فتنه الوهابيه

اشارة

سرشناسه : دحلان احمد، زيني، ۱۸۱۶؟ - - ۱۸۸۶
Dahlan, Ahmad ibn Zayni
عنوان و نام پديدآور : فتنه الوهابيه/ تاليف احمدبن زيني دحلان؛ مترجم منوچهر دستگير
مشخصات نشر : سقز: احمدبن زيني دحلان، ۱۳۸۰.
مشخصات ظاهري : ص ۳۲
شابك : 964-06-0475-5
يادداشت : اين كتاب در سالهاي مختلف تحت عناوين مختلف توسط مترجمين و ناشرين مختلف منتشر شده است
يادداشت : عنوان اصلي: الفتنه الوهابيه.
يادداشت : فهرستنويسي براساس اطلاعات فيپا.
موضوع : وهابيه -- تاريخ
شناسه افزوده : دستگير، منوچهر، . - ۱۳۴۸
رده بندي كنگره : BP۲۳۷/۶/د۳ف‌۲۰۴۱ ۱۳۸۰
رده بندي ديويي : ۲۹۷/۵۲۷
شماره كتابشناسي ملي : م‌۸۰-۱۲۹۶۳

فتنة الوهابية

اعلم أن السلطان سليم الثالث حدث في مدة سلطنته فتن كثيرة منها ما تقدم ذكره ومنها فتنة الوهابية التي كانت في الحجاز حتي استولوا علي الحرمين ومنعوا وصول الحج الشامي والمصري ومنها فتنة الفرنسيس لما استولوا علي مصر من سنة ثلاث عشرة سنة الي ست عشرة ولنذكر ما يتعلق بهاتين الفتنتين علي سبيل الاختصار لأن كلا منهما مذكور تفصيلا في التواريخ وأفرد كل منهما بتأليف رسائل مخصوصة، أما فتنة الوهابية فكان ابتداء القتال فيها بينهم وبين أمير مكة مولانا الشريف غالب بن مساعد وهو نائب من جهة السلطنة العلية علي الاقطار الحجازية وابتداء القتال بينهم وبينه من سنة خمس بعد المائتين والألف وكان ذلك في مدة سلطنة مولانا السلطان سليم الثالث ابن السلطان مصطفي الثالث ابن أحمد (وأما ابتداء أول ظهور الوهابية) فكان قبل ذلك بسنين كثيرة وكانت قوتهم وشوكتهم في بلادهم أولا ثم كثر شرهم وتزايد ضررهم واتسع ملكهم وقتلوا من الخلائق ما لا يحصون واستباحوا أموالهم وسبوا نساءهم وكان مؤسس مذهبهم الخبيث محمد بن عبدالوهاب وأصله من المشرق من بني تميم وكان من المعمرين فكاد يعد من المنظرين لأنه عاش قريب مائة سنة حتي انتشر عنه ضلالهم، كانت ولادته سنة ألف ومائة وإحدي عشرة وهلك سنة ألف ومائتين وأرخه بعضهم بقوله: (بدا هلاك الخبيث) 1206 وكان في ابتداء أمره من طلبة العلم بالمدينة المنورة علي ساكنها أفضل الصلاة والسلام وكان أبوه رجلا صالحاً من أهل العلم وكذا أخوه الشيخ سليمان وكان أبوه وأخوه ومشايخه يتفرسون فيه أنه سيكون منه زيغ وضلال لما يشاهدونه من أقواله وأفعاله ونزعاته في كثير من المسائل، وكانوا يوبخونه ويحذرون الناس منه فحقق الله فراستهم فيه لما ابتدع ما ابتدعه من الزيغ والضلال الذي أغوي به الجاهلين وخالف فيه أئمة الدين وتوصل بذلك إلي تكفير المؤمنين فزعم أن زيارة قبر النبي صلي الله عليه وسلّم والتوسل به وبالأنبياء والأولياء والصالحين وزيارة قبورهم شرك وأن نداء النبي صلي الله عليه وسلّم عند التوسل به شرك وكذا نداء غيره من الأنبياء والأولياء والصالحين عند التوسل بهم شرك وأن [ صفحه 3] من أسند شيئا لغير الله ولو علي سبيل المجاز العقلي يكون مشركا نحو نفعني هذا الدواء وهذا الولي الفلاني عند التوسل به في شيء وتمسك بأدلة لا تنتج له شيئا من مرامه وأتي بعبارات مزورة زخرفها ولبس بها علي العوام حتي تبعوه وألف لهم في ذلك رسائل حتي اعتقدوا كفر أكثر أهل التوحيد، واتصل بأمراء المشرق أهل الدرعية ومكث عندهم حتي نصروه وقاموا بدعوته وجعلوا ذلك وسيلة إلي تقوية ملكهم واتساعه وتسلطوا علي الأعراب وأهل البوادي حتي تبعوهم وصاروا جنداً لهم بلا عوض وصاروا يعتقدون أن من لم يعتقد ما قاله ابن عبد الوهاب فهو كافر مشرك مهدر الدم والمال، وكان ابتداء ظهور أمره سنة ألف ومائة وثلاث وأربعين وابتداء انتشاره من بعد الخمسين ومائة وألف. وألّف العلماء رسائل كثيرة للرد عليه حتي أخوه الشيخ سليمان وبقية مشايخه وكان ممن قام بنصرته وانتشار دعوته من أمراء المشرق محمد بن سعود أمير الدرعية وكان من بني حنيفة قوم مسيلمة الكذاب، ولما مات محمد بن سعود قام بها ولده عبدالعزيز ابن محمد بن سعود، وكان كثير من مشايخ ابن عبدالوهاب بالمدينة