طريقنا إلي الحضارة

اشارة

اسم الكتاب: طريقنا إلي الحضارة

المؤلف: حسيني شيرازي، محمد

تاريخ وفاة المؤلف: 1380 ش

اللغة: عربي

عدد المجلدات: 1

الناشر: موسسه المجتبي

مكان الطبع: بيروت لبنان

تاريخ الطبع: 1420 ق

الطبعة: اول

بسم الله الرحمن الرحيم

كنتم خير أمة

أخرجت للناس

تأمرون بالمعروف

وتنهون عن المنكر

وتؤمنون بالله

سورة آل عمران: 110

كلمة الناشر

بسم الله الرحمن الرحيم

الأنبياء العظام والرسل الكرام وكذلك أوصياؤهم المعصومون عليهم السلام هم مؤسسو الحضارات وصانعوها، فان أول إنسان نزل علي الأرض، وسكن كرة التراب، هو آدم أبو البشر عليه السلام، نبي الله وصفوته، وأمينه وسفيره، وهو الذي قد علمه الله تعالي الأسماء كلها، وأنزل معه ما تتطلبه الحياة الإنسانية والحضارية من برامج ومناهج، برامج سماوية ومناهج الهية يتضمن تطبيقها سعادة الإنسان، ويحقق له فوزه علي المصاعب والمشاكل، وظفره بالأماني والآمال، وذلك رغم تسمية ذلك العصر في العلوم الاجتماعية بالعصر الحجري وما أشبهه من الأسماء التي لم ينزل الله بها من سلطان، وانما هي علي أقل تقدير من التكهنات والتخرصات علي الغيب، وإلا فان أول إنسان سكن الأرض، وبني فوقها الحضارة والمدنية، هو: خليفة الله آدم عليه السلام، وخليفة الله هو: سفير السماء وبوابة الحضارة السماوية نحو أهل الأرض، ثم أمره بأن يودعها وصيه من بعده.

نعم لقد أتي آدم أبو البشر عليه السلام لنفسه وللبشر الذين تواجدوا علي الأرض من نسله بما يلائمهم من مواد الحضارة والمدنية، وجاءهم بما يطيقونه فكرياً وجسمياً من القوانين السماوية المتحضرة..

حتي إذا مضت قرون من حياة البشر، ومرت دهور علي تواجدهم وتكاثرهم، واحتاج البشر إلي مواد حضارية أكبر، وقوانين أشمل، أرسل الله تعالي رسولاً آخر، وبعث نبياً ثانياً، وانزل إليه كتاباً فيه ما يحتاجه البشر المعاصر لذلك النبي من مواد جديدة، وقوانين حضارية إضافية تتفق مع مستوي تطلعات أولئك البشر وتلبي كل حاجاتهم

المادية والمعنوية، وتحقق جميع آمالهم وأمانيهم التقدمية والحضارية.

ثم انه لما تمادت العصور بالبشر، وتقدمت بهم السنين والأعوام وطال عليهم الدهر والزمان وكثروا وازدادوا نسلاً بعد نسل، وجيلاً بعد جيل، احتاجوا إلي ما ليس موجوداً عندهم من قوانين حضارية تتوافق مع مجتمعاتهم، وتتلاءم مع أهدافهم، فبعث الله تعالي نبياً آخر، وأرسل إليهم رسولاً ثالثاً، ورابعاً، وخامساً، وهكذا، حتي انتهي الأمر إلي سيد الرسل وخاتم النبيين، محمد بن عبد الله صلي الله عليه و اله، وأرسل معه إليهم الإسلام العظيم، والقرآن الحكيم، الذي فيه آخر ما في قاموس لغة التقدم والحضارة من حرف، والذي يتضمن فوق ما يتصوره بشر اليوم وحتي بشر القرون المتطاولة الآتية من مواد التقدم وقوانين التحضر.

إن الإسلام دين الله الذي ارتضاه للإنسان إلي يوم قيام الساعة، وحتي انقراض البشر وفنائه، انه آخر صيغة للحضارة السماوية الممنوحة إلي أهل الأرض، والمهداة إلي سكان كرة التراب، كيف لا وقد عني الإسلام بجميع شؤون الإنسان من لدن قبل حياته وحتي بعد وفاته، ولم يغفل عن جزئي من جزئيات دنياه، ولا عن مهمة من مهمات آخرته، انه وفر علي الإنسان كل مستلزمات الحضارة، وهيأ له جميع مقدماتها، ورسم له كل خطوطها وخرائطها.

ولقد أخذ الإسلام بيد الإنسان وأرشده ليتربع فوق الحياة الدنيا، ويشرف علي قمة هذا الكون الفسيح، وأمره بتسخيرها والاستفادة منها، وقال: ?يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات? ().

وقال: ?إنما يخشي الله من عباده العلماء? ().

وقال: ?خلق الإنسان ? علمه البيان? ().

