ما هي العلاقة بين الحي و الميت

اشارة

مولف:خليفه عبيد الكلباني العماني
ناشر:دارالحجة البيضاء

المقدمه

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام علي محمد واله الطاهرين. وبعد فان هذه سلسلة كتبها الأخ العزيز الشيخ خليفة بن عبيد الكلباني العماني تتعلق بالمسائل الخلافية التي تختلف حولها نظرات المذاهب الإسلامية عموما والتي كانت مثارا للحوار ولم تزل كذلك... وقد راعي المؤلف أن تكون ميسرة لمختلف المستويات بعيدة عن التعقيد والإطالة، ومع ذلك فانه جعلها مذيلة بالمصادر التاريخية والحديثية التي اعتمدها أهل السنة دون ما تفرد به أتباع أهل البيت (ع) حتي تكون بالغة الحجة، قوية الدلالة.... هذا وقد جاءت هذه المقالات نتيجة تجربة عاشها المصنف وبذل فيها طاقته ووفق لأن يفتح للنور طريقا فيستضيء من كان يبحث عنه. وفي هذا الكتيب يسلط المصنف الضوء علي ما هي العلاقة بين الحي والميت؟ بأسلوب مبسط بديع نرجو لأن ينال إعجاب القاري، وليسرح القاري عن نفسه حجاب التعصب وليسرع الخطي حتي يصل للحقيقة وينجوبها... الناشر [ صفحه 3] بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين المنتجبين الذين طهرهم الله من الرجس والمعصية. وبعد فاني وبعد أن انتهيت من البحث المتعلق بسماع الميت واحساسه بما يدورحوله فلا بد أن أتواصل معكم ومع بحث جديد يتعلق بعلاقتنا بالميت أو ما هي العلاقة بين الميت والحي وسوف أحاول بقدر الامكان أن أجيب علي هذا السؤال الذي طالما طرح من قبل الإخوة والأخوات. وسوف أتسلسل معكم في إيضاح هذه العلاقة.. وأول أمر نبتدي به هو زيارة الأموات. [ صفحه 4]

زيارة الأموات

الحديث بلفظ فزوروها

قال مسلم في صحيحه: " حدثنا أبوبكر بن أبي شيبة ومحمد بن عبدالله بن نمير ومحمد بن المثني واللفظ لأبي بكر وبن نمير قالوا حدثنا محمد بن فضيل عن أبي سنان وهو ضرار بن مرة عن محارب بن دثارعن بن بريدة عن أبيه قال قال رسول الله صلي الله عليه وآله نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها ونهيتكم عن لحوم الأضاحي فوق ثلاث فأمسكوا ما بدا لكم ونهيتكم عن النبيذ إلا في سقاء فاشربوا في الأسقية كلها ولا تشربوا مسكرا قال بن نمير في روايته عن عبدالله بن بريدة عن أبيه " [1] . وراجع المصادر التالية: صحيح مسلم ج:3 ص:1563 وتفسير ابن كثيرج:2 ص:394 وصحيح ابن حبان ج:3 ص:261 والسنن الكبري ج:3 ص: 225 والمستدرك علي الصحيحين ج:1 ص:532 والمستدرك علي الصحيحين ج: 1 ص:530 وص 531، والمسند المستخرج علي صحيح مسلم ج:3 وص:56 والمنتقي لابن الجارود ج:1 ص:219 وموارد [ صفحه 5] الظمآن ج:1 ص:201 والسنن الكبري ج:3 وص:225 وسنن أبي داود ج:3 ص:332.

الحديث بلفظ زر القبور

ففي الدر المنثور للسيوطي: " وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في شعب الإيمان وقال هذا متن منكر عن أبي ذر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم زر القبور تذكر بها الآخرة واغسل الموتي فان معالجة جسد خاو موعظة بليغة وصل علي الجنائز لعل ذلك يحزنك فان الحزين في ظل الله يوم القيامة " [2] . وراجع المصادر التالية: تفسير ابن كثيرج:2 ص:394 والمستدرك علي الصحيحين ج 1 ص 533 ج:4 ص:366 وسنن البيهقي الكبري ج:4 ص:78 وصحيح مسلم ج:2 ص:669 والترغيب والترهيب ج:4 ص: 175 والفردوس بمأثور الخطاب ج:2 ص:294، وشعب الإيمان ج: 7 ص: 15 والأمالي المطلقة ج: 1 ص:114 وفيض القديرج:3 [ صفحه 6] ص:162، ولسان الميزان ج: 6 ص:302.

التعليق علي الأمر الأول

حثت الشريعة المقدسة الأمة الإسلامية علي مواصلة الميت وزيارته وهذا الأمر يدل علي أن الموت ليس هو انتهاء التواصل بين الحي والميت وانما هو انتقال من مرحلة لمرحلة أخري من الوجود التي أشارت الروايات إليها و أن التواصل بين الأحياء والأموات أمر ممكن في هذه المرحلة ومن هنا ندبتنا إلي زيارتهم. وتدلنا هذه الروايات علي أمر مهم وهو شعور المزار وادراكه واحساسه بهذه الزيارة من الحي. فلنستمع لأحد كبار العلماء من مدرسة الصحابة من مدرسة السلف ماذا يقول عن هذه الزيارة وماذا فهم منها هذا العالم.

فيقول ابن القيم في كتابه الروح

" ويكفي في هذا تسمية المسلم عليهم زائرا ولولا أنهم يشعرون به لما صح تسميته زائرا فإن المزور إن لم يعلم بزيارة من زاره لم يصح أن يقال زاره هذا هو المعقول من الزيارة عند جميع [ صفحه 7] الأمم " [3] .

تعليق ابن كثير

وهذا ابن كثير ينقل لنا أيضا هذه الحكاية في تفسيره: " وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال إذا مر الرجل بقبر يعرفه فسلم عليه رد عليه السلام وروي بن أبي الدنيا بإسناده عن رجل من آل عاصم الجحدري قال رأيت عاصما الجحدري في منامي بعد موته بسنتين فقلت أليس قد مت قال بلي قلت فأين أنت قال أنا والله في روضة من رياض الجنة أنا ونفر من أصحابي نجتمع كل ليلة جمعة وصبيحتها إلي بكر بن عبدالله المزني فنتلقي أخباركم قال قلت أجسامكم أم أرواحكم قال هيهات قد بليت الأجسام وانما تتلاقي الأرواح قال قلت فهل تعلمون بزيارتنا إياكم قال نعلم بها عشية الجمعة ويوم الجمعة كله ويوم السبت إلي طلوع الشمس قال قلت فكيف ذلك دون الأيام كلها قال لفضل يوم الجمعة وعظمته قال وحدثنا محمد بن الحسين حدثنا بكر بن محمد حدثنا حسن القصاب قال كنت أغدو مع محمد بن واسع في كل غداة سبت حتي نأتي أهل الجبان فنقف علي القبور فنسلم عليه وندعو لهم ثم ننصرف فقلت ذات يوم لوصيرت هذا اليوم يوم الإثنين قال بلغني أن الموتي يعلمون بزوارهم يوم الجمعة ويوما قبلها ويوما بعدها " [4] . [ صفحه 8]

التسليم علي الميت

اشاره

الأمر الآخر من العلاقة بين الحي والميت هو التسليم علي الميت من الحي والرد من الميت وهذا الأمر يدل بوضوح تام علي أن العلاقة لا تنتهي بالموت والموت لا يعني عدم الإحساس أو الإدراك ولذلك ورد في الشريعة الكثير من الروايات التي تتكلم عن السلام علي الميت والسلام علي علي غير المدرك وعلي غير المستمع وعلي الذي لا إحساس عنده أمر غير عقلائي. فلكون الميت يسمع ويحسن قالت الشريعة سلموا علي الأموات فإنهم يردون عليكم سلامكم وهذا نوع من التواصل مثله مثل التواصل بالسلام مع الحي والمفروض أيضا ترتب آثار السلام من الأجر والثواب وتبادل المحبة بين الاثنين وهذه طائفة من تلك الروايات.

سلامنا علي النبي ورد النبي علينا

ففي الدر المنثور للسيوطي: " وأخرج البيهقي عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم ما من مسلم يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتي أرد عليه السلام " [5] . [ صفحه 9] وفي تفسير ابن كثير: " قال أبوداود 2041 حدثنا بن عوف هو محمد حدثنا المقري حدثنا حيوة عن أبي صخر حميد بن زياد عن يزيد بن عبدالله بن قسيط عن أبي هريرة أن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم قال مامنكم من أحد يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتي أرد عليه السلام تفرد به أبوداود وصححه النووي في الأذكار 349 ثم قال أبو داود 2042 حدثنا أحمد بن صالح قال قرأت علي عبدالله بن نافع أخبرني بن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم لا تجعلوا بيوتكم قبورا ولا تجعلوا قبري عيدا وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيثما كنتم تفرد به أبو داود أيضا وقد رواه الإمام أحمد 2367 عن سريج عن عبدالله بن نافع وهو الصائغ به وصححه النووي " [6] . وفي سنن أبي داود: " حدثنا محمد بن عوف حدثنا المقري حدثنا حيوة عن أبي صخر حميد بن زياد عن يزيد بن عبدالله بن قسيط عن أبي هريرة أن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم قال ما من أحد يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتي أرد عليه السلام " [7] . [ صفحه 10] وفي سنن البيهقي: " أخبرنا أبو محمد عبدالله بن يحيي السكري ببغداد أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار حدثنا عباس الترقفي حدثنا عبد الله بن يزيد أبوعبد الرحمن المقري حدثنا حيوة بن شريح عن أبي صخر عن يزيد بن عبدالله بن قسيط عن أبي هريرة أن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم قال ما من أحد يسلم علي إلا رد الله إلي روحي حتي أرد عليه السلام " [8] . وفي مسند إسحاق بن راهويه: " أخبرنا المقريء حدثنا حيوة بن شريح حدثني أبوصخر أن يزيد بن عبدالله بن قسيط أخبره عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم قال ما من أحد سلم علي إلا رد الله روحي حتي أرد عليه السلام " [9] . وفي مسند الإمام أحمد: " حدثنا عبدالله حدثني أبي حدثنا عبدالله بن يزيد حدثنا حيوة حدثنا أبوصخر أن يزيد بن عبدالله بن قسيط أخبره عن أبي هريرة عن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم قال ما من [ صفحه 11] أحد يسلم علي الا رد الله عزوجل إلي روحي حتي أرد عليه السلام " [10] . وفي الترغيب والترهيب للمنذري: "وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم قال ما من أحد يسلم علي إلا رد الله إلي روحي حتي أرد عليه السلام رواه أحمد وأبوداود. وعن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم إن الله وكل بقبري ملكا أعطاه الله أسماء الخلائق فلا يصلي علي أحد إلي يوم القيامة إلا أبلغني باسمه واسم أبيه هذا فلان بن فلان قد صلي عليك. رواه البزار و أبو الشيخ ابن حبان ولفظه قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم إن لله تبارك وتعالي ملكا أعطاه أسماء الخلائق فهو قائم علي قبري إذا مت فليس أحد يصلي علي صلاة إلا قال يا محمد صلي عليك فلان بن فلان، قال فيصلي الرب تبارك وتعالي علي ذلك الرجل بكل واحدة عشرا. رواه الطبراني في الكبير بنحوه " [11] . [ صفحه 12] وفي شعب الإيمان للبيهقي: " أخبرنا أبو محمد عبدالله بن يحيي بن عبد الجبار السكري ببغداد أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار حدثنا عباس بن عبدالله الترقفي حدثنا أبوعبد الرحمن المقري حدثنا حيوة بن شريح عن أبي صخر عن يزيد بن عبدالله بن قسيط عن أبي هريرة أن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم قال ما من أحد يسلم علي إلا رد الله إلي روحي حتي أرد عليه السلام. أخبرنا أبو عبدالله الحافظ أخبرنا أبو العباس محمد بن يعقوب حدثنا محمد بن إسحاق الصغاني حدثنا أبونعيم حدثنا شقيق عن عبدالله بن السائب عن زاذان عن بن مسعود عن النبي صلي الله عليه وآله وسلم قال إن لله ملائكة سياحين في الأرض يبلغوني عن أمتي السلام " [12] .

تعليق حول رواية رد الروح إلي جسده

ولكن لي مع هذه الروايات موقف وإشكال وسؤال كبير. والإشكال حول هذه الروايات متعلق بالقول " بأن الله يرد [ صفحه 13] علي النبي (ص) روحه ليرد السلام علي من سلم عليه " والإشكال يتكون من نقاط. أولا: إن هذا الأمر يقتضي كون النبي (ص) في بعض مراحله في القبر لا يحس ولا يدرك وأنه ميت لا يسمع وهذا الأمر غير صحيح علي الإطلاق لأن الشهداء هم أحياء فكيف بالأنبياء وعلي رأسهم النبي (ص) لأنه أفضلهم. وثانيا: هذا الكلام يستدعي القول بتعذيب النبي الأكرم ملايين المرات في كل لحظة لأن عدد المسلمين عليه في كل يوم ملايين من البشر فهل في كل مرة تخرج روحه من جسده و ترجع إليه مرة ثانية؟! وثالثا: سوف تري في السلام علي غير النبي أنه لم يقال فيهم بان الله يرد عليهم أرواحهم فكيف بألنبي (ص) وهو أفضل الخلق علي الإطلاق. ورابعا: تأملوا في الروايات الآتية والتي تتكلم عن الأنبياء سوف ترون أنها تقول أنهم أحياء في قبورهم يصلون فلماذا هذا الحكم لا يشمل نبينا الأكرم (ص)؟؟ وهذه طائفة عن حياة الأنبياء: [ صفحه 14]

حياة الأنبياء في قبورهم ففي مسند أبي يعلي

" حدثنا أبو الجهم الأزرق بن علي حدثنا يحيي بن أبي بكير حدثنا المستلم بن سعيد عن الحجاج عن ثابت البناني عن أنس بن مالك قال رسول الله الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون " [13] . وفي مجمع الزوائد للهيثمي: " وعن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون رواه أبويعلي والبزار ورجال أبي يعلي ثقات " [14] . وفي الفوائد للرازي: " أخبرنا أبو القاسم الحسن بن علي بن وثاق النصيبي قراءة عليه سنة أربع وأربعين وثلاثمائة حدثنا عبدالله بن محمد بن ناجية البغدادي أبنا أحمد بن عبد الرحمن الحداني حدثنا الحسن بن قتيبة حدثنا المستنير بن سعيد عن حجاج بن الأسود عن ثابت عن أنس قال قال النبي صلي الله عليه وآله وسلم الأنبياء [ صفحه 15] أحياء في قبورهم يصلون " [15] . وفي شرح السيوطي: "وكذلك روية النبي صلي الله عليه وآله وسلم الأنبياء ليلة الإسراء في السماوات الصحيح أنه رأي فيها الأرواح في مثال الأجساد مع ورود أنهم أحياء في قبورهم يصلون وقد قال النبي صلي الله عليه وآله وسلم من صلي علي عند قبري سمعته ومن صلي علي نائيا بلغته وقال ان الله وكل بقبري ملكا أعطاه أسماع الخلائق فلا يصلي علي أحد إلي يوم القيامة إلا أبلغني باسمه واسم أبيه " [16] . وفي نظم المتناثر للكتاني: " حياة الأنبياء في قبورهم قال السيوطي في مرقات الصعود تواترت بها الأخبار وقال في أنباء الاذكياء بحياة الأنبياء ما نصه حياة النبي صلي الله عليه وآله وسلم في قبره وسائر الأنبياء معلومة عندنا علما قطعيا لما قام عندنا من الأدلة في ذلك وتواترت به الأخبار الدالة علي ذلك وقد ألف الإمام البيهقي رحمه الله جزءا في حياة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام في قبورهم اه منه بلفظه وانظره فقد ساق بعده شيئا من الأخبار الدالة علي ذلك وقال ابن القيم في كتاب الروح نقلا عن أبي عبدالله القرطبي صح عن [ صفحه 16] النبي صلي الله عليه وآله وسلم أن الأرض لا تأكل أجساد الأنبياء وأنه صلي الله عليه وآله وسلم اجتمع بالأنبياء ليلة الإسراء في بيت المقدس وفي السماء خصوصا بموسي وقد أخبر بأنه ما من مسلم يسلم عليه إلا رد الله عليه روحه حتي يرد عليه السلام إلي غير ذلك مما يحصل من جملته القطع بأن موت الأنبياء إنما هو راجع إلي أن غيبوا عنا بحيث لا ندركهم وان كانوا موجودين أحياء وذلك كالحال في الملائكة فإنهم أحياء موجودون ولا نراهم اه والله سبحانه وتعالي أعلم " [17] .

و هذه روايات أخري تبين لنا صلاة الأنبياء في قبورهم

ففي صحيح مسلم: " حدثنا هداب بن خالد وشيبان بن فروخ قالا حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني وسليمان التيمي عن أنس بن مالك أن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم قال أتيت وفي رواية هداب مررت علي موسي ليلة أسري بي عند الكثيب الأحمر وهو قائم يصلي في قبره. وحدثنا علي بن خشرم أخبرنا عيسي يعني بن يونس ح [ صفحه 17] وحدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير كلاهما عن سليمان التيمي عن أنس ح وحدثناه أبوبكر بن أبي شيبة حدثنا عبدة بن سليمان عن سفيان عن سليمان التيمي سمعت أنسا يقول قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم مررت علي موسي وهو يصلي في قبره " [18] . وفي صحيح ابن حبان: " أخبرنا أبوخليفة حدثنا مسدد حدثنا عيسي بن يونس عن سليمان التيمي عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم مررت ليلة اسري بي علي موسي عليه السلام يصلي في قبره " [19] .

