حول علم الأئمة بالغيب

اشارة

مولف:خليفه عبيد الكلباني العماني
ناشر:دارالحجة البيضاء

المقدمه

بسم الله الرحمن الرحيم سلسلة الطريق نحو الحقيقة 21 الحمد لله والصلاة والسلام علي محمد واله الطاهرين. وبعد فان هذه سلسلة كتبها الأخ العزيز الشيخ خليفة بن عبيد الكلباني العماني تتعلق بالمسائل الخلافية التي تختلف حولها نظرات المذاهب الإسلامية عموما والتي كانت مثارا للحوار ولم تزل كذلك... وقد راعي المؤلف أن تكون ميسرة لمختلف المستويات بعيدة عن التعقيد والإطالة، ومع ذلك فانه جعلها مذيلة بالمصادر التاريخية والحديثية التي اعتمدها أهل السنة دون ما تفرد به أتباع أهل البيت (ع) حتي تكون بالغة الحجة، قوية الدلالة.... هذا وقد جاءت هذه المقالات نتيجة تجربة عاشها المصنف وبذل فيها طاقته ووفق لأن يفتح للنور طريقا فيستضيء من كان يبحث عنه. وفي هذا الكتيب يسلط المصنف الضوء علي علم الأئمة بالغيب بأسلوب مبسط بديع نرجو لأن ينال إعجاب القاري، وليسرح القاري عن نفسه حجاب التعصب وليسرع الخطي حتي يصل للحقيقة وينجوبها... الناشر [ صفحه 3] بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي عنده مفاتيح الغيب لا يعلمها إلا هو والحمد لله الذي عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام. وأفضل الصلاة والسلام علي سيد أنبيائه وخاتم رسله الذي إرتضاه لرسالته وأطلعه علي غيبه وآمنه علي وحيه وجعل له ذرية اطهار وجعلهم عدل القرآن في بيان كل شيء ولن يفترق القرآن عنهم ولن يفترقواعنه. وبعد... فإنه قد كثر الحديث عن علم الغيب وأصبح مدار البحث بين الفرق الإسلامية بل أصبح التشهير ببعض الفرق لأنها تقول بأن أئمتهم يعلمون الغيب الذي وصل إليهم من جدهم فشنع من شنع عليهم واتهمهم بالكفر وغير ذلك. فمن هنا قررت البحث في هذه المسألة وسوف أحاول بأن أضع النقاط علي الحروف حتي يتبين الأمر وتعلم الحقيقة المغيبة. [ صفحه 4]

ما هو الغيب لغة

فقد قال الفيروز آبادي في القاموس المحيط: " الغيب الشك ج غياب وغيوب وكل ما غاب عنك وما اطمأن من الأرض والشحم والغيبة كالغياب بالكسر والغيبوبة والغيوب والغيوبة والمغاب والمغيب والتغيب وغاب الشيء في الشيء يغيب غيابة بالكسر وغيوبة وغيابا وغيابا وغيبة بكسرهما وقوم غيب وغياب وغيب محركة غائبون " [1] . وقال ابن منظور في لسان العرب: " غيب الغيب الشك وجمعه غياب وغيوب قال أنت نبي تعلم الغيابا لا قائلا إفكا ولا مرتابا والغيب كل ما غاب عنك أبو إسحق في قوله تعالي: (يؤمنون بالغيب) [2] أي يؤمنون بما غاب عنهم مما أخبرهم به النبي من أمر البعث والجنة والنار وكل ما غاب عنهم مما أنبأهم به فهو غيب وقال أبو الأعرابي يؤمنون با قال والغيب أيضا ما غاب عن العيون وإن كان محصلا في القلوب ويقال سمعت صوتا من وراء الغيب أي من موضع لا أراه وقد تكرر في الحديث ذكر الغيب وهو كل ما غاب عن العيون سواء كان محصلا في القلوب أو غير محصل وغاب عني الأمرغيبا وغيابا و غيبة و غيبوبة و غيوبا ومغابا ومغيبا وتغيب بطن وغيبه هووغيبه [ صفحه 5] عنه " [3] . وقال ابن الأثير في النهاية في غريب الأثر: " وكذلك قد تكرر فيه ذكر علم الغيب والايمان بالغيب وهو كل ما غاب عن العيون وسواء كان محصلا في القلوب اوغير محصل تقول غاب عنه غيبا وغيبة " [4] . وقال الشوكاني في فتح القدير: " وقريء الغيوب بالحركات الثلاث في الغين وهو جمع غيب والغيب هو الأمر الذي غاب وخفي جدا " [5] .

الغيب في الاصطلاح

هو العلم الذي لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالي ولا طريق لتحصيله إلا بواسطته سبحانه وتعالي فان علمه احد فلا يكون بذاته وانما هو بفيض من الذات الإلهية المقدسة.

اهمية الإيمان بالغيب

إن الإيمان بالغيب من الخصائص المميزة للانسان عن غيره من [ صفحه 6] الكائنات. ذلك أن الحيوان يشترك مع الإنسان في إدراك المحسوس، أما الغيب فإن الإنسان وحده المؤهل للايمان به بخلاف الحيوان. لذا كان الإيمان بالغيب ركيزة أساسية من ركائز الإيمان في الديانات السماوية كلها. فقد جاءت الشرائع بكثير من الأمور الغيبية التي لا سبيل للانسان إلي العلم بها إلا بطريق الوحي الثابت في الكتاب والسنة كالحديث عن الله تعالي وصفاته وأفعاله وعن السماوات السبع وما فيهن وعن الملائكة والنبيين والجنة والنار والشياطين والجن وغير ذلك من الحقائق الإيمانية الغيبية التي لا سبيل لإدراكها والعلم بها إلا بالخبر الصادق عن الله ورسوله.

اقسام الغيب

1- الغيب المطلق: وهو الذي ليس للانسان سبيل إلي العلم به عبر وسائل إدراكه أو حواسه، وهو نوعان. النوع الأول: ما أعلم الله تعالي الناس به أو ببعضه عن طريق الوحي إلي الرسل الذين يبلغونه إلي الناس (عالم الغيب فلا يظهر علي غيبه أحدا، الا من ارتضي من رسول) [6] ومن أمثله اطلاع الشياطين والجن قوله تعالي: (قل أوحي الي أنه استمع نفر من الجن فقالوا انا سمعنا [ صفحه 7] قرءانا عجبا، يهدي الي الرشد فامنا به ولن نشرك بربنا أحدا) [7] النوع الثاني: ما أستأثر الله تعالي بعلمه فلم يطلع عليه أحد من خلقه لا نبي مرسل ولا ملك مقرب وذلك هو المقصود بقوله تعالي: (و عنده مفاتح الغيب لا يعلمهآ الا هو) [8] ومن أمثلته العلم بوقت قيام الساعة، والموت من حيث زمانه ومكانه وسببه، وبعض ما سمي الله تعالي به نفسه. قال تعالي: (ان الله عنده علم الساعة و ينزل الغيث و يعلم ما في الأرحام و ما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت) [9] وقال صلي الله عليه وسلم في بعض دعائه: " اللهم إني أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أوعلمته أحدا من خلفك أو استأثرت به في علم الغيب عندك " وهذا فيه نقاش أيضا لأن أبا بكر علم ما في بطن زوجته وأنها تحمل أنثي وسوف يأتي في آخر البحث مع المصادر. إلي هنا عرفنا بأن لله سبحانه وتعالي علمين علم خاص به سبحانه وتعالي وعلم وصل للأنبياء والرسل وقد اتفقت كلمة المسلمين علي ذلك. [ صفحه 8]

ما هو الدليل علي هدا التقسيم

الجواب: الدليل هو ما ورد في مصادر المسلمين من تفسير وروايات.

فهذه أقوال أهل التفسير

فقد قال في تفسير الصنعاني: " عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالي: (الا من ارتضي من رسول فانه يسلك من بين يديه و من خلفه رصدا) [10] قال يظهره من الغيب علي ما شاء الله إذا أرتضاه " [11] . وقال ابن قايماز الذهبي في الكبائر: " وقال الله تعالي: (عالم الغيب فلا يظهر علي غيبه أحدا، الا من ارتضي من رسول) قال ابن الجوزي عالم الغيب هو الله عزوجل وحده لا شريك له في ملكه فلا يظهر أي فلا يطلع علي غيبه الذي لا يعلمه أحد من الناس إلا من ارتضي من رسول لأن الدليل علي صدق الرسل اخبارهم بالغيب والمعني أن من ارتضاه للرسالة أطلعه علي ما شاء من [ صفحه 9] الغيب ففي هذا دليل علي أن من زعم أن النجوم تدل علي الغيب فهو كافر والله أعلم " [12] . وقال ابن حجر في فتح الباري: " وأما قوله تعالي: (عالم الغيب فلا يظهر علي غيبه أحدا، الا من ارتضي من رسول) الآية فيمكن أن يفسر بما في حديث الطيالسي وأما ما ثبت بنص القرآن أن عيسي عليه السلام قال أنه يخبرهم بما يأكلون وما يدخرون وأن يوسف قال إنه ينبئهم بتأويل الطعام قبل أن يأتي إلي غير ذلك مما ظهر من المعجزات والكرامات فكل ذلك يمكن أن يستفاد من الاستثناء في قوله إلا من أرتضي من رسول فإنه يقتضي اطلاع الرسول علي بعض الغيب والولي التابع للرسول عن الرسول يأخذ وبه يكرم والفرق بينهما أن الرسول يطلع علي ذلك بأنواع الوحي كلها والولي لا يطلع علي ذلك الا بمنام أو الهام والله أعلم " [13] . وقال العظيم آبادي في عون المعبود: " قوله تعالي: (عالم الغيب فلا يظهر علي غيبه أحدا، الا من ارتضي من رسول) أي ليكون معجزة له. فكل ما ورد عنه من الأنباء المنبئة عن الغيوب ليس هو إلا من أعلام الله له به إعلاما علي ثبوت نبوته ودليلا علي صدق رسالته. [ صفحه 10] قال علي القاريء في شرح الفقه إلأكبر إن الأنبيأء لم يعلموا المغيبات من الأشياء إلا ما أعلمهم الله أحيانا " [14] . وقال الفخر الرازي في التفسير الكبير: " ثم قال تعالي: (و ما كان الله ليطلعكم علي الغيب) [15] معناه أنه سبحانه حكم بأن يظهر هذا التمييز ثم بين بهذه الآية أنه لا يجوز أن يحصل ذلك التمييز بأن يطلعكم الله علي غيبه فيقول إن فلانا منافق وفلانا مؤمن وفلانا من أهل اجنة وفلانا من أهل النار فان سنة الله جارية بأنه لا يطلع عوام الناس علي غيبه بل لا سبيل لكم الي معرفة ذلك الامتياز إلا بالامتحانات مثل ما ذكرنا من وقوع المحن والآفات حتي يتميز عندها الموافق من المنافق فأما معرفة ذلك علي سبيل الاطلاع من الغيب فهو من خو(ص)لأنبياء فلهذا قال: (ولكن الله يجتبي من رسله من يشآء) [16] أي ولكن الله يصطفي من رسله من يشاء فخصهم باعلامهم أن هذا مؤمن وهذا منافق " [17] . وقال السيوطي في الدر المنثور: " وأخرج إبن أبي حاتم عن الحسن في قوله: (وما كان الله ليطلعكم علي الغيب) قال ولا يطلع علي الغيب إلا رسول. [ صفحه 11] وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: (ولكن الله يجتبي من رسله من يشآء) قال يختصهم لنفسه. وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي مالك (يجتبي) قال يستخلص " [18] . وقال الزمخشري في الكشاف: حتي يميزهم منكم بالوحي الي نبيه وإخباره باحوالكم ثم قال: (و ما كان الله ليطلعكم علي الغيب) أي وما كان الله ليؤتي احدا منكم علم الغيوب فلا تتوهموا عند اخبار الرسول عليه الصلاة والسلام بنفاق الرجل واخل(ص)لآخر انه يطلع علي ما في القلوب اطلاع الله فيخبر عن كفرها وايمانها ولكن الله يرسل الرسول فيوحي اليه ويخبره بان في الغيب كذا وان فلانا في قلبه النفاق وفلانا في قلبه الاخلاص فيعلم ذلك من جهة إخبار الله لا من جهة اطلاعه علي المغيبات. ويجوز أن يراد لا يترككم مختلطين حتي يميز الخبيث من الطيب بان يكلفكم التكاليف الصعبة التي لا يصبر عليها الا الخلص الذي امتحن الله قلوبهم، كبذل الأرواح في الجهاد وانفاق الأموال في سبيل الله فيجعل ذلك عيارا علي عقائدكم وشاهدا بضمائركم حتي يعلم بعضكم ما في قلب بعض من طريق الاستدلال لا من جهة الوقوف علي ذات الصدور والاطلاع عليها فإن ذلك مما استأثر الله به وما كان الله ليطلع أحدا منكم علي الغيب [ صفحه 12] ومضمرات القلوب حتي يعرف صحيحها من فاسدها مطلعا عليها، ولكن الله يجتبي من رسله من يشاء فيخبره ببعض المغيبات فآمنوا بالله ورسله بأن تقدروه حق قدره وتعلموه وحده مطلعا علي الغيوب وأن تنزلوهم منازلهم بان تعلموهم عبادا مجتبين لا يعلمون الا ما علمهم الله ولا يخبرون الا بما أخبرهم الله به من الغيوب وليسوا من علم الغيب في شيء [19] . وقال في تفسير ابن كثير: " قال تعالي: (و ما كان الله ليطلعكم علي الغيب) أي أنتم لا تعلمون غيب الله في خلقه حتي يميز لكم المؤمن من المنافق لولا ما يعقده من الأسباب الكاشفة عن ذلك ثم قال تعالي: (ولكن الله يجتبي من رسله من يشآء) كقوله تعالي: (عالم الغيب فلا يظهر علي غيبه أحدا، الا من ارتضي من رسول) " [20] . وقال في تفسير البغوي: " (و ما كان الله ليطلعكم علي الغيب) لأنه لا يعلم الغيب أحد غير الله (ولكن الله يجتبي من رسله من يشآء) فيطلعه علي بعض علم الغيب نظيره قوله تعالي: (عالم الغيب فلا يظهر علي غيبه أحدا، الا من [ صفحه 13] ارتضي من رسول) " [21] . وقال في تفسير البيضاوي: " (و ما كان الله ليطلعكم علي الغيب ولكن الله يجتبي من رسله من يشآء) وما كان الله ليؤتي أحدكم علم الغيب فيطلع علي ما في القلوب من كفر وايمان ولكن الله يجتبي لرسالته من يشاء فيوحي إليه ويخبره ببعض المغيبات أوينصب له ما يدل عليها " [22] . وقال الفخر الرازي في التفسير الكبير: " وأيضا يحتمل أن يكون هذا الاستثناء منقطعا كأنه قال عالم الغيب فلا يظهر علي غيبه المخصوص وهو قيام القيامة أحدا ثم قال بعده لكن من ارتضي من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه حفظة يحفظونه من شر مردة الإنس والجن لأنه تعالي انما ذكر هذا الكلام جوابا لسؤال من سأله عن وقت وقوع القيامة علي سبيل الاستهزاء به والاستحقار لدينه ومقالته. واعلم أنه لا بد من القطع بأنه ليس مراد الله من هذه الآية أن لا يطلع أحدا علي شيء من المغيبات إلا الرسل والذي يدل عليه وجوه أحدها أنه ثبت بالأخبار القريبة من التواتر أن شقا وسطيحا كانا كاهنين يخبران بظهور نبينا محمد (ص) قبل زمان ظهوره وكانا في العرب مشهورين بهذا النوع من العلم حتي رجع إليهما كسري في تعرف أخبار رسولنا محمد (ص) فثبت أن الله تعالي قد يطلع غير الرسل [ صفحه 14] علي شيء من الغيب وثانيها أن جميع أرباب الملل والأديان مطبقون علي صحة علم التعبير وأن المعبر قد يخبر عن وقوع الوقائع الآتية في المستقبل ويكون صادقا فيه وثالثها أن الكاهنة البغدادية التي نقلها السلطان سنجر بن ملك شاه من بغداد إلي خراسان وسألها عن الأحوال الآتية في المستقبل فذكرت أشياء ثم إنها وقعت علي وفق كلامها. قال مصنف الكتاب ختم الله له بالحسني وأنا قد رأيت أناسا محققين في علوم الكلام والحكمة حكوا عنها أنها أخبرت عن الأشياء الغائبة أخبارا علي سبيل التفصيل وجاءت تلك الوقائع علي وفق خبرها وبالغ أبوالبركات في كتاب المعتبر في شرح حالها وقال لقد تفحصت عن حالها مدة ثلاثين سنة حتي تيقنت أنها كانت تخبر عن المغيبات إخبارا مطابقا. ورابعها أنا نشاهد (ذلك) في أصحاب الإلهامات الصادقة وليس هذا مختصا بالأولياء بل قد يوجد في السحرة أيضا من يكون كذلك نري الإنسان الذي يكون سهم الغيب علي درجة طالعه يكون كذلك في كثير من أخباره وان كان قد يكذب أيضا في أكثر تلك الأخبار ونري الأحكام النجومية قد تكون مطابقة وموافقة للأمور وان كانوا قد يكذبون في كثير منها واذا كان ذلك مشاهدا محسوسا فالقول بأن القرآن يدل علي خلافه مما يجر الطعن إلي القرآن وذلك باطل فعلمنا أن التأويل الصحيح ما ذكرناه والله أعلم " [23] . وقال السيوطي في الدر المنثور: [ صفحه 15] "وفي قوله: (عالم الغيب فلا يظهر علي غيبه أحدا، الا من ارتضي من رسول) قال فإنه إذا إرتضي الرسول اصطفاه وأطلعه علي ما شاء من غيبه وانتخبه. وأخرج ابن المنذر وابن مردويه عن إبن عباس في قوله: فلا يظهر علي غيبه أحدا، الا من ارتضي من رسول) قال أعلم الله الرسل من الغيب الوحي وأظهرهم عليه فيما أوحي إليهم من غيبه وما يحكم الله فإنه لا يعلم ذلك غيره " [24] . وقال في تفسير ابن كثير: " وقوله تعالي: (عالم الغيب فلا يظهر علي غيبه أحدا، الا من ارتضي من رسول) هذه كقوله تعالي: (و لا يحيطون بشيء من علمه الا بما شآء) [25] وهكذا قال ها هنا إنه يعلم الغيب والشهادة وأنه لا يطلع أحد من خلقه علي شيء من علمه إلا مما أطلعه تعالي عليه ولهذا قال: (عالم الغيب فلا يظهر علي غيبه أحدا، الا من ارتضي من رسول) وهذا يعم الرسول الملكي والبشري [26] . وقال في تفسير البغوي: [ صفحه 16] "وقيل هوعالم الغيب (فلا يظهر) لا يطلع (علي غيبه الا من ارتضي من رسول) إلا من يصطفيه لرسالته فيظهره علي ما يشاء من الغيث لأنه يستدل علي نبوته بالآية المعجزة التي تخبر عن الغيب " [27] .

