في خبر تزويج أم كلثوم من عمر

اشارة

مولف:السيد علي الحسيني الميلاني

ناشر:ياران

المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، و الصلاة والسلام علي سيدنا محمد و آله الطيبين الطاهرين، ولعنة الله علي أعدائهم أجمعين، من الأولين والآخرين. و بعد، فقد كثر البحث والسؤال والجواب عن خبر تزويج أمير المؤمنين علي ابنته من عمر بن الخطاب... منذر القرون الأولي... و كتب حولها رسائل شتي.. منها ما كتبه الشيخ المفيد - رضوان الله تعالي عليه - جوابا عن المسألة العاشرة من المسائل التي أودعها في كتابه " أجوبة المسائل السروية " و كذا جوابا عن المسألة الخامسة عشرة من كتابه " أجوبة المسائل الحاجبية ". و هذه رسالة وضعتها علي نسق أخواتها، حيث أوردت نصوص الخبر عن أشهر كتب أهل السنة و نظرت في أسانيدها و دلالاتها، فجاءت حاوية من القضية لبابها، كاشفة عنها نقابها، شارحة لواقح الحال، قاطعة للقيل و القال، و الله الموفق وهو المستعان. [ صفحه 6]

رواه الخبر و نصوصه

اشاره

إن خبر تزويج أمير المؤمنين عليه السلام ابنته أم كلثوم من عمر بن الخطاب مشهور بين أهل السنة، مذكور في كتبهم...

ابن سعد في الطبقات

فأقدم رواة هذا الخبر و مخرجيه - فيما نعلم - هو: محمد بن سعد بن منيع الزهري - المتوفي سنة 230 ه - صاحب كتاب " الطبقات الكبري ". فقد جاء في كتاب الطبقات: " أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف ابن قصي. و أمها فاطمة بنت رسول الله، و أمها خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزي بن قصي. تزوجها عمر بن الخطاب، و هي جارية لم تبلغ، فلم تزل عنده إلي أن قتل. وولدت له: زيد بن عمر، ورقية بنت عمر. ثم خلف علي أم كلثوم - بعد عمر - عون بن جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب، فتوفي عنها. ثم خلف عليها أخوه محمد بن جعفر بن أبي طالب فتوفي عنها. فخلف عليها أخوه عبد الله بن جعفر بن أبي طالب بعد أختها زينب بنت علي بن أبي طالب. [ صفحه 7] فقالت: أم كلثوم: إني لأستحيي من أسماء بنت عميس، إن ابنيها ماتا عندي، و إني لأتخوف علي هذا الثالث. فهلكت عنده. و لم تلد لأحد منهم شيئا. أخبرنا أنس بن عياض الليثي، عن جعفر بن محمد، عن أبيه: أن عمر ابن الخطاب خطب إلي علي بن أبي طالب ابنته أم كلثوم. فقال علي: إنما حبست بناتي علي أولاد جعفر. فقال عمر: أنكحنيها يا علي، فو الله ما علي ظهر الأرض رجل يرصد من حسن صحبتها ما أرصد. فقال علي: قد فعلت. فجاء عمر إلي مجلس المهاجرين بين

القبر و المنبر - وكانوا يجلسون ثم علي وعثمان و الزبير وطلحة و عبد الرحمن بن عوف، فإذا كان الشيء يأتي من الآفاق جاءهم فأخبرهم ذلك و استشارهم فيه - فجاء عمر فقال: رفئوني، فرفؤوه و قالوا: بمن يا أمير المؤمنين؟ قال: بابنة علي بن أبي طالب. ثم أنشأ يخبرهم فقال: إن النبي صلي الله عليه (وآله) وسلم قال: كل نسب و سبب منقطع يوم القيامة إلا نسبي و سببي. وكنت قد صحبته فأحببت أن يكون هذا أيضا. أخبرنا وكيع بن الجراح، عن هشام بن سعد، عن عطاء الخراساني: أن عمر أمهر أم كلثوم بنت علي أربعين ألفا. قال محمد بن عمر [1] و غيره: لما خطب عمر بن الخطاب إلي علي ابنته أم كلثوم قال: يا أمير المؤمنين: إنها صبية. فقال: إنك والله ما بك ذلك، ولكن قد علمنا ما بك. [ صفحه 8] فأمر علي بها فصنعت. ثم أمر ببرد فطواه و قال: إنطلقي بهذا إلي أمير المؤمنين فقولي: أرسلني أبي يقرؤك السلام ويقول: إن رضيت البرد فأمسكه و إن سخطته فرده. فلما أتت عمر قال: بارك الله فيك و في أبيك، وقد رضينا. قال: فرجعت إلي أبيها فقالت: ما نشر البرد و لا نظر إلا إلي. فزوجها إياه. فولدت له غلاما يقال له زيد. أخبرنا وكيع بن الجراح، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن عامر [2] قال: مات زيد بن عمر و أم كلثوم بنت علي، فصلي عليهما ابن عمر. فجعل زيدا مما يليه و أم كلثوم مما يلي القبلة، وكبر عليهما أربعا. أخبرنا عبيد الله بن موسي، قال: أخبرنا إسرائيل، عن أبي حصين، عن عامر، عن ابن عمر، أنه صلي علي

أم كلثوم بنت علي و ابنها زيد و جعله مما يليه و كبر عليهما أربعا. أخبرنا وكيع بن الجراح، عن زيد بن حبيب، عن الشعبي بمثله وزاد فيه: و خلفه الحسن والحسين ابنا علي و محمد بن الحنفية و عبد الله بن عباس و عبد الله بن جعفر. أخبرنا عبيد الله بن موسي، أخبرنا إسرائيل، عن جابر، عن عامر، عن عبد الله بن عمر: أنه كبر علي زيد بن عمر بن الخطاب أربعا و خلفه الحسن و الحسين، ولو علم أنه خير أن يزيده زاده. أخبرنا عبيد الله بن موسي، أخبرنا إسرائيل، عن السدي، عن عبد الله [ صفحه 9] البهي، قال: شهدت ابن عمر صلي علي أم كلثوم وزيد بن عمر بن الخطاب، فجعل زيدا فيما يلي الإمام، و شهد ذلك حسن و حسين. أخبرنا وكيع بن الجراح، عن حماد بن سلمة، عن عمار بن أبي عمار - مولي بني هامش - قال: شهدتهم يومئذ وصلي عليهما سعيد بن العاص، وكان أمير المؤمنين يومئذ، وخلفه ثمانون من أصحاب محمد صلي الله عليه (وآله) وسلم. أخبرنا جعفر بن عون، عن ابن جريج، عن نافع، قال: وضعت جنازة أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب - امرأة عمر بن الخطاب - و ابن لها يقال له زيد، والإمام يومئذ سعيد بن العاص. أخبرنا عبد الله بن نمير، حدثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن عامر، قال: صلي ابن عمر علي أخيه زيد و أم كلثوم بنت علي، و كان سريرهما سواء، وكانالرجل مما يلي الإمام " [3] .

الدولابي في الذرية الطاهرة

وروي أبو بشر الدولابي - المتوفي سنة 310 ه - قال: " سمعت أحمد بن عبد الجبار، قال:

سمعت يونس بن بكير، قال: سمعت ابن إسحاق يقول: ولدت فاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم لعلي ابن أبي طالب: حسنا و حسينا و محسنا، فذهب محسن صغيرا، وولدت له أم كلثوم و زينب. قال ابن إسحاق: فحدثني عاصم بن عمر بن قتادة، قال: خطب عمر بن الخطاب إلي علي بن أبي طالب ابنته أم كلثوم، فأقبل علي عليه وقال: هي صغيرة. [ صفحه 10] فقال عمر: لا و الله ما ذلك... [4] ولكن أردت منعي، فإن كانت كما تقول فابعثها إلي، فرجع علي فدعاها فأعطاها حلة و قال: انطلقي بهذه إلي أمير المؤمنين فقولي: يقول لك أبي كيف تري هذه الحلة؟ فأتته بها فقالت له ذلك. فأخذ عمر بذراعها، فاجتذبتها منه فقالت: أرسل. فأرسلها و قال: حصان كريم. انطلقي فقولي له: ما أحسنها... [5] و أجملها. و ليست - و الله - كما قلت، فزوجها إياه. حدثنا أحمد بن عبد الجبار، نا يونس بن بكير، عن خالد بن صالح، عن واقد بن محمد بن عبد الله بن عمر، عن بعض أهله، قال: خطب عمر بن الخطاب إلي علي بن أبي طالب ابنته أم كلثوم - و أمها: فاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم - فقال له علي: إن علي فيها أمراء حتي أستأذنهم. فأتي ولد فاطمة فذكر ذلك لهم فقالوا: زوجه. فدعا أم كلثوم وهي يومئذ صبية فقال: انطلقي إلي أمير المؤمنين فقولي له: إن أبي يقرؤك السلام ويقول لك: إنا قد قضينا حاجتك التي طلبت. فأخذها عمر فضمها إليه و قال: إني خطبتها من أبيها فزوجنيها. فقيل: يا أمير المؤمنين ما كنت تريد، إنها صبية صغيرة؟! فقال:

إني سمعت رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم يقول: كل سبب منقطع يوم القيامة إلا سببي. فأردت أن يكون بيني و بين رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم سبب و صهر. و ذكر عبد الرحمن بن خالد بن نجيح، نا حبيب - كاتب مالك بن أنس -، نا عبد العزيز الدراوردي، عن زيد بن أسلم، عن أبيه - مولي عمر بن الخطاب - قال: خطب عمر إلي علي بن أبي طالب أم كلثوم، فاستشار علي العباس و عقيلا و الحسن، فغضب عقيل و قال لعلي: ما تزيد الأيام و الشهور إلا العمي في أمرك، و الله لئن فعلت ليكونن و ليكونن. [ صفحه 11] فقال علي للعباس: و الله ما ذاك منه نصيحة، ولكن درة عمر أحوجته إلي ما تري، أما و الله ما ذاك لرغبة فيك يا عقيل، ولكن أخبرني عمر بن الخطاب أنه سمع رسول الله صلي الله عليه و آله وسلم يقول: كل سبب و نسب ينقطع يوم القيامة إلا سببي و نسبي. حدثني عبد العزيز بن منيب أبو الدرداء المروزي، نا خالد بن خداس. ح، و حدثني إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن سليمان بن بلال بن أبي الدرداء الأنصاري، أبو يعقوب، ثنا أبو الجماهير محمد بن عثمان، قالا: نا عبد الله ابن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن جده: أن عمر بن الخطاب تزوج أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب علي أربعين ألف درهم. حدثنا عبد الله بن محمد أبو أسامة، نا حجاج بن أبي منيع، نا جدي، عن الزهري، قال: أم كلثوم بنت علي من فاطمة، تزوجها عمر بن الخطاب، فولدت له زيد بن عمر بن

الخطاب. حدثنا أحمد بن عبد الجبار، نا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، قال: و تزوج أم كلثوم بنت علي عمر بن الخطاب، فولدت له زيد بن عمر وامرأة معه، فمات عمر عنها. حدثنا عبد الله بن محمد أبو أسامة الحلبي، نا حجاج بن أبي منيع، نا جدي، عن الزهري، قال: ثم خلف علي أم كلثوم بعد عمر بن الخطاب عون ابن جعفر بن أبي طالب، فلم تلد له شيئا حتي مات. حدثنا أحمد بن عبد الجبار، نا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، قال: فلما مات عمر عن أم كلثوم بنت عمر تزوجت عون بن جعفر. فهلك عنها. قال ابن إسحاق: فحدثني والدي إسحاق بن يسار، عن حسن بن حسن ابن علي بن أبي طالب، قال: لما أيمت أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب من عمر [ صفحه 12] ابن الخطاب دخل عليها حسن و حسين أخواها فقالا لها: إنك من عرفت سيدة نساء المسلمين و بنت سيدتهن، و إنك و الله لئن أمكنت عليا من رمتك لينكحنك بعض أيتامه، ولئن أردت أن تصيبن بنفسك مالا عظيما لتصيبنه! فو الله ما قاما حتي طلع علي يتكئ علي عصاه فجلس فحمد الله و أثني عليه، ثم ذكر منزلتهم من رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم و قال: قد عرفتم منزلتكم يا بني فاطمة و أثرتكم عندي علي سائر ولدي لمكانكم من رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم و قرابتكم منه. فقالوا: صدقت رحمك الله، فجزاك الله عنا خيرا. فقال: أي بنية، إن الله قد جعل أمرك بيدك، فأنا أحب أن تجعليه بيدي. فقالت: أي أبة، و الله إني لامرأة أرغب فيما يرغب

