ما هي صفات الفرقة الناجية

اشارة

مولف:خليفه عبيد الكلباني العماني
ناشر:دارالحجة البيضاء

المقدمه

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاه والسلام علي محمد واله الطاهرين. وبعد فان هذه سلسله كتبها الأخ العزيز الشيخ خليفه بن عبيد الكلباني العماني تتعلق بالمسائل الخلافيه التي تختلف حولها نظرات المذاهب الإسلاميه عموما والتي كانت مثارا للحوار و لم تزل كذلك... وقد راعي المؤلف أن تكون ميسره لمختلف المستويات بعيده عن التعقيد والإطاله، ومع ذلك فانه جعلها مذيله بالمصادر التاريخيه و الحديثيه التي اعتمدها أهل السنه دون ما تفرد به أتباع أهل البيت (ع) حتي تكون بالغه الحجه، قويه الدلاله.... هذا و قد جاءت هذه المقالات نتيجه تجربه عاشها المصنف وبذل فيها طاقته ووفق لأن يفتح للنورطريقا فيستضيء من كان يبحث عنه. وفي هذا الكتيب يسلط المصنف الضوء علي ما هي صفات الفرقه الناجيه؟ بأسلوب مبسط بديع نرجو لأن ينال إعجاب القاري، وليسرح القاري عن نفسه حجاب التعصب وليسرع الخطي حتي يصل للحقيقه وينجوبها... الناشر [ صفحه 3] بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاه والسلام علي سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين المنتجبين الذين طهرهم الله من الرجس وطهرهم تطهيرا. قد كثر الكلام والبحث في الحديث المشهور و المنقول عن النبي الأكرم (ص) والذي يقول فيه: «تختلف هذه الأمه علي ثلاث وسبعين فرقه اثنتان وسبعون فرقه في النار و واحده في الجنه». فحاولت كل فرقه من الأمه أن تقدم الدليل علي كونها هي الفرقه الناجيه دون غيرها من الفرق وقد اعتمدت كل فرقه علي مجموعه من الأدله والروايات. فقررت أن أدخل معهم في هذا البحث وأقدم رؤيتي و وجهه نظري مع ما أراه من استدلالات علي ما أعتقد من هنا سوف أضع هذا البحث بين أيديكم مستمدا من الله العون والتوفيق. [ صفحه 4]

ما هي الروايات التي تنص علي افتراق الأمه

الجواب: إليكم هذه الروايات التي تبين لنا الافتراق: فقد قال في تحفه الأحوذي: «حديث عوف بن مالك فأخرجه بن ماجه مرفوعا ولفظه افترقت اليهود علي إحدي وسبعين فرقه فواحده في الجنه وسبعون في الناروافترقت النصاري علي ثنتين وسبعين فرقه فإحدي وسبعون في النار و واحده في الجنه والذي نفس محمد بيده لتفترقن أمتي علي ثلاث وسبعين فرقه فواحده في الجنه وثنتان وسبعون في النار قيل يا رسول الله من هم قال الجماعه وفي الباب أيضا عن معاويه بن أبي سفيان أخرجه أحمد و أبوداود فيه ألا إن من قبلكم من أهل الكتاب افرقوا علي اثنتين وسبعين مله وان هذه المله ستفرق علي ثلاث وسبعين اثنتان وسبعون في النار و واحده في الجنه وهي الجماعه قوله (حديث أبي هريره حديث حسن صحيح) وأخرجه أبو داود والنسائي وابن ماجه والحاكم وصححه ونقل المنذري تصحيح [ صفحه 5] الترمذي وأقره» [1] . وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: «وعن أبي غالب قال كنت بدمشق زمن عبد الله فأتي برؤوس الخوارج فنصبت علي أعواد فجئت لأنظر هل فيها أحد أعرفه فإذا أبو أمامه عندها فدنوت منه فنظرت إلي الأعواد فقال كلاب النار ثلاث مرات شر قتلي تحت أديم السماء ومن قتلوه خير قتلي تحت أديم السماء قالها ثلاث مرات ثم استبكي قلت يا أبا أمامه ما يبكيك قال كانوا علي ديننا ثم ذكر ما هم صائرين إليه غدا قلت أشيئا تقوله برأيك أم شيئا سمعته من رسول الله (ص) قال إني لو لم أسمعه من رسول الله (ص) إلا مره أو مرتين أو ثلاثا إلي السبع ما حدثتكموه أما تقرأ هذه الآيه في آل عمران (يوم تبيض وجوه و تسود وجوه) [2] الي آخر الآيه (و أما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمه الله هم فيهَا خَلدون) [3] ثم قال اختلف اليهود علي إحدي وسبعين فرقه سبعون فرقه في النار و واحده في الجنه واختلف النصاري علي اثنتين وسبعين فرقه إحدي وسبعون فرقه في النار و واحده في الجنه وتختلف هذه الأمه علي ثلاثه وسبعين فرقه اثنتان وسبعون فرقه [ صفحه 6] في النار و واحده في الجنه فقلنا انعتهم لنا قال السواد الأعظم قلت رواه ابن ماجه والترمذي باختصار و رواه الطبراني ورجاله ثقات» [4] . وقال جلال الدين السيوطي في الدرالمنثور: «وأخرج ابن ماجه عن عوف بن مالك قال: قال رسول الله (ص) افترقت اليهود علي إحدي وسبعين فرقه فواحده في الجنه وسبعون في النارو افترقت النصاري علي اثنتين وسبعين فرقه فإحدي وسبعين في النار و واحده في الجنه والذي نفس محمد بيده لتفترقن أمتي علي ثلاث وسبعين فرقه فواحده في الجنه واثنتان وسبعون في النارقيل يا رسول الله من هم قال الجماعه. وأخرج أحمد عن أنس أن رسول الله (ص) قال إن بني إسرائيل تفرقت إحدي وسبعين فرقه فهلكت سبعون فرقه وخلصت فرقه واحده وان أمتي ستفترق علي اثنتين وسبعين فرقه تهلك إحدي وسبعون فرقه وتخلص فرقه قيل يا رسول الله من تلك الفرقه قال الجماعه الجماعه» [5] . وقال الطبراني في المعجم الأوسط: حدثنا محمود حدثنا وهب بن بقيه حدثنا عبد الله بن سفيان [ صفحه 7] عن يحيي بن سعيد عن أنس بن مالك قال قال رسول الله (ص) تفترق هذه الأمه ثلاثه وسبعين فرقه كلها في النارإلا واحده قالوا وما تلك الفرقه قال من كان علي ما أنا عليه اليوم وأصحابي لم يرو هذا الحديث عن يحيي بن سعيد إلا عبد الله بن سفيان المدني وياسين الزيات» [6] . وقال في تفسير ابن كثير: «وقد قال أبوبكر بن مردويه حدثنا عبد الله بن جعفر حدثنا أحمد بن يونس الضبي حدثنا عاصم بن علي حدثنا أبو معشر عن يعقوب بن يزيد بن طلحه عن زيد بن أسلم عن أنس بن مالك قال كنا عند رسول الله (ص) فقال تفرقت أمه موسي علي إحدي وسبعين مله سبعون منها في الناروواحده في الجنه وتفرقت أمه عيسي علي ثنتين وسبعين مله واحده منها في الجنه و احدي وسبعون منها في النار وتعلو أمتي علي الفرقتين جميعا واحده في الجنه وثنتان وسبعون في النارقالوا من هم يا رسول الله قال الجماعات الجماعات» [7] . وقال في سنن أبي داود: [ صفحه 8] «حدثنا أحمد بن حنبل ومحمد بن يحيي قالا حدثنا أبو المغيره حدثنا صفوان حدثنا عمروبن عثمان حدثنا بقيه قال حدثني صفوان نحوه قال حدثني أزهر بن عبد الله الحرازي عن أبي عامر الهوزني عن معاويه بن أبي سفيان أنه قام فينا فقال ألا إن رسول الله (ص) قام فينا فقال ألا إن من قبلكم من أهل الكتاب افترقوا علي ثنتين وسبعين مله وان هذه المله ستفرق علي ثلاث وسبعين اثنتان وسبعون في النار و واحده في الجنه وهي الجماعه» [8] . وقال في سنن ابن ماجه: «حدثنا عمروبن عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار الحمصي حدثنا عباد بن يوسف حدثنا صفوان بن عمرو عن راشد بن سعد عن عوف بن مالك قال قال رسول الله (ص) افترقت اليهود علي إحدي وسبعين فرقه فواحده في الجنه وسبعون في النار و افترقت النصاري علي ثنتين وسبعين فرقه فإحدي وسبعون في النار و واحده في الجنه والذي نفس محمد بيده لتفترقن أمتي علي ثلاث وسبعين فرقه واحده في الجنه وثنتان وسبعون في النار قيل يا رسول الله من هم قال الجماعه» [9] . [ صفحه 9] و قال في سنن الدارمي: «أخبرنا أبو المغيره حدثنا صفوان حدثني أزهر بن عبد الله الحرازي عن أبي عامر عن عبد الله بن الحي الهوزني عن معاويه بن أبي سفيان أن رسول الله (ص) قام فينا فتال ألا إن من كان قبلكم من أهل الكتاب افترقوا علي ثنتين وسبعين مله وان هذه الأمه ستفترق علي ثلاث وسبعين اثنتان وسبعون في النار و واحده في الجنه قال عبد الله الحراز قبيله من أهل اليمن» [10] . وقال الطبراني في المعجم الكبير: «حدثنا علي بن عبد العزيز حدثنا داود بن عمرو الضبي حدثنا أبوشهاب عبد ربه بن نافع عن عمروبن قيس الملائي عن داود بن السليك عن أبي غالب قال كنت بدمشق زمن عبد الملك فأتي برؤوس الخوارج فنصبت علي أعواد فجئت لأنظر هل فيها أحد أعرفه فإذا أبو أمامه عندها فدنوت منه فنظرت إلي الأعواد فقال كلاب النار ثلاث مرات شر قتلي تحت أديم السماء ومن قتلوه خير قتلي تحت أديم السماء قالها ثلاث مرات ثم استبكي فقلت يا أبا أمامه ما يبكيك كانوا علي ديننا ثم ذكرت ما هم صائرون إليه غدا فقلت له شيئا تقوله برأيك أم شيئا سمعته من رسول الله (ص) فقال إني لو لم اسمعه من رسول الله (ص)إلا مره أو مرتين أو ثلاثا إلي السبع ما [ صفحه 10] حدثتكوه أما تقرأ هذه الآيه في آل عمران (يوم تبيض وجوه و تسود وجوه) إلي آخر الآيه (و أما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمه الله هم فيها خالدون) ثم قال اختلفت اليهود علي إحدي وسبعين فرقه سبعين من النار و واحده في الجنه واختلفت النصاري علي اثنتين وسبعين فرقه إحدي وسبعون فرقه في النار و واحده في الجنه وتختلف هذه الأمه علي ثلاث وسبعين فرقه اثنتان وسبعون في النار و واحده في الجنه» [11] . و انظر أيضا المراجع التاليه: مسند أبي يعلي ج:6 ص:341 والترغيب والترهيب ج:1 ص:44 ومجمع الزوائدج:6 ص:233 ومجمع الزوائدج:7 ص:258 ومصباح الزجاجه ج:4 ص:179 والسنه ج:1 ص:32 واعتقاد أهل السنه ج:103 ص:1 والمحتضرين ج:1 ص:133 ونظم المتناثرج:1 ص:46 وتهذيب الكمال ج:14 ص:180 وكشف الخفاءج:1 ص:169 والفتح السماوي ج:2 ص: 622 وتخريج الأحاديث والآثار ج: 1 ص:448 وموضح أوهام الجمع والتفريق ج:2 ص: 205 وغريب الحديث ج:1 ص:589. [ صفحه 11]

و من أين سوف تبتدئ في بيان الفرقه الناجيه

الجواب: سوف أبحث عن بعض الألفاط التي وردت في الروايات السابقه فلعلي أجد ما يدل علي ذلك، ففي الروايات السابقه نجد لفظين الأول قوله(ص) ما أنا عليه وأصحابي واللفظ الثاني قوله (ص) الجماعه.

و أي اللفظين صوف تتكلم عنه أولا

الجواب: سوف أبتدي من قوله(ص) ما أنا عليه وأصحابي، وهذه هي الروايات التي ذكرت هذا اللفظ: فقد قال في تفسير ابن كثير: «وقد ورد في الحديث إن اليهود اختلفوا علي إحدي وسبعين [ صفحه 12] فرقه وأن النصاري اختلفوا علي اثنتين وسبعين فرقه وستفترق هذه الأمه علي ثلاث وسبعين فرقه منها واحده في الجنه وثنتان وسبعون في النارقيل من هم يا رسول الله قال ما أنا عليه وأصحابي رواه الحاكم في مستدركه بهذا اللفظ وهو في السنن والمسانيد ولهذا قال الله تعالي (ان ربك يقضي بينهم) [12] أي يفصل بينهم (القيامه فيما كانوا فيه يختلفون)» [13] . وراجع المصادر التاليه: سنن الترمذي ج: 5 ص: 26 والمعجم الكبيرج:8 ص:152 ومجمع الزوائدج: 1 ص:156 واعتقاد أهل السنه ج:100 ص: 1 والاعتقادج: 1 ص:234 وذم التأويل ج: 1 ص:29 وذم التأويل ج: 1 ص:39 والغرباء ج:1 ص:25 ونظم المتناثر ج:1 ص:46 وعمده القاري ج:18 ص:139 وتحفه الأحوذي ج:7 ص:334 وحاشيه ابن القيم ج:12 ص:222 وعون المعبودج:12 ص:240 وحليه الأولياء ج:9 ص:242 والمجروحين ج:2 ص:226 وتاريخ مدينه دمشق ج:33 ص:370 وكشف الخفاء ج:1 ص:169 والفتح السماوي ج:2 ص:622 وتذكره المحتاج إلي أحاديث المنهاج ج: 1 ص:70 وتخريج الأحاديث والآثار ج: 1 ص: 448. [ صفحه 13]

هل المراد من قوله ما أنا عليه و أصحابي هم كل الأصحاب أم أن المراد هم أصحاب مخصوصون بعينهم

حاولنا البحث والتدقيق في المسأله لعلنا نجد بعض الخيوط الموصله لمراده صلي الله عليه وآله. فوجدنا أول الخيوط في القضيه هوقوله(ص): «لا تسبوا أصحابي» هذه الروايه التي رويت في أصح المصادركالبخاري ومسلم وغيرهما وهذا هو نص الروايه:

الروايات التي نصها لا تسبوا أصحابي

فقد قال السيوطي في الدرالمنثور: «وأخرج ابن أبي شيبه والبخاري ومسلم وأبوداود والترمذي عن أبي سعيد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلي الله عليه وآله لا تسبوا أصحابي فو الذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه وأخرج ابن أبي شيبه عن ابن عمر قال لا تسبوا أصحاب محمد صلي الله عليه وآله فلمقام [ صفحه 14] أحدهم ساعه خير من عمل أحدكم عمره» [14] . وقال في صحيح البخاري: «حدثنا آدم بن أبي إياس حدثنا شعبه عن الأعمش قال سمعت ذكوان يحدث عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال النبي صلي الله عليه وآله لا تسبوا أصحابي فلوا أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه تابعه جرير وعبد الله بن داود وأبومعاويه ومحاضر عن الأعمش» [15] . وقال في صحيح سلم: «حدثنا يحيي بن يحيي التميمي وأبوبكر بن أبي شيبه ومحمد بن العلاء قال يحيي أخبرنا وقال الآخران حدثنا أبومعاويه عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريره قال قال رسول الله صلي الله عليه وآله لا تسبوا أصحابي لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه» [16] . [ صفحه 15] وقال الطبري في الرياض النضره: «وأخرجه أبوبكر البرقاني علي شرطهما وفيه لا تسبوا أصحابي دعوا لي أصحابي فإن أحدكم لو أنفق كل يوم مثل أحد ذهبا لم يبلغ مد أحدهم شرح أحد جبل معروف بالمدينه والنصيف» [17] . راجع المصادر التا ليه: الدرالمنثور ج:8 ص:51 والسنن الكبري ج: 5 ص:84 وسنن ابن ماجه ج: 1 ص:57 و الأحاديث المختاره ج: 6 ص:67 وسنن أبي داودج:4 ص:214 وسنن البيهقي الكبري ج: 10 ص:209 وسنن الترمذي ج: 5 ص:695 ومصنف ابن أبي شيبه ج:6 ص:404 والمعجم الأوسط ج: 1 ص: 212 والمعجم الصغيرج: 2 ص: 176 و مسند أبي يعلي ج:2 ص:342 ومجمع الزوائدج:10 ص: 21 والعشرات من المصادر الأخري. فمن تتبع هذه الروايات يجد فيها لفظين اللفظ الأول لا تسبوا أصحابي واللفظ الثاني ولو أن أحدكم أنفق كل يوم مثل أحد ذهبا لم يبلغ مد أحدهم. [ صفحه 16]

و من هم المقصودون هنا باللفظ المتقدم لا تسبوا أصحابي

الجواب: نعم نسأل أنفسنا ونسأل الباحثين وغيرهم من هو المخاطب بكلا اللفظين؟ هل نحن المخاطبون أم هم قسم من الصحابه ويحتمل دخول الغير معهم. وهل أن الصحابه هم قسم واحد أم أنهم علي أقسام؟ فهذا السؤال علي درجه كبيره من الأهميه لأنه سوف يبين لنا المسارليس في هذه القضيه حسب وانما في أموركثيره جدا. وما يهمنا هنا هو النجاه من الضلال ومن النار، والمهم أن نعرف هنا من هم قدوتنا من الصحابه؟ هل هم كل الصحابه أم قسم خاص منهم؟ لعلنا نجد الجواب في الروايات الآتيه وسوف يتبين لنا من هو المخاطب في هذه الروايه، إنه خالد بن الوليد عندما سب عبد الرحمن بن عوف، واليكم الدليل: [ صفحه 17]

نص و مصادر الروايات التي تبين من هو المخاطب باللفظ المتقدم

فقد قال مسلم في صحيحه: «حدثنا عثمان بن أبي شيبه حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد قال كان بين خالد بن الوليد وبين عبد الرحمن بن عوف شيء فسبه خالد فقال رسول الله صلي الله عليه وآله لا تسبوا أحدا من أصحابي فإن أحدكم لوأنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه» [18] وقال ابن حبان في صحيحه: «أخبرنا محمد بن إسحاق بن ابراهيم مولي ثقيف حدثنا محمد بن الصباح حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد الخدري قال كان بين عبد الرحمن وخالد بن الوليد شيء فسبه خالد فقال رسول الله صلي الله عليه وآله لا تسبوا أحدا من أصحابي فإن أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه» [19] . وقال في مسند أبي يعلي: «حدثنا زهير حدثنا جريرعن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد الخدري قال كان بين خالد بن الوليد وبين عبد الرحمن بن [ صفحه 18] عوف شيء فسبه خالد فقال رسول الله صلي الله عليه وآله لا تسبوا أحدا من أصحابي فإن أحدكم لو أنفق مثل أحد ما أدرك مد أحدهم ولانصيفه» [20] . وقال ابن حنبل في فضائل الصحابه: حدثنا محمد قثنا عبد الأعلي بن حماد النرسي قثنا بشر بن منصورعن سفيان الثوري عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد قال وقع بين خالد بن الوليد وبين عبد الرحمن بن عوف سباب فقال رسول الله صلي الله عليه وآله لا تسبوا أصحابي فلو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما أدرك عمل صاحبه ولا نصيفه» [21] . وقال المقدسي في الأحاديث المختاره: «أخبرنا أبو طاهر المبارك بن أبي المعالي بن المعطوش الحريمي ببغداد أن هبه الله بن محمد أخبرهم أبنا الحسن بن علي أبنا أحمد بن جعفر حدثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي حدثنا أحمد بن عبد الملك حدثنا زهير حدثنا حميد الطويل عن أنس قال كان بين خالد بن الوليد وبين عبد الرحمن بن عوف كلام فقال خالد لعبد الرحمن تستطيلون علينا بأيام سبقتمونا بها فبلغنا أن ذلك ذكر للنبي (ص) فقال دعوا لي أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أنفقتم [ صفحه 19] مثل أحد أو مثل الجبال ذهبا ما بلغتم أعمالهم سئل أبو حاتم الرازي عنه فقال إنما هو حميد عن الحسن عن النبي (ص) مرسل له شاهد في مسلم من حديث أبي سعيد الخدري لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لوأنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولانصيفه» [22] . عرفنا بأن الخطاب كان من النبي(ص) لخالد بن الوليد في خلاف بينه وبين عبد الرحمن بن عوف فخاطبه النبي(ص) بهذا الخطاب ومن هنا نجد الشراح يقسمون الصحابه إلي قسمين صحابه لهم نوع من الخصوصيه وصحابه عاديين.

هل تريد أن تقول بأن الصحابه علي أقسام ففيهم الصحابه الخلص و فيهم غير ذلك و ما هو الدليل

الجواب: نعم الصحابه ليسوا علي درجه واحده، واليك الدليل من أقوال بعضهم: [ صفحه 20] فقد قال ابن حجر في فتح الباري: «ذكرسبب لهذا الحديث وهو ما وقع في أوله قال كان بين خالد بن الوليد وعبد الرحمن بن عوف شيء فسبه خالد فذكر الحديث وسيأتي بيان من أخرجه قوله فلو ان أحدكم فيه اشعار بأن المراد بقوله اولا أصحابي أصحاب مخصوصون والا فالخطاب كان للصحابه وقد قال لوان أحدكم انفق وهذا كقوله تعالي لا يستوي منكم من انفق من قبل الفتح وقاتل الآيه ومع ذلك فنهي بعض من أدرك النبي(ص) وخاطبه بذلك عن سب من سبقه يقتضي زجر من لم يدرك النبي(ص) ولم يخاطبه عن سب من سبقه من بأب الأولي وغفل من قال ان الخطاب بذلك لغير الصحابه وانما المراد من سيوجد من المسلمين المفروضين في العقل تنزيلا لمن سيوجد منزله الوجود للقطع بوقوعه ووجد التعقب عليه وقوع التصريح في نفس الخبر بأن المخاطب بذلك خالد بن الوليد وهو من الصحابه الموجودين إذ ذاك با لاتفاق» [23] . وقال في تحفه الأحوذي: «قوله (لا تسبوا أصحابي) الخطاب بذلك للصحابه لما ورد أن سبب الحديث أنه كان بين خالد بن الوليد وعبد الرحمن بن عوف شيء فسبه خالد فالمراد بأصحابي أصحاب مخصوصون وهم السابقون [ صفحه 21] علي المخاطبين في الإسلام وقيل نزل الساب منهم لتعاطيه ما لا يليق به من السب منزله غيرهم فخاطبه خطاب غير الصحابه قال القاريء ويمكن أن يكون الخطاب للأمه الأعم من الصحابه حيث عدم بنورالنبوه أن مثل هذا يقع في أهل البدعه فنهاهم بهذه السنه (لو أن أحدكم) فيه إشعار بأن المراد بقوله أولا أصحابي أصحاب مخصوصون والا فالخطاب كان للصحابه» [24] . وقال العظيم آبادي في عون المعبود: «فاعلم أن المراد بأصحابي أصحاب مخصوصون وهم السابقون علي المخاطبين في الإسلام وقيل نزل الساب منهم لتعاطيه ما لا يليق به من السب منزله غيرهم فخاطبه خطاب غير الصحابه ذكره السيوطي» [25] .

