من هو الافضل بعد الرسول؟

اشارة

مولف:خليفه عبيد الكلباني العماني
ناشر:دارالحجة البيضاء

المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام علي محمد واله الطاهرين. وبعد فان هذه سلسلة كتبها الأخ العزيز الشيخ خليفة بن عبيد الكلبائي العماني تتعلق بالمسانل الخلافية التي تختلف حولها نظرات المذاهب الإسلامية عموما والتي كانت مثارا للحوارولم تزل كذلك... وقد راعي المؤلف أن تكون ميسرة لمختلف المستويات بعيدة عن التعقيد والإطالة، ومع ذلك فانه جعلها مذيلة بالمصادرالتاريخية والحديثية التي اعتمدها أهل السنة دون ما تفرد به أتباع أهل البيت (ع) حتي تكون بالغة الحجة، قوية الدلالة.... هذا وقد جاءت هذه المقالات نتيجة تجربة عاشها المصنف وبذل فيها طاقته ووفق لأن يفتح للنورطريقا فيستضيء من كان يبحث عنه. وفي هذا الكتيب يسلط المصنف الضوء علي من هو الأفضل بعد الرسول (ص) باسلوب مبسط بديع نرجو لأن ينال اعجاب القاري، وليسرح القاري عن نفسه حجاب التعصب وليسرع الخطي حتي يصل للحقيقة و ينجوبها... الناشر [ صفحه 3]

لماذا تقولون بالنص علي الإمامة و هل هذه فكرة إسلامية أم دخيلة من الديانات الأخري

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين وبالخصوص مولانا أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وكرم الله وجهه. من الأسئلة المثارة في الساحة الإسلامية مسألة الافضلية لمن من بعد الرسول الأكرم صلي الله عليه وآله. وعلي هذا قررت أن أقدم هذا البحث للجواب علي السؤال لنعرف من هوالأفضل من بعد الرسول (ص)؟ الجواب: قبل أن أجيب عن السؤال فلابد من أن يتقدمه مجموعة من [ صفحه 4] الأسئلة لكي نمهد للموضوع المراد طرحه حول الإمامة.

ما هي النظريات والآراء المطروحة في الأمة أوبين فرق المسلمين حول اختيار الإمام أو الخليفة بعد النبي أو بعد الإمام الذي قبله

الجواب: أعتقد أن هناك ثلاث نظريات وهي: الأولي: الأفضلية أي اختيارأفضل أبناء الأمة من جميع الصفات فلا يتقدم الناقص علي الأكمل منه وفاقد صفات التكامل علي ذي الصفات.. الثانية: نظرية الشوري فمن وقع عليه الاختيارفهو الإمام أو الخليفة حتي ولوكان من الجهال والجبناء بل قديصل الامر لاسوأ من ذلك. الثالثة: النص من النبي (ص) أومن الإمام الذي قبله عليه فليس للأمة أهلية الاختيارفي الموضوع وانما الأمر يعود للمشرع فهو الذي [ صفحه 5] يعين من يريد من أفراد الأمة الإسلامية.

و أي النظريات الثلاث المختارة يا تري

الجواب: أما نظرية الأفضلية فهي نظرية صحيحة وتوافق العقل والمنطق والتشريع لان أساس نظرية القول بالنص تقول بأفضلية الإمام علي غيره من البشر المتواجدين في زمانه ولكن تصادفها عقبة واحدة أو إشكال واحد ومحصله أن هذا الكلام جميل جدًا ولكن كيف يمكن لنا أن نعرف من هوالأفضل؟ لأن الكثير من الصفات لا يمكن التوصل إليها ومعرفتها فلعلنا نختارمنافقا ونسلمه مقاليد الأمة الإسلامية وكما تعرفون بأن النفاق أمر خفي جدًا لا يتسني للبشر أن يعرفوا كل المنافقين ولذلك يقول سبحانه وتعالي: (حَولَكم مِّنَ آلأعراب مُنفقُون ومن أهل المدينه مردوا علي النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم سنعذبهم مّرَّتين ثم يردوَن إلي عذاب عظيم) [1] فهذا [ صفحه 6] الخطاب للنبي (ص) فكيف بنا نحن وأنَّي لنا ذلك، ولكن لو أرجعنا الأمر للشارع المقدس لبين لنا من هوالأفضل من أبناء الأمة. ولكن لو أردنا أن نتبني هذا الرأي فمن هو الشخص الذي يكون مؤهلاً لمنصب الخليفة؟

ما هي الصفات التي سوف تبحثها لتثبت بها من هو الأفضل

اشاره

سوف نبحث في الصفات التالية: 1- السبق إلي الإسلام. 2- الإيمان. 3- العلم. 4- الجهاد. 5- النسب. [ صفحه 7]

السبق إلي الإسلام

من هو السابق إلي فضيلة الإسلام من المسلمين

الجواب: أتوقع أنه لا خلاف في أن الإمام علي بن أبي طالب (ع) هو الأسبق ولنبحث في الأخبار:

قال: (أولكم وارد- ورودا- علي الحوض أولكم إسلاما علي بن أبي طالب)

فقد قال بقي بن مخلد: " حدثنا أحمد قال حدثنا أبوعلي الحسين بن محمد عن أبي عمر النمري قال حدثنا أحمد بن قاسم قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا الحارث بن أبي أسامة حدثنا يحيي بن هاشم حدثنا سفيان الثوري عن سلمة بن كهيل عن أبي صادق عن عليم الكندي عن سلمان الفارسي قال قال رسول الله (ص) أولكم ورودا علي الحوض أولكم إسلاما علي بن أبي طالب " [2] . وقال الخطيب البغدادي في تالي تلخيص المتشابه: " أخبرنا محمد بن الحسين القطان أخبرنا أبوالحسين أحمد بن عثمان بن يحيي الأدمي حدثنا أبو قلابة عبد الملك بن محمد [ صفحه 8] الرقاشي حدثنا الفضل بن الفضل العصفري حدثنا ابن يمان عن سفيان عن سلمة بن كهيل عن أبي صادق عن عليم الكندي عن سلمان الفارسي قال قال رسول الله (ص) أولكم ورودا علي الحوض أولكم إسلاما علي بن أبي طالب " [3] . وقال البرجاني في الكامل في الضعفاء: " حدثنا محمد بن جعفر بن يزيد حدثنا إسماعيل بن عبد الله بن ميمون حدثنا أبو معاوية الزعفراني عبدالرحمن بن قيس حدثنا سفيان الثوري عن سلمة بن كهيل عن أبي صادق عن سلمان قال قال رسول الله (ص) أولكم ورودًا علي الحوض أولكم إسلاما علي بن أبي طالب قال الشيخ وهذا يرويه أبومعاوية الزعفراني عن سفيان الثوري ورواه مع أبي معاوية سيف بن محمد بن أخت الثوري وسيف لعله أشر من أبي معاوية الزعفراني " [4] . وقال ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق: " أخبرنا أبوالقاسم بن السمرقندي أخبرنا إسماعيل بن مسعدة أخبرنا أبوعمرو عبدالرحمن بن محمد الفارسي أخبرنا أبوأحمد عبدالله بن عدي أخبرنا محمد بن جعفر بن يزيد أخبرنا إسماعيل بن عبدالله بن ميمون أخبرنا أبومعاوية الزعفراني عبد [ صفحه 9] الرحمن بن قيس أخبرنا سفيان الثوري عن سلمة بن كهيل عن أبي صادق عن سلمان قال: قال رسول الله (ص) أولكم ورودًا علي الحوض أولكم إسلامًا علي بن أبي طالب. قال ابن عدي وهذا يرويه أبومعاوية عن الثوري ورواه مع أبي معاوية سيف بن محمد ابن أخت الثوري وسيف لعله أشر من أبي معاوية الزعفراني. قلت وقد رواه يحيي بن يمان عن الثوري وزاد في إسناده عليا. أخبرنا أبوالقاسم بن السمرقندي أخبرنا أبو الحسين بن النقوروأبومحمد بن أبي عثمان وأبوالقاسم بن البسري قالوا أخبرنا أبوالحسن أحمد بن محمد بن موسي بن القاسم بن الصلت المجبر أخبرنا أبوبكر محمد بن القاسم بن بشارحدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة حدثنا أبي حدثنا ابن يمان عن سفيان عن سلمة بن كهيل عن أبي صادق عن عليم عن سلمان قال: إن أول هذه الأمة ورودا علي نبيها (ص) الحوض يوم القيامة أولهم إسلاما علي بن أبي طالب. قرأت علي أبي غالب بن البنا عن أبي الفتح بن المحاملي أخبرنا أبوالحسن الدارقطني قال عليم بن قعير ويقال عليم بن قعبر أخبرنا أبوالقاسم بن السمرقندي أخبرنا أبوالحسين عاصم بن الحسن أخبرنا عبدالواحد بن محمد بن عبدالله أخبرنا أحمد بن [ صفحه 10] محمد بن سعيد بن عقدة حدثنا أحمد بن الحسين بن عبدالملك الأودي حدثنا إسماعيل بن عامر حدثني كامل أبوالعلاء عن عامر بن السمط عن سلمة بن كهيل عن أبي صادق عن عليم عن سلمان قال إن أول هذه الأمة ورودا علي رسول الله (ص) أولها إسلامًا علي بن أبي طالب. أخبرنا أبوبكر محمد بن الحسين أخبرنا أبوالحسين بن المهتدي أخبرنا علي بن عمر بن محمد الحربي حدثنا أبوحبيب العباس بن محمد بن أحمد بن محمد البري حدثنا ابن بنت السدي يعني إسماعيل بن موسي أخبرنا عمروبن سعيد البصري عن فضيل بن مروزق عن أبي سخيلة عن سلمان وأبي ذرقالا: أخذ رسول الله (ص) بيد علي فقال ألا إن هذا أول من امن بي وهذا أول من يصافحني يوم القيامة وهذا الصديق الأكبر وهذا فاروق هذه الأمة يفرق بين الحق والباطل وهذا يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الظالمين. أخبرنا أبوالقاسم بن المسرقندي أخبرنا أبوالحسين عاصم بن الحسن أخبرنا أبوعمر بن مهدي أخبرنا أبوالعباس بن عقدة حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن القطواني حدثنا مخلد بن شداد حدثنا محمد بن عبيدالله عن أبي سخيلة قال حججت أنا وسلمان فنزلنا بأبي ذرفكنا عنده ما شاء الله فلما حان منا حفوف قلت يا أبا ذرإني أري أمورا قد حدثت واني خائف أن يكون في الناس اختلاف فإن كان ذلك فما تأمرني قال الزم كتاب الله عز وجل وعلي بن أبي [ صفحه 11] طالب فأشهد أني سمعت رسول الله (ص) يقول علي أول من آمن بي وأول من يصافحني يوم القيامة وهو الصديق الأكبر وهو الفاروق يفرق بين الحق والباطل " [5] . وفي لفظ أخر: " أول هذه الأمة ورودًا علي الحوض أولها إسلامًا علي بن أبي طالب " [6] .

قال لفاطمة: (زوجتك خير أمتي أعلمهم علما و أفضلهم حلما و أولهم سلما)

أخرجه الخطيب في المتفق، والسيوطي في جامع الجوامع، ج 6، ص 398. وقال (ص) أيضًا لفاطمة (ع): " أنه لأول أصحابي إسلامًا، أو أقدم أمتي سلمًا، وأكثرهم علمًا، وأعظمهم حلمًا " [7] . [ صفحه 12]

قال الإمام علي: (أنا عبدالله، و أخو رسول الله و أنا الصديق الأكبر لا يقولها بعدي إلا كاذب مفتري، و لقد صليت مع رسول الله قبل الناس بسبع سنين، و أنا أول من صلي معه)

وقال الحاكم في المستدرك: " حدثنا أبوالعباس محمد بن يعقوب حدثنا الحسن بن علي بن عفان العمري وحدثنا أبوبكر بن أبي دارم الحافظ حدثنا إبراهيم بن عبدالله العبسي قالا حدثنا عبيدالله بن موسي حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن المنهال بن عمرو عن عباد بن عبدالله الأسدي عن علي رضي الله عنه قال إني عبدالله وأخورسوله وأنا الصديق الأكبر لايقولها بعدي إلا كاذب صليت قبل الناس بسبع سنين قبل أن يعبده أحد من هذه الأمة " [8] . وقال النسائي في السنن الكبري: " أخبرنا أحمد بن سليمان قال حدثنا عبيدالله بن موسي قال حدثنا العلاء بن صالح عن المنهال بن عمروعن عباد بن عبد الله قال قال علي أنا عبدالله وأخورسوله (ص) وأنا الصديق الأكبر لا يقولها بعدي إلا كاذبا صليت قبل الناس بسبع سنين " [9] . [ صفحه 13] وقال في سنن ابن ماجة: " حدثنا محمد بن إسماعيل الرازي حدثنا عبيدالله بن موسي أنبانا العلاء بن صالح عن المنهال عن عباد بن عبدالله قال قال علي أنا عبدالله وأخورسوله (ص) وأنا الصديق الأكبر لايقولها بعدي إلا كذاب صليت قبل الناس لسبع سنين " [10] . وقال ابن أبي شيبة في المصنف: " حدثنا عبدالله بن نمير عن العلاء بن الصالح عن المنهال عن عباد بن عبدالله قال سمعت عليا يقول أنا عبدالله وأخورسوله وأنا الصديق الأكبر لا يقولها بعدي إلا كذاب مفتر ولقد صليت قبل الناس بسبع سنين " [11] . وقال أيضًا: " حدثنا عبدالله بن نمير عن الحارث بن حصيرة قال حدثني أبوسليمان الجهني يعني زيد بن وهب قال سمعت عليا علي المنبر وهويقول أنا عبدالله وأخورسوله (ص) لم يقلها أحد قبلي ولا يقولها أحد بعدي إلا كذاب مفتر". [ صفحه 14] المصادر: مصنف ابن أبي شيبة ج 6 ص 367، والآحاد والمثاني ج 1، ص 148، ومصباح الزجاجة ج 1 ص20، والسنة ج 2 ص 598، وفيض القديرج 1 ص 52، وميزان الاعتدال في نقد الرجال ج 2، ص 167، وتهذيب الكمال ج 22، ص 513، وتاريخ مدينة دمشق ج 42 ص 61. ونقله صاحب الغدير عن ابن أبي شيبه بسند صحيح والنسائي في الخصائص ص 3 بسند رجاله ثقات، وابن أبي عاصم في السنة والحاكم في المستدرك ج 3 ص 112 وصححه، وأبونعيم في المعرفة، وابن ماجه في سننه ج 1 ص 57 بسند صحيح، والطبري في تاريخه ج 2 ص 213 بإسناد صحيح، والعقيلي والخلعي وابن الأثير في الكامل ج 2 ص 22، وابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ج 3 ص 257، ومحب الدين الطبري في الذخائرص 60، والرياض ج 2 ص 155 و 158 و 167، والحموميني في الفرائد في الباب التاسع والأربعون والسيوطي في الجمع كما في ترتيبه ج 6 ص 394. وفي طبقات الشعراني: [ صفحه 15]

قال علي: (أنا الصديق الأكبر لا يقولها بعدي إلا كاذب و عن معاذة قالت: سمعت عليا و هو يخطب علي منبر البصرة يقول: أنا الصديق الأكبر أمنت قبل أن يؤمن أبوبكر و أسلمت قبل أن يسلم أبوبكر)

طبقات الشعراني، ج 2، ص 55. المصادر: أخرجه أبن قتيبة في المعارف ص 73 وأبن أيوب والعقيلي ومحب الدين الطبري في الذخائرص 58 والرياض ج 2 ص 155 و 157 وذكره أبن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ج 3 ص 251 و 257 والسيوطي في جمع الجوامع كما في ترتيبه هذا أؤلآ. وثانيا: لقد صرحت بعض الأخباربأن الإمام رجل بالغ منها: قال في مصنف ابن أبي شيبة: "حدثنا شبابة قال حدثنا شعبة عن سلمة عن حبة العرني عن علي قال أنا أول رجل صلي مع رسول الله (ص) " [12] . وقال في الآحاد والمثاني: " حدثنا أبوبكر بن أبي شيبة حدثنا شبابة عن شعبة عن سلمة بن كهل عن جده عن علي رضي الله عنه قال أنا أول رجل صلي مع رسول الله (ص). [ صفحه 16] حدثنا أبوبكر حدثنا وكيع حدثنا شعبة عن عمروبن مرة عن أبي حمزة عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال أول من أسلم مع النبي (ص) علي رضي الله عنه. حدثنا أبوبكر بن أبي شيبة حدثنا معاوية بن هشام حدثنا قيس عن سلمة بن كهيل عن أبي صادق عن عكيم عن سلمان رضي الله عنه قال أول هذه الأمة ورودا علي نبيها (ص) أولها إسلاما علي بن أبي طالب رضي الله عنه، [13] . وقال أحمد العسقلاني في القول المسدد: " قال الإمام أحمد حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة وحجاج عن شعبة عن سلمة بن كهيل قال سمعت حبة العرني قال سمعت عليا رضي الله عنه يقول أنا أول رجل صلي مع رسول الله (ص) وقال حدثنا أبوسعيد مولي بني هاشم حدثنا يحيي بن سلمة يعني ابن كهيل قال سمعت أبي يحدث عن حبة العرني قال رأيت عليا رضي الله عنه ضحك علي المنبر فذكر قصة لأبيه ثم قال اللهم لا أعرف أن عبدا لك من هذه الأمة عبدك قبلي غير نبيك (ص) ثلاث مرار" [14] . وقال الإمام أحمد في المسند: [ صفحه 17] " حدثنا عبدالله حدثني أبي ثنا يزيد أنبانا شعبة عن سلمة بن كهيل عن حبة العرني قال سمعت عليا رضي الله عنه يقول أنا أول رجل صلي مع رسول الله (ص) " [15] . وقال في الغدير: " قال الإمام علي (ع) أنا أول رجل أسلم مع النبي (ص) أخرجه أبوداود بإسناده الصحيح كما في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد [16] وعن خباب بن الأرت قال: رأيت عليا يصلي قبل الناس مع النبي (ص) وهويومئذ بالغ. [ صفحه 18]

لكن من المعروف أن عليا هو أول من أسلم من الصبيان و أبوبكر من الرجال و زيد من العبيد و خديجة من النساء

الجواب: علي العموم لا خلاف بين الأمة في أن أول من أسلم هو علي ابن أبي طالب ولكن حصل أمر آخر فبعد أن أغلقت الطرق والمنافذ علي مبغضي الأمير (ع) فلم يستطيعوا أن يصرفوا هذه المنقبة من الأمام علي (ع) إلي غيره فاخترعوا تقسيما جديدا لم يسمع به من قبل علي الإطلاق فقالوا نعم علي هو أول من أسلم من الصبيان وأبو بكر من الرجال و زيد من الغلمان وخديجة من النساء. سؤال: أليس هذا هو الصحيح ولقد تعلمناه ونحن صغار الجواب: أقول لا، غير صحيح من جميع الجهات؛ حيث أن فيه: أولا: هذا التقسيم غير شرعي أي أنه لا أصل له في الشريعة المقدسة ولم يرد به أي دليل من الكتاب أو السنة وانما هو أمر مبتدع. ثانيا: علي بن أبي طالب أسلم بدعوة من النبي (ص) فلو كان غير مكلف لما دعاه النبي (ص) للاسلام ولأجل هذا لم يثبت أن دعي النبي (ص) أي صبي علي الإطلاق فكيف خص علي (ع) من دونهم إلا أن يثبت أنه مكلف شرعا ومن هنا نجد أن النبي (ص) قد أعطي الإمام علي (ع) مسئولية كبري في نفس الفترة الزمنية تقريبا، [ صفحه 19] وذلك عند نزول قوله سبحانه وتعالي: (وأنذر عشيرتك الأقربين [17] فقد دعه النبي (ص) قرابته وكانوا قريب من أربعين رجلاً. وبعد كلام بينه وبينهم قال لهم: "يا بني عبدالمطلب إني والله ما أعلم شابا في العرب جاء قومه بأفضل مما جئتكم به، جئتكم بخير الدنيا والآخرة، وقد أمرني الله أن أدعوكم إليه، فأيكم يؤازرني علي أمري هذا علي أن يكون أخي ووصي وخليفتي فيكم؟ فأحجم القوم عنها غيرعلي (ع) وكان أصغرهم إذ قام فقال: أنا يا نبي الله أكون وزيرك عليه، فأخذ رسول الله (ص) برقبته، وقال: إن هذا أيخا ووصيي وخليفتي فيكم، فأسمعوا له وأطيعوا، فقام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب: قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع ". ثالثا: لو تأملنا هذه القضية وعلمنا بأنها وقعت في بداية الدعوة وقبل أن يعلن النبي (ص) بالدعوة، فنتساءل كيف جازله (ص) أن يعطي طفل لم يكلف بعد هذه المسئولية العظيمة ونري بأن المجتمعين لم ينبهوا النبي (ص) إلي أن عليا ما زال طفلا غير صالح وهذا رد واضح وصريح علي من أدعي طفولة الإمام (ع) عند الدعوة وأما المصادرلهذه الواقعة فكثيرة نأخذ بعضًا منها: تارلخ الطبري ج 2 ص 319- 321 ط المعارف بمصر، [ صفحه 20] والكامل في التاريخ لابن الأثيرج 2 ص 62 و 63 ط دارصادر بيروت، والسيرة الحلبية للحلبي الشافعي ج 1 ص 311، البهية بمصر وشواهد التنزيل للحسكاني ج 1 ص 371 حديث 514 و580 ط بيروت، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديدج 13 ص 210 و 244 وصححه ط مصر بتحقيق محمد أبوالفضل، وكنزالعمال ج 15 ص 115 حديث 334 ط 2 بحيدرأباد، وتاريخ دمشق لإبن عساكر ترجمة الإمام علي ج 1 ص 85 ح 139 و 140 و 141 ط بيروت، وتفسير الخازن ج 3 ص 371 و390 ط مصر، وكفاية الطالب للكنجي الشافعي ص 205 ط الحيدرية، وخصائص أميرالمؤمنين للنسائي ص 30 ط بيروت ومسند أحمدج 2. وفي نهج البلاغة صرح بان الإمام من أبناء أربع عشرة سنة قانم يصلي مع النبي (ص) ليلاً ونهارا وقريش يومئذ تسافة رسول الله (ص) ما يذب عنه إلا علي [18] . وهناك روايات كثيرة عن عمره (ع) حين أسلم مفادها ان اسلامه كان وهو كبير ذكرها أبن عساكر في موسعته القيمة تاريخ إبن عساكر ترجمة الإمام علي (ع). رابعا: نجد بأن النبي (ص) يصرح في أكثر من موقع وبروايات [ صفحه 21] صحيحة بان عليا هو أول المسلمين منها ما مرعليك: كقوله (ص) أولكم ورودًا علي الحوض أولكم أسلامًا علي بن أبي طالب (ع) وقد تقدم توثيقه. وأنت تري هذا الخطاب من النبي (ص) موجها للصحابة بأجمعهم من صغير وكبير ولم يكن موجها للأطفال والصغار فالنبي (ص) يخاطب الكل بقوله أولكم ورودًا علي الحوض أولكم إسلامًا علي بن أبي طالب وأي كلام يخالف قول النبي (ص) فهو مردود وغير مقبول علي الإطلاق لأنه اجتهاد في قبال النص. خامسا: لقد صرح النبي (ص) لعلي (ع) بالسيادة لعلي (ع) علي كل المسلمين بما فيهم الصحابة ومنهم أبوبكر وعمر أن كانوا من المسلمين فالتعميم يشملهم. وصرح أيضًا (ص) بإمرته (ع) علي كل المؤمنين صحابة وغيرهم وهذه بعض كلماته (ص) أوحي إلي في علي ثلاث: " أنه سيد المسلمين، وامام المتقين، وقاند الغر المحجلين ". قال الحاكم في المستدرك: " حدثنا أبوبكر بن إسحاق أنبأ محمد بن أيوب أخبرنا عمرو بن الحصين العقيلي أنبأ يحيي بن العلاء الرازي حدثنا هلال بن أبي حميد عن عبدالله بن أسعد بن زرارة عن أبيه قال قال رسول الله [ صفحه 22] (ص) أوحي إلي في علي ثلاث أنه سيد المسلمين وامام المتقين وقائد الغر المحجلين هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه " [19] . وقال الخطيب البغدادي في موضح أوهام الجمع والتفريق: " وأما حديث عيسي بن سوادة الرازي عن هلال فأخبرناه أبوالفرج محمد بن عبدالله بن أحمد بن شهريارالأصبنهاني بها أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني حدثنا محمد بن مسلم بن عبدالعزيز الأشعري الأصبهاني حدثنا مجاشع بن عمرو بهمذان سنة ثنتين ومائتين حدثنا عيسي بن سوادة الرازي حدثنا هلال بن أبي حميد الوزان عن عبدالله بن عكيم الجهني قال قال رسول الله (ص) إن الله تعالي أوحي إلي في علي ثلاثة أشياء ليلة أسري بي أنه سيد المؤمنين وامام المتقين وقائد الغر المحجلين قال سليمان لم يروه عن هلال إلا عيسي تفرد به مجاشع. قال الخطيب أراد أنه لم يروه عن هلال عن ابن عكيم إلا عيسي والله أعلم. وأما حديث الضبي عن أبي العباس بن عقدة فاخبرنيه أبوالحسن أحمد بن محمد بن أحمد المؤدب من أصل كتابه حدثنا الحسين بن هارون الضبي أخبرنا أبوالعباس أحمد بن محمد بن سعيد الحافظ أن محمد بن المفضل بن إبراهيم الأشعري حدثهم قال حدثنا أبي حدثنا مثني بن القاسم الحضرمي عن هلال أبي [ صفحه 23] أيوب الصيرفي عن أبي كثير الأنصاري عن عبدالله بن أسعد بن زرارة عن أنس عن أبي أمامة قال قال رسول الله (ص) أوحي الي في علي أنه سيد المسلمين وقائد الغر المحجلين. وأما حديث ابن جميع عن ابن عقدة فاخبرناه أبومحمد عبدالله بن علي بن عياض بن أحمد بن ابي عقيل القاضي بصور أخبرنا محمد بن أحمد بن جميع الغساني الصيداوي أخبرنا أحمد بن محمد بن عقدة حدثنا محمد بن المفضل بن إبراهيم الأشعري حدثنا أبي حدثنا مثني بن القاسم الحضرمي عن هلال أبي أيوب بن مقلاص الصيرفي عن أبي كثير الأنصاري عن عبدالله بن أسعد بن زرارة عن أبيه قال قال رسول الله (ص) من كنت مولاه فعلي مولاه. وقال رسول الله (ص) أوحي إلي في علي أنه أميرالمؤمنين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين. وأما حديث محمد بن أيوب عن عمروبن الحصين فأخبرنا الحسن بن أبي بكر أخبرنا أحمد بن إسحاق بن نيخاب الطيبي حدثنا محمد بن أيوب أخبرنا عمروبن الحصين العقيلي حدثنا يحيي بن العلاء الرازي حدثنا هلال بن أبي أحمد الوزان عن عبدالله بن أسعد بن زرارة عن أبيه قال قال رسول الله (ص) أوحي إلي في علي ثلاث أنه سيد المرسلين، وامام المتقين وقائد الغر المحجلين. وأما حديث ابي معشر الدارمي عن عمروبن الحصين [ صفحه 24] فأخبرناه ابوبكر البرقاني حدثنا أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي إملاء أخبرني أبومعشر الحسن بن سليمان الدارمي حدثنا عمروبن الحصين حدثنا يحيي بن العلاء الرازي حدثنا حماد بن هلال حدثنا محمد بن أسعد بن زرارة عن أبيه عن جده قال قال رسول الله (ص) أوحي في علي ثلاث أنه سيد المسلمين وامام المتقين وقائد الغر المحجلين. فزال الاشتباه وتبين أن هلال الصيرفي هو هلال الوزان باتفاق جعفر بن زياد والمثني بن القاسم ويحيي بن العلاء وعيسي بن سوادة علي رواية هذا الحديث عنه وان اختلفوا في إسناده " [20] . وراجعوا المصادر التالية: المعجم الصغير للطبراني ج 2 ص 88، ومناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي الشافعي ص 65 ح 93 وص 104ح 146 و 147، والفصول الأمهمة لابن الصباغ المالكي ص 107، ومجمع الزوائدج 9 ص 121، وأسد الغابة ج 1 ص 169 وج 3 ص 116، والمناقب للخوارزمي ص 235، وتاريخ دمشق لابن عساكر ترجمة الإمام علي (ع) ج 2 ص 257 ح 773 و774، ونظم درر السمطين للزرندي ص 144، وقريب منه راجع الرياض النضرة ج 2 ص 234 ط الثانية، وذخانر العقبي ص 70، ومنتخب كنزالعمال بهامش مسند أحمدج 5 [ صفحه 25] ص 34، وحلية الأولياء لابن نعيم ج 1 ص 66، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديدج 9 ص 170 ط مصر بتحقيق محمد أبوالفضل وينابيع المودة للقندوزي ص 213 ط إسلامبول، ومطالب السؤول لابن طلحة ج 1 ص46-60، وميزان الاعتدال للذهبي ج 1 ص 64.

