نوع: كتاب
پديدآور: حسيني ميلاني، علي1326-
عنوان و شرح مسئوليت: رسالة في الأحاديث الواردة في الخلفاء علي ترتيب الخلافة
تأليف علي الحسيني الميلاني
ناشر: موسسه تحقيقات و نشر معارف اهل البيت (ع)
فروست: الرسائل العشر في الأحاديث الموضوعة في كتب السنة ؛9
يادداشت: كتابنامه به صورت زيرنويس
موضوع: احاديث اهل سنت
الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام عل سيدنا محمد وآله الطاهرين، ولعنة الله علي أعدائهم أجمعين من الأولين والاخرين. وبعد: فقد ذكرت في بعض بحوثي بعد حديث: إن كل حديث جاء في مناقب الخلفاء، وذكرت فيه أساميهم علي الترتيب فهو حديث موضوع بلا ريب... فطلب مني بعض القراء الأفاضل اثبات ذلك عن طريق التحقيق في أسانيد عدّة من الأحاديث _ من هذا القبيل _ الخرّجة في الصحاح والكتب المعتبر... فكانت هذه الرسالة... ثم ظهر لي أن الحكم بالوضع لا يختص باخبار أبواب المناقب، بل أكاد أتبع بان كل حديث كان كذلك في مطلق الأبواب فهو موضوع، حق التي جاء فيها عن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم أنه يقول: جئت أنا وأبو بكر وعمر وعثمان... خرجت أنا وأبو بكر وعمر وعثمان... أين أبو بكر وعمر وعثمان... [ صفحه 6] وقد يكون فيها ذكر «عليّ» بعدهم وقد لا يكون، ولربما جاء اسمه مقدّما علي «عثمان» لكنهما متي ذكرا فهما مؤخران عن أبي بكر وعمر...! ومن الطريف أني وجدت حديثا قد وضع فيه الكذابون هذا المعني عن لسان أمير المؤمنين عليه السلام، ليكون إقراراً منه بذلك، فلا يبقي لأحدٍ اعتراض عليه...!!: أخرج البخاري، قال: حدّثني الوليد بن صالح، حدثنا عيسي بن يونس، حدثنا عمر بن سعيد بن أبي الحسين المكيّ، عن ابن أبي مليكة، عن ابن عباس...». وأخرج مسلم، قال: «حدثنا سعيد
بن عمرو الأشعثي وأبو الربيع العتكي وأبو كريب محمد بن العلاء _ واللفظ لأبي كريب _ قال أبو الربيع: حدثنا، وقال الأخران: أخبرنا ابن المبارك، عن عمر بن سعيد بن أبي حسين، عن ابن أبي مليكة، قال: سمعت ابن عباس يقول: وضع عمر بن الخطاب علي سريره، فتكنفه الناس يدعون ويثنون ويصلون عليه قبل أن يرفع _ وأنا فيهم _ قال: فلم يرعني إلا برجل قد أخذ بمنكبي من ورائي، فالتفت إليه فإذا هو علي، فترحم علي عمر وقال: ما خلّفت أحدا أحب إلي أن ألقي الله بمثل عمله منك، وأيم الله إن كنت لأظن أن يجعلك الله مع صاحبيك، وذاك أني كنت أكثر أسمع رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم يقول: جئت أنا وأبو بكر وعمر، ودخلت أنا وأبو بكر وعمر، وخرجت أنا وأبو بكر وعمر، فإن كنت لأرجو_ أو لأظن _ أن يجعلك الله معهما» [1] . وكذا أخرجه غيرهما، كأبن ماجة... فرواه باسناده عن عمر بن سعيد، عن ابن أبي مليكة، عن ابن عباس... لكنه حديث موضوع علي أمير المؤمنين عليه السلام... لأن مداره علي [ صفحه 7] «ابن أبي مليكة» هذا الرجل الذي يعدّ من كبار النواصب المبغضين له ولأهل البيت عليهم السلام، حتي كان قاضي عبدلله بن الزبير ومؤذنه... [2] . والله أسال أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم، وأن يوفقنا لتحقيق الحق واتباعه، انه هو البرّ الرحيم. [ صفحه 8]
قال: «حدثنا محمد بن مسكين أبو الحسن، حدثنا يحيي بن حسان، حدثنا سليمان، عن شريك بن أبي نمر، عن سعيد بن المسيب، قال: أخبرني أبو موسي الأشعري: أنه توضأ في بيته ثم خرج، فقلت: لألزمن رسول الله
صل الله عليه [واله] وسلّم، ولأكونن معه يومي هذا. قال: فجاء المسجد فسأل عن النبي صلي الله عليه وآله وسلم، فقالوا: خرج ووجه ههنا، فخرجت علي إثره أسأل عنه حتي دخل بئر أريس، فجلست عند الباب _ وبابها من جريد _ حتي قضي رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم حاجته فتوضأ، فقمت إليه فإذا هو جالس عل بئر أريس، وتوسط قفها وكشف عن ساقيه ودلآهما في البئر، فسلمت عليه ثم انصرفت، فجلست عند الباب فقلت: لأكونن بواب رسول الله صلي الله عليه [وآله] وسلم اليوم. فجاء أبوبكرفدفع الباب. فقلت: من هذا؟! فقال: أبو بكر. فقلت: علي رسلك. ثم ذهبت فقلت: يا رسول الله! هذا أبو بكر يستأذن. فقال: إئذن له وبشره بالجنة. فاقبلت حتي قلت لأبي بكر: أدخل، ورسول الله يبشرك بالجنة. فدخل أبو بكرفجلس عن يمين رسول الله صل الله عليه [وآله] وسلم معه في القف، ودلي رجليه في البئركما صنع النبي صلي الله عليه [وآله] وسلم، وكشف عن ساقيه. ثم رجعت فجلست وقد تركت أخي يتوضّأ ويلحقني. فقلت: إن يرد الله [ صفحه 9] بفلانٍ خيراً _ يريد أخاه _ يأت به، فاذا إنسان يحرك الباب. فقلت: من هذا؟! فقال: عمربن الخطاب. فقلط: علي رسلك، ثم جئت إلي رسول الله صلي الله عليه [وآله] وسلم فسلمت عليه، فقلت: هذا عمر بن الخطاب يستأذن. فقال: إئذن له وبشره بالجنة. فجئت فقلت له: أدخل، وبشّرك رسول الله صلي الله عليه [وآله] وسلم بالجنة. فدخل فجلس مع رسول الله صلي الله عليه [وإله] وسلم في القفّ عن يساره، ودلي رجليه في البئر. ثم رجعت فجلست فقلت: إن يرد الله بفلانٍ خيراً يأت به. فجاء إنسان
يحرك الباب. فقلت: من هذا؟! فقال: عثمان بن عفان. فقلت: علي رسلك. فجئت إلي رسول الله صلي الله عليه [وآله] وسلم فاخبرته. فقال: إئذن له وبشره بالجنة علي بلوي تصيبه. فجئته فقلت له: أدخل، وبشرك رسول الله صلي الله عليه [وآله] وسلم بالجنة علي بلوي تصيبك. فدخل فوجد القف قد ملئ، فجلس وجاهه من الشقّ الآخر. قال شريك: قال سعيد بن المسيب: فأوّلتها قبورهم» [3] . وأخرجه مسلم بالإسناد واللفظ... [4] . [ صفحه 10] وقال البخاري: «حدثنا يوسف بن موسي، حدثنا ابو أسامة، قال: حدّثني عثمان بن غياث، حدثنا أبو عثمان النهدي، عن أبي موسي...» [5] . وقال مسلم: «حدثنا محمد بن المثني العنزي، حدثنا ابن أبي عديّ، عن عثمان بن غياث، عن أبي عثمان النهدي، عن أبي موسي الأشعري...» [6] . واخرجه غيرهما كذلك... أقول:
ففي السند الأول: شريك بن أبي نمر: قال ابن معين: ليس بالقوي. وقال النسائي: ليس بالقوي. وقال ابن عديّ: إذا روي عنه ثقة فانه ثقة. وكان يحيي بن سعيد لا يحدّث عنه. وقال الساجي: كان يري القدر. ووهّاه ابن حزم لأجل حديثه في الإسراء. وذكر الذهبي الحديث فقال: هذا من غرائب الصحيح [7] .
