كفاحنا

اشارة

اسم الكتاب: كفاحنا

المؤلف: حسيني شيرازي، محمد

تاريخ وفاة المؤلف: 1380 ش

اللغة: عربي

عدد المجلدات: 1

الناشر: موسسه المجتبي

مكان الطبع: بيروت لبنان

تاريخ الطبع: 1423 ق

الطبعة: اول

بسم الله الرحمن الرحيم

وَسَيَعْلَمُ

الَّذِينَ ظَلَمُوا

أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ

صدق الله العلي العظيم

سورة الشعراء: الآية 227

كلمة الناشر

بسم الله الرحمن الرحيم

تعد المذكرات الشخصية من الوثائق التاريخية المهمة، لما تحويه من أسرار وقضايا ربما لا يتعرض لها المؤرخون بسبب عدم معرفتهم بها أو معارضتها لأهوائهم ومعتقداتهم الشخصية فيعزفون عن ذكرها، كذلك فإن المذكرات أحياناً فيها من الطرافة ما يضحك الثكالي أو المآسي ما يبكي الصم الجلاد.

وهي بحق تستطيع أن تعكس وتحدد صورة وملامح الفترة أو العهد الذي عايشه صاحب المذكرات، كما تتطلب كتابة المذكرات تجرداً موضوعياً خاصاً من صاحبها في سرده للأحداث كما هي، فلا تعظيم للحقير ولا تحقير للعظيم فيضفي صوراً بعيدة عن الواقع وهي عملية صعبة نوعاً ما.

هناك إجماع شبه عام علي ضرورة كتابة المذكرات الشخصية من قبل الأفراد الذين ساهموا في صنع الأحداث والقرارات من ساسة ومفكرين ورجالات المجتمع وغيرهم، كما أن هناك قانوناً معمولاً به في بعض البلدان يحظر نشر بعض الوثائق إلا بعد مرور ثلاثين عاماً من تدوينها، علي أن المراجع لعالم الكتب يجد الكم الهائل لهذه المذكرات علي اختلاف أنواعها كل بحسبه.

إن المادة التي نحن بصدد نشرها ليس هي من سنخ المذكرات المجردة وإنما هي عملية تدوين وتأريخ لفترة عصيبة مرت علي تاريخ العراق، بلد المقدسات والخيرات من قبل شرذمة قليلة ترجع في أصولها إلي حفدة الخنازير وعبدة الطاغوت، وقد عاصر هذه الفترة وعايش تفاصيلها بكل دقة سماحة الإمام الراحل آية الله العظمي السيد محمد الحسيني الشيرازي (أعلي الله مقامه) فكتب عنها بما يمليه عليه الواجب وكشخص له أثره الواضح في مجريات الأحداث

وصياغتها.

فمنذ نزو العفالقة الحاقدين علي سدة الحكم في العراق وذلك عبر الانقلاب العسكري في 17 تموز 1968م والذي أحكمت خطته وصاغت فصوله دوائر المخابرات وشركات النفط، وكما قال حردان التكريتي ما نصه: (ولو أني سُئلت الآن عن أسباب انقلاب 17 تموز، وانقلاب 30 تموز لما ترددت في الإشارة إلي واشنطن كجواب علي السؤال الأول، وإلي بريطانيا كجواب علي السؤال

الثاني)()، ثم يشرع بسرد تفاصيل الانقلاب وما تم إعداده خلف الكواليس للسيطرة علي زمام السلطة.

منذ ذلك الحين فقد ساد العراق جو مفعم بالإرهاب والكبت وتغيرت صورة العراق، وبغداد بالذات، تلك الصورة الوادعة التي تبدو عليها ملامح الإيمان وسيماء العلم ودماثة الخلق.

يقول عبادة بن عقيل بن جلال بن جرير بن الخطفي:

أعانيت في طول من الأرض والعرض

كبغداد داراً إنها جنة الأرض

صفا العيش في بغداد وأخضر عوده

وعيش سواها غير صاف ولا غض

تطول بها الأعمار إن غذاؤها مريء

وبعض الأرض امرؤ من بعض()

فبغداد دار السلام يؤوي إليها الغريب والخائف ليجد فيها السلام الذي افتقده في بلاده فيطمئن قلبه وتسكن نفسه وذلك لأنها صفوة الأرض ووسط العراق، لا يلحق مَنْ فيه عيب سرف ولا تقصير وقد اجتمعت في أهل العراق محاسن جميع أهل الأقطار كما لطفوا في الفطنة والتمسك بالعلم والأدب ومحاسن الأمور.

يروي بأن أحد الحكام أراد أن يختار منزلاً، فكتبوا له: بلغنا أن الأشياء اجتمعت، فقال السخاء: أريد اليمن، فقال حُسن الخلق: أنا معك، وقال الجفاء: أريد الحجاز، فقال الفقر: أنا معك، وقال العلم: أريد العراق، فقال العقل: وأنا معك … فأختر لنفسك، قال الراوي: فلما ورد الكتاب عليه، قال: فالعراق إذاً، فالعراق إذاً ().

ولقد شرف الله جل جلاله العراق بأن ذكره في القرآن، فعن أبي جعفر الباقر عليه السلام في قوله

تعالي: ?وَآوَيْنَاهُمَا إِلَي رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ?() أنه قال: «قال أمير المؤمنين عليه السلام: الربوة الكوفة والقرار المسجد والمعين الفرات» ().

وعن أبي الحسن موسي بن جعفر عليه السلام عن آبائه قال: «قال رسول الله صلي الله عليه و اله: إن الله اختار من البلدان أربعة، فقال عزوجل: ?وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ ? وَطُورِ سِينِينَ ? وَهَذَا الْبَلَدِ الأمِينِ?() التين المدينة والزيتون بيت المقدس وطور سينين الكوفة وهذا البلد الأمين مكة» ().

إن العراق بلد له أهميته الخاصة فمن الناحية الجغرافية تراه يربط الشرق بالغرب حيث يحتل مركز القلب من الشرق الإسلامي بالإضافة إلي تمتعه بالأراضي الخصبة التي تخترقها نهرا دجلة والفرات، وأما من الناحية الاقتصادية فإن العراق يختزن في أراضيه ثروة معدنية من النفط والكبريت والغازات الطبيعية والفحم الحجري غيرها لم تستثمر بعد بالشكل الكامل، وأما من الناحية الدينية فيكفي العراق وأهله فخراً بأن ولاية أهل البيت عليهم السلام عُرضت علي أهل الأمصار فقبلها أهل الكوفة كما يروي ذلك عن الإمام الصادق عليه السلام ()، كما يروي عنه أيضاً قوله عليه السلام: «ما من بلدة من البلدان أكثر محباً لنا من أهل الكوفة ولا سيما هذه العصابة» () ولذلك أولي أهل البيت عليهم السلام الكوفة وأهلها عناية خاصة بدأ من أمير المؤمنين علي عليه السلام حيث اتخذها مقراً له وعاصمة لدولته ولم يغادرها حتي يوم استشهاده وانتهاءً بالإمام المنتظر صاحب الزمان عليه السلام حيث ستكون مقراً له وعاصمة لدولة الإسلام العالمية بإذن الله تعالي.

فعن المفضل بن عمر عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام أنه قال: «إن قائمنا إذا قام يُبني له في ظهر مسجد الكوفة مسجد، له ألف باب، وتتصل بيوت الكوفة بنهر كربلاء حتي يخرج الرجل

يوم الجمعة علي بغلة سفواء() يريد الجمعة فلا يدركها» ().

لهذا كله ولغيره من الأسباب أصبح العراق وأهله مطمعاً للغاصبين وغرضاً للناقمين حيث خططوا بكل خبث ودناءة للسيطرة علي العراق ونهب خيراته وسلب حرية أبنائه وتحطيم شخصيته حيث نعيش تفاصيل هذه المؤامرة اليوم فصلاً بفصل.

إن عراق اليوم غير عراق الأمس، فهو خاوٍ علي عروشه، فقد تحولت أراضيه إلي يباب لا زرع فيها ولا زراعة، بعدما كان العراق يسمي قديماً بأرض السواد لكثرة الزراعة فيه، وبغداد بعد أن كانت حاضرة الدنيا ودار السلام ومأوي الغريب فقد كدر عيشها ويبس عودها، ونضب ماؤها وجشب غذاؤها، كما أصبح العراقيون في ظل هذا النظام الفاشي غرباء في بلادهم بعد أن كانوا سادة، وفقراء بعد إن كانوا أغنياء، وقد انتشروا في شتي بقاع العالم يبحثون عن مأوي لهم. لقد تغير كل شيء في العراق فالشعب يعيش في دوامة من البؤس والشقاء، وتلوثت أجواءه برائحة الدم والرصاص والغازات السامة ومشاهد الاعدامات الجماعية في الساحات العامة، بالإضافة إلي أشلاء المعذبين وصراخات المظلومين من الأرامل واليتامي وكما عبر عنه الشهيد السعيد السيد حسن الشيرازي ?:

قد لطخوا كُرة التراب وروّعوا

حتي الجنين بأبشع الإجرام

في كل شبر للرجال مجازر

وبكل دارٍ صرخة الأيتام

وهذا كله ليس بالغريب ولا بالعجيب إذا ما عرفنا بأن الذين تسلموا زمام السلطة هم أحفاد عبد السطيح، سليل أحد سبايا الملك الآشوري سنحاريب وسرجون الثاني (721 قبل الميلاد) الذي احتل السامرة وجلب أسري اليهود وأسكنهم في المنطقة الغربية من العراق فاختلطوا مع أهلها ثم اعتنقوا الإسلام فيما بعد لما رأوا أنه لابد من ذلك، لكن بقت الأحقاد كامنة في الصدور إلي أن حانت فرصة الانتقام من العراق وأهله في 17 / تموز / 1968م وكما

تم رسمه لهم من قبل ثأراً لأجدادهم علي أنا لو أردنا استعراض قائمة الثأر هذه لشط بنا المقام وخرجنا عن القصد فقد أصبحت معروفة ومكشوفة من قبل الجميع: العدو والصديق والصغير والكبير.

إن كتاب (كفاحنا) لسماحة الإمام الراحل آية الله العظمي السيد محمد الحسيني الشيرازي (أعلي الله درجاته) يحكي بعض قصة كفاح ومعاناة الشعب العراقي مع هؤلاء الأدعياء ويكشف عن فصول المؤامرة الخبيثة والدنيئة للقضاء علي الإسلام في بلد المقدسات وخزائن العلم والرحمة الأئمة المعصومين عليهم السلام، وقد ألحقنا به بعض الصور والوثائق والتراجم حسب ما تيسر لنا تعميماً للفائدة، علماً بأن بعض الوجهاء والأخيار من الذين جاء ذكرهم لازالوا أحياء علي قيد الحياة (أمد الله في أعمارهم).

ومما يؤسف له أن تضيع الدفاتر الثلاثة الأولي السابقة لهذا الدفتر وذلك نتيجة الهجرات المتعددة لسماحة الإمام (رضوان الله عليه) والضغوطات المختلفة التي لاقاها من حكام الجور، والذي نأمل أن يعثر عليها في المستقبل وتنشر في حينه إن شاء الله.

كما ينبغي الإشارة إلي أن سماحته قد تطرق إلي أحداث العراق السياسية والاجتماعية في العديد من الكتب التي سطرتها يراعه مثل: كتاب (تلك الأيام ج1 و2) و(بقايا حضارة الإسلام كما رأيت) و(حياتنا قبل نصف قرن) و(عشت في كربلاء) بالإضافة إلي تعرضه لذلك في طيات الكتب الأخري بمناسبة أو أخري هذا غير ما ذكره في كتابه المسمي ب: (المذكرات).

لقد عاني آل الشيرازي الكرام الكثير ممن توالي علي حكم العراق، وبالخصوص سماحة الإمام الراحل (أعلي الله مقامه) ولكن لم يمنعه ذلك من أن يمنح حبه وولاءه للعراق وأهله ويدافع عن ظلامتهم في كافة المحافل وعلي الدوام، كما ظل قلبه ينبض بحب كربلاء المقدسة فقد قال? في أواخر حياته: (لقد اشتقت إلي كربلاء

وأدعو ربي أن يريني يوماً أعود فيه للصلاة من جديد في حرم جدي الحسين عليه السلام)، وقبل أن يسلم روحه الطاهرة إلي بارئها بدقائق دعا الله أن يزيل صداماً وأعوانه عن صدر العراق الحبيب كي يتمكن المؤمنون من زيارة الأئمة الأطهار عليهم السلام وذلك خلال آخر حديث له مع الوفد النسوي الذي استقبله ليلة عيد الفطر المبارك 1422 ه().

إن مأساة العراق ما زالت مستمرة حتي يومنا هذا وهي كما عبر عنها الشهيد السعيد السيد حسن الشيرازي ? في إحدي قصائده قائلاً:

ويل العراق فليله لا ينقضي

حتي تقوم حكومة الإسلام

نعم إن مأساة العراق لا تنقضي ما لم يرجع الجميع إلي الإسلام والعمل بمبادئه والسعي إلي تطبيقها لان فيها سعادة الدارين.

إن مؤسسة المجتبي إذ تقوم بطبع ونشر كتاب (كفاحنا) لسماحة الإمام آية الله العظمي السيد محمد الحسيني الشيرازي (قدس سره الشريف) سعياً منها في كشف صفحة من تاريخ الشعب العراقي ومعاناته مع الطاغوت الجاثم علي صدر العراق منذ أكثر منذ ثلاثة عقود ولحد الآن، سائلة المولي القدير أن يزيل الطاغوت في القريب العاجل لتقام بدله دولة الإسلام في بلد المقدسات وتحت راية شوري الفقهاء المراجع وتعدد الأحزاب وحرية الانتخابات وفي ظل الأمن والأمان، إنهم يرونه بعيداً ونراه قريباً إن شاء الله.

وفي الختام لا يسعنا إلا أن نشكر جميع من أتحفنا بالصور وأمدنا بالمعلومات الملحقة.

والحمد لله اولاً وآخراً.

مؤسسة المجتبي للتحقيق والنشر

بيروت لبنان ص.ب: 5951 / 13

فترة الاختفاء

… كوني في داخل كربلاء المقدسة، أو خارجها في العشائر، أو في النجف الأشرف، أو بغداد، أو شمال العراق، أو السعودية، أو لبنان، أو إيران، أو الخليج، أو محل آخر مجهول().

وحيث إن آثار فعالياتنا كانت ظاهرة، في الداخل والخارج، وكان محلنا وطريقة

اتصالنا بالجماهير، غامضاً جداً، لذا فقد كان الأمر مثار استغراب الحكومة والناس، علي حد سواء.

وقد كنا نلح ونضغط علي الحكومة أشد الإلحاح والضغط بواسطة الجماهير، علي إطلاق سراح الأخ()، لكن الحكومة كانت عازمة علي شرب الكأس إلي الثمالة، وقد كنت آثرت الاختفاء مدة حي علمنا بمكان الأخ، إذ كان مكانه مجهولاً أيضاً، بالإضافة إلي عدم علمنا بحياته أو استشهاده، فإن بعض الإذاعات والصحف أعلنت عن استشهاده.

ولما عرفنا مكانه في شهر شعبان من نفس السنة()، وعلمنا بأنه حكم عليه بالسجن عشر سنوات وأنه نقل إلي سجن (بعقوبة)، رأيت أن من الصلاح الخروج من الاختفاء، وقد طالت فترة الاختفاء، من شهر ربيع الأول، إلي شهر شعبان، وحين ذاك انتقلت تحت جنح الظلام إلي دار المرحوم الوالد?() في شارع الإمام علي عليه السلام وأرسلت الخبر إلي الناس، بأني سوف أحضر ليلة كذا لصلاة الجماعة، ولم أرد أن أخبرهم عن محل انطلاقي خشية ازدحام الناس وهياجهم الموجب للاصطدام بالحكومة، وفجأة رآني الناس المتجمهرون في الصحن، علي سجادة الصلاة، وانتهت مدة الاختفاء بسلام.

برنامجي أثناء فترة الاختفاء

وقد كنت في هذه الفترة، مشتغلاً بثلاثة أمور:

الأول: تربية النفس بالطاعة والعبادة والزهد والاستغناء عما سوي الله.

الثاني: الاستطلاع علي الأوضاع العالمية من طريق أجهزة الإعلام، والاستغراق في التفكير في كيفية إنقاذ المسلمين وسط هذه الزحام الهائل، وقد تكوّنت في ذهني خطوط ومناهج خاصة لهذه المهمة، وأسأل الله سبحانه أن يوفقني لإنجازها.

