نام كتاب: نظرة في كتاب« البداية و النهاية»
نويسنده: العلامة الشيخ الأميني- تحقيق: أحمد الكناني
تاريخ وفات مؤلف: 1390 ه. ق.
موضوع: اعتقادات و پاسخ به شبهات
زبان: عربي
تعداد جلد: 1
ناشر: نشر مشعر
مكان چاپ: تهران
نوبت چاپ: 1
ص:1
ص:2
ص:3
ص:4
ص:5
ص:6
ص:7
ص:8
كتاب يتجدّد أثره ويتعاظم كلّما ازداد به الناس معرفة، ويمتدّ في الآفاق صيته كلّما غاص الباحثون في أعماقه وجلّوا أسراره وثوّروا كامن كنوزه ... إنّه العمل الموسوعي الكبير الّذي يعدّ بحقّ موسوعة جامعة لجواهر البحوث في شتّى ميادين العلوم: من تفسير، وحديث، وتاريخ، وأدب، وعقيدة، وكلام، وفرق، ومذاهب ...
جمع ذلك كلّه بمستوى التخصّص العلمي الرفيع وفي صياغة الأديب الذي خاطب جميع القرّاء، فلم يبخس قارئاً حظّه ولا انحدر بمستوى البحث العلمي عن حقّه.
ونظراً لما انطوت عليه أجزاؤه الأحد عشر من ذخائر هامة، لا غنى لطالب المعرفة عنها، وتيسيراً لاغتنام فوائدها، فقد تبنّينا استلال جملة من المباحث الاعتقادية وما لها صلة بردّ الشبهات المثارة ضدّ مذهب أهل البيت عليهم السلام، لطباعتها ونشرها مستقلّة، وذلك بعد تحقيقها وتخريج مصادرها وفقاً للمناهج الحديثة في التحقيق.
ص:9
إِن المنزلة الرفيعة التي يحتلها ابن كثير الدمشقي كمؤرخ إسلامي، غير خفية على أحد من رواد العلم، فلم يكن ابن كثير مجرد مؤرخ يسرد الأحداث حسب ترتيبها الزمني، بل كان عالماً بالحديث، متمرساً بالأسانيد، عارفاً بصحيحها وسقيمها، والملازمة الطويلة للحافظ المزي صاحب تهذيب الكمال تلمذة ومصاهرة أعطته بُعداً آخراً طغى على كل ما كتبه ابن كثير في مجال المعرفة. فتاريخهُ لم يكن تأريخاً محضاً وإنما كان مشوباً بالحديث والرجال والمناقشات السندية، وتفسيره لم يكن تفسيراً محضاً وإنما كان محشواً بذكر الرواة جرحاً وتعديلًا.
والذي أريد قوله: إنّ ذكره للأحداث يخضع لموازين خاصة،
ص:10
ولم يكن سرده للحادثة إلّابعد الوثوق من ثبوتها، ومع ذلك تجد هنالك أحداثاً مهمة في التأريخ الإسلامي تكاد تكون مجمع عليها بين أصحاب الآثار، وعلى الخصوص إذا كانت الحادثة تحمل طابعاً مذهبياً؛ بمعنى إثباتها يكون لصالح مذهب إسلاميٍّ ما ... هنا تجد المؤلف يخرج عن المنهج الذي ينبغي أن يلتزم به الكاتب من تحري الأمانة في نقل الأحداث التأريخية الثابتة، وتلاحظه ينتصر لمذهبه على حساب التأريخ.
وأمثلة ذلك كثيرة في البداية والنهاية، وما هذهِ الوريقات إلّا نماذج يسيرة من تلك المفارقات، فمثلًا تشكيكه بل نفيه لحادثة مؤاخاة النبي (ص) بين المهاجرين والأنصار، التي وقعت بعد الهجرة إلى المدينة لمجرد تضمنها مؤآخاة النبي للإمام علي عليه السلام، وهي فضيلة ذكرها أصحاب السنن في عداد فضائل الإمام علي بن ابي طالب عليه السلام، وهذا ما لا يرتضيه مذهب المؤلف.
الأمر الذي جعله يقع في تهافت واضح بين إنكاره بعض الأحداث في البداية والنهاية وإثباتها في كتبه الاخرى كما حصل ذلك في ج 7/ 357 من البداية عند بحثه في شأن نزول قوله تعالى:
«إنما وليكم اللَّه ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون»، وروايته حديث تصدّق الإمام علي عليه السلام بخاتمه حال الصلاة، من طريق ابن مردويه عن الكلبي، حيث قال: «وهذا
ص:11
لا يصح بوجه من الوجوه لضعف أسانيده، ولم ينزل في عليّ شي ء من القرآن بخصوصيته».
ثم تلاحظ المؤلف نفسه في كتابه «تفسير القرآن العظيم» 2/ 74، وعند بحثه الآية ذاتها، وإيراده حديث تصدّق الإمام علي المتقدّم يقول: «وهذا أسنادٌ لا يُقدح به».
ولعل حضوره الطويل في مجلس بحث الشيخ ابن تيمية ترك أثره البالغ عليه، وعلى الخصوص في مجال مناقشة آراء الآخرين ممن يخالفونه الرأي، فقد نقل الصفدي في كتابه الوافي بالوفيات 7/ 19 عن ابن تيمية: «انهُ كان يقول عن نجم الدين الكاتبي المعروف بدَبيران- بفتح الدال وكسر الباء- وهو الكاتبي صاحب التآليف البديعة في المنطق، فاذا ذكره لا يقول إلّادُبَيران- بضم الدال وفتح الباء-.
واذا ذكر العلامة ابن المطهر الحلي يقول ابن المنجس».
وهكذا كان دأبه عند مناقشة المذاهب الكلامية، حتى اشتهر أمره فطلب إلى مصر أيام ركن الدين بيبرس الجاشنكير، وعقد له مجلس لبيان عقائده، فانتهى الأمر الى حبسه في خزانة البنود ثم نقل إلى الاسكندرية «(1)».
ثم أفرج عنهُ أيام الملك الناصر عند مجيئه إلى الكرك، وأقام
ص:12
بالقاهرة مدّة لم يلبث طويلًا حتى اخذ بالقول على السيدة نفيسة، فاعرض عنهُ عوام الناس في مصر.
ثم اعتقل أيضاً ثم افرج عنهُ وحضر إلى دمشق أيام القاضي جلال الدين وتكلموا معهُ في مسألة الزيارة، وكتب في ذلك إلى مصر، فورد مرسوم السلطان باعتقاله في القلعة فلم يزل معتقلًا بها إلى أن مات سنة 728 «(1)».
وقد نقل أصحاب التراجم ان لابن كثير صحبة وملازمة وعلاقة خاصة بالشيخ ابن تيمية، فقد كان يفتي برأيه رغم انهُ شافعي المذهب، حتى انهُ أوصى عند موته أن يدفن عند شيخه ابن تيمية في مقبرة الصوفية.
يضاف إلى ذلك البيئة الاموية الحاكمة في دمشق آنذاك، والتي لها بالغ الأثر في صياغة شخصية ابن كثير.
ولهذا وذاك جعل العلّامة الأميني وعند تعرضه لبعض الكتب بالدراسة والنقد في موسوعته «الغدير» أن يضع «البداية والنهاية» في جملتها، فجاءت الدراسة مثبتة ومصححة لما أنكره ابن كثير من الحوادث التي يصح وصفها «بالمتسالم عليه» مما حواه الكتاب، لإلفات نظر القارئ، والحكم على بقية مناقشات ابن كثير مما لم يرد ذكره في هذه الدراسة. فالدراسة إذن لإلفات النظر لا لإستقصاء
ص:13
كل ما أورده ابن كثير في البداية والنهاية، لأن ذلك يتطلب صرف الوقت الكثير.
فهذهِ دراسة نقدية وثائقية للبداية والنهاية، كتبها الشيخ عبدالحسين أحمد الأميني، وقد أحال كثيراً على كتابه الغدير، قمت بالحاق هذهِ الإحالات بالمتن، وجعلتها كالهامش لهُ، لأنّها في الغالب تمثل ذكراً للمصادر- كعادة الأميني في الغدير حيث كان يدعم قولهُ بسيل من المصادر- وأضفت إليها بعض المناقشات السندية، باعتبار أن ابن كثير يُسلّم وجود الحادثة، وقد يعترف بكثرة طرقها، إلّاأنه يضعفها سنداً أو يتنظّر فيها دلالةً، فجاء الهامش مدعماً للمتن بذكر منابع الأحداث، والإشارة إلى صحتها وثبوتها بتصحيح أسنادها، بالشكل الذي يظهر للقاري ء أن مناقشات ابن كثير لا تنسجم والمقاييس التي أثبتها هو في كتبه الرجالية.
كما انّي تحرّيت في كلّ ذلك الالتزام بنصّ الغدير كما اختطته أنامل المؤلف الشريفة متناً وإحالة، حتى افادات المؤلف رحمه الله التي كان قد أثبتها في هامش الغدير جاءت كما هي دون تغيير، مختوم ذلك كلّه بعبارة «المؤلّف رحمه الله» اعتقاداً منّا بامامته في هذا المضمار، وأمانةً للنقل عن التحريف والضياع.
وبالنظر الى أنّ بعض المصادر التي نقل عنها المؤلف رحمه الله كان
ص:14
مخطوطاً ولما يطبع بعدُ، أو بعضها مفقوداً أصلًا فنقل عنها بالواسطة، وبعضها مخرّج على طبعة قديمة غير متداولة، قمت باخراج كلّ ذلك معتمداً الطبعات الحديثة مع ذكر مواصفات تلك الطبعات في ثبت المصادر والمراجع، فمواصفات الطبع مختص بما ذكر في الهامش دون المتن الذي حافظنا على وجوده كما هو.
أمّا بالنسبة الى المخطوط أو المفقود فذكرنا الواسطة التي اعتمد عليها المؤلف رحمه الله في النقل.
وقد أعدت النظر في تقويم نص الكتاب من جديد، متبعاً بذلك الطرق الحديثة في تقويم النصوص وتقطيعه، مع الإحتفاظ بالمنهجية العامة التي اختطها المؤلف لكتابه.
ولم نقتصر في هذه الرسالة على ردّ الشيخ الأميني للبداية والنهاية الذي أدرجه ضمن مجموعة ردوده على بعض الكتب والتي تضمّنها المجلد الثالث من الغدير، وإنّما ألحقنا بها بعض مناقشات المؤلّف رحمه الله للبداية والنهاية المبثوثة في زوايا فصول كتابه الغدير ممّا هو متّحد موضوعاً مع محور الرسالة.
وأملي كبير أن يقع هذا الجهد موقع الرضا من الباحث والدارس والقارئ.
أحمد الكناني
26/ رمضان/ 1416 ه
ص:15
لا تنس ما لهذا الكتاب من التولّع في الفرية والتهالك دون القذائف والشتائم والطعن من غير مبرّر، وانّ رمية كلّ هاتيك الطامات الشيعة لا غيرهم؛ وبذلك أخرج كتابه من بساطة التاريخ إلى هملجة التحامل، والنعرات القومية، والنزول على حكم العاطفة، إلى غيرها ممّا يوجب تعكير الصفو، وإقلاق السلام وتفريق الكلمة، زد على ذلك محادّته لأهل البيت عليهم السلام ونصبه العداء لهم، حتّى إذا وقف على فضيلة صحيحة لأحدهم، أو جرى ذكر
ص:16
أوحديّ منهم، قذف الأولى بالطعن والتكذيب وعدم الصحّة، وشنّ على الثاني غارة شأواء. كلّ ذلك بعد نزعته الأموية الممقوتة.
وإليك نماذج ممّا ذكر:
1- قال: ذكر ابن إسحاق وغيره من أهل السير والمغازي: إنَّ رسول اللَّه (ص) آخى بينه «يعني عليّاً» وبين نفسه، وقد ورد في ذلك أحاديث كثيرة لا يصحُّ شي ءٌ منها لضعف أسانيدها، وركَّة بعض متونها قاله في ج 7 ص 223.
وقال في ص 335 بعد روايته من طريق الحاكم:
قلت: وفي صحَّة هذا الحديث نظر.
ج- ان القارئ إذا ما راجع ما مرَّ في ص 112- 125 و 174 وقف هناك على طرق الحديث الكثيرة الصحيحة، وثقة رجالها، وإطباق الإئمَّة والحفّاظ وأرباب السير على إخراجه وتصحيحه «(1)»، يعرف قيمة كلمة الرَّجل ومحلّه من الصِّدق، ويعلم
ص:17
أن لا وجه للنظر فيه إلّابواعث ابن كثير، وإندفاعه إلى مناوئة
ص:18
أهل البيت الناشئ عن نزعته الأمويَّة، والمتربّي في عاصمة الأمويِّين المتأثِّر بنزعاتهم الأهوائيَّة، لا ينقطع عن الوقيعة في مناقب سيِّد هذه الامَّة بعد نبيِّها المتسالم عليها، فدعه وتركاضه مع الهوى.
2- ذكر حديث الطير المتواتر الصحيح، الذي خضع لتواتره وصحّته أئمَّة الحديث، ثمَّ تخلّص منه بقوله ص 353: وبالجملة ففي القلب من صحّة هذا الحديث نظرٌ وإن كثرت طرقه، واللَّه أعلم.
ج- هذا قلبٌ طبع اللَّه عليه، وإلّا فما وجه ذلك النظر بعد تمام شرائط الصحَّة فيه؟! وليس من البدع أن يكون أيُّ أحدٍ من الناس أحبَّ الخلق إلى رسول اللَّه (ص) وليس لأحد حقّ النَّقد ولا الإعتراض عليه، فكيف بمثل أمير المؤمنين عليه السلام الذي لا تُنكر سابقته وفضائله، وهو نفسه وابن عمِّه وأخوه من دون الناس، وزُلفته إليه، وقربه منه، ومكانته، واختصاصه به، وتهالكه دون دينه الحنيف، كلّها من الواضح الذي لا يُجلّله أيُّ ستار، وسنوقفك على الحديث وطرقه المتكثّرة الصحيحة «(1)»، ونعرِّفك هناك أنَ
ص:19
ص:20
ص:21
النظر في صحَّته شارة الأمويَّة، وسمة رين القلب، واتِّباع الهوى.
3- قال: وما يتوهّمه بعض العوام بل مشهورٌ بين كثير منهم: أن عليّاً هو السّاقي على الحوض، فليس له أصلٌ ولم يجي ء من طريق مرضيٍّ يُعتمد عليه، والذي ثبت: أنَّ رسول اللَّه (ص) هو الذي
ص:22
يسقي النّاس ج 7 ص 355.
ج- لا يحسب القارئ أنّ هذا وهمٌ من رأي العوام فحسب، وقد أفك الرجل في حكمه الباتّ، وقد جاء الحديث بطريق مرضيٍّ يُعتمد عليه، وأخرجه الحفّاظ الأثبات مخبتين إليه، راجع الجزء الثاني من كتابنا ص 321 «(1)».
ص:23
4- ذكر في ج 7 ص 334 حديثاً صحيحاً بإسناد الإمام أحمد الترمذي في إسلام أمير المؤمنين، وأنَّه أوَّل من أسلم وصلّى، ثمَّ أردفه بقوله: وهذا لا يصحُّ من أيِّ وجهٍ كان روي عنه، وقد ورد في أنَّه أوَّل من أسلم من هذه الامَّة أحاديثٌ كثيرةٌ لا يصحّ منها شي ءٌ ....
ج- ألا مسائلٌ هذا الرَّجل لِمَ لا يصحُّ شي ءٌ منها من أيّ وجهٍ كان؟! والطرق صحيحةٌ، والرِّجال ثقاتٌ، والحفّاظ حكموا بصحَّته، وأرباب السِير أطبقوا عليه، وكان من المتسالم عليه بين الصحابة الاوَّلين والتابعين لهم بإحسان.