وفي السند الثاني: عثمان بن غياث: قال الدوري عن ابن معين: كان يحيي بن سعيد يضعف حديثه في التفسير. [ صفحه 11] وقال علي بن المديني: سمعت يحيي القطان يقول: عند عثمان بن غياث كُتُبّ عن عكرمة فلم يصحّحها لنا. وذكره الآجري _ عن أبي داود _ في مرجئة أهل البصرة. وقال أحمد: كان يري الإرجاء [8] .
والراوي عنه عند البخاري: «أبو أسامة» وهو حماد بن أسامة: قال الأزدي: قال المعيطي: كان كثير التدليس، ثم بعد ذلك تركه. وقال ابن سعد: يدلّس ويبين تدّليسه. وعن سفيان الثوري: إني لأعجب كيف جاز حديث أبي أسامة، كان أمره بينا، كان من أسرق الناس لحديث جيد. وقال الأجري عن أبي داود: قال وكيع: نهيت أبا أسامة أن يستعير الكتب وكان دفن كتبه [9] . [ صفحه 12]
«حدثنا عبدالملك بن شعيب بن الليث بن سعد، حدّثني أبي، عن جدّي، حدّثني عقيل بن خالد، عن ابن شهاب، عن يحيي بن سعيد بن العاص: أن سعيد بن العاص أخبره أن عائشة زوج النبي صلي الله عليه وآله وسلم وعثمان حدّثاه: أن أبا بكر استاذن علي رسول الله صلي الله عليه [وآله] وسلم وهو مضطجع علي فراشه لابس مرط عائشة، فاذن لأبي بكر وهو كذلك، فقضي حاجته ثم انصرف. ثم استاذن عمر، فاذن له وهو علي تلك الحال، فقضي إليه حاجته ثم انصرف. قال عثمان: ثم استاذنت عليه، فجلس وقال لعائشة: اجمعي عليك ثيابك. فقضيت إليه حاجتي، ثم انصرفت. فقالت عائشة: يا رسول الله، ما لي لم أرك فزعت لأبي بكر وعمر_ رضي الله عنهما_ كما فزعت لعثمان؟! قال رسول الله صلي الله عليه [وآله] وسلم: إن عثمان رجل حييّ، وإني خشيت إن أذنت له علي تلك الحال أن لا يبلغ اليّ في حاجته» [10] .
أقول: في هذا السند: عقيل بن خالد: [ صفحه 13] قال أبو حاتم: لم يكن بالحافظ. وقال الماجشون: كان جلوازاً. وقال الذهبي: قيل: كان والي إيلة. وكان يحيي القطان يضعفه [11] .
وفيه «ابن شهاب» وهو «الزهري»: وهو من أشهر المنحرفين عن أمير المؤمنين وأهل بيته عليهم السلام، كان ينال منهم ويضع الأحاديث في الحطّ منهم وفي فضل غيرهم وتقديم غيرهم عليهم: قال ابن أبي الحديد: «كان الزهري من المنحرفين عنه. وروي جرير بن عبد الحميد، عن محمد بن شيبة، قال: شهدت مسجد المدينة فإذا الزهري وعروة ابن الزبير جالسان يذكران عليا فنالا منه. فبلغ ذلك عليّ بن الحسين، فجاء حتي وقف عليهما فقال: أما أنت يا عروة فان أبي حاكم أباك إلي الله فحكم لأبي علي أبيك. وأما أنت يا زهري، فلو كنت بمكة لأريتك كير أبيك». قال: «وروي عاصم بن أبي عامر البجلي، عن يحيي بن عروة، قال: كان أبي إذا ذكر علياً نال منه» [12] . وقال ابن عبد البرّ: «ذكر معمر في جامعه عن الزهري قال: ما علمنا أحداً أسلم قبل زيد بن حارثة. قال عبد الرزاق: وما أعلم أحدا ذكره غير الزهري» [13] . أي: هو كذب، فإن أول من أسلم هو أمير المؤمنين علي عليه السلام، [ صفحه 14] لكن الزهري يريد إنكار هذه المنقبة أو إخفاءها... هذا، وقد بلغ عداء الزهري لأهل البيت عليهم السلام حدّاً جعله يروي حتي عن عمر بن سعد بن أبي وقاص!... قال الذهبي: «عمر بن سعد بن أبي وقاص. عن أبيه. وعنه: إبراهيم وأبو إسحاق، وأرسل عنه الزهري وقتادة. قال ابن معين: كيف يكون من قتل الحسين ثقة؟!» [14] . لكن الرجل
كان من أعوان بني أمية وعمالهم ومشيدي سلطانهم، حتي جاء في ترجمته من «رجال المشكاة» للمحدث الشيخ عبد الحق الدهلوي، ما نصه: «إنه قد ابتلي بصحبة الأمراء بقلّة الديانة، وكان أقرانه من العلماء والزهاد يأخذون عليه وينكرون ذلك منه، وكان يقول: أنا شريك في خيرهم دون شرهم! فيقولون: ألا تري ما هم فيه وتسكت؟!». قال ابن خلكان: «ولم يزل الزهري مع عبد الملك، ثم مع هشام بن عبد الملك، وكان يزيد بن عبد الملك قد استقضاه» [15] . ومن هنا قدح فيه ابن معين، فقد: «حكي الحاكم عن ابن معين أنه قال: أجود الأسانيد: الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبدالله. فقال له إنسان: الأعمش مثل الزهري. فقال: تريد من الأعمش أن يكون مثل الزهري؟! الزهري يري العرض والإجازة ويعمل لبني أميّة. والأعمش فقير صبور، مجانب للسلطان، ورع عالم بالقرآن» [16] . وبهذه المناسبة كتب إليه الإمام زين العابدين عليه السلام كتاباً يعظه فيه [ صفحه 15] ويذكره الله والدار الآخرة، وينبّهه علي الآثار السيئة المترتبة عل كونه في قصور السلاطين، ومن ذلك قوله: «إن أدني ما كتمت وأخف ما احتملت أن آنست وحشة الظالم، وسهلت له طريق الغي... جعلوك قطبا أداروا بك رحي مظالمهم، وجسرا يعبرون عليك إلي بلاياهم، وسلماً إلي ضلالتهم، داعيا إلي غيهم، سالكاً سبيلهم... إحذر، فقد نبئت؛ وبادر، فقد أجّلت... ولا تحسب اني أردت توبيخك وتعنيفك وتعييرك، لكني أردت أن ينعش الله ما فات من رأيك، ويردّ إليك ما عزب من دينك... أما تري ما أنت فيه من الجهل والغرة، وما الناس فيه من البلاء والفتنة؟! فأعرض عن كل ما أنت فيه حتي تلحق بالصالحين الذين دفنوا في أسمالهم، لاصقة بطونهم
بظهورهم... ما لك لا تنتبه من نعستك؟! وتستقيل من عثرتك! فتقول: والله ما قمت لله مقاما واحدا ما أحييت به له دينا، أو أمت له فيه باطلا» [17] . [ صفحه 16]
«حدّثنا عبيدالله بن محمد بن يزيد بن خنيس وأحمد بن يوسف الأزدي، قالا: حدّثنا إسماعيل بن أبي أويس، حدّثني سليمان بن بلال، عن يحيي بن سعيد، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة: أن رسول الله صلي الله عليه [وآله] وسلم كان علي جبل حراء فتحرك، فقال رسول الله صلي الله عليه [وآله] وسلم: أسكن حراء، فما عليك إلا نبي أو صدّيق أو شهيد. وعليه: النبي صلي الله عليه [وآله] وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان وعليّ وطلحة والزبير وسعد بن أبي وقاص، رضي الله عنهم» [18] . أقول: أوردنا هذا الحديث هنا وإن لم يكن ذُكِر الأسامي علي الترتيب علي لسان النبي صلي الله عليه [وآله] وسلم، لأن ذلك موضوع علي لسانه في ألفاظ أخري لهذا الحديث، ولأن المقصود منه _ مضافا الي إثبات الترتيب _ نسبة وصف أبي بكر ب_«الصديق» وجميع من ذكر بعده ب_«الشهادة» إلي النبي صلي الله عليه وآله وسلم... لكنه حديث موضوع... أما من حيث المتن _ بغض النظر عما في وصف غير أميرالمؤمنين عليه السلام ب_«الشهيد» _ أن سعد بن أبي وقاص مات حتف أنفه في قصره!! ومن هنا لم يذكر سعد في صحيح مسلم في الحديث الذي قبله... فلاحظ! لكن بعضهم تصدّي لتصحيح المعني بان سعدا مات بالطاعون ومن مات به فهو شهيد!! [19] . [ صفحه 17]
