قيمة المرء

اشارة

اسم الكتاب: قيمة المرء

المؤلف: حسيني شيرازي، محمد

تاريخ وفاة المؤلف: 1380 ش

اللغة: عربي

عدد المجلدات: 1

الناشر: موسسه المجتبي

مكان الطبع: بيروت لبنان

تاريخ الطبع: 1422 ق

الطبعة: اول

بسم الله الرحمن الرحيم

قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ

وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ

إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الأَلْبَابِ

صدق الله العلي العظيم

سورة الزمر: 9

كلمة الناشر

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي محمد خير الخلق أجمعين وعلي آله الطيبين الطاهرين المنتجبين.

إن المشكلة الكبري التي يعاني منها الإنسان علي امتداد الأجيال والحقب هي فهمه للحياة ووعيه لحقيقة ما يجري فيها، لأن معظم مشاكله النفسية والشخصية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية متأتية من فهمه الخاطئ، أو الناقص، ووعيه السطحي، أو غير السليم لها.

إن وعي الحياة وفهمها علي حقيقتها مرتبط بعقيدة الإنسان وحركته ومواقفه، كما يرتبط به شقاؤه وسعادته، ومن المعروف أن لهذا الوعي أثره البالغ في اليقظة والنهوض ونمط البناء الحياتي والتنموي.

عندما نقول فهم الحياة ووعيها، أي فهم عدة أمور تشكّل ساحة وواقع الإنسان التي نمي وترعرع عليها. ومن أهم هذه الأمور فهم مبدأ الوجود، وفهم المآل والنهاية التي ينتهي إليها هذا الوجود، ويترتب عليه فهم الإنسان لذاته ونفسه؛ لأنها وجود في هذا العالم المرتبط بعضه مع البعض. وهذا الوعي هو من أهم العناصر في انطلاقه الإنسان وبناء قابليته في طريق الإنسانية، في الطريق الذي أراده عز وجل، حتي يكون الإنسان إنساناً.

علماً إن وجود الوعي واليقظة لا يكفيان في حل مشكلات الإنسان ومعضلاته، بل بوجود المنهج الذي وضعه الله عز وجل للإنسان، وهو الكفيل بوصول الإنسان للسعادة في الدارين. ومن خصائص هذا المنهج هو كونه تربوياً بين البعد المادي والمعنوي في حياته وسلوكه. ونعني بالمنهج هو الطريقة الشرعية التي يُفهم بها الأشياء وكيفية التعامل معها.

أما مكونات هذا المنهج فالعقل والمعرفة، وهما يشكلان

عنصرين أساسيين فيه، فالعقل هو عقل المسلم الذي رسم له القرآن الكريم له آليات معينة ضرورية، منها التفكر في الخلق، وانسجام هذا التفكر مع العلم والبرهان ليتشكل الطريق إلي معرفة الله عز وجل، واثبات وجوده، وهو السبيل إلي فهم الرسالة الإلهية.

أما المعرفة فهي معرفة رسل الله عز وجل من أنبيائه وخلفائه الطاهرين عليهم السلام.

إذن فاحترام العقل وإعطاؤه الدور اللائق، أي استخدامه في تحصيل العلوم الصحيحة هو ما أكد عليه المنهج القرآني، وأكدت عليه الروايات الشريفة في أهل البيت عليهم السلام. فهنالك اهتمام شديد وواضح بهذه المسألة؛ لأنّ لها دخلاً في صنع الحضارة الإنسانية المتكاملة، وخصوصاً طلب العلم، ولطالما أكد القرآن علي هذا الجانب، وفي أول سورة نزلت علي رسول الله صلي الله عليه و اله. وكذلك في الروايات الواردة عن المعصومين عليهم السلام فهم كانوا يحثون عليه، باعتباره القيمة العليا التي تأتي بعدها كل الاعتبارات من المال وغيره.

وما بين يديك هذا الكراس (قيمة المرء) هو من المساهمات الحسنة في هذا الشأن، التي أجاد بها يراع سماحة المرجع الديني الأعلي السيد محمد الحسيني الشيرازي (دام ظله) الذي كانت له وقفات متنوعة في شتي المواضيع، وزود بها المكتبة الإسلامية حين تناول سماحته (دام ظله) إشارات لهذه القيمة العليا، وهي قيمة ما يحسنه الإنسان من العلم والعمل، فالإنسان في الدنيا يُقيَّم بعلمه وعمله لا بنسبه وضخامته.

وقد قمنا بطباعته إيماناً بأهميته، وكذلك غيره من البحوث والمحاضرات التي ألقاها السيد الإمام (دام ظله) في أوقات وأماكن مختلفة، فأصبحت كمؤلفاته التي تجاوزت ألف كتاب وكراس.

أعزاؤنا القراء نحن نتوخي أن يتيسر لكم التزود من فائدة المحتوي، راجين من الله عز وجل السداد والقبول وأن يوفقنا جميعاً للعمل الصالح إنه سميع مجيب.

مؤسسة المجتبي

للتحقيق والنشر

بيروت لبنان ص ب 6080 / 13 شوران

البريد الإلكتروني: almojtaba@shiacenter.com

المرء وما يحسنه

قال الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: «قيمة كل امرئ ما يحسنه» (). وقال عليه السلام: «ما علم من لم يعمل بعلمه» ().