ونحن لو نقتصر على كلمتنا هذه يحسبها القارئ دعوى مجرِّدة لدة دعوى ابن كثير (أعاذنا اللَّه عن مثلها) وتخفى عليه جليَّة الحال، فيهمّنا ذكرُ نزر ممّا يدلُّ على المدعى، وان لم يسعنا إيراد كثير منهُ
ص:24
روماً للإختصار:
النصوص النبوية:
1- قال صلى الله عليه و آله و سلم: «أولكم وارداً على الحوض أولكم إسلاماً علي بن ابي طالب».
أخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 136 وصحّحه، والخطيب البغدادي في تاريخه 2/ 81، ويوجد في الاستيعاب 2/ 457، شرح ابن ابي الحديد 3/ 258 «(1)».
وفي لفظٍ: «أوَّل هذه الامّة وروداً على الحوض أوَّلها إسلاماً عليُّ بن ابي طالب (رض)».
السيرة الحلبية 1/ 285، سيرة زيني دحلان 1/ 188 هامش الحلبية.
وفي لفظٍ: «أوَّل الناس وروداً على الحوض أوَّلهم إسلاماً عليُّ بن ابي طالب».
مناقب الفقيه ابن المغازلي، مناقب الخوارزمي «(2)».
ص:25
2- قال صلى الله عليه و آله و سلم لفاطمة: «زوّجتك خير امَّتي أعلمهم علماً وأفضلهم حلماً وأوَّلهم سلماً».
راجع ما مرّ ص 95 «(1)».
3- قال (ص) لفاطمة: «إنَّه لأوَّل أصحابي إسلاماً»، أو:
«أقدم امَّتي سلماً».
حديث صحيح راجع ص 95 «(2)».
4- أخذ (ص) بيد عليٍّ فقال: «إنَّ هذا أوَّل من آمن بي، وهذا أوَّل من يُصافحني يوم القيامة، وهذا الصدِّيق الأكبر».
راجع الجزء الثاني: 313، 314 «(3)».
ص:26
5- عن ابي أيوّب قال: قال رسول اللَّه (ص): «لقد صلّت الملائكة عليَّ وعلى علي سبع سنين، لأنّا كنّا نصلّي وليس معنا أحدٌ يُصلّي غيرنا».
مناقب الفقيه ابن المغازلي باسنادين، اسد الغابة 4/ 18، مناقب الخوارزمي: وفيه ولِمَ ذلك يا رسول اللَّه، قال: لم يكن معي من الرجال غيره، كتاب الفردوس للديلمي، شرح ابن ابي الحديد عن رسالة الاسكافي 3/ 258، فرائد السمطين: ب 47 «(1)».
6- ابن عبّاس قال: قال النبيُّ صلى الله عليه و آله و سلم: «إنَّ أوَّل من صلّى معي عليٌّ».
فرائد السمطين: ب 47 بأربع طرق «(2)».
7- معاذ بن جبل قال: قال رسول اللَّه (ص): «يا عليُّ! أخصمك بالنبوَّة ولا نبوَّة بعدي، وتخصم الناس بسبع ولا يُجاحدك فيه أحدٌ من قريش: أنت أوَّلهم إيماناً باللَّه، وأوفاهم بعهد اللَّه،
ص:27
وأقومهم بأمر اللَّه» الحديث.
حلية الأولياء 1/ 66.
8- ابو سعيد الخدري قال: قال رسول (ص) لعليٍّ- وضرب بين كتفيه-: «يا عليُّ لك سبع خصال لا يُحاجّك فيهنَّ أحدٌ يوم القيامة: أنت أوَّل المؤمنين باللَّه إيماناً، وأوفاهم بعهد اللَّه، وأقومهم بأمر اللَّه» الحديث.
حلية الأولياء 1/ 66.
9- من حديث ابي بكر الهذلي، وداود بن ابي هند الشعبي، عن رسول اللَّه (ص) أنَّه قال لعليّ عليه السلام: «هذا أوّل من آمن بي، وصدَّقني، وصلّى معي».
شرح ابن ابي الحديد 3/ 256 «(1)».
10- إنَّ ابا بكر وعمر خطبا فاطمة، فردَّهما رسول اللَّه (ص) وقال: «لم اؤمر بذلك»، فخطبها عليُّ فزوَّجه إيّاها وقال لها:
«زوَّجتكِ أقدم الامَّة إسلاماً».
روى هذا الحديث جماعةٌ من الصحابة منهم: أسماء بنت عميس، وامّ أيمن، وابن عبّاس، وجابر بن عبد اللَّه.
ص:28
شرح ابن ابي الحديد 3/ 257 «(1)».
11- قال عليه السلام: أنا عبد اللَّه، وأخو رسول اللَّه، وأنا الصِّديق الأكبر، لا يقولها بعدي إلّاكاذبٌ مفتري؛ ولقد صلّيت مع رسول اللَّه قبل الناس بسبع سنين، وأنا أوَّل من صلّى معه.
اسناده من طريق ابن ابي شيبة، والنسائي، وابن ماجة، والحاكم، والطبري، صحيح رجاله ثقات، راجع الجزء الثاني من كتابنا: 314 «(2)».
ص:29
12- قال عليه السلام: أنا أوَّل رجل أسلم مع رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم.
أخرجه ابو داود باسناده الصحيح كما في شرح ابن ابي الحديد 3/ 258 «(1)».
13- قال عليه السلام: أنا أوّل من أسلم مع النبيِّ (ص).
أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخه 4/ 233.
14- قال عليه السلام: أنا أوَّل من صلّى مع رسول اللَّه (ص).
اخرجه أحمد، والحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد وقال: رجاله رجال الصحيح غير حبَّة العرني وقد وثق وأخرجه ابو عمرو في الاستيعاب 2/ 458، وابن قتيبة في المعارف: 74 من طريق ابي داود عن شعبة عن سلمة بن كهيل عن حبة عنه عليه السلام والاسناد صحيح رجاله ثقات «(2)».
ص:30
15- قال عليه السلام: أسلمت قبل أن يسلم النّاس بسبع سنين.
الرياض النضرة 2/ 158.
16- قال عليه السلام: عبدت اللَّه مع رسول اللَّه (ص) سبع سنين قبل أن يعبده أحدٌ من هذه الامَّة.
مستدرك الحاكم 3/ 112.
17- عن حكيم مولى زاذان قال: سمعت عليّاً يقول: صلّيت قبل النّاس سبع سنين، وكنّا نسجد ولا نركع، وأوَّل صلاة ركعنا فيها صلاة العصر.
شرح ابن ابي الحديد 3/ 258 «(1)».
18- قال عليه السلام: عبدت اللَّه قبل أن يعبده أحدٌ من هذه الامَّة خمس سنين.
الاستيعاب 2/ 448، الرياض النضرة 2/ 158، السيرة الحلبية 1/ 288.
19- قال عليه السلام: آمنت قبل الناس سبع سنين.
ص:31
خصائص النسائي: 3.
20- قال عليه السلام: ما أعرف أحداً من هذه الامَّة عبد اللَّه بعد نبيِّنا غيري، عبدتُ اللَّه قبل أن يعبده أحدٌ من هذه الامَّة تسع سنين.
خصائص النسائي: 3.
21- من خطبة له عليه السلام يوم صفِّين: وابن عمِّ نبيِّكم معكم بين أظهركم يدعوكم إلى طاعة ربِّكم، ويعمل بسنَّة نبيِّكم صلّى اللَّه عليه، فلا سواء مَنْ صلّى قبل كلِّ ذَكَر، لم يسبقني بصلاتي مع رسول اللَّه أحد.
كتاب نصر: 355، شرح ابن ابي الحديد 1/ 503 «(1)».
22- قال عليه السلام: اللهمَّ لا أعرف عبداً من هذه الامَّة عبدك قبلي غير نبيِّك [قاله ثلاث مرّات].
ثمَّ قال: لقد صلّيت قبل أن يُصلّي الناس.
وفي لفظٍ: قبل أن يُصلّي أحدٌ.
أخرجه أحمد، ابو يعلى، البزار، الطبراني، الهيثمي في المجمع 9/ 102 وقال: إسناده حسن، شيخ الاسلام الحموي في الفرائد ب 48 «(2)».
ص:32
23- من كتاب له عليه السلام كتبه إلى معاوية: إنَّ أولى النّاس بأمر هذه الامَّة قديماً وحديثاً أقربها من رسول اللَّه، وأعلمها بالكتاب، وأفقهها في الدين، وأوَّلها إسلاماً، وأفضلها جهاداً.
كتاب صفين لابن مزاحم: 168 (ط مصر) «(1)».
24- في حديث عنه عليه السلام: لا واللَّه إن كنت أوَّل من صدَّق به فلا أكون أوَّل من كذب عليه.
المحاسن والمساوي 1/ 36، تاريخ القرماني هامش الكامل لابن الأثير 1/ 218 «(2)».
25- قال عليه السلام: بُعث رسول اللَّه (ص) يوم الإثنين وأسلمت يوم الثلاثاء.
مجمع الزوائد 9/ 102، تاريخ القرماني 1/ 215، الصواعق 72، تاريخ الخلفاء للسيوطي: 112، اسعاف الراغبين: 148.
26- من كتاب كتبه عليه السلام إلى معاوية: إنَّ محمَّداً عليه السلام لَمّا دعا إلى الإيمان باللَّه والتوحيد كنّا أهل البيت أوَّل من آمن به، وصدَّق بما جاء به، فلبثنا أحوالًا مجرَّمة (أي كاملة) وما يعبد اللَّه في ربع ساكن من العرب غيرنا.
ص:33
كتاب صفين لابن مزاحم: 100 «(1)».
27- قال عليه السلام يوم صفّين مخاطباً أصحاب معاوية: ويحكم أنا أوَّل مَن دعا إلى كتاب اللَّه، وأوَّل مَن أجاب إليه.
كتاب نصر: 561 «(2)».
28- قالت معاذة بنت عبد اللَّه العدويَّة: سمعت عليَّ بن ابي طالب على منبر رسول اللَّه (ص) يقول: أنا الصدّيق الأكبر آمنت قبل أن يُؤمن ابو بكر، وأسْلمت قبل أن يسلم ابو بكر.
راجع الجزء الثاني: 314 «(3)».
29- قال عليه السلام في خطبة خطبها في معسكر صفِّين: أتعلمون أنّ اللَّه فضَّل في كتابه السابق على المسبوق، وأنه لم يسبقني [إلى] اللَّه ورسوله أحدٌ من الامَّة؟! قالوا: نعم.
راجع الجزء الأول: 195 «(4)».
ص:34
30- قال عليه السلام صلّيت مع رسول اللَّه (ص) ثلاث سنين قبل أن
ص:35
يُصلّي معه أحدٌ من النّاس.
أخرجه أحمد باسنادين «(1)».
31- قال عليه السلام يوم الشورى في حديث أسلفناه: أمنكم أحدٌ وحَّد اللَّه قبلي؟
قالوا: لا.
أمنكم أحدٌ صلّى القبلتين غيري؟
قالوا: لا.
راجع ج 1 ص 159- 163 «(2)».
ص:36
ص:37
وهذه الفقرة من الحديث عدَّها ابن ابي الحديد ممّا استفاضت به الرِّوايات «(1)».
32- مرَّ في الجزء الثاني: 25 أبيات له عليه السلام كتبها إلى معاوية:
سبقتكُم إلى الإسلام طرّاً غلاماً ما بلغت أوان حلمي «(2)»
ص:38
ص:39
33- ذكر ابن طلحة الشافعي في مطالب السؤول: 11 له عليه السلام:
أنا أخو المصطفى لا شكَّ في نسبي به رُبيت وسبطاه هما ولدي
صدَّقته وجميع النّاس في بُهمٍ من الضَّلالة والإشراك والنكدِ
قال: قال جابر: سمعت عليّاً يُنشد بهذا ورسول اللَّه يسمع:
فتبسَّم رسول اللَّه وقال: صدقت يا عليّ؟.
34- من خطبة للإمام الحسن عليه السلام في مجلس معاوية قوله:
ص:40
انشدكم اللَّه أيّها الرَّهط؟ أتعلمون أنَّ الذي شتمتموه منذ اليوم صلّى القبلتين كلتيهما؟ وأنت يا معاوية بهما كافرٌ تراها ضلالة، وتعبد اللات والعزّى غواية.
وانشدكم اللَّه هل تعلمون انَّه بايع البيعتين كلتيهما: بيعة الفتح وبيعة الرضوان؟ وأنت يا معاوية بإحداهما كافرٌ، وباخرى ناكثٌ.
وانشدكم اللَّه هل تعلمون أنَّه اوَّل الناس ايماناً؟! وإنْك يا معاوية وأباك من المؤلَّفة قلوبهم.
شرح ابن ابي الحديد 2/ 101 «(1)».
35- وفي خطبة له عليه السلام مرّت ج 1 ص 198: فلمّا بعث اللَّه محمّداً للنبوَّة، واختاره للرِّسالة، وأنزل عليه كتابه ثمَّ أمره بالدعاء إلى اللَّه، فكان ابي أوَّل من استجاب للَّهِ ولرسوله، وأوَّل من آمن وصدَّق اللَّه ورسوله (ص)، وقد قال اللَّه في كتابه المنزل على نبيِّه المرسل: «أفمن كان على بيِّنةٍ من ربِّه ويتلوه شاهدٌ منه»، فجدّي الَّذي على بيِّنةٍ من ربِّه، وابي الذي يتلوه وهو شاهدٌ منه «(2)».
ص:41
36- أنس بن مالك قال: نُبِّئ «(1)» النبي (ص) يوم الإثنين وأسلم عليٌّ يوم الثلاثاء.
وفي لفظ له: بُعث رسول اللَّه (ص) يوم الإثنين وصلّى عليٌّ يوم الثلاثاء.
أخرجه الترمذي في جامعه 2/ 214، الطبراني، الحاكم في المستدرك 3/ 112، ابن عبد البرّ في الاستيعاب 3/ 32، ابن الاثير في جامع الاصول كما في تلخيصه تيسير الوصول 2/ 271، الحموي في فرائد السمطين ب 47، وأوعز اليه العراقي في التقريب 1/ 85، ويوجد في شرح ابن ابي الحديد 3/ 258، تذكرة السبط: 63، السراج المنير شرح الجامع الصغير 2/ 424، شرح المواهب 1/ 241 «(2)».
37- بُريدة الأسلمي قال: أوحى إلى رسول اللَّه (ص) يوم
ص:42
الإثنين وصلّى عليٌّ يوم الثَّلاثاء.
أخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 112 وصحّحه هو وأقرّه الذهبي.
38- زيد بن أرقم قال: أوَّل من أسلم مع رسول اللَّه عليّ بن ابي طالب.
تاريخ الطبري باسنادين صحيحين رجالهما ثقات، مسند أحمد 4/ 368، مستدرك الحاكم 4/ 336 وصحّحه هو وأقرّه الذهبي، الكامل لابن الاثير 2/ 22.
39- زيد بن أرقم قال: أوَّل من صلّى مع رسول اللَّه (ص) عليٌّ.
أخرجه أحمد والطبراني كما في مجمع الهيثمي 9/ 103 وقال: رجال أحمد رجال الصحيحين، ابو عمرو في الاستيعاب 2/ 459.
40- زيد بن أرقم قال: أوَّل من آمن باللَّه بعد رسول اللَّه (ص) عليُّ بن ابي طالب.
الاستيعاب 2/ 459.
41- عبد اللَّه بن عبّاس قال: أوَّل من صلّى علي.
جامع الترمذي 2/ 215، تاريخ الطبري 2/ 241 باسناد صحيح، الكامل لابن الاثير 2/ 22، شرح ابن ابي الحديد 3/ 256 «(1)».
ص:43
42- عبد اللَّه بن عبّاس قال: لعليٍّ أربع خصال ليست لأحد:
هو أوَّل عربّيٍ وأعجمّيٍ صلّى مع رسول اللَّه (ص).
مستدرك الحاكم 3/ 111، الاستيعاب 2/ 457.