اشكال القوم علي رواية رد الروح الي جسده عند السلام عليه

وبسبب هذه الروايات والإشكالات المتقدمة فإننا نري بعض العلماء تحيروا توجيه الرواية (أي رواية رد الروح إلي جسد النبي(ص)) وحاولوا أن يجدوا لها معني وشرحا واضحا ومقنعا. فقد قال ابن حجر في فتح الباري: " عن أوس بن أوس رفعه في فضل يوم الجمعة فأكثروا علي من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة علي قالوا يا رسول الله وكيف [ صفحه 18] تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت قال أن الله حرم علي الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء ومما يشكل علي ما تقدم ما أخرجه أبوداود من وجه آخرعن أبي هريرة رفعه ما من أحد يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتي أرد عليه السلام ورواته ثقات. ووجد الإشكال فيه أن ظاهره أن عود الروح إلي الجسد يقتضي انفصالها عنه وهو الموت وقد أجاب العلماء عن ذلك بأجوبة أحدها أن المراد بقوله رد الله علي روحي أن رد روحه كانت سابقة عقب دفنه لا أنها تعاد ثم تنزع ثم تعاد الثاني سلمنا لكن ليس هو نزع موت بل لا مشقة فيه الثالث أن المراد بالروح الملك الموكل بذلك الرابع المراد بالروح النطق فتجوز فيه من جهة خطابنا بما نفهمه الخامس أنه يستغرق في أمور الملأ الأعلي فإذا سلم عليه رجع إليه فهمه ليجيب من سلم عليه وقد استشكل ذلك من جهة أخري وهو أنه يستلزم استغراق الزمان كله في ذلك لاتصال الصلاة والسلام عليه في أقطار الأرض ممن لا يحصي كثرة وأجيب بأن أمور الآخرة لا تدرك بالعقل وأحوال البرزخ أشبه بأحوال الآخرة والله أعلم " [20] . وفي شرح الزرقاني: " وذكر الغزالي ثم الرافعي حديثا مرفوعا أنا أكرم علي ربي من أن يتركني في قبري بعد ثلاث ولا أصل له إلا إن أخذ من رواية [ صفحه 19] ابن أبي ليلي وليس الأخذ بجيد لأنها قابلة للتأويل قال البيهقي إن صح فالمراد أنهم لا يتركون يصلون إلا هذا القدر ثم يكونون مصلين بين يدي الله فقد ثبتت حياة الأنبياء لكن يشكل عليه حديث أبي هريرة رفعه ما من أحد يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتي أرد عليه السلام أخرجه أبوداود ورجاله ثقات ووجه إشكاله ظاهر لأن عود الروح في الجسد يقتضي انفصالها عنه وهو الموت. وأجاب العلماء بأن المراد أن روحه كانت سابقة عقب دفنه لأنها تعاد ثم تنزع ثم تعاد، سلمنا لكن ليس بنزع موت بل لا مشقة فيه وبأن المراد بالروح الملك الموكل بذلك أو النطق فتجوز فيه من جهة خطابنا بما نفهمه وبأنه يستغرق في أمور الملأ الأعلي فإذا سلم عليه رجع إليه فهمه ليجيب من يسلم عليه وقد أشكل ذلك من جهة أخري هي استلزام استغراق الزمان كله في ذلك لاتصال الصلاة والسلام عليه في أقطار الأرض ممن لا يحصر كثرة، وأجيب بأن أمور الآخرة لا تدرك بالعقل وأحوال البرزخ أشبه بأحوال الآخرة انتهي ملخصا " [21] . ولكن قد يقول قائل بان الروايات السابقة لا تتكلم عن كل الموتي و انما تتكلم عن النبي (ص) وعن الأنبياء فهل من دليل علي غيرهم حتي نقول بذلك؟ [ صفحه 20] الجواب: أقول نعم في ففي التراث الإسلام الكثير من الروايات التي تتكلم عن السلام علي غير الأنبياء ورد السلام من الموتي علي المسلم وهي روايات كثيرة وصحيحة وقد مر عليكم في بحث سماع الميت الكثير منها واليكم الآن طائفة من هذه الروايات.

روايات السلام علي غير الأنبياء وردهم للسلام

ففي حاشية ابن القيم: " ذكرالشيخ بن القيم رحمه الله حديثا فيه وسلام عليك تحية الموتي وكلام المنذري إلي آخره ثم قال وهذا الفرق إن صح فهو دليل علي التسوية بين الأحياء والأموات في السلام فإن المسلم علي أخيه الميت يتوقع جوابه أيضا. قال بن عبد البر ثبت عن النبي صلي الله عليه وآله وسلم أنه قال ما من رجل يمر بقبر أخيه كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه إلا رد الله عليه روحه حتي يرد عليه السلام " [22] . وفي منهاج السنة لابن تيمية: [ صفحه 21] " وانما اعتمدوا علي ما رواه أبوداود عن النبي صلي الله عليه وآله وسلم أنه قال ما من رجل يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتي أرد عليه السلام. وقد ذكرابن عبد البر هذا عاما مرفوعا إلي النبي صلي الله عليه وآله وسلم وبينه فقال ما من رجل يمر بقبر الرجل كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه إلا رد الله عليه روحه حتي يرد عليه السلام. وفي النسائي وغيره عن النبي صلي الله عليه وآله وسلم أنه قال إن الله وكل بقبري ملائكة تبلغني عن أمتي السلام وفي السنن سنن أبي داود وغيره عن أوس الثقفي عن النبي صلي الله عليه وآله وسلم أنه قال أكثروا علي من الصلاة يوم الجمعة وليلة الجمعة فإن صلاتكم معروضة علي قالوا كيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت أي قد صرت رميما فقال إن الله حرم علي الأرض أن تاكل لحوم الأنبياء. فهذا المعروف عنه في السنن هو الصلاة والسلام عليه كما أمر الله تعالي بذلك في كتابه بقوله(يأيها الذين ءامنوا صلوا عليه و سلموا تسليما) [23] وقد ثبت في الصحيح أنه قال من صلي علي مرة صلي الله عليه عشرا لكن إذا صلي وسلم عليه من بعيد بلغ ذلك واذا سلم عليه من قريب سمع هو سلام المسلم عليه. ولهذا كان الصحابة [ صفحه 22] رضي الله عنهم إذا أتي أحدهم قبره سلم عليه وعلي صاحبيه كما كان ابن عمر يقول السلام عليك يا رسول الله السلام عليك با أبا بكر السلام عليك يا أبه " [24] . وفي التوسل والوسيلة: " وروي أبوعمر بن عبد البر عن النبي صلي الله عليه وآله وسلم أنه قال ما من رجل يمر بقبر رجل كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه إلا رد الله عليه روحه حتي يرد عليه السلام وفي سنن أبي داود عن النبي صلي الله عليه وآله وسلم أنه قال ما من مسلم يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتي أرد عليه السلام " [25] . وفي تلخيص كتاب الاستغاثة لابن تيمية: " وقال صلي الله عليه وآله وسلم:(ما من رجل يمر بقبر الرجل كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه إلا رد الله عليه روحه حتي يرد عليه السلام) رواه أبوعمر ابن عبد البر وصححه " [26] . وفيه أيضا: "ولا يلب أن النبي صلي الله عليه وآله وسلم بل ومن هو [ صفحه 23] دونه حي يسمع كلام الناس كما قال صلي الله عليه وآله وسلم(ما من رجل يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتي أرد عليه السلام) و (ما من رجل يمر بقبر الرجل كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه إلا رد الله عليه روحه حتي يرد عليه) رواه ابن عبد البر وصححه " [27] . وفي توحيد الألوهية لابن تيمية: " فقد أخبرت هذه النصوص أن الروح تنعم مع البدن الذي في القبر اذا شاء الله وانما تنعم في الجنة وحدها وكلاهما حق. وقد روي ابن أبي الدنيا في كتاب ذكر الموت عن مالك بن أنس قال(بلغني أن الروح مرسلة تذهب حيث شاءت) وهذا يوافق ما روي(ان الروح قد تكون علي أفنية القبور) كما قال مجاهد إن الأرواح تدوم علي القبور سبعة أيام يوم يدفن الميت لا تفارق ذلك وقد تعاد الروح الي البدن في غير وقت المسألة كما في الحديث الذي صححه ابن عبد البر عن النبي أنه قال(ما من رجل يمر بقبر الرجل الذي كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليها إلا رد الله عليه روحه حتي يرد عليه السلام " [28] . وفي تلخيص كتاب الاستغاثة لابن تيمية: " وثبت عنه صلي الله عليه وآله وسلم أنه قال(إن الميت [ صفحه 24] ليسمع قرع نعالهم حين يتولون عنه مدبرين). وقال صلي الله عليه وآله وسلم(ما من رجل يمر بقبر الرجل كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه إلا رد الله عليه روحه حتي يرد عليه السلام) رواه أبو عمر ابن عبد البر وصححه " [29] . فإذا ثبت هذا الكلام فيثبت لنا بأن النبي والزهراء والأئمة الأطهار عليهم السلام أحياء دائما لأن التسليم عليهم لا ينقطع فبهذا الحديث نثبت استمرارية حياتهم فكيف لو أضفنا له الروايات الأخري من سرور الميت وتأذيه من عمل الحي كما سوف يأتي إن شاء الله تعالي.

فرحة الميت و سروره بزيارة الحي

الأمر الآخر من أنواع التواصل بين الحي والميت هو سرور الميت وراحته بزيارة الحي له وهذا أمر مطلوب عند كل مسلم بل عند كل إنسان إذا علم بأن هذه الزيارة تخلق عند الطرف المزار سعادة وسرور فأنه يتواصل مع من يحب من أجل أن يريحه ويسعده ومن تتبع مصادر المسلمين يجدهم يقولون: [ صفحه 25] ففي تفسير ابن كثير: " فقد تواترت الآثار عنهم بأن الميت يعرف بزيارة الحي له ويستبشر فروي بن أبي الدنيا في كتاب القبول عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم ما من رجل يزور قبر أخيه ويجلس عنده إلا استانس به ورد عليه حتي يقوم وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال إذا مر الرجل بقبر يعرفه فسلم عليه رد عليه السلام " [30] . وفي كتاب الروح لابن القيم: " والسلف مجمعون علي هذا وقد تواترت الآثار عنهم بأن الميت يعرف زيارة الحي له ويستبشر به. قال أبوبكر عبدالله بن محمد بن عبيد بن أبي الدنيا في كتاب القبور باب معرفة الموتي بزيارة الأحياء. حدثنا محمد بن عمن حدثنا يحيي بن يمان عن عبدالله بن سمعان عن زيد بن أسلم عن عائشة رضي الله تعالي عنها قالت قال رسول الله ما من رجل يزور قبر أخيه ويجلس عنده إلا استأنس به ورد عليه حتي يقوم " [31] . [ صفحه 26] وفي لسان الميزان لابن حجر: " عبدالله بن سمعان ذكره شيخي العراقي في تخريج الأحياء في حديث عائشة ما من رجل يزور قبر أخيه و يجلس عنده إلا استأنس به ورد عليه حتي يقوم أخرجه بن أبي الدنيا في كتاب القبور" [32] .

عرض عمل الحي علي الميت

الأمر الرابع من التواصل بين الحي والميت هو عرض عمل الحي علي الميت فكل عمل يعمله الإنسان الحي من خير أو شر فإنه يعرض علي الميت ويطلع عليه فإذا كان العمل في خير وصلاح فإنه يريح الميت ويسر به. وان كان العمل غير صالح ويستقبح فعله عند المسلمين فأن الميت يتاذي بسببه ويغتم. ولعل هذا الأمر من أهم موارد التواصل بين الحي والميت فأن العقلاء الذين يريدون السعادة والراحة لأمواتهم في قبورهم سوف يبتعدون عن الأعمال التي تؤذي موتاهم وسوف يقومون بالأعمال التي تريح موتاهم. [ صفحه 27] فالشخص الذي يحب أبويه وأهله والذي كان في حياتهم يبذل كل شيء لأجل راحتهم وسعادتهم وادخال السرورعليه إذا علم بأن التواصل لم ينقطع وأن أعزته يطلعون علي عمله فإنه - قطعا - سوف يسعي لسعادتهم وبالنتيجة يبتعد عن الأعمال القبيحة السيئة التي تؤذيهم ويعمد إلي ما يسعدهم ويفرحهم من الأعمال الطيبة. قد تسأل وتقول وهل في التراث الإسلامي وفي مصادر المسلمين ما يدل علي قولك هذا أم أنه مجرد دعوي؟ الجواب: أقول يوجد الكثير من المصادر الإسلامية التي تتكلم عن هذه الحقيقة المغيبة عن الإمة الإسلامية لأغراض سياسية ولاغراض عدائية لبعض المذاهب لأن نشر هذه المقولات والروايات يقوي أطروحة الطرف الآخر ومن هنا غيبت هذه الحقيقة عن الأمة الإسلامية. فإليكم هذه الطائفة من الأخبار والمصادر. ففي الدر المنثور للسيوطي: " وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول وابن أبي الدنيا في كتاب المنامات والحاكم وصححه والبيهقي عن النعمان بن بشير رضي الله عنه سمعت رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم يقول إنه لم يبق من الدنيا إلا مثل الذباب تمور في جوها فالله الله في [ صفحه 28] إخوانكم من أهل القبور فإن أعمالكم تعرض عليهم " [33] . وفي المستدرك علي الصحيحين للحاكم: " أخبرنا أبو النضر الفقيه وابراهيم بن إسماعيل القاري قالا حدثنا عثمان بن سعيد الدارمي حدثنا يحيي بن صالح الوحاظي حدثنا أبو إسماعيل السكوني قال سمعت مالك بن أدي يقول سمعت النعمان بن بشير رضي الله عنهما يقول وهو علي المنبر سمعت رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم يقول ألا إنه لم يبق من الدنيا إلا مثل الذباب تمور في جوها فالله الله في إخوانكم من أهل القبور فإن أعمالكم تعرض عليهم هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه " [34] . وفي الفردوس للديلمي: " المعمر بن بشير الله الله في إخوانكم من أهل القبور فإن أعمالكم تعرض عليهم " [35] . وفي شعب الإيمان للبيهقي: " أخبرنا أبوعبدالله الحافظ وأبوبكر أحمد بن الحسن [ صفحه 29] قالا حدثنا أبوالعباس هو الأصم حدثنا يزيد بن محمد بن عبد الصمد الدمشقي حدثنا يحيي بن صالح حدثني أبو إسماعيل شيخ من السكون سمعت مالك بن أدا يقول سمعت النعمان بن بشير علي المنبر يقول قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم إنه لم يبق من الدنيا إلا مثل الذباب تمور في جوها الله الله في إخوانكم من أهل القبور فإن أعمالكم تعرض عليهم " [36] . وفي تفسير ابن كثير: " وقد قبله القرطبي فقال بعد إيراده قد تقدم أن الأعمال تعرض علي الله كل يوم أثنين وخميس وعلي الأنبياء والآباء والأمهات يوم الجمعة قال ولا تعارض فإنه يحتمل أن يخص نبينا بما يعرض عليه كل يوم ويوم الجمعة مع الأنبياء عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام " [37] . وفيه أيضا: " وذكر بن أبي الدنيا عن أحمد بن أبي الحواري قال حدثنا محمد أخي قال دخل عباد بن عباد علي إبراهيم بن صالح وهو علي فلسطين فقال عظني قال بم أعظك أصلحك الله بلغني أن أعمال الأحياء تعرض علي أقاربهم من الوتي فانظر ما يعرض علي [ صفحه 30] رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم من عملك فبكي إبراهيم حتي أخضل لحيته قال بن أبي الدنيا وحدثني محمد بن الحسين ثني خالد بن عمرو الأموي حدثنا صدقة بن سليمان الجعفري قال كانت لي شرة سمجة فمات أبي فتبت وندمت علي ما فرطت ثم زللت أيما زلة فرأيت أبي في المنام فقال أي بني ما كان أشد فرحي بك وأعمالك تعرض علينا فنشبهها بأعمال الصالحين فلما كانت هذه المرة استحييت لذلك حياء شديدا فلا تخزني فيمن حولي من الأموات قال فكنت أسمعه بعد ذلك يقول في دعائه في السحر وكان جارا لي بالكوفة أسألك إيابة لا رجعة فيها ولا حوريا مصلح الصالحين ويا هادي المضلين ويا أرحم الراحمين " [38] . وفي تهذيب الآثار: " حدثنا محمد بن بشار حدثنا عبدالرحمن بن عثمان حدثنا عوف عن خلاس بن عمرو عن أبي هريرة قال إن أعمالكم تعرض علي أقربائكم من موتاكم فإن رأوا خيرا فرحوا به وان رأوا شرا كرهوه وانهم يستخبرون الميت إذا أتاهم من مات بعدهم حتي إن الرجل يسأل عن امرأته أتزوجت أم لا وحتي الرجل يسأل عن الرجل فإذا قيل قد مات قال هيهات ذهب ذاك فإن لم يحسوه عندهم [ صفحه 31] قالوا إنا لله وإنا راجعون ذهب به إلي أمه الهاوية فبئس المربية " [39] . وفي شرح قصيدة ابن القيم لابن عيسي: " وروي الحكيم الترمذي وابن ابي الدنيا في كتاب المنامات والبيهقي في شعب الإيمان عن النعمان بن بشير سمعت رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم يقول اتقوا الله في إخوانكم من اهل القبور فان أعمالكم تعرض عليهم وروي ابن أبي الدنيا والاصبهاني في الترغيب عن ابي هريرة قال قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم لا تفضحوا موتاكم بسيئات أعمالكم فانها تعرض علي أوليائكم من اهل القبور" [40] .

دعاء الميت للحي

اشاره

الأمر الخامس التواصل بين الحي والميت هو دعاء الميت للحي وهذا الأمر هو نوع من أنواع التواصل بين الحي والميت ويكشف عن حقيقة مهمة جدا وهي إمكان الاستفادة من الميت في الدعاء وأنه ممكن أن أطلب من الميت أن يدع لي لأنه ثبت في ما سبق أن الميت يسمع كلام الحي وسوف تثبت هذه الروايات إمكان الدعاء وقد ثبت [ صفحه 32] في مواطن أخري أن الإنسان يمكن له أن يطلب من أخيه المسلم أن يدع له فما هو المانع علي هذا أن يطلب من الميت لتوفر كل الدواعي وعدم المانع من ذلك شرعا. وسوف أقسم هذا الأمر إلي قسمين القسم الأول دعاء الأنبياء والقسم الثاني دعاء غير الأنبياء.