يقولون سيضل هذا أو يضل الله به من أبعده وأشقاه فكان الأمر كذلك وزعم محمد بن عبد الوهاب أن مراده بهذا المذهب الذي ابتدعه إخلاص التوحيد والتبري من الشرك وأن الناس كانوا علي شرك منذ ستمائة وأنه جدد للناس دينهم وحمل الآيات القرآنية التي نزلت في المشركين علي أهل التوحيد كقوله تعالي (ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلي يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون) وكقوله تعالي (ولا تدع من دون الله مالا ينفعك ولا يضرك) وكقوله تعالي (والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء) (الرعد: 15) وأمثال هذه الآيات في القرآن كثيرة: فقال محمد بن عبدالوهاب من استغاث بالنبي صلي الله عليه وسلّم أو بغيره من الأنبياء والأولياء والصالحين أو ناداه أو سأله الشفاعة فإنه مثل هؤلاء المشركين ويدخل في عموم هذه الآيات وجعل زيارة قبر النبي صلي الله عليه وسلّم وغيره من الأنبياء والأولياء والصالحين مثل ذلك وقال في قوله تعالي حكاية عن المشركين في عبادة الأصنام ما إلا لتقربونا إلي الله زلفي [ صفحه 4] إن المتوسلين مثل هؤلاء المشركين الذين يقولون ما نعبدهم إلا ليقربونا إلي الله زلفي قال: فإن المشركين ما اعتقدوا في الأصنام أنها تخلق شيئا بل يعتقدون أن الخالق هو الله تعالي بدليل قوله تعالي (ولئن سألتهم من خلقهم ليقولنَّ الله) (ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله) مما حكم الله عليهم بالكفر والإشراك إلا لقولهم ليقربونا إلي الله زلفي فهؤلاء مثلهم، ومما ردوا به عليه في الرسائل المؤلفة للرد عليه أن هذا استدلال باطل فإن المؤمنين ما أتخذوا الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ولا الأولياء آلهة وجعلوهم شركاء لله بل أنهم يعتقدون أنهم عبيد الله مخلوقون ولا يعتقدون أنهم مستحقون العبادة وأما المشركون الذين نزلت فبهم هذه الآيات فكانوا يعتقدون استحقاق أصنامهم الألوهية، ويعظّمونها تعظيم الربوبية وإن كانوا يعتقدون أنها لا تخلق شيئاً وأما المؤمنون فلا بعتقدون في الأنبياء والأولياء استحقاق العبادة والألوهية ولا يعظمونهم تعظيم الربوبية بل يعتقدون أنهم عباد الله وأحبّاؤه الذين اصطفاهم واجتباهم وببركتهم يرحم عباده فيقصدون بالتبرك بهم رحمة الله تعالي، ولذلك شواهد كثيرة من الكتاب والسنة فاعتقاد المسلمين أن الخالق الضار والنافع المستحق العبادة هو الله وحده ولا يعتقدون التأثير لأحد سواه وأن الأنبياء والأولياء لا يخلقون شيئاً ولا يملكون ضراً ولا نفعا وإنما يرحم الله العباد ببركتهم فاعتقاد المشركين استحقاق أصنامهم العبادة والألوهية هو الذي أوقعهم في الشرك لا مجرد قولهم مانعبدهم إلا ليقربونا إلي الله لأنهم لما أقيمت عليهم الحجة بأنهم لا تستحق العبادة وهم يعتقدون استحقاقها العبادة قالوا معتذرين مانعبدهم إلا ليقربونا إلي الله زلفي فكيف يجوز لا بن عبدالوهاب ومن تبعه أن يجعلوا المؤمنين الموحّدين مثل أولئك المشركين الذين يعتقدون ألوهية الأصنام فجميع الآيات المتقدمة وما كان مثلها خاص بالكفار والمشركين ولا يدخل فيه أحد من المؤمنين روي البخاري عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلي الله عليه وسلّم في وصف الخوارج أنهم انطلقوا إلي آيات نزلت في الكفار فحمَّلوها علي المؤمنين وفي رواية عن بن عمر أيضاً أنه صلي الله عليه وسلّم قال أْخَوفُ ما أخاف علي أمتي رجل يتأول القرآن بصنعه في غير [ صفحه 5] موضعه فهو وما قبله صادق علي هذه الطائفة ولو كان شيء مما صنعه المؤمنون من التوسل وغيره شركاً ماكان يصدر من النبي صلي الله عليه وسلّم وأصحابه وسلف الأمة وخلفها ففي الأحاديث الصحيحة أنه صلي الله عليه وسلّم كان من دعائه «اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك» وهذا توسل لاشك فيه وكان يُعلّم هذا الدعاءَ أصحابَه ويأمرهم بالإتيان به وبسط ذلك طويل مذكور في الكتب وفي الرسائل التي في الرد علي