الروايات الدالة علي التقسيم المذكور

وأما الروايات: فقط روي في مصادر الشيعة ما يلي: فقد ذكر الكليني في الكافي: باب أن الائمة (عليهم السلام) يعلمون جميع العلوم التي خرجت الي الملائكة و الانبياء و الرسل (عليهم السلام): 1- " علي بن محمد و محمد بن الحسن عن سهل بن زياد عن محمد بن الحسن بن شمون عن عبدالله بن عبدالرحمن عن عبدالله بن القاسم عن سماعة عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال ان لله تبارك و تعالي علمين علما أظهر عليه ملائكته و أنبياءه و رسله فما أظهر عليه ملائكته و رسله و أنبياءه فقد علمناه وعلما استأثر به فاذا بدا لله في شيء منه أعلمنا ذلك و عرض علي الائمة الذين كانوا من قبلنا ". " علي بن محمد و محمد بن الحسن عن سهل بن زياد عن موسي بن القاسم و محمد بن يحيي عن العمركي بن علي جميعا عن علي بن جعفر عن أخيه موسي بن جعفر (عليهما السلام) مثله ". [ صفحه 17] 2- " عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن القاسم بن محمد عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال ان لله عزوجل علمين علما عنه لم يطلع عليه أحدا من خلقه و علما نبذه الي ملائكته ورسله فما نبذه الي ملائكته ورسله فقد انتهي الينا ". 3- " علي بن ابراهيم عن صالح بن السندي عن جعفر بن بشير عن ضريس قال سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول ان لله عزوجل علمين علم مبذول و علم مكفوف فأما المبذول فانه ليس من شيء تعلمه الملائكة و الرسل الا نحن نعلمه و أما المكفوف فهو الذي عند الله عزوجل في أم الكتاب اذا خرج نفذ ". 4- " أبو علي الاشعري عن محمد بن عبد الجبار عن محمد بن اسماعيل عن علي بن النعمان عن سويد القلاء عن أبي أيوب عن أبي بصير عن ابي جعفر (عليه السلام) قال ان لله عزوجل علمين علم لا يعلمه الا هو وعلم علمه ملائكته و رسله فما علمه ملائكته و رسله (عليه السلام) فنحن نعلمه " [28] . وورد في مصادر غير الشيعة ما يلي وقد قال في البخاري: " حدثنا محمد بن يوسف قال حدثنا سفيان عن عبدالله بن دينار عن بن عمر قال قال رسول الله (ص) مفتاح الغيب خمس لا يعلمها [ صفحه 18] إلا الله لا يعلم أحد ما يكون في غد ولا يعلم أحد ما يكون في الأرحام ولا تعلم نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت وما يدري أحد متي يجيء المطر" [29] . وقال في مسلم: " قال يا رسول الله متي الساعة قال ما المسئول عنها بأعلم من السائل ولكن سأحدثك عن أشراطها إذا ولدت الأمة ربها فذاك من أشراطها واذا كانت العراة الحفأة رؤوس الناس فذاك من أشراطها وإذا تطاول رعاء البهم في البنيان فذاك من أشراطها في خمس لا يعلمهن إلا الله ثم تلا (ص): (ان الله عنده علم الساعة و ينزل الغيث و يعلم ما في الأرحام و ما تدري نفس ماذا تكسب غدا و ما تدري نفس بأي أرض تموت ان الله عليم خبير) " [30] [31] . وقال في تفسير ابن كثير: " ورواه الإمام أحمد عن غندرعن شعبة عن عمر بن محمد أنه سمع أباه يحدث عن بن عمر عن النبي (ص) قال أوتيت مفاتيح كل شيء إلا الخمس (ان الله عنده علم الساعة و ينزل الغيث و يعلم ما في الأرحام و ما تدري نفس ماذا تكسب غدا و ما تدري نفس [ صفحه 19] بأي أرض تموت ان الله عليم خبير). حديث بن مسعود رضي الله عنه قال الإمام أحمد حدثنا يحيي عن شعبة حدثني عمرو بن مرة عن عبدالله بن سلمة قال قال عبدالله أوتي نبيكم (ص) مفاتيح كل شيء غير خمس (ان الله عنده علم الساعة و ينزل الغيث و يعلم ما في الأرحام و ما تدري نفس ماذا تكسب غدا و ما تدري نفس بأي أرض تموت ان الله عليم خبير) وكذا رواه عن محمد بن جعفر عن شعبة عن عمرو بن مرة به وزاد في آخره قال قلت له أنت سمعته من عبدالله قال نعم أكثر من خمسين مرة ورواه أيضا عن وكيع عن مسعر عن عمرو بن مرة به وهذا إسناد حسن علي شرط أصحاب السنن ولم يخرجوه " [32] . وقال السيوطي في الدر المنثور: " وأخرج إبن جرير وابن مردويه عن ابن مسعود قال أعطي نبيكم كل شيء إلا مفاتيح الغيب الخمس ثم قال (ان الله عنده علم الساعة و ينزل الغيث) إلي آخر الآية [33] . وقال ابن حجر في فتح الباري: " قوله قال النبي (ص) مفاتيح الغيب خمس ثم قرأ إن الله عنده علم الساعة هكذا وقع مختصرا وفي رواية أبي عاصم المذكورة [ صفحه 20] مفاتح الغيب خمس لا يعلمهن إلا الله إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث يعني الآية كلها وقد تقدم في تفسير سورة الرعد وفي إلاستسقاء من طريق عبدالله بن دينار عن بن عمر بلفظ مفاتح الغيب خمس لا يعلمهن إلا الله لا يعلم ما في غد إلا الله الحديث هذا السياق في الخمس. وفي تفسير الأنعام من طريق الزهري عن سالم عن أبيه بلفظ مفاتح الغيب خمس إن الله عنده علم الساعة الي آخر السورة وأخرجه الطيالسي في مسنده عن إبراهيم بن سعد عن الزهري بلفظ أوتي نبيكم مفاتح الغيب إلا الخمس ثم تلا الآية وأظنه دخل له متن في متن. فإن هذا اللفظ أخرجه بن مردويه من طريق عبدالله بن سلمة عن بن مسعود نحوه وقال الشيخ أبو محمد بن أبي جمرة عبر بالمفاتح لتقريب الأمر علي السامع لأن كل شيء جعل بينك وبينه حجاب فقد غيب عنك والتوصل إلي معرفته في العادة من الباب فإذا أغلق البأب احتيج إلي المفتاح فإذا كان الشيء الذي لا يطلع علي الغيب إلا بتوصيله لا يعرف موضعه فكيف يعرف المغيب إنتهي ملخصا. وروي أحمد والبزار وصححه بن حبان والحاكم من حديث بريدة رفعه قال (خمس لا يعلمهن إلا الله إن الله عنده علم الساعة الآية وقد تقدم في كتاب الإيمان بيان جهة الحصر في قوله لا يعلمهن إلا الله ويراد هنا أن ذلك يمكن أن يستفاد من الآية الأخري وهي قوله تعالي: (قل لا يعلم من في السموات و الأرض الغيب الا الله) [34] فالمراد بالغيب المنفي [ صفحه 21] فيها هو المذكور في هذه الآية التي في لقمان " [35] . وقال في مسند الشاشي: " حدثنا الحسن بن علي بن عفان حدثنا محمد بن عبيد عن مسعر عن عمرو بن مرة عن عبدالله بن سلمة قال قال عبدالله أوتي نبيكم (ص) كل شيء إلا مفاتيح الخمس ثم قرأ (ان الله عنده علم الساعة و ينزل الغيث و يعلم ما في الأرحام). حدثنا إبراهيم بن عبدالله حدثنا أبو الوليد حدنا شعبة عن عمرو بن مرة قال سمعت عبدالله بن سلمة يقول سمعت عبدالله بن مسعود يقول أوتي نبيكم مفاتيح كل شيء غير خمس (ان الله عنده علم الساعة و ينزل الغيث و يعلم ما في الأرحام) إلي قوله (إن الله عليم خبير) قال فقلت أنت سمعته من عبدالله قال نعم أكثر من خمسين مرة " [36] . وقال في مسند الإمام أحمد: " حدثنا عبدالله حدثني أبي ثنا يحيي عن شعبة حدثني عمرو بن مرة عن عبدالله بن سلمة قال قال عبدالله أوتي نبيكم (ص) مفاتيح كل شيء غير خمس (ان الله عنده علم الساعة و ينزل الغيث [ صفحه 22] ويعلم ما في الأرحام و ما تدري نفس ماذا تكسب غدا و ما تدري نفس بأي أرض تموت ان الله عليم خبير) " [37] . وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: " عن إبن عمر عن النبي (ص) قال أوتيت مفاتيح كل شيء الا الخمس أن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير قلت لابن عمر في الصحيح مفاتيح الغيب خمس رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح. وعن عبدالله يعني ابن مسعود قال أوتي نبيكم (ص) مفاتيح كل شيء غير الخمس ان الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير رواه أحمد وأبويعلي ورجالهما رجال الصحيح " [38] . وقال في مصنف ابن أبي شيبة: " حدثنا محمد بن بشر قال حدثنا مسعر قال حدثنا عمرو بن مرة قال حدثنا عبدالله بن سلمة قال قال عبدالله كل شيء أوتي نبيكم إلا مفاتيح الخمس (إن الله عنده علم الساعة و ينزل الغيث و يعلم ما في [ صفحه 23] الأرحام و ما تدري نفس ماذا تكسب غدا و ما تدري نفس بأي أرض تموت) [39] وقال ابن حجر في فتح الباري: "وجاء عن بن مسعود قال أوتي نبيكم (ص) علم كل شيء سوي هذه الخمس وعن بن عمر مرفوعا نحوه أخرجهما أحمد وأخرج حميد بن زنجويه عن بعض الصحابة أنه ذكر العلم بوقت الكسوف قبل ظهوره فأنكر عليه فقال إنما الغيب خمس وتلا هذه الآية وما عدا ذلك غيب يعلمه قوم ويجهله قوم تنبيه تضمن الجواب زيادة علي السؤال للاهتمام بذلك ارشادا للأمة لما يترتب علي معرفة ذلك من المصلحة فإن قيل ليس في الآية أداة حصر كما في الحديث أجاب الطيبي بأن الفعل إذا كان عظيم الخطر وما ينبني عليه الفعل رفيع الشأن فهم منه الحصر علي سبيل الكناية ولا سيما إذا لوحظ ما ذكر في أسباب النزول من أن العرب كانوا يدعون علم نزول الغيث فيشعر بأن المراد من الآية نفي علمهم بذلك واختصاصه بالله سبحانه وتعالي " [40] . [ صفحه 24]

قد يقال لكم أيها الشيعة بأن رواياتكم تصرح بأن أئمتكم يعلمون كل شيء و هذه هي مروياتكم

فقد ذكر الكليني في الكافي: باب أن الائمة (عليهم السلام) يعلمون علم ما كان و ما يكون و انه لا يخفي عليهم الشيء صلوات الله عليهم: 1 -" أحمد بن محمد و محمد بن يحيي عن محمد بن الحسين عن ابراهيم بن اسحاق الاحمر عن عبدالله بن حماد عن سيف التمار قال كنا مع أبي عبدالله (عليه السلام) جماعة من الشيعة في الحجر فقال علينا عين فالتفتنا يمنه و يسرة فلم نر أحدا فقلنا ليس علينا عين فقال و رب الكعبة و رب البنية ثلاث مرات لو كنت بين موسي و الخضر لاخبرتمهما أني أعلم منهما و لانبأتهما بما ليس في أيديهما لان موسي و الخضر (عليهما السلام) أعطيا علم و ما كان و لم يعطيا علم ما يكون و ما هو كائن حتي تقوم الساعة و قد ورثناه من رسول الله (صلي الله عليه وآله) وراثة ". 2 - " عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن يونس بن يعقوب عن الحارث بن المغيرة وعدة من أصحابنا منهم عبد الاعلي و أبوعبيدة و عبدالله بن بشر الخثعمي سمعوا أبا عبدالله (عليه السلام) يقول اني لاعلم ما في السماوات و ما في الارض و أعلم ما في الجنة وأعلم ما في النار و أعلم ما كان و ما يكون قال ثم مكث هنيئة فرأي [ صفحه 25] أن ذلك كبر علي من سمعه منه فقال علمت ذلك من كتاب الله عزوجل ان الله عزوجل يقول فيه تبيان كل شيء ". 3 -" علي بن محمد عن سهل عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن عبد الكريم عن جماعة بن سعد الخثعمي أنه قال كان المفضل عند أبي عبد الله (عليه السلام) فقال له المفضل جعلت فداك يفرض الله طاعة عبد علي العباد و يحجب عنه خبر السماء قال لا الله أكرم و أرحم و أرأف بعباده من أن يفرض طاعة عبد علي العباد ثم يحجب عنه خبر السماء صباحا و مساء ". 4 - " محمد بن يحيي عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن ضريس الكناسي قال سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول و عنده أناس من أصحابه عجبت من قوم يتولونا و يجعلونا أئمة و يصفون أن طاعتنا مفترضة عليهم كطاعة رسول الله (صلي الله عليه و آله) ثم يكسرون حجتهم و يخصمون أنفسهم بضعف قلوبهم فينقصونا حقنا و يعيبون ذلك علي من أعطاه الله برهان حق معرفتنا و التسليم لامرنا أترون أن الله تبارك و تعالي افترض طاعة أوليائه علي عباده ثم يخفي عنهم أخبار السماوات و الارض و يقطع عنهم مواد العلم فيما يرد عليهم مما فيه قوام دينهم فقال له حمران جعلت فداك أرأيت ما كان من أمر قيام علي بن أبي طالب و الحسن و الحسين (عليه السلام) و خروجهم و قيامهم بدين الله عز ذكره و ما أصيبوا من قتل الطواغيت اياهم و الظفر بهم حتي قتلوا و غلبوا فقال أبو جعفر (عليه السلام) يا حمران ان الله تبارك و تعالي قد كان قدر ذلك عليهم و قضاه و أمضاه و حتمه علي سبيل [ صفحه 26] الاختيار ثم أجراه فبتقدم علم اليهم من رسول الله (صلي الله عليه و آله) قام علي و الحسن و الحسين (عليه السلام) و بعلم صمت ومن صمت منا و لو أنهم يا حمران حيث نزل بهم ما نزل من أمر الله عزوجل و اظهار الطواغيت عليهم سألوا الله عزوجل أن يدفع عنهم ذلك و ألحوا عليه في طلب ازالة ملك الطواغيت و ذهاب ملكهم اذا لاجاجهم و دفع ذلك عنهم ثم كان انقضاء مدة الطواغيت و ذهاب ملكهم أسرع من سلك منظوم انقطع فتبدد و ما كان ذلك الذي أصابهم يا حمران لذنب اقترفوه و لا لعقوبة معصية خالفوا الله فيها و لكن لمنازل و كرامة من الله أراد أن يبلغوها فلا تذهبن بك المذاهب فيهم ". 5 -" علي بن ابراهيم عن أبيه عن علي بن معبد عن هشام بن الحكم قال سألت أبا عبدالله (عليه السلام) بمني عن خمسمائة حرف من الكلام فأقلبت أقول يقولون كذا و كذا قال فيقول كذا و كذا قلت جعلت فداك هذا الحلال و هذا الحرام أعلم أنك صاحبه و أنك أعلم الناس به و هذا هو الكلام فقال و لي ويك يا هشام لا يحتج الله تبارك و تعالي علي خلقه بحجة لا يكون عنده كل ما يحتاجون اليه ". 6 - " محمد بن يحيي عن أحمد بن محمد عن عمر بن عبد العزيز عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة قال سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول لا و الله و لا يكون عالم جاهلا أبدا عالما بشيء جاهلا بشيء ثم قال الله أجل و أعز وأكرم من أن يفرض طاعة عبد يحجب عنه علم سمائه و أرضه ثم قال لا يحجب ذلك عنه ". الجواب: أقول بأن المراد من علمهم بكل شيء هو العلم الذي بينته [ صفحه 27] الروايات السابقة أي أنهم يعلمون العلوم التي لم يختص بها علم الله و الا قتلك العلوم و التي لم تخرج من الله فهي خاصة به ولا يعلمها الا الله سبحانه و تعالي [41] .

ولكن الروايات السابقة بينت أن أئمتكم يعلمون علم ما كان و ما يكون فمن الذي أخبرهم بذلك، وهل هم أعلم من الرسول، وهل لهم امتياز خاص علي الأمة

الجواب: أما كونهم أعلم من الرسول فلم يقل أحد من جهال الشيعة ذلك فضلا عن علمائهم. وأما حول السؤال هل لهم خاصية وامتيازعن غيرهم فلا شك أن لهم امتيازعن غيرهم وقد بينت ذلك في مبحث من هم أهل البيت وفي مبحث حديث الثقلين والتي أشرت فيهما إلي الروايات التي تأمرنا [ صفحه 28] بالتمسك بهم وأنهم مع القرآن والقرآن معهم والروإيات التي تقول لا تعلموهم فإنهم أعلم منكم فراجعها هناك.