الروايات التي تتكلم عن الخلاف بين عمار و خالد

وعندما تتبعنا الروايات أكثر وجدنا أن هناك خلافا آخر حدث بين خالد وعمارفبين النبي صلي الله عليه وآله موقفه في [ صفحه 22] المساله وكان البيان في هذه المره أوسع من البيان السابق وأكثر تفصيلا. في الحديث السابق بين لنا النبي صلي الله عليه وآله التقسيم الأولي صحابه مخصوصون وصحابه لهم صحبه عاديه لا يشملهم حديث لا تسبوا أصحابي لأن معني الحديث لا تسبوا أصحابي المخصوصين. ولكن النبي صلي الله عليه وآله أعطي تقسيما اخر- في الحادثه الثانيه- وهو قوله الشريف: من عادي عمارا عاداه الله ومن أبغض عمارا أبغضه الله. فهذا الحديث يعتبر قاعده ينطلق منها للتمييز بين الطائفتين فجماعه عمارهم الذين يحبهم الله وأعداء عمارهم الذين يبغضهم الله، وعليه فجماعه عمارهم أهل الفرقه الناجيه وأعداء عمارهم من الفرق الهالكه. والأن إليكم مصادر الروايه: فقد قال النسائي في السنن الكبري: «وأخبرنا أحمد بن سليمان قال حدثنا يزيد بن هارون قال أنا العوام عن سلمه بن كهيل عن علقمه عن خالد بن الوليد قال كان بيني وبين عماركلام فأغلظت له في القول فانطلق عماريشكو خالدا إلي رسول الله صلي الله عليه وآله فجاء خالد وعماريشكوان فجعل يغلظ له ولايزيده إلا غلظه والنبي صلي الله عليه وآله ساكت فبكي [ صفحه 23] عمارفقال يا رسول الله ألا تراه قال فرفع النبي صلي الله عليه وآله رأسه قال من عادي عمارا عاداه الله ومن أبغض عمارا أبغضه الله قال خالد فخرجت فما كان شيء أحب إلي من رضي عمار فلقيته فرضي اللفظ لأحمد» [26] . وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء: العوام بن حوشب عن سلمه بن كهيل عن علقمه عن خالد بن الوليد قال كان بيني وبين عماركلام فأغلظت له فشكاني إلي رسول الله صلي الله عليه وآله فقال (من عادي عمارا عاداه الله ومن أبغض عمارا أبغضه الله (فخرجت فما شيء أحب إلي من رضي عمارفلقيته فرضي) أخرجه أحمد والنسائي: شعبه عن سلمه بن كهيل عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد عن أبيه عن الأسود قال كان بين خالد وعماركلام فشكاه خالد إلي النبي صلي الله عليه وآله فقال رسول الله (من يعاد عمارا يعاده الله ومن يبغض عمارا يبغضه الله) [27] . وقال أيضا: «سلمه بن كهيل عن علقمه عن خالد بن الوليد قال كان بيني وبين عمارشيء فانطلق يشكو إلي رسول الله صلي الله عليه وآله فجعل لايزيده إلا غلظا ورسول الله صلي الله عليه وآله ساكت [ صفحه 24] فبكي عماروقال يا رسول الله ألا تراه فرفع رسول الله فقال من أبغض عمارا أبغضه الله ومن عادي عمارا عاداه الله قال فخرجت وليس شيء أحب إلي من رضي عمارفلقيته فرضي. وبه إلي يعقوب حدثنا عمروبن مرزوق حدثنا شعبه عن سلمه ابن كهيل عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد عن أبيه عن الأسود قال كان بين خالد وعماركلام فشكاه خالد إلي النبي صلي الله عليه وآله فقال من يعاد عمارا يعاده الله ومن يبغض عمارا يبغضه الله ومن يسب عمارايسبه الله» [28] . وقال ابن حنبل في فضائل الصحابه: «أخبرنا محمد بن أبان قال حدثنا يزيد قال أنا العوام عن سلمه بن كهيل وأخبرنا أحمد بن سليمان قال حدثنا يزيد بن هارون قال أنا العوام عن سلمه بن كهيل عن علقمه عن خالد بن الوليد قال كان بيني وبين عماركلام فأغلظت له في القول فانطلق عماريشكو خالدا إلي رسول الله صلي الله عليه وآله فجاء خالد وعمار يشكوان فجعل يغلظ له ولا يزيده إلا غلظه والنبي صلي الله عليه وآله ساكت فبكي عمارفقال يا رسول الله ألا تراه قال فرفع النبي صلي الله عليه وآله رأسه قال من عادي عمارا عاداه الله ومن أبغض عمارا أبغضه الله قال خالد فخرجت فما كان شيء أحب إلي من رضي عمار [ صفحه 25] فلقيته فرضي اللفظ لأحمد أخبرنا محمد بن غيلان قال أنا أبوداوود عن شعبه عن سلمه قال سمعت محمد بن عبد الرحمن بن يزيد يحدث عن أبيه عن الاشتر عن خالد بن الوليد قال قال رسول الله صلي الله عليه وآله من يعاد عمارايعاده الله ومن يسب عمارا يسبه الله» [29] . وقال أيضا: «أخبرنا محمد بن يحيي بن محمد قال أخبرنا مالك بن إسماعيل قال حدثنا مسعود بن سعد عن الحسن بن عبيد الله عن محمد بن شداد عن عبد الرحمن بن يزيد عن الأشتر قال كان خالد بن الوليد يضرب الناس علي الصلاه بعد العصر قال فقال خالد بعثني رسول الله صلي الله عليه وآله في سريه فأصبنا أهل بيت قد كانوا وحدوا فقال عمارهؤلاء قد احتجزوا منا بتوحيدهم فلم ألتفت إلي قول عمارفقال عمارأما لأخبرن رسول الله صلي الله عليه وآله فلما قدمنا عليه شكاني إليه فلما رأي أن النبي صلي الله عليه وآله لا ينتصر مني أدبر وعيناه تدمعان فرده النبي صلي الله عليه وآله ثم قال يا خالد لا تسب عمارا فإنه من سب عمارا يسبه الله ومن ينتقص عمارا ينتقصه الله ومن سفه عمارا يسفهه الله قال خالد فما من ذنوبي شيء أخوف عندي من تسفيهي عمارا. [ صفحه 26] «أخبرنا علي بن المنذر قال أنا محمد بن فضيل قال أنا الحسن بن عبيد الله عن محمد بن شداد عن عبد الرحمن بن يزيد عن الأشتر قال قال سمعت خالدا يقول قال رسول الله صلي الله عليه وآله لا تسب عمارا فإنه من يسب عمارا يسبه الله ومن يبغض عمارا يبغضه الله ومن سفه عمارايسفهه الله» [30] . فتبين لنا من هذه الروايات أن كل من يسب عمارأوينتقصه أويقاتله فهو مبغوض من قبل الله سبحانه وتعالي وعلي هذا لا يمكن أن يكون من يسب عمارمن الفرقه الناجيه لأن الله راض عن الفرقه الناجيه ولا يسبها الله ولا يبغضها، أليس كذلك؟

الكلام في قوله فان أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم و لا نصيفه

فقد قال معطم في صحيحه: «حدثنا عثمان بن أبي شيبه حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد قال كان بين خالد بن الوليد وبين عبد [ صفحه 27] الرحمن بن عوف شيء فسبه خالد فقال رسول الله صلي الله عليه وآله لا تسبوا أحدا من أصحابي فإن أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه» [31] .

التعليق علي الروايه المذكوره

فإن المتتبع سوف يجد فيها هذه الكلمات فان أحدكم لو انفق مثل احد ذهبا ما أدرك مد احدهم ولا نصيفه، فواضح من الخطاب أن النبي(ص) يقول: لهؤلاء المخاطبين بانكم لن تصلوا إلي درجه الأصحاب الخلص مهما عملتم ومهما قدمتم من الخير. ثم وجدنا النبي(ص) يخاطبهم مره أخري ويقول لهم بأن هناك في أمتي من هم أكثر منكم أجرا. فتابعوا معي هذه المصادر:

الروايات التي تقول بان في الأمه من هو أفضل من الصحابه أو بعضهم

فقد قال ابن خير في تفسيره: «طريق أخري قال أبوبكر بن مردويه في تفسيره حدثنا [ صفحه 28] عبد الله بن جعفر حدثنا إسماعيل عن عبد الله بن مسعود حدثنا عبد الله بن صالح حدثنا معاويه بن صالح عن صالح بن جبير قال قدم علينا أبو جمعه الأنصاري صاحب رسول الله(ص) ببيت المقدس يصلي فيه ومعنايومئذرجاء بن حيوه رضي الله عنه فلما انصرف خرجنا نشيعه فلما أراد الإنصراف قال إن لكم جائزه وحقا أحدثكم بحديث سمعته من رسول الله(ص) قلنا هات رحمك الله قال كنا مع رسول الله(ص) ومعنا معاذ بن جبل عاشر عشره فقلنايا رسول الله هل من قوم أعظم منا أجرا آمنا بالله واتبعناك قال ما يمنعكم من ذلك ورسول الله بين أظهركم يأتيكم بالوحي من السماء بل قوم بعدكم يأتيهم كتاب من بين لوحين يؤمنون به ويعملون بما فيه أولئك أعظم منكم أجرا مرتين» [32] . وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: «وعن صالح بن جبير قال قدم علينا أبو جمعه الأنصاري صاحب رسول الله(ص) بيت المقدس ليصلي فيه ومعنارجاء بن حيوه يومئذ فلما انصرف خرجنا معه لنشيعه فلما أردنا الانصراف قال إن لكم جائزه وحقا أن أحدثكم بحديث سمعته من رسول الله (ص) قلنا هات رحمك الله فقال كنا مع رسول الله(ص) معنا معاذ بن جبل عاشر عشره قلنا يا رسول الله هل من قوم أعظم منا أجرا آمنا بك [ صفحه 29] واتبعناك قال ما يمنعكم من ذلك و رسول الله(ص) بين أظهركم يأتيكم الوحي من السماء بلي قوم يأتون من بعدكم ياتيهم كتاب بين لوحين فيؤمنون به ويعملون بما فيه أولئك أعظم منكم أجرا أولئك أعظم منكم أجرا أولئك أعظم منكم اجرا رواه الطبراني واختلف في رجاله. وعن أبي جمعه قال تغدينا مع رسول الله(ص) ومعنا أبو عبيده بن الجراح فقال يا رسول الله أحد افضل منا أسلمنا معك وجاهدنا معك قال نعم قوم يكونون من بعدي يؤمنون بي ولم يروني رواه أحمد وأبويعلي والطبراني بأسانيد وأحد أسانيد أحمد رجاله ثقات. وعن رجل من بني أسد أن أبا ذرأخبره قال قال رسول الله (ص) أشد أمتي لي حبا قوم يكونون أو يخرجون بعدي يود أحدهم أنه أعطي أهله وماله وأنه يراني رواه أحمد ولم يسم التابعي وبقيه رجال إحدي الطريقين رجال الصحيح. وعن أبي هريره قال قال رسول الله(ص) إن قوما يأتون من بعدي يود أحدهم أن يفتدي برويتي أهله وماله رواه البزار و فيه عبدالرحمن بن أبي الزناد وحديثه حسن وفيه ضعف وبقيه رجاله ثقات» [33] . [ صفحه 30] وفأل الشيباني في الاحاد والمثاني: «حدثنا محمد بن عوف حدثنا أبوصالح حدثنا معاويه بن صالح عن صالح بن جبير قال قدم علينا أبو جمعه الأنصاري رضي الله عنه صاحب رسول الله (ص) بيت المقدس ليصلي فيها ومعنا رجاء بن حيوه يومئذ فلما أردنا الانصراف قال إن لكم علي جائزه وحقا أحدثكم بحديث سمعته من رسول الله(ص) قال فقلنا هات يرحمك الله قال كنا مع رسول الله (ص) ومعنا معاذ بن جبل رضي الله عنه عاشر عشره فتلنايا رسول الله هل من قوم أعظم منا أجرا آمنا بك واتبعناك قال فما منعكم من ذلك ورسول الله(ص) بين أظهركم يأتيكم الوحي من السماء بل قوم يأتون من بعدكم يأتيهم كتاب بين لوحين فيؤمنون به ويعملون به أولئك أعظم منكم أجرا أولئك أعظم منكم أجرا» [34] .

التعليق علي الروايه المتقدمه

فهذه الروايات تبين لنا أن في الأمه من هو أفضل من أبي عبيده ومن في درجته من الصحابه وعلي هذايثبت لنا أن أبا عبيده [ صفحه 31] ليس من الدرجه التي لايصل أحد إلي مستواها ودرجتها، ثم بعد تتبع آخر وجدنا بأن النبي(ص) يخاطب أبا عبيده ويقول له بأن في الأمه من هو أفضل منكم وقطعا هذا الكلام لا يشمل كل الصحابه لأن في الصحابه من لوأنفقنا مثل جبل أحد ذهبا فلن نصل لدرجتهم وانما يقصد الصحابه الذين في درجه أبي عبيده وما دون. فتأملوا معي هذه الروايات:

نص و مصادر الروايات التي تقول لأبي عبيده هناك من هو أفضل منكم

فقد قال الحاكم في المستدرك: «حدثنا ابو العباس محمد بن يعقوب حدثنا محمد بن عوف بن سفيان الطائي بحمص حدثنا عبد القدوس بن الحجاج حدثنا الأوزاعي حدثنا أسيد بن عبد الرحمن حدثني صالح بن محمد عن أبي جمعه قال تغدينا مع رسول الله(ص) ومعنا أبو عبيده بن الجراح قال فقلنا يا رسول الله أحد خير منا أسلمنا معك وجاهدنا معك قال نعم قوم يكونون بعدكم يؤمنون بي ولم يروني هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه» [35] . وقال ابن كثير في تفسيره: [ صفحه 32] «وفي معني هذا الحديث الذي رواه أحمد حدثنا ابو المغيره أنبا الأوزاعي حدثني أسد بن عبد الرحمن عن خالد بن دريك عن بن محيريز قال قلت لأبي جمعه حدثنا حديثا سمعته من رسول الله (ص) قال نعم أحدثك حديثا جيدا تغدينا مع رسول الله(ص) ومعنا أبوعبيده بن الجراح فقال يا رسول الله هل أحد خير منا أسلمنا معك وجاهدنا معك قال نعم قوم من بعدكم يؤمنون بي ولم يروني» [36] . وقال الطبراني في المعجم الكبير: «حدثنا أحمد بن عبد الوهاب بن نجده الحوطي وأبوزيد الحوطي قالا حدثنا أبوالمغيره حدثنا الأوزاعي حدثنا أسيد بن عبد الرحمن حدثني صالح بن جبير حدثني أبو جمعه قال تغدينا مع رسول الله(ص) ومعنا أبوعبيده بن الجراح فقال يا رسول الله أحد خير منا أسلمنا معك قال نعم قوم يكونون من بعدكم يؤمنون بي ولم يروني. حدثنا أحمد بن عبد الوهاب بن نجده الحوطي وأبو زيد الحوطي قالا حدثنا أبو المغيره ح وحدثنا أبو شعيب الحراني حدثنا يحيي بن عبد الله البابلتي قالا حدثنا الأوزاعي حدثني أسيد بن عبد الرحمن عن خالد بن دريك عن أبي محيريز قال قلت لأبي جمعه حدثنا حديثا سمعته من رسول الله(ص) فقال نعم أحدثكم حديثا جيدا تغدينا مع رسول الله(ص) ومعنا أبوعبيده بن الجراح فقال يا [ صفحه 33] رسول الله أحد خبر منا امنا بك وجاهدنا معك قال قوم يجيئون من بعدكم يؤمنون بي ولم يروني» [37] . وقال ابن سعد في الطبقات الكبري: «أبو جمعه صاحب رسول الله(ص) كان بالشام ثم تحول إلي مصر فنزلها وروي عن رسول الله(ص) أحاديث أخبرنا محمد بن مصعب القرقساني قال حدثنا الأوزاعي عن أسيد بن عبد الرحمن عن خالد بن دربك عن عبد الله بن محيريز قال قلت لرجل من أصحاب رسول الله(ص) حسبت أنه قال يكني أبا جمعه حدثنا حديثا سمعته من رسول الله(ص) فقال لأحدثنك حديثا جيدا تغدينا مع رسول الله(ص) يوما ومعنا أبو عبيده بن الجراح فقلنا يا رسول الله هل أحد خبر منا أسلمنا معك وهاجرنا معك قال بلي قوم من أمتي يأتون من بعدي يؤمنون بي « [38] . وقال في مسند أبي يعلي: «حدثنا عبد الغفاربن عبد الله حدثنا عبد الله بن عطارد البصري عن الأوزاعي عن أسيد بن عبد الرحمن عن صالح بن جبير عن أبي جمعه قال تغديت مع النبي(ص) ومعنا أبو عبيده بن الجراح فقال له أبوعبيده يا رسول الله أحد خير منا أسلمنا معك [ صفحه 34] وجاهدنا معك قال نعم قوم يكونون من بعدي يؤمنون بي ولم يروني [39] . راجع المصادرالتا ليه: الإيمان ج: 1 ص: 372 والمفاريدج: 1 ص: 75 والأمالي المطلقه ج:1 ص: 41 وتاريخ مدينه دمشق ج:8 ص:419 وتاريخ مدينه دمشق ج:23 ص:318 وتاريخ مدينه دمشق ج:23 ص:320 وسبل السلام ج:4 ص: 127 ونيل الاءوطارج:9 ص:229 ونيل الأوطارج:9 ص:231.

قد يقول لكم قائل بان الأفضليه هنا ليست مطلقه و انما هي معلله بانهم أمنوا و لم يروا النبي

الجواب: أقول نعم قد حاول البعض أن يقول بأن الأفضليه ليست [ صفحه 35] مطلقه وانما من جهه الإيمان بالنبي(ص) وهم لم يروه. ولكن أقول بان في بعض الروايات كما في الطبقات وتاريخ دمشق وغيرها النبي يري الأفضليه لبعض من الأمه وليس لكل أمته والإيمان به حاصل لكل الأمه الذين سوف يأتون من بعد وفاته وليس للبعض فقط. ثم عاودنا التتبع للروايات فوجدنا تصريحا آخر للنبي (ص) وهو يخاطب مجموعه من الصحابه ويقول لهم هناك من هم أفضل منكم في الأمه لأنهم بمنزله الأخوه لي وانتم بمنزله الأصحاب فقط فتابعوا معي هذه الروايات ومن هم الذين خاطبهم النبي (ص):

الروايات التي تقول أنتم أصحابي و إخواني قوم ياتون من بعدي

قال السيوطي في الدر المنثور: «واخرج ابن عساكرفي الأربعين السباعيه من طريق أبي هدبه وهو كذاب عن أنس قال قال رسول الله(ص) ليتني قد لقيت إخواني فقال له رجل من أصحابه أولسنا إخوانك قال بلي أنتم أصحابي واخواني قوم يأتون من بعدي يؤمنون بي ولم يروني [ صفحه 36] ثم قرأ (الذين يؤمنون بالغيب و يقيمون الصلوه)» [40] [41] . وقال في صحيح ابن خزيمه: «أخبرنا أبو طاهر حدثنا أبو بكر حدثنا علي بن حجر السعدي حدثنا اسماعيل يعني بن جعفر حدثنا العلاء عن أبيه عن أبي هريره وحدثنا يونس بن عبد الأعلي أخبرنا بن وهب أن مالك بن أنس حدثه عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريره وحدثنا بندارحدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبه عن العلاء وحدثنا أبو موسي قال حدثني محمد بن جعفر حدثنا شعبه قال سمعت العلاء عن أبيه عن أبي هريره وحدثنا يعقوب بن ابراهيم الدورقي أخبرنا بن عليه عن روح بن القاسم عن العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب عن أبيه عن أبي هريره قال خرج رسول الله(ص) إلي المقبره فسلم علي أهلها وقال سلام عليكم أهل دارقوم مؤمنين وانا إن شاء الله بكم لاحقون وددت أنا قد رأينا إخواننا قالوا أولسنا بإخوانك يا رسول الله قال أنتم أصحابي واخواني قوم لم ياتوا بعد وأنا فرطكم علي الحوض قالوا وكيف تعرف من لم يات بعد من أمتك يا رسول الله قال ارأيتم لو أن رجلا له خيل غر محجله بين ظهري خيل بهم دهم ألا يعرف خيله قالوا بلي يا رسول الله قال فإنهم يأتون غرا [ صفحه 37] محجلين من أثر الوضوء وأنا فرطهم علي الحوض ألا ليذادن رجال عن حوضي كما يذاد البعير الضال أناديهم ألا هلم فيقال إنهم قد أحدثوا بعدك وأقول سحقا سحقا هذا لفظ حديث بن عليه» [42] . وقال في سنن ابن ماجه: «حدثنا محمد بن بشارحدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبه عن العلاء بن عبد الرحمن عن ابيه عن أبي هريره عن النبي(ص) أنه أتي المقبره فسلم علي المقبره فقال السلام عليكم دارقوم مؤمنين وإنا إن شاء الله تعالي بكم لاحقون ثم قال لوددنا أنا قد رأينا إخواننا قالوا يا رسول الله أو لسنا إخوانك قال أنتم أصحابي واخواني الذين يأتون من بعدي وأنا فرطكم علي الحوض قالوا يا رسول الله كيف تعرف من لم يات من أمتك قال أرأيتم لوأن رجلا له خيل غر محجله بين ظهراني خيل دهم بهم ألم يكن يعرفها قالوا بلي قال فإنهم يأتون يوم القيامه غرا محجلين من أثر الوضوء قال أنا فرطكم علي الحوض ثم قال ليذادن رجال عن حوضي كما يذاد البعير الضال فأناديهم ألا هلموا فيقال إنهم قد بدلوا بعدك ولم يزالوا يرجعون علي أعقابهم فأقول ألا سحقا سحقا» [43] . [ صفحه 38] وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: «وعن أنس قال قال رسول الله(ص) وددت أني لو رأيت إخواني الذين آمنوا بي ولم يروني رواه أحمد وأبويعلي ولفظه ومتي ألقي إخواني قالوا يا رسول الله ألسنا إخوانك قال بل أنتم أصحابي واخواني الذين آمنوا بي ولم يروني وفي رجال أبي يعلي محتسب أبو عائذ وثقه ابن حبان وضعفه ابن عدي وبقيه رجال أبي يعلي رجال الصحيح غير الفضل بن الصباح وهو ثقه وفي إسناد أحمد جسر وهو ضعيف ولواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح غير محتسب» [44] . وقال ابن عبد البر في التمهيد: «حدثنا خلف بن قاسم قال حدثنا ابن أبي رافع بمصر قال حدثنا إسماعيل ابن إسحاق حدثنا علي بن المديني قال حدثنا حماد بن أسامه قال حدثنا الأحوص بن حكيم عن أبي عون عن أبي إدريس الخولاني عن أبي سعيد الخدري أن النبي(ص) قال أنتم أصحابي واخواني الذين آمنوا بين ولم يروني هذا إسناد ليس في واحد منهم مقال إلا الأحوص بن حكيم فإن ابن معين وطائفه من أهل العلم بالحديث ضعفوه وقالوا عنده مناكير وكان ابن عيينه يوثقه ويثني عليه وأبو عون هو محمد بن عبيد الله الثقفي أجمعوا أنه ثقه [ صفحه 39] وسائر من في الإسناد أئمه» [45] . هل رأيتم النبي(ص) لا يعترف لهم بانهم إخوانه وانما يقول أنتم أصحابيم لأن الصحبه تصدق علي مصاديق متعدده ومتكثره حتي مع الإختلاف في المعتقد كما سمي الله أهل مكه وكفارها بأصحاب النبي فقال وما صاحبكم بمجنون. بل أن هناك أمر آخرلعله يثير الاستغراب أكثر فتأملوا معي الروايات التي سوف أقدمها إليكم الآن فسوف تجدون فيها أن النبي (ص) لايعترف بأخوه من معه من الصحابه ولكنه يعترف باخوه الشهداء الذين استشهدوا في المعارك الإسلاميه. وهذا الأمريضع علامه استفهام كبيره حول الجماعه وخاصه مع تعليل النبي(ص) لذلك بأنكم سوف ترتدون علي الأعقاب وتذادون عن حوضي أما الشهداء فلا مجال لردتهم فهم قد ماتوا علي الحق وهذه هي الروايات: [ صفحه 40]

الروايات التي لا يقر الرسول لبعض أصحابه بانهم إخوانه و يقول عن الشهداء أنهم إخوانه

