جزئية حي علي خير العمل في الأذان

اشارة

مولف:مجمع العالمي لاهل البيت

مقدمة

اختلف المسلمون في إثبات وإسقاط «حيَّ علي خير العمل» في الأذان مرتين، بعد قول: «حيّ علي الفلاح». ذهبت طائفة إلي أنّ فقرة: «حيّ علي خير العمل» لا يصح ذكرها في الأذان، وهم جمهور أهل السنة. وعبّر بعضهم بلفظ: يكره، معلّلاً ذلك بأ نّه لم يثبت ذلك عن النبي (صلي الله عليه وآله)، والزيادة في الأذان مكروهة [1] . وذهب أهل البيت (عليهم السلام) وشيعتهم إلي أن هذه الفقرة جزء من الأذان والإقامة، لا يصحّان بدونها، وهذا الحكم إجماعي [2] لا تجد فيه مخالفاً علي الإطلاق... ويستدلون علي ذلك بالإجماع، وبالروايات الكثيرة الواردة عن أهل البيت (عليهم السلام) في ذلك، كرواية علي، ومحمد بن الحنفية عن النبي (صلي الله عليه وآله)، ورواية أبي الربيع، وزرارة، والفضيل بن يسار، ومحمد بن مهران عن الإمام أبي جعفر الباقر (عليه السلام)، ورواية «فقه الرضا» عن الإمام علي بن موسي الرضا (عليه السلام). ورواية ابن سنان، ومعلي بن خنيس، وأبي بكر الحضرمي، وكليب الأسدي عن الإمام أبي عبدالله الصادق (عليه السلام) ورواية أبي بصير عن أحدهما [3] ، ورواية محمد بن أبي عمير عن أبي الحسن، ورواية عكرمة عن ابن عباس [4] . ونحن إزاء هذا الاختلاف لا نجد مناصاً من الأخذ بمذهب أهل البيت (عليهم السلام) وشيعتهم، ولا نستند في ذلك فقط إلي الإجماع المذكور، بل إلي ما ورد عن أهل البيت الذين هم أحد الثقلين، الذين أذهب الله عنهم الرجس... مضافاً إلي العديد من الأدلة والشواهد الاُخري التي نجدها عند أهل السنة أيضاً... ولكن قبل الخوض في تفاصيل الموضوع وبيان الأدلة والشواهد في ذلك لابد من التعرض لمسألة تشريع الأذان عند الفريقين، وذلك لصلته

بموضوع جزئية «حيّ علي خير العمل» ومن خلاله تنكشف كثير من الحقائق المرتبطة بالموضوع.

كيفية تشريع الأذان عند الجمهور

اشاره

1 _ روي أبو داود قال: حدثنا عباد بن موسي الختلي، وزياد بن أيوب، _ وحديث عباد أتم _ قالا: حدثنا هشيم، عن أبي بشر، قال زياد: أخبرنا أبو بشر، عن أبي عمير بن أنس، عن عمومة له من الأنصار، قال: اهتمّ النبي (صلي الله عليه وآله) للصلاة كيف يجمع الناس لها، فقيل له: انصب راية عند حضور الصلاة، فإذا رأوها آذن بعضهم بعضاً، فلم يعجبه ذلك، قال: فذكر له القُبْع _ يعني الشبور _ قال زياد: شبور اليهود، فلم يُعجبه ذلك، وقال: «هو من أمر اليهود» قال: فذكر له الناقوس فقال: «هو من أمر النصاري». فانصرف عبدالله بن زيد (بن عبد ربّه) وهو مهتم لهمِّ رسول الله (صلي الله عليه وآله)، فأُري الأذان في منامه، قال: فغدا علي رسول الله (صلي الله عليه وآله) فأخبره فقال (له): يا رسول الله، إنّي لبين نائم ويقظان، إذ أتاني آت فأراني الأذان، قال: وكان عمر بن الخطاب قد رآه قبل ذلك فكتمه عشرين يوماً، قال ثمّ أخبر النبي (صلي الله عليه وآله) فقال له: «ما منعك أن تخبرني»؟ فقال: سبقني عبدالله بن زيد فاستحييت، فقال رسول الله (صلي الله عليه وآله): «يا بلال، قم فانظر ما يأمرك به عبدالله بن زيد فافعله» قال: فأذّن بلال، قال أبو بشر: فأخبرني أبو عمير أنّ الأنصار تزعم أنّ عبدالله بن زيد لولا أ نّه كان يومئذ مريضاً، لجعله رسول الله (صلي الله عليه وآله) مؤذّناً. 2 _ حدثنا محمد بن منصور الطوسي، حدثنا يعقوب، حدثنا أبي، عن محمد بن إسحاق، حدثني محمد بن إبراهيم بن

الحارث التيمي، عن محمد بن عبدالله بن زيد بن عبد ربّه، قال: حدثني أبي عبدالله بن زيد، قال: لمّا أمر رسول الله (صلي الله عليه وآله) بالناقوس يعمل ليضرب به للناس لجمع الصلاة طاف بي _ وأنا نائم _ رجل يحمل ناقوساً في يده، فقلت: يا عبدالله، أتبيع الناقوس؟ قال: وما تصنع به؟ فقلت: ندعو به الي الصلاة قال: أفلا أدلّك علي ما هو خير من ذلك؟ فقلت (له): بلي، قال: فقال تقول: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، أشهد أن لا إله إلاّ الله، أشهد أن لا إله إلاّ الله، أشهد أنّ محمداً رسول الله، أشهد أنّ محمداً رسول الله، حيّ علي الصلاة، حيّ علي الصلاة، حيّ علي الفلاح، حيّ علي الفلاح، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلاّ الله. قال: ثمّ استأخر عني غير بعيد، ثمّ قال: وتقول إذا أقمت الصلاة: الله أكبر، الله أكبر، أشهد أن لا إله إلاّ الله، أشهد أن محمداً رسول الله، حيّ علي الصلاة، حيّ علي الفلاح، قد قامت الصلاة، قد قامت الصلاة، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلاّ الله. فلمّا أصبحت أتيت رسول الله (صلي الله عليه وآله) فأخبرته بما رأيت فقال: «إنّها لرؤيا حق إن شاء الله، فقم مع بلال فألق عليه ما رأيت فليؤذّن به، فإنّه أندي صوتاً منك». فقمت مع بلال، فجعلت أُلقيه عليه ويؤذّن به، قال: فسمع ذلك عمر بن الخطاب وهو في بيته فخرج يجر رداءه ويقول: والذي بعثك بالحق يا رسول الله لقد رأيت مثل ما رأي، فقال رسول الله (صلي الله عليه وآله): فللّه الحمد» [5] . ورواه ابن ماجة بالسندين التاليين: 3 _ حدثنا أبو عبيد

محمد بن ميمون المدني، حدثنا محمد بن سلمة الحرّاني، حدثنا محمد بن إسحاق، حدثنا محمد بن إبراهيم التيمي، عن محمد بن عبدالله بن زيد، عن أبيه قال: كان رسول الله قد همَّ بالبوق، وأمر بالناقوس فنحت، فأُري عبدالله بن زيد في المنام... الخ. 4 _ حدثنا محمد بن خالد بن عبدالله الواسطي، حدثنا أبي، عن عبدالرحمن بن إسحاق، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه أنّ النبي استشار الناس لما يهمّهم الي الصلاة، فذكروا البوق فكرهه من أجل اليهود، ثمّ ذكروا الناقوس فكرهه من أجل النصاري، فأُري النداء تلك الليلة رجل من الأنصار يقال له: عبدالله بن زيد، وعمر بن الخطاب... قال الزهري: وزاد بلال في نداء صلاة الغداة: الصلاة خير من النوم، فأقرّها رسول الله... [6] . ورواه الترمذي بالسند التالي: 5 _ حدثنا سعد بن يحيي بن سعيد الاُموي، حدثنا أبي، حدثنا محمد بن إسحاق، عن محمد ابن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن محمد بن عبدالله بن زيد، عن أبيه قال: لمّا أصبحنا أتينا رسول الله فأخبرته بالرؤيا...الخ. 6 _ وقال الترمذي: وقد روي هذا الحديث إبراهيم بن سعد، عن محمد بن إسحاق أتمَّ من هذا الحديث وأطول، ثم أضاف الترمذي: وعبدالله بن زيد هو ابن عبد ربّه، ولا نعرف له عن النبي (صلي الله عليه وآله) شيئاً يصحّ إلاّ هذا الحديث الواحد في الأذان [7] . هذا ما رواه أصحاب السنن المعدودة من الصحاح أو الكتب الستّة، ولها من الأهمية ما ليس لغيرها كسنن الدارمي أو الدارقطني، أو ما يرويه ابن سعد في طبقاته، والبيهقي في سننه، ولأجل تلك المكانة الخاصة فصلنا ما روي في السنن المعروفة عمّ_ا روي في غيرها. فلندرس هذه