جهات علوم الائمة

وأما حول من الذي علمهم ذلك أقول مصادر علمهم متعددة منها أنهم علموا ذلك بواسطة الرسول (ص) وهذه بعض الروايات التي تبين مصادر علومهم ففي الكافي للكليني، باب جهات علوم الائمة عليهم السلام: 1- " محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن إسماعيل، عن عمه حمزة بن بزيع، عن علي السائيعن أبي الحسن الاول موسي عليه السلام قال: قال: مبلغ علمنا علي ثلاثة وجوه: ماض وغابرو حادث فاما الماضي فمفسر، وأما الغابر فمزبور وأما الحادث فقذف في القلوب، ونقر في الاسماع وهو أفضل علمنا ولا نبي بعد نبينا ". 2- " محمد بن يحيي، عن أحمد بن أبي زاهر، عن علي بن موسي، عن صفوان بن يحيي، عن الحارث بن المغيرة، عن أبي عبدالله عليه السلام (قال) قلت: أخبرني عن علم عالمكم؟ قال: وراثة من رسول الله صلي الله عليه وآله ومن علي عليه السلام قال: قلت: إنا نتحدث أنه يقذف في قلوبكم وينكت في آذانكم قال: أو ذاك ". 3- " علي بن إبراهيم، عن أبيه، عمن حدثه، عن المفضل بن عمر قال: قلت لابي الحسن عليه السلام: روينا، عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قال: إن علمنا غابر ومزبور ونكت في القلوب ونقر في الأسماع فقال أا الغابر فما تقدم من علمنا، وأما المزبورفما يأتينا، وأما النكت في [ صفحه 29] القلوب فإلهام وأما النقر في الاسماع فأمر الملك " [42] . ملاحظة حول قول الإمام في الروإية السابقة (وهو أفضل علمنا) المراد من الأفضلية هنا ليس الإطلاق وانما الأفضلية من جهة عدم مشأركة الغير من الأمة لهم في هذه المنقبة فتنبه جيدا وهذا الأمر موجود في روايات النبي (ص) لأصحابه عندما سألوه هل هناك من هو أفضل منا فقال (ص) نعم قوم يأتون بعدكم يؤمنوا بي ولم يروني وهذا هو نص الرواية كما في مجمع الفوائد للهيثمي: " وعن أبي جمعة قال تغدينا مع رسول الله (ص) ومعنا أبو عبيدة بن الجرأح فقال يا رسول الله أحد افضل منا أسلمنا معك وجاهدنا معك قال نعم قوم يكونون من بعدي يؤمنون بي ولم يروني رواه أحمد وأبو يعلي والطبراني بأسانيد وأحد أسأنيد أحمد رجاله ثقات وعن رجل من بني أسد أن أباذر أخبره قال قال رسول الله (ص) أشد أمتي لي حبا قوم يكونون أو يخرجون بعدي يود أحدهم أنه أعطي أهله وماله وأنه يراني روإه أحمد ولم يسم التابعي وبقية رجال إحدي الطريقين رجال الصحيح " [43] . سؤال: [ صفحه 30] ومن الذي قال أن النبي (ص) علمهم كل هذه العلوم وأنه علمهم علم ما كان وما يكون إلي يوم القيامة؟ الجواب: قبل أن أجيب علي هذا السؤال لابد أن أذكركم- أولا- ببعض ما تقدم من الروايات والتي تقول بأن النبي يعلم كل شيء إلا الأمور الخمسة التي تقدم الكلام عنها كما في هذا الخبر وما شاكله فقد قال ابن أبي شيبة: " حدثنا محمد بن بشر قال حدثنا مسعر قال حدثنا عمرو بن مرة قال حدثنا عبدالله بن سلمة قال قال عبدالله كل شيء أوتي نبيكم الا مفاتيح الخمس (إن الله عنده علم الساعة و ينزل الغيث و يعلم ما في الأرحام و ما تدري نفس ماذا تكسب غدا و ما تدري نفس بأي أرض تموت) الآية [44] . وبما أنه قد ثبت عندكم بأن كل شيء يعلمه النبي (ص) فقد بينه للأمة ولم يخفي عنهم أي شي مما علمه الله. [ صفحه 31]

اين ذكرنا نحن هذا الكلام و ما هي مصادرك لو تفضلت ولك الشكر

الجوإب: الجواب في المصادر الآتية ونص الحديث هو: فقد قال في تفسير الطبري: " حدثنا هناد قال حدثنا وكيع عن أبي خالد عن عامر عن مسروق قال قالت عائشة من حدثك أن رسول الله (ص) كتم شيئا من الوحي فقد كذب ثم قرأت (يأيها الرسول بلغ مآ انزل اليك) [45] الآية. حدثنا بن حميد قال حدثنا جرير عن المغيرة عن الشعبي قال قالت عائشة من قال إن محمدا (ص) كتم فقد كذب وأعظم الفرية علي الله قال الله (يأيها الرسول بلغ مآ انزل اليك من ربك) " [46] . وقال في تفسير ابن كثير: " قال البخاري عند تفسير هذه الأية حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن إسماعيل عن الشعبي عن مسروق عن عائشة رضي الله عنها قالت من حدثك أن محمدا كتم شيئا مما أنزل الله عليه فقد كذب وهو ويقول (يأيها الرسول بلغ مآ انزل اليك من ربك) الاية هكذا رواه ها [ صفحه 32] هنا مختصرا وقد أخرجه في مواضع من صحيحه مطولا وكذا رواه مسلم في كتاب الإيمان والترمذي والنسائي في كتاب التفسير من سننهما من طرق عن عامر الشعبي عن مسروق بن الأجدع عنها رضي الله عنها وفي الصحيحين عنها أيضا أنها قالت لو كان محمد (ص) كاتما شيئا من القرآن لكتم هذه الآية (و تخفي في نفسك ما الله مبديه و تخشي الناس و الله أحق أن تخشاه) [47] . وقال السيوطي في الدر المنثور: " من حدثك أن محمدا كتم شيئا مما أنزل الله إليه فقد كذب. وأخرج ابن مردويه عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال لم يعم علي نبيكم (ص) إلا الخمس من سرائر الغيب هذه الآية في آخر لقمان إلي آخر السورة. وأخرج سعيد بن منصور وأحمد والبخاري في الأدب عن ربعي بن حراش رضي الله عنه قال حدثني رجل من بني عامر انه قال يا رسول الله هل بقي من العلم شيء لا تعلمه فقال لقد علمني الله خيرا وان من العلم ما لا يعلمه إلا الله " [48] . وقال في البخاري: " حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن إسماعيل عن الشعبي عن مسروق عن عائشة رضي الله عنها قالت من حدثك أن محمدا [ صفحه 33] (ص) كتم شيئا مما أنزل عليه فقد كذب والله يقول (يأيها الرسول بلغ مآ أنزل اليك) الآية " [49] قال بن أبي الفرج الحراني المقري في المسند المستخرج علي صحيح مسلم: "ومن زعم أن محمدا كتم شيئا مما أنزل الله عليه فقد أعظم علي الفرية والله يقول (بلغ مآ أنزل اليك) الآية هذا لفظ يزيد بن هارون صحيح رواه مسلم عن أبي خيثمة عن ابن علية عن داود وعن محمد بن المثني عن عبد الوهاب ورواه الناس عن داود وهيب ويزيد بن زريع وعباد بن العوام وعلي بن مسهر وحفص وعمرو بن الحارث المصري والناس وأتمهم لفظا ابن علية ويزيد وعبدالوهاب " [50] . وقال النسائي في السنن الكبري: " ومن زعم أن محمدا كتم شيئا مما أنزل الله عليه فقد أعظم علي الله الفرية وألله يقول: (يأيها الرسول بلغ مآ أنزل اليك من ربك و ان لم تفعل فما بلغت رسالته و الله يعصمك من الناس ان الله لا يهدي القوم الكافرين) قالت لو كان محمدا (ص) كاتما شيئا مما أنزل عليه لكتم هذه الآية (و اذ تقول للذي أنعم الله عليه و أنعمت عليه أمسك عليك زوجك و اتق الله و تخفي في نفسك ما الله مبديه و تخشي الناس و الله [ صفحه 34] أحق أن تخشاه) [51] .

قد يقال بأن هذه الأحاديث مجملة بل قد يقال بان المراد من العلوم هي المختصة بالتشريع فقط

الجواب: أولا لا يوجد عندنا تصريح بأن المراد هي الأمور الشرعية فالرواية فيها إطلاق كل ما نزل به الوحي والوحي نزل بكل العلوم التي عند النبي (ص). ثانيا هناك روايات في مصادركم تبين بأن الرسول علم أمته غير الأمور الشرعية وهذه بعض من تلك المرويات: فقد قال في البخاري: " حدثنا موسي بن مسعود حدثنا سفيان عن الأعمش عن أبي وائل عن حذيفة رضي الله عنه قال لقد خطبنا النبي (ص) خطبة ما [ صفحه 35] ترك فيها شيئا إلي قيام الساعة إلا ذكره علمه من علمه وجهله من جهله إن كنت لأري الشيء قد نسيت فأعرفه كما يعرف الرجل إذا غاب عنه فرآه فعرفه " [52] . وقال العيني في عمدة القاري: " حدثنا (موسي بن مسعود) حدثنا (سفيان) عن (الأعمش) عن (أبي وائل) عن (حذيفة) رضي الله عنه قال ل (قد خطبنا) النبي (ص) خطبة ما ترك فيها شيئا الي قيام الساعة الا ذكره علمه من علمه وجهله من جهله ان كنت لأري الشيء قد نسيت فأعرف ما يعرف الرجل اذا غاب عنه فرآه فعرفه. مطابقته للترجمة تؤخذ من قوله ما ترك فيها شيئأ أي من الأمور المقدرة من الكائنات وموسي بن مسعود هو أبو حذيفة النهدي وسفيان هو الثوري والأعمش هو سليمان وأبو وائل شقيق بن سلمة وحذيفة بن اليمان. والحديث أخرجه مسلم في الفتن عن عثمان بن أبي شيبة وغيره وأخرجه أبوداود عن عثمان به قوله إلا ذكره وفي روإية إلا حدث به قوله علمه من علمه وجهله من جهله وفي رواية جريرحفظه من حفظه ونسيه من نسيه قوله إن كنت كلمة إن مخففة من الثقيلة قوله قد نسيت وفي رواية الكشميهني نسيته قوله فأعرف ما يعرف الرجل ويروي فأعرفه كما يعرفه الرجل المعني أنسي شيئا ثم أذكره فأعرف أن ذلك [ صفحه 36] بعينه " [53] . وقال ابن حجر في مقدمة فتح الباري: " ثالثها في القدر حديث حذيفة لقد خطبنا النبي (ص) خطبة ما ترك فيها شيئا إلي قيام الساعة إلا ذكره الحديث وقد تابعه أبو معاوية ووكيع عند مسلم وهذا جميع ما له في البخاري " [54] . وقال في مسلم: " وحدثنا عثمان بن أبي شيبة واسحاق بن إبراهيم قال عثمان حدثنا وقال إسحاق أخبرنا جرير عن الأعمش عن شقيق عن حذيفة قال قام فينا رسول الله (ص) مقاما ما ترك شيئا يكون في مقامه ذلك إلي قيام الساعة إلا حدث به حفظه من حفظه ونسيه من نسيه قد علمه أصحابي هؤلاء وانه ليكون منه الشيء قد نسيته فأراه فأذكره كما يذكر الرجل وجه الرجل إذا غاب عنه ثم اذا رآه عرفه. وحدثناه أبوبكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع عن سفيان عن الأعمش بهذا الإسناد إلي قوله ونسيه من نسيه ولم يذكر ما بعده. وحدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة ح وحدثني أبوبكر بن نافع حدثنا غندر حدثنا شعبة عن عدي بن ثًابت عن عبدالله بن يزيد عن حذيفة أنه قال أخبرني رسول الله (ص) بما هو [ صفحه 37] كائن إلي أن تقوم الساعة فما منه شيء إلا قد سألته إلا أني لم أسأله ما يخرج أهل المدينة من المدينة. حدثنا محمد بن المثني حدثني وهب بن جرير أخبرنا شعبة بهذا الإسناد نحوه. وحدثني يعقوب بن إبراهيم الدورقي وحجاج بن الشاعر جميعا عن أبي عاصم قال حجاج حدثنا أبوعاصم أخبرنا عزرة بن ثابت أخبرنا علباء بن أحمر حدثني أبوزيد يعني عمرو بن أخطب قال صلي بنا رسول الله (ص) الفجر وصعد المنبر فخطبنا حتي حضرت الظهر فنزل فصلي ثم صعد المنبر فخطبنا حتي حضرت العصر ثم نزل فصلي ثم صعد المنبر فخطبنا حتي غربت الشمس فأخبرنا بما كان وبما هو كائن فأعلمنا أحفظنا " [55] . وقال في صحيح ابن حبان: " أخبرنا أحمد بن علي بن المثني قال حدثنا عمرو بن الضحاك بن مخلد قال حدثنا أبي قال حدثنا عزرة بن ثابت حدثنا علباء بن أحمر اليشكري قال حدثنا أبوزيد اسمه عمرو بن أخطب قال صلي بنا رسول الله (ص) الصبح ثم صعد المنبر فخطب حتي حضرت الظهر ثم نزل فصلي ثم صعد المنبر فخطبنا حتي حضرت العصر ثم نزل فصلي ثم صعد المنبر فخطبنا حتي غابت الشمس فحدثنا بما كان وبما هو كائن فأعلمنا [ صفحه 38] أحفظنا " [56] . وقال في مسند أبي يعلي: " حدثنا أبوسعيد القواريري حدثنا جعفر بن سليمان الضبعي حدثنا أبو التياح قال سأل رجل عبد الرحمن بن حبشي وكان شيخا كبيرا قال يا بن حبشي كيف صنع رسول الله (ص) وسلم حين كادته صعد المنبر فخطبنا حتي حضرت العصر ثم نزل فصلي ثم صعد المنبر فخطبنا حتي غابت الشمس فحدثنا بما كان وبما هو كائن فأعلمنا أحفظنا " [57] . وقال ابن حجر في الأمالي المطلقة: " وأما حديث أبي زيد بن أخطب واسمه عمرو فأخبرني أبوبكر بن إبراهيم بن أبي عمر قال أخبرنا أبوبكر بن محمد بن عبد الجبار قال أخبرنا محمد بن إسماعيل الخطيب قال أخبرنا يحيي بن محمود قال أخبرنا أبو علي الحداد قال أخبرنا أبو نعيم قال أخبرنا أبو محمد بن فارس قال حدثنا أحمد بن عصام قال حدثنا أبوعاصم قال حدثنا عزره ابن ثابت قال حدثنا علباء بن أحمر قال حدثني أبوزيد بن أخطب رضي الله تعالي عنه قال صلي بنا رسول الله (ص) الفجر ثم صعد المنبر فخطبنا حتي حضرت الظهر ثم نزل فصلي بنا الظهر ثم صعد المنبر فخطبنا حتي حضرت العصر ثم نزل فصلي ثم صعد المنبر فخطبنا حتي غربت الشمس فأخبرنا بما كان وبما هو كائن إلي يوم القيامة فأعلمنا [ صفحه 39] أحفظنا هذا حديث صحيح " [58] . وقال المزي في تهذيب الكمال: " أخبرنا أبو الحسن بن البخاري قال أنبأنا القاضي أبو المكارم اللبان وأبوجعفر الصيدلاني قالا أخبرنا أبو علي الحداد قال أخبرنا أبو نعيم الحأفظ قال حدثنا عبدالله بن جعفر بن أحمد بن فارس قال حدثنا أحمد بن عصام قال حدثنا أبوعاصم قال حدثنا عزرة بن ثابت قال حدثنا علباء بن أحمر قال حدثني أبوزيد قال صلي بنا رسول الله (ص) الفجر ثم صعد المنبر فخطبنا حتي حضرت الظهر ثم نزل فصلي ثم صعد المنبر فخطبنا حتي حضرت العصر ثم نزل فصلي ثم صعد المنبر فخطبنا حتي غربت الشمس فأخبرنا بما كان وبما هو كائن فأعلمنا أحفظنا رواه مسلم عن يعقوب الدورقي وحجاج بن الشاعر جميعا عن أبي عاصم فوقع لنا بدلا عاليا بدرجتين وليس له عنده غيره " [59] . وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: " وعن المغيرة بن شعبة أنه قال قام فينا رسول الله (ص) مقاما خبرنا بما يكون في أمته إلي يوم القيامة وعاه من وعاه ونسيه من نسيه رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح غير عمر بن إبراهيم بن محمد وقد وثقه ابن حبان. وعن أبي الدرداء قال لقد تركنا رسول الله (ص) وما في السماء [ صفحه 40] طائريطير بجناحيه إلا ذكرنا منه علما رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح " [60] . وبما أن أئمتنا من هذه الأمة فقد علموا كما علم غيرهم فحفظ من حفظ ونسي من نسي فهل يجوز لغيرهم ولا يجوز لهم أم لأنهم من بيت النبي (ص) وقال بإمامتهم الشيعة فأصبح ما يجوز لغيرهم وممكن لغيرهم من الكمالات والعلم غير ممكن لهم وغير جائز؟

هل عندكم روايات تبين لنا بأن النبي قد علمهم كل هذه العلوم

الجواب: نعم وقد تقدم بعضها وهذه طائفة أخري من الروايات كما في الكافي للكليني: باب أن الله عزوجل لم يعلم نبيه علما الا أمره أن يعلمه أميرالمؤمنين و أنه كان شريكه في العلم: 1 - " علي بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن عبد الله بن سليمان عن حمران بن أعين عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال [ صفحه 41] ان جبرئيل (عليه السلام) أتي رسول الله (صلي الله عليه و آله) برمانتين فأكل رسول الله (صلي الله عليه و آله) احدهما و كسر الاخري بنصفين فأكل نصفا و أطعم عليا نصفا ثم قال رسول الله (صلي الله عليه و آله) يا أخي هل تدري ما هاتان الرمانتان قال لا قال أما الاولي فالنبوة ليس لك فيها نصيب و أما الاخري فالعلم أنت شريكي فيه فقلت أصلحك الله كيف كان يكون شريكه فيه قال لم يعلم الله محمدا (صلي الله عليه و آله) علما الا و أمره أن يعلمه عليا (عليه السلام) ". 2- " علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن زرارة عن ابي جعفر (عليه السلام) قال نزل جبرئيل (عليه السلام) علي رسول الله (صلي الله و عليه و آله) برمانتين من الجنة فأعطاه اياهما فأكل واحدة و كسر الاخري بنصفين فأعطي عليا (عليه السلام) نصفها فأكلها فقال يا علي أما الرمانة الاولي التي أكلتها فالنبوة ليس لك فيها شيء و أما الاخري فهو العلم فأنت شريكي فيه ". 3 - " محمد بن يحيي عن محمد بن الحسن عن محمد بن عبد الحميد عن منصور بن يونس عن ابن أذينة عن محمد بن مسلم قال سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول نزل جبرئيل علي محمد (صلي الله عليه و آله) برمانتين من الجنة فلقيه علي (عليه السلام) فقال ما هاتان الرمانتان اللتان في يدك فقال أما هذه فالنبوة ليس لك فيها نصيب و أما هذه فالعلم ثم فلقها رسول الله (صلي الله عليه و آله) بنصفين فأعطاه نصفها وأخذ رسول الله (صلي الله عليه و آله) نصفها ثم قال أنت شريكي فيه و أنا شريكك فيه قال فلم يعلم و الله رسول الله (صلي الله عليه [ صفحه 42] و آله حرفا مما علمه الله عزوجل الا و قد علمه عليا ثم انتهي العلم الينا ثم وضع يده علي صدره " [61] .

