اسم الكتاب: عاشوراء والعودة إلي الإسلام
المؤلف: حسيني شيرازي، محمد
تاريخ وفاة المؤلف: 1380 ش
اللغة: عربي
عدد المجلدات: 1
الناشر: دار صادق
مكان الطبع: بيروت لبنان
تاريخ الطبع: 1423 ق
الطبعة: اول
بسم الله الرحمن الرحيم
وَلا تَحْسَبَنَّ
الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتاً
بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ
صدق الله العلي العظيم
سورة آل عمران: الآية 169
بسم الله الرحمن الرحيم
أحب الناس حسيناً عليه السلام وكأنهم فطروا علي محبته، حيث أحبه المسلم وغير المسلم، الشيعي وغير الشيعي، لما عرفوا فيه من طيب الولادة وطهارة المولد وكرم النسب وسمو الأخلاق وجميع خصال الخير والصفات الحميدة، قال تعالي: ?إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن وداً?().
وفي المقابل أحب الحسين عليه السلام الناس جميعاً صغيرهم وكبيرهم قريبهم وبعيدهم، ولم لا يكون كذلك وهو إمامهم وحجة الله عليهم وأبو أئمتهم، قال سبحانه: ?ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم?().
وقف الإمام الحسين عليه السلام يوم عاشوراء بإزاء القوم الذين جاؤوا لمحاربته ثم حمد الله وأثني عليه وذكر الله بما هو أهله، وصلي علي النبي صلي الله عليه و اله وعلي الملائكة وعلي أنبيائه عليهم السلام، فلم يسمع متكلم قط قبله ولا بعده أبلغ منه في المنطق.
ثم قال:
«أما بعد فانسبوني، فانظروا من أنا، ثم ارجعوا إلي أنفسكم وعاتبوها، فانظروا هل يصلح لكم قتلي وانتهاك حرمتي، ألست ابن بنت نبيكم وابن وصيه وابن عمه وأول المؤمنين المصدق لرسول الله صلي الله عليه و اله بما جاء من عند ربه..» ().
فقد خاطب الإمام الحسين عليه السلام الوجدان والضمائر، ودعا الناس للتفكير فيما يريدون من الإقدام عليه، وأخبرهم بالمصير الذي في انتظارهم. فكانت دعوته تشتمل علي حقيقة مصيرية وهي الرجوع إلي النفس ومحاكاتها ورفض التحجر، والنظر في عواقب الأمور، والتدبر وتقويم الأشياء
بقيمها الحقيقية، فهي وقفة تأمل مع النفس، فلماذا يحاربونه ويريدون قتله؟
ألبدعة جاء بها في الدين، وهو ابن سيد المرسلين صلي الله عليه و اله وإمام الخلق أجمعين؟
أم لجريرة يطلبونه بها؟
لا هذا ولا ذاك.
ولكن أني لمن استولي عليه الشيطان أن يرجع إلي نفسه، قال تعالي: ?فرجعوا إلي أنفسهم فقالوا إنكم أنتم الظالمون ? ثم نكسوا علي رؤوسهم لقد علمت ما هؤلاء ينطقون?()، فكانت بادرة خير لكي يرجعوا إلي أنفسهم ليتدبروا ما هم صائرون إليه ويخرجوا أنفسهم من ذلك الظلم الذي هم فيه سادرون، ولكنها ما كانت إلا ومضة أطفأها الشيطان الذي استحوذ عليهم فأنساهم ذكر الله العظيم، فقال قائلهم: «يا حسين ما هذا الذي تقول أفهمنا حتي نفهم» ().
لقد خلد الإمام الحسين عليه السلام بقيامه المبارك وخلد قيامه به عليه السلام، فقيام الحسين عليه السلام ونهضته المباركة من دون كل الثورات في تاريخ العالم بقيت حية خالدة، ولا تزال تتذكرها الأجيال جيلاً بعد جيل، وستبقي كذلك إلي أن يرث الله الأرض ومن عليها، فهي حاضرة في كل شؤونهم، تمدهم بالأفكار والأخلاق والأهداف النبيلة عبر العصور.
من هنا نحن بحاجة إلي العودة إلي هذه النهضة المباركة في جميع مراحل الحياة.. نعايشها ونستفهمها ونستنطقها ونستخلص منها الدروس والعبر، فهي جزء منا ونحن جزء منها، وبها اكتشفنا ذاتنا وإنسانيتنا، وهذا هو سر خلودها، فقد تغلغلت في أعماق الأمة بشكل عام والشيعة بشكل خاص، بحيث ما زالت تسهم بدور هام في تكوين الشخصية الثقافية والأخلاقية والاجتماعية والسياسية لكل الأحرار في العالم.
لقد ترك الإمام الحسين عليه السلام وطنه وأهله وقومه وهاجر بأهل بيته في سبيل الله وإحياء أمره، فأبدله الله تعالي عن وطنه مواطن كثير هي قلوب شيعته ومحبيه بل قلوب الأحرار
جميعاً، وعوّضه عمن فقده في يوم عاشوراء من ولده وأهل بيته بأن جعل الأئمة المعصومين عليهم السلام من ذريته، أئمة يهدون الناس بأمر الله وأوحي إليهم فعل الخيرات وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وكانوا له طاعين عابدين، فنعم ما أنعم ونعم ما أجزي، قال تعالي: ?هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب? وإن له عندنا لزلفي وحسن مآب?().
وهذا الكتاب الذي بين يديك (عاشوراء والعودة إلي الإسلام) مما أجاد به الإمام الراحل آية الله العظمي السيد محمد الحسيني الشيرازي (أعلي الله درجاته) جاء ليدعونا إلي مراجعة الذات ومطابقة واقعنا مع تلك النهضة المباركة وأهدافها المقدسة التي استشهد الإمام الحسين عليه السلام من أجلها، والعمل بما دعا إليه القرآن المجيد من قوانين أعرض عنها المسلمون كالأمة الواحدة والأخوة الإسلامية ورفع الحدود المصطنعة التي أوجدها الاستعمار بين البلدان الإسلامية فشتت شملها وفرق بين أبنائها.
ونحن إذ نقوم بطبع ونشر هذا السفر الجليل بمناسبة الذكري السنوية الأولي لرحيل الإمام الشيرازي (قدس سره) نأمل أن يساهم في سبيل توحيد البلاد الإسلامية ويقرب بين أبنائها ويجمع شملهم ويوفقهم لما فيه الخير والصلاح، والحمد لله رب العالمين.
مؤسسة المجتبي للتحقيق والنشر
بيروت لبنان ص.ب: 5955 / 13
البريد الإلكتروني: almojtaba@alshirazi.com
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي محمد وآله الطاهرين.
قال الإمام الحسين عليه السلام في بيان فلسفة نهضته المباركة:
«إني لم أخرج أشرا ولا بطرا، ولا مفسدا ولا ظالما، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي صلي الله عليه و اله أريد أن آمر بالمعروف وأنهي عن المنكر، وأسير بسيرة جدي وأبي» ().
إن السبب في تقدم الآخرين علينا هو تركنا للإسلام، فغير المسلمين بالرغم من عدم صحة عقائدهم فإنهم توصلوا إلي معرفة أسباب التقدم
في الحياة الدنيا وعملوا بها فتقدموا ولو نسبياً، قال تعالي: ?كلاً نمد هؤلاء وهؤلاء?().
لكن المسلمين قد أعرضوا عن القوانين الإسلامية، حتي في عباداته من الصلاة والصيام والحج والجهاد، فكيف بقوانينه السياسية والاقتصادية والاجتماعية وما أشبه.
فقد حج في زمان الإمام السجاد عليه السلام أربعة ملايين ونصف، وذلك مع عدم توفر الوسائل الحديثة في الدعوة والإعلام آنذاك، وكان قد مضي علي الإسلام منذ انطلاقه أقل من قرن، أما الآن وبعد مرور أربعة عشر قرناً ومع توفر مختلف الوسائل الحديثة وكثرة المسلمين() لكنه لا يشترك في أداء مناسك الحج أكثر من مليوني حاج.
فلماذا هذا؟
علي الرغم من إصرار الإسلام علي مسألة الحج حتي ورد في الكثير من أدعية شهر رمضان المبارك أمثال هذه العبارة التي يرددها جميع المسلمين:
«وارزقني حج بيتك الحرام في عامي هذا وفي كل عام» ().
إن من أسباب قلة عدد الحجاج إلي هذه الدرجة أن الحكام في الدول الإسلامية علي خلاف ما قرره الإسلام أوجدوا للحج مشاكل وشرائط وموانع بحيث أدت إلي حرمان كثير من المسلمين من أداء هذه الفريضة الإلهية، في الوقت الذي تدعي هذه الحكومات بأنها إسلامية.
وكل يدعي وصلاً بليلي
وليلي لا تقر لهم بذاكا
فإذا كان حال المسلمين هكذا بالنسبة إلي الحج الذي صرح به الكتاب العزيز والسنة المطهرة والذي يقام كل سنة من زمن رسول الله صلي الله عليه و اله إلي يومنا هذا، فكيف سيكون حالهم بالنسبة إلي غيره من الفرائض؟. ومن الواضح أنه لا يقبل منهم أي عذر في هذا التهاون.
وهكذا جاءت نهضة الإمام الحسين عليه السلام ليعود المسلمون إلي الإسلام في كل زمان ومكان، فإن يوم عاشوراء كان من أجل العودة إلي الإسلام وعدم الإعراض عن ذكر الله عزوجل وأمره، والإمام الحسين
عليه السلام قد ضحي بدمه ودماء أهل بيته وأصحابه لإحياء الدين المبين، كما يقول الشاعر() عن لسانه عليه السلام:
إن كان دين محمد لم يستقم
إلا بقتلي يا سيوف خذيني
نعم إن يوم عاشوراء من أفضل الفرص للعودة إلي الإسلام وإلي ما تركه المسلمون من القرآن وسنة النبي صلي الله عليه و اله وسيرة أهل بيته الكرام عليهم السلام.
نسأل الله تعالي أن يمن علينا برحمته الواسعة فهو القائل: ?وإن عدتم عدنا?().
قم المقدسة
ذي القعدة الحرام 1420ه
محمد الشيرازي
إن المشكلة في بلادنا تكمن في أمرين:
1: مشكلة الحكام وحكوماتهم الظالمة.
2: مشكلة غياب الوعي والثقافة عن الأمة.
وما دام الأمر يبقي كذلك فالمشاكل والمآسي مستمرة.
إن أغلب هذه الحكومات في بلادنا الإسلامية قد أوجدها المستعمرون الغربيون كي تكون مانعاً أمام تطور المسلمين وترقيهم، علي خلاف ما نطق به الرسول الكريم صلي الله عليه و اله حيث قال: «الإسلام يعلو ولا يعلي عليه» ().
وقبل ذلك قال الله تعالي في القرآن المجيد: ?وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين?().
فرسم الغرب للحكام قوانين وضعية تخالف الإسلام فطبقوها أحسن التطبيق.
ففي إيران: قام رضا خان() بأعمال عدائية ضد الإسلام وأخذ بمحاربة المظاهر الإسلامية في المجتمع، فمنع الحجاب وسعي لتقليد الغرب في فسقه وفجوره وطمس معالم الإسلام. كما حاول تبديل حروف اللغة الفارسية من العربية إلي اللاتينية، كما فعل أتاتورك في تركيا، ولكنه فشل في مسعاه. وبعد عزله من قبل الإنجليز وتحويل مهام السلطة إلي ابنه() فقد سار الأخير علي نهج أبيه، في تغريب البلاد ومحاربة الإسلام والثقافة الإسلامية. كما أخذ بتعزيز الأجهزة الأمنية بمساعدة الغرب وبالغ في إنشاء ترسانة عسكرية علي حساب قوت الناس ومصدر عيشهم.
