رد الحموي علي الوهابية

اشارة

پديدآور: حموي، احمد
عنوان و شرح مسئوليت: رد الحموي علي الوهابية [منبع الكترونيكي] / أحمد بن السيد محمد مكي الحسيني الحموي شهاب الدين المصري الحنفي
ناشر: موسسه تحقيقات و نشر معارف اهل البيت (ع)
موضوع: دفاعيه ها و رديه ها
وهابيت

المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي شرف أولياء بأنواع الكرامة ومتعهم بالنظر إلي وجهه في دار المقامة فهم في روضات الجنات يحبرون ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون قد تركوا زخارف الدنيا ولجأوا من هجيرها إلي ظله فرحين بما آتاهم الله من فضله فهم المميزون عن غيرهم في عالم الرفات ببقاء كراماتهم بعد الممات كما دل علي ذلك إطلاق الأئمة الذين هم هداة الأمة والصلاة والسلام علي أشرف أنبيائه وأكرم أصفيائه محمد المؤيد بالمعجزات الظاهرة والكرامات الباهرة وعلي [ صفحه 2] آله وأصحابه ذوي النفوس القدسية والأخلاق الأنسية ما سطعت أنواع الكرامات لأوليائه بعد الممات (وبعد) فقد جري في المجلس العالي مجمع المفاخر والمعالي مجلس سيد الوزراء وأعظم الكبراء كافل الديار المصرية والأقطار اليوسفية الوزير عبد الرحمن باشا بلغه الله من الخيرات ماشا الكلام علي كرامات الأولياء وأنها هل تنقطع بالموت وأن الأولياء هل لهم تصرف في الحياة وبعد الممات في البرزخ وأن من اعتقد ظهور الكرامة لهم [1] بعد الموت أو التصرف حال الحياة وبعد الموت هل يكفر وطلب مني حفظه الله بعد [ صفحه 3] خزياته وكبت عداته تحرير الكلام في ذلك والتقصي عما هنالك فأقول وبالله التوفيق وبيده الهداية إلي سواء الطريق

في كلام التفتازاني

قال العلامة الثاني سعد الدين التفتازاني الولي هو العارف بالله وصفاته المواظب علي الطاعات المجتنب عن المعاصي المعرض عن الانهماك في اللذات والشهوات وكرامته ظهور أمر خارق للعادات من قبله فما لا يكون مقرونا بالإيمان والعمل الصالح يكون استدراجا وما يكون مقرونا بدعوي النبوة يكون معجزة وهي أمر يظهر بخلاف العادة علي يد مدعي النبوة عند تحدي المنكرين علي وجه يعجز المنكرين عن الإتيان بمثله والدليل علي حقية الكرامة ما تواتر عن كثير من الصحابة ومن بعدهم بحيث لا يمكن إنكاره خصوصا الأمر المشترك وإن كانت التفاصيل آحاد وأيضا الكتاب ناطق بظهورها من مريم يعني علي القول بأنها ولية لا نبية وهو الصحيح [2] ومن صاحب سليمان صلوات الله وسلامه عليه وبعد ثبوت الوقوع لا حاجة إلي إثبات الجواز يعني بدعوي أن الكرامة أمر ممكن وكل ممكن جائز الوقوع ثم قال بعد كلام والحاصل أن الأمر الخارق للعادة هو بالنسبة إلي النبي معجزة سواء ظهر من قبله أم من قبل آحاد أمته وبالنسبة إلي الولي كرامة لخلوه عن دعوي نبوة من ظهر ذلك من قبله فالنبي لا بد له من علمه بكونه نبيا ومن قصده إظهار خوارق العادات ومن حكمه قطعا بموجب المعجزات بخلاف الولي انتهي كلامه مع زيادة تقرير له ومنه نظم أن [ صفحه 4]

في من ظهر بعد موت الأنبياء

الكرامة لا تختص بحال الحياة فلا تنقطع بالموت بخلاف المعجزة للنبي حيث اعتبر في حقيقتها الاقتران بدعوي النبوة وقصد إظهارها عند تحدي المنكرين وحينئذ فما يظهر من الخوارق بعد موت الأنبياء يكون كرامة لهم لا معجزة فمن أطلق لفظ المعجزة فقد تسمح بخلاف كرامة الولي إذ لم تعتبر في حقيقتها دعوي الولاية وقصد إظهار الكرامة بل الولي مظهر لها إذ هي كما تقدم الأمر الخارق للعادة وهو الفعل الذي لا يدخل تحت كسب العبد واختياره بل هو حاصل بفعل الله والولي مظهر له أي [3] محل لظهوره وفي هذا الأمر لا فرق بين حياة الولي وموته هذا ما أفاده كلام المحقق التفتازاني في شرح العقائد النسفية فإن قلت ما الدليل علي جواز وقوع الكرامة بعد الموت وعدم اختصاصها بحال الحياة قلت الدليل علي ذلك أن الكرامة بعد الموت أمر ممكن وكل ممكن جائز الوقوع فالكرامة بعد الموت جائزة الوقوع إذ لو لم نقل بجواز الوقوع للزم ترجيح أحد طرفي الممكن بلا مرجح وهو محال وأيضا لو قلنا بعدم جواز الوقوع مع كونها مخلوقة لله تعالي ومقدورة له إذ هي من جملة الممكنات [4] وقدرته تعالي [ صفحه 5] متعلقه بجميع الممكنات بأسرها إيجادا وإعداما علي وفق إرادته تعالي [5] لزم تعجيز القدرة تنزهت قدرته تعالي عن ذلك فإن قلت لا يلزم من جواز الوقوع الوقوع فهل ثم دليل علي الوقوع قلت نعم وهو ما نقله الحافظ عبد العظيم المنذري في كتاب الترغيب والترهيب حيث قال عن ابن عباس رضي الله تعالي عنهما قال ضرب بعض الصحابة خباءه علي قبر ولا يحسب أنه قبر فإذا قبر إنسان يقرأ سورة الملك حتي ختمها فأتي النبي صلي الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ضربت خبائي علي قبر وأنا لا أحسب أنه قبر فإذا هو قبر إنسان قرأ سورة الملك حتي ختمها فقال صلي الله عليه وسلم هي المانعة هي المنجية من عذاب القبر رواه الترمذي وقال [6] حديث غريب ا ه قال شارحه الفاضل الفيومي ورواه الحاكم ا ه وهذا دليل علي وقوع الكرامة بعد الموت بتقريره صلي الله عليه وسلم حيث أقر قراءة الميت سورة الملك وقال هي المانعة هي المنجية من عذاب القبر وتقريره صلي الله عليه وسلم دليل شرعي تثبت به الأحكام كما تقرر في محله من كتب الأصول ولا يعارض ما حررناه وبالدليل أثبتناه قول قاضي القضاة [7] . الأوشي الحنفي في منظومته في العقائد المسماة بدء الأمالي كرامات الولي بدار دنيا++ لها كون فهم أهل النوال [ صفحه 6]

