العمل الصالح طريق التغيير

اشارة

اسم الكتاب: العمل الصالح طريق التغيير

المؤلف: حسيني شيرازي، محمد

تاريخ وفاة المؤلف: 1380 ش

اللغة: عربي

عدد المجلدات: 1

الناشر: موسسه المجتبي

مكان الطبع: بيروت لبنان

تاريخ الطبع: 1422 ق

الطبعة: اول

بسم الله الرحمن الرحيم

وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ

وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ

أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ

هُمُ الْمُتَّقُونَ

صدق الله العلي العظيم

سورة البقرة: 177

كلمة الناشر

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الظروف العصيبة التي تمر بالعالم …

والمشكلات الكبيرة التي تعيشها الأمة الإسلامية..

والمعاناة السياسية والاجتماعية التي نقاسيها بمضض …

وفوق ذلك كله الأزمات الروحية والأخلاقية التي يئن من وطأتها العالم أجمع …

والحاجة الماسة إلي نشر وبيان مفاهيم الإسلام ومبادئه الإنسانية العميقة التي تلازم الإنسان في كل شؤونه وجزئيات حياته وتتدخل مباشرة في حل جميع أزماته ومشكلاته في الحرية والأمن والسلام وفي كل جوانب الحياة..

والتعطش الشديد إلي إعادة الروح الإسلامية الأصيلة إلي الحياة، وبلورة الثقافة الدينية الحيّة، وبث الوعي الفكري والسياسي في أبناء الإسلام كي يتمكنوا من رسم خريطة المستقبل المشرق بأهداب الجفون وذرف العيون ومسلات الأنامل..

كل ذلك دفع المؤسسة لأن تقوم بإعداد مجموعة من المحاضرات التوجيهية القيمة التي ألقاها سماحة المرجع الديني الأعلي آية الله العظمي السيد محمد الحسيني الشيرازي (دام ظله) في ظروف وأزمنة مختلفة، حول مختلف شؤون الحياة الفردية والاجتماعية، وقمنا بطباعتها مساهمة منا في نشر الوعي الإسلامي، وسدّاً لبعض الفراغ العقائدي والأخلاقي لأبناء المسلمين من أجل غدٍ أفضل ومستقبل مجيد..

وذلك انطلاقاً من الوحي الإلهي القائل:

?لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُون?().

الذي هو أصل عقلائي عام يرشدنا إلي وجوب التفقه في الدين وانذار الأمة، ووجوب رجوع الجاهل إلي العالم في معرفة أحكامه في كل مواقفه وشؤونه..

كما هو تطبيق عملي وسلوكي للآية الكريمة:

?فَبَشِّرْ عِبَادِ ? الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللهُ وَأُولَئِكَ

هُمْ أُولُوا الأَلْبَابِ?().

إن مؤلفات سماحة آية الله العظمي السيد محمد الحسيني الشيرازي (دام ظله) تتسم ب:

أولاً: التنوّع والشمولية لأهم أبعاد الإنسان والحياة لكونها إنعكاساً لشمولية الإسلام..

فقد أفاض قلمه المبارك الكتب والموسوعات الضخمة في شتي علوم الإسلام المختلفة، بدءاً من موسوعة الفقه التي تجاوزت حتي الآن المائة والخمسين مجلداً، حيث تعد إلي اليوم أكبر موسوعة علمية استدلالية فقهية مروراً بعلوم الحديث والتفسير والكلام والأصول والسياسة والاقتصاد والاجتماع والحقوق وسائر العلوم الحديثة الأخري.. وانتهاءً بالكتب المتوسطة والصغيرة التي تتناول مختلف المواضيع والتي قد تتجاوز بمجموعها ال(1500) مؤلفاً.

ثانياً: الأصالة حيث إنها تتمحور حول القرآن والسنة وتستلهم منهما الرؤي والأفكار.

ثالثاً: المعالجة الجذرية والعملية لمشاكل الأمة الإسلامية ومشاكل العالم المعاصر.

رابعاً: التحدث بلغة علمية رصينة في كتاباته لذوي الاختصاص ك(الأصول) و(القانون) و(البيع) وغيرها، وبلغة واضحة يفهمها الجميع في كتاباته الجماهيرية وبشواهد من مواقع الحياة.

هذا ونظراً لما نشعر به من مسؤولية كبيرة في نشر مفاهيم الإسلام الأصيلة قمنا بطبع ونشر هذه السلسلة القيمة من المحاضرات الإسلامية لسماحة المرجع (دام ظله) والتي تقارب التسعة آلاف محاضرة ألقاها سماحته في فترة زمنية قد تتجاوز الأربعة عقود من الزمن في العراق والكويت وإيران..

نرجو من المولي العلي القدير أن يوفقنا لإعداد ونشر ما يتواجد منها، وأملاً بالسعي من أجل تحصيل المفقود منها وإخراجه إلي النور، لنتمكن من إكمال سلسلة إسلامية كاملة ومختصرة تنقل إلي الأمة وجهة نظر الإسلام تجاه مختلف القضايا الاجتماعية والسياسية الحيوية بأسلوب واضح وبسيط.. إنه سميع مجيب.

مؤسسة المجتبي للتحقيق والنشر

بيروت لبنان /ص.ب: 6080/13 شوران

البريد الإلكتروني: almojtaba@alshirazi.com

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام علي نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين، واللعنة الدائمة علي أعدائهم أجمعين إلي قيام يوم الدين().

الإخلاص في العمل

قال الله تعالي في

كتابه الكريم: ?وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ وَمَثَلاً مِنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ?().

عندما يفتح المجتمع صدره واسعاً للموعظة الحسنة، والكلمة الطيبة.. لتنمو فيه بذور الإخلاص وتتكاثر؛ فسوف يجد نفسه تلقائياً وقد خطا خطواته الأولي نحو السعادة والتطوّر.

والمخلصون وحدهم هم الذي يستشعرون المتعة واللذة حين يستمعون للمواعظ، وتراهم ينصتون إليها خاشعين، ولا يعدلون بها أي شيء آخر، فان العمل الخالص وإن قلّ إلا أنه ينمو ويثمر.

ستة آلاف كلمة

وإننا نجد هذا المعني بكل وضوح في أمير المؤمنين عليه السلام، حين يخيّره الرسول العظيم صلي الله عليه و اله كما جاء في (المواعظ العددية) فيقول له: «يا علي أي الثلاث تختار، ألف شاة، أم ستة آلاف دينار، أم ستة آلاف كلمة، فقال عليه السلام: ان ستة آلاف كلمة أحب إلي نفسي، فقال له رسول الله صلي الله عليه و اله: سأضع لك تلك الستة آلاف كلمة في كلمات مختصرة: إذا رأيت الناس أقبلوا علي كثرة العمل فعليك بصفو العمل».