بل أقول بأن في مصادر غير الشيعة إشارة إلي ذلك و منها هذه الأخبار

أن النبي (ص) قال: لعلي أنت المبين لأمتي ما اختلفوا فيه من بعدي وعلي هذا إذا تم الاتفاق فلا إشكال وان أختلف فنأخذ بأقوال الإمام علي (ع) مرجحين له علي أقوال الغير وإليكم الآن الحديث الأول في علم أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب (ع) بألفاظه المختلفة فقد قال (ص) إن الله خلقتي وعليا من شجرة أنا أصلها وعلي فرعها والحسن والحسين ثمرتها والشيعة ورقها فهل يخرج من الطيب إلا الطيب؟ وأنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد المدينة فليأتها من بابها وفي لفظ آخر قال (ص) أنا مدينة العلم وعلي بابها ولا تؤتي البيوت إلا من أبوابها وفي لفظ آخر قال (ص) أنا مدينة العلم وأنت بابها كذب من زعم أنه يصل إلي المدينة إلا من قبل الباب، وفي لفظ آخر قال (ص): أنا مدينة العلم وأنت بابها كذب من زعم انه يدخل المدينة بغير الباب قال الله عزوجل (وأتوا البيوت من أبوابها) [62] . وفي قول آخر قال: (ص) أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت بابه! (الباب). وفي لفظ آخر قال (ص): يا علي أنا مدينة [ صفحه 43] العلم وأنت بابها ولن تؤتي المدينة إلا من قبل الباب. وفي لفظ آخرعن جابر قال سمعت رسول الله يوم الحديبية وهو آخذ بيد علي يقول هذا أمير البررة وقاتل الفجرة منصور من نصره مخذول من خذله ثم مد بها صوته فقال أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد البيت فل يأتي الباب. المصادر: ترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي ج 2 ص 464 وشواهد التنزيل للحسكاني الحنفي ج 1 ص 334 حديث 459 المستدرك للحاكم ج 3 ص 126 و 127 وصححه، وأسد الغابة ج 4 ص 22 ومناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي الشافعي ص 80 حديث 120 و 121 0 0 0 0 الخ، كفاية الطالب للكنجي الشافعي ص 220 و 221 الطبعة الحيدرية المناقب للخوارزمي الحنفي ص 40 نظم درر السمطين للزرندي الحنفي ص 113، تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 170، اسعاف الراغبين بهامش نور الابصار ص 140 ط العثمانية، تذكرة الخواص للسبط ابن الجوزي الحنفي ص 47 و 48، فيض القدير للشوكاني ج 3 ص 46، الاستيعاب بهامش الإصابة ج 3 ص 38، الميزان للذهبي ج 1 ص 415 والجزء 2 ص 251 وغيرها من المصادر وهي كثيرة جدا ولقد نقل صاحب الغدير أسماء من خرجه من الحفاظ وأئمة الحديث فبلغ عددهم مئه وثلاثة واربعين حافظ وامام من ائمة الحديث وحفاظه منهم كما عن الغدير عبد الرزاق الصنعاني والحافظ يحيي بن معين والهروي احد مشايخ مسلم واحمد بن حنبل والرواجني الأسدي احد مشايخ البخاري والترمذي والبزار والحاكم وابن مردويه الاصبهاني وابو نعيم الاصبهاني وابوبكر [ صفحه 44] البيهقي والخطيب البغدادي وابن عبد البر القرطبي والسمعاني والديلمي وغيرهم الكثير وقد نص علي صحته كل من: أولاً: الحافظ أبوزكريا يحيي بن معين البغدادي نص علي صحته كما ذكره الخطيب وابو الحجاح المزي وابن حجر. ثانيا: أبوجعفر محمد بن جرير الطبري صححه في تهذيب الآثار. ثالثا: الحاكم النيسابوري صححه في المستدرك. رابعا: الخطيب البغدادي عده ممن صححه المولوي حسن زمان في القول المستحسن. خامسا: الحافظ أبو محمد الحسن السمرقندي في بحر الأسانيد. سادسا: مجد الدين الفيروز آبادي صححه في النقد الصحيح. سابعا: الحافظ جلال الدين السيوطي صححه في جمع الجوامع. ثامنا: السيد محمد البخاري نص علي صحته في تذكرة الأبرار. تاسعا: الأمير محمد اليماني الصنعاني صرح بصحته في الروضة الندية وغيرهم فراج الغدير الجزء السادس من ص 61 الي ص 81 وهناك أقوال أخر للنبي (ص) في علم علي (ع) نأخذ بعضها خوف الإطالة فقد قال (ص) لفاطمة (ع): " أما ترضين إني زوجتك أول المسلمين إسلاما [ صفحه 45] وأعلمهم علما " [63] . وقال (ص) لها أيضا: " زوجتك خير أمتي أعلمهم علما وأفضلهم حلما، وأولهم سلما " [64] . وقوله (ص) للزهراء (ع): " إنه لأول أصحابي إسلاما أو أقدم أمتي سلما وأكثرهم علما وأعظمهم حلما " [65] . وهناك أحاديث أخري منها اعلم أمتي من بعدي علي بن أبي طالب أقضي أمتي علي وحديث أقضاكم علي وغيرها. وقال الإمام (ع): " إن رسول الله (ص) علمني ألف باب كل باب فيها يفتح ألف باب، فذلك ألف ألف باب حتي علمت ما كان وما يكون إلي يوم القيامة، وعلمت علم المنايا والبلايا وفصل الخطاب ". [ صفحه 46]

و كيف و صل علم النبي الي أئمتكم

الجوإب: وصلهم بعدة طرق منها كما مر عليك سابقا فإن النبي (ص) علم الإمام علي العلوم التي عنده وأصبح باب مدينة علم الرسول. ومن تلك الطرق التي وصل فيها علم النبي (ص) إليهم هي الكتب التي ورثوها عن جدهم (ص) وهي كما في الكافي للكليني: باب فيه ذكر الصحيفة و الجفر و الجامعة و مصحف فاطمة (عليها السلام): 1- " عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن عبدالله بن الحجال عن أحمد بن عمر الحلبي عن أبي بصير قال دخلت علي أبي عبدالله (عليه السلام) فقلت له جعلت فداك اني أسألك عن مسألة هاهنا أحد يسمع كلامي قال فرفع أبوعبدالله (عليه السلام) سترا بينه و بين بيت آخر فاطلع فيه ثم قال يا أبا محمد سل عما بدا لك قال قلت جعلت فداك ان شيعتك يتحدثون أن رسول الله (صلي الله عليه و آله) علم عليا (عليه السلام) بابا يفتح له منه ألف باب قال فقال يا أبا محمد علم رسول الله (صلي الله عليه و آله) عليا (عليه السلام) ألف باب يفتح من كل باب ألف باب قال قلت هذا و الله العم قال فنكت ساعة في الارض ثم قال انه لعلم و ما هو بذاك قال ثم قال يا أبا محمد و ان عندنا الجامعة و ما يدريهم ما الجامعة قال قلت جعلت فداك و ما الجامعة قال صحيفة طولها [ صفحه 47] سبعون ذراعا بذراع رسول الله (صلي الله عليه و آله) و املائه من فلق فيه و خط علي بيمينه فيها كل حلال و حرام و كل شيء يحتاج الناس اليه حتي الارش في الخدش و ضرب بيده الي فقال تأذن لي يا أبا محمد قال قلت جعلت فداك انما أنا لك فاصنع ما شئت قال فغمزني بيده و قال حتي أرش هذا كأنه مغضب قال قلت هذا و الله العلم قال انه لعلم و ليس بذاك ثم سكت ساعة ثم قال و ان عندنا الجفر و ما يدريهم ما الجفر قال قلت و ما الجفر قال وعاء من أدم فيه علم النبيين و الوصيين و علم العلماء الذين مضوا من بني اسرائيل قال قلت ان هذا هو العلم قال انه لعلم و ليس بذاك ثم سكت ساعة ثم قال و ان عندنا لمصحف فاطمة (عليها السلام) و ما يدريهم ما مصحف فاطمة (عليها السلام) قال قلت و ما مصحف فاطمة (عليها السلام) قال مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات و الله ما فيه من قرآنكم حرف واحد قال قلت هذا و الله العلم قال انه لعلم و ما هو بذاك ثم سكت ساعة ثم قال ان عندنا علم ما كان و علم ما هو كائن الي أن تقوم الساعة قال قلت جعلت فداك هذا والله هو العلم قل انه لعلم و ليس بذاك قال قلت جعلت فداك فاي شيء العلم قال ما يحدث بالليل و النهار الامر من بعد الامر و الشيء بعد الشيء الي يوم القيامة ". 2- " عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن عمر بن عبدالعزيز عن حماد بن عثمان قال سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول تظهر الزنادقة في سنة ثمان و عشرين و مائة و ذلك أني نظرت في مصحف فاطمة (عليها السلام) قال قلت و ما مصحف فاطمة قال ان الله تعالي لما قبض نبيه (صلي الله عليه و آله) دخل علي فاطمة (عليها السلام) [ صفحه 48] من وفاته من الحزن ما لا يعلمه الا الله عزوجل فأرسل الله اليها ملكا يسلي غمها و يحدثها فشكت ذلك الي أميرالمؤمنين (عليه السلام) فقال اذا أحسست بذلك و سمعت الصوت قولي لي فأعلمته بذلك فجعل أمير المؤمنين (عليه السلام) يكتب كل ما سمع حتي أثبت من ذلك مصحفا قال ثم قال أما انه ليس فيه شيء من الحلال و الحرام و لكن فيه علم ما يكون ". 3- " عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن الحسين بن أبي العلاء قال سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول ان عندي الجفر الابيض قال قلت فأي شيء فيه قال زبور داود و توراة موسي و انجيل عيسي و صحف ابراهيم (عليه السلام) و الحلال و الحرام و مصحف فاطمة ما أزعم أن فيه قرآنا وفيه ما يحتاج الناس الينا و لا نحتاج الي أحد حتي فيه الجلدة و نصف الجلدة و ربع الجلدة و أرش الخدش و عندي الجفر الاحمر قال قلت و أي شيء في الجفر الاحمر قال السلاح و ذلك انما يفتح للدم يفتحه صاحب السيف للقتل فقال له عبدالله بن أبي يعفور أصلحك الله أيعرف هذا بنو الحسن فقال اي والله كما يعرفون الليل أنه ليل و النهار أنه نهار ولكنهم يحملهم الحسد و طلب الدنيا علي الجحود و الانكار و لو طلبوا الحق بالحق لكان خيرا لهم ". 4- " علي بن ابراهيم عن محمد بن عيسي عن يونس عمن ذكره عن سليمان بن خالد قال قال أبوعبدالله (عليه السلام) ان في الجفر الذي يذكرونه لما يسوؤهم لانهم لا يقولون الحق و الحق فيه فليخرجوا قضايا علي و فرائضه ان كانوا صادقين و سلوهم عن الخالات و العمات و ليخرجوا [ صفحه 49] مصحف فاطمة (عليها السلام) فان فيه وصية فاطمة (عليها السلام) و معه سلاح رسول الله (صلي الله عليه و آله) ان الله عزوجل يقول فأتوا بكتاب من قبل هذا أو أثارة من علم ان كنتم صادقين ". 5- " محمد بن يحيي عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن أبي عبيدة قال سأل أبا عبدالله (عليه السلام) بعض أصحابنا عن الجفر فقال هو جلد ثور مملوء علما قل له فالجامعة قال تلك صحيفة طولها سبعون ذراعا في عرض الاديم مثل فخذ الفالج فيها كل ما يحتاج الناس اليه و ليس من قضية الا وهي فيها حتي أرش الخدش قال فمصحف فاطمة (عليها السلام) قال فسكت طويلا ثم قال انكم لتبحثون عما تريدون و عما لا تريدون ان فاطمة مكثت بعد رسول الله (صلي الله عليه و آله) خمسة و سبعين يوما و كان دخلها حزن شديد علي أبيها و كان جبرئيل (عليه السلام) يأتيها فيحسن عزاءها علي أبيها و يطيب نفسها و يخبرها عن أبيها و مكانه و يخبرها بما يكون بعدها في ذريتها و كان علي (عليه السلام) يكتب ذلك فهذا مصحف فاطمة (عليها السلام) ". 6- " عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن صالح بن سعيد عن أحمد بن أبي بشر عن بكر بن كرب الصير في قال سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول ان عندنا ما لا نحتاج معه الي الناس و ان الناس ليحتاجون الينا و ان عندنا كتابا املاء رسول الله (صلي الله عليه و آله) و خط علي (عليه السلام) صحيفة فيها كل حلال و حرام و انكم لتأتونا بالامر فنعرف اذا أخذتم به و نعرف اذا تركتموه ". [ صفحه 50] 7- " علي بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن فضيل بن يسار و بريد بن معاوية و زرارة أن عبدالملك بن أعين قال لابي عبدالله (عليه السلام) ان الزيدية و المعتزلة قد أطافوا بمحمد بن عبدالله فهل له سلطان فقال و الله ان عندي لكتابين فيهما تسمية كل نبي و كل ملك يملك الارض لا والله ما محمد بن عبدالله في واحد منهما ". 8- " محمد بن يحيي عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن القاسم بن محمد عن عبدالصمد بن بشير عن فضيل بن سكرة قال دخلت علي أبي عبدالله (عليه السلام) فقال يا فضيل أتدري في أي شيء كنت أنظر قبيل قال قلت لا قال كنت أنظر في كتاب فاطمة (عليها السلام) ليس من ملك يملك الارض الا و هو مكتوب فيه باسمه و اسم أبيه و ما وجدت لولد الحسن فيه شيئا " [66] . [ صفحه 51]

لقد ذكرت فيما مضي أن مصادر علوم أئمتكم هو النبي و مصادر أخري فهل تقصد أنهم تحديث الملائكة لهم والإلهام وهل هم بمنزلة الأنبياء عندكم

الجواب: اما حول مسالة تحديث الملائكة لهم وأنهم يلهمون فسوف أتعرض إليه إن شاء الله بالتفصيل وأما هل هم أنبياء فقد نهو شيعتهم أن يقولوا عنهم أنهم أنبياء وهذه طائفة من تلك الروايات فقد ذكر الكليني في الكافي: باب في أن الأئمة يشبهون ممن مضي وكراهية القول فيهم بالنبوة: 1- " أبو علي الاشعري عن محمد بن عبدالجبار عن صفوان بن يحيي عن حمران بن أعين قال قلت لابي جعفر (عليه السلام) ما موضع العلماء قال مثل ذي القرنين و صاحب سليمان و صاحب موسي (عليه السلام). 2- " علي بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن الحسين بن أبي العلاء قال قال أبوعبدالله (عليه السلام) انما الوقوف علينا في الحلال و الحرام فأما النبوة فلا ". 3- " محمد بن يحيي الاشعري عن أحمد بن محمد عن البرقي عن النضر بن سويد عن يحيي بن عمران الحلبي عن أيوب بن الحر قال سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول ان الله عز ذكره ختم بنبيكم النبيين فلا نبي بعده أبدا و ختم بكتابكم الكتب فلا كتاب بعده أبدا و أنزل فيه تبيان [ صفحه 52] كل شيء و خلقكم و خلق السماوات و الارض و نبَأ ما قلبكم و فصل ما بينكم و خبر ما بعدكم و أمر الجنة و النار و ما أنتم صائرون اليه ". 4- " عدة من أصحابنا بن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عم حماد بن عيسي بن الحسين بن المختار عن الحارث بن المغيرة قال قال أبوجعفر (عليه السلام) ان عليا (عليه السلام) كان محدثا فقلت فتقول نبي قال فحرك بيده هكذا ثم قال أو كصاحب سليمان أو كصاحب موسي أم كذي القرنين أو ما بلغكم انه قال و فيكم مثله ". 5- " علي بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن بريد بن معاوية عن أبي جعفر و أبي عبدالله (عليه السلام) قال قلت له ما منزلتكم و من تشبهون ممن مضي قال صاحب موسي و ذوالقرنين كانا عالمين و لم يكونا نبيين ". 6- " محمد بن يحيي عن أحمد بن محمد بن البرقي عن أبي طالب عن سدير قال قلت لابي عبدالله (عليه السلام) ان قوما يزعمون أنكم آلهة يتلون بذلك علينا قرآنا و هو الذي في السماء اله و في الارض اله فقال يا سدير سمعي و بصري و بشري ولحمي و دمي و شعري من هؤلاء براء و بري الله منهم ما هؤلاء علي ديني و لا علي دين آبائي و الله لا يجمعني الله و اياهم يوم القيامة الا و هو ساخط عليهم قال قلت و عندنا قوم يزعمون أنكم رسل يقرءون علينا بذلك قرآنا يا أيها الرسل كلوا من الطيبات و اعملوا صالحا اني بما تعملون عليم فقال يا سدير سمعي و بصري و شعري و بشري و لحمي ودمي من هؤلاء براء و بري الله منهم و رسوله ما هؤلاء علي ديني و لا علي دين آبائي و الله لا يجمعني الله و اياهم يوم [ صفحه 53] القيامة الا و هو ساخط عليهم قال قلت فما أنتم قال نحن خزان علم الله نحن تراجمة أمر الله نحن قوم معصومون أمر الله تبارك و تعالي بطاعتنا و نهي عن معصيتنا نحن الحجة البالغة علي من دون السماء و فوق الارض ". 7- " عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن الحسين بن سعيد عن عبدالله بن بحر عن ابن مسكان عن عبدالرحمن بن أبي عبدالله عن محمد بن مسلم قال سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول الائمة بمنزلة رسول الله (صلي الله عليه و آله) الا أنهم ليسوا بأنبياء و لا يحل لهم من النساء ما يحل للنبي (صلي الله عليه و آله) فأما ما خلا ذلك فهم فيه بمنزلة رسول الله (صلي الله عليه و آله) " [67] . ملاحظة: لتعلم بأن النهي هنا ليس لأنهم أقل من الأنبياء وانما لأنه لا نبي من بعد النبي محمد (ص) لأنه خاتم الأنبياء والمرسلين. [ صفحه 54]