الثالث: تأليف الكتب، وقد وفقت أن أؤلف في هذه الفترة ثلاثين كتاباً، اثنتان منها في تفسير القرآن الحكيم:

أحدهما: تلخيص() تفسير البيضاوي() ومجمع البيان().

والثاني: تفسير تبيين القرآن().

ولو قلت: إنه مرّ عليَّ في ذلك الظرف، أسعد الحالات الروحية، وأشقي الحالات النفسية لِما كنت في أزمة حادة لَما كنت مبالغاً.

قرار الحكومة بالاعتقالات

ثم إن الحكومة بعد غيابي قررت اعتقال خمسين شخصاً من أصدقائي، من أهل العلم والخطابة، ومن الأقرباء والمنسوبين، واطلعت علي ذلك بواسطة بعض أصدقائي في جهاز الأمن، فأسرعت إلي إخبارهم بقرار الحكومة ونصحهم بالاختفاء أو السفر ريثما تهدأ العاصفة، فبعضهم سمع نصحي فاختفي أو سافر، وبعضهم لم يأبه بالأمر، فوقعت عليه الواقعة.

وكان من جملة الأصدقاء الذين سافروا: صهرنا السيد كاظم القزويني().

ومن الذين اختفوا: أخ الزوجة الحاج عبد الرزاق معاش().

وصهرنا الآخر: السيد كاظم المدرسي()، وأولاده.

والحاج تقي محمود().

وأغلب أعضاء المشاريع الإسلامية في كربلاء المقدسة الذين كنا ندير المشاريع معاً.

أما الذين ألقي عليهم القبض: فالسيد سعيد زيني().

والشيخ عبد الزهراء الكعبي().

والشيخ حمزة الزبيدي().

والحاج حبيب() عضو المشاريع.

وآخرون.

كما سُفّر بعض أعضاء المشاريع، كالشيخ محمد الشيخ هاشم().

وآخرين أيضاً ().

وقد اختفي عن الأنظار أكثر من ألف إنسان خوفاً، وإن لم يكن عليهم شيء، لكن المشكلة إذا حدثت تعم.

إذاعة الأهواز()

وقد كانت لإذاعة الأهواز في تلك الظروف وقع الصاعقة علي حزب البعث، وكان لها ولجريدة (الحياة) البيروتية الدور الأهم في فضح البعث وطغاة العراق، فضيحة لم يتمكنوا أن يطهروا أنفسهم منها وإلي هذا اليوم.

حيث كانت تنشر تفاصيل الأخبار التي تجري من الاعتقالات والتعذيب وما أشبه، وكانت هذه الأخبار تصلهم من داخل العراق، وكنت أعرف الوسائط، وقد حاولت الحكومة البعثية أن تعرف المدير لهذه الحركة بكل ما أوتيت من الوسائل، حيث اعتقلت أناساً أبرياء كثيرين، وجعلت أموالاً لمن يرشدها عليه، لكن بائت آمالها بالفشل.

وأشد ما كانت تدهشها، حين ما تري أن إذاعة الأهواز مستمرة في نقل الأخبار الصحيحة والدقيقة حول كل المواضيع، وإن الذين يُعتقلون لا يغيّرون من الأخبار شيئاً حيث كانت مستمرة.

وعبثاً كانت الحكومة تحاول معرفة المدير للحركة، فإنه وأعوانه كانوا من البراعة وقوة الحذر

والحزم علي جانب كبير، وإلي يومنا هذا لم تتعرف الحكومة علي أولئك، كما أن معرفة المديرين للحركة، في ذلك الوقت كان خليقاً لأن يوصلهم إلي حبل المشنقة بعد ساعات من إلقاء القبض عليهم من قبل الحكومة.

وفي أثناء ما كان السيد الأخ حسن() مجهول المكان والمصير، وتأتي الأنباء الموحشة بأنه تحت التعذيب القاسي وأنه قريب من الموت، وأنه في المستشفي، فقد ذكرت بعض الإذاعات، بأنه التحق بالرفيق الأعلي واستشهد!، وهزّ هذا الخبر البلد من أقصاه إلي أقصاه، لكني لم أكن أصدق هذا الخبر من أعماقي، لذا قلت في نفسي: إذا كان الخبر صادقاً للزم أن نعلم به عن طريق الأمن والحكومة لا عن طريق الإذاعات الخارجية.

لا لأعمال العنف

واتصل بي الشخص الرابط والذي كنت ارتبط به فترة الاختفاء وأخبرني بأن الناس مستعدون للإضراب ولزرع المتفجرات في المباني الحكومية، ولاغتيال أفراد منهم، واختطاف بعض شخصياتهم، قال: وإن بعض الأصدقاء بالذات دبر تدبيراً خاصاً لقتل بعض المسؤولين، فنهيت عن ذلك أشد النهي، وأظن أنه لولا ما اتخذته من التدابير لأجل الحيلولة دون وقوع شيء منها لحدث بعض الحوادث المرة، فإنه مضافاً إلي أن أعمال العنف غير جائزة شرعاً، وحتي مع فرض جواز بعض هذه الأمور في مواردها الخاصة، لم يكن من الصلاح القيام بها، لأن الذين سوف يذهبون ضحية الأحداث يكونوا أضعاف ذلك، إذ من المعلوم أن فرقة الاغتيال والإرهاب، لابد وأن تزود بأدق المعلومات، وأحسن الآلات، وأن تكون مدربة خير تدريب، وإلا كان الفشل نصيبها، وكان الانسحاب الذي تعانيه شراً من الوقوف في مكانها، وعلي كل فقد ذهب الأمر بسلام.

الضغط للإفراج عن السيد حسن

ولما عرفنا مكان اعتقال السيد حسن، وأنه سجين في (بعقوبه)() إحدي مدن العراق، أخذنا نحرض الناس علي زيارته تحريضاً خفياً، حيث إن الحكومة كانت عازمة علي منع زيارة أي شخص له إلا ذووه فقط، فأخذت الوفود تذهب لزيارته بأعداد كبيرة من كل حدب وصوب، حتي كان يذهب لزيارته في بعض الأوقات 500 إنسان وأكثر، مما جعل الحكومة تضغط علينا كثيراً حول هذا الموضوع وقالوا: إن هذا الأمر سوف يسبب تأخير الإفراج عنه!.

لكن الظواهر كانت تشير إلي العكس، وتدل علي أن الحكومة لابد لها وأن تستجيب لهذا الضغط الهائل، في الإفراج عنه، ولذا لم نمنع الجماهير من زيارته بل لم نتوقف عن تحريضهم علي ذلك.

ومن جانب آخر فقد أخذنا نضغط علي المسؤولين بواسطة بعض الشخصيات والوجهاء من العلماء والخطباء والشيوخ وما أشبه، لإلغاء حكم السجن

الصادر عليه عشر سنوات.

وقد صرفنا شيئاً كبيراً من الجهد لأجل إيجاد هذا الضغط.

هذا كله بالإضافة إلي كثرة الدعاء والتضرع إلي الله والتوسل بأهل البيت عليهم السلام في الإفراج عنه.

الهدف من اعتقال السيد حسن

إن اعتقال السيد حسن كان لأجل إخماد حركات الشيعة الإصلاحية، والانتقام من ذوي قادة ثورة العشرين()، وكانت قصيدته() التي ألقاها في حفل الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام () وهاجم فيها البعث، سبباً أظهره البكر() ورفاقه أمام أعضاء الحزب لاعتقاله وسجنه، لكنها حيث لم تكن مبرراً كافياً أمام الرأي العام، لذا عذّبوا (رشيد مصلح) () الذي كان مسجونا بتهمة التجسس وأنه قبض خمسمائة دينار من أمريكا لأجل التجسس، حتي يعترف علي السيد حسن بأمر تافه.

فقال رشيد مصلح في ندوة تلفزيونية وآثار التعذيب بادٍ علي جسمه إن السيد حسن جاءه ذات مرة، وقال له: ألا تعمل؟

فقال رشيد: إن الأمر يحتاج إلي المال.

فقال له السيد حسن: ليس كل شيء بالمال.

هذا فقط كان الاتهام الموجه ضد السيد حسن.

فضحك الناس من الأمرين بملأ أشداقهم.

فهل من المعقول أن رشيد في حال كونه اليد اليمني لعبد السلام عارف() وهو حاكم عسكري عام، وتحت يده الملايين، أن يقبض خمسمائة دينار فقط من أمريكا، لأجل أن يتجسس لصالحها؟

ثم أي ربط بين السيد حسن وبين رشيد مصلح؟!.

ثم أي ربط بين السيد حسن وبين الانقلاب؟!.

ثم هل الكلمات السابقة تدل علي أن السيد حسن طلب منه الانقلاب؟

لكن البعث لم يجئ إلي الحكم بالمنطق، وإنما بواسطة السفارة البريطانية في بغداد، وكان منطقهم هو منطق الاحتلال لا أكثر.

إطلاق سراح السيد حسن

وكيف كان الأمر فبعد جهود مضنية وبألطاف إلهية وتوجه من الأئمة المعصومين عليهم السلام اُطلق سراح السيد حسن وألغي الحكم الصادر بحقه، وجاء إلي كربلاء المقدسة، وكان يوم مجيئه يوماً مشهوداً، وازدحمت الدار بالوفود الذين زاروه من كل أنحاء العراق..

لكنه كان مريضاً ومصاباً من جراء التعذيب الوحشي، كما كان قلقاً جداً من احتمال اعتقاله مجدداً، حيث إن

البعثيين العراقيين لم يكن يؤمن منهم الغدر، فإن طبيعتهم طبيعة اليهود، حيث إن المسيّر لهم كان منهم، فإن القصر الجمهوري كانت قيادته العليا بيد البكر() وممثل عن ميشيل عفلق الصليبي() وآخر عن شركة لايف الإنجليزية اليهودية، أما سائر الأشخاص حتي صدام() الذي اشتهر صيته في العراق، وظن بعض من الناس إنه الرجل القوي وإنه الرجل الأول، فلم يكن إلا واجهة يستتر خلفها الثالوث الحقيقي.

السفر إلي بيروت

ولذا فقد دخلنا نحن في دور ثالث بالنسبة إلي السيد حسن، وذلك بعد دورة اعتقاله والجهل بمصيره، ودور ظهور الحكم عليه بالسجن مدة عشر سنوات، وهو دور ما بعد خلاصه من السجن.

فاهتممنا اهتماماً بالغاً لأجل أن يخرج من العراق، للمعالجة أولاً، والتخلص من القلق ومن طغاة العراق ثانياً، وقد بذلت جهود مضنية حتي اقتنعت الحكومة بإعطاء الجواز له، ودامت الجهود منذ ذي الحجة إلي ربيع الثاني() وبمجرد أن حصل علي جواز السفر أسرعنا نحن غاية الإسراع في مسألة المغادرة قبل أن يندم البعث، فسافر إلي لبنان بداعي المعالجة ولم يكن الفاصل بين حصوله علي الجواز ومغادرته إلا بعض يوم.

وبمجرد أن غادر جاء الأمر المستعجل بمنعه من السفر، لكن الأمر جاء متأخراً وتنفس هو ونحن وأصدقاؤه الصعداء().

وبعد ذلك عولج في إحدي مستشفيات بيروت الراقية، حتي شوفي من غالب مرضه().

وقد حاولت الحكومة العراقية بمختلف صنوف الكيد والدجل أن ترجعه إلي العراق، لكن معرفتنا بغدرهم حال دون ذلك، ولما يئست الحكومة من عودته أصدرت أمراً بمصادرة أمواله، وعممت نسخاً من الأمر إلي البنوك ودائرة تسجيل العقارات وغيرهما، ولكن كان ذلك مثاراً للسخرية حيث لم يكن يملك السيد حسن حتي فلساً واحداً ولا شبراً من الأرض، نعم كان يملك بعض الأثاث العادية واللوازم الشخصية في

مدرسة ابن فهد?()، ولقد صادروها المحتلون في ما صادروا من أثاث سائر الطلاب وأثاث المدرسة والمكتبة التي قدّرت جميع ذلك بما يقارب عشرة آلاف دينار تقريباً، ولم يكن للأخ فيها إلا الشيء البسيط منها.

ولعل القارئ يري إيجازاً في ما ذكرناه حول هذه الحقبة وحول قضايا السيد حسن بالذات، لكن الكتاب لا يتحمل أكثر من ذلك، وإلا فقضاياه وحدها إذا فصلت تفصيلاً كانت خليقة بأن تملأ (ألف صفحة) أو أكثر، أما قضايا العراق بصورة عامة فإنها تحتاج إلي مجلدات ضخام.

مشاريع في لبنان

ثم إن الله سبحانه وفق السيد حسن أن يفتح في لبنان مركزاً للتعليم الديني، وسمّاه (مدرسة الإمام المهدي عليه السلام) () وكانت لبنة لأجل تخريج العلماء والخطباء.

كما وفقه قبل ذلك لفتح (دار الصادق عليه السلام)() لأجل طبع ونشر كتب الشيعة، وقد قدّمت الدار خدمات جليّة إلي العالم الإسلامي والشيعي بصورة خاصة.

وبعد تلك الدار، فتحت دور أخري لنفس المهمة أيضاً، وكان منها ما أسس بهمة الشيخ حسين الأعلمي() الذي أخرج من كربلاء المقدسة في زمن (عبد السلام) () لأجل كونه من خدمة الشيعة، وإن كان تحت واجهة الاتهام أيضاً، وقد كان فتح قبل ذلك داراً في كربلاء المقدسة لطبع ونشر الكتب الدينية، وقد أدت دار نشره خدمات جليلة أيضاً.

ودور النشر الشيعية في لبنان تهتم بطبع ونشر الكتب الدينية وتبث صوت الإمام الحسين عليه السلام وأهل البيت عليهم السلام إلي العالم، ويلزم السعي لتأسيس الكثير منها.

73

قصر النهاية()

إن الأخ السيد حسن كان مأخوذاً عليه أن لا يتكلم حول أي شيء رآه، وقد امتنع عن الكلام غالباً، لما كان يخاف أن يصل خبره إلي جلاوزة البعث فيؤذوه حتي وهو خارج العراق، كما اغتالوا (حردان التكريتي)() في الكويت، وقد هدده البعث بذلك إن تكلم.

لكن أخبار (قصر النهاية) تسربت إلي الخارج بواسطة عشرات النزلاء، وهذا القصر كان يسمي ب (قصر الرحاب) في زمن نوري السعيد()، ثم تحول إلي مستشفي في زمن عبد الكريم قاسم()، ثم تحول إلي دار التعذيب في زمن البكر() حيث كان يصب فيه حقد الصليبية والصهيونية علي المسلمين وبالأخص الشيعة الذين قاوموا الاحتلال الإنجليزي في ثورة العشرين، وقد مات فيه مئات الأبرياء، وأحرقت جثثهم أو دفنوا في محلات مجهولة، ولم يجرأ حتي أهاليهم بمطالبة جثثهم، بل وحتي أن

يبوحوا بذلك، حتي إن إظهار الأمر كان جريمة نكراء عذابها السجن والتعذيب.

التعذيب في قصر النهاية

أما أنواع التعذيب فيه، فقد كانت تربو علي مائة نوع، ذكرت إحدي الصحف اللبنانية سبع وخمسين منها والباقي سمعناه من بعض المشاهدين.

وقد درس وتعلم جلاوزة البعث خصيصاً لذلك أربع وستين أسلوباً من التعذيب عن روسيا، بالإضافة إلي أساليب التعذيب البدائي التي كانت معروفة لدي جلاوزة البعث وجلاديه.

وإنما سمي (قصر النهاية) بمعني نهاية التحقيق كما قالوا هم، وبمعني نهاية الإنسان كما يقوله الناس.

وذكر أصناف التعذيب فيه شيء تتقزز منه النفوس، لكن أري إن من الضروري أن أذكرها، حتي يعلم الجيل الإسلامي الصاعد، كيف كانت اليهود والنصاري يصبّون جام غضبهم علي المسلمين، فلا يتخذوهم فيما بعد أولياء، بل يعملوا حسب ما أراد القرآن الحكيم: ?لا تتخذوا اليهود والنصاري أولياء بعضهم أولياء بعض?().

أما الذين كانوا يشرفون علي تعذيب الشخصيات، فكبارهم، وكان منهم:

البكر().

وعفلق().

وصدّام().

وعلي رضا ().

ومرتضي الحديثي().

وعبد الكريم الشيخلي().

وصالح مهدي عماش().

ودانيال().

وناظم كزار().

وغيرهم().

