قدم صدق مع الحسين عليه السلام

اشارة

اسم الكتاب: قدم صوق مع الحسين(ع)

المؤلف: حسيني شيرازي، صادق

الموضوع: امام حسين

اللغة: عربي

عدد المجلدات: 1

الناشر: سلسه

مكان الطبع: قم

مقدمة

بسم الله الرحمن الرحپم

الحمد لله رب العالمين وصلي الله علي محمد وآله الطاهرين واللعن الدائم علي أعدائهم أجمعين إلي يوم الدين.

بمناسبة قرب حلول شهر محرم الحرام، وذكري عاشوراء الخالدة واستشهاد مولانا الإمام الحسين صلوات الله عليه، وكالسنين السابقة، ألقي المرجع الديني سماحة آية الله العظمي السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله، كلمة مهمة وقيّمة بجمع من العلماء والفضلاء وأساتذة الحوزة العلمية والمبلّغين الذين وفدوا من طهران وأصفهان وقم المقدسة علي بيت سماحته للاستفادة من توجيهاته القيّمة، وذلك يوم الأربعاء الموافق للخامس والعشرين من شهر ذي الحجّة الحرام 1429 ه.

وفي ليلة الحادي عشر من شهر محرّم الحرام 1430 للهجرة والتي تسمّي ب<ليلة الوحشة>، وكالسنوات السابقة أيضاً، ألقي سماحته كلمة مهمة أخري حول الشعائر الحسينية المقدسة، بالمئات من المعزّين، وذلك في بيته المكرّم بمدينة قم المقدسة. فجمعناهما في هذا الكتاب، ومن الله التوفيق.

مؤسسة الرسول الأكرم الثقافية

بسم الله الرحمن الرحپم

الحمد لله رب العالمين وصلي الله علي محمد وآله الطاهرين واللعن الدائم علي أعدائهم أجمعين.

أعزّي ا?مام صاحب العصر والزمان عجل الله تعالي فرجه الشريف بذكري عاشوراء واستشهاد مولانا سيد الشهداء ا?مام الحسين صلوات الله عليه، وأسأل الله تبارك وتعالي أن يمنّ علي المعزّين ومقيمي الشعائر الحسينية في أرجاء المعمورة بالتوفيق والخير وقبول الطاعات والخدمات.

في السنين السابقة كانت تقام هذه الجلسات بحضور آية الله السيد محمد الشيرازي أعلي الله درجاته ونجله آية الله السيد محمد رضا الشيرازي قدّس سرّه، لكننا اليوم نفتقدهما، ونحن أيضاً سيأتي اليوم الذي علينا أن نترك فيه الدنيا ونرحل عنها إلي الدار الآخرة، وهناك سيكون كل واحد منّا مسروراً

وقرير العين بمقدار ما بذل جهداً وسعي في إحياء عاشوراء، وإذا كان مقصّراً ومتقاعساً في ذلك فستنتابه الحسرة بقدر ما قصّر وتقاعس.

أما من كان معرقلاً لإحياء عاشوراء فلا يمكننا أن نتصوّر عاقبته السيئة واليوم الأسود الذي ينتظره وما سيصيبه في الآخرة.

قدم الصدق والثبات علي المبدأ

نقرأ في زيارة عاشوراء الشريفة في حالة السجود: «وثبّت لي قدم صدق عندك مع الحسين وأصحاب الحسين الذين بذلوا مهجهم دون الحسين عليه السلام».

إن عبارة «قدم صدق» في زيارة عاشوراء تشبه (لسان صدق) التي وردت في القرآن الكريم وا?دعية والزيارات، ومنها قوله تعالي: «وجعلنا لهم لسان صدق عليّاً».

ومعني القدم هنا هو ا?قدام، فا?نسان عندما يقدم علي أيّ عمل يقوم عادة بتحريك ورفع قدميه أولاً.

وهذه الفقرة من زيارة عاشوراء تشير إلي أن بعض ا?قدام هي أقدام كذب وإن ادّعي أصحابها بأنها في سبيل ا?مام الحسين صلوات الله عليه.