لقد قلت بان هذا التقسيم غير شرعي و أن الشريعة لم تأت به و لكننا وجدنا ما يدل علي ذلك مثل: ما ورد في المستدرك للحاكم

المستدرك للحاكم، ج 3، ص 69. " عن عمروبن عبسة (رض) قال أتيت النبي رسول الله (ص) في أول ما بعث وهوبمكة وهوحينئذ مستخفِ، فقلت: ما أنت؟ قال: أنا نبي قلت وما النبي؟ قال رسول الله قلت الله أرسلك؟ قال نعم قلت فيم أرسلك؟ قال: أن تعبدالله، وتكسر الأصنام وأن تصل الأرحام، قلت نعم ما أرسلك به فمن أتبعك علي هذا قال: (عبد وحر) يعني أبابكر وبلالاً... الخ ". [ صفحه 26] الجواب: هذا التقسيم المشارإليه باطل ومن عدة جهات: أولاً: النبي (ص) أكرم من أن يعرِّض ببلال وبغيره حيث يقول حر وعبد فليس هذا من أخلاقه أن يفرق بين الحر والعبد، فأخلاقه أسمي من ذلك. ثانيا: هذا الكلام بعيدٌ جدًا عن تقسيمكم لأنكم أجمعتم علي قول أن أول من أسلم من الرجال هو أبوبكر ومن الغلمان أو العبيد زيد والتقسيم هنا يذكرانه بلال. ثالثا: نجد أن النبي (ص) أغفل أونسي ذكر المرأة والصبي لأنه من المفروض أن يكونوا أربعة. رابعا: ثبت بالأدلة القطعية تقدمر إسلام زيد علي بلال وهو أمر متفق عليه. خامسا: لقد أسلم قبل عمروبن عبسة مجموعة من الناس فعلي هذا كله، تسقط هذه الرواية مضافًا إلي أن القائل أبوبكر وبلال هو المؤلف بتوجيه واجتهاد من الراوي ووجدنا هذا التوجيه يصطدم مع التاريخ والواقع مع إمكان الحصول علي توجيه سالم من العيوب تقريبا حيث تفسير عبدوحربعلي وزيد. [ صفحه 27]

قد يقال بأن هناك بعض النقولات التاريخية تقول بان أبابكر هو أول من أسلم و من دون تقسيم

الجواب: هذه النقولات أوضحها لكم في التالي: أولاً: لم تنسب للقرآن أو النبي (ص) حيث أن الصحيح الثابت عن النبي (ص) قوله أولكم إسلامًا علي بن أبي طالب فأي قول يخالف فهو مردود. ثانيا: لقد ذكر الطبري في تاريخه: " حدثنا ابن حميد قال حدثنا كنانة بن جبلة عن ابراهيم بن طهمان عن الحجاج بن الحجاج عن قتادة عن سالم بن أبي الجعد عن محمد بن سعد قال قلت لأبي أكان أبوبكر أولكم إسلامًا؟ فقال لا ولقد أسلم قبله خمسين ولكن كان أفضلنا إسلامًا " [21] . قوله: " أفضلنا أسلامًا " اجتهاد في قبال النص لأن النبي (ص) يقول عن علي (ع) أنه سيد المسلمين ولا يمكن أن يكون سيدهم [ صفحه 28] إلا إذا كان أفضلهم. ثالثا: لقد ورد في بعض المصادرالمبينة لكيفية إسلام أبوبكر ما يلي: " قال يونس عن أبي إسحاق: ثم إن أبابكر الصديق لقي رسول الله (ص) فقال: أحقا ما تقول قريش يا محمد؟ من تركك ألهتنا، وتسفيهك عقولنا، وتكفيرك آبائنا؟ فقال رسول الله (ص) بلي أني رسول الله ونبيه، بعثني لأبلغ رسالته وأدعوك إلي الله بالحق، فو الله إنه للحق، أدعوك يا أبابكر إلي الله وحده لا شريك له، ولا تعبد غيره، والموالاة علي طاعته وقرآ عليه القرآن، فلم يقر ولم ينكر. فأسلم وكفر بالأصنام وخلع الأنداد وأقر بحق الإسلام ورجع أبوبكر وهومؤمن مصدق " [22] . وشاهدنا من هذا النص التاريخي هو أن أبابكر قد علم بالأمربعد شيوعه بين الناس وانتشاره (لأنه سأل النبي (ص) بقوله أحقُ ما تقول قريش) فالخبر إذا كان مشهورًا ومعلنًا وهذا يؤيد ما سبق بأن إسلام أبي بكر جاء بعد الدعوة السرية فيكون صحيحًا بعد خمسين شخصًا. رابعًا: المتتبع للمنقولات التاريخية يجدها ترتب الداخلين للإسلام كالأتي: [ صفحه 29] أول من أسلم الإمام علي، وهو أمر مجمع عليه، وقد ذكرت مصادره فيما مضي. ثاني من أسلم زيد بن حارثة [23] ثالث من أسلم سعد بن أبي وقاص [24] . رابع وخامس مًن أسلم هما: أبوذر الغفاري أو عمروبن عبسة [25] . [ صفحه 30]

الايمان

ما هو الدليل علي إيمان الإمام علي

الجواب: لقد ذكر مجموعة من العلماء مجموعة من الروايات في إيمان الإمام علي منها: ما أخرجه المتقي الهندي في منتخب كنزالعمال: " عن عبدالله بن عباس قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: كفوا عن ذكر علي بن أبي طالب، فلقد رأيت رسول الله (ص) يقول فيه: خصال لأن تكون واحدة منهن في آل الخطاب أحب إلي مما طلعت عليه الشمس، كنت أنا وأبوبكر وأبوعبيدة في نفر من أصحاب رسول الله (ص) إلي باب أم سلمة وعلي قائم علي الباب، فقلنا أردنا رسول الله (ص) فقال يخرج إليكم فخرج رسول الله (ص) فصرنا إليه فأتكا علي علي بن أبي طالب ثم ضرب بيده علي منكبه ثم قال أنك مخاصم تخاصم أنت أول المؤمنين أيمانًا وأعلمهم بأيام الله وأوفاهم بعهده وأقسمهم بالسوية وأرأفهم بالرعية وأعظمهم رزية وأنت عاضدي وغاسلي ودافني والمتقدم إلي كل شديدة وكريهة ولن ترجع بعدي كافرًا وأنت تتقدمني بلواء الحمد وتذود عن حوضي...الخ " [26] . وفي ينابيع المودة للقندوزي: " أن النبي (ص) قال: لعائشة أم المؤمنين (رض) هذا علي أول الناس إيمانا وآخرهم بي عهدًا وأول الناس قيامة في [ صفحه 31] القيامة " [27] . وفي كتاب الفردوس: " عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله (ص) يا علي أنت أول المسلمين إسلامًا وأنت أول المؤمنين أيمانا وأنت مني بمنزلة هارون من موسي " [28] . وفي كتاب المناقب للخوارزمي: " عن عبدالله بن عباس قال: سمعت عمربن الخطاب وعنده جماعة فتذاكروا السابقين إلي الإسلام فقال عمر: أما علي (ع) فسمعت رسول الله (ص) يقول فيه ثلاث خصال لوددت أن لي واحدة منهن فكان أحب إلي مما طلعت عليه الشمس، كنت أنا وأبو عبيدة وأبوبكر وجماعة من أصحابه إذ ضرب النبي (ص) بيده علي منكب علي (ع) فقال: يأ علي أنت أول المؤمنين إيمانا وأول المسلمين إسلامًا، وأنت مني بمنزلة هارون من موسي " [29] . وهذا الحديث مروي في كتاب الرياض النضرة لمحب الدين الطبري ج 2 ص 157 ط محمد امين الخانجي بمصر، ورواه الطبري في ذخائر العقبي ص 58 ط مكتبة القدسي بمصر، والمير محمد صالح في [ صفحه 32] المناقب النرتضويه ص 74 ط الهند، والمتقي الهندي في كنزالعمال ج 6 ص 395ط حيدرآباد الدكن، وزإد فيه: قوله (ص) "وكذب علي من زعم أنه يحبني ويبغضك " وفي المناقب للخوإرزمي ص 66 ط تبريز. "وعن جابر قال: كنا عند النبي (ص) فأقبل علي بن أبي طالب (ع) فقال رسول الله (ص) قد أتاكم أخي ثم التفت إلي الكعبة فضربها بيده ثم قال: والذي نفسي بيده إن هذا وشيعته هم الفائزون يوم القيامة، ثم قال أنه أولكم إيمانا معي وأوفاكم بعهد الله...الخ ". وفي كتاب أسد الغابة للعلامة ابن الأثير: " أن النبي (ص) قال لعائشة: هذا علي بن أبي طالب أول الناس إيمانا... إلخ" [30] . عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله (ص) يا علي أخصمك بالنبوة ولا نبوة بعدي، وتخصم الناس بسبع ولا يحاجك فيه أحد من قريش إمامهم أنت، (أولهم إيمانا بالله وأوفاهم بعد الله وأقومهم بأمر الله وأقسمهم بالسوية وأعدلهم في الرعية وأبصرهم بالقضية وأعظمهم عندالله مزية). [ صفحه 33] ولقد نقل هذا الحديث العلامة توفيق أبوعلم في كتابه أهل البيت ص 216 ط سنة 1390. وفي كتاب آل محمد قال: " قال رسول الله (ص) هذا علي أول الناس إسلامًا وآخرهم في عهدًا، وأول الناس قيامًا يوم القيامة" [31] . وفي كتاب مختصر تاريخ دمشق: " عن ابن عباس قال ستكون فتنة فأن أدركها أحد منكم فعليه بخصلتين كتاب الله وعلي بن أبي طالب، فأني سمعت رسول الله (ص) يقول وهوآخذ بيد علي: هذا أول من آمن بي وأول من يصافحني في يوم القيامة، وهو فاروق هذه الأمة يفرق بين الحق والباطل، وهويعسوب المؤمن والمال يعسوب الظالمين وهو الصديق الأكبر، وهو بأبي الذي أوتي منه، وهوخليفتي بعدي " [32] . ثم أن الرسول (ص) لم يكتف من علي بأن شهد له بأولية الإيمان وانما أعطاه وسلمه أمرة المؤمنين. [ صفحه 34] فقاله عنه أنه أميرالمؤمنين- فقد ذكر أبونعيم الاصبهاني في حلية الأولياء: " عن أنس قال: قال رسول الله (ص) يا أنس أسكب لي وضوءا ثم قام فصلي ركعتين ثم قال: يا أنس أول من يدخل عليك من هذا الباب أميرالمؤمنين وسيدالمسلمين وقائد الغر المحجلين وخاتم الوصيين قال: قلت اللهم إجعله رجلا من الأنصاروكتمته إذ جاء علي، فقال: من هذا يا أنس؟ فقلت: علي، فقام مستبشرا فاعتنقه ثم جعل يمسح عرق وجهه بوجهه ويمسح عرق وجه علي بوجهه، قال علي: يا رسول الله لقد رأيتك صنعت بي شيئا ما صنعت بي من قبل قال وما يمنعني وأنت تؤدي عني وتسمعهم صوتي وتبين لهم ما اختلفوا فيه من بعدي " [33] . وقد أخرج هذا الكلام والقول الخوارزمي في المناقب ص 51 ط تبريز، وكمال الدين محمد بن طلحه الشافعي في مطالب السؤول في مناقب آل الرسول ص 21 ط طهران، وعز الدين عبدالحميد بن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ج 1 ص 4 ط القاهرة، وابراهيم الحمويني في فرائد السمطين. ولقد ذكر في كتاب فرائد السمطي للحمويني: [ صفحه 35] " عن أبن عباس: قال رسول الله (ص) لأم سلمه هذا علي بن أبي طالب لحمه لحمي ودمه دمي وهو مني بمنزلة هارون من موسي إلا أنه لا نبي بعدي، يا أم سلمه هذا علي أميرالمؤمنين، وسيد المسلمين، ووصي وعيبة علمي وبابي الذي أوتي منه، أخي في الدنيا والأخرة ومعي في السنام الأعلي يقتل القاسطين والمارقين والناكثين ". وذكره الخوارزمي في المناقب: " قال النبي (ص) ولويعلم الناس متي سمي علي أمير المؤمنين ما أنكروا فضله، سمي بذلك وأدم بين الروح والجسد قال الله: ألست بربكم؟ قالوا بلي، فقال تعالي، أنا ربكم ومحمد نبيكم وعلي أميركم " [34] . وقد ذكر هذا صاحب كتاب دربحر المناقب ص 18 الشيخ جمال الدين محمد بن أحمد المعروف بابن حسنوية وكذلك أبوشجاع شيرويه الديلمي في كتابه الفردوس، ويروي صاحب كتاب دربحر المناقب ص 78 الشيخ جمال بن محمد المعروف بابن حسنوية. روي بالإسناد إلي أبي ذر (رض) قال: " أمرنا رسول الله (ص) أن نسلم علي أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب وقال سلموا علي [ صفحه 36] أخي ووارثي وخليفتي في قومي وولي كل مؤمن من بعدي، سلموا عليه بامرة المؤمنين وأنه ولي كل من تسكن (ولعله من يسكن) الأرض إلي يوم العرض، ولو قدمتموه لأخرجت لكم الأرض بركاتها فانه أكرم من عليها من أهلها، قال أبوذر: فرأيته وقد تغير لونه وقال أحق من الله يا رسول الله؟ قال حق من الله أمرني به وبذلك أمرتك، فقام وسلم عليه بأمرة المؤمنين، ثم أقبل علي أصحابه وقال ما قاله ". ونقل هذا الكلام شمس الدين محمود بن عبدالرحمن الأصفهاني في كتاب تتشييد القواعد في شرح العقائد المعروف بالشرح القديم ص 249. ويروي الشيخ سليمان القندوزي في كتابه ينابيع المودة ص 495 ط إسلامبول قال: "وعن ياسر الخادم عن علي الرضا عن أبيه عن آبائه عن رسول الله (ص) قال: يا علي أنت حجة الله، وأنت باب الله، وأنت الطريق إلي الله، وأنت النبأ العظيم، وأنت الصراط المستقيم، وأنت المثل الأعلي، وأنت إمام المسلمين وأميرالومنين و خيرالوصيين وسيد الصديقين، يأ علي أنت الفاروق الأعظم، وأنت الصديق الأكبر، وأن حزبك حزبي وحزبي حزب الله، وأن حزب أعدائك حزب الشيطان". وذكر الذهبي في ميزان الاعتدال: " عن أنس أن النبي (ص) قال لي: أول من يدخل عليك من [ صفحه 37] هذا الباب أميرالمؤمنين وسيد المسلمين، وقائد الغر المحجلين وخاتم الوصيين " [35] . وأما حول لقب سيد المؤمنين فننقل بعض من تلك المصادر منها ما أخرجه أبونعيم الأصفهاني في كتاب أخبارأصبهان: " قال رسول الله (ص) أن الله أوحي إليَّ في علي ثلاثة أشياء ليلة أسري بي، أنه سيد المؤمنين، وامام المتقين وقائد الغر المحجلين " [36] . وذكر أيضًا الشيخ إبراهيم الحمويني في فرائد السمطين، وجمال الدين الزرندي في نظم دررالسمطين ص 114 ط مطبعة القضاء، ونورالدين الهيثمي في مجمع الزوائدج 9 ص 121 ط مكتبة القدسي بالقاهرة، وابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة ص 105، والمير حسين بن معين الدين الميبدي اليزدي في شرح اليوان ص 176، وذكر شهاب الدين أحمد بن علي بن حجر العسقلاني في لسان الميزان ج 1 ص 440 ط حيدرآباد الدكن. " عن أنس (رض) مرفوعا: إذا كان يوم القيامة وضع لي منبر طوله ثلاثون ميلا ثم يدعي بعلي فيجلس دونه بمرقاة، فيعلم [ صفحه 38] الخلائق أن محمدًا سيد المرسلين، وأن عليا سيد المؤمنين فذكر الحديث". ولو أردنا أن نواصل الحديث في نقل الروايات المتكلمة عن إسلام وايمان الإمام علي (ع) لاحتجنا إلي مجلد وليس إلي صفحات لأن هدفنا هو إثبات صفة الإيمان لأميرالمؤمنين وقد ثبت ذلك وثبتت سيادته علي المؤمنين فهو أمير وسيد للمؤمنين كل المؤمنين لا فرق بين صحابي وغيره ولكن أبي الدهر إلا أن يقال فلان أميرالمؤمنين هذه خيانة الدنيا وحقارتها علي العموم والآن جاء دورمن يريد أن يثبت إيمان الخلفاء الذين تقدموه فهل هم من المؤمنين أنا أقول لا ولا يمكن لأي شخص أن يثبت إيمان من تقدم علي أميرالمؤمنين (ع)..

و ما هو الدليل علي عدم إيمان من تقدم علي، الإمام

الجواب: أقول لقد ذكرت في ما مضي أن معني الإيمان هو التسليم المطلق ولكن لو رجعنا إلي سيرة الجماعة فاننا نجد بانهم لم يمتثلوا [ صفحه 39] لأوامر النبي (ص) في مواقف كثيرة ومتعددة وخالفوه صراحة وحتي لا يمل القالي نذكر بعضًا من تلك المواقف ومن أراد الإطلاع أكثر فعليه بالرجوع للكتب المطولة. فمن هذه الموارد رزية الخميس: فقد أخرجها أصحاب الصحاح كالبخاري ومسلم فقد نص البخاري بسنده إلي عبيدالله ابن عتبة بن مسعود عن إبن عباس قال: لما حضررسول الله (ص) وفي البيت رجال فيهم عمربن الخطاب قال النبي (ص) هلم أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده فقال عمر: إن النبي (ص) قد غلب عليه الوجع وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله فاختلف أهل البيت فاختصموا منهم من يقول: قربوا يكتب لكم النبي (ص) كتابا لا تضلوا بعده ومنهم من يقول ما قال عمر: فلما أكثروا اللغو والاختلاف عند النبي (ص) قال لهم رسول الله (ص) قوموا عني فكان ابن عباس: يقول أن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله (ص) وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم. فالبخاري في باب قول المريض قوموا عني من كتاب المرضي وهذه هي الرواية بالنص: " حدثنا ابراهيم بن موسي حدثنا هشام عن معمر وحدثني عبدالله بن محمد حدثنا عبدالرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن عبيدالله بن عبدالله عن بن عباس رضي الله عنهما [ صفحه 40] قال لما حضررسول الله صلي الله عليه واله وسلم وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب قال النبي صلي الله عليه واله وسلم هلم أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده فقال عمر إن النبي صلي الله عليه وآله وسلم قد غلب عليه الوجع وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله فاختلف أهل البيت فاختصموا منهم من يقول قربوا يكتب لكم النبي صلي الله عليه وآله وسلم كتابا لن تضلوا بعده ومنهم من يقول ما قال عمر فلما أكثروا اللغو والاختلاف عند النبي صلي الله عليه وآله وسلم قال رسول الله صلي الله عليه واله وسلم قوموا قال عبيدالله فكان بن عباس يقول إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم ". راجع المصادر التالية: البخاري في باب قول المريض قوموا عني من كتاب المرضي ج 7 ص 9 افست دارالفكر علي ط استانبول وج 7 ص 156 ط، محمد علي صبيح وصحيح مسلم في آخركتاب الوصية ج 5 ص75 ط محمد علي صبيح و ج 2 ص 16 ط عيسي الحلبي وج 11 ص 95 ط مصر بشرح النووي ومسند أحمد بن حنبل ج 4 ص 356 حديث 2992 بسند صحيح ط دار المعارف بمصر. [ صفحه 41]

لعل قول عمر صحيح أنه لم يقصد الرد ولكن المصلحة اقتضت ذلك

الجواب: أقول سبحان الله لماذا أنتم لا تقولون بأن عمر قد أخطأ ولم يكن مصيبا بدلا من أن تبرروا له الموقف فهذا القرآن يقول (و ما ءاتكم الرسول قخذوَه و ما نهكم عنه فانتهوأ) [37] ، وقوله تعالي: (إنه، لَقؤل رسول كريم قؤه ذي، عنُد ذي العرش مكين، مطاع ثم أمين، ومّا صاحبكم بمجنون) [38] ، ؤقوله تعالي: (مّا ضل صاحبكم و ما غؤي، وما ينُطق عن الهؤي، إن هؤ إلأ ؤحي يوحي، شديد علمه القُؤي) [39] صدق الله العلي العظيم. فهذه الآيأت وغيرها دليل واضح علي أن كل شيء يقوله النبي (ص) فهو من الله سبحانه وتعالي فلماذا لم يمتثل عمروشك في أقواله (ص). [ صفحه 42]

لماذا ترك النبي الكتابة و لم يصرعلي موقفه هذا من الأمر بالكتابة

الجواب: لأن كلمتهم تلك التي فاجؤوه بها اضطرته إلي العدول. إذ لم يبق بعدها اثر لكتابة الكتاب سوي الفتنة والاختلاف من بعده (ص) في أنه هجر فيما كتبه ولم يكن بوعيه التام. ولهذا اقتضت حكمته البالغة أن يترك الكتابة، وأيضًا حتي لا يفتح بابآ للمنافقين للطعن في أصول النبوة. [ صفحه 43]

قد يقال بان عمر فهم من النبي أنه يريد بهذا الكلام أن يختبر قدرات الصحابة و أنهم هل وصلوا للنضج أم لا

الجواب: أقول هذا الكلام مردود بقوله (ص): " لن تضًلوا "فلابد من أن المرإد مقصود فعلاً أي أن هذه الصيغة تدل بوضوح تام علي أن المراد التنفيذ وليس الاختبارولهذا الأمر أغراض كبيرة جدًا وهي حفظ الأمة عن الاختلاف.

