علي عليه‌السلام في القرآن

اشارة

‏سرشناسه : عسكري، مرتضي، - ۱۲۹۳
‏عنوان و نام پديدآور : علي (ع) في القرآن/ تاليف مرتضي العسكري.
‏مشخصات نشر : قم: كليه اصول الدين، ۱۴۲۲ق. = ۱۳۸۰.
‏مشخصات ظاهري : [۷۱] ص
‏فروست : (علي مائده الكتاب و السنه‌۱۷)
‏شابك : 964-93241-0-0۱۵۰۰ريال
‏وضعيت فهرست نويسي : فهرستنويسي قبلي
‏يادداشت : عربي
‏يادداشت : كتابنامه به‌صورت زيرنويس
‏موضوع : علي‌بن ابي‌طالب(ع)، امام اول، ۲۳ قبل از هجرت - ۴۰ق. -- جنبه‌هاي قرآني
‏شناسه افزوده : دانشكده اصول دين
‏رده بندي كنگره : ‏BP۱۰۴/ع۸‏ع۵ ۱۳۸۰
‏رده بندي ديويي : ۲۹۷/۱۵۹
‏شماره كتابشناسي ملي : م‌۸۰-۱۱۴۲۲

المقدمة

والحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة والسلام علي خير خلقه محمد وآله الطاهرين. وبعد، فان الباحث عن سيرة الامام علي في القرآن، قد يبحث عن كتابة الامام عليّ (عليه السلام)للقرآن وجمعه للقرآن بعد وفاة الرسول (ص). وقد يبحث عن تفسيرالامام عليّ (عليه السلام)للقرآن تنزيلا وتـأويلا. فهـو الـقائل: سلوني عن كتاب الله فو الله ما من آية الا أنا اعلم أبليل نزلت ام بنهار؟ أم في سهل أم في جبل [1] . وقد يبحث علي تمثّل القرآن في عليّ (عليه السلام)عقيدةً وسلوكاً، فلقد قال النبي (صلي الله عليه وآله وسلم): عليّ مع القرآن والقرآن مع علي لن يفترقا حتي يردا عليَّ الحوض [2] . أما نحن فقد تناولنا في بحثنا هذا «علي في القرآن» بعض الآيات التي نزلت بشأن عليّ (عليه السلام) فلقد نقل الخطيب البغدادي في تاريخه عن ابن عباس قوله: نزلت في عليّ (عليه السلام)ثلاثمائة آية [3] وروي الشبلنجي عن ابن عباس قوله: ما نزل في أحد من كتاب الله تعالي ما نزل في عليّ (عليه السلام) [4] . وقد اعتمدنا في ذلك علي أهم المصادر التفسيرية والروائية من المدرستين ـ مدرسة الخلفاء ومدرسة أهل البيت (عليهم السلام) ـ سائلين المولي سبحانه التوفيق والسداد، إنه ولي التوفيق. مرتضي العسكري

ما نزل في علي خاصة

فممّا نزل فيه قوله عزّ اسمه: (الذِينَ يُنْفِقُونَ أَموالَهُمْ بِالليلِ وَالنهَارِ سِرّاً وَعَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) [5] . فقد روي عبدالوهاب بن مجاهد عن أبيه عن ابن عباس في قوله تعالي: (الذِينَ يُنْفِقُونَ أَموالَهُم) قال: نزلت في علي بن أبي طالب، كان عنده أربعة دراهم فأنفق في الليل واحداً وبالنهار واحداً وفي السرّ واحداً وفي العلانية واحداً [6] . ومما نزل فيه قوله تعالي: (وَمِنَ الناسِ مَنْ يَشري نَفسَهُ ابْتغَاءَ مَرْضَاتِ اللهِ وَاللهُ رَءُوفٌ بِالعِبَادِ) [7] . فقد روي عبدالرحمن بن ميمون قال: حدثني ابي عن عبدالله بن عباس انه سمعه يقول: أنام رسول الله علياً علي فراشه ليلة انطلق الي الغار فجاء ابوبكر يطلب رسول الله فاخبره علي أنه انطلق، فاتبعه ابوبكر وباتت قريش تنظر علياً وجعلوا يرمونه، فلما اصبحوا اذا هم بعلي، فقالوا اين محمد؟ قال: لا علم لي به. فقالوا: قد انكرنا تضوّرك [8] كنا نرمي محمداً فلا يتضوّر وأنت تتضوّر. وفيه نزلت هذه الآية (وَمِنَ الناسِ مَنْ يَشري نَفسَهُ ابْتغَاءَ مَرْضَاتِ اللهِ). وفي ذلك يقول علي (عليه السلام): وقيت بنفسي خير من وطئ الحصي++ وأكرم خلق طاف بالبيت والحجر وبتُّ اراعي منهم ما ينوبني++ وقد صبرت نفسي علي القتل والأسر محمّد لما خاف ان يمكروا به++ فنجّاه ذو الطول العظيم من المكر وبات رسول الله في الغار آمناً++ فما زال في حفظ الإله وفي ستر [9] . وهناك آيات أخري أيضاً نزلت في علي (عليه السلام) خاصة، سنتعرّض لها في البحوث المقبلة.

ما نزل في أهل البيت

فممّا نزلت فيهم سورة هل أتي (سورة الإنسان) عن مجاهد عن ابن عباس قال: في قوله تعالي: (يُوفُونَ بِالنذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً وَيُطْعِمُونَ الطعَامَ عَلَي حُبّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً) [10] قال: مرض الحسن والحسين (عليهما السلام) فعادهما جدهما رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم)وعادهما عامة العرب، فقالوا: يا ابا الحسن لو نذرت علي ولدك نذراً، فقال علي (عليه السلام): إن برئا مما بهما صمت لله عز وجل ثلاثة أيام شكراً، وقالت فاطمة (عليها السلام)كذلك، وقالت جارية ـ يقال لها فضة نوبية ـ إن برئا سيداي صمت لله عز وجل شكراً فاُلبس الغلامان العافية وليس عند آل محمد قليل ولا كثير، فانطلق علي (عليه السلام)إلي شمعون الخيبري فاستقرض منه ثلاثة أصواع من شعير فجاء بها فوضعها، فقامت فاطمة (عليها السلام) إلي صاع فطحنته واختبزته وصلي عليّ (عليه السلام) مع رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم)، ثم أتي المنزل فوضع الطعام بين يديه إذ أتاه مسكين فوقف بالباب فقال: السلام عليكم أهل بيت محمد، مسكين من أولاد المسلمين أطعموني أطعمكم الله عزّ وجل من موائد الجنة، فسمع عليّ (عليه السلام) فأمرهم فأعطوه الطعام ومكثوا يومهم وليلتهم لم يذوقوا إلاّ الماء، فلما كان اليوم الثاني قامت فاطمة (عليها السلام) إلي صاع وخبزته وصلي عليّ (عليه السلام)مع النبي (صلي الله عليه وآله وسلم)ووضع الطعام بين أيديهم، إذ أتاهم يتيم فوقف بالباب وقال: السلام عليكم أهل بيت محمد يتيم بالباب من أولاد المهاجرين استشهد والدي، فأعطوه الطعام فمكثوا يوماً لم يذوقوا إلاّ الماء، فلما كان اليوم الثالث قامت فاطمة (عليها السلام) إلي الصاع الباقي فطحنته واختبزته فصلّي عليّ (عليه السلام)مع النبي (صلي الله عليه وآله وسلم)ووضع الطعام بين يديه، إذ أتاهم أسير فوقف بالباب وقال: السلام عليكم يا أهل بيت النبوة تأسروننا ولا تطعموننا، أطعموني فاني أسير فأعطوه الطعام ومكثوا ثلاثة أيام ولياليها لم يذوقوا إلاّ الماء، فأتاهم رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) فرأي ما بهم من الجوع، فأنزل الله تعالي: (هَلْ أَتي عَلَي الإنسانِ حِينٌ مِنَ الدّهرِ ـ إلي قوله ـ لا نُريدُ مِنكُمْ جَزاءً وَلا شُكُوراً) [11] . ومما نزل فيهم قوله سبحانه: (وَيُؤثِرُونَ علي أنفُسِهِمْ ولَو كانَ بِهمْ خَصاصةٌ) [12] . عن أبي هريرة: أن رجلا جاء إلي النبي (صلي الله عليه وآله وسلم) فشكا إليه الجوع فبعث الي بيوت أزواجه، فقلن ما عندنا إلاّ الماء! فقال (صلي الله عليه وآله وسلم): من لهذا الليلة؟ فقال علي: أنا يا رسول الله. فأتي فاطمة فأعلمها فقالت: ما عندنا إلاّ قوت الصبية، ولكنّا نؤثر به ضيفنا! فقال علي (عليه السلام): نوّمي الصبية، وأنا اطفئ للضيف السراج، ففعلت وعشّي الضيف، فلما أصبح أنزل الله عليهم هذه الآية: (وَيُؤثِرُونَ علي أنفُسِهِم)الآية [13] . ومما نزل فيهم قوله تعالي: (فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبنَاءَنَا وَأَبنَاءَكُمْ وَنِساءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللهِ عَلَي الْكاذِبِينَ) [14] . عن جابر بن عبدالله قال: قدم وفد نجران علي النبي (صلي الله عليه وآله وسلم) العاقب والسيد فدعاهما الي الإسلام، فقالا: أسلمنا قبلك، قال: كذبتما، إن شئتما أخبرتكما بما يمنعكما من الإسلام، فقالا: هات أنبئنا، قال: حبّ الصليب وشرب الخمر وأكل لحم الخنزير، فدعاهما الي الملاعنة فوعداه علي أن يغادياه بالغداة، فغدا رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) فأخذ بيد علي وفاطمة وبيد الحسن والحسين (عليهم السلام) ثم أرسل اليهما فأبيا أن يجيبا فأقرّوا له بالخراج، فقال النبي (صلي الله عليه وآله وسلم): والذي بعثني بالحق لو فعلا لمطر الوادي ناراً، قال، قال جابر: فنزلت فيهم هذه الآية: (فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبنَاءَنَا وَأَبنَاءَكُمْ وَنِساءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُم) قال: قال الشعبي: أبناءنا الحسن والحسين (عليهما السلام) ونساءنا فاطمة (عليها السلام)وأنفسنا علي بن أبي طالب (عليه السلام) [15] . قال ابن حجر: وأخرج الدارقطني أن علياً (عليه السلام) يوم الشوري احتج علي أهلها فقال لهم: اُنشدكم بالله هل فيكم أحد أقرب إلي رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) في الرحم مني؟ ومن جعله (صلي الله عليه وآله وسلم) نفسه وأبناءه أبناءه ونساءه نساءه غيري؟ قالوا: اللهم لا. الحديث [16] . ومما نزل فيهم قوله تعالي: (إني جَزَيتُهُمُ اليَومَ بِمَا صَبَرُوا أَنّهُمْ هُمُ الْفائِزُونَ) [17] عن عبدالله بن مسعود في قول الله تعالي: (إنّي جَزَيتُهُم اليَومَ بما صَبَرُوا) يعني جزيتهم بالجنة اليوم بصبر علي بن ابي طالب وفاطمة والحسن والحسين في الدنيا علي الطاعات وعلي الجوع والفقر، وبما صبروا علي المعاصي وصبروا علي البلاء لله في الدنيا (أنّهم همُ الفائزونَ) والناجون من الحساب [18] . ومما نزل فيهم قوله سبحانه: (إِنّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرجْسَ أَهْلَ البَيتِ وَيُطَهّرَكُمْ تَطْهِيراً) [19] . عن ام سلمة تذكر أن النبي (صلي الله عليه وآله وسلم) كان في بيتها فأتته فاطمة (عليها السلام) ببرمة فيها حريرة فدخلت بها عليه، فقال لها: ادعي زوجك وابنيك قالت: فجاء علي والحسن والحسين (عليهم السلام)فدخلوا عليه، فجلسوا يأكلون من تلك الحريرة وهو علي منامة له، وكان تحته كساء له خيبري قالت: وأنا اُصلي في الحجرة فأنزل الله عز وجل هذه الآية (إِنّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرجْسَ أَهْلَ البَيتِ وَيُطَهّرَكُمْ تَطْهِيراً)قالت: فأخذ فضل الكساء فغشاهم به، ثم أخرج يده فألوي بها إلي السماء، ثم قال: اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا، قالت: فأدخلت رأسي البيت فقلت وأنا معكم يا رسول الله؟ قال: إنك علي خير [20] . وعن أنس بن مالك ان النبي (صلي الله عليه وآله وسلم) كان يمرّ ببيت فاطمة (عليها السلام) ستة أشهر وهو منطلق إلي صلاة الصبح ويقول: الصلاة أهل البيت (إِنّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرجْسَ أَهْلَ البَيتِ وَيُطَهّرَكُمْ تَطْهِيراً) [21] . ومما نزل فيهم قوله تعالي: (مَرَجَ البَحرَينِ يَلتَقِيَانِ) [22] . عن الضحاك في قوله تعالي: (مَرَجَ البَحرَينِ يَلتَقِيَانِ) قال: علي وفاطمة، (بَينَهُما بَرزَخٌ لا يَبغِيانِ) [23] قال النبي (صلي الله عليه وآله وسلم): (يَخرجُ مِنهُما اللؤلؤُ والمرجَانُ) [24] قال: الحسن والحسين [25] . ومما نزل فيهم قوله سبحانه: (وَالذِينَ آمَنُوا وَاتّبَعَتهُمْ ذُريتُهُم بإيمان أَلحَقنَا بِهِمْ ذُريتَهُمْ وَمَا ألَتْنَاهُم منْ عَمَلِهِم من شَيء) [26] . عن ابن عباس في قوله تعالي: (وَالذِينَ آمَنُوا وَاتّبَعَتهُمْ ذُريتُهُم) قال نزلت في النبي وعلي وفاطمة والحسن والحسين [27] . ومنها قوله عزّ اسمه: (قُلْ لا أسئلُكُمْ عَلَيهِ أجراً إلاّ الْموَدّةَ في القُربَي) [28] . عن ابن عباس: لما نزلت (قُلْ لا أسئلُكُمْ عَلَيهِ أجراً...) قالوا: يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودّتهم؟ قال: علي وفاطمة وابناهما [29] . ومنها قوله سبحانه: (أولئِكَ الذِينَ يَدعُونَ يَبتَغُونَ إلي رَبّهِمُ الوَسِيلَةَ) [30] . عن عكرمة في قوله: (أولئِكَ الذِينَ يَدعُونَ يَبتَغُونَ إلي رَبّهِمُ الوَسِيلَةَ)، هم النبي وعليّ وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) [31] .