فقد قال ابن عبد البرفي التمهيد: «وحدثنا عبد الوارث بن سفيان وسعيد بن نصر قالا حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا محمد بن وضاح قال حدثنا حامد بن يحيي وابراهيم بن المنذر قالا حدثنا محمد بن معن الغفاري قال حدثنا داود بن خالد بن دينار قال مررت يوما أنا و رجل من بني تيم يقال له يوسف أو أبويوسف علي ربيعه بن أبي عبد الرحمان فقال له أبويوسف با أبا عثمان إنا لنجد عند غيرك من الحديث ما لانجد عندك فقال إن عندي حديثا كثيرا ولكن ربيعه بن الهدير أخبرني وكان يلزم طلحه بن عبيد الله أنه لم يسمع طلحه يحدث عن رسول الله (ص) حديثا قط غير حديث واحد قال ربيعه بن أبي عبد الرحمان لربيعه ابن الهدير وما هو قال لي طلحه خرجنا مع رسول الله(ص) حتي أشرفنا علي حره واقم وتدلينا منها فإذا قبور مجبنه فقلنا يا رسول الله هذه قبورإخواننا قال هذه قبورأصحابنا ثم مشينا حتي جئنا قبورالشهداء فقال رسول الله(ص) هذه قبور إخواننا» [46] . [ صفحه 41] وقال أيضا: «وحدثنا عبد الوارث بن سفيان وسعيد بن نصر قالا حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا محمد بن وضاح قال حدثنا حامد بن يحيي وابراهيم بن المنذرقالا حدثنا محمد بن معن الغفاري قال حدثنا داود بن خالد بن دينارقال مررت يوما أنا ورجل من بني تيم يقال له يوسف أو أبويوسف علي ربيعه بن أبي عبد الرحمان فقال له أبويوسف يا أبا عثمان إنا لنجد عند غيرك من الحديث ما لانجد عندك فقال إن عندي حديثا كثيرا ولكن ربيعه بن الهدير أخبرني وكان يلزم طلحه بن عبيد الله أنه لم يسمع طلحه يحدث عن رسول الله(ص) حديثا قط غير حديث واحد قال ربيعه بن أبي عبد الرحمان لربيعه ابن الهدير وما هوقال لي طلحه خرجنا مع رسول الله(ص) حتي أشرفنا علي حره واقم وتدلينا منها فإذا قبور مجبنه فقلنا يا رسول الله هذه قبورإخواننا قال هذه قبورأصحابنا ثم مشينا حتي جئنا قبورالشهداء ففال رسول الله(ص) هذه قبور إخواننا (178) قال أبوعمر هذا حديث صحيح الإسناد وفيه أنه قال (ص) في قبورالشهداء هذه قبورإخواننا ومعلوم عنه أنه قال في الشهداءفي عصره أنا شهيد عليهم» [47] . [ صفحه 42] وقال المقدسي في الأحاديث المختاره: «أخبرنا أبو طاهر المبارك بن أبي المعاني بن المعطوش بقراءتي عليه ببغداد قلت له أخبركم أبوالقاسم هبه الله بن محمد بن عبد الواحد قراءه عليه وأنت تسمع أنا أبوعلي الحسن بن علي بن المذهب أنا أبوبكر أحمد بن جعفر بن حمدان حدثنا عبد الله بن أحمد حدثني ابي حدثنا علي بن عبد الله حدثني محمد بن معن الغفاري أخبرني داود بن خالد بن دينارأنه مر هو ورجل يقال له أبو يوسف من بني تيم علي ربيعه بن أبي عبدالرحمن قال قال له أبو يوسف انا لنجد عند غيرك من الحديث ما لا عندك فقال إن عندي حديثا كثيرا ولكن ربيعه بن الهدير قال وكان يلزم طلحه بن عبيد الله إنه لم يسمع طلحه يحدث عن رسول الله(ص) حديثا قط غير حديث واحد قال ربيعه بن أبي عبد الرحمن قلت له وما هو قال: قال لي طلحه خرجنا مع رسول الله (ص) حتي أشرفنا علي حره واقم قال فدنونا منها فإذا قبوربمحنيه فقلنا يا رسول الله قبور إخواننا هذه قال قبيرأصحابنا ثم خرجنا حتي إذا جئنا قبورالشهداء قال قال رسول الله(ص) هذه قبورإخواننا روي عن عثمان يحفظ عنه إلا هده ا الحديث عن ربيعه بن أبي عبد الرحمن عن ربيعه بن عبدالله بن الهدير عن طلحه بن عبيد الله عن النبي(ص) أنه أتي قبورالشهداء وقال أبوحاتم الرازي داود بن خالد بن دينارروي عن ربيعه دوي عنه محمد بن معن الغفاري وابن أبي فديك رواه أبوداود عن حامد بن [ صفحه 43] يحيي عن محمد بن معن بنحوه (إسناده صحيح)» [48] . وقال في سنن أبي داود: «حدثنا حامد بن يحيي حدثنا محمد بن معن المدني أخبرني داود بن خالد عن ربيعه بن أبي عبد الرحمن عن ربيعه يعني بن الهدير قال ما سمعت طلحه بن عبيد الله يحدث عن رسول الله (ص) حديثا قط غير حديث واحد قال قلت وما هوقال خرجنا مع رسول الله(ص) يريد قبورالشهداء حتي إذا أشرفنا علي حره واقم فلما تدلينا منها واذا قبوربمحنيه قال قلنايا رسول الله أقبور إخواننا هذه قال قبورأصحابنا فلما جئنا قبورالشهداء قال هذه قبور إخوا ننا» [49] . وقال في سنن البيهقي الكبري: «أخبرنا أبومحمد عبد الله بن يوسف من أصله أنا أبوسعيد بن الأعرابي حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني حدثنا علي بن عبد الله حدثنا محمد بن معن أنا داود بن خالد بن دينارأنه مر هوورجل يقال له بن يوسف من بني تميم علي ربيعه بن أبي عبد الرحمن فقال بن يوسف إنا لنجد عند غيرك من الحديث ما لا نجد عندك قال عندي حديث كثير ولكن ربيعه بن الهدير وكان يلزم طلحه بن [ صفحه 44] عبيد الله زعم أنه لم يسمع طلحه يحدث عن رسول الله(ص) غير حديث واحد قال ربيعه فقلت له ما هو قال قال لي طلحه بن عبيد الله خرجنا مع رسول الله(ص) فلما أشرفنا علي حره واقم تدلينا منها فإذا قبوربمحنيه فقلنا يا رسول الله هذه قبور اخواننا فقال هذه قبورأصحابنا ثم خرجنا فلما جئنا قبورالشهداء قال لي رسول الله(ص) هذه قبور إخواننا» [50] . وقال ابن عبد البر في الاستذكار: «ومن حديث طلحه بن عبيد الله قال خرجنا مع رسول الله (ص) حتي أشرفنا علي حره واقم وتدلينا منها فإذا قبوربمحنيه فقلنا يا رسول الله هذه قبورإخواننا فقال هذه قبورأصحابنا ثم مشينا حتي أتينا قبورالشهداء فقال رسول الله هذه قبورإخواننا وقد ذكرنا أسانيد هذه الأحاديث كلها وغيرها في معناها في كتاب التمهيد وهي أحاديث كلها حسان ورواتها معروفون وليست علي عمومها كما أن قوله عليه السلام (خير الناس قرني) ليس علي العموم فهذه أحري ألا تكون علي العموم وبالله التوفيق» [51] . [ صفحه 45] لقد تبين لكم الآن بوضوح السبب الذي جعل النبي(ص) لا يعترف بأنهم إخوانه- وهو مسأله الانقلاب- وقد مر عليكم حديث الحوض وسوف يأتي أيضا إن شاء الله. ولكن متتبع الروايات يجد فيها أمرا وهوأن الروايات تتستر علي القائل من هو وانما يكتفي الراوي بقوله فقالوا. فيا تري من هم هؤلاء الذين قالواولم يقرلهم النبي (ص) بالأخوه؟ نحاول البحث في التاريخ وفي المصادرهنا وهناك لعلنا نجد ولو دليلا واحدا يدلنا علي القائل لنعرف مراد النبي(ص) وسوف نعرف أيضا بمعرفتنا له بأن الذين علي شاكلته يشملهم الحكم والمقال.

الروايات التي يتبين منها من هم المخاطب بالروايات السابقة أنهم ليس بإخوانه

هلموا معي لقد وجدت بعض المرويات، لنقرأها سويه حيث ان هذه هي الروايات التي يتبين منها من هم المخاطبون بروايات «أنهم ليس بإخوانه» - ص-. فقد قال ابن عبد البر في الاستذكار: «ومن حديث بن أبي أوفي قال خرج علينا رسول الله (ص) يوما فقعد وجاءه عمر (فقال يا عمر إني لمشتاق إلي إخواني قال عمر ألسنا إخوانك يا رسول الله قال لا ولكنكم أصحابي واخواني [ صفحه 46] قوم آمنوا بي ولم يروني)» [52] . وقال ابن عساكر في تاريخ مدينه دمشق: «أخبرنا أبو القاسم بن السوسي وأبو طالب بن علي بن حيدره قالا أنا علي بن محمد الشافعي أنا عبد الرحمن بن عثمان العدل أنا خيثمه بن سليمان حدثنا يحيي بن يزيد بن محمد بن مروان بن سعد الأيلي أبوزكريا حدثنا محمد بن بشر البلخي عن أبي قتاده الحراني عن فائد بن عبد الرحمن عن عبد الله بن أبي أوفي قال كنا مع النبي(ص) فقال إني لمشتاق إلي أخواني فقلنا أولسنا إخوانك يا رسول الله قال كلا انتم أصحابي واخواني قوم يؤمنون بي ولم يروني فجاء أبوبكر الصديق فقال عمر إنه قال إني لمشتاق إلي إخواني فقلنا ألسنا إخوانك فقال لا إخواني قوم يؤمنون بي ولم يروني فقال النبي(ص) با أبا بكر ألا تحب قوما بلغهم أنك تحبني فاحبوك لحبك إياي فأحبهم أحبهم الله. حدثناه عاليا أبوبكر محمد بن عبد الباقي إملاء حدثنا أبومحمد الحسن بن علي بن محمد أنا أبوحفص عمر بن عثمان بن أحمد الواعظ حدثنا أحمد بن عيسي بن السكين حدثنا ابو فروه يزيد بن محمد بن يزيد بن سنان الرهاوي أبوقتاده عبد الله بن واقد الحراني حدثنا أبوالورقاء فائد بن عبد الرحمن عن عبد الله بن [ صفحه 47] أبي أوفي الأسلمي قال كنا عند رسول الله(ص) فقال يا ليتني قد لقيت إخواني فقال له عمر بن الخطاب يا رسول الله أولسنا إخوانك قال أنتم أصحابي إخواني قوم آمنوا بي ولم يروني وصدقوني ولم يروني قال فجاء أبوبكر علي هيئه ذلك فقال له عمر بن الخطاب يا أبا بكر ألا تسمع ما يقول رسول الله(ص) قال وما يقول قال يا ليتني لقيت إخواني فقلت له يا رسول الله أولسنا إخوانك قال أنتم أصحابي إخواني قوم امنوا بي ولم يروني وصدقوا بي ولم يروني قال فقال النبي(ص) صدق يا أبا بكر أما تحب قوما بلغهم أنك تحبني واخبوك لحبك إياي فاحبهم أحبهم الله عز وجل- ح-. وأخبرناه أبو الفرج عبد الخالق بن أحمد بن عبد القادر أخبرنا أبونصر الزينبي أنبأ محمد بن عمر بن علي حدثنا ابو بكر محمد بن السري بن عثمان حدثنا أبويعقوب إسحاق بن محمد بن أبي كثير القاضي حدثنا مكي بن إبراهيم حدثنا فائد عن عبد الله بن أبي أوفي الأسلمي قال خرج رسول الله(ص) يوما فقعد وجاءه عمر بن الخطاب فقال النبي(ص) يا عمر إني لمشتاق إلي إخواني قال عمريا رسول الله ألسنا إخوانك قال لا ولكنكم أصحابي ولكن إخواني قوم آمنوا بي ولم يروني قال ودخل أبوبكر علي بقيه ذلك قال فقال له عمريا أبا بكر إن رسول الله(ص) قال إني لمشتاق إلي إخواني قال قلت يا رسول الله ألسنا إخوانك قال لا ولكنكم أصحابي ولكن إخواني قوم آمنوا بي ولم يروني قال رسول الله(ص) يا أبا [ صفحه 48] بكر ألا تحب قوما بلغهم أنك تحبني فأحبوك لحبك إياي فاحبهم أحبهم الله تعالي- ح-. أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أخبرنا أحمد بن محمد بن النقورأخبرنا أبوطاهر المخلص أنبا رضوان بن أحمد أخبرنا أحمد بن عبد الجبارحدثنا يونس بن بكير عن فائد بن عبد الرحمن العبدي حدثنا عبد الله بن أبي أوفي أن رسول الله(ص) قال إني لمشتاق إلي إخواني فقال عمر بن الخطاب يا رسول الله ألسنا إخوانك فقال لا أنتم أصحابي إخواني قوم امنوا بي ولم يروني فجاء أبوبكر فاخبره عمر بالذي قال له رسول الله(ص) فقال رسول الله(ص) يا أبا بكر ألا تحب قوما بلغهم أنك تحبني فاحبوك فاحبهم أحبهم الله عز وجل ح» [53] . وقال أيضا: «وأخبرناه أبو الفرج عبد الخالق بن أحمد بن عبد القادر أنا أبونصر الزينبي أنبأ محمد بن عمر بن علي حدثنا أبوبكرمحمد بن السري بن عثمان حدثنا أبويعقوب إسحاق بن محمد بن أبي كثير القاضي حدثنا مكي بن إبراهيم حدثنا فائد عن عبد الله بن أبي أوفي الأسلمي قال خرج رسول الله(ص) يوما فقعد و جاءه عمربن الخطاب فقال النبي(ص) با عمر إني لمشتاق إلي إخواني قال عمريا [ صفحه 49] رسول الله ألسنا إخوانك قال لا ولكنكم أصحابي ولكن إخواني قوم آمنوا بي ولم يروني قال» [54] . وقال أيضا: «أخبرنا أبوالحسين محمد بن محمد بن الفراء وأبو غالب أحمد بن الحسن قالا أنبا أبويعلي بن الفراء أنا جدي أبو القاسم عبيد الله بن عثمان بن يحيي بن جنيقا أنا أبوعلي إسماعيل بن العباس الوراق حدثنا محمد بن يونس بن موسي حدثنا الحسن بن عنبسه حدثنا هاشم بن البريد عن زكريا بن أبي زائده عن ابن إسحاق عن البراء بن عازب قال قال رسول الله(ص) ألا إن أوليائي منكم المتقون ثم قال وددت أني لقيت إخواني قال فقال أبو بكريا رسول الله ألسنا إخوانك قال يا أبا بكر أنتم أصحابي واخواني قوم يجيئون من بعدكم يؤمنون بي ولم يروني قال ثم قال رسول الله (ص) با أبا بكر ألا تحب قوما بلغهم أنك تحبني فأحبوك بحبك إياي فاحبهم أحبهم الله ح» [55] . تبين لنا أن القائل هو من الأسره الحاكمه «أبوبكر وعمر» ومن سارعلي هذا النهج وهذا كان متوقعا لأنهما ومن معهما لا [ صفحه 50] يذكران لأهميتهما فيقال في النقل عنهما: فقال أوفقالوا، كما في حديث رزيه الخميس: فقالوا انه ليهجر.

النقاش في هذا المقطع الوارد في بعض المصادر (قال رسول الله يا أبابكر ألا تحب قوما بلغهم أنك تحبني فاحبوك بحبك إياي فاحبهم أحبهم الله)

وهذه الروايات حاولت أن تقدم وساما لأبي بكر بطريق ملتو فقالت «بان من يحبك يا أبا بكر فهو يحبه الله وهذه إشاره مبطنه يحاول البعض عن طريقها أن يثبت بأن مراد النبي(ص) من إخوانه هم من يحب أبا بكر وعلي هذا من لا يحب أبا بكرفهو بعيد عن محبه الله له أليس كذلك؟. فاقول بأن هنا مجموعه نقاط وردود لم يلتفت لها هذا المسكين منها. أولا: عمر بن الخطاب من جماعه الخليفه أبي بكر ومن أصحابه المقربين له ومع ذلك فان النبي(ص) لا يقر له بانه من إخوانه. ثانيا: بعض الروايات ذكرت أن النبي(ص) قال لأبي بكر بأنك من [ صفحه 51] أصحابي وليس من إخواني فإذا كان الخليفه بذاته ليس من إخوه النبي(ص) فكيف بمن يحبه فقط. ثالثا: هناك مجموعه روايات تنتقد تصرفا قام به أبوبكر وتطلب منه الاعتذارلمن أساء إليهم من الصحابه وهذه هي الروايات أو بعضها: فقد قال ابن حنبل في فضائل الصحابه: «أخبرنا ابراهيم بن يعقوب واسحق بن يعقوب بن إسحاق قالا أنا عفان قال أنا حماد بن سلمه قال أنا ثابت عن معاويه بن قره عن عائذ بن عمروأن سلمانا وصهيبا وبلالا كانوا قعودا فمر بهم أبو سفيان فقالوا ما أخذت سيوف الله من عنق عدو الله مأخذها بعد فقال أبوبكر تقولون هذا لشيخ قريش وسيدها قال فأتي النبي (ص) فأخبره قال يا أبا بكر لعلك أغضبتهم لئن كنت أغضبهم لقد أغضبت ربك فرجع إليهم فقال يا إخوتاه لعلي أغضبتكم قالوا لا يا أبا بكر يغفر الله لك اللفظ لإبراهيم» [56] . وقال النسائي في السنن الكبري: «أخبرنا إبراهيم بن يعقوب واسحاق بن يعقوب بن إسحاق قالا أنا عفان قال أخبرنا حماد بن سلمه قال أخبرنا ثابت عن [ صفحه 52] معاويه بن قره عن عائذ بن عمرو أن سلمانا وصهيبا وبلالا كانوا قعودا فمر بهم أبوسفيان فقالوا ما أخذت سيوف الله من عنق عدو مأخذها بعد فقال أبوبكر تقولون هذا لشيخ قريش وسيدها قال فاتي النبي(ص) فاخبره قال يا أبا بكر لعلك أغضبتهم لئن كنت أغضبتهم لقد أغضبت ربك فرجع إليهم فقال يا إخوتاه لعلي أغضبتكم قالوا لا يا أبا بكر يغفر الله لك اللفظ لإبراهيم» [57] . وقال الطبراني في المعجم الكبير: «حدثنا علي بن عبد العزيز وأبومسلم الكشي قالا حدثنا حجاج بن المنهال حدثنا حماد بن سلمه عن ثابت عن معاويه بن قره عن عائذ بن عمرو أن أبا سفيان مر بسلمان وصهيب وبلال فقالوا ما أخذت سيوف الله من عنق هذا مأخذها بعد ففال أبوبكر تقولون هذا لشيخ قريش وسيدها ثم أتي النبي (ص) فأخبره بالذي قالوا فقال النبي(ص) يا أبا بكر لعلك أغضبتهم والذي نفسي بيده لئن كنت أغضبتهم لقد أغضبت ربك فرجع إليهم فقال أي اخوتي لعلي أغضبتكم قالوا لا يا أبا بكريغفر الله لك» [58] راجع المصادر التاليه: سير اعلام النبلاء ج:1 ص:540 والإصابه في تمييز [ صفحه 53] الصحابه ج:3 ص:141 ومسند الإمام أحمد بن حنبل ج: 5 ص:64 ومسند الروياني ج:1 ص:57 وحليه الأولياءج:1 ص:346. فأقول إذا كان إغضاب هذه المجموعه تغضب الله علي أبي بكر فكيف بغضب الزهراء عليها السلام والتي غضبت علي أبي بكر والتي ماتت وهي واجده عليه كما يقول البخاري في صحيحه وفي غيره من المصادر الإسلاميه؟

الروايات المتعلقه بغضب الزهراء

فقد قال البخاري في صحيحه: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثنا إبراهيم بن سعد عن صالح عن بن شهاب قال أخبرني عروه بن الزبير أن عائشه أم المؤمنين رضي الله عنها أخبرته أن فاطمه عليها السلام ابنه رسول الله (ص) سألت أبا بكر الصديق بعد وفاه رسول الله (ص) أن يقسم لها ميراثها ما ترك رسول الله(ص) مما أفاء الله عليه فقال أبوبكر إن رسول الله(ص) قال لا نورث ما تركنا صدقه فغضبت فاطمه بنت رسول الله(ص) فهجرت أبا بكرفلم تزل مهاجرته حتي توفيت وعاشت بعد رسول الله(ص) سته أشهر قالت وكانت فاطمه تسأل أبا بكر نصيبها مما ترك رسول الله(ص) من خيبر وفدك وصدقته بالمدينه [ صفحه 54] فأبي أبوبكر عليها ذلك» [59] . وقال الإمام أحمد في مسنده: «حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قال حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن صالح قال بن شهاب أخبرني عروه بن الزبير أن عائشه رضي الله عنها زوج النبي (ص) أخبرته أن فاطمه بنت رسول الله (ص) سالت أبا بكر رضي الله عنه بعد وفاه رسول الله(ص) أن يقسم لها ميراثها مما ترك رسول الله(ص) مما أفاء الله عليه فقال لها أبو بكر رضي الله عنه إن رسول الله(ص) قال لا نورث ما تركنا صدقه فغضبت فاطمه عليها السلام فهجرت أبا بكر رضي الله عنه فلم تزل مهاجرته حتي توفيت قال وعاشت بعد وفاه رسول الله(ص) سته أشهر قال وكانت فاطمه رضي الله عنها تسأل أبأ بكر نصيبها مما ترك رسول الله(ص) من خيبر وفدك وصدقته بالمدينه فابي أبوبكر رضي الله عنه عليها ذلك « [60] . فإذن الزهراء عليها السلام غضبت علي أبي بكرو هجرته وماتت علي ذلك وقد ثبت بالأدله القطعيه الصريحه الصحيحه بأن من أغضب الزهراء فقد أغضب الرسول(ص) ومن أغضب الرسول فقطعا قد أغضب الله وثبت لنا أيضا بأن الله يضغب لغضبها ويرضي [ صفحه 55] لرضاها كما روي ذلك البخاري وغيره. فقد قال البخاري في صحيحه: «حدثنا أبو الوليد حدثنا بن عيينه عن عمروبن دينارعن بن أبي مليكه عن المسور بن مخرمه أن رسول الله(ص) قال فاطمه بضعه مني فمن أغضبها أغضبني» [61] . وقال مسلم في صحيحه: «حدثني ابو معمر إسماعيل بن ابراهيم الهذلي حدثنا سفيان عن عمرو عن بن أبي مليكه عن المسوربن مخرمه قال قال رسول الله(ص) إنما فاطمه بضعه مني يؤذيني ما آذاها» [62] . وقال الحاكم في المستدرك: «أخبرنا أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي حدثنا سعيد بن مسعود حدثنا يزيد بن هارون وأخبرنا أحمد بن جعفر القطيعي حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد عن أبي حنظله رجل من أهل مكه أن عليا خطب ابنه أبي جهل فقال له أهلها لا نزوجك علي ابنه رسول الله(ص) فبلغ ذلك رسول الله(ص) فقال إنما فاطمه مضغه [ صفحه 56] مني فمن آذاها فقد آذاني. حدثنا بكر بن محمد الصيرفي حدثنا موسي بن سهل بن كثير حدثنا إسماعيل بن عليه حدثنا أيوب السختياني عن بن أبي ملكيه عن عبد الله بن الزبير أن عليا رضي الله عنه ذكرابنه أبي جهـل فبلغ ذلك رسول الله (ص) فقال إنما فاطمه بضعه مني يؤذيني ما آذاها وينصبني ما أنصبها هذا حديث صحيح علي شرط الشيخين ولم يخرجاه» [63] . وقال المزي في تهذيب الكمال: «وقال بن أبي مليكه عن المسوربن مخرمه سمعت رسول الله (ص) يقول إنما فاطمه بضعه مني يريبني ما رابها ويؤذيني ما آذاها وروينا عن علي بن الحسين عن الحسين بن علي عن علي قال قال رسول الله(ص) لفاطمه إن الله يرضي لرضاك ويغضب لغضبك وعن علي بن زيد بن جدعان عن أنس بن مالك» [64] . وقال ابن حجر في الإصابه في تمييز الصحابه: «وفي الصحيحين عن المسور بن مخرمه سمعت رسول الله (ص) علي المنبريقول فاطمه بضعه مني يؤذيني ما آذاها ويريبني ما [ صفحه 57] رابها وعن علي بن الحسين بن علي عن أبيه عن علي قال قال النبي (ص) لفاطمه إن الله يرضي لرضاك ويغضب لغضبك» [65] . وراجع المصادر التا ليه: تفسير ابن كثيرج:3 ص: 257 والأحاديث المختاره ج:9 ص: 315 والمستدرك علي الصحيحين ج:3 ص:172 والسنن الكبري ج: 5 ص:97 وسنن البيهقي الكبري ج:10 ص:201 ومسند أبي عوانه 2 ج:3 ص:70 وسنن الترمذي ج:5 ص:698 ومصنف ابن أبي شيبه ج: 6 ص:388 والآحاد والمثاني ج: 5 ص: 361 والآحاد والمثاني ج: 5 ص: 362 والمعجم الكبيرج:22 ص:404 والمعجم الكبيرج:22 ص: 405 والفردوس بماثور الخطاب ج:3 ص: 145 ونوادرالأصول في أحاديث الرسول ج:3 ص:184 وأمالي الأصبهاني ج: 1 ص: 45 وأمالي الأصبهاني ج: 1 ص:47 ومجلس من أمالي أبي نعيم الأصبهاني ج: 1 ص:45 والبيان والتعريف ج: 1 ص:270 وفتح الباري ج:7 ص:79 وعمده القاري ج:16 ص:223 وخلاصه تهذيب التهذيب ج:1 ص:494 وحليه الأولياءج:3 ص:206 وتهذيب التهذيب ج:12 ص:468. والعشرات من المصادرتصل لثمانين مصدرأ كلها تؤكد غضب الرسول (ص) لغضب فاطمه عليها السلام. [ صفحه 58] وعلي هذا الكلام لا يبقي مجالاً للقول بمحبه الله والرسول لأبي بكر فضلا من أن يجعله من إخوته أوأن يحب من يحبه. رابعا: نستطيع أن نقول بعدم نجاه أبي بكر لأنه لم يتمسك بالكتاب والعتره، والرسول (ص) يقول «لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما» والتمسك هو الاتباع ولكن الخليفه- وللأسف- عكس الطلب وأمر أهل البيت أن يتمسكوا به ويتبعونه لأنه نصب نفسه حاكما عليهم والمفروض أن يكون محكوما من قبلهم وهوتابع لهم. فأي ضلال أعظم وأكبر من هذا؟؟ نرجع الآن لأصل المطلب ومرجعيه الصحابه... فنقول ولكن يبقي إشكال محصله أن هناك روايات لعله- أقول لعله- يشم منها رائحه الإطلاق، أي كل الصحابه والتي لم يذكرفيها السبب فهي محتمله الإطلاق؟