دعاء النبي

ففي سند الحارث: " حدثنا الحسن بن فتيبة حدثنا جسر بن فرقد عن بكر بن عبدالله المزني قال قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم حياتي خير لكم تحدثون ويحدث لكم ووفاتي خير لكم تعرض علي أعمالكم فما كان من حسن حمدت الله عليه وما كان من سيء استغفرت الله لكم " [41] . وفي الفردوس بماثور الخطاب للديلمي: " أبو هريرة إن لله عزوجل ملائكة سياحين يبلغوني عن أمتي السلام قال وقال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم حياتي [ صفحه 33] خير لكم تحدثون وتحدث لكم ووفاتي خير لكم تعوض علي أعمالكم فمأ رأيت من خير حمدت الله عليه وما رأيت من شر استغفرت الله لكم " [42] . وقال الجهضمي في فضل الصلاة علي النبي: " حدثنا سليمان بن حرب قال حدثنا حماد بن زيد قال حدثنا غالب القطان عن بكر بن عبدالله المزني قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم حياتي خير لكم تحدثون ويحدث لكم فإذا أنا مت كانت وفاتي خيرا لكم تعرض علي أعمالكم فإن رأيت خيرا حمدت الله وان رأيت غير ذلك استغفرت الله لكم " [43] . وفي الطبقات الكبري لابن سعد: " أخبرنا يونس بن محمد المؤدب أخبرنا حماد بن زيد عن غالب عن بكر بن عبدالله قال قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم حياتي خير لكم تحدثون ويحدث لكم فإذا أنا مت كانت وفاتي خيرا لكم تعرض علي أعمالكم فإذا رأيت خيرا حمدت الله وان رأيت شرا استغفرت الله لكم أخبرنا هاشم بن القاسم الكناني أخبرنا محمد بن طلحة عن الأعمش عن عطية عن أبي سعيد الخدري عن [ صفحه 34] النبي صلي الله عليه وآله وسلم قال إني أوشك أن أدعي فأجيب واني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي كتاب الله حبل ممدود من السماء إلي الأرض وعترتي أهل بيتي وان اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتي يردا علي الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما " [44] . وفي مسند البزار: " حدثنا يوسف بن موسي قال حدثنا عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد عن سفيان عن عبدالله بن السائب عن زاذان عن عبدالله عن النبي قال إن لله ملائكة سياحين يبلغوني عن أمتي السلام قال وقال رسول الله حياتي خير لكم تحدثون ونحدث لكم ووفاتي خير لكم تعرض علي أعمالكم فما رأيت من خير حمدت الله عليه وما رأيت من شر استغفرت الله لكم " [45] . وفي مجمع الزوائد للهيثمي: " عن عبدالله بن مسعود عن النبي صلي الله عليه وآله وسلم قال إن لله ملائكة سياحين يبلغون عن أمتي السلام قال وقال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم حياتي خير لكم تحدثون وتحدث لكم ووفاتي خير لكم تعرض علي أعمالكم فما رأيت من خير [ صفحه 35] حمدت الله عليه وما رأيت من شر استغفرت الله لكم رواه البزار ورجاله رجال الصحيح " [46] .

دعاء الأنبياء الذين قد ماتوا لنبينا محمد ليلة الإسراء

ففي صحيح مسلم: " حدثنا شيبان بن فروخ حدثنا حماد بن سلمة حدثنا ثابت البناني عن أنس بن مالك أن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم قال أتيت بالبراق وهو دابة ابيض طويل فوق الحمار ودون البغل يضع حافره عند منتهي طرفه قال فركبته حتي أتيت بيت المقدس قال فربطته بالحلقة التي يربط به الأنبياء قال ثم دخلت المسجد فصليت فيه ركعتين ثم خرجت فجاءني جبريل عليه السلام بإناء من خمر واناء من لبن فاخترت اللبن ففال جبريل صلي الله عليه وآله وسلم اخترت الفطرة ثم عرج بنا إلي السماء فاستفتح جبريل فقيل من أنت قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل وقد بعث إليه قال قد بعث إليه ففتح لنا فإذا أنا بآدم فرحب بي و دعا لي بخير ثم عرج بنا إلي السماء الثانية فاستفتح جبريل عليه السلام فقيل من [ صفحه 36] أنت قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل وقد بعث إليه قال قد بعث إليه ففتح لنا فإذا أنا بابني الخالة عيسي بن مريم ويحيي بن زكريا صلوات الله عليهما فرحبا ودعوا لي بخير ثم عرج بي إلي السماء الثالثة فاستفتح جبريل فقيل من أنت قال جبريل قيل ومن معك قال محمد صلي الله عليه وآله وسلم قيل وقد بعث إليه قال قد بعث إليه ففتح لنا فإذا أنا بيوسف صلي الله عليه وآله وسلم إذا هو قد أعطي شطر الحسن فرحب ودعا لي بخير ثم عرج بنا إلي السماء الرابعة فاستفتح جبريل عليه السلام قيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قال وقد بعث إليه قال قد بعث إليه ففتح لنا فإذا أنا بإدريس فرحب ودعا لي بخير قال الله عزوجل (ورفعنه مكانا عليا) [47] ثم عرج بنا إلي السماء الخامسة فاستفتح جبريل قيل من هذا قال جيريل قيل ومن معك قال محمد قيل وقد بعث إليه قال قد بعث إليه ففتح لنا فإذا أنا بهارون صلي الله عليه وآله وسلم فرحب ودعا لي بخير ثم عرج بنا إلي السماء السادسة فاستفتح جبريل عليه السلام قيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل وقد بعث إليه قال قد بعث إليه ففتح لنا فإذا أنا بموسي صلي الله عليه وآله وسلم فرحب ودعا لي بخير إلي آخر الرواية " [48] . [ صفحه 37] وفي مسند الإمام أحمد: " حدثنا عبدالله حدثني أبي حدثنا حسن بن موسي حدثنا حماد بن سلمة أخبرنا ثابت البناني عن أنس بن مالك أن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم قال أتيت بالبراق وهودابة أبيض فوق الحمار ودون البغل يضع حافره عند منتهي طرفه فركبته فسار بي حتي أتيت بيت المقدس فربطت الدابة بالحلقة التي يربط فيها الأنبياء ثم دخلت فصليت فيه ركعتين ثم خرجت فجاءني جبريل عليه السلام بإناء من خمر واناء من لبن فاخترت اللبن قال جبريل أصبت الفطرة ثم عرج بنا إلي السماء الدنيا فاستفتح جبريل فقيل ومن أنت قال جبريل قيل ومن معك قال محمد فقيل وقد أرسل إليه قال قد أرسل إليه ففتح لنا فإذا أنا بآدم فرحب ودعا لي بخير ثم عرج بنا إلي السماء الثانية فأستفتح جبريل فقيل ومن أنت قال جبريل فقيل ومن معك قال محمد فقيل وقد أرسل إليه قال قد أرسل إليه قال ففتح لنا فإذا أنا بابني الخالة يحيي وعيسي فرحبا ودعوا لي بخير ثم عرج بنا إلي السماء الثالثة فاستفتح جبريل فقيل من أنت قال جبريل فقيل ومن معك قال محمد صلي الله عليه وآله وسلم فقيل وقد أرسل إليه قال وقد أرسل إليه ففتح لنا فإذا أنا بيوسف عليه السلام واذا هو قد أعطي شطر الحسن فرحب ودعا لي بخير ثم عرج بنا إلي السماء الرابعة فاستفتح جبريل فقيل من أنت قال جبريل قيل ومن معك قال محمد فقيل قد أرسل إليه قال قد [ صفحه 38] أرسل إليه ففتح الباب فإذا أنا بإدريس فرحب بي ودعا لي بخير ثم قال يقول الله عزوجل (و رفعنه مكانا عليا) ثم عرج بنا إلي السماء الخامسة فاستفتح جبريل فقيل من أنت قال جبريل فقيل ومن معك قال محمد فقيل قد بعث إليه قال قد بعث إليه ففتح لنا فإذا أنا بهارون فرحب ودعا لي بخير ثم عرج بنا إلي السماء السادسة فاستفتح جبريل فقيل من أنت قال جبريل قيل ومن معك قال محمد فقيل وقد بعث إليه قال قد بعث إليه ففتح لنا فإذا أنا بموسي عليه السلام فرحب ودعا لي بخير ثم عرج بنا إلي آخر الخبر " [49] . وراجع المصادر التالية: المسند المستخرج علي صحيح مسلم ج:1 ص:228 ومصنف ابن أبي شيبة ج:7 ص:333 وص 334 ومسند أبي يعلي ج:6 ص: 217 وص 218، ومسند الحارث (زوائد الهيثمي) ج: 1 ص: 172 وص 173 والإيمان ج:2 ص:709 وص710 وتاريخ مدينة دمشق ج:3 ص:496. وتهذيب الاسماء ج:2 ص:434 وتغليق التعليق ج:4 ص:25 وفضائل بيت المقدس ج:1 ص:78 وص 79 ومسند أبي عوانة 1 ج:1 ص:126 وص 127. [ صفحه 39]

دعاء غير الأنبياء لأقاربهم

ففي تفسير ابن كثير: " وقد ورد أن أعمال الأحياء تعرض علي الأموات من الأقرباء والعشائر في البرزخ كما قال أبو داود الطيالسي 1794 حدثنا الصلت بن دينارعن الحسن عن جابر بن عبدالله قال قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم إن أعمالكم تعرض علي أقربائكم وعشائركم في قبورهم فإن كان خيرا استبشروا به وان كان غير ذلك قالوا اللهم ألهمهم أن يعملوا بطاعتك وقال الإمام أحمد 3164 أنبانا عبد الرزاق عن سفيان عمن سمع أنسا يقول قال النبي صلي الله عليه وآله وسلم إن أعمالكم تعرض علي أقاربكم وعشائركم من الأموات فإن كان خيرا استبشروا به وان كان غير ذلك قالوا اللهم لا تمتهم حتي تهديهم كما هديتنا " [50] . وفي المعجم الأوسط للطبراني: "وعن زيد بن واقد وهشام بن الغازعن مكحول عن عبد الرحمن بن سلامة عن أبي رهم السباعي عن أبي أيوب الأنصاري أن رسول الله قال إن نفس المؤمن إذا قبضت تلقاها أهل الرحمة من عباد الله كما تلقون البشير من أهل الدنيا فيقولون انظروا صاحبكم [ صفحه 40] يستريح فإنه في كرب شديد ثم يسألونه ما فعل فلان وماذا فعلت فلانة هل تزوجت فإذا سألوه عن الرجل قد مات قبله فيقول هيهات قد مات ذاك قبلي فيقولون إنا لله وانا إليه راجعون ذهب به إلي امه الهاوية بئست الأم وبئست المربية وقال إن أعمالكم تعرض علي أقاربكم وعشائركم من أهل الآخرة فإن كان خيرا فرحوا واستبشروا وقالوا اللهم هذا فضلك ورحمتك فأتمم نعمتك عليه وأمته عليها ويعرض عليهم عمل المسيء فيقولون اللهم ألهمه عملا صالحا ترضي به وتقربه إليك ". وفي المعجم الكبير للطبراني: " حدثنا يحيي بن عثمان بن صالح حدثنا عمرو بن الربيع بن طارق حدثنا مسلمة بن علي عن زيد بن واقد عن مكحول عن عبد الرحمن بن سلامة عن أبي رهم السماعي عن أبي أيوب الأنصاري أن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم قال إن نفس المؤمن إذا قبضت تلقاها من أهل الرحمة من عباد الله كما تلقون البشير في الدنيا فيقولون انظروا صاحبكم يستريح فإنه قد كان في كرب شديد ثم يسألونه ماذا فعل فلان وما فعلت فلانة هل تزوجت فإذا سألوه عن الرجل قد مات قبله فيقول أيهات قد مات ذاك قبلي فيقولون إنا لله وانا إليه راجعون ذهبت به إلي أمه الهاوية فبئست الأم وبئست المربية قال وان أعمالكم تعرض علي أقاربكم وعشائركم من أهل الآخرة فإن كان خيرا فرحوا واستبشروا وقالوا اللهم هذا فضلك [ صفحه 41] ورحمتك فأتمم نعمتك عليه وأمته عليها ويعرض " [51] . وفي مسند الإمام أحمد: " حدثنا عبدالله حدثني ابي حدثنا عبد الرزاق حدثنا سفيان عمن سمع أنس بن مالك يقول قال النبي صلي الله عليه وآله وسلم ان أعمالكم تعرض علي أقاربكم وعشائركم من الأموات فان كان خيرا استبشروا به وان كان غير ذلك قالوا اللهم لا تمتهم حتي تهديهم كماهديتنا " [52] . وفي كشف الخفاء للعجلوني: "(لا تفضحوا موتاكم بسيئات أعمالكم فانها تعرض علي أوليائكم من أهل القبور) رواه ابن أبي الدنيا والمحاملي بسند ضعيف عن أبي هريرة رضي الله عنه رفعه وروي أحمد والحكيم والترمذي وابن مندة عن أنس ان أعمالكم تعرض علي أقاربكم وعشائركم من الأموات فان كان خيرا استبشروا وان كان غير ذلك قالوا اللهم لا تمتهم حتي تهديهم هدينا " [53] . وفي مسند الطياليسي: [ صفحه 42] " حدثنا أبوداود قال حدثنا الصلت بن دينارعن الحسن عن جابر بن عبدالله قال قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم ان أعمالكم تعرض علي عشائركم واقربائكم في قبورهم فان كان خير استبشروا بذلك وان كان غير ذلك قالوا اللهم ان يعملوا بطاعتك " [54] . وفي شرح الصدور بشرح حال الموتي والقبور للسيوطي: " وأخرج الطيالسي في مسنده عن جابر بن عبدالله قال قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم إن أعمالكم تعرض علي عشائركم وأقربائكم في قبورهم فإن كان خيرا أستبشروا بذلك وان كان غير ذلك قالوا اللهم ألهمهم أن يعملوا بطاعتك. وأخرج ابن المبارك وابن أبي الدنيا عن أبي أيوب قال تعرض أعمالكم علي الموتي فإن رأوا حسنا فرحوا وأستبشروا وان رأوا سوءا قالوا اللهم راجع به. وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف والحكيم الترمذي وابن أبي الدنيا عن ابراهيم بن ميسرة قال غزا أبو أيوب القسطنطينية فمر بقاص وهو يقول إذا عمل العبد العمل في صدر النهار عرض علي معارفه إذا أمسي من أهل الآخرة واذا عمل العمل في آخر النهار عرض علي معارفه إذا أصبح من أهل الآخرة فقال أبو أيوب أنظر ما تقول قال والله إنه لكما أقول فقال أبو أيوب اللهم إني أعوذ بك أن [ صفحه 43] تفضحني عند عبادة بن الصامت وسعد بن عبادة بما عملت بعدهم " [55] . وفي المنامات لابن أبي الدنيا: " أبوبكر شيبة الحزامي حدثنا فليح بن إسماعيل حدثنا محمد بن جعفر بن أبي كثير عن زيد بن أسلم عن أبي صالح والمقبري عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم لا تفضحوا موتاكم بسيئات أعمالكم فإنها تعرض علي أوليائكم " [56] . وفي شرح قصيدة ابن الجوزي: " فأكثروا علي من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة علي قالوا وكيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت أي بليت فقال عليه الصلاة والسلام ان الله حرم علي الارض ان تأكل أجساد الأنبياء وقد أجاب عنه الناظم بأن هذا ليس من خصائصه صلي الله عليه وآله وسلم كما روي أحمد وابن مندة عن أنس قال قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم إن أعمالكم تعرض علي أقاربكم وعشائركم من الأموات فان كان خيرا استبشروا وان كان غير ذلك قالوا اللهم ألهمهم ان يعملوا بطاعتك " [57] . [ صفحه 44] وراجع المصادر التالية: والثبات عند الممات ج: 1 ص:73 وأطراف الغرائب والأفراد ج: 5 ص:335 وشرح الصدور بشرح حال الموتي والقبورج: 1 ص:258 والفردوس بمأثور الخطاب ج: 5 ص:29، وتهذيب الاثارمسند علي ج:2 ص:510، ومسند الشاميين ج:2 ص:383، والإمتاع بالأربعين المتباينة السماع ج: 1 ص:87، والكني ج: 1 ص:8 والكامل في ضعفاء الرجال ج:3 ص:301 والمجروحين ج:1 ص:340.

العمل من الحي ينفع الميت

اشاره

الأمر الخامس من التواصل بين الحي والميت هو أن العمل من الحي ينفع الميت فيمكن للحي أن يدع للميت ويستغفر له ويتصدق عنه ويصوم ويحج عنه ويقرأ القرآن له وغيرها الكثير من العبادات وقد ثبت ذلك مصادر الأمة الإسلامية وفي الصحيح منها عن النبي الأكرم صلي الله عليه وآله وسلم. وقد حاول الكثيرون أن يغيبوا هذه الروايات ولا يظهروها للمسلمين لأنها تخالف المبادي التي يتعايشون معها وتخالف عقيدتهم وأطروحتهم التي تربوا عليها. لأنهم يعتقدوا بأن الميت قد انتهي وأنه لا يصله شي بعد [ صفحه 45] موته إلا تلك الأمور الثلاثة الصدقة الجارية والعلم الذي تركه والولد الصالح الذي يدع له ومن هنا حرموا الأمور الأخري الثابتة من قبل المشرع وسوف أنقل لكم أيها الأساتذة مجموعة من الأحاديث التي تخالف ما يعتقده هؤلاء وسوف أقسمها لعدة مجموعات.