وقال: ?اقرأ وربك الأكرم ? الذي علم بالقلم ? علم الإنسان ما لم يعلم? ().

وقال: ?ن والقلم وما يسطرون? ().

وقال: ?هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه واليه

النشور?().

وقال عليه السلام: «ليس منا من ترك آخرته لدنياه ولا من ترك دنياه لآخرته».

نعم ان الإسلام هدي الإنسان إلي حضارة العلم بتراثه العلمي، والي حضارة العمل برصيده العملي والسلوكي، وأمره بأن يكون حضارياً: علماً وثقافة، وسلوكاً وعملاً، وهذا هو ما يريد سماحة الإمام الشيرازي «دام ظله» في هذا الكراس الارشاد اليه، والترغيب فيه، علّنا نستطيع نحن المسلمين أصحاب هذه النعمة: نعمة الحضارة الكبري، أن نعمم هذه الحضارة: حضارة الإسلام الراقية وثقافته العالية علي كل البشرية، وفي جميع أرجاء العالم، حتي يسعد الناس كل الناس في الحياة الدنيا بالخير والسلام، والأمن والإيمان، ويظفروا في الآخرة بالروح والريحان، والجنة والرضوان، إن شاء الله تعالي.

مؤسسة المجتبي للتحقيق والنشر

بيروت لبنان ص.ب: 6080 شوران

البريد الإلكتروني: almojtaba@shiacenter.com

المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام علي محمد وآله الطاهرين.

هناك سؤال يجول في الأذهان، ويطرح نفسه بقوة ليقول: كيف تقلصت الحضارة الإسلامية العملاقة، وانزوت عن الساحة المعاصرة؟

ثم انه ما هو العلاج لارجاعها واعادتها إلي الحياة؟

وهذا الكتاب تلميح إلي بعض طرقه.. نسأل الله سبحانه أن ينفع به انه ولي ذلك.

قم المقدسة

محمد الشيرازي

من أسباب التخلف

من أسباب التخلف

من أهم أسباب تقلص حضارتنا أنا أصبحنا اليوم بحيث لا نهتم بالعلم والتعمق، والعمل والمثابرة، بينما الأجانب أخذوا يعملون بكلا الشيئين، مضافاً إلي السبب الرئيسي في ذلك وهو: أننا تركنا ما أمرنا به رسول الله صلي الله عليه و اله من التمسك به، حيث قال صلي الله عليه و اله: «اني تارك فيكم الثقلين أو خليفتين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي». والحديث متواتر عند الفريقين().

فحيث تركنا كتاب الله عزوجل وعترة نبيه صلي الله عليه و اله ولم نهتم بالعلم والتعمق فيه، والعمل والمثابرة عليه، خسرنا حضارتنا الإسلامية.

ولنمثل توضيحاً للمطلب بمسألة اعتقادية هي: «عصمة الأنبياء» عند الشيعة وعند العامة، ثم لننظر الفرق بينهما مصدراً وتحليلاً.

يكفينا في هذا المجال مراجعة كتاب «تنزيه الأنبياء» للسيد المرتضي رحمة الله عليه، هذا الكتاب القيم الذي ألفه واحد من أعلام الشيعة في القرن الرابع الهجري، يعني قبل ما يقارب من ألف سنة، ألا وهو السيد المرتضي (قدس سره) فانه كتاب صغير الحجم، لكنه كبير في المعني والمحتوي، حيث انه ذكر فيه ما يثبت به عصمة الأنبياء عليهم السلام وطهارتهم من الدنس، ونزاهتهم عن الخطأ والاشتباه، والسهو والنسيان، والزلل والعصيان.

قصص الأنبياء عليهم السلام وعصمتهم

هذا هو واحد مما جاء في كتبنا المعتبرة، ومصنفات علمائنا المعتمدة، بالنسبة إلي عصمة الأنبياء عليهم السلام، بينما نري القصص المشتهرة لدي بعض الناس عن بعض الأنبياء خلاف ذلك إذ فيها ما لا يليق بشأنهم فكيف بمقام عصمتهم وطهارتهم؟ وما ذلك إلا لما تسرب من بعض كتب العامة إلي أوساط الناس، وانتشر من مصادرهم فيما بينهم.

ومن المعلوم أن العامة حيث إنهم لم يأخذوا معارفهم من أئمة أهل البيت: ذرية رسول الله صلي الله عليه و اله وقرباه، الذين نزل القرآن وقصصه

في بيوتهم «وأهل البيت أعرف بما في البيت» وقعوا في مأزق من المعارف الصحيحة، ومنأي عن المنابع المعتبرة، والمصادر الموثوقة، فاضطروا إلي التشبث بمآخذ مشبوهة، والتمسك بمصادر غير معتبرة، دعيت فيما بعد بالاسرائيليات.