اللعن علي من سب أحدا من الصحابه والنقاش في ذلك

فقد قال الهيثمي في مجمع الزوائد: «فعن عائشه قالت قال الرسول(ص) لا تسبوا أصحابي لعن الله من سب أصحابي لواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال [ صفحه 59] الصحيح غير علي بن سهل وهو ثقه. وعن أبي سعيديعني الخدري قال: قال رسول الله(ص) من سب أحدا من أصحابي فعليه لعنه الله قلت له حديث في الصحيح غير هذا رواه الطبراني في الأوسط وفيه ضعفاء وقد وثقوا» [66] . وقال الأصفهاني في حليه الأولياء: «حدثنا أبو عمرو بن حمدان حدثنا الحسن بن سفيان حدثنا هشام بن عمارعن بقيه عن محمد بن الفضل الازدي حدثنا عمرو عن جابر رضي الله تعالي عنه قال انثال الناس علي النبي (ص) فقال يوشك أن يكثر الناس ويقل أصحابي لا تسبوا أصحابي لعن الله من سبهم. غريب من حديث جابر لا أعلم راويا عنه غير عمرو بن دينار». وقال ابن عدي في الكامل في الضعفاء: «حدثنا محمد بن زيدان بن الوليد الدينوري حدثنا محمد بن بشر بن مطر حدثنا أبو بلال الاشعري حدثنا سلام بن سليم الحنفي عن أبي يحيي القتات عن عطاء عن بن عباس قال رسول الله (ص) لا تسبوا أصحابي فمن سبهم فعليه لعنه الله والملائكه والناس [ صفحه 60] أجمعين» [67] . الجواب: أقول: الاحتمال مرفوض بعد معرفه التقييد فلعل هذه الروايه هي نفس الروايه السابقه ولكن الراوي لم ينقل لنا السبب وبما أننا عرفنا مما سبق السبب فلا يمكن أن نحملها علي الإطلاق هذا أولا. وثانيا: عند تتبعنا للروايات وجدنا بان النبي(ص) قد لعن مجموعه ممن كان معه. فقد قال مسلم في صحيعه: «حدثنا زهير بن حرب حدثنا أبو أحمد الكوفي حدثنا الوليد بن جميع حدثنا أبو الطفيل قال كان بين رجل من أهل العقبه وبين حذيفه بعض ما يكون بين الناس فقال أنشدك بألله كم كان أصحاب العقبه قال فقال له القوم أخبره إذ سألك قال كنا نخبر أنهم أربعه عشر فإن كنت منهم فقد كان القوم خمسه عشر وأشهد بالله أن أثني عشر منهم حرب لله ولرسوله في الحياه الدنيا ويوم يقوم الاشهاد وعذرثلاثه قالوا ما سمعنا منادي رسول الله(ص) ولا علمنا بما أراد القوم وقد كان في حره فمشي فقال إن الماء قليل فلايسبقني [ صفحه 61] إليه أحد فوجد قوما قد سبقوه فلعنهم يومئذ» [68] . فنلاحظ هنا ان أن الرسول(ص) قد لعن الاشخاص الذين سبقوه إلي الماء وهم معينون معروفون وهم من المسلمين أي من الذين كانوا مع النبي بلا إشكال والروايه صحيحه السند لأنها في صحيح مسلم. واضيف إليها مصادرأخري: فقد قال الهيثمي في مجمع الزوائد: «وعن ابي الطفيل قال لما كان غزوه تبوك نادي منادي النبي(ص) إن الماء قليل فلايسبقني إليه أحد فأتي الماء وقد سبقه أقوام فلعنهم رواه الطبراني في الكبير وفيه يحيي بن محمد بن السكن عن بكر بن بكارولم أرمن ترجمهما وعن عبدالله بن عثمان بن ختيم قال دخلت علي أبي الطفيل فوجدته طيب النفس فقلت لأغتنمن ذلك منه فقلت يا أبا الطفيل النفر الذين لعنهم رسول الله (ص) من هم سمهم من هم قال فهم أن يخبرني بهم فقالت له امرأته سوده مه يا أبا الطفيل أما بلغك أن رسول الله(ص) قال اللهم إنما أنا بشر فأيما عبد من المؤمنين دعوت عليه بدعوه فاجعلها له [ صفحه 62] زكاه ورحمه رواه أحمد ورجاله ثقات» [69] . فهنا الصوره واضحه اذ الروايه تقول بان أبا الطفيل كان عارفا بأسمائهم. والروايه موثقه وهذا دليل صريح صحيح يدل علي أن النبي (ص) قد لعن مجموعه من الصحابه وهم معروفون لدي مجموعه من الصحابه منهم أبوالطفيل

تقسيم النبي أصحابه إلي طائفتين

وثالثا: فإننا عندما تتبعنا موقف النبي صلي الله عليه وآله من أصحابه وجدنا النبي(ص) يقسم أصحابه إلي طائفتين طائفه تأمر بالخير وأخري تأمر بالشر، ومن تلك الروايات: ما قاله البخاري في صحيحه: «حدثنا أصبغ أخبرنا بن وهب أخبرني يونس عن بن شهاب عن أبي سلمه عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلي الله عليه وآله وسلم قال ما بعث الله من نبي ولا استخلف من خليفه إلا كانت له بطانتان بطانه تأمره بالمعروف وتحضه عليه وبطأنه تأمره بالشر [ صفحه 63] وتحضه عليه فالمعصوم من عصم الله تعالي [70] . وقال ابن حبان في صحيحه: «أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا الوليد حدثنا الأوزاعي عن الزهري عن أبي سلمه عن أبي هريره قال قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم ما من نبي! لا وله بطانتان بطانه تأمره بالمعروف وتنهاه عن المنكر وبطانه لا تألوه خبالا فمن وقي شرها فقدوقي» [71] . راجع أيضا: تفسير ابن كثيرج:1 ص:399 والسنن الكبري ج:4 ص:433 وسنن النسائي (المجتبي) ج:7 ص:158 ومسند أبي يعلي ج:2 ص:428 ومجمع الزوائدج:10 ص:68. فهذا التقسيم واضح جدا من النبي والملاحظ فيه أن النبي شمل بهذا التقسيم أقرب الصحابه إليه فقال عنهم بلفظ بطانه والبطانه هي أقرب ما يكون للإنسان. وهو في الحقيقه دفع إشكال مقدرفلعل القائل يقول أن النبي أراد المنافقين والبعيدين عنه ولا يشمل أصحابه المتصلين به [ صفحه 64] اتصالا وثيقا.

مصادر حديث دخول الصحابه النار

ووجدنا حديثا آخر أكثر وضوحا من الحديث الأول يقول فيه النبي(ص) بان أكثر أصحابه في النار، فإذا كانوا أكثرهم في النارفكيف يمكن أن يكونوا من الفرقه الناجيه واليكم مصادر حديث دخول الصحابه النار. فقد قال البخاري في صحيحه: «وقال أحمد بن شبيب بن سعيد الحبطي حدثنا أبي عن يونس عن بن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريره أنه كان يحدث أن رسول الله(ص) قال يرد علي يوم القيامه رهط من أصحابي فيجلون عن الحوض فأقول يا رب أصحابي فيقول إنك لا علم لك بما أحدثوا بعدك إنهم ارتدوا علي أدبارهم القهقري. حدثنا أحمد بن صالح حدثنا بن وهب قال أخبرني يونس عن بن شهاب عن بن المسيب أنه كان يحدث عن أصحاب النبي(ص) أن النبي(ص) قال يرد علي الحوض رجال من أصحابي فيحلؤون عنه فأقول با رب اصحابي فيقول إنك لا علم لك بما أحدثوا بعدك إنهم ارتدوا علي أدبارهم القهقري وقال شعيب عن الزهري كان أبوهريره يحدث عن النبي(ص) فيجلون وقال عقيل فيحلؤون وقال الزبيدي عن الزهري عن محمد بن علي عن عبيد الله بن أبي رافع عن أبي هريره عن النبي (ص). [ صفحه 65] حدثني إبراهيم بن المنذرالحزامي حدثنا محمد بن فليح حدثنا أبي قال حدثني هلال عن عطاء بن يسارعن أبي هريره عن النبي (ص) قال بينا أنا نائم إذا زمره حتي إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال هلم فقلت أين قال إلي الناروالله قلت وما شأنهم قال إنهم ارتدوا بعدك علي أدبارهم القهقري ثم إذا زمره حتي إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال هلم قلت أين قال إلي الناروالله قلت ما شأنهم قال إنهم ارتدوا بعدك علي أدبارهم القهقري فلا أراه يخلص منهم إلا مثل همل النعم [72] . راجع المصادر التا ليه: والترغيب والترهيب ج:4 ص:229 وفتح الباري ج: 11 ص: 385 وفتح الباري ج: 11 ص:474 وعمده القاري ج:23 ص:142 ومقدمه فتح الباري ج: 1 ص:202 ومشارق الأنوارج: 1 ص:383 والنهايه في غريب الاثرج: 5 ص:273. وقال ابن منظورفي لسان العرب: «وفي حديث الحوض فلا يخلص منهم إلا مثل همل النعم الهمل ضوال الإبل واحدها هامل أي أن الناجي منهم قليل في قله [ صفحه 66] النعم الضاله» [73] . وقال ابن الأثير في النهايه في غريب الأثر: «في حديث الحوض فلا يخلص منهم إلا مثل همل النعم الهمل ضوال الإبل واحدها هامل أي إن الناجي منهم قليل من قله النعم الضا له» [74] .

الكلام في اللفظ الثاني - لفظ الجماعه

فقد ورد في الروايه انه صلي الله عليه وآله عندما سئل عن الفرقه الناجيه من هم؟ قال: الجماعه. فقد قال في سنن ابن ماجه: «حدثنا عمروبن عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار الحمصي حدثنا عباد بن يوسف حدثنا صفوان بن عمرو عن راشد بن سعد عن عوف بن مالك قال قال رسول الله(ص) افترقت اليهود علي إحدي وسبعين فرقه فواحده في الجنه وسبعون في النار و افترقت النصالي علي ثنتين وسبعين فرقه فإحدي وسبعون في النار و واحده [ صفحه 67] في الجنه والذي نفس محمد بيده لتفرقتن أمتي علي ثلاث وسبعين فرقه واحده في الجنه وثنتان وسبعون في النار قيل يا رسول الله من هم قال الجماعه» [75] . ملاحظ هنا لفظ الجماعه وهو معرف فلا شك ان النبي (ص) يقصد مجموعه معينه وهذه المجموعه لابد وان نفترض بانها معروفه للصحابه وللمخاطبين فهل هناك من لفظ يساعد علي ذلك وفيه كلمه الجماعه أوالضلال أم لا؟

المراد من الجماعة حبل الله فراجعوا معي هذه الروايات

نعم بعد البحث وجدت أمرين ولفظين: اللفظ الأول المراد من الجماعه حبل الله فراجعوا معي هذه الروايات: فقد قال الطبري في تفسيره: «ذكر من قال ذلك حدثني يعقوب بن ابراهيم قال حدثنا هشيم قال أخبرنا العوام عن الشعبي عن عبد الله بن مسعود أنه قال في قوله (واعتصموا بحبل الله جميعا) [76] قال الجماعه حدثنا المثني قال حدثنا عمرو بن عون قال حدثنا هشيم عن العوام [ صفحه 68] عن الشعبي عن عبد الله في قوله (و اعتصموا بحبل الله جميعا) قال حبل الله الجماعه [77] . وقال أيضا: «حدثني المثني قال حدثنا عبد الله بن صالح قال ثني معاويه بن صالح أن الأوزاعي حدثه أن يزيد الرقاشي حدثه أنه سمع أنس بن مالك قال قال رسول الله إن بني إسرائيل افترقت علي احدي وسبعين فرقه وان أمتي ستفرق علي اثنين (كذا في الاصل والصواب اثنتين) وسبعين فرقه كلهم في النارإلا واحده قال فقيل يا رسول الله وما هذه الواحده قال فقبض يده وقال الجماعه (و اعتصموا بحبل الله جميعا و لا تفرقوا)» [78] . وقال السيوطي في الدر المثور: «وأخرج سعيد بن منصوروعبد بن حميد وابن جريروابن المنذروالطبراني من طريق الشعبي عن ابن مسعود (و اعتصموا بحبل الله جميعا) قال حبل الله الجماعه وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق الشعبي عن ثابت بن فطنه المزني قال سمعت ابن مسعود يخطب وهويقول أيها الناس عليكم بالطاعه والجماعه فإنهما حبل [ صفحه 69] الله الذي أمر به [79] . وقال ابن أبي حاتم في تفسيره: «حدثنا ابي حدثنا ابوصالح حدثني معاويه بن صالح عن الاوزاعي عن يزيد الرقاشي عن انس بن مالك قال قال رسول الله (ص) افترقت بنو اسرائيل علي احدي وسبعين فرقه وان امتي ستفترق علي اثنتين وسبعين فرقه كلهم في النارالا واحده قالوا يا رسول الله ومن هذه الواحده قال الجماعه قال فقبض يده ثم قال واعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا» [80] . الآن نعود ونسأل من جديد هل هناك من روايات تشير إلي أن حبل الله هو جماعه معينه معروفه للناس وللأمه أم لا؟

الروايات التي تشير إلي أن حبل الله هم أهل البيت

وجدنا بعض الروايات لا أعرف مدي قوتها الروائيه ولكن لها داعم ومؤيد قوي السند بلا إشكال سوف أذكره بعد ذكر هذه الروايات التي تشير إلي أن حبل الله هم أهل البيت عليهم السلام والروايات كالتالي: فقد قال توفيق أبوعلم في كتاب أهل البيت: [ صفحه 70] «وأخرج صاحب كتاب المناقب عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهم، قال: كنا عند النبي(ص) إذ جاء أعرابي فقال: با رسول الله سمعتك تقول: (و اعتصموا بحبل الله) فما حبل الله الذي نعتصم به؟ فضرب النبي(ص) يده في يد علي وقال: تمسكوا بهذا هو حبل الله المتين» [81] . وقال الحسكاني في شواهد التنزيل: «حدثني أبو الحسن محمد بن القاسم الفارسي، حدثنا أبو جعفر محمد بن علي، حدثنا حمزه بن محمد العلوي، عن علي بن ابراهيم، عن علي بن معبد، عن الحسين بن خالد: عن علي بن موسي الرضا، عن آبائه، عن علي(ع) قال: قال رسول الله(ص): من أحب أن يركب سفينه النجاه ويتمسك بالعروه الوثقي ويعتصم بحبل الله المتين فليوالي عليا وليأتم بالهداه من ولده. أخبرنا محمد بن بن عبد الله الصوفي قال: أخبرنا محمدبن أحمد بن محمد، قال: حدثنا عبد العزيز بن يحيي بن أحمد الجلودي قال: حدثني محمد بن سهل، عن عبد العزيز بن عمرو، عن الحسن بن الحسين الفريعي (ظ)، عن أبان بن تغلب: عن جعفر بن محمد قال: نحن حبل الله الذي قال الله (و اعتصموا بحبل الله جَميعا)، الآيه فالمستمسك بولايه علي بن أبي طالب المستمسك [ صفحه 71] بالبر (كذا) فمن تمسك به كان مؤمنا، ومن تركه كان خارجا من الإيمان. واخبرناه عن أبي بكر محمد بن الحسين بن صالح السبيعي في تفسيره، عن علي بن العباس المقانعي، عن جعفر بن محمد بن حسين، عن حسن بن حسين، عن يحيي بن علي به سواءإلي قوله: (و لا تفرقوا) وقوله: ولايه علي، من استمسك به كان مؤمنا، ومن تركه خرج من الإيمان. وبه حدثنا حسن بن حسين، حدثنا أبو حفص الصائغ، عن جعفر بن محمد في قوله: (و اعتصموا بحبل الله جميعا و لا تفرقوا) قال: نحن حبل الله» [82] . و قال ابن حجر في الصواعق المحرقه: «أخرج الثعلبي في تفسيرها عن جعفر الصادق رضي الله عنه أنه قال: نحن حبل الله الذي قال الله فيه: (و اعتصموا بحبل الله جميعا و لا تفرقوا) [83] وقال أبوبكر العلوي الحضرمي في رشفه الصادي: [ صفحه 72] «أخرج الثعالبي في تفسير هذه الآيه عن جعفر بن محمد رحمه الله أنه قال، نحن حبل الله الذي قال: (و اعتصموا بحبل الله جميعا و لا تفرقوا)، ولإمامنا الشافعي رضي الله عنه: ولما رأيت الناس قد ذهبت بهم مذاهبهم في أبحر الغي والجهل ركبت علي اسم الله في سفن النجا وهم أهل بيت المصطفي خاتم الرسل وأمسكت حبل الله وهوولاءهم كما قد أمرنا بالتمسك بالحبل» [84] وقال القندوزي في ينابيع الموده: «أخرج الثعلبي بسنده عن ابان بن تغلب عن جعفر الصادق رضي الله عنه قال: نحن حبل الله الذي قال الله عزوجل: (و اعتصموا بحبل الله جميعا و لا تفرقوا)» [85] . [ صفحه 73] وراجع المصادر التاليه: مفتاح النجا للبدخشي ص 6 و والعلامه الحضرمي في وسيله المآل ص 64 وابن الصبان في إسعاف الراغبين ص120 ط مصر والأمرتسري في أرجح المطالب 76 ط لاهوروأبو بكر الحضرمي في رشفه الصادي ص70 ط مصر والعلامه محمد معين في دراسات اللبيب في الاسوه الحسنه بالحبيب ص 234 ط كراتشي وابن حسنويه في در بحر المناقب ص 63 بإسناد يرفعه إلي زين العابدين. سؤال: ولكن قد يقال لكم بان هذه الروايات ليست بتلك القوه التي تجعل منها حجه علي الآخرين فما هو ردكم؟ الجواب: أقول نعم قد يحتج المخالف بهذا الاحتجاج والروايه وان كانت قويه عند البعض كالشيعه مثلا ولكن عند غيرهم قد لا تكون بتلك القوه ولكن عندي مايسندها ويقويها ويجعلها حجه علي الآخرين. [ صفحه 74] سؤال: وما هي تلك الأدله الداعمه؟ هل يمكن أن تذكرها؟ الجواب: نعم ممكن وهذه الأدله هي التي تقول أيها الناس إني تارك فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا بعدي أمرين أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء والأرض وعترتي أهل بيتي وانهما لن يتفرقا حتي يردا علي الحوض فهذا النص يعطينا نجاه مؤكده إذا تمسكنا بالكتاب وأهل البيت فقطعا لابد وان يكون من نتمسك به ناج. فهذه الروايات توضح لنا بأن أهل البيت والمراد بهم عتره النبي(ص) والمتمسك بهم ناج. فإذن هذه الروايه تتفق في المضمون مع الروايات السابقه كل الاتفاق. سؤال: وهل ممكن أن تنقل لنا هذه الروايات حتي نري صحتها ونحكم عليها؟ الجواب: نعم ممكن وقد ذكرتها في العدد المخصص لحديث الثقلين [ صفحه 75] ووثقتها هناك وذكرت من صححها وما هي ألفاظها ولكن سوف انقل لك هنا لفظ «لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما».