إن هذه الرواية تهتم بالإخلاص والصفاء في العمل أكثر مما تهتم بالنتائج()، لأن فائدة العمل تستمد من الإخلاص والصفاء فيه، فلا عمل يصعد إلي الله تعالي إلا بنية خالصة، مهما كانت المنافع التي تنشأ عنه.

ولذا قد يكون العمل الضئيل المخلص أرفع وأسمي من عمل جبار وكبير لأن الميزان في العمل ليس الكثرة أو الكبر بل الإخلاص هو المعيار الأساسي في العمل عند الله الحكيم، وبهذا يفتح الإسلام الطريق أمام أي فرد مهما كانت إمكاناته وقدراته علي النفع الاجتماعي، والعمل المخلص النافع، للارتقاء إلي أسمي درجة في سلم النفس الإنسانية ومراحل كمالها، فقد قال جل وعلا: ?إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً?().

إذاً هذا هو تكريم الإسلام لقيمة

الإخلاص والصفاء في العمل، وإن الرواية التي يرويها رسول الله صلي الله عليه و اله ما هي إلا خلاصة لإحدي آيات القرآن المجيد القائلة: ?لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً?()، إذ تشير إلي أن الميزان الذي علي أساسه يكون تكريم وتقييم الإنسان هو العمل الصالح فالمقياس الواقعي للتمييز هو العمل الصالح ومن خلاله نستطيع تقييم الإنسان الصالح، ومن خلال العمل السيئ يمكن تشخيص الفرد غير الصالح ?لِيَمِيزَ اللهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ?() ?لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً?().

العمل الصالح

وفي هذه الآيات وآيات أخري من القرآن الكريم نلحظ تأكيداً واضحاً علي أن العمل الصالح المخلص هو الذي يرفع الإنسان، كما في قوله تعالي: ?وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِناً قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلاَ?().

والآن لنعد إلي أنفسنا حتي نعرف قدرنا. إذ «ولا معرفة كمعرفتك بنفسك» () كما عن الإمام الباقر عليه السلام، وقد قال الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: «أفضل المعرفة، معرفة الإنسان نفسه» ()، وقال عليه السلام: «من لم يعرف نفسه بعد عن سبيل النجاة، وخبط في الضلال والجهالات» ().

بين العمل الصالح والعمل الطالح

والسؤال الذي يُطرح هو: هل توجد لدينا القدرة علي تمييز العمل الصالح عن العمل الطالح أم لا؟

في الحديث الوارد عن الإمام الباقر عليه السلام قال: «لا يُقبل عمل إلا بمعرفة ولا معرفة إلا بعمل، ومن عرف دلته معرفته علي العمل ومن لم يعرف فلا عمل له» ().

وكذلك عن الإمام الصادق عليه السلام: «لا يقبل الله عملاً إلا بمعرفة، ولا معرفة إلا بعمل، فمن عرف دلته المعرفة علي العمل، ومن لم يعمل فلا معرفة له ألا أن الإيمان بعضه من بعض» (). وهذا السؤال بدوره ينشئ سؤالاً آخر وهو: بعد تمييز العمل الصالح عن طريق هذه القواعد التي وضعها أئمة أهل البيت عليهم السلام يحق لنا التساؤل: هل اننا نعمل به أم لا؟ القرآن الكريم يؤكد ?مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَي وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً?().

وقال سبحانه: ?فَأَمَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَعَسَي أَنْ يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ?().

وقال تعالي: ?وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ?().

وكذلك قال أمير المؤمنين عليه السلام: «الشرف عند الله سبحانه بحسن الأعمال لا بحسن الأقوال» ().

وكذلك قال عليه السلام: «العمل شعار المؤمن» (). وقال الإمام الهادي عليه

السلام: «الناس في الدنيا بالأموال وفي الآخرة بالأعمال» ().

وجاء رجل إلي رسول الله صلي الله عليه و اله قال: ما ينفي عني حجة الجهل؟ قال صلي الله عليه و اله: «العلم»، قال: فما ينفي عني حجة العلم؟ قال صلي الله عليه و اله: «العمل» ().

وكذلك قال الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: «العمل العمل، ثم النهاية النهاية، والاستقامة الاستقامة، ثم الصبر الصبر، والورع الورع، ان لكم نهاية فانتهوا إلي نهايتكم وإن لكم علماً فاهتدوا بعلمكم، وإن للإسلام غاية فانتهوا إلي غايته..» ().

المسلمون في بلد الإسلام

في مقام الجواب عن السؤال نقول:

إن الناس غالباً وبسبب وجود حسن الظن عندهم يدّعون كلا العملين()، إلا أن هذا الظن عند بعض الناس يكون جهلاً مركباً لا أكثر، ومما يؤكد ذلك هو تأخر المسلمين في القرن الأخير هذا، بحيث اصبح حال بعض المسلمين أسوأ دنيوياً حتي من أولئك الذين يعبدون البقر والأصنام، فمثلاً في الهند هناك عشرات الملايين من عبّاد البقر والبوذيين وعبدة النار وغيرهم، ونراهم يتمتعون بكامل حرياتهم بالرغم من انحرافهم ويحظون بأهمية علي المستوي العالمي، في حين أن بعض المسلمين علي العكس من ذلك بحيث لا يتمتعون بالحريات الهامشية فضلاً عن الحريات الأساسية لكل إنسان، كحرية السفر أو حرية التعبير عن الرأي او التجارة وغيرها من الحريات.

من أسباب تخلف المسلمين

من أهم الأسباب التي أوصلت المسلمين إلي هذه الحالة إضافة إلي ما قلناه هو ابتعادهم عن الدين ودخول العقائد المنحرفة الاستعمارية إلي اغلب البلدان الإسلامية، وانتشار التحلل الخلقي في وسط الشباب المسلم، إلي غير ذلك من الأسباب التي قد تكون علتها الأساسية الاستبداد والدكتاتورية السياسية التي رسِمها الاستعمار لنا كنموذج للحكم والحكومة.