43- عبد اللَّه بن عبّاس قال مجاهد: إنَّه قال: أوَّل من ركع مع النبيِّ صلى الله عليه و آله و سلم عليٌّ بن ابي طالب فنزلت فيه هذه الآية: «أقيموا الصلاة وآتوا الزَّكاة واركعوا مع الراكعين».
تذكرة السبط: 8.
44- عبد اللَّه بن عبَّاس قال في خطبة له: إنَّ ابن آكلة الأكباد قد وجد من طغام أهل الشام أعواناً على عليِّ بن ابي طالب، ابنّ عمّ رسول اللَّه، وصهره، وأوَّل ذكر صلّى معه.
شرح ابن ابي الحديد 1/ 504، مجهدة الخطب 1/ 175 «(1)».
45- عبد اللَّه بن عبّاس قال: فرض اللَّه تعالى الإستغفار لعليّ في القرآن على كلّ مسلم بقوله تعالى: «ربَّنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان»، فكلُّ من أسلم بعد علّيٍ فهو يستغفر لعلّيٍ.
شرح ابن ابي الحديد 3/ 256 «(2)».
ص:44
46- عبد اللَّه بن عبّاس قال: أوّل من أسلم عليُّ بن ابي طالب.
الاستيعاب 2/ 458، مجمع الزوائد 9/ 102.
47- عبد اللَّه بن عبّاس قال: كان عليٌّ أوَّل من آمن من الناس بعد خديجة رضي اللَّه عنهما.
الاستيعاب 2/ 457 وقال: قال ابو عمرو رضى الله عنه: هذا اسنادٌ لا مطعن فيه لأحد لصحّته وثقة نقلته، وصحّحه الزرقاني في شرح المواهب 1/ 242.
48- كان ابن عبّاس بمكَّة يُحدِّث على شفير زمزم ونحن عنده، فلمّا قضى حديثه قام إليه رجلٌ فقال: يابن عبّاس، إنّي امرؤٌ من أهل الشام من أهل حمص إنَّهم يتبرّأون من عليّ بن ابي طالب رضوان اللَّه عليه ويلعنونه،
فقال: بل لعنهم اللَّه في الدّنيا والآخرة وأعدَّ لهم عذاباً مهينا، أِلبُعد قرابته من رسول اللَّه (ص)؟ وإنَّه لم يكن أوّل ذكران العالمين إيماناً باللَّه ورسوله؟ وأوَّل من صلّى وركع وعمل بأعمال البرّ؟
قال الشامي: إنَّهم واللَّه ما يُنكرون قرابته وسابقته غير انَّهم يزعمون أنّه قتل الناس. الحديث.
المحاسن والمساوي للبيهقي 1/ 30.
49- عفيف قال: جئت في الجاهليَّة إلى مكَّة وأنا اريد أن أبتاع
ص:45
لأهلي من ثيابها وعطرها، فأتيت العبّاس بن عبد المطلب وكان رجلًا تاجراً، فأنا عنده جالسٌ حيث أنظر إلى الكعبة، وقد حلّقت الشمس في السَّماء، فارتفعت وذهبت، إذ جاء شابٌ فرمى ببصره إلى السَّماء، ثمَّ قام مستقبل الكعبة، ثمَّ لم ألبث إلّايسيراً حتى جاء غلامٌ فقام على يمينه، ثمَّ لم يلبث إلّايسيراً حتّى جاءت إمرأةٌ فقامت خلفهما، فركع الشابُّ فركع الغلام والمرأة، فرفع الشابُ فرفع الغلام والمرأة، فسجد الشابُّ فسجد الغلام والمرأة، فقلت: يا عبّاس، أمرٌ عظيمٌ.
قال العبّاس: أمرٌ عظيمٌ، أتدري مَن هذا الشابُّ؟
قلت: لا.
قال: هذا محمَّد بن عبد اللَّه ابن أخي.
أتدري مَن هذا الغلام؟ هذا عليٌّ ابن أخي.
أتدري من هذه المرأة؟ هذه خديجة بنت خويلد زوجته.
إنَّ ابن أخي هذا أخبرني انَّ ربَّه ربّ السماء والأرض أمره بهذا الدين الذي هو عليه، ولا واللَّه ما على الأرض كلّها أحدٌ على هذا الدين غير هؤلاء الثلاثة.
خصائص النسائي: 3، تاريخ الطبري 2/ 21، الرياض النضرة 2/ 158، الاستيعاب 2/ 459، عيون الاثر 1/ 93، الكامل لابن الاثير
ص:46
2/ 22، السيرة الحلبية 1/ 288 «(1)».
50- سلمان الفارسي قال: أوَّل هذه الأُمَّة وروداً على نبيِّها الحوض أوَّلها إسلاماً عليُ بن ابي طالب رضى الله عنه.
الاستيعاب 2/ 457، مجمع الزوائد 9/ 102 وقال: رجاله ثقات، وعدّة الاسكافي في رسالته على العثمانية، وابو عمرو في الاستيعاب، والعراقي في شرح التقريب 1/ 85، والقسطلاني في المواهب 1/ 45 ممّن روي أنّ علياً أوّل من أسلم «(2)».
51- ابو رافع قال: صلّى النبيُّ (ص) أوَّل يوم الإثنين وصلّت خديجة آخره وصلّى عليٌّ يوم الثلاثاء من الغد.
أخرجه الطبراني كما في شرح المواهب 1/ 240، عيون الأثر 1/ 92، وتجده وسابقه في الرياض النضرة 2/ 158، شرح ابن ابي الحديد 3/ 258.
52- ابو رافع قال: مكث عليٌّ يصلّي مستخفياً سبع سنين
ص:47
واشهراً قبل أن يصلّي أحدٌ.
أخرجه الطبراني، الهيثمي في المجمع 9/ 103، الحموي في الفرائد ب 47 «(1)».
53- ابو ذرّ الغفاري، عدَّ ممَّن روى انَّ عليَّ بن ابي طالب أوَّل من أسلم.
الاستيعاب 2/ 456، التقريب وشرحه 1/ 85، المواهب اللدنية 1/ 45.
54- خباب بن الأرت قال: رأيت عليَّاً يُصلّي قبل الناس مع النبيِّ وهو يومئذ بالغٌ مستحكم البلوغ.
رسالة الاسكافي، وعدّ ممّن روي أنّ علياً أوّل من أسلم في الاستيعاب 2/ 456، المواهب اللدنية 1/ 45 «(2)».
55- المقداد بن عمرو الكندي، ممَّن روى أنَّ عليَّاً أوَّل من أسلم.
كما في الاستيعاب 2/ 456، والتقريب وشرحه 1/ 85، والمواهب اللدنية 1/ 45.
56- جابر بن عبد اللَّه الأنصاري، قال: بُعث النبي (ص) يوم
ص:48
الإثنين وصلّى عليٌّ يوم الثلاثاء.
الطبري 2/ 211، الكامل لابن الاثير 2/ 22، شرح ابن ابي الحديد 3/ 258، وعدّة ابو عمرو، والعراقي، والقسطلاني ممّن روى أنّ علياً أوّل من أسلم «(1)».
57- ابو سعيد الخدري روى: أنّ عليَّ بن ابي طالب أوَّل من أسلم.
الاستيعاب 2/ 456، شرح التقريب 1/ 85، المواهب اللدنية 1/ 45.
58- حذيفة بن اليمان قال: كنّا نعبد الحجارة، ونشرب الخمر، وعليٌّ من أبناء أربع عشر سنة قائمٌ يصلّي مع النبيِّ ليلًا ونهاراً، وقريش يومئذ تسافه رسول اللَّه (ص)، ما يذبُّ عنه إلّاعليٌّ.
شرح ابن ابي الحديد 3/ 260 «(2)».
59- عمر بن الخطاب، قال عبد اللَّه بن عبّاس: سمعت عمر وعنده جماعةٌ فتذاكروا السابقين إلى الإسلام، فقال عمر: أمّا علي فسمعت رسول اللَّه يقول فيه ثلاث خصال، لوددت أن تكون لي واحدة منهنَّ، وكانت أحبّ إليَّ ممّا طلعت عليه الشمس: كنت أنا
ص:49
وابو عبيدة وابو بكر وجماعة من أصحابه إذ ضرب النبيُّ (ص) على منكب علّيٍ (رض) فقال له: يا عليُّ، أنت أوَّل المؤمنين إيماناً، وأوَّل المسلمين إسلاماً، وأنت منّي بمنزلة هارون من موسى.
رسالة الاسكافي، مناقب الخوارزمي، شرح ابن ابي الحديد 3/ 258 «(1)».
60- عبد اللَّه بن مسعود قال: أوَّل حديث علمته من أمر رسول اللَّه (ص) أنّي قدمت مكّة مع عمومة لي (وذكر مثل حديث عفيف المذكور برقم 49).
رسالة الاسكافي «(2)».
61- ابو أيّوب الأنصاري، أخرج الطبراني عنه أنَّه قال: أوَّل الناس إسلاماً عليُّ بن ابي طالب.
شرح التقريب 1/ 85، شرح الزرقاني 1/ 242.
62- ابو مرازم يعلى بن مرَّة، عدَّه الزرقاني في شرح المواهب 1/ 242 ممَّن قال: إنّ عليّاً أوَّل الناس إسلاماً.
63- هاشم بن عُتبة المرقال قال: أنت يا أمير المؤمنين، أقرب
ص:50
الناس من رسول اللَّه رحماً، وأفضل الناس سابقة وقدماً.
كتاب نصر: 125، جمهرة الخطب 1/ 151 «(1)».
64- في كلام لهاشم بن عُتبةيوم صفِّين: إنَّ صاحبنا هو أوَّل من صلّى مع رسول اللَّه، وأفقهه في دين اللَّه، وأولاه برسول اللَّه.
كتاب نصر 403، تاريخ الطبري 6/ 24، الكامل لابن الاثير 3/ 135.
وقال هاشم يوم صفيِّن:
مع ابن عمّ أحمد المعلّى فيه الرَّسول بالهدى استهلّا
أوَّل من صدَّقه وصلّى فجاهد الكفّار حتّى أبلى «(2)»
65- مالك بن الحارث الأشتر قال في خطبة له: معنا ابن عمّ نبيِّنا وسيفٌ من سيوف اللَّه عليُّ بن ابي طالب، صلى مع رسول اللَّه لم يسبقه إلى الصلاة ذَكَر، حتّى كان شيخاً لم يكن له صبوةٌ ولا نبوةٌ ولا هفوةٌ، فقيهٌ في دين اللَّه، عالمٌ بحدود اللَّه.
كتاب نصر 268، شرح ابن ابي الحديد 1/ 484، جمهرة الخطب «(3)».
ص:51
66- عدي بن حاتم، قال في خطبة له مخاطباً معاوية: ندعوك إلى أفضل الامَّة سابقة، وأحسنها في الإسلام آثاراً.
كتاب نصر 221، تاريخ الطبري 6/ 2، شرح ابن ابي الحديد 1/ 344.
وفي لفظ ابن الأثير في الكامل 3/ 124: انّ ابن عمك سيد المسلمين أفضلها سابقة.
67- عدي بن حاتم، قال في خطبة اخرى له: إن كان له (لعلّي) عليكم فضلٌ فليس لكم مثله، فسلّموا وإلّا فنازعوا عليه، واللَّه لئن كان إلى العلم بالكتاب والسنَّة، انَّه لأعلم الناس بهما، ولئن كان إلى الإسلام، إنّه لأخو نبيِّ اللَّه والرأس في الإسلام.
الامامة والسياسة 1/ 103.
68- محمّد بن الحنفيَّة قال سالم بن ابي الجعد: قلت له: ابو بكر كان أوَّلهم إسلاماً؟!
قال: لا.
الاستيعاب 2/ 458: اذا ثبت ان ابا بكر لم يكن أوّل الناس اسلاماً فعليّ عليه السلام هو المتعين سبق اسلامه.
69- طارق بن شهاب الأحمسي في كلام له: ثمَّ قلت: ادع عليّاً وهو أوَّل المؤمنين ايماناً باللَّه وابن عمّ رسول اللَّه (ص) ووصيَّه، هذا
ص:52
أعظم، الحديث.
شرح ابن ابي الحديد 1/ 76 «(1)».
70- عبد اللَّه بن هاشم المرقال قال في خطبة له: يا أيّها الناس، انَّ هاشماً جاهد في طاعة ابن عمّ رسول اللَّه، وأوَّل من آمن به، وأفقههم في دين اللَّه.
كتاب نصر: 405 «(2)».
71- عبد اللَّه بن حجل قال: يا أمير المؤمنين، أنت أوَّلنا ايماناً، وآخرنا بنبيِّ اللَّه عهداً.
الامامة والسياسة 1/ 103، كتاب نصر.
72- ابو عمرة بشير بن محصن قال في جمع من أصحاب علي ومعاوية: إنَّ صاحبي أحقّ البريَّة كلّها بهذا الأمر في الفضل، والدين، والسابقة في الإسلام، والقرابة من رسول اللَّه.
كتاب نصر: 210 «(3)».
73- عبد اللَّه بن خباب بن الأرت قال ابن قتيبة: إنّ الخارجة التي خرجت على علي بينماهم يسيرون فإذا هم برجل يسوق امرأته على حمار له، فعبروا إليه الفرات فقالوا له: من أنت؟
ص:53
قال: أنا رجلٌ مؤمنٌ.
قالوا: فما تقول في عليِّ بن ابي طالب؟
قال: أقول: إنَّه أمير المؤمنين، وأوَّل المسلمين ايماناً باللَّه ورسوله.
قالوا: فما اسمك؟
قال: وأنا عبداللَّه بن خباب بن الأرت صاحب رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم.
الامامة والسياسة 1/ 122.
74- عبد اللَّه بن بُريدة قال: أوَّل الرجال إسلاماً عليُّ بن ابي طالب، ثمّ الرهط الثلاث: ابو ذر، وبُريدة، وابن عمّ لابي ذر.
اخرجه محمد بن اسحاق المدني في الجزء الاول من المغازي.
75- محمَّد بن ابي بكر كتب إلى معاوية كتاباً منه: فكان أوّل من أجاب وأناب، وصدّق ووافق، وأسلم وسلم أخوه وابن عمِّه عليُّ بن ابي طالب- إلى أن قال-: أوَّل الناس إسلاماً، وأصدق الناس نيَّة- إلى قوله- يا لك الويل، تعدل نفسك بعلي وهو وارث رسول اللَّه ووصيه وابو ولده، وأوَّل الناس له اتباعاً، وآخرهم به عهداً، يُخبره بسرِّه، ويشركه في أمره.
نصر في كتاب صفين: 133 «(1)».
ص:54
76- عمر بن الحمق قال لعلي: أحببتك لخصال خمس: إنَّك ابن عمِّ رسول اللَّه، وأوَّل من آمن به.
وفي لفظ: وأسبق النّاس إلى الإسلام، ابو الذريَّة التي بقيت فينا من رسول اللَّه، وأعظم رجل من المهاجرين سهماً في الجهاد.
كتاب صفين: 115، جمهرة الخطب 1/ 149 «(1)».
77- سعيد بن قيس الهمداني يرتجز في صفِّين بقوله:
هذا عليٌّ وابن عمّ المصطفى أوَّل من أجابه ممَّن دعا
هذا الإمام لا يُبالي من غوى «(2)» 78- عبد اللَّه بن ابي سفيان قال مجيباً الوليد:
وإنَّ وليَّ الأمر بعد محمّد عليٌّ وفي كلِّ المواطن صاحبه
وصيُّ رسول اللَّه حقاً وصنوه وأوَّل من صلَّى ومن لان جانبه
رسالة الاسكافي، وذكرهما الحافظ الكنجي في الكفاية: 48 للفضل بن العباس «(3)».
ص:55
79- خزيمة بن ثابت الأنصاري: عدَّهُ العراقي في شرح التقريب 1/ 85، والزرقاني في شرح المواهب 1/ 242. ممَّن قال بأنَّ عليّاً أوَّل الناس إسلاماً.