إن هذه الكلمة علي وجازتها وقصرها، ذات معني عميق، حيث أراد الإمام عليه السلام أن يبين من خلالها: إن قيمة الإنسان هي بقدر ما يحسنه من العلم والعمل، وكما أن الإنسان في الآخرة سوف ينال إما الجنة أو النار، بقدر ما لديه من أعمال صالحة أو طالحة، كذلك الحال في الدنيا، فإن المرء يُقيّم بعمله وعلمه حتي عند الناس لا بنسبه وهيكله، والتقييم مرتبط بجهة المتعلّق أي الفعل فتارة يكون الفعل خيراً وصالحاً، فتكون آثاره خيّرة وسليمة، فيأتي الناس ليعطوا ذلك الإنسان ما يقابل عمله هذا، سواء كان عطاءً مادياً أو معنوياً، فعاقبة عمله الصالح هي قيمة رائعة لشخصه وعمله، وحينئذ يقولون: إن فلاناً رجل صالح، وهذه الصفة الأخيرة هي قيمة نتجت عن عمله.

وبالعكس تماماً عندما يكون عمل الإنسان غير ملائم للطبع الإنساني السليم، بل لعله يخالف الذوق والحس البشري الذي غرسه الله عزوجل في وجود الإنسان، فتكون النتيجة أيضاً تقييماً من نوع آخر؛ إذ يقال عند تقييم صاحب العمل السيئ بأنه غير خلوق، أو أنه إنسان سيئ وطالح.

وهكذا فإن قيمة المرء تكون من سنخية عمله وأدائه، ولا تأتي اعتباطاً أو صدفة.

مراقبة المرء لنفسه

فعلي هذا يجب أن يراقب المرء عمله وسلوكه، وأن يحسن عمله ويتقنه بشكل جيد؛ لأن عمله سوف يكون مرآة له تنعكس فيها صورته الحقيقية، فأما أن تكون صورة ناصعة، أو تكون صورة مشوشة ومشوهة، ونستطيع أن نمثل لذلك بمثال متواضع: فالذي يحمل شهادة المرحلة الابتدائية تكون قيمته غير الذي يحمل الشهادة الجامعية، وهكذا اطراداً.

دروس وعبر

وإن هذه الكلمات القصار للإمام أمير المؤمنين عليه السلام بقيت وستظل حية علي طول التأريخ الإنساني، وتشكل دروساً تربوية قيّمة لا يستغني عنها الإنسان.

فالإمام عليه السلام بين أن قيمة الإنسان هي بقدر علمه، وبقدر ما يحسنه من عمل، فالتاجر الذي يحسن فن الشراء والبيع هو ذو علم بالتجارة، ويقاس بين التجار وفقاً لهذه الموازين.

والإنسان دائماً يعيش حالة الطموح والأمل، ولكل فرد أهداف يرسمها لنفسه، ويسعي دوماً نحو تحقيقها. فالإنسان المتعلم والعالم الذين يحسنان استخدام الوسائل من خلال ما يحملانه من علم وخبرة سيصلان إلي أهدافهما وطموحاتهما، وغالباً ما يكون الناجحون في حياتهم من أهل الخبرة والعلم؛ لأنهم يستخدمون المقدمات والوسائل الصحيحة للوصول إلي تحقيق آمالهم، بينما الذين لا يحسنون في عملهم ولا يعرفون وسائل النجاح وهم كثيرون تراهم يتخبّطون يميناً وشمالاً، فهم وإن كانوا أحياناً يعلمون شيئاً، إلا أنهم يمتازون بعدم المعرفة في كيفية استخدام هذا العلم عادة، فيفقدون نتيجة لذلك مكانتهم الاجتماعية، فانه «علم لاينفع كدواء لا ينجع» ().

فإن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام يؤكد علي من يحمل علماً أو خبرة أن يعرف كيف يتصرّف به، وأن يتحمل الشدائد والعراقيل التي تلاقيه في سبيل الوصول إلي هدفه. فقد قال الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: «بالتعب الشديد تدرك الدرجات الرفيعة والراحة الدائمة» ().

الفكر وأثره علي السلوك

مصادر الثقافة في هذا العالم كثيرة ومتنوعة، سواء في السياسة أو في الاقتصاد أو في العلوم الأخري، وكل هذه المصادر تحاول أن تحتوي المصدر الآخر للانفراد في الساحة، ونلاحظ أنه كلما جاء فكر جديد كثيراً ما يلعن من كان قبله، وهكذا الحال في القوانين الوضعية السائدة في هذا العالم المتلاطم بالأفكار، وفي الأغلب تكون أفكاراً تسلطية مبتنية علي الخداع والغش؛ لذلك يأتي

الفكر مرة باسم الشيوعية، ومرة باسم الرأسمالية، وأخري باسم القومية … وفي ظل هذه العناوين والاتجاهات ينخدع بعض الناس وينجرف في دوامتها، ومقابل هذه التيارات التضليلية يقف الفكر الإسلامي شامخاً، بما يحتويه من مبادئ رصينة وثابتة، تهدي الناس إلي الخير والصلاح، فالقرآن الكريم وهو مصدر الهداية والرحمة، يهدي الناس إلي التكامل المادي والمعنوي، ويحررهم من العبودية التي قيدتهم نتيجة الأفكار والنظريات التضليلية، فالقرآن الكريم يحتوي علي أعلي قيمة في الفكر، وأرقي أسلوب في الحركة والسير الذاتي نحو التطور والسعادة، ومن ثم اعتضد هذا الفكر بشخصية الرسول الأعظم صلي الله عليه و اله الذي أخرج هذا الفكر إلي النور، بأعماله وأفعاله الواقعية، في مجتمع صعب التغيير، متعصب لفكرته المترسخة لفترة طويلة، مع وجود شخصيات متمرسة في التضليل والخداع، ذات مصالح شخصية، ولها جذور عميقة في التأثير علي المجتمع. وبرغم هذا كله نجح هذا الفكر في الاجتياز لكل العقبات نتيجة لتكامله وصحة دعوته، وقوة منشئه وعظمته، وصدق وأمانة والمبلّغ به.