صلاة النبي و دعاؤه ينفعان الميت

فني مسند الإمام أحمد: حدثنا عبدالله حدثني أبي حدثنا سليمان بن داود حدثنا أبوعامر يعني الخرازعن ثابت عن أنس أن أسود كان ينظف المسجد فمات فدفن ليلا وأتي النبي صلي الله عليه وآله وسلم فأخبر فقال انطلقوا إلي قبره فانطلقوا إلي قبره فقال ان هذه القبور ممتلئة علي أهلها ظلمة وان الله عزوجل ينورها بصلاتي عليها فأتي القبر فصلي عليه وقال رجل من الأنصار يا رسول الله ان أخي مات ولم تصل عليه قال فأين قبره فأخبره فانطلق رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم مع الأنصاري " [58] . وفي المسند المستخرج علي صحيح مسلم: [ صفحه 46] " حدثنا فاروق الخطابي حدثنا أبو مسلم الكشي حدثنا أبو عمر أنبا حمادح وحدثنا أبوعمرو بن حمدان حدثنا الحسن بن سفيان حدثنا محمد بن عبد بن حساب حدثنا حماد بن زيدح حدثنا أبو محمد بن حيان حدثنا إسماعيل بن عبدالله حدثنا لوين حدثنا حماد بن زيد عن ثابت البناني عن أبي رافع عن أبي هريرة أن أسود أو سوداء كانت تقم المسجد فمات فدفن ليلا فسأل نبي الله صلي الله عليه وآله وسلم فقال ما فعل فلان ذلك الإنسان قالوا مات فدفناه ليلا فقال أفلا كنتم أعلمتموني به قال فدلوه علي قبرها فصلي عليها وقال (إن القبور لمظلمة علي أهلها وان الله ينورها عليهم فيها لصلاتي عليهم) " [59] . وفي سنن البيهقي: " أخبرنا أبو الخير جامع بن أحمد حدثنا ابو طاهر المحمد آباذي حدثنا عثمان الدارمي حدثنا مسدد حدثنا حماد بن زيد فذكره بإسناده ومعناه زاد فكأنهم صغروا من أمرها أومن أمره فقال دلوني علي قبرها فأتي قبرها فصلي عليها ثم قال إن هذه القبور مملوءة ظلمة علي أهلها وان الله عزوجل ينورها بصلاتي عليها رواه مسلم في الصحيح عن أبي كامل عن حماد بن زيد وذكر هذه الزيادة. وقد أخبرنا أبوصالح بن أبي طاهر العنبري أنبا جدي يحيي [ صفحه 47] بن منصور القاضي حدثنا أحمد بن سلمة حدثنا أحمد بن عبدة الضبي وعبدالله بن معاوية الجمحي قالا حدثنا حماد بن زيد حدثنا ثابت البناني عن أبي رافع عن أبي هريرة أن امرأة سوداء كانت تقم المسجد فماتت ففقدها النبي صلي الله عليه وآله وسلم فسأل عنها بعد أيام فقيل له إنها ماتت فقال هلا كنتم آذنتموني فأتي قبرها فصلي عليها زاد بن عبدة في حديثه قال وأنبأ حماد حدثنا ثابت قال قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم إن هذه القبورمملوءة ظلمة علي أهلها وان الله عزوجل ينورها بصلاتي عليها. وأخبرنا أبو عبدالله الحافظ وأبوسعيد بن أبي عمرو قالا حدثنا أبوالعباس محمد بن يعقوب حدثنا محمد بن إسحاق حدثنا عفان بن مسلم حدثنا حماد بن زيد حدثنا ثابت عن أبي رافع عن أبي هريرة أن إنسانا كان يقم المسجد أسود قال فمات أو ماتت ففقدها النبي صلي الله عليه وآله وسلم فقال ما فعل الإنسان الذي كان يقم المسجد فقيل مات قال فهلا آذنتموني به فقالوا إنه كان ليلا قال فدلوني علي قبرها قال فأتي القبر فصلي عليها ثم قال ثابت عند ذاك أو في حديث آخر إن هذه القبور مملوءة ظلمة علي أهلها وان الله تعالي ينورها بصلاتي عليها والذي يغلب علي القلب أن تكون هذه الزيادة في غير رواية أبي رافع عن أبي هريرة فإما أن تكون عن ثابت عن النبي صلي الله عليه وآله وسلم مرسلة كما رواه أحمد بن [ صفحه 48] عبدة ومن تابعه أوعن ثابت عن أنس عن النبي صلي الله عليه وآله وسلم كما رواه خالد بن خداش وقد رواه غير حماد عن ثابت عن أبي رافع فلم يذكرها " [60] . وفي سنن الدار قطني: " حدثنا عبدالله بن محمد بن عبد العزيز حدثنا علي بن مسلم وزيد بن أخزم قالا حدثنا أبوداود حدثنا أبو عامر الخزاز صالح بن رستم عن ثابت عن أنس أن رجلا كان ينظف المسجد فمات فدفن ليلا فأتي النبي صلي الله عليه وآله وسلم فأخبر فقال انطلقوا إلي قبره فانطلق وانطلقوا إلي قبره فقال إن هذه القبور ممتلئة علي أهلها ظلمة وان الله ينورها بصلاتي عليها فأتي. حدثنا محمد بن مخلد حدثنا أبوعبدالله محمد بن موسي الفقيه حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة ح وحدثنا عبدالله بن محمد قال رأيت في كتاب أحمد بن حنبل حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة ح وحدثنا إبراهيم بن هاني و زهير بن محمد قالا حدثنا أحمد بن حنبل حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن حبيب بن الشهيد عن ثابت عن أنس أن النبي صلي الله عليه وآله وسلم صلي علي قبر بعدما دفن هذا لفظ بن هاني وقال زهير صلي علي قبر امرأة بعدما دفنت. [ صفحه 49] حدثنا علي بن عبدالله بن مبشر حدثنا أحمد بن سنان ح وحدثنا أبو محمد بن صاعد حدثنا عبدة بن عبدالله الصفارح وحدثنا الحسين بن إسماعيل المحاملي حدثنا علي بن أحمد الجوابي ح وحدثنا محمد بن مخلد حدثنا محمد بن إسماعيل الحساني والعلاء بن سالم ومحمد بن عبد الملك الدقيقي قالوا حدثنا يزيد بن هارون حدثنا شريك عن أبي إسحاق الشيباني عن الشعبي عن بن عباس قال أبصر رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم قبرا حديثا فقال ألا آذنتموني بهذا قالوا كنت نائما فكرهنا أن نوقظك فقام فصلي عليه فقمت عن يساره فجعلني عن يمينه وقد زاد بعضهم الكلمة والشيء والمعني واحد " [61] . وفي الأحاديث المختارة للمقدسي: " روي البخاري ومسلم من رواية الشعبي عن ابن عباس أن النبي صلي الله عليه وآله وسلم انتهي إلي قبر رطب فصلي عليه وصفوا خلفه وكبر أربعا لفظ مسلم ورويا من حديث أبي رافع عن أبي هريرة أن امرأة سوداء كانت تقسم المسجد (أو شابا) ففقدها رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم فسأل عنها (أو عنه) فقالوا مات قال أفلا كنتم آذنتموني(قال فكأنهم صغروا أمرها (أوأمره فقال دلوني علي قبره) فدلوه فصلي عليها ثم قال(إن هذه القبور مملوءة ظلمة [ صفحه 50] علي أهلها وان الله عزوجل ينورها لهم بصلاتي عليهم) " [62] .

العمل من الحي يصل للميت الاستغفار للميت فأنه ينفعه

اشاره

ففي كتاب الروح لابن القيم: فصل والدليل علي انتفاعه بغير ما تسبب فيه القرآن والسنة والإجماع وقواعد الشرع. أما القرآن فقوله تعالي: (و الذين جاءو من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا و لاخواننا الذين سبقونا بالايمان) [63] فأثني الله سبحانه عليهم باستغفارهم للمؤمنين قبلهم فدل علي انتفاعهم باستغفار الأحياء " [64] . وفي الدر المنثور للسيوطي: " وأخرج أبونعيم عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم وقف علي قبر رجل من أصحابه حين فرغ منه فقال له إنا لله وانا إليه راجعون اللهم نزل بك وأنت خير منزول به جاف الأرض عن جنبيه وافتح أبواب السماء لروحه واقبله منك [ صفحه 51] بقبول حسن وثبت عند المسائل منطقه. وأخرج أبو داود والحاكم والبيهقي عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال مر رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم بجنازة عند قبره وصاحبه يدفن فقال استغفروا لأخيكم واسألوا له التثبيت فإنه الآن يسأل. وأخرج سعيد بن منصور عن ابن مسعود رضي الله عنه قال كان رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم يقوم علي القبر بعدما يسوي عليه فيقول اللهم نزل بك صاحبنا وخلف الدنيا خلف ظهره اللهم ثبت عند المسألة منطقه ولا تبتله في قبره بما لا طاقة به. وأخرج الطبراني وابن منده عن أبي أمامة رضي الله عنه عن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم قال إذا مات أحد من إخوانكم فسويتم التراب عليه فليقم أحدكم علي رأس قبره ثم ليقل يا فلان بن فلانة فإنه يسمعه ولا يجيب ثم يقول يا فلان بن فلانة فإنه يستوي قاعدا ثم يقول يا فلان بن فلانة فإنه يقول ارشدنا رحمك الله ولكن لا يشعرون فليقل اذكر ما خرجت عليه من الدنيا شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله رضيت بألله ربأ وبالإسلام دينا وبمحمد صلي الله عليه وآله وسلم نبيا وبالقرآن إماما. فإن منكرا ونكيرا يأخذ كل واحد منهما بيد صاحبه ويقول انطلق بنا ما يقعدنا عند من لقن حجته فيكون حجيجه دونهما، قال رجل يا رسول الله فإن لم يعرف أمه قال ينسبه إلي حواء يا فلان ابن حواء. وأخرج ابن منده عن أبي أمامة رضي الله عنه قال إذا مت [ صفحه 52] فدفنتموني فليقم إنسان عند رأسي فليقل ياصدي بن عجلان اذكر ما كنت عليه في الدنيا شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله. وأخرج سعيد بن منصورعن راشد بن سعد وضمرة بن حبيب وحكيم بن عمير قالوا إذا سوي علي الميت قبره وانصرف الناس عنه كان يستحب أن يقال للميت عند قبره يا فلان قل لا إله إلا الله ثلاث مرات يا فلان قل ربي الله وديني الإسلام ونبيي محمد صلي الله عليه وآله وسلم ثم ينصرف. وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن عمرو بن مرة رضي الله عنه قال كانوا يستحبون إذا وضع الميت في اللحد أن يقال اللهم أعذه من الشيطان الرجيم. وأخرج الحكيم الترمذي عن سفيان الثوري رضي الله عنه قال إذا سئل الميت من ربك ترايا له الشيطان في صورة فيشير إلي نفسه أني أنا ربك " [65] . وفي تفسير ابن كثير: " وأما القيام عند قبر المؤمن إذا مات فروي أبو داود 3221 حدثنا ابراهيم بن موسي الرازي أخبرنا هشام عن عبدالله بن بحير عن هاني وهو أبوسعيد البربري مولي عثمان بن عفان عن عثمان رضي الله عنه قال كان رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه وقال استغفروا لأخيكم واسألوا له التثبيت [ صفحه 53] فأنه الآن يسأل انفرد بإخراجه أبوداود رحمه الله " [66] . وفيه أيضا: " ولهذا قال أبوداود 3221 حدثنا ابراهيم بن موسي الرازي حدثنا هشام هو بن يوسف عن عبدالله بن بحير عن هاني مولي عثمان عن عثمان رضي الله عنه قال كان النبي صلي الله عليه وآله وسلم إذا فرغ من دفن الرجل وقف عليه وقال استغفروا لأخيكم واسألوا له التثبيت فإنه الآن يسأل تفرد به أبوداود " [67] . وفي خلاصة البدر المنير لابن الملقن: " حديث أنه صلي الله تعالي عليه وسلم كان إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه وقال استغفروا لأخيكم واسألوا له التثبيت فإنه الآن يسأل رواه البزار وأبوداود والحاكم والبيهقي من رواية عثمان بن عفان قال الحاكم صحيح الإسناد " [68] . وفي سبل السلام للصنعاني الأمير: " وعن عثمان رضي الله عنه قال كان رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه وقال [ صفحه 54] استغفروا لأخيكم واسألوا له التثبيت فإنه الآن يسأل رواه أبو داود وصححه الحاكم فيه دلالة علي انتفاع الميت باستغفار الحي له و عليه ورد قوله تعالي:(ربنا اغفر لنا و لاخواننا الذين سبقونا بالايمان) و قوله:(واستغفر لذنبك و للمؤمنين و المؤمنات) [69] ونحوهما" [70] .

الصدقة علي الميت تنفعه

ففي صحيح مسلم: "وحدثنا محمد بن عبدالله بن نمير حدثنا محمد بن بشر حدثنا هشام عن أبيه عن عائشة أن رجلا أتي النبي صلي الله عليه وآله وسلم فقال يا رسول الله إن أمي افتلتت نفسها ولم توص وأظنها لو تكلمت تصدقت أفلها أجر إن تصدقت عنها قال نعم " [71] . وفيه أيضا: " حدثنا يحيي بن أيوب وقتيبة بن سعيد وعلي بن حجر [ صفحه 55] قالوا حدثنا إسماعيل وهو بن جعفر عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة أن رجلا قال للنبي صلي الله عليه وآله وسلم إن أبي مات وترك مالا ولم يوص فهل يكفر عنه أن أتصدق عنه قال نعم. حدثنا زهير بن حرب حدثنا يحيي بن سعيد عن هشام بن عروة أخبرني أبي عن عائشة أن رجلا قال للنبي صلي الله عليه وآله وسلم إن أمي افتلتت نفسها واني أظنها لو تكلمت تصدقت فلي أجر أن أتصدق عنها قال نعم. حدثنا محمد بن عبدالله بن نمير حدثنا محمد بن بشر حدثنا هشام عن أبيه عن عائشة أن رجلا أتي النبي صلي الله عليه وآله وسلم فقال يا رسول الله إن أمي افتلتت نفسها ولم توص وأظنها لو تكلمت تصدقت أفلها أجر إن تصدقت عنها قال نعم " [72] . "حدثنا محمد بن يحيي حدثنا يحيي بن صالح حدثنا سليمان قال حدثنا العلاء عن أبيه عن أبي هريرة أن رجلا قال للنبي صلي الله عليه وآله وسلم إن أبي مات ولم يوص فهل يكفر عنه أن أتصدق عنه قال نعم. حدثنا يونس بن عبد الأعلي قال أنبا أنس بن عياض عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن رجلا أتي النبي صلي الله [ صفحه 56] عليه وآله وسلم فقال يا رسول الله إن أمي افتتلت نفسها ولم توص وأظنها لو تكلمت تصدقت أفلها أجر إن تصدقت عنها قال نعم. حدثنا محمد بن عبد الوهاب حدثنا يعقوب بن عون حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن رجلا جاء إلي النبي صلي الله عليه وآله وسلم فقال إن أمي افتتلت نفسها وأظن أنها لو تكلمت تصدقت فهل لها أجر إن تصدقت عنها قال نعم. حدثنا علي بن عبد العزيز حدثنا ابن الأصبهاني قثنا علي بن مسهر عن هشام عن أبيه عن عائشة أن رجلا قال لرسول الله صلي الله عليه وآله وسلم إن أمي افتتلت نفسها ولو تكلمت لتصدقت فهل لها أجر إن تصدقت عنها قال النبي صلي الله عليه وآله وسلم نعم " [73] . وفي فضائل الأعمال للمقدسي: " عن عائشة رضي الله عنها أن رجلا أتي النبي فقال يا رسول الله إن أمي افتلتت نفسها ولم توص وأظنها لو تكلمت تصدقت أفلها أجر إن تصدقت عنها قال نعم أخرجاه وهذا لفظ مسلم " [74] . وفي سبل السلام: " وعن عائشة أن رجلا أتي النبي صلي الله عليه وآله وسلم [ صفحه 57] فقال يا رسول الله إن أمي افتلتت نفسها ولم توص وأظنها لو تكلمت تصدقت أفلها أجر إن تصدقت عنها قال نعم متفق عليه واللفظ لمسلم ". " وعن عائشة رضي الله عنها أن رجلا (جاء مبينا أنه سعد بن عبادة) أتي النبي صلي الله عليه وآله وسلم فقال يا رسول الله إن أمي افتلتت (بضم المثناة بعد الفاء الساكنة وكسر اللام) نفسها (أخذت فلتة) ولم توص وأظنها لو تكلمت تصدقت أفلها أجر إن تصدقت عنها قال نعم متفق عليه واللفظ لمسلم " [75] .