قد يقال أن الأمر هنا ليس واجبا و عزيمة و إنما هو مجرد مشورة من النبي

الجواب: بان هذا الكلام غير صحيح لأن النبي (ص) بين الهدف من وراء الكتابة وهو حفظ الكيان الإسلامي والأمة الإسلامية من الافتراق وأن الكتابة الوسيلة لحفظ الأمة من التشرذم قد يقال لو عزيمة لما تركه النبي (ص)؟ [ صفحه 44]

اذا كان الأمرعزيمة فلماذا تركه

الجواب: لقد مر عليك بان المصلحة اقتضت الآن عدم الكتابة فيكون الواجب هنا مقيد بالطاعة والامتثال أي (يا محمد اكتب الكتاب إذا أطاعوك فإذا لم يطيعوا فلا تكتب) وعلي هذا فلا مجال لإثبات إيمان عمر هنا لمخالفته الصريحة لأوامر النبي (ص)؟.

و ما هي المخالفة الثانية إن وجدت

الجواب: المخالفة الثانية: مخالفتهم في عدم امتثال أوامر النبي (ص) بقتل المنافق المارق فعن الإمام أحمد بن من حديث أبي سعيد الخدري قال: " أن أبابكر جاء إلي رسول الله (ص) فقال يا رسول الله إني مررت بوادي كذا وكذا، فإذا رجل متخشع حسن الهيئة يصلي، فقال له النبي (ص) اذهب إليه فأقتله قال: فذهب إليه أبوبكر فلما رأه علي تلك الحال، كره أن يقتله فرجع إلي رسول الله (ص) فقال: النبي (ص) لعمر: إذهب فأقتله، فذهب عمر فراه علي تلك الحال التي رآه أبوبكر عليها، قال: فكره أن يقتله، قال فرجع، فقال: يا رسول الله أني رأيته يصلي متخشعًا فكرهت أن اقتله، قال: ياعلي [ صفحه 45] اذهب فأقتله، قال فذهب علي فلم يرآه فرجع علي فقال: يا رسول الله إني لم أره، قال: فقال: النبي (ص) إن هذا واصحابه يقرآون القرآن لا يتجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ثم لا يعودون فيه حتي يعود السهم في فوقه، فاقتلوهم هم شر البرية" [40] .

و ما هو الدليل هنا علي عدم إيمان أبي بكر و عمر بن الخطاب فانهما تركا قتله لما رآوا من الحال- التي عليها الرجل- من العبادة

الجواب: الأولي: أقول: هل أن أمر الرسول (ص) لهما هو أمر من عنده أو انه من الله فأن قلت من عنده فهو مردود بقوله تعالي: (ؤمّا ينطق عن الهوي) وان قلت من الله وهو الصحيح ففيه مسألتان الأولي لماذا لم يمتثلا الأمر وهوأمر من الله والرسول وأبن قوله تعالي: [ صفحه 46] (أطيعوا الله ؤالرسول) [41] وهنا لم يطيعا الله ولا الرسول (ص) ولم يسلما الأمر لله وللرسول وانما اجتهدا في قبال الأمر الإلهي، والإيمان كما مر مشروط بالتسليم والإذعان المطلق. والثانية: هل يعلم الله بأن أبابكر وعمر سيمتثلان للأوامر أم لا؟. فإن قلت لا يعلم كفرت، وان قلت يعلم فأقول لماذا كلفهم بذلك؟ فلابد أن يكون الجواب هو لإثبات مخالفتهم لله والرسول (ص).

عدم امتثالهم لأوامر النبي بقتل ذي الثدية

المخالفة الثالثة: وهناك قضية أخري فلقد أخرج أبويعلي في مسنده كما في ترجمة ذي الثدية من إصابة ابن حجر عن أنس قال: " كان في عهد رسول الله (ص) رجل يعجبنا تعبده واجتهاده، وقد ذكرنا ذلك لرسول الله (ص) باسمه فلم يعرفه، فوصفناه بصفته فلم يعرفه، فبينما نحن نذكره إذ طلع الرجل، قلنا هوذا: قال: إنكم لتخبروني عن رجل أن في وجهه لسفعة من الشيطان، فأقبل حتي وقف عليهم ولم يسلم فقال له رسول الله (ص) أنشدك بالله هل قلت حين وقفت علي المجلس: ما في القوم أحد أفضل مني أو خير مني؟ قال: اللهم نعم، ثم دخل يصلي، فقال رسول الله (ص) من يقتل الرجل؟ فقال أبوبكر أنا فدخل عليه فوجده يصلي فقال [ صفحه 47] سبحان الله، أقتل رجلاً يصلي، فخرج فقال رسول الله (ص): ما فعلت؟ قال كرهت ان أقتله وهويصلي، وأنت قد نهيت عن قتل المصلين، قال من يقتل الرجل؟ قال عمر: أنا فدخل فوجده واضعا جبهته، فقال عمر: أبوبكر أفضل مني؟ فخرج، فقال له النبي (ص) مهيم؟ قال وجدته واضعا جبهته لله، فكرهت أن اقتله، فقال: من يقتل الرجل؟ فقال علي: أنا، فقال أنت إن أدركته، فدخل عليه فوجده خرج، فرجع إلي رسول الله (ص) فقال: مهيم؟ قال وجدته قد خرج قال: لوقتل ما اختلف من أمتي رجلان" [42] . سؤال آخر: هل هناك من مخالفات أخري أم فقط هذه التي ذكرتها؟ الجواب: هناك مخالفات كثيرة وكثيرة جدًا، وسوف تاتي تباعا في الأعداد القادمة إن شاء الله تعالي وفي هذا العدد سوف أتناول بعضا منها فقط، ولقد مرت عليك ثلاث مخالفات وسوف أذكر مخالفتين هنا ومخالفات أخري في صفة الجهاد وصفة العلم. [ صفحه 48]

صلح حديبية

سؤال: وما هي تلك المخالفات اذكرها لنا لنعرف هل هي مخالفة لله والرسول أم لا؟. الجواب: لقد ذكرت لك ثلاث مخالفات و إليك المخالفة الرابعة: صلح الحديبية، ذلك الصلح الذي أبرمه النبي (ص) مع أهل مكة ولكن عمر أبي أن يمتثل لأوامر النبي (ص) وهذا هو موقفه. كما أخرجه مسلم في صحيحه: " أنه (أي عمر) قال: لرسول الله ألسنا علي الحق وهم علي الباطل؟ قال: رسول الله بلي. قال: أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار؟ قال: بلي. قال: ففيم نعطي الدنية في ديننا ونرجع ولما يحكم الله بينا وبينهم؟! فقال (ص) يا بن الخطاب إني رسول الله ولن يضيعني الله أبدا. (قال: فانطلق عمر فلم يصبر متغيظا فأتي أبابكر فقال: يا أبابكر ألسنا علي الحق وهم علي الباطل؟ قال: بلي. قال: أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار؟! قال: بلي. قال: فعلام نعطي الدنية في ديننا ونرجع ولما يحكم الله بيننا وبينهم؟ فقال يا ابن الخطاب أنه رسول الله (ص) [ صفحه 49] ولن يضيعه أبدًا " [43] . ولعل في بعضها احتجاج واضح من عمر علي النبي (ص) مثال قوله للنبي (ص) أوليس كنت تحدثنا أنّا سنأتي البيت فنطوف به. قال: النبي (ص) بلي. افأخبرتك أنّا نأتيه العام؟ قال: عمر قلت لا. فقال (ص) فأنك آتيه ومطوف به... الحديث طويل فراجعه في صحيح البخاري كتاب الشروط باب الشروط في الجهاد ج 2 ص 122 ط دارالكتب العربية بحاشية السندي وج 3 ص 256 ط مطابع الشعب ومسند أحمد ج 4 ص 330 ط الأولي.

تلك سرية اسامة و عدم امتثالهم لأوامر النبي

المخالفة الخامسة: أمر سرية زيد بن الحارثة فمن كتاب السقيفة لأحمد بن عبدالعزيزالجوهري قال: "حدثنا أحمد بن إسحاق بن صالح عن أحمد بن سيارعن سعيد بن كثير الأنصاري عن رجاله عن عبدالله بن عبدالرحمن: أن رسول الله (ص) في مرض موته أمر أسامة بن زيد بن الحارثة علي جيش فيه جله من المهاجرين والأنصارمنهم أبوبكر، وعمر، وأبوعبيده بن الجراح، وعبدالرحمن بن عوف، وطلحة، والزبير- وأمره أن يغير علي حيث قتل أبوه زيد بن الحارثة [ صفحه 50] وأن يغزو وادي فلسطين فتثاقل أسامه وتثاقل الجيش بتثاقله وجعل رسول الله (ص) في مرضه يثقل ويخف ويؤكد القول في تنفيذ ذلك البعث حتي قال له أسامة: بابي أنت وأمي أتأذن لي أن أمكث أيأمًا حتي يشفيك الله تعالي فقال: (ص) أخرج وسر علي بركة الله، فقال: يأ رسول إن أنا خرجت وأنت علي هذه الحالة، خرجت وفي قلبي قرحة فقال: (ص) سر علي النصر والعافية فقال: يا رسول الله إني أكره أسائل عنك الركبان فقال: (ص) أنفذ لما أمرتك به: ثم أغمي علي رسول الله (ص) وقام أسامة فتجهز للخروج فلما أفاق رسول الله (ص) سأل عن أسامة والبعث فإخبر أنهم يتجهزون فجعل يقول أنقذوا بعث أسامه لعن الله من تخلف عنه وكررذلك، فخرج أسامة واللواء علي رأسه والصحابة بين يديه حتي إذا كان بالجرف نزل ومعه أبوبكر وعمر وأكثر المهاجرين ومن الأنصارأسيد بن حضير وبشير بن سعد وغيرهم من الوجوه، فجاءه رسول أم أيمن يقول له: أدخل فأن رسول الله يموت، فقال من فوره فدخل المدينة واللواء معه، فجاء به حتي ركزه بباب الرسول (ص) ورسول الله قد مات في تلك الساعة". وهنا نقاط: الأولي: أن أبابكر وعمر كانا في من كان في تلك السرية. راجع الطبقات الكبري لابن سعد ج 2 ص 190، وتاريخ اليعقوبي ج 2 ص 93، والكامل لابن الاثيرج 2 ص 317، شرح نهج [ صفحه 51] البلاغة لابن أبي الحديد ج 1 ص 53، وج 2 ص 21، أوفست علي الطبعة الأولي بمصر، وسمط النجوم العوالي لعبد الملك العاصمي المكي ج 2 ص 224، والسيرة الحلبية للحلبي الشافعي ج 3 ص 207، والسيرة النبوية لزين دحلان بهامش السيرة الحلبية ج 3 ص 339، وكنزالعمال ج 5 ص 312، ومنتخب كنزالعمال بهامش مسند أحمد ج 4 ص 180، وأنساب الاشراف ج 1 ص 474، وتهذيب ابن عساكرج 2 ص 391 بترجمة أسامة. فإذا ثبت كونهما في الجيش فلماذا تخلفا عن الجيش ومن الذي أجازلهما ذلك أولم تكن هذه مخالفة لأوامر النبي (ص) وقد دافع البعض عنهم بانهم رأوا المصلحة في حفظ الإسلام وهذا يكفينا في أنهم خالفوا النص ولأن النبي (ص) أعلم بالمصلحة منهم وخاصة إذا قلنا أن أمره هوأمر الله سبحانه وتعالي. الثانية: بأنهم تثاقلوا في الإسراع والخروج في هذا الجيش بعذرأنهم ما كانوا ليخرجوا والنبي بتلك الحالة وأنهم لايريدون أن يسالوا عنه الركبان كما اعتذرلهم البعض، وهذا العذرغير مقبول لأن النبي (ص) لم يسمح لأسامة بالبقاء وأمر بالتعجيل رغم أن أسامة بين للنبي (ص) لماذا أراد التأخير فهذه مخالفة للنبي فلا نعذرهم فيها لأن النبي (ص) لم يعذرأسامة بسببها فكيف نعذرهم. [ صفحه 52] الثالثة: أنهم طعنوا في قيادة أسامة ونسوا أو تناسوا بان إمرته بأمرمن النبي (ص) وليس لهم رأي مع رأي النبي (ص) وكونهم من الكباروالكهول والطبع لايقبل بتولي صغيرعليهم فهو مردود بان الأمر من النبي (ص) والله يقول: (قلآ ؤرَبِّك، يُؤمِنُونَ حَتئ يُحكموك فيما شجر بينهمٍ ثم لآ يجدوَأ في أنفسهم حَرجا مِّما قضيت ؤيسلموأ تسليما) [44] و (ؤمأَ ءإتكم الرسول فخذوَه ؤمأَ نهكم عنه فانتهوا) صدق الله العلي العظيم. راجع مصادرالاحتجاج علي أمرة أسامة شرح نهج البلاغة للابن أبي الحديدج 1 ص 53 أوفست علي الطبعة الأولي بمصر والمغازي للواقدي ج 2 ص 1119 السيرة الحلبية ج 3 ص 207 والسيرة النبوية بهامش السيرة الحلبية ج 2 ص 339، والطبقات لابن سعد ج 2 ص 190. سؤال: ومن المحتج هنا علي الأوامر الصادرة من النبي وما هو الاحتجاج؟ [ صفحه 53] الجواب: أقول الاحتجاج صادرمن كبارالصحابة وعلي رأسهم عمر فإليك الاحتجاج " ولقد قال النبي (ص) أيها الناس ما مقالة بلغتني عن بعضكم في تأميري أسامه، ولئن طعنتكم في تأميري أسامة لقد طعنتم في تأميري أباه من قبله، وأيم الله إن كان لخليقا بالأمارة، وان ابنه من بعده لخليق بها". راجع الواقدي في المغازي ج 3 ص 1119 والطبقات الكبري لابن سعد ج 2 ص190 وشرح نهج البلاغه لابن أبي الحديد والسيرة الحلبية ج 3 ص 207 والسيرة النبوية لزين دحلان بهامش الحلبيه ج 2 ص 339 والمتتبع للتاريخ يجد أن من المحتجين علي ذلك عمر ولذلك نجده بعد وفاة النبي (ص) يذهب لأبي بكر ولطلب منه أن يعزل اسامة ويولي غيره فقال له ابوبكر ثكلتك أمك وعدمتك يا ابن الخطاب، استعمله رسول الله (ص) وتأمرني أن أنزعه! راجع في ذلك تاريخ الطبري ج 3 ص 226 والكامل في التاريخ ج 2 صص335 والسيرة الحلبية ج 3 صص 209 والسيرة النبوية بهامش الحلبية. سؤال: هل اللعن من النبي(ص)هنا صحيح؟ [ صفحه 54] الجواب: لا يهمني صحة اللعن هنا وعدمه لأن كلامه يدورحول مخالفتهم للنص واجتهادهم في قبالة وأما اللعن فقد نص عليه في بعض المصادرمنها الملل والنحل للشهرستاني الشافعي ج 1 ص 23 وص 20 بهامش الفصل لابن حسن وشرح نهج البلاغة ج 2 ص 21 بالإضافة لكتاب السقيفة للجوهري.

لماذا تتكلم فقط عن الاثنين و لا تتكلم عن عثمان أليس هو الثالث

الجواب: أقول لأن المسألة في عثمان واضحة ولا تحتاج إلي استدلال وموقف السيدة عائشة منه خير دليل حيث أطلقت عليه اسم نعثل وهورجل يهودي وكذلك انقلاب الأمة الإسلامية عليه بسبب انحرافه عن الطريق الصحيح وسوف يأتيك في صفة الجهاد هروبه في كل المواقع فاين الأيمان؟ وبهذا يتبين لنا مخالفة القوم لأوامر النبي (ص) وعدم الامتثال وهذا يدل علي عدم إيمانهم لأن الإيمان هو التسليم المطلق والامتثال للأوامر الصادرة منه (ص) فما دام لم يمتثلوا [ صفحه 55] لتلك الأوامر فنحكم عليهم بأنهم لم يصلوا إلي مرحلة الإيمان.

الجهاد

اشاره

سؤال: من فضلك؟ بعدأن انتهيت من الإيمان وقلت سوف تتكلم عن فضيلة الجهاد من أين سوف تبتدئ في الكلام؟ الجواب: أقول وعلي الله الاعتماد والاتكال سوف أبتدي مع أمير المؤمنين (ع) أولا كالعادة ومن ثم أتحول لغيره أن وجدت لهم موقف جهادي. سؤال: طه سوف تبتدئ من واقعة بدر باعتبارها المعركة الأولي للأمة الإسلامية ضد المشركين أليس كذلك؟ الجواب: لعل من المناسب ان نبتدي من مكة المكرمة إن شاء الله تعالي. [ صفحه 56]

اميرالمومنين و الجهاد أولا الكلام عن موقف الإمام في الهجرة

سؤال: وهل كان في مكة المكرمة قتال وجهاد حتي تثبت به شجاعة لأحد؟ الجواب: نعم فمن مكة بدأت رحلة الإمام علي الجهادية. سؤال: وكيف ذلك؟ الجواب: لقد اتفقت كلمة أهل مكة علي قتل النبي (ص) بتخطيط ذكي وخبيث وذلك بان يؤخذ من كل بيت أوقبيلة شخص فيهاجموا الرسول دفعة واحدة فيتفرق الدم الطاهر بين البيوتات والقبائل وتم الاتفاق علي ذلك ويقول المؤرخون أن أولئك القوم الذين انتدبتهم قريش، اجتمعوا علي باب النبي (ص) وهم الحكم بن أبي العاص، وعقبة بن أبي معيط، والنضر بن الحارث، وأمية بن خلف، وزمعة بن الأسود وأبولهب، وأبوجهل، وأبوالغيطلة، وطعمة بئ عدي، وأبي بن خلف، وخالد بن الوليد و وعتبة، وشيبة، وحكيم [ صفحه 57] بن حزام، ونبيه بن الحجاج، ومنبه بن الحجاج... كما في بعض المصادروأختلف في عددهم بين العشرة والأكثر من ذلك فاخبر الوحي رسول الله (ص) بالخطة المدبرة فأمر (ص) عليا (ع) بالمبيت علي فراشه، بعد أن أخبره بمكر قريش فقال: علي (ع) وتسلم بمبيتي هناك يا نبي الله؟ قال: نعم، فتبسم علي ضاحكا وأهوي إلي الأرض ساجدًا، شكرا لله، فنام علي فراش النبي (ص) وأشتمل ببرده (ص) الحضرمي. ثم خرج النبي (ص) في فحمة العشاء، والرصد من قريش قد أطافوا بداره ينتظرون فخرج (ص) وهويقرأ هذه الآية: (ؤجعلَنا مِن بين أيديهم سدا ؤمِن خلفهمٍ سدا فأغشينهم فهم لا يُبصروَن) [45] ، وبقي الإمام علي فاديا بروحه رسول الله (ص) غير مكترث بالوت علي الإطلاق وها هو الفداء الأعظم والشجاعة المطلقة التي قدمها أميرالمؤمنين عليه السلام وكما يقول العلامة السيد هاشم معروف الحسني في سيرة المصطفي: (وهنا تبدأ قصة من أروع ما عرفه تاريخ الفداء والتضحية، فالشجعان والأبطال يثبتون في المعارك في وجه أعدائهم، يدافعون بما لديهم من سلاح وعتاد مع أنصارهم وأعوانهم، وقد تضطرهم المعارك إلي أن يثبتوا في مقابل العدو، لا منفردين، أما إن يخرج الإنسان إلي الموت طائعا مطمئنا بدين سلاح ولا عتاد، وكانه يخرج ليعانق غادة حسناء، فينام علي فراش تحف به المخاطر والأهوال، أعزل من كل شيء إلا من إيمانه، [ صفحه 58] وثقته بربه، وحرصه علي سلامة القائد، كما حدث لعلي (ع) حينما عرض عليه ابن عمه محمد (ص) أمرالمبيت علي فراشه، ليتمكن هو من الفرار، والتخلص من مؤامرة قريش، فهذا ما لم يحدث في تاريخ البطولات، وما لم يعرف من أحد في تاريخ المغامرات، في سبيل المبدأ والعقيدة) انتهي وهذه الحادثة لا تحتاج الي مصادرلإثباتها فكل من كتب عن السيرة والهجرة تناول الموضوع فهل هناك موقف ينم عن شجاعة إنسان أوضح من هذا الموقف البطولي العظيم إنه علي بن أبي طالب عليه السلام [46] .

لأميرالمومنين معركة بدر

سؤال: بعد ذكرهذه الحادثة الواضحة والدالة فعلا علي شجاعة مطلقه لفاعلها فما هو الموقف الآخر وأتمني أن يكون واضحا غير مبالغ فيه أو مختلق؟ الجواب: الموقف الثاني أخي الفاضل هو الموقف الأول للمسلمين [ صفحه 59] ذلك الموقف الذي هزكيان الكفاروأوجد الرعب في قلوبهم فقرروا بعده أن يقوموا بعمليه انتحارية فاما القضاء عليهم أوالقضاء علي النبي (ص) وأتباعه كما سوف يأتي عن أحد واقصد بهذا الكلام واقعة بدرالكبري ولن أنقل التاريخ هنا ولكن سوف أكتفي بالمواقف للأمير (ع) فلقد ذكر الواقدي: " فقال جميع من أحصي قتله تسعة وأربعون رجلا منهم من قتله أميرالمؤمنين علي (ع) وأشرك في قتل اثنان وعشرون رجلا " [47] . ومن الذين قتلهم أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب (ع) في بدركان نوفل بن خويلد، وعمير بن عثمان التميمي، وعبدالله بن المنذرالمخزومي، والعاص بن منبه بن الحجاج، وأبوالعاص بن قيس السهمي. راجح تاريخ ابن الوردي ج 1 ص110 وأبومسافع الأشعري، وأبو قيس بن الفاكة بن المغيرة، ومعاوية بن عامر. وراجع سيرة ابن هشام ج 2 ص 374 وحنظلة بن أبي سفيان، والعاص بن سعيد، وعامربن عبدالله، وعقيل بن الأسود بن المطلب، والنضر بن الحارث بن كلدة، و زيد بن مليص، وعمير بن عثمان بن تميم، ويزيد بن تميم، وأبوقيس بن الوليد، ومسعود بن ابي أمية، وعبدالله بن أبي رفاعة، وحاجز بن السائب، واوس بن [ صفحه 60] المعير، ونبيه بن الحجاج، والحارث بن زمعة، وعثمان ومالك أبنا عبيدالله، أخوا طلحة بن عبدالله (فهل تريد من طلحة أن يحب علي) وحذيفة بن أبي حذيفة بن المغيرة، وعمروبن مخزوم، ومنبه بن الحجاج السهمي، وعلقمة بن كلدة وهشام بن أبي أمية بن المغيرة: راجع الرشاد للشيخ المفيدج 1 ص 72 وعبيدة بن سعيد بن العاص، راجع تاريخ أبي الفداء ج 1 ص 189 وعلي هذا نثبت للجميع أن لعلي بن أبي طالب الدورالاكبر في حسم المعركة وكان في سيفه العزة للدين الحنيف فهذا علي بن أبي طالب في بدرلم يحتو في عريش ولا غيره علي الإطلاق وانما كان في طلائع القوة الإسلامية الضًاربة.