فيه النساء، فأنا أحب أن أصيب ما يصيب النساء من الدنيا، و أنا أريد أن أنظر في أمر نفسي! فقال: و الله يا بنية، ما هذا من رأيك، ما هو إلا رأي هذين، ثم قام فقال: و الله لا أكلم رجلا منهما أو تفعلين. فأخذا بثيابه فقالا: اجلس يا أبة، فو الله ما علي هجرانك من صبر، اجعلي أمرك بيده. فقالت: قد فعلت. قال: فإني قد زوجتك من عون بن جعفر و إنه لغلام. ثم رجع إليها فبعث إليها بأربعة آلاف درهم. و بعث إلي ابن أخيه فأدخلها عليه. قال حسن: فو الله ما سمعت بمثل عشق منها له منذ خلقك الله! حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن يعقوب بن إسحاق الجوزجاني، نا يزيد بن هارون، أنا حماد بن سلمة، عن عمار بن أبي عمار، أن أم كلثوم بنت علي و زيد [ صفحه 13] ابن عمر ماتا فكفنا و صلي عليهما سعيد بن العاص، وخلفه الحسن و الحسين و أبو هريرة. حدثنا إبراهيم بن يعقوب، نا يزيد بن هارون، أنا إسماعيل بن أبي خالد، قال: تذاكرنا عند عامر جنائز الرجال و النساء فقال عامر: جئت وقد صلي عبد الله ابن عمر علي أخيه زيد بن عمر و أمه أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب رضي اللهعنه " [6] .

الحاكم في المستدرك

و أخرجه ا لحاكم أبو عبد الله النيسابوري - المتوفي سنة 405 ه - قائلا: " حدثنا الحسن بن يعقوب و إبراهيم بن عصمة العدلان، قالا: ثنا السري ابن خزيمة، ثنا معلي بن أسد [7] ، ثنا وهيب بن خالد، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن علي بن الحسين: أن عمر بن الخطاب

خطب إلي علي رضي الله عنه أم كلثوم فقال: أنكحنيها. فقال علي: إني لأرصدها لابن أخي عبد الله بن جعفر. فقال عمر: أنكحنيها، فو الله ما من الناس أحد يرصد من أمرها ما أرصده. فأنكحه علي. فأتي عمر المهاجرين فقال: ألا تهنوني؟! فقالوا: بمن يا أمير المؤمنين؟ فقال: بأم كلثوم بنت علي و ابنة فاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه و آله وسلم، إني سمعت رسول الله صلي الله عليه و آله وسلم يقول: كل نسب و سبب ينقطع يوم القيامة إلا ما كان من سببي و نسبي، فأحببت أن يكون بيني و بين رسول الله صلي الله عليه و آله وسلم نسب و سبب.هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه " [8] . [ صفحه 14]

البيهقي في السنن

و أخرج أبو بكر البيهقي - المتوفي سنة 458 ه - قال: " أخبرنا أبو عبد الله الحافظ [9] ، ثنا الحسن بن يعقوب و إبراهيم بن عصمة، قالا: ثنا السري بن خزيمة، ثنا معلي بن أسد، ثنا وهيب بن خالد، عن جعفر ابن محمد، عن أبيه، عن علي بن الحسين. و أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا أحمد ابن عبد الجبار، ثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق، حدثني أبو جعفر، عن أبيه علي بن الحسين، قال: لما تزوج عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أم كلثوم بنت علي رضي الله عنهم أتي مجلسا في مسجد رسول الله صلي الله عليه (وآله) وسلم بين القبر و المنبر للمهاجرين، لم يكن يجلس فيه غيرهم، فدعوا له بالبركة. فقال: أما و الله ما دعاني إلي تزويجها إلا أني سمعت رسول

الله صلي الله عليه (و آله) وسلم يقول: كل سبب و نسب منقطع يوم القيامة إلا ما كان سببي و نسبي. لفظ حديث ابن إسحاق، وهو مرسل حسن. و أخبرنا أبو الحسين ابن بشران، أنبأ دعلج بن أحمد، ثنا موسي بن هارون، ثنا سفيان، عن وكيع بن الجراح، أنبأ روح بن عبادة، ثنا ابن جريج، أخبرني ابن أبي مليكة، أخبرني حسن بن حسن، عن أبيه: أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - خطب إلي علي رضي الله عنه أم كلثوم فقال له علي رضي الله عنه إنها تصغر عن ذلك. فقال عمر: سمعت رسول الله صلي الله عليه (و آله) وسلم يقول: كل سبب و نسب منقطع يوم القيامة إلا سببي و نسبي، فأحببت أن يكون لي من رسول الله صلي الله عليه (و آله) و سلم [ صفحه 15] سبب و نسب. فقال علي رضي الله عنه لحسن و حسين: زوجا عمكما. فقالا: هي امرأة من النساء تختار لنفسها. فقام علي رضي الله عنه مغضبا: فأمسك الحسن رضي الله عنه بثوبه و قال: لا صبر علي هجرانك يا أبتاه. قال: فزوجاه " [10] وروي هذا الخبر الاثني مرة أخري في باب (ما جاء في إنكاح الآباء الأبكار) [11] قال التركماني صاحب " الجوهر النقي " " ذكر فيه تزوجه عليه السلام عائشة وهي بنت ست، و تزوج عمر ابنة علي صغيرة، و تزويج غير واحد من الصحابة ابنته صغيرة... قلت: قد كانت عائشة و ابنة علي صغيرتين... ".

الخطيب في تاريخ بغداد

وروي الخطيب البغدادي - المتوفي سنة 463 ه - بترجمة إبراهيم بن مهران المروزي بإسناده عنه قال: " حدثنا الليث بن سعد القيسي

- مولي بني رفاعة، في سنة 171 بمصر، عن موسي بن علي بن رباح اللخمي، عن أبيه، عن عقبة بن عامر الجهني، قال: خطب عمر بن الخطاب إلي علي بن أبي طالب ابنته من فاطمة، و أكثر تردده إليه فقال: يا أبا الحسن، ما يحملني علي كثرة ترددي إليك إلا حديث سمعته من رسول الله صلي الله عليه (و آله) وسلم يقول: كل سبب و صهر منقطع يوم القيامة إلا سببي و نسبي، فأحببت أنه يكون لي منكم أهل البيت سبب و صهر. فقام علي فأمر بابنته من فاطمة فزينت ثم بعث بها إلي أمير المؤمنين عمر. فلما رآها قام إليها فأخذ بساقها و قال: قولي لأبيك قد رضيت قد رضيت قد رضيت. فلما جاءت الجارية إلي أبيها قال لها: ما قال لك أمير المؤمنين؟ قالت: [ صفحه 16] دعاني و قبلني، فلما قمت أخذ بساقي و قال قولي لأبيك: قد رضيت، فأنكحها إياه. فولدت له زيد بن عمر بن الخطاب، فعاش حتي كان رجلا ثممات... " [12] .

ابن عبدالبر في الاستيعاب

وقال ابن عبد البر القرطبي - المتوفي سنة 463 ه - ما هذا لفظه: " أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب رضي الله عنهما. ولدت قبل وفاة رسول الله صلي الله عليه (و آله) وسلم، أمها فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلي الله عليه (و آله) وسلم. خطبها عمر بن الخطاب إلي علي بن أبي طالب فقال: إنها صغيرة. فقال له عمر: زوجنيها يا أبا الحسن، فإني أرصد من كرامتها ما لا يرصده أحد. فقال له علي رضي الله عنه: أنا أبعثها إليك فإن رضيتها فقد زوجتكها. فبعثها إليه ببرد و قال لها: قولي

له: هذا البرد الذي قلت لك. فقالت ذلك لعمر. فقال: قولي له: قد رضيت رضي الله عنك. ووضع يده علي ساقها فكشفها. فقالت: أتفعل هذا؟ لولا أنك أمير المؤمنين لكسرت أنفك، ثم خرجت حتي جاءت أباها فأخبرته الخبر وقالت: بعثتني إلي شيخ سوء! فقال: يا بنية إنه زوجك. فجاء عمر إلي مجلس المهاجرين في الروضة - وكان يجلس فيها المهاجرون [ صفحه 17] الأولون - فجلس إليهم فقال لهم: رفئوني. فقالوا: بما ذا يا أمير المؤمنين؟ قال: تزوجت أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب، سمعت رسول الله صلي الله عليه (و آله) وسلم يقول: كل نسب و سبب و صهر منقطع يوم القيامة إلا نسبي و سببي و صهري. فكان لي به عليه السلام النسب و السبب، فأردت أن أجمع إليه الصهر. فرفئوه. حدثنا عبد الوارث، حدثنا قاسم، حدثنا الخشني، حدثنا ابن أبي عمر، حدثنا سفيان، عن عمرو بن دينار، عن محمد بن علي: إن عمر بن الخطاب خطب إلي علي ابنته أم كلثوم فذكر له صغرها. فقيل له: إنه ردك! فعاوده. فقال له علي: أبعث بها إليك، فإن رضيت فهي امرأتك. فأرسل بها إليه، فكشف عن ساقها، فقالت: مه و الله لو لا أنك أمير المؤمنين للطمت عينك. و ذكر ابن وهب، عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن جده: أن عمر بن الخطاب تزوج أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب علي مهر أربعين ألفا. قال أبو عمر: ولدت أم كلثوم بنت علي لعمر بن الخطاب: زيد بن عمر الأكبر و رقية بنت عمر. وتوفيت أم كلثوم و ابنها زيد في وقت واحد. وقد كان زيد أصيب في حرب

كانت بين بني عدي ليلا، كان قد خرج ليصلح بينهم، فضربه رجل منهم في الظلمة فشرجه و صرعه، فعاش أياما ثم مات هو و أمه في وقت واحد. و صلي عليهما ابن عمر، قدمه حسن بن علي. وكانت فيهما سنتان - فيما ذكروا -: لم يورث واحد منهما من صاحبه، لأنه لم [ صفحه 18] يعرف أولهما موتا. وقدم زيد قبل أمه بما يلي الإمام " [13] .