وفي أفغانستان: في أعقاب الحرب العالمية الأولي، تم اغتيال حبيب الله في ظروف غامضة() ليعتلي العرش ابنه الشاب أمان الله خان() تمهيداً لتنفيذ المهمة الملقاة علي عاتقه، وهي تغريب المجتمع الأفغاني. فقد حاول القيام بعدة أعمال مخالفة للشرع، فأمر زوجته بخلع الحجاب والتظاهر بالسفور. وطلب من الرجال نبذ اللباس الشعبي، وارتداء الزي الأجنبي. كما أصدر أمراً بمنع تعدد الزوجات، فحدثت مقاومة شعبية تحولت إلي ثورة أجبرته علي التخلي عن العرش والفرار من البلاد().
وفي تركيا: قام مصطفي كمال أتاتورك()، بطمس معالم الإسلام في هذه البلاد، وأشاع الفساد والخمور والفجور،
كما أدخل الحروف اللاتينية في اللغة التركية بدل الحروف العربية.
وفي تونس: قام الحبيب بورقيبة() بمحاربة المظاهر الإسلامية في البلاد. حيث ألغي التاريخ الهجري وأجبر الناس علي العمل بالتاريخ الميلادي، كما منع الحجاب في الدوائر والمدارس والجامعات وغيرها.
وفي العراق: سعي حزب البعث العراقي بعد سيطرته علي زمام الحكم، إلي محاربة الإسلام وطمس معالمه. فقد منع بث الأذان وصلاة الجمعة من دار الإذاعة، كما قام بإبعاد المسلمين الشيعة والعلماء عن البلاد، في خطوة منه لضرب الحوزة العلمية في النجف الأشرف وكربلاء المقدسة. ومن ثم سعي لتجفيف منابع الثقافة الإسلامية في البلاد، كمراقبة المساجد وبث المخبرين وتعطيل المدارس الإسلامية في كربلاء المقدسة وبغداد و … كما شن حملات الاعتقال ومطاردة المؤمنين وإعدامهم، ومضايقة العلماء وكم الأفواه والتضييق علي الناس، وأخيراً وليس آخراً شنه الحرب الظالمة علي الشعوب المسلمة.
إلي غير ذلك مما هو كثير.
إن السبب في تخلفنا نحن المسلمين هو عدم العمل بالإسلام، الذي استشهد من أجل بقائه حياً الإمام الحسين عليه السلام في يوم عاشوراء.
وقد أصبح هذا الابتعاد عن الإسلام بدرجة، حتي لم يبق في بعض الدول الإسلامية إلا اسم الإسلام فقط ولا خبر من العمل به.
فإن (الإسلامية) تعني العمل بأحكام الإسلام وقوانينه وليست مجرد إدعاء لفظ الإسلام، وإلا فقد كان يزيد بن معاوية يدعي الإسلام وأنه خليفة المسلمين.
وهكذا كان حكام بني أمية وبني العباس والعثمانيين.
عن سفيان بن عوف الغامدي قال: دعاني معاوية فقال: إني باعثك في جيش كثيف، فالزم لي جانب الفرات حتي تمر بهيت فتقطعها، فإن وجدت بها جندا فأغر عليهم، وإلا فامض حتي تغير علي الأنبار، فإن لم تجد بها جندا فامض حتي تغير علي المدائن، ثم أقبل إلي، واتق أن تقرب الكوفة، واعلم أنك إن أغرت علي أهل الأنبار وأهل المدائن، فكأنك أغرت علي الكوفة، إن هذه الغارات يا سفيان علي أهل العراق ترهب قلوبهم، وتجرّئ كل من كان له فينا هوي منهم، ويري فراقهم، وتدعو إلينا كل من كان يخاف الدوائر، وخرّب كل ما مررت به، واقتل كل من لقيت ممن ليس هو علي رأيك، وحرّب الأموال، فإنه شبيه بالقتل وهو أوجع للقلوب.
قال: فخرجت من عنده وعسكرت، وقام معاوية وندب الناس إلي ذلك، فما مرت بي ثلاثة حتي خرجت في ستة آلاف، ثم لزمت شاطئ الفرات فأسرعت السير حتي مررت بهيت، فبلغهم أني قد غشيتهم فقطعوا الفرات، فمررت بها وما بها عريب، كأنها لم تحلل قط، فوطئتها حتي مررت بصندوداء، فتنافروا فلم ألق بها أحدا، فمضيت حتي أفتتح الأنبار وقد أنذروا بي، فخرج إلي صاحب المسلحة فوقف لي، فلم أقدم عليه
حتي أخذت غلمانا من أهل القرية فقلت لهم: خبروني كم بالأنبار من أصحاب علي؟.
قالوا: عدة رجال المسلحة خمسمائة، ولكنهم قد تبددوا ورجعوا إلي الكوفة ولا ندري الذي يكون فيها، قد يكون مائتي رجل.
قال: فنزلت فكتبت أصحابي كتائب، ثم أخذت أبعثهم إليه كتيبة بعد كتيبة، فيقاتلونهم والله ويصبرون لهم ويطاردونهم في الأزقة، فلما رأيت ذلك أنزلت إليهم نحوا من مائتين ثم أتبعتهم الخيل، فلما مشت إليهم الرجال وحملت عليهم الخيل فلم يكن إلا قليلا حتي تفرقوا وقتل صاحبهم في رجال من أصحابه فأتيناه في نيف وثلاثين رجلا فحملنا ما كان في الأنبار من أموال أهلها ثم انصرفت، فوالله ما غزوت غزوة أسلم ولا أقر للعيون ولا أسر للنفوس منها، وبلغني والله أنها أفزعت الناس.
فلما أتيت معاوية فحدثته الحديث علي وجهه قال: كنت والله عند ظني بك.
ولما استشهد الإمام الحسين عليه السلام في سنة ستين من الهجرة دعا ابن الزبير بمكة إلي نفسه، وعاب يزيد بالفسوق والمعاصي وشرب الخمور، فبايعه أهل تهامة والحجاز، فلما بلغ يزيد ذلك ندب له الحصين بن نمير وروح بن زنباع، وضم إلي كل واحد جيشا، واستعمل علي الجميع مسلم بن عقبة وجعله أمير الأمراء، ولما ودعهم قال: يا مسلم لا ترد أهل الشام عن شيء يريدونه لعدوهم، واجعل طريقك علي المدينة، فإن حاربوك حاربهم، فإن ظفرت بهم فأبحهم ثلاثا.
فسار مسلم حتي نزل الحرة، فخرج أهل المدينة فعسكروا بها وأميرهم عبد الله بن حنظلة غسيل الملائكة، فدعاهم مسلم بن عقبة ثلاثا فلم يجيبوا فقاتلهم، فغلب أهل الشام وقُتل عبد الله وسبعمائة من المهاجرين والأنصار، ودخل مسلم المدينة وأباحها ثلاثة أيام، ثم شخص بالجيش إلي مكة وكتب إلي يزيد بما صنع بالمدينة.
وقد روي: أنه
لما قدم المدينة أحد أمراء الفتنة، فقيل لجابر بن عبد الله الأنصاري وكان قد كف بصره : لو تنحيت عنه. فخرج يمشي بين ابنيه فنكب، فقال: تعس من أخاف رسول الله صلي الله عليه و اله. فقال ابناه أو أحدهما: يا أبت وكيف أخاف رسول الله صلي الله عليه و اله وقد مات؟ قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه و اله أنه قال: «من أخاف أهل المدينة فقد أخاف ما بين جنبي».
وعن خالد بن خلاد بن السائب عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «من أخاف أهل المدينة أخافه الله يوم القيامة وغضب عليه ولم يقبل منه صرفاً ولا عدلاً».
وعن سعد بن أبي وقاص قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «اللهم اكفهم من دهمهم ببأس يعني أهل المدينة ولا يريدها أحد بسوء إلا أذابه الله كما يذوب الملح في الماء».
وقال يحيي الغساني: كان عبد الملك بن مروان، كثيراً ما يجلس إلي أم الدرداء. فقالت له مرة: بلغني يا أمير أنك شربت الطلاء بعد النسك والعبادة؟. قال: أي والله والدماء قد شربتها. هذا وقد أوصي عبد الملك بن مروان ابنه بوصايا وهو علي فراش الموت قائلاً: إذا أنا مت، إياك أن تجلس وتعصر عينيك كالمرأة الوكعاء. لكن ائتزر وشمر، والبس جلد النمر، وضعني في حفرتي وخلني وشأني. وعليك شأنك وادع الناس إلي بيعتك، فمن قال: برأسه هكذا، فقل له: بسيفك هكذا.
وذكر ابن قتيبة: أن سليمان بن عبد الملك مرّ بالمجذومين في طريق مكة فأمر بإحراقهم وقال: لو كان الله يريد بهؤلاء خيراً ما ابتلاهم هذا البلاء.
وذكر الطبري في تاريخه: أن هشام كتب إلي خالد بن عبد
الله واليه علي العراق، لا تبيعن من الغلات شيئاً حتي تباع غلات أمير المؤمنين حتي بلغت الكيلجة درهماً. وكانت تبلغ غلة خالد بن عبد الله عشرين ألف ألف.
ويروي: أنه واقع جارية يوماً وهو سكران، فما تنحي عنها حتي آذنه المؤذن بالصلاة، فحلف ألا يصلي بالناس غيرها، فخرجت متلثمة فصلت بالناس.
وذكروا: أنه تفأل بالقرآن يوماً فخرج قوله تعالي: ?واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد? () فرمي المصحف من يده وأمر أن يجعل هدفا ورماه بالنشاب وأنشد:
تهددني بجبار عنيد
فها أنا ذاك جبار عنيد
إذا ما جئت ربك يوم حشر
فقل يا رب مزقني الوليد
إلي غير ذلك من ظلمهم وجورهم وعلي رأس ذلك قتل الإمام الحسين عليه السلام وأهل بيته وأصحابه الكرام (عليهم أفضل الصلاة والسلام).
كتب إبراهيم الإمام أول حكام بني العباس إلي أبي مسلم الخراساني: إن استطعت ألا تدع بخراسان أحدا يتكلم بالعربية إلا وقتلته فافعل، وأيما غلام بلغ خمسة أشبار تتهمه فاقتله، وعليك بمضر فإنهم العدو القريب الدار، فأبد خضراءهم، ولا تدع علي الأرض منهم دياراً.
وعندما مات محمد بن عبد الله المنصور، الملقب بالمحبس سنة مائة وتسع وستين هجرية، قام مكانه ابنه موسي الملقب بالهادي، وكان قاسي القلب، سفاكاً للدماء، لا يري للدين حرمة، ولا للإنسان كرامة، متسرعاً وسفيهاً، كما كان مولعاً بشرب الخمر ومخادنة النساء والجواري. وكان عمره آنذاك أربعاً وعشرين سنة، وفي عهده حدثت واقعة فخ المشهورة().
وبدأ الهادي يفكر في خلع أخيه هارون عن ولاية العهد حتي تصير الأمور لابنه جعفر، وكان صبياً صغيراً، فاستشار وزيره يحيي بن خالد البرمكي فنصحه بالعدول عن هذا الأمر، فغضب عليه وأمر به إلي السجن، فلبث فيه زماناً، وهمّ بقتله وأخذ يعذبه في السجن.