حديث 02

ففي صحيح البخاري: " حدثنا محمد بن سلام أخبرنا مخلد بن يزيد أخبرنا بن جريج قال أخبرني يعلي أنه سمع عكرمة يقول أنبأنا بن عباس رضي الله عنهما أن سعد بن عبادة رضي الله عنه توفيت أمه وهو غائب عنها فقال يا رسول الله إن أمي توفيت وأنا غائب عنها أينفعها شيء إن تصدقت به عنها قال نعم قال فإني أشهدك أن حائطي المخراف [ صفحه 58] صدقة عليها " [76] . وفي فضائل الأعمال للمقدسي: " عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما أن سعد بن عبادة توفيت أمه وهو غائب عنها فأتي النبي فقال يا رسول الله إن أمي توفيت وأنا غائب عنها فهل ينفعها شيء إن تصدقت عنها قال نعم قال فإني أشهدك أن حائطي المخراق صدقة عنها رواه البخاري. عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال للنبي صلي الله عليه وآله وسلم ان أبي مات وترك مالا ولم يوص فهل يكفي عنه إن تصدقت عنه قال نعم رواه مسلم " [77] . وفي سنن البيهقي الكبري: " أخبرنا محمد بن عبدالله الحافظ و أبوبكر أحمد بن الحسن القاضي وأبو صادق محمد بن أحمد بن أبي الفوارس الصيدلاني قالوا حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب حدثنا محمد بن عبيدالله بن المنادي حدثنا روح بن عبادة حدثنا بن جريج أخبرني يعلي أنه سمع عكرمة مولي بن عباس يقول أنبأنا بن عباس أن سعد بن عبادة توفيت أمه وهو غائب عنها فأتي رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم فقال يا رسول الله إن أمي توفيت وأنا غائب [ صفحه 59] عنها ينفعها إن تصدقت عنها قال نعم قال فإني أشهدك أن حائطي المخراف صدقة عنها رواه البخاري في الصحيح عن محمد بن عبد الرحيم عن روح. أخبرنا أبوبكر بن الحسن وأبو زكريا بن ابي إسحاق قالا حدثنا أبوالعباس محمد بن يعقوب أنا محمد بن عبدالله بن عبد الحكم أنا بن وهب أخبرني مالك بن أنس عن سعيد بن عمرو بن شرحبيل عن أبيه عن جده سعيد بن سعد بن عبادة أن سعد بن عبادة كان مع رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم في بعض مغازيه فحضرت أم سعد الوفاة فقيل لها أوصي فقالت فيم اوصي إنما المال مال سعد فماتت قبل أن يقدم سعد فلما قدم سعد فخبر بالذي كان من شأن أمه فأتي النبي صلي الله عليه وآله وسلم فأخبره بالذي كان من شأن أمه وقال يا رسول الله أينفعها أن أتصدق عنها فقال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم نعم فقال سعد حائط كذا وكذا سماه صدقة عنها " [78] . وراجع المصادر التالية: المعجم الكبير ج:6 ص:18 ومصنف عبد الرزاق ج:9 ص:59 ومسند الإمام أحمد بن حنبل ج:1 ص:333 وفتح الباري ج: 5 ص:386 ومسند الإمام أحمد بن حنبل ج:1 ص:370، وعمدة القاري ج:14 ص:51 وتلخيص الحبير ج:2 ص:289 ومقدمة فتح [ صفحه 60] الباري ج: 1 ص:288، تنقيح تحقيق أحاديث التعليق ج:2 ص: 166.

حديث 03

ففي مسند أبي عوانة: " حدثنا محمد بن يحيي حدثنا ابن أبي مريم قال أنبا محمد بن جعفر قال أنبا العلاء عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رجل للنبي صلي الله عليه وآله وسلم أبيه عن أبي هريرة أن رجلا قال للنبي صلي الله عليه وآله وسلم إن أبي مات ولم يوص فهل يكفر عنه أن أتصدق عنه قال نعم " [79] . وفي المحلي لابن حزم: " ومن طريق مسلم بن الحجاج حدثنا قتيبة حدثنا إسماعيل هو ابن جعفر عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة أن رجلا قال لرسول الله صلي الله عليه وآله وسلم ان أبي مات ولم يوص فهل يكفر عنه أن أتصدق عنه قال عليه الصلاة والسلام نعم " [80] . وفي التحقيق في أحاديث الخلاف لابن الجوزي: [ صفحه 61] " قال أحمد وحدثنا سليمان بن داود أنبأنا إسماعيل أخبرني العلاء عن أبيه عن أبي هريرة أن النبي صلي الله عليه وسلم قال إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاث إلا من صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له انفرد بإخراجه مسلم وفي إفراده من حديث أبي هريرة أن رجلا قال للنبي صلي الله عليه و سلم إن أبي مات ولم يوص أفينفعه أن أتصدق عنه قال نعم " [81] . وفي تنقيح تحقيق أحاديث التعليق لابن عبد الهادي: " وفي أفراده من حديث أبي هريرة أن رجلا قال للنبي إن أبي مات ولم يوص أفينفعه أن أتصدق به قال نعم " [82] . وفي خلاصة البدر المنير لابن الملقن: " حديث إن رجلا قال للنبي صلي الله تعالي عليه وسلم إن أبي مات ولم يوص فهل يكفي عنه أن أتصدق عنه قال نعم رواه مسلم من رواية أبي هريرة زاد النسائي بعد مات و ترك مالا " [83] . وفي نيل الأوطار للشوكاني: " وعن أبي هريرة أن رجلا قال للنبي صلي الله عليه وآله [ صفحه 62] وسلم إن أبي مات ولم يوص أفينفعه أن أتصدق عنه قال نعم رواه أحمد و مسلم " [84] .

حديث 04

ففي سنن أبي داود: " حدثنا محمد بن كثير أخبرنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن رجل عن سعد بن عبادة أنه قال يا رسول الله إن أم سعد ماتت فأي الصدقة أفضل قال الماء قال فحفر بئرا وقال هذه لأم سعد " [85] . وفي الترغيب والترهيب للمنذري: " وعن أنس رضي الله عنه أن سعدا أتي النبي صلي الله عليه وآله وسلم فقال يا رسول الله إن أمي توفيت ولم توص أفينفعها أن أتصدق عنها قال نعم وعليك بالماء رواه الطبراني في الأوسط ورواته محتج بهم في الصحيح. وعن سعد بن عبادة رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله إن أمي ماتت فاي الصدقة أفضل قال الماء فحفر بئرا وقال هذه لأم سعد رواه أبوداود واللفظ له وابن ماجه وابن خزيمة في صحيحه إلا أنه قال:(إن صح الخبر). [ صفحه 63] وابن حبان في صحيحه ولفظه قلت يا رسول الله أي الصدقة أفضل قال سقي الماء والحاكم بنحو ابن حبان وقال صحيح علي شرطهما " [86] . وفي نيل الأوطار للشوكاني: " قوله قال سقي الماء فيه دليل علي أن سقي الماء أفضل الصدقة ولفظ أبي داود فأي الصدقة أفضل قال الماء فحفروا بئرا وقال هذه لام سعد وأخرج هذا الحديث الدار قطني في غرائب مالك " [87] .

حديث 05

ففي مسند الإمام أحمد: " حدثنا عبدالله حدثني أبي حدثنا هشيم أنا حجاج حدثنا عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ان العاص بن وائل نذر في الجاهلية ان ينحر مائة بدنة وان هشام بن العاص نحر حصته خمسين بدنة وان عمرا سأل النبي صلي الله عليه وآله وسلم عن [ صفحه 64] ذلك فقال أما أبوك فلو كان أقر بالتوحيد فصمت وتصدقت عنه نفعه ذلك " [88] . وفي نيل الأوطار للشوكاني: " عن عبدالله بن عمرو أن العاص بن وائل نذر في الجاهلية أن ينحر مائة بدنة وأن هشام بن العاص نحر حصته خمسين وأن عمرا سأل النبي صلي الله عليه وآله وسلم عن ذلك فقال أما أبوك فلو أقر بالتوحيد فصمت وتصدقت عنه نفعه ذلك- رواه أحمد-. وعن أبي هريرة أن رجلا قال للنبي صلي الله عليه وآله وسلم إن أبي مات ولم يوص أفينفعه أن أتصدق عنه قال نعم رواه أحمد ومسلم " [89] .

حديث 06

ففي صحيح البخاري: " حدثنا محمد بن عبد الرحيم حدثنا معاوية بن عمرو [ صفحه 65] حدثنا زائدة عن الأعمش عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن بن عباس رضي الله عنهما قال جاء رجل إلي النبي صلي الله عليه وآله وسلم فقال يا رسول الله إن أمي ماتت وعليها صوم شهر أفأقضيه عنها قال نعم قال فدين الله أحق أن يقضي قال سليمان فقال الحكم وسلمة ونحن جميعا جلوس حين حدث مسلم بهذا الحديث قالا سمعنا مجاهدا يذكر هذا عن بن عباس ويذكرعن آبي خالد حدثنا الأعمش عن الحكم ومسلم البطين وسلمة بن كهيل عن سعيد بن جبير وعطاء ومجاهد عن بن عباس قالت امرأة للنبي صلي الله عليه وآله وسلم إن أختي ماتت وقال يحيي وابو معاوية حدثنا الأعمش عن مسلم عن سعيد عن بن عباس قالت امرأة للنبي صلي الله عليه وآله وسلم إن أمي ماتت وقال عبيدالله عن زيد بن أبي أنيسة عن الحكم عن سعيد بن جبير عن بن عباس قالت امرأة للنبي صلي الله عليه وآله وسلم إن أمي ماتت وعليها صوم نذر وقال أبو جرير حدثنا عكرمة عن بن عباس قالت امرأة للنبي صلي الله عليه وآله وسلم ماتت أمي وعليها صوم خمسة عشر يوما " [90] . وفي صحيح مسلم: " وحدثنا إسحاق بن ابراهيم أخبرنا عيسي بن يونس [ صفحه 66] حدثنا الأعمش عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن بن عباس رضي الله عنهما ان امرأة أتت رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم فقالت إن أمي ماتت وعليها صوم شهر فقال أرأيت لوكان عليها دين أكنت تقضينه قالت نعم قال فدين الله أحق بالقضاء. وحدثني أحمد بن عمر الوكيعي حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن سليمان عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن بن عباس رضي الله عنهما قال جاء رجل إلي النبي صلي الله عليه وآله وسلم فقال يا رسول الله إن أمي ماتت وعليها صوم شهر أفأقضيه عنها فقال لو كان علي أمك دين أكنت قاضيه عنها قال نعم قال فدين الله أحق أن يقضي قال سليمان فقال الحكم وسلمة بن كهيل جميعا ونحن جلوس حين حدث مسلم بهذا الحديث فقالا سمعنا مجاهدا يذكر هذا عن ابن عباس. وحدثنا أبو سعيد الاشج حدثنا أبو خالد الأحمر حدثنا الأعمش عن سلمة بن كهيل والحكم بن عتيبة ومسلم البطين عن سعيد بن جبير ومجاهد وعطاء عن بن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلي الله عليه وآله وسلم بهذا الحديث. وحدثنا إسحاق بن منصور وبن أبي خلف وعبد بن حميد جميعا عن زكريا بن عدي قال عبد حدثني زكريا بن عدي أخبرنا عبيد الله بن عمرو عن زيد بن أبي أنيسة حدثنا الحكم بن عتيبة عن سعيد بن جبير عن بن عباس رضي الله عنهما قال جاءت امرأة إلي رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم فقالت يا رسول الله إن أمي ماتت وعليها صوم نذر أفأصوم عنها قال أرأيت لو كان علي أمك دين فقضيتيه أكان يؤدي ذلك عنها [ صفحه 67] قالت نعم قال فصومي عن أمك " [91] . وفيه أيضا: " وحدثني علي بن حجر السعدي حدثنا علي بن مسهر أبو الحسن عن عبدالله بن عطاء عن عبدالله بن بريدة عن أبيه رضي الله عنه قال بينا أنا جالس عند رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم إذ أتته امرأة فقالت إني تصدقت علي أمي بجارية وانها ماتت قال فقال وجب أجرك وردها عليك الميراث قالت يا رسول الله إنه كان عليها صوم شهر أفأصوم عنها قال صومي عنها قالت إنها لم تحج قط أفأحج عنها قال حجي عنها. وحدثناه أبوبكر بن أبي شيبة حدثنا عبدالله بن نمير عن عبدالله بن عطاء عن عبدالله بن بريدة عن أبيه رضي الله عنه قال كنت جالسا عند النبي صلي الله عليه وآله وسلم بمثل حديث بن مسهر غير أنه قال صوم شهرين. وحدثنا عبد بن حميد أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا الثوري عن عبدالله بن عطاء عن بن بريدة عن أبيه رضي الله عنه قال جاءت امرأة إلي النبي صلي الله عليه وآله وسلم فذكربمثله وقال صوم شهر. وحدثنيه إسحاق بن منصور أخبرنا عبيدالله بن موسي عن سفيان بهذا الإسناد وقال صوم شهرين. وحدثني بن أبي خلف حدثنا إسحاق بن يوسف حدثنا عبد الملك بن أبي سليمان عن عبدالله بن [ صفحه 68] عطاء المكي عن سليمان بن بريدة عن أبيه رضي الله عنه قال أتت امرأة إلي النبي صلي الله عليه وآله وسلم بمثل حديثهم وقال صوم شهر" [92] . وفي السنن الكبري للنسائي: " أنبا قتيبة بن سعيد قال حدثنا عبثر وهو بن القاسم كوفي عن الأعمش عن مسلم البطين كوفي ثقة عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال جاء رجل إلي النبي صلي الله عليه وآله وسلم فقال إن أمي ماتت وعليها صوم شهر أفأصوم عنها فقال أرأيت لو كان عليها دين أكنت تقضيه قال نعم قال فدين الله أحق أن يقضي. أنبأ القاسم بن زكريا بن دينار كوفي قال حدثنا حسين بن علي الجعفي عن زائدة عن سليمان الأعمش عن مسلم عن سعيد عن بن عباس قال جاء رجل إلي النبي صلي الله عليه وآله وسلم فقال يا رسول الله إن أمي ماتت وعليها صوم شهر أفأقضيه عنها قال لو كان علي أمك دين كنت قاضيه عنها قال نعم قال فدين الله أحق أن يقضي قال سليمان فقال الحكم وسلمة بن كهيل ونحن جميعا جلوس حيث حدث مسلم بهذا الحديث فقالا سمعنا مجاهدا يذكرها عن بن عباس " [93] . وراجع المصادر التالية: [ صفحه 69] السنن الكبري ج:2 ص:174 والمسند المستخرج علي صحيح مسلم ج:3 ص:223، وسنن البيهقي الكبري ج:4 ص: 255 وسنن الدار قطني ج: 2 ص: 196 والاستذكار ج: 3 ص: 342 والمحلي ج: 6 ص:90 ومصنف عبد الرزاق ج:4 ص:239 والمعجم الكبير ج:12 ص:14 ومسند الإمام أحمد بن حنبل ج:1 ص:224. وفي صحيح ابن حبان: " حدثنا عبدالله بن سعيد الأشج حدثنا أبو خالد حدثنا الأعمش عن الحكم وسلمة بن كهيل ومسلم البطين عن سعيد بن جبير وعطاء ومجاهد عن بن عباس قال جاءت امرأة إلي النبي صلي الله عليه وآله وسلم فقالت إن أختي ماتت وعليها صيام شهرين متتابعين قال لو كان علي أختك دين أكنت تقضينه قالت نعم قال فحق الله أحق " [94] . وفي سنن ابن ماجة: " حدثنا عبدالله بن سعيد حدثنا أبو خالد الأحمر عن الأعمش عن مسلم البطين والحكم وسلمة بن كهيل عن سعيد بن جبير وعطاء ومجاهد عن بن عباس قال جاءت امرأة إلي النبي صلي الله عليه وآله وسلم فقالت يا رسول الله إن أختي ماتت وعليها [ صفحه 70] صيام شهرين متتابعين قال أرأيت لو كان علي أختك دين أكنت تقضينه قالت بلي قال فحق الله أحق " [95] . وفي السنن الكبري للنسائي: " أنبا عبدالله بن سعيد قال حدثنا أبوخالد قال حدثنا الأعمش عن سلمة والحكم ومسلم عن سعيد بن جبير وعطاء ومجاهد عن بن عباس قال جاءت امرأة إلي النبي صلي الله عليه وآله وسلم فقالت إن أختي ماتت وعليها صيام شهرين متتابعين فقال أرأيت لو كان علي أختك دين أكنت تقضينه قالت نعم قال فحق الله أحق " [96] . وفي حاشية ابن القيم: " وفي الصحيحين عنه أيضا أن أمرأة جاءت فقالت يا رسول الله إن أختي ماتت وعليها صيام شهرين متتابعين وذكر الحديث بنحوه وفي صحيح مسلم عن بريدة قال كنت جالسا عند النبي صلي الله عليه وآله وسلم إذ أتته امرأة فقالت إني تصدقت علي أمي بجارية وانها ماتت قال وجب أجرك وردها عليك الميراث. قالت يا رسول الله إنه كان عليها صوم شهر أفأصوم عنها قال صومي عنها. قالت يا رسول الله إنها لم تحج أفأحج عنها قال حجي عنها وقال [ صفحه 71] البيهقي قثبت بهذه الأحاديث جواز الصوم عن الميت. وقال الشافعي في القديم قد ورد في الصوم عن الميت شيء فإن كان ثابتا صيم عنه كما يحج عنه. وقال في الجديد فإن قيل فهل روي أن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم أمر أحدا أن يصوم عن أحد قيل نعم روي عن بن عباس " [97] . وراجع المصادر التالية: الفصل للوصل المدرج ج:2 ص: 886 وعلل الترمذي ج: 1 ص:114 والمنتقي لابن الجارود ج:1 ص:237 وصحيح ابن خزيمة ج:3 ص:272 وسنن البيهقي الكبري ج:4 ص: 255.

حديث 07

ففي سنن البيهقي الكبري: " أخبرناه أبو عبدالله الحافظ أخبرني أبو عمرو بن أبي جعفر حدثنا جعفر الحافظ حدثنا علي بن حجر حدثنا علي بن مسهر حدثنا عبدالله بن عطاء المديني عن عبدالله بن بريدة عن أبيه قال كنت جالسا عند النبي صلي الله عليه وآله وسلم إذ أتته [ صفحه 72] امرأة فقالت إني تصدقت علي أمي بجارية وانها ماتت قال وجب أجرك وردها عليك الميراث قالت يا رسول الله إنه كان عليها صوم شهر أفأصوم عنها قال صومي عنها قالت يا رسول الله إنها لم تحج أفأحج عنها قال حجي عنها رواه مسلم في الصحيح عن علي بن حجر وكذلك رواه جماعة عن عبدالله بن عطاء عن سفيان الثوري وزهير بن معاوية وعبدالله بن نمير ومروان الفزاري وأبو معاوية وغيرهم " [98] . وفي الإمتاع بالأربعين المتباينة السماع: " وعن بريدة أن امرأة قالت (يا رسول الله كان علي أمي صوم شهر أفأصوم عنها قال صومي عنها قالت إنها لم تحج أفأحج عنها قال حجي عنها) أخرجه مسلم صحيح ويحسنوه في الحج عن ابن عباس عند البخاري صحيح فإذا ثبت ذلك في بعض العبادات البدنية فما المانع من ثبوته في بقيتها وقد أجمع المسلمون علي أن قضاء الدين يسقط عن ذمة الميت التبعة وينفعه ذلك حتي ولو من الأجنبي " [99] . وفي مسند الروياني: " حدثنا ابوعلي الحسن بن الرزي حدثنا عبيد الله بن [ صفحه 73] موسي حدثنا ابن ابي ليلي عن عبدالله بن عطاء عن ابن بريدة عن ابيه ان امرأة اتت النبي صلي الله عليه وآله وسلم فقال يا رسول الله اني تصدقت علي امي بجارية فماتت قال قد اجرك الله ورد عليك الميراث قالت ان عليها صوما قال صومي عنها قالت ان عليها حجة قال حجي عنها " [100] .