لأميرالمومنين معركة أحد

سؤال: بعد الكلام عن واقعة بدرإلي أين سوف نتجه إن شاءالله؟ الجواب: قطعا سوف نتجه إلي معركة احد تلك المعركة التي انهزم فيها المسلمون والأبطال المزعومين فلم تنفعهم بطولتهم المزعومة. [ صفحه 61] سؤال: ومن هم يا تري؟ الجواب: ليس هذا هو مكان ذكرهم ولكن إذا تعرضنا لهم سوف نذكر بعضا من ذلك. والآن انقل فقط مواقف الإمام علي في هذه المعركة لأجل الاختصارالتام وعدم الإطالة لقد قال: " الطبري الما قتل علي بن أبي طالب أصحاب الألوية، أبصر رسول الله (ص) جماعة من مشركي قريش، فقال لعلي احمل عليهم، فحمل عليهم ففرق جمعهم وقتل عمروبن عبدالله الجمحي، قال: ثم أبصر رسول الله (ص) جماعة من مشركي قريش، فقال لعلي احمل عليهم، فحمل عليهم ففرق جماعتهم، وقتل شيبة بن مالك أحد بني عامر بن لوي، فقال جبريل يا رسول الله إن هذه المواساة، فقال رسول الله (ص) انه مني وأنا منه، فقال جبريل: وأنا منكما قال: فسمعوا صوتا ينادي: لا سيف إلا ذوالفقارولا فتي الا علي " [48] . وقد ذكر الذهبي المعركة والهزيمة فقال: [ صفحه 62] " انهزم الناس عن رسول الله (ص) يوم أحد فبقي معه أحد عشر رجلا وقال إن رسول الله (ص) أفرد يوم احد في سبعة من الأنصارورجلين من قريش " [49] . والرجلان هما علي بن أبي طالب وأبودجانة [50] . ولقد قتل الإمام علي حملة اللواء وهم: طلحة بن أبي طلحة وأخوه عثمان بن أبي طلحة وآخوهما أبوسعد ثم مسافع ثم كلاب بن طلحة بن أبي طلحة ثم أخوه الجلاس ثم ارطاة بن شرحبيل وصواب وشريح بن قانط وسقط اللواءفحملته عمرة بنت علقمة الحارثية فتراجعوا فقال حسان: ولولا لواء الحارثية أصبحوا يباعون في الأسواق بالثمن البخس [51] . فهذا هو علي في احد ولنا لقاء مع الأمير في الخندق إن شاء الله. [ صفحه 63]

لأميرالمومنين معركة الخندق

سؤال: والآن أين سوف نصل وفي أي معركة سوف نتوقف؟ الجواب: التوقف سوف يكون في معركة عظيمة بالمقياس القرآني لأن القرآن أعطي هذه المعركة صفة خاصة بقوله تعالي: (إذ جآءوكم مِّن فؤقكم ؤمِن اسفل مِنكم وإذ زاغت آلأبصر و بلغت آلَقُلوب آلحناجر ؤتظنون بالله الظنونا- هنالك ابتلي آلَمومِنونَ ؤزلزلوا زلزالا شديدا-و إذ يقُول آلمنفقون ؤآلَّذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ؤرَسوله الا غرورا- واذ قالت طائفة منهم يأهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا ؤيسنئذن فريق مِّنهم النبئ يقُولون إن بيوتنا غؤرَة ؤمِّا هي بعؤرة إن يريدوَن إلأ فرارا-و لو دخلت عليهم مِّن أقُطارها ثم سئلوا آلفتنة لأتؤها ؤما تلبثوا بهآ إلأ يسيرا- ؤلَقد كانوا عهدوا الله مِن قبل لآ يُؤلونَ آلأدبرَّ ؤكان عهد الله مسئولأ) [52] إنه وصف دقيق للوضع الذي عاشه الأصحاب عندما اقتحم عمرو بن عبد الود العامري الخندق هو ومن معه فبانت الحقائق في القرآن ولم يذكرها وللأسف التاريخ علي العموم أنا لا أريد نقل القصة كاملة وانما سوف انقل ما يهمني هنا وهو موقف الإمام (ع). فقد نقل التاريخ إلينا حيث قال من نقل الحادث: انه خرج [ صفحه 64] عمروبن عبدود، وهومقنع بالحديد فنادي: مًن يبارز؟ فقام علي بن أبي طالب فقال: أنا له يأ نبي الله. فقال: انه عمرو، اجلس. ثم نادي عمرو: ألا رجل يبرز؟ فجعل يؤنبهم ويقول: ابن جنتكم التي تزعمون انه من قتل منكم دخلها أفلا تبرزون إلي رجلا؟ فقام علي فقال: أنا يا رسول الله؟ فقال: اجلس. ثم نادي الثالثة، فقال: ولقدبححت من النداء++ بحمعكم هل من مبارز ووقفت إذجبن المشيع++ موقف القرن المناجز ولذاك أني لم أذل++ متسرعا قبل الهزاهز إن الشجاعة في الفتي++ والجود من خيرالغرائز قال فقام علي (ع) فقال: يا رسول الله أنا. فقال: انه عمرو، فقال وان كان عمرا. فأذن له رسول الله (ص) فمشي إليه حتي أتي وهويقول: لا تعجلن فقد أتاك++ مجيب صوتك غير عاجز في نية وبصيرة++ والصدق منجي كل فائز إني لأرجوا أن أقيم++ عليك نائحة الجنائز من ضربة نجلاء++ يبقي ذكرها عند الهزائز فقال له عمرو: من أنت؟ قال: أنا علي. [ صفحه 65] قال: ابن عبد مناف؟ قال: علي بن أبي طالب. فقال: يا ابن أخي من أعمامك من هوأسن منك فاني أكره أن أهريق دمك؟ فقال له علي: لكني والله لا أكره أن أهريق دمك، فغضب وسل سيفه كانه شعلة نار، ثم أقبل نحو علي مغضبا واستقبله علي بدرقته، فضربه عمروفي درقته فقدها، واثبت فيها السيف، وأصاب رأسه فشجه، وضربه علي علي حبل عاتقه فسقط، وثار العجاج وسمع رسول الله (ص) التكبير، فعرفنا ان عليا قد قتله. وعرضت قريش شراء جيفة عمروبن عبدود بعشرة آلاف فقال (ص) لا نأكل ثمن الموتي! فكان علي بن أبي طالب (ع) قد سد الثغرة التي عبر منها أبطال قريش، وقتل عمرو، وابنه حسل، ونوفل بن عبدالله المخزومي، ولو لا ذلك لعبرجيش الأحزاب إلي قلب المدينة. وكان علي (ع) قد قال عند عبورفوارس قريش الخندق: أعلي تقتحم الفوارس هكذا عني وعنهم أخروا أصحابي [53] . [ صفحه 66] وبعد مبارزة علي لعمرووقتله، قال رسول الله (ص): "قتل علي لعمروبن عبدود أفضل من عبادة الثقلين " [54] . وبهذا ثبت لنا موقف الإمام ولولاه لهتكت المدينة المنورة ولكن بفضل الله والإمام علي عليه السلام تم درء الطغاة المارقين. لقد انتهيت في الفقرة الماضية من معركة الخندق وعرفنا موقف أميرالمؤمنين هناك وما هو الموقف الذي وقفه صلوات الله وسلامه عليه.

لأميرالمومنين معركة خيبر

سؤال: والآن إلي أين سوف يتجه بنا الكلام يا تري؟ الجواب: سوف أتوجه إلي معركة أخري لا تقل عن المعارك السابقة وهي معركة خيبر تلك المعركة التي أرسل النبي (ص) ثلاث رايات انهزمت اثنتان وفتح الله علي الثالثة. [ صفحه 67] سؤال: وهل ستتعرض للواقعة ولتلك الرايات كلها أم ماذا؟ الجواب: لن أتعرض إلا للراية الأخيرة وهي راية أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب وما بالنسبة للرايتين فإذا تعرضت في البحث عن شجاعة الخلفاء فسوف أتعرض لذلك إن شاء الله والافلن أتعرض لها ولا لغيرها ومن هنا سوف انقل موقف أميرالمؤمنين في خيبر فقط الآن وأبتدي بهذه المقالة وهذا النقل التاريخي. قد ذكر أن النبي (ص) قال: لأعطين الراية غدا رجلا يحبه الله ورسوله، يفتح الله علي يديه، ليس بفرار، فلما أصبح أرسل إلي علي بن أبي طالب (ع) وهو أرمد فقال: (ع) ما أبصر سهلا ولا جبلا، فقال (ص) افتح عينيك، ففتحهما، فتفل فيهما. قال: علي (ع) فما رمدت حتي الساعة. ثم دفع إليه اللواء، ودعا له ومن معه من أصحابه بالنصر، فكان أول من خرج إليهم الحارث اخو مرحب في عاديته، فانكشف المسلمون وثبت علي (ع) فاضطربا فقتله علي (ع) ورجع أصحاب الحارث إلي الحصن فدخلوه وأغلقوا عليهم وخرج مرحب وهويقول: [ صفحه 68] قد علمت خيبر أني مرحب شاكي السلاح بطل مجرب اطعن أحيانا وأحيانا أضرب فقال علي (ع): أنا الذي سمتني أمي حيدرة أكيلكم بالسيف كيل السندرة ليث غابات شديد قسورة فاختلفا ضربتين فبدره علي (ع) فضربه، فقد الحجر والمغفر ورأسه، حتي وقع في الأضراس. وقد قتل علي (ع) الأخوة الثلاثة مرحبا والحارث وياسر الذين طلبوا المبارزة علي التوالي [55] . وفي نقل آخر، فقال رسول الله (ص): لأدفعن لوائي غدا إلي رجل يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، لن يرجع حتي يفتح له، فدعا علي بن أبي طالب وهويشتكي عينه، قال: فمسحها ثم دفع إليه اللواء. [ صفحه 69] وقال بريدة: انه كان صاحب مرحب [56] . وذكر الذهبي رواية البكائي عن ابن اسحاق، ورواية جابر بن عبد الله الأنصاري: أن عليا حمل باب خيبر، حتي صعد المسلمون عليه، فافتتحوها، وانه جرب بعد ذلك فلم يحمله أربعون رجلا [57] . وقيل حمل الباب علي ظهره حتي صعد المسلمون عليه ودخلوا الحصن. وحصن ناعم هو أول حصن فتح من حصون النطاة علي يد علي كرم الله وجهه، واخذ الرجل الذي قتل أخا محمد بن مسلمة فسلمه إليه فقتله. ثم فتح علي كرم الله وجهه حصن القموص، وكان منيعا حاصره المسلمون عشرين ليلة، ومنه سبيت صفية، ولقد تزوج (ص) بصفية في الصهباء المكان الذي ردت فيه الشمس لعلي بعدما غربت [58] . ولقد ذكر البيهقي الرواية وقتل علي لمرحب قائلا: فاختلفا ضربتين، فبدره علي بضربة فقد الحجر والمغفر ورأسه، [ صفحه 70] ووقع في الأضراس [59] . وعلي هذا نتوصل بان القوات الإسلامية هزمت مرتين ثم تحرك الإمام علي في المرة الثالثة فكان النصر والفتح علي يديه الشريفتين وهذه من بطولاته وجهاده صلوات الله وسلامه عليه فأين غيره يا أصحاب العقول وفي حنين لما انهزم المسلمون بقي علي (ع) حول رسول الله (ص) مدافعا عن الرسالة وصاحب الرسالة ومعه بعض الهواشم [60] . فهذا هو علي الصامد المدافع حامل لواء النبي والمدافع عن العقيدة والرسالة، وبعد هذا هل يحق لأحد أن يقدم احدًا علي علي في هذه الصفة صفة الجهاد إلا إذا كان مكابرا مبغضا للامام علي عليه السلام. سؤال: لو تكرمت لقد ذكرت فضائل [ صفحه 71] الإمام علي وجهاده وبطولاته ولكن رايتك توقفت ولم تتعرض لشجاعة الخلفاء الثلاثة الذين سبقوه فلماذا. هل من جواب؟ الجواب: اسمح لي بان أقول لك أمرِّا وهو أني لم أكن قاصدا بان أكتب المثالب وانما كنت أريد أن أكتب الفضائل وبما أني لم أجد فضائل تدل علي شجاعة من ذكرت من الخلفاء فتركت الكتابة عنهم وللمعلومية فان بعض المنتديات لا تسمح بكتابة المثالب فكان توقفي لأجل ذاك.!!!!!. [ صفحه 72]

لماذا هذا التجاهل التام لشجاعة الخليفة أبي بكر الصديق و عمر الفاروق

لماذا هذا التجاهل التام لشجاعة الخليفة أبي بكر الصديق وعمرالفاروق أولم تطلع علي هذه الرواية من علي بن أبي طالب يتكلم فيها عن شجاعة أبي بكر وهي. فقد ذكر أن عليا قال: " من أشجع الناس؟ قالوا: أنت. قال أشجع الناس أبوبكر. لما كان يوم بدر جعلنا لرسول الله (ص) عريشا فقلنا من مع رسول الله (ص) أي من يكون معه لئلا يهوي إليه أحد من المشركين فوالله ما دنا منا أحد إلا أبوبكر شاهرا بالسيف " [61] . وأما في عمر، فلاننسي دعاء النبي: (ص) فلقد اخرج الترمذي عن ابن عمر: " إن النبي (ص) قال: اللهم أعز الإسلام باحب هذين الرجلين إليك: بعمر بن الخطاب، أوبابي جهل بن هشام " [62] . ونقل التاريخ انه بعد أن أسلم جاء إلي الكعبة و أعلن دعوته هناك وتقاتل مع المشركين إلي الليل- راجع الكامل في التاريخ لابن الاثير- فلماذا لا تذكر هذه المواقف البطولية؟ الجواب: أقول ما كنت أريد أن ادخل في هذه المطبات التاريخية لأن [ صفحه 73] الدخول سوف يجر لبحث كثير فمجرد الادعاء بمثل هذه البطولات فلابد من دقة أكثر للوصول للغرض هذا الذي أوقفني عن مثل هذه النقولات والا فأنا مطلع عليها جيدًا. سؤال: وضح لو سمحت اكثرماذا تقصد من البحث الكثير وهل هذا كذب يا تري أم ماذا؟ الجواب: نعم كذب واضح ولندع الآن أبابكر والعريش لحين الوصول إلي بدر إن شاء الله فسوف نتبين الموقف هناك ونسال عن العريش المذكور. ولكن الآن سوف نقف مع بطولة عمر واعزازالإسلام به وقتاله للمشركين بجنب الكعبة فهنا مواقف ينبغي أن نقف فيها للوصول للحقيقة وهي كالتالي: أولاً: ما هو التحؤل الذي حصل للمسلمين بعد إسلام عمر هل كان للأفضل أم للأردي فظاهر الموقف انه للأردي فمثلا بعد إسلام عمر ازداد الضغط والحصارعلي المسلمين فقد حصر النبي وأهله في الشعب [ صفحه 74] حتي كاد النبي وأهله وقبيلته أن يموتوا من الجوع فأين ذهب عمر ولماذا لا يفك عنهم الحصاروهوقادر أن يقاتل المشركين لوحده حتي المساء فلماذا جبن هنا!!! هل لأنه يريد للنبي أن يهلك مثلا!!! أم أن الشجاعة عند عمر في أوقات معينة؟؟؟؟؟؟. ثانيا: اتفقت كلمتهم علي أن الأذي ازداد علي المسلمين بعد أن جهر عمر بإسلامه فراجع كتب السيرة والتاريخ ومنهم عبدالرزاق صاحب المصنف [63] . ثالثا: لقد ذكر البعض: ومنهم البخاري في صحيحه ج 4 ص 242 باب ما لقي النبي (ص) من المشركين بمكة طبع دارالفكر بيروت طبع بالاوففست عن طبعة دار الطباعة العامرة باستانبول، ومقدمة فتح الباري في شرح صحيح البخاري لابن حجرص 367 الطبعة الثانية مطبعة دارالمعرفة للطباعة والنشر بيروت، وعيون الأثر لابن سيد الناس ج 1 ص 163 طبع سنة 1406 المطبعة مؤسسة عزالدين، وسبل الهدي الرشاد للصالحي الشامي ج 2 ص 374 بتحقيق عادل احمد عبد الموجود الطبعة الاولي، واللفظ للبخاري قال: عن عبدالله بن عمر عن أبيه قال: بينما هو في الدارخائفا إذ جاءه العاص بن وائل السهمي أبوعمرووعليه حلة حبرة وقميص مكفوف بحريروهومن بني سهم وهم حلفاؤنا في الجاهلية فقال: ما بالك قال: زعم قومك [ صفحه 75] أنهم سيقتلوني إن أسلمت قال: لا سبيل إليك بعد أن قالها أمنت فخرج العاص فلقي الناس... الخ. فاين البطولة المزعومة وكيف قاتل الناس؟! رابعا: لقد صرح عمر بانه كان ذليل فاعزه الإسلام حيث قال: كنا أذل قوم فأعزنا الله بالإسلام [64] . ولا يمكن أن عمريقصد العرب أوقريش!! لان قريش عزيزة، ولم تكن ذليلة، فايز البطولة المدعاة إذا. ولنا لقاء مع المعارك وبطولة الخلفاءإن شاءالله. سؤال: وهل سوف تتابع الكلام عن الغزوات والمعارك الإسلامية أوانك سوف تقف؟ الجواب: بما أنك أقحمتني في شجاعة الخلفاء فلا بد من الاستمرار [ صفحه 76] فربما نجد موقف ما يخدم الجماعة ويثبت لهم موقف بطولي.

موقف خلفاء في بدر

سؤال: ومن أين سوف تكون الانطلاقة يا الجواب: البداية سوف تكون بمعركة بدرالكبري لنبحث عن مواقع الخلفاء الثلاثة وما هوموقفهم فسوف نبتدي معهم من قبل المعركة أي من الاستعداد للمعركة وما هي مواقف الصحابة منها. فإننا سوف نجد هذا الوقف الغير مسؤول من الخلافة الراشدة فقد استشار النبي (ص) أصحابه قبل المعركة فماذا حدث؟ لقد تكلم أبوبكر ثم عمر حيث نجد مثلاً ابن كثير في السيرة النبوية [65] ، يقول: فقال: أبوبكر فاحسن، وقال: عمر فاحسن. ولكن سوف نبحث عن نص اخرماذا قالا:؟ وهل هو كلام حسن أم لا!!؟ فننقل نقل آخر ومن مصادرأخري: [ صفحه 77] ففي صحيح مسلم: " فتكلم أبوبكرفاعرض عنه، ثم تكلم عمر فاعرض عنه " [66] . فلماذا يا تري أعرض النبي عنهما وهل قالا قولا غير جيد؟ نبحث لنعرف أن ما قالاه هل هوحسن أم غير حسن؟ لنستمع لقول عمر وبما أن قوله هو نفس قول أبي بكر: فلقد قال عمر: "يا رسول الله إنها قريش وعزها والله ما ذلت منذ عزت ولا امنت منذ كفرت والله لتقاتلنك فتأهب لذلك وأعدد له عدته ". كلام جميل فيه تخويف للجيش الإسلامي من قريش ولماذا ياعمر؟ إن كنت غير مستعد للقتال فلماذا تتكلم؟!! أعرفتم الآن ماذا قال [67] . [ صفحه 78] والآن ندخل المعركة لنبحث عن الخلفاء أين هم وفي أي موقع يا تري في القلب أوالميمنة أوالميسرة في أي مكان!!؟؟؟!! لم أجدهم فساعدوني للبحث عن الأبطال الثلاثة وجدنا عثمان انه خارج المعركة لم يحضر، لماذا؟ اختلفت الأقوال في الرجل، لماذا تخلف؟ فبعضهم قال أن النبي خلفه لكي يمرض رقيه (الدكتور عثمان) وقال: بعض آخر انه تخلف لأنه كان مريضا بالجدري وهنا قول: بانه تخلف خوفا من المشاركة. فإننا نجد عبدالرحمن بن عوف يعير عثمان بتخلفه عن بدر [68] فلوأن تخلفه بامر من النبي لما عيره عبدالرحمن وكذلك نجد الصحابي الكبير ابن مسعود قد عير عثمان ببدروتخلفه عنها [69] . لايهمنا كثيرآ ولايهمنا سبب التخلف المهم أنه لم يشارك. نعود للبحث عن الخليفتين أبي بكر وعمر أنهما في العريش أخيرا وجدناهما أنهما يقومان بحماية النبي (ص) في العريش. [ صفحه 79] ولي هنا أكثر من تساؤل: الأول: لماذا النبي (ص) يعمل له عريش في هذه المعركة الوحيدة!؟ ولم يكررها في معاركه الأخري؟؟؟ ومن أين أتي بالسعف لكي يبني العريش؟. الثاني: هل كان من عادة النبي (ص) الفرارحتي يستعد للهرب لو انهزمت قواته وهو الذي كان في وسط المعارك كلها. الثالث: لو انهزمت القوة الإسلامية فهل سوف يسلم العريش؟؟ وهل سوف تترك قريش النبي لكي يهرب هوومن معه؟؟. الرابع: ألم يقل النبي (ص) اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد. فما هي الفائدة من هروبه بعد ذلك؟. الخامس: لقد رووا أن النبي كان في المعركة فلا ادري أكان الحراس معه!؟ أم بقوا في العريش فلا أجد جوابا لقصة العريش فمن عنده جواب فيقدمه لي وله الشكروالتقدير. واعتقد أن السبب الأساسي انه لم يذكر لهذين البطلين دورفي الساحة وسوف نسأل عنهما أين هما فيقال لنا أنهما في العريش. [ صفحه 80]