وانما سميت بذلك لأن وهب بن منبه، وكعب الأحبار، ومن أشبههما هم مصدر أكثر القصص الواردة في كتب السنة بالنسبة إلي قصص الأنبياء عليهم السلام، ثم أبو هريرة ومجاهد والشعبي ومن إليهم هم مصدر ثان لها، مع أنا لو راجعنا تاريخ هؤلاء لرأينا أن بعضهم من النواصب المبغضين للإمام علي بن أبي طالب أمير المؤمنين عليه السلام، حتي أن المؤرخين يذكرون عن أحدهم بأنه كان شديد العداء لعلي وأهل بيته عليهم السلام، علماً أن الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام هو من عرّفه القرآن الكريم: بأنه نفس رسول الله صلي الله عليه و اله حيث يقول تعالي في آية المباهلة: ?أنفسنا وأنفسكم?() وأن أهل بيته هم قربي الرسول الحبيب صلي الله عليه و اله الذي جعل القرآن مودتهم أجر رسالته صلي الله عليه و اله، وذلك حيث يخاطب الله تعالي رسوله الكريم ويقول له: ?قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربي?().

التفسير لدي الفريقين

هذا هو حال بعض من أخذ منهم العامة في مجال قصص القرآن الحكيم بالنسبة إلي الأنبياء عليهم السلام، وكذلك ايضاً حال الذين أخذ منهم العامة في مجال تفسير القرآن العظيم وتبيين معانيه وأحكامه.

وعليه: فإذا كان كذلك فلماذا نري الشيخ الطبرسي رحمة الله عليه في تفسير مجمع البيان ينقل عنهم؟

والجواب: انا إذا راجعنا زمانه، والظروف التي كان يعيش فيها، لرأينا أن الظروف كانت تقتضي آنذاك بأن يأتي بكلام الإمام الصادق عليه السلام وأن يأتي إلي جانبه بكلام أبي هريرة، وأن

يأتي بكلام علي أمير المؤمنين عليه السلام وبكلام عمر وعثمان مثلاً، حتي يستطيع من بيان الحق، ونشر كتابه، وإبلاغ ما وصله من روايات أهل البيت عليهم السلام في التفسير، وفي قصص القرآن، وفي أحكام الله تعالي، إلي الناس والي الأجيال من بعده، ثم انه علي الناس والأجيال الذين يأتون من بعده أن يتدبروا ما جاء فيه، ليأخذوا بأحسنه، ويتركوا ما لم يكن حسناً منه، كما قال تعالي: ?فبشر عبادِ ? الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه?().

إذاً فالشيخ الطبرسي رحمة الله عليه إنما نقل ما نقل في تفسيره مجمع البيان، من أقوال العامة، ليستطيع عبر تلك الظروف القاسية التي كان التحدث فيها عن أهل البيت عليهم السلام وعما يروونه عن جدهم رسول الله صلي الله عليه و اله جرماً كفارته الهتك والقتل أن يوصل رواياتهم عليهم السلام إلي الناس، موكلاً الاختيار وحسن الانتخاب منها إليهم، وهذا يدل علي أن ما جاء في كتابه يوجد فيه الصحيح، لا أن كل ما كتبه فيه صحيح، فانه لم يلتزم هو به أيضاً.

هذا في مجال أصول الدين من قصص القرآن والتفسير.

فروع الدين ومسائله

وأما في مجال فروع الدين من الصلاة والصيام وغيرهما فكذلك أيضاً، إذ نري أن الشيخ الطوسي رحمة الله عليه المعروف بشيخ الطائفة في كتابه «الخلاف» يقول: هذا رأي جعفر بن محمد عليه السلام، وهذا رأي أبي حنيفة، وهذا رأي أم سلمة، وهذا رأي عائشة، وهذا رأي الزهري، وهذا رأي الثوري، وهذا رأي الأوزاعي، وهذا رأي أحمد، وهذا رأي مالك، وهذا رأي الفضل بن شاذان، وهذا رأي الصفار، وغيرهم وغيرهم.

نعم، هذا هو حال كتاب الخلاف لشيخ الطائفة وكذلك هو حال العلامة رحمة الله عليه في كتابه «تذكرة الفقهاء» وكتابه الآخر «مختلف

الفقهاء» فانه قد أتي في كل من كتابيه هذين بمختلف الآراء لكل من العامة والخاصة أيضاً لنفس الغرض.

ثم إن من دأب الشيخ الطبرسي رحمة الله عليه في كتابه المذكور «مجمع البيان» علي ما عرفت هو أن لا ينتخب النتيجة ولا يتعرض لاختيار الصحيح من الأقوال والآراء عادة، وانما يقول: هو المروي عن الإمام الباقر والامام الصادق عليه السلام، أو هو المروي عن الإمام علي ابن أبي طالب أمير المؤمنين عليه السلام، بينما قد دأب الشيخ الطوسي رحمة الله عليه في كتابه «الخلاف» وكذلك العلامة الحلي رحمة الله عليه في كتابيه «المختلف» و «التذكرة» علي انتخاب الصحيح من الأقوال، وابداء الرأي فيها، فيقولون بعد مخض الآراء: إن هذا رأينا، ودليلنا عليه كذا.