الروايات متناً وسنداً حتّي تتّضح الحقيقة، ثمّ نذكر بقية النصوص الواردة في غيرها، فنقول: إنّ هذه الروايات غير صالحة للاحتجاج بها لجهات شتي:

انها لا تتفق مع مقام النبوة

إنّه سبحانه بعث رسوله لإقامة الصلاة مع المؤمنين في أوقات مختلفة. وطبع القضية يقتضي أن يعلّمه سبحانه كيفية تحقق هذه الاُمنية، فلا معني لتحيّر النبيّ (صلي الله عليه وآله) أياماً طويلة، أو عشرين يوماً علي ما في الرواية الاُولي التي رواها أبو داود، وهو لا يدري كيف يحقّق المسؤولية الملقاة علي عاتقه، فتارة يتوسّل بهذا، واُخري بذاك حتي يرشد الي الأسباب والوسائل التي تؤمّن مقصوده، مع أنّه سبحانه يقول في حقّه: (وكانَ فضلُ الله عليك عظيماً) [8] والمقصود من الفضل هو العلم بقرينة ما قبله: (وعلّمك ما لَمْ تكنْ تعلم). إن الصلاة والصيام من الاُمور العبادية، وليسا كالحرب والقتال الذي ربّما كان النبي (صلي الله عليه وآله) يتشاور فيه مع أصحابه، ولم يكن تشاوره في كيفية القتال عن جهله بالأصلح، وإنّما كان لأجل جلب قلوبهم كما يقول سبحانه: (ولو كُنتَ فظّاً غليظَ القلب لانفضُّوا من حولك فاعفُ عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكّل علي الله) [9] . أليس من الوهن في أمر الدين أن تكون الرؤيا والأحلام والمنامات من أفراد عاديين مصدراً لأمر عبادي في غاية الأهمية كالأذان والإقامة؟! إنّ هذا يدفعنا الي القول بأنّ كون الرؤيا مصدراً لتشريع الأذان أمر مكذوب علي الرسول (صلي الله عليه وآله). ومن القريب جداً أنّ عمومة عبدالله ابن زيد هم الذين أشاعوا تلك الرؤيا وروّجوها، لتكون فضيلة لبيوتاتهم وقبائلهم. ولذلك نري في بعض المسانيد أنّ بني عمومته هم رواة هذا الحديث، وأنّ من اعتمد عليهم، انّما كان لحسن ظنّه بهم.

انها متعارضة جوهرا

إنّ الروايات الواردة حول بدء الأذان وتشريعه متعارضة جوهراً من جهات: 1 _ إنّ مقتضي الرواية الاُولي (رواية أبي داود) أنّ عمر بن الخطاب

رأي الأذان قبل عبدالله بن زيد بعشرين يوماً. ولكن مقتضي الرابعة (رواية ابن ماجة) أنّه رأي في الليلة نفسها التي رأي فيها عبدالله بن زيد. 2 _ إنّ رؤيا عبدالله بن زيد هي المبدأ للتشريع، وأنّ عمر بن الخطاب لمّا سمع الأذان جاء الي رسول الله وقال: إنّه أيضاً رأي تلك الرؤيا نفسها ولم ينقلها إليه استحياءً. 3 _ إنّ المبدئ به، هو عمر بن الخطاب نفسه، لا رؤياه، لأنّه هو الذي اقترح النداء بالصلاة الذي هو عبارة اُخري عن الأذان. روي الترمذي في سننه قال: كان المسلمون حين قدموا المدينة... _ الي أن قال _: وقال بعضهم: اتّخذوا قرناً مثل قرن اليهود، قال: فقال عمر بن الخطاب: أولا تبعثون رجلاً ينادي بالصلاة؟ قال: فقال رسول الله (صلي الله عليه وآله): يا بلال قم فناد بالصلاة، أي الأذان. نعم، فسّر ابن حجر النداء بالصلاة ب_ «الصلاة جامعة» [10] ولا دليل علي هذا التفسير. 4 _ إنّ مبدأ التشريع هو النبي الأكرم (صلي الله عليه وآله) نفسه. روي البيهقي:... فذكروا أن يضربوا ناقوساً أو ينوّروا ناراً، فاُمر بلال أن يشفع الأذان ويوتر الإقامة. قال: ورواه البخاري عن محمد ابن عبدالوهاب، ورواه مسلم عن إسحاق بن عمار [11] . ومع هذا الاختلاف الكثير في النقل كيف يمكن الاعتماد عليه؟!

ان الرائي كان أربعة عشر شخصا لا واحدا

يظهر ممّا رواه الحلبي أنّ الرائي للأذان لم يكن منحصراً بابني زيد والخطاب، بل ادّعي عبدالله أبو بكر أنّه أيضاً رأي ما رأياه وقيل: إنّه ادّعي سبعة من الأنصار، وقيل: أربعة عشر [12] كلّهم ادّعوا أنّهم رأوا الأذان في الرؤيا، وليست الشريعة ورداً لكل وارد، فإذا كانت الشريعة والأحكام خاضعة للرؤيا والأحلام فعلي الإسلام السلام! بينما الرسول

(صلي الله عليه وآله) يستقي تشريعاته من الوحي لا من أحلامهم.

التعارض بين نقلي البخاري و غيره

إنّ صريح صحيح البخاري أنّ النبي أمر بلالاً في مجلس التشاور بالنداء للصلاة وعمر حاضر حين صدور الأمر، فقد روي عن ابن عمر: كان المسلمون حين قدموا المدينة يجتمعون فيتحيّنون الصلاة، ليس ينادي لها، فتكلّموا يوماً في ذلك فقال بعضهم: اتّخذوا ناقوساً مثل ناقوس النصاري، وقال بعضهم: بل قرناً مثل قرن اليهود، فقال عمر: أوَلا تبعثون رجلاً ينادي بالصلاة؟ فقال رسول الله: يا بلال قم فناد بالصلاة [13] . وصريح أحاديث الرؤيا: أنّ النبيّ إنّما أمر بلالاً بالنداء عند الفجر، إذ قصّ عليه ابن زيد رؤيا ذلك بعد الشوري بليلة _ في أقل ما يتصوّر _ ولم يكن عمر حاضراً وإنّما سمع الأذان وهو في بيته، فخرج وهو يجر ثوبه ويقول: والذي بعثك بالحق يا رسول الله لقد رأيت مثل ما رأي. وليس لنا حمل ما رواه البخاري علي النداء ب_ «الصلاة جامعة» وحمل أحاديث الرؤيا علي التأذين بالأذان، فإنّه جمع بلا شاهد أوّلاً، ولو أمر النبي بلالاً برفع صوته ب_ «الصلاة جامعة» لحلّت العقدة ثانياً، ورفعت الحيرة خصوصاً إذا كررت الجملة «الصلاة جامعة» ولم يبق موضوع للحيرة. وهذا دليل علي أنّ أمره بالنداء كان بالتأذين بالأذان المشروع [14] . هذه الوجوه الأربعة ترجع الي دراسة مضمون الأحاديث وهي كافية في سلب الركون إليها. وإليك دراسة أسنادها واحداً بعد الآخر. وهي بين موقوف لا يتّصل سنده بالنبي الأكرم (صلي الله عليه وآله وسلم)، ومسند مشتمل علي مجهول، أو مجروح أو ضعيف متروك، وإليك البيان حسب الترتيب السابق. أمّا الرواية الاُولي: التي رواها أبو داود فهي ضعيفة: 1 _ تنتهي الرواية الي مجهول أو