وبعد كل هذه الويلات التي تجري علي المسلمين والمصائب يمكن أن يقال بأن حال المسلمين البعيدين عن الدين هو أسوأ من حال الهندوس (عبّاد البقر)؟

ولأجل العودة إلي روح التقدم والخروج من هذه الحالة المتخلفة علينا الرجوع إلي تعاليم الدين التي هي ثورة فكرية تقود الإنسان إلي الكمال والرقي في جميع ميادين الحياة المختلفة، فالمنقذ الوحيد الذي يغير سوء حالنا إلي أحسن حال هو الدين الإسلامي والالتزام الكامل بقوانينه ومبانيه.

وقد قال الله سبحانه وتعالي: ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ?()،

وهذه الآية تبين لنا الإيمان التام بالرسول صلي الله عليه و اله والطاعة الكاملة فيما يأمر به وينهي عنه، سواء أكان ما يأمر به أو ينهي عنه حكماً من الأحكام الشرعية، أو كان صادراً عنه لكونه الوليّ الذي له حق التصرف في أمور الأمة والالتزام بتعاليمه، فإنا إذا وضعناها نصب أعيننا (في حال كوننا نعيش الصراعات في قبال النظم والأحكام الفاسدة) نكون قد وضعنا منهجاً تربوياً صحيحاً يساهم في تكوين الأجواء الإسلامية الواعية والصالحة لتربية الفرد والأسرة والمجتمع المسلم، وبذلك نكون قد ساهمنا في وضع اللبنات الأولي لمسار إسلامي متصاعد. وهذه الخطوط العامة التي وضعها القرآن الكريم لا من أجل تكوين الإنسان المتدين فقط، وإنما علي أساس تكوين أجواء صالحة يحكمها الإسلام بمفاهيمه المتحركة والمتجذرة في النفس الإنسانية. وبذلك نضمن مستقبلاً زاهراً، كما ساهمت دعوة رسول الله صلي الله عليه و اله في بداية الدعوة الإسلامية في بناء شخصيات عظيمة كأبي ذر، وعمار، والمقداد، وسلمان (سلام الله عليهم) وغيرهم، وهذه المهمة مهمة حضارية ستظل أمانة في أعناق أبناء الأمة الإسلامية في جميع طبقاتهم.

العقائد المنحرفة

وفي نفس الوقت من الواجب عليهم أن يتبصروا في أمر دينهم؛ وذلك من أجل أن لا يغفلوا عن دخول العقائد المنحرفة في دينهم عن طريق المنافقين فقد قال تعالي: ?وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ وَيَقُولُونَ عَلَي اللهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ?().

القرآن الكريم يكشف لنا عن ملامح وصور وتحركات المنافقين وأصحاب العقائد الفاسدة فانهم أظهروا الإيمان وأبطنوا النفاق والكفر، يريدون أن يفسدوا علي المسلمين إسلامهم ويعملوا علي إغراء الآخرين بالسير علي طريقهم. وهذا الأسلوب الذي يستخدمونه

الآن هو نفس الأسلوب الذي استخدمه المنافقون في زمن النبي الأعظم صلي الله عليه و اله، عندما كان صلي الله عليه و اله يدعو المسلمين إلي الخروج إلي معركة أحد، فقد حاولوا الإيحاء باهتمامهم بالجهاد في سبيل الله لغرض تثبيط المؤمنين وهم يبثون مكائدهم وشرورهم في كل موقفٍ من المواقف التي تتحرك فيها المعركة، فاذا حصلت لهم القناعة، فإنهم يذهبون إلي المعركة في الصفوف الأولي، وان لم يقتنعوا فانهم يرفضون الاشتراك في القتال وبهذه الصورة واجهوا دعوة الخروج للقتال فقد قالوا بانهم يعتقدون بان الموقف ليس موقف قتال، أرادوا من هذا الموقف الإيحاء للمسلمين باتخاذ نفس الموقف، ولكن الله يحدثنا عن هذه الصورة ليكشف زيف الواقع الذي يعيشونه: ?هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ?()، فإن ?هُمْ? أي هؤلاء المنافقين ?لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلإِيمَانِ? فكلما عمل المنافق باخلاف كان أقرب إلي الكفر، وكلما عمل بالوفاق كان أقرب إلي الإيمان ?يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ? فأفواههم تنطق بالإيمان وقلوبهم تضمر الكفر والعصيان().

فليست القضية الانحراف العملي بل هي الانحراف العقائدي والفكري الذي هو الأساس في كل الانحرافات المتعلقة بالسلوك.

الثوب الجديد

اليوم ظهر المنافقون بثوب جديد، وأفكار هدامة، بطراز يختلف عن الطراز القديم، أمثال الفرق المصطنعة علي أيادي الاستعمار() والتي تعتبر ضلالات لأفكار منحرفة وشيطانية في نفس الوقت، ولها تأثير سلبي خطير علي مسيرة الإسلام، فالتصدي لها يعد واجباً شرعياً إسلامياً، لأنهم شوّهوا حقائق هذا الدين الحنيف؛ بسبب انحرافهم الفكري والعقيدي عن جادة الحق والصواب المتمثلة بالكتاب والسنة النبوية الشريفة لأنهما وديعتان عظيمتان وأمانتان كبيرتان، وقد عرَّفهما الرسول الأعظم صلي الله عليه و اله بقوله: «وإني تارك فيكم الثقلين كتاب الله عزوجل

وعترتي، كتاب الله حبل ممدود بين السماء والأرض، وعترتي أهل بيتي وان اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض، فانظروا بماذا تخلفوني فيهما» ().

ولكن ويا للأسف حدثت حوادث، وطرأت حواجز عرقلت مسيرة الأمة الإسلامية وحرفتها عن طريقها المستقيم التي تسير به، وخصوصاً في عصرنا الحاضر هذا.

الانحراف الفكري وأثره في الإسلام

قبل أكثر من خمسين عاماً تسلطت عائلة آل سعود() الذين لم يكن يزيد عددهم علي خمسة آلاف نفر علي بيت الله الحرام، ولم يكن وصولهم إلي دفة الحكم إلا بمساندة الاستعمار البريطاني، حيث سلموهم زمام الأمور في دولة تعد ذات أهمية كبيرة بالنسبة للعالم الإسلامي؛ لأن فيها مهبط الوحي وفيها بيت الله الحرام ومسجد رسول الله صلي الله عليه و اله وقبره، وكذلك قبور بعض الأئمة الطاهرين عليهم السلام، ولكن استطاعت بريطانيا وأعداء الإسلام أن يمرروا من خلال حكام هذه العائلة الضربات تلو الضربات لجذور الدين الإسلامي، ويتخذوا من أرض الإسلام الأولي وقاعدته ومنطلقه، قاعدة لضربه. علماً بأن هذه الضربات كانت مباشرة، وقد أثمرت ثمارها بعد تنفيذها مع الأسف فتمكنوا من منع المسلمين من الحج بحرية وتمكنوا من تخريب قبور أئمة البقيع عليهم السلام مرتين، ومنعوا الناس من زيارتهم واتهموهم بالكفر والشرك والإلحاد، ولا يزالون يحوكون المؤامرات تلو المؤامرات ضد المسلمين إلي يومنا هذا.