ما نزل في علي و شيعته

فمنها قوله عزّ اسمه: (إنّ الذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصالحاتِ أُولئكَ هُم خَيرُ البَريةِ) [32] . أخرج ابن عساكر عن جابر بن عبدالله، قال: كنّا عند النبي (صلي الله عليه وآله وسلم) فأقبل علي (عليه السلام)فقال النبي (صلي الله عليه وآله وسلم): والذي نفسي بيده إنّ هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة ونزلت: (إنّ الذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصالحاتِ أُولئكَ هُم خَيرُ البَريةِ) فكان أصحاب النبي إذا أقبل علي (عليه السلام)قال جاء خير البرية [33] . ومما نزل فيهم هو قوله سبحانه: (أُولئكَ هُمُ المُفلِحُونَ) [34] . عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: قال لي سلمان الفارسي: ما طلعتَ علي رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) يا أبا حسن وانا معه إلاّ ضرب بين كتفيّ وقال: يا سلمان هذا وحزبه هم الفائزون [35] .

ما نزل في علي و غيره

فمنها قوله جلّ ذكره: (فأُولئكَ مَعَ الذينَ أَنعمَ اللهُ عَلَيهمْ مِنَ النبيينَ والصديقينَ والشهَداءِ والصالِحينَ وَحَسُنَ أولئكَ رَفِيقاً) [36] . عن داوود بن سليمان قال: حدّثني علي بن موسي الرضا عن آبائه عن علي (عليه السلام)قال: قال رسول الله في هذه الآية: من النبيين: محمد، ومن الصديقين: علي بن أبي طالب، ومن الشهداء: حمزة، ومن الصالحين: الحسن والحسين، وحسن اولئك رفيقاً. قال: القائم من آل محمد [37] . ومنها قوله عزّ اسمه: (وإذا جَاءَكَ الذينَ يُؤمنُونَ بآياتِنا فقُلْ سَلامٌ عَلَيكُم كَتَبَ رَبكُمْ عَلَي نَفْسِهِ الرحمَةَ) [38] . عن ابن عباس قال: نزلت في علي بن أبي طالب وحمزة وجعفر وزيد صلوات الله عليهم أجمعين [39] . ومنها قوله تعالي: (وعَلي الاعرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلا بسيماهُم) [40] . أخرج الثعلبي في تفسير هذه الآية عن ابن عباس أنه قال: الأعراف موضع عال من الصراط، عليه العباس وحمزة وعلي بن أبي طالب وجعفر ذو الجناحين يعرفون محبّيهم ببياض الوجوه ومبغضيهم بسواد الوجوه [41] . ومنها قوله: (أَنزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلي رَسُولِهِ وعَلَي المُؤمِنينَ) [42] . عن الضحاك بن مزاحم قال: نزلت في الذين ثبتوا مع رسول الله: علي والعباس وحمزة في نفر من بني هاشم [43] . ومنها قوله تعالي: (إنّمَا المؤمنُونَ الذِينَ آمنُوا باللهِ ورَسُولِهِ ثُمّ لَمْ يَرتَابُوا وجاهَدُوا بأموالِهمْ وأنفُسِهِمْ في سَبيلِ اللهِ أولئكَ هُمُ الصادِقُونَ) [44] . عن ابن عباس في قوله تعالي: (إنّمَا المؤمنُونَ الذِينَ آمنُوا) قال: يعني صدّقوا بالله ورسوله ثم لم يشكّوا في إيمانهم. نزلت في علي بن أبي طالب وحمزة بن عبدالمطلب وجعفر الطيار. ثم قال: (وجاهَدُوا ـ الأعداء في سبيل الله وفي طاعته ـ بأموالِهمْ وأنفُسِهِمْ أولئكَ هُمُ الصادِقُونَ) يعني في إيمانهم فشهد الله لهم بالصدق والوفاء [45] . ومنها قوله تعالي: (مِنَ المؤمِنينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عاهدُوا اللهَ عَلَيهِ فَمِنهُم مَن قَضي نَحبَهُ ومِنهُم مَن يَنتَظِرُ وما بَدّلُوا تَبدِيلاً) [46] . قال الحافظ الذهبي: سئل علي وهو علي منبر الكوفة عن قوله تعالي: (رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عاهدُوا اللهَ عَلَيهِ فَمِنهُم مَن قَضي نَحبَهُ ومِنهُم مَن يَنتَظِرُ)فقال: اللهم اغفر، هذه الآية نزلت فيّ وفي عمي حمزة، وفي عمي عبيدة بن الحارث بن عبدالمطلب. فأما عبيدة فقضي نحبه شهيداً يوم بدر، وأما حمزة فقضي نحبه شهيداً يوم اُحد، وأما أنا فأنتظر اشقاها يخضب هذه من هذا ـ واشار إلي لحيته ورأسه ـ عهدٌ عهده إليّ حبيبي ابو القاسم (صلي الله عليه وآله وسلم) [47] . ومنها قوله تعالي: (أفَمَن وَعَدنَاهُ وَعداً حَسَناً فَهُوَ لاقِيهِ كَمَن متعناهُ مَتاعَ الحَيَاةِ الدنيا ثُمّ هُوَ يَوْمَ القِيامَةِ مِنَ المحضَرِينَ) [48] . عن مجاهد في قوله تعالي: (أفَمَن وَعَدنَاهُ وَعداً حَسَناً فَهُوَ لاقِيهِ) قال: نزلت في علي وحمزة، (كَمَن متعناهُ مَتاعَ الحَيَاةِ الدُنيا) يعني ابا جهل [49] .