مقارنة

لو أجرينا مقارنة سريعة بين الفكر الإسلامي والأفكار الأخري. لاتضح لنا الفارق الجلي بين ما يحمله القرآن من مبادئ سامية، وأخلاق فاضلة، تسمو بالإنسان نحو الفضيلة والسعادة، بعكس الأفكار والمبادئ الوضعية، علماً بأن الفكر هو الأساس في العمل كما قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوي» () فالفكر أيضاً هو مما تعرف به قيمة المرء كما لايخفي.

فالإسلام ينطلق من القرآن، والقرآن فيه من التعاليم والأفكار التي لا يستطيع فكر أو نظرية أن يصل إليها، أو يطرح بديلاً مناسباً عنها وللمثال علي ذلك:

المفاضلة بين الناس في الإسلام مبنية علي أساس التقوي؛ قال تعالي: ?إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ?() والتقوي

إحدي الصفات الحميدة وهي صفة روحية تربط الإنسان بخالقه، وبإمكان الإنسان أن ينميها حتي يتدرج إلي أعلي القمم الروحية، أما القومية فتري أن التفاضل بين الناس يكون علي أساس اللغة والدم والجنس، لاالتقوي والالتزام الخلقي والعقائدي.

وكذلك الفكر الإسلامي يدعو إلي التوحيد والي عبادة إله واحد أزلي، في حين أن الأفكار الوضعية تدعو إلي الصنمية والآلهة المتعددة الباطلة.

وأيضاً الفكر الإسلامي يدعو إلي احترام حقوق الفرد والمجتمع، أما غيره فيدعو إلي ضرب حقوق الفرد بحجة حقوق المجتمع.

والفكر الإسلامي يدعو إلي التأكيد علي الأخلاق وجعل المفاهيم الأخلاقية أساساً في التعامل والتعايش، أما غيره من الأفكار فأغلبها يدعو إلي التحلل الخلقي، والانحراف الفكري.

والإسلام يدعو إلي أمة واحدة، بينما غير الإسلام عادة ما يحاول زرع الفتن وتفريق الأمم، وذلك بإثارة النعرات الطائفية، والحروب بين الدول والأمم، كما نشاهده اليوم بأم أعيننا.

الشباب وتحصيل العلم

ومن أهم ما يؤكد عليه الإسلام هو العلم مصحوباً بالعمل، ثم إن سبل تحصيل العلم ميسرة اليوم من ناحية وجود المدارس ووفرة المناهج والخدمات العامة والتطور العالمي، فلماذا يتواني شبابنا المسلم المؤمن في هذه المسألة؟ وهي من أهم المسائل وأرفعها، وفيها يكمن سر تقدم الأمة وتطورها ونيلها الأسباب الموصلة إلي عزتها وكرامتها وقوتها، ولطالما شدد وأكد القرآن الكريم علي هذا الجانب جانب العلم والمعرفة . حيث تري أن أول سورة نزلت علي رسول الله صلي الله عليه و اله هي سورة (العلق) وما فيها من المفردات المهمة والضرورية، من قبيل: ?اقْرَأْ ? الْقَلَمِ ? عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ..? فكلها ذات محور واحد وهو العلم، وفي سورة الرحمن قوله تعالي: ?الرَّحْمَنُ ? عَلَّمَ الْقُرْءان?()، ثم يقول عز وجل: ?خَلَقَ الإِنْسَانَ?()، ثم يردفها تعالي ب: ?عَلَّمَهُ الْبَيَانَ?().

لماذا قدّم تعالي العلم

علي خلق الإنسان؟ والحال أن الأمر عكس ذلك، حيث إن الخلق مقدم زماناً علي العلم؟ والجواب علي ذلك: إن الله تعالي أخرّ خلق الإنسان عن العلم مع أنه مقدم زماناً للدلالة علي جلالة العلم وأهميته؛ لأنه لولا العلم لما كانت هناك فائدة من خلق الإنسان. فالآيات التي تؤكد علي مسألة العلم وتحصيله كثيرة، والسنة المطهرة أشارت كذلك إلي هذا الجانب، فالرسول الأعظم صلي الله عليه و اله والأئمة الأطهار عليهم السلام أوصوا بالعلم وأشادوا بالعلماء، وفضلهم ومنزلتهم، وعظيم الثواب لهم.

فقد روي الإمام الصادق عليه السلام عن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: «المؤمن العالم أعظم أجراً من الصائم القائم الغازي في سبيل الله وإذا مات ثلم في الإسلام ثلمة لا يسدها شيء إلي يوم القيامة» ().

العلم زينة وفريضة

وقال أبو عبد الله الصادق عليه السلام: «اطلبوا العلم وتزينوا معه بالحلم والوقار، وتواضعوا لمن تعلمونه العلم، وتواضعوا لمن طلبتم منه، ولا تكونوا علماء جبارين فذهب باطلكم بحقكم» ().

وقال أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام: «تعلموا العلم فإن تعلمه حسنة، ومدارسته تسبيح، والبحث عنه جهاد، وتعليمه لمن لا يعلمه صدقة، وهو عند الله لأهله قربة، لأنه معالم الحلال والحرام، وسالك بطالبه سبيل الجنة، وهو أنيس في الوحشة، وصاحب في الوحدة، وسلاح علي الأعداء، وزين الأخلاء، يرفع الله به أقواماً يجعلهم في الخير أئمة يقتدي بهم، ترمق أعمالهم وتقبتس آثارهم» ().

وقال أبو عبد الله الصادق عليه السلام: «طلب العلم فريضة علي كل حال» (). إلي غيرها من الروايات الواردة في فضل العلم، وأهمية تحصيله.