واما من حيث السند ففيه _ بغض النظر عن غيره _: إسماعيل بن أبي أويس: قال النسائي: ضعيف [20] . وقال يحيي بن معين: هو وأبوه يسرقان الحديث. وقال الدولابي: سمعت النضر بن سلمة المروزي يقول: كذاب. وقال الذهبي _ بعد نقل ما تقدم _: ساق له
ابن عديّ ثلاثة أحاديث ثم قال: روي عن خاله مالك غرائب لا يتابعه عليها أحد [21] . وقال إبراهيم بن الجنيد عن يحيي: مخلط، يكذب، ليس بشيء [22] . وقال ابن حزم في «المحلي»: قال أبو الفتح الأزدي: حدثني سيف بن محمد: أن ابن أبي أويس كان يضع الحديث [23] . وقال العيني: أقر علي نفسه بالوضع كما حكاه النسائي [24] . [ صفحه 18]
«حدثنا محمد بن عبدالله بن نمير وعليّ بن محمد، قالا: ثنا وكيع، ثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلي الله عليه [وآله] وسلم في مرضه: وددت أن عندي بعض أصحابي. قلنا: يا رسول الله ألا ندعو لك أبا بكر؟ فسكت. قلنا: ألا ندعو لك عمر؟ فسكت. قلنا: ألا ندعو لك عثمان؟ قال: نعم. فجاء، فخلا به، فجعل النبي صلي الله عليه [وآله] وسلم يكلّمه ووجه عثمان يتغير. قال قيس: فحدّثني أبو سهلة مولي عثمان: أن عثمان بن عفان قال يوم الدار: إن رسول الله صلي الله عليه [واله] وسلم عهد إليّ عهدا فأنا صائر إليه. وقال عليّ في حديثه: وأنا صابر عليه. قال قيس: فكانوا يرونه ذلك اليوم» [25] . وأخرجه الحاكم بإسناده عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن أبي سهلة مولي عثمان، عن عائشة... ثم قال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه [26] . [ صفحه 19]
أقول: في هذا السند: قيس بن أبي حازم: نقل الذهبي وابن حجر عن يعقوب بن شيبة السدوسي _ واللفظ للثاني _: «قد تكلّم أصحابنا فيه، فمنهم من رفع قدره وعظمه وجعل الحديث عنه من أصح الاسناد، ومنهم من حمل عليه وقال: له أحاديث مناكير. والذين أطروه حملوا هذه الأحاديث علي أنها عندهم غير مناكير وقالوا: هي غرائب. ومنهم من حمل عليه في مذهبه. وقالوا: كان يحمل علي عليّ. والمشهور عنه: أنه كان يقدم عثمان. ولذلك تجنب كثير من قدماء الكوفيين الرواية عنه [27] . وذكر السيوطي في «تدريب الراوي» فائدة قال: «أردت أن أسرد أسماء من رمي ببدعة ممن أخرج لهم
البخاري ومسلم أو أحدهما» ثم ذكر «قيس بن أبي حازم، في الذين رموا بالنصب، وهو بغض عليّ عليه السلام». [ صفحه 20]
«مناقب معاذ بن جبل وزيد بن ثابت وأُبَيّ وأبي عبيدة بن الجراح _ رضي الله عنهم _: حدثنا سفيان بن وكيع، حدثنا حميد بن عبد الرحمن، عن داود العطار، عن معمر، عن قتادة، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلي الله عليه [وآله] وسلم: أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدّهم في أمر الله عمر، وأصدقهم حياء عثمان بن عفان، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، وأفرضهم زيد بن ثابت، وأقرؤهم أُبي بن كعب، ولكل أمة أمين وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح. هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث قتادة إلا من هذا الوجه. وقد رواه أبو قلابة عن أنس عن النبي صلي الله عليه [وآله] وسلم: حدّثنا محمد بن بشار، نا عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي، حدثنا خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلي الله عليه [وآله] وسلم: أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدّهم في أمر الله عمر، وأصدقهم حياء عثمان، وأقرؤهم لكتاب الله أُبي بن كعب، وأفرضهم زيد بن ثابت، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، ألا وإن لكل امة أمينا وإن أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجرّاح. هذا حديث حسن صحيح [28] . وأخرجه ابن ماجة أيضا حيث قال: «حدثنا محمد بن المثني، ثنا عبد الوهّاب بن عبد المجيد، ثنا خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن أنس بن مالك: ان رسول الله صلي الله عليه [وآله] وسلم قال: أرحم أُمّتي بأمتي أبو بكر... حدثنا عليّ بن محمد،
ثنا وكيع، عن سفيان، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة مثله» [29] . وأخرجه الحاكم فقال: «حدثنا عبد الرحمن بن حمدان الجلاّب بهمدان، حدثنا أبو حاتم الرازي، حدثنا محمد بن يزيد بن سنان الرهاوي، حدثنا الكوثر بن حكيم أبو محمد الحلبي، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلي الله عليه [وآله] وسلّم: أرأف أمتي بها أبو بكر، وإن أصلبها في أمر الله عمر، وإن أشدها حياء عثمان، وإن أقرأها أبي بن كعب، وإن أفرضها زيد بن ثابت، وإن أقضاها علي ابن أبي طالب، وإن أعلمها بالحلال والحرام معاذ بن جبل، وإن أصدقها لهجة أبو ذر، وإن أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح، وإن حبر هذه الأمة لعبدالله بن عباس» [30] . أقول: هذه أهم أسانيد هذا الحديث في أهمّ كتب القوم... وهو حديث موضوع علي رسول الله صلي الله عليه واله وسلّم، ولو أردنا النظر في أسانيده بالتفصيل، لخرجنا عن وضع الرسالة، فنكتفي ببعض الكلام علي الأسانيد المذكورة وهو أقل قليل... [ صفحه 22]
أما سنده عند الترمذي، ففي إسناده الأول: سفيان بن وكيع: قال البخاري: يتكلمون فيه لأشياء لقنوه إياها. وقال ابو زرعة: يتهم بالكذب. قال ابن أبي حاتم: سئل عنه أبي فقال: ليّن. وقال النسائي: ليس بثقة. وقال الآجري: امتنع أبو داود من التحديث عنه. وذكره الذهبي في الضعفاء. وقال ابن حجر: ابتلي بوراق فادخل عليه ما ليس من حديثه، فنصح فلم يقبل، فسقط حديثه [31] .
