزة

الكهربائية الحديثة، وأما قديماً فقد كانت النساء يطحنَّ الشعير ويصنعن الخبز، إلي غير ذلك من الأمور التي قلما نراها في حياتنا الحاضرة.

6: لابد علي النساء من أن يضعن صناديق خيرية لجمع التبرعات والمساعدات في سبيل ثقافة المرأة المسلمة فهناك الكثير من العوائل التي لها بنات صغيرات يردن الذهاب إلي المدرسة ولكن لا يمتلكن المال لشراء الملابس والقرطاسية وما أشبه ذلك.

فقد ورد عن الرسول الأعظم صلي الله عليه و اله أنه إذا أردت أن تنظر إلي أحسن الناس فانظر إلي من هو أكثر نفعاً للآخرين، حيث قال صلي الله عليه و اله: «خير الناس من انتفع به الناس» () فليس الذي يكثر من الصلاة فقط والذي يكثر من الذهاب إلي الحج، ويؤدي عباداته فقط من دون أن يسعي لخدمة الآخرين وهو أفضل.

فان كثيراً من الناس بحاجة إلي المساعدة في كل المناطق والمدن، فلابد للإسراع في فتح مثل هذه الصناديق؛ لمساعدة العوائل التي لم يدخل في بيتها الطعام المناسب، أو البيت الذي لا يملك الوقود لدفع البرد، أو المكيفة لتبريد الهواء والاحتياجات الأخري التي تسد الحاجة.

7: تأسيس صناديق التبرع لتسهيل أمور الزواج، فعلي الأخوات اللاتي يجتمعن في مثل هذه الحوزات والهيئات أن يسعين في تأسيس مؤسسات لدعم الزواج المبكر وصناديق لجمع الأموال والتبرعات، ثم صرفها لهذا الغرض. فقد كان النبي صلي الله عليه و اله إذا رأي الشاب يقول له: هل لك زوجة؟ فإذا قال لا، عندها يتوجه إلي بعض المؤمنين أصحاب الخير والمال فيقول لهم: زوجوا هذا الشاب!

فان الإسلام يهتم بشؤون الفرد الدنيوية والأخروية، وعندما كنا في كربلاء المقدسة كانت لبعض الأخوة مؤسسة باسم لجنة الزواج الخيرية، وكانت هذه اللجنة تختص في أمر تزويج الشباب، فكانوا

يعطون للذي يريد الزواج قرضاً، فإذا كان الشاب يستطيع أن يرد القرض يؤخذ منه علي شكل أقسام بسيطة وبعيدة الأمد، وأما إذا كان غير قادر علي تسديد القرض فيجعلونه هبة له، بالإضافة إلي وجود المحسنين الذين يتبرعون بالمدافئ والأفرشة والأغطية، وغير ذلك من الحاجات اللازمة، وقد روي عن النبي صلي الله عليه و اله أن من سعي في أمر تزويج الشاب سواء كان شاباً أو شابة فان له حسنة في كل خطوة يخطوها()، وفي بعض الروايات أن الحسنة الواحدة أكبر من جبل أحد، ويعطي له هذا الثواب سواء وفق في سعيه أو لم يوفق.

8: تشكيل الهيئات الحسينية في وسط النساء في كل المناطق.

9: علي النساء اللاتي يمتلكن الوقت الكافي أن يشتغلن في الأعمال الاجتماعية العامة التي هي عادة خارج المنزل ولكن مع حفظ الموازين الشرعية، فهناك الكثير من مدارس البنات الابتدائية وغيرها تفتقد المعلمات، وهناك الكثير من المستشفيات التي تفتقر إلي العدد الكافي من الممرضات، ولكون المرأة نصف المجتمع فعليها أن تدير بعض الدوائر الاجتماعية أيضاً كل ذلك بشرط أن تصون عفتها وكرامتها، ولا يتعارض عملها مع أحكام الإسلام فالمرأة لها حقوق كاملة كما للرجل، فانكم إذا ذهبتم إلي الحج ترون النساء يؤدين مناسك الحج كالرجال، وهكذا قال الإمام الرضا عليه السلام ترون النساء يزرن كما يزور الرجال، والحال هذا في المساجد وغيرها.

