ثمار الافكار

اشارة

حوارات و اجوبة علي اسئلة
لجنة التاليف

مقدمة

اشاره

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم السلام علي سيدنا ونبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين وبعد، فهذه ثمار أفكار من مناقشات شبكات النت، في ثلاثة أقسام: الأول، مناقشات مع مثقفين ملحدين ومشككين في وجود الله تعالي وفي كتابه ورسالة نبيه صلي الله عليه وآله، وفي مسائل إسلامية أخري. والثاني، مناقشات منهج "الحداثويين" وأفكارهم، خاصة ما طرحه الدكتور محمد أركون، والدكتور عبد الكريم سروش، والدكتور علي شريعتي. والقسم الثالث، ردود علي شبهات السلفيين وغيرهم من المخالفين لمذهب أهل البيت الطاهرين عليهم السلام، وإجابات علي أسئلة في العقيدة والمعرفة الدينية. وكنت أود تلخيصها أكثر، لتكون في مجلد واحد، لكن وجدت أن تهذيب ألوف الصفحات في كتاب يضرُّ بالمطلب، ولا يوفيه حقه، فجعلت هذا المجلد للقسم الأول. وأرجو أن يوفقني الله تعالي لإخراج البقية.

سيل الأفكار الغربية بعد الغزو الغربي

في مطلع القرن العشرين عمَّتْ البلاد العربية والإسلامية هجمةٌ ثقافية معادية للدين بشكل عام، والإسلام بشكل خاص، وغصَّت الساحة الفكرية بسيل الكتب والمجلات المضادة، وقامت هذه الحملة علي ثلاثة محاور، ما زالت تفعل فعلها في مجتمعاتنا الي اليوم: المحور الأول، أن الفكر الديني أثبت فشله في الغرب فسقطت دولة الكنيسة علي يد العلمانيين، كما أثبت فشله في الشرق بسقوط دولة الخلافة العثمانية. والثاني، أن الغربيين غزوا بلاد العرب والمسلمين، لكي يحرروها من الإستبداد الديني، والتخلف الإقتصادي. والثالث، أن علي العرب والمسلمين لكي ينهضوا، أن يأخذوا بالفكر الغربي التحرري، ويتعلموا نمط تفكيرهم وأساليبب معيشتهم، ويُلقوا فكرهم الديني ونمط حياتهم جانباً! وقد تأثر بهذه الموجة كثير من شبابنا العربي والإسلامي، وكان منهم الصادق في تأثره وتقليده للغربيين، ومنهم من مشي في الموجة لكي يدرس ويتوظف ويعيش، وهو في شك من الفكر الغربي، أو علي يقين من بطلانه!

تراجع الموجة الفكرية المعادية للدين

وما أن تقدمت عقود القرن العشرين حتي تغيرت الحالة الفكرية في بلادنا واكتشف عامة الناس أن منطق الغزو الثقافي الذي كان مقبولاً في مطلع القرن، صار موضع شك ونقاش من ألفه الي يائه. فلا هزيمة الكنيسة في الغرب تعني هزيمة المسيحية كدين، بل هي هزيمة الإستبداد باسم الدين. ولا سقوط الدولة العثمانية يعني سقوط الإسلام كفكر ودين، بل يعني سقوط الإستبداد باسم الدين. ولا الغربيون غزوا بلادنا واحتلوها وأسقطوا دولتها الإستبدادية، من أجلنا! ولا فكرهم عن الكون والحياة والإنسان موضوعي كما قالوا! ولا بشائرهم التي فرشت لنا مستقبل بلادنا بالورود والوعود، صادقة! لقد أفاقت شعوبنا علي أن خيرات بلادنا الوفيرة، تذهب الي بلاد الغربيين ومصانعهم ورفاهيتهم، بينما ازداد أنين الطبقات الضعيفة حاجةً وعوزاً ومرضاًَ! وأفاقت علي أن الدول التي عينها الغربيون، ليست أفضل من دولة بني عثمان، وبني قاجار، وبني زيد وعمرو وبكر! بل: كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا! أضف الي ذلك المشكلات السياسية والإقتصادية التي أوجدها الغربيون في كل بلد نصبوا فيه حكومة، أو مدُّوا اليه شَرَك نفوذهم! فضلاً عن المشكلة الكبري والأزمة الخانقة، التي أوجدوها بزرعهم إسرائيل في قلب البلاد العربية والإسلامية! وقد نتج عن ذلك أن الإتجاهات الدينية نَمَت، وظهرت الحركات الدينية، والحركات التحررية المقلدة للغرب الرأسمالي، أو الشرق الشيوعي. وكان من الطبيعي أن تنهار الحركات اليسارية بانهيار الإتحاد السوفياتي، وأن تتراجع حركات التحرر المستندة الي الغرب عندما يجدُّ الجدّ، ويصل الصراع مع الغربيين الي منعطفات المصالح الحاسمة! وأن يكون هذا التراجع لمصلحة الحركات الإسلامية علي تنوعها.

مرحلة ازدهار الفكر الديني

نحن اليوم في مرحلة يزدهر فيها الفكر الديني في شعوبنا كلها، رغم النكسة التي حلت بنا في أحداث11سبتمبر، فهي نكسة للتطرف الإسلامي وليس للفكر الإسلامي، بل لقد كشفت عن أرضية خصبة في الأمة لنمو التيار الإسلامي، بحركاته المتنوعة المعتدلة والمتطرفة، التي لم تزدها ردة الفعل الغربية إلا اتساعاً في الشعوب، لأنها تشعر بأنها مستهدفة من الغرب، وأن تمسكها بدينها يحميها. من هذا، يتضح أن الملحدين والمشككين في وجود الله تعالي، إنما هم بقايا من حملة الفكر الشيوعي والفكر الغربي المعادي للدين، وهم لايمثلون إلا شريحة صغيرة منهزمة من مثقفي الأمة ومتعلميها، وليس لهم أتباعٌ يذكرون من عامة أبنائها! وهم في الغالب يخفون إلحادهم وتشكيكهم خوفاً من أهليهم ومسلمي مجتمعاتهم! لقد قدر لي أن أعرف واحداً من الذين ناقشتهم في واحات النت، فأشفقت عليه وهو يرجوني أن لا أكشف إسمه لأحد، فوعدته خيراً، وأخذت أتأمل في شخصيته لأفهم دوافعه الي تبني الإلحاد بعنف، مع أنه ليس علي يقين منه؟! فلم أجد سبباً إلا أنهم سلبوه إيمانه بشبهاتهم، وربَّوْه علي حب تحقيق الذات، وما يسميه إمامهم نيتشه "الإنسان السوبرماند"، فوضع في رأسه أن يكونه! لقد ذكرني بقوله تعالي: إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ.. وذكرني بالخوارج الذين كانوا مصابين بمرض تحقيق الذات القيادية الي أقصي حد.. فقد جاء مؤسسهم زهير بن حرقوص بعد حرب حنين، ووقف علي النبي صلي الله عليه وآله وهو يقسم الغنائم فقال له بلهجة الآمر: إعدل يامحمد!(البخاري:4/179)!! ثم جاءه الي المدينة (فأقبل حتي وقف عليهم ولم يسلم! فقال له رسول الله: أنشدتك بالله هل قلت حين وقفت علي المجلس: ما في القوم أحد أفضل مني أو أخير مني؟! قال: اللهم نعم! ثم دخل يصلي)!! (مسند أبي يعلي:1/90). فهو يصلي لله، الصلاة التي نزلت علي هذا النبي، ويري أنه أفضل منه، ولعله يقول لله تعالي في صلاته: إعدل يارب! فلماذا بعثت محمداً نبياً وأنا أفضل منه؟! أما القسم الثاني من هذه الثمار، فهو مناقشات لفكر الحداثيين الغربيين، الذين هم أعداء للدين بلباس مثقفين باحثين! فهم نسخة غربية للعلمانيين الشيوعيين، يطبعها الفرنسيون علي أشخاص يهتمون بالطعن بالفكر الديني، وإقناع الناس بآراهم بوسائل الإعلام، ولاشغل لهم مباشرة بالبروليتاريا والطبقات المستضعفة! ويتلخص عملهم بتقديم (فهوم) عصرية جديدة للنص الإسلامي، بأفانين ابتكرها بعضهم، ورددها ببغائياً آخرون، في تحريف شنيع للغة العرب، التي قرروا أن لايفهموا مفرداتها، ولا يعترفوا بقواعدها في التخاطب السوي السليم! ومن أول اهتماماتهم توهين جهود علماء المسلمين، إلا أن يجدوا شذوذاً يعجبهم، فيرفعون أصحابه الي مصاف العظماء ورؤوس الجبال! هذه حال أئمة الحداثيين الغربيين، ويتفاوف حال أتباعهم ودعاتهم من مثقفينا فقد يكون منهم مثقفون متدينون حسب فهمهم، لكنهم مخلصون لكثير من أفكار أساتيذهم، أو كلها! أما القسم الثالث من هذه الحوارات، فهو ردود علي بعض الشبهات، وإجابات علي أسئلة، طرحت في شبكات الحوار، أو جاءتني مباشرة، أو بالبريد، وبرامج الإذاعة والتلفزيون.. فاخترت مارأيته نافعاً، ووضعته في قسمه المناسب. والله ولي التوفيق. كتبه: علي الكوراني العاملي قم المشرفة – شعبان المعظم 1425

مثقفون علمانيون و ملحدون في شبكة هجر

خمسون علمانيا في الحوار المعاصر في هجر

شارك في واحة الحوار المعاصر في شبكة هجر، عدد كبير من الكتاب العلمانيين، خاصة بعد إيقاف الرقابة السعودية لمنتداهم (نادي الفكر العربي). وأكثرهم محترمون وأصحاب مستوي فكري، منهم الدكتور مالك الحزين، وهو كاتب مميز يكتب في جريدة الأهرام المصرية وعدد من الصحف العربية، والدكتور جمال الصباغ وهو مسيحي معتدل مدير مستشفي في النمسا، وهشام العابر، والبدوي، وحسام الراغب، وهم مثقفون سعوديون يعيشون في أمريكا. وغشمره، ودايم علي البال، والأبهاوي، وعيون، وهم مثقفون سعوديون يعيشون في السعودية. وساري وهو مثقف سوري.. وغيرهم كثير. وبعضهم ملحدون أو مشككون في وجود الله تعالي، وأبرزهم كاتب خليجي يكتب باسم(غربي)وهو طاقة أدبية مميزة، لكنه انفعالي عنيف، والدكتورة (نادين) وهي مسيحية لبنانية تحمل أفكاراً يسارية، والقلم الساخر ولعله كويتي، والشاهين وعيون وهما سعوديان، و(المتمرد)وهو قطري، والمفكر العربي وهو مسيحي مصري، وملح الأرض وهو شيوعي مصري، وجارة الوادي، ونشوي، والمفكر العربي، وجيفارا، من بلاد مختلفة..الخ. أما مرجعهم العلمي جميعاً فهو المتسمي بـ(العلماني) وأصله مسيحي ثم شيوعي، ثم غربي ملحد مجادل، وهو يهتم بالسياسة أكثر من التعمق والفكر! وقد بدأ بعضهم بطرح أفكار تشكيكية حتي طفح كيلهم، فدعوناهم الي مناقشة أفكارهم، فناقشوا قليلاً، وهربوا كثيراً! وقد شارك معنا في نقاشهم بعض المشايخ والمثقفين السلفيين، من أبرزهم أبو هاجر وهو مثقف مصري سلفي، والشيخ حسن حسان وهو فلسطيني متأثر بالسلفية، أما المشايخ السعوديون فلم يشارك منهم أحد، لشدة الحساسية بينهم وبين العلمانيين، ما عدا أحدهم باسم(مشارك) فقد كتب موضوعات شديدة، فمنعته الشبكة الشبكة من ذلك! وهذا نموذج مما كتبه بتاريخ 30-03-2000، بعنوان: (الخنازير الشهوانية وعقدة النقص الأبدي)! قال فيه: لأن هذه الخنازير الشهوانية تدرك ما هي فيه من زندقة ونفاق وتبعية وعمالة، ولأنها ألفت حياة المجون والدعارة والدياثة والقوادة، ولأنها لا تعرف للطهر معني، ولم تسمع عن شئ إسمه الفضيلة، ولأنها ولأنها ولأنها... فإنها تبادر بالهجوم المفضوح والمكشوف، الذي يظهر قذارة باطنها الضنك، وحياة البؤس والشقاء التي تحياها، وهذا الهجوم المكشوف ما هو إلا انعكاس وتعبير من مستنقعات أولئك البهائم البشرية، التي أصبحت عبيداً للدولار والكأس والغانية، لاهمَّ لها إلا شهواتها وملذاتها، وليس غريباً علي مثل هذه الخنازير الشهوانية التحالف مع سادتهم في الشرق والغرب، يمدونهم بكل ما يحصلون عليه من معلومات وما يلفقونه من أكاذيب... اللهم عليك بهؤلاء السفلة الأخباث، الذين يريدون الصد عن سبيلك. وعقب عليه المدعو فتي الاسلام بقوله: اللهم عليك بهؤلاء السفلة الأخباث الذين يريدون الصد عن سبيلك..يتشدقون بالكلمات الرنانة، وباسم الحرية ينادون، قبحهم الله وقبح حريتهم، يتألمون ويبكون لكن علي فقدان الرذيلة! مثقفون نعم، ولكن ثقافة الساقطين! والله إني أشفق عليهم، هم من بني جلدتنا ويتكلمون لغتنا، وما أكثرهم بيننا). كما شارك بعض المثقفين الإسلاميين السنة، مثل فرقد من فلسطين، وصلاح الصالح وغشمره وشجرة الدر، وهم من السعودية، وأبو عمر، وهو مصري. وشارك بعض المثقفين الشيعة، مثل روح الشرق وأبي مهدي، من السعودية، والمهندس من الكويت، وعبد الحسين البصري، والخزاعي، من العراق... ويطول الأمر لو أردنا تعداد المشاركين وذكر ما نعرفه عنهم. ومع أن المناقشات لم تصل في الغالب الي نتيجة حاسمة، بسبب تهرب المشككين، لكنها آتت ثمارها في تحسين نظرتهم الي الدين والمتدينين، وبعضهم صاروا أصدقاء حميمين لمؤمنين، ثم انقطعت عنا أخبارهم، ولعل بعضهم اهتدي الي الإيمان. هداهم الله تعالي.

رحمة الدين بالعلمانيين

العلمانيون أنواع.. ومنهم مؤمنون كتبتُ بتاريخ07-05-2000، موضوعاً بعنوان: العلمانية إسمٌ عائمٌ يستظل تحته الملحد والمتدين التقليدي.. ومن بَيْنَهم لايمكن للمنصف أن يصدر حكماً واحداً علي كل العلمانيين، ذلك أن مصطلح العلمانية في بلادنا عائم، يستظل تحته الملحد وشبه الملحد، وأنواع أخري كثيرة من أصحاب العقائد والأفكار، حتي نصل الي المتدين التقليدي الذي يعتقد بأن الحكم باسم الدين لغير النبي صلي الله عليه وآله والإمام المعصوم عليه السلام عملٌ حرام، لأنه سيضر الدين ويبعد الناس عنه، أكثر مما يقربهم اليه! إن الدعوة الي الدولة العلمانية لها ثلاث حالات: 1 - العلمانية مع الموقف السلبي المعادي للدين كما هو الحال في تركيا.. وهي علمانية بشرط الكفر ومعاداة الإسلام، ويحرص عليها اليهود وأنصارهم. 2 - العلمانية مع ترك أمر الدين للسلوك الفردي، وضمان حرية ممارسة شعائره وشؤونه الشخصية، ومؤسساته القانونية.. كما في أكثر البلاد الغربية. 3 - العلمانية مع تحديد الحرية الدينية، والسماح المقنن للفعاليات الدينية حتي في الشؤون الشخصية، كما في بعض البلاد العربية.. لذلك كان من المهم أن نسأل العلماني: الي أي علمانية يدعو؟ كما أن مبررات العلمانية المعلنة من دعاتها وفي دولها، أيضاً ثلاثة أنواع: 1 - عدم الإيمان بالدين. 2 – تجنب الصراعات الدينية التي تنشأ من تبني الدولة للدين. 3 - تنزيه الدين ورفض استغلاله من قبل نظام الحكم، الذي قد يمارس الظلم الإجتماعي والسياسي، وجرائم القتل والعنف والإضطهاد، والإنحراف الأخلاقي باسم الدين.. ويقدم بالنتيجة صورة سيئة تُنفِّر الناس من الدين! وعندما يري المسلم هذا التفاوت الكبير بين العلمانيين، لا يمكنه أن يهاجمهم بعصاه دون تمييز، بل يجب عليهم أن يعرف الذي يخاطبه منهم! وكتب عيون: إن صح قولك أخي العزيز العاملي، فلا بد أن يصح علي الإسلاميين.. لأن هناك أشياء أخري تعمل علي فرز علماني من آخر.. علي سبيل المثال الدين والموقع الجغرافي، والعادات والتقاليد والأخلاق، والتاريخ ومخزوناته.. الخ. ولا بد أن يصح علي الماركسيين. وهكذا..الفكر ليس له نفس المنهل.. تحياتي لك عزيزي علي طرحك. وكتب المتمرد: كلامك صحيح يا أخي العاملي، ولكنه ينطبق علي الجميع، فهل الإسلام واحد؟ وهل المسيحية واحده؟ حتي اليهودية ليست واحدة، كما أن الهندوسية والبوذية ليست موحدة وواحدة. ولعل التعدد والتنوع في هذه المعتقدات حكمةٌ من الله، لاتعيها أنت ولا أعيها أنا. تحياتي. وكتب د. جمال الصباغ: نعم أخي العاملي. إن العلمانية ليست واحدة، وهي تختلف في التطبيق من مكان الي آخر. ولكنها كلها تتفق علي فصل تسلط رجال الدين علي مقاليد الحكم. كما تتفق علي الحرية والديمقراطية والعدل والمساواة بين الجميع، بغض النظر عن الإنتماء الديني أو المذهبي أو العرقي. والخطأ الذي نقع به هو عندما نتحدث عن علمانية واحدة، وهو نفس الخطأ عندما نتحدث عن إسلام سياسي واحد. فهناك الإسلام المتطرف والإسلام الإرهابي، والإسلام المستنير العاقل، والإسلام الشيعي، والإسلام الوهابي.. الخ. إن مشكلتنا هي بالتعميم. وكتب المتمرد: نعم، إن مشكلتنا بالتعميم. وكتب المفكر العربي: أخي الكريم، أليست هذه من أهم مميزات العلمانيه أن تستوعب كافة التيارات في سهوله ويسر، وبدون استبعاد ولا طرد، ولا تكفير لأحد؟ لقد سبق وأن أوضحت أن العلمانيه وعاء يمكنه أن يستوعب الكثيرين، تحت مبادئ الديموقراطيه والمساواة واحترام حقوق الآخرين. وها هو مقالك يأتي ليثبت ذلك، رغم أنه موضع لشكوي الآخرين.. فحتي العلمانيه التي تعني شيئاً وتفسيراً مختلفاً لكل من هذه الفئات، فهم لم يتصارعوا ولم يستبعدوا بعضهم بعضاً، ويمكنها أيضاً استيعاب كافة معتقدي الإتجاهات الدينية المختلفة، وحتي العبثية والغير دينية، إذا خلصت النيات واتجه الجميع الي إصلاح الحال. وكتب الخزاعي: الأخ الكريم المفكر العربي، قلتم: (ويمكنها أيضاً استيعاب كافة معتقدي الإتجاهات الدينية المختلفة وحتي العبثية والغير دينية إذا خلصت النيات واتجه الجميع الي إصلاح الحال). الإسلاميون يقولون ذلك، الماركسيون يقولون ذلك. أخي العزيز: لسنا بحاجة الي نظرية في الحكم (إذا خلصت النيات واتجه الجميع الي إصلاح الحال)! وكتب العاملي: الماركسيون الملحدون (أتباع المادية الديالكتيكية) يدعون الي دولة علمانية.. وعامة المثقفين العرب الذين لا يؤمنون بمناهج الحركات الإسلامية، يتبنون الدولة العلمانية.. وعدد من علماء الدين عندنا في لبنان يتبنون الدولة العلمانية.. وحتي في إيران تجد علماء أو مراجع، لايفضلون الحكم باسم الدين، فهم بالنتيجة يرضون بالدولة العلمانية، أو يتبنونها.. والقاسم المشترك بين الجميع: أن الدولة يجب أن تكون دنيوية تقوم علي أساس العلم والقانون والعدالة والمساواة.. الي آخر المبادئ التي يفترضون أنها إنسانية.. وفي هذا الإتجاه نقاط قوة في عموميته وإنسانيته، تجعله جذاباً.. وفيه نقاط ضعف كبيرة، وفراغات هائلة في النظرية.. هل يسمح الأخ العلماني، أن يعرفنا من أي نوع من هذا الكوكتيل هو؟ وكتب سليم: العلماني من أي نوع؟ أنظر لهذين الموضوعين وسوف تعرف من هو، فهو يقدم لنا الحقيقة العارية في هذا الموضوع: http:////www.hajr.com/hajr-html/Forum3/HTML/002197.html وهو من يقول: (لذلك نجد أن استناد الخطاب الإسلاماني إلي بعض النصوص لطرح مفاهيمه وأفكاره، يحتاج إلي تفكيك لكشف بنية الدلالة واكتشاف تاريخيتها، وهنا تنكشف كل أيديولوجيا التزييف للدين وللدنيا، كما يتبين حجم الفزع الأيديولوجي الإسلاماني من النداء العلماني) في موضوعه: http:////www.hajr.com/hajr-html/Forum3/HTML/002851.html وكتب العلماني: العاملي العزيز، عذراً علي التأخير ولكن لا ضير، فكما يقول الفرنسيون: "أن تأتي متأخراً خير من أن لا تأتي أبداً".. يا صديقي العزيز، الإلحاد ليس من العلمانية في شئ، ولا مجال للخلط بين العلمانية وبين الإلحاد.. فالإلحاد موقف يعبر عن قناعة معينة تجاه وجود الله، والعلمانية لا دخل لها بهذه المسألة إطلاقاً.. فهي ليست إلا فصل"الدين عن السياسة" أو عن "الدولة" لو شئت.. يستطيع الملحد أن يكون علمانياً، ويستطيع هذا المؤمن أيضاً.. ولأني جوعان الآن، والمثل يقول "إذا تكلمت مع الجائع أجابك من بطنه" فلنشبه العلمانية "بالمقلي" والإلحاد "بالسمك" والإيمان "باللحمه" فالمقلي يقبل الإثنين كما يقبل البطاطا وسائر الخضراوات).. هكذا العلمانية إذاً تقبل الإلحاد والإيمان واللاأدرية والثنوية (إذا ما كان لها أتباع بعد) وسائر البدع الدينية.. العلمانية موجهة ضد تسلط وغطرسة "رجال الدين" وليس ضد الدين، بل هي تحترم الأديان وتساوي بينها، فللمآذن أن تكبر وللكنائس أن تقرع أجراسها، ولكل ملة أن تقيم شعائرها، فهمُّ العلمانية هو تحويل الدولة الطائفية إلي وطن، وتحويل الطبقية الدينية إلي مساواة في الحقوق والواجبات، بغض النظر عن ملة الشخص وديانته، فالعلمانية تفترض بأن علاقة الشخص مع ربه ليست وسيلة ولا سبباً لحرمانه المساواة في الحقوق والواجبات مع غيره من أبناء وطنه.. أما الخلط بين العلمانية والإلحاد، فهو لم يأت سهواً، بل خلط متعمد روَّج له متسلقوا المناصب السياسية علي أكتاف الدين، وذلك لذر الرماد في العيون واغتيال العلمانية بواسطة الشعارات المتهالكة والتعميم المسكين.. الإلحاد في الدول الشيوعية يا صديقي ليس مصدره العلمانية بل الماركسية، وأية مراجعة لكتابات"كارل ماركس سوف تخبرك بأن هذا الفيلسوف العملاق قد اتخذ موقفاً من الدين منذ فجر شبابه، ولعل كتاباته حول فلسفة "فويرباخ" تقطع الشك باليقين في هذا المضمار.. ولكن فلسفة ماركس وموقفه من الدين موضوع آخر، كم أتمني أن أسهب فيه يوماً ما.. هذا بالنسبة للإلحاد، أما بالنسبة للعلمانية التي أريدها، فهي علمانية تضمن للمواطن الحرية والعيش الكريم علي أرضه، علي أساس من المساواة في الحقوق والواجبات بين الجميع.. إذ ليس في رأيي للجنس أو للون أو للدين أن يلعبوا دور إذلال المواطن في وطنه، وخلق طبقية مقيتة بين أبناء الشعب الواحد "فالدين لله والوطن للجميع" و"من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر".. علمانيتي تعلم أن اختلاف الديانات هو سنة الكون، فلو شاء الله لخلق الناس علي ملة واحدة. والناس في دينهم ينطبق عليهم المثل:كل فتاة بأبيها معجبة.. علمانيتي تريد أن تتجاوز الفتن الطائفية والحروب الدينية التي قهرتنا في هذا الشرق منذ دهور طويلة، وهي في نفس الوقت تريد أن تتجاوز أبواق الله في الأرض وخطابات أصحاب الحقيقة المطلقة، التي لم تورثنا إلا المحن والإحن والعداوات وأنهار الدماء.. علمانيتي تريد أن تقف ضد الذين منحوا أنفسهم الوصاية علي حقوق الآخرين، ونصبوا أنفسهم سوطاً لجلد ظهور الناس باسم الله وحقوقه، ونسوا أن الله قوي جبار، وليس من المستضعفين في الأرض.. علمانيتي هي مع السلام والوئام والمساواة، وقاعدة أساسية من أجل بناء دول ديموقراطية حرة، تجمل الحياة القاسية لهذا الإنسان البائس.. علمانيتي ببساطة هي ما اعتدنا تسميته ب"الإنسانية"، فلقد تعبنا كثيراً في هذا الشرق من الفكر المعلب، وجلد ظهور الناس باسم الدين، وإعلان كل شعاع إبداع كمؤامرة علي الأرض والسماء، وتقريب دماء الإنسان ذبيحة لإله ليس بحاجة لها.. ألم يكفنا كل هذه القرابين البشرية التي قدمت لله في هذا الشرق منذ أيام السومريين حتي الآن؟ علمانيتي إذاً يا صديقي كل هذا، وما وافقه.. وفي ظني بأن من لم يكن علمانياً فهو طائفي لامحالة.. والطائفية هو الشر المستطير الذي ابتلي به تاريخنا كله.. واسلم لي. هل الديمقراطي كافر؟ كتب السلفي أبو حسين بتاريخ19-07-2001، موضوعاً بعنوان:

هل الديمقراطية كفر؟

قال تعالي: وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ. هل توجد أقوال لعلماء الشيعة عن حكم الديموقراطية وكفرها؟ وكتب عاشق الحسين: لا شك بأن الديمقراطية كفر، ولا شك بتكفير من يرجع إليها، أنظر هذا الرابط: http:////www.hizb-ut-tahrir.org/arabi.../htm/18dmkr.htm وكتب أبو حسين: المصدر الذي جاءت منه الديمقراطية هو الإنسان، والحاكم فيها الذي يرجع إليه في إصدار الحكم علي الأفعال والأشياء بالحسن والقبح، هو العقل. والأصل في وضعها هم فلاسفة أوروبا ومفكروها، الذين برزوا أثناء الصراع الرهيب بين أباطرة أوروبا وملوكها وبين شعوبها. فكانت من وضع البشر، وكان الحاكم فيها هو عقل الإنسان. أما الإسلام فإنه علي النقيض من ذلك، فهو من الله، أوحي به إلي رسوله محمد بن عبد الله صلي الله عليه وسلم. قال تعالي:وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَي، إِنْ هُوَ إلا وَحْيٌ يُوحَي. وقال: إِنَّآ أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ.. والحاكم فيه الذي يرجع إليه في إصدار الأحكام إنما هو الله سبحانه أي الشرع، وليس العقل. وعمل العقل قاصر علي فهم نصوص ما أنزل الله. قال تعالي: إِنِ الْحُكْمُ إلا للهِ، وقال: فَإِن تَنَازَعْتُمْ فيِ شئ فَرُدُّوهُ إِلَي اللهِ وَالرَّسُولِ. وقال: وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شئ فَحُكْمُهُ إِلَي اللهِ. أما العقيدة التي انبثقت عنها الديمقراطية، فهي عقيدة فصل الدين عن الحياة، وفصل الدين عن الدولة، وهي العقيدة المبنية علي الحل الوسط بين رجال الدين النصاري الذين كان يُسخِّرهم الملوك والقياصرة، ويتخذونهم مطية لاستغلال الشعوب وظلمها، ومصّ دمائها باسم الدين، والذين يريدون أن يكون كل شئ خاضعاً لهم باسم الدين! وبين الفلاسفة والمفكرين الذين ينكرون الدين وسلطة رجال الدين، وهذه العقيدة لم تنكر الدين، لكنها ألغت دوره في الحياة، وفي الدولة، وبالتالي جعلت الإنسان هو الذي يضع نظامه. وهذه العقيدة هي القاعدة الفكرية التي بني عليها الغرب أفكاره وعنها انبثق نظامه، وعلي أساسها عيَّن اتجاهه الفكري ووجهة نظره في الحياة، وعنها انبثقت الديمقراطية. أما الإسلام فإنه علي النقيض كلياً من ذلك، فهو مبني علي العقيدة الإسلامية التي توجب تسيير جميع شؤون الحياة وجميع شؤون الدولة بأوامر الله ونواهيه، أي بالأحكام الشرعية المنبثقة عن هذه العقيدة، وأن الإنسان لا يملك أن يضع نظامه، وإنما عليه أن يسير وفق النظام الذي وضعه الله له. وعلي أساس هذه العقيدة قامت حضارة الإسلام وعُيِّنت وجهة نظره في الحياة. وكتب العاملي: الإخوة الأعزاء، ماذكرتموه صحيح في أكثر أنواع نظم الحكم التي تسمي بالديمقراطية، وليس في جميعها.. فلو تأملتم في نظريات الديمقراطية وتطبيقاتها لوجدتم أنها أنواع عديدة، فلا تستعجلوا بالتعميم في إصدار الحكم. لو قال لكم شخص: أنا مسلم مؤمن بالإسلام وبوجوب تطبيق أحكامه، ولكن لو دار الأمر بين أن يحكمني بالإسلام الملا عمر.. أو يحكمني حاكم بنظام غير إسلامي يستند حكمة الي انتخاب الناس ويعطيهم حرياتهم المشروعة.. فأنا أفضل حكمة الديمقراطي علي حكم أي طاغية أو جاهل باسم الإسلام.. فهل ترون أن هذا الشخص الذي يفضل الديمقراطية كافر؟! وكتب عاشق الحسين: إلي العاملي، سأقول لك شيئاً حتي لا يؤخذ الموضوع بحزازة مذهبية.. أرأيت من قال لي: أنا أفضل أن أحكم بالديمقراطية والنظام غير الإسلامي علي أن يحكمنا شيعي بالإسلام.. أرأيت إن قال لي واحد هذا الكلام، ماذا أسميه؟ أسميه كافراً.. أسمي من لا يكفره كافراً.. كل من يرفض حكم الله تحت أي مبرر كان، فهو كافر.. المثال الذي طرحته أيها العاملي لم توفق فيه أبداً.. وليست العبرة أن يقول أنا مسلم وأحب أحكام الإسلام.. (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّي يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً) فالإيمان منفي وعقد الإسلام مفسوخ إذا لم يرض بتحكيم شرع الله تحت أي ذريعة كانت.. أتدري لماذا؟ لأنها تأليه لغير الله، والإحتكام نوع من أنواع العبودية، ألم تر أن محمداً(ص)تلا علي عدي بن حاتم (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله والمسيح بن مريم، وما أمروا إلا ليعبدوا إلهاً واحداً، لا إله إلا هو، سبحانه عما يشركون، فقال له عدي: ما عبدناهم (أي الأحبار والرهبان)، فقال له: ألم يحرموا عليكم الحلال ويحلوا لكم الحلال، قال: بلي، قال فتلك عبادتكم إياهم! والشاهد أن الإحتكام لغير الإسلام أو اختيار غير حكم الله هو عبودية وشرك وانظر إلي تكملة الأية الآنفة (اتخذوا...) فالرب يقول إنه تعالي عما يشركون، فعد التحاكم لغير شرعه شرك أي نوع تفصيلي من الكفر ليس إلا.. ورداً علي سؤالك: نقول نحن نكفر هذا، ونكفر من لا يكفره، ورجاء من الإخوة رفع الحزازة الطائفية عند الكلام عن هذا.. فحكومة ملا عمر (لو لم تكن ملوثة بالإنتماء لغير حماية المسلمين) لكانت إمارة شرعية حتي لو كان أهلها متخلفين كما تقول.. وليست العبرة أن يكونوا واعين أو مطابقين لهواي، بل العبرة أن يقيموا الشرع، ويصبح الباقي تفاصيل إصلاحية ليس إلا.. أما أن يرفض حكم الإسلام بحجة أن من يطبقه جأهل (وإن كان جاهلاً حقاً) ويفضل عليه حكماً آخر، فهو عندنا كافر بالله! وهذا الموضوع لا جدال فيه.. والله أعلم. وكتب عاشق الحسين: ونعود إلي الديمقراطية، نعم هي تختلف من بلد لآخر ومن فيلسوف لآخر ومن مبني فكري لآخر، كحال الجمهورية بأنواعها شتي بين البرلمانية والرئاسية.. نحن نعترف باختلاف الديمقراطيات وأشكال الجمهوريات، ولكن نكفرها جميعاً.. لاشتراكها في علة الكفر أي صدور الأحكام من عند الإنسان! أرأيتم لو أن البرلمان أي برلمان وافق علي تحكيم أحكام الإسلام بالإجماع، فعندنا هذا النظام كافر، أتدري لماذا؟ لأنه حكم الإسلام بموافقة البرلمان لا استناداً إلي شرع الله. ملاحظة: ما أوردناه في المداخلة السابقة عن الكافر لاحتكامه إلي حكم غير إسلامي، بسبب جهل الحاكم بالإسلام، ينطبق علي من تحاكم إلي غير الإسلام بحجة طغيان وفساد الحاكم بالإسلام.. والسلام. حاجونا بالدليل. وكتب العاملي: علي هذا أيها الأخ.. ماذا تصنع بأكثرية المسلمين إذا كانوا يفضلون نظام حكم غير إسلامي، وسمه ديمقراطياً إن شئت.. علي حكم جماعة ما باسم الإسلام.. لأنهم في اعتقادهم لايطبقون الإسلام بشكله الصحيح..هل تحكم بكفرهم؟! وبماذا تجيب من يقول لك: أنا أؤمن بالإسلام.. لكني أقارن بين حكم جائر باسم الإسلام وبين حكم جائر بغير اسمه، ولا يمكنني شرعاً أن أرجح الظلم باسم الإسلام، لأنه ظلم للناس وظلم للدين نفسه!! وكتب عاشق الحسين: وهل أدخلتم يوماً ما الأكثرية في موازين الشريعة؟ الأكثرية لا تسمن ولا تغني من جوع عند الدليل.. ولا زلت عند كلامي بأن كل من قال بتفضيل احتكامه لغير الإسلام بسبب ظلم الحاكم بالإسلام وجهله هو عندنا كافر، وعندنا يكفر من لا يكفره! أما حجة هذا الرجل فلا أدري كيف لا تراها سخيفة أيها العاملي... أئمتكم أمروا بطاعة حكام الجور(ممن يطبقون شرع الله بلا ريب) ثم أنت تأتي لتقول كلاماً تزايد فيه علي أئمتك؟ أنت عالم أيها العاملي، ولكن كلامك في هذه ليس كلام علماء، بل كلام من يسمون نفسهم مثقفين يقيمون الدين علي ما يوافق أهواءهم وعقولهم! حجة هذا الذي ذكرت، كحجة التي تقول أنا لا أرضي الزواج بمسلم ظالم وأفضل عليه كافراً عادلاً تحت أي اسم كان، وإذا شئت أدرجه تحت عنوان أنها لا تريد أن يكون ظالمها مسلماً لأن هذا إساءة للإسلام، بل ليكن ظالمها كافراً.. أدعوك للتراجع عن هذه الفكرة، وأن لا تسميني متخلفاً، فالدين بدأ غريباً وسيعود غريباً، فلا تكن ممن يغربون فكرة التحاكم إلي شرع الله ويحسنون فكرة التحاكم لأصنام العلمانية والديمقراطية. وصدقني أخي، أنا أقول هذا الكلام لكل مسلم، ولا أتساهل به أبداً. والسلام. وكتب العاملي: لا بأس أيها الأخ، أنت تتكلم في النظرية، وأنا أتكلم في التطبيق، في الموجود الخارجي.. أعطني دليلاً علي كفر من يري أنه لايمكن أن يطبق الإسلام من قبل الجماعات التي تطرح النظام الإسلامي، لأن نتيجته ستكون ضرراً للإسلام وظلماً للناس باسمه، وإبعاداً لهم عنه؟ ماهو الدليل من آية كريمة أو حديث شريف..؟ وكتب عاشق الحسين: التكفير هو الأصل فيمن يريد أن يتحاكم إلي الطاغوت (الديمقراطية) وقد أمر أن يكفر به، ولم يأت حكم التكفير مقيداً بأي قيد...(فلا وربك...) (يريدون أن يتحاكموا إلي الطاغوت...) (ومن لم يحكم بما أنزل الله...) والمطالب بالدليل علي أنه لم يكفر هو أنت.. أما تكفير من لا يكفر هذا الشخص المذكور، فهو لاحق بتكفير منكر ضروريات من دين الإسلام. وكتب العاملي: يقول لك: والله إني كافر بالطاغوت.. ولا أريد ان أتحاكم اليه، ولكني لا أجد إلا طاغوتين، طاغوتاً باسم الدين، وطاغوتاً بغير اسمه.. فأنا مخير بينهما شرعاً.. فلماذا تكفرني؟! وكتب أبوحسين: أرجو عدم التدخل.. لم أسأل عن رأي حزب التحرير، وإنما رأي الشيعة. سؤالي الخاص الذي لم أطرحه: عن الديموقراطية هل هي كفر أم لا؟ ومن قال بذلك من علماء الشيعة، ولا أريد آراء شخصية وكل واحد جالس يحلل علي راحته! الطاغوت هو كل ما يعبد من دون الله، ولكن الذي أردته أنت هو الحاكم الظالم الذي يحكم بشريعة الله، والحاكم العادل الذي يحكم بشريعة غير الله، الطاغوت هو الثاني وليس الأول.. الأول سمه حاكماً جائراً وليس لك أن تسميه طاغوتاً لأنه يحكم بما أنزل الله.. إن أنت أقررت تفضيل الثاني علي الأول كفرت.. وإن أنت لم تكفر بكفر من يفضل الثاني علي الأول، أيضاً كفرت!! أما كلمة (أنا مخير بينهما شرعاً) فليس لها دليل، بل هي كفر إضافي يضيفه إلي كفرياته السابقة.. هل حقاً هو مخير بينهما شرعاً؟! وكتب كمال(kamal): الأخ عاشق الحسين، السلام عليكم.. إطلاق الحكم بهذا التعميم في مسألة الديمقراطية يجانب الصواب، فمفهوم الديمقراطية يختلف بحسب طبيعة المعتقد والفكر الذي يعتنقه الإنسان، فمنهم من يري الديمقراطية في حدود تداول السلطة والرجوع للشعب وممثليه في شئون الحكم، غير المسلمات والثوابت الإسلامية المتفق عليها بين جميع المسلمين، ولا تدخل ضمن دائرة الخلاف المعتبر بينهم، سواء كان خلافاً فقهياً أو مذهبياً.. ومنهم من يري أن الديمقراطية نظام تشريعي بحد ذاته، يشرع الشعب ما يريده لنفسه من دون الإلتزام بأي ثوابت ومسلمات، وهذا النوع هو الكفر الذي يرفضه الإسلام. وقد طرح الشيخ العاملي تصوراً واقعياً لمسألة تكفير من يؤمن بالديمقراطية وينادي بها، وهي حالة من الحالات التي تتنوع بحسب مفهوم الشخص للحكم ولايعني ذلك صحتها، ولكن لابد أن نراعي الجهل بأحكام الدين، والصورة الخاطئة التي يمتلكها من ينادي بالعلمانية في الحكم، ولا نسارع لتعميم التكفير علي الجميع، فلا بد أن نري ما حجته وما معتقده في هذه المسالة. أخي الكريم ربما تكون جديداً في هجر، ولم تتابع حوارات الشيخ العاملي في المعاصرة حول العلمانية والتوحيد والربوبية، ولذلك أجدك قسوت في حكمك علي الشيخ، الذي له محاورات مشهودة في هذه المجالات ولم يقصر فيها جزاه الله خيراً، فأرجو أن يتسم الحوار بالهدوء والبعد عن العصبية في الرد. وكتب العاملي: الأخ عاشق الحسين، لايمكن إصدار حكم كلي بأن كل من لم يحكم بما أنزل الله تعالي فهو كافر.. فمنهم بنص القرآن ظالمون، ومنهم فاسقون، ومنهم كافرون.. هذا في أصل الحكم.. أما السكوت علي الحاكم بغير ما أنزل الله تعالي فله حكم آخر.. أما تقسيمك للحكم والقضاء فلا يصح، لأن الحكم حكمان حكم الله وحكم الطاغوت.. فمن لم يحكم بحكم الله فقد حكم بحكم الطاغوت.. ولا ثالث لهما! فما تعتبره نظام حكم إسلامياً، مادام يحكم عمداً نظرياً أو عملياً بغير حكم الله تعالي، فقد أخرج نفسه من دائرة نظام الحكم الإسلامي، ودخل في نظام حكم الطاغوت! الأخ أبا حسين، الديمقراطية اسم واسع فضفاض، وأصل معناها حكم الشعب. والسنيون وبعض فقهائنا أفتوا بأن أصل اختيار الخليفة والحاكم بيد الناس.. لكن يجب أن يحكم بالإسلام، وأفتوا بجواز أن تتم القوانين التي يحتاج اليها بالإنتخابات، بشرط أن تكوت ضمن إطار الشرع الإسلامي. ولذلك أجازوا أن يقوم البرلمان الإسلامي في إيران بوضع القوانين، علي أن تراقبها هيئة المحافظة علي الدستور، لتكون ضمن خط أحكام الشرع. وكتب عاشق الحسين: للشيخ العاملي، ليس هذا ما أردنا، نحن كلامنا أن من يحكم بغير ما أنزل الله فهو طاغوت، وقلنا إن من يرضي التحاكم إلي الطاغوت بذريعة أن القائمين علي تطبيق الإسلام هم جهال، ويفضل حكام الطاغوت علي حكام الإسلام هؤلاء فهو عندنا كافر.. هذا الكلام نقوله للسنة وللشيعة.. عندنا إن من يقول أنا أفضل حاكم سني يحكمني بالنظام الجمهوري، علي حاكم شيعي يحكمني بالإسلام، عندنا هذا كفر. وكتب أبوحسين: يا من تتسمي بعاشق الحسين.. إحترم علي الأقل صاحب الموضوع! إذا أردت أن تناقش ما تريد نقاشه هنا فافتح موضوعاً آخر، لكن لا تجعل الردود عليك بدلاً من أن يكون الرد عليَّ وأنا صاحب المقال! وكتب عاشق الحسين: الأخ أبو حسين، نأسف إذا كنا ضايقناك، ولكن كنا نتحدث آمرين بالمعروف ناهين عن المنكر، لعظم ما قرأنا من ردود علي هذا الموضوع. وكتب السيد مهدي: الأخ العزيز عاشق الحسين: ما دمت من جماعة الإخوة في حزب التحرير، وددت أن أسألك ففي قولك (عندنا إن من يقول أنا أفضل حاكم سني يحكمني بالنظام الجمهوري علي حاكم شيعي يحكمني بالإسلام، عندنا هذا كفر...). ولكن الذي أعرفه أن الشيخ تقي الدين النبهاني وفي كتابه الخلافة كفَّر الشيعة فكيف يستقيم هذا مع ما ذكرته؟ بالمناسبة عندما كنت شاباً في بريطانيا وفي الستينات كانت لنا زمالة ولقاءات مع ولده تاج الدين النبهاني في جمعية الطلبة المسلمين الناطقين باللغة العربية. وكتب عاشق الحسين: لا سيد مهدي، ليس هذا صحيحاً.. الشيخ تقي الدين لم يكفر الشيعة في أي كتاب من كتبه.. وكتاب الخلافة هذا قد قرأته كثيراً، وليس فيه إلا رد علي موضوعي العصمة والتنصيص، أما التكفير فلا.. أو فائتنا بالنص من هذا الكتاب علي تكفير الشيعة.. والسلام. قال العاملي: نلاحظ أن الشدة وعدم التعمق، من صفات أتباع ابن تيمية الذين يكفِّرون كل المسلمين لأنهم يخالفونهم في أقل رأي! أما حزب التحرير فلا يكفرون الشيعة لتشيعهم، بل يميلون الي تكفير كل المسلمين، لأنهم برأيهم يرضون بحكم الكفر، ولا يساعدونهم علي إقامة خلافة إسلامية يكون خليفتها رئيس حزب التحرير، وتكون شبيهةً بالخلافة العثمانية، التي تعاون الوهابية مع الغربيين علي إسقاطها! أما فقه المسألة، فهو أن الحكم بكفر من يحكم بغير ما أنزل الله تعالي، لم يرد في القرآن بصيغة مطلقة، فقد ورد في ثلاث آيات في سورة المائدة، وأحكامها لم تنسخ لأنها آخر سورة نزلت من القرآن، وقد وصف الله تعالي فيها ثلاث حالات من الحكم بغير ما أنزل: إحداها بالكفر، والثانية بالظلم، والثالثة بالفسق: إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًي وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلاتَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلاً وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنْفَ بِالأَنْفِ وَالآذُنَ بِالآذُنِ وَالسِّنَّ بِالْسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَكَفَّارَةٌ لَهُ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ. وَقَفَّيْنَا عَلَي آثَارِهِمْ بِعِيسَي ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الآنْجِيلَ فِيهِ هُدًي وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًي وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ. وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الآنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فِيهِ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ. (المائدة:44-47). فالوصف الأول بالكافرين للأحبار الذين يحرفون التوراة، ويشترون بآيات الله ثمناً قليلاً! والوصف الثاني بالظالمين، لمن لم يحكم بما أنزل الله تعالي في قصاص النفس والجراج. والوصف الثالث بالفاسقين، لمن لم يحكم بما أنزل الله في الإنجيل. وعليه فلا تعميم في القرآن للحكم بالكفر علي كل من لم يحكم بما أنزل الله تعالي، والقدر المتيقن هو كفر الحاكم الذي يدعي الألوهية في التشريع والحكم، ويجعل ذلك حقاً لنفسه في مقابل الله تعالي! أما الذي يقيم نظاماً ويحكم فيه بغير ما أنزل الله، لسبب وآخر، ويعتقد أن التشريع والحكم لله، ولا يدعيه لنفسه مقابل الله، فلا يشمله حكم الكافر وإن انطبق عليه أحياناً حكم الظالم، أو حكم الفاسق. هذا عن نفس الحاكم صاحب نظام الحكم، أما حكم الراضي به فلا يمكن الحكم بكفره إلا أن يعتقد حق التشريع والحكم لغير الله تعالي ويحكم به. وبذلك يتبين كم يُغرق أتباع النبهاني في اجتهادهم كأتباع ابن عبد الوهاب! عندما يعممون الحكم بالكفر لكل أنواع أنظمة الحكم، ولكل من يرضي بها، ولمن لم يكفِّر الحاكم بها! فلا يكاد يبقي مسلم علي وجه الأرض إلا هم! وكتب أبو بشري وهو سلفي من الرياض بتاريخ11-01-2000، موضوعاً بعنوان: هل يمكن أن يكون العلماني مسلماً؟ فأجابه العاملي: إذا قال شخص: أنا علماني. فلا بد أن نسأله: ما تقصد بقولك هذا؟فإن قال: أقصد أني مسلم مؤمن بالإسلام، وأري وجوب تطبيق كل أحكامه الشرعية.. ولكني أري أن طريقة تطبيق الطالبان وأمثالهم تسئ الي الإسلام، وأفضِّل النظام العلماني علي نظامهم، لأنه لا يحمِّل الدين أثقال تجربته. فهذا الشخص لا يستطيع عالم مسلم في أرجاء المعمورة أن يكفره!! وكتب أبو هاجر: الأخ الكريم العاملي:كلمة علماني لها مدلول معين، فهي تعني من يفصل بين الدين والدولة. أي باختصار، يقول لله: لا شأن لك بنا، نحن نشرع لأنفسنا بأنفسنا! فهذا كمن يقول أنا بوذي أو أنا هندوسي! فالرجاء عدم التساهل في فهم المصطلح والمدلول. وكتب العاملي: موضوعنا الشخص العلماني الموجود في هجر وفي الشارع والجريدة.. وليس مصطلح العلماني الأكاديمي النظري الموجود في الموسوعات.. أنت تعرف أن مصطلح اليساري والعلماني في بلادنا لم يأخذ استقراره، خاصة مع التغيرات السياسية والفكرية العالمية والعربية.. فهناك أنواع اليساريين وأنواع العلمانيين.. ولا يمكنك الحكم علي يساري أو علماني بالخروج عن الإسلام إلا إذا صرح هو بذلك، أو قال إنه يحق للناس أن يشرعوا ما يناقض تشريع الله تعالي، وكان يعرف أن لازم ذلك تكذيب الدين والعياذ بالله. وعندما تشك في أنه من أي نوع هو، فإنها شبهة تدرأ عنه سيف التكفير. وحتي لو عرفت أن عقيدته تستلزم الكفر، فلا يجب عليك أن تشهر عليه سيف التكفير عليه، بل تناقش معه الموضوع بهدوء حتي توصله الي رحاب الإسلام. وكل العلم والتقوي يا أبا بشري وأبا هاجر في مسألتين: - من الذي يحق له تكفير الآخرين؟ - ومتي يجب تكفير الكافر، ومتي يحرم، ومتي يجوز؟! وكتب حكيم العرب: " وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ " صدق الله العظيم. وكتب أبو هاجر: الأخ العاملي: يا أخي الكريم، إسأل من تدافع عنه؟ونحن لنا بالظاهر، ولا داعي لتعقيد الموضوع. فمن قال عن نفسه إنه هندوسي، قلنا له يا هندوسي! أما تنفيذ حد الردة فيه، فهو من اختصاص القضاء. وكتب علي الأول: السلام عليكم.. تعلم يا أخي أن من أكبر المشكلات التي نعاني منها في عصرنا هذا، أنه صار من السهل لدي الكثيرين أن ينصّبوا أنفسهم معيارا " للحق المطلق" وما عداهم "باطل محض".. في حين يجب أن تُبني الأفكار والقناعات المتعلقة بالآخرين من خلال النقاش معهم ومحاورتهم، دون التشبث بأدني شبهة في سبيل إطلاق أحكام مبرمة بحقهم، وكأن الهدف الأول والأخير هو اصطياد نقاط تؤيد أحكامنا المسبقة تلك، فما نلبث أن نوصم هذا بأنه من أهل النار وذاك من أهل الجنة، وكأننا وكلاء الله في أرضه! أخي.. إسمح لي أن أقول بأن سؤالك أعلاه فيه من الإيحاء ما يدل بشكل كبير علي حكم مسبق ومُبَيَّت علي شخص لم تشرع بنقاشه بعد، وأقصد به الأخ العلماني هنا في هجر، لا في مجمل الفكر العلماني. فكرنا الإسلامي فيه ما يكفي لتفنيد ودحض الأفكار الأخري من خلال الحوار الهادئ والعقلاني، دون أحكام مسبقة. تقبل تحياتي. وكتب أبو بشري: السؤال عام.. علي الأول.. كل "عام" وأنتم بخير. وكتبHint: ما تعريف "المسلم"؟ ما تعريف "العلماني"؟ هل يمكن الجمع بين التعريفين في شخص واحد؟ وكتب الطالب: لا أعتقد أن التعريف يحل المشكلة في هذا الحوار، فالتعريف الإصطلاحي للمسلم والعلماني لايجتمعان في شخص واحد، ولكن الكلام في المصداق، فهل هذا الشخص المسلم الذي يدافع عن العلمانية يقول إنه علماني أو يقول إنها طريقة لإدارة الحكم، وهي تعني عدم إدراة الحكم من قبل رجال الدين، ولا يعني عدم تطبيق الإسلام، ولا فصل الدين عن السياسة. وذلك بالنظر إلي أن نشأة العلمانيةكانت ثورة ضد رجال الكنيسة الذين حكموا الناس بالباطل. وكتب قاسم جبرالله: نعم يمكن الجمع بين المسلم والعلماني.. لأن أصل فكرة العلماني هي فصل الدين عن السياسة وعدم التدخل فيها.. لكنه لاينكر الدين بل يقول الصلاة في المسجد والصوم في رمضان.. الدين في المسجد..فهذه شبهة تعتري الإنسان وإن كان مسلماً.. ولو قلنا إن كل علماني غير مسلم فسيلزم محذور كبير وهو خروج كثير من المسلمين اليوم عن الدين الإسلامي، والذين يرون بفصل الدين عن السياسة وإدارة البلاد، بما فيهم الحكام العرب، بل ستتعدي المسالة الي علماء البلاط الذين ينصحون الناس والمجتمع بعدم التدخل في شئون الدولة والسياسة. واعتقد كفي تكفيراً للآخرين.. مع ذلك فأفكار العلمانيين أفكار سطحية خاوية من مضمون، فما هي إلا عناوين براقة متأنثة، والفكر الإسلامي قادر علي تفنيدها بالأسلوب العلمي والمنهجي، لا الحكم بالتكفير والمقاطعة.. الذي هو أسلوب العاجز المفلس ثقافة وفكراً. والسلام. وكتب العلماني: شكراً علي محاولة فهم معاني لقبي، والخوض في معني العلمانية عامة وعرضها علي أضواء الدين الإسلامي خاصة. ولسوف تكون حقاً لي وقفات حول هذا.. ثم هناك ملاحظة بسيطة مفادها أني أكتب هنا في هجر وفي المنتدي الحر (ديت نت) فقط.. فإذا ما كان هناك من يكتب بنفس الإسم خارج هذين الموقعين فإني أشكره علي اختيار هذا اللقب، ولكننا لسنا نفس الشخص إطلاقاً.. واسلموا لي. العلماني. وكتب أبو بشري: حسناً، ما هو أفضل مصدر علمي يمكن الرجوع إليه لأخذ تعريف"العلمانية"؟ وكتب جمال الصباغ: إن المغالطة الكبيرة التي وقع بها المثقف العربي أنه نقل بالعلمانية مفهوماً غربياً جاء ليعالج تسلط رجال الكنيسة أو الكهنوت علي مقدرات الحكم في مجتمع غربي، يدين أهله بالمسيحية كدين توحيدي سماوي، والذي يختلف عن الإسلام كدين وأحكام أمرنا الله ان نعمل بها، إلي مجتمع يختلف عن الغرب بعاداته وتقاليده ودينه. لقد تعولمت العلمانية دون مراعاة الخصوصيات الحضارية للمجتمع العربي الإسلامي. وعندما تلقفها المفكرون العرب من الغرب، أرادوا من خلالها الإستقلال من ظلم العثمانيين واستبدادهم، ورداً علي دعاة القومية التُّورانية ومضاهاة للشعور القومي آنذاك في حقه في الوحدة والحرية. في الوقت الذي نعلم به أن لا كهنوت ولا حكم لرجال الدين في الإسلام، ولا وساطة بين الفرد والخالق، بمعني أن لاسلطة دينية تشعر دوماً أنها صاحبة الحق المطلق. نري أن العلمانية يجب أن لا تطرح في مجتمعنا العربي الإسلامي، في حين أن المقصود بتبني العلمانية ومعارضتها، هو تلك الأحكام التي جاء الإسلام بها. إن من يطرح العلمانية مغالطة لا يريد أن يري في الإسلام حكماً، ومن يعارض العلمانية يريد أن يقيم حكم الله كما جاء في القرآن الكريم علي الأرض بحجة أن ذلك أمر إلهي. وبين الفريقين تتنوع الإتجاهات وتختلف. وإن قبلنا باستعمال مصطلح العلمانية، فإنا نعني من ذلك حكم الإسلام أم عدمه، وأسلوب نقل ذلك الي الواقع العملي. وهنا تعدد المنظرون: في حين أن مصطفي محمود مثلاً يقول في كتاب الماركسية والإسلام:" اكتفي القرآن في موضوع السياسة والحكم بإصدار توصيات عامة لها صيغة الأزلية". يقول حسن البنا: "يتعين علينا أن نقف عند هذه الحدود الربانية النبوية، حتي لا نقيد أنفسنا بغير ما يقيدنا به الله.. إن الإسلام كدين عام انتظم شؤون الحياة..جاء أكمل وأشمل من أن يعرض لجزئيات هذه الحياة، وخصوصاً في الأمور الدنيوية البحته". أما راشد الغنوشي فيقول: "إن الشريعة عندنا ليست قوالب فوقية متعالية جاهزة للتطبيق حيثما اتفق، بقدر ما هي جملة من القيم والقواعد والمبادئ العليا المطلوب تفاعلها مع خصوصيات زماننا". وهناك العديد من الإختلافات الجزئية والعامة بين معظم العلماء والمفكرين والمثقفين. فإما أن نقبل بحرفية النص في حكم الله أو نرفضه، أو نعتبره مرجعاً للعديد من الأحكام الوضعية، التي تناسب روح الزمان المكان. ولكن عندما نقبل بحرفية النص الديني نحتاج الي من يفسره، لأن النص لا يفسر نفسه، وهنا ظهرت مجموعة من الناس جعلت نفسها المرجع والسلطة الأخيرفي أمور الدين والشريعة، وكما يقول محمد عمارة: "إن التاريخ الإسلامي عرف رجال دين زعموا لأنفسهم سلطاناً في التحليل والتحريم، أو احتكروا لآرائهم صفحات الرأي الوحيد، ومن ثم الرسمي للإسلام". كما لا ننسي زعمهم بأحقيتهم في التكفير وحتي العشوائي منه. وهنا نصل بطبيعة الحال الي الإعتماد علي هذه الجماعة، وهي لا شك من علماء الدين لتكون سلطة تشابه سلطة رجال الكهنوت في الدين المسيحي لتتحكم بأمور الدين والدنيا. وهنا بل وهنا فقط ينطبق مفهوم العلمانية الغربية في المجتمع العربي الإسلامي. وتعليق أخير حول إمكانية أن يكون المسلم علمانياً بمعني عدم الرجوع الي أحكام الإسلام، فإن التاريخ يؤكد لنا أنه ومنذ الخلافة الأموية وإلي عصرنا هذا علمانية التجارب العربية الإسلامية مع بعض التباين. إن التجربة الإيرانية لم تكتمل بعد للحكم عليها. والتجربة الأفغانية ما هي إلا تشويه فاضح للإسلام وحكمه. وكتب أبو هاجر: يا جمال: قولك: "إن المغالطة الكبيرة التي وقع بها المثقف العربي أنه نقل بالعلمانية مفهوماً غربياً جاء ليعالج تسلط رجال الكنيسة أو الكهنوت علي مقدرات الحكم....الخ.). وأنت تغالط أيضاً! قولك: (نعم لارجال دين في الإسلام). لكن هناك سلطة دينية وقضائية في الإسلام، وهي مناطة بجميع المسلمين حيث أن عليهم جميعاً تحمل هذه الأمانة. الي آخر رد أبي هاجر.. وهو كلام عادي، فيه حدة. وكتب أبو بشري بتاريخ15-01-2000، موضوعاً بعنوان: ماهو الأولي: قتال العدو الخارجي للأمة أم تنقية الصف من عملائه العلمانيين؟ بلا شك، فالأخطار التي تحيط بأمتنا كثيرة.. منها ما هو خارجي، ومنها ما هو داخلي.. الخارجي يتمثل في الغزو الثقافي من أعدائنا من اليهود المغضوب عليهم أو النصاري الضالين، والغزو العسكري من قبلهم ومن قبل الشيوعيين الملاحدة، ومن قبل عبّاد الأبقار من الهندوك أو غيرهم. والداخلي يتمثل في العمالة (الطابور الخامس) لهؤلاء الأعداء، والمتمثل في قطعان العلمانيين والشيوعيين، والذين يزعمون أن ولائهم للأمة، بينما عقائدهم وأعمالهم تصرح قبل أن تلمح أن الولاء لأربابهم في الغرب الكافر أو الشرق الملحد! وكلا النوعين من العداء خطير وهام.. لكن ما الأولي وما الأوجب وما الأهم، قتال العدو الخارجي أم تصفية الصف من العدو الداخلي؟ وكتب أبو المقداد، وهو طالباني باكستاني أو أفغاني: الأولي في القتال هم الطابور الخامس من المثقفين العرب أو طبقة الأدباء الذين يرون كيف أن أعداء الله ينبشون في لحم المسلمين ولايحركون ساكناً! كل هم أحدهم المعري والمتنبي وبحور الشعر وأنهار النثر! وتصل به الحقارة والدناءة أن يسمع الطعن الصريح في الإسلام وفي صحابة الرسول ولا يتحرك إلا إذا طعن البعض فيه. هذه الفئة أخطر فئة علي الإسلام! فأنت تقول له: قال تعالي وهو يقول لك: السيف والبيداء! قد اشتري المتنبي والمعري وعاش في أوهام الشعر والبلاغة، والبحر الطويل والبحر القصير والبحر الأبيض المتوسط! وكتب ملح الأرض: وهناك نظرية تقول إن العديد والعديد من الإسلاميين المتشددين، وهم أطفال كانوا يتعرضون للضرب الشديد علي يد أمهاتهم، بسبب قيامهم "بالتبول علي أنفسهم"وعلي فراشهم! وبعد أن شبوا وشابوا راحوا يظنون أن أحداً لا يعرف تاريخهم، وانهم يمكن أن يثبتوا أنهم كبار توقفوا عن هذه العملة الوحشة! لكننا عارفيهم كلهم، وعارفين أنهم الي الآن علي عادتهم، وعارفين الكتب الوحشة الحمرا التي يقرؤونها، وسنلسعهم بالنار. ونفضحهم صوت وصورة! وكتب العاملي: العلمانيون بمقياس فقه الإسلام خمسة أقسام: فمنهم، مسلم تام الإسلام، ولكنه يدعو الي دولة غير دينية لاعتقاده بعدم كفاءة المتدينين.. أو لأي دليل مشابه. ومنهم، مسلم ناقص الإسلام يتقبل التوضيح والتفهيم. ومنهم، متأثر بأفكار الغرب أو الشرق، ومقتنع أنها لا تتنافي مع الإسلام. ومنهم، منافق لا يؤمن في باطنه بالإسلام، وليس عميلاً لأعداء الإسلام. ومنهم، منافق لا يؤمن في باطنه بالإسلام، وهو عميل للغرب أو الشرق. فمن هو الجهة التي لها حق التشخيص، وإصدار الحكم علي العلماني؟ كل هذا إذا جاز فتح معركة مع العلمانيين داخل البلاد الإسلامية كما تقول! ولكن مَن قال لك إن هذه المعركة جائزة؟فهم ليسوا أسوأ من المنافقين في عصر النبي صلي الله عليه وآله، ولم يفتح معهم معركة، ولا قام بتقتيلهم! ثم.. هل تعرف معني فتح الإسلاميين معركة مع العلمانيين؟ معناه هزيمة الإسلاميين وتنفير الناس من الدين، وتسلط الأفكار الغربية علي بلادك بالكامل! اللهم ارزقنا عقولاً راجحة نخدم بها دينك وعبادك. وكتب أبو بشري: ملح: أقذر إنسان مر علي البشرية هو ماركس بلا منافس، وأتباعه نسخ منه. العاملي: العلماني=اللاديني=المنافق. وكتب العاملي: يا أبا بشري، أفرض أني أريد أن أسمع رأيك، أو أدخل في حركتك أو جماعتك.. فكيف تريدني أن أطبق أوامرك الشرعية في وجوب (تنظيف) الجبهة الداخلية من الفئة المنافقة العلمانية؟ هل أحمل الرشاش والمتفجرات وأذهب الي أقرب سينما أو فندق وأفجرها بها؟ هل أبدأ بأقاربي؟ ماهي خطتك لهذا العمل الجنوني، الذي تريد أن تحمله لهذا الدين المسكين، الذي ابتلي بأنك تدعي أنك وليه الشرعي، والقيم علي أموره وفتاواه؟! إعقل يا أبا بشري، فإن مشكلتك مركبة من الخيال الذي تريد أن تحمله للواقع ومن خيال أكبر، عندما تدعي لنفسك مقاماً في الدين، لا يدعيه أكبر علماء العصر! فما هو دليلك علي أنك مفوض من الله تعالي في كل أمور دينه، تقدم للناس النظرية، والتطبيق، وتزعم أن الله أوجب عليهم أن يطيعوك؟!! فأي بشري تحملها، يا أبا بشري؟! وكتب مالك الحزين: سؤال بسيط للسيد أبي بشري: ماذا تفعل لو وليت أنت ومن علي فكرك أمور هذه الأمة، بالعلمانيين والشيوعيين والنصاري والبهائيين والشيعة والدروز وغيرهم من الفرق الضالة؟ هل ستقتلونهم، أم ستجبرونهم علي الرحيل؟ وماذا لو تمسكوا بمعتقداتهم؟ لا أريد نظريات في المطلق، الله يكرمك، أريد إجابة بسيطة تناسب قدراتي العقلية المتواضعة. وكتب هشام العابر: سؤال أكثر فهماً لواقع المدعو أبا بشري: ماذا ستفعل بفكرك البائس هذا لو نفذ البترول؟ الناس علي دين ملوكهم.. أو بالأصح لمصلحة ملوكهم. وكتب الخزاعي: بشراك يا أبا بشري! هل لك أن تأتينا بنص قرآني أو نبوي، أو فعل أو تقرير لرسول الله صلي الله عليه وآله علي وجوب قتال العلمانيين(المنافقين)ما داموا يحملون الفكرة دون أن يرفعوا السيف؟ وحتي العدو الذي تسميه خارجي، من أفتي بقتاله في عصرنا إذا لم يكن محارباً؟! يا أبا بشري: أتعلم أن العهود والمواثيق مع الكفار لا يجوز نقضها (وأوفوا بالعقود). مع التحيات. وكتب العاملي بتاريخ27-02-2000، موضوعاً بعنوان: الديانة الحامضة.. أيهما أسوأ.. التدين الحامض، أو التقصير في التدين؟ كنت أقارن بين عناصرهما ونماذجهما، فلم أدر أيهما أسوأ! من قصص الديانة الحامضة: أن أحد العوام (المتحضين في العامية) صار متديناً داعية للدين حريصاً علي اغتنام كل مناسبة لهداية الناس الي الدين كما يفهمه! كان يعيش في المدينة، فجاءه خبر موت أبيه في القرية.. فذهب لحضور جنازة أبيه، ولما دخل الي البيت وجد الناس مجتمعين حول جنازته يقرؤون القرآن، ففكر أنها فرصة لموعظتهم! فسلم عليهم بوقار، وتقدم الي جنازة أبيه وكشف الغطاء عن وجهه وقال: هذه آخرتك يابن آدم، وأنت تحرص علي الدنيا.. تفٌّ عليك! وتفل علي وجه أبيه!! ومن قصص الديانة الحلوة: أني قلت لأحد العلماء الأتقياء يوماً: أعتقد أنك لو أمرت فلاناً من أرحامك بعمل كذا، لانحلت المسألة. فقال: آمره؟! وهل أنا نبي أو وصي حتي آمر أحداً؟! سألته: وهل لا تأمر أحداً أبداً؟! قال: كلا، لا آمر ولا أنهي ولا أترأس علي أحد، بل أقول للناس أو لأسرتي: رأيي كذا، أو أبين له الحكم الشرعي، وهو يختار.. أنا أفر من الأمر والنهي، ومن الترؤس علي أي مخلوق، منذ قرأت عن خطر ذلك علي دين الإنسان!! ألفتني هذا الخُلق وهذه (الديمقراطية الدينية)، فتتبعت تطبيقه له فرأيت أنه يتعامل بهذا الأسلوب الرفيع مع عائلته ومع الناس! فاتقوا الله أيها المتعطشون للترؤس علي الناس وأمرهم ونهيهم.. وتكفيرهم!

شدة بعض العلمانيين علي الدين و أهله علماني غربي يفتح النار ضد الدين

كتب غربي بتاريخ01-09-2000، موضوعاً بعنوان: نيتشه: ضربُ قواعد الأخلاق، وأفول أصنام الدين ومائة عام علي القوة ولم يكتب في موضوعه شيئاً سوي عبارة: (لعنة الله عليك يا غربي)! فقد كررها نحو أربعين مرة وملأ بها الصفحة! يشير بذلك الي ما يتوقعه من لعن وتكفير لطرحه أفكار نيتشه الإلحادية التحللية، المضادة للدين والأخلاق! فكتب نادر: غربي. لقد عاد نادي الفكر العربي (وهو ناد حوار يساري) بموقع جديد، تجد عنوانه في مشاركة "مالك الحزين". ماذا يحدث هنا؟ لعلك تنقلها هناك كاملة دون تعديلات! والآن دعني أعود أقرأ مشاركتك، وعلي ما أظن هي التي أعلنت عنها في نادي الفكر، واستغثت من أجلها بالعلماني، ليكون ردءً لك عندما يئط ظهرك من حملها!! وكتب مالك الحزين: لي قصة طويلة مع نيتشه، تمتد بطول المسافة من"التوعية"إلي الوعي من "التلقين"إلي"الإكتشاف" ومن الإتكاء علي جدران صلبة، إلي اختيار الريح مسنداً ومتكئاً ووسادة.. نيتشه حمل عقله(وحملني معه) ليقضي بالإعدام علي ما دون العقل منزلاً ومنزلة.. قضي علي كل العبوديات، لكنه ألقانا رهائن عبودية جديدة هي"عبودية العقل" ومن ثم"القوة".. لذلك كان منطقياً أن يخرج من جيبه هتلر وموسوليني وحتي "ستالين" الذي اعترف بتأثيرات نيتشوية عليه.. كان صعباً أن أجبر عقلي علي رفض نيتشه، وعبد الناصر لأن ثمة "جرثومة" تربطني بهذه الكائنات. هي ليست بالتأكيد"عقلانية في أحكامها"، لكنني رغم كل شئ أحاول. وكتب العلماني: 1- لقد كنت أتنفس بحشرجة المختنق، ومبادئكم الأدبية معلقة فوق رأسي فعمدت إلي قتلها كما تقتل الأفعي، أردت الحياة فوجب عليَّ أن أموت... 2- لمن صعاب الأمور أن يتغلب الإنسان علي ما كمن فيه من ماضي الزمان فينظم الحوافز لدفعها متحدة إلي هدف واحد، ذلك لأن هذا العمل لا يقوم علي إلغاء الغرائز الشريرة فحسب، بل يستدعي منك أيضاً أن تمحو الغرائز الطيبة لتعود إلي بعثها... 3- ما الإنسان إلا كائن يجب التفوق عليه. (من مفكرة فريدريك نيتشه الخاصة.. جمل قصيرة نشرت بعد وفاته). وكتب الأبهاوي: كان كتابه "هكذا تكلم زرادشت" دعوة صريحة الي التمرد الي بعث النبي زرداشت المعاصر، الي استنطاق الإنسان عن مكامن الألوهة في ذاته. تقول أخت نيتشه: "نحن عائلة اعتدنا علي الصدق" وكان نيتشه صادقاً الي درجة السفور.. كان التلامذة من أصحابه في المدرسة يستشعرون المهابة من وقوفهم أمامه. كان نافذ البصر لوذعياً.. نعم لقد حطم الأصنام كما أشار الأخ غربي وأشرت ذات مرة في موضوع علقت فيه علي أمثال صارت لدينا بني يعرب بمثابه البوصلة التي يتحدد عليها السلوك.. يزعم عبد الرحمن بدوي في "سيرة حياتي" أن كتابه الموسوم "نيتشه" ضمن سلسلة "خلاصة الفكر الأوربي" قد أثر في جمال عبد الناصر، وفي الضباط الأحرار، وقد قبسوا منه فكرياً قبل أن يثوروا... والكتاب بالفعل من أول صفحة يدعو الي الثوره بأسلوب أدبي رفيع.. ولكن هل أصيب بالجنون في آخر ثلاث سنوات من عمره؟ أغلب الآراء تؤكد ذلك، وبعضها الآخر ينفي. والجميل أن الجامعات الأوربية لازالت تبحث عن المزيد من سيرة هذا الرجل ومن مؤلفاته، بينما اكتفي بني يعرب بترديد ما قاله الأسلاف، أو بمعني آخر اقتبسه من الأسلاف نفسهم ". ماترك الأول للآخر شيئاً" هكذا نحن العرب. الدكتور بدوي ارتأي أن يستعمل مصطلح "الذحل" لوصف حالة العبيد، وهو مصطلح عربي أفاض فيه أبو حيان التوحيدي في"المقابسات". ودمتم. وكتب غشمره: نيتشه، فيلسوف القوة، ومن أكثر الفلاسفة المعاصرين إثارة للجدل، ولعلي لو قلت إن لفلسفة القوة التي بشر بها في ألمانيا أثرها في الحربين العالميتين لما كنت مبالغاً. فمن المؤسف أن فلسفة القوة التي نادي بها نيتشة استغلت أسوأ الإستغلال لأغراض عنصرية بحته، وليس الذنب ذنب الفيلسوف الكبير، ولكنه ذنب الحمقي حين لايحسنون الفهم، ويلوون رقبة النصوص لتتناسب مع ما ينشدونه من غرور وتعاظم، لذلك آمن بها هتلر وموسوليني وأضرابهم من الدكتاتورات شرقاً وغرباً! ومن المفيد هنا أن نتعلم أن الحرية التي كان نيتشه يسعي اليها لم تكن تعني الإنطلاق من كل قيد، فهذا ضعف وفوضي كما قرر ذلك كل الفلاسفة، والضعف من أخلاق العبيد كما قرر نيتشه، لكنها تعني في مفهومه انطلاق الإنسان من كل ما من شأنه إعاقته عن الوصول الي الإنسان الكامل (السوبرمان) الذي بشر به في كتابه العظيم: هكذا تكلم زرادشت. ومن أعجب ما في هذا الرجل أنه حارب العقل والنقل معاً! في حين أجهد غيره من الفلاسفة (في الشرق والغرب) أنفسهم في محاولة التوفيق بين هذين الأقنومين لفهم الطبيعة، ومحاولة إدراك ما وراء الطبيعة. هل أصاب نتشه؟ هل أخطأ؟ لا شك أنه أخطأ وأصاب، مثل غيره من الفلاسفة لكن تبقي له ولغيره تلك المحاولة الرائدة لفهم الطبيعة الإنسانية، والعمل علي فصلها عما وراء الطبيعة، ثقة بالقدرة الإنسانية وحدها، وقد مضي في طريقة مستهيناً بالفلسفة الأخلاقية العامة والمقدسات الدينية، بل حتي العقلانيات والأصول الفلسفية المتعارف عليها. وأن نتفق معه أو نختلف اليوم، فذلك لا يعني الكثير بالنسبة له، لكنه يعني لنا نحن، ومما يعنيه: مدي قدرتنا علي فهم الآخر واستيعابه. كنت أنوي أن أعابث الصديق الكريم غربي، فأذكره أن صديقه الفيلسوف قضي سنواته الأخيرة مجنوناً بين المصحات وعناية أمه وأخته، ولكني علمت أنه سيقول لي: أصيب بالجنون عام1890، ولم يكتب كلمة واحدة منذ ذلك التاريخ وحتي وفاته عام1900، وما تركه لنا وهو عاقل يستحق أن نفكر فيه معاً وسأجيبه: صدقت. نشوفكم علي خير. قال العاملي: غشمرة هذا، مثقف من الرياض، يميل الي الفكر السلفي ولايؤمن به، وخطه الوسطية والتوفيق بين الأفكار المختلفة، فهو عقلاني في هذا الخط، لكنه غير عقلاني في قبول التناقضات الفكرية، والتي وقع فيها في كلامه عن نيتشه! وكتب العاملي: الأخ غربي، ماهي الأفكار التي تعجبك في نيتشه، بالضبط من فضلك؟ وهل تسمح بمناقشتها، أم تريد أن يكون موضوعك فقط لتعظيم نيتشه والنيتشويين ومديحهم؟ وكتب حكيم العرب: في حلقي كلام سأخرجه الآن إلا قليلاً.. نيتشيه، وهكذا تكلّم أو تحدّث زرادشت.. وهو الكتاب الوحيد الذي قرأته لنيتشيه علي فكرة، وقد قرأته بالإنجليزيّة أول الأمر، لذلك لم أفهم منه الكثير في وقتٍ كانت إنجليزيّتي تعاني ولكن بصراحة، في أوّل مرّة وقع تحت يديّ الكتاب.. سألت جدّي (و هو قارئٌ من الطّراز الأول، يصفونه بأنّه دودة كتب، ومحبٌّ للفلسفة، قال لي الرّجل بالحرف الواحد وقتها وقد كنت طفلاً.."هذا وأحد مجنون يا جدّي"). أعرف أنّ هذا الكلام قد يثير سخرية البعض، ولكن بعد هذا الحادث بتسع سنوات، قرأت "هكذا تحدّث زرادشت" لأخرج فقط مؤكّداً لنفسي أنّ هذا الرّجل مجنون.. لماذا بدا لي مجنوناً وقتها؟ربمّا هو الرّفض المبالغ فيه، رفضُ كلّ شئ، ورفض أي شئ، تصوير الإنسان السّوبرمان.. هتلر وكفاحي، والذي كنت قد قرأته من قبل.. لست أدري.. كلّها أمورٌ اختلطت، ولطالما حدث معي مثل هذا، مع فكرٍ كهذا. لي صديق من عشّاق نيتشيه وهتلر، ويقول إن الثاني إبن الأول، وأنّنا بحاجة إلي مثلهما في أمّة العرب لنتقدّم. مع النقاشات الكثيرة التي دخلتها مع هذا الصّديق، وصلنا إلي بعض النّقاط المشتركة.. وهذا يدخلني إلي الحديث عن هتلر.. وأنا بصراحة، أعتبر أنّني فهمت نيتشيه أكثر من خلال هتلر! لربّما يري الأصدقاء أنّ هذا الفهم خاطئ، ولكنّني أقول هذا لأنه ما حدث، ولايزال الإسمان عندي مقترنين، ولا يزال "حديث زراديشت" يجد صداه العملي التّطبيقي في "كفاحي" في نفسي علي الأقل. من الصدف العجيبة علي فكرة، أنني في بداية شهر آب كنت أعيد قراءة هكذا تحدث زراديشت بالذات، ودون أن أعرف أن هذا الوقت، هو ذكري وفاة الكاتب.. الحقيقة، أطمح لأن أري نقاشاً أكثر تفصيلاً، بل وسرداً أكثر تفصيلاً لحياة نيتشيه وأعماله، وأكثر صراحة.. صراحة نحتملها جميعاً دون تشنّج كالذي يحصل في كل مرة نناقش فيها أفكار ماركس! قبل أن أختم أقول، كنت فعلاً هممت بأن أداعب الحبيب غربي أنا الآخر، بذكر جنون "صاحبه" ولكن وجدت العزيز غشمره حرق الفيلم قبل أن أبداً! شكراً لكم علي كلّ حال، وسامحوني علي عرضي الساذج، وفهمي البسيط. وكتب أبو مهدي: في الواقع أعجب.. ولم أزل أعجب أن هذه الفلسفات البائدة لم تزل تجد منا الوقت للوقوف عندها.. متي كان الحق للقوة؟متي كانت الحياة للأقوياء؟ ومتي نفكر قبل أن نشيد؟ تحية أخي الغربي وبقية الإخوان. وإلي مواضيع أدبية موفقة أكثر. وكتب غربي: دكتور مالك: العظماء والمبدعون هم ذمم التاريخ، وغذاء الذاكرة الكونية. اختلفنا معهم أو اتفقنا.. تبقي شخوصهم رهن الإحترام. لاتحاول في شئ.. دعهم يفرضون حضورهم علي وجدانك، وحتي علي عقلك.. فقد فرض هؤلاء وجودهم علي اللوح المحفوظ لبني الإنسان. أبهاوي... كنت أظن(الذحل)من منحوتات البدوي! معلومة رائعة يا صديقي، ربما لأنني كنت أجهلها. غشمرة: في رأيي غير المتواضع يا غشمرة حتي قبل اختلاله العقلي، عاش نيتشه حياته في ضرب من الجنون. ألا تري كل هذا الدمار الإبداعي؟ أرجو أن أستوفي لاحقاً ما يتعلق بالتنويعات الكثيرة الممكنة، في تلقي فلسفة القوة. في الفترة الأخيرة تحركت أدبيات فلسفية باتجاه العودة في قراءة فسلفة نيتشه وتأويلها من جديد. العاملي: لا هذه، ولا تلك. إن كنت أعظِّم نيتشه وليتني أفعل، فأنا أعظِّم الإبداع الإنساني. هذا مقال احتفائي يا صديقي..لا تكن متسرعاً. علي كلٍ يعجبني بكل صدق التدميرية النيتشوية صوب الثوابت! والتطاول علي الأصنام وملامسة المحظور.. والجدة، والروعة، والبلاغة، في كل ذلك. أنا أحمل ما حمله الأبهاوي من مقارنة. الأبهاوي: تجده في الأعلي! حكيم العرب: دائماً تبخس نفسك حقها يا حكيم. إسمع.. يجب أن يبدو الحكيم واثقاً من نفسه معتداً بها، حتي يوحي للآخرين بحكمته. أكاد أتفق مع جدك كثيراً يا طارق.. ومن الكلمات الباقية(عندما يعجز العقل عن حل مشكلة... حلها الجنون!) والجنون فنون، ونيتشه لوحده فنٌ باقٍ، أعجب ذلك أبو طارق، أو لم يعجبه. أبو مهدي: وأنا يبلغ مني العجب المبلغ الحرج، يا أبو مهدي! (ومتي نفكر قبل أن نشيد؟) ومتي نفكر بعد أن نقرأ؟ أبو مهدي..سلمت براجمك من الأوخاز. وكتب العاملي: الأخ غربي، قلت: (يعجبني بكل صدق، التدميرية النيتشوية.. صوب الثوابت! والتطاول علي الأصنام.. وملامسة المحظور..). فهل حب الذات من الثوابت أو المتغيرات؟ وهل تشمله هذه القاعدة أم لا؟ وهل نفس هذه القاعدة الإبداعية النيتشوية (السلوكية التدميرية الفكرية والعملية) من الثوابت في رأيك أو من المتغيرات؟ وهل تشمل نفسها فيجب تدميرها؟!! وكتب غربي: شيخنا العاملي.. كما تلاحظ، وبفطنتك، فالأمر عبارة عن مقال احتفائي، بمناسبة القرن علي نيتشه، وقد سألتني في الأولي وأجبتك، وفي السطر أعلاه، الجواب مرة أخري. لا بأس من الحوار.. أبداً، لا بأس. ولكن، ربما يهمك أن تعلم بأن عرضي لفلسفة القوة، أو استعراضي لأي فكر آخر، لا يعني بالضرورة اتفاقي معه. وهذا يختلف تماماً عن موقفي إزاء نقاش ما، أدلو فيه بدلو رأيي، وقناعتي. أيضاً وأيضاً.. فإن أعجابي بصياغة، وتأثري بأسلوب، قد يكون مرده أمور وجدانية بحتة، دون أن يقف العقل منها موقف إعجابٍ مشابه. أستاذي الفاضل... هل تري من ضير في مراجعة فكرٍ ما، أو استذكار إبداع إنساني، حتي لو اختلفنا معه؟ ثم.. أسئلتك الأخيرة.. لم أفهم منها شيئاً! أو أنني فهمتها، ولم تبدو لي كبيرة تعلق بالموضوع. شيخنا.. هل هي مناظرة؟! وكتب العاملي: الأخ العربي، غربي، كما تحب.. ولست مغرماً بالمناظرات.. فقط أحببت أن ألفتك الي أن ثورة نيتشه وغيره علي الثوابت تتضمن: التناقض.. والظلم. أما التناقض فلأنه رفض الثوابت مطلقاً، في حين قدم بدلها (ثوابت) أخري بني عليها فلسفته، من أهمها: حب الذات الفردية.. والقوة! فإن قال بأنهما أمران ثابتان، فقد اعترف بالثابت! وإن قال متغيران فقد اعترف أن نظريته غير يقينية بل هي فرضية واحتمال.. ولا قيمة للفرضيات حتي تصير علمية ثابتة!! وأنت أبديت إعجابك به حيث قلت: (يعجبني بكل صدق، التدميرية النيتشوية صوب الثوابت! والتطاول علي الأصنام.. وملامسة المحظور) وهي نزعة في التجديد وإعادة صياغة الأفكار، أقدرها في أمثالك من المثقفين، لكنها تأخذ أحياناً صيغة الإندفاع العاطفي التدميري، فتدمر نفسها!! وأما الظلم.. فلأن نيتشه يبرر القوة وأفعالها الي حد التقديس! وهذا لا يمكن لعاقل أن يوافق عليه! وإن وافقت عليه أنت، فقد سمحت لأي ظالم يقدر علي أن يظلمك، أن يفعل! فهل تعطي لمجتمعك إجازة قانونية لظلمك؟!! وكتب الأبهاوي: كانت الفلسفه تعتمد علي منهجين للدراسه: الأول: تاريخ الفلسفه، كما عند إمييل برهييه في مطوله "تاريخ الفلسفة" وقد ترجمه الي العربية د. جورج طرابيشي. المنهج الثاني: هو دراسة(مواضيع الفلسفة) أي تلك المواضيع التي اهتمت بها الفلسفه مثل"الأخلاق، الميتافيزيقيا، النفس،..الخ." كل واحدة علي حدة تتصاعد وتنخفض بحسب رؤية كل فيلسوف، ولكن في إطار الموضوع ومن رواد هذه الطريقة: هنتر ميد. ومن أحدث النظريات في دراسة الفلسفة تلك التي عرفت الفلسفة بأنها فن صياغة المفاهيم، ومن رواد هذه الطريقة "جيل دولوز" في كتابه الذي صدر منذ سنوات قليلة بعنوان "ماهي الفلسفة؟" يقول مؤرخ الفلسفه الكبير يوسف كرم عن نيتشه: "أديب مطبوع حشر في زمرة الفلاسفه، لأنه فكر وكتب في الإنسان ومصيره والأخلاق، وفكر تفكير الأديب، وكتب كتابه الأديب أو النبي الملهم". ويقول أيضاً: "لانستطيع أن نقول إنه مبتكر مذهبه، فقد أخذ أركانه عن شوبنهر وفاجنر". ويقول: "لم يأت بالجديد(من الوجهه الفلسفيه) وكل الجديد عنده ذلك الضجيج الذي يقال له أدب". (تاريخ الفلسفه الحديثه ص412). وفي خصوص كتابه: "هكذا تكلم زرادشت" أو "هكذا تحدث.." فالترجمة تختلف، وهو كتاب من الصعوبة بحيث يجب علي القارئ أن يقرأ عنه قبل أن يقرأه! ومن الكتب الجيدة التي تناولت هذا الكتاب بالتأويل والشرح: كتاب بعنوان "زرادشت نيتشه" لمؤلفيه بيار هيبر- سوفيرين. أما في خصوص جنون الفيلسوف، فإن هناك من يقطع بالتاريخ ويتحدث بشكل جازم، أمثال ول ديورانت في كتابه "قصة الفلسفه" وهو كتاب يتناول قصة حياة الفلاسفه أكثر من فلسفتهم، وهو من تلك الكتب التي توصف "بالأدبيات". وقد هجاه عبد الرحمن بدوي في "سيرة حياتي" باعتباره كتاباً لايقدم ولا يؤخر.. والصحيح أن الفيلسوف قبل أن يصاب بالشلل كما يسميه برهييه، كان قد عاني من المرض واشتدت عليه وطأته، قبل أن يموت بعشرين عام، مما دفعه الي ترك التدريس في جامعة بال، واستمر المرض في الإشتداد حتي أصيب بالجنون. وكانت والدته قد احتضنته بعد أن أصيب بالشلل حتي وفاتها، وأخذته أخته اليزابص. ويقال إنه أفاق ذات مرة وقبل وفاته بعام حينما سمع أحدهم يتحدث عن الكتب، وقال "وأنا أيضاً لي كتب جيده "! ولا أعلم لماذا يتداعي الي ذهني قصة الشاب الذي عالجه ابن سينا من جنون العشق حينما ابتكر طريقته، فبعد أن نطق ابن سيناء باسم حبيبته أفاق من جنونه!! هل ينطبق الحال هنا علي نيتشه؟ إن هذا الفيلسوف في نظري هو "فيلسوف الأدباء وأديب الفلاسفه"كما كان أبو حيان التوحيدي قبله. وشكراً ياغربي يا"أديب الفلاسفه وفيلسوف الأدباء". وكتب غربي: كبير يا عاملي. أستاذي... أتوق، ويشوقني، من يلقي بحجر علي ماء راكدة.. وكيف بي، إن كان هذا الحجر عبارة عن منحوتة رائعة، تستجلب نظر الناظر المتوسم، وتأخذ بجماع هواه، وتخلب من لبه.. بعض شئ. ولكي أغضبك قليلاً، فإن الشائقة تبلغ مني المبلغ الحرج، والعظيم، عندما يكون هذا الماء، ماءً آسناً يا عاملي، لم يطله الحراك، ولم تتغير صفحته، ولو بموجة صغيرة، ولو بفقاعة هواء، لسنين طويلة.. خلت. نيتشه مبدع ولا شك.. واحتفائي به هو احتفاء المتلقي- الناضج كما أزعم- بالإبداع. وكما تعلم تظل النيتشوية تحتمل الكثير من التأويل، رغم أن دلالاتها الكبيرة، وآليتها تشير إلي امتهانٍ لكرامة الإنسان، بحجة الإنسان الأعلي، أو بأي حجة نيتشوية أخري. يا عاملي... سؤالٌ: لن أستحلفك عليه: فيما يعرض من الثوابت.. ومشاركات لي مستمرة.. ونظير شعوري باحتدادك في المداخلات السابقة.. هل تملك ناحيتي ثابتاً معيناً، يا عاملي؟ أبهاوي... كلمات نيتشه الخالدة..(وأنا أيضاً كان لي كتبٌ جيدة) هي، أولاً: ورقة مستقبلية.. أحرقتها أنت عليَّ يا أبهاوي. وثانياً، هي كلمات مؤلمة، ومؤلمة جداً، لمن عجز عقله عن حل المشكلة، فحلها جنونه. وكتب العاملي: الأخوين الكريمين أبهاوي وغربي، أما إن كنتما تبحثان في نيتشه وغيره عن الحركة والتحرر من الجمود والركود.. فنعم، لأنه لا خير في الماء الراكد، ولا فيمن يألفه حتي يأسن معه! أولئك الذين يتصورون الثابت فوق التفكير وفوق البحث: لا ثوابت عندهم، ولاحقائق.. لأن الحقيقة الموضوعية تملك في ذاتها إثبات ذاتها، فهي لاتخاف علي نفسها.. إنها كقطعة الكريستال، كلما حركتها كلما خلبت ناظريك بتجدد أضوائها، وانكسار الشعاع من زواياها! إنها تشرق بالتحرك، وتخمد بالسكون.. الذين لايقبلون أن يتحرك الفكر الإنساني باحثاً عن الحقائق.. هم الخامدون وليست الحقائق. وأول دروس المنطق: العالم متغير، وكل متغير حادث... وسألتني أيها الغربي عن الثوابت، فهي فيك كثيرة.. أولها حب الحركة الدائب الباحث عن حقائق جديدة. ختاماً، لكما هذا الحديث الذي جعله النبي صلي الله عليه وآله ميزاناً للمتحرك والراكد: الشاب السخي المرهق بالذنوب أقرب الي الله وأحب اليه من الشيخ العابد البخيل.. فالعابد يأخذ لنفسه فقط، فهو راكد، والسخي يعطي مجتمعه فهو متحرك.. والمتحرك منسجم مع الكون المتحرك، وأقرب الي الحقيقة وربها. وكتب غشمره: أسعدني هذا الحوار(علي بعض الجفوة فيه)بين الصديقين غربي والعاملي، لأنه حوار العقلاء حين يختلفون، وهو نقيض في أسلوبه وغاياته لحوار آخر أشار إليه الدكتور نبيل في مقاله عن الرقم(19). وأحب أن أشدد هنا علي ما أكده غربي ولمح اليه العاملي، وهو أن إعجابنا بمفكر أو فيلسوف أو باحث في الشرق أو الغرب، لا يستلزم الإيمان بكل مايقول. والإيمان ببعض كلامه لا يعني الإيمان بكلامه كله، والخلاف معه أيضاً لا يستوجب توهين فكره بالكلية. بل وما نؤمن به اليوم من كلام مفكر أو مبدع قابل للكفر به في المستقبل، مع زيادة حصيلتنا الشخصية من التجربة والبحث والتفكير، وقد نكون نحن من أخطأ البحث والتجربة لا الكاتب أو المفكر، وهذا كله من المتحول وليس من الثابت. الخلاصة هنا: أننا نحترم في نيتشه قدرته علي تحريك المياه الراكدة، وعزيمته الدافعة الي البحث والتفكير، والإيمان الثابت بما توصل إليه. هل أصاب أم أخطأ؟ تلك قضية أخري، يجب أن ننظر اليها بعيداً عن تقديرنا لعظمة المحاولة والرغبة في التغيير. وما شككت لحظه أن وجود ألف مجنون باحث أكثر نفعاً للإنسانية من مليون عاقل خامد. كما أن وجود ألف مغامر باحث أكثر دلالة علي إنسانية الإنسان من مليون قاعد مترهل. نشوفكم علي خير. وكتب أبومهدي: وسلمت براجمك أخي غربي عن كل حرج وعار.. ولا زال مُنْهَلا بجرعائك القطر. ينبغي علينا فذلكة الأفكار.. فبماذا نحتفي إن لم تكن الفكرة أهلاً للإحتفاء. كم مر علي البشرية أمثال نيشتة.. وكم فيلسوف لم يكن وراء كلامهم إلا الظلمات يتبع بعضها بعضاً. الحركة التي نحتفي بها هي الحركة للأمام.. وإلا فلماذا لا نحتفي بهتلر.. أو هولاكو.. هم عظماء من ناحية.. ولكنها ليست العظمة الحقيقية.. لأنها لم تكن للإمام. فأنا معك أيها الأخ العزيز ومع الفاضل العاملي والأستاذ غشمرة، أن فكرنا يأسن إن لم نوقظه بالحركة، ولكني لست مع تقدير نيشتة ولا فكر نيشتة، لأنه كما أجده يتحرك.. ولكن للخلف! وقد قيل العلم قطرة كثرها الجاهلون. ولست مغرماً بالجنون حتي لو سمي فنوناً! أما إن كان يهواه غيري فهو وما يهواه في واسع الحل. هذا رأيي.. ولن أزال أستمتع بقراءة أساليب غربي الرائقة، ومقالات الإخوة الأحبة. مع تحيتي. ملاحظات فردريك نيتشه.. كاتب ألماني مصاب بالصرع توفي سنة1900، أعلن إلحاده وموقفه ضد الدين، ودعا الي العنف والدكتاتورية، فتبني أفكاره هتلر وموسليني ثم تبناه الشيوعيون والنازيون، ونشروا كتبه بعد موته بست سنوات، وسموه فيلسوف القوة والإنسانية! لكن اليهود هم أول من تبنوه وروَّجوا له اليهود ولدارون، كما جاء في البروتوكول الثاني لزعماء صهيون. والذي يعجب هؤلاء الشبان في نيتشه أنه: غربي، والخير في الغرب! وأنه متمرد يدعو الي الثورة علي السلطة! وهم ناقمون علي مجتمعهم ودولهم الراكدة في واقع ظالم متخلف، فيعجبهم كل من يعلن النقمة علي هذا الركود! ونيتشه يدعو الي الثورة علي الدين والقيم، وهم ناقمون علي الدين، لأنه يقف أمام رغباتهم، ومن رجاله من يبررون للحكام ظلمهم، فيعجبهم كل من يهاجم الدين ورجاله، ويتجرأ علي مقدساته. أما مستندهم الفكري في ذلك، فلا يحق لك أن تسأل عنه، بل عليك أن تعلن موقفك أولاً: هل أنت معهم، أم ضدهم؟ فإن كنت معهم أصغوا اليك وتقبلوا أفكارك التي تفيدهم في حركتهم! وإلا فأنت عدوهم، وعليهم أن يهاجموك بقسوة وسخرية! فهذه فلسفة القوة التي تعلموها من نيتشه ومدرسته! لقد رتب هؤلاء أولوياتهم: فالموقف السياسي قبل الفكر، وقبول الغرب وتعظيمه قبل الفكر، ورفض الواقع والنقمة عليه قبل الفكر، ورفض الدين والتمرد عليه قبل الفكر. وفي الحقيقة: أن الذات عندهم قبل الفكر، وإن لفُّوها بلفافة فكرية خَلِقَة! بل الفكر عند بعضهم ليس أكثر من مسَّاحة لحذائه، أو الأسوأ! فهل تستطيع أن تناقش أشخاصاً كهؤلاء؟! ليس في كلامي مبالغة، فإن أزمة هؤلاء الناقمين هو ذاتهم، التي يستغرق أحدهم فيها، ويجلس كالسبع الضاري يترصد أي فكر يمس بها، لينقضَّ عليه! إن إعجابهم بنيتشه يدلك علي بؤسهم، حيث جعلوا قدوتهم شخصاً غربياً اتفق كل من ترجم له علي أنه شخصية مهزوزة العقل والسلوك! فجدُّه كان مصاباً بنوع من المرض والجنون وقد مات بسببه، وأبوه كذلك! أما هو فكان مصاباً بالصرع، وأصيب بمرض جنسي أفقده القدرة علي الزواج، وعاش متسكعاً بين ألمانيا وإيطاليا والنمسا، حتي أصيب بالجنون لمدة عشر سنوات أو أكثر، حتي مات! وكتبوا عنه أنه كان في صباه متديناً، وكان أهله يأملون فيه أن يكون قسيساً، لكنه سرعان ما تغير وسلك طريق الفساد الجنسي وأعلن (إني قتلت الله). كان مغرماً بالقوة والجرأة الي التهور، وكان يكتب أفكاره الناقمة علي كل شئ بعبارات قصيرة غير منتظمة، كقوله (الله مات) و(إن المحرك للإنسان هو حب السيطرة) و(لاتدخل علي المرأة إلا والسوط في يدك)! ومع ذلك أو لذلك تبنوا كتبه بعد موته وسموه فيلسوفاً، وسموا هذره فلسفة القوة والإنسانية! ثم سوَّقوه الي شبابنا، فتصوَّفوا في حبه حتي عبدوه، بل عبدوا ذواتهم به! وقد احتفل شبابنا العربي المسكين، بمرور قرن علي وفاته، وكتبوا عن حياته و(فلسفته) عشرات المقالات، بعضها ترجموه عن ماركسيين وغربيين، وبعضها يصلح لمدح نبي من الأنبياء عليهم السلام! وبعضها لم يفهم صاحبه ما كتب، وهو يحسب أنه أحسن صنعاً. وستري نماذج منها! ما أدري ماذا يقول هؤلاء الأغرار عندما يقرأ أحدهم في كتاب نيتشه: (هكذاتكلم زرادشت) سخريته من الديمقراطية ودعوته الي الدكتاتورية؟! ويقرأ قوله:"بدأتُ مغامراتي الفكرية، وفررتُ من الحيرة إلي الإلحاد، فازدادت حيرتي! فإلي أين أتجه؟ أفلا يجدر بي أن أعود أدراجي إلي الإيمان، أو أن أوفّق لإيمان جديد؟! وقوله:" أنا لا أريد أن أكون نوراً لأبناء هذا الزمان، بل أريد إيراثهم العمي! وكل مولود جديد يأتي برجس إلي العالم! فإياكم وممارسة الفضائل! ولنكن أعداء فيما بيننا، وليحشد كل منا قواه ليحارب الآخرين! فخير السلام ما قَصُرت مدته! وإن من الخير أن تكون الأقذار كثيرة في هذا العالم! فلا معني للوجود، والحكمة قاتلة)! http://www.balagh.com/woman/trbiah/pz107e6w.htm أو عندما يقرؤون في: (نظرية الزعيم لدي نيتشه1844-1900م): (كان فيلسوف القوة الألماني نيتشه مع فكرة القائد البطل المبرز«السوبرماند» وعنده أن الأحداث والتطورات العظيمة هي من صنع الزعماء العظام، بعيداً عن الجماهير وحكم الجماهير. وكانت له نظرة قاسية تجاه العوام والغوغاء الذين يصفهم بالقطيع المنقاد، وحشرات المجتمع والكائنات المرقعة). (مجلة 25 سبتمبر عدد رقم: 1143 تاريخ12/8/2004 مع الزعماء االعمالقة والقادة العظام - بحث للدكتور عمر عثمان العمودي). http://www.26september.com/pageP.asp?ID=12362 وهل يطيعون إمامهم نيتشه في قوله: «لا تدخل علي المرأة إلاّ والسوط في يدك»! http://saaid.net/Doat/dali/3.htm قال الدكتور منصور الجمري عن إلحاد نيتشه ودعوته الي الدكتاتورية: (ومن أهم فلاسفة الغرب فردريك نيتشه (1844-1900)، الذي أعلن إلحاده ورفضه كل فلسفة تقول بالقيم المطلقة. واستمر فكر نيتشه مسيطراً علي أفكار الكثير من الأوروبيين مثل سارتير (1905-1980)، الذين يؤمنون بالفلسفة الوجودية (بأن كل شئ ليس له فائدة فورية أو آنية أو ملموسة في الحياة، فهو ليس حقيقة). http://vob.org/arabic/lessons/lesson26.htm أيضاً: الفكر الألماني من لوثر إلي نيتشه، تأليف جان أدوار سنبله، وزارة الثقافة- دمشق 1968 http://www.awu-dam.org/dalil/11shen/dlil038.htm واقرأ تطبيل اليساريين العرب لأفكار نيتشه ضد الدين واليقينيات: http://www.ahwazstudies.org/arabic/A8.1-Nasser.htm

الامام نيتشيه في عيون أتباعه

كتب عيون بتاريخ 04-09-2000، موضوعاً بعنوان: إضاءة علي فكر نيتشه الفلسفي قال المثقف المسلم الأبوين "عيون": (صحيح نيتشه خرج علي الدين وغلا في الإلحاد، ولكنه كان إلحاداً عاطفياً وجدانياً تشيع فيه عاطفة دينية غامضة، ترجع الي تربيته الدينية الأولي، وتجعل من فكرة الله فكرة سائدة في فلسفته). ثم قال عيون في مقالته:(إذن فالإلحاد عند نيتشه يختلف عن إلحاد المادية العلمية، إنه الحاد يتسم بالألم وينطوي في نهاية الأمر علي التشبث بالله)!انتهي. فانظر الي نيتشه الملحد المؤمن! وتعجب من عقل هذا المسلم الهائم فيه!! ثم قال عيون: (فإذا لاحظنا أن الإنسان الأعلي عند نيتشه يمكن تحقيقه في هذا العالم المتناهي، تبينا فيه مباشرة أخلاق البطولة:"إنه ليس غاية ممتنعة قائمة في العالم الآخر، وليس تطلعاً الي اللامتناهي بالمعني المسيحي، وإنما هو يحقق بطولته في هذا الوجود وفي العالم). انتهي. ألا يدرك عيون وأمثاله أن نيتشه يسحق بقدميه الوسختين الديمقراطية والجماهير، ويدعو الي دكتاتورية الإنسان الأعلي؟! ثم قال عيون: (وتعالوا نقرأ ما قاله الفيلسوف الفونس دي فالينس في ذلك يقول: "إن الفلسفة التي تقوم برمتها علي أساس اعتمادها علي نفي الله هي فلسفة تظل معلقة بمشكلة الله، ولكن علي نحو خاص بها"! وهكذا جاء نفي الله عند نيتشه حيث أنه نفي يتسم بالعنف، وهو من ثمة يعود الي نوع من الإثبات! ففلسفته لا تقوم بمعزل عن فكرة الله، إنما ترتبط بها لأنها تلح بعنف علي إعلان أن (الله قد مات) وتمضي في جميع المشكلات التي تثيرها بفكرة نفي الله). انتهي. أسفاً علي شبابنا البؤساء الذين يدخل اليهم المفسدون الفكريون من نافذة ذواتهم وغروهم، فينفخون فيهما، ويسلبونهم إيمانهم وعقولهم! لتوِّه قال صاحبنا عيون: إن إلحاد إمامه إيمان! ثم يقول هنا: إن إمامه نيتشه ينتقد الفيلسوف الفونس دي فالينس لأن إلحاده ناقص، بينما إلحاد إمامه كامل وعنيف، فهو يعلن بقوة: (الله قد مات)! وإنه كان دائم النفي لوجود الله تعالي. وليس كلام عيون في الإرادة والإنسان الأعلي الذي يدعو اليه نيتشه، أفضل من كلامه في إلحاده! لقد ختم هذا المسكين تحليله لفلسفة إمامه بقوله: (وفلسفة نيتشه تنقسم الي قسمين: قسم سلبي ينقد فيه القيم الأخلاقية والدينية المتعارفة، وقسم إيجابي يضع فيه إرادة القوة ليصل بها الي الإنسان الأعلي، وفي نقده للقيم أراد أن يحطم العقل باعتباره الأداة الأولي التي أتاحت للفلسفة ادعاءها اكتشاف الوجود الحقيقي. والعقل بهذا الإعتبار وهمٌ خطر ترجع اليه جميع الأوهام الأخلاقية والدينية. لذلك حمل عليه نيتشه حملة شعواء، وحاول أن يبين أن قوانين الفكر الضرورية هي قوانين للفكر وليست للوجود، كما يدعي العقل. والعقل يستمدها من الذات ليفرضها علي الوجود. وبناء علي ذلك فالعقل عند نيتشه عاجز عن إدراك الوجود في صيرورته الدائمة، والوجود ينافي العقل، وهي إشارة لاعتقاده أن اللاعقلية أو اللاعقلانية هي الأساس وهي الشرط الضروري للوجود. نيتشه إذن يعارض العقل.... ثم ختم عيون مقاله بقوله: (لا شئ فوق الحقيقة. دائم الخضرة يا قلبي وإن بان بعينيَّ الأسي دائم الثورة يا قلبي وإن صارت صباحاتي مسا. انتهي. أرأيت هذا الدمار الفكري والنفسي الذي يعيشه هؤلاء؟! وكيف يتناقض أحدهم تبعاً لإمامه، ويتهافت منطقه، وتتأرجح شخصيته مرات؟! في هذه السطور القليلة قرر أنه لا وجود للقيم! لكن فكر نيتشه قيمة! وأن العقل والأخلاق والدين وهمٌ! لكن عقل نيتشه حقيقة! والعقل عاجز عن اكتشاف الحقيقة! لكن عقل نيتشه اكتشفها! والوجود لايمكن للعقل أن يفهمه! وقد فهمه عقل نيتشه! ولا توجد قوانين للفكر والمعرفة! إلا عند نيتشه! فأين العقل عند فيلسوف العقل، وهو ضد العقل؟! وأين فلسفته الإنسانية وهدفه صناعة الإنسان الأعلي فقط، لقيادة باقي الناس الذين هم حشرات؟! وهل سأل هذا الهائم بنيتشه نفسه: هل هو برأي نيتشه إنسان أعلي أم حشرة؟ وكتب غربي معلقاً علي مقالة عيون: يا ولد يا ثقيل وصلت الرسالة.. يا عيون، ولكن ما حيلة التلميذ المتمرد، العاصي؟ إسمع عيون.. لو عن لك أن تكتب مقالاً عن المتنبي.. مثلاً، ماذا ستكتب؟أنا سأتوقع سيكون العنوان..(المتنبي، شاعر جميل)!! أما متن مقالتك، فسيكون حديثاً هادئاً عن"الأستاذ"، كالكتب المنهجية، ثم أنت ستوزع علي طول المقال.. بعض أبياتٍ، ستختار أنت أقربها للتقوي، وأقلها إزعاجاً للفكر، وستنأي بنفسك عن كنوز أبو الطيب المخبأة في عرصات ديوانه تجاه أكثر أبياته شهرة، حتي لاتتهم بالتهمة الخطيرة، حتي لا تتهم بالإثارة! هل هكذا يكون الإحتفاء بالمبدعين يا عيون؟ أين الفن فيه؟ أو علي الأقل أين محاولة طرق الأبواب، من أكثر أجزائها رنيناً؟أين الحفاوة في استقبال مبدعي الإنسانية؟ بالاضافة للكتب في مكتبتي، أمامي ثلاث مقالات ويبية عن نيتشه سأقرأ لك العناوين فقط:1 - فيما يتعدي نيتشه. 2 - مئة عام علي رحيل نيتشه فيلسوف القوة والإنسان الأعلي والعدمية "نيتشه مكافحاً ضد عصره" لشتاينر: أنبل المعادن.. أكثرها قساوة! 3 - قرن علي نيتشه: من قتل(الله)! بل دعني أتناول السفر الموسوعي، لبدوي، لتري كيف يتم التقديم لفيلسوف ملأ الدنيا وشغل الناس! "فريدرش نيتشه واحد من أعظم الشخصيات المصيرية في التاريخ الروحي للغرب، ورجل أقدار يرغمنا علي اتخاذ قرارات نهائية، وعلامة استفهام رهيبة علي الطريق، وقد حاك في صدر نيتشه أن هذا الطريق سيكون طريق الضلال، وأن الفكر قد ضل طريقه، ولا بد من العودة إلي الوراء، عودة تعني رفض كل ما كان يعد حتي الآن مقدساً، وخيراً، وحقاً". أوَيجن فنك: فلسفة نيتشه.. بكل صدق الدنيا يا عيون، فإن مقالك هذا بكل وقاره المصطنع، بكل معلوماته الجميلة.. مقالك هذا عارٌ علي نيتشه! أما.. (إضاءة علي فكر نيتشه الفلسفي)! فهذا عنوان جميل لصحيفة حائط مدرسية. ثم ذلك الطرح الذي يتبطح علي وسادة الفكر، دون أن يحرك شيئاً في سريره، فسيكون ممتازاً، ولبقاً جداً، كقراءة حمامية، لمن يعاني إمساك! رحم الله نيتشه.. وأجزل له عنا المثوبة.. وكفر عن خطاياه، وغسل ذنوبه بالماء والثلج والبَرَد.. وألهمنا كلنا في فقد عظماء الإنسانية، الصبر والسلوان. Amen (آمين). وكتب عيون: لا لا لا يا غربي. ليس هناك رسائل ولا كتب، ولم التجني أيها البدوي! ها! ألأنك معجب بنيتشه؟ هو رأي غير ملزم، كما هو رأيك الذي لا تفترض أن يلتزم به الآخرون.. أف..أف أهذه روح غربي البدوية..التي طالما نادت بفضاء واسع من الحرية! أف..أف..لي عودة..لكنه الصباح ياجميل المحيا.. ولدي اليوم امتحان..أدع الله ان يوفقني.. أراك قريباً..يا ابن قحافة النيتشي. وكتب غربي: أي رأي... وأي ملزم. يا ربي توفق عيون. وكتب عيون: شكراً غربي علي الدعوة، لكن أتمني ألا تكون دعوة نيتشية. قال العاملي: تلاحظ أن هذا الموضوع أشبه بغزل بين بدوي وحضري من السعودية، كلاهما مبهور بنيتشه، وناقم علي مشايخه وفكرهم! ولم أر الموضوع في وقته لأشارك فيه، ولو شاركت فيه لفارا وثارا وهاجماني بلا هوادة ولا رحمة، خاصة أني شيخ أذكرهم بمشايخهم الذين يمقتونهم حتي العظم، ويعتقدون أنهم أغبياء لايفهمون العصر وفيلسوفه العظيم نيتشه! وقد شارك في هذا الموضوع الأخ السالك، وكتب عن معني الفلسفة والفيلسوف، وقرر أن نيتشه ليس فيلسوفاً بل سفسطائي مشكك. لكنهما أهملا مداخلته، وبقيا يحلقان في بئر عميق، هائمين في إمامهما فيلسوف الإنسان والعقل والقوة، والإنسان الأعلي والحشرات!