نعم، لا شك أن الطريق الأفضل لرقي الإنسان هو العلم، فبالعلم يصل المرء إلي الدرجات العلي في الإيمان، إذ حتي الإيمان لابد وأن

يكون إيماناً واعياً ويقينياً كاملاً، لا أن يكون إيماناً ناتجاً عن جهل وسطحية وتمسك بالقشور، بل الإيمان الحقيقي هو الناتج عن علم ومعرفة، فقد قال أمير المؤمنين عليه السلام: «المتعبد بغير علم كحمار الطاحونة يدور ولا يبرح مكانه» ().

وقال تعالي: ?إِنَّمَا يَخْشَي اللهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ?(). فحصر سبحانه الخشية في أعلي مراتبها بالعلماء؛ لأنهم العارفون بأصول العبادة وأنواعها الصحيحة الموصلة لله عز وجل، فعلمهم هو الذي زادهم خشية من الله تعالي.

ومن هنا ندرك أن العلم الذي لا يوصل صاحبه إلي خشية الله تعالي لا يكون نافعاً نفعاً حقيقياً، هذا إذا لم يكن ضاراً، وعلي ذلك يمكن فهم قول الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: «قيمة كل امرء ما يحسنه» () أي ما يحسنه من العلم والمعرفة والعمل.

فيجب أن لا يتواني شبابنا في هذا المجال، ليعرفوا أن سر انتصارهم علي أعدائهم، وتقدمهم في جميع مجالات الحياة؛ مرهون بالعلم وتحصيل المعرفة، ونحن نلاحظ اليوم كيف أن أوربا وبعض الدول الأخري تطورت وحصلت علي مكاسب كبيرة، عندما تمسكت بالعلم، رغم أن العلم الذي سعت إلي تحصيله كان علماً دنيوياً، فكيف الحال إذا كان علماً يجمع بين الدنيا والآخرة؟ فلا شك ولا ريب أن نتيجة ذلك سوف تكون عظيمة، فنحن متي ما هيّأنا المقدمات الصحيحة، وتمسكنا بالعلم، تطورنا وبدت علينا علامات الرقي والسعادة، وتمكنا حينئذ من جلب الناس إلي الإسلام وتعاليمه النيرة، واستطعنا زرع بذور الخير فيهم. وإلا فاننا مع تخلفنا وتأخرنا لا نستطيع أن نكسب الآخرين إلينا، بل في هذه الحالة سيعمل الآخرون علي حرفنا وجرفنا عن طريق الحق من حيث لا نعلم ولا نشعر كما هو حاصل لدي الكثير اليوم؛ لأن الدنيا دار الأسباب والمسببات، ولا يمكن الحصول

علي المكاسب المادية والمعنوية التي أودعها الله تعالي في الحياة الدنيا، دون تهيئة الأسباب الموصلة إليها، ومن أهم الأسباب العلم والعمل معاً.

أهمية الوقت

إن أغلب علمائنا كانوا يواصلون البحث والتدريس ويهتمون بقضايا الناس وحل مشاكلهم، رغم تقدمهم في السن، وكانوا لا يسافرون عادة إلا للضرورات، حتي لا يحول السفر بينهم وبين تحصيلهم العلم، فمثلاً: يذكر أن آية الله العظمي السيد عبد الهادي الشيرازي رحمة الله عليه() لم يسافر لمدة خمسين سنة إلا مرة واحدة إلي طهران لغرض العلاج من ألم شديد في عينه.

نعم، هكذا كان علماؤنا لا يسمحون لأنفسهم بإضاعة الوقت في السفر وغيره، فقادهم وأوصلهم ذلك إلي مراكز رفيعة، فالسيد عبد الهادي الشيرازي رحمة الله عليه أصبح المرجع الأعلي للتقليد حيث رجعت إليه الأمة بعد وفاة آية الله العظمي السيد البروجردي رحمة الله عليه.

وكذلك السيد الحكيم رحمة الله عليه() لم يسافر إلا مرة واحدة للحج، ومرة أخري إلي خارج العراق لغرض المعالجة، وكذلك كان والدي رحمة الله عليه() فلم يسافر طوال عمره إلا ثلاث مرات، مرة إلي الحج الواجب وكنت بصحبته، وسفرة أخري إلي مشهد المقدسة، وكان ذلك متعلقاً بجهاد السيد القمي()، والسفرة الأخيرة إلي مشهد أيضاً.

فالعلماء لم يصلوا إلي ما وصلوا إليه إلا بعد أن ضحّوا بالراحة، وتحملوا الكثير من أجل العلم، واهتموا بالوقت فقد قال مولانا أمير المؤمنين عليه السلام: «لقد أخطأ العاقل اللاهي الرشد، وأصابه ذو الاجتهاد والجد» ().

وقال (صلوات الله عليه): «إن كنتم للنجاة طالبين فارفضوا الغفلة واللهو والزموا الاجتهاد والجد» ()، فعلينا أن نتعلم من أولئك العلماء العظام كيف نستثمر وقتنا في العلم والعمل الصالح.

ولا يخفي انا لا نريد أن نقول: إن السفر أمر غير جيد وغير نافع، بل علي

العكس فان السفر من المستحبات كما فصلناه في الفقه، وإنما مقصودنا هو عدم تضييع الوقت بالسفر من دون رعاية الأهم والمهم، أما السفر النافع فقد حرضت عليه الشريعة، فقد ورد عن رسول الله صلي الله عليه و اله أنه قال: «سافروا تصحوا، سافروا تغنموا» ().

وعنه صلي الله عليه و اله أيضاً: «سافروا تصحوا، وجاهدوا تغنموا، وحجوا تستغنوا» (). وقال رسول الله صلي الله عليه و اله: «سافروا فانكم إن لم تغنموا مالاً أفدتم عقلاً» ().