حديث 08

ففي سنن أبي داود: " حدثنا عمرو بن عون أخبرنا هشيم عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن بن عباس أن امرأة ركبت البحر فنذرت إن نجاها الله أن تصوم شهرا فنجاها الله فلم تصم حتي ماتت فجاءت ابنتها أو أختها إلي رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم فأمرها أن تصوم عنها " [101] . وفي سنن البيهقي: " أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر حدثنا أبو [ صفحه 74] داود حدثنا عمرو بن عون أنبأ هشيم عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن بن عباس رضي الله عنهما أن امرأة ركبت البحر فنذرت إن نجاها الله أن تصوم شهرا فنجاها الله فلم تصم حتي ماتت فجاءت بنتها أو أختها إلي رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم فأمرها أن تصوم عنها " [102] . وفي التحقيق في أحاديث الخلاف لابن الجوزي: " وبالإسناد قال أحمد وحدثنا هشيم عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أن امرأة ركبت البحر فنذرت إن الله عز وجل نجاها أن تصوم شهرا فنجاها الله فلم تصم حتي ماتت فجاءت قرابة لها فذكرت ذلك للنبي صلي الله عليه وآله وسلم فقال صومي " [103] . وفي الإمتاع بالأربعين المتباينة لابن حجر: " وصرح ابن حمد أن الحنبلي في كتاب الرعاية وصول جميع القرب إلي الميت سواء كانت بدنية أو مالية كالصدقة والعتق والصلاة والصيام والحج والقراءة ثم قال وقيل إن نواه حال فعله أو قبله وصل والا فلا ورجح الاشتراط جماعة من المحققين من الحنابلة وحجتهم أنه لم يؤثر عن النبي صلي الله عليه وآله وسلم أنه أمر [ صفحه 75] أحدا ممن جعل له أن يفعل شيئا عن ميت أن يقول(اللهم اجعل ثواب ذلك لفلان ولا أجعل ذلك لفلان) ولذلك لم ينقل عن أحد من السلف ممن فعل ذلك أنه كان يقول ذلك فدل علي انه لا بد عند الفعل من القصيد إلي فعل ذلك عن الميت وعلي هذا ممن لم يقل أي يدع عتب الفعل بوصول ذلك يشترط القصد مع الفعل ومن كان يدعو بذلك لا يشترط القصد والأولي الاتباع فيترجح جانب اشتراط القصد بهذه الطريق والأعمال بالنيات وسيأتي زيادة في هذه المسألة في أواخر هذه الأسئلة إن شاء الله تعالي " [104] . وأما الآن فسوف أنقل لكم كلام عالمين كبيرين من مدرسة السلف أو مدرسة الخلفاء وهو كلام طويل أعجبني فأحببت لغيري أن يطلع عليه للفائدة.

كلام ابن القيم حول الصدقات عن الميت

ففي كتاب الروح لأبن القيم قال: " فصل: والدليل علي انتفاعه بغير ما تسبب فيه القرآن والسنة والإجماع وقواعد الشرع أما القرآن فقوله تعالي: (والذين جآءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا و لاخواننا الذين سبقونا بالايمان) فاثني الله سبحانه عليهم باستغفارهم للمؤمنين قبلهم فدل علي انتفاعهم باستغفار الأحياء. وقد يمكن [ صفحه 76] أن يقال إنما انتفعوا باستغفارهم لأنهم سنوا لهم الإيمان بسبقهم إليه فلما اتبعوهم فيه كانوا كالمستنين في حصوله لهم لكن قد دل علي انتفاع الميت بالدعاء إجماع الأمة علي الدعاء له في صلاة الجنازة. وفي السنن من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله إذا صليتم علي الميت فأخلصوا له الدعاء. وفي صحيح مسلم مد حديث عوف بن مالك قال علي جنازة فحفظت من دعائه وهو يقول اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نزله وأوسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس وأبدله دارا خيرا من داره وأهلا خيرا من أهله وزوجا خيرا من زوجه وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر وعذاب النار. وفي السنن عن وائلة بن الأسقع قال علي رجل من المسلمين فسمعته يقول اللهم إن فلانا ابن فلان في ذمتك وحبل جوارك فقه من فتنة القبر وعذاب النار وأنت أهل الوفاء والحق فاغفر له وارحمه إنك الغفور الرحيم. وهذا كثير في الأحاديث بل هو المقصود بالصلاة علي الميت وكذلك الدعاء له بعد الدفن وفي السنن من حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه قال كان النبي إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال استغفروا لأخيكم واسألوا له التثبيت فانه الآن يسأل، وكذلك الدعاء لهم عند زيارة قبورهم كما في صحيح مسلم من حديث بريدة بن الخصيب قال كان رسول الله يعلمهم إذا خرجوا إلي المقابر أن يقولوا السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وانا إن شاء الله بكم لاحقون نسأل الله لنا ولكم [ صفحه 77] العافية. وفي صحيح مسلم أن عائشة رضي الله عنها سألت النبي كيف نقول إذا استغفرت لأهل القبور قال قولي السلام علي أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين وانا إن شاء الله بكم للاحقون. وفي صحيحه عنها أيضا أن رسول الله خرج في ليلتها من آخر الليل إلي البقيع فقال السلام عليكم دارقوم مؤمنين وأتاكم ما توعدون غدا مؤجلون وانا إن شاء الله بكم لاحقون اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد. ودعاء النبي للأموات فعلا وتعليما ودعاء الصحابة والتابعين والمسلمين عصرا بعد عصر أكثر من أن يذكر وأشهر من أن ينكر وقد جاء ان الله يرفع درجة العبد في الجنة فيقول أني لي هذا فيقال بدعاء ولدك لك. فصل: وأما وصول ثواب الصدقة ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أن رجلا أتي النبي فقال يا رسول الله أن أمي افتلت نفسها ولم توص وأظنها لو تكلمت تصدقت أفلها أجر إن تصدقت عنها قال نعم وفي صحيح البخاري عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما أن سعد بن عبادة توفيت أمه وهو غائب عنها فأتي النبي فقال يا رسول الله إن أمي توفيت وأنا غائب عنها فهل ينفعها إن تصدقت عنه قال نعم قال فإني أشهدك أن حائطي المخراف صدقة عنها وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال للنبي ان أبي مات وترك مالا ولم يوص فهل يكفي عنه أن أتصدق عنه قال نعم. وفي السنن ومسند أحمد عن سعد بن عبادة أنه قال يا رسول الله ان [ صفحه 78] أم سعد ماتت فأي الصدقة أفضل قال الماء فحفر بئر وقال هذه لأم سعد وعن عبدالله بن عمرو أن العاص بن وائل نذر في الجاهلية أن ينحر مائة بدنة وان هشام بن العاص نحر خمسة وخمسين وأن عمرا سأل النبي عن ذلك فقال أما أبوك فلو أقر بالتوحيد فصمت وتصدقت عنه نفعه ذلك - رواه الإمام أحمد-. فصل: وأما وصول ثواب الصوم ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله قال من مات وعليه صيام صام عنه وليه. في الصحيحين أيضا عن ابن عباس رضي الله عنهما قلاجاء رجل إلي النبي فقال يا رسول الله أمي ماتت وعليها صوم شهر أفأقضيه عنها قال نعم فدين الله أحق أن يقضي. وفي رواية جاءت امرأة إلي رسول الله فقالت يا رسول الله إن أمي ماتت وعليها صوم نذر أفأصوم عنها قال أفرأيت لو كان علي أمك دين فقضيته أكان يؤدي ذلك عنها قالت نعم قال فصومي عن أمك وهذا اللفظ للبخاري وحده تعليقا. وعن بريدة رضي الله عنه قال بينا أنا جالس عند رسول الله إذ أتته امرأة فقالت إني تصدقت علي أمي بجارية وأنها ماتت فقال وجب أجرك وردها عليك الميراث فقالت يا رسول الله انه كان عليها صوم شهر أفأصوم عنها قال صومي عنها قالت إنها لم تحج قط أفأحج عنها قال حجي عنها رواه مسلم وفي لفظ صوم شهرين. وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن امرأة ركبت البحر [ صفحه 79] فنذرت إن الله نجاها أن تصوم شهرا فنجاها الله فلم تصم حتي ماتت فجاءت بنتها أو أختها إلي رسول الله فأمرها أن تصوم عنها رواه أهل السنن والإمام أحمد وكذلك روي عنه وصول ثواب بدل الصوم وهو الاطعام، ففي السنن عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله من مات وعليه صيام شهر فليطعم عنه لكل يوم مسكين رواه الترمذي وابن ماجه قال الترمذي ولا نعرفه مرفوعا إلا من هذا الوجه والصحيح عن ابن عمر من قوله موقوفا. وفي سنن أبي داود عن ابن عباس رضي الله عنهما قال إذا مرض الرجل في رمضان ولم يصم أطعم عنه ولم يكن عنه قضاء وإن نذر قضي عنه وليه. فصل: وأما وصول ثواب الحج ففي صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما أن امرأة من جهينة جاءت إلي النبي فقالت إن أمي نذرت أن تحج فلم تحج حتي ماتت أفأحج عنها قال حجي عنها أرأيت لو كان علي أمك دين أكنت قاضيته اقضوا الله فالله أحق بالقضاء. وقد تقدم حديث بريدة وفيه أن أمي لم تحج قط أفأحج عنها قال حجي عنها. وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال إن امرأة سنان بن سلمة الجهني سألت رسول الله أن أمها ماتت ولم تحج أفيجزيء أن تحج عنها قال نعم لو كان علي أمها دين فقضته عنها ألم يكن يجزيء عنها - رواه النسائي -. وروي أيضا عن ابن عباس رضي الله عنهما: (أن امرأة سألت النبي عن ابنها مات ولم يحج قال حجي عن [ صفحه 80] ابنك). وروي أيضا عنه قال قال رجل يا نبي الله ان أبي مات ولم يحج أفأحج عنه قال أرأيت لو كان علي أبيك دين أكنت قاضيه قال نعم قال فدين الله أحق وأجمع المسلمون علي أن قضاء الدين يسقطه من ذمته ولو كان من أجنبي أو من غير تركته وقد دل عليه حديث أبي قتادة حيث ضمن الدينارين عن الميت فلما قضاهما قال له النبي الآن بردت عليه جلدته، وأجمعوا علي أن الحي إذا كان له في ذمة الميت حق من الحقوق فأحله منه أنه ينفعه ويبرأ منه كما يسقط من ذمة الحي، فإذا سقط من ذمة الحي بالنص والإجماع مع إمكان أدائه له بنفسه ولو لم يرض به بل رده فسقوطه من ذمة الميت بالابراء حيث لا يتمكن من أدائه أولي وأحري واذا انتفع بألإبراء والإسقاط فكذلك ينتفع بالهبة والإهداء ولا فرق بينهما فإن ثواب العمل حق المهدي الواهب فإذا جعله للميت انتقل إليه كما أن ما علي الميت من الحقوق من الدين وغيره هو محض حق الحي فإذا أبرأه وصل الإبراء إليه وسقط من ذمته فكلاهما حق للحي فأي نص أو قياس أو قاعدة من قواعد الشرع يوجب وصول أحدهما ويمنع وصول الآخر. هذه النصوص متظاهرة علي وصول ثواب الأعمال إلي الميت إذا فعلها الحي عنه وهذا محض للقياس فإن الثواب حق للعامل فإذا وهبه لأخيه المسلم لم يمنع من ذلك كما لم يمنع من هبة ماله في حياته وابرائه له من بعد موته. وقد نبه النبي بوصول ثواب الصوم الذي هو مجرد ترك [ صفحه 81] ونية تقوم بالقلب لا يطلع عليه إلا الله وليس بعمل الجوارح علي وصول ثواب القراءة التي هي عمل باللسان تسمعه الأذن وتراه العين بطريق الأولي. ويوضحه أن الصوم نية محضة وكف النفس عن المفطرات وقد أوصل الله ثوابه إلي الميت فكيف بالقراءة التي هي عمل ونية بل لا تفتقر إلي النية فوصول ثواب الصوم إلي الميت فيه تنبيه علي وصول سائر الأعمال والعبادات قسمان مالية وبدنية وقد نبه الشاع بوصول ثواب الصدقة قال علي وصول ثواب سائر العبادات المالية ونبه بوصول ثواب الصوم علي وصول ثواب سائر العبادات البدنية وأخبر بوصول ثواب الحج المركب من المالية والبدنية فالأنواع الثلاثة ثابتة بالنص والاعتباروبالله التوفيق. قال المانعون من الوصول قال الله تعالي: (و أن ليس للانسان الا ما سعي) [105] و قال: (و لا تجزون الا ما كنتم تعملون) [106] و قال: (لهَا مَا كسَبَت وَعليها ما اكتسبت) [107] وقد ثبت عن النبي أنه قال إذا مات العبد انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية عليه أو ولد صالح [ صفحه 82] يدعو له أوعلم ينتفع به من بعد فأخبر أنه إنما ينتفع بما كان تسبب إليه في الحياة وما لم يكن قد تسبب إليه فهو منقطع عنه. وأيضا فحديث أبي هريرة رضي الله عنه المتقدم وهو قوله إن مما يلحق الميت من عمله وحسناته بعد موته علما نشره الحديث يدل علي أنه إنما ينتفع بما كان قد تسبب فيه وأيضا فحديث أبي هريرة رضي الله عنه المتقدم وهو قوله إن مما يلحق الميت من عمله وحسناته بعد موته علما نشره الحديث يدل علي أنه إنما ينتفع بما كان قد تسبب فيه. وكذلك حديث أنس يرفعه سبع يجري علي العبد أجرهن وهو في قبره بعد موته من علم علما أو أكري نهرا أو حفر بئرا أو غرس نخلا أو بني مسجدا أو ورث مصحفا أو ترك ولدا صالحا يستغفرله بعد موته. وهذا يدل علي أن ما عدا ذلك لا يحصل له منه ثواب والا لم يكن للحصر معني، قالوا والإهداء حوالة والحوالة إنما تكون بحق لازم والأعمال لا توجب الثواب وانما هو مجرد تفضل الله واحسانه فكيف يحيل العبد علي مجرد الفضل الذي لا يجب علي الله بل إن شاء آتاه وان لم يشأ لم يؤته وهو نظير حوالة الفقير علي من يرجو أن يتصدق عليه ومثل هذا لا يصح إهداؤه وهبته كصلة ترجي من ملك لا لتحقق حصولها قالوا وأيضا فالإيثار بأسباب الثواب مكروه [ صفحه 83] وهو الإيثاربالقرب فكيف الإيثار بنفس الثواب الذي هو غاية إذا كره الإيثار بالوسيلة فالغاية أولي وأحري. وكذلك كره الإمام أحمد التأخر عن الصف الأول وايثار الغير به لما فيه من الرغبة عن سبب الثواب قال أحمد في رواية حنبل وقد سئل عن الرجل يتأخرعن الصف الأول ويقدم أباه في موضعه قال ما يعجبني هو يقدر أن يبر أباه بغير هذا قالوا أيضا لو ساغ الإهداء إلي الميت لساغ نقل الثواب والإهداء إلي الحي وأيضا لو ساغ ذلك لساغ لهذا نصف الثواب وربعه وقيراط منه. وأيضا لو ساغ ذلك لساغ إهداؤه بعد أن يعمله لنفسه وقد قلتم أنه لا بد أن ينوي حال الفعل إهداءه إلي الميت والا لم يصل إليه فإذا ساغ له نقل الثواب فأي فرق بين أن ينوي قبل الفعل أوبعده. وأيضا لو ساغ الإهداء لساغ إهداء ثواب الواجبات علي الحي كما يسوغ إهداء ثواب التطوعات التي يتطوع بها قالوا وان التكاليف امتحان وابتلاء لا تقبل البدل فإن المقصود منها عين المكلف العامل المأمور المنهي فلا يبدل المكلف الممتحن بغيره ولا ينوب غيره عنه في ذلك أن المقصود طاعته هو نفسه وعبوديته ولوكان ينتفع بإهداء غيره له من غيرعمل منه لكان أكرم الأكرمين أولي بذلك وقد حكم سبحانه أنه لا ينتفع إلا بسعيه وهذه سنته تعالي في خلقه وقضاؤه كما هي سنته في أمره وشرعه فإن المريض لا ينوب عنه غيره في شرب الدواء والجائع والظمآن والعاري لا ينوب عنه غيره في الأكل والشرب واللباس قالوا [ صفحه 84] ولو نفعه عمل غيره لنفعه توبته عنه. قالوا ولهذا لا يقبل الله إسلام أحد ولا صلاته عن صلاته فإذا كان رأس العبادات لا يصح إهداء ثوابه فكيف فروعها. قالوا وأما الدعاء فهو سؤال ورغبة إلي الله أن يتفضل علي الميت ويسامحه ويعفو عنه وهذا إهداء ثواب عمل الحي إليه. قال المقتصرون علي وصول العبادات التي تدخلها النيابة كالصدقة والحج والعبادات نوعان نوع لا تدخله النيابة بحال كالإسلام والصلاة وقراءة القرآن والصيام فهذا النوع يختص ثوابه بفاعله لا يتعداه ولا ينقل عنه كما أنه في الحياة لا يفعله أحد عن أحد ولا ينوب فيه عن فاعله غيره، ونوع تدخله النيابة كرد الودائع وأداء الديون واخراج الصدقة والحج فهذا يصل ثوابه إلي الميت لأنه يقبل النيابة ويفعله العبد عن غيره في حياته فبعد موته بالطريق الأولي والأحري. قالوا وأما حديث من مات وعليه صيام صام عنه وليه فجوابه من وجوه؛ أحدها ما قاله مالك في موطئه قال لا يصوم أحد عن أحد قال وهو أمر مجمع عليه عندنا لا خلاف فيه. الثاني أن ابن عباس رضي الله عنهما هو الذي روي حديث الصوم عن الميت وقد روي عنه النسائي أخبرنا محمد بن عبد الأعلي حدثنا يزيد بن زريع حدثنا حجاج الأحول حدثنا أيوب بن موسي عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لا يصلي أحد عن أحد. الثالث [ صفحه 85] أنه حديث اختلف في إسناده هكذا قال صاحب المفهم في شرح مسلم. الرابع أنه معارض بنص القرآن كما تقدم من قوله تعالي (و أن ليس للانسان الا ما سعي). الخامس أنه معارض بما رواه النسائي عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي أنه قال لا يصلي أحد عن أحد ولا يصوم أحد عن أحد ولكن يطعم عنه مكان كل يوم مدا من حنطة. السادس أنه معارض بحديث محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلي عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي من مات وعليه صوم رمضان يطعم عنه. السابع أنه معارض بالقياس الجلي علي الصلاة والإسلام والتوبة فأن أحدا لا يفعلها عن أحد قال الشافعي فيما تكلم به علي خبر ابن عباس لم يسم ابن عباس ما كان نذر أم سعد فاحتمل أن يكون نذر حج أو عمرة أو صدقة فأمره بقضائه عنها فأما من نذر صلاة أو صياما ثم مات فإنه يكفر عنه في الصوم ولا يصام عنه ولا يصلي عنه ولا يكفر عنه في الصلاة ثم قال فإن قيل أفأروي عن رسول الله أمر أحد أن يصوم عن أحد قيل نعم روي ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي فإن قيل فلم لا تأخذ به قيل حديث الزهري عن عبيدالله عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي نذرا ولم يسمعه مع حفظ الزهري وطول مجالسه عبيد الله لابن عباس فلما جاء غيره عن رجل عن ابن عباس بغير ما في حديث عبيدالله أشبه أن لا يكون محفوظا فإن قيل فتعرف الرجل الذي جاء بهذا الحديث يغلط عن ابن عباس قيل نعم روي أصحاب ابن عباس عن ابن [ صفحه 86] عباس أنه قال لابن الزبير أن الزبير حل من متعة الحج فروي هذا عن ابن عباس أنها متعة النساء وهذا غلط فاحش. فهذا الجواب عن فعل الصوم وأما فعل الحج فإنما يصل منه ثواب الإنفاق وأما أفعال المناسك فهي كأفعال الصلاة إنما تقع عن فاعلها. قال أصحاب الوصول ليس في شيء مما ذكرتم ما يعارض أدلة الكتاب والسنة واتفاق سلف الأمة ومقتضي قواعد الشرع ونحن نجيب عن كل ما ذكرتموه بالعدل والإنصاف. أما قوله تعالي (و أن ليس للانسان الا ما سعي) فقد اختلفت طرق الناس في المراد بالآية فقالت طائفة المراد بالإنسان ها هنا الكافر وأما المؤمن فله ما سعي وما سعي له بالأدلة التي ذكرناها قالوا وغاية ما في هذا التخصيص وهو جائز إذا دل عليه الدليل. وهذا الجواب ضعيف جدا ومثل هذا العام لا يراد به الكافر وحده بل هو للمسلم والكافر وهو كالعام الذي قبله وهو قوله تعالي (ألا تزر وازرة وزر أخري) [108] والسياق كله من أوله إلي آخره كالصريح في إرادة العموم لقوله تعالي و أن سعيه سوف يري، ثم يجزئه الجزآء الأوفي) [109] وهذا يعم الشر والخير قطعا ويتناول البر والفاجر والمؤمن و الكافر كقوله تعالي (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره، و من يعمل [ صفحه 87] مثقال ذرة شرا يره) [110] وكقوله له في الحديث الإلهي يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه وهو كقوله تعالي (يأيها الانسان انك كادح الي ربك كدحا فملاقيه) [111] . رد مهم وقالت طائفة أخري القرآن لم ينف انتفاع الرجل بسعي غيره وانما نفي ملكه لغير سعيه وبين الأمرين من الفرق مالا يخفي فأخبر تعالي أنه لا يملك إلا سعيه وأما سعي غيره فهو ملك لساعيه فإن شاء أن يبذله لغيره وان شاء أن يبقيه لنفسه وهو سبحانه لم يقل لا ينتفع إلا بما سعي وكان شيخنا يختار هذه الطريقة ويرجحها. فصل: وكذلك قوله تعالي: (لها ما كسبت و عليها ما اكتسبت) و قوله: (و لا تجزون الا ما كنتم تعملون) علي أن هذه الآية أصرح في الدلالة علي أن سياقها وانما ينفي عقوبة العبد بعمل غيره وأخذه بجريرته فإن الله سبحانه قال: (فاليوم لا تظلم نفس شيئا و لا تجزون الا ما كنتم تعملون) فنفي أن يظلم بأن يزاد عليه في [ صفحه 88] سيئاته أوينقص من حسناته أو يعاقب بعمل غيره ولم ينف أن ينتفع بعمل غيره لا علي وجه الجزاء فإن انتفاعه بما يهدي إليه ليس جزاء علي عمله وانما هو صدقة تصدق الله بها عليه وتفضل بها عليه من غير سعي منه بل وهبه ذلك علي يد بعض عباده لا علي وجه الجزاء فصل وأما استدلالكم بقوله إذا مات العبد انقطع عمله فاستدلال ساقط فانه لم يقل انقطع انتفاعه وانما أخبر عن انقطاع عمله وأما عمل غيره فهو لعامله فان وهبه له وصل إليه ثواب عمل العامل لا ثواب عمله هو فالمنقطع شيء والواصل إليه شيء آخر وكذلك الحديث الآخر وهو قوله إن مما يلحق الميت من حسناته وعمله فلا ينفي أن يلحقه غير ذلك من عمل غيره وحسناته فصل وأما قولكم الإهداء حوالة والحوالة إنما تكون بحق لازم فهذه حوالة المخلوق علي المخلوق. وأما حوالة المخلوق علي الخالق فأمر آخر لا يصح قياسها علي حوالة العبيد بعضهم علي بعض وهل هذا إلا من أبطل القياس وأفسده والذي يبطله اجماع الأمة علي انتفاعه بأداء دينه وما عليه من الحقوق وابراء المستحق لذمته والصدقة والحج عنه بالنص الذي لا سبيل إلي رده ودفعه وكذلك الصوم وهذه الأقيسة الفاسدة لا تعارض نصوص الشرع وقواعده - انتهي- " [112] . [ صفحه 89]