ابن الأثير في أسد الغابة

وقال ابن الأثير الجزري - المتوفي سنة 630 ه -: " أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب. أمها فاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه (و آله) وسلم. ولدت قبل وفاة رسول الله صلي الله عليه (و آله) وسلم. خطبها عمر بن الخطاب إلي أبيها علي بن أبي طالب فقال: إنها صغيرة. فقال عمر: زوجنيها يا أبا الحسن، فإني أرصد من كرامتها ما لا يرصده أحد. فقال علي: أنا أبعثها إليك، فإن رضيتها فقد زوجتكها. فبعثها إليه ببرد فقال لها: قولي له: هذا البرد الذي قلت لك. فقالت ذلك لعمر. فقال: قولي له: قد رضيت، رضي الله عنك. ووضع يده عليها، فقالت: أتفعل هذا؟! لولا أنك أمير المؤمنين لكسرت أنفك. ثم جاءت أباها فأخبرته الخبر و قالت له: بعثتني إلي شيخ سوء! قال: يا بنية إنه زوجك. فجاء عمر إلي المهاجرين في الروضة - وكان يجلس فيها المهاجرون الأولون - فقال: رفئوني. فقالوا: بماذا يا أمير المؤمنين؟ قال: تزوجت أم كلثوم بنت علي، سمعت رسول الله صلي الله عليه (و آله) وسلم يقول: كل سبب و نسب و صهر ينقطع يوم القيامة إلا سببي و نسبي و صهري، و كان لي بن عليه الصلاة النسب

و السبب، فأردت أن أجمع إليه الصهر. فرفئوه. فتزوجها علي مهر أربعين ألفا. فولدت له زيد بن عمر الأكبر ورقية. [ صفحه 19] و توفيت أم كلثوم وابنها زيد في وقت واحد. و كان زيد قد أصيب في حرب كانت بين بني عدي، خرج ليصلح بينهم، فضربه رجل منهم في الظلمة فشجه وصرعه. فعاش أياما ثم مات هو و أمه. وصلي عليهما عبد الله بن عمر قدمه حسن بن علي. ولما قتل عنها عمر تزوجها عون بن جعفر. أخبرنا عبد الوهاب بن علي بن علي الأمين، أخبرنا أبو الفضل محمد بن ناصر، أخبرنا الخطيب أبو طاهر محمد بن أحمد بن أبي الصقر، أخبركم أبو البركات أحمد بن عبد الواحد بن الفضل بن نظيف بن عبد الله الفراء، قلت له: أخبركم أبو محمد الحسن بن رشيق؟ فقال: نعم، أخبرنا أبو بشر محمد بن أحمد بن حماد الدولابي، أخبرنا أحمد بن عبد الجبار، أخبرنا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، عن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب، قال: لما تأيمت أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب من عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - دخل عليها الحسن و الحسين أخواها فقالا لها: إنك ممن قد عرفت سيدة نساء المسلمين و بنت سيدتهن، و إنك و الله إن أمكنت عليا من رمتك لينكحنك بعض أيتامه، ولئن أردت أن تصيبي بنفسك مالا عظيما لتصيبنه. فو الله ما قاما حتي طلع علي يتكئ علي عصاءه فجلس، فحمد الله و أثني عليه، و ذكر منزلتهم من رسول الله صلي الله عليه (و آله) وسلم وقال: قد عرفتم منزلتكم عندي يا بني فاطمة، وآثرتكم علي سائر ولدي لمكانكم

من رسول الله صلي الله عليه (و آله) وسلم وقرابتكم منه. فقالوا: صدقت رحمك الله، فجزاك الله عنا خيرا. فقال: أي بنية، إن الله عز وجل قد جعل أمرك بيدك، فأنا أحب أن تجعليه بيدي. [ صفحه 20] فقالت: أي أبة، إني امرأة أرغب فيما يرغب فيه النساء، و أحب أن أصيب مما تصيب النساء من الدنيا، و أنا أريد أن أنظر في أمر نفسي. فقال: لا و الله يا بنية ما هذا من رأيك، ما هو إلا رأي هذين. ثم قام فقال: و الله لا أكلم رجلا منهما أو تفعلين. فأخذا بثيابه فقالا: إجلس يا أبة، فو الله ما علي هجرتك من صبر. إجعلي أمرك بيده. فقالت: قد فعلت. قال: فإني قد زوجتك من عون بن جعفر، و إنه لغلام وبعث لها بأربعة ألف درهم، و أدخلها عليه.أخرجها أبو عمر " [14] .

ابن حجر في الإصابة

وقال ابن حجر العسقلاني - المتوفي سنة 852 ه -: " أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب الهاشمية. أمها فاطمة بنت النبي صلي الله عليه و آله وسلم. ولدت في عهد النبي صلي الله عليه و آله وسلم. قال أبو عمر: ولدت قبل وفاة النبي صلي الله عليه و آله وسلم. وقال ابن أبي عمر المقدسي: حدثني سفيان عن عمرو عن محمد بن علي: أن عمر خطب إلي علي ابنته أم كلثوم، فذكر له صغرها، فقيل له: إنه ردك، فعاوده فقال له علي: أبعث بها إليك، فإن رضيت فهي امرأتك. فأرسل بها إليه فكشف عن ساقها. فقالت: مه، لولا أنك أمير المؤمنين لطمت عينيك. وقال ابن وهب، عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن جده: [

صفحه 21] تزوج عمر أم كلثوم علي مهر أربعين ألفا. وقال الزبير: ولدت لعمر ابنه زيدا و رقية. و ماتت أم كلثوم وولدها في يوم واحد، أصيب زيد في حرب كانت بين بني عدي، فخرج ليصلح بينهم، فشجه رجل وهو لا يعرفه في الظلمة، فعاش أياما و كانت أمه مريضة فماتا في يوم واحد. وذكر أبو بشر الدولابي في الذرية الطاهرة من طريق ابن إسحاق، عن الحسن بن الحسن بن علي، قال: لما تأيمت أم كلثوم بنت علي عن عمر، فدخل عليها أخواها الحسن و الحسين فقالا لها: إن أردت أن تصيبي بنفسك مالا عظيما لتصيبين. فدخل علي فحمد الله و أثني عليه و قال: أي بنية، إن الله قد جعل أمرك بيدك، فإن أحببت أن تجعليه بيدي. فقالت: يا أبت إني امرأة أرغب فيما ترغب فيه النساء، و أحب أن أصيب من الدنيا. فقال: هذا من عمل هذين، ثم قام يقول: و الله لا أكلم واحدا منهما أو تفعلين، فأخذا شأنها و سألاها ففعلت، فتزوجه عون بن جعفر بن أبي طالب. وذكر الدارقطني في كتاب الإخوة: إن عونا مات عنها فتزوجها أخوه محمد، ثم مات عنها فتزوجها أخوه عبد الله بن جعفر فماتت عنده. و ذكر ابن سعد نحوه وقال في آخره: فكانت تقول: إني لأستحيي من أسماء بنت عميس، مات ولداها عندي فأتخوف علي الثالث. قال: فهلكت عنده. ولم تلد لأحد منهم. وذكر ابن سعد، عن أنس بن عياض، عن جعفر بن محمد، عن أبيه: أن عمر خطب أم كلثوم إلي علي فقال: إنما حبست بناتي علي بني جعفر، فقال: زوجنيها، فو الله ما علي ظهر الأرض رجل يرصد من كرامتها ما أرصد.

قال: قد فعلت، فجاء عمر إلي المهاجرين فقال: رفؤوني فرفئوه. فقالوا: بمن تزوجت؟ قال: بنت علي، إن النبي صلي الله عليه (و آله) وسلم قال: كل نسب وسبب سيقطع يوم القيامة إلا نسبي و سببي، وكنت صاهرت فأحببت هذا أيضا. [ صفحه 22] وقال ابن حجر: " قال الدوري عن ابن معين: ضعيف ". وقال أبو حاتم: " يكتب حديثه و لا يحتج به ". قال: " ذكره ابن عبد البر في باب من نسب إلي الضعف ممن يكتب حديثه ". " و ذكره يعقوب بن سفيان في الضعفاء ".وقال ابن سعد: " كان كثير الحديث، يستضعف، وكان متشيعا " [15] . وفي خبر رواه ابنا عبد البر و حجر بإسنادهما عن " أسلم مولي عمر بن الخطاب ": ترجمة ابن وهب. " ابن وهب " وهو عبد الله بن وهب القرشي مولاهم المصري:ذكره ابن عدي في الكامل [16] . و الذهبي في الميزان [17] . و تكلم فيه ابن معين [18] . وقال ابن سعد: " كان يدلس " [19] . و قال أحمد: " في حديث ابن وهب عن ابن جريج شيء.قال أبو عوانة: صدق لأنه يأتي عن بأشياء لا يأتي بها غيره " [20] . [ صفحه 23]

نظرات في أسانيد الخبر

اشاره

قد ذكرنا أهم أسانيد الخبر عن أشهر كتب القوم... والأخبار المذكورة بعضها يتعلق بأصل الخبر، خبر تزويج الإمام عليه السلام ابنته من عمر، وبعضها يتعلق بزواجها بعد عمر، وبعضها يتعلق بموتها و ابنها من عمر... و إنه ليتبين للناظر في تلك الأسانيد أن لا أصل لأصل الخبر فضلا عن جزئياته و متعلقاته... بالنظر إلي أصول أهل السنة وقواعدهم في علم الحديث، و استنادا

إلي كلمات علمائهم في علم الرجال: 1 - إنه حديث أعرض عنه البخاري و مسلم فلم يخرجاه في كتابيهما المعروفين بالصحيحين، وكم من حديث صحيح سندا لم يأخذوا به في بحوثهم المختلفة معتذرين بعدم إخراجهما إياه!. 2 - إنه حديث غير مخرج في شيء من سائر الكتب المعروفة عندهم بالصحاح، فهو حديث متفق علي تركه بين أرباب الصحاح الستة. 3 - إنه حديث غير مخرج في المسانيد المعتبرة، كمسند أحمد بن حنبل الذي قال أحمد و جماعة تبعا له بأن ما ليس فيه فليس بصحيح... عمدة ما في الباب: ثم إن عمدة ما في الباب ما رووه عن أئمة العترة النبوية و رجالها، وذلك في (الطبقات) و (المستدرك) و (سنن البيهقي) و (الذرية الطاهرة). وهنا مطلبان: أحدهما: لقد تتبعنا الأحاديث والأخبار، فوجدنا القوم متي أرادوا أن ينسبوا [ صفحه 24] إلي أهل البيت عليهم السلام شيئا لا يرتضونه ولا يلتصق بهم وضعوه علي لسان بعض رجال هذا البيت الطاهر... فإذا أرادوا الطعن في النبي صلي الله عليه وآله وسلم وبضعته ووصيه أمير المؤمنين عليه السلام... وضعوا قصة خطبة علي ابنة أبي جهل، وعلي لسانأهل البيت [21] . و إذا أرادوا ترويج القول بحرمة متعة النساء، والطعن في ابن عباس القائل بحليتها حتي آخر لحظة من حياته... نسبوا القول بالحرمة والطعن في ابن عباسإلي علي عليه السلام، ووضعوا الخبر علي لسان أحفاده [22] . و إذا أرادوا وضع حديث في فضل الصحابة، وضعوا حديث " أصحابي كالنجوم فبأيهم اقتديتم اهتديتم " علي لسان الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهالسلام [23] . ولا شك أن هذا الحديث من تلك الأحاديث! والثاني: إنهم قد رووا هذا الحديث عن

جعفر بن محمد عن أبيه (كما في الطبقات) أو عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن الحسين (كما في المستدرك) أو عن الحسن بن الحسن (كما في الذرية الطاهرة) أو عن الحسن بن الحسن عن أبيه (كما في سنن البيهقي). فإن أريد الاستدلال به... فهذا موقوف علي تمامية السند عندهم... علي أصولهم... لكن ابن سعد - صاحب " الطبقات " - يتجاسر علي الإمام الصادق عليه السلام فيقول: " كان كثير الحديث ولا يحتج به ويستضعف. سئل مرة: سمعت [ صفحه 25] هذه الأحاديث من أبيك؟ فقال: نعم. وسئل مرة فقال: إنما وجدتها في كتبه ". وحديث الحاكم في " المستدرك " الذي صححه قال الذهبي متعقبا إياه:" منقطع " [24] وقال البيهقي: " مرسل " [25] . وكذلك الحديث عن الحسن بن الحسن الذي في " الذرية الطاهرة " مع الضعف في رجاله كما ستعرف. أما الذي في (سنن البيهقي) عنه عن أبيه فلا انقطاع فيه، لكن السند ساقط من وجوه، لا سيما و أن راويه عن الحسن هو " ابن أبي مليكة " و سيأتيك البيان. و إن أريد إلزام الغير به، لكونه عن أئمة البيت الطاهر و رجال العترة الكريمة، فهذا موقوف علي وثوق الغير برجال الأسانيد دونهم، وهذا أول الكلام. فظهر سقوط أصح ما في الباب و عمدته، فغيره ساقط بالأولوية القطعية. و مع ذلك فإنا نفصل الكلام أولا علي سند الحديث في (السنن) عن أبي جعفر عن أبيه علي بن الحسين. وفي (الاستيعاب) عن: محمد بن علي. وفي (السنن) أيضا عن: الحسن بن الحسن... ثم ننظر في الأسانيد الأخري... إتماما للمرام و قطعا للخصام... فنقول: لقد أخرجه البيهقي

في (سننه) عن طريق الحاكم أبي عبد الله " عن أبي جعفر عن أبيه علي بن الحسين " و في السند " أحمد بن عبد الجبار ": [ صفحه 26]

ترجمة أحمد بن عبدالجبار

وهذه جملة من الكلمات فيه: " قال ابن أبي حاتم: كتبت عنه و أمسكت عن الرواية عنه لكثرة كلام الناس فيه ". وقال مطين: " كان يكذب ". وقال أبو أحمد الحاكم: " ليس بالقوي عندهم ". " تركه ابن عقدة ".و قال ابن عدي: " رأيت أهل العراق مجمعين علي ضعفه... " [26] .