وقد كانت تحت أيديهم فرق من التعذيب تربو علي عشر فرق، كل فرقة مؤلفة من ثلاثة إلي عشرة يتناوبون علي التعذيب، فقد كان يعذب الإنسان طول الليل والنهار لمدة أسبوع مثلاً، حتي يموت أو ينقل إلي المستشفي.

وكان التعذيب لأجل أن يعترف بما يلقنه جلاوزة البعث من الاعتراف من أنه جاسوساً لليهود، أو جاسوساً لإيران، أو جاسوساً لأمريكا، أو متآمراً، أو مختلساً لأموال الدولة، أو عضواً في حزب كذا، أو يتاجر بالمخدرات، أو يهرّب أموال الدولة، أو له نشاط رجعي (أي ديني)، أو خرق القانون، أو خائن أو ما أشبه، فإن اعترف فسوف ينشر اعترافه مع صورته في التلفزيون ويحكم عليه بالإعدام أو ما أشبه كالسجن لمدة سنوات طويلة، ثم لا ينقطع عنه التعذيب حتي بعد الاعتراف.

وإن لم

يعترف عُذب بأقسي أنواع العذاب، فيكون مصيره الموت أو يصبح معاقاً، أو عليلاً بحيث يأخذ سبيله إلي الموت تدريجاً، أو يحكم عليه بالسجن مدةً طويلة، وهناك في السجن يغتال إذا خشي منه، كما اغتالوا (فؤاد الركابي)() وسبعة من أصدقائه في سجن بعقوبة، واغتالوا غيرهم في سجون أخري.

أنواع التعذيب

أما أنواع التعذيب فكثيرة، منها:

1. قلع العين.

2. صلم الأذن.

3. جدع الأنف.

4. تسمير الأذنين بالحائط، بحيث لا يقدر المعتقل من القيام أو الجلوس أو المنام كذلك وإذا أراد تغيير حاله انشقت أذنه.

5. كسر اليد.

6. كسر الرجل.

7. كسر سائر عظام الجسد.

8. جعله تحت المكبس.

9. قلع أظافر اليد أو الرجل.

10. نتف شعر الرأس أو اللحية.

11. شد الخصي بالحبل وجرها جراً عنيفاً، بحيث يغمي علي صاحبها أحياناً، أو يموت أحياناً.

12. ضرب الخصي حتي الفتق.

13. ادخال أنبوب في الذكر شبيه بما يدخل فيمن من أبتلي بحصر البول، فيجري منه الدم والقيح والبول.

14. جعل المسجون في غرفة مظلمة لمدة أيام حتي تعمي عينيه.

15. حرق شعر الرأس واللحية.

16. إطفاء السجائر ببدن المعتقل.

17. اغتصاب النساء.

18. التعدي الجنسي علي الرجال.

19. إحضار زوجة المعتقل أو أمه أو أخته واغتصابهن أمام عينيه.

20. كسر الأصابع.

21. الفلقة للرأس.

22. الفلقة للرجل.

23. سد الباب علي اليد أو الرجل أو الإصبع.

24. الضرب بخراطيم الماء.

25. تشريح البدن وجرحه بالموس.

26. قطع بعض اللحم وصب الفلفل أو الملح عليه.

27. تعليق الرجل أو المرأة منكوساً عارياً.

28. تعليق المرأة من ثدييها.

29. التعليق من شعر الرأس.

30. عدم إعطاء الماء المعتقل في الحر الشديد لعدة أيام، وقد مات أحد أصدقائنا بذلك بعد أن منعوه من الماء في حر تموز سبعة أيام.

31. إعطاء الطعام الحار للمريض ثم منعه من الماء.

32. تسميم المعتقل بالسموم الخفية.

33. جعل المعتقل في غرفة ضيقة بحيث لا يتمكن

من القيام ولا النوم.

34. جعل المعتقل في غرفة ممتلئة ماءً إلي حد الحقو أو ما أشبه حتي لا يتمكن من الجلوس أو النوم.

35. طرح المعتقل عارياً علي الزجاج المكسور.

36. غرز المسامير في البدن.

37. الرفس بالرجل وأحياناً كان يجتمع علي المعتقل الواحد خمسة أو ستة من الجلاوزة يرفسونه لمدة ساعة أو ما أشبه.

38. صفع الوجه إلي حد تورّم الخد وأحياناً إلي حد العمي.

39. صب حامض النتريك (التيزاب) علي الجسد.

40. شد رجل المعتقل والقاءه في البئر فجأة، وبعض المعتقلين انقطع عصب عرقوبهم بسبب ذلك، ولما سافروا إلي لندن للعلاج، قالوا: لا علاج لذلك.

41. قطع الذكر (الجب).

42. سل الأنثيين (الإخصاء).

43. إجلاس المعتقل علي أرض حارة أو حديدة ساخنة جداً.

44. أمره بالمشي في القير المذاب.

45. غطسه في الماء لمدة دقيقة أو أكثر.

46. غطسه في البول والنجاسة لمدة ثوان.

47. إلصاق صفحة حديدية حارة بجسمه.

48. الكي بالمكواة الكهربائية.

49. أمره بالركض لمدة ساعة أو أكثر ركضاً سريعاً ومتوالياً، وخلفه الجلاوزة يضربونه بخراطيم الماء.

50. أمره بالمشي في الشوك.

51. عدم السماح بالاستحمام حيث الهواء حار جداً، حتي يتأذي جسمه من العرق.

52. التجويع لعدة أيام.

53. اعطائه المأكولات المجرحة للفم كالعاقول وما أشبه.

54. الحمام البارد حيث يصب فوق رأس المعتقل ماء بارد قطرة قطرة وبشكل متوال.

55. الحمام الحار.

56. صب الماء الحار جداً علي جسم المعتقل.

57. صب الماء البارد جداً علي جسم المعتقل.

58. صب الزيت المغلي في الفم وفي الأذن، وقد صم أحدهم من جرّاء ذلك.

59. عدم إعطائه وسائل الدفء في الشتاء وأحياناً جعله عارياً حتي يزرق جسمه.

60. حقنه بإبرة طبية يصاب من جرائها بالشلل النصفي.

61. سلّ اللسان بكلاّب حتي تنقطع عصبه، كما أحدثوه ببعض الشخصيات.

62. تجريد المعتقل من ملابسه، حتي يضطر المعتقل أن ينام عارياً علي

الأرض في الشتاء أو الصيف.

63. أمر المعتقل أن ينظّف المراحيض أو الأرض بيده وثوبه.

64. كي أطراف الأذن والرقبة والفخذ والعورة بمكواة خاصة.

65. تغطية رأس المعتقل بخوذة يجري فيها التيار الكهربائي، حتي يظن أن مخّه قد تناثر من شدة الألم.

66. جعله في غرفة سقفها قريبة من الأرض جداً حتي يبقي لذلك في حالة التمدد لعدة أيام.

67. التعذيب الروحي بسب دينه ومذهبه ومقدساته.

68. جعل غطاء علي الرأس متصلاً بالتيار الكهربائي حتي يظن أن عينيه تنقلعان.

69. غرز الأبر في الجسم.

70. صب (التيزاب) علي المواضع الحساسة من الجسم.

71. الحيلولة دون نوم المعتقل.

72. شد حقويه حتي لا يتمكن من التغوط.

73. شد إحليله حتي لا يتمكن من التبول.

74. تكليفه بالوقوف تحت الشمس في أيام الصيف الحارة جداً.

75. إلقاء النجاسة علي رأسه ثم عدم السماح له بالاستحمام حتي يتأذي من الوسخ والعفونة.

76. ضربه بأعقاب البنادق.

77. الصعق بالتيار الكهربائي في مواضع خاصة من جسمه وخاصة التناسلية.

78. جعل آلة في فمه حتي لا يتمكن من سدّ فمه.

79. جعل القراحات الشديدة علي الجسم.

80. كسر الأسنان وقلعها.

لكن بعض هذه الأنواع من التعذيب كان يعذب بها من لا يراد إطلاق سراحه نهائياً، بل يراد إعدامه.

وقد كانت من قسوة جلاوزة البعث وجلاديه أنهم كانوا يرون وجوب إعمال التعذيب علي الناس حتي الأبرياء منهم لأجل الإرهاب وإيجاد الرعب فقط وفقط.

هكذا الرعب والإجرام

وذكروا أن صدام التكريتي قال للقذافي(): خذ ثلاثة آلاف من شخصيات البلد من مختلف الطبقات وأودعهم السجن وعذبهم لمدة شهر أشد العذاب، وبعد ذلك أرسل من يسألهم عن أسمائهم، فمن نسي اسمه من هول التعذيب وشدته فاتركه وأطلق سراحه، ومن أجاب باسمه أجر عليه التعذيب مرة ثانية، لكن القذافي قال له: نحن جميعاً إخوة، ولا نحتاج إلي هذه الجرائم.

مشاهدات في قصر النهاية

وقال من شهد قصر النهاية: إنه أحياناً كان يؤتي بإنسان يراد قتله، فيربط علي الحائط، ثم يؤمر جماعة ممن عندهم السلاح، أن يجربوا (علي اصطلاحهم) سلاحهم فيه، فكانوا يضربونه بالبنادق والمسدسات حتي ينهكوه جسدياً، كسراً وجرحاً وهو يستغيث ثم يطلقون عليه الرصاص حتي يموت.

وأحياناً يترك بعد التعذيب يوماً أو أكثر في حالة الغيبوبة وما أشبه، ثم يقتل.

وكانوا أحياناً يحرقون بدن المقتول بإلقاء مواد حارقة عليه ثم إشعال النار فيه.

وأحياناً كانوا يثقبون بعض أجزاء جسم من يراد إعدامه كاليد والرجل وما أشبه ثم إدخال حبل غليظ فيه، وجرّه من الطرفين كالمنشار حتي يقطع اللحم والجلد.

قال: وذات مرة مات المعذَّب بعد دقائق من إجراء هذه العملية عليه..

كثرة مراكز التعذيب

ثم إن من الجدير بالذكر، أن قصر النهاية لم يكن مركزاً للتعذيب وحده، بل كانت مراكز الأمن في كل العراق كذلك وكانت السجون فيها محلاً للتعذيب، وقد سيطر البعث علي أكثر من مأتي مركز في بغداد، وكانت هي دور السجن والتعذيب، وأحياناً كان يصل عدد السجناء إلي مائة ألف ونحوه، كما كتبت عن ذلك بعض صحف لبنان.

74 تعطيل المشاريع

وحيث إن البعث جاء إلي العراق لأجل القضاء علي العراق وعلي الإسلام عامة وعلي التشيع بصورة خاصة، فقد أوعزت بغداد، ومن مجلس قيادة الثورة بالذات كما نقل لي بعض الثقات الذين كان لهم ارتباط بالمجلس إلي أجهزة كربلاء بتعطيل كل المشاريع الموجودة في كربلاء المقدسة!.

فنصحت الأصدقاء بالتجنب مهما أمكن عن الصِدام، لئلا تتخذ الحكومة منه مبرراً في هذا التعطيل، ولو مبررا اسمياً، فأخذت الحكومة بالضغط المتزايد علي كافة المشاريع، مما لا أظن أن له مثيل إلا في روسيا والصين.

فأغلقوا فجأة (مستوصف القرآن الكريم) () وأخذت الشرطة تراقبه، لئلا يخرج شيء من أثاثه، لأنها أصبحت ملك الحكومة.

ولماذا؟

حتي المتصرف لا يعلم السبب في ذلك إلا أن الأمر من بغداد.

وكان لنا في المستوصف قريب ثلاثة آلاف دينار من الأثاث والأجهزة الطبية.

ثم تلت ذلك (مدرسة الحفاظ الثانية) للطلاب().

ثم (دار القرآن الحكيم) لنشر المطبوعات الإسلامية().

ثم (مكتبة القرآن الحكيم) للبيع().

كما أغلقوا (مطبعة القرآن الكريم) وجمّدوا موضع المطبعة وهي موقوفة، كنا قد عزمنا أن نجعلها (روضة القرآن الكريم) للأطفال.

وأخذوا يطاردون هيئات الشباب مطاردة هائلة.

كما إن الحفاظ اضطروا لتجميد جملة من نشاطاتهم، كالكشافة، والعارضة، والمناشير، وما أشبه.

وبغلق الدار شلّت الفروع السبعين التي كانت منتشرة في كافة أنحاء العراق.

وكذلك بالاستيلاء علي مدرسة (ابن فهد ?)() أغلقت المشاريع التي كانت مقرها في تلك المدرسة وهي عشرة أو أكثر().

كما

جمّدت (مكتبة القرآن الحكيم) نشاطاتها المتنوعة، والتي كانت مقرّها تلك المكتبة، ك (دار الخدمات الإسلامية) () وما أشبه.

وكذلك أغلقوا كافة المجلات() باستثناء مجلة (أجوبة المسائل الدينية) () والتي أغلقوها فيما بعد أيضاً، وإنما كانت تصدر بصورة كتاب، وهي فاقدة الروح والقالب.

وباعت الحكومة أثاث المستوصف والمدرسة بثمن بخس.

حتي إنهم باعوا بسط الصلاة، وقد كانت موقوفة ذات متول خاص، وكان ذلك مكتوباً عليها وكانت التولية بيدي حسب المكتوب عليها.

لكنا حاولنا أن نشتري منها ما أمكن.

وكذلك أخذت الحكومة تطارد المصلين في الصحنين الشريفين، وفي المساجد حتي تقلّصت صلوات الجماعة.

وكذلك أخذوا يطاردون الزائرين تحت ألف اسم واسم حتي خلت العتبات المقدسة إلا النادر من الزوار، اللهم إلا في ليالي الجمعة وبعض الزيارات.

وأخذوا يطاردون الخطباء والمجالس الحسينية بصورة غير مسبوقة، حتي إن جماعة منهم جمّدوا خطاباتهم، كما جمد أصحاب قسم من المجالس مجالسهم خوفاً.

وبالجملة فقد تحولت كربلاء المقدسة من تلك الواحة الخضرة إلي بلقع، كل ذلك تحت شعار (وحدة، حرية، اشتراكية).

نعم كان المفهوم عند العراقيين من هذه الكلمات: وحدة القتلة، وحرية المجرمين، واشتراكية حزب البعث في أموال الناس وأعراضهم، والويل ثم الويل لك، إذا تنفست، بله ما إذا قلت: لماذا؟

فالواجب عليك أن تسبّح بحمد البعث، والرئيس المهيب المناضل أحمد حسن البكر، الذي أصبح من ذرية الرسول صلي الله عليه و اله جديداً! بعد أن كان من سلالة ساسون حسقيل.

نماذج من الاستبداد

ليس هذا فحسب، بل خنقت الأصوات إلي حدّ إنك لا تجرأ أن تتكلم حول عصمة كل فرد من الشرطة، أو أعضاء حزب البعث، فكل فرد منهم أصبح معصوماً لا يسأل عما يفعل، وهم يسألون.

إن هذه الأحداث لعلها لا تصدق في المستقبل، لكننا نعيشها الآن، وما نذكره في هذا الكتاب لعل القارئ

في المستقبل يمر عليه مرّ الكرام، لكن الجو مكفهر الآن بحيث يتصور الإنسان ان كل ما يكتب فهو قليل.

لماذا تضحك؟!

وقد حدث أمامنا في سوق (الفلجية) المشرف علي شارع الإمام علي عليه السلام أن طائرة مرّت في سماء كربلاء، فضحك أحد الخفافين حينما نظر إليها ضحكاً فقط واذا بالأمن يقبضه من أطرافه وساقه إلي مركز الشرطة، وهناك بعد أن أنهك ضرباً، قيل له: لماذا تضحك وأنت تنظر إلي الطائرة؟

لابد أنك جاسوس عميل وبألف وسيلة تمكن الرجل وذويه من استخلاصه.

وضع العراق

إن الوضع في العراق الآن وضع شاذ، حتي أصبح العراق كله سجناً كبيراً، بل جهنماً ينطبق علي كل متكلم فيه، قوله سبحانه: ?قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلاَ تُكَلِّمُونِ?().

فلا حق لأحد له أن يتكلم، بل ولا أن يسكت، وإنما الواجب عليه أن يمدح ويسبح، وقد أضفت أنا هذا البيت إلي شعر الرصافي:

يا قوم لا تتكلموا

إن الكلام محرم

والإضافة هذه:

في كل ما ينتابكم

فالمشتكي هو مجرم

بل سبّحوا مهما رأيتم

من أذي وترنموا

بمآثر البعث الع

ظيم فحمده متحتم

أفليس قائدكم صل

يبي وبكر ضيغم؟

من آل ساسون

فمالك يا عراق تجهّم؟

كتب دار القرآن الحكيم

وقد أرادت الحكومة أن تصادر كتب (دار القرآن الحكيم) البالغة آلاف الدنانير، وكانت ملكاً للناس، لكن شدة الضغط الشعبي أجبرت الحكومة إلي إعادة الكتب إلي أصحابها.