و«داود العطّار»: قال الحاكم: قال يحيي بن معين: ضعيف الحديث. وقال الأزدي: يتكتمون فيه [32] .
وقتادة: كان يري القدر ويدعو إلي ذلك. وكان مشهوراً بالتدليس. وعن الشعبي: قتادة حاطب ليل [33] [ صفحه 23]
وفي إسناده الثاني: «محمد بن بشار»: كذّبه الفلاّس. كان يحيي لا يعبأ به ويستضعفه. والقواريري: لا يرضاه. وكان صاحب حمام [34] .
و«عبد الوهاب بن عبد المجيد»: قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه فقال: مجهول. وعدّه ابن مهدي فيمن كان يحدّث من كتب الناس ولا يحفظ ذلك الحفظ. وقال الدوري عن ابن معين: اختلط بآخره. وقال أبو داود: تغيّر. وذكره العقيلي في الضعفاء [35] .
و«خالد الحذاء»: قال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به. وقال ابن حجر: حكي العقيلي في تاريخه من طريق يحيي بن آدم عن أبي شهاب، قال: قال لي شعبة: عليك بحجاج بن أرطاة ومحمد بن إسحاق فإنهما [ صفحه 24] حافظان، واكتم عليّ عند البصريين في خالد الحذاء وهشام. قال يحيي: وقلت لحماد بن زيد: ما لخالد الحذاء؟! قال: قدم علينا قدمة من الشام فكانا أنكرنا حفظه. وقال عبّاد بن عباد: أراد شعبة أن يقع في خالد فأتيته أنا وحماد بن زيد فقلنا له: ما لك أجننت؟! وتهددناه، فسكت. وحكي العقيلي من طريق أحمد بن حنبل قيل لابن علية في حديث: كان خالد يرويه. فلم يلتفت إليه ابن علية وضعف أمر خالد. قال ابن حجر الظاهر أن كلام هؤلاء من أجل ما أشار إليه حّماد بن زيد من تغيرحفظه بآخره، أو من أجل دخوله في عمل السلطان» [36] .
و«أبو قلابة» وهو عبدالله بن زيد الجرمي: وكان يبغض عليّاً عليه السلام ويسيء إليه الأدب، ولذا لم يرو عنه أصلاً. وقد اتفقوا علي أنه كان يدلّس عمّن لحقهم وعمّن لم يلحقهم [37] . وعن أبي الحسن القابسي المالكي: هو عند الناس معدود في البُله. وبما ذكرنا يظهر الكلام علي سنده عند ابن ماجة. بقي أمران: أحدهما: إن هذا الحديث _ بالإضافة إلي ما ذكر _ مرسل، نص عليه ابن حجر العسقلاني في «فتح الباري» وكذا غيره من الشراح... قال المناوي بشرحه: «قال ابن حجر في الفتح: هذا الحديث أورده الترمذي وابن حبّان من طريق عبد الوهّاب الثقفي عن خالد الحذاء مطوّلا، وأوّله «أرحم» وإسناده [ صفحه 25] صحيح، إلاّ أن الحفاظ قالوا: إن الصواب في
أوله الإرسال، والموصول منه ما اقتصر عليه البخاري» [38] . والثاني: إن راويه «أنس بن مالك» لا يعتمد عليه بعدما صدر منه الكذب والخيانة في غير مورد...
وأما سنده عند الحاكم... ففيه: «محمد بن يزيد بن سنان الرهاوي»: قال الذهبي: قال الدارقطني: ضعيف. وقال النسائي: ليس بالقوي. وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه فقال: ليس بشيء، هو أشد غفلة من أبيه. وقال البخاري: أبو فروة متقارب الحديث، إلا أن ابنه محمدا يروي عنه مناكير. وقال الآجري عن أبي داود: أبو فروة الجزري ليس بشيء، وابنه ليس بشيء. وقال الترمذي: لا يتابع علي روايته، وهو ضعيف. وأورده الذهبي في «المغني في الضعفاء». وقال ابن حجر: ليس بالقوي [39] .
وكوثر بن حكيم: [ صفحه 26] قال البخاري في الضعفاء والمتروكين: منكر الحديث. وقال النسائي في الضعفاء والمتروكين: متروك الحديث. وقال أبو زرعة: ضعيف. وقال ابن معين: ليس بشيء. وقال أحمد: أحاديثه بواطيل. وقال الدارقطني: متروك. وقال الذهبي في «المغني في الضعفاء»: تركوا حديثه، له عجائب [40] . أقول: فظهر أن الحق مع من لم يكتف بتضعيف هذا الحديث بل رجّح وضعه [41] . [ صفحه 27]
«حدثنا أبو علي الحافظ، ثنا أبو بكر محمد بن محمد بن سليمان، ثنا أبو عبيدالله أحمد بن عبد الرحمن بن وهب، حدّثني عميّ، ثنا يحيي بن أيوب، ثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة _ رضي الله عنها _، قالت: أول حجر حمله النبي صلّي الله عليه وآله وسلم لبناء المسجد، ثم حمل أبو بكر حجرا آخر، ثم حمل عمر حجراً آخر، ثم حمل عثمان حجرا آخر. فقلت: يا رسول الله، ألا تري إلي هؤلاء كيف يساعدونك؟ فقال: يا عائشة، هؤلاء الخلفاء من بعدي. هذا حديث صحيح علي شرط الشيخين ولم يخرجاه. وإنما اشتهر بإسناد واهٍ من رواية محمد بن الفضل بن عطية، فلذلك هجر» [42] . أقول: هذا حديث موضوع بالنظر إلي سنده ومتنه.