وكيف كان: فإننا في الحقيقة إذا اقتنعنا بالسطحيات، واكتفينا بالظواهر والقشور، ولم نتعمق في العلم، ولم نجدّ في العمل، ولم نتقنهما بقوة لم نحصل علي دين ولا دنيا، ولا وجّهنا أنفسنا ولا وجّهنا غيرنا، وانما نكون قد حشونا أذهاننا وأذهان غيرنا بأشياء غير صحيحة، وملأناها بما تتنافي مع حلال الله وحلال أنبيائه، فنكون بالنتيجة قد خسرنا ديننا، وان خسران الدين وفقده يؤدي قطعاً وجزماً إلي خسران الدنيا والآخرة معاً، وذلك هو الخسران المبين.

العلم والعمل

إذن: فلابد من الاهتمام بالعلم والتعمق فيه، والجدّ في العمل والمثابرة عليه، رغم احتياج ذلك إلي التعب والنصب، وقد كنا في كربلاء المقدسة نتباحث مع جماعة من الأصدقاء، وبعضهم الآن يتواجد في الكويت وغيرها، كتاب «مصابيح الأنوار في حل مشكلات الأخبار» للسيد عبد الله الشبر رحمة الله عليه وهو كتاب يقع في ثلاث مجلدات يبحث بتعمق ودقة الروايات التي فيها نوع من الغموض والاغلاق، ويستكشف بعض ما يمكن أن يريده المعصومون عليهم

السلام منها،وإني أوصي الأصدقاء بمطالعة هذا الكتاب ومباحثته فان ذلك مفيد جداً.

مثلاً: قد يسمع الإنسان خطيباً فوق المنبر وهو يقرأ أحاديث «الطينة»، فيفكر أن الطينة هي التي توجّه الإنسان وتقرّر مصيره النهائي دون غيرها، مع انه إذا كانت الطينة هي التي توجّه الإنسان وتقرّر مصيره فقط فما هو إذن فضل المؤمن؟ وما هو ذنب المجرم؟.

نعم ان لمثل هذه الأحاديث وغيرها مما هي دعامة حضارتنا مقدمات وممهدات، ومداخل ومخارج، ولابد للانسان من التعرف عليها، والتعمق والتوغل فيها، حتي يستطيع أن يعرف ما هي مداخلها وما هي مخارجها؟ وما هي مقدماتها وما هي ممهداتها؟ وما هي النسبة بينها وبين سائر الروايات؟

دعائم الحضارة الإسلامية

دعائم الحضارة الإسلامية

وعليه: فان هذه الأحاديث وغيرها، بل وكل روايات أهل البيت عليهم السلام هي دعامة حضارتنا، وأساس تقدمنا وتمدننا، فان الحضارة هي عبارة عن حضارتين: حضارة علم وحضارة عمل، وقد حظينا نحن المسلمين بكلتا الحضارتين: العلمية والعملية.

الحضارة العلمية

فأما الحضارة العلمية: فهي عبارة عن هذه الجمهرة الهائلة من المعارف الالهية، المودعة في القرآن الكريم، والموجودة في السنة المباركة: من روايات رسول الله صلي الله عليه و اله والأئمة المعصومين من أهل بيته عليهم السلام مثل ما في نهج البلاغة، ونهج الفصاحة، والصحيفة السجادية، وما أشبه ذلك من كتب الحديث والدعاء.

الحضارة العملية

وأما الحضارة العملية: فهي عبارة عن هذا الرصيد الضخم، الذي هو بأيدينا من السيرة العملية للنبي الأكرم صلي الله عليه و اله وأهل بيته الطاهرين عليهم السلام والتي استطاعت بقوتها وفاعليتها، وتواصلها وتداومها، وكثرتها وبركتها، أن تفتح علي البشرية جمعاء أبواب حضارة جديدة عملاقة، حضارة عملية نزيهة من النواقص، بريئة من المعائب والمظالم، سليمة من الاستبداد والطغيان، مليئة بالمحبة والرحمة، مشفوعة بالأمن والإيمان، مقرونة بالسلم والسلام.

ثم واصل تقدم الحضارة العملية المباركة للنبي وآله الكرام عليهم السلام هذه، علماؤنا الأعلام وفقهاؤنا العظام، إضافة إلي ما كانوا يواصلونه من التقدم الحضاري العلمي: من الاحتفاظ بالروايات الشريفة، والأحاديث الكريمة، وتأليفها وتهذيبها، وتعلّمها وتعليهما، ومباحثتها ومدارستها، وتوضيحها وتبيينها وغير ذلك.