موقف خلفاء في احد

سؤال: وهل سوف تتكلم عن واقعة أحد أم لا؟ الجواب: لابد من الكلام عن أحد وكل المعارك إلي حنين إن شاء الله تعالي وسوف أمر بسرعة علي مواقف الخلفاء الثلاثة مرورا سريعا وسوف ابتدي بقول أبي القاسم البلخي حيث قال: " أنه لم يبق مع النبي (ص) يوم أحد إلا ثلاثة عشر نفسا خمسة من المهاجرين: أبو بكر وعلي وطلحة وعبدالرحمن وسعد بن أبي وقاص والباقون من الأنصارثم يقول: وأما سائر المنهزمين فقد اجتمعوا في ذلك اليوم علي الجبل وعمر بن الخطاب رضي الله تعالي عنه كان من هذا الصنف كما في خبر ابن جريرخلافا للشيعة وبفرض التسليم لا تعيير بعد عفو الله تعالي عن الجميع ونحن لا ندعي العصمة في الصحابة رضي الله تعالي عنهم ولا نشترطها في الخلافة " [70] . وذكرالفخر الرازي: " ومن المنهزمين عمر إلا انه لم يكن في أوائل المنهزمين، ولم يبعد بل ثبت علي الجبل إلي أن صعد النبي (ص) ومنهم: أيضا [ صفحه 81] عثمان انهزم مع رجلين من الأنصار، يقال لهما: سعد وعقبة، انهزموا حتي بلغوا موضعا بعيدا، ثم رجعوا بعد ثلاثة أيام" [71] . ذكر النسفي: " (إنما استزلهم الشيطن ما كسبوا) [72] بتركهم المركز الذي أمرهم رسول الله (ص) بالثبات فيه وكان أصحاب محمد عليه السلام تولوا عنه يوم أحد إلا ثلاثة عشر رجلا منهم: أبوبكر وعلي وطلحة وابن عوف وسعد ابن أبي وقاص والباقون من الأنصار" [73] . وذكر السيوطي في الدرالمنثور: " أخرج ابن جرير عن كليب قال خطب عمريوم الجمعة فقرأ آل عمران وكان يعجبه إذا خطب أن يقرأها فلما انتهي إلي قوله (إن آلَّذين تؤلؤأ مِنكم يؤم التقي الجمعان) [74] قال لما كان يوم أحد هزمنا ففررت حتي صعدت الجبل فلقد رأيتني أنزو كأنني أروي (أروي ضأن الجبل ضد الماعز) والناس يقولون قتل محمد فقلت لا أجد أحد يقول قتل محمد إلا قتلته حتي اجتمعنا علي الجبل [ صفحه 82] فنزلت(إن إلَّذين تؤلؤأ مِنكم يؤم التقي الجمعان) الآية كلها" [75] . وقال الأندلسي: " وأسند الطبري رحمه الله قال خطب عمررضي الله عنه يوم الجمعة فقرأ آل عمران وكان يعجبه إذا خطب أن يقرأها فلما انتهي إلي قوله إن الذين تولوا منكم يوم التقي الجمعان قال لما كان يوم أحد هزمنا ففررت حتي صعدت الجبل فلقد رأيتني أنزوكأني أروي والناس يقولون قتل محمد فقلت لا أجد أحدا يقول قتل محمد إلا قتلته حتي اجتمعنا علي الجبل فنزلت هذه الآية كلها قال قتادة هذه الآية في كل من فر بتخويف الشيطان وخدعه وعفا الله عنهم هذه الزلة قال ابن فورك لم يبق مع النبي يومئذ إلا ثلاثة" [76] . ولقد جاءت امرأة لعمر أيأم خلافته تطلب بردا من برود كانت بين يديه، وجاءت معها بنت لعمر، فأعطي المرأة ورد ابنته. فقيل له في ذلك، فقال: إن أب هذه ثبت في يوم أحد، وأب هذه فر يوم أحد، ولم يثبت -وهذا اعتراف صريح من عمر [77] ، وقال السيوطي: " قال عمر: لما كان يوم أحد هزمنا، ففررت حتي صعدت [ صفحه 83] الجبل، فلقد رأيتني أنزو كأنني أروي " [78] . وقال النيسابوري: " قال القفال: الذي تدل عليه الأخبارفي الجملة، أن نفرا قليلا تولوا وأبعدوا، فمنهم من دخل المدينة، ومنهم من ذهب إلي سائرالجوانب ومن المنهزمين عمر " [79] . وحدث ابن أبي سبرة: " لقد كان خالد بن الوليد يحدث وهو بالشام يقول: الحمد لله الذي هداني للأسلام! لقد رأيتني ورأيت عمر بن الخطاب رحمه الله حين جالوا وانهزموا يوم أحد، وما معه أحد، وأني لفي كتيبة خشناء، فما عرفه منهم أحد غيري، فنكبت عنه، وخشيت أن أغريت به من معي أن يصمدوا له، فنظرت إليه موجها إلي الشعب " [80] . وعن أنس بن مالك: " انتهي أنس بن النضر عم أنس بن مالك إلي عمر بن الخطاب وطلحة بن عبيدالله في رجال من المهاجرين والأنصار، وقد [ صفحه 84] ألقوا بايديهم فقال ما يجلسكم؟ قالوا قتل محمد رسول الله (ص) قال فما تصنعون بالحياة بعده، قوموا فموتوا علي ما مات عليه رسول الله (ص) ثم استقبل القوم يقاتل حتي قتل " [81] . وذكر البعض أن الهزيمة انتهت بجماعة من المسلمين فيهم عثمان بن عفان وغيره إلي الأعوص فاقاموا به ثلاثا ثم أتوا النبي (ص) فقال لهم (ص) حين رآهم: لقد ذهبتم فيها عريضة [82] . وبهذا ثبت لنا جليا فرارعمر بن الخطاب وكذلك ذي النورين عثمان بن عفان ولكن بقي ان نتأكد هل أن أبابكر ثبت أم أنه من المنهزمين؟؟ لعل بعض ألأدلة تشير إلي ذلك منها: وقال في البداية والنهاية: " وقال أبوداود الطيالسي في مسنده حدثنا ابن المبارك عن إسحاق عن يحيي بن طلحة بن عبيدالله أخبرني عيسي بن طلحة عن أم المؤمنين عائشة قالت كان أبوبكر إذا ذكريوم أحد قال ذاك يوم كله لطلحة ثم أنشأ يحدث قال كنت أول من فاءيوم أحدفرأيت رجلا [ صفحه 85] يقاتل في سبيل الله دونه وأراه قال حمية قال فقلت كن طلحة حيث فاتني ما فاتني فقلت يكون رجلا من قومي أحب إلي وبيني وبين المشركين رجل لا أعرفه وأنا أقرب إلي رسول الله منه وهو يخطف المشي خطفا فإذأ هو أبوعبيدة بن الجراح فانتهينا إلي رسول الله وقد كسرت رباعيته وشج في وجهه وقددخل في وجنته حلقتان من حلق المغفر قال رسول الله عليكما صاحبكما يريد طلحة وقد نزف فلم نلتفت إلي قوله " [83] . وقال ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق: حدثنا ابن المبارك عن إسحاق بن يحيي بن طلحة عن أم المؤمنين عائشة قالت كان أبوبكر إذا ذكر يوم أحد قال ذاك يوم كان يوم طلحة ثم أنشا يحدث قال كنت أول من فاء يوم أحد فرأيت رجلا يقاتل مع رسول الله (ص) دونه وأراه قال يحميه قال فقلت كن طلحة حيث فاتني ما فاتني فقلت يكون رجل من قومي أحب إلي " [84] . وقال ابن حنبل في فضًائل الصحابة: " حدثنا عبدالله قال حدثني أبي قال حدثنا يعمر وهو بن بشر حدثنا عبدالله يعني بن المبارك قال أخبرنا إسحاق بن يحيي بن طلحة قال حدثني عيسي بن طلحة عن عائشة قالت أخبرني أبي [ صفحه 86] قال كنت في أول من فاءيوم أحد فرأيت رجلا مع رسول الله (ص) يقاتل دونه " [85] . وعن السيدة عائشة: " كان أبوبكر إذا ذكر يوم أحد بكي، ثم قال: ذاك كان يوم طلحة... ثم أنشا يحدث، قال: كنت أول من فاء يوم أحد، فرأيت رجلايقاتل مع رسول الله (ص) فقلت: كن طلحة، حيث فاتني ما فاتني، يكون رجلا من قومي" [86] . وعن عائشة: " إن ابابكر، قال لما جال الناس عن رسول الله (ص) يوم أحد كنت أول من فاء إلي رسول الله (ص) فبصرت به من بعد، فإذا برجل قد اعتنقني من خلفي مثل الطير، يريد رسول الله (ص) فإذا هو أبوعبيدة، قال الحاكم: صحيح الإسناد " [87] . قال ابن حجر في الإصابة: [ صفحه 87] " النضر بن أنس بن النضر الأنصاري الخزرجي بن عم أنس بن مالك خادم النبي (ص) استشهد أبوه بأحد وقد تقدم ذكره وثبت ذكر هذا في أثر أخرجه بن أبي شيبة عن زيد بن الحباب عن أبي معشر عن عمر مولي عفرة وغيره قال فذكر قصة فيها أن عمر دون الديوان وفرض للمسلمين وفضل المهاجرين السابقين قال فمر به النضر فقال افرضوا له في ألفين فقال له طلحة جئتك بمثله ففرضت له في ثمانمائة يعز ولده عثمان وفرضت له ألفين قال إن أبا هذا الفتي لقيني يوم أحد فقال ما فعل رسول الله (ص) فقلت ما أراه إلا قد قتل قال فسل سيفه وكسر غمده وقال إن كان رسول الله (ص) قتل فان الله حي لا يموت فقاتل حتي قتل" [88] . وقال الأمير أسامة بن منقذ لما دون عمر الدواوين، جاء طلحة بنفر من بني تميم يستفرض لهم. وجاء أنصاري بغلام مصفر سقيم، فسأل عنه عمر، فأخبر أنه البراء بن أنس بن النضر، ففرض له أربعة الاف، وفرض لأصحاب طلحة في ست مئة، فإعترض طلحة. فاجابه عمر: " إني رأيت أبا هذا جاءبوم أحد، وأنا وأبوبكر قد تحدثنا: أن رسول الله قتل، فقال: يأ أبابكر، ويا عمر، مالي أراكما جالسين؟! أن كان رسول الله (ص) قتل، فان الله حي لا يموت الخ " [89] . [ صفحه 88] نكتفي بهذا القدرومن أراد الزيادة فعليه بالبحث وهناك الكثير من الموارد أعرضت عنها خوف الإطالة، ولي لقاء مع معركة أخري. سؤال: والآن هل سنواصل البحث هه بقية المعارك أم سوف ينتهي الكلام هنا؟ الجواب: الظاهر بان الكلام سوف ينتهي هنا لأنه ثبت حتي الآن عدم ثبوت الخلفاء فلا مجال للبحث في بقية المعارك الأخري.

موقف خلفاء في الخندق و خيبر

سؤال: ولماذا هذا التغير لأنك قد وعدت أن تتكلم عن المعارك كلها ولكن نراك وقفت هنا لماذا؟ [ صفحه 89] الجواب: لسببين؛ الأول: ضيق الوقت والثاني: لعدم وجود موقف من الخلفاء يستحق الوقوف عنده. ولكن أحاول أمر مرورا سريعا بواقعة الخندق وخيبر أما في الخندق فلقد اخبرنا القران بان الأبصارزاغت والقلوب بلغت الحناجر وأساءوا الظن بالله وأخبرنا التاريخ كما مرعليك عند الكلام عن أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب بان عمروبن عبدود وبخ الجيش الإسلامي باكمله ولم يتصد له أحد ثلاث مرات ونري الأمام علي يقوم والرسول يقول له أجلس- لربما يقوم المعز للاسلام- عمر بن الخطاب ولكن دون فائدة وكانما فعل الرسول ذلك خوفا من أن يات شخص ما فيقول بان الرسول قدم إبن عمه علي مباشرة فالرسول (ص) لم يلب الطلب إلا بعد أن رأي الموقف من الصحابة وعدم تفاعلهم مع الموقف. وأما في خيبر فايضًا لا جديد فلقد علمنا فيما مضي بان الرسول لم يلتحم بجيشه مع اليهود وانما جهز لهم حملات ثلاث انكسرت اثنتين وانتصرت الثالثة وهي التي كانت بقيادة أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب (ع). سؤال: ومن هما قادة الحملتين السابقتين هل لنا بمعرفتهما أم لا؟ [ صفحه 90] الجواب: سوف أبحث- باختصار- عنهما فلعلي أجد وأعرف من هما فلقد ذكر ابن كثير ما يلي: " فقال: إن رسول الله (ص) أخذ الراية وهزها، ثم قال: من يأخذها بحقها؟ فجاء فلان (هذا اسم صحابي وهو فلان بن فلان الفلاني العجب كل العجب لهذا التاريخ لماذا لم يذكر اسمه الحقيقي بدل فلان) فقال: أنا فقال امض، ثم جاء رجل أخر (هذا اسم صحابي اخر وهورجل بن رجل من قبيلة بني رجال) فقال: امض ثم قال النبي (ص) والذي كرم وجه محمد لأعطينها رجلا لا يفر(لا يفر لا يفر لايفر) فقال: هاك يا علي، فانطلق حتي فتح الله عليه خيبر وفدك وجاءبعجوتها وقديدها" [90] . فعرفنا هنا أن الاثنين الأولين انكسرا وأن الرسول عيرهما وقال للثالث بانه لا يفر ولكن من هما الرجلان الأولان؟ نعود للبحث مرة ثانية لعلنا نجد تصريحا نفس المؤلف ابن كثير وفي البداية والنهاية أيضًا فيقول بعث النبي (ص) أبابكر إلي بعض حصون خيبر، فقاتل ثم رجع، ولم يكن فتح وقد جهد، ثم بعث عمر، فقاتل ثم رجع، ولم يكن فتح، فقال رسول الله (ص) لأعطين [ صفحه 91] الراية غدا رجلا يحبه الله و رسوله ويحب الله و رسوله يفتح الله علي يديه وليس بفرار [91] . وهنا تبينت بعض النقاط وعرفنا من هما ولكن أيضا مع أضافه وهي أنهما قاتلا ولم يصرح أنهما فرا ولكن في الآخر ألمح لذلك بقول النبي (ص) وليس بفراروهذا يعني أن الذين سبقاه فرا ونبحث في نقل آخرلعلنا نتبين الموضوع عن قرب أكثر مما مضي فلقد ذكر بريدة بن الحصيب: " لما كان يوم خيبر أخذ اللواء أبوبكر، فرجع ولم يفتح له. فلما كان الغد أخذه عمر، فرجع ولم يفتح له، وقتل محمودبن مسلمة فرجع الناس فقال رسول الله (ص) لأدفعن لوائي غدا إلي رجل يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، لن يرجع حتي يفتح له... فدعا علي بن أبي طالب، وهويشتكي عينه، قال: فمسحها ثم دفع اليه اللواء. وقال بريدة: إنه كان صاحب مرحب " [92] . فإذا لم نر اثرا لتلك المقالة فقاتل وانما فقط لم يفتح له. [ صفحه 92] نتابع البحث أكثر فلعلنا نجد أمرا اخر مرويا يصرح بالهزيمة والفرار. نجد هذا التصريح: ولقد ذكر بريدة الأسلمي: "أن رسول الله (ص) أعطي اللواء عمربن الخطاب ونهض معه شيء من الناس فلقوا أهل خيبر، فانكشف عمروأصحابه فرجعوا إلي رسول الله (ص) يجبنه أصحابه ويجبنهم. قال رسول الله (ص) لأعطين اللواء غدا رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله فلما كان الغد تصادر لها أبوبكر وعمر، فدعا عليا وهو أرمد، فتفل في عينه، وأعطاه اللواء " [93] . وفي نص آخر: " عن عبدالرحمن بن أبي ليلي إذ سألوا عليا (ع): أوما شهدت معنا خيبر؟ قال: بلي. قال: فما رأيت رسول الله (ص) حيث دعا أبا بكر فعقد له وبعثه إلي القوم فانطلق فلقي القوم فقاتلهم ثم رجع وقد هزم. فقال رسول الله (ص) عند ذلك: لأعطين الراية رجلا يحبه الله و رسوله، ويحب الله ورسوله، يفتح الله عليه غير فرار، [ صفحه 93] فدعاني فاعطاني الراية ثم قال (ص): اللهم اكفه الحر والبرد، فما وجدت بعد ذلك حرا ولا بردا " [94] . وكذلك حدث في حنين وهزموا فعلي هذا لا يحق لأحد أن يساوي بين علي وهؤلاء في الشجاعة فالفرق كما هوبين السماء والأرض، فأين الثريأ من الثري. وبهذا أكون قد أنهيت الصفة الثالثة. وسوف أكمل الصفة الرابعة وهي العلم واعمل مقارنه بين علم الإمام علي والخلفاء ولقد اعتمدت كثيرا في صفة الجهاد علي العلامة نجاح الطائي في كتابه نظريات الخليفتين وكذلك علي المحقق الكبير السيد جعفر مرتضي العاملي وكتابه الصحيح من سيرة الرسول. وباعتباران العدد القادم ذو أهمية وانه يناقش الطرح الثاني جول اختيارأو تعيين الخليفة في الأمة الإسلامية وهي نظرية الشوري ولكن ينبغي علي أن أكمل هذا العدد أولا حيث انه بقي لدي الصفة الرابعة وهي صفة العلم ولكن لي توقف وتساؤل لقد استوقفتني في صفة الجهاد مجموعة من المواقف لم اعرف لها جوابا ولهذا سوف اطرحها علي من هم أفضل مني علما وعقلا لعلهم يساعدوني علي ذلك. [ صفحه 94]

مواقف تحتاج إلي جواب

الموقف الأول: في بدرحيث إننا وجدنا رد الخليفتين ردا سلبيا للغاية ولم اعلم لماذا كان ذلك الرد الذي كان فيه تهويل وتعظيم لقوة قريش وتخويف للجيش الإسلامي فهل كان الدافع هو الحفاظ علي القوات الإسلامية؟! أم أن الدافع هوالحفاظ علي سمعة قريش وهيبتها؟ الموقف الثاني: في أحد، فلقد ذكر خالد بن الوليد وهو بالشام يقول: " لقد رأيتني ورأيت عمر بن الخطاب حين جالوا وانهزموا يوم احد وما معه احد و اني لفي كتيبة خشناء فما عرفه منهم احد غيري فنكبت عنه وخشيت إن أغريت به من معي أن يصمدوا له فنظرت إليه موجها إلي الشعب " [95] . السؤال: لماذا تركه خالد ولماذا خاف عليه من القتل أليس عمرمن المسلمين وخالد من الكفارفلماذا لم يقتله وهل له استثناءخاص لأ أدري؟! [ صفحه 95] والسؤال الثاني: أيضا يتعلق بمعركة أحد حيث ورد عن أنس بن النضرأنه سمع نفرا من المسلمين يقولون لما سمعوا أن النبي قتل ليت دنا من ياتي عبدالله بن أبي بن سلول لياخذ لنا أمانا من أبي سفيان قبل أن يقتلونا [96] . سؤالي: لماذا يريدين التوسط عن طريق زعيم المنافقين فهل هناك رابط يأ تري بينهم وبين ابن أبي وهوبدوره عنده مكانه عند أبي سفيان؟ لم اعرف لماذا يكون ابن أبي هو الوسيط؟ وهناك سؤال أخر في الخندق فقد ذكر أن ضراربن الخطاب تمكن من عمر وحمل عليه ليطعنه بالرمح ثم امسك عنه وقال له يأ عمر هذه نعمة مشكورة أثبتها عليك ويد لي عندك غير مجز بها فاحفظها وكذلك في احد [ صفحه 96] شد عليه بالرمح ثم تركه [97] .

العلم

اشاره

السؤال: لماذا لم يقتله؟؟ لم اعرف السبب واترك من يعرف أن يجيب التساؤل الأخير ذلك الموقف العنيف والبطولي من عمر بن الخطاب في صلح الحديبية فكان الرجل مستميتأ في محاولة إفشال الصلح مع قريش وهوالجبان في المعارك الأخري يأ تري لماذا؟ هل لأنه سمع بان هذا الصلح له فوائد كبيرة علي الأمة وأراد عمر إفشال الصلح؟ هذا احتمال ولكني اترك الجواب للغير و أعود إليكم من جديد وأقول بعد أن انتهيت من فضيلة الجهاد وثبت للقاري أفضلية الإمام علي وتقدمه علي القوم في هذه الفضيلة فسوف انتقل الآن لفضيلة أخري وهي فضيلة العلم فالعلم هو من أكمل الصفات بعد الأيمان ولا يتم الإيمان بلا علم. سؤال: وَلماذا ترلد البحث عن هذه الفضيلة؟ [ صفحه 97] الجواب: أريد البحث عن هذه الفضًيلة لأهميتها في إدارة الدولة فالحاكم المتصدي للقيادة ينبغي أن يكون علي درجة عالية من العلم وأما إذا كان جاهلا فكيف يجوزله أن يتصدي لأمر خطير مثل الحاكمية وغيرها. سؤال: وهل سوف تبحث في علم علي وتقارنه ببقية الصحابة أم ماذا؟ الجواب: لا وانما سوف أبحث في علوم الخلفاء الأربعة أميرالمؤمنين (ع) وأبي بكر وعمر وعثمان لأنهم هم الذين تصدوا تقدموا علي الإمام علي (ع) فلابد أن يكون البحث متعلق بهم فقط كما فعلت فيما مضي. [ صفحه 98]

اقوال النبي في علم علي

سؤال: وكيف سوف يكون البحث يا تري؟ الجواب: سوف يكون البحث أولاً في أميرالمؤمنين علي عليه السلام وأقوال النبي (ص) فيه ومن ثم أقوال الصحابة ومن ثم المواقف العملية وهكذا في بقية الثلاثة. سؤال: ولماذا البحث في المواقف العملية إذا وجدت رواية في الأمر الجواب: لابد من ذلك لأنه تبين لي في ما مضي أن هناك مختلقات كما روي في شجاعة عمرولكن لما نزلنا لأرض الواقع وجدنا بان الواقع يثبت عدم شجاعة عمر وأنه فرارغير كراروكذلك صاحبه الأول. سؤال: ومن أين سوف تبتدئ ولماذا يا تري؟ الجواب: سوف ابتدي باقوال النبي (ص) في علي (ع) وسوف ابتدي بحديث أنا مدينة العلم وعلي بابها والسبب في ذلك بان هذه الرواية [ صفحه 99] تعطينا وتبين لنا المكانة العلمية لأميرالمؤمنين عليه السلام وأيضا تعطينا مفاهيم أخر ومن أهم هذه المفاهيم أن أي علم خالف علم علي (ع) ليس بحجة ومردود لان ما يخرج من الباب أحق أن يتبع من ذلك العلم الذي قد يكون مسروق أو مزيف وهذا ليس كلامي وانما كلام النبي (ص) كما بينته في العدد الرابع أن النبي (ص) قال لعلي: "أنت المبين لأمتي ما اختلفوا فيه من بعدي" وعلي هذا إذا تم الاتفاق فلا إشكال وان اختلف فناخذ بأقوال الإمام علي (ع) مرجحين له علي أقوال الغير. واليكم الآن الحديث الأول في علم أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب (ع) بالفاظه المختلفة فقد قال (ص): " إن الله خلقني وعليا من شجرة أنا أصلها وعلي فرعها والحسن والحسين ثمرتها والشيعة ورقها فهل يخرج من الطيب إلا الطيب؟ وأنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد المدينة فليأتها من بابها ". وفي لفظ أخر قال (ص): " أنا مدينة العلم وعلي بابها ولا تؤتي البيوت إلا من أبوابها ". وفي لفظ أخر قال (ص): " أنا مدينة العلم وأنت بابها كذب من زعم أنه يصل إلي المدينة إلا من قبل الباب ". وفي لفظ آخر قال (ص): "أنا مدينة العلم وأنت بابها كذب من زعم انه يدخل المدينة بغير الباب قال الله عز وجل: (ؤأتوا [ صفحه 100] الَّبيوت من أبؤابها [98] . وفي قول أخر قال (ص): " أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت بابه! (الباب) ". وفي لفظ آخرقال (ص): "يا علي أنا مدينة العلم وأنت بابها ولن تؤتي المدينة إلا من قبل الباب ". وفي لفظ أخر عن جابر قال: " سمعت رسول الله يوم الحديبية وهوأخذ بيد علي يقول هذا أمير البررة وقاتل الفجرة منصورمن نصره مخذول من خذله ثم مد بها صوته فقال أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد البيت فل يأتي الباب ". المصادر: ترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي ج 2 ص 464 حديث 984 و985 و 986 و 987 و988 و989 وما فوق، شواهد التنزيل للحسكاني الحنفي ج 1 ص 334 حديث 459، المستدرك للحاكم ج3 ص 126 و 127 وصححه، وأسد الغابة ج 4 ص 22، ومناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي الشافعي ص 80 حديث 120 و 121...الخ وكفاية الطالب للكنجي الشافعي ص 220 و 221 الطبعة الحيدرية المناقب للخوارزمي الحنفي ص 40، نظم درر [ صفحه 101] السمطين للزرندي الحنفي ص 113، تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 170، إسعاف الراغبين بهامش نورالإبصارص 140 ط العثمانية، تذكرت الخواص للسبط ابن الجوزي الحنفي ص 47 و 48، فيض القدير للشوكاني ج 3 ص 46، الاستيعاب بهامش الإصابة ج3 ص 38، الميزان للذهبي ج 1 ص 415 وج 2 ص 251، وغيرها من المصادروهي كثيرة جدا. ولقد نقل صاحب الغدير أسماء من خرِّجه من الحفاظ وأئمة الحديث فبلغ عددهم منه وثلاثة وأربعين حافظ وامام من أئمة الحديث وحفاظه منهم عبدالرزاق الصنعاني، والحافظ يحيي بن معين والهروي أحد مشايخ مسلم وأحمد بن حنبل، والرواجني الأسدي أحد مشايخ البخاري والترمذي والبزاروالحاكم وابن مردويه الاصبهاني وأبونعيم الاصبهاني وأبوبكر البيهقي والخطيب البغدادي وابن عبدالبر القرطبي والسمعاني والديلمي وغيرهم الكثير. وقد نص علي صحته كل من: أولاً: الحافظ أبوزكريا يحيي بن معين البغدادي نص علي صحته كما ذكره الخطيب وأبوالحجاج المزي وابن حجر. ثانيا: أبوجعفر محمد بن جرير الطبري صححه في تهذيب الآثار. ثالثا: الحاكم النيسابوري صححه في المستدرك. [ صفحه 102] رابعا: الخطيب البغدادي عده ممن صححه المولوي حسن زمان في القول المستحسن. خامسا: الحافظ أبومحمد الحسن السمرقندي في بحر الاسانيد سادسا: مجد الدين الفيروزآبادي صححه في النقد الصحيح. سابعا: الحافظ جلال الدين السيوطي صححه في جمع الجوامع. ثامنا: السيد محمد البخاري نص علي صحته في تدكرة الأبرار. تاسعا: الأمير محمد اليماني الصنعاني صرح بصحته في الروضة الندية. وغيرهم فراجع الغديرج 6 ص 61- 81. وهناك أقوال أخري للنبي (ص) في علم علي (ع) ناخذ بعضها خوف الإطالة فقد قال (ص) لفاطمة (ع): " أما ترضين أني زوجتك أول المسلمين إسلاما وأعلمهم علمًا" [99] . وقال (ص) لها أيضًا: " زوجتك خير أمتي أعلمهم علما وأفضلهم حلما، وأولهم سلما " [100] . [ صفحه 103] وقوله (ص) للزهراء (ع): " إنه لأول أصحابي إسلاما أو أقدم أمتي سلما وأكثرهم علما وأعظمهم حلما ". المصادر: مسند أحمدج 5 ص 26 والاستيعاب ج 3 ص 36، والرياض النضرة ج 2 ص 194، ومجمع الزوائدج 9 ص 101 و104، والمرقاة في شرح المشكاة ج 5 ص 569، وكنزالعمال ج 6 ص 153، والسيرة الحلبية ج 1 ص 285،وسيرة زيني دحلان بهامش السيرة الحلبية ج 1 ص 188. وهناك أحاديث أخري منها: " أعلم أمتي من بعدي علي بن أبي طالب "، " أقضي أمتي علي ". وحديث " أقضاكم علي "وغيرها. وبعد أن نقلت بعضا من أقوال النبي (ص) في أميرالمؤمنين عليه السلام فأني سوف أنقل الآن بعضا من أقوال أميرالمؤمنين.

اقوال الإمام علي عن العلم الذي تعلمه من الرسول

سؤال: لماذا تريد أن تنقل أقوال علي بن أبي طالب هنا؟ الجواب: الهدف من نقل أقوال الأمام علي (ع) هو لأجل أن أدفع [ صفحه 104] إشكالاً يثيره البعض حول جهل الخليفة عمروكثرة رجوعه للغير فيقول بان سؤاله هومن باب التواضع وأنه لا يريد أن يفتخر بما لديه من العلم، فاقول لماذا أوضح أميرالمؤمنين ما عنده؟ هل لأنه غير متواضع مثلا أو ماذا؟ ولكن أسالك أولم يكن عمرفي حال التواضع قد رجع للاخرين؟ الجواب: أقول مضافا إلي ما ذكرت لك بان أمير علي بن أبي طالب وغيره من الصحابة قد ذكروا ما لديهم فهل كانوا غير متواضعين؟ أقول سوف يتضح لك عند البحث في مواقف عمر وعلمه بان رجوعه للغير كان بعد الخطأ في الفتوي أو الحكم فيأتي البعض فيصحح له فيعترف بخطئه. فأين التواضع فالتواضع لا يكون بعد الخطأ وانمايكون التواضع بان يبادرللغير هو من دون أن يتصدي للفتوي أو الحكم علي العموم الآن سوف أمرعلي بعض من أقوال أميرالمؤمنين (ع) وباختصارتام أيضا. فلقد قال الإمام (ع): " إن رسول الله (ص) علمني ألف باب كل باب فيها يفتح ألف باب، فذلك ألف ألف باب حتي علمت ما كان وما يكون إلي يوم القيامة، وعلمت علم المنايا والبلايا وفصل [ صفحه 105] الخطاب " [101] . وقال الإمام (ع): "سلوني، فوالله لا تسالوني عن شيء إلا أخبرتكم، سلوني عن كتاب الله، فو الله ما من أية إلا وأنا أعلم، أبليل نزلت أم بنهار، أم سهل أم في جبل " [102] . وقال (ع): "والله ما نزلت أية إلا وقدعلمت فيما نزلت، وأين نزلت، وعلي من نزلت، ان ربي وهب لي قلبا عقولا ولسانا ناطقا" [103] . وقال (ع): " القلوب أوعية، وخيرها أوعاها ثم يقول هاه هاه ان هاهنا- واشاربيده إلي صدره- علما لو أصبت له حملة وفي رواية لووجدت له حملة " [104] . [ صفحه 106] وروي عنه (ع) أنه قال: " أما والله لو طرحت لي وسادة لقضيت لأهل التوراة بتوراتهم ولأهل الإنجيل بإنجيلهم ولأهل القرأن بقرآنهم " [105] . سؤال: والآن ماذا سوف تنقل لنا بعد نقل أقوال علي بن ابي طالب؟ الجواب: أقول بعد أن ذكرت أقوال أميرالمؤمنين (ع) فسوف أقل بعض الأقوال لمجموعه من الصحابة في علم أميرالمؤمنين (ع) وسوف أكون مختصرا قدرالإمكان.