وحينما سُئل الإمام الصادق عليه السلام عن الأيام المباركة للسفر قال: «سافروا يوم الثلاثاء، واطلبوا الحوائج فيه، فإنه اليوم الذي ألان الله فيه الحديد لداود عليه السلام» ().

ومن هذه الأحاديث الشريفة، يظهر أن الشريعة لم تنف السفر مطلقاً، وإن علماءنا حرصاً منهم علي متابعة الأهم كانت أسفارهم قليلة، فان هناك تزاحماً بين الأهم والمهم، والعالم يأخذ بالأهم إلا في حالة الاضطرار، وما ذكرناه كله من أسباب تكون قيمة المرء.

القرآن والحقائق العلمية

لقد ذكر القرآن الكريم العديد من الحقائق العلمية علي شكل إشارات، ليجعل للإنسان الدور الكبير في استكشافها والانطلاق منها. وواحدة من تلك الأمور هي قوله تعالي: ?وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً?().

لماذا هذا التأكيد علي وقت الفجر؟ فان بعد التحقيق يتبين للإنسان أن الله عز وجل يريد بذلك أن يكسب المرء قيمته الذاتية فالبعض يتساءل: لماذا جعلت ركعتان عند الفجر يستيقظ المرء لأدائهما؟

يؤكد العلم الحديث علي أن الفوائد الصحية التي يجنيها الإنسان بيقظة الفجر كثيرة منها:

أولاً: تكون أعلي نسبة لغاز الأوزون في الجو عند الفجر، وتقل تدريجياً حتي تضمحل عند طلوع الشمس، ولهذا الغاز تأثير مفيد علي الجهاز العصبي، فهو منشط للعمل الفكري والعضلي، بحيث يجعل ذروة نشاط الإنسان الفكري والعضلي

في الصباح الباكر.

ثانياً: إن أشعة الشمس عند شروقها قريبة إلي اللون الأحمر، وهذا اللون منبّه للأعصاب وباعث علي اليقظة والحركة، كما أن نسبة الأشعة فوق البنفسجية يمكن أن تكون أكبرها عند الشروق، وهذه الأشعة تحرض الجلد علي صنع فيتامين (د).

ثالثاً: الاستيقاظ المبكر يقطع النوم الطويل، وقد تبيّن أن الإنسان الذي ينام ساعات طويلة، وعلي وتيرة واحدة يتعرض للإصابة بأمراض القلب، وهنا تبرز واحدة من ثمار الاستيقاظ في وسط الليل لأداء صلاة الليل.

رابعاً: إن أعلي نسبة للكورتزون في الدم هي وقت الصباح، وأدني نسبة تكون عند المساء، وهذه المادة هي التي تزيد فاعلية الجسم وتنشّط استقبالاته.

وهذه بعض الفوائد من الناحية الطبية، ناهيك عن الفوائد المعنوية التي يحصل عليها الإنسان().

الأئمة عليهم السلام والحقائق العلمية

وهناك روايات كثيرة تدل علي أهمية الجانب العلمي في الإسلام، فقد جاء عن العالم() عليه السلام: «في العسل شفاء من كل داء، من لعق لعقة عسل علي الريق يقطع البلغم، ويكسر الصفراء، ويقطع المرة السوداء ويصفي الذهن ويجوّد الحفظ إذا كان مع اللبان الذكر» (). وقال أبو عبد الله عليه السلام: «لعقة العسل فيه شفاء، قال الله تعالي: ?مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ?()» ().

وعنه عليه السلام أيضاً قال: «ما استشفي الناس بمثل العسل» ().

وهناك أحاديث وروايات أخري تذكر فوائد العسل، وأنه الدواء المفضل، ثم جاء اليوم العلم الحديث ليكشف سر هذه الكلمات التي مضي عليها مئات السنين.

لقد تعرض علم الطب لمادة العسل، الذي كان وما يزال مادة للاستشفاء من أمراض الجلد، حيث يسرِّع في التئام الجروح وينظفها، وكذلك ينفع لتقرحات الجلد المزمنة، وغيرها من الأمراض الجلدية، و اكتشفوا أن بالعسل يمكن علاج أمراض الجهاز الهضمي، فهو يساعد علي الهضم بفعالية الأنزيمات الهاضمة التي يحويها، وكذلك يخفض الحموضة

المعدية الزائدة، ويفيد في معظم أمراض الكبد والصفراء، وقد أشار الإمام (صلوات الله عليه) إلي ذلك في الحديث الشريف. وينصح الاستشفاء بالعسل في أمراض التنفس، مثل مرض السل، فان للعسل تأثيراً جيداً علي المصاب بالسل؛ لأنه يزيد من مقاومة الجسم للالتهاب السلّي، وكذلك يفيد للسعال الديكي، والتهاب الحنجرة والبلعوم والتهاب القصبات، ويمكن بواسطة العسل علاج العديد من أمراض العين من الالتهابات أو الحروق، والاستشفاء به من أمراض الأنف والأذن والحنجرة، وأمراض النساء وحالات الولادة، وغيرها من الأمراض العديدة، التي يمكن أن يدخل العسل كعلاج رئيسي فيها، وهذا علي نحو الإيجاز والاختصار والتفصيل في محله، فإن أئمتنا عليهم السلام ذكروا الكثير من الروايات العلمية والتي منها ما يرتبط بالأمراض وكيفية علاجها().