رجال الدين ومهمتهم الحضارية

ثم لا يخفي أن باستطاعة كل إنسان مؤمن وخاصة رجل الدين المتخصص، أن يواصل طريقه في تقدم الحضارتين: العلمية والعملية، فان اللبنات الأصلية للحضارتين قد وضعها الإسلام، وطبقها الرسول الأعظم صلي الله عليه و اله وأهل بيته الطاهرون عليهم السلام، وعلي الإنسان المؤمن أن يغترف من هاتين الحضارتين: العلمية والعملية، ما يستطيع أن يكون به كالمهندس الخبير في فن الهندسة، والمعمار القدير في شؤون البناء، يعرف ماذا يأخذ، وفي أين يضع؟.

فان فقهائنا العظام، وعلمائنا الأعلام، كثيراً ما يأخذون الرواية الواحدة، ذات الفقرات المتعددة، ويبحثونها علمياً وفقهياً، ويسبرونها بدقة وافية، ثم يخرجون منها بنتيجة علمية شرعية في الأحكام الالزامية وغيرها فيقولون ان الفقرة الفلانية من الرواية لاتدل علي الوجوب مثلاً، والفقرة الأخري تدل علي ذلك، وهكذا غيره مما هو داخل في اطار مهمة دَور الخبرات والاختصاصات.

مواصلة التقدم الحضاري

نعم ان علي من يريد مواصلة طريقه في التقدم الحضاري العلمي والعملي، أن يواصل مباحثة ومدارسة أمثال الكتب التالية: «تنزيه الأنبياء» و «مصابيح الأنوار في حل مشكلات الأخبار» و «بيانات الفيض الكاشاني» فيما جاء من الأحاديث المشكلة في كتابه «الوافي» وفي كتابه «الصافي»، وبيانات العلامة المجلسي فيما ورد من الأحاديث الغامضة في كتابه القيم «بحار الأنوار» وغير البحار، فان له فيها تعليقات جميلة، وحلول نافعة، تكشف ما يترائي من مشكلات الأحاديث وتوضح عن مبهماتها، وهكذا «معاني الأخبار» للشيخ الصدوق أعلي الله مقامه الشريف، فانه أيضاً الآخر الذي قام بهذه المهمة: مهمة توضيح الروايات وتبيينها أيضاً.

لا للسطحية

لا للسطحية

أما ان الإنسان يري رواية لا يفهم معناها، أو ينقل من مصدر ضعيف رواية ضعيفة، أو تاريخاً ضعيفاً، أو شيئاً شاذاً، كبعض ما ورد في كتب العامة أو غيرهم، ويظن أن ما جاء في هذا الكتاب هو الصحيح والواقع، ثم يتحدث به، أو يبني عليه. فهذا مما لا يطابق الدقة والتعمق العلمي.

هذا وقد رأيت شخصاً يخطب في مجلس وهو يتحدث للناس ويقول بكل صراحة وجرأة: ان عندي اشكالين علي نبيين، يقول هذا وهو يخطب الناس علي منبر رسول الله صلي الله عليه و اله فانه مع الأسف وان كان ذلك الخطيب يجلس في هذا المقام العالي، ويتربع في هذا المجلس الرفيع. إلا أنه كان يبدوا غافلاً عن معني العصمة التي يتصف بها أنبياء الله الكرام، الذين لا يعصون الله ما أمرهم وهم بأمره يعملون، والذين لا يتصرفون من عند أنفسهم، وانما تكون تصرفاتهم باذن الله تعالي، وبرخصة منه عزوجل،وحسب مصالح خاصة، وقد تكون لرفع درجاتهم، أو لتأسي الناس بهم، أو لأخذ العبرة من قصصهم، أو غير ذلك، وهم الذين لاينطقون

عن الهوي إن هو إلا وحي يوحي.

وهذه الغفلة المشينة وأشباهها ناجمة عادة عن السطحية، وعدم التعمق العلمي، المصحوبة بالكسل، وقد نهي الإسلام عن الكسل، وحذر منه قائلاً: «اتقوا الله ولا تملوا من الخير، ولا تكسلوا، فان الله عزوجل ورسوله صلي الله عليه و اله غنيان عنكم وعن أعمالكم، وأنتم الفقراء إلي الله عزوجل، وإنما أراد الله عزوجل بلطفه سبباً يدخلكم به الجنة» ().

وقال عليه السلام: «إياكم والكسل، فانه من كسل لم يؤد حق الله عزوجل» ().

وقال عليه السلام: «إياك وخصلتين: الضجر والكسل، فانك إن ضجرت لم تصبر علي حق، وإن كسلت لم تؤد حقّاً» ().

وقال عليه السلام: «إن كان الثواب من الله، فالكسل لماذا؟» ().

وقال عليه السلام: «العجز مهانة» ().