لكن هل وقف المسلمون متحدين لمواجهة هذا اللون من الانحراف الضال، والعمل غير اللائق والمعادي للإسلام، مع ان المسلمين يمتلكون القدرة والمهارة لردع ذلك، ولكن للأسف الشديد بعض المسلمين لا يشعرون بالمسؤولية تجاه هذه الأعمال المنحرفة ووضع حد لها لحد الآن.

إن أعداءنا بثوا ولا يزالون يبثون الأفكار الفاسدة في العالم الإسلامي من خلال الكتب الكثيرة، والصحف والمجلات والأقمار الصناعية والإذاعات المرئية والمسموعة إذ

ملأوها بالأفكار الهدامة، والسب والشتم لأئمة الإسلام وقادته، الذين قام الدين علي أكتافهم، وهم أهل البيت عليهم السلام.

نقل الأموات

إن عداوتهم لنا جدية ومتأصلة في هذا المجال، لأننا أتباع أهل البيت عليهم السلام، وقد قلت ذات مرة لأحد الأخوة أن يكتب جواباً علي الكتابات المنحرفة والمنكرة، إلا أنه أجابني قائلاً: انا ليس عندي سعة بال لنقل الأموات، وكان يعني نقل الكلمات الميتة في كتب الأعداء، ولكن كان علينا ان لا ننسي قول نبينا الأعظم صلي الله عليه و اله: «من رأي منكم منكراً فليغيره بيده، فان لم يستطع فبلسانه، فان لم يستطع فبقلبه، ليس وراء ذلك شيء من الإيمان وفي رواية أن ذلك أضعف الإيمان » ().

وقال أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام: «وأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ تَكُنْ مِنْ أَهْلِهِ، وأَنْكِرِ الْمُنْكَرَ بِيَدِكَ ولِسَانِكَ وبَايِنْ مَنْ فَعَلَهُ بِجُهْدِكَ، وجَاهِدْ فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ ولا تَأْخُذْكَ فِي اللَّهِ لَوْمَةُ لائِمٍ، وخُضِ الْغَمَرَاتِ لِلْحَقِّ حَيْثُ كَانَ» ().

وكلام النبي صلي الله عليه و اله وأمير المؤمنين عليه السلام حجة علينا يوم القيامة ويجب علينا رفع هذه الشبهات والضلالات الموجودة فينا نحن المسلمين، والتي تدور في اذهان البعض بأن الرد علي مزاعم المنحرفين انه (نقل أموات) ما هي إلا مغالطة وفرار عن العمل، وهل التأليف والرد علي كتب الأعداء وتفنيد مزاعمهم وبلسان العصر يعد نقل أموات؟! ان هذا لا يعد نقل أموات بل واجب شرعي فرضته الشريعة المقدسة، وغداً نحن مسؤولون عنه؛ ألم يقل الحق تعالي: ?وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ?() فان عدم الشعور بالمسؤولية تجاه هداية المجتمع، وبالخصوص الشباب منهم، والذود عن حريم المذهب أمام الأعداء سيعود علينا بالأخطار الجسام، فلا يجب أن يكون موقفنا تجاه المخاطر كقول الشاعر:

ولقد أبصرت

قدامي

طريقاً فمشيت

فان السير بلا هدف ولا مسؤولية ولا اهتمام يعتبر مسيراً عشوائياً وتخبطاً لا يسمن ولا يغني من جوع، فلابد للمسلمين من اتباع أساليب جديدة عصرية تستمد قواعدها من القرآن الكريم وسنة النبي الأعظم صلي الله عليه و اله لنشر تعاليم دينهم والدفاع عنه؛ لأن الله سبحانه أنزلها من أجل هداية الناس يحاسبنا حينما نقصر في الدعوة إليه وتوضيح طريق العبودية الحقّة: ?وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَ لِيَعْبُدُونِ?().

متطلبات العصر

وكذلك يجب علينا أن نتعامل مع متطلبات العصر بحسب التقدم والتطور، لأننا لا يمكن أن نساوي بين أنوار الشمع التي كان يستخدمها الناس في القديم مع أنوار مصابيح الكهرباء في عصر التقدم والتطور هذا! ولا يمكن أن يستوي السفر بالطائرة مع السفر علي ظهور الحيوانات؛ فإن ذلك غير معقول ونري هذا المعني في قوله جل وعلا: ?وَمَا يَسْتَوِي الأعْمَي وَالْبَصِيرُ ? وَلاَ الظُّلُمَاتُ وَلاَ النُّورُ?().

والذي لا يدرك ذلك يكون قد شارك في صب المصائب علي المسلمين.

كيف نخطو إلي الأمام

والآن وبعد أن عرفنا كل هذا نطرح سؤالاً مهماً، وهو كيف يمكننا أن نخطو إلي الأمام؟

إن الغرب والشرق هم الذين يقومون بقتل أبناء الإسلام كل حين، وما يزال البعض من أولئك الأعداء الغربيين والشرقيين يتحكمون في بلادنا الإسلامية، وينهبون ثرواتها وخيراتها ويزرعون الأفكار المنحرفة في قلب بلداننا، لنأخذ في ذلك مثال الحج الذي قال الله تعالي عنه: ?لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ?() فقد اتخذه الأعداء مركزاً للنفاق والتفرقة وتشتيت المسلمين، فهناك في مكة يوجه الأعداء الكلمات الجارحة للمسلمين المؤمنين فيقولون للمسلم: كافر وللمؤمن منافق، ولمحب آل الرسول صلي الله عليه و اله مشرك وملحد؛ لذا يجب بث روح التوعية الإسلامية بين الناس وإطلاعهم حول كل ما يدور علي الساحة العالمية. وبكل ما يتعلق بشؤون الحياة العلمية والاجتماعية، وعلي كل ما يحتاجه المسلمون من مقومات وذلك لاستعادة عزتهم وشرفهم وكرامتهم، وعلي المختصين ان يسعوا أكثر فأكثر في طريق إيجاد الحلول الصائبة لمشاكل المسلمين، وذلك بالاعتماد علي الروح الإيمانية الصادقة وعلي العقيدة السمحاء، وبذلك فإن الإنسانية تأخذ طريقها الصحيح والسليم إذا تفاعلت مع تلك الروح.