التأكيد علي الزواج

ومن أهم النقاط التي لابد أن أكررها عليكم أن تسهلوا أمر الزواج، فلا تضعوا العراقيل والحواجز أمام هذا الأمر الالهي، فان الشرط الذي يجب توفره في الرجل هو سلامة الدين والأخلاق، كما جاء ذلك في الروايات الواردة عن المعصومين عليهم السلام فقد كتب علي بن أسباط إلي أبي جعفر عليه السلام في

أمر بناته وأنه لا يجد أحداً مثله، فكتب إليه أبو جعفر عليه السلام: «فهمت ما ذكرت من أمر بناتك وإنك لا تجد أحداً مثلك، فلا تنظر في ذلك رحمك الله فإن رسول الله صلي الله عليه و اله قال: إذا جاءكم من ترضون وخلقه ودينه فزوجوه ألا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير» (). وليس الملاك هو نوع عمله وكسبه، فاذا كان يوفر رزقه عن طريق حلال فهذا يكفي، ولا تصرّوا علي إمتلاكه رصيداً في البنك.. وغير ذلك من القيود التي لم يجعلها الله عزوجل معياراً في الشرع.

والآن بعد أن عرفنا وعرفت المرأة بعض ما لها وما عليها يمكننا أن نقول: إن المرأة لن تسعد ولن تهنأ، ولن تحقق ذاتها، ولن تشعر بعزتها وكرامتها، إلا في ظل الإسلام، كما ونقول: «لا منفعة ترتجيها إلا في ظل الإسلام».

نسأل الله تعالي أن يوفقنا لرضاه ولخدمة الآخرين وما فيه خير الإسلام والمسلمين، ونسأله تعالي أن يتفضل علي مشايخنا بالوقار والسكينة، وعلي الشباب بالانابة والتوبة، وعلي النساء بالحياء والعفة، وعلي الأغنياء بالتواضع والسعة، وعلي الفقراء بالصبر والقناعة انه سميع مجيب().

من هدي القرآن الحكيم

المثل الأعلي لنساء العالم

قال تعالي: ?إِنَّ اللهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَي نِسَاءِ الْعَالَمِينَ … ?().

وقال سبحانه: ?فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ … ?().

وقال عزوجل: ?وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ ءامَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ..?().

المرأة والعمل الصالح

قال تعالي: ?وَمَنْ يَعْمَلْ مِنْ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَي وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ..?().

وقال سبحانه: ?يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ..?().

لا تفاوت بين الرجل والمرأة

قال تعالي: ?مَا تَرَي فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ..?().

وقال سبحانه: ?وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَي ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ ? يَتَوَارَي مِنْ الْقَوْمِ

مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَي هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ?().

وقال عزوجل: ?يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً?().

من هدي السنة المطهرة

قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «إن الله تعالي يوصيكم بالنساء خيراً فإنهن أمهاتكم وبناتكم وخالاتكم» ().

وقال مقاتل بن حيان: «لما رجعت أسماء بنت عميس من الحبشة مع زوجها جعفر بن أبي طالب عليه السلام، دخلت علي نساء رسول الله صلي الله عليه و اله فقالت: هل فينا شيء من القرآن؟ قلن: لا، فأتت رسول الله صلي الله عليه و اله فقالت: يا رسول الله، إن النساء لفي خيبة وخسار! فقال صلي الله عليه و اله: ومم ذلك؟ قالت: لأنهن لا يذكرن بخير كما يذكر الرجال، فأنزل الله تعالي هذه الآية: ?إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ … ? أي المخلصين الطاعة لله والمخلصات» ().

وعن رسول الله صلي الله عليه و اله قال: «إن الله تبارك وتعالي علي الاناث أرأف منه علي الذكور، وما من رجل يدخل فرحة علي امرأة بينه وبينها حرمة إلا فرحه الله تعالي يوم القيامة» ().

أقسام النساء

1: الأمهات

عن أبي جعفر عليه السلام قال: «قال موسي بن عمران عليه السلام يا رب أوصني قال: أوصيك بي، فقال: يا رب أوصني، قال: أوصيك بي، ثلاثاً، قال يا رب أوصني قال: أوصيك بأمك، قال: يا رب أوصني، قال: أوصيك بأمك، قال: يا رب أوصني، قال: أوصيك بأبيك، قال فكان يقال لأجل ذلك أن للأم ثلثا البر وللأب الثلث» ().

وعن رسول الله صلي الله عليه و اله قال: «إن الله تعالي يوصيكم أمهاتكم ثلاثاً، ان الله تعالي يوصيك بآبائك مرتين، إن الله تعالي يوصيكم بالأقرب فالأقرب» ().