وقالا أنشد المرزبان في عليّ:
أليس أوَّل من صلّى لقبلتكم وأعلم النّاس بالقران والسننِ
وذكر له الإسكافي في رسالته كما في شرح ابن ابي الحديد 3/ 259
ووصيُّ رسول اللَّه من دون أهله وفارسه مذ كان في سالف الزمنْ
وأوَّل من صلّى من الناس كلّهم سوى خيرة النسوان واللَّه ذوالمننْ «(1)»
وذكرهما له الحاكم في المستدرك 3/ 114 وذكر قبلهما:
إذا نحن بايعنا عليّاً فحسبنا ابو حسن ممّا نخاف من الفتنْ
وجدناه أولى النّاس بالناس إنَّه أطبّ قريش بالكتاب وبالسننْ «(2)»
80- كعب بن زهير، ذكر الزرقاني في شرح المواهب 1/ 242
ص:56
له من قصيدة يمدح بها أمير المؤمنين عليه السلام:
إنَّ عليّاً لميمون نقيبته بالصَّالحات من الأفعال مشهورُ
صهر النبيِّ وخير الناس كلّهمُ فكلّ من رامه بالفخر مفخورُ
صلّى الصلاة مع الامِّي أوَّلهم قبل العباد وربُّ الناس مكفورُ «(1)»
81- ربيعة بن الحرث بن عبد المطلب: ذكر جمعٌ من الأعلام له أبيات، وذكرها آخرون لغيره وهي:
ما كنت احسب انِّ الأمر منصرفٌ عن هاشم ثمَّ منها عن ابي حسنِ
أليس أوَّل من صلّى لقبلتهم وأعلم النَّاس بالآيات والسننِ
وآخر الناس عهداً بالنبيِّ ومَن جبريل عون له في الغسل والكفنِ
مَن فيه ما فيهمُ ما تمترون به وليس في القوم ما فيه من الحسنِ
ص:57
ماذا الذي ردَّكم عنه فنعلمه ها إنَّ بيعتكم من أوَّل الفتنِ
وذكر الإسكافي في رسالته البيتين الأوَّلين منها ونسبهما إلى ابي سليمان بن حرب بن اميَّة بن عبد شمس حين بويع ابو بكر.
شرح ابن ابي الحديد 3/ 259 «(1)».
82- الفضل بن ابي لهب قال ردّاً على قصيدة الوليد بن عقبة:
ألا إنَّ خير النّاس بعد محمدٍ مهيمنه التاليه في العرفِ والنكرِ
وخيرته في خيبر ورسولهِ بنبذ عهود الشرك فوق ابي بكرِ
وأوَّل من صلّى وصنو نبيِّه وأوَّل من أردى الغواة لدى بدرِ
فذاك علىُّ الخير من ذا يفوقه ابو حسن حلف القرابة والصهرِ
83- مالك بن عبادة الغافقي حليف حمزة بن عبد المطلب قال:
رأيت عليّاً لا يلبث قرنه إذا ما دعاه حاسراً أو مسربلا
فهذا وفي الإسلام أوَّل مسلمٍ وأوَّل من صلّى وصام وهلّلا
84- ابو الأسود الدؤلي يهدِّد طلحة والزبير بقوله:
وإنَّ عليّاً لكم مصحرٌ يماثله الأسد الأسودُ
أما انَّه أوَّل العابدين بمكّة واللَّه لا يُعبدُ «(2)»
85- جندب بن زهير كان يرتجز يوم صفِّين بقوله:
هذا عليٌّ والهدى حقّاً معه يا ربّ فاحفظه ولا تضيِّعه
فإنَّه يخشاك ربّي فارفعه نحن نصرناه على مَن نازعه
صهر النبيِّ المصطفى قد طاوعه أوَّل من بايعه وتابعه «(3)»
86- زفر بن يزيد «(4)» بن حُذيفة الأسدي قال:
فحوطوا علياً فانصروه فإنَّه وصيٌّ وفي الإسلام أوَّل أوَّلُ
وإن تخذلوه والحوادث جمَّة فليس لكم عن أرضكم متحوّلُ «(5)»
87- النجاشي بن الحارث بن كعب قال:
فقل للمضلّل من وائل ومن جعل الغثَّ يوماً سمينا
ص:58
ص:59
جعلتَ ابن هند وأشياعه نظير علي أما تستحونا
إلى أوَّل النّاس بعد الرسول أجاب النبيَّ من العالمينا
وصهر الرسول ومن مثله إذا كان يوم يشيب القرونا «(1)»
88- جرير بن عبد اللَّه البجلي قال:
فصلّى الإله على أحمد رسول المليك تمام النعمْ
وصلّى على الطهر من بعده خليفتنا القائم المدَّعمْ
عليّاً عنيت وصيَّ النبيِّ يجالد عنه غواة الاممْ
له الفضل والسبق والمكرما ت وبيت النبوَّة لا المهتضمْ
89- عبد اللَّه بن حكيم التميمي قال:
دعانا الزبير إلى بيعة وطلحة من بعد أن أثقلا
فقلنا: صفقنا بايماننا فإن شئتما فخذا الأشملا
نكثتم عليّاً على بيعة وإسلامه فيكمُ أوَّلا
90- عبد الرحمن بن حنبل «(2)» الجمحي حليف بني الجمح قال:
لعمري لئن بايعتمُ ذا حفيظة على الدين معروف العفاف موفّقا
ص:60
عفيفاً عن الفحشاء أبيض ماجداً صدوقاً وللجبّار قدماً مصدِّقاً
ابا حسن فارضوا به وتبايعوا فليس كمن فيه يرى العيب منطقاً
عليٌّ وصي المصطفى ووزيره وأوَّل من صلّى لذي العرش واتَّقى «(1)»
91- ابو عمرو عامر الشعبي الكوفي قال: أوَّل من أسلم من الرجال عليُّ بن ابي طالب وهو ابن تسع سنين.
رسالة الاسكافي كما في شرح ابن ابي الحديد 3/ 260 «(2)».
92- ابو سعيد الحسن البصري قال: عليّ أوَّل من أسلم بعد خديجة. أخرجه أحمد عن عبد الرَّزاق عن معمر عن قتادة عنه.
ورواه الاسكافي في رسالته عن عبد الرزاق كما في شرح ابن ابي الحديد 3/ 260 «(3)».
وقال الحجّاج للحسن وعنده جماعةٌ من التابعين، وذكر عليّ بن ابي طالب: ما تقول أنت يا حسن؟
ص:61
فقال: ما أقول هو: أوَّل من صلّى إلى القبلة، وأجاب دعوة رسول اللَّه، وإنَّ لعليّ منزلة من ربِّه وقرابة من رسوله، وقد سبقت له سوابق لا يستطيع ردَّها أحدٌ.
فغضب الحجّاج غضباً شديداً وقام عن سريره فدخل بعض البيوت.
وقال رجل للحسن: ما لنا لا نراك تثني على عليٌ وتقرّظه؟
قال كيف؟ وسيف الحجّاج يقطر دماً، إنَّه أوَّل من أسلم، وحسبكم بذلك.
رسالة الاسكافي كما في شرح ابن ابي الحديد 3/ 258 «(1)».
93- الإمام محمّد بن عليِّ الباقر قال: أوَّل من آمن باللَّه عليُّ بن ابي طالب وهو ابن إحدى عشرة سنة.
شرح ابن ابي الحديد 3/ 260 «(2)».
94- قتادة بن دعامة الأكمة البصري قال: عليٌّ أوَّل من أسلم بعد خديجة. أخرجه أحمد كما سمعت، والقسطلاني عدّه ممّن قال به في المواهب 1/ 45 وأقرّه الزرقاني في شرحه 1/ 242.
ص:62
95- محمّد بن مسلم المعروف بابن شهاب «(1)»: عدَّه القسطلاني في المواهب 1/ 45 وأقرّه الزرقاني في شرحه 1/ 242 من القائلين بأنَّ علياً أوَّل مَن أسلم.
96- ابو عبد اللَّه محمّد بن المكندر المدني قال: عليٌّ أوَّل من أسلم.
تاريخ الطبري 2/ 213، الكامل لابن الاثير 2/ 22.
97- ابو حازم سلمة بن دينار المدني قال: عليٌّ أوَّل من أسلم.
تاريخ الطبري 2/ 213، الكامل لابن الاثير 2/ 22.
98- ابو عثمان ربيعة بن ابي عبد الرَّحمن المدني قال: عليٌّ أوَّل من أسلم.
تاريخ الطبري 2/ 213، الكامل لابن الاثير 2/ 22.
99- ابو النضر محمد بن السائب الكلبي قال: عليّ أوَّل من أسلم، أسلم وهو ابن تسع سنين.
تاريخ الطبري 2/ 213، الكامل لابن الاثير 2/ 22.
100- محمد بن اسحاق قال: كان أوَّل ذَكر آمن برسول اللَّه (ص) وصلّى معه وصدَّقه بما جاءه من عند اللَّه عليُّ بن ابي طالب، وهو
ص:63
يومئذ ابن عشر سنين «(1)»، وكان ممّا أنعم اللَّه به على عليِّ بن ابي طالب إنَّه كان في حجر رسول اللَّه (ص) قبل الإسلام.
وقال: وذكر بعض أهل العلم انَّ رسول اللَّه (ص) كان إذا حضرت الصلاة خرج إلى شعاب مكة وخرج معه عليُّ بن ابي طالب، مستخفياً من عمِّه ابي طالب وجميع أعمامه وسائر قومه فيصلّيان الصَّلوات فيها، فإذا أمسيا رجعا فمكثا كذلك ما شاء اللَّه أن يمكثا.
ثمَّ إنَّ ابا طالب عثر عليهما يوماً وهما يصلِّيان فقال لرسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم: يا بن أخي ما هذا الدين؟ الحديث.
تاريخ الطبري 2/ 213، سيرة ابن هشام 1/ 264، 265، سيرة ابن سيد الناس 1/ 93، الكامل لابن الاثير 4/ 22، شرح ابن ابي الحديد 3/ 260، السيرة الحلبية 1/ 287 «(2)».
101- جنُيد بن عبد الرحمن قال: أتيت من حوران إلى دمشق لآخذ عطائي فصلَّيت الجمعة ثمَّ خرجت من باب الدرج فإذا عليه شيخٌ يقال له: ابو شيبة القاصّ يقصُّ على الناس، فرغَّب فرغبنا، وخوَّف فبكينا، فلمّا انقضى حديثه قال: اختموا مجلسنا بلعن ابي
ص:64
تراب، فلعنوا ابا تراب عليه السلام، فالتفت إليَّ من على يميني فقلت له: فمن ابو تراب؟
فقال: عليُّ بن ابي طالب ابن عمّ رسول اللَّه، وزوج ابنته، وأوَّل الناس إسلاماً، وابو الحسن والحسين.
فقلت: ما أصاب هذا القاصّ؟! فقمت إليه وكان ذا وفرة فأخذت وفرته بيدي وجعلت ألطم وجهه وأبطح برأسه الحائط، فصاح فاجتمع أعوان المسجد فوضعوا ردائي في رقبتي وساقوني حتّى دخلوني على هشام بن عبد الملك وابو شيبة يقدمني، فصاح يا أمير المؤمنين قاصّك وقاصّ آبائك وأجدادك أتى اليه اليوم أمرٌ عظيمٌ.
قال: من فعل لك؟
فقال: هذا.
فالتفت إليَّ هشام وعنده أشراف النّاس فقال: يا ابا يحيى متى قدمت؟
فقلت: أمس وأنا على المصير إلى أمير المؤمنين، فادركتني صلاة الجمعة فصلَّيت وخرجت إلى باب الدرج، فإذا هذا الشيخ قائمٌ يقصُ فجلست إليه فقرأ فسمعنا، فرغَّب مَن رغَّب، وخوّف مَن خوّف، ودعا فأمَّنا، وقال في آخر كلامه: اختموا مجلسنا بلعن
ص:65
ابي تراب، فسألت مَن ابو تراب؟ فقيل: عليُّ بن ابي طالب، أوَّل الناس إسلاماً، وابن عمَّ رسول اللَّه، وابو الحسن والحسين، وزوج بنت رسول اللَّه، فواللَّه يا أمير المؤمنين لو ذكر هذا قرابة لك بمثل هذا الذكر ولعنه بمثل هذا اللعن لأحللت به الذي أحللت، فكيف لا أغضب لصهر رسول اللَّه وزوج ابنته.
فقال هشام: بئس ما صنع.
تاريخ ابن عساكر 3/ 407.
هذه جملة من النصوص النبويَّة، والكلم المأثورة عن أمير المؤمنين والصحابة والتابعين: في أنَّ عليّاً أول مَن أسلم، وهي تربو على مائة كلمة، أضف إليها ما مرَّ ج 2/ 276 من أنَّ أمير المؤمنين سبّاق هذه الامَّة «(1)».
ص:66
واشفع الجميع بما أسلفناه ج 2 ص 306 من أنَّه صلوات اللَّه عليه صدِّيق هذه الامَّة، وهو الصدِّيق الأكبر «(1)».
فهل تجد عندئذ مساغاً لمكابرة ابن كثير تجاه هذه الحقيقة الراهنة وقوله: وقد ورد في أنَّه أوَّل من أسلم ... فإذا لا يصحُّ مثل هذه فما الَّذي يصحّ؟ وإن كان لا يصحّ شي ء منها فما قيمة تلك الكتب المشحونة بها؟! كلّا، إنَّها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخٌ إلى يوم يبعثون.
وأنت ترى الرجل يزيف هذه الكلم والنصوص الكثيرة الصحيحة بحكم الحفّاظ الأثبات بكلمة واحدة قارصة، ويعتمد في إثبات أيِّ أمر يروقه في تاريخه على المراسيل، والمقاطيع،
ص:67
والآحاد، ونقل المجاهيل وأفناء الناس.
قال المأمون في حديث احتجاجه على أربعين فقيهاً ومناظرته إيّاهم في أنّ أمير المؤمنين أولى الناس بالخلافة:
يا إسحاق أيُّ الأعمال كان أفضل يوم بعث اللَّه رسوله؟
قلت: الإخلاص بالشهادة.
قال: أليس السبق إلى الإسلام؟
قلت: نعم.
قال: إقرأ ذلك في كتاب اللَّه يقول: «والسابقون والسابقون اولئك المقرَّبون» إنَّما عُني من سبق إلى الإسلام، فهل علمت أحداً سبق عليّاً إلى الإسلام؟
قلت: يا أمير المؤمنين إنَّ عليّاً أسلم وهو حديث السنِّ لا يجوز عليه الحكم، وابو بكر أسلم وهو مستكملٌ يجوز عليه الحكم.
قال: أخبرني أيّهما أسلم قبلُ؟ ثمَّ اناظرك من بعده في الحداثة والكمال.
قلت: عليٌّ قبل ابي بكر على هذه الشريطة.
فقال: نعم فأخبرني عن إسلام علي حين أسلم؟ لا يخلو من أن
ص:68
يكون رسول اللَّه (ص) دعاه إلى الإسلام، أو يكون إلهاماً من اللَّه.
قال: فأطرقت.
فقال لي: يا إسحاق لا تقل إلهاماً فتقدِّمه على رسول اللَّه (ص)، لأنَّ رسول اللَّه لم يعرف الإسلام حتى أتاه جبريل عن اللَّه تعالى.
قلت: أجل بل دعاه رسول اللَّه إلى الإسلام.
قال: يا إسحاق، فهل يخلو رسول اللَّه (ص) حين دعاه إلى الإسلام من أن يكون دعاه بأمر اللَّه، أو تكلّف ذلك من نفسه؟
قال: فأطرقت.
فقال: يا إسحاق لا تنسب رسول اللَّه إلى تكلّف، فإنَّ اللَّه يقول:
«وما أنا من المتكلّفين».
قلت: أجل، يا أمير المؤمنين، بل دعاه بأمر اللَّه.
قال: فهل من صفة الجبّار جلَّ ذكره أن يكلّف رسله دعاء مَن لا يجوز عليه حكمٌ؟
قلت: أعوذ باللَّه.