ابن عبدالوهاب وصح عنه أنه صلي الله عليه وسلّم لما ماتت فاطمة بنت أسد أُمّ علي رضي الله عنهما ألحدها صلي الله عليه وسلّم في القبر بيده الشريفة وقال «اللهم اغفر لأمي فاطمة بنت أسد وَوسِّعْ عليها مدخلها بحق نبيك والأنبياء الذين من قبلي إنك أرحم الراحمين» وصح أنه صلي الله عليه وسلّم سأله أعمي أن يرد الله بصره بدعائه فأمر بالطهارة وصلاة ركعتين ثم يقول اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة يامحمد إني أتوجه بك إلي ربي في حاجتي لتقضي اللهم شَفِّعه فِيَّ» ففعل فرد الله عليه بصره وصح أن آدم عليه السلام توسل بنبينا صلي الله عليه وسلّم حين أكل من الشجرة لأنه لما رأي اسمه صلي الله عليه وسلّم مكتوبا علي العرش وعلي غرف الجنة وعلي جباه الملائكة سأل عنه فقال الله له هذا ولد من أولادك لولاه ماخلقتك، فقال اللهم بحرمة هذا الولد ارحم هذا الوالد فنودي يا آدم لو تشفعت إلينا بمحمد في أهل السماء والأرض لشفعتاك وتوسل عمر بن الخطاب بالعباس رضي الله عنه لما استسقي الناس، وغير ذلك مما هو مشهور فلا حاجة إلي الإطالة بذكره والتوسل الذي في حديث الأعمي قد استعمله الصحابة والسلف بعد وفاته صلي الله عليه وسلّم وفيه لفظ يا محمد ذلك نداء عند التوسل ومن تتبع كلام الصحابة والتابعين يجد شيئاً كثيراً من ذلك كقول بلال بن الحارث الصحابي رضي الله عنه عند قبر النبي صلي الله عليه وسلّم يارسول الله استسق لأمتك كالنداء الوارد عن النبي صلي الله عليه وسلّم عند زيارة القبور وممن ألف في الرد علي ابن عبدالوهاب أكبر مشايخه وهو الشيخ محمدبن سليمان الكردي مؤلف حواشي شرح ابن حجر علي مت بافضل فقال من جملة كلامه يا ابن عبدالوهاب إني أنصحك الله تعالي أن تكف لسانك عن المسلمين فإن سمعت من شخص أنه يعتقد تأثير [ صفحه 6] ذلك المستغاث به من دون الله فعرفه الصواب وأين له الأدلة علي أنه لا تأثير لغير الله فإن أبي فكفره حينئذ بخصوصه ولا سبيل لك إلي تكفير السواد الأعظم من المسلمين، وأنت شاذ عن السواد الأعظم فنسبة الكفر إلي من شذ عن السواد الأعظم أقرب لأنه اتبع غير سبيل المؤمنين قال تعالي (ومن يشاقق الرسول من بعد ماتيبن له الهدي ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولي ونصله جهنم وساءت مصيرا) وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية اهـ وأما زيارة قبر النبي صلي الله عليه وسلّم فقد فعلها الصحابة رضي الله عنهم ومن بعدهم من السلف والخلف وجاء من فضلها أحاديث أفردت بالتأليف ومما جاء في النداء لغير الله تعالي من غائب وميت وجماد قوله صلي الله عليه وسلّم «إذا أفلتت دابة أحدكم بأرض قلاة فليناد ياعباد الله أحبسوا فإن لله عباداً يجيبونه» وفي حديث آخر «إذا أضل أحدكم شيئاً أو أراد عونا وهو بأرض ليس فيها أنيس فليقل يا عباد الله أعينوني وفي رواية أغيثوني فإن لله عباداً لا ترونهم» وكان النبي صلي الله عليه وسلّم إذا سافر فأقبل الليل قال يا أرض ربي وربك الله وكان صلي الله عليه وسلّم إذا زار قال السلام عليكم يا أهل القبور وفي التشهد الذي يأتي به كل مسلم في كل صلاة صورة النداء في قوله السلام عليك أيها النبي والحاصل أن النداء والتوسل ليس في شيء منهما ضرر إلا إذا اعتقد التأثير لمن ناداه أو توسل به ومتي كان معتقداً أن التأثير لله لا لغير الله فلا ضرر في ذلك وكذلك إسناد فعل من الأفعال لغير الله لا يضر إلا إذا اعتقد التأثير ومتي لم يعتقد التأثير فإنه يحمل علي المجاز العقلي كقوله نفعني هذا الدواء أو فلان الولي فهو مثل قوله: أشبعني هذا الطعام، وأروني هذا الماء، وشفاني هذا الدواء فمتي صدر ذلك من مسلم فإنه يحمل علي الإسناد المجازي والإسلام قرينة كافية في ذلك فلا سبيل إلي تكفير أحد بشيء من ذلك ويكفي هذا الذي ذكرناه إجمالا في الرد علي أبي عبدالوهاب ومن أراد بسط الكلام فليرجع إلي الرسائل المؤلفة في ذلك وقد لخصت مافيها في رسالة مختصرة فلينظرها من أرادها، ولما قام ابن