لقد خرج مع ا?مام الحسين صلوات الله عليه إلي كربلاء ا?لوف، ولكن لم يبقَ معه إلي يوم العاشر من المحرم ليضحّي بنفسه في سبيل نصرة الإمام إلاّ قليل كزهير بن القين رضوان الله تعالي عليه. وقد كان عمل زهير وأمثاله مصداقاً ل (قدم صدق). وكان عمل الذين تركوا ا?مام الحسين صلوات الله عليه مصداقاً ل(قدم كذب)؛ ?نه لو كانت أقدامهم قدم صدق لبقوا مع ا?مام الحسين صلوات الله عليه ونصروه لينالوا بذلك السعادة ا?بدية.

قام بعض الأشخاص علي مرّ التاريخ وفي سبيل ا?مام الحسين صلوات الله عليه بأعمال كانت حسنة في الظاهر، ورغّبوا ا?خرين وشجّعوهم علي إحياء الشعائر الحسينية ونشرها وتوسيعها، بل بعضهم شارك في مراسم العزاء، لكنهم بعد فترة غيّروا طريقتهم وبدوا يعترضون علي الشعائر الحسينية ويحاربونها ويعرقلونها، ومنهم رضا بهلوي (والد الشاه المقبور). فهذا الرجل في بداية

سيطرته علي الحكم كان يشجّع علي إقامة الشعائر وكان يحضر في مراسم العزاء، وأنا شخصياً رأيت صورة عن مشاركته في مراسم العزاء الحسيني في إحدي الصحف ا?يرانية ذلك الحين، لكنه بعد أن استتبّ حكمه شرع في محاربة الشعائر الحسينية ومنعها والصدّ عنها. ونقل كبار السنّ عن أوضاع ذلك الزمان أن شرطة البهلوي فرضت غرامة مالية كبيرة علي كل من يقيم مجلس العزاء وعلي الخطيب، وفرضت غرامة مالية أيضاً وبنسبة أقلّ علي المشاركين في مجالس العزاء، وكانوا يبطلون جواز عمل كثير من الكسبة.

وانتهج حزب البعث العراقي النهج نفسه وزادوا علي البهلوي بأنهم قمعوا واضطهدوا كل المعزّين الحسينيين، بل منعوا من الذهاب إلي زيارة الإمام الحسين صلوات الله عليه مشياً علي الأقدام وقتلوا ا?لاف منهم وهم في طريقهم إلي كربلاء المقدسة.

فلتتناسب خدماتنا مع إمكاناتنا

علي كل فرد حسب قدرته وطاقاته أن يخطو ويقدّم الخدمة. ومن كان ذا مال كثير فعليه أن يقدم أكثر من ا?خرين.

كان السيد صالح الحلّي من خطباء العراق البارعين وكان من تلاميذ المرحوم السيد محمد كاظم اليزدي قدّس سرّه صاحب كتاب (العروة الوثقي). وكان السيد الحلّي يرتقي المنبر الحسيني ولسنين عديدة عند أحد التجّار.

ذات سنة وكعادته دعا ذلك التاجر السيد الحلّي ليرتقي المنبر في مجلسه، لكن السيد اعتذر له ولم يقبل دعوته، وأصرّ التاجر علي السيد أن يعرف سبب رفضه، لكنه امتنع ولم يقل له شيئاً. وخوفاً من ذهاب ماء وجهه أخبر التاجر السيد اليزدي بذلك وطلب منه الوساطة. فطلب السيد اليزدي السيد الحلّي وسأله عن سبب امتناعه، فاعتذر أيضاً السيد الحلّي عن ذلك. فقال له السيد اليزدي: أنا آمرك أن تقرأ له المجلس.

قال السيد الحلّي: سمعاً وطاعة، ولكن بما أنكم أمرتموني بذلك سأخبركم عن سبب امتناعي،

وهو أني رأيت مولانا ا?مام سيد الشهداء صلوات الله عليه في عالم الرؤيا فقال لي: لا تقرأ في بيت هذا الرجل. فقلت له: سمع وطاعة، ولكن هل يمكن أن تخبروني عن سبب ذلك. فقال الإمام سلام الله عليه: إن الله تعالي قد منّ علي هذا الرجل بثروة كبيرة لكنه يتعامل معي كالفقير.

فقد كان الرز والسمن الذي يستعملهما ذلك الرجل في طبخ الطعام الذي يقدّمه في مجلسه للمعزّين من أرخص ما هو موجود في السوق.

فقال السيد اليزدي: إذاً دعك مما أمرتك به ولا تقرأ له.