وعن الإمام السجاد عليه السلام قال: «أما حق أمك أن تعلم أنها حملتك حيث لا يحتمل أحد أحداً، وأعطتك من ثمرة قلبها ما لا يعطي أحد أحداً، ووقتك بجميع جوارحها، ولن

تبال ان تجوع وتطعمك، وتعطش وتسقيك، وتعري وتكسوك، وتظلك وتضحي، وتهجر النوم لأجلك، ووقتك الحر والبرد لتكون لها، وإنك لا تطيق شكرها إلا بعون الله وتوفيقه» ().

2: الزوجة

سألت أم سلمة رسول الله صلي الله عليه و اله عن فضل النساء في خدمة أزواجهن؟ فقال رسول الله صلي الله عليه و اله: «أيما امرأة رفعت من بيت زوجها شيئاً من موضع إلي موضع تريد به صلاحاً إلا نظر الله إليها، ومن نظر الله إليه لم يعذّبه» ().

وجاء رجل إلي رسول الله صلي الله عليه و اله فقال: ¬ «إن لي زوجة إذا دخلت تلقتني، واذا خرجت شيعتني، واذا رأتني مهموماً قالت: ما يهمك إن كنت تهتم لرزقك فقد تكفل به غيرك، وإن كنت تهتم لأمر آخرتك فزادك الله هماً، فقال رسول الله صلي الله عليه و اله: إن لله عزوجل عمالاً وهذه من عمّاله ولها نصف أجر الشهيد» ().

وعن الإمام الباقر عليه السلام قال: «ما أفاد عبد فائدة خيراً من زوجة صالحة: إذا رآها سرّته، واذا غاب عنها حفظته في نفسها وماله» ().

3: البنات

عن رسول الله صلي الله عليه و اله قال: «من عال ثلاث بنات فأدبهن وزوجهن وأحسن إليهن فله الجنة» ().

وعن رسول الله صلي الله عليه و اله قال: «نعم الولد البنات المخدّرات من كانت عنده واحدة جعلها الله له ستراً من النار ومن كانت عنده ابنتان أدخله الله بهما الجنة ومن كن ثلاثاً أو مثلهن من الأخوات وضع عنه الجهاد والصدقة» ().

وعن الجارود بن المنذر قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: «بلغني أنه ولد لك ابنة فتسخطها! وما عليك منها، ريحانة تشمها وقد كفيت رزقها، وقد كان رسول الله صلي الله عليه و اله أبا بنات» ().

4: الأخوات

عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «قال رسول الله صلي الله عليه و اله: من عال ثلاث بنات أو ثلاث أخوات وجبت له الجنة، فقيل يا رسول الله واثنتين؟ فقال: واثنتين، فقيل: يا رسول الله وواحدة؟ فقال: وواحدة» ().

وقال الإمام الصادق عليه السلام: «من عال ابنتين أو أختين أو عمتين أو خالتين حجبتاه من النار» ().

يوصيكم الله تعالي بالنساء خيراً

عن رسول الله صلي الله عليه و اله قال: «من أبتلي من هذه البنات بشيء فأحسن إليهن كن له ستراً من النار» ().

وعن رسول الله صلي الله عليه و اله قال: «خيركم خيركم لنسائه ولبناته» ().

وعن رسول الله صلي الله عليه و اله قال: «من دخل السوق فاشتري تحفة فحملها إلي عياله كان كحامل صدقة إلي قوم محاويج وليبدأ بالاناث قبل الذكور..» ().

خير النساء

قال رسول الله صلي الله عليه و اله في خير النساء:

1: «أفضل النساء أمتي أصبحهن وجهاً وأقلهن مهراً» ().

2: «خير نسائكم العفيفة الغلمة» ().

3: «خير نسائكم الولود الودود العفيفة، العزيزة في أهلها الذليلة مع بعلها … » ().

4: «أكثروا الخير بالنساء» ().

الحث علي الزواج

عن الصادق عليه السلام قال: «تزوجوا ولا تطلقوا فان الله لا يحب الذواقين والذواقات» ().

من أخلاق الأنبياء

وعنه عليه السلام قال: «من أخلاق الأنبياء حب النساء» ().

فما للنساء؟

وفي حديث سئل صلي الله عليه و اله فما للنساء؟ قال صلي الله عليه و اله: «إذا هي حملت كتب الله لها أجر الصائم القائم، فإذا أخذها الطلق لم يدر ما لها من الأجر إلا الله الواحد القهار، فإذا وضعت كتب الله لها بكل مصة يعني من الرضاع حسنة ومحي عنها سيئة، وقال صلي الله عليه و اله: النفساء إذا ماتت من النفاس جاءت يوم القيامة بغير حساب؛ لأنها تموت بغمها» ().