أما السند، ففيه _ بغض النظر عن غيره _: أحمد بن عبد الرحمن بن وهب المصري: قال ابن عديّ: رأيت شيوخ مصر مجمعين علي ضعفه. وقال ابن يونس: لاتقوم به حجة. وقال ابن حبان: إنه أتي بمناكير في آخر عمره [43] . [ صفحه 28] قلت: وهذا الحديث عن عمّه!! وأما المتن، فيكفي في الكلام حوله نقل عبارة الذهبي، فإنه قال في تعقيب الحاكم ما هذا نصّه: «قلت: أحمد منكر الحديث، وهو ممن نقم علي مسلم إخراجه في الصحيح. ويحيي وإن كان ثقة فقد ضعف. ثم لوصحّ هذا لكان نصا في خلافة الثلاثة. ولا يصح بوجه! فإن عائشة لم تكن يومئذ دخل بها النبي صلي الله عليه وآله وسلم، وهي محجوبة صغيرة، فقولها هذا يدل علي بطلان الحديث. قال الحاكم: وإنما اشتهر هذا الحديث من رواية محمد بن الفضل بن عطية، فلذلك هجر. قلت: ابن عطية متروك لما»
[44] . [ صفحه 29]
«حدثنا عمرو بن عثمان، ثنا محمد بن حرب، عن الزبيدي، عن ابن شهاب، عن عمرو بن أبان بن عثمان، عن جابر بن عبدالله: أنه كان يحدّث أن رسول الله صلي الله عليه [وآله] وسلم قال: أري الليلة رجل صالح أن أبا بكر نيط برسول الله صلي الله عليه [وآله] وسلم، ونيط عمر بأبي بكر، ونيط عثمان بعمر. قال جابر: فلما قمنا من عند رسول الله صلي الله عليه [وآله] وسلم قلنا: أما الرجل الصالح فرسول الله صلي الله عليه [وآله] وسلم، وامّا تنوط بعضهم ببعض فهم ولاة هذا الأمر الذي بعث الله به نبيه صلي الله عليه [وآله] وسلم. قال أبو داود: ورواه يونس وشعيب، لم يذكرا عمراً» [45] . وأخرج الحاكم قائلا: «أخبرنا أبو عبدالله محمد بن عبدالله الصفار، ثنا أحمد بن مهدي بن رستم، ثنا موسي بن هارون البردي، ثنا محمد بن حرب، حدّثني الزبيدي، عن الزهري، عن عمرو بن أبان بن عثمان، عن جابر بن عبدالله _ رضي الله عنهما _: إن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم قال: أري الليلة رجل صالح أن أبا بكر _ رضي الله عنه _ نيط برسول الله صلي الله عليه وآله وسلّم، ونيط عمر بابي بكر، ونيط عثمان بعمر. قال جابر: فلما قمنا من عند النبي صلي الله عليه وآله وسلم قلنا: الرجل الصالح النبي صلي الله عليه وآله وسلم، وأما ما ذكر من نوط بعضهم بعضاً فهم ولاة هذا الأمر الذي بعث الله به نبيه صلي الله عليه وآله وسلم. ولعاقبة هذا الحديث إسناد صحيح عن أبي هريرة. ولم يخرجاه» [46] . [ صفحه 30]
أقول: حكم الذهبي في تلخيصه بصحة هذا
الحديث. لكن الحاكم رواه مرة أخري عن طريق عثمان بن سعيد الدارمي، عن محمد ابن حرب، عن الزبيدي، عن الزهري، عن عمرو بن أبان بن عثمان، عن جابر...، ثم قال: «قال الدارمي: فسمعت يحيي بن معين يقول: محمد بن حرب يسند هذا الحديث والناس يحدثون به عن الزهري مرسلاً، إنما هو عمرو بن أبان، ولم يكن لأبان بن عثمان ابن يقال له عمرو» [47] . وفي هذا المقام أيضا وافقه الذهبي! أقول: يكفي في سقوط الحديث _ بغض النظر عن رجاله، فإن «محمد بن حرب» و«محمد بن الوليد الزبيدي» كليهما من أهل حمص، وهم مشهورون بالبغض لعلي عليه السلام كما نص عليه ياقوت في «حمص» من «معجم البلدان» لا سيما وأن كليهما من قضاة دمشق كما في ترجمتهما في «تهذيب التهذيب». وأيضا فإن «ابن شهاب الزهري» من أشهر المنحرفين عن أمير المؤمنين عليه السلام _ كلام أبي داود في آخره، وكلام يحيي بن معين... أما التناقض من الحاكم والذهبي فلم أجد له حلاً!! [ صفحه 31]
قال «قال رسول الله صلي الله عليه [وآله] وسلّم: أريت أني وضعت في كفة وامّتي في كفة فعدلتها، ثم وضع ابو بكر في كفة وأمتي في كفة فعدلها، ثم وضع عثمان في كفة وامّتي في كفة فعدلها، ثم رفع الميزان». رواه الهيثمي [48] والمتقي [49] عن الطبراني.
وقال الأول: «وفيه عمرو بن واقد وهو متروك، ضعفه الجمهور». أقول: وهذه نبذة من كلماتهم في الرجل المذكور: كان مروان الطاطري يقول: عمرو بن واقد كذاب. وقال يزيد بن محمد بن عبد الصمد: قال أبو مسهر: كان يكذب من غير أن يتعمّد. وقال يعقوب بن سفيان عن دحيم: لم يكن شيوخنا يحدّثون عنه. قال: وكانه لم يشك أنه كان يكذب. وقال أبو حاتم والبخاري والترمذي: منكر الحديث. وقال النسائي والدارقطني والبرقاني: متروك الحديث [50] . وأورده الذهبي في ميزانه _ بعد أن أشار إلي كونه من رجال الترمذي وابن [ صفحه 32] ماجة _ فذكر بعض الكلمات في جرحه وذمّه: ثم روي بعض الأحاديث التي وقع الرجل في طريقها، منها هذا الحديث... ثم قال: «وهذه الأحاديث لا تعرف إلآ من رواية عمرو بن واقد. وهو هالك» [51] . [ صفحه 33]
«إن الله أمرني بحب اربعةٍ من أصحابي؛ وقال: احبّهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي». رواه المتقي عن ابن عساكر. وعن ابن عديّ ثم قال: «فيه: سليمان بن عيسي السجزي. قال ابن عدّي: يضع» [52] .
أقول: قال الذهبي: «سليمان بن عيسي بن نجيح السجزي. عن ابن عون وغيره. هالك. قال الجوزجاني: كذاب مصرّح. وقال أبو حاتم: كذاب. وقال ابن عدّي: يضع الحديث. له كتاب: تفضيل العقل. جزءان. ومن بلاياه: حدثنا الليث، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعاً: إن الله أمرني بحب أربعة: أبي بكروعمروعثمان وعلي...» [53] . وكذا قال ابن حجر العسقلاني [54] . [ صفحه 34]
قال: «كنت مع النبي صلي الله عليه [وآله] وسلم في حائطٍ، فجاء آتٍ فدق الباب. فقال: يا أنس، قم فافتح له وبشره بالجنة وبالخلافة من بعدي؛ فاذا أبو بكر. ثم جاء رجل فدق الباب فقال: يا أنس، قم فافتح له وبشره بالجنة وبالخلافة من بعد أبي بكر؛ فاذا عمر. ثم جاء رجل فدق الباب فقال: افتح له وبشره بالجنة وبالخلافة من بعد عمر وأنه مقتول؛ فاذا عثمان». رواه عنهم السيوطي [55] .
