فاطمة الزهراء (عليها السلام) امتداد النبوة

اشارة

اسم الكتاب: فاطمة الزهراء(عليها السلام) امتداد النبوة

المؤلف: حسيني شيرازي، محمد

تاريخ وفاة المؤلف: 1380 ش

اللغة: عربي

عدد المجلدات: 1

الناشر: موسسه الكلمه

مكان الطبع: بيروت لبنان

تاريخ الطبع: 1420 ق

الطبعة: اول

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين

الرحمن الرحيم

مالك يوم الدين

إياك نعبد وإياك نستعين

اهدنا الصراط المستقيم

صراط الذين أنعمت عليهم

غير المغضوب عليهم ولا الضالين

صدق الله العلي العظيم

سورة الفاتحة

كلمة الناشر

بسم الله الرحمن الرحيم

لولاك لما خلقت الأفلاك..

حديث قدسي نوراني رائع.. تاهت به العقول وداخت، وإحتارت به الأفهام، وعشقته القلوب السليمة.. فأثارت وأضاءت وتلألأ نورها لأهل السماء، كتلألؤ النجوم لأهل الأرض.

قال الإمام الصادق عليه السلام: «يأبي الله أن يجري الأشياء إلا بالأسباب».

وهذه قاعدة سن الله الكون عليها وهي قانون الأسباب والمسببات، أو العلل والمعلولات حسب ما ذكره الحكماء، والكل يجمع علي أن العلّة الأولي أو مسبب الأسباب هو الله تعالي وهو سبحانه يقول:

لولاك لما خلقت الأفلاك..

مخاطباً رسوله الكريم وحبيبه العظيم محمد بن عبد الله صلي الله عليه و اله أي انه تعالي جعله صلي الله عليه و اله العلة الغائية للوجود، أي لولا محمد وآله عليهم السلام ووجوب معرفتهم ومحبتهم وطاعتهم ما كان الله سبحانه خلق هذا الخلق..

وفي حديث آخر يقول عزوجل: «عبدي خلقت الأشياء لأجلك وخلقتك لأجلي، وهبتك الدنيا بالاحسان والاخرة بالإيمان» فالمخاطب الأول به والمقصود الأساسي منه هو رسول الإنسانية محمد صلي الله عليه و اله وأهل بيته الطاهرون عليهم السلام.

وهذا الحديث والكثير من الأحاديث النورانية القدسية والنبوية والإمامية المروية في هذا المجال ربما نجد انه من الصعب علي البعض فهمها أو تحملها وقد قال الإمام أمير المؤمنين علي عليه السلام «امرنا صعب مستصعب لا يحتمله إلا ملك مقرب أو نبي مرسل أو عبد قد امتحن الله قلبه للإيمان».

فهذا الأمر يحتاج إلي قلوب

عامرة بالإيمان والتقوي والورع وجوارح تسعي للعبادة والطاعة ليل نهار دون شكوي من الملل والضجر أو ما شابه ذلك..

وهذا الكراس الذي يتزين باسم «فاطمة الزهراء عليها السلام» هو من المحاضرات القيمة لسماحة المرجع الديني الأعلي الإمام السيد محمد الحسيني الشيرازي حفظه الله الذي ألقاها قبل عشرين سنة أي في 17جمادي الأولي 1400 للهجرة المباركة.

فأخذت صدي واسعاً في ذلك الحين لقوتها وجمالها ومعنوياتها الرائعة وراح الإخوة والأحباب يتبادلونها بأشرطة الكاسيت..

وفيما بعد أخرجت علي الورق فراجعها سماحة الإمام وأضاف عليها بعض النقاط المهمة وعلّق بعض التعليقات الضرورية..

وما اجمله من كراس اليوم وما أحوجه في هذه الأوقات التي كثر فيها الحديث عن سيدة نساء العالمين عليها السلام وازدادت المحاورات والمناقشات حول شخصيتها النورانية، وموقعها القيادي في الأمة.

ومن الملفت للنظر أن معرفة سيدة نساء العالمين عليها السلام واجبة علي المسلمين، فقد قالت عليها السلام: «إعلموا أني فاطمة» أي أن العلم بي واجب علي كل إنسان مؤمن..

وهي المعصومة الوحيدة من أبناء جنسها ابداً، وحبها والولاء لها كحب وولاء أمير المؤمنين عليه السلام وأبنائه المعصومين عليه السلام.

ونحن في مؤسسة الكلمة للتحقيق والنشر قمنا بطباعة ونشر هذا الكراس راجين من مقامها الكريم أن تكون من شفعائنا في يوم الدين اله الحق آمين والحمد لله رب العالمين..

مؤسسة الكلمة للتحقيق والنشر

لبنان بيروت ص. ب 6080 شوران

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة علي أعدائهم أجمعين إلي قيام يوم الدين.

الحديث القدسي

الحديث القدسي

قال الله تعالي في الحديث القدسي لرسوله الكريم صلي الله عليه و اله:

«يا أحمد لولاك لما خلقت الأفلاك، ولولا علي لما خلقتك، ولولا فاطمة لما خلقتكما».

ما هو الفرق بين الحديث القدسي وآيات القرآن الحكيم؟

الفرق بينهما:

في عدة مسائل، منها: (التحدي).. فان القرآن الكريم معجزة من عند الله سبحانه يحمل في طياته منهجاً متكاملاً لسعادة الدنيا والآخرة ويشتمل علي التحدي والاعجاز، التحدي من جميع الجهات: العلمية والبلاغية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والغيبية… الخ.

ثم إن التحدي ليس فقط بالقرآن ذاته وإنما كذلك بالنسبة إلي من نزل عليه القرآن وهو النبي الأعظم صلي الله عليه و اله.

قال سبحانه وتعالي: ?قل لئن اجتمعت الإنس والجن علي أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً?.

وفي آية أخري قال عزوجل: ?أم يقولون افتراه قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين?.

وفي آية ثالثة قال جل وعلا: ?وان كنتم في ريب مما نزلنا علي عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين?.

ومن هنا تظهر صورة الاعجاز والتحدي في القرآن الحكيم، حيث عجز الناس بأجمعهم منذ نزل القرآن وإلي يومنا هذا من الإتيان حتي بسورة واحدة ولو بقدر سورة الكوثر.

ويبقي القرآن الكريم يحمل هذه الصفة إلي يوم القيامة، والتحدي كان ومازال وسيبقي إلي ما شاء الله.

أما الحديث القدسي فإنه صدر من الله سبحانه وتعالي أيضاً ولكنه غير مختص برسول الإسلام صلي الله عليه و اله بل شمل العديد من أنبياء الله وبالتعاقب ولم يحمل صفة التحدي والإعجاز.

وقد جمع بعض العلماء مجموعة من هذه الأحاديث القدسية في كتبهم:

مثل العلامة المجلسي (قدس سره) في كتابه القيم (بحار الأنوار)، وفي بعض مؤلفاته الأخري أيضاً.

ومثل الأخ الشهيد رضوان الله عليه في كتابه (كلمة الله).

أما كلمة (القدسي)، فإنها تعني (المُنَزّه) أي الذي ليس فيه عيب أو نقص، فالحديث القدسي: هو الحديث المُنَزّه والخالي من العيوب والنواقص.

والأحاديث القدسية

علي قسمين:

بعضها قوية السند، أي تكون مروية عن رسول الله والأئمة الأطهار (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين) وذلك بسند صحيح والتي ينقلها عنهم ثقاة الرواة.