مجاهيل، لقوله: عن عمومة له من الأنصار. 2 _ يروي عن العمومة أبو عمير بن أنس، فيذكره ابن حجر ويقول فيه: روي عن عمومة له من الأنصار من أصحاب النبي في رؤية الهلال وفي الأذان. وقال ابن سعد: كان ثقة قليل الحديث. وقال ابن عبدالبر: مجهول لا يحتج به [15] . وقال المزّي: هذا ما حدّث به في الموضوعين: رؤية الهلال والأذان جميع ما له عندهم [16] . أماالرواية الثانية:فقد جاءفي سندهامن لايصح الاحتجاج به، نظراء: 1 _ محمد بن إبراهيم بن الحارث بن خالد التيمي: أبو عبدالله المتوفّي حدود عام (120 ه_). قال أبو جعفر العقيلي عن عبدالله بن أحمد بن حنبل: سمعت أبي _ وذكر محمد بن إبراهيم التيمي المدني _ فقال: في حديثه شيء، يروي أحاديث مناكير، أو منكرة [17] . 2 _ محمد بن إسحاق بن يسار بن خيار، فإنّ أهل السُنّة لا يحتجون برواياته، وإن كان هو الأساس ل_ «سيرة ابن هشام _ المطبوعة _». قال أحمد بن أبي خيثمة: سئل يحيي بن معين عنه فقال:... ضعيف عندي سقيم ليس بالقوي. وقال أبو الحسن الميموني: سمعت يحيي بن معين يقول: محمد ابن إسحاق ضعيف، وقال النسائي: ليس بالقوي [18] . 3 _ عبدالله بن زيد، راوية الحديث وكفي في حقّه أنّه قليل الحديث، قال الترمذي: لا نعرف له شيئاً يصح عن النبي إلاّ حديث الأذان، قال الحاكم: الصحيح أنّه قُتل بأُحد، والروايات عنه كلّها منقطعة، قال ابن عدي: لا نعرف له شيئاً يصح عن النبيّ إلاّ حديث الأذان [19] . وروي الترمذي عن البخاري: لا نعرف له إلاّ حديث الأذان [20] . وقال الحاكم: عبدالله بن زيد هو الذي أُرِيَ

الأذان الذي تداوله فقهاء الإسلام بالقبول، ولم يخرّج في الصحيحين لاختلاف الناقلين في أسانيده [21] . وأما الرواية الثالثة: فقد اشتمل السند علي محمد بن إسحاق بن يسار، ومحمد بن إبراهيم التيمي، وقد تعرّفت علي حالهما كما تعرفت علي أنّ عبدالله بن زيد كان قليل الرواية، والروايات كلّها عنه منقطعة. وأمّا الرواية الرابعة: فقد جاء في سندها: 1 _ عبدالرحمن بن إسحاق بن عبدالله المدني: قال يحيي بن سعيد القطان: سألت عنه بالمدينة، فلم أرهم يحمدونه، وكذلك قال علي بن المديني. وقال علي أيضاً: سمعت سفيان _ وسئل عن عبدالرحمن بن إسحاق _ قال: كان قدرياً فنفاه أهل المدينة فجاءنا هاهنا مقتل الوليد فلم نجالسه. وقال أبو طالب: سألت أحمد بن حنبل عنه فقال: روي عن أبي الزناد أحاديث منكرة. وقال أحمد بن عبدالله العجلي: يكتب حديثه وليس بالقوي. وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به. وقال البخاري: ليس ممّن يعتمد علي حفظه.. ولا يعرف له بالمدينة تلميذ إلاّ موسي الزمعي، روي عنه أشياء في عدّة منها اضطراب. وقال الدارقطني: ضعيف يرمي بالقدر. وقال أحمد بن عدي: في حديثه بعض ما ينكر ولا يتابع [22] . 2 _ محمد بن عبدالله الواسطي: يعرّفه جمال الدين المزّي بقوله: قال ابن معين: لا شيء، وأنكر روايته عن أبيه، وقال أبو حاتم: سألت يحيي بن معين فقال: رجل سوء كذاب، وأخرج أشياء منكرة، وقال أبو عثمان سعيد بن عمر البردعي: وسألته _ أبا زرعة _ عن محمد بن خالد، فقال: رجل سوء، وذكره ابن حبان في كتاب الثقاة وقال: يخطئ ويخالف [23] . وقال الشوكاني بعد نقل الرواية: وفي إسناده ضعف جدّاً [24] . وأمّا الرواية الخامسة:

فقد جاء في سندها: 1 _ محمد بن إسحاق بن يسار. 2 _ محمد بن الحارث التيمي. 3 _ عبدالله بن زيد. وقد تعرّفت علي جرح الأوّلين، وانقطاع السند في كل ما يرويان عن الثالث وبذلك يتّضح حال السند السادس، فلاحظ. هذا ما ورد في بعض الصحاح. أمّا ما ورد في غيرها فنذكر منه ما رواه الإمام أحمد، والدارمي، والدارقطني في مسانيدهم، والإمام مالك في موطئه، وابن سعد في طبقاته والبيهقي في سننه، وإليك البيان: أ _ ما رواه الإمام أحمد في مسنده: روي الإمام أحمد رؤيا الأذان في مسنده عن عبدالله بن زيد بأسانيد ثلاثة [25] . 1 _ قد ورد في السند الأوّل: زيد بن الحباب بن الريّان التميمي المتوفّي سنة (203 ه_). وقد وصفوه بكثرة الخطأ، وله أحاديث تستغرب عن سفيان الثوري من جهة اسنادها، وقال ابن معين: أحاديثه عن الثوري مقلوبة [26] . كما اشتمل علي عبدالله بن محمد بن عبدالله بن زيد بن عبد ربّه، وليس له في الصحاح والمسانيد إلاّ رواية واحدة وهي هذه، وفيها فضيلة لعائلته، ولأجل ذلك يقلّ الاعتماد عليها. كما اشتمل الثاني علي محمد بن إسحاق بن يسار الذي تعرَّفت عليه. واشتمل الثالث علي محمد بن إبراهيم الحارث التيمي، مضافاً الي محمد بن إسحاق، وينتهي الي عبدالله بن زيد وهو قليل الحديث جداً. وقد جاء في الرواية الثانية بعد ذكر الرؤيا وتعليم الأذان لبلال: إنّ بلالاً أتي رسول الله فوجده نائماً، فصرخ بأعلي صوته: الصلاة خير من النوم، فأُدخلت هذه الكلمة في التأذين الي صلاة الفجر. ب _ ما رواه الدارمي في مسنده: روي رؤيا الأذان الدارمي في مسنده بأسانيد كلها ضعاف، وإليك الأسانيد وحدها: 1