عبدالوهاب ومن أعانه بدعوتهم الخبيثة التي كفّروا بسببها المسلمين ملكوا قبائل الشرق قبيلة بعد قبيلة، ثم اتسع ملكهم فملكوا اليمن والحرمين وقبائل الحجاز وبلغ ملكهم [ صفحه 7] قريبا من الشام فإن ملكهم وصل إلي المزبريب وكانوا في ابتداء أمرهم أو سلوا جماعة من علمائهم ظنا منهم أنهم يفسدون عقائد علماء الحرمين ويدخلون عليهم الشبهة بالكذب والمين، فلما وصلوا إلي الحرمين وذكروا لعلماء الحرمين عقائدهم وما تملكوا به رد عليهم علماء الحرمين وأقاموا عليهم الحجج والبراهين التي عجزوا عن دفعها وتحقق لعلماء الحرمين جهلهم وضلالهم و وجدوهم ضحكة ومسخرة كحمر مستنفرة فرت من قسورة ونظروا إلي عقائدهم فوجدوها مشتملة علي كثير من المكفرات فبعد أن أقاموا البرهان عليهم كتبوا عليهم حجة عند قاضي الشرع بمكة تتضمن الحكم بكفرهما بتلك العقائد ليشتهر بين الناس أمرهم، فيعلم بذلك الأول والآخر، وكان ذلك في مدة إمارة الشريف مسعود بن سعيد بن سعد بن زيد المتوفي سنة خمس وستين ومائة وألف، وأمر بحبس أولئك الملحدة فحبسوا وفر بعضهم إلي الدرعية فأخبرهم بما شاهدوا فازدادوا عتواً واستكباراً وصار أمراء مكة بعد ذلك يمنعون وصولهم للحج فصاروا يغيرون علي بعض القبائل الداخلين تحت طاعة أمير مكة ثم انتشب القتال بينهم وبين أمير مكة مولانا الشريف غالب بن مساعد بن سعيد بن سعد بن زيد وكان ابتداء القتال بينهم وبينه من سنة خمس بعد المائتين والألف ووقع بينهم وبينه وقائع كثيرة قتل فيها خلائق كثيرون ولم يزل أمرهم يقوي وبدعتهم تنتشر إلي أن دخل تحت طاعتهم أكثر القبائل والعربان الذين كانوا تحت طاعة أمير مكة. وفي سنة سبع عشرة بعد المائتين والألف ساروا بجيوش كثيرة حتي نازلوا الطائف وحاصروا أهله في شهر ذي القعدة من السنة المذكورة، ثم تملكوه وقتلوا أهله رجالا ونساء وأطفالا ولا نجامنهم إلاّ القليل ونهبوا جميع أموالهم ثم أرادوا المسير إلي مكة فعلموا أن مكة في ذلك الوقت فيها كثير من الحجاج ويقدم إليها الحاج الشامي والمصري فيخرج الجميع لقتالهم فمكثوا في الطائف إلي أن انقضي شهر الحج وتوجه الحجاج إلي بلادهم وساروا بجيوشهم يريدون مكة ولم يكن للشريف غالب قدرة علي قتال جيوشهم فنزل إلي جدة فخاف أهل مكة أن يفعل الوهابية معهم مثل ما فعلوا مع أهل الطائف فأرسلوا إليهم وطلبوا منهم الأمان لأهل مكة فأعطوهم الأمان ودخلوا مكة ثامن محرم من السنة الثامنة عشر بعد [ صفحه 8] المائتين والألف ومكثوا أربعة عشر يوما يستتيبون الناس ويجددون لهم الإسلام علي زعمهم ويمنعونهم من فعل ما يعتقدون أنه شرك كالتوسل وزيارة القبور، ثم ساروا بجيوشهم إلي جدة لقتال الشريف غالب فلما أحاطوا بجدة رمي عليهم بالمدافع والقلل فقتل كثيراً منهم ولم يقدروا علي تملك جدة فارتحلوا بعد ثمانية أيام ورجعوا إلي بلادهم وجعلوا لهم عسكراً بمكة وأقاموا لهم أميراً فيها وهو الشريف عبد المعين أخو الشريف غالب وإنما قبل أمرهم ليرفق بأهل مكة ويدفع ضرر أولئك الأشرار عنهم، وفي شهر ربيع الأول من السنة المذكورة سار الشريف غالب من جدة ومعه والي جدة من طرف السلطنة العلية وهو شريف باشا ومعهما العساكر فوصلوا إلي مكة وأخرجوا من كان بها من عساكر الوهابية ورجعت أمارة مكة للشريف غالب ثم بعد ذلك تركوا مكة واشتغلوا بقتال كثير من القبائل وصار الطائف بأيديهم وجعلوا عليه أميراً عثمان المضايقي فصار هو وبعض جنودهم يقاتلون القبائل التي في أطراف مكة والمدينة ويدخلونهم في طاعتهم حتي استولوا عليهم وعلي جميع الممالك التي كانت تحت طاعة أمير مكة فتوجه قصدهم بعد ذلك للاستيلاء علي مكة فساروا بجيوشهم سنة عشرين وحاصروا مكة وآحاطوا بها من جميع الجهات وشددوا الحصار عليها وقطعوا الطرق ومنعوا الميرة من مكة فاشتد الحصار علي أهل مكة حتي أكلوا الكلاب لشدة الغلاء وعدم وجود القوت فاضطر الشريف غالب إلي الصلح معهم وتأمين أهل مكة فوسط أناساً بينه وبينهم فعقدوا الصلح علي شروط فيها رفق بأهل مكة فمن تلك الشروط