وكانت أخوف الناس منه أمّه الخيزران بنت
عطاء، وقد خافت علي ابنها هارون وأشفقت عليه، فنصحته بأن يصانع أخاه الهادي ويستجيب له إذا هو طلب إليه التنازل عن ولاية العهد، وإنما أرادت الخيزران بذلك إبعاده عن أخيه، فأمرته بأن يستأذن أخاه في السفر إلي الصيد، فأذن له، فلما استأذنه بالخروج أعطاه مليوناً ونصف المليون دينار من بيت المال.
لقد كان بيت الخيزران محط الأنظار، ومجمع كبراء الناس يزورونها فيه فتكرمهم وتوزع عليهم الهدايا والأعطيات، وصارت تتظاهر بالخضوع للناس وتقضي حاجاتهم، كما وثقت مكانتها لدي الوزير يحيي بن خالد البرمكي، ولما رأي موسي بابها عامراً بكبراء الرجال والقادة وأن الرجلة لا تنقطع عنها، دبر في نفسه أمراً، فمر إلي بيتها ذات يوم وقال لها: ما هذه المواكب التي تغدو وتروح إلي بابك؟ أما لك بغزل يشغلك، أو مصحف يذكرك، أو بيت يصنك؟ لأَن بلغني أنه وفد علي بابك أحد لأضربن عنقه.
فخططت للقضاء عليه قبل أن يقضي عليها، ففي ليلة النصف من ربيع الأول سنة مائة وسبعين هجرية دخل موسي بيته، واختلي بجواريه، فأكل وشرب حتي سكر واسترخي بدنه وغاب عن وعيه، وفي منتصف الليل عندما سكنت الحركة، أرسلت جاريتان من جواريها ومعهن وسادتين، فاقتربت أحدهما من موسي، فوضعت الوسادة علي فمه حتي خمدت أنفاسه.
وهكذا استلم السلطة هارون، فبدأ بالظلم والجور، والاستبداد والدجل، والقتل والتعذيب، حتي أنه قتل في ليلة واحدة ستين علوياً، كما قام بقتل الإمام موسي بن جعفر عليه السلام بالسم بعدما سجنه أكثر من عشر سنوات.
إلي غير ذلك من الظلم والاستبداد، وعلي رأسه قتل الأئمة المعصومين من أهل البيت عليهم السلام بالسم.
بدأ حكم الدولة العثمانية بأمارة صغيرة ثم توسعت حتي عادت أكبر إمبراطورية علي وجه الأرض ثم آلَ أمرها إلي الزوال
في عهد السلطان عبد الحميد بعدما حكمت سبعة قرون متوالية.
أعلن عبد الحميد الذي لُقب ب (خاقان البرين والبحرين وحامي الحرمين) عن بعض الإصلاحات، وأنه سيعمل بالكتاب وسنة النبي صلي الله عليه و اله، وأنه سينشر الرخاء في البلاد، والمساواة بين الرعايا، ويطبق أحكام الإسلام من دون حيف أو ميل وما أشبه ذلك.
ولكن كان ذلك تظاهراً ومصانعةً، حيث كشف بعد ردح من الزمن عن حقيقته وطغيانه حيث لم يسبق له مثيل في تاريخ الدولة العثمانية. فقد أخذ بالظلم والجور، فألغي دور المستشاريين، وأخذ يحكم بالحديد والنار، من سجن وقتل وتعذيب، وشدد من وطئته علي الفلاحين والمزارعين والعمال وكافة أفراد الشعب، بينما كان يصرف الأموال الطائلة علي شهواته وملذاته، حتي قيل أنه كان يفرش سبعمائة مائدة لزوجاته وإمائه.
كان عبد الحميد قد ولغ في الدماء كثيراً فقام بقتل الناس علي الشبهة والظنة، وكان كثيراً ما يذبحهم بيده، أو خنقهم بالحبل، أو بتغطية أنف الضحية وفمه حتي يموت، ومن إلقاء ضحاياه في مياه البحر، وبلغ من كثرة من ألقي في مياه بحر البسفور من الضحايا، أن الأتراك امتنعوا عن أكل السمك، واستمر الأمر علي ذلك زمناً طويلاً.
ثم اتخذ لنفسه الحراس وملأ قصوره بالجواسيس، حتي كان أهل القصر لا يجرئون علي الكلام، ولقد قتل منهم مائة رجل وامرأة، كما كان يصور للناس: إنه الخليفة والحاكم بأمر الله عزوجل، فلا يشير علي أحد بشيء إلا وجب امتثاله لأنه خليفة رسول الله صلي الله عليه و اله.
وفي أحد أيام عام ألف وثلاثمائة وخمسة وعشرين هجرية ذهب عبد الحميد إلي قصره وكانت من عادته أن ينام بعد منتصف الليل، ولما أراد النوم سمع أصواتاً ووقع أقدام فهب متسائلاً: ما هذا؟. فقالت له زوجته:
لا أدري يا مولاي، وقبل أن يتحرك، فُتح الباب بعنف وظهرت مجموعة من الضباط، وقال له أحدهم: عبد الحميد خان إنا قد خلعناك عن السلطة والخلافة، فقال عبد الحميد لهم: لا تهينوا سلطانكم، فقالوا له: كنت سلطاننا قبل هذا ولكنك مخلوع الآن، وبعد ذلك بايع الضباط محمد رشاد الخامس.
كان في عهد السلطان العثماني سليمان القانوني أرملة إيطالية مشهورة بالجمال()، وكانت تعرف بلقب أجمل زهرة في الغرب، وقد غرم بها السلطان، فعزم علي أن يضمّها في قصره إلي بقية جواريه بخطفها من بلدها، فعبأ الأسطول البحري التركي وكان قوامه ألف سفينة لاختطافها، حتي وإن أدي ذلك إلي قيام الحرب وسفك الدماء وقتل الأبرياء، فنزل الأتراك علي اليابسة ليلاً وتوجهوا مباشرة نحو القصر الذي كانت الأرملة تعيش فيه. فضل قائد البحرية طريقه، فسأل أحدهم فالتفت الأخير إلي المؤامرة. فامتطي جواداً وأسرع يعدو إلي القصر، فوصل إليه قبل الأتراك وأيقظ الأرملة التي كانت نائمة، وحملها علي جواده وفر بها إلي مأمن من الأرض.
إلي غير ذلك من ظلم العثمانيين وجورهم مما ذكرناه في كتاب تخليص الإمبراطورية العثمانية().
إذن الإسلام هو العمل بقوانينه لا مجرد التسمية به فقط، فإن ذلك لا يكفي.
يقول أمير المؤمنين عليه السلام في نهج البلاغة: «إن وليَّ محمد من أطاع الله وإن بعدت لحمته، وإنَّ عدو محمد من عصي الله وإن قربت قرابته» ().
ويقول الإمام الصادق عليه السلام: «الإيمان هو إقرار باللسان وعقد بالقلب وعمل بالأركان، فالإيمان بعضه من بعض» ().
وفي حديث مروي عن رسول الله صلي الله عليه و اله أنه قال: «الإيمان إقرار باللسان ومعرفة بالقلب وعمل بالأركان» ().
وإلا فمجرد الإدعاء لا يعني الواقع، فإن المشركين في يوم القيامة يقسمون بالله ويقولون: ?والله ربنا
ما كنا مشركين?().
فإن اللسان يتكلم بكل كلام يحتمل صدقه وكذبه.
وهكذا تكون الحكومات الإسلامية في يومنا هذا، فإنها تتعذر لأجل تبرير أعمالها وعلة تخلف الأمة الإسلامية، بأعذار واهية، ولكن الحل هو في العودة إلي الإسلام فقط.
إن من أبرز أسباب تخلف ملياري مسلم: هو عدم الوعي، فإن كثيراً منهم أميون عاجزون حتي عن القراءة والكتابة()، فكيف بفهم ثقافة الحياة.
ومن وراء ذلك حكام الجور الذين سيطروا علي بلاد المسلمين، فكانوا سبباً في هذا التخلف والأمية المتعمدة، وقد شاهدت الإصرار العجيب علي ذلك في العراق، فعندما أردنا تأسيس (مدرسة الإمام الصادق عليه السلام) لتعليم الأطفال القراءة والكتابة مضافاً إلي التربية الدينية، فبالرغم من وجود بعض الأحزاب وقليل من الحريات آنذاك، لكنهم عرقلوا الأمر ولم يعطوا التصريح بالإذن إلا بعد فترة طويلة ومحاولات عديدة..
ولما جاءت دولة البعث في العراق قامت بتعطيل جميع مدارس (حفاظ القرآن الحكيم) و(حافظات القرآن الحكيم) ومصادرتها، وكانت ست مدارس تضم ثلاثة آلاف طالب وطالبة.
كما أغلقوا سبعين محلاً لبيع الكتب، وثمانين مكتبة للمطالعة، وخمس عشرة مجلة وصحيفة مختلفة، وقد أشرت إلي ذلك في بعض الكتب().
كما قاموا أيضاً بإغلاق ثلاثين مدرسة علمية لطلبة العلوم الدينية.
نعم هكذا سعت أكثر حكومات الدول الإسلامية للوقوف أمام أي تقدم علمي وتطور ثقافي للشعوب، خلافاً لما جاء في الحديث الشريف: «طلب العلم فريضة علي كل مسلم ومسلمة» ()، وقد أفتي الفقهاء بأن تعلم العلوم المختلفة المحتاج إليها واجب كفائي().
ومن الواضح أن منع الوعي والثقافة الإسلامية هو ديدن المستعمرين، فقد كان يمنع في الهند أيام ما كانت مستعمرة لبريطانيا تعليم القرآن المجيد.
كما أرادوا لليابان أن تكون دولة متخلفة، لكنها تمكنت الآن من الوصول إلي أعلي مراتب التقدم وذلك بفضل نشر الوعي في أوساط
الأمة.
وهناك الكثير من الأمثلة الأخري التي لا يسع هذا الكتاب لبيانها.
لذا فاللازم علينا أن نجعل يوم عاشوراء يوماً لإحياء القوانين الإسلامية والعمل بها ونشر الثقافة والوعي في أوساط الأمة، فإن الإمام الحسين عليه السلام قتل من أجل إحياء الإسلام وقوانينه العادلة.
إن من المسائل التي يحتاج إليها المسلمون في هذا الزمان هو: تطبيق قانون الحريات الإسلامية بما فيه من تعدد الأحزاب الحرة، وحرية الصحافة والإعلام.
فيلزم أن تكون لكل مسلم أو منظمة أو حزب أو تجمع أو هيئة أو ما أشبه، الحرية الكاملة المشروعة في التعبير عن آرائهم ومعتقداتهم وتأسيس الإذاعات والفضائيات ونشر الصحف والمجلات ودور النشر والمعاهد العلمية و غيرها.
لقد كان استشهاد الإمام الحسين عليه السلام من أجل إحياء الحرية التي ماتت علي أيدي بني أمية، وقد جاء في قوله عليه السلام يوم عاشوراء حينما خاطب القوم: «إن لم يكن لكم دين وكنتم لا تخافون المعاد فكونوا أحراراً في دنياكم» ().
وقال الإمام الحسين عليه السلام في تلك المعركة للحر الرياحي: «فأنت والله حر في الدنيا وسعيد في الآخرة» ().
وكذلك كان أصحاب الحسين عليه السلام ينادون بالحرية، يقول أحدهم:
أقسمت أن لا اقتل إلا حراً
وإن رأيت الموت شيئاً نكراً ()
وكان في أقوالهم: «إني أنا الحر ومأوي الضيف» ().
وغير ذلك مما يدل علي قانون الحرية الإسلامية، وضرورة أن يعيش الإنسان حراً، وأن لا يقبل بالظلم والاستبداد.