والبعض الآخر من الأحاديث مرسلة السند، أي مقطوعة السند ويكون مُرسلها ضعيفاً.

فما كان منها من القسم الأول فهو مورد القبول والاعتماد عند العلماء.

أما القسم الثاني: فان كانت تحمل في طياتها نوعاً من الحكمة والوعظ والإرشاد بما يعود علي الإنسان بالنفع والخير، أو حكماً غير إلزامي فتشمله قاعدة التسامح في أدلة السنن وما أشبه.. ولذا فهي مورد قبول أيضاً.

هذا بالإضافة إلي أن العديد منها قد تلقاها المشهور بالقبول وتلقي المشهور وعملهم جابر علي ما بين في الأصول، خاصة مع عدم ترتب حكم شرعي عليها، إذ أن الأحاديث القدسية غالباً ما تأتي في باب الأخلاق والآداب والحكم والسنن الاجتماعية والإرشاد إلي بعض المصالح والتحذير من بعض المفاسد الكونية والاجتماعية والأخلاقية ونحو ذلك.

وعوداً علي بدء، فإن للحديث الذي صدرنا به الكتيب دلالة واضحة ساطعة علي عظمة أهل البيت عليهم السلام وعلو مقامهم، وخاصة أساس شجرتهم المباركة، وهم فاطمة الزهراء وأبوها وبعلها وبنوها صلوات اللهم عليهم وعلي آلهم أجمعين.

? معني الحديث

إن الله سبحانه وتعالي يخاطب الرسول الأعظم صلي الله عليه و اله ويقول: (يا أحمد: لولاك لما خلقت الأفلاك) فهو صلي الله عليه و اله الغاية من خلق الأفلاك (ولولا علي.. لما خلقتك) أنت..، (ولولا فاطمة الزهراء لما خلقتكما).

وفي هذا الشطر الأخير تظهر لنا قيمة الزهراء عليها السلام وعظمتها عند الله سبحانه وتعالي وعند رسوله صلي الله عليه و اله والأئمة الأطهار عليهم السلام وما لها من الفضل الكبير والتأثير الوضعي والتكويني علي خلق هذا الكون والناس أجمعين..

وقد تطرقنا إلي هذا الحديث القدسي بالذات لنتشرف بذكر

بعض فضائل هذه السيدة الجليلة التي قال في حقها رسول الله صلي الله عليه و اله: (ابنتي فاطمة سيدة نساء العالمين)..

وربما يخطر علي بال البعض هذان السؤالان:

? السؤال الأول

هل أن الله (سبحانه وتعالي) بخيل والعياذ بالله بحيث لو لم يكن الرسول صلي الله عليه و اله لما خلق الكون والأفلاك والشمس والقمر والنجوم؟!!

وإذا لم يكن كذلك فما معني «لولاك لما خلقت الأفلاك»؟

وللجواب علي هذا السؤال نسأل:

أولا: هل لله عزوجل هدف وغاية في خلق هذا الكون بصورة عامة، والإنسان بصورة خاصة أم لا؟

الجواب: نعم.

وثانياً: ما هي هذه الغاية؟

الجواب: إيصال الإنسان للكمال المعنوي الرفيع كما يقول سبحانه وتعالي: ?وما خلقت الجن والانس إلا ليعبدون?.

وثالثاً: هل الكمال حقيقة مشهودة للجميع «أي محسوسة بالحواس الظاهرة» أم خفية؟

الجواب: انها حقيقة غير ظاهرة للجميع.

ورابعاً: هل هذه الحقائق يمكن الوصول إليها أم لا؟

الجواب: هذه الحقائق لا يمكن للإنسان عادة الوصول إليها إلا بواسطة الدليل والمرشد.

خامساً: وما هو الدليل ومن هو المرشد؟

الجواب: الدليل هو القرآن الكريم، والمرشد هو النبي الأعظم صلي الله عليه و اله وفاطمة الزهراء عليها السلام والأئمة الأطهار (عليهم الصلاة السلام).

فإذا كان كذلك، فالمحقق للغرض من الخلقة هو وجود الرسول وفاطمة الزهراء والأئمة الأطهار (صلوات الله عليهم أجمعين). فلولاهم عليهم السلام لكانت خلقة العالم ناقصة، والله عزوجل لا يخلق خلقاً ناقصاً ومن هنا قال تعالي: (لولاك لما خلقت الأفلاك..).

أما إذا كان الله سبحانه يخلق الإنسان دون أن يخلق معه الدليل فانه لا يتحقق الغرض من خلقه وسيعني ذلك نقص الخالق وعجزه والعياذ بالله ويصبح خلق الإنسان عبثاً، والله سبحانه منزه عن العبث.

وعلي هذا الأساس يكون خلق النبي الأكرم صلي الله عليه و اله هو سبب خلق هذا الكون، وانه أول ما

خلق الله هو النبي صلي الله عليه و اله وأهل البيت عليهم السلام ومن ثم خلق الله سبحانه وتعالي هذا الكون بأجمعه من نورهم. فهم العلة الغائية للتكوين كما يعبر عنه الحكماء.

وفي حديث الكساء: «اني ما خلقت سماءاً مبنية ولا أرضاً مدحية ولا قمراً منيراً وشمساً مضيئة ولا فلكاً يدور ولا بحراً يجري ولا فلكاً يسري إلا في محبة هؤلاء الخمسة».

وقال الإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف): (نحن صنائع ربنا والخلق بعد صنائعنا).

وجاء في كتاب البحار للعلامة المجلسي (قدس سره) نقلاً عن كتاب الهداية للشيخ الصدوق (رحمه الله) انه قال:

«يجب أن نعتقد أن النبوة حق، كما اعتقدنا أن التوحيد حق، وان الأنبياء الذين بعثهم الله مائة وأربعة وعشرون ألف نبي،جاءوا بالحق من عند الحق، وان قولهم قول الله، وأمرهم أمر الله، وطاعتهم طاعة الله، ومعصيتهم معصية الله، وانهم لم ينطقوا إلا عن الله عزوجل وعن وحيه، وان سادة الأنبياء خمسة عليهم دارت الرحي، وهم أصحاب الشرائع وهم أولو العزم: نوح وإبراهيم وموسي وعيسي ومحمد (صلوات الله عليه وعليهم)، وان محمداً سيدهم وأفضلهم، وانه جاء بالحق وصدق المرسلين،وان الذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي انزل معه أولئك هم المفلحون، ويجب أن نعتقد أن الله تبارك وتعالي لم يخلق خلقاً أفضل من محمد صلي الله عليه و اله ومن بعده الأئمة (صلوات الله عليهم)، وانهم أحب الخلق إلي الله عزوجل وأكرمهم عليه، وأولهم إقراراً به، لما أخذ الله ميثاق النبيين في عالم الذر وأشهدهم علي أنفسهم ألست بربكم؟ قالوا: بلي.

وان الله بعث نبيه صلي الله عليه و اله إلي الأنبياء عليهم السلام في عالم الذر، وان الله أعطي ما أعطي كل نبي علي قدر معرفته

نبينا صلي الله عليه و اله وسبقه إلي الاقرار به.

ونعتقد أن الله تباك وتعالي خلق جميع ما خلق له ولأهل بيته (صلوات الله عليهم)، وانه لولاهم ما خلق الله السماء والأرض ولاالجنة ولا النار ولا آدم ولا حواء ولا الملائكة ولا شيئاً مما خلق(صلوات الله عليهم أجمعين)». انتهي.