رجال دين مزيفون!

وقد قامت الحكومة بإعداد جماعة وعممتهم وسمتهم رجال الدين، وجعلتهم مرجع الأمور للأمة، وعلي يدهم تحل المشاكل الدينية والعلمية، وقد كانوا قبل ذلك ما بين فرّاش البنك، أو صاحب مقهي، أو حمّال، أو خباز، أو معلم في المدارس الرسمية، أو بين رجل المباحث (السري)، كما خصصت الحكومة لهم راتباً ضخماً لاستهواء ضعاف النفوس من رجال الدين، لكن من حسن الحظ، إن الناس عرفوهم فازدادوا عنهم ابتعاداً مما أوقعهم في أشد الضيق الاجتماعي.

وقد أخذ هؤلاء المعممون المرتزقة لا يقتصرون علي مدح البكر والحزب وإنجازات الثورة!، بل تعدّوا إلي مدح عفلق علناً، وأنه الرجل الوحيد الذي خلصنا من الاستعمار، ومدح (عزرايا هو) الذي كانوا يهودياً وعضواً في مجلس قيادة الثورة، بحجة أنه يعرف جيداً خطط الصهيونية، ولذا يدلّنا علي درب الكفاح ضد إسرائيل، بينما كان الأول حلقة الاتصال بين الصليبية وبين القادة، والثاني حلقة الاتصال بين الصهيونية وبين القادة.

75 إشاعة المنكرات

إشاعة المنكرات والآثام من أهم ما يعنيه اليهود، وذلك لكسح الأديان والأخلاق من أمامهم، حتي تبقي الشعوب مهلهلة باهتة، لا حس فيها ولا حركة، فيتمكنوا من استعمارهم والسيطرة عليهم، وقد نص علي ذلك كبراء اليهود، وقد اهتم البعث منذ أول يوم من تسلمهم الحكم إلي تنفيذ هذه الخطة، ولكن علي مراحل حسب ما رسموه من السياسة وقالوا: (خطوتان إلي الأمام، وخطوة إلي الوراء حتي تتم التصفية).

وقد كان الحزب في بعض المناطق يهيأ مجالس السهرة لتعاطي الخمر والبغاء واللواط.

كما فتحوا المواخير في جملة من البلاد.

وفتحوا حانات الخمور في بعضها.

وفتحوا بعض النوادي للواط في بغداد تحت شعارات أخر.

وزادوا فترة بث الأغاني من الراديو، والصور الداعرة المثيرة في التلفزيون، إلي غيرها وغيرها.

أما ما يخص كربلاء المقدسة، فقد ركز الحزب اهتمامه لإفسادها

وذلك بالخطوات التالية:

1: السماح للشيوعيين بممارسة نشاطاتهم الهدامة.

2: جعل (كازينو كربلاء) محلاً للخمر والبغاء والشذوذ الجنسي.

3: إجازة القمار في كل كربلاء، بعد أن كان محرماً قانوناً.

4: إجازة الغناء قرب الصحنين المقدسين بعد أن كان محرماً قانوناً.

5: السماح للنساء السافرات الخليعات من التواجد وبأعداد كبيرة في كربلاء أيام الجمع وما أشبه وانتشارهن في الأسواق والشوارع.

6: تحويل بحيرة الرزّازة قرب كربلاء إلي مسبح لسباحة الشباب والفتيات العراة، ونصب الخيام هناك لمزاولة القمار والخمر والزنا والشذوذ الجنسي، حيث أرادوا أن تكون كربلاء المقدسة مدينة خارجة علي القيم والمبادئ.

7: جعل مقرات الحزب في كربلاء محلات لممارسة مختلف أنواع الفساد.

8: عرض الأفلام السينمائية الخليعة في المدارس وما أشبه، إلي غيرها.

والويل لمن تكلم ولو بشطر كلمة، فهو جاسوس وعميل لأمريكا ومتآمر.

هذا بالإضافة إلي تبعيد وتسفير وسجن مجموعة من العلماء والخطباء والكسبة الأخيار وكل ذلك لخمد صوت الإمام الحسين عليه السلام، وتنفيذاً لوصية ستالين().

وصية ستالين

فإن ستالين لما استولي حزبه علي البلاد الإسلامية التابعة لإيران، مثل بادكوبة وقفقاز، وقبة وما أشبه، قتلوا عشرة آلاف من رجال الدين في تلك البلاد، فذهب مسؤول فرع الحزب هناك وبشر ستالين بالإنجاز الثوري الهائل من قتل رجال الدين وهدم المساجد، فقال ستالين: لكن إذا قتلتم كربلاء فقد فعلتم ما يفرح، فان كربلاء ما دامت موجودة، فإنها تنشر رجال الدين ومراده الخطباء الذي ينشرون الإسلام باسم الإمام الحسين عليه السلام .

من بركات كربلاء

إن حزب البعث في العراق وإن كان عميلاً لإنكلترا والصهيونية، وقصدهم تحطيم الإسلام والأخلاق، مما أوجب عليهم أن يتشبثوا بكل فاسد ومفسد، لكن هيهات أن تخبو تلك الشمعة التي أنارت كربلاء، فإن كربلاء المقدسة ستعود بعد زوال هؤلاء إلي حالتها الأولي، لما فيها من الجذور الثابتة النامية، كما إن تسفيرهم لأهالي كربلاء لم يؤثر علي نفسيتهم ومعنوياتهم بل فعل مفعوله بالنسبة إلي أي بلاد حلوا فيها.

فمثلاً لبنان تأسست فيها عدة مراكز من كربلاء بواسطة الأخ السيد حسن ومساعديه.

كما حدث ذلك في الكويت حين قدمناها.

وفي إيران، أخذت مشاريع كربلاء تظهر فيها، حتي إن الكربلائيين أسسوا في مختلف بلاد إيران، أكثر من مائة مشروع، أمثال دور النشر والمكتبات وهيئات طبع الكتب وهيئات الشباب وغيرها.

مشاريع في الكويت

أما المشاريع التي أنجزت في الكويت إلي تاريخ كتابة هذا المقال ولم يمض من إقامتي في الكويت إلا بضعة أشهر، فهي عبارة عن:

1: مغتسل لتغسيل الموتي.

2: مدرسة لطلاب العلوم الدينية.

3: دار لإمام جماعة المسجد مع مكتبة.

4: تنصيب أئمة الجماعة في بعض المساجد والحسينيات.

5: إقامة مجالس نسائية للتعزية.

6: هيئات للشباب.

7: صناديق للتبرعات الخيرية.

8: هيئة طبع الكتب ونشرها مجاناً.

9: المكتبة الإسلامية السيّارة.

10: نشرة إسلامية منظمة.

11: مجالس دورية للتعزية.

12: مجلس تجويد القرآن الحكيم.

13: مجالس أسبوعية للتعزية.

14: هيئة الكتّاب الشباب.

15: دورات دينية للابتدائية والمتوسطة والثانوية والجامعة.

16: تكوين نواة حوزة علمية كويتية.

وهناك مشروعات أخر قيد التنفيذ بإذن الله تعالي، وما أذكر ليس تبجحاً، بل بياناً لما منحه الله تعالي علي كربلاء المقدسة من النشاط الإسلامي ببركة الإمام الحسين عليه السلام سواء في داخل كربلاء أو خارجها.

من أسباب التوفيق

ولعل بعض الناس يتعجبون كيف أقوم أنا بهذه الأعمال الكثيرة حسب رأيهم ؟

لكن التعجب ناشئ من قلّة الهمم، وإلا فالذي قمنا به ليس بالنسبة إلي ما ينبغي إلا كقطرة في بحر، وأنا أتذكر دائماً قول الوالد رحمة الله عليه فقد كان يقول: إن كثيراً من الناس تركوا العمل بالوظائف الشرعية، حتي يظنني بعض الناس أني من الأخيار!.

وإذا قايسني المتعجب، بالرجال الذين فتحوا صفحة جديدة في العالم، سواء كانوا من السياسيين أو المصلحين أو المؤلفين أو من أشبه، سواء كانوا من الأخيار والمتقين أم غيرهم، لرأي أني لست إلا في ذيل القافلة إن صح أن يقال إني في القافلة .

أما كيف تمكنت من إنجاز هذه الأعمال، فهناك أسباب،

منها:

1: التركيز علي التفكير في موضوع أو مواضيع، حتي لا أظن أن التفكير يفارقني ساعة، بل أحياناً أضع القلم والورق عند رأسي وقت النوم، فإذا وصلت إلي شعر

أو فكرة أو ما أشبه، اكتبه وأنا مستلق في حالة ظلمة الغرفة بملكة اليد.

2: الاستشارة الدائمة، في مختلف المواضيع والشؤون.

3: العبرة الدائمة، فلا أدع شيئاً يمر إلا اعتبرت منه.

4: الاستطلاع الدائم علي مختلف العلوم والأوضاع.

5: المطالعة الدائمة السريعة، وأحياناً التهم كتاباً ذا مائة صفحة في بعض ساعات.

6: الاهتمام بالوقت حتي لا أضيع ولو دقيقة.

7: الاتباع الدائم لأقصر الطرق إلي النتائج، وإليك مثلاً لذلك، فإني أسرع في الكتابة، حتي إن خطي كثيرا ما لا يقرأ إلا لمن عرف أسلوبي، وذلك لعدم اضاعة الوقت في حسن الخط، فالألف لا أجرّه، والحرف لا أتمّه، بل أكتب دائماً بالقلم الضعيف حتي لا يأخذ الخط مني إلا بمقدار الضرورة.

8: التحول من موضوع إلي موضوع، لئلا أملّ، فأهيئ دائماً عدة أمور أنتقل من هذا إلي ذاك، مثلاً أطالع حتي إذا مللت، أؤلف، حتي إذا مللت أذهب إلي مقابلة صديق، حتي إذا مللت أستشير في تأسيس موضوع، والغالب أن يكون أمامي عدة كتب للمطالعة، وعدة كتب للتأليف، وعدة مشاريع للإنجاز، انتقل من هذا إلي ذاك، وهكذا.

9: قلة الاهتمام بالأمور الدنيوية، ولو قلت إني منذ خمسة عشر لا أعلم إلي وقت الغداء ما هو غدائي؟ وإلي وقت العشاء ما هو عشائي؟ لم أكن بعيداً عن الواقع، فقد جرت عادتي أن شخصاً يقوم بشراء حاجيات البيت من المأكل واللوازم، ثم في كل شهر أو شهرين أعطي الثمن له، فلا علم لي بعد ذلك عن المأكل أو المشرب أو الملبس أو ما أشبه.

10: الإسراع في إنجاز بعض الأمور مثلاً الأكل لا يأخذ مني في بعض الوجبات إلا عشرة دقائق، وأحياناً أبلل الخبز حتي لا يحتاج إلي المضغ، أو آكل وأنا مشغول بالتأليف أو المطالعة، …

إلي غير ذلك من الأمور.

11: من فضل الله سبحانه كثرة أصدقائي ومعاونيي، فهم يعينوني في مهامي، وقد اعتدت عدم استفزاز أي صديق مهما كانت الظروف، ولذا فالأصدقاء يفتحون لي كل قلوبهم، ويساعدوني في كل مهمة.

12: وأخيراً، وإن كان ينبغي أن يعدّ أولاً لطف الله وفضله وحده وحده، ?وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله?().

فهل بعد هذا كله يمكن أن يكون ما قمت به مورداً للعجب، أو الأحري أن يتعجب المرء كيف يكون إنتاجي بهذه الضحالة، بينما أن تلك الأسباب ينبغي أن تأتي بنتائج كثيرة، وإني إلي الآن لست ميؤوساً من أن أصل إلي ما اصبوا إليه من خدمة الإسلام ونشره في البلاد، وادعو الله سبحانه ليل نهار أن يحقق ذلك، وما هو علي الله بعزيز.

76 كلمة الله هي العليا

إنني من خلال تجاربي القليلة علمت أن كلمة الله هي العليا دائماً.

كما وجدت إن الشعوب هي صاحبة الكلمة.

وذلك لأن كلمة الله هي الكلمة الصحيحة، والصحة مطابقة للفطرة الإنسانية إذا وجدت من يقولها، ويدعو إليها.

كما إن الشعب بما له من الضغط المستمر الهائل لابد وأن ينتصر علي من ليس له مثل هذا الضغط أعني الحكومات، ولذا فان الحكومات الدينية تبقي لأنها لا تلاقي ضغطاً من قبل الشعب، وبعدها البقاء للحكومات الديمقراطية، لأنها هي الشعب.

وأفضلية الحكومات الدينية علي الحكومات الديمقراطية، ونقصد بها طبعاً الديني الصحيح أن الأولي تعتمد علي الشعب وعلي الواقع، بينما تعتمد الثانية علي الشعب فقط.

ولذا فإني أنصح من بصدد الحكم إن أراد لنفسه البقاء أن يعتمد علي الدين واقعاً، لا صورة وخداعاً، فإن الخداع إن دام ساعة فإنه لا يدوم إلي قيام الساعة.

مع متصرف كربلاء

وانطلاقاً من هذه النظرية فإني كنت منذ الانقلاب بل وقبله حيث أري ضغط الشعب علي حكومة (نوري السعيد)() مطمئناً بأن هذه الحكومات في طريقها إلي الزوال، وقد شرحت بعض هذا الشيء لمتصرف() كربلاء (حسن الوداي)() الذي جاء إلي كربلاء في عام (1963).

حيث جاء البعث بقطار (الانكلو أمريكي) حسب تعبير أحد قادته، وهو (علي صالح السعدي)() الذي صار وزيراً للداخلية، فقد جاءني هذا المتصرف ليزورني، ومعه رئيس البلدية، وبعض رجال الدين من أصدقائي.

فقلت له: إنكم إذا أردتم البقاء لابد وأن تراعوا حرمتين:

1: حرمة الدين.

2: وحرمة الشعب.

حيث إنكم إذا لم تراعوا حرمة الدين لابد وأن المتدينين وهم الكثرة الكاثرة في العراق يقفون ضدكم ولا طاقة لكم بهم، فانهم قوة هائلة مهما بدوا متفككين غير منتظمين في مرفق من مرافق التقدم.

وإذا لم تراعوا حرمة الناس فإنهم يضغطون ويضغطون إلي أن يسببوا انفجاراً عليكم.

ثم ذكرت

له تفشي القمار في كربلاء من بعد ما جاءوا إلي الحكم بعد أن كان ممنوعاً في كربلاء المقدسة.

قال: لكننا نطلق الحريات لمن أراد، فان من مبادئ حزب البعث الحرية؟

قلت: وهل أنكم مستعدون أن تطلقوا حريات الشيوعيين أيضاً ليفعلوا ما شاؤوا؟ حيث إن البعثيين قبل ذلك كانوا ضد الشيوعيين مائة في المائة، بحكم إن أسياد الأولين كان الغرب، وأسياد الآخرين كان الشرق.

أجاب هكذا، قال: كلا، لأنهم يهدّمون البلاد.

قلت: فالقمار أيضاً يهدم البلاد، لكن كل هدم من نوع، فهدم القمار من نوع الاقتصاد والصحة، بل ويصل أحياناً إلي هدم الاجتماع، أما هدم الشيوعية فمن حيث السياسة أولاً ويتبعها سائر أقسام الهدم.

ولم يجد المتصرف جواباً إلا الضحك..

وقد صار ما تنبأت به إذ سقط حكمهم في أيام قلائل، كما هو معروف حيث إنهم لم يكونوا يراعون حرمات الله تعالي ولا حرمات الأمة.

دفاعاً عن السيد الحكيم رحمة الله عليه

ولنمثل لقوة ضغط المتدينين، بمثال حدث في زمان قاسم()، فقد هاجمت جريدة (الحضارة) ذات النزعة الشيوعية الإمام السيد محسن الحكيم رحمة الله عليه() وإذا بغالب المدن في الجنوب تغلق الأسواق استنكاراً، مع أن الإرهاب كان مسيطراً، وأغلقنا نحن أيضاً المحال التجارية في كربلاء المقدسة مما ظهر للحكومة قوة لم تكن تتصورها، واضطرت إلي أن تبعث إلينا من يقول: إن بغداد اتخذت التدابير الصارمة ضد الجريدة المذكورة، فأؤمر أن يفتح الناس محالهم.