_ أخبرنا محمد بن حميد، حدثنا سلمة، حدثني محمد بن إسحاق وقد كان رسول الله حين قدمها... الخ. 2 _ هذا السند نفسه وجاء بعد محمد بن إسحاق: حدّثني هذا الحديث محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن محمد بن عبدالله بن زيد بن عبد ربّه عن أبيه بهذا الحديث. 3 _ أخبرنا محمد بن يحيي، حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، عن ابن إسحاق... والباقي نفس ما جاء في السند الثاني [27] . والأول منقطع، والثاني والثالث مشتملان علي محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي وقد عرفت حاله، كما تعرفت علي حال ابن إسحاق. ج _ ما رواه الإمام مالك في الموطأ: روي الإمام مالك رؤيا الأذان في موطئه عن يحيي، عن مالك، عن يحيي بن سعيد أنه قال: كان رسول الله قد أراد أن يتّخذ خشبتين يضرب بهما... [28] . والسند منقطع، والمراد يحيي بن سعيد بن قيس الذي ولد عام 70 وتوفي بالهاشمية سنة (143 ه__) [29] . د _ ما رواه ابن سعد في طبقاته: رواه محمد بن سعد في طبقاته [30] بأسانيد موقوفة لا يحتج بها: الأول: ينتهي الي نافع بن جبير الذي توفّي في عشر التسعين وقيل: سنة (99 ه_). والثاني: ينتهي الي عروة بن الزبير الذي ولد عام (29) وتوفّي سنة (93 ه_). والثالث: ينتهي الي زيد بن أسلم الذي توفّي سنة (136 ه_). والرابع: ينتهي الي سعيد بن المسيب الذي توفّي سنة (94 ه_) والي عبدالرحمن بن أبي ليلي الذي توفي سنة (82 أو 83 ه_). وقال الذهبي في ترجمة عبدالله بن زيد: حدّث عنه سعيد بن المسيب وعبدالرحمن بن أبي ليلي _ ولم يلقه _ [31]

. وروي أيضاً بالسند التالي: أخبرنا أحمد بن محمد بن الوليد الأزرقي، أخبرنا مسلم بن خالد، حدثني عبدالرحيم بن عمر، عن ابن شهاب، عن سالم بن عبدالله ابن عمر، عن عبدالله بن عمر: أنّ رسول الله (صلي الله عليه وآله) أراد أن يجعل شيئاً يجمع به الناس... حتي أُري رجل من الأنصار يقال له عبدالله بن زيد، وأُريه عمر بن الخطاب تلك الليلة... _ إلي أن قال _: فزاد بلال في الصبح «الصلاة خير من النوم» فأقرّها رسول الله. فقد اشتمل السند علي: 1 _ مسلم بن خالد بن قرة: ويقال: ابن جرحة. ضعّفه يحيي بن معين. وقال علي بن المديني: ليس بشيء، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال النسائي: ليس بالقوي، وقال أبو حاتم: ليس بذاك القوي، منكر الحديث يكتب حديثه ولا يحتج به، تعرف وتنكر [32] . 2 _ محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبدالله بن شهاب الزهري المدني (51 _ 123 ه_). قال أنس بن عياض، عن عبيدالله بن عمر: كنت أري الزهري يعطي الكتاب فلا يقرأه ولا قرئ عليه، فيقال له: نروي هذا عنك؟ فيقول: نعم. وقال إبراهيم بن أبي سفيان القيسراني عن الفريابي: سمعت سفيان الثوري: أتيت الزهري فتثاقل عليّ فقلت له: لو أنّك أتيت أشياخنا، فصنعوا بك مثل هذا! فقال: كما أنت، ودخل فأخرج إليَّ كتاباً فقال: خذ هذا فاروه عنّي، فما رويت عنه حرفاً [33] . ه_: ما رواه البيهقي في سننه: روي البيهقي رؤيا الأذان بأسانيد لا يخلو الكل عن علّة أو علل وإليك الإشارة الي الضعاف الواردين في أسانيدها: الأول: يشتمل علي أبي عمير بن أنس عن عمومة له من الأنصار، وقد تعرفت علي أبي

عمير بن أنس، أنّه قال فيه ابن عبدالبر: وأنّه مجهول لا يحتجّ به يروي عن مجاهيل [34] باسم العمومة، ولا دليل علي كون هؤلاء من الصحابة، وإن افترضنا عدالة كل صحابي، وعلي فرض التسليم أن العمومة كان منهم لكن موقوفات الصحابي ليست بحجّة، إذ لا علم بأنّه روي عن الصحابي. الثاني: يشتمل علي اُناس لا يحتجّ بهم: 1 _ محمد بن إسحاق بن يسار. 2 _ محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي. 3 _ عبدالله بن زيد. وقد تعرّفت علي الجميع. الثالث: مشتمل علي ابن شهاب الزهري، يروي عن سعيد بن المسيب المتوفّي سنة (94 ه_) عن عبدالله بن زيد وقد عرفت أنّه لم يدرك عبدالله بن زيد [35] . و _ ما رواه الدارقطني: روي الدارقطني رؤيا الأذان بأسانيد إليك بيانها: 1 _ حدثنا محمد بن يحيي بن مرداس، حدثنا أبو داود، حدثنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا حماد بن خالد، حدثنا محمد بن عمرو، عن محمد بن عبدالله، عن عمّه عبدالله بن زيد. 2 _ حدثنا محمد بن يحيي: حدثنا أبو داود، حدثنا عبيدالله ابن عمر، حدثنا عبدالرحمن بن مهدي، حدثنا محمد بن عمرو، قال: سمعت عبدالله بن محمد، قال: كان جدي عبدالله بن زيد بهذا الخبر [36] . وقد اشتمل السندان علي محمد بن عمرو، وهو مردّد بين الأنصاري الذي ليس له في الصحاح والمسانيد إلاّ هذه الرواية، قال الذهبي: لا يكاد يعرف. وبين محمد بن عمرو أبو سهل الأنصاري الذي ضعّفه يحيي القطان، وابن معين وابن عديّ [37] . 3 _ حدثنا أبو محمد بن ساعد، حدثنا الحسن بن يونس، حدثنا الأسود بن عامر، حدثنا أبو بكر بن عياش، عن الأعمش،

عن عمرو بن مرة، عن عبدالرحمن بن أبي ليلي، عن معاذ بن جبل، قال: قام رجل من الأنصار _ يعني عبدالله بن زيد _ إلي النبي فقال: إنّي رأيت في النوم... [38] . وهذا السند منقطع لأنّ معاذ بن جبل توفي عام (20 أو 18 ه_) وولد عبدالرحمن بن أبي ليلي سنة (17 ه_)، مضافاً الي أن الدارقطني ضعّف عبدالرحمن وقال: ضعيف الحديث سيّئ الحفظ وابن أبي ليلي لا يثبت سماعه من عبدالله بن زيد [39] . الي هنا تم الكلام واتّضح أنه لا يمكن أن نقول: إن مبدأ تشريع الأذان هو رؤيا عبدالله بن زيد، أو برؤيا عمر بن الخطاب أو غيرهما كائناً من كان، وأنّ هذه الأحاديث، متعارضة جوهراً، غير تامّة سنداً، لا يثبت بها شيء، مضافاً الي ما ذكرنا في صدر البحث من الاستنكار العقلي.

كيفية تشريع الأذان عند أهل البيت

حينما ننظر الي الروايات الواردة عن أهل البيت (عليهم السلام) في مبدأ تشريع الأذان لا نري فيها المحذور الذي تقدم، وهو التنافي مع مقام النبوة. عن أبي عبدالله الصادق (عليه السلام) قال: لما هبط جبرائيل (عليه السلام) بالأذان علي رسول الله (صلي الله عليه وآله) كان رأسه في حجر عليّ (عليه السلام) فأذّن جبرائيل وأقام فلمّ_ا انتبه رسول الله (صلي الله عليه وآله) قال: يا علي سمعت؟ قال: نعم، قال: حفظت قال: نعم قال: ادع بلالاً فعلّمه، فدعا علي (عليه السلام) بلالاً فعلّمه [40] . الفرق الموجود بين الروايتين هو أن: في الرواية الاُولي جبرئيل (عليه السلام) كان بصدد أداء نفل من النوافل بخلاف الثاني الذي كان بيان و تعليم نفل من النوافل لرسول الله (صلي الله عليه وآله) ولذلك نري أن الرسول (صلي الله عليه