روايه إني تارك فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا

فقد قال السيوطي في الدر المنثور: «وأخرج ابن سعد وأحمد والطبراني عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله(ص) أيها الناس إني تارك فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا بعدي أمرين أحدهما أكبر من الآخركتاب الله حبل ممدود مابين السماءوالأرض وعترتي أهل بيتي وانهما لن يتفرقا حتي يردا علي الحوض» [86] . وقال ابن كثير في تفسيره: «وقال أبو عيسي الترمذي حدثنا علي بن المنذرالكوفي حدثنا محمد بن فضيل حدثنا الأعمش عن عطيه عن أبي سعيد والأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال قال رسول الله(ص) إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أحدهما أعظم من الآخر كتاب الله حبل ممدود من [ صفحه 76] السماء إلي الأرض والآخرعترتي أهل بيتي ولن يفترقا حتي يردا علي الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما. تفرد بروايته ثم قال هذا حديث حسن غريب وقال الترمذي أيضا حدثنا نصر بن عبد الرحمن الكوفي حدثنا زيد بن الحسن عن جعفر بن محمد بن الحسن عن أبيه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال رأيت رسول الله (ص) في حجته يوم عرفه وهوعلي ناقته القصواءيخطب فسمعته يقول يا أيها الناس إني تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي. تفرد به الترمذي أيضا وقال حسن غريب» [87] . وقال الحاكم في المستدرك علي الصحيحين: «حدثناه أبو بكر بن إسحاق ودعلج بن أحمد السجزي قالا أنبا محمد بن أيوب حدثنا الأزرق بن علي حدثنا حسان بن إبراهيم الكرماني حدثنا محمد بن سلمه بن كهيل عن أبيه عن أبي الطفيل عن ابن واثله أنه سمع زيد بن أرقم رضي الله عنه يقول نزل رسول الله(ص) بين مكه والمدينه عند شجرات خمس دوحات عظام فكنس الناس ما تحت الشجرات ثم راح رسول الله(ص) عشيه فصلي ثم قام خطيبا فحمد الله وأثني عليه وذكر و وعظ فقال ما شاء الله أن يقول ثم قال أيها الناس إني تارك فيكم أمرين لن تضلوا إن [ صفحه 77] اتبعتموهما وهما كتاب الله وأهل بيتي عترتي ثم قال أتعلمون إني أولي بالمؤمنين من أنفسهم ثلاث مرات قالوا نعم فقال رسول الله (ص) من كنت مولاه فعلي مولاه. وحديث بريده الأسلمي صحيح علي شرط الشيخين» [88] . وقال في سنن الترمذي: «حدثنا نصر بن عبد الرحمن الكوفي حدثنا زيد بن الحسن هو الأنماطي عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر بن عبد الله قال رأيت رسول الله (ص) في حجته يوم عرفه وهو علي ناقته القصواء يخطب فسمعته يقول يا أيها الناس إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي. قال وفي الباب عن أبي ذر وأبي سعيد يزيد بن أرقم وحذيفه بن أسيد قال وهذا حديث حسن غريب من هذا الوجه قال وزيد بن الحسن قد روي عنه سعيد بن سليمان وغير واحد من أهل العلم» [89] . وقال الطبراني في المعجم الاوسط: «حدثنا عبد الرحمن بن الحسين الصابوني قال حدثنا نصر بن عبد الرحمن الوشاء قال حدثنا زيد بن الحسن الأنماطي عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر قال رأيت رسول الله(ص) في [ صفحه 78] حجته يوم عرفه وهوعلي ناقته القصواء يخطب فسمعته يقول أيها الناس قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا كتاب الله وعترفي أهل بيتي لم يروهذا الحديث عن جعفر بن محمد إلا زيد بن الحسن الأ نماطي» [90] . وقال الطبراني في المعجم الصغير: «حدثنا الحسن بن مسلم بن الطيب الصنعاني حدثنا عبد الحميد بن صبيح حدثنا يونس بن أرقم عن هاروون بن سعد عن عطيه عن ابي سعيد الخدري عن النبي(ص) قال إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي وانهما لن يفترقا حتي يردا علي الحوض. لم يروه عن هارون بن سعد إلا يونس» [91] . وقال الطبراني في المعجم الكبير: «حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي حدثنا منجاب بن الحارث حدثنا علي بن مسهر عن عبد الملك بن أبي سليمان عن عطيه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال النبي(ص) أيها الناس إني تارك فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا بعدي أمرين [ صفحه 79] أحدهما أكبر من الآخركتاب الله حبل ممدود ما بين السماء والأرض وعترتي أهل بيتي وانهما لن يفترقا حتي يردا علي الحوض» [92] . وقال أيضا: «حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبه حدثنا ابراهيم بن إسحاق الصيني حدثنا قيس بن الربيع عن ليث عن أبي ليلي عن الحسن بن علي رضي الله عنه قال قال رسول الله(ص) يا أنس انطلق فادع لي سيد العرب يعني عليا فقالت عائشه رضي الله عنها ألست سيد العرب قال أنا سيد ولد آدم وعلي سيد العرب فلما جاء علي رضي الله عنه أرسل رسول الله(ص) إلي الأنصار فأتوه فقال لهم يا معشر الأنصارألا أدلكم علي ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعده قالوا بلي يا رسول الله قال هذا علي فأحبوه بحبي وكرموه لكرامتي فإن جبريل(ص) أمرني بالذي قلت لكم عن الله عز وجل» [93] . وقال الإمام أحمد في مسنده: «حدثنا عبد الله حدثني ابي حدثنا بن نمير حدثنا عبد الملك بن أبي سليمان عن عطيه العوفي عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله(ص) إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا بعدي الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله حبل ممدود من [ صفحه 80] السماء إلي الأرض وعترتي أهل بيتي ألا وانهما لن يفترقا حتي يردا علي الحوض» [94] . وقال البزار في مسنده: «حدثنا الحسين بن علي بن جعفر قال حدثنا علي بن ثابت قال حدثنا سعاد بن سليمان عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي قال قال رسول الله(ص) إني مقبوض واني قد تركت فيكم الثقلين كتاب الله وأهل بيتي وانكم لن تضلوا بعدهما وأنه لن تقوم الساعه حتي يبتغي أصحاب رسول الله(ص) كما تبتغي الضاله فلا توجد» [95] . وقال عبد بن حميد في مسنده: «حدثني يحيي بن عبد الحميد حدثنا شريك عن الركين عن القاسم بن حسان عن زيد بن ثابت قال قال رسول الله(ص) إني تارلد فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي فإنهما لن يفترقا حتي يردا علي الحوض» [96] . وقال أبوعاصم في السنه: «حدثنا سليمان بن عبيد الله الغيلاني حدثنا أبو عامر [ صفحه 81] حدثنا كثير بن زيد عن محمد بن عمر بن علي عن أبيه عن علي رضي الله عنه أن رسول الله (ص) قال إني تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا كتاب الله سببه بيد الله وسببه بأيديكم وأهل بيتي» [97] . وقال الدارقطني في جزء أبي الطاهر: «حدثنا أبوبكر القاسم بن زكريا بن يحيي المقري قال حدثنا محمد بن حميد قال حدثنا هارون بن المغيره عن عمروبن أبي قيس عن شعيب بن خالد عن سلمه بن كهيل عن أبي الطفيل سمع زيد بن أرقم سمع النبي(ص) يقول أيها الناس إني تارك فيكم أمرين لن تضلوا ما اتبعتموهما القرآن وأهل بيتي عترتي ثم قال هل تعلمون أني أولي بالمؤمنين من أنفسهم وأموالهم ثلاث مرات فقال الناس نعم فقال النبي (ص) من كنت مولاه فعلي مولاه. حدثنا القاسم بن زكريا بن يحيي قال حدثنا يوسف بن موسي قال حدثنا عبيد الله بن موسي قال أخبرنا يحيي بن سلمه بن كهيل عن أبيه أنه دخل علي أبي الطفيل ومعه حبيب بن أبي ثابت ومجاهد وناس من أصحابه فقال أبو الطفيل حدثني زيد بن أرقم أن النبي(ص) نزل بين مكه والمدينه عند سمرات خمس دوحات عطاس فكنس الناس لرسول الله(ص) ما تحت السمرات ثم راح عشيه فحمد الله وأثني عليه ثم قال إني تارك فيكم أمرين لن تضلوا ما اتبعتموهما كتاب [ صفحه 82] الله عز وجل وأهل بيتي عترتي ثم قال ألست أولي بألمؤمنين من أنفسهم قالها ثلاث مرات قال الناس بلي قال فمن كنت مولاه فعلي مولاه ثم أخذ بيده فرفعها» [98] . وقال ابن عساكرفي تاريخ مدينه دمشق: «فأخبرناه أبو محمد السيدي أنا أبو عثمان البحيري انا أبو عمرو بن حمدان أنا أبويعلي الموصلي حدثنا الأزرق بن علي حدثنا حسان بن إبراهيم و حدثنا محمد بن سلمه عن أبيه عن أبي الطفيل عامر بن واثله أنه سمع زيد بن أرقم يقول نزل رسول الله(ص) بين مكه والمدينه عند سمرات خمس دوحات عظام فكنس الناس ما تحت السمرات ثم راح رسول الله(ص) فصلي ثم قام خطيبا فحمد الله وأثني عليه وذكرووعظ وقال ما شاء الله أن يقول ثم قال يا أيها الناس إني تارك فيكم أمرين لن تضلوا إذا اتبعتموهما كتاب الله وأهل بيتي عترتي ثم قال أتعلمون أني أولي بألمؤمنين من أنفسهم ثلاث مرات فقال الناس نعم شقال رسول الله(ص) من كنت مولاه فإن عليا مولاه. أخبرنا أبو عبد الله الخلال وأم المجتبي بنت ناصر قالا أنا إبراهيم بن منصورأنا أبوبكر بن المقريء أنا أبويعلي حدثنا الأزرق بن علي حدثنا حسان حدثنا محمد بن سلمه عن أبيه عن أبي عبد [ صفحه 83] الله الشامي قال بينا أنا جالس عند زيد بن أرقم وهو جالس في مجلس بني الأرقم فجاءه رجل من مراد علي بغله فقال في القوم زيد فقال القوم نعم هذا زيد فقال أنشدكم الله الذي لا إله إلا هو هل سمعت رسول الله(ص) يقول من كنت مولاه فإن عليا مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال نعم [99] . وقال ابن الملقن في تذكره المحتاج إلي أحاديث المنهاج: «الحديث الرابع والخمسون قوله عليه الصلاه والسلام (إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله وعترفي) هذا الحديث رواه الترمذي من حديث جابر بن عبد الله قال رأيت رسول الله في حجته يوم عرفه وهوعلي ناقته القصواءيخطب فسمعته يقول (يا أيها الناس إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي). ثم قال حديث حسن غريب قال وفي الباب عن أبي ذروأبي سعيد وزيد بن أرقم وحذيفه بن أسيد ثم أخرجه من حديث زيد بن أرقم وأبي سعيد مرفوعا بلفظ المصنف إلا أنه زاد بعد (لن تضلوا) (بعدي أحدهما أعظم من الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء إلي الأرض وعترتي أهل بيتي ولن يفترقا حتي يردا علي الحوض فانظروني كيف تخلفوني فيهما) [ صفحه 84] ثم قال حسن غريب» [100] . وقال الشوكاني في نيل الأوطار: «ولكن ها هنا مانع من حمل الآل علي جميع الأمه هوحديث أني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي الحديث وهو في صحيح مسلم وغيره فإنه لو كان الآل جميع الأمه لكان المأمور بالتمسك والأمر المتمسك به شيئا واحدا وهو باطل» [101] . وقال البسوي في المعرفه والتاريخ: «حدثنا يحيي قال حدثنا جرير عن الحسن بن عبيد الله عن أبي الضحي عن زيد بن أرقم قال قال النبي(ص) ك إني تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله عزوجل وعترتي أهل بيتي وانهما لن يتفرقا حتي يردا علي الحوض» [102] . وقال ابن حنبل في فضائل الصحابه: «حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قثنا بن نمير قثنا عبد الملك بن أبي سليمان عن عطيه العوفي عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله(ص) اني قد تركت فيكم ما ان أخذتم به لن تضلوا [ صفحه 85] بعدي الثقلين واحد منهما أكبر من الآخركتاب الله حبل ممدود من السماء الي الأرض وعترتي أهل بيتي الا وانهما لن يتفرقا حتي يردا علي الحوض قال بن نمير قال بعض أصحابنا عن الأعمش قال انظروا كيف تخلفوني فيهما» [103] . وصلنا إلي نقطه واضحه الدلاله بينه الهدايه لمن يريد أن يهتدي وهي أن من كان مع أهل البيت فهو قطعا من الفرقه الناجيه ومن كان ضد خط أهل البيت فهو قطعا من الفرق الضاله لا يناقش في ذلك أحديعتقد بحجيه السنه المطهره وقول النبي الاكرم (ص). وسوف أحاول الآن أن ادعم هذا الكلام بمجموعه من الروايات والتي تصرح بنجاه شيعه الإمام علي عليه السلام وهلاك أعدائهم فمن تلك الروايات ما يلي:

الروايات المصرحه بنجاه شيعه الإمام علي وأهل البيت

الحديث الأول: في قوله تعالي: (ان الذين ءامنوا و عملوا الصالحات أولئك هم خير البريه) [104] قال النبي صلي الله عليه وآله وسلم: «يا [ صفحه 86] علي هم أنت وشيعتك». المصادر: فقد قال السيوطي في الدرالمنثور: وأخرج ابن عساكرعن جابر بن عبد الله قال كنا عند النبي (ص) فأقبل علي فقال النبي(ص) والذي نفسي بيده إن هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامه ونزلت (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البريه) فكان أصحاب النبي (ص) إذا أقبل علي قالوا جاء خير البريه. وأخرج ابن عدي وابن عساكرعن أبي سعيد مرفوعا علي خير البريه. واخرج ابن عدي عن ابن عباس قال لما نزلت (إِن الذين ءامنوا و عملوا الصالحات أولئك هم خير البريه) قال رسول الله (ص) لعلي هو أنت وشيعتك يوم القيامه راضين مرضيين وأخرج ابن مردويه عن علي قال قال لي رسول الله(ص) ألم تسمع قول الله (ان الذين ءامنوا و عملوا الصالحات أولئك هم خير البريه) أنت وشيعتك وموعدي وموعدكم الحوض إذا جئت الأمم للحساب تدعون غرا محجلين» [105] . وقال الآلوسي في روح المعاني: [ صفحه 87] «فقد أخرج ابن مردويه عن علي كرم الله تعالي وجهه قال قال لي رسول الله صلي الله تعالي عليه وسلم ألم تسمع قول الله تعالي: (الذين ءامنوا و عملوا الصالحات أولئك هم خير البريه) هم أنت وشيعتك وموعدي وموعدكم الحوض إذا جئت الأمم للحساب يدعون غرا محجلين وروي نحوه الإماميه عن يزيد بن شراحيل الأنصاري كاتب الأمير كرم الله تعالي وجهه وفيه أنه عليه الصلاه والسلام قال ذلك له عند الوفاه ورأسه الشريف علي صدره رضي الله تعالي عنه» [106] . ونقله في سبيل النجاه في تتمه المراجعات عن المصادر التاليه: 1- شواهد التنزيل للحسكاني الحنفي ج 2 ص 356 إلي 366 ح 1125و1148. 2- كفايه الطالب للكنجي الشافعي ص 244 و245 و 246. 3- المناقب للخوارزمي الحنفي ص 62 و 187. 4- الفصول المهمه لابن الصباغ المالكي ص 107. 5- نظم دررالسمطين للزرندي الحنفي ص 92. [ صفحه 88] 6- ترجمه الإمام علي لابن عساكر الشافعي ج 2 ص 442. 7- نورالأبصارللشبلنجي ص 71 و 102 ط السعيديه. 8- الصواعق المحرقه لابن حجر الشافعي ص 96 ط الميمنيه بمصر. 9- الدر المنثورللسيوطي ج 6 ص 379. 10- تفسير الطبري ج 30 ص 146 ط الميمنيه بمصر. 11- تذكره الخواص للسبط ابن الجوزي الحنفي ص 18. 12- فتح القدير للشوكاني ج 5 ص 477. 13- روح المعاني للآلوسي ج 30 ص 702. الحديث الثاني: قال النبي صلي الله عديه وآله وسلم مشيرأ إلي علي عليه السلام: «والذي نفسي بيده إن هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامه». فقد قال السيوطي في الدرالمنثور: «وأخرج ابن عساكرعن جابر بن عبد الله قال كنا عند النبي(ص) فأقبل علي فقال النبي(ص) والذي نفسي بيده إن هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامه ونزلت (ان الذين ءامنوا و عملوا [ صفحه 89] الصالحات أولئك هم خير البريه) فكان أصحاب النبي(ص) إذا أقبل علي قالواجاءخير البريه» [107] . وقال ابن عساكر في تاريخ مدينه دمشق: «أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أخبرنا عاصم بن الحسن أخبرنا أبو عمر بن مهدي أخبرنا أبو العباس بن عقده حدثنامحمد بن أحمد بن الحسن القطواني حدثنا إبراهيم بن أنس الأنصاري حدثنا إبراهيم بن جعفر بن عبد الله بن محمد بن مسلمه عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله قال كنا عند النبي(ص) فأقبل علي بن أبي طالب فقال النبي(ص) قد أتاكم أخي ثم التفت إلي الكعبه فضربها بيده ثم قال والذي نفسي بيده إن هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامه ثم قال إنه أولكم إيمانا معي وأوفاكم بعهد الله وأقومكم بأمر الله وأعدلكم في الرعيه وأقسمكم بالسويه وأعظمكم عند الله مزيه قال ونزلت (الذين ءامنوا و عملوا الصالحات أولئك هم خير البريه) قال فكان أصحاب محمد(ص) إذا أقبل علي قالوا قدجاء خيرالبريه» [108] . وقال الشوكاني في فتح القدير: [ صفحه 90] «وأخرج ابن عساكر عن جابر بن عبد الله قال كنا عند النبي صلي الله عليه وآله وسلم فاقبل علي فقال النبي صلي الله عليه وآله وسلم والذي نفسي بيده إن هذا وشيعته لهم الفائرون يوم القيامه ونزلت (ان الذين ءامنوا و عملوا الصالحات أولئك هم خير البريه) فكان أصحاب محمد صلي الله عليه وآله وسلم إذا أقبل قالوا قد جاء خير البريه وأخرج ابن عدي وابن عساكرعن أبي سعيد مرفوعا علي خير البريه وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال لما نزلت هذه الايه (ان الذين ءامنوا و عملوا الصالحات أولئك هم خير البريه) قال رسول الله صلي الله عليه واله وسلم لعلي هو أنت وشيعتك يوم القيامه راضين مرضيين وأخرج ابن مردويه عن علي مرفوعا نحوه» [109] . وذكره في سبيل النجاه في تتمه المراجعات عن المصادر التاليه: 1- ترجمه الإمام علي لابن عساكر الشافعي ج 2 ص 442. 3- المناقب للخوارزمي الحنفي ص 62. 3- شواهد التنزيل للحسكاني الحنفي ج 2 ص 362 ط بيروت. [ صفحه 91] 4- كفايه الطالب للكنجي الشافعي ص 245 و 313 و 314 ط الحيدريه. 5- الحقائق للمناوي الشافعي ص 83 ط الهند. 6- الدرالمنثورللسيوطي ج 6 ص 379 ط مصر. 7- تذكره الخواص للسبط ابن الجوزي الحنفي ص 54. 8- فرائد السمطين ج 1 ص 156. الحديث الثالث: قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام: «تأتي يوم القيامه أنت وشيعتك راضين مرضيين ويأتي عدوك غضابأ مقمحين». فقد قال ابن منظورفي لسان العرب: «وفي حديث علي كرم الله وجهه قال له النبي (ص) ستقدم علي الله تعالي انت وشيعتك راضين مرضيين ويقدم عليك عدوك غضابا مقمحين ثم جمع يده إلي عنقه يريهم كيف الإقماح الإقماح رفع الرأس وغض البصريقال أقمحه الغل إذا تركه مرفوعا من ضيقه» [110] . [ صفحه 92] وقال ابن الأثير في النهايه في غريب الأثر: «وفي حديث علي قال له النبي(ص) ستقدم علي الله أنت وشيعتك راضين مرضيين ويقدم عليه عدوك غضابا مقمحين ثم جمع يده إلي عنقه يريهم كيف الإقماح الإقماح رفع الرأس وغض البصريقال أقمحه الغل إذا ترك رأسه مرفوعا من ضيقه» [111] . وقال الطبراني في المعجم الكبير: «وبإسناده أن النبي(ص) قال لعلي أنت وشيعتك تردون علي الحوض رواء مرويين مبيضه وجوهكم وان عدوك يردون علي ظماءمقبحين» [112] . وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: «وبسنده أن رسول الله(ص) قال لعلي أنت وشيعتك تردون علي الحوض رواه مروين مبيضه وجوهكم وان عدوك يردون علي الحوض ظمأ مقمحين» [113] . وذكره في سبيل النجاه في تتمه المراجعات عن: [ صفحه 93] 1- نظم دررالسمطين للزرندي الحنفي ص 92. 2- ينابيع الموده للقندوزي الحنفي ص 301 ط إسطمبول. 3- الفصول المهمه لابن الصباغ المالكي ص 107. 4- الصواعق المحرقه لابن حجر الشافعي ص 159 ط المحمديه مصر. 5- كنز العمال ج 15 ص 137 ط الثانيه حيدرأباد. 6- مجمع الزوائد للهيثمي الشافعي ج 9 ص 131 ط بيروت. 7- نورالأبصارللشبلنجي ص 101 ط العثمانيه. الحديث الرابع: قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام: «أما ترضي أنك معي في الجنه والحسن والحسين وذريتنا خلف ظهورنا وأزواجنا خلف ذريتنا وشيعتنا عن أيماننا وشمائلنا». فقد قال الطبراني في المعجم الكبير: «وبإسناده أن النبي(ص) قال لعلي أنت وشيعتك تردون علي الحوض رواء مرويين وبإسناده أن رسول الله(ص) قال لعلي إن أول أربعه يدخلون الجنه أنا وأنت والحسن والحسين وذرارينا خلف ظهورنا وأزواجنا خلف ذرارينا وشيعتنا عن أيماننا وعن [ صفحه 94] شمائلنا» [114] . وقال أيضا: «حدثنا أحمد بن محمد المري القنطري حدثنا حرب بن الحسن الطحان حدثنا يحيي بن يعلي عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن جده أن رسول الله(ص) قال لعلي رضي الله عنه إن أول أربعه يدخلون الجنه أنا وأنت والحسن والحسين وذرارينا خلف ظهورنا وأزواجنا خلف ذرارينا وشيعتنا عن أيماننا وعن شمائلنا» [115] . وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: «وبسنده أن رسول الله(ص) قال إن أول أربعه يدخلون الجنه أنا وأنت والحسن والحسين وذرارينا خلف ظهورنا وأزواجنا خلف ذرارينا وشيعتنا عن أيماننا وعن شمائلنا» [116] . وقال أيضا: «وعن ابي رافع أن رسول الله(ص) قال لعلي رضي الله عنه أنا أول أربعه يدخلون الجنه أنا وأنت والحسن والحسين وذرارينا [ صفحه 95] خلف ظهورنا وأزواجنا خلف ذرارينا وشيعتنا عن أيماننا وعن شمائلنا» [117] . وقال أيضا: «وبسنده أن رسول الله(ص) قال إن أول أربعه يدخلون الجنه أنا وأنت والحسن والحسين وذرارينا خلف ظهورنا وأزواجنا خلف ذرارينا وشيعتنا عن أيماننا وعن شمائلنا» [118] . وقال الذهبي في ميزان الاعتدال: «الطبراني في المعجم الكبير حدثنا احمد بن محمد القنطري حدثنا حرب بن الحسن الطحان حدثنا يحيي بن يعلي عن محمد بن عبيدالله بن أبي رافع عن أبيه عن جده أن رسول الله (ص) قال لعلي أول من يدخل الجنه أنا وأنت والحسن والحسين وذرارينا خلفنا وشيعتنا عن أيماننا وشمائلنا» [119] . وذكره في سبيل النجاه في تتمه المراجعات عن: 1- الصواعق المحرقه لابن حجر الشافعي ص 159 ط المحمديه مصر. 2- ينابيع الموده ص 301 ط إسطمبول. [ صفحه 96] 3- فرائد السمطين ج 2 ص 43. الحديث الخامس: قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم: «يا علي إن الله قد غفر لك ولذريتك وولدك ولأهلك ولشيعتك ولمحبي شيعتك». فقد قال الديلمي في الفردوس بماثورالخطاب: «علي بن الحسين يا علي إن الله قد غفرلك ولذريتك ولولدك ولأهلك ولشيعتك ولمحبي شيعتك فأبشر فإنك الأنزع البطين» [120] . وذكره في سبيل النجاه في تتمه المراجعات عن: 1- الصواعق المحرقه لابن حجرص 96 و 139 و140 ط الميمنيه مصر. 2- ينابيع الموده ص 270 و 301 ط إسطمبول. 3- النهايه لابن الأثيرج 3 ص 276 ط الخيريه مصر. 4- فرائد السمطين ج 1 ص 308. [ صفحه 97] قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم لعلي: «أنت وشيعتك في الجنه». فقد قال الطبراني في المعجم الأوسط: «حدثنا محمد بن جعفر الإمام بن الإمام حدثنا الفضل بن غانم حدثنا سواربن مصعب عن عطيه العوفي عن أبي سعيد الخدري عن أم سلمه قالت كانت ليلتي وكان النبي(ص) عندي فأتته فاطمه فسبقها علي فقال له النبي(ص) يا علي أنت وأصحابك في الجنه أنت وشيعتك في الجنه» [121] . وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: «وبسنده أن رسول الله(ص) قال لعلي أنت وشيعتك تردون علي الحوض رواه مروين مبيضه وجوهكم وان عدوك يردون علي الحوض ظمأ مقمحين وبسنده أن رسول الله(ص) قال لعلي أما ترضي أنك أخي وأنا أخوك وبسنده أن رسول الله(ص) قال إن أول أربعه يدخلون الجنه أنا وأنت والحسن والحسين وذرارينا خلف ظهورنا وأزواجنا خلف ذرارينا وشيعتنا عن أيماننا وعن شمائلنا» [122] . [ صفحه 98] وقال اللالكائي في اعتقاد أهل السنه: «وأخبرنا محمد قال أخبرنا عبيد الله بن محمد البغوي قال حدثنا محمد بن عبد الواهب قال حدثنا سواربن مصعب عن أبي الجحاف عن محمد في حديث سويد بن علي عن فاطمه بنت علي عن أم سلمه زوج النبي قالت كان رسول الله عندي فغدت إليه فاطمه ومعها علي فرفع رسول الله فقال أبشريا علي أنت وشيعتك في الجنه إلا من يزعم» [123] . وقال الذهبي في ميزان الاعتدال: «الساجي حدثنا موسي بن إسحاق الكناني حدثنا عبدالحميد الحماني عن أبي جناب عن أبي سلمه عن عمه عن علي قال النبي(ص) أنت وشيعتك في الجنه» [124] . وقال الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد: «عصام بن الحكم بن عيسي بن زياد بن عبد الرحمن أبو عصمه الشيباني العكبري حدث عن سفيان بن عيينه ويحيي بن آدم وجميع بن عمر البصري وابراهيم بن هراسه روي عنه ابنه عبد الوهاب ومحمد بن صالح بن ذريح العكبري وصالح بن احمد القيراطي [ صفحه 99] حدثني الحسن بن أبي طالب حدثنا احمد بن إبراهيم وصالح بن احمد بن يونس البزازحدثنا عصام بن الحكم العكبري حدثنا جميع بن عمر البصري حدثنا سوارعن محمد بن جحاده عن الشعبي عن علي قال قال رسول الله(ص) أنت وشيعتك في الجنه» [125] . وقال ابن عساكر في تاريخ مدينه دمشق: «أخبرنا أبوالحسن بن قبيس حدثنا وأبومنصوربن زريق أما أبوبكر الخطيب حدثني الحسن بن أبي طالب حدثنا أحمد بن إبراهيم حدثنا صالح بن أحمد بن يونس البزازحدثنا عصام بن الحكم العكبري حدثنا جميع بن عمر البصري ناسوارعن محمد بن جحاده عن الشعبي عن علي قال قال لي رسول الله(ص) أنت وشيعتك في الجنه». المصادر: تاريخ مدينه دمشق ج:42 ص: 331 والكامل في ضعفاء الرجال ج:7 ص:213 وتاريخ بغدادج:12 ص:358 وتاريخ مدينه دمشق ج:42 ص:334 وتاريخ مدينه دمشق ج:42 ص:335 والرياض النضره ج: 1 ص:364 والرياض النضره ج: 1 ص:385. [ صفحه 100] وذكره في سبيل النجاه في تتمه المراجعات عن: تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج 12 ص 289 ط السعاده مصر ومنتخب كنزل العمال بهامش المسندج 5 ص 439 ط الميمنيه مصر والإشاعه في أشراط الساعه للبرزنجي ص 41 ط مصر ونور الأبصارللشبلنجي ص 131 وتاريخ دمشق لابن عساكر ترجمه الإمام علي ج 3 ص 344. وعن الإمام علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم: «مثلي ومثل علي مثل شجره أنا أصلها وعلي فرعها والحسن والحسين ثمرها والشيعه ورقها، فهل يخرج من الطيب إلا الطيب؟ وأنا مدينه العلم وعلي بابها فمن أرادها فليأت الباب». فقد قال في المغني في الضعفاء: «عمروبن إسماعيل الهمداني عن أبي إسحاق بخبر كذب في علي وهو مثلي كشجره وأنا أصلها علي فرعها والحسن والحسين ثمرتها والشيعه ورقها» [126] . وقال ابن حجر في لسان الميزان: [ صفحه 101] «عمرو بن إسماعيل الهنداني عن أبيه إسحاق السبيعي بخبر باطل في علي عليه السلام وهو مثل علي كشجره أنا أصلها وعلي فرعها والحسن والحسين ثمرها والشيعه ورقها» [127] . وقال ابن حجر في لسان الميزان: «يحيي بن بشار الكندي شيخ لعباد بن يعقوب الرواجني لا يعرف عن مثله وأتي بخبر باطل قال أبوجعفر محمد بن الحسين بن حفص الخثعمي حدثنا عباد بن يعقوب حدثنا يحيي بن بشارالكندي عن إسماعيل بن إبراهيم الهمداني عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي وعن عاصم بن ضمره عن علي رضي الله عنه مرفوعا قال رسول الله(ص) شجره أنا أصلها وعلي فرعها والحسن والحسين ثمرها والشيعه ورقها فهل يخرج من الطيب إلا الطيب وأنا مدينه العلم وعلي بابها فمن أراد المدينه فليأت الباب» [128] . وقال الذهبي في ميزان الاعتدال في نقد الرجال: «عمرو بن إسماعيل الهمداني عن أبي إسحاق السبيعي بخبر باطل في علي عليه السلام وهو مثل علي كشجره أنا أصلها وعلي فرعها والحسن والحسين ثمرها والشيعه ورقها» [129] . [ صفحه 102] وقال أيضا: «يحيي بن بشارالكندي شيخ لعباد بن يعقوب الرواجني لا يعرف عن مثله وأتي بخبر باطل قال أبوجعفر محمد بن الحسين بن حفص الخثعمي حدثنا عباد بن يعقوب حدثنا يحيي بن بشارالكندي عن إسماعيل بن إبراهيم الهمداني عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي وعن عاصم بن ضمره عن علي قال رسول الله(ص) شجره أنا أصلها وعلي فرعها والحسن والحسين ثمرها والشيعه ورقها فهل يخرج من الطيب إلا الطيب وأنا مدينه العلم وعلي بابها فمن أراد المدينه فليأت الباب» [130] .