لكني كنت أعلم بكذب الكلام، فقلت: إن دين الناس هو الذي حتم عليهم الغلق، لا أنا، فأعتذر أن أتدخل في الأمر قبل أن نعلم علماً قطعياً إن بغداد اتخذت تدابير صارمة ضد جريدة (الحضارة).

ولما يئسوا مني التمسوا أناساً آخرين وعملوا ضغوطاً وإرهاباً، حتي تمكنوا من فتح المحلات التجارية، ولكن بعد ذلك تبين كذبهم وأنهم لم يتخذوا أي

تدابير ضدها، بل صدرت الجريدة في يوم غد وكأنه لم يكن شيء بالأمس، لكن الجرائد عرفت أن حمي رجال الدين لا يمس، وإلا كانت الجماهير علي استعداد لأن تقف منها موقف المناوئ.

ومن ذلك الحين إلي حين مجيء البعثيين مرة ثانية إلي الحكم في قطار (انكلو إمريكي) كانت الحكومة وأجهزة الإعلام، تتحاشي من تجربة الخطأ مرة ثانية، وحتي في زمن حكم البعث الثاني، وقضايا الأخ السيد حسن والسيد مهدي الحكيم لم يدم تهجم الحكومة والإعلام علي رجال الدين بل انسحبت من الميدان بعد مناورة بسيطة، حيث إن الأمة هاجمت الحكومة بكل قواها.

كلمة للعاملين

ولكن هنا كلمة يجب أن لا تفوت السامع، وهي إن الإنسان الذي يريد العمل يجب أن لا يغتر بهاتين القوتين، قوة الأمة وقوة الدين، إذ حكمهما حكم ماء السماء، إن لم يشق له أنهر ويزرع بسقيه، لم يأت بالثمر، وفي المثل: قيراط من العمل خير من قنطار من الكلام.

إن القوتين تشكلان رتلاً خامساً علي الاصطلاح والرتل الخامس لا يكفي وحده، بل اللازم أن يفجر الإنسان هاتين القوتين بالعمل المنظم الحازم الذي يكون علي المستوي اللائق.

إن قاسم ترجم قوة الشعب ضد نوري السعيد إلي الثورة، فاستفاد من هذه القوة، كما إن أبا مسلم الخراساني ترجم قوة الدين ضد الأمويين إلي إزاحة حكمهم والإتيان ببني العباس.

ومن الواضح أن ترجمة القوتين إلي العمل صعب جداً، لأن الناس عادة مستعدون للكلام والضغط وليسوا مستعدين للعمل، وبهذه المناسبة أذكر حادثتين يدل كلاهما علي أن كثيراً من الناس ليسوا مستعدين للعمل مهما كانت عواطفهم إلي جانب.

في أيام العهد الملكي

فقد اتفق في أيام العهد الملكي أن تعدّت جهة خاصة علي رجل من رجال الدين، فهاجت وماجت كربلاء للحادث، واجتمعنا نحن في إحدي المدارس الدينية لوضع حد لمثل هذا التعدي حتي لا يتكرر في المستقبل، وقرر المجتمعون الذهاب إلي متصرف اللواء، ولما حانت ساعة الذهاب أخذ المتحمسون يفر الواحد تلو الآخر، حتي لم يبق منهم إلا أنا وأربعة، واستقلينا الواسطة (الربل) وفي أثناء الطريق نزل أحدهم بحجة أن له عملاً، فلم نمض إلي المتصرف إلا أربعة فقط.

اعتقال السيد مرتضي القزويني

وفي حادث ثان، اعتقلت السلطة في زمن قاسم (السيد مرتضي القزويني)().

فاجتمعنا في إحدي المدارس الدينية لأجل التفكير في كيفية إنقاذه، وكان الجو ملبّداً بالإرهاب، وكان يخشي علي السيد من الإعدام، وقلنا: إن القرار المبدئي أن نذهب إلي نفس السيد في (السراي) مركز الاعتقال قبل أن يُذهب به إلي بغداد، لعلنا نتمكن من إقناع السلطة بإطلاق سراحه ولو بالكفالة، أو نري ماذا هو رأي السيد في الأمر.

فلم يبدِ المجتمعون المتحمسون استعداداً بالذهاب إلي المتصرف، بل تسللوا لواذاً، حتي لم يبق إلا أنا و(السيد صادق الشهرستاني) () وإنسان آخر.

واستقلينا الواسطة التي اقلتنا إلي دار المتصرف، ولكن الشخص الثالث نزل في أثناء الطريق، بحجة تافهة، فلم نقابل السيد والمسؤولين في تلك الليلة إلا نحن الاثنين، مع إن العواطف كلها كانت مع السيد.

… ().

ملحق الصور والوثائق

انظر أ صل الكتاب المطبوع

رجوع إلي القائمة

پي نوشتها

() مذكرات حردان التكريتي: ص22، إصدار دار الثقافة الجديدة بيروت.

() تاريخ بغداد: ج1 ص89، ط1 عام 1417 ه، الناشر: دار الكتب العلمية بيروت.

() تاريخ بغداد: ج1 ص52، ط1 عام 1417ه، دار الكتب العلمية بيروت.

() سورة المؤمنون: 50.

() وسائل الشيعة: ج14 ص361 – 362 ب16 ح19390.

() سورة التين: 1-3.

() وسائل الشيعة: ج14 ص361 ب16 ح19389.

() راجع بحار الأنوار: ج23 ص281 ب16 ح25، والبحار: ج57 ص209 ب36 ح10.

() الكافي: ج8 ص81 وصية النبي صلي الله عليه و اله لأمير المؤمنين عليه السلام ح38.

() بغلة سفواء: خفيفة سريعة مقتدرة الخلق ملززة الظهر (لسان العرب: ج14 ص388 مادة سفو).

() بحار الأنوار: ج97 ص385 ب6 ح3.

() المرأة المسلمة والوصايا الأخيرة: ص35 من إصدار مؤسسة المجتبي للتحقيق والنشر بيروت، ط1 عام 1422ه / 2002م.

() العبارة ناقصة، وذلك لفقدان الدفاتر الخطية الثلاث الأولي، والظاهر

أن السيد يتحدث عن فترة اختفائه في العراق، حيث كانت الحكومة تلاحقه لتقضي عليه، ولم تكن تعرف مكانه، وهل هو داخل العراق أم خارجه. كما يعرف من الفقرة اللاحقة المرقمة ب 73، أن هذه العبارة هي تتمة الفقرة 72، وكم من معلومات قيمة كانت في الفقرات 1-72 والتي فقدت من جراء الهجرات المتعددة والمضايقات الكثيرة التي واجهها الإمام الشيرازي ?.

() آية الله السيد حسن بن السيد مهدي الشيرازي، ينحدر من أسرة مشهورة بالعلم والفضيلة والتقوي ومكافحة الاستعمار. وُلد في مدينة النجف عام 1354ه (1935م). درس السطوح العليا علي يد العلماء الكبار أمثال والده آية الله العظمي السيد مهدي الشيرازي رحمة الله عليه وآية الله العظمي السيد محمد هادي الميلاني رحمة الله عليه وآية الله العظمي الشيخ محمد رضا الاصفهاني رحمة الله عليه. اشتهر في الأوساط العلمية بالعلم والفقاهة والذوق الأدبي والعمل الدؤوب. كان من طليعة المحاربين للحكومات الجائرة التي تعاقبت علي العراق بفكره وقلمه ولسانه، لذا تعرَّض للاعتقال والتعذيب. ترك العراق مهاجراً إلي لبنان وسوريا عام 1390ه واستمر في نشاطه السياسي وتعريف ظلامة الشعب العراقي للعالم. كذلك استمر في نشاطه العلمي في أرض المهجر، فأسس المدارس والمراكز والحسينيات، وأسس الحوزة العلمية الزينبية في سوريا عام 1393ه بتوجيه من أخيه الإمام الراحل (قدس سره) وكان يدرِّس فيها بحث خارج الفقه والأصول، وأسس مكتب جماعة العلماء في لبنان عام 1397ه. اغتيل برصاصات عملاء نظام البعث العراقي في لبنان عام 1400ه. وخلّف آثاراً مطبوعة ومخطوطة منها: موسوعة الكلمة في 25 مجلداً تتضمن: كلمة الله، وكلمة الإسلام، وكلمة الرسول الأعظم، وكلمة الإمام المهدي، كما خلف (خواطري عن القرآن) في ثلاثة مجلدات والاقتصاد الإسلامي ودواوين شعرية، والعمل الأدبي، والأدب الموجه،

والشعائر الحسينية، وغيرها، للتفصيل راجع كتاب (حضارة في رجل) للسيد عبد الله الهاشمي، وكتاب (أسرة المجدد الشيرازي) لنور الدين الشاهرودي، و(الراحل الحاضر) لمؤسسة المستقبل للثقافة والإعلام.

() أي عام 1389ه ق.

() آية الله العظمي السيد ميرزا مهدي الحسيني الشيرازي (قدس سره) ولد في كربلاء المقدسة عام 1304ه، كان عالماً تقياً، ورعاً عابداً، زاهداً كثير الحفظ جيد الخط، وكان صاحب كرامات، يعتبر من خيرة تلامذة الشيخ محمد تقي الشيرازي رحمة الله عليه، قائد ثورة العشرين في العراق، توفي بتاريخ 28 شعبان عام 1380ه ودفن في الحرم الحسيني الشريف.

() تحت عنوان (توضيح القرآن) مخطوط يقع في خمسة مجلدات، وقد فقدت النسخة نتيجة المضايقات التي واجهها الإمام الشيرازي ? من قبل الحكومات الجائرة.

() تفسير البيضاوي، للبيضاوي المتوفي 791ه يقع في خمسة مجلدات.

() مجمع البيان في تفسير القرآن، لأمين الإسلام أبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي، من أعلام القرن السادس الهجري، توفي 548ه، ويقع في عشرة مجلدات.

() يقع في ثلاثة مجلدات، الإصدار الأول: مؤسسة المجتبي للتحقيق والنشر عام 1421ه/ 2000م، والإصدار الثاني: دار العلوم، بيروت لبنان عام 1423ه/ 2002م في مجلد واحد فني.

() السيد محمد كاظم بن السيد محمد إبراهيم بن السيد هاشم بن السيد محمد علي ابن السيد عبد الكريم الموسوي القزويني الحائري، ولد في كربلاء المقدسة عام 1349ه وترعرع في كنف أسرة علمية جليلة حتي أصبح من أهم خطباء كربلاء، وكان المشرف علي (رابطة النشر الإسلامي) التي تأسست في مدرسة ابن فهد الحلي بكربلاء وكانت تنشر المفاهيم الإسلامية لمختلف بلاد العالم، له تصانيف قيمة منها: شرح نهج البلاغة، فاجعة الطف، الإسلام والتعاليم التربوية، سيرة الرسول الأعظم صلي الله عليه و اله، علي من المهد إلي اللحد، فاطمة الزهراء

من المهد إلي اللحد، الإمام الجواد من المهد إلي اللحد، موسوعة الإمام الصادق عليه السلام، الإمام المهدي من المهد إلي الظهور، و … له خمسة أبناء علماء، منهم: آية الله السيد إبراهيم القزويني، آية الله السيد محمد علي القزويني، والعلامة الحجة السيد مصطفي القزويني، توفي? في 2 جمادي الثانية 1415ه ودفن بقم المقدسة في الحسينية الزينبية لأهالي كربلاء تحت المنبر الشريف.

() الحاج عبد الرزاق محمد صالح عبد الرحيم معاش، ولد في مدينة كربلاء المقدسة عام 1349ه 1930م في أسرة دينية عرفت بحبها للخير والصلاح.

وكان من التجار المعروفين في كربلاء ومن الثقاة المعتمدين في الأمور الحسبية لدي بعض المراجع العظام، منهم: آية الله العظمي السيد مهدي الحسيني الشيرازي ? والإمام الراحل آية الله العظمي السيد محمد الحسيني الشيرازي?. تعرّض للمضايقة والملاحقة بسبب نشاطه الديني من قبل الأجهزة الأمنية، فتم استدعاؤه أكثر من عشرين مرّة كان يتعرّض خلالها لشتي أنواع الاستفزاز والترهيب، لكنه لم يستجب للضغط والتهديد. وقبل خروجه من العراق تم استدعاؤه من قبل (فاضل البراك) مدير الأمن العام في بغداد آنذاك بين عام 1979 و1980، وقد دار التحقيق معه حول علاقته بعلماء الدين عامة، وبالإمام الشيرازي الراحل ? خاصة. له من الأبناء: الخطيب الشيخ كمال معاش، وجمال معاش الذي تمّ اعتقاله في العراق منذ سنة 1980م ولحد الآن لم يعرف عن مصيره شيء، والخطيب الشيخ جلال معاش، والشيخ محمد علي معاش، والشيخ إبراهيم معاش، والخطيب الشيخ عبد الرضا معاش. يقيم حاليا في الجمهورية العربية السورية مجاوراً لحرم عقيلة بني هاشم السيدة زينب عليها السلام بالقرب من دمشق، وقد ناهز عمره علي الثانية والسبعين عاماً، حفظه الله وأمدّ في عمره.

() آية الله السيد كاظم المدرسي، ولد

في مدينة مشهد المقدسة بإيران، عالم فاضل ومدرس قدير، ولد عام 1329ه تتلمذ علي كبار علماء النجف الأشرف وكربلاء المقدسة وخراسان، اشتغل بالتدريس في علوم التفسير والحديث والفلسفة الإسلامية، كما اشتغل بالتأليف، وله عدة مؤلفات لا تزال مخطوطة، له سبعة أبناء فضلاء منهم: آية الله العظمي السيد محمد تقي المدرسي، آية الله السيد هادي المدرسي، آية الله السيد عباس المدرسي. توفي في قم المقدسة عام 1415ه ودفن في حرم السيدة معصومة عليها السلام في مقبرة الشيخ فضل الله النوري.

() الحاج تقي محمود الكربلائي، من الوجهاء الأخيار في كربلاء المقدسة، ساهم في تأسيس الكثير من المشاريع الخيرية كالمدارس والحسينيات والمستوصفات في العراق والكويت وإيران، كما ساهم في إعداد الاحتفالات الدينية وإقامة المجالس الحسينية، ويعتبر من أهم الذين أعدوا المهرجان السنوي بمناسبة مولد الإمام أمير المؤمنين علي عليه السلام في كربلاء المقدسة، كما يعتبر من المؤسسين لحسينية الرسول الأعظم صلي الله عليه و اله في الكويت، وكان معتمداً للمراجع العظام كالسيد حسين القمي ? والميرزا مهدي الشيرازي ? والسيد محمد الشيرازي ?، ناهز عمره 85 عاماً ويقيم حالياً متنقلاً بين الكويت وطهران ولا زال يمارس نشاطاته الخيرية، حفظه الله وأمد في عمره.

() السيد سعيد بن أحمد بن جعفر بن حسين بن أحمد بن زين الدين الحسني الحائري، ينتمي إلي أسرة (آل زيني)، يعود نسبها إلي الحسن المثني بن الإمام الحسن بن علي?، كتبي مشهور، له مشاعر طيبة وروح لطيفة، محمود السيرة، وكان سياسياً واعياً وله علاقات مع بعض السياسيين وكان في نفس الوقت وكيلاً للسيد الحكيم ? ومن ثم وكيلاً للسيد الخوئي ? في مدينة كربلاء المقدسة، توفي مساء الأربعاء 5 ج1 عام 1412ه 12/10/1991م.

() الشيخ عبد

الزهراء بن الشيخ فلاح بن الشيخ عباس بن الشيخ وادي الكعبي، ينتمي إلي أسرة كريمة عُرفت بالفضل والشرف ينتهي نسبها إلي قبيلة بني كعب المنتهية إلي كعب بن لؤي بن غالب، استوطنت كربلاء في القرن الثاني عشر الهجري. ولد في مدينة كربلاء عام 1327ه، والتي صادفت يوم ولادة الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء عليها السلام ثم انتهل العلوم والمعارف الإسلامية من معين مدارس كربلاء الدينية. درس عند الشيخ الرمّاحي والشيخ محمد الخطيب والشيخ جعفر الرشتي والشيخ الواعظ. بلغ مكانة عالية في الخطابة الحسينية وكان سلس البيان شريف النفس واسع الصدر يتّصف بالكرم والأخلاق النبيلة. اشتهر في قراءته لمقتل الإمام الحسين عليه السلام في يوم عاشوراء. توفي مسموماً مساء يوم الخميس 14/ج1/ 1394ه المصادف يوم شهادة الزهراء عليها السلام ودفن في وادي كربلاء، من مؤلفاته: «الحسين عليه السلام قتيل العبرة».