ترجمة يونس بن بكير

و فيه: " يونس بن بكير ": و قد قال الآجري عن أبي داود: " ليس هو عندي بحجة، كان يأخذ ابن إسحاق فيوصله بالأحاديث. وقال النسائي: ليس بالقوي. وقال مرة: ضعيف. وقال الجوزجاني: ينبغي أن يتثبت في أمره. وقال الساجي: كان ابن المديني لا يحدث عنه. و قال أحمد بن حنبل: ما كان أزهد الناس و أنفرهم عنه. [ صفحه 27] و عن ابن أبي شيبة: كان فيه لين.وعن الساجي: كان يتبع السلطان و كان مرجئا " [27] . هذا، بغض النظر عن الكلام في " محمد بن إسحاق ". ورواه ابن عبد البر و ابن حجر بالإسناد عن الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام، و في السند " عمرو بن دينار ":

ترجمة عمرو بن دينار

و إليك بعض الكلمات في قدحه: [28] قال الميموني عن أحمد: " ضعيف منكر الحديث ". وقال إسحاق بن منصور عن ابن معين: " لا شيء ". و قال يعقوب بن شيبة عن ابن معين: " ذاهب الحديث ". و قال عمرو بن علي: " ضعيف الحديث روي عن سالم عن ابن عمر عن النبي أحاديث منكرة ". و قال أبو حاتم مثله و زاد: " و عامة حديثه منكر ". و قال أبو زرعة: " واهي الحديث ". و قال البخاري: " فيه نظر ". أبو داود في حديثه: " ليس بشيء ". وقال الترمذي: " ليس بالقوي ". [ صفحه 28] و قال النسائي: " ليس بثقة، روي عن سالم أحاديث منكرة ". و قال مرة: " ضعيف ". وكذا قال الجوزجاني و الدارقطني. وقال ابن حبان: " لا يحل كتب حديثه إلا علي جهة التعجب، كان

يتفرد بالموضوعات عن الأثبات ". و قال البخاري في الأوسط: " لا يتابع علي حديثه ". وقال ابن عمار الموصلي: " ضعيف ". وقال الساجي: " ضعيف، يحدث عن سالم المناكير ". هذا، بغض النظر عن الكلام في " سفيان بن عيينة ". ورواه البيهقي بسند له عن الحسن بن الحسن عن أبيه عليه السلام، و فيه: " سفيان بن عيينة ".

ترجمة سفيان بن عيينة

و قد تكلم فيه بعض الأعلام الأثبات... قال ابن حجر: " قال ابن عمار: سمعت يحيي بن سعيد القطان يقول: اشهدوا أن سفيان ابن عيينة اختلط سنة 197 فمن سمع منه في هذه السنة و بعدها فسماعه لا شيء. قلت: قرأت بخط الذهبي: أنا أستبعد هذا القول و أجده غلطا من ابن عمار، فإن القطان مات أول سنة 98 عند رجوع الحجاج و تحدثهم بأخبار الحجاز، فمتي يمكن من سماع هذا حتي يتهيأ له أن يشهد به. ثم قال: فلعله بلغه ذلك في وسط السنة. و هذا الذي لا يتجه غيره، لأن ابن عمار من الأثبات المتقنين، و ما المانع أن يكون يحيي بن سعيد سمعه من جماعة ممن حج في تلك السنة واعتمد قولهم وكانوا [ صفحه 29] كثيرا، فشهد علي استفاضتهم. و قد وجدت عن يحيي بن سعيد شيئا يصلح أن يكون سببا لما نقله عنه ابن عمار في حق ابن عيينة، و ذلك ما أورده أبو سعد ابن السمعاني في ترجمة إسماعيل ابن أبي صالح المؤذن من ذيل تاريخ بغداد بسند له قوي إلي عبد الرحمن بن بشر ابن الحكم قال: سمعت يحيي بن سعيد يقول: قلت لابن عيينة: كنت تك. الحديث و تحدث اليوم و تزيد في إسناده

أو تنقص منه! فقال: عليك بالسماع الأول فإني قد سمنت. وقد ذكر أبو معين الرازي في زيادة كتاب الإيمان لأحمد: أن هارون بن معروف قال له: إن ابن عيينة تغير أمره بآخره، و إن سليمان بن حرب قال له: إنابن عيينة أخطأ في عامة حديثه عن أيوب. و كذا ذكر... " [29] .

ترجمة وكيع بن الجراح

و فيه " وكيع بن الجراح " أورده الذهبي في (ميزانه) فذكر عن أحمد بن حنبل القدح فيه بأمور هي: سب السلف، و شرب المسكر، والفتوي بالباطل [30] . و ذكر الخطيب بإسناده عن نعيم بن حماد، قال: " تعشينا عند وكيع - أو قال: تغدينا - فقال: أي شيء أجيئكم به؟ نبيذ الشيوخ أو نبيذ الفتيان؟ قال: قلت:تتكلم بهذا؟! قال: هو عندي أحل من ماء الفرات " [31] . و ذكر ابن حجر عن أحمد: " أخطأ وكيع في خمسمائة حديث " [32] . [ صفحه 30] وعن محمد بن نصر المروزي: " كان يحدث بآخره من حفظه فيغير ألفاظ الحديث... " [33] .

ترجمة ابن جريج

وفيه: " ابن جريج " و قد ذكر ابن حجر بترجمته [34] عن مالك: " كان ابن جريج حاطب ليل ". و عن ابن معين: " ليس بشيء في الزهري ". و عن أحمد: " إذا قال ابن جريج: قال فلان و قال فلان و أخبرت، جاء بمناكير ". و عن يحيي بن سعيد: " إذا قال: قال، فهو شبه الريح ". و عن ابن المديني: " سألت يحيي بن سعيد عن حديث ابن جريج عن عطاء الخراساني. فقال: ضعيف. فقلت ليحيي: إنه يقول: أخبرني. قال: لا شيء، كله ضعيف، إنما هو في كتاب دفعه إليه ". و عن ابن حبان: " كان يدلس ". و عن الدارقطني: " تجنب تدليس ابن جريج فإنه قبيح التدليس ".و أورده الذهبي في ميزانه و قال: " يدلس " [35] . وقال ابن حجر: " كان يدلس و يرسل " [36] . بل عن أحمد: " بعض هذه الأحاديث التي كان يرسلها

ابن جريج أحاديث [ صفحه 31] موضوعة، كان ابن جريج لا يبالي من أين يأخذها " [37] .

ترجمة ابن أبي مليكة

وهو عبد الله بن عبيد الله، و يكفي في سقوطه: " إنه كان قاضيا لابن الزبير و مؤذنا له " [38] . رجال الأسانيد الأخري: و نعود فننظر في رجال الأسانيد الأخري بقدر الضرورة... ففي أخبار ابن سعد و عنه ابن حجر في الإصابة يوجد: " وكيع بن الجراح " وقد عرفته.

ترجمة هشام بن سعد

و " هشام بن سعد ". و قد أورده الذهبي في (ميزانه) و قال: " قال أحمد: لم يكن بالحافظ، و كان يحيي القطان لا يحدث عنه ". قال: " و قال أحمد أيضا: لم يكن يحكم الحديث ". وقال ابن معين: " ليس بذاك القوي ". وقال النسائي: " ضعيف ". و قال ابن عدي: " مع ضعفه يكتب حديثه ". [ صفحه 32] و قال ابن حجر: " قال الدوري عن ابن معين: ضعيف ". و قال أبو حاتم: " يكتب حديثه و لا يحتج به ". قال: " ذكره ابن عبد البر في باب من نسب إلي الضعف ممن يكتب حديثه ". " و ذكره يعقوب بن سفيان في الضعفاء ".و قال ابن سعد: " كان كثير الحديث، يستضعف، و كان متشيعا " [39] . و في خبر رواه ابنا عبد البر و حجر بإسنادهما عن " أسلم مولي عمر بن الخطاب ":

ترجمة ابن وهب

" ابن وهب " وهو عبد الله بن وهب القرشي مولاهم المصري: ذكره ابن عدي في الكامل [40] . و الذهبي في الميزان [41] . و تكلم فيه ابن معين [42] . وقال ابن سعد: " كان يدلس " [43] . و قال أحمد: " في حديث ابن وهب عن ابن جريج شيء.قال أبو عوانة: صدق لأنه يأتي عنه بأشياء لا يأتي بها غيره " [44] . [ صفحه 33] ورواه الخطيب البغدادي بسنده عن الليث بن سعد، عن موسي بن علي ابن رباح اللخمي، عن أبيه، عن عقبة بن عامر الجهني. و فيه " موسي بن علي ":

ترجمة موسي بن علي اللخمي

1 - كان والي مصر من سنة 155 فأقام إلي سنة 161 قاله السيوطي [45] و قال ابن حجر: " و لي إمرة مصر سنة 60 " [46] وقال السمعاني " كان واليا علي مصر " [47] . 2 - قال ابن معين: لم يكن بالقوي.و قال ابن عبد البر: ما انفرد به فليس بالقوي " [48] .

ترجمة علي بن رباح اللخمي

و " علي بن رباح " ترجم له ابن حجر بما هذا ملخصه: 1 - وفد علي معاوية. 2 - قال: لا أجعل في حل من سماني " علي " فإن اسمي " علي ". 3 - كان له من عبد العزيز منزلة، ثم عتب عليه عبد العزيز فأغزاه أفريقية، فلم يزل بها إلي أن مات [49] . [ صفحه 34]

ترجمة عقبة بن عامر الجهني

و " عقبة بن عامر الجهني " يكفي في قدحه: 1 - كونه من ولاة معاوية بن أبي سفيان... قال السمعاني: " شهد فتح مصر و اختط بها، وولي الجند بمصر لمعاوية بن أبي سفيان بن عتبة بن أبي سفيان سنة 44 ثم أغزاه معاوية البحر سنة 47... " [50] وقال ابن حجر: " ولي إمرةمصر من قبل معاوية سنة 44 " [51] و كذا قال السيوطي [52] . 2 - كونه قاتل عمار بن ياسر أو من قتلته، قال ابن سعد: " قتل عمار رحمه الله وهو ابن 91 سنة، وكان أقدم في الميلاد من رسول الله صلي الله عليه (و آله) وسلم. و كان أقبل إليه ثلاثة نفر: عقبة بن عامر الجهني و عمر بن الحارث الخولاني و شريك بن سلمة المرادي، فانتهوا إليه جميعا وهو يقول: و الله لو ضربتمونا حتي تبلغوا بنا سعفات هجر لعلمت أنا علي حق و أنتم علي باطل. فحملوا عليه جميعا فقتلوه. و زعم بعض الناس: أن عقبة بن عامر هو الذي قتل عمارا ". 3 - أنه الضارب عمارا بأمر عثمان. قال ابن سعد بعد العبارة المتقدمة:" وهو الذي كان ضربه حين أمره عثمان بن عفان " [53] . هذا، بغض النظر عن الليث

بن سعد و غيره من رجال السند عند الخطيب. [ صفحه 35]

ترجمة عطاء الخراساني

و " عطاء الخراساني ": أورده البخاري في الضعفاء [54] . و ابن حبان في المجروحين [55] . و العقيلي في الضعفاء الكبير [56] . و الذهبي في الميزان و المغني [57] و قال السمعاني: " رديء الحفظ، كثير الوهم، يخطئ ولا يعلم فحمل عنه، فلما كثر ذلك في روايته بطل الاحتجاجبه " [58] . هذا مضافا إلي الانقطاع الموجود في خبره، لأنه ولد سنة 50 و توفي سنة 133 أو 150 فلا بد أن يكون قد روي الخبر بواسطة رجل وهو غير مذكور...