لا نص في انقطاع الكرامات بالموت

إذ ليس بنص ولا ظاهر في انقطاع الكرامات بالموت واختصاصها بحال الحياة لأن الدنيا عبارة [8] عن كل المخلوقات من الجواهر والأعراض الموجودة قبل الدار الآخرة فالمراد بالدنيا في كلامه ما قابل الآخرة وهي ما بعد البعث من القبو لا ما قبله حتي يشمل ما بعد الموت إلي البعث وإن احتمله الكلام احتمالا غير مؤيد بدليل ومن ثم نقل ابن القيم عن أبي يعلي إن عذاب القبر من الدنيا لانقطاعه قبل البعث بالفناء ولا يعرف أمد ذلك وأيده الجلال في شرح الصدور ويؤيده ما أخرجه هناد بن السري في الزهد عن مجاهد قال للكفار هجعة يجدون فيها طعم النوم حتي يوم القيامة فإذا صيح بأهل القبور يقول الكافر يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا فيقول المؤمن إلي جنبه هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون وفي المواهب اللدنية بإسناد صحيح إلي عكرمة مولي ابن عباس أنه سئل عن يوم القيامة أهو من الدنيا أم من الآخرة فأجاب بأن نصفه الأول الذي يقع فيه الفصل والحساب من الدنيا ونصفه الآخر الذي يقع فيه الانصراف إلي النار والجنة من الآخرة ا ه فإذا كان يوم القيامة بعد فناء البرزخ [9] وما يتعلق به حكم في نصفه الأول بأنه من الدنيا فبالأولي أن يحكم علي البرزخ بأنه من الدنيا حقيقة فعلي هذا يؤخذ جواز وقوع كرامات الأولياء بعد موتهم من قوله بدار دنيا ومن ثم لم [ صفحه 7] يتعرض أحد فيما رأيته من شروح النظم مع كثرتها إلي التصريح بانقطاع الكرامات بالموت بل قال شارحه الجلال البخاري التقييد بدار دنيا لأن الاختلاف يعني بين أهل السنة والمعتزلة وقع فيها لأن دار العقبي محل كرامة جميع المؤمنين وقال شارحه السمهودي ينبغي أن يكون ظهور الكرامات لهم بعد موتهم أولي من ظهورها حال حياتهم لأن النفس باقية صافية من الأكدار والمحن وغيرها وقد شوهد ذلك من كثير منهم بعد موته وقد يدخل ذلك في كلام الناظم فإن قوله بدار دنيا صادق بحياته وبعد موته انتهي وبهذا ظهر أن من احتج بهذا البيت علي انقطاع الكرامات بالموت حتي نسب إلي الإمام أبي حنيفة القول بانقطاع الكرامات بالموت واهم وعن طريق أهل الهدي ضال [10] إذ لم يثبت في شئ من كتب مذهب أبي حنيفة أصولا وفروعا القول بانقطاع الكرامات بالموت بل لم يثبت في شئ من كتب المذاهب الثلاثة فمن ادعي ذلك فعليه البيان وعند الامتحان يكرم المرء أو يهان وفي [11] شرح مقدمة الإمام أبي الليث السمرقندي الحنفي رحمه الله تعالي للفاضل القرماني ما نصه ومن كرامات الإمام أبي حنيفة رضي الله تعالي عنه بعد الموت ما رواه الأئمة أنه لما غسل رضي الله تعالي عنه ظهر علي جنبه سطر يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلي بك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي وعلي يده اليمني ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون وعلي اليسري إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا وعلي بطنه يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان وجنات لهم فيها نعيم مقيم ولما وضعوه علي الجنازة سمع صوت هاتف يقول [ صفحه 8] يا قائم الليل طويل القيام كثير التهجد كثير الصيام أباحك السيد دار السلام ولما وضع في قبره سمع هاتف يقول فروح وريحان وجنة نعيم انتهي هذا ما يتعلق بعدم انقطاع الكرامات بالموت وأما ما يتعلق بالتصرف فاعلم أن تصرف الأولياء حال حياتهم [12] من جملة كراماتهم وهو كثير في كل زمان لا شك فيه ولا ينكره إلا معاند قال التاج السبكي بعد أن ذكر [13] أن من أنواع الكرامة مقام التصريف حكي أن بعضهم كان يبيع المطر وأما بعد مماتهم فقد تقدم أن كراماتهم لا تنقطع بعد الموت ثم إن تصرف الأولياء في حياتهم وبعد مماتهم إنما هو بإذن الله تعالي وإرادته لا شريك له في ذلك خلقا وإيجادا أكرمهم الله تعالي به وأجراه علي أيديهم وألسنتهم خرقا للعادة تارة بالإلهام وتارة بمنام وتارة بدعائهم وتارة بفعلهم واختيارهم وتارة بغير اختيار ولا قصد ولا شعور منهم بل قد يحصل من الصبي المميز وتارة بالتوسل إلي الله بهم في حياتهم وبعد مماتهم مما هو محكي في القدرة الإلهية ولا يقصد الناس بسؤالهم ذلك قبل الموت وبعده نسبتهم إلي الخلق والإيجاد والاستقلال بالأفعال فإن هذا لا يقصده مسلم بل ولا يخطر ببال أحد [ صفحه 9]