التأسي بأئمتنا الهداة عليهم السلام

ومن أهم ما يضمن للمرء قيمته هو التمسك بالأئمة الهداة من آل محمد صلي الله عليه و اله والتأسي بهم، فانهم عليهم السلام أهل العلم وأصله، وقد جاء عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: «إن داود ورث علم الأنبياء، وإن سليمان ورث داود، وإن محمداً صلي الله عليه و اله ورث سليمان، وإنا ورثنا محمداً صلي الله عليه و اله، وإن عندنا صحف إبراهيم وألواح موسي» فقال أبو بصير: إن هذا لهو العلم، فقال الإمام: «يا أبا محمد ليس هذا هو العلم، إنما العلم ما يحدث بالليل والنهار يوماً بيوم وساعة بساعة» ().

وهناك مرويات كثيرة جداً، يظهر من خلالها شأن أهل البيت عليهم السلام، وعلميتهم ومكانتهم بما يعجز اللسان عن وصفه، ويقصر التعبير عن أدائه. فكان أئمتنا عليهم السلام معدن العلم وورثته عن الأنبياء، والسباقين في كل علم، ولهم مواقف مشرفة سجّلها التاريخ بحروف من نور، يظهر من خلالها سبقهم الأولين والآخرين، في تثبيت

معدن العلوم، وذكر الخطوط العريضة لكثير من العلوم؛ مثل الطب والفلك والفلسفة والفقه والرياضيات، وغيرها من العلوم الأخري(). فإذا كان حال قادتنا هذا، فلماذا لا يتأسي شبابنا المؤمن بهم عليهم السلام، في اتباع إرشاداتهم عليهم السلام والمواظبة علي تحصيل العلم واتخاذ العلم وسيلة نحو التقدم والرقي، وتذليل الوسائل والمقدمات التي تكون مستصعبة عليهم أحياناً بسبب عدم المعرفة بها وجهلها؟!

العلم الحقيقي

إن أكثر المعضلات والمشاكل تنتج بسبب التخلف وقلة العلم، وعلي العكس فإن زيادة المعرفة وسعة العلم عند المرء تسهّل عليه كثيراً من الصعوبات، وتقربه من الله تعالي ومن الناس، وتكشف له الكثير من الحقائق المهمة، والتي من أهمها معرفة أصول الدين فقد ورد عن رسول الله صلي الله عليه و اله: «من سلك طريقاً يطلب فيه علماً سلك الله به طريقاً من طرق الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا به، وان طالب العلم يستغفر له من في السماوات والأرض، والحيتان في جوف الماء، وان فضل العالم علي العابد كفضل القمر ليلة البدء علي سائر الكواكب» ()، فإذا كان الإنسان يمتلك العلمية الجيدة فانه سيستطيع بواسطة ذلك اتباع الحق، المتمثل بمعرفة الخالق تعالي، وما فرض عليه من واجبات، والتي من ضمنها اتباع الأئمة عليهم السلام، فهم الهداة إلي الحق، وبواسطتهم يفوز الإنسان بأعلي المراتب في الدنيا والآخرة. فالأئمة عليهم السلام لا يقاس بهم أحد، علي حدّ قول الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: «لا يقاس بآل محمد من هذه الأمة أحد» ().

فمثلاً: إن مقولة الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: «قيمة كل امرئ ما يحسنه» تشير إلي أن المرء إذا كان يحسن جيداً معرفة الإمام المعصوم، ويعلم عن يقين طاعة الإمام عليه، واتباعه واحترامه حياً أو ميتاً،

فهذه المعرفة العظيمة تكون قيمة له، ومن خلال هذه المعرفة يمكن تقييمه بين الناس، وكذلك عند الله عز وجل.

فعلينا إذن أن نطلب العلم من موارده الحقيقية، وهم الأئمة الأطهار عليهم السلام؛ لأنهم قطب الرحي في كل مجال، وهم العارفون في كل العلوم، والأدلاء علي طرق ومسالك هذه العلوم، فقد ورد عن الإمام الباقر أبو جعفر عليه السلام: «كل شيء لم يخرج من هذا البيت فهو وبال» ().

وهنالك مسألة يجدر الالتفات إليها هنا، وهي: إن بالعلم أيضاً يستطيع المرء أن يعرف قدر نفسه، ومقدار قيمته في المجتمع، لا أنه يكتشف مقام الأئمة عليهم السلام فحسب. قال الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: «واعلموا أن الناس أبناء ما يحسنون» (). وهذه الكلمة الشريفة تبين للإنسان مقياساً من خلاله يعرف المرء قدر نفسه، ويقيّم ذاته، ثم قيل عن هذه الكلمة إنه: «لم يسبقه إليها أحد»، وقالوا: «ليس كلمة أحض علي طلب العلم منها»، وقد نظم جماعة من الشعراء إعجاباً بهذه الكلمة أبياتا، منها ما يعزي إلي الخليل بن أحمد:

لا يكون العلي مثل الدني

لا ولا الذكاء مثل الغبيّ

قيمة المرء كل ما يحسن المرء

قضاءٌ من الإمام عليّ

وقالوا:

قول علي بن أبي طالب

وهو الإمام العالم المتقنُ

كل امرئ قيمته عندنا

وعند أهل الفضل ما يحسن

وفي الختام نسأل الله عز وجل أن يوفقنا للعلم والمعرفة والعمل الصالح فإنها قيمة المرء.

اللهم صل علي محمد وآل محمد، وأطلق بدعائك لساني، وأنجح به طلبتي، وأعطني به حاجتي، وبلّغني فيه أملي، وقني به رهبتي، وأسبغ به نعماي، واستجب به دعاي، وزك به عملي، تزكية ترحم بها تضرعي وشكواي، وأسألك أن ترحمني وأن ترضي عني، وتستجيب لي، آمين رب العالمين، وصلي الله علي محمد وآله الطاهرين.

من هدي القرآن الحكيم

العمل الصالح وأهميته

قال تعالي: ?وَمَا

يَسْتَوِي الأَعْمَي وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ ءامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ … ?().