ضرورة تأسيس فضائية حسينية

لقد اُسست اليوم وتحت عناوين ومسمّيات مختلفة المئات من القنوات الفضائية، وكلّها تعمل علي تضليل الناس وغسل أدمغتهم في سبيل إبعادهم عن أهل البيت وعن ا?مام الحسين وعن مولاتنا الزهراء صلوات الله عليهم أجمعين. فكم هو جدير بالمؤمنين أن يؤسّسوا قناة فضائية باسم مولانا سيد الشهداء صلوات الله عليه، بحيث تغطّي ببثّها أرجاء المعمورة ببرامج تعرّف ا?مام الحسين صلوات الله عليه وشعائره المقدسة. وقد يصعب هذا العمل في بدايته لكنه يسهل بهمم المؤمنين والشباب وبالصبر وبتحمل المشاكل. فإذا اهتمّ المؤمنون بهذا الأمر من هذه الساعة فسنأمل إن شاء الله تعالي أن تكون عندنا قناة فضائية باسم الحسين صلوات الله عليه في السنة القادمة.

وليعلم ا?خوة الذين يتمتعون بقدرة مالية كبيرة أن مسؤوليتهم في هذا المجال أكبر من غيرهم. وعلي الضعفاء مالياً أن لا ينسوا بأن مسؤوليتهم هي أن يستعملوا جوارحهم في هذا المجال، وأقلّ ذلك هو نشر الشعائر الحسينية بلسانهم.

ضرورة التثقيف في مجال الشعائر الحسينية

لم يكن يوم عاشوراء عطلة رسمية في زمن حكم البهلوي، ومن كان يغلق محلّ عمله اعتبروه مجرماً. وأما في عصرنا الحالي فإن ربع سكان الكرة ا?رضية عندهم يوم عاشوراء عطلة رسمية. فأتباع أهل البيت في الهند هم أقليّة ويشكلون نسبة عشرة بالمئة من مجموع سكان الهند الذين أغلبهم عبّاد أوثان وأصنام، لكن ومنذ خمسين سنة يعتبر يوم عاشوراء في الهند عطلة رسمية للمسلمين ولعبّاد البقر ولعبّاد ا?صنام وغيرهم.

إن مولانا ا?مام الحسين صلوات الله عليه

لا يخصّ الشيعة وحدهم ولا المسلمين فقط. فكثير من الكفّار في شرق ا?رض وغربها يقيمون مجلس العزاء علي ا?مام الحسين صلوات الله عليه، ويحزنون عليه، وينظمون الشعر بحقّه، ويؤلّفون الكتب حوله.

إذن أليس من الجدير أن يكون لهذا ا?مام العظيم قناة فضائية مستقلة؟!

فإن لم

تهتموا أنتم يا شباب الشيعة لهذا ا?مر فسيقوم به غيركم. فكثيرون استفادوا من ا?مام الحسينعليه السلام، وكثير من أتباع موسي الكليم وعيسي¬المسيح علي نبينا وآله وعليهما السلام استبصروا بنور التشيّع ببركة مولانا ا?مام الحسين عليه السلام.

مانعو الشعائر هم من أئمة الكفر

لقد شاء الله سبحانه وتعالي أن تتسع إقامة الشعائر الحسينية يوماً بعد يوم رغم محاربتها من قبل بعض الحكومات. فالله تعالي شاء أن تشرق الشمس، وأن يبزغ القمر، وأن تجذب ا?رض ا?شياء، وليس بحول أيّ منها أن يقوم بغير ما شاء الله جلّ وعلا. وهكذا فيما يخصّ قضية مولانا سيد الشهداء صلوات الله عليه، فقد شاء الله عزّ وجلّ أن تزداد الشعائر الحسينية وتتسع يوماً بعد يوم رغم عرقلة الظالمين لها ومحاربتها، وهذا وعد إلهي تكويني وقطعي، ولا يمكن عرقلته أو منعه.

يقول مولانا رسول الله صلي الله عليه وآله حول قضية مولانا ا?مام¬¬الحسين صلوات الله عليه: «وليجتهدنّ أئمة الكفر وأشياع الضلالة في محوه وتطميسه، فلا يزداد أثره إلاّ ظهوراً وأمره إلاّ علوّاً».