ثم إنه لا منافاة بين الدين والحرية، بل الدين يدعو إلي الحرية، نعم الذي ينافي الدين هو المحرمات فقط وهي قليلة جداً، مثل: الخمور والقمار والزنا والفحشاء والغناء وغيرها من الموبقات، وإلا فالإسلام هو دين الحريات الكثيرة والشاملة، كحرية التجارة والكسب، وحرية الزراعة والصناعة، وحرية الثقافة والعلم، وحرية السفر والإقامة، وحرية العمران والبناء، وحرية القول والعمل، وحرية السياسة والاقتصاد، وحرية ألف شيء وشيء، حيث ذكرنا بعضها في كتاب (الفقه: الحريات)().
وهذه الحريات من الأسس التي تؤدي إلي تطور الأمم وتقدمها سريعاً، والإسلام قد أكد عليها بإصرار ولهذا السبب كانت النتيجة بعد مرور عدة سنوات قليلة من ظهور الإسلام، ذلك التطور الهائل والتقدم الملحوظ لدي المسلمين الأوائل.
وأما في الغرب وبما أنهم لا يعتقدون بحرمة المحرمات، كما هو الحال في (كتاب العهدين)()، فقد خلطوا الحرية بالأعمال المحرمة التي تضر بالفرد والمجتمع.
علماً بأن منع المحرمات لا علاقة له بالحرية، ففي بلادنا الإسلامية منعوا كل شيء وأباحوا المحرمات وسموها بالحرية! وكانت نتائجها انتشار الخمور والفحشاء والمنكرات
وأسباب الفساد وتدمير البيئة.
فهل هذه حريات تخدم المجتمع؟
وأخيراً شاع وانتشر مرض (الإيدز) في كثير من سكان العالم، وخاصة في القارة الإفريقية().
ومن الطبيعي أن هذه المفاسد ليست من الحرية بل هي ضد الحرية.
نعم، لقد روج الغرب هذا المقدار من الفساد بحيث أصبح عاجزاً عن معالجته والسيطرة عليه.
كما سبّب الغرب حسب تقاريرهم وإحصاءاتهم أسباب الفقر والعوز لألف مليون إنسان().
وأما في الإسلام فقد قال نبي الإسلام العظيم صلي الله عليه و اله: «ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع» ().
لذا يلزم علينا أن نتعلم من يوم عاشوراء درساً في إحياء الحريات الصحيحة وإزالة المفاسد الاجتماعية، وإلا فإن الشخص الذي يكتفي فقط بالشعائر المقدسة المعروفة ولا يعمل ببقية دروس عاشوراء مثله كمثل المريض الذي يقرأ وصفة الطبيب المعالج ولا يعمل إلا ببعض مفادها، فإنه لا ينتفع بالشكل المطلوب، فإن: «الإيمان معرفة بالقلب وإقرار باللسان وعمل بالأركان» () كما سبق في الحديث الشريف.
إن الإمام الحسين عليه السلام استشهد من أجل إحياء القوانين الإسلامية، تلك القوانين التي توجب الخير والبركة في المجتمع البشري في هذه الدنيا قبل الآخرة، ولكن مع الأسف الشديد فإن مجموعة ممن يدعي الإسلام اليوم تراه يحارب هذه القوانين، وهناك من الحكام من يجري ذكر الإمام الحسين عليه السلام علي ألسنتهم ولكنهم يحاربون أهداف نهضته المباركة.
ألم يقل الله تعالي في كتابه الكريم: ?خلق لكم ما في الأرض جميعاً?()؟
وألم يقل رسول الله صلي الله عليه و اله: «من أحيا أرضاً ميته فهي له» ()؟.
وألم يقل صلي الله عليه و اله: «من سبق إلي ما لا يسبقه إليه مسلم فهو أحق به» ().
فلماذا لا يُعمل بهذه القوانين؟.
حيث تري الملايين من المسلمين لا يملكون أمرهم، ولايتمتعون بحريتهم، وأن حكام
الدول الإسلامية منعوهم من هذه القوانين وأزالوا آية ?خلق لكم? وحديث «من سبق» عن التطبيق، وبالنتيجة أصبح الإنسان المسلم لا يحق له العمل والتجارة، ولا الزراعة والفلاحة، ولا البناء والعمران، ولا السفر والإقامة، إلا بتصريح من الدولة، وكذلك لا يحق له الصيد وحيازة المباحات إلا بإذن مسبق، كما لا يحق له استخراج المعادن الطبيعية إلا بموافقة وبعد دفع الضرائب الباهضة.
أليست هذه الأمور تعني أن المسلمين لا يملكون من أمر أنفسهم شيئا؟
والسبب في هذه التعقيدات هو: القوانين الجائرة التي وضعتها الحكومات وبعناوين مختلفة.
ومن القوانين الإسلامية المنسية قانون الزواج المبكر والتسهيل في ذلك، أما اليوم فالملايين من الشباب والشابات لم يتزوجوا بعد، لأنهم لا يملكون بيتاً للسكن، حيث أصبحت الأرض علي خلاف قوانين الله والرسول صلي الله عليه و اله ملكاً للحكومات، ولا فرق بين كون الحكومة جمهورية أم ملكية أم غير ذلك، فكلها جاءت بالحرمان للناس والتأخر للمسلمين، كما تسعي لأخذ أموال الناس وتكديسها عندها سواء أكان باسم الإسلام أم بغير اسم الإسلام.
ومن الواضح أن الشاب إذا كانت له قطعة أرض فإنه يبني عليها بيته فيسكن هو وعائلته، كما شاهدت ذلك في كربلاء المقدسة عندما قامت الحكومة بإعطاء بعض التسهيلات للناس وبيع الأراضي لهم بقيمة معقولة فإن كربلاء توسعت من جميع أطرافها فوصلت إلي حرم الحر عليه السلام ومن طرف آخر إلي حرم عون عليه السلام ومن طرف ثالث إلي طريق طويريج، كما وصلت البيوت إلي حدود فرسخين من جادة النجف الأشرف، وكان كل هذا البناء خلال مدة ثلاث سنوات فقط.
إذن يلزم علي كافة المسلمين البالغ عددهم المليارين، إذا ما أرادوا الخلاص من هذا التخلف الذي دمرهم أن يعيدوا قوانين الإسلام المنسية، وأن يرفضوا تلك
القوانين الجائرة التي فرضها الحكام ورؤساء الدول الإسلامية، فإن كل سعي هؤلاء الحكام هو الصد عن سبيل الله والمنع عن ترقي وتعالي المسلمين.
من الأمور المهمة والواجبة علي جميع المسلمين هو العمل بقانون الإسلام بالنسبة إلي الوحدة بين البلدان الإسلامية ونبذ ورفض الحدود المصطنعة فيما بينها.
فإن وحدة البلاد الإسلامية توجب قوة المسلمين وقدرتهم، كما توجب اكتفاءهم الذاتي أيضاً، بحيث يمكن للشخص الذي ليست له القدرة علي الكسب والمعيشة في بلده الذي يعيش فيه أن يذهب إلي بلد إسلامي آخر، وهكذا إلي عدة بلدان أخري إلي أن يجد لنفسه المكان الذي يناسبه من حيث الشرائط الاقتصادية، من دون أية تقيدات وبلا هوية ولا جواز سفر ولا إقامة ولا تأشيرة، فإن في بعض البلاد الإسلامية أياد عاملة وفي بعضها الآخر أراض واسعة وفي بعضها أموال طائلة فإذا اجتمعت كانت سبباً لقوة المسلمين الاقتصادية، وبهذه الطريقة وبالحريات الاقتصادية ينتفي الفقر من كافة المسلمين.
علماً بأن رفع الحدود المصطنعة يوجب نشر الثقافة والتمدن الصحيحين بين المسلمين أيضاً، كما كانت بلاد المسلمين في أوائل الإسلام وإلي ما قبل تقسيمها حسب الخرائط الفعلية، متحدة فيما بينها، ينتقل فيها العلم من بلد إلي بلد مما أدي إلي نشر الثقافة والعلوم.
فعلي سبيل المثال، إن (سيبويه)() ذهب من أقصي نقاط إيران إلي بغداد ونشر علمه للجميع، وكذلك (ناصر خسرو)() فقد هاجر من أفغانستان إلي طهران، و(ابن مالك)() رحل من الأندلس إلي الشرق.
وكان ذلك سبباً لنشر العلوم، ومن هنا فقد أدرك الغرب وبعد مضي سنوات متمادية مدي صحة هذا القانون الإسلامي فوحدوا دولهم وأزالوا الحدود فيما بينها، لأنهم عرفوا أن هذا العمل بالإضافة إلي أنه يزيد من قدرة الغرب وقوته فإنه سيكون سبباً لتطورهم الاقتصادي والعلمي
والطبي و … في كافة الفروع وجميع المجالات.
ثم إن وحدة البلاد الإسلامية ليست بمسألة جديدة، بل إن المسلمين كان يعيشون تحت لواء الإسلام في بلد إسلامي واحد من ليبيا إلي داغستان، ومن جاكارتا إلي طنجة، فكانت له دولة واحدة، وفي خلال تلك المدة كانوا يتمتعون بقوة عظيمة، وقد نشروا علومهم في مختلف أرجاء الوطن الإسلامي بل العالم كله، وقد قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «يد الله مع الجماعة» ().
وفي حديث آخر: «يد الله علي الجماعة» ().
وكذلك حسنوا وضع اقتصادهم وازدهرت تجارتهم، وقد قال الله تعالي في باب الحج: ?ليشهدوا منافع لهم?().
ولم يتمكن الأعداء في ذلك الزمان من تفكيك هذه الدول وفصلها وبث التفرقة بين المسلمين، إلي أن خططوا لهذه الحدود المصطنعة بين البلاد الإسلامية ليفرقوا المسلمين ويمزقوهم، فقد اجتمعوا في مؤتمر (سايكس بيكو)() وغيره، ورفعوا شعارات كاذبة من أجل إغفال المسلمين فقالوا: (لقد جئنا محررين لا فاتحين لبلادكم)().
وعلي سبيل المثال فإن بلاد الشام كانت تشمل فلسطين والأردن ولبنان ودمشق والإسكندرونة،وفي عام 1916م تم تبديلها إلي خمس دول في وقت كانت جميع هذه الدول الخمس تسمي (سنجق)() وكانت جزء من الحكومة الإسلامية الكبيرة، علماً بأن سبب تقسيمها هو قضايا ومصائب مفصلة يحتاج توضيحها إلي عدة مجلدات.
نعم إن الإعراض عن الآية الشريفة: ?وإن هذه أمتكم أمة واحدة?() أوجب لنا جميع هذه المشاكل والبلايا، لذا يلزم جعل يوم عاشوراء يوماً للرجوع والعودة فيه إلي أحكام القرآن والقوانين الإسلامية ومنها قانون وحدة البلاد الإسلامية.
حدثني أحد الأصدقاء وقد سافر إلي ألمانيا للتبليغ والإرشاد قال: بعد انتهاء شهر رمضان المبارك سافرت إلي أكثر الدول الأوروبية إلي أن وصلت إلي روما، وهناك قام البابا بإلقاء خطاب بمناسبة ولادة السيد
المسيح عيسي بن مريم عليه السلام وكان حوله الكثير من علمائهم بالإضافة إلي الجماهير البالغة عددها الملايين من مختلف دول أوروبا، حيث اجتمعوا بكل سهولة ومن دون وجود عراقيل تمنعهم من السفر ولا حدود تحول دون ذلك.
إنهم قد أخذوا فكرة (إزالة الحدود) فيما بين دولهم من الإسلام، علي الرغم من اختلافهم في اللغة والاقتصاد والعلاقات الاجتماعية والآداب والتقاليد وغيرها من المسائل، كما إن نفس اجتماع كبار قساوستهم مأخوذ أيضاً من قانون (الشوري الإسلامية).