حديث ابو نعيم

من العوام فضلا عن غيرهم فصرف الكلام إليه ومنعه من باب التلبيس في الدين والتشويش علي عوام الموحدين فلا يظن بمسلم بل ولا يعاقل توهم ذلك فضلا عن اعتقاده [14] وكيف يحكم بالكفر علي من اعتقد ثبوت التصرف لهم في حياتهم وبعد مماتهم حيث كان مرجع ذلك إلي قدرة الله تعالي خلقا وإيجادا كيف وكتب جمهور المسلمين طافحة به وأنه جائز وواقع لا مرية فيه بوجه البتة حتي كاد أن يلحق بالضروريات بل بالبديهيات وذلك لأن كرامة جميع أولياء هذه الأمة في حياتهم وبعد مماتهم تصرفا أو غيره من جملة معجزات النبي صلي الله عليه وسلم الدالة علي صدق نبوته وعموم رسالته الباقية بعد موته التي لا ينقطع دوامها ولا تجددها بتجدد الكرامات في كل عصر من الأعصار إلي يوم القيامة.

المنكر للكرامات بعد الموت

ثم المنكر للكرامات بعد الموت والتصرف حال الحياة وبعد الموت إما أن يصدق بكرامة الأولياء أو يكذب بها فإن كان ممن يكذب بها فقد سقط البحث معه فإنه يكذب ما أثبتته السنة بالدلائل الواضحة وإن كان ممن يصدق بها فالكرامة بعد الموت والتصف؟ في حال الحياة وبعد الممات من جملة الكرامات قال العلامة ابن حجر ليس العجب من إنكار المعتزلة للكرامات فإنهم خاضوا فيما هو أقبح من ذلك وأنكروا النصوص المتواترة المعني عن النبي صلي الله عليه وسلم [15] كسؤال الملكين وعذاب القبر [ صفحه 10] والحوض والميزان وغير ذلك من عظيم كذبهم وافترائهم لتقليدهم لعقولهم الفاسدة وتحكيمهم لها علي الله وآياته وأسمائه وصفاته فما رأوه موافقا لتلك العقول السقيمة الفاسدة اللئيمة قبلوه وما لا ردوه ولم يبالوا بتكذيب القرآن والسنة والإجماع لأن كلمة الغضب حقت عليهم وقبائح المذام تسابقت إليهم وإنما العجب من قوم تسموا باسم أهل السنة ومع ذلك يبالغون في الانكار لأن كلمة الحرمان حقت عليهم حتي ألحقتهم بأهل البوار وأوجبت عليهم نوعا من الوبال والخسار وهؤلاء أقسام منهم من ينكر علي مشايخ الصوفية وتابعيهم ومنهم من يعتقدهم إجمالا وأن لهم كرامات ومتي عين له واحدا ورأي كرامة أنكر ذلك لما خيل له الشيطان أنهم انقطعوا وأنه لم يبق إلا متلبس مغرور احتوي عليه الشيطان ولبس عليه وهؤلاء من العناد والحرمان بمكان انتهي وفي روض الرياحين الناس في الكرامات أقسام منهم من ينكرها مطلقا وهم أهل مذهب معروفون وعن الهدي والتقي مصروفون ومنهم من يصدق بكرامات من مضي دون أهل زمنه وهم كبني إسرائيل صدقوا بموسي حين لم يروه وكذبوا بمحمد حين رأوه مع كونه أعظم ومنهم من يصدق الأولياء لكن لا يصدق بأحد معين وهذا محروم من الامداد لأن من لم يسلم لأحد معين لا ينتفع بأحد أبدا انتهي قلت وقد حدثت الآن بديار الروم طائفة تسمي القاضي زادلية تثبت [ صفحه 11] كرامات الأولياء حال حياتهم وتنكرها بعد وفاتهم وتنكر كرامات التصرف حال حياتهم وبعد مماتهم وهؤلاء وإن لم يبالغوا كالمعتزلة في الانكار فهم علي شفا جرف هار قال العلامة ابن حجر ومطالعة كتاب الصفوة تحصل العلم بوقوعها ضرورة وقد رأينا من كراماتهم أحياء وأمواتا ما يوجب ذلك فلا ينكرها إلا مخذول فاسد الاعتقاد في أولياء الله تعالي وخواص عباده نفعنا الله بهم انتهي وقال العلامة الثاني سعد الدين التفتازاني في شرح المقاصد بعد كلام وبالجملة فظهور كرامات الأولياء تكاد تلحق بظهور معجزات الأنبياء وإنكارها من أهل البدع ليس بعجيب إذ لم يشاهدوا ذلك في أنفسهم ولم يسمعوا به من رؤسائهم مع اجتهادهم في العبادات واجتناب السيئات فوقعوا في أولياء الله أهل الكرامات يأكلون لحومهم ويمزقون أديمهم جاهلين كون هذا الأمر مبنيا علي صفاء العقيدة ونقاء السريرة واقتفاء الطريقة بل العجب من قول بعض فقهاء أهل السنة فيما يروي عن إبراهيم بن أدهم أنه رؤي بالبصرة وبمكة يوم التروية إن من اعتقد جوازه فقد كفر والإنصاف ما قاله النسفي وقد سئل عما قيل إن الكعبة كانت تزور أحد الأولياء هل يجوز القول به فقال نقض العادة لأهل الولاية جائز عند أهل السنة انتهي قال اليافعي ومعلوم أن الكعبة في مكانها لم تفارقه وإن ما وراء العقل طور آخر انتهي وقال الإمام السبكي إني لأتعجب كل العجب من منكر الكرامة ويزداد تعجبي عند نسبة إنكارها للأستاذ أبي إسحاق الأسفراييني وهو من أساطين أهل السنة علي أن نسبة إنكارها إليه كذب وإنما الذي ذكره الرجل في كتبه أنها لا تبلع خرق العادة حيث قال ما كان معجزة لنبي [16] لا يجوز مثله كرامة لولي وإنما غاية الكرامات إجابة دعوة أو شربة ماء في مفازة أو كسرة في منقطعة أو ما يضاهي ذلك انتهي وجري علي نحوه الإمام الحليمي ثم [ صفحه 12] الأستاذ القشيري فقال الكرامة لا تنتهي إلي وجود ولد من غير أب وقلب جماد بهيمة قال الحافظ ابن حجر وهذا أعدل المذاهب وجري علي مقالة القشيري التاج السبكي في جمع الجوامع قال الزركشي ليس الأمر كما قال بل الذي قاله القشيري مذهب ضعيف والجمهور علي خلافه وقد أنكروا عليه حتي وولده أبو نصر في كتابه المرشد وإمام الحرمين في الإرشاد وقال الإمام النووي في شرح مسلم في باب البر والصلة إن الكرامات تجوز بخوارق العادات علي اختلاف أنواعها ومنعه بعضهم وادعي أنها تختص بمثل إجابة دعوة ونحوه وهذا غلط من قائله وإنكار للحس والعيان بل الصواب جريانها بقلب الأعيان قال المحقق التفتازاني في شرح المقاصد بعد كلام قال إمام الحرمين [17] والمرضي عندنا تجويز جملة خوارق العادات [ صفحه 13] في معرض الكرامات وإنما تمتاز عن المعجزات بخلوها عن دعوي النبوة نعم قد يرد في بعض المعجزات نص علي أن أحدا لا يأتي بمثله أصلا كالقرآن وهو لا ينافي الحكم بأن كل معجزة لنبي جاز أن تكون كرامة لولي لأن الامتناع هنا لعارض انتهي ومثله الإسراء والعروج يقظة بالروح والجسد وعلم الخمس التي استأثر الله بحقيقتها والروح.