ما نزل في أعداء علي

منها قوله عزّ اسمه: (والذينَ يُؤذُونَ المؤمنينَ وَالمُؤمناتِ بِغَيرِ ما اكتَسَبُوا فَقَد احتَمَلُوا بُهتاناً وَإثماً مبِيناً) [50] . قال مقاتل: نزلت في علي بن أبي طالب (عليه السلام) وذلك ان اُناساً من المنافقين كانوا يؤذونه ويسمعونه [51] . ومنها قوله تعالي: (إنّ الذِينَ أَجرَمُوا كَانُوا مِنَ الذِينَ آمَنُوا يَضحَكُونَ) [52] . قال الزمخشري: قيل: جاء علي بن أبي طالب في نفر من المسلمين فسخر منهم المنافقون وضحكوا وتغامزوا ثم رجعوا إلي اصحابهم فقالوا: رأينا اليوم الأصلع، فضحكوا منه، فنزلت قبل أن يصل عليٌّ الي رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) [53] . ومنها قوله عزّ اسمه: (فَلَما رَأوهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الذِينَ كَفَرُوا) [54] . عن الأعمش قال: لما رأوا ما لعلي بن أبي طالب عند الله من الزلفي سيئت وجوه الذين كفروا [55] . ومنها قوله تعالي: (فَسَتُبصِرُ وَيُبْصِرُونَ بِأيّكُمُ المفتُونُ) [56] . عن كعب بن مسعود وعبدالله بن مسعود قالا: قال النبي (صلي الله عليه وآله وسلم) وسئل عن علي فقال: علي أقدمكم إسلاماً وأوفركم إيماناً وأكثركم علماً وأرجحكم حلماً وأشدّكم في الله غضباً، علّمته علمي واستودعته سرّي ووكلته بشأني، فهو خليفتي في أهلي وأميني في امّتي. فقال بعض قريش: لقد فتن عليٌ رسول الله حتي ما يري به شيئاً! فأنزل الله تعالي: (فَسَتُبصِرُ وَيُبْصِرُونَ بِأيّكُمُ المفتُونُ) [57] . ومنها قوله تعالي: (سَألَ سَائِلُ بِعَذَاب وَاقِع) [58] . عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي (عليهم السلام) قال: لما نصب رسول الله علياً يوم غدير خمّ فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، طار ذلك في البلاد، فقدم علي رسول الله النعمان بن الحرث الفهري فقال: أمرتنا عن الله أن نشهد أن لا إله إلاّ الله، وأنك رسول الله، وأمرتنا بالجهاد والحج والصلاة والزكاة والصوم فقبلناها منك، ثم لم ترض حتي نصبت هذا الغلام فقلت: من كنت مولاه فهذا مولاه. فهذا شيء منك أو أمر من عند الله؟ قال: والله الذي لا إله إلاّ هو إنّ هذا من الله. قال: فولي النعمان وهو يقول: اللهم إن كان هذا هو الحقّ من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم. فرماه الله بحجر علي رأسه فقتله فأنزل الله تعالي: (سَألَ سَائِلُ...) [59] . ومنها قوله تعالي: (وَلَتَعرِفَنّهُمْ في لَحنِ القَولِ) [60] . عن ابي سعيد الخدري في قوله عزّ وجل: (وَلَتَعرِفَنّهُمْ في لَحنِ القَولِ)قال: ببغضهم علي بن أبي طالب [61] . ومنها قوله عز اسمه: (أَفَمَن كَانَ مُؤمِناً كَمَن كانَ فَاسِقاً لا يَستَوونَ) [62] . عن ابن عباس قال: انتدب عليٌ والوليد بن عقبة فقال الوليد: أنا أحدّ منك سناناً وأسلط منك لساناً وأملأ منك حشواً في الكتيبة. فقال له علي: اسكت يا فاسق، فأنزل الله هذه الآية [63] . ومنها قوله جلّ ذكره: (أَلقِيَا في جَهَنّم كُلّ كَفّار عَنِيد) [64] . أخبرنا شريك بن عبدالله قال: كنت عند الأعمش وهو عليل، فدخل عليه أبو حنيفة وابن شبرمة وابن أبي ليلي فقالوا له: يا أبا محمد إنك في آخر يوم من أيام الدنيا، وأول يوم من ايام الآخرة، وقد كنت تحدّث في علي بن أبي طالب بأحاديث فتب إلي الله منها! فقال: أسندوني أسندوني، فاُسند، فقال: حدثنا أبو المتوكل الناجي عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم): إذا كان يوم القيامة يقول الله تعالي لي ولعلي: ألقيا في النار من أبغضكما وأدخلا الجنة من أحبّكما، فذلك قوله تعالي: (أَلقِيَا في جَهَنّم كُلّ كَفّار عَنِيد)، فقال أبوحنيفة للقوم: قوموا بنا لا يجيء بشيء أشدّ من هذا [65] .

ما نزل في محبة علي و ولائه و لزوم الاقتداء به

فمنها قوله تعالي: (يا أيّها الذِينَ آمَنُوا اتقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصادِقينَ) [66] . عن ابي جعفر (عليه السلام) في قوله تعالي: (يا أيّها الذِينَ آمَنُوا اتقُوا...) قال: مع علي بن أبي طالب [67] . ومنها قوله عزّ اسمه: (إنّ الذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصالحاتِ سَيَجعَلُ لَهُمُ الرحمانُ وُدّاً) [68] . عن علي بن موسي الرضا عن آبائه (عليهم السلام) عن جابر بن عبدالله قال: قال رسول الله لعلي بن أبي طالب: يا علي! قل رب اقذف لي المودّة في قلوب المؤمنين، ربّ اجعل لي عندك عهداً، ربّ اجعل لي عندك ودّاً. فأنزل الله تعالي: (إنّ الذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصالحاتِ سَيَجعَلُ لَهُمُ الرحمانُ وُدّاً) فلا تلقي مؤمناً ولا مؤمنة إلاّ وفي قلبه ودّاً لأهل البيت [69] . ومنها قوله عزّ اسمه: (إنّما أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوم هَاد) [70] . عن ابن عباس قال: وضع رسول الله يده علي صدره، فقال: أنا المنذر، ثمّ أومأ الي منكب علي (عليه السلام) وقال: أنت الهادي، بل يهتدي بك المهتدون من بعدي [71] . ومنها قوله جلّ ذكره: (وَلَما ضُرِبَ ابنُ مَريَمَ مَثَلاً إذَا قَومُكَ مِنهُ يَصِدّونَ) [72] . عن علي (عليه السلام) قال: جئت الي النبي يوماً فوجدته في ملأمن قريش، فنظر إليّ ثم قال: يا علي إنما مثلك في هذه الأمة كمثل عيسي بن مريم أحبّه قوم فأفرطوا، وأبغضه قوم فأفرطوا فيه. قال: فضحك الملأ الذين عنده ثم قالوا: انظروا كيف شبّه ابن عمه بعيسي بن مريم! قال: فنزل الوحي: (وَلَما ضُرِبَ ابنُ مَريَمَ مَثَلاً إذَا قَومُكَ مِنهُ يَصِدّونَ)قال ابوبكر عيسي بن عبدالله: يعني يضجّون [73] . ومنها قوله تعالي: (مَن جَاءَ بِالحَسَنَةِ فَلَهُ خَيرٌ مِنها وَهُم مِن فَزَع يَومَئِذ آمِنُونَ وَمَن جَاءَ بِالسيئَةِ فَكُبّتْ وُجُوهُهُمْ في النارِ) [74] . عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: دخل أبو عبدالله الجدلي علي أمير المؤمنين فقال له: يا أبا عبدالله ألا اخبرك بقول الله تعالي: (مَن جَاءَ بِالحَسَنَةِ...)؟ قال: بلي جعلت فداك. قال الحسنة حبّنا أهل البيت، والسيئة بغضنا، ثمّ قرأ الآية [75] .