قال: أفتراه في قياس قولك يا إسحاق إنّ عليّاً أسلم صبيّاً لا يجوز عليه الحكم قد تكلّف رسول اللَّه (ص) من دعاء الصبيان ما لا يطيقون، فهل يدعوهم الساعة ويرتدّون بعد ساعة، فلا يجب عليهم في ارتدادهم شي ءٌ، ولا يجوز عليهم حكم الرَّسول عليه السلام؟
ص:69
أترى هذا جائزاً عندك أن تنسبه إلى رسول اللَّه (ص)؟!
قلت: أعوذ باللَّه ... الحديث.
العقد الفريد 3/ 43.
وقال ابو جعفر الإسكافي المعتزلي المتوفّى 240 في رسالته:
قد روى الناس كافّة افتخار عليّ عليه السلام بالسبق إلى الإسلام، وأنَّ النبيَّ (ص) استنبئ يوم الإثنين وأسلم عليٌّ يوم الثلاثاء، وأنّه كان يقول: صلّيت قبل النَّاس سبع سنين، وانّه ما زال يقول: أنا أوَّل من أسلم ويفتخر بذلك ويفتخر له به أولياؤه ومادحوه وشيعته في عصره وبعد وفاته، والأمر في ذلك أشهر من كلِّ شهير، وقد قدَّمنا منه طرفاً، وما علمنا أحداً من النّاس فيما خلا استخفَّ بإسلام علي عليه السلام، ولا تهاون به، ولا زعم انَّه أسلم إسلام حدث غرير، وطفل صغير.
ومن العجب أن يكون مثل العبّاس وحمزة ينتظران ابا طالب وفعله ليصدّوا عن رأيه، ثمَّ يخالفه عليٌّ إبنه لغير رغبة ولا رهبة يؤثر القلّة على الكثرة، والذلَّ على العزَّة من غير علم ولا معرفة بالعاقبة، وكيف ينكر الجاحظ والعثمانيَّة انَّ رسول اللَّه (ص) دعاه إلى الإسلام وكلّفه التصديق؟! «(1)».
ص:70
ورُوي في الخبر الصحيح انَّه كلّفه في مبدأ الدعوة قبل ظهور كلمة الإسلام وانتشارها بمكّة: أن يصنع له طعاماً وأن يدعو له بني عبد المطلب، فصنع له الطعام ودعاهم له فخرجوا ذلك اليوم، ولم ينذرهم (ص) لكلمة قالها عمّه ابو لهب.
فكلّفه اليوم الثاني: أن يصنع مثل ذلك الطعام وأن يدعوهم ثانية، فصنعه ودعاهم فأكلوا، ثمَّ كلّفهم (ص) فدعاهم إلى الدين، ودعاه معهم لأنَّه من بني عبد المطلب، ثمَّ ضمن لمن يُوازره منهم وينصره على قوله أن يجعله أخاه في الدين، ووصيَّه بعد موته، وخليفته من بعده، فأمسكوا كلّهم، وأجابه هو وحده وقال: أنا أنصرك على ما جئت به واوازرك وابايعك.
فقال لهم لمّا رأى منهم الخذلان ومنه النصر، وشاهد منهم المعصية ومنه الطاعة، وعاين منهم الإباء ومنه الإجابة: «هذا أخي ووصيّي وخليفتي من بعدي» فقاموا يسخرون ويضحكون ويقولون لأبي طالب: أطع ابنك فقد أمَّره عليك «(1)».
ص:71
فهل يكلّف عمل الطعام ودعاء القوم صغيرٌ غير ممِّيز؟ وغرٌّ غير عاقل؟
وهل يؤتمن على سرِّ النبوّة طفلٌ ابن خمس سنين أو ابن سبع؟
وهل يُدعى في جملة الشيوخ والكهول إلّاعاقلٌ لبيبٌ؟
وهل يضع رسول اللَّه (ص) يده في يده ويُعطيه صفقة يمينه
ص:72
بالاخوَّة والوصيَّة والخلافة إلّاوهو أهلٌ لذلك، بالغٌ حدَّ التكليف، محتملٌ لولاية اللَّه وعداوة أعدائه؟ «(1)».
وقال الحاكم النيسابوري صاحب «المستدرك» على الصحيحين في كتاب المعرفة: 22:
ولا أعلم خلافاً بين أصحاب التواريخ انَّ عليَّ بن ابي طالب (رض) أوَّلهم إسلاماً وإنَّما اختلفوا في بلوغه.
وقال ابن عبد البرّ في الاستيعاب 2/ 457: اتَّفقوا على انَّ خديجة أوَّل من آمن باللَّه ورسوله وصدَّقه فيما جاء به ثمَّ عليٌّ بعدها.
وقال المقريزي في الامتاع: 16 ما ملخَّصه: وأمّا عليُّ بن ابي طالب: فلم يُشرك باللَّه قطُّ، وذلك انَّ اللَّه تعالى أراد به الخير فجعله في كفالة ابن عمّه سيّد المرسلين محمَّد (ص)، فعندما أتى رسول اللَّه (ص) الوحيُ وأخبر خديجة وصدَّقت، كانت هي، وعليّ بن ابي طالب، وزيد بن حارثة يُصلَّون معه ...
إلى أن قال: فلم يحتج عليٌّ (رض) أن يُدعى، ولا كان مشركاً
ص:73
حتَّى يُوحِّد فيقال: أسلم، بل كان عند ما أوحى اللَّه إلى ورسوله (ص) عمره ثماني سنين.
وقيل: سبع.
وقيل: إحدى عشرة سنة.
وكان مع رسول اللَّه (ص) في منزله بين أهله كأحد أولاده، يتبعه في جميع أحواله ...
وأنت تجد أوّليّة أمير المؤمنين في الإسلام في شعر كثير من السلف، مثل قول مسلم بن الوليد الأنصاري:
أذكرت سيف رسول اللَّه سنّته وسيف اول من صلّى ومن صاما
قال ابو الفلاح الحنبلي في شذراته 1/ 308: يعني علياً (رض) إذ كان هو الضرّاب به [بسيف النبيِ]
هذا ما اقتضته المسالمة مع القوم في تحديد مبدأ إسلامه عليه السلام، وأمّا نحن فلا نقول: إنَّه أوَّل من أسلم بالمعنى الذي يُحاوله ابن كثير وقومه؛ لأنَّ البدأة به تستدعي سبقاً من الكفر، ومتى كفر أمير المؤمنين حتّى يسلم؟ ومتى أشرك باللَّه حتى يؤمن؟ وقد انعقدت نطفته على الحنيفية البيضاء، واحتضنه حجر الرسالة، وغذّته يد النبوَّة، وهذَّبه الخلق النبويُّ العظيم، فلم يزل مقتصّاً أثر الرَّسول
ص:74
قبل أن يصدع بالدين الحنيف وبعده، فلم يكن له هوى غير هواه، ولا نزعة غير نزعته، وكيف يمكن الخصم أن يقذفه بكفر قبل الدَّعوة؟! وهو يقول (وإن لم نر صحَّة ما يقول): إنّه كان يمنع امَّه من السّجود للصنم وهو حملٌ «(1)» أيكون إمام الامَّة هكذا في عالم الأجنَّة ثمَّ يُدنِّسه درن الكفر في عالم التكليف؟ فلقد كان صلوات اللَّه عليه مؤمناً جنيناً ورضيعاً وفطيماً ويافعاً وغلاماً وكهلًا وخليفةً.
ولولا ابو طالب وابنه لما مثل الدين شخصاً وقاما
بل نحن نقول: إنَّ المراد من إسلامه وايمانه وأوَّليَّته فيهما وسبقه إلي النبيِّ في الإسلام هو المعنى المراد من قوله تعالى عن إبراهيم الخليل عليه السلام: «وأنا أوّل المسلمين».
وفيما قال سبحانه عنه: «إذ قال ربّه أسلم قال أسلمت لربِّ العالمين».
وفيما قال سبحانه عن موسى عليه السلام: «وأنا أوّل المؤمنين».
وفيما قال تعالى عن نبيِّه الأعظم: «آمن الرَّسول بما انزل إليه من ربِّه».
ص:75
وفيما قال: «قل إنّي امرت أن أكون أوَّل من أسلم».
وفي قوله: «وامرت أن اسلم لربِّ العالمين».
وفي وسع الباحث أن يتَّخذ دروساً راقية حول ما نرتأيه من خطبةٍ لأمير المؤمنين عليه السلام وقد ذكرها الشريف الرضي في نهج البلاغة 1/ 392 الّا وهي:
أنا وضعت في الصغر بكلاكل العرب، وكسرت نواجم قرون ربيعة ومضر، وقد علمتم موضعي من رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم بالقرابة القريبة، والمنزلة الخصيصة، وضعني في حجره وأنا وليد يضمّني إلى صدره، ويكنفني في فراشه، ويُمسّني جسدَه، ويُشمّني عرفه، وكان يمضغ الشي ء ثمَّ يُلقمنيه، وما وَجَدَ لي كذبةً في قول، ولا خَطلةً في فعل، ولقد قرن اللَّه به صلى الله عليه و آله و سلم من لدن أن كان فطيماً أعظمَ مَلَك من ملائكته يسلك به طريق المكارم، ومحاسنَ أخلاق العالَم، ليله ونهاره، ولقد كنتُ أتَّبعه اتّباع الفصيل أثر امِّه، يرفع لي في كلِّ يوم من أخلاقه عَلَماً ويأمرني بالإقتداء به.
ولقد كان يجاور في كلِّ سنة بحِراء فأراهُ ولا يَراه غيري، ولم يجمع بيتٌ واحدٌ يومئذ في الإسلام غير رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم وخديجة وأنا ثالثهما، أرى نور الوحي والرِّسالة، وأشمُّ ريحَ النبوَّة، ولقد سمعت رنَّة الشيطان حين نزل الوحي عليه صلى الله عليه و آله و سلم فقلت: يا رسول اللَّه ما هذه الرنَّة؟ قال: «هذا الشيطان قد أيس من عبادته، إنَّك
ص:76
تسمع ما أسمع وترى ما أرى، إلّاأنَّكَ لستَ بنبيٍّ، ولكنَّك وزيرٌ، وإنَّك لعلى خيرٍ» «(1)».
وأمّا الكلام في إسلام ابي بكر فلا يسعنا أن أحوم حول هذا الموضوع، وبين يديَّ صحيحة محمَّد بن سعد بن ابي وقاص التي أخرجها الطبري في تاريخه 2/ 215 بإسناد صحيح رجاله ثقات:
قال ابن سعد: قلت لأبي: أكان ابو بكر أوَّلكم إسلاماً؟! فقال:
لا، ولقد أسلم قبله أكثر من خمسين، ولكن كان أفضلنا إسلاماً.
وما عساني أن أقول وابو جعفر الاسكافي المعتزلي البعيد عن عالم التشيّع يقول: أمّا ما احتجَّ به الجاحظ بإمامة ابي بكر بكونه أوَّل الناس، فلو كان هذا إحتجاجاً صحيحاً لأحتجَّ به ابو بكر يوم السقيفة، وما رأيناه صنع ذلك، لأنَّه أخذ بيد عمر ويد ابي عبيدة بن الجرّاح وقال للناس: قد رضيت لكم أحد هذين الرَّجلين فبايعوا منهما مَن شئتم.
ولو كان هذا احتجاجاً صحيحاً لما قال عمر: كانت بيعة ابي بكر فلتةً وقى اللَّه شرَّها.
ص:77
ولو كان احتجاجاً صحيحاً لأدَّعى واحدٌ من النّاس لأبي بكر الإمامة في عصره أو بعد عصره بكونه سبق إلى الإسلام، وما عرفنا أحداً ادّعى له ذلك.
على أنّ جمهور المحدِّثين لم يذكروا أنَّ ابا بكر أسلم إلّابعد عدَّة من الرجال منهم: علي بن ابي طالب، وجعفر أخوه، وزيد بن الحارثة، وابو ذرّ الغفاري، وعمرو بن عنبسة السلمي، وخالد بن سعيد بن العاص، وخباب بن الأرت.
وإذا تأمَّلنا الرِّوايات الصحيحة والأسانيد القويَّة الوثيقة وجدناها كلّها ناطقةً بأنَّ عليّاً عليه السلام أوَّل من أسلم «(1)».
فأمّا الرِّواية عن ابن عبّاس: أنّ ابا بكر أوَّلهم إسلاماً، فقد روي عن ابن عبّاس خلاف ذلك بأكثر ممّا رووا وأشهر، فمن ذلك ما روى يحيى بن حمّاد (ثمَّ ذكر أحاديث صحيحة ممّا مرَّ عن ابن عبّاس) فقال: فهذا قول ابن عباس في سبق علي عليه السلام إلى الإسلام، وهو أثبت من حديث الشعبي وأشهر، على أنَّه قد روي عن الشعبي خلاف ذلك من حديث ابي بكر الهذلي «(2)».
ثمَّ ذكر حديثه وأحاديث اخرى ممّا ذكر نقلًا عن الكتب
ص:78
الصحاح والأسانيد الموثوق بها «(1)»، هذا.
«ومن أظلم ممَّن افترى على اللَّه كذباً أو كذَّب بالحقِّ لمّا جاءه».
لعل الباحث يرى خلافاً بين كلمات أمير المؤمنين المذكورة ص 221- 224 في سني عبادته وصلاته مع رسول اللَّه بين ثلاث، وخمس، وسبع، وتسع سنين «(2)» فنقول:
أمّا ثلاث سنين: فلعلَّ المراد منه ما بين أوَّل البعثة إلى إظهار الدَّعوة من المدَّة، وهي ثلاث سنين «(3)» فقد أقام (ص) بمكَّة ثلاث سنين من أوَّل نبوَّته مستخفياً ثمَّ أعلن في الرابعة.
وأمّا خمس سنين: فلعلَّ المراد منها سنتا «(4)» فترة الوحي من يوم
ص:79
نزول: «إقرأ بسم ربِّك الذي خلق» إلى نزول: «يا أيّها المدَّثِّر» وثلاث سنين من أوَّل بعثته بعد الفترة إلى نزول قوله: «فاصدع بما تُؤمر وأعرض عَن المشركين» وقوله: «وأنذرْ عَشيرتك الأقربين» سني الدعوة الخفيَّة التي لم يكن فيها معه صلى الله عليه و آله و سلم إلّاخديجة وعليّ، وأحسب انَّ هذا مراد من قال: انَّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم كان مُستخفياً أمره خمس سنين.
كما في الامتاع: 44.
وأمّا سبع سنين: فإنَّها مضافاً الى كثرة طرقها وصحَّة أسانيدها، معتضدةٌ بالنبويَّة المذكورة ص 220 وبحديث ابي رافع المذكور ص 227. وهي سني الدَّعوة النبويَّة من أوّل بعثته صلى الله عليه و آله و سلم إلى فرض الصَّلاة المكتوبة.
وذلك أنَّ الصَّلاة فُرضت بلا خلاف ليلة الإسراء، وكان الإسراء كما قال محمَّد بن شهاب الزهري قبل الهجرة بثلاث سنين، وقد أقام صلى الله عليه و آله و سلم في مكّة عشر سنين، فكان أمير المؤمنين خلال هذه المدَّة السنين السبع يعبد اللَّه ويُصلّي معه صلى الله عليه و آله و سلم، فكانا يخرجان ردحاً من الزَّمن إلى الشعب وإلى حراء للعبادة، ومكثا على هذا ما شاء اللَّه أن يمكثا «(1)» حتّى نزل قوله تعالى: «واصدع بما تُؤمرْ
ص:80
وأعرض عَن المشركين»، وقوله: «وأنذرْ عشيرتك الأقربين»، وذلك بعد ثلاث سنين من مبعثه الشريف.
فتظاهر عليه السلام بإجابة الدَّعوة في منتدى الهاشميِّين المعقود لها ولم يلبِّها غيره، ومن يوم ذلك اتَّخذه رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم أخاً ووصيّاً وخليفةً ووزيراً «(1)» ثمَّ لم يُلبّ الدعوة إلى مدّة إلّااحادهم بالنسبة إلى عامَّة قريش والناس المرتطمين في تمرُّدهم في حيِّز العدم.