وآله) قال لعلي (عليه السلام): ادع بلالاً وعلّمه ذلك. تؤيّد هذه النظرية روايات ذكرها العسقلاني وناقش في أسانيدها فقال: «وردت أحاديث تدل علي أن الأذان شرع بمكة قبل الهجرة، منها: للطبراني، من طريق سالم بن عبدالله بن عمر عن أبيه، قال: لما اُسري بالنبي (صلي الله عليه وآله) أوحي الله إليه الأذان فنزل به فعلّمه بلالاً. وفي إسناده طلحة بن زيد وهو متروك. هذه الروايات التي ينقلها العسقلاني تدل بوضوح علي مذهب أهل البيت (عليهم السلام) في كيفية تشريع الأذان. وتنصّ علي أن يكون المبدأ هو رؤيا عبدالله بن زيد أو عمر بن الخطاب. فقد روي عنه (عليه السلام): أنه لعن قوماً زعموا أن النبي (صلي الله عليه وآله) أخذ الأذان من عبدالله بن زيد فقال: «ينزل الوحي علي نبيّكم فتزعمون أنه أخذ الأذان من عبدالله بن زيد؟!» [41] . 1 _ أخرج العسقلاني عن البزار عن علي (عليه السلام) قال: لما أراد الله أن يعلّم رسوله الأذان أتاه جبرئيل بدابة يقال لها البراق فركبها [42] . 2 _ عن أبي جعفر (عليه السلام) في حديث المعراج، قال: ثم أمر جبرئيل (عليه السلام) فأذّن شفعاً وأقام شفعاً، وقال في أذانه: حي علي خير العمل، ثم تقدم محمد (صلي الله عليه وآله) فصلّي بالقوم [43] . 3 _ عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: لما اُسري برسول الله (صلي الله عليه وآله) حضرت الصلاة فأذّن جبرئيل (عليه السلام) [44] . 4 _ وروي عبدالرزاق عن معمر، عن ابن حماد، عن أبيه، عن جده، عن النبي (صلي الله عليه وآله) في حديث المعراج قال: ثم قام جبرائيل فوضع سبابته اليمني في اُذنه، فأذّن مثني مثني يقول في

آخرها: «حيّ علي خير العمل» مثني مثني [45] .

اثبات جزئية حي علي خير العمل

الأدلة التي تفرض علينا اعتبار فقرة «حيّ علي خير العمل» جزء من الأذان والاقامة، وأنّهما لا يصحان بدونها كما يلي: أولاً: النصوص الواردة عن صحابة النبي (صلي الله عليه وآله): فمن ذلك علي سبيل المثال: ما ورد بالأسانيد الصحيحة عن بعض أصحاب رسول الله (صلي الله عليه وآله) مثل: 1 _ عبدالله بن عمر. 2 _ سهل بن حنيف. 3 _ بلال. 4 _ أبي محذورة. 5 _ ابن أبي محذورة. 6 _ زيد بن أرقم. فأما ما جاء عن عبدالله بن عمر، فقد رُوي: أ _ عن نافع أنه، قال: كان ابن عمر أحياناً إذا قال: «حيّ علي الفلاح، قال علي أثرها: حيّ علي خير العمل» [46] . ب _ عن الليث بن سعد عن نافع قال: كان ابن عمر لا يؤذّن في سفره، وكان يقول: «حيّ علي الفلاح»، وأحياناً يقول: «حيّ علي خير العمل» [47] . ج _ وعن الليث بن سعد عن نافع، قال: كان ابن عمر ربما زاد في أذانه: «حيّ علي خير العمل» [48] . د _ وكذلك رواه نسير بن ذعلوق عن ابن عمر، وقال ذلك في السفر [49] . ه_ _ عبدالرزاق عن معمر، عن يحيي عن أبي كثير، عن رجل: أنّ ابن عمر كان إذا قال في الأذان «حيّ علي الفلاح»، قال: «حي علي خير العمل»، ثم يقول: «الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله» [50] . ورواه ابن أبي شيبة [51] من طريق ابن عجلان، وعبيد الله عن نافع عن ابن عمر. وأما ما روي عن سهل بن حنيف: أ _ روي البيهقي: أن ذكر

«حي علي خير العمل» في الأذان قد روي عن أبي اُمامة: سهل بن حنيف [52] . ب _ ونقل ابن الوزير، عن المحب الطبري الشافعي في كتابه إحكام الأحكام ما لفظه: «..ذكر الحيعلة، ب_ «حيّ علي خير العمل»: عن صدقة بن يسار، عن أبي أمامة، سهل بن حنيف: أنه كان إذا أذّن قال: حيّ علي خير العمل. أخرجه سعيد بن منصور» [53] . وأما ما روي عن بلال: أ _ عن عبدالله بن محمد بن عمار، عن عمار وعمر ابني حفص ابن عمر، عن آبائهم، عن أجدادهم، عن بلال: أنه كان ينادي بالصبح، ويقول: «حيّ علي خير العمل» فأمره النبي (صلي الله عليه وآله) أن يجعل مكانها: الصلاة خير من النوم، وترك «حيّ علي خير العمل» [54] . ولكن ذيل الرواية محل إشكال، وذلك لأن عبارة «الصلاة خير من النوم» قد اُضيفت إلي الأذان بعد زمان النبي (صلي الله عليه وآله)، كما صرحت به العديد من الروايات التي نشير اليها خلال البحث [55] . ب _ كان بلال يؤذّن بالصبح، فيقول: «حيّ علي خير العمل» [56] . وأما ما روي عن أبي محذورة: أ _ روي محمد بن منصور في كتابه الجامع بإسناده عن رجال مرضيين عن أبي محذورة أحد مؤذّني رسول الله (صلي الله عليه وآله)، أنه قال: أمرني رسول الله (صلي الله عليه وآله) أن أقول في الأذان: «حي علي خير العمل» [57] . ب _ عن عبدالعزيز بن رفيع، عن أبي محذورة، قال: كنت غلاماً، فقال لي النبي (صلي الله عليه وآله): «اجعل في آخر أذانك حيّ علي خير العمل» [58] . وأما ما روي عن ابن أبي محذورة: ففي الشفاء، عن

هذيل بن بلال المدائني، قال: سمعت ابن أبي محذورة يقول: «حيّ علي الفلاح، حيّ علي خير العمل» [59] . وأما ما روي عن زيد بن أرقم: فقد روي أنه أذّن في «حيّ علي خير العمل» [60] . قال الحلبي: «.. ونقل عن ابن عمر، وعن علي بن الحسين (عليهما السلام) أنّهما كانا يقولان في أذانيهما، بعد حيّ علي الفلاح: حيّ علي خير العمل...» [61] . وقال علاء الدين الحنفي، في كتاب التلويح في شرح الجامع الصحيح: وأما «حيّ علي خير العمل» فذكر ابن حزم أنه صح عن عبدالله بن عمر، وأبي اُمامة سهل بن حنيف أنّهما كانا يقولان: «حيّ علي خير العمل»... ثم قال: وكان علي بن الحسين يفعله... [62] . وكان ابن النباح يقول في أذانه: «حيّ علي خير العمل» [63] . ثانياً: ما ورد بالأسانيد الصحيحة عن أهل البيت (عليهم السلام).. وأما ما ورد عن الإمام علي (عليه السلام): فقد روي أنه قال: سمعت رسول الله (صلي الله عليه وآله) يقول: اعلموا أن خير أعمالكم الصلاة، وأمر بلالاً أن يُؤذّن «حيَّ علي خير العمل». حكاه في الشفاء [64] . وأما ما ورد عن الإمام علي بن الحسين (عليهما السلام): أ _ عن حاتم بن اسماعيل، عن جعفر بن محمد، عن أبيه: أن علي ابن الحسين كان يقول في أذانه إذا قال: «حيّ علي الفلاح» قال: «حيّ علي خير العمل»، ويقول: هو الأذان الأوّل [65] . وليس يجوز أن يحمل قوله: «هو الأذان الأوّل» إلاّ علي أنه أذان رسول الله (صلي الله عليه وآله) [66] . ب _ ونقل ذلك عن علي بن الحسين: الحلبي، وابن حزم وغيرهما. ج _ روينا عن علي بن