ما نزل في سبقه إلي الاسلام

منها قوله سبحانه: (وَأقيمُوا الصلاةَ وَآتُوا الزكَاةَ وَاركَعُوا مَعَ الراكعينَ) [76] . عن ابن عباس في قوله تعالي: (وَاركَعُوا) أنّها نزلت في رسول الله وعلي بن أبي طالب وهما أول من صلّي وركع [77] . ومنها قوله تعالي: (إنّ رَبّكَ يَعلَمُ أنّكَ تَقُومُ أَدنَي مِن ثُلُثَي الليلِ وَنِصفَهُ وَثُلُثَهُ وَطائِفَةٌ مِنَ الذِينَ مَعَكَ) [78] . عن ابن عباس في قوله تعالي: (إنّ رَبّكَ يَعلَمُ أنّكَ ـ يا محمد ـ تَقُومُ ـ تصلي ـ أَدنَي مِن ثُلُثَي الليلِ وَنِصفَهُ وَثُلُثَهُ وَطائِفَةٌ مِنَ الذِينَ مَعَكَ) قال: فأول من قام الليل معه عليٌ وأول من بايع معه علي، وأول من هاجر معه علي [79] . ومنها قوله سبحانه: (والذي جاءَ بِالصدقِ وَصَدّقَ بِهِ أُولئكَ هُمُ المُتقُونَ) [80] . عن ابن الطفيل عن عليّ (عليه السلام) قال: الذي جاء بالصدق رسول الله، وصدّق به أنا، والناس كلهم مكذّبون كافرون غيري [81] . ومنها قوله جلّ ذكره: (الذينَ آمَنُوا وَلَم يَلبِسُوا إيمانَهُم بِظُلم أولئكَ لَهُمُ الأمنُ وَهُم مُهتَدُونَ) [82] . عن مجاهد عن ابن عباس في قوله الله تعالي: (الذينَ آمَنُوا) يعني صدّقوا بالتوحيد هو علي بن أبي طالب (وَلَم يَلبِسُوا) يعني لم يخلطوا، نظيرها: (لِمَ تَلبِسُونَ الحَقَّ بالباطلِ)يعني لِمَ تخلطون؟ ولم يخلطوا إيمانهم (بِظُلم)يعني الشرك، قال ابن عباس: والله ما آمن أحد إلاّ بعد شرك ما خلا علياً، فإنّه آمن بالله من غير ان يشرك به طرفة عين. (أولئكَ لَهُمُ الأمنُ) من النار والعذاب، (وَهُم مُهتَدُونَ) يعني مرشدون الي الجنة يوم القيامة بغير حساب، فكان عليّ أول من آمن به وهو من ابناء سبع سنين [83] . ومنها قوله عزّ ذكره: (وَمَن يُسلِم وَجهَهُ إلي اللهِ وَهُوَ مُحسِنٌ فَقَدِ استَمسَكَ بِالعُروَةَ الوُثقَي) [84] . عن أنس بن مالك في قوله: (وَمَن يُسلِم وَجهَهُ إلي اللهِ) قال: نزلت في علي بن أبي طالب، كان أول من أخلص لله الإيمان، وجعل نفسه لله، (وَهُوَ مُحسِنٌ)يقول: مؤمن مطيع (فَقَدِ استَمسَكَ بِالعُروَةَ الوُثقَي) هي قول: لا إله إلاّ الله، وإلي الله ترجع الأمور [85] . ومنها قوله تعالي: (الذينَ يَحمِلُونَ العَرشَ وَمَن حَولَهُ يُسَبّحُونَ بِحَمدِ رَبّهِم وَيؤمِنُونَ بِهِ وَيَستَغفِرُونَ لِلذِينَ آمَنُوا رَبّنا وَسِعتَ كُلّ شَيء رحمَةً وَعِلماً فَاغفِر لِلذِينَ تابُوا وَاتبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِم عَذَابَ الجَحِيمِ رَبّنَا وَأَدخِلهُم جَناتِ عَدن التي وَعَدتّهُم وَمَن صَلحَ مِن آبائِهِم وَأزواجِهِم وَذُرّياتِهِم إنّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ وَقِهِم السيئاتِ وَمَن تَقِ السيئاتِ يَومَئِذ فَقَد رَحِمتَهُ وَذلِكَ هُوَ الفَوزُ العَظِيمُ) [86] . عن أبي الأسود الدوئلي قال: قال علي (عليه السلام): لقد مكثت الملائكة سنين وأشهراً لا يستغفرون إلاّ لرسول الله ولي، وفينا نزلت هاتان الآيتان: (الذينَ يَحمِلُونَ العَرشَ وَمَن حَولَهُ ـ إلي قوله ـ العَزِيزُ الحَكِيمُ) فقال قوم من المنافقين: من كان من آبائهم وذرياتهم الذين اُنزلت فيهم هذه الآيات؟ فقال علي (عليه السلام): سبحان الله، أمّا من آبائنا: إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب! أليس هؤلاء من آبائنا [87] ؟ ومنها قوله سبحانه: (وَالسابِقُونَ السابِقُونَ أُولئِكَ المُقَربُونَ) [88] . عن عبدالله بن عباس في قوله تعالي: (وَالسابِقُونَ السابِقُونَ) قال: يوشع بن نون إلي موسي وشمعون بن يوحنا إلي عيسي وعلي بن أبي طالب إلي النبي [89] . ومنها قوله عزّ اسمه: (وَأَصحابُ اليمينِ ما أصحابُ اليمينِ) [90] . عن جابر الجعفي عن أبي جعفر محمد بن علي قال: قال علي بن أبي طالب (عليه السلام): اُنزلت النبوة علي محمد (صلي الله عليه وآله وسلم) يوم الأثنين وأسملت غداة يوم الثلاثاء فكان النبي (صلي الله عليه وآله وسلم)يصلّي وأنا أصلّي عن يمينه وما معه أحد من الرجال غيري فأنزل الله (وَأَصحابُ اليمينِ)إلي آخر الآية [91] . ومنها قوله سبحانه: (والذينَ جاءوا مِن بَعدِهِم يَقُولُونَ رَبّنا اغفِر لَنا وَلإخوانِنا الذينَ سَبَقُونا بِالإيمانِ) [92] . عن ابن عباس قال: فرض الاستغفار لعلي في القرآن علي كل مسلم. وهو قوله تعالي: (رَبّنَا اغفِرْ لَنا وَلإخوانِنَا الذِينَ سَبَقُونا بِالإيمانِ) وهو السابق [93] . ومنها قوله تعالي: (أَجَعَلتُم سِقَايَةَ الحَاجِ وَعِمَارَةَ المَسجِدِ الحَرامِ كَمَن آمَنَ بِاللهِ وَاليَومِ الآخرِ) [94] . عن أنس قال: قعد العباس وشيبة يفتخران فقال له العباس: أنا أشرف منك، أنا عم رسول الله ووصي أبيه وساقي الحجيج. فقال شيبة: أنا أشرف منك، أنا أمين الله علي بيته وخازنه، أفلا أئتمنك كما أئتمنني؟ فاطلع عليهما علي (عليه السلام)فاخبراه بما قالا. فقال علي (عليه السلام): أنا أشرف منكما، أنا أول من آمن وهاجر، فانطلقوا ثلاثتهم إلي النبي فاخبروه، فما أجابهم بشيء، فانصرفوا فنزل عليه الوحي بعد أيام، فأرسل إليهم فقرأ: (أَجَعَلتُم سِقَايَةَ الحَاجِ) [95] .

ما نزل في شأنه مع النبي و نصرته له

فمنها قوله عز وجلّ: (فَإنّ اللهَ هُوَ مَولاهُ وَجِبرِيلُ وَصالِحُ المُؤمنينَ) [96] . قال رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) في قوله تعالي: (صالِحُ المُؤمنينَ) قال: هو علي بن أبي طالب (عليه السلام) [97] . ومنها قوله عزّ اسمه: (وَاجعَل لي وَزيراً مِن أَهلي هارُونَ أَخي اشدُد بِهِ أَزري وَأَشرِكهُ في أَمرِي) [98] . عن أسماء بنت عميس قالت: سمعت رسول الله يقول: اللهم اني أقول كما قال أخي موسي، اللهم اجعل لي وزيراً من أهلي علياً أخي، اشدد به أزري واشركه في أمري... [99] . ومنها قوله سبحانه: (وَقُل رَبّ أَدخِلني مُدخَلَ صِدق وَأَخرِجني مُخرَجَ صِدق وَاجعَل لي مِن لَدُنكَ سُلطاناً نصِيراً) [100] . عن عبدالله بن عباس في قوله تعالي: (وَقُل رَبّ أَدخِلني مُدخَلَ صِدق وَأَخرِجني مُخرَجَ صِدق وَاجعَل لي مِن لَدُنكَ سُلطاناً نصِيراً) قال: والله لقد استجاب الله لنبيّنا دعاءه، فأعطاه علي بن أبي طالب سلطاناً ينصره علي أعدائه [101] . ومنها قوله جلّ ذكره: (وَجَناتٌ من أَعناب وَزَرعٌ وَنَخِيلٌ صِنوَانٌ وَغَيرُ صِنوَان يُسقَي بِمَاء واحِد) [102] . عن جابر بن عبدالله قال: سمعت رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) يقول لعلي (عليه السلام): يا علي الناس من شجر شتّي وأنا وأنت من شجرة واحدة، ثم قرأ رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم): (وَجَناتٌ من أَعناب وَزَرعٌ وَنَخِيلٌ صِنوَانٌ وَغَيرُ صِنوَان يُسقَي بِمَاء واحِد) [103] . ومنها قوله سبحانه: (أَفَمَن كَانَ عَلَي بَيّنة من ربّهِ وَيَتلُوهُ شَاهِدٌ منهُ) [104] . عن عباد بن عبدالله عن علي (عليه السلام) في قوله تعالي: (أَفَمَن كَانَ عَلَي بَيّنة من ربّهِ)قال: هو رسول الله، (وَيَتلُوهُ شَاهِدٌ منهُ) قال: أنا الشاهد [105] . ومنها قوله تعالي: (هُوَ الذي أَيدَكَ بِنَصرِهِ وَبالمُؤمنِينَ) [106] . عن أبي هريرة قال: قال رسول الله: رأيت ليلة اُسري بي إلي السماء علي العرش مكتوباً: لا إله إلاّ أنا وحدي لا شريك لي ومحمد عبدي ورسولي، أيدته بعلي، فذلك قوله: (هُوَ الذي أَيدَكَ بِنَصرِهِ وَبالمُؤمنِينَ) [107] . ومما نزل في ذلك قوله تعالي: (وَمِنَ الناسِ مَن يَشري نَفسَهُ ابتغاءَ مَرضاتِ اللهِ وَاللهُ رَؤوفٌ بِالعبَادِ) [108] . وقد ذكرنا رواية ابن عباس في سبب نزولها سابقاً. ومنها قوله تعالي: (وَفي ذَلِكَ فَليَتَنافَسِ المُتَنافسُونَ) [109] . عن جابر أنّ النبي (صلي الله عليه وآله وسلم) في غزوة الطائف دعا علياً فانتجاه ثم قال: أيها الناس إنكم تقولون اني انتجيت علياً، ما أنا انتجيته، إنّ الله انتجاه، (وَفي ذَلِكَ فَليَتَنافَسِ المُتَنافسُونَ) [110] . ومنها قوله سبحانه: (يا أَيّهَا النبيُّ حَسبُكَ اللهُ وَمَنِ اتّبعَكَ مِنَ المؤمنينَ) [111] . عن جعفر بن محمد عن أبيه (عليهما السلام) في قوله تعالي: (يا أَيّهَا النبيُّ حَسبُكَ اللهُ وَمَنِ اتّبعَكَ مِنَ المؤمنينَ) قال: نزلت في علي (عليه السلام) [112] . ومنها قوله تعالي: (قُل هذِهِ سَبِيلي أَدعُوا إلي اللهِ عَلي بَصيرَة أنَا وَمَنِ اتّبَعَني) [113] . عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: (وَمَنِ اتّبَعَني): علي بن أبي طالب (عليه السلام) [114] . ومنها قوله سبحانه: (إنّما أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوم هاد) [115] . عن ابن عباس قال: لمّا نزلت (إنّما أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوم هاد) وضع يده علي صدره، فقال: أنا المنذر (وَلِكُلِّ قَوم هاد)، وأومأ إلي منكب علي (عليه السلام)فقال: أنت الهادي يا علي، بك يهتدي المهتدي بعدي [116] . ومنها قوله تعالي: (وَقُل جاءَ الحَقُّ وَزَهَقَ الباطِلُ إنّ الباطِلَ كَانَ زَهُوقاً) [117] . عن جابر بن عبدالله قال: دخلنا مع النبي مكة وحوله ثلاثمائة وستون صنماً يعبد من دون الله، فأمر بها رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) كلها لوجهها، وكان علي البيت صنم طويل يقال له هبل، فنظر رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) إلي أمير المؤمنين (عليه السلام)وقال له: يا علي تركب عليّ أو أركب عليك لتلقي هبل عن ظهر الكعبة؟ قلت: يا رسول الله بل أركبك، ونزل فطأطأ لي ظهره واستويت عليه، فوالذي فلق الحبة وبرأ النسمة لو أردت أن أمسّ السماء لمسستها بيدي، فألقيت هبل عن ظهر الكعبة، فأنزل الله تعالي: (وَقُل جاءَ الحَقُّ) يعني قول لا إله إلاّ الله محمد رسول الله (وَزَهَقَ الباطِلُ)يعني وذهبت عبادة الأصنام (إنّ الباطِلَ كَانَ زَهُوقاً) يعني ذاهباً. ثم دخل البيت فصلّي فيه ركعتين [118] .