() الخطيب الشيخ حمزة بن الشيخ طاهر بن الشيخ حمزة بن الملا ياس بن خضر آغا الزبيدي، ولد في الهندية (طويريج) سنة 1327ه له مقالات قيمة في مجلة (الأخلاق والآداب) و(صوت المبلغين)، توفي في كربلاء المقدسة يوم الخميس 8/9/1989 الموافق 1410ه ودفن فيها.

() الحاج حبيب القهواتي: من الوجهاء الأخيار في كربلاء المقدسة، وصاحب مقهي هناك.

() الحاج محمد الشيخ هاشم الكربلائي، ولد عام 1360ه في مدينة كربلاء المقدسة وترعرع في أحضان عائلة متدينة وعريقة عرفت بأعمال الخير، ساهم في تأسيس الكثير من المؤسسات والمشاريع الخيرية، كان من معتمدي سماحة المرجع الديني آية الله الميرزا مهدي الشيرازي (قدس سره)، والمرجع الديني الأعلي آية الله العظمي السيد محمد الحسيني الشيرازي (أعلي الله مقامه)، كما شارك في تأسيس الكثير من الحسينيات في إيران، وهو من أعضاء هيئة أمناء العديد منها، يقيم حالياً

في مدينة قم المقدسة، أُبعد عن العراق إلي إيران سنة 1390ه، أمد الله في عمره.

() كان منهم: المرحوم الحاج حسن الوكيل رحمة الله عليه والد العلامة الشيخ جمال الوكيل الأمين العام لحركة الوفاق الإسلامي، والمرحوم الحاج حبيب الله اللاري رحمة الله عليه، والمرحوم الحاج كاظم الرحماني رحمة الله عليه، والمرحوم الشيخ جواد الخطاط رحمة الله عليه، وغيرهم.

() عاصمة مقاطعة خوزستان في الجزء الجنوبي الغربي من إيران، تقع علي نهر كارون وسط كثبان رملية خفيضة، وهي مدينة مشهورة بكثرة الآبار النفطية.

() مرت ترجمته.

() مركز قضاء في محافظة ديالي شمال بغداد، عدد نفوسها 45000 نسمة تقريباً.

() هي ثورة عارمة ضد الاستعمار الإنجليزي في العراق عام 1338ه /1920م، حيث اصدر الإمام الشيخ محمد تقي الشيرازي رحمة الله عليه قائد الثورة والذي كان المرجع الأعلي للطائفة في زمانه، فتواه الشهيرة ضد التواجد الإنجليزي في العراق مما اضطروا للخروج بعد الخيبة والانكسار، وهذا نص الفتوي: (مطالبة الحقوق واجبة علي العراقيين ويجب عليهم في ضمن مطالبتهم رعاية السلم والأمن، ويجوز لهم التوسل بالقوة الدفاعية إذا امتنع الإنجليز عن قبول مطالبهم).

() وهذه القصيدة:

قل للعزيز أصابنا الضراء

فحياتنا داء وأنت دواء

أرض العراق مجازر ومآتم

والرافدان مدامع ودماء

والشعب آخر ما يفكر فيه مسئول

وأهداف الوري أهواء

والشعب إن يذكر

فللتضليل لا ليسوده الحكماء

والشعب للحكام ملحمة الهوي

ووليمة يرتادها الأمراء

لا ذل إلا للشعوب وإنما

للحاكمين الكبر والغلواء

فمن الذي في الكوخ أبصر حاكماً

قد أرقته حشاشة سغباء

أو هل عرفتم حاكما يطوي علي

جوع ليأكل قوته الفقراء

أو هل سمعتم أن مسؤولاً كستْهُ

قطيفة وله الفلاة فناء

أو من يواسي المسلمين فلا

يحيف به العطاء ولايجور قضاء

إلا علياً مَن تعالي قدره

وتقدست بسمائه الأسماء

سلب الرفاق ثري الوري وثراءهم

فغدوا حياري لا ثري وثراء

لكنما الفقراء ادقع فقرهم

والأغنياء غدوا وهم فقراء

والاشتراكيون أضحوا بورجوا

زيين في

جمع الثراء سواء

داسوا عفاف المحصنات لأنهم

لقطاء لم يعرف لهم آباء

والناس عندهم شعوبيون قد

سادتهم الرجعية السوداء

وهم الشيوعيون إلا أنه

زادتهم الأموية النكراء

لو لم يكونوا ملحدين لما رضوا

بالمشركين وفيهم دخلاء

لكنهم راموا قيادة عفلق

إذ لم يكن فيهم له أكفاء

أو ليس قد سماه يعرب عفلقا

ولديه أحقاد الصليب دماء

وأبوه جاء لسوريا مستعمراً

والأم باريسية عجماء

هذي العروبة لا عروبة مسلمٍ

حملت به وطنية عرباء

كم جربوا في الشعب حرياتهم

وانصبت الحمراء والصفراء

ثم انثنوا والناس أحياء وهم

أموات أو دفنوا وهم أحياء

دفنوا بأيديهم وأيدي شعبهم

والحزب إن دواءه الإفناء

حكموا فلم يضحك لهم ثغر وقد

سقطوا فلم تنحب لهم خرساء

جاءوا فكانت لعنة حمراء

ومضوا فكانت فرحة بيضاء

ويل العراق فليله لا ينقضي

حتي تقوم حكومة الإسلام

للتفصيل راجع كتاب (آية الله الشهيد السيد حسن الشيرازي فكرة وجهاد) للسيد عبد الله الهاشمي.

() عام 1963م 1383ه.

() أحمد حسن البكر، مواليد (1333ه /1914م) في تكريت، تقلّد منصب رئاسة الوزراء في حكومة عبد السلام عارف، ثمّ منصب رئيس الجمهورية في العشرين من ربيع الثاني (1388ه/17 تموز عام 1968م) إثر انقلاب دبره علي عبد الرحمن عارف، ومنح نفسه رتبة مهيب (مشير) بعد الانقلاب، منح أقرباءه وأصهاره وأبناء عشيرته وبلدته رتباً عالية دون استحقاق. تحكمت الطائفية والعصبية في زمانه وتدهورت الزراعة وتردّت الصناعة وملئت السجون بالمجاهدين والأحرار. عرف بلؤمه وغدره حتي بأصدقائه وكان همه تحقيق هدفه بغض النظر عن الوسيلة، نحي عن الحكم إثر انقلاب دبره عليه زميله في الإجرام صدام التكريتي بتاريخ (16 تمّوز عام 1979م) بعد أن حكم العراق 11 عاماً، قتله صدام بحقنة ترفع نسبة السكر لديه بواسطة الدكتور صادق علوش، وذلك عام 1982م.

() ولد رشيد مصلح في مدينة تكريت سنة 1913م، أنهي دراسته الأولية في مسقط رأسه ثم انتقل إلي بغداد ودخل المدرسة العسكرية ليتخرج منها ضابطاً

وظل يعمل في مختلف الوحدات والإدارات العسكرية حتي رُقي في آخر حياته إلي مرتبة (لواء). لم يمل رشيد مصلح إلي العمل السياسي إلا بعد 1959م حيث تعرض للمضايقة فانضم إلي الجماعات القومية التي كانت تعمل علي إسقاط نظام عبد الكريم قاسم وعندما تم ذلك في 8 شباط 1963م عُين بمنصب الحاكم العسكري العام وخلال أيام اصطدم بالبعثيين الذين أغرقوا العراق بحمام من الدم، وخاض حرباً ضد الميليشيا المسماة ب (الحرس القومي) فأضمروا له العداء وشارك في الانقلاب الذي قاده عبد السلام محمد عارف في 18 تشرين الثاني 1963م فتسلم حقيبة وزارة الداخلية ونظراً لاشتداد الصراع بين أطراف الحكم القومي آثر الابتعاد عن السلطة لممارسة العمل التجاري. وفي مساء أحد الأيام التجأ إليه صدام بعد مطاردة السلطات له بعد هروبه من السجن فآواه في بيته (دخيل) وبعد طرده من البيت لأنه حاول الاعتداء علي شرف بنته وبعد عودة البعثيين إلي الحكم في تموز 1968م قاموا باعتقاله وعذب تعذيباً شرساً في قصر النهاية من قبل جلاوزة صدام، وفي مساء أحد أيام كانون الثاني 1970م عرض التلفزيون العراقي رشيد مصلح وكان شاحب الوجه ليعلن: أنه يعترف بأنه تجسس لحساب العدو ضد بلاده، وبعده تم أعدم رمياً بالرصاص في الساعة الثالثة صباحاً من يوم 22 كانون الثاني 1970م.

() عبد السلام محمد عارف، من مواليد عام (1339ه 1921م) في مدينة الرمادي، كان من أعضاء تنظيم الضباط الأحرار، اشترك مع عبد الكريم قاسم عام (1377ه 1958م) في الإطاحة بالنظام الملكي، وبعد اختلافه مع قاسم أقصي من مناصبه، عيّن سفيراً في العاصمة الألمانية، ألقي القبض عليه وأودع السجن وصدر حكم الإعدام عليه وعفي عنه بعد أن قضي أكثر من سنتين في السجن.

أصبح رئيساً للجمهورية بعد الإطاحة بنظام قاسم في (14 رمضان 1382ه 8 شباط عام 1963م) ومنح نفسه رتبة مشير. اتّسم حكمه: بالكبت والإرهاب والعنصرية وأهتم بتعيين الأقارب وأبناء العشيرة والبلدة في إسناد المناصب بغض النظر عن المؤهلات والكفاءات. اشتهر بالتعصب المذهبي، يقول الدكتور سعيد السامرائي عن عبد السلام ما نصه: كان هذا الرجل لا يتحمل رؤية الشيعي، حتي أنه قطع زيارته لشركة التأمين الوطنية يوماً لأنه وجد أن مدراءها ورؤساء أقسامها وشعبها هم إما من الشيعة أو المسيحيين. انقلب علي رفاقه البعثيين في عام (1963م) وأقصاهم من وزارته وأصدر كتاباً ضدّهم سمّاه (المنحرفون)، ووصمهم بكلّ قبيح من قبيل الشذوذ الجنسي والسرقة وما إلي ذلك، قُتل مع عددٍ من الوزراء في عام (1385ه / 1966م) إثر سقوط طائرته قرب البصرة، وكان موته عملية مدبّرة نتيجة وضع قنبلة في الطائرة.

() مرت ترجمته.

() ميشيل عفلق (1910 1989م) مسيحي ولد في دمشق وقبر ببغداد أحد مؤسسي حزب البعث، تخرج من فرنسا بعد الحرب العالمية الثانية.

() صدام التكريتي، الطاغوت الذي صاغه الغرب وفق متطلبات المنطقة وظروفها السياسية، وحافظ علي أمنه الشخصي في أدق الظروف وأحلك اللحظات، ولد عام (1939م) في قرية العوجة جنوب تكريت تبعد مائة ميل شمال بغداد، والده كان يعمل فراشاً في السفارة البريطانية، كانت أمه صبيحة (صبحة) طلفاح تستلم مخصّصات تقاعد زوجها من السفارة، تزوجت صبيحة من أربعة أزواج ثالثهم إبراهيم الحسن ورابعهم زبن الحسن، وكان صدام يتنقل معها من بيت زوج إلي بيت زوج آخر هذا عدا علاقاتها المشبوهة المعروفة لكل من ابتلي بمعرفتها تنامت لديه روح الانتقام، ابتدأ عمليات القتل وهو في السابعة عشر من عمره، اشترك مع بعض عناصر البعث في اغتيال عبد الكريم

قاسم عام (1959م) هرب إلي سوريا ومنها إلي مصر، اشترك في انقلاب (17 تموز 1968م). أصبح عام (1970م) نائباً لمجلس قيادة الثورة ورئاسة الجمهورية في حال غياب البكر عن البلاد. وفي عام (1979م) أصبح رئيساً للجمهورية بعد أن أقصي البكر عن الحكم ومنح نفسه مهيب ركن، هاجم إيران (1980م) فاندلعت حرب الخليج الأولي واستمرت ثمان سنوات، احتل الكويت (1990م) فاندلعت حرب الخليج الثانية واخرج الجيش العراقي منها منكسراً، وقامت قوات الحلفاء بقيادة أمريكا بتدمير العراق ووضع العراق تحت حصار طويل الأمد، انتفض الشعب فقمع صدام انتفاضة الشعب العراقي بوحشية لا مثيل لها، فقد قدرت أعداد من قتلوا وأعدموا واختفوا ما يزيد علي 300 ألف عراقي.

() شهر ذي الحجة عام 1389ه إلي ربيع الثاني عام 1390ه.

() يقول الشهيد رحمة الله عليه في مقال له واصفاً اللحظات الحساسة حال مغادرته العراق:

« … وكانت الساعة تشير إلي الثانية بعد الظهر، عندما جاء بعض الزملاء الأعزاء إلي البيت، وبيده موافقة علي سفري مشفوعة ببطاقة الطائرة، وفي نفس اليوم ما كانت عقارب الساعة تشير إلي السادسة بعد الظهر إلا وكانت الطائرة تخترق بين أجواء العراق هاربة من كل الأشباح المخيفة في الدنيا المجتمعة في بغداد، ولكن نبضات قلبي الخافتة (فقد كان ضغطي هابطاً إلي سبع درجات لشدة المرض بعد ذلك التعذيب الوحشي) كانت تنفض الكارثة بحذر، فما دامت الطائرة في الجو، فأنا في الكارثة، فكم اُعيدت الطائرات المقلعة من بغداد، لأن البعثيين يعيدون فحص أسماء المسافرين بعد اقلاع الطائرات، فإذا أبدي أحدهم ملاحظة حول أحد المسافرين اُعيدت الطائرة وأوقف المسافرون ريثما يتخذ البعثيون قراراً بشأن المسافر الذي اُبديت حوله الملاحظة.. فكيف بي وأنا الذي اُثيرت حوله ضجة كبيرة وكتبت صحف

بيروت: أنه سيصل إلي بيروت لإجراء عملية جراحية، ولا يتوقع أن يعود إلي العراق في وقت قريب؟

وما كادت الشمس تسبح في البحر لتغسل عنها رهق جولتها عبر اليوم الطويل، إلا وكانت الطائرة تهوي علي أرض المطار في بيروت لائذة بها عسي أن تسرق أنفاساً تكدرها النظرات الشزر، وخِلْتُ أنها تزغرد بدوّيها لأنها ارفأت إلي شاطئ السلام بعد اشتباك مريرٍ مع الآجال المعلقّة.

ولكن نبضات قلبي لا زالت داكنة، رغم بشارة المضيّفة بأن الطائرة وصلت إلي الميناء الجوي في بيروت، فأنا بعدُ في الطائرة، ومن الممكن أن تواصل قوسَ النزول إلي بغداد قبل أن تفتح علي مسافريها أبواب الحياة.

وعندما وصلتُ إلي مفتش الجمرك فتح حقيبتي اليدوية ليجد فيها مع الملابس العادية سكّينة صغيرة للفواكه فأراد ان يبدأ فتح حقيبتي بنكتة، فقال: هل المشايخ يحملون السكاكين في حقائبهم؟ فقلت: طبعاً.. أو لستَ تعلم أنني قادم من بغداد.. فقال: إذن الحمد لله علي السلامة.. ولم يعلم أن لكلمته معني أكبر من الكلاسيكية التي عناها.

وحينما هممت بالركوب في سيارة خارج المطار، شعرت بكَفٍ توضع برفق علي كتفي، فالتفتّ لأري أحد اصدقائي العراقيين، وهو يقول لي: لقد كنت معك، ولكن الآن أستطيع أن أقول لك: الحمد لله علي السلامة.

ودخلت إلي دائرة البريد لأُبرق إلي أخي أنني وصلت بالسلامة، ثم جاءني في الغد مسافر يقول: وصلت برقيتك، وقَبلها وصلت برقية تمنعك من السفر، واتصلت الجهات المختصة لاسلكياً بالطائرة لتعود بك إلي بغداد، ولكن ربّان الطائرة أجاب بأن المسافرين خرجوا منها إلي الجمرك، فلا يمكنه إعادتهم إلي الطائرة.