الوهية الإنسان ابتكار الغربيين لعبادة الذات

كتب (غربي) بتاريخ20-09-2000، موضوعاً بتاريخ بعنوان: الإنسان....... وكتب فيه: فوق كل شئ. وكتب العلماني مداخلة حذفها المراقب، ولم أقرأها، ويبدو أنها تضمنت إهانة للقرآن، فقد كتب له المراقب: (حررت بواسطة معاصر.. الأستاذ العلماني: هجر شبكة إسلامية التوجه، لا تقبل الإستهزاء بالقرآن الكريم... معاصر). وكتب غشمره: غريبة، كنت أعتقد أن السماء فوقه، بل وأن سقف بيته فوقه، وقبعته (طاقيته) فوقه، وحين يكون صغيراً تكون حفاظته فوقه أيضاً، أم أن غربي يقصد قول أبي الطيب: أي كريم أتقي أي عظيم أبتغي وكل ما خلق الله وما لم يخلق محتقر في همتي كشعرة في مفرقي ثم ما لبث أن هوي يلتقط دنانير ذهبيه ألقاها السلطان، حتي سقطت عمامته ووطأها غلمان السلطان! أو قول محاميه(يقصد المعري): يهم الليالي بعض ما أنا مضمر ويثقل رضوي دون ما أنا حامل وإني وإن كنت الأخير زمانه لآت بما لم تستطعه الأوائل فلما سألوه أن يزيد حرفاً علي حروف المعجم العربي، أفحم وسكت! غربي، أفصح وأبن، يا رعاك الله، نشوفك علي خير. وكتب العاملي: ما ذا تقصد بالإنسان؟ الإنسان المسلم.. العربي.. أم الغربي.. أم العالمي؟وإذا كان الجواب الإنسان العالمي، فهل يشترط فيه أن لايكون(مقولباً) فكرياً؟ وإذا كان مقولباً، فهل يبقي فوق كل شئ؟ علي فكرة: كل البشر أصحاب قوالب فكرية، حتي الساخرين بالقوالب! فوق كل شئ: من الذي يقول؟ المفكر غربي؟ حسناً، من الذي له حق أن يضع الإنسان فوق كل شئ؟ قد يقال: غربي له حق! يعني: حتي لو كان الإنسان العالمي يؤمن بالله ويراه فوقه، فإن غربي يصرخ في وجهه قائلاً: أنت فوق.. أنا أضعك فوق الله! فأنا الإله الجديد: غربي! والنتيجة: أن الناس عبيد غربي الذي أصدر مرسومه برفعهم الي فوق.. أما رب العالمين عز وجل فيقول: وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَي كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً. (الاسراء:70) فهنيئاً لبني آدم، المكرمين من ربهم، وليس من غربي. وكتب مجموعة إنسان: بالنسبة لي.. لم أفهم المعني الذي أراد "غربي" أن يوصله لنا؟ بمعني: هل المقصود بكل شئ: أي شئ سواء كان ذلك حسي أو غير حسي؟ إن كان الجواب نعم.. فأعتقد أن الحوار يجب أن يكون محوره غير هذا المحور، لماذا؟لأن هذه نتيجة وليست محوراً للحوار. والسبب: أن اختلاف المعتقد يؤدي الي الإختلاف في هذه النتيجة. مع تحياتي. وكتب حسن حسان: الإنسان الذي كرمه رب العالمين ليس هو الإنسان الذي قال الله فيه: (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ. وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَي الأرض وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أو تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) (لأعراف:175- 176). وليس هو الإنسان الذي قال الله فيه: (وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كثيراً مِنَ الْجِنِّ وَالأِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لايَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ).(لأعراف:179). الإنسان الذي كرمه رب العالمين هو الذي قال الله فيه: (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ) (المؤمنون:5). العاملي وغشمرة: قال تعالي:(خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ). وكتب عبد الحسين البصري: صدق غربي! الإنسان فوق كل شئ، ولقد كرمنا بني آدم، فلا يقال لله شئ لأن الأشياء ممكنة والله واجب الوجود. والحمد لله. أرجو أن يكون قد اتضح المعني الذي فهمته. وكتب مجموعة إنسان: تحليل منطقي جميل يا بصرينا الجميل.. وربما هي الحقيقة بعينها لا زيادة ولا نقصان، كما أراد أن يقول لنا غربي. ولكن يبدو أن التعقيبات من الإخوان جاءت كإفراز لما سبق الحوار حوله، وهذا والله ما يسمي بالعجلة التي تدمر المعني. وكتب ملح الأرض: وقبل كل شئ. أحسنت يا غربي. وكتب مالك الحزين: المجد للإنسان. وكتب عبد الحسين البصري: المجد لله الواحد القهار، يا أخ مالك. وكتب مالك الحزين: كيف الحال يا أخ عبد الحسين؟ ليس من المتاح أن نناقش هذه القضية هنا بحرية كافية، لذلك أرجو أن نؤجلها لحين عودة المأسوف علي شبابه "نادي الفكر". وكتب مجموعة إنسان: ما الذي حدث هناك عزيزي مالك. سؤال جميل وكأني أتحدث من كوكب آخر، أليس كذلك؟! وكتب عبد الحسين البصري: يا أخ مالك العزيز، أنت تأمر أين ومتي ما تريد. وكتب العلماني: غشمرة.. السماء.. والسقف والبيت والقبعة و"البامبرز" هي من صنع الإنسان يا غشمرة.. حيثما وجد إنسان وجدت هذه جميعها، وفي غيابه غابت كلها.. قل لي الآن أنت من هو الذي فوق ومن هو الذي تحت... معاصر (غشمرة بمقص) (يتهم غشمرة بأنه هو المراقب في هجر) ما ورد كان تمجيداً للإنسان وليس استهزاء بالقرآن، وكثيراً ما ضمن الأدباء والشعراء والكتاب خطابهم الوحي القرآني. واسلم لي. (ويبدو أن المراقب حذف من مداخلته شيئاً، فقد كتب في آخرها:(هذه المشاركة حررت بواسطة معاصر في21-09-2000). وكتب غربي: عفواً... محاولة لإظهار الصفحة، التي عجز عنتر عن إظهارها. ربما هي الأمانة التي عجزت الجبال عن حملها، فحملها الإنسان.....آي ول بي باك. وكتب حسن حسان: ما أعظمها من آية تحكي حقيقة بعض رواد هجر، قال تعالي: إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ. وَلَوْ عَلِمَ اللهُ فِيهِمْ خَيْراً لأسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ. (لأنفال:22-23) وكتب فرقد: يحكي أن إنساناً اسمه فرعون صعد علي صرح من حجارة ثلاثة أمتار.. فصرخ في الفضاء: فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الأعلي. َفأَخَذَهُ اللهُ نَكَالَ الآخِرَةِ وَالأولي. إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَي. ءَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أم السَّمَاءُ بَنَاهَا. رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَاهَا. وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا. وَالأرض بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا. أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا. وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا. مَتَاعًا لَكُمْ وَلأَنْعَامِكُمْ. (النازعات:24-33). صدق الله العظيم. وكتب مالك الحزين: لم يكن اسمه فرعون يا أستاذ، بل هو لقب لكل ملوك مصر القدامي.. وكتب المعاصر: الإنسان............... وكتب غربي: آسف لإزعاجكم.... ولكن... الإنسان.......فوق كل شئ. وكتب العلماني: غشمرة، ثانياً: أبيات المتنبي هي: أي محل أرتقي أي عظيم أتقي وكل ما خلق الله وما لم يخلق محتقر في همتي كشعرة في مفرقي اقتضي التنويه، ولاتثريب عليك يا صديقي، فإخالك قد كتبت البيت من الذاكرة (أخاف أيضاً أن تبدأ القص من الذاكرة أيضاً).... المعري: (محامي المتنبي عندك، وهذا صحيح فقد سُحب من رجله في أحد المجالس المشهورة نتيجة لدفاعه عن أبي الطيب) كان قد أتي بالكثير مما لم تستطعه الأوائل.. ولا أظن بأن أحداً بعده يستطيع رسالة الغفران، ومعارضة القرآن، واللزوميات...واسلم لي. وكتب غربي: علماني..غشمرة أنابني هنا، لكي أقول لك: وهذه هديتي مقطوعة "ميدي" صغيرة جداً..خفيفة الخفقان.. ثقيلة في الميزان، يرسلها لك.. عبر ريح الفن، الإنسان..بيتهوفنhttp://www.zworks1.com/forever/midfile/furelise.mid يا عميد! ويحك قل لهم..عني.. قل: (إئتوني بمثله.. إن كنتم صادقين) الإنسان... مع سبق الإصرار... فوق كل شئ. وكتب حسن حسان: قال تعالي: وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِباً وَلَهْواً وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا. ولا تنسَ قوله تعالي: وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ. وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَي الأرض وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أو تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ. (لأعراف:175- 176). علماني يسأل أباه: متي يا أبي أكبر وأصبح شيوعياً مثلك...؟ زيارة واحدة لهذا الموقع تكفي لكي تبكي: http://www.habal.linin.com وكتب العاملي: ما أسهل إطلاق الشعارات، بدون دليل ولا برهان! لكنا نقول بالدليل: الله فوق كل شئ.. وقد أخبرَنا أن الإنسان أشرف المخلوقات، لأن منه أناساً تكاملوا بإنسانيتهم حتي فاقوا الملائكة المقربين عليه السلام، ولايضره أن فيه أناسين تسافلوا لي أسفل سافلين. نحن مع كل دعوة الي تكريم الإنسان، كل إنسان، واحترامه، والعمل لانتزاع حقوقه المهدورة، من طواغيت العالم، وظلام الشعوب. ونسأل الذي يزعم أن الإنسان فوق الله تعالي وفوق القيم: هل له صانعٌ فهو مخلوقٌ له، أم أن صاحبنا لا يعرف؟ إن كان الإنسان مخلوقاً فخالقه بهذه الإمكانات لغرض معين، هو الذي يحدد مكانته من عالم الموجودات، ويستحيل أن يكون المصنوع فوق الصانع!! وإن كان لا يعرف أنه مخلوق، فهو يحتمل ذلك، ويحتمل أن الإنسان ليس فوق ربه علي فرض وجوده. والإحتمال يوجب عليه أن يتوقف علي تفضيل الإنسان علي ربه، لأن العقل الحر يقول إذا وجد الإحتمال بطل الإستدلال. في صورة واحدة يمكن إطلاق هذا الشعار: إذا كان صاحبه محيطاً بالكون المنظور وغير المنظور! ويعرف أنه لايوجد إله معاذ الله! ولا يوجد مخلوق آخر فوق الإنسان! فهل يزعم غربي أنه وصل الي مثل هذه الإحاطة؟!! وكتب عمار بن ياسر: إسمحوا لي بالتدخل، فكل وأحد له منظور في عبارته، لكنها في النهاية تنتهي إلي نتيجة واحدة "فالإنسان فوق كل شئ" كلام صحيح بالنسبة للحياة الدنيا، وذلك لأن الله خلق الإنسان وكرمه وحسّن خلقه، وسخر له كل شئ (ما في البر والبحر) وفضله علي بقية مخلوقاته، واعتبره خليفته في الأرض. إذن " الإنسان فوق كل شئ" فإذا لم نسع لإسعاد الإنسان إلي ماذا نسعي؟ وهل جاءت الرسل والأنبياء إلا لإسعاد الإنسان، وإخراجه من الظلمات إلي النور، فالإنسان في هذه الدنيا هو المبدأ وهو المنتهي، من أجله نفكر ولتحقيق إنسانيته نسعي. والأخ غشمرة أخذ الفوقية المكانية في المنظار، لكنه يقصد أشياء أخري من أجل من لا يتسوعب المطلوب. لكن الذي وضع العبارة في البداية "ثعلب أزعر"تمرن علي صيد الأرانب في الصحاري والوديان، وجاء إلي هنا ليصطاد علي طريقته الخاصة! تحياتي للجميع. marquee direction=right حبيبي هو الحب والإنسان الذي يعرف معني الإنسانية قال الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام:"ليس العلم بالتعلم، إنما هو نور يقع في قلب من يريد الله تبارك وتعالي أن يهديه. فإن أردت العلم فاطلب أولا في نفسك حقيقة العبوديه، واطلب العلم باستعماله، واستفهم الله يفهمك". وكتب العلماني: كل التفسيرات ممكنة.. ويبقي:"الإنسان فوق كل شئ"قالها "غربي"وأرسلها مثلاً.. للتذكير مع سبق الإصرار والترصد. واسلموا لي. وكتب عبد الحسين البصري: ما لم يُوضح المراد من المقولة.. إلا يُعد هذا جدلاً بيزنطياً؟! وكتب العاملي: مقصود غربي بالإنسان هنا: الإنسان الذي مثله، ضد الأديان والقيم التي جاء بها الأنبياء عليهم السلام! وعندي دليل من كلامه مع الأسف! ولكنه يطلق شعارت براقة لأتباعه مثل علماني، ويتبني أفكار ماركس ولينين، ويسمي نفسه غربي، ولا يناقش كغربي أكاديمي يحترم نفسه!! وكتب عبد الحسين البصري: نعم شيخنا العزيز، أدرك ما تقول وما يعنونه، لكني أحاول أن ألتمس طريقاً واضحاً من أقوالهم يُمكن من خلاله الحوار غير المرغوب فيه إلي الآن عندهم!

المحترم عندهم إنسانهم، لا إنساننا

كتبت موضوعاً بتاريخ: 10-09-2000، بعنوان: الإنسان المحترم عند الغربيين.. إنسانهم لا إنساننا! كل ماتراه في دساتيرهم، وقوانينهم، وثقافتهم، من كلمة (إنسان ومواطن) فهي تعني إنسانهم ومواطنهم فقط! أما إذا أعجبك تعاملهم مع الذين يعيشون عندهم في بلادهم، فيجب أن تعرف أنه تعامل صاحب البيت مع عماله، ومع زواره فقط! ولا بد أنه طرق سمعك أخبار مشكلات المجنسين في بلادهم ومآسيهم! إذا أردت أن تعرف نظرة الأمريكيين والغربيين الي الإنسان خارج بلادهم فانظر الي سياساتهم في بلادك.. في الجزائر، في تركيا، في كل مكان من العالم الثالث.. العالم العبد القن، للغرب واليهود، وثرواته المنهوبة بأيديهم لترفهم! وكتب غشمره: صديقنا العاملي، وهذا عندنا أيضاً كعرب وكمسلمين أيضاً علي المستوي الشخصي، بل والحكومي، لا زلنا نفرق بين المواطن والوافد، في كثير من القضايا (التعليم، العلاج، فرص العمل...الخ) وأنا أتحدث هنا عن تفرقة بين عربي وآخر ومسلم وآخر، طبعاً هناك أسباب لهذه التفرقة، وقد يكون لها ما يبررها وقد لايكون، ولكنها موجودة علي كل حال، وتمارس من قبل بعض الأفراد، بل والمسؤولين بطريقة تبعث علي الإشمئزاز فعلاً. إحتقار الآخر بأي شكل من الأشكال عمل مرفوض إنسانياً، تحاربه الدساتير الوضعية كما الأديان السماوية، والعبرة تؤخذ من الدين أو الدستور العام، وليس من تصرفات الأفراد وآرائهم الخاصة. الضمان الديني والدستوري موجود لدي الغربيين والشرقيين أيضاً، وإن يساء فهمه وتطبيقه، فذاك أيضاً متاح للطرفين. لا أعتقد أني أحتاج تذكيرك أن تحرير العبيد فعلياً كقانون عام بدأ في أمريكا علي يد إبراهام لنكولن، قبل أن يبدأ في شرقنا العربي في أوائل القرن العشرين، بل ولا زالت بقاع من العالم الإسلامي تعاني من الرق، رغم أن الإسلام هو الذي أدخل تحرير الرقبة ضمن أعمال البر والكفارات. ولا نستطيع أن ننكر أن الديمقراطية البريطانية، أو حتي الهندية واليابانية، (إن كان يضايقك الحديث عن الغرب) تعمل علي المدي البعيد لمصلحة المواطن أكثر مما تقوم به الأنظمة القمعية التي تزعم في كثير من الأحيان أنها تمثل الإسلام، أو تمثل الحزب الحاكم أو أسرة الرئيس. الشاهد أن هناك خيارات أفضل لدي الغرب مما لدينا، وقد تكون هذه الخيارات أصولاً في ديننا، ولكننا أسأنا الفهم وأعقنا التطبيق فسبقنا اليه غيرنا. هذا جائز ومعقول لكنه لا ينفي الحقيقة. أن نختلف مع الغرب لايعني أنه سئ كله، وأن نثق في أنفسنا لا يعني أن نتصور أننا معصومون فلا نخطئ أو أن فكرنا مقدس فلا يحتاج التنقيح وإعادة الدراسة. وأعلم أنك لاتعني هذا المفهوم لكن أخشي أن يُفهم كلامك هنا بهذه الطريقة. باختصار، أحب لنا جميعاً أن نفرق بين الدولة والمجتمع في نظرتنا للغرب، هناك يسيطر المجتمع وتخافه الدوله، وهنا تسيطر الدولة ويخافها المجتمع، ولا شك أن سيطرة المجتمع هي الوضع الطبيعي، ولو راجعت كل فترات التاريخ الإسلامي لتبين لك أنه كلما كان المجتمع أكثر قدرة علي التخلص من وصاية الدولة، كلما كانت الأمة في مجموعها أكثر رقياً وتقدماً، وهذا ما يحصل في الغرب اليوم، مادياً علي الأقل. ويبقي الجانب الروحي، وهو في الغرب اليوم فلسفي الإتجاه عقلي النزعة، وهو عندنا ديني الإتجاه غيبي النزعة، أو إن شئنا الدقة: هم أكثر إيماناً بالمعقول ونحن أكثر ثقة بالمنقول، وهم اليوم أكثر رغبة في إلحاق العقل بالنقل عن طريق الدعوة الي العودة الي الكنيسة، ونحن من خلال بعض مفكرينا أكثر رغبة في اعتماد العقل وتأويل النقل (بلا عقل أحياناً)! ولا ندري كيف تتقلب الأمور بنا وبهم، في ظل تقارب الأمم واختلاط الحضارات، ومعترك الفكر الإنساني في العالم كله. ورغم إيماني بمولانا المهدي عليه السلام (ضمن المنظور السني) لكني أفهم منك أن لا الإمام المهدي عليه السلام ولا غيره من رموزنا الدينية طلبوا من الناس أن يضعوا أكفهم علي خدودهم انتظاراً للمعجزات، وأن الأفضل لنا بل وللإنسانية كلها أن يحضر المهدي حين يأتي أوانه، وفي الأمة رجال قادرون علي النصرة والعمل، وليس مجموعة من التنابلة التي تنتظر غائباً تحمله أخطاءها عبر التاريخ كله، سيأتي المهدي عليه السلام حين يكون في قلب كل إنسان مهدي من ذاته يهديه ويعلمه الخير والصلاح. أعتذر عن الإطالة، ونشوفك علي خير. وكتب مجموعة إنسان: الشيخ العاملي: هل أنت فعلاً مطلع علي الوضع العربي بما يكفي للقيام بمثل هذه المقارنات؟! أولاً لنضع مرتكزات ثابته للحوار حول هذا الموضوع: هل أنت مقتنع بوجود سلبيات في مجتمعنا العربي والإسلامي أم لا؟ وفي حالة اقتناعك بوجودها هل هي كبيرة مما يستدعي الحديث عنها، أم أنها صغيرة مما لا يستدعي الحديث عنها؟ وهل من الواجب عندما نتحدث عن مجتمعاتنا أن يكون ذلك الحديث فقط عن طريق مقارنته بمجتمعات الآخرين للإنتصار له؟ ثم لي ملاحظة: عندما تحترم الدول الغربية شعبها وتصون كرامته.. فهذا شئ جميل.. وليتنا نقتدي به. وعندما لا تحترم الدول الغربية بقية الشعوب الأخري فهذا شئ قبيح نرفض أن نقتدي به، فيكون إحترامنا للشق الأول لا يعني أبداً قبولنا بأي حال من الأحوال بالشق الثاني. ومن هنا يجب التمييز.. هناك خلط كبير.. وإلا كيف نستطيع أن نعير دولة ما بأنها تحترم مواطنيها.. هذا لا يمكن.. ولكننا نستطيع أن نعيرها بأنها لا تحترم بقية الشعوب.... أما إذا أعجبك تعاملهم مع الذين يعيشون عندهم في بلادهم، فيجب أن تعرف أنه تعامل صاحب البيت مع عماله ومع زواره فقط!! لا تهمنا هذه المسميات، وما المانع من ذلك مادام ذلك سيحوز علي إعجاب ذلك العامل أو الزائر كما تقول. ولكننا هل حِزنا نحن علي إعجاب عاملنا وزائرنا؟ بل هل حزناً علي إعجاب مواطننا؟ مع تحياتي. وكتب العاملي: الأخوين الفاضلين: غشمره، ومجموعة إنسان: محور هذا الموضوع المجتمعات الغربية بقطع النظر عن مقارنتها بمجتمعاتنا، فأرجو أن ننتهي منه أولاً، ثم نتكلم في مجتمعاتنا، أو في المقارنة بينهما. 1- ألا ترون وجود التفرقة في المجتمعات الغربية بين الفقراء والأغنياء، وبين البيض والسود، وبين مواطني الدرجة الأولي والثانية، وبين أهل منطقة ومنطقة وبلد وبلد؟ 2- ألا ترون التفرقة عندهم الي حد التناقض بين احترام الإنسان في بلادهم، والإنسان الذي تحت نفوذهم ونفوذ الحكام المنصوبين منهم في العالم الثالث؟ أتعجبُ كيف تنقمون علي حكام الجور في بلادنا، وأنتم تعرفون أنهم مفروضون علينا من أولئك الغربيين الذين تمدحونهم! وأنهم لو تخلوا عن مساندة الحاكم الذي تنقمون عليه لأسبوعين فقط! لسقط بأيدي الناس! 3 - ألا ترون أن حكوماتهم تعيش أزمة شعاراتها عن الديمقراطية وحقوق الإنسان، هذا في نفس مجتمعاتهم فضلاً عن مجتمعات العالم الثالث، التي تدوس فيها شعاراتها والإنسان، وتسحقها بألسنة رؤسائها، وأحذية جنودها؟ 4 - ألا ترون أن الحاكم في مجتمعاتهم مجموعة أصحاب رؤوس الأموال (القوارين) الذين يملكون الإعلام والسياسات التي يخدعون بها شعوبهم، وأن السياسيين عندهم إنما هم أبناء سفرة القوارين، وتربية أيديهم؟ 5 - ألا ترون الي ذلهم أمام علو اليهود وقوارينهم، وأن الذل قد وصل الي رؤسائهم في بلادهم كما في (سيناريوهات فضائح الرؤساء في أمريكا)؟ الأخ مجموعة إنسان: نعم أنا مقتنع بوجود سلبيات في مجتمعنا العربي والإسلامي، وهي كبيرة، وحسناتها كبيرة أيضاً. لكني أري مغالاة البعض في حسنات المجتمعات الغربية، والإنبهار القروي بها! وقد رجوت أن نبحث هذا الموضوع أولاً، ثم نبحث حسنات شعوبنا وبلادنا وحكوماتها وسيآتها.. وشكراً. (ملاحظة: انتهي هذا الموضوع ولم يجب أحد! وكان قبل 11 سبتمبر!!).

الانسان فوق كل شئ والحمار أفضل منه

كتب غربي بتاريخ 31-05-2001، موضوعاً نورده ملخصاً، وهو بعنوان: زمن الحمير.... يقول غربي: لك وين رايح مختار؟ يقول شاهد: أحلم بصاحبي. يقول غربي: أي صاحب فيهم؟ يقول شاهد: الحمار. يقول غربي: تعال، وخلي الحمير يحلم فيها غيرك. يقول شاهد: مسكين الحمار ومظلوم. يقول شاهد: بالله عليك، أليس الحمار أفضل من (....). يقول غربي: ونعم الوحي. يقول شاهد: بصفتنا فلاحين ونقدر الحمير. يقول غربي: هل يستخدمون الحمير في المزارع هناك؟ يقول شاهد: نعم. يقول غربي: متي ستكتبه؟ يقول شاهد: غداً. يقول شاهد: مختصر مفيد. يقول شاهد: إن الحمار حسناته في قناعته. يقول غربي: ولا قناعة للإنسان. يقول شاهد: ونختمه بسؤال هل رأيت حماراً مخنثاً؟ يقول غربي: لا. يقول غربي: هذا من حسنات الحمير. يقول شاهد: ومن سيئات الإنسان. يقول شاهد: هل رأيت حماراً خائناً وعميلاً؟ يقول غربي: أبداً. يقول غربي: وهذا من حسنات الحمير. يقول شاهد: وسيئات الإنسان. يقول شاهد: هل رأيت حرباً بين الحمير. يقول غربي: مستحيل! يقول غربي: وهذه أيضاً.. من حسنات الحمير. يقول شاهد: وسيئات بني البشر. يقول شاهد: وهل رأيت حماراً يضل طريقه فيضيع بيت صاحبه. يقول غربي: هذا لا يكون في عالم الحمير. يقول غربي: وهو من حسناتهم. يقول شاهد: وسيئات البشر الذين يضلون طريقهم. يقول شاهد: وهل رأيت حماراً يسقط حمله فيتركه. يقول غربي: لا، لم نسمع بذلك.. في دنيا الحمير. يقول غربي: يقف بجانبه ولا يتعداه. يقول شاهد: طيب يا غربي. يقول شاهد: وهذه الأكبر. يقول غربي: هات. يقول شاهد: إذا وضعنا إنساناً وحمار علي قمة جبل لا طريق واضح للنزول عنه. يقول شاهد: من الذي ينزل ومن الذي يتخلف؟ يقول غربي: الحمار...، ولا يتردد. يقول شاهد: الحمار نعم. يقول شاهد: ولكنه ينزل ويعرف أين يضع قدمه. يقول غربي: هذا هو. يقول شاهد: فالطرق الوعرة كانوا يجعلون الحمار يسير ويعلمون خط سيره، ثم يجعلونها طريقاً لهم. يقول غربي: لأنه يعرف أبسط الطرق. يقول غربي: بالغريزة. يقول غربي: مهما يكن. يقول غربي: أنا سأدافع عن الإنسان. يقول غربي: يا أخي والله هزيت لي ثوابتي حرام عليك. يقول شاهد: وهذا يعني أن نعطي كل ذي حق حقه. يقول غربي: أي حق؟!! يقول غربي: يلعن أبو الحمير.. واحد ورا الثاني. يقول شاهد: بس مو حميرنا. يقول غربي: يلعن حمير الناس.. أما حميركم فعلي العين والراس. يقول شاهد: كل ما أنرفز أبداً أقارن بالحمير. يقول شاهد: القرآن يقول كالحمار يحمل أسفاراً. يقول شاهد: هو يحملها ولا يتركها. يقول غربي: ولكنه لا يستفيد منها. يقول شاهد: غربي. يقول غربي: نعم مختار. يقول شاهد: هل استفاد من حمله الإنسان؟ يقول غربي:... يقول غربي: المجد للحمير.... وكتب له الخزاعي: من الإنسان الي الحمير يا غربي، هكذا وبسهولة تهتز الثوابت عندك، أم أنك تهزها (حلوة تهزها) وفق موقفك من مصاديق هذا الإنسان أو ذاك، فيتغير المفهوم لديك وينفتق المجد ليولد الحمار من صلب الإنسان والعكس صحيح.. إذا تحولت المنظومة العقلية لهذا الكائن المسمي بـ"الإنسان" الي حمرنة، فلا مجد يُرتجي، بل حينذاك تكون الحمرنة أقدس وأسمي.. ذلك أن الفارق في حمير الفلاحين هي حمرنة فطرية غريزية نابعة عن طيبة قلب الحمار المحترم.. أما حمرنة الإنسان، فهي تنظير وإدراك وتعطيل لكل تلك المنطومة التي وهبها الله له وتشويه للعقل.. وهي باختصار شديد: حمرنة مقننة.. فمعك حق يا غربي إذا رفعت شعار "المجد للحمير" في مقابل الحمير بلباس الإنسان.. ويبقي: المجد كل المجد للإنسان حين يحرك عقله. تحياتي. وكتب زهير2000: يقول غربي: يلعن أبو الحمير واحد ورا الثاني.. يقول الحمار: ولماذا ياغربي؟ يقول غربي: لأنكم حمير. يقول الحمار: الهذا السبب تشتمنا يابن ماء..؟ يقول غربي: نعم.. يقول الحمار: أهذا جزاءنا لحملكم دهوراً...؟ يقول غربي: نعم.. يقول الحمار: أتعرف..؟ يقول غربي: ماذا..؟ يقول الحمار: أمثالي مجبورون علي حمل أمثالكم.. وإلا لكنا أجلَّ من أن نحملكم... يقول غربي: ولكن هذا قدركم.. يقول الحمار: لتعلم يا ابن ماء أننا أشجع من أكثركم. يقول غربي: وكيف ذلك...؟ يقول الحمار: إسال آل يهود كيف يرعبهم مرور الحمار بالقرب منهم!! يقول غربي:........... يقول الحمار: (يبيلكم). قال العاملي: تدل هذه المقالة علي أن مقولة "الإنسان فوق كل شئ" ليست عند أصحابها علي عمومها وإن أظهروا العناد! فقد اعترفوا فيها بأن الحمار خير من بعض الناس، وبذلك رجعوا الي مفهومنا القرآني عن الإنسان، وإن اختلفوا معنا فيمن يستحق وصف الإنسان أو وصف الأنعام. قال الله تعالي في أكثر الناس: أم تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلا كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً. الفرقان:44، وقال في الذين يرفضون الهدي الإلهي: مَنْ يَهْدِ اللهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ. وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كثيراً مِنَ الْجِنِّ وَالآنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ. الأعراف:178-179 وقال في المنافقين: هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لا تُنْفِقُوا عَلَي مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ حَتَّي يَنْفَضُّوا وَللهِ خَزَائِنُ السَّمَوَاتِ وَالأرض وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَفْقَهُونَ. المنافقون:7 وقال في اليهود: مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللهِ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ. الجمعة:5 وقال في سورة الإنسان في وصف أهل بيت النبوة نماذج الإنسان الكامل عليهم السلام: يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يوماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا. وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَي حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا. إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُورًا. إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يوماً عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا. (الإنسان: 7-10)

العلمانيون والنسبية المطلقة

كتبتُ بتاريخ17-02-2001، موضوعاً بعنوان: الحقيقة المطلقة، والحقيقة النسبية تقول قاعدة ديكارت المشهورة في الإستدلال علي اليقين بالشك (أنا أفكر، فأنا إذن موجود)، وهي تعبير عما قرره علماء المنطق والفلسفة، من أنه توجد مجموعة معلومات يقينية قطعية عند كل إنسان، هي رأسماله الفطري لكسب معلومات جديدة.. وهي حقائق يقينية مطلقة، مثل أنك موجود، وأن الكل أكبر من الجزء، وأن الكون مخلوق.. الخ. أما نتائج تفكيرنا التي نحصل عليها بواسطة توظيف معلومات وترتيبها لتوليد معلومات جديدة (العمليات الذهنية والعقلية) فقد تكون حقائق مطلقة، وقد تكون نسبية.. فالحقيقة المطلقة موجودة، وهي الصواب الذي لا يحتمل الخطأ.. والحقيقة النسبية موجودة أيضاً، وهي الصواب الذي يحتمل الخطأ. وكتب د. جمال الصباغ: "بما أننا كنا أطفالاً قبل أن نكون رجالاً، وكنا قبل حصولنا علي قدرة الوعي الكاملة، نصيب تارة في أحكامنا علي الأشياء ونخطئ تارة أخري، لأجل ذلك كأنت الأحكام، التي كوَّناها علي هذا التسرع تعوقنا عن إدراك الحقيقة وتؤثر فينا بحيث لا يحتمل أن نتخلص منها ما لم نعزم، ولو مرة واحدة في حياتنا، علي الشك في جميع الأشياء التي نجد فيها أقل موضع للشك.. بل من المفيد أن ننعت بالكذب كل ما تصورنا في أقل داع للشك، وذلك حتي يمكننا لو تأتَّي لنا اكتشاف بعض أشياء تظهر لنا بينة الصدق، بالرغم من احتياطنا هذا، اعتبارها أكثر الأشياء يقيناً وأيسرها معرفة. ويلزمنا أن نشك أيضاً في سائر الأشياء التي كانت تبدو لنا فيما مضي يقينية جد اليقين، حتي في براهين الرياضيات ومبادئها، بالرغم من أنها بينة بياناً كافياً، وذلك لأن هناك من الناس من أخطأ فيها... وعندما نرفض علي هذا النحو كل ما يمكن أن يناله أقل شك، بل نعتبره كاذباً، فإنه من السهل علينا، أن نفترض أنه ليس هناك إله وسماء ولا أرض وإننا بدون جسم، ولكننا لا نستطيع أن نفترض أننا غير موجودين عندما نشك في صحة هذه الأشياء كلها، إذ من غير المستطاع لنا أن نفترض أن من يفكر غير موجود بينما هو يفكر، بحيث أننا مهما نبالغ في افتراضاتنا. لا نستطيع تجنب الحكم بصدق النتيجة الآتية: أفكر إذن أنا موجود. وبالتالي فهي أولي وأيقن القضايا التي تمثل لإنسان يقود فكره بنظام ". (ديكارت-مبادئ الفلسفة). هذه منهجية ديكارت في الشك الذي هو الوسيلة المفضلة للفلسفة الحديثة والسبيل الي اليقين. وكتب أبو هاجر: الأخ الكريم العاملي.. أتفق معك بشكل مجمل، وإن كان يجب علينا أن نعرف عملية التفكير نفسها أولاً. يا الصباغ: قلت:"وعندما نرفض علي هذا النحو كل ما يمكن أن يناله أقل شك، بل نعتبره كاذباً، فإنه من السهل علينا أن نفترض أنه ليس هناك إله وسماء ولا أرض وأننا بدون جسم". الله موجود ليس في ذلك أدني شك.. وأجسامنا موجودة ليس في ذلك أدني شك.. وكلمة السماء لا أدري ماذا تعني بها بالضبط؟ فالعقل السليم يصدر حكماً قطعياً علي وجود الأشياء، وحكما ظنياً علي تفسيرها.

لا حزن إلا في جهنم، ولا سعادة إلا في الجنة

وكتب العاملي: الأخ أبا هاجر: لم أذكر ماهية عملية التفكير، بل كلامنا في نتائجها، أما هي فهي مشتقلة عن مسألتنا وفيها أبحاث مهمة. الأخ الدكتور الصباغ: من الموضوعية أن نشكك في نتائج قناعاتنا وما كسبناه من أفكار، لها صفة الحقيقية النسبية.. فهذا هو النقد الذاتي الداخلي. أما رأس المال من مجموعة البديهيات اليقينية، مثل وجود أحدنا، وأن الكل أكبر من الجزء.. وما وصل عن وعي الي درجتها، فهي حقائق لا تقبل التشكيك إلا أن نصير علي مذهب باركلي الذي ينفي حتي وجود نفسه! وكتب غشمره: الحقيقة المطلقة والحقيقة النسبية، الثابت والمتحول، الله وحده هو الحقيقة المطلقة والباقي نسبي، وحده هو الثابت، والباقي متحول، لذا كان الله الإله، ولذا نقول: لا إله إلا الله. نشوفكم علي خير. وكتب أبو هاجر: هل نسيت الجزء الآخر يا غشمرة؟ محمد رسول الله، ثابتة بالأدلة العقلية التي يجزم العقل بصحتها. أم أن في الموضوع خواطر؟ لا حزن إلا في جهنم ولا سعادة إلا في الجنة وكتب العاملي: الأخ غشمره، سؤالان لمن يقول بالحقيقة النسبية في كل الأشياء، أو في كل الأشياء ماعدا الله تعالي، وهما كافيان لتراجعه: الأول: هل أن وجودك أنت حقيقة يقينية أم نسبية؟ فإن قال حقيقة مطلقة أو نسبية، فقد نقض نظريته. والثاني: سؤال عن نفس نظريته، وهل هي قاعدة مطلقة أم نسبية؟ فإن قال مطلقة فقد نقضها، وإن قال نسبية فقد كذبها. وكتب غشمره: فصِّل يا أخا العرب، فصِّل يا أخانا، منكم نستفيد إن شاء الله. الكلام للأخ العاملي وليس للأب. نشوفك علي خير. (يقصد بالأب أباهاجر!). وكتب الطالب: سؤال للأخ العاملي: هل من يقول بالحقيقة النسبية يقول بها في كل القضايا أم إنه يقول بها في بعض القضايا؟ وبالمقابل من يقول بالحقيقة المطلقة هل يقول بها دائماً في كل القضايا، أم يجعل هناك مجالاً معتداً به للنسبية؟ وكتب العاملي: الأخ غشمره، قصدي أنه لا بد للإنسان أن يؤمن بوجود حقائق مطلقة ثابتة في كل الأحوال.. وهي المسماة في علم المنطق بالبديهيات الأولية (لا الثانوية). مثلاً: حقيقة أن الكل أكبر من الجزء، أمرٌ ثابت علي كل حال مادام الكل كلاً والجزء جزءً.. في كل العلوم، وفي كل العصور من آدم الي أن يرث الله الأرض ومن عليها، ثم في الآخرة،إلا أن تنقلب طبيعتهما فلا يعودان كلاً وجزءً. والحقائق الرياضية البسيطة ثابتة أيضاً، مثل أن (2 ضربدر 2 مساوي با 4) فما دام العدد والجمع لهما هذا المعني، فالنتيجة ثابتة.. أما إذا تغير معني العدد أو معني الجمع فهو أمر آخر، لكنه لا ينقض ثبات القاعدة. وأوضح من ذلك قاعدة: أن الشئ لا يمكن أن يكون موجوداً وغير موجود في آن واحد في مكان واحد في ظروف واحدة.. وهو قاعدة استحالة التناقض، وهي ثابتة في كل الحالات، وبديهية عند كل إنسان، توجد في فطرته وتتفتح مع نمو عقله.. فعندما تعطي طفلك شيئاً في يده، ثم تأخذه من يده، وتسأله أين هو؟ لا يفتش عنه في يده! ولو قلت له: هو في يدك وليس فيها، لم يقبل. لأن عقله يحكم بأن التناقض مستحيل!! إن هذه المجموعة من المعلومات الثابتة رأس مال موهوبٌ من الله تعالي لكل إنسان، وموهوبٌ له معها قدرة علي الإتجار فيها لكسب مجهولات جديدة.. بمايسمي عملية التفكير والإستدلال.. وهذه العملية تنتج الصحيح والخاطئ، وتتولد منها الحقائق النسبية، وليس من البديهيات. مثلاً عندما نريد الإستدلال علي خلق العالم نقول: العالم متغير، وكل متغير حادث، فالعالم إذن حادث. فقد استعملنا مقدمتين بديهيتين، ووصلنا بهما الي نتيجة جديدة هي ربح يضاف الي معلوماتنا. وهذا الربح -وهو هنا صحيح- قد يتطرق اليه الخطأ فتكون النتيجة صحيحة بنظرنا وليست كذلك في الواقع.. وهذه نسميها نسبية. وقصدي بالسؤالين المتقدمين: - هل أن وجودك أنت حقيقة يقينية أم نسبية؟ أن وجود الكون عند الإنسان ومنه وجوده هو، بديهي.. فإن قال وجودي حقيقة مطلقة في كل الحالات، فقد اعترف بالثابت. وإن قال وجودي نسبي وقد أكون في الواقع غير موجود، فقد نقض نظريته، لأنه شكك في وجوده هو وهو صاحب النظرية، ونظريته جزء منه أو ناتج عنه!! - والسؤال الثاني عن نفس النظرية باعتبارها قاعدة تقول (لا يوجد حقيقة مطلقة أبداً، أو لايوجد حقيقة مطلقة إلا الله تعالي)، هل هي قاعدة مطلقة أو نسبية؟ فإن كانت مطلقة تشمل كل شئ حتي نفسها؟ فهي حقيقة مطلقة أيضاً، وكان اللازم أن يقول: لاتوجد حقيقة مطلقة إلا الله تعالي، وهذه القاعدة.. وإن قال إنها قاعدة نسبية، فقد شكك فيها، وقال لاتقبلوا مني هذه القاعدة لأنها نسبية وليست مطلقة!! الأخ الطالب: اتضح أن القائلين بوجود حقائق مطلقة يقصدون بها البديهيات العقلية التي هي رأس مال الفكر الإنساني، وما وصل الي مستواها أو قريب منها. أما القائلون بالنسبية فهم يقولون بها في كل القضايا، وبذلك يحكمون علي قاعدتهم هذه بالبطلان، لأنها قضية!

محاولتهم تسويق أفكار المرتد البغدادي

نشر المدعو أحمد البغدادي، مقالاً في الكويت مسَّ فيه بالذات المقدسة لرسول الله صلي الله عليه وآله فسجنته حكومة الكويت، وتوسط له العلمانيون والأجانب، فعفا عنه أمير الكويت وأطلقه من السجن. وقد اختار العلماني بتاريخ19-02-2000، مقالة لصاحبه البغدادي لاتزيد عن ألفاظ مصفطة بدون محتوي علمي، أراد أن يروج فيها عداءهم للإسلام، لكن العلماني هرب نهائياً من الموضوع، ولم يجب علي مداخلات المثقفين المسلمين! كتب العلماني موضوعاً تحت عنوان: هل يخلق الإسلام حضارة؟ لمقالات البغدادي وقع خاص، فهي عارية كالحقيقة، لا تداهن ولا تمالئ ولا تنافق، وهي بالإضافة لذلك سهلة المأخذ لينة الجانب واضحة الفكر! ولعلي وسط زحام مشاغلي الذي يمنعني من المشاركة الفعالة، أستطيع أن أساهم عبر نقل هذا المقالات للأستاذ البغدادي وعدد آخر من باعثي التنوير في هذا العصر المكفهر، لعلهم يستطيعون إيقاد شمعة في عملية إزالة الليل الكثيف عن صدورنا.. ملاحظة: لي اعتراضاتي الملحة علي هذا الرأي، وأذكر أن بعض الرواد قد تطرقوا في الآونة الأخيرة لهذا الموضوع، ولكني مع هذا أعتبر رأي البغدادي وجهة نظر جديرة بالقراءة والإهتمام، لذا أحببت نقلها إلي هجر. هل الإسلام حضارة؟ أو هل يخلق حضارة؟ الإسلام معتقد ديني إلهي خارج نطاق العقل البشري. كما أنه خارج نطاق السيطرة البشرية، ولا دخل للإنسان في "صنعه". كما أنه يتسم بالثبات في خاصة في جانبه التعبدي، فضلاً عن كونه غير قابل للتطور أو التدهور عقيدة أو شعائر. في مقابل ذلك نجد أن الحضارة مشتقة من التحضر والتمدن وهي مجموعة المنجزات الفكرية والإجتماعية والأخلاقية والصناعية، التي يحققها مجتمع معين في مسيرته لتحقيق الرقي والتقدم.. ومما يلاحظ بهذا الصدد أن مفهوم الحضارة عند أهل اللغة خلاف البداوة الدالة علي البدائية. والدليل علي أن الدين لا يمكن أن يكون حضارة، انعدام ما يسمي بالحضارة الإسلامية في العصر الحديث، في حين إننا نطلق هذا المسمي علي المنجزات الفكرية والمادية للمسلمين القدامي، مع العلم أن ظاهرة التدين الآن أفضل منها بكثير في عصر الخلفاء العباسيين حيث الفجور واللهو والفسق. إضافة إلي أن المدينة المنورة كانت أكثر المناطق الإسلامية تخلفاً علي الصعيد الحضاري. في حين إنها كانت أكثر تديناً خاصة في فترتي النبوة والخلافة الراشدة!! نخلص من ذلك إلي أن الدين بذاته لا يمكن أن يكون حضارة، ومع ذلك نسميها حضارة إسلامية! وهي ليست كذلك. قد يقول البعض إن التسمية تستمد مشروعيتها باعتبار أن صناع هذه المنجزات من المسلمين بشكل عام، وهذا صحيح ولكن هل كل هذه المنجزات إسلامية؟ بالطبع لا. لذلك يقترح البعض استخدام مصطلح "حضارة دار الإسلام"، كما نقول الحضارة الصينية نسبة إلي مكان جغرافي محدد هو الصين، والحضارة الفارسية، نسبة إلي الفرس أو فارس، والحضارة الأوروبية، ولم نقرأ عن الحضارة البوذية أو الحضارة النصرانية. لذلك من الخطأ وصف حضارة المسلمين بالإسلامية، ليس فقط لأنها ليست كذلك، بل لأن وصفها بالإسلامية يخلق حولها هالة قدسية كاذبة تدفع بالكثيرين إلي التشنج والغضب إذا ما أبرزت سلبيات هذه الحضارة، كما حال المنتمين إلي التيار الديني حين يغضبون عند نقد التاريخ الإسلامي. وحالة القداسة التي صنعها المسلمون بأنفسهم تمثل تمجيداً زائفاً لتاريخهم وحضارتهم، وتجعلهم في وضع استنفار دائم لا معني له، خاصة في العصر الحديث القائم علي التكنولوجيا وثورة المعلومات والاتصالات، حيث أن نصيب هذه الحضارة ينزل إلي ما دون الصفر. وهذا يفسر الوضع الدفاعي للمؤرخين المسلمين، وأعصابهم المشدودة دائماً عند الحديث عن الحضارة الإسلامية، وأشك إنهم فكروا في التسمية ذاتها ومدي تطابقها المكون من شقين: حضارة من صنع البشر، وإسلام من صنع سماوي!!

هل الدين يصنع الحضارة؟

لو نظرنا إلي المنجزات الإنسانية، لوجدنا أن عجائب الدنيا السبع وهي منجزات حضارية أكثر من رائعة، ليست من صنع الشعوب ذات الأديان، بل من صنع الشعوب الوثنية، في حين أن الشعب اليهودي المنغلق علي ذاته ليست له منجزات حضارية، بل يمكن القول أن الحضارة الإسلامية لا تملك أية "عجائب"وإن توافرت شواهد كثيرة علي إنجازات المسلمين. (د. أحمد البغدادي - تجديد الفكر الديني، دعوة لاستخدام العقل - الطبعة الأولي، دار المدي، دمشق، 1999، صفحات: 9-11) وكتب مالك الحزين: أين أنت يا صديق.. أوحشتنا يا رجل.. دعك من سيركDIT.Net وتعال هنا.. فالموقع هنا يعج بالشخصيات التي تبحث عن مؤلف بل مؤلفين.. وتعبت من التأليف الإنفرادي، علي وزن العزف الانفرادي.. تعال.. وسنحدث صديقنا موسي العلي ليمنحك تأشيرة إقامة مستديمة GreenCard يعني. وإن احتجت لدورات في "فنون الجدل العقيم" فابشر.. السيد أبو هاجر فتح مركز تدريب مهني يمنح دورات مكثفة..حتي شوف: http://www.hajr.org/hajr-html/Forum13/HTML/000010.html وكتب العاملي: الأخ العلماني، افتقدناك، فقد صرت قليل المشاركة هنا مثلي ومثل مشارك. مقال البغدادي فيه أفكار صحيحة، فالحضارة التي نسميها إسلامية هي في الحقيقة حضارة مسلمين، وأكثرها مقتبس من حضارات الشعوب التي فتح المسلمون بلادها.. وقليل منها نبع من الإسلام. وكذلك ينبغي أن نسمي الفلسفة الإسلامية فلسفة مسلمين، لا فلسفة إسلامية. والفقه الإسلامي الإجتهادي الذي لم ينص عليه القرآن والسنة، فقه مسلمين، لا فقها إسلامياً. وفي نفس الوقت أري أن الإسلام أقدر المبادئ علي صنع حضارة.. وحتي لا نختلف في المصطلحات، أرجو أن تعرف الحضارة وتميز بينها وبين المدنية، لكي نواصل الحديث.. وشكراً. وكتب أبو هاجر: الأخ الكريم/ العاملي.. لقد عكست المسألة، فكان من الأولي بك أن تسأل عن الذي يقصده الرأسمالي، ومرشده الروحي البغدادي، عندما يلوكون لنا كلمة الحضارة. فهؤلاء القوم هم أتباع الأصولية والسلفية الرأسمالية! فالواحد منهم عندما يسأل عن شئ، فإنه ينقل لنا ويردد كالببغاء نصوص شيوخه الرأسماليين وربما الشيوعيين، بدون أدني تفكير! وهؤلاء الطفيليون قد فرضوا علينا فرضاً من قبل الكفار الذين استعمرونا، وتمت عملية حشرهم في المناصب التوجيهية عندنا، بالشهادات التي رضعوها عند أشياخهم الرأسماليين. وحتي لا نضيع الوقت في حكايات هؤلاء المرتزقه، فإنني أوجه السؤال التالي للرأسمالي، لعله يبدأ في التفكير لأول مرة في حياته: لو أننا أتينا بعينة عشوائية من سكان الأرض بعدد كاف لإنشاء أمة ذات حضارة (قل200 مليون مثلاً)ووضعناهم في أرض ذات موارد كافية لبناء حضارة والإستمرار فيها، فكيف يمكن أن تنشأ الحضارة؟ المصيبة أن هؤلاء الببغاوات لم يفهموا أن الحضارة هي الإيدلوجية وهي نظام الحياة! وبدون أن يتفق عدد كاف من الناس عليها، فلن يكون هناك علم، ولن تكون هناك مدنية. فالعلم والمدنية هي نتيجة تشكل الأمة وامتلاك العقيدة والإيدلوجية التي يصاغ وفقها المجتمع وتحدد رسالة الأمة وأهدافها العليا. ولا مرحباً بالرأسمالي، وكل الببغاوات والأبواق الغربية.

لا حزن إلا في جهنم و لا سعادة إلا في الجنة

وكتب غشمره: الواقع أن مقال الدكتور البغدادي حوي مجموعة من المغالطات؟! ولا أدري كيف غاب عنه أننا حين نتكلم عن الإسلام فإننا نتكلم عن مبادئ متكاملة، مبادئ تشمل العبادات والمعاملات والأحكام، ولم يقل أحد إن العبادات وحدها هي التي تصنع الحضارة، أي حضارة، بل الحضارة هي نتاج هذا كله، هي نتاج العبادات والمعاملات، ونتاج الأشخاص والأشياء والأفكار. وحين يتحكم الدين في الأشخاص والأشياء والأفكار، وحين يُفهم الدين علي أنه المحرك الأول بشقيه (العبادات والمعاملات)، للأشخاص والأشياء والأفكار، نفهم حين ذاك معني مقولة إن الدين ينشئ الحضارة. والواقع هو الدليل علي نقض مقولة الدكتور البغدادي! ماذا كان العرب قبل الإسلام؟ وماذا أصبحوا بعده؟! وأي مؤثر غير الإسلام كان الرائد في هذا التغيير العظيم؟ جاء في القرآن الكريم: (الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِيناً)، وأي كمال في الدين إن لم يصغ لأتباعه منهجاً تقوم عليه حضارة؟!! وأي تمام تختلف فيه الدنيا والآخرة في واقع الناس المعاش؟! بل هو الكمال الذي يصوغ الحضارة، ويجعل الدين سلوكاً ومنهجاً يعاش في واقع الحياة. نعم يا دكتور هي الحضارة الإسلامية، سمت نفسها بذلك، وسماها به أعداؤها وأصدقاؤها أيضاً، أما التقديس الذي تشير إليه فهو اجتهادات فردية تُقبل ماوافقت الشريعة وتُرد علي قائليها ما خالفتهم، ولا حجة في التقديس لرفض مسمي الحضارة الإسلامية، أما الإستشهاد بعجائب الدنيا السبع فأمر غريب حقاً، فالأهرام وهي الأثر الوحيد الباقي من هذه العجائب، تدل دلالة واضحة علي البعد الديني في صنع الحضارة بالمعني التعبدي الذي فهمه الدكتور، فقد كان الفراعنة يؤمنون بالبعث، والأهرام وطريقة دفن الموتي فيها من الأدلة علي هذا الإيمان. ومن يقرأ أناشيد أخناتون ودعوته المشوهة إلي التوحيد، يدرك البعد الديني العظيم فيما عرف بالحضارة الفرعونية، هذه كلمة علي الهامش وعلي عجل. نشوفكم علي خير، وكتب أبو هاجر: حتي يفهم العلماني بعضاً من حقيقة نفسه. لا حزن إلا في جهنم ولا سعادة إلا في الجنة. وكتب سيف التوحيد: للأسف.. لا يزال هؤلاء الليبراليون في اجترار المغالطات مرة بعد مرة.. فحصر الدين في الجانب التعبدي مكمن الوهم، وأصل الغلط واللغط.. وعدم التفريق بين ثوابت الإسلام وبين قضاياه الفرعية التي تختلف فيها أنظار أهله فمن دونه تبعاً للمعطيات الموجودة لديهم في كل عصر.. وهم آخر.. والتشبث بالمصطلحات التي لا مشاحة فيها.. وإعطاؤها بعداً فكرياً لا تستحقه وهم ثالث.. فإضافة صبغة الإسلام علي الحضارة التي قدمها أهله ولا يعني من التقديم الخلق الخالص.. بل مجرد إضفاء الطابع الإسلامي عليها.. يجيرها له كما يذهب من يؤيد هذا المصطلح.. في مختلف مناشط المعرفة.. وإن كنت لست من أولئك ولا أنكره.. ولا عجب من التيار العلماني لا سيما الراديكالي منه، حين يستخدم الإرهاب الفكري المصطلحي في التنفير من قضية معينة! أنظره ها هنا جلياً، في دعوي إضفاء القدسية علي أنماط الحضارة التي تنسب للإسلام.. أين هذه القدسية.. وأين صورها.. وتطبيقاتها؟ ونحن ندرك تماما تعامل علماء الإسلام ومفكريه مع هذه الأنماط الحضارية تعاملاً مقاصدياً ينظرون إلي كل قضية منه.. وموقعها من مقاصد الإسلام العظيمة التي جاءت بالخير والنفع للبشرية.. ولذا يختلف حكمهم علي تلك الأنماط من عصر لآخر بحسب وضوح الرؤية حولها.. ودعنا من تلك الفئات الرافضة لتقبل الجديد كعادة المؤدلجين بأي منهج.. فإنك لن تعدم من يتخوف من ذلك الجديد، بل ربما يحاربه بسبب عدم اتضاح الصورة من جهة، والغموض الذي يلف بعض الأمور من جهة أخري. وخاتمة المغالطات.. وهي تدل علي سطحية الطرح أو إرادة السطحية بشكل أو آخر.. التمثيل بالعجائب السبع.. وحصر مفهوم الحضارة في المادية منها.. وترك الجانب المضئ والمشرق لدي الحضارة الإسلامية، وهي الحضارة المعرفية في إطارها العام.. وتطبيقاتها المختلفة.. والله المستعان. تلك الزهور الذاويات.. أكنَّ يعرفنَ الغرام؟ ما حبهنَّ.. نوي وصد.. أم عناق والتثام؟ والغدر.. يا غدر الزهور.. أهن يشبهن الأنام؟ الحب مصباح الحياة فما لقلبي في ظلام؟ ما لي حرمت من الهيام؟ أولستُ.. زهراً.. يا حياه؟ وكتب أبو هاجر بتاريخ08-05-2000: ولا زلنا في انتظار اعتراضات العلماني"الملحة" علي مقال البغدادي!! وكتب با محرز: سيف التوحيد أخي وصديقي.. أرحب به من القلب.. أما عن البغدادي فأقول له.. آن لك أن تستريح.. فقلمك عاجز أو مقعد.. باختصار شديد. الي آخر المداخلات وهي لمثقفين مسلمين، ومنهم مضافاً الي من تقدم: رامي عبدالله، وصلاح الصالح، وفرات، وفرقد. وكتب الأبهاوي: (إشكالية واحدة في كلام الدكتور أحمد البغدادي هو يقول يجب أن نسمي حضارة الإسلام(حضارة دار الإسلام) ودار الإسلام كما لايخفي ترتبط اصطلاحيا بمفهوم آخر مواز هو (دار الكفر). وهذا في نظري يختلف مع دعوة الباحث القدير الي الحرية، سوف يفتح الباب علي مصراعيه أمام الأطراف المتعصبة لوصف الآخرين بالكفر)!! قال العاملي: لعل هذا ما يريده البغدادي وأمثاله، من المشككين والملحدين! كتب غربي بتاريخ09-09-2000، موضوعاً بعنوان: احتلام فكري: العرب.. كبديل حضاري في الحقيقة.. لم أكن أتصور أن ما نقرأه في أدبيات البحوث الإنسانية، والمتعلقة بحضارة الإنسان علي الخصوص، قد تودي بنا للخلط بينها والخطاب الإسلامي، لنجد أنفسنا أمام نتيجة تحمل عنا عناء الجهل الحضاري الذي نعيشه وتنسينا ألف عام من التخلف، لتضعنا مباشرة أمام الخيار المدغدغ للأحلام، خيار أننا بوضعنا المزري- الراهن.. بديل حضاري قادم! ماسبق هو خطابي، فيما يتعلق بالحالة العربية الراهنة، التي أصفها بكل تجرد وحياد، بأنها ذلٌ، وإذلالٌ، وعار مخز.. ومن حق أي كان، أن يستنتج منه موقفي من الحضارة الغربية، وهو موقف احترام يأخذ صاحبه فيه، ما للغرب من مثالب ومساوئ، تتواجد بكثرة، ولكنها لا تجعل من أي حضارة حضارة مذلة وذليلة، وبالغة العار، كحال العرب... أما الكيان الصهيوني.. فلن تبلغ الكلمات مبلغاً بليغاً، حتي تمكنني من استغلالها في وصف الضغينة والكره الذي أحمله لذلك الكيان.. ولكنني أستغل ذلك استغلالاً مشروعاً، كدليل علي تعاسة الأمة العربية، في واحدة من أسوأ الأزمنة العربية علي الإطلاق.. لو كان في العرب خير، لما استطاع هذا الورم السرطاني أن يظهر، وينمو، ويستمر، بين ظهرانيهم.. وأنا أستغرب كيف نعتبر أنفسنا بديلاً حضارياً مستوفياً ونحن حتي لم ننجح في إزالة مثل هذا السرطان الصغير الحقير رغم كثرتنا! وهنا الأسئلة... 1) كيف تصف الوضع الحالي للأمة العربية؟ 2) كيف تري الحضارة الغربية؟ 3) في وضعهم الحالي هل يشكل العرب خطورة حضارية علي العالم الغربي؟ وللأسئلة.. شجن ثانٍ. وكتب غشمره: 1) كيف تصف الوضع الحالي للأمة العربية؟: هو الأسوء تاريخياً، 2) كيف تري الحضارة الغربية؟: هي أفضل الموجود حتي الآن، 3) في وضعهم الحالي، هل يشكل العرب خطورة حضارية علي العالم الغربي؟ لا، ولو تغير سؤالك ليكون: هل يشكل(المسلمون)خطورة حضارية علي العالم الغربي بوضعهم الحالي، لأجبتك بـ(لا) أكبر من الأولي، نشوفك علي خير. وكتب الخزاعي: 1 - كيف تصف الوضع الحالي للأمة العربية؟ مزر للغاية. 2 - كيف تري الحضارة الغربية؟ في طريق الإنهيار كندِّها الشرقي السابق، وباعتراف الكثير من مفكريهم وكتابهم. 3 - في وضعهم الحالي، هل يُشكل العرب خطورة حضارية علي العالم الغربي؟ لا ولم يشكل العرب يوماً خطورة علي أي حضارة غربية أو شرقية، وقد كانوا قبائل متناحرة في الصحراء.. لكن المسلمين إذا أُتيح لهم سيشكلون، أما الآن فالحاكمون هم العرب المتعولمون. وكتب عبد الحسين البصري: قبل الإجابة علي الأسئلة نحتاج منك أن تبين لنا ماهية الحضارة التي تعنيها حتي يمكننا الجواب وفقها، ولا يضيع الوقت فيما لا يمس اللب! وعلي كل حال اتفق مع غشمره في جوابه للسؤال الأول فقط! أما الثاني والثالث فيتوقف الجواب علي بيان ماهية الحضارة كما ذكرت! أنتم تنظرون لحكام العالم العربي والإسلامي ولذا يكون الجواب بـ " لا " سلفاً قبل أن تضعوا السؤال!! هل يشكل العرب والمسلمون خطورة حضارية علي العالم الغربي"؟ أجيب معكم بـ " لا "عند النظر للعالم العربي والإسلامي تحت النظم الحاكمة الحالية! أما مع عدم النظر لها بل التوجه للشعوب وهذه الرؤية هي الصحيحة التي يجب أن ينظر بها المثقف فأختلف معكم وأجيب بـ "نعم " يشكل كل من العرب والمسلمين خطراً حضارياً علي العالم الغربي! فدونكم ما كتبه صموئيل بي هانتيجتون أستاذ نظم الحكومات ومدير معهد جون أم أولين للدراسات الإستراتيجية بجامعة هارفارد في دراسته المسماة بـ " صدام الحضارات " التي وضعها أساساً في إطار مشروع لمعهد أولين عن البيئة الأمنية المتغيرة والمصالح القومية الأمريكية. كما ألفت انتباهكم لظاهرة الإستشراق وما أعقبها، وقراءة متأنية في وليدها علم الإنثروبولوجيا، ومجاله الذي ما برح العالم الثالث أو جزء منه (الإنيروبولوجيا والإستعمار لجيرار لكلرك ص11) والذي وفق هذا التحديد يكون المشرق الإسلامي، والذي أطلقت عليه الدوائر الإستعمارية مصطلح الشرق الأوسط، هو أحد أبرز مساحات الإهتمام الأنثروبولوجي. ولعل ما صدر خلال العقدين الأخيرين من دراسات حولها وخاصة الجزء الثاني من السجل البيلوغرافي، عن ثقافة الشرق الأوسط والمعنون بـ: " الأنثروبولوجيا الثقافية للشرق الأوسط، بيلو غرافيا (1988 – 1992) لمؤلفه رود ستريب والذي يحددها بمساحة جغرافية تبدأ من تركيا شمالاً وتنتهي بالجزيرة العربية وشمال السودان جنوباً، ومن موريتانيا غرباً وحتي أفغانستان شرقاً.. وهذا دليلٌ علي ما ذهبنا إليه من أخذ العالم الغربي للحضارة الإسلامية بعين الإهتمام، وليس كما يأخذها العربي المعاصر، والذي لا يتقن سوي جلد الذات! فالرجاء لكل من أراد المعرفة والإجابة، عليه بدراسة ظاهرة الإستشراق وما أبدعه من إبداعات الغرب لدراسة المجتمع العربي والإسلامي، ودراسة فكره وأخذ كتابات الغرب وخططه، والتي لا يخفيها علينا كما يراها من يريد لعقله ولأمته السلامة في "صدام الحضارات" وغيره. وعدم خداع النفس بأوهام أن لا وجود لنظرية المؤامرة، وإلا فماذا نسمي هذا كله، وماذا نسمي الدفاع عن سلاطين العرب وأنظمتهم، والتي يستخدمها العالم الغربي وفق مقتضيات مصالحه متي ما يشاء. ربما تكون لنا وقفة مع نظرية المؤامرة. والحمد لله رب العالمين. وكتب العاملي: الإخوة الكرام: أعجبني وعي الكاتب المسيحي الدكتور الصباغ، والكاتب سرجون أكاد، لذا أنقل موضوعهما من (نادي الفكر العربي): المؤامرات الغربية علي العرب في التاريخ الحديث(1)سايكس بيكو بقلم: سرجون أكاد في حين كانت بريطانية تتفاوض مع الشريف الحسين مظهرة العطف علي مطالب العرب بنيل الحرية من الإحتلال العثماني، كانت من الجهة الثانية تتآمر مع الصهاينة والدول الإستعمارية الرأسمالية الأخري علي اقتسام التركة العثمانية الكبيرة والدسمة..الوطن العربي.. في مشرقه (بين فرنسا وبريطانية) وفي مغربه (بين فرنسا وبريطانية وإيطالية وإسبانية والبرتغال)! ففكرة التقسيم اختمرت عشية الحرب العالمية الأولي، حيث توصلت كل من بريطانية وروسيا وفرنسا إلي اتفاقية بتاريخ 15/3/1915 والتي ورد فيها: 1- استيلاء القيصر الروسي الروسي علي استنبول والمضائق العثمانية الهامة في البحر الأسود. 2- لبريطانية وفرنسا الحق في الإستيلاء علي أملاك الدولة العثمانية في الشرق الأوسط. بهذه الاتفاقية دخلت كل من فرنسا وبريطانيا مفاوضات دعيت بمفاوضات سايكس بيكو، نسبة إلي وزيري خارجية البلدين مارك سايكس وجورج بيكو وأهم ما نصت عليه الإتفاقية الجديدة: 1- تتعهد إمبراطورية فرنسا وبريطانيا العظمي وروسيا القيصرية، ببسط الحماية علي البلاد العربية لتحريرها وحمايتها، وتتولي بريطانيا إدارة حكومة عربية إسلامية فيها. 2- تتعهد الدول الثلاث بحماية الحجاج من أي اعتداء!! وتسهيل سبل الحج. 3- تقسيم البلاد العربية إلي مناطق نفوذ فرنسية وبريطانية كما في الخريطة المرفقة. ما رأيكم. فكتب الدكتور جمال الصباغ: بتاريخ: 09-09-2000: شكراً أخي السرجون الأكادي علي هذا الموضوع، الذي يشير الي أول المؤمرات الإستعمارية ضد كل توجه نحو الوحدة العربية في العصر الحديث. لقد طلب العرب حريتهم من الحكم العثماني الظالم ليقعوا تحت حكم الإستعمار الغربي، ولا فرق بين ظلم وظلم. قسموا الوطن الواحد ورسموا الحدود وأوجدوا إسرائيل رأس حربة لهم، ودعموا الرجعية العربية، وخلقوا الأزمات تلو الأخري، ولا يزالون يقومون بالمزيد من هذا التمزيق والشرذمة، الي أن لا يصبح لنا وجود. ولكن الشعب لن ينام أبداً وسوف ينهض لإيقاف مثل تلك المهازل. أنا العروبة في كل مملكة... إنجيل حب وقرآن إنعام شغلت قلبي بحب المصطفي وغدت... عروبتي مثلي الأعلي وإسلامي الشاعر القروي وكتب مالك الحزين: كيف تصف الوضع الحالي للأمة العربية؟ سبقني مظفر النواب.. حين قال: هذا الوطن الممتد من البحر الي البحر.. سجون متلاصقة سجان يمسك سجان! 2) كيف تري الحضارة الغربية؟ بنفس العين التي ألقي بها آخر خلفاء الأندلس نظرته الأخيرة علي ملك مضاع.. بينما أمه تقول كلمتها التاريخية.. إبك كالنساء ملكاً لم تصنه كالرجال! 3) في وضعهم الحالي هل يشكل العرب خطورة حضارية علي العالم الغربي؟ بنفس قدر الخطورة الذي يشكله القذافي علي أمريكا! وكتب العاملي: 1) كيف تصف الوضع الحالي للأمة العربية؟ مهما كان وضع الحكام فعلاً.. فإن تقييم الأمة يجب أن ينظر فيه الي الشعوب، والفكر المحرك الذي تملكه، والثروات، والموقع الستراتيجي، والتحديات والعدو المحفز.. وفي كل هذه المقومات نجد أن بلاد العرب والمسلمين عملاق مغلوب علي أمره فعلاً. 2) كيف تري الحضارة الغربية؟ أراها كما قال الله تعالي: حَتَّي إذا أَخَذَتِ الأرض زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ. فكيانها الفكري والأخلاقي متهاوٍ بشهادة أهلها.. وكيانها الإقتصادي قوي، ولكنه سريع الإنهيار، فهو مثل الأواني المستطرقة! يكفيه أزمة بورصة تستمر شهوراً! وقد رأينا أنهم عندما أعلنوا عن مخزون أمريكا من النفط، كيف اضطرب سعر النفط! فعندما يهتز اقتصادهم يهتز كل كيانهم!! 3) في وضعهم الحالي هل يشكل العرب خطورة حضارية علي العالم الغربي؟ في وضعهم الحالي، لا يشكلون خطراً، ولكنهم نار تحت الرماد، خاصة إذا نجح الحزب الجمهوري الأمريكي، واتجهوا نحو فرض الحل علي العرب بالقوة والحرب! إن اسرائيل بالنتيجة غدة مهمة محفزة لنا، ولن تسكت عن عدوانها وغطرستها، وموعدنا مع النصر حتمي وإن طالت السين! وموعدنا مع الغرب عند انتصارنا علي اسرائيل.. وموعدنا مع الله تعالي بالمهدي الموعود علي لسان نبينا الصادق الأمين.. فليؤمن مَن يؤمن، وليشكك من يشكك! وَمَنْ أَوْفَي بِعَهْدِهِ مِنَ اللهِ؟ قال العاملي: شارك في هذا الموضوع مجموعة إنسان وفرقد، ولم تخرج مشاركتهما عما تقدم. لكن الملفت أن غربي صاحب الموضوع غاب عنه مع كل زملائه!! وهكذا تراهم يغيبون عن أي موضوع يجبرون فيه علي مدح الأمة العربية أو الإسلامية، أو علي نقد الغرب وكشف عيوبه! أما الموضوعات التي تذم العرب والمسلمين، وتمدح الغرب، فهم أصحابها وأول المشاركين فيها! وهذا يدل علي حالة الإنهزام الفكري في داخلهم!