كلام الشيخ عبد الوهاب الشعراني في الموت و قضاء الحوائج

ذكر العارف بالله تعالي الشيخ عبد الوهاب الشعراني في كتابه الجواهر والدرر أن بعض مشايخه ذكر له أن الله تعالي يوكل بقبر الولي ملكا يقضي حوائج الناس كما وقع للإمام الشافعي والسيدة نفيسة وسيدي أحمد البدوي رضي الله تعالي عنهم يعني في إنقاذ الأسير من يد من أسره من بلاد الفرنج وتارة يخرج الولي من قبره بنفسه ويقضي حوائج الناس لأن للأولياء الانطلاق في البرزخ والسراح لأرواحهم ا ه تحقيق قوله وتارة يخرج الولي من قبره الخ إن الذي عليه المحققون من الصوفية إن الأمر في عالم البرزخ والآخرة علي خلاف عالم الدنيا فينحصر الإنسان في صورة واحدة يعني في عالم الدنيا المسمي بعالم الشهادة إلا الأولياء كما نقل عن قضيب البان أنه رؤي في صور مختلفة وسر ذلك أن روحانيتهم غلبت جسمانيتهم فجاز أن يري في صور كثيرة وحمل عليه قوله صلي الله عليه وسلم لأبي بكر لما قال وهل يدخل أحد من تلك الأبواب كلها قال نعم وأرجو أن تكون منهم وقالوا إن الروح إذا كانت كلية كروح نبينا صلي الله عليه وسلم ربما تظهر في صورة سبعين ألف صورة ذكر ذلك المحقق ابن أبي جمرة فإذا جاز لأرواح الأولياء عدم الانحصار في صورة واحدة في عالم الدنيا فتري [ صفحه 14] في صور مختلفة لغلبة روحانيتهم جسمانيتهم فأحري أن لا تنحصر أرواحهم في صورة واحده في عالم البرزخ الذي الروح فيه أغلب علي الجسمانية وقالوا أيضا الولي إذا تحقق في الولاية مكن من التصور في صور عديدة وتظهر روحانيته في وقت واحد في جهات متعددة فالصورة التي ظهرت لمن رآها حتي والصورة التي رآها آخر في مكان آخر في ذلك الوقت حق ولا يلزم من ذلك وجود شخص في مكانين في وقت واحد لأن فيما هنا تعدد الصور الروحانية لا الجسمانية فإذا جاز للروح أن تري في صور عديدة في دار الدنيا لمن تحقق في الولاية فأحري أن تري في صور عديدة في عالم البرزخ الذي الغلبة فيه للأرواح علي الأجسام ويقوي ذلك ما ثبت في السنة وصح أن النبي صلي الله عليه وسلم رأي موسي قائما يصلي في قبره ليلة الإسراء ورآه في السماء السادسة تلك الليلة وقد أثبت السادة الصوفية عالما متوسطا بين الأجساد والأرواح سموه عالم المثال وقالوا هو ألطف من عالم الأجساد وأكثف من عالم الأرواح وبنوا علي ذلك تجسد الأرواح وظهورها في صور مختلفة من عالم المثال وقد يستأنس لذلك من قوله تعالي فتمثل لها بشرا سويا فتكون الروح كروح جبريل عليه السلام مثلا في وقت واحد مدبرة لشبحه ولهذا الشبح المثالي فإذا جاز تجسد الأرواح وظهورها في صور مختلفة من العالم المثالي في عالم الدنيا ففي البرزخ أولي وعلي هذا فالذي يخرج من القبر الشبح المثالي هذا تحقيق المقام وليس وراء عبادان مقام هذا وقد ذكر الشيخ عبد الوهاب الشعراني في طبقاته في ترجمة القطب سيدي شمس الدين الحنفي أنه قال في مرض موته من كان له حاجة فليأت إلي قبري ويطلب حاجته أقضيها له فإن ما بيني وبينه غير ذراع من تراب وكل رجل يحجبه عن أصحابه ذراع من تراب فليس برجل انتهي قال بعض الفضلاء علم من كونه قاله في مرض موته أن ما قال قبل ذلك ونقله عنه أيضا الشيخ عبد الوهاب الشعراني من أن الولي إذا مات انقطع تصرفه في الكون من الامداد وإن حصل مدد للزائر بعد الموت أو قضاء حاجة [ صفحه 15] فهو من الله تعالي علي يد القطب صاحب الوقت يعطي الزائر من المدد علي قدر مقام المزور محمول علي أنه قال ذلك قبل أن يعلمه الله بإلهام أن الولي يتصرف بعد الموت وبهذا حصل التوفيق بين كلامه - (خاتمة) - من جملة الكرامات الإخبار ببعض المغيبات والكشف وهو درجات تخرج عن حد الحصر وذلك موجود الآن بكثرة ولا يعارضه قوله تعالي عالم الغيب فلا يظهر علي غيبه أحدا إلا من ارتضي من رسول لأنا لا نسلم عموم الغيب فيجوز أن يخص بحال القيامة بقرينة السياق والمراد سلب العموم نحو لم يقسم كل إنسان لا عموم السلب نحو كل إنسان لم يقسم ولا يعارضه أيضا قوله تعالي قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله ووجه عدم المعارضة أن علم الأولياء إنما هو بإعلام الله لهم وعلمنا بذلك إنما هو بإعلامهم لنا وهذا غير علم الله الذي تفرد به وهو صفة من صفاته القديمة الأزلية الدائمة المنزهة عن التغيير وسمات الحدوث والنقص والمشاركة والانقسام بل هو علم واحد علم به جميع المعلومات كلياتها وجزئياتها كان أو ما يكون أو ما جاز أن يكون ليس بضروري ولا كسبي ولا حادث بخلاف علم سائر الخلق فعلم الله الذي تمدح به وأخبر في الآيتين المذكورتين أنه لا يشاركه فيه أحد واحد فلا يعلم الغيب إلا هو ومن سواه إن علموا جزئيات منه فبإعلام الله واطلاعه لهم وحينئذ لا يطلق أنهم يعلمون الغيب إذ لا صفة لهم يقتدرون بها علي الاستقلال بعلمه وأيضا هم ما علموا وإنما اعلموا وأيضا هم ما علموا غيبا مطلقا لأن من أعلم بشئ منه تشاركه فيه الملائكة أو نظراؤه ممن اطلع ثم إعلام الله للأولياء ببعض المغيبات لا يستلزم محالا بوجه فإنكار وقوعه عناد ومن البداهة أنه لا يؤدي إلي مشاركتهم له تعالي فيما تفرد به من العلم الذي تمدح به واتصف به في الأزل وفيما لا يزال وإذا كان كذلك فلا بدع في أن الله تعالي يطلع بعض أوليائه علي بعض المغيبات فإن ذلك أمر ممكن جائز عقلا وشرعا وواقع نقلا عن جمهور أهل السنة والجماعة من الفقهاء [ صفحه 16]