وقال الخطيب: «الصقر بن عبد الرحمن بن بنت مالك بن مغول، يكني أبا بهز، وهو كوفي، نزل بغداد وحدّث بها... أخبرني عليّ بن محمد بن الحسن المالكي، أخبرنا عبدالله بن عثمان الصفار، أخبرنا محمد بن عمران بن موسي الصيرفي، حدثنا عبدالله بن علي بن المديني، قال: قلت لأبي في حديث أبي بهز عن ابن إدريس عن المختار بن فلفل عن أنس: كان في حائطٍ فقال: إئذن له وبشره بالجنة، مثل حديث أبي موسي؟ فقال: كذب، هذا موضوع». ثم روي باسناده عن طريق أبي يعلي: حدّثنا أبو بهز صقر بن عبد الرحمن ابن بنت مالك بن مغول، حدثنا عبدالله بن إدريس، عن المختار بن فلفل، عن أنس بن مالك، قال: جاء النبي صلّي الله عليه [وآله] وسلّم فدخل إلي بستان فاتي آتٍ فدق الباب فقال: قم يا أنس... قال عبد المؤمن: سألت أبا عليّ عن الصقر فقال: كان شيخاً مغفلاً مطروحاً ببغداد... وأبو الصقر عبد الرحمن بن مالك بن مغول كان _ يعني [ صفحه 35] الصقر_ يضع الحديث. قال أبو عليّ صالح بن محمد: عبد الرحمن بن مالك من أكذب الناس، وأبو بهز ابنه كان أكذب من أبيه» [56] . وروي العيني
هذا الحديث في شرح البخاري فقال: «رواه أبو يعلي الموصلي من حديث المختار بن فلفل عن أنس وقال: هذا حديث حسن» [57] . أقول: قد عرفت تنصيص غير واحد من حفاظ القوم علي كون الرجل من أكذب الناس، وأن الحديث موضوع... علي أن ابن عدي يحكي عن أبي يعلي أنه كان إذا حدثنا عنه ضعّفه... وممن نصّ علي أن هذا الحديث كذب هو: الذهبي، فانه ذكر «الصقر» في (ميزانه) فقال: «الصقر بن عبد الرحمن، أبو بهز، سبط مالك بن مغول، حدّث عن عبدالله بن إدريس عن مختار بن فلفل عن أنس بحديث كذب: قم يا انس فافتح لأبي بكر وبشره بالخلافة من بعدي؛ وكذا في عمر وعثمان. قال ابن عديّ: كان أبو يعلي إذا حدثنا عنه ضعّفه. وقال أبو بكر بن أبي شيبة: كان يضع الحديث. وقال أبو علي جزرة: كذاب...» [58] . [ صفحه 36] وتبعه ابن حجر في (لسانه) فذكر عبارة الذهبي ثم روي الحديث باسناده عن أبي يعلي عن صقر عن عبدالله بن إدريس عن المختار بن فلفل عن أنس... ثم قال: «لو صحّ هذا لما جعل عمر الخلافة في أهل الشوري، وكان يعهد إلي عثمان بلا نزاع» [59] . [ صفحه 37]
ما رواه عبد الوهّاب الكلابي، المعروف بابن أخي تبوك، المتوفي في سنة 396 وكان مسند دمشق في مسنده. وابن عساكر في تاريخ دمشق. والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد... قال الخطيب: «حدثت عن عبد الوهاب بن الحسن الدمشقي، حدثنا أبو القاسم عبدالله ابن أحمد بن محمد التميمي المعروف بالغباغبي، قال: حدّثني ضرار بن سهل، حدثنا الحسن بن عرفة، حدثنا أبو حفص الأبار، عن حميد عن أنس، قال: قال لي
عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه: قال رسول الله صلي الله عليه [وآله] وسلّم: يا علي، إن الله أمرني أن أتخذ أبا بكر والداً، وعمر مشيراً، وعثمان سندا، وأنت _ ياعليّ _ ظهيراً. هذا الحديث منكر جدا. لا أعلم رواه بهذا الإسناد إلاّ ضرار بن سهل، وعنه الغباغبي. وهما جميعا مجهولان» [60] . وقال ابن الجوزي. «باب في فضائل الأربعة، وفيه أحاديث: الحديث الأول: أنبأنا ابو منصور القزّاز، قال أبو بكر أحمد بن عليّ الخطيب، قال: حدّثت عن عبد الوهاب بن الحسن الدمشقي، حدثنا أبو القاسم عبدالله بن أحمد بن محمد التميمي المعروف بالغباغبي، قال: حدّثني ضرار بن سهل، حدثنا الحسن ابن عرفة، حدثنا أبو حفص الأبّار، عن حميد، عن أنس، قال: [ صفحه 38] قال لي علي بن أبي طالب رضي الله عنه: قال رسول الله صلي الله عليه [وآله] وسلم: يا عليّ، إن الله أمرني أن أتخذّ أبا بكر والداً... وأنت يا علي ظهيرا».
قال ابن الجوزي بعد أن رواه عن الخطيب كذلك: «قال الخطيب: هذا حديث منكر جدّاً، لا أعلم رواه بهذا الإسناد إلأ ضرار بن سهل، وعنه الغباغبي، وهما مجهولان» [61] . وقال الذهبي: «ضراء بن سهل عن الحسن بن عرفة، بخبر باطل، ولا يدري من ذا الحيوان. والحديث عن ابن عرفة: حدّثنا الأبار، عن حميد، عن أنس، قال عليّ: قال لي النبي صلي الله عليه [واله] وسلّم: يا علي، إن الله أمرني أن أتخذ أبا بكر والداً... رواه أخو تبوك عبد الوهاب الكلابي، عن عبدالله بن أحمد الغباغبي _ أحد المجهولين _ عن ضرار» [62] . وقال ابن حجر: «ضرار بن سهل، عن الحسن بن عرفة، بخبر باطل،
ولا يدري من ذا الحيوان!! والحديث عن ابن عرفة: حدثنا الأبار، عن حميد، عن أنس، قال علي رضي الله عنه: قال لي النبي صليّ الله عليه وآله وسلم: يا عليّ، إن الله أمرني أن أتخذ أبا بكر... رواه أخو تبوك عبد الوهاب الكلابي، عن عبدالله بن أحمد الغباغبي _ أحد المجهولين _ عن ضرار» [63] . [ صفحه 39] أقول: إلي هنا وقد عرفت أن هذا الحديث من الموضوعات... ثم إن ابن حجر بعد أن ذكر الحديث، وقال _ تبعا للذهبي _: «رواه أخو تبوك عبد الوهّاب الكلابي عن عبدالله بن أحمد الغباغبي «وحكم تبعاً له بانه لا أحد المجهولين»... عنون: «عبدالله بن أحمد بن محمد التميمي، المعرف بالعباعبي». قال: «روي عن: ضرار بن سهل عن الحسن بن عرفة في فضل الخلفاء الأربعة. روي عنه: عبد الوهاب العلائي». فهناك: «الغباغبي» وهنا «العباعبي»! والراوي عنه هناك: «عبد الوهاب الكلابي» وهنا «عبد الوهاب العلائي»! ثم قال: «قال الخطيب: منكر جدّا، لا أعلم رواه بهذا الإسناد غير ضرار، وهو والعباعبي مجهولان. وذكر له ابن عساكر نسباً إلي فراس بن حابس التميمي أخي الأقرع بن حابس... مات سنة 425. وكان معلماً علي باب الجابية. قلت: فهو معروف، والتصق الوهم بضرار» [64] . أقول: لقد حاول ابن حجر أن يخرج الرجل عن الجهالة، مع وهمه في لقبه وفي لقب الراوي عنه، لكنه لم يفلح، إذ لم يأت له بتوثيق ولا مدح، إذ لا يخرج الرجل عن المجهوليّة العلم بكونه معلّماً في مكان كذا، وبانه مات في سنة كذا، وإلا لم يحكم عليه بالجهالة الخطيب البغدادي الراوي عنه بواسطة واحدة، ولا ابن الجوزي الراوي عن الخطيب بواسطة واحدة، ولا الذهبي...!! [