دعوة الي وعي الذات

كتبتُ بتاريخ 09-09-2000موضوعاً بعنوان: الي الكافرين بأنفسهم.. دعوة الي وعي الذات في مثقفينا من تعتزُّ به وإن خالفته في الرأي، لأنه شخصية صاحب فكر وقناعة. ومنهم وأرجو أن يكونوا قلة، مرضي بمرض صعب هو: فقدان الذات! ياجماعة، لماذا يشعر الإنكليزي، والفرنسي، والأمريكي، والطلياني، بذاته، ويعيشها، ويفتخر بثقافته وعاداته وتقاليده، وكل زاوية في بلده.. ولماذا يعيش اليهودي العلو علي الدنيا كلها، ويفتخر بتاريخه الملئ بقتل الأنبياء عليهم السلام، وخيانة الرسالات والأمم! وبحاضره الذي هو عنصرية، وتعصب، وإفساد، وفتن، وقتل، ومؤامرات؟! ولا يحق لنا نحن أن نشعر بذاتنا، ونعيشها ونفتخر بها؟ فهل وصل بنا الأمر الي أن نكون إمعات تمسح بنا الأمم أحذيتها، وطحالب نتعلق علي سيقانهم؟! أما أنا فاسمحوا لي أن أفتخر بكل ما أنتمي اليه وينتمي اليَّ من هذه الأمة العريضة العريقة.. وهذه الأوطان الجميلة الخالدة. أفتخر بكل فكري وعقيدتي وتاريخي، وكل عاداتي وتقاليدي الجميلة، ومنها عصبة خالتي البدوية في الصحراء، وأهزوجة خالتي الصعيدية في مصر، وهلهولة خالتي العشائرية في العراق.. وبكل زاوية في وطني العربي والإسلامي.. وكل إنسان يعيش فيه ويؤمن بنفسه.. ولا يفقد ذاته!! واسمحوال لي أن أقول: نحن ساحة الدنيا، ومن عندنا بعث أنبياؤها عليهم السلام ونشأت حضاراتها! ولئن خسرنا موقعنا السياسي، فعندنا مقومات استرداده، فكراً وثروات وشعوباً وجغرافيا.. وليس عند أعدائنا مقومات بقاء سيطرتهم علي مقدراتنا وقرارنا. ومن أول شروط عودتنا الي صدارة العالم: أن نستعيد ذاتنا. وكتب غربي: لهذه الخواطر الجميلة.. فرعان: الأول: استقبال الماضي التليد، بالفخر والإعتزاز، واستدراكه بالأخذ الحسن، الذي لا يخلو من تنقيح عاقل وتدبر جميل. الثاني: إحترام الحابل من الأيام، والنظر إلي المستقبل بعين الناظر المعاين للواقع الحاضر، بوقفة صادقة مع الذات، لا تنكرها، ولا تجلدها، ولكنها تثني عليها بما هي أهل له، وتأخذ عليها مآخذها. الأول.. يعيننا علي فهم تاريخنا، ويجعل فخرنا به صادق مؤمن، منطقي ومعقول، لاجاهلي أحمق، ولا منتن أخرق. لايكاد تاريخ العرب يخلو من مواقف هي معدن الشرف نفسه.. ولا يكاد تاريخهم يخلو من الدسائس والمنغصات، هي العبر التي يضعها التاريخ رهانة لنا علناً نستفيد منها، فيما نستقبل من أيام. الثاني.. أن نعرف أنفسنا.. دون تحجيم ولا تطبيل.. دون أن نقيم أنفسنا بما لم نستحق بعد، ودون أن نلغي ما نملك من عوامل، لو عرفنا كيف نستغلها، لجعلنا أنفسنا في خير وفير، وفي عزة كبيرة، ولكنا عبرة لغيرنا، كما جعلت بعض الشعوب من نفسها عبرة للآخرين. وكتب العاملي: شكراً يا أخ غربي، زادك الله اعتدالاً، وإيماناً بديننا وتاريخنا وإنساننا، وبصيرة بعيوب الحضارة الغربية وزيفها. وكتب الخزاعي: الشعور بالنقص =مرض نفسي! أعراضه=الإنبهار بكل ماهو غربي. مضاعفاته =انهيار الذات. العلاج =حبة من نوع(anti-west) بعد كل وجبة أكل. الله يا هلهولة خالتي، وهي تهلهل للثوار ضد الإحتلال البريطاني في ثورة العشرين، وآه آه يا هوسات جدي وهو يلعلع: (الطوب أحسن لو مكواري؟!) ليثبت للتاريخ أن بريطانيا العظمي انهزمت أمام شعب أعزل إلا من إرادته وذاته! الطوب: هو المدفع البريطاني. المكوار: آله حرب بدائية جداً تتكون من عصا غليظة وفي نهايتها رأس من القار الصلب. نعم يا أخانا العاملي، لا بد لنا من الإفتخار والتمسك بكل جميل يربطنا بهويتنا وذواتنا..شكراً لك. وكتب العاملي: أيها الإخوة الأعزاء، إعرفوا قيمة أنفسكم ومجتمعاتكم التي هي خير أمة وخير مجتمعات علي كل عيوبها.. نحن عندنا مجتمعات طبيعية ذات بنية إنساينة قابلة للبقاء.. والمجتمع الغربي مجتمع معمل وليس مجتمع بشر يدوم.. إنه مجتمع ينهار بمجرد وقوع خلل في المصنع!! عندك جار صاحب دكان تقف عنده فتحدثه ويحدثك، وتفتقده ويفتقدك.. وتعطيه مفتاح منزلك، وتوصيه بحوائجك.. وقد يشكو اليك ويستشيرك.. هذه العلاقة الإنسانية لا توجد في الغرب.. محال! عندك صديق صاحب شهامة، إذا وقعت في مشكلة (يقتل نفسه) من أجلك، لا لشئ إلا الصداقة والشهامة والوفاء.. وهذه في الغرب في خبر كان! في نيويورك انقطعت الكهرباء أحد عشرة ساعة.. فماذا حدث؟ أكلوا بعضهم، سرقوا بعضهم، قتلوا بعضهم! وعندنا تنقطع الكهرباء أياماً، فيسهرون عند بعضهم، ويساعدون بعضهم!! عندنا في بيروت والقاهرة والرياض.. مجتمع فيه علاقات إنسانية، فيه ضمير علاقات إنسانية.. إذا رأي الجار أحداً يسرق بيت جاره في غيابه، يغار عليه.. في الغرب.. لا خبر عن شئ من ذلك.. عندنا قيم تدخل في حساب سلوك أفرادنا حتي الفساق.. بل المسلم عندنا إذا صار شيوعياً ملحداً تبقي معه قيم وفائه من دينه ومجتمعه، فيفي لشيوعيته! بالطبع لم يأت الملحد بوفائه من الديالكتيك؟ بل من (رواسب) دينه! الغرب ليس فيه بنية المجتمع الذي يدوم! فبنيته قائمة علي (وضع) اقتصادي يربط بين أفراده بخيط رفيع! ما أن ينفرط حتي ينفرط المجتمع ويأكل بعضه! وكتب غربي: لا يا شيخنا.. لم أقل أنا بزيف الحضارة الغربية. كيف أقول ذلك، وأنا أدعو في كل محفل، لأن نأخذ منهم ما يناسبنا وندع. مالدينا بديل أجمل وأسمي! كيف أتسق مع نفسي، وأنا أري الحضارة الغربية منجماً فيه الكثير مما يمكننا من الإنطلاق، مستلهمين تراثنا الخالد، والكثير من قيمنا النبيلة، مستغنين عن أسباب تخلفنا، وثوابت تراجعنا، مستفيدين من عطايا التاريخ، ومراهنين علي فهم المستقبل. أنا قلت بأن الحضارة الغربية مليئة بالمثالب والمخازي، ولكنها تستحق لقب حضارة، عن طيب خاطر، أو حتي عن كسره. الإعتدال عندي، ليس له مفاهيم كثيرة.. هو النظر بعين الحقيقة والواقع، إلي الذات، بعيداً عن نعرة الجاهلية الأولي، والمضرية، وغُزَيَّة... والنظر بعين الصدق والحياد، إلي الآخر، بعيداً عن التقويض، والإنكار، واستلاب الحقوق. الإنسان كائن واحد.. لا عار في أن يستفيد من أخيه الإنسان.. مهما تنوعت العقائد والمشارب والأديان. وكتب مجموعة إنسان: الشيخ الجميل العاملي: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أرجو أن يكون صدرك فيه الكثير من الرحابة والقبول ولو لقليل من الإختلاف. (ياجماعة، لماذا يشعر الانكليزي والفرنسي والأمريكي، والطلياني، بذاته، ويعيشها، ويفتخر بثقافته وعاداته وتقاليده، وكل زاوية في بلده)؟ كلام صحيح ولكن.. جاء ذلك بعد أن نقح ما يمكن تنقيحه، فقبل منها ما يمكن أن يقبل معتمداً في ذلك علي منطلاقاته العقائدية، ورفض منها ما رآه أنه مما يجب أن يرفض. وهذا ما نبحث عنه نحن، أو ما نراه مما يجب أن يكون. (ولماذا يعيش اليهودي العلو علي الدنيا كلها..... إلخ.). وهذا ما نرفضه، أو ما نري أنه مما يجب أن يرفض. وهل تريد منا أن نصبح كذلك؟ لا شك أنك لا تريد. (ولا يحق لنا نحن أن نشعر بذاتنا، ونعيشها ونفتخر بها.. هل وصل بنا الأمر الي أن نكون إمعات تمسح بنا الأمم أحذيتها، وطحالب نتعلق علي سيقانهم؟!) ولماذا نثقل دائماً كاهلنا بمحاولة الربط والمقارنة بين أحوالنا وأحوال الآخرين يمكننا أن نمارس النقد الذاتي والبحث عن سلبيات مجتمعاتنا، والبحث عن حلول جذرية لها بعيداً عن مسألة المقارنة هذه. كما أنه لا يمكن أن ننكر أن من طبيعة الشعوب، أنها تستفيد من تجارب وخبرات بعضها البعض، في مجال الشؤون الإنسانية. ومن قال إن تلك الشعوب لم تستفد من بعضها البعض في كثير مما تراه أنت أنها تفتخر وتعتز به.. ولا أعتقد أنها تنكر ذلك.. ولا شك أنهم قد أخذو منا أشياء ونأخذ منهم.. ولكن الفرق بيننا وبينهم هو أن ما أخذوه منا جعلوه أرضية انطلقوا منها الي الأفضل والأحسن ولم يتوقفوا عنده. ولكن نحن توقفنا.. نعم توقفنا.. وأخذنا نعتمد بدلاً من الإنجاز والإبداع علي بعض فضلاته ما ينجزونه. ولا شك أن لبعض الفتاوي الدينية دوراً كبيراً في ذلك.. فهي هيأت نفوس الكثير من المسلمين للنظر بالشك والريبة الي كل ماهو جديد وقادم من هناك، بحجة أن في ذلك تشبه بالكفار المشركين، وهذا بحد ذاته كفر صريح يدخل صاحبة الي جهنم وبئس المصير. (أما أنا فاسمحوا لي أن أفتخر بكل ما أنتمي اليه وينتمي اليَّ من هذه الأمة العريضة العريقة). لقد سمحنا لك شيخنا الفاضل.. لك ما تشاء.. ولكن أن أفتخر أنا بكل ما أنتمي إليه من غير تمييز وتنقيح.. فهذا يسمي تعصب أعمي يخالف الفطرة الإنسانية التي من طبيعتها البحث عن كل ما هو سلبي ورفضه أو إصلاحه، وعن كل ماهو إيجابي وتنميته. وهنا يمكنني أن أسمي عقلي بأنه صالح لكل زمان ومكان. فما أنا عليه الآن حتماً أنه لم يكن ماهو عليه أبي، والذي هو بدوره لم يكن علي ما كان عليه جده.. وهكذا الي ما قبل النطفة الأولي. كما أن قولك هذا يدل علي أنك هنا فقط لإقناع الآخرين بما أنت عليه، ولم تكن هنا لتتبادل الخبرات معهم.. وهم فيما لو اقتنعوا بما تقوله أنت فذلك يعني أنهم قد تخلوا عما كانوا عليه سابقاً.. وبذلك خالفوا ما قدمت لهم أنت من نصيحة بوجوب التمسك بما هم علموا وورثوا من آباءهم. (أفتخر بكل فكري وعقيدتي وتاريخي). أقنعني أولاً بعصمة كل من سبقوني، لأقتنع تلقائياً بهذه الجملة الغريبة. (وكل عاداتي وتقاليدي الجميلة): كلمة (الجميلة) أنقذت الموقف.. وفي ذلك دلالة علي أنك تعترف بأن هناك منها ماهو غير جميل ويجب رفضه.. وتحت هذا (غير الجميل) يندرج جزء كبير من التاريخ الذي قلت أنك تفتخر به كله. الشيخ العاملي: يجب أن تراعي أن لكل منا موقعه الجغرافي، ولكل منا تجاربه وخبراته، ولكل منا فرحه وحزنه ومعاناته. وربما ما تتحدث أنت فيه الآن هو المقارنة بين مثلك وقيمك الدينية ومثل وقيم الآخرين، وهذا جانب آخر لا يجب أن ينعكس علي مقارنة واقعنا المعاش مع واقع الآخرين. عندما أتحدث في هذا الموضوع مع أحد أبناء حزب الله، وهو في ظل نشوته بالإنتصار علي إسرائيل، لابد أن تكون نظرته مغايره تماماً لنظرة أبناء العراق في الداخل. وكتب غربي: إلي أعلي! سبحان من أجري كلمات المرء.. علي لسان أخيه. وكتب القلم الساخر: المحترم العاملي، وبعد السلام: الإعتداد بالنفس جميل حين لا"يتوهج" علي حساب تجاهل الحقائق. وفي مجتمعاتنا كما ذكرت، الكثير مما نحبه ونحترمه ونعتبره عناصر إيجابية كالتراحم والغيرية والتراث الشعبي.. وفيه الكثير أيضاً مما نكرهه ونحتقره ونعتبره عناصر سلبية، كالكذب والنفاق والتذلل والجهل.. أوافق المحترم غربي علي كل كلمة قالها. وأتوقف عند هذه الجملة الرائعة التي وردت علي لسان المحترم مجموعة إنسان، والتي قد لا يفهمها الكثيرون: "يمكننا أن نمارس النقد الذاتي والبحث عن سلبيات مجتمعاتنا ومحاولة البحث عن حلول جذرية لها، بعيداً عن مسألة المقارنة هذه". وأعتب عليك أيها المحترم، تسرعك في الحكم في مسائل عديدة مثل قولك: "إنه (الغرب) مجتمع ينهار بمجرد وقوع خلل في المصنع)! لعلك نسيت أوتناسيت (عمداً؟) أن ألمانيا دمرت بأكملها (هل يساوي ذلك في حسابك وقوع خلل في مصنع؟ في الحرب العالمية الثانية، ولم ينهر المجتمع الألماني! فترفق بعقولنا قليلاً أيها المحترم، وترجل عن منبر الخطابة! لا تعاملنا كأطفال! والله أعلم! وكتب صلاح الصالح: شيخنا العاملي.. أختلف معك في أن المجتمع الغربي جاف من الإنسانيات والفضائل، لأني أعتقد أن الكثير من هذه الفضائل(الرحمة العدل) هي ميراث بشري، لايمكن أن يخلو منه مجتمع بحال. ولعلك- وأنت أكثر اطلاعاً مني- قرأت بعض الروايات الغربية، وربما شاهدت بعض الأفلام، ومعظمها يتمحور حول هذه الإنسانيات، وهي إن كانت لاتعكس الصورة تماماً، لكنها لا تخالفها تماماً.. أتفق مع الإخوة في أن أفضل نهج للتعامل مع حضارة أخري هي التلقي الراشد لما لدي أي كان من قيم حضارية أو فضائل إنسانية، ضمن معيارية حضارية إسلامية تكون كبوابة العبور، لايجتازها إلا ما اتفق مع خطوطنا العريضة كمسلمين. بقي ومن باب قول الحق أن لدي الغرب الكثير مما نفتقده حتي في مجال الإنسانيات، وأحسب أنه ليس عيباً أن نجمع فضائلنا إلي فضائلهم لنكون منظومة حضارية ذات أصول، تتفق مع معطياتنا وتجمع فضائل الحضارات الأخري، ضمن إطارها العام.. عودة متأنية لسنة المصطفي صلي الله عليه وآله وسلم، تكرس لدي المتلقي مفهوم أن هذا الدين بفضائله وقيمه، ما هو إلا إستكمال للميراث البشري من هذه الفضائل: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" "خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام إذا فقهوا""لقد دعيت إلي حلف، حلف الفضول، لودعيت إليه اليوم لأجبت" ولكم تحياتي. وكتب العاملي: الإخوة الكرام، بقطع النظر عن امتيازنا بالإسلام، فإن في مجتمعاتنا العربية والإسلامية نقاط قوة ونقاط ضعف.. وفي المجتمعات الغربية نقاط قوة ونقاط ضعف.. وعندنا مشكلة الإنبهار بالحضارة الغربية والكفر بالذات.. ومن أجلها فتحت هذا الموضوع. أسألكم عن الياباني هل يعيش حالة الإنهزام التي يعيشها المتغربون عندنا؟ هذه أربعة مواضيع أيها الإخوة المثقفون، والكلام في مخلوطها يضيع الرؤية. لذا أعيد فهرستها لتختاروا واحداً منها، ثم لا نخرج عنه حتي نستكمله. 1_ موضوعنا ظاهرة (التغرب) بين المثقفين، أي الإنبهار بالغرب والإنسحاق والكفر بالذات. 2- هل أن الإسلام بصفته نظرية متكاملة عن الكون والحياة والإنسان، وتاريخاً صنع حضارة، وعقيدة يؤمن بها ملايين المسلمين.. يعتبر امتيازاً للأمة الإسلامية علي الغرب، الذي لايوجد عنده أيديولوجية كالإسلام، ولا مؤمنين بها كالمسلمين؟ 3 - ماهي النقاط الإيجابية، والسلبية، في مجتمعاتنا العربية والإسلامية، في مجالات الفكر والحياة المختلفة؟ 4- ماهي النقاط السلبية، والإيجابية، في المجتمعات الغربية، في مجالات الفكر والحياة المختلفة؟ ختاماً.. إن من حسنات الغربيين التي تعلموها من المسلمين، وحدة الموضوع أو (الأكاديمية) في البحث، فهل نلتزم بها؟ وكتب صلاح الصالح: لك منا المحبة شيخنا العاملي، لكن رويدك علينا، لأني أعتقد أن إجابات معظم الأسئلة التي طرحت موجودة ضمناً في تعليقات الإخوة الرواد، أما وقد آثرت التفصيل فإليك بعضه: 1- معك قلباً وقالباً في أن الإنبهار بالغرب كأيدلوجية وحضارة، هو إفراز للشعور بالنقص لدي أفراد الأمة المنادين بهذا الإنبهار. ولا أعتقد أن أحداً من الرواد يغالط في موضوع الإنبهار الشامل، وخاصة في شقه الأيدولوجي. 2- لا أشك مطلقاً -بل هو جزء من معتقدنا- أن جل المسلمين يرون أن هذا الدين هو الميزة العظمي لهذه الأمة وحضارتها عن غيرها من الأمم والحضارات وذلك عائد لكثير من المضامين الحضارية التي تؤدي حتماً - حين تطبيقها تطبيقاً فاعلاً- إلي إسعاد البشرية. 3- بالنسبة للمجتمعات العربية والإسلامية، مع التفريق بينها وبين الإسلام كدين، فإني أعتقد أنها لا تمتاز بالكثير مما يمكن أن يساهم في تقدم وإسعاد البشرية، نعم ثمة بقايا لقيم لكنها ليست وافرة علي كل حال، فالتراحم والترابط الأسري والعطف ميزٌ لا يمكن تجاهلها. 4- للمجتمعات العربية الراهنة سلبيات أعتقد أن المقام أقصر من تعدادها، ولك أن تلفت لأي جهة لتري المعايب تتري، وهاك بعض الأمثلة: الكذب، التسلط، إقصاء الآخر، تقديم العاطفة علي العقل، الظلم..الخ. 5- بالنسبة للغربيين راهناً، فلديهم الكثير من القيم الفاضلة: الصدق، العدل النسبي، الديموقراطية، الحيادية النسبية، التحليل العقلي والمنطقي للأمور..الخ. 6- لعل أبرز النقاط السلبية لدي الغربيين الإغراق في الماديات، وتقديهما علي الإنسان حال التعارض. ومن الظواهر البارزة أيضاً التفكك الأسري والتحلل الأخلاقي، واستحالة الإنسان إلي ترس في آلة ضخمة.. ولك فائق تحياتي. إنه لا قدست أمة لا يأخذ الضعيف فيها حقه غير متعتع. ملاحظات أردت بهذا الموضوع أن يكون هزةً للمهزومين المبهورين بالغرب، وقد بدا كأنه افتخار بالشرق بكل ما فيه، وإدانةٌ للغرب بكل ما فيه. وطبيعي أني لا أقول بالتعميم، وأني أقبل أكثر ملاحظات الأخوين مجموعة إنسان والصالح. وقد لاحظتَ أن(غربي) اضطر لإعلان شئ من الإعتدال، وأنه يقبل من الغرب بعض ما فيه لا كله، ويقبل من مجتمعاتنا بعض ما فيها ولا يرفض الكل! أما الباقون من أتباعه، بمن فيهم أبوهم الفكري (العلماني)، فقد غيبوا أنفسهم عن الموضوع، والسبب معروف! لأن الثائر المبهور في الغرب يعيش ذاتيته بدرجة عالية، وهذا الموضوع يتكلم عن ذاتية أمته، لكنه ينتقد الغرب! وهنا يتحير العلماني، فيتقدم خطوة مثل غربي ثم يتراجع، أو يسكت ولايريم، كما فعل الباقون! أما الصالح ومجموعة إنسان، فيسهل عليهما المشاركة لأنهما مع جذورهما. وينبغي أن أضيف هنا أربعة أمور: الأمر الأول أن الدول الغربية لاتقوم علي القيم المسيحية ولا القيم الإنسانية، بل علي ماديتهم الموروثة من الدولة الرومانية واليونانية، المخزونة في تلك المجتمعات، والتي استمرت فيها حتي بعد دخولها رسمياً في المسيحية. أما أمريكا فثقافتها نسخة معمقة من الثقافة الأوربية المادية. ومن الضروري هنا أن نعرف هنا أن المسيحية لم تدخل الي أوربا فاتحة ولا حاكمة، بل دخلت بقرار أمبراطوري بتأشيرة موظفة، مشروطاً عليها شروط! بعكس المادية الإغريقية التي دخلت اليهم سيدة وأثرت في ثقافتهم حتي أنك تلمس بصماتها في عمق مجتمعهم، بينما لا تجد أثراً للمسيحية إلا في مظهره. مسكينة الديانة المسيحية، كم لاقت من مادية الأوروبيين! إن فكرة أنَّ الإنسان لايمكن أن يكون متديناً إلا إذا اعتزل المجتمع! تعني قناعة الغربيين بأن حركة الحياة الإجتماعية نجسة، ويجب أن تبقي نجسة! وعلي من يريد الطهارة أن يعتزلها ويتركها لأهلها النجسين! ولو كانت الذهنية الأوروبية بدائية كذهنية الشعوب الإفريقية والهندية، التي تسلك الإختيار البسيط، إما هذا أو ذاك، ولا تقبل التركيب بينهما، لقلنا إنهم يؤمنون بفكرة الإعتزال ولا يستوعبون التركيب بين حياتين للمجتمع متفاعلتين متناسقتين، إحداهما روحية والأخري مادية. ولكن ذهنيتهم من أقدر الذهنيات في العالم علي الجمع والتركيب، فتبنيهم التدين الإعتزالي، إنما هو قرارٌ بعزل الدين وأهله، وليس إيماناً بالطهارة والرهبانية والإعتزال. إنك لاتجد المسيحية في الغرب إلا في حالتين لا ثالثة لهما، إما محبوسة في الصوامع معتكفة تنفذ قرار العزل، وإما موظفة تخدم مدنية المادية الغربية! فقد كان هذا شرط إمبراطور القبائل الأوروبية المادية وما زال، لدخول هذه النفحة الإلهية، والملاك القادم من فلسطين! إن الأديان في شعوب العالم سيدة، في الماضي والحاضر، تفعل في وجدان المجتمعات وحياتها، تنفرد في السيادة، أو تتقاسمها مع الحياة المادية. ولكن الديانة المسيحية في الغرب خادمة لماديته، أو مطرودة إلي زاوية في دير، أو مكتبة، أو كوخ! حتي في عصر حكم الكنيسة! فالسيادة عندهم فقط للأشياء المادية الملموسة ولذَّاتها المحسوسة. ولا يتسع المجال لاستعراض مفردات الفعل الغربي في خطة عزل المسيحية المسكينة وتسخيرها! إني لم أر حالة مستعصية من عبادة المادة والنهم بها، كالحالة الغربية! ولا يغرنك ما تري من (أخلاقية) وشعارات وكنائس ورجال دين، فتحسب أن وراء هذه الأشكال حياة روحية! إنها أشكال موظفة عند المادية الأوروبية لعزل المسيحية واستخدامها! ولو احتككت بهم لوجدت أن مجموع ما يعيشه أهل حي من عالم روحي، لا يبلغ أن يكون نفحة من حياة فلاح شرقي. هل تعرف أن سر هذا التناغم الحميم بين الأوربيين واليهود، هو أن المادية اليهودية كالمادية الإغريقية، رافد يرفد المادية الغربية المعبودة. وهل تعرف السر في استيراد الغربيين لموديلات التدين من الوثنيات الهندية؟ إنها أشكال من التدين مطيعة للمادية الغربية، طيِّعة لقرار العزل. فهل نلام إذا قلنا إن الغربيين لايسمح لهم أن يخامروا عمق المسيحية وقيمها الإنسانية! وإن الثقافة الغربية بمقدار ماهي متطورة ومتقدمة في العلوم الطبيعية، متخلفة وأمية في الفكر الإنساني، والعلوم الإنسانية والروحية! أنا أعذر المعجبين بالغرب منا، لأنهم نظروا الي السطح ولم ينفذوا الي العمق، ولم يدرسوا إنسانه عن كثب! وهذا هو السبب الذي يجعل مجتمعاتنا أفضل، لأنها ما زالت تحتفظ بقدر من القيم الإنسانية والإسلامية. نعم، لا يصح أن لا نقع في خطأ التعميم، فلا بد أن نستثني من حكمنا ثلاثة حقول من أناس المجتمعات الغربية: الحقل الأول، بعض الأوساط والأسر الغربية التي أثرت فيها المسيحية، وصنعت في شخصياتهم إيماناً وشفافية، فتميزت عن مجتمعاتهم. والحقل الثاني، أنه يوجد في كل مجتمع بشري أفراد وأسر خيرة، تنسجم مع فطرتها وعقلها، ولذا قال الله تعالي: وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيراً. (الفرقان:51) ومعناه أنه يوجد في كل قرية أو مدينة شخص خيِّر، هو مشروع نبي! ولكن كم يبلغ أولئك أمام بحر المجتمع الغربي وتياره المادي؟! والحقل الثالث، الغربيون الذين بقي فيهم قدر من أصالة الإنسان، فإن الإنحراف البشري غالباً له حدود، والفطرة البشرية لها انتفاضات علي الإفراط فيه. وقد ورد أن الله تعالي يعطي أعداءه بعض أخلاق أوليائه، ولولا ذلك لما استطاع أولياؤه أن يعيشوا معهم! والأمر الثاني أن المجتمعات الغربية وصلت من تجاربها وصراعاتها المريرة، الداخلية والخارجية، الي نتيجة في نظام الحكم والحكومة هي: ضرورة القانون. والي نتيجة في مجتمعاتها هي: ضرورة (الأخلاق الإجتماعية). لكن هذه الضرورة مادية، لا علاقة لها بعقيدة دينية أو فكر إنساني! ولذلك كان تعبير المدنية أصدق عليها من الأخلاق! فإن الأخلاق الدينية معادلتها التقوي والإيمان بالله والآخرة والجزاء، والأخلاق الإنسانية معادلتها عشق الإنسان لقيم معينة سواء نفعته أو أضرَّت به! أما (الأخلاق الإجتماعية الغربية) فمعادلتها أن الأساليب غير المباشرة، أنفع في تحقيق الهدف المادي من الأساليب المباشرة! فقد كان الغربي قبل ألفي سنة وقبل خمسمئة سنة، إذا رأي أحداً يحمل ذهباً يقتله ويأخذ ماله بشكل مباشر، وكان مجتمعه يقول عنه إنه شجاع وله الحق، مادام قوياً يحمي نفسه وما حازه! أما اليوم فالغربي يقدم لصاحب الذهب أنواع الود والإحترام، ويخدمه خدمات جزئية حقيقية أو زائفة، ويأخذ ماله بأساليب ملتوية، بل يجعله إن استطاع يعمل ويكسب له الذهب حتي يموت، ويقول عنه مجتمعه إنه ناجح وله الحق! لقد صارت السرقة وغيرها من الممارسات المادية القديمة عملية مقننة! والأخلاق الإجتماعية ليست إلا تقنيناً لنفس المادية التي كانت تعيشها القبائل المتناحرة في الداخل، والقراصنة المتناثرة في الساحل! الأمر الثالث ليس بإمكان الغربيين أن يقدموا للعالم علوماً إنسانية محايدة، لسبب بسيط أنهم عاشوا تاريخهم بعامل واحد، هو العامل الإقتصادي والمنفعة المادية، فعندما يقول العالم الغربي: إن تاريخ الإنسان يتلخص بالركض وراء المنفعة المادية، فهو يؤرخ لنفسه ومجتمعاته، ودوافعها في صراعاتها. والذي لايري في نفسه إلا الدوافع المادية، ولا يري شعوب العالم وتاريخها وأنبياءها عليهم السلام وأديانها إلا بهذا المنظار، كيف يمكنه أن يفهم عوالمها ويفسر دوافعها وتاريخها؟! لكن المشكلة فينا عندما نجعل المحرك للإنسان الأوربي هو نفسه المحرك لغيره في طول شعوب الأرض وعرضها! فلماذا لا يكون العامل الروحي مثلاً؟ نحن لانرفض أن يكون العامل المادي محركاً لتاريخ شعب أو منطقة أو حدث لكن المرفوض هو الحصر والتعميم! فالتاريخ برأي القرآن صراع بين خط الأنبياء عليهم السلام وخط الطواغيت، ومحركه هو إرادة الأنبياء عليهم السلام وإرادة الطواغيت، وقد تتوافق مع العامل المادي وقد وقد تتعارض معه. أما (الباحث) الأوربي فهو يطرح السؤال عن تاريخ شعوب العالم كلها، ثم لايستطيع أن يجيب عليه إلا بتاريخ أوربا فقط، كأنه لاعالم علي وجه الأرض إلا أوربا! أو أن العالم نسخة عن أوربا؟ومتي صارت أوربا عالماً إلا قبل سنين؟! إن محاولات الأوربيين وأبنائهم الشيوعيين تفسير سلوك الإنسان وتاريخه بالعامل الإقتصادي، والعامل الجنسي، وأمثالها، وإلغاء كل العوامل الفكرية والروحية، يدلك علي المجتمع الذي أثمر هذه الأفكار، وكان يصفه إنجلز وماركس ولينين وفرويد ودارون، الذين لم يستطيعوا أن يروا إلا الدوافع المادية في مجتمعاتهم! ثم قاموا بعمل سياسي وليس علمياً في تعميمه لشعوب العالم! علي أن الزيف الأسوأ والأخطر في عملهم هو خلطهم عن عمد بين ما كان، وما ينبغي أن يكون! إنهم يصرون علي ماديتهم بمحاولة إعطائها صفة القانون العالمي للماضي وللمستقبل أيضاً! إن مدنيتهم الظاهرة في الصناعة والعمران والعلوم الطبيعية، تقابلها بداوة وأمية في عقولهم وأرواحهم، وخواء من الأفكار والقيم الإنسانية! كما يقابلها الخراب والتدمير الذي ينشرونه في شعوب العالم البائسة! وكيف لايكون أمياً من لايري في الإنسان أكثر من حيوان مادي نظيف؟! وكيف لايكون أمياً من يشطب علي الدين الإلهي، ويرفض نظرته العلمية القوية الي الكون والحياة الإنسان؟! وكيف لايكون أمياً من يشطب علي سلوكية الدين وقيمه وحدوده، وسلوكية العقل العملي كلها! فلا قيم عنده ولا سمو، ولا حلال ولا حرام، ولا طاهر ولا نجس، ولاعيب ولا غيرة، ولا مايليق ولا يليق، ولا رادع عن هوي ولا وازع! تذكروا صفات البداوة والجاهلية التي جاء الإسلام لإزالتها، فستجدون أكثرها موجوداً في أحدث صالوناتهم وأجمل كلماتهم! إنهم أهل الجاهلية الثانية التي حذر الله تعالي منها بقوله: (وَلاتَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأولي)! ولا شئ يخرج الإنسان من البداوة والجاهلية إلا التدين، فهو وحده الذي يستطيع أن يفجر في الإنسان الينابيع الجمالية الصحيحة المتكاملة، وتلك هي حالة التمدن الإنسانية، التي تعني تكامل الإنسان، لا تسافله!. الأمر الرابع قد يعترض علي هذا التحليل بأن المسيحية وإن دخلت الي أوربا ضيفةً علي يد الإمبراطور قسطنطين في مطلع القرن الرابع الميلادي، إلا أنها صارت صاحبة بيت بعد قرون، وقد زاد تأثيرها في الشعوب الأوربية حتي حكمت أوربا طوال ما عرف بالعصور الوسطي، أو عصور التسلط الكنسي والتخلف. والجواب: أن الذي حدث العصور الوسطي أن حكام أوربا أفرطوا في استغلال المسيحية الوافدة، فالذي حكم ليس هو المسيحية ولا كنيستها، بل المادية الغربية باسم المسيحية والكنيسة، ولم يكن ذلك بفعل تأثير المسيحية في أنفسهم أو شعوبهم! بل بتسخير الحكام الماديين للمسيحية المسكينة! إن الذين حكموا باسم المسيحية في القرون الوسطي، هم نفس الماديين الذين قاموا بالثورة عليها وتصحيح خطئهم وتقنين حياة المسيحية في صومعتها. ولا يتسع المجال لتفصيل ذلك.

مناهج الإستدلال علي وجود الله تعالي

كتبتُ بتاريخ 13-06-2000، موضوعاً بعنوان: الطرق العلمية لمعرفة الله، وتعميق الإيمان به سبحانه هذه طرق ثلاث في المعرفة الإنسانية عموماً، وإن كان موضوعها هنا معرفة الله تعالي. وهي: طريق الكشف الذاتي التي توجد في بعض الناس. وطريق البرهنة العلمية بواسطة قانون العليه. وطريق البرهنة العلمية بواسطة الإستقراء الطبيعي. 1- طريق الكشف الذاتي: فإن خاصة أولياء الله تعالي يعرفونه به: سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّي يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَي كُلِّ شَئٍْ شَهِيدٌ. (فصلت:53). وفي دعاء الصباح المروي عن أمير المؤمنين عليه السلام:(يا من دل علي ذاته بذاته) (البحار:84 /339). وفي دعاء الإمام الحسين عليه السلام:(متي غبت حتي تحتاج إلي دليل يدل عليك، ومتي بعدت حتي تكون الآثار هي التي توصل إليك؟! عَمِيَتْ عينٌ لا تراك عليها رقيباً). (البحار:64/142). وفي دعاء الإمام زين العابدين عليه السلام: (بك عرفتك وأنت دللتني عليك ودعوتني اليك، ولولا أنت لم أدر ما أنت). (البحار:95/82). 2- دليل العلية: كل إنسان إذا نظر إلي نفسه وما يصل اليه إدراكه حوله، ولاحظ جزئيات ذلك، يدرك أن عدم وجود هذا الشئ أي شئ ليس محالاً، بل وجوده وعدمه ممكن، وأن ذاته لا تتضمن ضرورة وجوده ولا ضرورة عدمه، ويدرك أن كل شئ وجوده وعدمه ممكن، يحتاج إلي سبب يوجده.. لأن ذلك مثل كفتي الميزان المتساويتين، لايمكن أن تَرْجُح إحداهما علي الأخري إلا بمرجح من خارجهما. فوجود الممكن يتوقف علي سبب لوجوده، وعدمه علي عدم السبب. وبما أن كل جزء من أجزاء العالم يحتاج إلي من يعطيه وجوده، فمن الدي أعطي للعالم الوجود؟ إن قيل إنه هو خلق نفسه، فيقال: ما دام هو لا يتضمن وجود نفسه، فكيف يمكن أن يكون سبب وجوده، وفاقد الشئ لا يعطيه. وإن قيل إن معطيه الوجود موجودٌ آخر مثله، فيقال: إن هذا الآخر المماثل عاجزٌ عن إعطاء الوجود لنفسه أيضاً، فكيف يعطي الوجود لغيره؟! وهذا الحكم يجري علي كل جزء في العالم، فإنا عندما نري فضاء مضيئاً لا نور له من ذاته، نحكم بوجود مبدأ لهذا النور، يكون نوره بذاته لا بغيره، وإلا لكان أصلُ وجود فضاء منير مستحيلاً! لأن المظلم بنفسه محال أن يضئ نفسه، فضلاً عن أن يضئ غيره! من هنا، فإن نفس وجود هذه الموجودات وكمالاتها، كالحياة والعلم والقدرة دليلٌ علي وجود مبدأ لا يحتاج إلي غيره، بل وجوده وحياته وقدرته بذاته، وهو الدليل العلمي الذي قال عنه تعالي: أم خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَئٍ أم هُمُ الْخَالِقُونَ.(الطور:35). وقد سأل رجل الإمام الرضا عليه السلام:(فقال له:يا ابن رسول الله ما الدليل علي حدوث العالم؟ فقال: أنت لم تكن ثم كنت، وقد علمت أنك لم تُكوِّنْ نفسك ولا كوَّنك من هو مثلك). (البحار:3/36). 3- دليل النظم الكوني: كل ما في الكون مدهش، ومخلوق علي قواعد وأصول بعلم وحكمة، من أصغر ذراته الي أكبر مجراته! ونأخذ مثالاً من النبات لنقول: لو وجدت ورقة ملقاة في برية، مكتوباً عليها حروف الأبجدية مرتبةً من الألف إلي الياء، فإن ضميرك يشهد بأن كتابة هذه الحروف وترتيبها ناتجٌ عن فهم وإدراك. وإذا رأيت عليها جملةً مؤلفةً من تلك الحروف والكلمات، فستؤمن بعلم الكاتب، وتستدل بنظم الكلمات ودقتها علي علم الكاتب وحكمته، حسب دقة العبارة. فهل أن تكوين نبتة في البرية من عناصرها الأولية، أقل من سطر في كتاب؟! فلماذا نستدل بالسطر علي علم كاتبه، ولا نستدل بالنبتة علي خالقها عز وجل؟! تُري، أي علم وحكمة عند الذي أعطي الماء والتراب سراً يوجب يبس الحبة وموتها، ثم يبعثها نباتاً حياً سوياً؟ وأعطي لجذرها قدرةً يشق بها الأرض، ويحصل علي قوته وغذائه في ظلمة التراب، وهيأ له في مائدة التراب الغنية قوته وأقوات النباتات والأشجار المختلفتة، فكل منها يجد فيها غذاءه الخاص؟! أي قدرة وحكمة خلقت الجذور واعيةً لعملها، ضاربةً في أعماق التربة. وخلقت الجذوع والفروع باسقةً في عملها الي أعلي الفضاء! كل منهما تكافح قانوناً يضادها وتمضي في مسارها: تلك في الأعماق، وتلك في الآفاق؟!! إن التأمل في خلق شجرة واحدة وما فيها من أنظمة، من عروقها الي آلاف أوراقها، يبعث في الإنسان الدهشة والذهول أمام علم الخالق وقدرته اللامتناهية (أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرض وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَاكَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَعَ اللهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ)(النمل:60) (بتصرف من مقدمة منهاج الصالحين للشيخ الوحيد الخراساني). يامن دل علي ذاته بذاته سألني أحدهم: ما المقصود فيما جاء في الدعاء: (كيف يستدل عليك بمن هو في وجوده مفتقر اليك)؟ فأجبت: كلُّ الكون مفتقرٌ في وجوده الي الله تعالي، ويصح أن نقول إن المخلوقات تدل علي الخالق، كما قال الشاعر: وفي كل شئ له آيةٌ تدل علي أنه واحدُ فهو الموجود بالذات وغيره موجود بالعرض، وهو واجب الوجود بذاته وغيره ممكن الوجود. لكن الدليل الأرقي من هذا أن نقول: إن الله تعالي هو يدل علي نفسه، ولايحتاج الي دلالة مخلوقاته. أو نقول: لولا وجوده لما وجد مخلوق، ولولا أن يعطينا الفكر والعقل لما عرفنا وجوده. فهو الذي دلنا علي وجوده، ولو كان بواسطة مخلوقاته.

دعوة المشككين الي النقاش العلمي

مثقفون متفنون بالكلام... خرس في النقاش العلمي

كتبتُ بتاريخ:15-07-2000، موضوعاً بعنوان: دعوة الي الدكتورة نادين الي حوار هادئ عن وجود الله تعالي وأوجه فا عليته في الوجود.. الأخت الدكتورة نادين.. تابعت عدداً من كتاباتك، وما كتبه الإخوة حولها.. وقد أعجبني قولك في موضوعك الأخير: (إنني مستعدة للإعتراف بالخطأ إذا أرشدت إليه بأسلوب هادئ عقلاني، أما النعت والتجني فلا يزيدني إلا بأساً وعناداً وسأصر بالتالي علي موقفي، ولا أظنني خرجت عن الطبيعة البشرية. وإذا كان المنتقدون قد قرؤوا الموضوع، ربما لكبحوا جماحهم قليلاً). لذا، أرجو أن تناقشي هذا الموضوع بجدية وعقلانية وهدوء، معي، أو مع من ترتضين أسلوبه وأدبه.. وشكراً. فكتبت الدكتورة نادين، وهي طبيبة أطفال لبنانية، بتاريخ16-07-2000: الصديق العزيز العاملي: بداية أهنؤك علي دخولك الألفية الثانية، وعقبال الألف العاشرة.. (تقصد ألفي مداخلة في شبكة هجر). عزيزي: نحن نكتب في هجر، ولا نكتب في منتدي غربي، وبالتالي للحوار حدود، وأنا في الأسبوعين الأخيرين نهشت مقالاتي من قبل مقص الرقيب، وبالتالي منعت من التحليق كما يقولون. فالخشية من حذف مقال يجعلني فاترة الهمة من الخوض في نقاش قديم قدم الدهر، لكن هجر والقائمين عليها ومموليها، لايحبذون الدخول في مثل هذه المحرمات. لذلك لك أن تعذرني أيها الصديق. علماً بأن الموضوع لم يكتب في الأصل لإقناعك بوجهة نظري، أو لكي أقول إن ما أقوله صائباً، بل هو التجرؤ بحد ذاته علي طرح الأسئلة الصعبة، ووقف المزاودات التي تتم بين الأعضاء لإظهار مدي تعلقهم بالله، أقول المزاودة التي وصلت حد الإبتذال. وبالمقابل كان أغلب من يكتب يراسلني إلي عنواني الألكتروني ليشرح رأياً مغايراً. علي كل حال، ما زلت أقول ما قاله معلمنا يوماً: الحياة موقف عز، وموقف عز فقط! (تقصد بمعلمها: أنطون خليل سعادة). أعتذر عن متابعة النقاش للقوة القاهرة. مع احترامي لك وللجميع. قال العاملي: مع أن الدكتورة نادين قومية سورية، ولم يعرف عنهم الإلحاد، لكنها مع الأسف ملحدة أو مشككة، فقد اعتذرت عن النقاش في الموضوع، لكنها عندما رأت النقاش في موضوعي (دعوة الي الأخوين العلماني وغربي الي المناقشة في وجود الله تعا لي) تشجعت ووعدت بالنقاش، ولم تفِ، فقد كتبتْ: "إنتظروني أيها الأصدقاء، فالموضوع جرئ لدرجة ارتبكت معه هجر سابقاً، لكننا أبناء هذا اليوم، وسبحان مغير الأحوال.. كل الإحترام للجميع. نادين". وقصدها بأن هجر ارتبكت مع هذا الموضوع سابقاً، وهو موضوع الخزاعي الذي جمع فيه أدلة علي وجود الله تعالي، ولم يشارك فيه أحد من المشككين علي عادتهم، فجاءت الدكتورة نادين بتاريخ03-07-2000، وحشرت فيه موضوعاً لها غير علمي بعنوان: لامقدسات في الحوار، كانت نشرته في نادي أنا العربي، وقد تجاوزت فيه الحدود، ومسَّت بالذات الإلهية سبحانه وتعالي، فحذفه المراقب، فاعترضت عليه وكتبت: (إنها المرة الأولي التي أتعرض فيها إلي ما يشبه القمع الفكري، فالموضوع الذي أوردته علي قساوته يفترض فيه النشر، وكان قد نشر في منتديات أخري، وهو كفيل بالمناقشة، والغرض منه معرفي لا تحريضي وهي مجموعة أسئلة لا بد أن تكون في مخيلة أي منا، وسردها هنا يعلمنا أن لا مقدسات في الحوارفلماذا الخوف أيها السادة): http://www.arabi.org/arabi/showthread.php?threadid=138 فدعاها الإخوة الي النقاش، فهربت من مناقشته! وفتح فرقد وهو فلسطيني موضوعاً10-07-2000، لمناقشتها، لكنها لم تناقش! كما وعدت أن تناقش في موضوع الخزاعي فكتبت: (للنقاش والرفع فالموضوع مصيري، ويحتاج إلي تعقل وتدبر). ولكنها لم تف بأي وعد في نقاش الموضوع، مع أنها كتبت في هجر أكثر من عشرين موضوعاً عادياً، وبعضها تافه! وليتها عرفت مالها وما عليها، إذاً لما لجَّت شاكية من المراقب عندما حذف موضوعها! فقد كتبتْ بتاريخ12-07-2000، موضوعاً بعنوان: واحة الحوار المعاصر إنها المهزلة لا أدري أي القوانين التي تجاوزتها؟لا أدري لماذا باتت الكلمة أشد جرحاً من حد السيف؟ لماذا التفرقة؟ لماذا عدم الشعور بالرضا؟ أين الحرية التي تتغنون فيها يا آل هجر؟ هل هذا هو طموحنا في أن نقول كلمتنا المسؤولة ضمن آداب الحوار؟ أريد تفسيراً لو سمحتم؟ وكتب معاصر: الدكتورة نادين: تهجم عليك فحفظنا موضوعه، ورددت عليه بنفس أسلوبه فحفظنا موضوعك، وهذا عدل. أنتم هنا لمناقشة الأفكار وليس لتبادل المهاترات، وقراؤكم وهم كثيرون يطلبون فكراً لا شتائم،.... معاصر. وكتبت نادين: يا أستاذ معاصر أين الشتيمة، إنه عبارة عن انتقاد مبطن، فكيف يكون النقد إذا اعتبرنا أن في أسلوبي تهجماً، ثم أليس هو القائل بأنني والصديقة نشوي بحاجة إلي ركلة! يا أيها المحرر.. إذا بقيت الحوارات تبتر بالشكل التالي، فسنشعر بالإختناق، فالمشعوذون في هذه الساحة كثر، ونحن بحاجة إلي فسحة من الحرية لكي ندافع عن فكرنا بأسلوب أبعد ما يكون عن الشتائم. أشك يا سيد معاصر أنك تقرأ جميع المقالات. مع احترامي للجميع. نادين وكتب معاصر: الدكتورة نادين: وهنا مشكلة، أنت تعتقدين أنهم مشعوذون، وهم يعتقدون أنكم دجالون، ونحن نعتقد أنكم كتاب محترمون! وأسوأ الأمور بالنسبة لمحرر كما قلت سابقاً هو أن يطلب منه كاتب أن يقصف قلم كاتب آخر. أتمني تفهمك،.... معاصر. وكتبت زميلتها جارة الوادي: نادين صديقتي.. أراك قد فقدت حلمك وهدوء أعصابك.. لا أعرف ما حدث اليوم! لكن يبدو أننا تبادلنا المقاعد! عزيزتي.. شبكة هجر الثقافية، إسلامية الوجه واليد واللسان.. لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تنشري مقالاً تعرضي فيه نقداً لوجود الله، ولا يتم حذفه هنا حيث القوم موحدون مستسلمون تسليماً تاماً بوجوده! نسيتي أيضاً عزيزتي، هذه ليست فقط شبكة إسلامية التوجه، بل هي تنطلق من الأراضي السعودية، وهذا يجعل المراقبين تحت ضغط مضاعف، وتحت مراقبة خارجية. لم يطرح في الشبكة من مواضيع تناسب توجهات الأغلبية الساحقة من الرواد أو القراء أو السلطات.. يكفي أنهم هنا (وهذا صدقيني لو عرفتي بالحال الواقعي كرم كبير) يسمحون للعلمانيين والشيوعيين بالتواجد والنقاش وطرح فكرهم.. تحياتي لك. وكتب الدكتور جمال الصباغ" يا نادين..عندما أقرا لك وأتابع معاناتك، أتذكر قول الشاعر: وذو العقل يشقي في النعيم بعقله وأخو الجهالة في الشقاوة ينعمُ وأنت صاحبة عقل كبير. ما لك والجهلاء. دعيهم في جهلم. ولا يصلح العطار ما أفسد الدهر. وكتبت نادين: شكراً لك معاصر، وشكراً لسهير، وآسفة علي اختيار هذه التسمية، فقد ذكرتني بصديق غير اسمه من الليبيرالي إلي الأفكار النيرة، لكني لم أستطع سوي أن أناديه باسمه الأول وأدين له بدخولي عالم المنتديات، كما أدين لك بالكثير، فقد تعلمت منك صديقتي العنفوان. وأخيراً شكراً لك دكتور جمال. وشارك في موضوعها: ملح الأرض، وفرقد، وشاهد، وتوقيعه هذه الأبيات: أنا... من أنا في العالمين؟! أنا... من ربي البلد الأمين أنا... من فلسطين الطعين أنا... من بقايا اللاجئين لكنني... رغم السنين أنا ما وهنتُ ولن ألين سأظل مرفوع الجبين وسأستردك.. يا عرين قسماً... بروح الخالدين ومن مواضيع الدكتورة نادين المفيدة، وهي قليلة! هذا الموضوع: أنطون سعادة مجدداً ومجدداً.. من دفتر يوميات سعاده: منذ عدة أيام وأخبار ثورة السوريين في فلسطين علي اليهود الدخلاء تملأ الصحف. وقد أثّر فيّ كثيراً إرسال بريطانية مراكبها الحربية حاملة جحافل بريطانية جديدة إلي فلسطين للدفاع عن اليهود، الأمر الذي كان من ورائه سقوط عدد وفير من السوريين قتلي، واضطرار القائمين بالحركة الشعبية الوطنية إلي الإخلاء إلي السكينة. بيد أن ما ساءني أكثر من كل ما تقدم، بقاء الجالية السورية هنا جامدة لا ينبض لها عرق ولا يختلج لها عضو، كأن ما هو جار ليس في بلاد رأت هي فيها نور الحياة، ولا يهمهم أمة تنتمي هي إليها. وكل ما قامت به جمعية الرابطة الوطنية السورية بهذه المناسبة لم يتعدّ حد صغار الشؤون التي لم يكن ولا يمكن أن يكون من ورائها ما يمكن أن يرجح، أو علي الأقل أن يوازي الإذاعة لمصلحة اليهود في الصحف البرازيلية. ومع ذلك أراني مضطراً إلي كتمان آلام نفسي أمام أبناء جنسي لأنهم يسخرون من هذه العواطف، ولا يخجلون من العار الذي يلحقهم! 29 أيلول 1929

كتاب مفتوح من سعاده إلي لويد جورج

إنني أتجرأ بأن أوجه إليكم يا سيدي، هذا الجواب المفتوح، بالبساطة والصراحة اللتين تمتاز بهما أمتي السيئة الطالع، لأن لخطابكم التاريخي الذي ألقيتموه في المأدبة التي أقامتها لكم الجمعية الصهيونية في لندن، علاقة مباشرة بمصير أمتي، الأمة التي وضعت حجر الزاوية في بناء التمدن، الأمة التي فعلت في سبيل المدنية كل شئ. ترون ياسيدي أن جوابي سيكون بسيطاً صريحاً، خالياً من مجاملات المداهنة العصرية التي تتطلبها مزاياكم السامية، ولكنه جواب يختلف شرفه عن الشرف الذي قلتم إنكم أوليتموه في مأدبة الجمعية الصهيونية في أمر بسيط، صريح. أعني أنه شرف حقيقي. لا أدري يا سيدي، إذا كان في المأدبة التي أدبتها لكم الجمعية الصهيونية شرفاً لكم أو لها. بل لا أدري إذا كان في تلك المأدبة شرف علي الإطلاق. أجل لا أدري. وليس الذنب ذنبي إذ كنت لا أدري، فقد تلون الشرف في هذا العصر بألوان متعددة. أما أنا فإني أعرف شرفاً واحداً، لا أعرف ولا أبالي بسواه هو الشرف غير الملون. إن المبادئ الأولية التي يعرفها صبيان المكاتب فضلاً عن المتنورين، أنه لا يجوز مزج الشرف بالسياسة أو مزج السياسة بالشرف. إنكم ولا شك تعرفون هذا المبدأ قبلي، ولكنكم ضربتم بهذا المبدأ عرض الحائط حين كنتم رئيس وزارة بريطانيا العظمي وأجزتم "تصريح بلفور" المشؤوم الممقوت، وعدتم فضربتم بهذا المبدأ عرض الحائط ووقفتم في مأدبة الجمعية الصهيونية مباهين بصنيعكم الذي إذ تم، وهو لن يتم، قضي علي حياة أمة كان من جملة عهودكم أن تعترفوا باستقلالها وتحترموه. وقفتم في تلك المأدبة ومحياكم طلق وقلبكم مفعم سروراً كأنكم تباهون بعمل شريف! لو كنتم وقفتم في مباهاتكم عند حد ذكر إجازتكم "تصريح بلفور" السئ الطالع، لما كان هناك ما يدعو إلي احمرار وجهكم خجلاً! إذ لو كان حدث شئ من ذلك لاعتبر شذوذاً عن تقاليد طبيعتكم الأنغلوسكسونية لا يغتفر. ولكنكم لم تقفوا في مباهاتكم عند هذا الحد، بل تجاوزتموه إلي المفاخرة بتلك العملية الدموية التي أجريتموها في جسم أمتي، بقطعها إلي قسمين في تلك المدينة الجميلة القائمة علي شواطئ البحر المتوسط الغربية المعروفة "بسان ريمو" (1). وكما خرجتم في ذلك الوقت من المؤتمر الذي أجريتم فيه تلك العملية مهنئين بعضكم بعضاً، أنتم وصفاؤكم دون أن يحمّر لكم وجه أو يندي لكم جبين، كذلك وقفتم في مأدبة الجمعية الصهيونية، بعد مرور إحدي عشرة سنة علي تلك العملية الشاذة، مفاخرين بنجاحكم فيها دون أن يحمّر لكم وجه أو يندي لكم جبين! تجاه هذه الحقيقة الراهنة يترتب عليَّ أن أعترف بمقدرتكم الفائقة علي الإحتفاظ بتقاليد طبيعتكم الأنكلوساكسونية إلي أبعد حد ممكن أثناء قيامكم بعملية مزج الشرف بالسياسة ومزج السياسة بالشرف! تعلمون يا سيدي، أكثر مما أعلم أن العلم من طبيعة الغربي وأن الفلسفة إلي طبيعة الشرقي أقرب، ومع ذلك فإنكم لم تراعوا هذه الحقيقة، وأقبلتم في خطابكم في مأدبة الجمعية الصهيونية علي الفلسفة حين كان الأولي بكم أن تقبلوا علي العلم! فكانت النتيجة أنكم ارتكبتم خطأً منطقياً وخطأً علمياً وخطأً فلسفياً، حين قلتم في خطابكم المشار إليه "لم تكن تلك البلاد(فلسطين) وطناً لقوم ما، بل كانت خراباً وأفضل ما فيها أنها تصلح بأن تكون وطناً". لست في حاجة إلي أن أدلكم علي مواضع خطئكم، لأني علي يقين تام من أنكم تعرفون جيداً، كما أنا أعرف جيداً:"بأن تلك البلاد فلسطين، هي جزء حيوي من وطن كامل غير قابل للتجزئة لأمة واحدة هي الأمة السورية". أنتم أنفسكم كنتم في عداد اللذين تبجّحوا كثيراً أثناء الحرب العالمية، بأنكم تقومون بتلك المجزرة الهائلة لا لغرض آخر سوي تحرير الأمم الضعيفة، ومن ضمنها الأمة السورية! وقبلتم أنتم وصفاؤكم الفرنسيين، ومتطوعين من هذه الأمة جاءوا ليسفكوا دمائهم في سبيل نصرتكم ونصرة أمتهم. وإذا أحصيتم يا مولاي، قتلي جيوش الحلفاء علي العموم، وقتلي الجيش الأميريكاني علي الخصوص، وجدتم بينها عدد غير يسير من هذه الأمة التي قمتم الآن تنكرون وجودها في وطنها بصلابة جبين قلّ نظيرها! لو لم يكن قد سفك من دم هذه الأمة سوي قطرة واحدة، في سبيل نصرتكم في أحرج أوقاتكم، لكفي ذلك لحملكم علي احترامها لو كنتم منصفين! تقولون يا سيدي، إن الأعمال التي أنجزتها الصهيونية إلي الآن كافية للدلالة علي أن الأرض التي كانت تفيض لبناً وعسلاً، لم تكن حديث خرافة! وتنسون أن اللبن والعسل كانا يفيضان من تلك الأرض بفضل سواعد الأمة التي كانت فيها، قبل مجئ اليهود إليها هاربين من عبودية مصر حيث كان وطنهم القومي الأول، والتي لا تزال فيها الآن! بل أنتم تشيرون إلي ذلك في غير موضع من خطابكم إشارة ضئيلة مبهمة. إلي هذا الحد بلغت فيكم الحنكة السياسية والدبلوماسية في التذكر والنسيان وإهمال المنطق! بيد أن هذا الحد علي بعده، قد قصر عن الحد الذي بلغتموه في قولكم: "أن لليهودي المقيم في تل أبيب حقاً بالحماية كما للمسلم في كنبور". جعلتم لليهودي الغريب في فلسطين، وللمسلم الوطني في الهند، منزلة واحدة، ولم تجدوا في ذلك تناقضاً غريباً قط! إن الغرابة التي لا غرابة بعدها هي أنكم خلطتم بين السياسة والشرف خلطاً فادحاً، وأدخلتم المصلحة السياسية في واجبات الشرف بطريقة لم يسبق لها مثيل في تاريخ الخلق! فقد ضربتم صفحاً عن جميع الأمور والعهود التي يوقف عليها شرف العلم البريطاني، وجعلتموه يتوقف علي حماية اليهودي في أرض دخلها قوم، يدّعي هو وقد يكون ادعاؤه باطلاً، أنهم أجداده منذ نحو ثلاث آلاف سنة، بطريقة غير شرعية. تتكلمون عن "فلاح العرب والمسيحيين" بسبب نجاح الحركة الصهيونية. أما الفلاح فسأعود إليه فيما يلي، وأما قولكم "العرب والمسيحيين" ففيه خطأ قد يعيركم به باعة الجرائد عندنا لأنه لا يوجد في فلسطين "عرب ومسيحيون" بل شعب هو جزء من الأمة السورية، التي تحمل رسالة تنص في جملة مواردها علي إنهاض العالم العربي أجمع. الحقيقة أن سوريي فلسطين قد أفلحوا فلاحاً عظيماً، ولكنه غير الفلاح الذي تعنونه. إن الفلاح الذي لا تتمنونه، الفلاح في ضرب الطامعين في وطنهم ضربات كادت تكون قاضية لولا تدخل جنود بريطانيا. إن في الدماء التي أسالوها من اليهود الغرباء، في الدماء الزكية التي بذلوها، برهاناً قاطعاً يكذب ادّعاءكم بأنه ليس في فلسطين أمة! يمكنكم يا سيدي، أن تغتبطوا أنتم وإخوانكم الصهيونيون "بزوال الشكوك التي قامت علي أثر الورقة البيضاء البديعة " لكن لا يمكنكم أن تغتبطوا بالحقيقة الراهنة التي تعرفونها وهي أن وجود ورقة ما، بيضاء كانت أو سوداء، أو عدم وجودها، لا يغير شيئاً من إيمان أمة مصممة علي الإحتفاظ بجميع حقوقها في وطنها ورد الطامعين به مهما كلفهم الأمر. "لليهود دعوي خاصة بحقهم في أرض كنعان" ولكنها دعوي نحن نعرف والعالم كله يعرف مبلغها من الصحة. إنكم تحاولون إثبات هذه الدعوي بالقول إن اليهود لم يجدوا وطناً لهم في مصر وفي بابل. فهل وجد اليهود وطناً لهم في فلسطين؟ إذا كنتم تعجزون عن إعطاء جواب يتفق والحقيقة فإن "سني السبي" وألف وتسعماية سنة نفي، تعطي الجواب الصحيح. مولاي:إذا كان الواجب يدعوني إلي انتقاد مواطن خطئكم، فإن العدل يدعوني أيضاً إلي الإعتراف بأقوالكم المصيبة. قولاً واحداً مصيباً يستحق الذكر وجدت في خطابكم، أعني قولكم في الصهيونية: "لم يحدث في تاريخ العالم محاولة كهذه المحاولة". أجل يا مولاي، إن التاريخ لم يسجل من قبل محاولة أثيمة كهذه المحاولة. وإذا كنتم تجدون في الإثم مدعاة للفخر فإني أهنئكم بهذه الحكمة التي أخفيت عن الحكماء والعقلاء، وأعطيت للجهال. إسمحوا لي يا مولاي، أن أختم جوابي هذا بالموافقة علي ختام خطابكم التاريخي الذي جاء فيه: "يحق لنا أن ننتظر من هذه التجربة أموراً عظيمة لا تقتصر علي فلسطين بل تتناول العالم أجمع، ليس لأبناء إسرائيل فقط، بل لجميع أبناء الإنسان". الحقيقة يا مولاي، هي كما قلتم فإن أموراً عظيمة،أموراً عظيمة جداً، ستترتب علي هذه المحاولة الأثيمة التي لم يعرف التاريخ محاولة أخري تضاهيها في الإثم. وإني أطمئنكم بأن نتائجها لا تقتصر علي فلسطين بل ستتناول العالم أجمع وإن عظتها البالغة لن تكون لبني إسرائيل فقط، بل لجميع بني الإنسان!. ومن يعش يرَ. دمشق في 18 آذار 1931 ثم أضافت الدكتورة نادين: أنطون سعاده مفكر وزعيم سياسي، ولد في لبنان 1/3/1904، أسس الحزب السوري القومي الإجتماعي. اعتقل وأجريت له محاكمة صورية في لبنان بتدخل عدة حكومات، وحكم بالإعدام، وتم تنفيذ الحكم خلال 24 ساعة في: 8/7/1949. (1) عقد مجلس الحلفاء بين19 و25/4/1920 مؤتمرا ً، في مدينة سان ريمو بإيطاليا، انتهي بإقرار معاهدة "سيفر" التي رسمت ضمن شروط الصلح مع تركيا مستقبل سورية الطبيعية المبني علي التجزئة والإنتداب، وعلي إنشاء الوطن القومي اليهودي في فلسطين، بحسب نص وعد بلفور. http://hem.bredband.net/dccls/mo2-3anton%20saehdea.htm ثم أضافت الدكتورة نادين جواباً علي سؤال أحدهم: (لطالما رددت بأني قومية الهوي ديمقراطية المراس، وهناك رجال لا يمكنك إلا أن تقف في حدائقهم تتأمل ورودهم وتشم أريجهم، تتمعن براعماً وهي تتفتح معلنة عن ربيع طويل.. لسؤالك الخبيث أجيب بكل ممنونية لست منظمة حزبياً، ولا أرضي أن أكون مقيدة فكر في زمن متحول ومتغير، لكني أرضي لديمقراطية الحقة وبسياسة تخرج أمتنا من التبعية والتخلف، إلي أمة تفاخر بتاريخها وبما لديها من معاصرة. مع كل الإحترام للجميع. نادين).

الكون له عمر فكيف بدأ

كتبتُ بتاريخ 25-09-2000، موضوعاً بعنوان: الكوْن.. لم يكن ثم كان..كيف بدأ تكوينه؟ من الأمور المتفق عليها أن للأرض عمراً، وللنجوم عمراً، ولكل الكون عمراً.. ملايين السنين أو بلايين لافرق، فهي تعني أننا إذا رجعنا الي الوراء في عمر الكون، نصل الي نقطة العدم المحض(حيث) لم يكن الكون، ثم كان! إن بحثنا هنا في هذه النقطة: لم يكن شئ، ثم انبثقت أول نقطة من الوجود مهما فرضناها، فهل وجدت بداية الكون من العدم المحض بدون خالق خلقها؟ ومادام الكون ممكن الوجود والعدم، فمن الذي رجح كفة وجوده علي عدمه؟ ممكن الوجود يستحيل أن يوجد إلا بواجب وجود يدفعه من العدم الي الوجود سبحانه وتعالي: إِنَّمَا أَمْرُهُ إذا أَرَادَ شيئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ. (يّس:82) فكتب العلماني بتاريخ: 25-09-2000: هذا كلام منطقي جداً يا شيخنا الجليل، فالخالق كما تقول قد أوجد الكون من العدم، وقال له: كن فكان... ولكن يا شيخنا: هل من المنطق السليم أيضاً إيجاد شيئ من عدم؟ العدم يا شيخنا ليس شيئاً بل هو"لا شئ"، فهل بالإمكان أن نوجد شيئاً من"لاشئ" كي نقيس عليه؟ أكيد لا... نحن نستعمل منطقنا يا شيخنا في الفهم، ومنطقنا يقول لنا بأن علي الوجود أن يبدأ من نقطة معينة (وفي هذا أصبت وأحسنت ووافقناك)، ولكن منطقنا يفرض علينا أيضاً أن لا نقبل"الوجود من عدم"... واسلم لي. فكتب العاملي بتاريخ26-09-2000: أحسنت، نحن متفقون علي أن للكون عمراً، ولذا وصلنا الي مرحلة العدم المحض قبل وجوده، مرحلة أنه كان من الممكن أن يوجد وأن لا يوجد! وبما أنه يستحيل أن يحدث الوجود من عدم وحده بلا موجد، فلا بد من موجود من غير نوعه أوجده. إنك بقبولك أن للكون عمراً، قبلت أن احتمال وجوده وعدمه كانا متساوييين، وبما أنه يستحيل ترجيح أحدهما بلا مرجح، فلا بد من الإعتقاد بوجود إله من غير نوعه، هو الذي رجح وجوده فأوجده. إن المستحيل الذي تفضلت به هو "الوجود من العدم، وليس الإيجاد من عدم وإلا لما كان الكون موجوداً! فهل تنكر وجود الكون الفعلي؟! إن مجرد وجود ممكن الوجود، دليل علي وجود واجب الوجود عز وجل. فما تقول؟ وكتب حسن حسان بتاريخ: 26-09-2000: العاملي.. لقد أوصلته إلي معني الفطرة التي فطرة الإنسان عليها. الأمر بسيط: مَن خلق الكون؟ سواء وجد من عدم كما أخبرنا القرآن، أو أوجد من موجود. والسؤال: مَن هو الموجد؟ من موجد الموجود؟ فالكون شئ، فمن أوجده؟ لاشك أن الجواب قوةً ما أسماها البعض الطبيعة وأسميناها الله سبحانه وتعالي، وأسماها الأغبياء العدم. فمن الحماقة أن نقول إن العدم وهو لا شئ أوجد الكون وهو شئ! فهل العدم لديه من القوة والحكمة أن يوجد مثل هذا الكون! ومن ملك القوة والحكمة والتدبير لايعقل أن يقال عنه عدم، إلا إذا كان عقلك ليس شيئاً بل عدم! وكتب العلماني بتاريخ 26-09-2000: لا يا شيخنا الكريم... العقل والمنطق السليم يقولان لنا بأن الوجود من عدم والإيجاد من عدم أمران مستحيلان.. (لاحظ مثلاً بأن القرآن الكريم يعين مادة الوجود عادة: طين، حمأ مسنون...الخ...).الآن.. فلنفرض أن واجب الوجود موجود، وأراد واجب الوجود هذا إن يوجِد ممكن الوجود، فهل يوجده من عدم؟ لا، لأن ذلك يتنافي مع منطقنا القائل بأن لا شئ ممكن أن يوجد من عدم. إذاً، فإن واجب الوجود عاجزٌ عن أن يوجِد ممكن الوجود، إلا إذا استعمل شيئاً لإيجاده.. لذلك فممكن الوجود لايدل علي واجب الوجود، لأنه لن يكون بالإمكان إيجاده.. يعني أن الطاولة تدل علي النجار عند صنعها، ولكن ما لم يستطع النجار أن يصنع الطاولة، فهي لاتستطيع أن تدلنا علي النجار لأنها ما زالت غير موجودة.. ولكن قد تقول لي بأن العالم فعلاً موجود، وأقول فلنبحث إذا عن مادته التي استعملها واجب الوجود كي يوجده (فلا شئ يوجد من عدم) واسلم لي. وكتب العاملي بتاريخ26-09-2000: الأخ العلماني، ما دمنا قبلنا أن للكون عمراً، فلا بد أن نصل الي أول عمره، ثم الي الصفر قبله، الذي سميناه للتوضيح: العدم المحض. فأنا وأنت نقبل بمرحلة العدم المحض.. ومهم قلنا عن أصل الكون، فهذا الأصل له عمر أيضاً، وفيما قبله لم يكن شئ، أي عدم محض. وهذا معني قولنا: كان الله ولم يكن معه شئ.. أي كان واجب الوجود فقط، ولم يكن شئ من الكون لا أصل ولا فصل، وهذا مقصودنا بقولنا: كان الكون عدماً محضاً، ولا نقصد أن الكون متولد من العدم! والسؤال: مادام عقلنا أوصلنا الي مرحلة الصفر، فكيف صار الصفر رقماً صحيحاً؟ أخبرني من فضلك؟!! وكتب حسن حسان بتاريخ26-09-2000: العلماني: ها أنت تناقض نفسك مرة أخري! وهكذا أنت! أتذكر في الديت نت عندما قلت إنك مسلم حنفي المذهب، وأنك تعتز بأبي حنيفة الذي أخذ فقط أربعة أحاديث! لماذا تتهرب الآن؟ نعود إلي مقالك الأخير، تقول: ما لم يستطع النجار أن يصنع طاولة فهي لا تستطيع أن تدلنا علي النجار، أي إن الطاولة(المصنوع)يدلنا علي الصانع، وبغير وجود المصنوع لايوجد صانع! وهو نفس قولنا إن الموجود أو المصنوع أو المخلوق(الكون بما يحويه) يدلنا علي موجد صانع خالق. ألم أقل لكم إنه فقط يحب الجدل والسفسطة؟! إسمع يا هذا المدعو العلماني: مكانك ليس هنا، وأعتقد أنه ليس بين بني آدم! إبحث عنه بين نوع آخر من المخلوقات، فأنت ممن قال الله فيهم، والله إني صادق في قولي: (وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً). (النمل:14) هذا هو الكون أمامك فمن أوجده؟ هل له موجد أم لا؟ أجب عن السؤال بوضوح. العاملي: إعلم أنك ترتكب المحظور بنقاشك لهذا الرجل، فهو يعلم بوجود الله كما أعلم أنا وأنت وباقي أهل الأرض.. النقاش يكون مع من يوجد معه بعض الشبهات، لا مع من وقع في الشهوات الإلحادية، وإنما دعا إلي لينين الحقير وماركس وغيرهم من الكلاب اليهودية لكي يسمحوا لبناتهم بالإنحلال. لا غير. وكتب فيصل بتاريخ26-09-2000: سلام ياعرب. كيف الفتوش معك يا صديقي العلماني؟ صديقي، لم أستطع أن أقرأ الموضوع بتعمق لحاجتي الماسة للنوم، ولكني قرأت رؤوس أقلام، وسأجيبك بكلمتين: إرجع لأنشتين وقانونه بتحويل المادة لطاقة، فمنه تسنتج أن الطاقة تستطيع أن تتحول لمادة، وعليه فإن الله سبحانه وتعالي قد أوجد الكون من الطاقة، وجعل من نواميس الكون أن التحول بين الطاقة والمادة محكوماً بمعادلة رياضية. وكتب أبو عامر المهاجر بتاريخ 26-09-2000: كان الله ولم يكن شئ. ومارأيك أخي العلماني عن أصل الطين والحمأ المسنون، وماذا كانا؟ وماهي نقطة الأصل لهما؟ ولنا لقاء. قد سئمت العمر سعياً خلف قوم حائرين في دروب الجهل ساروا يا أساهم ضائعين فمتي الداعون يوماً يبعثون النور فين كي تعود الأرض روضاً في ظلال المسلمين ربِّ أدركنا بعون أنت عون الصالحين وكتب ضمير 26-09-2000: لدي سؤال إذا سمحتم؟ هناك عدم، ثم هناك خلق من العدم، لكن لماذا حدث هذا الخلق في وقت معين ومحدد؟ أقصد هل لتوقيت الخلق من العدم في ساعته غرض أراده الخالق؟ إذا كان كذلك فما هو؟ أشكركم جميعاً. وكتب العاملي: الأخ العلماني: مادمت تقول بأن للكون عمراً فأنت ملزم أن تقول بوجود موجود خلقه من الصفر، وبدأ شريط وجوده! ولا ينفعك أن تفرض للكون أصلاً من نوع آخر، لأن ذلك الأصل له عمر أيضاً، وهكذا.. حتي تصل الي واجب الوجود بذاته عز وجل، الذي أوجد الكون من عدم وقال له كن فكان! فالموجود ممكن الوجود، يدل علي واجب الوجود لامحالة، وإلا لم يكن الممكن موجوداً! الأخ ضمير: تقول: (لماذا حدث هذا الخلق في وقت معين ومحدد؟). إسمح لي أن أقول سؤالك لايصح، لأن الوقت لم يكن موجوداً قبل الخلق! فالوقت حركة المخلوق، والمكان ظرف المخلوق، وقبل الخلق لم يكن ظرف ولا مظروف ولا زمان! كان الله تعالي، ولم يكن شئ معه. نعرف بعقولنا أن هذا الأمر مدهش، لكن ما أوتينا من العلم إلا قليلاً. وكتب العاملي بعد يومين: الأخ العلماني، أنا بانتظارك). انتهي.