وقال سبحانه: ?وَالَّذِينَ ءامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ?().

وقال عز وجل: ?لِيَجْزِيَ الَّذِينَ ءامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْ فَضْلِهِ?().

وقال جل وعلا: ?فَأَمَّا الَّذِينَ ءامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ … ?().

القرآن يدعو إلي التقوي

قال سبحانه: ? وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَي وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ?().

وقال تعالي: ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ?().

وقال عز وجل: ?يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ … ?().

وقال عز من قائل: ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ?().

القرآن يدعو إلي العلم

قال تعالي: ?وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلاّ الْعَالِمُونَ?().

وقال سبحانه: ?وَمِنْ ءايَاتِهِ خَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ?().

وقال عز من قائل: ?وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً?().

وقال عز وجل: ?قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الأَلْبَابِ?().

أهل البيت عليهم السلام قدوة وأسوة

قال تعالي: ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ?().

وقال سبحانه: ?إِنَّمَا وَلِيُّكُمْ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ?().

وقال عزوجل: ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ?().

وقال جل وعلا: ?لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيراً?().

من هدي السنة المطهرة

العمل الصالح وأهميته

قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «أخلصوا أعمالكم لله فإن الله لا يقبل إلا ما خلص له» ().

قال أمير المؤمنين عليه السلام: «انك لن يغني عنك بعد الموت إلا صالح عمل قدمته فتزود من صالح العمل» ().

قال أمير المؤمنين عليه السلام: «بالأعمال الصالحات ترفع

[تعلو خ ل] الدرجات» ().

القرآن الحكيم والتدبر

قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «إنما مثل القرآن مثل صاحب الإبل إن عقلها صاحبها حبسها وإن أطلقها ذهبت» ().

قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «إن هذا القرآن فيه منار الهدي ومصابيح الدجي.. فإن التفكر حياة قلب البصير، كما يمشي المستنير في الظلمات بالنور» ().

قال أمير المؤمنين عليه السلام: «تدبروا آيات القرآن واعتبروا به فانه أبلغ العبر» ().

قال أبو عبد الله عليه السلام: «من قرأ القرآن وهو شاب مؤمن اختلط القرآن بدمه ولحمه، وجعله الله مع السفرة الكرام البررة..» ().

السنة تدعو إلي التقوي

قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «ألا إن الناس من آدم وآدم من تراب وأكرمهم عند الله أتقاهم» ().

قال أمير المؤمنين عليه السلام: «عليكم بالتقوي فانه خير زاد وأحرز عتاد» ().

عن أبي عبد الله عليه السلام: «اتقوا الله وصونوا دينكم بالورع» ().

السنة تدعو إلي العلم

قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «العلم خليل المؤمن» ().

قال أمير المؤمنين عليه السلام: «عليك بالعلم فانه وراثة كريمة» ().

قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «طلب العلم فريضة علي كل مسلم ومسلمة» ().

أهل البيت عليهم السلام قدوة وأسوة

قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «.. وأنا تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدي والنور من استمسك به وأخذ به كان علي الهدي ومن أخطأه ضل فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به وأهل بيتي..» ().

قال أمير المؤمنين عليه السلام: «ألا وإنا (إن خ ل) أهل البيت أبواب الحكم وأنوار الظلم وضياء الأمم» ().

قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «من أحب أن يحيي حياتي ويموت ميتتي ويدخل الجنة التي وعدني ربي وهو قضيب من قضبانه غرسه بيده وهي جنة الخلد فليتول علياً وذريته من بعده فانهم لن يخرجوه من باب هدي ولن يدخلوه في باب ضلال» ().

رجوع إلي القائمة

پي نوشتها

() نهج البلاغة، قصار الحكم، الرقم: 81.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص153 ح2829 الفصل الرابع في العمل.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص44 ح134 الفصل الثاني في العلم.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص99 ح1709 الفصل الثاني في المصائب وفلسفتها.

() غوالي اللئالي: ج1 ص380 ح2.

() سورة الحجرات: 13.

() سورة الرحمن: 1-2.

() سورة الرحمن: 3.

() سورة الرحمن: 4.

() بصائر الدرجات: ج1 باب ثواب العالم والمتعلم ص4 ح10.

() أمالي الشيخ الصدوق: ص359 المجلس 57 ح9.

() أمالي الشيخ الصدوق: ص615 المجلس 90 ح1.

() بصائر الدرجات: ج1 ص2 باب طلب العلم ح3.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص41 الفصل الأول أهمية المعرفة ح9.

() سورة فاطر: 28.

() نهج البلاغة: قصار الحكم: الرقم 81.

() هو السيد عبد الهادي بن السيد الميرزا إسماعيل بن السيد رضي الدين الشيرازي (1305 1382ه) ولد في سامراء وقرأ جملة من مقدمات العلوم في سامراء وأقام في النجف، هاجر إلي كربلاء المقدسة وحضر علي بعض علماءها.

وكان ? عالم محقق منقب، ذو رأي صائب مع غور في الدليل،

قوي الحافظة أديباً شاعراً ينظم الشعر العربي الجيد والفارسي.

وكان ? من العلماء المجاهدين الذين وقفوا في وجه السلطة الجائرة أيام رواج المد الشيوعي والأفكار الإلحادية بعد (1378ه 1958م) وأصدر فتواه ? في (8 شوال 1379ه/1960م) بأن الشيوعية ضلال وإلحاد ولا يجوز الانتماء إليها.

توفي ? عصر الجمعة (10 صفر /1382ه) ودفن في مقبرة ابن عم أبيه المجدد الشيرازي الكبير.