ودخلت مستشفي من مستشفيات بيروت في الغرفة المحتجزة لي، وأطللت من شُرفتها علي بيروت، هذا الصدر الضيق الذي يجيش بالمنتاقضات، فوجدت قلبي ينفض نفس النبضات الكئيبة،

التي كان ينفضها في بغداد، فقد خرجت من صراع من أجل الحياة إلي صراع من أجل الرسالة، فستكون بيروت سنوات قادمة قاعدة عملي، ولابد أن أعمل فيها شيئاً، وكيف يمكنني ذلك؟ فهنا ملتقي التيارات الموجهة بإمكانات دول، وأنا لستُ إلا فرداً واحداً يواجه أكثر من حكومة معادية، وأكثر من حزب مُعادٍ، وليس وراءه إلا قلب واحد يخفق بالحرارة، ولعله القلب الوحيد الذي وجدته يخفق بهذه الدرجة من حرارة الإيمان، هو قلب أخي الذي يظن بي خيراً، ويأمل مني كثيراً، ولكنه هو بدوره لا يملك إلا حرارة الإيمان، وهو بدوره باق في العراق يعاني صراعاً مريراً من أجل الحياة والرسالة معاً، فلا أستطيع أن أمدّ إليه يداً لإنقاذه أو تخفيف الضغط عنه، ولا أستطيع أن أقوم بعمل رسالي يروي بعض ظمئه إلي الأعمال الرسالية.

ولعل كل قدم أرفعها هنا أضع عواقبها عليه هناك، فأنا أعلم أن البعثيين يقتصّون منه علي كل عمل أقوم به أنا، فإنهم يعاقبون القريب بالبعيد، ويشدّدون الضغط علي مَن في قبضتهم بذنب الذي لا تطاله أيديهم، إذن فماذا افعل أنا … يا الله … أنت وجّهني وأيّدني.. فليست هناك حكومة توجّهني وتؤيدني.. ولن أرضي أن أسير في ركاب قوة من الأرض، فأنا بِعتُ كلّي للسماء.

وقال القرآن لي ولأمثالي: ?فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ? (سورة التوبة: 111) ولا أريد ان أفسخ صفقة السماء، ولا أريد أن أكون من الذين وبّخهم القرآن بقوله: ?أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَي بِالَّذِي هُوَ خَيْر? (سورة البقرة: 61).. يا الله.. أنت وليي.. ووليّ المؤمنين.. تولاني فقد استسلمت لك.. يا رب دُلّني في صعاب الرسالة كما أنقذتني أنت لا غيرك من مخالب الموت والذُل قبل أيام.. دلّني يا إلهي فليست هنالك

قوة أطمئن إليها لإنقاذي..

فقد تمزقتُ في السجن وتحت التعذيب، والآن أحاطت بي مشاكل لتهرس ما تبقّي من أشلائي.. اَبقِ عليّ يا رب ولا تهملني هكذا حصيراً في الرياح المتوحشة.. يا الله.. أجب نبضات قلبي التي تهتف بك، وامسح عن وجهي كآبة الحيرة، كما مسحتَ عنه كآبة الخوف والقلق.

لقد كان الزائرون يتوافدون عليّ، وكنتُ أبادلهم سلاماً بسلام، ولكني كنت شارداً مُبدّداً لا أستطيع تجميع قوتي وتركيز نظراتي وكانوا يغفرون إنهاكي فأنا مريض هارب من جحيم الدنيا، ولكني حتي اليوم لم أجرأ علي غفران ذلك، لا من أجل الزائرين، وإنما من أجل ضعفي في أداء رسالة أشعر بأنها ملقاة علي عاتقي.. صرت عاتباً علي نفسي، اَعلك أعصابي، وامتص عافيتي، وحيّرتُ الأطباء الذين كانوا يشرفون علي علاجي: لماذا تتدهور صحتي؟ تصوروا أن الزيارات والقراءة تؤثر عليّ، فأرادوا منع الزيارات والكتب عني، فقلت لهم: امنعوا شلال التكفير أن يحفر في صُدغي.. ذقتُ بعض المرارة التي كانت تنهب أصحاب الرسالات وهم يرون الحواجز تطرق رسالاتهم، حاولت أن أسلّي نفسي بضعفي، فلم أجده مقبولاً لا أمام الله ولا أمام ضميري … وبقيتْ ضربات قلبي الخافتة الكئيبة همساً خاشعاً يطوف علي أبواب رحمة الله، وهي تقول بأنينها المكبوت: يا رب إن رحمتك وسعت كل شيء، وأنا شيء، فلتسعني رحمتك..». انظر كتاب (عراق البعث) ص: 8-13. وكتاب (آية الله الشهيد السيد حسن الشيرازي فكرة وجهاد) ص: 129-133.

() وبقيت بعض آثار التعذيب إلي يوم استشهاده في 16 ج2 من عام 1400ه في بيروت، علي أيدي طغاة العراق وجلاوزتهم.

() جمال الدين أبو العباس أحمد بن فهد الأسدي الحلي، ولد في سنة 757ه، من أكابر فقهاء وعلماء الإمامية في القرن التاسع الهجري. كان ابن فهد متبحراً

في البحث وبارعاً في المناظرة وله قدرة كبيرة في ذلك، وقد حاور بعض أتباع فقه أهل السنة وخصوصاً في مسألة الإمامة والخلافة وتغلب علي علماء مذاهب أهل السنة، وقد غير حاكم العراق مذهبه بعد أن أذعن لأدلة ابن فهد المتينة وخطب باسم أمير المؤمنين عليه السلام وأولاده الطاهرين المعصومين عليهم السلام وأصبح في عداد شيعة أمير المؤمنين عليه السلام.

من أساتذته: الفاضل المقداد السيوري، والشيخ علي بن الخازن الفقيه، والسيد بهاء الدين علي بن عبد الكريم النيلي وعلي بن هلال الجزائري وابن متوج البحراني وعلي بن محمد بن مكي ابن الشهيد الأول.

من تلامذته: الشيخ علي بن هلال الجزائري، والفقيه الشيعي المعروف بابن العشرة الكرواني العاملي، والشيخ علي بن عبد العالي الكركي، والشيخ عبد السميع الحلي، صاحب كتاب تحفة الطالبين في أصول الدين، والسيد محمد بن فلاح الموسوي، والشيخ محمد بن طي العاملي، مؤلف كتاب مسائل ابن طي.

من مؤلفاته: آداب الداعي، الأدعية والختوم، استخراج الحوادث وبعض الوقائع المستقبلية من كلام أمير المؤمنين عليه السلام، أسرار الصلاة، تاريخ الأئمة عليهم السلام، التحرير في الفقه، التحصين في صفات العارفين.

وفاته: توفي ابن فهد الحلي (قدس سره) سنة 841ه في كربلاء المقدسة وكان عمره خمساً وثمانين سنة وقبره في المدرسة العلمية المعروفة باسمه بجانب المخيم.

() تأسست عام 1391ه كنواة أولية لتأسيس حوزة علمية في لبنان من قبل الشهيد السعيد السيد حسن الشيرازي، فقد استأجر رحمة الله عليه بناية ذات طوابق متعددة في منطقة برج البراجنة وعند ما أعلن عن افتتاح هذه المدرسة، أسرع الكثير من الشباب اللبنانيين لتسجيل اسمائهم وقد تم اختيار مجموعة منهم ووفرت لهم الإدارة المسكن والمطعم في القسم الداخلي من المدرسة.

() أسس الشهيد السعيد ? هذه المؤسسة لطبع

ونشر وتوزيع الكتب الإسلامية الهادفة لإحياء تراث أهل البيت عليهم السلام وقد استطاعت هذه الدار وفي مدة قصيرة من طبع الكثير من الكتب ونشرها وتوزيعها في الشرق والغرب وبأكثر من عشر لغات.

() من الفضلاء الذين درس العلوم الدينية في كربلاء المقدسة، له نشاطات ثقافية

في نشر الوعي الإسلامي وعلوم أهل البيت عليهم السلام أسس دار نشر في العراق، ثم نقل نشاطه إلي بيروت وأسس (مؤسسة الأعلمي للمطبوعات) التي ساهمت في نشر العديد من الكتب الإسلامية في العالم، يقيم حالياً في لبنان، حفظه الله تعالي ورعاه.

() مرت ترجمته.

() واسمه الحقيقي (قصر الرحاب) وكانت الأسرة الملكية الهاشمية التي حكمت العراق بين عام 1921 1958م تسكن فيه، وقد شهد هذا القصر، النهاية الدموية لحياة هذه الأسرة صبيحة 14 تموز 1958م. وعندما عاد صدام من القاهرة في ربيع 1963م استقبله عدد من أصدقائه ممن اتخذوا ذلك القصر مقراً للتعذيب وتصفية المعارضين. وبين عام 1964 1968م عاد قصر الرحاب إلي الدولة، فقامت باستثماره مصلحة السياحة بعض الوقت، ثم شغلته مصلحة المعارض وقتاً آخر. وبعد انقلاب 17 تموز 1968م كان من مهمات صدام الاستراتيجية استعادة القصر فأصدر قراراً رئاسياً سرياً لهذا الأمر وتمكن من استعادته، وهكذا راح يقضي نهاراته في القصر الجمهوري ولياليه في قصر النهاية بتعذيب وتصفية المعتقلين.

أضيفت إلي هذا القصر (المعتقل) ردهات وأقبية زحفت في كل الاتجاهات وأتت علي مساحة مهمة من معرض بغداد الدولي من طرف، وقناة الخر من جهة أخري، كما زود بأدوات وأجهزة بإشراف عدد من خبراء جهاز الغستابو الألماني والموساد الإسرائيلي. إن كل هذه التوسعات و(المنجزات!) قامت بتنفيذها شركات عالمية متخصصة كانت حصة الألمان فيها متميزة. وظل هذا القصر (المعتقل) وعلي مدي ربع قرن يستقبل الآلاف

من أبناء الشعب العراقي ومن مختلف الاتجاهات والطبقات والفئات الاجتماعية والأعمار والعناصر، من مدنيين وعسكريين وغيرهم حيث تعرضوا إلي أشد أنواع التعذيب والاضطهاد الوحشيين وصفي الكثيرون منهم في أحواض التيزاب (الأسيد) وغيرها فضاعت شهادات كثيرة وإلي الأبد. وأخيراً قام صدام بهدم قصر النهاية بعدما أقام مكانه مبني يتألف من ثمانية طوابق، ثلاثة منها تحت الأرض مجهزة بأدوات التعذيب الخاصة وذلك بعد سيناريو المحاولة الانقلابية الفاشلة التي دبرها صدام في 30/ حزيران/ 1973م ضد ناظم كزار من أجل تصفيته.

() حردان عبد الغفار التكريتي، ضابط عسكري عراقي عرف بصرامته العسكرية وبتعلقه بالخمرة والنساء، أكمل دراسته الثانوية في مدينة سامراء ثم واصل دراسته الجامعية في بغداد، استلم بعد 18/ تشرين الثاني/ 1963م منصب نائب القائد العام للقوات المسلحة، اشترك مع أحمد حسن البكر وصالح مهدي عماش في ضرب الحرس القومي عام 1963م، وتحالفهم مع عبد السلام عارف رئيس الجمهورية في حينه فعينه الأخير وزيراً للدفاع. بعد استلام حزب البعث للسلطة في عام 1968م تم اغتياله في الكويت بتاريخ 15/10/1971م حيث قاد عملية الاغتيال حمودي العزاوي المستشار السابق في السفارة العراقية في الكويت. كما قام صدام بإرسال عبد الكريم الشيخلي وزير الخارجية بطائرة خاصة لتهريب قتلة حردان.

() نوري سعيد صالح السعيد من مواليد بغداد عام (1306ه /1888م)، أصبح رئيساً للوزراء بين عام (1349/1377ه 1930/1958م) لأربع عشرة دورة، ووزيراً للدفاع في خمس عشرة دورة، ووزيراً للخارجية في إحدي عشرة دورة، ووزيراً للداخلية في دورتين. أحد أكبر عملاء بريطانيا في العالم العربي، وضع إمكانات العراق وقدراته تحت تصرف البريطانيين، وكانت سياسته مبنية علي نظرية (خذ وطالب) وعلي التحالف مع الإنجليز، جعل العراق ضمن التكتلات الدولية والتبعية الاقتصادية للاستعمار، وجعل العراق سوقاً

لمنتجات الدول الاستعمارية ومصدراً لمواده الخام. أسس في الخمسينيات حزب الاتحاد الدستوري لدعم وزارته. انتحر بإطلاق النار علي نفسه عام (1377ه/ 1958م) وقيل قتل، من مؤلفاته: استقلال العرب ووحدتهم.

() عبد الكريم قاسم محمد بكر الزبيدي من مواليد (1914م) بغداد، التحق بالكلية العسكرية في عام (1932م). شارك في حرب فلسطين عام (1948م) في جبهة الأردن، انتمي لتنظيم الضباط الأحرار عام (1956م). قام بانقلاب عسكري عام (1377ه 1958م) وأطاح بالحكم الملكي، قتل أغلب أفراد العائلة الملكية بما فيهم الملك فيصل الثاني، أعلن الحكم الجمهوري. ألغي المظاهر الديمقراطية كالبرلمان والتعددية الحزبية ما عدا الحزب الشيوعي الذي أضحي الحزب المحبب للسلطة، وألغي الحكم المدني. استمر حكمه قرابة أربع سنوات ونصف تقريباً. تعرض في عام (1963م) لانقلاب عسكري دبره عبد السلام عارف مع مجموعة من الضبّاط البعثيين أمثال أحمد حسن البكر وعبد الكريم فرحان وصالح مهدي عمّاش وغيرهم، أعدم رميا بالرصاص مع بعض رفاقه في دار الإذاعة في التاسع من شباط 1963م.

() مرت ترجمته.

() سورة المائدة: 51.

() مرت ترجمته.

() مرت ترجمته.

() مرت ترجمته.

() علي رضا باوة: معلم وطالب في كلية الحقوق ومسؤول في جهاز الاستخبارات ثم المدير العام بمكتب العلاقات العامة (المخابرات العامة) اشترك مع (ناظم كزار) في عضوية المحكمة الخاصة التي ترأسها (طه ياسين الجزراوي) في مطلع عام 1970م حيث حكمت بالموت علي العشرات من السياسين والشخصيات الاجتماعية والدينية، تم تنفيذ حكم إعدامه رمياً بالرصاص في شهر آب 1973م ناظم كزار في سيناريو المحاولة الانقلابية الفاشلة ضد أحمد حسن البكر في 30 حزيران 1973 والتي دبرها صدام للتخلص من ناظم كزار وأعوانه.

() مرتضي سعيد عبد الباقي الحديثي، والحديثي نسبة إلي حديثة جزيرة تتوسط الفرات علي بعد سبعين ميلاً من

دخوله الحدود السورية العراقية، اخوته: كردي وتركي وعجمي. أنهي دراسته الثانوية عام 1958 – 1959م ولعدم حصوله علي علامات تؤهله لدخول الجامعة قرر والده إرساله إلي معهد في تركيا لدراسة الرياضيات. عندما استولي حزب البعث علي السلطة عام 1968م كان مرتضي من الكوادر الأساسية ولكن في الخطوط الثانية. استلم مرتضي الحديثي وزارة الاقتصاد ثم الخارجية وترأس الوفد العراقي عام 1972م في المفاوضات مع شركات النفط التي انتهت بتأميم النفط. خلال فترة عمله استدعي أبناء (حديثة) وأسند لهم مواقع إدارية وحزبية عليا. أرسل سفيراً في أكثر من عاصمة واستدعي إلي مؤتمر السفراء في بغداد ومنه اُقتيد إلي السجن محكوماً عليه بخمسة عشر عاماً في اليوم الخامس من آب عام 1979م. ثم سلمت جثته في عام 1981م ملفوفة بقماش وبداخله مجموعة عظام.

() عبد الكريم الشيخلي يعد الصديق الشخصي لصدام وشريكه لفترة تزيد علي عشرين عاماً، وقد نفذ خلالها عدداً من المهام الخاصة. درس في كلية الطب وكان يستخدم معلوماته الطبية في قضايا التعذيب كأن يأمر المريض المصاب بالسل بأن يبصق في أفواه المعتقلين. شغل منصب وزير الخارجية ثم منصب ممثل العراق في الأمم المتحدة. قام بتهريب قتلة حردان التكريتي من الكويت علي طائرة خاصة عندما كان وزيراً للخارجية. تروي عنه قصص تعذيب في المعتقلين بقصر النهاية تبعث علي التقزز وتشمئز منها النفوس. اغتيل بالرصاص في 8/ نيسان/ 1980م وكان محالاً علي التقاعد.