و ما هو ردكم علي من قال بأنكم تقولون بأن أئمتكم محدثون ملهمون وهذه رواياتكم واضحة في ذلك فقد رويتم ما يلي

في الكافي للكليني ما يلي: باب أن الأئمة (عليهم السلام) محدثون مفهمون: 1- " محمد بن يحيي عن أحمد بن محمد عن الحجال عن القاسم بن محمد عن عبيد بن زرارة قال أرسل أبوجعفر (عليه السلام) الي زرارة أن يعلم الحكم بن عتيبة أن أوصياء محمد عليه و عليهم السلام محدثون ". 2- " محمد عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن جميل بن صالح عن زياد بن سوقة عن الحكم بن عتيبة قال دخلت علي علي بن الحسين (عليهما السلام) يوما فقل يا حكم هل تدري الاية التي كان علي بن أبي طالب (عليه السلام) يعرف قاتله بها و يعرف بها الامور العظام التي كان يحدث بها الناس قال الحكم فقلت في نفسي قد وقعت علي علم من علم علي بن الحسين أعلم بذلك تلك الامور العظام قال فقلت لا والله لا أعلم قال ثم قلت الاية تخبرني بها يا ابن رسول الله قال هو و الله قول الله عز ذكره و ما أرسلنا من قبلك من رسول و لا نبي و لا محدث و كان علي بن أبي طالب (عليه السلام) محدثا فقال له رجل يقال له عبدالله بن زيد كان أخا علي لامه سبحان الله محدثا كأنه ينكر ذلك فأقبل علينا أبوجعفر (عليه السلام) فقال أما والله ان ابن أمك بعد قد كان يعرف ذلك قال فلما قال ذلك سكت الرجل فقال هي التي هلك فيها أبوالخطاب فلم يدر ما تأويل المحدث و النبي ". 3- " أحمد بن محمد و محمد بن يحيي عن محمد بن الحسن عن يعقوب بن [ صفحه 55] يزيد عن محمد بن اسماعيل قال سمعت أبا الحسن (عليه السلام) يقول الائمة علماء صادقون مفهمون محدثون ". 4- " علي بن ابراهيم عن محمد بن عيسي عن يونس عن رجل عن محمد بن مسلم قال ذكر المحدث عند أبي عبدالله (عليه السلام) فقال انه يسمع الصوت و لا يري الشخص فقلت له جعلت فداك كيف يعلم أنه كلام الملك قال انه يعطي السكينة و الوقار حتي يعلم أنه كلام ملك ". 5- " محمد بن يحيي عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسي عن الحسين بن المختار عن الحارث بن المغيرة عن حمران بن أعين قال قال أبوجعفر (عليه السلام) ان عليا (عليه السلام) كان محدثا فخرجت الي أصحابي فقلت جئتكم بعجيبة قالوا و ما هي فقلت سمعت أباجعفر (عليه السلام) يقول كان علي (عليه السلام) محدثا فقالوا ما صنعت شيئا الا سألته من كان يحدثه فرجعت اليه فقلت اني حدثت أصحابي بما حدثتني فقالوا ما صنعت شيئا الا سألته من كان يحدثه فقال لي يحدثه ملك قلت تقول انه نبي قال فحرك يده هكذا أو كصاحب سليمان أو كصاحب موسي أوكذي القرنين أوما بلغكم أنه قال و فيكم مثله " [68] . الجواب: نعم لقد روت مصادرنا هذه الروايات وغيرها أيضا ونحن ئعترف بها وئقول بأنه لا إشكال في ذلك لأنه مما ثبت عن النبي (ص) وأنتم أيضا تقولون في غير أهل البيت ذلك ولكن لم تستطيعوا أن تتحملوا هذا [ صفحه 56] القول في أئمتنا أئمة أهل البيت الطاهر.

و اين قلنا نحن ذلك و ما هي المصادر لو تكرمت حتي يكون كلامك حجة علينا

الجوإب: إليك هذه المصادر فراجعها بنفسك لعلك تجد فيها ما يريح قلبك ويشفي همك وهذه هي الرواية والمصادر: فقد قال في البخاري: " حدثنا عبد العزيز بن عبدالله حدثنا ابراهيم بن سعد عن أبيه عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي إلله عنه عن النبي (ص) قال انه قد كان فيما مضي قبلكم من الأمم محدثون وانه إن كان في أمتي هذه منهم فإنه عمر بن الخطاب " [69] . وقال أيضا: " حدثنا يحيي بن قزعة حدثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن [ صفحه 57] أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله (ص) لقد كان فيما قبلكم من الأمم ناس محدثون فإن يك في أمتي أحد فإنه عمر زاد زكرياء بن أبي زائدة عن سعد عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال النبي (ص) لقد كان فيمن كان قبلكم من بني إسرائيل رجال يكلمون من غير أن يكونوا أنبياء فإن يكن من أمتي منهم أحد فعمر " [70] . وقال البيهقي الشافعي في إلاعتقاد: " وعن عبدالله بن عمر قال كان عمر يقول القول فننتظر متي يقع؟ قال الشيخ وكيف لا تكون وقد قال رسول الله (ص) أنه كان في الأمم قبلكم محدثون فإن يكن في هذه الأمة حهو عمر بن الخطاب وهذا الحديث أهل في جواز كرامات الأولياء وفي قراءة أبي بن كعب (و ما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث) [71] وقرأها ابن عباس كذلك. ثم في بعض الروايات عن النبي (ص) أنه قيل كيف يحدث قال يتكلم الملائكة علي لسانه " [72] . وقال هبة الله اللالكائي في كرامات الأولياء: " أخبرنا محمد بن عثمان بن محمد البصري قال حدثنا أبو صالح عبد الرحمن ابن سعيد بن هارون الأصبهاني قال أخبرنا عقيل بن يحيي قال حدثنا أبودأود قال وحدثنا أبن سعد عن أبيه عن أبي سلمة [ صفحه 58] عن أبي هريرة قال قال رسول الله (ص) قد كان فيمن خلا من الأمم ناس محدثون فإن يكن في أمتي منهم أحد فهو عمر بن الخطاب أخرجه البخاري " [73] . وقال في صحيح مسلم: " حدثني أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن سرح حدثنا عبدالله بن وهب عن إبراهيم بن سعد عن أبيه سعد بن إبراهيم عن أبي سلمة عن عائشة عن النبي (ص) أنه كان يقول قد كان يكون في الأمم قبلكم محدثون فإن يكن في أمتي منهم أحد فإن عمر بن الخطاب منهم قال بن وهب تفسير محدثون ملهمون " [74] . وقال البيهقي في شعب الإيمان: " أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي قال سمعت الحسين بن يحيي يقول سمعت جعفر الخلدي يقول سمعت إبراهيم الخواص يقول كنت في جبل لكام فرأيت رمانا فاشتهيت فدنوت فأخذت منها واحدا فشققته فوجدته حامضا فمضيت وتركت الرمان فرأيت رجلا مطروحا قد اجتمع عليه الزنابير فقلت السلام عليك فقال وعليك السلام يا ابراهيم قلت وكيف عرفتني قال من عرف الله لا يخفي عليه شيء من دون الله فقلت أري لك حالا مع الله فلو سألته أن يحميك ويقيك الأذي من هذه الزنابير فقال لي أري لك حالا مع الله فلو سألته أن يقيك [ صفحه 59] شهوة الرمان فإن لدغ الرمان يجد الإنسان ألمه في الآخرة ولدغ الزنابير يجد ألمه في الدنيا وتركته ومضيت قال الشيخ وهذا عندي محمول علي أنه يعرف في منامه من علم الغيب ما عسي يحتاج إليه أو يحدث علي لسانه ملك بشيء من ذلك كما قال النبي (ص) قد كان يكون في الأمم محدثون فإن يكن في أمتي منهم أحد كان عمر بن الخطاب منهم وقد روي عن إبراهيم بن سعد أنه قال في هذا الحديث يعتي يلقي في روعه " [75] وقال النووي في شرحه لصحيح مسلم: " قوله (عن بن وهب عن ابراهيم بن سعد عن ابيه عن ابي سلمة عن عائشة عن النبي (ص) انه كان يقول قد كان يكون في الامم محدثون فان يكن في امتي منهم احد فان عمر بن الخطاب منهم) قال بن وهب تفسير محدثون ملهمون هذا الاسناد مما استدركه الدار قطني علي مسلم وقال المشهور فيه عن ابراهيم بن سعد عن ابيه عن ابي سلمة قال بلغني ان رسول الله (ص) واخرجه البخاري من هذا الطريق عن ابي سلمة عن ابي هريرة واختلف تفسير العلماء للمراد بمحدثون فقال بن وهب ملهمون وقيل مصيبون وإذا ظنوا فكأنهم حدثوا بشي فظنوا وقيل تكلمهم الملائكة وجاء في رواية متكلمون وقال البخاري يجري الصواب علي ألسنتهم وفيه إثبات كرإمات الأولياء " [76] . [ صفحه 60]

و من تتبع الروايات يجد التصريح الواضح من النبي يقول بأن هناك بشر يكلمون وهم غير أنبياء

وهذا مثال علي هذه الأخبار: فقد قال الدار قطني في العلل الواردة في الأحاديث النبوية: " وسئل عن حديث أبي سلمة عن أبي هريرة قال رسول الله (ص) كان فيمن كان قبلكم من بني إسرائيل رجال يكلمون من غير أن يكونوا أنبياء فإن يكن في أمتي منهم أحد فعمر فقال يرويه سعد بن ابراهيم واختلف عض فرواه زكريا بن أبي زائدة عن سعد واختلف عن زكريا أيضا فرواه داود بن عبد الحميد و محمد بن إبراهيم بن رجاء عن زكريا عن سعد عن أبي سلمة عن أبي هريرة وخالفهما إسحاق الأزرق فرواه عن زكريا عن سعد عن أبي سلمة مرسلا " [77] . وقال ابن حجر في تغليق التعليق: " حدثًنا يحيي بن قزعة حدثنا ابراهيم بن سعد عن أبيه عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله (ص) لقد كان فيما قبلكم من الأمم ناس محدثون فإن يك في أمتي أحد فإنه عمر زاد زكريا بن أبي زائدة عن سعد عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال النبي (ص) لقد كان فيمن كان قبلكم من بني إسرائيل رجال يتكلمون من غير أن يكونوا أنبياء فإن يكن من أمتي أحد فعمر. [ صفحه 61] أخبرنا أبوبكر بن إبراهيم بن أبي عمر أخبرنا أبو نصر بن الشيرازي في كتابه عن علي بن عبدالرحمن البكري أن يحيي بن ثابت بن بندار أخبره قال أخبرنا أبي أخبرنا أبوبكر بن غالب أخبرنا أبوبكر الجرجاني حدثنا القاسم بن زكريا حدثنا إسحاق بن إبراهيم لؤلؤ حدثنا داود بن عبدالمجيد حدثنا زكريا به نحوه. وقال أبو نعيم في المستخرج حدثنا أبو اسحاق بن حمزة حدثنا علي بن مبشر حدثنا الحسن بن خلف حدثنا إسحاق الأزرق عن زكريا بن أبي زائدة عن سعد بن من بني إسرائيل رجال يكلمون من غير أن يكونوا أنبياء الحديث. قوله فيه وقال ابن عباس من نبي ولا محدث. قال عبد بن حميد في تفسيره حدثنا أبو نعيم حدثنا ابن تميله عن عمرو بن دينار قال كان ابن عباس يقرأ وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث إسناد صحيح وكذا رواه سفيان بن عيينة في أواخر جامعه " [78] . وقال العيني في عمدة القاري: " ويروي لقد كان فيمن كأن قبلكم قوله يكلمون قال الكرماني يعني الملائكة تكلمهم فعلي هذا يكلمون علي صيغة المجهول قوله فإن يكن من أمتي ويروي في أمتي قوله أحد وفي رواية الكشميهني من أحد قوله فعمر أي فهو عمر وكلمة إن ليست للشك فإن أمته أفضل الأمم فإذا كان [ صفحه 62] موجودا فبالأولي أن يكون في هذه الأمة بل للتأكيد كقول الأجير إن عملت لك فوفني حقي. قال ابن عباس رضي الله تعالي عنهما ما مِن نبي و لا محدث. أشار بهذا إلي قراءة ابن عباس في قوله تعالي: (و مآ أرسلنا من قبلك منرسول و لا نبي الآ اذا تمني) [79] الآية فإنه زاد فيها ولا محدث وأخرجه عبد بن حميد من حديث عمرو بن دينار قال كان ابن عباس يقرأ وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث " [80] .

قد يسألك سائل فيقول و هل تريد من هذا أن تثبت بأن ائمتكم تحدثهم الملائكة

الجواب: نعم فإذا ثبت في هذه الأمة من حدثته الملائكة فما هو المانع أن أقول بأن أئمتنا تحدثهم الملائكة وتسلم عليهم وتجالسهم وتدخل بيوتهم. ورواياتكم تكلمنا بأن سلام الملائكة علي أبناء الأمة أمر ممكن [ صفحه 63] ولا مانع منه مثل هذه الروايات فقد قال في صحيح مسلم: " حدثنا يحيي بن يحيي التيمي وقطن بن نسير واللفظ ليحيي أخبرنا جعفر بن سليمان عن سعيد بن إياس الجريري عن أبي عثمان النهدي عن حنطلة الأسيدي قال وكان من كتاب رسول الله (ص) قال لقيني أبوبكر فقال كيف أنت يا حنظلة قال قلت نافق حنظلة قال سبحان الله ما تقول قال قلت نكون عند رسول الله (ص) يذكرنا بالنار والجنة حتي كأنا رأي عين فإذا خرجنا من عند رسول الله (ص) عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات فنسينا كثيرا قال أبوبكر فوالله إنا لنلقي مثل هذا فانطلقت أنا وأبوبكر حتي دخلنا علي رسول الله (ص) قلت نافق حنظلة يا رسول الله فقال رسول الله (ص) وما ذاك قلت يا رسول الله نكون عندك تذكرنا بالنار والجنة حتي كأنا رأي عين فإذا خرجنا من عندك عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات نسينا كثيرا فقال رسول الله (ص) والذي نفسي بيه إن لو تدومون علي ما تكونون عندي وفي الذكر لصافحتكم الملائكة علي فرشكم وفي طرقكم ولكن يا حنظلة ساعة وساعة ثلاث مرات " [81] . وقال أيضا: " حدثني إسحاق بن منصور أخبرنا عبد الصمد سمعت أبي يحدث حدثنا سعيد الجريري عن أبي عثمان النهدي عن حنظلة قال كنا عند رسول الله (ص) فوعظنا فذكر النار قال ثم جئت إلي البيت فضاحكت [ صفحه 64] الصبيان ولاعبت المرأة قال فخرجت فلقيت أبابكر فذكرت ذلك له فقال وأنأ قد فعلت مثل ما تذكر فلقينا رسول الله (ص) فقلت يا رسول الله نافق حنظلة فقال مه فحدثته بالحديث فقال أبوبكر وأنا قد فعلت مثل ما فعل فقال يا حنظلة ساعة وساعة ولو كانت تكون قلوبكم كما تكون عند الذكر لصافحتكم الملائكة حتي تسلم عليكم في الطرق " [82] . وقال في صحيح ابن حبان: " أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو قديد عبيد الله بن فضالة قال حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن أنس قال قال أصحاب رسول الله (ص) إنا إذا كنا عند النبي (ص) رأينا من أنفسنا ما نحب فإذا رجعنا إلي أهالينا فخالطناهم أنكرنا أنفسنا فذكروا ذلك للنبي (ص) فقال رسول الله (ص) لو تدومون علي ما تكونون عندي في الحال لصافحتكم الملائكة حتي تظلكم بأجنحتها ولكن ساعة وساعة " [83] . وقال الطبراني في المعجم الكبير: " حدثنا علي بن عبد العزيز حدثنا أبوحذيفة ثنا سفيان عن سلمة بن كهيل عن الهيثم بن حنش عن حنظلة الكاتب قال كنا عند رسول الله (ص) فذكر الجنة والنار فكنا رأي عين فخرجت فأتيت أهلي فضحكت معهم فوقع في نفسي شيء فلقيت أبابكر رحمه الله فقلت إني نافقت قال [ صفحه 65] وما ذلك فقلت كنا عند رسول الله (ص) فذكر الجنة والنار وكنا كأنا رأي عين فأتيت أهلي فضحكت معهم قال أبوبكر إنا لنفعل ذلك فأتيت النبي (ص) فذكرت ذلك له قال يا حنظلة لو كنتم عند أهليكم كما تكونون عندي لصافحتكم الملائكة علي فرشكم و في الطريق يا حنظلة ساعة وساعة ". " حدثنا عبدالله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم حدثنا محمد بن يوسف الفريابي ح وحدثنا علي بن عبد العزيز حدثنا أبو نعيم قالا حدثًنا سفيان عن سعيد الجريري عن أبي عثمان النهدي عن حنظلة الكاتب الأسيدي قال كنا عند رسول الله (ص) فذكرنا الجنة والنار حتي كأنا رأي عين فقمت إلي أهلي وولدي فضحكت ولعبت فذكرت الذي كنا فيه فخرجت فلقيت أبابكر رضي الله عنه فقلت نافقت فقال أبوبكر رضي الله عنه إنا لنفعله فذهب حنظلة فذكره للنبي (ص) فقال يا حنظلة لو كنتم كما تكونون عندي لصافحتكم الملائكة علي فرشكم أو طرقكم أو نحو ذا يا حنظلة سأعة وسأعة " [84] . وراجع المصادر التالية: الأحاديث المختارة ج: 5 ص: 14 و الأحاديثت المختارة ج: 5 ص:139 و الأحاديث المختارة ج:7 ص:64 و صحيح ابن حبان ج:16 ص: 396 وموارد الظمآن ج: 1 ص:617 وسنن إبن ماجه ج:2 ص: 1416 وسنن الترمذي ج:4 ص: 666 والآحاد والمثاني ج: 2 ص: 406 و المسند [ صفحه 66] ج:2 ص: 486 و المعجم الأوسط ج:3 ص:129 ومسند أبي يعلي ج:5 ص:378 و مسند إسحاق بن راهويه ج:1 ص:318 ومسند الإمام أحمد بن حنبل ج:2 ص:304 و مسند الحارث (زوائد الهيثمي) ج:2 ص:969 و مسند الطيالسي ج:1 ص:337 و مسند عبد بن حميد ج:1 ص:415 والعشرات من المصادر فتبين بأن المانع من تسليم الملائكة علي الكثير من الصحابة هو عدم ثباتهم علي سيرة واحدة فعندما يكونوا أمام النبي (ص) ومعه بوجه وبحالة من الخشوع والخضوع واذا خرجوا من عنده تغيرت أحوالهم إلي وضع وحال آخر. أما أئمتنا فهم مع القرآن والقرآن معهم دائما وأبدا لا يفارقهم ولا يفارقونه.