كلام صاحب شرح العقيدة الطحاوية حول وصول الثواب للميت

والعالم الثاني صاحب شرح العقيدة الطحاوية ابن أبي العز فقد قال: قوله وفي دعاء الأحياء وصدقاتهم للأموات " اتفق اهل السنة أن الأموات ينتفعون من سعي الأحياء بأمرين؛ أحدهما ما تسبب إليه الميت في حياته والثاني دعاء المسلمين واستغفارهم له والصدقة والحج علي نزاع فيما يصل اليه من ثواب الحج فعن محمد بن الحسن أنه إنما يصل الي الميت ثواب النفقة والحج للحاج وعند عامة العلماء ثواب الحج للمحجوج عنه وهو الصحيح واختلف في العبادات البدنية كالصوم والصلاة وقراءة القرآن والذكر فذهب أبو حنيفة وأحمد وجمهور السلف الي وصولها والمشهور من مذهب الشافعي ومالك عدم وصولها وذهب بعض أهل البدع من أهل الكلام الي عدم وصول شيء البتة لا الدعاء ولا غيره وقولهم مردود بالكتاب والسنة لكنهم استدلوا بالمتشابه من قوله تعالي: (و أن ليس للانسان الا ما سعي) و قوله: (و لا تجزون الا ما كنتم تعملون) وقوله: (لها ما كسبت و عليها ما اكتسبت) ولد صالح يدعو له أوعلم ينتفع به من بعده فاخبر أنه إنما ينتفع بما كان تسبب فيه في الحياة وما لم يكن تسبب فيه في الحياة فهو منقطع عنه واستدل المقتصرون علي وصول العبادات التي لا تدخلها النيابة بحال كالإسلام والصلاة والصوم وقراءة القرآن وأنه يختص ثوابها بفاعله لا يتعداه كما أنه في الحياة لا يفعله أحد عن أحد ولا ينوب [ صفحه 90] فيه عن فاعله غيره بما روي النسائي بسنده عن ابن عباس عن النبي صلي الله عليه وآله وسلم أنه قال لا يصلي أحد عن أحد ولا يصوم أحد عن أحد ولكن يطعم عنه مكان كل يوم مدا من حنطة. والدليل علي انتفاع الميت بغير ما تسبب فيه الكتاب والسنة والإجماع والقياس الصحيح أما الكتاب فقال تعالي: (والذين جآءو من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا و لاخواننا الذين سبقونا بالايمان) فأثني عليهم باستغفارهم للمؤمنين قبلهم فدل علي انتفاعهم باستغفار الأحياء وقد دل علي انتفاع الميت بالدعاء إجماع الأمة علي الدعاء له في صلاة الجنازة الجنازة والأدعية التي وردت بها السنة في صلاة الجنازة مستفيضة وكذا الدعاء له بعد الدفن ففي سنن أبي داود من حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه قال كان النبي صلي الله عليه وآله وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال استغفروا لأخيكم وأسألوا له التثبيت فإنه الآن يسأل وكذلك الدعاء لهم عند زيارة قبورهم، كما في صحيح مسلم من حديث بريدة ابن الحصيب قال كان رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم يعلمهم اذا خرجوا الي المقابر أن يقولوا السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وانا إن شاء الله بكم لاحقون نسأل الله لنا ولكم العافية وفي صحيح مسلم أيضا عن عائشة رضي الله عنها سألت النبي صلي الله عليه وآله وسلم كيف تقول اذا استغفرت لأهل القبور قال قولي السلام علي أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ويرحم الله المستقدمين منا [ صفحه 91] ومنكم والمستأخرين وانا ان شاء الله بكم لاحقون. واما وصول ثواب الصدقة ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أن رجلا أتي النبي صلي الله عليه وآله وسلم فقال يا رسول الله إن أمي افتلتت نفسها ولم توص وأظنها لو تكلمت تصدقت أفلها أجر إن تصدقت عنها قال نعم وفي صحيح البخاري عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما أن سعد ابن عبادة توفيت أمه وهو غائب عنها فأتي النبي صلي الله عليه وآله وسلم فقال يا رسول الله ان أمي توفيت وأنا غائب عنها فهل ينفعها إن تصدقت عنها قال نعم قال فإني أشهدك أن حائطي المخراف صدقة عنها وأمثال ذلك كثيرة في السنة. واما وصول ثواب الصوم ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم قال من مات وعليه صيام صام عنه وليه وله نظائر في الصحيح ولكن أبوحنيفة رحمه الله قال بالاطعام عن الميت دون الصيام عنه لحديث ابن عباس المتقدم والكلام علي ذلك معروف في كتب الفروع. واما وصول ثواب الحج ففي صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما أن امرأة من جهينة جاءت الي النبي صلي الله عليه وآله وسلم فقالت إن أمي نذرت أن تحج فلم تحج حتي ماتت أفاحج عنها قال حجي عنها أرأيت لوكان علي أمك دين أكنت قاضيته اقضوا الله فالله احق بالوفاء ونظائره أيضا كثيرة وأجمع المسلمون علي أن قضاء الدين يسقطه من ذمة الميت ولو كان من اجنبي ومن غير تركته [ صفحه 92] وقد دل علي ذلك حديث أبي قتادة حيث ضمن الدينارين عن الميت فلما قضاهما قال النبي صلي الله عليه وآله وسلم الآن بردت عليه جلدته وكل ذلك جارعلي قواعد الشرع وهو محض القياس فإن الثواب حق العامل فإذا وهبه لأخيه المسلم لم يمنع من ذلك كما لم يمنع من هبة ماله في حياته وابرائه له منه بعد وفاته وقد نبه الشارع بوصول ثواب الصوم علي وصول ثواب القراءة ونحوها من العبادات البدنية يوضحه أن الصوم كف النفس عن المفطرات بالنية وقد نص الشارع علي وصول ثوابه الي الميت فكيف بالقراءة التي هي عمل ونية. والجواب عما استدلوا به من قوله تعالي (و أن ليس للانسان الا ما سعي) قد أجاب العلماء بأجوبة أصحها جوابان؛ أحدهما أن الإنسان بسعيه وحسن عشرته اكتسب الأصدقاء وأولد الأولاد ونكح الأزواج وأسدي الخير وتودد الي الناس فترحموا عليه ودعوا له وأهدوا له ثواب الطاعات فكان ذلك أثر سعيه بل دخول المسلم مع جملة المسلمين في عقد الاسلام من اعظم الأسباب في وصول تقع كل من المسلمين الي صاحبه في حياته وبعد مماته ودعوة المسلمين تحيط من ورائهم يوضحه أن الله تعالي جعل الإيمان سببا لانتفاع صاحبه بدعاء إخوانه من المؤمنين وسعيهم فإذا أتي به فقد سعي في السبب الذي يوصل اليه ذلك الثاني وهو أقوي منه أن القرآن لم ينف انتفاع الرجل بسعي غيره وانما نفي ملكه لغير سعيه وبين الأمرين فرق مالا [ صفحه 93] يخفي فأخبر تعالي أنه لا يملك إلا سعيه وأما سعي غيره فهو ملك لساعيه فإن شاء أن يبذله لغيره وان شاء أن يبقيه لنفسه وقوله سبحانه: (ألا تزر وازرة وزر أخري، و أن ليس للانسان الا ما سعي) آيتان محكمتان مقتضيتان عدل الرب تعالي فالأولي تقتضي أنه لا يعاقب أحدا بجرم غيره ولا يؤاخذه بجريرة غيره كما يفعله ملوك الدنيا والثانية تقتضي أنه لا يفلح إلا بعمله لينقطع طمعه من نجاته بعمل آبائه وسلفه ومشايخه كما عليه أصحاب الطمع الكاذب وهو سبحانه لم يقل لا ينتفع إلا بما سعي. وكذلك قوله تعالي: (لها ما كسبت) و قوله:(و لا تجزون الا ما كنتم تعملون) علي أن سياق هذه الآية يدل علي أن المنفي عقوبة العبد بعمل غيره فإنه تعالي قال: (فاليوم لا تظلم نفس شيئا و لا تجزون الا ما كنتم تعملون). وأما استدلالهم بقوله صلي الله عليه وآله وسلم إذا مات ابن آدم انقطع عمله فاستدلال ساقط فإنه لم يقل انقطاع انتفاعه وانما أخبر عن انقطاع عمله وأما عمل غيره فهو لعامله فإن وهبه له وصل اليه ثواب عمل العامل لا ثواب عمله هو وهذا كالدين يوفيه الإنسان عن غيره فتبرأ ذمته ولكن ليس له ما وفي به الدين. وأما تفريق من فرق بين العبادات المالية والبدنية فقد شرع النبي صلي الله عليه وآله وسلم الصوم عن الميت كما تقدم مع أن الصوم لا تجزيء فيه النيابة وكذلك حديث جابر رضي الله عنه قال صليت مع [ صفحه 94] رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم عيد الأضحي فلما انصرف أتي بكبش فذبحه فقال بسم الله والله أكبر اللهم هذا عني وعمن لم يضح من أمتي رواه أحمد وأبوداود والترمذي وحديث الكبشين اللذين قال في أحدهما اللهم هذا عن أمتي جميعا وفي الآخراللهم هذا عن محمد وآل محمد رواه أحمد والقربة في الأضحية إراقة الدم وقد جعلها لغيره وكذلك عبادة الحج بدنية وليس المال ركنا فيه وانما هو وسيلة إلا تري أن المكي يجب عليه الحج إذا قدر علي المشي الي عرفات من غير شرط المال وهذا هو الأظهر أعني أن الحج غير مركب من مال وبدن بل بدني محض كما قد نص عليه جماعة من أصحاب أبي حنيفة المتأخرين وانظر الي فروض الكفايات كيف قام فيها البعض عن الباقين ولأن هذا اهداء ثواب وليس من باب النيابة كما أن الأجير الخاص ليس له أن يستنيب عنه وله أن يعطي أجرته لمن شاء. وأما استئجار قوم يقرؤون القرآن ويهدونه للميت فهذا لم يفعله أحد من السلف ولا أمر به أحد من أئمة الدين ولا رخص فيه والاستئجارعلي نفس التلاوة غير جائز بلا خلاف وانما اختلفوا في جواز الاستئجار علي التعليم ونحوه مما فيه منفعة تصل الي الغير والثواب لا يصل الي الميت إلا إذا كان العمل لله وهذا لم يقع عبادة خالصة فلا يكون له من ثوابه ما يهدي الي الموتي ولهذا لم يقل أحد أنه يكتري من يصوم ويصلي ويهدي ثواب ذلك الي الميت لكن اذا أعطي لمن يقرأ القرآن ولعلمه ويتعلمه معونة لأهل القرآن علي ذلك كان هذا من جنس الصدقة عنه فيجوز وفي الاختيار لو أوصي بأن يعطي [ صفحه 95] شيء من ماله لمن يقرأ القرآن علي قبره فالوصية باطلة لأنه في معني الأجرة انتهي وذكر الزاهدي في الغنية أنه لو وقف علي من يقرأ عند قبره فالتعيين باطل. وأما قراءة القرآن واهداؤها له تطوعا بغير أجرة فهذا يصل اليه كما يصل ثواب الصوم والحج فإن قيل هذا لم يكن معروفا في السلف ولا أرشدهم اليه النبي صلي الله عليه وآله وسلم فالجواب إن كان مورد هذا السؤال معترفا بوصول ثواب الحج والصيام والدعاء قيل له ما الفرق بين ذلك وبين وصول ثواب قراءة القرآن وليس كون السلف لم يفعلوه حجة في عدم الوصول ومن أين لنا هذا النفي العام فإن قيل فرسول الله صلي الله عليه وآله وسلم أرشدهم الي الصوم والحج والصدقة دون القراءة قيل هو صلي الله عليه وآله وسلم لم يبتدئهم بذلك، بل خرج ذلك منه مخرج الجواب لهم فهذا سأله عن الحج عن ميته فأذن له فيه وهذا سأله عن الصوم عنه فأذن له فيه ولم يمنعهم مما سوي ذلك وأي فرق بين وصول ثواب الصوم الذي هو مجرد نية وامساك وبين وصول ثواب القراءة والذكر فإن قيل ما تقولون في الإهداء الي رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم قيل من المتأخرين من استحبه ومنهم من رآه بدعة لأن الصحابة لم يكونوا يفعلونه ولأن النبي صلي الله عليه وآله وسلم له مثل أجر كل من عمل خيرا من امته من غير أن ينقص من أجر العامل شيء لأنه هو الذي دل أمته علي كل خير وارشدهم اليه. ومن قال إن الميت ينتفع [ صفحه 96] بقراءة القرآن عنده باعتبار سماعه كلام الله فهذا لم يصح عن أحد من الأئمة المشهورين ولا شك في سماعه ولكن انتفاعه بالسماع لا يصح فإن ثواب الاستماع مشروط بالحياة فإنه عمل اختياري وقد انقطع بموته بل ربما يتضرر ويتألم لكونه لم يمتثل أوامر الله ونواهيه أو لكونه لم يزدد من الخير. واختلف العلماء في قراءة القرآن عند القبورعلي ثلاثة أقوال هل تكره أم لا بأس بها وقت الدفن وتكره بعده فمن قال بكراهتها كأبي حنيفة ومالك وأحمد في رواية قالوا لأنه محدث لم ترد به السنة والقراءة تشبه الصلاة والصلاة عند القبور منهي عنها فكذلك القراءة ومن قال لا بأس بها كمحمد بن الحسن وأحمد في رواية استدلوا بما نقل عن ابن عمر رضي الله عنه أنه أوصي أن يقرأ علي قبره وقت الدفن بفواتح سورة البقرة وخواتمها ونقل أيضا عن بعض المهاجرين قراءة سورة البقرة ومن قال لا بأس بها وقت الدفن فقط وهو رواية عن أحمد اخذ بما نقل عن ابن عمر وبعض المهاجرين وأما بعد ذلك كالذين يتناوبون القبر للقراءة عنده فهذا مكروه فإنه لم تأت به السنة ولم ينقل عن أحد من السلف مثل ذلك أصلا وهذا القول لعله أقوي من غيره لما فيه من التوفيق بين الدليلين " [113] . [ صفحه 97] وبهذا أصل لنهاية هذا البحث فأسأل الله أن يفيدني وينفعني به وينفع من يريد وأسأله تعالي أن يجعله خالصا لوجهه الكريم إنه سميع مجيب والحمد لله رب العالمين. بتاريخ 16 / 11 / 1426 هجري الموافق 18 / 12 / 2005 أبوحسام خليفة عبيد الكلباني