رجوع إلي القائمة

پي نوشتها

() سورة البقرة: 228.

() سورة الملك: 3.

() سورة النساء: 1.

() سورة البقرة: 35.

() نشرت محطة (CNN) الإخبارية الأمريكية تقريراً خطيراً أكدت فيه انتشار ظاهرة تجارة الرقيق من النساء حول العالم لاستخدامهن في الأعمال الجنسية المحرمة. كما أشار التقرير إلي أن معدلات هذه الظاهرة تزيد عاماً بعد عام. وقد أكد التقرير بناء علي أبحاث قام بها فريق بحث مقره في جامعة (Johns Hopkins) بولاية ميرلاند بالولايات المتحدة أن هناك (2 مليون) امرأة وطفلة يتم بيعهن كعبيد سنوياً.

وفي تقريرها السنوي أشارت منظمة العفو الدولية إلي التجاوزات الخطيرة التي تحدث بحق المرأة في كثير من دول العالم بل وعنونت المنظمة تقريرها ب(أجساد مكسورة وعقول مشتتة) وتنقل المنظمة إلي أن هناك امرأة تتعرض للضرب كل (15 ثانية) وسبعمائة ألف يتعرضن للاغتصاب سنوياً في الولاية المتحدة الأمريكية.

() سورة البقرة: 187.

() سورة النساء: 1.

() سورة الحجرات: 13.

() سورة الأحزاب: 35.

() راجع غرر الحكم ودرر الكلم: ص408 الفصل الرابع في النساء ح9380، وفيه عن أمير المؤمنين عليه السلام: «لا تملّك المرأة ما جاوز نفسها فان المرأة ريحانة وليست بقهرمانة».

() علل الشرائع: ص602 ب385 نوادر العلل ح63.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص408 ح9380 الفصل الرابع في النساء.

() سورة القصص:

73.

() سورة الروم: 21.

() سورة النبأ: 10 11.

() سورة البقرة: 228.

() سورة البقرة: 228.

() سورة النساء: 34.

() نهج البلاغة، الخطبة: 40.

() سورة النساء: 32.

() أنظر قرب الاسناد: ص25، وفيه عن أبي عبد الله عليه السلام عن أبيه عليه السلام قال: «تقاضي علي وفاطمة إلي رسول الله صلي الله عليه و اله في الخدمة، فقضي علي فاطمة بخدمته ما دون الباب، وقضي علي علي ما خلفه، قال: فقالت فاطمة: فلا يعلم ما داخلني من السرور إلا الله، باكفائي رسول الله صلي الله عليه و اله تحمل أرقاب [كذا في المصدر] الرجال».

() راجع أمالي الشيخ الصدوق رحمة الله عليه: ص577 المجلس 85 ح6، وفيه قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «من دخل السوق فاشتري تحفة فحملها إلي عياله كان كحامل صدقة إلي قوم محاويج وليبدأ بالإناث قبل الذكور..» الحديث.

() مستدرك الوسائل: ج15 ص116 ب3 ح17708.

() وسائل الشيعة: ج15 ص227 ب3 ح1.

() كشف الغمة: ج2 ص205.

() غوالي اللئالي: ج3 ص294 باب النكاح ح61.

() عدة الداعي: ص89.

() عدة الداعي: ص89.

() المناقب: ج3 ص357 فصل في حليتها وتواريخها عليها السلام.

() راجع المناقب: ج4 ص109 فصل في مقتله عليه السلام، وفيه: … ثم ودع النساء وكانت سكينة تصيح فضمها إلي صدره وقال:

سيطول بعدي يا سكينة فاعلمي¬¬¬¬¬¬ منك البكاء إذا الحمام دهاني

لا تحرقي قلبي به معك حسرة

مادام مني الروع في جثماني

وإذا قتلت فأنت أولي بالذي

تأتينه يا خيرة النسوان

() بحار الأنوار: ج45 ص46 ب37.

() أنظر قصص الأنبياء للراوندي: ص351 ح426 فصل في مغازيه صلي الله عليه و اله، وراجع حلية الأبرار: ص204 ح6.

() اللهوف: ص83 المسلك الأول..

() قرب الاسناد: ص44.

() وسائل الشيعة: ج14 ص122 ب88 ح8.

() سورة النساء: 19.