على أنَّ ايمان من آمن وقتئذ لم يكن معرفةً تامَّةً بحدود العبادات حتّى تدرَّجوا في المعرفة والتهذيب، وإنَّما كان خضوعاً للإسلام، وتلفّظاً بالشَّهادتين، ورفضاً لعبادة الأوثان، لكن أمير المؤمنين خلال هذه المدَّة كان مقتصّاً أثر الرَّسول من أوَّل يومه فيشاهده كيف يتعبَّد، ويتعلّم منه حدود الفرائض ويقيمها على ما هي عليه، فمن الحقِّ الصحيح إذن توحيده في باب العبادة الكاملة، والقول بأنَّه عبد اللَّه وصلّى قبل الناس بسبع سنين.
ويحتمل أن يراد السنين السبع الواردة في حديث ابن عبَّاس قال: إنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم أقام بمكّة خمس عشرة سنة سبع سنين
ص:81
يرى الضوء والنور ويسمع الصوت، وثماني سنين يوحى إليه «(1)» وأمير المؤمنين كان معه من أوَّل يومه يرى ما يراه (ص) ويسمع ما يسمع إلّاأنَّه ليس بنبّي «(2)».
فإن تعجب فعجب قول الذهبي في تلخيص المستدرك 3/ 112. إنَّ النبيَّ من أوَّل ما اوحي إليه آمن به خديجة، وابو بكر، وبلال وزيد مع عليّ قبله بساعات أو بعده بساعات، وعبدوا اللَّه مع نبيِّه. فأين السبع سنين؟!.
(قال الأميني): هذه السنين السبع، ولكن أين تلك الساعات المزعومة عند الذهبي؟
ومَن ذا الذي يقولها؟
ومتى خُلق قائلها؟
وأين هو؟
وأيُّ مصدر ينصُّ عليها؟
وأيُّ راوٍ رواها؟
بل نتنازل معه ونرضى بقصيِّص يقصّها، غير ما في علبة مفكّرة الذهبي، أو عيبة أوهامة، ومتى كان ابو بكر من تلك الطبقة؟ وقد
ص:82
مرَّ في صحيحة الطبري ص 240 «(1)»: أنَّه أسلم بعد أكثر من خمسين رجلًا. فكأنَّ الرَّجل قرويٌّ من البعداء عن تاريخ الإسلام، أو أنِّه عارفُ به غير أنَّه يروقه الإفك والزور.
وأمّا تسع سنين: فيمكن أن يُراد منها سنتا الفترة والسنين السبع من البعثة إلى فرض الصَّلوات المكتوبة.
والمبنيُّ في هذه كلّها على التقريب لا على الدقَّة والتحقيق كما هو المطّرد في المحاورات، فالكلُّ صحيحٌ لا خلاف بينها ولا تعارض هناك.
5- ذكر في ج 7 ص 357 حديث تصدُّق أمير المؤمنين خاتمه في الصّلاة وهو راكعٌ، ونزول آية:
«إنَّما وليّكم اللَّه ورسوله والَّذين آمنوا». الآية. من طريق ابي سعيد الأشجّ الذي أسلفناه ص 157، ثمَّ أردفه بقوله: وهذا لا يصحُّ بوجهٍ من الوجوه لضعف أسانيده، ولم ينزل في عليّ شي ءٌ من القرآن بخصوصيَّته.
ص:83
وكلّ ما يريدونه «(1)» في قوله تعالى: «إنَّما أنت منذرٌ ولكلِّ قوم هاد».
وقوله: «ويُطعمون الطَّعام على حُبِّه مسكيناً ويتيماً وأسيراً».
وقوله: «أجعلتم سقاية الحاجِّ وعمارة المسجد الحرام كمن آمن باللَّه واليوم الآخر».
وغير ذلك من الآيات، والأحاديث الواردة في أنَّها نزلت في علي لا يصحُّ شي ءٌ منها.
ج- كبُرتْ كلمة تخرج من أفواههم إن يقولوا إلّاكذباً، كيف يحكم الرجل بعدم صحَّة نزول آية «إنَّما وليّكم اللَّه» في علي عليه السلام، ويستدلُّ بضعف أسانيده وهو بنفسه يرويه في تفسيره 2/ 71 من طريق ابن مردويه عن الكلبي ويقول: قال: هذا إسنادٌ لا يُقدح به.
ونحن أوقفناك ص 157 «(2)»: على أنَّ حديث ابي سعيد الأشجّ الذي ذكره صحيحٌ رجاله ثقاتٌ.
ثمَّ إن كان ما ورد في هذه الآيات وغيرها من الآيات الكريمة
ص:84
المتكثِّرة من نزولها في مولانا أمير المؤمنين عليه السلام، أنَّها مأوّلة به، أو أنَّه عليه السلام أحد المصاديق الظاهرة لعمومها كما حسبه المغفَّل ممّا لا يصحُّ شي ءٌ منها.
فمن واجب الباحث أن يشطب على هذه التفاسير المعتمدة عليها، والصحاح، والمسانيد، ومدوَّنات الحديث المعتبرة بقلمٍ عريض يمحو ما سطروه فيها، وما تكون عندئذ قيمة هاتيك الكتب المشحونة بما لا يصحّ؟!
وما غناء هؤلاء العلماء الذين يعتمدون على الأباطيل؟! وهم يقضون أعمارهم في جمعها، ويدَّخرونها للُامَّة لتعمل بها وتخبت إلى مفادها، وإذا ذهبت هذه ضحيَّة هوى ابن كثير فأيُّ كتاب يحقُّ أن يكون مرجعاً لرُوّاد العلم، ومؤملًا يقصده الباحث؟!.
نعم: هذه الكتب هي المصدر والموئل لا غيرها، وابن كثير نفسه لا يرد إلّاإليها، ولايصدر إلّامنها، في كلِّ مورد إلّافي باب فضائل أمير المؤمنين فعندها تغلي مراجل حقده فيأمّها بلسانٍ بذي ءّ وقلم جري ء.
ونحن قد أوقفناك على مصادر نزول هذه الآيات الكريمة في كتابنا هذا 2/ 52- 55 و 3/ 106- 111 و 156- 163، وسنوقفك على حقِّ القول في قوله تعالى: «إنَّما أنت منذرٌ ولكلِّ قومٍ
ص:86
ص:87
ص:88
ص:89
ص:90
6- ذكر في ج 7 ص 356 عن الإمام أحمد، عن وكيع، عن إسرائيل، عن ابي إسحاق، عن زيد بن
ص:91
يُثيع، عن ابي بكر: حديث البراءة، ثمَّ أردفه بقوله:
وفيه نكارةٌ من جهة أمره بردِّ الصدِّيق فإنَّ الصدّيق لم يرجع بل كان هو أمير الحجّ ...
ج- إقرأ واضحك من هذا الإجتهاد البارد في مقابل النصَ الثابت الصحيح المجمع على صحَّته.
وسيوافيك الحديث بطرقه المتكثِّرة «(1)».
ص:92
7- ذكر في ج 7 ص 343 من طريق الإمام أحمد عن ابن نُمير، عن الأجلح الكندي، عن عبد اللَّه بن بُريدة حديثاً فيه: فقال رسول اللَّه (ص): «لا تقع في علّيٍ فإنَّه منّي وأنا منه وهو وليّكم بعدي». ثمَّ أردفه بقوله: هذه اللفظة منكرةٌ، والأجلح شيعيٌّ، ومثله لا يُقبل إذا تفرَّد بمثلها.
وقد تابعه فيها من هو أضعف منه واللَّه أعلم.
والمحفوظ في هذا: أحمد بن وكيع، عن الأعمش، عن سعد بن عُبيدة، عن عبد اللَّه بن بُريدة، عن أبيه قال: قال رسول اللَّه (ص): «مَن كنت مولاه فعليٌّ وليّه».
ج- هل يرى عربيٌّ غير أمويّ في هذه اللفظة نُكراً؟! وهو ذلك القول العربيُّ المبين السهل الممتنع، أو هل يرى عربيٌّ- لم يُشبهُ عوامل العصبيَّة- في معناه شيئاً منكراً؟ وهو ذلك المعنى الصحيح الثابت الصادر عن مصدر الوحي بأسانيد صحيحة، المدعوم بما في
ص:93
معناه من الأحاديث الكثيرة الصِّحاح «(1)».
وهل النكر الَّذي حسبه ابن كثير في إسناده إلى قائله صلى الله عليه و آله و سلم؟
وهو لا يفتأ يشيد بامثال هذا الذِّكر الحكيم. أم في المقول فيه صلوات اللَّه عليه؟ فيراه غير لائق بمثل هذه الكلمة، إذن فماذا يصنع ابن كثير بأمثالها المتكثِّرة التي ملأت بين المشرق والمغرب؟! وهي لا تدافع بغمز في إسناد أو بوقيعةٍ في دلالة «(2)».
وهل سمعتْ اذناك من محدِّث دينيّ ردَّ ما أخرجه أئمَّة الحديث في الصِّحاح والمسانيد وفي مقدَّمها الصحيحان إذا تفرَّد به شيعيٌّ؟
وما ذنب شيعّيٍ إذا كان ثقةً عند أئمَّة الحديث؟ الأجلح فقد وثَّقه
ص:94
مثل ابن معين «(1)».
والحديث اخرجه أحمد في المسند 5/ 356 بالاسناد المذكور.
والترمذي باختصار، والنسائي في الخصائص: 24، وابن ابي شيبة كما في كنز العمال 6/ 154، ومحب الدين الطبري في الرياض النضرة 2/ 171، والحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد 9/ 128 وغيرهم «(2)».
واسناد أحمد المذكور صحيح رجاله رجال الصحيح إلّا الأجلح وهو ثقة كما سمعت.
وقول الرجل: والمحفوظ في هذا رواية أحمد ... يكشف عن قصور باعه في الحديث، وحسبانه الحديثين واحداً لانتهاء سندهما إلى بريدة، وإفادة كليهما الولاية، وعدم معرفته بانَّ حديث (لاتقع) قضيةٌ في واقعه شخصيَّة لدة قصَّة عمران بن الحصين
ص:95
المذكورة ص 215 «(1)».
ص:96
وأمّا (مَن كنت مولاه) فهو لفظ حديث الغدير العامّ، وليس هو محفوظ هذه القضية كما لا يخفى على النابه البصير.
8- يعزو إلى الشيعة في ص 196 مشفوعاً ذلك بالتكذيب منه أنَّ منهم من زعم أنَّ الإبل البخاتي إنَّما نبتت لها الأسنمة من ذلك اليوم (يوم سبي عقائل بيت الوحي يوم كربلاء) لتستر عوراتهنّ من قُبلهن ودُبرهن.
ج- لا أحسب انَّ في الشيعة معتوهاً يزعم أنَّ الأسنمة الموجودة في الأبل بخاتيّها وعرابيّها منذ كُوّنت حدثت بعد واقعة
ص:97
الطفّ، الشيعة لا تقول ذلك وإنَّما يأفك بهم من أفك، وهو يريد الوقيعة فيهم بإسناد التفاهات إليهم، ولا يعتقد الشيعيُّ أنّ حرائر النبوَّة وإن سلبن الحليّ، والحلل، والأزر، والأخمرة، مضين في السبي عراة، واستقبلهنّ شي ء من مظاهر الخزي، فإنَّ عطف المولى لهنَّ كان يأبى ذلك كلّه.
نعم: إنتابتهنّ محنٌ، ونوائب، وكوارث، وشدائد، في سبيل جهادهنَّ، كما انتابت رجالهنَّ في سبيل جهادهم، وكلّما ينتاب المجاهد بعين اللَّه وفي سبيله فهي مأثرةٌ له لا مخزاة، فإنَّهن شاركن الرِّجال في تلك النهضة المقدَّسة، التي أسفرت عن فضيحة الأمويِّين ومكائدهم، ونواياهم السيِّئة على الدين والمسلمين، وإضمارهم إرجاع الملأ الدينيِّ إلى الجاهلَّية الأولى.
لكن حسين الدين والهدى، المفوَّض إليه كلائة دين جدِّه عن عادية أعدائه، الناظر إلى هاتيك الأحوال من أمم، وقف هو وآله وأصحابه ونساؤه ذلك الموقف الرَّهيب، فأنهوا إلى الجامعة الدينيَّة مقاصد القوم، وأبصروهم المعاول الهدّامة لتدمير الشريعة في أيدي آل امية، وإنَّ ذلك المقعي على أنقاض الخلافة الإسلاميّة لا صلة له برسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم، ولا نصيب له من الخلافة عنه، ولم يزل عليه السلام، يتلو هاتيك الصحيفة السوداء لبني صخر حتّى لفظ نفسه الأخير في مشهد يوم الطفّ؛ وحتّى انتهى السير بنسائه وذراريه
ص:98
إلى الشام.
هنالك مجَّت نفوس آل حرب وأشياعهم، وتعاقبت عليهم الثورات، حتّى اكتسح اللَّه سبحانه معرَّتهم عن أديم الأرض أيّام مروان الحمار، ذلك بما كَسَبتْ أيديهم وما اللَّه بظلّامٍ للعبيد. وهذا مغزى ما يُقال: من أنَّ دين الإسلام كما أنَّه محمَّديُّ الحدوث فهو حسينيُّ البقاء.
هذه حقيقة راهنةٌ مدعمةٌ بالبراهين لكن ابن كثير ونظرائه من حملة الرّوح الأمويَّة لا ينقطعون عن تحاملهم على شيعة الحسين عليه السلام بنسبة الأكاذيب إليهم، وقذفهم بالقوارص.
هذه نماذج يسيرة من جنايات ابن كثير على العلم وودائع الإسلام، وتمويهه على الحقائق، ولا يسعنا استيعاب ما أودع في طيِّ كتابه من عُجره وبُجره، ولو أردنا أن نسرد كلَّ ما فيه أو جلَّه من المخاريق والتافهات والإضافات المفتعلة إلى الأبرياء، والسباب المقذع لرجال الشيعة عند ذكر تاريخهم من دون أيِّ مبرِّر، والتحامل عليهم بما يستقبحه الوجدان والعقل السليم، لجاء منه كتابٌ حافلٌ، لكنّا نمرُّ عليها كراما.
«ومَنَ يُشاقق الرَّسول مِنْ بَعدِ ما تَبيَّن لَهُ الهُدىَ ويتَّبع غير سبيلِ المؤمِنينُ نُولَّه ما تَوَلّى ونُصلِهِ جَهنَّم
ص:99
وساءتْ مصيراً» «(1)».
«(2)»
لا يسعنا أن نفوه في الدفاع عن الخليفة بما قال ابن كثير في تاريخه 5/ 249 من أنّ فاطمة حصل لها- وهي امرأة من البشر ليست براجية العصمة- عتبٌ وتغضُّب، ولم تكلّم الصدِّيق حتّى ماتت.
وقال في ص 289: وهي امرأة من بنات آدم تأسف كما يأسفون، وليست بواجبة العصمة، مع وجود نصّ رسول اللَّه (ص) ومخالفة ابي بكر الصدّيق رضي اللَّه عنهما. انتهى.
انّى لنا السرف والمجازفة في القول بمثل هذا تجاه آية التطهير في كتاب اللَّه العزيز النازلة فيها وفي أبيها وبعلها وبنيها.
أنّى لنا بذلك وبين يدينا هتاف النبيّ الأقدس صلى الله عليه و آله و سلم: فاطمة
ص:100
بضعةٌ منّي فمن أغضبها أغضبني.
وفي لفظة: فاطمة بضعة منّي يؤذيني ما آذاها، ويغضبني ما أغضبها.
وفي لفظة: فاطمة بضعةٌ منّي يقبضني ما يقبضها، ويبسطني ما يبسطها.
وفي لفظة: فاطمة بضعةٌ منّي يؤذيني ما آذاها، وينصبني ما أنصبها.
في تاج العروس: أي يتعبني ما أتعبها «(1)».
وفي لفظة: فاطمة بضعةٌ منّي يريبني ما رابها، ويؤذيني ما آذاها.