وهنا نكتة مهمة جداً وهي أن مولانا الرسول صلي الله عليه وآله قد بيّن أن محاولات محاربة القضية الحسينية لها نتائج عكسية أي إن هذه المحاولات تبعث علي ازدياد واتّساع إحياء قضية ا?مام الحسين صلوات الله عليه، وليس أنها محاولات عقيمة فقط. فقبل خمسين سنة كانت الشعائر الحسينية تقام في إيران وفي بعض الدول في الشرق ا?وسط. أما اليوم فإنها تقام بجنب البيت ا?بيض وبجنب قصر الكرملين وفي المناطق القريبة من قطب الشمال والجنوب، وتزداد انتشاراً يوماً بعد يوم.

حسب كلام مولانا رسول الله صلي الله عليه وآله فإن الرؤساء والحكّام الذين يمنعون إقامة الشعائر الحسينية هم من أئمة الكفر. فالبهلوي الذي كان يعدّ نفسه مسلماً وشيعياً هو من

أئمة الكفر. وصدام أيضاً حيث كان يعدّ نفسه مسلماً، فهو حسب قول الرسول صلي الله عليه وآله من أئمة الكفر ?نه حاول إطفاء نور الحسين صلوات الله عليه.

الإمام أشرف الخلق وأعزّهم

لقد قال مولانا ا?مام الحسين صلوات الله عليه ?صحابه ا?خيار سلام الله عليهم: «إن القوم إنما يطلبونني، ولو أصابوني لهوا عن طلب غيري» وبيّن لهم أنهم سيقتلون لو بقوا معه. ولكن ا?صحاب سلام الله عليهم مع يقينهم بأنهم سيقتلون ببقائهم مع ا?مام، لم يتركوا ا?مام الحسين وضحّوا بأنفسهم بين يديه صلوات الله عليه، وهم في الواقع إنما فدوا أرواحهم كي تطول مدّة بقاء ا?مام الحسين صلوات الله عليه وتتأخّر ساعة شهادته.

قال المرحوم الشيخ عبد الكريم الحائري قدّس سرّه مؤسس الحوزة العلمية المباركة في مدينة قم المقدسة حول استشهاد أصحاب ا?مام الحسين قبله صلوات الله عليه: (إن كل لحظة من لحظات عمر ا?مام الحسين سلام الله عليه أفضل من الخلق أجمعين).

إن قطرة واحدة من دم مولانا أبي الفضل العباس وسيّدنا علي ا?كبر سلام الله عليهما أفضل من العالم، لكنها جديرة أن تهدر في سبيل تأخير ساعة استشهاد مولانا ا?مام الحسين صلوات الله عليه.

الاقتداء بالعباس عليه السلام

نقرأ في زيارة المعصومين صلوات الله عليهم لمولانا قمر بني هاشم أبي الفضل العباس عليه السلام وهي مروية بطرق عديدة وصحيحة السند: «فجزاك الله عن رسوله وعن فاطمة وعن أمير المؤمنين والحسن والحسين أفضل الجزاء بما صبرت واحتسبت..».

هذه الفقرة من الزيارة تؤكد ثلاث خصيصات مهمة جداً لمولانا العباس عليه السلام وهي:

الأولي: الصبر في الشدائد.

الثانية: النيّة الخالصة لله تعالي، واحتساب المصاعب قربة إلي الله وفي سبيله جلّ وعلا.

الثالثة: إعانة أخيه الإمام الحسين صلوات الله عليه ونصرته له إلي آخر لحظة من عمره الشريف سلام الله عليه.

فيجدر بنا أن نتعلّم هذه الفضائل من سيدنا العباس عليه السلام ونطبّقها علي أنفسنا. فمن بعد واقعة كربلاء وإلي يومنا هذا اقتدي بسيدنا العباس الكثير من المؤمنين وصبروا علي

الشدائد وأخلصوا لله تبارك وتعالي واحتسبوا كل ما لاقوه من الأذي والمصاعب في سبيله، وسنري ويري غيرنا أيضاً يوم القيامة الأجر العظيم لأولئك المؤمنين، ومنهم: شاعر أهل البيت صلوات الله عليهم الحسين بن حجّاج الذي كان معاصراً للشيخ الطوسي وللسيدين المرتضي والرضي رضوان الله تعالي عليهم. فقد نظّم هذا الشاعر المؤمن في حق أهل البيت صلوات الله عليهم قصائد عديدة مليئة بمضامين التولّي والتبري، ومنها قصيدته المعروفة بالغديرية والتي يقول في أوّلها:

يا صاحب القبّة البيضاء في النجف

من زار قبرك واستشفي لديك شُفي

بسبب سعيه في نشر فضائل أهل البيت صلوات الله عليهم عاش الحسين بن حجّاج متخفياً وبعيداً عن عائلته لمدة عشرين سنة.