فلماذا لا يعمل المسلمون بقوانينهم الحيوية، في الوقت الذي أخذ الغرب بها وقام بإزالة الحدود بين دولهم منذ ما يقرب من نصف قرن؟
كما أخذوا بمبدأ الاستشارة في مختلف مجالاتهم.
فهل لدينا نحن شوري الفقهاء المراجع؟
وهل الحكومات في بلادنا استشارية أم استبدادية؟
وقد قال تعالي: ?وأمرهم شوري بينهم?().
وقال مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام: «والله الله في القرآن لا يسبقكم بالعمل به غيركم» ().
لقد أخذ الكفار من القوانين الإسلامية ما قوي شوكتهم ورفع عزتهم وشأنهم، وأما نحن فقد تركنا العمل بها، وكان هذا هو سبب تخلفنا وذلتنا، مع علمنا بأن الإسلام العزيز قد رغبنا ودعانا إلي هذه القوانين، والله الحكيم المتعال يقول: ?ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً?().
أليست حياتنا صعبة وأصبحنا أذلاء؟ ونعوذ بالله تعالي من أن ينطبق علينا خاتمة هذه الآية الشريفة: ?ونحشره يوم القيامة أعمي?().
إن معني عدم العمل بالأحكام الإسلامية التي استشهد من أجل إحيائها الإمام الحسين عليه السلام هو خسارة الدنيا والآخرة، فإن من يترك قوانين الإسلام لم تذهب آخرته فحسب، بل إنه يصاب في هذه الدنيا قبل الخسارة في عالم الآخرة، فتري المسلمين لم يضيفوا منذ مدة مديدة ولا شبراً واحداً إلي أراضيهم، مع العلم بأن
المسلمين الأوائل كانوا دائماً في تقدم وتطور فإن أراضيهم كانت تزداد يوماً بيوم، وكما قال الله تعالي: ?وأورثكم أرضهم وديارهم وأموالهم وأرضاً لم تطؤها?().
وكذلك فإن عدد المسلمين كان في ازدياد دائم في أوائل الإسلام حيث قال تعالي: ?ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجاً?().
ولكن بعد الإعراض عن قوانين الإسلام حدث العكس، فأخذوا دولة الأندلس وفلسطين وقسماً من بلاد الهند وغيرها.
فالأندلس أصبحت إسبانيا المسيحية()، واليهود سيطروا علي فلسطين الإسلامية()، والهند التي كان شعارها هو الإسلام والقرآن أصبحت بيد المشركين.
إن كل ذلك حصل بسبب الإعراض عن أحكام الدين، وفقد المسلمون بذلك تقدمهم العلمي وتطورهم في الحياة وانتقل إلي الآخرين، فالكهرباء، الراديو، التلفزيون، السيارة، القطار، الطائرة، الإنترنت، الأقمار الصناعية، السفن الفضائية، التلفون، التلكس، والفاكس، وغيرها كلها أصبحت من اختراعات غير المسلمين.
فلماذا لم يكن للمسلمين سهم فيها، مع أن التطور العلمي والصناعي كان للمسلمين وكانوا هم آباء العلم الحديث()، ولكنه ابتعدوا عن التمدن حتي عدهم أحد الكتَاب ضيوفاً علي التمدن، لأنهم يعيشون في تمدن غيرهم، حتي وصل الأمر إلي درجة أننا أخذنا نكتب بتاريخ غيرنا فنقول: (لقد دخلنا في الألفية الثالثة) وهو تاريخ المسيحيين لا المسلمين مع أن لنا تاريخاً مشرقاً يبدأ بالهجرة النبوية المباركة.
يجب علينا السعي لإنقاذ الدول الإسلامية من ذلك المأزق الذي وقعت فيه، ويلزم السعي لانتشال الأمة من مآسيها.
فمثلاً في العراق ومنذ أن استلم حزب البعث الحكم فيه، لاقي الشعب ما لاقي من تعذيب وقساوة وتأخر ودمار، فكانت أعمال الحكومة ضد الله وضد دعوة الأنبياء، وضد الدين وضد الإنسانية والضمير، وقد بذلوا قصاري جهدهم في تدمير البلاد والعباد، نذكر جملة مما فعلوه:
1: إخراج أربعة ملايين عراقي من غير ذنب، سوي قولهم: (لا إله إلا الله).
2:
إشاعة وترويج شرب الخمور، ونشر الفساد كالزنا واللواط بين الشباب والشابات.
3: إشاعة وترويج المواد المخدرة بطريقة خفية ودقيقة.
4: عدم توفير فرص العمل للشباب.
5: وضع العراقيل والموانع أمام تزويج الشباب والشابات.
6: تعطيل الحوزات العلمية في النجف الأشرف وكربلاء المقدسة واغتيال كبار العلماء فيها.
7: سجن وتعذيب مئات الآلاف من الشباب والشابات الأبرياء من أجل إرضاء صدام وأسياده.
8: إفقار الشعب بأكبر درجة ممكنة في الوقت الذي أخذ صدام يبني لنفسه مئات القصور بحيث بلغ كلفة كل واحد منها المليارات وكل ذلك من أموال المسلمين.
9: التخطيط المستمر ضد الإسلام والمسلمين والحرب ضد الدول الإسلامية المجاورة واعتقال نسائهم ورجالهم وسرقة المليارات من أموالهم.
10: المنع الشديد من بناء المدارس الدينية ونشاط التجمعات الثقافية والهيئات الحسينية، والسيطرة والرقابة علي وسائل الإعلام المختلفة بحيث لم يسبق لها مثيل().
إن الوحدة بين المسلمين من أهم ما يلزم إيجاده وذلك بالاستفادة من قانون التسامح والبساطة في القوانين الإسلامية التي أمر الله تعالي بها، قال الله تعالي: ?يريد الله بكم اليسر ولايريد بكم العسر?().
وقال رسول الله صلي الله عليه و اله: «يسروا ولا تعسروا» ().
وقال صلي الله عليه و اله: «بعثت بالشريعة السهلة السمحاء» ().
وهذا لا يكون بمعني الاستخفاف بالدين وعدم الاهتمام به.
ثم إن الاختلاف الفكري أو العملي بين المسلمين لا ينبغي أن يكون سبباً لعدم توحيد الكلمة كما ذكرناه في كتاب (كيف نجمع شمل المسلمين؟)() فإن للاختلاف أسباب عديدة منها:
عدم الاهتمام والاستخفاف بأحكام الدين، وهذا غير صحيح.
ثم إنه يلزم تطبيق قانون (أصالة الصحة) وحمل أفعال المسلمين علي الصحة كما أمر به الشرع المقدس وأمرنا بذلك، يقول أمير المؤمنين عليه السلام: «وأقض بالظاهر» () وقال عليه السلام: «احمل فعل أخيك علي سبعين محملا» ().
وقال عليه السلام:
«لا تظنن بكلمة خرجت من أحد سوءً وأنت تجد لها في الخير محملاً» ()
مضافاً إلي أن بعض هذه الاختلافات قد تكون من باب اختلاف المصاديق من دون اختلاف في أصل، فربما يكون اجتهادان مختلفين، ولكن كل واحد منهما صحيحاً، إما بنسبة متساوية أو بترجيح واحد علي الآخر فأنهما يثبتان حكماً واحداً وهما مصداقان لكلي واحد. كما هو الحال في قصة داود وسليمان عليهما السلام عندما حكما في الأرض الزراعية قال الله تعالي: ?ففهمناها سليمان وكلاً آتينا حكماً وعلماً?().
من هذا القول يتضح أن الاختلاف بين نظريات المسلمين مع بعضهم البعض ليس مانعاً من وحدة الصف وتوحيد الكلمة كما في قول رسول الله صلي الله عليه و اله: «لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة» ()، فإن عدداً من الصحابة فهموا من هذا القول: بأنه يلزم الهجوم علي بني قريظة سريعاً، لا أنه يلزم حتماً أداء صلاة العصر
هناك فصلوا في الطريق، بينما قال بعضهم: يجب أن نصلي صلاة العصر في بني قريظة فقط ولا تجوز الصلاة في الطريق حسب ما يستفاد من نص الكلام الشريف.
فكان يجوز لكل أن يعمل حسبما فهم من كلامه صلي الله عليه و اله مع مراعاة الشروط الشرعية في الفهم والاستنباط، فالبعض تمسك بظاهر الكلام الشريف، وفهم البعض المقصود من الحديث الشريف، فكان عمل كل منهما حسب اجتهاده المشروع صحيحاً.
معجزة من الإمام الحسين عليه السلام
يلزم الاهتمام بجميع الشعائر الحسينية المقدسة، فإنها منشأ الخيرات والبركات، وهناك قصص كثيرة في هذا الباب، نذكر واحدة منها:
عندما كنا في كربلاء المقدسة كانت لنا مباحثات عديدة مع الصابئة() وقد أسلم عدد منهم، وقد سمعت منهم عدة حكايات كان منها القصة التالية:
إن إحدي النساء الصابئات ذهبت في
ليلة عاشوراء إلي مجلس من مجالس عزاء الإمام الحسين عليه السلام الذي أقيم بجوار دارهم وطلبت منهم مقداراً من الرز تبركاً وذلك لشفاء ابنتها، وطلبت من صاحب المنزل أن لا يخبر بذلك أي أحد، لأن هذا العمل كان خلاف معتقدات الصابئة فإذا علموا بذلك ربما وصل الأمر إلي قتلها.
ولكن بعد مرور سنة عادت بوجه طلق إلي صاحب المجلس وقالت: ببركة مجلس الإمام الحسين عليه السلام قد أسلمت عائلتنا بأجمعهم، فإن بنتي كانت عاقراً لا تحمل فلما أخذت لها من الطعام الذي كان باسم الإمام الحسين عليه السلام رزقها الله ولداً سميناه (حسيناً) وببركة هذه المعجزة أسلم جميع أفراد العائلة.
نعم إن الإمام الحسين عليه السلام هو مصباح هدي() في الدنيا والآخرة، ويلزم علي المسلمين أن يهتموا بالشعائر الحسينية المقدسة، ويستفيدوا من نهضة الإمام الحسين عليه السلام المباركة للعودة إلي الإسلام والعمل بالقوانين الشرعية السمحة التي تطابق الفطرة الإنسانية، فيوم عاشوراء مضافاً إلي كونه يوم الحزن والبكاء وإقامة الشعائر، إنه يوم العودة إلي الإسلام بإذن الله تعالي.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام علي المرسلين والحمد لله رب العالمين وصلي الله علي محمد وآله الطاهرين.
قم المقدسة / 1420ه
محمد الشيرازي
رجوع إلي القائمة
() سورة مريم: 96.
() سورة الحديد: 21، سورة الجمعة: 4.
() الإرشاد: ج2 ص97.
() سورة الأنبياء: 64-65.
() بحار الأنوار: ج45 ص6 ب37.
() سورة ص: 39-40.
() بحار الأنوار: ج44 ص329 ب37 ضمن ح2.
() سورة الإسراء: 20.
() لقد بلغ تعداد نفوس المسلمين المليارين، حسب آخر الإحصاءات. انظر كتاب (فقه العولمة) و(المتخلفون مليارا مسلم) للإمام الراحل (أعلي الله درجاته).
() مفاتيح الجنان: ص228 في أعمال شهر رمضان العامة، نشر دار الأضواء بيروت لبنان ط2 عام 1417ه 1996م.