لكن العلماني هرب من النقاش، و لم يعقب

كتبتُ بتاريخ 16-09-2000، موضوعاً بعنوان: دعوة الي الأخوين العلماني وغربي الي المناقشة في وجود الله تعا لي مضافاً الي ما كتبه صاحبنا غربي مما قرأه الجميع، قرأت اليوم لأخيه العلماني قوله: (في رأيي أن الإشكالات لن تنتهي لأنه من المحال إثبات أن الدين جاء من السماء، ولو اجتهدنا في طلب ذلك! فرأس مال الدين هو الموت الذي ولد فينا الرعدة والخوف فطلبنا الأمان عن طريق السماء.. أما أن نستطيع إقامة الدليل علي أية علاقة بين الدين أي دين والسماء فهذا مستحيل، ولو لم تصدق حاول....). http://www.hajr.org/hajr-html/Forum2/HTML/005228.html وأعتقد أن هذه المسألة يجب أن تحل بالنقاش الجاد، وليس بالهروب منه! فليس من الرجولة أن يطرح شخص يدعي الثقافة أفكاراً تخالف عقائد المسلمين، وقوانين الموقع الذي يستضيفه، ثم يهرب من النقاش، ثم يعود لطرح شبهاته في موضوع آخر!! ما أدري هل تسمح قوانين هجر بمثل هذا النقاش، لكني أجد من واجبي أن أناقشهما هنا أو في نادي الفكر العربي، ولنبدأ بالمسألة المركزية في الإسلام وفي كل الأديان، وهي وجود الله تعالي، ثم نبوة الأنبياء وخاتمهم صلي الله عليه وآله. وشرطي الوحيد الموضوعية وعدم الهروب من محور النقاش بالسخرية والإستطرادات الشخصية، فإن واجب الذي يحترم نفسه ومحاوره، أن لا يخرج عن الموضوع، وأن يلزم صاحبه البقاء في محور البحث. فكتب العلماني بتاريخ: 17-09-2000: شيخنا الكريم العاملي: أنا ادعيت بأن ما أمامنا من أديان سلمنا بدعوتها وحياً من السماء، لا ترتبط بالسماء ولا بالله، لا من قريب ولا من بعيد.. وإقامة الدليل علي ارتباطها بالله صعب مستحيل.. الأديان السماوية عندي بشرية صرفة وإنسانية محضة، تقوم علي التراكم المعرفي وقولبته وتوجيهه.. والأنبياء والرسل ليسوا إلا مصلحين إجتماعيين أرادوا للإنسان الإرتقاء، فدونوا ما دونوا وكتبوا ما كتبوا، ثم قالوا بأنه قد أتاهم من فوق! الأديان السماوية- اليهودية والمسيحية والإسلام- إن هي إلا استمرار إنساني في البحث عن هدوء ولذة وحماية، في مسيرة حياة صعبة، يحف بها الموت والمرض والخوف.. هذا ما لمحت إليه قبلاً ولم أدع أن الله غير موجود، فالله كان وما زال بالنسبة لي قضية حساسة شائكة لا أستطيع أن أجزم شيئاً بخصوصها بل قد أميل إلي الإعتقاد بوجوده مانحاً له دوراً هامشياً أحياناً، ودوراً فاعلاً مركزياً مرة أخري.. ولكن وجود الله لا يعني ثبات الدين.. فأن يكون الله موجوداً شئ، وأن يكون قد أرسل لنا أدياناً شئ آخر، فوجود قصب السكر لايعني وجود السكر، فلربما أتي هذا الأخير من الشمندر. لذلك يا شيخنا، فأهلاً بك وسهلاً لو أردت أن نخوض في النبوة ووجود الوحي وارتباطه بالسماء وبالخالق.. مع إحترام للموضوع والكاتب، وعدم ميل إلي التجريح والمهاترة، فكلنا يطلب الحقيقة والإهتداء بها. واسلم لي. وكتب فرقد بتاريخ: 17-09-2000: أخي الحبيب العاملي: هناك فرق بين من لا يعلم بوجود الله أصلاً، ويحاول التوصل إلي إجابة مقنعة، وبين من يجعل من كتاب الله موضع سخرية. الأول، تستطيع أن تهديه إلي الطريق، أما الثاني فإما أن يضلك أو تضله، أي أن يصل معك إلي هلاكه! وهؤلاء أجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله، وحكمهم في الفضاء التخيلي(يقصد الإنترنت)هو الطرد، وأما الفضاء الغير تخيلي الإستتابة (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ.لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إيمانكُمْ) (التوبة:65-66) فلا يكفي حتي الإعتذار منهم، يكفينا مجاملات لبعضنا البعض بدون داع. وكتب حسن حسان بتاريخ: 17-09-2000 كفاك سخرية يا هذا! تقول إن الأنبياء ادعوا أنهم يوحي إليهم! لا تريد أن تؤمن بالله وبالرسالات السماوية، هذا شأنك! لكن أن تجرح مشاعر المسلمين فلن نسمح لك، ثم تجعجع وتقول أكاد أميل إلي وجود الله، لكن دوره هامشياً! أخزاك الله علي هذا الفجور! كيف يخلقنا الخالق ويكون له دور هامشي في الكون؟! أهذا هو منتهي تعاليم الملحد الفاجر لينين! جعلتم لهذا الكلب الشيوعي لينين دوراً فعالاً في تقدم البشرية، والله سبحانه وتعالي له دور هامشي! ثم ألست أنت القائل في منتدي الديت نت إنك مسلم حنفي مذهبك هو مذهب أبو حنيفة، الذي أخذ فقط أربعة أحاديث! فأنت كل يوم لك مذهب! وهذا دليل أنك تشك حتي في نفسك وفي قدراتك العقلية. إن الله سبحانه وتعالي موجود، ودليل وجوده هو أنت نفسك، فَإِنَّهَا لا تَعْمَي الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَي الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ. (الحج:46)! هذا هو نتاج العلمانية الوقحة: إلحادٌ في إلحاد. وانظر إلي جميع المجتمعات العلمانية، أيوجد فيهم علماني واحد يغار علي عرضه؟! وكتب العلماني بتاريخ: 17-09-2000: هناك بعض من حمل السوط ووقف يقول الآتي: (وحكمهم في الفضاء التخيلي(الإنترنت)هو الطرد، وأما الفضاء الغير تخيلي الإستتابة: وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ.لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إيمانكُمْ. فلا يكفي حتي الإعتذار منهم)... ونحن لن نرد علي هذا التشنج المحموم، فصاحبنا ومن كتب بعده لا يستطيعان النقاش، ولا يقويان علي رد مزاعمنا إلا عبر النعيق والزعيق، ومحاولة مصادرة طروحاتنا. أهلاً وسهلاً بمن يريد أن يدخل ساحة الحوار، ورأينا صواب قد يحتمل الخطأ، ورأي غيرنا خطأ قد يحتمل الصواب كما قال الإمام الشافعي، أما من يريد أن يستعمل التهديد والوعيد في هذه الساحة فلسوف نمضي غير آبهين به... ننتظر شيخنا العاملي.. واسلموا لي. وكتب العاملي بتاريخ 17-09-2000: الأخ العلماني، قلت: (ولم أدع أن الله غير موجود، فالله كان وما زال بالنسبة لي قضية حساسة شائكة، لا أستطيع أن أجزم شيئاً بخصوصها، بل قد أميل إلي الإعتقاد بوجوده مانحاً له دوراً هامشياً أحياناً، ودوراً فاعلاً مركزياً مرة أخري). وأنت تعرف أن قضية وجود الله تعالي مركزية في بحثنا، لأن ظاهرة النبوة تبتني عليها، فمن الطبيعي لمنهج بحثنا أن أطلب منك أولاً أن تحدد موقفك من وجود الله تعالي وصفاته، نفياً أو إثباتاً، ثم ننتقل الي النبوات، أو أي بحث آخر.. وشكراً. وكتب غربي بتاريخ: 17-09-2000: نعم يا شيخنا.. عليك بالعلماني! شيخنا.. أرجو أن يتسع صدر سماحتكم، لما يلي: مع الإعتبار الكبير لبحر علمكم الواسع، إلا أنني لا أظنكم تملكون الأريحية الكافية، والصبر، لمداولة مثل هذا الموضوع الشائك، أو ما يتفرع عنه كالنبوة والوحي.. وها أنتم، في مواضيع أقل شوكاً تصفونني بالملحد، في رأس عنوان كبير، مبتعدين كثيراً عن التعريف الحقيقي للإلحاد، متوصلين بذلك إلي النتيجة قبل الأسباب، ثم تعودون وفي منتهي الغرابة اللامنطقية، لتقديم استعدادكم للتراجع عن النعت، بمجرد أن يأتيكم الموصوف تائباً مستغفراً! إضافة إلي أن هذا الموضوع، كطاولة حوار وبحث لايستقيم إلا بالقادرين عليه من الطرفين، المؤمن كل واحد منهما بما هو عليه، بخلاف الحال الحالي، في أنني لم أتوصل إلي نتيجة نهائية فيه، ولعلكم تعذرونني في ذلك، فمهما اصطلي العقل وجلي، وسيقت الحجج الجدلية والعقلية، يظل هذا المعني الكبير والماهية الأكثر سمواً، ملتصقة في الوجدان لا تنفك عنها، وللتنشئة بطبيعة الحال الدور الكبير. عندي يقين، أردده كثيراً في الآونة الأخيرة، بأن مثل هذا الموضوع لا ينجح أبداً في إقامة حوار متصل، يحقق الأهداف المرجوة من أي حوار، لاختلاف أبجديات الطرح والتناول بين الطرفين من جهة، ولدخول الميتافيزيقيات والنصوص والظنيات عليه، من جهة أخري. ويبقي السبب السخيف، المتعلق بشخصي غير المتواضع، في أنني غير قادر علي إعطاء التزام أدبي، في أي موضوع في منتدي، وهذا إن كنت أسوغه لنفسي في كل حال، فإني أخجل منه إن جاء في موضوع خطر مثل هذا، ومع مقام علم مثلكم. غربي. وكتب العاملي بتاريخ: 17-09-2000: الأخ غربي، أقبل عذرك، فالنقاش في هذا الموضوع علي ملأ هجر فيه صعوبة، لذا أردت أن يكون ثنائياً وفي مكان تختارونه، مثلاً ساحة استثنائية. كما أشكرك علي مبدأ استعدادك للنقاش، وأرجو أن لاتتصور أني غير صبور في الحوار بسبب انفعالي منك ونفاذ صبري، فالموضوع هناك لم يكن نقاشاً! بل كان هجمة انفعالية ساخرة منك علي أغلي مقدساتي! وأنت تري أني لا أجيب أحداً عن سخرية أو شتم يتعلق بي، ولكنها أغلي المقدسات العقلية والعاطفية والإرثية أيها الأخ! وتقول: (وللتنشئة بطبيعة الحال الدور الكبير). فأسألك: ما ذنب الإنسان إذا تطابقت رؤيته العقلية مع أكثر موروثاته؟! إن لعقلك عليك أن تفحص به موروثاتك، لكن هل رأيت عقلاً يطلب من صاحبه أن يصل في فحصه لموروثاته الي نتيجة مضادة لها؟! وهل رأيت محاوراً يطلب من محاوره أن يكون تكون قناعاته العقلية العلمية ضد موروثاته؟ فلماذا تطلب ذلك مني؟! علي أي، أرجو أن يواصل الأخ العلماني حواره هنا أو في مكان آخر، وأطلب من الأخ المشرف علي الواحة أن يحذف كلمة (الملحد غربي) من عنوان موضوعي ويضع بدلها كلمة (صاحبنا غربي). وأختم أيها الأخ غربي: أني لو كنت مثل الأخ العلماني وربما مثلك، مشككاً في وجود الله تعالي أو صفاته الأساسية، لما قرَّ لي قرار، وواصلت السؤال والبحث والتفكير حتي أصل الي نتيجة مريحة لعقلي نفياً أو إثباتاً، لأن المسألة في ميزان العقل والخطورة، كاحتمالي أن يوجد في بيتي متفجرة! فكيف أستقر حتي أعرف حقيقة الأمر، أو أغادر البيت؟!! وكتب القلم الساخر بتاريخ: 18-09-2000: المحترم العاملي، وبعد السلام، وكما تلاحظون؛ لا زالت بيزنطة، وليس أنتم أو نحن، تبحث في جنس الملائكة! أنتم، ونحن معكم ونشد أزركم (تعبيراً عن التضامن العربي في الشد بأوزار التخلف؟) ارتفعتم بالحوار نحو مراتب أعلي (وللأقوام مراتب!) حتي وصلتم وأوصلتمونا بارك الله في همتكم، قمته التي ما بعدها قِممٌ ولا قُممٌ، في سعيكم الحثيث لإثبات في وجود الله بدحضكم لمزاعم الذين ينكرون! فليبارك الله فيكم وفينا (ولست متيقناً أنه سبحانه وتعالي سيجيب دعوتي!) وليعف عن أهل بيزنطة، فلربما دعتهم الحاجة وحدها إلي"فرز" الملائكة الذكور عن الإناث كي يجندوهم ضد الجيوش التي حاصرتهم! هل أفهم من دعوتكم هذه أنكم تحاولون إثبات وجود الله سبحانه وتعالي خشية أن تعود الرسالة وعليها ختم البريد:"عنوان غير موجود"!؟ هل وصلنا إلي الطريق المسدود!. والله أعلم! وكتب المتمرد بتاريخ 18-09-2000: ليس هناك شك في وجود الله. يا أخي العاملي جزاك الله خيراً وصدقةً لمتابعتك للموضوع. الله موجود علي الأقل في حياتي منذ ثلاثين عام، فقبل أن أحيا حياتي لا علم لي بذلك. أخي العاملي: الذي أعيه بأن الله موجود منذ أن خلقني منذ ثلاثين عاماً أو أكثر. طبعاً الله موجود حين هاجم بلد مسلم بلداً مسلماً آخر، فكانت الحرب العراقية الإيرانية، وكان الله موجوداً حين تحارب المسلمون في أفغانستان فصائل المقاومة في أفغانستان المسلمة تتصارع علي السلطة. والله موجود والفلسطينيون يتخاذلون ويتنازلون! والله موجود لكي ينالوا حيزاً من الأرض يمكنهم من إقامة دولتهم عليها يوماً من الأيام! والله موجود ويأتي العراق ويغزو الكويت ويحتلها وينصب عليها حكومة عميلة! والله موجود وندخل في متاهات التحرير، ويطرد الغازي شر طرده! وينتصر الأمريكان وقواتهم المساندة لهم! عجيب جداً عجيب أمرنا! الله موجود وأسري الكويت محجوزون في سجون العراق! الله موجود والحصار الأمريكي مفروض علي شعب وأطفال العراق! الله موجود والقدس يلتهمها الجانب الإسرائيلي لكونها ليست من نقاط الإتفاق! والله موجود لكون الأفغان لايفقهون مصلحتهم! والله موجود لكون الله لا ينصر من ينادي بنصره في البوسنه والهرسك وكشمير وأفغانستان وسيراليون والصومال وأندنوسيا وكوسوفو، وغيرها! ولكن من يتدخل لنصر هؤلاء؟ الأمريكان! وكتب غربي بتاريخ: 18-09-2000: فوق. هذا مؤلم... مؤلمٌ جداً. يا شيخنا.. هل نصلب الرجل، أم نقطع أيديه وأرجله من خلاف، أم ننفه من الأرض، فيكون له خزي مبين؟ يا متمرد.. صرخة من الأفق البعيد. غربي- زمن التمرد. وكتب روح الشرق بتاريخ: 21-09-2000: هل تسمحون لي أن أدخل علي الخط؟ قال لي أحدهم قبل حوالي شهر.. ما الدليل علي أن القرآن الذي بين أيدينا لم تبدعه عبقرية عقل كعقل محمد؟ ما الدليل علي أنه من الله؟ ما الدليل علي أن محمد لم يكن يتردد في الخفاء علي ورقة بن نوفل ويتعلم منه أفكار الأديان التي سبقته؟ وبعقلية غير طبيعية، وبنظرة بعيدة المدي، استطاع أن يدق علي وتر الدين الحساس، ويوحد العرب المتشرذمين تحت لواء دين يعبد إلهاً واحداً؟ ألم يمتلك محمد جوامع الكلم؟ إذاً.. لماذا لا يكون هو من اخترع القرآن؟ أسئلة كان بحاجة لإجابات شافية عليها... بدأت معه، لكن وفاة والدته المفاجئ مزق قلبه وعكر مزاجه.. لأنه بعيد عن أمه ولن يستطيع أن يراها قبل دفنها.. ربما يأتي يوم ألتقي فيه معه وأكمل ما بدأناه.. لكن اليوم أري أشباه هذه الأسئلة تطرح هنا.. دعوني أحاول، إما أن تقنعوني أو تنسحبوا انسحاب مقتنع، أو انسحاب متكبر عن الحق! القلم الساخر.. عبقري هذا الزمن، زمن العجائب.. لله درك ما أبرعك!! أيها القلم الساخر.. نعم إثبات وجود الله لايهمنا في شئ..ينبغي أن نلتفت إلي ما هو أهم من ذلك: التضامن العربي والقومية العربية في وجه الفارسية والكردية وربما أحياناً وبعد التردد.. مقابل الصهيونية! لايهم.. عرفت الله أم لم أعرفه، ما دمت سأعيش! المهم أنني سأعيش، أليس كذلك؟! كأني بيتيم يعيش في قصر كبير، في أرغد حياة وأهنأ عيش.. ولما قيل له: البيت الذي تعيش فيه ليس ملكاً لك ولا لأحد من ذويك وأقربائك، ماذا يفترض باعتقادك أن يكون جوابه؟ ماذا لو تنكر لهذا المعروف وقال: وما شأني بصاحب هذا القصر؟ المهم أنني أعيش بداخله عرفته أم لم أعرفه سأعيش! مسكين.. لايدري أيها القلم الساخر أن صاحب البيت يعرف كل صغيرة وكبيرة فيه! وما جعله في هذا القصر إلا عطفاً عليه ورحمة منه له! إيهٍ أيها القلم الساخر.. هو حب العشوائية في كل شئ.. عند بعض الأنواع من جنس الإنسان، أليس كذلك؟! بارك الله فيك (هل سيستجيب الله دعائي؟) تحياتي أيها القلم الساخر.. أبعثها لك من زمن العجائب.. زمن/ معرفة كيف ولم وجدنا فيه.. ليست مهمة!! المتمرد: كم هو جميل طرح الأسئلة، لكن يبقي هدف السؤال هو المهم، أليس كذلك؟ أتذكر قصة حدثت لأنشتاين، كان موجوداً في حفل بعد أن ذاع صيته وانتشر خبر نظريته النسبية في الآفاق، أقبلت عليه امرأة وطلبت منه أن يشرح لها نظريته.. تخيل كيف سيشرح نظرية لم يفهمها علماء الفيزياء وقتها لامرأة لاتفقه في الفيزياء حرفاً؟ كانت أشبه بوصف ماهية اللون الأحمر لأعمي لم ير لوناً في حياته.. نفس هذه العملية (إسمح لي) تنطبق عليك! كيف تصبح هذه المجازر والمآسي، والله موجود؟ هل عرفت كم هي العملية صعبة.. هي ليست مستحيلة يا عزيزي.. لكنها صعبة! يجب أن نبدأ من البداية.. هل الله موجود؟ إذا انتهينا، سنعرج علي جانب آخر ما هي صفاته كإله؟ ثم تتالي الأسئلة حتي نصل لأسئلتك يا متمرد!! وكتب القلم الساخر بتاريخ 21-09-2000: المحترمون العاملي والعلماني.. وروح الشرق أيضاً، وبعد السلام: لا يعنيني كثيراً هذا الفيض والإسترسال في"الإنشاء، أكان يهدف إثبات وجود الله أو نفيه! والمعذرة إن اعتبرته "حواراً بيزنطياً" وأشبه بهلوسات عقول فقدت قدرتها علي فهم الواقع والتعامل معه، فراحت تتشبث بحبال"السماء"! ولهذا فلن أكون طرفاً فيه.. أكتفي بالقول إن الصانع يعرف و"يعقل"صنيعته تماماً كما يعرف النجار و"يعقل" الطاولة التي صنعها. لكن "الطاولة" لاتعرف ولا "تعقل"صانعها. وكل ادعاء بعكس ذلك باطل وقبض ريح! واسألوا الطاولة! وقد أزيد أن "الخليقة" لا يمكن لها أن تعقل طبيعة خالقها و"تموضعه" "تبسيط" للمسألة الخطيرة، و"تسطيح" لها! سيرد المحترم العاملي بل هو رد فيما علا.. وأجيبه: أجل، وكم ستكون الحياة جميلة حين لايغذي "رجال الكهنوت" مناظرات كهذه! ولن يقلعوا عن "مهنتهم" هذه فهي "الأقدم" والأجزي بين جميع المهن. وليس صحيحاً ما يذكره البعض عن مهنة أخري سبقتها في القدم، رغم كونها مجزية هي الأخري! أودعكم هنا ولعل المحترم غربي سيذيل تعقيبه اللاحق بـ "غربي- زمن المِهَن". والله أعلم! وكتب حسن حسان: يا جماعة الخير، المدعو العلماني رجل يطلق عليه(DESPERATE MAN) أي الرجل المحطم اليائس البائس! وهذا بسبب ابتعاده عن طريق الحق وأهل الحق، وأخذه بأذناب البقر من نصرانيين ويهود وشيوعيين! رجاء أن توجهوا له ولأمثاله سؤالاً واحداً فقط: مَن الذي خلقك يا علماني؟ مَن الذي خلقك يا نشوي؟ مَن الذي خلقك يا حسام راغب؟ مَن الذي خلقكم يا من أنزل الله فيكم: وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً! ألم يأن لكم أن تخشع قلوبكم من خوف الله؟ ألم يأن لكم أن تتركوا هؤلاء الكفرة الملاحدة أمثال لينين وغيره؟! كفاك جدالاً ونفاقاً يا العلماني، ردَّ علي كلامي، أليس أنت القائل في الديت نت إنك مسلم سني وأنك تعتز بمذهب أبي حنيفة لأنه أخذ فقط أربعة أحاديث! لقد ناقشتك هناك أكثر من مرة، ولكنك لا تعرفني! هنا أنت مكشوف للجميع! واسلم لي يا علماني. وكتب العاملي: أيها الساخر: أولاً، كلمناك بعقل فابقَ عاقلاً، وإن أصريت علي أن تسخر، فبإمكاننا أن نسخر منكم كما تسخرون. ثانياً، قلت: (أكتفي بالقول إن الصانع يعرف و"يعقل" صنيعته تماماً كما يعرف النجار و"يعقل" الطاولة التي صنعها. لكن"الطاولة" لاتعرف ولا "تعقل" صانعها. وكل إدعاء بعكس ذلك باطل وقبض ريح! واسألوا الطاولة! وقد أزيد أن "الخليقة" لا يمكن لها أن تعقل طبيعة خالقها و" تموضعه") انتهي. لقد خلطت بين معرفة أصل وجود الله تعالي، وبين معرفة ماهيته وذاته؟! فمعرفة أصل وجوده أمرٌ ميسور لكل إنسان، بل إن(جينات) تلك المعرفة مخلوقة في فطرته، ولا يضلُّ عن خالقه إلا إذا شوَّهَ فطرته! وحتي الذين شوهوا فطرتهم بالظلم والشذوذ والفواحش، تراهم إذا أصابهم خطر وأوشكت سفينتهم علي الغرق، تنتفض فطرتهم وتنفض عنها الأثقال التي راكموها عليها، وتتجه الي من تعلم وجوده، وتعلم أن باستطاعته إنقاذها، فتكلمه وتطلب منه النجاة، فينجيها! سبحانه من حليم رحيم. نعم يمكنك تشبيه الإنسان بالطاولة بالنسبة الي معرفة ذات ربه، لكنه بالنسبة الي معرفة وجود ربه إنسان عاقل يدرك وجود خالقه ويتعامل معه، حتي لو لم يعرف كنه ذاته!! فأنت لست كالطاولة الصماء، بل أعطاك خالقك عقلاً تدرك به وجوده، وأنه فوق الطبيعة، لايخضع لقوانين زمانها ومكانها، لأنه خلق المكان والزمان وما فيهما. فأرجو أن لا تُخشِّب نفسك!! ثالثاً، أين جواب أسئلتي عن أهمية احتمال العقل لوجود الله تعالي وإيجابه البحث عنه؟ هل كان جوابها السخرية، وهي تمس مصيرك وحاضرك؟! أم أن الذي يدعي الثقافة والموضوعية يجب عليه أن لايخجل ويهرب من الموضوع؟! رابعاً، ما ربط المهنة وعلماء الدين والكهنوت بموضوعنا؟ وما هو هدفك من السخرية بي بصفتي عالم دين؟! أرجو أن تفسر لي قولك البائس: (وكم ستكون الحياة جميلة حين لايغذي "رجال الكهنوت" مناظرات كهذه! ولن يقلعوا عن "مهنتهم"هذه فهي"الأقدم"والأجزي بين جميع المهن...الخ.). فما هو قصدك بذلك؟! هل تريده حجة لإسقاط كلامي؟ أفرض أن مهنتي عالم دين، أدافع بالعقل(الذي تزعم الإنتماء اليه) عن فكري الديني؟ فهل كوني رجل دين كاف لإسقاط حجتي؟! ثم لوعرفت أني لست عالم دين، وأن معيشتي من مهنة أخري، هل سيختلف رأيك في حججي؟!! خامساً، أسوأ ما رأيت من بغي وسوء خلق في مناظراتي، أن أحد من يدعي الثقافة والأخلاق، جعل مهنة علماء الدين قديمة أقدم من البغاء! ولا بد أن أسأله من أي مصدر أخذها، وعن أي بغية رواها؟!! أم يجب علي الملحد عندما تهزمه الحجة أن يقذع بالقول؟! بئست الثقافة إن كانت عدوانية بلا أخلاق! وكتب حسن حسان: الرجاء أن تترك المدعو القلم الساخر، فهو ما زال يعيش في أوهام المسابقة الثقافية لأحسن كاتب، عندما نتكلم معه في الدين، ويجد نفسه عاجزاً لأنه لا يفقه حتي حديثاً واحداً، هذا إن حفظه! يخرج علينا بكلامه المعتاد: كهنوت، خفافيش الظلام، العصور المتخلفة، الكتب الصفراء، وهي حجة العاجز! ضحكت عليه كثيراً وسخرت منه عندما قرأت له موضوع مصيدة الفئران، وكيف أنه اتهم (أمير الحسن) بسوء النية، فكانت النتيجة أن الكثيرين صرفوا نظرهم عما يكتب! علي العموم هو في مسابقة ثقافية وليس للنقاش الجاد! هو يذكرني بالرجل الذي نسيه الزمن. وانظر إلي موضوعه في(والسارق والسارقة) كيف فسر فضيلته معني القطع! إضحك يا شيخ فقد مللنا من نقاش هؤلاء! وكتب القلم الساخر: المحترم العاملي، وبعد السلام. أجل أيها المحترم فإن مهنة "رجل الدين" هي أقدم مهنة عرفتها التجمعات البشرية، وكان يجمع يومها بين السلطتين الدينية (السحر) والمدنية قبل أن تدعو الحاجة وتصبح"تخصصاً"في المعابد البوذية والهندوسية وبلاد مصر وما بين النهرين، ولازالت بعض القبائل في إفريقيا تمارسها بصورتها البدائية. وما دامت معرفة أصل وجوده (الله) أمراً ميسوراً لكل إنسان كما تقول أعلاه، فلماذا "قصفتنا"بهذا الموضوع وما جر إليه من حوار بيزنطي!؟ وأسئلتك عن"أهمية احتمال العقل لوجود الله تعالي وإيجابه البحث عنه"؟ هل تستقيم هذه الجملة؟ لست معنياً بها ولا تهم حاضري أو مستقبلي، ولا أهرب منها، بل أحرص علي وقتي من الهدر في الرد عليها. وبالعربي الفصيح أعتبرها "بضاعة كاسدة" ولست من زبائنها! ولست أسخر من شخصك أيها المحترم، وحاشي أن أفعل، لقد تحدثت عن "مهنة" مارسها "كهنة بيزنطة"فذهبوا مثلاً، كما مارسها "السحرة" قبلهم، ويمارسها الكثير من "رجال الدين" اليوم. هل أنت بحاجة إلي من يذكرك بأن "شخصنة الحوار" هي من الصفات الملازمة لمهنة "رجل الدين"؟ وأن البعض منهم يسمح لنفسه بالدخول بالعرض في ضمائر الناس ليكفرهم أو ليقوِّلهم ما لم يقولوه؟ والله أعلم! وكتب عرب: الإخوة الأفاضل: لو سلمنا جدلاً بأن الله موجود، وهذا ليس إنكاراً، أنا أؤمن بوجود الله، ولكن"بالعقل"كيف نستطيع الجزم بحقيقة أن الأديان السماوية: الإسلام، المسيحية، اليهودية، أنها نزلت من عند الله؟ هل يوجد دليل عقلي وأحد يؤكد حقيقة تلك الأديان؟ أفيدونا أفادكم الله. وبس. وكتب العلماني مداخلة مطولة عن نشأته مسلماً، ثم وقوعه في الشك، ورجوعه الي الكتاب الغربيين... وأهم ما قاله: (أكون صادقاً لو قلت لك بأني جذل بشكي، أغبط زماني عليه، وأحتفل به وأحتفي ليل نهار، فالشك يبقي مصدر الإبداع الدائم، ووقود التقدم الإنساني ونار المعرفة الحقة.. الشك، وليس العبثي منه بل المنهجي المسؤول الملتزم، هو الذي طالما ارتقي بالإنسان ومنحه هويته وإنجازاته وحضارته. أما اليقين في حياتنا الإنسانية فهو نوم وخمول وتحجر، يؤدي في نهاية الأمر إلي التراجع المعرفي والتخلف الحضاري والتنبلة الفكرية.. الحضارة يا شيخنا هي تجاوز اليقين النسبي دائماً عن طريق الشك، والحقيقة المطلقة التي نبحث عنها هي هدف بعيد المنال،إن لم تكن مستحيلة، لحقائق نسبية نصل إليها خطوة فخطوة عن سبيل الشك فاليقين، فتجاوز اليقين بواسطة الشك، وهكذا دواليك.. لذلك، فانعم يا شيخنا بالهدوء والسكينة والطمأنينة وراحة البال، ودعني أنعم بشكي المنفلت أبداً من قوالب الفكر الجاهزة، أتلذذ باكتشاف الغابات البكر، ومعرفة ما هو في ظهر الغيب.... طلبت مني أمراً إدّاً.. أقول لك بأن ليس لي موقف حتي الآن من الله، ولا أستطيع أن أضعه في مكانه علي"روزنامتي". وتقول لي بأن عليَّ أن أحدد موقفاً منه.. أنا الذي أتعب من سنين في التفتيش عنه ولم أعثر حتي الآن إلا علي قبض الريح أحياناً، وآثاراً علي رمل الشواطئ أحياناً أخري، ما أن يلامسها موج البحر حتي تصبح في خبر كان.. لكي نعثر علي الله أمامنا طريقان يتقاطعان، أولهما التأمل والتفكير بما نستطيع رصده من الظواهر الكونية، وثانيهما القراءة والإطلاع علي العقول الإنسانية الجبارة التي بَلَت الموضوع قبلنا، وحاولت سبر غوره.. وها أنذا أعترف بأني لم أخرج من هذا ولا ذاك إلا بالهباء المنثور، رغم طول الطريق ووحشة السفر وقلة الزاد... لقد خبرت "البرهان الأونطولوجي" عند القديس إنسلم ورينيه ديكارت. ثم سبرت غور"الدليل الكوسمولوجي" عند غوتفريد ولهلم لايبنيتز. وكنت قبل ذلك قد اطلعت علي "الإثبات الفيزي- تيليولوجي(أو الطبيعي الغائي)" عند أرسطو وبويس والقديس توما الأكويني وجان جاك روسو. ثم بين هذا وذاك تمعنت في "دليل العناية" و"دليل الإختراع" في القرآن (كما لخصهما أبو الوليد محمد بن رشد).. نعم، لقد رأيت كل ذلك، ثم أتي إيمانويل كانت يبرهن لي في كتابه نقد العقل الخالص علي استحالة إقامة الدليل علي وجود الله، ويفندكل ما أتي به الآخرون.. ثم جاء بعد "كانت" "نيتشه" يعلن موت الله و"كارل ماركس" يندد باستلاب الإنسان و"سيمون فايل" تبذر بذور الإلحاد.. فنسفت فلسفة الآخرين ما جاء به الأولون.. لذلك يا شيخنا الكريم، أجد نفسي ملزماً اليوم بعدم القطع في هذه المعضلة، فليس لي أن أتخذ موقفاً يعاكس ما وصلت إليه من نتائج معرفية، ولكن مهما تكن النتيجة فإن موقفي واضح بالنسبة لما قالوا لنا عنه بأنه أديان سماوية، فهذه الأديان لايمكن أن تكون إلا بشرية محضة، إذ ليس في ظهرانيها ما يصلها بالسماء بأي وشيجة من الوشائج.. وهي مستقاة من مصدر مشرقي واحد أدي تفاعله مع روافده إلي بوتقتها في"التوراة والإنجيل" أولاً وفي"القرآن"ثانياً.. هذا هو موقفي الذي لم يأت عن عاطفة هوجاء، أو استكبار، أو طغيان، بل جاء بعد درس وتمحيص وملاحظة ومشاهدة.. انصرفت بعدها عن الإنشغال بالله (فلقد كنت أنوي اتخاذ الدين مهنة في العقدين الأولين من عمري) إلي الإنشغال بالإنسان، وأصبحت أري فيه يوماً بعد يوم طريقاً ومشروعاً وغاية جديرة بالإهتمام، فهذا الكائن من فصيلة الهوموسابيان، هو الوحيد الذي طور الأرض وأعمرها، وحاول أن ينتشل طينها ويسبغ عليه قيماً علوية، وهو حقيق أن يعيش بين الولادة، والموت عيشة سامية هادئة صافية. أما الله فهو فكرة محضة ليست من الدنيا في شئ، ووجوده وعدم وجوده في حياة الأشخاص سواء لو لم يعولوا عليه، أما انتظاره كي يغيثهم فهو سبب بلائنا الأكبر الذي استلبهم، والذي قعد بهم عن تنمية إنسانيتهم وتطوير كفائتهم.. فنحن في هذا الشرق نقنع منذ ألوف السنين بالعصافير علي الشجرة، ونترك العصفور الذي في يدنا.. وكتب له أبو هاجر: يا علماني، الموضوع هو دعوة للحوار في نقطة محددة، وهي مسألة وجود الله. وأما انطباعاتك الشخصية ورؤاك للأحداث التاريخية، فأرجو أن تؤجلها لبعد الفراغ من النقطة التي دعيت الي بحثها. وكتب حسام الراغب: الإخوة غربي.علماني.. الردود الأفقية لاتشبع! العمق أعزائي العمق، هو الحل هو الرد! قد وصلت الآن، سأرد اليوم.. ظهراً! تحياتي. وكتب أبو هاجر: حسام راغب: لم تضف أية معلومات تفيد موضوع البحث، وإذا كان بينك وبين العلماني تحيات وتشجيعات شخصية، فأرجو منك أن ترسلها له علي بريده أو تخصص لها موضوعاً جديداً. شاكرين لك تفهمك وتعاونك. الإخوة الكرام: أرجو عدم التعليق الي أن يقدم العلماني أو غربي، أو من في حكمهم، الأدلة التي تنفي أو تشكك في وجود الله. وكتب العلماني: إنت لسه عايش يا أبو هاجر؟طولّت الغيبه "ونحن مشتاقون.. الموضوع بيني وبين شيخنا العاملي، وعندما نحتاجك حكماً بيننا سوف ندعوك! وأنا حر أن أقول ما أريد، وقتما أريد، كيفما أريد. عد إلآن من حيث أتيت.. ولا تشغلنا بتعليقاتك "الفاضية".. واسلم لي. وكتب له العاملي: الأخ العلماني.. لماذا تطيل وتستطرد بعيداً عن الموضوع؟ أولاً، عن طريقتك في البحث عن وجود الله تعالي، فقد أغربتَ أولاً، لأنك غرَّبت، ولم تشرِّق! لقد قررت مسبقاً أن الفكر عند الغربيين فذهبت الي من يحلو لك منهم وهم الملحدون والمشككون فقط وسكنت عندهم! فلماذا لم تذهب الي غيرهم من الغربيين وهم كثر؟! ثم أغربتَ ثانياً، وهو الأهم، فقررت أن تقلد عقول الآخرين ولا تستعمل عقلك! ولو كنت مستقلاً في استعمال عقلك ومساءلته لكانت نتيجتك مختلفة! تحمَّل مني أيها الأخ المبتلي بمأساة الشك، وتمزق الفطرة، ودعك من نتائج أفكار ملاحدة الغربيين والشرقيين ومؤمنيهم، وأعطني رأيك ونتيجة عقلك! ثانياً، اتضح من كلامك عن مسيرتك الفكرية في مسألة وجود الله تعالي، أنك كنت مسلماً مؤمناً بالله تعالي الي العشرين من عمرك، وكنت بسبب تدينك أو ميل محيطك الي الدين، تفكر أن تكون طالب علم (علي فكرة نحن وأنت نقول الحمد لله أنك لم تصر شيخاً أو قسيساً)! ثم طرأ عليك الشك (أو الإلحاد) دفعة واحدة! فأخذت تقرأ لمن سميتهم (العقول الإنسانية الجبارة التي بلت الموضوع قبلنا وحاولت سبر غوره.....) والسؤال هنا: لماذا يفقد الشاب المتدين المسلم أو المسيحي ابن العشرين سنة أو نحوها إيمانه بالله تعالي، الذي كان قوياً بالفطرة والتأمل؟ ويتجه في هذا السن وفي ذلك المحيط لقراءة من يعتبرهم اليوم أو يومذاك عقولاً إنسانية جبارة؟ لاجواب إلا أن أنك التقيت بشخص أو أشخاص يحملون هذا الفكر، فآمنت بما معهم.. وألقيت ما معك! فأنت مقلد لأستاذ ملحد من ذلك التاريخ! إن هذه الحركة التي حدثت لك أيها الفاهم، فيها خمس نقلات انقلابية حادة: الأولي: التخلي عما عندك من فكر.. كلياً! الثانية: تركك البحث مع علماء مجتمعك ودينك ومؤلفاتهم..كلياً! الثالثة: تركك اعتماد التفكير الشخصي، لعدم وثوقك بالنتائج التي يمكن أن تصل اليها، واعتمادك علي ذلك الشخص الملحد الذي سيطر عليك! الرابعة: تيممك حسب توجيهه شطر الغربيين دون الشرقيين! الخامسة: أنك اخترت الغربيين الذين هم أئمة الشيوعية، أو قادتها السياسيين فقط دون غيرهم! فهل تصف لي مواد قناعتك الي نحو سن العشرين، ثم سبب فقدانك إياها، وسبب هذه القفزات الخمس الكبري، ومنطقيتها؟! ثالثاًً، يظهر أنك متحير لاتعرف نفسك هل أنت شاك بوجود الله تعالي، أم متيقن من إلحادك! فعندما تتكلم عن الغربيين يبدو عليك اليقين، ثم تعود الي الإفتخار بشكك! وقد خلطت بين الشك العلمي الذي هو من ضرورات البحث، وهو مشترك بين المؤمنين والمشككين، وبين الشك في الله تعالي والأنبياء عليهم السلام (أي الشك في النظرة الي الكون والحياة والإنسان) والفرق بينهما واضح، لأن صاحب اليقين بالله تعالي ورسله عليهم السلام، يستعمل منهج الشك الذي تقول عنه في العلوم الطبيعية وإعمار الحياة، كما فعل المسلمون في بناء حضارتهم. فلماذا تتهم المؤمنين بأنهم يفتقدون الشك اللازم للبحوث العلمية، وتحصر هذه الفضيلة فيك؟ وبتعبير المصطلح الحديثي لماذا تستعمل(التدليس) فتنفي الشك الممدوح عن المؤمنين، لتثبته لشكك غير الممدوح؟ ألم تسمع قاعدة ابن سينا والفلاسفة المسلمين: (كلما طرق سمعك من الغرائب فذره في بقعةالإمكان، مالم يذدك عنه واضح البرهان)؟! رابعاً، أنت في(شكك) أي في نظرتك الي الإنسان والكون والحياة، لست شاكاً بل متيقناً.. لأنك تقول إنك مطمئن به، أي متيقن! وها أنت تناقشنا فيه! فكيف تكون في شكك صاحب يقين وتناقشنا، ثم تزعم أنك صاحب منهج الشك الشامل؟! خامساً، إن أوا ما تفعله النسبية المطلقة التي تبنيتها، أنها تسقط نفسها! وتوقع صاحبها في بئر، وتدفن كل أفكاره! وقد ناقشناها هنا وفي الواحة الإسلامية. سادساً: لو أن القوم أيها الأخ عرفوا أنفسهم لعرفوا خالقهم. بل لو تأملوا في خلق أبدانهم لفتحت لهم آفاقاً لمعرفة خالقهم عز وجل! أفلا يرون أن الذي ربَّي الحبَّةَ في ظلمة التربة، وربَّي الفرخ في ظلمة البيضة، من أجل هدفٍ وغرض، هو الذي ربَّي نطفة الإنسان في ظلمات البطن والرحم، من أجل هدفٍ وغرض! لو تأملوا هذه النطفة التي كانت في أولها ذرةً لايدركها الطرف، فاقدةً لجميع الأعضاء والقوي الإنسانية، وإذا بها تتجهز بأنواع الأجهزة، للحياة خارج الرحم! لقد تم ذلك في عمليات دقيقة داخل أجهزةٍ محيِّرةٍ، أنشأت لها نبض القلب، ثم توَّجَت تطويرها فأضاءت لها سراج العقل! فمن الذي أنشأ سفر هذا الإنسان، فجعله كتاباً حافلاً بالعقل والشك واليقين؟ وأي قلمٍ كتب صفحات هذا الكتاب وحرر سطوره بعلمٍ وقدرةٍ علي قطرةٍ من ماءٍ مهين؟! فَلْيَنْظُرِ الإنسان مِمَّ خُلِقَ؟خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ. (الطارق:6). يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقاً مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلاثٍ ذَلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لا إِلَهَ إلا هُوَ فَأَنَّي تُصْرَفُونَ. (الزمر:6). أروي لك أيها الأخ العلماني عن أهل البيت الطاهرين عليهم السلام ما فيه غذاء للعقل: 1- دخل رجل من الزنادقة علي الإمام الرضا عليه السلام فقال له: (رحمك الله أوجدني كيف هو وأين هو؟ فقال: ويلك إن الذي ذهبت إليه غلط، هو أيَّن الأيْنَ بلا أين، وكيَّفَ الكيفَ بلا كيف، فلا يُعرف بكيفوفية ولا بأينونية، ولا يُدرك بحاسة، ولا يُقاس بشئ! فقال الرجل: فإذاً إنه لا شئ، إذا لم يدرك بحاسة من الحواس! فقال أبو الحسن عليه السلام: ويلك! لما عجزت حواسك عن إدراكه أنكرت ربوبيته؟! ونحن إذ عجزت حواسنا عن إدراكه أيقنا أنه ربنا بخلاف شئ من الأشياء. قال الرجل: فأخبرني متي كان؟ قال أبو الحسن: أخبرني متي لم يكن فأخبرك متي كان! قال الرجل: فما الدليل عليه؟ فقال أبو الحسن: إني لما نظرت إلي جسدي ولم يمكني فيه زيادة ولا نقصان في العرض والطول، ودفع المكاره عنه وجر المنفعة إليه، علمت أن لهذا البنيان بانياً، فأقررت به. مع ما أري من دوران الفلك بقدرته، وإنشاء السحاب وتصريف الرياح ومجري الشمس والقمر والنجوم، وغير ذلك من الآيات العجيبات المبينات، علمت أن لهذا مقدراً ومنشئاً). (الكافي:1/78) 2- عن أحمد بن محسن الميثمي قال: كنت عند أبي منصور المتطبب فقال: أخبرني رجل من أصحابي قال: كنت أنا وابن أبي العوجاء وعبد الله بن المقفع في المسجد الحرام فقال ابن المقفع، ترون هذا الخلق، وأومأ بيده إلي موضع الطواف، ما منهم أحد أُوجبُ له إسم الإنسانية إلا ذلك الشيخ الجالس، يعني أبا عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام. فأما الباقون فرعاع وبهائم! فقال له ابن أبي العوجاء: وكيف أوجبتَ هذا الإسم لهذا الشيخ، دون هؤلاء؟ قال: لأني رأيت عنده ما لم أره عندهم! فقال له ابن أبي العوجاء: لابد من اختبار ما قلت فيه منه. قال فقال ابن المقفع: لا تفعل فإني أخاف أن يفسد عليك ما في يدك. فقال: ليس ذا رأيك، ولكن تخاف أن يضعف رأيك عندي في إحلالك إياه المحل الذي وصفت! فقال ابن المقفع: أما إذا توهمت عليَّ هذا فقم إليه، وتحفظ ما استطعت من الزلل، ولا تثني عنانك إلي استرسال فيسلمك إلي عقال. وسِمْهُ مالك أو عليك. قال: فقام ابن أبي العوجاء وبقيت أنا وابن المقفع جالسين، فلما رجع إلينا ابن أبي العوجاء قال: ويلك يا ابن المقفع ما هذا ببشر، وإن كان في الدنيا روحانيٌّ يتجسد إذا شاء ظاهراً، ويتروَّح إذا شاء باطناً، فهو هذا! فقال له: وكيف ذلك؟ قال: جلست إليه فلما لم يبق عنده غيري، ابتدأني فقال: إن يكن الأمر علي ما يقول هؤلاء، وهو علي ما يقولون، يعني أهل الطواف، فقد سلموا وعطبتم، وإن يكن الأمر علي ما تقولون، وليس كما تقولون، فقد استويتم وهم! فقلت له: يرحمك الله وأي شئ نقول وأي شئ يقولون؟ ما قولي وقولهم إلا واحداً! فقال: وكيف يكون قولك وقولهم واحداً؟ وهم يقولون: إن لهم معاداً وثواباً وعقاباً، ويدينون بأن في السماء إلهاً، وأنها عمران. وأنتم تزعمون أن السماء خراب ليس فيها أحد؟ قال: فاغتنمتها منه فقلت له: ما منعه إن كان الأمر كما يقولون أن يظهر لخلقه ويدعوهم إلي عبادته، حتي لايختلف منهم اثنان، ولم احتجب عنهم وأرسل إليهم الرسل؟ ولو باشرهم بنفسه كان أقرب إلي الإيمان به؟ فقال لي: ويلك وكيف احتجب عنك من أراك قدرته في نفسك: نُشوءك ولم تكن، وكبرك بعد صغرك، وقوتك بعد ضعفك، وضعفك بعد قوتك، وسقمك بعد صحتك، وصحتك بعد سقمك، ورضاك بعد غضبك، وغضبك بعد رضاك، وحزنك بعد فرحك، وفرحك بعد حزنك، وحبك بعد بغضك، وبغضك بعد حبك، وعزمك بعد أناتك، وأناتك بعد عزمك، وشهوتك بعد كراهتك وكراهتك بعد شهوتك، ورغبتك بعد رهبتك ورهبتك بعد رغبتك، ورجاءك بعد يأسك ويأسك بعد رجائك، وخاطرك بما لم يكن في وهمك، وعزوب ما أنت معتقده عن ذهنك... وما زال يُعدِّد عليَّ قدرته التي هي في نفسي، التي لا أدفعها حتي ظننت أنه سيظهر فيما بيني وبينه!!). (الكافي:1/74). 3- قال محمد بن إسحاق: إن عبد الله الديصاني(ملحد معروف)سأل هشام بن الحكم فقال له: ألك رب؟ فقال: بلي، قال أقادرٌ هو؟ قال: نعم قادر قاهر. قال: يقدر أن يدخل الدنيا كلها البيضة لا تكبر البيضة ولا تصغر الدنيا؟ قال هشام: النظرة، (أي أمهلني) فقال له: قد أنظرتك حولاً، ثم خرج عنه ركب هشام إلي أبي عبد الله(الإمام الصادق عليه السلام)فاستأذن عليه فأذن له فقال له: يا ابن رسول الله أتاني عبد الله الديصاني بمسألة ليس المعول فيها إلا علي الله وعليك، فقال له أبو عبد الله عليه السلام: عماذا سألك؟ فقال: قال لي: كيت وكيت، فقال أبو عبد الله عليه السلام: يا هشام كم حواسك؟ قال خمس. قال: أيها أصغر؟ قال الناظر، قال: وكم قدر الناظر قال: مثل العدسة أو أقل منها. فقال له: يا هشام! فانظر أمامك وفوقك وأخبرني بما تري، فقال: أري سماء وأرضاً ودوراً وقصوراً وبراري وجبالاً وأنهاراً. فقال له أبو عبد الله عليه السلام: إن الذي قدر أن يدخل الذي تراه العدسة أو أقل منها قادر أن يدخل الدنيا كلها البيضة، لا تصغر الدنيا ولا تكبر البيضة! فأكب هشام عليه وقبل يديه ورأسه ورجليه وقال: حسبي يا ابن رسول الله، وانصرف إلي منزله. وغدا عليه الديصاني فقال له: يا هشام إني جئتك مسلِّماً، ولم أجئك متقاضياً للجواب، فقال له هشام: إن كنت جئت متقاضياً فهاك الجواب، فخرج الديصاني عنه حتي أتي باب أبي عبد الله عليه السلام فاستأذن عليه فأذن له، فلما قعد قال له: يا جعفر بن محمد دُلَّني علي معبودي؟ فقال له أبو عبد الله: ما اسمك؟ فخرج عنه ولم يخبره باسمه فقال له أصحابه: كيف لم تخبره باسمك؟ قال: لو كنت قلت له: عبد الله، كان يقول: من هذا الذي أنت له عبد؟ فقالوا له: عد إليه وقل له يدلك علي معبودك ولا يسألك عن اسمك. فرجع إليه فقال له: يا جعفر بن محمد دلني علي معبودي ولا تسألني عن إسمي؟ فقال له أبو عبد الله عليه السلام: أجلس، وإذا غلام له صغير في كفه بيضة يلعب بها فقال له أبو عبد الله: ناولني يا غلام البيضة فناوله إياها، فقال له أبو عبد الله عليه السلام: يا ديصاني، هذا حصن مكنون له جلد غليظ، وتحت الجلد الغليظ جلد رقيق وتحت الجلد الرقيق ذهبة مائعة وفضة ذائبة، فلا الذهبة المائعة تختلط بالفضة الذائبة، ولا الفضة الذائبة تختلط بالذهبة المائعة، فهي علي حالها لم يخرج منها خارج مصلح فيخبر عن صلاحها، ولا دخل فيها مفسد فيخبر عن فسادها، لا يدري للذكرخلقت أم للأنثي تنفلق عن مثل ألوان الطواويس، أتري لها مدبراً؟! قال: فأطرق ملياً ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله، وأنك إمام وحجة من الله علي خلقه، وأنا تائب مما كنت فيه). (الكافي:1/79). انتهي. وكتب العلماني: شيخنا الجليل. لم أحدد موقفي من الله حتي الآن.. ومداخلاتي السابقة جلية بهذا الخصوص، فتحديد موقفي من الله مرهون بالدلائل العقلية، وهذه بدورها ليست ثابتة في هذا المجال (في رأيي طبعاً). ومع هذا أراك يا شيخنا تسعي للحوار بدفع أدلتك علي وجود الخالق إلي الأمام، وليس في هذا ضير أبداً، فأنت شيخ ارتوي "بنعمة الإيمان" وتريد أن "تهديني" إلي "سواء السبيل". وأنا أشكرك حقاً علي إرادتك الخيرة هذه، ولكن لي تعليق علي ما أتيتني به من دليل في قصة الإمام الصادق: دليلك يا شيخنا هو تلك "البيضة" التي تحوي دقة وإحكاماً في الصنع والوظائف، وأنت تخلص بعد ملاحظة ذلك التنوع الوظيفي الهائل والرائع إلي أن البيضة قد خلقها خالق سوَّي هيئتها، وأحكم شكلها ووظيفتها. ولكن هذا الإستنتاج فيه قفز علي المنطق السليم، إذ ليس لنا عندما نري مجري ماء دافق أو هادئ أن نقفز إلي ضرورة وجود حفار لهذا المجري، فلربما كان هذا المجري أو هذه القناة حقاً، نتيجة لعمل الإنسان وجهده كترع الأنهار ونهر "القذافي" العظيم وقناة السويس وبنما وكورنثوس، ولكن هذا لا يمنع بل إنه الأصوب، بأن نظن للوهلة الأولي بتكون هذا المجري بفعل الماء نفسه، وشقه الصخر في طريقه! هذا يا شيخنا هو موقفنا أيضاً أمام "البيضة" التي تعجبت من صنعها، فهي عندنا ليست مخلوقة بنفسها من قبل أحد، ولكنها نتاج مسيرة تطور وارتقاء عبر ملايين السنين.. هذا التطور والإرتقاء الطبيعي المحكوم بقانون بقاء الأصلح والأكثر ملاءمة ومواءمة للعصر، هو أصل البيضة وأصل جميع الكائنات الحية علي الأرض. لقد احتوت الأرض يا شيخنا الجليل عدداً وافراً من الأورجانيزمات الحية (البكتيريات والكيانوباكتيريات، ولربما ترجمتها أنساغ أو أكاسير أو مواد عضوية) منذ أربعة ملياردات من السنين، وبدأت الحياة الأولي في المحيطات منذ580 مليون سنة، أما علي الأرض فقد كانت النباتات الأولي والحيوانات المجهرية قد ظهرت بعد ذلك ب130 مليون سنة، أي قبل450 مليون سنة من عصرنا الحاضر، نتيجة اختلال جيولوجي يذهب الباحثون اليوم بأنه قد حدث فزاد من تجمع الأكسجين في الطبقة الجوية المحيطة بالأرض. (طبعاً لست أنا من يقول هذا، بل هو "أندرو كنول مدرس البيولوجيا والجيولوجيا والفلك والنشوء، في جامعة هارفارد. راجع النسخة الفرنسية من مجلةScientific American عدد يوليو 2000 صفحة 28 وما يتبعها) ومنذ خروج هذه الباكتيريات تعددت الحياة وتنوعت، وارتقت شيئاً فشيئاً معتمدة علي ما تمدها الأرض به من وسائل العيش والتطور (ومن يدري فلربما وقفنا يوماً بالتفصيل الممل أمام هذه المعارف الأساسية). نحن اليوم نعلم هذا ليس من الفلسفة أو التنظير فقط، ولكن بالدرجة الأولي من الأبحاث العلمية في الأحافير المتنوعة التي وجدها الباحثون علي سطح الأرض، والتي تشكل أرشيفاً مفصلاً للحياة وتطورها وارتقائها. ولربما خصصت بالذكر هنا ثلاثة أماكن وجد فيها العديد من الإثباتات علي صحة ما نقول هي علي التوالي: أحافير إيدياكرا (أستراليا). وأحافير سبيتسبيرج (شمال النرويج والتي عاينها أندرو كنول بنفسه). وأحافير غرينلندا التي زودتنا بالمعلومات الوفيرة عن البكتيريات الأولي. "البيضة" يا شيخنا إذا لا تستطيع إثبات وجود الله أو صنعته، فهي ليست إلا ثمرة أرضية مادية طبيعية، ليس بها أي دليل علي وجود خالق لهذا الكون، بل هي لاتطرح فكرة الله مطلقاً إلا علي الأقدمين الذين لم يكن بقدرتهم معرفة ما نعرفه نحن اليوم عن عالم الموجودات. ولكن هذا الدليل يا شيخنا سوف يدفعنا مكرهين لأن نتساءل حول التحريض النصي الديني إلي تأمل الكون، ولسوف يدفعنا كارهين أيضاً، لمد يدنا إلي المقدسات وإنكارها وتعرية زيفها. وهذا حقاً ما لم نكن نريده منذ البداية، ولكن دفعنا إليه تشبثكم بالنقاش حول هذه المسائل واتهامنا "بالشبهات" من قبل المشرف العام. لذلك فلسوف نقف طويلاً في المداخلة التالية أمام دور الله في الكون، وهل هو دور فاعل أم هامشي. بمعني آخر، بما أن المخلوقات ليست مخلوقات وإنما محض تطورات لباكتيريات وكيانوباكتيريات، فلسوف نبحث عن مدي جدية النصوص الدينية في هذا الشأن... واسلم لي. العلماني وكتب عبد الحسين البصري: الأخ العلماني. كيف وُجدت الـ"باكتيريات وكيانوباكتيريات"؟! ووفق أي نظام تفاعلت؟! وكيف اهتدت إليه؟! ولماذا اختارت الأرض؟! وكيف اهتدت إليها؟! وكيف وُجِدت الأرض؟! ووُجد الكون؟! مجرد تساؤلات. أرجو أن أجد الجواب عليها. ولكم الشكر مقدماً. وأدعكم لمتابعة الحوار مع الأخ العاملي. وكتب العاملي: الأخ العلماني، أتظن أنك بأسلوبك الخطابي الغائم العائم، تخلص من صوت العقل وسوطه؟! أين جوابك عن عمر الكون، وكيف وجد في لحظته الأولي؟ أين جوابك عن قانون العلية في كلامي، وفي الأحاديث التي أوردتها؟ أين جوابك عن الدليل العلمي علي قوانين النشوء والإرتقاء ومن الذي قننها؟ وهل تظن أن تقليدك لظنون الملحدين الغربيين وخيالاتهم، يكفي جواباً ودليلاً حيث قلت: (لقد احتوت الأرض يا شيخنا الجليل، عدداً وافراً من الأورجانيزمات الحية (البكتيريات والكيانوباكتيريات، ولربما ترجمتها أنساغ أو أكاسير أو مواد عضوية) منذ أربعة ملياردات من السنين، وبدأت الحياة الأولي في المحيطات منذ580 مليون سنة، أما علي الأرض فقد كانت النباتات الأولي والحيوانات المجهرية قد ظهرت بعد ذلك بـ130 مليون سنة، أي قبل450 مليون سنة من عصرنا الحاضر، نتيجة اختلال جيولوجي).انتهي. ألا تعرف أن هذا الكلام لايزيد عن تصورات ملحد حالم، صاغها كأنها درس لأطفال، أو كأنها أحداث قد عاصرها!! وأخيراً، نحن نتكلم معك بلغة علمية عقلية حقوقية، فاكتب بها من فضلك، وأعد صياغة إجابتك لأسئلتنا وما طرحناه، صياغة علمية غير جرائدية، وغير منقولة عن كاتب تكلم بخيال وقبلت كلامه لأنه ينتسب الي جامعة أمريكية! فتكلم معنا بعلم ودليل من فضلك، إن كنت علمانياً غير جرائدي. هل تفعل؟! وكتب أبو هاجر: بعد إذنك يا أخي الكريم العاملي.. يا علماني، الفقرة التي تشكل المحور في ردك هي: (فهي عندنا ليست مخلوقة بنفسها من قبل أحد ولكنها نتاج مسيرة تطور وارتقاء عبر ملايين السنين.. هذا التطور والإرتقاء الطبيعي المحكوم بقانون بقاء الأصلح والأكثر ملاءمة ومواءمة للعصر هو أصل البيضة وأصل جميع الكائنات الحية علي الأرض). هذه جملة غامضة وغير واضحة، تستخدم أدوات توهيم مثل: ملايين السنين، وبقاء الأصلح والأكثر ملائمة، ستاراً لستر سفه المنطق، وعجز الحجة! التفصيل: 1- لم يوضح أحد كهنة الإلحاد/ العلماء ما هي الآليات التي تتم بها التغييرات وكيف تحفز البيئة هذه التغيرات، والتجارب التي أجريت في هذا المجال كانت حالات تشويه للكائن، وليست ارتقاء له. 2- لماذا يفترض كهنة الإلحاد الإرتقاء في التطور؟ لقد ستروا عوار هذه الفكرة بفكرة التزاوج (والتي سأعرض لها بعد قليل). 3- لست أدري ماهي قيمة عامل الزمن؟ هل يعني أن هناك بلايين الكائنات الوسيطة التي نفقت قبل أن يخرج لنا أحدث طراز من الكائنات الملائمة لبيئتها؟ ثم إن الكائنات المشكلة للبيئة يجب أن تتطور كلها في نفس الوقت، حيث أن أي اختلال في السلسلة الغذائية(بتغير كائن ما) يهدد البيئة كلها بالفناء، وهذا ما نشاهده عندما ينقرض كائن من بيئته.. ومعني هذا أن الكائنات في البيئة كلها يجب أن تتطور في نفس الإتجاه، وهذا غير ممكن الحصول بشكل عشوائي. 4- يفترض كهنة الإلحاد التزاوج ثم الإنعزال كآلية ارتقاء! وهنا نسأل عن محتوي هذه الفكرة: هناك حوالي 58 صنف من فصائل الجرابيات (الكنغرو) تعيش في أستراليا بشكل متداخل وغير منعزل عن بعضها، ولا يمكن إلا أن توجد وتعيش كذلك (حيث أن البيئة مشتركة بينها) فلماذا لم تتحول هذه الأصناف الي صنف واحد؟؟ ثم إن هؤلاء الكهنة يحاولون تصوير عملية التزاوج علي شكل أن الذكر الناجح هو الذي يفوز بأكثر عدد من الإناث، ومعني هذا أن الحيوانات العليا في الفصائل ستفوز بأكثر عدد من الإناث! فلماذا لم يحصل هذا في جرابيات أستراليا، أو حتي في قردة إفريقيا؟فهل نطمح من كهنتك في توضيحات؟! وكتب الخزاعي: بعد الإستئذان من الأخ العاملي... ووضع الخزاعي بحثاً في الإستدلال علي وجود الله تعالي، ومما جاء فيه: (وكمثال علي إيحاء الفطرة وسوقها الإنسان الي الإعتقاد بالله تروي هذه القصة المأثورة التالية: حضر أحد الملاحدة صباح ذات يوم مجلساً دينياً من مجالس بغداد طالباً مناقشة من يعترض عليه في إلحاده، فأرسل صاحب المجلس رسولاً الي أحد المتكلمين للقيام بهذه المهمة، وانتهي الرسول الي دار ذلك العالم وأفهمه الواقعة، فطلب من الرسول الرجوع الي صاحب المجلس وإعلامه بأنه في الأثر. وبقي الجميع بالإنتظار ساعات حتي كاد أن يتفرق المجلس، وإذا بالعالم يدخل محيياً ويلتفت الي صاحب المجلس راجياً منه العذر عن التأخير غير المتوقع، لأنه لم يتأخر كل هذه المدة تماهلاً أو رغبة في الراحة، بل رأي وهو في طريقه الي المجلس عجباً ملك عليه شعوره وإحساسه، فلم ينتبه الي نفسه وموعده إلا بعد وقت طويل، فجاء مسرعاً عجلاً! ولما سئل عن هذا العجب الذي أخذ عليه مجامع عقله قال: لما انتهيت الي ضفاف دجلة وأنا في طريقي اليكم رأيت شجرة ضخمة تهوي الي النهر من تلقاء نفسها، ثم شاهدتها تتقطع قطعاً متشابهة منظمة، ثم أبصرت هذه القطع تتلاقي وتتلاحم علي شكل زورق، ثم سال عليها القار ودخلت فيها المسامير، فأصبحت زورقاً جميلاً رائعاً، ثم رأيت هذا الزورق يقف عند الضفاف من تلقاء نفسه فإذا ركب به الناس سار بلا مجذاف ولا سائق حتي يصل بهم الي الجانب الآخر، فإذا ركب به الناس من ذلك الجانب سار بهم الي الجانب الأول..وهكذا! وكان هذا هو العجب الذي رأيته وسبَّب لي التأخير. وما أن أتم كلامه حتي ضحك ذلك الملحد ضحكة السخرية والإستهزاء وقال: إني لآسف من تضييع الوقت في انتظار هذا الرجل الذي لم أجد في حياتي من بلغ مبلغه من السخف والحماقة، وهل يمكن في العقل أن تسقط شجرة وتتقطع وتتلاحم وتطلي بالقار، ثم تصبح زورقاً ينقل الناس من جانب الي جانب آخر بدون من يقوده؟! فالتفت اليه العالم وقال: إذا كان وجود زورق بسيط من تلقاء نفسه أمراً غير ممكن عقلاً وفي نهاية الحمق والسخف، فكيف بوجود الأرضين والسموات والكواكب والكائنات الحية من تلقاء نفسها؟ وهل أكون أنا أشد سخفاً أم أنت؟! وسكت الملحد مطرقاً برأسه ولم يجد أمامه إلا الإعتراف بالخطأ والغفلة)! وكتب حسام الراغب، موضوعاً مطولاً، وهو نقد لصفات الله تعالي في الإسلام بلغة ساخرة معادية للإسلام والمسلمين! وهذا نموذج منه: مسألة "الله" بالمفهوم الديني"الإسلامي"تختلف تماماً عن مفهومها "الميتافيزيقي" أو مفهومها "العلمي". فمثلاً إسلامياً:، الله مالك الملك يحمل عرشه ثمانية من الملائكة، خلق الأرض في ستة أيام، ثم استوي علي العرش! كما أن الله إسلامياً، سميعاً بصيراً نافعاً ضاراً رحيماً جباراً! كما أن ألله مالكاً للجنة وللنار ملكاً عينياً! كما أنه يطلب من "عبيده"أن يسبحوا بحمده "أدعوني أستجب لكم"! إسلامياً الله "محيزاً" داخل إطار سياسي لدولة هي الأرض فقط! والمسلمون المعتدلون، وهي الأغلبية الإسلامية التي تتجه بخطوات سريعة واثقة نحو العلمانية! لايشبعهم"الله" الإسلامي لأنهم يرون الله يتجه شمالاً ويترك الجنوب فريسة للمرض والفقر والعوز! يترك المسلمين ممن اصطفاهم من الأمم "خير أمة أخرجت للناس" ويهرع لتلبية ندآت من كفروا به وحاربوا أمته التي بارك لها!! أما الرسل والأنبياء فأعتقد أن المسألة واضحة وضوح الشمس في أغسطس... فالكتب ألتي أتوا بها وآخرها القرآن وزعم المحمديون بأنه من عند الله، لم يعد يقنع إلا العوام من الناس! فالقرآن زج نفسه في عدة مواضيع علمية، فلكية وطبية واجتماعية، كلها أثبتت عدم صحتها! فالأرض غير مسطحة، ولا الشمس تجري خلف القمر، ولا القمر سراج منير، كما أن آدم لم يهبط من السماء، وخرجت حواء من ضلعه! والأدلة كثيرة لا يمكن حصرها فيما أتي من آيات، كلها انهارت صريعة أمام الإكتشافات العلمية الحديثة! تظل هناك مشكلة رئيسية في هذا الحوار: اللغة العربية لغة شديدة الهشاشة لا تنفع لحوار علمي بحت! يستند الي مصطلحات لا يمكن ترجمتها، فمثلاً "أوكسجين" لا يمكن أن نجد لها مرادفاً عربياً مهما حاولنا.. الكرة الآن في ملعب الإسلاميين، شريطة أن يكون الحوار هادئاً بدون تشنج، مع عدم اعتبار الله "طفلاً"رضيعاً يوصي به...فالذي خلق أربعمائة مليار شمساً! وترليونات من الكواكب! لا يحتاج أحداً منكم لحمايته!! وكتب أبو عمر: يا حسام موضوع النقاش حول وجود الله وليس حول صفات الله، ومفهوم الله وفق الدين الإسلامي، فهذا بحث متقدم لم يحن وقته، ولا علاقة لما ذكرت من نقاط غير متجانسة ومغالطات عديدة في موضوع البحث، وأود أن أناقشك فيما ذكرت في حوار ثنائي بيني وبينك فقط، فهل تقبل الدعوة للنقاش والحوار؟ إن قبلت فأفرد موضوعاً خاصاً تذكر فيه كلامك السابق، وأرجو من الجميع الإلتزام بمسار البحث ونقاطه، والتي ما زلت تبحث في وجود الله، ويفضل أن يحصر النقاش بين الأخ العاملي والعلماني. وكتب عبد الحسين البصري: الأخ حسام الراغب.. حسناً، هذه وجهة نظرك حول المفهوم الإسلامي لله! وستأتي علي بيانها لاحقاً إن شاء الله تعالي. لكنك لم تأتنا بمسألة الله وفق المفهوم الميتافيزيقي.. لنري أي المفهومين هو"هراء"!! فلعلنا ننهل من محيط العلمانية المزعوم! وكتب أبو هاجر: حسام راغب، كلامك يخلط بين قضايا منفصلة، ويجمعها مع بعضها بدون مراعاة للعلاقات التي تربط هذه القضايا. التفصيل: - قلت يا حسام:" لأن مفهوم الله إسلامياً يخضع لتراكمات تجريبية ثقافية غير علمية لتوازن بيئي وسياسي..فقط.." هناك نقطة يغفل عنها الكثيرون وهي معاملة مرويات ما قبل مرحلة الإسلام بنفس معاملة المرويات الإسلامية.. فالنصوص التي تعتبر مقدسة عند أمم ما قبل الإسلام هي غير ثابتة، وقد خضعت لعمليات تعديل وتوحيد أفقدتها هويتها الأصلية.. فالحديث عن تراكم معرفي وثقافي يشترك فيه المسلمون مع غيرهم هو كلام غير صحيح! قلت يا حسام:" إسلامياً، فالله "محيزاً" داخل إطار سياسي لدولة هي الأرض فقط وهو المتصرف الوحيد في هذه الدولة، وهؤلاء العبيد...الخ. وهل يفيدنا كبشر وصف تفصيلي لأحوال مخلوقات خارج كوكب الأرض؟! قلت يا حسام: "فالمسلمون الذين آمنوا بهذا "ألله" ليسوا سعداء بعدله في كل قضاياهم، ولكنهم لايجرؤون علي قول ذلك، لأنه سميع بصير، يسمع دبيب نملة سوداء في ظلمة الليل البهيم....الخ. لست أدري ماذا تقصد بالسعادة؟ هل هي أن يفعل كل إنسان ما يشاء، وقتما يشاء، كيفما يشاء؟ هل إطلاق العنان للنفس يحقق السعادة؟ هل يوجد مكان في الأرض أو في الفضاء، يحقق الإنسان فيه كل ما يمليه عليه هواه ورغباته؟ هل يسعد الإنسان نفسه عندما يسير وفق هواه؟! قلت يا حسام: "والمسلمون المعتدلون وهي الأغلبية الإسلامية التي تتجه بخطوات سريعة واثقة نحو العلمانية لايشبعهم "ألله" الإسلامي، لأنهم يرون ألله يتجه شمالاً، ويترك الجنوب فريسة للمرض والفقر والعوز... الخ. لم يصل الكفار الي ما وصلوا اليه بدون تضحيات دموية وبذل لأقصي الجهد (حروب أهلية وترتيب للوضع الداخلي ثم حروب عالمية طاحنة)، بينما تقاعس المسلمون عن ذلك وهو ما يخالف أوامر الله، ويخالف شروط خيرية الأمة... فقد أخل المسلمون بشروط العقد بينهم وبين الله، وهذه هي النتيجة. قلت يا حسام:"فالمسلم، ظلم كثيراً علي مر ال14 قرناً، بينما في الشمال المسيحي الكافر نجد أن الله قد بارك للإنسان هناك وأجزل العطاء له من صحة ورزق وهدوء نفسي وطمأنينة، لم يصل اليها أكثر عبيده تعبداً أمام الكعبة الشريفة طوال عمره.." وماذا نقول عن عصور الظلام الأوروبية؟ وماذا نقول عن الأوبئة التي كانت تنهشهم علي مر العصور؟وماذا نقول عن عصر الإقطاعيين والأشراف والنبلاء؟ وماذا نقول عن الفقر المدقع الذي خيم علي أغلب السكان؟ وماذا نقول عن الثورات الدموية؟ وماذا نقول عن الحروب العالمية؟ قلت يا حسام: "ولعبة للكفار نعيم الدنيا، وللمسلمين نعيم الآخرة، لم تعد تنطلي! لأن ألمسلم لم يعد يثق بإمكانية دخوله الجنة، فهو يعصي "الله" طوال اليوم.. يتعامل مع بنوك ربوية، ويشاهد قنوات فضائية منحلة، ويشرب قليلاً من الخمر، ويزحف علي بطنه خلف النساء..فهو يشعر حالياً بأنه قد تساوي مع الكافر في الآخرة، بيد أن الكافر ينعم بالدنيا، والمسلم قد ضيع الإثنين..الخ. كلام فارغ، فليست كل المعاصي ناشئة من الحرمان.. إضافة الي أن فئة محدودة جداً من الكفار هي التي تتمتع، والبقية تعيش في بؤس وفقر.. وهذا هو نفس حالنا أيضاً، وأسأل صاحبنا الفايد ينبئك! قلت يا حسام:"علمياً فالطريق الي ألله محفوف بالشبهات، ولم نصل بعد الي معرفته، كما أننا لم ننكره، إلا أن الطريق اليه، أكد إنكارنا له بالمفهوم الديني الضيق..الخ. أنت تخلط بين وجود الله الذي يثبته العقل وبين صفاته التي لا يدركها العقل. قلت يا حسام:"فالكتب التي أتوا بها وآخرها القرآن، وزعم المحمديون بأنه من عندالله، لم يعد يقنع إلا العوام من الناس.. فالقرآن زج نفسه في عدة مواضيع علمية، وفلكية وطبية وإجتماعية، كلها أثبتت عدم صحتها...الخ. لا أدري كم من جهابذة المسلمين وعلمائهم يعدون في ميزانك عواماً؟ ولا أدري كيف يكون خطأ بعض المسلمين في تأويل نصوص القرآن، يتحول الي حجة عندك ضد القرآن. فالقرآن لم يقل إن الأرض مستطيلة أو علي شكل قرص مسطح، وانبساط الأرض، لا يعني عدم استدارتها وتكورها. والشمس والقمر في مدارات منفصلة لا تتداخل. ونظرية النشوء والتطور ليست اكثر من دجل (أنظر الحوار في ذلك). حسام راغب، بإمكانك فتح موضوع جديد تنقل فيه ردك من هذا الموضوع وتحذف ردك من هنا، وسأفعل نفس الشئ بعد أن تنقل ردك. (إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب. الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلي جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض، ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار. ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته وما للظالمين من أنصار. ربنا إننا سمعنا منادياً ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا، ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار. ربنا وءاتنا ما وعدتنا علي رسلك ولا تخزنا يوم القيامة، إنك لا تخلف الميعاد). وكتب غربي: عفواً حسام... لي رأي، والرأي الأتم لك. واضح أن الحوار متصل وجميل، بين عميدنا العلماني وشيخنا الجليل. ما رأيك أن نتابع الحوار فقط، حتي يؤذن لنا.. فندخل؟ يا سادة.. لمثل هذه الموضوعات شروط خاصة. وكتب حسام الراغب: غربي. حسنا سأنسحب.. أبو عمر. ستري الموضوع في هجر بعنوان: "الطريق الي..الله".. أبو هاجر. هلا شاركتنا.. الإخوة الأعزاء.الموضوع أعلاه للجميع. تحياتي. وكتب العلماني: شيخنا الجليل: لن أعقب الآن.. بل سوف أنتظر انتهاءك من الردود... (وخذ وقتك فلست لجوجاً ولا عجولاً). عبد الحسين البصري: لا أستطيع القفز الآن عن الموضوع يا صديقي، كي أعطي إجابات بالنسبة لهذه الأمور.. لاحظ فقط بأني حتي الآن كنت متحفظاً جداً بالنسبة لوجود الله فلم أنكره أبداً، وإنما تساءلت عن زخم دور الله في صنع الكون.. وعندي بعض المفاجآت في هذا الموضوع، ولكنها لن تأتي إلا في وقتها.. أبو هاجر: سوف أستمر مع العاملي، ولكن لا بأس من رد سريع مقتضب.. 1-تقول: (لم يوضح أحد كهنة الإلحاد/العلماء ما هي الآليات التي تتم بها التغييرات، وكيف تحفز البيئة هذه التغيرات، والتجارب التي أجريت في هذا المجال كانت حالات تشويه للكائن، وليست ارتقاء له). لقد وضح العلماء كثيراً وبعدد كبير من الكتب، كيف تتم آليات التطورات، ولكنك لم تقرأ يا "أبا هاجر" وهذا ليس ذنبهم.. سوف أعطيك بعد يومين بعض المصادر: (وللأسف لن يكون بينها مصدر عربي واحد، فنحن ما زلنا نحرم هذه الأبحاث ونضطهدها، لذلك ما يزال غول الدين يرعي حقول عقولنا). 2- تقول:(لماذا يفترض كهنة الإلحاد الإرتقاء في التطور؟ لقد ستروا عوار هذه الفكرة بفكرة التزاوج (والتي سأعرض لها بعد قليل). هم لايفترضون كسدنة الأديان، ولكنهم يعاينون ويقيسون ويفحصون ويتحققون ويقولون! لأن كل ما في الأرض يقول بالتطور، رغم خمسة نوائب مرعبة تعرضت لها الأرض في تاريخها، فالكائنات الأصغر عمراً علي الأرض (الثدييات مثلاً) هي الأكثر تطوراً وارتقاء. 3-تقول:(لست أدري ماهي قيمة عامل الزمن، هل يعني أن هناك بلايين الكائنات الوسيطة التي نفقت قبل أن يخرج لنا أحدث طراز من الكائنات الملائمة لبيئتها؟) باختصار.. ليس بالضرورة، ولكن التطور بحاجة لعامل الزمن ككل تطور (كي تتطور أنت يوماً ما فتصبح علمانياً). 4- تقول (ثم إن الكائنات المشكلة للبيئة يجب أن تتطور كلها في نفس الوقت، حيث أن أي اختلال في السلسلة الغذائية(بتغير كائن ما)يهدد البيئةكلها بالفناء). من أين جئت بهذه المغالطة كي تقدمها كمعلومة؟ 5- لم أتكلم عن التزاوج فوقته لم يحن بعد.. واسلم لي. العلماني وكتب عبد الحسين البصري: العلماني: لا أعتقد يا صديقي أنك تحتاج إلي القفز عن الموضوع! ولا أطلبه أنا، وما دعاني لتساؤلاتي هذه:"كيف وُجدت الـ" باكتيريات وكيانوباكتيريات"؟! ووفق أي نظام تفاعلت؟! وكيف اهتدت إليه؟! ولماذا اختارت الأرض؟! وكيف اهتدت إليها؟! وكيف وُجِدت الأرض؟! ووُجد الكون؟! بعض ما كتبته أنت بخط يدك هذا: (يا شيخنا هو موقفنا أيضاً أمام "البيضة" التي تعجبت من صنعها، فهي عندنا ليست مخلوقة بنفسها من قبل أحد ولكنها نتاج مسيرة تطور وارتقاء عبر ملايين السنين.. هذا التطور والإرتقاء الطبيعي المحكوم بقانون بقاء الأصلح والأكثر ملاءمة ومواءمة للعصر، هو أصل البيضة وأصل جميع الكائنات الحية علي الأرض...الخ. ولذا أراها وفق هذا تدخُل في صلب الموضوع، غير خارجة عنه إلي غيره. كما أنه ليس في تساؤلاتي ما يستدعي كلامك هذا:"لاحظ فقط بأني حتي الآن كنت متحفظاً جداً بالنسبة لوجود الله فلم أنكره أبداً"!! وليس هناك ثمة مفاجآت بحسب اطلاعنا، يمكنك أن تأتي بها! والحمد لله. علي كل حال لننتظر وفق كلامك لعلنا نحصل علي الإجابة علي تساؤلاتنا تلك في حوارك مع الأخ العاملي.. لسنا في عجلة من أمرنا..والحمد لله رب العالمين. وكتب حسن حسان: الموضوع: مناقشة بين المسلمين والعلمانيين والملحدين حول (وجود خالق لهذا الكون) الطرف الأول: العاملي أبو هاجر وغيرهم من المسلمين. الطرف الثاني: العلماني غربي بفقد الراء، حسام راغب، وغيرهم من الملحدين. طريقة النقاش هي الطريقة التي تعتمد علي الجدل والسفسطة والغوغائية وهي التي لن تنتج فائدة، وذلك بسبب اعتماد الملحد علي الفلسفة، والتي تبدأ من حيث تنتهي! المؤمن: هل تؤمن بوجود خالق خلق هذا الكون؟ الملحد؟ لا أؤمن. المؤمن: إذن من خلقك ومن خلق هذ الكون.؟ الملحد: الطبيعة. المؤمن: إذن جوابك أن الطبيعة خلقتنا هو اعتراف مباشر بوجود خالق(قوة) (هنا سوف يغير الملحد الموضوع لأنه ناقض نفسه ونقض كلامه) فهو قد نفي وجود خالق لهذا الكون(الله)، وأثبت وجود خالق لهذا الكون (الطبيعة)! المؤمن: إذن لاخلاف بيننا بوجود قوة خلقت هذا الكون بهذا الصورة العظيمة والخلاف في مسمي هذه القوة. الملحد: كون الطبيعة خلقتنا هذه حقيقة، وكون الله خلقتنا، هذا الذي ما زلنا نبحث عنه، ولا أحد منا يملك الحقيقة! المؤمن: تناقض آخر وقعت فيه، فأنت قد أثبت أن الطبيعة قد خلقتنا! وهذه حقيقة فكيف أثبتها وأنكرت علينا أن تكون هذه القوة هي الله سبحانه وتعالي وهذه حقيقة، فأنت أثبت لنفسك حقيقة وأنكرت علينا أن نثبت لنفسنا حقيقة. بعد ذلك إن لم يؤمن فيجب أن يتوقف النقاش، لأنه جدال محرم! ولذلك قال الله تعالي فيهم: (وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً). لذا وجب علي المسلمين إذا ما أرادوا نقاش ملحد أن يسألوه أولاً هذا السؤال: من خلقك؟ والنقاش يعتمد علي جوابه! إن الذين يناقشونكم هنا بإسم العلمانية والإلحاد، في دخيلة أنفسهم مؤمنون بوجود خالق وهو الله تعالي! بقي طلب للعاملي وأبي هاجر وغيرهم: سلوا هذا العلماني: أليس هو القائل في الديت نت: انه مسلم سني علي مذهب أبي حنيفة وأنه يعتز بأبي حنيفة، لأنه أخذ فقط أربعة أحاديث وترك الباق؟! فهل يقدر علي الكذب هنا؟ هؤلاء يا عباد الله قوم: أشربوا في قلوبهم حب الجدل. وكتب أبو هاجر: يا علماني، لا داعي لمحاولة الإنتقاص من محاورك، ومحاولة إخراج الموضوع عن مساره.. وسأتجأهل غمزك ولمزك، وسأتوجه الي الأفكار التي عرضتها في ردك: قلت يا علماني: "لقد وضح العلماء كثيراً وبعدد كبير من الكتب كيف تتم آليات التطورات، ولكنك لم تقرأ يا "أبا هاجر" وهذا ليس ذنبهم..سوف أعطيك بعد يومين بعض المصادر (وللأسف لن يكون بينها مصدر عربي واحد، فنحن ما زلنا نحرم هذه الأبحاث ونضطهدها، لذلك ما يزال غول الدين يرعي حقول عقولنا)! يا علماني، عندما يقول الشخص:سآتيك بكتب، يدل هذا علي قصور فهمه عن الإحاطة بمضمون هذه الكتب، فالأجدر بك (إن لم تكن من أتباع السلف العلماني) أن تذكر لنا مضمون هذه الكتب، وتصغه لنا بعبارات بني جلدتك ولابأس من الإشارة الي المصادر في الهامش.. ولقد عرضت لك أفكاري التي شكلت عندي إيماناً بوجود الله، دون أن أحيلك والقراء الي كتب بلغات أخري! قلت يا علماني: "هم لايفترضون كسدنة الأديان ولكنهم يعاينون ويقيسون ويفحصون ويتحققون ويقولون، لأن كل ما في الأرض يقول بالتطور رغم خمسة نوائب مرعبة تعرضت لها الأرض في تاريخها، فالكائنات الأصغر عمراً علي الأرض (الثدييات مثلاً) هي الأكثر تطوراً وارتقاء..). الخ. عندما تقل معلومات الإنسان وتتسطح قدرته علي الفهم والتحليل، ينبهر بأي كلام يقال له من قبل الكهنة بمختلف أنواعهم.. فالبقرة ليست أكثر تطوراً من الذبابة، والجمل ليس أكثر تطوراً من العنكبوت، والحصان ليس أكثر تطوراً من الأخطبوط! قلت: "باختصار.. ليس بالضرورة. ولكن التطور بحاجة لعامل الزمن...).الخ. وكيف ستقفز الكائنات قفزات هائلة (كلها ناجحة) عبر البلايين من الأطوار المختلفة، بدون أن تمر بأطوار وسيطة فاشلة؟! أتدري يا علماني، كم يحتاج المهندسون والخبراء الي وقت ومجهود وتجارب حتي يطوروا طرازاً جديداً من السيارات؟ ومع ذلك وبعد الدراسات والتجارب تسحب بعض الطرازات من السوق ويستدعي الكثير منها لإجراء تعديلات علي التصميم الأصلي. قلت يا علماني معلقاً علي كلامي: (ثم إن الكائنات المشكلة للبيئة يجب أن تتطور كلها في نفس الوقت، حيث أن أي اختلال في السلسلة الغذائية (بتغير كائن ما) يهدد البيئة كلها بالفناء.. من أين جئت بهذه المغالطة كي تقدمها كمعلومة؟)..الخ. حسناً هل تتكرم علينا وتوضح لماذا، وكيف اعتبرتها مغالطة؟! (إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب. الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلي جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض، ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار. ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته وما للظالمين من أنصار. ربنا إننا سمعنا منادياً ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا، ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار. ربنا وءاتنا ما وعدتنا علي رسلك ولا تخزنا يوم القيامة، إنك لا تخلف الميعاد). ثم كتب أبو هاجر: حتي لا يختفي الموضوع ويعلوه غبار النسيان، ثم نعاود الكرة من جديد ونبدأ من الصفر! وكتب العلماني: أبا هاجر "خليك معنا" هذا الأسبوع وسوف تجد الكثير من المعلومات عن هذا الموضوع. واسلم لي. وكتب أبو هاجر: يا علماني، أرجو منك أن تصوغ الأفكار التي كونت عندك الشك في وجود الله (أو حتي نفي وجوده أصلاً) بشكل مختصر ومركز. وأرجو منك أيضاً أن نكتفي بعدد محدود من الأفكار، نناقشه في كل مرة الي ان نصل فيه الي نتائج، ثم بعد أن نفرغ تأتي ببقية الأفكار، وهكذا. وأخيراً، أرجو من الإخوة الكرام التحلي بالأخلاق الإسلامية من حلم وصبر وتفهم وصفاء ذهن، و(عَسَي اللهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً وَاللهُ قَدِيرٌ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ). وهنا وجد غربي أن صاحبه قد أحيط به، وظهر ضعفه، فتدخل لإنقاذه، فكتب: من أجل نسق الحوار واتساقه...وكتجربة جديدة جدية...هذا اقتراح: أبو هاجر، وأنا.. فيما يتعلق بالنشوء والإرتقاء. العلماني والشيخ العاملي، فيما هم فيه.. من حيث وجودية الله سبحانه. أنا منتظر. وكتب العلماني شاكراً صديقه غربي: ها هو "غربي" يعرض عليك المناقشة في النشوء والإرتقاء يا"أبا هاجر". وها أنذا سوف أعود إلي الرد علي شيخنا العاملي.. واسلموا لي. العلماني - زمن شكر الأصدقاء. وكتب أبو هاجر: يا علماني ويا غربي، ليس المهم عندي من يعرض الأفكار منكما، واهتمامي ينحصر في الأفكار نفسها. وإن كنت أستغرب من العلماني صلي الله عليه وآله أن يوكل مهمة مناقشة ما بني عليه شكه (أو إنكاره) لوجود الله الي شخص غيره.. فالشخص العلماني لا يعتمد في إيمانه بمسألة ما علي رأي غيره. إضافة الي أن العلماني كان قد وعدني والإخوة القراء بكتابة دلائل تشكك (أو تنفي) وجود الله، فلماذا يخلف وعده الآن، ويحيلني الي غيره؟! وتدخل غربي، وكتب كاذباً: هاتفني الشيخ العاملي قبل قليل.. يبلغكم السلام.. ويقول بأنه موافق علي ما تم الإتفاق عليه. حياكم الله أبو هاجر.. ودعنا نبدأ من حيث وقف صاحبي، علّي مطيَّهُ.. أقصد العلماني! للأسف يا أبا هاجر، فإن العلماني صادق فيما ظننته أنت، ربما استعلاء منه.. فبالنسبة لنظرية التطور، تخشي الكتب العربية كثيراً من تناولها كما هي معروفة، ومعترف بها، في أروقة العلوم الغربية.. فالكتب العربية، عن النظرية، إما كتب تنطلق من طرح خلقي، تحاول نقض النظرية، دون أن يكون لها الباع العلمي في ذلك للأسف، أو هي محاولات لبحثها، أعني النظرية، مع حس يجعل المؤلف العربي ينجرف تجاه الوجدان الديني، مبتعداً عن الأسس العلمية.. لا بأس.. مضمون هذه الكتب، وأنت تطلب المضمون، لا يخرج عن التعامل مع النشوء والإرتقاء كحقيقة حية، مشاهدة، ومثبتة بالأحافير، التي تعتبر واحدة من أسمي الدلائل العلمية، وأكثرها حجية، منذ بداية عهد التجريب العلمي.. الأحافير ياسيدي، هي أشبه بفصول مسرحية متناثرة يتم جمعها، لتؤلف القصة الكاملة أو شبه الكاملة، لمخلوق أرضي.. لايمكن أن أجد أحفورة، لكائن حي يعيش في زمني، ثم أقارن بين الأصل الحي والصورة المتحجرة، وأسجل الفروق بكل دقة ثم أقول لا يوجد تطور، وليس هناك ارتقاء. التطور هو بناية كبيرة يا أبا هاجر، فلنقل من ثمانية أدوار، عندما أشاهد الدور الثامن فيها، فليس من المنطقي أبداً أن ألغي الأدوار السبعة التي يقوم عليها، وهي أمامي، بحجة عدم علمي بهندسة البناء. ثم إنك واجدٌ الكثير من التفاصيل في تلك الكتب، والإختلافات، وفيه قول، وفيه قولان، وكلها تتعلق فقط بآلية التطور، وسياسة النشوء والإرتقاء، لا بالنظرية، التي تم الفراغ تماماً من حقيقتها. الفهم والتحليل.. يا أبا هاجر، هو قائد الكشف العلمي، والملاحظة العلمية، وما تبعها من فهم وتحليل، هي السبب في انبثاق نظرية التطور.. الفهم والتحليل الذي يقول لنا بأن نصدق ما نراه لا ما نشعر به، وأن نستدل بتجاربنا لا بما ورثناه، وأن إيماننا الحقيقي هو بتحقيق خلافتنا للأرض، من خلال كشف أسرارها، لا من خلال الوقوف علي القبور. عامل الزمن عاملٌ حتمي في التطور.. والطبيعة خالقٌ عظيم، ولكنها بطيئة متئدة غير عجولة. فالتغير الطفيف في بنية نوعية لكائن حي قد يستهلك حقبة زمنية بأكملها. والفشل موجود في عملية النشوء والإرتقاء.. والفشل في مقاييس التطور، هو لتلك الكائنات التي لم تذعن لحكم الطبيعة، ولم تستوعب جيناتها لعبة المناخ، وحافظت علي مميزاتها النوعية، رغم تغير الظروف الطبيعية، فخسرت التحدي، فنفقت، واستحق نوعها المتطور عنها، لوحده.. البقاء. أولاً: لا أفهم حقيقة ضرورة وجود أطوار وسيطة "فاشلة" كحتمية للتطور؟! ثانياً: لا أستوعب أبداً أي مقاربة، تعين علي ضرب مثال، بين عملية النشوء والإرتقاء، وعملية صنع السيارات! (ثم إن الكائنات المشكلة للبيئة يجب أن تتطور كلها في نفس الوقت، حيث أن أي اختلال في السلسلة الغذائية(بتغير كائن ما) يهدد البيئة كلها بالفناء..) هذا غير صحيح. لايوجد أي معني لهذا الشرط. فمن جهة ربط التباينات في تطور الكائنات الحية بالخلل البيئي، هو ربط مغلوط تماماً. وللمثال..فنحن نستطيع أن نقول وطبقاً لهذا الشرط، بأن الكائنات الحية علي سطح الأرض هي هي، بنفس تنوعاتها وأعدادها، منذ عهد السيل العرم... إلي اليوم! لأنه لو جري عليها أي تغيير في أي نوع من أنواعها أو في أي عدد من أي نوع، لاختل الميزان البيئي! وبطبيعة الحال، فلن نجد من يقول بأن الكائنات الحية، هي نفسها بنفس الأعداد من عشرة آلاف مثلاً، وإلي اليوم. البيئة نظام عملاق رغم ميزانه الدقيق، إلا أنه يستوعب الكثير من المتغيرات، بل هو يتفق مع الطبيعة، في تطور بطئ جداً لعناصره، من أجل المحافظة علي هذا الميزان. ومن جهة أخري فإن تطور كائن حي، دون آخر، لا يعني بالضرورة وجود خطر علي أحدهما من الآخر.. ويمكن فهم ذلك تماماً، في فهم الهرم الغذائي للكائنات الحية، وهو الهرم الذي تراهن البيئة علي بقاء ميزانها معتدلاً، ببقائه قائماً.. ففيل الماموث مثلاً، سيظل حيواناً عاشباً دون تخطي لهرم الغذاء الحاكم، حتي لو تطور إلي فيل. والطاير سيظل علي نفس هرمه الغذائي حتي لو تطور إلي نوع من الطير جديد. وبالطبع..هناك بعض الإستثناءات، فقد يفترض حدوث خلل بيئي بسبب نقلة نوعية غير عادية، تسمي طفرة متجاوزة، لإحدي الأنواع.. وقد يسبب ذلك بعض خلل للنظام، يعود بعدها النظام لفرض وجوده القوي، ولو حساب حياة النوع الجديد.. وربما كانت الديناصورات، في إحدي تأويلات فنائها، ضحية لمثل تلك الطفرة، وكبش فداء للنظام البيئي. تصبحون علي خير.غربي. وكتب العاملي وقال: قال غربي:(هاتفني الشيخ العاملي قبل قليل...الخ.) أقول: أما في اليقظة، فلا شئ من ذلك، وأما في المنام الذي تعجز عنه تفسيره نظريات أئمة المادية.. فربما! وكذلك منام غربي الآخر عن التطور.. ومصادره العظيمة التي ليس فيها دليل واحد علي صحة أصل النظرية المنام! قال غربي: (ثم إنك واجدٌ الكثير من التفاصيل في تلك الكتب، والإختلافات، وفيه قول وفيه قولان، وكلها تتعلق فقط بآلية التطور، وسياسة النشوء والإرتقاء، لا بالنظرية، التي تم الفراغ تماماً من حقيقتها). كيف تم ذلك ياغربي؟ لعل أحداً هاتفه في المنام! ولئن سألته: من الذي يقوم بهذا العمل الضخم الحكيم، ويدير هذا النشوء والإرتقاء العظيم، الذي جعل من أبناء الشمبانزي أو الغوريلا إنساناً؟!يقول غربي: (عامل الزمن عاملٌ حتمي في التطور.. والطبيعة خالقٌ عظيم، ولكنها بطيئة متئدة غير عجولة. فالتغير الطفيف في بنية نوعية لكائن حي قد يستهلك حقبة زمنية بأكملها). أقترح أن يجمع الإخوة أبو هاجر وغربي وروح الشرق مواد موضوعهم في بدء الحياة ونظرية النشوء والتطور.. في موضوع. ونجمع العلماني وأنا، مواد موضوع وجود الله تعالي في موضوع. ونتابع البحث فيه.. هل أنت موافق يا أخ علماني؟ وكتب أبو هاجر: الأخ الكريم العاملي، لقد كتبت ردي علي ما عرضه غربي في موضوع جديد. وسأكتفي بمتابعة هذا الموضوع. وكتب العاملي: الأخ العلماني، أنا با نتظا ر ك.. ويبدو أن العلماني وغربي اتفقا علي التراجع والإنسحاب، فكتب العلماني: يا شيخنا الجليل.. منذ البداية وأنا لم أنكر وجود الله (راجع مداخلاتي تري ذلك)! فأنا أعربت فقط عن حيرتي في أن أعطي الله دوراً هامشياً أو دوراً مركزياً فاعلاً في حياتنا.. أما هجومي فلقد كان ببساطة علي ما ندعوه بالأديان السماوية، التي ما أزال أزعم بأنها تراكمات معرفية بشرية، وليس لها أي علاقة بالسماء.. فأنا مع إحترامي للأنبياء كمصلحين اجتماعيين، لم أر في كل ما أتوا به ما يصلهم بالسماء سوي إعلانهم ذلك! أما أن تجمع الأدلة علي وجود الله في موضوع للنقاش، فافعل ما تراه مناسباً ولو كان عندي أي تعليق بهذا الخصوص فلن أتواني عن كتابته... واسلم لي. وكتب العاملي: الأخ العلماني، كما تفضلت، فلايمكن لعاقل أن ينفي احتمال وجود خالق للكون من غير نوعه، إلا إذا أحاط بالكون وما وراءه! وبما أن هذه المعرفة مستحيلة علي الإنسان، فغاية مايمكنه أن يشك لا أن ينفي! وقد عرضت لك بعض الأدلة.. وما زلنا في أول الطريق.. فإن كنت تقول إنك مطمئن بوجود الله تعالي فالحمد لله، ولسنا بحاجة الي الإستمرار في عرض الأدلة وبحثها.. وعلينا أن ننتقل الي فاعليات الله تعالي في الوجود، وهل هي فاعلية مركزية.. أم فاعلية هامشية علي حد تعبيرك؟! أرجو أن تجيبني بوضوح، وشكراً. قال العاملي: فغاب العلماني ولم يعد الي الموضوع! وكتبت العنقاء: قرأته فأعجبني، ولا أجدُ "زكاةً أفضل لهذا المقال من أن أرفعه. ركزوا علي ردود الشيخ العاملي، والعزيز العلماني، والخزاعي، من أروع ما قرأت. وكتبت نادين: إنتظروني أيها الأصدقاء، فالموضوع جرئ لدرجة ارتبكت معه هجر سابقاً، لكننا أبناء هذا اليوم، وسبحان مغير الأحوال.. كل الإحترام للجميع. نادين. وكتب المعتمد في التاريخ 26-06-2003: للرفع.. قال العاملي: ورغم رفع الموضوع مرات الي أعلي الصفحة، فقد غاب العلماني وزملاؤه، ولم يعلق أحد منهم، فكتبت تحت الموضوع: للرفع.. لذوي العقول.

كادوا أن يدخلوا في النقاش ثم هربوا

كتبتُ بتاريخ 16-4- 2001، موضوعاً بعنوان: الأخ هشام العابر.. هل تسمح بحوار ثنائي..؟ بسم الله الرحمن الرحيم الأخ هشام العابر، إن سمحت بهذا الحوار، فأرجو أن تجيب علي أسئلتي.. كما أني حاضر للإجابة علي أسئلتك حول وجود الله تعالي. سؤالي: من الحقائق عند علماء الطبيعة الآن أن لكل شئ من هذا الكون عمراً.. وأن كل جزء منه لم يكن ثم كان؟فهل تقبل قاعدة أن الكون لم يكن ثم كان؟ فكتب غربي: باسم الإنسان حال سمح العابر، يا شيخ يا عاملي، فاعتبرني معه، إن سمحت أنت. وهذا رسم دخولي.. قاعدة: (إن الكون لم يكن ثم كان): من أي رواق علمي أحضرتها لنا؟! يا فضيلتكم، أدام الله ظلكم، هناك فيزيقا، وهناك ميتافيزيقا، وبينهما تخوم. و"قاعدتك" تلك لا تصدر عن معامل علوم! أعطني عالماً طبيعياً واحداً.. عدَّها حقيقة، وسأعترف لك بوجود كل شئ تحب بلا سؤال مشروع،ولا شك مطبوع، وبلا لجلجة كثيرة! يا قدّوس السر، فضح الله سر غربي.. ما تتناوله مع مريديك في الحوزات من علم كلام وخصام، ليس هو العلم الطبيعي، وليس فيه مما تحتج فيه علي متكلم علوم. ناولنا فديتك، حقيقة علمية- حقيقية.. ثم اجعلنا نحن نطلب الإذن بالحوار وسبحان من قدر وهدي.. ولم يخلق شيئاً سدي.. غربي. قال العاملي: كنت وما زلت أبدأ مداخلاتي في شبكات النت بالبسملة، ولم آت بها في هذا الكتاب اختصاراً. وقد أخذ هذه العادة الحسنة عني العديد من الكتَّاب والحمد لله، كما أخذوا النقطتين بين الكلمات، والفاصلة في انتهاء السطر أحياناً. وقد كتب غربي في هذا الموضوع فقط:(باسم الإنسان)وهو يناقش العاملي الذي يفتتح بالبسملة، ومعناه أنه يعارض البسملة بالإبتداء باسم الإنسان!! وكتب القلم: أخي العزيز غربي: عذراً لأن الموضوع لأخي العزيز الشيخ العاملي، ولكن إسمح لي، وليسمح لي شيخنا العاملي في أن أقول لك: كل علماء الطبيعة يؤمنون بها، ولكن بشكل آخر. فالطبيعيون يؤمنون أن الكون متغير وكل متغير حادث، وكل حادث لابد له زمن أو وقت لحدوثه، فخلف ذلك الزمن لم يكن موجود. فهم يقولون إن الكون جاءت به الطبيعة، أي قبل ذلك لم يكن! وكتب عيون: التقيت برجل في الشارع فقير جداً وسألته: هل تعرف العدم واللاعدم؟ فأجاب: أعرف كل ذلك، لكن إملأ بطني وأشبعه، لأعطيك تفاصيل فلسفية تندهش منها حول سؤالك! أليست قضية عبثية بحق؟! وكتب مجموعة إنسان: مرحباً بعودتكما. شيخنا المحترم "العاملي"طال غيابك أيها الشيخ الجليل، حتي ظننت أن لن تعود، لعلمي بوجودك في مواقع أخري. فمرحباً بك وبقلمك الروحاني يا شيخ. مرحباً أستاذنا الجميل عيون. كنت أنتظر طلتك علينا في البريد فوجدتك هنا. مشتاقين وفرحين ومهللين بهذه العودة الحميدة، فمرحباً بهذا القلم الصادق. لم أفهم قصدك تماماً من قول (عبثية)! الموضوع برمته ليس عبثياً أخي عيون، بل هو ركيزة تبني عليها كثير من الحوارات في النت. كثير من الحوارات تُنحَّي عن مسارها، أو يصدم فيها المتحاورون نتيجة اختلاف أو تصادم المعتقد. لغة الحوار في هذا الموضوع بدءً من العنوان مروراً بصياغته وصولاً الي تساؤلاته، مشجعه وتبشر بحوار يمكن الإستفادة منه، من قبل الجميع وأولهم أنا. وكتب العاملي: الأخ الغربي، أهلاً بك مع الأخ هشام، أو وحدك.. بشرط أن تبحث بحثاً علمياً بدون سخرية.. وإن واصلت سخريتك.. فسأجيبك عن الملحدين والشكاكين، بما.. يلصق بصاحبه كذيل ابن آوي.. ويذهب مثلاً كذات النحيين! سألتني: قاعدة أن الكون لم يكن ثم كان، من أي رواق علمي أحضرتها لنا؟! وجوابي: أنها من بدائه أروقة العلم الذي تقدسه، فهو يثبت عمراً للأرض والسماء.. ومادمنا نعتقد بطرف خيط للعمر، فله أول لا محالة. والذي له آخر، له أول ياغربي! والذي ليس له أول فليس له آخر! فاذكر ماذا تقبل منها وما ترد بدليل علماني عقلاني بلا سخرية.. ولا تنميق خارج الموضوع. وإن لم تقرَّ أنك لم تكن ثم كنت، وأن الكون لم يكن ثم كان.. فما هو البديل الذي يعتقد به محرك عقلك الجبار؟! وهل بدأ الكون، أو الذي قبله لا فرق، من الصفر المطلق.. أم بدأ من العدم؟ وغربي نفسه، والغربيون.. هل خلقوا من غير شئ.. أم هم الخالقون؟!! وكتب عيون: خاص بمجموعة إنسان: أستميحك العذر أيها الإنسان الجميل، فمن في القلب لا يحتاج مني رسالة عبرالبريد... العبثية: الله موجود أو غير موجود، لن تتغير القناعات من خلال مثل هذه الحوارات، وأعتقد أن البحث من خلال القراءة العميقة والمتأنية، خصوصاً في مثل هذه الأمور أفضل من إثارتها هاهنا، لأن العقل لن يغير من قناعاته من خلال هذا التواصل الحواري المنتهي كالعادة بنفس القناعات. تحياتي أيها الصديق العزيز. وكتب غربي: لا، لن أسخر.. ولا أحب الذيخ، ولا ابن آوي، حتي تلوح لي بذيله! فهوّن عليك. نعم.. العلم يثبت أن للأرض عمراً، وهو عمرٌ محسوب، ويزداد حسابه دقة، كلما دقّت أدوات العلم والحساب. أما عمر "السماء"وربما تقصد بها الكون كله؛ فالنظريات العلمية أيضاً، تقيم له عمراً تقريبياً، بل وتفيض مباحث العلوم في استكناه أحداث الثوان الثلاث الأولي من هذا العمر، ويقصد بهذه الثوان الأولي، اللحظات الأولة للإنفجار العظيم (وهي النظرية التي ربما يفضل فضيلتكم تسميتها: الإنفجار الكبير، حتي تكون العظمة لله وحده)، ولكن.. لا تتوصل العلوم بذلك إلي أن الكون لم يكن قبل أن كان. فالعلم يتوقف كما توقف حمار الشيخ في العقبة، فيما يختص بما سبق الإنفجار العظيم. وتبدأ العلوم، أثناء محاولة فهم ما قبل الإنفجار العظيم، في سلك مسالك تنظيرية، تقترب كثيراً من الفلسفة والميتافيزيقا. وكما يعرض وكما تري.. تقوم نظرية الأوتار الفائقة، وهي آخر ما أبدعته الفيزياء، وهي أقل النظريات العلمية احتواءً علي التجريب وعلي الأرقام، وهي أقربها للفسلفة المحضة؛ تقوم علي تأسيس ما يمكن أن يحل إشكالية ما قبل الإنفجار العظيم. ولكل ذلك.. أوضحت لك بأن عبارة (أن الكون لم يكن ثم كان) لا تعتبر حقيقة علمية بأي حال. وإن كان التوصل لها يتم عن طريق حقائق علمية أخري ولكن بطرق فلسفية ومنطقية، لا تجريب فيها. يا شيخ عاملة.. فقط نقطة أحب أن أوضحها، أو لنقل: أسرّك بها. عندما نزمع الحديث بأسلوب علمي، ونزعم بأننا نسوق فيه؛ فلا يجب أن نأخذ حقيقة علمية ثم نتوصل بها إلي غيرها، بطرقٍ فلسفية غير علمية. أحب أن أشير هنا إلي الآية القرآنية التي تقترب كثيراً، ولو بأسلوب أدبي غير علمي من نظرية الإنفجار العظيم، وهي الآية في سورة الأنبياء: أو لَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأرض كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شئٍْ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ. (الانبياء:30، (كتبها غربي: أولم يري..الخ. وقد أصلحت كثيراً من أخطائهم النحوية واللغوية!) ويبقي أن أدعو العاملي إلي قراءة غاية في المتعة، غاية في السعة، يجدها عن طلبه لكتاب..تخوم العلم. نسيت اسم المؤلف والمترجم. والكتاب صادرٌ عن المجمع الثقافي في أبو ظبي. الأستاذ الكريم القلم.. معلش، لا بد من تقدمة الشيوخ، أرجو أن يكون في الرد أعلاه توضيح رأيي لك. أما أن (الكون متغير) فما الذي تقصده بمصطلح: متغير؟ إن كنت تعني به أن الكون: متحرك، فأنا أتفق معك. (وكل متغير حادث) وماذا تعني، هنا، كلمة: حادث؟ يا سيدي القلم.. الإستنتاج، حراكٌ فكري جميل ولكن.. لا يجب أن نستعمل أدوات الإستنباط والإستنتاج الفلسفية، ثم ندعي بأن النتائج علمية- طبيعية. وعلي كلٍ وحيث يبدو أن لك حظٌ من العلوم، وأعني العلوم الطبيعية تحديداً فسيكون الأمر بالغ الروعة، لو استندت لي بمستند علمي، نص نظرية أو معادلة أو مرجع علم، في كل حقيقة علمية تعرضها. حفظكم الله من كل مكروه. وكتب سليم: لقافة! ولكن أيش نسوي. الإستنتاج، حراك فكري جميل، ولكن.. حراكٌ فكري جميل، فأين هذا من هذا يا غربي؟! وكتب العاملي: الزميل عيون، وصفت النقاش لإثبات وجود الله تعالي للقاصر المشكك، أو للمقصر الملحد، بأنه عبثية.. وبررت ذلك بقولك: (وأعتقد أن البحث من خلال القراءة العميقة والمتأنية، خصوصاً في مثل هذه الأمور أفضل من إثارتها هاهنا، لأن العقل لن يغير من قناعاته من خلال هذا التواصل الحواري...). وسؤالي: إذا كان النقاش عبثاً لعدم جدواه برأيك بين مؤمن وشاك.. فهل تعطي الشاك حريته في أن يطرح التشكيك، ولا تعطي المؤمن حرية الدفاع؟! ألا تري هذه الهجمة التشكيكة في واحتنا؟! الزميل غربي: بدأت بطرف من كلام العقل.. وتخلصت شيئاً ما من السخرية والشتم.. فأهلاً بك.. وأهلاً بك معترفاً بما رددته قبل حين وسخرت منا بسببه، فقد كنت قلت بعظمة لسان قلمك: (أعطني عالماً طبيعياً واحداً.. عدَّها حقيقة، وسأعترف لك بوجود كل شئ تحب بلا سؤال مشروع،ولا شك مطبوع، وبلا لجلجة كثيرة). ثم كتبت بنفسك: (نعم.. العلم يثبت أن للأرض عمراً، وهو عمرٌ محسوب، ويزداد حسابه دقة، كلما دقّت أدوات العلم والحساب). فنقضت ما كنت أكدته، واعترفت بما كنت رفضته، لكن لم يرفَّ لك عرق! والحمد لله أنك قدمت كل الأدوات للحكم عليك، فالعمر للكون ثابت.. وآخر الخيط بيدك في لحظتك أو أي لحظة فرضت.. فسل عقلك: هذا الخيط الذي أمسك بآخره، هل يمكن أن لا يكون له أول؟!! إن العلم الذي تعبده ياغربي، يتوقف كما تتوقف حمارة الأفندي في النزَلَة! لكن محرك العقل العظيم لايتوقف، بل يفهم بعملياته آفاقاً لم يصل اليها العلم. يفهم أن الكون مادام له عمر فهو(يوماً) لم يكن ثم كان، ثم يفكر ليفهم، كيف خرج من العدم الي الوجود؟! أخبرني.. هل تقبل بديهيات العقل، مثل: قاعدة أن الكل أكبر من الجزء، وقانون العلية، وقانون استحالة التناقض؟ أم أنت من الذين قال الله عنهم: إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إلا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ؟ ودعك من سور القرآن وآياته، وفهمها وتفسيرها الذي لاتستطيعه، دعك من فتق السماء ورتقها.. فقد فسرها الإمام محمد الباقر عليه السلام بأن السماء كانت رتقاً لا تُمطر، والأرض كانت رتقاً لا تُنبت... فالآية في قانون التبخير والإمطار والإنبات، ولا صلة لها بتكوين الكون. وأشكرك علي دعوتي لقراءة كتاب عن نتائج العلم.. وأدعوك لقراءة أوليات قدرات العقل في الفهم والإستدلال واليقين، لأنك تقدس العقل، لكنك لاتعرف معني الإستدلال العقلي العلمي والفلسفي. أماسؤالك عن قاعدة: العالم متغير وكل متغير حادث، فمعناها أن العالم بكل أجزائه في تجدد مستمر، فكل موجود الآن غيره قبل لحظة، وإن كان هو نفسه! فالتغير المستمر دليل الخلق المستمر، ويستحيل أن يكون محركه من نفسه! وهو دليل يأخذ بالناصية الحرونة الي المحرك سبحانه! كما يأخذ بها قانون أن للكون عمراً! ولكنها الحرانة! وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ. وكتب هشام العابر: الأخ العاملي: واعذرني علي اثنتين.. الأولي هي التأخير في الرد لأنني لا أجد وقتاً كافياً إلا في مايسميه الكفار بالويكند.. والثانية علي عدم وضع الشيخ قبل إسمك الفاضل، ليس لعدم استحقاقك، وإنما تكريماً لك، لأنني أكره هذه الكلمة، وأنا أحترمك. عموماً ياسيدي العاملي.. إذا وصلتم الي الله فأرجو أن تفيدوني الي أي إله توصلتم واتفقتم عليه: هل هو الله الشيعة أم السنه؟ هل هو الله اليهود أم النصاري أم المسلمين؟ هل هو الله الذي يتحدث عنه صدام أم أصحاب المعسكر المعادي له؟ هل هو الله الأزهر، أم جامعة الملك محمد بن سعود الإسلامية؟ هل هو الله القرضاوي، أم علماء البيكمون؟ بل هل هو الله جاري الذي يسكن عن يميني، أم الله الجار الذي يسكن عن شمالي؟ لن تكفي الصفحة لو أكملت لك ياسيدي العاملي. تحياتي لك وللجميع: وكتب حسن حسان: سبحان الله....! هذا النوع من النقاش ما هو إلا غوغائية وسفسطة وفلسفة في الكلام.. وبلغة الشوارع! طبعاً ليس المقصود جميع من ناقش فأعتي عتاة الإلحاد فرعون لم ينكر وجود الله، بل كذب نفسه عناداً لأهل الحق.. والله إني أعلم أنهم يعلمون أن الله خالقهم. والله إني أعلم أنهم يعلمون أنهم كاذبون: هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أم الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إلا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إلا أُوْلُواْ الألْبَاب. وكتب عزام: يا هشام ياعابر.. كلامك في المداخله الأخيره ليس في محله يا رجل. فمن ذكرتهم يتفقون كلهم علي نقطه مهمة وهي وجود الخالق الصانع، ولكن يختلفون في إثبات صفاته الذاتية والسلبية والفعلية. هذا ناتج عن المدرسه الفقهية التي يتبعها كل فريق. في حين إن الموضوع نحني منحي إثبات وجود الخالق. محاوركم في الموضوع الشيخ العاملي ونحن نتابع ونقرأ.. فأجيبوا علي أسئلته الأصليه أفضل من التهرب بتشتيت الموضوع. ولك قبلاتي. وكتب العاملي: الأخ العابر: الله تعالي فوق المذاهب وأهلها، فهو أعلي من كل شئ.. لأنه خالق كل شئ سبحانه وتعالي. ولا ينفعك الفرار منه بتحويل الموضوع الي مزاح أو(أدب) ساخر.. فمصيرك يتوقف علي هذه القضية.. ووجود الله تعالي لو انتبهت أمر جدي لاسخرية فيه! وخطير لا يمكنك تفادي عواقبه! وحيث اتجهت هذا الإتجاه وغاب صاحبك عن النقاش.. فاسمحا لي أن أطرح مسألتين.. الأولي: أن نمروداً لما رأي النار صارت برداً وسلاماً علي إبراهيم عليه السلام أحضره وسأله: من أنجاك من النار؟! قال: ربي ورب العالمين. فقال نمرود لمن حوله: لقد نفعه ربه.. فمن أراد أن يتخذ رباً فليتخذ رباً كرب إبراهيم! يقصد نمرود أن حضرته وأمثاله النماريد لايحتاجون الي اتخاذ رب! فهل المسألة.. اتخاذ؟ أم هي اعتراف بحقيقة موضوعية؟! أرجو الجواب. والمسألة الثانية: وهذه يفرح بها الأخ حسن حسان: هناك وضع فطري سوي لحصول القناعة لدي الإنسان إذا تمَّتْ مبرراتها الموضوعية.. وهناك حالة مرضية أن بعضهم تحصل لهم قناعة وقطع بالشئ، قبل أن تكتمل مبرراته الموضوعية! وعن هؤلاء قال تعالي: إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلا يَخْرُصُونَ. وهناك حالة مرضية أخري.. أن بعضهم تتم لهم المبررات الموضوعية للقناعة بشئ.. لكنهم يقررون أن لا يقتنعوا! وعن هؤلاء يقول الله تعالي: وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ. فأرجو بيان رأيكم في هذين المرضين الخطيرين علي شخصية الإنسان؟ وكتب القلم الساخر: المحترم العاملي، وبعد السلام، لم أر في مواضيع المحترم هشام العابر دعوة إلي إنكار الخالق! ولا أجد سبباً في دعوتك له للقبول: "بقاعدة أن الكون لم يكن ثم كان"! فهلاّ أوضحت لنا الغرض أيها المحترم؟. ولعلك تعلم أن "البعض" يحاول لي عنق الكلام فيقوِّل الآخرين ما لم يقولوه، ولا أراك منهم، فطرحت السؤال! أما حديثك عن الحالات "المرضية"، وأنت الطبيب المداوي، فهو تشخيص يستخدم "منطقاً" ما و"فهماً" ما! واللهم لا اعتراض عليه، لكننا قد نجد تشخيصات أخري مختلفة إختلاف كليات الطب التي تخرج منها المشخصون! في ظني أن إلقاء التهم جزافاً، من خلال تشخيص "حالات مرضية" بهذا الشكل"الهيولي"، لايوحي بالكثير من الثقة في"صدقية"حوار ما! والله أعلم. وكتب العاملي: الأخ القلم الساخر، وعليكم والسلام ورحمة الله. لم أحكم علي الأخ هشام العابر.. وحتي علي غربي بعد نفيه.. بالإلحاد وإنكار وجود الله تعالي.. ولكن الظاهر منهما التشكيك.. الذي قد يكون أيضاً تشكيكاً من أجل البحث والمناقشة.. ونحن في مناقشة ولسنا في محكمة شرعية ولامدنية. لكن ما دام المطروح هو التساؤل.. ناسب البدء من الأساس لإثبات وجود الخالق عز وجل، عقلياً لا نقلياً. أما طرحي لموضوع سرعة التصديق قبل مبرراته المنطقية، أو بطؤه مع توفر مبرراته المنطقية، فهو طرح لحالتين مرضيتين قد يصاب بهما المتدينون والعلمانيون، وهو بحث نافع للجميع أيها الأخ.. وليس فيه تهمة لمتدين معين، ولا لعلماني معين. والله يرعاك. وكتب محمد العلي الحلبي: السلام عليكم جميعاً والسلام علي سماحة الشيخ العاملي. لن أدخل طرفاً في الموضوع، ولكن فقط أحببت أن أبدي ملاحظة نجدها في كل حوار في هذه المنتديات، وهي أنه دائماً هناك من يسعي لتحويل الموضوع الرئيسي إلي مسألة ثانوية، وينحرف الحوار عنه إلي المسائل الثانوية، وهذا يلاحظه كل عاقل ينظر في التعليقات. فالموضوع جميل، ودعوة لحوار عاقل، لماذا لا تجعلونا نستمتمع بمتابعته بين المتحاورين الأساسيين علَّنا نخرج بفائدة علمية نستفيد منها جميعاً.تحياتي لكم. قال العاملي: لكن أمل الشيخ الحلبي ذهب هباءً، لأن غربي وجماعته أمعنوا في الهرب من الموضوع، ولم يلووا علي أحد، ولم يعقب منهم أحد!

غربي كاد أن يناقش

كتب غربي بتاريخ: 16-09-2000، موضوعاً بعنوان: شيخنا العاملي: الإسلام الرسمي والعقل والنص.. ومن أكثر حَوْجةً للآخر؟ الشيخ العاملي.. السلام عليكم. خطر علي بالي طيفكم، أثناء قرائتي للحوار الجميل مع سماحة السيد كامل الهاشمي، والذي كُتب اسمه خطأً في رأس المقابلة المنشورة في العدد الأول من مجلة هجر المعاصرة، بحلتها القشيبة. الأسئلة التالية، مردها الجهل بالمعني قبل كل شئ، ومرادها العلم، والفهم، والإستيعاب ولا هي تروم فتح باب حوار، ولاهي تهدف إلي استنطاق ما لديكم. سئل سماحة السيد: (وماذا عن الفكرة التي طرحها محمد أرگون من أن العقل الإسلامي يعيش تحت سلطة النص، وخاضع له، ولا يتكلم قبل الوحي؟) وجاء في إجابته: (في الواقع أن النقد الموجه من (أبو زيد) و(محمد أرگون) علي الإسلام مأخوذ من الإسلام الرسمي!) وسؤالي: ما المقصود تحديداً بالإسلام الرسمي؟ وفي جواب السيد علي نفس السؤال، قال: (فإن العقل بنفسه يحكم بأن هناك مجالات يقف عندها ويحتاج فيها إلي النص الديني حيث إن مستوي معرفته أوسع...) وسؤالي: متي وكيف.. حكم العقل علي نفسه بوقوفه عند مجالاتٍ ما؟ ومتي وكيف.. حكم بحتمية مرجعيته وحاجته.. إلي النص؟ وأخيراً، وفي نفس الجواب علي نفس السؤال، قال سماحته: (إن الرسول (ص) حينما يقول"من كان له عقل كان له دين"، يشير إلي أن العقل والدين لاينفكان، فلا يمكن الأخذ بالنص دون الأخذ بالعقل، ولا العكس..) والسؤال، من عندياتي: استحالة الأخذ بالنص دون الأخذ بالعقل، أمر بديهي بالنسبة لي.. ولكن هل العكس بديهي أيضاً؟ أكثر وضوحاً.. هل يحتاج العقل فعلاً.. إلي نص؟ ألسنا نشاهد عقولاً انعتقت من ربقة النص ولم يزدها ذلك.. إلا عقلاً؟أم أن غربي لم يفهم المقصود؟http://www.hajrnet.com/hm.htm05 حفظكم الله.... من كل مكروه. وكتب حسن حسان: لا حول ولا قوة إلا بالله.. سبحان مغير القلوب سبحانه مغير الأحوال! سورة المنافقون (الآية: 4) علي العموم: اللهم يطولك يا روح! وكتب العاملي: الأخ غربي، العلم بحر.. النجاة منه في اللجة، والغرق في الشاطئ! الجواب: يتلخص الموضوع في العلاقة بين النص، بمعني الوحي وقول المعصوم. وبين العقل، بمعني المدركات القطعية لا الإحتمالات والظنون. وهي علاقة تَساوٍ، وهذا معني قول النبي صلي الله عليه وآله (من كان له عقل كان له دين). والمسألة تتوقف علي تعريف العقل، فهو يشمل عند الناس الظن، ولعله يشمل الإحتمال والوهم، بينما هو بالمفهوم الإسلامي: الإدراك القطعي فقط. أما مسألة الإسلام الرسمي فنحن الشيعة ننتقد الحكومات الرسمية بأنها تبنت تناقضات مخالفة للعقل وجعلتها جزءاً من الدين، لكي تبرر وجودها وسياساتها! مثلاً نظرية عدالة الصحابة عندنا متناقضة، لا يمكن أن تكون من الدين! أما حاجة العقل الي النص فلأن قدرة إدراكه محدودة، فهو يحتاج الي الوحي وعندما يثبت عنده صدق النبي المخبر بالوحي، يضيف العقل ما ثبت إخباره به الي يقينياته. والسبب في ذلك: أن صانع قوانين الطبيعة وقوانين العقل واحد، لايمكن أن تتناقض أفعاله ولا أقواله.. عز وجل. هذه لمحة عن الموضوع. واليك نقد الزهاوي لابن تيمية وأتباعه الوهابيين لموقفهم السلبي من العقل: قال في كتابه الفجر الصادق ص22 تحت عنوان: الوهابية ونبذها للعقل: (لما كان صريح العقل وصحيح النظر مصادماً كل المصادمة لما اعتقدته الوهابية، اضطروا إلي نبذهم العقل جانباً وأخذهم بظواهر النقل فقط، وإن نتج منه المحال، ونجم عنه الغي والضلال! ثم قال الزهاوي: لا ريب أنه إذا تعارض العقل والنقل أول النقل العقل، إذ لايمكن حينئذ الحكم بثبوت مقتضي كل منهما، لما يلزم عنه من اجتماع النقيضين، ولا بانتفاء ذلك، لاستلزامه ارتفاع النقيضين. لكن بقي أن يقدم النقل علي العقل أو العقل علي النقل، والأول باطل لأنه إبطال للأصل بالفرع! وإيضاحه: أن النقل لا يمكن إثباته إلا بالعقل، وذلك لأن إثبات الصانع ومعرفة النبوة وسائر ما يتوقف صحة النقل عليه، لا يتم إلا بطريق العقل، فهو أصل للنقل الذي تتوقف صحته عليه، فإذا قُدِّم علي العقل وحكم بثبوت مقتضاه وحده، فقد أبطل الأصل بالفرع! ويلزم منه إبطال الفرع أيضاً! إذ تكون حينئذ صحة النقل متفرعة علي حكم العقل الذي يجوز فساده وبطلانه فلا يقطع بصحة النقل! فلزم من تصحيح النقل بتقديمه علي العقل عدم صحته! وإذا كان تصحيح الشئ منجراً إلي إفساده كان مناقضاً لنفسه فكان باطلاً! إذا علمت هذا تبين لك جلياً وجوب تأويل ما عارض ظاهره العقل من الآيات القرآنية، التي هي ظواهر ظنية لاتعارض اليقينيات). انتهي. لكن مشكلتك يا أخ غربي متقدمة رتبة علي هذا النقاش، فأبدأ من فضلك بتعريف العقل وبيان قدراته علي الإدراك والحكم، وما الذي يكون منها حجة في رأيك، ثم ننتقل الي الوحي والنص لنعرف مدي حجيته.. وأرجو أن تبقي عقلانياً وتكتب بجدية كما كتبت الآن، فهذا هو المنهج العلمي السليم. وأول سؤال يجب أن تجيب عنه: هل يملك الإنسان بتكوينه يقينيات فطرية هي رأس ماله للمعرفة، كقانون أن الكل أكبر من الجزء، وقانون العلية، وقانون عدم إجتماع النقيضين، ومثالها أن الطفل عندما تأخذ من يده شيئاً لايبحث عنه في يده، لأنه يعلم بفطرته أن أخذك له علة لعدم بقائه في يده، وأنه لايمكن أن يكون غير موجود فيها وموجوداً في آن واحد، لأنه تناقض. فهل تعترف بهذه اليقينيات أو البديهيات المذخورة في العقل البشري أم لا؟ إن اعترفت بها، فيجب أن تأخذها في اعتبار البحث وتنطلق منها دائماً. وإلا حكمت علي عقلك بالشلل، ولم تستطع التقدم في المعرفة ولا خطوة. قال العاملي: وذهب صاحبنا ولم يعقب!