وهذا الكلام المنقول عن الصدوق (قدس سره) هو خلاصة أحاديث وروايات كثيرة جاءت عن أهل البيت عليهم السلام ترشدنا إلي انهم عليهم السلام اساس خلق الكون، وقد جعلهم الله الوسائط في خلق العالم والعلة الغائية له، كما انهم عليهم السلام سبب لطف الله تعالي وافاضته علي العالم، وبهم عليهم السلام استمرار قيام العالم … وقد صرح بذلك في مختلف الأدلة.. فلولاهم لساخت الأرض.

ولهم عليهم السلام بما فيهم السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام الولاية التكوينية إضافة إلي التشريعية.. ومعناها أن زمام العالم بأيديهم عليهم السلام حسب جعل الله سبحانه، كما أن زمام الاماتة بيد عزرائيل فلهم عليهم السلام التصرف فيها ايجاداً واعداماً، لكن من الواضح أن قلوبهم أوعية مشيئة الله تعالي.. فكما منح الله سبحانه القدرة للإنسان علي الأفعال الاختيارية منحهم عليهم السلام القدرة علي التصرف في الكون.

? السؤال الثاني

ما معني «لولا علي لما خلقتك»؟ مع أن الرسول الأكرم صلي الله عليه و اله يمتلك الشخصية العظمي؟ فلماذا يتعلق خلقه صلي الله عليه و اله بخلق علي أمير المؤمنين عليه السلام؟ وما هي الرابطة الموجودة بينهماo؟

والجواب علي ذلك: أن الإمامة المتجسدة في أمير المؤمنين عليه السلام هي الامتداد الطبيعي للنبوة، وان السلسلة المترابطة الحلقات بين النبوة والامامة جعلت أمير المؤمنين عليه السلام المحقق للغرض من خلق الرسول صلي الله عليه و اله، لأن النبي الأعظم صلي الله عليه و اله

جاء ليهدي الناس إلي الإسلام ويوصلهم إلي الكمال المنشود.. ولكن عمر النبي صلي الله عليه و اله محدود ولا بد أن يكون بعده من يواصل الدرب، بالاضافة إلي أن أغلب الناس لا يصلون إلي الكمال دفعة واحدة، وإنما لا بد من التدرج..

إذاً كان ولا بد من وجود محقق آخر بمثابة المكمّل والامتداد بعد وفاة النبي صلي الله عليه و اله، وهو الوصي لرسول الله صلي الله عليه و اله والإمام من بعده صلي الله عليه و اله علي بن أبي طالب عليه السلام..

مضافاً إلي انه قد تآمر قوم علي دين رسول الله صلي الله عليه و اله وأخذوا بتحريف الإسلام، فلولا علي عليه السلام لما تبين الحق من الباطل..

فلذلك خلق الله سبحانه وتعالي (علياً صلي الله عليه و اله) لكي يقف أمام الانحراف والتفرق والاختلاف الذي سيحصل في الأمة بعد رحيل الرسول الأكرم صلي الله عليه و اله..

ولولا وجود أمير المؤمنين عليه السلام لذهبت جميع الجهود التي بذلها الرسول الأعظم صلي الله عليه و اله في نشر الرسالة الإسلامية سدي، ولرجع الناس إلي الجاهلية الجهلاء مرة اخري، ولعم التحريف والإعتقادات الباطلة مثل التجسيم والجبر والتفويض وما أشبه ذلك، ولسادت العالم الإسلامي الأفكار والمعتقدات التي جاء بها معاوية واشباهه فيما بعد الرسول صلي الله عليه و اله ليهدروا جهد ومتاعب النبي الأعظم صلي الله عليه و اله في نشر الدين الإسلامي الحنيف، واتباع سننه وتطبيق مبادئه، سواء في الأحكام الشرعية أو التعامل مع الآخرين حكومة وشعباً..

وبذلك لا تكون فائدة مرجوة من وجود الدين الإسلامي، وتصبح بعثة النبي صلي الله عليه و اله التي لم تصل إلي الغاية التامة لا فائدة منها..

وهنا تظهر ضرورة وجود الإمام علي

(عليه الصلاة والسلام) حيث نزلت في شأنه عليه السلام آية اكمال الدين يوم الغدير عندما نصب رسول الله صلي الله عليه و اله علياً عليه السلام خليفة من بعده بأمر من الله تعالي، فقال عزوجل: ?اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا?.

فكان الإمام علي عليه السلام واقفاً بما للكلمة من معني إلي جانب الرسالة الإلهية لحمايتها وصونها من كيد المنافقين..

قال سبحانه: ?وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم علي أعقابكم?.

والله سبحانه وتعالي أراد من الآية الكريمة انه لا يجوز أن يترك دين الله، سواء كان الرسول صلي الله عليه و اله بين أظهر الناس أم لم يكن.

وفعلاً كان للإمام أمير المؤمنين عليه السلام دور كبير واساسي في الوقوف أمام نوايا المنافقين والكافرين والغاصبين وفي حفظ الإسلام من الانحراف والضياع.

وقد ورد عنه عليه السلام قوله: «فأنا فقأت عين الفتنة ولم يكن ليجرأ عليها أحد غيري».

وعن ابن عباس قال: رأيت رسول الله صلي الله عليه و اله يوم فتح مكة متعلقاً بأستار الكعبة وهو يقول: اللهم ابعث لي من بني عمي من يعضدني، فهبط عليه جبرئيل فقال: «يا محمد أو ليس قد أيدك الله بسيف من سيوف الله مجرد علي أعداء الله؟ يعني بذلك علي بن أبي طالب».

مشاهد من التأريخ

ولقد جمع معاوية بن أبي سفيان حوله مجموعة من الذين لا يخافون الله وكانوا من أهل الدنيا.. فكوّن بهم اسلاماً خاصاً به ونظاماً أسوأ حالاً من الجاهلية، وبفضل هذا الإسلام السفياني أخذ الناس يقتل بعضهم بعضاً باسم الدين، ومن جملة ما فعله معاوية: انه أحرق في اليمن أربعين ألف مسلم وذلك باسم الدين.

ولولا وقوف أمير المؤمنين عليه السلام

بوجه معاوية لكان الدين الإسلامي وسيلة لتحقيق الظلم والجور واستغلال ونهب حقوق الآخرين.

فإن العقل والمنطق يؤيد هذا الحديث القدسي (السابق الذكر)؛ إذ لولا مجيء أمير المؤمنين والأئمة المعصومين عليهم السلام بعد الرسول الأكرم صلي الله عليه و اله لما عرف الناس حقيقة الإسلام، ولظنوا أن الإسلام يتمثل بالانحراف الأموي حيث جعل بنو أمية من الإسلام وسيلة لخدمة أغراضهم الدنيوية واشباعاً لرغباتهم وأهوائهم..

ولولا أهل البيت عليهم السلام لانطمست معالم الدين الحنيف وانطفأت أنواره ولساد في المجتمع الإسلامي اعتقاد مفاده أن الدين هو هذا الظلم والجور والانحراف الأموي، وذلك لأن الناس المعاصرين لحكومة بني أمية لم يروا السنة الحسنة التي جسدها رسول الله صلي الله عليه و اله في بناء المجتمع الإسلامي.