الحسين (عليهما السلام): أن رسول الله (صلي الله عليه وآله) كان إذا سمع المؤذّن قال كما يقول، فإذا قال: «حي علي الصلاة، حي علي الفلاح، حي علي خير العمل، قال: لا حول ولا قوة إلاّ بالله»...الخ [67] . د _ عن محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين (عليهما السلام): أنه كان إذا قال: «حيّ علي الفلاح قال: حيّ علي خير العمل» [68] . وأما ما ورد عن الإمام الباقر (عليه السلام): أ _ قال الإمام الباقر (عليه السلام): «وكانت هذه الكلمة: (حيّ علي خير العمل) في الأذان، فأمر عمر بن الخطاب أن يكفّوا عنها مخافة أن تثبط الناس عن الجهاد ويتّكلوا علي الصلاة» [69] . ب _ وعن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «كان الأذان ب_ (حي علي خير العمل) علي عهد رسول الله (صلي الله عليه وآله) وبه اُمروا أيام أبي بكر وصدراً من أيام عمر، ثم أمر عمر بقطعه وحذفه من الأذان والإقامة»، فقيل له في ذلك، فقال: إذا سمع عوام الناس أن الصلاة خير العمل تهاونوا في الجهاد وتخلّفوا عنه» [70] . وروينا مثل هذا عن جعفر بن محمد الصادق (عليهما السلام) [71] . وقد بقي قول: «حيّ علي خير العمل» شعاراً للعلويين وأهل البيت وشيعتهم علي مدي الأعصار، حتي أن ابتداء ثورة الحسين بن علي صاحب فخ، كان بأن: «صعد عبدالله بن الحسن الأفطس المنارة التي عند رأس النبي (صلي الله عليه وآله)، عند موضع الجنائز، فقال للمؤذن: أذِّن ب_ «حيّ علي خير العمل»، فلما نظر الي السيف بيده أذّن بها، وسمعه العمري (يعني والي المدينة من قبل المنصور) فأحسّ بالشر ودهش وصاح: «اغلقوا البغلة _ الباب _ وأطعموني

حبتي ماء» [72] . وذكر التنوخي أن أبا الفرج أخبره أنه سمعهم في زمانه يقولون في أذانهم بالقطيعة: «حيّ علي خير العمل» [73] . وقال الحلبي: وذكر بعضهم: أن في دولة بني بويه كانت الرافضة تقول، بعد الحيعلتين: «حيّ علي خير العمل» فلمّا كان السلجوقية منعوا المؤذنين من ذلك، واُمروا أن يقولوا في أذان الصبح بدل ذلك: الصلاة خير من النوم، مرتين وذلك في سنة ثمان وأربعين وأربعمائة [74] .

آراء العلماء حول جزئية حي علي خير العمل

ذهب علماء الشيعة وفقهاؤهم تبعاً للنصوص الواردة عن الرسول (صلي الله عليه وآله) وعن أهل بيته الي أن هذه الفقرة «حيّعلي خير العمل» جزء من الأذان والاقامة، ولا يصحان بدونها. منهم: الشيخ المفيد [75] والسيد المرتضي في (الانتصار) واليك نص عبارته، قال: «ومما انفردت به الإمامية: أن تقول في الأذان والاقامة بعد قول: «حيّ علي الفلاح» «حيّ علي خير العمل». والوجه في ذلك: إجماع الفرقة المحقّة عليه. وقد روت العامة [76] أنّ ذلك ممّا كان في بعض أيام النبي (صلي الله عليه وآله)، وإنّما ادّعي أن ذلك نسخ ورفع، وعلي من ادّعي النسخ الدلالة، ولا يجدها» [77] . ومنهم الشيخ الطوسي [78] ، والقاضي عبدالعزيز بن البراج الطرابلسي [79] ، وابن ادريس الحلي [80] والعلامة الحلي [81] والمحقق الأردبيلي [82] والشيخ يوسف البحراني [83] ومنهم الشيخ محمد حسن النجفي، واليك نص عبارته، قال: «وكيف كان، فالأذان علي الأشهر عندنا فتوي وإن لم يكن رواية شهرة عظيمة يمكن دعوي الاجماع معها، بل في المدارك: «أنه مذهب الأصحاب لا أعلم فيه مخالفاً» وفي التذكرة والمحكي عن نهاية الإحكام نسبته الي علمائنا، وفي الذكري نسبته الي عمل الأصحاب، وفي المسالك: الطائفة والأصحاب لا يختلفون فيه في المحكي

عن المهذب، بل ظاهر الغنية أنه من معقد اجماعها، ثمانية عشر فصلاً لا أزيد ولا أنقص: التكبير اربعاً، والشهادة بالتوحيد، ثم بالرسالة، ثم يقول: حيّ علي الصلاة، ثم حيّ علي الفلاح، ثم حيّ علي خير العمل، والتكبيرة بعده، ثم التهليل، كل فصل مرتان، بل في المعتبر والتذكرة والمحكي عن الناصريات والبحار والمنتهي للاجماع علي تثنية التهليل في آخره، بل عن الأخير الاجماع علي التربيع في الأول. وأما الإقامة ففصولها علي المشهور بين الأصحاب شهرة عظيمة بل في التذكرة عندنا، وعن المنتهي والنهاية نسبته الي علمائنا، ولا يختلف فيه الأصحاب في المحكي عن المهذب، وعليه عمل الأصحاب في الذكري، والطائفة في المسالك، مثني مثني، ويزداد فيه بين حيّ علي خير العمل والتكبير قد قامت الصلاة مرتين، ويسقط عن التهليل في آخرها مرة واحدة، فتكون سبعة عشر فصلاً [84] .

السبب في اسقاط (حي علي خير العمل) من الأذان و الإقامة و بيان علته

قد تبيّن أن هذا الفصل «حي علي خير العمل» كان علي عهد رسول الله (صلي الله عليه وآله) جزء من الأذان ومن الإقامة، فلما كان عهد الخليفة الثاني حرص علي أن تفهم العامة أن خير العمل إنّما هو الجهاد في سبيل الله ليندفعوا إليه، وتعكف هممهم عليه، ورأي أن النداء علي الصلاة بخير العمل مقدّمة لفرائضها الخمس ينافي ذلك. بل أوجس خيفة من بقاء هذا الفصل في الأذان والإقامة لأن يكون سبباً في تثبيط العامّة عن الجهاد، إذ لو عرف الناس أن الصلاة خير العمل مع ما فيها من الدعة والسلامة لاقتصروا في ابتغاء الثواب عليها، وأعرضوا عن خطر الجهاد المفضول بالنسبة إليها. لذا ترجح في نظره إسقاط هذا الفصل تقديماً لتلك المصلحة علي التعبد بما جاء به الشرع الأقدس. فقال الخليفة الثاني وهو علي المنبر

_ فيما نص عليه القوشجي في أواخر مبحث الإمامة من شرح التجريد، وهو من أئمة المتكلمين علي مذهب الأشاعرة _: «ثلاث كنّ علي عهد رسول الله (صلي الله عليه وآله) وأنا أنهي عنهنّ واُحرّمهنّ واُعاقب عليهن: متعة النساء، ومتعة الحج، وحيَّ علي خير العمل». وقد اعتذر القوشجي عن ذلك بقوله: «إن مخالفة المجتهد لغيره في المسائل الاجتهادية ليس ببدع» [85] . وقد قال ابن شاذان مخاطباً أهل السُنّة والجماعة: «كان الأذان علي عهد الرسول (صلي الله عليه وآله)، وعلي عهد أبي بكر وصدراً من خلافة عمر ينادي فيه: «حيّ علي خير العمل». فقال عمر بن الخطاب: إني أخاف أن يتّكل الناس علي الصلاة، إذا قيل: «حيّ علي خير العمل»، ويدعوا الجهاد، فأمر أن يطرح من الأذان: حيّ علي خير العمل...» [86] . وعن عكرمة قال: أراد عمر بذلك أن لا يتّكل الناس علي الصلاة ويدعوا الجهاد، فلذلك حذفها من الأذان [87] . وذكر سعد الدين التفتازاني في حاشيته علي شرح العضد علي مختصر الاُصول لابن الحاجب: أن «حيّ علي خير العمل» كان ثابتاً علي عهد رسول الله (صلي الله عليه وآله)، وأن عمر هو الذي أمر أن يكف الناس عن ذلك، مخافة أن يثبط الناس عن الجهاد ويتّكلوا علي الصلاة» [88] . أقول: إذا كان هذا المقطع سبباً للتثبيط عن الجهاد كان من المفروض أن لا يشرع، لأنه تترتب عليه مفسدة دائمية، ولذلك نري أن الجمهور قد تركوه الي يومنا، هذا أولاً. وثانياً: أن الرسول _ وهو الذي قد بشر بسقوط حضارتي كسري وقيصر _ كان أولي بدرك هذا التهافت لو كان تهافتاً كما يُزعم. وثالثاً: أن بطولات الصحابة في المعارك تكذّب هذا التهافت المزعوم،