و قد يحاورون لكن في غير أصول فكرهم

كتب غربي بتاريخ 19-01-2001،موضوعاً بعنوان: الفضيلة، والموعودات....... في الخطاب الديني.. تتصل أفعال الفضيلة بما يتوقعه فاعلها من ثواب عند الله عز وجل، والأعمال، كما يُعرض.. بالنيات. وفي الحقيقة يجب أن يستحضر الشخص هدفه من الفعل الفاضل أولاً، ثم هو يقرر، في دخيلته أنه لا يقوم بهذا الفعل إلاّ رغبة في الأجر والمثوبة، وترضية للمولي القدير، وطمعاً في عظيم كرمه وجزيل عطائه. ووقوفاً علي ما يخبر به هذا الخطاب، فإن الأجر لن يتم، والفضيلة لن تكتمل بل ربما تكون هباءً، وزبد بحر، إن لم ينوي صاحبها سلفاً، تحصيل الرضا الرباني، أو الفوز بالثواب، كالجنة أو الحور العين أو غيرهما من الموعودات. إذن، فعل الفضيلة هنا، لا يعدو كونها سعيٌ حثيث لتحقيق مكاسب معنوية، أو مادية مؤجلة الصرف. ومن فاضل القول أن الفضيلة "واجبة الأداء في ذاتها، قبل أن يكون لها جزاء.. والجمال يقول، بأن الفعل الفاضل، يجب أن يكون فاضلاً لذاته، مطلوباً لجوهره، لا من أجل جزاء يترتب عليه.. والأكثر نبلاً، ووجاهة، أن تكون الفعال الفضائل، غير متعلقة بالمكافآت، ولا بالجوائز، بل هي مترفعة عنها، غير صادرة منها. وهنا السؤال الجمالي، الذي يطرح نفسه، يقول: أيهما أجمل: فعلٌ فاضل يُصدِّره فاعله طمعاً في مكافأة؟ أم فعلٌ فاضل يصدِّره فاعله بلا أسباب، سوي الفضيلة نفسها؟ وكتب العاملي: الأخ غربي، بعد التحية.. قال علي عليه السلام: إلهي ماعبدتك خوفاً من نارك.. ولاطمعاً في جنتك.. لكني وجدتك أهلاً للعبادة فعبدتك. وبذلك قسم العبادة وكل عمل الإنسان الي: عبادة تجار، وعبادة عبيد، وعبادة أحرار.. ولا شك أن عمل الأحرار أفضل. لكن ياليت حكامنا يفعلون الخير بنية التجارة، أو بسبب خوف خادم الشعب من نقمته.. وليت أحدنا يفعل الخير لنفسه ومحيطه وبلده، تجارةً أو خوفاً.. إذن لصلح المجتمع، وسار في طريق التقدم. في أصول الفقه.. وهو من أعمق العلوم الفلسفية.. بحوث مفصلة في الدوافع والنوايا.. وهو يقسم الأعمال الي تعبدية وتوصلية، والأمور التوصلية لايشترط فيها النية، بل المهم تحقيق العمل مهما كانت النية.. كإنقاذ الغريق.. حتي لو كانت نية المنقذ رياء للناس! ليتهم ينقذون الغرقي ويتركون الفساد.. ولو رياءً. وكتب غربي: الشيخ الجليل العاملي.. حياكم الله.. جميل ما أوردتموه، وجميل أنني قرأته قبل أن أغادر الآن. سؤالي لفضيلتكم: فضيلةٌ محضةٌ لاتتعلق بأثواب الجزاء ولا بعقاب وبثواب.. أم فضيلة بنية كسب مسبقة؟ أيهما عندكم أكثر نبلاً ووجاهة؟ حفظكم الله من كل مكروه. وكتب العاملي: الأخ غربي.. وشكراً لك، سؤالك: (فضيلةٌ محضة، لا تتعلق بأثواب الجزاء، ولا بعقاب وبثواب.. أم فضيلة بنية كسب مسبقة؟ أيهما، عندكم أكثر نبلاً ووجاهة؟). لا شك أن العمل بدون طمع بثواب ولا خوف من عقاب، أرقي الأعمال، فكن أنت كذلك، أما غيرك فاقبل منه فعل الخير بأي دافع، ولأي هدف! الناس في زمن الأفعال - غربي في زمن النوايا. وكتب أبو هاجر: لا أستغرب من غربي أن يحكم مزاجه في الدين، فهو يريد ديناً يرضي ذوقه ومزاجه، ولكن الغريب حقاً أن ينساق شخص مثل الأخ العاملي وراء هوي غربي ويحاول أن يثبت لغربي أن الإسلام يوافق هواه. والذي هو أغرب من ذلك أن ينسب العاملي للإمام علي كرم الله وجهه قولاً ينسبه بقية المسلمون الي العابدة الجاهلة رابعة العدوية! كما أننا إذا أمعنا النظر في قول رابعة، نجد أنه تجل مزاجي آخر يضاهي التجلي المزاجي عند غربي.. وإن كان هذا التجلي المزاجي عند رابعة مشحوناً بعواطف المحبة الساذجة للإله، وأما في حالة غربي فيدفعه الذوبان في الغرب وكراهية ما أنزل الله. ولن أقف عند تفاهة كلام غربي كثيراً، فليس من العقل أن التفت الي ما يسر أو ما يسوء مزاج وهوي الآخرين، وإنما أطلب من الأخ العاملي أن يأتي لنا بالأدلة من القرآن علي ما يقول.. فلم أكن أعلم أن هناك "أحراراً" لا يعبدون الله كما يعبده سائر "العبيد". والي أن نفهم الإسلام كما يريدنا الله أن نفهمه، فستبقي الأمة بين جهل وسذاجة وبين تمرد واستكبار. وكتب صلاح الصالح: غربي: مساء الغروب.. ليس ثمة عمل بلا هدف.. فما تعبر عنه بالفضيلة المجردة ليست كذلك.. ففاعلها المتجرد يريد أن تكون الحياة والكون برمته ميدان فضيلة، فتصبح الحياة فيه علي نسق أفضل.. إذا هناك جزاء وهدف غير مباشر من فعل الفضيلة ونشرها.. وليس ثم فضيلة بلا هدف.. بقي أنه في منظومة الإسلام وبتلقائية تنطلق من طبيعته التي لا تفصل الدنيا عن الآخرة، فإن حب نشر الفضيلة لتسود مأجور عليه الإنسان لتناغم الأهداف بين الدنيا والأخري، وخذ مثلاً قول الرسول عليه الصلاة والسلام "إنما يرحم الله من عباده الرحماء " فالرحمة إن كانت تلقائية أو بتعبيرك مجردة فعليها من الله جل وعلا أعظم الأجر.. بقي أن أبين أنه من خلال فهمي لمبحث النية عند الفقهاء والأصوليين، فهناك الأجر العام علي كل عمل أو فضيلة يعملها المسلم في إطار المباح، ما دام يستعيض به عن الحرام أو الرذيلة، فإذا استحضر الإنسان ثواب الله وجزاءه، فله أجر زائد علي ذلك.. والله أعلم...ولك تحياتي. وكتب العاملي: من شطارتك ياغربي.. أنك نزغت بيني وبين أبي هاجر، الأخ أبا هاجر: الموضوع عن دوافع العمل ونيته، وقد أولاها الإسلام عناية أكثر من كل الأديان، وجاء في إخلاص النية آيات وأحاديث، وفيه بحوث فقهية وأصولية وفلسفية.. فما ذنب هذا الغربي المعاصر؟ وماذنبي أنا إن بينت له مفهوماً إسلامياً متفقاً عليه بين الفقهاء والأصوليين.. ولم يطلع عليه أبو هاجر؟ ثم إنك صادرت كلمة ثابتة لعلي عليه السلام وأعطيتها للآنسة رابعة العدوية.. وكله من ذهنك بلا مصدر! أرجو أن تناقش في هذه الموضوعات علي سقي، أي مع مصادر، فالعلم الديمي أمره مشكل. وكتب أبو هاجر: الأخ الكريم العاملي، أولاً: أشكرك علي مشاعر الإخوة الإسلامية التي تكنها لي، وأنا علي الرغم من قسوتي في الحديث معك ومع غيرك من الإخوة الكرام ممن يخالفوني في الفكر أو المذهب، إلا أن محبتكم والله لا تفارق قلبي.. ولكن دين الإسلام ليس مبنياً علي المجاملات، فالحق أحق أن يتبع. ثانياً: الذي أفهمه من كلام غربي أنه يريد عقد مفاضلة بين الشخص المسلم الذي يقوم بالعمل ويرجو ثواب الله، وبين أي شخص يقوم بالعمل ليرضي ذوقاً أو جمالاً أو فضيلةً متخيلةً.. وهذه المفاضلة مسألة ذوق وهوي وليست مما يحكم فيه العقل. ثالثاً: موضوع رابعة العدوية والقول الشهير المنسوب اليها لا يكاد يخلو منه كتاب تصوف، وإذا لم تخني الذاكرة فقد ورد في كتاب الغزالي"إحياء علوم الدين" وقد قرأت هذا القول منسوباً لرابعة العدوية في عدد من المواضع، ولم أسمع عن نسبته للإمام علي بن أبي طالب إلا منك. رابعاً: لم يذكر الله سبحانه وتعالي أن من علامات العرفان به ومحبته هو عدم الرغبة في جنته أو عدم الخوف من عذابه.. وأرجو ذكر أي موضع في القرآن ورد فيه خلاف ما ذكرته لك، لا سيما وأنت تذكر وجود الإتفاق بين الفقهاء والأصوليين في هذه النقطة. وكتب نادر: وعندنا ولو علي الأقل، نحن المسلمين: أن القوة القاهرة التي خلقت الكون، ووازنت بين مكوناته، وجعلته يسبح في فلك محدد تدور أجرامه حول بعضها في مدرات ثابتة، يحكمها قانون الجذب والتنافر، هي القوة نفسها التي حددت الثوابت الإجتماعية كالعدل والمساواة والجزاء. ولو بقي فهم البشر لهذه الثوابت كما نزلت من السماء، لبقوا محافظين علي إنسانيتهم، كما تحافظ أمهم الأرض علي صفاتها الأصلية وهي تدور حول الشمس بمدار محدد ومسافة ثابتة لو قدر لها أن تتجاوزها لتجمدت أو احترقت! وهكذا الإنسان يرتفع إلي مستوي إنسانيته بقدر تطبيقه للثوابت الدينية، أو يهبط إلي أسفل عندما يخل بها، وهذا ما كانت تعيشه البشرية طول فترة تاريخها، من ارتفاع أو هبوط، حسب تطبيقها لتلك الثوابت، أو التمرد عليها. وفي ما يخصنا نحن المسلمين لو اتبعنا الثوابت المنزلة، لم يكن فينا مثلاً أمة أربي من أختها، ولم يجد التناحر له طريقاً إلينا كحالتنا اليوم. ومن ناحية أخري، فالجزاء من سنن الحياة، ولا تستقيم الحياة من وجهة نظري بدونه، فأي فعل يقوم به المرأ يريد من ورائه جزاءً حتي وهو يروح عن نفسه، فالترويح في هذه الحالة ثوابٌ، أو من الثواب. ولا أدري يا أستاذي الفاضل كيف وقعت في أمر كنت تهرب منه؟! فإحساسك بالجمال، وأنت تقرأ مداخلة الشيخ العاملي كان في نظري ثواباً لفعل القراءة، إلا إذا كنت تريد من قراءة المداخلة عبثاً، أو مجرد القراءة المحضة! أرجو أن أكون، قد وفقت في نقل وجهة نظري بوضوح كما أرغب! وكتب العاملي: الأخ أبا هاجر: تعرضت للموضوع آيات إخلاص النية، وفي تفسيرها بحوث مفصلة، وكذلك بحث الفقهاء النية في كتاب الصلاة وغيرها.. وبحثها الأصوليون في تقسيمات الواجب الي تعبدي وتوصلي.. ولعلي أتوفق لنقل بعض ذلك لك.. الأخ نادر: جوابك أيضاً مفحم للأخ غربي.. ولكنه كالغربيين لايثبت علي نقطة في النقاش.. وقد قرر فقهاء الإسلام أن النية هي القصد الطبيعي للعمل، ولا تحتاج الي استحضار لأنها حاضرة، فكل شخص يعمل عملاً فهو ناوِ، لأنك لو سألته ماذا تعمل؟ لقال: كذا.. ولذا قال بعض فقهائنا: لو كلفنا الله عملاً بلا نية لكان تكليفاً بما لايطاق.. والتكليف به محال. فالنية هي (موتور) حتمي لكل عمل.. وهل يريد غربي عملاً بلا محرك، أو يطلب أن تكون محركات الناس ودوافعهم الي العمل من نوع دوافع الغربيين، أو من نوع دوافعه هو، لأنها أفضل من دوافع المسلمين؟! وكتب ملح الأرض: بصراحة يا غربي القريب.. قرأت الموضوع ولم أقرأ التعليقات والمداخلات قد يكون لفرحي الشديد به "جايز" فهكذا شئت أم أبيت نتحدث نحن الشيوعيين! وإن كنا نستخدم مفردات أخري.. هل تفعل الخير أو الصواب طمعاً في ثواب وهرباً من عقاب؟ أم إعلاء لقيمة وترسيخاً لمُثل وجدت قبل الأديان؟ وكما تري شديدي القرب من بعضهما، وأقرب لأفكار المعتزلة "لعل الزمان يجود بمثلهم"! أحبك يا فتي.. وليتك تقرأ المانيقستو لترتاح وتريح. ملح الأرض اللامنتمي! وكتب أبو هاجر: الأخ الكريم العاملي: الذي منعني من الرد علي غربي هو ما ورد في آخر تعقيبك:"وهل يريد غربي عملاً بلا محرك، أو يطلب أن تكون محركات الناس ودوافعهم الي العمل من نوع دوافع الغربيين، أو من نوع دوافعه هو، لأنها أفضل من دوافع المسلمين؟!". وهذا بيت القصيد في شخصية غربي كما عرضها في كتاباته.. فهو إنسان مزاجي وصاحب هوي، وليس من أهل العقل والبرهان.. فهو يعترض علي الإسلام لمجرد كونه إسلاماً، ويؤمن بالغرب لأنه غرب! وإذا أراد الإنسان ان يقوم بواجب الدعوة تجاه غربي ومن في حالته، فيجب عليه أن يناقشه في المسائل العقلية بتسلسلها، ولا يقبل الإنسان لنفسه أن يناقش مع غربي ما يمليه عليه مزاجه وهواه. أخيراً، سأنتظر منك أن تذكر لي الآيات التي تدل علي أن من علامات عرفان الله ومحبته هو عدم الرغبة في جنته أو عدم الخوف من عذابه. وجزاك الله خيراً. وكتب غربي: فضيلة الشيخ العاملي: (لا شك أن العمل بدون طمع بثواب ولا خوف من عقاب أرقي.. فكن أنت كذلك، أما غيرك فاقبل منه فعل الخير بأي دافع، ولأي هدف). سأقبل ذلك يا عاملي، وطالما قبلت.. علي أن يقبل مني "غيري". أفضالاً أؤديها بلا هدف أرومه منها، وبلا نية مسبقة، وبدون تلمس رضوان الله سبحانه. تغييب النية هنا، أو عدم اشتراطها، أو قبول العمل بغض النظر عن نية صاحبه، ومن ثم التزام الظاهر والإبتعاد عن مساءلة الباطن.. كل تلك تقودنا لمطلب علماني أصيل، وهو أن مقياس الفرد ما يقدمه، لا بما يعتمل في دواخله. ثم.. مالي أراك وكأنك تتخبط يا عاملي؟ أنت تعلي من قيمة العمل بلا نية مسبقة، وتجعله أرقي من أي عمل يصدر عن نيّات مسبقة.. ثم أنت تعود وتشير إلي النيات التي "أولاها الإسلام عناية أكثر من كل الأديان، وجاء في إخلاص النية آيات وأحاديث، وفيه بحوث فقهية وأصولية وفلسفية..)! وأنا أريد أن أفهم الآن.. في خطابك الإسلامي يا شيخ الإسلام.. أيهما أجل وأرقي.. فضيلة محضة، بلا سابق نية، أم نية تسبق العمل، أولاها الإسلام العناية وجاءت بها الآيات والأحاديث، والمباحث الفقهية والأصولية؟ ثم تعود مرة أخري في رد يعقب وتحمل علي "الدوافع" الخارجة عن إطار تمني الثواب، وخوف العقاب! وفي تخبط آخر.. تجعل النية مناطاً حتمياً لكل عمل.. وبذلك.. فإن زيداً يكافأ بما يكافأ به عمرو لنفس العمل، ولو نوي أحدهما وكان الآخر كغربي لا يري جدوي في النية، ويري عمله أجمل بدونها. ووقفة أخيرة.. وليكن عنوانها: طرائق التفكير الأصولي.. يتضح لنا منها كيف يلوي الشيخ العاملي ومن لف لفه ومن في حوزته، أسباب الفكر والتحليل والإستنتاج حتي يصل لنتائج.. سابقة الصب! قال العاملي، لا سلمت براجم أبو هاجر: (فكل شخص يعمل عملاً فهو ناوِ، لأنك لو سألته ماذا تعمل.؟ لقال: كذا..) ليس موضوعنا عن طبائع الأعمال.. حتي يقحم الشيخ سؤال المثال السابق، ويصوغه علي شكل: ماذا تعمل؟! نحن حديثنا عن النيات.. وبها، وبمثالها يجب أن تكون صيغة السؤال: لماذا تعمل ما تعمل؟ وبذلك، سيكون الجواب ضرباً من الآتي: - حتي أفوز بمرضاة الله. "الشيخ العاملي". - حتي أنجو من سخط الله. "أبو هاجر" - لا لشئ، لكنه عمل مطلوب، وواجب إنساني "غربي وملح الأرض"! أكرر إعجابي بمقولة علي كرم الله وجهه: (إلهي ماعبدتك خوفاً من نارك.. ولاطمعاً في جنتك.. لكني وجدتك أهلاً للعبادة فعبدتك). ذلك هو الإله الحق.. تلك هي العبادة. أبو هاجر- اللهم لا تبلانا: في كلامك بعض الحق يا أبا هاجر. فأنا أريد ديناً صالحاً لزمن الإنسان. فإن لم يكن، فأريده ديناً يصلح لأن يصلح لزمن الإنسان. فإن لم يكن، فحفظك الله.. من كل دين. صلاح الصالح: - يا مساء الإنسان.. مختصرٌ رائعٌ ومفيد. الحق يا صلاح.. أنني قابلت وقرأت للكثير ممن يحتقرون أنفسهم، إن خطر في بالهم أن فعلاً فاضلاً لهم صدر نتاج تمني لثواب، أو درءاً لعقاب.. ذلك لأنهم ذوي أنفسٍ طموح. وهذا ما أثار عندي هذا الموضوع.. وكما هو معلوم، أو غير معلوم، فإن فعل الفضيلة يتضمن ثوابه معه، والرذيلة ربما تحمل عقابها معها.. ولكن ذلك مبحث آخر غير ما عنيته أنا هنا، من محاولة تفعيل مقارنة بين الفضيلة كما جاءت بها الأديان، والفضيلة المجردة.. التي أوحي بها الحس الإنساني العظيم. بقي أن نتفق علي مصطلح، حتي لا نختلف علي دلالات يؤدي إليها.. عندما نقول: فضيلة محضة أو مجردة، فإننا نشير إلي عدم انطلاق فاعلها من مبدأ الثواب والعقاب، كأن يتوفر حسه أثناء تأديته لها، علي مطلق الشعور بالراحة، والرضا عن الذات، أو الشعور بالمسئولية، أو غير ذلك. قل: آمين...حفظك الله من كل مكروه. نادر: تشط بنا بعيداً عن مجال الحوار. ومن الصعب أن أتجاوز ما يرد في مداخلة، حتي لو كان نأياً عن الموضوع (والمدهش أيضاً، أن الناس جميعا لا يكون بينهم خلاف علي الثوابت الكونية التي تم اكتشافها بواسطة العلوم الطبيعية...) طبعاً لا يكون بينهم خلاف! كيف يختلفون.. وقد حكم العلم، وقال كلمته، وهم علي ذلك شهود؟! كل شئ له مذاهب..الأديان والآداب والفنون عدا العلم.. التجريب هو مذهبه الوحيد، ولا مجال لمكذب أو مؤولٍ، أرجع البصر، أو أصاخ السمع، أو ألقاه.. وهو شهيد. أما الإختلاف.. فيحدث عندما تكون الرؤية ضبابية، وعندما يتقادم النص الثابت إزاء العقل المتحرك، وعندما تتعطل أدوات العقل وتُفعّل أدوات النقل. عندما نتحدث عن حركة القمر وماهيته وطبيعة مكوناته.. فذلك لأننا خبرناه، ورصدناه، ورأينها بأعيننا بأدوات العلم، وحصلنا علي ترابٍ منه، بل... ووطئناه بالأقدام! أما عندما يختلف"المختلفون" حول وصول الإنسان إلي القمر، وحول دوران الأرض، من محرّمين للقول بالدوران، مطالبًين بقتل القائل بذلك، مصدرينً المباحث الكثر يسخر من العلم وأهله، والعلم يسخر منهم. ثم يتراجعون، ثم يهب غيرهم بين ظهرانينا اليوم، ليمنحونا "هداية الحيران، في أمر الدوران" ثم تختلف الجموع بسبب استقائها من تلك المصادر.. حول حقيقة علمية، بسبب ثابتٍ ديني، ودولة تحرم تعليم شعبها أن الأرض تدور.. هنا فقط.. بإمكانك أن تندهش بكل حق.. من الإختلاف! لا مجال لمقارنة العلم، سلطان العقل وكعبة الإنسان وقبلته.. بما اختلف فيه المختلفون، حتي عددنا من شُعبهم السبعون والثمانون! عندما يتوحد العلم في مذهب واحد.. ويتفرق غيره.. علينا أن نعرف السبب، حتي لا تصبح الدهشة فعل فضلاتٍ.. لا فضيلة! (وهكذا الإنسان يرتفع إلي مستوي إنسانيته بقدر تطبيقه للثوابت الدينية..). غريب! هذا يعني، بكل ألم، أن المجتمعات الإنسانية..منذ تدمر وسومر. والحضاة الفرعونية العظيمة.. واليونان والإغريق.. مجتمعات.. غير إنسانية! وهذا يعني، بكل وجع.. أن ثلاثة أرباع المجتمعات الإنسانية.. وما أتت به من مخترعات نحن لاغني لنا عنها.. والعلوم والثقافات، والفنون والإبداعات.. وحاضرها والتاريخ.. غير إنسانية! ملاحظة صغيرة، دموية.. لم تعرف البشرية- الثوابت الدينية: إلا في ربع العشر الأخير، من تاريخها! للأسف.. كل الباقي.. كانت البشرية.. غير إنسانية! (فأي فعل يقوم به المرء يريد من ورائه جزاء حتي وهو يروح عن نفسه، فالترويح في هذه الحالة ثواباً، أو من الثواب) هنا خلط كبير. هناك مثال للعاملي، وهنا مثال لنادر.. عندما يتصدق نادر علي فقير معدم، فهو ينوي في داخله، أو هو يصدر عن رغبة أن يكون ذلك في ميزانه، وأن يجده يوم يحتاجه.. يوم يبعثون! أو هو يمني النفس باستثمار جيد، في حساب السماء، حتي يحصل علي الأرباح لاحقاً، علي شكل حورٍ عين، أو أكوابٍ من معين، أو ولدانٍ مخلدون. عندما يتصدق ابن ماء، فهو لا ينكر لذة شعورية تعتري جوارحه، وتجلعه أثيراً لنفسه، وترضي ذاته، وتحقق قناعاته. ولا هم له من الحور العين.. إلا حوراء يروم وصالها، في حياته الدنيا. وكتب غربي: بصراحة.. "الجزء الثاني" وبصراحة يا ملح.. بين غربي والشيوعيون.. عداءٌ، مستحكمٌ قديم. ولكنني أحبهم.. وات كان أي دو؟ كلما انطلقت في دربٍ أخضر.. وجدتهم سبقوني إلي نهايته! كله جمال يا ملح.. بالمطرقة والسندان.. أو بغيرهما.. المجد للإنسان. علي فكرة.. ذكرتني بالغالية نشوي. وكتب أبو مهدي: هذا بالضبط هدف الدين الذي لا تؤمن به أيها العزيز الغربي: أن ينهض بالإنسان الذي تؤمن به ويدفعه إلي سمو: "ما عبدتك خوفاً من نارك ولا طمعاً في جنتك، ولكن وجدتك أهلاً للعبادة فعبدتك". و"إن أناسا عبدوا الله خوفاً فتلك عبادة العبيد، وأناساً عبدوا الله طمعاً فتلك عبادة التجار، وأناس عبدوا الله شكراً، فتلك عبادة الأحرار". يقول السيد الطباطبائي صاحب تفسير الميزان: إن عبادة الأحرار هي الوحيدة التي تستحق إسم العبادة. والدين يا عزيزي هذا هو هدفه.. لا أريد أن أدخل في كلام حول النظرة إلي منشأ الأفعال حتي التي تسميها مجردة، ولكن أقول إن المطلوب هو الكمال للإنسان، ولكن أكثر الناس لا يؤمنون، وإن لم يفد هذا الغرض السامي، فلتنفع الأساليب الرخيصة نوعاً ما.. وأنا أتحداك وأعني ما أقول أتحداك أن تجد إنساناً حولك يملك التوجه نحو الفضيلة لأنها فضيلة..شخص لايكذب حتي لو كان خلاف مصلحته لأن الكذب ليس فضيلة.. وشخص لا ينظر لغير زوجته نظرة رغبة لأن ذلك خلاف الفضيلة.. وشخص يسلم إلي الحق بمجرد أن يسمعه لأنه مقتضي الفضيلة.. أحب أن أفكر بواقعية، لأن ديني يدعوني إلي الواقعية، وأسألك بغير الدين أين ضمان الفضيلة؟مع تحيتي. قال العاملي: لم أجد تكملة هذا الموضوع في هجر، ولعله فقد، وأضيف له ثلاث نقاط: الأولي أن قول أمير المؤمنين عليه السلام في مناجاته: (إلهي ما عبدتك خوفاً من عقابك، ولا رغبةً في ثوابك، ولكن وجدتك أهلاً للعبادة فعبدتك)، قولٌ صحيح النسبة اليه عليه السلام فقد روته مصادرنا، وشرحه علماؤنا القدماء، قال ابن ميثم البحراني في شرح مائة كلمة لأمير المؤمنين عليه السلام ص219: (قد حذف كل ما سوي الحق تعالي عن درجة الإعتبار، ولم يلحظ معه غيره وذلك هو الوصول التام). ونسبه السيد الخوئي قدس سره بنحو الجزم، فقال في تفسير البيان ص477: (قال أمير المؤمنين وسيد الموحدين صلوات الله عليه: ما عبدتك خوفاً من نارك..الخ.). فلا عبرة بقول من نسبه الي رابعة العدوية، وهي متأخرة عن عصر علي عليه السلام قرناً ونصفاً، فقد توفيت سنة180. (سير أعلام النبلاء:8/243)! وقد وقع بعضهم ومنهم الأخ أبو هاجر في خطأ في فهم معناه، فتصوروا أنه عليه السلام ينفي أن يكون عنده خوفٌ من عذاب الله تعالي، أو طمعٌ في جنته، مع أنه لاينفي ذلك، بل يقول إنه يوجد معهما دافع أقوي منهما في شخصيته عليه السلام وهو أن الله سبحانه أهل للعبادة. وأن هذا الدافع أقوي المحركات في نفسه. وتوضيحه أن الذي يريد الصلاة مثلاً، يوجد عنده عادة أحد ثلاثة دوافع لها: دافع الخوف من عذاب الله، والطمع في ثوابه، أو دافع الرياء. ويوجد عند أفراد نادرين دافع رابع، هو أنه يحب ربه ويراه أهلاً لأن يصلي له. والحرام هو الصلاة رياء للناس.. والمقبول أن يصلي لله تعالي، بأي دافع يرجع اليه، كامتثال أمره، أو طلب رزقه، أو جنته، أو حباً له.. الخ. وعندما يتحرك الإنسان للعمل بأحد هذه الدوافع فليس معناه عدم وجود الدوافع الأخري، بل معناه أن أحدها كان فعالاً، والباقي موجود لكنه غير فعال. وقد تشترك الدوافع وتتداخل، كالذي يصلي لله وللناس معاً، أو يتوضأ للصلاة والنظافة معاً.. وفي هذه الحالة يفتي أكثر الفقهاء بصحة العمل إذا غلب عليه ما هو لله تعالي، كأن تكون نسبة ستين في المئة من الدافع لله تعالي، مقابل أربعين في المئة لغير الله تعالي. ويتشدد بعضهم فيفتي ببطلان العمل إذا دخله أي دافع لغير الله تعالي ولو بنسبة واحد بالمئة! قال الشهيد الثاني قدس سره في روض الجنان ص27: (ويجب في الوضوء النية، وهي لغة مطلق العزم والإرادة، وشرعاً بالنسبة إلي الوضوء إرادة الفعل أي الوضوء، فاللام للعهد لوجوبه أو ندبه حال كون الفاعل المدلول عليه بالإرادة التزاماً، متقرباً بالفعل إلي الله تعالي. فالإرادة بمنزلة الجنس يدخل فيها إرادة الفعل والترك، وما اشتمل علي الوجوه المذكورة وغيره، وخرج بالفعل المعهود غيره من الطهارات والأفعال، وشمل الوضوء الواجب والمندوب. ويمتاز أحدهما من الآخر بنية الوجوب أو الندب. ويحتمل أن يريد تعريف مطلق النية ويريد بالفعل الأعم من الوضوء. وغاية الجميع التقرب إلي الله تعالي، بمعني موافقة إرادته أو طلب الرفعة عنده تعالي، بواسطة نيل الثواب تشبيهاً بالقرب المكاني، وكلتاهما محصلة للإمتثال مخرجة عن العهدة، وإن كان بين المنزلتين بعد المشرقين. وفي حكم الثانية الخوف من العقاب. وإلي الأولي أشار أمير المؤمنين علي عليه السلام بقوله: ما عبدتك خوفاً من نارك ولا طمعاً في جنتك ولكن وجدتك أهلاً للعبادة فعبدتك. ويدل علي الثانية ظواهر الآيات والأخبار، المشتملة علي الترغيب والترهيب كقوله تعالي: وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً َ. (الأنبياء:90)، وقوله تعالي: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ. (الحج:77)، أي راجين الفلاح أو لكي تفلحوا. والفلاح هو الفوز بالثواب، قاله الطبرسي. ويحتمل غير ذلك. ونقل الشهيد رحمه الله في قواعده عن الأصحاب بطلان العبادة بهاتين الغايتين، وبه قطع السيد رضي الدين بن طاوس رحمه الله محتجاً بأن قاصد ذلك إنما قصد الرشوة والبرطيل، ولم يقصد وجه الرب الجليل، وهو دال علي أن علمه سقيم وأنه عبد لئيم. واختار فيها وفي الذكري الصحة، محتجاً بأن قصد الثواب لايخرج عن ابتغاء الله بالعمل، لأن الثواب لما كان من عند الله فمبتغيه مبتغ وجه الله، وإن الغرض بها الله في الجملة، ولا يقدح كون تلك الغاية باعثة علي العبادة لأن الكتاب والسنة مشتمل علي المرهبات من الحدود والتعزيرات والذم والإيعاد بالعقوبات، وعلي المرغبات من المدح والثناء في العاجل والجنة ونعيمها في الآجل. قال: ولو قصد المكلف الطاعة لله وابتغاء وجه الله، كان كافياً، ويكفي عن الجميع قصد الله سبحانه، الذي هو غاية كل مقصد. إذا تقرر ذلك فوجوب نية القربة في الوضوء، بل في كل عبادة، لا ريب فيه ولا شبهة تعتريه. ومما استدل به عليه قوله تعالي: وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ. (البينة:5)، ولا يتحقق الإخلاص إلا بها، والضمير لأهل الكتاب ويدل علي ثبوت حكمها في حقنا قوله تعالي بعد: وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ، قال الإمام الطبرسي: القيمة هي المستمرة في جهة الثواب. وحينئذ فلا يصلح النسخ عليها. وقوله تعالي: قل اللهَ أعبُدُ مُخْلِصاً لهُ دِيني، والأمر للنبي صلي الله عليه وآله، فيجب علينا ذلك للإتباع والتأسي..). انتهي. والنتيجة: أن عمل أمير المؤمنين عليه السلام بدافع حب الله تعالي واستحقاقه للعبادة، عملٌ لله تعالي بدافع فوق خوف العذاب وطمع الثواب، ولاينفي وجود الخوف والرجاء في نفسه بأعلي درجاتهما، وإن لم يتحرك بهما. النقطة الثانية ما هو الأمر الذي لايعجب الغربيين من اشتراط الإسلام في العمل نية التقرب الي الله تعالي، حتي من لو كان الطمع في جنته، والخوف من عقابه؟ الذي يريدون أن يقولوه: إن الموعودات الإسلامية في القرآن والسنة، تجعل عمل الخير تجارياً، خوفاً من السوط والعذاب، أو طمعاً في الجنة وقصورها وحورها. بينما العقل يقول: إعمل الخير لأنه خير، لأنه يرضي ذاتك، ويحقق إنسانيتك! فهذا مستوي أعلي من تجارة المتدينين السوقية! وهذا كلام ظاهره حسن، لكنه في التحليل خاطئ وغير عملي، لأنه يجعل الدافع للعمل تحقيق الذات الدنيوية، والدنيا لاتتسع لتحقيق ذوات الناس ورغباتهم وطموحاتهم، فيقع بينها التعارض والتضارب لامحالة، وكثيراً ما يكون تحقيق الذات بالإضرار بالآخرين والسيطرة عليهم ومنعهم من تحقيق ذواتهم، ويصير تحقيق الذات بالإضرار بالآخرين حالة سائدة! ويكثر في الناس الشر ويقل فيهم الخير، كما هو المشاهد في أكثر المجتمعات. ولا حلَّ لهذا التضارب إلا بتطوير مفهوم حب الذات، وتوسيع حقل تحقيقها ليشمل الآخرة، وهذا ما يفعله الدين فيجعل عمل الخير والإيثار تحقيقاً للذات في الآخرة الخالدة. إن غريزة حب الذات في الإنسان أقوي الغرائز، ولا يمكن إزالتها بل لا بد من تطويرها ووضع قانون التعويض والجزاء في مستقبل الإنسان في الحياة الثانية، وبدون ذلك لايمكن تحريكه لعمل الخير، ومنعه من عمل الشر. قد يقال: إن فطرة الإنسان وعقله تدفعانه الي الخير، وتمنعانه من الشر. والجواب: أنه لايمكن المراهنة علي نوازع الخير في الإنسان لأن نوازع الشر تقابلها، وقد تكون متساوية: (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا). وما دام الدافع الذاتي لعمل الخير والكف عن الشر غير مضمون، فلايصح الإكتفاء به، بل لايؤمن أن يري الإنسان أن تحقيق ذاته يتوقف علي الإضرار بالآخرين. فلا بد من دافع مضمون يعود عليه بالخير من عمل الخير للآخرين، وكف شره عنهم، وهذا هو قانون الجزاء الإسلامي بالثواب والعقاب. النقطة الثالثة إن منتقدي الحالة التجارية في عمل الخير، يدَّعون أنهم يعيشون مشاعر السمو الإنساني، فيقولون إنا إنسانيون نعمل الخير بدافع تحقيق ذاتنا وإنسانيتنا، ولا نريد عليه جزاءً ولا شكوراً، لا من الناس ولا من الله! فهل هم كذلك؟ وهل يوجد ضمان لبقاء هذا الدافع الإنساني فيهم في كل الحالات؟ وإن كانوا كذلك، فهل المجتمع الذي يراد دفعه الي الخير مثلهم؟! ثم، أليس تحقيق ذاتهم الإنسانية وإرضاءها جزاءً معنوياً، يشبه الجزاء الديني؟ أما الإسلام فهو عملي واقعي، لايترك عمل الخير لدوافع مثالية غير مضمونة، بل طوبائية! ولايتخوف من تعبير التجارة والربح والخسارة، فكل حياة الإنسان وأعماله مبنية علي حساب الربح لوجوده والخسارة! لذلك ينادي الله تعالي المؤمنين بالآخرة، ويقول لهم بوضوح و بصراحة: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَي تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ. تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ. يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ. وَأُخْرَي تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ. (الصف:10- 13) ويقول: (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ وَأَقَامُوا الصَّلَوةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ. لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ (فاطر:29-30).

يهربون من النقاش العلمي و يدعون الظلامة

كتب عيون بتاريخ: 01-06-2000،موضوعاً بعنوان: لهذا سأغادر هجر وأغادركم أيها الأصدقاء الأحباب لا أعرف كيف أبداً؟ هل أقول إن هجراً بمن فيها صارت البيت الذي أمضي فيه أغلب ساعات يومي، أو هل أقول إن هجراً تميزت عن باقي المنتديات الأخري بنخبويتها، وكتابها ومبدعيها، ماذا أقول؟ هل أقول: إنني أحببت هجراً كما لم أحب منتديً آخر شاركت فيه؟ نعم إني كاره أن أغادر هجراً، لكن ما باليد حيلة! في الوقت الذي أصبحنا به مهجرين من منتدي الي آخر، تلقفتنا هجر بقلبها الكبير، وحكمتها في التعامل مع ما يكتب، لكن يقال إن دوام الحال من المحال فبينما تميزت الساحة العربية (وأخص السياسية) في عهد ميزانها، بالقمع والتعسف علي الفكر.. انقلبت السياسية180 درجة لقبول الفكر والفكر الآخر. ما الذي حدث؟ فقط تغيرت سياسة المراقب أو الرقيب، وآه من الرقيب! هنا في هجر لا تطبق موادها تطبيقاً منصفاً، بل حسب ما يرتئيه الرقيب، فبينما تمنع هجر(كما أن الشبكة تمنع كل مامن شأنه الإساءة بشكل صريح أو خفي الي أي حاكم عربي، بتوجيه مصطلحات التخوين أو الإتهام بالعمالة أو الرجعية وغيرها من الألفاظ المهينة له أو لشعبه، أو غير ذلك من العبارات التي ينشأ عنها إفساد العلاقات بين الدول) إلا أن صداماً ورغم احتقاري لنظامه السياسي، قد تعرض لما تعرض اليه، وكذلك ياسر عرفات رغم ماله وما عليه، إلا أن أحداً من الرقباء لم يطبق هذا النص!... الي آخر موضوع (عيون) الجميل المعاتب. وكتب له المراقب: الأخ الكريم عيون، مع التحية والإحترام. تمنع قوانين الشبكة تكرار المواضيع المتشابهة، وهذا ما استقر عليه رأي مشرفي واحة الحوار المعاصر. ويمكنك إضافة ما كتبته كتعليق في الموضوع الذي كتبه الأخ عبدالجبار: http://www.hajr.com/hajr-html/Forum3/HTML/003426.html" http://www.hajr.com/hajr-html/Forum3/HTML/003426.htm آمل تفهمك لسياسة هجر في هذا المجال. وأيضاً أستميحكم العذر بغلق هذا الموضوع، ومن ثم نقله الي الواحة المختصة. وشكراً لك أخي الكريم). قال العاملي: كتب في هذا الموضوع عديدون، لا يتسع المجال لإيراد مشاركاتهم، وفيها جمال إنساني وأدب ووفاء لكاتب علماني من زملائه شيعة وسنة، متدينين، وبلا دين، وهم: شاهد، العروة الوثقي، جمال الصباغ، زينبية، sary، ابن الأرض، دايم علي البال، علي الأول، عرب، المتمرد، أفق، فرقد، عابر، المفكر العربي، الغريب، alfadelta، ملح الأرض، نادين، إيمان، أبو مهدي ahmad، الفاطمي، القلم الساخر، الشاهين، زينبية، الهاشمية. وقد طالبوه جميعاً أن لايغادر، ما عدا ساري وهو مثقف سوري، فقد كتب: (ألم أقل لكم إنني شفت هذا المسلسل من قبل.. النهاية نفسها.. دائماً سعيدة.. أهلاً بك من جديد يا عيون!). وما عدا حسن حسان طبعاً، الذي كتب: قال تعالي: كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ! وقنبر الذي كتب: (ياجماعة كل هذه التعليقات علي موضوع من أربع شهور؟ لله سوَّاها فيكم حسان أفندي، وأنتو مو دارين شنهو السالفة). وكتبت شجرة الدر وهي سنية متعصبة للسعودية، شهادة لهجر والشيعة، فقالت: (الأخ عيون..(الأنظمه الرجعيه)! كأني سامعه هذا المصطلح من قبل؟! آه تذكرت صاحبنا الدكتور جيكل! ولا يهمك أخُوي، صدقني رغم اختلافي كثيراً مع القوم لكنهم والله يتحملون البني آدم أكثر من غيرهم. محسوبتك جربت كل المنتديات وشافت نجوم الليل في عز شمس السعودية. وفي الأخير قالت مالك إلا هجر، رغم اختلافي الشديد معك حول ما تطرحه، لكنك لست من نتمني رحيله، إنما ذلك الذي مابقي في وجهه ذرة حياء! وشوفه عادي قاعد، ولا أي إحساس)! أما غربي فكتب له: ماشي الحال.. يا عيون! منذ أول دخولي لهذا المنتدي لم أكن راغباً بالتسجيل وفوجئت بموضوع التزكية، وتكلمت عن ذلك، وأنت لديك الخبر اليقين. وفيما بعد، استغربت كثيراً من نوعية الرقابة هنا.. وما زادني استغراباً، هو نجاح هذا المنتدي، وكثرة الكتابات عنه في المجلات المهتمة، وتواجد الكثير ممن أحب هنا، رغم فقدانه للكثير من رائحة الحرية التي يحبها المبدعون في ساحات الحوار. أنا أعتقد اعتقاد اليقين، بأن أهل هذا المكان، لم ينجحوا في استثمار جاذبية هذا المنتدي. يا عيون.. لقد اتخذت قراراً وأود أن تشاركني فيه، ربما "جاز لك"! سأبقي هنا فهنا أفضل من أي صحراء أخري في الويب، خاصة مع وجود كل أولئك الرائعين، فالديار بأهلها يا عيون، وليست بمقاريضها! وسيظل وجودي هنا مرهوناً بعدم وجود أرض أخري أصلح. وهو وعدٌ ياصديقي سأغادر بلا عودة إن عادت مضاربنا الصفراء، أو عاد ذلك المكان القشيب، الأخضر، في الفلسطيني. شكراً. عيون. غربي-زمن المراقبين. ثم كتب له غربي بعد أن رأي مطالبة جمهرة من الزملاء وأخلاقهم ومودتهم له: ويلك يا عيون! كل هؤلاء!! تكاد تملك القلوب هنا! هههاههاهاهاهاهااه. يا صديقي.. لو اعتزمتُ أنا الذهاب.. لما علم أحدٌ هنا! لو ذهبتُ لقال القوم: ما لمنتدانا طاب يومه!! يا عيون.. أقسم بمن رفعها سبعاً.. وطبقها سبعاً.. لو وجدت كل ذلك الجمال.. من كل أولئك الرائعين.. لنقلت فراش نومي هنا! ستكون الخسارة فادحة لو رحلت يا عيون، ليس خسارة المنتدي فحسب، بل خسارة ضياع كل تلك الأصوات الإنسانية الشجية، وهي تناديك، ولا أجمل، ولا أروع! صديقك.. من الوطن الحزين..غربي.

هروب من النقاش العلمي الي السفاهة

كتب غربي بتاريخ13-09-2000 موضوعاً متهوراً خبيثاً بعنوان: العقل والفرج: أيهما أسمي وأيهما أحق بالحفظ؟ (والذين هم لفروجهم حافظون) الآية.. ويتعاظم التقدير القرآني للقيمة الفرجية ويُكثر حولها الخطاب والتحذير الخطير، والوعيد الشديد، والويل والثبور، وعظائم الأمور! ويظن صاحب النظرة الموضوعية عندما يقرأ القرآن، أن الإنسان كائن فرجي، تحركه بوصلة فرجه تجاه أي فرجٍ قريبٍ.. آخر!! وفي الجزاء الإسلامي جاءت الحدود تنص نصاً علي حرمة الفرج، وتحذر من التطاول عليها. وجاءت "الحرمة الفرجية"ترتبط بحرمتين: الحرمة الذاتية للفرج، وحرمة الفرج الآخر. فالأمر كما يبدو ليس حفاظاً علي حقوق الآخرين في استعمال فروجهم فقط دون أن انتهاك حريتهم في ذلك، وهو حرمة الفرج الآخر؛ بل هو شرع للفرد وتأطير وتقنين في حريته في استعمال فرجه. حرمة عظيمة بلا شك.. وصلت حتي في تعامل الفرد.. مع فرجه! وفيما يعرض، فإن الأديان جاءت كلها حافظة محافظة علي الفروج، وكأن الفرج كائن مستقل، لا يرتبط بعقل الإنسان ووجدانه، حتي يفترض أن تتم مخاطبة ذلك العقل، وذياك الوجدان، عوضاً عن توجيه الخطاب المباشر للفروج! وفي فترة لاحقة، صيغت الضرورات الخمس في الإسلام، وجاء العقل في مرتبة أفضل، رغم ما يكتنف تلك الضرورات من شبهة، عند مقارنتها بأصل الخطاب، وما جاء في التنزيل. ماذا عن العقل؟ أليس له حرمة هو الآخر؟ أم أن العبرة.. بالمكحل؟! ليس الفرج بمقام العقل.. ولا يمكن المقاربة ولا المقارنة بينهما.. العقل هو مُتكأ حفظ الفرج وهو مصدر حراكه، وهو أساس ما يجلب من مصاب ونكال علي صاحبه. لايصوغ القرآن أي خطاب يتعلق بحرمة العقل، إلا ذلك الخطاب الآحادي الذي يطالب بفرض الرسوم، والحجب، علي العقل المقولب الذي صاغه هو! واستمر الحال، طوال فترة التمويل الإسلامي، لبنية الفكر العربي، يعمل علي تشكيل نفس الحرمة للعقل المقولب، ولا يلتفت إلي هذه الحرمة عندما يتعلق الأمر بأي عقل إنساني آخر. ربما كان لهذا الخطاب المتصل، دور كبير فيما يعانيه العرب من نكبة في حرياتهم، ونكسة في بناهم العقلية، وتأخر في طرائق تفكيرهم وتناولهم لأي أمر. حرمة العقل، هي ما يعطي للحرية قداستها.. وعندما يتم التسلط علي العقول، بالحجب، والمنع، والغسيل- الوسخ... المستمر، تصبح الحرية مطلباً غالياً وعزيزاً، أعز من طلب الثأر لانتهاك العرض وأعز من طلب دم العار. وتصبح فاجعة فقدها... أبشع وأشنع من فقد بكارة المغتصبة، وأنكي من فقد الشرف. قال غربي.. عندما نحصل علي حقنا في حفظ عقولنا من الإنتهاك.. سننظر لاحقاً...في أمر الفروج. فكتب غشمره: مغالطة! يا غربي هذه مغالطة! إحص آيات العقل وأدواته وأساليبه في القرآن ثم احص آيات حفظ الفروج، ثم ناقش إن أحببت! أما هذا الإجتزاء فهو إيهام غير مقبول، لأنه بإختصار شديد: غير صحيح! نشوفك علي خير. وكتب السالك: إضافة الي البيان الرائع للأخ غشمرة-الذي لا يطيق المجاملات مثلي- فإن المؤمن يحفظ عقله وفكره من التشتت والضياع، من جراء التفكير في المحرمات والفواحش أمثال الزنا، وحفظ الفرج لا يأتي إلا بعد صيانة العقل وحراسته من الإنحرافات التي تعشقها النفس الأمّارة. ثم إن قول: "توجيه الخطاب المباشر.. للفروج!" فيه من الغرابة ما فيه، و"الذين" الواردة في الآية تخاطب المؤمن أو الفرج؟ لفظ: لفروجهم، وردت في سورتي المؤمنون والمعراج، فلمَ تركت الآيات التي تسبقها؟ هل لأن فيها: الذين هم في صلاتهم خاشعون؟ والخشوع يستلزم التوجه الفؤادي والعقلي؟ أين: والذين هم عن اللغو معرضون، والإبتعاد عن اللغو يحتاج الي العقل السليم؟ ماذا عن: والذين هم للزكاة فاعلون، وتأدية الزكاة بقيودها مشروطة بالإدراك العقلي علي التمكن من تأديتها، وإلا سقطت عن المؤمن، وهي ساقطة عن المجنون؟ روايةٌ مليئة بالبتر، والحذف، والتجاهل، في سبيل "الإبداع"!! وكتب الشاهين: (العقل والفرج: أيهما أسمي، وأيهما أحق بالحفظ؟) الفرج ياغربي.. الفرج، تربت يداك! ولا تقلق علي العقل، هناك الكثير ممن يتبرعون بحجب عقلك! لذا فأحجب فرجك تربت يداك، وأترك لهم تولي أمر العقل! تحياتي...... وكتب حسام الراغب: عزيزي غربي: يبدو أن قدمك قد زلت في مكان ملغم.. كلمة فرج بسكون الراء، هو مكان العفة لدي المرأة، وقد خاطبت الآيات في القرآن عقل المرأة للمحافظة علي عفتها. واشتقت العرب الفرج بكلمة فرج بفتح الراء في الأخيرة لما في ذلك المكان من رحابة وبلوغ الغاية. وفرج المرأة في الرؤيا، فرج للمكروب، كما أن وطأ الفرج في الرؤيا دنيا يصيبها الرائي. وسمت العرب الجداول بالفروج لأنها دافقة بالماء الطاهر كفرج المرأة. وسمت العرب الحكيم بالعاقل، فاشتقت (التحكم) من (التعقل) لتصل به الي معني الثبات الذي لايتحرك. وليس أبلغ من لفظ(عقال البعير) كدليل للربط والثبات. وهنا تكمن المشكلة.. اللغة العربية اختارت الألفاظ الإيحائية كلغة، بينما اللغة هي كلمات مجردة لايمكن تداولها إيحائياً.. وللسبب الإيحائي في مفرداتنا، تجدنا في حواراتنا دائماً نتعثر في توصيل المعلومة، ثم تجد دائماً طرفاً وسيطاً يقوم بعملية الربط بين الأطراف لإفهامهم.. فطالما ثقافتك عربية فستظل تردد كلمة عقل، وهو الشئ الثابت المحكم. بينما فعلياً فالعقل ليس ثابتاً وليس محكماً، إنه مكنون إلهامي يحرك الإنسان نحو أهدافه، بينما أطلقت العرب لفظ القلب(بسكون اللامHEART) وذلك لتقلبه، وهو الثابت الذي لا يتقلب أبداً، إنه عبارة عن عضلة مادية داخل الإنسان! اللغة العربية، تحتاج الي تجديد يتفق مع معطيات العصر... (!!). وكتب الوافي: الفرق ياغربي: أن هناك أناساً تفكر بعقولهم، وأناس تفكر بفروجهم! حفظ الله الفرج وحرم العبث به، وحرر الله العقل! إن كنت تريد عكس الأمور، فافعل مايحلو لك! تحياتي. وكتب السالك: الأخ الراغب... زرعت الألغام..قتلتك..وا أسفاه عليك. أولاً: معني"إيحاءات" الواضح من كلامك أنك تعني الإشارات الخطابية التي يسميها أهل الغرب بـ "non-verbal communication" أو "gestures". وهذا خطأ، حيث أن الإيحاءات لاتعتمد علي النطق والكلمات تعتمد عليه. ثانياً: إذا كنت تقصد الإيحاءات من باب إصدار الأصوات عند التعجب، أو الألم، أو الفرحة، فهذا أمر موجود في جميع اللغات، ولا يعني أن جميع اللغات تعتمد علي الإيحاءات. ثالثاً: الإيحاءات لا تعتمد علي النحو، والبلاغة، والفصاحة، والبيان، وغيرها من مستلزمات اللغة. رابعاً: شهادة المجمع اللغوي إذا صحّت لاتساوي الفلس عند أصحاب الفكر. خامساً: راجع معاجم اللغة "الإيحائية"ستفيدك. سادساً: سياق الآيات يخاطب الرجل المؤمن، فلا تفرح بقولك: "وقد خاطبت الآيات في القرآن عقل المرأة للمحافظة علي عفتها". وكتب العاملي: هذا الموضوع.. فِرجة.. أم فُرجة.. أم فَرجة؟ هداك الله ياغربي، علي اطلاعك الواسع علي القرآن..والثقافات البشرية.. (وقد كتبتُ موضوعاً لنقد الموضوع بعنوان: كيف يفكر الملحد غربي)! وكتب عزام: الأخ غربي. مساكم الله بالخير: موضوع قيم وجديد، يدعو المتابع إلي قراءته من كلمته الأولي إلي آخر كلمه في آخر تعليق. حتماً إن هناك نقاط التقاء ونقاط افتراق بين العقل والفرج. ومن أهم نقاط الإلتقاء أن الإثنين هما أصل استمرار الحياة والبشرية، فالعقل يعني النظام والحياة لا تستمر بلا نظام البته. والفرج يعني الإنسان واستمراره، ولاحياة بدون الإستمرار بالنسل. هذا رغم الفارق بين وظيفة الإثنين من حيث الأداء. ومن أهم نقاط الإختلاف بين الإثنين هي: أن العقل معنوي إلهامي، والثاني مادي غريزي يستطيع الإنسان أن يسمو بالأول ويصل إلي أسمي المراتب. ويهبط بالثاني حتي يصل أدني المراتب. ومن هنا فإن العلاقة بين الإثنين كما يقول المناطقة هي(عموم وخصوص من وجه) باعتبار الإلتقاء في نقاط معنيه، والإفتراق في أخري. رغم ذلك تبقي للعقل مكانته المتميزة والمسيطرة علي الفرج باعتباره الكابح الذي يستطيع أن يلجم الغريزة في غير زمانها ومكانها الصحيح. وبهذه الخصلة يكون العقل مقدماً علي الفرج. وشكراً، رغم اعتراضي علي السطر الأخير من موضوعك يا أخ غربي! وكتب المفكر العربي: لا أدعي لنفسي شرف الدفاع أو توضيح وجهه نظر الأستاذ غربي، لأنه واضح فعلاً وقوي الحجة! ولا يحتاج لي في شئ. لكن الرجل يشرح حقيقه فسيولوجيه أن المخ هو مركز التحكم، والفرج تابع يتلقي أوامر فينفذها خيراً أم شراً.. بديهيه فسيولوجية. فإن نادينا بالمحافظه ولتكون إيجابية وفاعلة.. فلتكن للعقل ولإعلاء قيمته.. تثبت أن التوجه والسيادة يجب أن تكون للنصف الأعلي ولتذهب قرود الحكمة الثلاثه(وفلاسفتها): لاأسمع لا أري لا أتكلم، الي الجحيم. تحياتي لكل الإخوة وكتب عيون: دائماً يأتي الأمل من الفرج.. ودائماً يكون العقل ذريعة لسد الفرج. لا شئ فوق الحقيقة. وكتب غربي: غشمرة...تعلم يا غشمرة بأنني لم أكن أتحدث عن العقل، ولا عن أدواته، ولا أساليبه، وكان كل حديثي منصباً علي الجزئية المتناهية في الصغر، المتناهية في الخطر، حرمة العقل. وأنا أستغرب يا غشمرة.. فأنت تطالبني بإحصاء آيات العقل، ثم تطالبني بإحصاء آيات حفظ الفروج! لمَ لم تطلب مني إحصاء آيات حفظ العقول.. وهي المقابلة لآيات حفظ الفروج؟ أم نحن في مشكلة مصطلح، أم هو الإلتفاف الغشمري الذي عهدناه؟ لا بأس.. حرمة العقل، يمكن تعريفها، ببعض ما هي ليست منها، كالتالي: قولبة العقل، ووضعه في إطار ضيق، ومنع الخروج عليه. فرض الحدود والحواجز عليه. التدخل في بنيته، وجمح عقاله، ومنعه من الإنطلاق. إعمال القتل في بعض الحالات، التي ربما يكون العقل هو منطلقها الأساس، كالردة، ونقد بعض النصوص المقدسة، والإعتراض علي بعض ما يسمي بالأصول، انتهاك الحريات بمعناها الشمولي، وهي الممول الأقوي للعقل، وهي معينه الذي لا ينضب. السؤال من جديد: هل اهتم النص المقدس بحرمة العقل؟ الجواب، بكل ألم: لا. مع استثناء بسيط، هو الذي ذكرته أنا بوضوح كامل، والذي يشير إلي أن القرآن اهتم بحرمة العقل، إن كان هذا العقل فقط هو (العقل المقولب الذي صاغه هو!) وهنا كلام بسيط.. يعمل الخطاب القرآني، والإسلامي ككل، علي تشكيل العقل المسلم، بملامح محددة وواضحة، وعندها وعندها فقط يطالب بحرمتها والتأمين عليها من كل مؤثر خارجي (غير شرعي) وحفظ ملامحها تلك من الإنتهاك. لم يأت الخطاب أبداً بشكل عمومي يحفظ للعقل الإنساني حرمته، بعيداً عن حفظ ملامحه المشكلة مسبقاً. ومن أجل الحقيقة، فإن مثل هذا الخطاب البالغ العمق يعتبر جديداً كل الجدة في تاريخ الفكر الإنساني، وهو ما قد يكون عذراً للقرآن، في عدم إلمامه بهذا الخطاب، لو كان القرآن نصاً ناتجاً عن التراكم المعرفي للإنسان فحسب، وهي النتيجة التي ترتعد لها الفرائص هنا. ليس لي كبير اهتمام هنا بما ورد وما فات في القرآن، ولكنني رأيت أن القرآن والخطاب الإسلامي ككل، هو الذي أسس للبنية العقلية للإنسان العربي ولذلك اضطررت لاستحضاره في هذا المقال. ساق القرآن، وهو النص الأسمي للإسلام، الكثير من المحاذير الخاصة بحرمة الفرج الذاتي، وحرمة الفرج الآخر، وحدد لتلك الحدود والعقوبات، وللأخري مثلها بل وزاد، وجعل يقص القصص الطوال، التي تبين عظيم شأن الفرج وحرمته. وأنا أستغرب يا غشمرة.. لم كل هذا الإهتمام بالفرج؟! هل الأمر مجد إلي هذه الدرجة؟! هل انتهت مشاكل الإنسانية؟! هل للفرج وحرمته دلالة علي إنتاج الإنسان وأخلاقه ووجوده؟ ألا يجوز لي التساؤل عن أمور أراها أنا أهم، وأري القرآن قد تجاوزها بكل بساطة؟ لاتحدثني عن العقل! هات ما لديك عن حرمته، والحفاظ عليه من الاعتداء.. وهات الحدود التي تدرؤها الشبهات والتعزيرات والعقوبات المترتبة علي هتك الحرمة العقلية. ليس ذاك فحسب، بل إن النص أراه براغماتياً بشكل غريب. فهو يدعو للعقل وإعماله، فقط عندما يتعلق الأمر بمزيد من الترسيخ للثوابت، ويطالب بتعطيله إن أمكن، إن كان إعماله يهدد الثوابت سابقة الصب. يا غشمرة... ما دعاني لكل ذلك، هو ما أراه من تقديس لحرمات الفروج، مقابل تدنيس لحرمات العقول. وأنت إن ضربت في البلاد العربية، رأيت بأم عينك كيف يكون للفرج حرمة، وكيف تكون انتهاكات العقول. من أين لنا هذا؟ هل اتفق المتفقون فحسب؟ أم لأن المؤثر هو هو؟ ومن جديد.. لم أتحدث أبداً عن العقل، ولست متغابياً ولا مغالطاً حتي أتناسي الشوارد الجميلة في القرآن، التي تحث علي إعمال العقل، ولو من أجل الوصول إلي أهدافٍ محددة مسبقاً. المقال بدءاً من عنوانه، إلي آخر حرف فيه، يدور حول الحرمة العقلية، بإزاء الحرمة الفرجية. شكراً غشمرة. وكتب غربي: نعم، "توجيه الخطاب المباشر...للفروج"! وأنا لا أقصد بطبيعة الحال التوجيه اللغوي، وهذا بعيد عن التناول. عندما يعلن غربي(مثلاً) العقوبات الموجعة المرعبة والمخيفة، علي كل من يتطاول عليه، فهو هنا لا يخاطب الأخلاق ولا الضمائر، بل يخاطب الأعضاء الحسية مباشرة! فالكل سيرتدع خوفاً من العقاب وهرباً من الألم، وفراراً من بطش غربي. أما الآية الكريمة التي تطالبني إتيان ما قبلها، فأظن ما سبق يعلل ذلك، ولا أظنني مضطراً لسرد السورة كاملة، حتي أستشهد بآية واحدة! وكتب الشاهين:... والله لاحجبت فرجي.. إلا بما يملي علي عقلي الذي أثق به، وحسي الذي أحترمه.. صديقنا صاحب الألف المهموزة أبداً: أهلين.. الفرج يحتمل الإثنان يا صاح. أتفق معك حتي النخاع في النتيجة النهائية والدعوة الجميلة في أن (اللغة العربية تحتاج الي تجديد يتفق مع معطيات العصر.). شيخنا العاملي: إن قررت أن تنزل من برجك العاجي، وتهبط من سحابتك الماطرة، وتتدلي من غصنك الذي ترانا من خلاله صغاراً كالحشرات.. عندها سنتقابل. عزام: مساك الله بالرضا والخير.. كلام جميل. ومن منطلق الكلام الجميل قل لي: هل وجدت القرآن يخاطب الفرج متعللاً بالعقل، بما أنه المتمايز عنه، والمحرك له والأسمي عليه؟ سأطيل عليك لو أردت تبيان فاجعة هتك العقل، علي هتك الشرف. المفكر العربي: في بيتنا مخرب، صدقاً يا مفكر.. ولا علاقة لذلك بما نحن فيه.. أجد متعة كبيرة عندما أصل إلي الآخرين والله. اتفقوا معي، أو اختلفوا، وذلك عندي سواء. مفكر: كيف لا تكون قداسة ولاحرمة للعقل وتشتعل الحروب.. بسبب الفرج؟ كيف نري في الصحف اليومية كل تلك الأحكام، بسبب أشخاص شطوا في فروجهم، ولا نري بالمقابل إلا كل انتهاك للعقل وحرمته؟ عيون: (دائماً يأتي الأمل من الفرج ودائماً يكون العقل ذريعة لسد الفرج) شكِّل يا عيون... فلقد ذهبت ظنوني بعباراتك... كل مذهب. حفظكم الله من كل مكروه. غربي- زمن الفروج. قال العاملي: يقصد غربي بصاحب الألف المهموزة هشام العابر، حيث أنه يكتبها دائماً بالهمزة! وفي كلامه وكلام غيره أخطاء لغوية ونحوية كثيرة، قمت بتصحيحها، كما هذبت بعض الكلمات، وأكملت بعض مداخلاتي. وكتب ابن الشاطئ: أخي العزيز غربي: رغم إعجابي بالكثير مما تتناوله من أطروحات هنا، إلا أني لا أوافقك في هذا الطرح الأخير الذي أري فيه اجتزاءً وبتراً غير محمود! وإلا أين هي الآيات التي تخاطب العقول، إضافة الي الكثير من الأحاديث الشريفه؟! أنظر هنا (تفكر ساعة خير من عبادة سبعين سنه). أما ما ذكرته من أهمية لحفظ الفروج في القرآن الكريم، فهذا موضوع طويل ويصعب إيجازه في محاورة عاجلة، شريطة الإيمان أولاً بخطورة الأوضاع الإجتماعية والإقتصادية والصحية، بل وحتي النفسية فيما لو لم تحفظ الفروج، ولو لم تقرر الأحكام الرادعة!!

كلنا أقرباء فقد جففت ثيابنا أشعة شمس واحدة

وكتب السالك: الأخ الروائي.. والناقد المشتبه..غربي: الخطاب المباشر غير موجه للفروج. الخطاب يشير الي مصطلح العفة بالتحديد، وشتان بين هذا وذاك! عندما يدعي السالك مثلاً أن دارون، ونيتشه، وفرويد، وأضرابهم مصابون بالهوس تجاه الجنس والشهوة الحيوانية، فإنه يعلم بالردود الواقعة كالحسام المهند علي شخصه وأقواله الخاطئة. أما الآية، فهي خطاب للعقل المؤمن لا للفرج، فعندما نُدعي الي الإبتعاد عن الزنا، فهو ليس بخطاب للذنب، بل خطاب للعقل، وهذا ملزم بالنظر الي الآية كاملة، من دون اقتصار علي كلمة حازت علي انتباهك. القرآن مترابط ومتلازم، وفيه قواعد خاصة وعامة، وقاعدة العقل واردة فيه الي درجة لاتحتاج الي تنويه، والنظر في كتب ملاحدة الغرب والروايات المنحطة لايفيد، كم من شخص قرأ تسطيرات هؤلاء وادعي القدرة علي الفهم وهو بعيد عنه بأميال وفراسخ!! وكتب غشمره: يضع صديقنا غربي حفظ العقول مقابلاً لحفظ الفروج ثم يتساءل، لم دعا القرآن الي حفظ الفروج، ولم يشر الي حفظ العقول؟! وغربي يعلم أن كلمة (عقل)في اللغة العربية تعني بين معانيها الكثيرة المنع، والحفظ كما يعلم غربي أيضاً منع من الوقوع في المحضور لضررة سواءً لذاته أو علي غيره، فالعقل إذن حفظ في أصل الكلمة دونما حاجة الي سفسطة طويلة لا مبرر لها، فحين نقول عقل نشير الي حافظ يحفظ الإنسان من الوقوع في المحضورات والمنكرات المتعارف عليها بين الناس ومنه في القران الكريم: (يَسْمَعُونَ كَلامَ اللهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ) أي علموه وحفظوه، والعقل تفرقة واضحة بين الإنسان والبهيمة، لأن العاقل مختار بين المعروف والمنكر وهو حافظ لتجاربه في هذا المجال، وليست كذلك البهيمة، فالإنسان يحسن بإختياره وتجربته والبهيمة تحسن إن أحسنت لأنها مفطورة علي الإحسان كما هي مفطورة علي الإساءة. وحفظ كل منفعة في القرآن هي دعوة الي حفظ الحافظ الأصلي وهو العقل، دونما حاجة أن يقول القرآن في كلمة مرة إحفظوا عقولكم، لأن حفظ العقول بدهية كحفظ الجسد من الأذي، وكحفظ الأموال من الضياع، وقد جاء في الكتاب الكريم: (ولا تُلقوا بأيديكم الي التَّهلكة)، كما جاء فيه: (ولا تُؤْتُوا السُّفهاءَ أموالكم)، ومعلوم أن إلقاء النفس الي التهلكة إضاعة للعقل، وكذا العبث بالأموال والأرزاق. ومن المغالطة أيضاً القول إن في الأمر بحفظ الفروج بطريقة مباشرة جلية، والأمر بحفظ العقول بطريقة مجازية، ارتقاء بالفرج علي العقل، تري هل وردت في القرآن آية تخصص حفظ البطن أو الصدر أو الذراع...الخ؟ وهل من المطلوب أن يفهم قارئ القرآن من وراء ذلك أن الفرج أعظم شأناً من بقية الأعضاء؟!، لا، لكن ينبغي أن يفهم القارئ أمراً آخر من وراء تكرار الأمر بحفظ الفروج، وهو الأمر بالسيطرة علي الشهوات، والشهوة الجنسية من أقوي الشهوات الإنسانية إن لم تكن أقواها إطلاقاً، وما يترتب علي إطلاق عنانها من المساوئ أعظم أثراً في المجتمعات الإنسانية من أي إطلاق لعنان آخر! ومن هنا جاء الأمر بحفظها صريحاً دون مواربة ولا مجازات. ويقول غربي أخيراً: (فهو يدعو للعقل وإعماله، فقط عندما يتعلق الأمر بمزيد من الترسيخ للثوابت، ويطالب بتعطيله إن أمكن، إن كان إعماله يهدد الثوابت سابقة الصب). وأقول له: البينة علي من ادعي، فهاتها هداك الله. نشوفكم علي خير. وكتب عرب: العزيز غربي.. موضوع جميل وطرح سلِس.. عند العرب يا غربي. الفرج أهم من العقل! ولكن لاتنس أن الله أمر بحفظ العقل أيضاً.. وذلك بتحريم شرب الخمر!! تحياتي. وكتب حسن حسان: حقيقةً أعجبُ من هذا الكلام، والذي إن دل فإنما يدل علي فشل الإدراك الحسي والعقلي لكاتب هذا المقال! وخير ما قرأت من رد عليه هو ما كتبه العاملي ووصف به كاتب هذا المقال صاحب الراء المفقودة. الشريعة الإسلامية جاءت لحفظ الدين، ومن أجل ذلك شرع الله جهاد النفس ومن أجلها حرم الله قتلها إلا بالحق وشرع القصاص. ولحفظ العقل ومن أجله حرم الله شرب الخمر، ولحفظ المال ومن أجله حرم الله السرقة والربا وأكل مال اليتيم. ولحفظ النسل ومن أجله حرم الله الزنا وزواج ذوات المحارم. فماذا تريد فموضوعك، ليس له معني لذوي الألباب. وكتبت شجرة الدر، وهي سعودية من جدة: الشئ الوحيد الذي خرجت به من الموضوع هو زيادة إيماني بأن مشكلتنا مع العلمانين أكبر من المشاكل مع الطوائف الأخري. وشيعي محافظ وملتزم، أقرب الي عقلي وقلبي والي إحساسي بالأخوه معه، من سني علماني! وأن الأخوه الحقيقية ليست أخوة الوطن بل أخوة الدين. تحية إحترام للشيخ العاملي وللأخ حسن حسان وللأستاذ غشمره. اللهم لا نأخذنا بما فعل...... منا! فكاتب المقال يبدو ممن يسكنون بلدي العزيزة، ولاحول ولا قوة إلا بالله. تحياتي. وكتب حسام الراغب: الأخت شجرة.. العلمانيون هم الفنارات المضيئة في بلدك، التي لا تزال تضئ. وهم الساتر المانع الباقي في وجه بعثة الخفافيش التي انطلقت منذ قرون! إن العتمة التي استمرت في الجزيرة 14 قرناً، سيضيئها العلمانيون! تحياتي.. قال العاملي: هذا السطر الأخير من المدعو حسام الراغب، يظهر عداءه وحقده علي الإسلام ونبيه صلي الله عليه وآله وتاريخه وأمته! وهو سعودي يعيش في أمريكا، ولعله من بقايا بني قريظة، أو أنه كان مسلماً فصار يهودي الهوي في أمريكا! وكتب ساري، وهو مثقف سوري علماني: المشكلة ليست في العلمانيين، فهم يحترمون حرية الآخرين في اتباع الدين الذي يرغبون به.. المشكلة الأساسية في الملحدين الذين لايؤمنون بكل الأديان ويحاولون بشتي الوسائل الإساءة لها.. والملحد هو الرجل الكافر بالله و...... وهنا يجب التأكيد علي علي أن كلمة كافر"لغوياً ليست شتيمة لصاحبها.. فمثلاً أنا كافر بعبادة الأصنام.. وأنا كافر بما يكتبه الجهلاء.. فلاداع لأن ينزعج من يكفر بالقرآن عندما يطلق عليه لقب ملحد أو كافر!! وكتب غربي: الصديق غشمرة.. ربما تتفق معي علي أننا إن لم نصل إلي تسوية بخصوص موضوع الحوار، ومنطلقه الأساس، فلن يكون حوارنا إلا حوار"طرشان". ولذلك فسأحاول ولمرة أخيرة، حتي لا أستزيد من وقتك، أن أشرح النقطة التي سلطت عليها أنا في هذا المقال.. كل ما أطلبه، أن تحاول النظر بعين الحياد، ولو أثناء القراءة فقط، بعيداً عن الحمية للثوابت التي أطمئنك بأنها في خير، ثم لك أن تعود إلي ما تريد. جاءت الفروج في القرآن، كخطاب كثير التكرار، بالغ الأهمية، وبتنويعات وتفصيلات متعددة، وقصص مشوقة، ومثيرة، ثم سيقت الأحكام، الأكثر تفصيلاً، الخاصة بالحرمة الفرجية. أما خطاب العقل، فقد جاء خطاباً خطياً، موجهاً، إن دعا إلي إعمال العقل.. شرط عليه الوصول إلي نتيجة محددة سلفاً: هي الإيمان بالله، ورسوله، وبباقي الملامح الإسلامية. والسؤال.. ماذا إذا تم إعمال العقل، وأدي إلي غير النتيجة المشروطة؟هنا تنتهك الحرمة العقلية، وبشكل يدعو للأسف، فتبدأ أحكام الردة، والقتل، لكل من يسول له إعمال عقله الوصول إلي نتائج جديدة. أما العقول التي لم ترض أساساً بالنتيجة فهي تلك التي"كادها بارئها"، وهي الضالة، وهي التي تخوض في الغي، والبهتان، وباقي القائمة القرآنية. عندما أحدد للعقل مجري تفكيره، وأحدد له الهدف الذي ينبغي الوصول إليه وأحذره من الوصول إلي غير الهدف المنشود.. فأكون عندها قد تدخلت في بنيته، وأفقدته حريته، وانتهكت له كل حرمه. أي إعمال عقل هذا، الذي تسبقه الشروط؟ شخصياً، أؤمن بأنه (لا قيد علي العقل في أن يفسر وأن يستدل طالما هو يبين في دقة، كيف سارت خطواته المنطيقة، وهو يرد ذلك الأمر الواقع إلي مصدره). كيف هي القيود لمن سار منطقه السليم، إلي ضد الهدف الإسلامي؟ أما أن المغالطة أيضاً القول إن في الأمر بحفظ الفروج بطريقة مباشرة جلية، والأمر بحفظ العقول بطريقة مجازية، ارتقاء بالفرج علي العقل، فهذا ما لم أغالط به أنا. أنا قلت إن الدعوة إلي إعمال العقل، جاءت بآلية موجهة، دون حفظ لحرمة العقول، عندما يترتب علي إعمالها ما لا يراد. أما تصويب أغلب الخطاب جهة الفرج دون العقل في القرآن، فهذا ما لا أشك فيه. ولكنني سأعتبر كل الشواهد العقلية في القرآن، وستتغير النسبة عندها إن وجدت تلك الشواهد خالية من شوائب التوجيه والنمطية. أما الشهوة الجنسية (وما يترتب علي إطلاق عنانها من المساوئ أعظم أثراً في المجتمعات الإنسانية من أي إطلاق لعنان آخر) فهذا يصح، لو كنت تتحدث عن مجتمع حيواني يا غشمرة، لا مجتمع إنساني. لاخلاف في أن الشريعة الإسلامية تحض علي الطهارة، والسلوك الجنسي القويم، ولكن الأمر لا يعني كل تلك التهولة المتوقعة من فقدان هذه الشريعة. ولا داعي للتأويلات اللغوية يا غشمرة، فلسنا في معرضها، ولا أظنك تخبرني سفسطائياً، فهات ما لديك، وقل ما تري، وأنا كلي عيون تقرأ. حفظك الله من كل مكروه. وكتب أبو مهدي: الصديق العزيز غربي: ما هو السر تري في التعبير باللام في(لفروجهم)؟ والفعل (يحافظ) يتعدي ب(علي) وليس اللام؟ فهل هناك معني آخر للحفظ؟ وأنت المحب للغة وهذا ما أحبه فيك. ولم لا نقول بالحفظ الإيجاب والسلبي؟ ألا تلاحظ أن حفظ الفرج سلبي أي بمنعها عن التعدي وقصرها علي السبيل السليم، وهو ما صرح به القرآن الكريم. أنا شخصياً لو لم أكن متديناً لعارضت الإباحية.. وهذا ما تخاطب به الآية المؤمنين. ولا شك عندي أيضاً أن الإيمان نتيجة العقل والتفكر. أما حفظ العقول فهو إبجابي بمنع الآفات عنها حين إطلاقها في الحق.. لعلك قرأت أيضاً (قل هاتوا برهانك إن كنتم صادقين).. (ويريكم الله آياته لعلكم تعقلون)..(لآيات لقوم يعقلون).. وفي الواقع إن تتبعها متعب.. ولعلك تقني تجد بعض البرامج التي تعينك في البحث عن الجذر (عقل) في القرآن الكريم. وكتب حسن حسان: أولاً، الحمد لله علي نعمة الإسلام ونعمة نور الإسلام، التي جعلت من الإنسان كائناً حياً يدرك بعقله لا برجله. يقول أحدهم واسمه حسام راغب، والذي هو في حقيقة أمره راغب عن الحق ونور الحق: إن العتمة التي استمرت في الجزيرة14 قرناً سيضيؤها العلمانيون. مغالطة شرعية وعقلية: شرعية، لأن صاحبها المنكوس علي عقبية يقول أنه قبل14 قرناً كان هناك نور ولم يكن هناك عتمة، إنما العتمة جاءت من الإسلام ومن حكم بالإسلام! وعقلية، لأن كفار العالم بأجمعه اعترفوا بفضل الإسلام علي العالم!! علي العموم.. لم أجد في حياتي كلها أحقر من العلمانيين العرب! أما صاحب الراء المفقودة صاحب الموضوع التافه، الملحد المدعو غربي، فهو يريد أن يستدرك علي الشريعة، وعلي أحكام الشريعة في موضوع والله لا قيمة له! فالآية: وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ، في سورة المؤمنون إنما تتكلم عن صفات المؤمنين، فقد قال تعالي: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ. الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ. وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ. وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَوةِ فَاعِلُونَ. وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ. إِلا عَلَي أَزْوَاجِهِمْ أو مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ.فَمَنِ ابْتَغَي وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ. وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ. ومع ذلك يقول إن تصويب أغلب الخطاب جهة الفرج دون العقل! فمن أين لك هذا الإستنتاج يا محدث العصر؟! الذي لا أشك فيه أن الكلام معك لغو محرم علينا الخوض فيه. وكتب غربي: الآنسة شجرة.. دونك المقال فقفي عليه ما شئت، وتأدبي وناقشي واعترضي، أو توقفي في كل ذلك! أما أن يطول اللسان ويتطاول ويخرج عن مصكِّ الأسنان فلن يجد-ويميني البيضاء- إلا من يرده إلي مخرج البلعوم وأصل الحلقوم.. أما الحوقلة و"السفاه" وأمه وأباه، فهي التي يضطر إليها القارئ لمقالات لكِ من قبيل"حب القرع الذي يهربونه عبر الحدود"، و"الأردني الذي يعتقد بأننا بدو أكثر مما يجب"! وذلك الغنج القبيح المستقبح، في مقالٍ لايقوم إلا علي طلب العناوين، بحجة تجربة البرنامج! ثم.. مالي أراكِ الآن فقط تظهرين؟ أم هي الرقطاء؟ أم ظننتِ بأن غربي عندما يلعن علي منابر الجهل والظلام والإعياء، لا يجد في نفسه قوة علي إلزام مثلك الأدب؟ أم أن ما أثارك ليس هذا الموضوع، ولاحفيظتك تحركت من أجله، بل موضوع آخر، يضعك ومن معك في علبتك الحقيقية، الموازية لحجمك، حين يزيل ما أضفاه عليكم الزمن الردئ من هالة.. أصلها هباء؟ يا شجرة.. مالك وهذا المقال؟ لم أركِ منذ جئتُ هنا تهتمين إلا بأصل السخافات، وإثارة النعرات، وتلمس الهرطقات، من قبيل حب القرع، إلي ما دون ذلك مما لا يتجاوزه عقلك، ولا يتعداه حسك، ولا يصل إلي غيره همك. أما أن (الأخوه الحقيقه ليست أخوة الوطن بل أخوة الدين) فهذا ما ترين. أما أنا، فالإخوة عندي أسمي من أن يحصرها دين، أو يحدها وطن. أما كاتب المقال.. فلا أظنه بحاجة إلي قارئة بعين يملأها الرمد والعوار، تضطر للقراءة بقدمها، والتفكير بأي جزء آخر، غير العقل. أما بلدك العزيزة يا شجرة.. فهي وطني.. وطني الذي تشكلين أنتِ رزءاً مقيتاً عليه..وتعرضين نفسك عاراً مؤلماً وبالغ الخزي علي فتياته! غربي- زمن الدجاج. قال العاملي: شجرة الدر كاتبة مسلمة من جدة، معروفة في حوارات شبكة هجر وغيرها، بأنها مثقفة مؤدبة مهذبة! لكن ذلك لم يغفر لها عند غربي! وكل ذنبها هنا أنها تعوذت بالله من كلمات الكفر، وقالت إن المتدين الشيعي أقرب اليها كمسلمة متأثرة بالسلفية من العلماني، وكان ذلك كافياً لأن يهاجمها غربي هذا الهجوم العنيف المقذع! علي قاعدة: استضعفوك فذبحوك! وكتب الشاهين: العزيز غربي، لم ولن تصل الفكرة كما رغبت أن توصلها أيها الصديق... ذهب السادة "المدافعون"عن الإسلام في هذا الموضوع إلي التناحر الطائفي، والتأويل النصي.. بل قد وصلوا إلي الإختلاف حول أي صفة "فخمة" يصموك بها- ككاتب للموضوع- فبعضهم قال كافر، والبعض قال ملحد، والبعض الآخر قال علماني! والأخيرة هي أغرب ما سمعت في هذا الموضوع! وقد قالت الشجرة:"وشيعي محافظ وملتزم أقرب الي عقلي وقلبي والي إحساسي بالأخوه معه من سني علماني" ولن أحاول التلاعب بالألفاظ ولكن أري بهذة الجملة إقراراً صريحاً للتفرقة والتعنت الطائفي. أيها السادة، عندما تتفقون علي صفة لأخينا غربي، أرجو أن تبلغوه، فهو ينتظر علي أحر من الجمر. ثم بعد ذلك وبعد أن تتم تصفية نزاعاتكم الطائفيه، عودوا إلي الموضوع مرة أخري، وإلي ذاك الوقت، سأقوم الآن بإلقاء بعض الضوء علي الموضوع: قرائتي لموضوع غربي، بحيادية بعيدة عن التعصب المذهبي الفكري، تقودني إلي التفسير التالي:- دعا القرآن إلي حفظ الفرج، وهذا جميل، ولم ألحظ في كلام غربي أي إحتجاج علي ذاك، والمقارنة لا تعني رفض المقارن به. - دعا القرآن إلي حفظ العقل بعدم شرب الخمر، كما أفاد بعض الإخوة.. جميل. - وضع القرآن الحدود ليحمي الفرج من تعديات الآخر.. وهذا جميل. - وضع القرآن حد الخمر ليمنعك من التعدي علي الآخر.. وهذا جميل وليس بالجميل في نفس الوقت.. جميل أن يحمي الآخر من تعديات مخمور، وما ليس بالجميل هنا أنه لايوجد في المقابل حماية واضحة، وحدود رادعة لمن يعتدي علي عقول الآخرين.. فأين الحفظ هنا؟ أرجو أن أكون لست مخطئاً بطريقة فهمي للموضوع.. أرجو أن تفرغوا من نزاعاتكم، وتسمياتكم، وتسلطوا الضوء علي الموضوع..تحياتي. الشاهين. وكتب حسن حسان: الحمد لله علي نعمة الإسلام، التي لم يرها البعض. الحمد لله علي نعمة العقل الذي لم يرزق به البعض. والحمد لله علي فقدان حرف الراء للبعض. آه علي الراء... المفقودة. وكتب الشاهين: واصل.. واصل أيها الغربي، "وألبي معك" لقد تنافخ المتنافخون، وتقافز المتقافزون.. ونادي مناد بقتلك، وآخر بنفيك.. واصل.. لكأني أراك في محرقة إبن رشد، أو مقبرة صاحب كروية الأرض، أو منفياً في الربذة، أو ربما مصلوباً! واصل.. قبحك الله، ومن يخالف أو يأتي بجديد مثلك! واصل إلي أن تقتل، تنفي، أو تلقي من علو شاهق.. وسأقبل فيك العزاء، وأدفن ما تبقي من عقل وحرية مفتعلة، بقبر إلي جانبك..ودعهم فهم مأمورون.. الشاهين.. طفح الكيل، وبلغ السيل الزبي. وكتب غشمره: هذه المرة ضحكت بقوة والله، لكنه كما قال عمنا المتنبي: ضحكٌ كالبكا! تحول هذا الموضوع من سؤال مشروع وإجابات مختلفة، وحوارات تبعث علي التفكير، الي مشروع شخصنه ومهاترات وتهم، وهكذا تحول صديقنا غربي (وهذه صداقة أتشرف بها) إلي غربي (بحذف الراء) عند أقوام، وإلي ابن رشد حديث عند آخرين، وأهملت الفكرة الأساسية. هل كتب علينا أن نحب بشدة أو أن نكره بشدة، دون حل وسط يبقي لنا جميعاً قدراً من الشعور المشترك بالإحترام المتبادل. كم أكره الوعظ، وكم أكره أن ألجأ إليه، وأحياناً أكره الوعاظ أيضاً، لكن: إذا لم تجد إلا الأسنَّةَ مركباً فما حيلة المضطر إلا ركوبه أكاد أختلف مع غربي في كل شئ، لكني أؤمن معه بأنه لا يجب أن نستبدل العقول التي وهبنا الله بأحذية بالية، وأؤمن معه أن التفكير وإعمال العقل والإيمان بما نراه ثوابت بعد عرضها علي العقل، واجب علي القادرين علي ذلك. وأؤمن معه كما يؤمن معه كل عاقل أن (لا إكراه في الدين) ولا في الفكر، ولا في أصول البحث عن الحقائق. هذا موقف أحببت تسجيله هنا، حتي نستطيع أن نكمل الحوار بعقولنا لابسيوفنا ولا بقصد طرفي الأمور. نشوفكم علي خير. وكتب مجموعة إنسان: أستاذي الكبير"غشمرة": صدقت والله لقد صدقت. أن نكمل الحوار بعقولنا لا بسيوفنا ولا بقصد طرفي الأمور. أخي العزيز العاملي: نظرتي للموضوع لها جانب آخر.. أنا أري أن القرآن عظيماً من خالق عظيم، ولكني لا أري أن كل السلمين عظماء، ولا أغلبهم عظماء. التفكير الذي يملكه العزيز"غربي" تفكير مميز، وتفكير ينبض بالحيوية والبحث عن الأفضل، فهو لم يرث الأفكار كما تورث المادة الحسية من الأهل ولا النمطية سيئة الصيت من المجتمع البدائي، بل يبحث عن الحقيقة التي إن وجدها كانت ضالته الثمينة إن شاء الله! وإن كانت طريقته غير مرضية للبعض ولكنها مريحه له، ويشعر بأنها تدفعه أكثر وأكثر وصولاً لتلك الضالة. أنا شخصياً أبحث عن كل مواضيع هذا الرجل المفكر. منها ما أقبله كفكرة قابلة للتطبيق، ومنها ما أري أنها قابلة للتعديل والإضافة. ومنها ما أري أنها قابلة للبحث والتجديد. ومنها ما لا أقبله ولكنها تدفعني ولا شك الي المزيد من التقصي والتدقيق، وصولاً الي قناعه تتفق ومعتقدي الذي آمنت به. هذا هو غربي.. وهذه هي طريقته في التفكير.. وهذه هي أفكاره التي آمن بها. كيف حدث كل ذلك؟ ولماذا لم يجعله الله كما تريدون؟ وجهوا هذه الأسئلة الي الله سبحانه وتعالي.. فهو الذي خلقة وهو البصير بعبده.. وجعل لحسابه وحسابكم يوماً سماه يوم الحساب. أما واجبكم الشرعي نحوه فهو لايتجاوز حدود الحوار لمن استطاع اليه سبيلاً وأما من لم يستطع فإن الله لا يكلف النفس إلا ما تستطيع أن تنجزه. والسكوت من استطاعة كل نفس صحيحة الهوي. وإني والله لأري كثيراً ممن يهرج باسم الأدب والدين لهو أبعد من الدين الذي يريد أن يقرب"غربي" له. لا مجال للمزايده هنا، من له القدره علي الحوار عليه أن يقارع الحجة بالحجة والفكرة بالفكرة. من يختلف معنا لن نستطيع أن نقنعه بما لدينا إن لم يقتنع بخلقنا.. وإن لم يقتنع بخلقنا فهو لن يأخذ منا أي شئ.. أي شئ صغر أم كبر.. والعقل لايحاكي إلا بعقل رضينا أم أبينا. هو يفكر، أصاب أو أخطأ.. ومن يحاوره يجب أن يفكر معه ويستوعب كل منهم الآخر، ومن ثم يبدأ الحوار المفتوح، ومن غير قيود ومزايده.. كثير من المداخلات هنا لم يتقبلها خلق المختلفين مع غربي، فضلاً عن أن يتقبلها غربي نفسه، وهي مجرد ألفاظ لاتدل لا علي خلق عظيم ولا علي علم يذكر ولا شئ يوصف، فقط المزايدة ولا غير، وكأننا في سوق الدلالة وليس في منتدي حوار. وإن كان رأيي هذا يفتح شهية البعض للمزايدة كلما أتيحت الفرصة له، فله الخيار.. وكل إناء بالذي فيه ينضحُ. غربي: يحترمك المحترمون.. نعم يختلفون معك في بعض ما تطرح.. ولكنهم مثلك يفكرون ضالون أم مهتدون.. لاتثريب عليهم إن هم وصول الحق يبتغون.. وأما الورثة الجاهلون، فهم فيما ورثوا يهيمون. وكتب العاملي: الأخ مجموعة إنسان، أشكرك.. لأنك أعلنت مخالفتك للملحدين وإيمانك بالله تعالي وكتابه.. وأشكرك ثانياً، لأنك صاحب أخلاق ولست متشنجاً مقذعاً مثل بعضهم.. وأطلب منك أنت المعجب بغربي! والمتحدث باسم مجموعة المشككين أن تذكِّرهم بالموضوعية.. والأخلاق.. فإنك تري قفزهم من صلب الموضوع الي مواضيع أخري.. وتري تهزيئهم لعقول أكثر من مليار من المسلمين والمؤمنين بالله تعالي.. وتري تحويلهم الموضوع الفكري الي موضوع شخصي.. ومحاولتهم تسقيط من يناقشهم بأنه مأمور ومهنته الدفاع عن قالب فكري معين.. (وقد سألت غربي بعد هذا الموضوع بأيام عن أئمته الفكريين لنري قوالبهم التي قولبوه بها، فأجاب: (نعم والله يا شيخنا إني أخجل! أخجل أن أضع آلهة الفكر الإنساني.. في ذمة عبيد)!! يقصد غربي أن أئمته الذين تأثر بهم وقولبوا له فكره، مثل نيتشه وماركس ولينين ودارون، آلهة الفكر الإنساني، ونحن عبيد الفكر الإسلامي، فهو يخجل أن يضع آلهته في أيدينا! إنها غطرسة المهزوم الخائف من افتضاح آلهته)! أما قولك: (هذا هو غربي.. وهذه هي طريقته في التفكير.. وهذه هي أفكاره التي آمن بها. كيف حدث كل ذلك؟ ولماذا لم يجعله الله كما تريدون؟ وجهوا هذه الأسئلة الي الله سبحانه وتعالي.. فهو الذي خلقة وهو البصير بعبده.. وجعل لحسابه وحسابكم يوماً سماه يوم الحساب). فهذا جبرية لا يعرف الفكر البشري مثيلاً لها.. وإن كنت تعتقد بها فحطط عن راحلتك، وادفن أفكارك الإصلاحية! ففكرة الجبرية تسقط المسؤولية ليس عن غربي فقط.. بل حتي عن القتلة والطغاة، الذين يشكو منهم المسلمون، ويشكو منهم غربي ورفقاؤه دعاة الحرية.. ويشكو منهم كل شظايا البروليتاريا المتخفية. (وفي هذه العبارة الأخيرة إشارة الي شيوعية بعض من ينتصر لغربي). وكتب أبو تراب: (لكني أؤمن معه بأنه لا يجب أن نستبدل العقول التي وهبنا الله بأحذية بالية، وأؤمن معه أن التفكير وإعمال العقل والإيمان بما نراه ثوابت، بعد عرضها علي العقل، واجب علي القادرين علي ذلك). أخانا غشمرة.. أوكما يحلو لصلاح أن يناديك: الرائع غشمرة. إعمال العقل من المسلم بما يراه ثوابت كحجية القرآن أو عدم قدسيته، أو أنه أخطأ في بعض الموضوعات، ماذا لو قادني عقلي الي تلك النتائج، هل ألغي عقلي، أو أتهمه؟ وكتب مجموعة إنسان: العزيز الشيخ العاملي: ما قصدته أنا ليس هو الجبرية كما فهمتها أنت، والتي أري أنها لا تتفق مع مبدأ الثواب والعقاب يوم الحساب. ولكن ما قصدته أنا هو أن حوارنا مع بعضنا البعض يجب أن يكون من منطلق فكر ومعتقد الطرف المحاور كما هو.. وليس كما نريده أن يكون.. لأن ذلك يلغي ادعائنا بأننا هنا للحوار.. والحوار لا يكون إلا بين المختلفين وليس المتفقين.. وإلا ما جدوي الحوار وما هدفه؟! وأما مسألة حرصي علي قراءة ما يقدمة الصديق"غربي"فلا تتعجب منها، فأنا أنظر الي ما قيل وليس الي من قال! كما أني لست ممن ينظر الي دين ومذهب ومعتقد الكاتب قبل أن أنظر الي المكتوب.. ولست ممن إما أن يؤمن بالمطلق أو يكفر بالمطلق. وهو صديق عزيز وأبحث عن أمثاله وأمثالك المحترمين.. وأما الفكر المطروح فهو قابل للحوار بعيداً عن هذه العاطفة. قال العاملي: من الواضح أن غربي وجماعته ليسوا باحثين أكاديميين، وإلا لطرحوا اتهاماتهم للقرآن والإسلام بطريقة علمية، وليس بطريقة السخرية التهريجية! وقد تضمن كلامهم التهم التالية: الأولي: زعمهم أن القرآن من تأليف محمد صلي الله عليه وآله وليس وحياً من الله تعالي. وهذا يعني الكفر بالإسلام وتكذيب النبي صلي الله عليه وآله. وهو ظاهر من كلام غربي! وبذلك يكون طوي البحث عن صدق النبي صلي الله عليه وآله وتجاوز أدلته الكثيرة الساطعة، وافترض أن رأيه في تكذيبه صلي الله عليه وآله صحيح لايحتاج الي نقاش! وهي مصادرة في المنهج، لايرتكبها باحث يحترم نفسه! والثانية: زعمهم أن القرآن اهتم بالفرج أكثر من العقل! وعليه فالفرج في القرآن أسمي من العقل وأهم منه! وهذا افتراءٌ علي القرآن لم يوثقه غربي إلا بذكر قوله تعالي في سياق مدح المؤمنين: وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ! وكان اللازم عليه أن يستوعب كل الآيات والأحاديث التي تخص العقل، وتلك التي تخص الفرج، ثم يقارن بينهما! لكنه لم يفعل ولا يريد ذلك، فهو ليس إلا التقاطي من نوع السلفي الذي يلتقط نصاً أو كلمة ويفصلها عن سياقها ويهرِّج بها، وليس مستعداً لأن يبحث كل النص ومجموعة النصوص الأخري في الموضوع للوصول الي نتيجة علمية. والثالثة: زعمهم أنه لايصح وضع قوانين وتشريعات للعلاقات الجنسية، ولادعوة الإنسان الي حفظ فرجه وتقييد حريته فيه! قال غربي: (أما الشهوة الجنسية (وما يترتب علي إطلاق عنانها من المساوئ أعظم أثراً في المجتمعات الإنسانية من أي إطلاق لعنان آخر) فهذا يصح، لو كنت تتحدث عن مجتمع حيواني يا غشمرة، لا مجتمع إنساني). فالمجتمع الإنساني عنده لايحتاج الي توصية ولا تربية ولا قانون في حفظ الفرج، لأن ذلك أمر غير مهم! والرابعة: زعمهم أن الإسلام يصوغ العقل البشري ويقولبه، ويسلبه حريته! وهي مقولة تعلمها غربي من الغربيين الذين يلجؤون اليها عندما يصطدمون بأدلة العقل المسلمين ولا يجدون جواباً، فيقولون إن الإسلام صاغ عقولهم في قالب، فصاروا لا يتقبلون الفكر المضاد له، ولا ينفع معهم نقاش! وهي حجة العاجز عن مواصلة البحث العلمي والإستدلال المنطقي! وأسهل رد عليها أن نقول لهم إن ثقافتكم المادية قد صاغت عقلكم الغربي ووضعته في قالب فأنتم لا تتقبلون الفكر المضاد لها ولا ينفع معكم النقاش، إلا بإفحامكم، وبيان عجزكم أمام أدلة العقل! وتحليل المسألة: أن كل دين وكل منهج تفكير، سماوياً كان أو أرضياً، يعمل لتوجيه عقول الناس وصياغتها، ولذلك تجد عقائد الناس وقناعاتهم مختلفة! وهذا التأثير علي عقول الناس يمكن أن نعتبره مدحاً، كما يمكن أن نعتبره ذماً حسب موقفنا منه. فلو نجح غربي وأسياده أساتذة الثقافة المادية في التأثير علي عقول الناس وصاغوها بقالبهم، لافتخروا بذلك وجعلوه دليلاً علي أصالة الفكر المادي وقوته! فلماذا تكون قولبتهم للعقل البشري نجاحاً ومديحاً وفضيلة، ولا تكون قولبة الإسلام للعقل المسلم كذلك، بل يعدونها تخلفاً وإخفاقاً؟! فالمسألة عندهم انتقائية تعصبية، وليست علمية! أنظروا الي قول غربي: (لايصوغ القرآن أي خطاب يتعلق بحرمة العقل، إلا ذلك الخطاب الآحادي الذي يطالب بفرض الرسوم، والحجب، علي العقل المقولب الذي صاغه هو! واستمر الحال، طوال فترة التمويل الإسلامي، لبنية الفكر العربي، يعمل علي تشكيل نفس الحرمة للعقل المقولب، ولا يلتفت إلي هذه الحرمة عندما يتعلق الأمر بأي عقل إنساني آخر. ربما كان لهذا الخطاب المتصل، دور كبير فيما يعانيه العرب من نكبة في حرياتهم ونكسة في بناهم العقلية، وتأخر في طرائق تفكيرهم وتناولهم لأي أمر). إن نفس هذا الكلام يمكن أن نقوله عن المسيحية واليهودية وعن الفكر الغربي الذي يقدسه غربي، وعن أي فكر آخر! لكنه العداء للدين والتحيز ضده! والواقع أن تأثير الفكر الإسلامي علي العقل البشري لمئات الملايين من شعوب مختلفة، أقرب لأن يكون دليلاً علي قوته وأصالته، لكن الإنصاف أن أي فكر إنما تعرف صحته وسقمه بالعقل والبرهان، وليس بسعة تأثيره أوقلته! قلتها الفكر والخامسة: إشكالهم علي الإسلام لماذا يحكم بقتل المرتد عن دينه، إذا كان مولوداً من أبوين مسلمين. قال غربي: (قولبة العقل، ووضعه في إطار ضيق، ومنع الخروج عليه. فرض الحدود والحواجز عليه. التدخل في بنيته، وجمح عقاله، ومنعه من الإنطلاق. إعمال القتل في بعض الحالات، التي ربما يكون العقل هو منطلقها الأساس، كالردة، ونقد بعض النصوص المقدسة). انتهي. وقد بحثنا هذا الموضوع مستقلاً في شبكة هجر، وبيننا أن المرتد لو لم يعلن ارتداده ولم يدع اليه، فلا شغل للإسلام به، لأنه يعامل الناس علي ظاهرهم ولا يفتش عن دخائلهم. وإنما المشكلة في أن المرتد الذي يعلن ارتداده يتحول الي داعية للكفر في وسط المسلمين، وهذا اعتداء علي حقوق المجتمع، وحركة مضادة لمصلحة أعدائه، وتشويش لأذهان صغاره! وهذه في قوانين البلاد الغربية جرائم تستحق العقوبة!؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ كتبتُ في اليوم التالي لموضوع غربي المتهور(14-09-2000) موضوعاً بعنوان: كيف يفكر الملحد غربي؟ عنوان موضوعه (العقل والفرج: أيهما أسمي وأيهما أحق بالحفظ؟)، فهو: أولاً: يريد بهذا العنوان أن يخطئ القرآن، لأنه أمر الناس بحفظ فروجهم، ولم يأمرهم بحفظ عقولهم بنفس هذا اللفظ والتعبير! فالقصةأن حضرة الأستاذ غربي رأي التعبير بحفظ الفروج، فلم يعجبه! وحبكت معه أنه يجب يكون هذا التعبير للعقل! وصار الله تعالي أو النبي صلي الله عليه وآله مؤلف القرآن بزعمه، هو المقصر لأنه لم يستعمل العبارة التي أرادها غربي في المكان الذي ارتآه غربي!! فعبارة الحفظ مهمة، وكأنه لا يوجد في العربية كلمة غيرها للمحافظة علي العقل! وبما أن العقل أسمي من الفرج فهو أحق بالأمر بالحفظ من الفرج!! ثانياً: ينتقد غربي الطهارة الجنسية التي يدعو اليها القرآن بأسلوب ساخر فيقول: (ويتعاظم التقدير القرآني للقيمة الفرجية، ويُكثر حولها الخطاب، والتحذير الخطير، والوعيد الشديد، والويل والثبور، وعظائم الأمور! ويظن صاحب النظرة الموضوعية، عندما يقرأ القرآن.. أن الإنسان كائن فرجي، تحركه بوصلة فرجه، تجاه أي فرجٍ قريبٍ.. آخر! وفي الجزاء الإسلامي جاءت الحدود تنص نصاً علي حرمة الفرج، وتحذر من التطاول عليها... الي آخر مانطقه غربي. يقول غربي بذلك: إن اهتمام القرآن والأديان بحفظ الفروج والنسب، وتحقيق الطهارة الجنسية في المجتمع.. غلط! والصحيح هو الإباحية وإطلاق شهوات الناس، ولتنجب زوجة الإنسان الغربي أو الشرقي ممن شاءت، ولينجب هو ممن شاء حتي من محارمه! ولعل الصحيح عنده أنه لا ضرورة لزوجة وأسرة، بل الشيوع الكامل في الجنس والأولاد!! فالإنسان عند غربي حرٌّ في فرجه.. وحرٌّ بفرجه.. والتشريعات الدينية تحدُّ من حريته بحجة المحافظة علي الفرج، وهذا تعد علي حريته الفرجية! والأديان عند غربي اهتمت بالفروج لأنها ليست وحياً من الله تعالي، بل وضعها أناس عندهم العقدة الفرجية، حتي أنهم يخاطبون الفروج ولايخاطبون العقول! ويقول المفكر غربي... إن الأديان لم تخاطب العقل كما خاطبت الفرج، لأنها تهتم بالفرج ولاتهتم بالعقل الذي هو أسمي ما في الإنسان، بل تعتبره آلة تصوغه بقالبها، ثم تخاطبه مخاطبة الأمر الناهي! ويزعم غربي.. أنه لاقيمة للعقل في القرآن والسنة، بل جاء ذلك متأخراً!! قال: (وفي فترة لاحقة صيغت الضرورات الخمس في الإسلام، وجاء العقل في مرتبة أفضل، رغم ما يكتنف تلك الضرورات من شبهة، عند مقارنتها بأصل الخطاب، وما جاء في التنزيل)!! فهو يوهم القارئ ويفتري علي النبي صلي الله عليه وآله بأنه كان اهتمامه كل هذه المدة في الفرج، فلم ينزل قرآن في أصول الإسلام وعقائده وضروراته، إلا متأخراً!! ثالثاً: زعم غربي أن حرمة الفرج في الإسلام أهم من حرمة العقل! قال: (ماذا عن العقل؟أليس له حرمة هو الآخر؟ أم أن العبرة.. بالمكحل؟ ليس الفرج بمقام العقل.. ولا يمكن المقاربة، ولا المقارنة..بينهما.. لايصوغ القرآن أي خطاب يتعلق بحرمة العقل، إلا ذلك الخطاب الآحادي الذي يطالب بفرض الرسوم والحجب علي العقل المقولب الذي صاغه هو! واستمر الحال، طوال فترة التمويل الإسلامي لبنية الفكر العربي، يعمل علي تشكيل نفس الحرمة للعقل المقولب، ولا يلتفت إلي هذه الحرمة، عندما يتعلق الأمر بأي عقل إنساني آخر. ربما كان لهذا الخطاب المتصل، دور كبير فيما يعانيه العرب من نكبة في حرياتهم، ونكسة في بناهم العقلية، وتأخر في طرائق تفكيرهم وتناولهم لأي أمر)! انتهي. وهكذا يسوق غربي هذه التهم والإفتراءات علي الإسلام والقرآن، بدون أن يأتي بدليل من نص واحد، ولا شبه دليل من نصف نص، فلم يذكر في كل مقاله إلا آية: (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ) واجتزأها من سياقها، ولم يفسرها بل رفعها علماً يسخر بها ومنها! وكأن الدعوة الي حفظ الفرج جريمة فاضحة! رابعاً: استعمل غربي إسقاطاً ذريعاً للواقع العربي علي الإسلام، فدعا الي احترام العقل قبل الفرج، فقال: (حرمة العقل هي ما يعطي للحرية قداستها.. وعندما يتم التسلط علي العقول بالحجب والمنع والغسيل الوسخ لمستمر، تصبح الحرية مطلباً غالياً وعزيزاً، أعز من طلب الثأر لانتهاك العرض، وأعز من طلب دم العار. وتصبح فاجعة فقدها... أبشع وأشنع من فقد بكارة المغتصبة، وأنكي من فقد الشرف. قال غربي: عندما نحصل علي حقنا في حفظ عقولنا من الانتهاك… سننظر لاحقاً… في أمر الفروج). انتهي. وفي هذا المنطق عدة مزاعم غير عقلانية: أولها: أن القرآن اهتم بالفرج أكثر من العقل. وهو كلام متهور غير مطلع علي القرآن والسنة، أو عدوٌّ لهما مكابر! والدليل البسيط عليه أن العقل ومشتقاته استعمل في القرآن في أكثر من خمسين آية، بينما لم يستعمل كلمة فرج ومشتقاته إلا تسع مرات فقط! ولا يتسع المجال لعرض آيات العقل ومكانته والتشريعات المتعلقة به!! الثاني: أنه يصور وجود تناقض أو تضاد بين اهتمام الدين بالعقل والفرج، وكأن الدين أو الدولة أو القانون، لايمكنه أن يهتم بهما معاً ويضع لكل منهما التشريعات المناسبة.. فالقضية العقائدية والإجتماعية هي: إما العقل وإما الفرج!! وهذا يشبه أن يقول شخص لغربي: لايمكنك الجمع بين الإهتمام بعقلك وفرجك معاً! وبما أنك عقلاني علماني تفكر دائماً بقضايا الشعب والأمة، ومسائل النهوض الفكري بهم، وتعمل لأن تكون الإنسان السوبرماند النيتشوي لقيادة قطيع المجتمع وحشراته، فيجب أن تهمل فرجك ولا تفكر به أبداً. فإن فكرت به أكثر من ثوان، فأنت فرجي علي حساب العقل! الثالث: دعا غربي الي الخروج عن الضوابط الجنسية القرآنية، وسخر منها! وهي ضوابط بشرية منسجمة مع فطرة الإنسان، لا يوجد عاقل يحترم نفسه يرضي لمجتمعه وأسرته التمرد عليها والدخول في الإباحية التي دعا اليها غربي!! بل إن الغربيين أسياد غربي مهما كانوا فرجيين، لا يقبلون نظرية غربي لرفض الطهارة الفطرية، أوالطهارة التي يدعو اليها الإنجيل!! الرابع: في كلام غربي إهانة للقرآن الكريم والإسلام والأديان، ونترك ذلك لقوانين هجر.. وأنا أقترح إبقاء عضويته بشرط أن يناقش في واحة استثنائية، بموضوعية بدون سخرية وخلط المسائل.. ابتداء من وجود الله تعالي الي ما شاء من مسائل الإسلام. الخامس: أنه دعا الي الهدم ولم يقدم بديلاً إلا الإباحية، وغلَّف كلامه بعبارات عائمة انتقد فيها عدم إحترام العقل عند العرب.. ولعل البديل عنده مجتمع البروليتاريا؟ أو مجتمع أمريكا الذي يصيح أهله من ويلات تحلله وفساده وتفكك الأسرة فيه، وما نتج عنها من شيوع المخدرات وانتشار القتل! ومن المحتمل أن تكون أفكار صاحبنا تشنجات من سوء واقعنا العربي، جعلته يعرف كيف ينتقد ويهدم، ولا يعرف كيف يبني، ولا ماذا يريد أن يبني! فالهدم عند بعضهم مطلوب للهدم فقط!! فكتب عيون: لو استخدمت: كيف يفكر غربي، بدلاً من: كيف يفكر الملحد غربي، كان أفضل، فالعنوان كما يبدو يشبه تلك العناوين التي أقرؤها كثيراً لتأجيج العقول والقلوب ضد أفكار معينة. لا شك أن لك الحق في نقد ما يكتبه غربي، لكنك أسقطت يقينك بأن غربي "ملحد" وهذه مغالطة حيث أن الله وحده علام السرائر وأنت لا تعلم السرائر. ستقول لي: أنظر الي كتاباته إنها تصرخ إلحاداً، وسأعود وأقول لك هذا فكر، والله هو الذي يعلم السرائر.. لم نتعودك يا شيخنا العاملي ممن يستخدمون الألفاظ الحادة في التعبير. أرجو أن يتسع صدرك لهذا النقد البسيط. ولك مني التقدير والإحترام. لنا عودة. وكتب العاملي: شكراً للأخ عيون، وقد قدرت أن الأخ غربي لايسوؤه ذلك.. لأنه صرح بانتقاد كل الأديان! واعتدي علي كل المقدسات عند المسلمين وغيرهم! علي أي إن أراد صاحبنا غربي، فأرجو من الأخ المشرف أن يحذف كلمة (الملحد) من العنوان،.. وشكراً. وكتب غربي: شيخنا العاملي.. رغم أنني أتوقف في كثيرك، وأكاد لا أستسيغ منك مؤخراً ولو نقطة علي حرف، لما أراه من خطابك المنفعل، الذي تلقيه وكأنك في محاضرة، وتصدر منه الأحكام وكأنك في صدر القضاء، ومرة بتهمة الإستغراب وأخري بالعمالة للصهيوينة، وهذه الأخيرة، بالإلحاد. صدقاً.. وبغض النظر عن إسقاط عنوان هذا الموضوع علي شخصي، لم أكن أظنك بكل هذا السفه. كنت قديراً عندي يا عاملي، وكل ذي علم عندي قدير، مهما تهافتت حججه، ومهما تهاوت براهينه، ومهما تباينت بيني وبينه الآراء.. ما أثار عندي كل حفيظة الآن هو هذه التهمة الجديدة، التي رحت تعللها أنت بأنها نقد الديانات. هل هذا هو تعريف الإلحاد، يا عاملي؟ ثم.. لم أكن أظنك فعلاً دخيل علم إلي هذه الدرجة، ومحترف نخر وبخر وتحريف وتكييف. هل يعقل أن تلوي وتقعر، لتخرج بكل ما لم حتي يخطر علي بالي؟! أستغرب فعلاً.. ألا يحرك هنا بعض الرجولة في الطرح، ومقابلة الطرح الآخر؟ أم المسألة مسألة حرب فقط؟ أم هو البغاء عندما يتلبس العقول الصدئة؟ لا بأس يا عاملي.. سأفرد لك غير هذا.. في غير هذه الليلة.. ولن أضيع لك أجر كل هذا الجهد في مقابلة ما كتبت أنا.. ولنا يوم قطيب. وكتب العاملي: كتبت الكثير عني وليس موضوعنا أنت وأنا.. الموضوع أهم مني ومنك بكثير! ولم تكتب جملة واحدة مفيدة عن الموضوع، ولا خرجت عن عهدة كلماتك التي سخرت فيها من الإسلام وقرآنه ونبيه صلي الله عليه وآله، ومن المسيحية والأديان والأنبياء عليهم السلام!! وهل تتصور أنه يحق لك أن تسخر بما تريد، وأنه لا مقدس إلا شخصك وحريتك؟! وأنه يجب علينا أن نسكت ولا نقول لك ألحدت! فأين العقلانية والموضوعية والأكاديمية يا غربي؟!! لننتظر.. وكتب غربي: إلي أعلي.. حتي عودة الآبق من عبوديته، المارق من كل نص، الخارج عن قانون السماء، ابن ماء السماء - غربي، والذي يستسمح فضيلة الشيخ العاملي، بالإمساك عن بادرة السيف، وتأجيل حكم الله، حتي يغالب غربي شعور القرف الذي يعتريه مؤخراً، ويعود ليقسم يمين الولاء والطاعة ويستتاب ويتوب، أو يشق العصا.. فيكون الجزاء نافذاً. غربي- الله يخلف. وكتب العاملي: الأخ غربي، لا سيف عندي، ولا حكمت به علي أحد.. موضوعنا مناقشة الكلام الذي قلته أنت، منطوقاً ومفهوماً.. وهو حسب فهمي صريح في رفض الأديان.. في قسميه الأول الذي علقت عليه، والثاني. أما إذا قلت إنك لم تقصد منه الإلحاد، فعليَّ أن أقبل منك وأحفظ دمك، وأطلب من الأخ المسؤول عن الصفحة حذف كلمة (الملحد) التي أثارتك، وأرجو أن تتكلم بالعربي الفصيح.. المفهم لما تريد، لا لعكس ماتريد. قال العاملي: سمعت أن مناقشتي مع غربي أحدثت صدي في أوساط زملائه المشككين، وخافوا أن يعرف الناس في مجتمع غربي بأن العاملي حكم عليه بأنه ملحد! ولكن غرضي ليس الإساءة الي أحد، بل الدفاع عن عقائد الإسلام الحقة، وعن العقل الذي يدعيه غربي وزملاؤه وهو منهم براء. فخففت الأمر عليه! وكتب مجموعة إنسان: مجرد اقتراح:أن يتم بينكما حوار موضوعي وهادف حول نفس موضوع (الجنس) في القرآن. وأنا أعتقد بأن المحترم غربي ليس لديه مانع من الحوار في هذا الموضوع.. ولكن كان رفضه للصياغة التي استخدمت في طرح الموضوع، وهي لا شك مزعجة وخصوصاً من شخص تعودنا منه الموضوعية.. كما أن الموضوع وعنوانه مشخصن بطريقة ابتعدت كثيراً عن الموضوعية المعهوده والمفترضة. مثلاً.. لو كان العنوان بهذه الصياغة: >غربي هل نتحاور؟" كانت الأمور في طريقها الحواري الصحيح. أرجو منكم أن تتقبلوا تدخلي هذا. مع تحياتي. وكتب العاملي: الأخ مجموعة إنسان. لعلك معي في أن موضوع الأخ غربي يفهم منه السخرية بالقرآن والإسلام والمسيحية، ويترتب علي هذا أمور خطيرة.. ومنها واجبنا في الرد الصريح.. أما إذا قال إنه لم يقصد ذلك، ولا يتبني الإلحاد، فقد لزم عليناَ أن نصدقه ونقبل منه، وأن نعامله كمسلم، ونلقي اللوم علي أسلوبه المتوتر المملوء بالتهزيئ والسخرية!! وعندها أنا حاضر لطلب حذف الموضوع، وأي نقاش طبيعي معه.. وشكراً. وكتب حسام الراغب:..مع شديد إحترامي للأخ العاملي، وكل من وقف في صفه، لو وضحوا لنا ما معني الإلحاد في نظرهم؟ إجابة هذا ألسؤال هو بداية الحوار، لأن نكران الأديان ليس إلحاداً، علي الأقل في مفهومي المتواضع.. تحياتي. وكتب العاملي: كما تفضلت يا أخ حسام، فقد يكون الإنسان ملحداً منكراً وجود الله تعالي، وقد يكون كافراً بالأديان، ومؤمناً بوجود الله تعالي. ومثل هذه ملحد بالأديان وليس بالله تعالي. وكتب حسن حسان: ولم أقرأ نص مداخلته، ويبدو أنها كانت شديدةً، فقد حذفها المراقب، وكتب: (هذه المشاركة حررت بواسطة معاصر في 16-09-2000). قال العاملي: وغاب غربي ولم نر شيئاً من علمه، ولا رأينا يومه القطيب الذي وعد به!