وقفه سريعه مع كلام البعض في روايه والشيعه ورقها

قبل أن أكمل المصادر لي وقفه هنا مع هؤلاء العلماء والذين قالوا عن الروايه باطله أو مكذوبه أقول: بغض النظر عن صحه الروايه وعدم صحتها- لماذا اختاروا هذه الألفاظ: باطل كذب ولم يختاروا ألفاط أخري عاده ما تستخدم وهي الروايه غير صحيحه أو ضعيفه أو ليست بحجه وما شاكل ذلك. وهل يا تري الروايه لهذه الدرجه معلومه البطلان والكذب؟ [ صفحه 103] حتي يقال عنها ذلك وهل وجود راو غير معروف مثلا في الروايه يجعلنا نقول عنها أنها باطله ومكذوبه؟ ثم إذا كانت مكذوبه فكيف جازلائمه التحقيق والتدقيق أن ينقلوا لنا هذه الروايه ولم يذكروا لنا البطلان؟ بل أقول لماذا نقلوها أصلا؟ فمن تتبع السند الآتي والذي نقله لنا صاحب تاريخ مدينه دمشق يجد فيه مجموعه من المحققين والأئمه وهم كالتالي: أولا: أبوالقاسم هبه الله بن عبد الله فقد قيل فيه ما يلي: قال الذهبي في سير أعلام النبلاء: الواسطي الإمام الثقه المحدث أبوالقاسم هبه الله بن عبد الله بن أحمد الواسطي ثم البغدادي الشروطي سمع ابن المسلمه وأبا بكر الخطيب وأبا الغنائم بن المأمون وطبقتهم روي عنه ابن عساكر وأبو موسي المديني وطائفه آخرهم عمر ابن طبرزد قال السمعاني شيخ ثقه صالح مكثر نسخ وحصل الأصول وحدثنا عنه جماعه وسمعتهم يثنون عليه ويصفونه بالفضل والعلم والاشتغال بما يعنيه مات في ذي الحجه سنه ثمان وعشرين وخمس مئه عن ست وثمانين سنه» [131] . [ صفحه 104] ثانيا: أبوبكر الخطيب البغدادي، وقد قيل عنه وفي ترجمته: فقد قال القيسراني في تذكره الحفاظ: «الحافظ أبو بكر الخطيب البغدادي قال بن ماكولا كان أبو بكر الخطيب آخر الأعيان ممن شاهدناه معرفه وحفظا واتقانا وضبطا لحديث رسول الله(ص) وتفننا في علله واسانيده وعلما بصحيحه وغريبه وفرده ومنكره ومطروحه ثم قال ولم يكن للبغداديين بعد الدارقطني مثله وسألت الصوري عن الخطيب وأبي نصر السجزي ففضل الخطيب تفضيلا بينا وقال مؤتمن الساجي ما أخرجت بغداد بعد الدارقطني مثل الخطيب وقال أبو علي البرداني لعل الخطيب لم ير مثل نفسه وقال أبوإسحاق الشيرازي الفقيه أبو بكر الخطيب يشبه بالدارقطني ونظرائه في معرفه الحديث وحفظه قال أبوسعد السمعاني كان الخطيب مهيبا وقورا ثقه متحريا حجه حسن الخط كثير الضبط فصيحا ختم به الحفاظ» [132] . ثالثا: محمد بن المظفر، وقد قيل في ترجمته ما يلي: فقد قال القيسراني في تذكره الحفاظ: «محمد بن المظفر بن موسي بن عيسي الحافظ الامام الثقه [ صفحه 105] أبو الحسين البغدادي محدث العراق ولد سنه ست وثمانين ومائتين وأول ما سمع في سنه ثلاث مائه سمع احمد بن الحسن الصوفي وحامد بن شعيب وقاسم بن زكريا وعمر بن أبي غيلان والباغندي ومحمد بن جرير وعبد الله بن زيدان البجلي وابا عروبه الحراني وعلي بن احمد علان ومحمد بن خريم الدمشقي والحسين بن محمد بن جمعه وطبقتهم بالعراق والجزيره ومصر والشام وجمع والف وعن مضايق هذا الفن لم يتخلف روي عنه الدارقطني وابن شاهين وابو الفتح بن أبي الفوارس والمالني والبرقاني وأبونعيم والحسن بن محمد الخلال وعلي بن المحسن وعبد الوهاب بن برهان وأبو محمد الجوهري وخلق كثيريقال انه من ولد سلمه بن الاكوع وكان يقول لا اتيق ذلك قال الخطيب كان بن المظفر فهما حافظا صادقا وقال البرقاني كتب الدارقطني عن بن المظفر الوف حديث وقال بن أبي الفوارس سألت بن المظفر عن حديث الباغندي عن بن زيد المذاري عن عمروبن عاصم فقال ما هو عندي قلت لعله عندك قال لوكان عندي لكنت احفظه عندي عن الباغندي مائه ألف حديث ما فيها هذا قال القاضي محمد بن عمر الداودي رأيت الدارقطني يعظم بن المظفر ويبجله ولايسند بحضرته» [133] . [ صفحه 106] رابعا: أبوجعفر محمد بن الحسن الخثعمي، وقال عنه الذهبي في سير أعلام النبلاء: «الخثعمي الإمام الحجه المحدث أبوجعفر محمد بن الحسين بن حفص الخثعمي الكوفي الاشناني قدم بغداد وحدث عن أبي كريب وعباد بن يعقوب الرواجني ومحمد بن عبيد المحاربي وعده حدث عنه أبو بكر الجعابي وأبو الحسين ابن البواب ومحمد ابن المظفر وأبو بكر بن المقري ومحمد بن جعفر بن النجارالكوفي الذي عاش إلي سنه اثنتين وأربع مئه قال الدارقطني أبو جعفر ثقه مامون» [134] . هذا هو السند كما في تاريخ مدينه دمشق: «أخبرنا أبوالقاسم هبه الله بن عبد الله أخبرنا أبو بكر الخطيب أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبيد الله النجارحدثنا محمد بن المظفر أخبرنا أبو جعفر محمد بن الحسين بن حفص الخثعمي بالكوفه حدثنا عباد بن يعقوب حدثنا يحيي بن بشير الكندي عن إسماعيل بن إبراهيم الهمداني عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي وعن عاصم بن ضمره عن علي قال قال رسول الله(ص) شجره أنا أصلها وعلي فرعها والحسن والحسين [ صفحه 107] ثمرها والشيعه ورقها فهل يخرج من الطيب إلا الطيب وأنا مدينه وعلي بابها فمن أرادها فليأت الباب» [135] . وذكره في سبيل النجاه في تتمه المراجعات عن: تاريخ دمشق ترجمه الإمام علي ج 2 ص 478 ط بيروت وابن حجر العسقلاني في لسان الميزان ج 6 ص 243 ط حيدرآباد الدكن والكنجي في كفايه الطالب ص 98 ط الغري وصاحب أرجح المطالب ص 458 ط لاهوروالذهبي في ميزان الاعتدال ج 2 ص 281 ط القاهره. وبعد أن انتهينا من أهم النقاط لتحديد مسار معرفه الفرقه الناجيه و عرفنا فيما تقدم أن الفرقه الناجيه هي خط الخلص من أصحاب الرسول(ص) الذين هم في خط أهل البيت عليهم السلام وعرفنا أيضا بأن الفرقه الناجيه هي الجماعه وعرفنا بأن الجماعه هي حبل الله المتين وعرفنا بأن حبل الله هم اهل البييت عليهم السلام وعرفنا بأن من تمسك بأهل البيت فهو من الناجين والمتخلف عنهم من الضالين وعرفنا بأن شيعه الإمام علي وشيعه أهل البيت هم الناجون يوم القيامه سوف أنتتقل الآن لأمر تكميلي وتوضيحي لما تقدم. [ صفحه 108] سؤال: وما هو هذا الأمريا تري؟ الجواب: الأمر الذي سوف أتوجه إليه هو الربط بين ما تقدم وبين الروايات التي تشير إلي ظهورطائفه من الأمه، وعزه الدين علي يدي هذه الطائفه، وما هو الرابط بين هذه الطائفه وبين الأئمه الإثني عشر. سؤال: وكيف سوف يكون ذلك ومن أين سوف تبتدي؟ الجواب: سوف أبتدي بالروايات التي تقول عن النبي(ص) أنه قال: «لا يزال من أمتي أمه قائمه بأمر الله لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتي ياتيهم أمر الله وهم علي ذلك». فهذه الطائفه من الروايات التي سوف اقدمها هنا تشير إلي ظهورطائفه من الأمه وليس كل الأمه بل حتي وليس أغلبيه الأمه [ صفحه 109] فكلمه طائفه المتبادرمنها هم الأقليه وهذا لا يصدُق إلا علي الشيعه وخاصه بما سوف يأتي من أدله أخري. واليكم الآن هذه الطائفه من الروايات:

الروايات التي تقول لا يزال من أمتي أمة قائمه بامر الله لا يضرهم من خذلهم

فقد قال البخاري في صحيحه: «حدثنا الحميدي حدثنا الوليد قال حدثني بن جابر قال حدثني عمير بن هاني أنه سمع معاويه يقول سمعت النبي- صلي الله عليه وآله وسلم- يقول لايزال من أمتي أمه قائمه بأمر الله لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتي يأتيهم أمر الله وهم علي ذلك» [136] . وقال مسلم في صحيحه: «حدثنا سعيد بن منصوروأبو الربيع العتكي وقتيبه بن سعيد قالوا حدثنا حماد وهو بن زيد عن أيوب عن أبي قلابه عن أبي أسماء عن ثوبان قال قال رسول الله- صلي الله عليه وآله وسلم- لا [ صفحه 110] تزال طائفه من أمتي ظاهرين علي الحق لا يضرهم من خذلهم حتي يأتي أمر الله وهم كذلك وليس في حديث قتيبه وهم كذلك. «وحدثنا ابو بكر بن أبي شيبه حدثنا وكيع ح وحدثنا بن نمير حدثنا وكيع وعبده كلاهما عن إسماعيل بن أبي خالدح وحدثنا بن أبي عمر واللفظ له حدثنا مروان يعني الفزاري عن إسماعيل عن قيس عن المغيره قال سمعت رسول الله- صلي الله عليه وآله وسلم- يقول لن يزال قوم من أمتي ظاهرين علي الناس حتي يأتيهم أمر الله وهم ظاهرون» [137] . أكتفي هنا بالبخاري ومسلم وقد تعرضت لهذه الروايات في العدد الخاص بالأئمه الاثني عشر فراجعوها هناك. [ صفحه 111]

ولكن قد يقال لكم بان الشيعه لم يكونوا أعزه و ظاهرين و إنما هم مقهورون مستضعفون فهذا الوصف لا ينطبق عليهم أليس كذلك

الجواب: أقول بأن المراد من الظهورومن عزه الدين علي يديهم هو الجانب العقائدي والفكري وليس بالجانب المادي والغلبه الماديه فدور هذه الطائفه هو الدفاع عن العقائد الحقه والأفكارالإسلاميه الصحيحه وقد أجاب النبي(ص) علي إشكالكم هذا من قبل حيث قال(ص) بأن طائفه من الأمه سوف تقاتل وتدافع عن هذا الدين وعن الحق حتي يأتي أمر الله ثم بين النبي(ص) فقال لا يضرهم من خذلهم. فقد قال البخاري في صحيحه: «حدثنا الحميدي حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا بن جابر حدثني عمير بن هاني أنه سمع معاويه قال سمعت النبي- صلي الله عليه وآله وسلم- يقول لا يزال من أمتي أمه قائمه بأمر الله ما يضرهم من كذبهم ولا من خالفهم حتي ياتي أمر الله وهم علي ذلك» [138] . وقال مسلم في صحيحه: «وحدثنا محمد بن المثني ومحمد بن بشار قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبه عن سماك بن حرب عن جابر بن سمره [ صفحه 112] عن النبي- صلي الله عليه وآله وسلم- أنه قال لن يبرح هذا الدين قائما يقاتل عليه عصابه من المسلمين حتي تقوم الساعه. وحدثني إسحاق بن منصورأخبرنا كثير بن هشام حدثنا جعفر وهو بن برقان حدثنا يزيد بن الأصم قال سمعت معاويه بن أبي سفيان ذكرحديثا رواه عن النبي- صلي الله عليه وآله وسلم- لم أسمعه روي عن النبي- صلي الله عليه وآله وسلم- علي منبره حديثا غيره قال قال رسول الله- صلي الله عليه وآله وسلم- من يرد الله به خبرايفقهه في الدين ولا تزال عصابه من المسلمين يقاتلون علي الحق ظاهرين علي من ناوأهم إلي يوم القيامه. حدثني أحمد بن عبد الرحمن بن وهب حدثنا عمي عبد الله بن وهب حدثنا عمروبن الحارث حدثني يزيد بن أبي حبيب حدثني عبد الرحمن بن شماسه المهري قال كنت عند مسلمه بن مخلد وعنده عبد الله بن عمروبن العاص فقال عبد الله لا تقوم الساعه إلا علي شرارالخلق هم شر من أهل الجاهليه لا يدعون الله بشيء إلا رده عليهم فبينما هم علي ذلك أقبل عقبه بن عامر فقال له مسلمه يا عقبه اسمع ما يقول عبد الله فقال عقبه هو أعلم وأما أنا فسمعت رسول الله- صلي الله عليه وآله وسلم- يقول لا تزال عصابه من أمتي يقاتلون علي أمر الله قاهرين لعدوهم لا يضرهم من خالفهم حتي تأتيهم الساعه وهم علي ذلك فقال عبد الله أجل ثم يبعث الله ريحا كريح المسك مسها مس الحريرفلا تترك نفسا في [ صفحه 113] قلبه مثقال حبه من الإيمان إلا قبضته ثم يبقي شرارالناس عليهم تقوم الساعه» [139] . وفي سنن ابن ماجه: «حدثنا هشام بن عمارحدثنا محمد بن شعيب حدثنا سعيد بن بشير عن قتاده عن أبي قلابه عن أبي أسماء الرحبي عن ثوبان أن رسول الله- صلي الله عليه وآله وسلم- قال لايزال طائفه من أمتي علي الحق منصورين لايضرهم من خالفهم حتي يأتي أمر الله عز وجل» [140] . وفي سنن الترمذي: «حدثنا قتيبه بن سعيد حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن أبي قلابه عن أبي أسماء الرحبي عن ثوبان قال قال رسول الله- صلي الله عليه وآله وسلم- إنما أخاف علي أمتي الأئمه المضلين قال وقال رسول الله- صلي الله عليه وآله وسلم- لا تزال طائفه من أمتي علي الحق ظاهرين لا يضرهم من يخذلهم حتي يأتي أمر الله قال أبو عيسي وهذا حديث حسن صحيح» [141] . [ صفحه 114] فتبين لكم بوضوح تام أن هذه الطائفه سوف تخذل وتكذب ولكنها لن تستسلم وسوف تبقي مصره علي الدفاع عن الدين ولا تقبل له أي تحريف أوتبديل أوتغيير. سؤال: أراك تكرركلمه تغيير وتبديل فهل هناك من الأمه من غيرالدين حتي تقول ذلك؟. الجواب: نعم الأمه غيرت الدين ولم تحافظ عليه بل بدلته وغيرت مساره من القرن الأول وهذه مقولتكم أنقلها لكم في هذه الروايات:

الروايات التي تذكر تغيير الأمه لسنه الرسول

فقد قال البخاري في صحيحه: «حدثنا عمروبن زراره قال أخبرنا عبد الواحد بن واصل أبو عبيده الحداد عن عثمان بن أبي رواد أخي عبد العزيز قال سمعت الزهري يقول دخلت علي أنس بن مالك بدمشق وهويبكي فقلت ما [ صفحه 115] يبكيك فقال لا أعرف شيئا مما أدركت إلا هذه الصلاه وهذه الصلاه قد ضيعت وقال بكر حدثنا محمد بن بكر البرساني أخبرنا عثمان بن أبي رواد نحوه [142] . وقال البيهقي في شعب الإيمان: «أخبرنا ابو عبد الله الحافظ حدثنا علي بن حمشاذ احمد بن سلمه حدثنا عمرو بن زراره حدثنا ابو عبيده الحداد عن عثمان بن أبي رواد عن الزهري قال دخلت علي أنس بن مالك بدمشق وهو يبكي فقلت ما يبكيك قال لا أعرف شيئا اليوم مما أدركت إلا هذه الصلاه وقد ضيعتم منها ما قد ضيعتم رواه البخاري عن عمروبن زراره» [143] . وقال في مؤلفات محمد بن عبد الوهاب: «وروي البخاري عن أم الدرداء عن أبي الدرداء قال والله ما أعرف فيهم من أمرمحمد إلا أنهم يصلون جميعا وذلك أنه أنكر أكثر أفعال أهل عصره وقال الزهري دخلت علي أنس بن مالك بدمشق وهو يبكي فقلت ما يبكيك فقال ما أعرف فيهم شيئا مما أدركت إلا هذه الصلاه وهذه الصلاه قد ضيعت انتهي كلام الطرطوشي» [144] . [ صفحه 116] وقال أيضا: «وذكرحديث العرباض بن ساريه الصحيح وفيه قوله (ص) فإنه من يعش منكم فسيري اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنه الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ و اياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعه ضلاله قال في البخاري عن أبي الدرداء أنه قال والله ما أعرف من أمرمحمد شيئا إلا أنهم يصلون جميعا وروي مالك في الموطأ من بعض الصحابه أنه قال ما أعرف شيئا مما أدركت عليه الناس إلا النداء بالصلاه قال الزهري دخلت علي أنس بدمشق وهو يبكي فقال ما أعرف شيئا مما أدركت إلا هذه الصلاه وهذه الصلاه قد ضيعت قال الطرطوشي رحمه الله» [145] . وقال المقدسي في الأحاديث المختاره: «أخبرنا زاهر بن أحمد بن حامد الثقفي بأصبهان أن الحسين بن عبد الملك الأديب أخبرهم أنا إبراهيم بن منصورأنا محمد بن إبراهيم أنا أبويعلي الموصلي حدثنا هدبه حدثنا سليمان عن ثابت عن أنس قال ما أعرف شيئا كنت أعرفه علي عهد رسول الله (ص) ليس قولكم لا إله إلا الله قال قيل الصلاه يا أبا حمزه قال قد صليتموها عند المغرب فكانت تلك صلاه رسول الله(ص) مع أني لم أر [ صفحه 117] زمانا خيرا لعامل من زمانكم هذا ورواه عبد الله بن المبارك عن سليمان إسناده صحيح. أخبرنا الحسن بن علي بن الحسين الأسدي بدمشق أن جده الحسين بن الحسن بن محمد الأسدي أخبرهم أنا سهل بن بشر بن أحمد الإسفرايني أخبرنا عبد الوهاب بن الحسين بن عمر بن برهان بثغر صورأخبرنا إسحاق بن سعد بن الحسن بن سفيان النسوي أخبرنا جدي الحسن بن سفيان حدثنا حبان بن موسي أخبرنا عبد الله هو ابن المبارك عن سليمان بن المغيره عن ثابت عن أنس قال ما أعرف فيكم شيئا كنت أعهده علي عهد رسول الله ص ليس قولكم لا إله إلا الله قلنا يا ابا حمزه الصلاه قال قد صليتم عند غروب الشمس أو كانت صلاه رسول الله (ص) ثم قال علي أني لم أرزمانا خير للعامل من زمانكم هذا ورواه الإمام أحمد في مسنده عن عفان عن سليمان بن المغيره روي الزهري قال دخلت علي أنس بدمشق وهويبكي فقلت ما يبكيك فقال لا أعرف شيئا مما أدركت إلا هذه الصلاه وهذه الصلاه قد ضيعت وفي لوايه غيلان بن جرير مما كان علي عهد رسول الله (ص) قيل الصلاه قال أنس قد صنعتم ما صنعتم فيها هذا الذي في البخاري» [146] . «حدثنا هدبه حدثنا سليمان بن المغير عن ثابت عن أنس [ صفحه 118] قال ما أعرف شيئا كنت أعرفه علي عهدرسول الله(ص) ليس قولكم لا إله إلا الله قال قيل الصلاه يا أبا حمزه قال قد صليتموها عند المغرب أفكانت تلك صلاه رسول الله(ص) مع أني لم أرزمانا خيرا لعامل من زمانكم هذا» [147] . وقال في مسند أبي الجعد: «حدثنا علي أنا سليمان بن المغيره عن ثابت عن أنس قال ما أعرف فيكم اليوم شيئا كنت أعهده علي عهد رسول الله(ص) ليس قولكم لا إله إلا الله قلنا يا أبا حمزه فالصلاه قال قد صليتم حين تغرب الشمس فكانت تلك صلاه رسول الله(ص)» [148] . وقال ابن المبارك في مسنده: «حدثنا جدي حدثنا حبان انبأ عبد الله عن سليمان بن المغيره عن ثابت عن أنس قال ما أعرف منكم شيئا كنت أعهده علي عهد رسول الله (ص) ليس قولكم لا إله إلا الله قلنايا ابا حمزه الصلاه قال قد صليتم عند غروب الشمس أوكانت تلك صلاه رسول الله(ص) ثم قال علي أني لم أرزمانا خيرا للعامل من زمانكم هذا» [149] . [ صفحه 119] وقال ابن المبارك في الزهد: «أخبركم أبوعمر بن حيويه حدثنا يحيي حدثنا الحسين أخبرنا ابن المبارك أخبرنا سليمان يعني ابن المغيره عن ثابت عن أنس قال ما أعرف شيئا مما كنت اعهده علي عهد رسول الله(ص) ليس قولكم لا إله إلا الله قلنا يا أبا حمزه ولا الصلاه قال قد صليتم عند غروب الشمس أفكانت تلك صلاه رسول الله ثم قال علي أني لم أر زمانا خيرا لعامل من زمانكم هذا إلا أن يكون زمانا مع نبي الله (ص) أخرجد ابن سعد» [150] . وقال الإمام أحمد في مسنده: «حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا عفان حدثنا سليمان بن المغيره حدثنا ثابت قال أنس ما أعرف فيكم اليوم شيئا كنت أعهده علي عهد رسول الله(ص) ليس قولكم لا إله الا الله قال قلت يا أبا حمزه الصلاه قال قد صليت حين تغرب الشمس أفكانت تلك صلاه رسول الله(ص) قال فقال علي إني لم أرزمانا خيرا لعامل من زمانكم هذا الا أن يكون زمانا مع نبي» [151] . وقال البيهقي في شعب الإيمام: [ صفحه 120] «أخبرنا ابوعبد الله الحافظ حدثنا علي بن حمشاذ احمد بن سلمه حدثنا عمرو بن زراره حدثنا أبوعبيده الحداد عن عثمان بن أبي رواد عن الزهري قال دخلت علي أنس بن مالك بدمشق وهو يبكي فقلت ما يبكيك قال لا أعرف شيئا اليوم مما أدركت إلا هذه الصلاه وقد ضيعتم منها ما قد ضيعتم رواه البخاري عن عمروبن زراره» [152] . وقال الزرقاني في شرحه: «وفي البخاري عن أنس ما أعرف شيئا مما كان علي عهد رسول الله قيل الصلاه قال أليس ضيعتم ما ضيعتم فيها وفيه أيضا عن الزهري دخلت علي أنس بدمشق وهويبكي فقلت له ما يبكيك فقال لا أعرف شيئا مما أدركت إلا هذه الصلاه وهذه الصلاه قد ضيعت والمراد بإضاعتها إخراجها عن وقتها قال تعالي: (فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاه) [153] قال البيضاوي تركوها أو أخروها انتهي» [154] . وقال القاضي الباجي في التعديل والتجريح: «عبد الواحد بن واصل أبو عبيده الحداد السدوسي مولاهم [ صفحه 121] أخرج البخاري في الصلاه عن عمرو عنه عن عثمان بن أبي دواد عن الزهري دخلت علي أنس بن مالك بدمشق وهويبكي فقلت ما يبكيك فقال لا أعرف شيئا مما أدركت إلا هذه الصلاه وهذه الصلاه قد ضيعت» [155] .