وقال عليه السلام: «إياك والاتكال علي المني، فانها بضائع النوكي» (). وإلا فان المتعمق المجد في طلب العلم والعمل، لا يقع في مثل هذه الغفلات، ولا يسفّ إلي مثل هذه الهفوات، وإني أظن أن ذلك الخطيب كان مستواه العلمي لا يتجاوز فهم كتاب «المعالم» ولذلك كان يقول ما يقول.

السطحية وبعض نماذجها

نعم إن ذلك الخطيب كان قد رقي المنبر وكان يواصل خطابه مع الناس حول ما يزعمه من إشكالين علي نبيين ويقول: ان لي اشكالاً علي النبي يعقوب إسرائيل الله، واشكالاً علي النبي يوسف الصديق!

أما الاشكال علي النبي يعقوب عليه السلام فهو حسب قوله : يا يعقوب انك كنت تعلم ان ولدك حيّ، ومع علمك بحياته فما هذا البكاء الكثير الذي أدي إلي أن تبيض عيناك من الحزن؟

ثم كان يواصل كلامه ويقول: ولا نتمكن أن نحمله إلا علي أنه قد شاخ وكبر، علماً بأن معني شاخ وكبر هو: أن الرجل ليهذي ويهجر، يعني: قد خرُف والعياذ بالله.

ثم كان

يواصل كلامه ويقول: وأما اشكالي علي النبي يوسف عليه السلام فهو: يا يوسف إنك كنت تعلم أن أباك قد قلق عليك وآلمه فراقك، ومع علمك بذلك فلماذا لم تكتب إليه رسالة تخبره فيها بأنك حي ترزق في مصر، حتي لا يبكي عليك أبوك هذا البكاء المر، مع أن المسافة بين مصر وكنعان لم تكن كثيرة؟.

وهذان الاشكالان وأمثالهما لا يخطران إلا في ذهن من لم يفقه تعاليم القرآن، ولا يجريان إلا علي لسان من لم يعرف ثقافة أهل البيت عليهم السلام، ولا يفوه بها إلا من لم يطلع علي حضارة الإسلام العلمية والعملية، وكذلك حضارة الأنبياء عليهم السلام، حتي وإن عد نفسه خطيباً يخطب الناس، أو اماماً يؤم الجماهير، كيف وقد هتف بنا رسول الله صلي الله عليه و اله والأئمة من أهل بيته عليهم السلام قائلين:

بأن الكمال كل الكمال التفقه في الدين.

وان طلب العلم فريضة علي كل مسلم ومسلمة.

وان العلم ما لم يعاضده العمل ارتحل.

ورحم الله امرأ عمل عملاً فأتمه وأتقنه.

وهذا الأخير يشمل جميع الأعمال والأفعال، والمهن والحرف، علماً بأن الجواب عن الشبهات ليست مهمة المنبر والخطيب فحسب بل هي مهمة المحراب والامامة أيضاً بل وكل رجل دين، لأن إمام المحراب أيضاً معرض للأسئلة المهمة، ولذا علي الخطيب في المنبر، والامام في المحراب، وكذلك علي الوكيل في وكالته، والمجتهد في اجتهاده، والمؤلف في تأليفه وتصنيفه، أن يلاحظ ماذا يقول؟ وماذا يكتب؟ وما يفتي؟ وكيف يجيب ويوجّه؟ حتي يتمكن الجميع وبسهولة من أن يفهم معني هذه الرواية ومغزي تلك الرواية، وتفسير هذه الآية وتأويل تلك الآية.

أروع الحضارات وأشملها

نعم ان ورائنا حضارة رائعة، حضارة ما أضخمها وأعظمها، وأكملها وأشملها، فان الحضارة الإسلامية ما رأت الدنيا مثلها، ولن تري

مثلها أبدا، ومن المعلوم: أن حضارة كهذه الحضارة الضخمة لا تستوعب بالتوافه والسطحية.

هذا وقد كنت أقرأ في كتاب أن جماعة من علماء الغرب الباحثين والمحققين أرادوا التحقيق والتعرف علي مخّ انشتاين وذلك بعد موته، فان هذا الرجل المعروف بالنظرية النسبية لما مات، استوهب علماء الغرب من أهله ومن الحكومة مخه ليقدموه للتحليل، حتي يلاحظوا هل أن في مخ هذا الرجل شيء يفوق مخ الآخرين أو لا؟

فلما استلموا مخه وهو في محلول طبي، اجتمع عليه جماعة من الأطباء البارعين من مختلف البلاد العالمية، وقاموا بتحليله وتجزأته واجراء التجارب الطبية، والفحوصات العلمية الدقيقة عليه، وبعد كل ذلك قالوا: انا لم نجد فرقاً ملموساً بين مخه وبين مخ غيره من الناس الآخرين، سوي تفاعل عشر الخلايا الموجودة في مخه، أما غيره فإن نسبة تفاعل الخلايا فيهم قليلة وضئيلة جداً.