اعتقاد علماء جميع المذاهب الإسلام علي كرامات الأولياء

والمحدثين والأصوليين فإنهم نصوا علي ثبوت كرامات الأولياء وأنها جائزة وواقعة بجميع أنواع خوارق العادات لا فارق بينها وبين المعجزة إلا التحدي ودعوي النبوة فمن الإخبار بالمغيبات إخبار الصديق رضي الله تعالي عنه في مرض موته بولد يولد بعده ثم أنثي إذا تقرر هذا فما وقع في الفتاوي البزازية من قوله قال علماؤنا من قال أرواح المشايخ حاضرة تعلم يكفر انتهي يعني تعلم الغيب بقرينة السياق مشكل إذ لا يكفر بمجرد هذا القول مع احتمال التأويل لما في التتارخانية لا يكفر بالمحتمل لأن الكفر نهاية في العقوبة فيستدعي نهاية في الجناية ومع الاحتمال لا نهاية ا ه وفي شرح الهداية للمحقق كمال الدين بن الهمام بعد سرد كثير من ألفاظ التكفير والذي تحرر أنه لا يفتي بتكفير مسلم أمكن حمل كلامه علي محمل حسن أو كان في كفره اختلاف ولو رواية ضعيفة انتهي وهو مأخوذ من الخلاصة وغيرها إذا كان في المسألة وجوه توجب التكفير ووجه واحد لا يوجبه فعلي المفتي أن يميل لعدم التكفير ا ه قال في النهر غير أنه يجوز أن يراد بالوجوه الأقوال أو الاحتمالات لكن يؤيد الأول ما في الصغري الكفر شئ عظيم فلا اجعل المؤمن كافرا متي وجدت رواية أنه لا يكفر ا ه أقول هذا لا يقتضي أن يراد بالوجوه في كلام الخلاصة الأقوال فقط بل الوجوه في كلامه مستعملة في كل منهما أخذا من قول ابن الهمام أمكن حمل كلامه علي محمل حسن أو كان في كفره اختلاف وفي جامع الفصولين روي الطحاوي عن أصحابنا لا يخرج الرجل من الإيمان إلا بجحوده ما أدخله فيه ثم ما يتبين أنه ردة حكم بها وما يشك أنه ردة لا يحكم بها إذ الإسلام الثابت لا يزول بشك مع أن الإسلام يعلو فينبغي للعالم إذا رفع إليه هذا أن لا يبادر بتكفير أهل الإسلام مع أنه يقضي بصحة إسلام المكره ثم قال قدمت هذه المقدمة لتصير ميزانا فيما نقلته من هذا الفصل من المسائل فإنه قد ذكر في بعضه أنه يكفر مع أنه [ صفحه 17] لا يكفر علي قياس هذه المقدمة فليتأمل انتهي نعم من اعتقد أنه يعلم ما استأثر الله بعلمه فهو كافر لا محالة وقد وردت النصوص المتظافرة الدالة علي علم الموتي وسؤالهم في القبر ونعيمهم وعذابهم وتزاورهم وندب زيارتهم والسلام عليهم وخطابهم خطاب الحاضرين العاقلين وعلمهم أحوال أهل الدنيا يسرون ببعضها ويساؤون ببعضها وأنه يؤذيهم ما يؤذي الحي وغير ذلك مما يطول ذكره ولا يمكن استقصاؤه وفي هذا القدر كفاية لمن أذعن وسلم والله بأحوال أوليائه أعلم قد برزت هذه المجلة من العدم إلي الوجود بعون الله المحمود بعد أن نقلت أطوارها في مشيئة الأنظار وتكامل ميلادها في مطارح الأفكار في أوائل جمادي الثانية من شهور سنة 1091 إحدي وتسعين وألف أحسن الله تقضيها وبارك لنا في التي تليها علي يد مؤلفها ومقررها الفقير في فنون الفضلاء الحقير في عيون النبلاء السيد أحمد بن السيد محمد الحسيني الحنفي الحموي فسح الله في مدة من كان سببا في كتابته ورحم الله المؤلف والله أعلم بالصواب وإليه المرجع والمآب الحموي - أحمد بن السيد محمد مكي الحسيني الحموي شهاب الدين المصري الحنفي المدرس بالمدرسة السليمانية والحسنية بمصر القاهرة توفي سنة 1098 ثمان وتسعين وألف.