قول عائشة في علم الإمام

وأول من سوف انقل عنه السيدة عائشة ومن ثم عمر ومن بعده حبر ألأمة ابن عباس وغيرهم فقد قالت: "علي أعلم الناس بالسنة" [106] . [ صفحه 107]

قول ابن عباس في علم الإمام

وعن ابن عباس (رض) وقد سأله الناس فقالوا: " أي رجل كان عليا قال: كان ممتلئا جوفه حكما وعلما وبأسا ونجدة مع قرابته من رسول الله (ص) " [107] . وقال ابن عباس أيضًا: " قسم علم الناس خمسة أجزاء فكان لعلي منها أربعة أجزاء، ولسائر الناس جزء شاركهم علي فيه فكان أعلمهم فيه " [108] . وقال أيضا: " والله لقد أعطي علي بن أبي طالب تسعة أعشار العلم، وأيم الله لقد شارككم في العشر العاشر" [109] .

قول عمر في علم الإمام

وأما كلمات الخليفة عمر بن الخطاب فاشهر من أن تخفي علي أحد؛ منها قوله: " لولا علي لهلك عمر"، وقوله: " لا أبقاني الله بأرض لست فيها أبا الحسن "، وقوله: " لا أبقاني الله بعدك يا علي وقوله اللهم لا تبقني لمعضلة ليس لها ابن أبي طالب "، وقوله: " أقضانا علي " أو" علي اقضانا " في لفظ آخر وكلمات أخر. راجع المصادر التالية: حلية الأولياء ج 1 ص 65، وطبقات ابن سعد ص 459 و460، [ صفحه 108] والاستيعاب ج 4 ص 38 و39 هامش الإصابة، والرياض النضرة ج 2 ص 198، وتاريخ ابن كثيرج 7 ص 359، وتاريخ ابن عساكرج 2 ص325، ومطالب السؤول ص30. وسوف يتبين هذا أكثر في البحوث المقبلة...

قول ابن مسعود في علم الإمام

وما أقوال ابن مسعود فإليك بعضا منها حيث يقول: " قسمت الحكمة عشرة أجزاء فاعطي علي تسعة أجزاء والناس جزءا وعلي أعلمهم بالواحد منها ". وقال: "أعلم أهل المدينة بالفرائض علي بن أبي طالب ". وقال: " كنا نتحدث أن أقضي أهل المدينة وأقضاها علي ". وقال: " إن القرآن أنزل علي سبعة أحرف ما منها حرف إلا وله ظهر وبطن وان علي بن أبي طالب عنده منه الظاهر والباطن ". المصادر: كنزالعمال ج 5 ص 156 و 401، والاستيعاب ج 3 ص 41، والرياض ج 2 ص 194، ومستدرك الحاكم، وأسني المطالب للجزري ص 14، والصواعق ص 76، وتاييخ الخلفاء للسيوطي ص 115، ومفتاح السعادة ج 1 ص 400. وأما أقوال العلماء فاني أنقل قولين أوثلاثة فقط؛ فلقد [ صفحه 109] قال النووي كما في الأسماء واللغات: " وسؤال كبارالصحابة له، ورجوعهم إلي فتاويه وأقواله في المواطن الكثيرة، والمسائل المعضلة، مشهور" [110] . وقال ابن كثير في أسد الغابة: " ولوذكرنا ما سأله الصحابة به من مثل عمروغيره رضي الله عنهم لأطلنا " [111] .

قول عطاء في علم الإمام

نقلوا عن عطاء أنه قال عندما سئل: " أكان في أصحاب محمد أحد أعلم من علي؟ قال لا والله ما أعلمه ". وبعد هذا العرض السريع اتضح مكان أميرالمؤمنين من العلم وما هي درجته العلمية وبقي نقطة واحدة تأتي إن شاء الله. سؤال: وما هي النقطة الباقية في مبحث علم الإمام علي كرم الله وجهه؟ [ صفحه 110] الجواب: أقول النقطة الباقية هي المواقف العملية.

المواقف العلمية في علم الإمام

سؤال: وماذا تقصد بالمواقف العملية؟ الجواب: أقصد بالمواقف العملية هي العلم العملي الذي طبقه الأمام في القضايأ الخارجية فهناك مواقف عملية وقفها الإمام (ع) بينت القيمة العلمية التي يحملها الإمام عليه السلام. سؤال: ولماذا تذكرهذه النقطة وقد بينت فيما مضي أحاديث النبي والصحابة وأقوال الأمام فهل هناك أمر جديد تقصده لنقل هذه النقطة وهذه المواقف أم لأ؟ الجواب: نعم هناك أمر مهم بل هو أهم من كل النقاط السابقة قد تقول لماذا أقول لك لقد ثبت علي مر العصورالكثير من الدعاوئي [ صفحه 111] والافتراءات ولكن لم تدعم بمواقف عملية مشهودة تثبت تلك الدعاوي ومن هنا لابد وأن أذكر مجموعه من مواقف أميرالمؤمنين (ع) لكي أبرهن علي صحة ما قيل في علمه (ع) وسوف أحاول الاختصاربقدرالإمكان لكثرة المواقف والآن هلموا لنقل بعضا من تلك المواقف: الموقف الأول: فعن أنس بن مالك قال: " أقبل يهودي بعد وفاة رسول الله (ص) فأشارالقوم إلي أبي بكر فوقف عليه فقال: أريد أن أسالك عن أشياء لايعلمها إلا نبي أووصي نبي قال أبوبكر سل عن ما بدا لك، قال اليهودي: أخبرني عما ليس لله وعما ليس عندالله وعما لا يعلمه الله فقال أبوبكر هذه مسائل الزنادقة يأ يهودي! وهم أبوبكر والمسلمون (رض) باليهودي، فقال ابن عباس (رض): ما أنصفتم الرجل فقال أبوبكر: أما سمعت ما تكلم به؟ فقال ابن عباس: إن كان عندكم جوابه والا فاذهبوا به إلي علي (ع) يجيبه فأني سمعت رسول الله (ص) يقول: لعلي بن أبي طالب الله أهدي قلبه وثبت لسانه قال: فقام أبوبكر ومن حضره حتي أتوا علي بن أبي طالب فاستأذنوا عليه فقال أبوبكريا أباالحسن إن هذا اليهودي سألني مسائل الزنادقة فقال علي ما تقول يا يهودي قال: أسالك عن أشياء لا يعلمها إلا نبي أووصي نبي فقال له: قل فرد اليهودي المسائل فقال: علي (ع) أما لايعلمه الله فذلك قولكم يأ معشر اليهود إن العزير ابن الله والله لا يعلم أن له ولدا. وأما [ صفحه 112] قولك: أخبرلي بما ليس عند الله. فلبس عنده ظلم للعباد، وأما قولك: أخبرني بما ليس لله فليس له شريك. فقال اليهودي: أشهد أن لا اله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وأنك وصي رسول الله (ص) فقال أبوبكر والمسلمون لعلي (ع): يا مفجر الكرب " [112] . الموقف الثاني: أخرج الحافظ العاصمي عن سلمان الفارسي (رض) قال: " لما قبض النبي (ص) اجتمعت النصاري إلي قيصر ملك الروم فقالوا له: أيها الملك أنا وجدنا في الإنجيل رسول يخرج من بعد عيسي أسمه أحمد وقد رمقنا خروجه وجاءنا نعته فأشرعلينا فأنا قد رضيناك لديننا ودنيانا قال: فجمع قيصر من نصالي بلاده مائة رجل وأخذ عليهم المواثيق أن لايغدروا ولا يخفوا عليه من أمورهم شيئا وقال: انطلقوا إلي هذا الوصي الذي من بعد نبيهم فسلوه عما سئل عن الأنبياء (ع) وعما أتاهم به من قبل والدلائل التي عرفت بها الأنبياء، فان أخبركم فآمنوا به وبوصيه واكتبوا بذلك إلي، وان لم يخبركم فأعلوا أنه رجل مطاع في قومه، ياخذ الكلام بمعانيه ويرده علي مواليه، وتعرفوا خروج هذا النبي. قال: فسارا القوم حتي دخلوا بيت المقدس واجتمعت اليهود إلي رأس جالوت فقالوا له مثل مقالة النصاري لقيصر، فجمع رأس جالوت من اليهود مائة رجل، قال سلمان فاغتنمت صحبة القوم فسرنا حتي دخلنا المدينة وذلك يوم عروب (أي يوم الجمعة) وأبوبكر قاعد في المسجد [ صفحه 113] يفتي الناس فدخلت عليه فاخبرته بالذي قدم له النصاري واليهود فاذن لهم بالدخول إليه فدخل عليه رأس جالوت فقال: يا أبابكر أنا قوم من النصاري واليهود جئناكم لنسألكم عن فضل دينكم فإن كان دينكم أفضل من ديننا قبلناه والا فديننا أفضل الأديان قال أبو بكر: سل عما تشاء أجبك إن شاءالله: قال ما أنا وأنت عندالله؟ قال أبوبكر: أما أنا فقد كنت عند الله مؤمنا وكذلك عند نفسي إلي الساعة ولا أدري ما يكون من بعد فقال اليهودي: فصف لي صفة مكانك في الجنة وصفة مكاني في النار، لأرغب في مكانك وأزهد عن مكاني. قال: فاقبل أبوبكرينظر إلي معاذ مرة والي ابن مسعود مرة، وأقبل رأس جالوت يقول لأصحابه بلغة أمته: ماكان هذا نبيا: قال سلمان: فنظر إلي القوم، قلت لهم: أيها القوم أبعثوا إلي رجل لوثنيتم الوسادة لقضي لأهل التوراة بتوراتهم، وأهل الأنجيل بإنجيلهم ولأهل الزبوربزبورهم، ولأهل القرأن بقرآنهم، ويعرف ظاهر الآية من باطنها، وباطنها من ظاهرها، قال: معاذ فقمت فدعوت علي بن أبي طالب فأخبرته بالذي قدمت له اليهود والنصاري فاقبل حتي جلس في مسجد رسول الله (ص) قال ابن مسعود: وكان علينا ثوب ذل: فلما جاء علي بن أبي طالب كشفه الله عنا قال علي: سلني عما تشاء أخبرك إن شاء الله قال اليهودي: ما أنا وأنت عند الله؟ قال أما أنا فقد كنت عند الله وعند نفسي مؤمنا إلي الساعة [ صفحه 114] فلا أدري مايكون بعد، وأما أنت فقد كنت عند الله وعند نفسي إلي الساعة كافر ولا أدري ما يكون بعد قال رأس جالوت: فصف لي صفة مكانك في الجنة وصفة مكاني في النارفارغب في مكانك وأزهد عن مكاني قال: علي يا يهودي لم أري ثواب الجنة ولا هذاب النارفأعرف ذلك، ولكن كذلك أعد الله للمؤمنين الجنة وللكافرين النار، فان شككت في شيء من ذلك فقدخالفت النبي (ص) ولست في شيء من الإسلام قال: صدقت رحمك الله فان الأنبياء يوقنون علي ما جاؤوا به فان صدقوا آمنوا، وأن خولفوا كفروا قال: فاخبرني أعرفت الله بمحمد أم محمد بالله؟ قال علي: يا يهودي ما عرفت الله بمحمد ولكن عرفت محمدا بالله لأن محمدا محدود مخلوقا وعبد من عباد الله اصطفاه الله واختاره لخلقه وألهم الله نبيه كما ألهم الملائكة الطاعة وعرفهم نفسه بلاكيف ولاشبه. قال: صدقت قال: فأخبرني الرب في الدنيا أم في الآخرة؟ فقال علي: إن في وعاء فمتي ما كان بفي كان محدودا ولكنه يعلم ما في الدنيا والآخرة وعرشه في هواء الآخرة وهومحيط بالدنيا والآخرة بمنزلة القنديل في وسطه ان خليت يكسر، وان أخرجته لم يستقم مكانه هناك فكذلك الدنيا وسط الآخرة. قال: صدقت قال: فاخبرني الرب يحمل أو يحمل؟ قال علي بن أبي طالب: يحمل قال رأس جالوت: فكيف؟ [ صفحه 115] وانا نجد في التورإة مكتوبا ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية. قال علي: يا يهودي: إن الملائكة تحمل العرش، والثري يحمل الهواء، والثري موضوع علي القدرة وذلك قوله تعالي: له ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثري. قال اليهودي صدقت رحمك الله الحديث " [113] . ولقد أخرج الحافظان العقيلي وأبن السمان عن أبي حزم بن الأسود: " أن عمر أراد رجم المرأة التي ولدت لستة أشهر فقال علي: إن الله تعالي يقول: وحمله وفصاله ثلاثون شهرا. وقال تعالي: وفصاله في عامين. فالحمل ستة أشهر والفصال في عامين. فترك عمررجمها وقال: لولاعلي لهلك عمر". المصادر: السنن الكبري ج 7 ص 442، ومختصر جامع العلم، ص150، والرياض النضرة ج 2 ص 194، ذخائر العقبي ص 82، وتفسير الرازي ج 7 ص 484، وأربعين الرازي ص 466، وتفسير النيسابوري في سورة الاحقاف، وكفاية الكنجي ص 105، والمناقب الخوارزمي ص 57، وتذكرة السبط ابن الجوزي ص 87، والدرالمنثورج 1 ص 288، ج 6 ص40، نقلا عن جمع من الحفاظ، وكنزالعمال ج 3 ص 96، وج 3 ص 22. [ صفحه 116] ولقد اخرج الحفاظ عن بعجة بن عبدالله الجهني قال: " تزوج رجل منا امرأة من جهينة فولدت له تماما لستة أشهر فانطلق زوجها إلي عثمان فأمر بها أن ترجم فبلغ ذلك عليا (ع) فاتاه فقال: ما تصنع؟ ليس ذلك عليها قال الله تبارك وتعالي: وحمله وفصاله ثلاثون شهرا وقال: والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين. فالرضاعة أربعة وعشرون شهرا والحمل ستة أشهر وقال عثمان: والله ما فطنت لهذا، فأمر بها عثمان أن ترد فوجدت قد رجمت، وكان من قولها لأختها: يا أخيه لا تحزني فو الله ما كشف فرجي أحد قط غيره، قال: فشب الغلام بعد فأعترف الرجل به وكان أشبه الناس به قال: فرأيت الرجل بعد ويتساقط عضوا عضوا علي فراشه " [114] . ولقد مر علي بمجنونة بني فلان قد زنت وهي وترجم فقال علي لعمر: " يأ أميرالمؤمنين أمرت برجم فلانة فقال نعم، قال: أما تذكر قول رسول الله (ص) رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتي يستيقظ وعن الصبي حتي يحتلم وعن المجنون حتي يفيق قال نعم، [ صفحه 117] فأمر بها فخلي عنها [115] . وعن أبي سعيد الخدري قال: " حججنا مع عمر بن الخطاب فلما دخل الطواف استقبل الحجر فقال إني أعلم انك حجر لا تضر ولاتنفع ولولا إني رأيت رسول الله (ص) يقبلك ما قبلتك فقبله فقال علي بن أبي طالب (ع) بل يا أميرالمؤمنين يضر وينفع ولو علمت ذلك من تاويل كتاب الله لعلمت أنه كما أقول قال: قال الله تعالي: (واذ أخذ ربك من بني أدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم علي أنفسهم) [116] فلما أقروا أنه الرب عز وجل وأنهم العبيد كتب ميثاقهم في رق وألقمه في هذا الحجر وأنه يبعث يوم القيامة وله عينان ولسان وشفتان ويشهد لمن وافي بالموافاة وهو أمين الله في هذا الكتاب فقال له عمر لا أبقاني الله بأرض لست فيها يا أباالحسن وفي لفظ: أعوذ بالله أن أعيش في قوم لست فيهم يا أباالحسن " [117] . [ صفحه 118] ولقد ذكر محمد بن الزبير قال: " دخلت مسجد دمشق فإذا أنا بشيخ قد التوت ترقوتاه من الكبر فقلت ياشيخ من أدركت قال: عمر قلت فما غزوت قال اليرموك قلت: حدثني بشي سمعته قال: خرجنا مع قتيبه حجاجا فاصبنا بيض النعام وقد أحرمنا فلما قضينا نسكنا ذكرنا ذلك لأميرالمؤمنين عمر فأدبر وقال: اتبعوني حتي أنتهي إلي حجر رسول الله (ص) فضرب حجرة منها فاجابته امرأة فقال: أثم أبوالحسن قالت: لا فمر في المقتاة فأدبر وقال: اتبعوني حتي أنتهي إليه وهويسوي التراب بيده فقال: مرحبا يا أميرالمؤمنين فقال: إن هؤلاء أصابوا بيض نعام وهم محرمون قال: ألا أرسلت إلي قال: أنا أحق بإتيانك قال: يضربون الفحل قلائص أبكارا بعدد البيض فما أنتج منها أهدوه قال عمر: فان الإبل تخدج قال علي: والبيض يمرض فلما أدبر قال عمر: اللهم لا تنزل بي شديدة الا وأبوالحسن إلي جنبي " [118] . ولقد ذكر محمد بن عبدالله بن أبي رافع عن أبيه قال: "خاصم غلام من الأنصارأمه إلي عمر بن الخطاب فجحدته فسأله البينة فلم تكن عنده وجاءت المرأة بنفر فشهدوا أنها لم تزوج وأن الغلام كاذب عليها وقد قذفها فأمرعمربضربه فلقيه علي (ع) فسأل عن أمرهم فدعاهم ثم قعد في مسجد النبي (ص) وسأل المرأة فجحدت فقال للغلام: اجحدها كما جحدتك فقال: يأ ابن عم رسول [ صفحه 119] الله أنها أمي قال: اجحدها وأنا أبوك والحسن والحسين أخواك. قال قد جحدتها وأنكرتها فقال علي: لأولياء المرأة: أمري في هذه المرأة جائز فقالوا: نعم وفينا ايضا فقال علي: أشهد من حضر أني قد زوجت هذا الغلام من هذه المرأة الغريبة منه يا قنبر اتني بطينة فيها دراهم فأتاه بها فعد اربعمئة وثمانين درهما وقذفها مهرا لها وقال للغلام: خذ بيد امرأتك ولا تاتينا الا وعليك أثر العرس فلما ولي قالت المرأة: يأ أباالحسن الله الله هو النارهو والله ابني قال: كيف ذلك قالت: إن أباه كان زنجيا وان أخوتي زوجوني منه فحملت بهذا الغلام وخرج الرجل غازيا فقتل وبعثت بهذا إلي حي بني فلان فنشأ فيهم وأنفت أن يكون ابني فقال علي: أنا أبوالحسن وألحقه وثبت نسبه " [119] . ولقد ذكر " أن علي دخل علي عمر فإذا امرأة حبلي تقاد لترجم فقال: ما شان هذه قالت: يذهبون بي ليرجموني فقال: يا أميرالمؤمنين لأي شيء ترجم ان كان لك سلطان عليها فمالك سلطان علي ما في بطنها فقال عمر: كل أحد أفقه مني- ثلاث مرات- فضمنها علي (ع) حتي وضعت غلاما ثم ذهب بها إليه فرجمها " [120] . [ صفحه 120] وأخرج ابن المبارك قال: " حدثنا أشعث عن الشعبي عن مسروق قال: بلغ عمر أن امرأة من قريش تزوجها رجل من ثقيف في عدتها فارسل اليهما ففرق بينهما وعاقبهما وقال: لاينكحها أبدا وجعل الصداق في بيت المال وفشي ذلك بين الناس فبلغ عليا (ع) فقال: رحم الله أميرالمؤمنين ما بال الصداق وبيت المال انهما جهلا فينبغي للامام أن يردهما إلي السنة قيل: فما تقول أنت فيها قال: لها الصداق بما أستحل من فرجها ويفرق بينهما ولا يجلد عليهما وتكمل عدتها من الأول ثم تكمل العدة من الآخر ثم يكون خاطبا فبلغ ذلك عمر فقال: يأ أيها الناس ردوا الجهالات إلي السنة وروي ابن زائدة عن أشعث مثله وقال فيه فرجع عمر إلي قول علي (ع)" [121] . وذكر " أن عمر استدعي امرأة ليسألها عن أمروكانت حاملا فلشدة هيبته ألقت ما في بطنها فاجهضت به جنينا ميتا فاستفتي عمر أكابر الصحابة في ذلك فقالوا: لاشيء عليك أنما أنت مؤدب فقال له علي (ع) إن كانوا راقبوك فقد غشوك وأن كان هذا جهد رأيهم فقد أخطأوا عليك غرة يعني عتق رقبة فرجع عمر والصحابة إلي قوله " [122] . [ صفحه 121] وعن عبدالرحمن السلمي قال: " أتي عمر بامرأة أجهدها العطش فمرت علي راعي فاستسقته فأبي أن يسقيها إلا تمكنه من نفسها ففعلت فشاورالناس في رجمها فقال علي (ع): هذه مضطرة أري أن يخلي سبيلها ففعل " [123] . وبهذا أكون قد ذكرت بعضا من مواقف الأمام علي (ع) الدالة علي علمه فمن يريد المزيد فعليه بالمراجعة للكتب المختصة.

لماذا لم تنقل لنا الأخبار و الأقوال عن علم الخليفتين أبي بكر و عمر

الجواب: سوف أنقل بعضا منها من باب الأمانة العلمية ولكن لن أعتمد عليها وسوف أطالبكم بإثبات المواقف العملية لكي يثبت لي أنهما فعلا يحملان علما وما مضي حتي الآن وضح منه عدم إلمامهما باي علم وسوف يأتي مزيدا من ذلك. [ صفحه 122] سؤال: لماذا لأ تعتمد علي هذه الروايات في حقهما؟ الجواب: لسببين؛ الأول: بعد أن أنقل بعضا من تلك الأقوال سوف أنقل أقوال مجموعة من الأعلام الذين ضعفوا هذه الأقوال، وثانيا: بان المواقف العملية تناقض هذه الروايأت والأقوال.

امور مختلقة في علم الخلفاء و الرد عليها

سؤال: هل لك أن تنقل لنا الآن بعضا من تلك الأقوال والأخبارلنري؟ الجواب: نعم فمن هذه الأخباروالأقوال قول ابن تيميه في منهاج السنة لم يكن أبوبكر وعمر وغيرهما من أكابر الصحابة يخصان عليا بسؤال، والمعروف: أن عليا أخذ العلم عن أبي بكر [124] . [ صفحه 123] ومنها: قول ابن حجر في الصواعق: "أن أبابكر من أكابر المجتهدين بل هو أعلم الصحابة علي الإطلاق" [125] . ومنها: قول ابن حزم في الفصل: " علم كل ذي حظ من العلم أن الذي كان عند أبي بكر من العلم أضعاف ما كان عند علي منه " [126] . وغيرها من الأقوال ولقد اعتمدوا علي مجموعة من الروايات نسبت إلي النبي (ص) منها قوله (ص): " رأيت كأني أعطيت عسا مملوءا لبنا فشربت منه حتي امتلأت، فرأيتها تجري في عروقي بين الجلد واللحم ففضلت منها فضلة فأعطيتها أبابكر. قالوا: يا رسول الله! هذا علم أعطاكه الله حتي إذا امتلأت ففضلت فضلة فاعطيتها أبابكر، قال (ص) قد أصبتم وفي خبر أخر نسب إليه (ص) أنه قال: ما صب الله في صدري شيئا إلا وصبه في صدرأبي بكر". وغيرها من الأقوال والأخبارولكن وبمراجعة سريعة فأننا نجد بأن هناك من العلماء من تكلم في هذه الفضائل والمعطيات. منهم: العجلوني في كتابه كشف الخفا فقد عد مئة باب من أبواب الفقه وغيره، فقال: " لم يصح فيه حديث أوليس فيه حديث [ صفحه 124] صحيح ومن ثم قال في فضائل أبي بكر الصديق (رض) أشهر المشهورات من الموضوعات كحديث إن الله يتجلي للناس عامة ولأبي بكر خاصة" [127] . وقال السيوطي في اللئالي المصنوعة [128] ثلاثين حديثا من أشهر فضائل أبي بكر مما أتخذه المؤلفون في القرون الأخيرة من المتسالم عليه، وأرسلوه إرسال المسلمات بلا أي سند أو أي مبالاة وزيفها وحكم فيها بالوضع وذكر رأي الحفاظ فيها، وكذلك الفيروز آبادي في خاتمة كتابه سفر السعادة قال عن عن هذه الأحاديث وليس منها شي صحيح ولم يثبت منها عند جهابذة علماء الحديث شيء ثم عد أبواب إلي أن قال: باب فضائل أبي بكر الصديق (رض) أشهر المشهورات من الموضوعات أن الله يتجلي للناس عامة ولأبي بكر خاصة. وحديث: ما صب الله في صدري شيئا إلا وصبه في صدرأبي بكر وحديث كان (ص) إذا اشتاق الجنة قبل شيبة أبي بكر... إلي أن قال وأمثال هذا من المفتريأت المعلوم بطلانها ببديهة العقل.