() هو الخطيب الشاعر الشيخ
محسن بن محمد أبو الحب الكعبي الحويزي الحائري (1235 1305 ه)، ينتسب إلي بيت علم وأدب يعرف ب (آل الحب) التي تنتسب إلي قبيلة بني كعب العربية. ولد في كربلاء المقدسة ونشأ بها، ولما بلغ عهد الصبا قرأ القرآن الكريم ثم درس العلوم العقلية والنقلية علي أعلام عصره، ودرس الحديث والتفسير والفقه والأدب حتي عد خطيباً بارعاً وشاعراً كبيراً، كان حسن المعاشرة، طيب المحادثة، ورعاً ملازماً للذكر في مجالس كربلاء. وعامة أشعاره في رثاء أهل البيت عليهم السلام جمعت في ديوان باسم (الحائريات) وهو مخطوط بخط حفيده الخطيب الشاعر محسن بن الشيخ محمد حسن بن الشيخ محسن.
() سورة الإسراء: 8.
() من لا يحضره الفقيه: ج4 ص334 باب ميراث أهل الملل ح5719.
() سورة آل عمران: 139.
() رضا خان البهلوي الأول (1878 – 1944م) ضابط في الجيش الإيراني، أطاح بالأسرة القاجارية الحاكمة، وأعلن نفسه شاهاً علي إيران عام (1925م).
() محمد رضا البهلوي الثاني (1919 1980م) أدي جوره وفسقه إلي قيام ثورة شعبية عارمة، أطاحت بحكمه في مطلع عام (1979م)، فأجبرته علي اللجوء إلي الخارج بعدما انهارت دعائم حكمه الإمبراطوري.
() عام 1919م.
() (1892-1960م).
() عام 1929م.
() (1881 1938م) ألغي الخلافة العثمانية وأبدلها بالجمهورية، وأصبح رئيساً للجمهورية عام 1923م.
() (1903- 2000م) قام بتشكيل حزب الدستور الجديد عام 1934م.
() سورة إبراهيم: 15.
() انظر بحار الأنوار: ج48 ص150 ب6 ح25.
() جوليا (928-984م).
() (تلخيص تاريخ امبراطوري عثماني) أربعة أجزاء / باللغة الفارسية، وهو تلخيص لكتاب (هامر بور كشتال، يوزف) المترجم إلي الفارسية، ترجمه (ميرزا زكي علي آبادي) ط: هيئة الإمام الحسين عليه السلام سنة 1417ه 1375 ه ش، قم المقدسة.
وراجع أيضا كتاب (موجز عن الدولة العثمانية) ط هيئة محمد الأمين ? الكويت.
() نهج
البلاغة، قصار الحكم: 96.
() التوحيد للشيخ الصدوق: ص228 ب30 ح7.
() صحيفة الرضا عليه السلام: ص40 ح3.
() سورة الأنعام: 23.
() وإليك بعض الإحصاءات:
أكدت منظمة اليونسكو بأن أعداد الأمية في العالم العربي بلغت في العام 1996م، 105 مليون أمي. وتتوقع المنظمة أن يصل العدد في عام 2010م من 115 إلي 120 مليون أمي.
يذكر: أن 47% من السكان العرب البالغين كانوا يجهلون القراءة والكتابة في منتصف التسعينات.
جاء في إحصاء 1996م بأن 9 ملايين طفل عربي خارج التعليم الابتدائي، وأن 15 مليون شاب عربي خارج التعليم الثانوي، كما إن 60 مليون مواطن عربي لا يجدون سبيلاً للمعرفة.
بلغت نسبة الكتب الصادرة سنوياً في العالم العربي 4كتب لكل 100 ألف شخص، مقارنة ب 52 كتاباً لكل 100 ألف شخص في الدول الصناعية.
كان عدد الجامعات في كل الأقطار العربية عام 1950م 12 جامعة، وفي عام 1980م وصل إلي 82 جامعة، وأما في عام 2000م فقد وصل إلي 200 جامعة.
تبلغ نسبة الإنفاق الإجمالي علي التعليم العالي في الأقطار العربية 1%.
بلغت نسبة النساء اللواتي يجدن القراءة والكتابة في الدول العربية 40%، كما بلغت نسبة الرجال الذين يجيدون القراءة والكتابة 6ر56%.
() انظر كتاب (كفاحنا): ص64 تعطيل المشاريع.
() مستدرك الوسائل: ج17 ص249 ب4 ح21250.
() راجع شرح أصول الكافي للمولي المازندراني: ج5 ص274 ح9.
() بحار الأنوار: ج45 ص51 ب37.
() ينابيع المودة للقندوزي: ج3 ص77 ب61 مقتل أصحاب الحسين عليه السلام.
() مقاتل الطالبيين: ص69 مقتل الحسين بن علي عليه السلام.
() مناقب آل أبي طالب: ج3 ص250 باب إمامة أبي عبد الله الحسين عليه السلام.
() كتاب (الحريات): من تأليفات سماحة الإمام الشيرازي (أعلي الله مقامه) في قم المقدسة 10 رمضان 1412 ه. وهو ضمن (موسوعة الفقه)، يقع الكتاب في
328 صفحة قياس 24 × 17. تناول سماحته فيه المواضيع التالية: حرية التجارة، حرية البيع، حرية الاشتراط في العقد، الكلام في الربا، حرية القرض، حرية الرهن، حرية الدائن والمفلس، حرية الضمان، حرية الحوالة، حرية الكفالة، حرية الصلح، حرية الشركة، حرية المضاربة، حرية المزارعة، حرية المساقاة، حرية الإيداع، حرية الاستعارة، حرية الإجارة، حرية الوكالة، حرية الوقف، حرية الصدقات، حرية السكني والعمري والرقبي والحبس، حرية الهبة، حرية السبق والرماية، حرية الوصية، حرية النكاح، تعدد الزوجات، حدود طاعة الزوجة، حدود النظر واللمس، المتعة، المهر، حرية الطلاق، حرية الخلع، حرية المباراة والظهار والإيلاء، حرية اللعان، حرية الإقرار، حرية الجعالة، حرية الأيمان، حرية الشفعة، حرية إحياء الموات، حرية اللقطة، حرية الصيد والذباحة، الحريات المتفرقة، حقيقة الحريات في البلاد غير الإسلامية، الحريات العبادية، حرية الطهارة، الحريات في باب القضاء، الحريات في باب الصلاة، الحريات في باب الصوم، الحريات في باب الحج، و…، قامت بطبعه مؤسسة الفكر الإسلامي في بيروت لبنان، عام 1414ه.
() اسم يطلق علي القسم الأول والثاني من الكتاب المقدس (العهد القديم والعهد الجديد) فالعهد القديم ينتظم في تسعة وثلاثين سفراً، كتب معظمها في الأصل بالآرامية وهي تشمل تاريخ اليهود وبعض تعاليم أنبيائهم، وأما العهد الجديد فهو ينتظم في سبعة وعشرين سفراً، وقد كتب العهد الجديد في الأصل باللغة اليونانية وهو يشتمل علي بعض سيرة السيد المسيح عليه السلام ويتحدث عن نشأة الكنيسة النصرانية وانتشارها، وهناك تحريفات كثيرة في العهدين القديم والجديد، للتفصيل راجع كتاب (ماذا في كتب النصاري؟) و(هؤلاء اليهود) و … للإمام الشيرازي الراحل (قدس سره الشريف).
() لا يكاد يمر أسبوع إلا وهناك ما تتناقله وسائل الإعلام الدولية، عن مرض (الإيدز)، وفي القارة الأفريقية وحدها هناك ما يثير
الدهشة والاستغراب: فقد أكد خبراء أفارقة في اليوم الأخير من (المؤتمر الإفريقي السابع حول المرأة والإيدز) الذي عقد في (دكار) أن 13مليون امرأة مصابة بالإيدز في البلدان الواقعة جنوب الصحراء. وقدرت دراسات عرضت في مؤتمر دكار نسبة الإصابات الجديدة بالإيدز عند النساء الشابات اللواتي تتراوح أعمارهن ما بين 15و24عاماً، ب60%.
كشف تقرير أصدرته الحكومة الكينية أن عدد حاملي فيروس الإيدز في كينيا بلغ مع نهاية عام 1997م نحو 4ر1 مليون شخص، وأن 90 ألفاً يحملون الفيروس هم من الأطفال.
وصرح المدير الإقليمي لليونيسيف لشمال أفريقيا، في مؤتمر صحفي قبيل مغادرته العاصمة السودانية (الخرطوم) بعد زيارة لها مؤخراً ب (أن نسبة المرض في السودان بلغت 2% من عدد السكان أي نحو 600 ألف حالة).
كما صرحوا بانخفاض متوسط عمر الإنسان الإفريقي بين 10 و15 سنة في إفريقيا الجنوبية بسبب انتشار مرض الإيدز.
وفي بعض الإحصاءات:
إن من بين كل عشرة مصابين بالإيدز في العالم هناك سبعة أفارقة.
بوتسوانا الدولة الأفريقية التي بها أعلي معدلات الإصابة بالإيدز في العالم.
يوجد 8ر3 مليون شخص أصيبوا ب (فيروس الإيدز) في الدول الإفريقية الواقعة جنوب الصحراء.
سجلت 6ر3 مليون إصابة ب (فيروس الإيدز) في جنوب إفريقيا وحدها.
تم إحصاء 4ر2 مليون حالة وفاة في إفريقيا بسبب الإيدز.
يوجد220 ألف مصاب بمرض الإيدز في شمال إفريقيا والشرق الأوسط.
يوجد 3ر23 مليون مصاب بمرض الإيدز في دول إفريقيا الشرقية والجنوبية.
تم رصد 7 ملايين طفل يتيم في أفريقيا بسبب وفاة الوالدين بمرض الإيدز.
61% من وفيات الأطفال في بوتسوانا بسبب الإيدز.
58% من وفيات الأطفال في زيمبابوي بسبب الإيدز.
41% من وفيات الأطفال في كينيا بسبب الإيدز.
() بعد عقود من التقدم الصناعي والعلمي لم تتقلص الفروقات الاجتماعية، بل ازدادت الفجوة بين فقراء العالم وأغنيائه في الثلاثين سنة
الماضية بمقدار ثلاثين مرة. فهناك 3ر1 مليار شخص في العالم يعيشون في فقر مدقع فيما لا يتمتع قرابة 5ر1 مليار شخص بأبسط الخدمات والعناية الصحية، وأن 70% من المحرومين في العالم نساء. كما أن سكان الأرض يتوزعون بين 800 مليون ثري و4 مليارات فقير و400 مليون متوسط الحال، وعبرت مصادر من الاتحاد الأوروبي عن قلقها من انتشار ظاهرة الفقر في أوروبا، فقد بلغت نسبة الفقراء في القارة الثرية حوالي 12% بين الكبار و14% بين الأطفال.
قال وزير الدفاع الأمريكي: إن اكثر من عشرة آلاف جندي أمريكي رواتبهم أقل من درجة الفقر.
5ر16% من الشعب الأميركي يعيش تحت خط الفقر.
ازداد معدل الفقر في أمريكا اللاتينية من 23 إلي 28%.
20% من سكان الأرياف في الأرجنتين يعيشون في فقر.
ثلث سكان الدول النامية لا يتوقعون العيش أكثر من 40 عاماً نتيجة نقص
الغذاء.
840 مليون جائع أو فاقد للأمن الغذائي في العالم.
100 مليون طفل في العالم تجب عليهم رعاية أنفسهم ضد الفقر والحروب.
9% من أطفال العالم العربي يموتون تحت سن الخامسة نتيجة الفقر وسوء التغذية.
46% من أطفال روسيا الذين هم دون الخامسة عشرة فقراء.
60% من أطفال الدول المستقلة حديثاً عن الاتحاد السوفييتي من الفقراء.