و قد ثبت بأن هناك بعض الصحابة ممن كانت تكلمه الملائكة و تسلم عليه و تحدثه

سؤال: و أين قلنا بأن الملائكة حدثت أحد من هذه الأمة؟ الجواب: لقد مرت عليك الأدلة الواضحة فيما تقدم وأن عمر ممن تكلمه [ صفحه 67]

طائفة أخري تصرح بذلك منها

الملائكة كما تقولون واليكم طائفة أخري تصرح بذلك منها: فقد قال في مسلم: " حدثني عبد الأعلي بن حماد حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أبي رافع عن أبي هريرة عن النبي (ص) أن رجلا زار أخا له في قرية أخري فأرصد الله له علي مدرجته ملكا فلما أتي عليه قال أين تريد قال أريد أخا لي في هذه القرية قال هل لك عليه من نعمة تربها قال لا غير أني أحببته في إلله عزوجل قال فإني رسول الله إليك بأن الله قد أحبك كعا أحببته فيه " [85] . وقال في مسند ابن المبارك: " حدثنا جدي حدثنا حبان أخبرنا عبدالله بن المبارك عن حماد بن سلمة عن ثابت عن أبي رافع عن أبي هريرة أن رجلا زأر أخاه في قرية أخري فأرصد الله له علي مدرجته ملكا فلما أتي عليه قال أين تريد قال أريد أن أزور أخا لي في هذه القرية قال هل لك عليه من نعمة تربها قال لا إلا إني أحببته في الله قال فإني رسول الله إليك إن الله قد أحبك كما أحببته " [86] . [ صفحه 68] حالة ثانية فقد قال في مسند الإمام أحمد: " حدثنا عبدالله حدثني أبي حدثنا عفان حدثنا همام حدثنا الحجاج بن فرافصة حدثني رجل عن حذيفة بن اليمان أنه أتي النبي (ص) فقأل بينما أنا أصلي إذ سمعت متكلما يقول اللهم لك الحمد كله ولك الملك كله بيدك الخير كله إليك يرجع الأمر كله علانيته وسره فأهل أن تحمد أنك علي كل شيء قدير اللهم اغفر لي جميع ما مضي من ذنبي واعصمني فيما بقي من عمري وارزقني عملا زاكيا ترضي به عني فقال النبي (ص) ذاك ملك أتاك يعلمك تحميد ربك " [87] . وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: " وعن حذيفة أنه أتي النبي (ص) فقال بينا أنا أصلي إذ سمعت متكلما يقول اللهم لك الحمد كله ولك الملك كله بيدك الخير كله إليك يرجع الأمر كله علانيته وسره فأهل أن تحمد إنك علي كل شيء قدير اللهم اغفر لي جميع ما مضي من ذنوبي واعصمني فيما بقي من عمري وارزقني عملا زاكيا ترضي به عني فقال النبي (ص) ذاك ملك أتاك يعلمك تحميد ربك عزوجل رواه أحمد وفيه راولم يسم وبقية رجاله ثقات " [88] . [ صفحه 69] وقال الطبراني في الدعاء: " حدثنا علي بن عبد العزيز وأبو مسلم قالا حدثنا حجاج بن المنهال حدثنا همام بن يحيي حدثنا حجاح بن فرافصة حدثني رجل من أهل فدك عن حذيفة رضي الله عنه قال بينما أنا أصلي إذ سمعت متكلما يقول اللهم لك الحمد كله ولك الملك كله وبيدك الخير كله وإليك يرجع الأمر كله علانيته وسره أهل أن تحمد أبدا إنك علي كل شيء قدير اللهم اغفر لي جميع ما مضي من ذنوبي واعصمني فيما بقي من عمري وارزقني عملا زاكيا ترضي به عني قال فأتيت النبي (ص) فقلت بينما أنا أصلي إذ سمعت متكلما يقول هذا الكلام أجمع فقال رسول الله (ص) ذاك ملك أتاك يعلمك تحميد ربك عزوجل " [89] . وقال ابن أبي الدنيا في الهواتف: " حدثنا عبيدالله بن جرير العتكي حدثنا أبوسلمة موسي بن إسماعيل حدثنا همام عن الحجاج بن فرافصة قال حدثني رجل من أهل فدك عن حذيفة قال بينما أنا أصلي إذ سمعت متكلما يقول اللهم لك الحمد كله ولك الملك كله وبيدك الخير كله واليك يرجع الأمر كله علانيته وسره أهل الحمد أنت وعلي كل شيء قدير اللهم اغفر لي جميع ما مضي من ذنوبي واعصمني فيما بقي من عمري وارزقني عملا يرضيك عني إنك علي كل شيء قدير. فقلت للنبي (ص) بينما أنا أصلي إذ سمعت متكلما يقول كذا وكذا فنظرت فلم أرأحدا فقال النبي (ص) ذلك ملك [ صفحه 70] أتاك يعلمك تحميد ربك [90] . حالة ثالثة فقد قال في البخاري: " حدثني إسحأق عن جرير عن أبي حيان عن أبي زرعة عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله (ص) كان يوما بارزا للناس إذ أتاه رجل يمشي فقال يا رسول الله ما الإيمان قال الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته ورسله ولقائه وتؤمن بالبعث الآخر قال يا رسول الله ما الإسلام قال الإسلام أن تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان قال يا رسول الله ما الاحسان قال الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك قال يا رسول الله متي السأعة قال ما المسئول عنها بأعلم من السائل ولكن سأحدثك عن أشراطها إذا ولدت المرأة ربتها فذاك من أشراطها واذا كان الحفاة العراة رؤوس الناس فذاك من أشراطها في خمس لا يعلمهن إلا إلله) إن الله عنده علم الساعة و ينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام (ثم انصرف الرجل فقال ردوا علي فأخذوا ليردوا فلم يروا شيئا فقال هذا جبريل جاء ليعلم الناس دينهم " [91] . [ صفحه 71] وقال في صحيح مسلم: " وحدثنا أبوبكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب جميعا عن بن علية قال زهير حدثنا اسماعيل بن إبراهيم عن أبي حيان عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير عن أبي هريرة قال كان رسول الله (ص) يوما بارزا للناس فأتاه رجل فقال يا رسول الله ما الإيمان قال أن تؤمن بالله وملائكته وكتابه ولقائه ورسله وتؤمن بالبعث الآخرقال يا رسول الله ما الإسلام قال الإسلام أن تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة المكتوبة وتؤدي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان قال يا رسول الله ما الإحسان قال أن تعبدالله كأنك تراه فإنك إن لا تراه فإنه يراك قال يا رسول الله متي الساعة قال ما المسئول عنها بأعلم من السائل ولكن سأحدثك عن أشراطها إذا ولدت الأمة ربها فذاك من أشراطها واذا كانت العراة الحفاة رؤوس الناس فذاك من أشراطها واذا تطاول رعاء البهم في البنيان فذاك من أشراطها في خمس لا يعلمهن الا الله ثم تلا (ص) (إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير) قال ثم أدبر الرجل فقال رسول الله (ص) ردوا علي الرجل فأخذوا ليردوه فلم يروا شيئا فقال رسول الله (ص) هذا جبريل جاء ليعلم الناس دينهم " [92] . [ صفحه 72] حالة رابعة فقد قال في البخاري: " وحدثني عبيدالله بن معاذ حدثنا أبي حدثنا شعبة عن حميد بن هلال عن مطرف قال قال لي عمران بن حصين أحدثك حديثا عسي الله أن ينفعك به إن رسول الله (ص) جمع بين حجة وعمرة ثم لم ينه عئه حتي مات ولم ينزل فيه قرآن يحرمه وقد كان يسلم علي حتي اكتويت فتركت ثم تركت الكي فعاد " [93] . وقال ابن حجر في فتح الباري: " ولمسلم عن عمران بن حصين كان يسلم علي حتي أكتويت فترك ثم تركت الكي فعاد وله عنه من وجه آخر أن الذي كان انقطع عني رجع إلي يعني تسليم الملائكة كذا في الأصل وفي لفظ أنه كان يسلم علي فلما اكتويت أمسك عني فلما تركته عاد إلي " [94] . وقال النووي في تهذيب الأسماء: " روي عنه أبو رجاء العطاردي واسمه تيم ومطرف بن عبدالله وزرارة بن أوفي وزهدم وعبدالله بن بريدة وابن سيرين والحسن والشعبي وأبو الأسود الدؤلي وآخرون نزل البصرة وكان قاضيها استقضاه عبدالله بن عامر أياما ثم استعفاه فأعفاه توفي بها سنة ثنتين وخمسين وكان [ صفحه 73] الحسن البصري يحلف بالله تعالي ما قدم البصرة راكب خير لهم من عمران وغزا مع النبي (ص) غزوات وبعثه عمر بن الخطاب رضي الله تعالي عنه إلي البصرة ليفقه أهلها وكان من فضلاء الصحابة وكان مجاب الدعوة ولم يشهد تلك الحروب وكان أبيض الرأس واللحية وله عقب بالبصرة وفي صحيح مسلم عن عمران قال قد كان يسلم علي حتي اكتويت فتركت ثًم تركت الكي فعاد يعني كانت الملائكة تسلم عليه ويراهم عيانا كما جاء مصرحا به في غير صحيح مسلم " [95] . وقال ابن مهران المقري في المسند المستخرج علي صحيح مسلم: " حدثنا عبدالله بن عبد المجيد عن إسماعيل بن مسلم حدثنا إسحاق حدثنا أبو محمد ابن حيان حدثنا أحمد بن إبراهيم بن أبي يحيي حدثنا نصر بن علي حدثنا مسلم بن إبراهيم وحدثنا سالم ابن عصام حدثنا إبرإهيم بن بسطام حدثنا عثمان بن عمر قالا حدثنا إسماعيل بن مسلم حدثنا محمد بن واسع عن مطرف بن عبدالله بن الشخير قال قال لي عمران بن حصين ذات يوم إذا أصبحت فاغد علي فلما أصبحت غدوت عليه فقال لي ما غدا بك قلت الميعاد قال أحدثك حديثين أما أحدهما فاكتمه علي وأما الآخر فلا أبالي أن تفشه علي فأما الذي تكتمه علي فإن الذي كان إنقطع عني رجع إلي يعني تسليم الملائكة والآخر تمتعنا مع رسول الله (ص) مرتين فقال رجل برأيه ما شاء " [96] . [ صفحه 74] وقال ابن سعد في الطبقات الكبري: " قال فقال عمران بن حصين لودخل علي رجل بيتي يريد نفسي ومالي لرأيت أن قد حل لي قتاله قال أخبرنا حفص بن عمر الحوضي قال حدثنأ يزيد بن إبراهيم قال سمعت محمدا يعني بن سيرين قال سقا بطن عمران بن الحصين ثلاثين سنة كل ذلك يعرض عليه الكي فيأبي أن يكتوي حتي كان قبل وفأته بسنتين فاكتوي قال أخبرنأ الخليل بن عمر العبدي البصري قأل حدثني أبي قال حدثنا قتادة أن الملائكة كانت تصافح عمران بن حصين حتي اكتوي فتنحت " [97] .