قال تعالي: ?وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَي اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَي عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ?().

من جرائم المستكبرين

لقد خطط الاستعمار طويلاً لإيجاد طرق وأساليب مختلفة يمزق بها العالم الإسلامي إلي دويلات، ويخلق لأهلها المشاكل والاختلافات، فتركمنستان هي بلد كبير يقع بين الصين والاتحاد السوفييتي()، وكانت جزءاً من البلاد الإسلامية، إلا أن الروس اقتطعوها من البلاد الإسلامية، وضموها إلي بلادهم، بعد ان قتلوا فيها أكثر من ثلاثمائة ألف مسلم، وكذلك مدينة بخاري() احدي المدن العامرة التي كان فيها قبل الغزو حوالي (300) مدرسة للعلوم الإسلامية غير انها هدمت بأيدي الغزاة السوفييت.

وقد ذكر في كتاب للسيد

باب خاني انه في المائتي سنة الماضية، كان التعداد السكاني لإيران يقدر بمائة مليون نسمة، لكن وبسبب غفلة بعض الحاكمين آنذاك قسمت إيران إلي أجزاء، ومنذ ذلك الحين والي الآن أصبح تعداد سكان إيران ما يقارب (50) مليون نسمة.

وخلاصة القول: إن المسلمين إذا لم يدخلوا ساحة المعركة بسلاح الإخلاص والإيمان والعلم ويعملوا وفق مخطط ومنهج مدروس فسوف لن يتمكنوا من النجاة من المخططات الاستعمارية التي لم ينفذها أعدائهم بعد.

طريق التغيير

ولعل أهم برنامج عملي يمكن أن يأخذ بأيدينا إلي الخلاص لو التزمنا به ومشينا في طريقه هو عبارة عن ما يلي:

أولاً: تأسيس التنظيمات الإسلامية الجماهيرية الاستشارية الحرة، وذلك لأن: «مَنِ اسْتَبَدَّ بِرَأْيِهِ هَلَكَ ومَنْ شَاوَرَ الرِّجَالَ شَارَكَهَا فِي عُقُولِهَا» ()، والإسلام يحبذ الاستشارة في كل شيء حتي في الأمور الصغيرة فكيف بالأمور المرتبطة بعالم الإسلام والمسلمين.

ثانياً: توحيد الحركات الإسلامية العاملة؛ إذ من الضروري أن تنصهر كل الحركات العاملة في حركة واحدة موحدة، مادام الهدف هو تطبيق الإسلام ونشر أحكامه في أرجاء المعمورة؛ قال الله تعالي: ?وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُوا?()، ومن الواضح أن الاختلاف في الحركات الإسلامية يوجب تقسيم الطاقات إلي عدة جوانب ولا يمكن إنقاذ المسلمين بدون طاقة كبيرة فعالة وعاملة.

ثالثاً: نشر الوعي في البلاد الأجنبية، وذلك يتم عبر تثقيف المسلمين المتواجدين في البلاد الأجنبية بالثقافة الإسلامية وتعليمهم كيفية التبليغ للإسلام، وإيصال صوت الإسلام إلي الكفار والمعادين للإسلام، وذلك عبر جميع الوسائل المتاحة والمتوفرة لدي المسلمين من إذاعات وصحف ومجلات وغيرها.

رابعاً: الإيثار في العمل التنظيمي، لأنه يسبب ثقة الجماهير بالشخص والحركة، فالايثار في كل شيء إذا راعته الحركة انتصرت. يقول الإمام علي عليه السلام: «بالإيثار علي نفسك تملك الرقاب» ().

وقال عليه السلام: «من شيم

الأبرار حمل النفوس علي الإيثار» ().

وكذلك قال عليه السلام: «الإيثار أحسن الإحسان وأعلي مراتب الإيمان» ().

خامساً: انتخاب حاكم أعلي للمسلمين، أو مجلس للحكومة، مكون من الأمة ومخلصيهم حسب أكثرية الآراء؛ فإن «ما تشاور قوم إلا هدوا إلي رشدهم» ()، وكذلك يجب ان يتصف بحسن الولاية يقول رسول الله صلي الله عليه و اله: «من ولي شيئاً من أمور أمتي فحسنت سريرته لهم رزقه الله تعالي الهيبة في قلوبهم، ومن بسط كفه لهم بالمعروف، رزق المحبة منهم، ومن كف يده عن أموالهم وقي الله عزوجل ماله، ومن أخذ للمظلوم من الظالم كان معي في الجنة مصاحباً، ومن كثر عفوه مد في عمره، ومن عم عدله نصر علي عدوه..» ().

وكذلك يجب ان يتصف بالقدرة علي الولاية والتحلي بالأخلاق الإنسانية الرفيعة يقول الله تعالي: ?إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلاَ الْمُتَّقُونَ?().

مجلس الشوري

من الواضح أن هذه الخطط والبرامج تخضع إلي مجلس شوري الفقهاء المراجع، الذين هم امتداد لخط النبي وأهل البيت عليهم السلام، كما فصلنا ذلك في بعض الكتب().

وبعد التدرع بهذا الدرع الإيمان والإخلاص والانتماء أخيراً إلي مجلس شوري الفقهاء الذي يناسب هذه المعركة تتم المواجهة للدفاع عن الدين الحنيف ويمكن لهم الخوض ضد الأعداء نزالاً ومواجهة في كل الميادين وخاصة في المجالات الفكرية والثقافية، وإن لم يفعلوا ذلك فسيكون غدهم أسوأ من حاضرهم والعياذ بالله.

إلي العاملين

أريد أن أذكر هنا ?فَإِنَّ الذِّكْرَي تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ?() ان الدرع الأول الواقي والحصن المنيع لهذه المواجهة، هو التمسك بمبادئ الدين الإسلامي وعترة المصطفي صلي الله عليه و اله؛ ذلك لأن للدين دوراً هاماً في تصحيح أفكار الإنسان عن طريق جذور الدين المتصلة بالفطرة الإنسانية، وبالربط بين الفطرة والدين وبالعمل علي تقوية هذه الرابطة سوف يحصل الإنسان علي الاستقامة: ?فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرتَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا?().