65% من أطفال أفريقيا يموتون بسبب سوء التغذية.
45% من سكان أميركا الجنوبية والكاريبي من الفقراء
تعداد الذين يعيشون تحت خط الفقر في العالم:
50 مليون أميركي.
30 مليون روسي.
75 مليون عربي.
4ر7 مليون إيطالي.
() مستدرك الوسائل: ج16 ص264 ب38 ح19817.
() نهج البلاغة، قصار الحكم: 227.
() سورة البقرة: 29.
() مستدرك الوسائل: ج17 ص111 ب1 ح20902.
() غوالي اللآلي: ج3 ص480 ق2 باب إحياء الموات ح4.
() أبو بشير عمرو بن عثمان المشهور ب (سيبويه) عالم نحوي، ولد في البيضاء قرب شيراز عام 142ه ونشأ في البصرة، حيث
أخذ العلم عن الخليل بن أحمد الفراهيدي، يعتبر أوسع النحاة العرب شهرة برغم أنه توفي في ريعان شبابه، وهو إمام البصريين النحاة، وكان أنيقاً وسيماً وفي لسانه حبسة، وقد غلب لقبه عليه ومعناه (رائحة التفاح) وهو صاحب (الكتاب في النحو) الذي يعرف أيضاً ب (الكتاب) وقد شرحه ابن السراج والمبرمان والسيرافي والرماني، توفي عام 179ه.
() ناصر خسرو (394 - 467ه) شاعر وداعية، حج عام 436ه إلي مكة ثم زار فلسطين وسوريا فمصر، حيث تبني الدعوة الفاطمية وعمل علي نشرها، من آثاره كتاب (جامع الحكمتين) وقد حاول فيه التوفيق بين المعتقدات الإسماعيلية والفلسفة اليونانية، وكتاب (سفرنامه) وقد وصف فيه رحلته إلي فلسطين وسوريا.
() أبو عبد الله محمد بن عبد الله المشهور بابن مالك، نحوي ولد في جبّان من بلاد الأندلس عام 599ه، وسمع من الشلويني، ثم ورد المشرق حاجاً، ثم استوطن الشام، فسمع من السخاوي، وبحلب من ابن يعيش الحلبي، ثم تصدر لإقراء العربية في حلب مدة، فدمشق التي توطنها، كان يستشهد بالقرآن فإن لم يجد فأشعار العرب التي كان في استذكارها نسيج وحده.
وضع أرجوزة في النحو في ثلاثة آلاف بيت تقريباً دعاها (الكافية الشافية) ولكن شهرته تقوم علي مختصر هذه الأرجوزة المعروفة ب (ألفية ابن مالك) لاشتماله علي ألف بيت، وله أيضاً (لامية الأفعال) و(شواهد التوضيح)، تعلم عليه ولده بدر الدين محمد المتوفي عام 686ه، وقام بتصنيف (شرح الألفية) و(شرح لامية الأفعال)، كما إن ابن عقيل أيضاً قام بشرح الألفية وكذلك السيوطي وغيرهم، توفي ابن مالك في دمشق في الثاني عشر من شعبان عام 672.
() نهج الفصاحة: ح3211.
() الفصول المختارة: ص237.
() سورة الحج: 28.
() تفاهم سري استعماري بين بريطانيا وفرنسا، متمم لاتفاق رئيسي بين بريطانيا
وفرنسا وروسيا لتقسيم السلطنة العثمانية والاستيلاء علي المشرق العربي في أعقاب دخول الأتراك إلي جانب ألمانيا، وقد توصلت فرنسا وبريطانيا إلي الاتفاق النهائي بشأن التفاهم السري، بعد أن عينت الحكومة الفرنسية المسيو جورج بيكو قنصلها العام في بيروت في 9 تشرين الثاني نوفمبر 1915م مندوباً سامياً مكلفاً بمفاوضة الحكومة البريطانية بشأن مستقبل الولايات العربية في السلطنة العثمانية مع مندوب الحكومة البريطانية السير مارك سايكس عضو مجلس العموم البريطاني والمهتم بالشؤون العربية المندوب السامي البريطاني لشؤون الشرق الأدني وفي خلال الأشهر الخمسة الأولي من عام 1916م تم تبادل إحدي عشرة رسالة تحددت بموجبها بنود الاتفاقية والتي سميت باسم المتفاوضين والتي جري توقيعها سراً في القاهرة في 16 أيار مايو 1916م، وكان سايكس بيكو قد زارا روسيا القيصرية في آذار مارس من العام نفسه، حيث قدما لسيرجي زازنوف وزير الخارجية الروسي مسودة الاتفاق الذي وافق عليه مقابل موافقة فرنسا وبريطانيا علي استيلاء روسيا علي تبريز وأرظروم وبحيرة فان وبتليس في آسيا الصغري وعلي الاستيلاء علي البحر الأسود بعد انتهاء الحرب كأسلاب مقابل الأسلاب البريطانية والفرنسية.
أما الخطوط العامة لاتفاقية (سايكس بيكو) فقد تضمنت إلي جانب الاعتراف باستقلال شبه الجزيرة العربية، تقسيم العراق وسورية باستثناء فلسطين إلي أربع مناطق، أشير لمنطقتين منهما بالأحرف ألف وباء، وللمنطقتين الباقيتين باللونين الأزرق والأحمر، وقد بقيت اتفاقية (سايكس بيكو) سراً إلي أن تسلم البلشفيك سدة الحكم في روسيا في تشرين الثاني نوفمبر 1917م فسارعوا إلي إعلانها ومعارضتها.
() في تاريخ 8 تشرين الثاني/ نوفمبر 1918م أصدر الحلفاء بلاغاً نشر في باريس ونيويورك ولندن والقاهرة هذا نصه: (إن الغاية التي ترمي إليها كل من فرنسا وبريطانيا العظمي من خوض غمار الحرب في الشرق من جراء
أطماع ألمانيا هو تحرير الشعوب التي طالما رزحت تحت أعباء استعباد الأتراك تحريراً تاماً نهائياً، وتأسيس حكومات وإدارة وطنية تستمد سلطتها من رغبة نفس السكان الوطنيين ومحض اختيارهم، ولتنفيذ هذه الغايات قد اتفقت كل من فرنسا وبريطانيا العظمي علي تشجيع ومساعدة إنشاء حكومات وإدارات وطنية في كل من سوريا وقد حررها الحلفاء وفي الأقطار التي يسعي الحلفاء في تحريرها، والاعتراف بهذه الأقطار بمجرد تأسيس حكوماتها تأسيساً فعلياً، وإن فرنسا وبريطانيا العظمي لا ترغبان في وضع نظامات خاصة لحكومات هذه الأقطار، بل لا همّ لهما إلا أن تضمنا بمساعدتهما ومعاونتهما الفعلية سير أمور هذه الحكومات والإدارات التي يختارها السكان الوطنيون سيراً معتدلاً، وأن تضمنا سير العدل الشامل الخالي من شوائب المحاباة وأن تساعدا التقدم الاقتصادي بإنهاض الأهليين وتشجيع مشاريعهم، وأن تساعدا علي تعميم التعليم والتهذيب، وأن تضعا حداً للتفريق الذي طالما توخاه الأتراك في سياستهم، هذه الخطة التي ستسير عليها الحكومتان المتحالفتان في الأقطار المحررة).
وقد أعلنت ذلك جريدة العراق في عددها الصادر بتاريخ 15 تشرين الثاني/ نوفمبر 1918م.
() اصطلاح تركي يطلق علي دول: الاسكندرونة، لبنان، سورية، فلسطين
والأردن.
() سورة المؤمنون: 52.
() سورة الشوري: 38.
() نهج البلاغة، الرسائل: 47، ومن وصية له عليه السلام للحسن والحسين ? لما ضربه ابن ملجم (لعنه الله).
() سورة طه: 124.
() سورة طه: 124.
() سورة الأحزاب: 27.
() سورة النصر: 2.
() الأندلس: منطقة تقع في الجزء الجنوبي من إسبانيا اليوم، تطل علي المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط، والأندلس أو أندلوسيا اليوم اسم أطلقه المسلمون علي أسبانيا والبرتغال بعد فتحها بقيادة موسي بن نصير ومولاه طارق بن زياد عام 92ه. وأنشئوا فيها حضارة لا تزال آثارها باقية إلي اليوم وهي محط أنظار السياح في العالم.
من أهم مدنها اشبيلية وغرناطة وقرطبة ومرسية وألمرية. حكم الأمويون في قرطبة مستقلين عن العباسيين في الشرق من عام 138ه إلي 422ه ثم خلفهم ملوك الطوائف فالمرابطون فالموحدون.وكانت هزيمة الموحدين في وقعة العقاب عام 609ه بداية تقهقر المسلمين أمام الأسبان وسقطت قرطبة عام 633ه. فانحصر سلطان المسلمين في غرناطة عاصمة بني نصر أو بني الأحمر حتي استولي عليها ملكا آرغون وقشتالة إيزابيلا وفرديناند وأسرا آخر ملوكها المسمي أبي عبد الله عام 897ه. هذا وقد اتحدت مملكة آرغون ومملكة قشتالة فنشأت عن ذلك دولة إسبانيا اليوم.
() تقع فلسطين علي الساحل الجنوبي الشرقي من البحر الأبيض المتوسط، استوطنها الكنعانيون ابتداءَ من عام 3000ق.م تقريباً. احتلها المصريون حوالي عام 1468ق.م بعد ذلك نزل الفلسطينيون سواحلها في القرن الثاني عشر قبل الميلاد قادمين من كيليكية أو كريت واستقروا بين عسقلان وغزة طاردين الكنعانيين فدعيت البلاد كلها باسمهم. ثم قدم إليها العبرانيون وأنشئوا في جزء منها حوالي عام 1040 ق.م مملكة ما لبثت أن انقسمت حوالي عام 932 ق.م إلي مملكة في الشمال ومملكة في الجنوب، وقد سقطت الأولي 721ق.م في أيدي الآشوريين. وسقطت الثانية عام 586ق.م في أيدي البابليين. واحتل الفرس فلسطين عام 539ق.م ثم احتلها الإسكندر المقدوني عام 333ق.م وبعد ذلك احتلها الرومان والبيزنطيون. ثم فتحها المسلمون عام 14ه فأصبحت منذ ذلك الحين جزءً لا يتجزأ من الوطن الإسلامي. غزاها الصليبيون 489ه 690ه. ثم دخلها العثمانيون عام 922ه وفي عام 1335ه 1917م صدر وعد بلفور المشؤوم والذي تعهد فيه بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين وأخضعت فلسطين للانتداب البريطاني عام 1338ه 1920م وبدأ الصهاينة يتدفقون علي البلاد، فثار العرب في وجههم وفي وجه السلطة البريطانية المنتدبة مرات عديدة.
وفي عام 1366ه 1947م أوصت الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين بين العرب واليهود. فرفض العرب ذلك، فما كان من بريطانيا إلا أن أعلنت انتهاء الانتداب في 14آيار/ مايو 1948م 1367ه. وفي الوقت نفسه أعلن الصهاينة قيام دولة (إسرائيل) غير الشرعية. فنشبت الحرب بين جيوش الدول العربية المجاورة والقوات الصهيونية، ولكن تفرق كلمة العرب آنذاك أدي إلي ضياع جزء كبير من البلاد وإلي تشريد مئات الألوف من العرب أصحاب البلاد الشرعيين. وفي حرب حزيران 1387ه 1967م احتل الصهاينة ما تبقي من فلسطين.