يقال بأن أئمتكم يلهمهم الله العلم فعا حقيقة هذه الدعوي يا تري

فقد ورد في الكافي من مثل هذه الرواية: " علي بن ابراهيم، عن أبيه، عمن حدثه، عن المفضل بن عمر قال: قلت لأبي الحسن عليه السلام: روينا، عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قال: إن علمنا غابر ومزبور ونكت في القلوب ونقر في الأسماع [ صفحه 75] فقال أما الغابر فما تقدم من علمنا، وأما المزبور فما ياتينا، وأما النكت في القلوب فإلهام وأما النقر في الأسماع فامر الملك " [98] . الجوإب: أقول بأن مسالة الإلهام لا تخص الشيعة و انما هي مسألة مطروحة من الشيعة وغيرهم وهذه كلمات العلماء في هذه المسألة. فقد قال ابن حجر في فتح الباري: " أن الحصر في المنام لكونه يشمل آحاد المؤمنين بخلاف الإلهام فإنه مختص بالبعض ومع كونه مختصا فإنه نادرفانما ذكر المنام لشموله وكثرة وقوعه ويشير إلي ذلك قوله (ص) فان يكن وكان السر في ندور الإلهام في زمنه وكثرته من بعده غلبة الوحي إليه (ص) في اليقظة وإرادة إظهار المعجزات منه فكان المناسب أن لا يقع لغيره منه في زمانه شيء فلما انقطع الوحي بموته وقع الإلهام لمن اختصه الله به للأمن من اللبس في ذلك وفي إنكار وقوع ذلك مع كثرته وإشتهاره مكابرة ممن أنكره " [99] . وقال أيضا: " قال بن السمعاني وإنكار الإلهام مردود ويجوز أن يفعل الله بعبده ما يكرمه به ولكن التمييز بين الحق والباطل في ذلك ان كل ما [ صفحه 76] استقام علي الشريعة المحمدية ولم يكن في الكتاب والسنة ما يرده فهو مقبول والا فمردود يقع من حديث النفس ووسوسة الشيطان ثم قال ونحن لا ننكر أن الله يكرم عبده بزيادة نور منه يزداد به نظره ويقوي به رأيه وانما ننكر أن يرجع إلي قلبه بقول لا يعرف أصله ولا نزعم أنه حجة شرعية وانما هو نور يختص الله به من يشاء من عباده فان وافق الشرع كان الشرع هو الحجة انتهي ويؤخذ من هذا ما تقدم التنبيه عليه أن النائم لو رأي النبي (ص) يأمره بشيء هل يجب عليه امتثاله ولا بد أولا بد أن يعرضه علي الشرع الظاهر فالثاني هو المعتمد كما تقدم تنبيه وقع في المعجم الأوسط للطبراني من حديث أبي سعيد مثل أول حديث في البأب بلفظه لكن زاد فيه ولا بالكعبة وقال لا تحفظ هذه اللفظة إلا في هذا الحديث " [100] . وقال العيني في عمدة القاري: " حدثنا عبدان قال أخبرنا عبدالله عن يونس عن الزهري قال أخبرني سالم بن عبدالله أن ابن عمر رضي الله عنهما أخبره أن عمر انطلق مع النبي في رهط قبل ابن صياد حتي وجدوه يلعب مع الصبيان عند أطم بني مغالة وقد قارب إبن صياد الحلم فلم يشعر حتي ضرب النبي بيده ثم قال لابن صياد تشهد أني رسول الله فنظر إليه ابن صياد فقال أشهد أنك رسول الأميين فقال إبن صياد للنبي أتشهد أني رسول الله فرفضه وقال آمنت بالله وبرسله فقأل له ماذا تري فقال ابن صياد يأتيني صادق وكاذب فقال النبي خلط عليك الأمر ثم قال له النبي إني قد خبأت [ صفحه 77] لك خبيئا فقال ابن صياد هو الدخ فقألا أخسا فلن تعدو قدرك فقال عمر رضي الله عنه دعني يا رسول الله أضرب عنقه فقال النبي إن يكنه فلن تسلط عليه وان لم يكنه فلا خير لك في قتله ". وهذا بيان و شرح للرواية: " وقال ابن الجوزي يعني لا يبلغ قدرك أن تطالع بالغيب من قبل الوحي المخصوص بالأنبياء عليهم الصلاة والسلام ولا من قبيل الإلهام الذي يدركه الصالحون " [101] . وقال أيضا: " فإن قلت هل يقال لصاحب الرؤيا الصالحة له شيء من النبوة قلت جزء النبوة ليس بنبوة إذ جزء الشيء غيره أولا هو ولا غيره فلا نبوة له فإن قلت الرؤيا الصالحة أعم لاحتمال أن تكون منذرة إذا الصلاح قد يكون باعتبار تأويلها قلت فيرجع إلي المبشر نعم يخرج منها ما لا صلاح لها لا صورة ولا تأويلا وقال ابن التين معني الحديث أن الوحي ينقطع بموتي ولا يبقي ما يعلم منه ما سيكون إلا الرؤيا فإن قيل يرد عليه الإلهام لأن فيه إخبارا بما سيكون وهو للأنبياء بالنسبة للوحي كالرؤيا ويقع في غير الأنبياء كما تقدم في مناقب عمر رضي الله تعالي عنه قد كان فيمن ضا من الأمم محدثون وفسر المحدث بفتح الدال بالملهم بفتح الهاء وقد أخبر كثير من الأولياء عن أمور مغيبة فكانت كما أخبروا وأجيب [ صفحه 78] بأن الحصر في المنام لكونه يشمل آحاد المؤمنين بخلاف الإلهام فإنه مختص بالبعض ومع كونه مختصا فانه نادر " [102] . وقال في تحفة الأحوذي: " وعلي الأقوال النبي أعم من الرسول (قال فشق ذلك) أي إنقطاع للرسالة والئبوة (فقال لكن المبشرات الخ) قال المهلب ما حاصله التعبير بالمبشرات خرج للأغلب فإن من الرؤيا ما تكون منذرة وهي صادقة يريها الله للمؤمن رفقا به ليستعد لما يقع قبل وقوعه وقال بن التين معني الحديث أن الوحي ينقطع بموتي ولا يبقي ما يعلم منه ما سيكون إلا الرؤيا ويرد عليه الإلهام فإن فيه إخبارا بما سيكون وهو للأنبياء بالنسبة للوحي كالرؤيا ويقع لغير الأنبياء كما في الحديث في مناقب عمر قد كان فيمن مضي من الأمم محدثون. وفسر المحدث - بفتح الدال - بالملهم بالفتح أيضا وقد أخبر كثير من الأولياء علي أمور مغيبة فكانت كما أخبروا والجواب أن الحصر في المنام لكونه يشمل آحاد المؤمنين بخلاف فإنه مختص بالبعض ومع كونه مختصا فإنه نادر فإنما ذكر المنام لشموله وكثرة وقوعه كذا في الفتح [103] . وقال في شرح الزرقاني: " وقال ابن التين معني الحديث أن الوحي ينقطع بموته ولا [ صفحه 79] يبقي ما يعلم منه ما سيكون إلا الرؤيا ويرد عليه الإلهام فإن فيه إخبارا بما سيكون وهو للأنبياء بالنسبة للوحي كالرؤيا ويقع لغير الأنبياء كما في مناقب عمر قد كان فيما مضي محدثون وفسر المحدث بفتح الدال بالملهم بفتح الهاء وقد أخبر كثير من الأولياء عن أمور مغيبة فكانت كما أخبروا. والجواب أن الحصر في المنام لكونه يشمل آحاد المؤمنين بخلاف الإلهأم فيختص بالبعض ومع اختصاصه فإنه نادر فإنما ذكر المنام لشموله وكثرة وقوعه ويشير إلي ذلك قوله فإن يكن في أمتي أحد فعمر وكان السر في ندور الإلهام في زمنه وكثرته من بعده غلبة الوحي إليه في اليقظة و ارإدة إظهارالمعجزات منه وكان المناسب أن لا يقع لغيره في زمانه مئه شيء فلما انقطع الوحي بموته وقع الإلهام لمن اختصه الله به للأمن من اللبس في ذلك وفي انكار ذلك مع كثرته واشتهاره مكابرة ممن أنكره قاله الحافظ [104] . وقال العظيم آبادي في عون المعبود: " وبالجملة لا يجوز أن يقال لأحد إنه يعلم الغيب. نعم الإخبار بالغيب بتعليم الله تعالي جائز وطريق هذا التعليم اما الوحي أو الإلهام عند من يجعله طريقا إلي علم الغيب انتهي " [105] . وقال المناوي في فيض القدير: [ صفحه 80] " وقوله تعالي: (تعرفهم بسيماهم) [106] ولفظها من قولهم فرس السبع الشاة وسمي الفرس به لأنه يفترس المسافات جريا فكانت الفراسة اختلاس العارف وذلك ضربان ضرب يحصل للانسان عن خاطر لا يعرف سببه وهو ضرب من الإلهام بل من الوحي وهو الذي يسمي صاحبه المحدث كما في خبر إن يكن في هذه الأمة محدث فهو عمر وقد تكون بإلهام حال اليقظة أو المنام. والثاني يكون بصناعة متعلمة وهي معرفة ما في الألوان والأشكال وما بين الأمزجة والأخلاق والأفعال الطبيعية ومن عرف ذلك وكان ذا فهم ثابت قوي علي الفراسة وقد ألف فيها تأليفات فمن تتبع الصحيح منها أطلع علي صدق مأ ضمنوه والمراد هنا هو الضرب الأول بقرينة قوله فإنه ينطر بنور الله عزوجل أي يبصر بعين قلبه المشرق بنور الله تعألي وباستنارة القلب تصح الفراسة لأنه يصير بمنزلة المرآة التي تظهر فيها المعلومات كما هي والنظر بمنزلة النقش فيها. قال بعضهم من غض بصره عن المحارم وكف نفسه عن الشهوات وعمر باطنه بالمراقبة وتعود أكل الحلال لم تخطيء فراسته. قال ابن عطاء الله واطلاع بعض الأولياء علي بعض الغيوب جائز وواقع لشهادته له بأنه إنما ينظر بنور الله لا بوجود نفسه انتهي " [107] . وقال أيضا: " ذروا العأرفين المحدثين بفتح الدال اسم مفعول جمع محدث بالفتح أي ملهم وهو من ألقي في نفسه شيء علي وجه الإلهام والمكاشفة [ صفحه 81] من الملا الأعلي من أمتي لا تنزلوهم الجنة ولا النار أي لا تحكموا لهم بإحدي الدإرين حتي يكون الله هو الذي يقضي فيهم يوم القيامة يظهر أن المراد بهم المجاذيب ونحوهم الذين يبدو منهم ما ظاهره يخالف الشرع فلا يتعرض لهم بشيء ويسلم أمرهم إلي الله " [108] . وقال أيضا: " قال ابن التين معني الحديث أن الوحي انقطع بموت المصطفي ولم يبق ما يعلم منه ما سيكون إلا الرؤيا ويرد عليه الإلهام فإن فيه إخبارا بما سيكون وهو للأنبياء بالنسبة للوحي كالرؤيا وتقع لغير الأنبياء وقد أخبر كثير من الأنبياء والأولياء عن أمور فكانت كذلك وجوابه أن الإلهام نادر وخاص فلا يرد " [109] . وقال أيضا: " قال الغزالي من انكشف له ولو الشيء اليسير بطريق الإلهام والوقوع في القلب من حيث لا يدري فقد صار عارفا بصحة الطريق ومن لم ير ذلك من نفسه قط فينبغي أن يؤمن به فإن درجة المعروف فيه عزيزة جدا. ويشهد لذلك شواهد الشرع والتجارب والوقائع فكل حكم يظهر في القلب بالمواظبة علي العبادة من غير تعلم فهو بطريق الكشف [ صفحه 82] والإلهام " [110] . وقال أيضا: " وختم بي النبيون أي أغلق باب الوحي وقطع طريق الرسالة وسد وجعل استغناء الناس عن الرسل وإظهار الدعوة بعد تصحيح الحجة وتكميل الدين أو إما باب الإلهام فلا ينسد وهو مدد يعين النفوس الكاملة فلا ينقطع لدوام الضرورة وحاجة الشريعة إلي تأكيد وتذكير وكما أن الناس استغنوا عن الرسالة والدعوة احتاجوا إلي التنبيه والتذكير لاستغراقهم في الوسواس وانهماكهم في الشهوات واللذات فالله تعالي أغلق باب الوحي بحكمة وتجديد وفتح الإلهام برحمته لطفا منه بعباده فعلم أنه ليس بعده نبي وعيسي إئما ينزل بتقرير شرعه قال الزين العراقي وكذا الخضر والياس بناء علي ثباتهما وبقائهما الي الآن فكل منهما تابع لأحكام هذه الملة " [111] . وقال القاسمي الدمشقي في قواعد الحديث: " قال فمتي ما وقع عنده وحصل في قلبه ما يظن معه أن هذا الأمر أو هذا الكلام أرضي الله ورسوله كان ترجيحا بدليل شرعي الدين أنكروا كون الإلهام ليس طريقا إلي الحقائق مطلقا أخطأوا فإذا اجتهد العبد في طاعة الله وتقواه كان ترجيحه لما رجح أقوي من أدلة كثيرة ضعيفة فإلهام هذا دليل في حقه وهو أقوي من كثير من الأقيسة الضعيفة [ صفحه 83] والموهومة والظواهر والاستصحابات الكثيرة التي يحتج بها " [112] . وقال ابن حجر في مقدمة فتح الباري: " قوله من أمتي محدثون بفتح الدال وتشديدها وقرأ بن عباس من نبي ولا محدث قيل المراد يجري الصواب علي ألسنتهم من غير قصد وقيل المرإد الإلهام وهو في مسلم بلفظ ملهمون " [113] . وقال ابن حجر في فتح الباري: " قوله محدثون بفتح الدال جمع محدث واختلف في تاويله فقيل ملهم قاله الأكثر قالوا المحدث بالفتح هو الرجل الصادق الظن وهو من ألقي في روعه شيء من قبل املأ الأعلي فيكون كالذي حدثه غيره به وبهذا جزم أبو احمد العسكري وقيل من يجري الصواب علي لسانه من غير قصد وقيل مكلم أي تكلمه الملائكة بغير نبوة وهذا ورد من حديث أبي سعيد الخدري مرفوعا ولفظه قيل يا رسول الله وكيف يحدث قال تتكلم الملائكة علي لسانه رويناه في فوائد الجوهري وحكاه القابسي وآخرون ويؤيده ما ثبت في الرواية المعلقة ويحتمل رده إلي المعني الأول أي تكلمه في نفسه وان لم ير مكلما في الحقيقة فيرجع إلي الالهام وفسره بن التين بالتفرس ووقع في مسند الحميدي عقب حديث عائشة المحدث الملهم بالصواب الذي يلقي علي فيه وعند مسلم من رواية بن وهب ملهمون وهي الإصابة بغير نبوة وفي رواية الترمذي عن بعض أصحاب بن عيينة محدثون [ صفحه 84] يعني مفهمون وفي رواية الإسماعيلي قال إبراهيم يعني بن سعد راويه قوله محدث أي يلقي في روعه انتهي " [114] . وقال في شرح النووي: " قوله (ص): (ولا تزال طائفة من أمتي ظاهرين علي الحق لا يضرهم من خذلهم حتي يأتي أمر الله وهم كذلك) هذا الحديث سبق شرحه مع ما يشبهه في أواخر كتاب الايمان وذكرنا هناك الجمع بين الأحاديث الواردة هذا المعني وأن المراد بقوله (ص) حتي يأتي أمر ألله من الريح التي تأتي فتأخذ روح كل مؤمن ومؤمنة وأن المرإد برواية من روي حتي تقوم الساعة أي تقرب الساعة وهو خروج الريح وأما هذه الطائفة فقال البخاري هم أهل العلم وقال أحمد بن حنبل إن لم يكونوا أهل الحديث فلا أدري من هم قال القاضي عياض انما أراد أحمد أهل السنة والجماعة ومن يعتقد مذهب أهل الحديث قلت ويحتمل أن هذه الطأئفة مفرقة بين أنواع المؤمنين منهم شجعان مقاتلون ومنهم فقهاء ومنهم محدثون ومنهم زهاد وآمرون بالمعروف وناهـون عن المنكر ومنهم أهل أنواع أخري من الخير ولا يلزم أن يكونوا مجتمعين بل قد يكونون متفرقين في أقطار الأرض وفي هذا الحديث معجزة ظاهرة فان هذا الوصف ما زال بحمد الله تعالي من زمن النبي (ص) إلي الآن ولا يزال حتي يأتي أمر الله المذكور في الحديث وفيه دليل لكون الاجماع حجة وهو أصح ما استدل به له من الحديث " [115] . [ صفحه 85] وقال العيني في عمدة القاري: "وقد جاء ذلك مبينا في حديث أبي أمامة رضي الله عنه أنه (ص) قال لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين علي الحق لا يضرهم من خالفهم قيل وأين هم يا رسول الله قال ببيت المقدس أو أكناف بيت المقدس وقال النووي لا مخالفة بين الأحاديث لأن المراد من أمر الله الريح اللينة التي تأتي قريب القيامة فتأخذ روح كل مؤمن ومؤمنة وهذا قبل القيامة وأما الحديثان الأخيران فهما علي ظاهرهما إذ ذلك عند القيامة فإن قلت من هؤلاء الطائفة قلت قال البخاري هم أهل العلم وقال الإمام أحمد إن لم يكونوا أهل الحديث فلا أدري من هم وقال القاضي عياض إنما أراد الإمام أحمد أهل السنة وإلجماعة وقال النووي يحتمل أن تكون هذه الطائفة مفرقة من أنواع المؤمنين فمنهم مقاتلون ومنهم فقهاء ومنهم محدثون ومنهم زهاد إلي غيره ذلك " [116] .

ابوبكر و علمه بما في بطن زوجته

ملاحظة: لقد وعدتكم أن أذكر لكم ما قيل عن علم الخليفة أبي بكر بما في بطن زوجته فإليكم الآن المصادر التي ذكرت ذلك. فقد قال في تنقيح مفهوم أهل الأثر: " وأم كلثوم وأمها حبيبة بنت خارجة ولدتها بعد وفاة أبي بكر [ صفحه 86] وهي التي قال لعائشة في حقها إنماهما أخواك وأختاك " [117] . وقال في الكامل في التاريخ: " فقال إنما هما أخواك وأختاك، قالت من الثانية إنما هي أسماء قال ذات بطن بنت خارجة يعني زوجته وكانت حاملا فولدت أم كلثوم بعد موته " [118] . وقال في الوافي بالوفيات: " وفيها قال أبوبكر حين حضرته الوفاة إن ذا بطن بنت خارجة وذو بطنها أم كلثوم بنت أبي بكر " [119] . وقال ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق: " قال وحدثنا ابن سعد أخبرنا عمرو بن عاصم حدثنا همام عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن أبابكر الصديق لما حضرته الوفاة دعاها فقال إنه ليس في أهلي بعدي أحد أحب إلي غني منك ولا أعز علي فقرا منك وإني كنت نحلتك من أرضي بالعالية جداد يعني صرام عشرين وسقا فلو كنت جددتيه تمرا عاما واحدا انحار لك وانما هو مال الوارث وانما هما أخواك وأختاك فقلت إئما هي أسماء فقال وذات بطن ابنة خارجة قد ألقي في روعي أنها جارية فاستوصي بها خيرا فولدت [ صفحه 87] أم كلثوم " [120] . وقال أيضا: " فقال أفلا تقولين يا بنية كما قال الله تعالي (و جآءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد) [121] قال فقال لها يا بنية إني كنت أقطعتك مالا بالغابة قطاعا أو قطاعين وانك لو كنت جددتيه واحتويتيه كان لك وانما هو اليوم مال وارث وانما هما أخواك وأختاك فاقتسموا علي كتاب الله قال فقلت والله لوكان كذا لفعلت هذه أختي أسماء فمن الأخري قال ذو بطن أبنت خارجة لا أراها إلا جارية " [122] . وقال ابن سعد في الطبقات الكبري: " قال أخبرنا عمرو بن عاصم قال أخبرنا همام عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن أبابكر لما حضرته الوفاة دعاها فقال إنه ليس في أهلي بعدي أحد أحب إلي غني منك ولا أعز علي فقرا منك واني كنت نحلتك من أرض بالعالية جداد يعني صرام عشرين وسقا فلو كنت جددته تمرا عاما واحدا انحاز لك وإنما هو مال الوارث وانما هما أخواك وأختاك فقلت إنما هي أسماء فقال وذات بطن ابنة خارجة قد ألقي في روعي أنها جارية فاستوصي بها خيرا فولدت أم كلثوم [123] . [ صفحه 88] وقال في طبقات الشافعية الكبري: " ما صح من حديث عروة بن الزبير عن عائشة رضي ألله عنها أن أبابكر الصديق رضي الله عنه كان نحلها جاد عشرين وسقا فلما حضرته الوفاة قال والله يا بنية ما من الناس أحد أحب إلي غني بعدي منك ولا أعز علي فقرا بعدي منك و اني كنت نحلتك جاد عشرين وسقا فلو كنت جددته وخزنته كان لك وانما هو اليوم مال وارث وإنما هما أخواك وأختاك فأقتسموه علي كتاب الله قالت عائشة يا أبت والله لو كان كذا وكذا لتركته إنما هي أسماء فمن الأخري فقال أبوبكر ذو بطن بنت أراها جارية فكان ذلك قلت فيه كرامتان لأبي بكر إحداهما إخباره بأنه يموت في ذلك المرض حيث قال وانما هو اليوم مال وارث والثانية إخباره بمولود يولد له وهو جارية. والسر في إظهار ذلك استطابة قلب عائشة رضي الله عنها في استرجاع ما وهبه لها ولم تقبضه وإعلامها بمقدار ما يخصها لتكون علي ثقة منه فأخبرها بأنه مال وارث وأن معها أخوين وأختين لهذا ويدل علي أنه قصد استطابة قلبها ما مهده أولا من أنه لا أحد أحب إليه غني بعده منها وقوله إنما هما أخواك وأختاك أي ليس ثم غريب ولا ذو قرابة نائية وفي هذا من الترفق ما ليس يخفي فرضي الله عنه وأرضاه " [124] . وقال في مقدمة ابن خلدون: " وقد ثبت في الصحيح أن رسول الله (ص) قال ان فيكم محدثين [ صفحه 89] وإن منهم عمر وقد وقع الصحابة من ذلك وقائع معروفة تشهد بذلك في مثل قول عمر رضي الله عنه يا سارية الجبل وهو سارية بن زنيم كان قائدا علي بعض جيوش المسلمين بالعراق أيام الفتوحات وتورط مع المشتركين في معترك وهم بالانهزام وكان بقربه جبل يتحيز إليه فرفع لعمر ذلك وهو يخطب علي المنبر بالمدينة فناداه يا سارية الجبل وسمعه سارية وهو بمكانه ورأي شخصه هنا لك والقصة معروفة ووقع مثله أيضا لأبي بكر في وصيته عائشة ابنته رضي الله عنهما في شأن ما نحلها من أوسق التمر من حديقته ثم نبهها علي جذاذه لتحوزه عن الورثة فقال في سياق كلامه وانما هما أخواك وأختاك فقالت إنما هي أسماء فمن الأخري فقال إن ذا بطن بنت خارجة أراها جارية فكانت جارية وقع في الموطأ في باب ما لا يجوز من النحل ومثل هذه الوقائع كثيرة لهم ولمن بعدهم من الصالحين وأهل إلاقتداء " [125] . وقال في موطأ مالك: " وحدثني مالك عن بن شهاب عن عروة بن الزبير عن عائشة زوج النبي (ص) انها قالت ان أبابكر الصديق كان نحلها جاد عشرين وسقا من ماله بالغابة فلما حضرته الوفاة قال والله يا بنية ما من الناس أحد أحب إلي غني بعدي منك ولا أعز علي فقرا بعدي منك وإني كنت نحلتك جاد عشرين وسقا فلو كنت جددتيه واحتزتيه كان لك وانما هو اليوم مال وارث وانما هما أخواك وأختاك فاقتسموه علي كتاب الله قالت عائشة [ صفحه 90] فقلت يا أبت و الله لو كان كذا و كذا لتركته انما هي أسماء فمن الأخري فقال أبوبكر ذو بطن بنت خارجة أراها جارية " [126] . و الي هنا أكون قد وصلت لنهاية البحث المختصر حول علم الغيب و الأقوال المتنازع عليها في هذا المجال فأسأل الله العلي القدير أن ينفع به من يرغب في الوصول للحقيقة انه سميع عليم. و الحمدلله رب العالمين و الصلاة و السلام علي سيدنا محمد و آله الطيبين الطاهرين. تم في يوم الأحد 24 ربيع الأول سنة 1427 هجري الموافق 23 / 4 / 2006 م أبو حسام خليفة بن عبيد بن هاشل الكلباني العماني