() سورة البقرة:

228.

() جامع الأخبار: ص102 الفصل 59 في خدمة العيال.

() وسائل الشيعة: ج14 ص162 ب123 ح1.

() نهج الفصاحة: ص205 ح1022.

() أنظر مستدرك الوسائل: ج15 ص180 ب70 ح17933، وفيه عن النبي صلي الله عليه و اله أنه قال: «الجنة تحت أقدام الأمهات». وقال صلي الله عليه و اله: «تحت أقدام الأمهات روضة من رياض الجنة..» الحديث.

() سورة الإسراء: 23.

() مستدرك الوسائل: ج15 ص193 ب75 ح17977.

() الكافي: ج2 ص159 ح9.

() بحار الأنوار: ج16 ص8 ب5 ح12.

() أنظر بحار الأنوار: ج16 ص11 ب5 ح12.

() راجع كشف الغمة: ج1 ص511 فصل في مناقب خديجة بنت خويلد عليها السلام.

() حجر بن عدي الكندي من أصحاب أمير المؤمنين وكان من الأبدال، أنظر رجال العلامة الحلي ص59، وهو القائل: «قال لي علي عليه السلام: كيف تصنع أنت إذا ضربت وأمرت بلعنتي؟ قلت له: كيف أصنع؟ قال: إلعني ولا تبرأ مني فإني علي دين الله، ولقد ضربه محمد بن يوسف وأمره أن يلعن علياً وأقامه علي باب مسجد صنعاء، فقال: إن الأمير أمرني أن ألعن علياً فالعنوه لعنه الله، فرأيت مجواداً من الناس إلا رجلاً فهمها»، راجع رجال الكشي: ص101 ح161 (حجر بن عدي الكندي).

() الرباب بنت امرؤ القيس بن عدي بن أوس وهي أم سكينة وعبد الله بن الحسين عليه السلام الذي استشهد وهو في حجر أبيه عليه السلام في يوم عاشوراء، راجع مقاتل الطالبيين: ص59.

() راجع اللهوف: ص105 وهو (رض) وهب بن جناح الكلبي الذي كانت معه زوجته وأمه في كربلاء يوم عاشوراء، وكانتا تدفعانه لا بل تقاتلان معه فداء لأبي عبد الله الحسين عليه السلام وحرم رسول الله صلي الله عليه و اله …

() بحار الأنوار: ج45 ص14 ب37.

() سورة القصص:

7.

() الخصال: ص205 ح22.

() أمالي الشيخ الصدوق: ح4 ص20 المجلس 6.

() أنظر ثواب الأعمال: ص288.

() وسائل الشيعة: ج14 ص50 ب28 ح1.

() أنظر البلد الأمين: ص349.

() سورة آل عمران: 42.

() سورة آل عمران: 61.

() سورة التحريم: 11.

() سورة النساء: 124.

() سورة الأحزاب: 59.

() سورة الملك: 3.

() سورة النحل: 58 59.

() سورة النساء: 1.

() نهج الفصاحة: ص159 ح779.

() مجمع البيان: ج8 ص357، في تفسير سورة الأحزاب: 35.

() الكافي: ج6 ص6 باب فضل البنات ح7.

() أمالي الشيخ الصدوق: ص511 المجلس 77 ح5.

() نهج الفصاحة: ص158 ح778.

() أمالي الشيخ الصدوق: ص371 المجلس 59 ح1.

() أمالي الشيخ الصدوق: ص411 المجلس 64 ح7.

() غوالي اللئالي: ج3 ص291 باب النكاح ح52.

() قرب الأسناد: ص11.

() نهج الفصاحة: ص598 ح2925.

() مستدرك الوسائل: ج15 ص116 ب3 ح17707.

() الكافي: ج6 ص6 باب فضل البنات ح9.

() الكافي: ج6 ص6 ح10.

() من لا يحضره الفقيه: ج3 ص482 ب2 ح4699.

() نهج الفصاحة: ص568 ح2750.

() نهج الفصاحة: ص318 ح1522.

() أمالي الشيخ الصدوق: ص577 المجلس 85 ص6.

() الكافي: ج5 ص324 ح4.

() الكافي: ج5 ص324 ح3.

() الكافي: ج5 ص324 ح1.

() مكارم الأخلاق: ص197 الفصل الأول في الرغبة في التزويج.

() مكارم الأخلاق: ص197.

() مكارم الأخلاق: ص197.

() غوالي اللئالي: ج3 ص293 ح54.

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.