() ولد صالح مهدي عماش في بغداد سنة 1914م في أسرة متواضعة وعاش صباه وفتوته في الأعظمية ودخل الكلية العسكرية ليتخرج منها ضابطاً عسكرياً. انضم إلي حركة الضباط الأحرار في الخمسينات وعندما قامت ثورة 14/ تموز/ 1958م لم يتقلد منصباً مهماً. في عام 1959م اضطهد وفي

أحد المعتقلات انخرط في صفوف (حزب البعث) مع رفيقه أحمد حسن البكر ومجموعة من العسكريين القوميين. شارك في الإعداد لانقلاب 8/ شباط/ 1963م وكان له دور بارز فيه، وفي صبيحة الانقلاب خرج من المعتقل ليتولي حقيبة وزارة الدفاع. في الستينات وبعد نكسة البعث العراقي اختير عضواً في القيادة السرية للبعث وكان له الدور الفاعل في التهيئة لانقلاب 17/ تموز/ 1968م والذي أعاد البعثيين للسلطة. عمل كسفيرٍ لبلاده في باريس وموسكو وهلسنكي، استدعته وزارة الخارجية للتشاور فاعتذر وأقيمت ندوة للسفراء العاملين في الغرب فاعتذر أيضاً وبعد شهور تكرر الاستدعاء وتكرر الاعتذار لعلمه بالنوايا السيئة للسلطة الحاكمة، وأخيراً طلبت وزارة الخارجية من كل سفراء العراق للتطوع في الحرب فلم تنجح الخطة كذلك. فقام صدام بدعوة جميع سفراء العراق بالتوجه إلي الجبهة (للمعايشة) وحكم علي من يرفض مسبقاً بأنه جبان فاستجاب عندها عماش فلم يتخلف عن هذه الدعوة فدس له السم في قدح الشاي الذي قدمه له قائد أحد الفيالق وسط حفل ضخم وموائد عليها ما لذ وطاب. في فجر يوم الأربعاء 30/ كانون الثاني/ 1985م وبينما كان يهم بالتوجه إلي مقر عمله سقط علي الأرض ميتاً متأثراً بالسم الذي دسوه له في الشاي.

() لم نعثر علي ترجمته.

() ناظم كزار المعروف بأبي حرب، مدير الأمن العام للفترة تموز 1968 / 1973م طالب في المعهد الصناعي، اعتقل في 1961م فجيء به إلي معتقل عسكري علي الحدود العراقية الإيرانية، أفرج عنه بعد انقلاب 8 شباط 1963م لينتقل إلي هيئة التحقيق التي اتخذت مكانها في قصر النهاية. عرف بالإجرام وتلذذه بتعذيب المعتقلين والتفنن بذلك ففي شهر آب من عام 1963م طلب تهيئة وإعداد تابوتاً وعندما أحضر له مشي به نصف ساعة

بين المعتقلين قبل أن يدلف إلي غرفته الخاصة في هيئة التحقيق ثم استدعي من يعتقد أنه كان أصلب معتقل سياسي بين رفاقه ولف الحبل حول رجليه ويديه وأدخله في التابوت ثم أغلق الغطاء بالمسامير وقطعه من وسطه بالمنشار علي مرأي من الموقوفين جميعاً، ثم أمر مساعديه بحمل التابوت وقد انشطر إلي نصفين في كل نصف منه جثة، فلقد أثار هذا المشهد الدهشة في صفوف المعتقلين فخرجوا بعد أقل من ساعة إلي باحة المبني عارضين تفريغ اعترافاتهم علي أجهزة التسجيل بعد أن قاوموا رجال التعذيب لأكثر من ثلاثة أسابيع.

كما قام ناظم كزار بتنفيذ حكم الإعدام خنقاً بكلتا يديه علي رقبة أحد المحكومين إلي أن لفظ أنفاسه، كذلك قام بتشكيل محكمة في قصر النهاية مع كل من محمد فاضل وعبد الجبار الكردي، وكانت تعقد جلساتها ليلياً وقد أصدرت مرة أحكاماً بالموت علي الكلاب السائبة التي تتسلل إلي القصر.

دبر له صدام خطة للتخلص منه وذلك في المحاولة الانقلابية الفاشلة في 30/ حزيران/ 1973م ضد الرئيس أحمد حسن البكر فألقي القبض عليه وتم إعدامه في شهر آب عام 1973م.

() كان منهم:

1: عمار علوش: المسؤول في مكتب التحقيق الخامس وأوامر التعذيب.

2: خالد طبرة: المسؤول في مكتب التحقيق الخامس بعد عمار علوش.

3: شاهين الطالباني: من أعضاء المكتب وكان يعمل كمترجم في القسم الكردي في مديرية الإذاعة والتلفزيون العامة حتي 18/ تشرين الثاني/ 1963 وهو شيوعي معروف.

4: فؤاد محمد: شيوعي يقوم بتعذيب المعتقلين.

5: مهدي عبد الأمير: أحد الشيوعيين الخطرين، طرد من الوظيفة بعد 18/ تشرين الثاني/ 1963م وكان يعذب المواطنين ويجمع الرشوات.

6: أحمد العزاوي (ابن أبو الجبن): كان يقوم بالتعذيب والاعتداء علي النساء وجمع الرشوات.

7: فاضل أحمد (فاضل الأعور): عامل في مصلحة

نقل الركاب كان يقوم بتعذيب المعتقلين وجمع الرشوات.

8: فائق أحمد: مسؤول في جهاز استخبارات المكتب الخاص لمنطقة الكرخ والكاظمية وكان يعمل في مصلحة الكهرباء الوطنية ويقوم بالتعذيب.

9: عباس الخفاجي: شيوعي كان يقوم بتعذيب المواطنين.

10: هادي: مهندس في مصلحة الكهرباء الوطنية كان يقوم بالتعذيب.

11: أمين عبد الله: شيوعي كان يقوم بتعذيب الموقوفين القوميين.

12: عدنان ثامر: طالب مدرسة ويسكن الأعظمية قرب جامع الإمام الأعظم وكان يقوم بالتعذيب.

13: كنعان أحمد: كان يعمل في استعلامات المكتب الخاص ويعذب الموقوفين.

14: سعدون شاكر: يعمل في استخبارات المكتب في قطاع مدينة الثورة ثم نقل إلي قطاع الكاظمية ومنها إلي قطاع الأعظمية.

15: ملازم قتيبة الآلوسي: كان عضواً في مكتب التحقيق الخاص واشترك في التعذيب وجمع الرشوات.

16: يونس: عامل في مصلحة نقل الركاب كان يقوم بالتعذيب.

17: رمزي جرجيس يوسف: شيوعي خطر ومسؤول عن التعذيب والاعتداء علي النساء.

18: زهير مهدي: مسؤول عن التعذيب.

19: راجح عزت: مسؤول عن الضرب والتعذيب.

20: رافع نعمان: مسؤول عن التعذيب.

21: علي كزار: مسؤول عن التعذيب.

22: نشأت يعقوب: مسؤول عن الضرب والتعذيب.

23: قحطان شاكر: مسؤول عن التعذيب.

24: أحمد خير الله: مسؤول عن التعذيب.

25: غسان حمد: مسؤول عن الضرب والتعذيب.

26: عدنان علي: مسؤول عن التعذيب.

27: رضا مهدي: شيوعي خطر ومسؤول عن تعذيب القوميين.

28: خالد رشيد: مسؤول عن الضرب والتعذيب.

29: يوسف أحمد السامرائي: مسؤول عن الضرب والتعذيب.

30: أحمد خالد: مسؤول عن التعذيب.

31: عدنان الوكيلي: مسؤول عن الضرب والتعذيب.

32: ضياء أحمد: مسؤول عن تعذيب القوميين.

33: عبد الجبار حمزة: يعمل محققاً.

() من مؤسسي حزب البعث مع تحسين معلّة، من مواليد الناصرية جنوب العراق درس في كلية الهندسة وتخرج مهندساً منها. مثل حزبه في أول حكومة شكلت بعد ثورة 14/ تموز/ 1958م فقد أسندت إليه وزارة الإعمار

وعمره آنذاك 28 عاماً. اتهمه صدام حسين بالتجسس لصالح الولايات المتحدة الأمريكية، وأودع السجن شرقي بغداد ثم كلف سجين متهم بقتل امرأة يدعي عبد اللطيف السامرائي بقتل الركابي مقابل وعد بإطلاق سراحه وقد زودته إدارة السجن بسكين لهذه المهمة فقام بطعنه عدة طعنات في صدره وقلبه فنقل علي أثرها إلي المستشفي فلم يتم اسعافه بأمر مسبق من صدام بتركه مسجي علي النقالة حتي لفظ أنفاسه.

() معمر القذافي: زعيم عسكري وسياسي ليبي/ ولد عام 1943م، قاد حركة الضباط الوحدويين، قاد انقلاب أيلول عام 1969م حيث أطاح بالملك إدريس السنوسي.

() أنشئ هذا المستوصف لغرض إسعاف المرضي وقد اختير له خيرة الأطباء والمضمدين كما جهز بأحد الآلات الطبية ويقع مقره في البناية الكائنة في شارع الإمام علي عليه السلام مقابل المكتبة المركزية العامة، وهو يستقبل المرضي والمعوزين ويكون الفحص والعلاج بأجور زهيدة وهو يعتمد في تكميل نواقصه المادية علي تبرعات المحسنين.

() تأسست هذه المدرسة بعد تأسيس المدرسة الأولي بشهور وقد تسلم إدارتها بعد أشهر من افتتاحها فضيلة الأستاذ الشيخ جعفر الشيخ هادي (حفظه الله) وهي مكونة من خمسة صفوف من الأول إلي الخامس ودراستها حسب المنهاج الدراسي العام للمدارس وبالمجان وفور افتتاحها تهافت عليها قسم كبير من الشباب والطلبة.

() تم تأسيس هذه الدار في كربلاء المقدسة علي أساس نشر الوعي الديني وإيصال الكتب الدينية إلي المناطق التي لا يمكن وصول الكتب الدينية إليها، فهي تقوم بتوزيع الكتب بعد أن يتم الاتفاق بين أصحابها وبين الدار لمدة ثلاثة أشهر وباستقطاع 30% من الثمن الإفرادي لكل كتاب لغرض توزيعه بين الدار والباعة.

() تأسست عام 1385ه لترويج الكتاب الإسلامي ونشر المؤلفات الدينية في المجتمع وبأسعار رمزية، وقد قام بتأسيسها جماعة من

معلمي المدارس، وقد ساهمت هذه المكتبة في نشر المفاهيم الإسلامية الصحيحة، كما استطاعت طبع بعض الكتب في المناسبات الدينية.

() مرت ترجمته.

() مكتب التوجيه الديني، مكتب الدعاية الإسلامية، دار الخدمات الإسلامية، مكتب سلسلة القرآني يهدي، مكتب مجلة نداء الإسلام، مكتب سلسلة أعلام الشيعة، مكتب صندوق التبرعات، هيئة دعاة الرسول صلي الله عليه و اله، النادي الإسلامي، جهاز الإعلانات.

() أنشئ هذا المكتب لغرض القيام بالأمور التالية:

1: توجيه الصحف والمجلات والمؤلفات التي تهاجم الإسلام في أصل من أصوله أو تنقد جانباً من جوانب التراث والتاريخ الإسلامي.

2: الاتصال بالمكاتب والجمعيات والهيئات الإسلامية المنتشرة في العالم والتعرف عليهم للقيام بأي مساعدة ممكنة لهم وذلك كله عن طريق المراسلة، وقد أعد لهذا المكتب مقر في (مكتبة القرآن الحكيم) العامة.

() مجلة نداء الإسلام، سلسلة أعلام الشيعة، سلسلة القرآن يهدي، مجلة الأخلاق والآداب، مجلة صوت المبلغين، مجلة مبادئ الإسلام باللغة الانجليزية، مجلة صوت الإسلام، مجلة ذكريات المعصومين عليهم السلام، سلسلة منابع الثقافة الإسلامية.

() مجلة شهرية تهدف للإجابة علي الأسئلة الدينية المطروحة في الساحة من اقتصادية واجتماعية وسياسية وعقائدية وتربوية وعسكرية وغيرها.. وكان للشهيد السعيد السيد حسن الشيرازي رحمة الله عليه دور كبير في الإجابة علي قسم كبير من الأسئلة، وكانت هذه المجلة تصدر من (المدرسة الهندية الكبري) في كربلاء المقدسة.

() سورة المؤمنون: 108.

() جوزيف ستالين (1879 / 1953م): سياسي روسي، الأمين العام للحزب الشيوعي في الاتحاد السوفياتي (1922 / 1953م) رئيس الحكومة والقائد الأعلي للجيش (1941 / 1953م)، حكم الاتحاد السوفياتي حكماً دكتاتورياً فقضي علي مناوئيه في محاكمات صورية واستبد بالسلطة، تعرض في عهد خروشوف لحملة عنيفة كشفت عن عورات حكمه وأدت إلي تحطيم تماثيله ونصبه التذكارية.

() سورة الأعراف: 43.

() مرت ترجمته.

() المتصرف:

اصطلاح قديم يراد به المحافظ اليوم.

() حسن الوداي، عيّن محافظاً لمدينة كربلاء عام 1383ه (1963م)، وبقي في منصبه لمدة ثمانية أشهر فقط، ويعدّ المتصرف رقم 38 من بدأ تأسيس الحكومة العراقية.

() علي صالح السعدي: زعيم الحزب والمساهم في حركة شباط 1963م ونائب رئيس الوزراء آنذاك.

()مرت ترجمته.

() آية الله العظمي المرجع الديني الكبير السيد محسن بن مهدي بن صالح بن أحمد الطباطبائي الحكيم، ولد رحمة الله عليه في شوال 1306ه / 1889م في بلدة بنت جبيل بلبنان، توفي والده عام 1312ه وعمره آنذاك ست سنوات وتركه مع والدته وأخيه الأكبر آية الله السيد محمود الحكيم (قدس سره) والذي يكبره بعشر سنوات لتتولي الأم والأخ الكبير تربيته ورعايته. وكان أمين سر القيادة في ثورة العراق علي البريطانيين سنة 1938م قبل أن يكون المرجع الأعلي، صنف العديد من الكتب القيمة، قيل إنها تقارب خمسين مؤلفاً، أجلها (مستمسك العروة الوثقي) و(توضيح المسائل) و(حقائق الأصول) و(دليل الناسك في المناسك)، ومن أعماله تأسيس المكتبة العامة المعروفة باسم (مكتبة آية الله الحكيم العامة) في النجف الأشرف وهو أول من أسس مكتبة عامة فيها، كما أنشأ لها فروعاً في مدن العراق، واندونيسيا وسورية ولبنان. أصدر فتواه الشهيرة بتكفير الشيوعية والكشف عن صبغتها الإلحادية في 17/ شعبان/ 1379ه أيار 1960م واعتبر أن الشيوعية كفر وإلحاد ونشر الفتوي في جريدة العراق آنذاك. تعرض للمضايقة من قبل حزب البعث في العراق. توفي ببغداد عام 1390ه /1970م ودفن في النجف الأشرف وكان يوم وفاته يوماً مشهوداً في تاريخ العراق حيث عطلت الأسواق وخرجت المدن عن بكرة أبيها لوداعه رحمة الله عليه.

() آية الله السيد مرتضي بن السيد محمد صادق القزويني، ولد عام 1350ه خطيب شهير وشاعر أديب

وعلم من أعلام العلم والأدب والخطابة، قاوم المد الأحمر في العراق أثناء حكم قاسم عام 1958م، اعتقلته السلطات الظالمة في العراق عدة مرات، وعذب خلالها ونفي إلي شمال العراق، هاجر إلي الكويت ثم ايران ثم امريكا، وأسس العديد من المؤسسات الإسلامية في دول عديدة، له عدة أبناء علماء وفضلاء وخطباء.

() السيد صادق الحسيني المرعشي الشهرستاني?، كان من وجهاء مدينة كربلاء المقدسة، عاصر المرجعين الشهيرين: السيد حسين القمي ? والميرزا مهدي الشيرازي?، حيث كان ملازماً للأخير وقد رافقه في سفرته إلي الديار المقدسة في مكة والمدينة، كان له محل عطارة في أول سوق العطارين بكربلاء، وكان يقوم بتنظيم رحلات دينية إلي الديار المقدسة لأداء مناسك الحج. توفي بكربلاء ودفن فيها.

() إلي هنا انتهي ما وجدناه من الدفتر الخطي الرابع، ويبدو أنه كان للبحث صلة. الناشر

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.