پاورقي

[1] صحيح مسلم، ج 2، ص 672.
[2] الدر المنثور، ج 6، ص 439.
[3] الروح، ج 1، ص 8.
[4] تفسير ابن كثير، ج 3، ص 439.
[5] الدر المنثور، ج 1، ص 570.
[6] تفسير ابن كثير، ج 3، ص 515 و 516.
[7] سنن أبي داود، ج 2، ص 218.
[8] سنن البيهقي الكبري، ج 5، ص 245.
[9] مسند إسحاق بن راهويه، ج 1، ص 453. [
[10] مسند الإمام أحمد بن حنبل، ج 2، ص 527.
[11] الترغيب والترهيب، ج 2، ص 326.
[12] شعب الإيمان، ج 2، ص 217.
[13] مسند أبي يعلي، ج 6، ص 147.
[14] مجمع الزوائد، ج 8، ص 211.
[15] الفوائد، ج 1، ص 33.
[16] شرح السيوطي لسنن النسائي، ج 4، ص 110.
[17] نظم المتناثر، ج 1، ص 226 و127؛ الفردوس بمأثور الخطاب، ج 1، ص 119؛ فتح الباري، ج 6، ص 487: شرح الزرقاني، ج 4، ص 357؛ فيض القدير، ج 3، ص 184.
[18] صحيح مسلم، ج 4، ص 1845.
[19] صحيح ابن حبان، ج 1، ص 241؛ السنن الكبري، ج 1، ص 419؛ الدر المنثور، ج 5، ص110 و 211؛ عون المعبود، ج 3، ص 261.
[20] فتح الباري، ج 6، ص 488.
[21] شرح الزرقاني، ج 4، ص 357 و358.
[22] حاشية ابن القيم، ج 11، ص 93.
[23] الأحزاب الآية 56.
[24] منهاج السنة النبوية، ج 2، ص 441-443.
[25] التوسل والوسيلة، ج 1، ص 149 و150.
[26] تلخيص كتاب الاستغاثة، ج 1، ص 247.
[27] تلخيص كتاب الاستغاثة، ج 1، ص 454.
[28] تؤحيد الألوهية، ج 4، ص 295.
[29] تلخيص كتاب الاستغاثة، ج 1، ص 247.
[30] تفسير ابن كثير، ج 3، ص 439.
[31] الروح، ج 1، ص 5.
[32] لسان الميزان، ج 3، ص 297.
[33] الدر المنثور، ج 4، ص 191.
[34] المستدرك علي الصحيحين، ج 4، ص 342.
[35] الفردوس بمأثورالخطاب، ج 1، ص 147.
[36] شعب الإيمان، ج 7، ص 261.
[37] تفسير ابن كثير، ج 1، ص 500.
[38] تفسير ابن كثير، ج 3، ص 440.
[39] تهذيب الآثار، ج 2، ص 510.
[40] شرح قصيدة ابن القيم، ج 2، ص 173.
[41] مسند الحارث (زوائد الهيثمي)، ج 2، ص 884.
[42] الفردوس بمأثور الخطاب، ج 1، ص 183.
[43] فضل الصلاة علي النبي، ج 1، ص 38.
[44] الطبقات الكبري، ج 2، ص 194.
[45] مسند البزار، ج 5، ص 308.
[46] مجمع الزوائد، ج 9، ص 24.
[47] مريم الآية 57.
[48] صحيح مسلم، ج 1، ص 145 و 146.
[49] مسند الإمام أحمد بن حنبل، ج 3، ص 148.
[50] تفسير ابن كثير، ج 2، ص 388.
[51] المعجم الكبير، ج 4، ص 129.
[52] مسند الإمام أحمد بن حنبل، ج 3، ص 164.
[53] كشف الخفاء، ج 2، ص 481.
[54] مسند الطيالسي، ج 1، ص 248.
[55] شرح الصدور بشرح حال الموتي والقبور، ج 1، ص 257.
[56] المنامات، ج 1، ص 7.
[57] شرح قصيدة ابن القيم، ج 2، ص 173.
[58] مسند الإمام أحمد بن حنبل، ج 3، ص 150.
[59] المسند المستخرج علي صحيح مسلم، ج 3، ص 37.
[60] سنن البيهقي الكبري، ج 4، ص 47.
[61] سنن الدار قطني، ج 2، ص 77.
[62] الأحاديث المختارة، ج 8، ص 192؛ الأحاديث المختارة، ج 5، ص 117 و118.
[63] الحشر الآية 10.
[64] الروح، ج 1، ص 118.
[65] الدر المنثور، ج 5، ص 38 و39.
[66] تفسير ابن كثير، ج 2، ص 381.
[67] تفسير ابن كثير، ج 2، ص 539.
[68] خلاصة البدر المنير، ج 1، ص 274.
[69] محمد الآية 19.
[70] سبل السلام، ج 2، ص 112.
[71] صحيح مسلم، ج 2، ص 696.
[72] صحيح مسلم، ج 3، ص 1254.
[73] مسند أبي عوانة 2، ج 3، ص 493.
[74] فضائل الأعمال، ج 1، ص 67.
[75] سبل السلام، ج 3، ص 106.
[76] صحيح البخاري، ج 3، ص 1013.
[77] فضائل الأعمال، ج 1، ص 67.
[78] سنن البيهقي الكبري، ج 6، ص 278، مسألة النذر.
[79] مسند أبي عوانة، ج 3، ص 492.
[80] المحلي ج 9 ص 313.
[81] التحقيق في أحاديث الخلاف، ج 2، ص 23.
[82] تنقيح تحقيق أحاديث التعليق، ج 2، ص 168.
[83] خلاصة البدر المنير، ج 2، ص 145.
[84] نيل الأوطار، ج 4، ص 140.
[85] سنن أبي داود، ج 2، ص 130.
[86] الترغيب والترهيب، ج 2، ص 41 و42.
[87] نيل الأوطار، ج 4، ص 141.
[88] مسند الإمام أحمد بن حنبل، ج 2، ص 181.
[89] نيل الأوطار، ج 4، ص 140؛ عمدة القا ري، ج 8، ص 222.
[90] صحيح البخاري، ج 2، ص 690.
[91] صحيح مسلم، ج 2، ص 804.
[92] صحيح مسلم، ج 2، ص 805.
[93] السنن الكبري، ج 2، ص 173.
[94] صحيح ابن خزيمة، ج 3، ص 223.
[95] سنن ابن ماجه، ج 1، ص 559.
[96] السنن الكبري، ج 2، ص 173.
[97] حاشية ابن القيم، ج 7، ص 25.
[98] سنن البيهقي الكبري، ج 4، ص 256.
[99] الإمتاع بالأربعين المتباينة السماع، ج 1، ص 79. [
[100] مسند الروياني، ج 1، ص 92؛ حاشية ابن القيم، ج 7، ص 25؛ نيل الأوطار، ج5، ص 11.
[101] سنن أبي داود، ج 3، ص 237.
[102] سنن البيهقي الكبري، ج 10، ص 85.
[103] التحقيق في أحاديث الخلاف، ج 2، ص 98.
[104] الإمتاع بالأربعين المتباينة السماع، ج 1، ص 80.
[105] النجم الآية 39.
[106] يس الآية 54.
[107] البقرة الآية 286.
[108] النجم الآية 38.
[109] النجم الآيتان 40، 41.
[110] الزلزلة الآيتان 8، 7.
[111] الانشقاق الآية 6.
[112] الروح، ج 1، ص 118 و 129.
[113] شرح العقيدة الطحاوية، ج 1، ص 511، ص 518.

تعريف مرکز القائمیة باصفهان للتحریات الکمبیوتریة

جاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ في سَبيلِ اللَّهِ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (التوبة/41).
قالَ الإمامُ علیّ ُبنُ موسَی الرِّضا – علـَیهِ السَّلامُ: رَحِمَ اللّهُ عَبْداً أحْيَا أمْرَنَا... َ يَتَعَلَّمُ عُلُومَنَا وَ يُعَلِّمُهَا النَّاسَ؛ فَإِنَّ النَّاسَ لَوْ عَلِمُوا مَحَاسِنَ كَلَامِنَا لَاتَّبَعُونَا... (بَــنـادِرُ البـِحـار – فی تلخیص بحـار الأنوار، للعلاّمة فیض الاسلام، ص 159؛ عُیونُ أخبارِ الرِّضا(ع)، الشـَّیخ الصَّدوق، الباب28، ج1/ ص307).
مؤسّس مُجتمَع "القائمیّة" الثـَّقافیّ بأصبَهانَ – إیرانَ: الشهید آیة الله "الشمس آباذی" – رَحِمَهُ اللهُ – کان أحداً من جَهابـِذة هذه المدینة، الذی قدِ اشتهَرَ بشَعَفِهِ بأهل بَیت النبیّ (صلواتُ اللهِ علـَیهـِم) و لاسیَّما بحضرة الإمام علیّ بن موسَی الرِّضا (علیه السّلام) و بـِساحة صاحِب الزّمان (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرجَهُ الشَّریفَ)؛ و لهذا أسّس مع نظره و درایته، فی سَنـَةِ 1340 الهجریّة الشمسیّة (=1380 الهجریّة القمریّة)، مؤسَّسة ًو طریقة ًلم یـَنطـَفِئ مِصباحُها، بل تـُتـَّبَع بأقوَی و أحسَنِ مَوقِفٍ کلَّ یومٍ.
مرکز "القائمیّة" للتحرِّی الحاسوبیّ – بأصبَهانَ، إیرانَ – قد ابتدَأَ أنشِطتَهُ من سَنـَةِ 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریّة القمریّة) تحتَ عنایة سماحة آیة الله الحاجّ السیّد حسن الإمامیّ – دامَ عِزّهُ – و مع مساعَدَةِ جمع ٍمن خِرّیجی الحوزات العلمیّة و طلاب الجوامع، باللیل و النهار، فی مجالاتٍ شتـَّی: دینیّة، ثقافیّة و علمیّة...
الأهداف: الدّفاع عن ساحة الشیعة و تبسیط ثـَقافة الثـَّقـَلـَین (کتاب الله و اهل البیت علیهـِمُ السَّلامُ) و معارفهما، تعزیز دوافع الشـَّباب و عموم الناس إلی التـَّحَرِّی الأدَقّ للمسائل الدّینیّة، تخلیف المطالب النـّافعة – مکانَ البَلاتیثِ المبتذلة أو الرّدیئة – فی المحامیل (=الهواتف المنقولة) و الحواسیب (=الأجهزة الکمبیوتریّة)، تمهید أرضیّةٍ واسعةٍ جامعةٍ ثـَقافیّةٍ علی أساس معارف القرآن و أهل البیت –علیهم السّلام – بباعث نشر المعارف، خدمات للمحققین و الطـّلاّب، توسعة ثقافة القراءة و إغناء أوقات فراغة هُواةِ برامِج العلوم الإسلامیّة، إنالة المنابع اللازمة لتسهیل رفع الإبهام و الشـّـُبُهات المنتشرة فی الجامعة، و...
- مِنها العَدالة الاجتماعیّة: التی یُمکِن نشرها و بثـّها بالأجهزة الحدیثة متصاعدة ً، علی أنـّه یُمکِن تسریعُ إبراز المَرافِق و التسهیلاتِ – فی آکناف البلد - و نشرِ الثـَّقافةِ الاسلامیّة و الإیرانیّة – فی أنحاء العالـَم - مِن جـِهةٍ اُخرَی.
- من الأنشطة الواسعة للمرکز:
الف) طبع و نشر عشراتِ عنوانِ کتبٍ، کتیبة، نشرة شهریّة، مع إقامة مسابقات القِراءة
ب) إنتاجُ مئات أجهزةٍ تحقیقیّة و مکتبیة، قابلة للتشغیل فی الحاسوب و المحمول
ج) إنتاج المَعارض ثـّـُلاثیّةِ الأبعاد، المنظر الشامل (= بانوراما)، الرّسوم المتحرّکة و... الأماکن الدینیّة، السیاحیّة و...
د) إبداع الموقع الانترنتی "القائمیّة" www.Ghaemiyeh.com و عدّة مَواقِعَ اُخـَرَ
ه) إنتاج المُنتـَجات العرضیّة، الخـَطابات و... للعرض فی القنوات القمریّة
و) الإطلاق و الدَّعم العلمیّ لنظام إجابة الأسئلة الشرعیّة، الاخلاقیّة و الاعتقادیّة (الهاتف: 00983112350524)
ز) ترسیم النظام التلقائیّ و الیدویّ للبلوتوث، ویب کشک، و الرّسائل القصیرة SMS
ح) التعاون الفخریّ مع عشراتِ مراکزَ طبیعیّة و اعتباریّة، منها بیوت الآیات العِظام، الحوزات العلمیّة، الجوامع، الأماکن الدینیّة کمسجد جَمکرانَ و...
ط) إقامة المؤتمَرات، و تنفیذ مشروع "ما قبلَ المدرسة" الخاصّ بالأطفال و الأحداث المُشارِکین فی الجلسة
ی) إقامة دورات تعلیمیّة عمومیّة و دورات تربیة المربّـِی (حضوراً و افتراضاً) طیلة السَّنـَة
المکتب الرّئیسیّ: إیران/أصبهان/ شارع"مسجد سیّد"/ ما بینَ شارع"پنج رَمَضان" ومُفترَق"وفائی"/بنایة"القائمیّة"
تاریخ التأسیس: 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریة القمریّة)
رقم التسجیل: 2373
الهویّة الوطنیّة: 10860152026
الموقع: www.ghaemiyeh.com
البرید الالکترونی: Info@ghaemiyeh.com
المَتجَر الانترنتی: www.eslamshop.com
الهاتف: 25-2357023- (0098311)
الفاکس: 2357022 (0311)
مکتب طهرانَ 88318722 (021)
التـِّجاریّة و المَبیعات 09132000109
امور المستخدمین 2333045(0311)
ملاحَظة هامّة:
المیزانیّة الحالیّة لهذا المرکز، شـَعبیّة، تبرّعیّة، غیر حکومیّة، و غیر ربحیّة، اقتـُنِیَت باهتمام جمع من الخیّرین؛ لکنـَّها لا تـُوافِی الحجمَ المتزاید و المتـَّسِعَ للامور الدّینیّة و العلمیّة الحالیّة و مشاریع التوسعة الثـَّقافیّة؛ لهذا فقد ترجَّی هذا المرکزُ صاحِبَ هذا البیتِ (المُسمَّی بالقائمیّة) و مع ذلک، یرجو مِن جانب سماحة بقیّة الله الأعظم (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرَجَهُ الشَّریفَ) أن یُوفـِّقَ الکلَّ توفیقاً متزائداً لِإعانتهم - فی حدّ التـّمکـّن لکلّ احدٍ منهم – إیّانا فی هذا الأمر العظیم؛ إن شاءَ اللهُ تعالی؛ و اللهُ ولیّ التوفیق.