ومنهم عطيّة مفسّر القرآن وتلميذ الصحابيَّين الجليلين ابن عباس وجابر بن عبد الله الأنصاري. فقد كان (عطية) مشرّداً ومطارداً لسنين عديدة من قبل الحجّاج الثقفي. وقبض عليه في مدينة شيراز وكان كبير السن، فأمر الحجّاج بنتف لحيته وجلده بأربعمئة سوط.

ومنهم كميل بن زياد رضوان الله تعالي عليه، حيث أراد الحجّاج قتله ففرّ. ولكنه وبسبب ضغط الحجاج علي عائلة كميل وأرحامه وكان من الممكن أن يقتلهم ذلك الطاغوت السفاح، سلّم كميل نفسه للحجّاج، ولكنه أظهر صموداً وصلابة أمام الحجّاج ولم ينثنِ ولم ينكل.

ومنهم أيضاً الذين قاتلوا في كربلاء بين يدي الإمام صلوات الله عليه، حيث تحلّوا بمعنويات عالية وقاتلوا في الواقع بأرواحهم وليس بأجسادهم فقط.

يجب علينا التأسي بمولانا أبي الفضل العباس. نحن لا نستطيع أبداً أن نبلغ مقام العباس عليه السلام ولا يستطيع أحد أن يبلغ مقامه، ولكننا يمكننا أن نقتدي به وأن نسير علي طريقه عليه السلام.

خلود قضية الإمام الحسين عليه السلام

لقد شاء الله سبحانه وتعالي أن تبقي قضية مولانا سيد الشهداء صلوات الله عليه حيّة وأن تزداد

حيوية كل يوم، وأن تزداد انتشاراً وسعة في كل مكان مهما سعي الظالمون في عرقلتها. ففي الماضي أي قبل ألف وثلاثمئة وثمان وستين سنة لم يشترك في مجالس البكاء علي الحسين سلام الله عليه سوي بعض الناس من بني هاشم فقط وكان مجلس العزاء منحصراً بهم، ولكن بعد ذلك أصبحت مجالس العزاء علي مصاب الحسين صلوات الله عليه تقام من قبل المؤمنين والمحبّين في كل أرجاء المعمورة. فقد نقل لنا كبار السنّ أن رضا بهلوي (والد شاه إيران المخلوع) منع إقامة الشعائر الحسينية، لكننا اليوم لا نري أثراً للبهلوي وأعوانه الظلمة، وفي المقابل انظروا إلي سعة وانتشار إقامة الشعائر الحسينية في إيران.

إن مجالس العزاء علي مصاب مولانا سيد الشهداء صلوات الله عليه تقام اليوم بقرب البيت الأبيض في أميركا وقصر الكرملين في روسيا، فهي اليوم أصبحت عالمية وغدت منتشرة في كل مكان.

قضية الحسين عليه السلام اختبار كبير

إن قضية مولانا سيد الشهداء صلوات الله عليه اختبار وامتحان كبير للخلائق. هذا الامتحان يجري وسيظل يجري علي الجميع، فعلينا أن ننتبه جيّداً الي أن إهانة قضية سيد الشهداء صلوات الله عليه والتلاعب بالشعائر الحسينية أمر خطير جدّاً.

إن جميع الانبياء يستأذنون الله تعالي لزيارة الإمام الحسين صلوات الله عليه حتي خاتمهم وأفضلهم مولانا رسول الله صلي الله عليه وآله، وهذا يبيّن مدي مكانة الإمام سيد الشهداء صلوات الله عليه وعظمة قضيّته عند الله جلّ وعلا.

إن الخدمة في سبيل قضية سيد الشهداء ذات قيمة عظيمة جداً وبالأخصّ الفعاليات التبليغية في شهري محرّم وصفر.