() لقد كانت أوروبا في القرون الوسطي تعيش في ظلام دامس من الجهل فوقف بها تيار العلم ونضبت موارد الحكمة وبقي الناس في غياهب الجهل نحواً من ألف سنة، بينما كانت بلاد المسلمين في تلك الفترة ملجأ العلم والحكمة وموطن المدنية والحضارة. فبلغت فيها المعارف والفنون أرفع ما قدر لها في تلك القرون البعيدة.
ففي زمن المنصور العباسي قام المسلمون بدراسة العلوم الفلكية وتأسيس مدارس الطب والشريعة. وفي زمن هارون أضيف لكل مسجد مدرسة في جميع أرجاء البلاد الإسلامية. وفي زمن المأمون أصبحت بغداد عاصمة علمية كبري جمعت فيها من الكتب مال لا تحصي.
لقد كان المسلمون يعتبرون دراسة الهندسة والعلوم الرياضية أدوات ومعدات لعلم المنطق، وقد اهتدوا إلي حل مسائلهم عن طريق التجربة والنظر بواسطة الآلات. كما كانوا أول من وضعوا علم الكيمياء والمكتشفين لبضع آلات التقطير والتصعيد والإسالة والتصفية. كما استعملوا أبحاثهم الفلكية الآلات المدرجة والسطوح المعلمة والإسطرلابات وهي آلات لقياس أبعاد الكواكب كما استخدموا الميزان في العلوم الكيماوية، كما عملوا الجداول للأوزان النوعية للأجسام والأرياج الفلكية وهي جداول تعرف منها حركات الكواكب مثل التي كانت في بغداد وقرطبة وسمرقند. وبسبب هذا الترقي الباهر في الهندسة
وحساب المثلثات فقد ساعدهم علي اكتشاف علم الجبر. راجع دائرة معارف القرن العشرين لمحمد فريد وجدي: ج6 ص607 وما بعدها نشر دار الفكر بيروت.
() وإليك بعض الإحصاءات حول العراق في عهد حزب البعث وصدام:
? بلغت نسبة الفقراء 29% بل أكثر.
? بلغت نسبة إصابة الأطفال بمرض التقزّم بسبب سوء التغذية 19%.
? بلغت القيمة التي يقل فيها نمو أطفال عن المعدل الطبيعي العالمي 7%.
? بلغ عدد الذين لقوا حتفهم من بداية الحصار حتي تموز 1997م 850 ألف عراقي، علماً بأن60% منهم من الأطفال.
? بلغ عدد الأطفال الذين ماتوا خلال الأعوام من 1990 إلي 1998م مليون طفل.
? بلغ عدد الأطفال الذين يموتون تحت سن الخامسة كل شهر 6452 طفلاً مقارنة ب 539 طفلاً قبل غزو الكويت.
? بلغ عدد الأطفال الذين يموتون تحت سن الخامسة كل يوم 300 طفلاً.
? بلغ معدل الوفيات بين حديثي الولادة من 1 30 يوماً خلال شهر آذار من عام 1998م 5400 حالة وفاة.
? بلغت حالات الوفيات بين المواليد الجدد عام 1998م 92 حالة وفاة بين كل ألف مولود جديد، مقارنة ب 24 حالة وفاة قبل عام 1990م. وذكر مصدر آخر أن عدد حالات الوفيات ارتفع إلي 200 حالة وفاة بين كل ألف مولود جديد.
? بلغت نسبة الأمية حسب إحصاء 1995م 42%.
? بلغت نسبة التعليم الجامعي حسب إحصاء عام 1997م 13%.
? يبلغ معدل الراتب الشهري للأستاذ الجامعي 8 دولارات أمريكية فقط.
? بلغت خسائر العراق من توقف تصدير النفط 155 مليار دولار أمريكي.
? بلغ مقدار الدمار الذي لحق بالمؤسسات التربوية بسبب الحصار 40%.
? بلغ معدل ضخ المياه الصالحة للشرب ستة ملايين متر مكعب أثناء الحصار، مقارنة ب 45 مليون متر مكعب قبل الحصار. كما انخفضت مادة
الكلور المستخدمة في تنقية مياه الشرب من 5 ملغم لكل لتر إلي 1 ملغم فقط.
? بلغ مقدار ارتفاع سعر السكر 37750 مرة، والرز 1458 مرة، والشاي 1500 مرة، والزيوت 1667مرة، وحليب الأطفال 625مرة وذلك بعد الحصار.
? بلغت قيمة الدولار الأمريكي الواحد 2000 دينار عراقي، بعدما كان الدينار العراقي الواحد يعادل 3ر3 دولار أمريكي، أي أن الدينار العراقي هبطت قيمته 606 نقطة أمام الدولار الأمريكي.
() سورة البقرة: 185.
() غوالي اللآلي: ج1 ص381 ب1 المسلك الثالث ح5.
() الحبل المتين، للبهائي العاملي: ص90 في معني الصعيد.
() راجع (كيف نجمع شمل المسلمين؟): ص16، صفات البلد الديكتاتوري، ط2 عام 1412ه مؤسسة الفكر الإسلامي، والكتاب يقع في 29 صفحة قياس 17×12. وقد تناول سماحة الإمام الراحل (قدس سره) فيه المواضيع التالية: الوحدة الإسلامية، فضح التعذيب والحرمان والتجزء، إسقاط الدكتاتور، صفات البلد الدكتاتوري، الانقلابات العسكرية والشعبية الدكتاتورية، أسباب الانقلابات العسكرية. وهو من تأليفات سماحته في قم المقدسة بتاريخ 15 / ربيع الأول / 1403ه. وقد ترجم إلي اللغة الفارسية تحت عنوان (به سوي اتحاد أمت إسلامي) وطبع في إيران.
() مستدرك الوسائل: ج17 ص347 ب1 ح21542.
() انظر الحدائق الناضرة: ج15 ص353 اختلاف الزوجين في وقوع العقد حال الإحرام، وفيه: (أحمل أخاك المؤمن علي سبعين محملاً من الخير).
() نهج البلاغة، قصار الحكم: 360.
() سورة الأنبياء: 79.
() تفسير القمي: ج2 ص189 سورة الأحزاب، غزوة بني قريظة.
() تضاربت أقوال العلماء حول حقيقة الصابئة واختلفت آراؤهم فيهم وفي معتقداتهم. قال الشهرستاني في (الملل والنحل): الصابئة تقول: إنا نحتاج في معرفة الله ومعرفة طاعته، وأوامره، وأحكامه إلي (متوسط)، لكن ذلك المتوسط يجب أن يكون روحانياً لا جسمانياً، وذلك لزكاء الروحانيات وطهارتها وقربها من رب الأرباب، والجسماني بشر مثلنا،
يأكل مما نأكل، ويشرب مما نشرب يماثلنا في المادة والصورة، قالوا: ?ولئن أطعتم بشرا مثلكم إنكم إذا لخاسرون?.
وقال الفيومي في (المصباح المنير): وصبأ من دين إلي دين يصبأ مهموز بفتحتين خرج، فهو صابئ. ثم جعل هذا اللقب علماً علي طائفة من الكفار، يقال إنها تعبد الكواكب في الباطن، وتنسب إلي النصرانية في الظاهر، وهم الصابئة والصابئون. ويدعون أنهم علي دين صابئ بن شيث بن آدم. ويجوز التخفيف فيقال: الصابون.
وقال في (القاموس): والصابئون يزعمون أنهم علي دين نوح?، وقبلتهم من مهب الشمال عند منتصف النهار.
وقال في (الصحاح): هم جنس من أهل الكتاب.
ونقل العلامة في (التذكرة) عن الشافعي: أنهم مبتدعة النصاري كما أن السامرة مبتدعة اليهود.
وقال المحقق الشيخ علي في شرح (القواعد): ويقال إن الصابئين فرقتان، فرقه توافق النصاري في أصول الدين، والأخري تخالفهم فيعبدون الكواكب السبعة، وتضيف الآثار إليها وتنفي الصانع المختار.
وقال الشيخ المفيد: إن جمهور الصابئين توحد الصانع في الأزل، ومنهم من يجعل معه هيولي في القدم صنع منها العالم، فكانت عندهم الأصل، ويعتقدون في الفلك وما فيه الحياة والنطق أنه المدبر لما في هذا العالم الدال عليه، وعظموا الكواكب وعبدوها من دون الله وسموها بعضهم ملائكة، وجعلها بعضهم آلهة وبنوالها بيوتاً للعبادات.
وفي تفسير علي بن إبراهيم القمي: الصابئون قوم لا مجوس ولا يهود ولا نصاري ولا مسلمون، ولكنهم يعبدون الكواكب والنجوم.
وفي (التبيان) للشيخ الطوسي، و(مجمع البيان) للطبرسي: إنه لا يجوز عندنا أخذ الجزية عن الصابئة لأنهم ليسوا من أهل الكتاب. إلي غير ذلك من أقوال العلماء المختلفة فيهم.
وفي رواية يرويها المفضل بن عمر عن الإمام الصادق ? قال: فقلت: يا مولاي فلم سمي الصابئون الصابئين؟. فقال ?: «إنهم صبوا إلي تعطيل الأنبياء والرسل والملل
والشرائع، وقالوا كلما جاءوا به باطل. فجحدوا توحيد الله تعالي ونبوة الأنبياء ورسالة المرسلين ووصية الأوصياء، فهم بلا شريعة ولا كتاب ولا رسول وهم معطلة العالم».
وقد ورد ذكر الصابئون في القرآن الحكيم في أكثر من آية منها قوله تعالي: ?إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصاري والصابئين من آمن بالله واليوم الآخروعمل صالحاً فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون? سورة البقرة: 62.
وقوله سبحانه: ?إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصاري من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون? سورة المائدة: 69.
وقوله تعالي: ?إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصاري والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم يوم القيامة إن الله علي كل شيء شهيد? سورة الحج: 17.
كما إن سماحة الإمام الشيرازي (أعلي الله مقامه) قد كتب كتاباً حول الصابئة بعنوان (الصابئة في عقيدتهم وشريعتهم)، يقع في 46صفحة قياس 20×14، تناول فيه المواضيع التالية: العقيدة الإسلامية وتوابعها، الشريعة الإسلامية، الصابئة في اللغة، الصابئة في القرآن الحكيم، أقسام الصابئة، تناقص عدد الصابئة لصعوبة مبادئهم، عدد الصابئة وقبائلهم، مظهر الصابئة، كتب الصابئة، المبدأ والمعاد عند الصابئة، الأنبياء عند الصابئة، علماء الصابئة، الأحكام عند الصابئة، التطهير عند الصابئة، الصلاة عند الصابئة، الصوم عند الصابئة، أحكام أخر للصابئة، الختام. وهو من تأليف سماحته في كربلاء المقدسة، ضمن سلسلة (بين الإسلام والأديان والمبادئ) العدد السادس. وقد طبع الطبعة الأولي في النجف الأشرف العراق، ضمن سلسلة منابع الثقافة الإسلامية. وقد صودرت جميع نسخ الكتاب من قبل حزب البعث العراقي. كما تم طبعه ثانية في دار القرآن الحكيم، قم المقدسة إيران.
() إشارة إلي الحديث الشريف المروي عن الإمام الحسين عليه السلام قال: «دخلت علي رسول
الله ? وعنده أبي بن كعب، فقال لي رسول الله ?: مرحباً بك يا أبا عبد الله، يا زين السماوات والأرضين، فقال له أبيّ: وكيف يكون يا رسول الله زين السماوات والأرض أحد غيرك؟ فقال: يا أبيّ والذي بعثني بالحق نبيا إن الحسين بن علي في السماء أكبر منه في الأرض، فإنه لمكتوب عن يمين عرش الله مصباح هدي وسفينة نجاة» الحديث. بحار الأنوار: ج36 ص204 ب40 ح8.