() هو المجاهد السيد محسن الطباطبائي الحكيم زعيم العالم الإسلامي ورئيس الطائفة في عصره، المولود في النجف الأشرف سنة (1306ه) اشترك مع العلماء المجاهدين في جهاد الإنكليز سنة (1333ه) أفتي سماحته ? ب(لا يجوز الانتماء إلي الحزب الشيوعي فان ذلك كفر وإلحاد) وذلك سنة (1379ه/ 1960م) تتلمذ علي مشاهير العلماء منهم الشيخ محمد كاظم الخراساني والسيد محمد سعيد الحبوبي والميرزا محمد حسين النائيني.

() هو السيد الميرزا مهدي بن السيد حبيب الحسيني الشيرازي الحائري، ولد في كربلاء المقدسة سنة (1304ه) ونشأ بها، قرأ مقدماته الأولية فيها، هاجر ? إلي سامراء وأقام بها مدة لتكميل مقدماته والحضور علي علماءها المهاجرين. كان ? تقياً، ورعاً، عابداً، زاهداً، متواضعاً، شاعراً، كثير الحفظ جيد الخط، وكان حافظاً للقرآن الكريم، وقد روي عمن عاصره أنه كان (رح) صاحب كرامات، وهذا علي ذمه العديد من المتصلين به، أمثال: طي الأرض بين النجف وكربلاء وتلقيه رسالة شفوية من الإمام الكاظم عليه السلام، وكان ? من خيرة تلاميذ الشيخ محمد تقي الشيرازي ? قائد ثورة العشرين في العراق، توفي ? عام (1380ه) في كربلاء ودفن فيها.

() هو السيد آغا حسين بن السيد محمود بن محمد الطباطبائي القمي الحائري من أجلاء العلماء ومشاهير المراجع. ولد في قم عام (1282ه) حضر بحث السيد المجدد الشيرازي في سامراء عاد إلي

طهران في حدود (1306ه) فلازم أبحاث العلماء الأعاظم مدة غير قصيرة حاز فيها درجة سامية، وفي عام (1321ه) تشرف إلي سامراء فحضر بحث الميرزا محمد تقي الشيرازي عشر سنين حتي ارتوي من معين فضله، هبط مشهد الرضا عليه السلام في خراسان عام (1331ه) كثرت الرغبة به ومالت القلوب إليه وتقدم علي غيره حتي كان أوجه وأجل علماء خراسان.

وفي عام (1354ه) حدثت نفورة بينه وبين رضا البهلوي ملك إيران آنذاك؛ لأن البهلوي كان يسعي لهلاك العلماء ومحاربة الدين وإماتة السنة وإحياء البدع، [راجع طبقات أعلام الشيعة، ونقباء البشر: ج2 ص653 الرقم 1089].

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص60 ح677 الفصل الثامن وسائل المعرفة.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص266 ح5749 الفصل الرابع أسباب الزلل.

() المحاسن: ص345 باب فضل السفر ح1.

() المحاسن: ص345 باب فضل السفر ح2.

() مكارم الأخلاق: ص240 الفصل الأول في السفر.

() المزار: ص58 ب27.

() سورة الإسراء: 78.

() راجع كتاب مع الطب في القرآن، وكتاب الاعجاز الطبي في القرآن.

() هو الإمام الكاظم عليه السلام.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص366 ب37 ح20199.

() سورة النحل: 69.

() مستدرك الوسائل: ج16 ص367 ب37 ح20201.

() الكافي: ج6 ص332 ح1.

() راجع كتاب مع الطب في القرآن الكريم، وكتاب الإعجاز الطبي في القرآن، وبحار الأنوار: ج59.

() الكافي: ج1ص225ح4،باب أن الأئمة ورثوا علم النبي وجميع الأنبياء عليهم السلام و..

() أنظر بحار الأنوار: ج10 من ص1 احتجاجات أمير المؤمنين عليه السلام إلي ص392 احتجاجات الإمام الحسن العسكري عليه السلام.

() غوالي اللئالي: ج1 ص357 ح28.

() نهج البلاغة، الخطبة: 2.

() الاختصاص: ص31 حديث الغار.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص385 ح8774 الفصل الثاني في الإحسان.

() سورة غافر: 58.

() سورة الشوري: 22.

() سورة الروم: 45.

() سورة الجاثية: 30.

() سورة البقرة: 197.

()

سورة آل عمران: 102.

() سورة النساء: 1.

() سورة الحشر: 18.

() سورة العنكبوت: 43.

() سورة الروم: 22.

() سورة طه: 114.

() سورة الزمر: 9.

() سورة النساء: 59.

() سورة المائدة: 55.

() سورة التوبة: 119.

() سورة الأحزاب: 21.

() نهج الفصاحة: ص20 ح111.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص154 ح2867 الفصل الرابع في العمل.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص154 ح2872 الفصل الرابع في العمل.

() غوالي اللئالي: ج1 ص147 ح85 الفصل الثامن.

() الكافي: ج2 ص600 باب القرآن ح5.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص111 ح1985 الفصل الرابع في القرآن.

() ثواب الأعمال: ص100 ثواب من قرأ القرآن.

() مكارم الأخلاق: ص438 الفصل الثالث.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص272 ح5944 الفصل الخامس.

() الأمالي للشيخ الصدوق: ص99 المجلس 21 ح2.

() تحف العقول: ص55 في قصار الأحاديث.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص41 ح30 الفصل الثاني في العلم.

() مشكاة الأنوار: ص133 في العلم والعالم وتعليمه …

() نهج الفصاحة: ص107 ح537.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص115 ح1999 الفصل الأول في الأئمة.

()بصائر الدرجات: ج1 ص51 ح13 باب في الأئمة عليهم السلام.

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.