ما نزل في ولايته

فمنها قوله تعالي: (لا يَتَكَلَّمُونَ إلاّ مَن أَذِنَ لَهُ الرحمـنُ وَقَالَ صَوَاباً) [119] . قال أبو جعفر (عليه السلام) في قوله تعالي: (يَومَ يَقُوُمُ الروحُ وَالملائِكَةُ صَفّاً لا يَتَكَلَّمُونَ إلاّ مَن أَذِنَ لَهُ الرحمـنُ) قال: إذا كان يوم القيامة خطف قول: لا إله إلاّ الله عن قلوب العباد في الموقف إلاّ من أقرّ بولاية علي (عليه السلام) وهو قوله: (إلاّ مَن أَذِنَ لَهُ الرحمـنُ) يعني من أهل ولاية علي (عليه السلام) فهم الذين يؤذن لهم بقول: لا إله إلاّ الله [120] . ومنها قوله سبحانه: (عَمَّ يَتَساءَلُونَ عَنِ النبَإِ العَظِيمِ) [121] . عن أبي حمزة الثمالي قال: سألت ابا جعفر (عليه السلام) عن قول الله تعالي: (عَمَّ يَتَساءَلُونَ عَنِ النبَإِ العَظِيمِ) فقال: كان علي (عليه السلام) يقول لأصحابه: أنا والله النبأ العظيم الذي اختلف فيّ جميع الاُمم بألسنتها، والله ما لله نبؤٌ أعظم منّي، ولا لله آية أعظم منّي [122] . وقال ابن العاص في قصيدته المعروفة بالجلجلية مخاطباً معاوية: نصرناك من جهلنا يا ابن هند++ علي النبأ الأعظم الأفضل [123] . ومنها قوله تعالي: (وَقِفُوهُم إِنّهُم مَسؤولُونَ) [124] . أخرج الديلمي عن أبي سعيد الخدري أنّ النبي (صلي الله عليه وآله وسلم) قال: (وَقِفُوهُم إِنَّهُم مَسؤولُونَ) عن ولاية علي (عليه السلام) [125] . ومنها قوله سبحانه: (يا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتقُوا اللهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نُوراً تَمشُونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [126] . عن سعد بن طريف عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله تعالي: (وَيَجعَل لَكُم نُوراً تَمشُونَ بِهِ)قال: من تمسك بولاية علي (عليه السلام) فله نور [127] . ومنها قوله تعالي ذكره: (فَوَرَبِّكَ لَنَسألَنّهُم أَجمَعِينَ) [128] . عن السدي في قوله تعالي: (فَوَرَبِّكَ لَنَسألَنّهُم أَجمَعِينَ) قال: عن ولاية علي (عليه السلام) [129] . ومنها قوله عز اسمه: (يُثَبّتُ اللهُ الذِينَ آمَنُوا بِالقَولِ الثابِتِ فِي الحَياةِ الدنيَا وَفي الآخِرَةِ) [130] . عن ابن عباس قال في قوله تعالي: (يُثَبّتُ اللهُ الذِينَ آمَنُوا بِالقَولِ الثابِتِ)قال: بولاية علي بن أبي طالب (عليه السلام) [131] . ومنها قوله تعالي: (وَاجنُبني وَبَنيَّ أَن نَعبُدَ الأصنَامَ) [132] . عن عبدالله بن مسعود قال: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم): أنا دعوة أبي إبراهيم، قلنا: يا رسول الله وكيف صرت دعوة أبيك إبراهيم؟ قال: اوحي الله عزّ وجلّ إلي إبراهيم اني جاعلك للناس إماماً. فاستخف إبراهيم الفرح فقال: يا ربّ ومن ذريتي أئمة مثلي؟ فأوحي الله عزّ وجلّ إليه ان يا إبراهيم إني لا اُعطيك عهداً لا أفي لك به. قال: يا رب ما العهد الذي لا تفي لي به؟ قال: لا أعطيك لظالم من ذريتك. قال: ومن الظالم من ولدي الذي لا يناله عهدك؟ قال: من سجد لصنم من دوني، لا أجعله إماماً أبداً، ولا يصلح أن يكون إماماً. قال إبراهيم: (وَاجنُبني وَبَنيَّ أَن نَعبُدَ الأصنَامَ رَبِّ إنّهُنّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِنَ الناسِ) قال النبي (صلي الله عليه وآله وسلم): فانتهت الدعوة إليّ وإلي أخي علي، لم يسجد أحد منّا لصنم قط، فاتخذني الله نبياً، وعلياً وصياً [133] . ومنها قوله عزّ اسمه: (وَأَنذِر عَشِيرَتَكَ الأقرَبِينَ) [134] . عن البراء قال: لما نزلت: (وَأَنذِر عَشِيرَتَكَ الأقرَبِينَ) جمع رسول الله بني عبدالمطلب وهم يومئذ أربعون رجلا، الرجل منهم يأكل المسنّة ويشرب العسّ، فأمر علياً برجل شاة فآدمها ثم قال: ادنوا بسم الله، فدنا القوم عشرة عشرة فأكلوا حتي صدروا، ثم دعا بقعب من لبن فجرع منه جرعة ثم قال لهم: اشربوا ببسم الله، فشرب القوم حتي رووا، فبدرهم أبو لهب فقال: هذا ما أسحركم به الرجل! فسكت النبي (صلي الله عليه وآله وسلم)يومئذ فلم يتكلم، ثم دعاهم من الغد علي مثل ذلك من الطعام والشراب، ثم أنذرهم رسول الله فقال: يا بني عبدالمطلب إني أنا النذير إليكم من الله عزّ وجلّ، والبشير لما يجيء به أحدكم، جئتكم بالدنيا والآخرة فأسلموا وأطيعوني تهتدوا، ومن يواخيني منكم ويوازرني ويكون وليي ووصيي بعدي وخليفتي في أهلي ويقضي ديني؟ فسكت القوم، وأعاد ذلك ثلاثاً، كلّ ذلك يسكت القوم ويقول عليّ: أنا، فقال: أنت، فقام القوم وهم يقولون لأبي طالب: أطع ابنك فقد أمّره عليك [135] ! ومنها قوله جلّ ذكره: (هُنَالِكَ الوَلايَةُ للهِ الحَقّ) [136] . عن أبي جعفر محمد بن علي (عليه السلام) في قول الله تعالي: (هُنَالِكَ الوَلايَةُ للهِ الحَقّ)قال: تلك ولاية أمير المؤمنين التي لم يبعث بني قط إلاّ بها [137] . ومنها قوله تعالي: (فَلَعَلَّكَ تَارِكُ بَعضَ مَا يُوحَي إِلَيكَ وَضَائِقُ بِهِ صَدرُكَ أَن يَقُولُوا لَولاَ أُنزِلَ عَلَيهِ كَنزٌ أَو جاءَ مَعَهُ مَلَكٌ إنّما أَنتَ نَذِيرٌ وَاللهُ عَلي كُلِّ شَيء وَكِيلٌ) [138] . عن جابر بن أرقم، عن أخيه زيد بن أرقم قال: إن جبرئيل الروح الأمين نزل علي رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) بولاية علي بن أبي طالب (عليه السلام) عشية عرفة فضاق بذلك رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم)مخافة تكذيب أهل الافك والنفاق، فدعا قوماً وأنا فيهم لاستشارتهم في ذلك، ليقوم به في الموسم فلم ندرِ ما نقول له: وبكي (صلي الله عليه وآله وسلم)فقال له جبرئيل: يا محمد أجزعت من أمر الله؟ فقال: كلاّ يا جبرئيل ولكن قد علم ربي ما لقيت من قريش، إذ لم يقرّوا لي بالرسالة حتي أمرني بجهادهم وأهبط إليّ جنوداً من السماء فنصروني، فكيف يقرّون لعليّ من بعدي، فأنصرف عنه جبرئيل فنزل عليه: (فَلَعَلَّكَ تَارِكُ بَعضَ مَا يُوحَي إِلَيكَ وَضَائِقُ بِهِ صَدرُكَ) [139] . ومنها قوله سبحانه: (إِنّمَا وَلِيّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالذِينَ آمَنُوا الذِينَ يُقِيمُونَ الصلاةَ وَيُؤتُونَ الزكاةِ وَهُم راكِعُونَ) [140] . عن عمار بن ياسر قال: وقف علي علي بن أبي طالب (عليه السلام) سائل وهو راكع في تطوّع فنزع خاتمه فأعطاه السائل، فأتي رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) فأعلمه بذلك فنزلت علي رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) هذه الآية: (إِنّمَا وَلِيّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالذِينَ آمَنُوا الذِينَ يُقِيمُونَ الصلاةَ...)فقرأها رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) ثم قال: من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه [141] . ومنها قوله عزّ اسمه: (يا أَيّهَا الرسُولُ بَلّغ ما أُنزِلَ إِلَيكَ مِن ربّكَ وَإِن لَم تَفعَل فَما بَلّغتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعصِمُكَ مِنَ الناسِ) [142] . عن ابن عباس وجابر قالا أمر الله محمداً أن ينصب علياً ليخبرهم بولايته فتخوف رسول الله أن يقولوا حابا ابن عمه وأن يطعنوا عليه، فأوحي الله إليه (يا أَيّهَا الرسُولُ بَلّغ ما أُنزِلَ إِلَيكَ مِن ربّكَ...) فقام رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) بولايته يوم غدير خم [143] . ومنها قول تعالي: (اليَومَ أَكمَلتُ لَكُم دِينَكُم وَأتمَمتُ عَلَيكُم نِعمَتي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسلامَ دِيناً) [144] . عن أبي سعيد الخدري: ان النبي دعا الناس إلي علي فأخذ بضبعيه فرفعهما ثم لم يتفرقا حتي نزلت هذه الآية (اليَومَ أَكمَلتُ لَكُم دِينَكُم وَأتمَمتُ عَلَيكُم نِعمَتي)فقال رسول الله: الله أكبر علي إكمال الدين وإتمام النعمة ورضا الرب برسالتي والولاية لعلي، ثم قال للقوم من كنت مولاه فعلي مولاه [145] . ومنها قوله: (وَأَطِيعُوا الرسُولَ وَأُولي الأمرِ مِنكُم) [146] . عن سليم بن قيس الهلالي عن علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم): شركائي الذين قرنهم الله بنفسه وبي وأنزل فيهم: (يا أيّها الذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ...) فان خفتم تنازعاً في امر فارجعوه إلي الله والرسول وأولي الأمر. قلت يا نبي الله من هم؟ قال: أنت أولهم [147] . ومنها قوله تعالي: (وَيَستَنبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُل إي وَرَبّي إِنّهُ لَحَقٌّ وَما أَنتُم بِمُعجِزِينَ) [148] . عن جعفر الصادق (عليه السلام) عن أبيه في قول الله تعالي: (وَيَستَنبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ)قال يستنبئك يا محمد أهل مكة عن علي بن أبي طالب أإمام؟ قل اي وربي انه لحق [149] . ومنها قوله سبحانه: (وَاللهُ يَدعُوا إِلي دَارِ السلامِ وَيَهدي مَن يَشاءُ إِلي صِراط مستَقِيم) [150] . عن عبدالله بن عباس في تفسير قول الله تعالي: (وَاللهُ يَدعُوا إِلي دَارِ السلامِ) يعني به الجنة (وَيَهدي مَن يَشاءُ إِلي صِراط مستَقِيم) يعني به ولاية علي بن أبي طالب (عليه السلام) [151] .