فإنهم كانوا يقاتلون في سبيل الله بين يدي الرسول (صلي الله عليه وآله) وما كان «حيّ علي خير العمل» يمنعهم عن ذلك، كما يصرح بذلك القرآن الكريم [89] . وقد اعتذر القوشجي، متكلم الأشاعرة، عن ذلك بقوله: «إن مخالفة المجتهد لغيره في المسائل الاجتهادية ليس ببدع...» [90] . وهو اعتذار غير وجيه، إذا أخذنا بعين الاعتبار أن النبي (صلي الله عليه وآله) لا ينطق عن الهوي (إن هو إلاّ وحي يوحي). قال السيّد شرف الدين في تأويل هذا الكلام: «ولكن وجه العذر هو أن الخليفة الثاني قد رأي أن الناس إذا سمعوا أن الصلاة هي خير العمل، فإنهم سوف يتّكِلون علي الصلاة ويتركون الجهاد، كما صرح به الخليفة نفسه. ويلاحظ علي القوشجي في قوله: إن مخالفة المجتهد لغيره من المسائل الاجتهادية ليس ببدع. إنه اعتذار غير وجيه، لأن الرسول (صلي الله عليه وآله) نصّ علي ذلك ومخالفة النص لا يجوز، فالأحكام الصادرة عن الرسول المتعلّقة بأفعال المكلّفين لا يجوز مخالفتها، إذ حلال محمد هو الحلال الي يوم القيامة وكذلك حرامه وسائر أحكامه سواء كانت تكليفية أو وضعية. وهذا مما أجمع عليه المسلمون كافة كاجماعهم علي نبوّته (صلي الله عليه وآله) لم يتفوه منهم أحد بكلمة خلاف ذلك. وقد صرح القرآن الكريم بهذه الحقيقة حيث قال الله تعالي: (وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله انّ الله شديد العقاب) [91] . وقال عزّ سلطانه: (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضي الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضلّ ضلالاً مبيناً) [92] . وقال عزّ اسمه وعظمت آلاؤه: (فلا وربّك لا يؤمنونَ حتّي يُحَكِّموكَ فيما شَجَر

بَيْنَهُم ثُمّ لا يجدوا في أنفسهم حرجاً ممّا قضيتَ ويُسلّموا تسليماً) [93] . وقال جلّ شأنه: (إنّه لقول رسول كريم - ذي قُوّة عندَ ذي العرشِ مَكين - مُطاع ثَمَّ أمين) [94] . وقال: (إنّه لقول رسول كريم - وما هُو بقول شاعر قليلاً ما تُؤمنون - ولا بقول كاهن قليلاً ما تذكَّرون - تنزيل من ربّ العالمين) [95] . وقال عزّ من قائل: (وما ينطق عن الهوي - إن هُوَ إلاّ وَحيٌ يوحي - علَّمهُ شديد القُوي) [96] . فنطقه (صلي الله عليه وآله) كالقرآن الكريم (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد) [97] فليس لمن يؤمن بهذه الآيات أو يصدق بنبوّته (صلي الله عليه وآله) أن يحيد عن نصوصه قيد شعرة فما دونها، وحاشا لله أن يكونوا حائدين وإنّما كانوا متأوّلين [98] .

مزيد من التأكيد علي جزئية «حي علي خير العمل»

قال الزركشي في البحر المحيط: ومنها ما الخلاف فيه موجود، كوجوده في غيرها، وكان ابن عمر، وهو عميد أهل المدينة، يري إفراد الأذان والقول فيه: «حيَّ علي خير العمل» [99] . وفي كتاب السنام ما لفظه: الصحيح أن الأذان شرع ب_ «حيّ علي خير العمل...» [100] . وفي الروض النضير: وقد قال كثير من علماء المالكية، وغيرهم من الحنفية والشافعية: أنه كان «حيّ علي خير العمل» من ألفاظ الأذان [101] . وقال الشوكاني نقلاً عن كتاب الأحكام: وقد صح لنا أن «حيّ علي خير العمل» كانت علي عهد رسول الله (صلي الله عليه وآله) يؤذّن بها، ولم تطرح إلاّ في زمن عمر [102] . ويتبين مما مرّ أن الأذان ب_ «حي علي خير العمل» كان هو المعمول به علي عهد رسول الله (صلي

الله عليه وآله) وأبي بكر وزمان من عهد عمر حتي اجتهد عمر برفعه. وإذا كان ذلك هو ما حدث بالفعل... فإننا لا نستطيع أن نفهم المبرر للاستمرار علي ترك هذه الفقرة في هذا الزمان الذي لم يعد فيه ذلك المبرر قائماً... ولماذا لا نعود جميعاً الي سُنّة الرسول (صلي الله عليه وآله)، وأهل بيته الطاهرين (عليهم السلام)؟

النتيجة

قد بان وانكشف مما تقدم من الأدلة والشواهد أن «حيّ علي خير العمل» كانت من فصول الأذان والإقامة، واستمر الأمر الي زمن الخليفة الأول وبرهة من زمن الخليفة الثاني، والخليفة الثاني هو الذي أمر باسقاط ما أثبته النبي (صلي الله عليه وآله). بحجة غير وافية بغرضه.

پاورقي

[1] سنن البيهقي: 1/625 والبحر الرائق: 1/ 275 عن شرح المهذّب.

[2] الانتصار للسيد المرتضي: 137.

[3] أي عن الإمام الباقر أو الإمام الصادق (عليهما السلام).

[4] راجع: وسائل الشيعة وجامع أحاديث الشيعة وبحار الأنوار ومستدرك الوسائل أبواب الأذان.

[5] السنن لأبي داود 1/134 _ 135 برقم 498 _ 499.

[6] السنن لابن ماجة: 1/ 233 باب بدء الأذان، برقم 707.

[7] السنن للترمذي: 1/361، باب ما جاء في بدء الأذان برقم 189.

[8] النساء: 113.

[9] آل عمران: 159.

[10] فتح الباري لابن حجر: 2/81 دار المعرفة.

[11] السنن للبيهقي: 1/ 608.

[12] السيرة النبوية للحلبي: 2/95.

[13] صحيح البخاري: 1/306 باب بدء الأذان، ط دار القلم لبنان.

[14] النص والاجتهاد، شرف الدين: 200 ط اُسوة.

[15] تهذيب التهذيب، ابن حجر: 12/188 برقم 867.

[16] تهذيب الكمال، جمال الدين المزّي: 34/142 برقم 7545.

[17] تهذيب الكمال: 24/304.

[18] تهذيب الكمال: 24/423، ولاحظ تاريخ بغداد: 1/221 _ 224.

[19] السنن، للترمذي: 1/361، تهذيب التهذيب، ابن حجر: 5/224.

[20] تهذيب الكمال، جمال الدين المزّي: 14/541، ط مؤسسة الرسالة.

[21] مستدرك الحاكم، 3/336.

[22] تهذيب الكمال، جمال الدين المزّي: 16/515 برقم 3755.

[23] المصدر السابق: 25/138 برقم 5177.

[24] نيل الأوطار، الشوكاني 2/42.