مواقف الخلفاء العملية الدالة علي جهلهما

وعلي هذا الكلام لابد من أن ننقل مواقف الخليفتين حتي نتبين صدق هذه المدعيات وهل لها واقع أم أن الواقع ضدها وبعكسها تمامًا. [ صفحه 125] المصداق الأول: أخرج الإمام مسلم في صحيحه في باب التيمم: " عن عبدالرحمن بن ابزي: أن رجلا أتي عمر فقال: إني أجنبت فلم أجد ماء؟ فقال عمر: لا تصل فقال عمار: أما تدكر يا أميرالمؤمنين إذ أنا وأنت في سرية فاجنبنا فلم نجد ماء فاما أنت فلم تصل وأما أنا فتمعكت في التراب وصليت فقال النبي (ص) إنما كان يكفيك أن تضرب بيديك الأرض ثم تنفخ ثم تمسح بهما وجهك وكفيك؟ فقال عمر اتق الله يا عمارقال: إن شئت لم أحدث به؟ " [129] . فعجبا لعلم الخليفة وكأنه لم يقرا القرآن (فلم تجدوا مآء فتيمموأ صعيدا طيبا) [130] أهذا هو علم الخليفة في الأوليات من المسائل الشرعية. المصداق الثاني: أخرج الإمام في مسنده بإسناده عن مكحول أن رسول الله (ص) قال: " إذا صلي أحدكم فشك في صلاته فان شك في الواحدة والثنتين فليجعلها واحدة، وان شك في الثنتين والثلاث [ صفحه 126] فليجعلها اثنتين، وان شك في الثلاث والأربع فليجعلها ثلاثا، يكون الوهم في الزيادة ثم يسجد سجدتين قبل أن يسلم ثم يسلم. قال محمد بن إسحاق: وقال لي حسين بن عبدالله: هل أسنده لك؟ فقلت: لا. فقال: لكنه حدثني أن كريبا مولي ابن عباس حدثه عن ابن عباس قال: جلست إلي عمر بن الخطاب فقال: يأ ابن عباس إذا اشتبه علي الرجل في صلاته فلم يدرأزاد أم نقص؟ قلت: يأ أميرالمؤمنين ما ادري ما سمعت في ذلك شيئا فقال عمر: والله ما ادري- وفي لفظ البيهقي- لا والله ما سمعت منه (ص) فيه شيئا ولاسألت عنه فبينما نحن علي ذلك إذ جاء عبدالرحمن بن عوف فقال: ما هذا الذي تذكران؟ فقال له عمر: ذكرنا الرجل يشك في صلاته كيف يصنع؟ فقال: سمعت رسول الله (ص) يقول هذا الحديث [131] وقد مر ذكر الحديث. وفي موقع أخر من المسند: " عن كريب عن ابن عباس انه قال له عمر: يا غلام هل سمعت من رسول الله (ص) أومن احد من أصحابه إذا شك الرجل في صلاته ماذا يصنع؟ [ صفحه 127] قال: فبينما هو كذلك إذ اقبل عبدالرحمن بن عوف فقال: فيما أنتما؟ فقال عمر: سألت هذا الغلام هل سمعت من رسول الله (ص) أو احد من أصحابه إذا شك الرجل في صلاته ماذا يصنع؟ فقال عبدالرحمن: سمعت رسول الله (ص) يقول إذا شك أحدكم الحديث... " [132] . وقد مر ذكره فعجبا لهذا العالم والخليفة الذي لا يحسن أحكام الشك وهي محل ابتلاء فماذا يصنع بما هو أصعب ويقل الابتلاء به. المصداق الثالث: قام عمر خطيبا فقال: " أيها الناس لا تغالوا بصداق النساء فلو كانت مكرمة في الدنيا أوتقوي عند الله لكان أولاكم بها رسول الله (ص) ما أصدق امرأة من نسائه أكثر من اثني عشر أوقية، فقامت إليه امرأة فقالت له: يأ أميرالمؤمنين لم تمنعنا حقا جعله الله لنا؟ والله يقول: وآتيتم إحداهن قنطارا. فقال عمر كل احد أعلم من عمر، ثم قال لأصحابه: تسمعونني أقول مثل القول فلا تنكرونه علي حتي ترد علي امرأة ليست من أعلم النساء" [133] . [ صفحه 128] وأخرج البيهقي بهذا النص في السنن الكبري عن الشعبي قال: " خطب عمر بن الخطاب (رض) الناس فحمد الله وأثني عليه وقال: ألا تغالوا في صداق النساء فانه لايبلغني عن احد ساق أكثر من شيء ساقه رسول الله (ص) أوسبق إليه إلا جعلت فضل ذلك في بيت المال ثم نزل، عرضت له امرأة من قريش فقالت: يا أمير المؤمنين أكتاب الله تعالي أحق أن يتبع أو قولك؟ قال: بل كتاب الله تعالي، فما ذاك؟ قالت: نهيت الناس آنفا أن يغالوا في صداق النساء والله تعالي يقول في كتابه: وآتيتم احداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا. فقال عمر (رض) كل أحد افقه من عمر. مرتين أوثلاثا " [134] . وفي لفظ آخر قال عمر (رض) علي المنبر: " لا تغالوا بصدقات النساء فقالت امرأة: أنتبع قولك أم قول الله: (ؤ ءاتيتم [ صفحه 129] إحداهن قنطارا) [135] . فقال عمر: كل احد أعلم من عمر، تزوجوا علي ما شئتم" [136] . وقد وضح إلي هنا الاعتراف الصريح من عمر بان كل الناس أعلم من عمر فأين علم الخليفة المدعي؟! المصداق الرابع: عن انس بن مالك قال: "إن عمر قرأ علي المنبر (فأَنبتنا فيهأَ حبا- و عنبا و قضبا - ؤزيتونا ؤنخلأ-ؤحدآئق غلبا- ؤفكهة ؤأبا) [137] قال: كل هذا عرفناه فما الأب ثم رفض عصا كانت في يده فقال هذا لعمر الله هوالتكلف فما عليك أن لا تدري ما الأب اتبعوا مابين لكم هداه من الكتاب فاعملوا به وما لم تعرفوه فكلوه الي ربه " ولهذه القصة نقولات وألفاظ متعددة إليك. أمًا المصادرفتابعها لتعرف علم عمر هذه الأحاديث أخرجها سعيد بن منصورفي سننه وأبونعيم في المستخرج وابن الإيمان وابن جرير في تفسيره ج30ص 38 والحاكم في المستدرك ج 2 ص 514 وصححه هو واقره الذهبي في تلخيصه والخطيب في تاريخه [ صفحه 130] ج 11 ص 468 والزمخشري في الكشاف ج 2 ص 253 ومحب الدين الطبري في الرياض النضرة ج 2 ص 49 نقلا عن البخاري والبغوي والمخلص والذهبي والشاطبي في الموافقات ج 1 ص 21 وص 25 وابن الجوزي في سيرة عمرص120 وابن الاثير في النهايه ج 1 ص10 وابن تيميه في مقدمة أصول التفسيرص30وابن كثير في تفسيره ج 4 ص 473 وصححه والخازن في تفسيره ج 4 ص 37. المصداق الخامس: عن مسعود الثقفي قال: " شهدت عمر بن الخطاب أشرك الأخوة من الأب والأم ومع الأخوة من الأم ي الثلث، فقال له رجل: قضيت في هذا عام أول بغير هذا. قال: كيف قضيت؟ جعلته للأخوة من الأم ولم تجعل للأخوة من الأب والأم شيئا، قال: تلك علي ما قضينا وهذا علي ما قضينا. وفي لفظ: تلك علي ما قضينا يومئذ، وهذه ما قضينا اليوم " [138] . فاقول سبحان الله لهذا القائد الذي في كل يوم له حكم شرعي المصداق الأول من علم الخليفة الأول: " لقد سال الخليفة سائل عن قوله تعالي: (ؤفكهة ؤأبا) فقال: أية سماء تظلني أوأية أرض تقلني أم أين اذهب؟ أم كيف اصنع إذا قلت في كتاب الله بما لم أعلم؟ [ صفحه 131] أما الفاكهة فأعرفها وأما الأب فالله أعلم فبلغ ذلك أمير المؤمنين عليا عليه السلام فقال: إن الأب هو الكلأ والمرعي " [139] . المصداق الثاني: فعن قبيصة بن ذويب قال: "جاءت الجدة إلي أبي بكر الصديق (عتيق) تسأله عن ميراثها فقال لها أبوبكر: ما لك في كتاب الله شيء (نحن معاشر الجدود لا نورث)- هذه زيادة مني للتوضيح-) وما علمت لك في سنة رسول الله (ص) شيئا فارجعي حتي أسال الناس فقال المغيرة بن شعبة: حضرت رسول الله (ص) أعطاها السدس فقال أبوبكر هل معك غيرك؟ فقام محمد مسلمه الأنصاي فقال مثل ما قال المغيرة فانفذه لها أبوبكر " [140] . المصداق الثالث: أخرج أئمة الحديث بإسناد صحيح رجاله ثقات عن الشعبي قال: " سئل أبوبكر عن الكلالة؟ [ صفحه 132] فقال: إني سأقول فيها برأيي فان يك صوإبا فمن الله وان يك خطأ فمني ومن الشيطان، والله ورسوله بريئان منه، أراه ماخلا الولد والوالد " [141] .

الافضلية في النسب أيهم الأفضل

اشاره

فسبحان الله منه ومن الشيطان ثم يمشيه علي الأمة ولماذا لم يرجع فيه للعلماء فمثل هؤلاء يحق أن يقال بانهم من العلماء وهم يجهلون أوضح الواضحات ومن أراد المزيد فعليه بالبحث فان هناك الكثير من هذه المسائل ولكن أخذت بعضا منها لإثبات واقع الجهل الذي يعيشه هؤلاء الأفراد والآن قد أوشكنا أن ننتهي من هذا العدد بقيت نقطة أخيره وهي الأفضلية في النسب أيهم الأفضل؟ سؤال: وما فائدة هذه المسألة والإسلام نهانا أن نتكلم في هذه النقطة ونتكلم في الأنساب فلماذا تثير أنت هذا الإشكال؟ [ صفحه 133] الجواب: أخي الفاضل أقول نعم كما قلت أنت أن الإسلام نهانا عن الخوض في هذه المسألة حيث قال تعالي إن أكرمكم عندالله اتقاكم وبحثي لأجل نقطة أخري وهي قول النبي (ص) في المصادرالصحيحة أن الخلفاء من قريش وعليه فقد ورد في بعض المصادرخدشة في نسب بعض من أولائك الاشخاص وعليه سوف أذكر هذه النقطة وسوف أمر بها بسرعة ولا أقف فيها.

من هوعلي بن أبي طالب

هوعلي بن أبي طالب بن عبدالمطلب بعد لا أزيد علي هذا لأنه وصل إلي النبي (ص) والذي يريد أن يبحث في نسبه فعليه أن يبحث في نسب النبي (ص) لاتحاد النسبين فاكتفي بذلك.

من هو أبوبكر

هو قيل هو عبدالله بئ أبي قحافة عثمان بن عامربن عمروبن كعب بن سعد بت تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي، التيمي، يلتقي مع رسول الله (ص) في مرة [142] ثم يواصل [ صفحه 134] فيقول قال: النووي في تهذيبه [143] وما ذكرناه من اسم أبي بكر الصديق عبدالله هو الصحيح المشهور، وقيل: اسمه عتيق، والصواب الذي عليه كافة العلماء أن عتيقا لقب له لا اسم، ولقب عتيقا لعتقه من النار، كما ورد في حديث رواه الترمذي، وقيل لعتاقتة وجهه- أي حسنه وجماله- قاله مصعب بن الزبير، والليث بن سعد، وجماعة. وقيل لأنه لم يكن في نسبه شيء يعاب انتهي كلامه وهنا شك يثارفي نسب الرجل. سؤال: وهل تشك في نسبه هذا؟ الجواب: احتمل أن في الأمر شيئا مخفي ولعل مما يثير الشكوك هذه الترجمة كما في تاريخ الخلفاء للسيوطي: فيقول: " قال ابن كثير: اتفقوا علي أن اسمه عبدالله بن عثمان إلا ما روي ابن سعد عن ابن سيرين أن اسمه عتيق والصحيح انه لقبه ثم اختلف في وقت تلقيبه به وفي سببه فقيل: لعتاقة [ صفحه 135] وجهه أي لجماله قاله الليث بن سعد وأحمد بن حنبل وابن معين وغيرهم. وقال أبونعيم الفضل بن دكين: لقدمه في الخير وقيل: لعتاقة نسبه أي طهارته إذ لم يكن في نسبه شيء يعاب به وقيل: سمي به أولا ثم سمي بعبدالله ودوي الطبراني عن القاسم بن محمد أنه سأل عائشة عن أسم أبي بكر فقالت: عبدالله فقال أن الناس يقولون عتيق قالت: إن أباقجافة كان له ثلاثة أولاد سماهم: عتيقا ومعتقا ومعيتقا. وأخرج ابن منده وابن عساكر عن موسي بن طلحة قال: قلت لأبي طلحة: لم سمي أبوبكر عتيقا قال: كانت أمه لايعيش لها ولد فلما ولدته استقبلت به البيت ثم قالت: اللهم ان هذا عتيق من الموت فهبه لي. وأخرج الطبراني عن بن عباس قال: إنما سمي عتيقا لحسن وجهه وأخرج ابن عساكر عن عائشة قالت: اسم أبي بكر الذي سماه به أهله عبدالله ولكن غلب عليه اسم عتيق وفي لفظ: ولكن النبي (ص) سماه عتيقا وأخرج أبو يعلي في مسنده وأبن سعد والحاكم وصححه عن عائشة قالت: والله إني لفي بيتي ذات يوم ورسول الله (ص) وأصحابه في الفناء والستر بيني وبينهم إذ أقبل أبوبكر فقال النبي (ص): من سره أن ينظر إلي عتيق من النارفلينظر إلي أبي بكر وان أسمه الذي سماه أهله عبدالله فغلب عليه أسم عتيق وأخرج الترمذي والحاكم عن عائشة أن أبابكر دخل علي رسول الله (ص) فقال: يأ أبابكر أنت عتيق الله من النارفمن يومئذ سمي عتيقا وأخرج البزاروالطبراني بسند جيد [ صفحه 136] عن عبدالله بن الزبير: قال: كان أسم أبي بكر عبدالله فقال له رسول الله (ص) أنت عتيق الله من النارفسمي عتيقا " [144] . سؤال: وماذا في هذه الترجمة يا تري من الإشكال؟ الجواب: اتركه للقاري ولكن مسالة عتيق ومحاولة ايجاد الأسباب إليها وسبب إطلاقها وتولد الكثير من الشكوك ومن أجل ذلك وللايضاح أكثر سوف أنقل هنا للقاري الكريم ما ذكره المحقق الشيخ نجاح الطائي في كتابه نساء النبي وبناته [145] . فقد ذكر مايلي- والعهدة عليه-: " وكان أبوبكر وأبوه أبوقحافة من عبيد الحبشة وأسم أبي بكر عتيق وكان أسود اللون فقد ذكروه في جملة السودان فقال ابن الجوزي في عيون الاثر: إن السودان: أسامة بن زيد وأبوبكر وسالم [ صفحه 137] مولي أبي حذيفة وبلال بن رباح [146] وسمي عتيق لأنه أعتق من العبودية فجاء: قال جبير بن مطعم بن عدي لعبده وحشي: ان أنت قتلت حمزة عم محمد بعمي طعيمة بن عدي فانت طليق [147] فعتيق هوكل من يعتق وكان أولاد ابي قحافه هم: عتيق وعتيق ومعتق وهذه أسماء المعتقين من العبودية. وأعترف الشاعر عمير بن الأهلب الضبي المشارك في جيش عائشة في معركة الجمل بعبودية أبي بكر قائلا اطعنا بني تيم ابن مرة شقوة وهل تيم الا أعبد واماء [148] لذلك قال أبوسفيان عن حكم أبي بكر: ما بال هذا الأمر في أقل قريش مكانة واذلها ذلة أي اذلاء بالعبودية [149] وقال قيس بن سعد بن عبادة لأبي بكر: ليس عندك حسب كريم [150] وقال عمر لأبي بكر: والهفاه علي ضئيل بني تيم والضئيل هو العبد [151] وكان أبوقحافة من عبيد عبدالله بن جدعان التيمي وعمله النداء علي طعامه فجاء في حق أبن جدعان من الشعر: له داع بمكة مشمعل وآخرفوق دارته ينادي فالمشمعل هوسفيان بن عبدالاسد والاخرهو أبوقحافة والاثنان من [ صفحه 138] عبيد عبدالله بن جدعان. قال هشام بن الكلبي: كانت أم سفيان بن عبدالأسد أمة لابن جدعان [152] فام سفيان وأم عتيق من عبيد عبدالله بن جدعان" انتهي كلام المحقق الشيخ الطائي. وأنا أخرجت هذه الترجمة كاملة وأترك للقاري أن يتأمل ويحكم بنفسه علي نسب الرجل وهل هناك احتمال علي انه ليس بقرشي أم لا؟ وهل أنه كان من العبيد أم لا؟ ولن أتدخل هنا لأنه لا يهمني كثيرا. وأمًا:

من هو عمر بن الخطاب

فهو: عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبدالعزي بن رياح بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي أميرالمؤمنين أبوحفص القرشي العدوي الفاروق. ولا أريد أن اقف كثيرا أيضا عند نسب عمر ولكن أقول بان هذا التعريف عليه ما عليه من مثل الفاروق وقد مر انه لقب خاص باميرالمؤمنين علي بن ابي طالب وكذلك لقب أميرالمؤمنين ولكن أقف وقفة أخري مع ذات النسب فلقد ذكر المحقق الشيخ نجاح [ صفحه 139] الطائي مايلي في كتابه نساء النبي وبناته ما يلي لقد غير الرواة الأمويون والقصاصون كل ما استطاعوا تغييره ومن ذلك لون الصحابة وأصلهم وعبوديتهم. فقد كان عمر بن الخطاب عبدا حبشيا أسود اللون من عبيد الوليد بن المغيرة المخزومي فجعلوه حرا ومن ولد إسماعيل (ع) وابيض اللون وهذا الزيف المتعمد يفقد القاري الثقة باولئك الكتاب والرواة. وكانت صهاك جدة عمر زنجية وكان نفيل جده زنجنيا من الحبشة وكانا من عبيد عبدالمطلب بن هاشم وكانت حنتمة أم عمر ممن عثر عليها هشام بن المغيرة المخزومي ورباها [153] فأصبح عمرا عبدا للوليد بن المغيرة المخزومي. فقد جاء أن عمر بن الخطاب كان عسيفا أي عبدا للوليد بن المغيرة المخزومي [154] . وقال ابن حجر العسقلاني عن عمر بن الخطاب: " كان أعسر يسرا طويلا آدم شديد الأدمه أي أسود اللون " [155] . وقال سفيان الثوري: " كان عمر رجلا آدم " [156] . [ صفحه 140] وأقر الواقدي بزنجينته قائلاً: " أن سمرته أنما جاءت من أكل الزيت عام الرمادة" [157] . انتهي كلام الشيخ الطائي من كتابه المذكور. وأترك الحكم للقاري المفضل فليحكم بنفسه ومن دون تعليق من قبلي. وأقول- والعلم لله تعالي-: لعل النبي (ص) عندما ركز علي كون الخلفاء من قريش يريد أن يشير إلي هذه النقطة الخفية والله هو وحده العالم وبهذا أكون قد انتهيت من العدد الخامس علي أن التقي معاكم في العدد السادس حول الشوري والحمد لله علي هذا التوفيق وله الحمد والشكر. تم البحث في 18-3-2004 م الموافق 26-1-1425 هجري أبوحسام خليفة عبيدالكلباني العماني