وفي لفظة: فاطمة بضعةٌ منّي يسعفني ما يسعفها.
في تاج العروس: أي ينالني ما ينالها، ويلمّ بي ما يلمّ بها «(2)».
وفي لفظة: فاطمة شجنةٌ منّي يبسطني ما يبسطها، ويقبضني ما يقبضها.
وفي لفظة: فاطمة مضغةٌ منّي فمن آذاها فقد آذاني.
وفي لفظة: فاطمة مضغةٌ منّي يقبضني ما قبضها، ويبسطني ما بسطها.
وفي لفظة: فاطمة مضغةٌ منّي يسرّني ما يسرُّها.
ص:101
أخرجها على اختلاف ألفاظها أئمّة الصحاح الستّ، وعدّةٌ اخرى من رجال الحديث في السنن، والمسانيد، والمعاجم، وإليك جملةٌ ممّن رواها.
1- ابن ابي مليكة المتوفى 117 كما في رواية البخاري «(1)»، ومسلم «(2)»، وابن ماجة «(3)»، وابن داود «(4)»، وأحمد «(5)»، والحاكم «(6)».
2- ابو عمر بن دينار المكي المتوفى 125/ 6 [12] كما في صحيحي البخاري ومسلم «(7)».
3- الليث بن سعد المصري المتوفى 175 كما في اسناد ابن ماجة، وابن داود، وأحمد «(8)».
ص:102
4- ابو محمّد ابن عيينة الكوفي المتوفى 198 كما في الصحيحين «(1)».
5- ابو النضر هاشم البغدادي المتوفى 205/ 7 [20] كما في مسند أحمد «(2)».
6- احمد بن يونس اليربوعي المتوفى 227 كما في صحيح مسلم، وسنن ابي داود «(3)».
7- الحافظ ابو الوليد الطيالسي المتوفى 227 كما في صحيح البخاري «(4)».
8- ابو المعمّر الهذلي المتوفى 336 كما في صحيح مسلم «(5)».
9- قتيبة بن سعيد الثقفي المتوفى 240 روى عنه مسلم وابو داود «(6)».
10- عيسى بن حمّاد المصري لمتوفى 248/ 9 [24] روى عنه ابن ماجة «(7)».
11- امام الحنابلة أحمد المتوفى 241 في مسنده 4/ 322.
ص:103
12- الحافظ البخاري ابو عبد اللَّه المتوفى 256 في صحيحه، في المناقب «(1)» 5/ 274.
13- الحافظ مسلم القشيري المتوفى 261 في صحيحه، في الفضائل «(2)» 2/ 261.
14- الحافظ ابو عبد اللَّه ابن ماجة المتوفى 272 في سننه «(3)» 1/ 216.
15- الحافظ ابو داود السجستاني المتوفى 275 في سننه «(4)» 1/ 324.
16- الحافظ ابو عيسى الترمذي المتوفى 275 في جامعه «(5)» 2/ 319.
17- الحكيم ابو عبد اللَّه الترمذي المحدّث المتوفى 285 في نوادر الاصول: 308.
18- الحافظ ابو عبد الرحمن النسائي المتوفى 303 في خصائصه «(6)»: 25.
ص:104
19- ابو الفرج الاصبهاني المتوفى 303 في الأغاني 8/ 156.
20- الحاكم ابو عبد اللَّه النيسابوري المتوفى 405 في المستدرك 3/ 154، 158، 159.
21- الحافظ ابو نعيم الاصبهاني المتوفى 430 في حلية الأولياء 2/ 40.
22- الحافظ ابو بكر البيهقي المتوفى 458 في السنن الكبرى 7/ 307.
23- ابو زكريا الخطيب التبريزي المتوفى 502 في مشكاة المصابيح: 560.
24- الحافظ ابو القاسم البغوي المتوفى 510/ 16 [5] في مصابيح السنة «(1)» 2/ 278.
25- القاضي ابو الفضل عياض المتوفى 544 في الشفاء «(2)» 2/ 19.
ص:105
26- اخطب الخطباء الخوارزمي المتوفى 568 في مقتله 1/ 53.
27- الحافظ ابو القاسم ابن عساكر المتوفى 571 في تاريخه «(1)» 1/ 298.
28- ابو القاسم السهيلي المتوفى 581 في الروض الانف 2/ 196.
وقال: إنّ ابا لبابة رفاعة بن عبد المنذر ربط نفسه في توبة، وانّ فاطمة أرادت حلّه حين نزلت توبته فقال: قد أقسمت ألا يحلّني إلّا رسول اللَّه (ص) فقال رسول اللَّه (ص): «إنّ فاطمة مضغة منّي». فصلّى اللَّه عليه وعلى فاطمة:
فهذا حديثٌ يدلّ على أنّ من سبّها فقد كفر، ومن صلّى عليها فقد صلّى على أبيها (ص) «(2)».
29- ابن ابي الحديد المعتزلي المتوفى 586 في شرح النهج 2/ 458 «(3)».
30- ابو الفرج ابن الجوزي المتوفى 597 في صفة الصفوة 2/ 5 «(4)».
ص:106
31- الحافظ ابو الحسن بن الاثير الجزري المتوفى 630 في اسد الغابة (20) 5/ 521.
32- ابو سالم ابن طلحة الشافعي المتوفى 652 في مطالب السؤول: 6، 7.
33- سبط ابن الجوزي الحنفي المتوفى 654 في التذكرة: 175 «(1)».
34- الحافظ الكنجي الشافعي المتوفى 658 في الكفاية: 220 «(2)».
35- الحافظ محبّ الدين الطبري المتوفى 694 في ذخائرالعقبي: 37.
36- الحافظ ابي محمّد الازدي الاندلسي المتوفى 699 في شرح المختصر صحيح البخاري 3/ 91.
37- الحافظ الذهبي الشافعي المتوفى 747 في تلخيص المستدرك «(3)».
38- القاضي الايجي المتوفى 756 في المواقف كما في شرحه 3/ 268.
39- جمال الدين محمّد الزرندي الحنفي المتوفّى في بضع و 750 في درر السمطين.
ص:107
40- ابو السعادات اليافعي المتوفى 768 في مرآة الجنان 1/ 61.
41- الحافظ زين الدين العراقي المتوفى 806 في طرح التثريب 1/ 150.
42- الحافظ نور الدين الهيثمي المتوفى 807 في مجمع الزوائد 9/ 203.
43- الحافظ ابن حجر العسقلاني المتوفى 852 في تهذيب التهذيب 12/ 441.
44- الحافظ جلال الدين السيوطي المتوفى 911 في الجامع الصغير والكبير «(1)».
45- الحافظ ابو العبّاس القسطلاني المتوفى 923 في المواهب اللدنية 1/ 257.
46- القاضي الديار بكري المالكي المتوفى 966/ 82 في الخميس 1/ 464.
47- ابن حجر الهيتمي المتوفى 974 في الصواعق «(2)»: 112، 114.
ص:108
48- صفيُّ الدين الخزرجي المتوفى 000 في الخلاصة: 435.
49- زين الدين المناوي المتوفى 1031/ 5 [103] في كنوز الدقائق: 96.
وقال في شرح الجامع الصغير 4/ 421: استدلّ به السهيلي على أنّ من سبّها كفر لأنّه يغضبه، وأنّها أفضل من الشيخين.
قال الشريف السمهودي: ومعلومٍ أنّ أولادها بضعةٌ منها فيكونون بواسطتها بضعة منه، ومن ثمّ لمّا رأت امّ الفضل في النوم انّ بضعة منه وضعت في حجرها اوّلها رسول اللَّه (ص) بأن تلد فاطمة غلاماً فيوضع في حجرها، فولدت الحسن فوضع في حجرها، فكلّ من يشاهد الآن من ذرّيتها بضعة من تلك البضعة، وإن تعدّدت الوسائط، ومن تأمّل ذلك إنبعث من قلبه داعي الإجلال لهم وتجنّب بغضهم على أيّ حال كانوا عليه.
قال ابن حجر: وفيه تحريم أذى من يتأذّى المصطفى صلى الله عليه و آله و سلم بتأذّيه، فكلّ من وقع منه في حقّ فاطمة شي ء فتأذّت به فالنبيّ صلى الله عليه و آله و سلم يتأذّى به بشهادة هذا الخبر، ولا شي ء أعظم من إدخال الأذى عليها من قِبَل ولدها، ولهذا عرف بالاستقرار معاجلة من تعاطى ذلك بالعقوبة في الدنيا، ولعذاب الآخرة أشدُّ.
50- الشيخ أحمد المغربي المالكي المتوفى 1041 في فتح المتعال: 385 قال في قصيدة كبيرة يمدح بها رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم:
ص:109
فما كسبطي رسول اللَّه من أحد ولا يضاهيهما في الفخر مفتخرُ
وهل كفاطمة الزهراء امّهما بنت النبيّ المصطفى بشرُ
فانَّها بضعةٌ منه وما أحدٌ كبضعة المصطفى إن حقَّق النظرُ
51- الشيخ أحمد باكثير المكي الشافعي المتوفى 1047 في وسيلة المال.
52- ابو عبد اللَّه الزرقاني المالكي المتوفى 1122 في شرح المواهب 3/ 205. ققال: استدلّ به السهيلي على أنّ من سبّها كفر.
وتوجيهه: انَّها تغضب ممّن سبّها وقد سوّى بين غضبها وغضبه، ومن أغضبه كفر.
53- الزبيدي الحنفي المتوفى 1205 في تاج العروس 5/ 227، وج 6/ 139 «(1)».
54- القندوزي الحنفي المتوفى 1293 في ينابيع المودّة: 171.
55- الحمزاوي المالكي المتوفى 1303 في النور السارى هامش البخاري 5/ 274.
56- الشيخ مصطفى الدمشقي ... في مرقاة الوصول: 109.
57- السيّد حميد الدين الآلوسي المتوفى 1324 في نثر اللئالي:
181.
ص:110
58- السيّد محمود القراغولي البغدادي الحنفي في جوهرة الكلام: 105.
59- عمر رضا كحالة في اعلام النساء 3/ 1216 «(1)».
ثمّ أنّى لنا القول بمقال ابن كثير وملأ الأسماع قول رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم: فاطمة قلبي وروحي التي بين جنبيّ فمن آذاها فقد آذاني «(2)».
وقوله: إنّ اللَّه يغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها.
أو: إنّ اللَّه يغضب لغضبك ويرضى لرضاك قاله لفاطمة.
راجع معجم الطبراني، مستدرك الحاكم 3/ 154 وصححه، مسند ابن النجار، مقتل الخوارزمي 1/ 52، تذكرة السبط: 175، كفاية الطالب للكنجي: 219، ذخائر العقبى للمحب الطبري: 39، ميزان الاعتدال 2/ 72، مجمع الزوائد 9/ 203، تهذيب التهذيب 12/ 443، كنز العمال 7/ 111، اخبار الدول هامش الكامل 1/ 185، كنوز الدقائق للمناوي: 30، شرح المواهب للزرقاني 3/ 202، الاسعاف:
171، ينابيع المودة: 173، 174، الشرف المؤبّد: 59.
هذه مطلقات تشمل جميع موجبات الرضا والغضب من
ص:111
الصدّيقة سلام اللَّه عليها حتّى المباحات شأن أبيها الأقدس كما فهمه القسطلاني والحمزاوي في شرح البخاري، وذلك يكشف عن أنّها صلوات اللَّه عليها لا ترضى إلّالما فيه مرضاة المولى سبحانه، ولا تغضب إلّاعلى ما يغضبه، حتّى أنّها لو رضيت أو غضبت على أمر مباح فانّ هناك جهةٌ شرعيّةٌ تدخله في الراجحات، أو يجعله من المكروهات، فلن تجد منها في أيّ من الرضا والغضب وجهةٌ نفسيّةٌ أو صبغةٌ شهويّةٌ، وذلك معنى العصمة التي نفاها المتحذلق- ابن كثير- بعد أن تصامم أو تعامى عن دلالة آية التطهير النازلة فيها وفي أبيها وبعلها وبنيها:
«إنّما يُرِيدُ اللَّهُ ليُذهِبَ عَنكُم الرجسِ أهلَ البيتِ ويُطهِّرِكُم تَطهيراً».
«(1)» جاء ابن كثير الدمشقي في البداية والنهاية 7/ 155 فبنى على أساس ما علّاه مَن قبله في حذف ما كان هنالك من هنات وزاد في الطنبور نغمات قال:
كان ابوذر ينكر على من يقتني مالًا من الأغنياء،
ص:112
ويمنع أن يدَّخر فوق القوت، ويوجب أن يتصدَّق بالفضل، ويتأوَّل قول اللَّه سبحانه وتعالى:
«والذين يكنزون الذهب والفضّة ولا ينفقونها في سبيل اللَّه فبشّرهم بعذاب أليم».
فينهاه معاوية عن إشاعة ذلك فلا يمتنع، فبعث يشكوه الى عثمان فكتب عثمان إلى ابي ذر أن يقدم عليه المدينة، فقدمها فلامه عثمان على بعض ما صدر منه، واسترجعه فلم يرجع، فأمره بالمقام بالربذة- وهي شرقي المدينة-.
ويقال: إنّه سأل عثمان أن يقيم بها وقال: إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم قال لي: إذا بلغ البناء سلعاً فاخرج منها. وقد بلغ البناء سلعاً، فأذن له عثمان بالمقام بالربذة، وأمره أن يتعاهد المدينة في بعض الأحيان حتى لا يرتدَّ أعرابيّاً بعد هجرته ففعل، فلم يزل مقيماً بها حتى مات. انتهى.
وقال في ص 165 عند ذكر وفاته: جاء في فضله احاديث كثيرة من اشهرها ما رواه الأعمش، عن ابي اليقظان عثمان بن عمير، عن ابي حرب بن ابي الأسود، عن عبد اللَّه بن عمرو، انّ رسول اللَّه قال: «ما
ص:113
أظلّت الخضراء ولا أقلّت الغبراء أصدق لهجة من ابي ذر». وفيه ضعفٌ.
ثمّ لمّا مات رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم، ومات ابوبكر خرج الى الشام فكان فيه حتّى وقع بينه وبين معاوية، فاستقدمه عثمان إلى المدينة، ثمّ نزل الربذة فأقام بها حتى مات في ذي الحجّة من هذه السنة، وليس عنده سوى امرأته وأولاده.
فبينما هم كذلك لا يقدرون على دفنه إذ قدم عبد اللَّه بن مسعود من العراق في جماعة من اصحابه، فحضروا موته، وأوصاهم كيف يفعلون به.
وقيل: قدمووا بعد وفاته فولّوا غسله ودفنه، وكان قد أمر أهله أن يطبخوا لهم شاة من غنمه ليأكلوه بعد الموت، وقد أرسل عثمان بن عفان إلى أهله فضمّهم مع أهله. انتهى.
هذا كلُّ ما في عيبة ابن كثير من المخاريق في المقام. وفيه مواقع للنظر:
1- إتّهامه اباذر بأنّه كان ينكر اقتناء المال على الأغنياء ...
هذه النظريّة قديماً ما عزوه الى الصحابي العظيم إختلاقاً عليه وزوراً، وقد تحوَّلت في الأدوار الأخيرة بصورة مشوَّهة اخرى من
ص:114
نسبة الإشتراكيّة اليه، وسنفصّل القول عنها تفصيلا ان شاء اللَّه تعالى «(1)».
2- إنّه حسب نزوله الشام وهبوطه الربذة بخيرة منه، بعدما أوعز إلى أنّ عثمان أمره بالمقام بالربذة.
أمّا حديث الربذة فقد أوقفناك آنفاً على أنّه كان منفيّاً إليها، واخرج من مدينة الرسول بصورة منكرة، ووقع هنالك ما وقع بين عليّ عليه السلام ومروان، وبينه وبين عثمان، وبين عثمان وبين عمّار، واعتراف عثمان بتسييره، وتسجيل عليّ امير المؤمنين عليه ذلك، وسماع غير واحد من ابي ذر الصّادق نفسه حديثه، وانّ عثمان جعله اعرابيّاً بعد الهجرة، وهو مقتضى إعلام النبوّة في إخبار رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم إيّاه بأنّه سوف يُخرج من المدينة، ويُطرد من مكّة والشّام.