قائمة قرّاء الإمام الحسين عليه السلام

كان لمرجع التشيّع الكبير المرحوم السيد عبد الهادي الشيرازي زميل في المباحثات العلمية وهو السيد جعفر الشيرازي. وبعد وفاة الأخير نقل المرحوم السيد عبد الهادي الشيرازي قصّه عنه وهي ذات عبرة، حيث قال:

ذات ليلة رأيت مولانا الإمام سيد الشهداء ومولانا قمر بني هاشم سلام الله عليهما في عالم الرؤيا في الغرفة التي كنت أتباحث فيها مع السيد جعفر الشيرازي، فقال مولانا الإمام الحسين لأخيه العباس سلام الله عليهما: احذف اسم القارئ الفلاني من قائمة قرّاء المجالس واكتب مكانه اسم السيد جعفر الشيرازي. فاستيقظت متعجّباً ومندهشاً، وفي الصباح سألت من السيد جعفر الشيرازي: هل أصبحت قارئاً في المجالس الحسينية؟ قال: لا. قال: فذكرت له ما رأيت في عالم الرؤيا، فبكينا، وقال السيد جعفر: ذهبت ليلة أمس وكانت ليلة الأول من محرّم إلي المرقد الطاهر لمولانا الإمام أمير المؤمنين صلوات الله عليه لأقدّم تعازيّ له سلام الله عليه. وخلال رجوعي كنت أُفكّر في الحديث الشريف عن الأئمة الصادقين صلوات الله عليهم: «من بكي (علي الحسين) أو أبكي غيره ولو واحداً ضمنّا له علي الله الجنّة،

ومن لم يتأت له البكاء فتباكي فله الجنّة»، فقلت في نفسي: الحمد لله حيث إني بكيت كثيراً علي الإمام الحسين، ولكن ومع الأسف لم أُوفَّق لحدّ الآن لإبكاء أحدٍ عليه، لأني لا أُجيد قراءة التعزية في المجالس الحسينية. فصمّمت علي أن أقرأ مجلس العزاء لعائلتي من أحد كتب المقاتل. فذهبت إلي الأصدقاء وسألتهم عن كتاب يروي قصّة مقتل سيد الشهداء صلوات الله عليه. فناولني أحدهم كتاب(جلاء العيون) للعلاّمة المجلسي، فأخذته وقرأت منه مجلس العزاء لعائلتي.

وذكرالسيد عبد الهادي أنه أصرّ الكثير ممن كانوا حوله أن يعرفوا من هو ذلك القارئ الذي أمر الإمام الحسين صلوات الله عليه بحذف اسمه من قائمة (قرّاء المجالس الحسينية). لكنه رحمه الله امتنع ولم يفش اسمه. وكان محقّاً في ذلك.

يقول والدي المرحوم الميرزا مهدي الشيرازي بأنه قد عاشر السيد عبد الهادي الشيرازي سنين عديدة ولم يره قد عمل حتي مكروهاً واحداً. وهذه الرؤيا التي نقلها السيد عبد الهادي رضوان الله تعالي عليه فيها دروس وعبر كثيرة، وتلفت انتباهنا إلي الواجب المُلقي علينا تجاه القضية الحسينية المقدسة. فعلينا أن نكون يقظين دوماً في أن لا يُسلب منّا توفيق الخدمة في سبيل قضية مولانا سيد الشهداء صلوات الله عليه أبداً بعد كل تلك السنين التي قضيناها من عمرنا في سبيل ذلك، وأن لا نكون من الذين تنتظرهم العاقبة السيئة.

أسأل الله تبارك وتعالي ببركة مولانا الإمام سيد الشهداء صلوات الله عليه أن يوفّقنا جميعاً للتحلّي بالصبر في الشدائد، والاستقامة في سبيل خدمة القضية الحسينية المقدسة، وأن نحتسب كل ما نلاقيه في هذا الطريق، خالصاً لوجه الله تعالي.

پي نوشتها

/ سورة مريم: الآية 50.

/ الكامل في الزيارات/ الباب الثامن والثمانون فضل كربلاء/ ص 262.

/ المناقب/ج4/ فصل

في مقتله عليه السلام/ ص 99.

/ الكامل في الزيارات/ الباب 85/ زيارة قبر العباس عليه السلام/ ص256.

/ مثير الأحزان/ ص14.

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.