پاورقي

[1] والكرامة أمر خارق للعادة علي يد ولي غير مقارن لدعوي النبوة وفيها تثبيت له ولهذا ربما وجدها أهل البدايات في بداياتهم وفقدها أهل النهاية في نهاياتهم لأن ما هم عليه من الرسوخ والتمكن لا يحتاجون معه إلي تثبيت ولذلك قل ظهورها علي يد السلف الصالح من الصحابة والتابعين - واعلم أن الأمر الخارق للعادة بالنسبة إلي النبي معجزة سواء ظهر من قبله أم من قبل آحاد أمته وبالنسبة إلي الولي كرامة لخلوه عن دعوي نبوة من ظهر ذلك من قبله وبالنسبة إلي غيرهما خذلان واستدراج والنبي لا بد من علمه بأنه نبي ومن قصده إظهار الخوارق ومن حكمه قطعا بموجب المعجزات بخلاف الولي وصاحب الكرامة لا يستأنس بها بل يشتد خوفه مخافة أن يكون ذلك استدراجا والمستدرج يستأنس بما ظهر عليه وعند ذلك يستحقر غيره وينكر عليه ويحصل له الأمن من مكر الله وعقابه فإذا ظهر شئ من هذه الأحوال علي من ظهر عليه ذلك دل علي أنه استدراج لا كرامة ولذلك قال المحققون أكثر ما اتفق من الانقطاع عن حضرة الرب إنما وقع في مقام الكرامات ولذلك يخافون كما يخافون من أشد البلاء ا ه كذا في شرح المنفرجة للعلامة زكريا الأنصاري انتهي منه.
[2] قوله ومن صاحب سليمان هو آصف بن برخيا بفتح الموحدة وسكون الراء وكسر الخاء المعجمة وقبل الألف ياء وكان كاتب سليمان عليه السلام وكان صديقا وهو من الإنس من بني إسرائيل وقيل إنه الخضر وهو غريب جدا ومقام الصديقية يلي مقام النبوة فكل صديق ولي وليس كل ولي صديقا نقل ذلك ابن الزملكان عن الشيخ الأكبر في فتوحاته ا ه.
[3] قوله محل لظهوره لا يفهم منه إن قدرة الله تعالي تحل في شئ من الحوادث بل الله يجريها علي يديه انتهي منه.
[4] في لطائف المنن للشيخ تاج الدين بن عطاء الله أعلم أن قدرة الله التي لا يكثر عليها شئ هي التي أظهرت الكرامة في هذا الولي فلا ينظر إلي ضعف العبد ولكن ينظر إلي قدرة السيد فجحد الكرامة للولي جحد لقدرة الله سبحانه وتعالي وربما كان سبب إنكارك الكرامات استكثارا علي ذلك العبد الذي أضيفت الكرامة إليه وذلك العبد ما ظهرت عليه الكرامة إلا وهي شاهدة بصدق متبوعه فهي بالنسبة إلي من ظهرت ببركات متابعته معجزة فلذلك قالوا كل كرامة لولي فهو معجزة لذلك النبي الذي هذا الولي تابع له فلا ينظر إلي التابع ولكن ينظر إلي عظم قدر المتبوع وبالجملة فالملخص من هذا الكلام هو أن جميع خوارق العادات من المعجزات جائز وقوع مثلها كرامات للأولياء مطلقا لأنها ناشئة عن الله تعالي بفعله وإرادته ا ه منه.
[5] قوله لزم تعجيز الخ متعلق بقوله إذ لو لم نقل بجواز الوقوع لو قلنا بعدم جواز الوقوع ا ه.
[6] رأيت الحديث في مشكاة المصابيح ا ه منه.
[7] أوش بالضم والسكون قرية من بلاد فرغانة كما في اللب والله أعلم.
[8] في حقيقة الدنيا عند المتكلمين قولان أحدهما هو ما علي الأرض من الجو والهواء والثاني وهو أظهرهما كل المخلوقات من الجواهر والأعراض والأعيان الموجودة قبل دار الآخرة والله أعلم ا ه منه.
[9] البرزخ ينسحب عليه حكم الدنيا ألا تري لما قالوا إنه ينقطع فيه العذاب حتي عن الكفار بين النفختين فيجدون لذة فإذا نفخ فيه أخري يقول الكافر يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا فيقول المؤمن هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون كذا في كتاب الكشف لأحمد بن منصور الحنفي ا ه منه. [
[10] ونقل ذلك الشيخ حسن بن حسن بن أحمد الطولوبي المعمار في كتابه نزهة الأبصار في نبذ من معجزات النبي المختار ومناقب الأئمة الأخيار ولم يوجد هذا الكتاب 0 إلا في خزانة قايتباي بمصر المحروسة ا ه منه.