نعم لقد استغرق هذا الأمر عدة سنوات، وعلي أيدي أطباء عديدين من ذوي التجربة والتخصص العالي، حتي تمكنوا من الاطلاع علي ما خفي عنهم، والاكتشاف لما جهلوه، وعلي إثر هذا التعمق والجدّية، نري أن الغربيين قد تقدموا رغم عدم وجود حضارة لهم إلا ما وصل إليهم من حضارة الإسلام الراقية، بينما نحن المسلمين أصحاب الحضارة وأهلها قد تأخرنا اثر السطحية والكسل، وقد خسرنا حضارتنا، وفقدنا خيرها وبركتها، فالخطيب منا غالباً يكتفي بمطالعة كتاب أو كتابين مطالعة عابرة، وامام المحراب منا عادة لا يستفيد من تجارب وعقول الأئمة الآخرين، وهكذا وهلم جرا، وإذا لم يكن لخطيبنا وإمام محرابنا الدقة العلمية الكافية لمعرفة الصحيح من غير الصحيح، ولتمييز السليم من السقيم، فكيف بعامة الناس وغالبية المسلمين العاديين؟

ورّاث الحضارة

ورّاث الحضارة

قال تعالي: ?ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا: فمنهم ظالم لنفسه، ومنهم مقتصد، ومنهم

سابق بالخيرات?()، فقد قسمت الآية الكريمة وراث الحضارة السماوية إلي أقسام ثلاثة:

1: قسم منهم ظَلَمة، قد ظلموا أنفسهم بعدم تقديرهم ما ورثوه.

2: وقسم منهم متوسطين في ذلك.

3: وقسم منهم سابق بالخيرات.

ومن المعلوم عند العقل والشرع هو: تفوق قسم السابقين بالخيرات، وفوزهم علي غيرهم، وتفوقهم لا يكون إلا نتيجة أتعابهم وجهدهم في العمل، وتدبرهم وتعمقهم في الأمور.

نعم اننا بحاجة ملحة لتحمل الأتعاب: تعب السؤال، وتعب المطالعة والمدارسة، وتعب الفهم، وتعب البحث والحوار الهادف، وتعب التعمق والتحقيق العلمي، وهكذا، وإلا لم نكن ورّاثاً للحضارة الإسلامية العظيمة باستحقاق، وذلك لأن الحضارة لاتنال بأشياء بسيطة مصحوبة بالكسل.

سؤال وجواب

ثم انه لسائل أن يسأل: لماذا تحطمت الحضارة الإسلامية؟

وفي الجواب يمكن أن يقال: إنه من سوء تصرف الحكام، وهذا مما لا شك فيه.

ولكن إذا كان في مقابل هؤلاء الحكام، شعوب واعية تعتمد الثقافة العالية والتعددية البناءة، وعلماء أقوياء، يوجّهون الأمّة ويرشدونها، ويصدّون الحكام عن طغيانهم، ويكفّوهم عن سوء تصرفهم، لما استطاع الحكام أن يستبدوا بآرائهم وأن يفعلوا ما شاؤوا.

قال الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: «الملوك حكام علي الناس، والعلماء حكام علي الملوك» ().

وهذا شيء طبيعي يوافق سنن الكون، فان العلم هو الذي يأخذ بالزمام، ويوجّه الناس حكاماً ورعية نحو الخير والسلام، ولذا تري أن تقدم الإنسان في المجال الصناعي وغيره، كله خاضع للعلم، وخانع بأيدي العلماء.

كما وتري الحكام ومن دار في فلكهم مؤتمرين بأوامر العلماء ومنقادين لهم، فالعلماء هم قمة المجتمع، رغم كون القوة العسكرية بأيدي رجال الحكم، ورغم كون القوة الاقتصادية بأيدي رجال المصارف والبنوك مثلاً، وذلك لأن العلم أقوي نفوذاً من نفوذ الصاروخ والذرة، وأمضي حداً من حدّ الاقتصاد والمال.

الحضارة ووراثها الشرعيون

هذا هو دور العلم والعلماء في المجتمعات المتقدمة، وبعض مكانتهما أيضاً في الإسلام العظيم، فقد عد الإسلام العلماء المتقين ورثة الأنبياء عليهم السلام، فهم علي ذلك الورّاث الشرعيون لحضارة الإسلام، وهم المتعمقون في العلم، والمجدّون في العمل، والعارفون بطريقة تعميم الحضارة الإسلامية بين الناس، ونشرها في كل العالم، وإيصالها إلي المتعطشين اليها، والمحرومين منها.

نعم لا تنتشر الحضارة الإسلامية المباركة ولا تسود إلا بمقدمات وأسباب، ومن أهمها: تشكيل شوري الفقهاء المراجع كما قال تعالي: ?وأمرهم شوري بينهم?()، فانه الطريق الأمثل في زمن غياب المعصومين عليهم السلام لادارة أمور العباد والبلاد.