ترجمة محمد بن عمر الواقدي

و " محمد بن عمر الواقدي ": قال أحمد: " هو كذاب يقلب الأحاديث ". وقال البخاري و أبو حاتم: " متروك ". و قال أبو حاتم أيضا و النسائي: " يضع الحديث ". [ صفحه 36] و قال ابن راهويه: " هو عندي ممن يضع الحديث ". و قال ابن معين: " ليس بثقة ". وقال الدارقطني: " فيه ضعف ". وقال ابن عدي: " أحاديثه غير محفوظة و البلاء منه ". و قال السمعاني: " قد تكلموا فيه ". وقال ابن خلكان: " ضعفوه في الحديث و تكلموا فيه ". و قال اليافعي: " أئمة الحديث ضعفوه ". وقال الذهبي: " مجمع علي تركه " [59] .

ترجمة عبدالرحمن بن زيد

و " عبد الرحمن بن زيد ": قال أبو طالب عن أحمد: " ضعيف ". وقال عبد الله بن أحمد: " سمعت أبي يضعف عبد الرحمن و قال: روي حديثا منكرا ". وقال الدوري عن ابن معين: " ليس حديثه بشيء ". وقال البخاري و أبو حاتم: " ضعفه علي بن المديني جدا ". و قال أبو داود: " أولاد زيد بن أسلم كلهم ضعيف ". و قال النسائي: " ضعيف ". [ صفحه 37] وقال أبو زرعة: " ضعيف ". و قال أبو حاتم: " ليس بقوي في الحديث ". وقال ابن حبان: " كان يقلب الأخبار وهو لا يعلم حتي كثر ذلك في روايته من رفع المراسيل و إسناد الموقوف فاستحق الترك ". و قال ابن سعد: " كان كثير الحديث ضعيفا جدا ". وقال ابن خزيمة: " ليس هو ممن يحتج أهل العلم بحديثه ". وقال الساجي: " هو منكر الحديث ".

وقال الطحاوي: " حديثه عند أهل العلم في الحديث في النهاية من الضعف ". و قال الجوزجاني: " أولاد زيد ضعفاء ". و قال الحكم و أبو نعيم: " روي عن أبيه أحاديث موضوعة ".وقال ابن الجوزي: " أجمعوا علي ضعفة " [60] .

ترجمة زيد بن أسلم

و " زيد بن أسلم " فقد ذكروا بترجمته أنه كان يروي عن جابر بن عبد الله الأنصاري و أبي هريرة، ثم نقلوا عن ابن معين قوله: " لم يسمع من جابر ولا من أبي هريرة " وكذا ذكروا بالنسبة إلي غيرهما من الصحابة، وهذا معناه أنه يروي عنهم ما لم يسمعه منهم، و به صرح ابن عبد البر، ونقله عنه ابن حجر وارتضاه حيث قال: " وذكر ابن عبد البر في مقدمة التمهيد ما يدل علي أنه كان يدلس ". هذا، و عن ابن عمر: " لا أعلم به بأسا إلا أنه كان يفسر برأيه القرآن ويكثر [ صفحه 38] منه " [61] . هذا كله، بغض النظر عن السند بين " ابن عبد البر، ابن حجر " و " ابن وهب ". وروي ابن حجر في (الإصابة) عن " الزبير بن بكار ":

ترجمة الزبير بن بكار

اشاره

المتوفي سنة 256 ه، وهو كان قاضي مكة المكرمة، وكان من المنحرفين عن أمير المؤمنين و أهل البيت عليهم السلام، وهو مع ذلك مقدوح عند أهل السنة: فعن ابن أبي حاتم: " رأيته ولم أكتب عنه ". وعن أحمد بن علي السليماني أنه أورده في كتابه في الضعفاء وقال: " كانمنكر الحديث " [62] . مضافا، إلي إرسال الخبر. هذا كله فيما يتعلق بأصل الخبر، وقد عرفت أن لا أصل له. فلننظر في سند ما رووه مما يتعلق بزواجها بعد عمر، ثم وفاتها عليها السلام: [ صفحه 39]

النظر في سند خبر زواجها بعد عمر

فأما ما ذكروه بترجمتها من خبر تزويج الإمام علي عليه السلام أم كلثوم بعد عمر من عون بن جعفر... فعمدته ما في " الذرية الطاهرة " و عنه في " أسد الغابة " و " الإصابة " و " ذخائر العقبي " و غيرها... عن الحسن بن الحسن... فهو عن: أحمد بن عبد الجبار عن يونس بن بكير عن ابن إسحاق عن الحسن بن الحسن... وقد تكلمنا علي هذا السند فيما تقدم. ورواه الدولابي بإسناده عن " ابن شهاب الزهري " وهو من مشاهيرالمنحرفين عن أهل البيت الطاهرين عليهم السلام [63] . هذا بغض النظر عن غيره من رجال السند. و يذكر أن ابن منيع الراويعن الزهري كان أخا امرأة هشام بن عبد الملك [64] .

النظر في سند خبر وفاتها

و أما خبر وفاتها فالعمدة فيه هو ابن سعد في (الطبقات). ولابد من النظر [ صفحه 40] فيه سندا هنا و دلالة فيما بعد. و إن عمدة أسانيد هذا الخبر تنتهي إلي " عامر الشعبي ":

ترجمة الشعبي

و " عامر الشعبي " ولد لست سنين خلت من خلافة عمر، ومات بعد المائة، فالخبر مرسل. و كان الشعبي من قضاة بني مروان. و كان من المنحرفين عن أمير المؤمنين عليه السلام، حتي دخل علي الحج اجو نال من أمير المؤمنين عليه السلام، فغضب منه الحسن البصري و جعل يعظه [65] . و قد حمله الحقد و النصب علي أن يقول: إنه عليه السلام لم يقرأ القرآن ولميحفظه، فرد عليه ذلك [66] . و علي أن يضع: " صلي أبو بكر الصديق علي فاطمة بنت رسول الله فكبر عليها أربعا "! و " أن فاطمة لما ماتت دفنها علي ليلا وأخذ بضبعي أبي بكر فقدمه في الصلاة عليها " حتي اضطر ابن حجر إلي أنه يقول: " فيه ضعف و انقطاع " [67] و علي أن يكذب مثل الحارث الهمداني و ما ذلك إلا لتشيعه، حتي اعترض عليه بعضهم، قال ابن حجر: " قال ابن عبد البر في كتاب العلم له لما حكي عن إبراهيم أنه كذب الحارث: أظن الشعبي عوقب بقوله في الحارث كذاب، ولم يبنمن الحارث كذبه " [68] . [ صفحه 41] ومنها ما ينتهي إلي: " عمار بن أبي عمار ":

ترجمة عمار بن أبي عمار

وقد قدح فيه جماعة من أئمة القوم في الجراح والتعديل كشعبة بن الحجاج والبخاري و ابن حبان و ابن حجر العسقلاني " [69] . ومنها ما ينتهي إلي " نافع مولي ابن عمر ":

ترجمة نافع

وقول ابن عمر له: " إتق الله يا نافع ولا تكذب علي كما كذب عكرمة علي ابن عباس " مشهور مذكور في ترجمة نافع و عكرمة. هذا مضافا إلي قول أحمد:" نافع عن عمر منقطع " [70] . ومنها ما ينتهي إلي " عبد الله البهي ":

ترجمة عبدالله البهي

وهو: عبد الله بن يسار، قال ابن حجر: مولي مصعب بن الزبير... فالخبر مرسل. ولقد روي هذا الرجل عن عائشة قائلا " حدثتني " فكذبه القوم وقالوا: إنما يروي عن عروة. ثم إن ابن أبي حاتم ذكره في العلل و نقل عن أبيه أنه لا يحتج بالبهي وهو [ صفحه 42] مضطرب الحديث [71] . هذا كله بغض النظر عن رجال هذه الأسانيد لغرض الاختصار. هذا تمام الكلام علي أسانيد الأخبار المتعلقة بسيدتنا أم كلثوم. [ صفحه 43]

نظرات في متون الأخبار و دلالاتها

اشاره

وهلم معي... بعد النظر في أسانيد أخبار القصة... إلي النظر في ألفاظها و دلالاتها... لنري التضارب في الدلالة و التلاعب في اللفظ... في جميع مراحل القصة...

اعتذار أميرالمؤمنين بالصغر ونحوه

لقد جاء في الأخبار المذكورة أن الإمام عليه السلام اعتل بالصغر و بأنه حبسها علي ابن أخيه جعفر بن أبي طالب، ففي رواية لابن سعد: " فقال علي: إنما حبست بناتي علي أولاد جعفر " وعند الحاكم: " إني لأرصدها لابن أخي " وفي أخري لابن سعد: " إنها صبية " وكذا عند ابني عبد البر والأثير وغيرهما، وعند البيهقي: " إنها لتصغر عن ذلك ". ثم إنه لم يذكر فيه إلا أن عمر " عاوده " فقال: " أنكحنيها فو الله ما علي ظهر الأرض... " فما كان منه عليه السلام - بحسب هذه الأخبار - إلا أن أرسلها إليه " لينظر إليها "...! وأضيف في بعضها بأنه أمر بها " فزينت " أو " فصنعت " فبعثها إليه... فإن أعجبته و رضي بها فهي زوجة له...! أتري أن ينقلب موقف الإمام عليه السلام من الامتناع لكونها صغيرة، ولكونه قد حبسها لابن أخيه - ولعله لأسباب أخري أيضا... غير مذكورة في الأخبار - ينقلب من الامتناع إلي الانصياع، بهذه البساطة، وإلي هذا الحد؟! إن هذا - لعمري - يستوجب الشك و يستوقف الفكر! [ صفحه 44] ولكن قد تلوح للناظر في الروايات... هنا و هناك... بعض الحقائق التي حاول التكتم عنها في كتب القدماء أصحابها... ففي رواية الفقيه ابن المغازلي الشافعي - المتوفي سنة 483 ه - بإسناده عن عبد الله بن عمر، قال: " صعد عمر بن الخطاب المنبر فقال: أيها الناس إنه - و الله

- ما حملني علي الإلحاح علي علي بن أبي طالب في ابنته إلا أني سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: كل سبب و نسب وصهر منقطع يوم القيامة إلا نسبيو صهري، فإنهما يأتيان يوم القيامة يشفعان لصاحبها " [72] . يفيد هذا الخبر أن القضية كانت مورد تعجب من الناس و تساؤل في المجتمع، الأمر الذي اضطر عمر إلي أن يعلن عن قصده في خطبة أم كلثوم، ويحلف بالله بأنه ليس إلا ما سمعه من رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم، وأنه كان منه " الإلحاح " في ذلك... لكن لم يزد هذا اللفظ علي " الإلحاح " شيئا! فلم يوضح كيفية الإلحاح، ولا ما كان من الإمام عليه السلام... وفي رواية الخطيب: " خطب عمر بن الخطاب إلي علي بن أبي طالب ابنته من فاطمة و أكثر تردده إليه، فقال: يا أبا الحسن ما يحملني علي كثرة ترددي إليك إلا حديث سمعته من رسول الله... " ففيه: " أكثر تردده إليه ". و في بعض الروايات ما يستشم منه التهديد، ففي رواية لابن سعد قال عمر في جواب قول الإمام عليه السلام: " إنها صبية " قال: " إنك و الله ما بك ذلك، ولكن قد علمنا ما بك " و في رواية الدولابي و المحب الطبري عن ابن إسحاق: " فقال عمر: لا و الله ما ذلك بك، و لكن أردت منعي " [73] ولما وقع الخلاف بين أهل البيت في تزويجه وسمع عمر بمخالفة عقيل قال: " ويح عقيل،سفيه أحمق " [74] . [ صفحه 45] وفي بعضها التصريح بما يدل علي أنه كان ل " درة عمر "