[11] لعله في الكبير فإنه ليس في التوضيح ا ه.
[12] قال شيخنا حسن رحمه الله إن تصرف الولي هو إذا أراد حاجة يسأل الله قضاءها فيقضيها الله وهذا مستحسن انتهي.
[13] ذكر الإمام أبو القاسم القشيري أنه الكراهة لا بد أن يكون فضلا ناقضا للعادة في أيام التكليف ظاهرا علي موصوف بالولاية في معني تصديقه قلت تقييده بأيام التكليف فيه نظر فقد صرح الإمام اليافعي في روض الرياحين بوقوع كرامات من لم يبلغوا سن التمييز فضلا عن التكليف ثم قال في آخر كلامه ومنهم الكبار والصغار والعبيد وأحسن ما يجاب به عن القشيري هو إما أن يكون تصريحه بذلك جريا علي الغالب واختيارا لنفسه لأن له بعض اختيارات تخالف مذهب المجهور كاختياره عدم حصول ولد إلا من أبوين وقلب جماد بهيمة انتهي منه رحمه الله تعالي.
[14] في كتاب الفتح المبين في مقامات الصديقين لابن المعيزبي أن الشيخ الجليل العارف بالله نجم الدين الإصبهاني خرج مع جنازة بعض الصالحين فلما جلس بعض الناس من أهل العلم يلقن الميت ضحك الشيخ نجم الدين ولم يكن الضحك عادته فسئل عن ذلك فقال سمعت صاحب القبر يقول ألا تعجبون من ميت يلقن حيا ا ه منه رحمه الله تعالي.
[15] واعلم أن ملك الموت ومنكرا ونكيرا وغيرهم ومنازل الآخرة مما يتضمنه الأحاديث من أمور الآخرة متشابهات وصفا لا طريق لأحد في درك شئ من أوصافها بالعقل لأن كل ما يثبته العقل في حق وصفها مخالف للنص قال القاضي أبو زيد رحمه الله في أصول الفقه المتشابه هو الذي تشابه معناه علي السامع حيث خالف موجب النص موجب العقل قطعا لا يحتمل التبدل فتشابه المراد بحكم المعارضة بحيث لم يحتمل زواله بالبيان لأنه لا بيان له علي أنه لو فرض بيانه عقلا لعارضه الدليل الخارجي وقال أبو زيد وحكم المتشابه التوقف أبدا عن اعتقاد الحقيقة للمراد به فيكون العبد به مبتلي بنفس الاعتقاد لا غير ا ه ملخصا من شرح الفقه الأكبر للأكمل رحمه الله ا ه منه رحمه الله تعالي.
[16] قلت وجود عيسي بن مريم يدل علي الامكان والحال أنها ليست نبية وإن وجود عيسي من غير أب ونطفة علي براءتها هو من جملة الخوارق إكراما لها.
[17] قوله والمرضي عندنا تجويز جملة الخوارق الخ منها اطلاع الولي علي اللوح المحفوظ علي ما صرح به في تنوير الحقيقة شرح الطريقة في فضل عثمان رضي الله تعالي عنه اختلف الصحابة في جمع عثمان للقرآن فقال عثمان إنكم اختلفتم فمن بعدكم يكون أشد اختلافا فجلس عثمان وأخرج الذي جمعه أبو بكر فأظهره علي الصحابة فالنسبة إلي عثمان باعتبار أنه الذي أظهره قال بعض كنت أعجب من عثمان في جمعه وترتيبه القرآن وتقسيمه علي القراء السبع مع كمال الصعوبة ثم اطلعت أنه كان يكتب ما يكتب بالنظر إلي اللوح المحفوظ ا ه ويمنعه البعض ولعل سنده الحديث الذي أخرجه أبو الشيخ فإن اللوح المحفوظ معلق بالعرش فإذا أراد الله أن يوحي لنبي كتب في اللوح المحفوظ فيجئ اللوح حتي يقرع جبهة إسرافيل فينظر فيه فإذا كان لأهل السماء دفعه إلي ميكائيل وإن كان لأهل الأرض دفعه إلي جبريل فأول من يحاسب يوم القيامة اللوح الخ قلت هذا الحديث يقبل التأويل لورود حديث إن أول من يحاسب جبريل لأنه كان أمين الله في وحيه إلي رسله وأيضا ورد أن النطفة إذا استقرت في الرحم أخذها الملك بكفه فقال أي رب ذكر أم أنثي شقي أم سعيد ما الأجل ما الأثر بأي أرض يموت فيقال انطلق إلي أم الكتاب فإنك تجد قصة هذه النطفة فينطلق فيجد قصتها في أم الكتاب تخلق فتأكل رزقها وتطؤ أثرها فإذا جاء أجلها قبضت فدفنت في المكان الذي قدر لها وهذا دليل علي اطلاع غير إسرافيل علي اللوح المحفوظ والله أعلم بالصواب ا ه منه.