أن إمارة مكة تكون له فتم الصلح ودخلوا مكة في أواخر ذي القعدة سنة عشرين وتملكوا المدينة المنورة علي ساكنها أفضل الصلاة والسلام وانتهبوا الحجرة وأخذوا ما فيها من الأموال وفعلوا أفعالا شنيعة وجعلوا علي المدينة أميراً منهم مبارك بن مضيان واستمر حكمهم في الحرمين سبع سنين ومنعوا دخول الحج الشامي والمصري مع المحامل مكة وصاروا يصنعون للكعبة المعظمة ثوبا من العباء القيلان الأسود وأكرهوا الناس علي الدخول في دينهم ومنعوهم من شرب التنباك ومن فعل ذلك وأطلعوا عليه عزروه بأقبح التعزير وهدموا القبب التي علي قبور الألياء وكانت الدولة العثمانية في تلك [ صفحه 9] السنين في ارتباك كثير وشدة قتال مع النصاري وفي اختلاف في خلع السلاطين وقتلهم كما سنقف عليه إن شاء الله تعالي، ثم صدر الأمر السلطاني [1] لصاحب مصر محمد علي باشا بالتجهيز لقتال الوهابية وكان ذلك في سنة 1226 فجهز محمد علي باشا جيشاً فيه عساكر كثيرة جعل عليهم بفرمان سلطان ولده طوسون باشا فخرجوا من مصر في رمضان من السنة المذكورة ولم يزالوا سائرين براً وبحراً حتي وصلوا إلي ينبع فملكوه من الوهابية، ثم لما وصلت العساكر إلي الصفرا والحديدة وقع بينهم وبين العرب الذين في الحربية قتال شديد بين الصفرا والحديدة وكانت تلك القبائل كلها في طاعة الوهابي وانضم إليها قبائل كثيرة فهزموا ذلك الجيش وقتلوا كثيراً منهم وانتهبوا جميع ما كان معهم وكان ذلك في شهر ذي الحجة سنة 26 ولم يرجع من ذلك الجيش إلي مصر إلا القليل فجهز جيشاً غيره سنة سبع وعشرين وعزم محمد علي باشا علي التوجه إلي الحجاز بنفسه وتوجهت العساكر قبله شعبان في غاية القوة والاستعداد وكان معهم من المدافع ثمانية عشر مدفعا وثلاثة قنابل فاستولت العساكر علي ما كان بيد الوهابية وملكوا الصفراء والحديدة وغيرهما في رمضان بلا قتال بل بالمخادعة ومصانعة العرب بإعطاء الدراهم الكثيرة حتي أنهم أعطوا شيخ مشايخ حرب مائة ألف ريال وأعطوا شيخا من صغار مشايخ حرب أيضاً ثمانية عشر ألف ريال ورتبوا لهم علائف تصرف لهم كل شهر، وكان ذلك كله بتدبير شريف مكة غالب وهو في الظاهر تحت طاعة الوهابي وأما المرة الأولي التي هزموا فيها فلم يكونوا كاتبوا الشريف غالب في ذلك حتي يكون الأمر بتدبيره ودخلت العساكر المدينة المنورة في أواخر ذي القعدة، ولما جاءت الأخبار إلي مصر صنعوا زينة ثلاثة أيام وأكثروا من الشنك وضرب المدافع وأرسلوا بشائر لجميع ملوك الروم واستولت العساكر السائرة من طريق البحر علي جدة في أوائل المحرم سنة ثمان وعشرين ثم طلعوا إلي مكة واستولوا عليها أيضاً، وكل ذلك بلا قتال بتدبير الشريف سراً ولما وصلت العساكر إلي جدة فر من كان بمكة من عساكر الوهابية وأمرائهم، وكان سعود أمير الوهابية حج في سنة سبع وعشرين ثم ارتحل إلي [ صفحه 10] الطائف، ثم إلي الدرعية ولم يعلم باستيلاء العساكر السلطانية علي المدينة إلا بعد ذلك ثم لما وصل إلي الدرعية علم باستيلائهم علي مكة ثم الطائف ولما وصلت العساكر إلي جدة ومكة فر من الطائف أميرها عثمان المضايقي وفر من كان بها من عساكر الوهابية وأمرائهم وفي شهر ربيع الأول من سنة ثمان وعشرين أرسل محمد علي باشا مبشرين إلي دار السلطنة ومعهم المفاتيح وكتبوا إليهم أنها مفاتيح مكة والمدينة وجدة والطائف فدخلوا بها دار السلطنة بموكب حافل ووضعوا المفاتيح علي صفائح الذهب والفضة وأمامهم البخورات في مجامر الذهب والفضة وخلفهم الطبول والزمور وعملوا لذلك زينة وشنكا ومدافع وخلعوا علي من جاء بالمفاتيح وزادوا في رتبة محمد علي باشا وبعثوا له أطواخاً وعدة أطواخ بولايات لمن يختار تقليده، وفي شهر شوال سنة ثمان وعشرين توجه محمد علي باشا بنفسه إلي الحجاز وقيل توجهه من مصر قبض الشريف غالب علي عثمان المضايفي الذي كان أمير علي الطائف للوهابية، وكان من أهل أكبر أعوانهم وأمرائهم فزنجره بالحديد وبعثه إلي مصر فوصل في ذي القعدة بعد توجه الباشا إلي الحجاز ثم أرسل إلي دار السلطنة فقتلوه