فهل جرائم معاوية وأمثاله كانت من سنة رسول الله صلي الله عليه و اله؟

كلا.. فانهم كانوا يعلنون الفساد والانحراف والابتعاد عن أحكام الدين، وكانوا يشربون الخمور ويقتلون الأبرياء بغير ذنب ويهتكون الأعراض والحرمات، وكل ذلك باسم خلافة رسول الله صلي الله عليه و اله ولم يكونوا ليكتفوا بذلك، بل كانوا يزعمون بأنهم (ظل الله في الأرض) وان أفعالهم كلها صحيحة ومطابقة للشرع..

وقد نقل عن معاوية انه قال يوماً للمغيرة بن شعبة: «أن الحمر قد ازدادوا وقد فكرت أن أقتل ثلثهم».

استمرار المؤامرة

? استمرار المؤامرة

لكن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام وقف بوجه خط معاوية وحفظ الإسلام من الانحراف..

أما بعد شهادة الإمام أمير المؤمنين عليه السلام، فمن الذي سيقف طول التاريخ أمام الحكام الذين يلعبون بمقدرات الأمة وباسم الإسلام كالأمويين والعباسيين؟

ومن هنا كانت الحاجة ماسة إلي الأئمة الأطهار المعصومين عليهم السلام فلولاهم لمسخ الدين كله ولذهب أتعاب رسول الله صلي الله عليه و اله وأمير المؤمنين عليه السلام هباءاً..

فتبين لنا دور

فاطمة الزهراء عليها السلام كحقيقة كبري وضرورة ملحة في الحكمة الإلهية من وراء الخلق وهو مما يفسره لنا المقطع الثالث من الحديث القدسي: «ولولا فاطمة لما خلقتكما».

هذا بالاضافة إلي أن الصديقة الطاهرة عليها السلام كان لها الدور الاساسي في فضح الذين حكموا باسم الإسلام، ولولا مواقفها المشرفة لالتبس الأمر علي عموم المسلمين.. فكانت عليها السلام من حفظة دين رسول الله صلي الله عليه و اله مباشرة.

عظمة الزهراء عليها السلام

للسيدة فاطمة الزهراء عليها السلام دور كبير في بناء وتدعيم قواعد الدين الإسلامي وتثبيت أركانه، إذ يقول سبحانه وتعالي في الحديث القدسي: «ولولا فاطمة لما خلقتكما».

فالزهراء عليها السلام هبة إلهية وعطية ربانية للرسول الأعظم صلي الله عليه و اله، ومزيد نعمة وهي سر الإمامة، ومحور خلق الأئمة المعصومين عليهم السلام..إذ انها أنارت الحياة، وأقامت الدين الحق بأبنائها المعصومين (صلوات الله وسلامه عليهم) وبمواقفها التاريخية..

والي يومنا هذا تري الإسلام محفوظاً بفضل وجودها ووجود آخر أئمة الهدي صاحب العصر والزّمان الإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف) وهو بركة من بركات الصديقة الطاهرة، عليها وعلي أبنائها أفضل الصلاة والسلام..

وهناك أحاديث كثيرة وربما متواترة توضح مقام الزهراء عليها السلام وقد رواها الفريقان في مختلف كتبهم.

كما أن تعظيم مقام الزهراء عليها السلام تعظيم لمقام النبوة، وتعظيم للقيم الدينية التي أنزلها الله سبحانه.

الزهراء عليها السلام نور الله

قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «خلق الله نور فاطمة عليها السلام قبل أن يخلق الأرض والسماء.

فقال بعض الناس: يا نبي الله فليست هي إنسيّة؟

فقال صلي الله عليه و اله: فاطمة حوراءُ إنسيّة.

قالوا: يا نبي الله وكيف هي حوراء إنسيّة؟

قال: خلقها الله عزوجل من نوره قبل أن يخلق آدم؛ إذ كانت الأرواح، فلما خلق الله عزوجل آدم عُرضت عليه..

قيل: يا نبي الله وأين كانت فاطمة؟

قال: كانت في حقّة تحت ساق العرش.

قالوا: يا نبي الله فما كان طعامها؟

قال صلي الله عليه و اله: التسبيح والتهليل والتحميد، فلما خلق الله عزوجل آدم وأخرجني من صلبه أحب الله عزوجل أن يخرجها من صلبي، جعلها تفّاحة في الجنة وأتاني بها جبرئيل عليه السلام فقال لي: السلام عليك ورحمة الله وبركاته، يا محمد!

قلت: وعليك السلام ورحمة الله حبيبي جبرئيل.

فقال: يا محمد

إن ربك يُقرؤك السلام.

قلت: منه السلام واليه يعود السلام.

قال: يا محمد إن هذه تفاحة أهداها الله عزوجل إليك من الجنة.

فأخذتها وضممتها إلي صدري.

قال: يا محمد يقول الله جل جلاله كلها.

ففلقتها.. فرأيت نوراً ساطعاً ففزعت منه.

فقال: يا محمد مالك لا تأكل؟ كلها ولا تخف فإن ذلك النور للمنصورة في السماء وهي في الأرض فاطمة.

قلت: حبيبي جبرئيل ولم سميت في السماء المنصورة وفي الأرض فاطمة؟

قال: سميت في الأرض فاطمة لأنها فطمت شيعتها من النار وفطم أعداؤها عن حبها، وهي في السماء المنصورة وذلك قول الله عزوجل: ?ويومئذ يفرح المؤمنون? بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم? يعني نصر فاطمة لمحبيها».

وقد أنشد المرحوم والدي (قدس الله نفسه الزكية) قصيدة رائعة وطويلة لمولدها المبارك، وهذه بعض أبياتها:

درة أشرقت بأبهي سناها

فتلألأ الوري فيها بشراها القلل

لمع الكون من سنا نور قدس

بسنا ناره أضاء طواها

يا لها لمعة أضاءت فأبدت

لمعات أهدي الأنام هداها

سيدة نساء العالمين

كانت الزهراء عليها السلام في بداية تكوين المجتمع الإسلامي في المدينة المنورة صغيرة السن ولما تكمل عامها الثامن، إلا انها كانت عارفة واعية بالعلم الرباني اللدني وبالعصمة الإلهية التامة، بحيث أنها أدت دوراً مهماً في نشوء المجتمع الإسلامي الجديد، وامتازت بإخلاصها الشديد وتفاعلها مع الأحداث واستيعابها للرسالة السماوية..

وبالرغم من وجود نساء أخريات في بيت الرسول الأكرم صلي الله عليه و اله، لكنها نالت مرتبة سامية وعالية عند الله سبحانه وتعالي وفي المجتمع الإسلامي، وذلك بفضل اصطفائها من عند الله وإخلاصها وزهدها وعبادتها وإنفاقها وجهادها وصبرها وتحملها في سبيل الله …

فأدت عليها السلام الدور الملقي علي عاتقها بأحسن وجه، فاستحقت أن تكون سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين.

وفي الحديث عن المفضل قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: أخبرني عن

قول رسول الله صلي الله عليه و اله في فاطمة انها سيدة نساء العالمين أهي سيدة نساء عالمها؟

فقال صلي الله عليه و اله: «ذاك مريم كانت سيدة نساء عالمها، وفاطمة سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين».

فاستحقت الزهراء عليها السلام أن يكون وجودها شرطاً لوجود الرسول الأعظم وأمير المؤمنين (عليهما الصلاة والسلام) كما جاء في الحديث القدسي، حيث كان لها عليها السلام الدور المكمّل والمتمم في بناء المجتمع الإسلامي والحفاظ علي بقاء الإسلام وفي تحقيق الغاية من خلق الإنسان وخلق الرسول الأعظم صلي الله عليه و اله؛ إذ لولا فاطمة لما خلق الأئمة عليهم السلام من ذرية رسول الله صلي الله عليه و اله في هذا العالم، وعدم وجود الأئمة يعني ابطال الغرض من وجود النبي وابطال وجود الإسلام معاً، وهذان أيضاً بدورهما يسببان إبطال وجود الإنسان أيضاً..