پاورقي

[1] القاموس المحيط، ج 1، ص 155.
[2] البقرة الآية 3.
[3] لسان العرب، ج 1، ص 654.
[4] النهاية في غريب الأثر، ج 3، ص 399.
[5] فتح القدير للشوكاني، ج 4، ص 334.
[6] الجن الآيتان 26، 27.
[7] الجن الآيتان 1، 2.
[8] الأنعام الآية 59.
[9] لقمان الآية 34.
[10] الجن الآية 27.
[11] تفسير الصنعاني، ج 3، ص 323.
[12] الكبائر، ج 1، ص 169.
[13] فتح الباري، ج 8، ص 514.
[14] عون المعبود، ج 11، ص 205.
[15] آل عمران الآية 179.
[16] آل عمران الآية 179.
[17] التفسير الكبير للرازي، ج 9، ص 90 و91.
[18] الدر المنثور للسيوطي، ج 2، ص 393.
[19] الكشاف للزمخشري، ج 1، ص 473.
[20] تفسير ابن كثير، ج 1، ص 433.
[21] تفسير البغوي، ج 1، ص 378.
[22] تفسير البيضاوي، ج 2، ص 121.
[23] التفسير الكبير للرازي، ج 30، ص 149.
[24] الدر المنثور للسيوطي، ج 8، ص 309.
[25] البقرة الآية 255.
[26] تفسير ابن كثير، ج 4، ص 434.
[27] تفسير البغوي، ج 4، ص 406.
[28] الكافي، ج 1، ص 255، كتاب الحجة.
[29] صحيح البخاري، ج 1، ص 351.
[30] لقمان الآية 34.
[31] صحيح مسلم، ج 1، ص 39.
[32] تفسير إبن كثير، ج 3، ص 455.
[33] الدر المنثور، ج 3، ص 278.
[34] النمل الآية 65.
[35] فتح الباري، ج 8، ص 514.
[36] مسند الشاشي، ج 2، ص 307.
[37] مسند الإمام أحمد بن حنبل، ج 1، ص 386.
[38] مجمع الزوائد، ج 8، ص 263، باب فيما أوتي من العلم (ص).
[39] مصنف ابن أبي شيبة، ج 6، ص 317.
[40] فتح الباري، ج1، ص 124؛ المسند ج1، ص 68؛ مسند أبي يعلي، ج 9، ص 86، مسند الإمام احمد بن حنبل، ج 1، ص 438، مسند الامام أحمد بن حنبل، ج 1، ص 445؛ جامع العلوم والحكم، ج 1، ص 39؛ حلية الأولياء، ج 5، ص 97.
[41] المصدر الكافي، ج 1، ص 260، كتاب الحجة.
[42] المصدر الكافي، ج 1، ص 264، كتاب الحجة.
[43] مجمع الزوائد، ج 10، ص 65 و 66. وراجعوا هذه الرواية في البحث الخاص بالفرقة الناجية المسمي ما هي الفرقة الناجية.
[44] مصنف أبن أبي شيبة، ج 6، ص 317.
[45] المائدة 67.
[46] تفسير الطبري، ج 6، ص 308.
[47] الأحزاب الآية 37 تفسير ابن كثير، ج 2، ص 78.
[48] الدر المنثور، ج 6، ص 532.
[49] صحيح البخاري، ج 4، ص 1686.
[50] المسند المستخرج علي صحيح مسلم، ج 1، ص 242.
[51] السنن الكبري، ج 6، ص 432، سنن الترمذي، ج 5، ص 262، مسند أبي عوانة 2، ج 1، ص 134؛ الإيمان، ج 2، ص 762؛ عمدة القاري، ج 18، ص 206: عمدة القاري، ج 25، ص 87، تحفة الأحوذي، ج 8، ص 353.
[52] صحيح البخاري، ج 6، ص 2435.
[53] عمدة القاري، ج 23، ص 151.
[54] مقدمة فتح الباري، ج 1، ص 446.
[55] صحيح مسلم، ج 4، ص 2217.
[56] صحيح ابن حبان، ج 15، ص 9.
[57] مسند أبي يعلي، ج 12، ص 237.
[58] الأمالي المطلقة، ج 1، ص 173.
[59] تهذيب الكمال، ج 20، ص 293.
[60] مجمع الزوائد، ج 8، ص 264.
[61] المصدر الكافي، ج 1، ص 263، كتاب الحجة.
[62] البقرة الآية 189.
[63] المستدرك للحاكم؛ كنز العمال، ج 6، ص 13.
[64] أخرجه الخطيب في المتفق والسيوطي في جمع ألجوامع كما في ترتيبه، ج 6، ص 398.
[65] مسند أحمد، ج 5، ص 26؛ الاستيعاب، ج 3، ص 36؛ الرياض النضرة، ج 2، ص 194؛ مجمع الزوائد، ج 9، ص 101 و104؛ المرقاة في شرح المشكاة، ج 5، ص 569؛ كنز العمال، ج 6، ص153؛ السيرة الحلبية، ج 1، ص 285؛ سيرة زيني دحلان بهامش السيرة الحلبية، ج 1، ص 84 ينابيع المودة للقندوزي، ص 77؛ أرجح المطالب، ص 413؛ الهروي في الأربعين حديثا؛ فتح الملك العلي، ص 19.
[66] الكافي، ج 1، ص 238، كتاب الحجة.
[67] الكافي، ج 1، ص 268، كتاب الحجة.
[68] الكافي، ج 1، ص 270، كتاب الحجة.
[69] صحيح البخاري، ج 3، ص 1279.
[70] صحيح البخاري، ج 3، ص 1349.
[71] يقصد الحج الآية 52.
[72] الاعتقاد، ج 1، ص 315.
[73] كرامات الأولياء، ج 1، ص 93.
[74] صحيح مسلم، ج 4، ص 1864.
[75] شعب الإيمان، ج 5، ص 48.
[76] شرح النووي علي صحيح مسلم، ج 15، ص 166؛ تاريخ مدينة دمشق، ج 44، ص 95؛ المستدرك علي الصحيحين، ج 3، ص 92؛ صحيح ابن حبان، ج 15، ص 317.
[77] العلل الواردة في الأحاديث النبوية، ج 9، ص 313.
[78] تغليق التعليق، ج 4، ص 64 و65.
[79] الحج الآية 52.
[80] عمدة القاري، ج 16، ص 199، الفردوس بماثور الخطاب للديلمي، ج 3، ص 278.
[81] صحيح مسلم، ج 4، ص 2106.
[82] صحيح مسلم، ج 4، ص 2107.
[83] صحيح ابن حبان، ج 2، ص 55.
[84] المعجم الكبير، ج 4، ص 11.
[85] صحيح مسلم، ج 4، ص 1988.
[86] مسند ابن المبارك، ج 1، ص 5؛ الترغيب والترهيب، ج 4، ص 10، رياض الصالحين، ج 1، ص 111، حاشية ابن القيم، ج 14، ص 22.
[87] مسند الإمام أحمد بن حنبل، ج 5، ص 395.
[88] مجمع الزوائد، ج 10، ص 95 و 96.
[89] الدعاء، ج 1، ص 496.
[90] الهواتف، ج 1، ص 51.
[91] صحيح البخاري، ج 4، ص 1793.
[92] صحيح مسلم، ج 1، ص 39؛ المسند المستخرج علي صحيح مسلم، ج 1، ص 103؛ صحيح إبن حبان، ج 1، ص 375، مسند أبي عوانة 2، ج 4، ص 194؛ مسند إسحاق بن راهويه، ج 1، ص 211؛ مسند الإمام أحمد بن حنبل، ج 2، ص 426.
[93] صحيح مسلم، ج 2، ص 899.
[94] فتح الباري، ج 10، ص 155.
[95] تهذيب الأسماء، ج 2، ص 351.
[96] المسند المستخرج علي صحيح مسلم، ج 3، ص 326.
[97] الطبقات الكبري، ج 4، ص 288؛ و تذكرة الحفاظ، ج 1، ص 30؛ سنن أبي دإود، ج 4، ص 5.
[98] الكافي، ج 1، ص 264، كتاب الحجة.
[99] فتح الباري، ج 12، ص 376. [
[100] فتح الباري، ج 12، ص 388 و389.
[101] عمدة القاري، ج 8، ص 169 و 171.
[102] عمدة القاري، ج 24، ص134 و 135.
[103] تحفة الأحوذي، ج 6، ص 455.
[104] شرح الزرقاني، ج 4، ص 452.
[105] عون المعبود، ج 11، ص 206.
[106] البقرة الآية 273.
[107] فيض القدير، ج 1، ص 143.
[108] فيض القدير، ج 3، ص 562.
[109] المصدر نفسه، ج 3، ص 567.
[110] فيض القدير ج:4 ص:388.
[111] المصدر نفسه، ج 4، ص 438.
[112] قواعد التحديث، ج 1، ص 168.
[113] مقدمة فتح الباري، ج 1، ص 103.
[114] فتح الباري، ج 7، ص 50 و 51.
[115] شرح النووي علي صحيح مسلم، ج 13، ص 65 و 67.
[116] عمدة القاري، ج 2، ص 52.
[117] تلقيح فهوم أهل الأثًر في عيون التاريخ والسير، ج 1، ص 75.
[118] الكامل في التاريخ، ج 2، ص 271.
[119] الوافي بالوفيات، ج 13، ص 144.
[120] تاريخ مدينة دمشق، ج 30، ص424.
[121] ق الآية 19.
[122] المصدر نفسه، ج 61، ص 276.
[123] الطبقات الكبري، ج3، ص 195.
[124] طبقات الشافعية الكبري، ج 2، ص 322.
[125] مقدمة ابن خلدون، ج 1، ص 110.
[126] موطأ مالك، ج 2، ص 752.

تعريف مرکز القائمیة باصفهان للتحریات الکمبیوتریة

جاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ في سَبيلِ اللَّهِ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (التوبة/41).
قالَ الإمامُ علیّ ُبنُ موسَی الرِّضا – علـَیهِ السَّلامُ: رَحِمَ اللّهُ عَبْداً أحْيَا أمْرَنَا... َ يَتَعَلَّمُ عُلُومَنَا وَ يُعَلِّمُهَا النَّاسَ؛ فَإِنَّ النَّاسَ لَوْ عَلِمُوا مَحَاسِنَ كَلَامِنَا لَاتَّبَعُونَا... (بَــنـادِرُ البـِحـار – فی تلخیص بحـار الأنوار، للعلاّمة فیض الاسلام، ص 159؛ عُیونُ أخبارِ الرِّضا(ع)، الشـَّیخ الصَّدوق، الباب28، ج1/ ص307).
مؤسّس مُجتمَع "القائمیّة" الثـَّقافیّ بأصبَهانَ – إیرانَ: الشهید آیة الله "الشمس آباذی" – رَحِمَهُ اللهُ – کان أحداً من جَهابـِذة هذه المدینة، الذی قدِ اشتهَرَ بشَعَفِهِ بأهل بَیت النبیّ (صلواتُ اللهِ علـَیهـِم) و لاسیَّما بحضرة الإمام علیّ بن موسَی الرِّضا (علیه السّلام) و بـِساحة صاحِب الزّمان (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرجَهُ الشَّریفَ)؛ و لهذا أسّس مع نظره و درایته، فی سَنـَةِ 1340 الهجریّة الشمسیّة (=1380 الهجریّة القمریّة)، مؤسَّسة ًو طریقة ًلم یـَنطـَفِئ مِصباحُها، بل تـُتـَّبَع بأقوَی و أحسَنِ مَوقِفٍ کلَّ یومٍ.
مرکز "القائمیّة" للتحرِّی الحاسوبیّ – بأصبَهانَ، إیرانَ – قد ابتدَأَ أنشِطتَهُ من سَنـَةِ 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریّة القمریّة) تحتَ عنایة سماحة آیة الله الحاجّ السیّد حسن الإمامیّ – دامَ عِزّهُ – و مع مساعَدَةِ جمع ٍمن خِرّیجی الحوزات العلمیّة و طلاب الجوامع، باللیل و النهار، فی مجالاتٍ شتـَّی: دینیّة، ثقافیّة و علمیّة...
الأهداف: الدّفاع عن ساحة الشیعة و تبسیط ثـَقافة الثـَّقـَلـَین (کتاب الله و اهل البیت علیهـِمُ السَّلامُ) و معارفهما، تعزیز دوافع الشـَّباب و عموم الناس إلی التـَّحَرِّی الأدَقّ للمسائل الدّینیّة، تخلیف المطالب النـّافعة – مکانَ البَلاتیثِ المبتذلة أو الرّدیئة – فی المحامیل (=الهواتف المنقولة) و الحواسیب (=الأجهزة الکمبیوتریّة)، تمهید أرضیّةٍ واسعةٍ جامعةٍ ثـَقافیّةٍ علی أساس معارف القرآن و أهل البیت –علیهم السّلام – بباعث نشر المعارف، خدمات للمحققین و الطـّلاّب، توسعة ثقافة القراءة و إغناء أوقات فراغة هُواةِ برامِج العلوم الإسلامیّة، إنالة المنابع اللازمة لتسهیل رفع الإبهام و الشـّـُبُهات المنتشرة فی الجامعة، و...
- مِنها العَدالة الاجتماعیّة: التی یُمکِن نشرها و بثـّها بالأجهزة الحدیثة متصاعدة ً، علی أنـّه یُمکِن تسریعُ إبراز المَرافِق و التسهیلاتِ – فی آکناف البلد - و نشرِ الثـَّقافةِ الاسلامیّة و الإیرانیّة – فی أنحاء العالـَم - مِن جـِهةٍ اُخرَی.
- من الأنشطة الواسعة للمرکز:
الف) طبع و نشر عشراتِ عنوانِ کتبٍ، کتیبة، نشرة شهریّة، مع إقامة مسابقات القِراءة
ب) إنتاجُ مئات أجهزةٍ تحقیقیّة و مکتبیة، قابلة للتشغیل فی الحاسوب و المحمول
ج) إنتاج المَعارض ثـّـُلاثیّةِ الأبعاد، المنظر الشامل (= بانوراما)، الرّسوم المتحرّکة و... الأماکن الدینیّة، السیاحیّة و...
د) إبداع الموقع الانترنتی "القائمیّة" www.Ghaemiyeh.com و عدّة مَواقِعَ اُخـَرَ
ه) إنتاج المُنتـَجات العرضیّة، الخـَطابات و... للعرض فی القنوات القمریّة
و) الإطلاق و الدَّعم العلمیّ لنظام إجابة الأسئلة الشرعیّة، الاخلاقیّة و الاعتقادیّة (الهاتف: 00983112350524)
ز) ترسیم النظام التلقائیّ و الیدویّ للبلوتوث، ویب کشک، و الرّسائل القصیرة SMS
ح) التعاون الفخریّ مع عشراتِ مراکزَ طبیعیّة و اعتباریّة، منها بیوت الآیات العِظام، الحوزات العلمیّة، الجوامع، الأماکن الدینیّة کمسجد جَمکرانَ و...
ط) إقامة المؤتمَرات، و تنفیذ مشروع "ما قبلَ المدرسة" الخاصّ بالأطفال و الأحداث المُشارِکین فی الجلسة
ی) إقامة دورات تعلیمیّة عمومیّة و دورات تربیة المربّـِی (حضوراً و افتراضاً) طیلة السَّنـَة
المکتب الرّئیسیّ: إیران/أصبهان/ شارع"مسجد سیّد"/ ما بینَ شارع"پنج رَمَضان" ومُفترَق"وفائی"/بنایة"القائمیّة"
تاریخ التأسیس: 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریة القمریّة)
رقم التسجیل: 2373
الهویّة الوطنیّة: 10860152026
الموقع: www.ghaemiyeh.com
البرید الالکترونی: Info@ghaemiyeh.com
المَتجَر الانترنتی: www.eslamshop.com
الهاتف: 25-2357023- (0098311)
الفاکس: 2357022 (0311)
مکتب طهرانَ 88318722 (021)
التـِّجاریّة و المَبیعات 09132000109
امور المستخدمین 2333045(0311)
ملاحَظة هامّة:
المیزانیّة الحالیّة لهذا المرکز، شـَعبیّة، تبرّعیّة، غیر حکومیّة، و غیر ربحیّة، اقتـُنِیَت باهتمام جمع من الخیّرین؛ لکنـَّها لا تـُوافِی الحجمَ المتزاید و المتـَّسِعَ للامور الدّینیّة و العلمیّة الحالیّة و مشاریع التوسعة الثـَّقافیّة؛ لهذا فقد ترجَّی هذا المرکزُ صاحِبَ هذا البیتِ (المُسمَّی بالقائمیّة) و مع ذلک، یرجو مِن جانب سماحة بقیّة الله الأعظم (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرَجَهُ الشَّریفَ) أن یُوفـِّقَ الکلَّ توفیقاً متزائداً لِإعانتهم - فی حدّ التـّمکـّن لکلّ احدٍ منهم – إیّانا فی هذا الأمر العظیم؛ إن شاءَ اللهُ تعالی؛ و اللهُ ولیّ التوفیق.