صفحه 40]
«رحم الله أبا بكر زوجني ابنته، وحملني إلي دار الهجرة، وأعتق بلالاً من ماله، وما نفعني مال في الإسلام ما نفعني مال أبي بكر. رحم الله عمر يقول الحق وإن كان مراً، لقد تركه الحق وماله من صديق. رحم الله عثمان تستحه الملائكة، وجهز جيش العسرة، وزاد في مسجدنا حتي وسعنا. رحم الله علياّ، اللهّم أدر الحق معه حيث دار. ت عن عليّ. صح» [65] . أقول: في سنده: مختار بن نافع: قال أبو زرعة: واهي الحديث. وقال البخاري والنسائي وأبو حاتم والساجي: منكر الحديث. وقال النسائي أيضا: ليس بثقة. وقال ابن حبان: كان يأتي بالمناكيرعن المشاهير حتي يسبق إلي القلب أنه كان المتعمّد لذلك [66] . ولما ذكرنا أورده الحفّاظ في الأحاديث الباطلة المكذوبة:
قال ابن الجوزي: «روي مختار بن نافع التميمي، عن أبي حيان، عن أبيه، عن علي، عن النبي... [ صفحه 41] قال المؤلف: هذا الحديث يعرف بمختار. قال البخاري: هو منكر الحديث. وقال ابن حبّان: كان يأتي بالمناكيرعن المشاهير حتي يسبق إلي القلب أنه كان المتعمد لذلك» [67] . وقال الذهبي: «مختار بن نافع [ت] عن أبي حيّان التميمي. قال النسائي وغيره: ليس بثقة. وقال ابن حبّان: منكر الحديث جدّا. احمد بن عبد الرحمن الكزبراني، حدثنا مختار بن نافع، عن أبي حيّان، عن أبيه، عن عليّ، مرفوعا: رحم الله... وذكر الحديث. قال البخاري: منكر الحديث، كنيته أبو إسحاق» [68] . ومن هنا قال المناوي في شرحه: «رمز المصنف لصّحته، وليس كما زعم، فقد أورده ابن الجوزي في الواهيات وقال: هذا الحديث يعرف بمختار، قال البخاري: منكر الحديث، وقال ابن حبّان: يأتي بالمناكيرعن المشاهير حتي يسبق إلي القلب أنه يتعمّدها... وفي
الميزان: مختار بن نافع منكر الحديث جدا، ثم أورد من مناكيره هذا الخبر». [ صفحه 42]
قال الخطيب: «قال رسول الله صلي الله عليه [وآله] وسلّم: ما في الجنة شجرة إلآ مكتوب علي كل ورقة منها: لا إله إلاّ الله، محمد رسول الله، أبو بكر الصديق، وعمر الفاروق، وعثمان ذي النورين» [69] . وقال ابن الجوزي: «أنبانا عبد الرحمن بن محمد القزاز، قال: أنبانا أحمد بن علي بن ثابت، قال: أنبأنا القاضي أبو الفرج محمد بن أحمد بن الحسن الشافعي... عن مجاهد، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله... اسم الاحتياطي: الحسن بن عبد الرحمن بن عبّاد أبو عليّ.
قال أبو حاتم ابن حبان: هذا باطل موضوع، وعليّ بن جميل كان يضع الحديث، لا تحل الرواية عنه بحال. وقال أبو أحمد ابن عديّ: لم يأت بهذا الحديث عن جرير غير عليّ، وعليّ يحدّث بالبواطيل عن ثقات الناس فيسرق السرق» [70] . وقال الذهبي: «عليّ بن جميل الرقي. روي عن جرير بن عبد الحميد وعيسي بن يونس. كذبه ابن حبّان... وروي علي بن جميل، عن جرير، عن ليث، عن مجاهد، [ صفحه 43] عن ابن عباس، عن النبي صلي الله عليه [وآله] وسلم، قال...» [71] . وقال السيوطي: «الطبراني: حدثنا سعيد بن عبد ربه الصفار البغدادي، حدّثنا علي بن جميل الرقي، حدثنا جرير بن عبد الحميد، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عباس... قال ابن حبان: موضوع، وعلي بن جميل وضّاع... أبو نعيم في الحلية: حدّثنا القاضي أبو أحمد، حدثنا أحمد بن الحسن بن عبد الملك، حدثنا علي بن جميل به. وقال الختلي في الديباج: حدثني القاسم بن أبي علي الكوفي، حدثنا عبد العزيز بن عمرو الخراساني، عن جرير الرازي، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عباس... قال الذهبي في الميزان:
عبد العزيز فيه جهالة، والخبر باطل، فهو الآفة فيه. ابن عديّ: حدثنا أحمد بن عامر البرقعيدي، حدثني معروف البلخي بدمشق، حدثنا جرير، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عباس... قال الذهبي: هذا موضوع...» [72] . [ صفحه 44]
قال ابن الجوزي: «أنبانا هبة الله بن محمد بن الحصين، أنبانا أبو طالب ابن غيلان، أنبانا أبو بكر الشافعي، حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، حدثنا الحسن بن صالح، حدثنا الحسن بن الحسن النرسي، حدثنا اصبغ بن الفرج، عن البيع بن محمد، عن أبي سليمان الأيلي، عن ابن جريج، عن عمرو بن دينار، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلي الله عليه [وآله] وسلم: اذا كان يوم القيامة نادي مناد تحت العرش: أين أصحاب محمد؟ فيؤتي بابي بكر وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفّان _ وعليّ _ رضي الله عنهم _ فيقال لأبي بكر: قف علي باب الجنة فأدخل من شئث برحمة الله وردّ من شئت بعلم الله عزوجل. ويقال لعمر: قف علي الميزان فثقل من شئت برحمة الله وخفف من شئت بعلم الله. قال: ويكسي عثمان بن عفان حلتين فيقال له: إلبسهما فاني خلقتهما واذخرتهما حين أنشات السماوات والأرض. ويعطي علي بن أبي طالب رضي الله عنه عصي عوسج من الشجرة التي خلقها الله تعالي بيده في الجنة فيقال له: ذُد الناس عن الحوض.