دور في القضية، وذلك فيما أخرجه الدولابي بسنده عن أسلم مولي عمر قال: " فاستشار علي العباس و عقيلا و الحسن، فغضب عقيل، وقال عقيل لعلي: ما تزيدك الأيام والشهور إلا العمي في أمرك، و الله لئن فعلت ليكونن وليكونن. فقال علي للعباس: و الله ما ذاك من نصيحة، ولكن درة عمر أحوجته إلي ما تري " [75] . لكن أبا نعيم الأصفهاني روي هذا الخبر عن زيد بن أسلم عن أبيه، فحذف منه مخالفة عقيل و " درة عمر " وهذا لفظه: " عن زيد بن أسلم، عن أبيه، قال: دعا عمر بن الخطاب علي بن أبي طالب فساره. ثم قام علي فجاء الصفة فوجد العباس وعقيلا و الحسين فشاورهم في تزوج أم كلثوم عمر. ثم قال علي: أخبرني عمر أنه سمع النبي صلي الله عليه (و آله) وسلم يقول: كل سبب و نسب منقطع يوم القيامة إلا سببي و نسبي " [76] . ثم إن في عدة من الأخبار أن الإمام عليه السلام تعلل - بالإضافة إلي الصغر و الحبس لابن أخيه - بأن قال: " إن لها أميرين معي " [77] يعني: الحسن و الحسين، و أنه عليه السلام استشارهما و عقيلا و العباس... فكان الخبر المذكور عن أسلم ظاهرا في سكوت الحسن عليه السلام الظاهر في الرضاء، بل في آخر: " فسكت الحسين و تكلم الحسن، فحمد الله و أثني عليه ثم قال: يا أبتاه من بعد عمر؟ صحب رسول الله، و توفي وهو عنه راض، ثم ولي الخلافة فعدل؟ قال:صدقت يا بني. ولكن كرهت أن أقطع أمرا دونكما " [78] . لكن ينافيه ما أخرجه البيهقي عن ابن أبي مليكة

عن الحسن بن الحسن: " فقال علي رضي الله عنه لحسن و حسين: زوجا عمكما. فقالا: هي امرأة من النساء تختار لنفسها. فقام علي رضي الله عنه مغضبا، فأمسك الحسن رضي الله [ صفحه 46] عنه بثوبه وقال: لا صبر علي هجرانك يا أبتاه. قال: فزوجاه " [79] . فعمد بعضهم إلي تحريف القصة المكذوبة هذه فروي عن الحسن بن الحسن نفسه وقوع ذلك الخلاف حول تزويجها من عون فقال: " لما تأيمت أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب من عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - دخل عليها الحسن و الحسين أخواها فقالا لها... " [80] و هو خبر طويل يشتمل علي أكاذيب مخجلة وأباطيل مضحكة...

تهديدات عمر

قد عرفت اعتلال الإمام عليه السلام بالصغر في كثير من الأخبار... و الذي يظهر منها أن عمر ما كان يصدقه عليه السلام في ذلك، ولذا كان يعاوده و يكثر التردد إليه و يلح عليه... حتي وصل الأمر إلي التهديد، بل في بعض الأخبار تصريح بذلك، ففي رواية الدولابي و المحب الطبري: " قال: هي صغيرة. فقال عمر: لا و الله ما ذلك بك، ولكن أردت منعي،فإن كانت كما تقول فابعثها إلي... " [81] . ولما كان ذلك كله من عمر من القبح بمكان... أعرض بعضهم عن نقل الاعتلال والإصرار و التهديد و التكذيب... كما لا يخفي علي من راجع لفظ رواية الخطيب... [ صفحه 47]

اعطاها حلة و قال: انطلقي بهذه...

قال ابن سعد عن الواقدي و غيره: " ثم أمر ببرد فطواه وقال: انطلقي بهذا... ". وفي لفظ المحب الطبري عن ابن إسحاق: " فدعاها فأعطاها حلة وقال: انطلقي بهذه... " وذلك " لينظر إليها ". ولذا قالت لما رجعت إلي أبيها: " ما نشر البرد ولا نظر إلا إلي ". وهذا ما استقبحه بعضهم كسبط ابن الجوزي كما سيأتي... ولم يتعرض له آخر في روايته... روي أبو بشر الدولابي: " فدعا أم كلثوم وهي يومئذ صبية فقال: انطلقي إلي أمير المؤمنين فقولي له: إن أبي يقرؤك السلام ويقول لك: إنا قد قضينا حاجتك التي طلبت... ". وروي الخطيب: " خطب إلي علي أم كلثوم فقال: أنكحنيها. فقال علي: إني لأرصدها لابن أخي عبد الله بن جعفر. فقال عمر: أنكحنيها، فو الله ما من الناس أحد يرصد من أمرها ما أرصده، فأنكحه علي، فأتي عمر المهاجرين... ".

امر بها فزينت

قضية أن عليا عليه السلام أمر بأم كلثوم " فصنعت " كما في رواية ابن سعد عن الواقدي، و " فزينت " في رواية الخطيب عن عقبة بن عامر، وأنه " كشف عن ساقها " في رواية ابن عبد البر و غيره عن الإمام الباقر!! فظيعة بالغة في الفظاعة إلي أبعد الحدود!! ألا يستحي هؤلاء الوضاعون من نسبة هذه الصنيعة الشنيعة - التي لو [ صفحه 48] سمعها واحد من عوام الناس لنفر منها و استنكرها - إلي إمام الأئمة؟! ألا يستحون من وضعها علي لسان الإمام الباقر عليه ا لسلام؟! من هنا تري بعضهم يحرفون الكلمة كابن الأثير حيث ذكر: " ووضع يده عليها " و كالدولابي و المحب الطبري حيث ذكرا في لفظ: " فأخذ

عمر بذراعها " وفي آخر: " فأخذها عمر فضمها إليه ". وبعضهم - كالحاكم و البيهقي - لم يذكروا شيئا من ذلك... قال المحب الطبري بعد حديث من ذاك القبيل: " و خرج ابن سمان معناه ولفظه مختصرا... "فكان ما خرجه خلوا من ذلك [82] . وبعضهم يكذب ذلك كله بصراحة كسبط ابن الجوزي - المتوفي سنة 654 هجرية - حيث يقول: " وذكر جدي في كتاب المنتظم: أن عليا بعثها إلي عمر لينظرها، و أن عمر كشف ساقها ولمسها بيده. قلت: وهذا قبيح و الله، لو كانت أمة لما فعل بها هذا. ثم بإجماع المسلمين لا يجوز لمس الأجنبية، فكيف ينسب عمر إلي هذا؟! " [83] قلت: وليس اللمس فقط! ففي رواية الخطيب التقبيل والأخذ بالساق!! [ صفحه 49]

قول عمر للناس: رفئوني...

قد اشتمل لفظ الخبر عند ابن سعد وغيره علي قول عمر للمهاجرين: " رفئوني فرفئوه " [84] ومعني ذلك: " قولوا لي: بالرفاء والبنين " [85] . و كان هذا من رسوم الجاهلية التي نهي عنها رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم باتفاق المسلمين: أخرج أحمد بإسناده قال: " تزوج عقيل بن أبي طالب، فخرج علينا فقلنا: بالرفاء والبنين فقال: مه، لا تقولوا ذلك، فإن النبي صلي الله عليه (و آله) وسلم قد نهانا عن ذلك وقال: قولوا بارك الله لك، و بارك عليك،وبارك لك فيها " [86] . و لأجل دلالة قول عمر هذا علي جهله! أو أنه كان يريد إحياء سنن الجاهلية!! اضطر القوم إلي تحريف الكلمة والتصرف فيها، ففي المستدرك: " فأتي عمر المهاجرين فقال: ألا تهنوني ". وفي سنن البيهقي: " أتي... فدعوا له بالبركة ". وفي تاريخ الخطيب

لم ينقله أصلا... [ صفحه 50]

ولدت له زيدا

في رواية غير واحد منهم أنها ولدت له " زيدا ". و في رواية سعد وجماعة: " ولدت له زيد بن عمر و رقية بنت عمر ".و في رواية النووي في ولد عمر: " و فاطمة و زيد، أمهما أم كلثوم... " [87] . وفي رواية ابن قتيبة في بنات علي: " ولدت له ولدا قد ذكرناهم " [88] .

زوجها من بعده

أكثر الأخبار علي أن أم كلثوم تزوج بها بعد عمر: " عون " و " محمد " ابنا جعفر بن أبي طالب... ولكن القائلين بتزوجهما بها بعده يقولون بأن الرجلين قتلا في حرب تستر، وهذه الحرب كانت في عهد عمر! قال ابن عبد البر: " عون بن جعفر بن أبي طالب. ولد علي عهد رسول الله صلي الله عليه (وآله) وسلم. أمة و أم أخويه عبد الله و محمد بني جعفر بن أبي طالب: أسماء بنت عميس الخثعمية. و استشهد عون بن جعفر و أخوه محمد بن جعفر بتستر. ولا عقب له " [89] . [ صفحه 51] وقال: " محمد بن جعفر بن أبي طالب. ولد علي عهد النبي صلي الله عليه (وآله) وسلم... هو الذي تزوج أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب بعد موت عمر ابن الخطاب...و استشهد محمد بن جعفر بتستر " [90] . وقال ابن حجر: " استشهد عون بن جعفر في تستر، وذلك في خلافة عمر،و ماله عقب " [91] . و كذا قال ابن الأثير [92] . و أما أن تلك الحرب كانت في عهد عمر فذاك ما نص عليه المؤرخون [93] و صرح به ابن حجر في عبارته السالفة. فانظر إلي تناقضات القوم و تعجب!!

اختلاف الكلمات في مصير الزوج

و اختلفت رواياتهم... فابن سعد والدارقطني - كما في الإصابة - يذكران أن عونا مات عنها، فتزوجها أخوه محمد، ثم مات عنها محمد فتزوجها عبد الله، فروي ابن سعد أنها قالت، إني لأستحي من أسماء بنت عميس، إن ابنيها ماتا عندي، و إني لأتخوف علي هذا الثالث. فهلكت عنده " [94] . [ صفحه 52] لكن ابن قتيبة يذكر: أنه لما

قتل عمر تزوجها محمد بن جعفر فمات عنها،ثم تزوجها عون بن جعفر، فماتت عنده " [95] . فتراه يذكر تزوج محمد بن جعفر بها قبل عون، وموتها عند عون، ولا يذكر عبد الله... وابن عبد البر - و إن لم يتعرض بترجمتها لزواجها بعد عمر أصلا، ولا لتزوج عون بها بترجمته - يذكر بترجمة محمد بن جعفر: " و محمد بن جعفر بن أبي طالب هذا هو الذي تزوج أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب بعد موت عمر بنالخطاب " [96] .

عبدالله بن جعفر...