وهذه الآية تبين لنا علاقة الدين بالإنسان وتأثير الدين في حركة الإنسان، فان دعوة الإنسان إلي هذه الفطرة تجعله جبلاً راسخاً صلباً.

وأما الحصن الثاني الذي يكون موازياً للأول فهو ولاية أمير المؤمنين عليه السلام فقد جاء عن الإمام الرضا عليه السلام عن موسي بن جعفر عن جعفر بن محمد عن محمد بن علي عن علي بن الحسين عن الحسين بن علي: «عن علي بن أبي طالب عليه السلام عن النبي صلي الله عليه و اله عن جبرائيل عن ميكائيل عن إسرافيل عن اللوح عن القلم قال: يقول الله عزوجل: ولاية علي بن أبي طالب حصني فمن دخل حصني أمن ناري» ().

وهذا الحصن المنيع فيه دعائم قوية وصلبة متمثلة بأهل بيت العصمة والطهارة عليهم السلام

وفيهم النجاة والنصر كما أكد ذلك رسول الله صلي الله عليه و اله: «إنما مثل أهل بيتي فيكم كسفينة نوح من دخل فيها نجا ومن تخلف عنها غرق» ().

وخلاصة الأمر أن الدين الإسلامي هو الحصن المنيع في خضم هذه المتقلبات والفتن التي تجري في العالم وخصوصاً في العالم الإسلامي، وكذلك هو الأساس الذي كثيراً ما ركز عليه القرآن: ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا للهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ?().

عن الإمام الباقر عليه السلام في شرح هذه الآية المباركة يقول: «فإن اتباعكم إياه أي أمير المؤمنين عليه السلام وولايته أجمع لأمركم وأبقي للعدل فيكم» ().

إن أهل الذكر الذين ورثوا العلم القرآني نجد علمهم نوراً وكلامهم هداية؛ لأن حديثهم حديث رسول الله صلي الله عليه و اله والرسول لا ينطق عن الهوي، وقد قال المفسرون أن قوله تعالي: ?لِمَا يُحْيِيكُمْ? أي ولاية أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، فهذه الولاية إذن تحيي النفوس وتبني الفرد، والأسرة، والمجتمع، وتوضح طريق الحق والعدل في العلم والعمل والتقوي والعبادة والسلوك وحفظ الكرامة.

اللهم أحيني حياة محمد وذريته وأمتني مماتهم وتوفني علي ملتهم واحشرني في زمرتهم ولا تفرق بيني وبينهم طرفة عين أبداً في الدنيا والآخرة().

من هدي القرآن الحكيم

المؤمن بعمله

قال تعالي: ?فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلاَ كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ?().

وقال عزوجل: ?ومَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَي وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيراً?().

وقال سبحانه: ?ومَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلاَ يَخَافُ ظُلْماً وَلاَ هَضْماً?().

وقال جل وعلا: ?مَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَمَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ?().

وقال تعالي: ?لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآَخِرِ وَالْمَلاَئِكَةِ وَالْكِتَابِ

وَالنَّبِيِّينَ وَآتَي الْمَالَ عَلَي حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَي وَالْيَتَامَي وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَي الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ?().

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

قال عزوجل: ?وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَي الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ?().

وقال سبحانه: ?وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللهُ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ?().

وقال جل وعلا: ? يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاَةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَي مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأمُورِ?().

وقال تعالي: ?الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأرْضِ أَقَامُوا الصَّلاَةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأمُورِ?().

الشوري والاستشارة

قال عزوجل: ?فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَي اللهِ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ?().

وقال سبحانه: ?وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاَةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَي بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ?().

سوء العاقبة

قال جل وعلا: ?وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ?().

وقال تعالي: ?فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ

لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ?().

وقال عزوجل: ?بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ?().

وقال سبحانه: ?وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَي إِلاَ وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ?().

الانحراف عن الصراط السوي

قال جل وعلا: ? وَمَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ?().

وقال تعالي: ?وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً?().

وقال عزوجل: ?وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآَخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً?().

وقال سبحانه: ?وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً

مُبِيناً?()

وقال جل وعلا: ? أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللهُ عَلَي عِلْمٍ?().

الحكومات الجائرة وآثارها

قال تعالي: ?إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً?().

وقال عزوجل: ?أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ ? إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ ? الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلاَدِ ? وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ ? وَفِرْعَوْنَ ذِي الأوْتَادِ ? الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلاَدِ ? فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ?.()

وقال سبحانه: ?إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلاَ فِي الأرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ?().

من هدي السنة المطهرة

الاستشارة عين الهداية

قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «مشاورة العاقل الناصح رشد ويمن وتوفيق من الله، فإذا أشار عليك الناصح العاقل فإياك والخلاف فانّ في ذلك العطب» ().

وقال الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: «لا مال أعود من العقل..

ولا مظاهرة أوثق من المشاورة» ().

وقال الإمام الصادق عليه السلام: «قال لقمان لابنه: إذا سافرت مع قوم، فاكثر استشارتك إياهم في أمرك وأمورهم.. وإذا استشهدوك علي الحق، فاشهد لهم. واجهد رأيك لهم إذا استشاروك ثم لا تعزم حتي تثبت وتنظر، ولا تجب في مشورة حتي تقوم فيها وتقعد، وتنام وتأكل وتصلي، وأنت مستعمل فكرك وحكمتك في مشورته، فإن من لم يمحّض النصيحة لمن استشاره سلبه الله تبارك وتعالي رأيه ونزع عنه الأمانة» ().

العمل رفيق المؤمن

قال النبي الأعظم صلي الله عليه و اله: «..فانكم اليوم في دار عمل ولا حساب، وانتم غداً في دار حساب ولا عمل» ().

وقال الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: «العمل رفيق الموقن» ().

وقال الإمام الرضا عليه السلام: «..انه ليس بين الله وبين أحد قرابة، ولا ينال أحد ولاية الله إلا بالطاعة. ولقد قال رسول الله صلي الله عليه و اله لبني عبد المطلب: ايتوني بأعمالكم لا بأحسابكم وأنسابكم، قال الله تعالي: ?فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلاَ أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلاَ يَتَسَاءلُونَ ? فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ? وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ?()» ().

الموعظة حياة القلوب

من وصايا أمير المؤمنين لابنه الحسن ? انه قال: «أحي قلبك بالموعظة» ().