وقد رواه أصبغ، عن سليمان بن عبد الأعلي، عن ابن جريج. ورواه أصبغ، عن السري بن محمد، عن ابي سليمان الأيلي، عن ابن جريج. وهذا يدل علي تخليط من أصبغ أو ممن روي عنه. وفي إسناده جماعة مجهولون. وقد رواه أحمد بن الحسن الكوفي عن وكيع؛ قال الدارقطني: هو متروك. وقال ابن حبان: يضع الحديث علي الثقات. [ صفحه 45] ورواه إبراهيم بن عبدالله المصيصي، عن حجّاج بن محمد، عن ابن جريج. قال ابن حبان: إبراهيم يسرق الحديث ويسويه، ويروي عن الثقات ما ليس من أحاديثهم، فيستحق
ان يكون من المتروكين» [73] . وأورد الذهبي إبراهيم بن عبدالله في (ميزانه) ثم ذكر بترجمته حديثين هذا أحدهما، ثم قال: «هذا رجل كذاب، قال الحاكم: احاديثه موضوعة. قال: وهو الذي يروي عن وكيع، عن سفيان، عن عمرو بن دينار، عن ابن عباس، مرفوعا: إذا كان يوم القيامة يكون أبو بكر علي أحد أركان الحوض، وعمر علي الركن الثاني، وعثمان علي الركن الثالث، وعليّ علي الرابع، فمن أبغض واحدا منهم لم يسقه الأخرون. وقد روي عن حجاج، عن ابن جريج، عن عمرو بن دينار، عن ابن عباس، مرفوعا: إذا كان يوم القيامة نادي مناد تحت العرش: هاتوا أصحاب محمد، فيؤتي بأبي بكر وعمر وعثمان وعليّ...» [74] . وابن حجر تبع الذهبي في عنوان الرجل وذكر الحديثين والحكم بأنه كذاب... [75] . [ صفحه 46]
هذه طائفة من الأحاديث الموضوعة في هذا الباب... وهي قليل من كثير... وقد ذكر المحققون منهم بعضا منها في الكتب المصنفة في الأخبار الموضوعة، ك_ «الموضوعات» لابن الجوزي، و«الكامل» لابن عديّ، و«ميزان الاعتدال» للذهبي، و«اللآلي المصنوعة» للسيوطي، و«لسان الميزان» لابن حجر العسقلاني، و«تنزيه الشريعة» لابن عرّاق... لكنهم يتجنبون الحكم بالوضع علي ما أخرج منها في الصحاح وفي الصحيحين خاصة، لما لهذين الكتابين من الشأن الرفيع والعظمة البالغة عندهم... إلآ أنا تعمّدنا التحقيق في بعض ما أخرج في الكتابين تأكيداً منا علي أنهما كغيرهما من الكتب في الاشتمال علي الحديث الصحيح وغيره... وقد بحثنا عن هذا الموضوع ببعض التفصيل في كتابنا: التحقيق في نفي التحريف عن القرآن الشريف... وعلي كل حال... فهذه الأحاديث باطلة موضوعة، سواء المخرج منها في كتابي البخاري ومسلم والمخرج منها في غيرهما... ولا يخفي علي النبيه الغرض
من وضع هذه الأحاديث، فإن القوم كانوا وما زالوا يشعرون بضرورة توجيه الخلافة التي أسسوها، والمراتب التي ابتدعوها... لعلمهم التفصيلي بما كان... وبأن أقاويلهم ما أنزل الله بها من سلطان... ولكن... لن يصلح العطار ما أفسده الدهر... وصلي الله علي محمد وآله الطاهرين...
[1] صحيح البخاري 5 :69، صحيح مسلم 7: 112.
[2] تهذيب التهذيب 5: 268.
[3] صحيح البخاري 5: 68.
[4] صحيح مسلم 7: 118.
[5] صحيح البخاري 5: 74.
[6] صحيح مسلم 7: 117.
[7] ميزان الاعتدال 2: 269، تهذيب التهذيب 4: 296.
[8] تهذيب التهذيب 7: 133، ميزان الاعتدال 3: 51.
[9] ميزان الاعتدال 1: 588، تهذيب التهذيب 3: 3.
[10] صحيح مسلم 7: 117.
[11] ميزان الاعتدال 3: 89، تهذيب التهذيب 7: 228.
[12] شرح نهج البلاغة 4: 102.
[13] الاستيعاب 2: 546 ترجمة زيد بن حارثة.
[14] الكاشف _ ترجمة عمر بن سعد.
[15] وفيات الأعيان 3: 317 ترجمة الزهري.
[16] تهذيب التهذيب _ ترجمة الأعمش 4: 195.
[17] تحف العقول عن آل الرسول: 198، إحياء العلوم 2: 143.
[18] صحيح مسلم 7: 128.
[19] لاحظ: الشفاء وشرحه نسيم الرياض 3: 192.
[20] الضعفاء والمتروكون: 14.
[21] ميزان الاعتدال 1: 222.
[22] تهذيب التهذيب 1: 312.
[23] تهذيب التهذيب 1: 312.
[24] عمدة القاري _ المقدّمة السابعة.
[25] سنن ابن ماجة 1: 42.
[26] المستدرك علي الصحيحين 3: 99.
[27] ميزان الاعتدال 3: 392، تهذيب التهذيب 8: 346.
[28] صحيح الترمذي 5: 623.
[29] سنن ابن ماجة 1: 58.
[30] المستدرك علي الصحيحين 3: 535.
[31] ميزان الاعتدال 2: 173، تهذيب التهذيب 4: 109، تقريب التهذيب 1: 312.
[32] ميزان الاعتدال 2: 11، تهذيب التهذيب 3: 158.
[33] تهذيب التهذيب 8: 315 وغيره.
[34] ميزان الاعتدال 3: 490.
[35] ميزان الاعتدال 2: 680.
[36] تهذيب التهذيب 3: 105.
[37] تهذيب التهذيب 5: 197، ميزان
الاعتدال 2: 425.
[38] فيض القدير_ شرح الجامع الصغير 1: 460.
[39] ميزان الاعتدال 4: 69، تهذيب التهذيب 9: 463، تقريب التهذيب 2: 219.
[40] راجع الكتب المذكورة والميزان 3: 416 ولسانه 4: 490.
[41] فيض القدير 1: 460.
[42] المستدرك علي الصحيحين 3: 96.
[43] ميزان الاعتدال 1: 113.
[44] تلخيص المستدرك 3: 97.
[45] سنن أبي داود 2: 263.
[46] المستدرك 3: 71.
[47] المستدرك 3: 102.
[48] مجمع الزوائد 9: 59.
[49] كنز العمال 11: 641.
[50] تهذيب التهذيب 8: 101.
[51] ميزان الاعتدال 3: 291.
[52] كنز العمال 11: 637.
[53] ميزان الاعتدال 2: 218.
[54] تهذيب التهذيب 3: 99.
[55] الخصائص الكبري 1: 122.
[56] تاريخ بغداد 9: 339 _ 341.
[57] عمدة القارئ 16: 176.
[58] ميزان الاعتدال 2: 317.
[59] لسان الميزان 3: 193.
[60] تاريخ بغداد 9: 345.
[61] الموضوعات 1: 402.
[62] ميزان الاعتدال 2: 327.
[63] لسان الميزان 3: 202.
[64] لسان الميزان 3: 250.
[65] فيض القدير _ شرح الجامع الصغير 4: 18_ 19.
[66] تهذيب التهذيب 10: 62.
[67] العلل المتناهية 1: 255.
[68] ميزان الاعتدال 4: 80.
[69] تاريخ بغداد 4: 5 و 5: 108.
[70] الموضوعات 1: 336.
[71] ميزان الاعتدال 3: 117.
[72] اللآلي المصنوعة 1: 319.
[73] الموضوعات 1: 403.
[74] ميزان الاعتدال 1: 40.
[75] لسان الميزان 1: 71.