و عبد الله بن جعفر... كان زوج العقيلة زينب بنت أمير المؤمنين عليه السلام، وكانت تحته حتي وفاتها بعد واقعة الطف: قال ابن سعد: " زينب بنت علي بن أبي طالب... تزوجها عبد الله بن جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب، فولدت عليا وعونا الأكبر و عباسا و محمدا و أم كلثوم. أخبرنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك، عن ابن أبي ذئب، قال: حدثني عبد الرحمن بن مهران: أن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب تزوج زينب بنتعلي و تزوج معها امرأة علي ليلي بنت مسعود، فكانتا تحته جميعا " [97] . [ صفحه 53] وقال النووي بترجمة عبد الله بعد ذكر أسماء أولاده: " أمهم زينب بنت علي ابن أبي طالب من فاطمة بنت رسول الله ". وقال ابن حجر: " زينب بنت علي بن أبي طالب بن عبد المطلب الهاشمية، سبطة رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم. أمها فاطمة. قال ابن الأثير: إنها ولدت في حياة النبي صلي الله عليه وآله وسلم وكانت عاقلة لبنت خولة، زوجها أبوها ابن أخيه عبد الله بن جعفر، فولدت

له أولادا، وكانت مع أخيها لما قتل، فحملت إلي دمشق، وحضرت عند يزيد بن معاوية، وكلامها ليزيد بن معاوية حين طلب الشامي أختها فاطمة مشهور، يدل علي عقل وقوة جنان ". و علي هذا... فلو كانت أم كلثوم المتوفاة علي عهد معاوية هي أم كلثوم بنت أمير المؤمنين عليه السلام، وأنها كانت زوجة عبد الله بعد أخويه... كما تقول تلك الأخبار... كان معني ذلك جمع عبد الله بن جعفر بين الأختين... وهذا مما لا يجوز وقوعه، ولا يجوز التفوه به... ولذا قال ابن سعد: " فخلف عليها أخوه عبد الله بن جعفر بن أبي طالب بعد أختها زينب بنت علي بن أبي طالب ".

متي ماتت؟ و من صلي عليها

و اختلفت أخبارهم في موتها و الصلاة عليها... حتي الواحد منهم اختلفت أخباره! فابن سعد يروي عن الشعبي و عبد الله البهي في الصلاة عليها و علي ولدها [ صفحه 54] زيد: " صلي عليهما ابن عمر " ويروي عن عمار بن أبي عمار ونافع: " صلي عليهما سعيد بن العاص " و في رواية بعض المؤرخين عن عمار المذكور: " سعد بن أبيوقاص " [98] . ثم أيا من كان المصلي... فالأخبار دالة علي وفاتها في عهد معاوية، للتصريح فيها بصلاة الحسن والحسين خلف الإمام... لكن الثابت في التاريخ أن أم كلثوم بنت أمير المؤمنين شهدت واقعة الطف - مع أختها زينب - وخطبت الخطبة المعروفة في الكوفة المذكورة في الكتب، ذكرها ابن طيفور - المتوفي سنة 280 هجرية - في كتابه " بلاغات النساء " و أشار إليها ابن الأثير و غيره من كبار العلماء والمحدثين في لفظه " فرث " من كتبهم كالنهاية و لسان العرب وتاج

العروس... و لعله لذا جاء في رواية أبي داود عن عمار: " أنه شهد جنازة أم كلثوم وابنها، فجعل الغلام مما يلي الإمام، فأنكرت ذلك، و في القوم ابن عباس و أبو سعيدالخدري و أبو قتادة و أبو هريرة: قالوا: هذه السنة " [99] . فروي الخبر بلا ذكر للإمام، ولا أن أم كلثوم هذه من هي؟ وابنها من هو؟ وفي رواية النسائي عن عمار: " حضرت جنازة صبي و امرأة، فقدم الصبي مما يلي الإمام، ووضعت المرأة وراءه، وصلي عليهما. وفي القوم أبو سعيد الخدري وابن عباس و أبو قتادة و أبو هريرة - رضي الله عنهم - فسألتهم عن ذلك. فقالوا:السنة " [100] . فروي نفس الخبر... بلا ذكر للإمام، و لا اسم الميتين، وهل كان بين المرأة والصبي نسبة أو لا؟ [ صفحه 55]

حصيلة البحث

اشاره

لقد استعرضنا أسانيد خبر تزويج أمير المؤمنين عليه السلام ابنته من عمر ابن الخطاب... والأخبار الأخري المتعلقة بكريمة أهل البيت الأطهار الأطياب... فلم نجد فيها سندا يجوز الاحتجاج به والركون إليه. ثم حققنا نصوص الأخبار و متونها، ودققنا النظر في كلمات القوم و أقوالهم... فوجدناها متضاربة متكاذبة... فكانت ناحية الدلالة دليلا آخر علي أن لا أصل للقضية. و أغلب الظن... أن القوم لما رأوا أن عمر بن الخطاب من رواة حديث: " كل سبب و نسب منقطع يوم القيامة إلا سببي و نسبي " الدال علي فضيلة ومنقبة لأهل البيت وعلي عليه السلام خاصة، حتي أن الحاكم أورده في فضائل علي كماقال المناوي [101] عمدوا إلي وضع قصة خطبة عمر ابنة علي و ربطوا الحديث المذكور بها.. ومما يشهد بما ذكرنا أن غير واحد من كبار محدثي

القوم يروون عنه الحديث مجردا عن تلك القصة، كما يروونه عن غيره: قال المتقي: " كل سبب و نسب منقطع يوم القيامة إلا سببي و نسبي. طب ك هق عن عمر. طب عن ابن عباس و عن المسور. كل نسب و صهر ينقطع يوم القيامة إلا نسبي و صهري. ابن عساكر عنابن عمر " [102] . [ صفحه 56] وقال ابن المغازلي: " قوله عليه السلام: كل سبب و نسب منقطع يوم القيامة. الحديث " ثم رواه بإسناده عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن عمر. و بإسناده عن عمرو بن دينار عن سالم عن ابن عمر. و بإسناده عن الثوري عن الإمام جعفر بن محمد... " [103] و نظير هذا حديث: " فاطمة بضعة مني... " الوارد عن غير واحد من الصحابة عن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم في أكثر من موضع، فإن بعضهم لما رأي ما في هذا الحديث الثابت المخرج في الصحاح من دلالات في أبعاد مختلفة... عمد إلي وضع قصة خطبة علي ابنة أبي جهل و ربط الحديثبها... [104] . ثم إن هذه خطبة... و تلك خطبة... لكن خطبة عمر كانت لابنة علي عليه السلام.. و خطبة علي كانت لابنة أبي جهل!!. و خطبة عمر كانت مصاهرة لفاطمة الزهراء... وخطبة علي كانت إيذاء لفاطمة الزهراء!!. و خطبة عمر كانت لما سمعه من النبي صلي الله عليه وآله وسلم من قوله: كل سبب و نسب منقطع يوم القيامة إلا سببي و نسبي... وخطبة علي كانت مخالفة للنبي و مقاطعة له... حتي طالبة بطلاق ابنته!!. وعلي الجملة... فقد عرف حال أخبار القصة سندا... فرواتها بين " مولي عمر " و

" قاضي الزبير " و " قاتل عمار " و " علماء الدولة الأموية " ورجال أسانيدها بين " كذاب " و " وضاع " و " ضعيف " و " مدلس "... [ صفحه 57] فهذا حال رواتها و أسانيدها... و أغلب الظن كون السبب في وضعها وحكايتها ما ذكرناه... لا سيما.. و بعض الرواة مشترك في القصتين...

فإن قيل: هل من وجه احتمال توجه به أخبار القصة

وهل بعد ذلك كله من وجه احتمال توجه به أخبار القصة علي فرض صحتها سندا، لا سيما و القصة مشهورة بين العامة، و بها روايات عن طريق الخاصة و إن كانت شاذة؟ قلت: قد اشتملت الأخبار المذكورة علي ما لا يجوز تصديقه بحال من الأحوال: كالذي رووه من إرسال الإمام عليه السلام إياها ببرد " لينظر إليها " و أنه أمر بها " فزينت " أو " فصنعت " و نحو ذلك. و الدليل علي ذلك واضح. ومن وفاتها علي عهد معاوية... بدليل ثبوت وجودها في واقعة الطف و مواقفها المشهودة فيها: و عليه، فالتي ماتت ولدها زيد معا في يوم واحد... وصلي عليهما فلان أو فلان... هي زوجة أخري من زوجات عمر، سواء كان اسمها أم كلثوم - فقد كان غير واحدة من زوجاته اسمها أو كنيتها أم كلثوم - أو لم يكن. و يؤكد هذا الاحتمال - علي فرض صحة الأسانيد - روايات أبي داود و النسائي وغيرهما... و علي هذا فلا مستند لما قالوا من أن أم كلثوم بنت الإمام عليه السلام ولدت لعمر " زيدا "... إذ ليس إلا الأخبار المذكورة، وقد عرفت حالها... كما أنه لا مستند لما ذكروا من أنها ولدت له بنتا... مع اختلافهم فيها و في [

صفحه 58] اسمها... و يؤكد ذلك ما ذكره غير واحد من علماء الإسلام من أن عمر مات عنها صغيرة! منهم الشيخ أبو محمد النوبختي من قدماء العلماء الإمامية حيث قال في كتاب الإمامة له: " إن أم كلثوم كانت صغيرة، و مات عمر قبل أن يدخل بها " [105] و منهم: الشيخ أبو عبد الله محمد بن عبد الباقي الزرقاني المالكي - المتوفي سنة 1122 ه - [106] فإنه قال في معني قرابة النبي صلي الله عليه وآله وسلم: " والمراد بالقرابة من ينتسب إلي جده الأقرب وهو عبد المطلب لقوله: من صنع إلي أحد من ولد عبد المطلب يدا فلم يكافئه بها في الدنيا فعلي مكافاته غدا إذا لقيني. رواه الطبراني في الأوسط عن عثمان - رضي الله عنه -. فخرج بذلك من انتسب إلي من فوق عبد المطلب، كأولاد عبد مناف، أو من يساويه كأولاد هاشم إخوة عبد المطلب، أو انتسب له ولا صحبة له ولا رؤية. ولعله ليس بمراد ممن صحب النبي منهم أو رآه من ذكر أو أنثي. وهو علي وأولاد الحسن و الحسين و محسن - بميم مضمومة فحاء مفتوحة فسين مكسورة مشددة مهملتين - و أم كلثوم زوجة عمر بن الخطاب، ومات عنها قبل بلوغها، فتزوجها عون بن جعفر فمات عنها، فتزوج بأخيه محمد ثم مات، فتزوجها أخوهما عبد الله ثم ماتت عنده. ولم تلد لواحد من الثلاثة سوي لمحمد ابنة ماتت صغيرة، فلاعقب لأم كلثوم، كما قدم المصنف في المقصد الثاني " [107] . [ صفحه 59] وقد يشهد به علي فرض ثبوت أصل التزويج إصرار عمر علي أن الغرض من خطبته أن يكون صهرا للنبي صلي الله

عليه وآله وسلم... وقوله في بعض الألفاظ: " أحب أن يكون عندي عضو من أعضاء رسول الله " و تأكيده في بعض آخر: " إني لم أرد الباه "...