و وصل محمد علي باشا في ذي القعدة إلي مكة وقبض علي الشريف غالب ابن مساعد وبعثه إلي دار السلطنة وأقام لشرافة مكة ابن أخيه الشريف يحيي بن سرور ابن مساعد، وفي شهر محرم من سنة 29 بعثوا إلي السلطنة مبارك بن مضيان الذي كان أميراً علي المدينة المنورة للوهابية فطافوا به في القسطنطينية في موكب ليراه الناس ثم قتلوه وعلقوا رأسه علي باب السرايا وفعل مثل ذلك بعثمان المضايقي وأما الشريف غالب فأرسلوه إلي سلانيك وبقي بها مكرما إلي آن توفي سنة إحدي وثلاثين ودفن بها وبني عليه قبة تزار ومدة إمارته علي مكة ست وعشرون سنة ثم أن محمد علي باشا وجه كثيراً من العساكر إلي تربة وبيشة وبلاد غامد وزهران وبلاد عسير لقتال طوائف الوهابية وقطع دابرهم ثم سار بنفسه في أثرهم في شعبان سنة تسع وعشرين و وصل إلي تلك الديار وقتل كثيراً منهم وأسر كثيراً وخرب ديارهم، وفي شهر جمادي الأولي سنة تسع وعشرين هلك سعود أمير الوهابية وقام بالملك بعده ولده عبدالله ورجع محمد علي باشا من تلك [ صفحه 11] الديار التي وصلها من ديار الوهابية عند إقبال الحج وحج ومكث بمكة إلي رجب سنة ثلاثين ثم توجه إلي مصر وترك بمكة حسن باشا ووصل الباشا إلي مصر في منتصف رجب سنة ثلاثين ومائتين وألف فتكون إقامته بالحجاز سنة وسبعة أشهر، ما رجع إلي مصر ألا بعد أن مهد أمور الحجاز، وأباد طوائف الوهابية التي كانت منتشرة في جميع قبائل الحجاز والشرق وبقي منهم بقية بالدرعية أميرهم عبدالله بن سعود فجهز محمد علي باشا لقتاله جيشاً وأرسله تحت قيادة ابنه إبراهيم باشا، وكان عبدالله بن سعود قبل ذلك يكاتب مع طوسون باشا بن محمد علي باشا حين كان بالمدينة وعقد معه صلحاً علي بقاء إمارته ودخوله تحت طاعة محمد علي باشا فلم يرض محمد علي باشا بهذا الصلح فجهز ولده إبراهيم باشا وجعل العساكر إليه، وكان ابتداء ذلك في أواخر سنة إحدي وثلاثين فوصل إلي الدرعية سنة اثنتين وثلاثين ونازل بجيوشه عبدالله بن سعود وقوع بينهما وقاع وحروب يطول ذكرها إلي أن استولي علي عبدالله بن سعود في ذي القعدة سنة 33، ولما جاءت الأخبار إلي مصر ضربوا لذلك ألف مدفع وفعلوا شنكا ويزنوا مصر وقراها سبعة أيام، وكان محمد علي باشا له أهتمام كبير في قتال الوهابية وأنفق في ذلك خزائن من الأموال حتي أخبر بعض من كان يباشر خدمته أنهم دفعوا في دفعة من الدفعات لأجرة تحميل بعض الذخائر خمسة وأربيعن ألف ريال هذا في مرة من المرات كان ذلك الحمل من الينبع إلي المدينة عن أجرة كل بعير ست ريال دفع نصفها أمير ينبع والنصف الآخر أمير المدينة وعند وصول الحمل من المدينة إلي الدرعية كان أجر تلك الحملة فقط مئة وأربيعن ألف ريال وقبض إبراهيم باشا علي عبدالله بن سعود وبعث به وكثر من أمرائهم إلي مصر فوصل في سابع عشر محرم سنة أربع وثلاثين وصنعوا له موكباً حافلا يراه الناس وأركبوه علي هجين وازدحم الناس للتفرج عليه، ولما دخل علي محمد علي باشا قام له وقابله بالبشاشة وأجلسه بجانبه وحادثه، وقال له الباشا ما هذا المطاولة فقال الحرب سجال قال وكيف رأيت ابني إبرهيم باشا قال ماقصر وبذل همته ونحن كذلك حتي كان ماقدره الله تعالي فقال له الباشا أنا أترجي فيك عند مولانا السلطان [ صفحه 12] فقال المقدر يكون ثم ألبسه خلعة وأنصرف إلي بيت اسماعيل باشا ببولاق، وكان بصحبة عبدالله بن سعود صندوق صغير مصفح فقال الباشا له. ماهذا؟ فقال هذا ما أخذه أبي من الحجرة أصحبه معي إلي السلطان، فأمر الباشا بفتحه فوجدوا فيه ثلاثة مصاحف من خزائن الملوك لم ير الراؤون أحسن منها ومعها ثلاثمائة حبة من اللؤلؤ الكبار وحبة زمرد كبيرة وشريط من الذهب، فقال له الباشا الذي أخذتموه من الحجرة أشياء كثيرة غير هذا فقال هذا الذي وجدته عند أبي فإنه لم يستأصل كل ما كان في الحجرة لنفسه بل أخذه العرب وأهل المدينة وأغاوات الحرم وشريف مكة فقال الباشا صحيح وجدنا عند الشريف أشياء من ذلك ثم أرسلوا عبدالله بن سعود إلي دار السلطنة ورجع إبراهيم باشا من الحجاز إلي مصر في شهر المحرم من سنة 35 بعد أن أخرب الدرعية خراباً كليا حتي تركوا سكناها ولما وصل عبدالله بن سعود إلي دار السلطنة في شهر ربيع الأول طافوا به البلد ليراه الناس ثم قتلوه عند باب همايون وقتلوا أتباعه أيضاً في نواح متفرقة هذا حاصل ما كان في قصة الوهابي بغاية الأختصار ولو بسط الكلام في كل قضية لطال، وكانت فتنتهم من المصائب التي أصيب بها أهل الإسلام فإنهم سفكوا كثيراً من الدماء وانتهبوا كثيراً من الأموال وعم ضررهم وتطاير شررهم فلا حول ولا قوة إلا بالله وكثير من أحاديث النبي صلي الله عليه وسلّم فيها التصريح بهذه الفتنة كقوله صلي الله عليه وسلّم «يخرج أناس من قبل المشرق يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية سيماهم التحليق» وهذا الحديث جاء بروايات كثيرة بعضها في صحيح البخاري وبعضها في غيره ولا حاجة لنا إلي الإطالة بنقل تلك الروايات ولا لذكر من خرجها لأنها صحيحة مشهورة ففي قوله سيماهم التحليق تصريح بهذه الطائفة لأنهم كانوا يأمرون كل من اتبعهم أن يحلق رأسه ولم يكن هذا الوصف لأحد من طوائف الخوارج والمبتدعة الذين كانوا قبل زمن هؤلاء، وكان السيد عبدالرحمان الأهدل مفتي زبيد يقول لا حاجة إلي التأليف في الرد علي الوهابية بل يكفي في الرد عليهم قوله صلي الله عليه وسلّم سيماهم التحليق فإنه لم يفعله أحد من المبتدعة غيرهم واتفق مرة أن مرأة أقامت الحجة علي ابن الوهاب لما [ صفحه 13] أكرهوها علي اتّباعهم ففعلت، أمرها ابن عبدالوهاب أن تحلق رأسها فقالت له حيث أنك تأمر المرأة بحلق رأسها ينبغي لك أن تأمر الرجل بحلق لحيته لأن شعر رأس المرأة زينتها وشعر لحية الرجل زينته فلم يحدلها جوابا ومما كان منهم أنهم يمنعون الناس من طلب الشفاعة من النبي صلي الله عليه وسلّم مع أن أحاديث شفاعة النبي صلي الله عليه وسلّم لأمته كثيرة متواترة وأكثر شفاعته لأهل الكبائر من أمته وكانوا يمنعون من قراءة دلائل الخيرات المشتملة علي الصلاة علي النبي صلي الله عليه وسلّم وعلي ذكرها كثير من أوصافه الكاملة ويقولون أن ذلك شرك ويمنعون من الصلاة عليه صلي الله عليه وسلّم علي المنابر بعد الأذان حتي أن رجلا صالحاً كان أعمي، وكان مؤذنا وصلي علي النبي صلي الله عليه وسلّم بعد الأذان بعد أن كان المنع منهم، فأتوا به إلي ابن عبدالوهاب فأمر به أن يقتل فقتل ولو تتبعت لك ما كانوا يفعلونه من أمثال ذلك لملأت الدفاتر والأوراق وفي القدر كفاية والله سبحانه وتعالي أعلم.

پاورقي

[1] (من خليفة رسول الله صلي الله عليه وسلّم سلطان محمودخان ثاني بن عبدالحميدخان اول بن سلطان احمد).

تعريف مرکز القائمیة باصفهان للتحریات الکمبیوتریة

جاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ في سَبيلِ اللَّهِ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (التوبة/41).
قالَ الإمامُ علیّ ُبنُ موسَی الرِّضا – علـَیهِ السَّلامُ: رَحِمَ اللّهُ عَبْداً أحْيَا أمْرَنَا... َ يَتَعَلَّمُ عُلُومَنَا وَ يُعَلِّمُهَا النَّاسَ؛ فَإِنَّ النَّاسَ لَوْ عَلِمُوا مَحَاسِنَ كَلَامِنَا لَاتَّبَعُونَا... (بَــنـادِرُ البـِحـار – فی تلخیص بحـار الأنوار، للعلاّمة فیض الاسلام، ص 159؛ عُیونُ أخبارِ الرِّضا(ع)، الشـَّیخ الصَّدوق، الباب28، ج1/ ص307).
مؤسّس مُجتمَع "القائمیّة" الثـَّقافیّ بأصبَهانَ – إیرانَ: الشهید آیة الله "الشمس آباذی" – رَحِمَهُ اللهُ – کان أحداً من جَهابـِذة هذه المدینة، الذی قدِ اشتهَرَ بشَعَفِهِ بأهل بَیت النبیّ (صلواتُ اللهِ علـَیهـِم) و لاسیَّما بحضرة الإمام علیّ بن موسَی الرِّضا (علیه السّلام) و بـِساحة صاحِب الزّمان (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرجَهُ الشَّریفَ)؛ و لهذا أسّس مع نظره و درایته، فی سَنـَةِ 1340 الهجریّة الشمسیّة (=1380 الهجریّة القمریّة)، مؤسَّسة ًو طریقة ًلم یـَنطـَفِئ مِصباحُها، بل تـُتـَّبَع بأقوَی و أحسَنِ مَوقِفٍ کلَّ یومٍ.