يفور و يثور و يولي عن الحوار غير معقب

كتبتُ بتاريخ20-09-2000، موضوعاً بعنوان: الي غربي.. من هم المفكرون الذين تأثرت بأفكارهم..؟ لكي أجيبك علي تهزيئك لعقول المسلمين، وعقائدهم ومقدساتهم.. فهم برأيك مقولبون بفكر كله غلط! وفكرك أنت فقط هو الصحيح! أرجو أن تعرفنا علي هذا الفكر من يمثله في عصرنا غيرك حضرتك.. ومن هم المفكرون الذين استلهمت منهم إبداعك من الماضين والمعاصرين.. وتقولبت بقالبهم، وأنتجوك في معاملهم؟! فكتب البدوي، وهو شاب سعودي يعيش في أمريكا: الإخوة: العاملي، وفرقد، وحسن، وغيرهم من الملتزمون بالدين الحنيف! اتحدوا ضد عدوكم الذي يعادي الإسلام والمسلمين! اتحدوا يا أبناء الإسلام بجميع طوائفكم، ضد أعداء الإسلام وهم (اليهود). اتحدوا قبل أن يفرق (اليهود) شملكم! دينكم يبشركم بنصر علي اليهود، نفذوا أمر الله في فناء اليهود ودولتهم. نصر من الله وفتح قريب. وكتب غربي: كعادتك يا شيخنا.. متسرعٌ عجول. لم أهزئ عقول المسلمين.. ولا يمكن لأحد أن يتجرأ علي تهزئ عقول أمة كبيرة مثل المسلمين.. أنا أحببت أن نتشارك في تعريض مسلماتنا للعقل، فإما نجت المسلمات، وإما تداعت أركانها وفي كلا الحالتين.. يبقي العقل. لم أقل، مرة واحدة، أنهم مقولبون بأفكار "كلها غلط"، ولم أقل مرة واحدة بأنني وحدي علي حق.. وكل ذلك وما سبق مثله، وما سيلي من نفس طينته، هو مما يتنزل علي جنابكم في هجعة الليل، بعد أن يتعرض عقل فضيلتكم لبعض وخزٍ لم يعتده.. أما مثل هذه الأسئلة الموجهة، والمناظرات التي ربما يجد فيها مقامكم بعض المتعة، ولذلك يصر عليها، وعناوين مقالات محفوفة بالسخرية والإنتقاص والتهم، لخلق جو يجلب علي عدوكم بعض لعنات سخيفات تجعلكم تنامون مرتاحي البال.. فأذكر بأنني نبهت سموكم إلي التوجه مباشرة إلي الموضوع، وأي مقال تشاؤون، بعيداً عن المهاترات، وبعيداً جداً عن المناظرات.. ليست صنعتي يا فاضلنا، ولست قوي مزاج عليها، ولست أراك صبوراً وقادراً علي احتمالي فيها. أعذروني.. فهذا هو التوضيح الأخير. حفظ الله ظلكم من كل مكروه. وكتب العاملي: الأخ غربي، لماذا هذا الإصرار علي شخصنة كل حوار واتهام محاورك؟! ولماذا محاولة تصوير نفسك مظلوماً وتصوير محاورك مفترياً؟ لعن الله سياسة أمريكا واسرائيل ومنطقهما، فلماذا تقتدي به؟! أنا لم أفترِ عليك، بل سألتك علي ضوء ما كتبته بيديك! ألست القائل: (لايصوغ القرآن أي خطاب يتعلق بحرمة العقل، إلا ذلك الخطاب الآحادي الذي يطالب بفرض الرسوم، والحجب، علي العقل المقولب الذي صاغه هو! واستمر الحال، طوال فترة التمويل الإسلامي، لبنية الفكر العربي، يعمل علي تشكيل نفس الحرمة للعقل المقولب). ألست القائل: (- قولبة العقل، ووضعه في إطار ضيق، ومنع الخروج عليه. - فرض الحدود والحواجز عليه. - التدخل في بنيته، وجمح عقاله، ومنعه من الإنطلاق. - إعمال القتل في بعض الحالات، التي ربما يكون العقل هو منطلقها الأساس،كالردة، ونقد بعض النصوص المقدسة، والإعتراض علي بعض ما يسمي بالأصول). ألست القائل: (الذي يشير إلي أن القرآن اهتم بحرمة العقل، إن كان هذا العقل فقط، هو (العقل المقولب الذي صاغه هو!) ألست القائل: (نعم يا شيخنا.. لقد وجه "صاحبكم" نقده إلي القرآن الكريم.. وسيوجهه ما استطاع، إلي أي مصدر يبث في تطبيقات من أخذوا به وآمنوا إيماناً مطلقاً غير محفوف بالشك؛ مقولباً غير قابل لإعادة الصب؛ ومنقطعاً غير متعلقٍ بأسباب العقل..)؟!! فهل هو تسرع مني وافتراء.. أم هو فرار منك واختباء؟! وكتب غربي: بلي يا شيخنا، أنا القائل لكل ما أرودتموه.. وإن كان لك فعل خير، فاربط أي مما قلته أنا، وأوردته أنت أعلاه، بصفات مثل: تهزئ عقول المسلمين، وتصوير فكرهم بأنه كله غلط، وتصويري لفكري بأنه هو الصحيح فقط. إجعل، فديتك أمام كل عبارة قلتها أنا، ما يربطها بما وصفتني به أنت. فأنا لست مستعداً لأن أتكلم، ويأت هي بن بي ليلوي الكلام، ويكيفيه ويمثله ليخرج منه بمعانٍ هي لست منه في شئ. ولا تكثر، يا شيخنا، من ذكر الفرار... صدقني... لا أعرفه (!). يا شيخنا.. من يشخصن الحوار بالتهم المتنوعة.. هو أنت. ومن يتعصب لأفكاره هو أنت.. ومن يري الأفكار وحياً مقدساً غير قابل للمراجعة... هو أنت. ومن يري معارضيه ملاحدة مارقين.. هو أنت. حفظ الله "أنت" من كل مكروه. وكتب العلماني: البدوي. قل: من الملتزمين، ولا تقل من الملتزمون... وقل بنصر، ولا تقل بنصراً.. ففي مقام الجر لاينبغي الرفع أو النصب. نصيحة: سوف يفتتح علي الإنترنت قريباً أشلاء موقع يعتني بمحو الأمية وتعلم مبادئ الإملاء، فأسرع وسجل به قبل أن تنصب الفاعل وترفع المفعول.. فعندما يريد"هي بن بي" أن يتكلم عن المسلمين واليهود والعرب، عليه أن "يفك حروف" لغته قبلها ويحسن التعامل بها، وإلا قال عنه بعض الخبثاء بأنه يكتب بقدميه... (وهذه الأخيرة ليست مذمة لك، فلن يضير من كان رأسه "جزمة قديمة"معبأة قيحاً وسفاهة وعنصرية وحقداً ووهم مؤامرة أن يكتب بقدميه). وجزاك الله خيراً... واسلم لي. وكتب العاملي: لا بأس يا غربي، فسر كلامك بما شئت.. فلسنا هنا بصدد مناقشته.. والنتيجة أن المسلمين برأيك مقولبون فكرياً.. ونحن راضون بهذا القالب، الذي هدت اليه الفطرة، وأحكمه العقل، ونزلت به النبوة.. وكل العالم مقولب فكرياً.. ومنهم أنت.. ألا يحق لمحاورك أن يعرف من تأثرت بهم من المفكرين، لكي يعرف قالب فكرك العتيد؟!! وكتب حسن حسان: أولاً: المدعو غربي بفقد الراء (خرج ولم يعد) ولم يعد يعتقد أنه له الحق بما أنه هنا في هجر أن يكتب مايجرح مشاعر المسلمين بحجة الحرية التي يتغني بها! إسمع يا هذا: أنت من أنت حتي تنتقد القرآن الذي لم يستطع علماء اللغة وأهل الفصاحة من قريش وحتي هذا الوقت، أن ياتوا بآية واحدة مثله؟! إسمع يا غربي بفقد الراء، وبعد ذلك سوف أكتب إسمك كما يرضي وصفك في الإسلام وفقه الدين: الدليل لا يعارض إلا بدليل أقوي منه، وإذا تعارض الدليلان وجب الترجيح. وفي علم أصول الدين لاتعارض بين كلّي وكليّ، لأن الشريعة الإسلامية مصدرها واحد وفي قواعد الأصول، وهذا العلم مجاناً لك ولغيرك من أهل العلم. العام لا يخصص إلا بدليل، والمطلق لا يقيد إلا بدليل، والمجمل لا بد من مبين له، والنص لا ينسخ إلا بدليل، وهنا فرق بين آيات الأحكام وآيات الإخبار. والنسخ فقط في الأحكام لا في الإخبار. أحببت أن أورد لك هذه المقدمة لكي تعرف أنت ومن يطبل لك، أنه لا أنت ولا غيرك له الحق أن يشرح أو يفسر آيات القرآن، إن لم يرجعها إلي عالم مشهود له بالعلم. أنت كل ما تستطيع فعله هو أن تنقل لنا أقوال العلماء أو المفكرين، أما رأيك الشخصي فهو لن يتعدي جهاز الكومبيوتر الذي تملك.. لك الحق أن تسأل من كان له دراية بالعلم الشرعية عن تفسير آيةٍ ما، دخلك الشك في تفسيرها، لا أن تفسرها علي هواك وهوي أتباع لينين. كما أنه ليس لك الحق أن تنكر القرآن وكونه وحي من السماء، كما يجعجع صاحبك العلماني، إلا عندما تفعل ما تحداكم به القرآن وعلي مدي1400 سنة (وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَي عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ. فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ). أنت مطالب أولاً: أن تثبت لنا أن القرآن ليس وحياً، وهنا وجب عليك أن تأتي ولو بآية مثل آيات القرآن. ثم عليك بعد أن تأتي بالآية أن تثبت أن ما أتيت به أقوي من آيات القرآن. هنا سوف يكون معك نقاش. وغير ذلك فأنت تكذب علي نفسك، قبل أن تكذب علينا، تخادع نفسك قبل أن تخدعنا، تشك في نفسك قبل أن تشككنا في القرآن! هذا الكلام موجه لكل الكفار الذي يكتبون هنا في هجر: قبل أن تطعن في القرآن هل لك أن تأتي بآية واحدة مثل القرآن؟! وكتب البدوي: العلماني: كنت أعلم أنك سوف تغضب من كلامي بحق إخوانك (اليهود)، فأنا أعلم أنك منهم، ويجرح مشاعرك ويثير حفيظتك كل من يعمل ضدهم. عموماً أنا أعترف بضعفي في قواعد اللغة العربية، وقد سبق أن طلبت من إخواني غشمرة وبدر الكويت أن يساعدوني علي تعلم الكتابة الصحيحة عندما أعود لبلدي. ولكن المخجل جداً أنك يا ابن الصهيونية تجيد اللغة العربية أكثر من إجادتي لها! أخي الحبيب حسن حسان: الله يرضي عليك ويسلمك، إدعس علي بطن ودماغ هذولي"جزمة قديمة"! اللي أنت خابرهم من شلة العلمانية والغربية، التي عقولهم مثل"الجزمة قديمة". أخوك مشغول جداً ولا عندي وقت أرد علي مؤامرات بني صهيون. ملاحظ هجر.. أنا ستعملت كلمات صاحبنا اليهودي! وهي"جزمة قديمة"! وكتب العاملي: والنتيجة، أن صاحبنا الغربي ظل يفر من الموضوع، ولم يخبرنا عن أئمته الفكريين.. لعله يخجل بهم! وكتب غربي: نعم والله يا شيخنا إني أخجل! أخجل أن أضع آلهة الفكر الإنساني.. في ذمة عبيد. وكتب العاملي: نحن وأنت وهم.. من صناعة الله تعالي وعباده، فعرفنا علي آلهتك الآبقين!! وكتب فرقد: العلماني: ما أخطاء البدوي النحوية بأعظم من أخطائكم أنتم! فهل كل من حمل القلم وسطر المقال تلو المقال متعلم؟ هناك اليهود الذين وصفهم الله تعالي في محكم كتابه: مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً… وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ. وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَي الأرض وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أو تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ. قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: (سيأتي علي الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين وينطق فيها الرويبضة قيل وما الرويبضة قال الرجل التافه في أمر العامة) غربي: حاشاك أن تخجل يا غربي.. فبينك وبين الخجل بون واسع! ألست القائل: (لولا...لمكنتك من نفسي يا عيون)!! قال العاملي: تلاحظون أن عنوان الموضوع:(الي غربي.. من هم المفكرون الذين تأثرت بأفكارهم..؟) فهو موضوع فكري، وأنا أعرفهم فهم العلماني ونيتشه وماركس ولينين ومن لف لفهم، لكني أردت أن أضع يده علي ضعف أفكارهم، وأنبهه الي مصدر الميكروب الذي أصابه فافتري علي القرآن والإسلام! لكنه تعمد الغضب وشخصنة الموضوع ليبرر الفرار منه، وغاية ما قال في الموضوع: (نعم والله يا شيخنا إني أخجل! أخجل أن أضع آلهة الفكر الإنساني.. في ذمة عبيد). وهو منطق يعلن التكبر، ويتعمد الفرار!

مر رجل علي قوم يتغدون فقال لهم: السلام عليكم أيها البخلاء

كتب حسن حسان بتاريخ22-09-2000، موضوعاً بعنوان: الي أين يا غربي وعيون ويا حسام والعلماني.. وقد افتتح الموضوع بقوله تعالي: وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ، وطالب بإنهاء النقاشات معهم، لأنهم مغرضون، لايريدون الفهم والتفهيم. وشارك في الموضوع الخزاعي، ونقل عن القلم الساخر قوله: (إذا كنتُ التمس عذراً لغربي في حدة مزاجه لاعترافه هو بذاك ولاختلاط نفحة زبيرية مع سنحته البدوية). وقوله: (الأخ غربي لا يرغب بالحوار أبداً، إنما لديه قناعات مسبقة يريد إيصالها بطريقة الإثارات، وهو مما لا بأس به، شريطة أن لا يتعدي الأسلوب الي السخرية اللاذعة لمقدسات). وقال الخزاعي مخاطباً غربي: (أنا من العائدين قريباً بعد غياب مريب، عدت متزامناً مع صولاتك وجولاتك الساخرة المكفهرة، واستفتحت بقرائة عبارات لك يندي الجبين لها، حتي كانت النتيجة كما تري)! فرد عليه القلم الساخر ودافع عن غربي وقال: (غربي لا يرغب بالحوار. (مقالك أعلاه) لقد قولت غربي أيها المحترم ما لم يقله)! وكتب الخزاعي رداً مطولاً عليه جاء فيه: الأخ القلم الساخر الذي ما زلت أحترمه.. إليك من مقولات الأخ غربي علي سبيل المثال لا الحصر، في رده علي دعوة العاملي للمناقشة في وجود الله: (إضافة إلي أن هذا الموضوع، كطاولة حوار وبحث، لا يستقيم إلاّ بالقادرين عليه من الطرفين، المؤمن كل واحدٍ منهما بما هو عليه، بخلاف الحال الحالي، في أنني لم أتوصل إلي نتيجة نهائية فيه، ولعلكم تعذرونني في ذلك، فمهما اصطلي العقل وجلي، وسيقت الحجج الجدلية والعقلية يظل هذا المعني الكبير، والماهية الأكثر سمواً، ملتصقة في الوجدان، لا تنفك عنها، وللتنشئة - بطبيعة الحال - الدور الكبير...... ويبقي السبب السخيف، المتعلق بشخصي غير المتواضع، في أنني غير قادر علي إعطاء التزام أدبي، في أي موضوع في منتدي، وهذا إن كنت أسوغه لنفسي في كل حال، فإني أخجل منه إن جاء في موضوع خطر مثل هذا، ومع مقام علم مثلكم). انتهي. وما قولي:"إن غربي لم يرغب بالحوار" إلا استنتاج من كلام غربي أعلاه وغيره. فعلق عليه العاملي بتاريخ: 22-09-2000 بهذه القصة: مرَّ رجل علي قوم يتغدون، فقال لهم: السلام عليكم أيها البخلاء! قالوا: ومن أين عرفت أننا بخلاء؟ قال: كذبوني ولو بلقمة!! أقصد بذلك أن المجال مفتوحٌ لغربي وغيره من الهاربين من النقاس العلمي، ليثبتوا أنهم من أهل الفكر والحوار، كما يدعون! وكتب (عيون) بتاريخ21-09-2000، موضوعاً ينتصر فيه لغربي بعنوان: (غربي) قلبك كان دوماً قلب فارس..! غربي كنت قد قررتُ الوداع فأجلته لأجل الإنسان، الذي هو فوق كل شئ، وقررتُ أن أهديك القصيدة التالية، لكن قبل أن أفعل أطلب منك أن تغادر قبل أن يحذفوك بنعالهم، فليس للإنسان عندهم مكان.. اليك القصيدة أيها الإنسان الفوق.... قد آن يا كيخوت للقلب الجريح أن يستريح.. فاحفر هنا قبراً ونم وانقش علي الصخر الأصم: يا نابشاً قبري حنانك..هاهنا قلب ينام.. لا فرق من عام ينام وألف عام.. هذه العظام حصاد أيامي فرفقاً بالعظام.. أنا لست أحسب بين الفرسان.. إن عد فرسان الزمان.. لكن قلبي كان كان دوماً قلب فارس.. كره المنافق والجبان... مقدار ما عشق الحقيقة... قولوا لدولسين الجميلة..أخطاب قريتي الحبيبة: هو لم يمت بطلاً ولكن مات كالفرسان بحثاً عن البطولة.. لم يلق في طول الطريق سوي اللصوص.. الي آخر قصيدة "عيون" لنجيب سرور يشكو فيه من ظلم مجتمعه المتخلف! وآخرها: أيها الهاتف قف.. أيها الهاتف قف.. أنكون.. يا تري.. أم لا نكون!! فكتب غربي: عودتك هي عودة للروح يا عيون.. والإنسان الفوق كل شئ هو أنت فوقهم.. والنعال هي عقولهم، التي يجب أن يحاول مثلك إشعال نار الفتنة فيها.. أما مكان الإنسان، فهو كل مكان يكتسبه بجماله، ويحتله شرعاً بعقله، ويزرعه ويحصده بإبداعه الخالد. عيون.. (وعرفت أن الشمس لم تعبر بقريتنا.. ولا مرَّ القمر بدروبها.. من ألف جيل)! نعم.. هذه هي قريتنا يا عيون. إجعلهم يكتبون إذن: مرَّ من هنا عيون! منذ التقينا يا عيون وقبل ذلك.. ونحن نذوب وربما نذوي وتزداد أعمارنا رزءاً بهم.. هل من أجل لا شئ؟ لنا أهداف يا عيون.. ولا بأس من بعض النعال.. سنجمعها لهم ونعرضها عليهم يوماً، ونسألهم: أما زلتم، بسببنا حفاة؟ إسمع يا عيون.. في لحظة تجلٍّ كنت أنت الوحي. أرسلت لك هدية من القلب يا عيون.. وراجعت بريدي فوجدت أنني كتبت عنوانك خطأً، وأنا تكثر أخطائي عندما يتنزل عليَّ وحي الرائعين. وبما أنني لا أخجل من خلجات القلب.. كما لا أخجل من وخزات العقل.. وربما أنني لا أخجل من نزغات الشهوة أيضاً.. وحيث أن ما كتبته لك هو في ذمة صاحب العنوان المحظوظ، فسأجلب الحظ لكل هذا المكان، وأكتب عنك لك.. هنا. وأضف يا عيون، فالكلمات عندي ربما يموت كاتبها، وهو من بث في روعها الروح، لتتنفس بعدئذٍ من روح كل قارئ، ولتصبح حقاً مشاعاً لكل صاحب أنف، أو صاحب مناخر، أو صاحب خياشيم. لكل ذلك وللكثير غيره.. سأحاول أن أكتبها، وأرسمها، وأموسقها.. لك، هنا. أولاً..عليك بتفعيل هذا الرابط..ولاتجعل شجوه ينقطع عنك أبداً.. طالما أنت في محرابيhttp://www.zworks1.com/forever/midfile/furelise.mid ثانياً.. تمعن جيداً في الصورة..ليس بوسامة ناظريك فحسب.. ولا فقط بعينيك يا عيون.. بل بحسك المترف..الباذخ الغاليttp:www.zworks1.com/forever/pics/ss14.jpg" border=0 إقرأ ما يلي.. وهو ما كان المفروض أن تجده أسفل الصورة.. إقرأ.. باسم الإنسان.. يا عيون أنا آسف. عيون.. كن صديقي.. فربما ما وجدت الكثير مثلك. وربما لا أجد مثلك أكثر. زعلان؟ قل لي فقط زعلان؟ همي كما تعلم الإنسان. وإن كان فأنت إذن من أكبر همومي. لن أكتب في هجر.. ولا في غير هجر.. إن لم نصل إلي تسوية. لو كنتُ فتاة يا عيون.. لمكنتك من نفسي. ولكنني للأسف رجل، ورجل خشن. فلا أملك إلا القلب أمكنك منه.. دعني أري ماذا تفعل من خلف الغروب.. هذا المخلص غربي. الإنسان.... فوق كل شئ. وكتب حسام الراغب: أخي وصديقي عيون، أرجو أن تسمح لي بهذه المداخلة.. لفت انتباهي ما كتبته مؤخراً في هجر، واتهامك لهم بالتخاذل ثم تنحيك، بعد شطب موضوعك الذي تلعن فيه مدينة الظلام! (يقصد بها مدينة جامعة الملك عبد العزيز التي تحجب المواقع غير المرغوبة في السعودية، وقد حجبت موقع نادي الفكر العربي، وهو لمجموعة علمانيين ينتقدون الحكومة ومشايخ الوهابية). عزيزي، أنت خير من يعلم أننا في هجر مجرد ضيوف أعزاء، جمعتنا "المثلية" فكلانا يمثل أقلية (شيعة وعلمانيون) وكلانا من غيرالمرغوب فيهم، وكلانا في نظر السواد الأعظم من تعساء أمتنا.. أنجاس وكفار.. هجر هي أول وطن للشيعة، وهي المنبر الإعلامي الوحيد الذي يجد فيه الشيعي ضالته، حيث يلتقي مع من يحب...بحرية. حالة البارانويا التي تنتابهم دائماً، هو لحرصهم الشديد علي ما منحوه من حرية إعلامية جزئية، كانت الي عهد قريب حلماً لا يتحقق.. شطب موضوعك أتي للحفاظ علي هذه"المكرمة" التي لو ضاعت منهم، فإنها لن تعود. ومدينة الظلام التي أطفأت نور نادي الفكر العربي مؤخراً بجرة قلم، في ظل غياب حقوق الإنسان وفي ظل رؤية خفاشية، قادرة علي فعل مثله في هجر.. دعني أهمس في أذنك "لاتقلب الطاولة حين تخسر، قد تعود اليها مرة أخري وقد تكسب" ولاتغضب من غربي، إنه "مجموعة أقليات متناثرة" ويرغب أن يعيش في أي وطن يحتضنه.. غربي بدوي ويتحمل العيش في أي..مكان! (أهرع دائماً للدفاع عنك..لأحميك.. يا زعيم). تحياتي. وكتب حسن حسان: (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ.وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَي الأرض وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أو تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ). وكتب المفكر العربي: غربي زمن التصنيف والفرز.. فكر التكفير تمكن وللأسف ليس من العامه فقط بل من شرائح كثيرة، فلا اعتدال ولا وسطية لديهم. لايوجد لديهم إلا لسان وصارم بتار، وعقل وضع بجمجمة قديمه من العصور الأولي، وبقي منسياً هناك بإرادتهم. صدقني من نتائج الحوار المخيفة هنا بشبكه هجر بالذات وباستبعاد مقصود مني لشبكات أنا المسلم ولسحاب والساحه العربية ومئات غيرها، مصنفه علي أنها غير معتدله. إنه لا اعتدال ولا التقاء بالمنتصف مع الطرف الآخر، فهو لايقبل التعايش إطلاقاً ولا يقبل احترام فكر الطرف الآخر حتي لو كان معتدلاً! ويقاتلك علي كلمه قيلت منذ20 عاماً بخطاب غوغائي صريح، وينتهي بك الي المعتقل.. وإن كان غربي أو العلماني أو عيون أو شاهين أو شاهد أو حسام أو جارة الوادي أو مالك أو صباغ أو غشمرة أو مجموعة إنسان أو القلم الساخر أو المفكر أو ملح أو جيفارا أو نشوي أو أحد الرفاق (!) يكتب بجريدة يومية، لكانت دعاوي الحسبة انهالت من هؤلاء عليهم كالمطر! وفي حال وجود حاكم طيب مثل جابر تنال سجناً مدي الحياة! (يقصد دولة الكويت، حيث حبسوا صاحبهم العلماني البغدادي لأنه مس بذات النبي صلي الله عليه وآله ثم عفا عنه أميرها الشيخ جابر). أما في السلخانه بلاد العم عبده (يقصد السعودية)، فمسرور السياف ومعه الشوال الأسود، يرحب بجمجمتك، ويلعب بها كرة قدم. والعينة عند ح ح. والدليل قصه نادي الفكر العربي ومدينة الظلام. وكتب العاملي: بعضهم ينطبق عليه المثل: ضربني و.. بكي! وسبقني.. واشتكي! وكتب غربي: صليت في الماخور كي أعرف أسرار الطهارة.. وزنيت في المحراب كي أسبر أغوار الدعارة.. لكن شيئاً واحداً لم أقترفه... وهو اللواطة!). نعم! هذا ما أسميه جمال القبحيات. أن تسوق القبيح من اللفظ لتتصل به إلي جميل المعني.. لم يقصد نجيب حرفية ما قال، ولكنه توصل به إلي معانٍ غاية الروعة. إقرأوا الشعر.. واخشعوا.. لعلكم تعقلون. عيون.. جزاك الله خيراً وجعلك ذخراً للعلمانيين. وصل اللهم وسلم علي عيون وعلي آل عيون، كما صليت علي حسام، وعلي آل حسام. إنك حميد مجيد. غربي- زمن سدوم. قال العاملي: يعرض غربي بذلك بمشايخ السلفية المتشددين، الذين يتهمهم العلمانيون بالجمود والتخلف، والفساد واللواطة. وكتب حسن حسان: هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَي مَنْ تَنَزَّلُ أَلشَّيَاطِينُ. تَنَزَّلُ عَلَي كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ.يُلْقُونَ أَلسَّمْعَ وَاكَثَرُهُمْ كَاذِبُونَ. وَأَلشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ اَلْغَاوُونَ. أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ. وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لا يَفْعَلُونَ.إِلا أَلَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا أَلصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللهَ كثيراً وَأَنْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ أَلَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ. وكتب عيون في اليوم التالي بتاريخ 22-09-2000، موضوعاً بعنوان: (غربي)قلبك كان دوماً قلب فارس...انفتاح جديد! غربي كنت قد قررت الوداع فأجلته لأجل الإنسان الذي هو فوق كل شئ... الي آخر ماكتبه عيون سابقاً من قصيدة كيخوت لمحمود درويش، وغيرها.. وكتب غربي: عيون.. لا تفهم شيئاً مما تقرأ.. ليس يهم اليوم الفهم، فالمفهوم اللامفهوم.. أو العكس.. لن يسألك أحد! وكتب العاملي: أهلاً بالأخ عيون، وحسناً فعلت أن لبيت رغبة إخوانك. رأيت عتبك علي هجر وأهلها في نادي الفكر.. وجوابي عليه: لاتطلب من صاحبك أن يكون مثلك تماماً.. أنت يا أخي ثوري من الدرجة الأولي، والهجريون مسالمون، يحبون الستر والسلامة، ويطالبون بحقهم بأدب وتواضع.. أما أنت ورفقاؤك.. فمن ذا يمكنه أن يصل الي مقامكم الثوري العالي، وإنسانكم الفوق الجميع.. مع انتقادي لفكر الإخوة غربي والعلماني والساخر الذين تتضامن معهم..إلا أني لاأقول فيك إلا خيراً.. فلم يثبت لي الي الآن أنك مثلهم في العقيدة، بل أنت مثلهم في التوجه الفكري والسياسي، لذا إن رأيتني أجمعك معهم فبهذا المعني. أما وصفك غربي بالفارس والإنسان الفوق كما وصفك.. فلم نر من فروسيته في النقاش شيئاً.. فأخبرنا بما رأيت من فروسيته وفوقيته. ولك الشكر. بلي.. من حسنات غربي أنه أحالني في النقاش في وجود الله تعالي علي تلميذه العلماني، وتعهد أن يواصل نقاشه.. فلهما ولك شكري. وكتب عيون: الأخ العاملي.. يعيبك أشياء وتميزك أشياء، أما مايعيبك فدعني أرجع الي ردك السابق لأتناول كل مفرداته لتحليلها: أما قولك إنني ثوري من الدرجة الأولي ففيه نظر! ويقابله وصفك للهجريين بأنهم مسالمون..الخ. ويطالبون بحقهم بأدب وتواضع.. أنا لست ثورياً بمقدار ما تحمله أنت أو غيرك من ثورية في فكركم، إنما أنا طالب للحقيقة، معرٍّ للواقع.. ثم ها أنت تصفني بقلة الأدب والغرور عندما تقول"ويطالبون بحقهم بأدب وتواضع! أما باقي تهكماتك التي دسست في كلماتك العسل، لتخفي مقصدك، فقد كفيت نفسي عدم الرد عليها. وما زلت أحترمك يا شيخنا رغم كل ذلك، فأنت رجل نزيه، وأحب هذه النزاهة فيك. أشكرك. وكتب غربي: شيخنا العاملي.. أما الفروسية التي خلعها عليَّ عيون، فهي إن صدقت فمن الصعب أن يراها شيخ جليل مثلك أوهنت ناظريه النصوص الصفراء، والقراءة في العتمة. والفوقية.. فهي لي وأيم أمي، وهي لعيون بحسه الإنساني الجارف، وهي للعلماني وسمو نظرته، وهي للساخر بقلمه الناكئ لجراح الإنسان، وهي لكل إنسان آمن بإنسانيته، وبأنها سابقة لكل شئ، معتلية عليه. (إلا أني لا أقول فيك إلا خيراً، فلم يثبت لي الي الآن أنك مثلهم في العقيدة) فماذا تقول فينا إذن يا شيخ الإسلام؟ هل لأن عقيدتي أو غيري لا تناسب هويً في بالك نصبح عندها عندك.. فاقدي الخيرية؟ هذا ما عنيته أنا.. ويعنيه كل إنسان عندما يقول.. الإنسان.. فوق كل شئ. بالنسبة لي لايهمني عقيدتك يا شيخنا الفاني.. يهمني أنك إنسان وأكرمكم عند الإنسان.. أكثركم إنسانية. أعبد الحجر أو البقر.. الأمر عندي سيان.. أنت إنسان. أما العلماني وتلمذته عليَّ فهذه نكتة الموسم، وتلك كذبة أبريل، وسمٌّ أراك تكثر دسه في.. السم. فاعلم يا رعاك الله بأن العلماني هو راعي الفتنة المباركة، وهو عميدنا فيها، وإن كنت تسأل عن أرباب الفكر الذين اهتديت بهم، فأقسم لك بأن العلماني هو الصديق الوحيد بينهم، والباقون هم أربابٌ لم يشرفني الزمان ولا المكان.. بصداقتهم. عليك به إذن.. فإن اهتدي بهداك فاعلم بأننا سنضطرب! حفظك الله يا شيخنا... وحفظ قبلك الإنسان.. من كل مكروه. وكتب عيون: قرأت.. قرأت يا غربي.. وهذا ردي اليك في الموضوع:"وأيم الله لو لم أكن متزوجاً وأعبد زوجتي، لقبلت بتحويل غربي الي امرأة لأتزوجها، فلن أجد إنساناً (إنسانة) مثل غربي(غربية).. ثم هل هناك خطب في بريدك؟ ألم تصلك الرسالة التي أرسلتها عصر اليوم؟ أم ما زلت جباناً كما عهدتك؟ ردَّ يا غربي ولا تكن جباناً.. إنني أعني كل ما جاء في رسالتي سوي القدح الجميل! وكتب حسن حسان: غربي بفقد الراء ميش خالصين، يطلعلنا غربية بفقد الراء! هو إحنا ناقصين! حسن حسان - زمن غربية بفقد الراء..! الي آخر موضوعه وشارك فيه فرقد وعيون، والقلم الساخر، ومعاصر.

ليتهم كانو علمانيين ديمقراطيين

كتبتُ بتاريخ: 22-09-2000، موضوعاً بعنوان: ليت المشككين كانوا علمانيين ديمقراطيين! العلماني العاقل المنصف، مثل الدكتور الصباغ والدكتور مالك الحزين.. يري أن الحكم في بلادنا العربية لايصح أن يكون دينياً، كما لايصح أن يكون أن يكون ضد الدين كحكم الجنرالات في تركيا، فهو اتجاه يؤمن بفصل الدين عن الدولة، مع احترام الدين وأهله والكفر وأهله. والعلماني العاقل يري أن الإنسان محترم سواء كان متديناً أو غير متدين.. وبقطع النظر عن مذهبه وأفكاره.. فله حقوق إنسانيته وحقوق مواطنته، وهي السواسية للجميع.. وينتج عن ذلك أن العلمانية من هذا النوع تحترم الدين ولا تسمح بالمساس بمقدساته، وتحترم المتدين وتعطيه حق التعبير عن رأيه وممارسة دينه في الشؤون الشخصية.. وتصون هذا الحق لكل الأديان.. فهل يعطينا الإخوة المشككون هذا الحق، وهذه الحرية، في شبكتنا هجر؟؟! وكتب مالك الحزين: أتفق تماماً مع طرح الشيخ العاملي، ورغم إعلاني عن علمانياتي مراراً، بحيث لا يمكن المزايدة عليّ في هذا الخصوص، فأنا ضد تحقير معتقدات الناس مهما كأنت، فما بالك لو كان هؤلاء الناس هم أكثر من90% من مجتمعنا، فضلاً عن كونهم ذوينا وسندنا في عالم يكرهنا لمجرد أننا عرب ومسلمون.. أو مسيحيون شرقيون.. أدعو الإخوة لتحكيم العقل، والإستماع لصوت الضمير.. وأنبه المزايدين إلي الكف عن الصيد في الماء العكر.. خاصة هؤلاء الذين عاودوا الظهور بالأمس فقط بعد غياب مريب.. وهم يعرفون أنفسهم. قدسوا الحرية.. حتي لايحكمكم طغاة الأرض وكتب العاملي: شكراً لك دكتور مالك، وأعتقد أن الدكتور الصباغ وكل العلمانيين العقلاء يوافقون علي ضرورة إحترام الأديان والمقدسات حتي لو كانوا لا يؤمنون بها.. لقد أفرط بعض الإخوة هذه الأيام، وصدرت عنهم مقولات ضد الإسلام والقرآن، وضد الأديان، وضد العرب والمسلمين، وأهل الأديان عموماً، لا تصدر حتي عن يهودي! ولوْ.. ولوْ.. أفرض أنك أيها الملحد أنت وأتباعك بشر ممتازون، فأعط لإنسان أمتنا علي الأقل صفة الإنسانية من الدرجة الثانية.. أو العاشرة!! قلت لبعضهم عرِّفنا المفكرين الذين تأثرت بهم، فأجابني أنه يخجل أن يضع آلهة الفكر الإنساني في ذمة العبيد.....الخ.! في اعتقادي أنها حالتهم الفكرية توتُّراتٌ جاءتهم من التلقين، ومن سوء واقعنا وقمعه السياسي والديني.. وأن معالجتها بإعطاء أصحابها فرصة للحوار، بشرط أن يناقشوا ولا يفروا الي السخريات والشتم، وبكاء المظلومين. وكتب ابن الشاطئ: الشيخ العاملي، نعم. عدو عاقل خير من صديق جاهل. كلنا أقرباء فقد جففت ثيابنا أشعة شمس واحدة وكتب أنور: الشيخ المجاهد العاملي.. حرسك الله ووقاك. وجعلني من كل مكروه فداك. إن الضحية في توجهات أمثال هؤلاء، هم أنفسهم فهم يقتلون أنفسهم من حيث لايشعرون! فموجة العلمنة البعيدة عن العقل لاتنتج إلا عقماً! ولكن مهما حدث من أفكارهم فلن يتجاوزوا وصف القرآن لهم. وكتب المفكر العربي: شيخنا العاملي حفظه الله. قرأت ردك الكريم بموضوع الأخ حبيب عن الخلط بين العلمانيه والإلحاد، وأشكرك علي ردك. لكن أخي الكريم الإلحاد كمبدأ يؤمن به الكثيرون في العالم الشرقي والغربي، وأنا شخصياً غير ملحد بل مسيحي ملتزم بديني، لكن أحترمهم كأشخاص لأنهم لديهم الشجاعه الكبيرة للإعلان عن مبادئهم بصراحة في مجتمعاتنا الشرقية المتعصبة فعلاً وقولاً، رغم ماينالهم من أذي من الكثيرين. لاشك أن التنوع بالأفكار والمعتقدات والأجناس فرضه الله تعالي وليس نحن، فهو لو شاء لوحَّد الأديان بكلمة، ولكنه قال: من شاء آمن ومن شاء كفر، وبذلك تركها حرة تماماً للإنسان أعظم مخلوقاته، والوحيد الذي أعطاه نعمة الإختيار بين مخلوقاته، التي تعد بالملايين. والمشكله الأساسيه أن البعض تأخذه حمية وغيرة قويه، نار تحرق الآخرين وتخترق حقهم بالتعبير عن آرائهم بحرية، مهما بدت غريبة لنا، فهو إنسان مكرم من الله، ولديه صك حريه مثلنا تماماً أن يعتنق ماشاء له من فكر، وأن حسابه سيقدمه لله فقط، ويوم الحساب فقط. وما يفعله الذين يدعون الغيرة هو تعد صارخ علي حريات الغير، ومصادرة حق إلهي وطبيعي. لهم علينا أن نحترمهم جميعاً، لأن الله كفله لهم بكل شرائعه وتكفله أيضاً الشرائع الوضعية. فعلينا إما أن نجادلهم بالحسني إن وافقوا علي المجادله أو طلبوها، أو نتوقف عنها إن لم يوافقوا، ولكن الأساس هو الإحترام المتبادل بين الجميع، وإحترام رأيهم بالتعبير، وأيضاً عليهم بالمقابل إحترام يراء غيرهم من كافة التيارات الأخري. وتحضرني نقطه نظام هنا: إذا بدا من أحدهم موضوع به تجريح لشخص أو مذهب ورد عليه الشخص بدفاع تجريحي، تجد الكثيرين ينبرون بتجريح من رد وليس بتخطئة ومعاتبة البادئ! ونأمل هنا أن يتبعوا حديث أنصر أخاك مظلوماً لا ظالماً. تحياتي للجميع من كل المذاهب والإتجاهات. كنت كتبتُ بتاريخ17-05-2000، موضوعاً بعنوان: نحن أبطال في النظرية دون التطبيق! ألا تلاحظون معي أيها الإخوة، أن العلماني الديمقراطي يُنَظِّر لقناعته بقوة في المستوي النظري فقط.. فإذا وصل الي الدفاع عن تجربتها في بلادنا العربية والإسلامية.. تورَّط وصار كساحب الجبل! وأن الإسلامي ليس أحسن منه حالاً! ألا يدل ذلك أنا ندافع عن معلقات نظرية جميلة، ولكنها مثالية؟! والنتيجة هي التعادل! منتصرون في النظرية، أما في التطبيق ففي الهوي سوا! سيدي، أيها المهدي الموعود من رب العالمين.. العالم في انتظارك. وكتب غشمره: الأخ العاملي، معك حق، كلام قلته صباح اليوم قبلك، لكن.. ألا يوجد لديك حل أسرع من انتظار المهدي عليه السلام؟ وهل هذا الإنتظار يعني أن يضع كل منا يده علي خده؟! وإذا جاء هل سينفعه هذا الغثاء المنتشر في هذه الأمة كغثاء السيل؟!! نشوفك علي خير. وكتب الخزاعي: لا بأس أيها الأخ الكريم العاملي، ومتي ما تأصلت النظرية يأتي التطبيق، وفرق بين نظرية السماء والنظريات الوضعية. نحن ندافع عن نظرية السماء وغير مسؤولين عمن لا يُحسن التطبيق. ومنذ الصباح أفكر فيما يريده الأخ غشمرة وما هو الحل عنده، وهو الآن يسأل نفس السؤال: ننتظر الإمام المهدي، لكن كيف؟ بوضع اليد علي الخد كما قال الأخ غشمرة؟ وهل ترونه حلاً؟ أم نعمل علي نشر النظريات الوضعية حتي يخرج الإمام ونلتحق به؟ أم نبذل الجهد من أجل تطبيق النظرية رغم أننا بشر خطاؤون؟ أم نأخذ بالحل الصباحي للأخ غشمرة وهي تربية أنفسنا نحن القاعدة ونبدأ من بيوتنا الي ما شاء الله؟ تساؤلات تحتاج الي حلول تطبيقية أيضاً. وكتب العاملي: الأخوين الكريمين غشمره والخزاعي: أنا معكما في روح ما تفضلتما به: - إنما قصدت أن علينا أن نعترف بالفارق الشاسع بين النظرية والتطبيق.. إلا علي يد الأنبياء والأوصياء عليهم السلام. - وأن السُّكْر والثمل أربعة: سكر الشراب، وسكر النوم، وسكر المال، وسكر السلطان.. كما قال علي عليه السلام. - وأن علينا أن نقبل النسبية في التطبيق، لكن كأمر واقع، وليس بأن نبرره. - أما الأقرب من ظهور المهدي الموعود، لأمتنا وللعالم، أيها الإخوان، فهو.. ظهور المهدي عليه السلام. - والإنتظار السلبي لا يقره عقل ولا شرع، بل علينا واجبات لا يغير منها الواقع المر شيئاً.. الدفاع عن الإسلام وبلاد المسلمين والعمل للنهوض بها ما استطعنا، وتوعية الناس، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ووقاية أنفسنا وأهلينا ناراً.. - وأخيراً.. عدم الذهاب مع أطروحات مثالية سوف لا يكون تطبيقها أكثر من جزء من واقعنا المر بحلاوته، الحلو بمرارته. وكتب مالك الحزين: حتي يمن الله تعالي بظهور المهدي عليه السلام، أقترح"جاداً" بتسليم مقاليد الدنيا للسيد أبي هاجر.. فالرجل بعد مناقشات ومداولات ومناوشات طويلة معه، يؤكد أنه يعرف كل شئ، بما في ذلك العلم بالمقاصد الإلهية العليا.. هذا فضلاً عن اليقين الذي يتحدث به دائماً، وهذه هي نفسها صفات من يسود قبل ظهور المهدي المنتظر. وكتب الخزاعي: الأخ الكريم العاملي..شكراً لك علي التوضيح، أوافقك الرأي والنسبية في التطبيق أمر يفرض نفسه علي الواقع في غياب المعصوم. وكتب أبو هاجر: الأخ الكريم العاملي: ليس لمن شهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله اختيار بين قوانين الله وقوانين الكفار! فليس لنا الإختيار بين الإسلام والعلمانية! والآيات صريحة في ذلك. ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه! ولماذا كانت عندكم مراجع التقليد إذا كان أمر الإسلام قد انفرط وانتهي بغيبة الإمام؟ هذا كلام لا يقوله عاقل مثلك! هدانا الله وإياك. وكتب أبو عمر: حاشا لله يا مالك أن تكون صفات أبا هاجر هي صفات من يسود قبل المهدي. يشهد الله إني ما رأيت منه إلا حرقةً ولوعةً علي دين الله، وقلماً قد تختلف معه ولكن لا يسفُّ ويسب مثل الكثير من مدعي الثقافة. صبراً أبا هاجر فالفجر آت لا محال. وكتب العاملي: الأخ أبا هاجر، لا أحد يقول بتعطيل أحكام الإسلام، ومن له جرأة علي أن يوقف ما أمر الله تعالي بتنفيذه.. وأن يتنازل عن هذا المبدأ! بل يجب علينا جميعاً أن تعمل بكل ما أوتينا لبلوغ هذا الهدف العظيم.. لكن المسألة: كيف سيكون التطبيق علي يد من تعرفهم ونعرفهم؟ ولعلك معي في أن الفارق بين أطروحات العلمانيين والديمقراطيين وتطبيقها قد يصل الي180 درجة! فهل الأمر أحسن منه في تطبيقات الإسلاميين الذين تعرفهم؟ لنكن واقعيين يا أبا هاجر، لو حكمت أنا لبنان، أو حكمت أنت مصر، فماذا سيكون؟ هل يمكنك أن تحدثني بواقعية فتخبرني عن ضغوط أقاربك وأولادك وأصدقائك.. وعن ضغوط القضايا والأحداث، وعن الإجتهادات التي يمكن أن تجتهدها.. حتي أحدثك بمثلها عن نفسي؟! وكتبت إيمان: الأخ العاملي.. نكأت جرحاً عميقاً. وحقاً وسط كل ادعاءات البطولة الزائفة، لا أملك أن أقول إلا ما تقول.."فالأقرب من ظهور المهدي الموعود، لأمتنا وللعالم، هو.. ظهور المهدي عليه السلام "و"أفضل أعمال أمتي انتظار الفرج". و"إن الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم". مع تحياتي للجميع. وكتب مالك الحزين: الأخ أبو عمر: لا تنفعل هكذا يا عزيزي، فهو نفسه لم"يفهمها" وربما لن يفهمها أبداً.. ثم والله يكون الإسلام في محنة حقيقية، حينما لا يجد سوي هذه "الأشكال" مدافعين عنه. وكتب أبو هاجر: الأخ الكريم العاملي: لم يترك الله الإسلام لعبة في يد شخص، بل كلف الله جميع الأمة الإسلامية بتطبيق هذا الدين وحراسته وصيانته. فلا يتخيل أحد أنه سيجلس مجلس فرعون ويقول للناس أقواله! وانتظار المهدي لا يكون بترك الكفار ليتحكموا برقاب المسلمين ويحولوهم الي بهائم ودواب، بينما المسلمون مشغولون عن العمل لتكون كلمة الله هي العليا بإقامة المآتم وتقبل التعازي! وكتب العاملي: الأخ أبا هاجر، قلت: (لم يترك الله الإسلام لعبة في يد شخص، بل كلف الله جميع الأمة الإسلامية بتطبيق هذا الدين وحراسته وصيانته). أوافقك تماماً، وأسألك: هل ترك الله أمر تطبيق دينه علي عباده فوضي فأجاز لجميع المسلمين، أي لمليار مسلم في عصرنا، أن يتصدي كل واحد منهم ويقول أنا أريد أن أطبق الإسلام فأطيعوني.. أم جعل لمن يريد أداء هذا الواجب شروطاً؟ ومن باب المثال: هل أن فهم الدين فهم تخصص(الإجتهاد) من أول شروط التصدي لتطبيقه، أم يجوز لمن لايفهم الدين أن يقول أيها المسلمون أنا أقودكم لتطبيق الإسلام فأطيعوني؟! وهل يمكن لفاقد الشئ أن يعطيه؟! هذا هو الشرط الأول.. فما رأيك فيه؟ وكتب أبو هاجر: الأخ الكريم العاملي: قبل أن أجيب علي أسئلتك، أحب أن أمهد بهذه المقدمة: الناس ثلاثة أقسام: أ- عامة، وهم من لايستطيع فهم وتمييز الأدلة وطرق الإستدلال، إما لضعف في اللغة العربية، أو ضعف في العلم والعقل. ب- مقلدون، وهم من يستطيع فهم وتمييز الأدلة وطرق الإستدلال، ويمكنهم الإجتهاد في مسألة أو مسألتين، ولكنهم لايملكون القدرة علي الإجتهاد المطلق (الإجتهاد في كل مسألة). ج- المجتهد المطلق، وهو ما يعرف عندكم باسم مرجع التقليد، وهو من يستطيع الإجتهاد في كل مسألة. والحالة الصحية في الأمة أن يكثر فيها طبقة المقلدين، وتقل طبقة العوام، ويكون هناك عدد كاف من المجتهدين (لأن نسبة من يملكون تلك القدرات العقلية محدودة في الناس). وكان المسلمون في صدر الإسلام في حالة صحية، ثم أخذت هذه الحالة الصحية بالتراجع بعد خروج الصحابة من المدينة وتفرقهم في الأمصار، علي عهد الخليفة عثمان بن عفان. وأعود الآن الي أسئلتك: - قلت: "هل ترك الله أمر تطبيق دينه علي عباده فوضي فأجاز لجميع المسلمين، أي لمليار مسلم في عصرنا، أن يتصدي كل واحد منهم ويقول أنا أريد أن أطبق الإسلام فأطيعوني..أم جعل لمن يريد أداء هذا الواجب شروطاً؟ المليار والأربعمائة ألف مسلم هم بجملتهم مسؤولون عن تطبيق وحراسة وصيانة الإسلام.. فالإسلام ليس حكراً علي فئة دون فئة، وليست هناك حواجز بين الناس.. ورغم أن الترتيب الذي ذكرته لك في المقدمة يراعي الي حد ما، ولكنه لايعني ولا بحال أن تكون هناك طبقية في المجتمع. فالمقلد وحتي العامي له أن يناقش ويجادل العالم المجتهد.. فلا عصمة لبشر بعد الرسل، والكبرياء لله وحده! وقد أخذ الرسول صلي الله عليه وسلم علي المسلمين من ضمن شروط البيعة "وأن نقول الحق أينما كنا لانخشي في الله لومة لائم" ورئيس الدولة في الإسلام (الخليفة) ليس هو وحده المسؤول عن تطبيق الإسلام، بل هو محاسب من قبل جميع أفراد الأمة عما يفعل. قال العاملي: المشكلة عند هؤلاء الإسلاميين أنهم عوَّموا الإجتهاد والمرجعية في أصول الدين وفروعه، وأعطوا حق الإجتهاد لكل أحد! ولذلك صارت الحركات الإسلامية غابة تزيد علي ألف حركة، ورئيس كل واحدة منها يدعي أن الله عز وجل أعطاه الشرعية، وأجاز له الإجتهاد والفتوي في عقائد الإسلام وأحكامه، وأعطاه الحق الشرعي في قيادة من يطيعه من الناس، وأن يأمرهم وينهاهم ويدفعهم الي القتل والقتال، ويتحكَّم في دماء المسلمين وأموالهم ومصيرهم! هذا في حركته للوصول الي الحكم الإسلامي.. أما إذا وصل الي الحكم، فسيحكم باسم الإسلام، ويفرض اجتهاداته وزعامته علي الأمة باسم الإسلام! ومعني ذلك أن حكمه سيكون كأي حكم ديكتاوري آخر، لافرق بينهما إلا أن ديكتاتورية صاحبنا باسم الدين! والمعارض له كافر خارج عن الدين! ولا يتسع المجال لتفصيل مناقشاتنا معهم. وغرضنا هنا أنه لافرق في الفردية وعدم تحمل الرأي المخالف، بينهم وبين العلمانيين المدعين للديمقراطية!

محاولة فاشلة لجر المشككين الي النقاش العلمي

كتب روح الشرق بتاريخ 22-09-2000، موضوعاً بعنوان: لا مقدسات في الحوار.. ولنبدأ من هن يتذكر الجميع متي رأينا هذا العنوان وأين ومن صاحبته.. المقدسات تختلف من شخص لآخر.. لنبدأ من هنا.. ولنأخذ في الحسبان أن المقصود هنا ليس إهانة المقدسات وجعلها عرضة للسخرية والإنتقاص منها.. بل عرضها علي العقل والمنطق.. غربي قال كلمته: (أنا أحببت أن نتشارك في تعريض مسلماتنا للعقل، فإما نجت المسلمات، وإما تداعت أركانها، وفي كلا الحالتين.. يبقي العقل). لكن أسلوبه في تعريض المسلمات للعقل كان خاطئاً واستفزازياً... أقولها لك ياغربي بصراحة وأنت تعلم مقدار ما أكنه لك من احترام. العاملي اعترض علي الأسلوب: (فالموضوع هناك لم يكن نقاشاً.. بل كان هجمة انفعالية ساخرة علي أغلي مقدساتي). وأبدي استعداد للنقاش الجاد والموضوعي..لكن أسلوبه كان استفزازياً.. أقولها لك يا عاملي وأنت أيضاً تعرف مقدار ما أكنه لك من إحترام.. العقل.. هو الأساس الذي تدعو إليه العلمانية.. التي ينتمي إليها غربي.. العقل... له مكانة خاصة جداً (كأحد مصادر التشريع) في فقه الدين الإسلامي الذي ينتمي إليه العاملي.. دعونا ننطلق من العقل فقط.. لنبدأ من البداية.. إذا كنتم ترغبون في الاستمرار.. وحسب اقتراح الخزاعي: (نتفق ابتداءا علي نقاط الحوار ولتكن من قمة الهرم (المادة والميتافيزيقا) مروراً بالأديان وانتهاءا بالدين والسياسة). إذا كنتم موافقين..فلنبدأ هنا.. لكن بعد القبول بهذه الشروط التي يجب أن يوافق عليها جميع المتحاورين: 1 - عدم التعرض لمقدسات الآخرين بالإساءة.... 2 – عدم التعرض لشخص المتحاور بالتوهين والتحقير والسخرية... 3 – تدعيم الأقوال بالأدلة والبراهين.... ودخولك في الحوار يعني قبولك بهذه الشروط. وكتب الخزاعي: تعجز يا روح الشرق، تعجز. تحياتي. وكتب غربي: صراحتك مكانها القلب يا روح.. وهذا هو ردي الأول هذا اليوم، وأنا مستعجل عجول، فخذ مني ما لا يؤخرني عن مشوار قريب. السخرية كلمة مطاطة يا روح، نسبية، متماهية في الحوار إلي حدٍ بعيد.. فشيخنا الجليل، العاملي، يري أنني أسخر، بمجرد أن أتوصل إلي نتائج مخالفة لما تم الاتفاق عليه مسبقاً، في النص المقدس.. علامة تعجب واحدة، أموضعها بعد نتيجة تتصل بمنطلق البحث، كافية عند شيخنا، لأن يصفني بالملحد، المتصهين، الساخر من المسلمين، المهزئ لعقولهم.. وكفي. الحرية المسئولة، يا روح الروح، هي الحرية التي تمنح صاحبها الحق الكامل في الوصول إلي أي نتيجة، طالما هو حدد مسلمات ينطلق منها، وهي المسلمات العقلية عندي، وما يرتبط بها، من منطق، ودلالة، وذوق إنساني سليم.. ليس ذنبي أي نتائج مدهشة، مثيرة للريبة... ومن حقي أن أصرخ كل مرة ياللغرابة! ومن حقي أن اسأل.. وأمتعض.. وأستسخف.. طالما أنا متصل بمنطق بحثي، بعيد عن المغالطة والمهاترات. وتبقي المقدسات، رهينة كل احترام طالما هي استقامت، وحافظت علي قدسيتها، أمام مفاعل الجحيم.. للعقل الإنساني العظيم. وهذه وقفة أمام شروطك المقترحة، يا روح.. 1 - المقدسات، تحدثت عنها أعلاه، وأطنبت، وأنت اللبيب. 2 - عدم التعرض للشخوص، هذا مطلب عندي يسير، علي العاملي عسير ويكفي عنوان مقال، يجعلني ملحداً، وآخر عن عيون، يجعله مستهزءاً بالدين، وهكذا، ومن منطلق أن غربي وعيون يلامسون الخطاب الديني، فيستحقون من يلامس شخوصهم. 3 - الأدلة والبراهين. هذا "بلاء أبوك.. يا عقاب" فأدلتي أتمناها عقلية بحتة، مادية صرفة، اتسق في نتائجي معها.. وأدلة الشيخ الجليل هي قال الله وقال رسوله، وهو يتصل بها إلي ما يتوصل إليه.. وشتان ما بين نص قديم، يدعو للعقل فقط حين يلغيه، ويطلقه حين يكتفه، وعقل يحرث بأظافره القاسية، في صخر الأمور، بحثاً عن الحقيقة. ألف شكر يا روح. وكتب العاملي: الأخ غربي، الأفضل أن لا أتعرض لما في موضوعك من شأن شخصي.. ما عدا النقطة الأخيرة للزومها للبحث. قلت: (السخرية كلمة مطاطة يا روح نسبية، متماهية في الحوار إلي حدٍ بعيد). وتعليقي: أن السخرية لا يحتاج اليها البحث إلا نادراً.. وينبغي أن يكون المبني في البحث عدم السخرية. وكذا كلمة لا مقدسات في الحوار، كلمة مطاطة أيضاً.. وينبغي أن يكون الميزان أن البحث إذا استلزم تجاوز القداسة، فإن غرض الفهم والتفهيم يبيحه في النقاش. قلت: (الحرية المسئولة، يا روح الروح، هي الحرية التي تمنح صاحبها الحق الكامل، في الوصول إلي أي نتيجة، طالما هو حدد مسلمات ينطلق منها، وهي المسلمات العقلية عندي، وما يرتبط بها، من منطق ودلالة، وذوق إنساني سليم..). تعليقي: أني أوافق علي هذا القسم، وأتحفظ علي تطبيقك ورفقائك لأخلاقياته! قلت: (فأدلتي أتمناها عقلية بحتة، مادية صرفة، اتسق في نتائجي معها... وأدلة الشيخ الجليل، هي قال الله وقال رسوله، وهو يتصل بها إلي ما يتوصل إليه... وشتان ما بين نص قديم، يدعو للعقل فقط حين يلغيه، ويطلقه حين يكتفه، وعقل يحرث بأظافره القاسية، في صخر الأمور، بحثاً عن الحقيقة). تعليقي: متي رأيتني استدليت لك بقول الله تعالي ورسوله صلي الله عليه وآله، وأنت لم تكمل معي نقاشاً علمياً أبداً! هل عندك دليل واحد علي قولك؟! أم هو...؟ علي كل.. أنا حاضر للبحث فلنتفق علي موضوعه بعد أدواته.. ولا يكن موضوعاً هلامياً ولا عمومياً، بل محدداً بدقة من فضلك. وكتب روح الشرق: غربي: أظنك ملم بأصول البحث العلمي الذي يقوم علي بلورة المشكلة ثم فرض الفرضيات، ومن ثم اقتراح الحلول ثم تجريب هذه الحلول إذا كانت قابلة للتجريب، أو عرضها علي العقل والمنطق.. والسخرية ليست بنداً من بنودها.. النتائج الصحيحة تعتبر أدلة.. لأن صياغتها بشكل علمي لا يمثل سخرية من شئ. طلبت في بداية الموضوع عدم شخصنة الموضوع.. فلماذا عدت تتظلم من العاملي؟ كما قلت سابقاً: العقل معترف بأهمية ودوره كأحد مصادر التشريع في الفقه الإسلامي.. ولا يوجد هناك مانع من الإحتجاج به عند كلا الطرفين.. لذلك البحث سيكون منصباً علي الأدلة العقلية فقط.. وهذا ما تطلبه أنت من العاملي: (فأدلتي أتمناها عقلية بحتة، مادية صرفة، اتسق في نتائجي معها..) وأرجوك يا غربي.. لم نبدأ البحث حتي الآن: (وشتان ما بين نص قديم، يدعو للعقل فقط حين يلغيه، ويطلقه حين يكتفه) لم نبدأ لنثبت أن النص يدعو للعقل فقط حين يلغيه ويطلقه حين يكتفه.. أرجوك لا تتعجل إصدار الأحكام.. وإذا كانت هذه هي المشكلة برأيك فاطرحها للبحث.. العاملي: (وكذا كلمة لا مقدسات في الحوار كلمة مطاطة أيضاً.. وينبغي أن يكون الميزان أن البحث إذا استلزم تجاوز القداسة، فإن غرض الفهم والتفهيم يبيحه في النقاش). لم يكن عنوان الموضوع هو الأساس فقط، فقد بينت ذلك في بداية الموضوع: (ولنأخذ في الحسبان أن المقصود هنا ليس إهانة المقدسات وجعلها عرضة للسخرية والإنتقاص منها.. بل عرضها علي العقل والمنطق..) وأفهم من كلامك الآن قبولك بوضع المقدسات تحت عدسة المجهر للفحص والتدقيق.. لذلك.. يا غربي.. إبداً بطرح المشكلة.. بصياغة علمية ومدعمة بإثباتات وأدلة علي وجودها.. قال العاملي: لكن غربي ذهب ولم يعقب! فكتب روح الشرق: للرفع والتذكير..... فقط! وكتب عبدالله صالح: للرفع.... لمواصلة الحوار! ولكن غربي لم يعد!!

مع أن هجر استقبلتهم بعد حجب موقعهم

كتب غربي موضوعاً في أوائل اشتراكه في هحر بتاريخ30-07-2000، يشكو فيه مراقبي مدينة الملك عبد العزيز، الذين حجبوا منتداهم(نادي الفكر العربي) بعنوان: هجر.. وكلاب الظلام نعم.. منذ دخلت هجر.. بل قبل الدخول، وأنا أعترض علي سياستها، وأتذوق المر، أنا ومجموعة كبيرة من الأصدقاء التقدميين، من هول الحذف والكبت والقوانين.. ولكن.. تظل هجر واحة خصيبة، وأرضاً كأنها عذراء، ويظل روادها النخبة، هم الأوتاد المذهبة، لطول عمادها.. تظل هجر ملتقيً عربياً عظيماً.. تظل بوابة ذهبية.. لمشروع تصافح كبير، بين أبناء العلات.. أبناء الضاد. ويبقي الظلاميون.. والأوغاد، والأوباش، وممتهني القتل الحضاري.. غصة في حلق مستقبل التقدم العربي، حتي لو كان افتراضياً.. وأبقي أنا.. وأزعم بأن معي طابوراً كبيراً من الرائعين، ضد الظلام، وقواه القبيحة، ومع هجر، ومع كل أرضٍ خضراء.. أو كل أرضٍ تحاول زرع شتلة عطاء، إن لم ندرك طلعها نحن، أدركها أبناؤنا بعدنا.. هجر.. وموسي العلي.. ومعاصر.. وغشمرة.. وكل من طالته يد قبح وسخه، رغبةً في تشويه ملامحه الجميلة.. لن تتطاول هذه اليد إلاّ لكي تبتر. فلتسر هجر.. ولنوقد الشموع.. ولتنبح.. كلاب الظلام. وكتب موسي العلي: أخي العزيز/ غربي، بعد التحية والإحترام، أشكرك علي مشاعرك الأخوية الحارة والتي أخجلتنا، وبوجودكم ووجود النخبة من الأعضاء سوف تستمر شبكة هجر الثقافية قلعة شامخة أمام الحمقي!! نعم، ليست هجر موقع حوار فقط، بل هجر مشروع ثقافي طموح يحاول اختراق الظلام من أجل الوصول الي النور المطلق. أخي الكريم غربي؛ بجهود النخبة من أبناء الوطن العربي الكبير سوف نستمر في تحقيق الطموح. تحياتي لك،، أهلاً بكم في ربي هجْرٍ وواحتها بكم ستعلو الي العلياء والشهبِ فكلنا في ربي هجرٍ سيجمعنا حب التأخي بإكليلٍ من الذهب وكتب ملح الأرض: فكرت أجرب وأتاكد من عدم نشل إسمي وكلمة السر.. ونقول لموسي العلي: إصمد ونشدُّ علي يدك، ونؤكد علي كلام غربي.. تحياتي. وكتب غشمره: غربي وكلاب الظلام! تري هل عضوه؟! أين هو؟! نشوفه علي خير. وكتب غربي: صديقي غشمرة.. ليس للكلاب طريق علي إدامي.. فأنا من ذوي اللحوم المسمومة، وزعّافة السم، علي كلاب الظلام فقط. غربي في الجوار.. بجانب السدرة.. قاب قوسين أو أدني.. أقرب إليك يا غشمرة.. من حبل الوريد. غربي- زمن... وكتب العلماني: واسلموا لي....الي آخر الموضوع.

اعتراضات علي تجاوزات الملحدين والمشككين

ادارة هجر توجه لهم تنبيها

كتب ملاحظ هجر العام السيد موسي العلي، بتاريخ 21-09-2000، موضوعاً نبه فيه الي عدم إهانة المقدسات، تحت عنوان: الحوار ثم الحوار منهج شبكة هجر الثقافية ولاداعي للإستهزاء بالمقدسات! الإخوة الكرام، بعد التحية والإحترام،، يسعدنا كثيراً تعدد وجهات النظر المذهبية والفكرية والسياسية في شبكة هجر الثقافية، وكذلك استمرار الحوار الموضوعي الملتزم بقوانين الكتابة في هجر، والذي سيكون له الدور الإيجابي في وعي ونهضة الأمة بمختلف أفكارها. لذا نؤكد من باب التشجيع علي الحوار الإيجابي أننا لانمانع من الحوار في أدق المسائل الفكرية والتي تثار أخيراً في هجر من بعض الأعضاء حول التشكيك في وجود الله تعالي، أو عدم نهوض الدين الإسلامي، أوعدم كفاية تشريعاته، وغيرها من الأطروحات.. ونحن علي ثقة ومعرفة تامة بوجود مجموعة من الفضلاء في هجر تستطيع أن ترد هذه الشبهات التي تثار أمام الجمهور، وذلك من خلال أدوات الحوار الموضوعي البعيدة عن الإستهزاء والتشنج السلبي. لذا نشترط في من يرغب الولوج في تفاصيل هذه المواضيع، أن يكون ذلك من خلال الحوار الجاد البعيد عن الإستهزاء بالمقدسات!! وبهذه المناسبة نستغرب من بعض المثقفين العرب أن يصدر منهم التعالي علي الآخرين أوالإستهزاء بمقدساتهم، أو السخرية بأفكارهم!! أخيراً، الحوار ثم الحوار هو منهج شبكة هجر الثقافية. وشكراً. الملاحظ العام. وكتب أبو هاجر: الأخ الكريم ملاحظ هجر: الحوار هو أحد أفعال الإنسان، والإنسان المسلم يتقيد في جميع أفعاله بالأحكام الشرعية.. فلا يكفي وضع كلمات مبهمة يمكن أن تفسر علي أكثر من معني مكان الأحكام الإلهية لفعل الحوار، وبالتحديد في شبكة تصف نفسها بالإسلامية. بل يجدر بالشبكة أن تأخذ شكل الشخصية الإسلامية التي تسعي لنشر مبدئها الإلهي عن طريق الحوار والجدال، بالحكمة والموعظة الحسنة. فالحوار في الإسلام ليس مطلوباً لذاته، وإنما هو وسيلة لنشر الإسلام. والمنهج الذي تسير فيه الشبكة حالياً، هو الحوار من أجل الحوار والمزيد من الحوار! وهذا كما أراه منهجاً مأخوذاً عن الرأسمالية (العلمانية الغربية) وهو حق ممارسة حرية الرأي والإعتقاد! وفقكم الله الي كل خير. وكتب غربي في21-09-2000: الأستاذ الملاحظ "العام". بعد التحية الطيبة. يهمني أن أعرف، أولاً، هل يتحدث شخصكم الكريم باسم الشبكة، أم باسمكم فقط؟ ثانياً: في بيانك غير الموضوعي، تنحي باللائمة علي قوم وتصف أطروحاتهم بالشبهات وتسميهم "بعض الأعضاء".. وتقيمها عن آخرين وتمتدحهم، بحيث استحقوا لوحدهم لقب "فضلاء". ثالثاً: من موقعك هذا، لا نتوقع منك أكاديمياً إلاّ الحياد، ولا يخطر علي بالنا أن تستغل موقعك في ترجيح كفة من تخوض معهم، وتتفق. رابعاً: مسألة الإستهزاء والسخرية، تبدو محسومة تماماً لديك، مقيدة ضد من يخالفوك. أما المقدسات، فأنت تتحدث عنها وكأنها نزلت بإشراف شخصي منك. وللعلم.. لم أستهزئ أنا، إلاّ كرد فعلٍ مقابل.. والسخرية دائماً تبدأ بهوجاء عجيبة ضد ما أطرح هنا، وأحرص دائماً أن يكون الطرح جدلياً صرفاً، إن حمل بعض الدهشة من النتائج التي يتوصل لها، فذلك لا يفسر أبداً بأنه استهزاء. وإن كان لديك وغيرك مقدسات، فلدي غير الغير مثلها.. فالقرآن مقدس عندك، والشيوعية مقدسة عند اليساريين، والإنسان مقدس عند العلمانيين، وأي إهانة للقرآن، وأي إهانة للشيوعية، وأي إهانة لقيمة إنسانية، هي إهانة لمقدس عند من يؤمن بها. وبالتالي، يكون الحال كما يلي: عدم التعرض لمعتقدات الآخرين بالتجديف والسخرية أياً كانت هذه المعتقدات، وتمكين الحوار فقط. حفظكم الله من كل مكروه. وكتب مجموعة إنسان: العزيز ملاحظ هجر. مشرفو هجر مخلصون وصادقون. وبقولك أصبحوا يجاملون. سأقولها ببساطة حتي تصل ببساطة: هجر تحولت الي سلفية. من تصفهم بالفضلاء حولوها الي سلفية المنهج. تعددت المذاهب والمنهج واحد غيرة كاذبة.. لا عقل ولا عقلاء. تهريج.. شجعني وأشجعك.. وكأننا في مباراة في كرة القدم. حتي الخزاعي عندما أراد أن يحلها.. لم يستطع إلا أن يجامل.. وينهج نفس المنهج ولو بدرس واحد. مع تحياتي. وكتب الفاطمي: الأخ مجموعة إنسان، السلام عليكم.. يجب أن لا يغيب عنك أن السلفية ومهما ابتعدت عن الشيعة، إلا اننا لا نستطيع أن نقول إنهم ليسوا بمسلمين.. هناك نقاط التقاء واتفاق ومصالح إسلامية مشتركة بيننا وبينهم.. وخصوصاً عندما نتعايش علي أرض الواقع بعيداً عن هذا العالم الإفتراضي. وأبسط مثال.. إتفاق النواب الإسلاميين الشيعة والسنة في مجلس الأمة الكويتي وتصويتهم لصالح قانون منع الإختلاط في الجامعة والمعاهد. قلت يا المجموعة: تعددت المذاهب والمنهج واحد..غيرة كاذبة.. لاعقل ولا عقلاء. تهريج... أقول: عافاك الله يا أخي المجموعة.. هل شققت عن القلوب لكي تقول (غيرة كاذبة)؟! وأين ما قلت عن الحوار والحجة بالحجة والفكرة بالفكرة.. ولماذا لا تطبق قولك هذا علي من يشككون في قرآننا وأنبيائنا.. أم أن حكمك هذا ينطبق علي الإسلاميين ولا ينطبق علي غيرهم؟! و من هم الفضلاء.. هل هم الذين تمدح أطروحاتهم المناقضة للنبوة ولديننا؟! بصراحة حيرتنا.. يا مجموعة إنسان! وكتب الخزاعي: العزيز مجموعة إنسان: أرجو أن تضع النقاط علي الحروف في مجاملتي. وحبذا لو سطرتها في نفس الموضوع وسأكون شاكراً لك. وأرجو أن لا تبهرك الكلمات الساخرة... وكتب مجموعة إنسان: المحترم الفاطمي.. لن تجدني فيه أمتدح أي فضلاء.. وأما موضوع النبوة والدين فأنا مسلم والحمد لله، ولكني أري بأنه يحق لكل صاحب رأي أن يطرحة في هذه الشبكة للحوار حولة، ويكون الحوار موضوعياً بعيداً عن الصراخ الذي يغير مسار ذلك الحوار. وكتب الفاطمي: أولاً.. سكوتك عن طعنهم بأصل من أصول دينك كمسلم كما تقول.. هو رضا منك باطروحاتهم! وانظر الي دفاعك عن طرحهم وما قلته في هذا الموضوع: http://www.hajr.org/hajr-html/Forum2/HTML/005228-2.html ثانياً..كل تلك الأسئلة لم تجد ما ترد عليه غير هذا السؤال؟! وأيضاً لم توفق في الرد عليه..ونعيد تلك الأسئلة لعلك تجد جواباً لها.. (غيرة كاذبة... لا عقل ولا عقلاء.. تهريج). أقول...هل شققت عن القلوب لكي تقول(غيرة كاذبة)؟! وأين ما قلت عن الحوار والحجة بالحجة والفكرة بالفكرة؟ ولماذا لا تطبق قولك هذا علي من يشككون في قرآننا وأنبيائنا.. أم أن حكمك هذا ينطبق علي الإسلاميين ولا ينطبق علي غيرهم؟!. سؤال بسيط هل ترضي أن أشتمك بأقذع الشتائم وأطعن بك وبعرضك (لا سمح الله) ثم أقول هذا طرحي وناقشني فيه بموضوعية؟! وكتب ملاحظ هجر: العزيز المحترم / غربي بن ماء السماء، بعد التحية والإحترام، بالنسبة الي الملاحظات التي ذكرتها، فإجابتي عليها كالتالي: أولاً: قولك: يهمني أن أعرف أولاً هل يتحدث شخصكم الكريم باسم الشبكة أم باسمكم فقط؟ الجواب: أتكلم بصفتي الملاحظ العام علي مسار الشبكة. ثانياً: أ- تقول ان بياني هنا غير موضوعي.. وأنا أسألك باسم الموضوعية التي تعرفها.. عرفنا بفحوي البيان الموضوعي الذي تريده! ب - تدعي أنني أنحي باللائمة علي قوم.. فما هو دليلك علي ذلك.. ومن هم هؤلاء؟؟ ج– لاتنس أن "شبكة هجر الثقافية" إسلامية المنهج، وكل تشكيك في وجود الله تعالي أو في مقدسات الدين الإسلامي، يعتبرمن الشبهات التي يجب الرد عليها بالأسلوب الحسن والمنهج العلمي الأكاديمي. د- سياق الكلام فني وليس امتداحاً لفئة دون فئة، فالجميع في هجر من الفضلاء. ثالثاً: أ- تدعي أكادميا أنني غير محايد.. وهذه دعوي وعليك البينة في ذلك؟! ب- تدعي أنني أستغل موقعي في ترجيح كفة من أخوض معهم واتفق.. وهذه دعوي أخري.. وأين وجدتني أخوض معهم وأرجح كفتهم؟! رابعاً: أ- أقصد بالمقدسات في موضوعي هذا؛ هي مقدسات المسلمين بمختلف طوائفهم المذهبية، حيث لاتسمح الشبكة بأي حال من الأحوال بالإستهزاء أو السخرية بها، وهو"خط أحمر" لايمكن تجاوزه، والمادة الأولي من قوانين الكتابة تحدد ذلك وتوضحه للأعضاء. ب - وبالنسبة الي قولك: لم أستهزئ أنا، إلاّ كرد فعلٍ مقابل.. شئ لايتوقع من مثقف عربي واع محترم يستهزئء بالدين الإسلامي كردة فعل مقابل! ج- من حقك أن تقتنع أو لاتقتنع.. ومن حقك أن تتوصل الي نتائج تقتنع بها أو لاتقتنع بها، ولكن ليس من حقك أن تكون نتائجك استهزاء بالدين الإسلامي! د- ربما تكون المقدمات التي توصلت من خلالها الي النتائج هي باطلة بالاصل! فعليه ما بني علي مقدمات باطلة فهو باطل، ولاعبرة بنتائجها التي ربما توصلت اليها!! هـ - القرآن كتاب سماوي مقدس، ولايقاس بالأنظمة الوضعية المتأخرة كالشيوعية والرأسمالية والعلمانية، فالأنظمة الوضعية ماهي إلا مدارس فكرية وإجتماعية واقتصادية، وضعها الإنسان للإنسان، وهي مدارس تجريبية وضعت للتجربة، منها مافشل تطبيقه في بيئته،ومنها ما يعيش أزماته الإجتماعية والأخلاقية في بيئته، ومنها من ينتظر التجربة ليري صلاحيته وقابليته للتطبيق!! و- نحن نحترم الإنسان بمختلف معتقداته، ونعتبر احترام بني الإنسان رسالة إسلامية خالدة بالدرجة الأولي قبل أن تصبح أطروحة يروج لها الفكر العلماني! ز- شبكة هجر الثقافية توفر مقومات الإحترام المتبادل بين أصحاب الأفكار والمعتقدات غير الإسلامية، من أجل الحوارالمثمر والجاد، ولنا تجربتنا في ذلك مع الإخوة المسيحيين وغيرهم. ختاماً أشكرك علي الملاحظات،، الملاحظ العام. وكتب ابن الشاطئ: الأخ العزيز مجموعة إنسان.. وهل العقل والعقلاء يبيحون الشتم والإستهزاء بقيم الآخرين فضلاً عن دستورهم؟ سوف أسألك يا صاحبي بكل بساطة ومن غير سفسطة أو فلسفة: ما هو الهدف المرتجي من طرح الموضوع سبب الإختلاف؟ هل هو إنارة فكر أم إثارة بلبلة؟ إن كان الأول فنحن بحمد الله مسلمون منفتحون نقبل الرأي الآخر ولانقمع الأفكار، وإن خالفتنا الرأي فضلاً عن الهوي. أما إن كان ذلك بقصد إثارة البلبلة واستعراض لغة منمقة فهي لعمري لاتساوي الجهد والوقت اللذين بذلا من أجلها! تقول نحن بحمد الله مسلمون؟فيا عجب الله أي إسلام هذا الذي أباح لنا الإستماع الي لغة فوقية تنظر لدستورك أيها المسلم بكل دونيه؟هل وصل بنا الخنوع الي هذه الدرجة؟ أم نسيت أن حريتك تنتهي حيث تبدأ حريه الآخرين؟ ثم أراك يا صاحبي أخذت توزع التهم يمنةً ويسرة، وتتباكي علي الحرية المزعومة والموؤدة في هذه الشبكة، وتقول لا عقل ولا عقلاء؟! حتي صاحبك الخزاعي علي ما بينكما من مودة لم يسلم منك! والسبب أنه لم يقل كلمة كنت تتمني سماعها منه! والي الآخرين اللذين يرموننا بكل تهمة بسبب التصاقنا بهذا الدين العظيم: هل كان يجرؤ كائناً من كان علي الإستهزاء بالشيوعية ومقدساتها في ساحات موسكو، قبل أن تذبح بيد أحد أبنائها؟ لا..لا..لا وألف لا! إذن فلم الإستكثار علينا إذا ما دافعنا عن دستور حياتنا تماماً كالآخرين؟! كلنا أقرباء فقد جففت ثيابنا أشعة شمس واحدة. وكتب علي الأول: (وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ) صدق الله العلي العظيم. الناس أعداء ما جهلوا. وكتب عزالدين: أسجل شكري وتأييدي لهذا القرار الحكيم.. وهو: نعم للحرية، ولكن لا لمس المقدسات. وكتب المفكر العربي وهو مسيحي: الأخ الملاحظ العام، تم تحديد المقدسات من بعض الإخوة بأنها المقدسات الإسلاميه فقط. هل لاتوجد لدي الآخرين مقدسات يجب عدم التعرض لها؟ أم أن هذا تصريح لكل من هب ودب بالتعرض لمقدسات الآخرين، وبدون استطاعة للرد حيث سيفسر الرد بالتعرض لمقدسات المسلمين. فما رأي الشبكه الرسمي؟ وما هي ضوابط العملية أصلاً؟ وكتب صلاح الصالح: الإخوة الكرام.. فصل الخطاب أن هجر شبكة إسلامية التوجه، لذا فنتيجة لهذا الأصل فالمقدسات يقصد بها المقدسات الإسلامية، هذا لا يعني الإعتداء علي معتقدات الآخرين. لكن لاشك أن هناك فرقاً بين ما هو مباح وما هو مقدس تختلف من دين لآخر.. عليه وحيث أن المادة الأولي من نظام الشبكة تنص علي إسلامية توجهها، فأعتقد أن من حق الشبكة رفض ما يخالف هذا التوجه. وكتب معاصر، وهو مراقب واحة الحوار المعاصر: الأستاذ المفكر العربي: إسلامية التوجه تعني في شبكة هجر تقديس المقدسات الإسلامية واحترام مقدسات الآخرين ومشاعرهم أيضاً، وهو أمر مطلوب من الجميع، سواءً أكانوا مسلمين أو لم يكونوا. وأحب أن أؤكد هنا أننا في شبكة هجر الثقافية ضد الطائفية المذهبية أوالطائفية الدينية، بمعني إثارة الأحقاد والفتن والتفرقة بين أبناء الوطن العربي الواحد (لا إكراه في الدين) وللجميع الحق في حوار سليم وبناء، بعيداً عن الفوضي والغوغائية، حوار من شأنه أن يرتقي بالأمة وأبنائها مهما كان اتجاههم المذهبي والديني،....... معاصر. وكتب المفكر العربي: شكراً علي الرد الوافي من الأستاذ معاصر والأستاذ صلاح.. صدقني أنا أعرف توجهكم الشخصي جيداً، لأنه من فضلة القلب يتكلم اللسان. لكن الكلام لك ياجارة كما يقول الإخوة اللبنانيون، والجارة كثيراً ما تتعدي كل التوجهات وتساهم بخلق أجواء متوترة، وردود أفعال لاتعجب البعض.. ولكن تبقي التجربة خير دليل علي احترام التوجهات. والشبكة في حدود ظروفها الخاصة خطوة متقدمة نأمل أن تساهم في إعادة التلاحم وتقوية النسيج العربي، في ظل تحديات مصيرية..شكراً مرة أخري. كتب فرقد من فلسطين، بتاريخ16-09-2000، موضوعاً بعنوان: غربي ومن نحا نحوه! معاصر: دعنا.. فإن لصاحب الحق مقالاً.. لقد تطاول هذا الغربي علي كل مسلم فدعنا فلا يظن أن هذا ضعفاً منا. وإن كنتم مصرين علي بقائه في المنتدي فلا تصروا علي مجاملته بما لا يستحق.. غربي: أرأيت.. لقد تماديت في غيك حتي تطاولت علي كتاب الله وهذه ليست المرة الأولي.. لقد تركك الأخ موسي العلي لعلك تثري منتداه بما هو خير فإذ بك تثريه بكل قبيح! فأصبحت كما يقال (خالف تعرف) وبئس ماعرفت به! قلت: إن كتاب الله أقوي من أن يدافع عنه، وهذا القول ساقط، وهو حق يراد به باطل، بل إن الله أمرنا بأن ندافع عن دينه لنحقق الصلاح في الأرض، ونحقق كلمة الله (إني جاعل في الأرض خليفة).. فلو تركنا كل ذي غي في غيه لفسدت الأرض، ولظهر الفساد في البر والبحر، ولما بقي لي أو لك مكان فيها... أراك تتهافت خلف رخيص القول فتركت درر الفكر، وجريت خلف قبيح الغرب وملحديهم، ولقد رأينا أن أكثرهم في منتدياتهم يستخدمون ألفاظ قلة أدب مع الله، أو مع عيسي بزعمهم أنه الله.. وهذا ليس من دأب المسلمين ونخوة العرب، فحتي مسيحيين العرب لا يفعلون هذا.. غربي.. أعلم أن مقص معاصر سيطال كل من يرد عليك، ولكن إذا دافع عنك معاصر فمن سيدافع عنك، وأنت في ظلمات القبر، أتنكر القبر لا أظن! فكم شيعنا من هم ألحد منك!! قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "سيأتي علي الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين وينطق فيها الرويبضة. قيل: وما الرويبضة؟ قال: الرجل التافه في أمر العامة". وكتب حسن حسان: الأخ الفاضل فرقد.. ليتك تترك هذا المعتوه المدعو غبي وشأنه، فهو أحقر من أن ترد عليه الأقلام. وكتب حسن حسان بتاريخ 24-09-2000،، موضوعاً بعنوان: إذن ما هو الإستهزاء بنظركم..؟! إن لم يكن ما يسطره المدعو غربي بفقد الراء، وغيره من الملاحدة، إستهزاء صريحاً بالقرآن، فما هو الإستهزاء إذن بنظركم؟! أرجو منكم جميعاً رواداً ومشرفين(المسلمين فقط) أن توضحوا لنا ما هو الإستهزاء، لأن ما يحدث في شبكتم تقشعر منه الجلود! فتباً لنا إن سكتنا عنه! أوجه هذا النداء للعاملي وأبو هاجر وغشمرة ومعاصر والفاطمي والخزاعي وشجرة الدر، وأخص بالذات موسي العلي. يقول أحد الفساق إنه لو(زلزلت الأرض زلزالها) فلن يدخل بغير إسمه! ما رأيكم في هذه السخافة الحمقاء لمن فقد حرف الراء؟ وكتب عيون: أنا أستغرب وأيم الله! هل عينك الله وكيلاً عنه؟! ثم لا أدري هل أنت المسلم الوحيد هنا؟ يا أخي معظم معارضي غربي أتقبل نقدهم له إلا أنت! أسلوبك مقزز وسخيف! جميع من ينتقد غربي من مختلف الشرائح، لا يكرر كالببغاوات.. أما أنت فغريب والله! وكتب حسن حسان: جاء في كتب التفسير والمغازي، أنه في غزوة تبوك قال بعض المنافقين: مارأينا أناساً أكذب ألسنة وأجبن عند اللقاء وأوسع بطوناً من محمد وصحبه، فسمعهم عوف بن مالك رضي الله عنه فقال له: كذبت والله إنك منافق، فذهب إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم والمنافق من ورائه، فأنزل الله سبحانه وتعالي: (ولئن سالتهم ليقولنّ إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وءاياته ورسوله كنتم تستهزءون. لا تعتذروا قد كفرتم بعض إيمانكم، إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة بأنهم كانوا مجرمين). وكتب غشمره: الأخ حسن، آمنا بالله ورسوله، لكن ما نقلته عن الأخ غربي هنا اقتباس أدبي وفني صحيح، لا مانع منه شرعاً وعقلاً أنه لو (زلزلت الأرض زلزالها) فلن يدخل بغير اسمه. يا أخي (لايجرمنكم شنآن قوم علي ألا تعدلوا، إعدلوا هو أقرب للتقوي) نشوفك علي خير. وكتب غربي: (فنظر نظرة في النجوم).. قال العاملي: لعله يقصد أن إبراهيم عليه السلام شك في وجود الله تعالي، فكان يبحث عن ربه في النجوم! ولكنه لايعرف أن إبراهيم عليه السلام كان مؤمناً من صغره، بفطرته وهداية ربه، وأنه استعمل الطريقة التأملية لهداية غيره. وقد يقصد غربي أن التأمل والبحث لمعرفة الله تعالي موجود في القرآن، وهذا صحيح لكن ليس بأسلوب سخريته بالله تعالي وكتابه ورسوله صلي الله عليه وآله، فهذا أسلوب ساقط،،أين هو من البحث التأملي الموضوعي؟! وكتب أبو هاجر بتاريخ21-09-2000، موضوعاً بعنوان: نقاط للتفكير والتأمل في حوار الأخ العاملي مع غربي والعلماني أحببت أن أفرد هذا الموضوع حتي لا يكون هناك خروج عن ترتيب الحوار الذي وضعه الأخ العاملي في حواراته الأخيرة. وفي نفس الوقت، حتي لا أدخل في دوامة الحوار الذي يبدأ من حيث ينتهي وينتهي حيث يبدأ. وسأجعل هذا الموضوع علي شكل نقاط مختصرة: 1- يتضح من هذه الحوارات عوار المنهج الذي تتبعه ساحة هجر، والذي هو بالأساس مجرد محاولة غير واعية "لأسلمة" الثقافة الغربية الرأسمالية، وهو بالطبع عكس ما أعلنته هجر عن نفسها حين أعلنت إسلامية التوجه.. فمقص معاصر "الهصور" أصيب بحالة غيبوبة عن تهجم غربي وزميله العلماني علي الله وعلي دين الله!! وأما الحوار فهو يسير بدون توجيه ولا تقييم، حيث أن هذا متروك لأمزجة وذوق المتحاورين، فهو كالقارب المهجور الذي تلاطمه الأمواج.. وطبعاً لا يهم إدارة هجر سوي رعاية المادة الثامنة! (عدم المساس بالشخصيات السياسية) وأما حق الله، وحق كتاب الله، وحق دين الله، فهو كلأ مباح!! 2- لقد اجاد الأخ العاملي وبعض الإخوة الكرام، في طرح بعض الأسئلة الهامة والتي بطبيعة الحال سيتم تجاهلها والإلتفاف حولها من قبل العلماني وزميله غربي! و"دوري يا طاحونة"!! 3- أضحكني العلماني عندما سخر من الأديان (بدون تمييز)وقال ما معناه:"إنها لم تركب خشبة علي خشبة بينما صنع الإنسان بمجهوده كل هذه الإنجازات". في نفس الوقت الذي نعلم فيه أن العلماني وشركاءه ليس لهم حظ في العلوم التجريبية أو الرياضيات، وكل ما يقوون عليه هو التسبيح بحمد الشرق والغرب! بل الأدهي والأمر هو الشعور الدوني الذي يعاني منه العلماني وزملاؤه، والذي يحاولون نشره بين غيرهم من الناس بشتي الوسائل والأساليب! 4- يتعامي العلماني وأضرابه عن المآسي التي تعيش فيها البشرية في الغرب والشرق، ويصفون لنا السموم الفكرية والأيدلوجية بكل غباوة وجهل. 5- غربي لايعرف ما هو العقل وما هي حدوده، وأتحداه أن يأتي بتعريف صحيح لعملية التفكير.. بل هو مجرد ببغاء وبوق لسادته الغربيين، قد أتقن فن العبودية لغير الله. 6- وكسنة هجر السيئة، سيعود العلماني وغربي وشركاؤهم الي طرح المزيد من المواضيع "المثيرة" علي الرغم أنهم لا ينتمون الي هذا الدين أصلاً، وسيخوضون حملة مزايدة جديدة بين دين سادتهم الغربيين ودين الله رب العالمين.. وليفرح أصحاب هجر بعدادات المواضيع فهذا ما يجعلهم يحسون بأنهم: Lary King 7- وأخيراً، أطرح سؤالاً علي أهل لا إله إلا الله محمد رسول الله: ما هو الحوار في الإسلام؟ وما هي غايته وهدفه؟ وما هي أساليبه التي أوضحها الله؟ لماذا نبرهن كل يوم علي عدم فهمنا للمبدأ الإسلامي وبالحلول التي يقدمها لكل مشاكل البشرية؟ لماذا لا نستطيع إلا أن نقلد غيرنا؟ لماذا نقف أمام الجميع موقف العجز والجهل؟ هلا عدنا الي كتاب الله وسنة رسوله الكريم، وعدنا لقيادة البشرية الي رضي ربها، والنعيم في الدنيا والآخرة؟ (إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب. الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلي جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض، ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار. ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته وما للظالمين من أنصار. ربنا إننا سمعنا منادياً ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا، ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار. ربنا وءاتنا ما وعدتنا علي رسلك ولا تخزنا يوم القيامة، إنك لا تخلف الميعاد). وكتب العاملي: شكراً للأخ أبي هاجر.. ومشكلة هؤلاء الملحدين والمشككين، أنهم مهرجون بكل معني الكلمة.. فلا هم يثبتون في نقاش موضوع..بل يقفزون قفز الجراد! ولا هم يراعون أصول البحث العقلاني الذي يدعون الإنتماء اليه! ولا يراعون أبسط أخلاق الحوار، التي يتشدقون بها.. ولاهم يعطون لمحاورهم الحرية التي يرفعون شعارها وينعون علي المجتمع سلبها منهم.. ولاهم أهل فكر مترابط متكامل، معلوم المورد والمصدر والأول والآخر.. ومع كل ذلك..يرفعون شعار المظلومية في هجر ويصرخون! ويقولون عن أنفسهم فرسان! يذكرونا بحاملة الطائرات الأمريكية نيوجرسي التي انسحبت من بيروت علي أثر عمليات المجاهدين ضد المارينز.. وكانت تسب وتشتم، ورمت عدداً من القذائف الكبيرة علي الجبال!! وكتب أبو هاجر: الأخ الكريم العاملي: هل توافقني في أن ترتيبات الحوار تحتاج الي تغيير؟ وأجابه العاملي: نعم يا أخ أبا هاجر، لكن المشكلة في الإقتراح العملي، وفي المشرف الذي يسهر علي إلزام المشتركين الكرام بتطبيقه.. تفضل ماذا تقترح؟ وطالب ابن الرياض وهو مثقف وهابي بإلغاء اشتراك غربي في هجر، بسبب إهانته لمقدسات الإسلام، وكتب بتاريخ01-02-2001 موضوعاً بعنوان: أطردوه.. إلي قاع الظلام! فكتب غربي: أعذر من أنذر.. وقد أنذرتموه..أم أن إهانة الشعوب باتت فوق القوانين؟ ذلك الشئ عارٌ علي وطني.. عارٌ كبير.. ويكفينا عار. وكتب مالك الحزين: هو منا وإن صبأ! لا، لطرده، بل دعوه بيننا يتعلم ويتأدب، ويعرف الأخطاء التي حشي بها عقله عنوة. ليبق ولنستمع منه، ويستمع منا.. والهدوء أيها المتلفع عبقرية ونقاء "غربي". وكتب غربي: أنا آسف. سأهدأ. ولكن.. هل يجوز أن يتعلم مثله.. علي حساب الشعوب؟ وأي شعب..؟! وبالنسبة للتعلم أيضاً.. لا أحبك طيباً كثيراً يا كبيرنا، ألم تعرف الرجل بعد؟ كنت أشك من رسم الحروف.. وتأكدت بعد قراءة مداخلة التدخل السريع. هذه صديقتك الأثيرة يا حزين.. ألا تشم الرائحة؟ الزقوم يزكم الأنوف.. إن كان لا بد أن يتعلم مثلها يا مالك.. فبالكيِّ. لم يبق علي زمن الدرس وقت طويل..تصبح علي نقاء يا مالك.. وأنقي من النقاء. وكتب عيون: مشهد إقصائي آخر! وممن؟..من غربي! لايا صديقي.. الطرد قرفناه.. والإقصاء كرهناه.. والحوار طلبناه.. وتحت كل ذلك وفوقه هناك أدبيات للكتابة. غربي يا صديقي..لك محبة. أنا رجل من غمار الموالي، فقير الأرومة والمنبتِ فلا حسبي ينتمي للسماء، ولا رفعتني لها ثروتي... ولدت كآلاف من يولدون، بآلاف أيام هذا الوجود لأن فقيراً بذات مساء.. سعي نحو حضن فقيرة وأطفأ فيه مرارة أيامه القاسية. نموت كآلاف من يكبرون، حين يُقاتون خُبز الشموس.. ويُسقون ماء المطر...وتلقاهم صبية يافعين حزاني علي الطرقات الحزينة، فتعجبُ كيف نموا واستطالوا، وشبّت خطاهم.. وهذي الحياة ضنينة.... عن مسرحية الشاعر صلاح عبد الصبور"مأساة الحلاج". قال العاملي: وصعَّد ابن الرياض هجومه علي غربي واتهمه بأنه غير عربي، وتفاقم الكلام بينهما مع عيون، ومالك الحزين، والعروة الوثقي، ومجموعة إنسان، وبو زعلان والدرازي، كلهم يدافعون عن غربي! وفي هؤلاء متدينون شيعة، لكن يكفي أن ابن الرياض ينتمي الي مشايخ الوهابيين الذين يعانون منهم ليقفوا ضده! وكان من أشد من كتب ضد ابن الرياض مالك الحزين، قال له: حسناً.. تريد أن تجرنا لقلة الأدب يا ابن راعية الغنم.. لم أستند للقبلية يوماً، فأنا أبغضها لأنها كانت سند أبي جهل وأبي لهب وأبي سفيان لعنهم الله وذريتهم إلي يوم الدين.. أما تكفيرك لي فهذا شرف، وليس جديداً علي أمثالك من النكرات والمجهولين أن يصدروا أحكاماً بالتكفير علي الناس حتي من دون أن يعرفوهم! وقديماً قام جدودك من أوباش الحنابلة بتكفير ابن جرير الطبري، وسدوا الطريق المؤدية لبيته، فمات العالم الجليل ودفن في داره! صدقني ليس لكم إلا ما تكابدون، فاهنئوا بالسيف علي أعناقكم، والأحذية في عقولكم، فهذا ما يستحق أبناء النوق والماعز!! وكتبت إيمان وهي علمانية متدينة نسبياً، موضوعاً بتاريخ 21-07-2000، بعنوان: من وحي المعارك في هجر.. هذه مجرد خواطر من وحي المعارك(السلمية) في هجر بين العلمانيين والإسلاميين..(ولا أعني بها أحداً علي التحديد). كثيراً ما عتب علي بعض إخوتي في الدين إذ يحسبوني أتعاطف مع بعضهم (العلمانيين) علي حسابهم.. والواقع أني أسعي الي التجرد في الحكم، وكثيراً ما صارحتهم أني أراهم أكثر تحرراً وتفهماً لأفكار الآخرين.. ولم تهتز تلك الصورة بالنسبة لهم(عموماً) حتي بدأت أري البعض منهم(وليس الكل بالتأكيد) في منتديات الحوار بصورة جديدة لم أعدها من قبل: هجوم عنيف (غير مبرر مهما كانت أسبابه) وسخرية لاذعة من الدين وأهله.. وقسوة في الأحكام.. وتعميم مهين.. وتعال عليهم (الي درجة تقترب من العنصرية)! مظاهر جديدة فعلاً! وتتكرر بإيقاع متواصل وسريع.. مما يجعلني أتساءل عن هذا التحول العجيب عندهم؟! فما الذي يحدث لهذه الفئة الجديدة؟ هل هو سقوط الأقنعة مادمنا في عالم افتراضي؟ أم أن هناك من يتعمد تشويه صورتهم؟ أم هو انتقام (المتمكن) بعد ضعف؟ (فقد صار الزمان زمان من يحارب الدين.. وصار المتدينون هم المستضعفون (الإرهابيون)!! ولا أدري هل يعلم هذا (الجيل الجديد) منهم، كم يفقدون ميزة فريدة كانت ترغم كل حر (مهما اختلف مع فكرهم) أن يحترمها فيهم؟ كم يهدمون بذلك ما حاول أن يشيده السابقون قبلهم من صورة إنسانية ومتحضرة لاختلافاتهم؟ ألا يدركون حقاً كم تختلف ثورتهم علي الكنيسة من قبل، وثورتهم علي الإسلاميين؟! (الذين هم المستضعفون اليوم؟!!) ومهما يكن الأمر فسيظل احترامي يزداد دوماً لكل إنسان، مهما كان دينه وانتماؤه، يحترم القيم الإنسانية، التي تتمثل في احترام الآخر ومشاعره ومقدساته أياً كانت.. أختكم إيمان. وكتب عيون: بل هي إشكالية وعي يا إيمان..كيف لي أنا العلماني أن أتفق مع معظم الإسلاميين هنا في هجر؟ هل هي المجاملة أم الخوف من بعضنا؟ أم هي أدوات الحوار الجيدة، ووعي طرفيه بحقوق كل منهما في الإختلاف واحترامه؟ أجمل مافي الحوار الإختلاف، وأجمل مافي الإختلاف هو احترامه ووعيه اللذان يسهمان في تقريب وجهات النظر رغم اختلافها... الأهم في كل هذا ألا يفقدنا اختلافنا إنسانيتنا.. وألا يجرح قناعاتنا مالم تتغير هي بقناعات جديدة دون ضغط أو إرهاب أو احتواء.. لك تحياتي إيمان. وكتبت زينبية: أختي العزيزة إيمان، كأنك كنت في قلبي عندما قلت هذا الكلام! لماذا عندما نختلف نحن الإسلاميين مع بعضنا البعض ننبه الطرف الآخر بأن تصرفه في اعتقادنا خاطئ، أو ننتقد فكره معينة طرحها إسلامي ذو مبادئ مشابهة لمبادئنا.. بينما لا نري ذلك عند العلمانيين؟! حدث ذلك عدة مرات وأنا أعلم أن بعض العلمانيين تصرفوا بمثل هذه التصرفات التي تفضلتِ بذكرها.. ولكن لم يعترض الطرف الآخر من العلمانيين ممن يخالفونهم الرأي علي أي من تصرفاتهم!! استغربت ذلك كثيراً، ولكني وجدت الأخ جمال الصباغ مختلفاً عنهم في ذلك، ربما لأنه قومي، ولكنه كان ينبه أصدقائه قبل مخالفيه! أخي المحترم عيون: لا أعتقد أن التصرفات التي ذكرتها الأخت إيمان تنمُ عن وعي صحي.. ألا تعتقد ذلك معي؟! وكتب عيون: العزيزة زينية.. تحياتي.. إيماءاتك رائعة ولطيفة.. لكن من قال إنني سكت عن تصرفات حسام أو غيره، ما أراه صواباً لا أبخل بعرضه، سواء كان هذا ضد الإسلاميين أو العلمانيين أو الشيوعيين أو سواهم، لكن يا أختي العزيزة هناك فرق في أن انتقد تصرف أو أنتقد ردة فعل! ولكن ليس بالضرورة أن أجهر به في الواحة. كذلك فيما يخص حسام، لقد انتقدت بعض تصرفاته، حتي ملح الأرض. وكتبت إيمان: ولكن سؤالي: لماذا إذن يحملون علي الدين (خاصة) أخطاء أتباعه؟ ولماذا لا يحملهم الإنصاف أيضاً أن يروا في أخطاء (بعض) المتدينيين التي يعممونها علي الدين نفسه وأتباعه جميعاً، علي أنها مجرد أخطاء فردية؟! إذا قلنا إن الفكر لا يقيم بمدي تطبيق أتباعه، فعلينا أن نطبق هذه القاعدة علي الجميع. وكتب العاملي: موضوع مفيد للأخت إيمان، وأصوات عاقلة، لا يملك الإنسان إلا أن يوافق أصحابها، خاصة دعوة الأخ أبي مهدي. آمل أن نستفيد منها جميعاً. وكتبت زينبية: أخي الكريم عيون: شكراً لتوضيحك وجوابك.. أرني موضوعاً انتقد فيه أحد العلمانيين علمانياً وشيوعياً آخر! في المقابل أستطيع أن أحضر مواضيع عديدة لإسلاميين ينتقدون إسلاميين آخرين... الي آخر هذا الموضوع الذي اختصرناه، وشارك فيه الفاطمي، والدرازي وأحمس، والدكتور جمال الصباغ، والقلم الساخر، وبرخت. وكتبت بنت الهدي وهي أردنية مسلمة، بتاريخ6-09-2001، موضوعاً بعنوان: أيها الأخوة تنبهوا إلي الحاقدين علي الدين! في كل عصر وزمان ستجد حاقدين علي الدين، يدعون إلي الشذوذ والإباحية ويستهترون بكلام الله ورسوله، ويقدسون حريتهم الشخصية وشهواتهم الحيوانية.. منذ زمن نوح أبي الأنبياء عليهم السلام.. كان الصراع محتدماً مع الحاقدين علي الدين، الذين يريدون الإنفلات مع الأهواء والشهوات، في مقابل الدين والطهارة الإنسانية والإيمان بيوم الجزاء والخلود.. وتعاقبت العصور وأعداء الدين والإنسانية أتباع الشيطان موجودون، لأن الصراع بين الحق والباطل سيستمر.. وقتلة الأنبياء عليهم السلام موجودون الآن أيضاً كما كانوا في كل زمان، إلا أن الفرق أنهم (حينما لم يجدوا أنبياء الآن) يريدون أن يرووا سيوفهم الحاقدة من دماء الدين.. فرعون الطاغية المتمكن من السلطان والملك، أراد أن يطفئ الدين بكل قوته وجبروته، لكنه لم يستطع أن يقلع شجرة الإيمان من الأرض.. ونشاهد اليوم أن كل الإمكانيات العلمية والتكنلوجية قد صبّت لهدم الدين، لكنها لم تستطع (مما أدي للعلمانية أن تؤمن بوجود الدين بين أنيابها سالماً معافي وكريماً مكرماً) وإنني هنا في شبكة هجر أري بعض الأعضاء الذين يحقدون علي الدين.. ويودون بكل إمكانياتهم أن يهشموا أضلاعه! وقد يكون السبب هو عقد نفسية حادة لازمتهم منذ الطفولة، من جراء تطبيق الدين بصورة خاطئة في مجتمعهم! فإننا نجد أن الأبوين والبيئة عموماً إذا كانت تلبس لباس الدين بالمقلوب، فإن الأولاد ينشأون حاقدين علي بيئتهم، وعلي الدين الذي كان سبباً في شقائهم.. وهذا لا يعني أن الدين هو سبب شقائهم.. بل الخطأ في تطبيقه.. نعم إن السلوكيات الخاطئة باسم الدين سببت الويلات للدين نفسه وأوجدت له أعداء يتربصون به الدوائر.. والسبب الآخر هو الجهل بالدين.. فبسبب الحقد نجدهم لا ينظرون إلي الدين إلا بنظارات سوداء، بينما ينظرون إلي العالم المنفلت عن الدين بنظارات بيضاء ناصعة، ويستحسنون كل سيئة فيه، ويستجملون كل قبيح صادر منه! والمشكلة أنهم لا يعترفون بجهلهم! فهم يجهلون أنهم يجهلون.. ويدعون أنهم الأعرف بحقائق الدين وصادراته ووارداته! وما دامت النظرة البائسة السوداوية لم تقتلع من أعماق أعينهم، فإنهم لن يعرفوا الدين أبداً! وسيبقون يحقدون عليه ويحاربونه علي أنه مصدر شقائهم.. والأدهي من ذلك أن البعض منهم وللأسف الشديد يحاول أن يظهر نفسه بثوب المتدين الحريص علي الدين! لماذا؟ لأن الضربة التي تأتي من الصميم تكون مسمومة! فإليكم يا رواد هجر المؤمنين الأعزاء هذا الموضوع من أجل الدفاع عن ديننا الحنيف وإسلامنا الحبيب الذي جاء من أجل إسعادنا.. وكتب المهاجر الفلسطيني: أختي بنت الهدي والتقي والعفاف والغني.. كلماتك أصابت كبد الحقيقة ودعوتك سنلبيها وها أنا أمد يدي.. إخواني أبناء هذا الدين العظيم، يا من تربيتم علي موائد القرآن، وتعلمتم من نهج السنة المطهرة.. يا من أخذتم علي أنفسكم العهد والبيعة لآل بيت رسول الله.. ها هم من يتكالبون علي دينكم تاريخكم حضارتكم عقيدتكم.. ها هم من يخرجون لكم بأنياب متسخة تمتلئ قيحاً وصديداً! ويصفون لكم الدنيا كأنها دار المستقر، ويستهزئون بدينكم وعقيدتكم الراسخة رسوخ الجبال.. ويخرجون بلسان الشيطان عدو الله وعدوكم.. عدو الخير والحق والجمال، غرقوا في بحر النجاسة والرذيلة، وكرهوا لكم الطهر والنقاء. ليس لكم إلا أن تنشلوهم مما هم فيه من الغباء، ليس لنا إلا أن نسكت شيطانهم المتأجج في صدورهم. لن يكون لهم أثر، فإن الحق غالب ولو بالقلة ما بالكم وهنا والحق هنا كثير؟ ما بالكم وهنا والجميع هنا موحد؟ أي إخواني.. أناديكم أنتم يا أهل الإسلام العظيم، يا من ارتضيتم الله رباً والإسلام ديناً، وسيدنا وحبيبنا محمداً صلي الله عليه وسلم نبياً ورسولاً.. هل تقبلون أن يستهزء بقرآنكم بهذه الطريقة؟ هل تحبون ان يتلاعبون بعقائدكم بكل تفاهة ويسر.. أنا أستصرخ فيكم حب نبيكم وإسلامكم.. حدثوهم كلموهم أقنعوهم، فإن كان بهم خير عادوا الي أصالة أنتم تحملونها وإن كان في قلوبهم شر محض، فذروهم في تيههم وضلالتهم وغيهم! أيها العابثون بإنسانيتكم.. والكافرون بجمال أصلكم الإسلامي العميق.. أيها الضعفاء أمام شهواتكم وأفكار غربية تستحل عقولكم.. ألا أتيتم لنا؟ ألا سمعتم لنا؟ ألا صمتم قليلاً، ألا تعلمتم آداب الحديث.. ما أقبح أن تؤذي إنسان بكلمة فما بالك أن تؤذي عقيدته وقلبه! ما أقبح أن تتمادوا في تسفيه عقيدة التوحيد في كوكب خلق من أجل التوحيد. أوجهها لكم دعوة صادقة محبة محترقة من الغيظ من كلامكم، حاقدة علي البيئة التي سقلتكم بكل ما تحملون من حقد! أخاطبكم ولعلي ألامس إنسانية تبقت منكم بعدما نسيتموها في وكر الشيطنة القبيح: أن كفوا عن الطغيان الكفري والردة الغبية، والهجوم البعيد عن أدب المخاطبة! فإن لصبر حدوداً. وكتبت بنت الهدي: الأخ العزيز المهاجر الفلسطيني.. يبدو أنك الوحيد الذي يحمل روحاً غاضبة ويشعر بما شعرت به.. أقلام مسمومة حقاً تتواري هنا وهناك لتطعن جسد الدين والإسلام أينما اتفق لها الحظ! ولا زالت رائحة العطن النتنة تفوح من العفن الروحي لأصحاب المبادئ الحيوانية.. مضحك جداً أنهم يرفعون شعار الحيوانية باسم الحرية! ليت أحدهم يرد! وكتب العلماني: المهاجر.. علي مهلك يا رجل.. والله إني حسبت بأنك تخطب في جيوش المسلمين يوم "القادسية".. بل رحت أفتش عن الموبذان ورستم.. أووووف. مشوارنا معكم ما زال بعيداً.."وعلي الله الإتكال".. واسلموا لي. العلماني. وكتبت مُدن: "فأما الزبدُ فيذهب جفاءً وأما ما ينفعُ الناسَ فيمكثُ في الأرض".. دعوهم.. دعوا كل امرئ يعرض بضاعته علي الهيئة التي يشاء، فلن تخرج عن كونها سنّةً من سنن الكون الماضية. لم يكن محمدٌ آخر المؤمنين، ولا أبو جهل آخر العصاة المشركين. منذ فجر الإنسانية والدنيا في صراع أزلي ما بين الخير والشر.. الفضيلة والرذيلة.. وتاريخ البشرية يزخر بأسماء المؤمنين والملحدين علي حد سواء. ثم إن لكلٍ وجهة هو موليها... الي آخر الموضوع، وقد شارك فيه:jafar_ali60 والدركال، وkamal، وزينبية، والغريبة، والفاطمي، وجعفر الحر، وابن عربي، وحسن حسان، وابو ذر 2. وكتبتُ بتاريخ 22-09-2000، موضوعاً بعنوان: الشمس مشرقةٌ في هَجَر.. اقتراح الي الإدارة تحية لإدارة هجر.. الشبكة الثقافية الإسلامية، وإن منعت النقاش المذهبي علي مضض منا.. تحية لها، لأنها تسامحت مع المشككين في وجود الله تعالي وفي الإسلام والقرآن والنبوات، وأعطتهم فرصة للحوار.. فكشفت ما عندهم من علم ومنطق وأخلاق.. الشمس مشرقة في هجر.. والهواء عليل.. والمنصة جاهزة.. تقول لهم. تفضلوا وقولوا ماعندكم.. قدموا الفكر الإنساني الذي تزعمون.. تكلموا بمنطق العقل الذي تدعون.. ناقشوا نقاش العلماء الموضوعيين.. نقاش الغربيين الأكاديميين.. فتراهم يفرون من النقاش! يخافون منه، يدورون عنه، يحتالون عليه، يغيرون الموضوع، يشخصنونه، ثم تظهر أخلاقهم، وشتائمهم.. رحم الله الشتامين من الإسلاميين! فقد وجدوا مقلدين بل مجتهدين فاقوهم!! إقتراحي: أن تضاف مادة الي قوانين هجر، أنه يسمح في حالات خاصة للمشككيين بالله تعالي ودينه بالنقاش فقط. ومعني النقاش فقط: أن يكونوا ملزمين به، لا أن يأتوا بحجته ثم يهربون منه، ويبثوا تفاهاتهم ضد الإسلام والأديان وقيمها المقدسة، ويبذلوا كل مهارتهم لكي يلبسوا التفاهة ثوب أدب وفكر، كالذي تزيِّن خضراء الدمن. الشمس مشرقة في هجر.. لكن أنظروا الي الظلاميين كيف يهربون من النقاش الفكري المتين، المشرق بنور العقل الي.. حفر التفاهات.. وهم يصرخون؟! وكتب العلماني: لم أعهدك عاطفياً يا شيخنا الوقور إلي هذا الحد.. بعض الهدوء والإتزان من فضلك،"فليس كل ما يلمع ذهباً" "وإن الصبح لناظره قريب". أعلم بأني و"غربي" قد مددنا يدنا إلي مسائل شديدة الحساسية بالنسبة لك، وهذا يا شيخنا هو دافعي لأن أتريث قليلاً، فأنا حقاً لا أحترم عقائد أعتبرها بالية ولكني أحترم الإنسان الدمث الخلق الودود المحترم، الذي عودتنا أن تكونه.. وإحترامي للإنسان يا شيخنا يدفعني كثيراً أن أغض الطرف عن منازعته في أمور قريبة إلي نفسه، عزيزة عليه.. فلا يعرونك الظن بأن هذا ضعف أو هروب، ولكنه صون للود ومحافظة علي حسن المعاملة ووقار التخاطب.. ومع هذا، ولأني أراك متشبثاً بمواضيعك، فلسوف يأتيك ردي مساء، ولسوف أحاول قدر المستطاع أن لا أمد يداً إلي مقدساتك كي لا تثور ثائرتك، واعلم بأني أطلب أمراً إداً.. واسلم لي. وكتب العاملي: وما لي وللعاطفة في إيذائكم أيها الأخ، فوالله لا أحمل لأشخاصكم إلا المودة لكل عربي.. لكنها والله الجدية والمعذرة الي تعالي، والتكليف الشرعي لمن عنده علم أمام الشبهات أن يظهره.. وهي الجدية مع من يمس أقدس مقدسات المسلمين، بحجة العقل والعلم، ثم لا يناقشهم بعقل ولا علم!! أتمني أن تناقش أنت وغيرك بهدوء وعلمية.. ونبقي داخل الموضوع ونحفظ مع بعضنا الأدب الإنساني الفطري.. سأنذر نذراً إن فعلتم ذلك. وكتب العلماني: ماشي يا شيخنا.... واسلم لي. وكتب غربي: للرفع.. من أجل الود.. وطمعاً في رضا شيخنا الفاني. يا شيخنا.. والحرب قد وضعت أوزارها.. والله ما وجدت صعوبة كالتي أجدها في حوارٍ معك. لا لشئ سوي أنك رجل بالغ الحساسية تجاه ما تؤمن به، عاطفي في الحوار إلي درجة تتعب هاوٍ للجدل مثلي.. لا أقدر أن أتغلب علي نزقي وحمقي، عندما تتناول أنت قاموسك الإتهامي، وذلك غير الإتهامي وتصوبه نحو محاوريك، وانظر بأم عينك لما جعلتها أنت ردفاً من التهم أعلاه.. فأنا، ولا أعوذ بالله منها يا شيخ، إما أن يصيبني نزق الشباب وطيشه، فأهجم علي كتفك الطاهرة، لأقضم منها قضمة، وأضغم ضغمة.. تشفي غليلي منك وإما أن أتجاوزها، وكأنها ما كتبت وكأني لم أرها.. وهذا ما لا أطيق عليه صبراً! حتي وإن هربت أنا، كما تقول.. فلن يطيل لي هروب.. فأنا هنا، وأنت هنا.. وسيجمعنا حوار متصل، لا مزدجر.. ما بقيت شمس هجر. وعليك الآن بالعلماني.. فطالما جعلتُه دوني.. وجاء وأنا حاضر في كل ساعة، وأنا حاضر في كل حين. ولا بأس عليك يا شيخ الإسلام.. ولا علينا بأس.. وكفي الله "المؤمنين" شر القتال. حفظكم الله.. من كل مكروه. غربي. وكتب الخزاعي: لم تضع الحربُ أوزارها، إنما الهدوء الذي يسبق العاصفة. تحياتي لكم جميعاً. وكتب علي الأول: لا يبدو الأمر كما تري أيها العزيز غربي...فالحرب لم تضع بعد أوزارها.. فصاحبك لا يزال يتحفنا بالفانتازيا الجميلة..عن الأشياء التي تقوم (بخلق) نفسها بنفسها! عفواً.. بفعل التطور طبعاً! لا أدري متي يري النور.. الإصدار الثاني؟! تماماً.. مثل توم وجيري!!.حفظك الله من كل مكروه.. علي - زمن الفانتازيا