تعريف مرکز القائمیة باصفهان للتحریات الکمبیوتریة

جاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ في سَبيلِ اللَّهِ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (التوبة/41).
قالَ الإمامُ علیّ ُبنُ موسَی الرِّضا – علـَیهِ السَّلامُ: رَحِمَ اللّهُ عَبْداً أحْيَا أمْرَنَا... َ يَتَعَلَّمُ عُلُومَنَا وَ يُعَلِّمُهَا النَّاسَ؛ فَإِنَّ النَّاسَ لَوْ عَلِمُوا مَحَاسِنَ كَلَامِنَا لَاتَّبَعُونَا... (بَــنـادِرُ البـِحـار – فی تلخیص بحـار الأنوار، للعلاّمة فیض الاسلام، ص 159؛ عُیونُ أخبارِ الرِّضا(ع)، الشـَّیخ الصَّدوق، الباب28، ج1/ ص307).
مؤسّس مُجتمَع "القائمیّة" الثـَّقافیّ بأصبَهانَ – إیرانَ: الشهید آیة الله "الشمس آباذی" – رَحِمَهُ اللهُ – کان أحداً من جَهابـِذة هذه المدینة، الذی قدِ اشتهَرَ بشَعَفِهِ بأهل بَیت النبیّ (صلواتُ اللهِ علـَیهـِم) و لاسیَّما بحضرة الإمام علیّ بن موسَی الرِّضا (علیه السّلام) و بـِساحة صاحِب الزّمان (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرجَهُ الشَّریفَ)؛ و لهذا أسّس مع نظره و درایته، فی سَنـَةِ 1340 الهجریّة الشمسیّة (=1380 الهجریّة القمریّة)، مؤسَّسة ًو طریقة ًلم یـَنطـَفِئ مِصباحُها، بل تـُتـَّبَع بأقوَی و أحسَنِ مَوقِفٍ کلَّ یومٍ.
مرکز "القائمیّة" للتحرِّی الحاسوبیّ – بأصبَهانَ، إیرانَ – قد ابتدَأَ أنشِطتَهُ من سَنـَةِ 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریّة القمریّة) تحتَ عنایة سماحة آیة الله الحاجّ السیّد حسن الإمامیّ – دامَ عِزّهُ – و مع مساعَدَةِ جمع ٍمن خِرّیجی الحوزات العلمیّة و طلاب الجوامع، باللیل و النهار، فی مجالاتٍ شتـَّی: دینیّة، ثقافیّة و علمیّة...
الأهداف: الدّفاع عن ساحة الشیعة و تبسیط ثـَقافة الثـَّقـَلـَین (کتاب الله و اهل البیت علیهـِمُ السَّلامُ) و معارفهما، تعزیز دوافع الشـَّباب و عموم الناس إلی التـَّحَرِّی الأدَقّ للمسائل الدّینیّة، تخلیف المطالب النـّافعة – مکانَ البَلاتیثِ المبتذلة أو الرّدیئة – فی المحامیل (=الهواتف المنقولة) و الحواسیب (=الأجهزة الکمبیوتریّة)، تمهید أرضیّةٍ واسعةٍ جامعةٍ ثـَقافیّةٍ علی أساس معارف القرآن و أهل البیت –علیهم السّلام – بباعث نشر المعارف، خدمات للمحققین و الطـّلاّب، توسعة ثقافة القراءة و إغناء أوقات فراغة هُواةِ برامِج العلوم الإسلامیّة، إنالة المنابع اللازمة لتسهیل رفع الإبهام و الشـّـُبُهات المنتشرة فی الجامعة، و...
- مِنها العَدالة الاجتماعیّة: التی یُمکِن نشرها و بثـّها بالأجهزة الحدیثة متصاعدة ً، علی أنـّه یُمکِن تسریعُ إبراز المَرافِق و التسهیلاتِ – فی آکناف البلد - و نشرِ الثـَّقافةِ الاسلامیّة و الإیرانیّة – فی أنحاء العالـَم - مِن جـِهةٍ اُخرَی.
- من الأنشطة الواسعة للمرکز:
الف) طبع و نشر عشراتِ عنوانِ کتبٍ، کتیبة، نشرة شهریّة، مع إقامة مسابقات القِراءة
ب) إنتاجُ مئات أجهزةٍ تحقیقیّة و مکتبیة، قابلة للتشغیل فی الحاسوب و المحمول
ج) إنتاج المَعارض ثـّـُلاثیّةِ الأبعاد، المنظر الشامل (= بانوراما)، الرّسوم المتحرّکة و... الأماکن الدینیّة، السیاحیّة و...
د) إبداع الموقع الانترنتی "القائمیّة" www.Ghaemiyeh.com و عدّة مَواقِعَ اُخـَرَ
ه) إنتاج المُنتـَجات العرضیّة، الخـَطابات و... للعرض فی القنوات القمریّة
و) الإطلاق و الدَّعم العلمیّ لنظام إجابة الأسئلة الشرعیّة، الاخلاقیّة و الاعتقادیّة (الهاتف: 00983112350524)
ز) ترسیم النظام التلقائیّ و الیدویّ للبلوتوث، ویب کشک، و الرّسائل القصیرة SMS
ح) التعاون الفخریّ مع عشراتِ مراکزَ طبیعیّة و اعتباریّة، منها بیوت الآیات العِظام، الحوزات العلمیّة، الجوامع، الأماکن الدینیّة کمسجد جَمکرانَ و...
ط) إقامة المؤتمَرات، و تنفیذ مشروع "ما قبلَ المدرسة" الخاصّ بالأطفال و الأحداث المُشارِکین فی الجلسة
ی) إقامة دورات تعلیمیّة عمومیّة و دورات تربیة المربّـِی (حضوراً و افتراضاً) طیلة السَّنـَة
المکتب الرّئیسیّ: إیران/أصبهان/ شارع"مسجد سیّد"/ ما بینَ شارع"پنج رَمَضان" ومُفترَق"وفائی"/بنایة"القائمیّة"
تاریخ التأسیس: 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریة القمریّة)
رقم التسجیل: 2373
الهویّة الوطنیّة: 10860152026
الموقع: www.ghaemiyeh.com
البرید الالکترونی: Info@ghaemiyeh.com
المَتجَر الانترنتی: www.eslamshop.com
الهاتف: 25-2357023- (0098311)
الفاکس: 2357022 (0311)
مکتب طهرانَ 88318722 (021)
التـِّجاریّة و المَبیعات 09132000109
امور المستخدمین 2333045(0311)
ملاحَظة هامّة:
المیزانیّة الحالیّة لهذا المرکز، شـَعبیّة، تبرّعیّة، غیر حکومیّة، و غیر ربحیّة، اقتـُنِیَت باهتمام جمع من الخیّرین؛ لکنـَّها لا تـُوافِی الحجمَ المتزاید و المتـَّسِعَ للامور الدّینیّة و العلمیّة الحالیّة و مشاریع التوسعة الثـَّقافیّة؛ لهذا فقد ترجَّی هذا المرکزُ صاحِبَ هذا البیتِ (المُسمَّی بالقائمیّة) و مع ذلک، یرجو مِن جانب سماحة بقیّة الله الأعظم (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرَجَهُ الشَّریفَ) أن یُوفـِّقَ الکلَّ توفیقاً متزائداً لِإعانتهم - فی حدّ التـّمکـّن لکلّ احدٍ منهم – إیّانا فی هذا الأمر العظیم؛ إن شاءَ اللهُ تعالی؛ و اللهُ ولیّ التوفیق.