ولذا فانه لولا فاطمة عليها السلام لما اصبح للنبوة امتداد وديمومة، فهي عليها السلام سر الامامة، مضافاً إلي ما سبق من كونها وقفت امام المؤامرات التي حدثت بعد النبي صلي الله عليه و اله.

أُسوة وقدوة حسنة

إن المتتبع لسيرة السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام يجد انها مدرسة متكاملة في مختلف أبعاد الحياة.. فينبغي أن تكون قدوة لجميع النساء بل وحتي الرجال..

فهي التي وقفت مع أبيها في تبليغ الدعوة الإسلامية، وتحملت أذي مشركي قريش مع الثلة القليلة من المؤمنين في شعب أبي طالب، وتحملت صعوبة الهجرة من مكة إلي المدينة. ووقفت أيضا بجانب أمير المؤمنين عليه السلام الذي أرسي دعائم الإسلام.. فكانت المجاهدة والمهاجرة.

وتحملت أيضاً الآلام وقساوة الظروف الصعبة جرّاء طلاقها للدنيا واختيارها الآخرة، كما تزوجت بأمير المؤمنين علي عليه السلام لتشارك في إسناد الرسالة والإمامة معاً وإرساء قواعد المجتمع الإسلامي ونشر

الدعوة الإلهية بجانب أبيها وبعلها الذي نذر نفسه لله تعالي. وهذا خير مثال يقتدين به النساء المسلمات.

الحياة الزوجية

كما انها عليها السلام تقاسمت مع الإمام علي عليه السلام أعمال الحياة الزوجية فكانت مسؤولية داخل البيت عليها وخارجه عليه عليه السلام..

فعن أبي جعفر عليه السلام قال: (إن فاطمة عليها السلام ضمنت لعلي عليه السلام عمل البيت والعجين والخبز وقمّ البيت، وضمن لها علي عليه السلام ما كان خلف الباب: من نقل الحطب وأن يجيء بالطعام، فقال لها يوماً: يا فاطمة هل عندك شيء؟

قالت: لا والذي عظم حقك ما كان عندنا منذ ثلاثة أيام شيء نقريك به.

قال: أفلا أخبرتني؟

قالت: كان رسول الله صلي الله عليه و اله نهاني أن أسألك شيئاً، فقال: لاتسألي ابن عمك شيئاً. إن جاءك بشيء عفو، وإلا فلا تسأليه.

قال: فخرج الإمام عليه السلام فلقي رجلاً فاستقرض منه ديناراً ثُمَّ أقبل به وقد أمسي، فلقي المقداد بن الأسود.

فقال للمقداد: ما أخرجك في هذه الساعة؟

قال: الجوع والذي عظم حقك يا أمير المؤمنين.

قال (الراوي): قلت لأبي جعفر عليه السلام: ورسول صلي الله عليه و اله الله حي؟

قال عليه السلام: ورسول الله صلي الله عليه و اله حيٌّ.

قال الإمام علي عليه السلام للمقداد: فهو أخرجني وقد استقرضت ديناراً وسأوثرك به، فدفعه إليه، فأقبل فوجد رسول الله صلي الله عليه و اله جالساً وفاطمة عليها السلام تصلي وبينهما شيء مغطي، فلما فرغت، احضرت ذلك الشيء فإذا جفنة من خبز ولحم.

قال صلي الله عليه و اله: يا فاطمة، أني لك هذا؟

قالت: هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب.

فقال له رسول الله صلي الله عليه و اله: ألا أحدثك بمثلك ومثلها؟

قال: بلي.

قال: مثلك مثل زكريا إذا دخل

علي مريم المحراب فوجد عندها رزقاً، قال: يا مريم أني لك هذا، قالت: هو من عند الله، إن الله يرزق من يشاء بغير حساب.

فأكلوا منها شهراً وهي الجفنة التي يأكل منها القائم عليه السلام وهي عندنا).

لمعة من إيثارها عليها السلام

من الصفات النقية الأخري التي تحلت بها الزهراء عليها السلام، والتي يجب أن تكون درساً لأي مجتمع وأمة تريد الانطلاق إلي الأمام، هي الزهد والكرم والإيثار والصبر ونحوها من مظاهر الخلق السامي الرفيع.

وقصة الاطعام التي وردت في القرآن الحكيم في سورة الدهر أفضل دليل علي ذلك، حيث أنفقوا عليهم السلام طعامهم الوحيد المؤلف من بضعة أرغفة لا غير، إلي ثلاثة محتاجين في ثلاثة أيام متوالية بقوا فيها طاوين جائعين في سبيل الله، وذلك بعد أن نذروا أن يصوموا لله إذا برأ الحسنان (عليهما السلام) من مرض ألمّ بهما، فلما جلسوا عند الافطار ليتناولوا طعامهم، وإذا بالباب تقرع، وكان ثمة مسكين وراء الباب، فقاموا جميعاً بإعطاء أرغفتهم للمسكين وباتوا جياعاً، وهكذا فعلوا في اليوم الثاني مع اليتيم، وفي اليوم الثالث تكررت الحادثة مع الأسير، فأنزل الله تعالي سورة كاملة بحقهم وهي سورة (الدهر) ومنها هذه الآية: ?ويطعمون الطعام علي حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً?.

وهذه القصة روتها العامة أيضاً.

من عبادتها عليها السلام

وأيضاً كانت السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام هي العابدة لله تعالي بإخلاص وإيمان عالٍ؛ إذ كان قلبها ينبوعاً متفجراً بمعرفة الله والارتباط به سبحانه وتعالي.

قال الإمام الحسن عليه السلام: «رأيت أمي فاطمة عليها السلام قامت في محرابها ليلة جمعتها فلم تزل راكعة ساجدة حتي اتضح عمود الصبح، وسمعتها تدعو للمؤمنين والمؤمنات وتسميهم وتكثر الدعاء لهم، ولا تدعو لنفسها بشيء..

فقلت لها: يا أماه لم لا تدعين لنفسك كما تدعين لغيرك؟

فقالت: يا بني، الجار ثم الدار».

من علوم الزهراء عليها السلام

? من علوم الزهراء عليها السلام

ومن الصفات الأُخري التي تحلت بها سيدة نساء العالمين عليها السلام، ويجب علي المسلمين رجالاً ونساءاً أن يقتدوا بها اكثر فأكثر هو العلم..

إذ كانت الزهراء عليها السلام عالمة بما للكلمة من معني، فإنها كانت تتلقي العلم من مدينة علم الرسالة وهو النبي صلي الله عليه و اله ومن بابها وهو علي عليه السلام..

فهي العارفة بالله وبحقائق الكون وفلسفة الحياة، كما أن قربها من المسجد النبوي كان يتيح لها أن تتابع أحكام الله وتلاوة آياته المباركة.. هذا إلي جوار ما كان لها من العلم اللدني.

فمقاماتها السامية وعلومها الزخارة أهلتّها لأن تقوم بدور التربية والتعليم والتوجيه لنساء العالم في كل عصر ومصر، وخاصة نساء عصرها اللاتي كنّ يجتمعن حولها ويتلقين منها علوم الإسلام ويسألنها عن كل شيء.