وكيف كان: فان الدنيا دار اسباب ومسببات، ومن عمل ظفر، ومن سار علي الدرب وصل،

وكما أن التجارة سبب للوصول إلي الدنيا، والزهادة سبب للفوز بالأخري، فكذلك تكون الفقاهة سبباً للظفر بالدنيا والآخرة معاً، ولا تكون الفقاهة إلا بالتدبر والتعمق في العلم، والجدّ والمثابرة في العمل.

الحوار الهادف

ثم إن من أهم طرق نشر الحضارة الإسلامية المباركة في الأوساط الاجتماعية، وعلي المستوي العالمي، هو فتح مجال عام للحوار العلمي الهادف، والنقاش المنطقي غير المنحاز وغير المتعصب.

قال الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: «المؤمن هو الكيّس الفطن، بشره في وجهه، وحزنه في قلبه،أوسع شيء صدرا، وأذل شيء نفسا» ().

وقال رسول الله صلي الله عليه و اله: «من كان في قلبه حبة من خردل من عصبية، بعثه الله تعالي يوم القيامة مع أعراب الجاهلية» ().

وقال الإمام الصادق عليه السلام: «من تعصب أو تعصب له: فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه وحشره الله يوم القيامة مع أعراب الجاهلية» ().

وقال عليه السلام أيضاً: «من تعصب، عصّبه الله بعصابة من نار» ().

وقال الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: «فان كان لابد من العصبية، فليكن تعصبكم لمكارم الخصال، ومحامد الأفعال، ومحاسن الأمور…» ().

وليكن ذلك بإعداد قاعات وصالات، ومراكز وقنوات، فيها رجال فكر، واسعوا الصدر، طيبوا النفس، يحملون بين جوانحهم تعليمات القرآن الحكيم، وآداب الإسلام العظيم، وأخلاق الرسول الكريم صلي الله عليه و اله وأهل بيته الطاهرين عليهم السلام، التي هي بمجموعها تشكل اطار الحضارة الإسلامية، ثم يعرضونها علي كل العالم، ويحاورون فيها أصحاب الأفكار والآراء وحملة الأديان والمذاهب الأخري، فان الناس إذا عرفوا عظيم حضارة الإسلام، واطلعوا علي دقيق حكمه ومعارفه، وصحته وصوابه، لأسرعوا إليه ولتهافتوا عليه فان طريق الحوار الحر غير المتعصب، هو الذي دعا إليه الإسلام، وحرض عليه من يوم طلوع فجره، وبزوغ شمسه.

وقد طبق هذه الدعوة (دعوة

الحوار الحر) رسول الإسلام الحبيب صلي الله عليه و اله وأهل بيته الطاهرون عليهم السلام في كل المجالات، وعلي كافة المستويات، ومع رجال الفكر والعقيدة، وأصحاب الأديان والمذاهب، وقد أشار إلي بعضها القرآن الحكيم، وتعرضت لها الروايات الشريفة، وسجلها بين طياته تاريخ الإسلام المنير، مما بقيت مشرقة إلي يومنا هذا، وستبقي إلي أبد الدهر.

نسأل الله سبحانه أن يوفقنا جميعاً لمعرفة الطريق إلي الحضارة الإسلامية المباركة والعمل لارجاعها واعادتها إلي الحياة انه سميع الدعاء.

سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام علي المرسلين. والحمد لله رب العالمين، وصلي الله علي محمد وآله الطاهرين.

الكويت

محمد بن المهدي الحسيني الشيرازي

رجوع إلي القائمة

پي نوشتها

() سورة المجادلة: 11.

() سورة فاطر: 28.

() سورة الرحمن: 3-4.

() سورة العلق: 3-5.

() سورة القلم: 1.

() سورة الملك: 15.

() معاني الأخبار: ص93. كمال الدين: ص247.

() سورة آل عمران: 61.

() سورة الشوري: 23.

() سورة الزمر: 17-18.

() ارشاد القلوب: ص145.

() سفينة البحار: مادة (كسل).

() الامالي للصدوق: ص543، المجلس 81.

() الأمالي للصدوق: ص7، المجلس2.

() الخصال: ص 505، ست عشرة خصلة من الحكم.

() أعلام الدين: ص286.

() سورة فاطر: 32.

() نهج البلاغة: الكلمات القصار، الرقم

() سورة الشوري: 38.

() راجع أعلام الدين: ص115، باب صفة المؤمن.

() سفينة البحار: مادة (عصب).

() اعلام الدين: ص401، باب ما جاء من عقاب الأعمال.

() جامع الأخبار: ص162، الفصل 27.

() نهج البلاغة: الخطبة 192، الرقم 76.

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.