قد يقول لكم قائل بأن النبي علم بهذا الأمر و بهذا التحريف ولكنه أوجد لنا من نرجع إليه و هي سنته وسنه خلفائه الأربعه الراشدين فما هو ردكم

وقد قال الحاكم في المستدرك: «حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب حدثنا أحمد بن عيسي بن زيد التنيسي حدثنا عمروبن أبي سلمه التنيسي أنبأ عبد الله بن العلاء بن زيد عن يحيي بن أبي المطاع قال سمعت العرباض بن ساريه السلمي يقول قام فينا رسول الله(ص) ذات غداه فوعظنا موعظه وجلت منها القلوب وذرفت منها الأعين قال فقلنايا رسول الله [ صفحه 122] قد وعظتنا موعظه مودع فاعهد إلينا قال عليكم بتقوي الله أظنه قال والسمع والطاعه وستري من بعدي اختلافا شديدا أوكثيرا فعليكم بسنتي وسنه الخلفاء المهديين عضوا عليها بالنواجذ واياكم والمحدثات فإن كل بدعه ضلاله» [156] . وقال في المسند المستخرج علي صحيح مسلم: «حدثنا أبو القاسم حبيب بن الحسن وفاروق بن عبدالله وسليمان بن أحمد في آخرين قالوا حدثنا أبومسلم إبراهيم بن عبد الله حدثنا أبو عاصم النبيل وحدثنا أبو بكر عمروبن حمدان حدثنا ابن شيرويه حدثنا إسحاق بن إبراهيم حدثنا عيسي بن يونس قالا حدثنا ثوربن يزيد حدثنا خالد ابن معدان عن عبد الرحمن بن عمرو السلمي عن العرباض بن ساريه قال صلي بنا رسول الله(ص) صلاه الصبح ثم أقبل علينا بوجهه فوعضنا موعظه بليغه ذرفت منها الأعين ووجلت منها القلوب فقال قائل يا رسول الله كأنها موعظه مودع فأوصنا قال أوصيكم بتقوي الله والسمع والطاعه وان كان عبدا حبشيا فإنه من يعش منكم بعدي فسيري اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنه الخلفاء من بعدي الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ واياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعه ضلاله». [ صفحه 123] المصادر: المسند المستخرج علي صحيح مسلم ج:1 ص:35 والمسند المستخرج علي صحيح مسلم ج:1 ص:37 وصحيح ابن حبان ج:1 ص:179 وموارد الظمأن ج:1 ص:56 وسنن أبي داودج:4 ص:200 و سنن ابن ماجه ج:1 ص: 15 وسنن البيهقي الكبري ج:10 ص:114 وسنن الترمذي ج: 5 ص:44 وسنن الدارمي ج: 1 ص:57. الجواب: صحيح ما تفضلت به أن النبي(ص) قال ذلك ولكن نسيت أو تعمدت أن تنسي فالنبي(ص) لم يقل خلفائي الأربعه وانما قال خلفائي الراشدين من بعدي ولم يثبت ولا في روايه واحده أنه قال الخلفاء من بعدي أربعه خلفاء وانما ثبت أنه قال الخلفاء من بعدي اثنا عشر خليفه كما في مسلم والبخاري وغيرهما من المصادر.

الروايات التي تذكر بأن عدد الخلفاء اثنا عشر و ليس أربعه

فقد قال البخاري في صحيحه: [ صفحه 124] «حدثنا محمد بن المثني حدثنا غندرحدثنا شعبه عن عبد الملك سمعت جابر بن سمره قال سمعت النبي- صلي الله عليه وآله وسلم- يقول يكون اثنا عشر أميرا فقال كلمه لم أسمعها فقال أبي إنه قال كلهم من قريش» [157] . وقال مسلم في صحيحه: «حدثنا قتيبه بن سعيد حدثنا جرير عن حصين عن جابر بن سمره قال سمعت النبي- صلي الله عليه وآله وسلم- يقول ح وحدثنا رفاعه بن الهيثم الواسطي واللفظ له حدثنا خالد يعني بن عبد الله الطحان عن حصين عن جابر بن سمره قال دخلت مع أبي علي النبي- صلي الله عليه وآله وسلم- فسمعته يقول إن هذا الأمر لا ينقضي حتي يمضي فيهم اثنا عشر خليفه قال ثم تكلم بكلام خفي علي قال فقلت لأبي ما قال قال كلهم من قريش» [158] . وقال الحاكم في المستدرك علي الصحيحين: «حدثني محمد بن صالح بن هاني حدثنا يحيي بن محمد بن يحيي ح حدثنا أبوبكر بن إسحاق أنبأ يوسف بن يعقوب قالا حدثنا أبو الربيع الزهراني حدثنا جرير عن المغيره عن الشعبي عن [ صفحه 125] جابر بن سمره رضي الله عنه قال كنت عند رسول الله- صلي الله عليه وآله وسلم- فسمعته يقول لايزال أمر هذه الأ مه ظاهرا حتي يقوم اثنا عشر خليفه وقال كلمه خفيت علي وكان أبي أدني إليه مجلسا مني فقلت ما قال قال كلهم من قريش وقد روي جابربن سمره عن أبيه حديثا آخر» [159] .

مجموعة مخالفات من الخلفاء للنبي

وأما الخلفاء الثلاثه فقد ثبت لنا مخالفتهم لأوامر النبي (ص) وسنته فتأملوا معي هذه الروايه: فقد قال البخاري في صحيحه: «حدثنا ابو النعمان قال حدثنا حماد عن غيلان بن جرير عن مطرف بن عبد الله قال صليت خلف علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنا وعمران بن حصين فكان إذا سجد كبر واذا رفع رأسه كبر واذا نهض من الركعتين كبر فلما قضي الصلاه أخذ بيدي عمران بن حصين فقال قد ذكرني هذا صلاه محمد(ص) أو قال لقد صلي بنا صلاه [ صفحه 126] محمد (ص)» [160] .

قد يقول لكم قائل و هل هناك من أدلة عندكم تقول بأن الأئمة الإثنا عشر أو الخلفاء الإثنا عشر سوف يدافعون عن الدين و يحمون الدين أم لا

سؤال: قد يقول لك قائل هذه الروايه لا تدل علي مخالفه الثلاثه فهي ساكته عنهم أليس كذلك؟ الجواب: الدلاله واضحه لأن هذا الصحابي كان يصلي من بعد النبي (ص) و مما لا شك فيه انه صلي خلف الخلفاء الثلاثه إلا إذا كانوا لايصلون بالناس جماعه فهو أمر ممكن في حد ذاته!!!! ولكن ماذا سوف تفعل بهذه المخالفات الصريحه للنبي (ص) وهو حي يرزق؟ا؟! أولاً: رزيه الخميس: فقد قال البخاري في صحيحه: «حدثنا علي بن عبد الله حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر [ صفحه 127] عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبه عن بن عباس رضي الله عنهما قال لما حضر رسول الله(ص) وفي البيت رجال ففال النبي (ص) هلموا أكتب لكم كتابا لا تضلون بعده فقال بعضهم إن رسول الله(ص) قد غلبه الوجع وعندكم القران حسبنا كتاب الله فاختلف أهل البيت واختصموا فمنهم من يقول قربوا يكتب لكم كتابا لا تضلون بعده ومنهم من يقول غير ذلك فلما أكثروا اللغو والاختلاف قال رسول الله(ص) قوموا قال عبيد الله فكان يقول بن عباس إن الرزيه كل الرزيه ما حال بين رسول الله(ص) وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب لاختلافهم ولغطهم» [161] . ثانيا: مخالفه أوامر الرسول (س) في قتل ذوالثديه الذي لوقتل لما صارالاختلاف في الأمه: فقد قال ابن حجر العسقلاني في الإصابه: «ذو الثديه له ذكر فيمن قتل مع الخوارج في النهروان ولقال هو ذو الخويصره الآتي وقال أبويعلي في مسنده روايه بن المقري عنه حدثنا محمد بن الفرج حدثنا محمد بن الزبرقان حدثني موسي بن عبيده أخبرني هود بن عطاء عن أنس قال كان في عهد رسول الله(ص) رجل يعجبنا تعبده واجتهاده وقد ذكرنا ذلك [ صفحه 128] لرسول الله(ص) باسمه فلم يعرفه فوصفناه بصفته فلم يعرفه فبينا نحن نذكره إذ طلع الرجل قلنا هوهذا قال إنكم لتخبروني عن رجل إن في وجهه لسفعه من الشيطان فأقبل حتي وقف عليهم ولم يسلم فتال له رسول الله (ص) فأنشدك الله هل قلت حين وقفت علي المجلس ما في القوم أحد أفضل مني اوخير مني قال اللهم نعم ثم دخل يصلي فقال رسول الله(ص) من يقتل الرجل فقال أبو بكر أخبرنا فدخل عليه فوجده يصلي فقال سبحان الله أقتل رجلا يصلي وقد نهي رسول الله(ص) عن قتل المصلين فخرج فقال رسول الله (ص) ما فعلت قال كرهت أن أقتله وهويصلي وأنت قد نهيت عن قتل المصليم قال من قتل الرجل قال عمر أنا فدخل فوجده واضعا جبهته فقال عمر أبوبكر أفضل مني فخرج فقال له النبي(ص) مه قال وجدته واضعا وجهه لله فكرهت أن أقتله فقال من يقتل الرجل فقال علي أنا فقال أنت إن أدركته فدخل عليه فوجده قد خرج فرجع إلي رسول الله(ص) فقال له مه قال وجدته قد خرج قال لو قتل ما اختلف من أمتي رجلان كان أولهم وآخرهم» [162] . ثالثا: مخالفتهم أوامر الرسول (ص) في قتل المنافق فقد قال الإمام أحمد في مسنده: [ صفحه 129] «حدثنا عبد الله حدثني ابي حدثنا بكر بن عيسي حدثنا جامع بن مطر الحبطي حدثنا ابو روبه شداد بن عمران القيسي عن أبي سعيد الخدري ان أبا بكر جاء إلي رسول الله(ص) فقال يا رسول الله إني مررت بوادي كذا وكذا فإذا رجل متخشع حسن الهيئه يصلي فقال له النبي(ص) اذهب إليه فاقتله قال فذهب إليه أبوبكر فلما رآه علي تلك الحال كره ان يقتله فرجع إلي رسول الله(ص) قال فقال النبي(ص) لعمر اذهب فاقتله فذهب عمر فرآه علي تلك الحال التي راه أبوبكر قال فكره أن يقتله قال فرجع فقال يا رسول الله إني رأيته يصلي متخشعا فكرهت أن أقتله قال يا علي اذهب فاقتله قال فذهب علي فلم يره فرجع علي فقال يا رسول الله انه لم يره قال فقال النبي(ص) ان هذا وأصحابه يقرؤون القران لا يجاوزتراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرميه ثم لايعودون فيه حتي يعود السهم في فوقه فاقتلوهم هم شر البريه» [163] . رابعا: مخالفه عمر للنبي (ص) في صلح الحديبيه ووصل الأمر للشك في نبوته (ص) فقد قال البخاري وسلم في صحيحيهما: «حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا يحيي بن آدم حدثنا [ صفحه 130] يزيد بن عبد العزيز عن أبيه حدثنا حبيب بن أبي ثابت قال حدثني أبووائل قال كنا بصفين فقام سهل بن حنيف فقال أيها الناس اتهموا أنفسكم فإنا كنا مع رسول الله(ص) يوم الحديبيه ولو نري قتالا لقاتلنا فجاء عمربن الخطاب فقال يا رسول الله ألسنا علي الحق وهم علي الباطل فقال بلي فقال أليس قتلانا في الجنه وقتلاهم في النارقال بلي قال فعلام نعطي الدنيه في ديننا أنرجع ولما يحكم الله بيننا وبينهم فقال يا بن الخطاب إني رسول الله ولن يضيعني الله أبدا فانطلق عمر إلي أبي بكر فقال له مثل ما قال للنبي (ص) فقال إنه رسول الله ولن يضيعه الله أبدا فنزلت سوره الفتح فقرأها رسول الله(ص) علي عمر إلي آخرها فقال عمريا رسول الله أو فتح هو قال نعم» [164] . وقال البخاري في صحيحه: «فقال عمر بن الخطاب فأتيت نبي الله(ص) فقلت ألست نبي الله حقا قال بلي قلت ألسنا علي الحق وعدونا علي الباطل قال بلي قلت فلم نعطي الدنيه في ديننا إذا قال إني رسول الله ولست أعصيه وهو ناصري قلت أوليس كنت تحدثنا أنا سنأتي البيت فنطوف به قال بلي فأخبرتك أنا ناتيه العام قال قلت لا قال فإنك آتيه ومطوف به قال فأتيت أبا بكر فقلت يا أبا بكر أليس هذا نبي [ صفحه 131] الله حقا قال بلي قلت ألسنا علي الحق وعدونا علي الباطل قال بلي قلت فلم نعطي الدنيه في ديننا إذا قال أيها الرجل إنه لرسول الله (ص) وليس يعصي ربه وهو ناصره فاستمسك بغرزه فوالله إنه علي الحق قلت أليس كان يحدثنا أنا سناتي البيت ونطوف به قال بلي أفأخبرك أنك تأتيه العام قلت لا قال فإنك آتيه ومطوف به قال الزهري قال عمر فعملت لذلك أعمالا» [165] . خامسا: تخلفهما عن سريه أسامه أمر سريه أسامه بن زيد بن الحارثه، فمن كتاب السقيفه لأحمد بن عبد العزيز الجوهري قال: «حدثنا أحمد بن إسحاق بن صالح عن أحمد بن سيارعن سعيد بن كثير الأنصاري عن رجاله عن عبد الله بن عبد الرحمن: أن رسول الله(ص) في مرض موته أمرأسامه بن زيد بن الحارثه علي جيش فيه جله من المهاجرين والأنصارمنهم أبو بكر، وعمر، وأبو عبيده بن الجراح، وعبد الرحمن بن عوف، وطلحه، والزبير- وأمره أن يغير علي حيث قتل أبوه زيد بن الحارثه وان يغزو وادي فلسطين فتثاقل أسامه وتثاقل الجيش بتثاقله وجعل رسول الله(ص) في مرضه يثقل ويخف ويؤكد القول في تنفيذ ذلك البعث حتي قال له [ صفحه 132] أسامه: بابي أنت وأمي أتاذن لي أن أمكث ايامأ حتي يشفيك الله تعالي فقال:(ص) أخرج وسر علي بركه الله، فقال: يا رسول إن أنا خرجت وأنت علي هذه الحاله، خرجت وفي قلبي قرحه فقال:(ص) سر علي النصر والعافيه فقال: يا رسول الله إني أكره أسائل عنك الركبان فقال:(ص) أنفذ لما أمرتك به: ثم أغمي علي رسول الله (ص) وقام أسامه فتجهز للخروج فلما أفاق رسول الله (ص) سأل عن أسامه والبعث فاخبر أنهم يتجهزون فجعل يقول أنقذوا بعث أسامه لعن الله من تخلف عنه وكررذلك، فخرج أسامه واللواء علي راسه والصحابه بين يديه حتي إذا كان بالجرف نزل ومعه ابو بكر وعمر وأكثر المهاجربن ومن الأنصارأسيد بن حضير وبشير بن سعد وغيرهم من الوجوه، فجاءه رسول أم ايمن يقول له: أدخل فأن رسول الله يموت، فقال من فوره فدخل المدينه واللواء معه، فجاءبه حتي ركزه بباب الرسول(ص) ورسول الله قد مات في تلك الساعه». وهنا ملاحظه: ان أبا بكر وعمر كانا في من كان في تلك السريه. راجع: الطبقات الكبري لابن سعدج 2ص 190 وتاريخ اليعقوبي ج 2 ص 93 والكامل لابن الاثيرج 2 ص 317 شرح نهج البلاغه لابن أبي الحديدج 1 ص 53، وج 2 ص 21، أوفست علي الطبعه الأولي بمصر، وسمط النجوم العوالي لعبد الملك العاصمي المكي ج 2 ص 224، والسيره الحلبيه للحلبي الشافعي ج 3 ص 207، [ صفحه 133] والسيره النبويه لزيني دحلان بهامش السيره الحلبيه ج 3 ص 339، وكنز العمال ج 5 ص 312، ومنتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد ج 4 ص 180، وأنساب الاشراف ج 1 ص 474، وتهذيب ابن عساكرج 2 ص 391 بترجمه أسا مه. هذه نبذه مختصره عن مخالفتهم للنبي(ص) وهو بينهم وأما مخالفتهم له من بعد شهادته فحدث ولا حرج فقد غيروا كل شئ وخالفوا النبي(ص) في كل شئ. سؤال: قد يقول لكم قائل وهل هناك من أدله عندكم تقول بأن الأئمه الأثني عشرأوالخلفاء الأثني عشر سوف يدافعون عن الدين ويحمون الدين أم لا؟ الجواب: نعم لدي مجموعه من الروايه: فقد قال مسلم في صحيحه: «حدثنا نصر بن علي الجهضمي حدثنا يزيد بن زريع [ صفحه 134] حدثنا بن عون ح وحدثنا أحمد بن عثمان النوفلي واللفظ له حدثنا أزهر حدثنا بن عون عن الشعبي عن جابر بن سمره قال انطلقت إلي رسول الله- صلي الله عليه وآله وسلم- ومعي أبي فسمعته يقول لا يزال هذا الدين عزيزا منيعا إلي اثني عشر خليفه فقال كلمه صمنيها الناس فقلت لأبي ما قال قال كلهم من قريش» [166] . وقال الطبراني في المعجم الكبير: «حدثنا عبيد بن غنام حدثنا أبوبكر بن أبي شيبه حدثنا أبو أسامه عن مجالد عن الشعبي عن جابر قال سمعت النبي- صلي الله عليه وآله وسلم- في حجه الوداع يقول لا يزال هذا الأمرظاهرا علي من ناوأه لا يضره مخالف ولا مفارق حتي يمضي اثنا عشر خليفه من قريش» [167] . وقال أيضا: «حدثنا أبو زيد الحوطي حدثنا عبد الوهاب بن نجده الحوطي ح وحدثنا أحمد بن عبد الوهاب بن نجده الحوطي حدثنا أبي حدثنا إسماعيل بن عياش عن جعفر بن الحارث عن العوام بن حوشب عن المسيب بن رافع عن جابر بن سمره قال قال رسول الله [ صفحه 135] - صلي الله عليه وآله وسلم- إن هذا الأمر لايزال ظاهرا لايضره من خالفه حتي يقوم اثنا عشر أميرا كلهم من قريش» [168] . وقال في سند أبي عوانه: «حدثنا احمد بن يوسف السلمي أبو الحسن قال حدثنا يحيي بن يحيي قال حدثنا إسماعيل بن عياش عن أبي الأشهب جعفر بن الحارث عن العوام عن المسيب بن رافع عن جابر بن سمره قال قال النبي- صلي الله عليه وآله وسلم- (إن هذا الأمر لايزال ظاه را لا يضره خلاف من خالفه حتي يؤمراثنا عشر من أمتي كلهم من قريش)» [169] . وقال في مسند أحمد: «حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا حماد بن أسامه حدثنا مجالد عن عامر عن جابر بن سمره السوائي قال سمعت رسول الله- صلي الله عليه وآله وسلم- يقول في حجه الوداع إن هذا الدين لن يزال ظاهرا علي من ناوأه لايضره مخالف ولا مفارق حتي يمضي من أمتي اثنا عشر خليفه قال ثم تكلم بشيء لم أفهمه فقلت لأبي ما قال قال كلهم من قريش. [ صفحه 136] حدثنا عبد الله حدثني ابي حدثنا بن نمير حدثنا مجالد عن عامر عن جابر بن سمره السوائي قال سمعت رسول الله- صلي الله عليه وآله وسلم- يقول في حجه الوداع لا يزال هذا الدين ظاهرا علي من ناوأه لا يضره مخالف ولا مفارق حتي يمضي من أمتي اثنا عشر أميرا كلهم ثم خفي من قول رسول الله- صلي الله عليه وآله وسلم- قال وكان أبي أقرب إلي راحله رسول الله- صلي الله عليه وآله وسلم- مني فقلت يا أبتاه ما الذي خفي من قول رسول الله- صلي الله عليه وآله وسلم- قال يقول كلهم من قريش» [170] . وقال أيضا: «حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا حماد بن أسامه حدثنا مجالد عن عامر عن جابر بن سمره السوائي قال سمعت رسول الله- صلي الله عليه وآله وسلم- يقول في حجه الوداع إن هذا الدين لن يزال ظاهرا علي من ناوأه لا يضره مخالف ولا مفارق حتي يمضي من أمتي اثنا عشر خليفه قال ثم تكلم بشيء لم أفهمه فقلت لأبي ما قال قال كلهم من قريش» [171] . وقال أيضا: [ صفحه 137] «حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا بن نمير حدثنا مجالد عن عامر عن جابر بن سمره السوائي قال سمعت رسول الله- صلي الله عليه وآله وسلم- يقول في حجه الوداع لا يزال هذا الدين ظاهرا علي من ناوأه لايضره مخالف ولا مفارق حتي يمضي من أمتي اثنا عشر أميرا كلهم من قريش قال ثم خفي علي قول رسول الله- صلي الله عليه وآله وسلم- قال وكان أبي أقرب إلي راحله رسول الله - صلي الله عليه وآله وسلم- مني فقلت يا أبتاه ما الذي خفي علي من قول رسول الله- صلي الله عليه وآله وسلم- قال يقول كلهم من قريش قال فاشهد علي إفهام أبي إياي قال كلهم من قريش» [172] .