وقال الإمام الصادق عليه السلام: «قيل لأمير المؤمنين عليه السلام: عظنا وأوجز، فقال: الدنيا حلالها حساب، وحرامها عقاب، وأني لكم بالروح ولما تأسّوا بسنة نبيكم، تطلبون ما يطغيكم، ولا ترضون ما يكفيكم» ().

وقال الإمام الصادق عليه السلام: «..وخذ موعظتك من الدهر وأهله، فإن الدهر طويله قصير وقصيره طويل وكل شيء فانٍ، فاعمل كأنك تري ثواب عملك لكي يكون أطمع لك في الآخرة لا محالة» ().

من مواعظ أبي الحسن الهادي عليه السلام انه قال: «ان الله جعل الدنيا دار بلوي، والآخرة دار عقبي، وجعل بلوي الدنيا لثواب الآخرة سبباً وثواب الآخرة، من بلوي الدنيا عوضاً» ().

من فضائل علي عليه السلام

قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «إن أخي ووزيري وخليفتي في أهلي وخير من أترك بعدي، يقضي ديني، وينجز بوعدي علي بن أبي طالب» ().

وقال الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: «ما نزلت عليه علي النبي صلي الله عليه و اله آية في ليل ولا نهار ولا سماء ولا أرض، ولا دنيا وآخرة ولا جنة ولا نار ولا سهل ولا جبال ولا ضياء ولا ظلمة إلا أقرأنيها وأملاها عليّ فكتبتها بيدي، وعلّمني تأويلها وتفسيرها وناسخها ومنسوخها ومحكمها ومتشابهها وخاصّها وعامّها وأين نزلت وفيم نزلت إلي يوم القيامة» ().

وقال الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: «يا معشر الناس سلوني قبل أن تفقدوني، سلوني فان عندي علم الأولين والآخرين أما والله لو ثني لي الوسادة لحكمت بين أهل التوراة بتوراتهم.. ثم قال: سلوني قبل أن تفقدوني فوالذي فلق الحبة وبرئ النسمة لو سألتموني عن آية آية لأخبرتكم بوقت نزولها وفيم نزلت..» ().

من أقوال الإمام أمير المؤمنين عليه السلام في الضلالة

وانها الخسران المبين:

قال عليه السلام وقد مر بقتلي الخوارج يوم النهروان: «بؤساً لكم، لقد ضركم من غركم»، فقيل له: من غرهم يا أمير المؤمنين؟ فقال: «الشيطان المضل، والأنفس الأمّارة بالسوء غرتهم بالأماني وفسحت لهم بالمعاصي ووعدتهم الإظهار فاقتحمت بهم النار» ().

وقال عليه السلام: «انظروا أهل بيت نبيكم فالزموا سمتهم.. لا تسبقوهم فتضلوا، ولا تتأخروا عنهم فتهلكوا» ().

وقال عليه السلام أيضاً: «إن أبغض الخلائق إلي الله رجلان: رجل وكله الله إلي نفسه، فهو جائر عن قصد السبيل، مشغوف بكلام بدعة، ودعاء ضلالة، فهو فتنة لمن افتتن به ضال عن هدي من كان قبله، مضل لمن اقتدي به في حياته وبعد وفاته، حمال خطايا غيره، رهن بخطيئته..» ().

وقال عليه السلام: «الضلالة علي وجوه: فمنه محمود، ومنه مذموم، ومنه ما ليس بمحمود ولا مذموم، ومنه ضلال النسيان: فامّا الضلال المحمود وهو المنسوب إلي الله تعالي كقوله: ?يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ?() هو ضلالهم عن طريق الجنة بفعلهم.

والمذموم هو قوله تعالي: ?وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ?() و?وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَي?() ومثل ذلك كثير، وأما الضلال المنسوب إلي الأصنام فقوله في قصة إبراهيم: ?وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأصْنَامَ ? رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ?() والأصنام لا يضللن أحداً علي الحقيقة، إنما ضل الناس بها وكفروا حين عبدوها من دون الله عزوجل.

وأما الضلال الذي هو النسيان فهو قوله تعالي: ?أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأخْرَي?() وقد ذكر الله تعالي الضلال في مواضع من كتابه فمنهم ما نسبه إلي نبيه علي ظاهر اللفظ كقوله سبحانه: ?وَوَجَدَكَ ضَالاً فَهَدَي?() معناه: وجدناك في قوم لا يعرفون نبوتك فهديناهم بك().

مفاسد المستكبرين

قال النبي صلي الله عليه و اله: «شر خلق الله خمسة: إبليس وابن آدم الذي قتل أخاه، وفرعون

ذي الأوتاد، ورجل من بني إسرائيل ردهم عن دينهم، ورجل من هذه الأمة يبايع علي كفر عند باب لد» ().

وعن الإمام الصادق عليه السلام عندما سأل عن قول الله عزوجل ?وَفِرْعَوْنَ ذِي الأوْتَادِ? لأي شيء سمي ذا الأوتاد؟ قال: «لأنه كان إذا عذب رجلاً بسطه علي الأرض علي وجهه ومد يده ورجليه فأوتدها بأربعة أوتاد في الأرض، وربما بسطه علي خشب منبسط، فوتد رجليه ويديه بأربعة أوتاد، ثم تركه علي حاله حتي يموت فسماه الله عزوجل (فرعون ذا الأوتاد)» ().

وقال عليه السلام: «فولاية الوالي الجائر وولاية ولاته الرئيس منهم، وأتباع الوالي فمن دونه ولاة الولاة.. حرام.. وذلك أن في ولاية الوالي الجائر دوسَ الحق كله، وإحياء الباطل كله، وإظهار الظلم والجور والفساد، وإبطال الكتب، وقتل الأنبياء، والمؤمنين، وهدم المساجد، وتبديل سنة الله وشرايعه، فلذلك حرم العمل معهم ومعونتهم والكسب معهم، إلا بجهة الضرورة، نظير الضرورة إلي الدم والميتة» ().

رجوع إلي القائمة

پي نوشتها

() سورة التوبة: 122.

() سورة الزمر: 17-18.

() ألقيت هذه المحاضرة بتاريخ: 14/ذي الحجة/1406ه.

() سورة النور: 34.

() فهي تنظر إلي الكيف دون الكم والكم غير مقصود دائماً، قال تعالي: ?كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً? سورة البقرة: 249؛ فالكم هنا غير متوجه إليه وإنما المقصود الأهم في المعني هو الكيف وهذا ما يشير إليه النبي صلي الله عليه و اله.