پاورقي

[1] التوبة الآية 101.
[2] الذيل علي جزء بقي بن مخلد، ج 1، ص 121.
[3] تالي تلخيص المتشابه، ج ا، ص 344.
[4] الكامل في ضعفاء الرجال، ج 4، ص 291.
[5] تاريخ مدينة دمشق، ج 42، ص 39- ص 41. نقلاً عن الغدير، ج 3، ص 220؛ المصدر نفسه، ج 2، ص 314. أخرجه الحاكم في المستدرك، ج 2، ص 136، وصححه؛ الخطيب البغدادي في تاريخه، ج 2، ص 81؛ الاستيعاب، ج 2، ص 457؛ شرح أبن أبي الحديد، ج 3، ص 258.
[6] السيرة الحلبية، ج 1، ص، 285؛ سيرة زيني دحلان، ج 1، ص 188؛ وهامش الحلبية.
[7] مسند أحمد، ج 5، ص 26؛ الاستيعاب، ج 3، ص 36؛ الرياض النضرة، ج 2، ص 194؛ مجمع الزوائد، ج 9، ص 101 و 114 بطريقيين صحح أحدهما ووثق رجال الأخر؟ المرقاة في شرح المشكاة، ج 5، ص 569؛ كنز العمال، ج 6، ص 153؛ السيرة الحلبية، ج 1، ص 285؛ سيرة زيني دحلان، ج 1، ص 188 هامش الحلبية.
[8] المستدرك علي الصحيحين، ج 3، ص120.
[9] السنن الكبري، ج 5، ص 106. [
[10] سنن ابن ماجه، ج 1، ص 44.
[11] مصنف ابن أبي شيبة، ج 6، ص 368.
[12] مصنف ابن أبي شيبة، ج 6، ص 368.
[13] الآحاد والمثاني، ج 1، ص 149.
[14] القول المسدد، ج 1، ص 63.
[15] مسند الإمام أحمد بن حنبل، ج 1، ص 141؛ الأوائل، ج 1، ص 79؛ تاريخ مدينة دمشق، ج 42، ص 31.
[16] شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، ج 3، ص 258.
[17] الشعراء الآية 214.
[18] شرح نهج البلاغة لابن الحديد، ج 3، ص 260.
[19] المستدرك علي الصحيحين، ج 3، ص 148.
[20] موضح أوهام الجمع والتفريق، ج 1، ص 184- 186.
[21] تاريخ الطبري، ج 1، ص450.
[22] راجع البداية والنهاية، ج 3، ص 38.
[23] المعجم الكبير للطبراني؛ مجمع الزوائد للهيثمي، ج 9، ص 447، باب المناقب، باب فضل زيد بن حارثه.
[24] صحيح البخاري، ج 2، كتاب فضائل الصحابة، باب مناقب سعد بن ابي وقاص الزهري وبنو زهرة.
[25] المستدرك للحاكم، ج 2، كتاب فلم نجد أسم لأبي بكر.
[26] منتخب كنزالعمال، ج 6، ص393، طبع حيدرآباد الدكن.
[27] ينابيع المودة للقندوزي، ص 86، ط إسلامبول.
[28] كتاب الفردوس لأبي شجاع يشير به الديلمي الهمداني المتوفي في سنة 519.
[29] المناقب للخوارزمي، ص 32، ط تبريز.
[30] أسد الغابة لابن الأثير، ج5، ص 543، ط مصر. وأخرجه ابن حجر في الإصابة، ج 4، ص 389، ط دارالكتب المصرية بمصر. وذكر ابن عساكر في كتابه تاريخ دمشق ترجمة الإمام علي، ج 1، ص 117، ط بيروت.
[31] كتاب آل محمد للشيخ حسام الدين المردي الحنفي (نسخة مكتبة السيد الأشكوري)، ص 505.
[32] مختصر تاريخ دمشق لجمال الدين محمد بن مكرم الإنصاري، ج 17، ص 119.
[33] حلية الأولياء، ج 1، ص 63، ط السعادة بمصر.
[34] المناقب للخوارزمي، ص 85، ط تبريز؟ كتاب المناقب الرضوية للمولي محمد صالح الكشفي الحنفي الترمذي، ص 102، ط بمبي.
[35] ميزان الاعتدال، ج 1، ص 30، ط القاهرة.
[36] أخبارأصبهان، ج 2، ص 229، ط لين.
[37] الحشر الآية 7.
[38] التكوير الآيات 19-22.
[39] النجم الآيأت 2- 5.
[40] مسند أحمد، ج 3، ص 15.
[41] آل عمران الآية 32.
[42] الإصابة لابن حجر، ج 1، ص 484؛ العقد الفريد لابن عبد ربه، ج 2، ص 403-404.
[43] صحيح مسلم، ج 2، باب صلح الحديبية؟ المصدرنفسه، باب 34، ج 3، ص 1412، حديث 1785، كتاب الجهاد والسير؛ صحيح البخاري، ج 6، ص 170، كتاب التفسير سورة الفتح، طبع مطابع الشعب؟ تفسير القرطبي، ج 16، ص 277، وغيرها من المصادر.
[44] النساء الآية 65.
[45] يس الآية 9.
[46] سيرة المصطفي للسيد هاشم معروف الحسني، ص250.
[47] مغازي الواقدي، ج 1، ص 152.
[48] الطبري، ج 2، ص 197؛ الكامل لابن الأثير، ج 2، ص 154؛ البداية والنهاية لابن كثير، ج 4، ص 54، ولكن حذف اسم جبريل والإمام علي في الأخبر.
[49] تاريخ الإسلام للذهبي المغازي، ص 191؛ دلائل النبوة للبيهقي، ج 3، ص 234.
[50] شرح نهج البلاغة، ج 13، ص 293؛ العثمانية، ص 239.
[51] مغازي الواقدي، ج 1، ص 307؛ تاريخ الطبري، ج 2، ص 197. و راجع: تاريخ الخميس ج 1، ص 427 ولمعرفة عدد أخر من الذين قتلهم الأمير.
[52] الأحزاب الآيات 10- 15.
[53] بتفاوت بينهما: البداية والنهاية، ج 4، ص 122؛ دلائل النبوة للبيهقي، ج 3، ص 438؛ السيرة النبوية لابن كثير، ج 3، ص 203.
[54] السيرة الحلبية، ج 2، ص320.
[55] مغازي الواقدي، ج 2، ص 654؛ تاريخ الطبري، ج 2، ص300،؛ السيرة الحلبية، ج 3، ص 37؛ سيرة ابن هشام، ج 3، ص 349 (المراجع مع اختلافات لا تضر علي أصل المطلب).
[56] مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر، ج5، ص180؛ صحيح البخاري، ص 64، باب غزوة خيبر ومسلم في فضائل الصحابة؛ البيهقي في دلائل النبوة، ج 4، ص 204؛ الحاكم في المستدرك، ج 3، ص 37؛ ابن سعد في الطبقات، ج 2، ص 112؛ تاريخ الذهبي المازي ص 409.
[57] تاريخ الذهبي المغازي، ص 412.
[58] السيرة الحلبية للحلبي الشافعي، ج 3، ص 39-44، 41.
[59] دلائل النبوة للبيهقي، ج 4، ص210-212، البداية والنهاية لابن كثير، ج 4، ص 213؛ مسلم في صحيحه كتاب الجهاد باب غزوة ذي قرد 1439.
[60] تاليخ اليعقوبي، ج 2، ص 63 طبع لندن.
[61] السيرة الحلبية، ج 2، ص 156.
[62] راجع: تاريخ الخلفاء للسيوطي.
[63] المصنف، ج 5 ص 328.
[64] مستدرك الحاكم، ج 1، ص 61؛ تلخيص المستدرك للذهبي بهامش المستدرك وصححه.
[65] السيرة النبوية، ج 2، ص 391.
[66] صحيح مسلم، ج 5، ص170 باب غزوة بدر؛ مسند أحمد، ج 3، ص 219؛ البداية والنهاية، ج 3، ص 263؛ السيرة النبوية لابن كثير، ج 2، ص 394.
[67] راجع هذا الكلام في: الدرالمنثور، ج 3، ص 166، الطبعة الأولي، 1365، دار المعرفة؛ وذكره ابن سيد الناس في عيون الاثر، ج 1، ص 327، طبع مؤسسة عز الدين؛والصالحي الشامي في سبيل الهدي والرشاد، ج 2، ص 26.
[68] مسند أحمد، ج، ص 68؛ الدرالمنثور، ج 2، ص 89؛ البداية والنهاية، ج 7، ص 207.
[69] أنساب الأشراف، ج 5،ص36.
[70] روح المعالي سألوسي، ج 4، ص 99.
[71] مفاتيح الغيب، ج 9، ص 52؛ وتفسير الفخرالرازي، ج 3، ص 398؟ السيرة الحلبية، ج 2، ص 227.
[72] آل عمران الآية 155.
[73] راجع أنساب الأشراف عن هامش كتاب المغازي، ج 1، ص 18.
[74] آل عمران الآية 155.
[75] الدر المنثور للسيوطي، ج 2، ص355.
[76] المحررالوجيز في تفسير الكتاب العزيز للأندلسي، ج 1، ص 529.
[77] شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، ج 15، ص 22.
[78] حياة الصحابة، ج3، ص 497؛ كنزالعمال ج 2، ص 242؛ تفسير ابن كثير.
[79] تفسير غرائب القرآن، ج 4، ص 112 و113، بهامش تفسير الطبري.
[80] مغازي الواقدي، ج 2، ص 237؛ حياة محمد (ص) لهيكل، ص 254.
[81] راجع تاريخ الطبري، ج 2، ص 201 و197؛ الكامل في التاريخ، ج 3، ص 156؛ مغازي الواقدي، ج 1، ص280؛ تفسير ابن كثير، ج 1، ص 649؛ السيرة النبوية لابن كثير، ج 3، ص 68.
[82] الكامل في التاريخ لابن الأثير، ج 2، ص 158؛ البداية والنهاية لابن كثير، ج 4، ص 32؛ تاريخ الطبري، ج 2، ص 203.
[83] البداية والنهاية، ج 4، ص 29.
[84] تاريخ مدينة دمشق، ج 25، ص75؛ تا ريخ مدينة دمشق، ج25، ص 447.
[85] فضائل الصحابة، ج 1، ص 222.
[86] منحة المعبود في تهذيب مسند الطياليسي، ج 2، ص 99؛ طبقات ابن سعد، ج 3، ص 155؛ السيرة النبوية لابن كثير، ج 3، ص 58؛ تاريخ الخميس، ج 1، ص 431؛ البداية والنهاية، ج 4، ص 29؛ كنزالعمال، ج10، ص 268 و269.
[87] مستدرك الحاكم، ج 3، ص 27؛ تلخيص المستدرك بهامش المستدرك نفس الصفحة؛ مجمع الزوائد، ج 6، ص 112.
[88] الإصابة في تمييز الصحابة، ج 6، ص 486.
[89] لباب الآداب، ص 179؛ حياة محمد (ص) لهيكل، ص 265.
[90] البداية والنهاية لابن كثير، ج 4، ص 212.
[91] البداية والنهاية، ج 4، ص 212.
[92] مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر، ج 5، ص180؛ صحيح البخاري، ص 64، كتاب المغازي باب غزوة خيبر؛ وصحيح مسلم، ص 44، باب فضائل الصحابة؛ دلائل النبوة للبيهقي، ج 4، ص 204؛ المستدرك للحاكم، ج 3، ص 37؛ طبقات ابن سعد، ج 2، ص 112؛ تاريخ الذهبي المغازي، ص 409.
[93] مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر، ج.1، ص 328.
[94] تاريخ الإسلام للذهبي، ج 2، ص 412.
[95] مغازي الواقدي ج 2 ص 237؛ حياة محمد (ص) لهيكل ص254.
[96] تاريخ الطبري، ج 2، ص 197؛ الكامل في التأريخ، ج 3، ص 156؛ مغازي الواقدي، ج 1، ص280؛ تفسير ابن كثير، ج 1، ص 649؛ السيرة النبوية لابن كثير؟ ج 3، ص 68.
[97] السيرة الحلبية للحلبي، ج 2، ص 321.
[98] البقرة الآية 189.
[99] المستدرك للحالكم؟ كنزالعمأل، ج 6، ص 13. [
[100] أخرجه الخطيب في المتفق والسيوطي في جمع الجوامع كما في ترتيبه، ج 6، ص 398.
[101] ينابيع المودة للقندوزي، ص 77؛ أرجح المطالب، ص 413؛ الهروي في الأربعين حديثا وفتح الملك العلي، ص 19.
[102] الاستيعاب، ج 2، ص 634؛ جامع بيان العلم، ص 58؛ المستدرك للحاكم، ج 2، ص 466؛ الرياض النضرة، ج 2، ص 1198؛ تفسير ابن كثير؛ الصواعق المحرقة؛ تاريخ الخلفاء للسيوطي، ص 71؛ والإصابة.
[103] طبقات ابن سعد، ج 3، ص 338؛ حلية الأولياء، ج 1، ص 67؛ المناقب لأخطب خوارزم، ص 54؛ تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 71؛ الصواعق المحرقة، ص 76؛ ينابيع المودة ص 287؛ الشرف المؤبد للنبهاني، ص 112؛ إسعاف الراغبين بهامش نورالابصار، وغيرها من المصأدر.
[104] إعلام الموقعين، ج 1، ص 21؛ الطبقات الكبري لعبد الوهاب الشعراني، ج 1، ص 18؛ ينابيع المودة، ص26؛ لطائف المنن لعبد الوهاب المصري، ج 2، ص 89؛ الفائق للزمخشري ج 3، ص 188؛ لسان العرب، ج 13، ص390.
[105] شرح المقاصد للتفتازاني، ج 2، ص220؛ مطالب السؤول، ص 26؛ التذكرة لابن الجوزي، ص20؛ ينأبيع المودة، ص70؛ أرجح المطالب لعبدالله الحنفي، ص 111.
[106] الاستيعاب، ج 3، ص40؛ هامش الإصابة والرياض النضرة، ج 2، ص 93؛ منا قب الخوارزمي، ص 54؛ الصواعق المحرقة، ص 76؛ تاريخ الخلفاء للسيوطي، ص 115.
[107] الرياض النضرة، ج 2، ص 194؛ وكذلك ذكره احمد في المناقب.
[108] الكامل لابن الأثير، ج 3، ص200؛ الاستيعاب، ج 3، ص 463؛ البيان والتبيين للجأحظ، ج 3، ص 247.
[109] الاستيعاب، ج 3، ص40؛ مطألب السؤول، ص30.
[110] الأسماء واللغات للنووي، ج 1، ص 246.
[111] راجع: الاستيعاب، ج 3، ص40؛ الرياض النضرة، ج 2، ص 194؛ الفتوحات الاسلامية، ج 2، ص 337.
[112] المجتني لابن دريد، ص 35.
[113] زين الفتي في شرح سورة أهل أتي للحافظ العاصمي.
[114] أخرجه مالك في الموطأ، ج 2، ص 176؛ البيهقي في السنن الكبري، ج 7، ص 442؛ أبوعمرفي العلم، ص150؛ ابن كثير في تفسيره، ج 4، ص 157؛ صاحب تيسير الوصول، ج 2، ص 9؛ العيني في عمدة القاري، ج 9، ص 642؛ السيوطي في الدرالمنثور ج 6، ص 40.
[115] أخرجه أبوداود بعدة طرق، ج 2، ص 227؛ ابن ماجة في سننه، ج 2، ص 227؛ الحاكم في المستدرك، ج 2، ص 59؛ والمصدرنفسه، ج 4، ص 389 وصححه؛ البيهقي في السنن الكبري، ج 8، ص 264، وغيرهم.
[116] الأعراف الاية 172.
[117] راجع: المستدرك للحاكم، ج 1، ص 457 ة سيرة عمر لابن الجوزي، ص 106؛ تاريخ مكة للأزرقي؛ كمأ في العمدة والقسطلاني في إرشاد الساري، ج 3، ص195؛ عمدة القاري للعيني، ج 4، ص 606 بلفظيه؛ الجامع الكبير للسيوطي كما في ترتيبه، ج 3، ص 35، وغيرهم.
[118] الرياض النضرة، ج 2، ص 50 و154؛ كفاية الشنقيطي، ص 57.
[119] الطرق الحكمية لابن القيم الجوزية، ص 45.
[120] أخرجه الحافظ محب الدين الطبري في الرياض النضرة، ج 2، ص 196؛ ذخائر العقبي، ص 81؛ الكنج في الكفاية، ص 105.
[121] أحكام القرآن للجصاص، ج 1، ص 504.
[122] سيرة عمر لابن الجوزي، ص 117: العلم لأبي عمر، ص 146؛ جمع الجوامع للسيوطي كمافي ترتيبه، ج 7، ص300.
[123] سنن البيهقي، ج 8، ص 236؛ الرياض النضرة، ج 2، ص 196؛ ذخاير العقبي، ص 81، الطرق الحكمية، ص 53.
[124] منهاج السنة لابن تيمية، ج 3، ص 128.
[125] الصواعق ص 19.
[126] الفصل لابن حزم، ج 4، ص 136.
[127] كشف الخفا للعجلوني، ص 419-424.
[128] راجع: اللئالي المصنوعة، ج 1، ص 186-302.
[129] راجعه في المصادرالتالية بشتي ألفاظه: سنن أبي داود، ج 1، ص 53؛ سنن ابن ماجه، ج 1، ص200؛ مسند أحمد، ج 4، ص 265، سنن النسائي، ج 1، ص 59 و 61؛ سنن البيهقي، ج 1، ص 209.
[130] النساء الآية 43، وسورة المائدة الآية 6.
[131] المسند، ج 1، ص 192.
[132] المسند ج 1، ص190و195؛ سنن البيهقي، ج 2، ص 332.
[133] راجع: تفسير الكشاف، ج 1، ص 357؛ شرح صحيح البخاري للقسطلاني، ج 8، ص 57؛ وله مصادرأخري وألفاط أخري فراجع: ابن الجوزي في سيرة عمر، ص 129؛ ابن كثير في تفسيره، ج 1، ص 467 عن أبي يعلي وقال إسناده جيد قوي؛ الهيثمي في مجمع الزوائد، ج 4، ص 284؛ السيوطي في الدرالمنثور ج 2 ص 133، جمع الجوامع كما في ترتيبه، ج 8، ص 298، الدررالنتثرة، ص 243 نقلا عن سبة من الحفاظ منهم أحمد وابن حبان، والطبراني، والشوكاني في فتح القدير، ج 1، ص 407؛ العجلوني في كشف الخفاء، ج 1، ص 269 نقلا عن أبي يعلي وقال سنده جيد.
[134] السنن الكبري للبيهقي، ج 7، ص 233. وذكره السيوطي في جمع الجوامع كما في الكنزج 8 ص 298 نقلا عن سنن سعيد بن منصوروالبيهقي ورواه السندي في حاشية السنن لابن ماجه ج 1 ص 583 والعجلوني في كشف الخفاء ج 1 ص 269؛ المصدرنفسه،ج 2، ص 118.
[135] النساء الآية 20.
[136] تفسير النسفي هامش تفسير الخازن، ج 1، ص 353؛ كشف الخفاء، ج 1، ص 388، وغيرها.
[137] عبس الآيأت 27- 31.
[138] البيهقي في السنن الكبري، ج 6، ص 255 بعدة طرق؛ الدارمي في سننه، ص 154؛ أبوعمر في العلم، ص 139.
[139] الزمخشري في الكشاف، ج 3، ص 253؛ القرطبي في تفسيره، ج 1، ص 29؛ ابن تيميه في مقدمة أصول التفسير، ص30؛ ابن كثير في تفسيره، ج 1، ص 5 وصححه؛ ابن القيم، ص 158 و159؛ أبونعيم الأصفهاني في حلية الأولياء؟ البيهقي في أعلام الموقعين، ص 29 وصححه؛ والخازن في تفسيره، ج 4، ص 274؛ النسفي في تفسيره هامش الرازي، ج 8، ص 389؛ السيوطي في الدرالمنثور، ج 6، ص 317؛ ابن حجر في فتح الباري، ج 13، ص230.
[140] موطأ مالك، ج 1، ص 335؛ سنن الدارمي، ج 2، ص 351؛ سنن أبي داود، ج 2، ص 17؛ سنن ابن ماجه، ج 2، ص 163؛ مسند أحمد، ج 4، ص 224؛ سنن البيهقي، ج 6، ص234؛ بداية المجتهد، ج 2، ص 244؛ مصابيح السنه، ج 2، ص 22.
[141] الدارمي في سننه، ج 2، ص365؛ ابن جرير الطبري في تفسيره، ج 6، ص30؛ البيهقي في سننه الكبري، ج 6، ص 223؛ السيوطي في الجامع الكبير كما في ترتيبه، ج 6، ص20؛ ابن كثير في تفسيره، ج 1، ص260، وغيرهم.
[142] راجع: تاريخ الخلفاء للسيوطي، ص 21.
[143] تهذيب الأسماء واللغات للنووي، ج 2، ص 181.
[144] تاريخ الخلفاء للسيوطي، ص 22.
[145] نساء النبي وبناته للطائي، ص 82-83.
[146] عيون الأثر لأبن سيد الناس، ص 449، وقد حذف الناشرون ذلك في الطبعات الجديدة.
[147] السيرة الحلبية، ج 2، ص 217.
[148] تاريخ الطبري ج 3، ص 531.
[149] الحاكم وصححه الذهبي تاريخ الخلفاء للسيوطي، ص 66.
[150] البحار، ج 29، ص 167.
[151] شرح نهـج البلاغة للمعتزلي، ج 2، ص 31- 34.
[152] مثالب العرب لهشام بن الكلبي، ص 139؛ دارالهدي للتراث، بيروت ومعجم البلدان للحموي، ج 2، ص 424، ج 5، ص185؛ السيرة النبوية لأبن كثيرج 1، ص 11.
[153] شرح نهج البلاغة للمعتزلي، ج 3، ص 102؛ تهذيب اللغة، ج 8، ص 122؛ تاج العروس للزبيدي، ج 13، ص 188؛ النهاية في غريب الحديث والأثر لأبن الأثير، ج 3، ص 338؛ مثالب العرب للكلبي، ص 103.
[154] أقرب الموارد مادة عسف.
[155] تهذيب التهذيب لابن حجر، ج 7، ص 386.
[156] المصدر نفسه.
[157] تهذيب التهذيب لابن حجر.

تعريف مرکز القائمیة باصفهان للتحریات الکمبیوتریة

جاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ في سَبيلِ اللَّهِ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (التوبة/41).
قالَ الإمامُ علیّ ُبنُ موسَی الرِّضا – علـَیهِ السَّلامُ: رَحِمَ اللّهُ عَبْداً أحْيَا أمْرَنَا... َ يَتَعَلَّمُ عُلُومَنَا وَ يُعَلِّمُهَا النَّاسَ؛ فَإِنَّ النَّاسَ لَوْ عَلِمُوا مَحَاسِنَ كَلَامِنَا لَاتَّبَعُونَا... (بَــنـادِرُ البـِحـار – فی تلخیص بحـار الأنوار، للعلاّمة فیض الاسلام، ص 159؛ عُیونُ أخبارِ الرِّضا(ع)، الشـَّیخ الصَّدوق، الباب28، ج1/ ص307).
مؤسّس مُجتمَع "القائمیّة" الثـَّقافیّ بأصبَهانَ – إیرانَ: الشهید آیة الله "الشمس آباذی" – رَحِمَهُ اللهُ – کان أحداً من جَهابـِذة هذه المدینة، الذی قدِ اشتهَرَ بشَعَفِهِ بأهل بَیت النبیّ (صلواتُ اللهِ علـَیهـِم) و لاسیَّما بحضرة الإمام علیّ بن موسَی الرِّضا (علیه السّلام) و بـِساحة صاحِب الزّمان (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرجَهُ الشَّریفَ)؛ و لهذا أسّس مع نظره و درایته، فی سَنـَةِ 1340 الهجریّة الشمسیّة (=1380 الهجریّة القمریّة)، مؤسَّسة ًو طریقة ًلم یـَنطـَفِئ مِصباحُها، بل تـُتـَّبَع بأقوَی و أحسَنِ مَوقِفٍ کلَّ یومٍ.
مرکز "القائمیّة" للتحرِّی الحاسوبیّ – بأصبَهانَ، إیرانَ – قد ابتدَأَ أنشِطتَهُ من سَنـَةِ 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریّة القمریّة) تحتَ عنایة سماحة آیة الله الحاجّ السیّد حسن الإمامیّ – دامَ عِزّهُ – و مع مساعَدَةِ جمع ٍمن خِرّیجی الحوزات العلمیّة و طلاب الجوامع، باللیل و النهار، فی مجالاتٍ شتـَّی: دینیّة، ثقافیّة و علمیّة...
الأهداف: الدّفاع عن ساحة الشیعة و تبسیط ثـَقافة الثـَّقـَلـَین (کتاب الله و اهل البیت علیهـِمُ السَّلامُ) و معارفهما، تعزیز دوافع الشـَّباب و عموم الناس إلی التـَّحَرِّی الأدَقّ للمسائل الدّینیّة، تخلیف المطالب النـّافعة – مکانَ البَلاتیثِ المبتذلة أو الرّدیئة – فی المحامیل (=الهواتف المنقولة) و الحواسیب (=الأجهزة الکمبیوتریّة)، تمهید أرضیّةٍ واسعةٍ جامعةٍ ثـَقافیّةٍ علی أساس معارف القرآن و أهل البیت –علیهم السّلام – بباعث نشر المعارف، خدمات للمحققین و الطـّلاّب، توسعة ثقافة القراءة و إغناء أوقات فراغة هُواةِ برامِج العلوم الإسلامیّة، إنالة المنابع اللازمة لتسهیل رفع الإبهام و الشـّـُبُهات المنتشرة فی الجامعة، و...
- مِنها العَدالة الاجتماعیّة: التی یُمکِن نشرها و بثـّها بالأجهزة الحدیثة متصاعدة ً، علی أنـّه یُمکِن تسریعُ إبراز المَرافِق و التسهیلاتِ – فی آکناف البلد - و نشرِ الثـَّقافةِ الاسلامیّة و الإیرانیّة – فی أنحاء العالـَم - مِن جـِهةٍ اُخرَی.
- من الأنشطة الواسعة للمرکز:
الف) طبع و نشر عشراتِ عنوانِ کتبٍ، کتیبة، نشرة شهریّة، مع إقامة مسابقات القِراءة
ب) إنتاجُ مئات أجهزةٍ تحقیقیّة و مکتبیة، قابلة للتشغیل فی الحاسوب و المحمول
ج) إنتاج المَعارض ثـّـُلاثیّةِ الأبعاد، المنظر الشامل (= بانوراما)، الرّسوم المتحرّکة و... الأماکن الدینیّة، السیاحیّة و...
د) إبداع الموقع الانترنتی "القائمیّة" www.Ghaemiyeh.com و عدّة مَواقِعَ اُخـَرَ
ه) إنتاج المُنتـَجات العرضیّة، الخـَطابات و... للعرض فی القنوات القمریّة
و) الإطلاق و الدَّعم العلمیّ لنظام إجابة الأسئلة الشرعیّة، الاخلاقیّة و الاعتقادیّة (الهاتف: 00983112350524)
ز) ترسیم النظام التلقائیّ و الیدویّ للبلوتوث، ویب کشک، و الرّسائل القصیرة SMS
ح) التعاون الفخریّ مع عشراتِ مراکزَ طبیعیّة و اعتباریّة، منها بیوت الآیات العِظام، الحوزات العلمیّة، الجوامع، الأماکن الدینیّة کمسجد جَمکرانَ و...
ط) إقامة المؤتمَرات، و تنفیذ مشروع "ما قبلَ المدرسة" الخاصّ بالأطفال و الأحداث المُشارِکین فی الجلسة
ی) إقامة دورات تعلیمیّة عمومیّة و دورات تربیة المربّـِی (حضوراً و افتراضاً) طیلة السَّنـَة
المکتب الرّئیسیّ: إیران/أصبهان/ شارع"مسجد سیّد"/ ما بینَ شارع"پنج رَمَضان" ومُفترَق"وفائی"/بنایة"القائمیّة"
تاریخ التأسیس: 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریة القمریّة)
رقم التسجیل: 2373
الهویّة الوطنیّة: 10860152026
الموقع: www.ghaemiyeh.com
البرید الالکترونی: Info@ghaemiyeh.com
المَتجَر الانترنتی: www.eslamshop.com
الهاتف: 25-2357023- (0098311)
الفاکس: 2357022 (0311)
مکتب طهرانَ 88318722 (021)
التـِّجاریّة و المَبیعات 09132000109
امور المستخدمین 2333045(0311)
ملاحَظة هامّة:
المیزانیّة الحالیّة لهذا المرکز، شـَعبیّة، تبرّعیّة، غیر حکومیّة، و غیر ربحیّة، اقتـُنِیَت باهتمام جمع من الخیّرین؛ لکنـَّها لا تـُوافِی الحجمَ المتزاید و المتـَّسِعَ للامور الدّینیّة و العلمیّة الحالیّة و مشاریع التوسعة الثـَّقافیّة؛ لهذا فقد ترجَّی هذا المرکزُ صاحِبَ هذا البیتِ (المُسمَّی بالقائمیّة) و مع ذلک، یرجو مِن جانب سماحة بقیّة الله الأعظم (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرَجَهُ الشَّریفَ) أن یُوفـِّقَ الکلَّ توفیقاً متزائداً لِإعانتهم - فی حدّ التـّمکـّن لکلّ احدٍ منهم – إیّانا فی هذا الأمر العظیم؛ إن شاءَ اللهُ تعالی؛ و اللهُ ولیّ التوفیق.