وقد كانت الزهراء عليها السلام المعلمة والمربية حتي للرجال من خلال النساء، فعن الإمام الحسن العسكري قال عليه السلام: قال رجل لامرأته: اذهبي إلي فاطمة عليها السلام بنت رسول الله صلي الله عليه و اله فسليها عني: أنا من شيعتكم أو لست من شيعتكم؟ فسألتها، فقالت عليها السلام: «قولي له: إن كنت تعمل بما أمرناك وتنتهي عما زجرناك عنه، فأنت من شيعتنا وإلا فلا».

فرجعت فأخبرته، فقال: يا

ويلي ومن ينفك من الذنوب والخطايا، فأنا إذن خالد في النار، فإن من ليس من شيعتهم فهو خالد في النار!

فرجعت المرأة فقالت لفاطمة عليها السلام ما قال زوجها..

فقالت فاطمة عليها السلام قولي له: «ليس هكذا فان شيعتنا من خيار أهل الجنة، وكل محبينا وموالي أوليائنا ومعادي اعدائنا، والمسلم بقلبه ولسانه لنا ليسوا من شيعتنا إذا خالفوا أوامرنا ونواهينا في سائر الموبقات، وهم مع ذلك في الجنة، ولكن بعد ما يطهرون من ذنوبهم بالبلايا والرزايا أو في عرصات القيامة بأنواع شدائدها، أو في الطبق الأعلي من جهنم بعذابها، إلي أن نستنقذهم بحبنا منها وننقلهم إلي حضرتنا «.

?خطبتها في المسجد

ومن أهم ما بقي لنا من السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام خطبتها في المسجد التي اشتملت علي علوم مختلفة ومعارف جمة..

والخطبة بحاجة إلي مجلدات لتوضيحها..

كما انها صلي الله عليه و اله رسمت عبر خطبتها وسائر مواقفها النهج الصحيح للأجيال القادمة إلي يوم القيامة.

الشهادة والألم

بعد وفاة رسول الله صلي الله عليه و اله كانت عليها السلام تعيش مع زوجها الإمام أمير المؤمنين عليه السلام في أعلي مراتب الجهاد من أجل الحفاظ علي الدين الإسلامي والدعوة الإلهية التي أسسها وأرسي دعائمها خاتم الرسل وسيد البشر، بعد أن أصبحت مسؤوليتهما اكبر وأخطر بعد رسول الله صلي الله عليه و اله..

فلم تنظر عليها السلام إلي الموقف كحدث عابر، بل انها كانت تقف بوجه الاستبداد والديكتاتورية، وكانت تعتبر موقف القوم خطوة أو بداية للتراجع إلي الوراء، وتعدّه طمساً للحضارة الإسلامية المتنامية، فكان وقوفها هذا هو بداية الجهاد والاستشهاد، والذي استمر حتي مع أبنائها وذريتها، فكان جهاد الإمام الحسين سيد الشهداء عليه السلام في كربلاء واستشهاده، امتداد للوقفة الفاطمية الخالدة بوجه الانحراف عن الإسلام.

وأثرت هذه المواقف البطولية علي صحتها كثيراً، حتي اصيبت الزهراء عليها السلام بجروح عديدة بعد مداهمة الأعداء لبيتها وما تبع ذلك من كسر ضلعها واسقاط جنينها محسن الشهيد.. فكان ذلك سبباً في استشهادها وهي في الثامنة عشر من العمر. وقد جاء في الروايات:

«مرضت فاطمة الزهراء عليها السلام مرضاً شديداً ومكثت أربعين ليلة في مرضها إلي أن توفيت صلوات الله عليها، فلمّا نعيت إليها نفسها دعت أم أمين وأسماء بنت عميس ووجهت خلف علي صلي الله عليه و اله وأحضرته، فقالت: يا بن عمِّ انه قد نعيت إلي نفسي، وإنني لا أري ما بي إلا أنني لاحقة بأبي ساعة

بعد ساعة وأنا أوصيك بأشياء في قلبي…».

وبعد أن سمع الإمام أمير المؤمنين عليه السلام وصاياها ومنها أن يتزوج ب (امامة) من بعدها، وان يتخذ لها نعشاً، وان لا يُشهِد جنازتها من ظلمها وسلب حقها، وان تدفن ليلاً وسراً… قال لها كما في رواية : «من أين لك يا بنت رسول الله هذا الخبر، والوحي قد انقطع عنا؟

فقالت: يا أبا الحسن رقدت ساعة فرأيت حبيبي رسول الله صلي الله عليه و اله في قصر من الدر الأبيض فلما رآني قال: هلمي إلي يا بنية فإني إليك مشتاق.

فقلت: والله إني لأشد شوقاً منك إلي لقائك.

فقال: أنت الليلة عندي وهو الصادق لما وعد والموفي لما عاهد».

وقد توفيت الزهراء عليها السلام مظلومة شهيدة ليلة الأحد لثلاث خلون من شهر جمادي الثانية من العام الحادي عشر من الهجرة، ولها من العمر ثماني عشرة سنة وسبعة اشهر، أي بعد وفاة والدها بثلاثة أشهر..

هكذا جاء في بعض الروايات.. وفي بعضها الآخر: انها عليها السلام توفيت في 13 جمادي الأولي وهناك روايات أخري.

وبالرغم من أنها عليها السلام فارقت الحياة في عمر قصير، ولكنها باقية إلي ماشاء الله مدرسة للاجيال، ومشعل نور يكشف عن الزيف والاستبداد، ويقارع الطغاة الظالمين، ويقف بوجه كل من يريد طمس معالم هذا الدين الحنيف.

فالأمة تستلهم الدروس والعبر من مواقفها عليها السلام وبطولاتها كما تستلهم الدروس والعبر من مواقف أبنائها المعصومين عليهم السلام ببطولاتهم وحملهم هموم الإسلام، حيث مثلوه خير تمثيل..

وما تزال البشرية متطلعة إلي ظهور صاحب العصر والزمان الإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف) لإنقاذها من براثن المتسلطين والمستبدين ولمحو الظلم والعدوان، ولينشر العدل والإسلام في جميع أرجاء العالم، ويحقق الغاية والهدف الذي خلق من أجله النبي صلي الله

عليه و اله والإمام أمير المؤمنين عليه السلام بنشر العدل والأمن والهدي في ربوع المعمورة.

وبما سبق يظهر بعض دلالة قول الله عزوجل في الحديث القدسي: (يا أحمد لولاك لما خلقت الأفلاك، ولولا علي لما خلقتك، ولولا فاطمة لما خلقتكما)..

فلولا فاطمة عليها السلام لما وجد الحجة عليه السلام وسائر الحجج المعصومين (عليهم الصلاة والسلام).. ولولاهم لما كان عدل ولا أمن ولا دين، فصلي الله عليك يا سيدتي يا فاطمة الزهراء وعلي أبيك وبعلك وأولادك الغر البررة.

«السلام عليك يا سيدة نساء العالمين، السلام عليك يا والدة الحجج علي الناس أجمعين، السلام عليك أيتها المظلومة، الممنوعة حقّها.

اللهم صل علي أمتك وابنة نبيك، وزوجة وصي نبيك، صلاة تزلفها فوق زلفي عبادك المكرمين من أهل السماوات وأهل الأرضين «.

وهذا آخر ما أردنا بيانه في هذا الكتيب، نسأل الله سبحانه القبول انه سميع الدعاء.

سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام علي المرسلين والحمد لله رب العالمين وصلي الله علي محمد وآله الطاهرين.