[25] مسند الإمام أحمد: 4/ 632 و 633، ح 16041 و 16042 و 16043.

[26] ميزان الأعتدال، الذهبي: 2/100 برقم 2997.

[27] سنن الدارمي: 1/ 287 باب بدء الأذان.

[28] الموطأ، مالك: 44 باب ما جاء في النداء للصلاة برقم 1.

[29] سير أعلام النبلاء،

الذهبي: 5/468 برقم 213.

[30] الطبقات الكبري، لابن سعد: 1/246 _ 247.

[31] سير أعلام النبلاء: 2/375 برقم 79، وسيوافيك تفصيله في المقام الثاني.

[32] تهذيب الكمال، جمال الدين المزّي: 27/508 برقم 5925.

[33] المصدر السابق: 26/439 _ 440.

[34] تهذيب التهذيب، لابن حجر: 12/188 برقم 867.

[35] السنن للبيهقي: 1/575 برقم 1837.

[36] السنن، الدارقطني: 1/245 برقم 57.

[37] ميزان الاعتدال، الذهبي: 3/674 برقم 8017 و 8018، تهذيب الكمال، جمال الدين المزّي: 26/220 برقم 5516، تهذيب التهذيب، لابن حجر: 9/378 برقم 620 ط دار صادر.

[38] السنن، للدارقطني: 1/242 برقم 31.

[39] المصدر السابق.

[40] الوسائل: 4/612 أبواب الأذان والإقامة الحديث 2.

[41] وسائل الشيعة4، أبواب الأذان والإقامة، الحديث 3.

[42] فتح الباري في شرح البخاري: 2/78 دار المعرفة لبنان.

[43] وسائل الشيعة، محمد بن الحسن الحرالعاملي، من أبواب الأذان والإقامة باب 19 ح2.

[44] المصدر السابق ج 10.

[45] سعد السعود: 100، والبحار: 81/107، وجامع أحاديث الشيعة: 2/221.

[46] سنن البيهقي: 1/624 برقم 1991.

[47] سنن البيهقي: 1/624 برقم 1991.

[48] سنن البيهقي: 1/424 ودلائل الصدق: ج3 قسم 2 ص 100 عن مبادئ الفقه الإسلامي للعرفي: 38 عن شرح التجريد قد رواه ابن أبي شيبة ونقله في الشفاء كما ورد في جواهر الأخبار والآثار المستخرجة من لجة البحر الزخار للصعدي: 2/192.

[49] المصدر السابق 625 ط دار الكتب العلمية لبنان.

[50] المصدر السابق: 1/460.

[51] سنن البيهقي: 1/145 وهامش مصنف عبدالرزاق: 1/460 عنه.

[52] سنن البيهقي: 1/425.

[53] دلائل الصدق: ج3 قسم 2 ص 100، عن مبادئ الفقه الإسلامي: 38 طبع في سنة 1354 ه_.

[54] مجمع الزوائد: 1/330 عن الطبراني في الكبير ومصنف عبدالرزاق: 1/460 ح 1786، وسنن البيهقي: 1/625 ح 1994، ومنتخب الكنز هامش المسند: 3/276، عن أبي الشيخ في كتاب الأذان، ودلائل الصدق: ج3 قسم

2 ص99.

[55] راجع: موطأ مالك: 46، وسنن الدارقطني، ومصنف عبدالرزاق: 1 / 474 و 475ؤ ح 1994 رقم 1827 و 1829 و 1832، ومنتخبه هامش المسند: ج3 ص 278، وفيه: ان قال أنها بدعة، والترمذي وأبو داود، وغير ذلك.

[56] منتخب كنز العمال هامش المسند: ج3 ص 276، ودلائل الصدق: ج3 قسم 2 ص 99 عن كنز العمال: 4/266.

[57] البحر الزخار: 2/192 وجواهر الأخبار والآثار هامش نفس الصفحة.

[58] ميزان الاعتدال للذهبي: 1/139 ولسان الميزان للعسقلاني: 1/268.

[59] ميزان الاعتدال للذهبي: 1/ 139، ولسان الميزان للعسقلاني: 1/268.

[60] الإمام الصادق والمذاهب الأربعة: 5/283.

[61] السيرة الحلبية، باب الأذان: 2/98 نشر المكتبة الإسلامية.

[62] دلائل الصدق: ج3 قسم 2 ص 100 عن مبادئ الفقه الإسلامي للعرفي: 38 المطبوع سنة 1354 ه_، المحلّي: 3/160.

[63] راجع: وسائل الشيعة: 4 / 645، باب كيفية الأذان ح 12، وجامع أحاديث الشيعة، وقاموس الرجال.

[64] جواهر الأخبار والآثار، المستخرجة من لجة البحر الزخار: 2/191، والإمام الصادق والمذاهب الأربعة: 5/284.

[65] سنن البيهقي: 1/625 ح 1993، ودلائل الصدق: ج3 قسم 2 ص 100 عن مبادئ الفقه الإسلامي: 38 عن مصنّف ابن أبي شيبة وجواهر الأخبار والآثار: 2/192.

[66] دلائل الصدق: ج3 قسم 2 ص 100 عن مبادئ الفقه الإسلامي: 38.

[67] دعائم الإسلام: 1/145 والبحار: 84/179.

[68] جواهر الأخبار والآثار للصعدي: 2/192.

[69] البحر الزخار وجواهر الأخبار والآثار بهامشه كلاهما: 2/192.

[70] دعائم الإسلام: 1/142 وبحار الأنوار: 84/156.

[71] المصدر السابق.

[72] مقاتل الطالبيين: 446.

[73] نشوار المحاضرات: 2/133.

[74] المصدر السابق.

[75] المقنعة باب فصول الأذان والاقامة للشيخ المفيد المتوفي سنة (413 ه_).

[76] المدونة الكبري: 1/7، بداية المجتهد: 1/121.

[77] الانتصار: المسألة 35، للسيد المرتضي المتوفي سنة (436 ه_).

[78] الخلاف: 1 / 278 و 279 كتاب الصلاة، المسألة 19 و

20 للشيخ الطوسي المتوفي سنة (460 ه_).

[79] المهذب: 1/88 باب الاذان والاقامة للقاضي ابن البراج المتوفي سنة (481 ه_).

[80] السرائر: 1/213 كتاب الصلاة، احكام الاذان والاقامة، ابن ادريس الحلي المتوفي سنة (598 ه_).

[81] تذكرة الفقهاء: 3/41 مسألة 156، عدد فصول الاذان والاقامة، العلامة الحلي المتوفي سنة (726 ه_).

[82] مجمع الفائدة والبرهان: 2/170، كتاب الصلاة، كيفية الاذان والاقامة للمحقق الاردبيلي المتوفي سنة (993 ه_).

[83] الحدائق الناضرة: 7/362، فصول الأذان والإقامة، الشيخ يوسف البحراني، المتوفّي سنة (1186 ه_).

[84] جواهر الكلام: 9/81 و 82 في فصول الأذان والاقامة، الشيخ محمد حسن النجفي المتوفي سنة (1266 ه_).

[85] شرح التجريد للقوشجي: 484.

[86] الايضاح: 201/202.

[87] بحار الأنوار: 84/130 وعلل الشرائع: 2/56.

[88] دلائل الصدق: ج3 قسم 2 ص 100 عن مبادئ الفقه الإسلامي للعرفي: 38، وسيرة المصطفي للسيد هاشم معروف: 274 عن الروض النضير: 2/42.

[89] التوبة: 111 و 112.

[90] شرح التجريد للقوشجي: 484.

[91] الحشر: 7.

[92] الأحزاب: 36.

[93] النساء: 65.

[94] التكوير 19 _ 21.

[95] الحاقة: 40 _ 43.

[96] النجم: 3 _ 5.

[97] فصلت: 42.

[98] النص والاجتهاد خطبة الكتاب....

[99] الروض النضير: 1/542. [

[100] المصدر السابق.

[101] المصدر السابق.

[102] نيل الأوطار: 2/32.

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.