الناس أعداء ما جهلوا

وكتب العاملي: الشمس مشرقة في هجر.. والهواء عليل.. والهدوء والإطمئنان نسيمه علي الجميع.. ما كان هو افتعال عاصفة.. وادعاء ظلامة.. وفنون من السخرية والبكاء.. وسنبقي نقول: لايعنينا ذلك ولا يهمنا..أين الحوار.. أين المطلب العلمي.. أين الفكرة.. أين بنات العقل.. أوعماته.. أو أحدٌ من أقاربه.. فشيئاً من ذلك.. ولو بضاعة مزجاة! الأخ العزيز الخزاعي، لاأري حرباً.. فقد نفذت ذخيرتهم، أو كادت.. رحم الله المساليل القدامي.. وكتب غربي: لاحول ولا قوة إلاّ بالله..حسنٌ.. فلتكن إذن..حرباً عقلية شعواء.. يتطاير علي إثرها البالي من النصوص.. تدير رحاها في هجركم"العليلة"..قطبها العلم ورحاها الفكر الحر. أما الظلامة فهي ما يجب أن ينقشع مع آخر فلول الناكصين علي أعقابهم من الماضويين وعبدة النصوص والمكفرين. وسحقاً لأساطير الأولين. غربي. وكتب علي الأول: العزيز غربي، بالخليجي القح نقول لمثل من في حالتك: "ما فيك إلا خراطك"! أخي أفهم جيداً لغة الوعيد والتهديد التي تنطوي عليها حروفك.. أموت ولعاً في حسك الأدبي الرائع(صدقاً لا مجاملةً) وأنت تداعب الكلمات.. وتراقص الألفاظ.. جداً أو هزواً.. ولكن.. وآآه من لكن.. كلماتك يا عزيزي والتي طالما تلاعبت علي أوتار الحس كما أردتها أنت.. فإنها قلما حلقت في سماء اللب.. أو أناخت عند مرابط العقل!! أقول هذا لا انطلاقاً من تشبثي المطلق بما أعتقد.. فقط، كما قد يتبادر الي ذهنك لوهلة.. بل لأنك يا رعاك الله طالما نحوت بالحوار ناحية الهزو وسقط الكلام.. فهلاّ ثبتَّتَ أقدامك في حوار علمي مترابط ومتواصل ومحدد، مع أستاذنا العاملي.. دون التعلل بعللٍ لاتغني ولا تسمن! علنا نخرج بشئ من فيض" أفكارك" بعد أن أسكرتنا بكأس" بلاغتك "!! شكراً لسعة صدرك. الناس أعداء ما جهلوا... قال العاملي: ولم ينفع معهم تحريك كبيرهم الذي علمهم، ولا نخوة بطلهم غربي، ولا وعودهم التي قطعوها بالنقاش العلمي، في المواضيع التي فتحناها، أو فتحوها هم، ثم هربوا منها جميعاً! وكتب غربي بتاريخ بتاريخ24-09-2000، موضوعاً بعنوان: فنظر نظرة في النجوم.. وأحال غربي في أول الموضوع علي رابط في هجر للمطالبين بطرده، وقال: http://www.hajr.org/hajr-html/Forum2/HTML/005361.html أطردوا الملعون! لقد سمعناه يعلي حسه ذات مرة، ويقول(أنا ربكم الأعلي)! ولا ندري هل هي من عندياته.. أم قرأها الخبيث من كتاب! بل لقد قال سمعناه بأم آذاننا ذات مرة من المراير يقول: ولا تقربوا الصلاة! ملاحظة غير مهمة كثيراً.. لو(زلزلت الأرض زلزالها) فلن يكتب غربي إلاّ باسمه. غربي- (فنظر نظرة في النجوم) سيحذف.. وكتب عيون: اعتقدتك يا غربي"حسفقدي" وأنه بإمكانك أن تكتب باسمين اثنين! ألم تراجع بريدك بعد؟ ثكلتك هجر! وكتب عرب: العزيز عيون، (ثكلتك هجر) أضحكتني أضحك الله "ضرسك"! وكتب عيون: ضرسي أعطيته لمعاصر، تعرف ضرس العقل وهو بحاجة له! أضحك الله رقبتك! وكتب حسن حسان: وكتب آيات لوصف غربي وعيون.. فحذفها المراقب وكتب له:(الأستاذ حسن: لم ينزل الله القرآن لمثل هذا، للكتاب الكريم قداسته واحترامه، وليس من القداسة في شئ شتم الآخرين والدخول معهم في مهاترات بإنتقاء بعض الكلمات من آياته،..هذه المشاركة حررت بواسطة معاصر في23-09-2000).

غربي يعود بعد انقطاع

عاد (غربي) الي هجر بتاريخ4-10-2000، بعد انقطاع، وكتب تحت عنوان: العوْد............ هو اعتذار كبير.. وكبير جداً.. لكل من ساءت أحوالي، وأحوال كلمة المرور ومنعتني من الإلتزام الأدبي، في مواصلة الحوار معهم. أخص بالذكر: الأستاذ أبو هاجر.. قال وقلت والصديق روح الشرق.. أين المرجع، والشيخ العاملي.. الحضارة البديلة. سأعود مساءً.. وسأحاول استدراك ما استدبر.. وهي شرهة كبيرة.. وكبيرة جداً.. علي هجر ومسئوليها، بدءاً بالسيد موسي، مروراً بالمقراض معاصر، وصولاً للملاحظ غير العام.. علي تغييبهم مشكلتي كل ذلك الوقت، وسماحهم للظنون أن تذهبي بي كل مذهب، وأنا ابن هجر، مهما تطاولت حدود الحرية بها، ومهما ادلهمَّ بها الظلام. حفظ الله فلسطين.. نقية طاهرة.. بعد كل تلك السيول من الألم والدماء.. وحفظكم الله.. من كل مكروه. غربي-زمن محمد الدرة. وكتب صلاح الصالح: أهلاً غربي ومرحباً، أصدقك القول رغم اختلافي الكبير معك فيما تطرحه، إلا أن لك نكهة خاصة افتقدناها خلال غيابك.. أخي.. كأحد المتفرجين علي حواراتكم، وباسم من تيسر لي الإتصال بهم من المتابعين، وها أنت عدت والعود أحمد، هل تلبي رجاءنا وأنت أهل لذلك بأن: 1- تهدئ اللعب قليلاً ونخفف من حدة الحوار ليكون في الإطار المفيد.. 2- تبتعد عن الضوضاء والضجيج قليلاً، والشخصنة كثيراً، ليعود الحوار علينا جميعاً بالنفع.. 3- أخيراً.. بعض ما تطرح أخانا الكريم يصادم جزءاً من معتقدات الناس وما نشأوا عليه، وعليه فتغيير هذه الأمور- إن كان ثمة حاجة للتغيير- بحاجة إلي طول نفس وصبر وأناة.. فهل نسعد بأن لاتخيب رجاءنا.. ونحن بالإنتظار.. ولك خالص تحياتي وتقديري. إنه لا قدست أمة لا يأخذ الضعيف فيها حقه غير متعتع وكتب مالك الحزين: كما يفتقد المحارب سلاحه.. والقمر مداره.. والعاشق طيف محبوبه، افتقدتك أيها الـ"عربي" الرائع الذي ينتحل (غيظاً وحزناً) صفة "غربي".

قدسوا الحرية حتي لا يحكمكم طغاة الأرض

كتب نادر: الحمد لله يا غربي.. لقد ساءت أيضاً ظنوني، حتي هممت أن أكتب لك مستفسراً عسي ألا تصاب بسوء. خاصة وقد افتقدناك هنا وهناك، ولعل عزاءك كان في الماسنجر مع أصدقاء! وكتب فيصل: صديقي كيف أنت الآن؟ هل عادت الباسورد للعمل؟ فعلاً أنا مشتاق لك ولعباراتك الجميلة. تحياتي ومحبتي وخالص أمنياتي للجميع بالهداية الطمأنينة والتقدم. وكتب العاملي: أهلاً وسهلاُ بعودتك أخ غربي، وأحسن ما استفدته من مشكلتك مع رمزك دخولك الي هجر: وسام الأخ مالك الحزين بأنك عربي نقطت عينك بالغيظ.. وأرجو أن تنال منه وساماً لعقلانيتك أيضاً. ورحب به الفاطمي، وجارة الوادي، ولم يكتبا شيئاً. وكتب روح الشرق: غربي.. وأخيراً.. يا غربي زمن الباسورد.. أنا جاهز.. لكن لسانك يبغي له شوي قص(إشتغل يا معاصر)! أهلاً ومرحباً بك.. روح الشرق- زمن المراجع. وكتب مجموعة إنسان: مرحباً غربي. مرحباً جارة الوادي. كيف حال واديكم المحجّب عنا؟وكيف حال من هم خلف ذلك الحجاب؟بلّغوهم تحياتي وأشواقي لهم.. سوف أصل قريباً وأمزق ذلك الحجاب رغماً عن أنف الفتاوي. مع تحياتي. وكتب غشمره: أهلا غربي، شخصياً كنت في البحرين، لم أصل الي هنا إلا مساء أمس، كتبت أوراقاً عني في البحرين، وسأنشرها هنا قريباً، فهمت من معاصر أنه كان مستاء من غيابك، لعلك تركته بلا عمل في الأيام الماضية، وعدني بإعطائك إبتسامة الحكومة في أول تصادم قادم. أسعدني حضورك، لك إحترامي وتقديري. نشوفك علي خير. وكتب العلماني: هلا بالطيب الغالي.. واسلم لي. وكتب أبو تراب: الموضوع لغربي ومعذرة.. فترحيبي بالجارة.. وأظن هذا لايسوء غربي ياجارة.. منذ زمن افتقدت بريدك في حملة تنظيف للجهاز! وكتبت مرة (ياجارة) فارتد صوتي الي أن عرفت أنك مسؤولة في نادي الفكر، لكن لا أستطيع الوصول! دخلت يوماً اليه ورأيت من سجل باسم (أبو تراب) ولست هو. وكتب حسن حسان، وهو شيخ فلسطيني متأثر بالسلفية، وبينه وبين ديمقراطي ومالك الحزين وغربي وغيرهم من العلمانيين، حساسية شديدة، فكتب: عفواً دخلت هنا بالخطأ. أفرموا الملوخية..حتي لا يشويكم طهاة الأرض. (ويقصد بذلك الرد علي شعار مالك الحزين: قدسوا الحرية حتي لايحكمكم طغاة الأرض)!! وكتب ابن الشاطئ: غربي.. لكل حارة عربية، لابد من ولد شقي.. وأنت هنا في هجر هذا الشقي المدلل! تصدق بأن لك نكهة لا تشبه أحد؟

كلنا أقرباء فقد جففت ثيابنا أشعة شمس واحدة

وكتب غربي بعد أيام بتاريخ 11-10-2000، موضوعاً بعنوان: السلام عليكم يا أهل هجر.. هل فيكم....... من يرد السلام؟ ضيف جديد يحط رحاله في واحة هجر. وبكل صراحة لم أحدد ما هو اتجاهي الفكري، ولكني أفكر في الإتجاه الإسلامي المعتدل. ماهو رأيكم ياعلمانيين؟ نشوفك(م) علي خير. فكتب مالك الحزين: لتكن كما تريد.. المهم أن تكون صادقاً مع نفسك.. وكلنا ننشد هذا الإعتدال إسلامياً كان أو علمانياً. قدسوا الحرية.. حتي لا يحكمكم طغاة الأرض وكتب العاملي: أهلاً وسهلاً بالأخ عربي بين إخوانك، أؤيد ما قاله الدكتور مالك، نفع الله بك المسلمين. وكتب أبو عمر: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. أهلاً بك بين أهلك وإخوانك. وكتب مجموعة إنسان: مرحباً بالأخ عربي. مرحباً بك بين أهلك. ما هو رأيكم ياعلمانيين؟ هل هناك خيارات ولاّ خلاص.. المهم أن يكون رأيك نابعاً من قناعاتك أنت أنت وليس غيرك غيرك (يعني مش جاهز، وليس مع الخيل يا شقرا) والمهم أيضاً أن لا تكون متخصص إفتاء تكفير. طبعاً مزح علي جد. مع تحياتي. وكتب غربي: أهلين عربي.. أنا رأيي أن تتطرف بعض الشئ.. فالحلول الوسط باتت غير مجدية كثيراً.. والإعتدال عارٌ في هذا الزمن الحدِّي.. إسمع، وخذ عني مناسك الأفكار..أنت بين اثنين..إما أن تجعل من نفسك رجل دين بلحية وثوب قصير، وسوط تحمله في كل مكان تجلد به عباد الله، وصك تكفير معتمد من الخالق العظيم، توزعه كيف وحيث تشاء.. أو أن تجعل من نفسك زنديقاً جميلاً، وعلمانياً خطيرأً، يكفر بكل شئ، عدا الإنسان! أنت بين اثنين.. أنت بين اثنين. غربي - زمن التخوم. وكتب أخوكم: أهلاً بك أيها الأخ العربي، وأهلاً باعتدالك المسلم. وعسي أن نستفيد من مشاركاتك القيمة بإذن الله. مع أطيب تحياتي لك ولجميع أعضاء هجر. وكتب النايم الصاحي: الأخ/عربي.. وعليك السلام ورحمة الله وبركاته. وكتب الخزاعي: أهلاً أهلاً، مرحي بالإعتدال حيث ما حل. وإذا إسلامي فهو الخير كله، صدقني يا أخ عربي مهما كنت معتدلاً، فستتطرف يوماً مع غربي، من حيث لا تشعر، سل مجرباً ولا تسل حكيماً. كتب غربي في اليوم الثاني بتاريخ 12-10-2000، موضوعاً مليئاً بالسخرية علي شكل أخطاء إملائية: أشكر الإخوة في شبكة هجر مسؤلين ومشكركين جميع الأخ مالك الحزين تحية لك من العماق الصادقة، وأرجو من اللة أن تكون مبتسم (صورة وجه مبتسم). الأخ العاملي: نفع اللة بك المسلمين كافة ِتقبل اللة عملكم ونسلكم دعاء. الأخ بو عمر: تحية صادقة لك من القلب وتحياتي الحارة لك. الأخ مجموعة إنسانا: الحقيقة أن الإنسانية تجَعة فيك والك الشكر الجزيل علي الرد علي فارسي. الأخ غربي الشكر الجزيل لك وخير المور الوسط. الأخ اجوكم: عسا ان اكو، عند حسن ضنك ونعم الأخ اخوكم ودمتم. الأخ النايم الصاحي وعليكم السلام ورحمة اللة وبركاتة ولكم تحياتة. الأخ الخزاعي اشكرك كثيراً كثيراً كثيراً كغيرا كثيراً وتحيه لك من القلب الي القلب أرجو من اللة العلي القد ير ان اكون عند حسن ضنك. والشكر لكم جميعاً. خوكم عربي. قال العاملي: رغم الغني الأدبي والخصوبة الذهنية التي وهبها الله لغربي، والتي تحبه بسببها تلمس من شخصيته أن الرجل قد حمَّل نفسه من أوزار اسياده الغربيين أضعاف وزنه من القلق الذهني والروحي، فتشفق عليه، وتتذكر قوله تعالي: وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَلَهُ قَرِينٌ. (الزخرف:36).

نماذج أخري من المواضيع الفكرية التي هربوا منها

سقوط نظرية النشوء والإرتقاء

كتب أبو هاجر موضوعاً عنوانه ونصه: أخي غربي.. أنا مستعد للمناظرة حول صحة نظرية النشوء والإرتقاء وكتب روح الشرق: أنا مستعد...وبمجرد موافقتك.. أرجو إعلامي حتي نبدأ.. ثم كتب روح الشرق: غربي....أين أنت؟ وكتب غربي: أنا موجود وحاضر يا روح.. بعض الوقت هو كل ما أحتاج، وكما تري، الموضوعات تتري.. وأري السيد أبو هاجر وضع صفحة عن حواري معه، والذي كان مفترضاً أن يكون حول النظرية، فجعله هو بعنوان الخالق، وهذا ليس بجديد، فطالما كثر الدوران.. ما رأيك.. سأرفع لحواري معه غداً إن شاء الله، بعنوان النشوء والإرتقاء، فتفضل معنا مشكوراً، وزدنا علماً وظرفاً واختلف كما تشاء، وليكن حواراً هادئاً كما تحب، ولنسمه كذلك وهو أفضل في رأيي فقط من كلمة "مناظرة" سيئة السمعة.. وإن غداً.. من اليوم قريب. وكتب أنور: الأخ العزيز روح الشرق حرسك الله.. فلسفة النشوء والإرتقاء.. لنسأل أولاً من مؤسس هذه النظرية وما هو تاريخه.. لنتحرك في الفكرة بعمق وشكل أوسع. وكتب روح الشرق: أهلاً بك مرة أخري أخي غربي.. أعذرني فلم ألتفت إلي الموضوع الذي أشرت إليه.. لا بأس إفتح موضوعاً جديد إذا شئت.. باسم حوار. لكن برأيي يجب أولاً توضيح أصل النظرية التاريخي، وكيفية تطورها من الدارونية القديمة إلي الدارونية الحديثة.. مع ذكر الأسباب التي أدت إلي ظهورها.. شكراً لاستجابتك، وأنا في انتظار موضوعك. أخي أنور.. ربما سنتعرض لذكر صاحب النظرية في وقت لاحق.. إذ من الناحية العلمية ينقصه الكثير. أما في النواحي الأخري، فسنناقشها فيما بعد. وكتب غربي بتاريخ 28-09-2000، موضوعاً بعنوان: فليعذرني أبو هاجر... وأنا لا أحب أن نبدأ بمداورة، فالإتفاق كان أن نناقش النظرية، من حيث هي نظرية، لامن حيث اقترابها وابتعادها عن الخلق. وللعلم.. ليس بالضرورة أن يتعارض النشوء والإرتقاء مع القول بالخلق، وسنجد إن أردنا الكثير من الصيغ الجميلة تجمع الإثنين في إطار واحدٍ جميل.. نعم.. الأحافير من أكثر الدلائل العلمية حجية. والإختلاف حولها مرده المنطقي المعروف إلي الإختلاف في ترجمتها إلي حقائق علمية، وهو مرد جديد للإختلاف في وسائل العلم وطرائقه.. ليس مجال مثال، ولكنه لتقريب المعني فحسب، فالقرآن تراه أنت كتاباً عظيماً ومعجز اًوآية باقية، ودليلاً عظيماً غير مطروق علي وجود الخالق عز وجل ومع ذلك، تري بأم عينك كيف اختلاف التفاسير حوله واختلاف طرائق الأخذ به.. هل القرآن عندها: تراه دليلاً غير محج؟ وأعيد.. الإختلاف هو في الآلية فحسب، آلية التطور وضمنها تفسير الأحافير.. أما الأحافير نفسها فهي حقيقة نراها واقعة، ونراها ترسم صورة وتقص قصة عن الإرتقاء. (تشابه كائنين من ناحية تشريحية لا يعني أن الأقدم منهما كان سلفاً للأحدث...). هذا كلام لم أقله أنا. (فنظرية النشوء والتطور لاتزال نظرية مليئة بالثغرات، والتي يعكف التطوريين بإستمرار علي ترقيعها...). نعم، هذا صحيح.. وكأي نظرية علمية يتم إثبات صحتها بالوقوف علي نتائجها وتسجيل وقائعها ثم العودة إليها للتنقيح والتهذيب سعياً وراء الحقيقة الكاملة أو القريبة من الكمال. النسبية كانت كذلك.. تم إثباتها باختبارها معملياً والوصول إلي ما كانت النظرية تتوقعه أيام قصور الأدوات عن الإختبار، وكان للنسبية ثغراتها، ولكنها كانت تعطي النتائج التي تتوقعها، وبقي الأمر مجر تعديل وتنقيح، والإنسان لا يتوقف عن سعيه الجميل. نحو الكمال. (ولأسباب سياسية بحتة يحاول الغرب الإبقاء عليها "شبه متفوقة" علي فكرة الخلق المنافسة لها...). هذه مأساة حقيقية.. الغرب بجامعاته وعلمائه ومعامله، والأسفار العظام والمجلات العلمية والمؤسسات الأكاديمية.. كلها من أجل أهداف سياسية، ضد الخالق عز وجل، أو ضد الإسلام! أم هي نظرية المؤامرة.. من جديد وصلت إلي أروقة العلوم؟ (يتستر التطوريين بستار الزمن، لعجزهم عن إجراء عمليات تطور"ناجحة" علي الكائنات). سؤالي، يا أبو هاجر.. ماذا سيحقق العلماء من وراء أبحاثٍ تصب في صالح النظرية؟ ما الذي يضطرهم للتستر؟ في الحقيقة نحن في مأزق. حروفنا تختلف يا سيدي.. تختلف بعنف. سأحاول أن أكمل الليلة، إن شاء الله.. فالليلة ليلة إجازة يا أبو هاجر.. ولا أظنك تتوقع أن غربي يحب قضاءها معك، ومع دارون! وكتب روح الشرق: غربي، دوخت راسي.. خلينا نرسي علي موضوع واحد.. المهم راح أكمل موضوعي وأرجع لك في هذا الموضوع. وكتب علي الأول: الأخ غربي.. عذراً علي التطفل.. جاء في جملة كلامك العبارة التالية: (وللعلم ليس بالضرورة أن يتعارض النشوء والإرتقاء مع القول بالخلق، وسنجد إن أردنا الكثير من الصيغ الجميلة، تجمع الإثنين في إطار واحدٍ جميل). فإذا افترضنا عدم تعارض نظرية النشوء والإرتقاء مع القول بالخلق " كما أوردت أعلاه " فهل أفهم من كلامك أنك تري إمكانية وجود الخالق وهو الله سبحانه كما نعتقد، ولو من قبيل الإحتمال؟ وإذا كان جوابك بالنفي فمن هي تلك القوة القادرة علي الخلق باعتقادك؟ وكتب المفكر العربي: الإخوان، أرجو أن تسمحوا لي بهذه المداخلة علمياً وبعيداً عن النصوص الدينية. نظريه التطور لدارون مليئة بأسئلة لم تجب للآن، لأنها غير مكتملة! توجد نظرية أخري هي نظرية التطور من داخل الخلق الخاص، وهي مبرهن عليها بالأحفورات، أي أن كل نوع يتطور من خلال وداخل نوعه طبقاً لعوامل بيئيه جغرافيه كالمناخ، وكذلك نوعيه النشاط والأكل والطفرات، أي أن الإنسان تطور من إنسان ذو قامه محنية وجمجمة مستطيلة وذيل قصير وشعر غزير عبر ملايين السنين، الي الإنسان الحالي وحتي الحالي يختلف من نوعية الذكاء والقامة والأمراض واللون، وآلاف الإختلافات الأخري. وثبت ذلك من حفريات الإنسان الثلجي وإنسان جاوة وإنسان نياندرنال، مقارنه بإنسان العصر الحجري والحديث. وثبت ذلك من حفريات أسلاف الحصان إذ كان قصير القامه وأرجله غليظه قصيرة، ويوجد بعض أنواعه للآن في أمريكا اللاتينية وأسلاف إنسان الغابة والشمبانزي، ولم يثبت أيضاً أبداً تحول قرد الي إنسان كما قال دارون ومؤيدي نظريته. وذلك لسبب بسيط أن عدد الكروموسومات يختلف حسب الجنس، حيوان أم إنسان وهو ثابت للجنس الواحد منذ بدايه الخلق. الطفرة والتطور أيضاً جعلت البرمائيات تعيش بالماء بعد ماكانت برية فقط وقزمت بعضها بعد ماكان حجمها ضخماً، وأصبحت اطراف بعضها غير ظاهرة لعدم استخدامها بالمشي، لكن لم تغيرها لجنس آخر، وهذا ينافي نظريه التطور من جنس لاآخر، ويدعم نظرية التطور من داخل الخلق الخاص. وما يؤيد نظرية التطور داخل الخلق الخاص ماتراه من محاوله تزاوج أي جنس مع آخر إن نجحت تلد إنتاجاً عقيماً، لإتلاف الكروموسومات مثل حيوان البغل. آسف علي تدخلي بالمناقشه وأعد ألا أقاطعكم مستقبلاً. قال العاملي: ظهر من هذه المداخة مدي فكر هذا المفكر العربي الشيوعي، ولذلك لم يرد عليه أحد، حيث لم يأت بجديد فيما زعمه"نظرية التطور داخل الخلق الخاص" فهي وإن كانت ترد نظرية دارون القديمة والجديدة، لكنها نشوء وارتقاء أيضاً يحتاج الي دليل علي قانونه، وعلي تطبيقاته! وكتب روح الشرق: تناقض نظرية التطور مع علم الفيزياء: بسببك يا غربي، سأضطر لإكمال جزء من موضوعي هنا.. وستحدث عملية فوضوية.. المهم أرجو أن تعطيني رأيك.. وسأكمل البقية في موضوعي هناك: نظرية التطور تتناقض مع جملة من العلوم الحديثة.. وهذا يضعها في موقف لا تحسد عليه.. أحد هذه التناقضات هي تناقضها مع الحقائق الفيزيائية.. وإليك هذا التناقض: الشمس والنجوم الأخري تحترق وتبعث بكميات هائلة من الطاقة الحرارية والإشعاعية والضوئية إلي أغوار الكون، ولكن لا يمكن توقع رجوع هذه الطاقات الهائلة إلي الشمس وإلي النجوم الأخري بحركة تلقائية. إن تركت أي شئ مدة معينة أسرع إليه التلف.. لو تركت قطعة لحم أو كمية من الفاكهة أو الطعام تراه يفسد بعد مدة معينة، وتضطر إلي اتخاذ تدابير معينة للحفاظ عليه من الفساد(كأن تضعه في ثلاجة)، وحتي هذا التدبير لا ينفع إلا مدة معلومة فقط، وإن تركت بيتاً أو قصراً أسرع إليه البلي بعد سنوات.. وهكذا.. فكل شئ يسير في اتجاه واحد نحو البلي والتحلل والفساد. الإنتروبيا، ولكي يستطيع العلماء شرح مفهوم النظام أو الفوضي في الكون أو في أي منظومة (System) فقد استعانوا بمصطلح (الإنتروبيا) (Entropy) (3). فالإنتروبيا تشير إلي مقدار الفوضي، أي مقدار الطاقة التي لا يمكن الإستفادة منها، لذا يعرّف القانون الثاني للديناميكا الحرارية بأنه قانون زيادة الإنتروبيا. يقول البروفسور(ف. بوش): (تحدث جميع التغيرات التلقائية بحيث تزداد الفوضي في الكون، وهذه ببساطة هي صيغة القانون الثاني مطبقة علي الكون ككل)(4). يقول العالم الامريكي المعروف "إسحاق أزيموف" Isaac Asimov: (حسب معلوماتنا فإن التغيرات والتحولات بأجمعها هي باتجاه زيادة "الإنتروبيا"، وباتجاه زيادة عدم النظام وزيادة الفوضي، ونحو الإنهدام والتقوض)(5). ويتناول الموضوع نفسه في المقالة نفسها بشكل أكثر تفصيلاً فيقول: (هناك طريقة أخري لشرح القانون الثاني، وهي أن الكون يسير بوتيرة ثابتة نحو زيادة الإنتروبيا، ونحن نري تأثير القانون الثاني حوالينا في كل شيء، فنحن نعمل بكل جد لكي نرتب غرفة وننسقها، ولكن ما أن نتركها لشأنها حتي تنتشر فيها الفوضي من جديد بسرعة وبكل سهولة، حتي وإن لم ندخلها، إذ سيعلوها الغبار والعفن، وكم نلاقي من الصعوبات عندما نقوم بأعمال صيانة البيوت والمكائن وصيانة أجسادنا ونجعلها في أفضل وضع، ولكن كم يكون سهلاً تركها للتلف وللبلي، والحقيقة هي أن ما يتعين علينا عمله هنا هو لا شئ، فكل شئ يسير ذاتياً نحو التلف ونحو الإنهدام ونحو التفكك والإنحلال والبلي، وهذا هو ما يعنيه القانون الثاني)(6). نستطيع تلخيص القانون الأول والقانون الثاني في الشكل التالي: يقول العالم التطوري "جيرمي رفكن" Jeremy Rifkin عن القانون الثاني: (لقد قال "ألبرت آنشتاين": إنه أي هذا القانون القانون الأساسي للعلم بأجمعه، وأشار السير"آرثر أدنجتون"إليه باعتباره القانون الميتافيزيقي للكون بأجمعه)(7). إذن فإن هذا القانون الشامل يؤكد أن جميع التغيرات والتبدلات الحادثة والجارية في الكون تسير نحو زيادة "الإنتروبيا"..أي نحو زيادة الفوضي، ونحو زيادة التحلل والتفكك.. أي أن الكون يسير نحو الموت، والفيزيائيون يقولون: "إن الكون يسير نحو الموت الحراري". ذلك لأن انتقال الحرارة من الأجسام الحارة (من النجوم)إلي الأجسام الباردة (الكواكب والغبار الكوني مثلاً) سيتوقف يوماً ما عندما تتساوي حرارة جميع الأجرام والأجسام في الكون.. في هذه الحالة يتوقف انتقال الحرارة بين الأجسام، أي تتوقف الفعاليات بأجمعها.. وهذا معناه موت الكون. نستطيع أن نجمع معاً نظريتي فرضية التطور وعلم الفيزياء، في شكل بياني واحد: إذن فهناك تناقض تام بين النظرتين: تقول فرضية التطور إن التغيرات والتبدلات الحاصلة في دنيانا وفي الكون تؤدي إلي زيادة التعقيد وإلي زيادة النظام، أي هناك تطور متصاعد إلي أعلي بوتائر مستمرة. أما علم الفيزياء فيقول إن جميع التغيرات والتبدلات الجارية في الكون (وفي دنيانا) تؤدي إلي زيادة (الإنتروبيا)، أي إلي زيادة الفوضي والتحلل والتفكك.. أي أن الكون لايسير نحو الأفضل ونحو الأحسن، بل يسير نحو الأسوأ ونحو الأسفل، أي يسير إلي الموت، وأنه لا توجد أي عملية تلقائية تؤدي إلي زيادة النظام، وإلي زيادة التعقيد والتركيب. ويتبين من هذا أن الزمن عامل هدم وليس عامل بناء، مع أن جميع التطوريين يلجؤون إلي الزمن لتفسير جميع الإعتراضات والمصاعب التي تواجه فرضية التطور، فعندما تستبعد قيام الصدف العمياء بإنتاج كل هذا النظام والتعقيد والجمال الذي يحفل به الكون يقولون لك:"ولكن هذا الأمر لم يحصل خلال مليون سنة، بل خلال مئات بل آلاف الملايين من السنوات"! كأنهم عندما يذكرون شريطاً طويلاً من الزمن يحسبون أنهم يحلون بذلك جميع المصاعب ويقدمون حلاً لجميع المعجزات التي يحفل بها الكون! وهذا جهل، بل جهل مركب، ونحن ندعو هؤلاء إلي تصفح بعض كتب الفيزياء لكي يعلموا أن الزمن الذي حسبوه عامل بناء وتطوير، ليس في الحقيقة إلا عامل هدم وتحلل وتفكك! فإلي جانب أي نظرة نقف؟! أنقف بجانب فرضية (أو نظرية في أحسن الأحوال) لم تثبت صحتها حتي الآن، والتي يعارضها العديد من العلماء؟! أم نقف بجانب قانون علمي ثابت بآلاف التجارب المختبرية (كل جهاز مستعمل شاهد علي صحة هذا القانون) والذي يقبله جميع العلماء دون أي استثناء؟ إذن ففرضية التطور تصادم العلم في صميمه.. إذن لا يمكن حدوث أي تطور نحو الأفضل في عالم يسير في جميع فعالياته وحركاته وتبدلاته نحو التفكك والانحلال. إذن فالتطور مستحيل من الناحية العلمية. (بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَي الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ).(الأنبياء:18) الهوامش: 1 ـ انظر: Th. Dobzhancky زChanging Manس Science vol. 155 no 3761، 1967 p. 40 2 ـ أنظر: "أساسيات الفيزياء" تأليف (ف. بوش)ترجمة الدكتور سعيد الجزيري والدكتور محمد أمين سليمان صفحة 328. 3 - الإنتروبيا: كلمة يونانية الأصل تعني"الاتجاه أو الانكفاء نحو الداخل Turningnward. 4 ـ المصدر السابق صفحة 352. 5 ـ أنظر: Isaac Asimov زCan Decreasing Entrop Exist in The Universe Science Digest. May 1973، p. 67. 6 ـ المصدر السابق 7 ـ أنظر:Jermy Rifkin زEntropy A New world viewس Newyork، viking press، 1980 p.6. وكتب غربي: ما أطول ليلتنا هذه يا روح.. سلامة راسك. لكن صدقني كله منك..عموماً.. كقراءة أولية مقالك في منتهي الروعة، أكاديمياً، وسأعود إليه سراعاً بعد إرسال هذا الرد وسأرد عليه مباشرة، خاصة أنه ربما يتفق مع طرح أبو هاجر مما يجعله يتغاضي عن إهمالي الليلة استكمال مقابلة ما طرح. فيصل: يا ملعون! هل ظننت أنك ستنجو بفعلتك المهببة والمنيَّلة بستين نيلة؟ أما ألفا بن دلتا فهو والله يستحق الشهد علي العسل، أما أنت، فحرام فيك حتي المر والعلقم! والهداية، أخبرتك عنها في منتدانا القديم، فهي إما أن تكون علي يد رجل علم مثلك، أو أنا سأظل من الضالين، آمين. مشتاقين والله يا أمير. الأخ علي.. الأول: أنا لا أنفي تماماً وجود الخالق عز وجل، ولم أصل إلي مثل هذا اليقين، ولكنني يا علي، وفيما أملك بين يدي، لا أجد لوجوده ضرورة حقيقية ولا أثراً كبيراً بحجم عظمته وجلاله المفترض. كنت أتوقع أن يكون أجلي مما هوي وأظهر وأكثر وضوحاً.. فهو الخالق العظيم، مالك الأكوان، ومنشئ كل شئ، وكن.. فيكون، وعبارة ترددها كل الأديان، تجعله أكبر من كل كبير، وفوق كل عالٍ، وعالم كل غيب.. يا علي..كل ما نستدل به علي وجود الله، هو كلمات وأفكار مجردة من المحك العملي... لماذا لا يكون الأمر أكثر جلاءاً؟ لا، لن أطيل في هذا، وسامحني. وبالنسبة للقوة القادرة علي الخلق، فذلك سؤال يحمل جوابه في تضاعيف حروفه.. وهو لذلك سؤال موجه، يفترض الإجابة. أنا، ولا أعوذ بالله منها يا علي، أسأل ذلك السؤال بهذا الشكل: ما هي التفاعلات والأسباب التي أدت إلي.. هذه النتيجة. ولا يوجد داعٍ حقيقي لافتراض خالق، عندما نجد ما يكفي من أسباب.. علي فكرة! نسيت أن أقول لك حتي أكون أكثر صدقاً بأنني رغم ما أعرفه من نظريات تطور تسير وتتسق مع المقولة الخلقية، إلاّ أنني لا أتفق مع أي منها فالمسألة كما أفهمها إما خلقٌ معتبر لايتعلق بأطراف الأسباب، أو هو نشوء وارتقاء. المفكر العربي: مختصر جميل.. لم يقل دارون بأن الإنسان انحدر من أصول قردية.. بل الأمر هو انحدار- للإثنين. من أصل مشترك. ليس لأعداد الكروموسومات حاكمية كبيرة في مسألة التطور حسب علمي، فبدون طفرة في البني الأساسية للخلية لا يمكن للنشوء والإرتقاء أن يتم، إلا في حدود ضيقة جداً، لاتفسر كل هذا التنوع الحيوي. مفكر: أحب أن تعدنا بالمشاركة لابعدمها، عسي أن يمكنني الليل من وقته أدرك مقال روح. قال العاملي: وهرب الجماعة من مناقشات روح الشرق وأبي هاجر في رد نظرية النشوء والإرتقاء، أو نظرية الإنتخاب الطبيعي، أو التطور الطبيعي، هذه النظرية الخيالية التي أرادوا أن يعطوها علم الله تعالي وقدرته وحكمته! قال البروفسور هاريز: (إن الإستدلال بقانون الإنتخاب الطبيعي يفسر عملية بقاء الأصلح، ولكنه لايستطيع أن يفسر حدوث هذا الأصلح)! (Revolt against Reason، A. Lunn، p. 133 عن الإسلام يتحديص32) ومن الواضح أن مداخلة روح الشرق كانت جرعة مدوخة لغربي وتبجحه المتقدم في الأحافير! لأنها تعتمد علي مصادر أنبيائه الغربيين. فزعم أنه قرأ الموضوع قراءة أولية، ووعد أن يقرأه بتأمل ويعطي رأيه فيه، لكنه لم يفعل! إن المشكلة الأساسية العميقة في أنفس هؤلاء الملحدين، ولا أحكم علي غربي أنه منهم، أن أحدهم يهرب بشدة من أي دليل يلزمه بوجود الله تعالي، لأنه يستوجب منه أن يعترف بأنه (عبد) مصنوع مخلوق لله تعالي، وهذا ما لا يريده، لأنه يمس بكبريائه! وقد كشف الله تعالي مصيبتهم فقال عنهم: (إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ إِنَّهُ هُوَالسَّمِيعُ الْبَصِيرُ. لَخَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأرض أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ. وَمَا يَسْتَوِي الأَعْمَي وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَلا الْمُسِئ قَلِيلاً مَا تَتَذَكَّرُونَ). (غافر:56-58) وكتب أبو هاجر: يا غربي، طالما أنك تتفق معي في أن الشكل الحالي لنظرية النشوء والتطور مليئ بالثغرات والإنقطاعات، فلا أري أن هناك داعياً لأن أقوم بدور المدعي العام، وتقوم أنت بدور محامي الدفاع.. لاسيما وأنك ستحيلني الي المستقبل وما يحمله من مفاجاءات علمية!! والذي يهمني من كلامك هو موقفك مما نعتبره نحن المسلمون الخالق القدير العظيم، وتعبره أنت شيئاً هامشياً، يمكن أن يكون تفاعلات بين عناصر الطبيعية. حيث قلت يا غربي:" كل ما نستدل به علي وجود الله هو كلمات وأفكار مجردة من المحك العملي.. أسأل ذلك السؤال، بهذا الشكل: ما هي التفاعلات والأسباب التي أدت إلي.. هذه النتيجة.. ولا يوجد داعٍ حقيقي لافتراض خالق، عندما نجد ما يكفي من أسباب.. فالمسألة كما أفهمها إما خلقٌ معتبر، لا يتعلق بأطراف الأسباب، أو هو نشوء وارتقاء). قبل أن نخوض في هذه الأسئلة والإستفسارات، وحتي يكون البحث مفيداً ومثمراً يجب أن نعود الي الركائز التي يقوم عليها الموضوع برمته، وهي العلم والعقل البشري.. ولنبتعد في هذا البحث عن طريق الأقيسة الفلسفية التي تدور في الوهم والفراغ، ولنعتمد علي حكم العقل في إدراك الواقع. وفهمي لهذه القضايا مبدؤه أنه إذا نظرنا الي العلم نفسه نجده عبارة عن محاولة العقل البشري استنتاج خصائص الكائنات(الحية والجمادات)والقوانين التي تسيِّرها.. فالعالم يجري التجارب علي هذه الكائنات، أو يقوم بعملية مقارنة واستقراء، ثم يفرض فروضاً يحاول أن يستنتج منها العلاقة أو مجموعة العلاقات التي تربط بين المتغيرات المختلفة التي تؤثر في هذا الكائن.. و كل العلوم البشرية مردها الي هذا المجال، فهي تدور مع المخلوقات، ولا تنفلت عنها إلا بالوهم والخيال.. وكما أشرت أنت في تعليقك، إنه بقدر تطور أدوات الإنسان في البحث، بقدر ما يتعمق الإنسان في فهم العلاقات التي تربط الكائنات ببعضها.. فالأجهزة التشخيصية المتوفرة الآن هي أفضل منها قبل مئة عام وهي أفضل قطعاً مما وجد في تاريخ البشرية الذي نعرفه، وبدون كبير مجازفة فإنه لو استمرت الأحوال علي ما هي عليه فإن المستقبل يعد بالكثير. وتبقي هناك مسائل وقضايا لاتتدخل الأدوات العلمية ودقتها فيها، وهي القضايا العقلية.. وهي التي يستطيع العقل البشري أن يقطع فيها بمجرد أن يدرك واقعها.. والأمثلة علي هذا كثيرة، منها أن الشمس تصدر حرارة، وأن تبخر الماء يمتص الحرارة، وأن الملح مالح المذاق..وأن جثة الكائن الميت تتحلل في الظروف العادية. ودراسة المخلوقات(بما فيها الإنسان نفسه) والتأمل فيها يقود العقل الي إدراك خصائص العجز والضعف والمحدودية، التي لاتنفك عن هذه المخلوقات بكافة أنواعها.. وهذه الخصائص يدركها العقل بدون أن يحتاج الي أدوات علمية دقيقة. ولا أريد أن أسترسل الآن. وبانتظار ردك. (إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب. الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلي جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض، ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار. ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته وما للظالمين من أنصار. ربنا إننا سمعنا منادياً ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا، ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار. ربنا وءاتنا ما وعدتنا علي رسلك ولا تخزنا يوم القيامة، إنك لاتخلف الميعاد). وكتب روح الشرق: غربي بالنسبة لقولك: (فالمسألة، كما أفهمها.. إما خلقٌ معتبر، لايتعلق بأطراف الأسباب، أو هو نشوء وارتقاء). أرجو منك مراجعة تعليقي الثاني في موضوعي: حوار حول نظرية التطور، وانظر إلي ما توصل إليه ولاس.. وكيف عجز داروين عن اللإجابة علي أسئلته! تحياتي... روح الشرق - زمن العلم. وكتب مجموعة إنسان: تحياتي لكل المشاركين في هذا الحوار الموضوعي العلمي.. فأنا متابع بقوة، فكل الود والإحترام لروح الشرق.. المحاور العلمي الهادئ، الباحث عن الواقعية في الحوار، أسلوب حضاري وإنساني.. واصل عزيزي واصل فبك تتقدم الأمم.. وبك يتقدم الإنسان إنسانياً وفكرياً.. أقسم بالله العظيم.. بأن هذا هو الأسلوب الذي جاء به نبينا محمد صلي الله عليه وآله وسلم تسليما، فليهلك المتنطعون.. وهم الي جهنم وبئس المصير. لغربي.. المحاور العلمي الهادئ، الباحث عن الحقيقة غير المعلبة، وهذا ما يبحث عنه علي ما أظن، وقد وجده.. واصل عزيزي واصل.. وفقك الله الي ما يرضي ضميرك وعقلك.. وستجدها كما تحلو لإنسانيتك إنشاء الله.. مع كل الود والإحترام لكل المشاركين في هذا الحوار الجميل.. لذلك أتمني من المحترم معاصر أن يعصر رقبة كل من سوف يحاول أن يحول هذا الموضوع الي مهاترات... لا أن يقوم بحذف الموضوع بأكمله كما كان يحدث.. مجموعة- زمن الشرق والغرب. وكتب روح الشرق: أشكرك أخي مجموعة إنسان علي هذه الإطراء (رغم أنك بالغت قليلاً) وأرجو أن أكون عند حسن ظنك.. ورحم الله امرؤاً عرف قدر نفسه. كنت في الحقيقة أرغب في مشاركة أخي غربي بفعالية في هذا الموضوع، لكن للأسف أراه قد اكتفي فقط بالقراءة.. ما بك يا غربي؟ أرجو منك مراجعة التعليق الآخر الذي وضعته الليلة.. وبالخصوص عملية التزوير التي قام بها هيغل.. وأرجو أن تعطيني رأيك بصراحة. كما عودتني دائماً. وكتب فيصل: غربي لديه مشاكل وسيعود قريباً، بإذن الله. تحياتي. لكن الوقت مرَّ.. ولم يعد غربي! فكتب أبو هاجر بتاريخ15-10-2000: أتعبتنا في انتظارك يا غربي! لكن غربي سقط في أحافيره ولم يعقب! وهرب من الإعتراف بسقوط نظرية الإنتخاب الطبيعي، وبوجود الله تعالي، حتي لايكون عبداً مخلوقاً له!! كتبتُ بتاريخ: 26-09-2000 موضوعاً بعنوان: الأذن.. والسمع.. أيهما الموجود؟ سؤال يعجز عن جوابه من لايؤمن بالله تعالي!! الأخ علماني، أنت تسمع بسمعك.. أم بأذنك؟ وهل الموجود الأذن والسمع كلاهما.. أم الأذن فقط؟! وكتب سليم: فضيلة/ الشيخ العاملي المحترم. علمياً، يحدث الصوت ذبذبات تنتقل في الهواء تتلقاها طبلة الأذن وتحولها لإشارات عصبية تنتقل للمخ، حيث يتم معالجتها في قسم المخ المختص بالسمع. وكتب العلماني: شيخنا الجليل: ما علاقة هذا بالإيمان؟ للإستفسار ليس إلا.. واسلم لي. وكتب سليم: يا علماني إذا كان عندك وقت للرد، فأرنا شطارتك في الرد علي بقية الغستفسارات. وكتب العاملي: الأخ سليم: ما تفضلت به صحيح، لكن بحثنا في السمع الذي نسمع به، فأنت لك أذن، ولك أعصاب تنقل الذبذبات الي المخ، ولك مخ.. هذه كلها موجودات محسوسة.. ولك سمع تسمع به وهو وجود غير محسوس.. وهو موضوعنا.. إن الأذن ليست هي التي تسمع.. بل هي جهاز ينقل الذبذبات كأي طبلة وأسلاك..والمخ ليس هو الذي يسمع بنفسه.. بل هو جهاز ينقل الإشارات الي السمع.. فهذا السمع إن كان موجوداً مادياً.. فأين هو وأين مكانه؟ وإن لم يكن موجوداً، يجب أن لا نسمع! وإن كان موجوداً غير مادي، فهو غيبي! وهو الهدف من بحثنا.. علي أن فيه نظرية فلسفية أخري. فالذي يسمع ويري ويعقل هو الروح والجسد والأعضاء ليس إلا أسلاكاً ناقلة! وكتب ضمير: الأخ العاملي، هل لك أن تتكرم بإعطائنا تعريفاً موجزاً للسمع ليمكننا التواصل في الحوار؟ وهل سؤالك يشبه قولنا: البصر والبصيرة؟ وهل فاقد البصر يمكن أن يستعيض عنه استعاضة مقبولة بالبصيرة؟ أشكركم جميعاً. وكتب سليم: عذراً شيخنا الفاضل، جميع الحواس سواء كانت سمعاً أم شماً أم غيرها من حواس، هي عبارة عن تغيرات في محيط الإنسان تنقلها مجسات الجسم للمخ الذي يقوم بترجمتها بناء علي المعلومات المختزنة في الذاكرة، وبناء علي أسس منطقية غاية في التعقيد، لم يتم التعرف عليها. ما أردت قوله هو أنه ربما يكون بالإمكان في يوم من الأيام توضيح كيف يتم الفكر كعملية ميكانيكية مقارنة بالحواسيب. ولكن نعود للسؤال الأول من الذي خلق كل الآيات التي نراها حولنا وأولها الإنسان. شيخنا الفاضل.. لا أحفظ حديث الإمام علي حول غرور الإنسان، فإن كان بالأمكان أرجو منك كتابته هنا. وكتب العاملي: الأخ سليم، ما تفضلت به صحيح، ولكنه لايغير من الموضوع شيئاً.. فمهما زاد اكتشاف العمليات العصبية والمخية، فهي عمليات في أعضاء محسوسة، لكن يبقي نفس الحس غيرها.. فالحس غير محسوس!! وفي موضوعنا مهما زاد الكشف، فهو كشف عمليات هي مقدمات السمع.. والسمع موجود غير محسوس بالحواس!! وكلمة الإمام علي التي تقصدها، لعلها قوله عليه السلام: إعجبو لهذا الإنسان: ينظر بشحم، ويتكلم بلحم، ويسمع بعظم، ويتنفس من خرم! وهو تعجب من أجهزة محسوسة.. تترجم محسوساتها برموز لروح الإنسان فتفهمها!! إن الذي يكلمك في الواقع روح الإنسان الذي يخاطبك، وما اللسان إلا وسيلة إيصال فقط!! جل الخالق الحكيم. وكتب العلماني: سؤال يا شيخنا الكريم.. لو جردنا السمع من الوسائل المؤدية اليه فماذا يبقي منه؟ يعني لو صادرنا طبلة الأذن وأمتنا المنطقة السمعية في الدماغ فإن السمع يصبح معدوماً.. السمع عبارة عن نتيجة غير منظورة لتفاعلات مادية محسوسة، ولكن السمع يا شيخنا ليس ممكناً بذاته بل مستطيع بغيره فقط.. ولو ألغينا سبله لما علمنا بوجوده.. لذلك فغير المنظور هنا يتولد عن المادة وتفاعلاتها بصورة مباشرة.. فهل يحق لنا أن نفصله عن المادة ونقول إنه من عالم الغيب؟ وبأي مقدار...؟؟؟ واسلم لي. وكتب ضمير: الأخ العاملي. أجدك أهملت مداخلتي ألا تحب الحوار؟ أشكركم جميعاً. وكتب العاملي: الأخ العلماني، قلت: (لو جردنا السمع من الوسائل المؤدية اليه فماذا يبقي منه؟ يعني، لو صادرنا طبلة الأذن وأمتنا المنطقة السمعية في الدماغ فإن السمع يصبح معدوماً...السمع عبارة عن نتيجة غير منظورة لتفاعلات مادية محسوسة، ولكن السمع يا شيخنا ليس ممكنا بذاته بل مستطاع بغيره فقط...الخ.) وجوابه: أن جهاز الأذن، والعصيبات، وعمليات المخ.. كلها أدوات للوصول الي السمع.. فالعلاقة بينهما علاقة الكاشف بالمكشوف، وليست علاقة المؤثر بالأثر.. وفقدان الكاشف لايدل علي عدم وجود المكشوف.. فما أكثر الحقائق التي هي موجودة وجوداً حسياً أوغير حسي، لكن ليس عندنا آلية لكشفها.. فالحس موجود مستقل وليس انعكاساً مادياً لأدواته حتي يكون وجوده بوجودها. بل إن لم توجد ظل هو موجوداً، ولا يوجد ما يكشف وجوده.. بل لو وجدت وسيلة أخري غير الأذن، تؤدي دورها لحصل السمع.. فهو غير أدواته! وإن أصريت علي أن السمع أثر للمادة، فهل هو أثر مادي أم لا، فإن قلت مادي، فأين هو؟ وإن كان غير مادي.. فقد نقضت النظرية الحسية.. الأخ ضمير، قلت: (هل لك أن تتكرم بإعطائنا تعريفاً موجزاً للسمع ليمكننا التواصل في الحوار). لم أرغب أيها الأخ عن مناقشتك، ولكن ليتواصل بحثي مع الأخ العلماني، والآن أخبرنا أنه سيغيب الي يوم السبت.. فأقول لك: إن الصحيح في السمع والحس أنه موجود بوجود مستقل عن الجسم، وهو قوة من قوي الروح التي رتبت علاقتها معه بشكل تتقبل رموز تفاعلاته المادية وتترجمها الي مدركات. إن الذي يكلمك ليس بدن مخاطبك بل روحه، بوسيلة آلية معينة.. والذي يفهم منه ويجيبه ليس بدنك بل روحك، بواسطة آلية معينة!! وكتب المهندس: شيخنا العاملي، إسمح لي بالإستفادة منك مادمنا قبل يوم السبت. أعجبني كلامك عن أن الروح هي التي تسمع وتنطق بواسطة البدن، وأردت أن أستفسر أكثر، إن لم يكن هذا فيه خروج عن بحثكم مع الأخ العلماني. عند انفصال الروح عن الجسد-الوفاة- هل يكون تلقين الميت بالشهادة وذكر الله عند قبره خطاباً للروح؟ أم للجسد ولأعضائه التي ستشهد علينا يوم القيامة بما اسلفنا-وياله من موقف- يسّر الله علينا وعليكم ذلك اليوم؟ أفدني رزقك الله الجنة. وقل رب زدني علماً. وكتب العاملي: الأخ المهندس.. هذه نقاط عن الروح فهمتها من الآيات والأحاديث الشريفة: 1- قال الله تعالي: وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلا قَلِيلاً. (الإسراء:85). وستبقي معلومات البشر عن الروح قليلة، وستبقي الحياة محيرة لهم.. وستبقي روح الملحد التي بين جنبيه لغزاً.. بها يحيا.. ويفكر.. ويتساءل.. ولايعرف عنها إلا أقل القليل.. وكلما كشفوا عن معلومة منها انكشفت معها جوانب أكثر إعجازاً وإلغازاً!! إن الروح حقيقة صارخة.. كافية لخضوع الإنسان أمام خالقها ومقنن قوانينها.. لكن أين أصحاب العقول؟! 2- كما ذكرت في بحث السمع فالصحيح أن السمع والحس موجود بوجود مستقل عن الجسم، وهو قوة من قوي الروح التي رتبت علاقتها مع البدن والمحيط بشكل تتقبل رموز تفاعلات البدن المادية وتترجمها الي مدركات.. إن الذي يكلمك ليس بدن مخاطبك.. بل روحه، بوسيلة آلية معينة.. والذي يفهم منه ويجيبه ليس بدنك.. بل روحك، بواسطة آلية معينة!! 3- يدل قوله تعالي: اللهُ يَتَوَفَّي الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَي عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الأخري إِلَي أَجَلٍ مُسَمّيً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ. (الزمر:42) علي حقائق كثيرة عن الروح، والنفس التي هي قوي الروح الإدراكية. فالنائم فيه روح الحياة النباتية والحيوانية الدنيا، وليس فيه نفس.. فنفسه أي روحه العليا مستوفاة الي عالمها الذي هو فوق زمننا، وسرعان ما ترجع الي البدن بحركة بسيطة، أو بانتهاء حاجته الي النوم. واعتقادي أن الروح لا تخضع لقوانين الزمان والمكان العاديين، فلها قوانينها الخاصة وزمانها ومكانها الخاصين.. أما ارتباطها بالبدن فيبقي حتي بعد موت صاحبها قائماً بهذا البدن الموجود الي حين، حتي يتحلل مثلاً.. ثم يبقي ارتباطها بذرته المستديرة التي لا تتحلل.. والتي تحمل خصائص بدن الإنسان وعمله.. وعليها يبعث في النشأة الثانية.. وما ثبت من الأحاديث في تلقين الميت يدل علي استمرار عمل سمع الإنسان يوم وفاته أو أيام وفاته.. بشكل لا نلمسه نحن. (وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً).

سؤال آخر للماديين يثبت وجود الله تعالي

كتبتُ بتاريخ: 24-09-2000، بعنوان: سؤال للماديين بقي يتيماً..هل الحس محسوس؟! بني الماديون فكرهم(ودينهم) علي النظرية الحسية القائلة (كل شئ غير محسوس فهو غير موجود)! وقد وجه بعض الفلاسفة المسلمين اليهم سؤالاً فقال: أنتم تؤمنون بوجود الحس وتجعلونه أصل نظريتكم وأساسها، لكن الحس من الغيب غير المحسوس! فإن قلتم هو محسوس، فبأي الحواس أثبتم وجوده.. بالبصر أو السمع أو الشم أو الذوق أو اللمس؟! وقد وجهت هذا السؤال الي مناقشينا من الماديين في هذه الواحة.. لكنه بقي يتمياً بلا جواب! ومعني ذلك إقرارهم بأن النظرية المادية مبنية علي أمر غير مادي (غيبي)!! مبروك عليهم أنهم مجبرون علي الإيمان بالغيب.. ونحن نؤمن به مختارين، والحمد لله. ومضت أيام ولم يجب أحد منهم علي هذا السؤال! فكتبت زينبية: موضوع مهم شيخي الكريم العاملي. لا أدري كيف سيجيب الماديين عليه؟! وأذكر هذه القصة الطريفة التي قد تفيد بهذا الصدد. روي أن بهلول جاء يوماً إلي باب أحد أئمة المذاهب فسمعه يقول لتلامذته: إن أشياء يقولها جعفر بن محمد الصادق لا تعجبني، يقول: إن الشيطان يُعذب بالنار، وكيف يُعذب بالنار وهو مخلوق من نار؟ ويقول: إن الله لا يمكن أن يُري مع أنه موجود، وكل موجود يمكن رؤيته. ويقول: إن العبد هو الفاعل لأفعاله مع أن الله هو خالق كل شئ. فأخذ بهلول مدَرةً (قطعة صلبة من الطين) وضربه فشجه وهرب. فتبعوه وقبضوا عليه ورفعوا أمره إلي الخليفة، فقال بهلول: إنه يقول أن إبليس مخلوق من النار فلا يمكن أن تؤثر فيه، وهو مخلوق من تراب فكيف أثر فيه؟ ويقول أن كل موجود يُري، فليُرني الألم الذي برأسه! ويقول إن الله الفاعل لأفعال العباد، فإذن الله هو الذي ضربه لا أنا! وأخيراً أنا أستغرب إن يكون الإنسان مادياً بحتاً. فالعقل والتفكير مثلاً غير محسوس، فهل هو غير موجود؟!! وكتب العلماني: للإستفسار فقط.. من أين أتيت بهذه النظرية المادية يا شيخنا الكريم؟ وهل نسي الماديون أيضاً بأن الجمال والحرية والعدالة والحب والبغض والخير والشر والصداقة والسلام، كلها غير محسوسة؟ وهل ينكرون وجودها طبقاً لنظريتهم؟واسلم لي. وهنا تخيل غربي أنه وجد فرصة لهجوم ساخر فانقضَّ مهاجماً: شيخنا العاملي.. جديدة عليَّ تماماً هذه المادية المزعومة، ولا إخالها إلا مما يتعزي به شيوخ الحوزات المباركة. هل تعرف تبعات هذه الخزعبلات يا شيخنا؟ بعضها يقول، بأن الماديين لايعترفون بعلم النفس، ولا يقيمون له قائمة، فهو أثرٌ داخلي غير محسوس، ولا للأحلام، رغم أنها لا تحتجب عنهم، كما لا تحتجب علي أصحاب العمائم. شيخنا.. الأمر ليس مجرد سفسطة، ولا هو يقوم علي تلاعب بالألفاظ.. المنطق أبسط من كل ذلك، ودروب العقل أجلي وأوضح.. قل لي فديتك.. ما هي تلك النظرية الحسية التي ستبطل، إن اعترف صاحبها بالمحسوس؟! أقسم لك بأنني لا أعرفها..ولا أعرف لا علمانياً، ولا ملحداً ولا زنديقاً.. يعرفها! غريب! كيف لعاقل أن يؤمن بمثل نظرية كهذه؟! هذا إن وجد في الأصل نظرية بهذه العناصر العجيبة. سبحان الله.. عندما يصاب العقل النصوصي بمفاجأة عقلية لايتحلمها، ولم يتعود عليها، يجري صوب الغرائب! وسامحنا يا عاملي. قال العاملي:كتبت في وقتها للعلماني: الأخ العلماني، هناك فرق بين الأمثلة التي ذكرتها وكِلتها بمكيال واحد علي عادة الماديين.. ومهما يكن: فهل الحس موجود أم لا؟ فإن كان موجوداً، فقد اعترفت بموجود غير محسوس، وبطلت نظريتكم الحسية! وإن كان غير موجود.. فهو أساس نظريتكم الحسية وقد انهار، فانهارت معه أيضاً! فاختر أحدهما من فضلك؟! وطبيعي أن يغيب العلماني، لأنه أفهم من غربي، وأكثر ثقافة. ويبدو أن غربي لم يستوعب نظريتهم الحسية القائلة: (إن الإحساس هو الممون الوحيد للذهن البشري بالتصورات والمعاني، والقوة الذهنية هي القوة العاكسة للاحساسات المختلفة في الذهن). (فلفستنا ص23). ولا فَهِمَ تحيُّر فلاسفتهم مثل هيوم في تفسير قانون العلية حتي أنكره! ولا فهم أن ظواهر علم النفس أو الأحلام، يستحيل تفسيرها تفسيراً مادياً! ولذلك اختار الهجوم العامي العنيف علي شخصي قائلاً: (بعضها يقول، بأن الماديين لايعترفون بعلم النفس ولا يقيمون له قائمة، فهو أثرٌ داخلي غير محسوس، ولا للأحلام رغم أنها لا تحتجب عنهم، كما لا تحتجب علي أصحاب العمائم). فقد جعل المشكلة أنا نظلمهم ونتهمهم بإنكار وجود الأحلام وعلم النفس! بينما مشكلتهم العجز عن تفسيرها تفسيراً حسياً، وليس عدم الإعتراف بها! ثم ارتكب غربي مصادرة أخري فقال: (قل لي فديتك.. ما هي تلك النظرية الحسية التي ستبطل، إن اعترف صاحبها بالمحسوس؟! أقسم لك بأنني لا أعرفها.. ولا أعرف لا علمانياً، ولا ملحداً ولا زنديقاً.. يعرفها)! فجعل المشكلة أننا نتهمهم بأنهم لايعترفون بالمحسوس! بينما مشكلتهم أن نظريتهم الحسية مبنية علي الحس، وهو موجود وغير محسوس! ومن الواضح أن منطقه تحريف وتهريج وشتم، وليس منطق نقاش علمي! أما العلماني فهو الذي أضلهم جميعاً وهداهم الي عبادة الأرباب الغربيين! وقد تقدم قول غربي فيه: (فاعلم يا رعاك الله بأن العلماني هو راعي الفتنة المباركة وهو عميدنا فيها، وإن كنت تسأل عن أرباب الفكر الذين اهتديت بهم، فأقسم لك بأن العلماني هو الصديق الوحيد بينهم، والباقون هم أربابٌ لم يشرفني الزمان ولا المكان.. بصداقتهم). وهذا يعني أن أستاذهم العلماني يعرف النظرية الحسية التي يقوم عليها دينهم المادي، أو التجريبية العلمية(Scientific Empricism). ولا بد أنه قرأ قول نبيهم هيوم: (لقد رأينا الساعات وهي تصنع في المصانع. ولكننا لم نر الكون وهو يصنع، فكيف نسلم بأن له صانعًا). وقول نبيهم هكسلي: (إذا كانت الحوادث تصدر عن قوانين طبيعية فلا ينبغي ان ننسبها إلي أسباب فوق الطبيعة). (Tree of Culture.Ralph Linton) ولا بد أنه يعرف أن (الرأي الماركسي يعني إذن أن محتوي شعورنا ليس له من مصدر سوي الجزئيات الموضوعية التي تقدمها لنا الظروف الخارجية التي نعيش فيها وتعطي لنا في الإحساسات. وهذا كل ما في الأمر). (المادية والمثالية في الفلسفة ص 71). وقول ماوتسي تونغ موضحاً الرأي الماركسي في المسألة: (إن مصدر كل معرفة يكمن في إحساسات أعضاء الحس الجسمية في الإنسان للعالم الموضوعي الذي يحيطه). (حول التطبيق ص 11، من: فلسفتنا ص24). ولا بد أنه قرأ في البيان الشيوعي:Communist Menifesto: (إن الدستور والأخلاق والدين كلها خدعة البورجوازية، وهي تتستر وراءها من أجل مطامعها)! وقول نبيه لينين في مؤتمر منظمة الشباب الشيوعي: (إننا لا نؤمن بالإله، ونحن نعرف كل المعرفة أن أرباب الكنيسة والإقطاعيين والبورجوازيين لايخاطبوننا باسم الإله إلا استغلالاً ومحافظة علي مصالحهم، إننا ننكر بشدة جميع هذه الأسس الأخلاقية التي صدرت عن طاقات وراء الطبيعة غير الإنسان، والتي لا تتفق مع أفكارنا الطبقية، ونؤكد أن كل هذا مكر وخداع، وهو ستار علي عقول الفلاحين والعمال، لصالح الإستعمار والإقطاع، ونعلن أن نظامنا لا يتبع غلا ثمرة النضال البروليتاري فمبدأ جميع نظمنا الأخلاقية هو الحفاظ علي الجهود الطبقية البروليتارية). (Selected Works.Moscow.1947.Vol.II.p 667). لذلك لم يكن العلماني شرساً شتَّاماً مثل تلميذه، وعبده غربي! وكان أقل تزويراً منه حيث جعل الموضوع أننا نتهم الملحدين الحسيين بأنهم لا يؤمنون بوجود بعض الموجودات غير الحسية، فقال العلماني: (وهل نسي الماديون أيضاً بأن الجمال والحرية والعدالة والحب والبغض والخير والشر والصداقة والسلام، كلها غير محسوسة؟ وهل ينكرون وجودها طبقاً لنظريتهم؟) وبذلك جعل محل النقاش أنه هل يعترف الملحدون بوجود هذه الأشياء أم لا؟! وهرب من موضوعنا الذي هو نفس الحس، وهل أنه محسوس أم لا؟ فحاولت إعادته الي الموضوع، فهرب مولياً!! ولعله بعث تلميذه غربي ليشتمنا! إن مشكلة الملحدين الكبار أرباب غربي والعلماني أنهم حصروا الوجود بالمادة المحسوسة وتأثيراتها، فعجزوا عن تفسير غير الحسي، بل عن تفسير إدراك العقل لوجود الموجود الحسي نفسه، بل عن تفسير كل العمليات العقلية التي تتوقف عليها نظريتهم، فكل عمل عقلي يتوقف علي حقائق غير حسية! يقول البروفسور ا. ي. ماندير: (إن الحقائق التي نتعرفها مباشرة تسمي الحقائق المحسوسة Percieved Facts، بيد أن الحقائق التي توصلنا إلي معرفتها لا تنحصر في الحقائق المحسوسة، فهناك حقائق أخري كثيرة لم نتعرف عليها مباشرة، ولكننا عثرنا عليها علي كل حال، ووسيلتنا في هذه السبيل هي الإستنباط، فهذا النوع من الحقائق هو ما نسميه بالحقائق المستنبطة Inferred Facts والأهم هنا أن نفهم أنه لا فرق بين الحقيقتين، وإنما الفرق هو في التسمية، من حيث تعرفنا علي الأولي مباشرة وعلي الثانية بالواسطة! والحقيقة دائماً هي الحقيقة سواء عرفناها بالملاحظة أو بالإستنباط. ويضيف ماندير قائلاً: (إن حقائق الكون لا تدرك الحواس منها غير القليل، فكيف يمكن أن نعرف شيئاً عن الكثير الآخر؟ هناك وسيلة وهي الإستنباط أو التعليل، وكلاهما طريق فكري نبتدئ به بوساطة حقائق معلومة حتي ننتهي بنظرية إن الشئ الفلاني يوجد هنا ولم نشاهده مطلقاً)! ويتساءل البروفسور ماندير: (كيف يصح الإستنباط المنطقي لأشياء لم نشاهدها قط؟ وكيف يمكن أن نسمي هذا الإستنباط بناء علي طلب العقل: حقيقة علمية؟ ويجيب عن هذا السؤال: (إن المنهج التعليلي صحيح، لأن الكون نفسه عقلي. فالكون كله مرتبط بعضه بالآخر، حقائقه متطابقة ونظامه عجيب، ولهذا فإن أية دراسة للكون لاتسفر عن ترابط حقائقه وتوازنها هي دراسة باطلة). ثم يقول ماندير: (إن الوقائع المحسوسة هي أجزاء من حقائق الكون، غير أن هذه الحقائق التي ندركها بالحواس قد تكون جزئية وغير مرتبطة بالأخري. فلو طالعناها مجردة عن أخواتها فقدت معناها مطلقاً. فأما إذا درسناها في ضوء الحقائق الكثيرة مما علمناه مباشرة أو بلا مباشرة، فإننا سندرك حقيقتها. ثم يأتي ماندير بمثال علي ذلك فيقول: (إننا نري أن الطير عندما يموت يقع علي الأرض، ونعرف أن رفع الحجر علي الظهر أصعب ويتطلب جهداً، ونلاحظ أن القمر يدور في الفلك، ونعلم أن الصعود في الجبل أشق من النزول منه. ونلاحظ حقائق كثيرة كل يوم لا علاقة لإحداها بالأخري ظاهراً. ثم نتعرف علي حقيقة استنباطية، هي قانون الجاذبية، وهنا ترتبط جميع هذه الحقائق، فنعرف للمرة الأولي أنها كلها مرتبطة إحداها بالأخري ارتباطاً كاملاً داخل النظام. وكذلك الحال لو طالعنا الوقائع المحسوسة مجردة فلن نجد بينها أي ترتيب، فهي متفرقة وغير مترابطة، ولكن حين نربط الوقائع المحسوسة بالحقائق الإستنباطية، فستخرج صورة منظمة للحقائق. إن قانون الجاذبية لا يمكن ملاحظته قطعاً، وكل ما شاهده العلماء لا يمثل في ذاته قانون الجاذبية، وإنما هي أشياء أخري اضطروا لأجلها منطقياً أن يؤمنوا بوجود هذا القانون. واليوم يلقي هذا القانون قبولاً علمياً عظيماً وهو الذي كشف عنه نيوتن لأول مرة، ولكن ما حقيقة هذا القانون من الناحية التجريبية؟ ها هو ذا نيوتن يتحدث في خطاب أرسله إلي (بنتلي) فيقول: (إنه لأمر غير مفهوم أن نجد مادة لاحياة فيها ولا إحساس وهي تؤثر علي مادة أخري، مع أنه لا توجد أية علاقة بينهما)!(A. E. Mander، Clearer Thinking، London، p. 46 الإسلام يتحدي ص48). إن أمثال غربي لايتعبون أنفسهم بالتفكير في هذه الحقائق، وإن وصلوا الي شئ منها بادروا الي رفضه بتقزز! لأنه سيجبرهم علي الإعتراف بوجود الله تعالي وأنهم صنيعته وعبيده، وهم يريدون أن يكونوا آلهة فوق الناس! وكل هذا في أصل العملية العقلية، أما في مجالات العلوم الطبيعية المختلفة، فنكتفي بنموذج منها للبروفسور(سيسيل بايس هامان) وهو أستاذ أمريكي في البيولوجيا: Nature does not explain، she is herself in need of explanation)) (كانت العملية المدهشة في صيرورة الغذاء جزءً من البدن تنسب من قبل إلي الإله، فأصبحت اليوم بالمشاهدة الجديدة تفاعلاً كيماوياً، هل أبطل هذا وجود الإله؟ فما القوة التي أخضعت العناصر الكيماوية لتصبح تفاعلاً مفيداً؟ إن الغذاء بعد دخوله في الجسم الإنساني يمر بمراحل كثيرة خلال نظام ذاتي، ومن المستحيل أن يتحقق وجود هذا النظام المدهش بصدفة محضة. فقد صار حتماً علينا بعد هذه المشاهدات أن نؤمن بأن الله يعمل بقوانينه العظمي التي خلق بها الحياة!). ويقول سيسيل: (إن الطبيعة لا تفسر شيئاً (من الكون) وإنما هي نفسها بحاجة إلي تفسير. فلو أنك سألت طبيباُ: ما السبب وراء احمرار الدم؟ لأجاب: لأن في الدم خلايا حمراء حجم كل خلية منها 700 / 1 من البوصة! حسناً، ولكن لماذا تكون هذه الخلايا حمراء؟ - في هذه الخلايا مادة تسمي (الهيموجلوبين) وهي مادة تحدث لها الحمرة حين تختلط بالأوكسجين في القلب. - هذا جميل ولكن من أين تأتي هذه الخلايا التي تحمل الهيموجلوبين؟ - إنها تصنع في كبدك. - عجيب! ولكن كيف ترتبط هذه الأشياء الكثيرة من الدم والخلايا والكبد وغيرها بعضها ببعض ارتباطاً كلياً وتسير نحو أداء واجبها المطلوب بهذه الدقة الفائقة؟ - هذا ما نسميه بقانون الطبيعة. - ولكن ما المراد بقانون الطبيعة هذا يا سيدي الطبيب؟ - المراد بهذا القانون هو الحركات الداخلية العمياء للقوي الطبيعية والكيماوية. - ولكن لماذا تهدف هذه القوي دائماً إلي نتيجة معلومة؟وكيف تنظم نشاطها حتي تطير الطيور في الهواء، ويعيش السمك في الماء، ويوجد إنسان في الدنيا، بجميع ما لديه من الإمكانات والكفاءات العجيبة المثيرة؟ - لاتسألني عن هذا، فإن علمي لايتكلم إلا عما يحدث وليس له أن يجيب: لماذا يحدث؟)!! (الإسلام يتحدي ص37) قال العاملي، وغاب العلماني فكتبت له: الأخ العلماني، أراك منذ أيام تركت موضوعنا الأول ذي المسائل الثلاث (دعوة الي الأخ العلماني وغربي..) ثم دخلت معي في هذا الموضوع، ثم دخلت في موضوع بداية تكوين الكون.. أرجو أن تتابع البحث ولو في واحد منها.. وشكراً. فغاب العلماني ولم يأت،! فكتبت له بعد أيام: الأخ العلماني، أنا با نتظارك.. وما زلت أنتظر! وكتبتُ بتاريخ21-09-2000، موضوعاً بعنوان: الي المعجبين بالعقل البشري.. المنكرين خالق العقل! عجباً للإنسان، الذي يجعل ميزان العلم والحكمة في البشر مقدار معرفتهم للموجودات، فيحترم العلماء والمتخصصين، بسبب أن أذهانهم وصلت الي تصوراتٍ لبعض قوانين الموجودات وأسرارها.. كيف يتخيل أن خالق أذهان العلماء وعقولهم، ومقنن القوانين الحاكمة علي عالم الوجود، ومهندس أسرارها.. هو فاقدٌ للعلم والحكمة؟!! كيف يمكن للعقل أن يتصور ذلك، وجميع ما توصلت اليه أذهان العلماء من أسرار الطبيعة، ما هو إلا قطرةٌ من المعلومات..أمام محيطاتٍ من مجهولات؟!! وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي. وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلا قَلِيلاً.(الاسراء:85) كيف يتقبل عقلٌ يحترم نفسه أن الذهن الذي يستطيع أن ينسخ علي لوحته بعض سطورٍ من كتاب الوجود، عالمٌ وحكيمٌ.. بينما مؤلف كتاب الوجود وصانعه، وصانع جهاز الإستنساخ وما ينسخ، لا إدراك له ولا شعور؟! كلا، ثم كلا.. فإن فطرة منكر الخالق العالم القادر عز وجل تشهد بوجوده، وتدين صاحبها! (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرض وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللهُ فَأَنَّي يُؤْفَكُونَ).(العنكبوت:61) قال العاملي: أردت بهذا الموضوع أن أناقش معهم قدرات العقل، وأوجه العملية العقلية، وكيف أنها تأخذ بأعناقهم الي وجود الله تعالي، وتكشف زيف تبجحهم بالعقل والعلم! لكنهم هربوا، وصدَّقوا ظني فيهم بأنهم مع الأسف من أبعد الناس عن فهم العقل الإنساني وعملياته، والإنسجام معها!