() سورة مريم: 96.

() سورة هود: 7، وسورة الملك: 2.

() سورة الأنفال: 37.

() سورة الكهف: 7.

() سورة طه: 75.

() بحار الأنوار: ج75 ص165 ب22 ح1.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص232 الفصل 1 في النفس ح4631.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص233 الفصل 1 في النفس ح4664.

() تحف العقول: ص294 ما روي عنه عليه السلام في قصار

المعاني.

() الكافي: ج1 ص44 باب من عمل بغير علم ح2.

() سورة النحل: 97.

() سورة القصص: 67.

() سورة فاطر: 7.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص153 الفصل 4 في العمل ح2838.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص151 الفصل 4 في العمل ح2777.

() بحار الأنوار: ج75 ص368 ب28 ح3.

() تنبيه الخواطر ونزهة النواظر: ج1 ص64 باب العتاب.

() نهج البلاغة، خطبة: 176 يعظ ويبين عليه السلام فضل القرآن وينهي عن البدعة ويحث علي العمل.

() أ: القدرة علي تمييز العمل الصالح من الطالح.

ب: العمل بالصالح من الأعمال.

() سورة الحديد: 28.

() سورة آل عمران: 78.

() سورة آل عمران: 167.

() تقريب القرآن إلي الأذهان: ج4 تفسير سورة آل عمران.

() أمثال الوهابية والبابية المذهبين اللذين أسسهما الاستعمار، للتفصيل راجع: مذكرات مستر همفر، ومذكرات كينياز دالكوركي.

() بحار الأنوار: ج23 ص147 ب7 ح109.

() آل سعود أسس هذه السلالة محمد بن سعود، وهم من الوهابية ظهروا في نجد من عشيرة مقرن من عنزة ساهموا في نشر المذهب الوهابي، استولوا علي الجزيرة العربية وأعلنوها مملكة عام (1932ه) بمساعدة الاستعمار.

() المستدرك: ج12 ص192 ب3 ح13853.

() نهج البلاغة، الكتب: 31، من وصية له عليه السلام للحسن بن علي ? كتبها إليه.

() سورة الصافات: 24.

() سورة الذاريات: 56.

() سورة فاطر: 19-20.

() سورة الحج: 28.

() سورة التوبة: 105.

() ألقيت هذه المحاضرة قبل انهيار الاتحاد السوفييتي.

() وتقع في الجنوب الغربي لروسيا، ضمن جمهورية (اوزبكستان) وهي شهيرة بمساجدها ومدارسها.

() نهج البلاغة، قصار الحكم: 161.

() سورة آل عمران: 103.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص396 الفصل 6 في الإيثار ح9169.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص396 الفصل 6 في الإيثار ح9175.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص396 الفصل 6 في الإيثار ح9162.

() تحف العقول: ص233 قصار المعاني.

() كنز

الفوائد: ج1 ص135 فصل مما ورد في ذكر الظلم.

() سورة الأنفال: 34.

() راجع كتاب (الشوري في الإسلام) للإمام المؤلف (دام ظله).

() سورة الذاريات: 55.

() سورة الروم: 30.

() معاني الأخبار: ص371 باب معني آخر لحصن الله عزوجل ح1.

() الاحتجاج: ص273 احتجاج الإمام الحسن عليه السلام.

() سورة الأنفال: 24.

() تفسير القمي: ج1 ص271 في تفسير سورة الأنفال.

() مصباح الكفعمي: ص488 الفصل 41 في الزيارات.

() سورة الأنبياء: 94.

() سورة النساء: 124.

() سورة طه: 112.

() سورة الروم: 44.

() سورة البقرة: 177.

() سورة آل عمران: 104.

() سورة التوبة: 71.

() سورة لقمان: 17.

() سورة الحج: 41.

() سورة آل عمران: 159.

() سورة الشوري: 38.

() سورة المائدة: 45.

() سورة الأنعام: 135.

() سورة يونس: 39.

() سورة القصص: 59.

() سورة البقرة: 108.

() سورة النساء: 116.

() سورة النساء: 136.

() سورة الأحزاب: 36.

() سورة الجاثية: 23.

() سورة النمل: 34.

() سورة الفجر: 6-12.

() سورة القصص: 4.

() المحاسن: ص602 باب الاستشارة ح25، ومكارم الأخلاق: ص319.

() نهج البلاغة، قصار الحكم: 113.

() الكافي: ج8 ص348 ب8 ح547.

() الخصال: ص51 أخوف ما يخاف علي الناس خصلتان ح62.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص151 الفصل 4 في العمل ح2779.

() سورة المؤمنون: 101-103.

() عيون أخبار الرضا عليه السلام: ج2 ص235 ب58 ح7.

() نهج البلاغة، الكتاب: 31 من وصيته عليه السلام للإمام الحسن عليه السلام كتبها بحاضرين عند انصرافه من صفين.

() الكافي: ج2 ص459 باب محاسبة المال ح23.

() الكافي: ج8 ص46 ح8.

() بحار الأنوار: ج75 ص365 ب28 ح1.

() أمالي الشيخ المفيد ?: ص61 المجلس 7 ح6.

() تحف العقول: ص196 وصفه عليه السلام لنقله الحديث.

() الارشاد للمفيد: ج1 ص35 فصل ومن ذلك ما جاء في فضله عليه السلام علي الكافة في العلم.

() نهج البلاغة، قصار الحكم: 323.

()

نهج البلاغة، الخطبة 97 من خطبة له عليه السلام في أصحابه وأصحاب رسول الله صلي الله عليه و اله

() نهج البلاغة، الخطبة: 17في صفة من يتصدي للحكم بين الأمة.

() سورة النحل: 93.

() سورة طه: 85.

() سورة طه: 79.

() سورة إبراهيم: 36.

() سورة البقرة: 282.

() سورة الضحي: 7.

() بحار الأنوار: ج5 ص208 ب7 ح48.

() تفسير نور الثقلين: ج5 ص572 ح7 في تفسير سورة الفجر، واللد: بالضم والتشديد، قرية قرب بيت المقدس من نواحي فلسطين، والرجل المقصود هو (معاوية بن أبي سفيان).

() تفسير نور الثقلين: ج5 ص572 ح6 في تفسير سورة الفجر.

() تحف العقول: ص332 جوابه عليه السلام عن جهات معائش العباد.

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.