الخبر في روايات الإمامية

أضفنا هذا الفصل بطلب من بعض أهل الفضل، تتميما للبحث - حيث كان علي ضوء روايات أهل السنة فقط - وشرحا لما أوجزناه في الجواب عن " فإن قيل ". لقد أشرنا - في السؤال - إلي شهرة خبر تزويج أم كلثوم من عمر بن الخطاب، و إلي وجود روايات في كتب أصحابنا، ولكن - وبالرغم من الشهرة و الروايات - نجد جمعا من أكابرنا ينكرون الخبر من أصله، كما لا يخفي علي من راجع رسائل الشيخ المفيد والسيد المرتضي و السيد ناصر حسين نجل صاحب عبقات الأنوار و غيرهم، في هذا الموضوع. إلا أنا نؤكد علي أن ما ورد بسند معتبر من طرقنا لا يدل إلا علي ما ذكرناه في جواب السؤال، و نقلنا فيه كلام النوبختي من أصحابنا، والزرقاني من أهل السنة... فلنذكر تلك الأخبار: 1 - عن أبي عبد الله عليه السلام: " في تزويج أم كلثوم، فقال: إن ذلك فرج غصبناه ". 2 - عن أبي عبد الله عليه السلام قال: " لما خطب إليه قال له أمير المؤمنين: إنها صبية، قال: فلقي العباس فقال له: مالي؟ أبي بأس؟ قال: و ما ذاك؟ قال: خطبت إلي ابن أخيك فردني، أما و الله لأعودن زمزم، و لا أدع لكم مكرمة إلا هدمتها، و لأقيمن عليه شاهدين بأنه سرق، ولأقطعن يمينه. فأتاه العباس [ صفحه 60] فأخبره، وسأله أن يجعل الأمر إليه، فجعله إليه " [108] . 3 - عن سليمان بن خالد

و غيره - واللفظ له - " سالت أبا عبد الله عليه السلام عن امرأة توفي زوجها، أين تعتد؟ في بيت زوجها تعتد أو حيث شاءت؟ قال: بلي - حيث شاءت، ثم قال: إن عليا عليه السلام لما مات عمر أتي أم كلثوم، فأخذ بيدها، فانطلق بها إلي بيته " [109] . فنقول - بناء علي قبول هذه الروايات -: إنه ليس للخصم إلزامنا بها، لأن غاية ما أفادته وقوع العقد بعد التهديد و التوعيد، ثم انتقال البنت إلي دار عمر، ثم موته عنها ومجيء الإمام عليه السلام إلي داره و أخذه بيدها و انطلاقه بها إلي بيته، و لعل في جملة " فأخذ بيدها فانطلق بها إلي بيته " شهادة بما صرح به غير واحد من علماء الإسلام من أنه مات عنها قبل بلوغها. فأي فضيلة لعمر في هذا؟ و أي غضاضة علي أمير المؤمنين و أهل البيت؟ و هل يدل وقوع هكذا تزويج علي المصافاة و المحاباة؟ و إذا كان عمر قد هدد أمير المؤمنين بما في الخبر، لأجل هذا " الغصب "، فما كان تهديده لأجل غصب " الخلافة " فاضطر أمير المؤمنين و أتباعه إلي السكوت و إلي البيعة عن إكراه؟ بل لقد كان هذا " الغصب " لإزالة آثار ذاك " الغصب "!! ومن " عمر " تعلم " الحجاج "!! إقرأ الرواية التالية: " قال محمد بن إدريس الشافعي: لما تزوج الحجاج بن يوسف ابنة عبد الله ابن جعفر، قال خالد بن يزيد بن معاوية لعبد الملك بن مروان: [ صفحه 61] أتركت الحجاج يتزوج ابنة عبد الله بن جعفر؟ قال: نعم، ما بأس بذلك. قال: أشد البأس و

الله. قال: وكيف؟ قال: والله - يا أمير المؤمنين - لقد ذهب ما في صدري علي الزبير منذ تزوجت رملة بنت الزبير. قال: فكأنه كان نائما فأيقظه.قال: فكتب إليه يعزم عليه في طلاقها. فطلقها " [110] .

بقي الكلام فيمن تزوجها

قد عرفت أن أمير المؤمنين عليه السلام كان قد حبس بناته لأبناء أخيه جعفر، بل إن ذلك كان بأمر من النبي صلي الله عليه وآله وسلم فقد " نظر النبي صلي الله عليه وآله وسلم إلي أولاد علي و جعفر عليهما السلام فقال: بناتنا لبنيناو بنونا لبناتنا " [111] . وفي خصوص أم كلثوم جاء في حديث: " خطب عمر إلي علي ابنته أم كلثوم فاعتل علي بصغرها وقال: أعددتها لابن أخي. يعني جعفرا " [112] فلم يعين الابن... لكن الأمر يدور بين " عون " و " محمد " لأن " عبد الله " كان أكبرهم سنا وقد زوجه ابنته " زينب " كما تقدم. فأما " عون " فلم أجد خلافا بين علماء أهل السنة - و الكلام كله يدور علي [ صفحه 62] أخبارهم و أقوالهم - في أنه قتل يوم تستر علي عهد عمر، والمفروض - بحسب تلك الأخبار علي فرض صحتها - كونها في عقد عمر. أما " محمد " فقال ابن حجر: " ذكر أبو عمر عن الواقدي أنه يكني أبا القاسم، و أنه تزوج أم كلثوم بنت علي بعد عمر. قال: واستشهد بتستر. و قيل: إنه عاش إلي أن شهد صفين مع علي. قال الدارقطني في كتاب الإخوة: يقال: إنه قتل بصفين، اعترك هو و عبيد الله بن عمر بن الخطاب فقتل كل منهما الآخر. وذكر المرزباني في معجم الشعراء:

أنه كان مع أخيه محمد بن أبي بكر بمصر، فلما قتل اختفي محمد بن جعفر، فدل عليه رجل من عك ثم من غافق، فهرب إلي فلسطين، وجاء إلي رجل من أخواله من خثعم، فمنعه من معاوية، فقال في ذلك شعرا.و هذا محقق يرد قول الواقدي أنه استشهد بتستر " [113] . و علي هذا يكون هو الذي تزوج أم كلثوم بعد موت عمر - علي الفرض المذكور - وعليه نص ابن عبد البر كما تقدم. أما " عبد الله " فمن الممكن أن يكون قد تزوج بها بعد زوجها و بعد موت " زينب " زوجته، لأنه بقي حيا إلي سنة ثمانين و هو ابن تسعين سنة كما اختاره ابنعبد البر [114] .

پاورقي

[1] هو الواقدي.

[2] هو الشعبي.

[3] الطبقات الكبري 8 / 462 - 465.

[4] في المطبوعة هنا: كلمة لا تقرأ. قلت: الجملة هي: لا والله ما ذلك بك.

[5] في المطبوعة: كلمة لا يقرأ. قلت: لا توجد كلمة في نقل المحب الطبري.

[6] الذرية الطاهرة: 157 - 165.

[7] فيه: راشد وهو غلط.

[8] المستدرك 3 / 142.

[9] هو الحاكم صاحب المستدرك. [

[10] السنن الكبري: 7 / 63 - 64.

[11] السنن الكبري: 7 / 114.

[12] تاريخ بغداد 6 / 182.

[13] الاستيعاب 4 / 1954.

[14] أسد الغابة 5 / 614.

[15] ميزان الاعتدال 4 / 298، تهذيب التهذيب 11 / 37.

[16] الكامل في الضعفاء 4 / 124.

[17] ميزان الاعتدال 2 / 521.

[18] الكامل 4 / 124، ميزان الاعتدال 2 / 252.

[19] تهذيب التهذيب 6 / 67.

[20] تهذيب التهذيب 6 / 66.

[21] لاحظ رسالتنا في هذا الموضوع.

[22] لاحظ رسالتنا في هذا الموضوع.

[23] لاحظ رسالتنا في هذا الموضوع.

[24] تلخيص المستدرك 3

/ 142.

[25] سنن البيهقي 7 / 64.

[26] تهذيب التهذيب 1 / 44.

[27] تهذيب التهذيب 11 / 382.

[28] تهذيب التهذيب 8 / 27.

[29] تهذيب التهذيب 4 / 106.

[30] ميزان الاعتدال 4 / 336.

[31] تاريخ بغداد 13 / 472.

[32] تهذيب التهذيب 11 / 110.

[33] تهذيب التهذيب 11 / 110.

[34] تهذيب التهذيب 6 / 395.

[35] ميزان الاعتدال 2 / 656.

[36] تقريب التهذيب 1 / 520.

[37] ميزان الاعتدال 2 / 656.

[38] تهذيب التهذيب 5 / 268.

[39] ميزان الاعتدال 4 / 298، تهذيب التهذيب 11 / 37.

[40] الكامل في الضعفاء 4 / 124.

[41] ميزان الاعتدال 2 / 521.

[42] الكامل 4 / 124، ميزان الاعتدال 2 / 252.

[43] تهذيب التهذيب 6 / 67.

[44] تهذيب التهذيب 6 / 66.

[45] حسن المحاضرة 1 / 590.

[46] تهذيب التهذيب 10 / 323.

[47] الأنساب - اللخمي.

[48] تهذيب التهذيب 10 / 324.

[49] تهذيب التهذيب 7 / 280.

[50] الأنساب - الجهني.

[51] تهذيب التهذيب 7 / 216.

[52] حسن المحاضرة 1 / 585.

[53] الطبقات 3 / 259.

[54] الضعفاء الصغير (أنظر: المجموع في الضعفاء والمتروكين: 469).

[55] كتاب المجروحين 2 / 130.

[56] الضعفاء الكبير: ترجمة 1444.

[57] ميزان الاعتدال 3 / 73، المغني في الضعفاء.

[58] الأنساب - الخراساني - 2 / 337.

[59] أنظر: ميزان الاعتدال 3 / 662، المغني في الضعفاء 2 / 619، الكاشف 3 / 82، مرآة الجنان - حوادث 207، الأنساب - الواقدي، تقريب التهذيب 2 / 194، طبقات الحفاظ: 144وغيرها.

[60] تجد هذه الكلمات و غيرها في تهذيب التهذيب 6 / 161.

[61] تهذيب التهذيب 3 / 342.

[62] تهذيب التهذيب 3 / 269.

[63] لاحظ: رسالتنا في خبر خطبة علي ابنة أبي جهل.

[64] تهذيب التهذيب 7 / 13.

[65] إحياء العلوم 2 /

346.

[66] طبقات القراء 1 / 546.

[67] الإصابة 4 / 379.

[68] تهذيب التهذيب 2 / 127.

[69] تهذيب التهذيب 7 / 353، تقريب التهذيب 2 / 48.

[70] تهذيب التهذيب 10 / 368.

[71] تهذيب التهذيب 6 / 82.

[72] مناقب أمير المؤمنين لابن المغازلي: 110.

[73] ذخائر العقبي في مناقب ذوي القربي: 168.

[74] مجمع الزوائد 4 / 272.

[75] الذرية الطاهرة: 158، عنه ذخائر العقبي: 170، مجمع الزوائد 4 / 272 عن الطبراني.

[76] حلية الأولياء 2 / 34.

[77] ذخائر العقبي: 169.

[78] ذخائر العقبي: 170.

[79] سنن البيهقي 7 / 114.

[80] الذرية الطاهرة: 158، ذخائر العقبي: 171.

[81] الذرية الطاهرة: 158، ذخائر العقبي: 171.

[82] انظر: ذخائر العقبي: 169.

[83] تذكرة خواص الأمة: 321.

[84] طبقات ابن سعد 8 / 463، كنز العمال 13 / 624، الاستيعاب و أسد الغابة و الإصابة.

[85] ذخائر العقبي: 169، ولاحظ " رفأ " في لسان العرب وغيره.

[86] مسند أحمد بن حنبل 3 / 451، و أنظر: وسائل الشيعة 14 / 183.

[87] تهذيب الأسماء و اللغات 2 / 15.

[88] المعارف: 92.

[89] الاستيعاب: 3 / 1247.

[90] الاستيعاب: 3 / 1367.

[91] الإصابة 3 / 44.

[92] أسد الغابة 4 / 157.

[93] تاريخ الطبري 4 / 213، الكامل في التاريخ 2 / 546 و غيرهما.

[94] الطبقات الكبري 8 / 462.

[95] المعارف: 92.

[96] الاستيعاب: 3 / 1367.

[97] الطبقات الكبري 8 / 465.

[98] تاريخ الخميس 2 / 249.

[99] سنن أبي داود 2 / 66. [

[100] سنن النسائي 4 / 71.

[101] فيض القدير 5 / 20.

[102] كنز العمال 11 / 409.

[103] مناقب أمير المؤمنين: 110.

[104] لاحظ رسالتنا في هذا الموضوع.

[105] بحار الأنوار 42 / 91.

[106] توجد ترجمته في سلك الدرر في أعلام القرن الثاني عشر 4 / 32.

[107] شرح

المواهب اللدنية - مبحث قرابة النبي 7 / 9.

[108] الكافي، كتاب النكاح 5 / 346.

[109] الكافي، كتاب الطلاق 6 / 115، وقد وردت هذه الرواية في الكتب الفقهية لاشتمالها علي الحكم المذكور فيها.

[110] مختصر تاريخ دمشق 6 / 205.

[111] من لا يحضره الفقيه 3 / 393 باب الأكفاء.

[112] ذخائر العقبي: 169، كنز العمال 13 / 624.

[113] الإصابة 3 / 372.

[114] الاستيعاب 3 / 881.

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.