مرکز "القائمیّة" للتحرِّی الحاسوبیّ – بأصبَهانَ، إیرانَ – قد ابتدَأَ أنشِطتَهُ من سَنـَةِ 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریّة القمریّة) تحتَ عنایة سماحة آیة الله الحاجّ السیّد حسن الإمامیّ – دامَ عِزّهُ – و مع مساعَدَةِ جمع ٍمن خِرّیجی الحوزات العلمیّة و طلاب الجوامع، باللیل و النهار، فی مجالاتٍ شتـَّی: دینیّة، ثقافیّة و علمیّة...
الأهداف: الدّفاع عن ساحة الشیعة و تبسیط ثـَقافة الثـَّقـَلـَین (کتاب الله و اهل البیت علیهـِمُ السَّلامُ) و معارفهما، تعزیز دوافع الشـَّباب و عموم الناس إلی التـَّحَرِّی الأدَقّ للمسائل الدّینیّة، تخلیف المطالب النـّافعة – مکانَ البَلاتیثِ المبتذلة أو الرّدیئة – فی المحامیل (=الهواتف المنقولة) و الحواسیب (=الأجهزة الکمبیوتریّة)، تمهید أرضیّةٍ واسعةٍ جامعةٍ ثـَقافیّةٍ علی أساس معارف القرآن و أهل البیت –علیهم السّلام – بباعث نشر المعارف، خدمات للمحققین و الطـّلاّب، توسعة ثقافة القراءة و إغناء أوقات فراغة هُواةِ برامِج العلوم الإسلامیّة، إنالة المنابع اللازمة لتسهیل رفع الإبهام و الشـّـُبُهات المنتشرة فی الجامعة، و...
- مِنها العَدالة الاجتماعیّة: التی یُمکِن نشرها و بثـّها بالأجهزة الحدیثة متصاعدة ً، علی أنـّه یُمکِن تسریعُ إبراز المَرافِق و التسهیلاتِ – فی آکناف البلد - و نشرِ الثـَّقافةِ الاسلامیّة و الإیرانیّة – فی أنحاء العالـَم - مِن جـِهةٍ اُخرَی.
- من الأنشطة الواسعة للمرکز:
الف) طبع و نشر عشراتِ عنوانِ کتبٍ، کتیبة، نشرة شهریّة، مع إقامة مسابقات القِراءة
ب) إنتاجُ مئات أجهزةٍ تحقیقیّة و مکتبیة، قابلة للتشغیل فی الحاسوب و المحمول
ج) إنتاج المَعارض ثـّـُلاثیّةِ الأبعاد، المنظر الشامل (= بانوراما)، الرّسوم المتحرّکة و... الأماکن الدینیّة، السیاحیّة و...
د) إبداع الموقع الانترنتی "القائمیّة" www.Ghaemiyeh.com و عدّة مَواقِعَ اُخـَرَ
ه) إنتاج المُنتـَجات العرضیّة، الخـَطابات و... للعرض فی القنوات القمریّة
و) الإطلاق و الدَّعم العلمیّ لنظام إجابة الأسئلة الشرعیّة، الاخلاقیّة و الاعتقادیّة (الهاتف: 00983112350524)
ز) ترسیم النظام التلقائیّ و الیدویّ للبلوتوث، ویب کشک، و الرّسائل القصیرة SMS
ح) التعاون الفخریّ مع عشراتِ مراکزَ طبیعیّة و اعتباریّة، منها بیوت الآیات العِظام، الحوزات العلمیّة، الجوامع، الأماکن الدینیّة کمسجد جَمکرانَ و...
ط) إقامة المؤتمَرات، و تنفیذ مشروع "ما قبلَ المدرسة" الخاصّ بالأطفال و الأحداث المُشارِکین فی الجلسة
ی) إقامة دورات تعلیمیّة عمومیّة و دورات تربیة المربّـِی (حضوراً و افتراضاً) طیلة السَّنـَة
المکتب الرّئیسیّ: إیران/أصبهان/ شارع"مسجد سیّد"/ ما بینَ شارع"پنج رَمَضان" ومُفترَق"وفائی"/بنایة"القائمیّة"
تاریخ التأسیس: 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریة القمریّة)
رقم التسجیل: 2373
الهویّة الوطنیّة: 10860152026
الموقع: www.ghaemiyeh.com
البرید الالکترونی: Info@ghaemiyeh.com
المَتجَر الانترنتی: www.eslamshop.com
الهاتف: 25-2357023- (0098311)
الفاکس: 2357022 (0311)
مکتب طهرانَ 88318722 (021)
التـِّجاریّة و المَبیعات 09132000109
امور المستخدمین 2333045(0311)
ملاحَظة هامّة:
المیزانیّة الحالیّة لهذا المرکز، شـَعبیّة، تبرّعیّة، غیر حکومیّة، و غیر ربحیّة، اقتـُنِیَت باهتمام جمع من الخیّرین؛ لکنـَّها لا تـُوافِی الحجمَ المتزاید و المتـَّسِعَ للامور الدّینیّة و العلمیّة الحالیّة و مشاریع التوسعة الثـَّقافیّة؛ لهذا فقد ترجَّی هذا المرکزُ صاحِبَ هذا البیتِ (المُسمَّی بالقائمیّة) و مع ذلک، یرجو مِن جانب سماحة بقیّة الله الأعظم (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرَجَهُ الشَّریفَ) أن یُوفـِّقَ الکلَّ توفیقاً متزائداً لِإعانتهم - فی حدّ التـّمکـّن لکلّ احدٍ منهم – إیّانا فی هذا الأمر العظیم؛ إن شاءَ اللهُ تعالی؛ و اللهُ ولیّ التوفیق.