جولة مع الأدلة مهداة الي من يبحث بصدق عن وجود الخالق

كتب الخزاعي بتاريخ 03-07-2000، موضوعاً بهذا العنوان قال فيه: كيف يستدل عليك بما هو في وجوده مفتقر اليك. أيكون لغيرك من الظهور ما ليس لك حتي يكون هو المظهر لك؟ متي غبتَ حتي تحتاج الي دليل يدل عليك، ومتي بعدتَ حتي تكون الآثار هي التي توصل اليك". من دعاء الإمام الحسين عليه السلام سأحاول أن أجيب علي التساؤلات حول وجود الله تعالي.. مصادر هذا الموضوع لمن أراد الاطلاع عليها: 1 - الله بين الفطرة والدليل - محمد حسن آل ياسين. 2 - نشأة الدين - د علي سامي النشار. 3 - حق اليقين - عبد الله شبر. 4 - العلم يدعو الي الايمان - لموريسون. 5 - لغز الحياة – د. مصطفي محمود. 6 - الله - العقاد. 7 - الله يتجلي في عصر العلم - جماعة من الأساتذة الغربيين. قال العاملي: وهو موضوع شامل، لايتسع المجال لإيراده، وقد لاحظنا أنه لم يشارك فيه أحد من العلمانيين المشككين إلا الدكتورة نادين، التي حشرت فيه موضوعها في الشبهات والإشكالات علي الله تعالي! ثم هربت من مناقشته! وفيما يلي عناوين موضوع الخزاعي، وبعض فقراته: الإنسان والفطرة إن الفطرة من أهم مصادر معرفة الإنسان بربه وإيمانه به، وقد دفعته هذه الفطرة أو وعيه الداخلي المعبر عنه باللاشعور الي الإعتقاد بضرورة وجود الخالق لهذا الكون، خلَق الموجودات وأبدعها من العدم، وأودع في كل موجود منها نظامه وقانونه، ليقوم بواجبه ويؤدي الغرض الذي خُلق له بنحو دقيق وسير رتيب ونظام ثابت لا يتبدل ولا يتغير. ويقول المفكر الإستكلندي:(كل إنسان يحمل في نفسه فكرة علمية وإن هذه الفكرة كافية لتكوين العقيدة بأن ثمة آلهة صانعة وخالقة للكون)(نشأة الدين 196). الدليل الفلسفي إن أي شئ موجود بالبداهة، إن كان واجب الوجود فهو المطلوب، وإن كان ممكناً افتقر الي مؤثر موجود بالبداهة، فذلك المؤثر إن كان واجباً فهو المطلوب وإن كان ممكناً افتقر الي مؤثر أيضاً، فإن كان واجباً فهو المطلوب، وإن كان ممكناً تسلسل.. والتسلسل باطل. أما المتكلمون فقد سلكوا طرقاً أخري في البرهنة علي وجود الله تعالي، واعتمدوا فيها علي المنهج العقلي الحر بعيداً عن النقل والتقليد. ومن جملة أدلتهم قولهم: إن الأجسام وما يجري مجراها حادثة، والذي يدل علي حدوثها واستحالة خلوها من المعاني المتجددة، وما لم يخل من التجدد يجب أن يكون محدثاً، فإذا ثبت حدوثها فلتقس علي أفعالنا يعلم أن لها محدثاً. ومنها: العالم محدث كائن بعد أن لم يكن، لأن جميعه فيه أثر الصنعة من طول وقصر، وصغر وكبر، وزيادة ونقصان، وتغير من حال الي حال، واستبدال ليل بنهار. والله تعالي خالق ذلك ومنشؤه ومصوره ومبدؤه، لأن المصنوع لا بد له من صانع، والكتاب لا بد له من كاتب، والبناء لا بد له من بان. وهكذا توجهت كل الآيات القرآنية المعنية بهذا الموضوع الي عقل الإنسان لتوقظه برفق من سباته، وترشده الي الطريق السوي بلين ويُسر، وتبسط أمامه شواهد الخلق وآثار الصنعة بجلاء ووضوح، وتوصله الي النتائج بكل أناة ويقين: إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأرض وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الأرض بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأرض لايَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ. (البقرة:164) إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوِاتِ وَالأرض وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لايَاتٍ لأُولِي الأَلْبَابِ. الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَي جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأرض رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ. رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ. رَبَّنأَ إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأَبْرَارِ. رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَي رُسُلِكَ وَلا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ. (آل عمران: 190-194) تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَعَلَي كُلِّ شَئٍْ قَدِيرٌ. الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَوةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَالْعَزِيزُ الْغَفُورُ. الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَي فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَي مِنْ فُطُورٍ. ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَحَسِيرٌ. (الملك:1-4) فَلْيَنْظُرِ الإنسان مِمَّ خُلِقَ. خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ. يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ. إِنَّهُ عَلَي رَجْعِهِ لَقَادِرٌ. يَوْمَ تُبْلَي السَّرَائِرُ. فَمَا لَهُ مِنْ قُوَةٍ وَلا نَاصِرٍ. (الطارق:5-10) وَاللهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ. أَلَمْ يَرَوْا إِلَي الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلا اللهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لايَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ. وَاللهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الأَنْعَامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا إِلَي حِينٍ. وَاللهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلالاً وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ. فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ الْمُبِينُ. النحل:82 يَعْرِفُونَ نِعْمَةَ اللهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ. (النحل:78-83). وكتبت زينبية: أرجو أن تكون هذه الوصلة مفيدة في موضوعك أخي الخزاعي: http://www.hajr.com/hajr-html/Forum1/HTML/002210.html وتابع الخزاعي مما اختاره في رد القول بالصدفة، ومزعومة النشوء والإرتقاء:

المادة أم الله تعالي

ونسأل أولاً: كيف وجدت المادة ومن أوجدها؟ يقول الماديون في الإجابة علي هذا السؤال: إن المادة أزلية موجودة منذ الأزل فليست بحاجة الي خلق وخالق، أو صنع وصانع، أو إيجاد وموجد. وقد أضحي نقض هذه المقولة سهلا يسيراً، فقد ثبت لدي العلم أن هذا الكون لايمكن أن يكون أزلياً، فهناك انتقال حراري مستمر من الأجسام الحارة الي الأجسام الباردة ولا يمكن أن يحدث العكس بقوة ذاتية، بحيث تعود الحرارة فترتد من الأجسام الباردة الي الأجسام الحارة، ومعني ذلك أن الكون يتجه الي درجة تتساوي فيها حرارة جميع الأجسام وينضب فيها معين الطاقة، وعندها لن تكون هناك عمليات كيمياوية أو طبيعية، ولن يكون هناك أي أثر للحياة نفسها في هذا الكون! ولما كانت الحياة ما زالت قائمة ولا تزال العمليات الكيمياوية والفيزياوية تسير في طريقها، فإننا نستطيع أن نستنتج أن هذا الكون لا يمكن أن يكون أزلياً، وإلا لاستهلكت طاقته منذ زمن بعيد وتوقف كل نشاط في الوجود. وهذا الأمر واضح كل الوضوح. الصدفة لا يمكن أن تفسر لنا هذا الكون.. أذكر قول لعالم الطبيعة الدكتور نوبلوتشي: (لا أستطيع أن أتصور أن المصادفة وحدها تستطيع أن تفسر لنا ظهور الألكترونات والبروتونات الأولي أو الذرات الأولي، أو الأحماض الأمينية الأولي، أو البروتوبلازم الأولي، أو البذرة الأولي، أو العقل الأول. إنني اعتقد في وجود الله، لأن وجوده القدسي هو التفسير المنطقي الوحيد لكل ما يحيط بنا من ظواهر هذا الكون). قال العاملي: ونشرت الدكتورة نادين، بتاريخ03-07-2000موضوعاً بعنوان: لا مقدسات في الحوار! ولكنها تجاوزت فيه الحدود ومسَّت بالذات الإلهية سبحانه وتعالي، فحذفه المراقب، فاعترضت عليه وقالت: (إنها المرة الأولي التي أتعرض فيها إلي ما يشبه القمع الفكري، فالموضوع الذي أوردته علي قساوته يفترض فيه النشر، وكان قد نشر في منتديات أخري، وهو كفيل بالمناقشة، والغرض منه معرفي لا تحريضي وهي مجموعة أسئلة لا بد أن تكون في مخيلة أي منا، وسردها هنا يعلمنا أن لا مقدسات في الحوار، فلماذا الخوف أيها السادة). كما نرت موضوع الخزاعي في نادي أنا العربي:http://www.arabi.org/arabi/showthread.php?threadid=138 ففتح فرقد موضوعاً في10-07-2000، بعنوان نادين لمناقشتها، ولكنها لم تناقش! وكتب سليم: الأخ العزيز الخزاعي، قرأت موضوع الملحدة نادين وتعرضها للذات الألهية واتهامها الله بالظلم. ولذا أرجو منك ومن جميع الإخوة التصدي لبقية الشبهات التي تطرح هنا وهناك. وعدم الوقوف عند هذا الحد. http://www.arabi.org/arabi/showthread.php?threadid=138 وكتب أبو مهدي: أجد من حق أخي الخزاعي أن أواصل بعض هذه البحوث عنه... وأجد من حق الصديقة نادين أن أحاورها في بعض أسئلتها.. كما قالت إن طرحها مفاجئ.. وأنا أعتقد أنه ينم عن جرأة محبذة عندي، وينم عن عدم اطلاع كاف.. فلقد صادفت أمثال هذه الأقوال وإن كانت بصياغة أخري في أماكن عديدة، ووجدت بحوثاً مسهبة وأخري مختصرة حولها، وكنت أتمني من أختي العزيزة نادين أن تتطلع عليها..ولكن كل هذا لا يهم الآن.. فلتأذن لي نادين أن نبدأ الحوار ولتأذن لي إن تأخرت عن الإجابة في بعض الأحيان.. من خلق الله؟ وجدت هذا السؤال محورياً في موضوعك وردودك. ورغم أني أجد في ما نقله الأخ الخزاعي عن الشهيد المطهري كفاية، ولكني أقول هنا: ندرك بعض الحقائق بالعقل فقط، فمثلاً ندرك أنه لا بد للحرارة من مصدر، فلماذا؟ لأننا ندرك بالفطرة أنه لا بد لكل مسبب من سبب؟ لا بد لكل مصنوع من صانع.. هذا ما نسمية قانون السببية أو العلية.. وهو كما قلنا قانون فطري.. ولكن هل أدركناه بالحس؟ لا؟ إذا ما هي التجربة التي تثبت هكذا شئ؟ التجارب نفسها محتاجة لأن نقول إنها عامة لأنها سببت هذه النتيجة، أي أن التجارب محتاجة إلي قانون السببية أو قانون العلية. وهناك أمثلة أخري لأمور لا ندركه بحواسنا نؤمن أن صحيحة قطعاً، منها مثلاً القوانين الرياضية، فهل هناك تجربة حسية في العالم تقول إن(قدس سره 1=2). أرجو إخباري إن كانت مثل هذه الأمور تثبت بالحس. بعد كل هذا الكلام، أعود للسؤال: أنا أؤمن بعقلي بأن كل مصنوع فلا بد له من صانع، والحقيقة أن المصنوعات تدل علي أمرين وليس أمرا واحداً فقط. 1. تدل علي أن لها صانعاً.2. تدل علي بعض خصائص الصانع. فالعمارة الضخمة لا بد أنه بناها شخص ما، ولا بد أن الذي بناها عنده معرفة بأمور البناء وأساليبه. وأنا أعتقد أن الدقة المودعة في هذا الكون الذي لا نمثل إلا ذرة صغيرة فيه، هذا الدقة تنادي أن لها من أوجدها، وأن الذي أوجدها دقيق ومتقن لعمله، لا بد أنه عالم وحكيم. وتعودين للسؤال وقد نفد صبرك، ومن الذي خلق خالق هذه الأشياء؟ ويحق لك أن أجيبك: خالق هذه الأشياء ليس مصنوعاً لأقول من صنعه؟ وليس مخلوقاً لأقول من خلقه؟ عقلي العزيز يقول لي: لقد طرحت عليك قانوناً عاماً إن كل مصنوع فلا بد له من صانع، فهاك قانوناً آخر: لا بد لسلسلة الصانعين من نهاية، لا بد أن تصل إلي صانع ليس مصنوع، هذا قانون آخر عقلي أنه لا بد من سبب للأسباب وليس هناك أسباب لا تنتهي إلي شئ، وإلا لم يكن هناك شئ!! وكتب (Stranger): الدكتورة نادين... بعد التحية والسلام، فقد اطلعت علي مقالك في موقع العربي ورأيت أقوالك في هذا المكان، فما وجدتها تعدو كونها مجرد أقوال بلا دليل وادعاءات بلا مستند! مثل قولك: هل يعقل أنه بسبع أيام أيام أنجزت معه كلياً، عفواً ستة أيام ففي اليوم السابع ارتاحeek end الذي يدل علي جمود علي ظاهر الحرف، وقيامك باختراع مسألة الراحة، التي لا نعلم من أي مصدر أتت. إضافةً الي ذلك، فقد قمت أنت بإثبات قلة معرفتك في المسائل المتعلقة بالحواس الخمس من الناحية الفلسفية والطبية علي حد سواء، مثل قولك: "فالحواس الخمسة ليست حصراً ما نستدل بها علي وجود الأشياء أو المواد، والأوكسجين، مثلاً نشعر بقلته أو كثرته من تنفسنا، ومن النبض وعدد خفقات القلب، إضافة إلي أجهزة كثيرة تدلك وبدقة علي نسبة الأوكسجين في الجو أو في أي مادة يدخل في تكوينه الأوكسجين". أخبريني يا دكتورة، هل إحساسك بالأكسجين متصل بالحواس الخمس الظاهرة أم بالحواس الباطنة؟ بعبارة أخري: هل حاسة الشم أو اللمس أو السمع أو التذوق أو البصر هي التي تشعرك بقلة الأكسجين أم هي حواسك الباطنة؟ دكتورتنا العزيزة، مقالاتك بأكملها لا تحتوي علي دليل واحد يؤيد وجهة نظرك! وتهجمك علي الله بوصفه بالأنانية، فقد دخلت في مسألة جعلت مشاعرك المتمثلة بـ"الأنا" هي الحكم. بالنسبة لقولك بأن الله أناني بسبب فرضه للصلوات الخمس، فالرد عليها سهل بقرينة أنك تعملين في مستشفي أو عيادة تفرض عليك القيام بواجباتها في مقابل المرتب، فهل هذه أنانية؟! الآن عليك القيام بمقارنة مثال العمل مع توجههنا لله بالعبادة، فنحن نتوجه الي الله بالعبادة لأنه أهل لها، فقد منحنا الحياة والعقل، فهل الصلاة كثيرة عليه؟ لا وألف لا، فإنكار الجميل دليل علي قلة الإنسانية! فإذا ساعدنا شخص ما في معضلة واجهتنا، فإننا نشكره ونقدره، والله هو الخالق الذي يستحق منا الشكر والتقديس. زميلتنا الدكتورة، هذه المسائل التي اطلعت عليها في كتب كارل ساغان ليس لها أي قيمة علمية، أتعلمين لماذا؟ لأن ساغان لم يكن فيلسوفاً ولا متكلماً، بل كان مجرد عالم فلك. فإذا قلت بأنه أثبت الإنفجار الكبير، قلنا لك لم يثبت شيئاً بدليل أنه قام بإخفاء وتجاهل الكثير من القواعد الكونية في مقابل الوصول الي هدفه. إذا كانت لديك الرغبة في معرفة النظريات الكونية وما وراء الطبيعة التي توصل اليها فلاسفة الإسلام، فعليك بكتب الشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائي خصوصاً كتاب "حياة النفس" الذي قام بشرحه الشيخ عبد الجليل الأمير، وعليك أيضاً بكتاب "الكلمات المحكمات" للميرزا علي الإحقاقي، ففيه من التعمق في الفيزياء والكونيات ما لم يصله ساغان. وأرجو أن تكوني علي معرفة بالفيزياء، لأن الكونيات أساسها الفيزياء، وإلا فإن قراءتك واستشهادك بساغان لايدلان إلا علي نقل لأقواله الباطللة بلا فهم! وكتب رحمة العاملي وهو مثقف لبناني يعيش في أمريكا: أرجو المعذرة إذا كان دخولي في الحوار مفاجئاً، لكني لم أستطع أن أمنع نفسي من ذلك، خاصة وأن الموضوع المثار بينكم مهم بالنسبة لي، خاصة فيما يتعلق بإشكالات الدكتورة (نادين)إذ من الواضح أن الدكتورة ليست ملحدة بالأصالة، كل ما في الأمر أنها لا تؤمن بإله له لحية! وهذا من حقها وحق أي إنسان يعقل الأمور! دكتورة نادين.. لازلتُ في انتظار موافقتك علي الحوار. وأسحب سؤالي حول اختصاصك العلمي لأني عرفت أنك طبيبة أطفال من خلال منتدي أنا العربي وأنك مثقفة ثقافة حزبية تصل الي حد النرجسية اللبنانية، لأننا عموماً في لبنان ملكيين أكثر من الملك، ولديك أيضاً روح النكتة، وهذا لطيف (مع شوية غرور وعناد) أتمني أن يزولا من نفسك لأنه أليق بشخصية المرأة المثقفة، مهما كانت هذه الثقافة. عموماً أنا في الإنتظار ولن أحاورك من موقع ديني. واعتبريني مشككاً يقف علي الحد الفاصل. قال العاملي: وغابت نادين ولم تعد، فالبحث العلمي عندهم أمر مخيف، كالبسملة عند مشركي قريش، وعند من ينكر أنها من آية القرآن! وكتب فرقد بتاريخ23-09-2000، موضوعاً بعنوان: السلطات العلمانية التركية تمنع المحجبات من دخول الجامعة! منعت السطات التركية آلاف الطالبات المحجبات من ولوج الجامعات خلال الأسبوع الأول من السنة الدراسية الجديدة. وقال مسؤولون في وزارة التعليم التركية: إن حمل الحجاب يكتسي طابعاً سياسياً يتنافي والنهج العلماني المتبع في البلاد منذ أكثر من ثمانين عاماً، لكن الطالبات اعتبرن قرار منعهن من ارتداء الحجاب داخل الجامعة انتهاكاً لحقوق الإنسان. ما رأي العلمانيين بهذا الخبر؟ أرجو ألا تلوثوا أيديكم بتبريره! فالعلمانية نظراً لأنها لا تتبع لدين فهي متلونة كالحرباء حسب مصالح المنحلين والنفعيين في الغالب، وإن لبست ثوب الوقار والحكمة.. وسيبقي القانون الميكافيللي هو الحاكم رغم عيون عيون والقلم الساخر و.. والعلماني نفسه.. وكتب غشمره: علمانية شرقية! كان الخليفة التركي يقتل إخوته خنقاً للوصول الي السلطة، وهي خليقة ورثها أحفاد الإنكشارية، فهم يمارسونها اليوم مع الشعب التركي المسلم علمانية تشبه في نتائجها الحمامة التي حاولت تقليد مشية الطاووس، فنسيت مشيتها، وما عرفت مشيته! وهناك قصة أخري أتمني ألا تغضبك، لكنها مناسبة للعلمانية التركية وبعض صور أسلمة الدولة في عالمنا العربي: وهي قصة ذلك (المُخنث) الذي قرر الإلتزام بالدين فجأة فاعتزل في غرفته دهراً ثم خرج منها وقد ارتدي(الحجاب)! علمانية تركيا تشبه إسلامية الرئيس جعفر نميري، لا تعدوا أن تكون محاولة لبس ثوب مزركش علي جسد مشوه! نشوفك علي خير. وكتب فرقد: غشمرة:أرجو ألا تكون غشمرتك إسلامية علي وزن "كباب إسلامي"! لم أكن بصدد نقد حكومة السودان، وشتان بين حكومة السودان وتركيا.. لقد كان الخبر مناسباً في هذا الوقت للإخوة (اللائي) ذكرت أسماءهم، وكنت أنتظر ردهم بالإعتذار عما يفعله أبناء ملتهم الأتراك، وتسطير ما يرونه هو العلمانية الصحيحة. ولا أظن أن لديهم نموذجاً حقيقياً للعلمانية التي في عقولهم بل هي كما عرفها علماؤنا هي تحييد الدين عن الحياة للتخلص من قيوده الأخلاقية!! فالأتراك هدفهم مما فعلوه هو نزع الحياء عن المرأة المسلمة في تركيا لكي تكون فريسة سهلة لهم! وإلا فما هي السياسة التي عارضنها النساء بوضعهن الحجاب علي رؤوسهن! وكتبت الهاشمية: تعساً لايدلوجية تحرم الإنسان أبسط حقوقه! حقه في ممارسة تعاليم دينه! وكتب المفكر العربي: رفضت دول السوق الأوروبيه طلبات تركيا العديدة للإشتراك بعضويه السوق لسجلها غير العلماني في كل المجالات. ويأتي لاعبو الترابيز، والذين يجيدون فن الثلاث ورقات أيضاً بالغش في اللعبه عياناً، وبإلباس قميص زيد لعمرو! هذا ليس مولد ياشيوخ التلات ورقات! لقد صحح غشمرة المعلومه المدسوسه بحذق ومهارة، لكن لاعبو الترابيز لايجيدون القراءة. التهجيص هو علم البلاليص. وكتب فرقد: المعكر العربي: كعادتك في فن التشويش يا شاويش. والله عيب علي مفكر عامل نفسه عربي أن يأتي بخزعبلات غير مفهومة المعني دون رد واضح وصريح علي الموضوع! مما يزيد الشكوك في سوء نوايا المفكر العربي، ويظهر حقيقته في مساندة الباطل مهما بدا الحق واضحاً وضوح الشمس! ولا أعتب عليك فحالة النزاع التي تمر بها أنت وأمثالك في منتديات لها قيمها تتبرر حالة الخرف التي نقرأها في أسطرك. وكتب علي الأول: يا أخ فرقد..العلمانية التركية دقة قديمة.. عالمثالثية.. إصدار قديم وطبعة غير منقحة.. فالأخطاء "الإملائية" واردة.. بل واردة جداً فيها.. لكن الغريب في الأمر أن هناك إصداراً فرنسياً حديث من العلمانية..بل يدّعي أنه حديث جداً.. لكنه ملئ هو الآخر بالأخطاء "الإملائية"عينها..علي طريقة الأميّين الحاكمين في أنقرة! يخلف الله علي"طالبان" العلمانيه في تركيا! وكتب عز الدين: ملاحظة للأخ غشمرة: قصة قتل الخليفة العثماني لإخوته مدسوسة علي تاريخ العثمانيين، تجد هذا في كتاب ردود علي أباطيل. وصدقت حول النميري. الأخ فرقد، السودان دولة إسلامية، أما النميري فكان يمثل العهد العلماني للسودان، ولكنه خدع المسلمين قليلاً بزعمه تحكيم الشريعة؟ ماذا نريد من العلمانيين هنا: التبرأ مما يفعله بنو جلدتهم في تركيا، كما تبرأنا نحن مما فعل البعض من تخريب للمواقع! (مثال صغير)! وكتب غشمره: الأخ عز الدين: قتل السلطان العثماني لإخوته حين اعتلائه السلطة، ولإبنه إذ تمرد عليه، وقائع أثبتها التاريخ الإسلامي قبل أن يتحدث عنها (غير المسلمين)، وهي حوادث لاعلاقة لها بالدين، فمثيلاتها حصل في كل الحضارات وتحت كل الأديان. الصلة هنا هو (الكرسي) وكيفية الوصول إليه أولاً، ثم المحافظة عليه ثانياً، ولعلك قرأت قصة الأمين والمأمون قديماً. أما في تاريخنا المعاصر فلولا احترامي للقوانين هنا لسردت لك العجائب! الأخ فرقد: المحجب هنا قصة ترمز الي سوء فهم الدين عند بعض الناس، وكنتيجة لسوء الفهم يأتي سوء التطبيق الذي ينعكس لاحقاً علي اعتقاد المحجب نفسه أنه علي صواب وأن الآخرين هم من أخطأ وليس هو. والأمر ينطبق أيضاً علي بعض العلمانيين، بل علي كثير من الذين يؤمنون بالفكرة تقليداً واتباعاً للأهواء وتركاً للعقول، نشوفكم(ا) علي خير.

بنت الهدي تناقش العلمانيين

طرحت بنت الهدي، وهي مثقفة أردنية مستبصرة، عدة مواضيع في نقد العلمانية، وناقشت بجدارة عدداً من كتابهم البارزين كالعلماني والمفكر العربي وغربي وعيون والقلم الساخر، وغيرهم. ونظراً لطولها، أكتفي بذكر عناوينها وفقرات منها: فقد كتبتْ بتاريخ 28-02-2001، موضوعاً بعنوان:

النظم العلمانية تصدر أجهزة التعذيب

النظم العلمانية تصدّر أجهزة التعذيب.. أليس كذلك؟ أنظروا إلي كافة الدول المنتهكة لحقوق الإنسان والقائمة علي تعذيب المعتقلين السياسيين! ابتداء من إسرائيل وانتهاء بالعراق، لتجدوا أن جهزة التعذيب مستوردة من دول علمانية؟! هل ينكر أحد ذلك؟! العلمانية وعود زائفة وحبر شفاف علي ورق شفاف، لا قيمة له.. لا أريد أن أطيل الكلام فخير الكلام ما قل ودل.. وكتبت جارة الوادي: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.. وكتب العلماني: (العلمانية وعود زائفة وحبر شفاف علي ورق شفاف لا قيمة له).. نعم يا "بنت الهدي"، وسوف أقوم غداً إن شاء الله بقول هذا الكلام: للألمان والفرنسيين والإنجليز والأمريكان والطليان والهولنديين والسويديين والدانماركيين والنرويجيين والنمساويين والسويسريين.. (هل هناك دولة متقدمة بعد)؟! أريد أن أقول لهم بأن السيدة الفاضلة "بنت الهدي" مفكرة زمانها ولبيبة عصرها وأوانها، تقول هذا الكلام الخطير، فاقلعوا يا معشر الدول المتقدمة عن علمانيتكم، واتبعوا نهج الدولة الدينية التي وأدتموها منذ قرنين من الزمان.. ففي هذا كسب عظيم.. بل ربما قدمت إلي "جاك شيراك" أو "طوني بلير" وحلفتهما بالله العلي العظيم أن يتبعا أسلوب"طالبان"في إدارة دولهما، فلعله يأتيهما بتقدم ونفع كبير. وكتب مالك الحزين: وإذا سلمنا جدلاً أن الدول العلمانية تصدر أجهزة التعذيب، فيكفيها أنها لا تعذب مواطنيها، بل تفعل ذلك الدول التي تتاجر بالأديان.. وتمتطيها لركوب الشعوب! هل سمعنا عن تعذيب مواطن إنجليزي في سجن مانشيستر، أو ألماني في سجن فرانكفورت.. بينما حدِّث ولا حرج في دول الشريعة والإمامة وطالبان وباكستان وإيران! وكتبت بنت الهدي: أنا لا أقول أيها العلماني بأني سوف أهدم الدول العلمانية وأنظمتها..ولكنني أقول إنها حبر علي ورق في كثير من الأمور، وما ذكرته أمر واحد فقط.. وأما إسلام الطالبان فأنا أول واحدة لست معهم.. وأما مالك الحزين.. فأقول له بأن المسألة هي الرد علي الدول العلمانية من حيث إدعائهم أنهم حماة حقوق الإنسان في العالم! أختكم: بنت الهدي. وكتب (قوات التدخل السريع): وبعد السلام علي أهل هجر.. وتاريخنا حافل بقصص التعذيب، وأدوات التعذيب، وفنون التعذيب! من تنور النحاس الي الخازوق، وبينهما الآلاف من الآلات، مما يزخر به تأريخنا المجيد.. نعم دول الغرب تصدر أدوات التعذيب وتدرب جلادي شعوبنا علي فنون التعذي برغم أن الأمور لم تعد كما كانت من قبل، ولكن السبب لمن يريد أن يبحث عن الحقيقة في العقل الإستعماري وفي غاية الربح الرأسمالية، وفي دفاعهم عن مصالحهم، وفي مطاياهم المتربعة علي عروش نحملها علي صدورنا ورؤوسنا! والسلام. وكتب غشمره: أجهزة التعذيب أدوات يستعملها الإنسان لردع خصومه! أحياناً يسمي نفسه مجاهداً في سبيل الله، وأحياناً يزعم أنه يناضل أعداء الإنسانية، وأحياناً لنصرة طبقة البروليتاريا، وأحياناً باسم الله، وأحياناً بإسم الشيطان، وأحياناً بإسم سالومي! الإنسان هو من يعذب ويتعذب، وهو أيضاً من يقدم المبررات لنفسه ويحرم الآخر منها! المصيبة في الإنسان لا الأجهزة. نشوفكم علي خير. الي آخر الموضوع، وشارك فيه: مالك الحزين، ومجموعة إنسان، والعلماني و(kamal) ونصير المهدي. وكتبت بنت الهدي بتاريخ موضوعاً بعنوان: العلمانية ونسبية العدالة.. وبقاء إسرائيل! ما هي العدالة؟ العدالة هي إعطاء كل ذي حق حقه بالتمام.. ما هي نسبية العدالة؟ نسبية العدالة أن يكون الشئ ظلماً في هذا اليوم وعدلاًً في يوم آخر مع عدم تغير أي شئ! فالجاني هو الجاني لم يؤخذ منه الحق.. والضحية هو الضحية لم يعط حقه! ما هي العدالة المطلقة؟ هي عدم تغير الظلم إلي عدل رغم تغير الظروف، فإن الجاني ينبغي أن يؤخذ منه الحق مادام جانياً ومغتصباً لحق الآخر.. والضحية ينبغي أن يؤخذ له الحق في كل الأحوال مادام مغتَصباً حقه.. وحينما نأتي إلي نظام الحكم العلماني فإننا لا نجد فيه مسألة العدالة المطلقة.. فإن نظام الحكم العلماني قائم علي أساس عدم اللونية وعدم العقيدة بشئ، وليست له أية فلسفة.. وهذا يعني أن نظاماً ينتحي هذا الشكل لا عدالة مطلقة له لأن العدالة المطلقة قائمة علي أساس عقيدة مسبقة وآراء إجتماعية خاصة به.. ولكن العلمانية تهرب عن كافة المعتقدات والأديان والآراء الفلسفية والإجتماعية.. لا يهمنا ماذا يقول العلمانيون.. يهمنا ما تقوله العلمانية ونظام الحكم العلماني.. لأن العلماني يمكن أن يأتي ويقول أن العدالة هي إرجاع فلسطين إلي أهلها العرب، وإن هذه العدالة لن تتغير أبداً.. ولكن نظام الحكم العلماني لا يقول بذلك.. فإنه لا عقيدة له ولا فلسفة ولا دين ولا آراء إجتماعية، حتي يحدد أن العدالة هنا ولا يمكن أن تتغير.. وها نحن نري جميع أنظمة الحكم العلماني في العالم كيف هي الآن تقف إزاء القضية الفلسطينية، ونتساءل: أي حكم علماني في هذا العالم اليوم يقول ينبغي إرجاع كل فلسطين المغتصبة للعرب؟! وأنا أتساءل كيف لنا أن نقبل بنظام حكم لا عقيدة له ولا دين ولا فلسفة ولا آراء إجتماعية؟.. وكيف سيطبق العدالة من يدير ظهره لكافة المعتقدات والآرء الإجتماعية التي هي أساس تعيين العدالة؟! وكتب العلماني: أضحكتني يا بنت الهدي حقاً.. فهل هو غباء أم استغباء؟هل هذه غفلة أم استغفال حقاً؟ تقولين يا سيدتنا الفاضلة.."وأنا أتساءل كيف لنا أن نقبل بنظام حكم لا عقيدة له ولا دين ولا فلسفة ولا آراء إجتماعية؟؟.. وكيف سيطبق العدالة من يدير ظهره لكافة المعتقدات والآرء الإجتماعية التي هي أساس تعيين العدالة؟؟.. " شوفي يا ستي: عندما يدعو العلمانيون لدولة علمانية فهم يدعون أيضاً إلي مجتمع مدني وعقد إجتماعي وضمان للحريات وحقوق الإنسان، وديموقراطية نظيفة يبنونها علي أساس الحرية والإخاء والمساواة في دولة قانون ومؤسساته.. العلمانية هي كما نوهنا إذاً آلية لفصل الدين عن الدولة والقضاء علي الطائفية المذهبية المقيتة، والمحافظة علي جميع الديانات وأتباعها، في وفاق ووئام وشرف وكرامة.. ولكنها في نفس الوقت "أساسٌ" يقوم عليه المجتمع المدني والديموقراطية بكل ما يحملانه من فلسفات عميقة، أخلاقية كانت أم إجتماعية، أم تربوية، أم إنسانية.. لا مجال للمزاودة علينا يا بنت الهدي في هذا الشأن، والعدالة لم تكن يوماً مستمدة من الدين، فالدين لايعرف من العدالة إلا تكريس حقوق "أصحابه وكهنته".. والدين لايعطي لكل ذي حق حقه.. الي آخر الموضوع، وهو طويل وقد شارك فيه أبو مهدي. وكتبت بنت الهدي موضوعاً بتاريخ20-02-2001، بعنوان: العلمانية ونسبية الأخلاق العلمانية نظام حكم لايبتني علي أخلاق معينة وثابتة وغير متغيرة.. وذلك لأن العلماني يريد أن يتخلص من كافة أنواع اللونية الدينية والعرقية والعنصرية ليكون الجميع متساوين في الوطنية.. فالوطن للجميع ونظام الحكم للجميع.. فأخلاق كل طائفة هي أخلاق بالنسبة لهذه الطائفة هي مقبولة علمانياً، فلها الحق الشرعي في ممارستها ولا يعارضها فكر. وكيف له معارضتها وهو لايري لوناً معيناً من الأخلاق الثابتة؟! وكذا أخلاق بقية الطوائف.. ما هو تعريف نسبية الأخلاق؟ حتي لا يذهب ذهن الإخوة بعيداً كما حدث في الموضوع السابق (العلمانية ونسبية الفكر) أحببت أن يكون توضيحي هنا أسهل للإستيعاب.. فأقول: حينما نمسك بأي خصلة موصوفة بأنها أخلاقية في أي زمان أو مكان أو مجتمع.. فهل هذه الخصلة تبقي تحتفظ بطابعها الأخلاقي في كل زمان ومكان، وعند كل الناس، وفي جميع الظروف؟ أم أن هذه الخصلة هي خصلة أخلاقية في زمان دون زمان، وفي وضع دون وضع، وبالنسبة لهذه الطائفة دون تلك؟ إن من يري الشق الأول من السؤال فهو يري أن الأخلاق مطلقة.. ومن يري الشق الثاني فهو يري أن الأخلاق نسبية. والآن فلنأت لرأي الإسلام.. إنه يري بأن الأخلاق مطلقة، ولا يمكن لخصلة أخلاقية تكون أخلاقية في زمان دون آخر رغم كل التغيرات.. فإن الله تعالي منذ بدأ الخليقة دعا الناس إلي الأخلاق هي هي.. لم يدع إلي أخلاق ثم دعا إلي أخلاق أخري مناقضة بسبب اختلاف الزمان والظروف الحياتية! أما العلمانيين فهم في نظام حكمهم لا يعتمدون علي مطلقية الأخلاق، بل علي نسبيتها من أجل تحصيل التلاؤم مع كافة المواطنين! وهذه جهة تناقض أخري بين الإتجاه الديني والاتجاه العلماني.. فهل يتصالحان رغم هذا الإختلاف الشاسع في تفسير الأخلاق الإجتماعية؟! هذا ما لا نراه ممكناً ولا واقعاً. وكتب عروبي: الأخت بنت الهدي.. تقولين إن الإسلام يري أن الأخلاق مطلقة! فما قولك في أخلاق اختلاف الزي بالنسبة للحرة والأمة (أي الجارية)؟وما رأيك في سبي النساء والإستمتاع بهن كبهائم متعة؟ وأسواق الجواري والعبيد..الخ.؟ وما رأيك في أن معدل الزوجات"الشرعيات" للرجل في المئة عام الأولي للهجرة كان ثمانية نساء"غير ما ملكت أيديهم المباركة"؟ ومعدل عدد الأزواج للنساء من أربع الي خمس أزواج في حياة المرأة؟! هل هذه أخلاق مطلقة؟ وهل نستطيع تطبيق هذه الأخلاق"المطلقة"في عالم اليوم؟ مجرد أسئلة غير بريئة! قال العاملي: هذا تهريج ضد المسلمين يقصد به التهريج ضد الإسلام! ولو قلنا له: ذكرتَ ما اعتبرته ظلماً في مجتمعات المسلمين في المئة عام الأولي للهجرة.. فأخبرنا كيف كان حال الغربيين في ذلك القرن؟! أما تقرأ أنهم كانوا في أسوأ من جاهلية العرب؟! بل أخبرنا كيف هو حال المجتمعات الغربية العلمانية اليوم؟ وهل أن نظام إباحة الزنا وإشاعته، وتشريع الشذوذ الجنسي وحمايته، وتحكم شركات التجارة وصناعة الإغراء في مصير ملايين النساء وكرامتهن.. أفضل من نظام الحريم الذي ننتقده معك؟! ألاتري أن المرأة في المجتمع العلماني الغربي فريسة بين مخالب المادية الغربية، وقد سلبت منها إنسانيتها وها هي تسلب منها أموتها! ثم إن كل هذا الكلام عن التطبيق.. والموضوع كلام عن الفكر، وقد فر العلماني منه الي انتقاد تطبيقات المسلمين للإسلام! فماهو الفكر الأخلاقي الذي تتبناه العلمانية الغربية؟! إنها فكر الإزدواجية والنسبية والتناقض، الذي نقدته الأخت بنت الهدي. فلا بد أن ننظر الي الفكر أولاً، ثم ننقد تطبيقاته، وقربها وبعدها منه! وكتب أبو هاجر: الأحكام الشرعية الخاصة بالأخلاق هي أحكام ذات شروط للتطبيق... بحيث أنها تطبق باستيفاء الشروط وانعدام الموانع... فهي مقررة مسبقاً من قبل الشارع وليست نسبية ولا عرضة للتغير والإختلاف. فالصدق مثلاً هو حكم شرعي مطلوب في معظم الأحوال باستثناء بعض المواقف التي يطلب الشارع من الناس عدم تطبيق هذا الحكم الشرعي فيها.. وأما ما كتبه عروبي فهي مقارنات ساقها وفق مزاجه الخاص، وأضاف لها بعض الأكاذيب والإفتراءات السخيفة. وكتبت بنت الهدي: الأخ عروبي.. إن ما تفضلت به من تطبيقات لاعلاقة له بالأخلاق.. بل هو من مسائل حق التشريع الإلهي.. وإليك الفرق: مسائل الأخلاق هي مسائل من إيحاءات العقل العملي، والذي يتوصل إلي نتائج عملية حثية (ينبغي أن يفعل) أو نتائج عملية زجرية (لاينبغي أن تفعل) وهذه الأخلاق ليست تأسيساً من الدين أو الشارع، بل الفطرة والعقل العملي كافيان لاستنباطها. فمن مسائل الأخلاق (لا تظلم أحداً) وهذه النتيجة ليست مختصة بالدين، وليس الدين هو الذي أسسها، ولذلك نجد الجميع مشتركون ومتبانون علي صدقها. أما مسائل التشريع الإلهي، فنحن في الإسلام نقول بأن الملك كله لله، والمالك يحكم المملوك حتي تشريعاً.. فمن حق الله تعالي أن يعاقب الحربيين بسبي نسائهم كعقوبة دنيوية. أو يفرض أحكاماً خاصة للأمة دون الحرة.. أو يبيح الزواج.. كل ذلك فلسفات تشريعية خارجة عن المقام.. ولو فرضنا جدلاً أننا لم نفهم حكمة التشريع، فإننا لا نستطيع أن نرد التشريع لأن عدم إدراكنا لفلسفة التشريع لا يدل علي عدم الحكمة من ورائه.. ودليلنا في ذلك أن الله تعالي حكيم بالبرهان العقلي. (لقد أجبتك رغم أن اعتراضك لا علاقة له أساساً بموضوعنا.. وأرجو إذا أردت أن تسال مرة أخري خارج الموضوع، أن تفرد موضوعا مستقلاً). وكتبت بنت الهدي موضوعاً بتاريخ 23-02-2001، بعنوان: هل يمكن أن تتحقق العلمانية؟ هل يمكن أن توجد العلمانية؟.. إذا كانت العلمانية عبارة عن نظام حكم غير قائم علي عقيدة معينة، وتريد أن تكفل لكل البشر حقوقهم الإنسانية والطبيعية والسياسية والإجتماعية.. فإن هكذا علمانية لا يمكنها أن تتحقق علي أرض الواقع.. وذلك لأن كل فرد من أفراد نظام الحكم العلماني له عقيدة ما.. فهل يمكن أن يتنازل العلماني الرئيس أو الوزير أو أيا كان عن عقيدته الخاصة فتذوب فجأة في نظام حكم علماني؟ هذا ما لم نجده لحد الآن علي أرض الواقع! فكل العلمانيين الذي استلموا الحكم لم يستطيعوا التخلص من عقائدهم الخاصة؟ وسؤال آخر هل ممكن أساساً أن يتخلص الإنسان من عقيدته كليةً، فيتصرف عملياً وكأنه بلا عقيدة؟ وكتب المفكر العربي: لا أحد يريد فرض نظام معين علي أحد. القوات الأمريكية بالخليج منذ10 سنوات، وإن كانت تريد فرض علمانيتها علي أحد لكانت فعلت، ولكنها تركت كل شئ علي حاله. العلمانيه نظام سياسي يختاره من يريد التقدم بكل مناحي الحياة، بإرادة كاملة وبعقل غير منقوص، وهو يحتاج بنيه أساسية غير موجودة حالياً. أما من لايريد فهو حر، حتي لو فرضت العلمانيه جدلاً علي من لايرغب. وهذا أصلاً ضد مبدأ العلمانيه ذاته فسيسئ للعلمانيه، وسيكون أسوأ من الدكتاتوريات الموجودة! من يريد التأخر فليتأخر. لكن من الظلم أن يتهم الآخرين بأنهم سبب تأخره. وكتب بدر الكويت: تقول الأخت الفاضلة بنت الهدي:(هكذا علمانية لا يمكنها أن تتحقق علي أرض الواقع.. وذلك لأن كل فرد من أفراد نظام الحكم العلماني له عقيدة ما.. ماذا لو قلبنا الآية وجعلناها الشريعة الإسلاميةلتصبح هكذا: ذلك لأن كل فرد من أفراد نظام الحكم الإسلامي له عقيدة ما). أنا لست علمانياً.. ولكني أميل لها وأجدها أقرب لحياتنا، أو حياتي علي الأقل. وكتب العلماني: نفس الخرابيط وسوء الفهم الذي يجد له صدي عند الجهلة من ناحية، وعند الصيادين في المياه العكرة من ناحية أخري.. تقول بنت الهدي أعزها الله ووسع عقلها (فهل يمكن أن يتنازل العلماني الرئيس أو الوزير أو أياً كان عن عقيدته الخاصة فتذوب فجأة في نظام حكم علماني؟). قلنا ألف مره بأن العلمانية ليست حكماً بحسب عقيدة إسمها "العلمانية"، ولكنها آلية لفصل الدين عن السياسة.. العلمانية لا تنفي أي طرف من أطراف المجتمع، بل هي مجتمع يتحلي بجميع أطياف اللون.. هي مجتمع بشري يمارس فيه كل شخص عقيدته بحرية وكرامة وشرف دون أن يفرض ما يظنه حقيقة في عرفه علي الأشخاص الآخرين.. أما الرئيس العلماني أو الوزير فإنه يحكم بموجب "الدستور"والعقد الإجتماعي والديموقراطية التي يبنيها المجتمع المدني الذي لايستطيع أن يقوم بغير العلمانية. والدستور والديموقراطية مبنيان علي"العقل"و"الإرادة العامة" لأبناء هذه الدولة والعقل كما هو معلوم هو الفاعل الأصلي في المجتمع البشري، أما العقيدة والديانة وعادات السلف الصالح، فهي إما نتائج للعقل أو شعوذة ودجل وكلام فارغ".. الإنسان ليس بحاجة للعقيدة في ممارسة السياسة، والصلاة والصيام والحج وصوم رمضان والزكاة، لا تدخل في أمور الدولة.. الدولة العلمانية دولة محايدة علي الصعيد الديني.. دولة لكل أبنائها لا تجعل من واحد منهم ابن حرة والآخر ابن آمة.. ليس هناك دين للدولة العلمانية، فدينها هو حقوق أبنائها وواجباتهم تجاهها، وحقوقها وواجباتها تجاه أبنائها.. وليس من مهام الرئيس أو الوزير أو القائد في الدولة الديموقراطية العلمانية أن يحكم بموجب عقيدته، بل هو يخرج عن مضمون الدولة والنظام ويتنكر لأصولهما عندما يفعل ذلك.. وهو في جميع الحالات ليس محتاجاً لدينه أو لعقيدته أو لشريعته في تسيير أمور الدولة.. فليس في الدين نظام سياسي يستطيع أن يفيده.. أما شرائع الأديان فهي في أحسن الحالات لا تزيد عن بضع كلمات عامة لاتسمن ولا تغني عن جوع، وفي أسوئها إن هي إلا ضرب من عادات وضروب حياة قديمة أكل عليها الدهر وشرب، عدا عن أنها تحتوي من البربرية والهمجية التي تجاوزتها الحضارة الشئ الكثير.. واسلموا لي. العلماني وكتبت بنت الهدي: الأخ العلماني.. من الجيد أنك رفعت رأسك من بين العلمانيين هنا.. وأما الرد علي كلامك فهو في النقاط التالية. الأولي.. قولك: (قلنا ألف مره بأن العلمانية ليست حكم بحسب عقيدة إسمها "العلمانية" ولكنها آلية لفصل الدين عن السياسة...) أقول: أولاً: أنا لم أذكر شيئاً منافياً لهذا المعني.. بل إن إشكالي منصب ومرتكز أساساً علي هذا المعني الذي قلتموه مليون مرة! وثانياً: أنا حينما أعبر بكلمة عقيدة لاأقصد الدين فقط، بل أقصد مطلق العقائد مهما كانت.. وكنت أتساءل هل يمكن أن يتنازل العلماني عن عقائده الخاصة كليةً لتذوب في نظام الحكم العلماني، بحيث تبقي في قلبه ولا تؤثر عليه عملياً في الحكم؟! ثالثاً: قولك أيضاً: (والعلمانية لا تنفي أي طرف من أطراف المجتمع، بل هي مجتمع يتحلي بجميع أطياف اللون) أقول: لعلك تريد أن العلمانية نظام حكم يوفّر هذا المجتمع.. حسناً.. ولكن هل يمكن أن تتحقق هذه العلمانية أساساً؟ هل أنت رأيت علمانية هكذا؟ دلنا عليها لو سمحت! النقطة الثانية.. قولك: (أما الرئيس العلماني أو الوزير فإنه يحكم بموجب "الدستور" والعقد الإجتماعي والديموقراطية التي يبنيها المجتمع المدني الذي لا يستطيع أن يقوم بغير العلمانية …. والدستور والديموقراطية مبنيان علي "العقل" و"الإرادة العامة" لأبناء هذه الدولة …. والعقل- كما هو معلوم - هو الفاعل الأصلي في المجتمع البشري، أما العقيدة والديانة وعادات السلف الصالح فهي إما نتائج للعقل أو شعوذة ودجل و"كلام فارغ"…). أقول: هذه أهم فقرة في كلامك.. هنا أريد أن أصحح لك معلومة هامة جداً.. وهي أولاُ، أن الديموقراطية ليست مبنية علي العقل.. وثانياً، ليس العقل هو الفاعل الأصلي في المجتمع البشري.. وإني مستغربة جداً كيف جعلت هذا مسلَّماً حينما قلت بين شارحتين-كما هو معلوم-؟! ولتوضيح ذلك أقول لك: فرق كبير بين العقل وأحكام العقل، وبين القوانين والأعراف والأحكام العقلائية.. إن العقل هو أساس الأمور العقلية التي تتصف باستحالة النقيض.. فمثلاً نقول إن الواحد زائد الواحد يساوي اثنين، هو أمر عقلي لاستحالة النقيض.. أما في الأمور العملية المخيّر فيها الإنسان، فليست داخلة في مسائل العقل أساساً، وإنما هي داخلة في الأعراف والأحكام العقلائية.. والمقصود من الأحكام العقلائية هي تلك الأحكام العملية التي تستند إلي عرف العقلاء، فهي ناتجة من تفكير العقلاء لا من ذات العقل.. فمثلاً يقول العقلاء إن استقامة المجتمع لاتكون إلا إذا كانت هناك عقوبات علي المجرمين والمعتدين علي حقوق الآخرين.. ثم بناء علي ذلك يضعون أحكاماً تسمي قوانين وأحكاماً عقلائية من أجل الحفاظ علي نظام المجتمع.. وبناء علي هذا الفرق الواضح بين القوانين العقلية والقوانين العقلائية، نعرف خطأ النتيجة التي اتخذتها حينما قلت بأن: (العقيدة والديانة وعادات السلف الصالح فهي إما نتائج للعقل أو شعوذة ودجل و"كلام فارغ").. وسبب الخطأ هو دمجك غير الواعي بين مسائل العقل والعقلاء، فإن مصدر القوانين الوضعية هو أحكام عقلائية لا عقلية.. وأما الدين فإنه مرتكز علي أساس عقلي محض.. وبقية المسائل غير العقلية التابعة للدين كالفروع وأحكام الفقه العامة والخاصة، فإنها وإن كانت غير عقلية ولكنها مسنودة إلي الله تعالي، لا إلي المشرع البشري العقلائي.. أما عن مسألة أن العلمانيين يطبقون الدستور، فأقول: أولاً: لا شأن لنا بالدول غير الإسلامية.. ونحن صراعنا مع العلمانية ليس في تلك الدول، وإنما في الدول الإسلامية فحسب.. ثانياً: في دساتير الدول الإسلامية نجد مادتين أساسيتين وهما:ـ الإسلام دين الدولة الرسمي..ـ الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع.. فالعلمانيون هنا إن مسكوا الحكم في الدول الإسلامية، وأرادوا تطبيق هذا الدستور، فإنهم سيتعارضون معه بالتأكيد، لأن دين الدولة الرسمي يعني أن الإمتيازات ستكون للدين الإسلامي.. كما أنه سيكون مصدراً للتشريع، وهذا يعني عدم إمكان وجود تشريع قانوني مخالف لحكم الإسلام.. بل هذه المادة بنفسها تنفي العلمانية.. ويقع العلمانيون هنا بمناقضة أنفسهم! وأما إذا رفض العلمانيون هاتين المادتين فهذا ضد رأي الأغلبية المطلقة ومعتقدهم.. فأين الديموقراطية إذن؟! وبين هذا وذاك، كيف يمكن أن تتحقق العلمانية في الدول الإسلامية؟! ثالثاً: إن الحريات الدينية مكفولة في نظام الحكم الإسلامي أيضاً، ولا أحد يعترض عليها من المسلمين.. فلا أدري لماذا يتشدق العلمانيون بهذا الشعار؟! النقطة الثالثة.. قولك: (الإنسان ليس بحاجة للعقيدة في ممارسة السياسة، والصلاة والصيام والحج وصوم رمضان والزكاة لا تدخل في أمور الدولة....) أقول: يبدو أنك مسيحي ولا تعرف الإسلام جيداً.. لأن الإسلام ليس ديناً ذا طقوس ومراسيم فردية وعبادية فحسب، بل هو دين حياة شامل، وأنت تقول بأن الإنسان ليس بحاجة للعقيدة في نظام الحكم، وأقول لك: بل بحاجة ماسة إلي ذلك، لأن الحياة مبنية علي نظرة كونية شاملة، هدفها تكامل البشرية من جميع الجهات.. فأي انحراف في دين أو دنياً، يؤدي إلي الإنحراف عن التكامل البشري في الروح والجسد في المادة والمعني.. النقطة الرابعة.. قولك: (ليس هناك دين للدولة العلمانية، فدينها هو حقوق أبنائها وواجباتهم تجاهها وحقوقها وواجباتها تجاه أبنائها). أقول: إذا كان هناك دين إسلامي عام يشمل جميع نواحي الحياة، وهو يمثل عقيدة أساسية للشعب ورأي الأغلبية المطلقة في تلكم المادتين المذكورتين آنفاً.. فكيف تريد العلمانية أن تفرغ نظام حكمها من هذه العقيدة الشاملة.. بل تزعم كذباً بأنها عقيدة عبادية فقط، رغم أنها تتناول نظام المجتمع والسياسة أيضاً! فهل تريد العلمانية أن تفرغ المجتمع الإسلامي من جزء أساسي من إسلامه؟! إذن لا بد أن يتدخل الإسلام في الدول الإسلامية، وهذا معناه إعدام العلمانية.. وأما في الدول غير الإسلامية فلها حريتها.. ولا شأن لنا بها.. وأما ما تبقي من كلامك فقد تم الرد عليه خلال النقاط السابقة.. قال العاملي: وغاب العلماني، ولم يعقب!! وكتبت بنت الهدي موضوعاً بتاريخ17-02-2001، بعنوان: العلمانية ونسبية الفكر.. لو سألت علمانياً: لماذا يجب عزل الدين عن السياسة؟ لقال لك: لأن فكر الدين مطلق، ومسائل السياسة تحتاج إلي نسبية الفكر.. فما هي نسبية الفكر؟ سيتضح الجواب من خلال هذا المثال: يقول العلماني: بأن المتدين يقول بأن الرأي الحق هو رأي الدين وكل الآراء غيره علي خطأ.. وبهذا المنطق الديني لايمكننا أن نتحاور مع الآخرين! فما دمنا نري أن رأينا هو الصحيح وأن رأي غيرنا علي باطل دائماً فكيف يمكننا أن نعقد مع الآخرين علاقات جوار طيبة ونعقد الصفقات التجارية المبتنية علي الثقة؟ هذا الفكر الديني نحن نسميه(والكلام للعلماني) الفكر المطلق أي لا يسمح لأي فكر آخر بأن يكون صحيحاً إلا مع المطابقة التامة.. وأما الفكر الذي ينبغي أن يتعامل به في شؤون السياسة فهو الفكر النسبي.. أي أننا لا نجعل من فكرنا هو المقياس للصحة، وعليه نتعامل مع الآخرين علي أساس إمكان أن يكون فكرهم صحيحاً، حتي وإن خالفت أفكارهم أفكارنا....الخ. وهومو ضوع طويل.. كتب فيه أبو مهدي: إسمحي لي أن أخالفك في نقطة أختي الفاضلة رغم إعجابي بمتانة تعقيباتك. لا أعتقد أن بيان فكرة المطلق والنسبي تؤخذ من فم بعض العلمانيين وتعمم علي غيرهم، ونأتي نحن لنستخلص النتيجة المبنية علي هذا القول. ورغم إني وجدت كثيراً من أصدقائي العلمانيين لايفهمون معني النسبية في الحقائق والتفكير، ولكن وددت أن يتاح المجال لإخواننا هنا أن يبينوا ما يفهمونه حول موضوع النسبية. وكان لي مقال حول نسبية الحقائق، لعلي أوفق أن أنقله بعد مداخلتي هذه. والحقيقة أن الحديث حول أطراف العلمانية ذو شجون (من الشجن لا الشجي) عادة يتبين فيه في نظري الجهل بأطروحة الدين ومقابلته للعلم! فالدين أولاً شامل لمناحي الحياة، وهو ما يعبر عنه بالنظرية الدينية في الحكم وتبتني هذه النظرية في عصر غيبة الأئمة علي نظرية ولاية الفقيه في نظري، ونظرية الحكم في الدين مرنة بجعلها منطقة الفراغ التي يعمل فيها الفقيه الإداري العادل معرفته، ومجال الأحكام المتغيرة التي تواكب سير الزمن. نقطة هنا علي الهامش: لماذا يرفض العلمانيون بشدة دخول الإدارة الدينية بمرتكزاتها الفكرية وتوليها قيادة المسيرة، مثل ما حصل مع قيادة الإمام الخميني رحمه الله..؟ قد نختلف في صلاحية المثال، ولكننا لا نختلف أن الشعب الإيراني اختاره للقيادة، فلماذا نؤاخذ علي غيرنا ما ندعو إليه؟ والدين ثانياً، له مجال وللعلم مجال آخر، وأول الآيات التي نزلت بدأت بكلمة "إقرأ"وهناك الآلاف مما يمكن استنطاقه من النصوص الدينية التي تحث علي العلم. فكيف يمكن أن يعتقد جهلاً أن الدين يخالف العلم. والعجب من مثل أخي غربي والأخ المفكر العربي، كيف يظنان أن مثل نظرية الإنفجار الكبير أو اكتشاف الجينوم البشري يقوض أساس المعتقدات الدينية! والواقع أني سوف أتعرض لذلك لاحقاً، إن لم تسبقيني أيتها الأخت الفاضلة أو يسبقاني هما. رجائي من إخوتي العلمانيين أن يبينوا نظرتهم حول النسبية المطروح في المقال، لئلا يخرج هذا الموضوع الجميل عن مساره. مع تحيتي. وكتب غربي: هي أنت..أبا مهدي! متي صادمت أنا بين نظرية الإنفجار العظيم والمعتقدات الدينية؟! مصادماتي مع الكثير من المعتقدات الدينية المتقادمة.. هي مصادمات إنسانية، تصدر من الإنسان.. وتهرع إليه.. ومتي حدث أن ناقشنا أمر الجينوم.. وعلاقته بالأديان؟! يا رعاك الله.. إعلم أن من كذب علي غربي متعمداً، فليتبوأ مكانه من... ولا بلاش، كما يقول العميد. أما العلم.. مقدس الإنسان الباقي، وسر عظمته، المتألق دوماً، المتوهج كعين الشمس، النظيف كالبلور..، فهو ما تلهج الأديان طلباً لرضاه، وتلمساً لصفحه. لا تعد إليها يا رجل. وكتب أبو مهدي: نحن الشيعة نتمثل بقول الشاعر: أبا حسن لو كان حبك مدخلي جهنم كان الفوز عندي جحيمه فلا تخف علي من نارك يا رجل.. لم أقل أنك تحدثت عن نظرية الجينوم، فراجع كلامي يا رعاك الله. أما نظرية الإنفجار الكبير، فإن ما في بالي أنك ذكرتها كشاهد لمعارضة العلم للدين...الخ.!

ماذا يريد العلمانيون الغربيون للمرأة العربية

كتب فرقد بتاريخ 15-07-2000، موضوعاً بعنوان: حرية المرأة الغربية تطالعنا بعض الأيادي الآثمة صباحاً ومساءً بالدعوة لحرية المرأة العربية، ويدَّعون أنها مقيدة مكبوته ويتباكون علي ذلك! ثم يجعلون حرية المرأة الغربية مثال الحريات الي ينشدونها.. تخرج مع من تشاء، وتحب من تشاء، وتعشق من تشاء، وتتزوج بدون إذن وليها ممن تشاء! ولو نظرنا الي حال المرأة الغربية اليوم لبكينا لحالها ولأشفقنا عليها! فها هي قد نزعوا عنها لباسها المحتشم الطويل الذي كنا نراه علي بنات الريف في تمثيليات البيت السعيد.. وألبسوها مالا يستر منها جسداً ولا يحفظ عفة.. استمتعوا بزهرة شبابها ثم رموها تلفظ أنفاسها مع الكلاب والقطط خلف الجدران.. إنها المأساة.. مالهذا خلقتن يا بنات حواء.. لقد أثبتت الأبحاث الطبية أن المرأة الغربية بدأت تفقد هرمونات أنوثتها بسبب إرهاق العمل اليومي في المصانع والورش.. وبدأت تظهر عليها آثار الرجولة وقساوة العضلات.. لم تعد تجد الوقت لتمارس فيه أمومتها الفطرية مع أبناءها.. وتدر عليهم من عطفها وحنانها! وكثير منهن من صرخت في الصحف والمجلات أنا لا أريد شهرة أو مالاً، أنا أريد طفلة تناديني ماما. ما أتعسهن من نساء! سألَتْ فتاةٌ صغيرة السن مارلين مورو عن طريق وصولها للشهرة والمال، فأجابتها برسالة بدأتها بقولها: يامرلين الصغيرة.. إياك أن تكوني مثل مارلين الكبيرة! محذرة إياها من الضياع في متاهات الفن والحضارة الغربية.... رسالة طويلة مليئة بالآهات والحسرات! أخرجوها من بيتها مملكتها وجعلوها سائقة شاحنات! قالوا لها بخبث: أنت مسؤلة عن نفسك، فخرجت لتبحث عن لقمة العيش، لتري الواقع المرير الصعب، حتي الرجال قد لا يستطيعون مقارعته! أيتها المرأة العربية المسلمة: أنت درة مصونة رغم استهزاء الحاقدين.. بيتك هو مملكتك.. إسقي فيه غرسك بماء الحب والحكمة والدين.. لتصنعي الرجال. خدعوها بقولهم حسناءُ والغواني يغرُّهنَّ الثناءُ وكتب المفكر العربي: وربما أقذع في مداخلته كما هي عادته! فحذفها المراقب، وكتب له: (هذه المشاركة حررت بواسطة معاصر في 15-07-2000). وكتب له فرقد: يا المفكر العربي إن كان عندك تعليق فأرسله علي بريدي farkad@maktoob.com وكتب العاملي: أحسنت ياأخ فرقد.. علي هذا الموضوع الذي ذكرتنا به.. وأول ما يجب أن نهديه الي أخواتنا المشاركات في هذه الواحة.. مع أن المرأة مظلومة غالباً في بلادنا، وظالمة أحياناً.. إلا أن وضع المرأة في الغرب غير معقول.. ومن الواجب أن نكشف ظلامتها واضطهادها، وجريمة الرجال الغربيين والثقافة المادية في حقها.. المرأة في الغرب.. أنثي فقط! وليست إنسانة!! والدليل علي ذلك: أن التي لا نصيب لها من الجمال مستبعدة من وسط الحياة الي هامشها!! والمرأة العجوز في الغرب كما يقول عنها أحد كتابهم: وجهها كلحم الخنزير المسلوق!! بينما العجوز عندنا محترمة وبركة للبيت والعائلة.. يخدمها أولادها وأحفادها، وخاصة بناتها.. أما في الغرب: فأخبرني طالب في الغرب أن أماً عجوزاً جاءت من مدينة أخري لزيارة بنتها جارتهم.. فوقعت العجوز عن الدرج وانكسرت يدها، فلم تأخذها بنتها الي المستشفي لأن فلوس الأم عند ابنها! واتصلت بأخيها ليأتي ويعالج أمه! وبقيت العجوز تئن.. حتي جاء من أخذها الي المستشفي!! المرأة الموظفة في الغرب، في الغالب، مهانة ألف مرة أكثر من إهانة الجارية في نظام الجواري الذي كان سائداً في عصر هارون الرشيد! فهي جارية غير رسمية.. وجارية بدون حقوق.. ولا حماية.. ولا حق في الانجاب، ولا حماية لحملها! قرأت وأنا في بلد غربي عن تظاهرة للنساء العاملات في الإعلانات، وعن الإضطهاد والمهانة وأنواع الإنحطاط الذي يواجهنه من الشركات التي يعملن فيها!! والحديث شجونه كثيرة. وكتب أبهاوي: وأين العالمات الغربيات من هذه الفرضية.. بل أين العالمات العربيات اللاتي يعملن في الغرب منذ عقود طويلة.. هل تريد أمثلة؟ تحياتي. وكتب العاملي: الأخ أبهاوي، عندهم هامش من الحرية وإتاحة الفرصة للمرأة، لكن الصفة العامة لمجتمعاتهم هو ماذكرته. وفي هذا الهامش نبغت نساء عندهم، وفي هذا الهامش نبغت وتنبغ نساء عندنا. ولكي نكون موضوعيين.. فإن الظلم للمرأة في بلادنا ظاهر بشكل عام، والظلم في الغرب خفي بشكل عام.. ووضعها في الغرب في مجموعه، ليس أحسن من وضعها عندنا في مجموعه. قالت لي رئيسة قسم في مستشفي رويل فري في لندن: أرجو أن توفر لي عملاً عندكم. سألتها: لماذا؟ قالت: لكي أجمع مبلغاً من المال أشتري به سكناً، لأني هنا يستحيل أن أستطيع شراء شقة صغيرة!! ثم لعلي أجد شرقياً أتزوجه!! سألتها: ولماذا تفضلين الزواج من شرقي؟ قالت: لأنه مهما كان، يشعر بمسؤولية تجاه زوجته، ويفي لها ولاولاده!! ثم سمعت أحاديث عن الإنفصام في الأسرة بين الزوج والزوجة، كالخيال! ومما حدثني أحدهم: أن فتاة غربية تحب شاباً عراقياً غير متدين وقد اتفقا علي الزواج.. وكان الشاب سكيراً خميراً فاسقاً، وهي تعرف ذلك ولكنها تشتغل وتصرف عليه!! وعندما سألوها لماذا؟ تقول: أنا متأكدة أنه وفي لي، وسوف يتعب ويترك انحرافه ويرجع اليّ!! أليس ذلك دليلا علي ما تعانيه المرأة في الغرب؟!! وكتب غشمره: المرأة الهندوسية، اليابانية، الروسية...الخ، إذن لنقصر حوارنا علي المرأة المسلمة في مواجهة تلك المرأة (غير) المسلمة، أحب أن أسأل الأخ فرقد بعيداً عن المقارنات الإيجابية أو السلبية: ما الذي تقصده حين تقول: المرأة المسلمة؟ ما هي مواصفات هذه المرأة؟ وما الذي يجعلها أكثر كمالاً من غيرها؟ نشوفكم علي خير، وكتبت Nashwa: الأخ العاملي، المجتمعات الغربية طابعها عملي وليس عاطفياً مثلنا، وهذا نتيجة الحضارة المادية والتقدم الصناعي. فأن تهمل البنت أو الإبن علاج الأم يأتي لهذا السبب، وليس بسبب حقوق المرأة. الممرضة التي تحلم بزوج شرقي هي التي تحطم الحلم حين تكتشف ازدواجيته وتبعيته لأهله، وإهانته وتقييده لها! وأنا أعرف الكثيرات اللاتي يعانين من هكذا مشاكل. عادة يبدأن قصصهن بلقد تغير ولم يكن هكذا! المرأة الغربية ليست جارية كما تقول، بل إنها تعيش بشخصيتها هي وتدير حياتها كما تراه هي مناسباً.. لا أحد يلغيها ويجبرها علي قرار معين. والفرد الذي يحقق ذاته هو أصح نفسياً وأقل معاناة من المستلب المخنوق! المرأة الغربية جادة وواقعية غير سطحية في علاجها للأمور، بينما نعرف ضيق وسطحية اهتمامات المرأة العربية وازدواجيتها وغرامها بالإستهلاك والمظاهر. أما عن الجمال فلكل طنجرة غطاؤها، والرجل هنا لايهمه الشكل كثيراً مثل عندنا! تهمهم الشخصية غالباً، فحتي العمياء والخرساء وذوات الإعاقة يجدن من يحبهن. بر الوالدين عندنا لا يعلي عليه. العلاقات الإجتماعية عموماً أكثر متانة ودفئاً. وذلك لأننا مجتمعات مختلفة عنهم، ولا نعيش نفس درجة التطور الصناعي وإيقاع الحياة السربع والعملي المرافق له. المرأة العربية مظلومة جداً، مهانة ومستلبة، وتعاني علي كل الأصعدة. لدينا مفاهيم.. لكن حين ننادي بحقوقها فنحن لا ندعو الي نسخة عن المرأة الغربية. والعادات والتراث فيه ما هو إيجابي وينبغي الحفاظ عليه. إضافة الي أن المرأة عندنا لن تكون ما هي عليه عندهم، فهي نتاج مراحل وظروف موضوعية لم نقطعها بعد، وبالتالي فالنتيجة ستختلف قطعاً. وكتب فرقد: المفكر العربي: لم ترسل شيئاً؟هل لديك شجاعة للحوار الموضوعي (بعيداً عن المذكرة العمرية). سليم: كنت علي عجل بالأمس فلم أرد عليك: ماقلته صحيح وليس مبالغة وتأكد أن بعدهم عن الجانب الروحي هو سبب شقائهم وارتفاع نسبة الإنتحار بينهم، وما خفي كان أعظم.. بالنسبة للمرأة العربية فلم أتكلم بعد عنها فهي أحسن حالاً من الغربية، ولا أنكر أنها تعيش حالة من الظلم الإجتماعي لضعفها الجسدي.. تهضم حتي من أقربائها فتجدهم بحرمونها من الميراث بدعوي أن إخوانها أولي به منها، وهذا والله الظلم الشنيع! وأعتقد أن لكل بلد مساوئ وحسنات تختلف عن البلد الآخر، حسب اختلاف ظروف الناس في معيشتهم فالمرأة مثلاً في مصر غير المرأة في المغرب.. ويجب إفراد موضوع عن "حقوق المرأة العربية بين الإنصاف والإجحاف" يكون بعيد عن المغالاة التي بدأت بها أميرة موضوعها المتكلف.. العاملي: أشكرك علي إضافتيك الجيدتين للموضوع.. أبهاوي: لم أفهم قصدك بعد! هل تقصد أن وجود عالمات غربيات يناقض الموضوع الذي نحن بصدده؟ لا تنس أن الغرب لديه اليوم المنهج System المتكامل الذي يساعد علي ظهور علماء من الجنسين، ولنا أن نتساءل كيف استطاع الغرب بدون منهج روحي وفي حالة اضراب أسري (أعتقد أننا متفقين عليه) أن يصل إلي ما وصل إليه من تقدم علمي. Nashwa: الحقيقة لم أكن أتوقع أن يكون كلامك موضوعياً الي هذه الدرجة..خاصة أنك لم تدخلي الإسلام ضمن أسباب الظلم الواقع علي المرأة العربية، وهذا شئ جيد أعجبني، ويحق للمرأة في الدول العربية أن تقول ما تشاء فصاحب الحق له مقال.. غير أن لي ملاحظات أحب أن أتكلم عنهاوهي: لايوجد عذر أبداً للبنت في عدم علاجها لأمها مهما كانت الأسباب، وأظنك توافقيني علي ذلك. صدقيني إن المرأة الغربية تعيش حياة أسوأ من الجواري! فهي اليوم مرغمة علي أن تكون عشيقة لجون، ثم يطفش منها جون لتذهب لداني.. الي أن يطفش منها لتذهب لغيره! والمرأة من طبيعتها البيولوجية تحب الإستقرار وتكوين أسرة.. ولن تجد ذلك ممكناً مع البوي فرند تبعها! لم أفهم كثيراً عبارتك "مثل عندنا تهمهم الشخصية غالباً فحتي العمياء والخرساء وذوات الإعاقة يجدن من يحبهن"! فنحن علي الإنترنت ولا أدري أين "عندك"! نشوي.. إن درجة الإلتزام الديني في الأسرة هي التي تحدد درجة السعادة، والسعادة شئ داخلي لا يباع ولا يشتري.. قد تظن المرأة بأن السعادة في امتلاكها لوظيفة تشعرها بالإستقرار المادي، أو أن السعادة بامتلاكها للذهب والمجوهرات، وهذا يجانب الحقيقة! الجانب الروحي هو الذي يرقي بالبشر الي منازل السعادة المثلي.. والإطمئنان النفسي للمرأة في ظل زوجها لايعادله شئ، سواء في الغرب أوالشرق! وأنا قد تخاطبت مع امرأة أمريكية تعيش في بيتها تراقب الأسهم في الأنترنت وزوجها يخرج للبحث عن الرزق، تعيش بسعادة لا تريد غيرها.. تحياتي. وكتب القلم الساخر: المحترم فرقد، وبعد السلام.. موضوعك الإنشاني قد يكون صالحاً لتلميذ في الصف الخامس لقنه أستاذه "رؤوس الموضوع" التي استقاها من خياله "الملتهب" وفكر القبيلة ورحلاتها السياحية! من الواضح، أيها المحترم، أنك لا تعرف عن المرأة الغربية إلا ما "تود أن تعرفه" ويناسب "تسويق" مصالح الرجل العربي في المجتمع "الذكوري" الذي يعيش فيه سعيداً و"متمتعاً"! لا تعرف مثلاً أن ما يقرب من نصف أساتذة الجامعات هن من النساء.. كذلك الطلاب..كذلك الأطباء.. كذلك المحامون.. كذلك.. كذلك.. كذلك.. وقد تكون معذوراً في عدم معرفتك! لكنك لست معذوراً في "شفقتك" علي المرأة الغربية، لأنك قد تكون "أنت" أجدر بالشفقة منها! والله أعلم! وكتب غشمره: هذا الشرق ملئ بالعاطفة والروحانية، التي تتحرك في أحيان كثيرة بلا عقل موجه، وذاك الغرب ملئ بالعقلانية والجمود التي لا تبالي كثيراً بالعواطف الفردية حين تتحرك بقوة نحو غاياتها، التي خططت لها منذ زمن بعيد، وقد كان روديارد كبلنج الشاعر الإنجليزي المعروف يقول: الشرق شرق، والغرب غرب، ولن يلتقيا أابداً! ومن الأخطاء الشائعة بين بعض الغربيين تصورهم أن الشرق عبارة عن بئر نفط وجمل وخيمه يقبع فيها رجل عار وأربع نساء جميلات! ومن الأخطاء الشائعة في الشرق تصور بعض الشرقيين أن الغرب بكامله رجل يركض بكل قواه لتحصيل المال، وامرأة متبرجة عارية تبيع جسدها لكل طالب وتلهث وراء الجنس دون رادع من كرامة فردية أو محافظة اجتماعية عامة، وهو فهم مشترك عند أولئك الغربيين الذين يقرؤون الشرق في كتب من نوع ألف ليلة وليلة، ويتصورونه كما رسمه الرسامون الذين عاشوا في القرن الماضي بين القاهرة وبغداد ودمشق واسطنبول، وعند أولئك الشرقيين الذين لا يعرفون عن الغرب شيئاً أبعد من بعض الأفلام الخليعة، مع بعض ما يقدمه سلفستر ستالون وأرنولد تشوزلنجر وآخرون، قلت في كلمة مع الأخ العلماني، إنه من الخطأ الجسيم أن نحاسب الماضي وفق مقاييس الحاضر وأحكامه، وكتب لي معلقاً: ومن الخطأ ايضا أن نحاول أن نبني الحاضر وفق مقاييس الماضي وأحكامه. وهذان الحكمان يصحان هنا أيضاً، أي أننا نخطئ حين نتكلم عن المرأة الغربية بمقاييس الشرق، أو المرأة الشرقية بمقاييس الغرب، متناسيين اختلاف البيئة بين المرأتين.. المرأة المسلمة في البوسنة والهرسك، والمرأة المسلمة في الشيشان، كانتا استثناءا من هذه القاعدة، لأنه اجتمع للمرأتين هنا إسلامية الديانة والتراث الغربي نشأة وبيئة، ولا زلت أذكر هنا سخف بعض الأدعياء حين تحدث عن عدم جدوي نصرة المسلمين في البوسنة بحجة أن البوسنيات لا يغطين وجوههن، وهو سخف يشبه توقف البعض الآخر عن نصرة المجاهدين الأفغان أيام الغزو الروسي الفاجر، بحجة أن الأفغان ليسوا سلفيي العقيدة! وأخشي أن هذه النوعية من سخف الإستدلال أصبحت تتكرر حتي هنا، في ساحات الحوار العربية، يبقي الخطأ خطأ.. سواء أصدر عن المرأة الغربية أو الشرقية، وتبقي الفضيلة فضيلة عند الطرفين، وتصوير الغرب بالضلال الكامل والشرق بالهداية الكاملة غبن بيّن، يعرفه كل من يدير طرفه بين الشرق والغرب، حاورني أحد الأصدقاء منذ سنوات فقال لي مندفعاً: في الغرب هناك انحلال خلقي واجتماعي، وعلي هذا الأساس بني قاعدته الذهبية في وجوب الحذر من كل ما يأتينا من هناك، فقلت له بهدوء: نعم هناك في الغرب انحلال خلقي واجتماعي، لكن هنا عندنا في الشرق كل أنواع الانحلال الأخري: السياسي والإقتصادي والفكري، دون أن أسلم لك أو لغيرك بإنعدام الانحلال الاخلاقي والإجتماعي! فسكت، لأنه علم أننا معا نعيش في مجتمع منحل بمجموع منظومته الفكرية، شئنا هذا أو أبيناه.. وهذا حديث يطول، نشوفكم علي خير، وكتب حسن حسان: القلم الرصاص.. ما هذا التشدق والتحذلق في الكلام.. ما قال الأخ الفاضل في المرأة الغربية كله صحيح، نعم هناك عالمات وهناك طبيبات وهناك مدرسات وهناك وهناك.. لكن أنا عشت في مجتمعهم! لا يوجد لديهم قيم للأخلاق المرأة هناك أداة من الأدوات! بعد أن تنتهي المحامية من عملها تذهب للبوي قرد بتاعها، وبعد أن تنتهي الطبيبة من عملها تذهب للبويا جرند، بتاعها! أنت مشكلتك التنطع بالكلام، ومحاولة الإنفراد بأسلوب للكلام، وكأننا هنا في مسابقة لأفضل كاتب! وكتب فرقد: غشمرة: الهدف من الموضوع ليس إذابة الهوة بين المرأة في الشرق والغرب أو كما تقول الحكم علي المرأة الغربية بالمقاييس الشرقية أو العكس.. أنا لم أقصد في موضوعي أعلاه المرأة الغربية وانتقادها، ولكن ما يهمنا مصلحة المرأة الشرقية بالدرجة الأولي، وما نحب أن نوضحه هنا بالتحديد هو رغبتنا في التحذير من استيراد المفاهيم الغربية وتطبيقها علي الشرق، الذي كما قلت يختلف كلياً عن الغرب. أحب أن أنبه إلي أن المرأة الغربية في المنظور الغربي الرأسمالي سعيدة، ولكن بالمقدار الذي تراه هي في حياتها.. نعم هي سعيدة بخروجها للعمل وكثرة أصدقائها، وامتلاكها لمنزل خاص بها، ولكن هل سعادتها حقيقية؟ الواقع يثبت عكس ذلك. ولا ننس أن نتكلم أيضاً عن المرأة في الإتحاد الروسي السابق وهمومها الأعقد وطوابير الغذاء.. والمرأة الهندوسية وذوبان شخصيتها الي درجة قتلها عند موت زوجها.. والمرأة اليابانية العاملة في المجال الصناعي الشاق. الأخ حسن حسان أبردت جرحي.. ويا ليت قومي يعلمون. وكتبت لقاء: أعتقد أن الحوار إلي هنا لم يصل إلي درجة التضاد الممتنع عن التوفيق، أو قل بعبارة أدق وألطف (التقريب)، فمن الملاحظ أن آراء الأخوة الأعزاء تأثرت بالمشاهدات، فمن عاش في الغرب وعاين وضع المرأة، وسبر أغوار الحياة عندهم، تطبيقاً لقوله تعالي: قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ، خرج بنتيجة أن المرأة في الغرب أسوأ حالاً من المرأة في مجتمعاتنا العربية والإسلامية. ومن اعتمد علي ما يشاهد ويسمع ويقرأ في وسائل الإعلام عن المرأة الغربية، وعاين وضع المرأة في المجتمع العربي، خرج بنتيجة معاكسة للنظرة الأولي. طبعاً قد يكون الشخص عاش في المجتمع الغربي ويخلص إلي نتيجة من لم يعش هناك، ولكن الغالب هي المعادلة الأولي. والذي أود ذكره هو دور المعلومة في تشكيل الرأي دور مهم، لأنه تبتني عليها وجهة الرأي، فمن كانت عنده معلومات خالية من الزيف والمبالغة، فإنه سيكون الأكثر سداداً في رأيه.. لأننا نتحدّث عن تشخيص لواقع معين، ولا نؤسس لرؤية مبدئية. وفي موضوع المرأة الغربية بالذّات ينبغي أن لا نخادع أنفسنا بالمعلومات المغلوطة التي لا تعبّر عن الواقع، فالحقائق تشير إلي تدني وانحطاط المرأة الغربية علي المستوي الإجتماعي والخلقي، ولم تشهد بذلك المصادر العربية فحسب، بل ما نراه من أن الغرب نفسه يؤكد هذه الحقيقة بأكثر من طريقة، وفي أكثر من محفل! وإني لأستغرب من إنكار هذه الحقائق التي نادي بها أصحابها (وشهد شاهد من أهلها). أما علي المستوي العلمي فلا مجال للمقارنة، فإن المرأة الغربية فاقت العربية بكثير، وهذا الإعتراف لا ينبغي أن يغيظ أحداً، لأنه الواقع الذي نلامسه بالحس وأي شئ أكبر من ذلك. أما الأسباب التي لم تمكّن المرأة العربية من التفوق علي مثيلتها في الغرب فهي كثيرة، منها وأهمها المسألة الأمنية التي تمارسها الدول العربية في إجهاض القدرات الشعبية ليسهل انقيادهم.. وهذا سبب نتمني زواله في القريب العاجل، وزواله لا يكون إلا بزوال أهله. ومن الأسباب هو طبيعة وعي المجتمع بكفاءته، وانسياقه وراء الإستهلاكية، نتيجة مخططات القوي الإستعمارية. والسبب الأول المرأة العربية معذورة فيه، أما الثاني فليست كذلك، والمسؤولية علي جميع أفراد المجتمع، لأنه مرض عام يشمل جميع أفراد المجتمع المرأة والرجل علي حد سواء.. أما المرأة الغربية فليست معذورة بأي حال، لتمتعها بالحرية التي تجلعها تمارس ما ترتئي، والحال أنها لم تقدّر تلك الحرية وانساقت وراء شهواتها، وطوّعت نفسها وجسدها للأغراض المادية والهدّامة...الخ. وكتب المفكر العربي: فحذف المراقب مداخلته، ويبدو أنه أفحش كعادته، وكتب له المراقب: (هذه المشاركة حررت بواسطة معاصر في 15-07-2000). وكتب أبهاوي: الأخ الكريم فرقد.. تقول إن لديهم منهجاً، ودعني أضيف(ولديهم روح) والمنهج هو كما يقول الأخ الكريم العاملي (عندهم هامش من الحريه وإتاحة الفرصه للمرأه وفي هذا الهامش نبغت لديهم نساء). وأضيف الي ذلك: إن الأصل كما لايخفي يعود الي استقلال الرجل عن الضغوط الخارجيه التي أفضت بدورها الي استقلال المرأه معه، وهنا تكون العلاقه تعاونيه بعضهم أولياء بعض. أما لدينا فالحال يختلف، فإما استبداد الرجل بالمرأه، وإما العكس.. هذا هو المنهج! أما الروح أو الروحانية فهي موجوده علي نطاق واسع، يشهد بذلك عدد المسحيين الذي بلغ2000مليون نسمة، بينما المسلمين أقل من ذلك (حوالي 1000مليون) وهذا بالطبع يعود الي أسباب تاريخيه ليس هذا محل الافاضه فيها. ويشهد علي اتساع رقعة الروحانيه أيضاً انحسار ظاهرة المد الإلحادي الذي ظهر في القرن التاسع عشر، وهناك قرائن تؤكد أن الإنسان سوف يعود الي التدين مهما ابتعد عنه، فهو بحسب رؤية المنهج الظاهراتي في دراسة الأديان، نزعةٌ أصيلة عند الإنسان.. نهاية المطاف أقول: إننا العرب في حاجة الي التصالح مع المفاهيم الغربية وغير الغربية، التي تطالب بكرامة الإنسان مثل حقوق الإنسان (المرأه نصف)وحرية التعبير، واستقلال القضاء، وإقامة المجتمع المدني، الذي يقود الي الديموقراطية والإقتصاد النزيه غير البربري الأخرق..الخ. واقبل مني التحية. وكتب فرقد: وهذا خبر تطالعنا به صحيفة الرياض اليومية: (ربع الأمريكيات يتعرضن للعنف المنزلي! أفادت دراسة نشرها يوم السبت المعهد الوطني للعدالة أن العنف المنزلي في الولايات المتحدة يطال ربع النساء تقريباً خلال حياتهن! وأوضحت هذه الدراسة التي أجريت علي ثمانية آلاف امرأة وثمانية آلاف رجل أن نحو25% من النساء و7.5 % من الرجال يتعرضون مرة واحدة في حياتهم للإغتصاب إو الإعتداء الجسدي، من قبل الزوج (الحالي أو السابق) أو شريك الحياة! وذكر المعهد الوطني للعدالة أن قرابة 5،1% من النساء و0.9 % من الرجال الذين شملتهم الدراسة، أي ما يساوي 1.5 مليون امرأة و834732 رجلاً من مجمل السكان، تعرضوا لهذا النوع من العنف خلال الأشهر الـ 12 التي سبقت التحقيق. ومن جهة أخري، هناك ضحايا تعرضوا لأعمال عنف مرات عدة في السنة، فالنساء يتعرضن لمثل هذه الأعمال 4.9 ملايين مرة تقريباً، والرجال 2.9 مليون مرة في السنة!! وأخيراً، أشارت الدراسة الي أن 41.5% من النساء اللواتي يتعرضن للعنف الجسدي من قبل شريك حميم، أصبن بجروح خلال تعرضهن للإعتداء الأخير مقابل 19.9 % للرجال!!). لمن يري أن نساء الغرب يعشن في رغد من العيش يحسدن عليه! وكتب غشمره: الأخ فرقد: وهل تعتقد أن النساء في الشرق يعشن في وضع يحسدن عليه؟! وهلا نصحت جريدة الرياض بكتابة شئ من الإحصائيات المتوفرة بكثرة عندنا! ليتهم يشغلون أنفسهم بدعوات إصلاح أنفسهم والمجتمع الذي نعيش فيه، بدل الكتابة عن مشاكل الآخرين.. يا صديقي أول الأوهام هو أن نتصور أن المرأة في الشرق تعيش في وضع تحسد عليه، لو كانت كذلك لما تخلفنا أبداً، صدقني، وليتك تفهمني، نشوفك علي خير. وكتب المفكر العربي: خبرها يُزعِّلك قوي يافرقد.. الإحصائيه التي نشرتها الصحيفة الجزء الخاص بالإعتداء الجنسي من الزوج أو البوي فرند يعني أن الزوجة مارست الجنس إما عن غير رغبتها أو لم تكن بكامل وعيها نتيجه خمور أو خلافة.. وهذه مسائل خطيرة بالغرب، تتعلق بحريه المرأة الجنسية، ويعتبرون الممارسة الجنسية من الزوج في هذه الحاله اعتداء واغتصاباً، ويحق لها الشكوي، ويحقق معه وقد يدخل السجن لذلك. وضحكت جداً علي تعليقك، لأني قرأت الكتب الدينية وتفاسير القرطبي والجلالين والصحيحين، وفيها استحلال ووصف كيفية ممارسة الجنس مع الحائض والنافسة، وأحاديث كثيرة تفيد ذلك.. وهذا محرم ويدخل السجن لدي الغرب.. علاوة علي أمر النساء بتلبية طلب بعلهن لممارسه الجنس في أي وقت ولحظة الطلب نفسها، وإلا لعنتها الملائكه وتبوأت مقعدها من النار! علاوة علي الأحاديث الكثيرة عن فضل الزوج! ويذكرني بحديث يقول إن طبخت زوجة ثدييها أحدهما مقلي والآخر مشوي لزوجها، ما أوفته حقه في الإكرام! فأيهما أفضل: من يعتبر الزوجه قطعة من الأثاث يواقعها متي أراد وتكون 24 ساعه تحت الطلب، وإن رفضت نشزت وطلقت بدون نفقة؟ أم من يعتبر مواقعتها بغير رضاها من زوجها جريمة اغتصاب؟ هذا هو الفارق بين قيمة المرأة بالشرق والغرب.. أحكم أنت أنا راض بحكمك! ملحوظه هامة: إلحق إقرأ الرد بسرعة قبل ماينعصر بمعصرة أخونا معاصر!! وكتب فرقد: غشمرة: لماذا تصر علي بحث حال المرأة العربية في هذا الموضوع الذي عنونته -كما تري للتأكيد- "حرية المرأة الغربية"؟! أنا لا مانع لدي من فتح موضوع آخر يتكلم عن حال المرأة العربية، وبحث سوء حالها، ولدي في جعبتي مآس لا تحصي.. وأتمني أن يكون البحث مثمراً في معالجة حالها.. أقترح عليك أن تبدأ أنت في الموضوع، فأنا قد سئمت من الكتابة التي لم أعد أري أنها تثمر، وخاصة أن الردود قليلة ومعظمها يتخصص في مخالفة رأي الكاتب وإهمال صلب الموضوع! المفكر العربي: وأنا أقرأ لك كان في مخيلتي أبهاوي ثم انتبهت أنه أنت.. المرأة الغربية تتمني من زوجها العنين ذو الخليلات أن يأتيها وستكون في غاية السعادة، ولن تشتكيه بل ستقبل رجليه الثنتين.. علي الرغم من الحرية الجنسية في الغرب وخاصة في أمريكا نجد أن إحصائياتهم تثبت أن حالات الإغتصاب لا يستهان بعددها، ولدي مراجع تثبت لك ذلك لو أردت... وابحث في الإنترنت في ياهوو مثلاً عن كلمة sex abuse، child abuse وستجد المواقع تلو المواقع تتكلم عن الإغتصاب الجنسي للأطفال والنساء هناك. وما حادثة حديقة نيويورك عنا ببعيد.. بالنسبة لما ذكرته عن إتيان الحائض والنفساء فلعلك (......) أو أنك تعيش في بلاد هونولولو، ولا تدري شيئاً عن الإسلام، ففعل ذلك من أشد المحرمات في القرآن الكريم. وأما عن طاعة المرأة لزوجها في الجماع فهذا له مبحث طويل.. فمن المعروف أن الزواج إنما كان لإعفاف الطرفين الزوج والزوجة، وامتناع أحدهما يؤدي الي عواقب وخيمة لدي الآخر.. من ذلك تفشي الزني.. والإسلام حمي حقوق الطرفين، وللزوجة في هذا الموضوع شأن أيضاً، فمن ناحية بيولوجية بحته لا تستطيع أصلاً البدأ بالعملية الجنسية، لذلك لا يوجد حديث يأمر الزوج بالإمتثال لطلب الزوجة للجماع، ولكن هنا الآيات الكثيرة والأحاديث الكثيرة التي تنهي الزوج عن عدم تعليق الزوجة-عدم إتيانها عمداً لمدة طويلة-وعدم ظهارها وإحسان عشرتها بالمعروف.. وقولك طبخت ثديها مقلي ومشوي!! خليت بدني يقشعر هداك الله! وبعد ساعة موعد الغذاء! لا أدري من أي مرجع أتيت به!!. الظاهر أن أحداً سلطك علينا للتشويش علي المحطات! نشوي: وبعدين؟ نحن تصالحنا! ماذا يعجبك في هذا المفكر غير العربي؟! وكتب غشمره: الأخ المفكر العربي: هل أوصلتك ثقافتك الي الصدر المقلي والصدر المشوي! ورد في العهد القديم أن نبياً من الأنبياء راود بناته عن أنفسهن (المسلمون يكذبون هذه القصة لأنهم أكثر احتراماً للأنبياء عليهم السلام)! هل تعتقد أن في هذا مبرراً للقول بأن المسيحية تبيح زنا المحارم؟! هذا يشبة تأويلك الغريب للمعاشرة الزوجية في حالتي الحيض والنفاس.. جميع الأديان السماوية تحرم الإغتصاب، ومن حق الزوجة أن تطلب الطلاق إن أساء اليها زوجها مادياً ومعنوياً، كنت أظن أنك تعرف ذلك، أكره أن يتحول الأمر الي مقارنة بين الأديان في هذا المجال، كما تحاول أن تفعل، لكن ثق أنك إن فعلت وراجعت كتابك المقدس والتعابير الجنسية الصريحة فيه، فستتراجع عن هذه المحاولة، ليتك تبتعد قليلاً عن هذه الطائفية الدينية، وتلتفت الي العقل وحده، نشوفك علي خير، وكتب حسن حسان: المدعو " المفكر العربي".. بشطب النقطة التي علي الفاء.. تقول إنك قرأت كتباً إسلامية وتفاسير للجلالين والصحيحين.. لا أريد أن أقول لك كذبت، حيث أن لفظ كذبت يأتي بمعني أخطأت عند أهل الحجاز، وبذلك سوف نحسن الظن فيك، وهذا ليس من شيم العقلاء! أقول إن كنت صادقاً في الذي ذكرته فأورده هنا لنعلم صدقك من خطئك أو كذبك! فمن الأمور المعلومة بالدين بالضرورة عند المسلم أن الحائض والنفساء لا يجوز مجامعتها، وهذا أمر يعلمه المسلم العامي والعالم، فاذكر لي حديثاً واحداً. ثانياً: والإفك التي أتيت به وهو أنه يوجد حديث طبخ الثدي! تريد أن تناقش مسلماً، ناقشه فقط في أصل الدين لا في فروعه.. نحن المسلمون لدينا كتاب واحد نجتمع عليه لا يخالفه إلي كافر، وأنتم يوجد لديكم30000 ألف نسخة للكتاب المقدس مختلفة.. فأي النسخ تتبع أنت حتي أناقشك في دينك إذا أحببت أن تناقش(قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين). العلمانية:- هي حقك في أن تعاقب نفسك لا أن تعاقب غيرك وفي أن تحرّم علي نفسك، لا أن تحرّم علي غيرك. وكتبت لقاء: إخوتي الأعزاء لا يستثيركم الأخ المفكر العربي.. فكلنا وإياه نعلم كل العلم ما تعانيه المرأة الغربية، وما عندنا من معلومات لم نأت بها من جيبنا بل من عند أنفسهم أي (الغرب)! فهذا الغرب كل الغرب ينادي ويندب وضعه الإجتماعي، فمظاهرة هنا ومظاهرة هناك، وأقلاماً ومفكرون، وساسة، ونساء وجمعيات خيرية وما إلي ذلك تدعو لإعادة النظر في الأسرة الغربية، وحال المرأة.. إخوتي مهما جئتم بإحصائيات عن وضع المرأة في الغرب التي وصلت لدرجة أن أكثر من 20% من الفتيات اللاتي لم يبلغن سن البلوغ يتعرضّن لفض البكارة في أمريكا.. فلن يقبل بها المفكر العربي، وسيقول إن في بلادنا ما هو أعظم مما لا يكتب، فهذه حيلة العاجز.. هداك الله،، وكتب المفكر العربي: الصراحه دائماً موجعة.. والبادي أظلم، فلا تبدأ ثم تنوح. فما خفي كان أعظم وكل ما كتبته موثق بالسطر والصفحة.. كف لسانك يكف الآخرون لسانهم.. ومن منكم بلا خطيئة فليرمها بأول حجر. وكتب فرقد: المفكر العربي.. منهج المسلمين منهج واضح وصريح، بيتنا أشد صلابة من الفولاذ، بناه المصطفي البشير، لا نخشي عليه من حجارتك، فاضرب كما تشاء.. بشرط أن لا تضرب شخوصاً تصنعها أنت بنفسك وتسميها إسلام! نحن لا نخجل من عرض ديننا الحنيف، أخرج لنا من كتابنا القرآن ماشئت ومن صحيح النقول عن النبي محمد ماشئت، لنحاورك،، ديننا هو العروة الوثقي: فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَي.. إقرأ وانظر ما يصنع أبناء ملتك من إفساد في الأرض: http://www.hajr.com/hajr-html/Forum3/HTML/004423.html هل تستطيع أن ترد علي ذلك؟! تم الكتاب، والحمد لله رب العالمين

تعريف مرکز القائمیة باصفهان للتحریات الکمبیوتریة

جاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ في سَبيلِ اللَّهِ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (التوبة/41).
قالَ الإمامُ علیّ ُبنُ موسَی الرِّضا – علـَیهِ السَّلامُ: رَحِمَ اللّهُ عَبْداً أحْيَا أمْرَنَا... َ يَتَعَلَّمُ عُلُومَنَا وَ يُعَلِّمُهَا النَّاسَ؛ فَإِنَّ النَّاسَ لَوْ عَلِمُوا مَحَاسِنَ كَلَامِنَا لَاتَّبَعُونَا... (بَــنـادِرُ البـِحـار – فی تلخیص بحـار الأنوار، للعلاّمة فیض الاسلام، ص 159؛ عُیونُ أخبارِ الرِّضا(ع)، الشـَّیخ الصَّدوق، الباب28، ج1/ ص307).
مؤسّس مُجتمَع "القائمیّة" الثـَّقافیّ بأصبَهانَ – إیرانَ: الشهید آیة الله "الشمس آباذی" – رَحِمَهُ اللهُ – کان أحداً من جَهابـِذة هذه المدینة، الذی قدِ اشتهَرَ بشَعَفِهِ بأهل بَیت النبیّ (صلواتُ اللهِ علـَیهـِم) و لاسیَّما بحضرة الإمام علیّ بن موسَی الرِّضا (علیه السّلام) و بـِساحة صاحِب الزّمان (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرجَهُ الشَّریفَ)؛ و لهذا أسّس مع نظره و درایته، فی سَنـَةِ 1340 الهجریّة الشمسیّة (=1380 الهجریّة القمریّة)، مؤسَّسة ًو طریقة ًلم یـَنطـَفِئ مِصباحُها، بل تـُتـَّبَع بأقوَی و أحسَنِ مَوقِفٍ کلَّ یومٍ.
مرکز "القائمیّة" للتحرِّی الحاسوبیّ – بأصبَهانَ، إیرانَ – قد ابتدَأَ أنشِطتَهُ من سَنـَةِ 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریّة القمریّة) تحتَ عنایة سماحة آیة الله الحاجّ السیّد حسن الإمامیّ – دامَ عِزّهُ – و مع مساعَدَةِ جمع ٍمن خِرّیجی الحوزات العلمیّة و طلاب الجوامع، باللیل و النهار، فی مجالاتٍ شتـَّی: دینیّة، ثقافیّة و علمیّة...
الأهداف: الدّفاع عن ساحة الشیعة و تبسیط ثـَقافة الثـَّقـَلـَین (کتاب الله و اهل البیت علیهـِمُ السَّلامُ) و معارفهما، تعزیز دوافع الشـَّباب و عموم الناس إلی التـَّحَرِّی الأدَقّ للمسائل الدّینیّة، تخلیف المطالب النـّافعة – مکانَ البَلاتیثِ المبتذلة أو الرّدیئة – فی المحامیل (=الهواتف المنقولة) و الحواسیب (=الأجهزة الکمبیوتریّة)، تمهید أرضیّةٍ واسعةٍ جامعةٍ ثـَقافیّةٍ علی أساس معارف القرآن و أهل البیت –علیهم السّلام – بباعث نشر المعارف، خدمات للمحققین و الطـّلاّب، توسعة ثقافة القراءة و إغناء أوقات فراغة هُواةِ برامِج العلوم الإسلامیّة، إنالة المنابع اللازمة لتسهیل رفع الإبهام و الشـّـُبُهات المنتشرة فی الجامعة، و...
- مِنها العَدالة الاجتماعیّة: التی یُمکِن نشرها و بثـّها بالأجهزة الحدیثة متصاعدة ً، علی أنـّه یُمکِن تسریعُ إبراز المَرافِق و التسهیلاتِ – فی آکناف البلد - و نشرِ الثـَّقافةِ الاسلامیّة و الإیرانیّة – فی أنحاء العالـَم - مِن جـِهةٍ اُخرَی.
- من الأنشطة الواسعة للمرکز:
الف) طبع و نشر عشراتِ عنوانِ کتبٍ، کتیبة، نشرة شهریّة، مع إقامة مسابقات القِراءة
ب) إنتاجُ مئات أجهزةٍ تحقیقیّة و مکتبیة، قابلة للتشغیل فی الحاسوب و المحمول
ج) إنتاج المَعارض ثـّـُلاثیّةِ الأبعاد، المنظر الشامل (= بانوراما)، الرّسوم المتحرّکة و... الأماکن الدینیّة، السیاحیّة و...
د) إبداع الموقع الانترنتی "القائمیّة" www.Ghaemiyeh.com و عدّة مَواقِعَ اُخـَرَ
ه) إنتاج المُنتـَجات العرضیّة، الخـَطابات و... للعرض فی القنوات القمریّة
و) الإطلاق و الدَّعم العلمیّ لنظام إجابة الأسئلة الشرعیّة، الاخلاقیّة و الاعتقادیّة (الهاتف: 00983112350524)
ز) ترسیم النظام التلقائیّ و الیدویّ للبلوتوث، ویب کشک، و الرّسائل القصیرة SMS
ح) التعاون الفخریّ مع عشراتِ مراکزَ طبیعیّة و اعتباریّة، منها بیوت الآیات العِظام، الحوزات العلمیّة، الجوامع، الأماکن الدینیّة کمسجد جَمکرانَ و...
ط) إقامة المؤتمَرات، و تنفیذ مشروع "ما قبلَ المدرسة" الخاصّ بالأطفال و الأحداث المُشارِکین فی الجلسة
ی) إقامة دورات تعلیمیّة عمومیّة و دورات تربیة المربّـِی (حضوراً و افتراضاً) طیلة السَّنـَة
المکتب الرّئیسیّ: إیران/أصبهان/ شارع"مسجد سیّد"/ ما بینَ شارع"پنج رَمَضان" ومُفترَق"وفائی"/بنایة"القائمیّة"
تاریخ التأسیس: 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریة القمریّة)
رقم التسجیل: 2373
الهویّة الوطنیّة: 10860152026
الموقع: www.ghaemiyeh.com
البرید الالکترونی: Info@ghaemiyeh.com
المَتجَر الانترنتی: www.eslamshop.com
الهاتف: 25-2357023- (0098311)
الفاکس: 2357022 (0311)
مکتب طهرانَ 88318722 (021)
التـِّجاریّة و المَبیعات 09132000109
امور المستخدمین 2333045(0311)
ملاحَظة هامّة:
المیزانیّة الحالیّة لهذا المرکز، شـَعبیّة، تبرّعیّة، غیر حکومیّة، و غیر ربحیّة، اقتـُنِیَت باهتمام جمع من الخیّرین؛ لکنـَّها لا تـُوافِی الحجمَ المتزاید و المتـَّسِعَ للامور الدّینیّة و العلمیّة الحالیّة و مشاریع التوسعة الثـَّقافیّة؛ لهذا فقد ترجَّی هذا المرکزُ صاحِبَ هذا البیتِ (المُسمَّی بالقائمیّة) و مع ذلک، یرجو مِن جانب سماحة بقیّة الله الأعظم (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرَجَهُ الشَّریفَ) أن یُوفـِّقَ الکلَّ توفیقاً متزائداً لِإعانتهم - فی حدّ التـّمکـّن لکلّ احدٍ منهم – إیّانا فی هذا الأمر العظیم؛ إن شاءَ اللهُ تعالی؛ و اللهُ ولیّ التوفیق.