ما نزل في جهاده

فمنها قوله تعالي: (وَكَفَي اللهُ المُؤمِنينَ القِتَالَ) [152] . كان عبدالله بن مسعود يقرأ: (وَكَفَي اللهُ المُؤمِنينَ القِتَالَ ـ بعلي ـ وكانَ اللهُ قَويّاً عَزيزاً)، وعن ابن عباس في قوله: (وَكَفَي اللهُ المُؤمِنينَ القِتَالَ) قال: كفاهم الله القتال يوم الخندق بعلي بن أبي طالب حين قتل عمرو بن عبدودّ، وشرح هذه القصة فيما رواه حذيفة: قال لما كان يوم الخندق عبر عمرو بن عبدود، حتي جاء فوقع علي عسكر النبي فنادا: البراز، فقال رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم): أيكم يقوم إلي عمرو؟ فلم يقم أحد إلاّ علي بن أبي طالب، فإنه قام فقال له النبي: اجلس، ثم قال النبي (صلي الله عليه وآله وسلم): أيكم يقوم إلي عمرو؟ فلم يقم أحد، فقام إليه علي، فقال: أنا له. فقال النبي: إجلس، ثم قال النبي (صلي الله عليه وآله وسلم) لأصحابه: أيكم يقوم إلي عمرو؟ فلم يقم أحد، فقام علي، فقال: أنا له، فدعاه النبي (صلي الله عليه وآله وسلم) فقال: إنّه عمرو بن عبدود. قال: وأنا علي بن أبي طالب (عليه السلام)فألبسه درعه ذات الفضول وأعطاه سيفه ذا الفقار وعمّمه بعمامته السحاب علي رأسه تسعة أكوار ثم قال له: تقدم، فقال النبي (صلي الله عليه وآله وسلم) لما ولّي: اللهم احفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن فوق رأسه ومن تحت قدميه. فجاء حتي وقف علي عمرو فقال: من أنت؟ فقال عمرو: ما ظننت أني أقف موقفاً اُجهل فيه، أنا عمرو بن عبدود ; فمن أنت؟ قال: أنا علي بن أبي طالب، فقال: الغلام الذي كنت اراك في حجر أبي طالب؟ قال: نعم. قال: إنّ أباك كان لي صديقاً وأنا أكره أن أقتلك. فقال له علي: لكني لا أكره أن أقتلك، بلغني أنك تعلّقت بأستار الكعبة وعاهدت الله عزّ وجلّ ان لا يخيّرك رجل بين ثلاث خلال إلاّ اخترت منها خلّة؟ قال: صدقوا. قال (عليه السلام): إمّا أن ترجع من حيث جئت، قال: لا تحدّث بها قريش. قال: أو تدخل في ديننا فيكون لك ما لنا وعليك ما علينا. قال: ولا هذه. فقال له علي فأنت فارس وأنا راجل، فنزل عن فرسه، وقال: ما لقيت من أحد ما لقيت من هذا الغلام! ثم ضرب وجه فرسه فأدبرت، ثم أقبل إلي علي، وكان رجلا طويلا ـ يداوي البعيرة وهو قائم ـ وكان علي في تراب دق ولا يثبت قدماه عليه، فجعل علي ينكص إلي ورائه يطلب جلداً من الأرض يثبت قدميه ويعلوه عمرو بالسيف فكان في درع عمرو قصر فلما تشاك بالضربة تلقاها علي بالترس فلحق ذباب السيف في رأس علي، وتسيّف علي رجليه بالسيف من اسفل، فوقع علي قفاه فثارت بينهما عجاجة فسُمع عليّ يكبّر، فقال رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم): قتله والذي نفسي بيده، فكان أول من ابتدر العجاج عمر بن الخطاب، فإذا علي يمسح سيفه بدرع عمرو، فكبّر عمر بن الخطاب فقال: يا رسول الله قتله، فجزّ علي رأسه ثم أقبل يخطر في مشيته، فقال له رسول الله: يا علي إنّ هذه مشية يكرهها الله عزّ وجل إلاّ في هذا الموضع. فقال رسول الله لعلي: ما منعك من سلبه وكان ذو سلب؟ فقال: يا رسول الله.....، فقال النبي (صلي الله عليه وآله وسلم): بشّر يا علي فلو وزن اليوم عملك بعمل أمة محمد لرجح عملك بعملهم وذلك إنّه لم يبق بيت من بيوت المسلمين إلاّ وقد دخله عزّ بقتل عمرو [153] . ومنها قوله سبحانه: (إنّ اللهَ يُحِبُّ الذِينَ يُقاتِلُونَ في سَبِيلِهِ صَفّاً كأنّهُم بُنيانٌ مرصُوصٌ) [154] . عن ابن عباس في قوله تعالي: (إنّ اللهَ يُحِبُّ الذِينَ يُقاتِلُونَ...) أنه قيل له: من هؤلاء؟ قال: حمزة أسد الله وأسد رسوله وعلي بن ابي طالب وعبيدة بن الحرث والمقداد بن الأسود [155] . ومنها قوله: (وَسَيَجزي اللهُ الشاكِرينَ) [156] . عن حذيفة بن اليمان قال: لما التقوا مع رسول الله باُحد وانهزم أصحاب رسول الله وأقبل علي (عليه السلام) يضرب بسيفه بين يدي رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) مع أبي دجانة الأنصاري حتي كشف المشركين عن رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم)، فأنزل الله: (ولَقَدْ كُنتمْ تَمَنّونَ المَوتَ ـ إلي قوله ـ وَسَيَجزي اللهُ الشاكِرينَ). علياً وأبا دجانة، وأنزل الله تبارك وتعالي: (وكأيّنْ مِنْ نبيٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبّيونَ كَثيرٌ ـ والكثير عشرة آلاف، إلي قوله ـ واللهُ يُحِبُّ الصابِرينَ) علياً وأبا دجانة [157] . ومنها قوله سبحانه: (وأنّهُ هُوَ أَضحَكَ وَأَبكَي) [158] . عن ابن عباس قال: أضحك علياً وحمزة وجعفراً يوم بدر من الكفار بقتلهم آباءهم، وأبكي كفار مكة في النار حين قتلوا [159] .

ما نزل في علمه

فمنها قوله عزّ ذكره: (قُلْ كَفَي بِاللهِ شَهِيداً بَيني وَبَينَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلمُ الكتابِ) [160] . عن أبي سعيد الخدري قال: سألت رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) عن قول الله تعالي (وَمَنْ عِندَهُ عِلمُ الكتابِ)، قال: ذاك أخي علي بن أبي طالب (عليه السلام) [161] . ومنها قوله تعالي: (إنّ في ذلكَ لآيات لِلمُتَوسّمينَ) [162] . عن جابر عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: بينما أميرالمؤمنين في مسجد الكوفة إذ أتته امرأة تستعدي علي زوجها، فقضي لزوجها عليها، فغضبت فقالت: والله ما الحق فيما قضيت، ولا تقضي بالسوية، ولا تعدل في الرعية، ولا قضيتك عند الله بالمرضية! فنظر إليها ملياً ثم قال: كذبت يا بذية يا بذية، يا سلقلقة ـ أو يا سلقي ـ فولّت هاربة، فلحقها عمرو بن حريث فقال: لقد استقبلت علياً بكلام ثم إنّه نزعك بكلمة فوليت هاربة؟ قالت: إنّ علياً والله أخبرني بالحق وشيء اكتمه من زوجي منذ ولي عصمتي، فرجع عمرو إلي أمير المؤمنين فأخبره بما قالت، قال: يا أميرالمؤمنين ما نعرفك بالكهانة. فقال: ويلك إنّها ليست بكهانة مني ولكن الله أنزل قرآناً: (إنّ في ذلكَ لآيات لِلمُتَوسّمينَ) فكان رسول الله هو المتوسم وأنا من بعده والأئمة من ذريتي من بعدي هم المتوسمون، فلما تأملتها عرفت ما هي كذا بسيماها [163] . ومنها قوله جلّ ذكره: (وَما أَرسَلنا مِن قَبلِكَ إلاّ رِجَالاً نُوحي إلَيهِمْ فَسألُوا أَهلَ الذكرِ إنْ كُنتُمْ لا تَعلَمُونَ) [164] . عن الحرث قال: سألت علياً عن هذه الآية، (فَسألُوا أَهلَ الذكرِ) قال والله إنّا لنحن أهل الذكر، نحن أهل العلم، ونحن معدن التأويل، ولقد سمعت رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم)يقول: أنا مدينة العلم وعلي بابها، ومن أراد العلم فليأته من بابه [165] . ومنها قوله سبحانه: (وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ) [166] . عن علي بن حوشب قال: سمعت مكحولا يقول: قرأ رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم): (وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ) فقال يا علي سألت الله أن يجعلها اُذنك. قال: قال علي (عليه السلام): فما نسيت حديثاً أو شيئاً سمعته من رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) [167] . وعن بريد الأسلمي قال: سمعت رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) يقول لعلي: يا علي إنّ الله أمرني أن اُدنيك ولا اُقصيك، وان اعلّمك وان تعي، وحقٌ علي الله ان تعي. قال: فنزلت (وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ) [168] .