وأمّا خبر الشام فقد مرّ إخراجه إليها ولم يكن ذلك باختياره أيضاً «(2)».
ص:115
ص:116
3- وأمّا حديث بلوغ البناء السلع فإفكٌ مفترى على ابي ذر، وقد جاء في مستدرك الحاكم 3/ 344، وذكره البلاذري كما مرّ في ص 293 «(1)» ورآه سبب خروج ابي ذر إلى الشام باذن عثمان،
ص:117
لا سبب خروجه إلى الربذة كما في حديث الطبري.
على أنّ ابن كثير أخذه من الطبري في التاريخ، وجلُّ ما عنده إنَّما هو ملخَّص ما فيه مع التصرُّف فيه على ما يروقه.
وإسناد الرواية في التاريخ رجاله بين كذّاب، وضّاع، وبين مجهول لا يُعرف، إلى ضعيف متَّهم بالزندقة، كما أسلفناه في ص 84، 140، 141، 327 وهم:
السريّ «(1)»،
ص:119
ويزيد الفقعسي «(1)».
وحديثٌ يكون في إسناده أحدٌ من هؤلاء لا يعوَّل عليه، وعلى فرض إعتباره فانّه لا يقاوم الصحاح المعارضة له الدالة على اخبار رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم بأنّه يُخرج ويُطرد من مكّة والمدينة والشام.
راجع ص 316- 319 «(2)».
ص:120
ص:121
وهي معتضدةٌ بما مرّ عن ابي ذر وعثمان وغيرهما في تسيير عثمان إيّاه.
أضف إليها الأعذار الباردة الواردة عن أعلام القوم في تبرير عثمان عن هذا الوزر الشائن.
4- وأمّا ما ذكره من أمر عثمان اباذر أن يتعاهد المدينة حتّى لا يرتدّ اعرابيّاً، فانّه من جملة تلك الرواية المكذوبة التي تشمل على حديث السلع، وقد مرّ من طريق البلاذري باسناد صحيح في ص 294 قول ابي ذر: ردَّني عثمان بعد الهجرة اعرابيّاً «(1)».
على انّه لم يذكر أحدٌ انّ اباذر قدم المدينة خلال أيّام نفيه من سنة ثلاثين إلى وفاته سنة إثنتين وثلاثين حتى يكون ممتثلًا لأمر عثمان بالتعاهد.
5- ماذكره من انّه جاء في فضله أحاديث كثيرة من أشهرها ...
إنّ شنشنة الرجل في الفضائل انّه اذا قدم لسرد تاريخ مَن يهواه من الأمويِّين، ومن انضوى إليهم من رُوّاد النُهم، جاء بأشياء كثيرة، وسرد التافه الموضوع في صورة الصِّحاح، من غير تعرُّض
ص:122
لإسنادها أو تعقيب لمضامينها، ولا يملُّ من تسطيرها وإن سوّدت اضابير من القراطيس، لكنّه إذا وصلت النوبة إلى ذكر فضل أحد من أهل البيت عليهم السلام، أو شيعتهم، وبطانتهم من عظماء الامّة وصلحائها كابي ذر تضيق عليه الأرض برحبها، وتلكّأ وتلعثم كأنَّ في لسانه عقلة وفي شفتيه عقدة، أو انّه كان في اذنه وقراً عن سماعها فلم تُنه إليه؛ وإن اضطرَّته الحالة إلى ذكر شي ء منها جاء به في صورة مُصغَّرة، كما تجده هاهنا حيث جعل ما هو من أشهر فضائل ابي ذر ضعيفاً، وهو يعلم أنَّ طريق هذا الاسناد ليس منحصراً بما ذكره هو من طريق ابن عمرو الذي أخرجه ابن سعد، والترمذي، وابن ماجة، والحاكم، وإنّما جاء من طريق عليّ أمير المؤمنين، وابي ذر، وابي الدرداء، وجابر بن عبد اللَّه، وعبد اللَّه بن عمرو، وابي هريرة، وحسَّن الترمذي غير واحد من طرقه في صحيحه 2/ 221 «(1)».
وإسناد أحمد من طريق ابي الدرداء في مسنده 5/ 197 صحيحٌ رجاله كلّهم ثقات.
وإسناد الحاكم من طريق ابي ذر صحّحه هو وأقرَّه الذهبي كما في المستدرك 3/ 242.
وإسناد الحاكم من طريق عليّ عليه السلام وابي ذر أيضاً صحّحه هو
ص:123
وأقرّه الذهبي كما في المستدرك 4/ 480.
وأمّا إسناد ما اخرجه ابن كثير من طريق ابن عمرو فقال الذهبي فيما نقله عنه المناوي في شرح الجامع الصغير: سنده جيّدٌ.
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: رجال أحمد وثقوا وفي بعضهم خلافٌ.
وحسّنه السيوطي في الجامع الصغير «(1)». فأين الضعف المزعوم؟
ولا يهمّنا التعرُّض لبقيّة ما رمى القول فيه على عواهنه فانّها مأخوذةٌ من الطبري مع عدم الإجادة في الأخذ؛ ولعلّه أراد إصلاح ما في روايته من التهافت فزاد عواراً على عواره؛ وروايته هي من جملة أساطير أوقفناك على وضعها ص 327 «(2)».
ص:124
والممعن في كتب المحدِّثين يعلم أنَّ هذه الجنايات التي أوعزنا
ص:125
إلى بعضها لم تعدُ كتب الحديث فتجدها تثبت ما مِن حقّه الحذف، وتحذف ما يجب أن يذكر، ونكل عرفان ذلك إلى سعة باعك ايّها القارئ الكريم!.
«لَقَدْ كُنتَ في غَفلَةٍ مِنْ هذا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطاءَكَ فَبَصَرُكَ اليَوْمَ حَديد» «(1)».
ص:126
ص:127
الآن حقّ علينا أن نُميط الستر عن خبيئة أسرارنا، ونُعرب عن غايتنا المتوخّاة من هذا البحث الضافي حول الكتب.
الآن آن لنا أن ننوّه بأنّ ضالّتنا المنشودة هي إيقاظ شعور الامّة الإسلامية إلى جانب مهمّ فيه الصالح العام والوئام والسلام والوحدة الإجتماعيّة، وحفظ ثغور الإسلام عن تهجّم سيل الفساد الجارف ....
ص:128
ص:129
1- الاحتجاج: ابو منصور الطبرسي، انتشارات اسوة، باشراف جعفر سبحاني، ط 1، 1413 ه.
2- الاحسان بترتيب صحيح ابن حبان، ترتيب علي بن بلبان، تحقيق كمال يوسف الحوت، دار الكتب العلمية بيروت، ط 1، 1987.
3- الاسماء والصفات، البيهقي، دار الكتب العلمية بيروت.
4- اعلام النساء، عمر رضا كحالة، مؤسسة الرسالة، ط 5، 1984 م.
ص:130
5- انساب الاشراف، البلاذري، تحقيق احسان عباس، دار النشر فرانتش، 1979 م.
6- بحار الانوار، محمد باقر المجلسي، وزارة الثقافة والارشاد الاسلامي، بتحقيق محمد باقر المحمودي، 1368 ه.
7- تاريخ الاسلام، الذهبي، دار الكتاب العربي، بتحقيق عمر عبد السلام تدمري، ط 1، 1987 م.
8- تاريخ بغداد، الخطيب البغدادي، دار الكتاب العربي، بتصحيح محمد سعيد العرفي.
9- تاريخ التمدن الاسلامي، جرجي زيدان، مطبعة الهلال- مصر، ط 2، 1914 م.
10- تاريخ الثقات، العجلي، دار الكتب العلمية.
11- تاريخ الخلفاء، السيوطي، دار الكتب العلمية- بيروت، ط 1، 1988 م.
12- تاريخ الطبري، ابن جرير الطبري، دار الكتب العلمية- بيروت، ط 2، 1988 م.
13- التاريخ الكبير، اسماعيل البخاري، دار الكتب العلمية، مطبعة دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد، 1959.
14- تاريخ اليعقوبي، اليعقوبي، دار صادر- بيروت، اوفسيت مؤسسة نشر فرهنك أهل البيت قم.
15- تذكر الحفاظ، الذهبي، دار احياء التراث، سلسلة
ص:131
مطبوعات دائرة المعارف العثمانية.
16- تذكرة الخواص، السبط ابن الجوزي، مؤسسه أهل البيت- بيروت، 1981 م.
17- ترجمة الامام علي من تاريخ دمشق، ابن عساكر، دار التعارف للمطبوعات- بيروت، بتحقيق محمد باقر المحمودي، ط 1، 1975 م.
18- الترغيب والترهيب من الحديث الشريف، المنذري، تحقيق مصطفى محمد عمارة، 1981 م.
19- تفسير القرآن العظيم، ابن كثير، دار المعرفة- بيروت، بتقديم يوسف عبد الرحمان المرعشي، ط 1، 1986 م.
20- التفسير الكبير، الفخر الرازي، ط 3 بيروت.
21- تهذيب تاريخ دمشق الكبير، ابن عساكر، تهذيب عبد القادر بدران، دار احياء التراث، ط 3، 1987 م.
22- تهذيب التهذيب، ابن حجر العسقلاني، دار الفكر بيروت، ط 1، 1984 م.
23- الثقات، ابن حبان التميمي، طبعة دائرة المعارف العثمانية- حيدر آباد الدكن- الهند، ط 1، 1979.
24- جامع الاصول، ابن الاثير، تحقيق عبد القادر الارناووط.
25- جامع البيان في تفسير القرآن، ابن جرير الطبري، دار المعرفة- بيروت، 1983، اوفسيت المطبعة الاميرية- مصر
ص:132
1323 ه.
26- الجامع الصغير في احاديث البشير النذير، جلال الدين السيوطي، دار الفكر، ط 1، 1981 م.
27- الجرح والتعديل، الرازي، دار احياء التراث العربي، أوفسيت حيدر آباد الدكن، ط 1، 1952 م.
28- خصائص امير المؤمنين علي بن ابي طالب، النسائي، مكتبة المعلا- الكويت، بتحقيق أحمد ميرين البلوشي، ط 1، 1986 م.
29- الدر المنثور في التفسير بالمأثور، جلال الدين السيوطي، مكتبة المرعشي النجفي، 1404 ه.
30- الذريعة إلى تصانيف الشيعة، اقا بزرك الطهراني، دار الاضواء- بيروت.
31- الروض الانف في شرح السيرة النبوية لابن هشام، عبد الرحمان السهيلي، داراحياء التراث العربي، بتحقيق عبدالرحمن الوكيل، ط 1، 1992 م.
32- سليم بن قيس الهلالي، نشر الهاوي، بتحقيق محمد باقر الانصاري الزنجاني، 1415 ه.
33- سنن ابن ماجة، محمد بن يزيد القزويني، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، دار الفكر، بيروت.
34- سنن ابي داود، ابو داود السجستاني، دار الفكر بيروت.
ص:133
35- سنن الدارمي، عبد اللَّه بن بهرام الدارمي، دار الفكر بيروت.
36- سنن النسائي، بشرح جلال الدين السيوطي، دار الفكر بيروت.
37- شرح نهج البلاغة، ابن ابي الحديد، دار احياء الكتب العربية بتحقيق محمد ابو الفضل ابراهيم، ط 2، 1967 م.
38- الشفا بتعريف حقوق المصطفى، القاضي عياض، بتحقيق محمد امين قره علي وآخرون، ط 2، 1986 م.
39- شواهد التنزيل لقواعد التفضيل، الحاكم الحسكاني، مؤسسة الاعلمي، بتحقيق محمد باقر المحمودي، ط 1، 1974 م.
40- صحيح البخاري، محمد بن اسماعيل البخاري، دار احياء التراث بيروت.
41- صحيح مسلم، مسلم بن الحجاج القشيري، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي.
42- صفة الصفوة، ابن الجوزي، تحقيق محمود الفاخوري ومحمد روّاس قلعه چي، ط 3، 1985 م.
43- الضعفاء الكبير، محمد بن عمرو العقيلي، دار الكتب العلمية، بتحقيق عبد المعطي امين قلعجي.
44- فتح الباري، ابن حجر العسقلاني، دار احياء التراث العربي، ط 4، 1988 م.
ص:134
45- فرائد السمطين، ابراهيم بن محمد الجويني، مؤسسة المحمودي، ط 1، 1978 م.
46- الفردوس بمأثور الخطاب، الديلمي، دار الكتب العلمية، بتحقيق السعيد بن بسيوني، ط 1، 1986.
47- الفصول المهمة، ابن الصباغ المالكي، نشر دار الكتب التجارية- النجف، بمقدمة توفيق الفكيكي.
48- فضائل علي بن ابي طالب (رض)، أحمد بن حنبل، طبعة خالية عن المواصفات.
49- الكاشف في معرفة من له رواية في الكتب والسنة، الذهبي، دار الكتب الحديثة- القاهرة.
50- الكامل في التاريخ، ابن الاثير، دار صادر- بيروت، 1979 م.
51- الكامل في ضعفاء الرجال، ابن عدي الجرجاني، دار الفكر، ط 2، 1985 م.
52- كنز العمال، المتقي الهندي، مؤسسة الرسالة، بتحقيق بكري حياني- صفوة السقا، ط 5، 1985 م.
53- كنز الفوائد، الكراجكي، دار الاضواء- بيروت بتحقيق عبد اللَّه نعمة، 1985 م.
54- لسان الميزان- ابن حجر العسقلاني، مؤسسة الاعلمي- بيروت، اوفسيت مطبعة دائرة المعارف النظامية- الهند. ط 3،
ص:135
1986.
55- مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، علي بن ابي بكر الهيثمي، دارالكتاب العربي، ط 3، 1982 م.
56- المحاسن والمساوي، ابراهيم بن محمد البيهقي، دار احياء العلوم- بيروت، بتحقيق محمد سويد، ط 1، 1988 م.
57- المستدرك على الصحيحين، الحاكم النيسابوري، دارالحديث- بيروت، 1978 م.
58- مسند أحمد بن حنبل، دار صادر- بيروت.
59- مصابيح السنة، البغوي، دار المعرفة بيروت، بتحقيق يوسف المرعشي.
60- المصنف في الاحاديث والآثار، ابي بكر بن ابي شيبة، دار السلفية، بتحقيق مختار أحمد الندوي، ط 1، 1982.
61- معجم الادباء، الياقوت الحموي، دار الفكر- بيروت، ط 3، 1980 م.
62- المعجم الاوسط، الطبراني، بتحقيق الطحان.
63- المعجم الصغير، الطبراني، دار الكتب العلمية، 1983 م.
64- المعجم الكبير، الطبراني، دار احياء التراث، بتحقيق حمدي عبد المجيد السلفي.
65- معرفة الرواة، الذهبي، دار المعرفة- بيروت، بتحقيق ابوعبد اللَّه ابراهيم سعيد ابي ادريس، ط 1، 1986.
ص:136
66- المغني في الضعفاء، الذهبي، بتحقيق نور الدين عتر، حلب.
67- مقتل الحسين، الخوارزمي، تحقيق محمد السماوي، النجف الاشرف 1367 ه اوفسيت مكتبة المفيد قم.
68- المناقب، الموفق بن أحمد الخوارزمي، مؤسسة النشر الاسلامي، بتحقيق مالك المحمودي، ط 2، 1411 ه.
69- مناقب آل ابي طالب، ابن شهر أشوب، دار الاضواء، بتحقيق يوسف البقاعي، ط 2، 1991 م.
70- مناقب الامام علي بن ابي طالب، ابن المغازلي، دارالاضواء، بتحقيق محمد باقر البهبودي، 1983 م.
71- ميزان الاعتدال، الذهبي، دار المعرفة، بتحقيق علي محمد البجاوي.
72- وفيات الاعيان، ابن خلكان، تحقيق إحسان عباس.