و ما هو الربط بين الأئمه الاثني عشر والطائفه الناجيه [الشيعه]

الجواب: لو تتبعت الروايات المتكلمه عن دورالائمه الاثني عشر وعن الطائفه المحقه الظاهره بالحق فإنك سوف تجد بأن الصفات تنطبق علي الاثنين: [ صفحه 138] فمثلا نجد الأئمه مخذولين لا تجتمع عليهم الأمه وكذلك الطائفه الناجيه وكذلك نجد بان الأئمه سوف يخذلون والطائفه كذلك ونجد بأن الأئمه يحافظون علي الدين وعزته وكذلك الطائفه المحقه والأهم من ذلك كله هو أن إمام الطائفه المحقه الظاهره بالحق في آخر الزمان هو الإمام المهدي الذي يصلي خلفه نبي الله عيسي ولا قائل بذلك الآن إلا الشيعه فإنه إمامهم وهم يعتقدون بذلك واليكم هذه الروايات:

الروايات التي تبين بأن الإمام المهدي هو إمام الطائفه الناجيه

قال مسلم في صحيحه: «حدثنا منصوربن أبي مزاحم حدثنا يحيي بن حمزه عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر أن عمير بن هاني حدثه قال سمعت معاويه علي المنبريقول سمعت رسول الله- صلي الله عليه وآله وسلم- يقول لا تزال طائفه من أمتي قائمه بامر الله لا يضرهم من خذلهم أوخالفهم حتي يأتي أمر الله وهم ظاهرون علي الناس» [173] . [ صفحه 139] «حدثنا الوليد بن شجاع وهارون بن عبد الله وحجاج بن الشاعر قالوا حدثنا حجاج وهو بن محمد عن بن جريج قال أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول سمعت النبي- صلي الله عليه وآله وسلم- يقول لا تزال طائفه من أمتي يقاتلون علي الحق ظاهرين إلي يوم القيامه قال فينزل عيسي بن مريم- صلي الله عليه وآله وسلم- فيقول أميرهم تعال صل لنا فيقول لا إن بعضكم علي بعض أمراء تكرمه الله هذه الأمه» [174] . وقال السيوطي في الدرالمنثور: «وأخرج أحمد ومسلم عن جابر عن النبي- صلي الله عليه وآله وسلم- قال لا تزال طائفه من أمتي يقاتلون علي الحق ظاهرين إلي يوم القيامه قال فينزل عيسي بن مريم فيقول أميرهم تعال صل بنا فيقول لا إن بعضكم علي بعض أمير تكرمه الله هذه الأمه» [175] . وقال ابن الجارود في المنتقي: «حدثنا محمد بن يحيي قال حدثنا حجاج بن محمد قال قال بن جريج أني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله رضي الله عنهمايقول سمعت رسول الله- صلي الله عليه وآله وسلم- يقول لا تزال طائفه من أمتي يقاتلون علي الحق ظاهرين إلي يوم القيامه [ صفحه 140] قال فينزل عيسي بن مريم فيقول أميرهم تعال صل لنا فيقول لا إن بعضكم علي بعض أمير لتكرمه الله هذه لأمه» [176] . وقال ابن حبان في صحيحه: «أخبرنا محمد بن المنذربن سعيد قال حدثنا يوسف بن سعيد بن مسلم حدثنا حجاج عن بن جريح قال أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول سمعت رسول الله- صلي الله عليه وآله وسلم- يقول لا تزال طائفه من أمتي يقاتلون علي الحق ظاهربن إلي يوم القيامه فينزل عيسي بن مريم فيقول أميرهم تعال صل لنا فيقول لا إن بعضكم علي بعض أمراء لتكرمه الله هذه الأمه» [177] . وقال البيهقي في سننه: «أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو صادق الصيدلاني قالا حدثنا أبوالعباس محمد بن يعقوب حدثنا محمد بن إسحاق الصغاني حدثنا حجاج بن محمد قال قال بن جريج أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله رضي الله عنه يقول سمعت النبي- صلي الله عليه وآله وسلم- يقول لا تزال طائفه من أمتي يقاتلون علي الحق ظاهرين إلي يوم القيامه قال وينزل عيسي بن مريم فيقول أميرهم [ صفحه 141] تعالي صل لنا فيقول لا إن بعضكم علي بعض أمراء لتكرمه الله هذه الأمه رواه مسلم في الصحيح عن الوليد بن شجاع وغيره عن حجاج» [178] . وهناك الكـثير من الأدله الواضحه والصريحه وقد اكتفيت بما قدمته في هذا المختصر ففيه الكفايه لمن أراد الحق وبحث عنه فاسأل الله أن ينفع بهذا المختصر الباحثين عن الحقيقه وأن يجعل هذا البحث خالصا لوجهه سبحانه تعالي إنه سميع مجيب وفي الختام افضل الكلام الصلاه علي النبي وآله الساده الأطهارالذين من تمسك بهم نجا ومن تخلف عنهم ضل وغرق. تم البحث في يوم الجمعه 12 / 5 / 1427 هجري ا لموا فق 9 / 6 / 2006 ميلادي خليفه عبيد الكلباني العماني

پاورقي

[1] تحفه الأحوذي، ج 7، ص 333.
[2] سوره آل عمران الآيه 106.
[3] سوره آل عمران الآيه 107.
[4] مجمع الزوائد، ج 6، ص 233-234.
[5] الدر المنثور، ج 2، ص290.
[6] المعجم الأوسط، ج 8، ص 22.
[7] تفسير ابن كثير، ج 2، ص 77-78.
[8] سنن أبي داود، ج 4، ص 198.
[9] سنن ابن ماجه، ج 2، ص 1322. [
[10] سنن الدارمي، ج 2، ص 314.
[11] المعجم الكبيرج: 8 ص 273.
[12] سوره يونس الآيه 93.
[13] تفسير ابن كثير، ج 2، ص 433.
[14] الدر المنثور، ج 8، ص 51.
[15] صحيح البخاري، ج 3، ص 1343.
[16] صحيح مسلم، ج 4، ص 1967.
[17] الرياض النضره، ج 1، ص 175.
[18] صحيح مسلم، ج:4، ص 1967.
[19] صحيح ابن حبان، ج 15، ص 455.
[20] مسند أبي يعلي، ج 2، ص 396.
[21] فضائل الصحابه، ج 1، ص 365.
[22] الأحاديث المختاره، ج 6، ص 66- 67؛ الأما لي المطلقه، ج 1، ص 53؛ البيأن والتعريف، ج 2، ص 278.
[23] فتح الباري، ج 7، ص 34.
[24] تحفه الأحوذي، ج10، ص 245- 246.
[25] عون المعبود، ج 12، ص 269.
[26] السنن الكبري، ج 5، ص 73.
[27] سير أعلام النبلاء، ج 1، ص415.
[28] سير أعلام النبلاء، ج 9، ص 367.
[29] فضائل الصحابه، ج 1، ص 49.
[30] فضائل الصحابه، ج 1، ص50.
[31] صحيح مسلم، ج 4، ص 1967.
[32] تفسير ابن كثير، ج 1، ص 42.
[33] مجمع الزوائد، ج10، ص65- 66.
[34] الآحاد والمثاني، ج 4، ص 152؛ المعجم الكبير، ج 4، ص 23؛ تهذيب الكمال، ج 13، ص 25؛ تاريخ مدينه دمشق، ج 23، ص 319؛ المعرفه والتاريخ، ج 3، ص 392.
[35] المستدرك علي الصحيحين، ج 4، ص95.
[36] تفسير ابن كثير، ج 1، ص 42.
[37] المعجم الكبير، ج 4، ص 22.
[38] الطبقات الكبري، ج 7، ص 508.
[39] مسند أبي يعلي، ج 3، ص 128.
[40] سوره البقره الآيه 3.
[41] الدر المنثور، ج 1، ص 67.
[42] صحيح ابن خزيمه، ج 1، ص 6.
[43] سنن ابن ماجد، ج 2، ص 1439.
[44] مجمع الزوائد، ج10، ص 66.
[45] التمهيد، ج 20، ص 244 و245؛ فيض القدير، ج 6، ص 361؛ سنن البيهقي الكبري، ج 4، ص 78؛ سنن النسائي (المجتبي)، ج 1، ص 94؛ مسند أبي يعلي، ج 6، ص 118، حليه الأولياء، ج 7، ص 256.
[46] التمهيد، ج 20، ص 244-245.
[47] التمهيد، ج20، ص245.
[48] الأحاديث المختاره، ج 3، ص 13-14.
[49] سنن أبي داود، ج 2، ص 218.
[50] سنن البيهقي الكبري، ج 5، ص 249.
[51] الاستذكار، ج 1، ص 189؛ معتصر المختصر، ج 2، ص 349؛ مسند الإمام أحمد بن حنبل، ج 1، ص 161؛ التمهيد، ج 20، ص 246؛ الكامل في ضعفاء الرجال، ج 3، ص 94؛ أخبارالمدينه، ج 1، ص 86؛ معجم ما استعجم، ج 1، ص 437.
[52] الاستذكار، ج 1، ص 187.
[53] تاريخ مدينه دمشق، ج.3، ص 137-139.
[54] تاريخ مدينه دمشق، ج30، ص 138.
[55] المصدر نفسه، ج30، ص 139.
[56] فضائل الصحابه، ج 1، ص 51.
[57] السنن الكبري، ج 5، ص75.
[58] المعجم الكبير، ج 18، ص 18.
[59] صحيح البخاري، ج 3، ص 1126.
[60] مسند الإمام أحمد بن حنبل، ج 1، ص 6.
[61] صحيح البخاري، ج 3، ص 1361؛ صحيح البخاري، ج 3، ص 1374.
[62] صحيح مسلم، ج 4، ص 1903.
[63] المستدرك علي الصحيحين، ج 3، ص 173.
[64] تهذيب الكمال، ج 35، ص250.
[65] الإصابه في تمييز الصحابه، ج 8، ص 56.
[66] مجمع الزوائد، ج10، ص 21.
[67] الكامل في ضعفاء الرجال، ج 3، ص 238.
[68] صحيح مسلم، ج 4، ص 2144.
[69] مجمع الزوائد، ج 1، ص 111-112.
[70] صحيح البخاري، ج 6، ص 2632.
[71] صحيح ابن حبان، ج 14، ص 70.
[72] صحيح البخاري، ج 5، ص 2407.
[73] لسان العرب، ج 11، ص710.
[74] النهايه في غريب الأثر، ج 5، ص 273.
[75] سنن ابن ماجه، ج 2، ص 1322؛ الدرالمنثور، ج 2، ص 290؛ مصباح الزجاجه، ج 4، ص 179؛ اعتقاد أهل السنه، ج 101، ص 1؛ تحفه الأحوذي، ج 7، ص 333.
[76] سوره آل عمران الآيه 103.
[77] تفسير الطبري، ج 4، ص 30.
[78] المصدر نفسه، ج 4، ص 32.
[79] الدر المنثور، ج 2، ص 285.
[80] تفسير ابن أبي حاتم، ج 3، ص 723.
[81] أهل البيت، ص 61، ط مطبعه السعاده بالقاهره.
[82] شواهد التنزيل، ج 1، ص130، ط بيروت.
[83] الصواعق المحرقه، ص 149، ط المحمديه بمصر.
[84] رشفه الصادي، ص 15، ط الإعلاميه بمصر.
[85] ينابيع الموده، ص 118، ط اسلامبول.
[86] الدر المنثور، ج 2، ص 285؛ ا لدرالمنثور، ج 7، ص 349.
[87] تفسير ابن كثير، ج 4، ص114.
[88] المستدرك علي الصحيحين، ج 3، ص 118.
[89] سنن الترمذي، ج5، ص 662؛ سنن الترمذي، ج 5، ص 663.
[90] المعجم الأوسط، ج 5، ص 89.
[91] المعجم الصغير، ج 1، ص 232.
[92] المعجم الكبير، ج 3، ص65؛ المصدر نفسه، ج 3، ص 66.
[93] المصدر نفسه، ج 3، ص 88؛ المصدر نفسه، ج 5، ص 171.
[94] مسند الإمام أحمد بن حنبل، ج 3، ص 59.
[95] مسند البزار، ج 3، ص 89.
[96] مسند عبد بن حميد، ج 1، ص 107.
[97] السنه، ج 2، ص 644.
[98] جزء أبي الطاهر، ج 1، ص50.
[99] تاريخ مدينه دمشق، ج 42، ص 216. [
[100] تذكره المحتاج إلي أحاديث المنهاج، ج 1، ص 63.
[101] نيل الأوطار، ج 2، ص 328.
[102] المعرفه والتا ريخ، ج 1، ص 295.
[103] فضائل الصحابه، ج 2، ص 585.
[104] سوره البينه الآيه 7.
[105] الدر المنثور، ج 8، ص 589.
[106] روح المعاني للألوسي، ج.3، ص 207.
[107] الدر المنثور، ج 8، ص 589.
[108] تاريخ مدينه دمشق، ج 42، ص 371.
[109] فتح القدير للشوكاني، ج 5، ص 477.
[110] لسان العرب، ج 2، ص 567.
[111] النهايه في غريب الأثر، ج 4، ص 106.
[112] المعجم الكبير، ج 1، ص 319.
[113] مجمع الزوائد، ج 9، ص 131.
[114] المعجم الكبير، ج 1، ص 319.
[115] المصدر نفسه، ج 3، ص 41.
[116] مجمع الزوائد، ج 9، ص 131.
[117] مجمع الزوائد، ج 9، ص 174.
[118] المصدر نفسه، ج 9، ص 131.
[119] ميزان الاعتدال في نقد الرجال، ج 6، ص 247.
[120] الفردوس بمأثورالخطاب، ج 5، ص 329.
[121] المعجم الأوسط، ج 6، ص 354.
[122] مجمع الزوائد، ج 9، ص 131.
[123] اعتقاد أهل السنه، ج 8، ص 1453.
[124] ميزان الاعتدال في نقد الرجال، ج 7، ص 171.
[125] تاريخ بغداد، ج 12، ص 289.
[126] المغني في الضعفاء، ج 2، ص 481.
[127] لسان الميزان، ج 4، ص 354.
[128] المصدر نفسه، ج 6، ص 243.
[129] ميزان الاعتدال في نقد الرجال، ج 5، ص 299.
[130] ميزان الاعتدال في نقد الرجال، ج 7، ص 165.
[131] سير أعلام النبلاء، ج20، ص 5.
[132] تذكره الحفاظ، ج 3، ص 1137.
[133] تذكره الحفاط، ج 3، ص 980- 981.
[134] سير أعلام النبلاء، ج 14، ص 529.
[135] تاريخ مدينه دمشق، ج 42، ص 383.
[136] صحيح البخاري، ج 3، ص 1331.
[137] صحيح مسلم، ج 3، ص 1523 باب قوله- صلي الله عليه وآله وسلم- لا تزال طائفه من أمتي ظاهرين علي الحق لا يضرهم من خالفهم.
[138] صحيح البخاري، ج 6، ص 2714.
[139] صحيح مسلم، ج 3، ص 1524.
[140] سنن ابن ماجه، ج 1، ص 5.
[141] سنن الترمذي، ج 4، ص 504.
[142] صحيح البخاري، ج 1، ص 198.
[143] شعب الإيمان، ج 3، ص 134.
[144] مؤلفات الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب في العقيده، ج 1، ص70.
[145] مؤلفات الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب في العقيده، ج 1، ص 17.
[146] الأحاديث المختاره، ج 5،-103.
[147] مسند أبي يعلي، ج 6، ص 74.
[148] المصدر نفسه، ج 1، ص 451.
[149] مسند ابن المبارك، ج 1، ص 52.
[150] الزهد، ج 1، ص 531.
[151] مسند الإمام أحمد بن حنبل، ج 3، ص270.
[152] شعب الإيمان، ج 3، ص 134.
[153] سوره مريم الآيه 59.
[154] شرح الزرقاني، ج 1، ص 34.
[155] التعديل والتجريح، ج 2، ص 911.
[156] المستدرك علي الصحيحين، ج 1، ص 177.
[157] صحيح البخاري، ج 6، ص2640.
[158] صحيح مسلم، ج 3، ص 1452.
[159] المستدرك علي الصحيحين، ج 3، ص715.
[160] صحيح البخاري، ج 1، ص 272؛ صحيح ابن خزيمه، ج 1، ص 292؛ المعجم الكبير، ج 18، ص 125.
[161] صحيح البخاري، ج 4، ص 1612.
[162] الإصابه في تمييز الصحابه، ج 2، ص 409.
[163] مسند الإمام أحمد بن حنبل، ج 3، ص15.
[164] صحيح البخاري، ج 3، ص 1162؛ صحيح مسلم، ج 3، ص 1411.
[165] صحيح البخاري، ج 2، ص 978.
[166] صحيح مسلم، ج 3، ص 1453.
[167] المعجم الكبير، ج 2، ص 196.
[168] المعجم الكبير، ج 2، ص215.
[169] أبي عوانه 2، ج 4، ص 372.
[170] مسند الإمام أحمد بن حنبل، ج 5، ص 87.
[171] المصدر نفسه، ج 5، ص 88.
[172] مسند الإمام أحمد بن حنبل، ج 5، ص 90.
[173] صحيح مسلم، ج 3، ص 1524.
[174] صحيح مسلم، ج 1، ص 137.
[175] الدر المنثور، ج 2، ص 742.
[176] المنتقي لابن الجارود، ج 1، ص 257.
[177] صحيح ابن حبان، ج 15، ص 231.
[178] سنن البيهقي الكبري، ج 9، ص180.

تعريف مرکز القائمیة باصفهان للتحریات الکمبیوتریة

جاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ في سَبيلِ اللَّهِ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (التوبة/41).
قالَ الإمامُ علیّ ُبنُ موسَی الرِّضا – علـَیهِ السَّلامُ: رَحِمَ اللّهُ عَبْداً أحْيَا أمْرَنَا... َ يَتَعَلَّمُ عُلُومَنَا وَ يُعَلِّمُهَا النَّاسَ؛ فَإِنَّ النَّاسَ لَوْ عَلِمُوا مَحَاسِنَ كَلَامِنَا لَاتَّبَعُونَا... (بَــنـادِرُ البـِحـار – فی تلخیص بحـار الأنوار، للعلاّمة فیض الاسلام، ص 159؛ عُیونُ أخبارِ الرِّضا(ع)، الشـَّیخ الصَّدوق، الباب28، ج1/ ص307).
مؤسّس مُجتمَع "القائمیّة" الثـَّقافیّ بأصبَهانَ – إیرانَ: الشهید آیة الله "الشمس آباذی" – رَحِمَهُ اللهُ – کان أحداً من جَهابـِذة هذه المدینة، الذی قدِ اشتهَرَ بشَعَفِهِ بأهل بَیت النبیّ (صلواتُ اللهِ علـَیهـِم) و لاسیَّما بحضرة الإمام علیّ بن موسَی الرِّضا (علیه السّلام) و بـِساحة صاحِب الزّمان (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرجَهُ الشَّریفَ)؛ و لهذا أسّس مع نظره و درایته، فی سَنـَةِ 1340 الهجریّة الشمسیّة (=1380 الهجریّة القمریّة)، مؤسَّسة ًو طریقة ًلم یـَنطـَفِئ مِصباحُها، بل تـُتـَّبَع بأقوَی و أحسَنِ مَوقِفٍ کلَّ یومٍ.
مرکز "القائمیّة" للتحرِّی الحاسوبیّ – بأصبَهانَ، إیرانَ – قد ابتدَأَ أنشِطتَهُ من سَنـَةِ 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریّة القمریّة) تحتَ عنایة سماحة آیة الله الحاجّ السیّد حسن الإمامیّ – دامَ عِزّهُ – و مع مساعَدَةِ جمع ٍمن خِرّیجی الحوزات العلمیّة و طلاب الجوامع، باللیل و النهار، فی مجالاتٍ شتـَّی: دینیّة، ثقافیّة و علمیّة...
الأهداف: الدّفاع عن ساحة الشیعة و تبسیط ثـَقافة الثـَّقـَلـَین (کتاب الله و اهل البیت علیهـِمُ السَّلامُ) و معارفهما، تعزیز دوافع الشـَّباب و عموم الناس إلی التـَّحَرِّی الأدَقّ للمسائل الدّینیّة، تخلیف المطالب النـّافعة – مکانَ البَلاتیثِ المبتذلة أو الرّدیئة – فی المحامیل (=الهواتف المنقولة) و الحواسیب (=الأجهزة الکمبیوتریّة)، تمهید أرضیّةٍ واسعةٍ جامعةٍ ثـَقافیّةٍ علی أساس معارف القرآن و أهل البیت –علیهم السّلام – بباعث نشر المعارف، خدمات للمحققین و الطـّلاّب، توسعة ثقافة القراءة و إغناء أوقات فراغة هُواةِ برامِج العلوم الإسلامیّة، إنالة المنابع اللازمة لتسهیل رفع الإبهام و الشـّـُبُهات المنتشرة فی الجامعة، و...
- مِنها العَدالة الاجتماعیّة: التی یُمکِن نشرها و بثـّها بالأجهزة الحدیثة متصاعدة ً، علی أنـّه یُمکِن تسریعُ إبراز المَرافِق و التسهیلاتِ – فی آکناف البلد - و نشرِ الثـَّقافةِ الاسلامیّة و الإیرانیّة – فی أنحاء العالـَم - مِن جـِهةٍ اُخرَی.
- من الأنشطة الواسعة للمرکز:
الف) طبع و نشر عشراتِ عنوانِ کتبٍ، کتیبة، نشرة شهریّة، مع إقامة مسابقات القِراءة
ب) إنتاجُ مئات أجهزةٍ تحقیقیّة و مکتبیة، قابلة للتشغیل فی الحاسوب و المحمول
ج) إنتاج المَعارض ثـّـُلاثیّةِ الأبعاد، المنظر الشامل (= بانوراما)، الرّسوم المتحرّکة و... الأماکن الدینیّة، السیاحیّة و...
د) إبداع الموقع الانترنتی "القائمیّة" www.Ghaemiyeh.com و عدّة مَواقِعَ اُخـَرَ
ه) إنتاج المُنتـَجات العرضیّة، الخـَطابات و... للعرض فی القنوات القمریّة
و) الإطلاق و الدَّعم العلمیّ لنظام إجابة الأسئلة الشرعیّة، الاخلاقیّة و الاعتقادیّة (الهاتف: 00983112350524)
ز) ترسیم النظام التلقائیّ و الیدویّ للبلوتوث، ویب کشک، و الرّسائل القصیرة SMS
ح) التعاون الفخریّ مع عشراتِ مراکزَ طبیعیّة و اعتباریّة، منها بیوت الآیات العِظام، الحوزات العلمیّة، الجوامع، الأماکن الدینیّة کمسجد جَمکرانَ و...
ط) إقامة المؤتمَرات، و تنفیذ مشروع "ما قبلَ المدرسة" الخاصّ بالأطفال و الأحداث المُشارِکین فی الجلسة
ی) إقامة دورات تعلیمیّة عمومیّة و دورات تربیة المربّـِی (حضوراً و افتراضاً) طیلة السَّنـَة
المکتب الرّئیسیّ: إیران/أصبهان/ شارع"مسجد سیّد"/ ما بینَ شارع"پنج رَمَضان" ومُفترَق"وفائی"/بنایة"القائمیّة"
تاریخ التأسیس: 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریة القمریّة)
رقم التسجیل: 2373
الهویّة الوطنیّة: 10860152026
الموقع: www.ghaemiyeh.com
البرید الالکترونی: Info@ghaemiyeh.com
المَتجَر الانترنتی: www.eslamshop.com
الهاتف: 25-2357023- (0098311)
الفاکس: 2357022 (0311)
مکتب طهرانَ 88318722 (021)
التـِّجاریّة و المَبیعات 09132000109
امور المستخدمین 2333045(0311)
ملاحَظة هامّة:
المیزانیّة الحالیّة لهذا المرکز، شـَعبیّة، تبرّعیّة، غیر حکومیّة، و غیر ربحیّة، اقتـُنِیَت باهتمام جمع من الخیّرین؛ لکنـَّها لا تـُوافِی الحجمَ المتزاید و المتـَّسِعَ للامور الدّینیّة و العلمیّة الحالیّة و مشاریع التوسعة الثـَّقافیّة؛ لهذا فقد ترجَّی هذا المرکزُ صاحِبَ هذا البیتِ (المُسمَّی بالقائمیّة) و مع ذلک، یرجو مِن جانب سماحة بقیّة الله الأعظم (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرَجَهُ الشَّریفَ) أن یُوفـِّقَ الکلَّ توفیقاً متزائداً لِإعانتهم - فی حدّ التـّمکـّن لکلّ احدٍ منهم – إیّانا فی هذا الأمر العظیم؛ إن شاءَ اللهُ تعالی؛ و اللهُ ولیّ التوفیق.