ما نزل بشأنه في القيامة

فمنها قوله عزّ اسمه: (وَعَلي الأعرافِ رِجَالٌ يَعرفُونَ كَلاّ بِسِيماهُم) [169] . قال ابن حجر: أخرج الثعلبي في تفسير هذه الآية عن ابن عباس انه قال: الأعراف موضع عال من الصراط، عليه العباس وحمزة وعلي بن أبي طالب وجعفر ذو الجناحين يعرفون محبّيهم ببياض الوجوه ومبغضيهم بسواد الوجوه [170] . ومنها قوله عزّ وجلّ: (الذينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصالِحاتِ طُوبي لَهُمْ وَحُسنُ مآب) [171] . عن موسي بن جعفر عن أبيه عن آبائه (عليهم السلام) قال: سئل رسول الله عن طوبي. قال: هي شجرة أصلها في داري وفرعها علي أهل الجنة، ثم سئل عنها مرّة أخري فقال: هي في دار علي (عليه السلام) فقيل له في ذلك، فقال: إنّ داري ودار علي في الجنة بمكان واحد [172] . ومنها قوله جلّ ذكره: (وَجُوهٌ يَومَئِذ مُسفِرَةٌ ضَاحِكَةٌ مُستَبشِرَةٌ) [173] . عن أنس بن مالك قال: سألت رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) عن قوله: (وَجُوهٌ يَومَئِذ مُسفِرَةٌ)قال يا أنس هي وجوهنا بني عبدالمطلب، أنا وعلي وحمزة وجعفر والحسن والحسين وفاطمة، نخرج من قبورنا ونور وجوهنا كالشمس الضاحية يوم القيامة، قال الله تعالي: (وَجُوهٌ يَومَئِذ مُسفِرَةٌ)يعني مشرقة بالنور في ارض القيامة، (ضَاحِكَةٌ مُستَبشِرَةٌ) بثواب الله الذي وعدنا [174] . ومنها قوله تعالي: (أَفَمَن يُلقي في النارِ خَيرٌ أَم مَنْ يأتي آمِناً يَومَ القيامةِ) [175] . عن عبدالله بن عباس في قول الله عزّ وجلّ: (أَفَمَن يُلقي في النارِ خَيرٌ)ـ يعني الوليد بن المغيرة ـ (أَم مَنْ يأتي آمِناً يَومَ القيامةِ) من عذاب الله ومن غضب الله؟ وهو علي بن أبي طالب (عليه السلام) (اعمَلُوا ما شِئتُم) وعيدٌ لهم [176] . ومنها قوله تعالي: (إنّ المُتقِينَ في ظِلال وَعُيُون) [177] . عن ابن عباس في قوله تعالي: (إنّ المُتقِينَ) قال: يعني الذين اتّقوا الشرك والذنوب والكبائر، وهم علي والحسن والحسين (عليه السلام) (في ظِلال) يعني ظلال الشجر والخيام من اللؤلؤ (وَعُيُون) يعني ماءاً طاهراً يجري، (وَفَواكِهَ)يعني ألوان الفواكه، (مِمّا يَشتَهُونَ)يقول: مما يتمنون (كُلُوا واشرَبُوا هَنيئاً)لا موت عليكم في الجنة ولا حساب (بِما كُنتُم تَعمَلُونَ) يعني تطيعون الله في الدنيا (إنّا كَذلِكَ نَجزي المُحسِنينَ) أهل بيت محمد في الجنة [178] . ومنها قوله عزّ اسمه: (فَأمّا مَن ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ فَهُوَ في عِيشَة راضِيَة) [179] . عن ابن عباس قال: اول من يرجح كفة حسناته في الميزان يوم القيامة علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وذلك إنّ ميزانه لا يكون فيه إلاّ الحسنات، ويبقي كفة السيئات فارغة لا سيئة فيها، لأنه لم يعصِ الله طرفة عين! فذلك قوله: (فَأمّا مَن ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ فَهُوَ في عِيشَة راضِيَة) أي في عيش في جنة قد رضي عيشه فيها [180] . ومنها قوله سبحانه وتعالي: (وَجاءَتْ كُلُّ نَفس مَعَهَا سائِقٌ وَشَهِيدٌ) [181] . عن أم سلمة في قول الله عزّ وجلّ: (وَجاءَتْ كُلُّ نَفس مَعَهَا سائِقٌ وَشَهِيدٌ)إن رسول الله السائق وعلي الشهيد [182] .

پاورقي

[1] كنز العمال كتاب التفسير باب جامع التفسير 2 / 357 - 358.
[2] المستدرك للحاكم النيسابوري 3: 124.
[3] تاريخ بغداد ـ الخطيب البغدادي 6: 221.
[4] نور الأبصار: 73.
[5] البقرة / 274.
[6] تاريخ دمشق ـ ابن عساكر: 38 / 206.
[7] البقرة / 207.
[8] التضوّر: التلوّي من وجع الضرب أو الجوع، والتقلب ظهراً لبطن.
[9] مسند أحمد بن حنبل 1: / 330. ورواه عنه الحاكم في المستدرك 3 / 132، والخصائص للنسائي: 61 ط. النجف.
[10] الانسان / 7 - 8.
[11] اُسد الغابة ـ ابن الأثير 5: 530.
[12] الحشر / 9.
[13] شواهد التنزيل ـ الحسكاني 2: 246.
[14] آل عمران / 61.
[15] أسباب النزول ـ الواحدي: 75.
[16] الصواعق المحرقة: 93.
[17] المؤمنون / 111.
[18] شواهد التنزيل 1: 4.
[19] الأحزاب / 33.
[20] مسند الإمام أحمد بن حنبل 6: 393، ورواه مسلم في صحيحه.
[21] أنساب الأشراف ـ البلاذري 1: 215.
[22] الرحمن / 19.
[23] الرحمن / 20.
[24] الرحمن / 22.
[25] شواهد التنزيل 2: 208.
[26] الطور / 21.
[27] شواهد التنزيل 2: 197.
[28] الشوري / 23.
[29] ذخائر العقبي: 25، الصواعق المحرقة: 101، نور الأبصار: 101،.
[30] الاسراء / 57.
[31] شواهد التنزيل 1: 34.
[32] البينة / 7.
[33] الدرّ المنثور ـ السيوطي في ذيل الآية نقلا عن ابن عساكر.
[34] البقرة / 5.
[35] شواهد التنزيل 1: 68.
[36] النساء / 69.
[37] البرهان 1: 393.
[38] الأنعام / 54.
[39] تفسير فرات: 42.
[40] الأعراف / 46.
[41] الصواعق المحرقة: 101.
[42] التوبة / 26.
[43] مجمع البيان 5: 17.
[44] الحجرات / 14.
[45] شواهد التنزيل 2: 86.
[46] الأحزاب / 23.
[47] رواه في فضائل الخمسة 1: 287 عن الصواعق: 80، نور الأبصار: 97 نقلا عن الفصول المهمة لابن صباغ.
[48] القصص / 61.
[49] شواهد التنزيل 1: 437.
[50] الأحزاب / 58.
[51] أسباب النزول: 273.
[52] المطففين / 29.
[53] الكشاف والتفسير الكبير للفخر الرازي في ذيل تفسير الآية.
[54] الملك / 27.
[55] شواهد التنزيل 2: 265.
[56] القلم / 5 - 6.
[57] شواهد التنزيل 2: 267.
[58] المعارج 1.
[59] مجمع البيان، ذيل تفسير السورة.
[60] محمد / 30.
[61] المناقب لابن المغازلي: 80.
[62] السجدة / 18.
[63] شواهد التنزيل 1: 446، أسباب النزول: 263.
[64] ق / 24.
[65] شواهد التنزيل: 2: 189.
[66] التوبة / 119.
[67] كفاية الطالب: 236.
[68] مريم / 96.
[69] غاية المرام: 373.
[70] الرعد / 7.
[71] التفسير الكبير ذيل تفسير الآية.
[72] الزخرف / 57.
[73] شواهد التنزيل 2: 160.
[74] النمل / 89 - 90.
[75] مجمع البيان 7: 237.
[76] البقرة / 43.
[77] البرهان 1: 92.
[78] المزمّل / 20.
[79] شواهد التنزيل 2: 292.
[80] الزمر / 33.
[81] شواهد التنزيل 2: 122.
[82] الأنعام / 82.
[83] شواهد التنزيل 1: 197.
[84] لقمان / 22.
[85] غاية المرام: 434.
[86] غافر / 7 ـ 9.
[87] تاريخ دمشق 37: 29.
[88] الواقعة / 10 - 11.
[89] شواهد التنزيل 2: 217.
[90] الواقعة / 27.
[91] شواهد التنزيل 2: 220.
[92] الحشر / 10.
[93] شواهد التنزيل 2: 249.
[94] التوبة / 19.
[95] الدرّ المنثور ـ ذيل الآية.
[96] التحريم / 4.
[97] كنز العمّال 1: 273.
[98] طه / 29 ـ 32.
[99] الرياض النضرة 2: 163. [
[100] الاسراء / 80.
[101] شواهد التنزيل 1: 349.
[102] الرعد / 4.
[103] المستدرك للحاكم النيسابوري 2: 241.
[104] هود / 17.
[105] شواهد التنزيل 1: 276.
[106] الأنفال / 62.
[107] كفاية الطالب: 234، كنز العمال 6: 158.
[108] البقرة / 207.
[109] المطففين / 26.
[110] شواهد التنزيل 2: 325.
[111] الأنفال / 64.
[112] البرهان ـ ذيل الآية.
[113] يوسف / 108.
[114] تفسير فرات: 70.
[115] الرعد / 7.
[116] تفسير ابن جرير الطبري 13: 79.
[117] الاسراء / 81.
[118] البرهان ـ ذيل الآية.
[119] النبأ / 38.
[120] تفسير فرات: 202، شواهد التنزيل 2: 322.
[121] النبأ / 1 ـ 2.
[122] تفسير فرات الكوفي: 202.
[123] شواهد التنزيل 2: 318 في الهامش.
[124] الصافات / 24.
[125] الصواعق المحرقة: 89.
[126] الحديد / 28.
[127] شواهد التنزيل 2: 228.
[128] الحجر / 92.
[129] شواهد التنزيل 1: 325.
[130] إبراهيم / 27.
[131] البرهان 2: 315.
[132] إبراهيم / 35.
[133] أمالي الطوسي: 388.
[134] الشعراء / 214.
[135] شواهد التنزيل: 420.
[136] الكهف / 44.
[137] شواهد التنزيل 1: 356.
[138] هود / 12.
[139] البرهان 2: 210.
[140] المائدة / 55.
[141] مجمع الزوائد ـ الهيثمي 7: 17.
[142] المائدة / 67.
[143] شواهد التنزيل 1: 194، مجمع البيان 3: 223، وقال الحسكاني: وهذا الحديث مستقصاة في كتاب دعاء الهداة إلي أداء حق الموالاة في عشر أجزاء (شواهد التنزيل 1: 190).
[144] المائدة / 3.
[145] شواهد التنزيل 1: 158.
[146] النساء / 59.
[147] شواهد التنزيل 1: 148.
[148] يونس / 53.
[149] البرهان 2: 187.
[150] يونس / 25.
[151] البرهان 2: 183.
[152] الأحزاب / 25.
[153] شواهد التنزيل 2: 5 ـ 7.
[154] الصف / 4.
[155] شواهد التنزيل 2: 251.
[156] آل عمران / 144.
[157] شواهد التنريل 1: 136.
[158] النجم / 43.
[159] شواهد التنزيل 2: 207.
[160] الرعد / 43.
[161] البرهان 2: 303.
[162] الحجر / 75.
[163] تفسير فرات: 81.
[164] النحل / 43.
[165] شواهد التنزيل 1: 334.
[166] الحاقة / 12.
[167] أنساب الأشراف 2: 121.
[168] تفسير الطبري 29: 56.
[169] الأعراف / 46.
[170] الصواعق المحرقة: 101.
[171] الرعد / 29.
[172] شواهد التنزيل 1: 304.
[173] عبس / 38 ـ 39.
[174] شواهد التنزيل 2: 324.
[175] فصلت / 40.
[176] شواهد التنزيل 2: 129.
[177] المرسلات / 41.
[178] شواهد التنزيل 2: 316.
[179] القارعة / 6 ـ 7.
[180] شواهد التنزيل 2: 367.
[181] ق / 21.
[182] شواهد التنزيل 2: 188.