قم المقدسة

محمد الشيرازي

استفتاءات حول السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام

بسم الله الرحمن الرحيم

سماحة آية الله العظمي الإمام السيد محمد الحسيني الشيرازي (دامت بركاته)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إذا سمحتم وتفضلتم بالإجابة علي الأسئلة التالية التي تطرح هذه الأيام في بعض المجتمعات ولكم جزيل الشكر:

س1: هل النبي صلي الله عليه و اله وابنته فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) والأئمة الإثنا عشر عليهم السلام معصومون؟

وما هي عصمتهم؟

هل هي عن المعصية فقط، أم عنها وعن الخطأ والنسيان، أم عنها وعن النوم الغالب حتي يمضي وقت الصلاة؟

ج1: بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

النبي الأعظم وابنته فاطمة الزهراء وأمير المؤمنين والأئمة الأحد عشر من ذريتهما (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين) كلهم معصومون عن كل معصية وكل خطأ ونسيان وعن النوم

الغالب حتي يمضي وقت الصلاة بل إنهم معصومون حتي من ترك الأولي، وقد تحدثنا عن الأدلة العقلية والنقلية علي هذه العصمة في العديد من كتبنا في أصول الاعتقاد والفقه.

س2: هل نسبة العصمة عند المعصومين الأربعة عشر (عليهم الصلاة والسلام) واحدة أم مختلفة؟

ج2: درجات عصمتهم (عليهم الصلاة والسلام) بنسبة واحدة ومتساوية.

س3: ذكرتم في كتابكم القيم (من فقه الزهراء عليها السلام) أكثر من مرة أن للزهراء عليها السلام مرتبة عالية، فما هي حدود هذه المرتبة؟ هل تفوق الأئمة عليهم السلام جميعاً، أم بعضهم، أم أن الأئمة عليهم السلام يفوقونها في المرتبة؟

ج3: نعم إن لفاطمة الزهراء عليها السلام مرتبة عالية لكن دون مرتبة أبيها رسول الله صلي الله عليه و اله وهي كفؤ لبعلها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وفوق مرتبة بنيها الأئمة الأحد عشر (عليهم الصلاة والسلام).

س4: ذكرتم أيضاً في نفس المصدر بعض الحوادث التي حصلت بعد ارتحال رسول الله صلي الله عليه و اله، فما هو نظركم فيها؟

ج4: قد أخبر القرآن الكريم عن ذلك، حيث قال: ¬¬?أفإن مات أو قتل انقلبتم علي أعقابكم?.

س5: هل أن فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) شهيدة؟ وقد ذكرتم في كتابكم القيم (من فقه الزهراء عليها السلام) أنها استشهدت؟

ج5: نعم ورد ذلك في روايات صحيحة وقد ذكر في كتب التاريخ أيضاً.

س6: هل أنها عليها السلام كانت صديقة، كما قال القرآن الكريم عن مريم بنت عمران بأنها كانت صديقة؟

ج6: نعم ورد في الأثر المعتبر بأنها عليها السلام كانت صديقة، ولذا غسلها كفؤها الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام مع وجود امرأة كان يمكنها أن تقوم بذلك، حيث أن الصديق لا يتولي غسله إلاّ صديق، وهي عليها السلام

أفضل من مريم الصديقة عليها السلام كما صرح بذلك المتواتر من الروايات الشريفة.

س7: ما هو تقييمكم للتواريخ التي ذكرت ضرب الزهراء عليها السلام، وغصب فدكها، وعصرها بين الحائط والباب، واسقاطها محسناً عليه السلام، وأمثال ذلك؟

ج7: كل ذلك ثابت وصحيح.

س8: ما هو نظركم بالنسبة إلي الولاية التكوينية والتشريعية للمعصومين الأربعة عشر عليهم السلام بصورة عامة، ولفاطمة الزهراء (سلام الله عليها) بصورة خاصة، وقد نوهتم عنهما في كتابكم القيم (من فقه الزهراء عليها السلام)؟

ج8: دلت الأدلة المعتبرة المؤيدة بالموارد الكثيرة: أن فاطمة الزهراء وسائر المعصومين (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين) لهم جميعاً الولاية التكوينية والتشريعية معاً، وقد جاء في زيارة الإمام الحسين عليه السلام التي قال عنها الشيخ الصدوق عليه الرحمة: (إنها اصح زياراته عليه السلام رواية) ما يلي: (إرادة الرب في مقادير أموره تهبط إليكم وتصدر من بيوتكم والصادر عما فصل من أحكام العباد).

س9: ما هو نظركم في الرجعة، أصلها، نسبتها، وإلي أي واحد من المعصومين عليهم السلام؟

ج9: الرجعة ثابتة بالأدلة المعتبرة، أصلها من القرآن الكريم ونسبتها لجميع المعصومين الأربعة عشر عليهم السلام وتبدأ بعد ظهور الإمام الثاني عشر المهدي المنتظر (عجل الله تعالي فرجه الشريف).

س10: هل الدليل علي إمامة المهدي عليه السلام يختلف عن دليل إمامة الأئمة الآخرين عليهم السلام أم لا؟

ج10: كلا.. لا اختلاف، فإن هناك أدلة مشتركة علي إمامة الأئمة الإثني عشر عليهم السلام، وهي عشرات الآيات القرآنية المأولة حسب الروايات المعتبرة والمتواترة بالأئمة الاثني عشر عليهم السلام ومتواتر الروايات ومختلف الأدلة العقلية القاطعة، كما أن هناك أدلة عقلية ونقلية خاصة علي إمامة كل واحد من الأئمة الاثني عشر عليهم السلام وكذلك الإمام المهدي عليه السلام فقد ورد بشأنه آلاف الروايات في مئات

الكتب، إضافة إلي الأدلة العقلية القائمة علي إمامته صلوات الله عليه.

س11: هل الحديث الشريف المروي عن رسول الله صلي الله عليه و اله: (الأئمة بعدي إثنا عشر) متواتر عندكم؟ وهل هناك شبهة في ولادة الثاني عشر منهم، وهو الإمام المهدي عليه الصلاة والسلام؟

ج11: الحديث متواتر ولا شبهة في ولادة الإمام الثاني عشر عليه السلام والأدلة عليها كثيرة، فإنه لولا الحجة لساخت الأرض بأهلها، وإنه لو كان اثنان يعيشون علي الأرض لكان أحدهما الحجة، كما ورد بذلك متواتر الروايات بالدلالات المتعددة.

س12: ذكرتم في كتابكم القيم (من فقه الزهراء عليها السلام) اهتمامها صلوات الله عليها بالدفاع عن ولاية بعلها الإمام أمير المؤمنين عليه السلام وبنيها الأئمة الأحد عشر عليهم السلام، فما هو حدود ذلك؟ وهل يجب علينا أيضاً ذلك في هذا الزمان؟

ج12: لقد كانت فاطمة الزهراء (صلوات الله وسلامه عليها) المدافعة الأولي بعد أبيها النبي الأعظم صلي الله عليه و اله عن ولاية الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وفي هذا السبيل ضحت بنفسها وابنها المحسن ? وما تركت مجالا يمكن الانتصار من خلاله للإمام أمير المؤمنين عليه السلام وإثبات حقه إلاّ استفادت منه، والواجب علي المؤمنين الاقتداء بها (صلوات الله وسلامه عليها)، وذلك بما يناسب كل زمان ومكان وحسب الشروط الشرعية المذكورة في كتب الفقه، فإن كل قول وعمل وتقرير منها حجة شرعية.

س13: ذكرتم في المصدر نفسه أيضاً: استحباب رواية خطبة فدك، لرواية عدد من المعصومين عليهم السلام لها، فهل ترون أيضاً استحباب ذكر كل ما يتعلق بفاطمة الزهراء عليها السلام مما جري عليها بعد أبيها رسول الله صلي الله عليه و اله؟

ج13: نعم يستحب ذلك جميعاً، وكله لا يخلو من كونه من

قولها عليها السلام أو فعلها أو تقريرها، وكلها حجة كما ذكرنا، وما خرج عن ذلك مما يتعلق بفضائلها ومناقبها (صلوات الله وسلامه عليها)، فلا إشكال في استحباب ذكره ونقله ونشره، بل قد يجب ذلك إذا كان مصداقاً للواجب من الأمر بالمعروف والدعوة إلي الخير وترويج الدين الحنيف.

س14: ذكرتم في الجزء الأول من كتابكم القيم (من فقه الزهراء عليها السلام) أنها صلوات الله عليها كانت ممن فرض الله طاعتهم علي جميع الخلائق، واستندتم في ذلك إلي بعض الروايات، فهل هذه الروايات بنظركم الكريم معتبرة؟

يرجي من سماحتكم الجواب ولكم من الله جزيل الأجر والثواب.

ج14: نعم إن هذه الروايات معتبرة وقد أكدنا اعتبارها في الكتاب المذكور وذكرنا غيرها من الأدلة الأخري هناك أيضاً، كما وقد ذكرنا تفصيلاً لبعض المذكورات في كتابنا (الفقه: البيع) وفي العديد من كتبنا الأخري.

نسأل الله تعالي أن يجعلنا من زمرة المتمسكين بها وبأبيها وبعلها وبنيها (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين)، ومن المتبرئين من أعدائهم، ومن الذاكرين لفضائلهم، والناشرين لآثارهم، والمروجين لتراثهم، والفائزين بولايتهم في الدنيا والآخرة، إنه قريب مجيب، والسلام عليكم وعلي جميع إخواننا المؤمنين ورحمة الله وبركاته.

محمد الشيرازي

الختم الشريف

من مصادر التهميش

? القرآن الكريم

? نهج البلاغة

? الأمالي / للشيخ للصدوق

? الاحتجاج / للطبرسي

? الجنة العاصمة / للمير جهاني

? الخصال / للشيخ الصدوق

? الدعاء والزيارة / للإمام الشيرازي

? الغيبة / للشيخ الطوسي

? القول السديد في شرح التجريد/ للإمام الشيرازي

? الكافي / للشيخ الكليني

? الوصائل إلي الرسائل/ للإمام الشيرازي

? بحار الأنوار / للعلامة المجلسي

? بصائر الدرجات/ للصفار القمي

? تفسير الإمام الحسن العسكري صلي الله عليه و اله

? تفسير العياشي/ للعياشي

? رسالة التسامح في أدلة السنن/ للإمام الشيرازي

? علل الشرائع / للشيخ الصدوق

? عوالم العلوم / للبحراني

? عيون

أخبار الرضا عليه السلام / للشيخ الصدوق

? غوالي اللئالي/ لابن أبي جمهور الاحسائي

? فاطمة الزهراء عليها السلام في القرآن / لآية الله السيد صادق الشيرازي

? كشف اللآلي / للعرندس

? كلمة الله/ لآية الله الشهيد السيد حسن الشيرازي (قدس سره)

? لسان العرب / لابن منظور

? مجمع البيان / للطبرسي

? مجمع النورين / للسبزواري

? مستدرك سفينة البحار / للنمازي

? معاني الأخبار / للشيخ الصدوق

? مفاتيح الجنان / للمحدث القمي

? ملتقي البحرين / للمرندي

? من فقه الزهراء عليها السلام ج1 و2 / للإمام الشيرازي

رجوع إلي القائمة

پي نوشتها

- بصائر الدرجات: ص6، وراجع غوالي اللئالي: ج3 ص286.

- كلمة الله: ص169.

- الخصال: ص624.

- للتفصيل راجع (من فقه الزهراء عليها السلام): ج3 خطبتها في المسجد.

- راجع: (كشف اللآلي) للعرندس علي ما نقله السيد مير جهاني في (الجنة العاصمة)، والعلامة المرندي في (ملتقي البحرين): ص14، و(مستدرك سفينة البحار): ج3 ص334، ونقله (عوالم العلوم): ص26 عن (مجمع النورين)، و(من فقه الزهراء u): ج1 ص19.

- سورة الإسراء: 88.

- سورة هود: 13.

- سورة البقرة: 23.

- آية الله الشهيد السيد حسن الشيرازي (قدس سره) مؤسس الحوزة العلمية في سوريا (1347ه 1400ه).

- انظر (لسان العرب): مادة (قدس).

- راجع (رسالة التسامح في أدلة السنن) المؤلّف في ضمن (الوصائل إلي الرسائل: ج6)، للإمام الشيرازي.

- أمالي الصدوق: ص298 المجلس49 ح12.

- سورة الذاريات: 56.

- للتفصيل راجع (القول السديد في شرح التجريد) المقصد الرابع في النبوة، للإمام المؤلف (دام ظله).

- الدعاء والزيارة: حديث الكساء، وانظر أيضاً المجلد الأول من كتاب (من فقه الزهراء عليها السلام).

- الغيبة للطوسي: ص285 ح7، والاحتجاج: ص467.

- بحار الأنوار: ج16 ص372 باب فضائل النبي p وخصائصه.

- راجع الكافي: ج1 ص179 ح10.

- للتفصيل راجع: (من فقه الزهراء) المجلد الأول.

- سورة

المائدة: 3.

- سورة آل عمران: 144.

- راجع مجمع البيان للطبرسي (رحمه الله): ج1 ص512 514.

- نهج البلاغة: الخطبة 93.

- بحار الأنوار: ج41 ص61 ب106 ح1.

- الحمر: يعني «الحمراء» وهم الموالي الذين اعتنقوا الإسلام بعد أسرهم، وفي القاموس: الموالي والحمراء هم العجم أي كل ما سوي العرب.

- اشارة إلي قوله تعالي ?إنا اعطيناك الكوثر? سورة الكوثر: 1.

- سورة الروم: 4و5.

- معاني الأخبار: 396 و397.

- هو آية الله العظمي الميرزا مهدي الشيرازي (قدس سره) (1304ه 1380ه).

- معاني الأخبار: ص107.

- اشارة إلي قوله تعالي في سورة آل عمران: 37.

- تفسير العياشي: ج1 ص171 و172.

- سورة الإنسان: 8.

- راجع فاطمة الزهراء (عليها السلام) في القرآن: ص313 نقلاً عن تفسير روح المعاني: ج92 ص157.

- علل الشرائع: ص181.

- اشارة إلي حديث «أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد المدينة فليأتها من بابها». عيون أخبار الرضا عليه السلام: ص233.

- تفسير الإمام الحسن العسكري عليه السلام: ص308.

- راجع من فقه الزهراء: ج2 و3 و4 في خطبة الزهراء عليها السلام.

- بحار الأنوار: ج43 ص191 ب7 ح20 ط بيروت.

- بحار الأنوار: ج43 ص179 ب7 ح15 ط بيروت.

- مفاتيح الجنان: زيارة الزهراء (عليها السلام).

- سورة آل عمران: 144.

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.