تعريف مرکز القائمیة باصفهان للتحریات الکمبیوتریة

جاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ في سَبيلِ اللَّهِ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (التوبة/41).
قالَ الإمامُ علیّ ُبنُ موسَی الرِّضا – علـَیهِ السَّلامُ: رَحِمَ اللّهُ عَبْداً أحْيَا أمْرَنَا... َ يَتَعَلَّمُ عُلُومَنَا وَ يُعَلِّمُهَا النَّاسَ؛ فَإِنَّ النَّاسَ لَوْ عَلِمُوا مَحَاسِنَ كَلَامِنَا لَاتَّبَعُونَا... (بَــنـادِرُ البـِحـار – فی تلخیص بحـار الأنوار، للعلاّمة فیض الاسلام، ص 159؛ عُیونُ أخبارِ الرِّضا(ع)، الشـَّیخ الصَّدوق، الباب28، ج1/ ص307).
مؤسّس مُجتمَع "القائمیّة" الثـَّقافیّ بأصبَهانَ – إیرانَ: الشهید آیة الله "الشمس آباذی" – رَحِمَهُ اللهُ – کان أحداً من جَهابـِذة هذه المدینة، الذی قدِ اشتهَرَ بشَعَفِهِ بأهل بَیت النبیّ (صلواتُ اللهِ علـَیهـِم) و لاسیَّما بحضرة الإمام علیّ بن موسَی الرِّضا (علیه السّلام) و بـِساحة صاحِب الزّمان (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرجَهُ الشَّریفَ)؛ و لهذا أسّس مع نظره و درایته، فی سَنـَةِ 1340 الهجریّة الشمسیّة (=1380 الهجریّة القمریّة)، مؤسَّسة ًو طریقة ًلم یـَنطـَفِئ مِصباحُها، بل تـُتـَّبَع بأقوَی و أحسَنِ مَوقِفٍ کلَّ یومٍ.
مرکز "القائمیّة" للتحرِّی الحاسوبیّ – بأصبَهانَ، إیرانَ – قد ابتدَأَ أنشِطتَهُ من سَنـَةِ 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریّة القمریّة) تحتَ عنایة سماحة آیة الله الحاجّ السیّد حسن الإمامیّ – دامَ عِزّهُ – و مع مساعَدَةِ جمع ٍمن خِرّیجی الحوزات العلمیّة و طلاب الجوامع، باللیل و النهار، فی مجالاتٍ شتـَّی: دینیّة، ثقافیّة و علمیّة...
الأهداف: الدّفاع عن ساحة الشیعة و تبسیط ثـَقافة الثـَّقـَلـَین (کتاب الله و اهل البیت علیهـِمُ السَّلامُ) و معارفهما، تعزیز دوافع الشـَّباب و عموم الناس إلی التـَّحَرِّی الأدَقّ للمسائل الدّینیّة، تخلیف المطالب النـّافعة – مکانَ البَلاتیثِ المبتذلة أو الرّدیئة – فی المحامیل (=الهواتف المنقولة) و الحواسیب (=الأجهزة الکمبیوتریّة)، تمهید أرضیّةٍ واسعةٍ جامعةٍ ثـَقافیّةٍ علی أساس معارف القرآن و أهل البیت –علیهم السّلام – بباعث نشر المعارف، خدمات للمحققین و الطـّلاّب، توسعة ثقافة القراءة و إغناء أوقات فراغة هُواةِ برامِج العلوم الإسلامیّة، إنالة المنابع اللازمة لتسهیل رفع الإبهام و الشـّـُبُهات المنتشرة فی الجامعة، و...
- مِنها العَدالة الاجتماعیّة: التی یُمکِن نشرها و بثـّها بالأجهزة الحدیثة متصاعدة ً، علی أنـّه یُمکِن تسریعُ إبراز المَرافِق و التسهیلاتِ – فی آکناف البلد - و نشرِ الثـَّقافةِ الاسلامیّة و الإیرانیّة – فی أنحاء العالـَم - مِن جـِهةٍ اُخرَی.
- من الأنشطة الواسعة للمرکز:
الف) طبع و نشر عشراتِ عنوانِ کتبٍ، کتیبة، نشرة شهریّة، مع إقامة مسابقات القِراءة
ب) إنتاجُ مئات أجهزةٍ تحقیقیّة و مکتبیة، قابلة للتشغیل فی الحاسوب و المحمول
ج) إنتاج المَعارض ثـّـُلاثیّةِ الأبعاد، المنظر الشامل (= بانوراما)، الرّسوم المتحرّکة و... الأماکن الدینیّة، السیاحیّة و...
د) إبداع الموقع الانترنتی "القائمیّة" www.Ghaemiyeh.com و عدّة مَواقِعَ اُخـَرَ
ه) إنتاج المُنتـَجات العرضیّة، الخـَطابات و... للعرض فی القنوات القمریّة
و) الإطلاق و الدَّعم العلمیّ لنظام إجابة الأسئلة الشرعیّة، الاخلاقیّة و الاعتقادیّة (الهاتف: 00983112350524)
ز) ترسیم النظام التلقائیّ و الیدویّ للبلوتوث، ویب کشک، و الرّسائل القصیرة SMS
ح) التعاون الفخریّ مع عشراتِ مراکزَ طبیعیّة و اعتباریّة، منها بیوت الآیات العِظام، الحوزات العلمیّة، الجوامع، الأماکن الدینیّة کمسجد جَمکرانَ و...
ط) إقامة المؤتمَرات، و تنفیذ مشروع "ما قبلَ المدرسة" الخاصّ بالأطفال و الأحداث المُشارِکین فی الجلسة
ی) إقامة دورات تعلیمیّة عمومیّة و دورات تربیة المربّـِی (حضوراً و افتراضاً) طیلة السَّنـَة
المکتب الرّئیسیّ: إیران/أصبهان/ شارع"مسجد سیّد"/ ما بینَ شارع"پنج رَمَضان" ومُفترَق"وفائی"/بنایة"القائمیّة"
تاریخ التأسیس: 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریة القمریّة)
رقم التسجیل: 2373
الهویّة الوطنیّة: 10860152026
الموقع: www.ghaemiyeh.com
البرید الالکترونی: Info@ghaemiyeh.com
المَتجَر الانترنتی: www.eslamshop.com
الهاتف: 25-2357023- (0098311)
الفاکس: 2357022 (0311)
مکتب طهرانَ 88318722 (021)
التـِّجاریّة و المَبیعات 09132000109
امور المستخدمین 2333045(0311)
ملاحَظة هامّة:
المیزانیّة الحالیّة لهذا المرکز، شـَعبیّة، تبرّعیّة، غیر حکومیّة، و غیر ربحیّة، اقتـُنِیَت باهتمام جمع من الخیّرین؛ لکنـَّها لا تـُوافِی الحجمَ المتزاید و المتـَّسِعَ للامور الدّینیّة و العلمیّة الحالیّة و مشاریع التوسعة الثـَّقافیّة؛ لهذا فقد ترجَّی هذا المرکزُ صاحِبَ هذا البیتِ (المُسمَّی بالقائمیّة) و مع ذلک، یرجو مِن جانب سماحة بقیّة الله الأعظم (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرَجَهُ الشَّریفَ) أن یُوفـِّقَ الکلَّ توفیقاً متزائداً لِإعانتهم - فی حدّ التـّمکـّن لکلّ احدٍ منهم – إیّانا فی هذا الأمر العظیم؛ إن شاءَ اللهُ تعالی؛ و اللهُ ولیّ التوفیق.